التحبیر فِي عِلم التفسیر للسيوطي

هوية الکتاب

التحبیر فِي عِلم التفسیر

للسيوطي المتوفي سنة 911 ه

حققه وقَدم لَهُ وَوَضَع فهارسه الدكتور فتحي عبد القادر فريد الأستاذ المساعد بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر

دار العلوم

للطباعة والنشر

1402 ه - 1982 م

محرر الرقمي: فائزه مرتضایي

ص: 1

اشارة

بسم الله الرحمن الرحيم

ص: 2

التحبیر في علم التفسیر

للسیوطي

المتوفي سنه 911 ه.

حَقّقه وَقَدّم لَه وَوَضَع فهَارِسه

الدّکتور فتحي عَبد القَادر فرید الأستَاذ المسَاعِد بکلیَّة اللّغَة العَرَبَیَّة جَامِعَة الأزهَر

للطباعة والنشر

1402 ه = 1982 م

ص: 3

جميع حقوق هذه الطبعة محفوظة لدار العلوم للطباعة والنشر

ص. ب. 1050 - هاتف 4777121 الرياض - المملكة العربية السعودية

الطبعة الأولى 1403 ه - 1984 م

ص: 4

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة

الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على إمام المرسلين وخاتم النبيين سيدنا محمد الذي أيَّده الله بالقرآن ليخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد.

وبعد؛

فأشكرُ الله على أن أعانني على تقديم هذا الكتاب محقَّقاً لأوَّل مرَّة إلى مكتبة الدراسات القرآنية بصفة عامة وإلى مكتبة عالِمٍ الإسلام والعربية بصفة خاصة: جلال الدين السيوطي - راجياً أن ينتفع به المسلمون في المشارق والمغارب، ومُلْتمِساً به عفوَ ربِّي ورضاه وتوفيقي ما حَييت لخدمة دينه وقرآنه «وما توفيقي إلَّا بالله عليه توكَّلت وإليه أنيب».

ص: 5

مؤلف الکتاب

السيوطي:

(اسمه - شيوخه و دراساته - مؤلفاته)

اسمه:

تحدّث المؤلف عن نفسه في كل من كتابيه: حسن المحاضرة، والتحدث بنعمة الله، واسمِّه كما ورد في الكتابين: عبد الرحمن بن الكمال أبي بکر بن محمد بن سابق الدين بن الفخر عثمان بن ناظر الدين محمد بن سيف الدين خضر بن نجم الدين أبي الصلاح أيوب بن ناصر أبي بكر بن الدين محمد بن الشيخ همام الدين الهمام الخضيريّ الأسيوطيّ(1).

وعن السيوطي أو الأسيوطي يقول: كان الوالد يكتب في نسبه «السيوطي» وغيره يكتب «الأسيوطي» وينكر كتابة الوالد، ولا إنكار، بل كلا الأمرين صحيح، والذي تحرَّر لي بعد مراجعة كتب اللغة ومعاجم البلدان الحفَّاظ والأدباء وغيرهم أن في سيوط خمسَ لغات: أسْيوط بضمِّ ومجاميع الهمزة وفتحها، وسُيوط بتثليث السين(2).

وكانت ولادته بعد المغرب ليلة الأحد مستهلّ رجب سنة 849 ه(3).

شيوخه و دراساته:

تلقى السيوطي العلم على عدد كبير من الشيوخ في زمانه، وقد أفرد أحدَ مؤلَّفاتِه(4) للحديث عن هؤلاء الشيوخ الذين بلغ عددهم على حد

ص: 6


1- حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة 1: 335. تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، ط أولى، الحلبي 1387 ه= 1967 م
2- التحدُّث بنعمة الله للسيوطي. تحقيق اليزابيث ماري سارتين - المطبعة العربية الحديثة بمصير ص 12
3- المرجع السابق: 33
4- تحدَّث عنه في حسن المحاضرة وهو: مُعْجم شيوخي الكبير ويسمي: حاطب ليل وجارف سبيل 1: 344

قوله نحو ستمائة، وكان السيوطي من بيت علم إذ كان والده يختم القرآن في كل أسبوع مرة، وخُتِم له بالشهادة، وكذلك كان غالِبٌ إخوتِه وأولاده(1).

وقد حفظ السّيوطي القرآن وهو دون الثمانية، وحفظ عدداً أمهات الكتب في علوم الدين والعربية ومن شيوخه: الشيخ «شهاب الدين الشارِ مْساحي» الذي أخذ عنه «الفرائض»، وعلّم الدِّين البُلقيني الذي أخذ عنه الفقه واستعان بكتاب أخيه «جلال الدين» مواقع العلوم من مواقع النجوم» إلى مدى بعيد في تأليف كتابه هذا «التحبير».

كما أخذ الحديث والعربية عن «تقيّ الدّين الشبلي»، وأخذ التفسير والأصول والمعاني عن الشيخ: محيي الدين الكافيجي(2) الذي لازمه أربعَ عشرة سنة، وقرأ دروساً عديدة في الكشاف والتوضيح وتلخيص المفتاح على «سيف الدين الحنفي»(3).

كتبه:

تحدّث السيوطي في «حسن المحاضرة» عن فنون المعرفة التي ألف فيها وهي: التفسير وتعلقاته، والقراءات - والحديث وتعلقاته - والدعوات والأذكار - والفقه وتعلقاته - وفن الأصول والتصوّف - وفن العربية وتعلقاته - وفن التاريخ والأدب. وقد ذكر السيوطي أسماء الكتب التي ألّفها في هذه الفنون وأنها بلغت ثلاثمائة كتاب سوى ما غسله ورجع عنه(4).

ص: 7


1- المرجع السابق، ص 10 وما بعدها
2- عُرف بالكافيجي لكثرة اشتغاله بالكافية في النحو. وقد توفي سنة 879 ه. بغية الوُعاة 1: 117
3- اقرأ: حسن المحاضرة 1: 336 وما بعدها
4- المرجع السابق 1: 339 وما بعدها وقد رُزِق السّيوطي التَّبحُّر في علوم التفسير، والحديث، والفقه، والنحو، والمعاني، والبيان، والبديع، وأصول الفقه، والجَدَل، والتصريف، والإنشاء، والترسُّل، والفرائض، والقراءات. حسن المحاضرة 1: 338

وتشكَّك كثير من الدارسين قديماً وحديثاً في مقدرة السيوطي على تأليف هذا العدد الكبير من الكتب.

ورأى بعضهم أن في ذلك مبالغةً وإسرَافاً، كما ادَّعى البعض أن کثیراً من هذه المؤلفات قد كان لعدد من الشيوخ ادَّعاها السّيوطي لنفسه، أو أنه قد استولى على بعض المكتبات ونسبها لنفسه(1).

ودافع بعض الباحثين والدارسين عن السيوطي ورأوا أنه ليس غريباً أن يكون للسيوطي هذا العدد من الكتب! فقد نسب المؤرخون والمترجمون البعض العلماء والأدباء مثل هذا العدد أو قريباً منه، وأن كثيراً من كتب السّيوطي التي تحدَّث عنها كانت صغيرة الحجم على هيئة مقالات، ويؤكد ذلك كتابه «الحاوي للفتاوي» في الفقه، وعلوم التفسير، والحديث، والأصول والنحو، وسائر الفنون - وتضم الفتاوي التي أوردها السيوطي في هذا الكتاب عدداً كبيراً الكتب التي ذكرها في كتابه: «حسن المحاضرة» فلا يبعُد إذاً صحَّة ما نُسب إليه من الكتب(2).

وأضيفُ إلى ما سبق أني عثرت في قسم المخطوطات بدار الكتب المصرية على كتيِّب صغير الحجم يشتمل على عدة موضوعاتٍ في علوم مختلفة كل موضوع منها في حدود أربع صفحاتٍ أو يزيد قليلًا(3)، فنقلت أحد هذه الموضوعات وعنوانه: «فتح الجليل للعبد الذليل»(4) ويتحدّث فيه السيوطي عن الفنون البديعية في قول الله تعالى: «اللهُ

ص: 8


1- اقرأ مقدمة: معترك الأقران في إعجاز القرآن. تحقيق: علي البجاوي ص ط وما بعدها، ومقدمة الإتقان تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم ط أولي 5/1 وما بعدها
2- انظر صي من معترك الأقران، ج 1
3- تحت عنوان: مجموعات للسّيوطي
4- أضفتها إلى كتابي «البديع» دار الطباعة المحمدية، ط أولى، 1978 م

وَليُّ الَّذِينَ ءَامَنُوا يُخْرِجُهُمْ من الظُّلُمتِ إلى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنْ النُّورِ إلى الظُّلمتِ أُولَئِكَ أَصْحَبُ النَّارِ هُمْ فِيها خَالِدُونَ»(1)، وقد وَجَدت من بين الكتب التي ذكرها السيوطي في «حسن المحاضرة» الموضوع السابق(2)، فإذا كان السّيوطي يطلق على عدد محدودٍ مِن الصَّفَحَاتِ كتاباً فليس غريباً أن يكون ما ذكره من كُتبٍ لَهُ بل أكثرُ منها.

وقد اعترف السّيوطيُّ نفسه بأن عدداً قليلاً من هذا الكم الكبير هو الذي يصِحُّ تسميته بالكُتب وهي الكتب التي جاءت فريدة في موضوعاتها وكبيرة في أحجامها، وأن عدداً كبيراً منها ليس أهلاً لذلك مما جاءَ في كرَّاس أو فوقه أو دونه، وممَّا كان عملُه فيها لا يزيد عن النقل والرّواية، ومما بدأه ولم يُكمله، وممَّا عزم على المضيّ فيه ثم حيل بينه وبين ذلك.

أجل! إن كثيراً مَّمن تشكَّكُوا في كثرة مؤلفات السّيوطي هم الذين وقفوا على مؤلَّفاتِه في كتابه: «حسن المحاضرة» فحسِبُوا كلَّ هذه العناوين مؤلَّفاتٍ مثل: الإتقان، والمُزهِر، وحسن المحاضرة وغيرها من مؤلَّفات السّيوطي المطبوعة فأقبلوا شاكين ومنكرين.

لكنَّ من يقرأ السّيوطيّ في كتابه: «التحدُّث بنعمة الله» لا يخالجه أدنى شكٍّ فيما ذكره ونسبه لنفسه من الكتب، إذ صنَّف السّيوطيُّ مؤلَّفاتِه ولم يُطلِق القول عليها كما في «حُسْن المُحَاضَرة».

لقد قسَّم السيوطي في كتابه «التحدُّث بنعمة الله» كُتَبه سبعة أقسام(3):

ص: 9


1- البقرة: 257
2- فتح الجليل للعبد الذليل
3- التحدُّث بنعمة الله للسيوطي ص 105 وما بعدها

1 - قِسْم ادَّعى فيه التفرُّد، وأنه لا نظير له، وعدد كتبه ثمانية عشر مؤلَّفاً منها: الإتقان في علوم القرآن - وبغية الوعاة، وغير ذلك.

2 - وقِسْم أَلّفَ ما يُناظِره، وهو ما تَمَّ أَوْ كُتِبَ منْه قطعة صالحة من الكتب المعتبَرة التي تبلغ مجلَّداً وفوقه ودونه، وعدد مصنّفات هذا القِسْم خَمسُون مُصَنِّفاً مِنهْا: تكملة تفسير الشيخ جلال الدين المحلّي أوّل البقرة إلى آخر الإسراء، وطبقات الحفّاظ، وطبقات المفسّرين وعقود الجُمان، وحسن المحاضرة، وغيرها.

3 - وقِسْم صغير الحجم من كرَّاسين إلى عشرة، وكُتُبه تامّة، وعددها: سبعون منها: التحبير في عُلُوم التَّفْسير(1)، مُعْتركَ الأقْران في مشترك القرآن(2)، وغير ذلك.

4 - وقِسْم وقع في كُرَّاسٍ ونحوه، وعدده مائةُ مُؤَلَّفٍ منها: مراصدُ المطالِع في تناسِّبِ المقاطع والمطالِع، والجمع والتفريق بين الأنواع البديعية، وغير ذلك.

5 - وقِسْم ألِّف في واقعاتِ الفتاوَي من كُرَّاسٍ وفوقه ودونه وعدده ثمانُون مؤلَّفاً منهْا: القوْلُ الفصيح في تعيين الذبيح، والمصابيح في صلاة التراويح، وغير ذلك.

6 - وقِسْم لا يَعْتَدُ السَّيُوطِيُّ به، لأن اعتناءَه فيه كان بالرّواية المحضة وقد ألَّف معظم كتب هذا القسم في زمَن السمَّاع والدراسة ومن كتبه:

ص: 10


1- وهو هذا الكتاب الذي يراه الدَّارسون للمرَّة الأولى
2- هذا اسم الكتاب كما ورد في: «حسن المحاضرة» و«التحدث بنعمة الله» لكن محقق الكتاب أطلق عليه: «معترك الأقران في إعجاز القرآن» ذاكِراً أن ذلك هو اسم الكتاب في المخطوطتين اللتين اعتمد عليهما في تحقيقه - انظر: ص: ف من: معترك الأقران، تحقيق: علي البجاوي

المعجَم الكبير لشيوخه، المنتقى من تفسير ابن أبي حاتم، والمنتقى من تفسير الفريابي، والمنتقى من سنن البيهقي وغيرها.

7 - وقِسْم كان قد شرَع فيه ولم يكتب منه إلا القليل، ومنه: مجمع البحرين ومطلع البدرين في التفسير، نُكَت على تلخيص المفتاح، طبقات الأصوليين، وغيرها..

وهكذا بالنظر في التصنيف السابق الذي يُعَدُّ مُلخَّصاً لتصنيف السّيوطي لكتبه في كتابه: «التحدُّث بنعمة الله» نتبينّ أنّ كثيراً من أسماء كتبه التي أوردها في «حسن المحاضرة» على هيئة مقالاتٍ في صفحاتٍ معدودة، وعدداً منها على هيئة فتاوي، وعدداً ألَّفه في مرحلة الدِّراسة ولا يعتدّ به، وعدداً لم يُتمّه، وبطرح هذه الأعداد من جملة ما عدَّه السّيوطي وهو ثلاثمائة أو أكثر لا يتبقّى إلّا قدر محدود من الكُتبِ القيّمة التى اعتدَّ بها السّيوطيّ، ولا تبقى ذرَّة من شك في كونها له، وأنَّه صاحبُها.

وفاته:

لقد توفي السيوطي في سنة 911 ه، وله من العمر إحدى وستون سنة بعد حياةٍ حافلة بخدمة الإسلام والعربية فجزاه الله خير الجزاء، ووفق المسلمين للانتفاع بعلمه.

الباعث له على تأليف «التحبير»:

تحدث «السيوطي» في الصفحات الأولى من كتابه: «التَّحبير» بإيجاز عن الباعث له على تأليفه - كما تحدث في الصفحات الأولى من كتابه: «الإتقان في علوم القرآن» عن الباعث له على تأليف كلٍّ من الكتابين: «التحبير» و«الإتقان»(1).

وبالنظر في مقدمة كل من كتابيه السابقين يمكننا أن نتبين سرّ تأليفه لكتاب «التحبير».

ص: 11


1- اقرأ الصفحات الأولى من الإتقان 1: 10 وما بعدها، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم

فإن «السيوطي» عندما فكَّر في تأليف كتابه هذا، لم يُصادف من كُتُب في علوم القرآن إلّا كتابَينْ: أوَّلهُما لشيخه: أبي عبد الله محيي الدين الكافيجي، وثانيهما للإمام جلال الدين عبد الرحمن بن رسلان العسقلاني أحد علماء الحديث بمصر والمتوفي بها سنة 824 ه(1)، ویعرف الكتاب: «بمواقع العلوم من مواقع النجوم».

وقد قرأ السيوطي الكتابين السابقين، وأخذ على أوّلهما إيجازه واختصاره وعدم شفائه لغليله، وأثنى على حسن جمع الثاني وجودة تركيبه، فألّف كتابه «التحبير في علم التفسير»(2) مشتملًا على الأنواع التي وردت في «مواقع العلوم...».

وأضاف إليها أنواعاً لا بدّ من معرفتها وبعد أن ألّف السيوطي كتابه «التحبير في علوم التفسير» تراءى له أن يبسط الكلام في أنواعه، وأن يضيف إليه من الفوائد والمعلومات ما يجعله وافياً - فعثر على كتاب الشيخ: «بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي -(3) وهو: «البرهان في

ص: 12


1- وهو جلال الدين البُلقيني أخو علم الدين البلقيني
2- سماه في مقدمة الإتقان وفي حسن المحاضرة، والتحدث بنعمة الله «والتحبير في علوم التفسير». وفي المخطوطتين: أ، ب: «التحبير في علم التفسير». انظر الإتقان 6:1، وحسن المحاضرة 1: 339، والتحدث بنعمة الله، ص 111
3- ولد بالقاهرة سنة 745 ه، وألف في الحديث والفقه الشافعي والأصول، وتوفي سنة 794 ه. حسن المحاضرة: 1 - 185، وكتابه «البرهان» يعد أوّل كتاب صنف مستقلاً في علوم القرآن، حيث جمع فيه عُصارة أقوال المتقدمين، وصفوة آراء العلماء المحققين، وجعله في سبعة وأربعين باباً. انظر مقدمة الإتقان 1: 7

علوم القرآن» وقرأه وسر به كثيراً - ودفعه هذا الكتاب للمضي في تأليف الكتاب الذي فكّر فيه ليكون بسطاً لما أجمله «التحبير» وتوضيحاً لما أبهمه - فكان كتابه «الإتقان» الذي وضع ليكون أكثر من «تحبيره» بسطا وتوضيحاً، وأدقّ من «برهان الزركشي» تنسيقاً وترتيباً.

ومما تقدم نتبين ما يلي:

1 - أن كتابي: «التحبير في علوم التفسير» و «الإتقان في علوم القرآن» كلاهما للحافظ السيوطي، وأن الأول أقدم تأليفاً من الثاني، كما أن الثاني ألّف ليكون بسطاً للأول. أما موضوعات الكتابين فإنها متقاربة مع بعض الاختلاف(1).

2 - أن كتاب «التحبير في علوم التفسير» اشتمل على الأنواع التي وردت بكتاب «مواقع العلوم من مواقع النجوم»، مضافاً إليها زيادات السيوطي التي ينبِّه عليها في مواطن كثيرة من الكتاب.

3 - أن كتاب: «البرهان في علوم القرآن» للزركشي، تمّ تأليفه قبل «التحبير» و«الإتقان» وإنه يتفق معهما في كثير من الموضوعات.

4 - على الرغم من مجيء «التحبير» موجزاً و«الإتقان» مبسوطاً فإنه لا يمكن الاستغناء بأحدهما عن الآخر، فقد اشتمل «التحبير» مع وجازته على أمورٍ لم يذكرها «الإتقان» كما يتضح ذلك من خلال التحقيق.

ص: 13


1- وهناك للسّيوطي كتابٌ ثالثٌ مطبوع في علوم القرآن غير الكتابين السابقين: التحبير، والإتقان. وهو كتاب معترك الأقران في إعجاز القرآن. وقد أفرده للحديث عن إعجاز القرآن في خمسة وثلاثين وجهاً، وقد اشتمل علي كثير ممَّا جاء في الكتابين السابقين لذا انتفعنا به مع الإتقان في كثير من مراجعة الموضوعات الغامضة والمجملة. انظر: معترك الأقران، تحقيق: علي البجاوي

أما منهجه في تأليف «التحبير»، فإنه يتمثّل في تسمية النوع الذي يتحدث عنه، وذكر أهم الكتب التي تناولته، وتوضيح أقربها إلى الإجادة والإفادة، ثم بيان أهمية النوع في تدبّر القرآن وتفهُّم معانيه، والاستشهاد على كل ما يقوله بالقرآن الكريم وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم، وأقوال العلماء وإبداء رأيه في كثير من الأحيان.

أهمية كتاب «التحبير»

يعدّ هذا الكتاب مرجعاً مفيداً لدارسي القرآن وعلومه، حيث يشتمل على معلومات كثيرة ومتنوعة في علوم: التفسير والحديث والقراءات واللغة والبلاغة وغيرها.

ويبدو ذلك جليّاً من خلال الكتب التي رجع إليها السيوطي وانتفع بها في تأليفه لهذا الكتاب والتي ذكرها في ثنايا الكتاب.

فمن الكتب النقلية:

تفسير ابن جرير الطبري، وابن أبي حاتم، وابن مردويه وأبي الشيخ، ابن حِبَّان، والفِريابي، وعبد الرزاق، والحاكم وهو جزء من مستدركه - وتفسير الحافظ ابن كثير، وفضائل القرآن لأبي عبيد، والمصاحف لابن أبي داود، والرد على من خالف مصحف عثمان لأبي بكر بن الأنباري - والتبيان في آداب حملة القرآن للنووي، وشرح البخاري لابن حجر.

ومن تفاسير غير المحدّثين:

الكشاف، وحاشيته للطِّيبي، وتفسير الرازي، والأصبهاني، والحُوفي وأبي حيان، وابن عطية، والواحدي، والكواشي، والماوردي، وإمام الحرمين، وأمالي الرافعي على الفاتحة.

ومن جوامع الحديث والمسانيد ما لا يحصى.

ص: 14

ومن كتب القراءات وتعلقات الأداء:

جمال القُرَّاء للسخاوي، والنشر في القراءات العشر لابن الجزري - والوقف والابتداء لابن الأنباري والدَّاني.

ومن كتب اللغات والغريب والعربية والإعراب:

مفردات القرآن للراغب - غريب القرآن لابن قتيبة - شرح التسهيل والارتشاف لأبي حيان - اللغات التي نزل بها القرآن لأبي عبيد القاسم ابن سلام - الغرائب والعجائب للكِرماني.

ومن كتب الأحكام وتعلقاتها:

الناسخ والمنسوخ لابن الحصَّار ولابن العربي، ولأبي عُبيد القاسم ابن سلَّام - والإِمام في أدلَّة الأحكام للشيخ: عز الدين بن عبد السلام.

ومن كتب البلاغة والإِعجاز:

بيان إعجاز القرآن للخطابي، والنكت في إعجاز القرآن للرماني، وإعجاز القرآن للباقلاني، ودلائل الإعجاز لعبد القاهر، وسرّ الفصاحة لا بن سنان الخفاجي، ونهاية الإيجاز في دراية الإعجاز للرازي، والتبيان في علم البيان لا بن الزَّملْكاني ، ومجاز القرآن للعز بن عبد السلام - وبديع القرآن لابن أبي الإِصبع، والأقصى القريب للتنوخي، والمثل السائل لابن الأثير، ومنهاج البلغاء لحازم القرطاجني، والمصباح لبدر الدين بن مالك، والتبيان للطِيبي، والإغريض في الفرق بين الكناية والتعريض لتقيٍ الدين السبكي، والاقتناص في الفرق بين الحصر والاختصاص له أيضاً، وعروس الأفراح لولده بهاء الدين السبكي، وفواصل الآيات للطُّوفي.

ومن الكتب فيها سوى ذلك من الأَنواع:

البرهان في متشابه القرآن للكِرماني، وكشف المعاني في المتشابه والمثاني لبدر الدين ابن جماعة، وأمثال القرآن للماوردي، وأقسام القرآن لابن القيم، والتعريف والإعلام فيما وقع في القرآن من الأسماء والأعلام للسهيلي.

ص: 15

ومن كتب الرسم:

المقنع للداني، وشرح الرائية للسخاوي؛ فكانت تلك معظم الكتب التي تردَّد ذكرها في صفحات هذا الكتاب، وإنها توضح لنا تنوع الفوائد التي ينتفع بها الدارسون لهذا الكتاب.

تحقيق الكتاب:

تبدأ معرفتي لهذا الكتاب شتاء عام 1398 ه - 1978 م، في مع قسم المخطوطات بدار الكتب المصرية حيث عثرت على عدد من الصفحات للسيوطي تتناول الفنون البلاغية في آية من القرآن الكريم وهي: «اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إلى النُّور...(1)» فقمت بنقلها وضَبْطِها وأضفْتُها إلى كتابي «البديع»(2)، وبعد ذلك بقليل عثرت على كتاب «التحبير في علوم التفسير» للسيوطي تحت رقم: 73 تفسير تيمور، في نسخة واحدة مكتوبة بخط النسخ الصغير والرديء، وصفحاتها غير مرقمة وعلى هوامشها بعض التعليقات، وتبدأ بعد صحيفة العنوان بفهرس يتضمن الأنواع التي احتواها الكتاب، ويجييء بعد ذلك التعريف بالكتاب ومؤلفه والمالك له «كتاب «التحبير» تأليف جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي في علم التفسير - رحمهما الله - ونفعنا بعلومهما وفيض الله الذي أفاض عليهما آمين، والحمد لله رب العالمين والصلاة على سيِّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، كلما ذكره الذاكرون وصحبه وغفل عن ذكره الغافلون. وقد دخل في نوبة العبد الذليل حسن بن اسماعيل بن عبد الله الدركزلي الموصلي بالشراء الشرعي المشتمل على

ص: 16


1- سورة البقرة: آية 357. وقد تحدث السّيوطي عن الفنون البديعية في الآية تحت عنوان: فتح الجليل للعبد الذليل، وتوجد هذه الصفحات مع صفحات أُخرى في علوم مختلفة تحت عنوان: مجموعات للسيوطي
2- البديع مع تحقيق فتح الجليل للسيوطي، ط أولي، 1976 م، فتحي فريد

الإيجاب والقبول والتراضي والإقباض من الجانبين فما لأحد من الخلق حق ولا بعض حق، في شهر جمادي الآخرة قريب منتصفه سنة 1260 ه».

وانتهت هذه النسخة بتحديد تاريخ الانتهاء من كتابتها دون تحديد تاريخ الانتهاء من تأليفها «تمت الكتابة بعون الملك الوهاب على يد أضعف العباد خضر بن عثمان غفر الله لهما ولجميع المسلمين أجمعين في من عاشر ذي الحجة سنة 981 إحدى وثمانين وتسعمائة في البلدة المحروسة مصر صانها الله من الآفات في الجامعة الأزهرية في رواق الأعجام»(1).

ونظراً لرداءة الخط الذي كتبت به تلك النسخة لدرجة الغموض في كثير من المواطن، آثرتُ نقلها بقلمي ليتسنىّ لي أثناء النقل معالجة بعض الأشياء غير الواضحة، وفرغت من نقلها بحمد الله وأخذت أتطلع إلى نسخة أخرى تعينني على ضبط الكتاب وتحقيقه وتكون أكثر وضوحاً.

وفي عام 1398 ه - 1979 م، هداني الله للعثور على نسخة ثانية للكتاب بالمكتبة المركزية لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، وهي مصوَّرة من مكتبة طوبقيو في استانبول بتركيا تحت رقم: 560، ق 232(2) (E.H)، وقد اطلعت عليها فوجدتها حسنة الخط واضحة الكتابة فطلبت تصويرها وكانت بفضل الله خير معين لي على المضي قُدُماً في تحقيق الكتاب وضبطه وتبدأ هذه النسخة بمقدمة المؤلف مباشرة «الله أحمد على أن خصني من نِعَمِه بالمزيد...».

وتنتهي بتحديد تاريخ التأليف وتاريخ الكتابة «قال مؤلفه - رحمه الله تعالى -: وفرغت من تأليفه بعون الله تعالى يوم الثلاثاء سابع رجب الفرد، سنة اثنتين وسبعين وثمانمائة وحسبنا الله ونعم الوكيل، وصلى الله

ص: 17


1- «في الجامعة الأزهرية في رواق الأعجام» لم يكن ذلك معروفاً في الوقت الذي كتبت فيه النسخة، ويبدو أنها تعليق لأحد ملاك الكتاب بعد الوقت الذي كتب فيه بفترة طويلة
2- ق 232، أي عدد أوراقها

على سيِّدنا ومولانا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم، ورضي الله عن أصحاب رسول الله أجمعين».

في عاشر شهر شوال سنة ست عشرة ومائة وألف وحسبنا الله وحده.

وإذا كانت نسخة دار الكتب المصرية أغفلت تاريخ الانتهاء من تأليف الكتاب، فإن نسخة المكتبة المركزية حددته في سنة 872 ه، وقد أشار المؤلف في مطلع كتابه «الإتقان» إلى تاريخ الانتهاء من تأليف «التحبير» بقوله وقد تم هذا الكتاب ولله الحمد من سنة اثنتين وسبعين، وكتبه من هو في طبقة أشياخي من أولي التحقيق»(1).

أما عَملي في تحقيق الكتاب فقد تمثِّل فيما يلي:

1 - جعلت نسخة جامعة الإِمام محمد بن سعود الإِسلامية أصلًا على الرغم من تأخر كتابتها عن نسخة دار الكتب المصرية، وذلك لوضوحها، وحسن خطها، وأشرت إليها بالحرف «ب» ولنسخة دار الكتب المصرية بالحرف «أ».

2 - ضمَّنت التحقيق بعض التعليقات الهامشية التي وجدت بالنسخة «أ» وخلت من معظمها النسخة «ب».

3 - يُوجَد خَرْم في النسخة «ب» في النوع الخاص بكتابة القرآن، وحاولت علاج هذا النقص بالرجوع إلى كتاب «الإتقان» مع النسخة «أ».

4 - حيث إن كتابي «الإتقان، ومعترك الأقران» للمؤلف يتفقان في عدد من موضوعاتهما مع كتاب «التحبير» فقد استعنت بهما في ضبط بعض المسائل التي احتاجت إلى زيادة ضبط في كلتا النسختين.

5 - واجتهدت في ضبط الآيات القرآنية، وتحديد أرقامها، وسُوَرِها، وذلك

ص: 18


1- السيوطي: الإتقان في علوم القرآن 10/1

على الرسم العثماني، كما وضحت فيها ما اشتمل على أكثر من قراءة مما أشار إليه المؤلف معتمِداً على كتب القراءات في ذلك.

6 - كما ضبطت عدداً كبيراً من الأحاديث النبوية التي أوردها المؤلف مستعيناً بالصحاح من كتب الحديث.

7 - وذكرت نُبذاً موجزة لعددٍ كبير من الأعلام التي ذكرها المؤلِّف معتمِداً في ذلك على كتب التاريخ والتراجم.

8 - ورجعت إلى كتب متعدّدة في التفسير والبلاغة واللغة والقراءات للتأكُّدِ من صحة ما نقله المؤلف منها وضبط ما يحتاج لضبط.

9 - تركت أموراً كثيرة بدون الإِشارة في الهوامش لما قمت به من ضبط لها معتمداً على ضبطها في صلب الصفحات تخفيفاً على القارىء وإشفاقاً عليه.

10 - وختمت الكتاب بعدة فهارس للآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، والأعلام، والأماكن، والموضوعات التي اشتمل عليها.

* * *

والله أسأل أن يكتب لعملي القبول، وأن يجعلني من العلماء العاملين، وأن أكون خير خَلَفٍ لخير سَلَفٍ.

والحمد لله رب العالمين.

ص: 19

الصورة

ص: 20

الصورة

ص: 21

الصورة

ص: 22

الصورة

ص: 23

الصورة

ص: 24

الصورة

ص: 25

الصورة

ص: 26

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة الكتاب

اللهَ(1) أحمدُ على أن خَصَّني من نِعَمِهِ بالمزِيد، وقَرَّب لي من نِعَمِهِ أسبابِ الخيرِ مَا هُوَ عَلَى كَثيرٍ(2) مِنْ عِبَادِهِ بَعِيد، وأشهدُ أن لا إلَهَ إِلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شريكَ لَهُ(3) ذو الفضلِ المديد، وأشهدُ أنَّ محمَّداً عبدُهُ ورسولُهُ المخصوص بالتأييد، صلى اللهُ عليه وعلى آلِهِ وأصحابِهِ(4) ذوي الرأي السديد وسلَّم(5).

أما بعد؛

فإن العُلُومَ وإنْ كَثُرَ عَدَدُهَا، وانتشَرَ في الخافقَيْنِ(6) مدَدُها فغايَتُها

ص: 27


1- هذا أول المخطوطة: «ب» أما المخطوطة «أ» فإنها تبدأ بعدِ الأنواع التي اشتملت عليها ابتداء بالنوع الأول والثاني: «المكي والمدني» وانتهاءٌ بالنوع الثاني بعد المائة: «التاريخ» - ويتلو ذلك تعريف موجز بالمؤلف: «جلال الدين السيوطي» ومن تدخل المخطوطة في ملكه وهو: «حسن بن إسماعيل بن عبدالله الدركزلي الموصلي» فقد دخلت المخطوطة في حوزته بالشراء الشرعي المشتمل على الإيجاب والقبول في منتصف جمادى الآخرة سنة 1260 ه
2- كلمة «كثير» ساقطة من المخطوطة «أ»
3- «له» غير موجودة في «أ»
4- في «أ» وصحبه
5- كلمة «وسلم» لم تذكر في «أ»
6- الخافقان: أُفُقَا المشرق والمغرب لأن الليل والنهار يخفقان فيهما

بَحْرُ قَعْرُهُ لا يُدرَك، ونِهايَتُهَا طودٌ شامِخٌ لا يُستَطاعُ إلى ذِرْوَتِهِ أن يُسلك ولهذا يُفْتَحُ لعالِم(1) بعدَ آخرَ من الأبواب ما لَمْ يَتَطَرَّق(2) إليه من لَمْ المتقدِّمين الأسباب.

وإن ممَّا أهملَ المتقدمون تدوينَه حتى تَحَلَّى في آخِرِ الزَّمان بأحسنِ زينة علمَ التفسير الذي هو(3) كمصطلح الحديث فلم يدوِّنه أحدٌ لا في القديم ولا في الحديث، حتى جاء شيخُ الإِسلام(4) علَّامةُ العصْرِ القضاة جلال الدين البلقيني(5) فعمِل فيه كتابَه: «مواقع العلوم في(6) مواقِعِ النُّجوم»، فنقَّحَهُ وهذَّبه وقَسم أنواعَهُ ورتَّبَهُ، ولم يُسبَق إلى هذه الرتبة، فإنه جعله نَيِّفاً وخَمْسِينَ نَوْعاً مُنْقَسِمَةً إلى ستةِ أقسامٍ(7)، وتكلَّم في كلِ نوع منها بالمتين من الكلام لكن كما قال الإمام أبو السعادات ابن الأثير(8) في مقدمة نِهَايته(9) إِن كُلَّ مُبْتَدِىء بشيءٍ لم يُسْبَق إليه، ومبتدعٍ أمراً لم يتقدَّم فيه عليه فإنه يكون قليلاً ثم يَكْثُرْ،

ص: 28


1- في «أ» «العالم» - والصواب: «لعالم» كما في «ب»
2- في «أ»: تتطرَّق
3- لفظ «هو» غير موجود في «أ»
4- ورد في «أ» بعد «شيخ الاسلام - عمدة الأنام»
5- في «أ» رحمه الله». وقد سبق التعريف به في صفحة: 12
6- في: «أ»: من مواقع النجوم» وكذلك في مقدمة الإتقان 6:1
7- في «أ» «ستة أقسام» والنيِّف الزيادة، وكل ما زاد على العقد فهو نيِّف حتى يبلغّ العقد المثاني
8- في «أ» الإمام أبو السَّعادات أثير الدين بن الأثير
9- في «أ» «مقدمة نهايته وهو الأصوب، وفي «ب» «غايته» وهو تحريف

وصغيراً ثم يَكْبُرْ(1)، فظهر لي استخراجُ أنْواعٍ لم أُسْبَقُ إِلَيْهَا، وزيادةُ تَتِمَّاتٍ(2) لم يُستَوفَ الكلامُ عليها، فجرَّدت الهمَّة إلى وَضْعِ كِتَابٍ في هَذا العِلْمِ أَجْمَعُ فيه إنْ شَاء الله(3) شوارِدَهُ، وأَظُمُّ إليه فوائِدَهُ، وَأَنْظِمُ في سِلكه فرائِدَهُ، لأكون(4) في إيجاد هَذَا العِلْم ثاني اثْنين، وواحداً في جمْعِ الشتيتين(5) منه كإلْفٍ أو كإلْفَيْن(6)، ومُصَيّراً(7) فَنَّيْ التفسير والحديث في اسْتِكْمَالِ التقاسيم إلْفَيْن، وإِذَا بَرَزَ زَهْر كَمَامِه(8) وفَاحَ. وطَلَعَ بَدْرُ تَمامِهِ(9) وَلَاحَ. وأَذَّنَ(10) فجرُهُ بالصَّباح، ونادَى داعيه(11) بالفَلاَحِ سَمَّيته بالتَّحبير في عِلْمِ التَّفْسِير، ومِنَ اللهِ الاسْتِمْدَاد، وبه التَّوفيقُ لِطُرُقِ(12) السّداد، لا رَبِّ غيرُهُ، ولا مَرْجِوِّ إِلَّا خَيْرُهُ وهَذِهِ(13) فِهْرِسْت الأَنْوَاعِ بَعْدَ المقدّمة:

ص: 29


1- أبو السعادات بن الأثير: النهاية في غريب الحديث والأثر، ج 1، ص 5 - وأبو السعادات بن الأثير هو أحد أبناء الأثير الثلاثة، ومن تصانيفه غير الكتاب السابق: جامع الأصول في أحاديث الرسول - والبديع في شرح الفصول وغيرها - وتوفي بالموصل سنة ستٍّ وستمائة - طبقات المفسرين 2: 302 وما بعدها
2- في «أ»: «مهمات»
3- في «أ» «إن شاء الله تعالى»
4- في «أ» «لا يكون» و«ثاني الاثنين»
5- في «أ» «الشتيت»
6- في «أ» «كألف وألفين» والإلف: الأليف
7- في «أ» «ومصيِّر» بدون ألف
8- مفرد: کِم بكسر الكاف: وعاءُ الطلع وغطاءُ النُّور. القاموس 174/4
9- في «أ» «كماله»
10- في «أ» «وآذن» ولعله الأنسب
11- في «أ» «ناديه» - وما هنا في «ب» أنسب. وفي الإتقان: «التحبير في علوم التفسير»
12- في «أ»: «الطريق»
13- في «2»: «وهذا»

فهرس الأنواع التي اشتمل علیها الکتاب

النَّوع الأوَّل والثَّاني: المكِّيّ والمدَنيّ(1).

الثالث والرابع: الحَضَرِيّ والسُّفَري.

الخامس والسُّادسُ: النَّهاري واللَّيْلِي.

السَّابع والثامن: الصَّيْفي والشِّتائي.

التاسع والعاشر: الفراشي والنَّومي.

الحادي عشر: أَسْبَابُ النَّزُولِ.

الثاني عشر: أوَّلُ مَا نَزَل.

الثالث عشر: آخِرُ ما نَزَل.

الرابع عشر: ما عُرِفَ وقتُ نزُوله عاماً وشهراً ويوماً وساعةً، وإن شئت فترجِمه بتاريخ النُّزولِ.

الخامس عشر: ما أُنزلَ فِيهِ ولَمْ يَنْزِل عَلَى أَحَدٍ من الأنبياء(2).

السَّادس عشر: ما أنزل منه على الأنبياء قبل(3).

السَّابع عشر: ما تَكرَّر نزوله.

الثامن عشر: ما نزل مُفَرَّقاً.

التاسع عشر: ما نزل جَمْعاً(4).

ص: 30


1- في «أ» «في المكي والمدني» وكذا «في الحضري والسفري»
2- أي ما نزل على الرسول عليه الصلاة والسلام ولم ينزل على أحد من لأنبیاء قبله
3- في «أ»: «ما نزل على الأنبياء قبل»
4- في «أ»: «ما نزل جمیعا»

العِشْرُون: کیفیَّة النُّزول.

وهذه كلها متعلِّقة بالنزول وزوائدي منها(1) ثمانيةُ أنواعٍ(2).

الحادي والعشرون: المتواتِر(3).

الثاني والعشرون: الآحاد.

الثالث والعشرون: الشاذ.

الرَّابع والعِشرون: قراءةُ النّبيّ صلى الله عليه وسلم(4).

الخامس والعشرون والسَّادس والعشرون: الرُّواة والحفَّاظ.

السَّابع والعشرون: كيفيَّة التحمّل.

الثامن والعشرون: العَالي والنازِلْ.

التاسع والعشرون: المسَلْسَل.

وهذه الأنواع زوائدي منها ثلاثة.(5)

الثلاثون: الابتداء.

الحادي والثلاثون: الوقَف

ص: 31


1- منها غير موجودة في «أ»
2- أي ما أضفته وزدته على ما ذكره «جلال الدين البلقيني» في: مواقع العلوم في مواقع النجوم»
3- في «أ» في «المتواتر»
4- في «أ» قراءاتُ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم
5- في «أ» «وهذه الأنواع متعلقة بالسَّند وزوائدي منها ثلاثة»

الثاني والثلاثون: الإمالة.

الثالث والثلاثون: المدٌ.

الرابع والثلاثون: تَخفيفُ الهَمْزَة.

الخامس والثلاثون: الإِدغام.

السادس والثلاثون: الإِخفاء.

السابع والثلاثون: الإِقلاب.

الثامن والثلاثون: مخارجُ الحروف.

وهذه متعلقة بالأداء(1) وزوائدي منها ثلاثة.

التاسع والثلاثون: الغريب.

الأربعون: المُعَرَّب.

الحادي والأربعون: المجاز.

الثاني والأربعون: المشترك.

الثالث والأربعون: المترادف.

الرابع والأربعون والخامس والأربعون: المحكم والمتشابِه(2).

السادس والأربعون: المشكِل.

السابع والأربعون: المجمَل.

ص: 32


1- الأنواع المتعلقة بالأداء تبدأ بالنوع الثلاثين وتنتهي بالثامن والثلاثين
2- في «أ» الرابع والأربعون المحكم، الخامس والأربعون: المتشابه

الثامن والأربعون: المبينَ.

التاسع والأربعون: الاستعارة.

الخمسون: التشبيه.

الحادي والخمسون والثاني والخمسون: الكناية والتعريض(1).

وهذه الأنواع متعلقة بالألفاظ(2)، وزوائدي منها خمسة:

الثالث والخمسون: العامّ الباقي على عمومه(3).

الرَّابع والخمسون: العامّ المخصوص.

الخامس والخمسون: العامّ الذي أريد به الخصوص.

السَّادس والخمسون: ما خصَّ فيه الكتابُ السنة.

السابع والخمسون: ما خصَّت فيه السنةُ الكتابَ.

الثامن والخمسون: المؤوَّل.

التاسع والخمسون: المفهوم.

الستون والحادي والستون: المطلَق والمقيَّد.

الثاني والستون والثالث والستون: الناسخ والمنسوخ.

ص: 33


1- في «أ» الحادي والخمسون الكتابة، الثاني والخمسون: التعريض
2- في «أ» بالألفاظ وهو أصوب. وفي «ب» بألفاظ فالمتعلقة بالألفاظ تبدأ بالنوع التاسع والثلاثين وتنتهي بالنوع الثاني والخمسين
3- في «أ» والباقي على عمومه بإسقاط: العام

الرابع والستون: ما عَمِلَ به واحد ثم نُسِخَ.

الخامس والستون: ما كان واجباً على واحدٍ.

وهذه متعلقة بالمعاني المتعلقة بالأحكام، وفيها من زوائدي واحد(1).

السادس والستون، والسابع والستون والثامن والستون: الإِيجاز والإِطناب والمساواة(2).

التاسع والستون: الأشبَاه.

السبعون والحادي والسَّبعون: الفَضْل والوَصْل(3).

الثاني والسبعون: القصّر.

والثالث والسبعون: الاحتِبَاك(4).

الرابع والسبعون: القولُ بالمُوجِب.

الخامس والسبعون والسادس والسبعون والسابع والسبعون: المطابَقَة، والمناسبة، والمجانَسَة(5).

ص: 34


1- فهي تبدأ بالنوع الثالث والخمسين وتنتهي بالنوع الخامس والستين
2- فقد اعتبر کلَّا من الإيجاز والإطناب والمساواة نوعاً مستقلاً
3- جعل كلا منهما نوعاً مستقلَّا. وفي «أ»: «الوصل والفصل»
4- في «أ» الثالث والسبعون
5- في «أ» المطابقة والمجانسة والموافقة

الثامن والسبعون والتاسع والسبعون: الثورية والاستخدام(1).

الثمانون: اللَّف والنشر.

الحادي والثمانون: الالْتِفات.

الثاني والثمانون: الفواصل والغايات.

الثالث والثمانون والرابع والثمانون والخامس والثمانون: أفْضَلُ القرآن وفاضِلُهُ ومَفْضُولُه.

السَّادِس والثمانون: مُفْرَدَاتُ القُرآن.

السَّابع والثمانون: الأمْثال.

الثامن والثمانون والتاسع والثمانون: آدابُ القارىء والمقرِىء(2).

التسعون: آداب المفسِّر.

الحادي والتسعون: من يُقبل تفسيرُه ومن يُرَدّ.

الثاني والتسعون: غرائب التفسير.

الثالث والتسعون: معرفة المُفَسّرين.

الرابع والتسعون: كتابةُ القرآن.

الخامس والتسعون: تسْمِيَةُ السُّور.

السادس والتسعون: ترتيب الآي والسور.

ص: 35


1- في «أ» التورية والاستخدام - وهو الصواب. وفي «ب» «التسوية» وهو تحريف
2- جعلهما نوعين

السابع والتسعون والثامن والتسعون والتاسع والتسعون: الأسماء والكُنَى والألقاب(1).

المائة: المبهَمَات.

الأول بعد المائة: (2). أسْمَاء مَنْ نزلَ فيهم القرآن(3).

الثاني بعد المائة: التَّاريخ.

فهذه مائة نوع ونوعان، زوائدي منها خمسون نوعاً، وها أنا أشرع في بيانها مستعيناً بالله ومتوكِّلاً عليه، وحبّذا اتكالا(4).

معنی التفسیر

المقَدِّمة في حدود لا بُدَّ مِنْ مَعْرِفَتِهَا

التَّفْسير مأخُوذُ من الفَسْر وهوَ الكَشْفُ والإظْهارُ، ويقالُ: هو مقلوب(5) السَّفر تقول: أسْفَرَ الصُّبْحُ إذا أضاء وأسْفَرَت المرأةُ عن وجْهِهَا النقابَ كشفته(6)، وقيل مأخوذ من التَّفسرة، وهي اسم لما يَعرف به الطبيبُ المرض(7). وأما في الاصطلاح(8) فلهم فيه عبارات أحسنُها قولُ.

ص: 36


1- في «أ» السابع والتسعون: الأسماء وبعده النوعان التاليان
2- في «أ» الحادي والمائة
3- في «أ» «من نزل فيهم القرآن» وهو الصواب، وكذلك في الإتقان. وفي «ب» «فيهن» وهو تحريف
4- في «أ» وحبَّذا ذلك اتكالا - أي ما زاده على ما ذكره جلال الدين البلقيني
5- لفظ «هو» من «أ»
6- في «أ» وسفرت المرأة عن وجهها - بإسقاط النقاب
7- ورد في القاموس: الفسِّر: الإبانة وكشف المغطَّى كالتفسير... ونظرُ الطبيب إلى الماء كالتفسيرة، أو هي البَوْل كما يُستدلُّ به على المرض، أو هي مُولَّده. 114/2 ط ثانية
8- في «أ» في اصطلاحهم

أبي حيان: هو عِلْمٌ يُبحَث فيه عن كيفية النطق بألفاظِ القرآن ومَدْلُولَاتِها وأحكامِهَا الإفرادية والتركيبية ومعانيها التي يُحْتَمَل(1) عليها حالة التركيب وتتمات لذلك.

وقال: هُوَ عِلْمٌ يُبحث فيه عن أحوالِ القرآن العزيزِ من حيث دلالتُه على [مُرادِهِ بحسب الطاقة البشرية، ويتناولُ التفسير: ما يتعلق بالرّواية، والتأويل، أي ما يتعلق بالدِّراية](2)، قَالَ فقولنا: علم جنس(3) وقولنا: يُبحث فيه عن كيفية النطق بألفاظ القرآن هو علم القراءة(4)، وقولنا: و مدلولاتها: أي مدلولات تلك الألفاظ، وهذا علم متن اللغة(5) الذي يحتاج إليه في هذا العلم.

وقولنا: وأحكامها الإفرادية والتركيبية: هذا يشمُّل عَلمَ التصريف والبيان والبديع وقولنا: ومعانيها التي تحمل عليها حالة التركيب(6) يشمل ما دِلالته بالحقيقة وما دلالته بالمجاز، فإن التركيب قد يقتضي بظاهره شيئاً

ص: 37


1- في «أ» «تُحمل» ولعله الأصوب. وأبو حيَّان هو: محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيّان الإِمام أثير الدين أبو حيّان الأندلسي الغرناطي نحويُّ عصره ولغويّه ومفسَره ومحدَثه ومقرئه ومؤرخه وأديبه، وهو صاحب البحر المحيط في التفسير، وغيره من المصنفات وتوفي سنة 745 ه. انظر: بغية الوعاة 1: 280
2- ما بين القوسين ساقط من:«أ»
3- في «أ» قولنا: علم: جنس وهو الصواب. وفي «ب» «على» وهو تحريف
4- في البحر المحيط: علم القراءات
5- في «أ» وهذا متن علم اللغة - ولعل الصواب: علم متن اللغة، وفي البحر المحيط: عِلْم اللغة
6- في «أ» التي تحمل عليها حالة التركيب

معنی القرآن

ويَصُدّ عن الحمل عليه صادّ فيُحمَلُ على غيره وهو المجاز، وقولنا:(1) وتتمات لذلك هو مثل معرفة النسخ وسبب النزول وقصة توضيح بعض ما أبهم في القرآن ونحو ذلك(2).

وقال بعضهم: التفسير كشف معاني القرآن وبيانُ المراد منه سواء كانت معاني لغوية أو شرعية بالوضع أو بقرائن الأحوال ومعونة المقام.

وقال قوم التفسير بيان لفظ لا يحتمِل إلَّا وجهاً واحداً، والتأويلُ توجيهُ لفظ يحتمل بتوجيه إلى معانٍ مختلفة(3) إلى واحد منها بما ظهر الأدلة.

وقال الماتريدي: التفسير القطع على أن المُراد اللفظ والشهادة علی الله أنه(4) عَنَى باللفظ هذا، فإن قام دليل مقطوع به فصحيح وإلَّا فتفسير(5) بالرأي وهو المنهيّ عنه، والتأويل: ترجيح أحد المحتملات بدونِ القطع والشهادة على الله، واختلَفَ في جواز هذا، وسيأتي في باب من يقبل تفسيره.

وأما القُرآن، فوزنه فُعلان كالغُفران، وهو في اللغة الجمع. قال

ص: 38


1- في «أ» وقوله
2- في «أ» وغير ذلك. انظر: البحر المحيط لأبي حيان ج 1، ص 13، 14
3- في «أ» والتأويل: توجيه لفظ يتوجَّه إلى معان مختلفة إلى واحد منها بأظهر ما عنده من الأدلة
4- في «أ» «بأنه». والماتريدي هو: أبو منصور محمد بن محمد الماتريدي صاحب: تأويلات القرآن المتوفي سنة 333 ه. تاريخ التراث العربي 243:1
5- في «أ» «وإلا تأويل بالرأي»

الجوهري: تقول: قرأتُ الشيء قرآناً إذا جمعته وضممت بعضه إلى بعض(1)، قال أبو عبيدة: وسُمِّيَ القرآن لأنه يجمع السُّوَر ويضمُّها ويجمع العلوم(2) الكثيرة وأنواع البلاغة، وقيل: مأخوذٌ من قرنت الشيءَ بالشي، وأما في العرف فهو الكلامُ المنزَّل على محمَّد صلى الله عليه وسلَّم للإِعجاز بسورة منه، فخرج بالمنزل على محمد التوراة والإنجيل وسائرُ الكتب(3)، وبالإِعجاز الأحاديث الرَّبَّانيَّة كحديث الصحيحين: أنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي إلى آخره(4) وغيره، والاقتصار على الإِعجاز وإن أنزلَ القُرآن لغيرهِ أيضاً لأنه المحتاج إليه في التمييز، وقولنا بسُورة منه هو بیان

ص: 39


1- عَبارة الجوهري: وقرأت الشيء قرآنا: جمعته وضممت بعضه إلى بعض، ومنه قولهم: ما قرأتْ هذه الناقةُ سَلَّى قطُّ، وما قرأتْ جنينا، أي لم تضم رحمها على ولد. الجوهري: الصحاح ج 1، ص 65 - والجوهري هو إسماعيل بن حماد صاحب الصحاح، كان إماماً في اللغة والأدب، وقد توفي سنة 393 ه، وقيل: في حدود الأربعمائة - بغية الوعاة 1: 446، 447
2- عبارة أبي عبيدة: القرآن اسم كتاب الله خاصٍّة، ولا يسمى به شيء من سائر الكتب غيره وإنما سمي قرآناً لأنه يجمع السور فيضمها - مجاز القرآن ص 1 . ولأبي عبيدة من التصانيف غير ما سبق: غريب القرآن - ومعاني القرآن - وغريب وكتاب الديباج - والحدود وغيرها، وكانت ولادته في الليلة التي توفي فيها الحسن البصري. وفيات الأعيان: 323:4
3- أي باقيها وهو الزبور المنزل على نبي الله داود والدنبي الله سليمان عليهما السلام - هامش «أ»
4- ونص الحديث كما رواه مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول الله عز وجل: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني، إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ هم خيرٌ منهم، وإن تقرَّب مني شبراً تقرَّبت إليه ذراعاً، وإن تقرَّب إليَّ ذراعاً تقرَّبت منه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هَرّوَلة. صحيح مسلم 62/8

لاقلّ ما وقع به الإعجاز وهو قدر أقل سورة كالكوثر أو ثلاثِ آيات من غيرها بخلاف ما دونها(1)، وزاد بعض المتأخرين في الحدِّ «المتعبَّد بتلاوته» ليخرج المنسوخ التلاوة.

والسّورة: اختلف في اشتقاقها فقيل: هي مأخوذة من سُور البَلَدْ لارتفاعه سميت به لارتفاعها وشرفها، وقيلَ أصلُها المنزلة الرفيعة، قال النابغة:

ألم ترَ أن الله أعطاكَ سُورة *** ترَى كل مَلْكٍ حَوْلَهَا يتذبذبُ(2)

وقيل من سُؤر الإناء أي بقيته لأنها جزء من القرآن(3)، فعلى هذا أصلُهَا الهمزُ(4) فخفِّفَتْ، وحدَّها بعضهم بأنها الطائفة المترجَمَةُ توقيفاً، أي المسمَّاة باسم خاص والآية: قيل أصلها: أاْية كتَمْرَة قلبت عينها ألفاً(5) على غيرِ قياس، وقيلَ: آئِيَة كقائِلَة، حذفت الهمزة تخفيفاً(6)، وقيل غير ذلك.

ص: 40


1- اقرأ عن ذلك: إعجاز القرآن للباقلاني تحقيق د. محمد عبدالمنعم خفاجي ص 275 في كلامه على قدر المعجز من القرآن
2- نص البيت في الديوان: ألم تر أن الله اعطاك سُورةً *** ترى كل مَلْك دونها يتذبذب سُورة: بضم السين أي: فضيلة وحُرْمة، ومنه سمِّي جدار المدينة سورا لأنه يمنع من يريدها بضُرِ - ومنه سميت السورة من القرآن - يتذبذب: يضطرب ولا يستقر خوفاً من بطشه. ص 56، من ديوان النابغة الذبياني تحقيق: محمد الطاهر بن عاشور
3- في «أ» لأنها من القرآن بإسقاط کلمة: جزء
4- في «أ» الهمزة
5- أي الهمزة الثانية لتحركها وانفتاح ما قبلها، وقيل: أصلها: آاِية بمدِّ الهمزة الأولى وكسر الهمزة الثانية وحذفت الهمزة الثانية تخفيفاً للكلمة المهموزة بهمزتين - هامش «أ»
6- في «أ» وقيل: آاِية كقائلة

وهي في العرف: طائفة من القرآن متميزة بفصل والفصل هو آخر الآية(1)، وقد تكون كلمة مثل: والفَجْرِ والضُّحَى. والعَصْرِ. وكذا آلم. وطّه ويّس. ونحوها عند الكوفيين وغيرهم لا يسميها آيات بل هي(2) فواتح السوَر. وعن أبي عمرو(3) الدَّاني لا أعلم كلمة هي(4) آية إلاَّ قوله: مدهَامَّتان(5).

ص: 41


1- في «أ» والفصل وآخر الآية قد يكون كلمة - وما في «ب» هنا أصوب. وقيل: سُميت آية لأنها عَجَبُ يعجزِ البشر عن التكلم بمثلها، واختلف النحويون في أصل آية، فقال سيبويه: أبیة على فَعَلة مثل: أكمة وشجرة، فلما تحركت الياء وانفتح ما قبلها انقلبت ألفاً فصارت آية بهمزة بعدها مدّة، وقال الكسائي: أصلها آيِيَة على وزن فاعِلة مثل آمنة فقلبت الياء ألفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها، ثم حذفت لالتباسها بالجمع، وقال الفرَّاء: أصلها أيّية بتشديد الياء الأولى فقلبت ألفاً كراهة للتشديد فصارت آية وجمعها آي وآيات وآياء. القرطبي: الجامع، لأحكام القرآن ج 1، ص 66
2- في «أ» بل يقول:
3- عرف بالدَّاني لنزوله بدانية، ولد سنة 371 ه، وتوفي بدانية. في نصف شوال سنة 444 ه، ومن كتبه: جامع البيان في القراءات السبع وطرقها المشهورة والغريبة - إيجاز البيان في قراءة ورش - المقنع في رسم المصحف - المحتوى في القراءات الشواذ وغيرها. طبقات المفسرين 1: 373 - وطبقات الحفاظ 429/1
4- في «أ» هي وحدها آية
5- سورة الرحمن: آية 64

النوع الأول والثاني: المكِّيُّ والمدَنِيُّ

وهما نوعان مُهِمَّان إذ يُعرف بذلك تأخير الناسخ عن المنسوخ(1)، واختلف الناس في الاصطلاح فيهما، فالمشهور أن ما نزل قبل الهجرة مكي وما بعدها مَدَنِي، سَوَاء نزل بمكة أو المدينة أو غيرهما من الأسفار، وقيل: المكيّ ما نزل بمكة ولو بعد الهجرة، والمدنيّ: مانزل بالمدينة.

قلت: وعلى هذا القول ثبتت الواسِطَةُ(2). قال البلقيني: ويؤيد الأول(3) إجماعُهُمْ على أن المائدة مدنية مع أن فيها ما نزل بعرفات،.

قلت: العَجَبُ منه أنه ادَّعى هنا الإِجماع ثم في آخر النوع استثنى منها النازل بعَرَفات، وقال إنه على الاصطلاح الثاني فأين الإِجماع، ثم قال: وقيل المدني خمسٌ وعشرون سورة: البقرة وثلاث تليها(4)،

ص: 42


1- ذكر في الإتقان: أفرده بالتصنيف جماعة، منهم مكّي والعز الديريني، ومن فوائد معرفة ذلك. العلم بالمتأخِّر، فيكون ناسخاً أو مخصِّصاً، على رأي من يري تأخير المخصِّص. 3 الإتقان في علوم القرآن 22/1 ط أولى تحقيق: محمد أبو الفضل ابراهيم
2- فما نزل بالأسفار لا يُطلق عليه مكي ولا مدني. الإتقان: 23/1
3- أي ما يحتكم إلى الهجرة
4- وهي: آل عمران والنساء والمائدة

والأنفال [وبراءة والرَّعد، والحجّ، والنّور، والأحزاب، والقتال](1)، والفتح، والحجرات، والحديد والتحريم، وما بينهما(2)، والقیامة، والزلزلة، والنصر، ومن عدَّها لم يذكر الفتح(3) وهي سفرية، والمشهور أن القَدْر والمعوَّذتين مدنيات(4)، وأن الرَحمن والإِنسان والإِخلاص مكيَّات، وقيل الحج، والحديد، والصّفِّ، والتغابن، والقيامة، والزلزلة مكّیَّات.

وذهب قوم إلى أن الفاتحة مدنية، وقال آخرون: نزلت مرتين، وقال بعضهم: نزل نصفها بمكة، ونصفها بالمدينة(5)، وقال أبو الحسن بن الحصَّار في كتابه الناسخ والمنسوخ: المدني عشرون سورة ونظمها مع السور المختلف فيها في أبيات فقال شعراً:(6)

ص: 43


1- ما بين ما بين القوسين ساقط من «أ»، والقتال هي: سورة محمد
2- وهي سور: المجادلة الحشر، الممتحنة، الصف، الجمعة، المنافقون، التغابن، الطلاق
3- قال المؤلف في الإتقان: اعلم أن للناس في المكي والمدني اصطلاحات ثلاثة: (أشهرها): أن المكي ما نزل قبل الهجرة، والمدني ما نزل بعدها، سواءٌ نزل بمكة أم بالمدينة، عام الفتح أو عام حِجّة الوداع، أم بسفرٍ من الأسفار. (الثاني): أن المكيّ ما نزل بمكة ولو بعد الهجرة، والمدني مانزل بالمدينة، وعلى هذا تثبت الواسطة المدينة. (الثالث): أن المكيّ ما وقع خطاباً لأهل مكة، والمدنيَّ ما وقع خطابأ لأهل المدینة. الإِتقان 1: 23
4- في «أ» مدنيات وفي «ب» مدنيتان وما في «أ» أصوب
5- في «أ» بعضها بدل نصفها
6- في الإتقان: وقال أبو الحسن الحصَّار في كتابه الناسخ والمنسوخ: المدنيّ باتفاق عشرون سورة والمختلف فيه اثنتا عشرة سورة وما عدا ذلك مكي باتفاق. 28/1

يَا سَائِلي عن كتاب اللهِ مجتهداً *** وعَنْ ترتُّب ما یُتْلَی من السُّوَر

وكيف جَاءَ بها المختارُ من مُضَرٍ *** صلى الإِله على المختار من مُضَر

وما تَقَدَّم منها قَبْلَ هِجْرَتِهِ *** وما تأخَّر في بَدْوٍ وَفِي حَضَرِ

ليَعْلَمَ النسخَ والتخصيصَ مجتهدٌ *** يؤيّد الحكمَ بالتاريخِ والنظرِ

تعارَض النقْلُ في أمِّ الكِتابِ وقد *** تُؤولتَ(1) الحجرُ تنبيهاً لمعتبِر

أمّ القرآن وفي أمّ القُرى نزلت *** ما كانَ للخَمْس قبل الحَمْدِ من أثرِ

لو كان ذَاكَ لكانَ النَّسِخُ أولَها *** ولم یقبل بصَرِیحِ النَّسخِ من بشر(2)

وبَعْد هجرةِ خَيْرِ النَّاسِ قد نزلتْ *** عشرون من سُوَرِ القُرْآنِ في عَشْرِ

فأربعُ من طوَال السبع أوّلُها *** وخامِسُ الخمْسِ في الأنفالِ ذِي العِبَرِ

وتوبة الله إن عُدّدَتْ سادسة(3) *** وسُورَة النُّور والأحزابِ ذي الذكر

وسُورَةٌ لنَبيِّ اللَّهِ محكَمةٌ *** والفَتْحُ والحجُرَاتُ الغَرُّ في غُرَرِ

ثم الحديدُ ويتلوها مُجَادَلَةٌ *** والحشرُ ثم امتحانُ اللهِ للبَشَرِ

وسورةُ فضَحَ اللهُ النفاقَ بها *** وسورةُ الجُمُعْ تَذكارٌ لمدَّكَر(4)

ولِلطَّلاقِ وللتَّحريمِ حكمُهما *** والنَّصْرُ والفتح تنبيهاً على العُمُرِ

هذا الذي اتفقت فيه الرواةُ له *** وقد تعارضت الأخبارُ في أُخَرِ

فالرَّعْدُ مختَلَف فيها متى نزلت *** وأكثر الناس قالوا الرَّعْد كالقَمَرِ

ص: 44


1- في «أ» «نزلت»، وفي الإتقان ولعله الأصوب: «تُؤُ وِّلت»
2- لم يرد ذلك البيت في الاتقان، وذكر محقق الكتاب أنه موجود بحاشية الأصل، وأن المؤلف نَبُه إلى وجوده في التحبير - 28/1
3- في الإتقان: وتوبة الله إن عُدُّت فسادسةٌ
4- يراد بسورة الجُمع: سورة الجمعة وحذف التاء لضرورة النظم، ولا يراد بها سورة التغابن التي جاء فيها قوله تعالى: «يَوْمَ يَجْمَعُكُم ليَوْمِ الجَمْع» لأنه يناقض ما يأتي بعد في النظم من جعله التغابن من المختلف فيه في قوله: ثم التغابن والتطفيف» 29/1

ومثلهَا سورةٌ الرحمن شاهِدُهّا *** مما تضمَّن قول الجِنِّ في الخبَرِ

وسورة للحواريّين قد عُلِمَتْ *** ثم التغابن والتطفيفُ ذو النُّذُرِ

وليلة القدر قد خُصَّت بملَّتنا *** وعُوذتان تردُّ البأسَ بالقدرِ(1)

وذا الذي اختلفت فيه الرواةُ له *** ورُبَّما استُثْنِيَتْ أيٌ من السُّوَر

وما سوَى ذاك مكِّيٌّ تَنَزَّلُهُ *** فلا تكُنْ من خلاف الناسِ في حَصَرِ

فليسَ كلُّ خلافٍ جاءَ معتبراً *** إلَّا خلافاً له حظّ من النَّظرِ

وقد روينا من طرق عن الصحابة والتابعين عَدّ المكِّيّ والمدنيّ فقال البَيْهَقِي(2) في دلائل النبوة: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو محمد بن زياد العدل. أخبرنا محمد بن إسحاق أخبرنا يعقوب بن ابراهيم الدورقي الدَّورقي. أخبرنا أحمد بن نصر بن مالك الخُزّاعي.

أخبرنا علي بن الحسين بن واقد عن أبيه، حدثني يزيد النحوي عن عكرمة والحسين ابن أبي الحسين، قالا: مِمَّا أنزل الله مِنَ القرآن بمكة:(3) اقرأ باسمِ رَبِّك. ونون. والمزمّل. والمدّثّر. وتَبَّتْ يَدا أبي لَهَب. وإذا الشَّمْسُ كُوّرَتْ وسَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الأعْلَى. واللَّيْلِ إذا يَغْشَى. والفَجْرِ. والضُّحَى، وأَلَمْ نَشْرَحْ. والْعَصْر. والعَادِيات. والكَوْثَر.

ص: 45


1- في «أ»: وليلة القدر قد خُصَّت بملتنا *** ولم يكن بعدها الزلزال فاعتبر وقل هو الله من أوصاف خالقنا ***وعُوذتان تردُّ البأس بالقدر
2- هو الإمام الحافظ شيخ خراسان أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي، ومن مؤلفاته: السنن الكبرى والصغرى وشعب الإيمان، والأسماء والصفات وغيرها. وتوفي سنة 458 ه بنيسابور - طبقات الحفاظ 1: 433 ط أولى
3- في «أ» مما وهو أصوب وفي «ب» (ما أنزل الله..)

وألهاكم. وأرأيت الَّذي. وقُلْ يَأَيُّهَا الكافِرُونَ. وأصحاب الْفِيلِ. والفَلَق. وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الناس. وقُلْ هُوَ اللهُ أَحَدْ، والنَّجم، وعبَس(1). وإِنَّا أَنزَلْنَاه. والشَّمْسِ وَضُحَاهَا، والبُرُوج، والتين، ولإِيلفِ قُرَيْش، والقَارِعَةُ، ولَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ القِيامَةِ، والهُمَزة(2)، وق، ولا أُقْسِمُ بهَذَا البَلَد، والطَّارِقُ، واقتربت السَّاعة، وص، والجِنّ، ويَس، والفُرْقَان، والملائكَةُ، وطه، والواقِعةُ، وطسم، وطس، وطسم(3)، وبني إسرائيل، والسَّابعة(4)، ويوسف، وهود، وأصحاب الحِجْر، والأنعام، والصَّافَّات، ولُقْمان، وسَبَأْ؛ والزُّمر، وحم المؤمن(5)، وحم الدخان، وحم السَّجدة(6) وحم عسق،(7) وحم الزُّخْرُف، والجَاثِيَةُ، والأحقاف، والذَّارِيات، والغَاشِيَةُ، وأصحابُ الكهف(8)، والنَّحل، ونُوح، وإبراهيم، والأنبياء، والمؤمنون، وآلم السجدة، والطُّور، وتبارك، والحاقَّة، وسأل، وعمَّ يتساءلون، والنَّازعات، وإذا السَّماءُ انْشَقَّتْ، وإذا السماء انْفَطَرَتْ، والرُّوم، والعنكبوت(9).

وما نزل بالمدينة: وَيْلٌ ِللمُطفِّفِينَ، والبَقَرَة، وآل عِمْرَان، والأنْفَال

ص: 46


1- في «أ» «عبس وتولَّى» وفي الإتقان: عبس فقط 25/1
2- الهُمزة ساقطة من: «أ» وموجودة بالإتقان 25:1، وفي البرهان بعد الهمزة: المرسلات 193/1
3- طسم: الشعراء - وطن النحل - وطسم: القصص
4- هي سورة يونس - وبني اسرائيل هي: سورة الإسراء
5- سرة غافر
6- سورة فصلت
7- سورة الشوري
8- سورة الكهف
9- في البرهان بعد ص: الأعراف، وبعد الملائكة مريم، ولا شيء بعد الروم - البرهان للزركشي 193/1 ط أولى 1957 م. تحقيق محمد أبو الفضل ابراهيم

والأحزاب، والمائدة، والمُمْتَحِنَةُ، والنِّسَاء، وإذا زُلْزِلَتْ، والحديد ومُحَمَّد، والرَّعْدُ، والرَّحْمَنُ، وهل أتَى على الإِنسان، والطَّلاق، ولم يكن(1)، والحَشْر، وإذا جاء نَصْرُ اللَّهِ، والنُّور، والحَجّ، والمنَافِقُون، والمُجَادَلَة، والحُجُرات، ويأيُّهَا النبيُّ لِمَ تُحَرِّمُ، والصَّفّ والجُمُعَةَ، والتَّغابن، والفتح، وبَرَاءة، قال البيهقي: والسَّابِعَة يريد بها سورة يونس، قال(2): وقد سقط من هذه الرِّواية: أَلْهَاكُمُ، والأَعْرَافُ، وكهيعص ممَّا نزل بمكة(3).

قال:(4) وقد أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأنا أحمد بن عُبَيْد الصفار حدثنا محمد بن الفضل، حدَّثنا إسماعيل بن بن زُرارة الرّقي أنبأنا عبد العزيز بن عبد الرحمن القرشيّ أنبأنا خَصيفُ عن مجاهدٍ عن ابن عباس أنه قال: إِنَّ أولَ ما أنزل اللهَ على نبيِّه من القرآن: اقْرَأْ باسمِ ربِّكْ، فذكر معنى هذا الحديث وذكر السُوَرُ التي سقطت من الرِّواية الأولى في ذكر ما نزل بمكة قال: وللحديث شاهد في تفسير مقاتل(5) وغيره مع المرسل الصحيح الذي تقدم، قلت:

وسيأتي مثله في أول ما نزل.

ص: 47


1- سورة البيّنة
2- أي البيهقي
3- في (أ) وقد سقط من هذه الرواية: الفاتحة والأعراف وكهيعص فيما نزل بمكة
4- أي البيهقي
5- هو مقاتل بن حيان النبطي أبو بسطام البلخي، روى عن سعيد بن المسيب، والشعبي والحسن، وقتادة، ومجاهد، وطائفة. طبقات الحفاظ للسيوطي 1: 76

وقال أبو بكر ابن الأنباري(1): حدّثنا إسماعيل بن إسحاق القاض حدّثنا حجّاج بن منهال حدّثنا هشام عن قتادة قال: نزل في المدينة من القرآن: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمُجَادَلَة ، والحشر، والمُمتَحنة، والصَّفّ، والجُمُعة، والمنافِقون، والتغابن، والطلاق «ويأَيُّها النّبِي لم تُحرِّمُ إلى رأس العشر من الآي، وإذا زُلْزِلت، وإذا جاء نَصْرُ الله، وسائر القرآن نزل بمكة»(2).

وفي الصحيح عن عائشة رضي الله عنها: ما نَزَلَت سورةُ البقرة والنِّساءِ إلا وأنا عنده(3)، وقال أبو عبيد في فضائل القرآن(4): حدِثنا عبد الله ابن صالح بن معاوية(5) بن صالح عن علي ابن أبي طلحة قال: نزلت بالمدينة: سورة البقرة، وآل عمران، والنِّساء، والمائدة، والأنفال، والتوبة، والحجّ، والنّور، والأحزاب، والَّذين كَفروا، والفتح، والحديد، والمُجادَلة، والحَشر، والمُمتَحَنة، والحوَارِيّون يريد الصَّفّ، والتغابن، «ويأيُّها النبي إذا طلَّقتُم النِّساء، وتأَيُّها النَّبِيُّ لِم تُحرّم، واللَّيل، وإنَّا

ص: 48


1- هو محمد بن القاسم أبو بكر ابن الأنباري النحوي اللغوي صاحب: غريب الحديث والأضداد - والمذكر والمؤنث وأدب الكاتب والمقصور والممدود وغيرها المتوفي سنة 327 ه ببغداد بغية الوعاة 122:1
2- في «أ» والمائدة وبراءة والرعد، والنحل، والحج والنور، والأحزاب، ومحمد، والفتح، والحجرات، والحديد، والرحمن. وقد سقطت هنا من (ب)
3- هذه عبارة من حديث أورده البخاري في باب تأليف القرآن - صحيح البخاري ج 6، ص 228
4- هو أبو عبيد القاسم بن سلام صاحب: الغريب المصنّف، والأمثال، ومعاني الشعر - والمقصور والممدود في القراءات - والمذكر والمؤنث، وغيرها - وتوفي سنة 223 ه، وقال البخاري: سنة 234 - وفيات الأعيان 3: 225
5- في (أ) عن معاوية، وفي الإتقان: ومعاوية 1: 27

أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْر، ولم يَكُنْ، وإِذَا زُلْزِلَتْ، وإِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ»، وسائر ذلك بمكة(1).

وقد توافقت الأقوال التي حكيناها على أن سورة يونس مكّية، وفيها من أيضاً قولان، فروى الحافظ أبو بكر بن مردويه(2) في تفسيره من طريق خَصيف عن مجاهدٍ عن عبد الله بن الزبير أنها مكية، وروى مثله طريق عطاء وغيره عن ابن عباس(3)، ثم روى من طريق عطاء عنه أنها أنزلت بالمدينة والله تعالى أعلم.

وقد ظهر لي بالنظر في الأدلة النقلية ما يُرَجّحُ بعض الأقوال في السور المختلف فيها فمن ذلك: الحديد - فالمختار أنها مكّية، ففي

ص: 49


1- في (أ) والفجر وقد سقطت من (ب)
2- أحمد هو بن موسى بن مردويه الأصبهاني، صاحب التفسير والتاريخ وغير ذلك، وقد توفي سنة 410 ه، طبقات المفسرين للداودي 93:1
3- أورد البخاري هذا الحديث لابن عباس عند الكلام على قوله تعالى من سورة يونس: «وَجَاوَزْنَا بِبَني إِسْرَائِيلَ البَحرَ...» الآيات. قال قدِم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة واليهود تصوم عاشوراء فقالوا هذا يومٌ ظهر فيه موسى على فرعون، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: أنتم أحق بموسى منهم فصوموا. صحيح البخاري ج 6، ص 90، 91. ويقول القرطبي: سورة يونس عليه السلام مكية في قول الحسين وعكرمة وعطاء وجابر، وقال ابن عباس: إلا ثلاث آيات من قوله تعالى: «فإن كنت في شك» إلى آخرهن، وقال مقاتل: إلا آيتين وهي قوله: «فإن كنت في شك» نزلت بالمدينة وقال الكلبي: مكية إلا قوله: «ومنهم من يؤمن به ومنهم من لا يؤمن به» نزلت بالمدينة في اليهود، وقالت فرقة: نزل من أولها نحو من أربعين آية بمكة وباقيها بالمدينة - القرطبي: الجامع لأحكام القرآن، ط دار الشعب 3143/5

مسند البزار(1) وغيره عن عمر قال: كنت أشدَّ الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث في إسلام أخته ومجيئه لها مُغْضَباً وجلوسِه في بيتها على السرير قال: فإذا عليه صحيفة فقلت: ما هذه الصحيفة؟ فقالت: دع هذا فإنه لا يَمَسُّهُ إلَّا الْمُطَهَّرُون، وأنت لا تَطهرُ من الجنابة، قال فما زلت بها حتى ناولتني الصحيفة فإذا فيها: «بسم الله الرحمن الرَّحيم. سُبِّح لِلَّهِ مَا في السَّموات والأَرْضِ وَهُوَ الْعَزيزُ الحكيم - حتى بلغ: آمنوا باللهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُسْتَخْلَفِين فيه». الحديث(2).

وإسلام عمر قديماً قبل الهجرة بدهر مديد - وروى الحاكم(3) عن بن مسعود قال: مَا كَان بَيْنَ إِسْلَامِهِمْ وَبَيْنَ نُزُولِ هذِه الآية يُعَاتِبُهمُ اللهُ إلَّا أربع سنين «وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُون»(4).

ص: 50


1- هو أحمد بن عمرو بن عمرو بن عبد الخالق أبو بكر البزار، حافظ من علماء الحديث بالبصرة له مسندان أحمدهما أحدهما كبير سماه: البحر الزاخر، والثاني صغير. الأعلام للزركلي 1: 182 ط ثالثة
2- الحديث في جامع الأصول لابن الأثير 2: 376: - وهو كما رواه مسلم عن ابن مسعود «ما كان بين إسلامنا وبين أن عاتبنا الله تعالى بقوله: «ألم يَأنِ للَّذين آمنوا...» إلا أربع سنين
3- الحاكم هو: الحافظ الكبير إمام المحدثين أبو عبدالله محمد بن عبدالله محمد بن حمدويه بن نعيم الضبي الطهماني النيسابوري صاحب «المستدرك» و«التاريخ» و«علوم الحدیث» والمدخل - والإكليل - ومناقب الشافعي - وغير ذلك وقد توفي الحديث سنة 405 ه. طبقات المحدثين 1: 409 ط أولي
4- سورة الحديد: آية 10 والحديث في باب التفسير من صحيح مسلم 162/18

فظاهره أنه قبل الهجرة بست سنين أو أكثر على الخلاف في مدة إقامته صلى الله عليه وسلم بمكة بعد البعثة، ومن ذلك: الكَؤثَر والمختار أنها مدنية لحديث أنس في نزولها الآتي في النومي(1)، وأنس لم يكن بمكة وإنما كان بالمدينة(2) ومن ذلك الصّف، والمختار أنها مدنية أيضاً لحديث عبد الله بن سلام في نزولها الآتي أيضاً وهو أنها كانت بالمدينة ومن ذلك: المعوَّذتان والمختار أنهما مدنيتان(3)، وأما الفاتحة فالمختار فيها قول الجمهور(4)، ولكن روى الطبراني(5) في الأوسط قال: حدّثنا عبيد بن غنَّام أنبأنا أبو بكر بن أبي شَيْبَة أنبأنا أبو الأحوص عن منصور عن مجاهد عن أبي هريرة أن إبليسَ رَنَّ(6) أُنْزِلَتْ فاتحةٌ حين الكتاب وأُنزلت بالمدينة، هذا إسناد رجاله رجال الصحيح، وقد كان

ص: 51


1- الحديث في جامع الأصول 2: 435، 436 - وفي هامش (أ): وهو الذي أخرجه مسلم في صحيحه كما سيذكره المؤلف عنه. ولفظ الحديث كما أورده البخاري ج 6، ص 219، ط دار الشعب «عن انس رضي الله عنه قال: لما عُرج بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء قال: أتيت على نهر حافتاه قِبابُ اللؤلؤ مُجوَّفا، فقلت ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكوثر» كما ذكره الترمذي مع اختلاف في بعض الفاظه وقال: هذا حديث حسن صحیح - سنن الترمذي ج 5، ص 119 نشر المكتبة السلفية بالمدينة المنورة
2- أخرجه الترمذي - جامع الأصول 386:2 وسنن الترمذي ج 5، ص 85 مراجعة: عبد الرحمن محمد عثمان. نشر المكتبة السلفية بالمدينة المنورة
3- في الإتقان: المختار انهما مدنيتان لأنهما نزلتا في قصة سحر لبيد بنِ الأعصم كما أخرجه البيهقي في الدلائل 1: 37 -
4- أي مكية كما جاء في الإتقان 30:1
5- هو الإمام أبو القاسم سليمان بن المتوفي سنة 360 ه وصاحب المعجم الكبير والأوسط والصغير وغيرها. طبقات الحفاظ 372:1
6- كلمة (رن) ساقطة من (أ) وموجودة بالإتقان 1: 30 ومعناها: صاح

خطر لي في القدح فيه أن الجملة الأخيرة منه مدرجة في الحديث وليست ثم رأيت أبا عبد الله(1) أخرجها من قول مجاهد فقال: حدّثنا عبد الرحمن بن شعبان(2) عن ابن أبي نجِيحْ عن مُجاهد قال: نزلت فاتحة الكتاب بالمدينة، وأخرجها أيضاً عنه الفريابي(3) في تفسيره، وأخرج مقاتل في تفسيره الجملة الأولى عنه أيضاً فصار علة للحديث المرفوع. ضابط: روى البيهقي في الدلائل والبزَّار في مسنده من طريق الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال: ما كان يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أُنزلَ بالمدينة، وما كان: يَأَيُّها النَّاسُ فبمكة، قال ابن(4) عطية: هو في: يَأَيُّها الذين آمَنُوا صحيح، وأما يأيُّها النَّاسُ فقد يأتي في المدنيّ، وقال ابن الحصَّار: قد اعتنى المتشاغلون بالنسخ بهذا الحديث واعتمدوه على ضعفه، وقد اتفق الناس على أن النِّساء مدنيّة وأولُها: «يُأَيُّها النَّاس»، وعلى أن الحج مكيّة(5) وفيها: «يَأَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا» الآية(6).

وقد روى أبو عبيد هذا عن علقمة مرسلاً، وروى عن علي بن معين عن أبي المليح عن ميمون بن مهران قال: ما كان في القرآن يأيُّها

ص: 52


1- في (أ) أبا عبيد
2- في (أ) عن سفيان
3- الفِريابيّ: نسبة إلى بلد تسمى فرياب بنواحي بلخ وتوفي سنة 301 وانظر ترجمته في طبقات الحفاظ للسيوطي 301:1
4- هو عبد الحق بن غالب بن تمام بن عطية، قدوة المفسرين توفي سنة 542 ه - فوات الوفيات لابن شاكر الكتبي 256:1
5- في (أ) وعلي أن وهو أنسب. وفي (ب) وعلى هذا
6- سورة الحج: آية 77

النَّاسُ أو يا بَنِي آدَمَ فإنه مكِّيُّ - وما كان يُأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّه مدني - وروى البيهقي في الدلائل من طريق يونس بن بكير عن هشام بن عروة أبيه قال: كلُّ شيء نزل من القرآنِ فيه ذكر الُأمَمِ والقرونِ فإِنَّما نَزَل بمكّة، وما كان من الفرائض والسنن فإنَّما نزل بالمدينة، وسيأتي عن عائشة نحوه(1).

فرع: قال البيهقي: في بعض السُّور التي نزلت بمكة آيات نزلت بالمدينة فألحِقت بها، وكذا قال ابن الحصَّار: كلُّ نوعٍ من نوع من المكِّيّ والمدنيّ منه آيات مستثناة، قال: إلّا أنّ من الناس من اعتمد في الاستثناء على الاجتهاد دون النَّقل انتهى.

وها أنا أذكر منه أمثِلةً حرَّرتُها بعد الفحص الشديد:

الأول: قال البلقيني: استُثني من البقرة آيتان: «فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا»(2) «لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ»(3).

ص: 53


1- بعد أن أورد صاحب البرهان القول بأن كل شيء نزل فيه «يأيها الناس» فهو بمكة وكل شيء نزل فيه «يأيها الذين آمنوا» فهو بالمدينة وذكر رواته قال: وقد نص على هذا القول جماعة من أحمد بن حنبل وغيره، وبه قال كثير من المفسرين ونقله عن ابن عباس، وهذا القول إن أخذ على إطلاقه ففيه نظر، فإن سورة البقرة مدنية، وفيها: «يأيها الناس اعبدوا ربكم» وفيها: «يأيها الناس كلوا مما في الأرض حلالاً طيبا» وسورة النساء مدنية، وفيها: « يأيها الناس اتقوا ربكم»، وفيها: «إن يشأ يُذهبكم أيُّها الناس» وسورة الحج مكية، وفيها يايها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا فإن أراد المفسِّرون أن الغالب ذلك فهو صحيح، ولذا قال مكيّ: هذا إنما هو في الأكثر وليس بعام، وفي كثير من السور المكية: «يايها الذين آمنوا». البرهان 191/1 ط أولى
2- سورة البقرة: آية 109
3- سورة البقرة: آية 110

وعلى الاصطلاح(1) الثاني آخر: «وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيه إلى اللَّهِ»(2) «آمَنَ الرَّسُولُ»(3) الآيتين فإنهما سفريتان(4).

قلت: فإن عملنا بما تقدّم عن ابن مسعود استثنى قوله تعالى: «يأَيُّها النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ»(5)، وكذا ما بعدها إلى قوله: خَالِدُون، لأنها مشتبكة بها في المعنى الثاني، قال أيضاً: استثنى من النساء على الاصطلاح الثاني «إنَّ الله يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا»(6)، وآية الكلالة(7).

الثالث: من المائدة «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دينَكُمْ»(8) عليه أيضاً.

الرَّابع: قال ابن الحصَّار: استثنى بعضهم من الأنعام تسع آيات ولا يصح به نقل خصوصاً أنه أَنَّها نزلَتَ جملة واحدة، والآيات ورد المذكورة: «قُلْ تَعَالَوْا...»(9) الآيات الثلاث - «وَمَا قَدَرُوا الله..»(10) الآيات الثلاث.

ص: 54


1- وهو أن المكي ما نزل بمكة ولو بعد الهجرة، والمدنيّ: ما نزل بالمدينة
2- سورة البقرة: آية 281
3- سورة البقرة: آية 285
4- في (أ) فإنهن، والصواب: فإنهما سفريتان
5- سورة البقرة: آية 21 - 25
6- سورة النساء: آية 58
7- «يستفتونك قُلْ اللَّهُ يُفتيكُمْ في الكَللَةِ...» سورة النساء: آية 176
8- سورة المائدة: آية 3
9- سورة الأنعام: الآيات 151، 152، 153
10- سورة الأنعام: الآيات 91، 92، 93. وفي الإتقان بعد ذلك: وقوله: «وَمَنْ أَظْلَمُ ممَّن افترى عَلَى اللهِ كذباً...» الآيتين: 21، 22، وقوله: «الذين آتيناهُمُ الكِتَابَ يَعْرِفُونَه..» الآية: 20، وقوله: «والذين آتيناهُم الكِتَابَ يَعْلَمُون أنه مُنزّل من ربك بالحق» الآية 114

الخامس: قال البلقيني: استثني من الأنفال أولها، «ويأيها النَّبيُّ حَسْبُكَ اللهُ»(1) وهما على الاصطلاح الثاني.

قلت: فيه نظر من وجوه: أحدها: أن أولها كما أنه(2) لم ينزل بالمدينة لم ينزل بمكة بل ببدر فهو ليس بمكّي، ثانيَها: نزل ببدرٍ أيضاً غير أولها كما سيأتي في السفري، ثالِثُها: الآية الثانية على الاصطلاح الأول فقد روى البزَّار من طريق النضر عن عكرمة عن ابن عباس أنها نزلت لما أسلَمَ عمر - رضي الله عنه -.

السادس: من هود «وَأَقِمْ الصَّلاة»(3) الآية وقيل: «فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ».

السابع: من الرَّعد «وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً»(4)، «وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا»(5). فمدنيتان، وقيل لا، والمدني منها: «وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا»(6)، وقيل: بل قوله: «هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقِ خَوْفاً وَطَمَعاً إلى

ص: 55


1- سورة الأنفال: آية 64
2- أنه ساقطة من (أ)
3- ذكر في الإتقان أنه استثنى منها ثلاث آيات هي: «فَلَعَلَّكَ تَارِكُ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ» 12 - و«أَفَمَنْ كَانَ عَلَي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْه» 17 - «وأَقِمُ الصَّلَاةَ طَرَفَي النَّهَار» 114. انظر الإتقان 40:1
4- سورة الرعد: آية 31
5- سورة الرعد: آية 7
6- سورة الرَّعد: آية 31

قوله: شَدِيدُ الْمِحَال»(1) فإنها نزلت في عامر بن الطفيل وأربد بن قيس لمّا قدما المدينة في وفد بني عامر كما رواه الطبراني في الأوسط(2).

الثامن: ينبغي أن يُسْتَثْنَى من الحِجْر: «وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُستَقْدِمِينَ..»(3) الآية، ففي الترمذي(4) من حديث أبي الجوزاء(5) عن ابن عباس قال: كانت امرأةُ تُصَلّي خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صلّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حيناً فَكَانَ بَعْضُ الْقَوْمِ يَتَقَدَّمُ حَتَّى يَكُونَ في الصَّفِّ الأَوَّلِ لأَنْ لاَ يَرَاهَا، ويتَأَخَّرُ بَعْضُهُمْ حَتَّى يَكُونَ في الصَّفِّ المُؤَخَّرِ فَإِذَا رَكَعَ نَظَرَ مِنْ تَحتِ إِبْطَيْه فأنزل الله هذه الآية(6).

التَّاسع من النحل: «وَإِنْ عَاقَبْتُمْ..»(7) إلى آخر السورة فهو نازل بعد الهجرة وسيأتي مكان نزوله، وقال ابن الحصَّار: الصحيح عندي أنها

ص: 56


1- سورة الرَّعْد: الآيتان 12، 13
2- ذكر في الإتقان: سورة الرعد مدنية إلا آية: «وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قارِعَةٌ..» آية 31
3- سورة الحِجْرُ: آية 24
4- الترمذي هو أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل بن يوسف الترمذي السلمي المتوفي سنة 380 ه. طبقات الحفاظ للسيوطي 263/1
5- في (أ) أبي الجوزاء - وفي «ب» أم الجوزاء، والصواب ما في (أ) لأنه الموافق لرواية الترمذي: «حدّثنا قتيبة أخبرنا نوح بن قيس الحُدَّاني عن عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء عن ابن عباس قال... سنن الترمذي ج 4، ص 359، مراجعة: عبد الرحمن محمد عثمان
6- ذكر في الإتقان أن بعضهم استثنى منها: «وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِنَ المَثَانِي» الآية 87
7- سورة النحل: الآية 126 وما بعدها وقد نزلت هذه الآيات يوم فتح مكة كما في الحديث الذي رواه الترمذي عن أبيّ بن كعب - سنن الترمذي، ج 4، ص 362. مراجعة: عبد الرحمن محمد عثمان

كلها مكية، وأن آخرها نزل مرة ثانية في أُحُدٍ والفتح تذكيراً لعباده، واستثنى قتادة(1): «ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا..» إلى آخر السورة(2). وقال بعضهم: بل أربعون آية منها مكّي والباقي مدني وسيأتي في أول ما نزل.

العاشر: استثنى بعضهم من الإسراء: «وَإِنْ كَادُوا لِيَفْتنُونَكَ..» الآيات الثمان(3)، وبعضهم: «وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوح..»(4).

لما روى البخاري(5) عن ابن مسعود قال: كُنتُ أمشّي مع النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة وهو يتوكَّأُ على عَسيب فمرَّ بنفرٍ من اليهُود فقال بعضهم لو سَألتُموه، فقالوا: حدّثنا عن الرُّوح فقام النبي صلى الله عليه وسلم ساعة ورفع رأسه فعرفت أنه يُوحَى إليْه حتى صَعِد الوحيُ، ثم قال: الرُّوحُ من أمرِ ربي وما أُوتِيتُم مِنَ الْعِلْم إلّا قليلًا - قال

ص: 57


1- هو قتادة بن دعامة بن قتادة عزيز الحافظ أبو الخطاب السّدوسي البصري الضرير الأكمه المقسر، مات بواسط في الطاعون سنة 118 ه. تذكرة الحفاظ للذهبي 122:1
2- سورة النحل: آية 110
3- سورة الإسراء: الآيات من: 73 - 80 إلى قوله: «إِنَّ البَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً»
4- سورة الإسراء: آية 85
5- البخاري هو: صاحب الجامع الصحيح والتاريخ الكبير، والأدب المفرد وغيرها المتوفي سنة 256 ه. طبقات الحفاظ للسيوطي 248:1، ولفظ الحديث كما ورد في ج 6، ص 109 من صحيح البخاري ط الشعب: حدَّثني إبراهيم عن علقمة عن عبد الله رضي الله عنه قال: بينا أنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في حَرْثٍ وهو متكِىء على عسيب إذمرَّ اليهود، فقال بعضهم لبعض، سلوه عن الروح، فقال: ما رابكُمُ إليه، وقال بعضهم: لا يستقبلكم بشيء تكرهونه، فقالوا سَلُوه فسألوه عن الروح، فأمسك النبي صلى الله عليه وسلم فلم يردّ عليهم شيئاً فعلِمت أنه يوحي إليه فقمت مقامي، فلما نزل الوحي قال: ويسألونك عن الروح... الآية، والرواية التي ذكرها المؤلف هي رواية الترمذي مع اختصار بعض ألفاظها - سنن الترمذي ج 4، ص 366

ابنُ کَثیرٍ: وقد تكون نزلت عليه هذه الآية مرة ثانية بعد نزولها بمكة فإن السورة كلها مكية(1) - واستثنى بعضهم أيضاً: «قُلْ لَئِنْ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ»(2) الآية، فقد روى ابن إسحاق عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنها نزلت في نفَرِ من اليهود قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم إنا نأتيك بمثْلِ مَا جئتنا به(3).

الحادي عشر: من الحج على قول إنها مكّية: الآيات السفرية وسيأتي، وعلى قول إنها مدنية: «وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ» إلى (عَقِيم) فهو مكي(4).

الثاني عشر: من الشعراء «والشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُون» إلى آخر السورة فهو مدني(5) قاله مكي(6).

الثالث عشر: الرُّوم(7) أوَّلُها فقد نزل ببدرٍ كما رواه الترمذي عن

ص: 58


1- وابن كثير هو: الإمام المحدث الحافظ عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير صاحب: التفسير والتاريخ وتخريج أحاديث مختصر ابن الحاجب، وطبقات الشافعية وغير ذلك، وقد توفي سنة 774 ه. طبقات الحفاظ 529:1
2- سورة الإسراء: آية 88
3- أضاف إلى ما سبق في الإتقان: (وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس) آية 60. و«إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم..» آية 107
4- سورة الحج: الآيات 52 - 55
5- سورة الشعراء: الآيات 224 - 227
6- مكي بن حموش بن محمد بن مختار القيسي المقرىء، صاحب كتاب الرعاية في تجويد القرآن، وتحقيق لفظ التلاوة، توفي بقرطبة سنة 437. وفيات الأعيان 2: 120
7- في (أ) من الروم وهو أدق

أبي سعيد قال: لما كان يومُ بدر ظهَرت الرُّوم على فارس فأعجب ذلك المؤمنين فنزل: آلم غُلبتْ الرُّومُ إلى قوله: «بِنَصْر اللهِ»(1).

لكن روي أيضاً عن نيار بن مُكْرَم الأسْلَمِي قال: لما نزلت: آلم غُلِبت الرُّومُ في أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُون في بِضْعِ سِنين. خرج أبو بكر الصّدّيق يصيح بها في نواحي مكة. الحديث، وقال: حسن صحيح. قال ابن الحصَّار: وهو أصحُّ من الأول(2).

وقد يتكرر نزولُ الآية تذكاراً وموعظةً انتهى.

الرَّابع عشر: من السَّجدة «أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً..» الآيات الثلاث(3).

الخامس عشر: من سورة سبأ الآيات التي فيها ذكر سبأ، فقد روى الترمذي عن فروة بن مُسَيْكَ المُرادِي قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله: ألا أُقَاتِل من أدْبَر مِنْ قومي الحديث، وفيه مِنْ وأُنزِل في سبأ ما أُنزِل فقال رجل: يا رسول الله وما سبأ إلى آخره(4). قال

ص: 59


1- سورة الروم من 1-5 - وقد أخرجه الترمذي وقال عن هذه الرواية: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه - سنن الترمذي ج 5، ص 23
2- أورد الترمذي الحديث بثلاث روايات لأبي سعيد ولابن عباس وتيار بن مكرم، وعلق على رواية نيار بن مُكرَم التي لم يذكر المؤلف إلا نزراً يسيراً منها بقوله: هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن أبي الزَّناد - سنن الترمذي ج 5، ص 25 مراجعة، عبد الرحمن محمد عثمان. وانظر: أسباب النزول 231، 232
3- سورة السجدة: الآيات 18 - 20، وذكر في الإتقان: وزاد غيره: «تتجافى جنوبهم..»: آية 16 واقرأ: أسباب النزول للواحدي ص 235، 236
4- رواه الترمذي، وأخرجه أبو داود مختصراً. جامع الأصول 326:2. وقال الترمذي: هذا حديث غريب حسن. سنن الترمذي: ج 5، ص 40

ابن الحصَّار: ومهاجَرةُ فَرْوةَ بَعْد إسلام ثقيف سنة تسع(1) قال: ويحتمل أن يكون قوله: وأنزل حكاية عما تقدّم نزوله قبل(2).

السادس عشر من يس: «إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى»(3) الآية.

فقد روى الترمذي والحاكم في المستدرك والبيهقي في شُعَبِ الإيمان من حديث أبي سعيد الخدري قال:(4) كانت بَنُو سَلَمَة في نواحي المدينة فأرادوا أن ينتقلوا إلى قُرْب الْمَسْجِد فأنزل الله: «إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ..» فدعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنه يُكْتَبُ آثارُكُمْ وقرأَ عليهم الآية فتركوا، والحديث في الصحيح عن أنسِ بدون ذكر الآية(5).

السَّابع عشر: من الزمر «قُلْ يُعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا» الآيات الله الثلاث(6)، ففي الصحيح من حديث نافع عن ابن عمر - رضي الله

ص: 60


1- في (أ) ومنها خير فروة - وما هنا في «ب» أصوب
2- في (أ) قبل هجرته، وفي الإتقان: سبأ استثنى منها (ويرى الذين أوتوا العلم.): آية 6
3- سورة يس: آية 12
4- والحديث كما أورده الترمذي: عن أبي سعيد الخدري قال: «كانت بنو سَلَمَة في ناجية المدينة فأرادوا النُّقلة إلى قرب المسجد فنزلت هذه الآية: «إنا نحن نحيي الموتى ونكت ما قدَّموا وآثارهم» فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن آثاركم تُكتَبُّ فلا تنتقِلوا» هذا حديث حسن غريب. سنن الترمذي ج 5، ص 42، أسباب النزول: 245
5- في (أ) تكتب آثاركم، ولفظه كما أخرجه الترمذي: إن آثاركم تكتب فلا تنتقلوا
6- سورة الزمر: آية 53 وما بعدها. وقد ذكر البخاري الحديث في نزول الآيات بطريقة أخرى عن ابن عباس رضي الله عنهما أن ناساً من أهل الشرك، كانوا قد قتلُوا وأكثروا، فأتوا محمدًا صلي الله عليه وسلم فقالوا إن الذي تقول وتدعو إليه لحسنٌ لو تخبرنا أن لما عملنا كفَارَةٌ فنزل: «والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرَّم الله إلا بالحق ولا يزنون» ونزل: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله..». صحيح البخاري ج 6، ص 157، وأسباب النزول: 248

تعالى عنه - قال: كنا نقول: مَا لمُفْتَتَنٍ تَوْبَةٌ وما الله بِقَابِلٍ مِنْهُ شَيْئاً، فلمَّا قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أنزل فيهم: «يعباديَ الَّذِينَ لو أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ..» والآيات التي بعدها، واستثنى أيضاً: «وَمَا قَدَرُوا اللَّه حَقَّ قَدْرِه»(1) الآيات، روى الترمذي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: مرِّ يهودي بالنبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي: يا يهودي حدِّثنا فقال: كيف تقول يا أبا القاسم إذا وضع الله السَّمواتِ على ذِه والأرضين على ذِه والماءَ على ذِه والجبالَ على ذِه وسائرَ الخلقِ على ذِه فأنزل الله: «وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِه..» وقال حسن صحيح لكنه في الصحيحين بلفظ «فَتَلا» الآية ولم يقل: فأنزل(2).

الثامن عشر: من الحديد على ما اخترته من أنها مكية «يأَيُّهَا الَّذِينَ امَنُوا اتَّقُوا الله..» إلى آخر السورة(3) فهو مدني نزل بعد أحُدٍ في أربعين من الحبشة كما رواه الطبراني في الأوسط.

التاسع عشر: من التغابن على قول إنها مكّية ما رواه الحاكم عن

ص: 61


1- سورة الزمر: آية 67
2- ونص الحديث كما أورده البخاري: عن عبد الله رضي الله عنه قال: جاء حَبرٌ من الأخبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد إنا نجدُ أن الله يجعل السموات على إصبعَ والأرضين على إصبَع، والشجرَ على إصبع، والماء والثرى على إصبع، وسائر الخلائق على إصبَع، فيقول أنا الملك فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بَدَت نواجِذُهُ تصديقاً لِقول الحَبر، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً القيامة والسّموات مَطوِيَّاتُ بيمينه سُبْحانه وتعالى عما يُشركون - صحيح ج 6 ص 157، 158، ط الشعب. كما أورده الترمذي بشيء من الاختلاف في بعض الفاظه. سنن الترمذي: ج 5، ص 49 مراجعة: عبدالرحمن محمد عثمان، وانظر: أسبابالنزول للواحدي، ص 249
3- سورة الحديد: الآيتان 28، 29

ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: نزلت هذه الآية: «إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ»(1) في قوم من أهل مكة أَسلَمُوا فَأبَى أزواجهم وأولادُهم أن يَدعوهم، فأتوا المدينة فلما قدِمُوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم رَأوْا الناس قَدْ فَقُهوا(2) فهَمُوا أن يُعاقِبوهم فأنزل الله: «وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا»(3)، فهذه أمثلة حررتها نقلاً ودليلاً وما أحِب أن لي بتحريرها الدنيا وما فيها.

خاتمة: روى الطَّبَرَانِيُّ في الكبير من طريق الوليد بن المغيرة بن مسلم عن عفير بن معدان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أُنْزِلَ الْقُرآنُ في ثلاثةِ أمكنةٍ: مكة - والمدينة، والشام. قال الوليد: يعني بيت المقدس، قال ابنُ كثير: بل تفسيره بتبوك أحسن.

ص: 62


1- نص الآية: «يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ...» التغابن: آية 14
2- قد فقهوا: أي صاروا متفقهين في الدين
3- ذكر أبو السعود في تفسير هذه الآية: أن ناساً من المؤمنين أرادوا الهجرة عن مكة فثبطهم أزواجهم وأولادهم وقالوا تنطلقون وتضيعوننا فرقوا لهم ووقفوا فلما هاجروا بعد ذلك ورأوا المهاجرين الأولين قد فُقهوا في الدين أرادوا أن يعاقبوا أزواجهم وأولادهم فزين لهم العفو - انظر: تفسير أبي السعود 731:4 ط دار العصور بمصر 1347 ه = 1928 م. وأسباب النزول للواحدي ص 288، ط بيروت، 1395 ه = 1975 م. وقد أورده الترمذي: حدثنا محمد بن يحيى أخبرنا محمد بن يوسف أخبرنا إسرائيلُ أخبرِنا سِماكُ بنُ حرب عن عكرمة عن ابن عباس وسأله رجل عن هذه الآية: «يأيُّها الَّذين آمنوا إنَّ منْ أزواجكم وأولادكم عدُوّا لكمْ فاحْذَروهم» قال: هؤلاء رجال أسلموا من أهل مكة وأرادوا أن يأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأبى أزواجهم وأولادهم أن يدعوهم أن يأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم رأوا الناس قد فقهُوا في الدين همُّوا أن يعاقبوهم فأنزل الله: «يأيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدُوُّا لكم فاحذروهم» الآية. هذا حديث حسن صحيح - سنن الترمذي ج 5، ص 92

النَّوعُُ الثَّالثُ والرَّابِعُ: الحَضَرِيُّ والسَّفَرِيُّ

الأول كثير؛ وللثاني أمثلة ذكر البلقيني منها قليلاً: أحدها: وهو مما لم يذكره «فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَريضاً أَوْ بِهِ أَذَى مِنْ رَأسْهِ»(1).

ففي الصحيح من حديث كَعْب بن عُجْرَةَ: كنَّا مع النبي صلى الله عليه وسلم بالحديبية ونَحْن مُحْرِمُون وكانت لي وَفْرَةً فجعلت الهوامُّ تتساقطُ على وجهي فمرَّ بي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أيُؤذيك هوامُّ رأسِك؟ فقلت: نعم فأنزل الله هذه الآية(2).

ص: 63


1- سورة البقرة: آية 196
2- ويقول البخاري عن هذه الآية: «حدثنا آدم حدثنا شعبة عن عبد الرحمن بن الأصبهاني قال: سمعت عبدالله بن معقل قال: قعدت إلى كعب بن عُجْرَةَ في هذا المسجد مسجدّ يعني الكوفة فسألته عن: «فِدْيَةٌ من صيام» فقال: حُمِلْتُ إلى النبي صلى الله عليه وسلم والقَمْل يتناثرُ على وَجْهي، فقال: ما كنتُ أُرَى أن الجهد قد بلغ بك هذا أما تجدُ شاةً؟ قلت: لا قال: ثلاثة أيام، أو أطعم ستة مساكين لكلِّ مسكين نصف صاعٍ من طعام، واحلق رأسك، فنزلت فيَّ خاصة، وهي لكم عامة. صحيح البخاري ج 6، ص 33 ط دار الشعب والرواية التي ذكرها المؤلف هنا للحديث هي رواية الترمذي مع اختلاف في بعض الألفاظ انظر: سنن الترمذي ج 4، ص 281، وأسباب النزول للواحدي ص 35، 36

ثَانِيهَا: «واتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إلى الله(1)» نزلت بمنى فيما لو رواه البيهقي في الدلائل(2).

ثَالِثُهَا: «وَءَامَنَ الرَّسُولُ..» إلى آخر السورة(3)، قيل: نزلت يوم فتح مكة.

رابعها: ولم يذكره البلقيني «لَيْسَ لَكَ مِنَ الأمْرِ شَيْء»(4) نزلت بأحد، فروى الترمذي عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد: الَّلهمَّ الْعَن أبا سُفيان، الَّلهمَّ الْعَن الحارثَ بن هشام، اللهم العن صَفْوان بن أُمَيَّة، فنزلت: «وَلَيْسَ لَكَ مِنَ الأمْرِ شَيْء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ...»(5) وفي الصحيح أن ذلك كان في الركعة الأخيرة من صلاة الصبح(6).

ص: 64


1- سورة البقرة: آية 281
2- وقد رواه الترمذي، انظر: عارضة الأحوذي بشرح صحيح الترمذي 11: 97
3- سورة البقرة: آية 285
4- سورة آل عمران: آية 128
5- وتكملته: «فَتابَ عليهم فأسْلَمُوا فَحَسُنَ إِسْلَامُهُمْ». جامع الأصول 7:2، 71. وسنن الترمذي 295/4، وقال عنه الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وقد ذكر له رواية أخرىمن أنس، وقال عنه: هذا حديث حسن صحيح 295/40
6- أورد البخاري للحديث في نزول الآية روايتين غير روايتي الترمذي، وقد ورد في إحدى البروايتين: «إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الآخرة من الفجر يقول: اللهم العن فلاناً وفلاناً وفلاناً بعدما يقول: سمع الله لمن حمده، ربَّنا ولك الحمد، فأنزل الله: «لَيْسَ لَكَ مِنَ الأمْرِ شيءٌ (إلى قوله:) فإنَّهُمْ ظَالِمُون». صحيح البخاري 47/6 وانظر: أسباب النزول للواحدي ص: 80، 81، وانظر أيضاً: صحيح مسلم 179:5

خَامِسُها ولم يذكره «وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ»(1) الآية نزلت بأُحد، فقد روى البيهقي في الدلائل من طريق آدم عن ورقاء عن ابن أبي نجِيح عن أبيه أن رَجُلاً من المهاجرين مرَّ على رجل من المهاجرين مرَّ على رجل من الأنصار وهو يتشحَّطُ دَمِه فقال له: أشعرت أن مُحمَّداً قُتِل؟ فقال: إن كان مُحمد قد قُتِل في دَمِه فقد بَلَّغ، فقَاتِلُوا عَنْ دِينكم فنزلت(2).

سادِسُهَا: «إن الله يأمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا»(3). نزلت يوم الفتح في شأن مفتاح الكعبة.

سابعُهَا آية الكَلالة(4) - نزلت بين مكة والمدينة في مرجعه عليه الصلاة والسلام من حجة الوداع.

ثامُنهَا: ولم يذكره(5): أَوَّلُ المَائِدَة، ففي شُعَبِ الإيمان من طريق سُفيان عن ليث عن شَهْرِ بن حَوْشَب عن أسماء بنتِ يزيد قالت: نزلت سورةُ المائدة على النبي صلى الله عليه وسلم بِمنى إن كَادَتْ من ثِقَلها أن َتكْسِرَ عظامَ النَّاقة، وفي الدلائِل من حديث عاصم الأحول عن عمرو بنت عبس عن عمِّها: كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسير

ص: 65


1- سورة آل عمران: آية 144
2- ذكره ابن كثير في نزول الآية: «ومَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ... الآية» تفسير القرآن العظيم لابن كثير 2 / 121، وانظر: أسباب النزول للواحدي ص: 83
3- سورة النساء: آية 58
4- وهي آخر سورة النساء: «يَسْتَفْتُونَكَ قُل اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الكَلالَةِ...»، آية 179
5- أي البلقيني في كتابه: مواقع العلوم من مواقع النجوم

فنزلت عليه سورة المائدة فاندقّت كتِف راحلته العضباء من ثِقل السورة(1).

وروى أبو عبيد عن عمر بن طارق عن يحيى بن أيوب عن أبي صخر عن محمد بن كعب القُرَظي قال: نزلت سورة المائدة على رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجّة الوداع فيما بين مكة والمدينة وهو على راحلته(2) فانْصَدَع كَتِفُها فنزل عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

تَاسِعُها: «اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ»(3) ففي الصَّحيح من حديث عمر - رضي الله عنه الله عنه - أنها نزلت بعرفة عام حجة الوداع(4) انتهى.

ص: 66


1- ذكر ابن كثير في قوله تعالى: «اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ... الآية» روى السُّدّى: أنزلت هذه الآية يوم عرفة، ولم ينزل بعدها حلال ولا حرام، ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمات، قالت أسماء بنت عميس: حججت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الحجة، فبينما نحن نسير إذ تجلَّى له جبريل، فمال رسول الله صلى الله عليه وسلم على الراحلة، فلم تُطِقُ الراجلة من ثِقْلِ ما عليها من القرآن فبَركت فأتيته فسجيت عليه برداً كان عليّ. تفسير القرآن العظيم 476:2. وقال الواحدي عن الآية السابقة: نزلت هذه الآية يوم الجمعة، وكان يوم عرفة بعد العصر في حجة الوداع سنة عشر والنبي صلى الله عليه وسلم بعرفات على ناقته العضباء، أسباب النزول: 126، 127
2- في (أ) وهو على ناقته
3- سورة المائدة: آية 3
4- أخرجه الجماعة إلَّا الموطأ وأبا داود، جامع الأصول 2: 113، 114. وفي رواية البخاري: ...فقال عمر: إني لأعلم حيث أنزِلت، وأين أنزلت، وأين رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أُنزِلت يوم عرفة وإنا واللهِ بعرفة... صحيح البخاري، ج 6، ص: 63

عاشِرُهَا: آية التَّيمُّمِ فيها، ففيه من حديث عائِشَة: أنها نزلت بالبيْداءِ أو بذاتِ الجَيْش قريب المدينة في القُفول من غزوة المريْسيع(1).

حَادِي عَشَرِها: أَوَّلُ الأَنْفال، فقد روى أحمد عن سعد بن أبي وقاص قال: لما كان يومُ بدْرٍ قُتِلَ أخِي عُمَيْر وَقَتَلْتُ سَعيدَ بن العاص وأخذتُ سَيْفَه فأتيتُ به النبي صلى الله عليه وسلم فقال: اذهب فاطرحه، قال: فرجعت وبي ما لا يعلمه إلا الله من قتل أخي وأخذ سَلَبِي، قال: فما جاوزت إلا يسيرا حتى نزلَتْ سُورة الأنفال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اذْهَبْ فَخُذْ سَيْفَك(2).

ثاني عَشَرِها: ولم يذكره: «وَإِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ»(3) الآية، ففي الصحيح عن عمر قال: نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المشركين ألف وأصحابه ثلاثمائةٍ وبضعةُ عشَرَ فاستقْبَلَ القِبْلَةَ، وجعل يهتف بربه فأنزل الله هذه الآية.

ص: 67


1- وهي غزوة بني المصطلق، وقد أورد البخاري هذا الحديث عن عائشة قالت: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره حتى إذا كنا بالبيداء أو بذات الجيش انقطع عِقْدٌ لي... فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أصبح على غير ماء فأنزل الله آية التيمُّم. صحيح البخاري 64/6
2- أخرجه الترمذي وأبو داود، جامع الأصول 2: 145، ورواية الترمذي عن مصعب بن سعد عن أبيه. سنن الترمذي 333/4، وروى البخاري عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس رضي الله عنهما: سورة الأنفال قال: نزلت في بدر، صحيح البخاري 77/6
3- سورة الأنفال: آية 9، وقد روى الترمذي هذا الحديث. وقال عنه: هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه من حديث عمر إلَّا من حديث عكرمة بن عمَّار عن أبي زميل... قال: وإنما كان هذا يوم بدر. سنن الترمذي 4 / 333، 334

ثالِثُ عَشَرها: ولم يذكره: «وَمَنْ يُولِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ» الآية(1) روى النسائي(2) عن أبي سعيد الخدري أنها نزلت يَوْمَ بَدْر.

رابعُ عَشَرهَا: آيات من أثناء براءة في غزوة تبُوك.

خَامِسُ عَشَرِهَا: ولم يذكره: «مَا كَانَ لِلنَّبِي وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ..» الآيتين(3). فقد روى الطَّبَرانيُّ في الكبير عن ابن عباس أنه صلى الله عليه وسلم لما أقبل من غزوة واعتمر، فلمّا ثنيَّة عُسْفان نزل على قبر أمه وبكى ودعا الله أن يأذن له في هبط من الشفاعة لها فنزل جبريل بهاتين الآيتين(4).

سَادِسُ عَشَرِهَا: «وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا...» إلى آخر السورة(5).

ص: 68


1- سورة الأنفال: آية 16
2- النسائي هو: صاحب السنن الكبرى، والصغرى، وخصائص علي، ومسند علي، ومسند مالك، وغيرها توفي سنة 215 ه. طبقات الحفاظ 303:1
3- سورة التوبة: آيتي 113، 114
4- وأخرج النسائي والترمذي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: سمعت رجلًا يستغفر الأبويه وهما مشركان فقلت له: أتستغفر لأبويك وهما مشركان؟ فقال: استغفر إبراهيم لأبيه وهو مشرك، فذكرت ذلك الرسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت: «ما كان لِلْنَبِيّ والذينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا للمشركين» جامع الأصول 171:2، وفي الترمذي: أو ليس استغفر الأبيه وهو مشرك... هذا حديث حسن، سنن الترمذي 4: 344. وقد ذكر البخاري في نزول الآية رواية أخرى في وفاة أبي طالب عمِّ الرسول صلى الله عليه وسلم ومنها:... فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لأستغفرن لك ما لمْ أنه عَنْكَ فنزلت: ما كان ابراهيم للنبي... الآية. صحيح البخاري 87/6، وأسباب النزول: 117، 178
5- سورة النحل: آيات 126، 127، 128، وقد ذكر الواحديّ في أسباب النزول لهذه الآيات عدَّة رواياتٍ عن أبي هريرة وابن عبَّاس. أسباب النزول 192/191

فأخرج البيهقي في الدلائل والبزار في مسنده من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف على حمزة حين استُشهد وقد مُثَلَ به، فذكر الحديث إلى أن قال: لَأَمَثْلَنَّ بسبعينَ منهُمْ مكانك فنزل جبريلُ والنبيُّ صلى الله عليه وسلم واقفُ بخواتيم سُورةِ النَّحل «وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ» إلى آخر السورة، فهو صريح في نزولها بأحد، وعزى البلقيني هذا الحديث إلى (الفيلانيات)(1) وهو قُصُور.

وأخرج الترمذي من حديث أبيّ بن كَعْب قال: لما كان يومُ أحد أُصِيبَ من الأنصار أربَعة وستون رَجُلًا ومن المُهاجِرينَ سِتَّة مِنْهُم حَمْزَة فَمَثَّلُوا بِهِمْ فقالت الأَنْصَارِ: لَئِن أَصَبْنَا مِنْهُمْ يَوْماً مِثْلَ هذا لَنُرْبيَّن عَلَيْهم قال: فلمَّا كان يومُ الفتح(2) أنزل الله: «وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابرين» قال التّرمِذِيُّ: حسن غريب، قال البلقيني: وقد يقال لا معارضة بين الحديثين لأن أعمال هذا الصبر إنما وقع يوم فتح مكة.

قلت: المعارضة واقعة بين قوله نزلت والنبي واقف على حمزة ووقوفه بأحد، وقوله: فلمّا كان يوم فتح مكة أنزل الله، وأَيُّ جَمْع حصل من كلامه المذكور؟ وإنما يُجْمَعُ بما تقدّم عن ابن الحصَّار أنها نزلت أولَّا: بمكة ثُمَّ ثانياً: بأُحُدٍ ثُمَّ ثَالِثاً: يومَ الفتْح تذكيراً من الله لعباده.

ص: 69


1- الكلمة التي بين القوسين (الفيلانيات) لا يظهر لها معنى
2- في الترمذي: ... فلما كان يومُ فتح مكة، فأنزل الله تعالى: «وإن عاقبتم فعاقبوا... الآية» فقال رجل: لا قريش بعدَ اليوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كُفُّوا عن القومِ إلَّا أربعة، هذا حديث حسن غريب. سنن الترمذي 361/4، 362

سَابِعُ عَشَرِهَا: ولم يذكره أول الحج، ففي التّرَمِذِيّ عن عمْرانَ بن حُصَيْنٍ قال: أُنزِلَت على النبي صلى الله عليه وسلم: «يَأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ إلى قوله: «وَلَكِنَّ عَذَابَ الله شَدِيد» وهو في سَفَرٍ فقال: أَتَدْرُونَ أَيُّ يَوْمٍ ذلك؟ الحديث(1). وفي المستدرك عن أنس مثله(2).

ثَامِنُ عَشَرِهَا: «هذانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا» إلى قوله: «الْحَميد»(3) ففي البُخَارِيّ عن أبي ذرّ أَنَّه كان يُقْسِمُ أن هذه الآية نزلت في حَمْزَةَ وصَاحِبيه، وعُتبةً وصَاحِبيْه(4).

قال البلقيني: فالظاهر أنها نَزَلَتْ يَوْمَ بَدْرٍ وقتَ المُبَارَزَة لما فيه من الإشارة بهذان.

تَاسِعُ عَشَرِهَا: ولم يذكره «أذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتِلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا..» الآية(5) - ففي المستدرك عن ابن عباس: لما أخرجَ أهْلُ مكة النبي

ص: 70


1- رواه الترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح، وقد رُوِيَ من غير وجهٍ عن عمرانَ بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم، سنن الترمذي 6/5
2- وعن ابن عباس أنها نزلت في مسيرة في غزوة بني المصطلق، الإتقان: 55:1
3- سورة الحج من آية 19 إلى 25
4- أخرجه البخاري ومسلم. جامع الأصول 242:2، وصاحبا حمزة هما: عَليُّ وعُبَيْدَة بن الحارث، وصاحبا عُتبة هما: شَيْبة والوليد بنُ عُبَيْد. ونص الحديث كما رواه البخاري: ... عن أبي ذرّ رضي الله عنه أنه كان يُقسِم فيها إنَّ هذه الآية: هذان خصمان اختصموا في ربِّهم نزلت في حمزة وصاحبيه وعُتْبَة وصاحبيه يوم بَرَزُوا في يوم بَدّر. صحيح البخاري 133/6، وصحيح مسلم 166/18، وأسباب النزول: 207
5- سورة الحج آية 39

صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر: إِنَّا لله وإنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون أَخْرجُوا نَبِيَّهم ليَهلِكن فنزلت هذه الآية(1).

قال ابن الحَصَّار: استنبط بعضهم من هذا الحديث أنها نزلت في سَفَرِ الهجرة.

العِشْرُون: «إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرآنَ..»(2) الآية. قيل: نزلت بالجُحْفَة في سَفَرِ الهِجْرة.

الحَادِي والْعِشْرُون: أوَّلُ الرُّوم كما تقدّم.

الثَّاني وَالْعِشْرُون: سورةُ الفَتْح بجُمْلَتِها، كذا قال البلقيني وتمسَّك بظاهر ما رواه الْبُخَارِيُّ من حديث عُمَرَ: بينما هو يَسيرُ مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث وفيه: فَقَالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: لَقَدْ أُنْزِلَتْ عَليَّ اللَّيْلَةَ سُورةُ هي أَحَبُّ إليَّ مِما طَلَعَتْ عليه الشَّمسُ فقَرأَ: «إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً. لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّر»(3) - ولا دليل فيه على نزولها كلها تلك الليلة، بل النَّازل فيها - أوَّلها وقد وردت أحاديث بنزول سورة الفتح بين مكة والمدينة في شأن

ص: 71


1- رواه الترمذي والنسائي، جامع الأصول 244:2، وقال الترمذي بعد ذكر نزول الآية: فقال أبو بكر: لقد عَلِمْتُ أنَّه سيكُونُ قتالُ، هذا حديث حسن، سنن الترمذي 7/5، وأسباب النزول ص 208
2- سورة القصص: آية 85
3- أخرجه الترمذي ومسلم بروايات مختلفة، انظر: جامع الأصول 2: 355 وما بعدها. وقد ذكر له البخاري رواية واحدة عن عمر، صحيح البخاري 168/6، 169. أما الترمذي فقد أورد رواية عمر والرواية الثانية عن أنس. سنن الترمذي 5: 61

الحُدَيْبية من أولها إلى آخرها(1) لطيفة ورد تبيين الموضع الذي نزلت فيه وهو كراع الغميم رواه الحاكم أيضاً(2).

الثَّالِثُ وَالْعِشْرُون: ولم يذكره: سورة المنافِقُون، فقد روى الترمذي من طريق إسْرائِيلَ عن السُّدِيّ عَنْ أَبِي سَعِيد الأَزْدِيَّ قال: أخْبَرَنَا زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ معنا نَاسٌ مِنَ الْأَعْرابِ، فَسَبَقَ أَعْرَابِيٌّ فَمَلَأَ الْحَوْضَ، فَأَتَى رَجُل مِنَ الْأَنْصَارِ أَعْرَابِيّاً فَأَرْخَى زِمَامَ نَاقَتِهِ لِتَشْرَبَ فَأَبَى أَنْ يَدَعَه وَرَفَعَ الأَعْرَابِيُّ خَشَبَةً فَضَرَبَ بِهَا رَأْسَ الأَنْصَارِيِّ فَشَجَّه، فَأَتَى عَبْدَ اللهِ بن أُبيّ رَأْسَ المُنَافِقِينَ فَأَخْبَرَهُ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِهِ فَغَضِبَ وَقَالَ: لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ الله حَتَّى يَنْفَضُوا ثم قَالَ لِأَصْحَابه: لَئِنْ رَجَعْنَا إلى الْمَدِينَةِ ليُخْرجَنَّ الأعزُّ منها الأذلَّ فَأَخْبَرْتُ عَمِّي فَأَخْبَرَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم فحَلَفَ(3) وَجَحَدَ قَالَ: فَصَدَّقَة رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم فَحَلَفَ وكَذَّبني فَجَاءَ عَمِّي فَقَالَ: ما أَرَدْتَ إِلى أَنْ مَقَتَكَ رسولُ الله صلى الله عليه وسَلَّمَ وكَذَّبَكَ فَوقَعَ عَلَيَّ مِنْ الْهَمْ مَا لَمْ يَقَعْ عَلَى أَحَدٍ، فَبَيْنَما أَنَا أسِيرُ مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم في سَفَرٍ(4) وَقَدْ خَفَقْتُ بِرَأْسِي

ص: 72


1- في (أ) وقد وردت أحاديث بنزول آيات مفرقة منها، نعم كلها نازلة في سفر الحديبية، ففي المستدرك عن المِسوَر بن مَخْرَمَة ومَرْوَانَ بْنِ الحكَمْ قالا: نزلت سورة الفتح بين مكة والمدينة في شأن الحديبية من أولها إلى آخرها. انظر: أسباب النزول 255، وانظر: الجامع لأحكام القرآن 259:16
2- ما ذكره هنا في «لطيفة» ذكره في (أ) في الثالث والعشرين لذا كانت الأعداد في (أ) خمساً وعشرين. وفي (ب) أربعة وعشرين وهو الصواب
3- في (أ) فأخير رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسل إليه
4- في سفر - ساقطة من (أ)

مِنَ الْهَمّ إِذْ أَتَانِي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فَعَرَك أذُني وَضَحِكَ في وَجْهي (فلحِقَني أبُو بَكْرٍ فقال: ما قَالَ لَكَ رَسُولُ الله؟ قلت: ما قَال شَيْئاً إلا أنَّه عَرَكَ أُذُني وضَحِكَ في وجهي)(1) فقال: أَبْشِرْ ثم لَحِقْنِي عُمَرُ فقلْتُ لَهُ مِثل قولي لأبي بكرٍ فلما أصْبحْنَا قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم سُورةَ المنافقين قال الترمذي: حسن صحيح(2).

ففي هذا الحديث مع كونها نزلت بالسفر ما يقتضي أنها نزلت بالليل ثم روى أيضاً من حديثه أن ذلك في غزوة تبوك، ومن حديث جابر ابن عبد الله نحو ذلك، وفيه قال سفيان: يروون أنها غزوة بني المصطلق وقال في كل من الحديثين حسن صحيح، وهو في الصحيحين بدون قول سفيان وذكر ابن إسحاق أيضاً أنها نزلت في غزوة بني المصْطَلق.

الرَّابع والعشرون: سورةُ النَّصّر، روى البَيْهقي والبَزَّار عن ابن عمر أنها نزلت أواسط أيام التشريق عام حجة الوداع(3).

ص: 73


1- ما بين القوسين ساقط من (أ)
2- ذُكِرَ الحديث بروايات مختلفة للبخاري ومسلم والترمذي. جامع الأصول 2: 391 وصحيح البخاري 6: 189. والرواية التي أوردها المؤلف هي رواية الترمذي، وقد حذف المؤلف منها بعض العبارات، وغيَّر بعض الألفاظ، انظر: سنن الترمذي 5: 89 وأسباب النزول للواحدي ص 287
3- أورد ابن كثير الحديث: أنزلت هذه السورة «إذا جَاء نَصْرُ الله والْفَتْحُ» على رسول الله صلي الله عليه وسلم أوسط أيام التشريق فعرف أنه الوداع فأمر براحلته القصواء فرُحلت ثم قام فخطب الناس فذكر خطبته المشهورة. 561:4 ط ثالثة

النَّوعُُ الخَامِسُ والسَّادِسُ النَّهاريُّ والَّليْليُّ

الأوَّل كثير وللثاني أمثِلة لم يستوفها البلقيني، أحدها: آية القبلة ففي الصَّحيحين: بَيْنما النَّاسُ بقباء في صلاةِ الصُّبح إذ أتاهم آتٍ فقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أُنزِلَ عليه الليلة قرآن(1).

ثَانِيها: ولم أرَ من ذكره: خواتيم سورة البقرة، ففي صحيح مسلم عن ابن مسعود: لما أُسرىَ برسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى إلى سِدْرة المنتهى. الحديث وفيه فأُعْطِيَ رسول الله صلى الله عليه وسلم منها ثلاثاً: أَعْطِيَ الصَّلَوَاتِ الخمس، وأُعطِيَ خواتيمَ سورة البقرة وغُفِرَ لمِنْ لا يُشْرِك بالله مِنْ أُمته شيئاً (المقحِمات)، وقد أُعطيَ الصَّلوات ليلة الإسراء فالظاهر أنه أُعطِيَ الأخرى(2) ليلتئذ. لكن الأحاديث في الصحيح

ص: 74


1- تكمِلَته: وقد أُمِرَ أن يَسْتَقْبِلَ القِبْلَة فاسْتَقْبَلُوها، وكانتْ وُجُوهُهُمْ إلى الشام فاستدارُوا إلى الكَعْبَة. أخرجه الجماعة إلاَّ أبا داود، جامع الأصول 15:2 ونص الحديث كما رواه البخاري عن ابن عمر: بينا الناس يُصَلُّون الصُّبحَ في مسجد قباء إذ جاء جاءٍ، فقال: أنزلَ الله على النبي صلى الله عليه وسلم قرآناً أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها، فتوجَّهوا إلى الكعبة صحيح البخاري 26/6
2- وقد رواه الترمذي أيضا، انظر: عارضة الأحوذي 167:11. و(المُقْحِمات) بضم الميم وإسكان القاف وكسرِ الحاء معناها الذنوب العظام الكبائر التي تهلك أصحابها وتوردهم النار وتقحمهم إياها، والتقحُّم: الوقوع في المهالك، ومعنى الكلام من مات من هذه الأمة غير مشرك بالله غفر له المقحمات. صحيح مسلم بشرح النووي 3،2:3

في بيان نزولها عن ابن عباس - رضي الله عنه - وغيره تخالف هذا(1) ويُجمَع بين ذلك بأنها نزلت بعد إعطائه إياها ليلة الإسراء.

ثالِثُها: «وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ»(2)، فقد روى الحاكم عائشة والترمذي عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يُحْرَسُ(3) حتى نزلت هذه الآية: «واللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ بش النَّاسِ» فَأَخْرَجَ رَأْسَهُ مِنَ الْقُبَّة فَقَالَ لَهُمْ: يَأَيُّها النَّاسُ: انْصَرِفُوا فقد عَصَمَني الله، وهذه الآية مثال للفراشي أيضاً.

رابِعُها: سُورة الأنعام بكمالها فقد روى أبو عبيد قال: حدثنا حجاج عن حمَّاد سلَمَةَ بن عن علي بن زيد بن جُدعَان عن يوسف بن مَهْران عن ابن عباس قال: نزلت سورة الأنعام بمكة ليلاً جملة(4).

خامسها: آية الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا(5) - ففي الصَّحيحين من حديث

ص: 75


1- أورد البخاري في نزول أواخر سورة البقرة عدة أحاديث أكثرها عن عائشة، ومنها: لما أنزلت الآيات الأواخر من سورة البقرة خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلاهُنَّ في المسجد، فحرَّم التجارة في الخمر. صحيح البخاري، 40:6
2- سورة المائدة: آية 67
3- كلمة (يُحْرَسُ) ساقطة من (أ) وموجودة بالإتقان 59:1، سنن الترمذي 317/4
4- هكذا في (أ) وفي الإتقان حَوْلَها سبُعُون ألف ملك يجأرون بالتسبيح 59:1، وهو نص الحديث كما أورده ابن كثير 2: 122، ط ثالثة
5- سورة التوبة: آية 118

كَعْب فَأَنْزَلَ اللهُ تَوتِنا حِينَ بَقِيَ الثُّلُثُ الأخيرُ مِنَ الليل ورَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ أُمِّ سَلمَة(1).

سادسُها: روی التَّرمِذيُّ من حديث أنس أن هذه الآية: «تَتَجافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِع»(2) نزلت في انتظار الصلاة التي تُدْعَى الْعَتَمة، وقال: حسن صحيح، وظاهره أنها نزلت في ذلك الوقت(3).

سابِعُها: آية الإِذْنِ في خروج النسوة في الأحزاب، قال البلقيني: والظاهر أنها: «يَأَيُّهَا النَّبيُّ قُلْ لَازْوَاجِكَ وَبَنَاتِك..» الآية(4).

ففي البُخاريّ عن عائشة - رضي الله عنها: خَرَجَتْ سَوْدةً بَعْدَما ضُرِبَ الحِجَابُ لحاجَتِها وكانت امرأةً جسيمةً لا تَخْفَى عَلَى مَنْ يَعْرِفُها فَرَآها عُمَرُ فقال: يا سَوْدَةُ أَمَا وَالله ما تَخْفَيْنَ عَلَيْنَا فَانْظُرِي كيف تَخْرُجين؟ قالت: فَانْكَفَأَتْ رَاجعةً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنه لَيَتَعَشَّى وفي يده عَرْقٌ فقلت: يا رسولَ الله خرجْتُ لبعض حَاجَتي

ص: 76


1- وهي عبارة من حديث طويل أورده البخاري في آخر سورة التوبة. صحيح البخاري 88:6
2- سورة السجدة: آية 16، والحديث رواه الترمذي في سورة السجدة، سنن الترمذي 26:5، وانظر أسباب النزول، ص 235
3- العَتَمَة: وقت صلاة العشاء، وقال الخليل: العَتَمة: الثُّلث الأول من الليل بعد غيبوبة الشفق، مختار الصحاح ط أولى 1967 م ص 412، وانظر: تفسير أبي السعود 302:4، وجامع الأصول 303:2
4- سورة الأحزاب: آية 59

فقال لي عمرُ كذَا وكذَا فأوحَى الله إليه وإن العَرْق في يده ما وضَعه فقال: إنَّه قد أُذِن لَكُنَّ أَنْ تَخْرُجْنَ لِحاجتِكُنَّ(1).

قال البلقيني: وإنما قلنا إن ذلك كان لَيْلًا لأنَّهن إنما كُنَّ يَخْرُجْن للحاجةِ ليْلاً كما في الصحيحين عن عائشة في حديث الإِفك(2).

ثامِنُها: سورة الفتح كما تقدّم وبيّنا أنها لم تنزل كلها ليلًا، وفي بعض الأحاديث أنها إلى(3): «صِرَاطاً مُسْتقيماً».

تاسِعُها: سورة المنافقين كما تقدّم.

فَرْع: ومِنْهُ ما نَزَلَ بَيْن اللَّيْلِ والنهار في وقت الصبح ويَصْلُحُ أن يُجْعَل نوعاً مُسْتَقِلًا، وَيَحْضُرُنِي مِنْهُ مِثَالَان:

الأوَّل: «لَيْسَ لَكَ مِنَ الأمْرِ شَيْءُ»(4) فقد تقدّم أنها نزلت وهو في الركْعةِ الأخيرةِ من صلاةِ الصبح(5).

ص: 77


1- رواه البخاري، وقد حذف السيوطي منه بعض الألفاظ، وهذا الحذف من الإيجاز المُخِلَ لأنه يؤدي إلى أن القائلة عائشة، بينما عائشة هي الراوية والقائلة سَوْدَةَ التي كان الحديث بشأنها ووازن بين عبارة البخاري: «... قالت: فانكفأتْ راجعةً ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم في بيتي... فَدَخلَت فقالت: يا رسول الله...» وبين عبارة المؤلف لترى ما يفعله من إخلال في تصرُّف المؤلف، وكثيراً ما رأينا المؤلف يتصرَّف في نقل الأحاديث بمثل هذا حيث أن هدفه الأساسي إبراز موضع الشاهد من الحديث، انظر: صحيح البخاري الحذف 150/6
2- الحديث في مختصر صحيح مسلم ص 232، وفي جامع الأصول 2: 250
3- في (أ) أنه: وقد ذكر البخاري عدة روايات في نزول سورة الفتح، صحيح البخاري 6: 168، 169
4- سورة آل عمران: آية 128
5- زاد في الإتقان: حين أراد أن يَقْنُتَ يَدْعُو علي أبي سفيان ومن ذكر معه 62:1

الثَّاني: آيَةً مِنَ الفتح، فقد روى مسلم والترمذي وغيرهما عن أنس أن ثمانين هَبَطُوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من جبَل التَّنْعيم عند صلاة الصُّبح يريدون أن يَقْتُلوه فأُخِذُوا أخْذاً فاعتقَهم فأنزل اللهُ: «وهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُم عَنْكُمْ..» الآية(1).

ص: 78


1- سورة الفتح: آية 24. والتَّنْعِيم: موضع بمكة في الحل، وهو بين مكة وسرف. وقد أخرجه أبو داود بنحوه من مجموع الروايتين، جامع الأصول 359:2. كما أخرجه الترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح. سنن الترمذي 62:5 وانظر أسباب النزول للواحدي ص 256

النَّوْعُ السَّابِعُ والثَّامِنُ: الصَّيْفِيُّ والشَّتَائِي

الأول له أمثَلَةٌ أَحَدُهَا: ولم يذكر البلقيني غيره: آيةُ الكَلالَة، ففي صحيح مُسْلمٍ عن عُمَرَ: ما رَاجَعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في شَيْءٍ مَا رَاجَعْتُهُ فِي الْكَلالَة، ومَا أَغْلَظَ لِي فِي شَيْءٍ مَا أَغْلَظَ لِيَ فِيهِ حَتَّى طَعَنَ بِإِصْبَعِهِ فِي صَدْري وقال: يَا عُمَرُ أَلَا يَكْفِيكَ آيةُ الصَّيْفِ الَّتى في آخِر سُورَة النِّساء(1)، وأخرج الحاكم في المستدرك عن أبي هريرة أن رجلاً قال: يا رسول الله ما الكَلَالَة؟ قال: أمَا سمعت الآية التي نزلت في الصيف «يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ في الكَلَلة»(2)، قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، قلت وقد تقدّم أن ذلك في سفر حجة الوداع(3).

ص: 79


1- وروى الترمذي عن البراء قال: «جاء رجلً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: یا رسولَ الله «يَستَفْتُونَكَ قُل الله يُفْتِيكُمْ في الكللَةِ»، فقال له النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلم: «تُجْزِتُكَ آيَةُ الصَّيْف». سنن الترمذي 316:4
2- سورة النساء آية 176، والكلَالة: من لم يَرِئْه أبّ أوِ ابنُ، وهو مصْدَرٌ من تَکلَّله النَّسَبُ
3- وفي تفسير الطبري: قال البراء بن عازب: هذه آخر آية نزلت من القرآن كذا في كتاب مسلم، وقيل نزلت والنبي صلى الله عليه وسلم متجهز لحجة الوداع ونزلت بسبب جابر 6: 28

ثَاتِيهَا وثَالِتُها وَرَابِعُها: «واتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلى اللهِ..»(1) وأول المائدة، «والْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِيَنكُمْ»(2) لأن ذلك مما نزل بحجّة الوَدَاع فهو قَريب الزَّمن من آية الكَلالة

خامِسُها:(3) غالِبُ آيات غَزْوةِ تَبُوك في براءَة فقد كانت في شِدَّة الحرّ كما في الحديث ونصَّ الله تعالى في كتابه فَقال: «وقَالُوا لاَ تَنْفِرُوا في الحَرِّ...»(4).

وقد قال البيهقي في الدَّلائِل: أخبرنا أبُو عَبْدِ الله أخبرنا أبُو الْعبَّاس أخْبَرَنَا أحمد أَخْبَرَنا يُونُس عن ابن إسحاق عَنْ عَاصِمِ بنِ عُمَرَ بْن قتادة وَعَبْدِ الله بن أبي بَكْرِ بن حَزْمٍ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان یَخْرُجُ فِي وَجْهِ مِنْ مَغَازِيهِ إِلّا كَانَ يُظْهِرُ أَنَّهُ يُرِيدُ غَيْرَهُ إِلَّا فِي غَزْوة تبُوكٍ قال: يأيُّهَا النَّاسُ: إِنِّي أُرِيدُ الرُّومَ(5) فَأَعْلَمَهُمْ وَذَلِكَ فِي زَمَنِ الْبَأْسِ وشِدَّةٍ مِنَ الْحَرِّ وَجَدْبِ الْبلاد، فبيْنَمَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عليه وَسَلَّم يَوْمٍ فِي جِهَازِه إِذ قال للجَدّ بْن قيس: يا جَدُّ هَلْ لَكَ في بَناتِ بني الَأصْفر(6)؟ قال: يا رسول الله لقد عَلِمَ قَوْمي أنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ أشَدَّ عُجْباً بالنِّساءِ مِنّي وإني أخافُ إن رأيتُ نساءَ بني الأصفرِ أَن يَفْتِتَّني فَائْذَنْ لي،

ص: 80


1- سورة البقرة: آية 281
2- سورة المائدة: آية 3
3- أي من أمثلة الصيفي
4- سورة التوبة: آية 81
5- في (أ) إلى رسول الله أريد الروم
6- والعبارة كما أوردها ابن كثير: «هل لك ياجدّ العام في جلاد بني الأصفر؟» تفسير القرآن العظيم لابن كثير 407/3

فأنزل الله «وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ الذَنْ لي ولا تفتني» الآية(1)، وقال رجلٌ المنافقين: لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ فأنزل الله: «قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرَّاً»(2) وأما النوع الثاني(3) فله أمثِلة أحَدُهَا ولم يذكر البلقيني غيره: الآياتُ الثَّلاثَ عَشَرَة في بَرَاءة عائشة من سورة النور(4)...

وأَوَّلُهَا: «إن الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكَ»(5) ففي البخاري من حديثها فوالله ما قام(6) رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا خَرَجَ أحدٌ من البَيْتِ حتى أُنزِل عليه فَأَخَذَهُ ما كان يأخُذُهُ من البُرحاءِ حتى إنه ليتحدَّرُ منه مثلُ الجُمانَ من العَرِقَ وهو في يَوْمٍ شَاتٍ من ثِقل الْوَحْي الذي يُنزَلُ عَلَيْه. الحديث.

ثانيها: «وَلَا يَأْتَل أوُلُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ..» الآية(7)، فإنها نزلت لما حَلَفَ أَبُو بَكْرٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ لا يُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحٍ شيئاً لما تكَلَّم فِي الإفك فهي قريبة مما قبلها.

ص: 81


1- سورة التوبة: آية 49، وانظر أسباب النزول للواحدي 166
2- سورة التوبة: آية 81
3- وهو الشتائي: أي الآيات التي نزلت في وقت الشتاء
4- في (أ) الآيات العَشْرِ الآيات العَشْر وهو موافق لما ذكره البخاري: ... وأنزل الله: «إن الذين جاؤوا بالإفك...» العَشْر الآيات كلَّها، صحيح البخاري 6: 131، وأسباب النزول: 214 وما بعدها
5- سورة النور: آية 11
6- ولفظ الحديث: «ما رام» كما أورده البخاري صحيح البخاري 6: 131
7- سورة النور: آية 22، والحديث في نزولها هو الحديث السابق الذي رواه البخاري، صحيح البخاري 6: 132

ثالِثُها: قال الواحِديُّ(1): أنزل الله في الكَلاَلَة آيتين إحداهما في الشِّتاء، وهي التي في أوَّل النِّساء(2)، والأخرى في الصيف وهي التي في آخِرها، وعجبت للبلقيني كيفَ غَفِل عن هذه.

رابِعُها(3): ما في سورة الأحزاب من آيات غَزْوةِ الخَنْدق، فقد كانت في البرْد ففي حديث حُذَيْفَة : تفرَّق النَّاسُ عَنْ رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلةَ الأحزاب إلّا اثنَىْ عشَرَ َرجُلاً فأتاني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا ابن اليَمَاني: قُمْ فانطلِق إلى عَسْكر الأحزاب فانظر إلى حَالِهم قُلْت: يا رسُولَ الله، والَّذِي بَعثَك بالحق ما قُمتُ لَكَ إلّا حياءً من البَرْد. الحديث، وفي بعض طرقه قال في آخره: فأنزل الله «يأيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَة اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُود...» إلى آخرها(4).

ص: 82


1- هو أبو الحسن الواحِديُّ المفسِّر عليّ بن أحمد النيسابوري تلميذ أبي إسحاق الثعلبي، كان شافعيّ المذهب، وُلِدَ بنيسابور وتوفي بها سنة 468 ه. شذرات الذهب 3: 330
2- «وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةٌ أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ...» آية 12
3- أي رابع الآيات النازلة بالشتاء
4- سورة الأحزاب: اية 9

النَّوْعُ التَّاسِع: الْفِرَاشِيُّ

ذكر البلقيني مِثالاً واحداً وهو آية الثّلاثة الذين خُلّفوا كما تقدّم أنَّها نَزَلت وقد بقي من اللَّيْلِ نحو الثُّلُث وهو عند أمِّ سَلَمة(1)، وظفرت بمثالٍ آخَر، وهو: «وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاس..(2)» كما تقدّم، واستُشكِلَ الجمع بين ما تقدّم من نزُول الآية في بيت أم سَلمة وقول النبي صلى الله عليه وسلم في حقِّ عائشة: ما نزل عَلَيَّ الوحْيُ في فِراشِ امرأةٍ غَيْرِهَا(3)، قالَ البَلقيني: ولعل هذا كان قبل القصة التي نزل فيها الوحي في فراش أمّ سَلَمة.

قلت: ظفرت بما يحصل به الجواب وهو أحسن من هذا، فروى أبو يَعلى(4) بسنَده عن عائشة قالت: أعْطيتُ تِسْعاً - الحديث، وفيه: «وإنْ كَانَ الْوَحْيُ لَيَنزِلُ عليه وهو في أَهْلِه فينصرفُون عَنْه، وإن كان لَيَنْزِلُ عَلَيْه وأَنا مَعَهُ في لِحَافه». وبهذا عُلِمَ أنه لا معارضَة بين الحديثين كما بين لا يخفى.

ص: 83


1- جزءٌ من حديث طويل رواه البخاري، ج 6، ص 88
2- سورة المائدة: آية 67. وهي عبارة من حديث رواه البخاري في باب فضل عائشة رضي الله عنها
3- ولفظ العبارة: ...«فإنَّهُ والله ما نزل عليَّ الْوَحْيُ وأنا في لحافِ امرأةٍ منكُنَّ غیرِهَا»، صحيح البخاري، ج 5، ص 37
4- هو أبو يَعْلى المَوْصِلي أحمد بن علي بن المثنى بن يحيى التميمي الحافظ صاحب المسند توفي سنة 307 ه. وله تسع وتسعون سنة، شذرات الذهب 2: 250

النَّوْعُ الْعَاشر: النَّوْمي

ذكره البلقيني وجعله ملحقاً بما قبله ورأينا إفراده بنوع أليق، ومثَّلَ له بما في صحيح مُسْلمٍ(1) عَنْ أنسٍ قال: بَيْنَا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ذاتَ يوْمٍ بيْنَ أظْهُرِنا في المسْجد إذْ أَغْفَى إغْفَاءةً ثم رفع رأسه متبسَّماً فقلنا: ما أضحكَكَ يا رسولَ الله؟ فقال: أُنْزِلَ عَلَيَّ آنفاً سورة فقرأ: بسم اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمُ. إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ. فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ. إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ(2).

وقال الإمام الرَّافعي(3) في أماليه: فَهِم فاهمون من الحديث أن السورة نزلت في تلك الإغفاءة وقالوا: من الوحي ما كان يأتيه في النوم

ص: 84


1- هو مسلم بن الحجّاج بن مسلم القشيري النيسابوري صاحب الصحيح توفي سنة 261 ه. شذرات الذهب، 144:2
2- الحديث في: جامع الأصول 2: 435 وما بعدها، وقد أورده ابن كثير 556:4، وانظر أيضاً: عون المعبود، شرح سنن أبي داود 487/2، 488، تحقيق: عبد الرحمن عثمان
3- أماليه على الفاتحة وهو: عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم بن الفضل الإمام أبو القاسم إمام الدين الرافعي القزويني الشافعي، والرافعي كما قال النووي: منسوب إلى رافعان، بلدة من بلاد قزوين، وقيل: إنه منسوب إلى رافع بن خديج - رضي الله عنه - وله: الشرح الكبير، والوجيز. وقد توفي سنة 620 ه، بقزوين وقيل: 623 ه. أنظر: طبقات المفسرين للداودي 1: 335، وفوات الوفيات 376:2 وما بعدها

لأن رؤيا الأنبياء وَحْيُ قال: وهذا صحيح، لكن الأشبه أن يقال: إن القرآن كلَّه نزل في اليقَظة، وكأنه خَطَر لهُ في النَّوم سورةُ الكوثر المنزَّلةُ اليقظة أو عُرِضَ عليه الكوثرُ الذي وردت فيه السورة فقرأها عليهم وفسَّرها لهم، قال(1): وورد في بعض الروايات أنه أُغمِيَ عليه وقد يُحَملُ ذلك على الحالة التي كانت تعْتريه عند نزول الوحي - ويقال لها: بُرْحَاءُ الوحي. انتهى.

قلت: الذي قاله الرَّافعيُّ في غاية الاتجاه، وهو الذي كنت أميل إليه قبل الوقوف عليه والتأويلُ الأخير أصحُّ من الأول، لأن قوله: أُنزِلَ عَليَّ آنِفاً يدفعُ كونها نزلت قبل ذلك، بل نقول: نزلت في تلك الحالة وليست الإغفاءةُ إغفاءةَ نَوْم، بل الحالة التي كانت تَعْترِيه عند الوَحْي، فقد ذكر العلماءُ أنَّه كَانَ يُؤْخَذُ عَن الدُّنْيا.

ص: 85


1- أي الرَّافعي

النَّوعُ الحَادِي عَشَر: أسْبَابُ النُّزُول

وهو نوع مهم مُحتاج إليه وصَنَّفَ الناس فيه مصنّفات(1)، ومن أحسنها كتاب الوَاحِدي(2)، ثم شيخ الإسلام حافظ العصر أبُو الفضل ابن حَجَر(3)، وما كان منه عن صحابي فهو مُسْندُ مرفوع، إذ قول الصحابي فيما لا مدخل فيه للاجتهاد مرفوع، أو تابِعيُّ فمرسل، وشرط قبولهما صحةُ السند، ويزيد الثاني(4) أن يكون راويه معروفاً بأن لا يروي إلا عن الصحابة، أو ورَدَ له شاهدٌ مرسَلٌ أو متَّصِلٌ ولو ضعيفاً، وإذا تعارض فيه حديثان فإن أمكن الجمع بينهما فذاك كآية اللِّعان، ففي

ص: 86


1- في هامش (أ) ومنها كتاب الإمام ابن عساكر ونقل عنه الشهاب الخفاجي في شرح الشفا، وقد ألف فيه بعض العقلاء تأليفاً في ثلاثين مجلداً
2- أسباب النزول لأبي الحسن علي بن أحمد الواحدي النيسابوري المتوفي سنة 468 ه
3- ذكر في الإتقان: ان كتاب أبي الفضل بن حجرمات عنه مسوَّدة فلم يقف عليه كاملاً، وأنه ألف فيه كتاباً حافلاً موجزاً لم يؤلف مثله في هذا النوع سماه: (كتاب النقول في أسباب النزول) 1: 82 وابن حجر هو: شهاب الدين أبو الفضل الشهير بابن حجر الكناني المعسقلاني الأصل، المصري المولد والمنشأ والدار والوفاة، ومن مصنفاته: الإصابة في تمييز الصحابة، ولسان الميزان، وطبقات الحفاظ، والكاف الشاف في تحرير أحاديث الكشاف، وغير ذلك وقد توفي سنة 852 ه. شذرات الذهب 7: 270
4- وهو المرسل

الصَّحيح عن سَهْلِ بن سَعْد السَّاعِدِيِّ أنها نَزَلت(1) في قصة عُوَيْمر العجلاني وفيه أيضاً أنها نزلت في قصة هِلال بن أميَّة(2)، فيمكن أنها نزلت في حقهما أي بَعْدَ سؤال كل منهما فيُجمَعَ بهذا، وإن لم يُمكن قِدِّم ما كَان سنَدُه صحيحاً أوْلَهُ مُرجّح ككون راويه صاحب الواقعة التي نزلت فيها الآية ونحو ذلك، فإن استويَا فهل يُحمَلُ على النُّزُولِ مرَّتين أو يكونُ مضْطرباً يقتضي طرح كل منهما عندي فيه احْتمالاَن وفي الحديث ما يشبهه، وربما كان في إحدى القصتين (فتَلا) فوهم الراوي فقال: (فَنَزَلَتْ) كما تقدّم في آية الزُّمَر(3)، والبَارعُ النَّاقِد يَفْحَصُ عن ذلك، وأمثِلة هذا النَّوع تُسْتَقْرأُ من الكتب المصنّفة فيه وذُكِرَ منها كثير في هذا الكتاب في الأنواع السابقة والتي ستأتي(4).

ثم منها المشهورُ وهو قسمان: صحيح كقصة الإفك وآية السَّعْي والتَّيمم والعُرنيينَ ومُوافقاتِ عمر، وضعيفٌ كآيةِ: «إِنَّ الله يَأْمُرُكُمْ أَنْ

ص: 87


1- الحديث في صحيح البخاري عن سَهْل بِن سعد، صحيح البخاري 125/6، وهو في الترمذي بروايتين أخريين عن سعيد بن جبير، وابن عباس. سنن الترمذي 5: 12211
2- في (أ) بلال بن أمية، لكن الصواب: هلال بن أمية حيث يوافق رواية الترمذي عن ابن عباس، 12:5
3- في الإتقان: قد يكون في إحدى القصتين (فتَلا) فيهم الرَّاوي فيقول: (فنزل) مثاله: ما أخرجه الترمذي وصححه عن ابن عباس قال: مرَّ يهودي بالنبي صلى الله عليه وسلم فقال: كيف تقول يا أبا القاسم إذا وضع الله السموات على ذه، والأرضين على ذِه، والماءَ على ذِه، والجبالَ على ذِه، وسائر الخلق على ذِه؟ فأنزل الله: «وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ...» الآية، والحديث في الصحيح بلفظ (فتلا) رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الصواب، فإن الآية مكية. الإتقان 96:1، 97
4- في (أ) في الأنواع السابقة وهو الأنسب. وفي «ب» من الأنواع

تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلى أَهْلِها...»(1)، وقد اشتُهِر أنها نزلت في شأن مِفتاح الكعبة،، وأسانيد ذلك بعضُها ضَعيف، وبعضها منقطع، ومنها الغريب وهو أیضاً قسمان: صحیح وضعيف، والله أعلم، وهذا الفصل مما حررته واستخرجته من قواعد الحديث ولم أُسْبَق إليه وبالله التوفيق.

ص: 88


1- سورة النساء: آية 58

النَّوعُ الثّاني والثَّالِثُ عَشَر: أولُ ما نَزَل وآخِرُ ما نَزَلَ

اختُلِف في الأول(1)، فالأصحُّ أنه: اقْرأْ بِاسْمِ رَبِّكَ، وقيل: المُدَّثِّر، وقيل: الفَاتحة - حُجَّةُ الأَوَّل: حديث ابن عباس السابق في المِكّيّ والْمدَنّي(2)، وحديث عائشة أنها قالت: أوَّلُ ما نَزَلَ من القُرآن اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ رواه في المستدرك(3)، وروى أبو عُبَيْدِ قال: حدثنا عبدالرحمن عن سفيان عن ابن أبِي نجِيح عن مُجَاهِدٍ: أن أول ما نزل من القرآن: افْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ، ونَ، وَالْقَلَمِ.

وحُجَّةُ الثَّاني ما في الصَّحيحين عن أَبي سَلَمة(4) بن عبدالرحمن قال: سألتُ جابرَ بن عبد الله: أيُّ القرآن أُنزِل قبلُ؟ قال: (يَأَيُّهَا الْمُدَّثِّر) قلت: أوْ (اقْرَأْ باسْمِ ربك؟ قال: أَحَدِّثكُمْ بِما حدَثنا به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: إِنِّي

ص: 89


1- وهو أوَّل ما نزل
2- وهو: «إن أوَّل ما أنزل الله على نبيه من القرآن: «واقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ»، ص 24
3- روى البخاري عن عائشة - رضي الله عنها -: أوَّلُ ما بُدِىء به رسول الله صلى الله عليه وسلم الرُّؤْيا الصادقة جاءَه الملَكُ فقال:: «وقُرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الذي خلق خَلَقَ الإنسانَ مِنْ عَلَق. اقرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ. الَّذي عَلَّمَ بالقَلَمْ»، صحيح البخاري 6: 216. وانظر: أسباب النزول للواحدي ص 5، وما بعدها
4- في الإتقان: عن سلمة 69:1، والمراد بالثاني: من يقولون بنزول المدثر أولًا

جاورتُ بحِراءٍ شَهْرَا فلما قَضَيْتُ جِوارِي نزلْتُ فَاسْتَبْطَنْتُ بَطْنَ الوادِي فتُودِيت فنظرت أمَامي وخَلْفي وعَنْ يَميني وعَنْ شِمَالي، ثم نظرت إلى السَّماءِ فإذا هُو يعني جبريل فأَخَذَتني رجْفَة فأتيت خدِيجَة فأمَرتهم فدَثَّرُوني فأنزل الله: (يَأَيُّها المدثر. قُمْ فَأَنْذِرْ) وأجاب الأول بما في الصَّحيحين أيضاً عن أبي سَلَمَةَ عن جَابر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يُحدّث عن فَتْرةِ الوحْي فقال في حديثه فَبَيْنَما أنا أَمْشِي سَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا المَلَكُ الَّذِي جَاءَني بحِراءٍ جالسٌ على كُرْسيّ بين السَّماءِ وَالأَرْضِ فَرَجَعْتُ وَقُلْت: زَمِّلوني زَمِّلُونِي فَدَثَّرُونِي فَأَنْزَلَ الله: (يَأَيُّها المدَّثِّر) فقوله: الملَك الَّذِي جَاءَنِي بحراءٍ دَالّ على أن هذه القِصَّة متأخّرة عن قصة حِراءٍ التي نزل فيها: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ).(1).

قال البلقيني: ويجمع بين الحديثين بأن السؤال كان عن نزول بقيَّةِ: اقْرَأْ وَالْمُدَّثِّر، فأجَابَه بما تقدم.

وحُجَّةُ الثَّالِث(2): ولم يذكره البلقيني ما رواه البيهقي في الدلائل عن أبي مَيْسَرَةَ عَمرُو بن شُرحبيل أن رسول الله - صلى الله عليه

ص: 90


1- أورد البخاري للحديث عدة روايات في باب التفسير، سورة المدّثّر، وقد ذكر المؤلف روايتين من هذه الروايات بطريقته التي لمسناها وهي التصرف بحذف بعض العبارات، وتغيير بعض الألفاظ التي يتغير معها المعنى أحياناً. أنظر: أسباب النزول ص 6، صحيح البخاري 400:6، 201 وصحيح ابن حِبَّان تحقيق عبد الرحمن محمد عثمان 126:1 ظ أولى
2- من يقول بأن فاتحة الكتاب أول ما نزل من القرآن

وسلم - قال لخديجةَ إذا خَلَوْتُ وَحْدِي سَمِعت نداءً فذكر الحديث وفيه: فأتى ورقة بن نوفل فقصَّ عليه فقال له: إذا أتاك فَاثْبَتْ لَه حتى تسمعَ ما يقول ثم ائتني فأخْبرني فلما خلَا ناداه: يا مُحَّمدُ قُلْ: بِسْمِ الله الرَّحْمن الرحيم. الحمدُ الله رَبِّ الْعالَمين. حتى بلغ: ولا الضَّالين، فأتى ورقة بن نوفل فذكر ذلك له فقال له: أَبْشِرْ الحديث.

قال البيهقي: هذا منقطع وإن كان محفوظاً فيحتمل أن يكون خيراً عن نزولها بعد ما نزلت عليه [اقْرَأْ] وَ(الْمُدَّثِّر)، قلتُ: وإِنْ صح أُخِذَ مِنه أنها من أوائل ما نزل كما لا يخفى.

قال البلقيني: وأول سُورة نَزَلَت(1): «وَيْلٌ لِلْمُطَفِفِّين) في قول عَليّ بن الحُسَيْن، وقال عِكْرِمَةُ: بل البقرة، وكِلَاهُما مرسل بلا إسناد، قلت: أما مُرسَل فصحيح، وأما بِلا إسناد(2) فقد تقدم مسنّداً عن عكرمة(3) والحَسن أن أوّل ما نَزَلَ بها: «وَيْلٌ لِلْمُطَففين» ثم «البَقَرَة»، بل وعن ابن عباس فانتفى إرساله أيضاً، وأسنَد أبو داود(4) في الناسخ والمنسوخ من طريق حسّان بن إبراهيم الكِرْماني عن أميّة الأزدي عن جابر بن زيد(5) وهو من علماء التابعين بالقرآن قال: أوَّل ما أَنْزَلَ الله على

ص: 91


1- في (أ) نزلت بالمدينة
2- في (أ) وأما بلا إسناد فلا
3- هو أبو عبد الله البربري المدني الهاشمي مولى بن عباس وتوفي سنة 107 ه، بالمدينة. تذكرة الحفاظ للذهبي 95:1
4- هو صاحب كتاب: السنن، والناسخ والمنسوخ، والقدر، والمراسيل، وغير ذلك. توفي سنة 275 ه. طبقات الحفاظ للسيوطي 261:1
5- في (أ) عن جابر بن يزيد

محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - من القرآن بمكة: (اقْرَأْ) ثم: (ن) وسرد سائر السور المتقدمة في النوع الأول عن عكرمة على الترتيب عاطفاً كل سورة بثُم، وذكر بين: ص والجنّ: الأَعْراف، وبين الملائكة(1) وطه: و كهيعص، وسمَّى يونُس: السَّابعة(2)، وقال حم المؤمن ثم حم السَّجدة، ثم الأنبياء، ثم النَّحل أربعين منها، وبقيتها بالمدينة ثم نوح، ثم الطّور، ثم المؤمنون، ثم المُلك، وقَدَّم: إذا السَّماءُ انْفَطرتْ على: إذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ - وقال بعد العنكبوت ثم «وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِين» فذاك ما نزل بمكة، ثم قال: وأُنْزِلَ بالمدينة سورةُ البقرة فذكر سائر السُّور كما تقدم، وجعل الصَّفَ بعد التغابن. ومن أوائل ما أُنزِلَ بمكَّة: الإِسراء والكهف وطه(3).

ففي البُخَاريّ عن عبد الله بن مسعود أنه قال: إنَّهن من تِلادي من العِتاق الأوَل، قال أبو عبيد: يقول من أوَّلِ ما أخذت من القرآن فشبَّهه بتِلاد المال القديم(4).

وفي البخاري عن عائشة: أوّل ما نزل سورةُ من المفصَّل فيها ذكر

ص: 92


1- هي سورة فاطر
2- في (أ) السَّابعة وهو الصواب. وفي «ب»: التاسعة
3- في (أ): والكهف ومريم وطه
4- والحديث كما أخرجه البخاري عن ابن مسعود: قال بني إسرائيل، والكهف، ومريم، وطه، والأنبياء: هن من العِتاق الأوّل وهن من تلادي. صحيح البخاري 121/6. أراد بالعتاق الأول: السُّور التي نزلت أولاً بمكة، ولذلك قال: يلادي يعني من أول ما تعلمته، والتِلاد والتَّالد: المال الموروث القديم، والطريف: المكتسب، وسورة بني الإسرائيل: الإسراء، جامع الأصول 2: 210

الجنة والنّار حتى إذا ثَاب الناسُ إلى الإسْلام نزل الحلال والحرام(1) - لقد نزلَت بمكة وإني جارية ألعب «والسَّاعةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ»(2) ومن أوَائِل ما نزل بالمدينة: الأنْفَال كما في الحديث المشهور عن عثمان أخرجه الحاكمُ وغيره.

فرع: من هذا النوع أوَّل آية نزلت في القِتال مطلقاً «أذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا..» الآية(3). رواه الحاكم وغيره عن ابن عباس(4).

وأول آية نزلت فيه بالمدينة(5): «وَقَاتِلُوا فِي سَبيل الله الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ...»(6) حكاه ابن جَرير(7).

وأول آية نزلت في الأطْعِمة بمكة آيَةُ الأنعام «قُلْ لَا أَجِدُ فِيمَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً...»(8) ثم آيَةُ النَّحْل: «فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُم الله» إلى

ص: 93


1- وهو جزء من حديث طويل أورده البخاري عن عائشة في باب تأليف القرآن، ومنه العبارة القائلة: لقد نزلت بمكة... صحيح البخاري 228/6
2- القمر: 46، والعبارة كما في البخاري عن عائشة: لقد أُنزِل على محمد صلى الله عليه وسلم بمكّة، وإني لجارية الْعَبُ: بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ والسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ. صحيح البخاري 6: 179
3- سورة الحج: آية 39
4- جامع الأصول 243:2، وهو في الترمذي 7:5 وأسباب النزول: 208
5- أي في القتال
6- سورة البقرة: آية 190
7- هو محمد بن جرير أبو جعفر الطبري صاحب: تاريخ الإسلام والتفسير وغيرهما، وقد توفي سنة 310 ه. طبقات الحفاظ للسيوطي 307:1
8- سورة الأنعام: آية 145

آخرها(1) - وبالمِدينة: آية البقرة: «إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةَ»(2) الآية. ثم آية المائِدة «حُرِّمَتْ عَلَيكُمُ الْمَيْتَةُ»(3) الآية قاله ابن الحصَّار.

وأوَّلُ آيَةٍ نَزَلَت فِي الخَمْر: «يَسْأَلُونَكَ عَنْ الْخَمْرِ والْمَيْسِر»(4) ثم آيَةُ النِّساء، ثم آيَةُ المائدة، رواه الترمذي وغيره من حديث عمر وصححه(5)، وقاله جماعة منهم: ابن عمر والشعبي ومجاهد وقتادة وصححه والربيع بن أنس.

وأما آخر ما نزل: فروى الشيخان عن البراء بن عازب أنَّه قال: آخرُ آيةٍ نزلت: «يَسْتَفْتُونَكَ قُلْ الله يُفْتِيكُمْ في الكَللة...»(6) وآخر سورة نزلت: براءة.

ص: 94


1- سورة النحل: آية 114
2- سورة البقرة: آية 173
3- سورة المائدة: آية 3
4- سورة البقرة: آية 219
5- والحديث في الترمذي عن عمر بن الخطاب أنه قال: «اللَّهُمَّ بيّن لنا في الخَمْر بيان شفاء فنزلت التي في البقرة: «يسألونَكَ عن الخَمْرِ والمَيْسَرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كبير» الآية فدُعِيَ عُمر فَقُرِئَتْ عليه، قال: اللَّهُمَّ بيِّن لنا في الخمرِ بيان شفاء فنزلت التي في النساء: «يأيُّها الذين آمنوا لا تقربوا الصَّلاةَ وأَنتُمْ سُكَارَى»، فَدُعِيَ عمر فَقُرِئَتْ عليه، ثم قال: اللهم بيِّن لنا في الخمر بيان شفاء، فنزلت التي في المائدة: «إنما يُريد الشيطان أن يُوقِعَ بينكم العَدَاوَةَ والبغضاء في الخَمْرِ والمَيْسَرِ - إلى قوله - فهل أنتُمْ مُنْتَهُونَ» فَدْعِيَ عمرُ فَقُرِئَتْ عليه، فقال: انتهينا انتهيْنَا». انظر: أسباب النزول ص 138، سنن الترمذي 320:4
6- سورة النساء: آية 176، وقد أورده البخاري في باب التفسير صحيح البخاري 6: 63، وانظر: أسباب النزول ص 8، وأورده مسلم بروايات متعددة صحيح مسلم 60:5 وما بعدها

وأخرج البخاري عن ابن عباس قال: آخر آية نزلت: آيةُ الرِّبا(1). وروى البيهقي عن عمر مثله، وأخرج أبو عبيد عن ابن شِهاب قال: آخِر القرآن عهداً بالعرش آية الرِبَّا وآية الدَّيْن.

وأخرج النسائي عن ابن عباس: آخِرُ آية نزلت: «واتَّقُوا يَوْماً: تُرْجَعُونَ فِيه إِلَى الله...»(2) ورواه البيهقي في الدلائل وزاد: وبينها وبين موت النبي - صلى الله عليه وسلم - أحدٌ وثمانون يوماً، وروى أيضاً عن الكلبي عن الكلبي عن أبي صالح(3) عن ابر عباس: أحد وثلاثون يوماً. وروى أبو عبيد عن ابن جُريج قال: زعموا أنه - صلى الله عليه وسلم - مكث بعدها سبع ليال وبَرِىء يوم السَّبت ومات يوم الاثنين وروى الحاكم في المستدرك عن أبّي بن كعب قال: آخِرُ آية نَزَلَت: «لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسَكُمْ..» إلى آخرها(4).

وروى مسلم عن ابن عباس آخِرُ سورة نزلت: «إِذَا جَاءَ نَصْرُ الله وَالْفَتْحُ»(5).

وروى الترمذي والحاكم عن عائشة: آخِرُ سورة نزلت المائدة فما وجدتم فيها من حلالٍ فاسْتَحِلوُّه، وما وجدتم فيها من حَرَامٍ فحرِّموه،

ص: 95


1- «يَأَيُّها الذين آمنوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرّبوا إِن كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ» سورة البقرة: آية الَّذِينَ 278، والحديث في صحيح البخاري 40:6
2- سورة البقرة: آية 281
3- كذا في (أ) وفي الإتقان عن ابن صالح 77:1 ، وهو خطأ لأنه مخالِف لما ذكره الواحديّ في أسباب النزول، ص 8
4- سورة التوبة: آيتي 128، 129، وانظر: أسباب النزول ص 9
5- الحديث في صحيح مسلم ج 8، ص 243

وروى الحاكم مثله أيضاً عن عبدالله بن عمرو(1) وعثمان في حديثه المشهور: بَراءَةً مِنْ آخِر القُرْآن نُزُولاً(2).

قال البيهقي: ويُجْمَعُ بَيْنَ هذه الاختلافات إن صحت بأن كل واحد أجاب بما عنده ولم يذكر البلقيني من هذه الأقوال إلا القليل. ومن أغرب ما رُوي في هذا النوع ما رواه ابن جرير قال: أتبأنا أبو عامر السكوتي أنبأنا هشام بن عمار أنبأنا ابن عباس أنبأنا عمرو بن قيس الکندي أنه سمع معاوية بن أبي سفيان تلا هذه الآية: «فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّه..»(3) الآية، وقال: إنَّها آخِرُ آيَة نزلت من القرآن، قال ابن كَثير: وهو أَثَرٌ مُشِكل ولعله أراد أنه لم يَنْزِلْ بعدها آيةٌ نسخَتها(4) ولا تُغَيِّرُ حُكْمَها بل هي مثبتة مُحْكَمَة فاشتَبه ذلك على بعض الرواة فرواه بالمعنى على ما فهمه، انتهى(5).

ص: 96


1- في (أ) عن عبد الله بن عمرو، وفي «ب» عن عبد الرحمن بن عمرو، وما في (أ) أصوب لأنه موافق لرواية الترمذي عن عبد الله بن عمرو وقال: «آخر سورة أُنْزِلَتْ سورة المائدة والفتح» سنن الترمذي 4: 326
2- روى البخاري عن أبي إسحق قال: سَمِعْتُ البراء رضي الله عنه - يقول: آخِرُ آية نزلت: «يسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُم في الكلَالَة»، وآخر سورة نزلت: براءة، صحيح البخاري 6: 80
3- سورة الكهف آية 110
4- في (أ) تنسخها
5- نص كلام بن كثير: وهذا أثر مشكل فإن هذه الآية آخر سورة من الكهف والكهف كلها مكية، ولعل معلوية أراد أنه لم ينزل بعدها آية تنسخها ولا تغير حكمها بل هي مها بل هي مثبتة محكمة ناشتبه ذلك على بعض الرواة فروى بالمعنى على ما فهمه 3: 110 ط ثالثة

النَّوعُ الرَّابِعَ عَشَر: ما عُرف تاريخُ نُزُولِهِ عَاماً وَشَهراً وَيَوْماً وَسَاعَةً

هذا النوع من زيادتي وهو مهم وله أمثلة، أوَّلها وثانِيها: اقْرَأْ والفَاتِحَة نزلتا عامَ المبعث لأنه مقارب لهما(1)، وعام المبعث سنة أربعين من مولِده - صلى الله عليه وسلم-، ومولده عام الفيل هذا هو الصحيح في الأمرين الثابت في البخاري.

وقيل: عام ثلاثٍ وأربعين من مولده، وقيل: بعث عام أربعين ولم ينزل عليه القرآن إلا بعد ثلاث سنين، وثبت في صحيح مسلم عن قتادة أن اليوم الذي أنزلت عليه فيه يوم الاثنين(2). قال ابن إسحاق: وكان في شهر رمضان.

ثالِثُها: المدَّثِّر نزلت بعد اقْرَأْ بسنتين أو أكثر كما في الصَّحيح(3).

الرَّابع: آيَةُ القِبلة في السنة الثانية من الهجرة في رجب ففي

ص: 97


1- في (أ) مقارنة، «ونزلت» ذكر في النسختين مفرداً، والصواب نزلنا عام المبعث لأنه مقارب لهما
2- في (أ) الذي أنزل عليه فيه
3- حديث نزول: إقرأ والمدّثّر أورده البخاري عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان أَوَّلُ ما بُدِىء به رسول الله صلى الله عليه وسلم الرُّؤيا الصادقة في النوم... وهو حديث طويل. صحيح البخاري 6: 214

الصحيح عن البراء أنه - صلى الله عليه وسلم - صلى إلى بيت المقدس ستةَ عشر أو سبعة عشر شهراً وكان يُحِبُّ أن يتوجَّه إلى الكعبة فأنزل الله: «قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهكَ في السماء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَولِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ»(1) فتوجَّه نحو الكعْبة فقال السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ: مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتي كَانُوا عَلَيْها فأنزل الله: «قُلْ الله الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقيم» الحديث(2)، وفيه أن أول صلاة صلاها العصر فيكون نزولها بين الظهر والعصر، وفي رواية في الصحيحين أنها نزلت ليلاً وسبق بيانها.

وقال ابن حَبيب(3): حُوِّلَتْ في صَلَاةِ الظهر يومَ الثلاثاء نصف شعبان.

الخامس: «والله الْمَشْرِقُ والمغْرِب فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ الله...»(4) اختُلِف فيها فروى مسلم عن ابن عمر: كانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي وهو مُقْبِلٌ من مكة إلى المدينة على راحلته حيث كان وجهُه، وفيه نزلت(5).

ص: 98


1- سورة البقرة: آية 144 وانظر: أسباب النزول للواحدي ص 56
2- سورة البقرة: آية 142، وقد ذكر الحديث بروايات مختلفة أنظر: جامع الأصول 2: 8، وعبارة البخاري في هذه الرواية عن البراء التي استشهد بها المؤلف: «وإنه صلَّي أو صلاَّها صلاة العصر» وقد ذكر في هامش البخاري أن في إحدى النسخ: «أول صلاة صلَّاها»، وهي التي اعتمد عليها المؤلف صحيح البخاري 6: 25
3- هو القاسم الحسين بن محمد بن حبيب النيسابوري المفسر، صنف في علوم القرآن والآداب وتوفي سنة 406 ه. شذرات الذهب، 3: 181
4- سورة البقرة: آية 115
5- والحديث في الترمذي: عن ابن عمر قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي على راحلتِه تطوُّعاً حيثما توجَّهت به وهو جاء من مكة إلى المدينة، ثم قرأ ابنُ عمرَ هذه الآية «ولِلَّهِ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ» الآية، وقال ابن عمر، في هذا أُنزِلَتْ هذه الآية. وهو في في أسباب النزول بروايات متعددة، أسباب النزول 23، سنن الترمذي 274:4

قال ابن الحصَّار: وهو - صلى الله عليه وسلم - لم يدخل مكة بعد الهجرة إلا عام القضية سنة سبع وعام الفتح سنة ثمان وعام حجة الوداع سنة تسع، وهذا أصح ما يعتمد عليه في نزولها.

السادس: «واتَّخِذُوا مِنْ مَقَام إِبْراهِيمَ مُصَلَّى»(1).

قال ابن الحصار: نزلت في عام القضية أو الفتح أو الوَدَاع.

السابع: آية الصِّيام في السنة الثانية في شعبان.

الثامن: «فَمَن كانَ مِنْكُمْ مَريضاً أَوْ بِهِ أَذَى مِنْ رأسه...»(2). سنة ستّ في ذي القعدة.

التّاسع: «يَسْأَلُونَكَ عَن الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالَ فيه...»(3) نزلت في سرية عبد الله بن جحش سنة اثنين في رجب.

العاشِر: «لَا إِكْرَاهَ في الدِّين...»(4) الآية، روى ابن حِبان(5)

ص: 99


1- سورة البقرة: آية 125
2- سورة البقرة: آية 196
3- سورة البقرة: آية 217، وقد ذكر الواحديّ في أسباب النزول عدة روايات لنزول الآية ص 41 وما بعدها
4- سورة البقرة آية 256
5- ابن حبان هو: أبو حاتم محمد بن حِبّان بن سعد التميمي البستي صاحب المسند الصحيح والتاريخ والضعفاء وغير ذلك. وتوفي سنة 354 ه. طبقات الحفاظ للسيوطي 374:1 ط أولى

وغيره عن ابن عباس قال: كانت المرأة تكون مقلِّلة(1) فتجعل على نفسها إن عاشَ لها ولدان سهولة، فلما أجليت بنو النضير كان فيهم من الأنصار فقالوا: لا نَدَعُ أبناءنا فأنزل الله هذه الآية وأُجْلِيّ بنو النضير في ربیع الأول سنة أربع انتهى(2).

الحادي عشر: من أول آل عمران إلى ثلاث وثمانين آية نزل في وفد نجران سنة تِسع رواه ابن إسحاق في السيرة(3).

الثاني عشر: ما فيها من قصة أحُد وأوَّلُه: «وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِك..»(4) سنة ثلاث في أواخرها، وكان يوم الوقعة يوم السبت الإِحدى عشرة خلت من شَوَّال، وقيل: النصف منه.

الثَّالِثُ عشر: «وإِنَّ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بالله...»(5)

ص: 100


1- في (أ) مدللة، وفي أسباب النزول، «تكون مِقلاة، فتجعل على نفسها إن عاش لها ولد أن تُهوّدَه... انظر: أسباب النزول للواحدي ص 52
2- أخرجه أبو داود والمِقلاة: التي لا يعيش لها ولد، جامع الأصول 53:2 ونصه كما أخرجه ابن حبَّان الذي نقل عنه المؤلف بتغيير في الألفاظ: «كانت المرأة من الأنصار لا يكاد يعيش لها ولد فتحلف لئن عاش لها ولد لتهوَّدنه، فلما أجليت بنو النضير إذا فيهم ناسٌ من أبناء الأنصار، فقالت الأنصار: يا رسول الله أبناؤنا فأنزل الله هذه الآية: «لا إكراه في الدين» قال سعيد بن جبير: فمن شاء لحق بهم، ومن شاء دخل في الإسلام، صحيح بن حبان، ط أولى 1: 199
3- ذكر الواحدي في أسباب النزول: قدوم وفد نجران على رسول الله صلى الله عليه وسلم وختمها بقوله: «فأنزل الله عزَّ وجلَّ فيهم صدر سورة آل عمران إلى بضعة وثمانين آية منها. أسباب النزول 61، 62
4- من سورة آل عمران: آية 121
5- سورة آل عمران: آية 199

الآية نزلت كما روى ابن جرير وابن مِرْدَوَيه من حديث جابر أنه صلى الله عليه وسلم صلى على النجاشي حين مات فقال المنافقون: يُصَلِّي على عِلْجٍ مات بأرض الحبشة فنزلت هذه الآية(1).

وروى ابن مِرْدَوَيه(2) نحوه من حديث أنس، ومات النجاشي سنة سبع.

الرابع عشر: «يُوصِيكُمُ الله في أَوْلَادِكُمْ..»(3) نزلت بأَثَرِ أحدكما روى أبو داود والترمذي وغيرهما عن جابر: جاءت امرأة سعد بن الربيع فقالت: يا رسول الله: هاتان ابنتا سَعْدٍ قُتِل أبُوهما معك في وإن عمهما أخذ مالَهُما فلم يَدَعْ لهما مالَّا فنزلت آية الميراث(4).

ص: 101


1- ذكر الزمخشري في قوله تعالى: «وإن من أهل الكتاب...» عن مجاهد: نزلت في عبد الله بن سلام وغيره من مسلمة أهل الكتاب، وقيل: في أربعين من أهل نجران، واثنين وثلاثين من الحبشة، وثمانية من الروم كانوا على دين عيسى عليه السلام فأسلموا، وقيل: في أصحمة النجاشي ملك الحبشة، ومعنى أصحمة (عطية) بالعربية، وذلك أنه لمامات نعاه جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اخرجوا فصلوا على أخ لكم مات بغير أرضكم فخرج إلى البقيع ونظر إلى أرض الحبشة فأبصر سرير النجاشي وصلى عليه واستغفر له فقال المنافقون: انظروا إلى هذا يصلي على عِلج نصراني لم يره قط، وليس على دينه فنزلت هذه الآية. أنظر: الكشاف 459:1، ط بيروت وابن كثير 2: 185، 186، وأسباب النزول: 93، 94. العِلج: الواحد من كفار العجم، والجمع: عُلوج
2- هو أحمد بن موسى بن مردويه الأصبهاني صاحب التفسير والتاريخ وغير ذلك. توفي سنة 410 ه. طبقات المفسرين للداودي 1: 93
3- سورة النساء: آية 11
4- أخرجه أبو داود، جامع الأصول 83:2، ورواية الترمذي للحديث عن جابر، «مرِضْت فأتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودُني وقد أُغمِي عليَّ، فلما أفقت قلت: كيف أقضي في مالي؟ فسكت عني حتى نزلت: «يُوصيكم الله في أولادكم للذكر مثلُ حظ الأنثيين». هذا حديث حسن صحيح. سنن الترمذي 301:4 وقد رواه البخاري أيضاً عن جابر بتغيير بعض الفاظه صحيح البخاري 54:6

الخامس عشر: «والْمُحْصَنَاتُ من النساء..» الآية(1)، روى مسلم عن أبي سعيد أن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصابوا سَبابا يوم أوْطاسَ لَهُنَّ أَزْواجٌ فكرِهُوا غِشْيانهن فنزلت هذه الآية، وأَوْطَاسٌ: هي غزوة حُنين وكانت سنة ثمانٍ بعد الفتح بقليل(2).

السَّادِسُ عَشَر: «إِنَّ الله يَأْمُرُكُمْ..»(3) الآية، يوم فتح مكة سنة ثمان في رمضان.

السَّابع عشر: «فَما لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَين...»(4) بأثَرِ أُحدٍ لما في الصحيحين عن زيد بن ثابت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج إلى أُحُدٍ فرجعَ ناسٌ فكان الصحابة فيهم فرقتين: فرقةٌ تقول: (نقتلهم، وفرقة تقول: لا فنزلت)(5).

الثامن عشر: «وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنِ أَنْ يَقْتُل مُؤْمِناً»(6)، قال مجاهد(7) وغيره: نزلت في يوم الفتح.

ص: 102


1- سورة النساء: آية 24
2- وهو أيضاً في الترمذي عن أبي سعيد، سنن الترمذي 302:4، وانظر: أسباب النزول للواحدي فقد أورد الحديث بروايات متعددة ص 98، 99
3- سورة النساء: آية 58
4- سورة النساء: آية 88
5- ما بين القوسين ساقط من (ب)، والحديث في مختصر صحيح مسلم ص: 326، وأورده البخاري، وقد تصرف المؤلف في بعض الفاظه، انظر: أسباب النزول ص 112، صحيح البخاري 6: 59
6- سورة النساء: آية 92
7- هو أبو الحجاج مجاهد بن جبر المكي المتوفي سنة 103 ه. شذرات الذهب 125:1 وقد تحدث الواحدي عن نزول هذه الآية في أكثر من رواية، ولم نجد فيما ذكره «يوم الفتح» أسباب النزول ص 113، 114

التاسع عشر: آية القصر(1) سنة أربع.

العشرون: آية صَلاة الخوف(2) في غزوة ذات الرِّقاع في المحرَّم سنة خمس.

الحادي والعشرون: آية الكلالة(3) في حجة الوداع.

الثَّاني والعِشْرون: أول المائدة بها أيضاً(4).

الثالِثُ والعِشْرون: «الْيَوْمَ أَكْمَلْت لَكُمْ دِينَكُمْ..»(5) فيها أيضاً يوم عرفة يوم الجمعة والنبي - صلى الله عليه وسلم واقف بها، وفي رواية عن ابن عباس عند البيهقي في الدلائل يوم الاثنين وهو مخالف لما في الصحيح(6).

الرابع والعشرون: آية التّيمَمُ(7) بها في القُفول من غزوة المُرَيْسيع وكانت في شعبان سنة ست وقيل خمس وقيل أربع.

الخامس والعشرون: «إِنَّما جَزَاوُا الَّذِينَ يُحَارِبُونَ الله

ص: 103


1- سورة النساء: آية 101
2- سورة النساء: آية 102
3- سورة النساء: آية 176
4- أي في حجة الوداع
5- سورة المائدة: آية 3
6- فقد روى البخاري عن عمر أن نزولها يوم الجمعة بعرفة، وقال سفيان أحد رواة الحديث: وأشك كان يوم الجمعة أم لا. صحيح البخاري 63:6
7- سورة المائدة: آية 6

وَرَسُولَهُ..»(1) الآية، في قصة العُرِنيِّينَ في سنة ست، وآية تحريم الخمر(2) في محاصرة بني النضير في ربيع الأول سنة أربع.

السَّادِسُ والعشرون: سُورةُ الأنفال. بعضها يوم بدر، وبعضها بأثَرِها، وكانت في رمضان(3).

ومنها آية الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفوا(4) بعد مقدمه بخمسين ليلة(5).

الثامن والعشرون: «هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْق...» إلى: «شَديدِ الْمِحَال»(6) نزلت لما قدم وفد بني عامر وقدومهم سنة تسع.

التَّاسِع والْعِشرون: خواتيمُ سُورةِ النَّحل إما يوم أحد أو يوم الفتح كما تقدم.

الثلاثون: أول الاسراء واختلف فيه(7)، فقيل: قبل الهجرة بسنة، وقيل: بأحَد عشر شهراً، وقيل: بثمانية أشهر، وقيل: بستة أشهر، وقيل: بخمسة عشر شهراً، وقيل: بسبعة عشر، وقيل: بثمانية عشر، وقيل: بعشرين، وقيل: بثلاث سنين، وقيل: بخمسین(8)، وقيل: كان بعد

ص: 104


1- سورة المائدة آية 33، وانظر أسباب النزول للواحدي ص 129
2- سورة المائدة: آية 90
3- في (أ) وكانت في رمضان سنة اثنين
4- سورة التوبة: آية 118
5- وفي (أ) السابع والعشرون: براءة سنة تسع، بعضها في غزوة تبوك، وكان مقدمه منها في رمضان، ومنها: آية الثلاثة الذين خلفوا
6- سورة الرعد: آيتا 11، 12
7- في (أ) أول الإسراء عام الإسراء واختلف فيه
8- في (أ) بخمس وهو الأنسب

البعثة بخمس سنين، وقيل: بخمسة عشر شهراً، وقيل: بعام ونصف، واختُلِفَ في الشهر فقيل: في ربيع الأول، وقيل: الآخر، وقيل: رجب، وقيل: رمضان، وقيل: شوال، وقد بسطت الكلام على هذه الأقوال في شَرح الأَسْمَاء النَّبَويَّة.

الحادي والثلاثون: «هَذَانِ خَصْمَانِ...»(1) يومَ بَدْرٍ أو بأثَرِه.

الثَّاني والثلاثون: «أذِنَ لِلَّذِينَ يُقْتُلُونَ...»(2) في سفر الهجرة وكان في ربيع الأول بعد النبوة بثلاث عشرة سنة، وقيل: عشر سنين.

الثالث والثلاثون: قِصَةُ الإِفك سنة غزوة بني المصطلق وهي غزوة المُريْسيع وتقدم تاريخها(3).

الرابع والثلاثون آية الاستئذان(4) في النور سنة عشر.

الخامس والثلاثون: آيةُ الحِجَاب(5) في الأحزاب، والآية في تزويج زينب بنت جحش سنة أربع(6).

السَّادِسُ والثَلاثُون: «إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ...»(7) في وفاة

ص: 105


1- سورة الحج: آية 19
2- سورة الحج: آية 29
3- كانت في شعبان سنة ست وقيل: خمس، وقيل: أربع
4- سورة النور: آية 58
5- سورة الأحزاب: 59
6- سورة الأحزاب: آية 37
7- سورة القصص: آية 56

أبي طالب، وكذا أول: ص، وكانت وفاته سنة عشر من المبعث قبل الهجرة بثلاث سنين.

السابع والثلاثون: ما في الأحزاب من آيات الخندق وكانت في شوال سنة خمس، وقيل: أربع.

المثامن والثلاثون: آخر الاحقاف في قصة الجن سنة عشر من النبوة.

التَّاسِعُ والثَلاثُون: سورةُ القتال(1) سنة ستٍ.

الْأَرْبَعُون: سورة الفتح سنة ستٍ في ذي القعدة.

الحَادِي والأرْبَعُون: أولُ المجَادَلَة سنة ستٍ.

الثاني والأربعون: الحَشْر(2) في بني النضير سنة خمس في ربيع الأول بعد خمسة أشهر من أحد، وقيل بعد ستة وثلاثين شهراً منها.

الثالث والأربعون: سُورةُ المُنافقين، في غزوة بني المصطلق أو تَبُوك كما تقدم.

الرَّابِعُ والأَرْبَعُون: سُورةُ النَّصْر نزلت في أوْسَطِ أَيَّام التشريق عام حجة الوداع، رواه البَّزار والبيهقي.

فهذه عيون أمثلتها ولم نستوعبْها حَذَراً من التطويل، وفيما تقدم من الأنواع أمثلة تدخل في هذا النوع، وفي هذا النوع أمثلة للسفري غير ما تقدم والله أعلم.

ص: 106


1- وهي سورة محمد صلى الله عليه وسلم
2- تسمى سورة الحشر بسورة بني النضير أيضاً

النَّوعُُ الخامسُ عشر والسَّادِسُ عشر: ما نزل فيه ولَمْ ينزل على أحَدٍ قبلَ النَّبِيٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وما أُنْزِل منه على بَعْضِ الأنبياءِ

هذان النوعان من زيادتي، ومن أمثلة الأول: الفاتحة وخواتيم سورة البقرة، ففي صحيح مُسْلِمٍ عن ابن عباس: أتى النَّبّي - صلى الله عليه وسلم - مَلَكُ وقال: أبْشِرْ بِنُورين قد أوتيتَهُمَا لَمْ يُؤْتَهُمَا نبيٌّ قبلك: فَاتِحَة الكِتَاب، وخواتيم سورة البقرة(1).

وأما الثاني(2): فأمثلته كثيرة، فروى الحاكم وصححه من طريق عطاء عن عكرمة عن ابن عباس قال: لما نزلت (سَبِّحُ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) قال - صلى الله عليه وسلم-: كلُّها في صُحُفِ إبراهيمَ وموسى، فلما نزلت (والنَّجْم إِذَا هَوَى) فبلغ: (وإبْرَاهِيمَ الذِي وَفَّى) قال: «وَفَّى ألَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى» إلى قوله: «هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذْرِ الأولَى»(3)،

ص: 107


1- تَكْمِلَتُه: «لَنْ تَقْرَأَ بِحَرْفٍ منْهُمَا إِلا أُعْطِيتَه» والحديث في صحيح مسلم، وقد اختصر المؤلف في عباراته، صحيح مسلم 6: 91، 92.، ط أولى 1347 ه - 1929 م
2- وهو ما أنزل على الأنبياء من قبله
3- وفي الإتقان: عن عكرمة عن ابن عباس: هذه السورة في صحف ابراهيم وموسى، 1 : 113. وفي ابن كثير: عن أبي أمامة قال: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: «وَإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى» قال: أَتَدْرِي مَا وَفَّى؟ قلت: الله ورسوله أعلم. قال: وَفٌّی عَمَلَ يَوْمِهِ بأربع ركعات مِنْ أَوَّلِ النَّهار. تفسير القرآن العظيم 258:4

وروى أيضاً من طريق القاسم عن أبي أمامة قال: أنزل الله على إبراهيم مِما أنزل على مُحمَّد «التَّائِبُونَ العَابِدُونَ» إلى آخر الآية(1). «قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُون» إلى قوله: (فِيهَا خَالِدُون)(2) و «إنَّ المُسْلِمينَ والْمُسْلِمَاتِ الآية»(3)، والتي في سَأَل «الَّذينَ هُمْ عَلَى صَلاتهم دَائِمُون» إلى قوله: «قَائِمُون»(4) فلم يفِ بهذه السِّهام إلّا إبراهيمُ ومحمد - صلى الله عليه وسلم.

رى أيضاً من طريق عطاء وروى عن ميسرة أن هذه الآية مكتوبة في التوراة بسَبعمائةِ آية «يُسَبِّحُ الله ما في السَّمَواتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُوسِ الْعَزيز الحكيم» أول سورة الجمعة(5).

وروى البُخَارِيُّ من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص أنه(6) يعني النبي - صلى الله عليه وسلم - الموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن «يأَيُّها النَّبيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيرًا» وَحِرْزًا لِلأمِّيين الحديث(7).

ص: 108


1- سورة التوبة: آية 12
2- سورة المؤمنون من آيات: 1 - 11
3- سورة الأحزاب: آية 35
4- سورة المعارج من آيات: 23 - 33
5- بعدها: «هُوَ الذي بَعَثَ في الأميين رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ ايَّتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُم الكتب والحِكْمَةَ وَإنْ كانُوا مِنْ قَبل لفِي ضَلَلٍ مُبِين» الجمعة: 2
6- أي «رسولاً منهم» في الآية السابقة
7- أورده ابن كثير: 476:5، ط ثانية

وروى البيهقي في الشعب من طريق الوليد بن العيزار عن سعيد بن جبير(1) عن ابن عباس قال: السَّبع الطوال لم يُعطَهُن أحدٌ إلا النبي - صلى الله عليه وسلم، وأُعْطِيَ مُوسى منها اثْنين، وروى أيضاً طريق أبي الملِيحْ عن معقل بن يسار قال: قال رسول الله - صلى الله من عليه وسلم -: أُعْطِيتُ سُورةَ البقرة من الذكر الأول وأعطيت طه والطواسين والحواميم من الواحِ مُوسَى، وأعطيتُ فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة من كنْز تحت العرش، والمفصّل نافلة، فالظاهر أن (مِن) في قوله: (مِنْ أَلْوَاحٍ مُوسَى) للتبعيض كهي فيما بعده، ويحتمل أن تكون للبدل فلا يكون مما أُعْطِي موسى.

وروى أبو عبيد عن كعب قال: أول ما أنزل الله في التوراة: بِسْم الله الرَّحْمَنِ الرَّحيم: «قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبِّكُمْ عَلَيْكُمْ...» الآيات(2)، وبقي أمثلة أخرى.

وقد يدخل في هذا النوع البسملة لأنها نزلت على سليمان. وقد روى الدارقطني(3) وغيره من حديث بُرَيْدَة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لأعَلَّمَنَّكَ آيةً لم تنزل على نبيً بعد سليمان غيري فذكرها.

ص: 109


1- في (أ) عن سعيد بن حبيب
2- في الإتقان: عشر آيات من سورة الأنعام 114:1
3- هو الإمام شيخ الإسلام أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي البغدادي صاحب: السنن، والعلل، والأفراد، وغيرها. توفي سنة 385 ه. طبقات الحفاظ للسيوطي 393:1

وروى البيهقي عن ابن عباس: أيُّها النَّاس: آيةً مِنْ كتاب الله(1) لم تنزلٌ على أحدٍ سوى النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا أن يكون سليمان بن داود فذكرها.

ص: 110


1- في (أ) أغْفَلَ النَّاسُ آيةً من كتاب الله. وهو الصواب والحديث أورده الدارقطني بروايات متعددة في مطلع الجزء الأول من سننه، الجزء الأول من سننه، سنن الدارقطني ج 1 ط المدينة المنورة 1386 ه - 1966 م

النوع السابع عشر: ما تكرَّر نُزُولُه

هذا النوع من زيادتي، وقد جماعة صرح من المتقدمين والمتأخرين بأن من القرآن ما تكرَّر نُزُوله، وذكر منه ابن الحصار: خواتيم سورة النَّحل وأول سورة الروم كما سبق. وقال: قد يتكرر نزول الآية تذكيراً وموعظة كما سبق وذكر منه ابن كثير: «وَيَسْأَلُونَكَ عَن الرُّوح...»(1)، وذكر منه جماعة الفاتحة، ومنه كل ما اختلف في سبب نزوله أو تأخر وقته وسند كل من الروايتين صحيح ولم يمكن الجمع وهو أشياء كثيرة، ومن راجع أسباب النزول وجد من ذلك كثيراً، البَسْمَلة فقد نزلت في أول كل سورة، وفي النَّمل، وروى أبو داود من ومنه حديث ابن عباس كان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يعرف فَصْلَ السُّورة حتى ينزل عليه: بِسْم الله الرَّحْمن الرَّحيم فإذا(2) نزلت عرف أن السُّورة قد خُتِمت واستُقبِلَت أو ابتُدِئَت سُورةٌ أخرى(3)، والأحاديث الدالة على نزول البسملة أول كل سورة إلا «براءة» لا تحصى كثرة، وعندي أنها

ص: 111


1- سورة الإسراء: آية 85. وانظر: تفسير القرآن العظيم لابن كثير 4: 344 ط ثانية
2- في (أ) زاد البزار: فإذا نزلت
3- الحديث في سنن أبي داود، انظر: عون المعبود شرح سنن أبي داود تحقيق: عبد الرحمن عثمان ج 2، ص 487، 488

بلغت مبلغ القطع والتواتر، وإنما لم يكفرنا فيها لشبهة الخلاف وكما لا يكفر منِكرُ المتواتِر من الحديث، ويلحق بهذا النوع الآيات التي كُرِّرت في معنى واحد كالقصص والأوامر والنواهي، وفائدتها: التأكيد، ولتجديد الأمر في القلوب وقع.

ص: 112

النوع الثامن عشر والتاسع عشر: ما نزل مفَرَّقاً ومَا نَزَلَ جَمْعاً

هذان النوعان من زيادتي، والأول كثير لأنه(1) غالب القرآن ومن أمثلته في السور القصار: «أَقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَق» أولُ ما نزل منها إلى قوله: «ما لَمْ يَعْلَمْ»، والضَّحَى، ففي الصحيحين أول ما نزل منها إلى قوله: «وَما قلى»(2)، وفي حديث أن: «وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنْ الأولَى» نزلت وحدها.

وروى ابنُ جَرِيرٍ أَنَّ: (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرضى) نزلت وحدها،(3) وكذلك سورة الليل غالب آياتها نزلت مفرقة.

وأما النوع الثاني(4) فمنه الأنعام إن صح الحديث السابق فيها(5) ومنه سورةُ الصَّفّ ففي المستدرك وغيره من حديث عبدالله بن سلاَم قال: قَعَدْنَا نفرٌ من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلنا:

ص: 113


1- وهو ما نزل مفرقاً
2- الحديث في نزول «اقرأ» أورده البخاري بروايات متعددة، وهذه الرواية واحدة منها وهي لعائشة، كما أورد البخاري الحديث عن نزول الضحي عن جندب بن سفيان. صحيح البخاري 6: 213، وأسباب النزول ص 6
3- ذكر الطبري عدداً من الأحاديث في نزولها، جامع البيان في تفسير القرآن 3: 149، ط بولاق، 1329 ه
4- وهو ما نزل جمعاً
5- أخرج أبو عبيد والطبراني عن ابن عباس قال: نزلت سورة الأنعام بمكة ليلاً جملة حولها سبعون ألف ملك، الإتقان 1: 107

لونَعْلَمُ أي الأعمال أَحَبُّ إلى الله عمِلنَاه فأنزل الله: «سَبّحَ الله ما في السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ... إلى آخر السورة، فقرأها علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هكذا(1).

ومنه «الْمُرْسَلات» ففي المستدرك عن ابن مسعود قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في غارٍ فنزلت عليه: «وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفاً» فَأَخَذْتُهَا مِنْ فيه، وإن فاه رَطْبٌ بها فلا أدري بأيها خُتِمَت: «فَبِأَيِّ حديث بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ»(2) أو: «وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ»(3).

ومنه: سورةٌ العَصْر والكَوْثَر والنَّصْر وتَبَّتْ والإِخْلَاص، ومنه: الفاتِحَةٌ خلافاً لما حُكِيَ عن أبي اللَّيث(4) أنها نزلت نصفين، ومن هذا النوع سورتان نزلتا معاً وهما: المعوِّذَتَان(5) والله سبحانه أعلم.

ص: 114


1- الحديث في جامع الأصول 2: 386، وفي ابن كثير 356:4 ونصه كما أورده الترمذي عن عبد الله بن سلام قال: «قعَدْنَا نفراً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فتذاكرنا فقلنا: لو نَعلَمُ أيَّ الأعمال أحبَّ إلى الله لعمِلْنَاه، فأنزل الله: «سَبِّح الله ما في السَّمَوَاتِ وما الأرض وهو العزيز الحكيم. يأيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون»، قال عبد الله بن في سلام: فقرأها علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم... سنن الترمذي 5: 85، وأسباب النزول ص 285
2- سورة المرسلات: آية 50
3- سورة المرسلات اية 48، والحديث في نزولها ذكره ابن كثير برواية البخاري 458:4 ط الحلبي. كما أورد البخاري الحديث بروايات مختلفة. صحيح البخاري 204:6
4- الفقيه أبو الليث المعروف بإمام الهدى المتوفي سنة 393 ه وله: تفسير القرآن العظيم، النوازل في الفقه، خزانة الفقه، تنبيه الغافلين، البستان وغيرها انظر: طبقات المفسرين للداودي 2: 345
5- روی مسلم في صحيحه عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَلَمْ تَرَ آياتٍ أُنْزِلَتْ الليلة لم يُرَ مثلهن قط، قل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذُ برب الناس»، صحيح مسلم 96:6

النوع العشرون: كَيْفِيَّةُ النُّزول

هذا النوع من زيادتي وفيه مسائل: الأولى في نزوله من اللَّوح المحفوظ روى الحاكم في المستدرك والبيهقي من طريق منصور عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: أُنْزِل القُرآن فى ليلةِ القَدْر جملةً واحدة إلى سماء الدنيا وكان بمواقِع النُّجوم، وكان الله يُنزِلُه على رسوله - صلى الله عليه وسلم - بعضَه في إثر بعض، وروى الحاكم أيضاً من طريق يزيد بن هارون عن داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس قال: أُنْزِلَ(1) القرآن جملةً واحدةً إلى السَّماء الدُّنيا ليلةَ القَدْر ثم أُنزِل بعد ذلك بعشْرين سنَة، وروى أيضاً من طريق سفيان عن الأعمش عن حسان بن حبيب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: فُصِلَ القُرآن من الذِّكْر فوضع في بيت العزة في السماء الدنيا.

وروى ابن مردوَيه من طريق السُّدى عن محمد بن أبي المجالد(2) عن معمر عن ابن عباس أنه سأله عطية بن الأسود فقال: أوقعَ في قلبي الشَّكَّ قولُه تعالى: «شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيه القُرآن...»(3).

ص: 115


1- في (أ) نزل وفي الإتقان: أنزل
2- هكذا في (أ) وفي الإتقان: عن ابن أبي المُجَالِد 1: 117 وكذلك في ابن كثير
3- سورة البقرة: آية 185

وقولُه: «إِنَّا أَنْزَلَنَهُ في لَيْلَة الْقَدْر» وهذا نزل في شوال وذا في ذي القعدة إلى آخره(1)، فقال ابن عباس: إنه أُنْزِل في رمضان في ليلة القَدْر جملةً واحدة، ثم أُنْزِلَ على مواقع ترتيلاً في الشهور والأيام(2).

وروى أحمد في مسنده عن وائلة بن الأسفع أن رسول الله أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «أُنزِلَت صُحُفُ إبراهيمَ في أول ليلةٍ من رمضان، وأُنزِلت التَّوراة لستُ مَضَيْنَ مِنْ رمضان، والانجيلُ لثلاث عشرة خَلَت من رمضان، وأنزلَ الله القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان(3)».

قال الفَخْرُ الرَّازي(4): وَيُحْتَمَلُ أنه كان ينزل في كل ليلة قدرَ ما يحتاجُ النَّاسُ إلى إنزاله إلى مثلها من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا، وهل هذا أولى أو الأول؟ قال ابن كثير: وهذا الذي جعله احتمالاً نقله القرطبي عن مقاتِل وابن حِبَّان، وحكي الإجماع على أن القرآن نزل جملة واحدة من اللَّوح المحفوظ إلى بيت العزة في سماء الدنيا، قلت:

ص: 116


1- في (أ) وهذا نزل في شوال وفي ذي القعدة وفي ذي الحجة وفي المحرم وصفر وشهر ربيع
2- في (أ) فقال ابن عباس: إنه أنزل في رمضان في ليلة القدر جملة واحدة ثم أنزل على مواقع النجوم رسلاً في الشهور والأيام، وفي الإتقان: قوله: «رَسَلًا» أي رفقاً، وعلى موقع النجوم، أي على مثل مساقطها. الإتقان 117:1، وانظر: تفسير ابن كثير 1: 380
3- في الإتقان: أنْزلَتْ التّوراة لستٍّ مضَيْنَ من رمضان، والإنجيل لثلاث عشرة خلت منه، والزبور لثماني عشرة خلت منه، والقرآن لأربع وعشرين خلت منه. 1: 120، وقد ذكره الواحدي في أسباب النزول ص 10
4- هو فخر الدين الرازي صاحب: مفاتيح الغيب، ونهاية الإيجاز في دراية الإعجاز والمتوفي سنة 606 ه. شذرات الذهب 21:5، وراجع ما قاله الرازي عن ذلك في تفسير سورة القدر من التفسير الكبير 27/32 ط أولى

ويوافق قول الرازي ومقاتل: ما تقدم عن ابن شهاب أنه قال(1): آخر القُرْآنِ عَهْداً بالعَرْش آيةُ الرِّبا وآيةُ الدِّينْ(2).

الثانية: في قَدْر مَا كَان ينْزِلُ مِنْه: روى البيهقي في شعب الايمان من طريق وكيع عن خالد بن دينار قال: قال لنا أبو العالية(3): تعلَّموا القرآن خمسَ آيات خمسَ آيات فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان - يأخذهُ من جبريل خمساً خمساً، ثم روى مثله من طريق أبي جَلْدَةً عن العَالِيَة عن عمر ولفظه: فإن جبريل كان ينزل بالقرآن على النبي - صلى الله عليه وسلم - خمساً خمساً، قال: ورواية وَكيع أصح.

قلت: وله شاهد عن علي سيأتي في المسلسل، وفي النفس من هذا كله شيء، والذي أستقرىء من(4) الأحاديث الصحيحة وغيرها أن القرآن كان ينزل على حَسَبِ الحاجة خمساً وعشراً وأكْثر وأقلَّ وآيةً وآيتين، وقد صح نزول قصة الافك جملةً وهي عشرٌ آيات ونزولُ بعض آيةٍ وهي قوله تعالى: «غَيْرِ أُولي الضَّرَرِ»(5).

ص: 117


1- في أول ما نزل وآخر ما نزل
2- ص 95
3- هو أبو العالية الرياحي، رفيع بن مهران البصري الفقيه المقرىء رأى أبا بكر، وقرأ القرآن على أبيّ وغيره، وسمع من عمر، وابن مسعود وعلي وعائشة - رضي الله عنهم - وطائفة، توفي سنة 93 ه، تذكرة الحفاظ للذهبي 61:1
4- في (أ) والذي استوى
5- سورة النساء: آية 95. والحديث في نزولها رواه الترمذي بروايات متعددة، وأورده البخاري بروايتين عن البراء بن عازب وابن عباس. صحيح البخاري 60:6، سنن الترمذي 4: 307، 308، وانظر كذلك أسباب النزول ص 117، 118

الثالثة: كيفيَّة الإِنزال والوحي: قال شيخنا العَلَّامة الكافيجي وقبله الطِّیبي(1): لعلَّ نزولَ القرآنِ على الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يتلقَّفه الملَك من الله تلقُّفاً رُوحانياً أو يحفظه من اللَّوح المحفوظ فينزل به إلى الرسول ويُلْقيه عليه، وقد ذكر العلماء للوحي كيفيات: إحدّاها: أن يأْتيه في مثل صَلْصَلَةِ الجرس وهو أشدُّه عليه كما في الصحيح(2)، الثانية: أن يَنْفُث في رُوعِهِ الكلام نفثاً كما قال - صلى الله عليه وسلم -: إنَّ رُوحَ القُدْس نفث في رُوعي أن نَفْساً لن تَموتَ حتَّى یا تستكمِل رِزقها.

الرابعة: أن يأتيه فيكلِّمه كما في حديث ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: كان من الأنبياء من يَسْمعُ الصوتَ فيكون بذلك نبياً وإن جبريل يأتيني فيكلِّمني كما يأتي أحدُكُم صاحبَه فَيُكَلَّمَهُ(3).

ص: 118


1- سبق التعريف بالكافيجي، والطيبي بكسر الطاء هو الحسن بن محمد بن عبد الله شرف الدین، شرح الكشَّاف شرحاً كبيراً أجاب فيه عما خالف الزمخشري فيه أهل السُّنَة، وصنف الدين، شرح في المعاني والبيان كتاب: التبيان وصنف تفسير القرآن، وشرح مشكاة المصابيح، وغير ذلك. وتوفي سنة 743 ه. طبقات المفسرين للداودي 143:1 وما بعدها
2- روى الترمذي عن عائشة: «أن الحارثَ بنَ هشام سأل النبيَّ صلى الله عليه وسلم كيف يأتيك الوحْي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحياناً يأتيني مِثل صَلْصَلَةِ الجَرسِ وهُوَ أشُدُّه عليَّ، وأحياناً يتمثَّل ليَ الملك رجُلاً فَيُكَلِّمُنِي فاعِي ما يقول. قالت عائشة: فلقد رأيت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ينْزِلُ عليه الوَحْيُ في اليومِ الشديدِ فيفصِمُ عنه وإن جبينه ليتفصَّدُ عرقاً. هذا حديث حسن صحيح، سنن الترمذي 258:5
3- راجع أحاديث بدء الوحي في الجزء الأول من فتح الباري لابن حجر العسقلاني ط المدينة المنورة

الخامسة: أن يُكَلِّمَهُ الله إما في اليقظة كما في ليلة الإسراءِ أو في النوم كما في حديث مُعَاذٍ: أتاني ربِّي في أحسن صورةٍ فقال: فِيمَ يَخْتَصِمُ المَلُأ الأعْلَى. الحديث.

السادسة: أن يأتيه الملَكُ في النَّوم، وفي الصَّحيح: أوّل ما بُدِىءَ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الوحي الرُّؤيا الصادقة(1)، قال ابن سيّد النَّاس(2): وعن الشَّعبي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وُكِّلَ به إسْرافيل فكان يتراءى له ثلاثَ سنين ويأتيه بالكلمة من الوحي ثُم وُكِّلَ به جبريلُ فجاءه بالقرآن والوحْي، قال: فهذه حالةٌ سادسة. وأما إتيان الملّكِ فتارةً كان يأتيه في صورته له ستمائة جَنَاحٍ(3)، وتارةً في صورة دِحْية الكلبي.

السابعة: في الأحْرُف التي ورد الحديث بنزول القرآن بها، والكلام في ذلك مسائل: الأولی: في بيانِ الحديث فروى الشَّيْخان حديث عمَر قال: سَمِعْتُ هشام بن حكيم يقرأُ سورةَ الفُرقَان في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاستمعْت لِقراءَته فإذا هو يَقْرَأُ على - حروفٍ كثيرةٍ لم يُقْرِئْنيَها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فَكِدْتُ أسَاوِرُه في الصلاة فصبرت حتى سَلَّمَ فَلَبَّبْتُه بردَائه فقلت: من أقرأك هذه

ص: 119


1- أورده البخاري عن عائشة في نزول: «اقرأْ باسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقْ» صحيح البخاري 214:6
2- هو فتح الدين أبو الفتح محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن يحيى المعروف بابن سيد الناس، صنف كُتُباً نفيسة منها: السيرة الكبرى سماها عيون الأثر وشرح قطعة من كتاب الترمذي إلى كتاب الصلاة، وتوفي سنة 734 ه. شذرات الذهب 108:6
3- أورده مسلم بروایات متعددة، صحيح مسلم بشرح النووي ج 6، ص 3

السورة؟ قال: رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقلت: يا رسول الله إني سَمِعت هَذَا يَقْرأُ سُورةَ الفُرقَان على حروفٍ لم تُقْرِئْنِيها، فقال: أرْسِلْه اقرأْ يا هشام فقرأ عَليه القِراءة التي سمعتُه يقْرأُها فقال: كذلك أُنزِلَت ثم قال: اقرأْ يا عُمَرُ فقرأتُ القِراءة التي أقَرأنى فقال: كذلك أُنزلت إن القرآن أنزِل على سبعةِ أحْرُفٍ فَاقْرَأُوا ما تيسَّر منه(1).

وروي عن ابن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: أقرأَني جبريلُ على حَرْفٍ فراجَعْتُه فلم أزلْ أسْتزيدُه ويَزِيدُني حتى انتهى إلى سَبْعةِ أُحْرُف(2).

ص: 120


1- ونص الحديث كما ورد في الأصول الستة: الموطأ والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي: عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستمعت لقراءته، فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرثنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكدت أساوِرُهُ في الصلاة فتربصت حتى سلم فليبته بردائه، فقلت: من أقرأك هذه السورة التي سمعتك: تقرأها؟ قال أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: كذبت، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أقرأنيها على غير ما قرأت، فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرْسِلْهُ، اقرأ يا هشام، فقرأ عليه القراءة التي كنت سمعته يقرأ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هكذا أُنزِلَتْ» ثم قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: «اقرأْ يا عمر» فقرأت القراءة التي أقرأني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هكذا أنزِلَتْ، إن هذا القرآن أُنْزِلَ على سبعة أحرف، فاقرأوا ما تيسَّر منه».، صحيح البخاري 6: 237، وجامع الأصول 478:2
2- في جامع الأصول: قال ابن شهاب: بلغني أن تلك الأحرف إنما هي في الأمر الذي يكون واحداً لا يختلف في حلال ولا حرام. وقد أخرجه البخاري ومسلم، جامع الأصول 483:2 وصحيح البخاري 6: 227

وعند مُسْلِمٍ من حديث أُبَيّ: إنَّ ربي أرسَلَ إلَيّ أن اقَرأْ القُرآن على حَرْفٍ فَرَدَدْت إلَيْه أن هَوِّن على أُمَّتي، فأرسَل إليَّ أنْ اقرأ على حَرفين فردَدْت إلَيْه: أن هَوِّنْ على أُمَّتي فأرسل إليَّ أنْ اقرأ على سبعة أحرف، وفي لفظ عنه عند النّسائي: (أن جبريل وميكائيل أتياني جبريلُ عن يميني وميكائيل عن يساري)(1) فقال جبريل: اقْرأْ القرآن على حَرْفٍ فقال ميكائيل: استزِدْه حتَّى بَلَغَ سبعة أحْرُفٍ، وكلُّ حرفٍ كافٍ شافٍ وفي لفظ عنه عن ابن جرير أن الله أمَرَني أن أقرأ القُرْآن على حرف واحد فقلت: خفِّف عن أمَّتي، فقال: اقرأْه على حرفين فقلت: خَفِّفْ عن أمتي(2)، فأمَرَني أن أقرأَ على سبعةِ أحرف من سبعة أبواب الجنة كلُّها شافٍ كافٍ، وفي لفظ عنه عند مسلم: فأيما حرف قرأُوا عليه فقد أصابوا وفي لفظ لأبي داود عنه: ليس منها إلا شافٍ كافٍ.

قلت: سميعاً عليماً عزيزاً حكيماً ما لم تُخلَط آيةُ عذاب برحمة أو آية رحمةٍ بعذابٍ وفي لفظ الترمذي عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم لجبريل: إني بُعِثْتُ إلَى أُمَّةٍ أُميين فيهم الشيخُ الفاني والعجوز الكبيرة والغلام فقال: مُرْهُمْ فليقرأوا القرآن على سبعةِ أحرف(3). ورواه أحمد بهذا اللفظ من حديث حذيفة وزاد: فمن قرأ

ص: 121


1- ما بين القوسين ساقط من (أ)
2- في (أ) على
3- والحديث كما أخرجه الترمذي عن أبي بن كعب: لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم جبریل، فقال: يا جبريل إني بعثت إلى أمة أمِّيين منهم العجوز، والشيخ الكبير، والغلام، والجارية، والرجل الذي لم يقرأ كتاباً فقط، قال: يا مُحمَّد إن القرآن أُنْزِلَ على سبعة أحرف، سنن الترمذي 263:4

منهم على حرفٍ فليقرأ كما عُلِم ولا يرجع فيه(1)، وفي لفظ له، فلا يتحولُ منه إلى غيره رغبةً عنه، وفي لفظ له عن أبي بَكْرة: كلَّها شافٍ كافٍ ما لم تُختَم آيةُ رحمة بعذاب أو آيةُ عذاب برحمة، وزاد ابن جرير عنه كقولك: هَلُمَّ، وتعال - وفي لفظ لأحمد عن أم أيوب أنها قرأت: أجزاك وروى ابن جرير عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم - قال: كان الكِتابُ الأول ينزل من باب واحد على حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف: زاجر، وآمر، وحلال، وحرام، ومحكم، ومتشابه، وأمثال، فأحِلُّوا حلالَه، وحَرِّموا حرامَه، وافْعلوا ما أمِرتُم به، وانْتهُوا عمَّا نُهِيتُم عنه، واعتبرُوا بأمثاله واعْمَلُوا ما أُمِرتم به، وانْتهُوا عمَّا نُهِيتُم عنه، واعتبرُوا بأمثاله، واعْمَلُوا بمحكَمِه، وآمِنُوا بمتشابهه وقُولُوا: آمنَّا به كُلٌّ من عِنْد رَبِّنا، رواه عنه موقوفاً، قال ابن كثير: وهو أشبه، وروينا حديث السبعة أحرف عن جماعة من الصحابة غير من تقدم وهم: عبدالرحمن بن عوف، ومعاذ، وأبو هريرة، وأبو سعيد الخدري وعمرو بن العاص، وزيد بن أرقم، وسَمُرة، وأنس، وعُمر بن أبي سلمة وأبو جَهَيْم، وأبو طلحة الأنصاري، وسُليمان بن صُرَد، والخزاعي.

وفي مسند أبي يَعْلى أن عثمان قال على المِنبر: أُذكِّرُ الله رجُلاً سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن القرآن أُنْزِلَ على سبعةِ أحرفٍ كلُّها شافٍ كافٍ» لَمَّا قام - فقاموا حتى لم يُحْصَوْا فشهِدُوا بذلك فقال: وَأَنَا أَشْهَدُ مَعَهم.

ص: 122


1- في (أ) ولا يرجع عند

وقد نص أبُو عُبَيْد على أن هذا الحديث تواتر عن النبي - صلى الله عليه وسلم-(1).

الثَّانية: اختُلِفَ في المقصود بهذه السَّبعة على نحو أربعين قولاً، وأنا أذكر منها، ما هو أوجه وأشبه فقال خلق منهم: سفيان بن عيينة(2) وابن جرير ونسبه بعضهم لأكثر العلماء أن المرادَ سبعةُ أوجهٍ من المعاني المتقاربة بألفاظ مختلفة نحو: أَقْبِلْ، وتعالَ، وهَلُمَّ، كما تقدم في بعض ألفاظ أبي بكرة ورُوي عنْ أُبَىً أنَّه كان يقرأُ: «يَوْمَ يَقُولُ المنافِقُونَ والْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونا...»(3) لِلَّذِينَ آمَنُوا أَمْهِلُونا - لِلَّذِينَ آمَنُوا أَخِّرُونا - لِلَّذِينَ آمَنُوا ارْقُبُونَا - وكان يقرأ: «كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فيه»(4) مَرُّوا فيه - سَعَوْا فِيه.

قال: الطَّحَاوي(5): وإنما كان ذلك رخصة أن يقرأ الناسُ القرآن على سبع لغاتٍ لما كان يتعسَّر على كثير منهم التلاوة على لغة قريش وقراءة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعدم علمهم بالكتابة والضبط

ص: 123


1- راجع الكلام على حديث: أُنْزِلَ القرآن على سبعة أحرف في: النَّشْر في القراءات العشر لابن الجزَري ج 1، ص 21 وما بعدها، ط بيروت مراجعة: علي محمد الضبَّاع
2- هو سفيان بن عيينة بن أبي عمران ميمون الإمام المجتهد الحافظ شيخ الإسلام أبو محمد الهلالي الكوفي محدّث الحرم مولى محمد بن مزاحم أخي الضحاك بن مزاحم صاحب «التفسير» و «جوابات القرآن» وتوفي سنة 198 ه. طبقات المفسرين للداودي 1: 190
3- سورة الحديد: آية 13
4- سورة البقرة: آية 20
5- هو الإمام الحافظ: أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة بن سلمة الأزدي الحجري المصري الحنفي صاحب: معاني الآثار، المتوفي سنة 321 ه. طبقات الحفاظ 337:1

وإتقان الحفظ ثم نُسِخَ بزوالِ العُذْرِ وتيسُّر الكتابة والحِفظ، وكذا قال ابن عبدالبر(1)، والقاضي الباقلاني(2).

وقال آخرون وروى عن ابن عباس: على سبعٌ لغات منها سبعٌ بلغةِ العَجُزِ من هوازن(3)، قال أبو عبيد(4): وهم: بنو سَعْد بن بكر، وجُشَم، ونصر بن ميمونة(5)، وثَقِيف، وهم أفصحُ العرب، والأخْريان: قريش، وخُزَيْمَةِ وقال الهَرَوِيّ(6): المراد على سبع لغات، أي أنها متفرقة في القرآن فبعضُه بلغةِ قريش، وبعضُه بلغةِ هوازن، وبعضُه بلغة هُذَيْلِ.

ص: 124


1- هو أبو عمر بن عبد البر المتوفي سنة 463 ه، وله عدة مصنفات منها: التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد، والاستيعاب في أسماء الصحابة، وجامع بيان العلم وفضله، والدرر في اختصار المغازي والسير، وغيرها. شذرات الذهب 1: 314
2- هو محمد بن الطيب أبو بكر الباقلاني صاحب: إعجاز القرآن، وغيره من الكتب توفي سنة 403 ه، وفيات الأعيان: 1: 481
3- في هامش (أ) «هوازن» إسم قبيلة حليمة السعدية مرضعة النبي صلى الله عليه وسلم وسُمُّوا بهَوازِن باسم أبي القبيلة هوازن كما في سبائك الذهب في أنساب العرب
4- في النِّشر لابن الجزّري: وأكثر العلماء على أنها لغات، ثم اختلفوا في تعيينها فقال أبو عبيد: قريش، وهُذَيْل، وثقيف، وهوازن، وكنانة، وتميم، واليمن وقال غيره: خمس السنة أكناف هوازن: سعد، وثقيف، وكنانة، وهذيل، وقريش ولغتان على جميع ألسنة في العرب، وقال أبو عبيد أحمد بن محمد الهروي: یعني علی سبع لغات من لغات العرب، أي أنها متفرقة في القرآن فبعضه بلغة قريش وبعضه بلغة هذيل وبعضه بلغة هوازن وبعضه بلغة اليمن (قلت) وهذه الأقوال مدخولة فإن عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم اختلفا في قراءة سورة الفرقان كما ثبت في الصحيح وكلاهما قرشيان من لغة واحدة وقبيلة واحدة. راجع النشر في القراءات العشر 24:1، وما ذكره المؤلف من قوله: وقال آخرون وروي عن ابن عباس... إلى اختلاف القراءات، فيه اضطراب لعدم دقة النقل من النشر لغات لابن الجزري
5- في (أ) ونصر بن معاوية
6- هو أحمد بن محمد بن علي أبو بكر الهروي صاحب كتاب: التذكرة المتوفي سنة 489 ه. غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري ط الخانجي 1351 ه، ج 1، ص 125

وقال بعضُهم: المرادُ بها: معاني الأحكام كالحلال والحرام، والمحكم والمتشابِه والوعد والوعيد ونحو ذلك، وكل ذلك ضعيف ما عدا الأول(1) فإنه أقرب، والصواب أن المراد بها اختلافُ القراءات.

ثم قال أبو عُبيد(2): ليس المراد أن جميعَه يُقرأُ على سبعة أحرف ولكن بعضه على حرف وبعضه على آخر، واختاره ابن عَطيَّة، وكذا قال أبو عمرو الدَّاني: المراد على سبعة أوجه وأُنْحاء من القراءات. قال بعضهم(3): ليس المراد بالسَّبعة الحصر فيها بحيث لا يزيد ولا ينقص بل السّعة والتيسير وأنه لا حَرَجَ عليهم في قراءته بما أذن لهم فيه والعرب يطلقون لفظ السَّبعة والسَّبعين والسَّبعمائة ولا يريدونَ حقيقة العدد بلى التكثير، وردّه ابن الجَزَري(4) بأن في بعض ألفاظه: «فنظرت إلى ميكائيل فسَكَتّ - فعلمت أنه قد انتهت العدة، فدل على أن حقيقة العدد وانحصاره مراد، قال:(5) وقد تتبعت صحيح القراءات وشاذَّها

ص: 125


1- وهو رأي سفيان بن عيينة وابن جرير بأن المراد بها: سبعة أوجه من المعاني المتقاربة بألفاظ مختلفة
2- في (أ) أبو عبيد وهو الصَّواب، وفي «ب» أبو عبيدة
3- في (أ) وقال قوم
4- هو محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف الجزريّ الدمشقي، وكنيته أبو الخير صاحب: النشر في القراءات العشر، وتقريب النشر في القراءات العشر، وتحبير التيسير، وطَيِّبة النشر في القراءات العشر وغيرها. انظر: تحبير التيسير ط أَولى، ص 5
5- أي ابن الجزَري، وانظر النشر له: 26:1، حيث يقول: ولا زِلْتُ أستشكل هذا الحديث وافكر فيه وأمعن النظر من نيف وثلاثين سنة حتى فتح الله علي بما يمكن أن يكون صواباً إن شاء الله، وذلك أني تتبْعت القراءات صحيحَها وشاذَّها

وضعيفها ومنكَرَها فإذا هو يرجعُ اختلافُها إلى سبعة أوجه لا تخرج عنها وذلك: إما في الحركاتِ بلا تغيُّر في المعنى والصُّورة نحو: «بالْبُخْل»(1) بأربعة ويُحْسَبُ بوجْهينِ، أو بتغيُّر في المعنى فقط نحو: «فَتَلَقَّى آدَمَ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ»(2) وإما في الحروفِ بتغيُّرِ المعنى لا الصورة نحو: (تَتْلُو)(3) أو عكس ذلك نحو: «الصِّراط السِّراط»(4) أو بتغيُّرهِما نحو: «وامْضُوا واسْعَوْا»(5).

وإمَّا في التَّقديم والتَّأخير نحو: «فَيُقْتَلُونَ وَيَقْتُلُونَ»(6) أو في الزيادة والنقصان نحو: «أوْصَى وَوَصَّى»(7) فهذه سبعة لا يخرج الاختلاف عنها.

ص: 126


1- سورة النساء: آية 37، قرأ حمزة والكسائي (بالبَخَل) بفتح الباء والخاء، وقرأ الباقون (بالبُخْلُ) وهما لغتان مثل: الرُّشْد والرَّشد. حجّة القراءات لأبي زرعة ص 702، ط ثانية 1399 ه - 1979 م
2- سورة البقرة: آية 37، قرأ ابن كثير بنصب «آدم» ورفع كلمات، وقرأ الباقون برفع «آدم» ونصب «كِلماتٍ» الكشف عن وجوه القراءات السبع، مكي بن أبي طالب، تحقيق الدين رمضان ج 1، ص 237، ط دمشق، 1394 ه - 1974 م. وحجة القراءات ص 94، 95
3- «هُنَالِكَ تَبْلُو كلُّ نَفْسٍ ما أسلفت...» سورة يونس: آية 30، قرأ حمزة والكسائي: «تتلو» بناءين، وقرأ الباقون: (تبْلو) بالباء، حجة القراءات، ص 331
4- سورة الفاتحة: آية 6، قرأ ابن كثير (السِّراط)، وقرأ حمزة بإشمام الزاي، وقرأ الباقون بالصاد، حجة القراءات لأبي زرعة ص 80، والكشف عن وجوه القراءات لمكي: 34:1
5- سورة الحجر: آية 65
6- سورة التوبة: آية 111، قرأ حمزة والكسائي: (فيُقتَلُون ويقتُلون) وقرأ الباقون: (فيَقتلُون ويُقتَلُون) حجة القراءات: 325
7- سورة البقرة: آية 132، الأول أربعة أحرف والثاني: خمسة قرأ نافع وابن عامر: «وأوْصَي»، وقرأ الباقون: «ووصَّي» وهما لغتان بمعنى واحد، الكشف عن وجوه القراءات 1: 265، وحُجَّة القراءات: 115

وأما نحو اختلاف الإظهار والإدغام والرُّوْمِ والإشْمِام والتحقيق والتسْهيل والنَّقل والإِبْدال فهذا ليس من الاختلاف الذي يتنوع فيه اللَّفظ والمعنى(1)، لأن هذه الصفات المتنوعة في أدائه لا تُخْرِجُه عن أن يكون لفظاً واحداً.

وقد ظن كثير من العوام والجهلة أن السبعة الأحرف هي قراءات القراء السبعة وهو جهل قبيح.

الثالثة(2): هل المصاحفُ العثمانيَّةُ مشْتمِلَةٌ على جميع الأحرفِ السبعة فذهب جَمَاعَاتُ من الفقهاء والقرَّاء والمتكَلِّمينِ إلى ذلك وبَنوا عليه أنه لا يجوز على الأمَّة أن تُهِمل نقل شيء منها.

وقد أجمع الصَّحابةُ على نقل المصَاحفِ العثمانيَّة من المصحَف الذي كتبه أبو بكر وعمر(3) وأجمعوا على تركِ ما سوى ذلك.

قال ابنُ الجزَريّ: وذهب جماهيرُ العلماء من السَّلف والخَلَفِ وأئمةُ المسلمين إلى أنها مشتمِلةُ على ما يحتمِلهُ رسمُها من الأحرف السبعة فقط جامعةُ للعَرْضة الأخيرة التي عَرَضها النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - على جبريل متضمِّنة لها لم تترك حرفاً منها، وهذا الذي يظهر

ص: 127


1- في (أ) أو المعنى وفي النشر الذي ينقل منه المؤلف: والمعنى، أنظر النشر 27:1
2- من قوله: الثالثة إلى نهاية هذا النوع ساقط من (أ)، واقرأ تفصيل الكلام على ذلك في: النشر في القراءات العشر، الذي ينقل المؤلف معظم كلامه هنا، في الجزء الأول من ص 19 - 53
3- في الإتقان: من الصحف التي كتبها أبو بكر وعمر وكذلك في النشر الذي ينقل المؤلف منه، انظر: النشر 31:1

صوابُه، ويجاب عن الأوَّلِ بما قال ابنُ جَرير: إن القراءة على الأحرف السَّبعة لم تكن واجبةً على الأمة وإنما كان جائزاً لهم وَمُرَخَّصاً لَهُمْ فيها الضلال فلما رأى الصَّحابةُ أن الأمة تَفْتَرق وتختلفُ إذا لم يجتمعوا على حرف واحدٍ اجتمعوا على ذلك اجتماعاً شائعاً(1) وهم معصومون من الضَّلال ولم يكن في ذلك تركُ واجبٍ ولا فِعْلُ حرام(2) ولا شك أن القرآن نُسِخَ منه في العرضة الأخيرة وَغُيِّرَ فاتفق الصحابةُ على أن يكتبوا ما تحققوا أنه قُرْآنُ، مُستقِرٌ فى العرضة الأخيرة وتَركُوا ما سِوى ذَلك(3).

الرَّابعة: السَّببُ في نزول القرآن على هذه الأحرف التَّيسيرُ والتَّسهيلُ على هذه الُأمَةَ، والنهايةُ في إعجازِ القرآن وإيجازه وبلاغةِ اختصاره إذ تنوُّع اللَّفِظ بمنزلة آيات ولو جعل دلالة كل آية لم يخف ما فيه من التطويل(4)، وإظهار شرفِ القُرآن بعدم تطرُّق التَّضادِّ والتناقض إليه مع كثرة هذه الاختلافاتِ والتنوُّعات، وإعظامُ أجورِ الأمة في إفراغهم الجهدَ في تتبُّع معاني ذلك واستنباط الحِكَم والَأحْكامِ من كُلِّ لفظة، وإظهارِ فَضْلِهَا إذ لم ينزل كِتابُ غَيْرهم إلا على وجه واحد تشريفاً لنبيِنا عليْه الصَّلاة والسَّلام. انتهى](5).

ص: 128


1- في النشر الذي ينقل منه المؤلف: سائغاً. النشر 31:1
2- في النشر: ولا فعل لمحظور النشر: 32:1
3- هذا الكلام ينقله المؤلِّف من النشر في القراءات العشر لابن الجزَري 1: 31 واقرأ ما قاله الطبري عن القراءة بالأحرف السبعة في مطلع كتابه: جامع البيان 1: 20
4- في النَّشر الذي ينقل عنه المؤلف: «إذ كلُّ قراءة بمنزلة الآية، إذ كان تنوع اللفظ بكلمة تقوم مقام آيات، ولو جعلت دلالة كل لفظ آية على حدتها لم يخف ما كان ذلك من من التطويل» النشر 52:1
5- ما ذكره المؤلف هنا عن فائدة اختلاف القراءات وتنوعها اختصار لما ذكره عن ذلك ابن الجزري. راجع النشر 53،52:1

النَّوع الحادي والثَّاني والثَّالث والعِشْرون: المتواتِر والآحادُ والشَّاذٌ

قال البلقيني: اعلم أن القراءات تنقسمُ إلى متواتِر وشاذّ(1)، فالمتواتر: القِراءاتُ السَّبْعُ المشهورة، والمراد بذلك: ما قرأوه من الحركات والحروفِ دون ما كان من قبيل تأدية اللفظ من أنواع الإمالة، والمّد، والتخفيف فليسَ بمتواتِر، نعم أصلُ المَدّ والإِمالة والتخفيف متواتِرٌ لاشتراك القرَّاءِ فيه، وأما ما عدا السبعة من قراءة أبي جعفر يزيد بن القعقاع ويعقوب واختيارات خلف(2) التي هي تمام العشرِ فإنها ليست من المتواترِ على الَأرْجَح، ومن جَعَلَها منْه من المتأخِّرين ففى قَولِه نَظَر لأن المتواتِر في السَّبع إنما جاء من تَلَقِّي أهل الأمصار لها من غير نكير، وقراءَةُ المذكورين لم يتلقَّها أَهْلُ الأمصارِ كتَلَقِّي تلك القراءات والَّذي يظهرُ أنَّ هذه القراءات يُطلَق عليها آحاد، ويلحق بالأحاد: قراءات الصحابة(3)، أما قِراءاتُ التابعين كابن جُبَيْرٍ ويَحْيى بن وَثَّاب والأعمش

ص: 129


1- في (أ) تنقسم إلى: متواتر وأحاد وشاذ
2- أبو جعفر هو: يزيد بن القعقاع المخزومي القارىء المتوفي بالمدينة سنة 130 ه. وخَلَف هو: خلف بن هشام البزار ويكنى أبا محمد وهو راوي حمزة، وقد توفي سنة 229 ه. أنظر: تحبير التيسير لابن الجزري ص 18، 19، وغاية النهاية 722:1. ويعقوب هو: أبو محمد يعقوب بن إسحاق بن زياد بن عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي المتوفي بالبصرة سنة 250 ه، المرجع السابق وشذرات الذهب 14:2
3- في (أ) قراءة

ونحوهم(1) فمعدودة من الشَّاذٌ إذ لم تشتهر كباقي العشرة ولو كان في الحديث لُأطْلِق عليه مُرْسَل.

ولا يُقْرَأُ في الصَّلاةِ إلَّا بالمتواتِر دون الَأحَادِ والشَّاذٌ، ومما يَدُلُّ على هذا التقسيم أن الأصحاب تكلَّمُوا على القراءةِ الشَّاذَّة فقالوا: إن جَرَت مجرى التَّفسير والبيان عُمِلَ بها، وإن لم يكن كذلك فإن عارضَها خَبَرٌ، مرفوعٌ قُدِّمَ عَلَيْها أَوْ قياسٌ ففي العمل بها قولان فأنزلُوا قراءَة الصَّحابة منزلة خبرِ الواحد، والقراءات الثَّلاث متصلة بالصَّحابة. انتهى كلامه(2).

وفيه أنظار في مواضع منه تُعرف بما سنذكره، فقال السُّبكيُّ في شرح المنهاج(3): قالوا تجوزُ القِراءةُ في الصَّلاةِ وغيرها بالسَّبع ولا تجوز

ص: 130


1- ابن جُبَيْر هو: أبو عبد الله سعيد بن جبير بن هشام الأسدي، أحد أعلام التابعين وقد توفي سنة 95 ه بواسط، طبقات المفسرين للداودي 1: 181 ووفيات الأعيان 2: 112، 113، وغاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزّري 305:1. ويحيى بن وثاب هو: مقرىء الكوفة، وتوفي بها سنة 103 ه، شذرات الذهب 1: 135. وغاية النهاية 380/2. والأعمش هو: أبو محمد سليمان بن مهران الأسدي الكوفي، أصله من بلاد الري رأى أنس بن مالك وحفظ عنه، توفي سنة 148 ه، تذكرة الحفاظ 154:1
2- أي البلقيني، وراجع ما كتبه ابن الجَزَريّ في النَّشر عن حكم القراءة في الصلاة بالشاذ، النشر 1، ص 18 وما بعدها
3- هو تقي الدين السّبكي الفقيه الشافعي المفسّر الحافظ الأصولي النحوي اللغوي المقرىء البياني، صنف كتباً كثيرة مطولة ومختصرة منها: تفسير القرآن، شرح المنهاج في الفقه، نيل العَلا في العطف بلا، الاقتناص في الفرق بين الحصر والاختصاص وغيرها، توفي سنة 755 بمصر، بغية الوعاة 1: 176، 177

بالشَّاذٌ وظاهرُ هذا يُوهِم أن غير السَّبع شاذّ، وقد نَقَلَ الْبَغَوِيُّ(1) في تفسيره الاتّفاق على القراءة بالثَّلاث أيضاً. قال: وهذا هو الصَّواب، قال: الخَارجُ عن السَّبع مِنْهُ ما يُخَالِفُ رَسْمَ المُصْحَف فلا شَكُّ في تَحْريمِ القِراءةِ به، ومنه مَا لَا يُخَالِفُه ولم تَشْتَهِرُ القِراءةُ به بل ورد من طريق غريبة لا يُعَوِّل عَلَيْها، وهذا يُظهِرُ المنعَ من القِراءة به أيضاً.

ومنه ما اشْتَهَرَ عنْد أئِمَّةِ هذا الشأن القراءةُ به قديماً وحديثاً، فهذا لا وجه للمنْع منه، ومن ذلك قراءة يعقوب وغيره، قال(2): والبَغَوِيُّ أَوْلَى مَنْ يُعْتَمَدُ عَلَيْه في ذلك فإنه مُقْرِىءُ فقيه جامع للْعُلومِ. قال: وهكذَا التَّفصيل فى شواذِّ السَّبعة فإن عنهم شيئاً كثيراً شاذَّا، انتهى.

وقال وَلَدُه في مَنْع الموانع: القَولُ بأنَّ الثَّلاثة غيرُ متواتِرةٍ في غايةِ السُّقوط ولا يَصحُّ القولُ به عمَّن يُعتبرَ قولُهُ فِي الدِّين وهي لا تُخالِفُ رسْمَ المُصْحَف، قال: وقد سمِعت الشَّيخ الإمام يعني والده يُشَدِّدُ النكير على بعض القُضَاةِ وقد بَلَغَهُ أنَّه مَنَعَ القِراءةَ بها وكذا قال ابن الصَّلاح(3) في فتاوِيه: يُشْتَرَطُ أَنْ يَكُونَ المقْروءَ به قد تَواتَر نقلُهُ عَنْ رسول الله

ص: 131


1- هو الحافظ الكبير أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز بن المرزبان البغوي الأصل البغدادي المتوفي سنة 317 ه. طبقات الحفاظ 312:1
2- أي تقي الدين السبكي صاحب: عَرُوسِ الأفْراح في شرح تلخيص المفتاح والمتوفي سنة 773 ه. شذرات الذهب: 6: 226
3- هو أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن بن موسى بن نصر الدمشقي المعروف بابن الصّلاح وصاحب المقدمة المعروفة باسمه في علوم الحديث، توفي سنة 643 ه. طبقات الشافعية 5: 137

- صلى الله عليه وسلم - قُرآناً واستفاض وتلَقَّته الُأمَّةُ بالقَبول، فما لَمْ يُوجَدْ فيه ذلك مِمَّا عدا السَّبع أو العشْرِ فممنوعٌ، من القِراءة به منْعَ تحريم لا مَنعَ كراهَةٍ، لأن المعْتبَر في ذلك اليقينُ والقطْعُ على ما تقرر في الأصُول.

وقال ابنُ الجزَريِّ في النَّشْر: كُلُّ قراءةٍ وافقت العربية ولو بوجه ووافقت أحدَ المصاحف العثمانيَّة ولو احْتمالاً وصَحَّ سَنَدُها فهي القراءةُ الصَّحيحة التي لا يجُوزُ ردُّها ولا يحلّ إنكارها سواءٌ كانت عن السَّبعةِ أو العشَرة أو غيرهم من الأئِمَّة المقبولين ومتى اختلَّ ركن من الثَّلاثةِ(1) أُطلِقَ عليها ضعيفةً أو شاذَّةٌ أو باطلةً سواءٌ كانت عن السَّبعة أو عمَّن هو أكبر منهم، هذا هو الصحيح عند أئمة التحقيق من السَّلف والخلف صرَّح بذلك أبو عمرو الداني ومكِّي والعبَّاس المَهْدوي وأبُو شَامة ونُقِلَ مِثلُه عن الكواشي وأبي حيان(2) قال: وهُو مذْهَبُ السَّلفِ الَّذي لا يُعْرَفُ عَنْ أحدٍ.

ص: 132


1- وهي: موافقة العربية، وأحد المصاحف العثمانية، وصحة السند. وينقل المؤلف هذا الكلام من النشر 9:1 وما بعدها
2- أبو العباس المهدوي هو: أحمد بن عمار أبو العباس المهدوي المقرىء النحوي المفسّر أصله من المهدية، ودخل الأندلس، وصنف كتباً مفيدة منها: التفسير، وتوفي سنة 440 ه، بغية الوعاة 1: 351، وكتابه الذي ينقل منه المؤلف كلامه يعرف «المرشد الوجيز». والكواشي هو: موفق الدين أبو العباس الموصلي الكواشي الشيباني الشافعي المفسّر، ولد بكواشة وهي قلعة من أعمال الموصل وصنف: التفسير الكبير، والتفسير الصغير. ومات بالموصل سنة 680. طبقات المفسرين للداودي 1: 98 99 وغاية النهاية في طبقات القرَّاء لابن الجزري 1: 151

منهم خِلافُه، قال أبُو شامَة:(1) فلا ينبغي أن يُغترَّ بكلِّ قراءةٍ تُعْزَى إلى واحدٍ من الأئمة السَّبعة ويُطلَقُ عليها لفظُ الصِّحَّة وأنَّها هكذا أُنزِلت إلاَّ إذا دَخَلَت في هذا الضَّابط وحينئذ لا ينفردُ بنقلها مُصَنِّفٌ عن غَيْرِهِ، ولا يختص ذلك بنقلها عنهم، بل إن نُقِلَتْ عن غيرهم من القُرَّاء لم تَخْرجْ عن الصِّحَّة فإن الاعتمادَ على استجماع تلك الأوصافِ لا على من تُنْسَبٌ إليهِ فإن القراءة المنسوبةَ إلى كلِّ(2) قارىء من السَّبعة وغيرهم منقسِمةٌ إلى المجمعَ عليه والشَّاذّ، غير أن هؤلاء السَّبعة لشُهرتهم وكثرةِ الصَّحيح المُجمَع عليه في قراءتِهم تركَنُ النَّفْسُ إلى ما يُنقَلُ عنهم فوق ما يُنقل عن غيرهم، ثم قال ابن الجَزريّ: وقولُنَا في الضَّابِطِ وَلَوْ بوجه) نُريدُ بِهِ وجهاً من وُجُوهِ النَّحو سواءٌ كان أفصحَ أو فَصيحاً مُجْمَعاً عَلَيْهِ أو مختلفاً فيه اختلافاً لا يَضُرُّ مِثلُه إذا كانت القراءةُ مِمَّا شاع وذاعَ وتلقاه(3) الأئمَّةُ بالإِسنادِ الصَّحيح إذْ هُوَ الأصْلُ الأعظم والركن الأقوم، وكم من قراءة أنكرها بعضُ أهل النَّحوْ أو كثيرٌ منهم ولم يُعتبرْ إنكارُهم

ص: 133


1- هو: عبد الرحمن بن اسماعيل بن ابراهيم بن عثمان شهاب الدين أبو القاسم، عرف بأبي من أجل شامة كبيرة فوق حاجبه الأيسر المقدسي الأصل الدمشقي الشافعي المقرىء النحوي، ومن مصنفاته: شرح القصيدة الشاطبية، مفردات القراء، نظم كتاب المفصَّل في النحو للزمخشري توفي سنة 665 ه، طبقات المفسرين: 263:1، وغاية النهاية في طبقات القرَّاء 1: 365
2- لفظ (کل) ساقط من (أ) وفي النشر: فإن القراءات المنوبة... أنظر: النشر لابن الجزري 1: 10
3- في النسختين: وتلقاه، وكذلك في النشر الذي ينقل من المؤلف، النشر 10:1

كإسْكان: بَارِئِكُمْ(1) وَيَأْمُركُمْ(2) وخفضِ: (وَالأرْحامِ)(3) ونصب: (لِنَجْزِيَ قوماً)(4) والفصل بين المضافين في الأنعام(5) وغير ذلك.

قال الدَّاني: وأئِمة القُرَّاء لا تَعْمَلُ في شيء من حُرُوف القرآن على الأفْشَى في اللُّغة والأقيس في العربيَّة بل على الأثبتِ في الأثَرِ والأصحَّ في النَّقل، وإذا ثبتت الرِّواية لم يردّها قياسُ عربية ولا فُشُوُّ لغةٍ لأن القراءة سنَّةٌ متتبعة يُلتزَمُ قبولُهَا والمصيرُ إليها ثم قال(6): ونَعْني بمُوافقةِ أحدِ المصَاحِف: ما كان ثابتاً في بعضها دون بعضٍ كقراءة ابن عامر(7):

ص: 134


1- سورة البقرة: آية 54
2- سور البقرة: آية 67 «فَتُوبُوا إِلَى بارِئِكُمْ - 54... إِنَّ اللهَ يأْمُرُكُمْ أَن تَذْبَحُوا بقرة...67) قرأ أبو عمرو: «إلى بارئكم... ويأمركم» بالاختلاس، وقرأ الباقون: «بارِئكم و «يأمُرُكم» بالإشباع على أصل الكلمة وهو الصواب»، حجة القراءات: 97
3- سورة النساء: آية 1 (والأرحامِ) قرأ حمزة بالخفض عطفاً على الهاء في (به)، وقرأ الباقون (والأرحام) بالنصب عطفاً على اسم الله جل ذكره - حجة القراءات لأبي زرعة ص 188، والكشف عن وجوه القراءات لمكي 375/1
4- سورة الجاثية: آية 14، (لِنَجزيَ قوماً...) قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي بالنون، وقرأ الباقون بالياء، الكشف عن وجوه القراءات 2: 268
5- في: «قَتْلُ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَائِهُمْ» سورة الأنعام: آية 137، قرأ ابن عامر «زُيّن» بضم الزاي، «قتل» بالرفع، «أولادَهم» بالنصب، «شُركائِهم» بالخفض، أي: «قتلُ شركائهم أولادَهم) وفيها ضعف للتفريق بين المضاف والمضاف إليه، وقرأ الباقون: (وكذلك زيَّن) بفتح الزاي، (قتل) نصب، «اولادهم» جر، «شركاؤهم» رفع، والتقدير: وكذلك زيَّن شركاؤهم أن قتل كثير من المشركين أولادهم» حجة القراءات لأبي زرعة: 273، والكشف عن وجوه القراءات 1:253
6- أي ابن الجزري، وهذا الكلام في النشر 11:1
7- هو ابن عامر الشامي، وليس في القراء السبعة ولا العشرة من العرب غيره وغير أبي عمرو فهما العربيان وحدهما، توفي بدمشق سنة 118 ه. انظر: غاية النهاية 424:1، وانظر: تحبير التيسير لابن الجزري ص 17

«وَقَالُوا اتَّخَذَ الله ولداً»(1) في البقرة بغير واو، «وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنیرِ»(2) بالباء فيهما فإن ذلك ثابت في المصحف الشامي، وكقراءة ابن كثير: «تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ»(3) في آخر براءة بزيادة (مِنْ) فإنه ثابت في المصحف المكّي ونحو ذلك، فإن لم تكن في شيء من المصاحف العثمانية فشاذةٌ لمخالِفتها الرّسْمَ المُجْمَعْ عَلَيْهِ.

وقولنا(4): (وَلَوْ احْتِمَالاً) نعني به: ما وافقه ولو تقديراً (كَمَلِكِ يَوْم الدّين)(5) فإنه كُتب في الجميع بلَا ألف، فقراءة الحذْف توافِقُه تحقيقاً، وقراءة الألف توافِقُه تقديراً لحذفها في الخطِّ اختصاراً، كما كتب «ملِكَ الْمُلْكِ»(6)، وقد يُوافق اختِلافُ القراءات الرَّسْمَ تحقيقاً نحو: (تَعْمَلُونَ) بالتاء والياء، و(يَغْفِرَ لَكُمْ) بالياء والنون ونحو ذلك مما يدلُّ تجرُّدُه عن النَّقط والشَكْل في حَذْفه وإثباتِه على فضل عظيم للصَّحابة في عِلْمٍ الهجاء خاصة وفَهْمٍ ثاقبٍ في تحقيق كُلِّ علم.

ص: 135


1- سورة البقرة آية 116 انظر: حجة القراءات ص 110
2- سورة آل عمران، آية 184، راجع حجة القراءات لأبي زرعة، تحقيق: سعيد الأفغاني ص 185
3- سورة التوبة: آية 100، حجة القراءات ص 322
4- الكلام لابن الجزري
5- قرأ عاصم والكسائي: «مَالِكِ يَوْمِ الدِّين» بألف وقرأ الباقون بغير ألف. انظر: حجة القراءات ص 77
6- سورة آل عمران: آية 26، وفي النشر الذي ينقل عنه المؤلف وهو أدق، «وقد توافق بعض القراءات الرسم تحقيقاً ويوافقه بعضها تقديراً نحو: (ملك يوم الدين) فإنه كتب بغير المصاحف فقراءة الحذف تحتمله تحقيقاً كما كتب (ملك الناس) وقراءة الألف في جميع محتملة تقديراً كما كتب: (مَالِكِ الملكِ) فتكون الألف حذفت اختصاراً» انظر: النشر 1: 11

وانظر كيف كتبُوا: (الصِّرَاطَ) بالصَّاد المبدَلَةِ من السِّين، وعَدَلُوا من السِّين التي هي الأصل ليكون قراءةُ السِّين وإن خالفت الرسم من وجهٍ قد أنت على الأصلِ فيعتدلان، وتكون قراءةُ الإشمام(1) مُحْتَمَلَةَ، ولو كُتِبَ ذلك بالسِّين على الَأصْلِ لفات ذلك وعُدّت قراءة غير السِّين مخالفة للرَّسْمِ والأصْل، ولذلك اختُلِفَ فى رَسْم (بَصْطَةُ) الأعراف(2) دون: (بَسْطَةً) البقرة(3)، لكون حرف البقرة كُتِبَ بالسِّين والأعراف بالصَّاد، على أن مُخَالِفَ صَرِيح الرَّسْم في حَرْفٍ مدغمٍ أو مُبدَلٍ أو ثابتٍ أو محذوفٍ أو نحو ذلك لا يُعَدُّ مَخَالِفاً إذا ثبتت القِراءَةُ به ووردت مَشْهُورَةً مُسْتَفاضَةً، ولذا لم يَعُدُّوا إثباتَ ياءِ الزَّوائد، وحذف ياء «فَلَا تَسْأَلْني» في الكهف(4) وواو: «وَأَكُنْ مِنَ الصَّالحِين»(5)، والظَّاء من:

ص: 136


1- «اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ...» سورة الفاتحة: آية 5، 6. قرأ ابن كثير: «السِّراطَ» و «سِرَاطُ» بالسِّين، وحجته أن السين هي الأصل. وقرأ حمزة بإشمام الزاي (مزج لفظ الصَّاد بالزَّاي، وهي لغة قيس) وروى عنه بالزَّاي وهي لغة للعرب. وقرأ الباقون بالصَّاد، وحجَّتهم أنها كُتِبَتْ في جميع المصاحف بالصاد. انظر: حجَّة القراءات لأبي زرعة ص 80
2- سورة الأعراف: آية 69، (بَصْطة)الأعراف قرأها هشام وقنبل وأبو عمرو وحمزة بالسين والباقون بالصَّاد و «بَسْطة» البقرة قرأها الجميع بالسين. الكشف لمكى 302:1
3- سورة البقرة: آية 247. وفي النشر: ولذلك كان الخلاف في المشهور في (بَسْطة) الأعراف دون (بَسْطة البقرة) النشر: 12:1. وآية الأعراف: «...وزادكم في الخلق بَصْطَة...» وآية البقرة: «... وزاده بسْطةً في العِلْم والجسم...»
4- سورة الكهف: آية 70
5- سورة المنافقون: آية 10، ويقول ابن قتيبة: أكثر القراء يقرأون: «فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ» بغير واو، واعتل بعض النحويين في ذلك بأنها محمولة على موضع (فأصدَّق) لولم يكن فيه الفاء، وموضعه جزم، وكان أبو عمرو بن العلاء يقرأ: (فَاصُدُق وَأَكونَ) بالنصب، ويذهب إلى أن الكاتب أسقط الواو. تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة تحقيق: سيد صقر ص 56

«بِضَنینٍ»(1) ونحوه من مخالفةِ الرَّسْمِ المردودة(2)، فإن الخلاف في ذلك مُغْتَفَر إذ هو قريبٌ يرجعُ إلى معنى واحدٍ، وتُمشَّيه صحةُ القِراءَةِ وشُهْرَتُها وتلَقِّيها بالقَبُول بخلافِ زيادة كلمةٍ ونقصانها وتقديمها وتأخيرها حتَّی وَلَو كَانت حَرْفاً واحداً من حُرُوفِ المعَاني فإنَّ حكمه في حكم الكلمة لا يَسُوغُ مخالفةُ الرَّسْمِ فيه، وهذا هُوَ الحدُّ الفَاصِلُ في حقيقة اتِّباع الرَّسْمِ ومُخَالَفَتِه(3).

قال: وقولنا: (وَصَحَّ سَنَدُهَا) يعني به أن يَرْوىَ تلك القراءةَ العَدْلُ الضَّابطُعن مِثله كذا حتى تنتهي وتكون مع ذلك مشهورةً عند أئمةِ هذا الشأن غير معدودة عندهم من الغَلَط أو مِمَّا شذَّ بها بعضُهم قال: وقد شرط بعضُ المتأخِّرين التَّواتُرَ في هذا الركن ولم يكتف بصحَّة السَّند وزعم أن القرآن لا يثبت إلا بالتَّواتر وأن ما جاء مجیىء الأحادِ لا يثبتُ به قرآن قال: وهذَا ممَّا لا يخفى مَا فيه فإن التَّواتُر إذا ثبتَ لا يُحتاجُ فيه إلى

ص: 137


1- سورة التكوير: آية 24
2- في النشر الذي ينقل عنه المؤلف: ألا ترى أنهم لم يعدوا إثبات ياء الزوائد وحذف ياء (تَسْئَلْني) في الكهف، وقراءة: (وأَكُونَ من الصالحين) والظاء من (بِضَنين) ونحو ذلك مخالفة الرسم المردود فإن الخلاف في ذلك يغتفر إذ هو قريب يرجع إلى معنى واحد وتمشيه صحة القراءة وشهرتها وتلقيها بالقبول... النشر 13:1
3- «قال فإن اتَّبَعْتَنِي فلا تَسْتَلْني عن شيء...» سورة الكهف: آية 70، قرأ العجمي عن ابن عامر: «فَلا تَسأَلَنَّ عن شيء» بفتح النون والتشديد، وقرأ نافع وابن عامر: (فلا تَسألنّي) بكسر النون والتشديد، وقرأ الباقون فلا تَسْأَلُني) ساكنة اللام، حجة القراءات: 423. «وأكُن من الصَّالحين» سورة المنافقون: آية 10، قرأ أبو عمرو: «فَاصَّدَّق وأكون من الصالحين» وقرأ الباقون: «وَأكُنْ» حُجّة القراءات: 710. «وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْب بضنين» سورة التكوير: آية 24 قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي: «بطنين» أي بمتهم وقرأ الباقون: «بضنين» بالضاد، أي ببخيل، حجة القراءات ص 752

الركْنَيْن الأخيرين من الرَّسْم وغيره، إذ ما ثبت من أحرف الخلاف متواتراً النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - وجب قبولُهُ وقُطِع بكونه قرآناً سواءٌ وافق الرسْمَ أمْ لَا وإذا شرطْنا التَّواتُرَ في كُلِّ حرفٍ من حروفِ الخلاف انتفى كثيرٌ من أحرفِ الخلاف الثَّابتِ عن السَّبعة، قال أبُو شَامة: شاع على ألسنة جماعة من المقرئين المتأخّرينَ وغيرهم من المقلِّدين أن السبعَ كلَّها متواتِرةٌ أي كلُّ فَرْدٍ فَرْدٍ ممَّا رُوي عنهم، قالوا: والقطع بأنَّها منزَّلةٌ من عِنْد الله واجب ونحن بهذا نقول، ولكن فيما اجتمعت على نقله الطُّرق واتَّفقت عليه الفِرق من غير نكير له فلا أقلَّ من اشتراط ذلك إذا لم يتفق التواتُر في بَعضِها، وقال الجَعْبَري(1): الشَّرطُ واحدٌ، وهُو صِحَّةُ النَّقْل ويلزم الآخران فَمَنْ أحْكَمَ معرِفَةَ حَال النَقَلَةِ وأمعَن في العربيَّةِ وأتقن الرَّسْمَ انجَلَت(2) له هذه الشبهة، وقال مكّي(3): ما رُوي في القرآن على ثلاثة أقْسامٍ: قِسْمٌ يُقْرَأُ به ويَكْفُرُ جاحِدُه، وهو ما نقله الثِّقات ووافقَ العربيَّة وخطَّ المصحَف، وقسْمٌ صحَّ نقله عن الآحاد وصح في العربية وخالف لفظُه الخطَّ فيُقبَلُ ولا يُقْرَأُ به لَأمْرين: مُخَالَفَتُهُ لما أجْمِعَ عليه وأنه لم يُؤْخَذْ بإجماعٍ بل بخبر الآحاد ولا يثبت به قرآن ولا

ص: 138


1- هو إبراهيم بن عمر بن إبراهيم الجعبري أبو إسحاق، عالم بالقراءات من فقهاء الشافعية، له نحو مائة كتاب أكثرها مختصر منها: شرح الشاطبية المسمى: كنز المعاني، نزهة البَرَرَة في القراءات العشرة، حديقة الزَّهَر في عدد أي السور، عقود الجمان في تجويد القرآن، وغيرها توفي سنة 732 ه. الأعلام للزركلي 49:1 وغاية النهاية في طبقات القرَّاء لابن الجزري 1: 21
2- في النشر: انحلَّت له، النشر 13:1
3- في النشر الذي ينقل عنه المؤلف: وقال الإمام أبو محمد مكّي في مصنُفه الذي الحقه بكتاب «الكشف» له... النشر 13:1

يكفُرُ جاحده وبئس ما صنع إذا جحده، وقِسْمٌ نقله ثِقَةٌ ولا وجه العربية أو نقله غيرُ ثقة فلا يُقْبلُ وإن وافق الخط.

قال ابنُ الجَزَري: مثال الأول كثيرٌ كقراءة: (مَالِكِ ومَلِكِ)، و (يَخْدَعُون وَيُخَادِعُون)(1) ومثال الثَّاني: قراءة ابن مسعودٍ وغيره: (والذكَر وَالأنْثى)(2)، وقراءةُ ابن عباس: «وَكَانَ أَمَامَهُمْ مَلكُ يَأْخُذُ كَلَّ سَفِينَةٍ صَالِحَةٍ»(3) ونحو ذلك.

قال: واختلف العلماءُ في القِراءةِ بذلك في الصَّلاة(4)، والأكثر على المنْع لأنَّها لم تتواتَرْ ولم تثبُتْ بالنقل(5) فهي منسوخةٌ بالعرْضة الأخيرة أو بإجماع الصَّحابة على المُصْحَفِ العثماني، ومثال ما نقله غيرُ ثقةٍ كثيرٌ مما في كُتب الشَّواذٌ مما غالِبُ إسنادِهِ ضعيف، وكالْقِراءةِ

ص: 139


1- «وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ...» سورة البقرة: آية 9، قرأ الكوفيون وابن عامر بفتح الياء وإسكان الخاء من غير ألف، وقرأ الباقون بضمّ الياء، ويألف بعد الخاء، وكسر الدال. انظر: الكشف عن وجوه القراءات السبع لمكي تحقيق د. محيي الدين رمضان 224:1
2- سورة الليل: آية 3، وقد روى الترمذي عن علقمة قال: «قَدِمْنَا الشام فأتانا أبو الدَّرداء فقال : أفيكم أحدٌ يقرأ عليَّ قراءة عبد الله؟ قال: فأشاروا إليَّ، فقلت: نَعَمُ، قال: كيف سمعت عبد الله يقرأ هذه الآية: واللَّيْل إذا يَغْشَى؟ قال: قلتُ سَمِعْتُهُ يقرؤُها: واللَّيل إذا يَغْشَى والذكر والأنثى، فقال أبو الدَّردَاء، وأنا واللهِ هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقرؤها، وهؤلاء يريدونني أن أقرأها: ومَا خَلق فلا أتابعُهُمْ هذا حديث حسن صحيح، وهكذا قراءة عبد الله ابن مسعود: «واللَّيل إذا يغشى والنَّهار إذا تَجَلَّى والذَّكر والأنثى» سنن الترمذي 4: 261، 262
3- سورة الكهف: آية 79
4- في الصلاة - غير موجودة بالإتقان. 214:1
5- في الإتقان وإن ثبتت بالنقل 1: 214 وكذلك في النشر 14:1

المنسوبة إلى الإمام أبي حنيفة(1) التي جمعَها أبُو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي(2) ونقَلَها عَنْهُ: أبو القاسم الهذلي(3) ومنها: «إنَّما يخْشى الله مِنْ عِباده الْعُلَمَاءَ»(4)، برفع الله ونصب العُلَماء، وقد كَتَب الدّارقطني(5) (وجماعة بأن هذا الكتاب موضوع لا أصل له، الدارقطني) والدارقطني المذكور هو الحافظ أبو الحسن المشهور كان من المقرئين أيضاً(6). ومثال ما نقله ثِقَةٌ ولا وَجهَ له في العربيّة قليلٌ لا يَكَادُ يُوجَد، وجعل بعضُهم منه روايةَ خارجةَ عن نافع «مَعَائش»(7) بالهمز.

قال: وبَقِي قسْم رابعٌ مرْدُودُ أيضاً، وهو ما وافق العربية والرَّسْم

ص: 140


1- هو الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي المتوفي سنة 150 ه. شذرات الذهب 227:1
2- هو محمد بن محمد بن جعفر بن عبد الكريم الجرجاني المقرىء مصنف کتاب «الواضح» وكان كثير التطواف في طلب القراءات وتوفي سنة 408 ه. شذرات الذهب 3: 187 وغاية النهاية في طبقات القراء 2: 109
3- هو يوسف بن علي بن جبارة المغربي المتكلم النحوي صاحب كتاب: الكامل في القراءات والمتوفي سنة 465 ه. شذرات الذهب 324:1
4- سورة فاطر: آية 28
5- في (أ) وقد كتب الدارقطني وجماعة بأن هذا الكتاب موضوع لا أصل له، والدارقطني المذكور هو: الحافظ أبو الحسن المشهور كان من أئمة المقرئين أيضاً فما بين القوسين ساقط من [ب]
6- في النشر: (القسم الثالث) مما نقله غير ثقة كثير مما في كتب الشواذ مما غالب إسناده ضعيف كقراءة ابن السميفع وأبي السمال وغيرهما في (نَنَجِيكَ بِبَدَنِكَ) (نُنَحِيكَ): بالحاء هملة... وكالقراء وكالقراءة المنسوبة إلى الإمام أبي حنيفة - رحمه الله - التي جمعها أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي ونقلها عنه أبو القاسم الهذلي وغيره فإنها لا أصل لها. النشر 16:1
7- سورة الأعراف: آية 10، «وَلَقَدْ مَكَّنتُكُمْ في الأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيها مَعَيشَ...»

ولم يُنْقَل البتة فهذا ردُّه أحقُّ ومَنعهُ أشدّ وَمُرْتَكِبُهُ مُرْتَكِب لعظيم من الكبائر، وقد ذكر جواز ذلك عن أبي بكر بن(1) مُقسِم وعُقِدَ له بسبب ذلك مجلسٌ وأجمعوا على مَنْعِه ومن ثم امتنعت القِراءةُ بالقياس المطْلَق الذي لَا أَصْلَ لَهُ يُرْجَعُ إِلَيْه ولا رُكْنَ وثيقَ يُعْتَمَدُ في الأَدَاءِ عَلَيْهِ، قال: أمَّا مالَهُ أصل كَذَلِكَ فإنَّهُ مما يُضارُ إلى قَبُولِ القياسِ عَلَيْهِ كقياس إدغام: «قَالَ رَجُلَان»(2) على: «قَالْ رَّبِّ»(3) ونحوه مما لا يخالف نصٍّاً ولا أصْلاً ولا يَرُدُّ إجماعاً مع أنه قليل جداً.

قلت: قد أتقن الإمام ابن الجزَري هذا الفصل جدًّا(4)، وقد تحرر لي منه أن روايات القرآن على أنواع(5):

الأول: المتواتر: وهو ما نقله جَمْعٌ يمتنِعُ تَواطُؤُهُمْ على الكِذِب عن مثلهم إلى منتهاه.

الثَّاني: الآحَادُ الذي فُقِدَ فيه التَّواتُر، وهو ما صَحَّ سَنَدُه ووافق العربيَّة والرَّسْم واشتُهِرَ عند القُرَّاء فلم يَعُدُّوه من الغَلَط ولا من الشُّذوذ ويُقْرأُ به على ما قال ابنُ الجَزَري والشَّرْطُ الَأخير وإن لم يذكره في أول كلامه فقد ذكره في آخر الكلام على الضَّابط ولا بد منه فيُتَفَطَّنُ لَهُ.

ص: 141


1- هو أبو بكر بن مقسم المقرىء محمد بن الحسن بن يعقوب بن مقسم البغدادي العطار صنف عدة تصانيف، وله قراءة معروفة منكرة خالف فيها الإجماع، توفي سنة 354 ه. غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجَزَري 110/1، شذرات الذهب 16:3. واقرأ تفصيل الكلام عن ذلك في النشر لابن الجزري 14:1 وما بعدها
2- سورة المائدة: آية 23
3- سورة الأنبياء: آية 112
4- انظر: النشر في القراءات العشر لابن الجَزري من ص 9-18 ج 1
5- في الإتقان أن القراءات أنواع 1: 215

الثالث: الشُّاذّ: وهو ما صَحُّ سَنَدُهُ وخالف الرَّسْمَ والعربية مخالفة تَضُرُّ أو لَمْ تَشْتَهر عند القُرَّاء ولا يُقَرَأُ به.

الرَّابع: المنكَر أو الغريب وهو ما لم يَصِحّ سندُه.

الخامِس: الموضُوع وهو أحطُّ من الذي قبله كالتي جمعها الخزاعي(1). وهذا تقسيمٌ حَسَنٌ يوافق مصطلح الحديث، ولم أُسمِّ القسمين الأخيرين بالشاذّ تبعاً للمُحدِّثين إذ الشَّاذُّ عندهم ما صحَّ سنَدُه وخُولِف فيه الملأ، فما لم يَصِحّ سَنَده لا يُسَمَّى شَاذاً بل ضعيفاً أو مُنكراً على حسب حالِه، والقُرَّاءُ لا يَمْنَعُون مِنْ إطلاق الشُّذوذ على ذلك وما صنَعْتُه أقرب.

وقد ظهر لي قِسْمٌ آخرُ يُشبههُ من أنواع الحديث المُدرج وهو: ما زيد في القراءات على وجه التفسير كقراءةِ ابن مسعودٍ: «وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ مِنْ أُمٍّ»(2).

قال ابن الجَزَريّ: ورُبَّما كانوا يُدخِلون التَّفسير في القراءة إيضاحاً وبياناً لأنهم مُحققُون لما تلَقَّوه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرآناً فهم آمِنُون من الالتباس ورُبَّما كان بعضُهم يكتبُه معه، وأما مَنْ يقول: إن بعض الصَّحابة كان يجيزُ القراءة بالمعنى فقد كذَب انتهى، فهذه سِتة أنواعٍ وإن كنا ترجمناها أولَ الباب ثلاثة حرَّرتُها بعد التَعَب الشديد وإن كان في ألفاظ القُرَّاءِ استعمال أسماء غير الأخير منها. انتهى.

ص: 142


1- کلامه عن أنواع القراءات هنا يختلف عنه في الإتقان
2- سورة النساء آية 12، وفي الإتقان: كقراءة سعد بن أبي وقاص 216:1

تَنْبيهات:

الأول: قال ابنُ الحاجِب(1): السَّبعُ متواتِرةٌ فيما ليس من قبيل الأداءِ كالمدّ والإِمالة وتخفيف الهمزة(2)، قال ابنُ الجزَريّ: وقد وَهمَ في ذلك، بل حالُ اللَّفظ والأداء واحدٌ، وإذا ثبت تواتر ذلك كان تواتر هذا من باب أولَى إذ اللَّفظ لا يقومُ إلَّا به ولا يَصحُّ إلا بوجوده ونصَّ على تواتر ذلك كُلِّه القاضي أبُو بكر الباقِلَّاني وغيره، قال:(3) ولا نعلَمُ أحداً تقدَّم ابنَ الحاجب إلى ذلك، وتقدَّم في كلام البلقيني أن أصلَ الإمالةِ والمدِّ ونحوهما متواتِرُ لا كيفيته، فهو يصْلُحُ أن يكون موافقاً لابن الحاجب وأن يكون متوسطاً بيْنه وبين إطلاق الجمهور.

الثَّاني: الذي نقطعُ به وتقوم عليه الحجج والدلائلُ والبراهينُ ولا ينبغي لآدمي أن يمترى فيه أن البسْمَلَةَ متواتِرةٌ أول كُلِّ سورة نقلها الجَمْعُ البالغون حدَّ التواتر عن مثلهم إلى النبّي - صلى الله عليه وسلم -، بل الأحاديثُ الواردة بقراءتها أولَ الفاتِحَةَ وأوَّل كلِّ سورةٍ في الصَّلاةِ وخارجها بلغت عندي مبلغ التَّواتُر(4)، فقد رواه عن النَّبّي - صلى الله

ص: 143


1- هو أبو عمرو عثمان بن عمر بن أبي الكردي الأسناني نسبة إلى «أَستا» من أعمال القوصية بصعيد مصر الأعلى، وقد اشتغل بالقراءات على الشاطبي وغيره، وبرع في الأصول والعربية، وتفقه في مذهب الإمام مالك، وصنف مختصراً في مذهبه ومقدمة وجيزة في النحو سماها: الكافية، وأخرى مثلها في التصريف سماها: الشافية، وشرح المقدمتين، وصنف في أصول الفقه، وكانت وفاته سنة 646 ه. شذرات الذهب 5: 234، وغاية النهاية 508:1
2- في الإتقان: وتحقيق الهمز
3- أي ابن الجزري
4- وعن أبي بن كعب: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا في أول كل سورة ب «بسم الله الرحمن الرحيم» ولم يأمرنا في سورة براءة بشيء، فلذلك ضُمت إلى الأنفال ولم يكتب بينهما بسم الله الرحمن الرحيم» وكانت أولى بها لشبهها بها. الكشف عن وجوه القراءات السبع لمكي 1: 20

عليه وسلم - أنسُ(1) في حديث نزُول الكوثر وعُمَر، وعثمانُ، وعليّ، وأبو هريرة، وابن عباس، وعمارُ بن ياسر وجابر بن عبدالله، والنعمان بن بشير، والحكم بن عمير وسَمُرة بن جندب وأبَيّ بن كعب، وبُرَيْدة، وخالد بن ثور، وبشير أو بشر بن معاوية وحسين بن عرفطة، وعائشة، وأمّ سلمة، وأمّ هانىء، وجماعة آخرون، وقد أفردت أحاديثهم في جزء.

الثَّالث: وقع لنا سُورتان تردَّدتُ في كونهما من الشاذِّ أو المنسوخ، روى البيهقي من طريق سفيان الثوري عن ابن جريج عن عطاء عن عُبيد بن عمير عمر بن الخطاب قنت بعدَ الركُوع وفيه فقال: بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحيم. اللَّهُمَّ إنا نَسْتَعينك ونستهديك(2) ونستغْفِرُك ونثني عَلَيك ولا نَكْفُرُك، ونخلعُ ونتْرك من يفْجُرُكَ، بِسْم الله الرَّحْمَنِ الرَّحيم. الَّلهُمَ(3) إيَّاكَ نَعْبُد، ولَكَ نُصَلِّي ونَسْجُدُ، وإليكَ نَسْعى ونَحْفِد، نَرْجُو رَحْمَتَكَ، ونَخْشَى عَذَابَكَ، إِن عَذَابَكَ بالكفَّارِ مُلْحَقُ.

ص: 144


1- أورد ابن الجزَري الحديث في نزول «الكوثر» عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «أغفى رسول الله صلى الله عليه وسلم إغفاءة فرفع رأسه متبسّماً - إما قال لهم - وإما - سورة قالوا له: لم ضحكت؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني أنزلت عليَّ آنفاً فقرأ، يعني (بسم الله الرحمن الرحيم. «إنَّا أعطيناك الكوثر. فصلِّ لربِّكَ وَانْحَرْ. إِنَّ شَانِئك هُوَ الأبتر») حتى ختمها قال: هل تدرون ما الكوثر؟ قالوا الله ورسوله أعلم، قال: ...الحديث. هذا حديث صحيح أخرجه مسلم في صحيحه بهذا اللفظ وأبو داود والنسائي من طريق محمد بن فضيل وعلي بن مسهر كلاهما عن المختار بن فلفل عن أنس. وهذا الحديث يدل على أن البسملة نزلت مع السورة، وفي كونها منها أو في أولها احتمال. أنظر: النشر لابن الجزري 196:1
2- ونستهديك - ساقطة من (أ)
3- اللهم ساقطة من (أ)

قال ابن جريج(1) في حکمة البَسْمَلَة: إنهما سُورتان في مُصْحَفِ بعض الصَّحابة وروى محمد بن نصر عن أبيّ بن كعب أنه كان يقنُت بالسَّورتين فذكرهما. وروى الطَّبراني في الدعاء من طريق عبَّاد بن يعقوب الأسدي عن يحيى بن يعلى الأسلمي عن ابن لهيعة عن ابن هبيرة(2) عن عبد الله بن رزين العايقي قال: قال لي عبدالملك بن مروان: لقد علمتُ ما حَمَلَكَ على حُبِّ أبي ترابٍ إلا أنك أعرابيُّ جافٍ فقلت: والله لقد جمعْتُ القرآن من قبل أن يجتمع أبواك فلقد علَّمني علي بن أبي طالب سُورَتين علَّمهما إياه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ما علمِتَهما أنت ولا أبوك فذكرهما.

وروى أبو داود في المراسيل بسند رجاله موثقون لكنه مُرْسَل أنه صلى الله عليه وسلم - بينا هو يدعو على نفرٍ في الصَّلاة إذ جاءه جبريل فأوماً إليه أن اسكُت فسكت ثم قال: يَا مُحَمَّد إن الله لَمْ يبعثْك لعَّاناً ولا سبَّاباً ولم يبعثْك عذاباً وإنما بعثك رحمة «لَيْسَ لَكَ من الأمْرِ شَيْء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِم أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمون»(3) ثم علَّمه هذا القنوت فذكرهما(4).

وقال أبو عبيد: أنبأنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن ابن سيرين

ص: 145


1- هو الإمام الحافظ فقيه الحرم أبو الوليد، ويقال: أبو خالد عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج الرومي الأموي المكي الفقيه. تذكرة الحفاظ 169:1
2- في (أ) عن أبي هبيرة
3- سورة آل عمران: آية 128
4- أخرجه البخاري والترمذي والنسائي جامع الأصول: 702 وهو في البخاري بروايتين إحداهما لسالم عن أبيه والثانية لأبي هريرة. صحيح البخاري 6: 47، 48، وفي الترمذي بروايات متعددة سنن الترمذي 4: 495، 496. وهو في أسباب النزول للواحدي بروايات متعددة. أسباب النزول: 80، 81

قال: كتب أبي بن كعب في مصحفه: فاتحة الكتاب والمعوذتين واللهم إنا نستعينك، واللهم إياك نعبد وتركَهُنَّ ابن مسعود، وكتب عثمان منهن: فاتحة الكتاب والمعوذتين، وهذا الذي نسبه إلى ابن مسعود قد روى عنه من طريق أخرى، فروى البزَّار من طريق حسَّان بن إبراهيم عن الصلت بن بهرام عن إبراهيم عن علقمة عن عبدالله أنه كان يحُك المعوذتين من المصحف ويقول: إنما أمِرَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يتعوذ بهما وكان عبد الله لا يقرأ بهما، ورواه أيضاً ابن حبَّان في صحيحه، وأجاب ابن قتيبة(1) في مشكل القرآن عن هذا بأنه ظن أنهما ليستا من القرآن لأنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يعوِّذ بهما الحسَنَ والحسين فأقام على ظنه، ولا نقول إنه أصاب في ذلك وأخطأ المهاجرون والأنصار.

وأما إسقاطه(2) الفاتحة من مصحفه فليس لظنه أنها ليست من القرآن معاذَ الله، ولكنه ذهب إلى أن القرآن إنما كُتِبَ وجُمِعَ بين الَّلْوحَين مخافة الشَّكَّ والنِّسْيان والزِّيادة والنُّقصان، ورأى أن ذلك مأمون في سورة الحمد لقِصَرِها ووجوب تعلُّمِها على كلِّ أحد.

وقال النُووي(3): لا يصح إسقاطُ المعوِّذتين عن ابن مسعود لأن قراءة بعض السبعة من طريقه وفيها المعوِّذتان(4).

ص: 146


1- هو أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري النحوي اللغوي صاحب كتب: المعارف، أدب الكاتب، غريب القرآن، غريب الحديث، عيون الأخبار، مشكل القرآن، مشکل الحديث، طبقات الشعراء، وغيرها. وتوفي سنة 276 ه. وفيات الأعيان 2: 246
2- في (أ) قال
3- هو شيخ الإسلام محيي الدين أبو زكريا النوري صاحب: الروضة، والمنهاج، وشرح المهذب، والأذكار، ورياض الصالحين، والتبيان في آداب حملة القرآن، والإرشاد في علم الحديث، وغيرها، وتوفي سنة 676 ه. شذرات الذهب 5: 354
4- انظر: تأويل مشكل القرآن من ص 42 - 49 ط ثانية

النَّوعُُ الرّابعُ والعِشْرُون: قِراءَاتُ النّبيّ صلّى الله عليه وسلم

عَقَد لَه الحاكمُ والترمذي(1) بابا، وذكر البلقيني منه أشياء، وأخرج الحاكم من طريق عبد الله بن أبي مُلَيْكَة عن أُمِّ سَلَمَة قالَتْ: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقطِعُ قراءته: بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرّحيمِ. الحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِين. الرَّحْمنِ الرَّحيم ثم(2) يقف وأخرج من طريق الأعمش عن أبي صالحٍ(3) عن أبي هريرة أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كانَ يَقْرأُ: «مَلِكِ يَوْم الدّين».

وأخرج من طريق العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: «اهْدِنَا الصِّراطَ المُسْتَقِيمَ» بالصاد.

ص: 147


1- أبواب القراءات، عارضة الأحوذي بشرح صحيح الترمذي 60:11 - 66 وفي الترمذي: باب ما جاء كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم؟ 254:4
2- رواه الترمذي وأبو داود والنسائي، جامع الأصول 462:2، وسنن الترمذي 254:4. وفي (أ) كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقطَع قراءته: بسم الله الرحمن الرحيم «المحمد رب العالمين، الرحمن الرحيم ملك يوم الدين» وفي رواية: كان يقطع قراءته أية أية الحمد لله رب العالمين ثم يقف. الرحمن الرحيم ثم يقف
3- عن أبي صالح ساقط من (أ) ورواه أيضاً الترمذي وأبي داود عن ابن أبي مليكة، جامع الأصول 2: 463

وأخرج من(1) طريق خارجة أيضاً قال: أقرأني زيد قال: أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فُرُهُنُ مَقْبُوضَةً»(2) بغير ألف.

وأخرج من طريق داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: «وَمَا كَانَ لِنَبي أنْ يَغُلُّ» بفتح الياء(3).

وأخرج من طريق الزهري عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ: «وكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بالنفس والْعَيْنُ بِالْعَيْنِ» بالرفع(4).

وأخرج من طريق عبد الرحمن بن غَنْمٍ الأشعري قال: سألت مُعاذَ بن جبل عن قول الحواريّين: «هَلْ يَسْتَطيعُ رَبُّكَ» أَوْ «هَلْ

ص: 148


1- في (أ) قبل هذه العبارة: وأخرج من طريق خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه زيد بن ثابت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ: «كيف تُنشِرُهَا» بالراء. (نُنْشِزُهَا)، قرأه الكوفيون وابن عامر بالزاي، والباقون بالراء، انظر: الكشف المكي 1: 31
2- سورة البقرة: آية 283، قرأه أبو عمرو وابن كثير بضم الراء والهاء من غير ألف [فَرُهُن]، وقرأ الباقون بكسر الراء، وبألف بعد الهاء [فرِهان] وانظر: الكشف عن وجوه القراءات لمكي: 322:1
3- سورة آل عمران: آية 161 (أن يَغُلُ) قرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم: (أن يَغُل) بفتح الياء وضم الغين، وقرأ الباقون: (يُغَلَّ) حجة القراءات لأبي زرعة 180
4- سورة المائدة آية 45، والحديث في أبواب القراءات من صحيح الترمذي انظر: عارضة الأحوذي 52:11، وسنن الترمذي 4: 258 «... أنَّ النفسَ بالنَّفْسِ والعَيْن بالعين والأنف بالأنف... والسِّن بالسِّنِّ والجروحَ قصاص» قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر: والعين بالعين... كلها بالنصب والجروحُ رفعاً، وقرأ نافع وعاصم وحمزة جميع ذلك بالنصب، وقرأ الكسائي كلها بالرفع حجة القراءات: 225، 226

تَسْتَطيعُ رَبِّك»(1). قال: أقرأني رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (هَلْ تَسْتَطيعُ) بالتاء(2).

وأخرج من طريق عبد الله بن طاووس عن أبيه عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: «لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُ مِنْ أَنْفُسِكُمْ»(3) يعني من أعظمِكُمْ قَدْراً.

وأخرج من طريق أبي إسحاق السبيعي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ: «وَكَانَ أَمَامَهُمْ مَلِك يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ صَالِحَةٍ غَصْباً»(4).

وأخرج من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود قال: أقرأني رسولُ اللهِ صَلَّى الله عليه وسلّم: إنّي أنَا الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوة المتينُ(5).

وأخرج من طريق بن الزبير عن جابر قال: قَرأَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلّم: «لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرِ»(6) بالصاد.

ص: 149


1- سورة المائدة آية 112، قرأ الكسائي: (هَلْ تستطيعُ ربَّكَ) وقرأ الباقون: (هَلْ يَسْتَطِيعُ ربُّكَ) حجة القراءات ص 240، 241
2- قال الترمذي: هذا حديث غريب، أنظر: عارضة الأحوذي 52:11، وسنن الترمذي 258:4
3- سورة التوبة: آية 128
4- سورة الكهف: آية 79، وانظر: عارضة الأحوذي على صحيح الترمذي 2:11 - 7
5- رواه الترمذي 4: 262، أبواب القراءات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
6- سورة الغاشية: آية 22، وفي الترمذي من حديث جابر... ثم قرأ «إنَّما أَنْتَ مُذكَّرٌ. لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطر» قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. انظر: عارضة الأحوذي 11: 243

وأخرج من طريق نافع عن ابن عمر قال: ما همزَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلّم ولا أبُو بكرٍ ولا الخلفاءُ وإنما الهمزُ بدعةُ ابتدعَها مَنْ بَعْدهُم يعنى في النَّبيّ ثم قال: حدّثني أحمد بن العبَّاس المقرىء أنبأنا البغويُّ حدّثنا خلف بن هشام قال: حدَّثني الكسائي حدّثني حسين الجعفي عن حمدان بن أعين عن أبي الأسود الدُّؤَلي عن أبي ذرٍّ قال: جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا نَبيءَ اللَّهِ، فقال: لَسْتُ بِنَبيءِ الله، ولكنَّني نَبِيُّ اللهِ، وقال: صحيحٌ على شَرطِ الشَّيخين، وشاهده ما تقدّم.

قلت: بل هو منكر لم يصح وحمدان ليس بثقة، ولو صحّ لم يُعَارِض ما ثبت بالتَّواتُرِ والنَّقلِ المستفيض المشهور.

ص: 150

النَّوعُُ الخامسُ والسَّادسُ والعِشْرون: الرُّواةُ والحفَّاظ

أشهر(1) قرَّاء القرآن من الصحابة: عثمان، وعلي، وأبيّ، وزيد بن ثابت، وابن مسعود، وأبو الدرداء، وفي الصحيح من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: خُذُوا القُرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعودٍ وسالمٍ ومُعَاذٍ وأبيّ بن كَعْبٍ(2) - وفيه عن قتادة قال: سألت أنسّ بن مالكٍ: من جَمَعَ القرآن على عهدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: أربعةً كلهُمْ مِن الأنصارِ - أبيّ بن كَعْبٍ - ومُعَاذُ ابن جبلٍ - وزيدُ بن ثابت - وأبو زيدٍ(3). وفيه عن أنسٍ أيضاً قال: مات النبيُّ صلى اللهُ عليه وسلم ولم يجمع القرآنَ غيرُ أربعَةٍ: أبُو الدَّرداءِ، ومُعاذُ بن جَبَلٍ، وزيدُ بن ثابتٍ، وأبُو زيدٍ(4).

قال البُلقيني: فيكون الحُفَّاظ بمقتضى الروايتين خمسة، والمراد بذلك من الأنصار وإلا فقد حفظهُ عَلَى عَهْدِه عليْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ من غير الأنصار: عثمان وسَالِم وابن مَسْعود، فهؤلاء ثمانية(5).

ص: 151


1- في (أ) اشتهر بإقراء القرآن من الصحابة
2- رواه البخاري صحيح البخاري 6: 229
3- رواه البخاري 6: 230
4- رواه البخاري 6: 230
5- في هامش (أ): قوله خمسة يعني: أبيّ بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبا زيد وأبا الدرداء، وأما بمقتضى الروايتين المذكورتين وقول البيهقي فهم ثمانية، وهم هؤلاء الخمسة الأنصاريون وعثمان ومسلم وابن مسعود - رضي الله عنهم

قلت: بل جمعه في عهده عليه الصلاة والسلام غيرهم أيضاً، فمنهم: عبد الله ابن عمرو بن العاص فقد قال: جمعْتُ القُرآن فقرأتُ به كلَّ ليلةٍ فبلغَ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم. الحديث، وأبُو الدَّرْداءِ - قال ابن كثير: وأبُو بكرٍ الصِّدِيق - فقد قدَّمه رسول اللهِ صلّى الله عليه وسلّم إماماً على المهاجرين والأنصار مع أنه قال: يَؤُمُّ القومَ أقْرؤُهم لكتابِ الله فلولا أنه كان أقرأَهُمْ لكتابِ الله لما قَدَّمه عليهم(1).

قلت: وأيضاً فهو أوَّلُ الناس إسلاماً فكيف يجمعهُ من أسلَمَ بعده ولا بدهرٍ يجمعه هو، وهُوَ هُوَ - وسَالِم - وهو مَوْلَى أبي حُذَيْفَة، وأبُو زيدٍ: أحد عمومة أنس، واختلف في اسمه فقيل: لَا يُعْرَف، وقيل: ثَابِتُ بنُ زَيدٍ، وقيل: مُعَاذ، وقيل: أَوْس، وقيل، قَيْس بن السَّكَن وهو المشهور وهو خزْرَجيُّ، وقيل: هُوَ مِنَ الأوْس واسْمُه: سعيد بن عبيد بن النعمان، وقيل: هما اثنان جَمَعَا القرآن ثم أخذ عن هؤلاء الصَّحابة: أبُو زَيْدٍ(2)، وابنُ عباس، وعبد الله ابن السَّائب عن أُبيّ، وأخذ ابن عباس عن زيدٍ أيضاً، وأخذ عنهم خَلْقٌ من التَّابعين فمِمَّن كان بالمدينة: ابن المسيّب وعُرْوَة، وسَالم، وعُمَر بن عبد العزيز، وسُلَيْمان وعطاء ابنَا يَسارٍ، ومُعاذ بن الحارث المشهورُ بمُعاذِ القَارِىء، وعبد الرحمن بن هُرْمُز

ص: 152


1- في هامش (أ) وكان من كتاب النبي صلى الله عليه وسلم حنظلة بن الربيع، وممن أثبت ذكره ابن الأثير في تاريخه في مجاهدي القادسية بعد قتل رستم وهزيمة الفرس
2- في (أ) أبو هريرة

الأعرج، وابن شهاب الزّهري، ومسلم بن جندب، وزيد بن أسلم وبمكة: عبيد بن عُمير(1)، وعطاء، وطَاوُوس، ومُجَاهِد، وعِكْرِمة، وابن أبي مُلَيْكَة - وبالكوفة: عَلْقَمة، والأسْود، ومسْرُوق، وعُبَيْدة، وعمرو بن شُرَحْبيل والحارث بن قيس، والرَّبيع بن خيثم، وعمرو بن مَيْمون، وأبُو عبد الرحمن(2) السّلمي، وزرّ بن حُبَيْش، وعبيد بن فضيلة(3)، وسعيد بن جبير، والنَّخعي، والشّعبي.

وبالبصرة: أبُو العَالية وأبو رَجاء، ونصر بن عاصم، ويحيى بن یعمر، والحسن، وابن سيرين، وقتادة(4).

وبالشام: المغيرة بن أبي شهاب المخزومي صاحب عثمان وخُليد(5) بن سعد صاحب أبي الدَّرداء، ثم تجرَّد قومٌ واعتنوْا بضبط القرآن(6) أتمَّ عناية حتى صاروا أئمةً يُقتدى بهم ويرحَلُ إليهم. فكان بالمدينة: أبو جَعْفر يزيد بن القعقاع، ثم شيبة بن نصاح، ثم نافع بن أبي نُعيم وبمكة: عبد الله بن كثير، وحميد بن قيس الأعرج، ومحمد بن محيصن. وبالكوفة: يحيى بن وثاب، وعاصم بن أبي النجود، وسليمان الأعمش، ثم حمزة، ثم الكسائي. وبالبصرة: عبد الله بن أبي إسحاق،

ص: 153


1- في (أ) عُبَيْد بن عُمَيْر وكذلك في النشر وهو الصواب. النشر 8:1 وفي (ب) عبيد بن معْمر
2- في (أ) وأبو عبد الرحمن، وكذلك في النشر وهو الصواب. وفي (ب) وأبو عبد الله
3- في النشر بعد: وعبيد بن نضيلة، وأبو زرعة 8:1
4- في النشر زيادة على ذلك ممن كانوا بالبصرة: عامر بن عبد قيس ومعاذ، وجابر بن زيد 1: 8
5- في (أ) وخُليد وكذلك في النشر وهو الصواب، النشر 8:1. وفي «ب» وخليل
6- في النشر: واعتنوا بضبط القراءة 1: 8

وعيسى بن عمرو، وأبو عمرو بن العلاء، وقيس بن عاصم الجحدري(1)، ثم يعقوب الحضرمي.

وبالشام: عبد الله بن عامر وعطية بن الكلابي(2)، وإسماعيل بن عبد الله ابن المهاجر، ثم يحيى بن الحارث الذماري، ثم شريح بن يزيد الحضرمي.

واشتهر من هؤلاء في الآفاق الأئمة السبعة: «نافع» وأخذ عن سبعين من التابعين منهم أبو جعفر، و«ابن كثير» وأخذ عن عبد الله بن السائب الصحابي، و«أبو عَمْرو» وأخذ عن التابعين، و«ابن عامر» وأخذ عن أبي الدِّرداء وأصحاب عثمان، «وعَاصِم» وأخذ عن التابعين، «وحمزة» وأخذ عن عاصم، والأعمش، والسبيعي، ومنصور بن المعتمر وغيرهم، و«الكسائي» وأخذ عن حمزة، وأبي بكر بن عَيّاش.

ثم انتشر القُرّاءُ في الأقطار وتفرَّقُوا أمماً بعد أممٍ واشتهر مِنْ رُواةِ كل طريقِ من السَّبعة راويان، فعن نافع: قالون، وورش عنه، وعن بن كثير: قُنبل، والبَزّي عن أصحابهما عنه وعن أبي عمرو: الدَّوري، والسّوسي عن اليزيدي عنه، وعن ابن عامر: هشام، وابن ذكوان عن أصحابهما عنه، وعن الكسائي: الدّوري، وأبو الحارث(3).

ثم لمّا اتسعَ الخَرق وكاد الباطل أن يلتبس بالحق قام جهابذةُ الأمَة وبالغوا في الاجتهاد وجمعوا الحروف والقراءات وعَزَوْا الوجوه

ص: 154


1- في النشر: وعيسى بن عمر، وأبو عمرو بن العلاء ثم عاصم الجحدري، ثم يعقوب الحضرمي، النشر: 9:1
2- في (أ) وعطية بن قيس الكلابي وكذلك في النشر 9:1
3- في الإتقان: وعن عاصم أبو بكر بن عياش، وحفص عنه وعن حمزة خلف وخلاد عن سليم عنه. الإتقان 206:1

والروايات، وميّزوا الصحيح والمشهور والشاذ بأصول أصَّلوها، وأركان فصَّلوها، وأَوُلُ من صنَّف في القراءات(1): أبُو عُبيْد القاسم بن سلَّام، ثم أحمد بن جبير بن محمد الكُوفي، ثم إسماعيل بن إسحاق المالكي صاحب قالون، ثم أبو جعفر بن جرير الطَّبري، ثم أبو بكر محمد بن أحمد ابن عمرو الداجوني، ثم أبو بكر بن مجاهد، ثم قام الناس في هذا العصر وبعده بالتأليف في أنواعها جامعاً ومفرداً وموجزاً ومسهباً، وأئمةُ المقرئِين لا يُحصَوْن، وقد صنَّف طبقاتهم حافظُ الإسلام أَبُو عبدِ الله الذّهبي، ثم حافظ القرّاء: أبو الخير ابن الجَزريّ(2) ولا مزيدَ على كتابَيْهما، والله سبحانه أعلم.

ص: 155


1- ورد في النشر الذي ينقل عنه المؤلف: ...فكان أول إمام معتبر جمع القراءات في كتاب: أبو عُبَيْد القاسم بن سلام وجعلهم فيما أحسب خمسة وعشرين قارئاً مع هؤلاء السبعة وتوفي سنة أربع وعشرين ومائتين، وكان بعده أحمد بن جبير بن محمد الكوفي نزيل إنطاكية جمع كتاباً في قراءات الخمسة من كل مصر واحد وتوفي سنة ثمان وخمسين ومائتين، وكان بعده القاضي إسماعيل بن إسحاق المالكي صاحب قالون ألف كتاباً في القراءات جمع فيه قراءة منهم هؤلاء السبعة، توفي سنة اثنتين وثمانين ومائتين، وكان بعده الإمام عشرين إماماً أبو جعفر محمد بن جرير الطبري جمع كتاباً حافلا سماه الجامع فيه نيف وعشرون قراءة توفي سنة عشر وثلاثمائة، وكان بعيده أبو بكر محمد بن بن عمر الداجوني جمع كتاباً في القراءات وأدخل معهم أبا جعفر أحد العشرة وتوفي سنة أربع وعشرين وثلاثمائة، وكان في أثره أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس ابن مجاهد أول من اقتصر على قراءات هؤلاء السبعة فقط... وتوفي سنة أربع وعشرين وثلاثمائة وقام الناس في زمانه وبعده فألفوا في القراءات أنواع التآليف... النشر 34:1
2- في كتابيهما: معرفة القرّاء الكبار للذهبي، وغاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري، وسبق التعريف بابن الجزري، أما الذهبي فهو: الحافظ شمس الدين أبو عبد الله الذهبي، أتقن الحديث ورجاله، ونظر علله وأحواله، وعرف تراجم الناس، ومن تصانيفه تاريخ الإسلام، وتاريخ النبلاء، والدول الإسلامية، وطبقات القراء، وطبقات الحفاظ، وميزان الاعتدال وغيرها. وقد توفي سنة 748 ه قوات الوفيات 3: 315

النَّوعُُ السَّابِعُ والعِشْرون: كيفيَّةُ التحمُّل

هذا النوع من زيادتي، وهو نوع مُهِمْ، وَأَوْجُهُ التَّحمُّل عند المحدّثين ثمانية: السَّماع من لفظ الشيخ والقِراءةُ عَلَيه والسَّماعُ عليه(1).

فأما غيرُ الأَوَّلَيْن فلا يأتي هنا كما ستعلم مما نذكره، وأما القِراءةُ على الشيخ فهي المستعملَةُ سلَفاً وخلفاً، وأما السَّماعُ من لَفْظِ الشَّيخ فقد كنت أقول به هنا لأن الصحابة - رضي الله عنهم - إنما أخذوا القرآن مِنْ في رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن لم يأخذ به أحدٌ من القرَّاء وهو ظاهر(2) من جهة أن المقصود هنا كيفيَّةُ الَأداء، وليس كلُّ من سمِعَ من لفظ الشيخ يَقْدِرُ على الأداء بهيئته(3) بخلاف الحديث، فإن المقصود المعنى أو اللفظ لا بالهيئات المعتبرة في أداءِ القرآن، وأما

ص: 156


1- في (أ) والسماع عليه بقراءة غيره، والمناوَلَة، والإجازة، والمكاتبة، والوصية، والإعلام، وهي تكملة الثمانية التي لم يذكر منها هنا إلَّا ثلاثة وفي الإتقان: وأوجه التحمّل عند أهل المحديث: السّماع من لفظ الشيخ والقراءة عليه، والسماع عليه بقراءة غيره، والمناولة، والإجازة، والمكاتبة، والوصية، والإعلام، والوِجادة، ويراد بغير الأولين: السماع من لفظ الشيخ، والسماع عليه الإتقان 1: 279
2- كذا في (أ) وفي الإتقان والمنع فيه ظاهر 279:1
3- في (أ) كهيئته

الصحابة فكانت فصاحتُهم وطباعُهم السِّليمة تقتضي قدرتهم على الأداء كما سمعوه من النبي صلى الله عليه وسلم.

ويحكَى أن الشيخَ شمسَ الدين بن الجزري لمّا قدِمَ القاهرة وازدحمت عليه الخلق لم يتسع وقته لقراءة الجميع، فكان يقرأ عليهم الآية ثم يعيدونها عليه دَفْعةً واحدة، فلم يكتف بقراءته.

وتجوز القراءةُ على الشيخ ولو كان غيرهُ يَقرأ عليه في تلك الحالة إذا كان بحيث لا يخفى عليه حالُهم، وقد كان الشيخ علم الدين السَّخاوي(1) يقرأ عليه اثنان وثلاثةً في أماكن مختلفةٍ ويردُّ على كلٍّ منهمْ، وكذا لو كان الشَّيخُ مشتغِلاً بشغل آخر كنسْخٍ ومطالعةٍ، وأما القِراءةُ الحفْظ فالظاهر أنها ليست بشرطٍ بل يكفي ولو من المصْحف.

وأما كيْفيَّاتُ القِراءة فثلاث:

أحدُهَا: التَّحقيق وهو: إعطاءُ كلّ حرفٍ حقَّه من إشباع المدّ وتحقيق الهمز وإتمام الحركاتِ واعتماد الإِظهار والتشديدات وبيان الحروف وتفكيكها وإخْراج بَعْضها من بعض مع التَّرسُّلِ(2) والتُّؤَدَة بلا

ص: 157


1- هو الإمام علم الدين أبو الحسن الهمداني السخاوي المقرىء المفسِّر النحوي شيخ القراء بدمشق في زمانه، ولد بسخا من قرى مصر سنة 559 ه، وأخذ القراءات عن أبي القاسم الشاطبي، وذهب إلى دمشق وأقرأ الناس بها عند قبر زكريا عليه السلام من جامع بني أمية نيفاً وأربعين سنة فقرأ عليه خلق كثير بالروايات، وتوفي سنة 143 ه طبقات المفرين للداودي 1: 425. وغاية النهاية لابن الجزري 1: 568
2- في (أ) مع الترسُّل، وفي «ب» مع الترتيل، وما في «أ» أنسب وهو موافق للنشر، انظر: النَّشر 1: 205

قَصْرٍ ولا اختلاسٍ ولا إسكانِ متحرّكٍ ولا إدْغامِه، ويُسْتَحبُّ الأخذُ به على المتعلِّمين من غير مُجَاوزَةٍ إلى حدِّ الإفراطِ بتوليدِ الحُروفِ من الحركاتِ وتكرير الرَّاءاتِ وتحريك السَّواكِن والفَصْل بين حُروف الكلِمة كما يقف كثيرٌ من الجهَّال على التَّاءِ من (نَسْتعين) وقفةً لطيفة مدَّعياً أنه يُرتِّل(1).

الثَّانية: الْحَدْر بفتح الحاءِ وسكون الدَّال وهو: إِدْراجُ القراءةِ وسُرْعتُها وتخفيفها بالقصْر والتسْكين والاخْتلاسِ والبدل والإدغام الكبير وتخفيف الهمزة بالقصْر والتسكين(2) ونحو ذلك مما صحت به الرواية بدون بَتْرِ حروف المدّ واختلاس أكثر الحركات والتفريط إلى غاية لا يَصحّ بها القراءة ولا توصف بها التِّلاوة، وهذا النَّوع مذهبُ ابن كثير وأبي جعفر، ومن قصرَ المنفصلَ كَأَبِي عَمْرو ويعقوب.

الثَّالثة: التَّدْوير - وهو التَّوسط بين المقامين(3) وهو المختارُ عندَ أكثر أهلِ الأداء - واختُلِفَ في الأفضل هل الترتيل وقِلَّةُ القراءة أو السُّرعةُ وكثرتُها؟ ومعظمُ السَّلَفِ والخَلَفِ على الَأوَّل(4)، وتوسَّط بعضُهم فقال: ثوابُ الكثرةِ أكثرُ عَدَداً، وثوابُ التَّرسُّلِ أَقَلُ قَدْراً(5).

ص: 158


1- في النَّشر: وهذا النوع من القراءة مذهب حمزة وورش والمؤلف ينقل هذا الكلام من النشر مع التصرف بحذف بعض العبارات راجع: النشر في القراءات العشر لابن الجزري 205:1 وما بعدها
2- عبارة: وتخفيف الهمزة بالقصر والتسكين ليست هكذا في النشر الذي ينقل عنه المؤلف، إذ الموجود فيه: وتخفيف الهمز فقط النشر 207:1
3- من التّحقيق والحَدْر
4- أي الترتيل وقِلَّة القراءة
5- في النَّشر الذي يأخذ عنه المؤلف: وقد اختلف في الأفضل هل الترتيل وقلَّة القراءة أو السرعة مع كثرة القراءة؟ فذهب بعضهم إلى أن كثرة القراءة أفضل واحتجُّوا بحديث بن مسعود: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ حرفاً من كتاب الله فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها الحديث، رواه الترمذي وصححه ورواء غيره: كل حرفٍ عشر حسنات، ولأن عثمان رضي الله عنه، قرأه في ركعة، وذكروا آثاراً عن كثير من السَّلف في كثرة القراءة، والصحيح بل الصواب ما عليه معظم السَّلف والخلف، وهو أن الترتيل والتدبُّر مع قلة القراءة أفضل من السرعة مع كثرتها، لأن المقصود من القرآن فهمه والتفقه فيه والعمل به وتلاوته وحفظه وسيلة إلى فهم معانيه، وقد جاء ذلك منصوصاً عن ابن مسعود وابن عباس - رضي الله عنهم. انظر النشر 1: 208، 209

وأما كَيْفِيَّةُ الأخْذِ بإِفْرَاد القراءاتِ وجَمْعِها فالَّذي كان عليه السَّلف أخذُ كُلّ خَتْمةٍ برِوَايةٍ لا يَجْمَعون روايةً إلى غيْرِها إلَى أثناءِ المائة الخامسةِ(1) فظهر جَمْعُ القِرَاءاتِ في الخَتْمةِ الواحدة واستقرَّ عليه العملُ ولم يكونُوا يَسْمَحونَ به إلا لمن أفردَ القراءاتِ وأتقن طُرقَها وقرأَ لكلِّ قارئ بختمةٍ على حدةٍ، بل إذا كان للشَّيخ راويان قَرَأُوا لِكلِّ راوٍ بختمة، ثم يَجْمعُون لَهُ وهكذا، وتساهلَ قومٌ فَسَمحُوا أن يُقْرأَ لِكلِّ قاریءٍ من السبعةِ بختمةٍ سوى نافعٍ وحمزة، فإنهم كانوا يَأْخُذُونَ بختمةٍ لقالون، ثم بختمةٍ لوَرْش، ثم بختمةٍ لخَلَف، ثم بختمةٍ لخلَّاد(2)، ولا

ص: 159


1- في الإتقان: إلَّا أثناء المائة الخامسة 286:1، وفي النشر الذي ينقل عنه المؤلف: إلى أثناء المائة الخامسة عصر الداني وابن شيطا والأهوازي والهذلي ومن بعدهم، فمن ذلك الوقت ظهر جمع القراءات في الختمة الواحدة واستمرَّ إلى زماننا... النشر 2: 195
2- نافع هو: أبوريم نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم، كان إمام أهل المدينة وهو أحد القراء، وتوفي بالمدينة سنة 169، وقيل سنة 159، والأول أصح. وفيات الأعيان 5:5. وحمزة هو: حمزة بن حبيب بن عمارة بن اسماعيل الزيات التميمي ويكنى أبا عمارة توفي سنة 156 ه. تحبير التيسير لابن الجزري ص 18، وغاية النهاية له 2: 330. وقالون هو: عيسى بن ميثاء المدني، ويكنى أبا موسى، وقالون لقب له، توفي بالمدينة قريباً من سنة 220، المرجع السابق ص 16، وغاية النهاية 1: 615. وورش هو: عثمان بن سعيد المصري، ويكنى أبا سعيد، وورش لقب له، لقب به فيما يقال لشدة بياضه، وتوفي بمصر سنة 197 ه. المرجع السابق ص 16. وخلف هو: خلف بن هشام البزار، ويكنى أبا محمد، توفي ببغداد سنة 229 ه المرجع السابق. وغاية النهاية 1: 722. وخلاد هو: خلاد بن خالد ويقال: ابن خليد، ويقال: ابن عيسى الصيرفي الكوفي، ويكنى أبا عيسى توفي بالكوفة سنة 220 ه. المرجع السابق، وغاية النهاية 274:1

يَسْمحُ احدُ بالجمع إلّا بعد ذلك، نعم إذا رأوا شخصاً أَفَرَدَ وجمعَ على شيخ معتبرٍ وأجيزَ وتأهَّل وأراد أن يجمعَ القراءاتِ في ختمةٍ لا يُكَلِّفُونه الإِفرادَ لِعِلْمِهِم بِوُصُولهِ إلى حدِّ المعرفةِ والإِتقان.

ثم لَهُمْ في الجَمْعِ مَذْهَبان: الْجَمْعُ بالحَرْفِ بأن يَشْرَعَ في القراءةِ، فإذا مرَّ بكلمةٍ فيها خُلْفُ أعادَها بمُفْردِها حتى يستوفي ما فيها(1)، ثم يقفَ عليها إن صَلحت لِلوقف، وإلّا وَصَلَها بآخِر وجْهٍ حتى ينتهي إلى الوقف، وإن كان الخُلْفُ يتعلَّقُ بكلِمتين كالمدِّ المنفصل، وقَفَ على الثَّانية واستوعَبَ الخلاف وانتقل إلى ما بَعْدَها وهذا مذهبُ الْمصْريّين(2) وهو أَوْثق في الاسْتيفاء وأخفُّ علَى الأخذِ لكِنَّه يُخرجُ عن رَوْنقِ القِراءةِ وحُسْنِ التلاوة.

الثَّاني: الْجَمْعُ بالوقْف بأن يَشْرعَ بقراءةِ من قَدَّمه حتى ينتهي إلى وقفٍ، ثم يعودَ إلى القارىء الذي بَعْدَه إلى ذَلك الوقْف ثُمَّ يَعُود وهكذا حتى يفرغ وهذا مذهب الشَّاميّين وهو أشَدُّ استِحْضاراً وأشدُّ استِظهاراً وأطولُ زماناً وأجودُ مكاناً، وكان بَعْضُهم يَجْمَعُ بالآية على هذا الرَّسم

ص: 160


1- من الْخِلاف
2- في (أ) والإتقان المصريّين، وفي «ب» «البصريين» وما في (أ) أنسب لأنه يوافق النشر الذي ينقل عنه المؤلف راجع النشر 2: 201 باب بيان إفراد القراءات وجمعها

وأما ترتيبُ القراءاتِ فليس بشَرط ولكن يُسْتحبُّ أن يَبْدَأُ بما بَدَأَ به المؤلِّفُون في كُتُبِهم فيبدأُ بالقصْرِ، ثم بالمرتبةِ الَّتي فوقه وهكَذَا إلى آخِرِ مراتبِ المدّ(1) - ويبدَأُ بالمشْبَع، ثم بما دُونَه إلى القصْر، وإنما يسلك مع شيخٍ بارعٍ عظيم الاستحضارِ، أما غيره فيسلك به طريقٌ واحد(2)، وإذا انتقل القارىءُ إلى قراءَةٍ قبْلَ إتمامِ ما قبْلها لم يدعْه الشَّيخُ بل يُشيرُ إلَيْهِ بيَده، فإن لم يتفطَّن قال: لم تَصِلْ فإن لم يتفطَّن سكت حتى يتذكَّره، فإن عجز فإن عجز قالَ لَه(3).

وأما القراءة بالتَّلفِيق وخَلْطُ قِراءة بأخرى فأجازها أكثر القرَّاء ومنعها

ص: 161


1- في (أ) وكان بعضهم يراعي التناسب فيبدأ بالقصر ثم بالمرتبة التي فوق وهكذا إلى آخر مراتب المد. وفي النَّشر الذي ينقل عنه المؤلف: «فالحاصل أن الذي يشترط على جامعي وعدم القراءات أربعة شروط لا بد منها، وهي: رعاية الوقف، والابتداء، وحسن الأداء، وعدم التركيب، وأما رعاية الترتيب والتزام تقديم شخص بعينه أو نحو ذلك فلا يشترط... وبعضهم كان يراعي في الجمع نوعاً آخر وهو التناسب، فكان إذا ابتدأ مثلاً بالقصر أتى بالمرتبة التي فوقه ثم كذلك حتى ينتهي إلى آخر مراتب المد، وإن ابتدأ بالمد المشبع أتى بما دونه حتى ينتهي إلى القصر. النشر: 204:2
2- في (أ) فيسلك معه ترتيب واحد. وفي النشر: أما من كان ضعيفاً في الاستحضار فينبغي أن يسلك به نوع واحد من الترتيب لا يزول عنه ليكون أقرب للخاطر، وأوعى لذي الذهن الحاضر النشر: 205/2
3- وفي النَّشر الذي يختصره المؤلف: وكذلك كان الحذَّاق من الشيوخ إذا انتقل شخص إلى قراءة قبل إتمام ما قبلها لا يدّعونه ينتقل حفظاً لرعاية الترتيب، وقصداً لاستدراك القارىء ما فاته قبل اشتغال خاطره بغيره وظنه أنه قرأه، فكان بعض شيوخنا لا يزيد على أن يضرب بيده الأرض خفيفاً ليتفطَّن القارىء ما فاته فإن رجع وإلَّا قال: ما وصلت. يعني إلى هذا الذي تقرأ له فإن تفطَّن وإلَّا صبر عليه حتى يذكره في نفسه فإن عجز قاله الشيخ له وهذا الذي ذكره المؤلف عن إفراد القراءات وجمعها تلخيص لما ذكره ابن الجزري في النشر عن ذلك. انظر: النشر 2: 194-206

قوْمٌ، وقال ابن الصَّلاح والنَّوويّ: ينبغي أن يُدَاوِمَ على قراءةٍ واحدة حتى ارتباطُ الكلامِ فإذا انقضى فله الانتقال إلى قراءةٍ أخرى، والأوْلَى المُدَاومةُ على تِلك القراءةِ في ذلك المجلس قال ابن الجَزَرِيّ: والصَّوابُ التّفصيل، فإن كانت إحدى القراءتين مُترتبة على الأخرى مُنِعَ ذلك مَنْعَ تحريم كمن يقرأ: «فَتَلَقّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمات»(1) بضمهما أو نصبهما(2)، أخذاً رفع «آدَمُ» من قراءة غير ابن كثيرٍ، ورفع «كَلِمَات» من قراءته ونحو ذلك مما لا يجوز في العربية واللِّغة، وما لم يكن كذلك فُرّق فيه بين مقام الرّواية وغيرها، فإن كان على سبيل الرّواية حَرم أيضاً لأنه كَذِبُ في الرّواية وتخْليط، وإن كان على سبيل القراءة والتِّلاوة جاز(3).

وأما القِراءاتُ والرِّواياتُ والطُّرُق والأوجُه وسيأتي في النوع الآتي بيانُها فَلَيْسَ للِقارىء أن يدَعَ منها شيئاً أو يُخلَّ به، فإنه خَلَلٌ في إكمال الرِّواية إلّا الأوجه فإنها على سبيل التخيير، فأيُّ وجه أتى به أجزأه في تلك الرواية.

وأما قدرُ ما يُقرَأُ حالَ الأخْذِ فقد كان الصَّدْرُ الأَوَّلُ لا يزيدون على عَشْرِ آياتٍ لكائنٍ مَنْ كَان، وأما مَنْ بَعْدَهُم (فرأَوْهُ بحسبِ قوَّةِ الأخذ. قال ابن الجزري: والَّذِي استقرُّ عليه العَمَل: الأخُذُ في الإفرادِ بجُزء من

ص: 162


1- سورة البقرة: آية 37
2- في (أ) برفعهما
3- كلام ابن الصّلاح والنووي وتفصيل ابن الجزرَي عن حكم القراءة بالتلفيق مذكور في النَّشر، والمؤلف ينقله بتصرُّف واختصار النشر 18:1 وما بعدها

أجزاء مائةٍ وعشرين، وفي الجَمْع بجُزْء من أجزاء مائتين وأربعين(1)). ولم يُحدّ له آخَرون حدَّاً، وهو اختيار السَّخاوي(2)، وقد لخَّصت هذا النوع ورتَّبت فيه متفرّقاتِ كلام أئمةِ القراءات وهو نوعٌ مُهمُّ يحتاجُ إليهِ القارىء كاحتياج المحدِّث إلى مِثْلِه من عِلْم الحديث.

مَسْأَلَة: ادَّعَى ابنُ خَيْرٍ(3) الاجماعَ على أنه ليس لأحد أن ينقُلَ حديثاً عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ما لم يكُنْ لَه به روايةُ ولو بالإِجازة فهل يكونُ حُكْمُ القُرآنِ كذلك فليس لأحد أن ينقُل آيةً أو يَقْرَأَهَا ما لم يقرأْها على شيخ؟ لم أرَ في ذلك نَقْلاً وَلِذَلِكَ وَجْهُ من حيث إن الاحتياطَ في أداءِ ألفاظ القرآن أشدُّ منه في ألفاظِ الحديث ولِقدمِ اشتراطِه أيضاً وجهٌ من حيثُ ذَلِكَ فى الحديث إنما هُو لخوف أن يَدْخُلَ في الحديث ما ليس مِنْه أو يُتَقَوَّل على النَّبي صلى الله عليه وسلم ما لم يقُلْه، والْقُرآن مَحفوظٌ مُتَلَقَّى متداوَلُ مُيسَّرٌ ولا يخلو هذا المحلُّ من نظرِ وتأمُّلٍ، ولا يشفى فيه إلا نقْلٌ مُعْتَمَد.

ص: 163


1- ما بين القوسين ساقط من (أ)
2- في النشر الذي ينقل عنه المؤلف: وأخذ آخرون بأكثر من ذلك ولم يجعلوا للأخذ حداً، وكان الإمام علم الدين السخاوي يختاره ويحمل ما ورد عن السلف في تحديد الأعشار على التلقين واستدل بأن ابن مسعود - رضي الله عنه - قرأ على قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس واحد من أول سورة النساء حتى بلغ: «فَكَيْفَ إذا جئنا من كُلِّ أُمَّةٍ بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا» كما ثبت في الصحيح، النشر 2: 198
3- هو الإمام الحافظ شيخ القراء أبو بكر محمد بن خير بن عمر بن خليفة اللعتوني الإشبيلي المتوفي سنة 575 ه. تذكرة الحفاظ 4: 1366، وغاية النهاية 2: 139

النَّوعُ الثَّامن والعِشْرون: العَالي والنَّازِل

هذا النَّوعُ من زيادتي وهو أيضاً عُلُوٍّ الإِسناد سُنَّةٌ وقُرْبَةٌ إلى الله تعالى، وقد قسَّمه أهْلُ الحديثِ إلى خمسةِ أقسامٍ تأتي هُنا.

الأوَّل: القُرْبُ مِنْ رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلم من حيثُ الْعَدد بإسنادٍ نظيفٍ غيرِ ضَعيفٍ وهو أفضلُ أنواعِ العُلُوِّ وأَجَلُّها، وأعلَى ما يقع للشُّيوخ في هذا الزمان إسنادٌ رجالُهٌ أربعةَ عشَر رجلًّا(1)، وإنما يقع ذلك من قراءةِ ابن عامرٍ من رواية بن ذَكوان(2)، ثم خمسةَ عشرَ، وإنما يقع ذلك من قراءة عاصمٍ من رواية حفصٍ وقراءة يعقوب من رواية رُويس(3).

ص: 164


1- في النشر: وأعلى ما وقع لنا باتصال تلاوة القرآن على شرط الصحيح عند أئمة هذا الشأن أن بيني وبين النبي صلى الله عليه وسلم أربعة عشر رجلاً، وذلك في قراءة عاصم من رواية حفص، وقراءة يعقوب من رواية رويس، وقراءة ابن عامر من رواية ابن ذكوان... وهذه أسانيد لا يوجد اليوم أعلى منها، ولقد وقع لنا في بعضها المساواة والمصافحة للإمام القاسم الشاطبي - رحمه الله - ولبعض شيوخه. النشر: 194:1
2- سبق التعريف بابن عامر، وابن ذكوان هو: عبد الله بن أحمد بن بشیر ابن ذکوان القرشي الدمشقي، ويكني أبا عمرو، وتوفي بدمشق سنة 242. انظر: تحبير التيسير لابن الجَزَري ص 17
3- عاصم: وهو ابن أبي النجود، ويكنى أبا بكر، وهو من التابعين، وتوفي بالكوفة سنة 127 ه. وفيات الأعيان 2: 224، وغاية النهاية لابن الجزري 1: 346. ورُويس هو: محمد بن المتوكل أبو عبد الله اللؤلؤي البصري، ورويس لقب له توفي بالبصرة سنة 238 ه. تحبير التيسير ص 19، غاية النهاية 234:2

الثاني: من أقْسامِ العُلُوِّ عند المحدِّثين: القُرْبُ إلى إمامٍ من الحديث كالأعمش، وهشام، وابن جُرَيْج، والأوْزاعي، ومالك(1)، ونظيره هنا: القُربُ إلى إمامٍ من الأئِمة السَّبعة، فأعْلَى ما يقعُ الْيَوْم للشيوخ بالإسناد المتَّصل بالتلاوة إلى نافع: اثنا عشر وإلى ابن عامر: اثنا عشر.

الثَّالث: عند المحدِّثين: العُلُوُّ بالنسبة إلى رواية أحدِ الكتب الستة بأن يروي حديثاً لو رواه من طريق كتاب من السّتة وقعٌ أَنزل(2) مما لو رَواه من غير طريقها، ونظيره هنا العُلُوُّ بالنسبة إلى بعض الكتب المشهورة في القراءات كالتَّيسير والشاطبية(3).

ويقع في هذا النَّوع: الموافقاتُ، والإِبْدال، والمساواةُ، والمصَافحات فالموافقةُ: أن يَجْتمعَ طريقُه مَعَ أَحَدٍ أصحاب الكتُبِ في

ص: 165


1- هشام هو: ابن الزبير بن العوام الحافظ الحجة أبو المنذر القرشي الزبيري المدني الفقيه المتوفي ببغداد سنة 146 ه. تذكرة الحفاظ للذهبي 1: 144. والأوزاعي هو: أبو عمرو عبد الرحمن بن عمرو بن محمد الدمشقي الحافظ، سكن في آخر حياته بيروت مرابطاً وبها توفي سنة 157 ه. المرجع السابق 178:1
2- في (أ) ويبدو أن مما سقط من النسختين: (يكون له) حتى ينسجم التعبیر
3- كتاب: التيسير للإمام الحافظ أبي عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان بن سعيد الدَّاني، المتوفي سنة 444 ه. بدانية من الأندلس، وكتاب الشاطبية وهي اللامية المسماة بحرز الأماني ووجه التهاني من نظم الإمام الشاطبي الضرير 590 ه. النشر 58:1 - 64، وغاية النهاية في طبقات المتوفي بالقاهرة سنة القراء 20:2، 503:1

شَيْخه، وقد يَكُونُ مع عُلُوّ على ما لَورَواه من طريقه أوْ لاَ يكون، مثالُه هذا الفَنّ قراءةُ ابن كثيرٍ روايةُ البَزِّي طريق بن بنان عن أبي ربيعة عنه يرويها ابن الجزَري من كتاب المِفتاح لأبي منصور محمد بن عبدالملك بن خيرون(1) ومن كتاب المِصْباح لأبي الكَرْمِ الشَّهرزُورِي(2)، وقرأ بها كلُّ من المذكورتين على عبدالسيد بن عتاب فروايته لها من أحد الطريقين تسمى موافقةٌ للآخر باصطلاحِ أهل الحديث.

والبَدَل: أن يجْتَمِعَ مَعَهُ في شيخِ شَيْخهُ فصاعداً، وقد يكون أيضاً بعُلُوٍّ وقد لا يكون، مثالُه هُنا قراءةُ أبِي عمرو روايةُ الدَّوريِّ طريق ابن مجاهد عن أبي الزَّعراء عنه رواها ابن الجَزري من كتاب التَّيسير، قرأ بها الدَّاني على أبي القاسم عبد العزيز بن جعفر البغدادي وقرأ بها على طَاهِرِ عن ابن مُجاهد، ومن المِصْبَاحِ قرأ بها أبو الكَرْم على أبي القاسم يَحْيى بن أحمد بن السَّيبي وقرأ بها على أبي الحسن الحمَّامي، وقرأ على أبي طاهر فروايته لها من طريق المِصْباح تُسَمَّى بدلاً للدَّاني

ص: 166


1- هو محمد بن عبد الملك بن الحسن بن خيرون صاحب كتاب المفتاح في العشر توفي سنة 539 ه. غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجَزري 2: 192
2- هو أبو الكرم الشهرزوري المبارك بن الحسن البغدادي شيخ المقرئين ومصنف: المصباح في القراءات العشر، وانتهى إليه على الإسناد في القراءات وتوفي سنة 550 ه. شذرات الذهب 157:4، وقد تحدث ابن الجزري في النشر عن كل من الكتابين فقال عن ابن خيرون: كتاباً الموضح والمفتاح في القراءات العشر، كلاهما تأليف الإمام أبي منصور محمد بن عبد الملك بن الحسن بن خيرون العطار البغدادي المتوفي ببغداد سنة 539 ه، وقال عن الشهرزوري: كتاب المصباح في القراءات العشر. تأليف الإمام الأستاذ أبي الكرم المبارك بن الحسن بن أحمد بن علي ابن فتحان الشهرزوري البغدادي المتوفي ببغداد سنة 550 ه. النشر 1: 86 - 91

في شيخ شيخه(1)،(2).

والمساوَاةُ: أن يكُونَ بينَ الرَّاوي والنَّبِّي صلى الله عليه وسلم أو الصَّحابي أو مَنْ دُونَه (إلى شيخِ أحَدِ أَصْحَابِ الكُتب كما بَيْنَ أَحَدِ أصحاب الكُتُب والنَّبيّ صلَّى الله عليه وسَلَّم أو الصَّحابي أو مَنْ دُونه)(3) على ما ذكر من العدد.

والْمُصَافَحة: أن يكون أكثر عدداً منه بواحدٍ فكأنه لقي صاحب عن ذلك الكتاب وصافَحهُ وأخذَ عَنْه، مثاله قراءة نافع رواها الشَّاطبيُّ(4) عن أبي عبدالله محمد بن علي النّفزي عن أبي عبدالله بن غُلام الفرس عن

ص: 167


1- ينقل المؤلف هذا الكلام من ابن الجزَري بإيجاز وتصرُّف، ونذكر نص ابن الجزري في هذا الموطن، إذ يقول تحت عنوان: «قراءة أبي عمرو - رحمه الله -» (رواية الدوري) طريق أبي الزعراء عن الدوري، طريق بن مجاهد عنه من سبع وعشرين طريقا، طريق أبي طاهر وهي (الأولى) عن ابن مجاهد من أربع طرق من كتابي: الشاطبية والتيسير، قرأ بها الداني على أبي القاسم عبد العزيز بن جعفر البغدادي... ومن كتاب المصباح قرأ بها أبو الكرم على أبي القاسم يحيى بن أحمد بن السببي وقرأ بها على الحمامي وقرأ عبد العزيز والجوهري والحمامي وبن العلاف أربعتهم على أبي طاهر عبد الواحد بن أبي هاشم البغدادي النشر 1: 123، 124
2- توفي أبو عمرو في قول الأكثرين سنة 154 وقيل سنة 155، وقيل سنة 157، وكان أعلم الناس بالقرآن والعربية مع الصدق والثقة، وتوفي الدوري سنة 246 وكان إمام القراءة في عصره، وتوفي أبو الزعراء سنة بضع وثمانين وكان ثقة ضابطاً محققاً. النشر 134:1
3- ما القوسين ساقط من (أ)
4- هو أبو القاسم الرعيني الشاطبي المقرىء الضرير، ولد بشاطبة، وأتقن القراءات بها على أبي عبدالله محمد بن علي بن أبي العاص النفّزي المعروف بابن اللاية الشاطبي، وله كتاب (التيسير)، وقد استوطن القاهرة وذاع صيته، وكان عالماً في القراءات والتفسير بصيراً بالعربية حافظاً للحديث توفي سنة 590 ه. طبقات المفسرين للداودي 39:2، غاية النهاية 20:2 وأبو عبد الله النفزي توفي سنة 539 ه، وابن غلام الفرس توفي سنة 547 ه، انظر: غاية النهاية 2: 112، 204

سليمان بن نجاح وغيره عن أبي عمرو الدّاني عن أبي الفتح فارس بن أحمد عن عبد الباقي بن الحسن عن إبراهيم بن عمر المقرىء عن أبي الحسين بن بُويان عن أبي بكر بن الأشعث عن أبي جعفر الرّبعي المعروف بأبي نشيط عن قالون عن نافع ورواها ابن الجزري عن أبي محمد بن البغدادي وغيره عن الصائغ عن الكمال بن فارس عن أبي اليُمن الكندي عن أبي القاسم هبة الله بن أحمد الحريري عن أبي بكر الخياط عن الفَرَضي عن ابن بُويان،(1) فهذه مساواةٌ لابن الجزَريّ لأن بينه وبين ابن بويان سبعة وهو العدد الذي بين الشاطبي وبينه، وهي لمن أخذ عن ابن الجزري مصافحة للشاطبي(2).

ومما يُشْبِه هذا التَّقسيمَ لأهل الحديث تقسيمُ القرَّاء أحوالَ الإسناد إلى: قراءةٍ، وروايةٍ، وطَريقٍ، ووَجْهٍ. فالخِلافُ إِن كَان لأحَدِ الأئِمَّة: السَّبعة أو الْعَشَرة أو نحوهم واتفقت عليه الرِّوايات والطُّرق عنه فهو قِراءة، وإن كان للَّراوي عَنْه فروَاية، أو لِمَنْ بَعْده فنازلاً فطريقٌ، أو لَا علَى هَذه الصِّفة ممَّا هُو راجعٌ إلى تخيير القارىء فَوَجْهُ.

الرَّابعُ: من أَقْسَامِ العُلُوِّ: تقدّمُ وفاةِ الشُيخ عن قرينِهِ الَّذِي أخذ عن شيخه، فالأخْذُ مثلاً عن التَّاج بن مَكْتوم أعلى من الأخذ عن

ص: 168


1- راجع قراءة نافع في النَّشر لا بن الجَزَري 1: 99 - 115
2- توفي نافع سنة 169 ه وأصله من أصبهان وكان إمام الناس في القراءة بالمدينة وتوفي ابو نشيط سنة 258 وكان ثقة ضابطاً مقرناً جليلاً محققاً مشهوراً، وتوفي ابن بُويان سنة 344، وكان ثقة كبيراً، وتوفي ابن الأشعث قبيل الثلاثمائة وكان منفرداً بإتقان حرف قالون عن أبي نشيط، وتوفي هبة الله قبيل الخمسين وثلاثمائة، وكان مقرئاً متصدراً ضابطاً مشهوراً. النشر: 2: 112 - 115

أبي المعالي ابن اللِّبّان(1) وعن ابن اللبان أعلى من البُرْهان الشَّامي وإن اشتركوا الأخذ عن أبي حَيْان لتقدُّم وفاةِ الأوَّلِ على الثَّاني والثَّاني على الثالث. الخامس: العُلُوّ بموْتِ الشِّيخ لامَعَ الْتِفاتٍ إلى أثرٍ آخر(2)، أو شيخٍ آخر متى يكون، قالَ بَعْضُ المُحدِّثين: يُوصَفُ الإِسنَادُ بالعُلُوِّ إذا مضى عليه من مَوْت الشَّيخ خَمسُون سنَة، وقال ابن مَنْده(3): ثلَاثُون فعلى هذا أصحاب ابن الجزَري عالٍ من سنة ثلاثٍ وستين وثمانمائة، لأن ابن الجزَريّ آخرُ مَنْ كَان سَنَدُهُ عَالياً(4)، وقد مضى عليه حينئذٍ من موته ثلاثون سنة(5)، فهذا ما حرَّرته من قواعد الحديث وفَرعْتُ عَلَيْه قواعدَ القِراءَات والله المِنَّةُ والحمد(6).

ص: 169


1- ابن اللَّبان: كان أحد الشيوخ الذين تلقى عنهم ابن الجزَري وقد توفي سنة 776 ه، غاية النهاية 2: 72
2- في (أ) لأمر آخر وكذا في الإتقان
3- هو الحافظ المسند أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن الحافظ الشيخ أبي عبد الله محمد بن إسحاق محمد بن يحيى بن مند» الأصبهاني المتوفي سنة 511 ه. تذكرة الحفاظ 4: 125
4- في الإتقان آخر من كان سنه عالياً 1: 209
5- توفي ابن الجزري سنة 833 ه
6- يقول ابن الجزري في ختام حديثه عن أسانيد القراءات العشر: «وإذا كان صحةُ السَّند أركان القراءة... تعين أن يعرف حال رجال القراءات كما يعرف أحوال رجال الحديث، من لا جَرَم اعتنى الناس بذلك قديماً، وأفضل من علمناه تعاطى ذلك وحققه: أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني مؤلف: التيسير، وجامع البيان، وتاريخ القرَّاء، وغير ذلك، وأبو العلاء أحمد العطار الهمداني... مؤلف الغابة في القراءات العشر وطبقات القرَّاء، وغير ذلك... ومن أراد الإحاطة بذلك فعليه بكتابنا: دعاية النهاية في أسماء رجال القراءات الحسن بن أولي الرواية والدراية» النشر 1: 192 وما بعدها

وإذا عَرفتَ العُلُوِّ بأقْسامِه عرفتَ النُّزُولَ فإنَّه ضِدُّه، وحيث ذُمّ النُّزُولُ فهو مَا لَم يَنْجَبِرٌ لكونِ رجالِهِ أَعْلَمَ أَوْ أَتْقَن أو أَجَلَّ أو أشْهَر أَوْ أَوْرَعَ، أما إذا كان كذلك فليس بمَذْمُوم ولا مَفْضُولٍ، والعَالي: ما صحَّ إسنَادُه ولو بلغت رُوَاتُه مَائَةٌ والله سبحانه وتعالى أعلم.

ص: 170

النَّوع التَّاسِعُ والعشرون: الْمُسَلْسَل

هذا النَّوعُ مِنْ(1) زيادَتي: والْمُسَلْسَلُ: ما تَوارَدَت رُواتُه على صفةٍ أو كيفيَّةٍ واحدة، وقسَّمه أهلُ الحديث إلى أقْسامٍ لا يتأَتَّى غالبُها هنا ومِنْه ما تَسَلْسَلَ في أوَّلِه وَانْقطع - ولو اعْتنى القُرَّاءُ به كاعْتِناءِ المحدِّثين لاتَّصَلَ لَهُمْ مِنْ ذَلك شَيءٌ كثير، وأكْثُر مَا يَقَعُ التِّسلسُلُ هُنَا بصفاتِ الرُّواة كالتَّسَلْسُلِ بالقُرَّاء الحُفَّاظ، والقُرآن كلُّه بهَذِه الصِّفة، فإنه نَقله قارىءٌ عن قارىءٍ إلَى مُنْتَهاه، وكَانَ بكَوْن رجالِ الإسنَادِ كِلّهم مُعَمِّرين أو شَافِعِيّين أوْ أندلُسيين أو دِمَشْقيين أو مَكِّيين أو نحو ذلك، وقد وقَعتْ لَنا سورةُ الصَّفِّ مُسَلْسَلَةٌ بقراءةِ كُلِّ شَيْخ على الرَّاوي، وأخبرني المسْنِد المعَمِّر أبو عبيدْ الله محمد بن أحمد الحاكم رحمه الله بقراءَتي عليه، أنبأنا أحمد عبد الواحِد المقرىء أخبرنا أبو العباس أبو اسحاق ابراهيم بن بن أحمد بن أبي طالب الصَّالحي أخبرنا أبو النجا بن اللَّتي أخبرنا أبو الوقت السّجْزِي أخبرنا أبو الحَسن الدَّاوُدِي أخبرنا أبو محمد السَّرْخسي أخبرنا أبو عمران السّمرقنْدي أخبرنا أبو محمد الدّارمي أخبرنا محمد بن كثير عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سَلَمة عن عبد الله بن سَلام

ص: 171


1- أي ما ذكره زيادة على الأنواع التي ذكرها البلقيني في كتابه: مواقع العلوم من مواقع النجوم

قال:(1) فَعَدْنَا نَفَرٌ من أصحابِ رسُول الله صلى الله عليه وسلم فتذاكرنا فقلنا؛ لَوْ نَعْلَمُ أَيّ الأعمالِ أَحَبُّ إلى الله عز وجل لَعَمِلْناه فأنزل الله: «سَبِّح الله ما في السَّمَواتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكيم. يَأَيُّها الَّذِينَ ءَامَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ»(2) حتى خَتَمَها.

قال عبدالله(3) فقَرأها علينا ابنُ سلَّام، قالَ يحيى: فقرأها علينا أَبُو سَلَمة، قال الأوزاعي فقرأها علينا يحيى، قال ابنُ كَثير: فقرأها علينا الأوْزَاعي، قال الدّارمي: فقرأها علينا ابنُ كثير، قال السَّمرقندي(4): فقرأها علينا الدّارمي، قال السِّرخسي: فقرأها السَّمرقندي، قال الدّاودي:

ص: 172


1- ينقل المؤلف هذا التسلسل من النشر بتصرُّف قد يتغير معه المعنى لذا تذكر النَّصَّ كما ورد في النشر: «فأما سورة الصِّف: فأخبرني بها جماعة من الشيوخ الثقات بمصر ودمشق وبعلبك والحجاز ومنهم المسند الصالح أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن صديق بن إبراهيم الصوفي المؤذن بقراءتي عليه في يوم الأحد الرابع من ذي الحجة الحرام سنة اثنين وتسعين وسبعمائة بالمسجد الحرام، تجاه الكعبة المعظمة، قال أخبرنا أبو العباس أحمد بن أبي طالب بن نعمة الصالحي؛ قال: أخبرنا أبو المنجا عبدالله ابن عمر بن اللتي الحريمي، أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب الصوفي، أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد الداودي، أخبرنا أبو محمد عبد الله أحمد بن حموية السرخسي أخبرنا أبو عمران بن عيسى بن عمر بن العباس السمرقندي، أخبرنا أبو محمد عبدالله بن عبدالرحمن الدارمي، أخبرنا محمد بن كثير عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن عبد الله بن سلام قال: قال: ...النشر في القراءات العشر 194:1
2- سورة الصف من آيات 1-3، وقد رواه الترمذي جامع الأصول 386:2، وسنن الترمذي 4: 85، 86
3- في (أ) قال أبو سَلَمَة، وفي النشر الذي ينقل منه المؤلف: «قال عبد الله: فقرأها علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ختمها، قال أبو سلمة: فقرأها علينا بن سلّام، قال: يحيى: فقرأها علينا أبو سلمة... النشر: 194:1
4- السَّمرقندي: هو صاحب كتاب: الغنية في القراءات، وكان شيخ القراء بسمرقند، وعاش إلى ما بعد الأربعمائة. غاية النهاية 105:1. والسرخسي هو: إمام في القراءات توفي سنة 414 ه. غاية النهاية 1: 161

فقرأها علينا السَّرخسي، قال أَبُو الوقت(1): فقرأها علينا الدّاودي،(2) قال ابنُ اللّتي: فقرأها علينا أَبُو الوقت، قال أبُو العباس فقرأها علينا بن اللّتي، قال أبو إسحاق: فقرأها علينا أبو العباس قال أَبُو عبدالله: فقرأها علينا أبُو إسْحاق، قلتُ: فقرأها علينا أبُو عبد الله.

ومن هذا النوع ما رواه البيهقي في الشعب من طريق عكرمة بن سليمان قال: قرأت على إسماعيل بن عبدالله بن قُسْطَنطين(3) فلما بلَغْتُ: والضُّحَى قال: كَبِّر عند خَاتِمةِ كُلِّ سُورةٍ حتَّى تَخْتِم(4)، وأخبَره أنَّهُ قَرَأَ على مجاهدٍ فأمرهُ بذلك وأخبره مُجاهد أن ابن عبَّاس أمَره بذَلك وأخبره ابن عباس أن أُبَيّ بن كعبٍ أَمَرَه بذَلِك، وأخبره أُبَيّ أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرَه بذلك، ورواه ابنُ الجَزَري متّصِلَ السِّلْسِلَة إلى عكرمة، والله سبحانه أعلم.

ص: 173


1- في النشر الذي ینقل منه المؤلف وهو الأنسب: «قال عبد الأول (أبو الوقت) فقرأها علینا الداودي، قال ابن اللتي: فقرأها علینا: عبد الأول (أبو الوقت)، قال ابن نعمة الصالحي (أبو العباس): فقرأها علینا ابن اللتي، قال شیخنا ابن صدیق (أبو إسحاق) تجاه الکعبة المعظمة. النشر 1: 195
2- الصواب: الدَّاوُدي كما في النشر، وقد وردت في النسختين: أ، ب: الدارمي - وهو تحريف
3- في (أ) قسطنطين بدون «ابن». والصواب: ابن قسطنطين ليوافق ما ورد في النشر الذي ينقل عنه المؤلف، وراجع تفصيل الكلام عن ذلك في النشر لابن الجزّري 2: 110 وما بعدها
4- في النشر: ...فلما بلَغْتَ (والضُّحَى) قالَ لي: كبِّر عند خاتمة كُلِّ سورة حتى تختم فإني قرأتُ على عبد الله بن كثير فلمَّا بلغْتُ (والضُّحَى) قال لي كبِّر عند خاتمة كل سورة حتى تختم... النشر: 413:2

النَّوْعُ الثَّلَاثُونِ والحَادِي وَالثَّلاثُونَ: الابْتِدَاءُ والْوَقْف

هَذَان نَوْعَان مُهِمَّان، ولأئِمَّة القُرّاء فيهما تصَانيف، والكلام في ذلك في أمْرَيْن: ما يُوقَفُ عَلَيْهِ ويُبْتَدَأُ بِهِ، وكيْفيَّةُ الْوَقْف، والحاجَةُ إلى الأمْرِ الَأوَّل(1) أهمُّ من الثاني(2) كما لا يخفى، وعجبت للبلقيني كيف تركه وتكلَّم في الثاني.

الأوَّل: الأفْضَل الوقْفُ عِنْدَ رأسِ كلِّ أَيةٍ للحديثِ السَّابقِ في النَّوع الرَّابع والعِشرين(3)، وممَّن اخْتَارَهُ: أبو عمرو بن العلاء(4) والبيهقي(5) في الشعب(6) وخَلائق. ثم الكلَامُ إمَّا أن يكون تاماً بأن لا يكون له تعلُّقٌ بما بَعْدَهُ ألبتة لا مَعنىً ولا لَفْظاً فالْوَقْفُ عليْه يُسَمَّى

ص: 174


1- ما يوقف عليه ويبتدأ به
2- كيفية الوقف (6)
3- الذي رواه الترمذي وأبو داود والنسائي عن أم سلَمَة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقطِع قراءته: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمين. الرَّحْمن الرَّحيمْ. ثم يقف. جامع الأصول 462:2، وسنن الترمذي أبواب القراءات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. 257:5
4- هو أبو عمرو بن العلاء أحد القراء السبعة، توفي بالكوفة سنة 154 ه. وفيات الأعيان 136:3
5- راجع: النشر لابن الجزَري عند كلامه على: الوقف والابتداء 1: 224 وما بعدها
6- شُعب الإيمان

بالتِّام، ويُبْتَدأْ بمَا بَعْدَه وأكْثرُهْ في رؤُوس الآي وانْقِضَاء القَصص(1)، وقد يكون قبل انقضاءِ الآية نحو: «وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةٌ...» فيه انقِضاءُ حكايةِ كلام بلقيس ثم قال تعالى: «وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ» كذا قال ابن الجَزَري وفيه بَحْثٌ.

وقد يكونُ وَسَط الآية نحو: «لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءني»(2) وبعد الآية بكَلِمةٍ نحو: «مِنْ دُونِهَا سِتْراً كَذَلِكَ»(3)، وقد يكونُ تاماً على تفسير وإعرابٍ، غير تامٍّ على آخَر(4) كآية: «وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا الله»(5) - وإن كان له تعلُّق به من جهةِ المعنَى فقط فالوقْفُ عليه يُسَمَّى بالكافي ويُبْتَدَأُ بما بَعْدَه أيضاً - أو من جهة اللَّفظِ فقط فهو الْحسَن يُوقَفُ عليه ولا يجوز الابتداء بما بعدَه إلا أن يكونَ رأسَ آية، وقد

ص: 175


1- نحو الوقف على: (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحيم) والابتداء «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِين» ونحو الوقف على «مَالِكِ يَوْمِ الدِّين» والابتداء «إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ» ونحو: «وَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُون» سورة البقرة: آية 5، والابتداء «إنّ الَّذِينَ كَفَرُوا» سورة البقرة: آية 6. النشر 1: 226 وما بعدها
2- سورة الفرقان: آية 29، فإن ذلك تمام حكاية قول «أبيّ بن خلف»، ثم قال تعالى: «وَكَانَ الشَّيْطَانُ خَذُولا» النشر 227:1
3- سورة الكهف: آيتا 90، 91، فآخر الآية (سِترأ) وتمام الكلام: «كذلك» أي أمر ذي القرنين كذلك، أو كذلك كان خبرهم، على اختلاف بين المفسرين في تقديره مع إجماعهم على أنه التمام
4- نصّ العبارة في النشر: «وقد يكون الوقف تاماً على تفسير أو إعراب ويكون غير تامّ على آخره 227:1
5- سورة آل عمران: آية 7، وقف تام على أن ما بعده مستأنف وهو قول ابن عباس وعائشة وابن مسعود وغيرهم، وغير تام عند آخرين والتمام عندهم على (والراسِخُونَ فِي العِلْم) فهو عندهم معطوف عليه، وهو اختيار ابن الحاجب وغيره، النشر 1: 227

يكون كافياً وحسناً على تأويل وغَيرَهُمَا على آخر نحو: «يُعلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ»(1)، كَافٍ إِنْ جُعِلَت (ما)(2) بعده نافية، وحَسَنُ إِنْ جُعِلَت مَوْصُولة - وإن لم يتمّ الكلامُ فهو الوقف القبيح وإنما يجوزُ ضَرورةً بانقطاع النَّفَس، كالوقف على المضافِ والمبتدأ والمُوصول والنِعت دون متمّماتها وبَعْضُه أقْبَحُ من بعض، والمرادُ بالقُبْحِ من جهة الأَدَاءِ لا الشَّرْع فليس بحرامٍ ولا مكروهٍ إلَّا أنْ قصد تحريفُ المعنى عن مواضِعه وخلاف ما أراد الله تعالى فإنه يَحْرُم(3) - ومِنَ الْوقفِ ما يتأكّدُ استِحبابُه، وهُوَ ما لَوْ وُصِلَ طَرفاهُ لأوْهَمَ غير المُراد وبعضُهم عبَّر عنه بالواجب ومراده ما تقدم نحو: (وَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ)(4) ويَبْتَدِىءُ: (إِنَّ الْعِزَّةَ لله جَميعاً) لِئَلَّا يُوهِمَ أنَّ ذلك مقولُ القَوْل، وقد تحرَّى(5) قومٌ الوقفَ على حرفٍ وآخرون على آخر، ويمتنع الجمع بينهما كالوقف على: «لَارَيْب»، وعلى: «فيه»(6)

ص: 176


1- سورة البقرة: آية 102
2- «وما أُنْزِلَ عَلَى المَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ...» الآية السابقة. والوقف الكافي يكثر في الفواصل وغيرها نحو: «ومما رزقناهم ينفقون، وعلى: هدّى من ربّهِمْ، وكذا: يُخادِعُون الله والذين آمَنُوا...». والوقف الحَسَنُ نحو الوقف على: (بسم الله) وعَلَى (الحمدُ الله) وعلى ربِّ العالمين) النشر: 228:1
3- من أمثلة الوقف القبيح الوقف على: بِسْمِ، وعلى: الحمد، وعلى: ربّ ومَلِكِ يوم، وإِيَّاكَ، وصِرَاطَ الَّذينَ، وغيرِ المغضوبِ، فكل هذا لا يتم عليه كلام ولا يفهم منه معنى. النشر 229:1
4- سورة يونس: آية 65، في النشر وهذا هو الذي اصطلح عليه السجاوندي: لازم وعبر بعضهم: بالواجب 232:1
5- في (أ) وقد يجيز
6- من قوله تعالى في سورة البقرة: «ذَلِكَ الكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى للمُتَّقِين» آية 2

فإنه لا يجوز على أحدهما إلا بشرط وَصْلِ الآخر(1)، ويُغْتفَر مخالفةً ما تقدَّم في طُولِ الفَواصِل والقَصص ونحوها وحالة جَمْع القراءات. أمَّا الابْتداء فلا يكونُ إلَّا اختيارياً فلا يجوز إلا بمستقِلٍ(2)، ویکون أیضاً تاماً وکَافیاً وحسناً وقبیحاً بحسب التَّمام وعدمِه وفسادِ المعنی وإحالته(3) وقد يكون الوقفُ قبيحاً والابتداءُ جيداً نحو: «مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا»(4) فالوقف على الإشارة قبيحُ لأنه مُبتدأ ولايهامِه الإشارة إلَى الْمرقَد، والابتداءُ به مع ما بعده كافٍ أوتامّ، والقرَّاء مختلفون في الوقفِ والابتداء: فنافعٌ كان يُراعي محاسنَهما بحسب المعنى، وابنُ كَثيرِ وحَمْزةً: حيثُ ينقطِعُ النَّفَس، واستثنَى ابنُ كثير: «وما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا الله»(5) «ووَمَا يُشْعِرُكُمْ»(6)، «إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَر»(7) فتعمَّد الوقف عندها، وأبو عَمْرٍ ويتعمَّدُ رُؤُوسَ الآي، وعاصِمٌ والكِسائيُّ حيث تَمَّ الكلامُ والباقون راعَوا أحْسَن الحالتين وقفاً وابتداءً(8).

ص: 177


1- في النشر: قد يجيزون الوقف على حرف، ويجيز آخرون الوقف على آخر، ويكون بين الوقفين مراقبة على التضاد، فإذا وقف على أحدهما امتنع الوقف الآخر، كمن أجاز الوقف على (لا ريب) فإنه لا يجيزه على (فيه) والذي يجيزه على (فيه) لا يجيزه على (لا ريب) النشر: 237:1
2- في (أ) بمستغل وفي الإتقان: بمستقلٍّ بالمعنى موفٍ بالمقصود وهو الأنسب 238:1 وكذلك في النشر 1: 230
3- في (أ) وأصالته، وفي الإتقان: وإحالته وهو الأنسب
4- سورة یس: آیة 51
5- سورة آل عمران: آية 7
6- سورة الأنعام: آية 109
7- سورة النحل: آية 103
8- راجع تفصيل الكلام على ذلك في النَّشر 1: 238

الثاني(1): قِسْمان: الأوَّل: الوقف على أواخِرِ الكِلم، فالمتحرِّكُ يوقف عليه بالسُّكُون وهو الأصْل، ووردت الرواية عن الكوفيين وأبي عمرو بالإشارة إلى الحَركة، ولم يأت عن الباقين شيء، واستحسنه أكثرُ أهل الأداء في قراءتهم أيضاً - والإشارةُ إمَّا: رَوْمٌ وهي النُّطق ببعضِ الحركة وقيل: تضعيفُ الصَّوْت بها حتى يذهبَ معظَمُها، قال ابن الجَزَرِيّ: والقولان بمعنًى واحد، ويكون في الضَّمِّ والكَسْر - وإمَّا: إشْمامُ وهو الإشارة إليها(2) بلا تصويت بأن تجعلَ شَفَتيك على صُورتِها إذا لفَظَت بها وإنما يكونُ في الضمّ سواءٌ فيهما حركةُ البناءِ والاعرابِ إذا كانت لازمة، أما العارضة وميم الجمع عند من ضمَّ وهاء التأنيث فلا رَوْم في ذلك ولا إشمام - وقيَّد ابن الجزَريّ هاءَ التأنيث بما وقف عليها بالهاء بخلاف ما يوقف عليها بالتَّاء للرَّسم، ووقف على: (إذَنْ)، والمنوَّن المنصوب بالألف.

ثانيهَما: الْوَقْفُ على الرَّسم(3)، قال الدَّاني: وقف الجمهورُ عليه، ولم يُروَ عن ابن كثير وابن عامر فيه شيء، واختار الأئمةُ الوقوف عليه في مذهبهما موافقة للجمهور، وقد اختلف عنهم في مواضِعَ منها: الهاءُ

ص: 178


1- وهو كيفية الوَقْف، وفي النشر في باب الوقف على أواخر الكلم: اعلم أن للوقف في كلام العرب أوجهاً متعددة والمستعمل منها عند أئمة القرَّاء تسعة وهي: السكون، والرّوم والإِشمام، والإبدال، والنقل، والإدغام، والحذف، والإثبات، والإلحاق، النشر 2: 120
2- أي إلى الحركة
3- تحدث ابن الجزري عن ذلك بتفصيل تحت قوله: باب الوقف على مرسوم الخط، وهو ، وهو خط المصاحف العثمانية التي أجمع الصَّحابة عليها... وقد أجمع أهل الأداء وأئمة القرَّاء على لزوم مرسوم المصاحف فيما تدعو الحاجة إليه اختياراً واضطراراً.. النشر 2: 128

المرسومة تاء(1) فوقف عليها أبُو عمرو والكسائي وابن كثير في رواية البَزّي بالهاء وكذا الكسائي في: مَرْضَات - واللَّات - وذَات بهجة - وَلَاتَ حِين - وهَيْهات - وتابعه البزِّي على هَيْهات فقط(2)، وكذا وقف ابن كثير وابن عامر على: (يَا أَبَتِ) حيث وقع(3)، ووقف الباقون على هذه المواضع بالتاء، ووقَفَ الكسَائِيُّ في رواية الدُّوريّ على الياء من: (وَيْكَانُ الله) وروى عن أبي عمرو أنه وقف على الكاف والباقون على الكلمة بأسرها(4)، ووقفوا على لام نحو: (مَالِ هذا الرَّسُولِ)(5)، وعن الكسائي رواية على «ما» وعلى «اللام»، وعن أبي عمرو على «ما» فقط، ووقف حمزة والكسائي على: «أَيَّا» في: «أَيَّاً مَا تَدْعُوا»(6) والباقون على «مَا»، ووقف أبو عمرو والكسائي بالألف في: «أَيُّة المؤمِنُون»(7)، «يَا أَيُّة السَّاحِرُ»(8)، «أَيُّة الثَّقَلان»(9)، والباقون بلا ألف، والكسائي

ص: 179


1- مثل: (رحمت، نعمت، شجرت، وجنت وكلمت) النشر 2: 129
2- في (أ): هيهات هيهات، أي تابع البَزّي الكسائي في الوقف بالهاء على «هيْهات»، دون الكلمات الباقية حيث يقف عليها بالتاء على الرسم كبقية القرَّاء غير المذكورين، وتفصيل ذلك في النشر 2: 128 وما بعدها
3- أي بالهاء وهي في: يوسف، ومريم، والقصص، والصافات
4- في النشر: (ويْكأن، وويْكأنَّه) وكلاهما في القصص 82، 83. فأجمعت المصاحف على كتابتهما كلمة واحدة موصولة، واختلف في الوقف عليهما عن الكسائي وأبي عمرو فروى جماعة عن الكسائي أنه يقف على الياء مقطوعة من الكاف، وعن أبي عمرو أنه يقف على الكاف مقطوعة من الهمزة، وأكثرهم يختار اتباع الرسم. النشر 2: 151
5- سورة الفرقان: آية 7، وتفصيل الكلام على ذلك في النشر 2: 146
6- سورة الإسراء: آية 110، واقرأ تفصيل الكلام على ذلك في النشر 2: 144 وما بعدها
7- سورة النور: آية 31
8- سورة الزخرف: آية 49
9- سورة الرحمن: آية 31، في النشر وقف أبو عمرو والكسائي ويعقوب في المواضع الثلاثة بالألف على الأصل خلافاً للرسم، والباقون بالحذف اتباعاً للرسم. النشر 142:2

على: «وَادِي النَّمِلْ»(1) خاصة بالياء، والباقون بدونها، وتفرَّد البَزِّي بزيادة هَاء السكت في الوقف على (مَا) الاستفهامية مجرورة بحرف، وسكنها غيره(2)، وللباب تتمات تعرف من كتب القراءات، والله تعالى أعلم.

ص: 180


1- سورة النمل: آية 18، وفي النشر والأصحُّ عنه هو الوقف بالياء على وادي النَّمل)... وإن كان الوقف عليه بالحذف عنه أيضاً 139/2
2- في النشر: وأما (ما) الاستفهامية فإنها إذا دخل عليها حرف الجر حذف الألف من آخرها واتصل بها فصارت كلمة واحدة سواء كان حرف الجر على حرف واحد أو أكثر ووقعت في القرآن (لِمَ، وَبِمَ، وفِيمَ، ومِمَّ، وعَمَّ) النشر 153:2

النَّوْعُ الثَّاني والثَّلاثُون: الإِمالَة

قال أبُو عَمْرو الدَّاني: أمالَ حمزةُ والكسائِيُّ كُلَّ اسْمٍ أوْ فعلٍ ألِفُه منقَلِبةُ عنْ ياء كمُوسَى، وعيسَى، وَمَثْوَاكُمْ، ومَأْوَاكُم، وأَنّى بمعنى كَيْف ومتَى، وبلَى، وَعَسَى - وكذا كُلُّ مَرْسُوم بالياءِ إلَّا: حتَّى، ولَدى، وإلى، وعَلَى، ومازكَى - ولَمْ يُميلا واوياً كالصَّفا، وعَصا، وشَفَا جُرُفٍ، ودَعا، وخَلا(1).

وقرأ أبُو عمرٍو ما كان فيه راءً بعدها ياء بالإِمَالَة أو رأس آية «أجزائها على ياءٍ أو هاءٍ»، أو كان على وزن فُعْلَى بالفتح أو الكسر أو

ص: 181


1- في النَّشر: إن حمزة والكسائي وخلفاً أمالوا كل ألف منقلبة عن ياء حيث وقعت في القرآن، سواء كانت في اسم أو فعل فالأسماء نحو: (الهُدى، والهَوى والعمى.....) والأفعال نحو: (أتى، وسقى، واجتبى، واستعلى) وتُعرَف ذوات الباء من الأسماء بالتثنية، ومن الأفعال برد الفعل إليك... فتقول في اليائي من الأسماء: كالمولى والهدى والمأوى: مَوْليان، وهُدَيان، ومأوَيان، وتقول في اليائي من الأفعال نحو: أتي، ورمى، وعى، ورميت وعسيت... وكذلك يميلون كل ألف تأنيث جاءت من: فُعِلى مفتوح الفاء أو مضمومها أو مكسورها: نحو مَوْلَى، ودُنْيَا وذكْرى وكذلك يميلون منها ما كان على وزن: فُعَالى مضموم الفاء أو مفتوحها نحو: أُسارَى، ويَتَامي... وكذلك أمالوا ما رسم في المصاحف بالياء نحو: متي، بلي، يا أسفي... واستثنوا من ذلك: (حتى، إلى، على، لَدَى، ما زَكَى منكم) فلم يميلوه. انظر: «باب مذاهبهم في الفتح والإمالة وبين اللفظين» النشر 2: 29 وما بعدها

الضم ولم يكن فيه راء: بَيْنَ اللفظين، وما عدا ذلك بالفتح(1)، وقرأ ورش جميع ذلك: بَيْنَ اللَّفظَين إلَّا مَا كَانَ في سور أو أجزائها على هاء فأخلَصَ الفتح فيه على خُلْفٍ بين أهل الأداء في ذلك(2).

وأمالَ أبُو بكر (رَمَى) في الأنفال، و«أَعْمَى في موضِعَي (سُبْحان)(3) وأمال أبو عمرو «أَعْمَى» الأوَّل فقط، وأمال حفصٌ عن عاصم: (مَجْرَهَا)(4) في هود فقط. وتفرَّدَ هِشَامُ بإمالة: (مَشَارِبْ)(5) في يس، وفي (عَيْنِ ءَانِية)(6)، وفي «عابِد» أي في قَوْله تعالى: «وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُد» الثّلاث في سورة الكافرون(7)، وقرأ الباقون بإخلاص الفتح في كل ما ذكر، هذه أصول الإمالة ومواضعُ تفرُّد حمزة والكسائيّ، ومشاركة أبي عمرو والكسائي، ومَحَلُّ عَدِّهَا كتبُ القِراءَات(8).

ص: 182


1- الفتح: هو فتح القارىء لفيه بلفظ الحرف، وهو فيما بعده ألف أظهر... والإمالة: أن تنحوَ بالفتحة نحو الكسرة وبالألف نحو الياء كثيراً، وبَيْن اللفظين: أن تَنْحُوَ بالفتحة نحو الكسرة وبالألف نحو الياء قليلًا النشر 2: 29، 30
2- وفي النشر: واختلف عن ورش في جميع ما ذكرناه من ذوات الراء حيث وقع في القرآن، فرواه الأزرق عنه بالإمالة بينَ بينَ، ورواه الأصبهاني بالفتح، النشر 41:2
3- من قوله تعالى في سورة الإسراء: «وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلَّ سَبِيلاً» آية 72، وراجع تفصيل ذلك في النشر لابن الجزَري 42:4، حيث لا يذكر المؤلف إلَّا نزراً يسيراً مما قيل هناك
4- سورة هود: آية 41
5- سورة يس: آية 73
6- سورة الغاشية: آية 5، وانظر: النشر 2: 65
7- في (أ) «وعابد» الثلاثة في سورة الكافرين. وفي النشر الذي يختصره المؤلف هنا بصورة فيها إخلال: (وأما عَابدون - كلاهما - وعابد) وهي في الكافرون فاختلف فيه أيضاً عن هشام، فروى إمالته الحلواني عنه، وروى فتحه الداجوني، النشر 2: 66
8- راجع: (باب مذاهبهم في الفتح والإمالة وبين اللفظين) لابن الجزرّي في النشر 2: 29 وما بعدها

النَّوع الثَّالث والثَّلاثون: المَدّ

تُمَدُّ الهمزة إذا أصبحت حرف لينٍ في كلمة واحدة تطرَّفت أو توسَّطت فلا خلاف بينهم في تمكين حرف المد زيادة(1)، فإن كانت لهمزةُ أوَّل كلِمة والمدُّ آخر كلمةٍ أُخْرى(2) فاختلفوا في زيادة التمكين له نحو: «مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ»(3) فابن كثير وقالون والبَزِّي يَقْصُرُون حَرْفَ المدِّ فلا يزيدونَ على ما فيه من المدَّ الذي لا يُوصَل إليه إلَّا به(4)، والباقون يطوّلونه وأطولهم مدًّا في الضَّرْبَين وَرش وحمزة ثم عاصم ثم أبن عامر والكسائي ثم أبو عمرو من طريق أهل العراق وقالُون من طَريق أَبِي نُشَيط، وهذا كُلُّه تقريب، وإنما هُو علَى مِقدارِ مذاهبهم في التَّحقيق والحَدْر، ونَقَلَ بعضُهم أنَ مَدّ ورش وحمزة قدرُ سِتّ ألِفاتٍ، وقيل: بل

ص: 183


1- المدّ: هو عبارة عن زيادة مطّ في حرف المدّ على المدّ الطبيعي، وهو الذي لا يقوم ذات حرف المدّ دونه، والقَصْر، عبارة عن ترك تلك الزيادة وإبقاء المدّ الطبيعي على حاله، وحروف المدّ هي: الألف والواو والياء. النشر 1: 313
2- ويعرف بالمدّ المنفصل، وما قبله وهو إذا كان المدّ الهمزة في كلمة واحدة ويعرف مع بالمتصل مثل: (أولئك، أولياء، يُضيىء) النشر 1: 313
3- سورة البقرة: آية 4
4- وتعرف هذه المرتبة بالمرتبة الأولى (قصر المنفصل) وهي حذف المدّ العرضي وإبقاء ذات حرف المدّ على ما فيها من غير زيادة. النشر 1: 321

خمسٍ، وقيل: أربع، وعن عاصم: ثلاث، وعن الكسائي قدر ألِفين ونصف، وعن قالون: قدرُ ألِفين، وعن السّوسي(1)، ألف ونصف، والله سبحانه أعلم.

ص: 184


1- هو: علي بن عبد الرحمن اللغوي السوسي أبو العلاء ذكره ياقوت فقال: من أهل الأدب واللغة، بغية الوعاة 2: 174، وراجع الكلام على: مراتب المدود في النشر لابن الجزري 321:1 وما بعادها

النَّوعُ الرَّابع والثلاثون: تَخْفِيفُ الْهَمْز

هو أربعة أنواع:

أحدها: النقل لحركتها إلى الساكن قبلها فتسقط نحو: «وقد افْلَحَ»(1) بفتح الدال، وبه قرأ نافع من رواية ورش، وذلك حيث كان السَّاكن صحيحاً آخِراً والهمزة أوَّلاً، واستثنى أصحاب يعقوب عن ورش: «كَتَابِيهْ إنِّي طَنَنْتُ»(2)، فسكَّنوا الهاء وحققوا الهمزة، وأما الباقون ذلك فحققوا وسكنوا في جميع ذلك.

ثانيهَا: إبدالُها حرف مد من جنس حركة ما قبلها، فتُبدَلُ ألفاً بعدَ فتحة(3)، وواواً بعد ضمة(4)، وياءً بعد كسرة(5)، وبه يقرأ أبو عمرو سواء كانت الهمزة فاءً أو عيناً أو لاماً إلا أن يكون سكونُها جَزْماً(6)، أو

ص: 185


1- سورة المؤمنون: آية 1
2- سورة الحاقة: آيتا 19، 20، وقال ابن الجَزري بعد أن سرَد المذاهب في ذلك: وترك النقل فيه هو المختار عندنا والأصح لدينا والأقوى في العربية. النشر 1: 409
3- نحو: (وَامُرُ أَهْلَكَ)
4- نحو (يُومِنُون)
5- نحو (جِيت) الإتقان 1: 278
6- نحو: نَنْسَأْها

بناءً(1)، أو يكون ترك الهمز فيه أثقل(2) أو يوقع في الالتباس(3)، وإن تحركت فلا خلاف عنه في التحقيق.

ثَالِثُها: تسهيلُها بينها وبين حَرْف حركتِها(4)، فإن اتفقت الهمزتان في الفتح سهَّل الثانية: الحرميَّان وأبو عمرو وهشام، وأبدلها ورش ألفاً وابن كثير لا يدخل قبلها ألفاً، وقالون وهشام وأبو عمرو يدخلونها والباقون يحققون(5).

وإن اختلفا بالفتح والكسر(6) سهَّل الحرميَّان وأبو عمرو الثانية، وأدخل قالون وأبو عمرو قبلها ألفاً والباقون يُحقِّقُون، أو بالفتح والضم وذلك في: «قُلْ أَوْ نَبِّئُكُمْ»(7) - «أءُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِكرُ»(8)، «أَءُلْقِي»(9) فقط، فالثلاثة(10) يُسَهِّلون، وقالون يُدْخِل ألفاً، والباقون

ص: 186


1- نحو: أَرْجِئْهُ
2- مثل: «تُؤْوَى إليكَ» في الأحزاب، الإتقان: 278:1
3- مثل: «رِءْيا» في سورة مريم آية 74
4- في الإتقان وبين حركتها بدون حرف 1: 278، مثل: (أَعْجَمِيّ وَعَرَبِيّ) فصلت 44
5- راجع تفصيل هذا الكلام في (باب الهمزتين المجتمعتين في كلمة) النشر 362:1 وما بعدها
6- مثل: (أئِنَّكُمْ، أئِنٌ لنا أجْراً)، والحرميّان: نسبة إلى مكة المكرمة والمدينة المنوّرة، وأوّلهما: عبد الله بن كثير إمام أهل مكة في القراءة، وثانيهما: نافع بن أبي نعيم الكشف عن وجوه القراءات لمكي 15:1
7- سورة آل عمران: آية 15
8- سورة ص: آية 8
9- سورة القمر: آية 25
10- الحرميّان وأبو عمرو

يحققون، لكن عن هشام خلاف - قال الدَّاني: وأشار الصحابة إلى التسهيل بكتابة الثانية واواً انتهى.

رابعها: إسقاطها بلا نقل وبه قرأ أبو عمرو إذا اتفقا في الحركة وكانا في كلمتين، فإن اتفقا كسراً نحو: (هَؤُلاءِ إِنْ كُنتُمْ) جعل ورش وقنبل(1) الثانية كياءٍ ساكنة، وقَالُون والبَزِّي(2) الأولى كياء مكسورة وأسقطها أبو عمرو والباقون يُحَقِّقُونَ، وإن اتفقا بالفتح نحو: (جَاءَ أَجَلُهُمْ) جعل ورش وقنبل الثانية كمدّة، وأسقط الثلاثةُ الأولى، والباقون يُحَقِّقُونَ، أو بالضم وهو: (أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ) فقد أسقطها أبو عمرو وجعلها قالون والبَرزِّي كواوِ مضمومة، والآخران يجعلان الثانية كواو ساكنة، والباقون يحققون، ثم اختلفوا في الساقط هل الأولى أو الثانية؟ الأولى عند أبي عمرو والثانية عند الخليل(3) من النحاة وفائِدَةُ الخِلاف حكمُ المدِّ، فإن كان السَّاقطُ الأولَى فهو منفصِلٌ أو الثانية فهو متَّصِلٌ، انتهى(4).

ص: 187


1- سبق التعريف بورش، وقنبل هو محمد بن عبد الرحمن المكي المخزومي يكنى أبا عمر، ويلقب: قنبلاً، وتوفي بمكة سنة 280 ه، وقيل سنة 291 ه. انظر: تحبير التيسير ص 16، غاية النهاية 2: 165
2- والبزي هو: أحمد بن محمد بن أبي مزة المؤذن المكي، يكنى أبا الحسن ويعرف بالبزي، وتوفي بمكة سنة 240، وقيل سنة 250. المرجع السابق ص 17، وغاية النهاية 1: 119
3- الحرميّان وأبو عمرو
4- راجع تفصيل الكلام على ذلك في باب: (الهمزتين المجتمعتين من كلمتين) من كتاب النشر 1: 382 وما بعدها

ص: 188

النَّوْعُ الْخَامِسُ والثَّلاثون: الإِدْغام

وهو قِسْمَانِ: إدْعَامُ الحرفِ في مثْلِهِ، وإدْغامُهُ في متقاربه، والأوَّل: إمَّا في كلِمة أو كَلِمتين، فلم يُدْغِم أبو عمرو المِثْلين في كَلِمةٍ إلَّا في: «مَنَاسِكَكُمْ»(1) و«مَاسَلَكَكُمْ»(2) وأظهرَ ما عَدَاهُما نحو: «جِبَاهُهُمْ» و «وُجُوهُهُمْ» وأما في كلمتين فإنه يُدْغِم الأول سواءٌ سكن ما قبله أم تحرك في جميع القرآن إلَّا في لقمان فلا تحريك كغيره، وإلَّا إذا كان الأوَّلُ من المثلين مشدَّداً أو منوَّناً أو تاء خطابٍ أو تكَلُّمٍ، فإن كان معتلًا نحو: «وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسلامِ»(3) ففيه خلافٌ، إلَّا: «وَيَا قَوْم مَنْ يَنصُرُني»(4) «وَيَا قَوْم مَالِي»(5) فلا خلاف فيه وإن كان معتلًا، وأمَّا «آلَ لُوطٍ» حيث وقع فأظهره عامَّةُ البغداديين، وعلّله ابنُ مجاهدٍ بقلةِ حروف الكلمة، قال الدَّاني: وقد أجمعوا على إدغام (لَكَ كثيراً) وهو أقل حروفاً منه فدلَّ على صحة الإدغام فيه، قال: وإن صح الأوَّلُ فذلك

ص: 189


1- سورة البقرة: آية 200
2- سورة المدثر: آية 42
3- سورة آل عمران: آية 85
4- سورة هود: آية 30
5- سورة غافر: آية 41

لاعتلال عينه إذ كانت ماء فقلبت همزة(1)، وأما المتقارِبان(2) فقسمان أيضاً، فلم يُدغمُ أبو عمرو أيضاً مما في كلمةٍ إلَّا القاف المتحرك ما قبلها في ضمير جمع المذكر(3)، وأظهر ما عداها والقاف الساكن في الكاف في ما قبلها أو التي في غير جمع(4)، وأَدْغَمَ مِمَّا فِي كَلِمَتَيْنِ: الحاء في العين في: «زُحْزِحَ عن النار»(5) فقط، والقاف في الكاف وعكسه إذا تحرَّك ما قبْلَها، والْجِيمُ في الشِّینِ والتاء في: «أَخْرَجَ شَطْأَه»(6) و «ذي الْمَعارج تَعْرُجُ»(7) فقط، والشين في السِّين في: «الْعَرْش سَبِيلاً»(8) فقط، والضاد في الشين في: «لَبِعْضِ شَأْنِهم»(9) فقط، والسّين: في الزّاي والشين في: «النُّفوسُ زُوِّجَتْ»(10)

ص: 190


1- في النشر الذي يختصره المؤلف اختصاراً مخلاً: «قال الداني: وإذا صحَّ الإظهار فيه... فإنما ذلك من أجل اعتلال عينه بالبدل إذ كانت هاءً على قول البصريين، والأصل: أهل، وواواً على قول الكوفيين، والأصل: أوَّل، فأبدلت الهاء همزة لقرب مخرجها وانقلبت الواو ألفاً لانفتاح ما قبلها فصار ذلك كسائر المعتل الذي يؤثر الإظهار فيه للتغيير الذي لحقه لا لقلة حروف الكلمة». النشر 282:1
2- التماثل: أن يتفقا مخرجاً وصفة، والتجانس: أن يتفقا مخرجاً ويختلفا صفة، والتقارب: أن يتقاربا مخرجاً أو صفة أو مخرجاً وصفة
3- نحو (خلقكم، رزقكم)
4- مثل: (ميثاقكم، ما خلقكم، بِوَرِقِكُمْ، نرزقك) النشر 1: 286
5- سورة آل عمران: آية 185، لطول الكلمة وتكرار الحاء، ولذلك يظهر فيما عداه نحو: (لا جُناح عليكم) النشر 1: 290
6- سورة الفتح: الآية الأخيرة
7- صورة المعارج: آية 4
8- سورة الإسراء: آية 42
9- صورة النور: آية 62
10- سورة التكوير: آية 7

و«الرَّأْسُ شَيْباً»(1) فقط، والدَّال: في حروف بمواضع مخصوصة وحيث كُسِرَتْ أو ضُمَّتْ بعد ساكن في الطاء والذال والتاء والجيم والسين وفي الظاء والضاد والشين والصِّاد والزاي بمواضع مخصوصة(2)، والتَّاء: في الذال، والثَّاء والشين والضاد في مواضع مخصوصة، وفي السين مطلقاً(3)، والرَّاء: في اللام وعکسه إذا تحرك ما قبلها أو سکن وضمت أو کسرت(4)، واستثنی: «قَالَ ربِّ»، «وقَالَ رَبُّکُمْ»، «وَقَالَ رَبُّنَا» فأَدْغَمَهُ وإن فقد الشرط(5). والنّون في اللّام والرّاء إن لم یسکن ما قبلها مطلقاً(6) إلَّا: «وَنَحْنُ لَهُ» و«فَمَا نَحْنُ لَکُمَا» و«فَمَا نَحْنُ

ص: 191


1- سورة مريم: آية 4
2- في النَّشر: والدَّال تدغم في عشرة أحرف: التاء والثاء، والجيم والذال والزاي والسين، والشين، والصاد، والضاد، والظاء، بأي حركة تحركت الدال إلَّا إذا فتحت وقبلها ساكن فإنها لا تدغم إلَّا في التاء. النشر 291:1
3- في النشر: و«التَّاء» تدغم في عشرة أحرف وهي: الثاء، والجيم، والذال، والزاي، والسين، والشين، والصاد، والضاد، والطاء، والظاء. النشر 1: 291
4- في النَّشر: «والراء تدغم إذا تحركت في اللام بأي حرکة تحركت هي نحو: (أطهر لكم، ليغفر لك) فإن سكن ما قبلها وتحركت هي بضمة أو كسرة أدغم ما جاء من ذلك نحو: (المصير لا يكلف) النشر 292:1
5- في النّشر: فإن انفتحت بعد الساكن لم تدغم نحو: «فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ» إِلَّا لام «قال» فإنها تدغم حيث وقعت لكثرة دورها نحو (قال ربِّ، قال ربكم، قال رجل، قال رجلان) النشر: 294:1
6- في النشر: «والنون» تدغم إذا تحرَّك ما قبلها في الراء واللام... فإن سكن ما قبلها لم تدغم إلا في كلمة (نحن) حيث وقعت، وجملته عشرة مواضع ، النشر: 294:1

لَكَ»(1). والباء في الميم في: «وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ»(2) حيث وقع لا غير، فهذه أصولُ الإدْغَامِ وتَعْدَادُ صُوَرِها، ومحله كتبُ القراءات(3)، والله أعلم.

ص: 192


1- الأولى: (ونحن له عابدون) في سورة البقرة، والثانية (فما نحنُ لكُما) في سورة يونس، والثالثة: (فما نحنُ لك) في سورة هود
2- سورة البقرة: آية 284
3- تفصيل الكلام على الإدغام في النشر 1: 274 وما بعدها، وقد لاحظنا أن المؤلف لم يكتف بالاختصار المخل في نقله من النشر، بل أهمل التمثيل لما يذكر في كثير من المواطن، وأيضاً عقد العبارة تعقيداً يصعب معه الفهم، ولذلك احتجنا لنقل النص من «النشر» لنفهم المراد. كما ذكر الحروف بدون ترتيب كما جاءت مرتبة في النشر

النَّوعُُ السَّادِسُ والثَّلاثُون والسَّابِعُ والثَّلاثُون: الإخْفَاءُ والإِقْلاب

هذان النَّوعان من زيادتي وهُمَا وَالإِدْغام إِخْوَةٌ عند القُرَّاء، ولم يُذكر الإظْهار(1) وإن جرت عادتُهُمْ بذكره لأنه الأَصْلُ كما لم يُذكر مع المَفْهُومِ المنطوق، ومع المؤوَّل الظَّاهر، فأما الإِخْفاء فيكونُ في الميم فتسكن عند الباء إذا تَحَرَّك ما قبلها فتخفى حينئذٍ بغُنَّة نحو: «يَحْكُمْ بَيْنَهُمْ» - «مَرْيَمَ بُهْتَاناً»(2) - «بِأَعْلَمَ بالشاكرين»(3) قال الفرَّاء:(4) وقد عبَّر بعضُ المتقدِمين عن هذا الإخفاء بالإدْغام وليس بصواب، وأما الإِقلاب: فالنونُ تقلبُ ميماً قبل الباء إذا كانت ساكنة سواء كانا في كلمةٍ أو كلمتين(5) - انتهى.

ص: 193


1- والإظهار هو: إيضاح النون الساكنة والتنوين وإظهارهما يدون غنة إذا وقع بعدهما أحد حروف الحلق الستة وهي: الهمزة والهاء والعين والحاء والغين والخاء ويعرف بالإظهار الحلقي
2- سورة النساء: آية 156
3- سورة الأنعام: آية 53
4- هو يحيى بن زياد أبو زكريا المعروف بالفراء، كان أعلم الكوفيين بالنحو بعد الكسائي، ومن مصنفاته: معاني القرآن، المقصور والممدود، المذكر والمؤنث، وغير ذلك، وقد توفي سنة: 207 ه. بغية الوعاة 2: 333
5- مثل: «أنْبئْهُمْ، وَمِنْ بَعْد، وَصُمٌ بُكْمٌ»

النوع الثَّامِنُ والثلاثون: مخارجُ الحُرُوفِ

هذا النَّوع من زيادتي، والحاجةُ إليهِ أهمُّ وأشَدُّ مما قبله في كيفية النُّطْقُ بألْفَاظِ القُرْآنِ الكريم، فالصَّحِيحُ عند القُرَّاءِ ومتَقَدِّمي النُّحاةِ كالخليل أنَّ المخارجَ سبعةَ عشَر، وقال كثيرٌ من الفريقين: ستَّة عشر فأسقطوا مخرَجَ الحروفِ الجوفية التي هي حروفُ المدِّ واللِّينِ وجعلوا مخرج الألِف من أقصى الحلق والواو من مَخرَج المتحرّكَةِ وكذا الياء، وقال قُطْرُبَ والجَرْمي والْفَرَّاء وابن دُرَيْد: أربعة عشر(1) فأسقطوا مخرَجَ النُّون واللام وجَعَلُوهُما من مَخْرَجٍ واحد(2).

ص: 194


1- قطرب هو: محمد بن المستنير أبو علي النحوي المعروف بقطرب، لازم سيبويه، ومن تصانيفه: الأصوات، العلل في النحو، الأضداد، إعراب القرآن، المصنف الغريب في اللغة، مجاز القرآن، وغيرها وتوفي سنة 206 ه. بغية الوعاة 242:1. والجرمي هو: صالح بن إسحاق أبو عمر الجرمي البصري، كان فقيهاً عالماً بالنحو واللغة، ومن تصانيفه: الأبنية العروض، غريب سيبويه وغير ذلك، وتوفي سنة 225 ه. المرجع السابق 8:2. وابن دريد هو: محمد بن الحسن بن دريد أبو بكر الأزدي اللغوي الشافعي ومن تصانیفه: الجمهرة في اللغة، الأمالي، المقصور والممدود، أدب الكاتب وغير ذلك وتوفي سنة 321 ه. المرجع السابق: 76:1
2- في النشر الذي ينقل عنه المؤلّف: وذهب قطرب والجرمي والفرّاء وابن دريد وابن كيسان إلى أنها أربعة عشر فأسقطوا مخرج النون واللام والرَّاء وجعلوها من مخرج واحد وهو طرف اللسان، والصحيح عندنا الأول لظهور ذلك في الاختيار. النشر 199:1

قال ابنُ الحَاجِبِ: وكلُّ ذلك تقريبٌ وإلَّا فلِكُلِّ حرفٍ مخرجٌ على حدة.

قال الفرَّاء: واختيار مَخْرَج الحرفِ محقَّقاً أن تَلْفِظَ بِهَمْزَةِ الوصْلِ وتأتي بالحرفِ بعدَها ساكناً أو مشدَّداً وهُوَ أَبْيَن مُلاحِظاً فيه صفاتِ ذَلك الحرْف.

المخرج الأول: الجوفُ للألِفِ والواوِ والياءِ السَّاكنتين بعد حركةٍ تجانسها(1).

لِلْقَافِ.

الثَّاني: أَقْصَى الحلْق للهمزةِ والهاءِ.

الثَّالث: وسَطهُ(2) للعيْن والحاءِ المهملَتَيْنِ.

الرَّابع: أَدْنَاهُ أي الفم للغيْن والخَاء.

الخامِسُ: أقْصَى اللَّسانِ مما يلي الحلْق وما فوقه من الحَنَكِ لِلْقَافِ.

السَّادِس: أَقْصاهُ(3) من أَسْفَلِ مَخْرَج القاف قليلًا وما يَليه من الحنّك للْكافِ.

السَّابع: وَسَطُهُ بينه وبين وسَطِ الحنّك للجيم والشِّين والياء.

ص: 195


1- في النشر: المخرج الأول: الجوف، وهو للألف والواو الساكنة المضموم ما قبلها والياء الساكنة المكسور ما قبلها، وهذه الحروف تمى: حروف المدّ واللّين، وتسمى الهوائية والجوفية. النشر 199:1
2- أي وسط الحلق
3- أي أقصى اللسان

الثَّامن: للضَّادِ المعجمة أوَّلِ حافَّةِ اللِّسانِ وما يليه من من الأضراسِ من الجانب الأيسر وقيل: الأيْمن.

التَّاسع: لِلَّام: من حافة اللِّسان أدناها إلى منتهى طَرَفِهِ وما بَيْنَها وبين ما يَليها من الحَنَكِ الأعلى(1).

العاشِرُ: لِلنُّون من طرفهِ أسْفَلَ اللَّامِ قليلًا(2).

الحادي عَشَر: للرَّاء من مَخْرَجِ النُّون لكنها أدخل في ظَهرِ اللّسانِ(3).

الثَّاني عَشَر: للطَّاء والدَّال والتَّاء من طرفه وأصول الثنايا العليا مصعداً إلى جهة الحَنَك.

الثالث عَشَر: لِحُروفِ الصَّفير: الصَّاد والسِّين والزَّاي من بين طرف اللسان وفُويَقِ الثَّنايا السُّفْلَى.

الرَّابِع عَشَر: للظَّاء والذُّال والثَّاء من بين طرفِه وأطْرافِ الثنايا الْعُلْیَا.

ص: 196


1- في (أ) المفخمة وفي النَّشر الذي ينقل عنه المؤلف وهو الأنسب: الضاد المعجمة. النشر1: 200
2- في النَّشر: المخرج العاشر: للنون من طرف اللسان بينه وبين ما فوق الثنايا أسفل اللام قليلا، النشر 200:1
3- وفي النشر: المخرج الحادي عشر - للراء - وهو من مخرج النون من طرف اللسان بينه وبين ما فوق الثنايا العليا، غير أنها أدخل في ظهر اللسان قليلًا، وهذه الثلاثة يقال لها: الذَّلقية نسبة إلى موضع مخرجها وهو طرَف اللسان، إذ طرف كل شيء ذلقه. النشر 200:1

الخامس عَشَر: للقاء من باطِنِ الشَّفة السُّفْلَى وأطرافِ الثَّنَايَا العُلْیَا.

السَّادِس عشر: للباءِ والميم والواوِ غيرِ المدِّيَّة بين الشفتين(1).

السَّابع عَشَر: الخيْشُوم للغُنَّة في الإِدْغام والنُّون أو الميم الساكنة(2)، ولِبَعْضِ هذه الحروف فروعٌ صحت بها القراءة كالْهَمْزَة المُسَهَّلَة وألِفِ الإِمالة والتفخيم وصاد الإِشمام ولام التفخيم(3)، وصفاتُ الحروفِ مبسوطة في كُتبِ القراءات وكتب النحو(4). انتهى.

ص: 197


1- في النشر وهو أوجه: للواو غير المديّة، والباء والميم مما بين الشفتين 201:1
2- في النشر: الخيشوم، وهو للغنة، وهي تكون في النون والميم الساكنتين حالة الإخفاء أو ما في حكمه من الإدغام بالغنة. النشر 201:1
3- وفي النشر: ولبعض هذه الحروف فروع صحَّت القراءة بها، فمن ذلك الهمزة المسهَّلة بينَ بینَ فهي فرع عن الهمزة المحققة... ومنه ألفا الإمالة والتفخيم وهما فرعان عن الألف المنتصبة... ومنه الصَّاد المشمَّمة وهي التي بين الصَّاد والزاي فرع عن الصَّاد الخالصة وعن الزاي، ومنه اللام المفخمة فرع عن المرققة. النشر 201:1 ، 202
4- مخارج الحروف وصفاتها مذكورة بالتفصيل في النشر لابن الجزَري 1: 199 وما بعدها

النَّوْعُ التَّاسِعُ والثَّلاثُون: الْغَريب

هذا نَوْعٌ مُهِمُّ وللنَّاس فيهِ تصانيف، وأشهرُهَا للقُدماء: غريبُ أبي عبيدة، مَعْمَرَ بن المثَنَّى وهو فيما أَظُنُّ أوّلُ مَنْ صُنِّفَ فيه، وأَشْهَرُهَا الآن وأكْثَرُها استعمالاً وأحسَنُها تلخيصاً ووجازة غريبُ «العُزَيزي» فقد أقامَ في جَمْعِهِ خمسَ عَشْرَة سنةً يُحَرِّره هُوَ وشيخه أبُو بكر بن الأَنْبَارِي(1)، ولأبي حيَّان في ذلك كتاب لطيفٌ مُخْتَصَرُ ويَنْبَغِي الاعْتِنَاءُ به، فقد تَوَقَّفَ الصَّحابَةُ في ألفاظٍ منه حتى سألوا عَنْهَا وَوَقَفُوا علَيها، فمِن تَوَقَّفَ ذلك ما رَوَاه أَبُو عُبَيْدِ في الفضائل(2): حَدَّثنا يحيى بن سعيد عن سفيان عن إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد عن ابن عباس قال: كُنْتُ لَا أَدْرِي مَا فَاطِرُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ حَتَّى أَتَانِي أَعْرَابِيَّان يَخْتَصِمَانِ فِي بِئْرٍ فَقالَ أَحَدُهُما: أَنَا فَطَرْتُها، يقُولُ: أنا ابْتَدَأْتُهَا، وقال أيضاً: حدّثنا محمد بن يزيد عن

ص: 198


1- العزيزي هو: محمد بن عزيز أبو بكر السجستاني العزيزي، صنف غريب القرآن في خمس عشرة سنة، وكان يقرؤه على شيخه ابن الأنباري، وتوفي سنة 330 ه. بغية الوعاة: 171:1. وأبو بكر بن الأنباري هو: محمد بن القاسم بن محمد بن بشار صاحب: غريب الحديث، الأضداد، المشكل، المذكر والمؤنث، شرح شعر الأعشى، شرح شعر النابغة، شرح شعر زهير، وغير ذلك المتوفي سنة 327 ه ببغداد المرجع السابق 122:1
2- فضائل القرآن

العوّام بن حوشب عن إبراهيم التميمي أن أبا بكر الصديق سُئِلَ عَنْ قَولِهِ: «وَفَاكِهَةٌ وَأَبّاً»(1) فقال: أَيُّ سَماءٍ تُظِلُّنِي، وأَيُّ أَرْضٍ تُقِلُّنِي إِنْ أَنَا قُلْت في كتابِ اللهِ ما لَا أَعْلَم، وقال: حدثنا يزيد بن حميد عن أنس أن عمرَ بن الخطاب - رضي الله عنه - قرأ على المنبر: «وَفَاكِهَةً وَأَبّاً» فقال: هذه الفاكهةُ قد عَرَفْنَاهَا، فما الآبّ؟ ثم رجعَ إلى نَفْسِهِ وقال: إن هذا لَهُوَ الكَلَفُ يا عُمَر، وقد عرفَهُ ابنُ عباس كما رواه إسحاق بن رَاهَوِيْهِ فقال: حدثنا المغيرة بن حدثنا سلَمَةَ المخزومي عبد الواحد بن زياد حدثنا عاصم بن كليب حدّثني أُبَيّ عن ابن عبَّاس قال: قال لي عمر ما تَقُولُ في لَيْلَةِ القدر؟ فقلت له: إني سمعت الله تعالى أكْثَرَ ذكر السَّبع فذكر السَّمَوَاتِ سَبْعاً والأَرْضَينَ سَبْعاً فقال: كل ما قلت قد عرفته غير هذا ما تعني بقولك: وما أَنْبَتَت الأَرْضُ سَبْعاً - فقال: إنَّ اللهَ يقول: «فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبّاً. وعنَبَاً وقَضْباً. وزَيْتُوناً ونَخْلاً. وحَدَائِقَ غُلْباً. وفاكِهَةٌ وَأَبَاً»(2) فالحَدائق: كُلُّ مُلْتَفٍّ حديقة، والأبُّ: ما أنبتت الأرضُ مما لا يأكل الناس. الحديث.

وقال ابنُ جرير: أنبأنا ابن حميد أنبأنا جرير عن منصور سألت سعيد ابن جبير عن قوله: «وَحَنَاناً مِنْ لَدُنَّا»(3) فقال: سألتُ عنها ابن عباس فلم يُجِب فيها شيئاً، وكذا رواه ابن جرير عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس قال: لَا واللهِ مَا أَدْري مَا حَنَاناً(4).

ص: 199


1- سورة عبس: آية 31، وانظر جامع البيان للطبري 27/1 ط ثانية
2- سورة عبس من آية 27 - 31
3- سورة مريم: آية 13
4- تفصيل الكلام على غريب القرآن في النوع السَّادس والثَّلاثين من الإتقان 3:2 وما بعدها

النَّوْعُ الأَرْبَعُون: الْمُعَرَّب

وهو نوعُ(1) استعملته العربُ في معنَّى وُضِعَ لَهُ في غَيْرِ لُغَتِهِمْ، ولا خِلَافَ في وقوع الأعلَامِ الأعْجَمِيَّة في القرآن، واخْتَلَفُوا هَلْ وقع فيه غيرَّها؟ فالأكثر ومنهم الشَّافعيُّ وابن جرير أنكروا ذلك لقوله تعالى: «قُرآناً: عَرَبِيّاً»(2) وقوله: «لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيُّ...»(3) وأجابُوا عن ما یوهم ذلك بأنه مما اتفقت فيه لغةُ العربِ ولغةُ غيرهم كالصَّابونِ، عن ما يوهم وذهب جماعة إلى الوقوع.

وأجابوا عن الآية الأولى بأن ذلك لا يُخْرِجُهُ عن كونه عَرَبِيَّاً لأن القصيدةَ لا يُخْرِجُها عن كونها عربيَّة كلِمَةً فيها فارسيّة .

وعن الثانية: بأن المعنى: أَكَلامٌ أَعْجَمِيٌّ وَمُخَاطَبٌ عَرَبِيٌّ؟(4)،

ص: 200


1- في (أ) وهو لفظ، وفي الإتقان: «قد أفردت في هذا النوع كتاباً سمِّيته: «المهذب فيما وقع في القرآن من المعرَّب» وها أنا ألخِّص هنا فوائده». انظر: الإتقان 2: 105 وما بعدها
2- سورة يوسف: آية 2
3- سورة فصلت: آية 44
4- أورد السيوطي في الإتقان آراء العلماء في وقوع المعرَّب في القرآن وختمها برأي أبو عبيد المقاسم بن سلام وهو: «والصَّواب عندي مذهب فيه تصديق القولَيْن جميعاً، وذلك أن هذه الأحرف أصولها أعجمية كما قال الفقهاء، لكنها وقعت للعرب، فعرَّبتها بألسنتها وحوَّلتها عن ألفاظ العجم إلى ألفاظها، فصارت عربية، ثم نزل القرآن وقد اختلطت هذه الحروف بكلام العرب، فمن قال إنها عربية فهو صادق، ومن قال: أعجمية فصادق، ومال إلى هذا القول: الجواليقي وابن الجوزيّ وآخرون. واقرأ تفصيل ذلك في المزهر للسيوطي مطبعة السعادة بمصر 1325 ه 159:1 وما بعدها والإتقان: 108:2 وما بعدها

وقد ورد عن جماعةٍ من الصَّحابةِ والتَّابعين تفسيرُ الفاظ فيه أطلقُوا أنَّها بلسان غيرِ العرب(1)، فعن ابن عباس في قوله تعالى: «طه» هو كقوله: «يَا مُحَمَّد» بلسان الحَبَشَةِ رواه الحاكم، وعَنْهُ في قولِهِ تعالى: «إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ»(2) قالَ: بلسان الحبشة: إذا شاءَ قامَ، رواه الحاكمُ والبَيْهَقِيُّ وهو في البُخَارِيّ تعليقاً(3)، وعن البَرَاء بن عازِبٍ في قوله تعالى: «سَريّاً»(4) قال: «نَهْرٌ صَغِيرُ بالسِّرْيانِيَّة عَلَّقَهُ البُخاري»(5)، وعنْ أبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ في قولِهِ تعالى: «يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْن»(6) قال: ضِعْفَيْنِ بِالْحَبَشِيَّةِ، أخرجه وكيع، وقال أبو مَيْسرة: الأوَّاه: الرَّحيم بالحبَشِيَّة، وقال سعيد ابن عِياض الْيَماني: (الْمِشْكَوة) الكُوَّةُ بالحبشية، وقال مُجَاهِدٌ: القِسْطَاسُ: العَدْلُ بالرُّومية، رواها كُلَّها البُخَارِيُّ تَعْلِيقاً، وقد جمع الشيخ تاج الدين السبكي(7) في ذلك سَبْعاً وعِشْرِينَ لَفْظَةً في

ص: 201


1- أورد المؤلف في الإتقان ما ورد في القرآن من الألفاظ المعرَّبة مرتبة على حروف المعجم. الإتقان 108:2 وما بعدها
2- سورة المزمل: آية 6
3- تعليقاً ساقطة من (أ)
4- سورة مريم: آية 24
5- ما بين القوسين ساقط من (أ)
6- سورة الحديد: آية 28
7- هو قاضي القضاة، تاج الدين أبو نصر عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام بن يوسف بن تمام السبكي الشافعي المولود بالقاهرة سنة 727 ه. ومن تصانيفه: شرح مختصر ابن الحاجب وقد سماه: رفع الحاجب عن مختصر ابن الحاجب، وشرح منهاج البيضاوي، وطبقات الفقهاء الكبرى والوسطى والصغرى، والمنهاج، وجمع الجوامع في أصول الفقه وغيرها، وتوفي سنة 771 ه. شذرات الذهب 221:6

أبياتٍ فاستدرك عليه شَيْخُ الإسلامِ أبُو الفَضْلِ بن حجرٍ أربعاً وعشرينَ ذيَّلها على أبياتِهِ ووطَّأتها قبلُ ببَيْتٍ من المُعَرَّب:(1)

السَّلْسَبِيلُ وطه كُوّرَت بِيَعٌ *** رُومٌ وطُوبَى وسِجِّيلٌ وكَافُورُ

والزَّنجبيل ومشكَاةُ سُرَادِقُ مَعْ ** اسْتَبْرَقٍ صَلَوَاتٌ سُنْدُسُ طُورُ

كَذَا قَراطِيسُ رَبَّانيِّهم وَغَسَّاق *** ثم دينارُ القِسْطَاسُ مَشْهُورُ(2)

كَذَاكَ قَسْوَرَةً والْيَمُ نَاشِئَةٌ *** وَيُؤْتَ كِفْلَيْن مَذْكُورٌ وَمَسْطُورُ

لَهُ مَقَالِيدُ فِرْدوسُ يُعَدٌ كذا *** فيما حكى ابن دُرَيْدٍ منه تَنوُّر

وزدت(3) حِرْمٌ ومُهل والسِّجِلُّ كذا *** السَّرىّ والأبُّ ثم الجِبْتُ مذكورُ

وقِطَّنا وإناهُ ثم مُتَّكِئاً **دارست يَصْهَرُ منه فهو مَصْهُورُ

وهيت والسَّكر الأوَّاه مع حَصَبٍ *** وأوِّبِي مَعْهُ والطَّاغوت مَسْطُورُ

صُرْهُنَّ إصْرى وغيضَ الماءُ مَعْ وَزَرٍ *** ثمَّ الرقيمُ مناصٌ والسّنا النُّورُ(4)

ص: 202


1- في الإتقان: وقد نظم القاضي تاج الدين السبكي منها سبعة وعشرين لفظاً في أبيات وذيَّل عليها الحافظ أبو الفضل بن حجر بأبيات فيها أربعة وعشرون لفظاً، وذيلت عليها بالباقي وهو بضع وستون، فتمت أكثر من مائة لفظة
2- في (أ) ودينار والقسطاس، وكذلك في الإتقان 2: 119
3- أوَّل أبيات ابن حجر
4- وزاد السيوطي في الإتقان على هذه الأبيات عدداً من الأبيات له، انظر الإتقان 2: 119، 1120

النَّوعُُ الحَادِي والْأَرْبَعُون: الْمَجَاز

وهو فَنَّ عظيمٌ مُتَّسِعٌ بالغَتْ فيهِ الْعَرَبُ لاستعمالِهِمْ لَهُ كثيراً، ونفى الظَّاهِرِيةُ وقوعَهُ في القرآن، قالُوا لأَنَّه كَذِبٌ(1)، فإِنَّ قَوْلَكَ الْبَلِيد: هَذَا حِمَارٌ كَذِبٌ والقرآنُ مُنَزَّهُ عَنْهُ، قُلْتُ: الَّذِي قَالَ هَذَا حِمَارٌ، فقد اتَّفَقَ أَهْلُ البَلاغة على أن المجازَ أبْلَغُ من الحقيقة(2)، وقد صنَّفَ العُلَمَاء في

ص: 203


1- ذكر السيوطي في الإتقان: أن هذه شبهة باطلة، ولو سقط المجاز من القرآن سقط منه شطر الحسن، فقد اتفق البلغاء على أن المجاز أبلغ من الحقيقة ولو وجب خلوّ القرآن من المجاز وجب خلوّه من الحذف والتوكيد وتثنية القصص وغيرها 109/3، والظاهرية هم: أتباع داود الظاهري المتوفي ببغداد سنة 270 ه، شذرات الذهب 158:2. ولعل للظاهرية عذرهم في إنكار وقوع المجاز في القرآن، لأنهم يتمسكون بظاهر الكتاب والسنة كما يدل على ذلك اسمهم، ولهذا لا يأخذون بالمجاز إلَّا إذا كان مشهوراً وكانت القرينة واضحة معلنة عنه كاشفة له، فإذا غمض المجاز أو خفيت القرينة فإنهم لا يأخذون به، وشبهتهم في نفي وقوع المجاز في القرآن: أن المجاز غير الحقيقية فهو كذب والقرآن منزُّه عن الكذب، وأن المتكلم لا ينصرف عن الحقيقة إلى المجاز إلَّا إذا ضاقت به الحقيقة أو عجز عن التعبير بها وذلك محال على الله تعالى القادر المنزه عن العجز، لكن الجمهور على وقوع المجاز في القرآن. انظر: تلخيص البيان في مجازات القرآن للشريف الرضي ص 55، 56. تحقيق: محمد عبد الغني حسن، ط الحلبي 1955. ومعترك الأقران في إعجاز القرآن للسيوطي 246:1 تحقيق علي البجاوي
2- راجع: دلائل الإعجاز ص 56، وما بعدها تحقيق المراغي ط ثانية، وبغية الإيضاح 3: 199 ط سادسة. وانظر: المزهر للسيوطي، ط السعادة ص 213، وما بعدها

مَجَازِ الْقُرْآنِ كُتباً مِنْهُمْ: الشّيخ عزّ الدين بن عبْد السلام(1)، وله أَنْوَاعٌ كثيرةً ذكر منها البُلقيني نَزْراً يسيراً واقْتَصَرَ على ما أَوْرَدَهُ أبو عُبَيْد في أوَّل غَرِيبهِ، وقد سَرَدْنَا هنا من أنواعِهِ ما لم يَجْتَمِعُ في كتاب:

الأوَّل: الْحَذْفُ وَالاخْتصَارُ كقولهِ تَعَالَى: «فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَريضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ...»(2) أَيْ: فَأَفْطَرَ فَعِدّة، «أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيله فَأَرْسِلُونِ. يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقِ...»(3) أَيْ فَأَرْسَلُوه فجاء فقال: يا يُوسُفُ(4)، وكَثُرَ في القرآن حذْفُ المبتدأ والخبرِ والمفعولِ والجوابِ نحو: «وَلَوْلَا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ»(5) أي: لعذَّبَكُمْ - «وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ»(6) أَيْ لَرَأَيْتَ أَمْرَاً عظيماً - «ق. وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ» أي لَتُبعَثُنَّ أَوْ نحو ذلك، ورُبَّما يُطْلَقُ على هذا النَّوْعِ الإِضْمار، وبعضُهُمْ يَجْعَلهُ قسيماً للْمَجَازِ لا قِسماً منه وقال الْعِراقِيُّ(7): وهو أربَعةُ: قِسْمٌ يَتَوَفَّفُ عَلَيْهِ صِحَّةُ اللَّفْظِ ومَعْنَاهُ من حيث

ص: 204


1- هو الإمام عبد العزيز بن عبد السلام المشهور بالعز الشافعي شيخ الإسلام المتوفي سنة 660 ه. قوات الوفيات 2: 350 وطبقات الشافعية 5: 80 واسم كتابه: الإشارة إلى الإيجاز في بعض أنواع المجاز
2- سورة البقرة: آية 184، والآية وما بعدها يستشهد بها البلاغيون للإيجاز بالحذف بوجوهه المتعددة
3- سورة يوسف: آيتا 44، 45
4- والصَّواب: أي فأرسلون إلى يوسف لاستعبره الرؤيا فأرسلوه إليه فأتاه وقال له (يا يوسف) بغية الايضاح 2: 146
5- سورة النور: آية 20، والمحذوف في الآية جواب: لولا وتقديره: لعجَّل لكم العذاب بسبب افتراء الكذب والتقول بما لم يكن، الطراز للعلوي 113/3
6- سورة الأنعام: آية 27
7- هو ولي الدين بن العراقي الفقيه الأصولي المتوفي سنة 826 ه. طبقات الحفاظ للسيوطي 543:1، وفي الإتقان: وقال العراقي: الحذف أربعة أقسام: انظر: الإتقان 124:3

الإِسْنادِ نَحْو: «وَاسْأَلْ الْقَرْيَةَ»(1) أي أَهْلَهَا، إذْ لَا يَصِحُ إسْنَادُ السُّؤَالِ. إلَيْهَا، وقِسْمٌ يَصِحُّ بدُونِهِ لكن يتوقف عليه شرعاً كآية المريض السابقة(2) وقِسْمٌ يتوقَّفُ عَلَيْهِ عَادةً لا شرعاً نحو: «اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ...»(3) أي فضربَهُ، وقسم يَدُلُّ عَلَيْهِ دَلِيلٌ غَيْرُ شَرْعِيّ ولا هُوَ عادةٌ نحو: «فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثر الرَّسُول»(4) دلَّ الدَّليل على أنَّهُ إنما قبَضَ من أثرِ حَافِرِ فَرَسِ الرَّسُولِ، وليس في هذه الأقسام مَجَاز إلَّا الأوَّل(5).

الثاني:(6) الزِّيادَةُ نَحْوَ: «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ»(7)، فالكاف زائدة، إذ القَصْدُ نَفْي المِثْلِ لَا نَفْيُ مِثْلِ المِثْل - «لا أُقْسِمْ» أي: أُقْسِمُ، فلَا زائدة - «هَلْ مِنْ خَالِقٍ»(8) أيْ: هَلْ خَالِقٌ. «وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إنْ مَكَّنَّاكُمْ فيه»(9) أي فيما مَكَّنَّاكُمْ - «فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبين. وَنَادَيْنَاهُ»(10) الواو في: (وَنَادَيْنَاهُ): زائدةٌ لأنه جَوابُ لَمَّا.

ص: 205


1- سورة يوسف: آية 82
2- «فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ...» سورة البقرة: آية 184
3- سورة الشعراء: آية 63
4- سورة طه: آية 96
5- وهو الذي يتوقف عليه صحة اللفظ ومعناه من حيث الإسناد نحو: «وَاسْأَلُ القَرْيَةَ»
6- أي النوع الثاني للمجاز، وانظر المجاز بالحذف والزيادة، بغية الإيضاح، 169/3
7- سورة الشورى: آية 11
8- سورة فاطر: آية 3
9- الأحقاف: آية 29 فالزائد [إنْ]
10- سورة الصافات: آینا 103، 104، ويستشهد البلاغيون بذلك للإيجاز بحذف جواب «لمَّا»، وتقديره: فلما أسلما وتله للجبين كان هناك ما كان مما تنطق به الحال ولا يحيط به الوصف من رفع البلاء. انظر: الطراز 3: 113

الثَّالِثُ:(1) التِّكْرارُ وهُوَ كَثيرٌ نحو: «كَلَّا سَيَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُون»(2).

الرَّابعُ: إطْلَاقُ واحِدٍ مِنَ الْمُفْرَدِ والمثنَّى والْجَمْع على آخَرَ منها - فَمِثَالُ إِطْلَاقِ المُفْرَد على المُثَنَّى: «وَالله وَرَسُوله أَحَقُّ أَنْ يُرضُوهُ...»(3) أي يُرضوهُمَا فَأَفْرَدَ لِتلَازُمِ الرّضائين، وعَلَى الجَمْعِ «إِن الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرِ»(4) أي الأناسِيّ بدليل الاستثناء منه - و«إِن الإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً» بدليل: «إلَّا الْمُصَلِّين»(5) - «وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرُ»(6)، ومثال إطلاق المثَنَّى على الْمُفْرَدِ: «أَلْقِيَا في جَهَنَّمٌ»(7) أي أَلْقِ، وعلى الجَمْعِ: «ثم ارْجِعْ الْبَصَرَ كَرَّتين»(8) ومثال إطلاق الجَمْعِ على المُفْرَد: «قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ»(9) أي أرْجِعْنِي وعلى المثَنَّى: «قَالَتَا أَتَيْنَا لَها طَائِعِين»(10)، «قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ»(11) «فَإِنْ

ص: 206


1- أي النوع الثالث للمجاز
2- سورة النبأ: آيتا 5،4
3- سورة التوبة: آية 62
4- سورة العصر: آية 2
5- سورة المعارج: آيتا 22،19
6- سورة التحريم، آية 4، فوقع «ظهيرً» وهو مفرد خبراً للملائكة، لأن فعيلاً بمعنى مفعول يستوي فيه المذكر والمؤنث والمفرد والجمع
7- سورة ق: آية 24، والخطاب لمالك خازن النار، وقيل لخزنة النار فيكون من خطاب الجمع بلفظ الاثنين، وقيل للملكين الموكَّلين في قوله: «وجاءت كلُّ نفس معها سائق وشهيد» سورة ق: آية 21، فيكون على الأصل. الإتقان 3: 101
8- سورة المُلّك: آية 4، أي كرَّاتٍ، لأن البصر لا يُحسَرُ إلَّا بها. الإتقان 118:3
9- سورة المؤمنون: آية 99
10- سورة فُصّلت: آية 11
11- صورة ص: آية 24

كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ»(1)، فإنَّها تُحْجَبُ بالأَخَوَيْن - «فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا»(2) أي قَلْبَاكُمَا - «وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ...» إلى أن قال: «وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ»(3).

الخامِسُ: تَذْكِيرُ المُؤَنَّثِ تَفْخِيماً لَهُ نحو: «فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ...»(4).

السَّادِسُ: التقديمُ والتَّأخِيرُ، ومثَّل له الْبُلْقيني بتقديم المفعولِ والخبرِ وتأخير الفعلِ والفاعلِ، ومثَّل لهُ ابنُ قُتَيْبَةَ بأمثلةٍ دقيقةٍ منها: «أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً. قَيْماً»(5) أراد: أَنزَلَ الكتابَ قيماً وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً، وقَوْلُهُ: «فَضَحِكَتْ فَبَشِّرْناها إِسْحَاقَ»(6)، أي بَشَّرنَاهَا فَضَحِكَتْ، وقوله: «فَلَا تُعْجِبُكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُريدُ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بهَا في الْحَيَاةِ الدُّنْيَا...»(7) أراد: فلا تُعْجبْك أموالُهُمْ وَلَا أولادهمْ في الحياة الدُّنْيا إنما يريدُ اللهُ لِيُعَذِّبَهُم بهَا في الآخِرَةِ(8).

السَّابِعُ: إِسْنَادُ الشَّيْء إلى ما لَيْسَ لَهُ لِلْمُلَابَسَة(9) نحو: (عِيشَةٍ

ص: 207


1- سورة النساء: آية 11
2- سورة التحريم: آية 4
3- سورة الأنبياء: آية 78
4- سورة البقرة آية 275، أي وعظ
5- سورة الكهف: آيتا 2،1
6- سورة هود: آية 71
7- سورة التوبة: آية 55
8- أنظر: تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة من 205 - 208
9- وهو ما يعرف بالمجاز العقلي، أو الإسنادي

راضِيَةٍ»(1) أي: مَرْضِيَّة - «وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ دَاتُهُ زَادَتْهُمْ إيماناً...»(2) أي: زادَهُمُ اللهُ بها - «يُذَبِّح أَبْنَاءَهُمْ»(3) أي يَأْمُرُ بذَبْحِهِمْ - «يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرحاً»(4) أي: مُرْ بِالْبِنَاء «يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيباً»(5) - «وَأَخْرَجَتْ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا»(6) ولم يفهم الْبُلْقيني هذا النوع فمثل لَهُ بمثالٍ غير مطابق.

الثَّامِنُ: الْقَلْبُ، وممن جَوَّزه فى القُرْآنِ أَبُو عُبَيْدَةَ وابن قتيبة خلافاً لأبي حَيَّان فى قولِهِ إنَّه ضَرُورَةً فلا يكون فيه، فإن الأصح أنه إن اقتضى لطيفاً قُبِلَ، وذكر ابنُ قُتَيْبَةَ منه: «فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي»(7) أي فَإِنِّي عَدُوٌّ لَهُمْ - «بَلْ الإنسانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرة»(8) أي: بلْ على الْإِنسانِ مِنْ نَفْسِهِ بَصِيرَة، «خُلِقَ الإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ»(9) أي: خُلِقَ العَجَلُ كائناً من الإنسانِ بدليل: «وَكَانَ الإِنْسَانُ عَجُولاً»(10) وذكر منه غيره: «مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ...»(11) أي: لَتَنُوءُ العُصْبَةُ بها «فَعُمِّيت

ص: 208


1- سورة الحاقة: آية 21، والعلاقة المفعولية
2- صورة الأنفال: آية 2، والعلاقة السببية
3- سورة القصص: آية 4، والعلاقة السببية
4- سورة غافر: آية 36، والعلاقة السببية
5- سورة المزمل: آية 7، والعلاقة الزمانية
6- سورة الزلزلة: آية 2 والعلاقة: المكانية
7- سورة الشعراء: آية 77
8- سورة القيامة: آية 14
9- سورة الأنبياء: آية 37
10- الإسراء: آية 11، وانظر تأويل مشكل القرآن من 193 - 209، حيث ينقل المؤلف من ابن قتيبة معظم كلامه عن المجاز
11- سورة القصص: آية 76

عَلَيْكُمْ»(1) أي: فَعُمِّيَتْ عَلَيْهَا.

ومِنْهُ نَوْعٌ يُسَمَّى: قَلْبُ التَّشبيه(2) نحو: «أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُق...»(3) «إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا»(4)، «لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ...»(5) والتَّشْبِيهُ الْمَقْلُوبُ أَبْلَغْ مِنْ غَيْرِهِ، ولهذا اتَّفَقَ عَلَيْهِ مَنْ خَالَفَ في غَيْرِهِ.

التَّاسِع:(6) اسْتِعْمَالُ لَفْظِ موضعَ غَيْرِهِ وَأَقْسَامُهُ مُنتَشِرَةٌ، فَمِنْهَا:(7) تَسْمِيَةُ الشَّيْءِ باسْمِ جُزْئِهِ: «بِما قَدَّمَتْ يَدَاكَ»(8)، أو عَكْسُهُ(9) نحو: «يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ في ءَاذَانِهِم...»(10) أَيْ: أَنَامِلَهَا، أَوْ بِاسْمِ سَبَبِهِ: «يُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقَاً»(11)، أَوْ مَا كَانَ عَلَيْهِ «وَءَاتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ...»(12)، أَوْ مَا يَؤُولُ إِلَيْهِ: «أَعْصِرُ خَمْراً»(13) أو مَحَلِّهِ:

ص: 209


1- سورة هود: آية 28
2- وهو ما يعرف بالتشبيه المقلوب أو المعكوس. انظر: بغية الإيضاح 43:3 وما بعدها
3- سورة النحل: آية 17
4- سورة البقرة: آية 275
5- سورة الأحزاب: آية 32
6- من أنواع المجاز، وذلك هو المجاز اللُّغويّ بأقسامه المعروفة
7- هو المعروف بالمجاز المرسل، وأقسامه تعرف بالعَلاقات
8- سورة الحج: آية 10
9- أي إطلاق الكل وإرادة الجزء
10- سورة البقرة: آية 19
11- سورة غافر: آية 13
12- سورة النساء: آية 2
13- سورة يوسف: آية 36

«فَلْيَدْعُ نَادِيَه»(1) أَوْ حَالِّه:(2) «فَفِي رَحْمَةِ اللهِ هُمْ فِيها خَالِدُونَ»(3)، أو آلتِهِ: «وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ»(4)، ومِنْهَا:(5) ذِكْرُ الْمَاضِي مَوْضِعَ المُسْتَقبَل لتحققِ وُقُوعه: «أَتَى أَمْرُ اللهِ»(6) وعکسه:(7) «وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتُ مُرْسَلاً»(8) والخبر مَوْضِعَ الأمر: «وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ»(9)، وعكسه: «وَلْيَبْكُوا كَثِيراً»(10)، والخَبر مَوْضِعَ الدُّعاء: «قُتِلَ الخَرَّاصُونَ»(11)، وموضع النَّهي: «لا يَمَسُّهُ إلَّا الْمُطَهَّرُونَ»(12)، والأمر لِغَيْرِ الطَّلب كالتُهْدِيد: «اعْمَلُوا مَا شِتُتُمْ»(13)، والإِنْذَار: «قُلْ تَمَتَّعُوا»(14)، والتَّسخير: «كُونُوا قِرَدَةً»(15)، والمنَّ به: «كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمْ اللهُ»(16) والتكْوينُ: «كُنْ

ص: 210


1- سورة العلق: آية 7
2- أي الحالّيَّة
3- سورة آل عمران: آية 107
4- سورة الشعراء: آية 84
5- أي من أنواع المجاز
6- سورة النحل: آية 1
7- أي وضع المستقبل موضع الماضي لاستحضار صورته
8- سورة الرعد: آية 43
9- سورة البقرة: آية 228، ويعرف ذلك في البلاغة بوقوع الخبر موقع الإنشاء والعكس، شروح التلخيص 2: 338
10- سورة التوبة: آية 82، أي وقوع الأمر موقع الخبر
11- سورة الذاريات: آية 10
12- سورة الواقعة: آية 79، أي لا يمْسسْه
13- سورة فُصِّلت: آية 40
14- سورة ابراهيم: آية 30
15- سورة البقرة: آية 65
16- سورة الأنعام: آية 142

فَيَكُونَ»(1)، والتّسْويَةُ: «اصْبِرُوا أَوْ لا تَصْبِرُوا»(2) والتَّعَجُّب: «انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الأمْثَالَ..»(3)، والمَشُورة: «فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى»(4)، والتكذيب: «قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمْ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أنَّ اللهَ حَرّم هَذَا»(5)، والنَّهْي لِغَيْرِ الكَفِ: كالتَّسوية في الآية السابقة(6)، والاستفهام لغير طَلبِ التَّصَوِّرُ والتَّصديق كالاسْتبطاء «مَتَى نَصْرُ اللَّهِ»(7)، والتَّعجب: «مَالِي لا أَرَى الْهُدْهُدَ»(8)، «عَمَّ يتَساءلون»(9)، والتَّوبيخ: «أَتَأْتُونَ الذكْرَانَ»(10) والإنكار: «أَغَيْرَ اللهِ تَدْعُونَ»(11)، والتَّقْرِير: «قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ»(12)، والْوعيد: «أَلَمْ نُهْلِكُ الأوَّلِين»(13)، والتكذيب: «أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينِ واتَّخَذَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِنَاثَاً...»(14)، والتَّهكُّمُ: «أَصَلَواتُكَ

ص: 211


1- سورة يس: آية 82
2- سورة الطور: آية 16
3- سورة المؤمنون: آية 48
4- سورة الصافات: آية 102
5- سورة الأنعام: آية 150
6- «اصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا»
7- سورة البقرة: آية 214
8- سورة النمل: آية 20
9- سورة النبأ: آية 1
10- سورة الشعراء: آية 165
11- سورة الأنعام: آية 40
12- سورة الأنبياء: آية 42
13- سورة المرسلات: آية 16
14- سورة الإسراء: آية 40، التكذيب والتوبيخ وجهان للاستفهام الإنكاري. انظر دلائل الإعجاز ص 87 وما بعدها

تَأْمُرُكَ»(1)، والتَّحقير: «مَنْ فِرْعون...»(2) على قِرَاءة فتح الميم، والاسْتِبْعادِ: «أنّى لَهُمْ الذِّكْرَى»(3)، والأمْر: «فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ»(4)، والتَّمَنِّي: «فَهَلْ لَنا مِنْ شُفَعَاء...»(5) والتِّنبِيه على الضَّلال «فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ»(6)، والتَّسوية: «سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ»(7)، والنَّفْي: «هَلْ مِنْ خَالِق...»(8) وسَوْقُ الْمَعْلُومِ مَسَاقَ غَيْرِهِ: ويُسَمَّى فِي غَيْرِ الْقُرْآنِ تَجَاهْلَ الْعَارِفِ(9) - والإعْنات نحو: «الْحَاقَّةُ ما الْحَاقَّة»، والتَّشْوِيق: «وَهَلْ أَتَاكَ نَبؤُا الْخَصْمِ...»(10)، والتَّحقيق: «هَلْ أَتَى عَلى الإِنسانِ...»(11) ومنها:(12) استعمالُ لَفْظِ الْعَاقِلِ لِغَيْرِهِ نحو قوله: «قَالَتا أَتَيْنَا طَائِعِين»(13) ومِنْهَا: إنابَةُ حُرُوفِ

ص: 212


1- سورة هود آية 87
2- سورة الدخان: آية 31
3- سورة الدخان: آية 13
4- صورة المائدة: آية 91
5- سورة الأعراف: آية 53
6- سورة التكوير: آية 26
7- سورة البقرة: آية 6
8- سورة فاطر: آية 3
9- كقوله تعالى في التعريض بضلال الكفار من سورة سبأ: «وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِين» سورة سبأ آية 24، انظر بغية الإيضاح 66:4 وما بعدها
10- سورة ص: آية 21
11- سورة الدهر: آية 1
12- أي من أنواع المجاز
13- سورة فصلت: آية 11

الْجَرِّ وغَيْرِهَا عَنْ بَعْضِهَا فِي الْمَعْنَى وذلك كثير جداً(1) ولا الْتِفَات إلى مَنْ مَنَعَ دُخُولَ الْمَجَازِ في الأَفْعَالِ والحُروف.

العاشر: نِسْبَةُ الفِعْلِ إِلَى شَيْئَيْن هُوَ لِأَحَدِهِمَا فقط، ذكره ابن قُتَيْبَة ومثَّلَ له بقَولِهِ تعالى: «فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنَهُمَا نَسِيَا حُوتَهُما»(2)، والنَّاسِي يُوشَعُ بدليل قوله: «إِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ...»(3)، وقوله: «يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ والإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ»(4) والرُّسُلُ من الإنس دُونَ الجنّ، «مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ» إلى قَوْلِهِ: «يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللؤلُو والْمَرْجَانُ»(5)، وإِنَّما يَخْرُجُ مِنَ المِلْح دُونَ الْعَذَّب، فهذا ما لخُصْتُهُ مِنْ أَنْوَاعِ الْمَجَازِ، ولو عَدَدْتَ أقسامَ كُلِّ نَوْعٍ لَقَارَبَتْ المائة وذلك من فَضْلِ اللهِ ولَا قُوَّةَ إلَّا باللهِ، ومن أنْوَاعِ المجازِ ما لَهُ اسْمٌ خَاصٌ مُفْرَدٌ بِنَوْعِ وسَيَأْتِي الكلام عليه في مَحالّه إن شاء الله(6).

ص: 213


1- مثل: «وَلَا صَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ...» سورة طه: آية 71 باستعمال «في» مكان «على» لإفادة التمكن من الصَّلْب
2- سورة الكهف: آية 61
3- سورة الكهف: آية 63
4- سورة الأنعام: آية 130
5- سورة الرحمن من آيتي 18 – 22
6- يشير بذلك إلى الاستعارة، وقد أفرد لها نوعاً مستقلاً. وقد تحدث المؤلف عن الحقيقة والمجاز في الإتقان ذاكراً أشياء لم يذكرها هنا، كما ذكر هنا أموراً لم يذكرها هناك، الإتقان 109:3 وما بعدها

النَّوعُ الثَّانِي والارْبَعُون: الْمُشْتَرَك

الاشْتِرَاك: أن يَتَّحِد اللَّفْظُ وَيَتَعَدَّد المْعنى، واخْتُلِفَ في وُقُوعِهِ، فَمَنعه ثَعلب والأزْهَرِيّ والبَلْخيّ(1)، ومَنَعَ قَوْمٌ وقُوعَهُ فِي الْقُرْآنِ، وادَّعَى قَوْمٌ أَنَّهُ واجبٌ الوقوع لأن المعاني أكثرُ من الألفاظِ، والأصحُّ أنه واقعٌ في القرآن وغيرِهِ لا على سَبيل الوجُوب، فمنه: (القُرْءُ) مُشْتَرَك بين الحَيْضِ والطُّهْرِ و(عَسْعَسَ) لإقْبَالِ اللَّيْلِ وَإِدْبَاره - و (النِّد) للمِثْلِ والضِّدّ و(الدِّينِ) للطَّاعةِ والجزاء، و(المَوْلَى) للسَّيِّدِ «هُوَ مَوْلَاكُمْ»(2) والقَرِيب: «وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوالِي مِنْ وَرَائِي»(3)، وَوَرَاءَ: لخَلْفِ وَأَمام - و(الْبَلاء) لِلنِّعْمَةِ:

ص: 214


1- ثعلب هو: أبو العباس ثعلب إمام الكوفيين في النحو واللغة، ومن مصنفاته: معاني القرآن، معاني الشعر القراءات، الوقف والابتداء، غريب القرآن، وغير ذلك توفي سنة 291 ه. بغية الوعاة 396:1. والأزهري هو: محمد بن أحمد الأزهر بن طلحة بن نوح الأزهري اللغوي الأديب بن الهروي الشافعي أبو منصور صاحب: التهذيب في اللغة، التقريب في التفسير، وغير ذلك توفي سنة 370 ه، المرجع السابق 1: 19. والبَلْخي هو: يعقوب بن علي بن جعفر أبو يوسف البلخي، أحد الأئمة في الأدب، عن الزمخشري. المرجع السابق 2: 351
2- سورة الحج: الآية الأخيرة 78
3- سورة مريم: آية 5

والنِّقمة - و(التَّوَّاب) للتَّائِبِ وقَابِلِ التَّوبة - و(المُضَارِع) للحالِ والاسْتقبال على الأصحّ من خمسةِ أقوال بَيَّنَّاهَا في مُؤَلَّفَاتِنا النُّحْوِيَّة(1) - والله أعلم.

ص: 215


1- انظر: المزهر للسيوطي مطبعة السعادة بمصر 1325 ه. ج 1، ص 217 وما بعدها

النَّوعُ الثَّالِثُ والاربَعُون: التّرادُف

وهو اتِّحَادُ الْمَعْنَى وتَعَدُّدُ اللَّفْظِ، واخْتُلِفَ أَيْضاً في وُقُوعِهِ، فَتَفَاهُ ثعلب وابنُ فارِس(1)، والأصحُّ وقوعهُ فمِنْهُ: الإِنْسَانُ والبَشَرُ، والْحَرَجُ والضِّيق - والرِّجْسُ والرّجْزُ والعَذَابُ - والْيَهُ والْبَحْرُ.

قال البُلقينيّ: وكذلك الإيمانُ والإسلامُ كلُّ منهما يشملُ الآخرَ الإِفْرادِ فإن جُمِعَ بَيْنَهُمَا تَخَصَّصَا بالذكْرِ، ومِثْلُهُما فى ذَلِكَ: الشِّرْكُ والكُفْرُ، والْفَيْءُ وَالْغَنِيمة - وَالْفَقِيرُ وَالْمِسْكِينُ - وقد قِسْتُ على ذلك في النَّحْوِ: الظَّرفَ والمَجْرُور.

مسألة:

الأصحّ أنَّه يَجُوزُ وُقُوعُ كُلٍّ من الرَّدِيفينِ مكانَ الآخَرَ ما لم يكن

ص: 216


1- هو أحمد بن فارس بن زكريا أبو الحسين اللغوي القزويني صاحب: المجمل في اللغة، فقه اللغة، اختلاف النحويين، الانتصار لثعلب، وغير ذلك، توفي سنة 395 ه. بغية الوعاة 352:1 واقرأ والنوع السابع والعشرون: معرفة المترادف» في المزهر 1: 238 وما بعدها

مُتَعَبَّداً بِلَفْظِهِ كَلَا إلهَ إلَّا الله، فلا يُجْزِىءُ: لا إلَهَ إِلَّا الرَّحْمَنُ، ومحمِّدٌ رسُولُ اللهِ فلا يُجْزِىء: أَحْمَدُ رَسُولُ اللهِ(1).

ص: 217


1- ورد في هامش (أ): اعلم أن ألفاظ القرآن كلها متعبَّد بها فلا يجوز أن يقرأ الرديف منها بالرديف عمداً أو اختياراً، فإن حصل ذلك بنسيان أو سبق لسان أو توهم في الصلاة لا يخل بالصلاة، لأنه لا يتغير به المعنى المراد، وإن كان عمداً واختياراً فإنه يأثم، وربما لا يبعد الحكم ببطلان صلاته لأنه من التلاعب أو من الشواذ التي لا يصح بها الصلاة وهذا مما لا ترد به قراءة معتبرة، وإن كان مما ورد به قراءة معتبره فلا يضر مثل: (نُنْشِرُهَا) في البقرة، فإن مرادفه: (ننشرها) بالزاي المعجمة سورة البقرة: آية 259. وقد وردت به قراءة معتبرة وهو بمعناه ومتعبد بلفظه لأن كل ما ورد بقراءة معتبره في السَّبعة أو في الثلاثة تمام العشرة فهو متعبد بلفظه. «وَانْظُرْ إِلى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِرُهَا...» قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو: «نُنْشِرٌها» بالراء أي كيف نحييها، وقرأ الباقون: «كيفَ تُنْشِزُها» بالزاي أي ترفعها. حجة القراءات لأبي زرعة ص 144

النَّوعُُ الرَّابِعُ والأَرْبَعُون وَالْخَامِسُ وَالأَرْبَعُون: المحْكَمُ والمتَشَابِهُ

هذَان النَّوعان منْ زيادتي، وقد اعتذر البلقيني عن إهْمالهما بما لا يُقْبَل قال تعالى: «هُو الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ منْ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ...»(1) الآية - واخْتُلِفَ في المحْكَمِ والمتشَابِه ما هُوَ وفي تفسيره، وهل المتشابه مما يختصُّ اللهُ بِعِلْمه؟ فعن ابن عباسٍ: المحْكَمُ: ناسِحُه وَحَلَالُه وحَرَامُه وحُدُودُه وفَرائِضُه وَمَا نُؤْمِنُ ونَعْمَلُ به، وكذا رُوِي عن عِكرِمة ومُجَاهِدٍ وقَتادة والضَّحَّاك ومُقاتل وغيرهم أنهم قالُوا: المحكَم: ما يُعملُ به، وعن ابن عباس: المحكَم قوله تعالى: «قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّم رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ...» الآيات الثلاث(2).

وقوله: «وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ..» الآيات الثلاث(3) وقال يحيى بن يَعْمر(4): الفرائِضُ والأمْرُ والنَّهي والحَلّال والْحَرَام. وقال

ص: 218


1- سورة آل عمران: آية 7
2- سورة الأنعام من آية 151 - 153
3- سورة الإسراء من آية 23 - 26
4- هو يحيى بن يعمر التابعي، فقيه أديب نحوي، سمع ابن عمر وجابرا وأبا هريرة، وأخذ النحر عن أبي الأسود توفي سنة 129 ه. بغية الوعاة 2: 345

سعيدُ بن جُبَيْر: هُنْ أُمُّ الكِتاب أي أَصْلُه لأنَّهنَّ مكْتُوباتٌ في جميع الكتب، وقال مُقاتِل: لأنه ليس من دِينٍ إلا يَرْضَى بهن(1).

وقيلَ في المتشَابِه: إنه المنسوخُ والمُقدِّمُ والمؤخِّرُ والأمْثَالُ والأقْسامُ ومَا يُؤْمَنُ به ولا يُعْمَلُ به، ورَوَى ابنُ عبَّاس، وقال مُقاتِل: هي الحروف المقطَّعةُ في أوائِل السُّور - واختلف النَّاسُ في تفسير المتشابِه - بحسب اختلافهم في: هَلْ يَعْلَمُه الرَّاسِحُون أولا(2)؟ فعلى الأول هو ما لم يتَّضِحْ مَعْناه، وعلى الثَّاني: ما اسْتَأْثَر اللهُ بعلْمه(3). وكذا اختلَفَ

ص: 219


1- يقول الفخر الرازي: للناس في المحكم والمتشابه أقوال: الأول: ما نقل عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه قال: المحكمات آیات التي في سورة الأنعام «قُلْ تعالوا» إلى آخر الآيات الثلاث، والمتشابهات: هي التي تشابهت على اليهود وهي أسماء حروف الهجاء المذكورة في أوائل السُّوَر. الثاني: وهو أيضاً عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن المحكم هو الناسخ، والمتشابه: هو المنسوخ. الثالث: أن المحكم: ما يكون دليله واضحاً، والمتشابه: ما يحتاج في معرفته إلى التدبر والتأمل. الرابع: أن كل ما أمكن تحصيل العلم به سواء كان ذلك بدليل جلِيّ أو بدليل خفي فذاك هو المحكم، وكل ما لا سبيل إلى معرفته فذاك هو المتشابه. انظر: التفسير الكبير للفخر الرازي، ط أولى مصر 1357 ه - 1938 م، 182/7
2- أي بحسب الاختلاف في قوله: «والرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ» سورة آل عمران: آية 7. هل هو معطوف ويقولون حال، أو مبتدأ خبره: يقولون والواو للاستئناف، الإتقان 5:3. ويقول الزمخشري في ذلك: منهم من يقف على قوله: إلّا الله ويبتدىء والراسِخُون في العلم يقولون، ويفسرون المتشابه: بما استأثر الله بعلمه وبمعرفة الحكمة فيه من آياته... والأول هو الوجه أي لا يهندي إلى تأويله الحق الذي يجب أن يحمل عليه إلَّا الله وعباده الذين رسخوا في العلم. الكشاف، 338:1
3- على الأول أي: عِلْم الرَّاسخين في العلم بتأويل المتشابه، وعلى الثاني: أي على عدم دخول الراسخين في العلم في تأويل المتشابه واستئثار الله بعلمه

القُرّاء في الوقْفِ: هَلْ هُو على قول: (إلَّا الله) أو (والرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْم)؟ والذي عليه الجمهور أن المتشَابِه لا يَعْلَمُه إلَّا الله، فقد روى البخاري من حديث عائشة قالت: تَلَا رسولُ اللهِ صلّى الله علَيْه وسلَّم هذه الآية «هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الكِتابَ..» فقال: فإذا رأَيتَ الَّذِينَ یتَّیعونَ ما تَشَابَة مِنْه فأُولَئِك الَّذين سمّى اللهُ فاحْذرُوهم(1).

ص: 220


1- رواه الترمذي أيضاً عارضة الأحوذي، 115:11، وانظر: صحيح البخاري ج 6، ص 42، ط الشعب 1387 ه. وفي التفسير الكبير للفخر الرازي: «وَمَا يَعْلَمُ تأويله إلا الله والرَّاسِخُونَ فِي العِلْم يقُولُون...» الآية، واختلف الناس في هذا الموضع، فمنهم من قال: تَم الكلام ههُنا، ثمَّ الواو في قوله: «والرَّاسِخُون في العِلْم» واو الابتداء، وعلى هذا القول لا يعلمُ المتشابه إلَّا الله، وهذا قول ابن عبَّاس وعائشة والحسن ومالك بن أنس والكسائي والفرَّاء، ومن المعتزلة قولُ أبي عليّ الجُبَّائي، وهو المختار عندنا، والقول الثاني: أن الكلام إنما يتمُّ عند قوله: «والرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ» وعلى هذا القول يكون العلم بالمتشابه حاصلًا عند الله تعالى وعند الرَّاسخين في العلم، وهذا القول أيضاً مروي عن ابن عباس ومجاهد والربيع بن أنس وأكثر المتكلمين، التفسير الكبير للرازي 7: 188

النَّوعُُ السَّادِسُ والأَرْبَعُون: المُشكِل

هذا النوع من زيادتي، ويُشْبُهه من أنواع علم الحديث: مُختلف الحديث والفرقُ بينه وبين المتشابِه: أن المتشابه لا يُفْهَمُ مَعْناه والمرادُ منه وهَذَا يُفْهَمُ بالْجَمْع، إذ المراد منه الآياتُ التي ظَاهِرُها التَّعارضُ المنَزَّه عنه كلامُ الله، وقد صنّف ابنُ قُتَيبة كتاباً جيّداً في هذا النوع(1).

مثال ذلك ما رواه الحاكمُ وعلَّقه البُخَارِيّ: أَنّ رجُلاً سأل ابن عبَّاس عن قوله تعالى: «وَاللَّهِ ربِّنا ما كُنَّا مُشْرِكين»(2)، وقوله في آية أخرى: «وَلا يَكْتُمون الله حَدِيثًا»(3)، فقال ابن عباس: أمَّا قولُه: «وَاللَّهِ رَبِّنا مَا كُنَّا مُشْرِكين» فإنهم لما رأوا يَوْمَ الْقيامة أَنَّه لا يدخلُ الجنَّةَ إِلَّا أَهْلُ الإسلام قالوا: تَعَالَوْا فَلْنَجْحد فختم اللهُ علَى أَفْوَاهِهِمْ فتكلَّمت أَيْديهِمْ وأَرجُلُهم فَلَا يَكْتُمُون الله حَدِيثاً(4)، وكذا رُوِي عَنْه في آياتٍ نحو

ص: 221


1- هو تأويل مشكل القرآن
2- سورة الأنعام: آية 23
3- سورة النساء: آية 42
4- في الإتقان: فإنهم لما رأوا يوم القيامة أن الله يغفر الذنوب ولا يغفر شركاً ولا يتعاظمه ذنب أن يغفره جحده المشركون رجاء أن يغفر لهم فقالوا: «والله رَبَّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينْ» فختم على أفواههم فتكلمت أيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون، فعند ذلك يوَدّ الذين كفروا وعصرا الرسول لو تَسوُّى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثاً. الإتقان 3: 80، واقرأ تفصيل ذلك في التفسير الكبير للرازي 107:10. وحقائق التأويل في متشابه التنزيل للشريف الرضي تحقيق: محمد رضا آل كاشف الغطاء من ص 323 - 333، ط بیروت

ذلك: أَنَّ في القيامةِ مواقفَ ففي بَعْضِها يُنكروُن، وفي بعضها يُقِرُّون وفي بعضها يَسْأَلُونَ وفي بَعْضِها لا يَسْأَلون كما قال تعالى: «وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَساءَلُون»(1) وقال تعالى في آيةٍ أخرى: «فَلَا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَساءَلُون»(2). وقال: «فَوَرَبُّكَ لَنَسْأَلَتُهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ»(3)، وقال في آيةٍ أُخْرى: «فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إنْسٌ وَلَا جَانٌ»(4) وقال تعالى: «وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتقيمٍ»(5)، وقال: «إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَيْتَ»(6) والجميع أن الهُدى مُشْتَرَك فَيُطْلَقُ على الدّلالةِ وهو المنسُوب إليه في الأوَّل(7)، وعلى خَلْقِ

ص: 222


1- سورة الطور: آية 25
2- سورة المؤمنون: آية 101
3- سورة الحجر: آیتا 92، 93
4- سورة الرحمن: آية 29، ويقول الفخر الرازي عند تفسيره لقول الله تعالى «فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءلُونَ» الآية: 101 من سورة المؤمنين «قوله: «وَلا يتساءلون» وقوله: «وَلاً يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً» يناقض قوله: «وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ على بَعْضٍ يَتَساءلون» وقوله: «يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ» والجواب عنه من وجوه: أن یوم القيامة مقداره خمسون ألف سنة، ففيه أزمنة وأحوال مختلفة، فيتعارفون ويتساءلون في بعضها ويتحيرون في بعضها لشدّة الفزع، وثانيها: أنه إذا نفخ في الصور نفخة واحدة شُغِلُوا بأنفسهم عن التساؤل، فإذا نفخ فيه أخرى أقبل بعضهم على بعض وقالوا: «يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ»، وثالثها: المراد لا يتساءلون بحقوق النسب، ورابعها: أن قوله «لا يَتَسَاءلون» صفة للكفَّار وذلك لشدَّة خوفهم، أما قوله: «فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْض يتساءلون» فهو صفة أهل الجنة: إذا دخلوها» التفسير الكبير للرازي 122/22
5- سورة الزخرف : آية 52
6- سورة القصص: آية 56
7- في قوله: «وإِنَّكَ لَتَهْدِري...»

الاهْتداء وهو المنفيُّ عنه في الثاني(1) - ومَنْ رَسَخ قَدَمُّهُ في مَعْرِفَةِ مَوَادِّ الْعَرَب واستِعْمالَاتها وفُنُونِ اللُّغَةِ ورُزِق فهماً وبَصيرةً لم يخْفَ علَيْه الْجَمْعُ بَيْن الآياتِ المشْكِلة، وقد رُوي أن ابن عبَّاس توقف في بعض ذلك فروَى أبُو عُبَيْد: حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن ابن أبي مُلَيْكة قال: سأل رجُل ابن عباس عن: «يَوْم كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ»(2) فقال له ابن عبَّاسٍ: فما «يَوْمٌ مِقْدَارُه خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَة»(3)؟ فقالَ الرّجُل: إنّما سَأَلْتُك لتحدِّثني فقال ابن عباس: هُمَا يَوْمان ذكرهُما اللهُ في كتابه اللَّهُ أَعْلَمُ بِهِما. انتهى.

ص: 223


1- في قوله: «إنَّك لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ...»، ويقول الفخر الرازي في تفسير الآية الكريمة «إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاء...» وقال في آية أخرى: «وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيم» ولا تنافى بينهما، فإن الذي أثبته وأضافه إليه: الدعوة والبيان، والذي نفى عنه: هداية التوفيق وشرح الصدور، وهو نور يقذف في القلب فيحيا به القلب. انظر: التفسير الكبير 2/25 ومتشابه القرآن للقاضي عبد الجبار 546:2 تحقيق د. عدنان زرزور دار التراث
2- سورة السجدة: آية 5
3- سورة المعارج: آية 4، ونصَّ الآية: «تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ فَاصْبِرْ صَبْراً جميلاً»

النَّوعُُ السَّابِعُ والثَّامِنُ وَالأرْبَعُون: المُجْمَلُ وَالْمُبَيّنَ

الْمُجْمَل: ما لم تتَّضِح دَلَالَتُه، ومنعَ داودُ الظَّاهريُّ وقوعَه في القرآن وفي جواز إبقائه على إجماله ثلاثةُ أَقْوالٍ: أَصَحُّها: لا يجوز إبقاءُ المكلَّفِ بالعَمل ،به ويجوزُ إبقاءُ غيره(1)، ومن أمثلةِ ذَلك قولُه تعالى: «وَأَقِيمُوا الصَّلوةَ وَءَاتُوا الزَّكَوة..»(2)، «وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حجُّ الْبَيْت..»(3). وقد بيَّنت السُّنَّةُ أَفْعالَ الصَّلاةِ وَالْحَجّ ومقاديرَ نُصُب الزَّكاةِ في أَنْواعِهَا وقولُه تعالى: «وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُون في الْعِلْمِ يَقُولُونَ ءَامَنَّا به..»(4) تردَّد لفظُ (الرَّاسِخُون) بين العَطْفِ والابْتداء، وقد حملَه الجُمهور على الابتداء لِلْحَديث السَّابِق(5) - «أَوْ يَعْفُو الَّذِي بِيَدِه

ص: 224


1- جَعَل المؤلف «المجمل والمبين»، وجهاً من وجوه إعجاز القرآن في كتابه: مُعْتَرَك الأقران في إعجاز القرآن، وقال عنه: وفي ذلك مِنْ حُسْنِ البلاغة ما يعجز عنه أولو الفصاحة، لكن هل يجوز بقاؤه مُجْملاً أم لا؟ أقوال أصحها لا يبقى المكلَّف بالعمل به بخلاف غيره. انظر: مُعترك الأقران في إعجاز القرآن للسيوطي تحقيق: علي البجاوي 1: 217 وما بعدها ط دار الفكر العربي
2- سورة البقرة: آية 43
3- سورة آل عمران: 97
4- سورة آل عمران: آية 7
5- الذي استشهد به على أن الواو في «والراسخونَ في العِلْم» للابتداء حيث لا يعلَمُ المتشابه إلّا الله، وهو ما رواه البخاري عن عائشة قالت: تلا رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم هذه الآية: «هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ...» فقال: فإذا رَأيتَ الَّذين يَتَّبِعُون مَا تشابه مِنْهُ فَأُولَئِكَ الَّذينَ سَمَّى اللهُ فاحْذَرُوهم. صحيح البخاري 42:6

عُقْدَةُ النِكَاح..»(1) يُحْتَمَلُ أنْ يَكُون الوَليُّ، وأَنْ يَكُونَ الزُوْج، وقَدْ حَمَلَهُ إمامُنَا الشَّافِعِيُّ على الزَّوْج ومَالِك عَلَى الْوَلِيّ لِما قام عِنْدهما.

«إلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ»(2) لِلْجَهْل حينئِذٍ بِمْعناه، وقد بيَّنه بعد نُزُوله: «حُرمَتْ عَلَيْكُم الْميتةُ..» إلى آخره(3)، واختُلِف في قوله(4) تعالى: «وَأَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ»(5) هلْ هو عامٌ خصَّصت منه السُّنَّةُ البُيُوعَ الفاسِدة أَوْ مُجْمَلٌ بَيِّنَتْ السُّنْةُ ما أَجْمِلَ مِنه، أو عَامُّ اللَّفظِ مُجْمَل المعْنى على أقوال. وادَّعَى الحنفِيَّةُ أَن مِنه: «وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ..»(6) لِتردُّده بين الكُلِّ والبَعْض فبيَّنَهُ حديثُ مَسْحٍ النَّاصِيَة، وَرُدَّ بأَنَّه لمُطْلقِ المسْح الصَّادِق بأَقَلِّ ما يَنْطَلِقُ عَلَيْه الاسْمُ وَيُفيدُه.

ص: 225


1- سورة البقرة: آية 228
2- سورة المائدة: آية 1، وفي معترك الأقران: «أُحِلَّتْ لَكُمْ بهِيمَةُ الأَنْعَامِ إلَّا ما يُتْلَى عَلَيْكُمْ...» فسره قوله: «حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ المَيْتَةُ...» الآية، معترك الأقران 1: 220
3- سورة المائدة: آية 3
4- أي أهي من قبيل المجمَل أم لا؟ وانظر تفصيل الكلام على ذلك في معترك الأقران 221:1 وما بعدها
5- سورة البقرة آية 275، وقد ذكر المؤلف أن للشَّافعي في هذه الآية أربعة أقوال، واجع تفصيل ذلك في: معترك الأقران 222:1
6- سورة المائدة آية 6

النَّوعُُ التَّاسِعُ وَالأَرْبَعُون: الاسْتِعَارَة

وهِيَ نَوْعٌ مِنَ المجاز لكنَّها مُخْتصَّةٌ باسمٍ وحدَه، وبَعْضُهم يُطلِق على المجازِ كلِّه استعارةً، كأَنَّك استعَرْتَ اللُّفْظَ مِنْ مُسْتحقِّه الَّذِي وُضِعَ لَهُ وَنَقَلْتَه إِلَى غَيْرِه، ومِنْهُمْ مَنْ يَخُصُّها بما لم يُذكَر المستعارُ لَه(1) وعَرَّفَها أَهْلُ الْبَيَان بأَنّها: مجازٌ عَلاقَتُه المشَابَهة، فإطلاقُ المِشْفر(2) مثلاً على شَفَةِ الإِنْسان إن كان للتَّشبيه بمِشْفَرِ الإِبِل في الغلَظ فهو اسْتِعارة، أَوْ لإطْلاقِ المقيَّد على المطْلق(3) من غير قصْدِ التَّشْبيه فمجاز ويُسمَّى: مُرْسَلًا(4)، وهي أقْسامٌ كَثيرةٌ فمِنها: تَحقيقيَّةً وهِيَ: ما تَحقَّق مَعْنَاهَا عَقْلاً أَوْ حِسّاً نَحْو: «اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُستقيم»(5) أي: الدّين الحق -

ص: 226


1- تحدث المؤلف بالتفصيل عن الفرق بين التشبيه المحذوف الوجه والأداة وبين الاستعارة في كل من كتابيه معترك الأقران 1: 285 وما بعدها، والإتقان 3: 141 وما بعدها، وقد عرض الآراء البلاغيين في الفرق بينهما وذكر رأيه أيضاً. وراجع: الفرق بين الاستعارة والتشبيه المؤكد. بغية الإيضاح 107:3 وما بعدها
2- المِشفر: شفة البعير
3- أي المشفر المقيَّد بكونه للإبل على مطلق شفة
4- ذلك هو تقسيم عبد القاهر للاستعارة إلى: مفيدة وغير مفيدة. انظر: أسرار البلاغة ص 20، وبغية الإيضاح 102:3، حيث يوضح الخطيب القزويني رأي كل من: عبد القاهر والسكاكي في ذلك عند كلامه عن: المرسّل عن الفائدة والمفيد
5- فاتحة الكتاب: آية 5، والمستعار هنا متحقق، عقلًا

«أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ..»(1) أي: ضالاً فَهَدَيْناه ومنها: تهكُّميَّة وتَمْليحيَّة - وهُما ما استُعْمِلَا فى ضِدِّه أَوْ نقِيضه نحو: «فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَاب أليم»(2) استُعِيرَ لفظُ: «البِشارة» للْعَذاب، وهي موضُوعةٌ للسُّرور تهكُّماً بِهمْ(3) - ومنها: مُجرَّدةً وهي: ما قُرِنَ بِمُلائمٍ المستعارِ لَه نحو: «فَأَذَاقَها اللهُ لِباسَ الْجُوعِ..»(4) لم يَقُلْ: «فَكَسَاهَا» لَأنّ الإدْراكَ بالذَّوْق يَسْتَلزِمُ الإدْراكَ باللَّمْس وَلَا عَكْس(5).

ومنها: مُرَشَّحَةُ وهي: ما قُرن بما يُلائِمُ المُستعَارَ مِنْه نحو: «أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوْا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبحَتْ تِجَارَتُهُمْ..»(6)، استعارَ الاشْتراءَ للاسْتبدالِ والاخْتيارِ ثُمَّ قَرْنَها بما يُلائِمُ الاشْتِراءَ من الرِّبح والتِّجارة(7).

ومنْها: اسْتِعارةٌ بالكِنايَة وهي: أنْ تُضمِرَ التَّشْبيهَ في النَّفْسِ فلا

ص: 227


1- سورة الأنعام: آية 122، والمستعار عنا متحقق حِسّاً، وانظر: بغية الإيضاح 106:3
2- سورة آل عمران: آية 21
3- التهكمية والتمليحية نوع واحد، ويفهم من كلام المؤلف هنا أنهما نوعان، والصحيح أنهما نوع واحد، يقول الخطيب القزويني: «ومنها ما استعمل في ضد معناه أو نقيضه بتنزيل التضاد أو التناقض منزلة التناسب بواسطة تهكم أو تمليح». بغية الإيضاح 3: 123
4- سورة النحل: آية 112
5- قال في الإتقان: استُعيرَ اللّباس للجوع، ثم قُرِنَ بما يلائمُ المستعار له من الإذاقة، ولو أراد الترشيح لقال: «فكساها»، لكن التجريد هنا أبلغ لما في لفظ الإذاقة من المبالغة في الألم باطناً، 138:3، وانظر: بغية الإيضاح 140:3، والكشاف 2: 638
6- سورة البقرة: آية 16
7- لم يذكر «المطلقة» وهي التي لم تَقتَرن بملائم للمستعار له أو المستعار منه مثل: سَلَّمت على أسدٍ في الشارع، والترشيح أبلغ من التجريد لاشتماله على تحقيق المبالغة. بغية الإيضاح 142:3

تُصِرّحَ بشَيءٍ مِنْ أَرْكَانِه سوى المشبَّه، ويُدَلُّ عَلَيْه بأن يثبت للمشبَّه أمرٌ مختصٌ بالمشبَّه به، فنفْسُ التَّشبيه هُو الكِنابية، وإثباتُ ذَلِكَ الأمرِ للمشبَّه استعارةٌ تخيْيليَّة(1) نحو: «فَأَذَاقها اللهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ...»(2) شبَّه ما يُدْرَكُ من أثَرِ الضُّرِّ وَالألَم بما يُدرَكَ من طعْمِ المرّ البَشِع فأوقع عَلَيْه الإِذاقة، فتكون الإذاقهُ بمنزلة الأطْفَارِ للْمنيَّة في قوله:

وَإِذَا المنِيَّةُ أَنْشَبتْ أَظْفَارَهَا(3)

وكذا قولُه تعالى: «جِدَاراً يُرِيدُ أَنْ يَنقَضُ..»(4) شبَّه مَيَلانَهُ للسُّقُوط بانحِرافِ الحيّ فأثبَتَ لَهُ الإرَادة الَّتِي هِيَ مِنْ خَواصِّ العُقلاء، وقولُه تعالى: «خَتَمَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ..»(5) بأن لا تقبل الحق(6) بالشيء الموثُوق المختُوم ثم أثْبتَ لها الخَتْمِ.

ومِنْها: تَبَعِيَّةٌ وهِي: أنْ يكونَ الْمُسْتَعَارُ فِعْلًا أَوْ صِفَةً أَوْ حَرْفاً كما

ص: 228


1- هذه الاستعارة بالكناية على مذهب الجمهور، فإن الاستعارة بالكناية عندهم هي: المشبه به المحذوف المستعار في النفس للمشبه المرموز إليه بإثبات لازمه للمشبه، انظر: البلاغة التطبيقية، د. أحمد موسی، ص 200 - 209
2- الآية السابقة
3- من قول أبي ذؤيب الهذلي: وَإذا الْمَنيَّةُ أنْشَبَتْ أظْفارَها *** الفَيْتَ كُل تميمةٍ لا تَنْفَعُ معاهد التنصيص 2: 163
4- سورة الكهف: آية 77
5- سورة يس: آية 52
6- في (أ): شَبَّه قُلُوبَهُمْ

تقدُم في آية: «فَبَشِّرْهُمْ..» وآية: «إِنَّكَ لَأنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ»(1)، ومنه قولُه تعالى: «فالْتَقَطَهُ عَالُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَنَاً..»(2) استُعيرتْ لامُ «كَى» التي هي للعِلَّة لِلْغاية.

ومِنْها: تَمْثِيليَّة وَهِي: ما استُعْمِلَ فِيمَا شُبِّه بمعنَاهُ الأصْليّ تَشْبيه مُبالَغَة نحو: «واعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً..»(3) شُبِّه اسْتِظْهارُ العَبْدِ باللهِ ووثُوقُهُ بِه والْتِجاؤُه إلَيْه باسْتِمْساكِ الْوَاقِع في مَهْوَاةٍ مُهْلِكَةٍ بِحَبْلٍ وَثیقٍ مُدَلَّى من مَكَانٍ مُرْتفِع يَأْمَنُ انْقِطاعَه(4)، ولها أنواعٌ أُخَرُ مُبَيَّنَةٌ فِي عِلْم البيان واللهُ أَعْلَم(5).

ص: 229


1- سورة هود: آية 87، فالاستعارة فيهما تبعية تهكمية، وقد وضح المؤلف ما في قوله: «فبشرهم..» من تهكم، أما التهكم في «... الحكيم الرَّشيد» فيقول الزمخشري: نسبته إلى غاية السَّفَه والغيّ، فعكسوا ليتهكموا به كما يتهكم بالشحِيح الذي لا يبض حِجْره فيقال له: لو أبصرَكَ حاتِم لَسَجد لك، الكشاف: 420:1
2- سورة القصص: آية 8، وقد مثل المؤلف بثلاث آيات للاستعارة التبعية، جاءت الأولى فِعْلًا، والثانية صفة، والثالثة: حرفاً، والمراد بالصفة: ما فيه معنى الفعل وما يشتق منه كاسم الفاعل واسم المفعول وأفعل التفضيل والصفة المشبهة واسمي الزمان والمكان، ونلاحظ أن المؤلف هنا لم يذكر إلَّا قليلاً من أقسام الاستعارة ووجوهها، ولم يتبع النهج البلاغي في ترتيب هذه الوجوه حيث يذكر التبعية بعد المكنية، وقد كان في كتابيه: معترك الأقران، والإتقان أكثر تفصيلاً من هنا. انظر: الإتقان 3: 128 وما بعدها ومعترك الأقران 1: 275 وما بعدها
3- سورة آل عمران: آية 103
4- والاستعارة التمثيلية من المجاز المركُّب. وهو: اللفظ المركب المستعمل فيما شبه بمعناه الأصلي تشبيه التمثيل للمبالغة في التشبية. انظر: بغية الإيضاح 146:3
5- ما ذكره السيوطي هنا في (التحبير) عن الاستعارة بعد شذرات قليلة مما ذكره عنها في (الإِتقان) کشأنه مع معظم الموضوعات التي تحدث عنها في الكتابين، وكانت في «التحبير» موجزة، وفي الإتقان: مطولة

النَّوعُُ الْخَمْسُون: التَّشْبيه

وهو أيضاً نَوْعٌ من الْمجاز(1)، ويُفَارِقُ الاسْتِعارةَ باقْتِرانِه بالآدَاةِ الكاف ومثل وكأنَّ ونحوها، وإن تجرَّد منها لفظاً فإن قدَّرْتها فهو تَشْبيه وإلا فاستعارة كقوله تعالى: «وصُمٌّ بُكْمٌ عُميٌّ..»(2) والتقدير أعمُّ من كونِه جُزْء كلام كهذه الآية(3)، وكون الكلام فيه ما يقتضي تقديره كقوله تعالى: «حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْر»(4) فالْخَيْطُ الأسود تشبيه لأن بيان الخيط الأبيض بالفَجْر قَرِينَةُ على أن الأسْوَد أيضاً مُبيَّنٌ بسوادِ آخِرِ اللَّيل، ومن أمثلته قوله تعالى: «ومَثَلُ الَّذِينَ حُملوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ

ص: 230


1- يقول المؤلف في الإتقان: زعم قوم أنه مجاز، والصحيح أنه حقيقة الإتقان 125:3
2- سورة البقرة: آية 18 جزء من «»
3- هذا رأي عبد القاهر في الفرق بين التشبيه المحذوف الوجه والأداة والاستعارة أي إن أمكن تقدير أداة التشبيه كانت الصورة تشبيهاً، وإلَّا فهي استعارة. انظر: أسرار البلاغة ص 192، وقد ذكر المؤلف في الإتقان رأي: الزمخشري والسكاكي والبهاء السبكي وعبد اللطيف البغدادي في ذلك. انظر: الإتقان 141:3 وما بعدها
4- سورة البقرة: آية 187

أسْفَاراً..»(1)، وَالْقَمَرَ قَدْرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَديم»(2)، «إِن مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ ءَادَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ..»(3) وأَبْلَغُهُ المقلوب كما تقدَّمَ في نَوع المجَاز(4).

ص: 231


1- سورة الجمعة: آية 5، مثَّل بهذه الآية في الإتقان ومعترك الأقران لما كان وجه الشبه مركباً عقلياً
2- سورة يس: آية 39، مثل بهذه الآية في الكتابين المذكورين لما كان طرفاه حسّيين
3- سورة آل عمران: آية 59
4- وهو التشبيه المقلوب الذي جعله نوعاً من المجاز، وأبلغيته لما فيه من المبالغة التي أحدثها قلب التشبيه وإيهام أن المشبه به أتم من المشبه في وجه الشبه. بغية الإيضاح 43:3

النَّوعُُ الْحَادِي والْخَمْسُونِ والثاني وَالْخَمْسُون: الكِنايةُ وَالتَّعْريض

هَذَان النوعَانِ مِنْ زِيَادَتي وَهُما مُهمان، وقد ألَّف الشَّيخ تقي الدّين السُّبكي فيهما كتاباً(1)، واختَلَفَ النَّاسُ في الفَرْق بَيْنَهُما وَبَيْن الْحقِيقَةِ وَالْمجاز بما هُوَ مَبْسُوطٌ في كُتُبِ الْبَيان، والَّذِي تحرّر منْه أن الكِنَايةَ لَفْظٌ اسْتُعملَ في مَعْنَاهُ مُرَاداً به لازِمُ المعْنى، فَهِيَ بِحَسَبِ اسْتِعْمالِ اللّفظِ في المعنى حَقيقة والتَّجوُّزُ في إرادةِ إفَادَةِ مَا لَمْ يُوضَعْ لَه، وقَدْ لا يُرادُ منها المعْنَى بَلْ يُعَبِّرُ بالمَلْزُوم عن الَّلازِم وهي حينئذ مجاز كَقَولك: زيد طوِيلُ النّجادِ أي طويلُ حمائِلِ السَّيْفِ مُريداً به طول القامة الَّذِي هو لَازِمٌ لطولهِ حقيقةً(2) وَمِنْهُ فِي الْقُرآنِ: «قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرَّاً..»(3) فإنّه

ص: 232


1- إسمه: الإغريض في الفرق بين الكناية والتعريض وهو غير مطبوع
2- اقرأ تفصيل الكلام على ذلك في: عروس الأفراح للبهاء السُّبكي من شروح التلخيص 237:4 - 247، وهذا الرأي الذي يذكره المؤلف هو رأي تقيّ الدين السّبكي صاحب الكتاب السابق، ويقول المؤلف في معترك الأقران في حديثه عن أنواع مختلف في عدِّها من المجاز: الكناية وفيها أربعة مذاهب: أحدها: أنها حقيقة، الثاني: أنها مجاز، الثالث: أنها لا حقيقة ولا مجاز وإليه ذهب صاحب التلخيص لمنعه في المجاز أن يراد المعنى الحقيقي مع المجازي وتجويزه ذلك فيها، الرابع: وهو اختيار الشيخ تقيّ الدين السبكي: أنها تنقسم إلى حقيقة ومجاز، فإن استعملت اللَّفظ في معناه مراداً منه لازم المعنى أيضاً فهو حقيقة، وإن لم يرد المعنى، بل عبّر بالملزوم عن اللازم فهو مجاز لاستعماله في غير ما وُضِعَ له. والحاصل أن الحقيقة منها أن يُسْتَعْمَلَ اللِّفظ فيما وُضِعَ له ليفيد غير ما وضع له، والمجاز منها أن يراد بها غير موضوعها استعمالاً وإفادة. معترك الأقران في إعجاز القرآن 1: 266
3- سورة التوبة: آية 81

لم يقصد إفادة ذلك لأنه معلومٌ بل إفادة لازمه، وهو أنهم يَردُّونَها ويَجِدُون حَرَّهَا إِن لم يُجَاهِدُوا - وأما التَّعريضُ فَهُوَ لَفْظُ اسْتُعْمِلَ في مَعْنَاهُ للتَّلْويح بغَيْره نحو: «بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا»(1) نَسَب الفِعْلَ إِلَى كَبِيرِ الْأَصْنامِ الْمتَّخذَةِ آلِهَةً كَأَنَّهُ غَضِبَ أَنْ تُعْبدَ الصِّغَارُ مَعه تلويحاً لعابديها بأنَّها لا تَصْلُحُ أَنْ تكونَ آلِهَةً لِمَا يَعْلَمُونَ إذا نَظَرُوا بِعُقُولِهِمْ من عَجْزِ كَبيرها عَنْ ذَلكِ الْفِعْل والإلَهُ لا يَكُونُ عَاجزاً، فهو حقيقة أبداً(2) ومنه قَوْلُهُ تَعَالَى: «لَئِنْ أَشْركْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ..»(3) الخطابُ لَهُ صلى الله عليه وسلم وهُوَ تعريض بالكُفَّار(4) - «وَمَالِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِليه تُرْجَعُون»(5) أي: وَمَالَكُمْ لا تَعْبُدون، وقريبٌ مما تقدَّمَ في حدِّهما قولٌ الزَّمخشري(6): الكنايةُ ذِكْرُ الشيء بغَيْر لَفْظِه المَوْضُوع له، والتَّعريضُ: أن يَذْكُرَ شَيْئاً يَدُلُّ عَلَى شَيْءٍ لَمْ يَذْكُرْه.

ص: 233


1- سورة الأنبياء: آية 63
2- قول المؤلف: فهو حقيقة أبداً من إطلاق القول، لأن التعريض كما ذكر البلاغيون قد يكون مستبعاً لكلام حقيقي أو مجازي أو كنائي، يقول الخطيب في ختام كلامه عن الكناية وأقسامها من التعريض وغيره: «والتعريض كما يكون كناية قد يكون مجازاً كقولك: آذيتني فستعرف، وأنت لا تريد المخاطب بل إنساناً معه، وإن أردتهما جميعاً كان كناية. بغية الإيضاح 3: 188
3- سورة الزمر: آية 65
4- لاستحالة الشرك عليه شرعاً
5- سورة يس: آية 22
6- هو: جار الله محمود بن عمر الزمخشري النحوي اللغوي المعتزلي المفسر صاحب الكشاف وأساس البلاغة، والفائق في غريب الحديث، والمفصَّل في النحو وغيرها، وتوفي سنة 538 ه. وفيات الأعيان 254:4

وقولُ ابن الأثير(1): الكنايةُ: ما دَلَّ على مَعنىً يجوزُ حَمْلُهُ على الحقيقةِ والمجَازِ بوصْفٍ جَامِعٍ بَيْنَهُما، والتعريضُ: اللُّفْظُ الدَّالُّ على معنىً لا مِنْ جهَةِ الوضْع الحقيقيّ أو المَجازيّ، كقوْلِ مَنْ يتوقعُ صِلَةٌ: واللهِ إِنِّي لَمُحتاجٌ - فإنه تعريضٌ بالطلبِ مع أنه لم يُوضَعْ لَهُ حقيقةً ولا مجازاً وإنّما فُهِمَ مِنْ عُرْضِ اللَّفْظِ أَي جَانِبِه(2).

ص: 234


1- هو ضياء الدين بن الأثير الجزري صاحب: المثل السائر والجامع الكبير، والوشي المرقوم، وغيرها. وتوفي سنة 637 ه. وفيات الأعيان 25:5
2- انظر: المثل السائر لابن الأثير من: 749 - 251، ومعترك الأقران في إعجاز القرآن في الفرق بين الكناية والتعريض، 291:1 وما بعدها

النَّوعُُ الثَّالِثُ والخَمْسون: العامُّ البَاقي على عُمُومِه

هذا النَّوعُ مثالُهُ عزيز إذْ مَا مِنْ عامَّ إلَّا ويُتخيَّل فيه التَّخصيص، فقوله تعالى: «يَأْيُّها النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ...»(1) قد يُخَصُّ منه غيرُ المكلَّف، و«حُرِّمَت عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ...»(2) خُصَّ منه حالةُ الاضطرار وميتة السَّمك والجراد - «وحَرَّمَ الرِّبا»(3) خُصَّ منه العَرَايَا(4)، ومما يصْلُحُ مثالاً له: «خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ»(5)، وقَولُه تعالى: «وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عليم»(6).

ص: 235


1- سورة الحج: آية 1
2- سورة المائدة: آية 3
3- سورة البقرة: آية 275
4- العَرَايا: قال أبو عُبَيْد: واحدتها: عريّة، وهي النخلة يعربها صاحبها رجلاً محتاجاُ، والإِعراء: أن يجعل له ثمرة عامِها، الإتقان 48:3
5- سورة النساء: آية 1
6- سورة التغابن: آية 11، ويقول المؤلف في معترك الأقران: «الظاهر أنه عزيزٌ في الأحكام الفرعية، وكلامه السابق ينقله عن: جلال الدين البلقيني، والزركشي، أنظر معترك الأقران: 1: 208 وما بعدها

النَّوْعُ الرَّابِعُ والخَمْسون والْخَامِسُ وَالْخَمْسون: الْمَخْصُوص والَّذِي أُرِيدَ به الخُصُوص

هذان النَّوعَانِ من النَّاس من لم يُفَرِّق بينهُما حيثُ ذكر العقل من المخصصات والأصحُّ التَّفْرِقَة، وللسُّبكي فيهما رسالةٌ مُسْتَقِلَّة، ولهُمْ بينَهما فُروق:

أَحدُها: أن العامُّ الَّذِي أُريدَ بهِ الْخُصُوص قرينتهُ عقليَّة «الله خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ»(1).

الثَّاني: أَنَّ قَرينتَه معَه نحو: «الَّذِينَ قالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ..»(2) قال الشَّافِعِيُّ - رضي الله عنه-:(3) فإذا كان مَنْ مَعَ رَسُول الله صَلَّى الله عليه وسلم ناساً غيرَ مَنْ جُمعَ لَهُم النَّاسُ وكان المُخبِرون لَهُمْ ناساً غير من جُمعِ لَهُم وغيرَ مَنْ مَعَهُ مِمَّن جُمِعَ عَلَيْه،

ص: 236


1- سورة الزمر: آية 62
2- سورة آل عمران: آية 173
3- هو أبو عبد الله محمد بن ادريس الشافعي صاحب: الأم والرسالة والسنن وغيرها، وتوفي سنة 204، شذرات الذهب 9:2

وكان الجَامِعُون لهُم نَاساً فالدَّلَالَةُ بيّنَة بما وصفت من أَنَّه إنَّما جُمِعُ بَعْضُ لَهُمْ بَعْضُ الناسِ دُون بعض والعِلمُ محيط أنه لم يُجْمَع النَّاسُ كلُّهُمْ ولم يخْبرهم النَّاسُ كلُّهم ولم يكونُوا هم النَّاس، ولكنه لما كان اسمٌ النَّاسِ يقَعُ علَى ثلاثةِ نَفَرٍ وعلى جَميعِ النَّاس وعلى مَنْ بَين جَميعهم وثلاثة كانَ صحيحاً في لِسِانِ العرب أن يُقال: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ) وإنما قال ذلك أربعةُ نَفَرٍ (إنّ النّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ) يعني المنصرفين من منهم أُحُدْ.

قال البُلقيني: ولم يُبَيِّن الشَّافِعِيُّ - رضي الله عنه - سَنَدَ ما ذكره أربعةُ من أنَّهم أربعةُ نفسرٍ، ويُحتَمَلُ أن يكون ذَلِكَ صَحَّ عِنْدَهُ بطريق(1)، انتهى

ص: 237


1- في هامش (أ) ونحو: «كُلّ شَيْء هَالِك إلَّا وجْهَهُ» سورة القصص: آية 88، فهو عام الهلاك في غيره مخصوص فيما عدا الجنة والنار والروح. ونحو: «يَأَيُّها الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ...» سورة المؤمنون: آية 51. فهو عام مخصوص به صلى الله عليه وسلم إذ ليس رسولٌ غيره مخاطَب حين النزول، ونحو خبر: «إنَّ اللهَ أمر المؤمنين بما أَمَرَ بِهِ المُرْسَلِينَ» يعني نفسه كما عرفت لتلاوته الآية المذكورة بعد، وأما الخصوص بمعنى العموم فهو: «يأَيُّها النَّبِيُّ إذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء...» سورة الطلاق: آية 1، فالمراد عامة المؤمنين. ونحو خبر: «ما طلعت الشمسُ عى أحدٍ بعد النبيين والمرسّلِين أفضل من أبي بكر» فهو خاص وما ببعديتهما لكنه عام فيهما، وفي بعدية خواصّ الملائكة دون عوامِّهم لخبر: أبو بكر وعمر أفضل من في السموات ومن في الأرض فهو عام مخصوص في غير الأنبياء والرسل وخواصّ الملائكة. وقد روى الترمذي عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم: «أبو بكر وعمر سيِّدا كُهولِ أهل الجنة من الأولين والآخرين ما خلا النبيين والمرسلين. لا تخبرُهما يا عليُّ. سنن الترمذي 5: 272، 273

وقد ذكر أهلُ التَّفسير أن المراد بالنَّاس القائل وهُوَ نعيم بن مَسْعُود الأشجعي وحده(1)، وسيأتي الكلام عليه في المُبْهَمَات.

الثالِثُ(2): إن المرادَ به الخصُوصُ لا يصِحُّ أن يرادَ به العُمومُ بخلافِ المخْصُوص.

الرَّابع: أنَّه يَصِحُّ أن يُرادَ به واحدٌ اتفاقاً، والمَخصُوصُ لا بدَّ فيه من جَمْع أي على خُلفٍ فيه.

الخَامِسُ: أن المرادَ منه أقلُّ مما خرج والدَّاخِلُ في المخصُوصِ أكثرُ مما خرج وهو قريبُ من الَّذِي قبله.

قُلْتُ: بَقِيَ فرقٌ آخرُ هو أعظمُ ممَّا ذَكَره وهو أن المرادَ به الخُصُوصُ مَجَازٌ قَطْعاً لأنَّهُ لَفظٌ استعمل في بَعْض أفرادِه، والمخصوصُ

ص: 238


1- قال الزمخشري: فإن قلت: كيف قيل: (الناس) إن كان نعيم هو المثبّط وحده؟ قلت: قيل ذلك لأنه من جنْس الناس كما يقال: فلانُ يركبُ الخيل ويلبس البرود وما له إلَّا فرسٌ واحد وبُردٌ فرْد، أو لأنَّه حين قال ذلك لم يَخْلُ من ناسٍ من أهل المدينة يُضامُونه، ويصلِون جَناحَ كلامه. أنظر: الكشاف 441:1، والتفسير الكبير للرازي 8: 99. ويقول المؤلف في الإتقان والمعترك: «القائل واحد نعيم بن مسعود الأشجعي أو أعرابيٌّ من خُزاعة كما أخرجه ابن مردويه من حديث أبي رافع، لقيامه مقام كثير في تثبيطه المؤمنين عن ملاقاة أبي سفيان». الإتقان 45:3، ومعترك الأقران: 210:1
2- أي من صفات العامّ الذي أريد به الخصوص

حقيقةٌ على الأصحّ لأن تناولَ اللَّفظِ للْبَعْضِ الباقى فى التَّخصيص كتنَاولِهِ لَهُ بِلَا تَخْصيص وذلك التَّناوُلُ حقيقيُّ اتَّفاقاً فكذَا هذا(1).

ومن أمثلة المُرادُ به الخُصوص: «أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ...»(2) أي رسُول الله، «وَأُوتِيتْ مِنْ كُلِّ شَيْء»(3)، «وَءَاتِينَهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سبياً»(4)، «تُدَمرُ كُلِّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا»(5).

وأما المخصوص(6) فأمثلتُهُ كثيرةٌ جداً.

ص: 239


1- هذه الفروق بين العام الذي أريد به الخصوص والعامّ المخصوص ينقلُها المؤلف عن فقهاء الشافعية والحنفية والحنابلة كما صرح بذلك في الإتقان ومعترك الأقران. انظر: الإتقان 3: 45 ومعترك الأقران 1: 209
2- سورة النساء: آية 54، أي رسول الله لجَمْعِه ما في النَّاس من الخصال الحميدة
3- سورة النمل: آية 23
4- سورة الكهف: آية 84
5- سورة الأحقاف: آية 25
6- أي العامّ المخصوص، وفي معترك الأقران: وأمَّا المخصوص فأمثلته في القرآن كثيرة جداً، إذ ما من عامٌ إلّا وقد خص مثل: «كُل شيءٍ هالك إلّا وَجْهَهُ» سورة القصص: آية 88، «وَلِلهِ على النّاس حَجّ الْبَيْتِ من اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبيلاً» سورة آل عمران: آية 97. معترك الأقران 1: 211 وما بعدها

النَّوعُُ السَّادِسُ والْخَمْسُونَ والسَّابِعُ والْخَمْسُونَ: ما خَصَّ فيه الكِتَابُ والسُّنَّةَ وما خصَّت فيه السُّنَّةُ الكِتَابِ

وقَدْ أَنْكَرَهُمَا قَوْمٌ وَقَالُوا: لا يُخَصُّ الكتابُ إلَّا بكتَابٍ، ولا السُّنَّةُ إلَّا بسُنَّةٍ، وأَوْجَبَهُمَا آخَرُونَ وقَالُوا: لَا يَخُصُّ الكِتَابُ الكِتابَ ولا السُّنَّةُ السُّنَةَ، والأصَحُ جَوازُ الْجَميع.

فأَمَّا النَّوْعُ الأوَّل(1) فقليلٌ جداً، ومن أمثِلَته قَوْلُهُ تَعَالَى: حَتَّى يُعْطُوا الجِزْيَةَ...»(2) خَصَّ عُموم قولهِ صلَّى الله عَلَيْهِ وسَلَّم: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لا إلهَ إلا الله»(3)، وقوله تعالى: «حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلَوةِ الْوُسْطَى...»(4) خصَّ عُمُومَ نَهْيه صَلَّى الله عليه وسلَّم عن الصَّلاةِ في الأوْقاتِ المكروهة بإخراج الفرائض، وقولُه تَعالى: «وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارهَا...»(5) الآية، خصَّ عُمُومَ قوله صلَّى

ص: 240


1- ما خصَّ فيه الكتاب السنة. ويقول المؤلف في المعترك: «من خاصِّ القرآن ما كان مخَصِّصاً لعموم السنة وهو عزيز» انظر: معترك الأقران 214:1
2- سورة التوبة: آية 29
3- رواه الترمذي عن أنس... أمِرت أن أقاتل الناس حتى يَشهدوا أن لا إله إلَّا الله... الترمذي 118/4
4- سورة البقرة: آية 238
5- سورة النحل: آية 80

الله عليه وسلم: «ما أُبِينَ مِنْ حَيِّ فَهُوَ مَيِّتُ»(1)، وقولُه تعالى: «وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ»(2) خصَّ عموم قولِه صلَّى الله عليه وسلم: «لا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنيُّ وَلَا لِذِي مِرّةٍ سَوِيٌّ»(3) فإنهما يُعْطَيَانِ مَعَ الغَنيِّ، وكذا سبيل الله - وقولُه تعالى: «فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ الله...»(4) خَصَّ عموم قولِه صلَّى الله عليه وسلم: «إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَان بسيْفهما فالْقَاتِلُ والْمَقْتُولُ في النَّارِ».

وأما النَّوعُ الثَّاني(5): فأَمْثِلتُه كثيرة كتخصيص: (وحَرَّم الرِّبَوا) بغير العَرَايَا، وتخصيص: «والمطلقاتُ يَتَربَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُروءٍ»(6) بالأحْرار، وكذا عِدَّة الوَفاةِ وآياتُ المواريثِ بغيْر القاتِل والمخالِف في

ص: 241


1- رواه الترمذي عن أبي واقد الليثي قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وهم يُحبُّون أسنمة الإبل ويقطعون أليات الغنم، فقال: ما يُقطَعُ من البهيمة وهي حَيَّةٌ فهو مِيتة. منن الترمذي 20:3
2- سورة التوبة: آية 60
3- ذُو مِرّة: قوى الخلق والجسم، القاموس 2: 137، وقد رواه الترمذي عن عبد الله بن عمرو، ورُوى في غير هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تَحِلُّ المسألة لغنيّ ولا لذي مِرّة سوِيّ» سنن الترمذي 2: 81، 82
4- سورة الحجرات: آية 9، وتكملة الحديث: فقلت يا رسول الله: هذا القاتل فما بال المقتول! قال: إنه كان حريصاً على قتل صاحبه. عمدة القارى بشرح صحيح البخاري للعيني 1: 209. ط بيروت
5- أي الذي خصصت فيه السُّنّة القرآن. وفي معترك الأقران: «ومن أمثلة ما خُصَّ بالحديث...» معترك الأقران 1: 213
6- سورة البقرة: آية 228

الدِّين والرَّقيق، وتخصيص: «وَإِذَا حُيِّيتُم بتَحيَّةٍ فَحَيُّوا بأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا»(1) بغير الكافرِ والْفَاسِق والأحْوالِ التي لا يَجبُ فيهَا الرَّدُّ والله أعلم(2).

ص: 242


1- سورة النساء: آية 86
2- فقد روى الترمذي في «باب ما جاء في كراهية التسليم على الذّمِّي»، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تبدأوا اليهودَ والنَّصارَى بالسَّلام فإذا لقيتُم أحدّهم في «لا طريق فاضطرُّوه إلى أضيقه» هذا حديث حسن صحيح. سنن الترمذي 162:4

النَّوع الثَّامِنُ والْخَمْسون: المؤَوَّل

هُوَ مَا تُرِكَ ظَاهِرُه لدليل نحو: «إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلوة...»(1) أَيْ: أَرَدْتُم القيامَ - «إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ»(2)، «فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ...»(3) أي: أردْتم الطَّلاق والقِراءة، وكذا قوله تعالى: «وَمَنْ يقتل مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا»(4)، دلّ الدَّليلُ على أنَّ المؤمنَ لا يُخَلَّد فأُوِّلَ الخُلُودُ بالمُكْثِ الطَّويل أو الأبَديِّ للْمُستحِلّ، والتَّأْويلُ إنما يُقْبَلُ إِذَا قَامَ عَلَيْهِ دَليلٌ وَكَانَ قريباً، أما الْبَعيدُ فَلَا كَتَأْوِيلِ الحنفيَّة قوله تعالى: «فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً»(5) ستّين مُدّاً على أن يُقَدَّر مضافٌ، أي طعامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً هو ستُّون مُدَاً(6) حتى جوَّزوا إعطاءَه

ص: 243


1- سورة المائدة: آية 6
2- سورة الطلاق: آية 1
3- سورة النحل: آية 98، وقد مثل المؤلّفُ بهذه الآية والتي تسبقها لأحد أنواع المجاز وهو: إطلاق الفعل والمراد مشارفته ومقاربته وإرادته، وهذا النوع من المجاز الذي يتمثل في الآيات الثلاث يعرف بالمجاز المرسل لعلاقة المسببية. انظر: معترك الأقران 253:1 وما بعدها. وبغية الإيضاح 3: 96 وما بعدها
4- سورة النساء: آية 93
5- سورة المجادلة: آية 4
6- أي: طعام ستين مسكيناً هو ستون مداً، والمدّ: بالضم مكيافي وهو: رطلان أو رطل وثلث، أو مِلءُ كفَّي الإنسان المعتدِل إذا ملأهما ومدّ يده بهما وبه سُمِّيَ مُدّاً

لمسكينٍ واحدٍ في ستّين يوماً، ووجْهُ بُعْده: اعتبار مالم يُذكر وهو ظهور المضافُ والغَاءُ ما ذِكرَ وهو العَدَد، مع ظهور قَصْدِه لِفَضْل الجماعةِ العَدَد، وبَرَكَتِهم وتظافُرِ قُلوبهم على الدُّعاء للْمُحْسِن.

ص: 244

النَّوعُِ التَّاسِعُ وَالْخَمْسُون: الْمَفْهُوم

وهو مَا دَلَّ عَلَيْه اللفظ لَا في محَلِّ النُّطْق، وخلافُه الْمنْطُوق وهُوَ: ما دَلَّ عَلَيْه في محلِّ النُّطق، ولم يذكره البُلقيني(1) لأنَّه الأصْل وفي النَّفس منه شَيْءٌ فإنَّ له أقساماً ينبغي التَّنبيهُ عَلَيْها ولنتكلَّم عَلَيْه مضمُوماً إلى هَذا النَّوع - فأمَّا المفْهوم فهُو قِسْمان: مُوَافَقة - وهُوَ: ما يُوافِقُ حُكْمُه المنطُوق ويُسَمَّى: فَحْوَى الْخِطَاب إِنْ كَانَ أَوْلَى، ولَحْنَ الخطابِ(2) إنْ كانَ مُسَاوِياً، مثال الأوَّل: «فَلَا تَقُل لَهُمَا أُفٍّ»(3) فإنه يُفْهمُ تَحْرِيمُ الضَّرْب من باب أَوْلى ومثالُ الثَّاني: «إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلماً...»(4) الآية - فإنه يُفْهِمُ تَحْريمَ الإِحْرَاقِ أَيضاً لمُساوَاتِه لِلأكْلِ في الإتْلاف.

ومُخَالَفَة(5): وَهُوَ المُخَالِفُ لَهُ إِذا لَمْ يَخْرُج مَخْرَجَ الْغَالِب، فإنْ

ص: 245


1- أي لم يذكر البلقيني المنطوق
2- لحن الخطاب: أي معناه
3- سورة الإسراء: آية 23
4- سورة النساء: آية 10، وهو لحن الخطاب
5- القسم الثاني من أقسام المفهوم وهو: المفهوم مخالفة. الذي يخالف حكمه المنطوق

خَرَج لَمْ يُسمَّ مقْهُوماً نحو: «وَرَبَائِكُمْ اللَّاتي في حُجُورِكُمْ...»(1) إذ الغالِبُ كَوْنُ الرَّبيبة في حِجْر الزَّوج فلا يُفْهَمُ إبَاحَةُ الَّتي لَيْسَتْ في حجْره، ويَلْحَقُ به نحوه مما لا يقتضي التَّخصيص بالذكر لموافقة الواقع نحو: «وَمَن يَدْعُ مَعَ الله إلهاً آخر لا بُرْهَانَ لَهُ بِه...»(2)، «وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً...»(3) ثُمَّ المفهومُ إمَّا مِنْ صفَةٍ نحو: «إنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَيَإٍ فَتبينوا...»(4) فوجَب التَّبْيين في الفاسق، أو عددٍ نحو: «فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانينَ جلدة...»(5) أي: لا أقل ولا أكثر، أو شَرْطٍ نحو: «وَإِنْ كُنْ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ...»(6) أي: فغْيرُ أُولاتِ الحَمْلِ لا يَجِبُ الإِنْفَاقُ عَلَيْهِنَّ، أو غاية نحو: «فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تنكِحَ زَوْجَاً غَيْرَه...»(7) أي فإذا نَكَحَتْهُ تَحِلُّ لِلأوَّلِ بِشَرْطِهِ، أَوْ أَدَاة حَصْرٍ نحو: «إنَّما إلَهُكُمُ الله...»(8) أي فَغَيْرُه ليْسَ بإله - أو فُصِلَ المبتدأُ من الخَبر بضميرِ الفَصْل نحو: «فَاللهُ هُوَ الْوَلِيُّ»(9) أي: فَغَيْره لَيْسَ بَوليٍّ، أو تقديم المعْمُولِ نحو: إِيَّاكَ

ص: 246


1- سورة النساء: آية 23
2- سورة المؤمنون: آية 117
3- سورة النور: آية 33، ولا مفهوم لهذه الآية والتي تسبقها
4- سورة الحجرات: آية 6، وفي معترك الأقران وهو أنسب وأدق في التعليق على الآية: «مفهومه أن غير الفاسق لا يجب التبيين في خبره، فيجب قبول خبر الواحد العدل». معترك الأقران 277:1
5- سورة النور: آية 4
6- سورة الطلاق: آية 6
7- سورة البقرة: آية 230
8- سورة طه: آية 98
9- صورة الشورى: آية 9

نَعْبُدُ»(1) أي: لا غَيْرُك - «لإلَى الله تُحْشَرُون»(2) أي: لَا إلى غيره.

والمنْطوقُ تَارةٌ يتوقَّفُ صحةُ دَلالَتِه على إِضمارٍ فَيُسَمَّى دَلَالَة اقْتِضَاءٍ نَحو: «وَاسْأَلْ الْقَرْيَة»(3) أي: أَهْلها، وتَارةً لَا يَتوقَّف وَيَدُلُّ عَلَى ما لَمْ يُقْصَدْ بِه»(4) فَيُسمَّى: دَلالَةَ إشَارةٍ نحو: «أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ...»(5) فإن المقصودَ به جوازُ الجماع في اللَّيْل وهو صَادِقٌ بِآخِرِ جُزْءٍ مِنْهُ فيدُل بالإِشارة على صحة صوْمِ مَنْ أَصْبَحَ جُنُباً(6).

قلت: وقد استنْبطًت بهذِه الْقَاعِدَةِ أَحْكاماً من عِدَّةِ آيَاتٍ مِنْها قَوْلُهُ تعالى: «إِنَّما جَزَاؤُا الَّذِين يُحارِبُونَ الله وَرَسُولَهُ...» إلى قوله: إلَّا الذينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ»(7)،

ص: 247


1- سورة الفاتحة: آية 4
2- سورة آل عمران: آية 158، وقد ذكر المؤلف في معترك الأقران، أداة الحصر، وفصل المبتدأ من الخبر بضمير الفصل، وتقديم المعمول في شيء واحد وهو: الحصُر، وذلك أنسب لأن كُلاً من: إنما، والتقديم من طرق القصر الاصطلاحية، والفصل من الطرق غير الاصطلاحية
3- سورة يوسف: آية 82
4- ما بين القوسين ساقط من (أ)
5- سورة البقرة: آية 187
6- يقول المؤلف في مُعْترك الأقران: ...وإن لم تتوقف ودلّ اللفظ على ما لم يقصد به سُمِّيَتْ دلالة إشارة كدلالة قوله تعالى: «أحِلُّ لَكُمْ لَيْلَة الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ...» على صحة صَوْمٍ من أصْبَحَ جُنُباً، إذ إباحة الجماع إلى طلوع الفجر تستلزم كونه جنُباً في جزء من النهار، وقد حُكِيّ هذا الاستنباط عن محمد بن كعب القُرَظِي. معترك الأقران في إعجاز القرآن: 1: 226
7- سورة المائدة: آيتا 33، 34. وقد جاء في النسختين أوب: «فَإِنْ تَابُوا» والصواب: «إلَّا الَّذينَ تَابُوا»

أشارَ بجواب الشَّرطْ بأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ إلى أنَّ التَّوبة إنما تُسْقِط الحقَّ المتعلِقَ به تَعالى دون المتعلِّق بالأدَميِّ، لأن التَّوْبَةَ لَا تُسْقِطُهُ وتوهُمَ بعضُ الشَّافعيّة مِنْ قولِه تَعالى فى المُؤْلِى(1): «فإنْ فَاءُوا فَإِنَّ الله غَفُورٌ رَّحيم»(2) أنه لا يجبُ عَلَيْهِ كفَّارةُ الْيَمين، لأن الله ذَكَرَ لَهُ الْمَغْفِرَةَ والرَّحْمَةَ، وغفلَ قَائِلُ هَذَا عَنْ هَذِهْ النكْتة فالمغفِرة فيه لِمَا تعلَّق باللهِ من الْحَلِفِ به الذي في الحِنْثِ فيه حَزَازَةٌ دُونَ ما تعلَّقَ بالآدميّ من الكفَّارة فإن فيها حقاً لأدَميِّ فَتَأَمَّلْ هذا المحلَّ فإنَّه نفيسٌ جداً، والله يَهْدِي للصَّواب.

ص: 248


1- المؤْلي: الَّذي حلَفَ ألَّا يقرب امرأته أربعة أشهرٍ فصاعداً، الكشاف 269:1
2- سورة البقرة: آية 226

النَّوعُُ السِّتُّون والحادِي والسِّتُّون: المطلَق والمقيَّد

المطلَق: الدَّالُ على المَاهِيَّة بلا قَيْد(1)، وقد اشْتَهر من مذْهبِ الشَّافعيّ أنه يحملُ المطلَق على المقيَّد وفي ذَلك تفصيل، لأنهما إن اتَّحد حكْمُهما ومُوجِبُهُما وكانَا مُثْبَتين وتَأخَّرَ المقيَّد عن وقتِ الْعَمَلِ بالمطْلَق فالمقيَّد ناسخٌ للمطْلَق وإلَّا حُمِلَ عَلَيْه، وكذَا إِنْ كَانَا مَنْفَيَّين، وإن كان أحدُهما أمراً والآخَرُ نهياً قُيِّدَ المطلَق بضدِّ الصِّفة، وإن اختَلَفَ السَّببُ فمذهبُ الشَّافعيِّ الحملُ علَيْهِ قياساً كما في قولِه تَعالى في كفَّارة القتل: «فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ»(2)، وفي كفَّارةِ الظِّهار: «فَتَحْرير

ص: 249


1- تحدث المؤلِّف في الإتقان عن المطلَق والمقيَّد فقال: المطلَق: الدَّالّ على الماهيَّة بلا قيد، وهو مع المقيَّد كالعامّ مع الخاصِّ، قال العلماء: متى وُجِد دليل على تقييد المطَلَق صِيرَ إليه، وإلَّا فلا، بل يبقى المطْلَق على إطلاقه، والمقيَّد على تقييده، لأن الله تعالى خاطبنا بلغة العرب، والضَّابط: أن الله إذا حكم في شيء بصفة أو شرط، ثم ورد حكمّ آخر مطلقاً نُظِرَ، فإن لم يكن له أصل يُرَدُّ إليه إلَّا ذلك الحكم المقيَّد وجب تقييده به، وإن كان له أصل غيره لم یکن ردُّه إلی أحدهما بأولی من الآخر... فالأوَّل مثل: تقييد الأيدي بقوله: (إلى المرافق) في الوضوء، وإطلاقه في التيمُّم... والثاني: مثل تقييد الصَّوم بالتتابع في كفارة القتل والظهار، وتقييده بالتفريق في صوم التمتع، وأطلق كفارة اليمين وقضاء رمضان، فيبقى على إطلاقه من جوازه مفرّقاً ومتتابعاً لا يمكن حمله عليهما لتنافي القيدين، ولا على أحدهما العدم المرجّح. انظر: الإتقان 91:3 وما بعدها
2- سورة النساء: آية 92

رَقَبَةٍ»(1)، وإن اتَّحد المُوجِبُ واختلَف الحكْمُ حُمِلَ عَلَيه أيضاً كما في قوله تعالَى في آيةِ الوُضُوه: «فاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِق...»(2) وفي آية التّيمُّم: «فامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وأيديكم...»(3).

وأما المقيَّد في موضِعَينْ وقَدْ أُطْلِقَ في مَوْضعٍ ولَيْسَ أَوْلَى بأحدهما من الآخَر فلا يُحْمَلُ عَلَى شَيْءٍ مِنْهُمَا كقولِه تعالى في قضاءِ أيام رمضان: «فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَر»(4)، وفي كفَّارِة الظِّهار: «فَصيَامُ شَهْرَيْن مُتَتَابِعَين»(5) وفي صَوْمِ التَّمتُّع: «فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ...»(6) فَأَوْجَبَ التتابعَ في الثَّاني(7)، والتَّفريقَ في الثَّالث(8) وليسَ الأولُ أولَى بأحدِهما من الآخَرْ فلا يَجِبُ فيه تَتَابُعٌ ولا تَفْريق.

وقد يكون الكتابُ مُقيّداً للسُّنَّةِ المطلَقة، والسُّنَّةُ مقيّدةٌ للكتاب المطلَق كالتخصيص والله سُبْحَانَهُ أَعْلَم.

ص: 250


1- سورة المجادلة: آية 3
2- سورة المائدة: آية 6
3- الآية السابقة، وقد قيد الأيدي بالمرافق في الوضوء، وأطلق الوجوه والأيدي في التيمم
4- سورة البقرة: آية 185
5- سورة المجادلة: آية 4
6- سورة البقرة: آية 196
7- وهو صوم شهرين متتابعين في كفارة الظهار
8- وهو صيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة عند الرجوع في صوم التمتع

النَّوْعُ الثَّاني والسِّتُّون والثَّالِثُ والسِّتُّون: النَّاسِحُ والمَنْسُوخ

هَذَانِ النُّوْعَانِ مُهْمَانِ ولِلنَّاسِ فِيهِمَا مُصَنَّفاتُ جَمَّة(1)، وذلك على ثَلَاثَةِ أَقْسَامٍ: الأَوَّل: ما نُسِخَ حُكْمُهُ دُونَ رَسْمِهِ وَهُوَ أَضْرُب: أَحَدُهَا: مَا نَسَخه كِتَابٌ كقوله تعالى: «وَالَّذِينَ يُتَوَفُونَ مِنْكُمْ وَيَذْرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً لأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعاً إلى الحَوْلِ...» فإنه منسوخ بقوله تعالى: «وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذْرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً...»(2)، وكَقَوْلِهِ تعالى: «إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مائَتَيْن...»(3) الآية، نُسِخَ بقوله: «الآنَ خَفَّفَ اللهُ عنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فيكُمْ ضَعْفاً فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مَائَةٌ صَابِرَةً يَغْلِبُوا مائَتَيْنِ...»(4) الآية(5).

ص: 251


1- ذكر المؤلف في معترك الأقران عدداً من الذين ألَّفوا في النَّاسخ والمنسوخ منهم: أبو عُبَيْد القاسم بن سلام، وأبو داود السجستاني، وأبو جعفر النحاس، وابن الأنباري، ومكي وابن العربي، وآخرون. معترك الأقران 1: 109
2- سقطت هنا بعض العبارات، وفي (أ) ما نسخه كتاب كقوله تعالى: «وَالَّذين يُتَوَفُونَ مِنْكُمْ وَيَذَرُون أَزْواجاً وَصيَّةً لأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعاً إلى الْحَول...» سورة البقرة: آية 240، فإنه منسوخ بقوله: «وَالَّذِينَ يُتَوَفُونَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً...» سورة البقرة: آية 234، فما بين القوسين ساقط من «ب» وانظر: معترك الأقران 115:1
3- سورة الأنفال: آية 65
4- الآية التي بعدها 66، وانظر معترك الأقران 117:1
5- انظر: الناسخ والمنسوخ لابن سلامة ص 49

وكقولِهِ تعالَى: «وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ... إلى قَوْلِهِ: فَأَمْسِكُوهُنْ في البُيُوتِ»(1) نُسِخَ بِقَوْلِهِ تعالى: «الزَّانِيَةُ والزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ...»(2).

وهُنَا فَوائِد: الأولى: كلُّ ما في الْقُرْآنِ من الصَّفْحِ عن الکفَّارِ والتَّولِّي والإِعْرَاضِ والكَفِّ عنهم فهُوَ مَنْسُوخ بآية السَّيف، قال بَعْضُهُمْ وهي: «فَإِذَا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُمُوهُمْ...» الآية(3). نَسَخَتْ مائَةً وأربعاً وعشرين آيةً ثم نَسَخَ آخِرُهَا أَوَّلَها.

الثانية: لَيْسَ فِي القُرْآنِ نَاسِخٌ إِلَّا وَالْمَنْسُوخُ قَبْلَه في الترتيب إلَّا آية العِدَّة السَّابقة(4) - وقولُهُ تعالى: «لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ...» الآية(5) نَسَخَها قَوْلُهُ تعالَى: «يَأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ...» الآية(6). وهي قَبْلَها في التَّرتيب، قيلَ: وقولُهُ تعالى: «خُذْ الْعَفْوَ»(7) يعني

ص: 252


1- سورة النساء: آية 15
2- سورة النور: آية 2، وانظر: معترك الأقران 1: 116، وقد تحدث المؤلف في كل من الإتقان ومعترك الأقران عن الناسخ والمنسوخ في سُوَر: البقرة، والنساء، والمائدة، والأنفال، ،وبراعة والنور، والأحزاب، والمجادلة، والممتحنة، والمزمّل. الإتقان 65:3 وما بعدها، ومعترك الأقران 1: 115 وما بعدها
3- سورة التوبة: آية 5، وقد نسب هذا القول في كل من الإتقان ومعترك الأقران لابن العربي في أحكام القرآن، الإتقان 69:3، ومعترك الأقران 121:1
4- سورة البقرة: آية 234، ص 251
5- سورة الأحزاب: آية 52
6- سورة الأحزاب: آية 50
7- سورة الأعراف: آية 199، وفي الإتقان والمعترك: قال بعضهم: ليس في القرآن ناسخ إلَّا والمنسوخ قبله في الترتيب إلَّا آيتين: آية العدَّة في البقرة، وقوله: «لَا يَحِلُّ لَكَ النِّساء» «لَا وزاد بعضهم ثالثة، وهي آية الحشر في الفيء على رأي من قال إنها منسوخة بآية الأنفال: «واعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ من شيء»، وزاد قوم رابعة، وهي قوله: «خُذُ العَفْوَ» يعني الفضل من أموالهم على رأي من قال إنها منسوخة بآية الزكاة. الإتقان 69:3، ومعترك الأقران 1: 120

الفَضْلَ من أَمْوَالِهِمْ، فإنه مَنْسُوخُ بآيةِ الزَّكاةِ، قالُوا: وهي من عَجِيبِ المنسوخِ فإن أوَّلَهَا وآخِرَها وهو: «وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ» مَنْسُوخ ووسَطَها وهو: «وَأْمُرْ بالْعُرْفِ» مُحْكَم.

الثَّالِثَةِ: رَوَى أَبُو عُبَيْد عن الحسن وأبي مَيْسَرَة أنهما قالَا: ليس في المائدة مَنْسُوخٌ وهو مُشْكِل، ففي المستدرَك عن ابن عباس أن قوله تعالى: «فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ»(1) مَنْسُوخٌ بِقَوْلِهِ: «وَأَنْ احْكُمْ بيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ»(2) وقال بعضُ من صَنَّفَ في هَذَا النَّوع:(3) السُّور الَّتي لا ناسِخَ فِيهَا وَلَا مَنْسُوخ: الفَاتِحَة، ويُوسُفُ، وَإبْراهيم، والكَهْف، والشُّعَرَاء، ويس، والحُجُرَاتِ، والرَّحمن، والْحَدِيد، والصَّفّ، والجُمْعَة، والتَّحريم، والمُلْك، والحَّاقّة، ونُوح، والْجِنّ، والْقِيامَة والْمُرْسَلَات، والنَّبَأَ، والنَّازِعَات، والانْفِطَار، والْمُطَفِّفِينَ، وَالانْشِفَاقُ، وَالْبُرُوج، وَالْفَجْرُ، وخمس بعدها - والقَلَمْ وما بَعْدَها.

والسُّوَرُ الَّتي فيها النّاسِحُ فقط: الفَتْحُ، والحَشْرُ، والمنَافِقُون، والتَّغابن، والطَّلاق، والأعْلَى(4).

ص: 253


1- سورة المائدة: آية 42
2- سورة المائدة: آية 49
3- انظر: الناسخ والمنسوخ لأبي القاسم هبة الله بن سلامة ط ثانية من ص 6 - 11
4- وذكر المؤلف في الإتقان ومُعترك الأقران: قسم ليس فيه ناسخ ولا منسوخ، وهي ثلاث وأربعون سورة: الفاتحة، ويوسف، ويس، والحجرات، والرحمن، والحديد، والصَّف، والجمعة، والتحريم، والملك، والحاقة، ونوح، والجن، والمرسلات، وعم، والنازعات والانفطار، وثلاث بعدها، والفجر وما بعدها إلى آخر القرآن، إلَّا التّين والعصر والكافرون. الإتقان: 63 - ومعترك الأقران 1: 111

والتي فيها النَّاسِحُ والمَنْسُوخ: البقرة، وثلاثٌ بعْدَها، والأنْفَالُ، وبَرَاءة، وَمَرْيَمَ، والانْبِيَاءِ، وَالْحَجَّ، والنُّور، والْفُرْقَان، والأحْزَاب، وسَبَأ، وَالْمُؤْمِن، والشُّورى، والذَّاريات، والطُّور، والْواقِعَة، والْمُجَادَلة، والْمزَّمِل، والْمُدَّثِر، والتكْوير(1)، والْبواقي فيها المَنْسُوخِ فَقط.

الرَّابعة: قال السدّي:(2) لم يمكث منسوخٌ مدَّةً أكثرَ من قَوْلِه تعالى: «قُلْ مَا كُنتُ بِدْعاً منَ الرُّسُلِ...»(3) الآية - مَكَثتَ ستّ عشرةَ سنة حتى نسخَهَا أَوَّلُ الْفَتْحِ عام الحُدَيْبية.

الضَّرْبُ الثَّاني: ما نَسَخَهُ سُنَّةٌ، وَاخْتُلِفَ فِي جَوَازِ هَذَا وَالَّذِي ما بَعْدَهُ، مِثالُهُ قَوْلُهُ تَعالى: «كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ

ص: 254


1- في الإتقان والمعترك: وقسم فيه الناسخ والمنسوخ، وهو خمس وعشرون: البقرة، وثلاث بعدها، والحجّ، والنّور، وتالياها، والأحزاب، وسبأ، والمؤمن، والشورى، والذاريات والطور، والواقعة، والمجادلة، والمزمل، والمدّثر، وكوّرت، والعصر. وقسم فيه الناسخ فقط، وهو ستة: الفتح، والحشر، والمنافقون، والتغابن، والطلاق، والأعلى. وقسم فيه المنسوخ فقط، وهو الأربعون الباقية، وفيه نظر الإتقان 62:3، والمعترك 117:1 (2) هو إسماعيل السُّدي الكوفي المفيّر المشهور المتوفي سنة 127 ه. شذرات الذهب 174:1، وفي الإتقان قال السّعيدي، وفي معترك الأقران، والبرهان للزركشي: قال السعدي. الإتقان 3: 70 ومعترك الأقران 1: 121
2- سورة الأحقاف: آية 9
3- ذكر المؤلف في معترك الأقران: قيل: بل يُنسَخُ القرآن بالسُّنَة، لأنها أيضاً من عند الله. قال تعالى: «وَمَا يَنطِقُ عَن الهَوَى» سورة النجم: آية 3، وجعل منه آية الوصيَّة الآتية. معترك الأقران 108:1

خيْراً الْوصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبين...»(1) نسخّه قولُه صَلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّم: «لَا وَصِيَّةَ لِوَارِث» ومن أَنكَرَهُ قَالَ: النَّاسِخُ آيَةُ الميراث(2).

الضَّرْبُ الثَّالِثُ: مَا كانَ ناسِخاً لِسُنَّةٍ كَآيَةِ الْقِبْلَةِ فَإِنَّها ناسِخةٌ لاسْتِقْبَالِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ الثَّابِتِ بالسُّنَّةِ.

القِسْمُ الثَّانِي: ما نُسِخَ رَسْمُهُ دُونَ حُكْمِهِ(3) وَهُوَ كَثِيرٌ أَيضاً فَقَدْ قَالَ أَبُو عُبَيْد: حَدَّثَنَا إسماعيل بن إبراهيم عنْ أيُّوب عن نافِعٍ عن ابن عمر قالَ: لا يقولَنَّ أَحَدُكُمْ قَدْ أَخَذْتُ القرآنَ كُلَّهُ قَدْ ذَهَبَ مِنْهُ قَرْآنُ كَثِيرٌ ولكِنْ لِيَقُلْ قَدْ أَخَذْتُ مِنْهُ ما ظهرَ - وقال: حدثنا ابنُ أَبي مَرْيَمَ عن ابن لُهَيْعَةَ عن أبي الأسود عن عروَةَ بن الزُّبير عن عائشة قالَتْ: كَانَتْ سُورَةٌ الأحزاب تُقْرَأُ في زمان النبي صلى الله عليه وسلم مائَتَيْ آية فَلَمَا كَتَبَ عُثْمَانُ المصاحِف لم يقدر مِنْهَا إِلَّا عَلَى مَا هُوَ الآن «وهو ثَلاثٌ وَسَبْعُونَ

ص: 255


1- سورة البقرة: آية 180، وفي: «باب لا وصيَّة لوارثٍ» من صحيح البخاري 5،4:4 عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: كان المال للولَد، وكانت الوصيَّة للوالدين فنسخ الله من ذلك ما أحبَّ، فجعل للذكر مثل حظ الأنثيين، وجعل للأبوين لكل واحد منهما السدس، وجعل للمرأة الثمن والربع، وللزوج: الشِطر والربع
2- وفي كتاب الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: (كتب عليكمُ إذا حضر أحدكُمْ الموت...) نسخت بالكتاب والسنة، فالكتاب قوله تعالى: «يُوصِيكُمْ اللهُ في أَوْلادِكُمْ...» الآية، وأما السنة فقوله صلى الله عليه وسلم: «لا وصية لوارث». وفي الإتقان والمعترك «وكُتِبَ عليْكُمْ إذا حضَرَ احدَكُمُ المَوْتُ...» الآية، قيل منسوخة بآية الميراث وقيل: بحديث: لا وصية لوارث، وقيل بالإجماع حكاه ابن العربي. الإتقان 3: 65، ومعترك الأقران 1: 115
3- وفي الإتقان ومعترك الأقران: ما نُسِخَ تلاوته دون حكمه. انظر الإتقان 3: 73 ومعترك الأقران 124:1

آية قاله الجلالان»(1) وقال: حدثنا اسماعيل بن جعفر عن المبارك بن فضالة عن عاصم بن أبي النّجود عن زرّ بن حُبيش قال: قال لي أُبَيّ بن كعب: كَمْ كانت تُعَدُّ سُورَةُ الأحزاب؟(2)

قلنا: ثِنَتْين وسَبْعِين آية أَوْ ثَلاثاً وسَبْعِينَ آية فقال: إن كانت لَتَعْدِلُ سُورَةَ الْبَقَرَة وإِنْ كُنَّا لَنَقْرَأ فيها آيةَ الرَّجْمِ قُلْت: وَمَا آيةُ الرَّجْم؟ قال: إذا زَنى الشَّيحُ والشَّيخةُ فارْجُمُوهُمَا البَتَّة نكالاً مِنَ اللهِ واللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ - أخرجه الحاكمُ مُختصراً وصحَّحه وقال أيضاً: حدثنا عبد الله ابن صالح اللّيث عن خالد بن يزيد عن سعيد بن هلال عن مروان بن عثمان عن أبي أمامة بن سهل أن خَالَته قَالَتْ: لقد أقرأنا رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلّم آيةَ الرَّجْمِ: «الشَّيحُ والشَّيْحَةُ إِذا زَنَيَا فَارْجُمُوهُمَا البتة بما قضيَا من اللَّذة»(3). وقال: حدَّثنا حَجَّاج عن ابن جُريج أخبرني ابن أبي حميد عن حميدة بنت أبي يونس قالت: قرأ عليَّ أبيّ وهو ابن ثمانين سنة في مصحفِ عائشة: «إنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبيّ يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيما، وعَلَى الَّذينَ يُصَلُّونَ في الصُّفوف الَأوَلِ»(4)، قالَتْ: قَبْلَ أَنْ يُغَيّر عُثْمَانُ المصَاحف.

ص: 256


1- ما بين القوسين ساقط من (أ)، وانظر: الإتقان 1: 72 ومعترك الأقران 1: 125
2- في (أ) كأين تعد سورة الأحزاب؟
3- انظر حول ذلك: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 113:14 و محاسن التأويل للقاسمي 33:13، وسورة الأحزاب د. مصطفى زيد من ص 3 - 11 ط أولى
4- في كل من الإتقان ومعترك الأقران: وعلى الذين يصلون الصفوف الأول الإتقان 73:3 ومحترك الأقران 125:1

وقال: حدّثنا عبد الله بن صالح عن هشام بن سعد عن زيد بن عطاء أسلم عن بن يسار عن أبي واقد الليثي قال: كانَ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا أُوحِيَ إليه أتيناه فَعَلَّمَنَا مِمَّا أُوحِيَ إِلَيْهِ قال: فجئْتُ ذَاتَ يَوْمٍ فقال: إِنَّ الله تعالى يقولُ: «إِنَّا أَنْزَلْنا المالَ لإقام الصَّلاةِ وإيتاءِ الزكاة ولو أنَّ لا بن آدَمَ وادياً لأحبَّ أن يكونَ إليه الثَّاني ولو كان له الثَّاني لأحبُّ أن يكون إليهمَا الثَّالث ولا يملأُ جوفَ ابن آدم إلَّا التَّرابُ ويتوبُ اللهُ عَلَى مَنْ تَاب»(1).

وقال الحاكم في المستدرك: أخبرني عبد الرحمن بن الحسن بن أحمد الأسدي أنبأنا إبراهيم بن الحسين أنبأنا آدم بن أبي إياس ناشعبة عن عاصم عن زرّ عن أبيّ بن كعب قال: قالَ ليَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأْ عَلَيْكَ القُرْآنَ، فقرأ: «لَمْ يَكُنْ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الكِتابِ وَالْمُشْرِكِين...» ومنْ بَقِيَّتها: «لَو أَنَّ ابن آدم سَأَلَ وادياً من مالٍ فأُعْطِيَهُ سأَل ثانياً(2) وإِنْ سَأَلَ ثَالِثَا فَأُعْطِيَهُ سَأَلَ ثانياً وإنْ سأَل ثالثاً فأُعْطِيَهُ سَأَل رابعاً ولا يَمْلُأ جَوْفَ ابنِ آدم إلَّا التُّراب ويتوبُ اللهُ عَلَى مَنْ تَابِ، وَإِنَّ ذَاتَ الدِّين عِنْدَ اللهِ الحنيفيةُ غير اليهوديّة ولا النَّصرانيّة، ومَنْ يَعْمَلَ خَيْراً فَلَنْ يَكْفُره».

وقال أبُو عُبَيْد: حَدَّثنا حجَّاج عن حمَّاد بن سَلَمة عن علي بن زيد عن أبي حرب بن أبي الأسود عن أبي موسَى الأشْعَرِي قال: نزلت سُورَةُ

ص: 257


1- انظر الإتقان 3: 73 ومعترك الأقران 1: 125، 126
2- في كلّ من الإتقان ومعترك الأقران: وإن سأل ثانياً فأعْطِيه سأل ثالثاً، ولا يملأُ جَوف ابن آدمَ إلَّا التراب... الإتقان 73:3 ومعترك الأقران 126:1

نحو «براءة» ثُمَّ رُفِعَتْ وحُفِظَ منها: «إنَّ اللهَ سَيُؤَيِّدُ هَذَا الدِّين بأقْوامٍ لا خلاقَ لَهُمْ، وَلَوْ أَنْ لابنِ آدَمَ وَاديْين من مَالٍ لتمنَّى وَادياً ثالثاً ولَا يَمْلأُ جوْفَ بن آدمَ إلَّا التُّرابُ ويتوبُ اللهُ عَلَى مَنْ تاب.

وقال الحاكمُ في المسْتَدْرَك: حدَّثنا عليّ بن حمَّاد العدل نا محمد بن المغيرة اليشكري نا القاسم بن الحكم الشّعراني نا سفيان بن سعيد عن الأعمش عن عبد الله بن مرّة عن عبد الله بن سلَمَة عن حُذَيْفَةً قال: ما تقرأُون رُبْعهَا يعني «براءة» وإنكُمْ تُسَمُّونَهَا سورةَ التّوبة وهي سُورَةُ العَذَاب.

وقال أبو عبيد: حدثنا حجَّاج عن سعيد عن الحكم بن عُيَيْنة عن عديّ بن عديّ قال: قال عمرُ: كنَّا نَقْراً: لا تَرْغَبُوا عَنْ آبائِكُمْ فإنَّه كُفْرٌ بكُمْ - ثُمَّ قال لزيد بن ثابت: أكذلك؟ قال: نعم.

وقال: حدثنا ابن أبي مريم عن نافع بن عمر الجمحي وحدَّثني ابن مُلَيكة عن المِسْور بن مخرمة قال: قال عُمَرُ لعبد الرحمن بن عوف: أَلَمْ تَجدْ فيما أُنْزِلَ عَلَيْنَا: «أَنْ جَاهِدُوا كَمَا جَاهَدْتُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ» فَإِنَّا لا نجدُها؟ فقال: أُسْقِطَتْ فيما أُسْقِطَ مِنَ الْقُرْآن، وقال: حدَّثنا ابن أبي مَرْيَمُ عن ابن لُهَيْعَةَ عن يزيد بن عمرو المعَافري عن أبي سُفْيان الكَلامي أنَّ مسْلَمَة بن مُخَلّد الأنصاري قال لهم ذاتَ يوْم: أخْبِرُوني بآيتين من الْقُرْآن لم يُكْتبا في المصْحف فلم يُخبرْوه وعنْدهم أبُو الكنّود سعد بن مالك، فقال مسلمة: «إن الذين آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا في سَبِيلِ اللهِ بأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَلَا أَبْشِرُوا أَنْتُمْ المُفْلِحُون. والذِينَ آوَوُهُمْ

ص: 258

وَنَصَرُوهُمْ وَجَادَلُوا عَنْهُمُ الْقَوْمَ الذِينَ غَضِبَ الله عليهمْ أُولَئِكَ لا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ».

وقال الطَّبراني نا أَبُو سَهْل عبيد الله بن عبد الرحمن بن واقد نا أبيّ نا العبّاس بن الفضل عن سليمان بن أرقم عن الزهريّ عن سالم عن أبيه قال:(1) قرأَ رجُلان سورةً أقرأهُمَا رسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فكانا يقرآن بها فقاما ذاتَ لَيْلَةٍ يُصَلِّيَانِ فَلَمْ يقدرَا منها عَلَى حَرْفٍ فَأَصْبَحَا غَادِيين على رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ فذكرا ذلك لَهُ فقال: إنَّها مِمَّا نُسِخَ وأُنْسِي فَالْهَوْا عَنْهَا.

وفي الصَّحيحين عن أنسٍ في قصة بئرِ أصْحابِ معُونة الَّذين قُتِلُوا وقَنَتَ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ يَدْعُو عَلَى قاتليهم قال أنس: ونزلَ فيهم قرآن قرأناهُ حتَّى رُفِعَ: أَنْ بَلِّغُوا عَنَّا قَوْمَنَا إِنَّا لقينا ربَّنا فرضِيَ عنَّا وأرضانا(2).

القسم الثَّالث: ما نُسِخَ رَسْمُهُ وحُكْمُهُ معاً كما روى البُخَارِيُّ عن

ص: 259


1- في الإتقان ومعترك الأقران: وأخرج الطبراني في الكبير عن ابن عمر. الإتقان 74:3، ومعترك الأقران 1: 127
2- روى مسلم عن أنس بن مالك قال: دعُا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلَّم على الَّذين قُتلُوا أصحابَ بئرِ معونة ثلاثينَ صباحاً يدعُو على: رِعْلٍ وذكوانَ ولحيانَ وعُصيّة عصتَ الله ورسوله، قال أنس: أنزل الله - عزّ وجلّ - في الَّذين قُتلوا ببئرِ معُونة قرآناً قرأناه حتى نسخ بعدٌ أن بلِّغوا قومنا أن قد لَقِينا ربَّنا فرضي عنَّا ورضينا عنه. صحیح مسلم بشرح النووي 178:4. وقد رواه البخاري أيضاً في باب فضل الجهاد والسِّيَرِ 26:4

عائشة: كان فيما أُنْزِلَ عَشْرُ وَضْعَاتٍ مَعْلُومَاتٍ فَنُسخِن بخَمْسٍ مَعْلُوماتٍ(1).

ص: 260


1- في الإتقان: فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن مما يقرأ من القرآن، وقد تكلموا في قولها: «وهن مما يُقرأ» فإن ظاهره بقاء التلاوة وليس كذلك. الإتقان 63:3، ومعترك الأقران 112:1. ونص الحديث كما أورده مسلم في إحدى روايتين ذكرهما عن عائشة أنها قالت: كان فيما أنزل من القرآن عشر رضعاتٍ معلومات يحُرِّمْن ثم نُسخْنَ بخمس معلومات فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهُنَّ فيما يُقرأُ من القرآن. صحيح مسلم بشرح النووي، ط ثانية بيروت، 29/10، 30، وسنن الترمذي، أبواب الرضاع 409/2

النَّوعُُ الرَّابع والسِتون: ما عَمِل به واحدٌ ثُمَّ نُسِخ

هو قَولُهُ تَعالى: «يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ناجَيْتُم الرَّسُولَ...»(1)، قال ابن عطيَّة: قال جَماعة: لم يُعْمَل بهَذه الآية بل نُسِخَ حكمُها قبْل الْعَمَل، وصحَّ عن عليٍّ أنه قال: ما عمِل بهذه الآية أحدٌ غيْري ولا يعمَلُ بها أحدٌ بَعْدي رواه الحاكم وصحَّحه وفيه: كان عنْدي دينارٌ فبعتُه بعشْرَةِ دراهمَ فكنت كلَّما ناجيتُ النبي صلَّى الله عليْه وسلَّم قدمت بين يديْ نجوايَ درهماً ثم نُسِخَتْ فلم يَعْمَلْ بها أَحَدٌ فنزلت: «ءَأَشْفَقْتُمْ...» الآية(2).

وروى التّرمذيُّ(3) عنه قال: لمَّا نَزَلت هذه الآيةُ قَالَ ليَ النَّبيُّ صلَّى الله عَلَيْه وسلَّم: ما تَرَى؟ دينارٌ، قُلْتُ: لا يُطيقُونَهُ، قال: فنِصفٌ دينارٍ، قلت: لا يُطيقونه، قال: فكم؟ قلت: شَعيرةٍ، قال: إنك لزهيد

ص: 261


1- سورة المجادلة: آية 12، وفي الإتقان ومعترك الأقران: قوله تعالى: «إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فقدِمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً» منسوخة بما بعدها. الإتقان 67:3، ومعترك الأقران 1: 118
2- الآية التي بعدها 13
3- أي عن علي بن أبي طالب

فنزلت: «أَشْفَقْتُمْ...» الآية، قال: فَبِي خَفَّفَ الله عن هذِه الأمة(1).

قال مُقاتل: بَقيَ هَذا الحَكْمُ عَشْرَة أيَّامٍ، وقال قَتادة، ساعةً من نَهارٍ. قلت: الظاهرٌ قولُ قتادة كما لا يخفى.

ص: 262


1- رواه الترمذي وقال: هذا حديث حسن غريب إنما نعرفه من هذا الوجه ومعنى قوله: شعيرة أي وزن شعيرة من ذهب. انظر: سنن الترمذي 5: 80

النَّوْعُ الخَامِسُ والسِّتُّون: ما كَانَ وَاجِباً عَلَى وَاحِدٍ فَقَط

هذا النَّوع من زيَادتي وهو لطيفٌ إلَّا أَنَّ أمثِلتَه إنَّما تُوجَدُ كَثيرةً في الحديث ولَيْسَ في القُرآنِ مِنْهُ إِلَّا خصائِص النَّبّي صَلَّى الله عليه وسلم. فمِنْها: التَّهجُّد فإنَّه كَانَ وَاجباً عليه وحْدَهُ صلَّى الله عليه وسلَّم بقوله تعالى: «ومِنَ اللّيل فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةٌ لَكَ»(1).

ومنْها: وجُوبُ التّضحية بقَوله تعالى: «فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ»(2).

ومِنْها: وُجُوب طَلَاقِ كَارِهَته بقوله تعالى: «يَأَيُّهَا النَّبيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ... إلى قوله: «فَتَعَالَيْن أُمَتِّعْكُنَّ وأُسرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَميلا»(3).

ص: 263


1- سورة الإسراء: آية 79
2- سورة الكوثر: آية 2
3- سورة الأحزاب: آية 28

النَّوُع السَّادِسُ والسِّتُونِ والسَّابِعُ والسِّتُون والثَّامِنُ والسِّتُّون: الإيجازُ والإطْنَابُ والمُسَاوَاة

وهيَ مِنْ أَنواع الْبَلاغة حتَّى نَقَل صَاحِبُ: (سِرِّ الفَصاحة)(1) أَنَّ هَذِه الأنْواعَ هي الْبَلَاغَة، واخْتُلِفَ في حُدُودِهَا والأقْرب ما قَالَهُ صَاحِبُ التَّلخيص(2): إِنَّ الْمَقْبُولَ من طُرُق التَّعبير عن المراد تأْديةُ أَصْلِه بِلَفْظٍ مُسَاوِ لَهُ، أَوْ نَاقصٍ عَنْهُ وَافٍ، أو زَائدٍ عَلَيْهِ لفَائِدة.

والأوَّل: المُسَاواة، والثَّاني: الإيجاز، والثَّالِث: الإِطْناب. فخَرج بقَولنَا: وافٍ الاخْلال - ولفائدة: التَّطْويل والْحَشْو(3)، وذهب ابنُ الأثير إلى أنَّ الإِيجازَ: التَّعبيرُ عن المرادٍ بلَفْظٍ غيرِ زائدٍ عَنه - والإِطْناب: بلَفْظٍ

ص: 264


1- هو: عبد الله بن محمد بن سعيد بن سنان أبو محمد الشاعر الأديب المتوفي سنة 466 ه
2- هو الخطيب القزويني صاحب: تلخيص المفتاح والإيضاح وغيرهما والمتوفي سنة 739 ه. بغية الوعاة 156:1
3- الإخلال: أن يكون اللفظ قاصراً عن أداء المعنى. والتطويل: الزيادة غير المتعينة في الكلام. والحشو: الزيادة المتعينة. النظر بغية الإيضاح 130:2، 131

زائدٍ عنْه فتدْخُلُ المساواةُ في الإِيجاز ولا واسطة(1) والأقْربُ الَأوَّل(2).

ومثَّل في التَّلْخيص للمُساوَاة بقوْلِهِ تَعالى: «وَلا يَحيقُ المكْرُ السَّيء إلَّا بِأَهْله...»(3)، وأُوردَ عَلَيْه أَمْران: أَحَدُهُمَا: أن فيه إطناباً لأنَّ السِّیِّيءَ زيادةٌ، لأن كلَّ مكْرٍ لا يكون إلَّا سيّئاً، ولأنه باعتبار ما قَبْلَهُ تذْييلٌ لقوله: «وَمَكْرَ السَّیَّيء»(4).

الثَّاني: أنَّ فيه إيجازاً لأنَّ الاستثناءَ إذا كان مفرَّغاً ففيه إيجازُ الْقِصَر، وإلا ففيه إيجازُ قِصَر بالاستِثناء، وإِيجَازُ حذْفٍ للمستثنى منه فإن تقديرَه: «بأحد»(5).

ومَثَّلَ في الإيضاح بقولِه تَعَالَى: «وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ...»(6).

وأَمَّا الإِيجازُ فَقَسمان: إيجازُ حَذْفٍ وسَبَق أَمْثَلَتُهُ في مَجَازِ الْحَذف(7)، وإيجَازُ قِصَر: وهُو ما لَا حَذْفَ فيه، ومَنْ أَبَلَغِه قولُه تَعَالَى: «وَلَكُمْ فِي الْقصَاصِ حَيَاةٌ...»(8) فإن معنَاه كثيرٌ ولفظه يَسيرّ، لأنَّه

ص: 265


1- انظر: المثل السائر ص 196 ط أولى
2- وهو رأي الخطيب
3- سورة فاطر: آية 43
4- الآية هي: «اسْتِكْبَاراً في الأرْضِ وَمَكْرَ الشيءِ وَلَا يَحِيقُ المُكْرُ الشَّيْء إِلَّا بِأَهْلِهِ...» سورة فاطر: آية 43
5- انظر: توضيح هذا الاعتراض في عَروس الأفراح من شروح التلخيص 182:3
6- سورة الأنعام: آية 68، وانظر بغية الإيضاح 2: 135
7- تكلم في الإتقان عن إيجاز الحذف كثيراً من ص 170 - 192، ج 3
8- سورة البقرة: آية 179

قَائِمٌ مَقَامَ قَوْلَنَا: الإِنْسَانُ إِذَا عَلِم أَنه إِذَا قَتَل يُقتَصُّ مِنْه كَانَ ذَلِكَ دَاعياً قوياً مَانِعاً لَهُ مِنَ الْقَتْلِ فَارْتَفَعَ بِالْقَتْلِ الَّذِي هُوَ قِصَاصٌ كَثِيرٌ مِنْ قَتْلِ النَّاسِ بَعْضِهِمْ لِبَعْض فَكَانَ ارْتِفَاعُ الْقَتْلِ حَيَاةً لَهُمْ، وَقَدْ كَانَ عِنْدَ الْعَرَب أَبْلَعُ عبارة فى هَذَا الْمَعْنَى: «الْقَتْلُ أَنْفَى لِلْقَتل» - فزادَ عَلَيْهِ(1): بقِلَّةِ حُرُوفِ مَا يُنَاظِرُهُ مِنْهُ(2) - والنَّص علَى الْمَطْلُوب(3)، وما يُفيدُه تنكير «حياة» من التَّعظيم لمنعه عما كَانُوا عَلَيْه من قتلِ جماعةٍ بواحد، واطِّرادُهُ(4)، وخُلُوُّه من التكرار، واستغناؤه عن تقدير محذوف(5)، والمطابقة(6) وَأَمَّا الإطْنابُ فإنه يكونُ بأُمورٍ: أَحَدُها: الايضاحُ بَعْدَ الإِبْهَام نحو: «رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي»(7) فإن: «اشْرَحْ لي» يُفيدُ طَلَبَ شَرْحِ شَيْءٍ ما لَه و«صَدْرِي» يُفسِّره والمقامُ يقتضي التَّأكيد للإِرْسَالَ المُؤْذِن

ص: 266


1- أي قول الله الكريم
2- فهي في قول الله عشرة، وفي قول العرب أربعة عشر حرفاً
3- وهو الحياة فيكون أزجر عن القتل بغير حق لكونه أدْعَى إلى الاقتصاص
4- أي أن الآية فيه مطرَّدة بخلاف المَثَل، فإنه ليس كل قتل أنفى للقتل، بل قد يكون أدعى له وهو القتل ظلماً، وإنما ينفيه قتل خاصٌ وهو القصاص ففيه حياة أبداً. الإتقان 167:3
5- بخلاف قولهم فإن فيه حذف (من) التي بعد أفعل التفضيل وما بعدها، وحذف (قصاصاً) مع القتل الأول (وظلماً) مع القتل الثاني والتقدير: القتل قصاصاً أنفى للقتل ظلماً من تركه، الإتقان 167:3. انظر هذه الأوجه في تفضيل القول الكريم على قول العرب المأثور وتفصيل الكلام عليها في: شروح التلخيص 3: 185 وما بعدها
6- التضاد بين: القصاص والحياة، لأن القصاص مشعِر بضد الحياة بخلاف المثَل. الإتقان 167:3، وقد تحدث المؤلف في الإتقان عن الوجوه التي يتميز بها القول الكريم على القول المأثور في عشرين وجهاً ذكر منها هنا سبعة فقط
7- سورة طه: آية 25، وفائدة الإيضاح بعد الإبهام: أن يُرَى المعنى في صورتين مختلفتين، أو يتمكن في النفس فضل تمكّن. انظر: بغية الإيضاح 2: 150

بتلَقِّي الشَّدائد - وكذا: «أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَك»(1) فإن المقام يقتضي التأكيد لأنه مقامُ امْتِنانِ وتَفْخِيم.

الثَّاني: ذِكْرُ الخَاصِّ بعدَ العَامِّ تنبيهاً على فَضْلِ الخَاصٌ حَتَى كَأَنَّهُ لِيْسَ من جنس العامِ نحو: «مَنْ كَانَ عَدُوا الله وَمَلَئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ ومِيكيلَ...»(2) «حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلَوَةِ الْوُسْطَى»(3)، «يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ...»(4).

الثَّالِث(5): التَّكْرير، وتقدمَّ في المجاز.

الرَّابع: الإيغَال وهُوَ: خَتم الكَلَام بما يُفيدُ نكْتَةً يتمُّ الْمَعْنَى بدُونها نحو: «اتَّبِعُوا المرسَلين. اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُون»(6) لأن المقصود حثُّ السَّامِعين على الاتّباع، ففي وصْفِهم بالثَّاني زيادَة مُبَالَغَةٍ وَحَلٌّ عَلَى اتِّباع النَّاسِ لَهُمْ مِنْ ذِكْرِ كَوْنِهم مُرْسَلين، وكذا: «أُولَئِكَ الَّذينَ اشْتَرَوُا الضَّلَلَةَ بالْهُدَى...»(7) الآية - فقَولُهُ: «وَمَا كَانُوا مُهْتَدِين» إيغال.

الخَامِس: التَّذْيِيلِ وَهُوَ: أَنْ يَأْتِيَ عِقَبَ الجُمْلَة بِجُمْلَةٍ تَشْتَمِلُ على معناهَا

ص: 267


1- سورة الشرح: آية 1
2- سورة البقرة: آية 98
3- سورة البقرة: آية 238
4- سورة آل عمران آية 104
5- أي من وجوه الإطناب. وللتكرير أسرار بلاغية. انظر: بغية الإيضاح 153:2، 154
6- سورة يس: آيتا 20، 21
7- سورة البقرة آية 16

للتوكيدِ، ثُمَّ مِنْه ما خَرَجَ مَخْرَجَ المَثَل لاسْتِقْلَالِهِ بنَفْسِهِ نحو: «وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقا...»(1).

وما لَمْ يَخْرُجُ مَخْرَجَهُ لِعَدَمِ اسْتِقلاله نحو: «ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجازي إلَّا الْكَفُور»(2)، واجْتَمَعَا(3) في قَوْله: «وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتُّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ. كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ...»(4)، فإن: «أَفَإن مِّتْ فَهُمُ الْخَالِدُون» من الثاني(5) وَ«كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ» مِنَ الأوَّل(6).

ومنْه نَوْعٌ سمَّاه بعضهم: حشْوُ التَّمهِيدِ كقَوْله تَعالى: «إنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً...»(7) الآية، فقوله تعالى: «وَكَذَلِكَ يَفْعَلُون» تقريرٌ لِكَلَامِ «بَلْقِيس» لا مِنْ تَتِّمَة كَلَامها(8).

السَّادِسُ: التكْمِيل ويُسَمَّى أَيْضاً: احْتِرَاساً وَهُوَ أَنْ يُؤْتَى في

ص: 268


1- سورة الإسراء: آية 81
2- سورة سبأ: آية 17
3- أي نوعا التذييل: ما خرج مخرج المثل، ومالم يخرج مخرج المثل
4- سورة الأنبياء: آيتا 34، 35
5- الذي لا يخرج مخرج المثل لعدم استقلاله بنفسه
6- ما خرج مخرج المثل لاستقلاله بنفسه. ولم يحدد المؤلف في الإتقان نوعي التذييل واكتفى بالتمثيل له
7- صورة النمل: آية 34
8- يقول الزمخشري في قوله تعالى: «وَكَذَلِكَ يَفْعَلُون» قيل: هو تصديق من الله لقولها، وقد يتعلق الساعون في الأرض بالفساد بهذه الآية ويجعلونها حجة لأنفسهم ومن استباح حراماً فقد كفر، فإذا احتج له بالقرآن على وجه التحريف فقد جمع بين كفرين، الكشاف 3: 365

كَلامٍ يوهم خِلَافَ المقصُودِ بما يَدْفَعُهُ: نحو: «أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِين...»(1) فلو اقتصر على: (أذِلَّةٍ) لَتُوهِّمَ أَنِّهم أذِلُّةٌ لضَعْفهم فجاء قولُه: (أَعِزَّةٍ) لنَفْي ذلِكَ - وكذلك: «أشِدُّاء عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ...»(2) لأنه لو اقتصر على الأوَّلِ لأوْهَمَ الغِلظَ والفَظَاظَة، وكَذَا: (وَالله يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ...) بين: (قَالُوا تَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ الله) (وَالله يَشْهَدُ إنَّ الْمُنَافِقَين لَكَاذِبُون)(3) ولولَاه لكَان يُوهِمُ ردَّ التَّكْذِيبِ إِلَى نَفْسٍ الشِّهادة.

السَّابع: التَّتْميم - وهُوَ: أَنْ يُؤْتَى فِي كَلَامٍ لَا يُوهِمُ خِلافَ المقْصُودِ بفَضْلةٍ لنكتَةٍ كالمبالغة نحو: «وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّه»(4) «وَءَاتَى المالَ عَلَى حُبِّه»(5) أي مع حبه فإن الإطعام وإيتاء المالَ حُبّه أبلغ.

الثَّامِن: الاعتراض - وهُوَ: أَنْ يُؤْتَى فِي أَثناء الكلام أَوْ بَيْنَ كَلَامِين متَّصِلَيْن معنىَّ بجملةٍ أو أكثر لا محلَّ لَهَا من الإعراب لنكتةٍ كالتَّنزيه في قوله تَعالى: «وَيَجْعَلُونَ لله الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهون»(6). «فَسُبْحَانَه» هنا تضمَّنَت تنزيهاً الله تعالَى عن البنات وكقوله تعالى:

ص: 269


1- سورة المائدة: آية 54
2- سورة الفتح: آية 29
3- سورة المنافقون: آية 1
4- سورة الإنسان: آية 8، أي مع حُبّ الطَّعام واشْتِهائِه، فإن الإطعام حينئذٍ أبلغ وأكثر أجراً، الإتقان 222:3
5- سورة البقرة: آية 177
6- سورة النحل: آية 57

«وَوَصَّيْنَا الإنسان بوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَلُهُ فِي عَامَين أَنْ اشْكُرْ لي وَلِوَالِدَيْكَ...»(1) قوله: «حَمَلَته» إلى آخرِهِ اعْتِراضٌ لتأكيد الوصيَّة(2)، وقولُه: «فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمْ الله إن الله يُحِبُّ التَّوَّابين ويُحِبُّ الْمتَطَهِّرينَ. نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ...»(3) فيساؤكُمْ متصِلٌ بقوله: (فَأْتُوهُنَّ) لأنَّه بيَانُ لَه وما بينهما اعتراض(4) وأمثِلَتُهُ في القرآن كثيرة.

وقَدْ يَكُونُ الإِطْنَابُ بغَيْرِ أحدِ هَذِه الأمُور نحو: «الَّذِينَ يَحْمِلُون الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِه»(5) فقوله: وَيُؤْمِنُونَ به - إطنابٌ لأنَ إيمانَهم لَيْسَ ممَّا يُنْكَر، وحسَّن ذكره إظْهارُ شَرفِ الايمانِ ترغيباً فيه، وكذا قولُه تعالَى: (إنَّ في خَلْقِ السَّمَواتِ وَالأَرْضِ واخْتِلَافِ اللَّيْلِ والنَّهارِ وَالفلكِ الَّتي تَجْري في الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ...»(6) الآية - فيها أبلغُ الإطْناب لكوْنها وردَت مع المنكِرينَ وحدَانيَّة الله تعالَى الطَّالِبينَ علَى ذَلَكَ دَليلاً. انتهى(7).

ص: 270


1- سورة لقمان: آية 14
2- ونكتة الاعتراض كما ذكر الخطيب: تخصيص أحد المذكورين بزيادة التأكيد في أمر علق بهما، بغية الإيضاح 2: 165
3- سورة البقرة: آيتا 223، 224
4- للحث على الطهارة وتجنب الأدبار 223:3، الإتقان
5- سورة غافر: آية 7
6- سورة البقرة: آية 164
7- أورد المؤلف في الإتقان واحداً وعشرين وجهاً للإطناب 192:3 - 224 وانظر بغية الإيضاح 2، ص 150 وما بعدها

النَّوْعُ التَّاسِعُ والسِّتُّون: الأشْبَاهُ

هَذَا النَّوعُ منْ زيادَتي والمَرادُ به: الآياتُ المتَشابِهَة، وحِكْمَةُ تَكْرَارِها وَنُكْتُه: مَا فِي إحْدَى الْمُتشَابِهَتَين ممَّا لَيْسَ في الأخْرى من تَقْديم أَوْ تأْخِير أَوْ زِيَادَةٍ، وقد صنَّف في ذلك جماعةٌ تَصانيفَ منْها: البُرْهَانُ في مُتَشَابَه القُرآن لمَحمُود بن حَمزة الكِرْماني(1)، ومن أَمئِلته: الرَّحْمنِ الرَّحيم في الفَاتحة - كرَّره بعدَ ذِكْرِه في الْبَسْمَلة تَأْكيداً لرَحمته تَعالى - ولأنَّه ذَكَرَهُ أَولاً مَعْ غَيْرِ الْمُنْعَم عَلَيْهِمْ بالرَّحْمة فأعَادَه مَعَهم وهم العالَمونُ - وأَشَارَ بالرَّحْمَن إِلَى أَنَّه رَحْمَن لجميعهمْ في الدُّنيا، وبالرَّحيم إلى أَنَّه خَاصٌّ بِالمؤمنينَ يَوْمَ الدِّين، ومِنْهَا قَوْلُهُ تَعَالَى فِي الْبَقَرة:

ص: 271


1- هو: محمود بن حمزة بن نصر الكرماني النحوي، قال ياقوت: هو تاج القراء. صنف: لباب التفسير، الإيجاز في النحو، الإفادة في النحو، العنوان وغيرها. وتوفي بعد سنة 500 ه، بغية الوعاة 2: 277، وقد جعل المؤلف: «الأشياء»، وجهاً من وجوه الإعجاز في معترك الأقران وأطلق عليها: مشتبهات آياته، وذكر عدداً من الآيات المشتبهات ترك بعضاً منها هنا في «التحبير» كما أورد هنا في «التحبير» آيات لم يذكرها في: المعترك والإتقان كما ذكر المؤلف في «معترك الأقران» ممن ألفوا في الأشباه غير الكرماني: الكسائي والسَّخاوي، والرَّازي، والقاضي بدر الدين بن جماعة، كما ذكر المؤلف أنَّ كتابه: «أسرار التنزيل» المسمَّى: «قطف الأزهار في كشفِ الأسرار» يتضمن الجمَّ الغفير من ذلك. انظر: معترك الأقران 1: 85 وما بعدها

«اهْبِطُوا مِنْها» مُكَرَّراً في مَوْضِعين(1)، لأنَّ المرادَ بالأوَّل(2): الهُبُوطُ مِن الجَنَّة. والثَّانى(3) من السَّماء.

ومِنْها قَوْلهُ: (يُذَبِّحُونَ) بغير واوٍ، وكذا في الأعْراف (يُقتِلُونَ) وفي إبراهيم بالوَاو - لأن الأوَّلَين من كلَام الله فلا يُرادُ تَعدادُ المِحَن علَيْهم - والثَّالث من كلام موسَى لَهم فعدِّدها عَلَيْهِم وكان مأموراً بذلك في قوله: (وَذَكَرْهُمْ بِأَيَّام الله)(4).

ومنْها قَوْلُه فيها: «إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا والذينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ...»(5) وقال في الحَجّ: «والصّابئين والنَّصارى»(6)، وفي المَائِدة: «وَالصَّابِتُون والنِّصَارَى»(7) لأن النَّصارى تُقَدَّم على الصَّابئين في الرّتبة لأنهم أهل كتابٍ فقدَّمهُمْ في البقرة، والصَّابئين تُقَدِّمُ في الزَّمان لأنَّهم كانوا قَبْلَهم فقدَّمَهُمْ في الحَجّ، وراعَى في المائدة المعْنَيَيْن فقدَّمَهُمْ في اللَّفظ وأَخَّرهم في التقدیر لأن التقدير: «والصَّابِئُون كَذَلِك».

ص: 272


1- سورة البقرة: آيتا 36، 38
2- قوله تعالى: «... وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْض عَدُوٌّ» سورة البقرة: آية 36
3- قوله تعالى: «... قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعاً...» سورة البقرة: آية 38
4- في الإتقان قوله تعالى: «وإذْ نجيناكم مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ...» سورة البقرة آية 49. وفي إبراهيم: «ويُذَبِّحُونَ» بالواو سورة إبراهيم: آية 6. لأن الأولى من كلامه تعالي لهم فلم يعدد عليهم المحن تكرّما في الخطاب، والثانية من كلام موسى من فعدَّدها وفي سورة الأعراف: «يُقتِلُون» سورة الأعراف: آية 141، وهو من تنويع الألفاظِ المسَمَّى بالتفنن. الإتقان 3: 341، ومعترك الأقران 1: 87، 88
5- سورة البقرة: آية 62
6- سورة الحج: آية 17
7- سورة المائدة: آية 69

ومِنْهَا قولُهُ فيها(1): «اجْعَلْ هَذَا بَلَداً عَامِناً»(2) وفي إبْراهيمَ: «هَذَا الْبَلَدَ ءَامِناً»(3) - لأن الأوَّلِ إِشَارَةً إلى غيرِ بلدٍ وهُوَ الْوادِي قبل بناءِ الكَعْبَة - والثَّاني: إشارةً إِلَيْهِ بعد بنَائِها.

ومنْهَا قَوْلُهُ: «إلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبيَّنوا...»(4) وليس فيه: من بعد ذَلك وهو في غَيْرِها(5) - لأنَّ هُنا «مِنْ بَعْدِ مَا بَيْنَاهُ» فَأَغْنى عن إعادته.

ومنها في بعضِ المسبّحات: سَبَّحَ(6) - وفي بعضها: یُسَبِّحُ(7) - وهي كَلِمَةٌ استأثَر الله بهَا فَأَتَى بهَا على جَميع وُجُوهِهَا - فذكر المصدر في أَوَّل الإِسْراء والماضيَ والمُضَارِع في المسبّحات، والأمْر في الأعلى(8).

ومنْها تَكْرار (شَرِّ) أربعَ مرَّات في الفَلَقَ لأَنَّ كُلَّ شَرٌّ من الأَرْبَعَةَ المضافِ إليه غَيْرُ شَرٍّ الآخر والله تعالى أعلم.

ص: 273


1- أي في البقرة
2- سورة البقرة: آية 126
3- سورة إبراهيم: آية 35، وقال المؤلف في معترك الأقران: لأن الأول دعايه قبل مصيره بلداً عند ترك هاجر وإسماعيل به وهو وادٍ فدعا بأن يصير بلداً، والثاني دعا به بعد عوده ومصيره بلداً فدعا بأمنه 1: 89
4- سورة البقرة: آية 160
5- في سورة آل عمران: «إلَّا الَّذينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رحيم» آية 89، وفي معترك الأقران 92:1، إنما لم يزد هنا «من بعد ذلك»، كما في غيرها، لأن قبله من «بعد ما بيناه للنَّاس في الكتاب»، فلو أعاده لالتبس
6- في الحديد والحشر والصف
7- في الجمعة
8- «سَبِّحْ اسمَ رَبِّكَ الأعْلَى» ويقول المؤلف في مُعْتَرَكِ الأقران نقلاً عن «متشابه القرآن» للكرماني: التسبيح كلمة استأثر الله بها، فبدأ بالمصدر في بني إسرائيل، لأنه الأصل، ثم بالماضي في الحديد والحشر والصف، لأنه أسبق الزمانين ثم بالمضارع في الجمعة والتغابُن، ثم بالأمر في الأعلى، اسْتيعاباً لهذه الكلمة من جميع جهاتها، معترك الأقران 1: 80

النّوْعُ السَّبْعُونَ وَالْحَادِي والسَّبْعُون: الْفَضْلُ وَالْوَصْلُ

الْفَصْلُ: تَرْكُ عَطْفِ الْجُمَلِ، وَالْوَصْلُ: عَطْفُها - فَالأَوَّلُ: يَكُونُ الفَقْدَانِ التَّغَايُرِ وَيُسَمَّى: كمال الاتِّصَالِ - كَكَوْنِ الثَّانِيَةِ تَأْكِيداً لِلأُولَى كَقَوْلِهِ تعالى: «لا رَيْبَ فيه»(1) فإنَّه لَمَّا بُولِغ في وصْفِهِ بِبُلُوغِهِ الدَّرَجَةَ الْقُصْوَى في الكَمَال بِجَعْلِ المُبْتَدَا (ذَلِكَ)(2) وتَعْرِيفُ الخبر باللَّامِ - جَازَ أَنْ يَتَوَهُمَ السَّامِعُ قبل التَّأَمُّلِ أَنَّهُ مِمَّا يُرْمَى بِهِ جُزَافاً تَبِعَ نَفْياً لِذلِكَ، وكَقَوْلِهِ: «هُدًى لِلْمُتَّقين» فإنَّ معناه: أَّنَّه في الْهِدَايَةِ بالِغٌ دَرَجَةً لَا يُدْرَكُ كُنْهُهَا حَتَّى كَأَنَّه هِدَايَةٌ مَحْضَة فَهُوَ مَعْنَى: «ذَلِكَ الكِتَابُ» إِذ مَعْنَاهُ: الكتابُ الكَامِل - والمراد كَمَالُهُ في الهِدَايَةِ(3).

ص: 274


1- سورة البقرة: آية 2، والجملة الثانية هنا [لا رَيْبَ فيه] منزلة من الجملة التي تسبقها [ذَلِك الكِتابُ] منزلة التأكيد المعنوي من متبوعه في إفادة التقرير مع الاختلاف في المعنى
2- وهي اسم إشارة للبعيد والمراد هنا: البعد المعنوي أي: كمال المنزلة وعلو الرتبة. وفي بغية الإيضاح: فإن وزانَ [لا رَيْبَ فيه] في الآية وزانُ نفسه في قولك: جاءني الخليفة نفسه، فإنه لمَّا بُولغ في وصف الكتاب ببلوغه الدَّرجة القصوى من الكمال يجعل المبتدأ «ذلك» وتعريف بولغ في الخبر باللام كان عند السامع قبل أن يتأمله مظنة أن يُرْمَى به جزافاً من غير تحقق فأتبعه [لَا رَيْبَ فيه] نفياً لذلك. بغية الإيضاح 2: 90
3- والجملة الثانية [هُدَى للمتَّقين] منزلة من التي تسبقها [لا رَيْبَ فيه] منزلة التأكيد اللفظي من متبوعه في اتحاد المعنى

أَوْ بَدَلًا مِنْهَا لِعَدَم تَوْفِيتها بالمُرَادِ نحو: «أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ. أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَام وَبَنِينَ. وَجَنَّتٍ وَعُيُونٍ»(1) فإنَّ المرادَ التَّنبيهُ على نِعَمِ اللهِ والثَّاني أَوْفَى لدلالَتِهِ عَلَيْها بالتَّفْصِيل من غير إحالةٍ على عِلْمٍ المخاطبين المعَاندين.

أو بياناً نحو: «فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَأْدَم هَلْ أَدُلُّكَ...» الآية(2). ويَكُونُ لِفَقْدِ الْجَامِعِ المُشْتَرَكِ بَيْنَ الجُمَلِ(3) نحو: «إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ وَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ...»(4) فُصِل لِكَوْنِ مَا قَبْلَهُ حديثاً عن القرآنِ وصفاتِهِ وهذا حديثٌ عن الكفّارِ وصِفَاتِهِمْ.

ولاخْتِلَافِ الْجُمْلَتَيْنِ خَبراً وَإِنْشَاءً(5)، وجوَّز النُّحاةُ العَطْفَ في مِثْلِ ذلك كقولِهِ تعالى: «وَبَشِّرْ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ...»(6) في سورة البقرة ويُسَمَّى هَذَا القِسْمُ وَالَّذِي قَبْلَهُ(7) عِنْدَ أَهْلِ المَعَانِي: كمال الانْقِطَاع(8).

ومن الْمقتضي لِلْفَصْلِ: أَلَّا يُقصد إعطاءُ الثَّانِيةِ حُكْمَ الأولى نحو:

ص: 275


1- سورة الشعراء: آیتا 132 - 134، والبدل هنا بدل بعض من من كلٍّ
2- سورة طه: آية 120، فقد نُزِّلَتْ الثانية من الأولى منزلة عطف البيان مع متبوعه في إفادة الإيضاح، والمقتضي للتبيين: أن في الأولى نوع خفاء يقتضي المقام إزالته. بغية الإيضاح 94:2
3- وهو أحد كمال الانقطاع
4- سورة البقرة: آية 6
5- وهو الوجه الثاني لكمال الانقطاع. واختلافهما لفظاً ومعنى أو معنى فقط
6- سورة البقرة: آية 25
7- وهو فقد الجامع المشترك بين الجمل
8- بلا إيهام

«وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ. اللَّهُ يَسْتَهْزِى بِهِمْ...»(1) لم يَعْطف: «اللهُ يَسْتَهْزِىءُ بِهِمْ» على: «أنا مَعَكُمْ» لأنَّه لَيْسَ مِنْ مَقُولِهِمْ(2) - ولا عَلَى: (قَالُوا) لِئَلَّا يُشَارِكَهُ في الاختصاص بالظرف(3).

وكذا كَوْنُها(4) جواباً لِسُؤَالِ اقْتَضَتْهُ الأولَى ويُسَمَّى: اسْتِثْنَافاً(5) بَيَانياً نحو: «يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالغُدُوِّ وَالآصَالِ رِجَالٌ...»(6) «وَمَا أُبرِّىءُ نفْسي إِنَّ النَّفْسَ لأمارَةٌ بالسُّوء...»(7)، «قالُوا سَلاماً قَالَ سَلَامٌ...»(8) أي: فَماذَا قال؟

وأمَّا الْوَصْل فيكُونُ للجامع(9) نحو: «يُخَدِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَدِعُهُمْ»(10) «إنَّ الأبْرَار لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيم»(11) -

ص: 276


1- سورة البقرة: آیتا 14، 15
2- ويعرف ذلك: بالفصل لعدم الاشتراك في الحكم. والذي بعده بالفصل لعدم الاشتراك في القيد بغية الإيضاح 2: 84، 85
3- وهو وقت خلوهم إلى شياطينهم، فالفصل لعدم قصد إشراك الجملة الثانية للجمل السابقة عليها في حكمها الإعرابي أو قيودها. انظر: دلائل الإعجاز ص 161، ط المراغي، وبغية الإيضاح 82:2 وما بعدها
4- من مواضع الفصل أيضاً
5- وهو ما يعرف: بشبْهِ كَمَال الاتّصال
6- سورة النور: آیتا 36، 37
7- سورة يوسف: آية 53
8- سورة الذاريات: آية 25
9- أي اتفاقهما خيراً وإنشاء لفظاً ومعنى أو معني فقط مع وجود جامع بينهما ويعرف: بالتوسط بين الكمالين
10- سورة النساء: آية 142، والجملتان متفقتان في الخبرية لفظاً ومعنى
11- سورة الانفطار: آية 13، 14، والجملتان متفقتان في الخبرية لفظاً ومعنى

«وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا»(1) - لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إحْسانا»(2) أيْ لا تَعْبُدُوا وَأَحْسِنُوا واللهُ أعْلَم(3).

ص: 277


1- سورة الأعراف: آية 31، والجمل متفقة في الإنشائية لفظاً ومعنى
2- سورة البقرة: آية 83، اتفقت الجملتان في الإنشائية معنى لا لفظاً
3- لم يذكر المؤلف الموضع الثَّاني للوصل وهُوَ: كمالُ الانقطاع مع الإيهام، كما لم يذكر الموضع المعُروف بشبه كمال الانقطاع في الفَضْل، ويبدُو أنَّ ذلك لعدم عثوره على أمثلة لهما من القرآن الكريم

النَّوْعُ الثَّاني والسَّبعون: الْقصْرُ

هُوَ تَخْصِيصُ صِفَةٍ(1) بِأَمْرِ دُونَ آخَر، أَوْ أَمْرٍ بِصِفَةٍ دُونَ أُخْرَى، فَهُوَ قَصْرُ مَوْصُوفٍ عَلَى صِفَةٍ، وَصِفَةٍ عَلَى مَوْصُوفٍ(2).

ولَهُ أَدَوَاتُ مِنْهَا(3): النَّفْيُ وَالاسْتِثْنَاءُ نَحْو: «وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولُ»(4) أَيْ: لا يَتَعَدَّى إلى التَّبَرِّي مِنَ الْمَوْتِ - «مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ...»(5) أيْ لا يَتَعَدَّى إلَى الألُوهِيَّة، ويُسَمَّى ذَلك قَصْرَ إفْراد، ويُخَاطَبُ به منْ يَعْتَقِدُ الشَّركَة لِقَطْعِهَا - «إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدُ...»(6) خُوطِبَ به مَنْ يَعْتَقِدُ أَنَّه إِلَهُ فَيُسَمَّى قَصْرَ قَلْبٍ(7).

وَمِنْهَا(8) نَحْوُ: «إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةَ»(9) أي: مَا حَرَّمَ إِلَّا ذَلِكَ

ص: 278


1- وهو الثاني
2- وهو الأول
3- أي طرق القصر
4- سورة آل عمران: آية 144
5- سورة المائدة: آية 75
6- سورة الزخرف: آية 59
7- لم يُشِرُ إلى قصر التعيين وقد أشار إليه في الإتقان
8- أي من أدوات القصر والأدلة هنا: إنما
9- سورة البقرة: آية 173

دُونَ مَا ادْعَوْهُ من البَحيرَةِ وَالسَّائِبَةِ ونحوهما - «قُلْ إِنَّما أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إلَيَّ مِنْ رَبِّي...» «فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ...»(1) «إنما أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى الله»(2).

[وَمِنْهَا: غير(3) نَحْوَ: هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللهِ»(4)] وَمِنْهَا: التَّقْدِيمُ نحو: «إِيَّاكَ نَعْبُدُ»(5) - «بل الله فَاعْبُدْ»(6).

ومِنْهَا: أَنَّما بالفَتْحِ بالفَتْحِ عند الزَّمخْشَريّ والبيْضاويّ والتَّنُّوخي(7): وَمَثَّلُوا بِقَوْلِهِ: «قُلْ إِنَّما يُوحَى إِلَيَّ أَنَّما إِلَهُكُمْ إلَهُ واحِدٌ»(8).

ومِنْهَا: قَلْبُ حُرُوفِ بَعْضَ الكَلِمَةِ عِنْدَ الزَّمخشريّ أيضاً ومثل له

ص: 279


1- سورة الرعد: آية 40
2- سورة يوسف: آية 86
3- وهي تدخل ضمن طريق العطف
4- سورة فاطر: آية 3، وما بين القوسين ساقط من (أ)
5- سورة الفاتحة: آية 4
6- سورة الزمر: آية 66
7- التنوخي هو: القاضي التنوخي الأديب الأخباري صاحب كتاب: الأقصى القريب وغيره والمتوفي سنة 384 ه. شذرات الذهب 3: 384
8- سورة الأنبياء: آية 108، وقد قال الزمخشري تعليقاً على ذلك: إنما لقصر الحكم على شيء أو لقصر الشيء على حكم كقولك: إنما زيد قائم، وإنما يقوم زيد، وقد اجتمع المثالان في هذه الآية لأن: «إنَّما يُوحَى إلى» مع فاعله بمنزلة: إنَّما يقوم زيد، وأَنَّما إِلَهُكُمْ بمنزلة: إنَّما زيدٌ قائم، وفائدة اجتماعهما: الدَّلالة على أن الوحي إلى الرسول صلى الله عليه وسلم مقصور على استئثار الله بالوحدانية. وقال البهاء السبكي تعليقاً على ما ذكره الزمخشري: قلت هذا صريح في أن: أنما بالفتح للحصر، وبه صرَّح التنُّوخي في كتاب (الأقصى القريب» ونقله الطيبي أيضاً، انظر: الكشاف 3: 139 وشروح التلخيص 202:2

بقوله تعالى: «وَالَّذِينَ اجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا...»(1) فإن القَلْب للاخْتصاص بالنسبة إلى لفظ «الطَّاغُوت» لأن وزنه: فَعَلُوت من الطّغيان قلب بتقديم اللَّام على العَيْن فوزنُهُ: فلعوت مبالَغةٌ.

وَمِنْهَا: أَدَوَاتٌ أخر مُختَلَفٌ فِيهَا وَحَرَّرناها في كُتُبِنَا الْبَيانِيَّة(2).

وأَكْثَرُ مَا تُسْتَعْمَلُ (إِنَّما) في مواقِع التَّعْريض نحو: «إِنَّما يَتَذَكَّر أُولُوا الألْبَاب»(3) فإِنَّه تَعْرِيضُ بأَنَّ الكُفَّارَ من فَرْطِ جَهْلِهِمْ كَالْبَهَائِم. فَائِدَةٌ: أَطْلَقَ النَّاسُ أَنَّ الْحَصْرَ هُوَ الاخْتِصَاصُ، واخْتَاَر السُّبْكِيُّ التفرقة بيْنَهُمَا وصنَّف فى ذَلك كتاباً لطيفاً قالَ فيه:(4)

الحَصْرُ: نَفْيٌ غَيْرِ المذكُورِ وإِثْبَاتُ المُذْكُور - والاخْتِصَاصُ: قصدُ الخاصِّ من جهةٍ خُصُوصِه فَيُقَدَّمُ للاهتمام به من غيرِ تَعَرُّض لنَفْي غَيْرِهِ، قال: وإِنَّما جَاءَ النَّفْيُ في: «إِيَّاكَ نَعْبُدُ» لِلْعِلْمِ بِأَنَّ قائِلِيهِ لا يَعْبُدُونَ غيرَ اللهِ، ولِذَا لَمْ يَطْرِدْ ذلك في بَقِيَّة الآيات، فإن قولَه تعالی: «أَفَغَیْرَ دینِ اللهِ یَبْغُون»(5) [لو جُعِلَ في مَعْنَى مَا يَبْغُونَ إِلَّا غَيْرَ

ص: 280


1- سورة الزمر: آية 17، وانظر: الكشاف 120:4
2- ذكر منها في الإتقان: ضمير الفصل نحو: «فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ» سورة الشورى: آية 9، أي لا غيره، وتعريف الجزءين نحو: «الحَمْدُ لِلهِ» ونحو: (جاءَ زيدٌ نفسُهُ، وإنَّ زَيداً لقائم، ونحو: قائمٌ في جواب: زيد إما قائم أو قاعد) نقلاً عن الطيبي في شرح التبيان، انظر: الإتقان 155:3
3- سورة الرعد: آية 19
4- السُّبُكيُّ المذكور هو: تقي الدين السُّبكي والد بهاء الدين، واسم كتابه، الاقتناص، في الفرق بين الحصْر والاختصاص
5- سورة آل عمران: آية 83

دينِ الله(1)] وهمزةُ الإنكارِ داخِلَةٌ عَلَيْهِ لَزِمَ أَنْ يكونَ المنكرُ الحَصْر لا مُجَرَّدَ بَغْيِهِمْ غيرَ دين اللهِ وَلَيْسَ المراد(2) - وكذلك: «أَبْفكاً عَآلِهَةً دُونَ اللهِ تُرِيدُونَ»(3) المنكَرُ إرَادَتُهُمْ آلِهَةً دُونَ اللهِ مِنْ غَيْرِ حَصْرٍ انْتَهَى، وهَذَا الَّذي قالَهُ هُوَ التَّحْقيق.

ص: 281


1- ما بين القوسين ساقط من هنا وموجود في (أ)
2- يقول الزمخشري في: «أَفَغَيْرَ دِينِ اللهِ يَبْغُونَ» قدم المفعول الذي هو غير دين الله على فعله لأنه أهم من حيث إن الإنكار الذي هو معنى الهمزة متوجَّة إلى المعبود بالباطل الكشاف 1: 280
3- سورة الصافات: آية 86

النّوْعُ الثَّالِثُ والسَّبْعُون: الاحْتِبَاك

هَذَا النّوعُ مِنْ زِيَادَتِي وَهُوَ نَوْعٌ لَطِيفٌ، وَلَمْ نَرَ أَحَداً ذَكَرَهُ مِنْ أَهْلِ المَعَانِي وَالْبَيَان والْبَديع(1)، وكُنتُ تَأَمَلْتُ قَوْلَهُ تَعَالَى: «لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسَاً وَلَا زَمْهَرِيراً»(2) والْقَوْلَيْنِ اللَّذَينِ في الزَّمْهَرِير، فقيل: هو الْقَمَرُ مقَابَلَةِ الشَّمْس، وقيل: هُوَ الْبَرْدُ فقلتُ: لعلَّ المراد به البَرْد، وأفاد بالشَّمس: أَنَّه لا قَمَرَ فِيهَا، وبالزَّمْهَرِير: أَنَّه لا حَرَّ فِيها فَحَذَفَ من كلّ شَقٌّ مَقَابِلَ الآخَر.

وقُلْتُ في نَفْسِي: هَذَا نَوْعٌ مِنَ الْبَدِيعِ لَطِيفٌ لَكِنِّي لا أَدْرِي

ص: 282


1- تحدَّث المؤلف عن فنّ (الاحتباك) في: «فتح الجليل» الذي حققناه وذَيْلُنَا به كتاب: البديع، وذلك عند عرضه للفنون البلاغية في قول الله: «اللهُ وَليُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إلى النُّورِ...» الآية، وعرُفه بأن: تُذكر جُملتان ويحذف من كل ما أثبت نظيره في الأخرى، والتقدير هنا: اللهُ وليُّ الذين آمنوا وهم أصحاب الجنة والذين كفروا ليس اللهُ لَهُم بمولى وأولئك أصحاب النار» فحذف من الأولى ما أثبت نظيره في الأخرى. ودعوى المؤلف هنا بأن أحداً لم يذكره مُبَالغٌ فيها فقد ذكره صاحِبُ «الْبُرْهَانِ» وعرُفَه بأن: يجتمعَ في الكلامِ متقابلان فيحذف من كلِّ واحدٍ منهما مقابله لدلالة الآخر عليه كقوله تعالى: «وآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بذنوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحاً وَآخَر سَيْناً عَسَى اللهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنّ اللهَ غَفُورٌ رحيم» سورة التوبة: آية 102 أي: عَمَلاً صالحاً بسَّيءٍ وآخر سَيِّئاً بصالِحٍ. انظر: البديع. فتحي فريد ص 129
2- سورة الإنسان: آية 13

مَا اسْمُهُ وَلا أَعْرِفُ في أَنْوَاعِ الْبَدِيعِ مَا يُنَاسِبُهُ حَتَّى أَفَادَنِي بَعْضُ الأَئِمَّةِ الفُضَلاء أَنَّهُ سَمِعَ بَعْضَ شُيُوخِهِ قَرُّر لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ فى قَوْلِهِ تَعَالَى: «فِئَةٌ تُقَاتِلُ في سَبِيلِ اللهِ وأُخْرَى كَافِرَةُ»(1) قال: فَأَفَادَ بِقَوْلِهِ: كَافِرَةٌ أَنَّ الفِئَةَ الأولَى مُؤْمِنَةَ، وبِقَوْلِهِ: «تُقَاتِلُ في سَبِيلِ اللهِ» أَنَّ الأُخْرَى تُقَاتِلُ في سَبِيلِ الطَّاغُوتِ قالَ: وهَذَا النَّوعُُ يُسَمَّى بالاحْتِباكَ قَالَ الإمامُ الْفَاضِل المذكور: وتَطلَّبتُ ذَلِكَ في عِدَّةٍ كُتب فَلَمْ أَقِفْ عَلَيْهِ، وَأَظُنُّهُ فِي شَرْح الْحَاوِي لأبن الأثير، ثُمَّ صَنف المذكورُ في هذا النوع تأليفاً لطيفاً سَمَّاهُ: الإِدْرَاكُ لفنّ الاحْتباك.

ثُمَّ وَقَفْتُ في التِّبْيَانِ ِللطَّيبي عَلَى مَا يُشْبِهُ هَذَا النوع وَسَمَّاهُ: الطَّردُ والعَكْسُ وقَال: هُوَ أَنْ يُؤْتَى بِكَلامَيْنِ يُقَرِّرُ(2) الأَوَّلُ بِمَنْطُوقِهِ مَفْهُومَ الثَّاني وَبالعَكْسِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: «لِيَسْتَأْذِنْكُمْ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ...» الآية(3) - فَقَولُهُ: «لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ» كَلَامٌ مُفَرِّرٌ للأمر بالاسْتِثْذَانِ في تِلْكَ الأوقاتِ خاصة - فمنطُوقُ الأمرِ بالاسْتِئذَانِ مُقرّرٌ لِمَفْهُوم رَفْعِ الْجُنَاحَ وَبِالْعَكْسِ.

قال: وَكَذَا قَوْلُهُ تَعَالَى: «لَا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ»(4) ثُمَّ وَجَدت هذا النوعَ بِعَيْنِهِ مذكوراً في شَرْح بَدِيعيَّة

ص: 283


1- سورة آل عمران: آية 13
2- في (أ): يؤدي
3- سورة النور: آية 58
4- سورة التحريم: آية 6

أبي عَبْد الله بن جابر(1) لرفيقه أحْمَد بن يُوسف الأَنْدَلُسِي وهُمَا الْمَشْهُورَانِ بالَأعْمى والْبَصِيرِ قال مَا نَصَهُ: من أَنْوَاعِ الْبَدِيعِ: الاحْتِباك - وهُوَ نَوْعٌ عزيزٌ - وهُوَ أَنْ يُحْذَفَ مِنَ الأوَّلِ مَا أُثْبَتَ نَظِيرُهُ في الثَّاني ومن الثَّاني ما أُثبتَ نظيرُهُ فِى الأَوَّلِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: «وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِق...»(2) الآية، التَّقدير: مَثَلُ الأنْبِيَاءِ والكُفَّارِ كَمَثل الَّذِي يَنعِق والَّذي يُنْعق به فحذف من الأوَّل: الأَنْبِيَاءِ لدلالة الَّذي يَنْعِق عَلَيْهِ، ومن الثَّاني: الذي يَنْعَقُ به لدلَالَة الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَيْهِ.

وَقَوْلُهُ: «لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيداً مِنْ لَدُنْه... وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا...»(3) الآية، حذَفَ مِنَ الأوَّلِ مفعولَ: «لِيُنْذِر» الأوَّل وهو: «الَّذينَ قالُوا ومن الثَّاني: مفعولهُ الثَّاني وهُوَ: باساً شديداً».

وقَوْلُهُ: «وَأَدْخِلْ يَدَكَ في جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ...»(4) التَّقدير: تَدْخُلُ غَيْرَ بَيْضَاء، وَأَخْرِجْهَا تَخْرُج إِلَى آخِرِهِ، فَحَلَفَ مِنَ الأوَّل: تَدْخُلُ إِلَى آخِرِهِ، ومِنَ الثَّاني: وأَخْرِجْهَا انْتَهَى مُلَخَّصاً(5).

ص: 284


1- وقد جاءت بديعيته في مائة وسبعة وعشرين بيْتاً، وسماها الحِلّة السِّيرا في مدح خير الورى وقد توفي سنة 780 ه. انظر: الصبغ البديعي ص 358، والبلاغة تطور وتاريخ ص 361
2- سورة البقرة: آية 171
3- سورة الكهف: آية 4،2
4- سورة النمل: آية 12
5- لم يذكر المؤلف: «فنّ الاحتباك» في أيٍّ دفن الاحتباك في أيِّ من كتابيه: الإتقان، ومعترك الأقران

النّوْعُ الرَّابعُ والسَّبْعُون: الْقَوْلُ بِالْمُوجَب

هَذَا النوع مِنْ زِيَادَتِي، وَهُوَ مِنْ فُنُونِ الْبَدِيعِ، وأَلَّفَ الصَّلَاحُ الصَّفَدِيُّ(1) فيه تأليفاً وَهُوَ:(2) أَنْ تَقَعَ صِفَةً فِي كَلَامِ الْغَيْرِ كناية عَنْ شَيْءٍ أُثْبِتَ لَهُ حُكْمٌ فَيُشْتَهَا لِغَيْرِهِ من غير تَعَرُّضٍ(3) لثبوتِهِ وَانْتِفَائِهِ نَحْو: «يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِين...»(4) فَالْاعْزُّ وَقَعَتْ في کَلاَمِ المُنَافِقِينَ كِنَابَةٌ عَنْ کلام فَرِيقِهِمْ والأذلُّ كنايةً عنْ المؤمنين، وقَدْ أثْبتُوا لِفريقهمْ المكنيّ عنه بالأعزّ الإِخراج، فأثْبت اللهُ في الرَّدِ عَلَيْهِمْ صِفَةَ العِزَّةِ لِغَيْرِ فَرِيقِهِمْ: وَهُوَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ، وَلَمْ يَتَعَرَّضُ لِثُبُوتِ ذَلِكَ الحُكْمِ الَّذي هُوَ الإِخْراجُ لِلْمَوْصُوفين بِالْعِزَّةِ وَهُوَ اللهُ وَرَسُولَهُ وَالْمُؤْمِنُونَ، وَلا لِنَفْيِهِ عَنْهُمْ، كَذَا عَرَّفُوهُ فِي الْبَدِيعِ(5). وعَرَّفُوهُ في الأصولِ بِتَسْلِيمِ الدَّلِيلِ مَعَ بَقَاءِ

ص: 285


1- هو صلاح الدين أبو الصفا خليل بن أيبك بن عبد الله الصفدي الشافعي المولود بصفد سنة 667 ه. والمتوفي سنة 764 ه وله مصنفات كثيرة شذرات الذهب 200:6
2- تعريف القول بالموجِّب
3- في النسختين أوب: [من غير تعريض] والأدق: [من غير تعرُّضٍ] انظر: بغية الإيضاح 69:4
4- سورة المنافقون: آية 8
5- قال عنه الخطيب القزويني: وهو ضربان: أحدهما: أن تقع صفة في كلام الغير كناية عن شيء أثبت له حكم، فثبت في كلامك تلك الصفة كلام لغير ذلك الشيء من غير تعرُّض لثبوت ذلك الحكم له أو انتفائه عنه، كقوله تعالى: «يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إلَى المَدِينَةِ ليُخْرِجَنُ الأَعزُّ مِنْهَا الأذل وللهِ الْعِزَّةُ ولِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ» فإنهم كنَوْا بالأعزّ عن فريقهم، وبالأذلّ عن فريق المؤمنين، واثبتوا للأعزّ الإخراج فأثبت الله تعالى في الرِّدّ عليهم صفة العِزَّة لِلهِ ولرسُولِه وللمؤمنين من غیر تعرُّض لثبوت حُكمِ الإخراج للموصوفين بصفة العزّة ولا لنفيه عنهم. والثاني: حمل المفظ وقع في كلام الغير على خلاف مراده مما يحتمله بذكر متعلِّقه، وهذا الضرب من غير كاسلوب الحكيم. بغية الإيضاح 69:4

النِّزاعِ، وبيانهِ هُنَا أَنْ يُقَال: صحيحٌ أَنَّ الأعَزَّ يُخْرِجُ الأَذَلَّ كَمَا قُلْتُمْ لكنُ اللهُ ورسوله والمؤمنون همْ الأعَزْ المُخْرِجُونَ وأنتُمُ الأذَلُّ الْمُخْرَجُونَ، فالدَّليلُ وهو كَوْنُ الأعزّ يُخْرِجُ الأذلُّ مُسَلَّمٌ، ولكنَّ النِّزاعَ بينَ اللهِ والمنافِقينَ في المتَّصفِ به وهَذا أَدَقُّ مِنَ الأوَّل.

ص: 286

النَّوْعُ الخامِسُ والسَّبْعُون: الْمُطَابَقَة

هَذا النَّوْعُ مِنْ زِيَادَتِي - وَهِيَ الْجَمْعُ بَيْنَ مُتَقَابِلين في الجملة(1) - وَيَكُونَ بِلَفْظَيْنِ مِنْ نَوعٍ: اسْمَيْنِ نَحْوَ: «وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقاظاً وَهُمْ رُقُودٌ»(2) أَوْ فِعْلَينِ نحو: «يُحْيِي وَيُمِيتُ»(3) أَوْ حَرْفَيْنِ نَحْو: «لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ...»(4) أَوْ نَوْعَيْنِ نَحْو: «أَوَمَنْ كَانَ ميتا فأَحْييْنهُ...»(5).

وَيَكُونُ مُثْبَتاً كَمَا ذُكِرَ وَمَنْفِياً نَحْو: «فَلَا تَخْشَوْا النَّاسَ واخْشَوْنَ»(6) «وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ. يَعْلَمُونَ ظَهْراً مِنَ الْحَيَوةِ الدُّنْيا...»(7).

ويُلْحَقُ به(8) نَحْوَ: «أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ...»(9) فإِنَّ

ص: 287


1- في الإتقان: الجمع بين متضادين في الجملة 284:3 وهو أدق من المتقابلين
2- سورة الكهف: آية 18
3- سورة الحديد: آية 2
4- الآية الأخيرة من سورة البقرة، والطباق بين: لَهَا وعَلَيْهَا
5- سورة الأنعام: آية 122، والطباق بين: مَيْناً وَأَحْيَيْنَاهُ، والأول اسم والثاني فعل، وكلاهما مجاز
6- سورة المائدة: آية 44، ويُعْرَفُ هذا الطباق، بطباق الإيجاب والسَّلب
7- سورة الروم: آية 6
8- أي يلحق بالطباق
9- سور الفتح: آية 29

الرَّحْمَةَ مُسَبِّيَّةٌ عن اللّين(1).

ومِنْهَا نَوْعٌ يُخَصُّ بِاسْمِ الْمُقَابَلَة وَهُوَ: أَنْ يُؤْتَى بِمَعْنَييْنِ مُتَوافِقَيْن أو أكثر ثُمَّ بِمَا يُقابِلُ ذلك على الترتيب نَحْو: «فَلْيَضْحَكُوا قليلاً وَليَبْكُوا أَوْ كثيراً»(2).

ونحو: «يَأْمُرُهُمْ بالمعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنْ المُنْكَرِ ويُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الخَبيثَ...»(3).

ونحو «فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقى وَصَدَّقَ بالحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ اليُسْرَى. وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى»(4). فَإِنَّ المرادَ باسْتَغْنى: أَنَّهُ زَهِدَ فيمَا عِندَ اللهِ كَأَنَّهُ مُسْتَغْنِ عَنْهُ فَلَمْ يَتَّقِ، أَوْ اسْتَغْنَى بشهَوَاتِ الدُّنْيا عَنْ نَعِيمِ الآخِرَةِ فَلَمْ يَتَّقِ(5).

ص: 288


1- الذي هو ضِدٌ الشِدَّة. والملحق بالطباق: أن يجمع بين معنيين لا يتنافيان في ذاتهما ولكن يتعلَّق أحدهما بما يقابل الآخر بسبية كالآية السابقة، أو لزوم نحو: «وَمِن رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ والنَّهارَ لِتَسْكُنوا فِيهِ ولتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ» سورة القصص: آية 73، بغية الإيضاح 11:4
2- سورة التوبة: آية 83
3- صورة الأعراف آية 157، والتقابل في تلك الآية والتي تسبقها بين معنيين ومعنيين
4- سورة الليل: من آية 6 - 10، والتقابل هنا بين: أربعة وأربعة
5- أفرد المؤلف «المقابلة» بالذكر هُنَا، وجعلها ضمن الطباق في الإتقان. انظر: الإتقان 284:3

النَّوْعُ السَّادِسُ والسَّبْعُون: المناسَبَة

هذا النَّوعُ من زِيادَتِي وَهُوَ: ذِكْرُ الشَّيء وَمَا يُنَاسِبُهُ، ويُسَمَّى أَيْضاً: مُراعاةَ النَّظِير نحو «الشَّمسُ وَالْقَمَرُ بحُسْبَان»(1) -

ومنه نَوْعٌ يُسَمَّى(2): تَشَابُهُ الأطْرَافِ وَهُوَ : أَن يُخْتم الْكَلَامُ بما يُنَاسِبُ ابْتِدَاءَهُ في الْمَعْنَى نحو: «لا تُدْرِكُهُ الأبْصَرُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَرَ وهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ»(3) فإنَّ الذي لا تُدْرِكُهُ الأبْصَارُ يُنَاسِبُهُ اللطِيفُ، والْذَّي، يُدْرِكُ يُنَاسِبُهُ الْخَبِير

ومنه(4): «إنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإنَّهُمْ عِبَادُكَ...»(5) الآية.

قال الطِّيبي: هُوَ مِنْ خَفِيِّ هَذَا الْقِسْمِ، لأَنَّ قَوْلَهُ: «وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ» يُوهِمُ أَنَّ الْفاصِلَةَ: «الْغَفُورُ الرَّحِيمُ» لكن التقدير: إن تَغْفِرْ لِمَنْ

ص: 289


1- سورة الرحمن، آية 5، وأطلق عليها الخطيب القزويني، مراعاة النظير أو التناسب، ويسمى: التناسب والائتلاف والتوفيق أيضاً، وهي أن يُجْمَعَ في الكلام بين أمرٍ وما يناسبه لا بالتضادِّ. بفية: الإيضاح 16/4
2- أي من مُراعاة النظير
3- سورة الأنعام: آية 103
4- أي من تشابه الأطْراف، ويقول عنه الخطيب: «ومِنْ خفِيِّ هذا الضّرب»... بغية الإيضاح 19:4
5- سورة المائدة: آية 118

يَسْتَحِقُّ الْعَذَابَ فَالمُنَاسِبُ لَهُ: العَزِيزُ الْحَكِيمُ الَّذي لَيْسَ فَوْقَهُ أَحَدٌ يَرُدُّ عَلَيْهِ حُكْمَهُ وَيَعْلَمُ الحِكْمَةَ فيما يَفْعَلُهُ وَإِنْ خَفِيّت(1).

ويُحْكَى أَنَّ أَعْرَابِيَّاً سَمِعَ قَارِباً يَقْرَأُ: «فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمْ الْبَيِّنتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ غَفُورٌ َرحِيمٌ»(2) فأنكرَهُ ولَمْ يَكُنْ قَرَأَ الْقُرْآن - وقالَ: إِنْ كَانَ هَذَا كَلامَ اللهِ فلا يقولُ كَذَا - الحكيمُ لا يَذكُرُ الغُفْرَانَ عند الزَّلَلِ لأنَّهُ إغْراءٌ عَلَيْهِ.

ومِنْهُ نَوْعٌ يُسَمَّى: الْمُشَاكَلَة - وَهُوَ ذِكْرُ الشَّيْءِ بِلَفْظِ غَيْرِهِ لِوُقُوعِهِ في صُحَّبَتِهِ(3)، وهذا نَوعٌ مُهِمٌّ يَنبَغِي إتْقَانَه لأَنَّهُ كَثِيرٌ فِي القُرْآنِ نحو: «تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِك...»(4) فإطْلَاقُ النَّفْسِ على اللهِ لِمُشَاكَلَةِ ما قَبْلَه، وكذا قَوْلُهُ: «إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِءُونَ. اللهُ يَسْتَهْزِئَ بِهِمْ...»(5) «وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللهَ»(6)، «وَجَزَؤُا سَيِّئَةٍ سَیِّئَةٌ مِثْلُهَا...»(7).

ص: 290


1- انظر: بغية الإيضاح 19:4، إذ يقول الخطيب في تعليقه على الآية: فإن قوله «وَإِنْ تَغْفِرَ لَهُمْ» يُوهِمُ أن الفاصلة «الْغَفُورُ الرَّحِيمُ» ولكن إذا أُنْعِمَ النظر عُلِم أنه يجب أن تكون ما عليه التلاوة، لأنه لا يغفر لمن يستحِقُّ العذاب إلّا من ليس فوقه أحدٌ يرُدُّ عليه حُكْمَهُ، فهو العزيز، لأنّ العزيز في صفات الله هو الغالب.. ووجب أن يُوصَف بالحكيم أيضاً، لأن الحكيم مَن يَضَع الشيء في محَلِّه، واللهُ تعالى كذلك، إلَّا أنه قد يخفي وجه الحكمة في بعض أفعاله فيتوهُم الضُّعفاء أنه خارجٌ عن الحكمة، فكان في الوصف بالحكيم إحتراسٌ حسَنُ، أَي وَإِن تَغفِر لهم مع استحقاقهم العذاب فلا مُعْتَرض عليك لأحد في ذلك، والحكمة فيما فعلته
2- «... فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حكيمٌ» سورة البقرة: آية 209
3- تحقيقاً أو تقديراً
4- سورة المائدة: آية 116
5- سورة البقرة: آيتا 138، 139
6- سورة آل عمران: آية 54
7- سورة الشورى: آية 40

وقد يُذكَرُ بِلَفْظِ غَيْرِهِ لِتَقْدِيرِ وُقُوعِهِ في صُحْبَتِهِ(1) نحو: «صِبْغَةَ الله»(2) فهو مَصْدَرٌ مُؤَكَّدٌ لآمَنَّا بِاللهِ - أي: تَطْهير اللهِ، لأنَّ الإيمانَ يُطَهِّر النَّفْسَ والأَصْلُ: أَنَّ النَّصَارَى كَانُوا يَعْمِسُونَ أَوْلَادَهُمْ في ماءٍ أَصْفَر يُسَمُونَهُ: الْمَعْمُودِيَّة ويَقُولُونَ: إِنَّهُ تَطْهِيرٌ لَهُمْ، فعبَّر عن الإِيمان بالله «بصبغة اللهِ للمُشَاكَلَةِ بِهَذِهِ القرينةِ»(3)

ص: 291


1- وهي المشاکلة التقدیریة
2- سورة البقرة: آية 138
3- انظر: بغية الإيضاح 24:4 إذ يقول الخطيب: والأصل فيه أنَّ النَّصَارَى كانوا يَعْمِسُون أولادَهُمْ في ماءٍ أصفَرَ يُسَمُّونَهُ: الْمَعْمُودِيَّة ويقولون: هو تطهيرٌ لهم، فأُمِرَ المسلمون بأن يقولوا لهم: قولوا آمَنَّا باللهِ وصبغنا الله بالإيمانِ صبغةً لا مثل صبغتنا، وطهَّرنا به تطهيراً لا مثلَ تطهيرنا، أو يقول المسلمون: صبغنا اللهُ بالإيمان صبغته ولم نصبغ صبغتكم، وجييء بلفظ الصَّبغة للمشاكلة وإن لم يكن قد تقدم لفظ الصَّبغ، لأنَّ قرينة الحال التي هي سبب النزول من غمس النصارى أولادَهم في الماء الأصفرِ دلَّت على ذلك

النَّوْعُ السَّابِعُ والسَّبْعُون: الْمُجَانَسَة

هَذَا النُوعُ مِنْ زِيَادَتي، وَيُطْلَقُ عَلَيْه: الْجِنَاسُ، وَهُوَ: تَشَابُهُ اللَّفْظَيْن(1) وأَقْسَامُه كَثِيرةٌ، وأَلَّفَ فِيه الصَّلاحُ الصَّفَدِيُّ تأْليفاً، وَنَذكُرُ مِنْهُ مَا وَقَعَ في القُرْآن:

الأوَّل: التَّامّ - وهُوَ أَنْ يتّفِق اللَّفظان في: أَنْواع الحُروفُ وأَعْدَادِها، وَهَيْئَاتِها، وتَرْتيبها .

ثمَّ إِنْ كَانَا مِنْ نوْعٍ كاسْمَيْن فَهُوَ مُمَاثِل نحو: «وَيَوْمَ تقوم تَقُومُ السَّاعَةُ يُقسِمُ المُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ..»(2) أو مِنْ نَوْعَيْن سُمِّيَ(3) مُسْتَوفىِّ نحو: «وَإِذا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةٌ مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مستهُمْ إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ..»(4) فإذا الأولَى شرطية وهي اسْمٌ والثَّانية فُجائيَّة وهي حَرْفٌ(5).

ص: 292


1- مع الاختلاف في المعني
2- سورة الروم: آية 55
3- كاسمٍ وفعلٍ أو اسم وحرفٍ
4- سورة يونس: آية 21
5- للجناس التام أنواع أخرى لم يذكرها المؤلف، لأن اهتمامه كما ذكر موجَّهُ إلى الأنواع التي يُوجَد لها شاهِدٌ من القرآن، وراجع توضيح هذه الأنواع في: بغية الإيضاح 78:4 وما بَعْدَها

الثَّاني: النَّاقِصُ: وَهُوَ أَنْ يَخْتَلِفَا في العَدَد(1) نحو: «وَالْتَفَّت السَّاقُ بالساق. إلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ»(2).

الثَّالث: اللُّفْظِيُّ: وهُوَ أَنْ يَنفِقَا لَفْظاً وَيَخْتَلِفًا خَطَأ نحو: «وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَة. إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَة»(3).

الرَّابِعُ: المضَارع: وهُوَ أَنْ يَختلفا في الْحُروفِ بمتقَارِبَيْن نحو: «وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيْنَأَوْنَ عَنْه»(4).

الخَامِسُ: اللَّاحقِ وَهُوَ: أَنْ يَخْتَلِفًا بِغَيْر مُتَقَارِبَيْنِ نحو: «وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَة»(5) - «ذَلِكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ في الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَمْرَحُونَ»(6) - «وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهيد. وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْر لَشَديدُ»(7). «وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأمن..»(8).

السَّادِسُ: المصَحَّف وَهُوَ: أَنْ تَتَّفِقَ الكَلِمَتان خطاً ويَخْتَلِفَ نَقْطُ

ص: 293


1- في الاختلاف في العدد تفصيل. انظر: بغية الإيضاح: 81:4
2- سورة القيامة: آيتا 29، 30. والجناس هنا: مُضَارِع لاختلاف اللفظين المتجانسين في نوع الحرف مع التقارب في المخرج
3- سورة القيامة: الآيتان 22، 23
4- سورة الأنعام: آية 26
5- سورة الهمزة: آية 1
6- سورة غافر: آية 75
7- سورة العاديات: آيتا 8،7؛ والاختلاف في هذا النوع والذي قبله في نوع الحرف
8- سورة النساء : آية 37

الْحُرُوف نحو: «وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاٌ»(1)، «وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُني وَيَسْقِينِ. وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ»(2).

السَّابِعُ: المُحرَّف وَهُوَ: أنْ يختلفا شكلاً نحو: «وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ. فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرينَ»(3) «وَعَتَوْا عُتُوَّاٌ»(4) ومِنْه نَوْع يُسَمَّى: المَقْلُوبِ الْمُستَوِي(5) نحو: «وَرَبُّكَ فَكَبِّرُ»(6) - «كُلٌ في فَلَكٍ»(7).

وَيَلْحَقُ بِالْجِنَاسِ شَيْئًان:

الأوَّلُ: أَنْ يَجْمَعَ اللُّفْظِيْن الاشْتِقاق نحو: «فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيُّم»(8)، وسمُاهُ الْمُتَأَخّرُون: الْجِناسُ الْمُطلق.

الثَّاني: أَنْ تَجْمَعَهُما الْمُشَابَهَةَ، وهي ما يُشْبِهُ الاشْتِقاق نحو: «قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ منَ الْقَالين»(9).

وإذا وَليَ أَحَدُ المَتَجَانِسَين الآخَرَ فَهُو الْمُزْدَوَج نحو: «مِنْ سَبَأٍ

ص: 294


1- سورة الكهف: آية 104
2- سورة الشعراء: آيتا 79، 80، وحيث أن الاختلاف في هذا القسم في نوع الحروف [يُحَسِّبُون يُحْسِنُون]، [يَسْقِين، يُشْفِين] كان من الأنسب أن يُسمّى مضارِعاً أو لاحقاً
3- سورة الصافات: آیتا 74، 73، فالاختلاف فيه في الحركة: [المنذرين، المُنذِرِين]
4- سورة الفرقان: آية 21
5- أوْ: مَا لا يستَجِل بالأنْعِكَاسِ، خزانة الأدب ص 336
6- صورة المدثر: آية 3
7- سورة يس: آية 40
8- سورة الروم: آية 43
9- سورة الشعراء: آية 198، وفي بغية الإيضاح: وهي ما يُشبه الاشتقاق وليس به 86،85:4

بنَبَأٍ»(1) أَوْ وَقَعَ أَحَدُهُما في أول الآيةِ وَالآخَرُ آخِرَهَا فَهُوَ: رَدُّ الْعَجْزِ عَلَى الصِّدْر كَالآية التي قَبْلَه(2)، ونحو: «اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً»(3) «وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَهُ»(4).

ويَقْرُبُ مِنْهُ مَا يُسَمَّى بالعَكْسِ وَهُوَ: أَنْ يُقَدِّمَ في الكَلَامِ جُزْءٌ ثُمَّ يُؤَخَّر نحو: «يُخرِجُ الحيَّ مِنَ المَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحيّ..»(5) - «لَا هُنْ حِلْلٌ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحلون لَهُنّ»(6).

ص: 295


1- سورة النمل: آية 22
2- وهي: «قَالَ إنّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِين»
3- سورة نوح: آية 10
4- سورة الأحزاب: آية 37
5- سورة الروم: آية 19
6- سورة الممتحنة آية 10، والعكْسُ من المحسناتِ المعنوية، وليس هناك تقاربُ بينه وبين ردّ العجز على الصَّدر كما يتضح ذلك من شواهد كلٍّ منهما على خلاف ما يراه المؤلف

النَّوْعُ الثَّامِنُ وَالسَّبْعُون وَالتَّاسِعُ والسَّبْعُون: التَّورِية والاسْتخْدَام

هَذَانِ النَّوْعَانِ مِنْ زِيادَتي، وأَفْرَدَهُمَا النَّاسُ بالتَّصْنِيف(1)، وهُمَا مُهِمَان خُصُوصاً التَّوْرِية.

قال الزَّمخشري: لا نَرَى باباً في البيَانِ أَدَقَّ وَلَا أَلْطَفَ مِنَ التَّوْريةَ وَلا أَنْفَعَ وَلَا أَعُونَ عَلَى تَعَاطِي المُشْتَبَهاتِ في كلَامِ الله وَرَسُولِه، وَهِيَ: أَنْ يُطْلَقَ لَفْظُ لَهُ مَعْنَيان: قَرِيب وَبَعيد، وَيُرَادُ الْبَعِيد(2)، ثُمَّ تارة تكُونُ رَّدةً وَهِيَ الَّتِي لا تُجَامِعُ شَيْئًا مِمَّا يُلائِمُ الْقَرِيبَ نَحْو: «الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى»(3) فَإِنَّ الاسْتِوَاء لَهُ مَعْنَيان: الاسْتِقْرارُ وَهُوَ الْمعْنى الْقَريب الْمَوَرَّى بِهِ لأَنَّهُ غَيْرُ مَقْصُودٍ لِتَنْزِيهِ الْحَقِ عَنْه - والاسْتِيلاء وهُو - الْبَعيدُ المقصُودُ المورَّى عَنْه بالْقَريب(4).

وتَارَةً تكُونُ مُرَشْحَةُ(5) نحو: «وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَها بِأَيْد..»(6) فإنه

ص: 296


1- للصَّلاح الصَّفَدي كتاب فيهما عنوانه: فضّ الختام عن التورية والاستخدام وقد نُشِر أخيراً في القاهرة مُحَقَّقاً على يد أحد الأساتذة المتخصصين
2- اعتماداً على قرينةٍ خفيَّةٍ توضِّحُ أن المراد هو البعيد، بغية الإيضاح 29/4
3- سورة طه: آية 5
4- والقرينة: استحالة الاستقرار الحسِّي عليه تعالى
5- إذا قرن بها ما يَلائِمُ الموَرُى به. بغية الإيضاح 30/4
6- سورة الذاريات: آية 47

يحْتَمِلُ الجَارِحَة(1) وهو المورَّى به، وقَدْ ذكرَ ممَّا يُلائمهُ الْبِنَاء، ويَحْتَمِلُ الْقُوَّةَ وَالقُدْرَة وهو الْبَعِيد المقْصود.

وَأَمَّا الاسْتِخْدَامُ فَلَهُمْ فِيهِ تَعْرِيفان.

أَحَدُهُمَا: أَنْ يُذكَرَ لَفْظُ لَهُ مَعْنَيانِ فَأَكْثَر مُرَاداً بِهِ أَحَدُ مَعَانِيهِ، ثُمَّ يُؤْتَى بضَميره مُرَاداً به الْمَعْنَى الآخَرُ كَقَوْلِه تَعَالَى: «لَا تَقْرَبُوا الصَّلَوةَ وأَنْتُمْ سُكَارَى..»(2) الآية.

فالصَّلاةُ يُحتَمَل أَنْ تكونَ: فِعْلَ الصَّلاة ومَوْضِعَ الصَّلاة، فَأَرَاد الأوَّل(3) بلَفْظِها بقرينة: «حتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُون» والثَّاني(4) بقوله: «إلّا عَابِرِي سَبِيل».

الثَّاني(5): أَنْ يُؤْتَى بِلَفْظِ مُشْتَرَك، ثُمَّ بِلَفْظَيْن يُفْهَمُ مِنْ أَحَدِهِمَا أَحَدُ الْمعْنَييْن ومنَ الآخَرِ الآخرُ كَقَوْلِه تَعَالَى: «لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ»(6) الآية، فلَفْظ «كِتَابٌ» يَحْتَمِلُ الأمَد الْمَحْتُوم، وَالكِتابَ المكْتوب وَلَفْظ (أَجَلٍ) يَحْدُم الْمَعْنَى الأَوَّل، وَ(يَمْحُو) يَخْدُمُ الْمَعْنَى الثَّاني. انْتَهى(7).

ص: 297


1- أي العضوُ المعروف وهي: اليد
2- سورة النساء: آية 43
3- أي فعل الصلاة
4- أي موضع الصلاة
5- أي التعريف الثاني للاستخدام
6- سورة الرعد: آية 38
7- ذكر المؤلف في الإتقان: أن التَّفْسِير الأول للاستخدام تفسيرُ السكاكي وأتباعه، وأَنَّ التَّفسيرُ الثاني له تفسير «بدر الدين بن مالك في المصباح وكذلك ابن أبي الإصبع. انظر: الإتقان 252:3. وخزانة الأدب ص 52، وعرَّفه الخطيب القزويني تعريفاً واحداً وهو: أن يُرادَ بلفظ له معنيان أحدهما ثم بضميره معناه الآخر، أو يراد بأحد ضميريه أحدهما وبالآخر الآخر. بغية الإيضاح 33:4

النَّوْعُ الثَّمَانُون: اللَّفُّ والنَّشْرُ

هَذَا النّوعُ مِنْ زِيَادَتي وهُوَ: أَنْ يُذكَرَ مُتَعدِّدُ عَلَى التَّفْصِيلِ أَوْ الإجمالِ ثُمَّ مَا لِكُلِّ مِنْ غَيْر تَعْيِينٍ ثِقَةٌ بِأَنَّ السَّامِعَ يَرُدُّه إِلَيهِ.

ثُمَّ هُوَ ثَلَاثَهُ أَقْسام:

أَحَدُهَا: الْمُرَتِّب(1) نحو: «وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ»(2).

وقوله: «مَثَلُ الْفَرِيقَينِ كَالأَعْمَى وَالأصَمِّ وَالْبَصِير وَالسَّميع..»(3).

الثَّانِي: المعْكُوس(4) نحو: «يَوْمَ تَبْيَضُ وُجوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ..»(5) الخ.

الثَّالِثُ: المَشَوِّش ولا أَسْتَحْضِرُ الآن في القُرآنِ مثالُه انتهى(6).

ص: 298


1- وهو ما يكون النشر فيه على ترتيب اللف
2- سورة القصص: آية 73، فإن: «لِتَسْكُنُوا فيه» يَرْجَعُ إلى اللَّيْل «وَلَتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ» يرجع إلى النهار
3- سورة هود: آية 24
4- وهو ما يكون على عكس ترتيب اللف
5- سورة آل عمران آية 109، ولا فرق بين هذا النوع والعكس والتبديل
6- ولم يذكره صاحب التَّلْخيص. وهو الذي اختلط ترتيبُهُ مثل: هو شَمْسُ وَأَسَدٌ وبحُر جوداً وبهاءٌ وشجاعةٌ، فالأوَّل من النشر للأخير من اللَّفِّ، والثاني من النشر للأوَّل من اللَّفّ والأخير من النشر للثاني من اللفّ المطوَّل على التلخيص لسعد الدين التفتازاني ص 426

النَّوعُ الْحَادِي والثَّمَانُونَ: الالْتِفَاتُ

هَذَا النَّوْعُ مِنْ زِيَادَتي وَهُوَ: الانْتِقَالُ مِنَ التَّكَلَّم أَوْ الْخِطَابِ أَوْ الْغَيْبَة إلى آخرَ(1) تطريةً لِلكَلَامِ وتَفنُّناً في الأسْلوب(2) مِثَالُه من التكلُّم إلى الْخِطاب: «وَمَالِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ»(3) ومُقْتَضَى السّياقِ: «وَإِلَيْهِ أَرْجعُ».

وإلى الْغَيْبة: «إِنَّا أَعْطَيْنكَ الْكَوْثَرِ. فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَر»(4) - «إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ. رَحْمَةً مَنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ»(5).

ومِثَالُهُ مِنَ الْخِطَاب إِلَى التَّكَلَّم لَمْ أَجِدْهُ في القرآن(6).

ص: 299


1- هذا تعريفُ الجمْهُور له، وعند السكاكي: إمَّا ذلك أو التعبير بأحَدِهِمَا فيما حقّه التعبير بغيره. انظر: مواهب الفتاح لابن يعقوب المغربي من شروح التلخيص 464:1
2- ذلك وجه حسن الالتفات وسر بلاغته
3- سورة يس: آية 22
4- سورة الكوثر: آيتا 2،1
5- سورة الدخان: آيتا 6،5 ومقتضى السياق: رَحْمَةً مِنًا
6- ومثالُهُ من الشعر قول عْلقمة بن عَبْده: طحابك قلبٌ في الحسان طروبُ *** بُعَيْدَ الشَّبابِ عصر حَانَ مَشيبُ تكلّفني لَيْلَى وقَدْ شطَّ ولّيُها *** وعادَت عوادٍ بيننا وخطوبُ الأصل أن يقول: يُكَلِّفُكَ وفي ذلك كلام طويل يمكن الوقوف عليه في شروح التلخيص 1: 468. وقال المؤلف في الإتقان: ومثاله من الخطاب إلى التكلم لم يقع في القرآن، ومثَّل له بعضهم بقوله تعالى: «فَاقْض ما أنتَ قاض» سورة طه: آية 73. ثم قال «إنَّاء آمَنّا بربِّنا» سورة طه: آية 73، وهذا المثال لا يصح لأن شرط الالتفات أن يكون المراد به واحداً. الإتقان 254:3

وإلَى الْغَيْبةِ: «حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ..»(1). «وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ. وَتَقطْعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ..»(2).

ومِثَالُه من الْغَيْبة إلى التّكلم: «وَاللهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَسُقْنه...»(3)، «وَأَوْحَى في كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا»(4).

وإلى الْخِطاب: «مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ. إِيَّاكَ نَعْبُدُ»(5).

وقد يكونُ في الآية التفَاتَانِ وَأَكْثر نحو: «إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً ومُبَشِّراً وَنَذِيراً. لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُوله..»(6) ففيه الْتِفَاتَان:

أحَدُهُمَا: بَيْنَ أَرْسَلْنَا والجَلالَة؛

والثَّاني: بين الْكَافِ في: أَرْسَلْنَاكَ وَرَسُولِه.

وذكَرَ التنوخِيُّ وَابْنُ الأثير أَنَّ مِنْه(7): بناءَ الْفِعْل لِلْمَفْعُول بَعْدَ خطابِ فَاعِله أو تَكَلَّمِه نحو: «غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ» بَعْدَ: (أَنْعَمْتَ)

ص: 300


1- سورة يونس: آية 22، ومقتضى السياق: وجرينَ بكُم
2- سورة الأنبياء: آيتا 92، 93
3- سورة فاطر: آية 9
4- سورة فصلت: آية 12
5- سورة الفاتحة: آيتا 4،3
6- سورة الفتح: آيتا 9،8
7- أي من الالتفات

فَإِنَّ الْمَعْنَى: غير الَّذِينَ غُضِبَ عَلَيْهِمْ وَهُوَ نَوْعٌ غَريب(1) وَيَقْرُبُ مِنَ الالْتِفاتِ: الانْتِقَالُ مِنْ خِطاب الْوَاحِدِ أو الاثْنَيْن أو الْجَمْع إلى خِطابِ الآخَرَ، ولَيْس هُوَ مِنْه لَأنَّه لَيْسَ فيه انْتِقَالُ مِنْ أَحَدِ الأسَاليبِ الثَّلاثَةِ التي هي: التَّكَلَّمُ والْخِطَابُ وَالْغَيْبة إلى آخِره.

مِثالُه مِنَ خِطاب الْوَاحِد إِلَى الاثْنَيْن: «أجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْه اباءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الكِبْرِيَاءُ في الأرْضِ»(2)، وإلَى الْجَمْع: «يأَيُّها النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ..»(3).

ومِثَالُهُ مِنَ الاثْنَيْنِ إِلَى الْوَاحِد: «فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى»(4)، وإلَى: الجَمْع: «وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُمَا بِمصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَة..»(5).

ومِثَالُهُ مِنَ الْجَمْعِ إِلَى الْوَاحِدِ: «وَأَقِيمُوا الصَّلَوٰةَ وَبَشِّرِ المؤمنين»(6) وإلى الاثْنين: «يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنَّ اسْتَطَعْتُمْ..» إلى قوله: «فَبِأَيِّ الَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبان»(7).

ص: 301


1- عبارة المؤلف في مُعْتَرَكِ الأقران: ذكر التنوخي في الأقصى القريب، وابن الأثير وغيرهما نوعاً غريباً من الالتفات، وهو بناء الفعل للمفعول بعد خطاب فاعله أو تكلّمه، كقوله: «غير المغضوب. عليهم» بعد «أنعمت» فإن المعنى غير الذين غضبت عليهم، وتوقَّف فيه صاحب عروس الأفراح. معترك الأقران 1: 383
2- سورة يونس: آية 78
3- سورة الطلاق: آية 1
4- سورة طه: آية 49
5- سورة يونس: آية 87
6- الآية السابقة
7- سورة الرحمن: آيتا 33، 34

وقَدْ سَبَق في الْمَجَازِ نَوْعٌ يُشْبِهُ هَذَا ولَيسَ هُوَ هُوَ(1)، لأنَّ هُنَاكَ اسْتُعْمِلَ أَحَدُ الثَّلاثَةِ في غَيره، وهُنَا اسْتعمل كُلِّ فى مَوْضوعِه، لكنَّهُ انْتقلَ من شيءٍ إلى شيءٍ فَهُوَ حَقَيقة، وكَذَا الالْتِفَاتُ فهذه الثَّلَاثَةُ أنواعٍ(2) مُتَقَارِبَةٌ الجِنْسِ والمَعْنَى مُسْتَوِيَةٌ فِي الأَقْسام.

ص: 302


1- هو: الطلاق واحدٍ من المثنى والمفرد والجمع علي آخر منها معترك الأقران 256:1
2- وهي: إطلاق واحدٍ من المثنى والمفرد والجمع على آخر منها والانتقال من خطاب الواحد و الاثنين أو الجمع إلى خطاب الآخر والالتفات

النَّوْعُ الثَّاني وَالثَّمَانُونَ: الْفَوَاصِلُ وَالْغَايَاتُ

هَذَا النَّوعُُ مِنْ زِيَادَتِي، وَالْفَوَاصِلُ: أَوَاخِرُ الذِي وَهي: جَمْعٌ فَاصِلَة وَتُسَمَّى فِي غَيْرِ الْقُرْآنِ: السَّجع، وَلا يُطْلَقُ ذَلِكَ عَلَى الْقُرْآنِ: تَأَدُّباً(1).. والفَاصِلَةُ إِن اخْتَلَفَتْ مع قَرينَتِها(2) فِي الْوَزْنِ لَا في التَّقْفية فَهُو المطَرَّف نحو: «مَالَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً. وَقَدْ خَلقكُمْ أَطواراً»(3).

وإن اتَّفقَتَا فَمُتوازِ نَحْو: «فيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَة. وَأَكْوابٌ موْضُوعة»(4). وأَحْسَنُه(5): ما تساوَت قَرائِنُه نحو: في سِدْرٍ مَخْضُود. وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ وَظِلَّ مَمْدُود»(6). ثُمَّ مَا طَالَتْ قَرِيتُه الثانية نَحْو: «وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى. مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى..»(7)، أَوْ الثَّالثَة نحو:

ص: 303


1- هناك كلام طويلٌ للعلماء في: هل يصحُّ تسمية ما في القرآن من فواصل سَجْعاً؟ وقد ناقشت هذه المسألة وذكرت الرأي فيها في كلِّ من كتابيً: البديع ص 21، وما بعدها. وفنون البلاغة بين القرآن وكلام العرب ص 43 وما بعدها
2- القرينة: هي الفِقرة، والقرينتان: الفِقرتان سُمِّيَتَا بذلك لتقارنهما
3- سورة نوح: آيتا 13، 14
4- سورة الغاشية: آيتا 13، 14. فقد اتفقت: [مَرْفُوعَة مَوْضُوعَة] وزناً وقافية
5- أي أحسن السَّجع
6- سورة الواقعة: آيتا 28 - 30
7- سورة النجم: آيتا 1، 2

«خُذُوهُ فَعلُوه. ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوه. ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ فِرَاعاً فَاسْلكُوه»(1).

وإِنْ تَسَاوَت الْفَاصِلَتانِ فِي الْوَزْنِ دُونَ التَّقْفِيةِ فَمُوَازَنَة نحو: «وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ، وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ»(2).

فإنْ كَانَ مَا فِي إحْدىَ القَرِينَتْين أَوْ أَكْثَرُه مِثلَ مَا يُقَابِلُهُ مِنَ الأخْرى فَمُماثَلَة نَحْو: «وَءَاتَيْنَاهُمَا الكَتبَ الْمُسْتَبين. وَهَدَيْنَهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيم»(3).

وإن اتَّفَقَتَا فِي الْحَرْفِ الَّذِي قَبْلَ الأخِيرِ فَلُزُومُ مَا لا يَلْزَم نحو: «فَأَمَّا الْيَتَيمَ فَلَا تَقْهَرْ. وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ»(4) وآياتُ سُورَةِ «أَلَمْ نَشْرَح»(5).

وأَمَّا الْغَايَاتُ فَهِيَ: أَوَاخِرُ السُّوَر، وَالْقَصْدُ بذَلِكَ: أَنْ آخِرَ كُلّ سُورَةٍ أَتَى عَلَى الْوَجْهِ الأَكْمَل والنَمَطِ الأَبْلَعْ فِي بَرَاعَةِ الانْتِهَاء. وَمَا يَنْبَغِي أَنْ تُخْتَمَ بِهِ.

ص: 304


1- سورة الحاقة: من آية 30 - 32
2- سورة الغاشية: آيتا 15، 16.والفاصلتان: هما الكلمتان الأخيرتان من الفقرتين
3- سورة الصافات: آيتا 117، 118
4- سورة الضحي: آيتا 9، 10
5- في (أ): الانشراح، والصَّواب: وآياتُ من سُورَةِ: أَلَمْ نَشْرَحْ

النّوْعُ الثَّالِثُ وَالرَّابِعُ وَالْخَامِسُ وَالثَّمانُونَ: أَفْضَلُ الْقُرْآنَ وَفَاضِلُهُ ومَفْضُولُهُ

هَذِه الأنواع مِنْ زِيَادَتِي، وَيُشْبِهُهَا مِنْ عِلِمَ الْحَدِيث: الْكَلَامُ عَلَى أَصَحِّ الأَسَانِيد، وَاخْتُلِفَ في تَفَاضُل الآيَاتِ وَالسُّوَرِ عَلَى بَعْض(1) فَذَهَبَ كَثِيرُونَ إِلَى الْقَوْلِ بِهِ مِنْهم: إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه، وَأَبُو بَكر ابن العَرَبي، والشّيخ عزّ الدّين بن عبد السلام(2).

وَقَالَ الْقُرْطبي: إنَّه الحقُّ وَنَقَله عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الْعُلَمَاءِ وَالْمتكلِّمين.

وَقَالَ ابنُ الحصَّار: العَجَبُ مِمَّنْ يذكُرُ الاخْتِلَاف في ذلكَ مَعَ النُّصُوص الْوَارِدةِ بالتَّفْصيل، قَالَ البيهقي في شُعَبِ الْإيمان: قَالَ الْحَليمي(3): وَمَعْنَى التفضيل يَرْجِعُ إِلَى أَشْياء

ص: 305


1- في (أ) بعض الآيات والسور على بعض
2- إسحاق بن راهويه هو: إسحاق بن ابراهيم بن مخلد بن ابراهيم بن مطر الحنظلي أبو يعقوب المروزي المتوفي سنة 238 ه. طبقات الحفاظ للسيوطي 88:1. وأبو بكر بن العربي هو: أبو بكر محيي الدين محمد بن علي بن محمد الحاتمي الطائي الأندلسي العارف الكبير ابن عربي ويقال: ابن العربي صاحب: الفتوحات المكية، وفصوص الحكم، والتنزيلات، وغير ذلك وتوفي سنة 638 ه. شذرات الذهب 190:5. وابن عبد السلام هو: الإمام عبد العزيز بن عبد السلام المشهور بالعز المتوفي سنة 660 ه، قوات الوفيات 2: 350
3- الحليمي هو: أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن محمد بن حليم الفقيه الشافعي المعروف بالحليمي ولد بجرجان سنة 338 ه، وتوفي سنة 403 ه. وفيات الأعيان 403:1

أَحَدُهَا: أَنْ يَكُونَ الْعَمَلُ بآيةٍ أَوْلَى مِنَ الْعَمَلِ بأُخْرى وأَعْوَدَ عَلَى النَّاسِ، وَعَلَى هَذَا يُقَال: آياتُ الأَمْرِ وَالنَّهْي، وَالْوَعْدِ وَالْوَعِيدِ خَيْرٌ مِنْ آياتِ القصص لأنَّها إِنَّما أُريد بها تأكيدُ الأمْرِ والنَّهْي وَالإِنْدَارِ وَالتَّبْشِير ولا غنىً بالنَّاسِ عَنْ هَذِه الُأمُور، وَقَدْ يَسْتَغْنُون عَنْ الْقَصَص، فَكَانَ مَا هُوَ أَعْوَدَ عَلَيْهِم وَأَنْفَعَ لَهُمْ مِمَّا يجري مَجْرَى الْأَصُولِ. خَيراً لَهُمْ مِمَّا يُجْعَلُ تبعاً لِمَا لَا بُدَّ مِنْه.

الثاني: أَنْ يُقَال: الآياتُ الَّتي تَشْتَمِلُ على تَعْدِيدِ أَسْمَاءِ اللهِ وَبَيَانِ صِفَاتِهِ وَالدَّلالة على عَظَمَتِهِ أَفْضَلُ، بمَعْنَى أَنَّ مُخبَراتِها أَسْنى وَأَجَلٌ قَدْراً وعلى هَذا نحا ابن عبد السلام في قَوْلِهِ الآتي.

الثَّالث: أَنْ يُقَال: إِنَّ سُورَةَ خَيْرٌ مِنْ سُورةِ، أَوْ آيَةً خَيْرٌ مِّن آيةٍ، یعني(1) أَنَّ الْقارِى يَتَعَجَّلُ لَهُ بِقِرَاءَتِهَا فَائِدَةَ سِوَى الْثَّوابِ الآجِلِ وَيَتَأَدَّى مِنْهُ بتلاوتها عِبَادَة، كَقِرَاءَةِ آية الكُرْسِي وَالإِخْلَاصِ والْمُعَوَّذتين فَإِنَّ قَارِئَهَا يَتَعَجَّلُ بِقِرَاءَتِهَا الاحْتِرَازَ مِمَّا يَخْشَى وَالاعْتِصَامَ بِاللهِ، ويَتَأَدَّى بتلاوتِهَا عِبَادَةُ اللَّهِ لِمَا فيها من ذِكْرِهِ سُبْحَانَهُ بالصِّفَاتِ العُلَى عَلَى سبيلِ الاعتقادِ لَهَا وسُكُون النَّفْسِ إِلَى فَضْلِ ذَلِكَ الذِّكر(2).

وذَهَبَتْ طَائِفَةٌ إِلَى أَنَّهُ لَا تَفَاضُلَ لأَنَّ الجميعَ كَلَامُ اللهِ وَلِئَلَّا يُوهِم التفضيل نَقصَ المُفَضْل عَلَيْهِ.

ص: 306


1- في الإلقان: بمعني وهو أنسب 119/4
2- في الإتقان: بالذكر وبركته 119/4

وَنُقِلَ عَن الأَشْعَرِي وَالْباقِلَانِيٌ وَابْنِ حِبّان ورُوِيَ عن مالك(1) وَعَلى الأوَّل:(2) قَالَ الشَّيخُ عِزّ الدين بن عبد السَّلام: الْقُرْآنُ عَلَى قِسْمَيْنِ: فَاضِلٌ وَهُوَ كَلَامُ اللهِ في اللهِ - وَمَفْضُولٌ وَهُوَ: كَلَامَهُ عَنْ غيرِهِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى حكايَةٌ عَنْ فِرْعَوْنَ: «مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي...»(3) و كَحِكَايَاتِهِ عَن الكُفَّارِ وَنَحْو ذلك.

قلت: بَلْ هُوَ ثَلَاثَةُ أَقْسَام: أَفْضَل، وَفَاضِل، وَمَفْضُول لأَنَّ كَلَامَهُ تَعَالَى فِيهِ بعضُ أَفْضَلُ مِنْ بَعْضٍ كَتَفْضِيل الْفَاتِحَةِ وَالإخلاصِ كَمَا سَنَذكره.

وقَدْ ثَبَتَ في الصحيح مِنْ حَدِيثِ أَبي سَعِيد الْمُعَلَّى: أَعْظَمُ سُورَةٍ في الْقُرْآنِ الْفَاتِحَةُ(4)، وكَذَا رواهُ التّرمذيّ مِنْ حديث أبي هُرَيْرَة وأُبَيّ(5)، وأحمدْ من حديث عبد الله بن جابر الْعَبْدِي وَلَفْظه: أَخَيرُ سُورَةٍ في الْقُرْآنِ.

ص: 307


1- الأشعري هو: أبو الحسن الأشعري علي بن اسماعيل بن أبي بشر المتكلم البصري صاحب: الإبانة وغيرها، توفي سنة 324 ه. شذرات الذهب 303:2. ومالك هو: أبو عبد الله مالك بن أنس الحميري الأصبحي إمام دار الهجرة المتوفي بالمدينة سنة 179 ه. المرجع السابق 1: 288
2- أي على القول بوجود التفاضل
3- سورة القصص: آية 38
4- رواه البخاري في كتاب التفسير 20/6 عن أبي سعيد بن المُعَلَّى قال: كنتُ أُصَلِّي في المسجد فدعاني رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فلم أُجِبْهُ فقُلْتُ يا رسُولَ اللَّهِ إني كنت أُصَلِّي فقال: ألم يقُل الله استجيبُوا للهَ وللرَّسُول إذا دعاكُمْ، ثُمَّ قال لي لأعلمَنَّكَ سُورةُ هي أعظَمُ السوَرِ في القرآن قبلَ أن تخرج من المسجد، ثم أخذ بيدي، فلمَّا أراد أن يخرُجَ قلتُ له: أَلَمْ تَقُلُ: «لأعَلَمَنَّكَ سُورَةً هي أَعْظَمُ سُورَةٍ في القرآن قال: الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِين، هِيَ السَّبَعُ المثاني والقُرْآن العظيمُ الذي أوتيتُهُ.»
5- ورواه الترمذي أيضاً في أبواب فضائل القرآن 231:4

وفي صحيح مُسْلِم وَغَيْره مِنْ طَرِيقٍ مَرْفُوعاً: أَعْظَمُ آيَةٍ فِي الْقُرْآنِ آيَةُ الكُرْسِيّ(1).

وَرَوَى ابْنُ خُزَيْمَةَ(2) وَالْبَيْهَقِيّ وَغَيْرُهُمَا عَنْ ابن عَبَّاسٍ: أَعْظَمُ آيَةٍ في الْقُرْآنِ الْبَسْمَلَة.

وعِندَ التِرْمِذِيّ: سَيّدةُ آي الْقُرْآنِ آية الكُرسيّ، وسَنَامُ الْقُرْآنِ سُورَةُ البقرة(3)، وقَلْبُ الْقُرْآنِ يَس(4).

وكَذَا وَرَدَتْ أَحَادِيثُ مُشْعِرَةٌ بالتَّفْضِيل، كَكَوْنِ «الإِخْلَاصِ» تَعْدِلُ ثلُثَ الْقُرْآنِ(5).

وذُكِرَ في حِكْمَةِ ذَلِكَ:(6) أَنَّ الْقُرْآنَ تَوْحِيدُ وَأَحْكَامٌ ووَعظٌ، وسُورَةُ الإِخْلاصِ فيهَا التَّوْحِيدُ كُلُّهُ.

ص: 308


1- وروى الترمذي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: لِكُلِّ شيءٍ سَنَامٌ وإِن سَنَامَ القرآن سُورَةُ البقرة، وفيها آية هي سيِّدةُ آي القرآن... آية الكرسي... انظر: مختصر صحیح مسلم 318/2، ط أولى الكويت 1388 ه - 1969 م، سنن الترمذي 232:4
2- ابن خزيمة هو: الحافظ الكبير شيخ الإسلام أبو بكر محمد بن اسحاق بن خزيمة المغيرة بن صالح بن بكر السلمي النيسابوري المتوفي سنة 311 ه. تذركة الحفاظ للذهبي 720:1
3- رواه الترمذي عن أبي هريرة. سنن الترمذي 232:4
4- رواه الترمذي عن أنس. سنن الترمذي 237:4
5- روى الترمذي عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا زُلْزِلَتْ تعدِلُ نِصْفَ الْقُرْآنِ، وَقُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ تَعْدِلُ ثلث القرآن، وقُلْ يَأَيُّهَا الكافِرُونَ تَعْدِلُ رُبْعَ القُرْآن»، هذا حديث غريب. سنن الترمذي 240:4
6- أي كون سورة الإخلاص «قل هو اللهُ أحد، تَعْدِلُ ثُلُثَ القرآن

وفي مُسْنَدِ عَبْدِ بْنِ حُمَيْدِ:(1) أَنَّ الْفَاتِحَة تَعْدِلُ ثلُثَيْه(2) وفي المستدرَك أحاديث: أنَّ الزِّلْزَلَةَ تَعْدِلُ نِصْفَهُ، وَالْكَافِرِينَ تَعْدِلُ رُبْعَه، والْمُعَوِّذتين تَعْدِل ثُلُثَه، وَأَلْهَاكُمْ تَعْدِلُ أَلف آية وعِنْدَ التِّرْمِذِي: «إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ» تَعْدِلُ رُبْعَهُ(3).

ص: 309


1- هو عبد بن حميد بن نصر الإمام الحافظ أبو محمد الكسي مصنف المسند الكبير، والتفسير وغير ذلك، اسمه: عبد الحميد فخفف، وتوفي سنة 249 ه. تذكرة الحفاظ 534:2
2- في (أ) ثلثه
3- رواه الترمذي عن أنس، وقال: هذا حديث حسن. سنن الترمذي 240:4

النَّوْعُ السَّادِسُ والثَّمانُون: مُفْرَداتُ الْقُرْآنِ

هَذَ النَّوعُ مِنْ زِيادَتِي، وهُوَ نَوْعٌ لَطِيفٌ قَرِيبٌ مِمَّا قَبْلَهُ: أَعْظَمُ آيَةٍ في الْقُرْآنِ آيَةُ الكُرْسِيّ(1) أَوْ الْبَسْمَلَةُ كَمَا تَقَدَّم، والْجَمْعُ بَيْنَهُمَا قَريب. أَطْوَلُ آيَةٍ فِيه آيةُ الدَّين(2).

أَجْمَعُ آيةٍ: «إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ...»(3)، رواه البَيْهَقِي في الشُّعَب وأبو عُبَيْد في الْفَضَائِل عن ابن مَسْعُود، وروى عَنْهُ أَنَّهُ قال: مَا فِي الْقُرْآنِ آيَةٌ أَعْظَمُ فَرَحاً مِنْ آيَةٍ فِي سُورَةِ الْغُرَفِ: «قُلْ يعِبَادِي الذينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ...»(4) الآية. وقال: مَا فِي القُرْآنِ آيةٌ أكثر تَفْوِيضاً مِنْ آيَةٍ في سُورَةِ النِّسَاء الْقُصْرَى: «وَمَنْ يَتَوَكَّلْ على الله فَهُوَ حَسْبُهُ...»(5) الآية.

وروى عبد الرَّزَّاق(6) في تفسيره أَنَّ ابن مَسْعُودٍ قال: أَعْدَلُ آيَةٍ في

ص: 310


1- «اللهُ إلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ القَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ...» سورة البقرة: آية 255
2- «يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَانَيْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتبوه...» سورة البقرة: آية 282
3- سورة النحل: آية 90، وفي الإتقان: أعدل آية 129:4
4- سورة الزمر: آية 53
5- سورة الطلاق: آية 6
6- هو عبد الرزاق بن همام بن نافع الحافظ الكبير أبو بكر الحميري صاحب التصانيف المتوفي سنة 221 ه. تذكرة الحفاظ 364:1

القرآن: «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ ِبالْعَدْلِ وَالإِحْسانِ...» الآية.

وَأَحْكَمُ آيَةٍ: «فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ(1)...» الآيتين.

وَرَوَى أَبُو عُبَيد عن صَفْوَانَ بْن سُليم ومحمد بن المنكدر قالَا: الْتَقَى ابْنُ عَبَّاس وابنُ عُمَرَ فَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَيُّ آيةٍ في كِتَابِ اللهِ أَرْجَى؟ فقال عبد الله بن عُمَر: «قُلْ يُعِبَادِيَ الَّذينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ... الآية، فقالَ ابنُ عَبَّاس: لكنْ قولُ اللهِ: «وَإِذْ قالَ إبراهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي»(2) قال: فَرَضِيَ مِنْهُ بِقَوْلِهِ: (بَلَى)، قال: فَهَذَا لِمَا يَعْتَرِضُ في الصَّدْرِ مما يُوَسْوِسُ بهِ الشَّيْطَانُ، أَخْرَجَهُ الحاكِمُ في الْمُسْتَدْرَك.

وأَخْرَجَ أَبُو نُعَيْمٍ(3) في الحِلْيَة عن عَلِيّ أَنَّهُ قال: إِنَّكُمْ يَا مَعْشَرَ أَهْل الْعِراقِ تَقُولُونَ: أَرْجَى آيةٍ فِي الْقُرْآنِ «قُلْ يُعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ...» الآية، لَكِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ نَقُولُ: إِنَّ أَرْجَى آيةٍ فِي كِتَابٍ الله: «وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى»(4) وهِيَ: الشَّفَاعَةُ.

وَأَخْوَفُ آيَةٍ: قيل قَوْلُهُ: «أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِىءٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ

ص: 311


1- سورة الزلزلة: آيتا 8،7
2- سورة البقرة: آية 260
3- هو الحافظ الكبير محدث العصر أبو نعيم الأصبهاني الصوفي الأحول صاحب: معرفة الصحابة، دلائل النبوة، المستخرج على البخاري، المستخرج على مسلم، تاريخ أصبهان، وغيرها، وتوفي سنة 430 ه. تذكرة الحفاظ 1092:2
4- سورة الضُّحى: آية 5، وذكر المؤلف في الإتقان: «وقد اختُلِفَ في أَرْجَي آيةٍ في القرآن على بضعة عشر قولاً». الإتقان 129:4

نَعيم»(1)، وَعِندِي أَنَّها قَوْلُهُ تَعَالَى: «قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بالأخْسَرِينَ أَعْمَالاً. الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ في الحَيوةِ الدُّنيا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً»(2).

وَرَوَى عَبْد الرَّزَّاقِ عن ابن مَسْعُودٍ أَنَّها: «مَنْ يَعْمَل سُوءاً يُجز به..»(3) وَفِي البُخَاري قال سُفْيَان: مَا فِي الْقُرْآنِ آيَةً أَشَدُّ عَلَيَّ مِنْ: «لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْراةَ والإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُم...»(4).

رَوَى أَحْمَدُ فِي مُسْتَدِهِ عَنْ عَلِيّ قَال: أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَل آية في كتابِ اللهِ حَدَّثَنَا بِهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مصيبة فيما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِير»(5) وَسَأُفَسِّرُها لَكَ يَا عَلِيُّ: مَا أَصَابَكُمْ مِنْ مَرَض أَوْ عُقُوبَةٍ أَوْ بَلاءٍ في الدُّنْيا فَبما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَاللهُ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يُتَنِي الْعُقُوبَة(6)، وَمَا عَفَا اللَّهُ عَنْهُ في الدُّنْيا فاللهُ أحلَم(7) مِنْ أَنْ يَعُودَ بَعْدَ عَفُوه.

وقال الْيُلْقِينِي فِي أَوَّلِ كِتَابِهِ: قَدْ قِيلَ إِنَّ سُورَةَ الحَجِّ مِنْ عَجِيب

ص: 312


1- سورة المعارج: آية 38
2- سورة الكهف آيتا 103، 104
3- سورة النساء آية 113
4- «قُلْ يَأَهْلَ الكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْء حتَّی...» سورة المائدة: آیة 68
5- سورة الشورى: آية 30
6- لفظ الحديث في مسند أحمد عن علي: ...والله تعالى أكرم من أن يثني عليهم العقوبة الآخرة. مسند أحمد 85/1 ط بيروت
7- في النسختين: [أوب] أحكم، والصواب: أحلم لأنه الموافق للفظ الحديث

الْقُرْآنِ فِيهَا مَكِيّ وَمَدنِيّ وحَضَرِيّ وَسَفَرِيّ وَلَيْلِيّ وَنَهَارِيّ وَحَرْبِيّ وَسِلْمِيّ(1) ونَاسِخُ وَمَنْسُوخ. انتهى.

وقَدْ ذَكَرَ هَذَا الكَلَام مُحَمَّد بن بركات السَّعيدي(2) النَّحْوي في كِتَابِهِ في النَّاسِخِ وَالْمَنْسُوخ وقَال: المكّيُّ مِنْهَا: من رَأْسِ الثَّلاثين إلى آخِرِهَا - والْمَدَنِيُّ: مِنْ رَأْسِ خَمْسَ عَشَرَةَ إِلى رَأْسِ الثَّلاثينِ واللَّيْلِيُّ: خَمْسُ آياتٍ مِنْ أَوَّلِهَا - والنَّهَارِيُّ: مِنْ رَأْسِ تِسْع آياتٍ إلى رَأْسِ اثْنَتَيْ عَشَرَة، والْحَضَرِيُّ: إلَى رَأْسِ الْعِشْرِين.

قلت: والسَّفَرِيُّ أَولُهَا كَمَا تَقَدَّم، والنَّاسِحُ: أذِنَ لِلَّذِينَ يُقْتَلُونَ...»(3) الآية، والْمَنْسُوخُ: «وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ...»(4) لآية. نَسَخَتْها: «سَنقرِئُكَ فَلَا تَنسَى»(5) وقوله: «اللهُ يَحْكُمُ بيْنَكُمْ...»(6) الآية نَسَخَتْهَا آيةُ السَّيف(7).

ص: 313


1- في (أ) وحزني وسهلى
2- هو أبو عبد الله محمد بن بركات بن هلال الصعيدي المصري النحوي اللغوي المتوفي سنة 520 ه. شذرات الذهب 4: 62
3- سورة الحج: آية 29
4- سورة الحج: آية 52
5- سورة الأعلى: آية 6
6- سورة الحج : آية 69
7- تحدث المؤلف عن مفردات القرآن في الإلقان بتفصيل أكثر. أنظر: الإتقان 128:4 - 136

النّوْعُ السَّابِعُ والثَّمَانُون: الْأَمْثَالِ

هَذَا النَّوعُُ مِنْ زِيَادَتِي، وَلِلنَّاسِ في أَمْثَالِ الْقُرْآنِ تَصَانِيفُ مِنْهُمْ الإمام أبو الْحَسَن الْماوَردي(1).

رَوَى الْبَيْهَقِي مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَة قالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: إِنَّ القُرْآنَ نَزَلَ عَلَى خَمْسَةِ أَوْجُهٍ: حَلَالٍ وَحَرَامِ وَمُحْكَمٍ وَمُتَشَابِهِ وَأَمْثَالَ - فَاعْمَلُوا بِالْحَلَال، واجْتَنِبُوا الْحَرَام، وَاتَّبِعُوا المحكَم، وَآمِنُوا بالمتَشَابَه، وَاعْتَبِرُوا بالأَمْثَال.

وَلَقَدْ قَالَ تَعَالَى: «وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ في هذا الْقُرآنِ مِنْ كُلِّ مثل...»(2) وَمِنْ أَمْثَالِ الْقُرْآنِ مَا صُرِحَ فِيهِ بِذِكْرِ الْمَثَلِ وَهُوَ الأغْلَب(3).

ص: 314


1- هو أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب المعروف بالماوردي الفقيه الشافعي صاحب كتاب: الأحكام السلطانية، وأدب الدنيا والدين وغيرها توفي ببغداد سنة 450 ه. وقد جعل المؤلف «الأمثال» من وُجوه الإعجاز القرآني في كتابه: مُعْتَرَك الأقران 464:1
2- سورة الزمر: آية 27
3- كقوله تعالى: «وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلَّا نكداً...» سورة الأعراف: آية 58، أخرج ابن أبي حاتم من طريق علي عن ابن عباس قال: هذا مِثلُ ضربَه اللهُ للمؤمن يقول: هو طيب وعمله طيب، كما أن البلد الطيب ثمرها طيب، والذي خُبث ضُرِبَ مثلاً للكافر، كالبلد السَّبِخَة المالحة، والكافر هو الخبيث وعمله خبيث. الإتقان 41:3

ومِنْهَا مَا لَمْ يُصَرِّح فيه بذكْرِ الْمَثَلِ وَلَكِنَّها كَامِنَةٌ فيه، كما حَكَى الماوردي أنَّ بَعْضَهُمْ سُئِلَ فقيل له: إِنَّكَ تُخْرِجُ أَمْثَالَ الْعَرَبِ والْعَجَمِ مِنَ الْقُرْآنِ فَهَلْ تَجِدُ في كتابِ اللهِ: «خيرُ الأمور أَوْسَاطُها»؟ فَقَالَ: نَعَمْ في أَرْبَعَةِ مَوَاضِع، في قوله: «لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ»(1) وقوله: «والَّذينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً»(2)، وقوله: «وَلا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سبيلا»(3)، وقوله: «وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطهَا كُل الْبَسْطِ...»(4). فقيلَ له: هَلْ تَجِدْ فيه: مَنْ جَهِلَ شَيْئاً عَادَاهُ؟ قَالَ: في قَوْلِهِ: «بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ»(5)، وقوله: «وإذ لَمْ يَهْتَدُوا فَسَيَقُولُونَ هذا إفك قديم»(6)، فقيل له: هَلْ تَجِد فيه: احْذَرْ شَرَّ مَنْ أَحْسَنْتَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ في قوله: «وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسولُه مِنْ فَضْلِهِ»(7).

فقيلَ لَهُ: فَهَلْ تَجِدُ فيه: «لَا يُلْدَعُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ مَرَّتين»؟ قالَ: نَعَمْ في قولهِ تَعَالَى: «هَلْ آمَنَكُمْ عَلَيْهِ إلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيه مِنْ قَبْلُ...»(8)، فقيل له: هَلْ تَجِدُ فيه: «مَنْ أَعَانَ ظَالِماً سُلْطَ

ص: 315


1- سورة البقرة: آية 68
2- سورة الفرقان: آية 67
3- سورة الإسراء: آية 110
4- سورة الإسراء: آية 29
5- سورة يونس: آية 39
6- سورة الأحقاف: آية 11
7- سورة التوبة: آية 84
8- سورة يوسف: آية 64، ولا يُلدغ المؤمِنُ مِن جُحْرٍ واحدٍ مرَّتين، حديث رواه البخاري عن أبي هريرة، فتح الباري بشرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني 439/10 ط بيروت

عَلَيْهِ»؟ قَالَ: نَعَمْ فِي قَوْلِهِ تعالى: «كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلاهُ فَأَنَّهُ یُضِلُّهُ»(1).

وَسُئِلَ بَعْضُهُمْ: أَيْنَ تَجِدُ فِي القُرْآنِ: الْحَبيبُ لا يُعَذِّبُ حَبيبه؟ فقالَ: في قوله تَعَالَى: «وَقَالَتْ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ ابْنوا الله وَأَجِبؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعذِّبُكُمْ...»(2) انتهی.

ص: 316


1- سورة الحج: آية 4
2- سورة المالية: آية 18، واقرأ تفصيل الكلام على أمثال القرآن، في معترك الأقران، ج 1، من ص 464 - 471، وفي الإتقان ج 4، من ص 38-45

النّوْعُ الثَّامِنُ وَالثَّمَانُون والتَّاسِعُ وَالثَّمَانُون: آدَابُ الْقَارِىء وَالمَقْرِىء

هَذَانِ التَّوْعَانِ مِنْ زِيَادَتِي، وَشِبْهُهُمَا مِنْ عِلْم الحديث: آدابُ المُحدِّثِ وَآدَابُ طَالِب الْحَديث، ولِلنَّاسِ فِي ذَلِكَ تَصَانيفُ أَشْهَرُهَا: التّبْيَان لِلنَّوَوِيّ، ومُخْتَصَرُهُ لَهُ، وأَنَا أُشِيرُ هُنَا إِلَى مَقَاصِدِهِ حَاذِفاً مُعْظَمَ الأدِلَّةِ اخْتِصَاراً(1).

فعلَى كُلِّ مِنَ الْقَارىء وَالْمقْرىء(2): إِخْلاصُ النَّيَّة، وقَصْدُ وَجْهِ الله، وأن لا يَقْصِدَ بتعَلُّمِهِ أَوْ بِتَعليمه غَرَضاً من الدُّنْيا كَرِئَاسَةٍ أَوْ مَالٍ. وَلَا يَشينُ(3) الْمُقْرِىء إِقْرَاؤُه بِطَمَع فِي رِفْقٍ يَحْصُلُ لَهُ مِنْ بَعْضٍ مَنْ يَقْرَأُ عَلَيْه، ولا التكَثُّرُ بكَثْرَةِ الْمُشْتَغِلينَ عَلَيْه والمتردِّدِين إلَيْهِ، وَلَا يُكْرَهُ قِرَاءَةً أَصْحَابِهِ عَلَى غَيْرِهِ - والتخلُّقُ(4) بآداب الْقُرْآنِ وَيَقِفُ عِنْدَ حُدُودِهِ وَأَوَامِرِهِ وَنَوَاهِيهِ، وَيَعْمَلُ بِمَكَارِمِ الأَخْلَاقِ الْمَرْضِيَّةِ مِنَ الزُّهْدِ فِي الدُّنْيا وَعَدَم الالْتِفَاتِ إِلَيْهَا وَإِلَى أَهْلِها، والْجُودِ(5) وَطَلَاقَةِ الْوَجْه وَالْمَسْكَنَةِ(6) وَالْوَقَارِ

ص: 317


1- تحدْث عن ذلك في الإتقان في النوع الخامس والثلاثين ج 1، من ص 292 - 318
2- آدابٌ يشترك فيها القاري والمقرىء
3- آدابٌ تَخَصٌ المقرىءِ
4- في (أ): وليتخلق
5- الجود: ساقطة من (أ)
6- في (أ) والسكينة وهو أنسب

والْخُضُوع واجْتِنَابِ الضَّحِكِ وَكَثرَةِ الْمَزْح، والتَّنظُفِ بِإِزَالَة الأَوْسَاحْ وَالشَّعْرِ والظُّفْر وَالرِّيحِ الْكَرِيهِ وَتَسْريح اللَّحْيَةِ وَدَهْنِهَا، وَالْمَحَافَظَة عَلَى الطَّهَارَةِ واتّبَاعِ الأحَادِيثِ الْوَارِدَة بالأذْكَارِ وَفَضَائِلِ الأَعْمَالِ وَالتَبرِّي مِنْ أَمْراضِ الْقُلُوبِ كَالْحَسَد وَالرِّيَاءِ وَالعُجب والكِبْر(1)، وإِنْ كَان غَيْرُهُ دُونَه - وَأَن لا يَرَى نَفْسَهُ خَيْراً مِنْ أَحَدٍ، وَيَرْفُقُ بِطَلَبَتِهِ، وَيُرَحّبُ بِهِمْ وَيُحْسِنُ إِلَيْهِمْ بِحَسَبِ حَالِهِ وَحَالِهِمْ، وَيَنْصَحُهم مَا اسْتَطَاعَ، وَيَتَوَاضَعُ لَهُمْ وَيُحَرِّضُهُمْ عَلَى التَّعَلُمِ وَيُؤَلِّفُهُمْ عَلَيْهِ، وَيَعتَني بِمَصَالِحِهِمْ وَيَصْبُر عَلَى بَطِیءِ الْفَهْم وَيَعْذُرُ مَنْ قَلَّ أَدَبُهُ فِي بَعْضَ الأَحْيَانِ وَيُعرِّفُهُ ذَلِكَ بِلُطْفٍ، لِئَلَّا يَعُودَ إِلَى مِثْلِهِ، وَيُعوِّدُهُم بالتَّدْريج بالآدَابِ السَّنَّية، وَيَأْخُذُهُمْ بإعَادَةِ مَحْفُوظَاتِهِمْ - وَيُثْني عَلَى مَنْ ظَهَرَتْ نَجَابتُه مَا لَمْ يَخْشَ عَلَيْه الإِعْجَاب - ويُعَنِّفُ مَنْ قَصَّر تَعْنيفاً لَطِيفاً مَا لَمْ يَخْشَ تَنْفِيرَه، وَيُقَدِّمُ في تَعْليمهم السَّابَقَ فَالسَّابِقِ، وَلَا يُمَكِّنُه مِنْ إِيثَارِهِ بِنَوْبَتِهِ إِلَّا لَمَصْلَحَةٍ شَرْعِيَّة، فَإِنَّ الإِيثَارَ فِي الْقُرْبِ مَكْرُوهُ - وَيَتَفَقَّدُ أَحْوَالَهُمْ، وَيَسْأَلُ عَنْ غَائِبِهمْ، وَلَا يَمْتَنِعُ مِنْ تَعْلِيم أَحَدٍ ِلكَوْنِه غَيْرَ صَحيح النِّيَّة، وَيَصُونُ يَديْه حَالَ الإِقْرَاءِ عَن الْعَبَثِ وَعَيْنَيْهِ وَأَذُنَيْه عَن النَّظَرِ وَالسَّمْعِ لِغَيْرِ الْقَارِىء، وَيَقْعُدُ مُتطهراً مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَة في ثِيابٍ بيضٍ نَظِيفة، وَإِذَا وَصَلَ لِمَوْضِع جُلوسِهِ صَلَّى رَكْعَتين، فإنْ كَان مَسْجِداً تأكَّدَ، وَلْيَكُنْ مَجْلِسُهُ حَسَناً وَاسِعاً، وَلَا يُذِلُّ الْعِلْمَ فَيَذْهَبُ إلَى مَوْضِع يُنْسَبُ إِلَى مَنْ يَتَعَلَّمُ مِنْهُ فيُعلمُهُ فيه وَلَوْ كَانَ خَلِيفَةٌ فَمَن دُونَهُ(2).

ص: 318


1- في (أ) والتكبر
2- من أوَّل النَّوْع إلى هنا لم يَرِدْ في الإتقان

وَعَلَى المتَعَلِّمِ(1) أَنْ يَجْتَنِبَ الأسْبَابَ الشَّاغِلَةَ عَنْ العِلْمِ إِلَّا مَا لَا بُدَّ مِنْه وَيُطَهِّرَ قَلْبَهُ وَيَتَوَاضَعَ لِمُعَلِّمِهِ وإِنْ كَانَ أَصْغَرَ سِناً مِنْهُ أَوْ أَقَلَّ شُهْرَةً، وَيَنْقَادَ لَهُ وَيَقْبَلَ قَوْلَهُ كَالْمَريض مَعَ الطَّبِيب النَّاصِحِ الْحَاذِق.

وَلَا يتعَلَّم إِلَّا مِمَّن تَأَهْل وَظَهَرَ دِينَهُ وَصِيَانَتُه - فَالْعِلْمُ دِينُ فَانْظُرُوا عَمَّنْ تَأْخُذُونَ دِينَكُمْ - وَيَنْظُرَ إِلى مُعَلِّمِهِ بِعَيْن الاحْتِرَامِ والتَّعْظِيم - وَلَا يَدْخُلَ عَلَيْهِ بِلَا إِذْنٍ إِلَّا إِنْ كَان بِمَوْضِع لَا يَحْتَاجُ إلَى اسْتِئْذَانٍ، وَيُسَلَّمَ عَلَى الْحَاضِرِينَ، وَيَخُصَّهُ بزِيَادَةِ تَودُّدٍ، وَيُسَلَّمَ عِنْدَ انْصِرَافِهِ أَيْضَاً، وَلَا يَتَخَطَىَّ النَّاسَ، ويَجْلِسَ حَيْثُ انْتَهَى به المَجْلِسُ إِلَّا أَنْ يَأْذَنَ لَهُ الشَّيْخ في التَّقدُّم، وَلَا يُقيمَ أَحَداً وَيَجْلِسَ مَوْضِعَه، وَلَا يَجْلسَ وَسْطَ الْحَلْقَة، وَلَا بَيْنَ صَاحِبَيْن بِغَيْرِ إِذْنَيْهما، وَلَا يَعْمز بعَيْنِهِ عنْد الشَّيخ، وَلَا يَقُولَ لَهُ: قَالَ فُلانٌ بِخِلَافِ قَوْلِكَ، وَلَا يَغْتَابَ عِنْدَهُ أَحَداً، وَلَا يُلِحّ عَلَيْهِ إذَا كَسَل، وَلَا يَشْبَعَ مِنْ طُولٍ صُحْبَتِه، وَيَرُدَّ غِيبَةَ شَيْخِهِ إِذَا قَدَرَ - وَلَا يُفَارِقَ ذَلِكَ الْمَجْلِس، وَيَتَأَدَّبَ مَعَ رُفَقَائِهِ - وَلَا يَحْسُدَ أَحَداً مِنْهُمْ، وَلَا يُعجَبَ بِمَا حَصَّلَهُ، وَلَا يَرْفَعَ صَوْتَهُ بَلاحَاجَةٍ عِنْدَ الشيخ، وَلَا يَضْحَكَ، وَلَا يُكْثِرَ الْكَلَامَ، وَلَا يَعْبَثَ بِيَدِهِ، وَلَا يَلْتَفِتَ بِلَا حَاجَةٍ، بَلْ يَتَوَجَّهُ إِلَى الشَّيْخ، وَلَا يَقْرَأَ عَلَى الشَّيْخ في حَالِ مَلَلِهِ، وَيَحْتَمِلَ جَفْوَةَ الشَّيْخ وَسُوءَ خُلُقِهِ، وَإِذَا جَفَاهُ ابْتَدَأَهُ هُوَ بِالاعْتِذَارِ وَإِظْهَارِ الذَّنبِ لَه،(2) وَإِذَا صَدَرَ مِنَ الشَّيْخ أَفْعَالُ ظَاهِرُهَا مُنْكَرْ أَوَّلَهَا وَلَا يُنْكِرُهَا(3).

ص: 319


1- آداب القارىء، وما سبق كان آداب المقرىء
2- في (أ) وأظهر أن الذنب له
3- لم يذكر في الإتقان أيضاً هذه الآداب التي تَخُصُّ القارىء

ومِمَّا يَشْتَرِكُ فِيهِ الْقَارِىءُ وَالْمُقْرِىء: الْحَذَرُ مِنْ اتِّخَاذِ الْقُرْآنِ مَعِيشَةً يُكْتَسَبُ بِهَا(1)، نَعَمْ يَجُوزُ عِنْدَ الشَّافِعِي وَمَالِكٍ أَخْذُ الْأَجْرَةِ عَلَى تَعْلِيمِهِ، وَمُلَازَمَةُ التِّلَاوَةِ، والإكْثَارُ مِنْها، وَنِسْيَانُهُ كَبيرَةٌ(2)، وإِذَا أَرَادَ الْقِرَاءَةَ اسْتَاكَ وَتَوَضَّاً، فَإِنْ قَرَأَ مُحْدِثاً جَاز بلَا كَرَاهِةٍ(3).

وَيَحْرُمُ مَسَ الْمُصْحَفِ(4) وَالْقِرَاءَةُ عَلَى الْجُنُبِ وَالْحَائِضِ، وَيَجُوزُ لَهُمَا النَّظَرُ فِي الْمُصْحَفِ، وَإِمْرَارُ الْقُرْآنِ عَلَى قَلْبَيْهما، وَيُسَنُّ أَنْ يَقْرَأَ في مَكَانٍ نَظيف، وَلَا يُكْرَهُ في الْحمَّامِ عِنْدَنَا، وَلَا فِي الطَّريق، وَيَسْتَقْبلُ الْقِبْلَةَ، وَيَجْلِسُ بِخُشُوعِ وَسَكِينَةٍ وَحُضُورِ قَلْبٍ، وَلَا يَكُونُ قَائِماً وَلَا مُضْطَجِعاً، وَيَسْتَعِيدُ، وَأَفْضَلُ أَلْفَاظِ الاسْتِعَادَةِ: أَعُوذُ بِالله مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجيم - وَلَوْ تَعَوَّذَ بغَيْر ذَلِكَ أَجْزَاء، وَيَتَدَبَّرُ الْقُرْآنَ.

وتقدَّمت كَيْفيَّاتُ الْقِرَاءَةِ في كَيْفِيَّةِ التَّحَمُّل، وَيَبكي عِنْدَ الْقِراءَة، فإِنْ لَمْ يَبْكِ تَبَاكَ - وإِذَا مَرَّ بِآيَةٍ رَحْمَةٍ سَأَلَ مِن فَضْلِ اللَّهِ أَوعَذَابٍ استعادَ أَوْ تَنْزِيهِ نَزَّهَ أَوْ تَفَكُّرِ تَفَكَّرَ(5)، وَيَقْرَأُ عَلَى تَرْتِيبِ الْمُصْحَفِ،

ص: 320


1- في الإتقان: يُتَكَسَّب بها وهو أدق
2- وفي الإتقان: مسألة نسيانه كبيرة، صرَّح به النَّوَوِي في الرَّوضة وغيرها، لحديث أبي داود وغيره: «عُرِضَتْ عَلَيَّ ذنوبُ أُمِّتي فلَمْ أرَ ذنباً أعظم من سورةٍ من القرآن أو آيةٍ أُوتِيهَا رَجُلٌ، ثم نسِيَها». وروى أيضاً حديث: «مَنْ قرأ القرآن ثم نسِيَه لَقِي الله يوم القيامة أجذم». وفي الصحيحين: «تعاهدوا القرآن، فوالذي نفس محمد بيده، لهو أشدُّ تفلُّتاً من الإبل في عُقُلِها الإتقان 295:1، والحديث في صحيح البخاري عن أبي موسي 238:6
3- وفي الإتقان: يُسْتَحَبُّ الوضوء لقراءة القرآن لأنه أفضل الأذكار، وقد كان صلى الله عليه وسلم يكره أن يذكر الله إلَّا على ظُهر، ولا تُكرَه القراءة للمُحْدِث لأنه صحَّ أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يقرأ مع الحدَث. الإتقان 1: 295
4- في المنسختين: ويحرم عليه والأنسب إسقاط: عليه ليستقيم الكلام
5- في (أ) أو مَثَلٍ تفكُّر

وَيَجُوزُ مُخَالَفَتْهُ إِلا أَنْ يَقْرَأُ السُّورةَ مَعْكُوساً فَلَا(1)، والْقِرَاءَةُ في الْمُصْحَفِ أَفْضَلُ، لأنَّ النَّظَرَ فِيه عِبَادَة، والْجَهْرَ، إِلَّا إِذَا خَافَ الرِّيَاءَ، وَيُسَنُّ تَحْسِينُ الصَّوْتِ بِهِ مَا لَمْ يَخْرُجُ إِلَى حَدِّ التَّمْطِيطِ والإِفْرَاط بزيَادَةِ حَرْفٍ أَوْ إِخْفَائِهِ أَوْ مَدَّ مَا لَا يَجُوزُ مَدُّهُ فَحَرَام، وَيُراعي الْوَقْفَ عِند تمامِ الكَلَامِ وَلَا يَتَقَيَّدُ بالأَحْزَابِ وَالأَعشَارِ، وَيَقْطَعُ الْقِرَاءَةِ إِذَا نَعَسَ أَوْ مَلُّ أَوْ عَرَضَ لَهُ رِيحٌ حَتَّى يَتمَّ خُرُوجُها، أَوْ تَثَاؤُب حتَّى يَنْقَضِيَ، وَإِذَا قَرَأَ نحو: «وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ الله مَغْلُولَة...»(2)، «وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً»(3) خَفَضَ بِهَا صَوْتَهُ، وَيَتَأَكَّدُ الاعتناءُ بِسُجُودِ التَّلَاوَةِ وَهِيَ أَرْبَعَ عَشَرَةَ عِنْدَنَا وَمَحَالُهَا مَعْرُوفَة، وَإِنَّمَا اخْتُلِفَ في الَّتِي في (حم)(4)، والأصَحُّ عِنْدَنَا أَنَّهَا عِنْدَ قَوْلِهِ: «وَهُمْ لَا يَسْئَمون»(5) والَّتي في النَّمْل وَالأصَحُ أَنَّهَا عِندَ «رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ»(6) وَتَحْرُمُ الْقِرَاءَةُ بِغَيْرِ الْعَرَبِيَّةِ مُطْلَقاً لِلْقَادِرِ

ص: 321


1- وفي الإتقان: الأولى أن يقرأ على ترتيب المصحف، قال في شرح المهذَّب: لأنَّ ترتيبه لحكمة، فلا يتركها إلَّا فيما ورد فيه الشرع، كصلاة صبح يوم الجمعة بألم تنزيل [السَّجدة] وهل أتى، ونظائره، فلو فرَّق السُّوَر أو عكسها جاز وترك الأفضل، قال: وأمَّا قراءة السُّورة من آخرها إلى أوَّلها فمتَّفق على منعه، لأنه يُذهب بعض أنواع الإعجاز، ويزيل حكمة الترتيب. الإتقان 1: 307، 308
2- سورة المائدة: آية 64
3- سورة مريم: آية 88
4- فصلت أَوْ حم السجدة
5- سورة فصلت: آية 38
6- سورة النمل: آية 26، وفي الإتقان: يُسَنُّ السُّجود عند قراءة آية السَّجدة، وهي أربع عشرة: في الأعراف، والرعد، والنحل، والإسراء، ومريم، وفي الحجّ سجدتان، والفرقان، والنمل، وآلم تنزيل [السجدة]، وفصّلت، والنجم، وإذا السَّماء انشقت، واقرأ باسم ربك، وأماصً فمستحبَّة، وليست من عزائم السُّجود أي متأكداته، وزاد بعضهم آخر الحجر. الإتقان: 310:1

وَغَيْره(1)، وَلا يُكرَهُ النَّفْثُ(2) مَعَهُ لِلُّرقية ولَا أَنْ يَقُول: قِرَاءَةُ أَبِي عَمْرٍو وَقِرَاءَةُ فُلان، وَكَرِهَهُمَا بَعْضُ السَّلَفَ، وَيُكْرَه أَنْ يَقُول: نَسِيتُ آيَةٍ كَذَا بَلْ أُنْسِيت(3) ولبَعْض مَسَائِلِ هذا البابِ تَتِمَّاتٌ مَبْسُوطَةً في كُتُبِ الْفِقْه انتهى.

ص: 322


1- يفي الإتقان: ولا يجوز قراءة القرآن بالعجميَّة مطلقاً، سواء أحسن العربيَّة أم لا، في الصَّلاة أم خارجها، وعن أبي حنيفة أنه يجوز مطلقاً، وعن أبي يوسف ومحمد: لمن لا يُحسِنُ العربية، لكن رُويّ أن أبا حنيفة رجع عن ذلك، وَوَجّه المَنع: أنَّه يُذهِبُ إعجازَةُ المقصودَ منه، الإتقان 307:1
2- لُنُفث: شبيه بالنفخ، وهو أقل من النَّفْل
3- في النسختين: بل نسيت، والصَّواب أُنْسِيت

النَّوعُ التَّسْعُونَ: آدَابُ الْمُفَسِّر

هَذَا النَّوْعُ مِنْ زِيَادَتي(1) - قَالَ الْعُلَمَاءُ: مَنْ أَرَادَ تَفْسِيرَ الكِتابِ العَزِيزِ طَلَبَهُ أَوَّلاً مِنَ الْقُرْآنِ - فَإِنَّ مَا أُجْمِلَ فِي مَكَانٍ قَدْ فُسِّرَ فِي مَكَانٍ آخَرَ، فَإِنْ أَعْيَاهُ ذَلِكَ طَلَبَهُ في السُّنَّةِ فَإِنَّهَا شَارِحةٌ لِلْقُرْآن وَمُوضّحَةٌ لَهُ.

وَقَدْ قَالَ الْإِمَامُ الشَّافِعِيُّ: كُلُّ مَا حَكَمَ بِهِ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهُوَ مِمَّا فَهِمَهُ مِنَ الْقُرَآنِ - قَال تعالى: «إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَكَ الله...»(2) في آياتٍ أَخَرْ، وفي الحديث: (أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْقُرْآنَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ) يعني السُّنَّة - وَفِيه: كَانَ يَنْزِلُ جِبْرِيلُ بِالسُّنَّةِ كَمَا يَنْزِلُ بِالْقُرْآن(3) - وَأَمَّا حَدِيثُ عَائِشَة الذِي رَوَاهُ البزَّارُ وابْنُ جَرير: «مَا كَانَ رَسُولُ الله صلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُفَسِّرُ شَيْئاً مِنْ الْقُرْآنِ إِلَّا آيَاتٍ بِعَدَدٍ عَلَّمَهُ إِيَّاهُنَّ جِبْرِيلُ) فَهُوَ حَدِيثٌ مُنْكَرٌ وَإِنْ أَوَّلَهُ ابْنُ جَرير(4).

ص: 323


1- تَحدَّث المؤلف عن آداب المفسِّر في الإتقان في النَّوع الثَّامِنِ والسبعين: معرِفة شروط المفسِّر و آدابه من ص 174 - 201
2- سورة النساء: آية 105
3- في (أ): كان جبريل ينزل، وانظر: صحيح البخاري 6: 224 ط الشعب
4- لفظ الحديث كما أورده الطبري عن عائشة: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يُفَسِّرُ شيئاً من القرآن إلَّا آياً تُعَدُّ علَّمهُن إيَّاهُ جبريل عليه السلام، جامع البيان 29:1، ط ثانية

فإِنْ لَمْ يَجِدْهُ في السُّنَّة رَاجَعَ أَقْوَالَ(1) الصَّحَابَة فَإِنَّهُمْ أَدْرَى بِذَلِكَ لِمَا شَاهَدُوهُ مِنَ الْقَرَائِن وَالْأَحْوَالِ عِنْدَ نُزُولِهِ - وَلِمَا اخْتُصُوا به مِنَ الْفَهْمِ التّامَ وَالْعِلْم الصَّحيح وَالْعَمَلِ الصَّالِحٍ، فَإِن لَمْ يَجِدْ عَنْ(2) أَحَدٍ مِن الصَّحَابَةِ رَجَعَ إِلَى أَقْوَالِ التَّابعين، وَرُبَّمَا وَقَعَ فِي عِبَارَاتِهِمْ تَبَايُن في الأَلْفاظِ فَحَسبَهَا بَعْضُ مَنْ لا فِطْنَةَ لَهُ اخْتِلافاً فَيَحْكِيهَا أَقْوَالًا وَلَيْسَ كَذَلِكَ، فَإنَّ مِنْهُمْ مَنْ يُعَبِّرُ عَن الشَّيْء بِلَازِمِهِ أَوْ بِنَظِيرِه، وَمِنْهُمْ مَنْ يَنصُّ عَلَى الشَّيْء بِعَيْنِهِ، والكُلُ بِمَعْنىً وَاحِدٍ في كثيرٍ مِنَ الْأَمَاكِن فَلْيَتَفَطَّنُ اللَّبِيبُ لِذلِكَ(3).

وَأَمَّا قَوْلُ سَعِيد بِنْ الحَجَّاج: أَقْوَالُ التَّابِعِينَ فِي الْفُرُوعِ غَيْرُ حُجّةٍ فَكَيْفَ تَكُونُ حُجَّةً في التفسير؟ فَمَعْنَاهُ أَنَهَا لَا تَكُونُ حُجَّةً عَلَى غَيْرِهِمْ مِمَّنْ خَالَفَهُمْ وَهُوَ صَحِيحٌ. أَمَّا إِذَا أَجْمَعُوا عَلَى الشَّيْءِ فَلَا يُرْتَابُ في كَوْنِهِ حُجَّةً، فَإِنْ اخْتَلَفُوا لَمْ يَكُنْ قَوْلُ بَعْضِهِمْ حُجَّةً عَلَى بَعْضٍ وَلَا عَلَى منْ بَعْدَهُمْ، وَيُرْجَعُ في ذَلِكَ إلَى لُغَةِ الْقُرْآنِ أَو السُّنَّةِ أَوْ عُمُوم لُغَةِ العَرَب أَوْ أَقْوَالِ الصَّحَابَة(4).

ص: 324


1- في (أ): رجع إلى أقوال الصحابة وكذلك في الإتقان 174:4
2- أو عند وهي أنسب
3- ذكر المؤلف في الإتقان بعد أن أورد طُرُقاً من مناحي السَّلَف في التفسير: «وهذان الصَّنفان اللَّذان ذكرناهُما في تنوُّع التفسير، تارةً لتنوُّع الأسماء والصفات، وتارةً لذكر بعض أنواع المسمَّى، هو الغالب في تفسير سلف الأمَّة الذي يُظَنُّ أنه مختلف. انظر: الإتقان 177:4
4- ذكر المؤلف في الإتقان نقلًا عن الزركشي: وفي الرجوع إلى قول التابعيّ روايتان عن أحمد واختار ابن عَقِيل: المنع وحكَوُه من شُعبة، لكن عمل المفسرين على خلافه، فقد حكَوْا في كتبهم أقوالهم، لأن غالبها تلقَّوها من الصَّحابة، ورُبُّما يُحكى عنهم عبارات مختلفة الألفاظ فيظنُّ من لا فهم عنده أن ذلك اختلافُ محقُّقٌ فيحكيه أقوالاً، وليس كذلك بل يكون كلُّ واحدٍ منهم ذكر معنى من الآيات، لكونه أظهر عنده أو أليق بحال السائل، وقد يكون بعضهم يخبرٌ عن الشيء بلازمه ونظيره، والآخر بمقصوده وثمرته، والكلُّ يُؤدِّي إلى معنًى واحدٍ غالباً. انظر: الإتقان 4: 181، 182

وَعَلَيْهِ أَنْ يَسْتَحْضِرَ الْحَدَيثَ الَّذِي رَوَاهُ ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاس مَرْفُوعاً قَال: التَّفْسِيرُ أَرْبَعَةُ أَوْجُهِ: وَجْهٌ تَعْرِفُهُ الْعَرَبُ مِنْ كَلَامِهَا - وَتَفْسِيرُ لا يُعْذَرُ أَحَدٌ بِجَهَالَتِهِ - وَتَفْسِيرُ يَعْلَمُهُ الْعُلَمَاء - وَتَفْسِيرٌ لا يَعْلَمُهُ إِلَّا الله ثُمَّ رَوَاهُ مَرْفُوعًاً بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ بِلَفْظِ: أُنْزِلَ الْقُرْآنَ عَلَى أَرْبَعَةِ أَحْرُفٍ: حَلَال وَحَرَامٍ لَا يُعْذَرُ أَحَدٌ بِجَهَالَتِهِ - وَتَفسير تفسرُهُ الْعَرَبُ - وَتَفْسِيرٌ تَفَسِّرُهُ الْعُلَمَاء - وَمُتَشَابِهُ لَا يَعْلَمُهُ إلَّا الله - وَمَنْ ادَّعَى عِلْمَهُ سِوَى الله فَهُوَ كَاذِبٌ(1).

وَعَلَيْهِ أَنْ لَا يُكْثِرَ مِنَ الأَقْوَالِ الْمُحْتَمَلَةِ الْبَعِيدَةِ وَالتَّفَاسِيرِ الْغَرِيبَةَ، وَأَلَّا يَتَكَلَّفَ فِي حَمْلِ الآيَةِ عَلَى مَذْهَبِه إِذَا كَانَ ظَاهِرُهَا يُخَالِفُهُ، فَفِي الْحَديث (مَرَاقِي الْقُرْآنِ كُفْرٌ) وَأَنْ يُرَجَحَ مِنَ الْأَقْوَالِ مَا وَافَقَ قِرَاءَةً أُخْرى كَقَوْلِهِ تَعَالَى: «أَوْ لا مَسْتُم النِّسَاءَ...»(2) فَتَفْسِيرِ الْمُلَامَسَةِ بِالْمَسَ بِالْيدِ أَوْلَى مِنْ الجِماع لِمُوَافَقَتِهِ لِلْقِرَاءَةِ الْأُخْرَى: (أَوَ لَمَسْتُمْ)(3) وَيَحْرُمُ تَحْرِيماً

ص: 325


1- انظر: البرهان 2: 164، والإتقان 4: 188، 189، وجامع البيان للطبري 26:1
2- سورة المائدة آية 6، قرأ حمزة والكسائي وخلف: [لَمَسْتُمْ] والباقون: [لامَسْتُمْ] المهذب في القراءات العشر. محمد سالم محسِن القاهرة 1389 ه - 1969 م
3- ويقول المؤلف في الإتقان: من المهِمِّ معرفة التفاسير الواردة عن الصَّحابة بحسب قراءةٍ مخصوصة، وذلك أنه قد يرد عنهم تفسيران في الآية الواحدة مختلفان فيُظَنُّ اختلافاً وليس باختلاف، وإنما كلُّ تفسيرٍ على قراءة، وقد تعرَّض السلف لذلك... وقد خرْجت على هذا قديماً الاختلاف الوارد عن ابن عبَّاس وغيره في تفسير آية [أَوْ لامَسْتُمْ]، هل هو الجِماعُ أو الجسُّ بالمَدِ؟ فالأوَّل تفسير لقراءة [لا مسْتم] والثاني لقراءة «لمَسْتُمْ»، ولا اختلاف. الإتقان 4: 193، 194

غَلِيظاً أَنْ يُفَسِّرَ الْقُرْآنُ بِمَا لَا يقْتَضِيه جَوْهَرُ اللُّفْظِ كَمَا فَعَلَ (ابْنُ عَرَبيّ) المُبْتَدِع الَّذِي يُنسَبُ إلَيهِ كِتَابُ «الْقُصُوص» الَّذِي هُوَ كُفْرٌ كُلُّه(1).

وَكَمَا يُحْكَى عَنْ بَعْضِ الْمَلْحِدَةِ أَنَّهُ قَالَ في قولِهِ تَعَالَى: «وَمَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ»(2) إِنَّ مَعْنَاهُ: مَنْ ذَلَّ - أَيْ مِنَ الذُّلّ - «ذِي» إِشَارَة لِلنَّفْسِ - «يَشْفَ» جَوَاب «مَنْ» مِنَ الشَّفا - «عُ»(3) فِعْل أَمر مِنَ الْوَعْي.

وَيَحْرُمُ أَنْ يُخَرَّجَ الْقُرْآنُ عَلَى الْقَوَاعِدِ الْمَنْطِقِيَّةِ، وَقَدْ َاتَّفَقَ أَهْلُ عَصْرِنَا مِمَّنْ يُبيحُ الْمَنْطِقَ مِنْهُمْ وَمَنْ يُحَرِّمُهُ عَلَى التَّغْلِيظَ عَلَى بَعضٍ الْعَجَمِ، وَقَدْ خَرَّجَ بَعْضَ آيَاتِ الْقُرْآنِ عَلَيْهِ وَأَفْتَوْا بِتَعْزِيرِهِ وَزَجْرِهِ وَأَنَّهُ أَتَى باباً مِنَ الْعَطَائِم - وَإِذَا أَعْرَبَ آيَةً أَعْرَبَهَا عَلَى أَظْهَرِ مُحْتَمَلَاتِهَا وَأَرْجَحِهَا، وَلَا يَذْكُرُ كُلِّ مَا تَحْتَمِلُهُ وَإِنْ كَانَ بَعيداً جائزاً إلَّا لِقَصْدِ التَّمْرِين، وَلَا يَذكُرُ الأَقَاصِيص الَّتي لا يَدْرِي صِحّتَها خُصُوصاً الإِسْرَائِيلِيَّات، وَلْيَقْتَصِرْ مِنْهَا عَلَى مَا تَدْعُو إِلَيْهِ الضَّرُورَةِ إِذَا كَانَ فِي الآيَةِ إِشَارَةٌ إِلَيْهِ مُتَحَرِّياً أَصَحْ مَا وَرَدَ وسيأتي حُكْمُ التَّفْسِير بالرَّأْي.

ص: 326


1- في هامش (أ): هو المبتدع إلى قوله: هو كفر كله مدسوس لترويجه في كتاب المصنف هنا، وقد وجدنا في الإتقان له أنه دسّ عليه بوضع الفاء في قوله: «الشيخ الأكبر» موضع الباء الموحدة فيه لترويجه في هذا الكتاب أيضاً، وهو برىء منهم بدليل أنه ألف كِتَابَيْنِ: قمع المُعَارِض في تبرِئَةِ ابن العَرَبيّ. وقد تحدث المؤلف بالتفصيل عن ذلك في الإتقان تحت عنوان: «فصلٌ في تفسير الصُّوفية» الإتقان 194:4 وما بعدها. وقد سبق التعريف «بابن عربي» وكتابه المذكور هو: «فصوص الحكم»
2- سورة البقرة: آية 255
3- حرف (ع) ساقط من النسختين، وفي الإتقان: وسُئِلَ شيخ الإسلام سراج الدين البلقيني عن رجلٍ قال في قوله تعالى: «مَنْ ذَا الَّذي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ» إن معناه: من ذلَّ: أيّ من الذلّ، ذي: إشارة إلى النفس، يشف: جواب «مَنْ» عُ: أمر من الوعي، فأفتى بأنه مُلحِد. الإتقان 195:4

النَّوْعُ الْحَادِي والتِّسْعُون: مَنْ يُقبل تَفْسِيرُهُ وَمَنْ يُرَدّ

هَذَا النَّوْعُ مِنْ زِيَادَتِي، ويُشْبِهُهُ مِنْ عِلْمٍ الْحَدِيثِ: مَعْرِفَةُ مَنْ تُقْبَلُ رِوَايَتُهُ وَمَنْ لَا تُقْبَل.

قَدْ تَقَدَّمَ في آدَابِ الْمُفَسِرِ أَنَّ التَّفْسِير يُطْلَبُ أَوَّلاً مِنَ الْقُرْآنِ ثُمَّ السُّنَّةِ ثُمَّ أَقْوَالِ الصَّحابَةِ والتَّابِعِين، فَنَاقِلُ ذَلِكَ عَنْهُمْ شَرْطُهُ شُرُوط الرِّوايَةِ وهي: الْعَدَالَةُ وَالْحفْظ والإتْقانُ وَهُوَ مُقَرَّرُ في عِلْمٍ الْحَدِيثِ، وكَذَا رِجَال الْقُرْآنِ لِمَا تَقَدَّمَ مِنْ أَنَّ أَحَدَ أَرْكَانِهِ صِحَّةُ السَّنَد.

وصَحَّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم وَعَنِ الصَّحابَةِ أَنَّ التَّفْسِير بالرَّأْي حَرَامٌ(1)، وَتَقَدَّمَ فِي الْمَقَدِمَةِ الْفَرْقُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ التَّأْوِيل.

فَأَمَّا الأوَّلُ(2) فَحَرَامٌ مُطْلَقاً لِمَا فِيهِ مِنَ الشَّهادَةِ عَلَى اللهِ والقطع بأَنَّهُ مُرَادَهُ.

وأمَّا الثَّاني:(3) وَهُوَ التَّأْوِيلُ فَقَدْ اخْتُلِفَ فِي جَوَازِهِ فَمَنَعَهُ قَوْمٌ سَدّاً

ص: 327


1- فقد روى ابن جرير عن ابن عبَّاس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: من قال في القرآن برأيه أو بما لا يعلم فليتبوَّأ مقعده من النَّار. جامع البيان للطبري طثانية 27:1
2- وهو التفسير بالرأي
3- وهو التأويل

لِلْبَاب وَتَمسُّكاً بِظَاهِرِ الْحَدِيثِ، وَجَوْزَهُ آخَرُونَ لِمَنْ كَانَ عالِماً بعلُوم:(1)

أحَدُهَا: اللُّغَةُ لأن بِهَا يَعْرِفُ شَرْحَ مُفْرَدَاتِ الألْفاظِ وَمَدْلُولاتها.

الثاني: النَّحْوُ - لأنَّ المَعْنَى يَتَغَير وَيَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ الإِعْرَابِ فَلَا بُدَّ مِنْ اعْتِبَارِهِ.

الثالث: التَّصْريف - وَلَمْ يَذْكُرْهُ بَعْضُهُمْ وَهُوَ الأَصْوَبُ، وَوَجْهُ مَنْ ذَكَرَهُ أَنَّ به تُعْرَفُ الأَبْنِيَةُ وَالصِّيَغ.

الرابع: الاشْتِقَاقُ - لأنَّ الاسْمَ إذَا كَانَ اشْتِقَاقُهُ مِنْ مَادَّتَيْنِ مُخْتَلِفَتَيْنِ اخْتَلَفَ الْمَعْنَى بِاخْتِلَافِهِمَا - كَالْمَسْيح هَلْ هُوَ مِنَ السّياحة و الْمَسْح.

الخامس: المعَاني لأنَّ به تُعْرَفُ خَوَاصٌّ تَراكيب الْكَلَامِ مِنْ جِهَةِ إفادَتِهَا.

السَّادِسُ: الْبَيَانُ لأنَّ بهِ يُعْرَفُ خَوَاصُ التَّراكيب مِنْ حَيْثُ اخْتِلَافها بِحَسَبِ وُضُوحٍ الدلالَةِ وَخَفَائِهَا(2).

السَّابع: الْبَدِيعُ لأنَّ به يُعْرَفُ وُجُوه تَحْسِين الْكَلَامِ(3).

الثَّامِنِ: عِلْمُ الْقِرَاءاتِ - لأنَّ به تُعْرَفُ كَيْفِيَّةُ النُّطْقِ بِالْقُرْآنِ، وَبِالْقِراءاتِ تُرَجُحُ بَعْضُ الْوُجُوهِ الْمُحْتَمَلَة على بَعْض.

ص: 328


1- وهي العلوم التي يحيط بها المفسر، وعددها خمسة عشر علماً كما ذكر في الإتقان 4: 185
2- حدث في (ب) تلفيق بين: الخامس والسادس
3- وهذه علوم البلاغة الثلاثة، وقد ذكر في الإتقان: أنها من أعظم أركان المفسِّر، لأنه لا بد له من مراعاة ما يقتضيه الإعجاز، وإنما يُدرَك بهذه العلوم، الإتقان 186:4

التَّاسِعُ: عِلْمُ أُصُولِ الدِّينِ لِمَا فِي الْقُرْآنِ مِنَ الآيَاتِ الدَّالَةِ بظَاهِرِهَا عَلَى مَا لَا يَجُوزُ عَلَى اللهِ - فَالأُصُولِيُّ يُؤَوِّلُ ذَلِكَ وَيَسْتَدِلُّ عَلَى مَا يَسْتَجِيلُ وَمَا يَجِبُ وَمَا يَجُوزُ.

العاشِرُ: أُصُولُ الْفِقْهِ - لأنَّ به يُعْرَفُ وَجُهُ الاسْتِدْلَالِ عَلَى الأحْكَامِ والاسْتِنْبَاطِ.

الحادي عشر: أَسْبَابُ النُّزُولِ وَالْقَصَصِ - إِذْ بِسَبَبٍ النُّزولِ يُعْرَفُ مَعْنَى الآيةِ الْمُنَزَّلَةِ فِيهِ بحَسَبِ مَا أُنْزِلَتْ فيه.

الثاني عَشَر: النَّاسِحُ وَالْمَنْسُوخُ لِيُعْلَمَ المُحْكَمُ مِنْ غَيْرِهِ.

الثالث عشر: عِلْمُ الْفِقْهِ.

الرَّابِع عَشَر: الأحَادِيثُ الْمَبَيِّنَة لتفْسِيرِ الْمَجْمَل وَالْمُبْهَم.

الخامِسُ عَشَر: عِلْمُ الْمَوْهِبَةِ - وَهُوَ عِلْمَ يُوَرِّتُهُ اللهُ لِمَنْ عَمِلَ بِمَا عَلِمَ، وَإِلَيْه الإشارَةُ بحَدِيث: «مَنْ عَمِلَ بِمَا عَلِمَ أَوْرَثَهُ اللهُ عِلْمَ مَا لَمْ يَعْلَمْ».

قالَ ابْنُ أَبِي الدُّنيا:(1) وَعُلُومُ الْقُرْآنِ وَمَا يُسْتَنْبَطُ مِنْهُ بَحْرُ لَا سَاحِلَ لَهُ.

قال: فَهَذِهِ الْعُلُومُ الَّتِي هِيَ كَالآية لِلْمُفَسِّرِ لا يَكُونُ مُفَسّراً إلَّا

ص: 329


1- هو المحدث العالم أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان بن أبي الدنيا القرشي الأموي صاحب التصانيف المتوفي سنة 281 ه. تذكرة الحفاظ 677:1

بِتَحْصِيلِهَا فَمَنْ فَسَّر بِدُونِهَا كَانَ مُفَسّراً بالرَّأيِ المَنْهِيِّ عَنْهُ، وَإِذا فَسَّرَ مَعَ حُصُولِهَا لَمْ يَكُنْ مُفَسّراً بالرأي المَنْهِيّ عَنْهُ.

قال:(1) والصَّحابَةُ والتَّابِعُونَ كَانَ عِنْدَهُمْ عُلُومُ الْعَرَبِيَّةِ بالطَّبع لاَ بالاكْتِسَابِ، واسْتفَادُوا الْعُلُومَ الأخْرَى مِنَ الْقُرْآنِ والسُّنَن الَّتي تَلَقّوْها مِن رَسُولِ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قُلْتُ: وَلِهَذَا كَانَ عِلْمُ التَّفْسِيرِ من الْمَوْضُوع فيهِ هَذَا الكِتاب مُسْتَمَداً مِنْ هَذِهِ الْعُلُومِ، وَأَنْوَاعُهُ مَأْخُوذَةٌ منه. وَمَنْ أَتْقَنَ الأنْوَاعَ المذكورة في هذا الكِتابِ حَصَلَ له مِنْ ذَلِكَ مَا يَرُومُهُ وَلَمْ يَحْتَجُ مَعَهُ إِلَى غَيْرِهِ.

وَلَعَلَّكَ تَسْتشكِلُ عِلْمَ الْمَوْهِبَةِ وَتَقُولُ: هَذَا هُوَ شَيْءٌ لَيْسَ فِي قُدْرَةِ الإِنْسَانِ تَحْصِيلُهُ وَلَيْسَ كَمَا ظَنَنْتَ مِنَ الإِشكال - وَقَدْ خَطَرَ لِي تَشْبِيهُهُ بِقَوْلِهِمْ في حَدِ المُجْتَهِدِ: هُوَ فَقِيهُ النَّفْسِ - أَيْ: شَدِيدُ الْفَهْم بالطَّبْعِ لِمَقاصِدِ الكَلام بحيثُ يَقْدِرُ عَلَى الاسْتِنْبَاطِ.

وَمِمَّن لَا يُقْبَل تَفْسِيرُهُ: الْمُبْتَدِع خُصُوصاً الزمخشري في كشَّافِه فقَدْ أَكْثَرَ فيه مِنْ إخراجِ الآيَاتِ عَنْ وَجْهِهَا إِلَى مُعْتَقَدِهِ الْفَاسِدِ بِحَيْثُ يَسْرِق الإنسان مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُر وَأَسَاءَ فِيهِ الأَدبَ عَلَى سَيّدِ الْمُرْسَلِينَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مواضِعَ عديدةٍ فَضْلاً عَنْ الصَّحابَةِ وَأَهْلِ السُّنَّةِ.

وقد أَحْسَنَ الذَّهَبِيُّ(2) إِذ ذَكَرَهُ فِي الْمِيزانِ، وقَالَ: كُنْ حَذِراً مِنْ

ص: 330


1- أي ابن أبي الدنيا
2- عبارة الذهبي كما وردت في كتابه: ميزان الاعتدال 78:4، محمود بن عمر الزمخشري المفسِّر النحوي صالح، لكنه داعية إلى الاعتزال، أجارَنا الله، فكُن حَذِراً والذهبي هو: الإمام الحافظ محدث العصر شمس الدين أبو عبد الله الذهبي صاحب: تاريخ الإسلام، والتاريخ الأوسط، والصغير وتذكرة الحفاظ، وغيرها. وتوفي بدمشق سنة 748 ه. طبقات المحدثين للسيوطي 517:1

كَشَّافِهِ، وَأَلَّفَ الشَّيْخُ: تَقِيّ الدّين السُّبكي كتاباً سَمَّاهُ: الْانْكِفَاف(1) عنْ إقْرَاءِ الكَشَّافِ - ذَكَرَ فِيهِ أَنَّهُ عَقَدَ التَّوْبَةَ مِنْ إقْرَائِهِ وَتَابَ إلَى اللهِ فَلَا يَقْرَأَهُ وَلَا يَنْظُرُ فِيهِ أَبَداً لِما حَوَاهُ مِنَ الْإساءة المذكورة.

قال:(2) وَقَدْ أَسْتَشَارَنِي بَعْضُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّةِ أَنْ يَشْتَرِي مِنْهُ نُسْخَةً وَيَحْمِلَهَا إِلَى الْمَدِينَةِ فَأَشَرْتُ عَلَيْهِ بِأَن لَا يَفْعَلَ حَيَاءً مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُنْقَلَ إِلَى بَلَدٍ هُوَ فِيهَا كِتَابٌ فِيهِ مَا يَتَعَلَّقُ بَجَنَابِه صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - عَلَى أَنَّهُ آيَةٌ في بَيَانِ أَنْوَاعِ الْبَلَاغَةِ والْإِعجازِ لَوْلَا مَا شَانَهُ مِمَّا ذَكَرْنَاهُ.

وفي تَفْسِيرِ الْبَيْضَاوِيّ(3) بِحَمْدِ اللَّهِ غَنيةٌ في هَذَا النَّوْع.

وَلا يُقْبَلُ مِمَّنْ عُرِفَ بِالجِدَالِ وَالْمِرَاءِ والتَّعصُّب لِقَوْل قَالَهُ وَعَدَم الوُجُوع إِلَى الْحَقِّ إِذَا ظَهَرَ لَهُ، وَلَا مَنْ يُقَدِّمُ الرَّأْيَ عَلَى السُّنَّةِ، وَلَا مَنْ عُرِفَ بِالْمُجَازَفَةِ وَعَدَمِ التَّثَبُّتِ أَوْ بِالْجُرْأَةِ وَالْإِقْدَامِ عَلَى اللَّهِ وَقِلَّةِ المبالاة، (وَمِنَ الْمَطْعُونِ فِيهِمْ: جُبَيْر، والْعَوْفِي(4)، والكَلْبِي ومُقَاتِل،

ص: 331


1- في (ب) الانفكاك والأنسب: الانكفاف كما في ( أ )
2- أي تقيّ الدين السّبكي
3- هو عبد الله بن عمر بن محمد بن علي أبو الخير قاضي القضاة البيضاوي صنف: مختصر الكشاف، المنهاج في الأصول، شرحه أيضاً، مختصر بن الحاجب في الأصول، الغاية القصوى في الفقه، شرح الكافية لابن الحاجب، وتوفي بتبريز سنة 685 ه. طبقات المفسرين للداودي 244:1
4- جبير هو: جبير بن نفير الحضرمي الحمصي المتوفي سنة 80 ه. والعوفي هو: أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد الزهري العوفي البغدادي المتوفي سنة 381 ه. شذرات الذهب 3: 101

والسَّدّي الصغير وهو: محمد بن مروان بخلاف الكبير واسمه:

إسماعيل بن عبد الرحمن.

ثُمَّ إِنَّ التَّفْسِيرَ عَنْ تَرْجُمَانِ الْقُرْآنِ ابنِ عَبَّاسٍ وَرَدَ مِنْ طُرُقٍ، فَمِنْ جَيْدِهَا: طريق سعيد بن منصور عن نوح عن ابن قيس عن عثمان ابن محصَّنٍ عَنْهُ، وطريق محمد بن إسحاق عن محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو سعيد بن جبير عنه هكذا بالتَّرديدِ ورُبَّمَا يُجْزَمُ بِأَحَدِهِمَا فِي بَعْضِ الرَّوايات. وطريق مالك بن إسماعيل عن قيس عن عطاء بن السائب عن سعيدٍ عنه وَمِنْ وَاهِيها:(1) طريق الكلبي عن أبي صالح، وطريق الضَّحَّاك عنه منقطِعَةٌ لأنه لَمْ يَثْبُتْ سَمَاعُهُ مِنْهُ بل قيل: وطريق علي بن أبي طلحة كذلك وأنه إنما سمع التَّفسير من مُجَاهِدٍ أَوْ سَعِيدٍ عَنْهُ)(2).

ص: 332


1- أي ضعيفها، ويقول المؤلف في الإتقان: وقد ورد عن ابن عبَّاس في التفسير ما لا يُحْصَى كثرةً، وفيه روايات وطرق مختلفة، فمن جيِّدها طريق عليّ بن أبي طلحة الهاشمي عنه... وطريق قَيْس عن عطاء السائب عن سعيد بن جبير عنه... وطريق بن إسحاق عن بن محمد بن أبي محمد مولى آل زيد بن ثابت عن عكرمة أو سعيد بن جبير عنه، هكذا بالترديد وهي طرق جيِّدة وإسنادها حسن وأوْهى طرقه، طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عبّاس... وطريق الضحّاك بن مزاحم عن ابن عبّاس منقطِعة، فإن الضحَّاك لم يلْقه. الإتقان 207:4 وما بعدها
2- ما بين القوسين ومن أول قوله: (ومن المطعون فيهم إلى قوله: أو سعيد عنه) ساقط من ( أ )

النَّوْعُ الثَّاني والتِّسْعُون: غَرَائِبُ التَّفْسِير

هَذَا النَّوْعُ مِنْ زِيَادَتِي، وَهُوَ يُشْبِهُ مِنْ عِلْمٍ الْحَدِيثِ: المنكَر أَوْ الْغَرِيب والمرادُ به: مَا قِيل في الْقُرْآنِ مِنَ الْأقوالِ الْغَرِيبةِ الَّتي لَا يَحلُّ حَمْلُ الْقُرْآنِ عَلَيْهَا وَلَا ذِكْرُهَا عَلَى سَبِيلِ التَّحْذِيرِ مِنْهَا(1).

وأَلَّفَ فِيهِ بَعْضُ الْمُتَقَدِّمِينَ كِتَاباً في مُجَلَّديْنِ وهُوَ: مَحْمُود بن حَمْزَةَ الكِرْمَانِي في حُدُودِ الْخَمْسمائة(2)، فَمِنْهَا قَوْلُهُ تَعَالَى:

«وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ»(3) قَالَ قَوْمٌ: يَعْنِي الْعِشْق(4) وقولُهُ تَعَالَى: «وَلَهَا عَرْشُ عَظِيمٌ»(5) قَالَ قَوْمٌ: فَرْجُ عَظِيمٌ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: «وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَب»(6) قَالَ بَعْضُهُمْ: أَيْ مِنْ شَرِّ الذَّكَرِ إِذَا قَامَ - وَقَوْلُهُ تَعَالَى: «حَمعسق»(7) قال بَعْضُهُمْ: هُوَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: أَبو عَبْدِ

ص: 333


1- تحدث المؤلف في الإتقان عن هذا النوع 4: 202، 203
2- ذكر في الإتقان عنوان الكتاب: العجائب والغرائب 202:4
3- سورة البقرة: آية 286
4- نسب المؤلّف هذا القول في الإتقان إلى الكواشي في تفسيره 203:4
5- سورة النمل: آية 23
6- سورة الفلق: آية 4
7- أول الشوري

اللَّهِ يَنْزِلُ عَلَى نَهْرٍ مِنْ أَنْهَارِ الْمَشْرِقِ يَبْتَنِي عَلَيْهِ مِدينتين ونحو ذلك(1).

وهَذِهِ أَمْثَلَةٌ مِنْهَا لِيَحْذَرَهَا الْمُفَسِّرُ وَلَا يُعَوِّلُ عَلَيْهَا وَإِنْ وَقَعَ الأَوَّلُ مِنْهَا في تَفْسِيرِ الْكَوَّاشِي(2) وَغَيْرِهِ مِنَ الْمُعْتَمَدِينَ.

وَمِنْ أَعْجَبِهِ مَا اشْتُهِرَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: «وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ»(3) فَقَدْ لَهَجَ الْعَوَامُّ بِأَنَّ مَعْنَاهُ: مُتَزَوِّجُونَ - وَهَذَا قَوْلٌ لَا يُعْرَفُ - كَلامِ اللهِ بِمُجَرَّدِ مَا يَحْدُتُ أَصْلًا وَلَا يَجُوزُ الإِقْدَامُ عَلَى تَفْسِيرِ كَلَامِ اللهِ بِمُجَرَّدِ مَا یَحْدُثُ فِي النَّفْسِ أَوْ يُسْمَعُ مِمَّن لَا عُهْدَةَ عَلَيْهِ. انتهى: واللَّهُ أَعْلَم.

ص: 334


1- وقال المؤلف في الإتقان: من ذلك قول من قال في «حمعسّق» إِنَّ الجاء حرْب عليٍّ ومعاوية، والميم ولاية المراونية، والعين ولاية العبّاسية، والسين ولاية السفيانية، والقاف قدوة مهدي. الإتقان 202:4
2- هو الإمام العلامة موفق الدين أبو العباس الموصلي الكواشي الشيباني الشافعي المفسر ولد بكواشية من أعمال الموصل سنة 591 ه. وصنف: التفسير الكبير، والصغير وتوفي بالموصل سنة 680 ه. طبقات المفسرين للداودي 98:1، 99
3- سورة آل عمران: آية 102

النَّوْعُ الثَّالِثُ والتِّسْعُون: مَعْرِفَةُ الْمُفَسِّرِين

هَذَا النَّوعُ مِنْ زِيَادَتِي وَهُوَ مُهِمُّ(1)، وَقَدْ أَلَّفَ النَّاسُ فِيهِمْ طَبَقَاتٍ، فَمِمَّنْ اشْتُهِرَ بِمَعْرِفَةِ التَّفْسِيرِ من الصَّحابَةِ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ -: الْخُلَفَاءُ الأرْبَعَةُ، وعبد اللهِ بن مَسْعُود، فَقَدْ رَوَى ابْنُ جَرِيرٍ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ مَا نَزَلَتْ آيَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ إِلَّا وَأَنَا أَعْلَمُ فِيمَنْ نَزَلَتْ وَأَيْنَ نَزَلَتْ - وَلَوْ أَعْلَمُ مَكَانَ أَحَدٍ أَعْلَمَ بِكِتَابِ اللهِ مِنِّي تَنَالُهُ الْمَطَايَا لأَتَيْتُهُ(2).

وَمِنْهُمْ: عَبْدُ اللهِ بن عَبَّاس البَحْر(3) تَرْجُمَانِ الْقُرْآنِ، فَقَدْ دَعَا لَهُ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فقالَ: «اللَّهُم فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيل»(4)، وقال ابن مَسْعُود: نِعْمَ تَرجمان الْقُرْآنِ ابن عَبَّاس(5) وَمِنَ التَّابِعِينَ: مُجَاهِدٌ بن جبر، فقد قرَأ الْقُرْآنَ عَلَى ابن عبَّاس ثلاثَ مَرَّاتٍ

ص: 335


1- تحدث عن هذا النوع في الإتقان بعنوان: في طبقات المفسرين 204:4 وما بعدها
2- انظر: جامع البيان للطبري 1: 28، ط ثانية
3- سمي بذلك لكثرة علمه، الإتقان 206:4
4- روى البخاري عن ابن عباس قال: ضمَّني النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى صدره وقال: اللَّهُمَّ علَّمْه الحكمة. باب مناقب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم 34:5 من صحيح البخاري
5- الحديث في جامع البيان للطبري 31:1

يَسْأَلَهُ فِي كُلِّ مَرَّةٍ عَنْ تَفْسِير آيَة، ولهَذَا قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِي:(1) إِذَا جَاءَكَ التَّفْسِيرُ عَنْ مُجَاهِدٍ فَحَسْبُكَ به(2).

وَمِنْهُمْ: سَعيد بن جُبَيْر، وعكْرمة مولى بن عباس، وعطاء بن أبي رباح والْحَسَن الْبَصْرِي، ومسروق بن الْأَجْدَع، وسعيد بن المسيّب، وأبو العَالية والرَّبيع بن أنس، وقَتَادَة، والضَّحَّاك بن مزاحم، وخلق، ثُمَّ حَمَلَ التَّفْسِيرَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ خَلْقٌ وَأَلَّفُوا فِيهِ مِنَ الكُتُبِ كَمُقَاتِل والسُّدّي وَوَكِيع وعبد الرَّزَاق ومحمد بن يوسف الفريابي وأبي جَعْفَر بن جرير وهو أجلُهُمْ واللهُ سُبْحَانَهُ أَعْلَم(3).

ص: 336


1- هو سفيان بن سعيد بن مسروق الإمام شيخ الإسلام سيد الحفاظ أبو عبد الله الثوري الكوفي الفقیه، كان أبوه من علماء الكوفة، وتوفي بالبصرة سنة 161 ه. تذكرة الحفاظ للذهبي 203:1
2- انظر: جامع البيان للطبري 34:1
3- ذكر بعد ذلك في ( أ ) المطعون فيهم من المفسِّرين، وطريق التفسير عن ابن عباس وقد جاء ذلك في (ب) في نهاية النوع السابق

النَّوْعُ الرَّابِعُ والتِّسْعُون: كِتَابَةُ الْقُرْآن

هَذَا النَّوْعُ مِنْ زِيَادَتِي، وَهُوَ نَوْعٌ مِنْ أَنْوَاعِ عُلُومِ الْحَدِيثِ، وَفِيهِ مَسَائِل:

الأولَى: تُسْتَحِبُّ كِتَابَةُ الْمُصْحَفِ وَتَحْسِينُ كِتَابَتِهِ وَتَبْیینُهَا وإيضاحُهَا، وَتَحْقِيقُ الْخَطِّ دُونَ مَشْقِه(1) وَتَعْلِيقِهِ، فَقَدْ رَوَى أَبُو عُبَيْد في فَضَائِلِهِ عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ وَجَدَ مَعَ رَجُلٍ مُصْحَفاً قَد كَتَبَهُ بِقَلَمٍ دَقِيقٍ فَكَرِهَ ذَلِكَ وَضَرَبَهُ وَقَالَ: عَظِّمُوا كِتَابَ اللهِ - وَكَانَ عُمَرُ إِذَا رَأَى مُصْحَفَاً عَظِيماً سُرَّ به، وَرُوِيَ عَنْ عَلِيّ أَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يَكْتُبَ فِي شَيْءٍ صَغِيرٍ وَأَنَّهُ مَرَّ عَلَى رَجُلٍ يَكْتُبُ فَقَالَ لَه: أَجِلْ قَلَمَكَ(2) وَنَوِّرْهُ كَمَا نَوَّرَهُ اللَّهُ.

ورُوِيَ عَنْ ابْنِ سيرين(3) أَنَّهُ كَرهَ كِتَابَتَهُ مَشْقاً، وتَحْرُمُ كتابَتُهُ

ص: 337


1- المَشق: سُرْعَةُ الكِتابة. وذكر الحافظ بن أبي داود السجستاني عن ابن سيرين: أنه كرِه أن تكتب المصاحف مشقاً فقيل له: لِمَ كره ذلك؟ قال: لأن فيه نقصاً. المصاحف تصحيح د. اثر جفري، ط أولى القاهرة 1936 م - 1355 ه، ص 132
2- انظر: المصاحف ص 130
3- هو محمد بن سيرين الإمام الرباني أبو بكر مولى أنس بن مالك، كان فقيهاً إماماً غزير العلم ثقة ثبتاً، توفي سنة 110 ه. تذكرة الحفاظ 1: 77، 78

بِنَجِس(1)، وَأَمَّا بِالْمُذْهَبِ(2) فَهُوَ حَسَنٌ كَمَا قَالَ الْغَزَالِيّ، وَرَوَى أَبُو عُبَيْد عَنْ ابن مَسْعُودٍ أَنَّهُ مُرَّ عَلَيْهِ بِمُصْحَفٍ زُيِّنَ بِالذَّهَبِ فَقَالَ: إِنْ أَحْسَنَ مَا زُيِّنَ بِهِ الْمُصْحَفُ تِلَاوَتُهُ بالْحَقِّ، ورُويَ عَنْ ابْن عَبَّاسٍ وَأَبِي ذَرٍّ وَأَبِي الدَّرْدَاء أَنْهُمْ كَرِهُوا ذَلِكَ، وَعَنْ عُمَرَ بن عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ قَالَ: لَا تَكْتُبُوا الْقُرْآنَ حَيْثُ يُوطَأُ - وَذَكَرَ أَصْحَابَنَا أَنَّهُ تكْرهُ كتَابَتُهُ عَلَى الْحِيطَانِ وَالْجُدْرَانِ وَعَلَى السُّقُوفِ أَشَدُّ كَرَاهَةً لأنَّهُ يُوطَأُ.

الثَّانِيَةُ: اخْتُلِفَ فِي نَقْطِ الْمُصْحَفِ وَشَكْلِهِ ويُقَال: أَوَّلُ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ: أبو الأسْود الدُّؤَليّ بأَمْرِ عَبْدِ الْملك بْن مَرْوانَ، وقِيلَ: الْحَسَنُ البصْرِي، ويحيَى بن يعمر، وقيل: نصر بن عاصم اللّيثي.

وأَوَّلُ من وَضَعَ الْهَمْز والتَّشديدَ والرَّوْم والْإشْمام: الْخَليل(3).

وَقَالَ قَتَادَة: بَدأُوا فَنَقَّطُوا ثُمَّ خَمَّسوا ثُمَّ عَشَّروا، وقالَ غَيْره: أَوَّلُ ما أَحْدَثُوا النَّقْطَ عِنْدَ آخِر الْآيِ ثُمَّ الْفَواتحَ والْخَوَاتِمَ.

وقَالَ يَحْيَى بن أَبِي كَثِير:(4) مَا كَانُوا يَعْرِفُونَ شَيْئاً مِمَّا أُحْدِثَ فِي الْمَصَاحِفِ إلَّا النُّقط الثَّلاث عَلَى رُؤُوسِ الآي.

وقَدْ رَوَى أَبُو عُبَيْد عن ابن مَسْعُود أَنَّهُ قال: جَرِّدُوا الْقُرْآن، ولا تَخْلِطُوهُ بِشَيْء، ورُوِيَ عَنْ إبراهيم:(5) أَنَّهُ كَرِهَ نَقْطَ الْمَصَاحِفِ،

(5) 338

ص: 338


1- هنا في (ب) بنحاس، لكن ما في (أ) أنسب
2- هنا في (ب) بالذهب
3- اقرأ تفصيل ذلك في كتاب المصاحف لابن أبي داود السجستاني من ص 130 – 161
4- هو: أبو نصر الطائي أحد الإعلام، توفي سنة 129 ه. تذكرة الحفاظ 1: 128
5- إبراهيم النخعي: وهو فقيه العراق أبو عمران إبراهيم بن يزيد النخعي المتوفي سنة 95ه. شذرات الذهب 11:1

وعَنْ ابن سيرين: أَنَّهُ كَرِهَ النَّقط والْفَوَاتِحَ والْخَوَاتِمَ، وعن ابن مَسْعُودٍ وَمُجَاهِدٍ: أَنْهُمَا كَرِهَا التَّعْشِيرِ، وقالَ مَالِكٌ: لَا بَأْسَ بِهِ في الْمَصَاحِفِ الَّتي يَتَعَلَّمُ فِيهَا الْغِلْماَن، أَمَّا الأمِّهَاتُ فَلَا.

وَقَالَ النَّوَوِيُّ: نَقْطُ الْمُصْحَفِ وَشَكْلُهُ مُسْتَحَبُّ لأَنَّهُ صِيَانَةٌ لَهُ مِنَ اللَّحْنِ والتَّحريفِ.

وقَالَ الْبَيْهَقِيُّ في الشُّعب: مِنْ آدَابِ الْقُرْآنِ أَنْ يُفَخَّمَ فَيُكتبَ مُفَرَّجاً: بِأَحْسَنِ خَطٍ، وَلَا يُصَغَّرُ، وَلَا تُقَرْمَطُ حُرُوفُهُ، وَلَا يُخْلَطُ بِهِ مَا لَيْسَ مِنْهُ كَعَدَدِ الْآياتِ وَالسَّجَدَاتِ وَالْعَشَرَاتِ وَالْوُقُوفِ وَاخْتِلَافِ الْقِرَاءَاتِ وَمَعَانِي الْآيَاتِ.

وقال ابنُ مُجَاهِد:(1) وَلَا يَنْبَغِي أَنْ يُشكَلَ إِلَّا مَا يُشكِل(2).

وقال الدَّاني: لَا أَسْتجيزُ النَّقْطَ بالسَّوادِ لِمَا فِيهِ مِنَ التَّغيِير لِصُورَةِ الرَّسْمِ، وَلَا أَسْتَجِيزُ جَمْعَ قِرَاءَاتٍ شَتَّى فِي مُصْحَفِ وَاحِدٍ بِأَلْوَانٍ مُخْتَلِفَةٍ لأَنَّهُ مِنْ أَعْظَمِ التَّخليطِ والتَّغْيِير لِلْمَرْسُومِ، وَأَرَى أَنْ تَكُونَ الحركاتُ والتَّنْوِينُ والتَّشْدِيدُ والسُّكُونُ وَالْمَدُّ بالْحُمْرَة والْهَمَزَاتُ بالصُّفرة، انْتَهَى.

الثَّالِثَةٌ:(3) فِي رَسْمِ الْمُصْحَفِ وَفِيهِ تَصَانِيفُ كَثِيرَةُ أَشْهَرُهَا:

ص: 339


1- هو مقرىء العراق أبو بكر بن أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد كان ثقة بصيراً بالقراءات وعللها، توفي سنة 324 ه. غاية النهاية 1: 139، شذرات الذهب 302:2
2- في (أ): ينبغي أن لا يشكّل إلَّا ما يشكل. والمؤدَّي واحد
3- تحدَّث المؤلف عن ذلك في الإتقان في نوع مستقلٍّ أطلق عليه: [في مرسوم الخطّ وآداب كتابته] 145:4 وما بعدها

الْمقْنِع لِلدَّاني والرَّاثِيَّةُ للشَّاطِبي وَهُوَ مُتَّبَعٌ لَا يُرَاعَى فِيهِ الْقَوَاعِدُ النَّحْوِيَّة وقَدْ حَرِّرتُهُ عَلَى تَرْتِيبٍ لَمْ أُسْبَقَ إِلَيْهِ وَضَبَطتُهُ بِقَوَاعِدَ بَعْدَ أَنْ يُعْرَفَ أَنَّ الأصْلَ في كلِّ كَلِمَةٍ أَنْ تُرْسَمَ بِحُروفِ هِجَائِهَا(1) - الْقَاعِدَةُ الْأُولَى: فِي الْحَذْفِ - تُحْذَفُ الأَلِفُ مِنْ يَاءِ البَدَاءِ نحو: يَأَيُّهَا النَّاسُ - يَآدَمُ - يُرَبِّ.

وَهَاءِ التّنْبِيهِ نَحْوَ: هَؤُلَاءِ - هَأَنْتُمْ، وَنا مع ضمير نحو: أَنْجَيْنَكُمْ - آتَيْنَهُ - وَمِنْ ذَلِكَ: أُولَئِكَ - وَ «لْكِنَّ» و«ترِكٌ» وفروع الأربعة: - و «الله» - و «إِلَه» كَيْفَ وَقَعَ - و «الرَّحْمَن» - و«سُبْحن» كَيْفَ وَقَعَ إِلَّا: «قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي(2)» وَبَعْدَ لَامِ نحو: «خَلْئِف» - «خِلْفَ رَسُولِ(3) اللَّهِ» صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - «علِم» - «إيلفِ» - «يُلْقُوا» - وَبَيْن لَامَيْنِ نحو: «الْكَللَة» و«الضَّلَلَة» - «خِللَ» - «للدار» - «لِلَّذِي بِبَكَةً»(4) - وَمِنْ كُلِّ عَلَمٍ زَائِدٍ عَلَى ثَلَاثَةِ: كَإبراهيم وَصلِح - وميكئيل - والَّلت - إِلَّا جَالُوت وَطَالُوتَ وَيَأْجُوج وَمَأْجُوجَ وَدَاوُد لِحذْفِ وَاوِهِ

ص: 340


1- وتحدث ابن الجزَري في النشر عن رسم المصحف تحت عنوان: باب الوقف على مرسوم الخط فقال: وهو خط المصاحف العثمانية التي أجمع الصحابة عليها، واعلم أن المراد بالخط الكتابة وهو على قسمين: قياسي واصطلاحي، فالقياسي: ما طابق فيه الخط اللفظ، والاصطلاحي: ما خالفه بزيادة أو حذف أو بدل أو وصل أو فصل، وله قوانين وأصول يحتاج إلى معرفتها، وبيان ذلك مستوفى في أبواب الهجاء من كتب العربية، وأكثر خط المصاحف موافق لتلك القوانين، لكنه قد جاءت أشياء خارجة عن ذلك يلزم اتباعها. ولا يتعدي إلى سواها، منها ما عرفنا سببه ومنها ما غاب عنا... وقد أجمع أهل الأداء وأئمة القراء على لزوم مرسوم المصاحف فيما تدعو الحاجة إليه اختياراً واضطراراً. النشر 2: 128 وما بعدها
2- سورة الإسراء: آية 93
3- سورة التوبة: آية 81
4- سورة آل عمران: آية 96

وَإِسْرَائِلَ لِحَذْفِ يَائِهِ - وَاخْتُلِفَ فِي هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَهَامَان وَقَارُون، وَمِنْ كُلِّ مُثَنَّى اسْمٍ أَوْ فِعْلٍ إن لمْ يَتَطَرفْ نَحْوَ: «رَجُلين يُعَلِّمَن» - أَضَلَّنَا - إن هذان(1) - إِلَّا «بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ(2) - وَمِنْ كُلِّ جَمْع تصْحِيحٍ لِمُذَكّرٍ أَوْ مُؤَنَّثٍ نحو: الَّلعِنُونَ - مُلقُوارَبِّهِمْ إِلَّا: «طاغُون» في الذَّارَياتِ والطُّور(3)، و «كِراماً كَاتِبين» - وَإِلَّا: «رَوْضَاتِ» و «آيَاتٍ لِلسَّائِلِين» - و «مَكْرُ فِي ءَآيَاتِنَا» - و «ءَآيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ» في يُونُس(4) - وَإِلَّا إِنْ تَلَاهَا هَمْزَة نحو: «الصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ» - أَوْ تَشْدِيدٍ نَحْو: ««الضَّالِّين» و«الصَّافَّاتِ - فَإِنْ كَانَ فِي الْكَلِمَةِ أَلِفٌ ثَانِيَةٌ(5) حُذِفَتْ أَيْضاً إِلَّا: «سَبْعَ سَمَوَاتٍ» فِي فُصِّلَتْ(6) - وَمِنْ كُلِّ جَمْعٍ عَلَى «مَفَاعِل» أو شِبْهه نحو: الْمَسْجِد [وَمَسْكِنْ والْيَتْمَى والنَّصْرَى والمَسْكِين والْمَلَئِكَة والخَبئِث(7)]

والثانية من: «خَطينا» كيفَ وَقَعَ - وَمِنْ كُلِّ عَدَدٍ كَثلث وَثُلث(8)، وسَحر إلَّا في آخِرِ الذَّاريات(9) - فَإِنْ تُنِّيَ فَأَلِفَاهُ(10) وَالْقِيمَةُ، والشَّيْطَن،

ص: 341


1- سورة طه: آية 63
2- سورة الحج: آية 10
3- سورة الذاريات: آية 53، والطور: آية 32
4- سورة يونس: آية 15
5- في [ب] ألف «ثانية زائدة»
6- سورة فصلت: آية 12
7- ما بين القوسين ساقط من [ب]
8- ساقطة من [ب]
9- «كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ» سورة الذاريات: آية 52
10- مثل: «سَحِرانِ»

وسُلْطَن، والَّلتِي، والَّلئِي، وَخَلَقُ وَعَلِمُ، وبِقَدِر، والْأَصْحَبُ، والْأنْهر(1)، والْكِتبُ، ومنكر الثَّلاثة(2) إلَّا أربعة مَوَاضِع «لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابُ»(3) - «كِتَابٌ مَعْلُومٌ»(4) - «کِتَاب رَبِّكَ» - في الکَهْفِ(5) - و«كِتَابٍ مُبينٍ» في النَّمل(6) - وَمِنَ الْبَسْمَلَةِ(7)، و«بِسْمِ اللهِ مَجْرتها -، وَمِنْ أَوَّلِ الْأَمْرِ مِنْ سَأَلَ - وَمِنْ كُلِّ مَا اجْتَمَعَ فِيهِ أَلِفَانِ أَوْ ثَلاثَةٌ نحو: ءادم - ءَآخَر - ءَأَشْفَقْتُمْ - ءَأَنْذَرْتَهُمْ - وَمِنْ: رَءَا كَيْفَ وَقَعَ إِلَّا: «مَا رَأَى» - و«لَقَدْ رَأَى» في النَّجْم -(8) و«ءَالْئَن» - إلَّا: «فَمَن يَسْتَمعُ الْأَنَ» -(9) وَالْأَلِفَانِ من: «لْئيْكَة» إلَّا في الحجر(10) وق(11). وتُحْذَفُ الْيَاءُ مِنْ كُلِّ مَنقُوصٍ مُنَوَّنٍ رَفْعاً وَجَرّاً نَحْوَ «باغٍ وَلَا عَادٍ» - وَالْمُضَافُ(12) لَهَا إِذَا نُودِيَ(13) إِلَّا: «يُعِبَادِي الَّذِينَ ءَآمَنُوا» في(14)

ص: 342


1- ساقطة من [أ]
2- أي: أصْحَب، أَنْهر، كِتب
3- سورة الرعد: آية 38
4- سورة الحجر: آية 4
5- سورة الكهف: آية 27
6- سورة النمل: آية 1
7- أي من مواضع حذف الألف: حذفها من: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم
8- سورة النجم: آية 18،11
9- سورة الجن: آية 9
10- «وَإنْ كانَ أَصْحَبُ الأَيْكَةِ لَظَّالِمِين» سورة الحجر: آية 78
11- «وَأَصْحَبُ الأَيْكَةِ وَقَوْم تُبَّعٍ...» سورة ق: آية 14
12- من أول: والمضاف لها إلى نهاية قاعدة الحذف ساقط من «ب»، وهذا أول الكلام عن حذف الياء بعد أن فرغ من الكلام عن حذف الألف
13- أي المنادي المضاف إلى الباء
14- سورة العنكبوت: آية 56، وفي الإتقان آية أخرى وهي: «يعبادي الَّذينَ اسْرَفُوا...» سورة الزمر: آية 53، الإتقان 149:4

العَنْكَبوتِ - أَوْ لَمْ يُنَادَ إِلَّا «وَقُلْ لِعِبَادِي»(1) «أَسْرِ بِعِبَادِي»(2) في طه والدّخان - «فَادْخُلِي في عِبدي وادْخُلِي جَنَّتِي»(3) وَمَعَ مِثْلِهَا نحو: «وَلِيِّ» - و«الْحَوَارِيِّن - و«مُتَكِئينَ» - إِلَّا «عِلّيّين» - و«يُهَيِّىء» - و «هَيِّىء - و«مكْر السَّيِّيء» - و«سَيِّئَة» - و«السَّيِّئَة» - أَفعَيينَا - و«يُحْيى» مع ضمير لَا مُفْرداً وَحَيْثُ وَقَعَ «أَطِيعُونِ» - «اتَّقُونِ» - «خَافُونِ» - «ارْهَبُونِ» - «فَأَرْسِلُونِ» - و«اعْبُدُونِ» إِلَّا في يس(4) / «واخْشَوْنِ» - إِلَّا في الْبَقَرَةِ(5) - و«يَكيدُونِ» - إِلَّا: «فَكِيدُونِي جَميعاً»(6) - / و«اتَّبِعُونِ إِلَّا في آلِ عَمْرَانَ(7) وَطَه(8) - و «لَا تَنظرونِ» - و «لا تَستَعْجلونِ» - «ولا تَكْفُرُونِ» - «وَلَا تَقْرَبُونِ» - «ولَا تُخْزُونِ» - «وَلَا تَفْضَحُونِ»، «يَهْدِينِ» و «سَيَهْدِينِ» و «كَذَّبُونِ» - «يَقْتُلُونِ» - «أَنْ يُكَذِّبُونِ» - و«وَعِيدِ» - و «الْجَوَارِ» و«بِالْوَادِ» - و«الْمُهْتَدِ» - إِلَّا فِي الْأَعْرافِ(9) - وَتُحْذَفُ الْوارُ مَعَ أُخْرَى نَحْو: «لَا يَسْتَوُن» - «فَاءُو» - وَإِذَا الْمَوْءُدَةُ - يَؤُساً - وتُحْذَفُ(10) اللَّامُ مُدْغَمةً

ص: 343


1- سورة الإسراء: آية 53
2- سورة طه: آية 77، وسورة الدخان: آية 23
3- سورة الفجر: الآية الأخيرة
4- «وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمَ» سورة يس: آية 61
5- «فَلَا تَخْشَوْهُمْ واخْشُونِي ولُأِتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ...» سورة البقرة: آية 150
6- سورة هود آية 55
7- «قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّون اللهَ فاتَّبِعُوني...» سورة آل عمران: آية 31
8- «وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي...» سورة طه: آية 90
9- هذا آخر الكلام عن حذف الياء، وبعده حذف الواو
10- حذف اللَّام

في مِثْلِهَا نحو: الَّيْل - الَّذِي، إلَّا: اللهُ، اللَّهُمَّ، اللَّعنة وفروعه واللَّهو، واللُّغو، واللُّؤلؤ، واللَّات، واللَّمَم - واللَّهَب - واللَّطيف - واللَّوَّامَة.

فَرْعٌ:

في الْحَذْفِ الَّذِي لَمْ يَدْخُلْ تَحْتَ الْقَاعِدَةِ

حُذِفَتْ الْأَلِفُ مِنْ: «مُلِكَ الْمُلْكِ»(1) - «ذُرِّيَّةً ضِعفاً»(2) - «مُرَغَماً»(3) - «خَدِعُهُمْ»(4) - «أكَّلُونَ لِلسُّحْتِ»(5) - «بَلِغُ»(6) - «لِيُجدلُوكُمْ»(7) - «وَبَطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ» فِي الْأَعْرافِ(8) وهُود(9) «الْمِیعده» في الْأَنْفَالِ(10) - تُرَاباً في الرَّعدِ(11) والنَّمْلِ(12) وعَمَّ(13) - جُذاذًا(14) - يُسْرِعُون(15) - «آيةَ الْمُؤْمِنُونَ»(16) - «يأيُّهَ

ص: 344


1- سورة ال عمران: آية 26
2- سورة النساء: آية 9
3- سورة النساء: آية 100
4- سور النساء: آية 142
5- سورة المائدة: آية 42
6- سورة الطلاق: آية 3
7- سورة الأنعام: آية 121
8- سورة الأعراف: آية 118
9- سورة هود: آية 16
10- سورة الأنفال: آية 42
11- سورة الرعد: آية 5
12- سورة النمل: آية 67
13- الآية الأخيرة
14- سورة الأنبياء: آية 58
15- سورة المائدة: آیة 52
16- سورة النور: آية 31

السَّاحِرُ»(1) - «أَيُّهَ الثَّقَلَانِ»(2) - «اُمِّ مُوسَى فَرِغاً»(3) - «وَهَلْ يُجزى»(4) - «مَنْ هُوَ كَذِبٌ»(5) - «لِلْقَسِيَةِ»(6) في الزُّمر - «أثرَةٍ»(7) - «عَهَدَ عَلَيْهُ اللهِ»(8) - «وَلَا كِذباً»(9) - وحُذِفَتْ الياءُ من «إبراهيم» في سورة البقرة(10) و«الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ»(11) - و«مَنْ اتَّبَعَنِ»(12) - و«فَسَوْفَ يَأْتِ اللهُ»(13) - «وقَدْ هَدَنِ»(14) «نُنْجِ الْمُؤْمِنِين»(15) - «فَلَا تَسْأَلْنِ مَالَيْسَ»(16) - «يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ»(17) - «حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقاً»(18) - «تُفَنِّدُون»(19) -

ص: 345


1- سورة الدخان: آية 49
2- سورة الرحمن: آية 31
3- سورة القصص: آية 10
4- سورة سبأ: آية 17
5- سورة الزمر: آية 3
6- سورة الزمر: آية 22
7- سورة الأحقاف: آية 4
8- سورة الفتح: آية 10
9- سورة النبأ: آية 35
10- سورة البقرة: آية 258
11- سورة البقرة: آية 186
12- سورة آل عمران: آية 20
13- سورة المائدة: آية 54
14- سورة الأنعام: آية 80
15- سورة يونس: آية 103
16- سورة هود: آية 46
17- سورة هود: آية 105
18- سورة يوسف: آية 66
19- سورة يوسف: آية 94

«الْمُتَعَالِ»(1) - «مَتَابِ»(2) - «مَآبِ»(3) - «عِقَاب»(4) في الرَّعْدِ وغَافِر وص «أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ»(5) - «وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ»(6) - «لَئِنْ أخَّرْتَنِ»(7) - «أَنْ يَهْدِين»(8) - «إِنْ تَرَنِ»(9) - «أَنْ يُؤْتينِ»(10) - أَنْ تُعَلَّمَنِ»(11) - «نَبْغِ»(12) الخمسة في الكَهْفِ (13) - «أَلَا تَتَّبِعَنِ» في طه(14) - «وَالْبَادِ»(15) - «وَإِنَّ اللهَ لَهَادِ»(16) - «أَنْ يَحْضُرُونِ»(17) - «رَبِّ ارْجِعُونِ»(18) - «وَلَا تُكَلِّمُونِ»(19) -

ص: 346


1- سورة الرعد: آية 9
2- سورة الرعد: آية 30
3- سورة الرعد: آية 29
4- سورة الرعد: آية 32
5- سورة إبراهيم: آية 22
6- سورة إبراهيم: آية 40
7- سورة الإسراء: آية 62
8- سورة الكهف: آية 24
9- سورة الكهف: آية 39
10- سورة الكهف: آية 40
11- سورة الكهف: آية 66
12- سورة الكهف: آية 64
13- أي الآيات الخمس الماضية
14- سورة طه: آية 93
15- سورة الحج: آية 25
16- سورة الحج: آية 54
17- سورة المؤمنون: آية 98
18- سورة المؤمنون: آية 99
19- سورة المؤمنون: آية 108

«يَسْقِينِ»(1) - «يَشْفِينِ»(2) - «يُحْيِينِ»(3) - «وَادِ النَّملِ»(4) - «أَتُمَدُّونَنِ»(5) - «فَمَاءَ اتنِ»(6) - «تَشْهَدُونِ»(7) - «بهدِي الْعُميِ»(8) - «كَالْجَوَابِ»(9) - «إِنْ يُرِدْنَ الرَّحْمَنُ»(10) - «لَا يُنْقذُونِ»(11) - «فَاسْمَعُونِ»(12) - «لَتُرْدِين»(13) - «صَالِ الْجَحِيمِ»(14) - التَّلَاقِ»(15) - «التَّنَادِ»(16) - «تَرْجُمُونِ»(17) - «فَاعْتَزِلُونِ»(18) - «يُنَادِ الْمُنَادِ»(19) - «لِيَعْبُدُونِ»(20) -

ص: 347


1- سورة الشعراء: آية 79
2- سورة الشعراء: آية 80
3- سورة الشعراء آية 81
4- سورة النمل: آية 18
5- سورة النمل: آية 36
6- سورة النمل: آية 36
7- سورة النمل: آية 32
8- سورة النمل: آية 81
9- سورة سبأ: آية 13
10- سورة يس: آية 23
11- سورة يس: آية 23
12- سورة يس: آية 25
13- سورة الصافات: آية 56
14- سورة الصافات: آية 163
15- سورة غافر: آية 15
16- سورة غافر: آية 32
17- سورة الدخان: آية 20
18- سورة الدخان: آية 21
19- سورة ق: آية 41
20- سورة الذاريات: آية 56

«يُطْعِمُونِ»(1) - «يَدْعُ الدَّاعِ» مَرَّتَيْنِ في القمر(2) ويَسْرِ»(3) - «أَكْرَمَنِ»(4) - «أَهَنَنِ»(5) - «وَلِيَ دِينِ»(6) - وحُذفَت الْواوُ مِنْ: وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ(7) - «ويَمْحُ اللَّهُ» في حم»(8) - «يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ»(9) - «سَنَدْعُ الزَّبَانِيَة»(10).

الْقَاعِدَةُ الثَّانِيَةُ في الزِّيَادَة: زِيدَت أَلِفٌ بَعْدَ الْوَاوِ آخِرَ اسْمٍ مَجْمُوعٍ نحو: «بَنُواْ إِسْرَائِيلَ»(11) - «مُلقُوا رَبِّهِمْ»(12) - «أُولُوا الْألْبَابِ»(13) بِخلافِ الْمُفْرَدِ نحو: «لَذُو عِلْمٍ»(14) إلَّا «الرِّبَوا»(15) - «إِنْ امْرُو أَهَلَكَ»(16) وآخِرَ فِعْلٍ مُفْرَدٍ أَوْ جَمْعَ مَرْفُوعٍ أَوْ مَنْصُوب إِلَّا:

ص: 348


1- سورة الذاريات: آية 57
2- سورة القمر: آيتا 8،6
3- سورة الفجر: آية 4
4- سورة الفجر: آية 15
5- سورة الفجر: آية 16
6- سورة الكافرون: آية 6
7- سورة الإسراء: آية 11
8- سورة الشورى: آية 24
9- سورة القمر: آية 6
10- سورة العلق: آية 18 هذا آخر كلام المؤلف على الحذف في رسم المصحف، واقرأه بالتفصيل في النشر لابن الجزري 2: 136 وما بعدها
11- سورة يونس: آية 90
12- سورة البقرة: آية 46
13- سورة آل عمران: آية 7
14- سورة يوسف: آية 68
15- سورة البقرة: آية 278
16- سورة النساء: آية 176

«جَاءُو»، و«بَاءُو» حَيْثُ وَقَعَا - و«عَتَوْعُتُوا»(1) - «فَإِنْ فَاءُو»(2) - «وَالَّذِينَ تبوَّءُ و الدَّارَ»(3) - «عَسَى الله أنْ يَعْفُو عَنْهُمْ» فى النِّسَاء(4) - «سَعَوْ في ءَايتنا» في سَبَأْ(5) [وَبَعْدَ الْهَمْزَةِ الْمَرْسُومَةِ وَاواً نحو]:(6) «تَفْتَؤُا» وفي: «مَائة» و«مائتين» و«الظُّنُونَا» و«الرَّسُولا» و«السَّبيلَا» «وَلَا تَقُولَنَّ لِشَايْءٍ»(7) - «أَوْ لْأ اذْبَحنَّهُ»(8) «وَلَا أَوْضَعُوا»(9) - وَ«لَا إلَى الله»(10) - و«لا إلى الْجَحِيم»(11) - و«لَا تَايْتَسُوا» - و«إِنَّهُ لَا يَابْتَسُ»(12) - «أَفَلَمْ يَايْئَسْ»(13). [وبَيْنَ الْيَاءِ والجيم في «جاىءَ» في الزُّمر(14) / وزيدَتْ(15) ياءً في: «نَبَإِيْ الْمُرْسَلين»(16) - و«مَلَاءيْهِ»(17) و«مَلَإیْهِمْ»(18) - «وَمِنْ ءَانَاءِي

ص: 349


1- سورة الفرقان: آية 21
2- سورة البقرة: آية 226
3- سورة الحشر: آية 9
4- سورة النساء: آية 99
5- سورة سبأ: آية 5
6- ما بين القوسين ساقط من «ب»
7- سورة الكهف: آية 23
8- سورة النمل: آية 21
9- سورة التوبة: آية 47
10- سورة آل عمران: آية 158
11- سورة الصافات: آية 68
12- سورة يوسف: آية 87
13- سورة الرعد: آية 31
14- سورة الزمر: آية 69، وسورة الفجر: آية 23
15- زيادة الياء
16- سورة الأنعام: آية 34
17- سورة يونس: آية 75
18- سورة يونس: آية 83

اللَّيلِ» في طه(1) - «مِنْ تِلْقَائى نَفْسي»(2) - «مِنْ وَرَاءِي حِجَابٍ»(3) في شورى - «وَإِيتَاءِي ذِي الْقُرْبَي» في النَّحْل(4) - «ولِقَاءِي الْآخِرَةَ» في الرُّومِ (5) «بِأَييكُم الْمَفْتُون»(6) - «بَنَيْنَهَا بِأَيْيدٍ»(7) - «أَفَإِينْ مَاتَ»(8) - «أَفَإِينْ متَّ»(9) - وَزِيدَتْ(10) واوٌ في: اُوُلُوا وَفُرُعِهِ - و «سَأُوْرِيكُمْ»(11) - وَكُتِبَ ابْنُ بالهمزة مطلقاً](12).

القاعدة الثالثة في الهمز: يُكْتَبُ السَّاكِنُ بِحَرْفِ حَرَكَةِ مَا قَبْلَه أَوَّلاً أَوْ وَسَطاً أَوْ آخِراً نحو: ائْذَنْ - اُؤْتُمِنَ - وَالْبَأْسَاءَ - اقْرَأْ - جِئْنَاك - هَيِّيء - الْمُؤْتُونَ - تَسُوؤُهُمْ - إلَّا: «فادَّارَءْتُمْ»(13) رِءْيساً»(14) - «الرّءیا»(15) - «شَطْئَهُ»(16) فَحُذِفَ فِيها - وكَذَا أَوَّلَ الْأَمْرِ بَعْدَ فَاءٍ نحو:

ص: 350


1- سورة طه: آية 130
2- سورة يونس: اية 15
3- سورة الشورى: آية 51
4- سورة النحل: آية 90
5- سورة الروم: آية 16
6- سورة القلم: آية 6
7- سورة الذاريات: آية 47
8- سورة آل عمران: آية 144
9- سورة الأنبياء: آية 34
10- زيادة الواو
11- سورة الأعراف: آية 145
12- ما بين القوسين ساقط من [ب]
13- سورة البقرة: آية 72
14- سورة مريم: آية 74
15- سورة الإسراء: 60
16- سورة الفتح: آية 29

«فَأْتُوا» أَوْ وَاوٍ نَحو: «وَأْتَمِرُوا» - والْمُتَحَرِّكُ: إِنْ كَانَ أَوَّلاً أَو اتَّصَلَ بِهِ حَرْفٌ زَائِدُ بالْأَلِفْ مُطْلَقاً نحو: «أَيُّوب» - «إِذْ» - أولوا - «سَأَصْرِفُ» - «فَبِأَيِّ» - «سَأُنْزِلُ» - إِلَّا مَوَاضع: «أَئِنكُمْ لَتَشْهَدُونَ»(1) - «أَئِنَكُمْ لَتَأْتُونَ» في النَّملَ(2) والعنكبوت «أَئِنَكُمْ لَتَكْفُرُونَ»(3) - «أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ» في النَّمل(4) - «أَئِنَّا لَتَارِكُوا»(5) «أَئِنَّ لَنَا» في الشعراء(6) - «أَئِذَا(7) مِتْنَا» - «أَئِنْ ذُكِرْتُمْ»(8) - «أَئِفْکاً»(9) - «أَئِمَّةً»(10) - «ولئلَّا»(11) - «لَئِنْ»(12) - «يَوْمَئِذٍ»(13) - «حِينَئِذٍ» - فَتَكَتَبُ فِيهَا بِالْيَاء إِلَّا «قُلْ(14) أَؤُ نَبِّئُكُمْ»(15) - و«هَؤُلَاءِ» فتَكْتَبُ بالْوَاو / وَإنْ كَانَ وَسَطاً فَبِحَرْفِ حَرَكَتِهِ(16) نحو:

ص: 351


1- سورة الأنعام: آية 19
2- سورة النمل: آية 55، وسورة العنكبوت: آية 29
3- سورة فُصِّلَتْ: آية 9
4- سورة النمل: آية 67
5- سورة الصافات: آية 36
6- سورة الشعراء: آية 41
7- سورة الصافات: آية 16
8- سورة يس: آية 19
9- سورة الصافات: آية 86
10- سورة السجدة: آية 24
11- سورة النساء : آية 165
12- سورة الزمر: آية 65
13- سورة الفجر: آية 23
14- من أول: «قُلْ أَونَبِئُكُمْ» إلى نهاية القاعدة الثالثة وبداية القاعدة الرابعة ساقط من [ب]
15- سورة آل عمران: آية 15
16- أي علي الحرف الذي يناسب حركته، فالفتحة يناسبها الألف، والضمة يناسبها الواو، والكسرة يناسبها الياء

سَأَلَ - سُئِلَ - تَقْرَؤُهُ - إلَّا: جَزَاؤُهُ الثَّلاثة في يُوسف(1) - وَلَأمْلَثَنَّ - وامْتَلَئَتَ - واشْمَئَزَّتْ - واطْمَئَنَّوا - فَحُذِفَ فِيهَا - وَإلَّا إنْ فُتِحَ وَكُسِرَ أَوْضُمَّ مَا قَبْلَهُ، أَوْ ضُمَّ وَكُسِرَ مَا قَبْلَهُ فَبِحَرْفِه نحو الخاطِئَة - فُؤَادُكَ - سَنُقْرِتُكَ(2) - فَإِنْ كَانَ مَا قَبْلَهُ سَاكِناً حُذِفَ هو نحو: يُسْئَل - لَا تَجْرَؤُا - إلَّا: النَّشْأَةَ(3) - وَمَوْئِلًا(4) - في الكَهْفِ، فإِنْ كَانَ أَلِفاً وَهُوَ مَفْتُوحٌ(5) فَقَدْ سَبَقٍ أَنَّهَا تُحذَفُ لاجْتِمَاعِهَا مَعَ أَلِفٍ مِثْلِهَا - إذا الْهَمْزَةِ حينئذ بصُورَتِهَا نحو: أَبْنَاءَنَا - وَحُذِفَ مِنْهَا أَيْضاً في: «قُرْءَاناً» في يُوسُف(6) والزُّخْرف(7) - فَإِنْ ضُمَّ أَوْ كُسِرَ فَلَا نحو: آبَاؤُكُمْ - آبَائِهِمْ - إلَّا: «وَقَالَ أَوْلِيلؤُهُمْ(8) - «إلَى أَولِيائِهِمْ»(9) في الأنعام - «إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ» في الأنفال(10) - «نَحْنُ أَوْلَيَاؤُكُمْ» فِي فُصِّلَتْ(11) - وَإِنْ كَانَ بَعْدَهُ حَرْفٌ يُجَانِسُهُ فَقَدْ سَبَقَ أَيْضاً أَنَّهُ يُحْذف نحو: «شَنَئَان»(12) -

ص: 352


1- سورة يوسف: آيتا 74، 75
2- «الخاطئة» مثال للهمزة التي فُتِحَتْ وكُسِرَ ما قَبْلَهَا. و «فَؤَادُكَ» مثالٌ للهمزة التي فتحت وضُمَّ ما قبلها، و«سَنُقْرِئُكَ» مثال للهمزة التي ضُمَّت وكُيرَ ما قبلها
3- سورة الواقعة: آية 62
4- سورة الكهف: آية 58
5- أي إن كان ما قبل حرف الهمز ألِفاً وحرف الهمز مفتوح
6- سورة يوسف: آية 2
7- سورة الزخرف: آية 3
8- سورة الأنعام: آية 128
9- سورة الأنعام: آية 121
10- سورة الأنفال: آية 34
11- سورة فصلت: آية 31
12- سورة المائدة: آية 8

خَسِئين»(1) - «مُسْتَهْزِءُونَ»(2) - وَإِنْ كَانَ آخِراً فَبِحَرْفِ حَرَكَةِ مَا قَبْلَهُ نحو: سَبَأَ - شَاطِىء - لُؤْلُؤْ - إلَّا في مَوَاضِع: تَفْتَؤُا - يَتَفَيؤُا - أتوكَّؤُا - لَا تَظْمَؤُا - مَا يَعْبَؤُا - يَبْدَؤُا - يُنَشِّؤُا - يَذْرَؤُا - نَبَؤُ - فَقالَ الْمَلَؤُا الأوَّل في قَدْ أَفْلَحَ(3) والثَّلاثة في النمل(4) «جَزَاؤ» - في خمسةِ مواضع: اثنان في المائدة(5) وفي الزمر(6) والشورى(7) والحَشْر(8) - «شُرَكُؤُا» في الأنعام(9) وشورى(10) «يَأْتِيهِمْ أَنْبؤُا:» فى الأنعام(11) والشعراء(12) - «عُلَمَؤُا بَنِي»(13) - «وَمِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمُؤُا»(14) - «الضُّعَفُوا» في إبراهيم(15) وغافر(16) - «في أَمْوَالِنَا

ص: 353


1- سورة البقرة: آية 65
2- سورة البقرة: آية 14
3- سورة المؤمنون: آية 24
4- سورة النمل: الآيات: 32،29، 38
5- سورة المائدة: آيتا: 33،29
6- سورة الزمر: آية 34
7- سورة الشورى: آية 40
8- سورة الحشر: آية 17
9- سورة الأنعام: آية 22
10- سورة الشوري: آية 21
11- سورة الأنعام: آية 5
12- سورة الشعراء: آية 6
13- سورة الشعراء: آية 197
14- سورة فاطر: آية 28
15- سورة ابراهيم: آية 20
16- سورة غافر: آية 47

مَانَشؤا» - و«مَا دُعؤُا»(1) في غافر «شفَعَؤُا» في الرُّوم(2) - «إنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلؤُا» -(3) «بَلَؤٌا مُبينٌ» في الدخان(4) - «بُرَءَاؤُا منكُمْ»(5) - فكُتِبَ في الكُلِّ بِالْوَاءِ - فَإِنْ سَكَنَ مَا قَبْلَهُ حُذِفَ هُو نحو: «مِلْءُ الْأَرْضِ» دِفْء - شَيْء - الْخَبْ - مَاء - إلَّا «لَتَنُوأُ» - «وَأَنْ تَبَوَّءَا» - «والسُّوآي» - كذا قَالَه الْفَرَّاء - والَّذِي عِنْدِي أَنَّ هَذِه الثَّلَاثَةِ لا تُسْتَثْنَى لأنَّ الْأَلِف الَّتِي بَعْدَ الْواوِ لَيْسَتْ صُورةَ الْهَمْزَة بَلْ هِيَ الْمزِيدَةُ بَعْدَ وَاوِ الْفِعْلِ فَتَأَمَّلْ.

الْقَاعِدَةُ الرَّابِعَةُ فِي الْبَدَلَ: يُكْتَبُ بِالْوَاوِ(6) أَلِفُ الصَّلَوَاةِ، وَالزَّكَوةِ، وَالْحَيوةِ والرَّبَوا غيرَ مُضَافَاتٍ. والغَدوةِ، ومِشْكَوة، والنَّجَوة، وَمَنْوة - وبالْياءِ كلُّ أَلِفٍ مُنْقَلِبَة عَنْهَا نحو: «يَتَوَفَّكُمْ» - فِي اسْمٍ أَوْ فِعْلٍ اتَّصَلَ بِهِ ضميرٌ أَوْلَا لَقِيَ سَاكِناً أَمْ لَا وَمِنْهُ: «يَا وَيْلَتَي» - «يَا حَسْرَتَي» - «يَا أَسَفَي». إِلَّا «تَتْرَا» - و«كِلْتا» - «وَمَنْ عَصَاني» - «وَالْأَقْصَا» - وَ«أَقْصَا الْمَدِينَة» - [و «مَنْ تَولَّاهُ» - و«طَغَا الْمَاءُ» - و«سِيمَاهُمْ» - وَمَا قَبْلَها يَاءٌ كالدُّنْيَا، والْحَوَايَا، وهَدَايَا، إلَّا يحيى اسْماً

ص: 354


1- سورة غافر: آیة 50
2- آية سورة الروم: آية 13
3- سورة الصافات: آية 106
4- سورة الدخان: آية 33
5- سورة الممتحنة: آية 4
6- في الإتقان: للتفخيم والبدَل، أو الإبدال: هو إبدال حرف بآخر. انظر: النَّشر لابن الجزَري2: 129 وما بعدها

وَفِعْلًا - ويُكْتَبُ بِهَا(1): عَلَى، وَإلَى وأنَّى بمعْنى كَيْفَ، ومَتى، وَبَلَى، وحَتَّى، وَلَدَي إِلَّا: «لَدَا الْباب»(2)] / وَيُكْتَبُ بِالْأَلِفِ الثُّلَاثيُّ الْوَاوِيُّ اسْماً أَوْ فِعْلًا نَحْوَ: الصَّفا، وَشَفَا، وَعَفَا. إلَّا: ضُحَى كيف وقع، و«مَازَكَى مِنْكُمْ»(3) - وَدَحَها - وَتَلَها - وَطَحها، وَسَجَى - وَيُكْتَب بالْأَلِف نُون التَّأكِيد الْخَفيفة، وإذاً(4)، وَبالنُّون: كَأَيِّن - وبالهاء هاءٌ التأنيث إلَّا: «رَحْمَتَ» فِي الْبَقَرَةِ، وَالْأَعْرَافِ، وَهُود، ومَرْيَم، والرَّوم، والزّخْرَف(5) و «نِعْمَتَ» في البقرة وآل عمران والمائدة وإبْراهيم والنَّحْل ولُقْمَان وفَاطر والطُوُّر(6) و«سُنّت» في الأنفال وفاطر وغافر(7)

ص: 355


1- أي بالياء
2- ما بين القوسين ساقط من «ب»
3- من قوله: «وما زكى منكم» إلى نهاية القاعدة الرابعة ساقط من ب
4- في الإتقان: ويكتب بالألف نون التوكيد الخفيفة: لنسفعاً، ويكونا، وإذاً 154:4
5- رَحْمَت في سبعة مواضع. في سورة البقرة «أولئك يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللهِ» آية 218. وفي سورة الأعراف: «إِنَّ رَحْمَت اللهِ قَريبٌ» آية 56، وفي سورة هود «رَحْمَتُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ» آية 73، وفي سورة مريم «ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ» آية 2، وفي سورة الروم: «إلى آثار رَحْمَتِ اللهِ» آية 50، وفي سورة الزخرف: «أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ» آية 32، «وَرَحْمَت رَبِّكَ خَيْرٌ» آية 32، النشر: 2: 129
6- «نِعْمَتَ» في أحد عشرَ موضِعاً. في سورة البقرة «نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ وما أَنْزَلَ» آية 231، وفي سورة آل عمران: «نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ» آية 103، وفي سورة المائدة: «نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ همَّ» آية 11، وفي سورة ابراهيم: «بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كفراً» آية 28، «وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ» آية 34، وفي سورة النحل: «وَبِنْعْمَتِ اللّهِ هم يَكْفُرُون» آية 72، «يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ» آية 83، «واشْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ» آية 114، وفي سورة لقمان: «في البَحْرِ بِنِعْمَتِ اللهِ» آية 31، وفي سورة فاطر: «نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ» آية 3، وفي سورة الطور: «فَذَكِّرْ فَمَا أَنتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ» آية 29
7- «سُنت» في خمسة مواضع: في سورة الأنقال: «فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الأَوَّلِين» آية 38، وفي سورة فاطر «فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الأولين، فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تبْديلاً، وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَحْويلاً» آية 43، وفي سورة غافر: «سُنْتَ اللهِ الَّتي قَدْ خَلَتْ في عِبادِهِ» آية 85

و«امْرَأَت» مَعَ زَوْجها(1) - «وَتمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى»(2) - «فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ الله»(3) - وَ«الْخَامِسَةُ أَنْ لَعْنَتَ اللهُ عَلَيْه»(4) و«مَعْصِيَتِ»(5) في الْمُجَادَلَة - «إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُوم»(6) - «قُرَّتُ عَيْنٍ»(7) وَ «جَنَّتُ نَعيم»(8) - «بَقِيَّتُ الله»(9) - «يَا أَبَتِ»(10) - و«اللَّات»(11) - و«مَرْضَات»(12) - و«هَيْهاتَ»(13) - و «ذات»(14) - و«ابْنَتَ»(15) - و«فِطْرَت»(16).

ص: 356


1- «امْرَأَتُ» في سبعة مَوَاضع: في سورة آل عمران: «إِذْ قَالَتْ امْرَأَتُ عِمْرَانَ» آية 35، وفي سورة يوسف «قَالَتِ امْرَأَتُ العَزِيزِ» آيتي 30، 51، في الموضعين، وفي سورة القصص: «وقَالَتْ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ» آية 9، وفي سورة التحريم: «امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ وامْرَأَتَ فِرْعَوْنَ» آیتا 11،10
2- سورة الأعراف: آية 137
3- سورة آل عمران: آية 61
4- سورة النور: آية 7
5- في موضعين 9،8
6- سورة الدخان: آية 43
7- سورة القصص: آية 9
8- سورة الواقعة: آية 89
9- سورة هود: آية 86
10- سورة يوسف: آية 4، وسورة مريم: آية 42، وسورة القصص آية 26، وسورة الصافات: آية 102
11- سورة ص: آية 3، وسورة النجم: آية 19
12- سورة البقرة: آية 265، وصورة النساء: آية 114، وسورة التحريم: آية 1
13- سورة المؤمنون: آية 36
14- سورة النمل: آية 60
15- سورة التحريم: آية 12
16- سورة الروم: آية 30

الْقَاعِدَةُ الْخَامِسَةُ فِي الْوَصْلِ وَالْفَصْلِ: تُوصَلُ أَلَّا بِالْفَتِحْ إلَّا عَشرة: «أنْ لَا أَقُولَ» - «أَنْ لَا تَقُولُوا»؛ في الْأَعْرَاف(1) - «أَن لَا مَلْجَأَ» في التوبة(2) - «أَنْ لَا إلَه»(3) - «أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا الله إنِّي أَخَافُ»(4) - «أَنْ لَا تُشْرِكَ»(5) في الحج - «أَنْ لَا تَعْبُدُوا»(6) في یس - «وَأَنْ لَا تَعْلُوا»(7) في الدُّخَان - «أَنْ لَا يُشْرِكْنَ»(8) في الممْتَحَنَة - «أَنْ لَا يَدْخُلَنَّها» في ن(9) و«مِمَّا»(10): إِلَّا: «مِنْ مَا مَلَکَتْ» في النِّسَاءِ وَالرُّوم(11) - «مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ»(12) في المنافقين - و«مِمَّن» مُطْلَقاً - وَ«عَمَّا» إِلَّا: «عَنْ مَا نُهُوا»(13) - وَ«إِمَّا بالكَسْر إلَّا: وَ«إنْ مَا نُرِيَنَّكَ»(14) في الرَّعد - وَ«أَمَّا بِالْفَتْحِ مُطْلَقاً - و«عَمَّن» إِلَّا: وَ«يَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ»(15) في النور - «عَنْ مَنْ تَولىَّ»(16) في النجم -

ص: 357


1- سورة الأعراف: آیتا 105، 169
2- سورة التوبة: آية 118
3- سورة هود: آية 14
4- سورة هود: آية 26
5- سورة الحج: آية 26
6- سورة يس: آية 60
7- سورة الدخان: آية 19
8- سورة الممتحنة: آية 12
9- سورة ن: آية 24
10- من قوله و «مِمَّا» إلى نهاية القاعدة الخامسة في الوصل والفصل ساقط من [ أ ]
11- سورة النساء: آية 25، وسورة الروم: آية 28
12- سورة المنافقون: آية 10
13- سورة الأعراف: آية 166
14- سورة الرعد: آية 40
15- سورة النور: آية 43
16- سورة النجم: آية 29

و«أَمَّن» إلَّا: «أَمْ مَنْ يَكُونُ»(1) النساء - «أَمْ مَنْ أَسَّسَ»(2) - «أَمْ مَنْ خَلَقْنَا»(3) في الصَّافَّات - «أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً»(4)، وَ«إِلَّم» بالكَسْرِ إلَّا: «فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا»(5) في الْقَصَصْ - وَ«فِيمَا» إلَّا: أَحَدَ عَشَر: «فِي مَا فَعَلْنَ» الثَّاني(6) في البقرة - «لِيَبْلُوَكُمْ في مَا» في الْمائِدة والْأَنْعَام(7) - «قُلْ لَا أَجِدُ في مَا»(8) - «في مَا اشْتَهَتْ»(9) في الأنبياء - «في مَا أَفَضْتُمْ»(10) - «في مَا ههُنا» في الشعراء(11) - «في مَا رَزَقْنَاكُمْ»(12) في الرُّوم - «في مَا هُمْ فيه» - «في مَا كَانُوا فِیه» كِلاهُمَا في الزُّمر(13) - «وَنُنْشِئكُمْ في مَا لَا تَعْلَمُونَ»(14) - «وَنِعَّما» و«مَهَّمَا» و«رُبَّما» و«كأَنما» و«إنَّما» إِلَّا: «إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآتٍ» في الأنعام(15) - وأَنَّما بالْفَتْحْ إلَّا: «وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ» فِي الْحَجَّ

ص: 358


1- سورة النساء: آية 109
2- سورة التوبة: آية 109
3- سورة الصَّافَّات: آية 11
4- سورة فُصِّلت: آية 40
5- سورة القصص: آية 50
6- سورة البقرة: آية 240
7- سورة المائدة: آية 48، وسورة الأنعام: آية 165
8- سورة الأنعام: آية 145
9- سورة الأنبياء: آية 102
10- سورة النور: آية 14
11- سورة الشعراء: آية 146
12- سورة الروم: آية 28
13- سورة الزمر: آيتا 3، 46
14- سورة الواقعة: آية 61
15- سورة الأنعام: آية 134

وَلُقْمَان(1) - وَ«كُلَّما» إلَّا: «كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ»(2) - «مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوه»(3) - و«بِئْسَمَا» - إلَّا مع اللَّام(4) - و«وَيْكَأَنَّ»(5) - وتُقْطَع «حَيْثُ مَا »(6) - و«أَنْ لَمْ» بالفتح(7) - و«أَنْ لَنْ» إِلَّا في الكَهْفِ والْقِيامَة(8) - و«أَيْنَ مَا» إلَّا: «فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا»(9) «أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ»(10) - واخْتُلِفَ في: «أَيْنَ مَا تَكُونُوا يُدْرككم»(11) - «أَيْنَما

ص: 359


1- سورة الحج: آية 61، وسورة لقمان: آية 30
2- سورة النساء: آية 91
3- سورة ابراهيم: آية 34
4- وهي خمسة مواضع: سورة البقرة: «وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا» آية 102، وسورة المائدة: «وَأَكْلِهِمْ السُّحْت لَبِئْسَ مَا كَانُوا» آيتا 62، 63 في الموضعين، و «عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا، يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ» آيتا 79، 80، واختلف في: «قُلْ بِئْسَ ما يَأْمُرُكُمْ به إِيمَانُكُمْ» آية 93 في سورة البقرة، ففي بعضها مفصول وفي بعضها موصول، انظر: النشر 148:2 وما بعدها
5- في النشر لابن الجزري: فأمَّا: ويْكَأَنُ، وَوَيْكَأَنَّه، وكلاهما في سورة القصص، فأجمعت المصاحف على كتابتهما كلمة واحدة موصولة. النشر 151:2
6- [حَيْثُ ما] كتب مفصولاً حيث وقع نحو: «وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ» سورة البقرة آية 144، النشر: 149:2
7- كتب مفصولاً في جميع القرآن نحو: «ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ» سورة الأنعام: آية 131، «أَنْ لَمْ يَرَهُ أحد» سورة البلد: آية 7، النشر 148:2
8- في النشر: 149:2 [وأَن لَن] كتب مفصولاً حيث وقع نحو: «أَنْ لَنْ يَقْدِرَ» سورة البلد: آية 5، «أَنْ لَن يَحُور» سورة الانشقاق: آية 14، إلَّا في موضعين وهما «أَلَن نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِداً» في سورة الكهف: آية 48، و«أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ» في سورة القيامة: آية 3
9- سورة البقرة: آية 115
10- سورة النحل: آية 76
11- سورة النساء: آية 78

كُنتُمْ تَعْبُدُونَ»(1) في الشُّعراء - «أَيْنَمَا تُقِفُوا» في الأَحْزاب(2) - و«لِكَيْ لَا»(3) - إلَّا في آل عمران والحج والحديد والثَّاني في الأحزاب(4) - و «يَوْمَ هُمْ»(5) - ونحو: «فمالِ»(6) - وَ«لآتَ حِینَ»(7) - «وَابْن أُمّ» - إلَّا في طه فكُتِبَت الْهَمْزةُ حينئذٍ واواً - وَحُذِفَت هَمْزَةُ «ابْن» فصَارَت هَكَذَا: «يَبْنَؤُمَّ»(8).

الْقَاعِدَةُ السَّادِسَةُ: في مَا فِيه قِرَاءَتَانِ فَكُتِبَ عَلَى إِحْدَاهُمَا - وَمُرَادُنَا: «الْقِرَاءَاتُ الْمَشْهُورَة»(9) فَمِنْ ذَلِكَ: «ملِكِ يَوْمِ الدِّين»(10) - «يُخدِعُونَ»(11) -

ص: 360


1- سورة الشعراء: آية 92
2- سورة الأحزاب: آية 61، فقد جاءت الثلاث في بعض المصاحف مفصولة وفي بعضها موصولة، النشر 148:2
3- أي تكتب مفصولة إلَّا في المواضع الأربعة المذكورة فتكتب موصولة
4- سورة آل عمران: آية 153، وسورة الحج: آية 5، وسورة الحديد: آية 23، وسورة الأحزاب: آية 50
5- فلم يقع إلَّا مفصولاً في موضعين: «يَوْمَ هُمْ بارِزون» في سورة غافر: آية 16، و«يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ» في سورة الذاريات: آية 13، انظر: النشر 2: 150
6- سورة المعارج: آية 36
7- سورة ص: آية 3
8- سورة طه: آية 94
9- أي غير الشاذَّة
10- نقرأ عاصم والكسائي: «مَالِكِ يَوْمِ الدِّين» بألف، وقرأ الباقون بغير ألف. حجة القراءات: 77
11- «... وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسهمْ...» سورة البقرة: آية 9، قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو: «وَمَا يُخَادِعُون إِلَّا أَنفُسَهُمْ» بالألف، وقرأ أهل الشام والكوفة: «وَمَا يَخْدَعُون» بغير ألف. حُجَّة القراءات: 78

«وَاعَدْنَا»(1) - و«الصَّعِقَة»(2) و «الرِّيح»(3) - و«تُفَدُوهُمْ»(4) - و«تَظَهرُونَ»(5) - وَ«لَا تُقَتِلُوهُمْ»(6) - وَ«نَحْوِهَا» - وَ«لَوْلَا دِفَعُ»(7) - «فَرِهنٌ»(8) - «طئِراً»(9) في «الْمَائِدَةِ» وَ«آل عمْران» - «فَيُضعِفُه»(10) ونحو:

ص: 361


1- «وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً...» سورة البقرة: آية 51، قرأ أبو عمرو بغير ألف وقرأه الباقون بألف بعد الواو. أنظر: الكشف عن وجوه القراءات السبع لمكي 1: 239
2- «فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمْ الصَّعِقَةُ وَهُمْ يَنظُرُونَ» سورة الذاريات: آية 44، قرأ الكسائي: «فَأَخَذَتْهُمُ الصَّعْقَةُ» بغير ألف، وقرأ الباقون: «الصَّاعِقَةُ» بالألف حجة القراءات لأبي زُرعة ص 680
3- «إنَّ في خَلْقِ السَّمَواتِ وَالأَرْضِ... وتَصْرِيفِ الرّيح...» سورة البقرة: آية 164، قرا حمزة والكسائي: «وتَصْرِيفُ الرّيحِ» بغير ألف، وقرأ الباقون: «وتَصْرِيفِ الرِّياحِ» حجة القراءات: 118، 119
4- سورة البقرة: آية 85، قرأ نافع وعاصم والكسائي: «تُفَادُوهُمْ» بالألف، وقرأ الباقون: «تَفْدُوهُمْ» حجة القراءات 104
5- سورة البقرة: آية 85، قرأ عاصم وحمزة والكسائي: «تَظَاهَرُونَ عليهم» بالتخفيف، وقرأ الباقون: «تظَّاهرون» بالتشديد حجة القراءات: 104
6- سورة البقرة: آية 191، قرأ حمزة والكسائي: «وَلَا تَقْتُلُوهُمْ» بغير ألف، وقرأ الباقون: «وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ» بالألف، حجة القراءات 127، 128
7- سورة البقرة: آية 251، قرأ نافع: «وَلولَا دِفَاعُ» بالألف، وقرأ الباقون: «دَفْع اللهِ» حجة القراءات 140
8- سورة البقرة: آية 283، قرأ ابن كثير وأبو عمرو: «فَرُهُنَ» برفع الراء والهاء، وقرأ الباقون: «فَرِهانُ» حجة القراءات: 152
9- سورة آل عمران: آية 49، قرأ نافع: «فيكون طائراً» وقرأ الباقون: «طَيْراً» حجة القراءات: 164
10- سورة البقرة: آية 245، قرأ ابن كثير «فَيُضَعِفَهُ»، وابن عامر: «فَيُضَعِفَهُ» وعاصم: «فَيُضَاعِفَه» والباقون: «فَيُضَاعِفُهُ»

«عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ»(1) - «الَأولينَ»(2) «لَمَسْتُمْ»(3) - «قَسِيَةً»(4) - «قِيماً للنَّاس»(5) «خَطِيئَتِكُمْ في الأَعْراف»(6) - «طَئِفٌ»(7) - «حشَ لله»(8) - «وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّرُ»(9) - «تَزَاوَرُ»(10) - «زَاكِيَةً»(11) - «فَلَا تُصْحِبْني»(12) -

ص: 362


1- سورة النساء: آية 33، قرأ عاصم وحمزة والكسائي، عَقَدَت أيمانُكُمْ بغير ألف، وقرأ الباقون: عاقدت حجة القراءات 201
2- سورة المائدة: آية 107، قرأ حمزة وأبو بكر: «الأولين» وقرأ الباقون: «الأوْلَيانِ» المرجع السابق: 238
3- سورة النساء: آية 43، قرأ حمزة والكسائي: «لَمَسْتُمْ» بغير ألف، وقرأ الباقون: «لَامَسْتُمْ» حجة القراءات: 204
4- سورة المائدة: آية 13، قرأ حمزة: «قُلُوبُهُمْ قِسيَّة» وقرأ الباقون: «قاسية» المرجع السابق: 223
5- سورة المائدة: آية 97، قرأ ابن عامر: «قيماً للناسِ» وقرأ الباقون: «قِياماً» المرجع السابق: 237
6- سورة الأعراف: آية 161، قرأ نافع: «تُغْفَرُ لَكُمْ خَطيئَآتُكُمْ» وقرأ ابن عامر: «تغفَر خَطِيئتكُمْ» وقرأ أبو عمرو: «نغْفِر لكُمْ خطاياكم» وقرأ ابن كثير وأهل الكوفة: «نغفِر لكم خَطيئاتِكُمْ». أنظر: حجة القراءات: 298، 299
7- قرأ نافع وابن عامر وعاصم وحمزة: «طَائِف» وقرأ ابن كثير وأبو عمرو: «طَيْفٌ» المرجع السابق: 305
8- سورة يوسف: آية 31، قرأ أبو عمرو، «حاشا لِلَّهِ» وقرأ الباقون: «حاشَ لِلَّهِ» المرجع السابق: 359
9- سورة الرعد: آية 42، قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو: «وسَيَعْلَمُ الكَافِرُ» وقرأ الباقون: «وسيَعْلَمُ الكُفَّار» المرجع السابق: 375
10- سورة الكهف: آية 17، قرأ ابن عامر «تَزْوَرُّ» وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو: «تَزَّاوَرُ» بالتشديد، وقرأ أهل الكوفة بالتخفيف. المرجع السابق: 413
11- سورة الكهف: آية 74، قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو: «زاكية» بالألف وقرأ الباقون: «زكيّةً» بغير ألف. المرجع السابق: 424
12- سورة الكهف: آية 76، قرأ عيسى وابن عامر: «فَلَا تَصْحَبنِي» وابن أبي عبلة: «فَلَا تَصْحَبنِي» والجحدري والنخعي: «فَلَا تُصْحِبْني» مختصر في شواذ القرآن ص 81

«لَتَّخَذْتَ»(1) - «مِهْداً»(2) - «وَحَرْمٌ عَلَى قَرْيَة»(3) - «إنَّ الله يُدفِعٌ»(4) - «سُكْرى وَمَاهُمْ بِسُكْرى»(5) - «الْمُضْغَةَ عِظماً فَكَسَوْنَا الْعِظمَ»(6) - «وسِراجاً»(7) - «بَلْ ادَّاركَ»(8) - «وَلَا تُصعِرْ»(9) - «رَبَّنَا بَعِد»(10) - «أسوِرَة»(11) بِلَا أَلِفٍ فِي الْكُلِّ(12) «غیبتِ

ص: 363


1- سورة الكهف: آية 77، قرأ ابن كثير وأبو عمرو: «لِتَخِذْتَ» بتخفيف التاء وكسر الخاء، وقرأ الباقون: «لَاتَّخَذْت» بفتح الخاء المرجع السابق: 425، 426
2- سورة طه: آية 53، قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر: «مِهَادًا» وقرأ أهل الكوفة «مَهْداً» حجة القراءات: 453
3- سورة الأنبياء: آية 95، قرأ حمزة والكسائي وأبو بكر: «وَحِرْمً» بغير ألف، وقرأ الباقون: «وحَرَامٌ» المرجع السابق: 470
4- سورة الحج: آية 38، قرأ ابن كثير وأبو عمرو: «يَدْفَعُ»، وقرأ الباقون: «يُدَافِعُ» المرجع السابق: 477
5- سورة الحج: آية 2، قرأ حمزة والكسائي: «سَكْرَى وما هُمْ بسَكْرَى» وقرأ الباقون: «سُكَارَى» بالألف فيهما. المرجع السابق: 472
6- سورة المؤمنون: آية 14، قرأ ابن عامر وأبو بكر: «عظْماً فَكَسَوْنَا الْعَظْمَ لَحْماً»، وقرأ الباقون: «عِظاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ» المرجع السابق: 484
7- سورة الفرقان: آية 61، قرأ حمزة والكسائي: «سُرُجاً» وقرأ الباقون: «سِرَاجاً» المرجع السابق: 512
8- سورة النمل: آية 66، قرأ ابن كثير وأبو عمرو: «بَلْ أَدْرَكَ» وقرأ الباقون: «بَل ادَّارَك» المرجع السابق: 535
9- سورة لقمان: آية 18، قرأ ابن كثير وعاصم وابن عامر: «وَلَا تُصَعِرْ» بالتشديد، وقرأ الباقون: «تُصَاعِرْ» المرجع السابق 565
10- سورة سبأ: آية 29، قرأ ابن كثير وأبو عمرو: «بَعِدْ» بالتشديد، وقرأ الباقون: «باعِدٌ» بالألف المرجع السابق: 588
11- «فَلَوْلَا أُلْقِيَ عليهِ أسْوِرَةٌ من ذَهبِ...» سورة الزخرف: آية 53، قرأ حفص: «أسْوِرَةً» بغیر ألف. جمع سوار وأسورَة، وقرأ الباقون: «أسَاوِرَةً» جمع إِسْوَار، المرجع السابق: 651
12- في الإتقان: وقد قرئَتِ بها وبحذفها 157/4

الْجُبّ»(1)، «لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ ءایاتٌ»(2) في الْعَنْكَبُوت - «مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا»(3) في فُصِّلَت «جِملَتٌ»(4) - «فَهُمْ عَلَىَ بَيِّنتٍ»(5) - «وَهُمْ فى الْغُرُفتِ ءامِنُون»(6) - «لِأهَبَ»(7) بالألف - «يَقُصُّ الْحَقُّ» بلَا ياء(8) - «ءَاتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ»(9) - بألفٍ فَقَط - «فَنُجِيَّ مَنْ نَشَاءُ»(10) - «ونُجيِّ الْمُؤْمِنينَ»(11) - بنون واحدة - و«الصِّرَاط»(12)

ص: 364


1- سورة يوسف: آية 10، قرأ نافع: «في غيَاباتِ» بالألف، وقرأ الباقون: «غَيَابَةِ» المرجع السابق: 355
2- سورة العنكبوت: آية 50، قرأ نافع وابن عامر وأبو عمرو وحفص: [آياتٌ] بالألف، وقرأ الباقون: [آيةٌ] 552
3- سورة فصِّلت: آية 47، قرأ نافع وابن عامر وحفص: [ثمراتٍ] وقرأ الباقون: [ثَمَرَة] 637، 638
4- سورة المرسلات: آية 33، قرأ حمزة والكسائي وحفص: [جَمَالَةُ] وقرأ الباقون: [جمالاتُ] 744
5- سورة فاطر: آية 40، قرأ نافع وابن عامر وأبو بكر والكسائي: «فَهُمْ عَلَى بَيِّنَاتٍ مِنْهُ» وقرأ الباقون: «فَهُمْ عَلَى بَيِنَةٍ» المرجع السابق 594
6- سورة سبأ: آية 37، قرأ حمزة: «وَهُمْ فِي الْغُرْفَةِ» وقرأ الباقون: «وَهُمْ فِي الغُرْفَاتِ» 590
7- سورة مريم: آية 19، قرأ أبو عمرو وورش والحلواني عن نافع: «ليهَبَ لك» وقرأ الباقون: «لِأهَبَ لكِ» المرجع السابق 440
8- سورة الأنعام: آية 57، قرأ نافع وابن كثير وعاصم: «يقُصُّ الْحَقَّ» وقرأَ الباقون «يَقْضِي الحَقَّ» حجة القراءات: 254
9- سورة الكهف: آية 96، قرأ أبو بكر: «رَدْمًا ايتوني» بوصل الألف، وقرأ الباقون: «آتُوني» ممدودة. المرجع السابق: 434
10- سورة يوسف: آية 367، قرأ عاصم وابن عامر: «فَنُجِّيَ مَنْ نشَاءُ» وقرأ الباقون: «فَنُنْجِي من نشاءُ» المرجع السابق 367، 368
11- سورة الأنبياء: آية 88، قرأ ابن عامر وأبو بكر: «نُجِّي المؤمنون» وقرأ الباقون: «نُنْجِي» حجة القراءات: 469، 470
12- سورة الفاتحة: آية 5، قرأ ابن كثير، «السِّراط»، وقرأ الباقون: «الصِّراط» المرجع المسابق: 80

كَيْفَ وقع - و«بَصْطَةَ»(1) في الأعراف - و«الْمُصَيْطِرُون»(2) -

و «مُصَيْطِر»(3) بالصاد - وَقَدْ تَكْتبُ الكَلِمَةُ صَالِحةً للْقِرَاءَتَيْن نَحو: «فكِهين» بلا أَلفٍ وهي قِراءة(4)، وعَلَى قِرَاءَتِها هِيَ مَحْذُوقَةٌ رَسْماً لأنَّهُ جَمْعُ تَصْحِيح.

فصْل: فيمَا كُتِبَ مُوَافِقاً لِقِرَاءَةٍ شَاذَّة: فَمِنْ ذلك: «إِنَّ الْبَقَرَ تَشْبَهَ عَلَيْنَا»(5) - «أَوَ كُلَّمَا عَهَدُوا»(6) - «فَلَقْتُلُوكُمْ»(7) - «طئِرُهُمْ»(8) -

ص: 365


1- سورة الأعراف: آية 69، قرأ دوري أبي عمرو، وهشام، وخلف عن حمزة، ورويس، وخلف العاشر بالسين واختلف عن قنبل، والسوسي، وابن ذكوان، وحفص، وخلّاد، فلكل منهم السين والصَّاد، وقرأ الباقون بالصاد، المهذب في القراءات العشر 244/1
2- سورة الطور: آية 37، قرأ ابن كثير وحفص: «المُسَيْطِرُون» وقرأ حمزة بالإشمام، وقرأ الباقون بالصاد. المرجع السابق: 684
3- سورة الغاشية: آية 22، قرأ هشام بالسين، وخلف عن حمزة بالإشمام، وقنيل وابن ذكوان وحفص بالسين والصاد، وخلاد بالإشمام وبالصاد الخالصة، والباقون بالصاد الخالصة. المهذب في القراءات العشر 454:2
4- سورة المطففين: آية 31، قرأ حفص: «فَكِهين» بغير ألف، وقرأ الباقون «فاكهين» حجة القراءات: 788
5- سورة البقرة: آية 70، قرأ مجاهد: تشبَّه عَلَيْنَا، وابن مسعود: تشابَّه والحسن: تشابَه وابن مسعود أيضاً في رواية: متشابِه. مختصر في شواذ القرآن من كتاب البديع لابن خالويه، نشر برجشتراسر. مصر 1934 م، ص 7
6- سورة البقرة: آية 100، أوْ بإسكان الواو: أبو السّمال، عَهَدُوا بغير ألف أبو السمال أيضاً عُوهِدُوا: الحسن. المرجع السابق ص 8
7- سورة النساء: آية 90. قرأ مجاهد وطائفة: «فلقتلوكم» على وزن ضربوكم، وقرأ الحسن والجحدري: «فلقتَّلوكم» بالتشديد
8- سورة الأعراف: آية 139، قرأ الحسن «إنَّما طَيْرُهُمْ» المرجع السابق ص 45

«وطئِرَهٌ فِي عُنُقِهِ»(1) «تسقط ثمراً» - «وَفِصلُهُ في عَامَيْن»(2) - «عَلِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ»(3) - «خِتمُهُ مِسْكٌ»(4) - «فَادْخُلِي فِي عِبدِي»(5).

فَصْل: وأَمَّا الْقِرَاءَاتُ الْمُخْتَلِفَةُ الْمَشْهُورَةُ بِزِيَادَةٍ لا يَحْتَمِلُهَا الرَّسْمُ ونحوها نحو: «أَوْصَى وَوَصَّى»(6) - و«تَجْرِي تَحْتَها» و«مِنْ تَحْتِهَا»(7) - وَ«سَيَقُولُونَ الله وَلله» - وَ«مَا عَمِلَتْ أَيْدِيهِمْ، وَمَا عَمِلَتْه»(8) فَكِتَابَتُهُ عَلَى نَحْو قِرَاءَتِه - وكُلُّ ذَلِكَ وُجِدَ في مَصَاحِفِ

ص: 366


1- سورة الإسراء: آية 13، قرأ الحسن: «طَيْرَةً في عُنُقِهِ» المرجع السابق، ص 75
2- سورة لقمان: آية 14، قرأ الجحدري: «وَفَصْلُهُ»، وقرأ الأعمش: «وَفَصَالُهُ» المرجع السابق: 116
3- سورة الإنسان: آية 21، قرأ مجاهد وابن سيرين: «عَلَيْهُمْ» بضم الهاء من غير ألف، وقرأ ابن مسعود: «عَالِيتُهُنَّ» المرجع السابق: 166
4- سورة المطففين: آية 26، قرأ الكسائي: «خاتَمُهُ» بفتح الخاء وألف بعدها وفتح التاء والباقون: «خِتَامُهُ» بكسر الخاء وفتح التاء وألف بعدها. المهذب في القراءات العشر 450/2
5- سورة الفجر: آية 29، قرأ ابن عباس: «في عَبْدِي» أي في جسد عبدي. مختصر في شواذ القرآن، ص 173
6- سورة البقرة: آية 132، قرأ نافع وابن عامر: «وأَوْصَى» بالألف، وقرأ الباقون: «وَوَصَّى» بالتشديد. حجة القراءات: 115
7- سورة التوبة: آية 100، قرأ ابن كثير: «مِنْ تَحْتِهَا» وقرأ الباقون: «تَحْتَهَا» من غير «مِنْ» المرجع السابق: 322
8- سورة يس: آية 35، قرأ حمزة والكسائي وأبو بكر: «وَمَا عَمِلَتْ أَيْدِيهِمْ» بغير هاء وقرأ الباقون: «ومَا عَمِلْتُهُ أَيْدِيهِمْ» بالهاء، حجة القراءات: 598

الْإمَامِ - فهذَا مَا حَرَّرْتُهُ مِنْ كُتُبِ الرَّسمِ على انْتِشَارِهَا بَعْدَ تَعْبٍ شَدِيدٍ فَضَبطتُّه بهذِهِ الْقَوَاعِدِ الَّتِي لَمْ أَسْبَقَ إِلَى تَحْرِيرِها وَلَا يَخْرُجُ عَنْهَا إِنْ شَاءَ الله إلَّا مَا اخْتُلِفَ فِيه(1).

خاتِمة(2): كانَ الشَّكْلُ في الصَّدْرِ الْأَوَّلِ نَقْطَاً، فَالْفَتْحَةُ نُقْطَةٌ على أَوَّلِ الْحَرْفِ، والضَّمَّةُ عَلَى آخِرَه، والكَسْرَةُ تَحْتَ أَوَّلِهِ، وَعَلَيْهِ مَشَى الدَّانِي والَّذِي اشْتُهِرَ الآن الضَّبْطُ بالحركَاتِ المَأْخُوذَةِ من الْحُروفِ وَهُوَ الَّذِي أَخْرَجَهُ الْخَلِيلُ وهُوَ أَكْثَرُ وَأَوْضَحُ وَعَلَيْهِ الْعَمَل - فالْفَتْحُ شَكْلَةٌ مُسْتَطِيلَةٌ فَوْقَ الْحرْف والكَسْرُ كَذَلِكَ تَحْتَهُ، والضَّمُ وَاوٌ صُغْرَى فوقَه، والتَّنْوينُ زيادةٌ مثلها - فإن كان مُظْهراً وذَلِكَ قبل(3) حَرْفِ حَلْقٍ رُكِّبَت فَوْقَها وإلَّا تَابَعْت بَيْنَهُمَا.

وكتبُ الْأَلِفُ المحذُوفَةُ والمُبْدَلُ مِنْهَا فى محلِّها حَمْرَاءَ، والهمزةُ المَحذُوفَةُ تُكْتَبُ همزةً بلا حَرْفٍ حَمْراءَ أيضاً - وعلى النُّون والتَّنْوين قبل البَاءِ علامةَ الإقْلَاب (م) حمراء - وقبل الحَلْق سُكُون وتقرأ عند الإدغام والإِخفاء - ويُسَكَّنُ كُلُّ مُسَكَّن، ويُعَرَّى الْمُدْغَمُ(4) ويشَدّدُ مَا بَعْدَهُ إِلَّا الطَّاء قبلَ التَّاءِ فيُكْتَبُ عَلَيْهَا السُّكُون نحو: «فَرَّطْتُ»(5) وَمَطَّةُ الممدُودِ لَا تُجاوِزُهُ.

ص: 367


1- لا توجد هذه العبارة في الإتقان، ونلاحظ ما فيها من مغالاةٍ، حيث ينقل المؤلف معظم كلامه من كتب القراءات، ومن الغريب أنه اعترف بذلك
2- ذكر المؤلف هذا في الإتقان تحت عنوان: فائدة، الإتقان 4: 162
3- هنا في (ب) مثل حرف حلق
4- أي يُجَرَّد من الضبط، وفي [ب] ويُعْزَل، لكن الصَّواب: ويُعَرَّى
5- سورة الشورى: آية 55

النَّوْعُ الْخَامِسُ والتِّسْعُون:

تَسْمِيَةُ السُّوَر

هَذَا النَّوعُ مِنْ زِيَادَتَي، وَفَيه مَسَائِل:

الْأُولَى: اخْتُلِفَ هَلْ يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ: سُورَةُ الْبَقَرة، وَسُورةُ آل عمران(1)، وسُورَةُ النِّسَاءِ، وَسُورَةُ الْمَائِدَةِ ونحو ذلك(2).

والْجُمْهُورُ عَلَى جَوَازِه ففي الصَّحِيح عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ قَالَ: هَذَا مَقَامُ الَّذِي أَنْزَلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْبَقَرَة، وَفِي مُسْنَدِ أَحْمَدَ أَنْ الْعَبَّاسَ نَادَى بِأَمْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا فَرَّ الصَّحَابَةُ يَوْمَ حُنَيْنٍ: يَا أَصْحَابَ السَّمُرة - يَا أَصْحَابَ الْبَقَرة - فَجَعَلُوا يُقْبِلُون(3).

وَقَالَ جَمَاعَةٌ: لَا يُقَالُ ذَلِكَ، بَل السُّورَةُ الَّتي يُذكَرُ فِيهَا كَذَا.

فَفي الطَّبَرَانِيّ عَنْ أَنسٍ مَرْفُوعاً: لَا تَقُولُوا سُورَة الْبَقَرَةِ، وَلَا سُورَة آل عمران وَلَا سُورَةَ النِّسَاءِ، وَكَذَلِكَ الْقُرْآنُ كُلُّه، وَلكِنْ قُولُوا: السُّورَةُ

ص: 368


1- سورة آل عمران ساقطة من ( أ )
2- تحدث المؤلف عن ذلك في الإتقان في النوع السابع عشر: في معرفة أسمائِه وأسماء سُوَرِهِ 143:1، وما بعدها
3- الحديث في مسند العباس بن عبد المطلب من مسند أحمد ج 1، ص 207، ولفظه: يا أصحاب السَّمُرة، يا أصحاب سورة البقرة، وهو حديث طويل

الَّتي يُذكَرُ فِيهَا الْبَقَرَةُ وَالَّتي يُذكَرُ فِيهَا آلُ عِمران وَكَذَا الْقُرْآنُ كُلُّه، وَهَذَا حَدِيث ضَعِيفَ غَرِيب. وَقَالَ ابْنُ كَثِير: لَا يَصِحُّ رَفْعُه، وقال الْبَيْهقيُّ: إِنَّمَا يَصِحُّ مَوْقُوفَاً عَلَى ابن عمر.

الثَّانِيَةِ: قَدْ سَبَقَ فِي حَدِّ السُّورَةِ أَنَّهَا الْمُسمَّاةُ تَوْقِيفاً، فَظَاهِرُه أَنَّه لَا يَجُوزُ إِلَّا بتَوقيفٍ مِنَ النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - والْمَرَادُ: الاسم الَّذِي تُذكَرُ بِه وتَشْتَهر، وَإِلَّا فَقَدْ سَمَّى جَمَاعَةٌ مِنَ الصَّحابَةَ والتَّابعين سُوَراً بأَسْمَاءَ مِنْ عِنْدِهِمْ - كما سمَّى حُذَيْفَةُ التَّوْبَةَ بالْفَاضِحةِ وسُورَةَ الْعَذَاب وسمَّى خالِد بن معدان البقَرة: فُسْطَاطَ الْقُرآن(1) - وسَمَّى سُفْيَان بن عُيَيْنَةَ: الْفَاتِحَة: الْوَافِيَة(2) - وسمَّاهَا يَحْيَى بن أبي كَثير: الْكَافِيةَ - لَأَنَّها تَكْفِي عَمَّا عَدَاهَا(3).

الثَّالِثَةِ: مِنْ السُّورِ مَا كَانَ(4) لَهُ اسْمَانِ فَأَكْثَرَ - فَالْفَاتِحَة تُسَمَّى: أُمَّ الْقُرْآن وأُمَّ الكِتَاب، وَسُورَةَ الْحَمْدِ، وَسُورَةَ الصَّلَاةِ، وَالشِّفَاءِ، وَالسَّبْعَ الْمَثَانِي، والرَّاقية(5) والنَّور، والدُّعَاءِ، وَالْمُنَاجَاةِ، والشَّافِيَة، وَالكَافِيَة، والكَنْزِ، وَالْأَسَاسِ(6) - وَبَرَاءَة تُسَمَّى: التَّوْبَة، وَالْفَاضِحَة، وَسُورَة

ص: 369


1- في الإتقان: «وذلك لعِظَمِها ولما جمع فيها من الأحكام التي لم تذكر في غيرها» 1: 155
2- لأنها وافية بما في القرآن من المعاني. الإتقان 153:1
3- وفي الإتقان: لأنها تكفي في الصَّلاة، ولا يكفي عنها غيرُها 1: 154
4- كان ساقطة من ( أ ) والمؤدى واحد في كل
5- في ( أ ): والرُّقية. وكذلك في الإتقان 154:1
6- وقد وضَّح المؤلِّف في الإتقان أسباب هذه التسميات. 154:1

الْعَذَابِ(1) - ويُونُس تُسَمَّى: السَّابعة لأنَّها سَابعَةُ السَّبْعِ الطِّوَال، وَالْإسْرَاءُ تُسَمَّى: سُورَة بَني إِسْرَائِيل(2) - والسُّجْدَة تُسَمَّى: الْمضَاجع - وَفَاطِر تُسَمَّى: سُورَةَ المَلَائِكَة - وغَافِر تُسَمَّى: الْمُؤْمِن(3)، وَفُصَّلت تُسَمَّى: السَّجْدةَ(4) - والْجَاثِيَة تُسَمَّى: الشَّرِيعَة(5)، وسُورَةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم تُسَمَّى: الْقِتَالَ، والْطَّلَاقُ تُسَمَّى: سُورَةَ النِّسَاءِ القَصْرَى(6).

وَقَدْ يُوضَعُ اسْم لِجُملَةٍ مِنَ السَّوَرِ(7): كالزُّهْرَاوَيْنِ للْبَقَرَةِ وآلِ عمْران، والسَّبْع الطِّوال وهي: الْبَقَرَةُ وَمَا بَعْدَهَا إِلَى الْأَعْرَاف، والسَّابعة: يُونس، كَذَا رُوِيَ عَنْ سَعِيد بْنِ جُبَيْرِ وَمُجَاهد.

والْمفصَّلُ: وَالْأَصَحُّ أَنَّهُ مِنَ الْحُجُرَاتِ إِلَى آخِرِ الْقُرْآنِ لكَثْرِة الْفَصْلِ بَيْنَ سُوَره بِالْبَسْمَلَةِ، وَالْمُعَوّذات: لِلْإِخْلَاص وَالْفَلَقِ وَالنَّاسِ - انتهي.

ص: 370


1- أورد المؤلِّف في الإتقان لسورة التوبة أسماء أخرى غير تلك، ووضح سبب كل تسمية. 156:1
2- وفي الإتقان: تسمى أيضاً: «سورة سبحان» 157:1
3- لقوله تعالى فيها: «وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ...» سورة غافر: آية 28، وفي الإتقان: تسمى أيضاً سورة الطُّوْل 1: 157
4- والمصابيح الإتقان 157:1
5- وسورة الدهر 157:1
6- هناك سُوَرٌ أخرى كثيرة لها أكثر من اسم غير ما سبق، وقد ذكرها المؤلف في الإتقان 143:1 وما بعدها
7- وفي الإتقان: وكما سُمِّيَت السُّورة الواحدة بأسماء، سُمِّيَتْ سُوَرٌ باسم واحد كالسُّوَر. المسَمَّاة ب- «ألم» أو «الر»، على القول بأن فواتح السُّوَر أسماء لها الإتقان 161:1

النَّوْعُ السَّادِسُ وَالتِّسْعُونَ: تَرْتِيبُ الآيْ وَالسُّوَر

هَذَا النَّوْعٌ مِنْ(1) زِيَادَتي - اخْتُلِفَ هَلْ تَرْتِيبُ الْآي وَالسُّوَر عَلَى النَّظْمِ الَّذِي هُوَ عَلَيْهِ الْآنَ تَوْقِيف(2) مِنَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، أَوْ بِاجْتِهَادٍ مِنَ الصَّحَابَةَ؟ فَذَهَبَ قَوْمٌ إِلَى الثَّانِي(3) تَمَسُّكاً بِحَدِيثِ سُؤَالِ ابن عَبَّاس الْآتي.

وَبِمَا رُوِي عَنْ عَلَيّ أَنَّه كَانَ عَزَمَ عَلَى تَرتيبِ الْقُرآنِ بحسَب نُزُولِه وأَنَّ أَوَّل مُصْحَفِه كَانَ: «اقْرأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ» وَكَذَا مُصْحَفٌ أُبَيّ وابْنِ مَسْعُودٍ فِيهِ اخْتِلَافٌ شَديدٌ في التَّرتيب، واخْتارَ مَكِّيّ وَغَيْرهُ أَنَّ تَرتيبَ الآيَاتِ وَالْبَسْمَلَةِ فِي الْأَوَائِل مِنَ النَّبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم وتَرتيب السُّوَرِ باجْتهادِ الصَّحَابَة(4).

والْمُخْتَارُ أَنَّ الكُلَّ مِنَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم.

ص: 371


1- تحدث المؤلف عن هذا في الإتقان في النُوع الثامن عشر: في جمعه وترتيبه 164:1، وما بعدها
2- في (أ) بتوقيف
3- أي باجتهاد من الصحابة، وقال المؤلف في الإتقان: الإجماع والنصوص المترادفة على أن ترتيب الآيات توقيفي لا شبهة في ذلك، الإتقان 1: 172
4- اقرأ تفصيل الكلام على البسملة في باب علل البسملة من كتاب الكشف لمكي بن أبي طالب 13/1 وما بعدها

فقالَ الكِرْمَانِيُّ فِي الْبُرْهَانَ بَعْدَ أَنْ ذَكَرَ الحِكْمَةَ في قوله تَعَالى في الْبَقَرة: «يَأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُم..»(1) وَلَيْسَ فِي الْقُرآنِ غَيْرُه - إِنَّ الْعِبَادَةِ المُرَادُ بِهَا التَّوْحِيدِ، وهُوَ أَوَّلُ مَا يَلْزَمُ الْعَبْدَ، فَكَانَ هَذَا أَوَّلَ خِطابٍ خاطبَ اللهُ به النَّاسَ فِي الْقُرْآن فَخَاطَبَهُم أَوَّلاً بِمَا أَلْزَمَهُمْ، ثُمَّ ذَكَرَ سَائِر العِبَادات(2) فَمَا بَعْدَها مِنْ السُّوَرِ والآيات.

فإنْ قيل: لَيْسَتْ سُورَةُ الْبَقَرَةِ بأَوَّلِ الْقُرْآنِ نُزُولًا فَيَحْسُنُ فِيهَا مَا ذكَرْت...

قُلْتُ: أَوَّلُ الْقُرْآنِ: الْفَاتِحَةُ ثُمَّ الْبَقَرَةُ ثُمَّ آلُ عِمْران عَلَى التَّرتيب إِلَى سُورةِ النَّاسِ، وَهَكَذَا هُوَ عِند اللهِ في اللُّوْح الْمَحْفُوظِ عَلَى هَذَا التَّرتيب وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يَعْرِضُ عَلَى(3) جبريلَ كلَّ سَنَةٍ ما كَانَ يَجْتَمِعُ عِنْدَه مِنْهُ - وَعَرَضَهُ عَلَيْهِ فِي السَّنَةِ الَّتي تُوُفِّيَ فِيهَا مَرَّتَين، وَكَانَ آخِرُ الآياتِ نُزُولاً: «وَاتَّقُوا يَوْمَاً تُرْجَعُون فِيه إِلَى اللَّهِ...»(4) فَأَمَرَهُ جبريلُ أَنْ يَضَعَها بينَ آيَتي الرّبا والدَّيْن. انتهى.

وَكَذَا قَالَ الطّيبي: أُنْزِلَ الْقُرآنُ أَوَّلاً جُمْلَةً وَاحِدَةً مِنَ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ إِلَى السَّماءِ الدُّنْيَا، ثُمَّ نَزَلَ مُتَفَرِّقاً عَلَى حَسَبِ الْمَصَالِح، ثُمَّ أثْبِتَ في المصَاحِفِ عَلَى التَّأليفِ وَالنَّظْمِ المُثْبت في اللَّوْحِ المحْفُوظِ.

ص: 372


1- سورة البقرة: آية 21
2- في (أ): العبادة
3- في ( أ ) وعليه كان صلى الله عليه وسلم يعرض
4- سورة البقرة: آية 281

وقَالَ الْبَيْهَقي في المدْخَل: كَانَ الْقُرْآنُ عَلَى عَهْدِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم مُرَتَباً سُورهُ وَآيَاتُه عَلَى هَذَا التَّرتيب إِلَّا الأَنْفَالَ وَبَرَاءَة.

لِمَا رَوَى الحَاكِمُ وَغَيْرُه عن ابن عبَّاسٍ قَال: قُلْتُ لِعُثْمَان: مَا حَمَلَكُمْ عَلَى أَنْ عَمَدْتُم إِلَى الْأَنْفَالِ وَهِيَ مِنَ الْمَثَانِي وإلى بَرَاءَةِ وَهِيَ مِنَ الْمئِين فَقَرَنْتُمْ بَيْنَهُما وَلَمْ تَكْتُبُوا بَيْنَهُما سَطْرَ: بسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحيم - وَوَضَعْتُموهَا في السَّبْعِ الطَّوَال(1) فقال: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم لما يأْتي عليه الزَّمَانُ وَهُوَ يَنْزِلُ عَلَيْهِ مِنَ السُّوَرِ ذَوَاتِ الْعَدَد(2)، وَكَانَ إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ الشَّيْءُ دَعَا بَعْضَ مَنْ يَكْتُب لَهُ فيقول(3): ضَعُوا في السُّورةِ الَّتي فيها كَذَا وَكَذَا(4).

وَكَانَتَ الْأَنْفَالُ مِنْ أَوَائِل مَا نَزَلَ بالْمَدِينَة، وَكَانَتْ بَرَاءَةُ مِنْ آخِرِ الْقُرْآن نُزُولاً، وَكَانَتْ قِصَّتُها شَبيهةً بقِصَّتِهَا فَظَنَنْتُ أَنَّها مِنْها فَقْبَضَ رَسُولُ

ص: 373


1- وفي الترمذي: في السَّبع الطُّوَل 366:4
2- وفي الترمذي: فقال عثمان: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ممَّا يأتي عليه الزمان وهو يُنزَلُ عليه السُّوَرُ ذواتْ العدد 366:4
3- السَّبْعُ الطُّوَل قيل أنها: البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف ويونس. والمِئون: ما ولِيَها، سُمِّيت بذلك، لأن كل سورة منها تزيد على مائة آية أو تقاربها. والمثاني: ما ولى المئين، لأنها ثنتها، أي كانت بعدها فهي لها ثوانٍ والمئون لها أوائل، وقال الفرَّاء: السُّورة التي آيها أقل من مائة، لأنها تُثنَّى أكثر مما يثنَّى الطول والمئون. الإتقان 1: 179
4- وفي الترمذي: فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب فيقول: ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، فإذا نزلت عليه الآية فيقول: ضعوا هذه الآية في السورة التي يُذكر فيها كذا وكذا... فمن أجل ذلك قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطرَ: بسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحيمِ، فوضعتُها في السَّبْع الطُّوَل. سنن الترمذي 4: 336، 337

اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يُبَيّنْ لَنَا أَنَّهَا مِنْهَا، فَمِنْ ثَمُّ قَرنْتُ بَيْنَهما وَلَمْ أَكْتب بَيْنَهُمَا سَطر: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم.

وَقَالَ الحاكِمُ: جُمِعَ الْقُرْآنُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ:

إحْدَاهَا: بِحَضْرَةِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثُمَّ روى عن زيد بن ثابت قال: كُنّا عند رسُول الله صلى الله عليه وسلم نُؤَلِّفُ الْقُرْآنَ مِنَ الرَّقاع - الحديث - وقال: صحيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيخين.

الثَّانِيَة: بِحَضْرَةِ أَبِي بكر، فَرَوى الْبُخَارِيُّ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَال(1): أَرْسَلَ إِليَّ أَبُو بَكْرٍ بِقَتْلِ أَهْلِ الْيَمَامَةِ، فَإِذَا عُمَرُ بْن الْخَطَّابِ

ص: 374


1- لقد تصرَّف المؤلِّف في الحديث بحذف بعض العبارات، وتغيير بعض الألفاظ، وأعيد الحديث بنص رواية البخاري له: حدُثنا أبو اليمان أخبرنا شعيبٌ عن الزهري قال: أخبرني ابن السبَّاق أن زيد بن ثابت الأنصاريّ - رضي الله عنه - وكان مِمَّن يكتب الوحْي قال: أرسل إليّ أبو بكر مقتلَ أهل اليمامة وعنده عمرُ فقال أبو بكرٍ: إن عمرَ أتاني فقال: إن القتل قد استحرَّ يوم اليمامة بالناس، وإني أخشى أن يَسْتَحِرَّ القتلُ بالقرَّاء في المواطن، فيذهب كثيرٌ من القرآن إلَّا أن تجمعوه، وإني لأرى أن تجمع القرآن، قال أبو بكر: قلت لعمر: كيف أفعلُ شيئاً لم يفعلْه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر: هوَ واللهِ خيرٌ، فلمْ يزَلْ عمرُ يُراجِعُنِي فيه حتى شرح الله لذلك صدري، ورأيت الذي رأى عمرُ، قال زيدُ بنُ ثابتٍ وعمرُ عنده جالِسُ لا يتكَلَّمُ، فقال أبو بكر: إنك رجلٌ شابٌ عاقِلٌ ولا نتّهِمُكَ كنت تكتبُ الوحيَ لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتَتَبَّع القرآن فاجمعْه، فواللهِ لو كلَّفني نقلُ جبلٍ من الجبال ما كان أثقل عليَّ ممَّا أمرني به من جَمْعِ القرآن، قلت: كيف تفعلان شيئاً لم يفعلُه النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال أبو بكرٍ: هو والله خيرُ، فلم أزَلٌ أراجعُهُ حتى شرح الله صدري للَّذي شرح اللهَ له صدرَ أبي بكرٍ وعمر، فقمت فتتبعتُ القرآن أجْمَعُهُ من الرِّقاعِ والأكتافِ والعُسُب، وصدُور الرّجالِ، حتى وجدت من سورة التوبة آيتين مع خزيمة الأنصاري لم أجدهما لم أجدهما مع أحدٍ غيره: «لَقَدْ جَاءَكم رسولٌ من أَنْفُسِكُم عزيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَريصٌ عليكُمْ» إلى آخرهما وكانت الصُّحُفُ التي جُمِعَ فيها القرآن عند أبي بكرٍ حتى توفَّاه الله، ثم عند عمرَ حتى توفَّاه الله ثم عند حفصة بنت عمرَ. صحيح البخاري 6: 89، 90، ط الشعب

عِنْدَه، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّ عُمَرَ أَتَانِي فَقَال: إِنَّ الْقتْلَ قَدْ اسْتَحرُ بِقُراءِ الْقُرْآن وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَسْتَحِرُ الْقَتْلُ بِالْقُرَّاءِ فِي الْمَوَاطِنِ فَيَذهَبَ كَثِيرٌ مِن الْقُرْآن وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَأْمُرَ بِجَمْعِ الْقُرْآنِ، فَقُلْتُ لِعُمَرَ: كيفَ تَفْعَلُونَ شَيئاً لمْ يفْعَلْه رسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؟ قَالَ عُمَرُ: هَذَا وَاللَّهِ خَيْرٌ فَلَمْ يَزَلْ يُرَاجِعُني حتَّى شَرَحَ اللهُ. صَدْرِي لِذَلِكَ وَرَأَيْتُ فِي ذَلِكَ الَّذِي رَأَى عُمَرُ. قالَ زيدٌ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّكَ شَابٌ عاقلٌ لَا نتَّهِمُكَ وَقَدْ كُنْتَ تكتبُ الْوَحْيَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - فتتبَّعْ الْقُرْآنَ فَاجْمَعْه فَوَاللَّهِ لَوْ كَلَّفُونِي نَقْلَ جَبَلٍ مِنَ الْجِبَالِ مَا كَانَ أَثْقَلَ عَلَيَّ مِمَّا أَمَرَنِي بِه مِنْ جَمْع الْقُرْآن...

قُلْتُ: كيفَ تَفْعَلُونَ شَيْئاً لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؟ قَال: هُوَ واللهِ خَيْر، وَلَمْ يَزَلْ أَبُو بَكْرٍ يُرَاجِعُني حتَّى شَرَحَ اللهُ صَدْرِي لِلَّذِي شَرَحَ لَهُ صَدْرَ أَبي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فتتبَّعتُ الْقُرْآن أَجْمَعُه مِنَ العُسب واللّخاف وصُدُورِ الرِّجَال - ووجَدتُ آخِرَ سُورةِ التَّوْبَةَ معَ أبي خُزَيْمَةَ الَأنْصاري لَمْ أَجِدْهَا مَع غَيْره: «لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ ..»(1) حتَّى خاتِمة براءَة، فَكَانت الصُّحُفُ عِنْدَ أَبي بكرٍ حتَّى تَوفَّاهُ الله تعالَى، ثُمَّ عِنْدَ عُمَرَ حياتَه، ثُمَّ عِنْدَ حفصةَ بنت عمر(2).

وَرَوَى وكيع عن السُّدي عن عَبْد خير عن عليٍّ قَال: أَعْظمُ النَّاسِ أجراً في المصَاحِف: أَبُو بَكرٍ، كَانَ أَوَّلَ مَنْ جَمَعَ بَيْنَ اللَّوحین.

ص: 375


1- سورة التوبة: آيتا 128، 129
2- انظر: عارضة الأحوذي بشرح صحيح الترمذي 11: 258

قَالَ الحاكمُ: والْجَمْع الثَّالِثُ هُوَ: ترتيبُ السُّوَر في زَمَنِ عُثْمان، فقد روَى البُخَارِيُّ عَنْ أَنَس أَنَّ حُذَيْفَة بن الْيَمَان قدِمَ على عُثْمانَ وَكَانَ يُغَازِي أَهْلَ الشَّامِ في فَتْحِ إرْمينيةَ وَأَذْرَبِيجَان مَع أَهْلِ الْعِراقِ، فَأَفْزَعَ حُذَيْفَة اختِلافُهُمْ في القراءَة(1) فَقَالَ لِعُثْمَان: أَدْرِك الأمَّةَ قَبْلَ أَنْ يَخْتَلِفُوا في الكتابِ اخْتِلافَ اليهُودِ والنَّصَارَى فَأَرْسَلَ إِلَى حَفْصَةَ: أَنْ أَرْسِلِي إِلَيْنَا بالصُّحُفِ نَنْسخها في المصَاحِف ثُمَّ نَرُدَّهَا إِلَيكِ، فَأَرْسَلَت بِهَا حَفْصَة إلَى عُثْمَان فَأَمَر زيد بن ثابتٍ وَعبدَ الله بنَ الزُّبَيْرِ وسعيدَ بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فَنَسَخُوهَا فِي المَصَاحِفِ، وَقَالَ عُثْمَانُ للرَّهْط القُرشيّين الثَّلاثة: إِذَا اخْتَلَفْتُم أَنتُم وَزَيدُ بن ثابتٍ فِي شَيْءٍ مِنَ الْقُرْآنِ فَاكْتبوه بِلِسَانِ قُرَيْشٍ فَإِنَّمَا أُنْزِلَ بِلِسَانِهم(2) - فَفَعَلُوا حَتَّى إِذَا - نَسخُوا الصُّحُفَ في المصَاحِف ردَّ عُثْمَانُ الصُّحُفَ إِلَى حَفْصَة وَأَرسَلَ إِلَى كُلِّ أُفُقٍ بمُصْحفٍ ممَّا نَسَخُوا، وأَمَر بَما سَواه مِنْ القُرْآنِ في كلّ صحيفةٍ أَوْ مُصْحفٍ أَنْ يُحْرق(3).

قَالَ زَيْد: فَفَقَدْتُ آيَةً مِنَ الْأَحْزَاب حينَ نَسَخْنَا المُصْحَفَ(4) قد كُنْتُ

ص: 376


1- في (أ) في القراءة. وفي (ب) هنا (في القرآن) والصواب: الأول لأنه الموافق للفظ: الحديث
2- في البخاري: فإنما نزل بلسانهم
3- الحديث أورده البخاري في باب جمع القرآن 6: 225، 226، ط الشعب
4- وفي صحيح البخاري: حدثنا أبو اليمانِ أخبرنا شُعَيْبٌ عن الزهري قال: أخبرني خارجَةُ ابنُ زيد بن ثابتٍ أنْ زيدَ بن ثابتٍ قال: لمَّا نسخَنا الصُّحُفَ في المصاحف فَقَدْتُ آيَةٌ سُورةِ الأحزاب كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها لمْ أجِدْهَا مَعَ أَحَدٍ إلَّا معَ خُرَيْمَةَ الأنصاريّ الذي جعل رسولُ الله صلى الله عليه وسلَّم شهادتَه شهادةَ رجُلين. صحيح البخاري 146:6

أَسْمَعُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقرأُ بِهَا فَالْتَمَسْنَاهَا فَوَجَدْنَاهَا مَعَ خُزَيْمَةَ بن ثابت الأنصاري «مِنَ الْمُؤْمِنينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْه..»(1) فَأَلْحقْنَاهَا في سُورَتِها بالمُصْحَف(2).

ص: 377


1- سورة الأحزاب: آية 23
2- رواه الترمذي أيضاً عن أنس، انظر: عارضة الأحوذي. بشرح الترمذي 262:11 وما بعدها

النَّوْعُ السَّابِعُ وَالتِّسْعُونَ: الأَسْمَاء

قَالَ الْبُلْقِينيُّ: في الْقُرْآنِ مِنْ أَسْمَاءِ الْأَنْبِياءِ وَالْمُرْسَلِينَ خَمْسَةٌ وَعِشْرُون هُمْ مَشَاهِيرُهُمْ - آدَم - قَالَ ابنُ أَبي خَيْثمة(1): عَاشَ تِسْعَمائةِ سَنَةٍ وَسَتِّين سَنَةَ، وَكَانَ بَيْنَه وَبَيْنَ نُوحٍ أَلْفٌ وَمائنَا سَنَة.

وَرَوَى الطَّبَرَانِيُّ عنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: مَنْ أَوَّلُ الأَنْبياء؟ قَالَ: آدَم...

قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: نوح وَبَيْنَهُما عَشْرة قرون(2).

ونُوح وَإدْريس، واخْتَلَف النَّاسُ أَيّهما أَوَّل؟ قَالَ الْحاكِمُ: وَأَكْثَرُ الصَّحَابَة على أَنَّ نوحاً أَوَّل.

ص: 378


1- هو أحمد بن أبي خيثمة زهير بن حرب الحافظ الحجة الإمام أبو بكر بن الحافظ النسائي ثم البغدادي صاحب: التاريخ الكبير، توفي سنة 279 ه-. تذكرة الحفاظ 596:2
2- انظر: تاريخ الطيري 155/1، وما بعدها، ط ثانية دار المعارف، تحقيق: محمد أبو الفضل ابراهیم

وقَالَ ابْنُ إِسْحَاق: هُوَ أَوَّلُ بَنِي آدَم، أُعْطِيَ النُّبُوَّةَ، (1)وَهُوَ أَخْنُوخ ابن يزيد بن أهلاليل بن قينان بن ياسر بن شيت بن آدم.

وقَالَ وَهْب: هُوَ جَدُّ نُوح الذي يُقَالَ لَهُ: أَخْنُوح، واخْتُلِفَ في ضَبْطِه -- فَقيل: بِفَتْح الْهَمْزَةِ وَسُكُون الخاء الْمُعْجَمَة وَآخِرُه مُعْجَمَةٌ أيضاً - وَقِيلَ: خَنُوخ بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَإسْقاط الْهَمْزةِ، وَقِيلَ: بإهمال أَوَّله.

وَقَالَ ابْنُ الْأَثير(2): وُلِدَ وَآدَمُ حَيٌّ قَبْلَ مَوْتِهِ بِمِائَةِ سَنَةٍ وَبُعِثَ بَعْدَ مَوْتِه بِمائَتَيْ سَنَة وَعَاشَ بَعْدَ نُبُوَّتِه مِائَةً وَخَمْسَ سنين(3).

وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كَانَ بَيْنَ إِدْريس وَنُوحٍ أَلْفُ سَنَةَ، وَبُعِثَ نُوح لأرْبَعين سَنةً وَمَكَثَ في قومهِ أَلْفَ سنةٍ إلَّا خَمْسِينَ وعَاشَ بَعْدَ الطُّوفَانِ ستّينَ سَنة - رواه الحاكم.

وَرَوَى ابْنُ جَرير عن ابن عبَّاسٍ أَنَّه بُعِثَ وَهُوَ ابْنُ ثلاثمائَةٍ وَخَمْسين(4).

ص: 379


1- لعل صواب العبارة: هو أوَّل نبيٍّ أُعطِي النبوَّة من بني آدم. وفي تاريخ الطبري: روى جماعة من السلف أنه كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على ملة الحق، وأن الكفر بالله إنما حدث في القرن الذين بعث إليهم نوح عليه السلام، وقالوا: إن أول نبي أرسله الله إلى قوم بالإنذار والدعاء إلى توحيده نوح عليه السلام. تاريخ الطبري 178/1
2- هو عز الدين بن الأثير الجزري صاحب: التاريخ ومعرفة الصحابة، والأنساب وغير ذلك، وتوفي سنة 630 ه. تذكرة الحفاظ 4: 1399
3- في ( أ ) مائة وخمساً وستين
4- انظر: تاريخ الطبري 179/1

وَقَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ نُوح بن لَمْك بِفَتْح اللَّام وسُكُونِ الميم وبالكاف. وقيل: مَلْكان بفتح الميم وسكون اللام وابن مُتَوَشْلِخ بضمّ الميم وفَتْح التَّاء الفوقية والواو وسكون الشين المعْجمة وكسْر اللَّام وبالخاء المعجمة - كَذَا ضَبَطُه ابنُ الأثير، ابن إدريس(1).

وَإبْرَاهِيمُ وَهُوَ: ابن آزَر - قَالَ ابْنُ إِسْحَاق: وُلِدَ عَلَى رَأْسِ أَلْفَيْ سَنَةٍ مِنْ آدَم، وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ نُوحٍ عَشْرَةُ قُرُون.

وَقَالَ ابْنُ الأَثير: أَلْفٌ وَمَائَةٌ واثْنَتَان وَأَرْبَعُونَ سَنَةً، وَعَاشَ مَائَةً وَخَمْساً وَسَبْعين سنةً، وقيل: مائَتي سنة(2).

وَلَدُهُ: إِسْمَاعِيل - وَقَالَ ابْنُ الْأَثير: وَعَاشَ مِائَةً وَثَلَاثين، وَقيل: وَسَبْعاً وَثَلاثين، وَكَان لَهُ حينَ مَات أَبوه تِسْعٌ وَثَمانُون سنَة.

وَأَخُوه: إِسْحَاق وَوُلِدَ بَعْدَه(3) بأَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَة وَعَاشَ مِائَةً وثَمانينَ.

ص: 380


1- في الإتقان: وقال غيره: هو نوح بن لَمْك بفتح اللام وسكون الميم بعدها كاف - بن متُّوشلح - بفتح الميم وتشديد المثناة المضمومة بعدها وفتح الشين المعجمة واللام بعدها معجمة بن أخنوخ - بفتح المعجمة وضم النون الخفيفة بعدها واو ساكنة ثم معجمة - وهو إدريس فيما يقال. الإتقان: 58:4، 59، وفي الكامل لابن الأثير: ذكر خنوخ وهو إدريس عليه السلام 35/1، ثانية تحقيق: محمد أبو الفضل ابراهیم
2- انظر: الكامل في التاريخ لابن الأثير عز الدين 47/1، وما بعدها
3- أي بعد إسماعيل

وَوَلَدُه: يَعْقُوب وَعَاشَ مائَةً وَسَبْعاً وَأَرْبَعين.

وَوَلَدُه: يُوسُف - قَالَ البلقيني: وَهُوَ مُرْسَلٌ بِنَصَ الْقُرْآن(1).

قلْتُ: وقد قيلَ: إِنَّ الَّذِي في غافِر ليسَ هُو هُوَ وإنَّمَا هُوَ حَفيدُه يُوسُف بن أفْراثيم - لَبِثَ فِيهِمْ نَبيّاً عِشْرِينَ سَنَة(2)، وَعَاشَ يُوسُفُ بن يَعْقُوب مائَةً وَعَشْرين سَنَةً وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ مُوسَى أَرْبَعمائة سَنَة.

ص: 381


1- قوله تعالى في الآية 34 من سورة غافر: «وَلَقَدْ جَاءكُمْ يُوسُف مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَتِ...»
2- انظر: الإتقان 4: 61

وَلُوط - وهو ابْنُ أَخِي إبْراهيم هاران بن آزر وقيل: أَخُو سَارة.

وهُود - وهو ابن عبد اللهِ بن رياح بن جارود(1) بن عاد بن عَوْص بن ارم بن سام - وقيل: بن شالخ(2) بن أرفخشد بن سام كانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ نُوحٍ ثمانمائة سَنَة وعاشَ أَرْبَعَمائةً وأَرْبعاً وسِتِّين.

وَصَالِح: وهو: ابن عبيد بن أسف بن ماسخ بن عبيد بن عامر بن ثمود بن عوص بن عاد بن ارم بن سام(3) بينه وبين هود مائة سنة وعاش مائتين وثمانين.

وشُعَيْب وهُوَ: ابن صيفون وقيل: ابن ملكاين(4).

ومُوسَى: وهُوَ ابْنُ عمران بن فاهت بن يَصْهر بن عازر بن لاوَى ابن يعقوب(5) بينه وبين إبراهيم خمسمائة وخَمْسٌ وستُّون، وقيل: سبعمائة وعاش مائة وعشرين وأخُوهُ هَارُون.

ودَاوُد وهو: ابْنُ إِيشَا بكَسْرِ الهمزة وسكون الياء التحتية وبالشين المعجمة بن عَوْبَد بن بَاعَر ابن سلمون بن يخشون بن عُمَى بن

ص: 382


1- في ( أ ) بن حاوذ وكذلك في الإتقان 62:4، وفي تاريخ الطبري، ابن الخلود 216/1
2- في ( أ ) ابن صالح، وفي تاريخ الطبري: عابر بن شالخ 216/1
3- في الإتقان: هو صالح بن عبيد بن أسيف بن ماشج بن عبيد بن حاذر بن ثمود بن عاد بن عوص ابن إرَم بن سام بن نوح 62:4، وفي تاريخ الطبري: صالح بن عبيد بن أسف بن ماسخ بن عبيد بن خادر بن ثمود بن جائر بن إرم بن سام بن نوح 1: 226
4- وفي الكامل لابن الأثير قيل إن اسم شعيب: يثرون بن ضيعون، وقيل: هو شعيب بن ميكيل من ولد مدين، وقيل غير ذلك 1: 88
5- في الإتقان: موسى: هو بن عمران بن يصْهُر بن فاهت بن لاوي بن يعقوب عليه السلام. لا خلاف في نسبه، وهو اسم سرياني 63:4، وانظر: الكامل لابن الأثير 95:1 وما بعدها

يأرب بن ارم(1) بن حضرون ابن فارص بن يهوذ بن يعقوب، وبَيْنَهُ وَبَيْنَ مُوسَى خمسمائة وتسْعٌ وستُّونَ سَنَة وقيل: تِسْعٌ وسَبْعُونَ، وعاش مائة.

وَوَلَدُهُ سُلَيْمَانَ وعَاشَ نَيْفاً وَخَمْسِينَ سَنَةً وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ مَوْلدِ النَّبّيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم فيمَا قيل: نَحْوَ أَلْفٍ وسَبعمائة سنة.

وأَيُّوب وَهُوَ: ابنُ مُوص بن رعويل بن عنصو بن إسحاق(2) عاش ثَلاثاً وسِتِّينَ(3)، وقيلَ: أكْثَر، وكانَتْ مُدَّةُ بَلَائِهِ سَبْعَ سِنِين.

وَوَلَدُهُ: ذُو الْكِفْل فَرَوَى الحاكم عن وَهْب أَنَّ اللَّهَ بَعَثَ بِعْدَ أَيُّوب ابنَهُ بشر بن أَيُّوب نَبِيَّاً وسمَّاهُ: ذَا الكِفْل وأمره بالدُّعاءِ إِلَى تَوْحِيدِهِ، وَكَانَ مُقِيماً بِالشَّامِ عُمْرَه حَتَّى مَاتَ وَعُمْرُهُ خَمْسٌ وسَبْعُونَ سنة.

وَيُونُس: وهُوَ ابْنُ مَتَّى وهيَ أُمُّه.

وَإِلْياس: وهُوَ ابْنُ ياسين بن فنحاص بن العَيْزار بن هارُون أخي مُوسَى وقيل: هُوَ إدْرِيس وهُوَ ضعيف.

والْيَسَع: وهو ابن حاطور(4).

ص: 383


1- في الإتقان: ابن رام 64:4، وفي تاريخ الطبري داود بن إيشي بن عويد بن باغز بن سلمون بن نحشون بن عمى نادب بن رام بن حصرون بن فارص بن يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم 476/1. ومن النادر أن نجد مصدرين يتفقان اتفاقاً تاماً في تحديد اسم من هذه الأسماء نظراً لكونها أعجمية وعدم ضبطها وانظر كذلك الكامل لابن الأثير 1: 125
2- في الإتقان: أيُّوب. هو بن مُوص بن رَوح بن عيص بن إسحاق، 64:4، وانظر: تاريخ الطبري 1: 322، وفي الكامل لابن الأثير: هو أيوب بن موصى بن رازج...73/1
3- في الإتقان: ثلاثاً وتسعين سنة 4: 65
4- في الإتقان: قال ابن جبير: هو ابن أخطوب بن العجوز 66:4

وَزَكَرِيَّا: وهو ابن اذن، وقيل: ابن حيا(1) وولَدُهُ يَحْيَی وهو ابن خالة عيسَى، قيلَ: وُلِدَ بعدَهُ بستَّةِ أشهُرْ(2).

وَعِيسَى بْن مَرْيَم وهي: بِنْتُ عَمْرَانَ بن ناثان، كان بينَهُ وَبَيْنَ مُوسَى أَلْفٌ وتَسْعمائةٌ وَخْمسٌ وعِشْرُونَ سنةً وبينَ مولدهِ والْهِجْرة ستمائَة وثَلَاثُونَ، ورُفِعَ إلى السَّماءِ وله ثَلاثٌ وثَلَاثُونَ سنَة.

ومُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم خَاتَمُ النَّبِيِّينَ عَلَيْهِمْ الصَّلاةُ والسَّلامُ، وقد وُلِدَ يَوْمَ الاثْنَينِ ثاني عشر ربيع الأوَّل عامِ الفيل، وبُعِثَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ على رأسِ أَرْبَعِينَ سَنَة وأَقَامَ بمكةَ ثَلَاثَ عشرة سنة وهاجَرَ إلى الْمدِينَةِ في ربيعِ الأوَّلِ، وتوفيَ في سنة إِحْدَى عشْرَةَ من الهجرة في ربيع الأول يومَ الاثنينِ للَيْلَتَيْنِ خلَتا مِنْهُ، وقيل: لاثنتي عَشْرة. وفيه مِنْ أَسْمَاءِ الملائِكَة:(3) جِبْرِيل، وميكَائيل، وهَارُوت، ومَاروت، إِنْ صَحَّ أَنَّهُمَا مَلَكَان، هذا مَا ذكره البُلْقيني.

قلْتُ: والرَّعْد - ففي التّرمذي من حديثِ ابن عباسٍ أَنَّ الْيَهُودَ قَالُوا ِللنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: أَخْبرنا عن الرِّعْدِ. فقال: مَلَكٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُوَكَّلٌ بالسَّحابِ(4).

وَمَالِك: خَازِنُ جَهَنَّم.

وقَعيد: فَقَدْ ذَكَرَ مُجَاهِد: أَنَّهُ اسْمُ كَاتبِ السَّيِّئَاتِ.

ص: 384


1- في ( أ ) وقيل: برخيا
2- أي وُلِدَ يحيى قبل عيسى بستة أشهر
3- أسماء الملائكة
4- رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح غريب. سنن الترمذي 256:4، 257

والسِّجلّ: فقد قال السُّهَيْلِي(1) وتابعُوه: هو مَلَك في السَّماءِ الثَّالِثَةِ تَرفَعُ إِلَيْهِ الْحَفَظَةُ أَعْمَالَ الْعِبَادِ في كُلِّ اَثْنَيْنِ وَخَمِيس، وقيل: كَانَ كَاتِبَاً لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم - رَوَاهُ أبُو داود والنّسائيّ عن ابن عبَّاس.

وفِيهِ مِنْ أَسْمَاءِ الصَّحَابَةِ: زَيْدُ وهُوَ ابْنُ حَارِثَةَ لَا غير.

قلت: والسِّجلُّ عَلَى الْقَوْلِ السَّابِقِ(2).

وَفِيهِ مِنْ أَسْمَاءِ المتقَدِّمِينَ غير الْأَنْبِيَاءِ والرُّسُلِ: عِمْرَان أَبُو مَرْيَمَ وَأَخُو هارُون، ولَيْسَ بأَخِي مُوسَى(3)، وأَما الْحَدِيثُ الآخَرُ: «فَمَا أَدْرِي أَكَانَ تُّبَعُ لَعِيناً أَمْ لا؟» فَاجِيبَ عَنْهُ بأنَّهُ قَبْلَ أَنْ يُوحى إِلَيْهِ أَنَّهُ آمَن.

وَلُقْمَان: وَقَدْ قيل: إِنَّهُ كانَ نَبيّاً والْأَكْثَرُ عَلَى خِلافِهِ.

وَفِيهِ مِنْ أَسْمَاءِ النِّساءِ: مَرْيَمَ(4)، قَالَ السُّهَيْلِي: وقَدْ تَكَرَّرَ اسْمُهَا فِي نَحْوِ ثَلَاثِينَ مَوْضِعاً لِحِكْمَةٍ وَهُوَ أَنَّ الملوكَ والْأَشْرَافَ لا يَذْكُرُونَ حَرائِرَهُمْ فِي مَلَأٍ وَلَا يَتَبَذَّلُون أَسْمَاءَهُنَّ، بل يَكْنُونَ عن الزَّوْجَةِ بِالْعُرْسِ والْعِيَالِ ونِحْوِ ذلك، فإذَا ذَكَرُوا الْإِماء لم يَكْنُوا عَنْهُنَّ، ولم يصُونُوا أَسْمَاءَهُنَّ عنِ الذِكْرِ، فَلَمَّا قَالَتِ النَّصَارَى في مَرْيَمَ ما قالُوا صَرَّحَ اللهُ باسْمِهَا ولم

ص: 385


1- هو الحافظ أبو القاسم بن الخطيب أبي محمد بن الإمام الخطيب أبي عمر الخثعمي الأندلسي المالقي الضرير صاحب: الروض الأنف، والإعلام بما أبهم في القرآن من الأسماء الأعلام، والفرائض، وغير ذلك، وقد توفي بمراكش سنة 581 ه. تذكرة الحفاظ 1348:4
2- وهو أنه كان كاتباً للنبي صلى الله عليه وسلم
3- في الإتقان: عمران؛ أبو مريم، وقيل: أبو موسى أيضاً وأخو هارون، وليس بأخي موسى 69:4
4- في (أ): مريم لا غير

يَكنْ(1) تأكيداً للعُبُودِيَّةَ الَّتي هيَ صِفَةً لها، وتأكيداً لأنَّ عيسَى لا أَبَ لَهُ، وإِلَّا لَنُسِبَ إِلَيْهِ.

وفِيهِ مِنْ أَسْمَاءِ الكُفَّارِ: إِبْلِيسُ وَكَانَ اسْمُهُ: عَزازِيرِ وَمَعْنَاهُ: الحَارِث، وكُنْيَّتُهُ: أَبُو مُرَّة، وقيل: أَبُو كردوس، وقَارُون، وجَالُوت، وهَامَان، وبُشْرَى الذي نادَاهُ الوارِدُ المذكوُر في سورة يوسُفَ بقوله: «يَا بُشْرَى»(2) في قَوْلِ.

وآزَر: أَبُو إبراهيمَ، وقيلَ: اسْمُهُ: تَارِخ(3) وآزَر لَقَب.

وَفِيهِ مِنْ أَسْمَاءِ الْقَبَائِلِ: يَأْجُوجُ، ومَأْجُوج، وعَادٌ، وثَمُودٌ، ومَدْين وقُرَيْشٌ، والرُّوم.

وفِيهِ مِنَ الْأَقْوَامِ بالْإِضافَةِ: قَوْمُ نُوحٍ، وقَوْمُ لُوطٍ، وَأَصْحَابُ الرّسِّ، وهُمْ بقيَّةٌ من ثَمود - والرُّسُّ: قريتُهُمْ بِالْيَمَامَةِ، وقيلَ: بَيْنَ الْمَدِينَةِ ووادِي الْقرى، وقيل: بئْرٌ بِأَنْطَاكِيَة - وأَصْحَابُ الأيكة - وقومُ تُبَّع.

وَفِيهِ مِنْ أَسْمَاءِ الْبِلَادِ وَالْأَمْكِنَةِ وَالْجِبَالِ: بَكّة، والمدينَة وهي: يَثْرِبْ في الأحزاب(4)، وبَدْر، وحُنَيْن، ومِصْر، وبَابِل، وطور سِيناء جبل(5) والْجُودِيّ: وهُوَ جَبَلٌ بالجزِيرةِ - وَطُوَى وَهُوَ: بَيْنَ مصْرَ

ص: 386


1- أي لم يذكر كنيتها بدلاً من الاسم الصريح
2- سورة يوسف: آية 19، وفي الإتقان: في قول السُّدّىّ، أخرجه ابن أبي حاتم 4: 70
3- في الإتقان: تارح، 71:4، وفي الكامل لابن الأثير: تارخ 47/1
4- «يأهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا...» سورة الأحزاب: آية 13
5- في الإتقان: وهو الجبل الذي نودي منه موسى 74:4

ومَدْين -- والأَيكَة ولَيْكة بفتح اللام بلد قوم شُعَيْب، والثَّاني:(1) اسْمُ الْبَلْدَة والْأَوَّل: اسْمُ الكُورَة، والمؤتَفِكَاتِ وهي: بلادُ قَوْمٍ لُوط -- والكَهْف وهو: الْغَارُ لِجَبَلٍ بِقُرْبِ طَرْسُوس(2) -- وقيل: بين ايلة وعمّان دون فلسطين(3) -- والرّقيمُ: وادٍ هُنَاكَ -- وقيل: اسْمٌ لِكَلْبِهِمْ -- والَأحقافُ وهي: جِبَالُ الرَّمْلِ بَيْنَ عُمَان وحَضرَموْتْ.

وَفِيهِ مِنْ أَسْمَاءِ الَأماكِنِ الْأُخْرَوِيَّةِ: الْفِرْدَوْسِ، وَهُوَ أَعْلَى مَكَانٍ في الجَنَّةِ - وعِلِّيُّونَ: قيلَ: أَعْلَى مَكَانٍ في الجنَّةِ - وقيل: اسْمٌ لما دُوِّنَ فيه أَعْمَالُ صُلَحَاءِ الثَّقَلَيْنِ، والكَوْثَرُ وهُوَ: نَهْرٌ فِي الْجَنَّةِ وفي الموقفِ أيضاً، واسْتِمْدَادُهُ من الأوَّل.

وسِجِّين: اسْمٌ لمكَانِ أَرْوَاحِ الكُفَّار.

وَغَيّ وهُوَ: وَادٍ فِي جَهَنَّم روَاهُ الحاكِمُ عنْ ابْنِ مَسْعُود.

والصَّعُود: جَبَلٌ فِيهَا كَمَا في حديثٍ رَوَاهُ التّرمذي(4).

وَوَيْلٌ: وادٍ فيها رواهُ التّرمذيُّ أيضاً.

ويَحْمُوم: جَبَلٌ فِيهَا، حَكَاهُ الْقُرْطُبِي(5).

ومَوْبِق: قال مُجَاهِد: وادٍ فيها، وقال عكرمة: نَهْرٌ فيها.

ص: 387


1- لَيْكة
2- في (أ) وهو غار في جبل، وفي الإتقان: وهو البيت المنقور في الجبل 74:4
3- وفي الإتقان الرَّقيم، وادٍ بين عقبان وأيْلة دون فلسطين 74:4
4- روى الترمذي عن أبي سعيدٍ عن النبي صلى الله عليه وسلَّم قال: «الصَّعُودُ جَبَلٌ من نار يُتَصَعَّدُ فيه الكافِرُ سَبْعِينَ خَريفاً وَيَهْوِي فيه كذلك أبداً» سنن الترمذي 104:4
5- انظر: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 293/17، في تفسير سورة الواقعة آية 43

والْفَلَق في حديث رواه أبُو يَعْلى أَنَّهُ جَهَنَّم، وقَالَ ابْنُ عَبَّاس: سِجْنٌ في جَهَنَّم، وقال كَعْبٌ: بَيْتُ فِيهَا.

وأَثَام: وادٍ فيها -- حَكَاهُ القُرطُبي.

وفيهِ مِنْ أَسْمَاءِ الْأَصْنَامِ: وُدّ، وسُوَاع، ويَغُوث، ويَعُوق، ونسْر -- وهي أَصْنَامُ قَوْمٍ نُوحٍ، وَكَانَتْ أَسْمَاءَ رِجَالٍ صَالِحِين من قوم نوحٍ فلما هَلَكُوا أَوْحَى الشَّيطانُ إِلَيْهِمْ: أَنْ انْصُبُوا إِلَى مَجَالِسِهِمْ الَّتي كَانُوا يَجْلِسُونَ فِيهَا أَنصَاباً وَسَمُّوهَا بِأَسْمَائِهِمْ فَفَعَلُوا فلم تُعْبَد حَتَّى هَلَكَ أُولَئِكَ وَنُسِخَ الْقَلم، واللَّات، والعُزّى، ومَنَاة، وهي: أصنامُ قُرَيْش، وبَعْل وهو: صَنَمُ قوْمِ إلياس.

وفيهِ مِنْ أَسْمَاءِ الكَوَاكِب: الشَّمْسُ َوالْقَمَرُ والطَّارِقُ والشَّعْرَى.

ص: 388

النَّوْعُ الثَّامِنُ والتِّسْعُون والتَّاسِعُ والتِّسْعُون: الكُنَى والَألْقاب

أَمَّا الكُنَى: فَلَيْسَ فِي الْقُرْآنِ مِنْهَا غَيْرُ أَبِي لَهَبٍ واسْمُهُ: عبد الْعُزَّى وَلِذَلِكَ لَمْ يُذْكَرْ بِاسْمِهِ لِأَنَّهُ حَرَامٌ شَرْعاً، وقيل: لِلْإِشَارَةِ إلَى أَنَّهُ جَهَنَّمِيّ. وَأَمَّا الْأَلْقَابُ فَمِنْهَا: إِسْرَائِيلُ لِيَعْقُوب ومعناه: عَبْدُ اللَّهِ، وقِيلَ: صَفْوَةُ اللّهِ، وَقِيلَ: سَرِيُّ اللهِ، لأنَّهُ أَسْرَى لَمَّا هَاجَرَ.

وَمِنْهَا: الْمَسْيح لِعِيسى، وفي معناهُ أَوْجُهُ كَثيرةٌ ذَكَرْتُهَا في شَرْحِ الأسْمَاءِ النبوية(1).

وَنُوح فإِنَّ اسْمَهُ: عبد الغفَّار ولُقِّبَ بِهِ لِكَثْرَةِ نَوْحِهِ على نَفْسِهِ (2).

وذُو النّون: وهُوَ يونس.

وذُو الكِفْلِ: إِنْ صَحَّ أَنَّهُ بِشْرُ بن أَيُّوب.

ص: 389


1- قال في الإتقان: ومعناه قيل: الصديق، وقيل: الذي ليس لرجله أخمص وقيل: الذي لا يمسح ذا عاهة إلَّا برىء، وقيل: الجميل، وقيل: الذي يمسح الأرض أي يقطعها، وقيل: غير ذلك. 77:4
2- في الإتقان: لكثرة نوحه على نفسه في طاعة ربه 77:4

والرُّوح، ورُوح القُدْسِ، والأَمين، أَلْقَابُ لِلْمَلَكِ الكَرِيم جبريل عَلَيْهِ السَّلام.

وذُو الْقَرْنَيْنِ: واسْمُهُ: الإِسْكَندَر، ولَمْ يَكُنْ نَبِيِّاً - قيل: كَانَ رَجُلاً صَالِحاً، وقيل: اسْمُهُ: هرمس وقيل: هرديس، وقيلَ: مرزبان ابن مَرْدِبة، وقيل: هو الصَّعْبُ بن ذي يزن الحِمْيرِي -- وقيل: هو يوناني وَسُمِّيَ ذَا الْقَرْنَيْنِ: لأنَّهُ مَلَك فارس والرّوم، أَوْ دَخَلَ النُّورَ والظُّلمَةَ أَوْ كانَ بِرَأْسِهِ شِبْهُ الْقَرْنَيْنِ، أَوْ كانَ لَهُ ذُؤابتان، أوْ رأَى في النُّومِ أَنَّهُ أَخَذَ بقَرْنَي الشَّمْس -- أقوال(1).

والْعَزِيز وَاسْمُهُ: قطفير أو اطفير(2).

وطَالُوت: لُقِّبَ بِهِ لِفَرْطِ طُولِهِ واسْمُهُ: شاول بن أنبار بن ضرار.

وفِرْعَون واسْمُهُ: الوليد بن مصعب بن الريان وكُنْيَتُهُ: أبُو مُرَّة وقيل: أبو العبّاس وهُوَ فِرْعَوْنُ الثَّاني الذي أُرْسِلَ إِلَيْهِ مُوسَى وكانَ قَبْلَهُ فرْعَوْنَ آخَرَ وَهُوَ أَخُوهُ.

قالوص بن مُصعَب: ملك العمالقة، ولم يذكر في القرآن.

ص: 390


1- انظر: الكامل لابن الأثير 159/1، وما بعدها
2- في الإتقان: هو قطيفير، أو أطيفير 85:4

النَّوعُ المائة: الْمُبْهَمَات

هَذَا النَّوْعُ مُهِمْ، وذكرَ البُلْقينيُّ مِنْهُ أَمْثِلَة، وللنَّاسِ فِيهِ تَصَانِيف مِنْهَا: التَّعْرِيفُ والأعْلَامُ للسُّهَيْلِي، والتِّبْيَانُ لِقَاضِي الْقُضَاةِ: بدر الدِّين بن جَمَاعة(1)، وقَدْ وَقَفْتُ عَلَيْهِمَا وَعَلى مُخْتَصَر التَّعْريف لِبَعْضِ الفُضَلَاء وفيه زياداتٌ عَلَيهِ(2).

وقَدْ حَرَّرْتُها في فُصُول:

الْأَوَّل: فيمَا أَبْهِمَ مِنْ رَجُلٍ أَوْ امْرَأَةٍ أَوْ مَلَكٍ أو جِنّيٍّ، أَوْ مُثَنَّى، أَوْ مَجْمُوعٍ عُرِفَ أَسْمَاءُ كُلِّهِمْ، أَوْ مَنْ، أَوْ الَّذِي إِذَا كَانَ نَصّاً لِلْوَاحِدِ(3)، كقَوْلِهِ تَعَالَى: «إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً»(4) هُوَ آدَمُ، وزوجُهُ هي: حَوَّاءُ بالمدّ وقد تكررت -- (وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً»(5) اسْمُهُ: قابيل(6) - «إِذْ

ص: 391


1- هو محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة بدر الدين من علماء الحديث وله أيضاً: غرر البيان لمبهمات القرآن، توفي سنة 733 ه
2- يقول المؤلِّف في الإتقان: ولي فيه تأليف لطيف جمع فوائد الكتب المذكورة مع زوائد أخرى على صِغَر حجْمه جداً 79:4
3- أي لم يُرَد به العموم
4- سورة البقرة: آية 30
5- سورة البقرة: آية 72
6- في (أ): عاقيل. وفي الإتقان: عاميل 81:4

ص: 392

الْفَصْلُ الرَّابِعُ:

في الْمُبْهَمِ مِنْ أَسْمَاءِ الأَيَّامِ وَاللَّيَالِي وَسَائِرِ الْأَزْمِنة.

«يَوْمِ الدِّينِ»(1) هُوَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ وكذا سائِر الأيام الَّتي في القرآن إلا ما نذکره.

«وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلثينَ لَيْلَةً ...»(2) هي: ذُو الْقعدة مِنْ ذِي الْحجة وهي الَّتي في سُورَة الأعراف.

«أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ»(3) زَعَمُوهَا سَبْعَةً وقيل: أَرْبَعين.

«الْحَجُّ أَشْهُرُ مَعْلُومَاتٌ...»(4) في شَوَّال، وذِي الْقعدة وعَشْرٍ من ذي الحجة كما رَوَاه الحاكِمُ عن ابن عمر.

«أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ ...»(5) هِيَ أَيَّامُ التَّشْريق الثَّلاثَّةِ بَعْدَ یَوْمِ النَّحْر.

«يَسْتَلُونَكَ عَنْ الشَّهْرِ الْحَرَامِ»(6) هُوَ رَجَب.

«تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ»(7) هُوَ يَوْمُ أُحُد.

«لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ الله وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ ...»(8) الْمَرَادُ به: ذُو الْعقدَة.

ص: 393


1- سورة الفاتحة: آية 3
2- سورة الأعراف: آية 142
3- سورة البقرة: آية 184
4- سورة البقرة: آية 197
5- سورة البقرة: آية 184
6- سورة البقرة: آية 217
7- سورة آل عمران: آية 155
8- سورة المائدة: آية 2

«عَلَى فَتْرَةٍ»(1) هي مُدَّةً مَا بَيْن عيسَى والنَّبّي صلَّى الله علَيْه وسلَّم ستمائة سنة وقيلَ: خمسمائة وستون.

«يَوْمَ الْفُرْقَانَ»(2) هُوَ يَوْمُ بَدر - «فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ»(3) هِيَ مِنْ عَاشِرِ ذِي الحجّة سنة تِسْعٍ إلَى عاشِرِ ربيع الآخر سنة عَشْر - وقيل: من عاشِر ذي الْقعدة.

«وَيَوْمَ حُنَيْن»(4) كَانَ في شوَّال سنةَ ثَمان.

«بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا»(5) هُوَ سَنَةٌ تِسْعٍ مِنَ الْهِجْرَة.

«أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ»(6) هي: رَجَبْ، والْمُحَرَّم، وذُو القعدة، وذو الحجة.

«فَلَبِثَ في السِّجْنِ بِضْعَ سِنين»(7) قيل سبع وكذلك في الروم(8).

«مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ»(9) قيل: يَوْمُ عَاشُورَاء، وقيل: يَوْمُ عيدٍ لَهُمْ قبل النّيروز ووافق يَوْمَ السَّبت.

ص: 394


1- سورة المائدة: آية 19
2- سورة الأنفال: آية 41
3- سورة التوبة: آية 3
4- سورة التوبة: آية 25
5- سورة التوبة: آية 28
6- سورة التوبة: آية 36
7- سورة يوسف: آية 42
8- في قوله: «وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ. في بضْعِ سنين...» سورة الروم: آية 4
9- سورة طه: آية 59

«أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ ...»(1) هِيَ عَشْرُ ذِي الحجَّة، وقيل: أَيَّام النَّحْر، وقيل: يَوْمُ عرفَة والنَّحر والتّشريق.

«يَوْمِ الظُّلَّةِ»(2) يوم أَهْلَكَ الله قَوْمَ شُعَيْب أَظلَّهُمْ سَحَابٌ فأمطر عليهمْ ناراً.

«عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا ...»(3) قيل: وَقْتُ الْقَائِلَة، وقيل: بين المغْرِب والعِشاء.

«خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَين»(4) يوم الْأَحد وَالاثْنَين.

«في أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ»(5) أي تمامها بالثلاثاء والأربعاء.

«سَبْعَ سَمَواتٍ في يَوْمَينُ»(6) هُمَا: الْخَمِيسُ والْجُمعَة.

«إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ...»(7) هِيَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ وقيل: لَيْلَة النِّصْفِ من شعبان.

«وفي يَوْمِ نَحْسٍ»(8) هُوَ يَوْمُ الأربعاء - ونَحْسهُ عَلَيْهِمْ لاَ في ذاته.

ص: 395


1- سورة الحج: آية 28
2- سورة الشعراء: آية 189
3- سورة القصص: آية 15
4- سورة فصلت: آية 9
5- سورة فصلت: آية 10
6- سورة فصلت: آية 12
7- سورة الدخان: آية 3
8- سورة القمر: آية 19

«سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ»(1)قيل: هِيَ أَيَّام الاعجاز في عَجُزِ الشَّتاء وَأَوَّلُهَا: الأربعاء وقيل: الْجُمْعَة.

«والفجر»(2): هو الصُّبح مُطْلَقاً، وقيل: صُبْحُ يَوْمِ النَّحر، وقيل: هو المحرَّم لأنَّه فَجْر السَّنة - رواه البَيْهقي عن ابن عبَّاس.

«وَلَيَالٍ عَشْرٍ»(3) هي: عشْرُ ذِي الحجة، وقيل: عشْرُ المحرَّم، وقيل: الْعَشْرُ الأَخيرُ من رَمضان.

«والشَّفْعِ وَالْوَتْرِ»(4) قيل: الْيَوْمَان بعد النَّحر والثَّالث، وقيل: يوم عَرَفة، والنَّحر، وليلة الجمعة، وقيل: غير ذلك.

«واللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ»(5) هِيَ لَيْلَة الْجُمُعَةَ.

«وَالضُّحَى»(6) قيل: هُوَ الضُّحَى الَّذِي كَلَّمَ الله فِيه موسی.

«وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى»(7) قيل: هي لَيْلَةُ الْمِعْرَاج.

«لَيْلَةُ الْقَدْر» فيها نَيْفٌ وَأَرْبَعُون قولاً لا يَحْتَمِلُها هَذَا الْمَحل وَأَرْجَحُها في مَذْهِبِنَا أَنَّها مُختصَّةٌ بالْعَشْرِ الأخير وَأَنَّها لَيْلَة الْحَادِي أَوْ الثَّالِث وَالْعِشْرين، وَعِنْدي أَنَّها لَا تلتزم لَيْلَةٌ بعَيْنِها وَقَدْ قَالَهُ جَمَاعَة وَنُقِلَ عَنْ نَصّ الشَّافِعِيّ، واختارَهُ النَّوَوِيُّ في شَرْح المهذَّب والله سبحانه أعلم.

ص: 396


1- سورة الحاقة : آية 7
2- سورة الفجر: آية 1
3- سورة الفجر: آية 3
4- سورة الفجر: آية 3
5- سورة الفجر: آية 6
6- سورة الضحي: آية 1، 3
7- سورة الضحى: آية 2

قَالُوا لِنَبيٍّ لَهُمْ»(1) هُوَ شَمْويل بْن بَال ابْن عَلْقَمة يُعْرَفُ بابْنِ الْعَجُوز، وقيلَ فيه: شَمْعُون، وقيل: هُوَ يُوشَع وهو بَعِيدٌ جِدّاً.

«الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ في رَبِّهِ...»(2) هُوَ النّمرُوذ بن كوش بن كَنْعَان ابْن حَام بن نوحُ.

«الَّذي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ...»(3) هو: غرمة، أو ارميا، أو شعيا -- أقوال(4).

«امْرَأَتُ عِمْرَان»(5) حنّة بالنّون بنت فاقوذ - «امْرَأَةُ زَكَرِيَّا»(6) أَشْيَاع بِنْت فاقوذ فهي خَالَةُ مَرْيم.

«مُنَادِياً يُنَادِي لِلْإِيمان»(7) هُوَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم.

«الجِبْتُ»(8) هو: حُيَىّ بن أَخْطَب، وقيل: اسْمُ شيطان.

(الطَّاغوت) هُوَ: كَعْبُ بن الْأَشْرَف.

«وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً...»(9) هُوَ وَإِنْ كَانَ عَامّاً لَكِنْ

ص: 397


1- سورة البقرة: آية 246
2- سورة البقرة: آية 258، وفي تاريخ الطبري: نُمروذ بن كنعان بن كوش بن سام بن نوح 233/1
3- سورة البقرة: آية 259
4- في ( أ ): هو عزير، وفي الإتقان: عزير، وقيل: أرمياء، وقيل: حزقيل. 82:4
5- سورة آل عمران: آية 35
6- «وامرأتي عاقر...» سورة آل عمران: آية 40
7- سورة آل عمران: آية 193
8- «بالجِبْتِ والطَّاغُوتِ...» سورة النساء: آية 51
9- سورة النساء: آية 100

ذَكَرتَهُ فِي هَذَا الْفَصْلِ لِمَارُوِيَ عَنْ عَكْرمَةَ قال: طَلَبْتُ اسْمَ هَذَا الرَّجُلِ أَرْبَعَ عَشْرَة سَنَةً حَتَّى وَجَدْتُهُ وَهُوَ: حَمْزَةَ بن العيص ويُقَالُ فيه: ضَمُرة(1)، وقيل: هو جندب بن ضمرة(2)، وقيل: خالد بن حزام بن خویلد.

«واثْنَيْ عَشَرَ نَقيباً...»(3) هُمْ: شموع بن زَكُور من سبط رُوبيل، وشوقط ابن حورى من سبط شمعون، وكالب بن يوقنا من سبط يهوذا، ويفورك بن يوسف من سبط أشاجوه -- ويوشع بن نون من سبط أفراثيم بن يوسف -- وبلطي بن روقوا من سبط بنيامين، وكرابيل بن سورى من سبط زبالون -- وكذى بن شونا من سبط منشا ابن يوسف -- وعمائيل بن كنسل من سبط دان -- وستور بن ميخائيل من سبط أشير -- ويوحنا بن وقوس من سبط نفتال -- وااِل ابن موخا من سبط كاذلوا(4).

ص: 398


1- في الإتقان: وقيل: أبو ضمرة بن العيص 83:4
2- في الإتقان: ضمرة بن جندب 83:4
3- سورة المائدة: آية 12
4- وقد أورد الطبري أسماءهم عند تفسيره لقوله تعالى: «... وَبَعَثْنَا مِنْهُمْ اثْنَيْ عَشَرَ نقيباً...» فقال: وهذه أسماء الرهط الذين بعث الله من بني إسرائيل إلى أرض الشام فيما بذكر أهل التوراة ليجوسوها لبني إسرائيل، من سبط روبيل: شامون بن ركون، ومن سبط شمعون: سافاط بن حربي، ومن سبط يهوذا: كالب بن يوفنا، ومن سبط كاذ: ميخائيل ابن يوسف، ومن سبط يوسف وهو سبط أفراثيم: يوشع بن نون، ومن سبط بنيامين: فلط بن ذنون، ومن سبط ربالون: كرابيل بن سودي، ومن سبط منشابن يوسف: حدي ابن سوشاء ومن سبط دان: جلائل بن جل، ومن سبط أشار: سابور بن ملكيل، ومن سبط نفتالي: محر بن وقسى، ومن سبط يساخر: حولايل بن منكد. انظر جامع البيان للطبري 96/6

«قَالَ رَجُلَانِ»(1) هما يُوشَع وكالب -- «ابْنَي ءَادَمَ»(2) هُمَا: قَابِيل وهَابيل وهو المَقْتُول، والقول بأنَّهُمَا لَيْسَا لِصُلْبِهِ بَلْ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيل بَاطل.

«تَحْبِسُونَهُمَا»(3) قالَ أَصْحَابُ المُبْهَمَاتِ: الضَّميرُ لتَميم الدَّاري وعدي بن بر النازل فيهمَا الآية.

قلتُ: الْأَوْلَى أَنْ يُقَال: هُوَ راجعٌ لاثْنَيْنِ في أول الآية(4) وهي عامة وَإنْ كانَ سبب نُزُولِهَا قَصَّتهما.

«الَّذي ءَاتَيْنَاهُ ءَايْتِنا فَانْسَلَخَ...»(5) هُوَ بلعم بن باعورا، ويُقالُ فيه: بلعام مِنْ بَنِي إسْرَائيل وكانَ مَعَ الْجَبّارِين.

«وَإِنّي جَارٌ لَكُمْ»(6) عَنَى سُراقة بن مالك بن جُعشم سيِّد بني مدلج لأنه أَتَى في صُورَتِهِ.

«إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ»(7) هُوَ أَبُو بَكْر الصِّدِّيقِ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

ص: 399


1- سورة المائدة: آية 23
2- سورة المائدة: آية 27
3- سورة المائدة: آية 106
4- الآية هي: «يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شهادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ حينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذوا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ...» سورة المائدة: آية 106
5- سورة الأعراف: آية 175
6- سورة الأنفال: آية 48
7- سورة التوبة: آية 40

«وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي»(1) هو الْجدّ بن قيس.

«وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللهَ»(2) هُوَ ثَعْلَبَة بن حاطب.

«وَإِرْصاداً لِمَنْ حَارَبَ اللهَ وَرَسُوله»(3) هو أبُو حنظلة الراهب.

«الثَّلَاثَةِ الَّذينَ خُلِّفُوا...»(4) كَعْبُ بْنُ مالِك، وهلَال بْن أُمَيَّة -- ومُرَارة بْن الرّبيع.

«وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ»(5) قيل: هُوَ جِبْرِيل.

«وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ»(6) هُوَ: كنعان بن حام، وقيل: يام.

«امرأة إبراهيم»(7) سارة.

والْغُلَامُ الَّذِي بُشِّرَتْ بهِ في الذَّارياتِ(8): إِسْحَاق بِلَا خلاف إِذْ لَمْ تَلِدْ غَيْرَه.

«بَنَاتُ لُوط»(9) رَيثا ورغوثا.

ص: 400


1- سورة التوبة: آية 58
2- سورة التوبة: آية 75
3- سورة التوبة: آية 107، وفي الإتقان: هو أبو عامر الراهب 4: 85 وكذلك في تفسير الطبري 19/11
4- سورة التوبة: آية 118
5- سورة هود: آية 17
6- سورة هود: آية 42
7- «وامرأته قائمة...» سورة هود: آية 71
8- سورة الذاريات: آية 28
9- «هؤُلاء بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ...» سورة هود: آية 78

امرأَتُهُ: وَالِهَة، وقيلَ: وَاعِلة.

«إخْوَةُ يُوسُفُ» أَحَدَ عَشَر: يهوذا، وشمعون، ولاوى، وروبيل، وتفتال، وكاذلوا، وثير، ودان، وقباب، وبنيامين وهو شقيقه المراد حيث ذكر في السورة(1). وكَبِيرُهُمْ: رُوبيل لأنَّهُ أَسَنُّهُمْ، وقيل: شَمْعُونَ أَيْ: رَئِيسُهُمْ، وقيل: يَهُوذَا أي صاحب رأيهم وهو القائل الذي قال: «لا تَقْتُلُوا»(2) وهو البشير.

«فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ»(3) هُوَ مَالِك بن دَعْر.

«امْرَأَتُ الْعَزِيز»(4) رَاعِيل، وقيل: زُلَيْخَا.

«الذي اشْتَرهُ»(5) الْعَزِيز.

«وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا»(6) كانَ ابنَ عَمِّهَا، وقيل: ابْنَ خَالِهَا وَلَمْ يُسَمَّ، وفي الحديثِ: إِنَّهُ كانَ طِفْلًا في الْمَهْدِ.

«وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَان»(7) هما: شَرَّهُم وسرَّهم(8) وهُوَ النَّاجي.

ص: 401


1- «لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ...» سورة يوسف: آية 8
2- سورة يوسف: آية 10
3- سورة يوسف: آية 19
4- سورة يوسف: آية 30
5- سورة يوسف: آية 21، وفي الإتقان: هو: قطيفير أو أطيفير 85:4، وفي جامع البيان للطبري: قطفير أو أطفير 104:12
6- سورة يوسف: آية 26، وفي تفسير الطبري: قال بعضهم: كان صبياً في المهد، وقال آخرون: كان رجلاً ذا لحية، وقیل: القميص 115/12
7- سورة يوسف: آية 36
8- في ( أ ) هما :شرهم وسرهم

«وَقَالَ الْمَلِكُ» هُوَ الرّيّان بن الوليد بن عمرو بن أراشه يجتمع مع فِرْعَوْنِ في اراشه.

«وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ»(1) هُمَا: أَبُوه وخَالَتُهُ ليّا، وإِنْ كَانَت أمَّه فَاسْمُهَا: رَاحيل -- قولُ إبراهيم: «وَرَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَي ...»(2) أَبُوهُ في القُرْآنِ، وَأُمُّهُ: نوْفَا وقيل: ليوشا بنت كزينا، وكانَتْ مؤْمِنَة(3).

«الَّتي نَقَضَتْ غَزْلَهَا»(4) ربطة بنت سعيد بن زيد مناة بن تميم.

«إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ»(5) هو جَبْر غلام الفاكِهِ بن المغيرة، وقيل: مولَى عامِرِ بن الحضرمي، وقيل: غير ذلك.

«أصْحَبُ الكَهْفِ...»(6) تَمْلِيخَا وَهُوَ رَئيسُهُمْ والقَائِلُ: «فَأْوُوا إِلَى الكَهْفِ...»(7) والقائِلُ: «رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ»(8).

ومكسلمينا وهو القائل: «كَمْ لَبِثْتُمْ»(9) ومرطوش، ويرنيق وأيوقس، واريسطانس -- وشلططيوس.

ص: 402


1- سورة يوسف: آية 100، قيل: أبوه وخالته التي تزوجها بعد وفاة أمه، وقيل: أبوه وأمه. جامع البيان للطبري 42/13
2- سورة نوح: آية 28
3- في الإتقان: اسم أبيه: لَمْك بن مُتَوَشْلِح، واسم أُمِّهِ، شمخا بنت أنوش. 92:4
4- سورة النحل: آية 75
5- سورة النحل: آية 103
6- سورة الكهف: آية 9
7- سورة الكهف: آية 16
8- سورة الكهف: آية 19، ويقول القرطبي: وأما أسماء أهل الكهف فأعجمية والسند في معرفتها واهٍ 360/10
9- سورة الكهف: آية 19، واقرأ أسماء الثمانية في تفسير الطبري 133/15

«وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً رَجُلَيْنِ»(1) هُمَا: فوطس وتمليخا وهو الخیر.(2).

«فَتَى مُوسَى»(3) يُوشع.

«فَوَجَدَ عَبْداً»(4) هُوَ الخِضْر واسمه: بليّا بن ملكان بن فالغ ابن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح، وقيل: هو: ارميا، وقيل: اليسَع، وقيل: غير ذلك.

«وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ»(5) هو جيسور، وفي رواية: حيسور بالحاء، وقيل: حينور، وقيل: هُدَدَ بن بُدَد.

«لَقِيَا غُلَاماً»(6) قالَ في التبيان: اسمه: حش مود، ومعناه بالفارسي: طيِّب.

«وَأَبْوَاهُ»(7) الَأب: كازيرا والُأمّ: سهوى.

ص: 403


1- سورة الكهف: آية 32
2- في (أ) هما: فطروس وتمليخا وكذلك في الإتقان 87:4، وفي القرطبي: قرطوش 399/10
3- سورة الكهف: آية 60، في الإتقان: هو يوشع بن نون، وقيل: أخوه يثربيّ 87:4
4- سورة الكهف: آية 65، وانظر: الكامل لابن الأثير 1: 90
5- سورة الكهف: آية 79
6- سورة الكهف: آية 74، وفي جامع البيان للطبري: اسم الغلام الذي قتله الخضر: جيسور 185/15
7- سورة الكهف: آية 80

«لِغُلَمَيْنِ يَتِيمَيْن»(1) هما: أصرم وصُريم ابنا كاشح وأمهما دنيا.

«وَيَقُولُ الْإِنْسَانُ»(2) أُبَيّ بن خَلَف، والوليد بن المغيرة.

«أَفَرَأَيْتَ الَّذي كَفَر بِأَيَتِنَا...»(3) هُوَ الْعَاص بن وائل، «السَّامِرِيّ»(4) مُوسَى بن ظفر، «الدَّاعي»(5) في طَه والْقَمَر، و«المَنادِي»(6) في ق: إسْرافيل - «أُمِّ موسى»(7) بحانذ بنت يصهُرُ بن لاوى، وقيل: ياؤخا وبه جَزَم السُّهيلي.

«وَقَالَتْ لأُخْتِهِ»(8) مَرْيَمَ، وقيل: كُلْثُوم.

«وَقَتَلْتَ نَفْساً»(9) هو القبطي واسمه: قانون(10).

«هذانِ خَصْمَانِ»(11) هُمَا خَصْمُ المُؤْمِنِينَ: علي وحمزة وعُبَيْدَة بن الحارِثِ بن عَبْدِ المُطَّلِب، وخَصْم الكُفَّارِ: عُتْبَة وشَيْبَة ابنَا

ص: 404


1- سورة الكهف: آية 82
2- سورة مريم: آية 66، وفي الإتقان: هو أبي بن خلف، وقيل: أمية بن خلف، وقيل: الوليد ابن المغيرة 87:4
3- سورة مريم: آية 77
4- سورة طه: آية 85
5- سورة القمر: آية 6
6- سورة ق: آية 41
7- سورة القصص: آية 10، وقيل اسمها: أيارخا، وقيل: لوحا، وقيل: يوخابذ، وقيل غير ذلك، القرطبي 250/13
8- سورة القصص: آية 11
9- سورة طه: آية 4
10- في (أ): فاقون
11- سورة الحج: آية 19

رَبيعَةَ والوَلِيدُ بن عتبة -- تَبَارِزُوا يَوْمَ بَدْر - «الَّذينَ جَاءوُا - بِالْإفك...»(1) عبد الله بن أبيّ، وهُوَ الَّذي تَوَلَّى كبره، وحَمنة بنت جحش، ومِسطح واسمه: عوف بن أثاثة، وحسَّان بن ثابت.

«يَعَضُّ الظَّالِمُ»(2) هُوَ عُقْبَة بن أَبِي مُعَيط -- «لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً»(3) هُوَ صديقه: أُمَيَّة بن خَلَفَ أَوْ أَخُوهُ: أُبَيّ بن خَلَف.

«إنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةَّ تَمْلِكُهُمْ...»(4) هي بلقيس بنت هداد بن شرحبيل. وقيل: دلقمة بنت أبي شرح بن أبي حدث(5).

«قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ»(6) هو: كودن، وقيل: ذكوان.

«الَّذي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ»(7) هُوَ آصف بن برخيا وزير سليمان وكاتبه وابن خالته، وقيل: اسمه: اسطوم. وقيل: هو ضبة بن ادا بن طامحة(8) ، وقيل: جبريل، وقيل: سلیمان نفسه، والكل ضعيف أو باطل(9).

ص: 405


1- سورة النور: آية 11
2- سورة الفرقان آية 27
3- سورة الفرقان: آية 28
4- سورة النمل: آية 23
5- في (أ): بنت أبي سرح بن أبي حزن، وفي القرطبي: بلقيس بنت شراحيل 182/13
6- سورة النمل آية 39، في الإتقان: كوْزن 88:4، وفي الجامع لأحكام القرآن للقرطبي قيل: کودن، وقيل: ذكوان 182/13
7- سورة النمل: آية 40
8- في (أ): طالحة
9- وفي الجامع لأحكام القرآن: أكثر المفسرين على أن الذي عنده علم من الكتاب: أصف بن برخيا وهو من بني إسرائيل 204/13

«تِسْعَةُ رَهْطٍ»(1) هم: مصدع بن دهر، وقيل: دهم، وقذار ابن سالف، وهديم، وصواب، ورئاب، ودأب، وهرمي، ودعير بن عمرو.

«امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ»(2) آسية بنت مزاحم -- قيل: بنت عمه:

وقيل: عمَّة موسى(3).

نكتة: روى الزُّبَيْرِ بن بكار أن النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم قال:

لخديجة: أشعرتِ أن اللهَ زوَّجَني مَعَكِ في الجَنَّةِ مريم بنت عمران وكلثوم أخت موسى وآسية امرأة فرعون.

«فَالْتَقَطَهُ ءَالُ فِرْعَوْنَ»(4) اسْمُ المُلْتَقِطِ لَهُ: طابُوث(5)، وقيل: هيَ امْرَأَةُ فِرْعَوْن، وقيلَ: ابْنَتُهُ - «رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ»(6) الإسرائيلي قيل: هو السَّامريّ، والقبطيّ: تقدَّم اسمه(7) «رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ»(8) قيل: طابوث، وقيل: مُؤْمِنُ آلِ فِرْعَوْن وسيأتي -- «امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ»(9) هُمَا: ليّا وصفوريا ابنتا شعيب عند الأكثر، وقيل: ابنتا تيرول(10) بن أخي

ص: 406


1- سورة النمل: آية 48، وفي القرطبي أقوال كثيرة منها: دعم، ودعيم، وهرم، وهريم، وداب وصواب، ورياب، ومسطح، وقدار. الجامع لأحكام القرآن 216/13
2- سورة القصص: آية 9
3- في ( أ ): قيل: بنت عمة موسى
4- سورة القصص: آية 8
5- في (أ): طالوت
6- سورة القصص: آية 15
7- فاتون
8- سورة القصص: آية 20
9- سورة القصص: آية 23
10- في (أ) شبرون، وفي الإتقان: يثرون 89:4

شعيب، والتي نكحها هي: صفوريا وهي الصغرى كما رواه الطبراني الأوسط، والصغير: «ابن لقمان»(1) ثاران، وقيل: أنعم، وقيل: بشكم (ملَكُ المَوْت) ذكر ابن جماعة في التبيان أن اسمه: عزرائيل وكذا رأيتُهُ بخطّ الشيخ: «وليّ الدّين العِرَاقي» في تذكرته، ورواه أبو الشيخ ابن حِبّان في العِظَةِ(2) عن وهب، وذكر الكِرْماني في مختصر المسالك أن كنية ملك الموت: أبو يحْيى.

«يأَيُّها النَّبِيُّ قُلْ لِأزواجِكَ وَبَنَاتِكَ...»(3) أَمَّا أَزْوَاجَهُ اللَّاتي اجْتَمَعْنَ عِنْدَهُ وَمَاتَ عَنْهُنَّ فَتِسْعٌ: عَائِشَة، وحَفْصَة، وأُمُّ سَلَمَة واسْمُهَا هِنْد، ومَيْمُونَة، وسَوْدَة، وأُمُّ حَبيبَة، وصَفِيَّة، وجُوَيْرية، وزَينب بنت جحش.

وَبَنَاتُهُ: فَاطِمَة، وَزَيْنَب زَوْجَةُ أَبِي الْعَاص بن الرَّبيع -- ورُقيَّة، وأُمّ كلثوم زوجتا عثمان.

«لِلَّذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ»(4) هُوَ: زَيْدُ بن حارثة.

«أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَك» هي: زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْش.

«أَصْحَبَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ...»(5) هُمْ: شلوم، وصادق، وصدوق، وقيل بدلهما: شمعون ويحيى.

ص: 407


1- «وإذْ قَالَ لُقْمَانُ لأبيه...» سورة لقمان: آية 13، وانظر: تفسير القرطبي 62/14
2- في (أ): في كتاب العِظَة
3- سورة الأحزاب: آية 59
4- سورة الأحزاب: آية 37
5- صورة يس: آية 13

«وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ...»(1) هُوَ: حَبِيبُ بن مُوسَى النَّجَّار.

«أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ...»(2) هُوَ: أُبَيُّ بن خَلَفَ، أَوْ أَخُوهُ أُمَيَّة، أو العاص بن وائل.

«قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ»(3) هُمَا: الرَّجُلَانِ في الکَهْفِ.

«وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ»(4) هُمْ: سَام وحَام ويَافِث.

«الذَّبيحُ»(5) إِسْمَاعِيلُ عَلَى الْأَصَحِّ -- وقيل: إِسْحَاق، وبه جَزَمَ السُّهَيْلِيُّ وَأَنَا الْآنَ أَمِيلُ إِلَيْهِ.

«نَبَؤُاْ الْخَصْمِ»(6) جِبْرِيلُ وميكائيل.

«عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَداً»(7) قيلَ: شَيْطَانٍ اسْمُهُ: صَخْرٍ وقِيلَ: آصِف.

«وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ ءَالِ فِرْعَوْنَ»(8) هو: سَمْعَان جزَم به

ص: 408


1- سورة يس: آية 20
2- سورة يس: آية 77
3- سورة الصافات: آية 51، وفي الإتقان: هو روبيل، وقيل: يهوذا، وقيل: شمعون 85:4
4- سورة الصافات: آية 77، انظر: الكامل لابن الأثير 44:1 وما بعدها
5- سورة الصافات: آية 101، انظر: الكامل لابن الأثير، 65:1، وما بعدها
6- سورة ص: آية 21
7- ص 34
8- سورة غافر: آية 28

السُّهَيْلِي وابنُ جَماعة، وقيل: حزقيل جزم به الْبُلْقيني، وقيل: جَبْر وقيل: حَبیب.

«أَرِنَا اللَّذَيْنِ أَضَلَّانَا...»(1) هُمَا: إِبْلِيسُ وقَابيل.

«عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ»(2) عَنَوْا الْوَلِيدِ بن الْمُغيرة من مكَّة، وعُرْوَةَ بن مسعود الثَّقفي من الطَّائف.

«وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ...»(3) قيل: مُوسَى عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ وقيل: عبد الله بن سلَّام.

«حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ...»(4) هُوَ: أَبُو بَكْرٍ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ --، وأَبُوهْ: أَبُو قحافة عثمان بن عامر، وأُمُّه: أُمُّ الخير سَلْمَى بنت صَخر، وذُرِّيّته: عبد اللَّهِ وعبد الرحمن وأسماء وعائشة.

«وَالَّذي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا...»(5) قيل: ولَدهُ عبد الرّحمن وأنكرته عائشة.

«أَفَرَعَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى»(6) هُوَ الْولِيدُ بن الْمغيرة.

ص: 409


1- سورة فصلت: آية 39
2- سورة الزخرف: آية 21، وفي الإتقان: عَنَوْا الوليد بن المغيرة من مكة، ومسعود بن عمرو والثقفي وقيل: عروة بن مسعود من الطائف. 91:4، وفي تفسير الطبري أراء أخر 39/24
3- سورة الأحقاف: آية 10
4- سورة الأحقاف: آية 15
5- سورة الأحقاف: آية 17
6- سورة النجم: آية 33

«فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ»(1) هو: قذار(2).

«الَّتي تُجادِلُك»(3) خَولَة بنت حكيم(4)، وقيل: جميلة بنت ثعلبة، وَزَوْجُها: أَوْس بن الصَّامِت.

«لِمَ تُحرَمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ»(5) سُرِّيَّته مَارية.

«أَسَرَ النَّبيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً»(6) هي: حَفْصَة.

«إِنْ تَتُوبَا»(7) هما: حَفْصة وَعَائِشَة.

«وَصْلِحُ الْمُؤْمِنين»(8) أبُو بكْرٍ وعُمَر كما رواه الطَّبَرانيُّ في الأوْسط.

«امْرَأَتَ نُوحٍ»(9) والعَة.

«سَأَلَ سَائِلٌ»(10) هو النَّضْرُ بن الحارِث.

ص: 410


1- سورة القمر: آية 29
2- في ( أ ) قدار، وكذلك في تفسير الطبري 60/27
3- سورة المجادلة: آية 1
4- في الإتقان: خولة بنت ثعلبة 91/14، وكذا قال الزمخشري إنها خولة بنت ثعلبة امرأة أوس بن الصامت أخي عبادة، الكشاف 4: 484
5- سورة التحريم: آية 1
6- سورة التحريم: آية 3
7- سورة التحريم: آية 4
8- الآية السابقة
9- سورة التحريم: آية 10
10- سورة المعارج: آية 1

قولُ نُوحٍ: «رَبِّ اغْفِرْ لي وَلِوَالِدَيَّ»(1) أبوه: لَمْك بن مُتَوَشْلِخ، وَأُمُّه: شمخا بنت أنوش وَكَانَا مؤمنين.

«يَقُولُ سَفِيهُنَا(2)» هُوَ إبْليس.

«ذَرْني وَمَنْ خَلَقْتُ وحيداً»(3) هُوَ الْوليدُ بن الْمغيرةَ.

«فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى»(4) هو عَدِيّ بن أبي ربيعة، وقيل: أَبُو جَهْل.

«هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَان»(5) هُوَ آدَم.

«يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ»(6) قيلَ: مَلَكٌ لَمْ يَخْلُق الله بَعْدَ العَرْشِ أَعْظَمَ مِنْه روَاه ابْنُ جَرير عَنْ عَلِيّ بْن أبي طَالب(7)، وقيلَ: جبْريل.

«أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى»(8) هُوَ ابْنُ أُمِّ مَكْتوم عبد الله بن شُرَيح بن مالك. وقيلَ: اسْمُه: عَمْرو.

«إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَريم»(9) جبريلُ، أو النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ،قولان، وسياقُ الْآيَة يُرجّح الأوَّل.

ص: 411


1- سورة نوح: آية 28
2- سورة الجن: آية 4
3- سورة المدثر: آية 11
4- سورة القيامة: آية 31
5- سورة الإنسان: آية 1
6- سورة النبأ: آية 38
7- وقيل غير ذلك. انظر جامع البيان للطبري 15/30
8- سورة عبس: آية 2
9- سورة التكوير: آية 19

«وَوَالِدٍ وَمَاوَلَد»(1) هُوَ آدَمُ وذَرِّيَّتُه.

«الإِنْسَانَ في كَبَدِ)(2) هُوَ أَبو الأَسْود كلد بن أسيد(3).

«انْبَعَثَ أَشْقَهَا»(4) هُوَ قدار.

«فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ»(5) هُوَ صَالح.

«الَّذِي يَنْهَى. عَبْداً»(6) هُوَ: أَبُو جَهْل، والْعَبْد: النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم.

«إِنَّ شَانِئَكَ(7)» هُوَ الْعاصي بن وائل، وقيلَ: أَبُو جَهْلٍ.

«امْرأَةُ أَبي لَهَبٍ»(8) أُمُّ جَميل الْعَوْراء بنْتُ حَرْب بن أُميَّة عمة مُعاوية. انتهى.

الْفَصْلُ الثَّاني - في مُبْهَمَاتِ الْجُموُع:

الَّذين سُمِّيَ بَعْضُهم أو عُرِفَ عَددُهم، فَمِنْ ذَلكَ مَا يَدْخُلُ تحتَ ضَابطٍ وَلَهُ أَمْثِلَة:

ص: 412


1- سورة البلد: آية 3
2- سورة البلد: آية 4
3- في ( أ ) هو أبو الأشد كلد بن أسید
4- سورة الشمس: آية 12
5- سورة الشمس : آية 13
6- سورة العلق: آيتا 9، 10
7- سورة الكوثر: آية 3
8- سورة المّسّد: آية 4

أَحَدُهَا: «والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ»(1)، والآيَاتُ الَّتي في مَعْناهَا في مُؤْمِني أَهْلِ الكِتاب مِنْهم: عبد الله بن سلّام والنَّجاشي وأَصحَابهما - وسُمّي مِنْ أَصْحَاب بن سلام: أَسَد وأُسَيْد وثَعلبة(2).

الثَّاني: «إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ..»(3) الآية وما في مَعْناهَا فيمن حقَّ عليهم الْعَذَاب وأَنَّه لا يُؤْمِن مِنْهم: أَبُو جَهْل وأبُو لَهَب وعُتْبَة وشَيْبَة.

«وَمِنْ أَهْلِ الكِتبِ»(4): كَعْب بن الأشْرف! وحُيَيّ بْن أَخْطب وابْن أَبي الْحقيق.

الثَّالِث: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ ءَامَنَّا بِاللهِ..»(5) الآية في الْمَتَافِقين وَمَا في معْنَاهَا كآياتِ بَراءة وَسُورةِ المنافِقين - وَكَانَت عِدّتُهمْ ثلاثمائةِ رجُل ومائةً وَسَبْعين امْرَأَةً أكْثرهُمْ يَهُود، وَمِنْهُمْ: عبد الله بن أُبَيّ وَهُوَ الْقَائِل: «لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ»(6) والجدّ بن قيس، ومعتب ابن قشير بن عليك وَهُوَ الذي قال: «لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ»(7). ووديعة بن ثابت بن عمرو بن عوف وهو القائل: (إِنَّما كُنَّا

ص: 413


1- البقرة: آية 4
2- في ( أ ): أشد وأسيد وثعلبة
3- سورة البقرة: آية 6
4- سورة آل عمران: آية 75
5- سورة البقرة: آية 8
6- سورة المنافقون: آية 7
7- سورة آل عمران: آية 153

نَخُوضُ وَنَلْعَب»(1) ونبتل بن الحارث وهو القائل: هواذن(2) -- والحارث بن يزيد الطائي وأوس بن قيظي وهو القائل: «إِنَّ بُيُوتَنَا عوْرَة»(3)، والحلاس ابن سويد بن الصامت وسعد بن زرارة، وسویس(4)، وراعش وقيس بن عمرو بن فهر، وزيد بن اللصيت، وسالب(5) بن الحمام.

الرَّابِعُ: «يَأَيُّهَا النَّاسُ» حيثُ وقَعَ فَهُمْ أَهْلُ مكَّة.

الْخَامِسُ: الأَسْبَاط هُمْ: ذُرِّيَّةُ يَعْقوبَ كالْقبائِل في الْعَرَب. وَمِنْهُ ما لَيْسَ لَهُ ضَابطٌ وَهُوَ كثير -- «الْأَنْبياءُ والْمُرْسَلُون».

وفي مُسْنَدِ أَحْمَد من حديثِ أبي أمامَةَ مرْفُوعاً: الْأَنْبياءُ مائَة أَلْفٍ وَأَرْبَعَةٌ وَعِشْرُون أَلْفاً، والرُّسُلُ مِنْ ذَلِكَ: ثَلَاثمائَة وَخَمْسَة عَشَر(6).

ومِنَ الْأنْبياءِ مَنْ لَمْ يُسَمَّ في الْقُرْآن: يُوشَع، وحنظلَة بن صفوان نبيُّ أَصْحابِ الرّسّ، وحزقيل، وخالد بن سنان، وأرميا، وشعيا، وشمويل -- والملائِكَة لَا يَعْلَمُهم إلَّا الله كما أَخبرَ بذَلك فى كِتَابه، ومِمَّن سُمِّي منهم: وَلَيْسَ في القرآن: إِسْمَاعِيل صَاحِبُ سَماءِ الدُّنيا -- ورياقيل -- الَّذِي يَطْوِي الْأَرْضَ يَوْمَ الْقِيَامَة.

ص: 414


1- سورة التوبة: آية 65، وانظر: تفسير القرطبي 196:8
2- كذلك في النسختين
3- سورة الأحزاب: آية 13، وانظر: جامع البيان للطبري 86/21
4- في ( أ ): وسويد
5- في ( أ ): وسلالة
6- وهي عبارة من حديث طويل رواه الإمام أحمد في مسند أبي أمامة 5: 265

«أَوْلَادُ إبْراهيم»: سُمِّي منْهم: إسْمَاعيل، وإسْحَاق، ومَدْين(1) وزمران، وسرح، ونغس، ونغسان، وكيسان، وسورح، وأميم، ولوطان، وناقش.

«وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجنَّةَ»(2) الآية، قالَهُ يَهُود الْمدينة ونصَارَى نَجْران وَكَانُوا سِتّين، وسُمّي منْهم: السّيد والْعَاقب وأوْس بن الحارث وَخَلَف، وخُوْيلة -- ويومتا، وَهُمْ المذكُورُونَ فِي صَدْرِ آلِ عِمْران.

«يَسْئَلُونَكَ عَن الْأَهِلَّةِ»(3) سُمِّيَ منْهم: مُعَاذ بن جَبَل وثعلبة ابن غَنَم.

«يَسْئَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ»(4) سُمِّيَ مِنْهُمْ: عمرو بن الجموح.

«يَسْئَلُونَكَ عَنْ الْخَمْرِ..»(5) سُمِّيَ مِنْهم: عُمَر، ومُعاذ(6).

«وَيَسْئَلُونَكَ عَنْ الْمَحَيضِ..»(7) سُمِّيَ مِنْهم: أُسَيْد بن الْحُضَيْر، وعبّاد بن بشر.

ص: 415


1- في (أ): ومدبر
2- سورة البقرة: آية 111
3- سورة البقرة: آية 189
4- سورة البقرة: آية 315
5- سورة البقرة: آية 419
6- في ( أ ): عمر ومعاذ. وفي الإتقان: عُمَرَ ومعاذ وحمزة 94:4
7- سورة البقرة: آية 422

«الَّذينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ..»(1) قيل: ثَلَاثَّون أَلفاً -- وقيل: سَبْعون، وقيل: ثَمانمائَة(2).

«فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بالْجُنُودِ»(3) قيل: كَانُوا سَبْعين آلْفاً - والَّذِين لَمْ يَشْربُوا وَجَاوَزُوا مَعَه ثَلَاثمائة وثَلاثة عَشَر وَهُمْ عَددُ أَهْلِ بَدْرٍ.

«مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللهُ..»(4) سمَّيَ أَصْحَابُ الْمُبْهِمَات مِمَّن كَلَّمَ الله مُوسَى لا غير؛

قُلْتُ: وَمِنْهُمْ: آدَمُ كما ثبَت في الحديث ومُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم.

«أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتَبِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَبِ اللهِ...»(5). الآية، سُمِّيَ مِنْهم: النّعمان بن عمرو، والحارث بن یزید(6).

«وَقَالَتْ طَائِفَةً مِنْ أَهْل الكِتب ءَامِنُوا..»(7) سُمِّيَ مِنْهُمْ: عبد الله بن الضّيف، وعديّ بن زيد، والحارث بن عوف.

ص: 416


1- سورة البقرة: آية 243
2- وقيل: غير ذلك. انظر جامع البيان للطبري 365/2
3- سورة البقرة: آية 249
4- سورة البقرة: آية 253
5- سورة آل عمران: آية 23
6- في الإتقان: والحارث بن زيد
7- سورة آل عمران: آية 72

«كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَنِهِمْ..»(1) سُمِّيَ مِنْهُمْ: الحارث بن سويد بن أسلم.

«وإِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذينَ أُوتُوا الكِتب..»(2) سُمِّيَ مِنْهُمْ: عمرو ابن نشاس(3) وأوس بن قيظي وجبار بن صخر.

«إِذْ هَمَّت طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ..»(4) هُمَا: بَنُو حَارِثة مِن الْأَوْس، وَبَنُو سَلَمَة من الخزْرج.

«مِنْكُمْ مَنْ يُريدُ الدُّنْيَا»(5) هُمْ الَّذينَ فَرُّوا مِنَ المشرِكين وَكَانُوا هو سَبْعةً وثلاثينَ رَجُلاً.

«وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرة»(6). الَّذين ثَبَتُوا ثلاثة عشر منهم: عبد الله بن جبير.

«وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهم أَنْفُسهمْ»(7) هُمْ المُنَافِقُون.

«الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ»(8) هُمْ الْخَارِجُونَ إِلَى بَدْرٍ ثَانِيَاً بَعْدَ أُحُدٍ وَكَانُوا سَبْعين.

ص: 417


1- سورة آل عمران: آية 86
2- سورة آل عمران: آية 100
3- في ( أ ): عمرو بن شاش. وفي تفسير الطبري: شاس بن قيس اليهودي 16/4
4- سورة آل عمران: آية 122
5- سورة آل عمران: آية 152
6- الآية السابقة
7- سورة آل عمران: آية 154
8- سورة آل عمران: آية 174

«الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ فَقيرٌ..»(1) مِنْهُمْ: فنْحَاص اليَهُودي.

[«الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا ..»(2) مِنْهُمْ: كَعْب بن الأشْرف وفِنْحَاص](3).

«أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيكُمْ..»(4) سُمِّيَ مِنْهُمْ: طَلْحَة بن عُبيْد الله، وعبد الرحْمن بن عوف.

«إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ..»(5) هُمْ بِنُو مُدْلج دخَلُوا في صُلْح خزاعة.

«أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ ..»(6) هلال بن عُوَيْمر الأسْلَمي وقومه.

«سَتَجِدُون ءَاخَرِينَ..»(7) هُمْ قَوْمٌ مِنْ أَسَدٍ وَغَطَفَان(8).

«إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِين»(9) سُمِّيَ مِنْهُمْ: ابنُ عَبّاسٍ وأُمُّه أُمُّ الفَضْل لُبَابة بنت الحَارِث الْهِلاليّة أخت ميمونة.

ص: 418


1- سورة آل عمران: آية 181
2- سورة آل عمران: آية 183
3- ما بين القوسين: ساقط من ( أ )
4- سورة النساء: آية 77
5- سورة النساء: آية 90
6- الآية السابقة
7- سورة النساء: آية 91
8- في الإتقان: نزلت في جماعة، منهم نُعيم بن مسعود الأشجعيّ 96:4
9- سورة النساء: آية 98

«الذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ..»(1) هُمْ: طُعْمة بن أُبَيْرق وأَقارِبُه مِنْهُمْ إِخْوَته: بِشر وبُشَير ومبشّر وابن عمّهم أشير بن عروة بن أُبَيْرق.

«وَيَسْتَفْتُونَكَ في النِّسَاءِ..»(2) سُمِّيَ مِن الْمسْتفْتين: خَوْلة بنت حَكيم سأَلَتْ عَنْ بَنَاتِ أَخيها(3).

«يَسْتَفْتُونَكَ قُل اللهُ يُفتيكُمْ فِي الْكَلَلَةِ..»(4) سُمِّيَ مِنْهُمْ: جابر بن عبد الله.

«يَسْئَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ..»(5) سُمِّيَ مِنْهُمْ: عديّ بن حاتم الطائي.

«إذْ هَمُ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا..»(6) سُمِّيَ مِنْهُمْ: عمرو بن جحاش الیهودي.

«قَوْماً جَبَّارِينَ»(7) هُمْ الْعَمَالِقَة.

«وإِنَّمَا جَزاؤُا الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ..»(8) هُمْ العُرَنيُّون وَكَانُوا ثمانيةٌ.

ص: 419


1- سورة النساء: آية 107
2- سورة النساء: آية 147
3- في ( أ ): عن بنات أختها
4- سورة النساء: آية 176
5- سورة المائدة: آية 4
6- سورة المائدة: آية 11، وفي الإتقان سُمِّيَ منهم: كعب بن الأشرف وحُيَيّ بن أخطب 4: 94
7- سورة المائدة: آية 22
8- سورة المائدة: آية 34

«وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ..»(1) هُمْ: بَنُو قَيْنُقَاع، وقيل: قُریْظة.

«لِقَوْمٍ ءَاخَرِينَ»(2) هُمْ أَهْلُ خَيْبر.

«بقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَه..»(3) فَسَّرَهُمْ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم بقومٍ أَبي مُوسى الأَشْعَرِيّ - رواه الحاكم.

«وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ»(4)هُمْ وَقْدُ الْحبشَةِ وَكَانُوا سَبْعين، وَسُمِّيَ مِنْهُمْ: إِبْراهيم، وإدْريس، وَأَبُو خُزاعة، والأشرف والسّمن، وتميم، وتمام، ودُرَيد.

«وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى..»(5) أخرج: سامَ بن نوح، ورجُلَين وامرأَةً، وجارية.

«الْحَوَارِيّين»(6) سُمِّيَ مِنْهُمْ: بطرس، وبولس، وأندارس، وطنس، وبوطا، ورديب بن ثملا، وفليس، ويعقويس، وموماس، وإسرئلمها(7)، ويهودا.

«يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسْطِيرُ الْأَوَّلِين»(8) يُسَمَّى مِنْ

ص: 420


1- سورة المائدة: آية 41
2- الآية السابقة
3- سورة المائدة: آية 54
4- سورة المائدة: آية 83
5- سورة المائدة: آية 110
6- «وَإِذْ أَوْحَيْتُ إلى الحوَاريينَ...» سورة المائدة: آية 111
7- في ( أ ): وابريلها
8- سورة الأنعام: آية 25

قائِلي ذلك: النَّضْر بن الحارث - وَكَذَا قولُه تَعالَى: «وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إنْ كَانَ هذا هُوَ الْحَقُّ ..»(1)، «وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ»(2)، «وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ»(3) ونحوها في الكهف سُمِّيَ مِنْهُمْ: بلال، وَعَمّار.

«إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللهُ عَلَى بَشَرٍ..»(4) سُمِّيَ مِنْهُمْ: مالك بن الضيف اليهودي.

«قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِي..»(5) سُمِّيَ مِنْهُمْ: الوليد بن المغيرة، وأَبُو جَهْل.

«الَّذين آمَنُوا مع صَالح» مائة وعشرة.

«السَّحَرة» قيل: خمسة عَشَر ألْفاً وقيل: أربَعمائة، وقيل: تسعمائة(6)، ورؤَساؤُهُمْ أَرْبعة: عادور، وساتور، وحطط، والمصَفى.

«عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ»(7) هُمْ مِنْ كنعان، وقيلَ: مِنْ لُخَم.

«وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةً يَهْدُونَ..»(8) هِيَ أَمَّةُ محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم.

ص: 421


1- سورة الأنفال: آية 33
2- سورة الأنعام: آية 93
3- سورة الأنعام: آية 52
4- سورة الأنعام: 91
5- سورة الأنعام: آية 124
6- في (أ) وقيل: سبعون ألفاً
7- سورة الأعراف: آية 138
8- سورة الأعراف: آية 181

«يَسْأَلُونَكَ عَنْ الأَنْفالِ»(1) سُمِّيَ مِنْهُمْ: سَعْدُ بن أَبي وَقَاص.

«يأَيُّها النَّبيُّ قُل لِمَنْ فِى أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى..»(2) كَانُوا سَبْعِينَ مِنْهُمْ: العبّاسُ، وعقيل، ونَوْفل بن الحارث.

«إِلَّا الَّذِينَ عَهِدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِين»(3) بنُوكنانة، وبنُو ضمرة، وبنُو مدلج، وبنُو الذيل(4).

«وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ»(5) مِنْهُمْ: أَبُو سُفْيان، وَمُعَاوِيَة وَعَكْرمةُ بن أَبي جَهْل.

«الَّذِينَ إِذا مَا أَتَوْكَ»(6) مِنْهُمْ: بَنُو مُقرَّن(7) المزني -- قيل: كَانُوا سَبْعة: عُلْبة بن يزيد -- وعبد الله بن المغفل -- والعرباض بن سارية -- وعبد الرحمن بن عمرو -- وسالم بن عمير -- ومعقل -- وعائد بن عمرو(8).

ص: 422


1- سورة الأنفال: آية 1
2- سورة الأنفال: آية 70
3- سورة التوبة: آية 4
4- في ( أ ): وبنو الديك
5- سورة التوبة: آية 15
6- سورة التوبة: آية 92
7- في ( أ ): بنو معدن المزني
8- في ( أ ): وعابدين بن عمرو. وفي تفسير القرطبي: روى أن الآية نزلت في عرباض ابن سارية، وقيل: نزلت في عائذ بن عمرو، وقيل: نزلت في بني مقرّن وعلى هذا جمهور المفسِّرين وكانوا سبعة إخوة وهم: النعمان، ومعقِل، وعقيل، وسويد، وسنان وسابع لم يُسَمّ... وقيل: نزلت في سبعة نفر من بطون شتى وهم البكَّاءون أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك ليحملهم فلم يجد ما يحملهم عليه فتولُّوا وأعينهم تفيض من الدمع حزناً ألا يجدوا ما ينفقون فسُمُّوا بالبكائين وهم: سالم بن عمير من بني عمرو بن عوف، وعُلبة بن زيد أخو بني حارثة، وأبو ليلى عبد الرحمن بن كعب من بني مازن بن النجار، وعمرو بن الحُمام من بني سلمة، وعبد الله بن المغفّل المزني، وقيل: بل هو عبد الله بن عمرو المزني، وهرَميّ بن عبد الله أخو بني واقف، وعِرباض بن سارية عبد الفزاري. الجامع لأحكام القرآن 228/8

«وَالْمؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ..»(1) سُمِّيَ مِنْهُم: عبد الله بن يربُوع، وعمرو بن مرداس، والعباس بن مِرْداس -- وعلاء بن الحارِثة -- وقيس بن عدِيّ.

«وَمِنَ الْأَعْرابِ مَنْ يَتَّخِذُ..»(2) هُمْ نَفَرٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ وتَميم.

«وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ..»(3) هُمْ: بَنُو مقرن.

«وَالسَّابِقُونَ الْأُوَّلُونَ..»(4) قيل: مَنْ صَلَّى إِلَى الْقِبْلَتين، وقيل: أَهْلُ بَدْر، وقيل: الْبَيْعة.

«وَءَاخَرُونَ اعْتَرَفُوا..»(5) هُمْ سَبْعَةٌ مِنْهُمْ: أَبُو لبَابة، وأَوْس بن ثَعْلَبة ووديعة بن حزام.

«وَءَاخَرُونَ مُرْجَون»(6) هُمْ الثَّلاثَةُ الَّذِين خُلِّفوا.

«فِيهِ رِجَالٌ»(7) بَنُو عَمرو بن عَوْفٍ مِنَ الْأَوْس.

ص: 423


1- سورة التوبة: آية 60
2- سورة التوبة: آية 98
3- سورة التوبة: آية 99
4- سورة التوبة: آية 100
5- سورة التوبة: آية 102
6- سورة التوبة: آية 106
7- سورة التوبة: آية 108

«وَمَا ءَامَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ»(1) قيلَ: ثَمانُون نِصْفُهُمْ رِجَالٌ وَنِصْفُهُم نِسَاء، وقيلَ: ثَمانيةٌ وَسَبْعُونَ، وقيلَ: عَشْرة.

«جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى..»(2) هُمْ: اثْنَا عَشَر مَلَكاً مِنْهُمْ: جبريل وميكَائيل وإسْرَافيل وَهُمْ الَّذِينَ فِي الْعَنكَبُوت والذَّارِياتِ وَالْحِجْر.

«وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ..»(3) هُمْ خَمسة: امْرَأَةُ السَّاقي، والْحَاجِبِ، والخَبَّازِ، والسَّجَّانِ، وَصَاحِبِ الدَّوابّ.

«كَفَيْنَكَ الْمُسْتَهْزِءِينَ»(4) هُمْ: الْوَليدُ بن الْمغيرة، والْعَاصِ، وَالْأَسْود ابن المطلب، والْأَسْوَد بن عبد يَغُوث، وعَدِيّ بن قيْس.

«ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِمَا فُتِنُوا..»(5) سُمِّيَ مِنْهُمْ: أَبُو جَنْدل بن سَهْل.

«بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا..»(6) هُمْ أَهْلُ بَابِل وَعَلَيْهِمْ نَجَت نُصَّر في المرَّةِ الأولَى.

«سَيَقُولُونَ ثَلَثَةٌ..»(7) هُوَ والَّذِي بَعْدَه لِنَصَارَى نَجْران والثَّالِثُ لِلْمُسْلِمين.

ص: 424


1- سورة هود: آية 40
2- سورة هود: آية 69
3- سورة يوسف: آية 30
4- سورة الحجر: آية 95
5- سورة النحل: آية 110
6- سورة الإسراء: آية 5، وفي الإتقان: هم طالوت وأصحابه. 99/4
7- سورة الكهف: آية 22

«أفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ»(1) سُمِّيَ مِنْ أَوْلَادِ إبْلِيس: الأبيض وَهَامَة بن الأبيض، وبلْذَون المُوَكَّل بالأسواق.

«فَكَانَتْ لمسكِين»(2) قيلَ: سَبْعة وقيلَ: عَشْرة.

«تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ»(3) هُمْ أَهْلُ جَابرس مِنْ نَسْلِ مُؤْمِني ثَمُود.

«وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْماً»(4) هُمْ أَهْلُ جَابلق مِنْ نَسْلِ مُؤْمِنِي عَاد، وقيلَ: هُمْ الزَّنْج.

«يَصْطَفِي مِنَ الْمَلئِكَةِ رُسُلًا»(5) قال في التّبْيَان: كجبْريل وميكائيلَ وغيرهِم، وَكَأَنِّ المرادَ بالرُّسُلِ المتصرِّفُون في أُمُورِ الله لَا الْمُرْسَلُون إلى الأنبياءِ خاصَّة.

«وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ ءَاخَرُونَ»(6) عَنَوْا بَشَّاراً مَولَى العلاء بن الحضرمي، وجبرا، وعَداساً مَولَى حُوَيْطب.

«لَشِرْذِمَةٌ قَليلُون»(7) قيلَ: ستّمائَة أَلْف وَسَبْعون أَلْفاً، وقلَّلَهُمْ باعْتبارِ جُنْده فقدْ كَانُوا أَلْفَ أَلفٍ وخمسمائَة أَلْف.

ص: 425


1- سورة الكهف: آية 50
2- سورة الكهف: آية 79
3- سورة الكهف: آية 90
4- سورة الكهف: آية 86
5- سورة الحج: آية 75
6- سورة الفرقان: آية 4
7- سورة الشعراء آية 54

«يَأَيُّها الْمَلَؤُا أَفْتُونِي»(1) قيلَ: كَانَ أَهْلُ مَشُورتها ثلاثَمانَةٌ وَثَلاثَة عَشَر.

«أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتركُوا..»(2) هُمْ الْمؤْذَوْن عَلَى الْإسْلام مِنْهُمْ: عَمَّارُ بن ياسِرٍ وَأَبُوه.

«وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيث..»(3) سُمِّيَ مِنْهُمْ: النَّضْر بن الحارث.

«إِذْ جَاءَتَكُمْ جُنُودٌ»(4) هُمْ الْأَحْزَاب: قُريْش وَقَائِدهمْ، والنضیر(5).

«مَنْ قَضَى نَحْبَه»(6) سُمِّيَ مِنْهُمْ: حَمْزَةَ، وَمُصْعَب، وأَنسَ بن والنَّضر.

«وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتظِرُ»(7) سُمِّيَ مِنْهُمْ: عُثْمان، وطلحة، وسعيد.

«الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ»(8) قُرَيْظة.

ص: 426


1- سورة النمل: آية 32
2- سورة العنكبوت: آية 2
3- سورة لقمان: آية 6
4- سورة الأحزاب: آية 9
5- في (أ): هم الأحزاب: قريش وقائدهم أبو سفيان وغطفان وقائدهم: عتبة بن حصن، وقريظة والنضير
6- سورة الأحزاب: آية 23
7- الآية السابقة
8- سورة الأحزاب: آية 26

«وامْرَأَةً مُؤْمِنَةٌ»(1) هِيَ عامّة لأنَّها نكِرةٌ في سياقٍ الشَّرْط، وسُمِّيَ مِنَ الْوَاهِباتِ: خَوْلَة بنت حَكيم، وأُمُّ شريك العَامريّة.

«وَانْطَلَقَ الْمَلَأ مِنْهُمْ»(2) سُمِّيَ مِنْهُمْ: الْوَلِيدِ، والْعَاص، وأَبُو جَهْل، والنَّضر، وَشَيْبة، وأَخُوه عُتْبَة، وابنُه الْوَلِيد، وأَبُو البختري، ومطعم بن عديّ ومَخرمة بن نَوفل، وسُهيَل بن عمرو، وهشَام بن عمرو، ورَبيعة بن الأَسْود، وعدِيّ بن قيْس، وحُويْطب بن عبد الْعُزَّى، والحارِث بن قيس - وَعَامِر بن خالِد، والْأَخْنَس بن شريق، وعبد الله أُمَيّة، وبنيه ابن الحجاج، وأَخُوه منبّه، وَأُبَيّ بْن خَلَف، وقرط بن عمرو، وعمير ابن وهب.

قولُه: «إِلَّا مَنْ شَاءَ اللهُ» في النَّمْل والزُّمَر(3) قيلَ: جبريل وميكائيل وإِسْرافِيل ومَلك الْمَوتِ، وقيلَ: هُمْ وَحَمَلَة الْعَرْشِ الثَّمَانِية - وَقيلَ: رَضوان، والْحُور، وَمَالك، والزّبَانية، وقيلَ: الشُّهَداء، وقيلَ: المستثنَى في الْقرع: الشُّهَداء وفي الصَّعْق: الملَائِكة المذكُورُون.

«وَقَالُوا ءَأَلِهَتُنَا..»(4) سُمِّيَ مِنْهُمْ: ابن الزّبعَري.

«نَفَراً مِنَ الْجِنِّ»(5) هُمْ مِنْ جِن نصيبين أَوْ الْجزيرة: سَبْعة،

ص: 427


1- سورة الأحزاب: آية 50
2- سورة ص: آية 6
3- سورة النمل: آية 87، وسورة الزمر: آية 68
4- سورة الزخرف: آية 58
5- سورة الأحقاف: آية 29

وقيلَ: تِسْعَةٌ مِنْهُمْ: زُوبَعَة، وسُرِّق، وعمرو بن جابر وشاصِر، وماصر، ومنشى، وماشي، والأَخف(1).

«أُوُلُوا الْعَزْمِ»(2) هُمْ: مُحمَّد، وإبْراهيم، وَنُوح، وَمُوسَى وَعيسَى، وَقيلَ: الثَّمانيَة عَشَر الَّذِينَ في الأنْعام - وَقِيلَ: أَرْبَعة: إِبْرَاهيم عیسی وَمُوسى ودَاوُد وَعيسَى - وقيلَ: نُوحٍ وَهُود وَصَالح وَلُوط وشُعَيْب وَمُوسَى، وقيلَ: نُوح وإبْراهيم وَإسْحاق وَيَعْقُوب وَيُوسف وَأَيُّوب.

«يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غيرَكُمْ»(3) فُسِّروا في حَديثٍ بقَوْمٍ سَلْمَان.

«إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ..»(4) هُمْ أَعْرَابَ مِنْ بَني تَميمٍ مِنْهُمْ: الْأَقرعُ بن حَابِس، والزِّبْرِقَان بن بدَّر، وَعُيِّيْنَة بن حصن، وعمرو ابن الَأهْتَم، وخَالِدُ بن مالك، وقعْقَاعُ بن معبد.

«قَالَت الأعْرابُ ءَامَنَّا»(5) هُمْ قَوْمٌ مِنْ بَنِي أَسَد.

«هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا»(6) هُمْ: بَنُو النَّضِير.

«أَصْحَبُ الْجَنَّةِ»(7) هُمْ قَوْمٌ مِنَ الْيَمَنِ إِخْوَة.

ص: 428


1- في (أ): والأحقب
2- سورة الأحقاف: آية 35
3- سورة محمد: آية 38
4- سورة الحجرات : آية 4
5- سورة الحجرات: آية 14
6- سورة الحشر: آية 2
7- سورة الحشر: آية 20

«أصْحَبُ الْأْخْدُودِ»(1) هُمْ: ذُونُواس زرعة بن أَسْعد الحميري وَأَصْحَابُه.

«أَصْحابِ الْفِيل»(2) هُمْ الْحَبشة، قائِدُهُمْ: أَبْرَهَة الْأَشْرم وَدَلِيلُهُمْ: أَبُو رغال الثَّقَفي.

الْفَصْلُ الثَّالِث:

في الْمُبْهَمِ مِنْ أَسْمَاءِ الْحَيوانَاتِ وَالأمْكِنَةِ وَالنُّجُوم ونحوَها:

«وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمْ الْبَحْرَ»(3) هو القلزم وكنيته: أبو خالَد.

«ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ»(4) هي: اريحا، وقيل: بَيْتُ الْمُقدِس، وقيل: البلقاء - وقيل: الرّملة وفلسطين.

«مُبتليكُمْ بنَهْرٍ»(5) هُوَ نَهْرُ فلسطين أو الْأُردن.

«مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ»(6) هي بَيْتُ الْمَقْدِس.

«أَرْبَعَةُ مِنَ الطَّيْرِ»(7) طاووس، وحمامة، وغراب، وديك - وقيل: بطَّة، ونسر بدَلَ الأوَّلَين.

ص: 429


1- سورة البروج: آية 4
2- سورة الفيل: آية 1
3- سورة البقرة: آية 50
4- سورة البقرة: آية 58
5- سورة البقرة: آية 749
6- سورة البقرة: آية 259
7- سورة البقرة: آية 260

«كَهَيْئَةِ الطِّيْر»(1) هُوَ الخفّاش.

«الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا»(2) مكة.

«ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَة...»(3) هي ايليَّا، وهو بيت المقدس.

وقيل اريحا، وقيل: فلسطين، وقيل: دمشق.

«رَأَى كوكباً»(4) هي: الزهرة وقيل: المشتري.

«الْأعْرَاف»: سُورٌ بَيْنَ الجنَّةِ والنَّار.

«سَأُوْرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِين»(5) قيل: ديار عاد وثمود وقيل: جهنم. وقيل: «مِصْر» دار فرعون -- وقيل: إنَّ قائِلَه إِنَّما قَال: أي مصيرَّهم فتصحَّفت بمصْرَ حتى استعظم ذلك بَعْضُهُمْ -- قلت: وما في هذا مما يُسْتَعْظَم.

«وَسْتَلْهُمْ عَن الْقَرْيَةِ...»(6) هي: أيلة، وقيل: هي طَبَريَّة فيكون الْبَحْرُ نَهْرَ الأردن.

ص: 430


1- سورة المائدة: آية 109
2- سورة النساء: آية 75
3- سورة المائدة: آية 21
4- سورة الأنعام: آية 76
5- سورة الأعراف: آية 145، واقرأ تفصيل القول عنها في الجامع لأحكام القرآن للطبري 282/7
6- سورة الأعراف: آية 163 «وَسْئَلُهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتي كانَتْ حَاضِرَة الْبَحْرِ...»

«تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَل»(1) هو الطوُّر. وكذا: «وَإِذْ نَقْنَا الْجَبَلَ...»(2)، «إِذْهُمَا فِي الْغَارِ»(3) هُوَ فِي جَبَلِ ثَوْر.

«لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى»(4) هُوَ مَسْجِدُ قباء، وقيل: مَسْجِد الْمدینة.

«أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً»(5) تفسيرُها في حديث مرفوع في مُسْندِ البزَّار والطَّبَراني، وقد كُنْتُ توقَّفتُ فيهَا إذْ لم أجدْها مضَّبُوطةً ولا في خَطِّ الحَافظِ أبِي الْحَسَنِ الْهَيْثَميّ، وشَيْخِ الْحُفَّاظ أَبِي الْفَضْلِ بِنْ حَجر وسَأَلْتُ عَنْهَا أَهْلَ الْمِيقَاتِ فَلَمْ يَعْرِفُوا مِنْها إِلَّا الْقليل حتَّى رَأَيْتُهَا مضْبُوطةً بِخَطِّ مُخْتَصَرِ التَّعْريف وهي: الخرتان، وطارق -- والدّيّال -- وقابس -- والنَّطح -- والضَّروح -- وذو الكنفين -- وذو الفرع -- والفيلق -- ووثاب -- والعمودان(6).

ص: 431


1- سورة الأعراف: آية 143
2- سورة الأعراف: آية 171
3- سورة التوبة: آية 40
4- سورة التوبة: آية 108
5- سورة يوسف: آية 4
6- ورد في تفسير القرطبي: قال السّهيلي: أسماء هذه الكواكب جاء ذكرها مستنداً، رواه الحرث ابن أبي أسامة قال: جاء بستانة وهو رجل من أهل الكتاب فسأل النبي صلى الله وسلم عن الأحد عشر كوكباً التي رآها يوسف فقال: الحرثان، والطارق، والذيال، وقابس، والمصبح، والضروح، وذو الكلفات، وذو القرع، والفليق، ووثَّاب، والعمودان، رآها يوسف عليه السلام تسجد له. الجامع لأحكام القرآن 121/9

«غَيَابَتِ الْجُبِّ»(1) هُوَ جُبِّ في الْأُرْدُنْ، وقيل: في بَيْت المقْدِس.

«جَعَلْنَا في السَّمَاءِ بُرُوجاً...»(2) هي: اثْنَا عَشَر: الحَمَل، والثَّور، والجوْزاء، والسَّرطان، والْأَسد، والسّنبلة، والميزان - والعَقْرَب - والقَوْس - والجَدْي - والدَّلْو - والحُوت وهي المراد بالْبُرُوج حَيْثُ وَرَدَ في الْقُرآنِ إِلَّا في قوله: «وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجِ مُشَيَّدة...»(3).

«وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ»(4) هي: سدوم أَكْبَرٌ مدائنهم، والبواقي: صعده، وعمره، ودوماً.

«إلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغيه...»(5) قيل: مكَّة.

«وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُون...»(6) هي: الثُّريَّا، والفَرْقَدان، وبنَاتُ نعش، والْجَدي، وقيل: المراد الجنس.

«وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ...»(7) اسْمُهُ: قطمير.

ص: 432


1- سورة يوسف: آية 15
2- سورة الحجر: آية 16
3- سورة النساء: آية 78
4- سورة الحجر: آية 67
5- سور النحل: آية 7
6- سورة النحل: آية 16
7- سورة الكهف: آية 18

«بِوَرِقكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ...»(1) هي: طرَسُوس بفتح الراء.

«مَجْمَع الْبَحْرَيْنِ»(2) قيل: بحر فارس والرُّوم، وقيل: بَحْر العرب وبحر الزقاق، وقيل: بحر الأردن وبحر القلزم، وقيل: طنجة وافريقية(3).

«أَتيَا أَهْل قَرْيَةٍ...»(4) قيل: انطاكية، وقيل: ايلة، وقيل: النَّاصرَة قرية بالشام.

«مَكَاناً قصِيّاً...»(5) هُوَ وَادِي بَيْتِ لَحْم.

«سَرِیَّا»(6) هُوَ نَهْر.

«فَاقْذِفِيهِ في الْيَمِّ»(7) هو النِّيل.

«الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا...»(8) الشام.

«الْقَرْيَةِ الَّتي كَانَتْ تَعْمَلُ الخَبيثَ...»(9) سُدوم.

ص: 433


1- صورة الكهف: آية 19
2- سورة الكهف: آية 60
3- وفي تفسير القرطبي: وقيل: مجمع البحرين عند طنجة، وقيل بإفريقية 9/11
4- سورة الكهف: آية 77
5- سورة مريم: آية 22
6- سورة مريم، آية 74، وقيل: غير ذلك. أنظر تفسير القرطبي 94/11
7- سورة طه: آية 39
8- سورة الأنبياء: آية 81
9- سورة الأنبياء: آية 74

«أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ»(1) قيل: أَرْضُ الدُّنْيا، وقيل: أَرْضُ الْجَنَّة، وقيل: الأرْضُ المقدَّسة.

«وَءَاوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ...»(2) قيل: دِمَشق وغوطتها، وقيل: بَيْت المقْدِس، وقيل: الرَّمْلة، وقيل: مِصر، وقيل: النَّاصِرة.

«وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ»(3) قيل: هُوَ بَحْرُ مَعْروفٌ يلْتقي فيه الماءُ الْمِلْحُ والْعَذْب.

«وَمَقَامٍ كَريم»(4) هو الفَيُّوم، وقيل: أرضُ مِصر.

«وَادِ النَّمْلِ»(5) هُوَ بالشَّام وقيل: بالطَّائف، وقيل: بالْيَمَن.

«قَالَتْ نَمْلَةٌ...»(6) قيل: اسمها: حرمياً وقيل: طاخية. قال السهيليّ: وكيف يتصور ذلك والنمل لا يسمّى بعضهم بعضاً وَلَا يُمكِنُ للأدَميين تَسْمِيَةُ واحدةٍ مِنْهُ بعَيْنِهَا إذْ لَيْسَ مِمَّا يَدْخُلُ تَحْتَ مُلْكِهم كالخَيْلِ وَالْكِلَابِ، وإن صحَّ ذَلِكَ فلعلَّها سُمِّيت في بَعْض كُتُبِ وعرفَها الأنْبياءُ أَوْ بَعْضُهُم قبْل سُلَيْمان، وخَصَّهَا بالتَّسْمِية لصُدُورِ هَذِهِ الحِكَم الْعَجيبَة مِنْها(7).

ص: 434


1- سورة الأنبياء: آية 105
2- سورة المؤمنون: آية 50
3- سورة الفرقان: آية 53
4- سورة الشعراء: آية 57
5- سورة النمل: آية 18
6- الآية السابقة
7- كلام السُّهيّلي موجود في تفسير القرطبي 169/13

قُلْت: اسْتِشْكَالُ السُّهَيْليّ لَا مَعْنَى لَهُ فقد قالَ الْفِرْيَابيُّ في تفسيره حدْثَنا سُفْيان عمَّن حدَّثه عن مُجَاهِدٍ في قوله: «أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ»(1) قال:

أصْنافاً مُصَنِّفَةً تُعْرَفُ بأسْمائِها إلَّا أنْ يكُونَ مُرَادُهُ أَسْمَاءَ الأَجْنَاسِ.

«لَا أَرَى الْهُدْهُدَ...»(2) قيل: اسْمُهُ يَعْفُور وقال الحَسّن: اسْمُهُ عَنْبَرْ.

«وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَأ»(3) المرادُ هُنَا: الْمَدِينَةَ وهي قريبَةٌ مِنْ صَنْعَاء.

«وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ...»(4) هي مَنْف من أرْضِ مصر.

«لَرَادُّكَ إِلَى مَعَاد»(5) هِيَ مَکَّة.

«غُلِبَت الرُّوم. في أَدْنَى الْأَرْضِ...»(6) هي: أَذْرِعَات، وبُصْرى، وهي أَدْنى أرض الشَّام إلى أَرْض العرب، وقيل: أَرْضُ الأردن وفلسطين، وقيل: الجزيرة لأنها أدنى أرض الرُّوم إلى أرض فارس. «دَابَّةُ الأرْضِ ...»(7) هي الأرَضَة - والأرْضُ: مصدر أرضت الخشبة لا الأرض المعروفة.

ص: 435


1- سورة الأنعام: آية 38
2- سورة النمل: آية 20
3- سورة النمل: آية 22
4- سورة القصص: آية 15
5- سورة القصص: آية 85
6- سورة الروم: آيتا 2، 3
7- سورة سبأ: آية 24، وفي تفسير القرطبي: «وفي دابَّة الأرض قولان: أحدهما: أنها الأرضة قاله ابن عبَّاس ومجاهد وغيرهما، والثاني: أنها دابَّة تأكل العيدان 280/14

«أَصْحَبَ الْقَرْيَةِ...»(1) هي: انطاكية.

«وَفَدَيْنَهُ بِذِبْحٍ...»(2) هو الكَبْش الذي قرّ به هابيل.

«فَنَبَذنَهُ بِالْعَرَاءِ»(3) هو سَاحِلُ الْقَرْيَة مِنْ المُوصِل.

«ورَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتين»(4) مكّة والطَّائف.

«وهذِهِ الْأَنْهَارُ...»(5) هِيَ أَرْبَعَةَ: نَهْر الملك، ونهر طولون، ونهر دمياط، ونهر تنّيس.

«يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قريبٍ»(6) هُوَ صَخْرَةٌ بَيتِ الْمَقدِسْ أَقرب الْأَرْضِ إِلَى السَّماء.

«الْبَيْت الْمَعْمُور»(7) اسْمُهُ: الضّراح في السَّماء السَّابعة وقيل: في جَهَنَّم.

«وَالنَّجْمِ»(8) هو الثُّريَّا.

ص: 436


1- سورة يس: آية 13
2- سورة الصافات: آية 107، وقيل: غير ذلك، انظر: تفسير القرطبي 107/15
3- سورة الصافات: آية 145
4- سورة الزخرف: آية 31
5- سورة الزخرف: آية 51
6- سورة ق: آية 41
7- سورة الطور: آية 4
8- سورة النجم: آية 1

«مَا أَفَاءَ الله عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى...»(1) هي: فدك، و بدر والصَّفراء، ونحوها.

«و الَّذِينَ تَبَوَّءُو الدَّارَ...»(2) هي المدينة.

«قَسْوَرَة»(3) الأسد، رواه البزَّارُ عن أبي هريرة.

«الخُنَّسِ. الْجَوَارِ الكُنَّس»(4) هي: زُحَل، والمشتري، والمرّيخ، والزّهرة، وعطارد.

«النَّجْمُ الثَّاقِبُ»(5) قيل: زُحَل، وقيل: الثُّريَّا.

«جَابُوا الصَّحخْرَ بالْوَادِ»(6) وَادِي الْحِجرِ، وقيل: وَادِي الْقُرَى.

«لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ»(7) هُوَ مَكَة - وكذا: «وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِين»(8).

«الْفِيل»(9) مَحْمُود - «الْغَاسِق»(10) القمر كما في الحديث.

النَّوْعُ الْحَادِي وَالْمَائَة:

أَسْمَاءُ مَنْ نَزَل فِيهم الْقُرْآن

هَذَا النَّوْعُ مِنْ زِيَادَتي، وَقَدْ وَقَفْتُ فِيهِ عَلَى تَصْنِيفٍ لِبَعْضِ الْقُدَمَاء(11)وَقَدْ رَوَيْنَا عَنْ عَلَيّ بن أبي طَالبٍ قَال: مَا مِنْ رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ إِلَّا قَدْ نَزلت فيه طَائِفَةٌ مِن الْقُرْآن(12)، وَكُنْتُ عَزَمْت عَلَى سَرْدِهم هُنَا مُرَتَّبِينَ عَلَى حُرُوفِ الْمُعْجَم ثُمَّ رَأَيْتُ أَنَّه يَلْزَمُ مِنْه تَكْرَارٌ كَثيرٌ لأَنَّ غالِبَ مَنْ نَزَلَ فِيهِ الْقُرْآن ذكِرَ في هَذَا الكِتاب خُصُوصاً فِي الْمُبْهِمَات فَرَأَيْتُ أَنْ أذكُرَ هُنَا بَعْضَ مَنْ لَمْ يتقدَّم لَهُ ذكر.

أَبُو بَكْر الصّدْيق: نزلّ فيه آياتٌ منها: آخِرٌ سُورةِ اللَّيْل.

عُمَرُ بن الخطّاب: نزلّ فِيه آياتٌ مِنْهَا: مُوَافَقاتُه الْمشْهُورة كقوله: «وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّىً»(13).

ص: 437


1- سورة الحشر: آية 7، وفي تفسير القرطبي هي: قُريظة، والنضير وهما بالمدينة، وفدك وهي على ثلاثة أيام من المدينة، وخيبر، وقُرى عُرينة، وينبع 12/18
2- سورة الحشر: آية 9
3- سورة المدَثر: آية 51
4- سورة التكوير: آيتا 15، 16
5- سورة الطارق: آية 3
6- سورة الفجر: آية 9
7- سورة البلد: آية 1
8- سورة التين: آية 3
9- سورة الفيل: آية 1
10- سورة الفلق: آية 3
11- تحدث المؤلّف عن هذا النوع في الإتقان في: النوع الحادي والسبعين فقال: رأيت فيهم تأليفاً مفرداً لبعض القدماء، لكنه غير محوَّر، وكتاب أسباب النزول والمبهمات يغنيان عن ذلك، الإتقان 4: 101 وما بعدها
12- في الإتقان: قال علي: ما في قريش أحد إلَّا ونزلت فيه آية، قيل له: ما نزل فيك؟ قال: «ويتلوه شاهد منه...» سورة هود: آية 17
13- سورة البقرة: آية 125

عُثْمَان بن عفَّان: نَزلَ فيه(1).

عَليّ بن أبي طالب نزلَ فيه: «إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ..»(2) الآیة.

أُبَيُّ بن كَعْبٍ نَزَلَ فِيهِ: «كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ..»(3). كَذَا قَالَ صَاحِبُ الكِتَابِ الْمُشَارِ إِليه.

أُسَامةُ بن زَيْد: نَزَلَ فيه: «وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ..»(4).

أَسْعَد بن زرارَة: مِمَّنْ نَزَلَ فيه: «وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ..»(5) وَكَذَا أَبو أُمَامَة مِنْ بني النجار، والبَراء بن معْرور، والأخْنَس بن شريق الثقفي الكافر: نَزَلَ فيهم: «وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ..»(6).

إربد بن قَيْس الجعفي نزلَ فيه: «وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ..»(7) الآية.

بشير بن النُّعْمان نزلَ فيه: «وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً..»(8).

ص: 438


1- كذا في ( أ ) ولم يذكر في النسختين ما نزل في عثمان، وأيضاً لم يذكر شيئاً عنه في الإتقان
2- سورة المائدة: آية 55
3- سورة آل عمران: آية 110
4- سورة النساء: آية 94
5- سورة البقرة: آية 143
6- سورة البقرة: آية 304
7- سورة الرعد: آية 13
8- سورة البقرة: آية 224

تميم بن أَوْس الدَّارِي نزلَ فيه: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ..»(1)، وفي عديّ بن زيد ثوبان مولى النبي صلى الله عليه وسلم نزل فيه: «وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ..»(2) الآية.

حَاطِبُ بن أَبِي بَلْتَعَة نزل فيه: أَوَّلُ المُمْتَحَنَة.

حارِثة بن زيدٍ مِنْ بني عامر بن لُؤَيّ هُوَ مقتولُ عياش الَّذَي نزل فيه: «وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً..»(3).

حارِثة بن زيد الْأَسَديّ: نزلت فيه: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ..»(4).

حسّان بن ثابت: نزل فيه آخِرُ الشُّعَرَاء «إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا..».

حنْظَلة بن شمردل: نزل فيه: «وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ...»(5).

صبيح مولَى حُوَيطب: نزل فيه: «فَكَاتِبُوهمْ..»(6).

ص: 439


1- سورة المائدة: آية 106
2- سورة النساء آية 69، وفي القرطبي أنها نزلت في: عبد الله بن زيد بن عبد ربّه الأنصاري الذي أُرِيَ الأذان... وحكى الثعلبي أنها نزلت في ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم 271/2
3- سورة النساء: آية 92
4- سورة المائدة: آية 101
5- سورة البقرة: آية 207
6- سورة النور: آية 33

عاصِمْ بن عَديّ: نزل فيه آيَةُ اللّعَان(1).

عثْمانُ بن أَبِي طَلحة: نزل فيه: «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا...»(2).

عُيَيْنَة بن حصْن: نزل فيه: «وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ..»(3).

كعب بن عُجْرة نزل فيه: «فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى...»(4).

عائِشة: نزل فيها عدَّة آيات، مِنْهَا: قصَّة الإفك.

أمّ سَلَمة: نزل فيها: «وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ..»(5) الآية.

أمَيْمة بنت الْحَارِث: نزل فيها: «فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ...»(6) الآية.

وقد ذُكِرَ في الكِتاب الذي صدِّرنا بذكره جماعة(7) مع ما نزلّ في كلّ مِنْهُمْ لكن غالبه لا تركَنُ النَّفْسُ إِلَيْه لأن بعضَه ثبتَ في التَّفاسيرِ المعتمَدة والأحاديث الصَّحيحة خلافُه، وبعضه لا يُدرَى ما مُسْتَنَده فيه وأرجو أن أصْرِف العنايةَ إلى تحْرير كتابٍ في هَذَا الْمَعْنى متتبعاً لَهُ مِنْ الأحاديث وَمَشْهُور التَّفاسير إنْ شاءَ اللهُ تعالى.

ص: 440


1- سورة النور: آية 7
2- سورة النساء: آية 58
3- سورة الكهف: آية 28
4- سورة البقرة: آية 196
5- سورة آل عمران: آية 32
6- سورة البقرة: آية 230
7- ذكر أنه تصنيف لبعض القدماء، ولم يحدد اسمه أو اسم صاحبه

النَّوعُ الثَّاني بَعْدَ الْمَائَة:

التَّاريخ

هَذَا النَّوْعُ مِنْ زِيَادَتي، وَهُوَ مِنْ أَنْوَاعِ عُلُوم الْحَديث، وَمَوْضُوعَّه ثَمِّ: ذِكْرُ وفيَاتِ المشَاهير مِنَ الصَّحَابة وأئمةِ الْحديث - وَنَذْكُرُ هُنَا: وَفَيَاتِ المشاهير مِنَ القُرَّاء والمفَسّرين مِمن ذكرناهُمْ في النَّوْعِ الْخَامِس والعِشْرين وتَاليه(1) وَالنَّوْع الثَّالث والتِّسْعين(2).

تقدَّمَت وَفَاةُ النَّبيّ صلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم في الأسماء.

وَتُوفِّيَ أبُو بكرٍ سنة ثلاثَ عشرة؛

وَعُمَرُ: آخر يومٍ مِنْ سنة ثلاثٍ وَعِشْرِينَ شهيداً.

وَعُثْمان: سنة خمسٍ وَثَلاثينَ مقتولاً ظلماً.

وَعَليّ: سنة أرْبَعينَ مقتولاً شهيداً؛

وَسَالِمٌ: مولى أبي حُذَيْفة يومَ الْيَمامةِ شهيداً؛

وَمُعَاذُ بن جبَل: سنة سَبْعَ عشرة؛

ص: 441


1- الرُّواة والحُفَّاظ
2- معرفة المفسِّرين

وَأُبَيِّ: سنة تسْع عشرة؛

وَابن مسْعود وَأَبُو الدرداء: سنة اثْنتين وَثَلاثين؛

وَزَيدُ بن ثابت: سنة خَمْسٍ وَأَرْبعين؛

وَأَبُو مُوسَى الأَشْعَرِي: سنة اثْنتين وَخَمْسين؛

وَأَبُو هُرَيْرة: سنة سبعٍ، وقيل: ثمانٍ، وقيل: تِسْعٍ وَخَمْسين؛

وَعَلْقَمَة: سنة إحْدى وَسِتِّين؛

وَمَسْروق: سنة اثْنتين وَستِّين؛

وَزَرّ: سنة اثنتين وثمانِين؛

وَعُبَيْدة: سنة اثنتين وَسَبْعين؛

وَابن عبَّاس: سنة ثمانٍ وَستِّين؛

وَأَبُو العالية وسعيد بن المسيّب: سنة ثلاث وتسعين؛

وَسَعيدٌ بن جبير: سنة خمسٍ وَتِسْعين شهيداً قتلَه الحجَّاج لعَنه الله(1)؛

وَمُجَاهد: سنة مائَة؛

وَالضّحاك بن مزاحم: سنة ستٍّ وَمائَة؛

وَعكْرمة موْلَى بن عبّاس: سنة سبعٍ ومائَة؛

ص: 442


1- هذا الدعاء على الحجاج ساقط من ( أ )

والحَسن البَصْري والأعْرج: سنة عَشْرٍ وَمائَة؛

وَعَطاء بن أبي رباح وَعكْرمَة بن خالد سنة خمس عشرة ومائة؛

وقَتادة: سنة سبعَ عشرة ومَائَة؛

وَابنُ عامر: سَنَة ثماني عشرة وَمائَة(1)؛

وَعاصم: سنة سبع وعشرين ومائة؛

وَأَبَو جعفر: سنة ثلاثين وَمائَة؛

والأعْمش: سنة ثمان وأرْبعين وَمائَة؛

وَأَبُو عمرو: سنة أربع وَخمسين وَمائَة؛

وَحَمزة: سنة ست وخمسين ومائة؛

وَنافع: سنة تِسْع وستين ومائة؛

وَحفص: سنة ثمانين ومائة؛

وَالكسائي: سنة تِسْع وثمانين ومائة؛

وَشُعْبة: سنة ثلاث وتسعين ومائة؛

وورش: سنة سبع وتسعين ومائة؛

وَاليزيدي وابن ذكوان: سنة اثنتين ومائتين؛

وَيعْقوب: سنة خمس ومائتين؛

ص: 443


1- في ( أ ) بعد ابن عامر: وابن كثير سنة عشرين ومائة، وقد سقط من (ب)

وَقالُون وخلّاد: سنة عشرين ومائتين؛

وَخلَف: سنة تِسْع وعشرين ومائتين؛

ورُويْس: سنة ثمان وثلاثين ومائتين؛

وَهِشام: سنة خمس وأربعين ومائتين؛

والدَّوري: سنة ستٍ. وأربعين ومائتين؛

والبزّي: سنة خمسين ومائتين؛

وَالسّوسي: سنة إحدى وستين ومائتين؛

وَقُنْبل: سنة إحدى وتسعين ومائتين؛

وابن جرير: سنة عشر وثلاثمائة؛

وابن مُجاهد: سنة أربع وعشرين وثلاثمائة.

ص: 444

خاتمة: في وفاة الملك الكريم جبريل

النازل بالقرآن مِنْ عند الحيّ الذي لا يموت

رَوَى البيهقي في كتاب «البعث والنشور» من طريق زائدة ابن أبي الرقاد عن زياد النميري عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: «وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ..»(1) قال: فَكَانَ مِمَّنْ استثنى الله تعالى ثلاثة: جبريل، وميكائيل، وملَك الموت - فيقول الله تعالى وَهُوَ أعلم: يا ملَك الموت من بقي؟ فيقول: بقي وَجْهُك الكريم وعبدك جبريل وميكائيل وَمَلِكَ الموت - فيقول: توفَّ نفسَ ميكائيل.

وفي رواية عن الطَّبراني: فيقع كالطَّود الْعَظيم، ثم يقول وهُوَ أعلم يا ملَك الموت من بقي؟ فيقول: بقي وجهُك الباقي الكريم وعبدك جبريل وملِكَ الموت فيقول: توفَّ نفسَ جبريل - ثُمَّ يقولُ وَهُوَ أعلَم: يا ملَك الْموتْ من بَقي؟ فيقولُ: بقي وَجْهُك الكريم وعبدُك ملَك الموت وَهُوَ ميّت(2) فيقول: مُتْ فيموت ثُمَّ ينادي عزَّ وجل: أَنَا بدَأْتُ الْخَلْقِ ثُمَّ أُعِيدُهُم - تَمَّ الكِتاب بحَمْدِ اللَّهِ وَعَوْنِه.

ص: 445


1- سورة الزمر: آية 68
2- في (أ): (وهو مبتسم)

قال مُؤَلِّفُه رحمهُ اللهُ تعالى: وَفَرَغْتُ مِنْ تأليفه بِعُونِ الله تعالى يَوْمَ الثَّلاثَاء سابع رجب الفَرْد سنة اثْنتين وسَبْعين وَثمَانِمائة، وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوَّكيل، وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيّدِنَا وَمَوْلَانَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِه وَسَلَّم ورضي الله عن أصحابِ رَسُول اللَّهِ أَجْمَعين.

في عَاشرِ شَهْرِ شوَّال سنَة ستّ عَشرة ومائة وألفٍ وَحَسْبُنَا اللهُ وَحْدَه.

ص: 446

الفهارس

اشارة

1 - فهرس الآيات القرآنية.

2 - فهرس الأحاديث.

3 - فهرس الأعلام المترجم لهم.

4 - فهرس المراجع.

5 - فهرس الموضوعات.

ص: 447

1 - فهرس الآیات القرآنیة

ص: 448

اللهُ وَلىُّ الَّذينَ ءَامَنُوا يُخْرِجُهُم ... - 257 - البقرة - 16

مُدْهَامَّتَان - 64 - الرحمن - 49

يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ... - 9 - التفابن - 44

وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهِ... - 40 - یونس - 49

فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ... - 94 - یونس - 49

وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ... - 10 - الحدید - 50

يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا... - 77 - الحج - 52

... فَاعْفُوا واصْفَحُوا حَتَّى يأتي الله بأمْرِه... - 109 - البقرة - 53

لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَهُمْ... - 272 - البقرة - 53

وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ... - 281 - البقرة - 54

ءَامَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ... - 285 - البقرة - 54

يَأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُم... وَهُمْ فيها خالِدونَ - 21 - 25 - البقرة - 54

إنَّ اللهُ يأمُرُكُمْ أنْ تُؤَدُّوا الأمَانَاتِ... - 58 - النساء - 54

الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ... - 3 - المائدة - 54

قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ... - 151 - الأنعام - 54

وَمَا قَدروا اللهَ حَقَّ قَدْرِه... - 91 - الأنعام - 54

ص: 449

وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى الله كذِباً... - 21 - الأنعام - 54

الَّذِينَ ءَاتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ... - 20 - الأنعام - 54

وَالَّذِينَ ءَاتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ... - 114 - الأنعام - 54

يَأَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ... - 64 - الأنفال - 55

فَلَعَلَّكَ تَارِكُ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ... - 12 - هود - 55

أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ... 17 - هود - 55

وَأَقِمِ الصَّلَوةَ طَرَفَي النَّهَارِ... - 114 - هود - 55

وَلَوْ أَنَّ قُرءاناً سُيَرَتْ بهِ الْجِبَالُ... - 31 - الرعد - 55، 56

وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ... - 7 - الرعد - 55

هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ...

شَدِيدُ الْمِحَال - 12، 13 - الرعد - 55، 56

وَلَقَدْ عَلَمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ... - 24 - الحِجْر - 56

وَلَقَدْ ءَاتَيْنَاكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثَانِي... - 87 - الحِجْر - 56

وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ... - 126 - النحل - 56

ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا... - 110 - النحل - 57

وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ... إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً - 73 - 80 - الإسراء - 57

وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوح... - 85 - الإسراء - 57

قُلْ لَئِنْ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُ... - 88 - الإسراء - 58

وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ... - 60 - الإسراء - 58

... إِنَّ الَّذِينَ أَتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ... - 107 - الإسراء - 58

وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ... يَوْمٍ عَقِيمٍ - 52 - 55 - الحج - 58

وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُون... - 224 - الشعراء - 58

آلَم. غُلِبت الرُّومُ... بِنَصْرِ اللهِ... - 1 - 5 - الرّوم - 59

أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً... - 18 - السجدة - 59

تَتَجافَى جُنُوبُهُمْ عَنْ الْمَضَاجِعِ... - 16 - السجدة - 59

إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ... - 12 - یس - 60

ص: 450

قُلْ يَعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا... - 53 - الزّمر - 60

وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِه... - 67 - الزّمر - 61

يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللهَ... - 28 - الحدید - 61

... إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ... - 14 - التغابن - 62

... فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذَى... - 196 - البقرة - 63

واتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلىَ اللهِ... - 281 - البقرة - 64

ءَامَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ... - 285 - البقرة - 64

لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْء... - 128 - آل عمران - 64

وَمَا مُحَمَّدُ إِلَّا رَسُولُ... - 144 - آل عمران - 65

إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ... - 58 - النساء - 65

يَسْتَفْتُونَكَ قُلْ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَلَةِ... - 176 - النساء - 65

الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ... - 3 - المائدة - 66

... فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً... - 6 - المائدة - 67

يَسْتَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ... - 1 - الأنفال - 67

إذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ... - 9 - الأنفال - 67

وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ... - 16 - الأنفال - 68

مَا كَانَ لِلنَّبِيّ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا... - 113 - التّوبة - 68

وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا... - 126 - النحل - 68

يَأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَة... - 1 - الحج - 70

هَذَانِ خَصْمَانِ... الْحَمِيد - 19 - 25 - الحج - 70

أذِنَ لِلَّذِينَ يُقَتلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا... - 39 - الحج - 70

إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْءَانَ لَرَادُّكَ... - 85 - القصص - 71

إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مبيناً... - 1 - الفتح - 71

... وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ... - 67 - المائدة - 75

وَعَلَى الثَّلَثَةِ الَّذِينَ خُلِفُوا... - 118 - التوبة - 75

ص: 451

تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ... - 16 - السجدة - 76

يَأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ... - 59 - الأحزاب - 76

لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ... - 128 - آل عمران - 77

وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ... - 24 - الفتح - 78

يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيَكُمْ فِي الْكَلَالَةِ... - 176 - النساء - 79

وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ... 281 - البقرة - 80

الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ... - 3 - المائدة - 80

... وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ... - 81 - التَّوْبة - 80، 81

وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لي وَلَا تَفْتِنّي... - 49 - التَّوْبة - 81

إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ... - 11 - النور - 81

وَلَا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ... - 22 - النور - 81

يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا... إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودُ... - 9 - الأحزاب - 82

... وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ... - 67 - المائدة - 83

إنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ... - 58 - النساء - 88

... والسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ - 46 - القمر - 93

أذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتلُونَ بِأَنْهُمْ ظُلِمُوا... - 39 - الحج - 93

وَقَتِلُوا في سَبيلِ اللهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ... - 190 - البقرة - 93

قُلْ لَا أَجِدُ فِيمَا أُوحِيَ إِلىَّ مُحَرَّماً... - 145 - الأنعام - 93

فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ حَلَالٌا طَيِّباً... - 114 - النحل - 93، 94

إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ... - 173 - البقرة - 94

حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ... - 3 - المائدة - 94

يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ... - 219 - البقرة - 94

يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمّ في الْكَلَالَةِ... - 176 - النساء - 94

يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا... وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا... - 278 - البقرة - 95

وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ... - 281 - البقرة - 95

ص: 452

لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُول مِنْ أَنْفُسِكُمْ... - 128 - التوبة - 95

فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ... - 110 - الکهف - 96

قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ... - 144 - البقرة - 98

... قُلْ لِلَّهِ الْمَشِرِقُ وَالْمَغْرِبُ... - 142 - البقرة - 98

وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ... - 115 - البقرة - 98

... واتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلَّى... - 125 - البقرة - 99

... فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ... - 196 - البقرة - 99

يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتالٍ فيه... - 217 - البقرة - 99

لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ... - 256 - البقرة - 99

وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ... - 121 - آل عمران - 100

وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِن بِاللَّهِ... - 199 - آل عمران - 100

يُوصِيكُمُ اللهُ في أَوْلَادِكُمْ... - 11 - النساء - 101

وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ... - 24 - النساء - 102

إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّوا... - 58 - النساء - 102

فَمَا لَكُمْ فِي الْمَنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ... - 88 - النساء - 102

وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنَاً... - 92 - النساء - 102

وَإِذَا ضَرَبْتُمْ في الأَرْضِ... أَنْ تَقْصُرُوا... - 101 - النساء - 103

وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَوةَ... - 102 - النساء - 103

يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ في الْكَلَالَةِ... - 176 - النساء - 103

يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ... - 1 - المائدة - 103

الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ... - 3 - المائدة - 103

... فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّباً... - 6 - المائدة - 103

إِنَّما جَزَاؤُا الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ... - 33 - المائدة - 103

وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا... - 118 - التوبة - 104

هُوَ الَّذِي يُريكُمُ الْبَرْقَ... شَدِيدُ المِحَال - 11، 12 - الرعد - 104

ص: 453

هَذَانِ خَصْمَانِ... - 19 - الحج - 105

أذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ... - 29 - الحج - 105

يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لِيَسْتَثْذِنَكُمُ الَّذِينَ... - 58 - النور - 105

يَأَيُّهَا النَّبيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ... - 59 - الأحزاب - 105

وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ... - 37 - الأحزاب - 105

إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ... - 56 - القصص - 105

التَّائِبُونَ الْعَبدُونَ الْحَامِدُونَ... - 112 - التوبة - 108

قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ... فِيهَا خَالِدُونَ - 1 - 11 - المؤمنون - 108

إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ... - 35 - الأحزاب - 108

... الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ... قَائِمُونَ - 23 - 33 - المعارج - 108

قَلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ... - 151 - الأنعام - 109

وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ... - 85 - الإسراء - 111

شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أَنْزلَ فيه الْقرْءَانُ... - 185 - البقرة - 115

... من المؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولى الضَّرَرِ... - 95 - النساء - 117

يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمَنَافِقَاتُ... - 13 - الحدید - 123

... کُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيه... - 20 - البقرة - 123

... ويَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ... - 37 - النساء - 126

فَتَلَقَّى ءَادَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتِ... - 37 - البقرة - 126

هُنَالِكَ تَبْلُوُ كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ... - 30 - یونس - 126

... الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ... - 6 - الفاتحة - 126

... وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُون... - 65 - الحجْر - 126

... فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعدًا عَلَيْهِ... - 111 - التوبة - 126

وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِمُ بَنِيهِ... - 132 - البقرة - 3

وقَالُوا اتَّخَذَ الله وَلَدًا سُبْحَانَهُ... - 116 - البقرة - 135

... جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ والزُّبُرِ وَالْكِتابِ الْمُنِيرِ - 184 - آل عمران - 135

ص: 454

... وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ... - 100 - التوبة - 135

اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ... - 5، 6 - الفاتحة - 136

... وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَصْطَةً... - 69 - الأعراف - 136

... وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ... - 247 - البقرة - 136

... فإِنِ اتَّبَعْتَني فَلَا تَسْئَلْنِي عَنْ شَيْءٍ... - 70 - الکهف - 136

... فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِن الصَّالِحِين... - 10 - المنافقون - 136

ومَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِين... - 24 - التکویر - 137

... وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ... - 9 - البقرة - 139

وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى - 3 - اللَّیل - 139

... وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِك يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ... - 79 - الکهف - 139

... إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ... - 28 - فاطر - 140

... وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ... - 10 - الأعراف - 140

قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ... - 23 - المائدة - 141

قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ... - 112 - الأنبیاء - 141

... وَلَهُ أَخُ أَوْ أَخْتُ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا... - 12 - النساء - 142

لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءُ... - 128 - آل عمران - 145

... فَرِهَانُ مَقْبُوضَةُ... - 283 - البقرة - 148

وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلُّ... - 161 - آل عمران - 148

وكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ... - 45 - المائدة - 148

... هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ... - 112 - المائدة - 149

لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ... - 128 - التّوبة - 149

... وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكُ... - 79 - الکهف - 149

لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ - 22 - الغاشیة - 149

فَتَلَقَّى ءَادَمٌ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ... - 37 - البقرة - 162

... وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةَّ... - 34 - النمل - 175

ص: 455

لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَني... - 29 - الفرقان - 175

... مِنْ دُونِهَا سِتْرًا كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا... - 90، 91 - الکهف - 175

... وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا الله... - 7 - آل عمران - 175

... يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ... - 102 - البقرة - 176

وَلَا يَحْزُنُكَ قَوْلُهُمْ... - 65 - یونس - 176

... مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا... - 51 - یَس - 177

... وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ... - 7 - آل عمران - 177

... وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ... - 109 - الأنعام - 177

... إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرُ... - 103 -النحل - 177

... أَيَّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى... - 110 - الإسراء - 179

... أَيُّة الْمُؤمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ - 31 - النور - 179

... يَا أَيُّهَ السَّاحِرُ ادْعُ لَنا رَبُّكَ... - 49 - الزخرف - 179

... أيُّة الثَّقَلانِ - 31 - الرحمن - 179

... وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ... - 18 - النمل - 180

وَمَنْ كَانَ في هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ... - 72 - الإسراء - 182

... بِسْمِ اللَّهِ مَجْرنَهَا... - 41 - هود - 182

وَلَهُمْ فِيهَا مَتَفِعُ وَمَشَارِبُ... - 73 - یس - 182

تُسْقَى مِنْ عَيْنِ ءَانِيَةٍ - 5 - الغاشیة - 182

وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ - 3 - الکافرون - 182

.. كِتَابِيَّة. إنِّي ظَنَنتُ أَنّي... - 19، 20 - الحاقّة - 185

قُلْ أَونَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ... - 15 - آل عمران - 186

أَءُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا... - 8 -ص - 186

أَءُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ... - 9 - القمر - 186

فَإذَا قَضيَّتُم مَناسِكَكُم... - 200 - البقرة - 189

مَا سَلَکَکُمْ في سَقَر - 42 - المدّثّرِ - 189

ص: 456

وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلَام دِيناً... - 85 - آل عمران - 189

وَيَاقَوْمِ مَنْ يَنْصُرُني مِنَ اللهِ... - 30 - هود - 189

وَيَاقَوْمِ مَالي أَدْعُوكُمْ... - 41 - غافر - 189

... فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ... - 185 - آل عمران - 190

... كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْئَهُ... - 29 - الفتح - 190

مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ. تَعْرُجُ المَلائِكَةُ والرُّوحُ إِلَيْهِ... - 4، 5 - المعارج - 190

... إِلَىَ ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا - 42 - الإسراء - 190

... لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأَذَنْ لِمَنْ شِئْتَ... - 62 - النور - 190

وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ - 7 - التکویر - 190

... وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبَاً... - 4 - مریم - 191

... وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ... - 284 - البقرة - 192

... عَلَى مَرْيَمَ بهتاناً عَظِيمًا - 156 - النساء - 193

أَلَيْسَ اللهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّكِرِينَ - 53 - الأنعام - 193

وَفَاكِهَةً وَأَبَّا - 31 - عَبَس - 199

وَحَنَانًا مِنْ لَّدُنَّا - 13 - مریم - 199

إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْءَانًا عَرَبِيٍّا... - 2 - یوسف - 200

.. لَوْلَا فُصِّلَتْ ءَايَاتُهُ ءَاعْجَمِيٌّ وَعَرَبيُّ... - 44 - فُصِّلت - 200

إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ... - 6 - المزَّمَلِ - 201

... قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا - 24 - مریم - 201

... يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ - 28 - الحدید - 201

.. فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أو عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّة... - 184 - البقرة - 204

أنَا أنبَّئَكُمْ بِتَأْوِيلهِ... أَيُّهَا الصِّدِّيقُ... - 44، 45 - یوسف - 204

وَلَوْلَا فَضْلُ اللهِ... رَءُوفٌ رَحِيمٌ - 20 - النور - 204

وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ... - 27 - الأنعام - 204

وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا... - 82 - یوسف - 205

ص: 457

... أضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقِ... - 63 - الشعراء - 205

.. فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ... - 96 - طه - 205

لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ... - 11 - الشوری - 205

... هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ... - 3 - فاطر - 205

وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِیهِ... - 29 - الأحقاف - 205

فَلَمَّا أَسْلَمَا... وَنَادَيْنَاهُ... - 103، 104 - الصَّافَّات - 205

كلَّا سَيَعْلَمُونَ. ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ... - 4، 5 - النَّبأ - 206

... وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ... - 62 - التوبة - 206

إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ - 2 - العصر - 206

إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا... إِلَّا الْمُصَلِّينَ - 19 - 22 - المعارج - 206

.. وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرُ - 4 - التحریم - 206

أَلْقِيَا في جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ - 24 - ق - 206

ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كرَّتَيْنِ... - 4 - المُلْك - 206

قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ - 99 - المؤمنون - 206

... قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ - 11 - فُضِّلت - 206

... قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ... - 22 - ص - 206

فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَة فَلُأِمِّهِ السُّدُسُ... - 11 - النساء - 207

وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَنَ إِذْ يَحْكُمَانِ... - 78 - الأنبیاء - 207

... فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى... - 275 - البقرة - 207

... وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا قَيْماً... - 221 - الکهف - 207

... فَضَحِكَتْ فَبَشِّرْنَهَا بِإِسْحَقَ... - 71 - هود - 207

فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ... - 55 - التَّوبة - 207

... في عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ - 21 - الحاقَّة - 208

... زَادَتْهُمْ إِيمَانًا - 2 - الأنفال - 208

ص: 458

.. يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ... - 4 - القصص - 208

... ابْنِ لي صَرْحًا... - 36 - غافر - 208

... يَجْعَلُ الْولْدَان شِيباً - 7 - المُزّمِّل - 208

وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا - 2 - الزَّلزلة - 208

فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لي... - 77 - الشعراء

بَلِ الإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرةٌ - 14 - القیامة - 208

خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ... - 37 - الأنبیاء - 208

وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولاً - 11 - الإسراء - 208

... لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أَوُلِي الْقُوَّةِ...

- 76 - القصص - 208

... فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ... - 28 - هود - 209

أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ... - 17 - النحل - 209

... إِنَّمَا الَبَيْعُ مِثْلُ الرّبَواْ... - 275 - البقرة - 209

... لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ... - 32 - الأحزاب - 209

ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ... - 10 - الحج - 209

... يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي ءَاذَانِهِمْ... - 19 - البقرة - 209

... يُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا... - 13 - غافر - 209

وَءَاتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ... - 2 - النساء - 209

... أَعْصِرُ خَمْرًا... - 36 - یوسف - 209

فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ - 7 - العَلق - 210

... فَفَي رَحْمَةِ اللهِ هُم فِيهَا خَالِدُون - 107 - آل عمران - 210

وَاجْعَلْ لي لِسَانَ صِدْقٍ... - 84 - الشعراء - 210

أَتَى أَمْرُ اللَّهِ... - 1 - النَّحل - 210

ويَقُولُ الَّذِينَ كَفَروا لَسْتَ مُرْسَلاً... - 43 - الرَّعد - 210

وَالْمُطَلَّقَتُ يَتَرَبَّصْنَ بأنفُسِهِنَّ... - 228 - البقرة - 210

.. وَلِيَبْكُوا كَثِيرًا ... - 82 - التوبة - 210

ص: 459

قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ - 10 - الذّاریات - 210

لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ - 79 - الواقعة - 210

اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ... - 40 - فُصِّلَت - 210

... قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيركُمْ... - 30 - إبراهیم - 210

.. كُونُوا قِرَدَةً ... - 65 - البقرة - 210

.. كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ الله... - 142 - الأنعام - 210

كُنْ فَيَكُون. - 82 - یس - 211

اصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا... - 16 - الطوّر - 211

.. انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ ... - 48 - المؤمنون - 211

... فَانْظُرَّ مَاذَا تَرَى... - 102 - الصَّافَّات - 211

قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمْ... - 150 - الأنعام - 211

.. مَتَى نَصْرُ الله... - 214 - البقرة - 211

... مَاليَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ... - 20 - النَّمل - 211

عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ - 1 - النَّبَا - 211

.. أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ... - 165 - الشعراء - 211

.. أَغَيْرَ اللَّهِ تَدعُون ... - 40 - الأنعام - 211

قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ... - 42 - الأنبیاء - 211

أَلَمْ تُهْلِكِ الأَوَّلِينَ - 16 - المرسلات - 211

أفَأَصْفَكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَيين... - 40 - الإسراء - 211

... أَصَلَوتُكَ تأمُرُكَ... - 87 - هود - 212

مَنْ فِرْعَوْنُ إِنَّهُ كَانَ... - 31 - الدّخان - 212

أنِّي لَهُمُ الذِّكْرَى... - 13 - الدّخان - 212

... فَهَلْ أَنتُمْ مُنْتَهُونَ - 91 - المائدة - 212

... فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفْعاه... - 53 - الأعراف - 212

فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ... - 26 - التکویر - 212

ص: 460

سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَنْذَرْتَهُمْ... - 6 - البقرة - 212

.. هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللهِ... - 3 - فاطر - 212

وَهَلْ أَتَكَ نَبَؤُا الْخَصْمِ... - 21 - ص - 212

هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ... - 1 - الدّهر - 212

.. قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ - 11 - فُصِّلت - 212

فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنَهِمَا نَسِيَا حُوتَهُما... - 61 - الکهف - 213

... وَلُأصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ... - 71 - طه - 213

... إِنِّي نَسِيْتُ الْحُوتَ... - 63 - الکهف - 213

يَمَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ... - 130 - الأنعام - 213

مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ... اللُؤْلُؤُ والْمرْجَان - 18 - 22 - الرحمن - 213

... واعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَكُمْ... - 78 - الحج - 214

وإنِّي خِفْتُ الْمَوَاليَ مِنْ وَرَاءِي ... - 5 - مریم - 214

... مِنْهُ ءَايَتٌ مُحْكَمَتُ... - 7 - آل عمران - 218

قَلْ تَعَالَوْا أتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ... - 151 - 153 - الأنعام - 218

وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ... - 23 - 26 - الإسراء - 218

... وَاللهِ رَبَّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِين - 23 - الأنعام - 221

... وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً - 42 - النساء - 221

وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ... - 25 - الطوُّر - 222

فَوَرَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ. عَمَّا كَانُوا... - 92 - 93 - الحجر - 222

فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ... - 29 - الرّحمن - 222

وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ - 52 - الزّخرف - 222

إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْت... - 56 - القصص - 222

... كَانَ مِقْدَارُه أَلْفَ سَنَةٍ... - 5 - السجدة - 223

... كَانَ مِقْدَارُه خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ... - 4 - المعارج - 223

... وَأَقِيمُوا الصَّلَوةَ وَءَاتُوا الزَّكَوةَ... - 43 - البقرة - 224

ص: 461

ولِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُ الْبَيْتِ... - 97 - آل عمران - 224

... والرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ... - 7 - آل عمران - 224

... أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاح... - 228 - البقرة - 225

... بَهِيَمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ... - 1 - المائدة - 225

حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ... - 3 - المائدة - 225

... وَأَحَلَّ اللهُ البَيْعَ ... - 275 - البقرة - 225

... وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ... - 6 - المائدة - 225

اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ - 5 - الفاتحة - 226

أَوَ مَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيِينَهُ... - 122 - الأنعام - 227

... فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ - 21 - آل عمران - 227، 228

... فَأَذَاقَهَا اللهُ لِبَاسَ الْجُوعِ... - 112 - النَّحل - 227

... فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ ... - 16 - البقرة - 227

... جدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضٌ... - 77 - الکهف - 228

خَتَمَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ... - 52 - یس - 228

... إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ - 87 - هود - 229

... لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوا وَحَزَنَّا... - 8 - القصص - 229

وَاعْتَصِمُوا بِحَبْل اللَّهِ جَمِيعًا... - 103 - آل عمران - 229

صمَ بُكُم عُمْيٌ... - 18 - البقرة - 230

... الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ... - 187 - البقرة - 230

والْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ ... كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيم... - 39 - یس - 231

... كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا... - 5 - الجمعة - 231

إِنَّ مَثَلَ عِيسَى... خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ... - 59 - آل عمران - 213

... قُل نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدٌ حَرَّا... - 81 - التوبة - 232

... هَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا ... - 63 - الأنبیاء - 233

... لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ... - 65 - الزّمر - 233

ص: 462

... وَمَالِي لا أَعْبُدُ... وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ - 22 - یس - 233

يَأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ... - 1 - الحج - 235

حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ... - 3 - المائدة - 235

... وَحَرَّمَ الرّبوا... - 275 - البقرة - 235

... خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ... - 1 - النساء - 235

... وَمَنْ يُؤْ مِنْ بِاللهِ... واللهُ بِكُلّ شَيْءٍ عَلِيمُ - 11 - التغابن - 235

... إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ... - 173 - آل عمران - 236

اللهُ خَالِقُ كُلّ شَيْءٍ... - 62 - الزّمر - 236

أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ... - 54 - النساء - 239

... وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ... - 23 - النَّمل - 239

... وَءَاتَيْنَاهُ مِنْ كُلّ شَيْءٍ سَبَبًا - 84 - الکهف - 239

تُدَمِّرُ كُلّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا... - 25 - الأحقاف - 239

... حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ... - 29 - التّوبة - 240

حَفِظُوا عَلَى الصَّلَوَتِ والصَّلَوةِ الْوُسْطَى... - 238 - البقرة - 240

... وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا... - 80 - النَّحل - 240

... وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ... - 60 - التّوبة - 241

... فَقَتِلُوا الَّتي تَبْغِي حَتَّى تفيءَ... - 9 - الحجرات - 241

وَالْمُطَلَّقَتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ... - 228 - البقرة - 241

وَإِذَا حُیِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا... - 86 - النساء - 242

إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا... - 6 - المائدة - 243

يَأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ... - 1 - الطَّلاق - 243

فَإذا قَرَأْتَ الْقُرْءَانَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ... - 98 - النَّحل - 243

وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ... - 93 - النساء - 243

... فَإِطْعَامُ ستِّينَ مِسْكِينًا... - 4 - المجادلة - 4

... فَلَا تَقُلْ لَهُمَا افٍّ... - 23 - الإسراء - 245

ص: 463

إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً... - 10 - النساء - 245

... وَرَبَئِكُمُ الَّتي في حُجُورِكُمْ... - 23 - النساء - 246

وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَاهَا ءَاخَرَ... - 117 - المؤمنون - 246

... وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ... - 33 - النور - 246

... إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَيَأٍ... - 6 - الحجرات - 246

... فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَننِينَ جَلْدَةٌ... - 4 - النّور - 246

... وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ... - 6 - الطلاق - 246

فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ... - 230 - البقرة - 246

إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي... - 98 - طه - 246

... فاللهُ هُوَ الْوَليُّ... - 9 - الشوری - 246

إِيَّاكَ نَعْبُدُ... - 4 - الفاتحة - 247

... لَإلىَ اللَّهِ تُحْشَرُونَ - 158 - آل عمران - 247

وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ الَّتي كُنَّا فِيهَا... - 82 - یوسف - 247

أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ... - 187 - البقرة - 247

إِنَّمَا جَزَاؤُا الَّذِينَ يُحَارِبُونَ... رَحِيمُ - 33، 34 - المائدة - 247

فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمُ - 226 - البقرة - 248

... فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ... - 92 - النساء - 249

... فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسًا... - 3 - المجادلة - 250

... فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ... - 6 - المائدة - 250

... فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ... - 185 - البقرة - 250

... فَصِيامُ شَهْرَینِ مُتَتَابِعَيْنِ... - 4 - المجادلة - 250

... فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ في الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ... - 196 - البقرة - 250

وَالَّذِينَ يُتَوَفُونَ مِنْكُمْ... مَتَعًا إِلَى الْحَوْلِ... - 240 - البقرة - 251

وَالَّذِينَ يُتَوَفُونَ مِنْكُمْ... أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا... - 234 - البقرة - 251

... إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ... الآنَ خَقْفَ اللهُ - 65، 66 - الأنفال - 251

ص: 464

وَاللَّاتي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ... في الْبُيُوتِ... - 15 - النساء - 252

الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا... - 2 - النّور - 252

فَإِذَا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ... - 5 - التَّوبة - 252

لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ... - 52 - الأحزاب - 252

يَأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ... - 50 - الأحزاب - 252

خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ... - 199 - الأعراف - 252

وَأَن احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ... - 49 - المائدة - 253

قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ... - 9 - الأحقاف - 254

كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْت... - 180 - البقرة - 255

یَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ... - 12 - المجادلة - 261

ءَأَشْفَقْم أَنْ تُقَدِّمُوا... - 13 - المجادلة - 261

وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ... - 79 - الإسراء - 263

فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ - 2 - الکوثر - 263

يَأَيُّهَا النَّبِيُّ... سَرَاحًا جَمِيلًا - 28 - الأحزاب - 263

وَلَا يَحيقُ الْمَكْرُ السَّيّءُ إِلَّا بِأَهْلِهِ... - 43 - فاطر - 265

وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ... - 68 - الأنعام - 265

ولَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَوةٌ... - 179 - البقرة - 265

قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي - 25 - طه - 266

ألَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ - 1 - الشرح - 267

مَنْ كَانَ عَدُوا لِلَّهِ... وَمِيكَئيل... - 98 - البقرة - 267

حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَتِ والصَّلَوةِ الْوُسْطىَ... - 238 - البقرة - 267

... يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ... - 104 - آل عمران - 267

... اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ... وَهُمْ مُهْتَدُونَ - 20، 21 - یس - 267

أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى... - 16 - البقرة - 267

وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ... كَانَ زَهُوقًا - 81 - الإسراء - 268

ص: 465

ذَلِكَ جَزَيْنَهُمْ ... إِلَّا الْكَفُورَ - 17 - سبأ - 268

وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ... ذَائِقَةُ الْمَوْتِ - 34، 35 - الأنبیاء - 268

... قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ... - 34 - النمل - 268

... أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ... - 54 - المائدة - 269

... أَشِدَّاءُ عَلَىَ الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ... - 29 - الفتح - 269

إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا... - 1 - المنافقون - 269

وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبّه... - 8 - الإنسان - 269

... وَءَاتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ... - 177 - البقرة - 269

وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَنَهُ... مَا يَشْتَهُون - 57 - النَّحل - 269

وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ... حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً - 14 - لقمان - 270

... فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ... حَرْثٌ لَكُمْ... - 223، 224 - البقرة - 270

الذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ... وَيُؤْمِنُونَ بِهِ... - 7 - غافر - 270

إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ... بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ... - 164 - البقرة - 270

... وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌ... - 36 - البقرة - 272

قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا... - 38 - البقرة - 272

... یَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ... - 49 - البقرة - 272

... يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ... - 6 - إبراهیم - 272

إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا... وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ... - 62 - البقرة - 272

إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا... وَالصَّابِئينَ وَالنَّصَارَى... - 17 - الحج - 272

إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا... وَالصَّبِئُونَ وَالنَّصَارَى... - 69 - المائدة - 272

... اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا ءَامِنَّا... - 126 - البقرة - 273

... هَذَا الْبَلَدَ ءَامِنَّا... - 35 - إبراهیم - 273

إلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا... - 160 - البقرة - 273

إلا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا... - 89 - آل عمران - 273

... لَا رَيْبَ فِيهِ... - 2 - البقرة - 274

ص: 466

أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْمَلُونَ... وَجَنَّتٍ وَعُيُونٍ - 132 - 134 - الشعراء - 275

فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ... هَلْ أَدلُّكَ... - 120 - طه - 275

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا... أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ... - 6 - البقرة - 275

وَبَشِّرِ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَتِ... - 25 - البقرة - 275

... وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ... يَسْتَهْزِىءُ بِهِمْ - 14، 15 - البقرة - 276

... يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا... رِجَالُ... - 36، 37 - النّور - 276

وَمَا أُبَرىءُ نَفْسِي... بِالسُّوءِ... - 53 - یوسف - 276

... قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامُ... - 25 - الذَّاریات - 276

يُخادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ... - 142 - النّساء - 276

إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ... لَفِي جَحِيم - 13، 14 - الانفطار - 276

... وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا... - 31 - الأعراف - 277

... لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ... إِحْسَانًا... - 83 - البقرة - 277

وَمَا مُحَمَّد إِلَّا رَسُولُ... - 144 - آل عمران - 278

مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولُ... - 75 - المائدة - 278

إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ... - 59 - الزّخرف - 278

إنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ... - 173 - البقرة - 278

.. قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي... - 203 - الأعراف - 279

... فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ... - 40 - الرّعد - 279

... هَلْ مِنْ خَلِقٍ غَيْرُ اللَّهِ... - 3 - فاطر - 279

إيَّاكَ نَعْبُدُ... - 4 - الفاتحة - 279

بَلِ اللهَ فَاعْبُدْ... - 66 - الزّمر - 279

قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَىَّ أَنَّما إِلَاهُكُمْ... - 108 - الأنبیاء - 279

وَالَّذِينَ اجْتَنبُوا... أَنْ يَعْبُدُوهَا... - 17 - الزّمر - 280

... إنما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلبَابِ - 19 - الرَّعد - 280

أَفَغَيْرَ دِينِ اللهِ يَبْغُونَ... - 83 - آل عمران - 280

ص: 467

أَفْكاً ءَالِهَةٌ... - 86 - الصافات - 281

لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا - 13 - الإنسان - 282

وَءَاخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ... - 102 - التوبة - 282

... فِئَةٌ تُقَتِلُ في سَبِيلِ اللهِ... - 13 - آل عمران - 283

... لَا يَعْصُونَ الله مَا أَمَرَهُمْ... - 6 - التحریم - 283

وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يُنْعقُ... - 171 - البقرة - 284

... لِيُنْذِرَ بَأْسًا... وَيُنْذِرَ اللَّذِينَ قَالُوا... - 2، 4 - الکهف - 284

وَأَدْخِلْ يَدَكَ في جَيْبِكَ... مِنْ غَيْرِ سُوءٍ... - 12 - النَّمل - 284

يَقُولُونَ لَئِن رَجَعْنَا... وَلِلْمُؤْمِنينَ... - 8 - المنافقون - 285

وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ... - 18 - الکهف - 287

... يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ - 2 - الحدید - 287

... لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ... - 286 - البقرة - 287

أَوَ مَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَهُ... - 122 - الأنعام - 287

... فَلَا تَخْشَوْا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ... - 44 - المائدة - 287

... وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ... مِنَ الحيوة الدنياة - 6 - الرّوم - 287

... أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُم... - 29 - الفتح - 278

فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا... - 82 - التوبة - 288

... يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ... - 157 - الأعراف - 288

فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى... لِلْعُسْرَى - 6 - 10 - اللَّیل - 288

الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ - 5 - الرحمن - 289

لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَرُ... اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ - 103 - الأنعام - 289

إنْ تُعَذِّبْهُمْ... الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ - 118 - المائدة - 289

فَإِنْ زَلَلْتُمْ... عَزِيزٌ حَكِيمُ - 209 - البقرة - 290

تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا في نَفْسِكَ... - 116 - المائدة - 290

... إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِعُونَ. اللهُ يَسْتَهْزِي هُ بِهِمْ... - 138، 139 - البقرة - 290

ص: 468

وَمَکَرُوا وَمَکرَ اللهُ... - 54 - آل عمران - 290

وَجَزَاؤُا سَیِّئَةٍ سَیِّئَةٍ مِثْلُهَا... - 40 - الشوری - 290

صِبْغَةَ اللهِ... - 138 - البقرة - 291

وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ... مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ... - 55 - الروم - 292

وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ... إِذَا لَهُمْ مَكْرُ... - 21 - یونس - 292

وَالْتَفَّت السَّاقُ... الْمَسَاقُ - 29، 30 - القیامة - 293

وجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ... نَاظِرَةٌ - 22، 23 - القیامة - 293

وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْئَوْنَ عَنْهُ... - 26 - الأنعام - 293

وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ - 1 - الهمزة - 293

ذَلِكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ... وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ - 75 - غافر - 293

وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ... لَشَدِيدٌ - 7، 8 - العادیات - 293

وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ... - 37 - النساء - 293

... وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا - 140 - الکهف - 294

وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُني... فَهُوَ يَشْفِين - 79، 80 - الشعراء - 294

وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ. فَانْظُرْ... - 72، 73 - الصافات - 294

... وَعَتَوْا عُتُوًا - 21 - الفرقان - 294

وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ - 3 - المدَثَر - 294

... كُل فِي فَلَكٍ - 40 - یس - 294

فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّين الْقَيِّمِ... - 43 - الروم - 294

... وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَأٍ بِنَيَا يَقِينٍ - 22 - النمل - 295

... اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا - 10 - نوح - 295

... وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ... - 37 - الأحزاب - 295

... لا هُنْ حِل لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ... - 10 - الممتحنة - 295

يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ... مِنَ الْحَيَّ... - 19 - الرّوم - 295

الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى - 5 - طه - 296

ص: 469

وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَهَا بِأَيْدِ... - 47 - الذّاریات - 296

... لَا تَقْرَبُوا الصَّلَوةَ وَأَنتُمْ سُكَرَی... - 43 - النساء - 297

... لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ - 38 - الرعد - 297

وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ... مِنْ فَضْلِهِ... - 73 - القصص - 298

مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ... والسَّمِيعِ... - 24 - هود - 298

یَوْمَ تَبْیَضُ وُجُوهٌ... - 106 - آل عمران - 298

وَمَاليَ لَا أَعْبُدُ... وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ - 22 - یس - 299

إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَر... وانْحَرْ - 1، 2 - الکوثر - 299

... إِنَّا كُنَّا مُرْسَلينَ... هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيم - 5، 6 - الدخان - 299

حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ... - 22 - یونس - 300

... فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ... بِرَبَّنَا لِيَغْفِرَ... - 72، 73 - طه - 300

... وَأَنَا رَبُّكُمْ... وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ... - 92، 93 - الأنبياء - 300

وَاللّهُ الَّذِي أَرْسَلَ... فَسُقْنَهُ... - 9 - فاطر - 300

... وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا... - 12 - فُصِّلت - 300

مَالِكِ يَوْمِ الدِّين. إِيَّاكَ نَعْبُدُ... - 3، 4 - الفاتحة - 300

إِنَّا أَرْسَلْنَكَ شَاهِدًا... لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ... - 8، 9 - الفتح - 300

... أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنا... في الأرْضِ - 78 - یونس - 301

يَأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ... - 1 - الطلاق - 301

... فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى - 49 - طه - 301

وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى... بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً... - 87 - یونس - 301

يَمَعْشَرَ الْجِن وَالإِنْسِ إِن اسْتَطَعْتُمْ... - 33، 34 - الرحمن - 301

مَالَكُمْ لَا تَرْجُونَ... أَطْوَارًا - 13، 14 - نوح - 303

فيهَا سُورٌ مَرْفُوعَةٌ. وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ - 13، 14 - الغاشیة - 303

في سِدْرٍ مَخْضُودٍ. وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ... مَعْدُودٍ - 28 - 30 -الواقعة - 303

واَلْنَّجْمِ إِذَا هَوَى... وَمَا غَوَى - 1، 2 - النَّجم - 303

ص: 470

خُذُوهُ فَغُلُّوه... فَاسْلُكُوه - 30 - 32 - الحاقّة - 304

وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ. وَزَرَابِي مَبْثُوثَةٌ - 15، 16 - الغاشیة - 304

فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ... فَلَا تَنْهَرْ - 9، 10 - الضّحی - 304

وءَاتَيْنَهُمَا الْكِتَبَ... الْمُسْتَقِيم - 117، 118 - الصّافّات - 304

... مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي ... - 38 - القصص - 307

اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ... - 255 - البقرة - 310

يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ... - 282 - البقرة - 310

إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ... - 90 - النحل - 310

قُلْ يَعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا... - 53 - الزّمر - 310

... وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ... - 6 - الطّلاق - 310

فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ... - 7، 8 - الزلزلة - 311

وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي... لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي... - 260 - البقرة - 311

وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى - 5 - الضُّحی - 311

أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِىءٍ... جَنَّةَ نَعِيمٍ - 38 - المعارج - 312

قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ... يُحْسِنُونَ صُنْعًا - 103، 104 - الکهف - 312

مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ... - 113 - النساء - 312

... لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ ... إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ... - 68 - المائدة - 312

وَمَا أَصَبَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ... عَنْ كَثِيرٍ - 30 - الشوری - 312

أذِنَ لِلَّذِينَ يُقَتَلُونَ... - 29 - الحج - 313

وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ... - 52 - الحج - 313

سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى - 6 - الأعلی - 313

اللهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ... - 69 - الحجّ - 313

وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ... مِنْ كُلّ مَثَلٍ... - 27 - الزّمر - 314

وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ... لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا... - 58 - الأعراف - 314

... لَا فَارِضُ وَلَا بِكُرّ... - 68 - البقرة - 315

ص: 471

وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا... - 67 - الفرقان - 315

وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَوتِكَ... بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا - 110 - الإسراء - 315

وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُوُلَةٌ... - 29 - الإسراء - 315

بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ... - 39 - یونس - 315

... وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ... إِفْكٌ قَدِيمٌ - 11 - الأحقاف - 315

وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَهُمُ اللهُ... - 84 - یوسف - 315

... هَلْ ءَامَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا... - 64 - یوسف - 315

كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ... - 4 - الحج - 316

وقَالَتْ الْيَهُودُ وَالنَّصَرَى نَحْنُ أَبْنَؤُا اللهِ... - 18 - المائدة - 316

وَقَالَت الْيَهُودُ يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ... - 64 - المائدة - 321

وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا - 88 - مریم - 321

فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا... وَهُمْ لَا يَسْئَمُونَ - 38 - فصلت - 321

الله لَا إلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ - 26 - النَّمل - 321

إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَبَ... لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا - 105 - النساء - 323

... أَوْ لَمَسْتُمُ النِّسَاءَ... - 6 - المائدة - 325

... مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ... - 255 - البقرة - 326

... وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ... - 286 - البقرة - 333

... وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ - 23 - النَّمل - 333

وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ - 4 - الفَلَق - 333

حَمعسق - 1 - الشوری - 333

... وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُمْ مُسْلِمُونَ - 102 - آل عمران - 334

... قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ... - 93 - الإسراء - 340

فَرِح المُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللهِ... - 81 - التّوبة - 340

... وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكُةَ مُبَارَكًا... - 96 - آل عمران - 340

قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَنحِرَانِ... - 63 - طه - 341

ص: 472

ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ یَدَاكَ... - 10 - الحج - 341

... بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ - 53 - الذّاریات - 341

أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَمُهُمْ... أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغَونَ - 32 - الطور - 341

وإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ ءَايَاتُنَا بَيِّنَاتٍ... - 15 - یونس - 341

فَقَضَهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ في يَوْمَيْنِ... - 12 - فُصّلت - 341

... إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ - 52 - الذاریات - 341

... لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ - 38 - الرعد - 342

... إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ - 4 - الحجر - 342

وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتابِ رَبِّكَ... - 27 - الکهف - 342

... تِلْكَ ءَايَتُ الْقُرْءَانِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ - 1 - النَّمل - 342

مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى - 11 - النَّجم - 342

لَقَدْ رَأَى مِنْ ءَايَتِ رَبِّهِ الْكُبْرِى - 18 - النَّجم - 342

... فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ... - 9 - الجِنّ - 342

وَإِنْ كَانَ أَصْحَبُ الْأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ - 78 - الحِجر - 342

وَأَصْحَبُ الأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ... - 14 - ق - 342

يُعِبَادِيَ الَّذِينَ ءَامَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ... - 56 - العنکبوت - 342

قُلْ يَعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا... - 53 - الزّمر - 342

وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي... - 53 - الإسراء - 343

... إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي... - 77 - طه - 343

فَادْخُلِي فِي عِبَدِي. وَادْخُلِي جَنَّتِي - 29، 30 - الفجر - 343

وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ - 61 - یس - 343

... فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي... - 150 - البقرة - 343

... فِكيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُون - 55 - هود 343

قُلْ إنْ كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُوني... - 31 - آل عمران - 343

... وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُوني... - 90 - طه - 343

ص: 473

قُلِ اللَّهُمَّ مَنلِكَ الْمُلْكِ... - 26 - آل عمران - 344

... ذُرِّيَّةً ضِعَفاً خَافُوا عَلَيْهِمْ... - 9 - النساء - 344

... يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيرًا... - 100 - النساء - 344

... يُخادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خَدِعُهُمْ... - 142 - النساء - 344

... أَكْلُونَ لِلسُّحْتِ... - 42 - المائدة - 344

... إِنَّ اللَّهَ بَلغُ أَمْرِه... - 3 - الطلاق - 344

... لِيُجَدِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ... - 121 - الأنعام - 344

... وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ - 118 - الأعراف - 344

... وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَنطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ - 16 - هود - 344

... لَاخْتلَفْتُم فِي الْمِيعَدِ وَلَكِن... - 42 - الأنفال - 344

... فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَعِذَاكُنَّا تُرَابًا... - 5 - الرعد - 344

وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَءِذَا كُنَّا تُرَابًا... - 67 - النَّمل - 344

... وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَلَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا - 40 - النَّبأ - 344

فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا... - 58 - الأنبیاء - 344

... يُسَرِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى... - 52 - المائدة - 344

... أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ - 31 - النور - 344

وَقَالُوا يَأَيُّهَ السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ... - 49 - الدّخان - 345

سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَیُّهَ الثقَلَانَ - 31 - الرحمن - 345

وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمْ مُوسَى فَرِعًا... - 10 - القصص - 345

... وَهَلْ نُجَزِي إِلَّا الْكَفُورَ - 17 - سبأ - 345

... إنَّ اللهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ - 3 - الزّمر - 345

... فَوَيْلٌ لِلْقَسِيَةِ قُلُوبُهُمُ مِنْ ذِكْرِ اللهِ... - 22 - الزّمر - 345

... أَوْ أَثَرَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنتُمْ صَدِقِينَ - 4 - الأحقاف - 345

... وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَهَدَ عَلَيْه اللهَ ... - 10 - الفتح - 345

لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغُوَّا وَلَا كِذْبا - 35 - النَّبأ - 345

ص: 474

... حَاجٌ إِبْرَاهِمَ في رَبِّهِ... - 258 - البقرة - 345

... أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ... - 186 - البقرة - 345

... فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ... - 20 - آل عمران - 345

... فَسَوْفَ يَأْتِ اللَّهُ بِقَوْمٍ... - 54 - المائدة - 345

... قَالَ أَتُحَجُّونّي في اللهِ وَقَدْ هَدَانِ... - 80 - الأنعام - 345

... وَكَذَلِكَ نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ - 103 - یونس - 345

... فَلَا تَسْأَلْن مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ... - 46 - هود - 345

يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ... - 105 - هود - 345

... حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ... - 66 - یوسف - 345

... لَوْلَا أَنْ تُفْنِدُونِ - 94 - یوسف - 345

... الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ... - 9 - الرعد - 346

... وَإِلَيْهِ مَتَابٍ - 30 - الرعد - 346

... وَحُسْنُ مَئَابِ - 29 - الرعد - 346

... فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ - 32 - الرعد - 346

... بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ... - 22 - إبراهیم - 346

... رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ - 40 - إبراهیم - 346

... لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَمَةِ... - 62 - الإسراء - 346

... وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنَ رَبِّي... - 24 - الکهف - 346

... إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ... - 39 - الکهف - 346

... أَنْ يُؤْتِيَن خَيْرًا... - 40 - الکهف - 346

... عَلَى أَنْ تُعَلّمَن مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا - 66 - الکهف - 346

أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتُ أَمْرِي - 93 - طه - 346

... سَوَاءٌ الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ... - 25 - الحج - 346

... وَإِنْ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ ءَامَنُوا... - 54 - الحج - 346

وَأعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ - 98 - المؤمنون - 346

ص: 475

... قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ. - 99 - المؤمنون - 346

... وَلَا تُكَلِّمُونِ - 108 - المؤمنون - 346

... وَيَسْقِين - 79 - الشعراء - 347

... فَهُوَ يَشْفِينِ - 80 - الشعراء - 347

... ثُمَّ يُحْيِينِ - 81 - الشعراء - 347

... عَلَى وَادِ النُّمْلِ قَالَتْ... - 18 - النمل - 347

... قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا ءَاتَنِ اللهُ... - 36 - النمل - 347

... حَتَّى تَشْهَدُونِ - 32 - النمل - 347

وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْىِ... - 81 - النمل - 347

.. وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ... - 13 - سبأ - 347

... إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍ... وَلَا يُنْقِذُونِ - 23 - یس - 347

... بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ - 25 - یس - 347

... إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ - 56 - الصّافّات - 347

إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ - 163 - الصّافّات - 347

... لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ - 15 - غافر - 347

... عَلَيْكُم يَوْمَ التَّنَادِ - 32 - غافر - 347

... بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَن تَرْجُمُونِ - 20 - الدخان - 347

وَإِن لَّمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ - 21 - الدخان - 347

وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ... - 41 - ق - 347

وَمَا خَلَقْتُ الْجِنُ والْإنْسَ إلَّا لِيَعْبُدُونِ - 56 - الذّاریات - 347

... وَمَا أُرِيدُ أنْ يُطْعِمُونِ - 57 - الذّاریات - 347

... يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ... مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ... - 6، 8 - القمر - 348

... وَاللَّيْلِ إذَا يَسْيرِ - 4 - الفجر - 348

... فَيَقُولُ رَبِّي أَکرَمَن - 15 - الفجر - 348

ص: 476

... فَيَقُولُ رَبِّي أَهَنَنِ - 16 - الفجر - 348

... وَلَي دِينِ - 6 - الکافرون - 348

وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ... - 11 - الإسراء - 348

... وَيَمْحُ اللهُ الْبَاطِلَ... - 24 - الشوری - 348

... يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ... - 6 - القمر - 348

سَنَدْعُ الزَّبَانِيَة - 18 - العلق - 348

... ءَامَنَتْ بِهِ بَنُواْ إِسْرَائِيلَ... - 90 - یونس - 348

... أَنَّهُمْ مُلَاقُوا رَبِّهِمْ... - 46 - البقرة - 348

... وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الأَلْبَابِ - 7 - آل عمران - 348

... وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَهُ... - 68 - یوسف - 348

... وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَوا... - 278 - البقرة - 348

... إنِ امْرُؤٌ اهَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ... - 176 - النساء - 348

... وَعَتَوْ عُتُوًّا كَبِيرًا - 21 - الفرقان - 349

... فَإِنْ فَاءُو فَإِنَّ اللَّهَ... - 226 - البقرة - 349

وَالَّذِينَ تَبَوَّءُو الدَّارَ... - 9 - الحشر - 349

... عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُو عَنْهُمْ... - 99 - النساء - 349

وَالَّذِينَ سَعَوْ فى ءَايَتِنَا... - 5 - سبأ - 349

وَلَا تَقُولَنَّ لِشَايْءٍ إِنِّي... - 23 - الکهف - 349

... أَوْ لَا أذْبَحَنَّهُ أَوْلَيَاتِيَنِّي... - 21 - النَّمل - 349

وَلَا أَوْضَعُوا خِلَلَكُمْ... - 47 - التوبة - 349

... لَا إِلَى اللهِ تُحْشَرُون - 158 - آل عمران - 349

ثُمَّ إِنَّ مَرْجَعِهُمْ لَا إلَى الْجَحِيم - 68 - الصافَّات - 349

... وَلَا تَايْئَسُوا... إِنَّهُ لَا يَابْئَسُ... - 87 - یوسف - 349

... أَفَلَمْ يَأَيْئَسِ الَّذِينَ ءَامَنُوا... - 31 - الرَّعد - 349

... وَجِاْى ءَبِالنَّبِيِّنَ وَالْشُّهَدَاءِ... - 69 - الزّمر - 349

ص: 477

وَجِاْى ءَيَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ... - 23 - الفجر - 349

... وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِىْ الْمُرْسَلِين - 34 - الأنعام - 349

... إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَإيْهِ بِايَتِنَا... - 75 - یونس - 349

... عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعُونَ وَمَلَإِيهِمْ... - 83 - یونس - 349

... وَمِنْ ءَانَايِ اللَّيْلِ... - 130 - طه - 350

... قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّ لَهُ مِنْ تِلْقَاى نَفْسِي... - 15 - یونس - 350

... أَوْ مِنْ وَرَاى حِجَابٍ... - 51 - الشوری - 350

... وَإيَتاى ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ... - 90 - النَّحل - 350

... وَلِقَاى الْأَخِرَةِ فَأُوْلَئِكَ... - 16 - الروم - 350

بِأَيیكُمُ الْمَفْتُونَ - 6 - القلم - 350

... بَنَيْنَهَا بِأَيْيدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُون - 47 - الذاریات - 350

... أَفَإِينْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ... - 144 - آل عمران - 350

... أَفَإِينْ مِت فَهُمُ الْخَالِدُون... - 34 - الأنبیاء - 350

... سَأُوْرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِين - 145 - الأعراف - 350

... فَادَّرَءْتُمْ فِيهَا... - 72 - البقرة - 350

... هُمْ أَحْسَنُ أَثَثًا وَرِءْيًا - 74 - مریم - 350

... وَمَا جَعَلْنَا الرُّءْيَا الَّتِي أَرَيْنَكَ... - 60 - الإسراء - 350

... أَخْرَجَ شَطْئَهُ - 29 - الفتح - 350

... لَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللهِ... - 19 - الأنعام - 351

أَنكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ... - 67 - النَّمل - 351

اَينَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ... - 29 - العنکبوت - 351

قُلْ أَبْتُكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي... - 9 - فُصِّلت - 351

... أَينَّا لَمُخْرَجُون - 67 - النَّمل - 351

... لَينَّا لَتَارِكُوا عَالِهَتِنَا لِلشَاعِرٍ مَجْنُون - 36 - الصّافات - 351

... أَینَّ لَنَا الأَجْرُا... - 41 - الشعراء - 351

ص: 478

... أَبِذَامِتْنَا - 16 - الصّافات - 351

... أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ - 19 - یس - 351

أَفْكًا ءَالِهَةٌ دُونَ اللَّهِ تُرِيدُون - 86 - الصّافات - 351

وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَهمَّةً... - 24 - السجدة - 351

... لِئَلَّا يَكُونَ لِلْنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ... - 165 - النساء - 351

... لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ... - 65 - الزّمر - 351

وَجِاْى ءَيَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ... - 23 - الفجر - 351

قُلْ أَؤُ نَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ... - 15 - آل عمران - 351

قَالُوا فَمَا جَزَاؤُهُ... كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّلِمِينَ - 74، 75 - یوسف - 352

سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى - 6 - الأعلی - 352

وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى... - 62 - الواقعة - 352

... لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْلاً - 58 - الکهف - 352

إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْءَنَاً عَرَبِيًّا... - 2 - یوسف - 352

إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْءناً عَرَبِيًّا... - 3 - الزخرف - 352

... وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإنْسِ... - 128 - الأنعام - 352

... لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَابِهِمْ... - 121 - الأنعام - 352

... إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ... - 34 - الأنعام - 352

نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَوةِ الدُّنْيَا... - 31 - فُصِّلت - 352

... وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَئَانُ قَوْمٍ... - 8 - المائدة - 352

... كُونُوا قِرَدَةً خَسِئِينَ - 65 - البقرة - 353

... إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِءُونَ - 14 - البقرة - 353

فَقَالَ الْمَلَؤُاْ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ... - 24 - المُوْمِنون - 353

قَالَتْ يَأَيُّهَا الْمَلَؤُاْ أَفْتُونِي... - 32 - النَّمل - 353

قَالَ يَأَيُّهَا الْمَلَؤُا أَيُّكُمْ يَأتِينِي... - 38 - النمل - 353

... وَذَلِكَ جَزؤُاْ الظَّلِمِينَ - 29 - المائدة - 353

ص: 479

إِنَّمَا جَزَوْا الَّذِينَ يُحَارِبُونَ... - 33 - المائدة - 353

... ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ - 34 - الزّمر - 353

وَجَزَؤُا سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا... - 40 - الشوری - 353

... وَذَلِكَ جَزَؤُا الظَّلِمِينَ - 17 - الحشر - 353

... أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ... - 22 - الأنعام - 353

أَمْ لَهُمْ شُرَكَؤُا شَرَعُوا لَهُمْ... - 21 - الشّوری - 353

... فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنبُوا مَا كَانُوا بِهِ... - 5 - الأنعام - 353

... فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبَؤُا مَا كَانُوا بِهِ... - 6 - الشعراء - 353

... أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَؤُا بَنِي إِسْرَائِيلَ - 197 - الشعراء - 353

... إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَؤُا... - 28 - فاطر - 353

... فَقَالَ الضُّعَفَؤُا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا... - 20 - إبراهیم - 353

... فَيَقُولُ الضُّعَفَؤُا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا... - 47 - غافر - 353

... وَمَا دُعَؤُا الْكَفِرِينَ إِلَّا... - 50 - غافر - 354

... مِنْ شُرَكَائهِمْ شُفَعَؤُاْ... - 13 - الرّوم - 354

إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَؤُاْ الْمُبِينُ - 106 - الصافات - 354

... مَا فِيهِ بَلَؤُاْ مُبِينٌ - 33 - الدّخان - 354

... إنَّا بُرَءؤُاْ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ... - 4 - الممتنحنة - 354

... أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللهِ... - 218 - البقرة - 355

... إِن رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ... - 56 - الأعراف - 355

... رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ... - 73 - هود - 355

ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ... - 2 - مریم - 355

.. إِلَى ءَاثَرِ رَحْمَتِ اللهِ... - 50 - الروم - 355

أهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ... - 32 - الزخرف - 355

... وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ... - 32 - الزخرف - 355

... يَعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ... - 231 - البقرة - 355

ص: 480

.. نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ... - 103 - آل عمران - 355

.. نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ... - 11 - المائدة - 355

... بَدِّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْرًا... - 28 - إبراهیم - 355

.. وبِنِعْمَتِ اللهِ هُمْ يَكْفُرُونَ - 72 - النَّحل - 355

يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللهِ... - 83 - النحل - 355

... وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ الله... - 114 - النحل - 355

... في البَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ... - 31 - لقمان - 355

... نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ... - 3 - فاطر - 355

فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ... - 29 - الطور - 355

... فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِين - 38 - الأنفال - 355

فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ... تَحْويلًا - 43 - فاطر - 355

... سُنَّتَ اللهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ في عِبَاده... - 85 - غافر - 355

إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ... - 35 - آل عمران - 356

... قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزيز... - 51 - یوسف - 356

وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ... - 9 - القصص - 356

... امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ... امْرأَت فِرْعون - 10، 11 - التحريم - 356

.. وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى... - 137 - الأعراف - 356

... فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ... - 61 - آل عمران - 356

والخامِسَةُ أَنْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ... - 7 - النّور - 356

... وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ... - 8، 9 - المجادلة - 356

إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُومِ طَعَامُ الْأَثِيم - 43 - الدخان - 356

... قُرْتُ عَيْنٍ لي وَلَكَ... - 9 - القصص - 356

بَقِيتُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ... - 86 - هود - 356

... يُأَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ... - 4 - یوسف - 356

ص: 481

يَأَبَتِ اسْتَئْجِرْهُ... - 26 - القصص - 356

... قَالَ يَأَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ... - 102 - الصافات - 356

... وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ - 3 - ص - 356

... اللَّتَ وَالْعُزَّى - 19 - النَّجم - 356

... ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ... - 265 - البقرة - 356

... وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ... - 114 - النساء - 356

... تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ... - 1 - التحریم - 356

هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُون... - 36 - المؤمنون - 356

... حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ... - 60 - النَّمل - 356

وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ... - 12 - التحریم - 356

... فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَر النَّاسَ عَلَيْهَا... - 30 - الروم - 356

فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتَ نَعِيمٍ - 89 - الواقعة - 356

حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَّا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ... - 105 - الأعراف - 357

... أنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ... - 169 - الأعراف - 357

... أَن لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ... - 118 - التوبة - 357

.. وَأَن لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ - 14 - هود - 357

أن لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ... - 26 - هود - 356

... أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا... - 26 - الحج - 357

.. أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَنَ... - 60 - یس - 357

وَأَنْ لَا تَعْلُوا عَلَى اللهِ... - 19 - الدخان - 357

... يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ باللهِ... - 12 - الممتحنة - 357

أن لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينُ - 24 - ن - 357

... فِمَن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَنُكُمْ... - 25 - النساء - 357

وَأَنفِقُوا مِنْ مَّا رَزَقْنَکُمْ... - 10 - المنافقون - 357

وَأَنفِقُوا مِنْ مَّا نُهُوا عَنْهُ... - 166 - الأعراف - 357

وَإن مَا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي... - 40 - الرَّعد - 357

ص: 482

... وَيَصْرِفُهُ عَنْ مِّن يَشَاءُ... - 43 - النور - 357

فَأَعْرِضُ عَن مَنْ تَوَلَّى... - 29 - النجم - 357

... أَمْ مِّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكَيلا - 109 - النساء - 358

... خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسْسَ بُنيَنَهُ... - 109 - التوبة - 358

... أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا... - 11 - الصَّافات - 358

... أَمْ منْ يَأْتِي ءَامِناً... - 40 - فُصِّلت - 358

فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ... - 50 - القصص - 358

... فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ... - 240 - البقرة - 358

... وَلَكِن لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَاءَاتَنكُمْ... - 48 - المائدة - 358

قَل لَّا أَجِدُ في مَا أُوحَيَ إِلَيَّ... - 145 - الأنعام - 358

.... وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ... - 102 - الأنبیاء - 358

... في مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ - 14 - النور - 358

أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَهُنَا ءَامِنِينَ - 146 - الشعراء - 358

... مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَكُمْ... - 28 - الرُّوم - 358

... فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ... - 3 - الزّمر - 358

... أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ... - 46 - الزّمر - 358

... وَنُنْشِئَكُمْ في مَا لَا تَعْلَمُون - 61 - الواقعة - 358

إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لأتٍ... - 134 - الأنعام - 358

... وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُنِه هُوَ الْبَاطِلُ... - 61 - الحجّ - 359

... وَأَنْ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ... - 30 - لقمان - 359

... كُلُّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ... - 91 - النساء - 359

... مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ... - 34 - إبراهیم - 359

... وَلَيْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ... - 102 - البقرة - 359

... وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا... - 62، 63 - المائدة - 359

... عَن مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا... - 79، 80 - المائدة - 359

ص: 483

... قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَنْكُمْ... - 93 - البقرة - 359

... وَجَيْتُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ... - 144 - البقرة - 359

ذَلِكَ أَن لَّمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى... - 131 - الأنعام - 359

أَيَحْسَبُ أَن لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ - 7 - البلد - 359

أَيَحْسَبُ أَن لَن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ - 5 - البلد - 359

إنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَجُور - 14 - الانشقاق - 359

بلْ زَعَمْتُمْ أَلَّن نَجْعَلَ لَكُمْ مُوْعِدًا - 48 - الکهف - 359

.. أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ - 3 - القیامة - 359

.. فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا... - 115 - البقرة - 359

... أَيْنَمَا يُوجِهُهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ - 76 - النحل - 359

أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكَكُمُ الْمَوْتُ... - 78 - النساء - 359

وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ -

مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا... - 61 - الأحزاب - 360

... لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ... - 153 - آل عمران - 360

... لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً... - 5 - الحج - 360

لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ... - 23 - الحدید - 360

... لِكَيْلا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ... - 50 - الأحزاب - 360

يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللهِ... - 16 - غافر - 360

يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ - 13 - الذّاریات - 360

فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا ... - 36 - المعارج - 360

... وَلَاتَ حينَ منَاصٍ - 3 - ص - 360

قَالَ يَبْنَؤُمَّ لَا تَأْخُذْ... - 94 - طه - 360

... وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ... - 9 - البقرة - 360

وَإِذْ وَعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً... - 51 - البقرة - 361

... فَأَخَذَتْهُمُ الصَّعِقَةُ وَهُم ينظرونَ - 44 - الذّاریات - 361

ص: 484

... وَتَصْرِيفِ الرّيحِ وَالسَّحَابِ المُسَخَّرِ... - 164 - البقرة - 361

... وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أَسرَى تُفَدُوهُمْ... - 85 - البقرة - 361

... وَلَا تَقْتُلُوهُمْ عِنْدَ المَسْجِدِ الحرامِ... - 191 - البقرة - 361

... وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ... - 251 - البقرة - 361

... فَرِهَنٌ مَقْبُوضَةٌ... - 283 - البقرة - 361

... فَيَكونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللهِ... - 49 - آل عمران - 361

... فَيُضَعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةُ... - 245 - البقرة - 361

... وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَنُكُمْ... - 33 - النساء - 362

... مِن الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَولَينِ... - 107 - المائدة - 362

... أَوْ لَمَسْتُمْ النِّسَاءَ... - 43 - النساء - 362

... وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَنسِيَةً... - 13 - المائدة - 362

... الكعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَمًا لِلنَّاسِ... - 97 - المائدة - 362

... نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَتِكُمْ... - 161 - الأعراف - 362

... وَقُلْنَ حَشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا... - 31 - یوسف - 362

... وَسَيَعْلَمُ الْكَفَّرُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ - 42 - الرعد - 362

... إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ... - 17 - الکهف - 362

... أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةٌ... - 74 - الکهف - 362

... فَلَا تُصَحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ... - 76 - الکهف - 362

... لتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا - 77 - الکهف - 363

الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا... - 53 - طه - 363

وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ... - 95 - الأنبیاء - 363

إِنَّ اللهَ يُدفِعُ عَنْ الَّذِينَ ءَامَنُوا... - 38 - الحج - 363

سُكَرى وَمَا هُمْ بِسُكَرى... - 2 - الحج - 363

... فَخَلَقْنَا الْمُضْعَةَ عِظَماً... - 14 - المؤمنون - 363

... وَجَعَلَ فِيهَا سِرَجاً وَقمَرًا مُنِيرًا - 61 - الفرقان - 363

ص: 485

بَلِ أَدْرَكَ عِلْمُهُمْ... - 66 - النمل - 363

وَلَا تُصَعِرٌ خَدَّكَ... - 18 - لقمان - 363

.. رَبِّنَا بَعدُ بَيْنَنَا... - 29 - سبأ - 363

فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ... - 53 - الزخرف - 363

... وأَلْقُوهُ فِي غَيْبَتِ الْجُبِّ... - 10 - یوسف - 364

وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ ءَايَتُ مِنْ رَبِّهِ... - 50 - العنکبوت - 364

... وَمَا تَخْرُجَ مِنْ ثَمَرَتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا... - 47 - فُصِّلت - 364

كَأَنَّه جَمَلَتُ صُفْرٌ - 33 - المرسلات - 364

... فَهُمْ عَلَى بَيِّنَتٍ مِنْهُ... - 40 - فاطر - 364

... وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ ءَامِنُونَ - 37 - سبأ - 364

... لِأَّهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا - 19 - مریم - 364

... إنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُ الْحَقُّ... - 57 - الأنعام - 364

ءَأتُونِي زُبَرَ الْحَديدِ... - 96 - الکهف - 364

... فَنُجِّيَ مَن نَشَاءُ... - 110 - یوسف - 364

.. وَكَذَلِكَ نُجِّى الْمُؤْمِنِين - 88 - الأنبیاء - 364

اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيم - 5 - الفاتحة - 364

... وَزَادَكُمْ في الخَلْقِ بَصْطَةٌ... - 69 - الأعراف

... أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ - 37 - الطوُّر - 365

لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ - 22 - الغاشیة - 365

... انْقَلَبُوا فَكِهِين - 31 - المطففین - 365

... إِنَّ الْبَقَرَ تَشَبَة عَلَيْنَا... - 70 - البقرة - 365

أَوَكُلَّمَا عَهْدُوا عَهْدًا... - 100 - البقرة - 365

لِسَلْطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقْتلُوكُمْ... - 90 - النساء - 365

... أَلَا إِنَّما طَئِرُهُمْ عِندَ اللهِ... - 131 - الأعراف - 365

أَلْزَمْنَهُ طَيرَهُ في عُنُقِهِ... - 13 - الإسراء - 366

ص: 486

... وَفِصَلُهُ في عَامَيْنِ ... - 14 - لقمان - 366

عَلِيهُمْ ثِيابُ سُنْدُسٍ... - 21 - الإنسان - 366

خِتَمُهُ مِسْكٌ... - 26 - المطففین - 366

فَادْخُلِي فِي عِبَدِي... - 29 - الفجر - 366

وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنيهِ... - 132 - البقرة - 366

... وَأَعَدَّ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَرٌ... - 100 - التوبة - 366

... وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ... - 35 - یس - 366

... عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ... - 55 - الشوری - 367

وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ ءَالِ فِرْعَوْنَ... - 28 - غافر - 370

يَأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ... - 21 - البقرة - 372

لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ... الْعَرْشِ الْعَظِيم - 128، 129 - التوبة - 375

مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ... - 23 - الأحزاب - 386

... قَالَ يَبُشْرَى هَذَا غُلَمٌ... - 19 - یوسف - 386

... يَأَهْلَ يَثْرِبْ لَا مُقَامَ لَكُمْ... - 13 - الأحزاب - 386

... إنِّي جَاعِلٌ في الأَرْضِ خَلِيفَةُ... - 30 - البقرة - 391

وَإذ قَتَلْتُم نَفْسًا... - 72 - البقرة - 391

... إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍ لَهُمْ ابْعَثْ لَنَا... - 246 - البقرة - 392

... الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ... - 258 - البقرة - 392

أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ... - 259 - البقرة - 392

إِذْ قَالَتْ امْرَأَتُ عِمْرَانَ... - 35 - آل عمران

... وامْرَأَتَى عَاقِرٌ... - 40 - آل عمران - 392

... مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ... - 193 - آل عمران - 392

... يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ... - 51 - النساء - 392

... وَمَنْ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا... - 100 - النساء - 392

... وَبَعَثْنَا مِنْهُم عَشَرَ نَقِيباً... - 12 - المائدة - 393

ص: 487

قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ... - 23 - المائدة - 394

وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَى ءَادَمَ... - 27 - المائدة - 394

... تَحْبِسُونَهُمَا مِنْ بَعْدِ الصَّلَوَةِ... - 106 - المائدة - 394

... الَّذِي ءَاتَيْنَاهُ ءَايَتِنَا... - 175 - الأعراف - 394

... وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ... - 48 - الأنفال - 394

... إِذْ يَقُولُ لِصَحِبِه لَا تَحْزَنْ... - 40 - التوبة - 394

وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لي... - 58 - التوبة - 395

وَمِنْهُمْ مَنْ عَهَدَ اللَّهَ... - 75 - التوبة - 395

... لِمَنْ حَارَبَ اللهَ وَرَسُولَهُ... - 107 - التوبة - 395

وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا... - 118 - التوبة - 395

... وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ... - 17 - هود - 395

وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ... - 42 - هود - 395

وامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ... - 71 - هود - 395

... وَبَشَّرُوهُ بِغُلَمٍ عَلِيمٍ... - 28 - الذّاریات - 395

... هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهرُ لَکُمْ... - 78 - هود - 395

... لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ... - 8 - یوسف - 396

... لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ ... - 10 - یوسف - 396

... فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ... - 19 - یوسف - 396

... امْرَأَتُ الْعَزيزِ... - 30 - یوسف - 396

وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَهُ... - 21 - یوسف - 396

... وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا... - 26 - یوسف - 396

وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجنَ فَتيانِ... - 36 - یوسف - 396

وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ... - 100 - یوسف - 397

... كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا... - 75 - النحل - 397

رَبِّ اغْفِرُ لي وَلوَالِديَّ... - 28 - نوح - 397

ص: 488

... إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ... - 103 - النحل - 397

... أَنْ أَصْحَبَ الْكَهْفِ... - 9 - الکهف - 397

... فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ... - 16 - الکهف - 397

... رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ... - 19 - الکهف - 397

واضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً رَجُلَيْنِ... - 32 - الکهف - 398

وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَهُ... - 60 - الکهف - 398

فَوَجَدَ عَبْدًا... - 65 - الکهف - 398

... وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكُ... - 79 - الکهف - 398

... حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَمًا... - 74 - الکهف - 398

... فَكَانَ أَبَواهُ مُؤْمِنَيْنِ... - 80 - الکهف - 398

... فَكَانَ لِغُلَمَيْنِ يَتِيمَيْنِ... - 82 - الکهف - 399

وَيَقُولُ الإِنسَنُ... - 66 - مریم - 399

أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِايَتِنَا... - 77 - مریم - 399

... وَأَضَلَّهُمْ السَّامِرِيّ... - 85 - طه - 399

... يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ... - 6 - القمر - 399

... يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِن مَكَانٍ قَرِيبٍ - 41 - ق - 399

وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمّ مُوسَى... - 10 - القصص - 399

وَقَالَتْ لأُخْتِه قُصِّيه... - 11 - القصص - 399

... وَقَتَلْتَ نَفْسًا... - 4 - طه - 399

هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا... - 19 - الحج - 399

إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ... - 11 - النور - 400

وَیَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ... - 27 - الفرقان - 400

إنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةٌ تَمْلِكُهُمْ... - 23 - النمل - 400

قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ... - 39 - النمل - 400

قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمُ مِنَ الْكِتَبِ... - 40 - النَّمل - 400

ص: 489

الآیات - رقمها - السورة - الصفحة

وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ... - 48- النَّمل - 400

وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ... - 9 - القصص - 401

فَالْتَقَطَهُ عَالُ فِرْعَوْنَ... - 8 - القصص - 401

... رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ... - 15 - القصص - 401

وجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَا الْمَدينة... - 20 - القصص - 401

...وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ... - 23 - القصص - 401

يَأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ... - 59 - الأحزاب - 402

وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ... - 13 - لقمان - 402

...لِلَّذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمتَ عَلَيه... - 37 - الأحزاب - 402

...أَصْحَبَ الْقَرية إِذ جَاءَهَا الْمُرْسَلُون - 13 - یس - 403

وَجَاءَ مِن أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ... - 20 - یس - 403

أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا... - 77 - یس - 403

قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لي قرِينٌ - 51 - الصافات - 403

وجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ... - 77 - الصافات - 403

فَبَشَّرْنَنهُ بغُلمٍ حَلِيمٍ - 101 - الصافات - 403

وهَلْ أَتَكَ نَبُؤُا الْخَصْمِ... - 21 - ص - 403

... عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا... - 34 - ص - 403

وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ ءَالِ فِرْعَوْنَ... - 28 - غافر - 403

...رَبَّنَا أَرِنَا الَّذِيْنِ أَضَلَّانَا... - 29 - فصِّلتِ - 404

...عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ... - 21 - الزخرف - 404

...وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ... - 10 - الأحقاف - 404

...حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ... - 15 - الأحقاف - 404

وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أَفٍّ لَكُمَا... - 17 - الأحقاف - 404

أَفَرَءَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى - 33 - النَّجم - 404

ص: 490

الآيات - رقمها - السورة - الصفحة

...قول الَّتِي تُجَدِلُكَ في زَوْجِهَا... - 1 - المجادلة - 405

وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضٍ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا... - 3 - التحریم - 405

إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا... - 4 - التحریم - 405

...امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ... - 10 - التحریم - 405

سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ - 1 - المعارج - 405

رَبِّ اغْفِرْ لي وَلِوَالِدَيَّ... - 28 - نوح - 405

وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا... - 4 - الجنّ - 405

ذَرْني وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا - 11 - المدّثّر - 405

فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى - 31 - القیامة - 406

هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَنِ حِينٌ... - 1 - الإنسان - 406

يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ... - 38 - النَّبأ - 406

أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى - 2 - عَبَس - 406

إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُول كَرِيمٍ - 19 - التَّکویر - 406

وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ - 3 - البلد - 407

لقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَنَ في كَبَدٍ - 4 - البلد - 407

إذ اتَّبَعَثَ أَشْقَهَا - 12 - الشمس - 407

فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ... - 13 - الشمس - 407

أَرَءَيْتَ الَّذِي يَنْهَى عَبْدًا... - 10،9 - العَلق - 407

إن شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ - 3 - الکوثر - 407

وَامْرَأَتُهُ حَمالَةَ الْحَطَب - 4 - المسَد - 407

وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ... - 4 - البقرة - 408

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ... - 6 - البقرة - 408

وَمِنْ أَهْل الكِتب من إن تأمَنْهُ... - 75 - آل عمران - 408

مَنْ إِنْ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ ءَامَنَّا بِاللَّهِ... - 8 - البقرة - 408

...لا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُول اللَّهِ... - 7 - المنافقون - 408

ص: 491

الآيات - رقمها - السورة - الصفحة

...يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ... - 153 - آل عمران - 408

...إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ... - 65 - التَّوبة - 409

...إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ - 13 - الأحزاب - 409

وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ... - 111 - البقرة - 410

يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ... - 189 - البقرة - 410

يَسْئَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ... - 215 - البقرة - 410

يَسْتَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ... - 219 - البقرة - 410

وَيَسْتَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ... - 222 - البقرة - 410

...إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَرِهِمْ... - 234 - البقرة - 411

فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ... - 249 - البقرة - 411

...مِنْهُمْ مَّنْ كَلَّمَ اللَّهُ... - 253 - البقرة - 411

أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا... - 23 - آل عمران - 411

وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَب... - 72 - آل عمران - 411

كَيْفَ يَهْدِي اللهُ قَوْمًا كَفَرُوا... - 86 - آل عمران - 412

...إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ... - 100 - آل عمران - 412

إِذْ هَمَّت طَاهِفَتَانِ مِنْكُمْ... - 122 - آل عمران - 412

...وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْأَخِرَةَ... - 152 - آل عمران - 412

...وَطَائِفَةً قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ... 154 - آل عمران - 412

الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُول... - 172 - آل عمران 412

...قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ... - 181 - آل عمران - 412

الَّذِينَ قالُوا إِنَّ الله عَهِدَ إِلَيْنَا... - 183 - آل عمران - 413

...قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ... - 77 - النساء - 413

إلَّا الَّذِينَ يَصِلونَ إلَى قَوْمٍ... - 90 - النساء - 413

سَتَجِدُونَ ءَاخَرِينَ... - 91 - النساء - 413

إلَّا المُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ... - 98 - النساء - 413

ص: 492

الآيات - رقمها - السورة - الصفحة

وَلَا تُجَدِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ... - 107 - النساء - 414

وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ... - 127 - النساء - 414

يَسْتَفْتُونَكَ قُل اللهُ يُفْتِيكُمْ... - 176 - النساء - 414

يَسْئَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ... - 4 - المائدة - 414

...إذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُوا... - 11 - المائدة - 414

...إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ... - 22 - المائدة - 414

إِنَّمَا جَزَؤُا الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ... - 33 - المائدة - 414

...وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّعُونَ... - 41 - المائدة - 415

...بقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ... - 54 - المائدة - 415

وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ... - 83 - المائدة - 415

...وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي... - 110 - المائدة - 415

وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ... - 111 - المائدة - 415

...يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا... - 25 - الأنعام - 415

وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا... - 32 - الأنفال - 416

...وَمَنْ قَالَ سَأُنزِلُ مِثْل ما أنزل اللهُ... - 93 - الأنعام - 416

وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبهم... - 52 - الأنعام - 416

...إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللهُ عَلَى بَشَرٍ... - 91 - الأنعام - 416

...قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى... - 124 - الأنعام - 416

...فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ... - 138 - الأعراف - 416

وَممَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ... - 181 - الأعراف - 416

يَسْتَلُونَكَ عَن الأَنْفَالِ... - 1 - الأنفال - 417

يَأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَن فِي أَيْدِيكُمْ... - 70 - الأنفال - 417

إِلَّا الَّذِينَ عَنهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ... - 4 - التوبة - 417

...وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ... - 15 - التوبة - 417

...وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ... - 92 - التوبة - 417

ص: 493

الآيات - رقمها - السورة - الصفحة

...وَالْمُؤلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ... - 60 - التوبة - 418

وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ... - 98 - التوبة - 418

وَالسَّبِقُونَ الْأَوَّلُونَ... - 100 - التوبة - 418

وَءَاخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ... - 102 - التوبة - 418

وَءَاخَرُونَ مُرْجَوْنَ لأَمْرِ اللهِ... - 106 - التوبة - 418

...فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّون أَنْ يَتَطَهَّرُوا... - 108 - التوبة - 418

...وَمَا ءَامَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ - 40 - هود - 419

وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى... - 69 - هود - 419

وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ... - 30 - یوسف - 419

إِنَّا كَفَيْنَكَ الْمُسْتَهْزِمِينَ... 95 - الحِجْر - 419

ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِن بَعْدِ... - 110 - النَّحل - 419

...بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا... - 5 - الإِسراء - 419

سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُم... - 22 - الکهف - 419

...أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ... - 50 - الکهف - 420

...فَكَانَتْ لِمَسْكِينَ... - 79 - الکهف - 420

...تَطْلُعُ عَلَى قَوْم... - 90 - الکهف - 420

...وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْماً - 86 - الکهف - 420

اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا... - 75 - الحج - 420

...وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمُ ءَاخَرُونَ... - 4 - الفرقان - 420

...لشِرْذِمَةُ قَلِيلُون - 54 - الشعراء - 420

قَالَتُ يَأَيُّهَا الْمَلَؤُاْ أَفْتُوني... - 32 - النَّمل - 421

أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا... - 2 - العنکبوت - 421

وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ... - 6 - لقمان - 421

...إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنودٌ... - 9 - الأحزاب - 421

...مَنْ قَضَی نَحْبَهُ... - 23 - الأحزاب - 421

ص: 494

الآيات - رقمها - السورة - الصفحة

وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَهَرُوهُمْ... - 26 - الأحزاب - 421

...وَامْرَأَةٌ مَؤْمِنَةٌ... - 50 - الأحزاب - 422

وانْطَلَقَ الْمَلُّا مِنْهُمْ... - 6 - ص - 422

...فَفَزِعَ مَنْ في السَّمَوَاتِ... إلَّا مَنْ شَاءَ اللهُ... - 87 - النمل - 422

...فَصَعِقٍ مَنْ... إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ...

وَقَالُوا أَلِهَتُنَا خَيْرٌ... - 58 - الزخرف - 422

...نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ... - 29 - الأَحقاف - 422

...كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ... - 35 - الأحقاف - 423

...يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ... - 38 - محمد - 423

إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ... - 4 - الحجرات - 423

قَالتْ الْأَعْرَابُ ءَامَنَّا... - 14 - الحجرات - 423

هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا... - 2 - الحشر - 423

...أَصْحَبُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ - 20 - الحشر - 423

قُتِلَ أَصْحَبُ الأُخْدُودِ - 4 - البروج - 424

...بِأَصْحَب الْفِيلِ - 1 - الفیل - 424

وَإِذْ فَرَقْنَا بكُمُ الْبَحْرَ... - 50 - البقرة - 424

وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِه الْقَرْيَةَ... - 58 - البقرة - 424

...مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ... - 249 - البقرة - 424

...مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ... - 259 - البقرة - 424

...أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ... - 260 - البقرة 424

...كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ... - 109 - المائدة - 425

...مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا... - 75 - النساء - 425

...ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ... - 21 - المائدة - 425

...رَأَي كَوْكَبًا قَالَ... - 76 - الأنعام - 425

...سَأُوريكُمْ دَاوَ الْفَاسِقِين - 145 - الأعراف - 425

ص: 495

الآيات رقمها - السورة- الصفحة

وَسْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ... - 163 - الأعراف - 425

...فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ... - 143 - الأعراف - 246

وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ... - 171 - الأعراف - 426

...إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ... - 40 - التوبة - 426

لَمَسْجِدُ أُسِّسَ عَلَى التَّقَوى... - 108 - التوبة - 426

...أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا... - 4 - یوسف - 426

...غَيبَتِ الْجُبِّ - 15 - یوسف - 426

وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا... - 16 - الحِجْر - 427

وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ - 67 - الحجر - 427

...إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيه... - 7 - النَّحل - 427

...وَبِالنَّجم هُمْ يَهْتَدُونَ - 16 - النَّحل - 427

...وَكَلْبُهُمْ بَسِطٌ ذِرَاعَيْهِ... - 18 - الکهف - 427

...بِوَرِقِكُمْ هَذه إِلَى الْمَدِين الْمَدِينَة - 19 - الکهف - 428

...حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ... - 60 - الکهف - 428

...أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ... - 77 - الکهف - 428

...مَكَاناً قَصِيَّا - 22 - مریم - 428

...قَدْ جَعَل رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا - 24 - مریم - 428

...فَاقْذِفيه في الْيَمٌ... - 39 - طه - 428

...إِلَى الْأَرْضِ الَّتي بركنا فيهَا... - 81 - الأنبیاء - 428

...مِنَ الْقَرْیَةِ الَّتِي كَانَتْ عَمَلُ الخَبيثَ... - 74 - الأنبیاء - 428

...أن الأَرْضَ يَرتُهَا عِبادِي الصَّالِحُونَ - 105 - الأنبیاء - 428

...وَ اوَيْنَهُمَا إِلَى ربوة... - 50 - المؤمنون - 429

وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ... - 53 - الفرقان - 429

وَكُنُوزٍ وَمَقَام كريم - 57 - الشعراء - 429

...عَلَى وَادِ النَّمْلِ... - 18 - الثَّمل - 429

ص: 496

الآيات - رقمها - السورة - الصفحة

...إلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ... - 38 - الأنعام - 430

...لَا أَرَى الْهُدْهُدَ... - 20 - النَّمل - 430

...وجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنإٍ يَقِينٍ... 22 - النَّمل - 430

وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى غَفْلَةٍ... - 15 - القصص - 430

...لَرَادُكَ إِلَى مَعَادٍ... - 85 - القصص - 430

غُلِبَت الرُّومُ في أَدْنَى الْأَرْض... - 3،2 - الرّوم - 430

...إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ... - 14 - سبأ - 430

...مَثَلاً أَصْحَبُ القَرْيَةِ... - 13 - یس - 431

وَفَدَيْنَهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ - 107 - الصافّات - 431

فَنَبَذْتَهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ - 145 - الصافّات - 431

...عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتين عَظِيم - 31 - الزخرف - 431

...وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي... - 51 - الزخرف - 431

..يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ... - 41 - ق - 431

وَالْبَيْتِ الْمَعْمُور - 4 - الطّور - 431

وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى - 1 - النجم - 431

مَا أَفَاءَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ... - 7 - الحشر - 432

وَالَّذِينَ تَبَوَّءُو الدَّارَ... - 9 - الحشر - 432

فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ - 51 - القیامة - 432

...بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّس - 16،15 - التکویر - 432

النَّجمُ الثّاقِبُ - 3 - الطارق - 432

الَّذِين جَابُوا الصِّخْرَ بِالْوَادِ - 9 - الفجر - 432

لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدَ - 1 - البلد - 432

وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِين - 3 - التین - 432

...بِأَصْحَب الفِيل - 1 - الفیل - 432

وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ - 3 - الفلق - 432

ص: 497

الآیات - رقمها - السورة - الصفحة

مَالِكِ يَوْمَ الدِّين

وَوَعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً... - 142 - الأعراف - 433

أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ... - 184 - البقرة - 433

الْحَجِّ أَشْهُرُ مَعْلُومَتٌ... - 197 - البقرة - 433

يَسْئَلُونَكَ عَن الشَّهْرِ الْحَرام... - 217 - البقرة - 433

إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجُمْعَانِ... - 155 - آل عمران - 433

...لا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الحَرَامَ... - 2 - المائدة - 434

..يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ... - 19 - المائدة - 434

...يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ... - 41 - الأنفال - 434

فَسِيحُوا في وَيَوْمَ حُنَيْنٍ الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ... - 2 - التّوبة - 434

...فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الحَرامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا... - 28 - التّوبة - 434

...مِنْهَا أَرْبَعَةُ حُرُمٌ... - 36 - التوبة - 434

...فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنين - 42 - یوسف - 434

...وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ... في بِضْعِ سِنِينَ... - 4 - الرّوم - 434

قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِينَةِ - 59 - طه - 434

...وَيَذكُرُوا اسْمَ اللهِ في أَيَّامٍ مَعْلُومَةٍ... - 28 - الحج - 435

...فَأَخَذَهُمْ عَذَابٌ يَوْمٍ الظُلَّةِ... - 189 - الشعراء - 435

...عَلَي عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا... - 15 - القصص - 435

...بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ... - 9 - فصّلت - 435

...في أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَواءٌ للسائلين - 10 - فصّلت - 435

فَقَضَهُنَّ سَبعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْن.. - 12 - فصلّت - 435

إِنَّا أَنزَلْتَهُ فِي لَيْلَةٍ مُبْرَكَةٍ... - 3 - الدَّخان - 435

...في يَوْم نَحْسٍ مُسْتَمِرٌ - 19 - القمر - 435

...سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا - 7 - الحاقّة - 436

ص: 498

الآيات - رقمها - السورة - الصفحة

وَالْفَجْرِ. وَلَيَالٍ عَشْرٍ، والشَّفْعِ وَالوَتْر - 1، 2، 3 - الفجر - 436

وَاللَّيلِ إِذَا يَسْرِ - 4 - الفجر - 436

والضُّحى. واللَّيْلِ إذَا سَجَی - 1، 2 - الضحی - 436

...وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلَّى... - 125 - البقرة - 437

...وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ... - 17 - هود - 437

إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ... - 55 - المائدة - 438

كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ... - 110 - آل عمران - 438

...وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ... - 94 - النساء - 438

...وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمَنَكُمْ... - 143 - البقرة - 438

وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ... - 204 - البقرة - 438

...وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بهَا... - 13 - الرّعد - 438

وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً... - 224 - البقرة - 438

يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا شَهَادَة بَيْنَكُمْ... - 106 - المائدة - 439

وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأَوْلَئِكَ... - 69 - النساء - 439

وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنِ... إِلَّا خَطَأَ... - 92 - النساء - 439

يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ... - 101 - المائدة - 439

إلَّا الَّذِينَ امَنُوا... أيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُون - 227 - الشعراء - 439

وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ... - 207 - البقرة - 439

...فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ... - 33 - النّور - 439

إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا... - 58 - النساء - 440

وَالْخَمِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ... - 7 - النور - 440

...وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ... - 28 - الکهف - 440

...فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى... - 196 - البقرة - 440

وَلَا تَتَمنَّوا مَا فَضْلَ اللهُ بِهِ... - 32 - النساء - 439

فَإنْ طَلْقَها فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ... - 230 - البقرة - 440

...فَصَعِقَ مَنْ... إلَّا مَنْ شَاءَ اللهُ... - 68 - الزمر - 445

ص: 499

ص: 500

2 - فهرس الأحاديث

أنا عند ظن عبدي بي... - 39

إن أول ما أنزل الله على نبيه من القرآن: اقرأ باسم ربك - 47

ما نزلت سورة البقرة والنساء إلَّا وأنا عنده - 48

صوم يوم عاشوراء - 49

حديث إسلام عمر - 50

حدیث نزول فاتحة الكتاب - 51، 52

ما كان يأيها الذين آمنوا أنزل بالمدينة... - 52

حديث نزول قوله تعالى: (ولقد علمنا المستقدمين منكم...) - 56

حديث نزول قوله تعالى: (ويسألونك عن الروح...) - 57

حديث نزول قوله تعالى: (قل لئن اجتمعت الإنس والجن...) - 58

حديث نزول (أول الروم) - 58، 59

حديث نزول (آيات من سورة سبأ - 59، 60

حديث نزول قوله تعالى: (إنّا نحن نحيي الموتى...) - 60

حديث نزول قوله تعالى: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم...) - 60، 61

حديث نزول قوله تعالى: (وما قدروا الله حق قدره...) - 61

حديث نزول قوله تعالى: (يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله...) - 61

حديث نزول قوله تعالى: (... إن من أزواجكم وأولادكم عدوَّا لكم...) - 62

ص: 501

حديث: أنزل القرآن في ثلاثة أمكنة... - 62

حديث نزول قوله تعالى: (فمن كان منكم مريضاً أو به أذًى من رأسه...) - 63

حديث نزول قوله تعالى: (واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله...) - 64

حديث نزول قوله تعالى: (ليس لك من الأمر شيء...) - 64

حديث نزول قوله تعالى: (وما محمد إلّا رسول...) - 65

حديث نزول: (أول المائدة...) - 65، 66

حديث نزول قوله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم...) - 66

حديث نزول: (آية التيمم...) - 67

حديث نزول: (أول الأنفال...) - 67

حديث نزول: (إذ تستغيثون ربكم...) - 67

حديث نزول: (ومن يولهم يومئذ دبره...) - 68

حديث نزول: (ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين...) - 68

حديث نزول: (وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به...) - 68، 69

حديث نزول: (أول الحج...) - 70

حديث نزول: (هذان خصمان ...) - 70

حديث نزول: (أذِن للذين يقاتلون بأنهم ظُلِموا...) - 70

حديث نزول: (سورة الفتح...) - 71، 72

حديث نزول: (سورة المنافقين...) - 72، 73

حديث نزول: (سورة النصر...) - 73

حديث نزول: (آية القبلة...) - 74

حديث نزول: (خواتم سورة البقرة...) - 74

حديث نزول: (والله يعصمك من الناس...) - 75

حديث نزول: (سورة الأنعام ...) - 75

حديث نزول: (وعلى الثلاثة الذين خُلّفوا...) - 75، 76

حديث نزول: (تتجافى جنوبهم عن المضاجع...) - 76

حديث نزول: (يأيها النبي قل لأزواجك وبناتك...) - 76، 77

ص: 502

حديث نزول: (وهو الذي كف أيديهم عنكم...) - 78

حديث الكلالة - 79

حديث نزول: (ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني...) - 80، 81

حديث نزول: (آيات براءة عائشة في سورة النور) - 81

حديث نزول: (ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة...) - 81

حديث نزول: (آيات غزوة الخندق في سورة الأحزاب) - 82

حديث نزول: (الوحي على الرسول عليه السلام وهو عند عائشة) - 83

حديث نزول: (سورة الكوثر ...) - 84، 85

حديث نزول: (آية اللعان...) - 86، 87

حديث: أول ما نزل من القرآن - 89

حديث: أول ما نزل من سور القرآن - 90 - 92

حديث نزول: (والساعة أدهى وأمر...) - 93

حديث نزول: (آيات تحريم الخمر..) - 94

حديث نزول: (آخر آية نزلت ..) - 94، 95

حديث نزول: (آخر سورة نزلت ...) - 94، 95، 96

حديث نزول: (آية القبلة...) - 98

حديث نزول: (لا إكراه في الدين...) - 99، 100

حديث نزول: (وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله...) - 100، 101

حديث نزول: (يوصيكم الله في أولادكم...) - 101

حديث نزول: (والمحصناتُ النساء...) - 102

حديث نزول: (فما لكم في المنافقين فئتين...) - 102

حديث نزول: (اليوم أكملت لكم دينكم...) - 103

حدیث نزول: (فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة..) - 107

حديث نزول: (سبّح اسم ربك الأعلى، والنجم إذا هوى) - 107

حديث نزول: (ما أنزل على إبراهيم مما أنزل على محمد ..) - 107

ص: 503

الحديث في أول سورة الجمعة... - 108

الحديث في: (يأيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشّرا...) - 108

حديث السبع الطوال - 109

حديث: (ما أنزل على الرسول مما أنزل على موسى عليهما السلام...) - 109

حديث: (ما أنزل على الرسول مما أنزل على سليمان عليهما السلام...) - 109، 110

حديث: (نزول البسملة أول كل سورة...) - 111

حديث: (ما نزل مفرّقاً..) - 113

الأحاديث في بيان ما نزل من السور جملة واحدة... - 113، 114

الأحاديث في كيفية نزول القرآن من اللوح المحفوظ... - 115

حديث نزول: (صحف إبراهيم والتوراة والإنجيل...) - 116

حديث: (قدر ما كان ينزل من القرآن...) - 117

أحاديث: (كيفيات الوحي...) - 118، 119

أحاديث: (الأحرف التي نزل القرآن بها...) - 119 - 123

الأحاديث في: (قراءة البسملة أول كل سورة...) - 143، 144

حديث القنوت: (اللهم إنا نستعينك ونستهديك...) - 144، 145

الأحاديث الواردة في قراءات النبي صلى الله عليه وسلم - 147 - 150

حديث: (خذوا القرآن من أربعة...) - 151

الحديث في: (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات...) - 220

حديث (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلّا الله...) - 240

حديث: (ما أبين من حي فهو ميت...) - 241

حديث: (لا تحِل الصدقة لغني ...) - 241

حديث: (إذا التقى المسلمان بسيفهما...) - 241

حديث: (لا وصية لوارث...) - 255

حدیث: (كانت سورة الأحزاب تقرأ... مائتي آية...) - 255

حديث: (كم كانت تعدّ سورة الأحزاب؟..) - 256

ص: 504

حديث: (كان رسول الله إذا أوحي إليه أتيناه...) - 257

حديث: (... إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن...) - 257

حدیث: (نزلت سورة نحو «براءة» ثم رفعت...) - 257، 258

حديث: (قرأ رجلان سورة أقرأهما رسول الله...) - 259

حديث: (حديث بئر أصحاب معونة...) - 259

حديث: (كان فيما أنزل عشر رضعات معلومات...) - 260

الحديث في قوله تعالى: (أأشفقتم أن تقدّموا بين يدي نجواكم...) - 261، 262

حديث: (أعظم سورة في القرآن الفاتحة ...) - 307

حديث: (أعظم آية.. آية الكرسي...) -308

حديث: (سيِدة آي القرآن آية الكرسيّ...) - 308

حديث: (ألا أخبركم بأفضل آية في كتاب الله...) - 312

حديث: (إن القرآن نزل على خمسة أوجه...) - 314

حديث: (ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه...) - 323

حديث (أرسل إليّ أبو بكر بقتل أهل اليمامة...) - 374، 375

حدیث: (أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان...) - 376

حديث: (قلت يا رسول الله: من أول الأنبياء...؟) - 378

حديث: (أن اليهود قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم...) - 384

الحديث في قوله تعالى: (... فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه...) - 415

الحديث في قوله تعالى: (الحج أشهر معلومات...) - 433

ص: 505

ص: 506

3 - فهرس الأعلام المترجَم لهم

ابراهیم النخعي: 338 - ابن عامر: 134

ابن أبي خيثمة: 378 - ابن عبد البر: 124

ابن أبي الدنيا: 329 - ابن عطية: 52

ابن جابر 284 - ابن فارس: 216

ابن جبیر: 130 - ابن قتيبة: 146

ابن جريج: 145 - ابن كثير: 58

ابن جرير الطبري: 93 - ابن الأشعث: 168

ابن حِبَّان: 99 - ابن الجزري: 125

ابن حبيب: 98 - ابن الحاجب: 143

ابن خزيمة: 308 - ابن مجاهد: 339

ابن خير: 163 - ابن مردویه: 49، 101

ابن خيرون: 166 - ابن مقسم: 141

ابن درید: 194 - ابن منده: 169

ابن ذكوان: 164 - أبو بكر بن الأنباري: 48، 198

ابن راهويه: 305 - أبو بكر بن العربي: 305

ابن سنان الخفاجي: 264 - أبو جعفر يزيد بن القعقاع: 129

ابن سيّد الناس: 119 - أبو حنيفة النعمان: 140

ابن سیرین: 337 - أبو حيّان: 37

ابن الصلاح: 131 - أبو السعادات بن الأثير: 29

ص: 507

أبو شامة: 133 - السوسي: 184

أبو داود: 91 - الشاطبي: 167

أبو عبيدة معمر بن المثني: 39 - الشافعي: 236

أبو عبيد القاسم بن سلام: 48 - الطبراني: 51

أبو عمرو بن العلاء: 167 - الطحاوي: 123

أبو الحسن الأشعري: 307 - الطّيبي: 118

أبو العالية: 117 - الأزهري: 214

أبو العباس المهدوي: 132 - الأعمش: 130

أبو الفضل بن حجر: 86 - الأوزاعي: 165

أبو الفضل الخزاعي: 140 - الباقلاني: 124

أبو القاسم الهذلي: 140 - البخاري: 59

أبو الكرم الشهرزوري: 166 - البزار: 50

أبو الليث: 114 - البزي: 187

أبو نعيم: 311 - البغوي: 131

أبو يعلى: 83 - البلخي: 214

الترمذي: 56 - البيضاوي: 331

التنوخي: 279 - البيهقي: 45

الدارقطني: 109 - الجرمي: 194

الداني: 41 - الجعبري: 138

الذهبي 155، 330 - الجوهري: 39

الرافعي: 84 - الحاكم: 50

الزركشي: 12 - الحليمي: 305

الزمخشري: 233 - الخطيب القزويني: 264

السخاوي: 157 - الخليل بن أحمد: 187

السّدي: 254 - العزيزي: 198

السرخسي: 172 - العوفي: 331

السّمرقندي: 172 - الفراء: 193

السُّهيلي: 385 - الفخر الرازي: 116

ص: 508

الفريابي: 52 - عاصم: 164

الكافيجي: 7 - عبد بن حميد: 309

الكرماني: 271 - عبد الرزاق: 310

الكواشي: 132، 334 - عز الدين بن عبد السلام: 204، 305

الماتريدي: 38 - عز الدين بن الأثير: 379

الماوردي: 314 - عكرمة: 91

النسائي: 68 - قالون: 159

النَّووي: 146 - قتادة: 57

الهروي: 124 - قطرب: 194

الواحدي: 82 - قنبل: 187

بدر الدین بن جماعة: 391 - مالك بن أنس: 307

بهاء الدين السبكي: 131 - مجاهد: 102

تاج الدين السبكي: 201 - محمد بن بركات الصعيدي: 313

تقي الدين السبكي: 130، 280 - مسلم: 84

ثعلب: 214 - مقاتل: 47

جبير: 331 - مكي: 58

حمزة: 159 - نافع: 159، 168

خلاد: 160 - هشام: 165

خلف: 129، 160 - ورش: 159

رویس: 164 - ولي الدين العراقي: 204

سفيان بن عيينة: 123 - يحي بن أبي كثير: 338

سفيان الثوري: 336 - يحي بن وثاب: 130

صلاح الدين الصفدي: 285 - يحي بن يعمر: 218

ضياء الدين بن الأثير: 234 - يعقوب: 129

ص: 509

ص: 510

4 - فهرس المراجع

(1) ابن حجر العسقلاني: تهذيب التهذيب. ط أولى، الهند، 1325 ه-.

(2) ابن حجر العسقلاني: لسان الميزان. ط أولى، الهند، 1329 ه-.

(3) ابن حجة الحموي: خزانة الأدب. بيروت.

(4) ابن قتيبة: تأويل مشكل القرآن. تحقيق: السيد أحمد صقر، ط ثانية، القاهرة، 1393 ه- = 1973 م.

(5) ابن كثير: تفسير القرآن العظيم. ط ثانية، 1389 ه- = 1970 م.

(6) ابن الجزري: النشر في القراءات العشر. مراجعة، علي محمد الضباع.

(7) ابن الجزري: تحبير التيسير تحقيق: محمد الصادق قمحاوي، وعبد الفتاح القاضي، ط أولى، 1392 ه- = 1972 م.

(8) ابن العربي المالكي: عارضة الأحوذي بشرح صحيح الترمذي.

(9) ابن العماد الحنبلي: شذرات الذهب. بيروت.

(10) ابن يعقوب المغربي: مواهب الفتاح في شرح تلخيص المفتاح. شروح التلخيص، ط أولى.

(11) أبو حيان: البحر المحيط. الحلبي.

(12) أبو السعادات بن الأثير: النهاية في غريب الحديث والأثر. تحقيق: طاهر الزاوي؛ ومحمود الطناحي، عيسى الحلبي.

(13) أبو السعادات بن الأثير: جامع الأصول في أحاديث الرسول، تحقيق: عبد القادر الأرناؤوط، ط أولى، 1389 ه- = 1969 م.

(14) أبو السعود: تفسير أبي السعود. دار العصور بمصر، 1347 ه- = 1928 م.

ص: 511

(15) أبو عبيدة معمر بن المثنى: مجاز القرآن. تعليق: فؤاد سزكين، ط ثانية، 1390 ه.

(16) أبو القاسم هبة الله بن سلامة: الناسخ والمنسوخ. ط ثانية، الحلبي، 1387 ه.

(17) الفيروز أبادي: القاموس المحيط. ط ثانية.

(18) أحمد موسى (د): البلاغة التطبيقية. ط أولى.

(19) أحمد موسى (د): الصبغ البديعي. القاهرة، 1388 ه- = 1969 م.

(20) الزمخشري: الكشاف. دار الكتاب العربي، بيروت.

(21) السبكي: طبقات الشافعية الكبرى. تحقيق: محمود الطناحي، وعبد الفتاح الحلو، ط. أولى، الحلبي.

(22) السيوطي: طبقات المفسرين. تحقيق: علي محمد عمر.

(23) السيوطي: حسن المحاضرة. تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، القاهرة، 1968 م.

(24) السيوطي: بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة. تحقيق: محمد أبو الفضل، ط. أولى، الحلبي، 1384 ه- = 1964 م.

(25) السيوطي: الإتقان في علوم القرآن. تحقيق: محمد أبو الفضل، ط. أولى.

(26) السيوطي: معترك الأقران في إعجاز القرآن. تحقيق: علي محمد البجاوي.

(27) الطحاوي: مشكل الآثار. ط. أولى، بيروت.

(28) الجوهري: تاج اللغة. تحقيق: أحمد عبد الغفور عطار، دار الكتاب العربي بمصر.

(29) الحافظ المنذري: مختصر صحیح مسلم. تحقيق: محمد ناصر الدين الألباني.

(30) القاسمي: محاسن التأويل. تعليق: محمد فؤاد عبد الباقي، الحلبي.

(31) القرطبي: الجامع لأحكام القرآن ط. ثالثة، القاهرة، 1387 ه- = 1967 م.

(32) القفطي: إنباء الرواة على أنباء النحاة. تحقيق: محمد أبو الفضل، 1369 ه.

(33) النووي: تهذيب الأسماء واللغات. بيروت.

(34) النووي: شرح صحيح مسلم. المطبعة المصرية.

(35) بهاء الدين السبكي: عروس الأفراح. شروح التلخيص، الحلبي.

(36) شمس الدين الداودي: طبقات المفسرين. تحقيق: علي محمد عمر، مكتبة وهبة.

512

ص: 512

(37) شمس الدين الذهبي: تذكرة الحفاظ. دار إحياء التراث العربي.

(38) شوقي ضيف (د): البلاغة تطور وتاريخ. دار المعارف: 1965 م.

(39) ضياء الدين بن الأثير: المثل السائر. ط. أولى، 1354 ه- = 1935 م.

(40) عبد الرحيم العباسي: معاهد التنصيص. تحقيق: محمد محي الدين الدين عبد الحميد.

(41) عبد القاهر الجرجاني: أسرار البلاغة. تحقيق: السيد محمد رشيد رضا، ط. سادسة، 1379 ه- = 1959 م.

(42) عبد المتعال الصعيدي: بغية الإيضاح. ط. سادسة.

(43) عمر رضا كحالة: معجم المؤلفين. دمشق، 1376 ه- = 1957 م.

(44) فتحي فريد (د): البديع. ط. أولى، 1378 ه- = 1978 م.

(45) فهمي أبو الفضل (د) ومحمود فهمي حجازي (د): تاريخ التراث العربي. القاهرة، 1971 م.

(46) محمد الطاهر بن عاشور: ديوان النابغة الذبياني.

(47) مصطفى زيد (د): سورة الأحزاب. ط. أولى، القاهرة 1389 ه- = 1969 م.

(48) منصور علي ناصف: التاج الجامع للأصول. ط. ثانية، 1381 ه- = 1961 م.

ص: 513

ص: 514

5 - فهرس الموضوعات

مقدمة...5

مؤلف الكتاب...6

أهمية كتاب التحبير...14

تحقيق الكتاب...16

مقدمة الكتاب...27

فهرس الأنواع التي اشتمل عليها الكتاب...30

معنى التفسير...36

معني القرآن...38

النوع الأول والثاني: المكي والمدني...42

النوع الثالث والرابع: الحضري والسفري...63

النوع الخامس والسادس: النهاري والليلي...74

النوع السابع والثامن: الصيفي والشتائي...79

النوع التاسع: الفراشي...83

النوع العاشر: النومي...84

النوع الحادي عشر: أسباب النزول...86

النوع الثاني عشر والثالث عشر: أول ما نزل وآخر ما نزل...89

النوع الرابع عشر: ما عرف تاريخ نزوله عاماً وشهراً ويوماً وساعة...97

ص: 515

النوع الخامس عشر والسادس عشر: ما نزل فيه ولم ينزل على أحد قبل النبي، وما أنزل منه على بعض الأنبياء...107

النوع السابع عشر: ما تكرر نزوله...111

النوع الثامن عشر والتاسع عشر: ما نزل مفرّقاً وما نزل جمعاً...113

النوع العشرون: كيفية النزول...115

النوع الحادي والثاني والثالث والعشّرون: المتواتر والآحاد والشاذ...129

النوع الرابع والعشرون: قراءات النبي صلى الله عليه وسلم...147

النوع الخامس والسادس والعشرون: الرواة والحفاظ...151

النوع السابع والعشرون: كيفية التحمل...156

النوع الثامن والعشرون: العالي والنازل...164

النوع التاسع والعشرون: المسلسل...171

النوع الثلاثون والحادي والثلاثون: الابتداء والوقف...174

النوع الثاني والثلاثون: الإمالة...181

النوع الثالث والثلاثون: المدّ...183

النوع الرابع والثلاثون: تخفيف الهمز...185

النوع الخامس والثلاثون: الإدغام...189

النوع السادس والثلاثون والسابع والثلاثون: الإخفاء والإقلاب...193

النوع الثامن والثلاثون: مخارج الحروف...194

النوع التاسع والثلاثون: الغريب...198

النوع الأربعون: المعرَّب...200

النوع الحادي والأربعون: المجاز...203

النوع الثاني والأربعون: المشترك...214

النوع الثالث والأربعون: الترادف...216

النوع الرابع والأربعون والخامس والأربعون: المحكم والمتشابه...218

النوع السادس والأربعون: المشكل...221

ص: 516

النوع السابع والثامن والأربعون: المجمل والمبين...224

النوع التاسع والأربعون: الاستعارة...226

النوع الخمسون: التشبيه...230

النوع الحادي والخمسون والثاني والخمسون: الكناية والتعريض...232

النوع الثالث والخمسون: العام الباقي على عمومه...235

النوع الرابع والخمسون والخامس والخمسون: المخصوص والذي أريد به الخصوص...236

النوع السادس والخمسون والسابع والخمسون: ما خصّ فيه الكتاب السنة وما خصّت فيه السنة الكتاب...240

النوع الثامن والخمسون: المؤوَّل...243

النوع التاسع والخمسون: المفهوم...245

النوع الستون والحادي والستون: المطلق والمقيَّد...249

النوع الثاني والستون والثالث والستون: الناسخ والمنسوخ...251

النوع الرابع والستون: ما عمل به واحد ثم نسخ...261

النوع الخامس والستون: ما كان واجباً على واحد فقط...263

النوع السادس والستون والسابع والستون والثامن والستون: الإيجاز والإطناب والمساواة...264

النوع التاسع والستون: الأشباه...271

النوع السبعون والحادي والسبعون: الفصل والوصل...274

النوع الثاني والسبعون: القصر...278

النوع الثالث والسبعون: الاحتباك...282

النوع الرابع والسبعون: القول بالموجب...285

النوع الخامس والسبعون: المطابقة...287

النوع السادس والسبعون: المناسبة...289

النوع السابع والسبعون: المجانسة...292

النوع الثامن والسبعون والتاسع والسبعون: التورية والاستخدام...296

ص: 517

النوع الثمانون: اللف والنشر...298

النوع الحادي والثمانون: الالتفات...299

النوع الثاني والثمانون: الفواصل والغايات...303

النوع الثالث والرابع والخامس والثمانون: أفضل القرآن وفاضله ومفضوله...305

النوع السادس والثمانون: مفردات القرآن...310

النوع السابع والثمانون: الأمثال...314

النوع الثامن والثمانون والتاسع والثمانون: آداب القارىء والمقرىء...317

النوع التسعون: آداب المفسِّر...323

النوع الحادي والتسعون: من يُقبل تفسيره ومن يُرَدّ...327

النوع الثاني والتسعون: غرائب التفسير...333

النوع الثالث والتسعون: معرفة المفسّرين...335

النوع الرابع والتسعون: كتابة القرآن...337

النوع الخامس والتسعون: تسمية السور...368

النوع السادس والتسعون: ترتيب الآي والسّور...371

النوع السابع والتسعون: الأسماء...378

النوع الثامن والتسعون والتاسع والتسعون: الكنى والألقاب...389

النوع المائة: المبهمات...391

النوع الحادي والمائة: أسماء من نزل فيهم القرآن...437

النوع الثاني بعد المائة: التاريخ...441

خاتمة: في وفاة جبريل عليه السلام...445

الفهارس:...447

1 - فهرس الآيات القرآنية...448

2 - فهرس الأحاديث النبوية...501

3 - فهرس الأعلام المترجّم لهم...507

4 - المراجع...511

5 - فهرس الموضوعات...515

ص: 518

والحمد لله أولاً وأخيراً

تم الكتاب بعيد منتصف ليلة الجمعة 25 من ربيع الثاني 1402 ه

ص: 519

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.