التحبیر فِي عِلم التفسیر
للسيوطي المتوفي سنة 911 ه
حققه وقَدم لَهُ وَوَضَع فهارسه الدكتور فتحي عبد القادر فريد الأستاذ المساعد بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر
دار العلوم
للطباعة والنشر
1402 ه - 1982 م
محرر الرقمي: فائزه مرتضایي
ص: 1
بسم الله الرحمن الرحيم
ص: 2
التحبیر في علم التفسیر
للسیوطي
المتوفي سنه 911 ه.
حَقّقه وَقَدّم لَه وَوَضَع فهَارِسه
الدّکتور فتحي عَبد القَادر فرید الأستَاذ المسَاعِد بکلیَّة اللّغَة العَرَبَیَّة جَامِعَة الأزهَر
للطباعة والنشر
1402 ه = 1982 م
ص: 3
جميع حقوق هذه الطبعة محفوظة لدار العلوم للطباعة والنشر
ص. ب. 1050 - هاتف 4777121 الرياض - المملكة العربية السعودية
الطبعة الأولى 1403 ه - 1984 م
ص: 4
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على إمام المرسلين وخاتم النبيين سيدنا محمد الذي أيَّده الله بالقرآن ليخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد.
وبعد؛
فأشكرُ الله على أن أعانني على تقديم هذا الكتاب محقَّقاً لأوَّل مرَّة إلى مكتبة الدراسات القرآنية بصفة عامة وإلى مكتبة عالِمٍ الإسلام والعربية بصفة خاصة: جلال الدين السيوطي - راجياً أن ينتفع به المسلمون في المشارق والمغارب، ومُلْتمِساً به عفوَ ربِّي ورضاه وتوفيقي ما حَييت لخدمة دينه وقرآنه «وما توفيقي إلَّا بالله عليه توكَّلت وإليه أنيب».
ص: 5
السيوطي:
(اسمه - شيوخه و دراساته - مؤلفاته)
اسمه:
تحدّث المؤلف عن نفسه في كل من كتابيه: حسن المحاضرة، والتحدث بنعمة الله، واسمِّه كما ورد في الكتابين: عبد الرحمن بن الكمال أبي بکر بن محمد بن سابق الدين بن الفخر عثمان بن ناظر الدين محمد بن سيف الدين خضر بن نجم الدين أبي الصلاح أيوب بن ناصر أبي بكر بن الدين محمد بن الشيخ همام الدين الهمام الخضيريّ الأسيوطيّ(1).
وعن السيوطي أو الأسيوطي يقول: كان الوالد يكتب في نسبه «السيوطي» وغيره يكتب «الأسيوطي» وينكر كتابة الوالد، ولا إنكار، بل كلا الأمرين صحيح، والذي تحرَّر لي بعد مراجعة كتب اللغة ومعاجم البلدان الحفَّاظ والأدباء وغيرهم أن في سيوط خمسَ لغات: أسْيوط بضمِّ ومجاميع الهمزة وفتحها، وسُيوط بتثليث السين(2).
وكانت ولادته بعد المغرب ليلة الأحد مستهلّ رجب سنة 849 ه(3).
شيوخه و دراساته:
تلقى السيوطي العلم على عدد كبير من الشيوخ في زمانه، وقد أفرد أحدَ مؤلَّفاتِه(4) للحديث عن هؤلاء الشيوخ الذين بلغ عددهم على حد
ص: 6
قوله نحو ستمائة، وكان السيوطي من بيت علم إذ كان والده يختم القرآن في كل أسبوع مرة، وخُتِم له بالشهادة، وكذلك كان غالِبٌ إخوتِه وأولاده(1).
وقد حفظ السّيوطي القرآن وهو دون الثمانية، وحفظ عدداً أمهات الكتب في علوم الدين والعربية ومن شيوخه: الشيخ «شهاب الدين الشارِ مْساحي» الذي أخذ عنه «الفرائض»، وعلّم الدِّين البُلقيني الذي أخذ عنه الفقه واستعان بكتاب أخيه «جلال الدين» مواقع العلوم من مواقع النجوم» إلى مدى بعيد في تأليف كتابه هذا «التحبير».
كما أخذ الحديث والعربية عن «تقيّ الدّين الشبلي»، وأخذ التفسير والأصول والمعاني عن الشيخ: محيي الدين الكافيجي(2) الذي لازمه أربعَ عشرة سنة، وقرأ دروساً عديدة في الكشاف والتوضيح وتلخيص المفتاح على «سيف الدين الحنفي»(3).
كتبه:
تحدّث السيوطي في «حسن المحاضرة» عن فنون المعرفة التي ألف فيها وهي: التفسير وتعلقاته، والقراءات - والحديث وتعلقاته - والدعوات والأذكار - والفقه وتعلقاته - وفن الأصول والتصوّف - وفن العربية وتعلقاته - وفن التاريخ والأدب. وقد ذكر السيوطي أسماء الكتب التي ألّفها في هذه الفنون وأنها بلغت ثلاثمائة كتاب سوى ما غسله ورجع عنه(4).
ص: 7
وتشكَّك كثير من الدارسين قديماً وحديثاً في مقدرة السيوطي على تأليف هذا العدد الكبير من الكتب.
ورأى بعضهم أن في ذلك مبالغةً وإسرَافاً، كما ادَّعى البعض أن کثیراً من هذه المؤلفات قد كان لعدد من الشيوخ ادَّعاها السّيوطي لنفسه، أو أنه قد استولى على بعض المكتبات ونسبها لنفسه(1).
ودافع بعض الباحثين والدارسين عن السيوطي ورأوا أنه ليس غريباً أن يكون للسيوطي هذا العدد من الكتب! فقد نسب المؤرخون والمترجمون البعض العلماء والأدباء مثل هذا العدد أو قريباً منه، وأن كثيراً من كتب السّيوطي التي تحدَّث عنها كانت صغيرة الحجم على هيئة مقالات، ويؤكد ذلك كتابه «الحاوي للفتاوي» في الفقه، وعلوم التفسير، والحديث، والأصول والنحو، وسائر الفنون - وتضم الفتاوي التي أوردها السيوطي في هذا الكتاب عدداً كبيراً الكتب التي ذكرها في كتابه: «حسن المحاضرة» فلا يبعُد إذاً صحَّة ما نُسب إليه من الكتب(2).
وأضيفُ إلى ما سبق أني عثرت في قسم المخطوطات بدار الكتب المصرية على كتيِّب صغير الحجم يشتمل على عدة موضوعاتٍ في علوم مختلفة كل موضوع منها في حدود أربع صفحاتٍ أو يزيد قليلًا(3)، فنقلت أحد هذه الموضوعات وعنوانه: «فتح الجليل للعبد الذليل»(4) ويتحدّث فيه السيوطي عن الفنون البديعية في قول الله تعالى: «اللهُ
ص: 8
وَليُّ الَّذِينَ ءَامَنُوا يُخْرِجُهُمْ من الظُّلُمتِ إلى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنْ النُّورِ إلى الظُّلمتِ أُولَئِكَ أَصْحَبُ النَّارِ هُمْ فِيها خَالِدُونَ»(1)، وقد وَجَدت من بين الكتب التي ذكرها السيوطي في «حسن المحاضرة» الموضوع السابق(2)، فإذا كان السّيوطي يطلق على عدد محدودٍ مِن الصَّفَحَاتِ كتاباً فليس غريباً أن يكون ما ذكره من كُتبٍ لَهُ بل أكثرُ منها.
وقد اعترف السّيوطيُّ نفسه بأن عدداً قليلاً من هذا الكم الكبير هو الذي يصِحُّ تسميته بالكُتب وهي الكتب التي جاءت فريدة في موضوعاتها وكبيرة في أحجامها، وأن عدداً كبيراً منها ليس أهلاً لذلك مما جاءَ في كرَّاس أو فوقه أو دونه، وممَّا كان عملُه فيها لا يزيد عن النقل والرّواية، ومما بدأه ولم يُكمله، وممَّا عزم على المضيّ فيه ثم حيل بينه وبين ذلك.
أجل! إن كثيراً مَّمن تشكَّكُوا في كثرة مؤلفات السّيوطي هم الذين وقفوا على مؤلَّفاتِه في كتابه: «حسن المحاضرة» فحسِبُوا كلَّ هذه العناوين مؤلَّفاتٍ مثل: الإتقان، والمُزهِر، وحسن المحاضرة وغيرها من مؤلَّفات السّيوطي المطبوعة فأقبلوا شاكين ومنكرين.
لكنَّ من يقرأ السّيوطيّ في كتابه: «التحدُّث بنعمة الله» لا يخالجه أدنى شكٍّ فيما ذكره ونسبه لنفسه من الكتب، إذ صنَّف السّيوطيُّ مؤلَّفاتِه ولم يُطلِق القول عليها كما في «حُسْن المُحَاضَرة».
لقد قسَّم السيوطي في كتابه «التحدُّث بنعمة الله» كُتَبه سبعة أقسام(3):
ص: 9
1 - قِسْم ادَّعى فيه التفرُّد، وأنه لا نظير له، وعدد كتبه ثمانية عشر مؤلَّفاً منها: الإتقان في علوم القرآن - وبغية الوعاة، وغير ذلك.
2 - وقِسْم أَلّفَ ما يُناظِره، وهو ما تَمَّ أَوْ كُتِبَ منْه قطعة صالحة من الكتب المعتبَرة التي تبلغ مجلَّداً وفوقه ودونه، وعدد مصنّفات هذا القِسْم خَمسُون مُصَنِّفاً مِنهْا: تكملة تفسير الشيخ جلال الدين المحلّي أوّل البقرة إلى آخر الإسراء، وطبقات الحفّاظ، وطبقات المفسّرين وعقود الجُمان، وحسن المحاضرة، وغيرها.
3 - وقِسْم صغير الحجم من كرَّاسين إلى عشرة، وكُتُبه تامّة، وعددها: سبعون منها: التحبير في عُلُوم التَّفْسير(1)، مُعْتركَ الأقْران في مشترك القرآن(2)، وغير ذلك.
4 - وقِسْم وقع في كُرَّاسٍ ونحوه، وعدده مائةُ مُؤَلَّفٍ منها: مراصدُ المطالِع في تناسِّبِ المقاطع والمطالِع، والجمع والتفريق بين الأنواع البديعية، وغير ذلك.
5 - وقِسْم ألِّف في واقعاتِ الفتاوَي من كُرَّاسٍ وفوقه ودونه وعدده ثمانُون مؤلَّفاً منهْا: القوْلُ الفصيح في تعيين الذبيح، والمصابيح في صلاة التراويح، وغير ذلك.
6 - وقِسْم لا يَعْتَدُ السَّيُوطِيُّ به، لأن اعتناءَه فيه كان بالرّواية المحضة وقد ألَّف معظم كتب هذا القسم في زمَن السمَّاع والدراسة ومن كتبه:
ص: 10
المعجَم الكبير لشيوخه، المنتقى من تفسير ابن أبي حاتم، والمنتقى من تفسير الفريابي، والمنتقى من سنن البيهقي وغيرها.
7 - وقِسْم كان قد شرَع فيه ولم يكتب منه إلا القليل، ومنه: مجمع البحرين ومطلع البدرين في التفسير، نُكَت على تلخيص المفتاح، طبقات الأصوليين، وغيرها..
وهكذا بالنظر في التصنيف السابق الذي يُعَدُّ مُلخَّصاً لتصنيف السّيوطي لكتبه في كتابه: «التحدُّث بنعمة الله» نتبينّ أنّ كثيراً من أسماء كتبه التي أوردها في «حسن المحاضرة» على هيئة مقالاتٍ في صفحاتٍ معدودة، وعدداً منها على هيئة فتاوي، وعدداً ألَّفه في مرحلة الدِّراسة ولا يعتدّ به، وعدداً لم يُتمّه، وبطرح هذه الأعداد من جملة ما عدَّه السّيوطي وهو ثلاثمائة أو أكثر لا يتبقّى إلّا قدر محدود من الكُتبِ القيّمة التى اعتدَّ بها السّيوطيّ، ولا تبقى ذرَّة من شك في كونها له، وأنَّه صاحبُها.
وفاته:
لقد توفي السيوطي في سنة 911 ه، وله من العمر إحدى وستون سنة بعد حياةٍ حافلة بخدمة الإسلام والعربية فجزاه الله خير الجزاء، ووفق المسلمين للانتفاع بعلمه.
الباعث له على تأليف «التحبير»:
تحدث «السيوطي» في الصفحات الأولى من كتابه: «التَّحبير» بإيجاز عن الباعث له على تأليفه - كما تحدث في الصفحات الأولى من كتابه: «الإتقان في علوم القرآن» عن الباعث له على تأليف كلٍّ من الكتابين: «التحبير» و«الإتقان»(1).
وبالنظر في مقدمة كل من كتابيه السابقين يمكننا أن نتبين سرّ تأليفه لكتاب «التحبير».
ص: 11
فإن «السيوطي» عندما فكَّر في تأليف كتابه هذا، لم يُصادف من كُتُب في علوم القرآن إلّا كتابَينْ: أوَّلهُما لشيخه: أبي عبد الله محيي الدين الكافيجي، وثانيهما للإمام جلال الدين عبد الرحمن بن رسلان العسقلاني أحد علماء الحديث بمصر والمتوفي بها سنة 824 ه(1)، ویعرف الكتاب: «بمواقع العلوم من مواقع النجوم».
وقد قرأ السيوطي الكتابين السابقين، وأخذ على أوّلهما إيجازه واختصاره وعدم شفائه لغليله، وأثنى على حسن جمع الثاني وجودة تركيبه، فألّف كتابه «التحبير في علم التفسير»(2) مشتملًا على الأنواع التي وردت في «مواقع العلوم...».
وأضاف إليها أنواعاً لا بدّ من معرفتها وبعد أن ألّف السيوطي كتابه «التحبير في علوم التفسير» تراءى له أن يبسط الكلام في أنواعه، وأن يضيف إليه من الفوائد والمعلومات ما يجعله وافياً - فعثر على كتاب الشيخ: «بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي -(3) وهو: «البرهان في
ص: 12
علوم القرآن» وقرأه وسر به كثيراً - ودفعه هذا الكتاب للمضي في تأليف الكتاب الذي فكّر فيه ليكون بسطاً لما أجمله «التحبير» وتوضيحاً لما أبهمه - فكان كتابه «الإتقان» الذي وضع ليكون أكثر من «تحبيره» بسطا وتوضيحاً، وأدقّ من «برهان الزركشي» تنسيقاً وترتيباً.
ومما تقدم نتبين ما يلي:
1 - أن كتابي: «التحبير في علوم التفسير» و «الإتقان في علوم القرآن» كلاهما للحافظ السيوطي، وأن الأول أقدم تأليفاً من الثاني، كما أن الثاني ألّف ليكون بسطاً للأول. أما موضوعات الكتابين فإنها متقاربة مع بعض الاختلاف(1).
2 - أن كتاب «التحبير في علوم التفسير» اشتمل على الأنواع التي وردت بكتاب «مواقع العلوم من مواقع النجوم»، مضافاً إليها زيادات السيوطي التي ينبِّه عليها في مواطن كثيرة من الكتاب.
3 - أن كتاب: «البرهان في علوم القرآن» للزركشي، تمّ تأليفه قبل «التحبير» و«الإتقان» وإنه يتفق معهما في كثير من الموضوعات.
4 - على الرغم من مجيء «التحبير» موجزاً و«الإتقان» مبسوطاً فإنه لا يمكن الاستغناء بأحدهما عن الآخر، فقد اشتمل «التحبير» مع وجازته على أمورٍ لم يذكرها «الإتقان» كما يتضح ذلك من خلال التحقيق.
ص: 13
أما منهجه في تأليف «التحبير»، فإنه يتمثّل في تسمية النوع الذي يتحدث عنه، وذكر أهم الكتب التي تناولته، وتوضيح أقربها إلى الإجادة والإفادة، ثم بيان أهمية النوع في تدبّر القرآن وتفهُّم معانيه، والاستشهاد على كل ما يقوله بالقرآن الكريم وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم، وأقوال العلماء وإبداء رأيه في كثير من الأحيان.
أهمية كتاب «التحبير»
يعدّ هذا الكتاب مرجعاً مفيداً لدارسي القرآن وعلومه، حيث يشتمل على معلومات كثيرة ومتنوعة في علوم: التفسير والحديث والقراءات واللغة والبلاغة وغيرها.
ويبدو ذلك جليّاً من خلال الكتب التي رجع إليها السيوطي وانتفع بها في تأليفه لهذا الكتاب والتي ذكرها في ثنايا الكتاب.
فمن الكتب النقلية:
تفسير ابن جرير الطبري، وابن أبي حاتم، وابن مردويه وأبي الشيخ، ابن حِبَّان، والفِريابي، وعبد الرزاق، والحاكم وهو جزء من مستدركه - وتفسير الحافظ ابن كثير، وفضائل القرآن لأبي عبيد، والمصاحف لابن أبي داود، والرد على من خالف مصحف عثمان لأبي بكر بن الأنباري - والتبيان في آداب حملة القرآن للنووي، وشرح البخاري لابن حجر.
ومن تفاسير غير المحدّثين:
الكشاف، وحاشيته للطِّيبي، وتفسير الرازي، والأصبهاني، والحُوفي وأبي حيان، وابن عطية، والواحدي، والكواشي، والماوردي، وإمام الحرمين، وأمالي الرافعي على الفاتحة.
ومن جوامع الحديث والمسانيد ما لا يحصى.
ص: 14
ومن كتب القراءات وتعلقات الأداء:
جمال القُرَّاء للسخاوي، والنشر في القراءات العشر لابن الجزري - والوقف والابتداء لابن الأنباري والدَّاني.
ومن كتب اللغات والغريب والعربية والإعراب:
مفردات القرآن للراغب - غريب القرآن لابن قتيبة - شرح التسهيل والارتشاف لأبي حيان - اللغات التي نزل بها القرآن لأبي عبيد القاسم ابن سلام - الغرائب والعجائب للكِرماني.
ومن كتب الأحكام وتعلقاتها:
الناسخ والمنسوخ لابن الحصَّار ولابن العربي، ولأبي عُبيد القاسم ابن سلَّام - والإِمام في أدلَّة الأحكام للشيخ: عز الدين بن عبد السلام.
ومن كتب البلاغة والإِعجاز:
بيان إعجاز القرآن للخطابي، والنكت في إعجاز القرآن للرماني، وإعجاز القرآن للباقلاني، ودلائل الإعجاز لعبد القاهر، وسرّ الفصاحة لا بن سنان الخفاجي، ونهاية الإيجاز في دراية الإعجاز للرازي، والتبيان في علم البيان لا بن الزَّملْكاني ، ومجاز القرآن للعز بن عبد السلام - وبديع القرآن لابن أبي الإِصبع، والأقصى القريب للتنوخي، والمثل السائل لابن الأثير، ومنهاج البلغاء لحازم القرطاجني، والمصباح لبدر الدين بن مالك، والتبيان للطِيبي، والإغريض في الفرق بين الكناية والتعريض لتقيٍ الدين السبكي، والاقتناص في الفرق بين الحصر والاختصاص له أيضاً، وعروس الأفراح لولده بهاء الدين السبكي، وفواصل الآيات للطُّوفي.
ومن الكتب فيها سوى ذلك من الأَنواع:
البرهان في متشابه القرآن للكِرماني، وكشف المعاني في المتشابه والمثاني لبدر الدين ابن جماعة، وأمثال القرآن للماوردي، وأقسام القرآن لابن القيم، والتعريف والإعلام فيما وقع في القرآن من الأسماء والأعلام للسهيلي.
ص: 15
ومن كتب الرسم:
المقنع للداني، وشرح الرائية للسخاوي؛ فكانت تلك معظم الكتب التي تردَّد ذكرها في صفحات هذا الكتاب، وإنها توضح لنا تنوع الفوائد التي ينتفع بها الدارسون لهذا الكتاب.
تبدأ معرفتي لهذا الكتاب شتاء عام 1398 ه - 1978 م، في مع قسم المخطوطات بدار الكتب المصرية حيث عثرت على عدد من الصفحات للسيوطي تتناول الفنون البلاغية في آية من القرآن الكريم وهي: «اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إلى النُّور...(1)» فقمت بنقلها وضَبْطِها وأضفْتُها إلى كتابي «البديع»(2)، وبعد ذلك بقليل عثرت على كتاب «التحبير في علوم التفسير» للسيوطي تحت رقم: 73 تفسير تيمور، في نسخة واحدة مكتوبة بخط النسخ الصغير والرديء، وصفحاتها غير مرقمة وعلى هوامشها بعض التعليقات، وتبدأ بعد صحيفة العنوان بفهرس يتضمن الأنواع التي احتواها الكتاب، ويجييء بعد ذلك التعريف بالكتاب ومؤلفه والمالك له «كتاب «التحبير» تأليف جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي في علم التفسير - رحمهما الله - ونفعنا بعلومهما وفيض الله الذي أفاض عليهما آمين، والحمد لله رب العالمين والصلاة على سيِّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، كلما ذكره الذاكرون وصحبه وغفل عن ذكره الغافلون. وقد دخل في نوبة العبد الذليل حسن بن اسماعيل بن عبد الله الدركزلي الموصلي بالشراء الشرعي المشتمل على
ص: 16
الإيجاب والقبول والتراضي والإقباض من الجانبين فما لأحد من الخلق حق ولا بعض حق، في شهر جمادي الآخرة قريب منتصفه سنة 1260 ه».
وانتهت هذه النسخة بتحديد تاريخ الانتهاء من كتابتها دون تحديد تاريخ الانتهاء من تأليفها «تمت الكتابة بعون الملك الوهاب على يد أضعف العباد خضر بن عثمان غفر الله لهما ولجميع المسلمين أجمعين في من عاشر ذي الحجة سنة 981 إحدى وثمانين وتسعمائة في البلدة المحروسة مصر صانها الله من الآفات في الجامعة الأزهرية في رواق الأعجام»(1).
ونظراً لرداءة الخط الذي كتبت به تلك النسخة لدرجة الغموض في كثير من المواطن، آثرتُ نقلها بقلمي ليتسنىّ لي أثناء النقل معالجة بعض الأشياء غير الواضحة، وفرغت من نقلها بحمد الله وأخذت أتطلع إلى نسخة أخرى تعينني على ضبط الكتاب وتحقيقه وتكون أكثر وضوحاً.
وفي عام 1398 ه - 1979 م، هداني الله للعثور على نسخة ثانية للكتاب بالمكتبة المركزية لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، وهي مصوَّرة من مكتبة طوبقيو في استانبول بتركيا تحت رقم: 560، ق 232(2) (E.H)، وقد اطلعت عليها فوجدتها حسنة الخط واضحة الكتابة فطلبت تصويرها وكانت بفضل الله خير معين لي على المضي قُدُماً في تحقيق الكتاب وضبطه وتبدأ هذه النسخة بمقدمة المؤلف مباشرة «الله أحمد على أن خصني من نِعَمِه بالمزيد...».
وتنتهي بتحديد تاريخ التأليف وتاريخ الكتابة «قال مؤلفه - رحمه الله تعالى -: وفرغت من تأليفه بعون الله تعالى يوم الثلاثاء سابع رجب الفرد، سنة اثنتين وسبعين وثمانمائة وحسبنا الله ونعم الوكيل، وصلى الله
ص: 17
على سيِّدنا ومولانا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم، ورضي الله عن أصحاب رسول الله أجمعين».
في عاشر شهر شوال سنة ست عشرة ومائة وألف وحسبنا الله وحده.
وإذا كانت نسخة دار الكتب المصرية أغفلت تاريخ الانتهاء من تأليف الكتاب، فإن نسخة المكتبة المركزية حددته في سنة 872 ه، وقد أشار المؤلف في مطلع كتابه «الإتقان» إلى تاريخ الانتهاء من تأليف «التحبير» بقوله وقد تم هذا الكتاب ولله الحمد من سنة اثنتين وسبعين، وكتبه من هو في طبقة أشياخي من أولي التحقيق»(1).
أما عَملي في تحقيق الكتاب فقد تمثِّل فيما يلي:
1 - جعلت نسخة جامعة الإِمام محمد بن سعود الإِسلامية أصلًا على الرغم من تأخر كتابتها عن نسخة دار الكتب المصرية، وذلك لوضوحها، وحسن خطها، وأشرت إليها بالحرف «ب» ولنسخة دار الكتب المصرية بالحرف «أ».
2 - ضمَّنت التحقيق بعض التعليقات الهامشية التي وجدت بالنسخة «أ» وخلت من معظمها النسخة «ب».
3 - يُوجَد خَرْم في النسخة «ب» في النوع الخاص بكتابة القرآن، وحاولت علاج هذا النقص بالرجوع إلى كتاب «الإتقان» مع النسخة «أ».
4 - حيث إن كتابي «الإتقان، ومعترك الأقران» للمؤلف يتفقان في عدد من موضوعاتهما مع كتاب «التحبير» فقد استعنت بهما في ضبط بعض المسائل التي احتاجت إلى زيادة ضبط في كلتا النسختين.
5 - واجتهدت في ضبط الآيات القرآنية، وتحديد أرقامها، وسُوَرِها، وذلك
ص: 18
على الرسم العثماني، كما وضحت فيها ما اشتمل على أكثر من قراءة مما أشار إليه المؤلف معتمِداً على كتب القراءات في ذلك.
6 - كما ضبطت عدداً كبيراً من الأحاديث النبوية التي أوردها المؤلف مستعيناً بالصحاح من كتب الحديث.
7 - وذكرت نُبذاً موجزة لعددٍ كبير من الأعلام التي ذكرها المؤلِّف معتمِداً في ذلك على كتب التاريخ والتراجم.
8 - ورجعت إلى كتب متعدّدة في التفسير والبلاغة واللغة والقراءات للتأكُّدِ من صحة ما نقله المؤلف منها وضبط ما يحتاج لضبط.
9 - تركت أموراً كثيرة بدون الإِشارة في الهوامش لما قمت به من ضبط لها معتمداً على ضبطها في صلب الصفحات تخفيفاً على القارىء وإشفاقاً عليه.
10 - وختمت الكتاب بعدة فهارس للآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، والأعلام، والأماكن، والموضوعات التي اشتمل عليها.
* * *
والله أسأل أن يكتب لعملي القبول، وأن يجعلني من العلماء العاملين، وأن أكون خير خَلَفٍ لخير سَلَفٍ.
والحمد لله رب العالمين.
ص: 19
الصورة

ص: 20
الصورة

ص: 21
الصورة

ص: 22
الصورة

ص: 23
الصورة

ص: 24
الصورة

ص: 25
الصورة

ص: 26
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهَ(1) أحمدُ على أن خَصَّني من نِعَمِهِ بالمزِيد، وقَرَّب لي من نِعَمِهِ أسبابِ الخيرِ مَا هُوَ عَلَى كَثيرٍ(2) مِنْ عِبَادِهِ بَعِيد، وأشهدُ أن لا إلَهَ إِلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شريكَ لَهُ(3) ذو الفضلِ المديد، وأشهدُ أنَّ محمَّداً عبدُهُ ورسولُهُ المخصوص بالتأييد، صلى اللهُ عليه وعلى آلِهِ وأصحابِهِ(4) ذوي الرأي السديد وسلَّم(5).
أما بعد؛
فإن العُلُومَ وإنْ كَثُرَ عَدَدُهَا، وانتشَرَ في الخافقَيْنِ(6) مدَدُها فغايَتُها
ص: 27
بَحْرُ قَعْرُهُ لا يُدرَك، ونِهايَتُهَا طودٌ شامِخٌ لا يُستَطاعُ إلى ذِرْوَتِهِ أن يُسلك ولهذا يُفْتَحُ لعالِم(1) بعدَ آخرَ من الأبواب ما لَمْ يَتَطَرَّق(2) إليه من لَمْ المتقدِّمين الأسباب.
وإن ممَّا أهملَ المتقدمون تدوينَه حتى تَحَلَّى في آخِرِ الزَّمان بأحسنِ زينة علمَ التفسير الذي هو(3) كمصطلح الحديث فلم يدوِّنه أحدٌ لا في القديم ولا في الحديث، حتى جاء شيخُ الإِسلام(4) علَّامةُ العصْرِ القضاة جلال الدين البلقيني(5) فعمِل فيه كتابَه: «مواقع العلوم في(6) مواقِعِ النُّجوم»، فنقَّحَهُ وهذَّبه وقَسم أنواعَهُ ورتَّبَهُ، ولم يُسبَق إلى هذه الرتبة، فإنه جعله نَيِّفاً وخَمْسِينَ نَوْعاً مُنْقَسِمَةً إلى ستةِ أقسامٍ(7)، وتكلَّم في كلِ نوع منها بالمتين من الكلام لكن كما قال الإمام أبو السعادات ابن الأثير(8) في مقدمة نِهَايته(9) إِن كُلَّ مُبْتَدِىء بشيءٍ لم يُسْبَق إليه، ومبتدعٍ أمراً لم يتقدَّم فيه عليه فإنه يكون قليلاً ثم يَكْثُرْ،
ص: 28
وصغيراً ثم يَكْبُرْ(1)، فظهر لي استخراجُ أنْواعٍ لم أُسْبَقُ إِلَيْهَا، وزيادةُ تَتِمَّاتٍ(2) لم يُستَوفَ الكلامُ عليها، فجرَّدت الهمَّة إلى وَضْعِ كِتَابٍ في هَذا العِلْمِ أَجْمَعُ فيه إنْ شَاء الله(3) شوارِدَهُ، وأَظُمُّ إليه فوائِدَهُ، وَأَنْظِمُ في سِلكه فرائِدَهُ، لأكون(4) في إيجاد هَذَا العِلْم ثاني اثْنين، وواحداً في جمْعِ الشتيتين(5) منه كإلْفٍ أو كإلْفَيْن(6)، ومُصَيّراً(7) فَنَّيْ التفسير والحديث في اسْتِكْمَالِ التقاسيم إلْفَيْن، وإِذَا بَرَزَ زَهْر كَمَامِه(8) وفَاحَ. وطَلَعَ بَدْرُ تَمامِهِ(9) وَلَاحَ. وأَذَّنَ(10) فجرُهُ بالصَّباح، ونادَى داعيه(11) بالفَلاَحِ سَمَّيته بالتَّحبير في عِلْمِ التَّفْسِير، ومِنَ اللهِ الاسْتِمْدَاد، وبه التَّوفيقُ لِطُرُقِ(12) السّداد، لا رَبِّ غيرُهُ، ولا مَرْجِوِّ إِلَّا خَيْرُهُ وهَذِهِ(13) فِهْرِسْت الأَنْوَاعِ بَعْدَ المقدّمة:
ص: 29
النَّوع الأوَّل والثَّاني: المكِّيّ والمدَنيّ(1).
الثالث والرابع: الحَضَرِيّ والسُّفَري.
الخامس والسُّادسُ: النَّهاري واللَّيْلِي.
السَّابع والثامن: الصَّيْفي والشِّتائي.
التاسع والعاشر: الفراشي والنَّومي.
الحادي عشر: أَسْبَابُ النَّزُولِ.
الثاني عشر: أوَّلُ مَا نَزَل.
الثالث عشر: آخِرُ ما نَزَل.
الرابع عشر: ما عُرِفَ وقتُ نزُوله عاماً وشهراً ويوماً وساعةً، وإن شئت فترجِمه بتاريخ النُّزولِ.
الخامس عشر: ما أُنزلَ فِيهِ ولَمْ يَنْزِل عَلَى أَحَدٍ من الأنبياء(2).
السَّادس عشر: ما أنزل منه على الأنبياء قبل(3).
السَّابع عشر: ما تَكرَّر نزوله.
الثامن عشر: ما نزل مُفَرَّقاً.
التاسع عشر: ما نزل جَمْعاً(4).
ص: 30
العِشْرُون: کیفیَّة النُّزول.
وهذه كلها متعلِّقة بالنزول وزوائدي منها(1) ثمانيةُ أنواعٍ(2).
الحادي والعشرون: المتواتِر(3).
الثاني والعشرون: الآحاد.
الثالث والعشرون: الشاذ.
الرَّابع والعِشرون: قراءةُ النّبيّ صلى الله عليه وسلم(4).
الخامس والعشرون والسَّادس والعشرون: الرُّواة والحفَّاظ.
السَّابع والعشرون: كيفيَّة التحمّل.
الثامن والعشرون: العَالي والنازِلْ.
التاسع والعشرون: المسَلْسَل.
وهذه الأنواع زوائدي منها ثلاثة.(5)
الثلاثون: الابتداء.
الحادي والثلاثون: الوقَف
ص: 31
الثاني والثلاثون: الإمالة.
الثالث والثلاثون: المدٌ.
الرابع والثلاثون: تَخفيفُ الهَمْزَة.
الخامس والثلاثون: الإِدغام.
السادس والثلاثون: الإِخفاء.
السابع والثلاثون: الإِقلاب.
الثامن والثلاثون: مخارجُ الحروف.
وهذه متعلقة بالأداء(1) وزوائدي منها ثلاثة.
التاسع والثلاثون: الغريب.
الأربعون: المُعَرَّب.
الحادي والأربعون: المجاز.
الثاني والأربعون: المشترك.
الثالث والأربعون: المترادف.
الرابع والأربعون والخامس والأربعون: المحكم والمتشابِه(2).
السادس والأربعون: المشكِل.
السابع والأربعون: المجمَل.
ص: 32
الثامن والأربعون: المبينَ.
التاسع والأربعون: الاستعارة.
الخمسون: التشبيه.
الحادي والخمسون والثاني والخمسون: الكناية والتعريض(1).
وهذه الأنواع متعلقة بالألفاظ(2)، وزوائدي منها خمسة:
الثالث والخمسون: العامّ الباقي على عمومه(3).
الرَّابع والخمسون: العامّ المخصوص.
الخامس والخمسون: العامّ الذي أريد به الخصوص.
السَّادس والخمسون: ما خصَّ فيه الكتابُ السنة.
السابع والخمسون: ما خصَّت فيه السنةُ الكتابَ.
الثامن والخمسون: المؤوَّل.
التاسع والخمسون: المفهوم.
الستون والحادي والستون: المطلَق والمقيَّد.
الثاني والستون والثالث والستون: الناسخ والمنسوخ.
ص: 33
الرابع والستون: ما عَمِلَ به واحد ثم نُسِخَ.
الخامس والستون: ما كان واجباً على واحدٍ.
وهذه متعلقة بالمعاني المتعلقة بالأحكام، وفيها من زوائدي واحد(1).
السادس والستون، والسابع والستون والثامن والستون: الإِيجاز والإِطناب والمساواة(2).
التاسع والستون: الأشبَاه.
السبعون والحادي والسَّبعون: الفَضْل والوَصْل(3).
الثاني والسبعون: القصّر.
والثالث والسبعون: الاحتِبَاك(4).
الرابع والسبعون: القولُ بالمُوجِب.
الخامس والسبعون والسادس والسبعون والسابع والسبعون: المطابَقَة، والمناسبة، والمجانَسَة(5).
ص: 34
الثامن والسبعون والتاسع والسبعون: الثورية والاستخدام(1).
الثمانون: اللَّف والنشر.
الحادي والثمانون: الالْتِفات.
الثاني والثمانون: الفواصل والغايات.
الثالث والثمانون والرابع والثمانون والخامس والثمانون: أفْضَلُ القرآن وفاضِلُهُ ومَفْضُولُه.
السَّادِس والثمانون: مُفْرَدَاتُ القُرآن.
السَّابع والثمانون: الأمْثال.
الثامن والثمانون والتاسع والثمانون: آدابُ القارىء والمقرِىء(2).
التسعون: آداب المفسِّر.
الحادي والتسعون: من يُقبل تفسيرُه ومن يُرَدّ.
الثاني والتسعون: غرائب التفسير.
الثالث والتسعون: معرفة المُفَسّرين.
الرابع والتسعون: كتابةُ القرآن.
الخامس والتسعون: تسْمِيَةُ السُّور.
السادس والتسعون: ترتيب الآي والسور.
ص: 35
السابع والتسعون والثامن والتسعون والتاسع والتسعون: الأسماء والكُنَى والألقاب(1).
المائة: المبهَمَات.
الأول بعد المائة: (2). أسْمَاء مَنْ نزلَ فيهم القرآن(3).
الثاني بعد المائة: التَّاريخ.
فهذه مائة نوع ونوعان، زوائدي منها خمسون نوعاً، وها أنا أشرع في بيانها مستعيناً بالله ومتوكِّلاً عليه، وحبّذا اتكالا(4).
المقَدِّمة في حدود لا بُدَّ مِنْ مَعْرِفَتِهَا
التَّفْسير مأخُوذُ من الفَسْر وهوَ الكَشْفُ والإظْهارُ، ويقالُ: هو مقلوب(5) السَّفر تقول: أسْفَرَ الصُّبْحُ إذا أضاء وأسْفَرَت المرأةُ عن وجْهِهَا النقابَ كشفته(6)، وقيل مأخوذ من التَّفسرة، وهي اسم لما يَعرف به الطبيبُ المرض(7). وأما في الاصطلاح(8) فلهم فيه عبارات أحسنُها قولُ.
ص: 36
أبي حيان: هو عِلْمٌ يُبحَث فيه عن كيفية النطق بألفاظِ القرآن ومَدْلُولَاتِها وأحكامِهَا الإفرادية والتركيبية ومعانيها التي يُحْتَمَل(1) عليها حالة التركيب وتتمات لذلك.
وقال: هُوَ عِلْمٌ يُبحث فيه عن أحوالِ القرآن العزيزِ من حيث دلالتُه على [مُرادِهِ بحسب الطاقة البشرية، ويتناولُ التفسير: ما يتعلق بالرّواية، والتأويل، أي ما يتعلق بالدِّراية](2)، قَالَ فقولنا: علم جنس(3) وقولنا: يُبحث فيه عن كيفية النطق بألفاظ القرآن هو علم القراءة(4)، وقولنا: و مدلولاتها: أي مدلولات تلك الألفاظ، وهذا علم متن اللغة(5) الذي يحتاج إليه في هذا العلم.
وقولنا: وأحكامها الإفرادية والتركيبية: هذا يشمُّل عَلمَ التصريف والبيان والبديع وقولنا: ومعانيها التي تحمل عليها حالة التركيب(6) يشمل ما دِلالته بالحقيقة وما دلالته بالمجاز، فإن التركيب قد يقتضي بظاهره شيئاً
ص: 37
ويَصُدّ عن الحمل عليه صادّ فيُحمَلُ على غيره وهو المجاز، وقولنا:(1) وتتمات لذلك هو مثل معرفة النسخ وسبب النزول وقصة توضيح بعض ما أبهم في القرآن ونحو ذلك(2).
وقال بعضهم: التفسير كشف معاني القرآن وبيانُ المراد منه سواء كانت معاني لغوية أو شرعية بالوضع أو بقرائن الأحوال ومعونة المقام.
وقال قوم التفسير بيان لفظ لا يحتمِل إلَّا وجهاً واحداً، والتأويلُ توجيهُ لفظ يحتمل بتوجيه إلى معانٍ مختلفة(3) إلى واحد منها بما ظهر الأدلة.
وقال الماتريدي: التفسير القطع على أن المُراد اللفظ والشهادة علی الله أنه(4) عَنَى باللفظ هذا، فإن قام دليل مقطوع به فصحيح وإلَّا فتفسير(5) بالرأي وهو المنهيّ عنه، والتأويل: ترجيح أحد المحتملات بدونِ القطع والشهادة على الله، واختلَفَ في جواز هذا، وسيأتي في باب من يقبل تفسيره.
وأما القُرآن، فوزنه فُعلان كالغُفران، وهو في اللغة الجمع. قال
ص: 38
الجوهري: تقول: قرأتُ الشيء قرآناً إذا جمعته وضممت بعضه إلى بعض(1)، قال أبو عبيدة: وسُمِّيَ القرآن لأنه يجمع السُّوَر ويضمُّها ويجمع العلوم(2) الكثيرة وأنواع البلاغة، وقيل: مأخوذٌ من قرنت الشيءَ بالشي، وأما في العرف فهو الكلامُ المنزَّل على محمَّد صلى الله عليه وسلَّم للإِعجاز بسورة منه، فخرج بالمنزل على محمد التوراة والإنجيل وسائرُ الكتب(3)، وبالإِعجاز الأحاديث الرَّبَّانيَّة كحديث الصحيحين: أنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي إلى آخره(4) وغيره، والاقتصار على الإِعجاز وإن أنزلَ القُرآن لغيرهِ أيضاً لأنه المحتاج إليه في التمييز، وقولنا بسُورة منه هو بیان
ص: 39
لاقلّ ما وقع به الإعجاز وهو قدر أقل سورة كالكوثر أو ثلاثِ آيات من غيرها بخلاف ما دونها(1)، وزاد بعض المتأخرين في الحدِّ «المتعبَّد بتلاوته» ليخرج المنسوخ التلاوة.
والسّورة: اختلف في اشتقاقها فقيل: هي مأخوذة من سُور البَلَدْ لارتفاعه سميت به لارتفاعها وشرفها، وقيلَ أصلُها المنزلة الرفيعة، قال النابغة:
ألم ترَ أن الله أعطاكَ سُورة *** ترَى كل مَلْكٍ حَوْلَهَا يتذبذبُ(2)
وقيل من سُؤر الإناء أي بقيته لأنها جزء من القرآن(3)، فعلى هذا أصلُهَا الهمزُ(4) فخفِّفَتْ، وحدَّها بعضهم بأنها الطائفة المترجَمَةُ توقيفاً، أي المسمَّاة باسم خاص والآية: قيل أصلها: أاْية كتَمْرَة قلبت عينها ألفاً(5) على غيرِ قياس، وقيلَ: آئِيَة كقائِلَة، حذفت الهمزة تخفيفاً(6)، وقيل غير ذلك.
ص: 40
وهي في العرف: طائفة من القرآن متميزة بفصل والفصل هو آخر الآية(1)، وقد تكون كلمة مثل: والفَجْرِ والضُّحَى. والعَصْرِ. وكذا آلم. وطّه ويّس. ونحوها عند الكوفيين وغيرهم لا يسميها آيات بل هي(2) فواتح السوَر. وعن أبي عمرو(3) الدَّاني لا أعلم كلمة هي(4) آية إلاَّ قوله: مدهَامَّتان(5).
ص: 41
وهما نوعان مُهِمَّان إذ يُعرف بذلك تأخير الناسخ عن المنسوخ(1)، واختلف الناس في الاصطلاح فيهما، فالمشهور أن ما نزل قبل الهجرة مكي وما بعدها مَدَنِي، سَوَاء نزل بمكة أو المدينة أو غيرهما من الأسفار، وقيل: المكيّ ما نزل بمكة ولو بعد الهجرة، والمدنيّ: مانزل بالمدينة.
قلت: وعلى هذا القول ثبتت الواسِطَةُ(2). قال البلقيني: ويؤيد الأول(3) إجماعُهُمْ على أن المائدة مدنية مع أن فيها ما نزل بعرفات،.
قلت: العَجَبُ منه أنه ادَّعى هنا الإِجماع ثم في آخر النوع استثنى منها النازل بعَرَفات، وقال إنه على الاصطلاح الثاني فأين الإِجماع، ثم قال: وقيل المدني خمسٌ وعشرون سورة: البقرة وثلاث تليها(4)،
ص: 42
والأنفال [وبراءة والرَّعد، والحجّ، والنّور، والأحزاب، والقتال](1)، والفتح، والحجرات، والحديد والتحريم، وما بينهما(2)، والقیامة، والزلزلة، والنصر، ومن عدَّها لم يذكر الفتح(3) وهي سفرية، والمشهور أن القَدْر والمعوَّذتين مدنيات(4)، وأن الرَحمن والإِنسان والإِخلاص مكيَّات، وقيل الحج، والحديد، والصّفِّ، والتغابن، والقيامة، والزلزلة مكّیَّات.
وذهب قوم إلى أن الفاتحة مدنية، وقال آخرون: نزلت مرتين، وقال بعضهم: نزل نصفها بمكة، ونصفها بالمدينة(5)، وقال أبو الحسن بن الحصَّار في كتابه الناسخ والمنسوخ: المدني عشرون سورة ونظمها مع السور المختلف فيها في أبيات فقال شعراً:(6)
ص: 43
يَا سَائِلي عن كتاب اللهِ مجتهداً *** وعَنْ ترتُّب ما یُتْلَی من السُّوَر
وكيف جَاءَ بها المختارُ من مُضَرٍ *** صلى الإِله على المختار من مُضَر
وما تَقَدَّم منها قَبْلَ هِجْرَتِهِ *** وما تأخَّر في بَدْوٍ وَفِي حَضَرِ
ليَعْلَمَ النسخَ والتخصيصَ مجتهدٌ *** يؤيّد الحكمَ بالتاريخِ والنظرِ
تعارَض النقْلُ في أمِّ الكِتابِ وقد *** تُؤولتَ(1) الحجرُ تنبيهاً لمعتبِر
أمّ القرآن وفي أمّ القُرى نزلت *** ما كانَ للخَمْس قبل الحَمْدِ من أثرِ
لو كان ذَاكَ لكانَ النَّسِخُ أولَها *** ولم یقبل بصَرِیحِ النَّسخِ من بشر(2)
وبَعْد هجرةِ خَيْرِ النَّاسِ قد نزلتْ *** عشرون من سُوَرِ القُرْآنِ في عَشْرِ
فأربعُ من طوَال السبع أوّلُها *** وخامِسُ الخمْسِ في الأنفالِ ذِي العِبَرِ
وتوبة الله إن عُدّدَتْ سادسة(3) *** وسُورَة النُّور والأحزابِ ذي الذكر
وسُورَةٌ لنَبيِّ اللَّهِ محكَمةٌ *** والفَتْحُ والحجُرَاتُ الغَرُّ في غُرَرِ
ثم الحديدُ ويتلوها مُجَادَلَةٌ *** والحشرُ ثم امتحانُ اللهِ للبَشَرِ
وسورةُ فضَحَ اللهُ النفاقَ بها *** وسورةُ الجُمُعْ تَذكارٌ لمدَّكَر(4)
ولِلطَّلاقِ وللتَّحريمِ حكمُهما *** والنَّصْرُ والفتح تنبيهاً على العُمُرِ
هذا الذي اتفقت فيه الرواةُ له *** وقد تعارضت الأخبارُ في أُخَرِ
فالرَّعْدُ مختَلَف فيها متى نزلت *** وأكثر الناس قالوا الرَّعْد كالقَمَرِ
ص: 44
ومثلهَا سورةٌ الرحمن شاهِدُهّا *** مما تضمَّن قول الجِنِّ في الخبَرِ
وسورة للحواريّين قد عُلِمَتْ *** ثم التغابن والتطفيفُ ذو النُّذُرِ
وليلة القدر قد خُصَّت بملَّتنا *** وعُوذتان تردُّ البأسَ بالقدرِ(1)
وذا الذي اختلفت فيه الرواةُ له *** ورُبَّما استُثْنِيَتْ أيٌ من السُّوَر
وما سوَى ذاك مكِّيٌّ تَنَزَّلُهُ *** فلا تكُنْ من خلاف الناسِ في حَصَرِ
فليسَ كلُّ خلافٍ جاءَ معتبراً *** إلَّا خلافاً له حظّ من النَّظرِ
وقد روينا من طرق عن الصحابة والتابعين عَدّ المكِّيّ والمدنيّ فقال البَيْهَقِي(2) في دلائل النبوة: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو محمد بن زياد العدل. أخبرنا محمد بن إسحاق أخبرنا يعقوب بن ابراهيم الدورقي الدَّورقي. أخبرنا أحمد بن نصر بن مالك الخُزّاعي.
أخبرنا علي بن الحسين بن واقد عن أبيه، حدثني يزيد النحوي عن عكرمة والحسين ابن أبي الحسين، قالا: مِمَّا أنزل الله مِنَ القرآن بمكة:(3) اقرأ باسمِ رَبِّك. ونون. والمزمّل. والمدّثّر. وتَبَّتْ يَدا أبي لَهَب. وإذا الشَّمْسُ كُوّرَتْ وسَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الأعْلَى. واللَّيْلِ إذا يَغْشَى. والفَجْرِ. والضُّحَى، وأَلَمْ نَشْرَحْ. والْعَصْر. والعَادِيات. والكَوْثَر.
ص: 45
وألهاكم. وأرأيت الَّذي. وقُلْ يَأَيُّهَا الكافِرُونَ. وأصحاب الْفِيلِ. والفَلَق. وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الناس. وقُلْ هُوَ اللهُ أَحَدْ، والنَّجم، وعبَس(1). وإِنَّا أَنزَلْنَاه. والشَّمْسِ وَضُحَاهَا، والبُرُوج، والتين، ولإِيلفِ قُرَيْش، والقَارِعَةُ، ولَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ القِيامَةِ، والهُمَزة(2)، وق، ولا أُقْسِمُ بهَذَا البَلَد، والطَّارِقُ، واقتربت السَّاعة، وص، والجِنّ، ويَس، والفُرْقَان، والملائكَةُ، وطه، والواقِعةُ، وطسم، وطس، وطسم(3)، وبني إسرائيل، والسَّابعة(4)، ويوسف، وهود، وأصحاب الحِجْر، والأنعام، والصَّافَّات، ولُقْمان، وسَبَأْ؛ والزُّمر، وحم المؤمن(5)، وحم الدخان، وحم السَّجدة(6) وحم عسق،(7) وحم الزُّخْرُف، والجَاثِيَةُ، والأحقاف، والذَّارِيات، والغَاشِيَةُ، وأصحابُ الكهف(8)، والنَّحل، ونُوح، وإبراهيم، والأنبياء، والمؤمنون، وآلم السجدة، والطُّور، وتبارك، والحاقَّة، وسأل، وعمَّ يتساءلون، والنَّازعات، وإذا السَّماءُ انْشَقَّتْ، وإذا السماء انْفَطَرَتْ، والرُّوم، والعنكبوت(9).
وما نزل بالمدينة: وَيْلٌ ِللمُطفِّفِينَ، والبَقَرَة، وآل عِمْرَان، والأنْفَال
ص: 46
والأحزاب، والمائدة، والمُمْتَحِنَةُ، والنِّسَاء، وإذا زُلْزِلَتْ، والحديد ومُحَمَّد، والرَّعْدُ، والرَّحْمَنُ، وهل أتَى على الإِنسان، والطَّلاق، ولم يكن(1)، والحَشْر، وإذا جاء نَصْرُ اللَّهِ، والنُّور، والحَجّ، والمنَافِقُون، والمُجَادَلَة، والحُجُرات، ويأيُّهَا النبيُّ لِمَ تُحَرِّمُ، والصَّفّ والجُمُعَةَ، والتَّغابن، والفتح، وبَرَاءة، قال البيهقي: والسَّابِعَة يريد بها سورة يونس، قال(2): وقد سقط من هذه الرِّواية: أَلْهَاكُمُ، والأَعْرَافُ، وكهيعص ممَّا نزل بمكة(3).
قال:(4) وقد أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأنا أحمد بن عُبَيْد الصفار حدثنا محمد بن الفضل، حدَّثنا إسماعيل بن بن زُرارة الرّقي أنبأنا عبد العزيز بن عبد الرحمن القرشيّ أنبأنا خَصيفُ عن مجاهدٍ عن ابن عباس أنه قال: إِنَّ أولَ ما أنزل اللهَ على نبيِّه من القرآن: اقْرَأْ باسمِ ربِّكْ، فذكر معنى هذا الحديث وذكر السُوَرُ التي سقطت من الرِّواية الأولى في ذكر ما نزل بمكة قال: وللحديث شاهد في تفسير مقاتل(5) وغيره مع المرسل الصحيح الذي تقدم، قلت:
وسيأتي مثله في أول ما نزل.
ص: 47
وقال أبو بكر ابن الأنباري(1): حدّثنا إسماعيل بن إسحاق القاض حدّثنا حجّاج بن منهال حدّثنا هشام عن قتادة قال: نزل في المدينة من القرآن: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمُجَادَلَة ، والحشر، والمُمتَحنة، والصَّفّ، والجُمُعة، والمنافِقون، والتغابن، والطلاق «ويأَيُّها النّبِي لم تُحرِّمُ إلى رأس العشر من الآي، وإذا زُلْزِلت، وإذا جاء نَصْرُ الله، وسائر القرآن نزل بمكة»(2).
وفي الصحيح عن عائشة رضي الله عنها: ما نَزَلَت سورةُ البقرة والنِّساءِ إلا وأنا عنده(3)، وقال أبو عبيد في فضائل القرآن(4): حدِثنا عبد الله ابن صالح بن معاوية(5) بن صالح عن علي ابن أبي طلحة قال: نزلت بالمدينة: سورة البقرة، وآل عمران، والنِّساء، والمائدة، والأنفال، والتوبة، والحجّ، والنّور، والأحزاب، والَّذين كَفروا، والفتح، والحديد، والمُجادَلة، والحَشر، والمُمتَحَنة، والحوَارِيّون يريد الصَّفّ، والتغابن، «ويأيُّها النبي إذا طلَّقتُم النِّساء، وتأَيُّها النَّبِيُّ لِم تُحرّم، واللَّيل، وإنَّا
ص: 48
أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْر، ولم يَكُنْ، وإِذَا زُلْزِلَتْ، وإِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ»، وسائر ذلك بمكة(1).
وقد توافقت الأقوال التي حكيناها على أن سورة يونس مكّية، وفيها من أيضاً قولان، فروى الحافظ أبو بكر بن مردويه(2) في تفسيره من طريق خَصيف عن مجاهدٍ عن عبد الله بن الزبير أنها مكية، وروى مثله طريق عطاء وغيره عن ابن عباس(3)، ثم روى من طريق عطاء عنه أنها أنزلت بالمدينة والله تعالى أعلم.
وقد ظهر لي بالنظر في الأدلة النقلية ما يُرَجّحُ بعض الأقوال في السور المختلف فيها فمن ذلك: الحديد - فالمختار أنها مكّية، ففي
ص: 49
مسند البزار(1) وغيره عن عمر قال: كنت أشدَّ الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث في إسلام أخته ومجيئه لها مُغْضَباً وجلوسِه في بيتها على السرير قال: فإذا عليه صحيفة فقلت: ما هذه الصحيفة؟ فقالت: دع هذا فإنه لا يَمَسُّهُ إلَّا الْمُطَهَّرُون، وأنت لا تَطهرُ من الجنابة، قال فما زلت بها حتى ناولتني الصحيفة فإذا فيها: «بسم الله الرحمن الرَّحيم. سُبِّح لِلَّهِ مَا في السَّموات والأَرْضِ وَهُوَ الْعَزيزُ الحكيم - حتى بلغ: آمنوا باللهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُسْتَخْلَفِين فيه». الحديث(2).
وإسلام عمر قديماً قبل الهجرة بدهر مديد - وروى الحاكم(3) عن بن مسعود قال: مَا كَان بَيْنَ إِسْلَامِهِمْ وَبَيْنَ نُزُولِ هذِه الآية يُعَاتِبُهمُ اللهُ إلَّا أربع سنين «وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُون»(4).
ص: 50
فظاهره أنه قبل الهجرة بست سنين أو أكثر على الخلاف في مدة إقامته صلى الله عليه وسلم بمكة بعد البعثة، ومن ذلك: الكَؤثَر والمختار أنها مدنية لحديث أنس في نزولها الآتي في النومي(1)، وأنس لم يكن بمكة وإنما كان بالمدينة(2) ومن ذلك الصّف، والمختار أنها مدنية أيضاً لحديث عبد الله بن سلام في نزولها الآتي أيضاً وهو أنها كانت بالمدينة ومن ذلك: المعوَّذتان والمختار أنهما مدنيتان(3)، وأما الفاتحة فالمختار فيها قول الجمهور(4)، ولكن روى الطبراني(5) في الأوسط قال: حدّثنا عبيد بن غنَّام أنبأنا أبو بكر بن أبي شَيْبَة أنبأنا أبو الأحوص عن منصور عن مجاهد عن أبي هريرة أن إبليسَ رَنَّ(6) أُنْزِلَتْ فاتحةٌ حين الكتاب وأُنزلت بالمدينة، هذا إسناد رجاله رجال الصحيح، وقد كان
ص: 51
خطر لي في القدح فيه أن الجملة الأخيرة منه مدرجة في الحديث وليست ثم رأيت أبا عبد الله(1) أخرجها من قول مجاهد فقال: حدّثنا عبد الرحمن بن شعبان(2) عن ابن أبي نجِيحْ عن مُجاهد قال: نزلت فاتحة الكتاب بالمدينة، وأخرجها أيضاً عنه الفريابي(3) في تفسيره، وأخرج مقاتل في تفسيره الجملة الأولى عنه أيضاً فصار علة للحديث المرفوع. ضابط: روى البيهقي في الدلائل والبزَّار في مسنده من طريق الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال: ما كان يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أُنزلَ بالمدينة، وما كان: يَأَيُّها النَّاسُ فبمكة، قال ابن(4) عطية: هو في: يَأَيُّها الذين آمَنُوا صحيح، وأما يأيُّها النَّاسُ فقد يأتي في المدنيّ، وقال ابن الحصَّار: قد اعتنى المتشاغلون بالنسخ بهذا الحديث واعتمدوه على ضعفه، وقد اتفق الناس على أن النِّساء مدنيّة وأولُها: «يُأَيُّها النَّاس»، وعلى أن الحج مكيّة(5) وفيها: «يَأَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا» الآية(6).
وقد روى أبو عبيد هذا عن علقمة مرسلاً، وروى عن علي بن معين عن أبي المليح عن ميمون بن مهران قال: ما كان في القرآن يأيُّها
ص: 52
النَّاسُ أو يا بَنِي آدَمَ فإنه مكِّيُّ - وما كان يُأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّه مدني - وروى البيهقي في الدلائل من طريق يونس بن بكير عن هشام بن عروة أبيه قال: كلُّ شيء نزل من القرآنِ فيه ذكر الُأمَمِ والقرونِ فإِنَّما نَزَل بمكّة، وما كان من الفرائض والسنن فإنَّما نزل بالمدينة، وسيأتي عن عائشة نحوه(1).
فرع: قال البيهقي: في بعض السُّور التي نزلت بمكة آيات نزلت بالمدينة فألحِقت بها، وكذا قال ابن الحصَّار: كلُّ نوعٍ من نوع من المكِّيّ والمدنيّ منه آيات مستثناة، قال: إلّا أنّ من الناس من اعتمد في الاستثناء على الاجتهاد دون النَّقل انتهى.
وها أنا أذكر منه أمثِلةً حرَّرتُها بعد الفحص الشديد:
الأول: قال البلقيني: استُثني من البقرة آيتان: «فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا»(2) «لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ»(3).
ص: 53
وعلى الاصطلاح(1) الثاني آخر: «وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيه إلى اللَّهِ»(2) «آمَنَ الرَّسُولُ»(3) الآيتين فإنهما سفريتان(4).
قلت: فإن عملنا بما تقدّم عن ابن مسعود استثنى قوله تعالى: «يأَيُّها النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ»(5)، وكذا ما بعدها إلى قوله: خَالِدُون، لأنها مشتبكة بها في المعنى الثاني، قال أيضاً: استثنى من النساء على الاصطلاح الثاني «إنَّ الله يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا»(6)، وآية الكلالة(7).
الثالث: من المائدة «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دينَكُمْ»(8) عليه أيضاً.
الرَّابع: قال ابن الحصَّار: استثنى بعضهم من الأنعام تسع آيات ولا يصح به نقل خصوصاً أنه أَنَّها نزلَتَ جملة واحدة، والآيات ورد المذكورة: «قُلْ تَعَالَوْا...»(9) الآيات الثلاث - «وَمَا قَدَرُوا الله..»(10) الآيات الثلاث.
ص: 54
الخامس: قال البلقيني: استثني من الأنفال أولها، «ويأيها النَّبيُّ حَسْبُكَ اللهُ»(1) وهما على الاصطلاح الثاني.
قلت: فيه نظر من وجوه: أحدها: أن أولها كما أنه(2) لم ينزل بالمدينة لم ينزل بمكة بل ببدر فهو ليس بمكّي، ثانيَها: نزل ببدرٍ أيضاً غير أولها كما سيأتي في السفري، ثالِثُها: الآية الثانية على الاصطلاح الأول فقد روى البزَّار من طريق النضر عن عكرمة عن ابن عباس أنها نزلت لما أسلَمَ عمر - رضي الله عنه -.
السادس: من هود «وَأَقِمْ الصَّلاة»(3) الآية وقيل: «فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ».
السابع: من الرَّعد «وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً»(4)، «وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا»(5). فمدنيتان، وقيل لا، والمدني منها: «وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا»(6)، وقيل: بل قوله: «هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقِ خَوْفاً وَطَمَعاً إلى
ص: 55
قوله: شَدِيدُ الْمِحَال»(1) فإنها نزلت في عامر بن الطفيل وأربد بن قيس لمّا قدما المدينة في وفد بني عامر كما رواه الطبراني في الأوسط(2).
الثامن: ينبغي أن يُسْتَثْنَى من الحِجْر: «وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُستَقْدِمِينَ..»(3) الآية، ففي الترمذي(4) من حديث أبي الجوزاء(5) عن ابن عباس قال: كانت امرأةُ تُصَلّي خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صلّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حيناً فَكَانَ بَعْضُ الْقَوْمِ يَتَقَدَّمُ حَتَّى يَكُونَ في الصَّفِّ الأَوَّلِ لأَنْ لاَ يَرَاهَا، ويتَأَخَّرُ بَعْضُهُمْ حَتَّى يَكُونَ في الصَّفِّ المُؤَخَّرِ فَإِذَا رَكَعَ نَظَرَ مِنْ تَحتِ إِبْطَيْه فأنزل الله هذه الآية(6).
التَّاسع من النحل: «وَإِنْ عَاقَبْتُمْ..»(7) إلى آخر السورة فهو نازل بعد الهجرة وسيأتي مكان نزوله، وقال ابن الحصَّار: الصحيح عندي أنها
ص: 56
كلها مكية، وأن آخرها نزل مرة ثانية في أُحُدٍ والفتح تذكيراً لعباده، واستثنى قتادة(1): «ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا..» إلى آخر السورة(2). وقال بعضهم: بل أربعون آية منها مكّي والباقي مدني وسيأتي في أول ما نزل.
العاشر: استثنى بعضهم من الإسراء: «وَإِنْ كَادُوا لِيَفْتنُونَكَ..» الآيات الثمان(3)، وبعضهم: «وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوح..»(4).
لما روى البخاري(5) عن ابن مسعود قال: كُنتُ أمشّي مع النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة وهو يتوكَّأُ على عَسيب فمرَّ بنفرٍ من اليهُود فقال بعضهم لو سَألتُموه، فقالوا: حدّثنا عن الرُّوح فقام النبي صلى الله عليه وسلم ساعة ورفع رأسه فعرفت أنه يُوحَى إليْه حتى صَعِد الوحيُ، ثم قال: الرُّوحُ من أمرِ ربي وما أُوتِيتُم مِنَ الْعِلْم إلّا قليلًا - قال
ص: 57
ابنُ کَثیرٍ: وقد تكون نزلت عليه هذه الآية مرة ثانية بعد نزولها بمكة فإن السورة كلها مكية(1) - واستثنى بعضهم أيضاً: «قُلْ لَئِنْ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ»(2) الآية، فقد روى ابن إسحاق عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنها نزلت في نفَرِ من اليهود قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم إنا نأتيك بمثْلِ مَا جئتنا به(3).
الحادي عشر: من الحج على قول إنها مكّية: الآيات السفرية وسيأتي، وعلى قول إنها مدنية: «وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ» إلى (عَقِيم) فهو مكي(4).
الثاني عشر: من الشعراء «والشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُون» إلى آخر السورة فهو مدني(5) قاله مكي(6).
الثالث عشر: الرُّوم(7) أوَّلُها فقد نزل ببدرٍ كما رواه الترمذي عن
ص: 58
أبي سعيد قال: لما كان يومُ بدر ظهَرت الرُّوم على فارس فأعجب ذلك المؤمنين فنزل: آلم غُلبتْ الرُّومُ إلى قوله: «بِنَصْر اللهِ»(1).
لكن روي أيضاً عن نيار بن مُكْرَم الأسْلَمِي قال: لما نزلت: آلم غُلِبت الرُّومُ في أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُون في بِضْعِ سِنين. خرج أبو بكر الصّدّيق يصيح بها في نواحي مكة. الحديث، وقال: حسن صحيح. قال ابن الحصَّار: وهو أصحُّ من الأول(2).
وقد يتكرر نزولُ الآية تذكاراً وموعظةً انتهى.
الرَّابع عشر: من السَّجدة «أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً..» الآيات الثلاث(3).
الخامس عشر: من سورة سبأ الآيات التي فيها ذكر سبأ، فقد روى الترمذي عن فروة بن مُسَيْكَ المُرادِي قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله: ألا أُقَاتِل من أدْبَر مِنْ قومي الحديث، وفيه مِنْ وأُنزِل في سبأ ما أُنزِل فقال رجل: يا رسول الله وما سبأ إلى آخره(4). قال
ص: 59
ابن الحصَّار: ومهاجَرةُ فَرْوةَ بَعْد إسلام ثقيف سنة تسع(1) قال: ويحتمل أن يكون قوله: وأنزل حكاية عما تقدّم نزوله قبل(2).
السادس عشر من يس: «إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى»(3) الآية.
فقد روى الترمذي والحاكم في المستدرك والبيهقي في شُعَبِ الإيمان من حديث أبي سعيد الخدري قال:(4) كانت بَنُو سَلَمَة في نواحي المدينة فأرادوا أن ينتقلوا إلى قُرْب الْمَسْجِد فأنزل الله: «إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ..» فدعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنه يُكْتَبُ آثارُكُمْ وقرأَ عليهم الآية فتركوا، والحديث في الصحيح عن أنسِ بدون ذكر الآية(5).
السَّابع عشر: من الزمر «قُلْ يُعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا» الآيات الله الثلاث(6)، ففي الصحيح من حديث نافع عن ابن عمر - رضي الله
ص: 60
تعالى عنه - قال: كنا نقول: مَا لمُفْتَتَنٍ تَوْبَةٌ وما الله بِقَابِلٍ مِنْهُ شَيْئاً، فلمَّا قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أنزل فيهم: «يعباديَ الَّذِينَ لو أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ..» والآيات التي بعدها، واستثنى أيضاً: «وَمَا قَدَرُوا اللَّه حَقَّ قَدْرِه»(1) الآيات، روى الترمذي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: مرِّ يهودي بالنبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي: يا يهودي حدِّثنا فقال: كيف تقول يا أبا القاسم إذا وضع الله السَّمواتِ على ذِه والأرضين على ذِه والماءَ على ذِه والجبالَ على ذِه وسائرَ الخلقِ على ذِه فأنزل الله: «وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِه..» وقال حسن صحيح لكنه في الصحيحين بلفظ «فَتَلا» الآية ولم يقل: فأنزل(2).
الثامن عشر: من الحديد على ما اخترته من أنها مكية «يأَيُّهَا الَّذِينَ امَنُوا اتَّقُوا الله..» إلى آخر السورة(3) فهو مدني نزل بعد أحُدٍ في أربعين من الحبشة كما رواه الطبراني في الأوسط.
التاسع عشر: من التغابن على قول إنها مكّية ما رواه الحاكم عن
ص: 61
ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: نزلت هذه الآية: «إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ»(1) في قوم من أهل مكة أَسلَمُوا فَأبَى أزواجهم وأولادُهم أن يَدعوهم، فأتوا المدينة فلما قدِمُوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم رَأوْا الناس قَدْ فَقُهوا(2) فهَمُوا أن يُعاقِبوهم فأنزل الله: «وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا»(3)، فهذه أمثلة حررتها نقلاً ودليلاً وما أحِب أن لي بتحريرها الدنيا وما فيها.
خاتمة: روى الطَّبَرَانِيُّ في الكبير من طريق الوليد بن المغيرة بن مسلم عن عفير بن معدان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أُنْزِلَ الْقُرآنُ في ثلاثةِ أمكنةٍ: مكة - والمدينة، والشام. قال الوليد: يعني بيت المقدس، قال ابنُ كثير: بل تفسيره بتبوك أحسن.
ص: 62
الأول كثير؛ وللثاني أمثلة ذكر البلقيني منها قليلاً: أحدها: وهو مما لم يذكره «فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَريضاً أَوْ بِهِ أَذَى مِنْ رَأسْهِ»(1).
ففي الصحيح من حديث كَعْب بن عُجْرَةَ: كنَّا مع النبي صلى الله عليه وسلم بالحديبية ونَحْن مُحْرِمُون وكانت لي وَفْرَةً فجعلت الهوامُّ تتساقطُ على وجهي فمرَّ بي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أيُؤذيك هوامُّ رأسِك؟ فقلت: نعم فأنزل الله هذه الآية(2).
ص: 63
ثَانِيهَا: «واتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إلى الله(1)» نزلت بمنى فيما لو رواه البيهقي في الدلائل(2).
ثَالِثُهَا: «وَءَامَنَ الرَّسُولُ..» إلى آخر السورة(3)، قيل: نزلت يوم فتح مكة.
رابعها: ولم يذكره البلقيني «لَيْسَ لَكَ مِنَ الأمْرِ شَيْء»(4) نزلت بأحد، فروى الترمذي عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد: الَّلهمَّ الْعَن أبا سُفيان، الَّلهمَّ الْعَن الحارثَ بن هشام، اللهم العن صَفْوان بن أُمَيَّة، فنزلت: «وَلَيْسَ لَكَ مِنَ الأمْرِ شَيْء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ...»(5) وفي الصحيح أن ذلك كان في الركعة الأخيرة من صلاة الصبح(6).
ص: 64
خَامِسُها ولم يذكره «وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ»(1) الآية نزلت بأُحد، فقد روى البيهقي في الدلائل من طريق آدم عن ورقاء عن ابن أبي نجِيح عن أبيه أن رَجُلاً من المهاجرين مرَّ على رجل من المهاجرين مرَّ على رجل من الأنصار وهو يتشحَّطُ دَمِه فقال له: أشعرت أن مُحمَّداً قُتِل؟ فقال: إن كان مُحمد قد قُتِل في دَمِه فقد بَلَّغ، فقَاتِلُوا عَنْ دِينكم فنزلت(2).
سادِسُهَا: «إن الله يأمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا»(3). نزلت يوم الفتح في شأن مفتاح الكعبة.
سابعُهَا آية الكَلالة(4) - نزلت بين مكة والمدينة في مرجعه عليه الصلاة والسلام من حجة الوداع.
ثامُنهَا: ولم يذكره(5): أَوَّلُ المَائِدَة، ففي شُعَبِ الإيمان من طريق سُفيان عن ليث عن شَهْرِ بن حَوْشَب عن أسماء بنتِ يزيد قالت: نزلت سورةُ المائدة على النبي صلى الله عليه وسلم بِمنى إن كَادَتْ من ثِقَلها أن َتكْسِرَ عظامَ النَّاقة، وفي الدلائِل من حديث عاصم الأحول عن عمرو بنت عبس عن عمِّها: كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسير
ص: 65
فنزلت عليه سورة المائدة فاندقّت كتِف راحلته العضباء من ثِقل السورة(1).
وروى أبو عبيد عن عمر بن طارق عن يحيى بن أيوب عن أبي صخر عن محمد بن كعب القُرَظي قال: نزلت سورة المائدة على رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجّة الوداع فيما بين مكة والمدينة وهو على راحلته(2) فانْصَدَع كَتِفُها فنزل عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
تَاسِعُها: «اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ»(3) ففي الصَّحيح من حديث عمر - رضي الله عنه الله عنه - أنها نزلت بعرفة عام حجة الوداع(4) انتهى.
ص: 66
عاشِرُهَا: آية التَّيمُّمِ فيها، ففيه من حديث عائِشَة: أنها نزلت بالبيْداءِ أو بذاتِ الجَيْش قريب المدينة في القُفول من غزوة المريْسيع(1).
حَادِي عَشَرِها: أَوَّلُ الأَنْفال، فقد روى أحمد عن سعد بن أبي وقاص قال: لما كان يومُ بدْرٍ قُتِلَ أخِي عُمَيْر وَقَتَلْتُ سَعيدَ بن العاص وأخذتُ سَيْفَه فأتيتُ به النبي صلى الله عليه وسلم فقال: اذهب فاطرحه، قال: فرجعت وبي ما لا يعلمه إلا الله من قتل أخي وأخذ سَلَبِي، قال: فما جاوزت إلا يسيرا حتى نزلَتْ سُورة الأنفال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اذْهَبْ فَخُذْ سَيْفَك(2).
ثاني عَشَرِها: ولم يذكره: «وَإِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ»(3) الآية، ففي الصحيح عن عمر قال: نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المشركين ألف وأصحابه ثلاثمائةٍ وبضعةُ عشَرَ فاستقْبَلَ القِبْلَةَ، وجعل يهتف بربه فأنزل الله هذه الآية.
ص: 67
ثالِثُ عَشَرها: ولم يذكره: «وَمَنْ يُولِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ» الآية(1) روى النسائي(2) عن أبي سعيد الخدري أنها نزلت يَوْمَ بَدْر.
رابعُ عَشَرهَا: آيات من أثناء براءة في غزوة تبُوك.
خَامِسُ عَشَرِهَا: ولم يذكره: «مَا كَانَ لِلنَّبِي وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ..» الآيتين(3). فقد روى الطَّبَرانيُّ في الكبير عن ابن عباس أنه صلى الله عليه وسلم لما أقبل من غزوة واعتمر، فلمّا ثنيَّة عُسْفان نزل على قبر أمه وبكى ودعا الله أن يأذن له في هبط من الشفاعة لها فنزل جبريل بهاتين الآيتين(4).
سَادِسُ عَشَرِهَا: «وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا...» إلى آخر السورة(5).
ص: 68
فأخرج البيهقي في الدلائل والبزار في مسنده من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف على حمزة حين استُشهد وقد مُثَلَ به، فذكر الحديث إلى أن قال: لَأَمَثْلَنَّ بسبعينَ منهُمْ مكانك فنزل جبريلُ والنبيُّ صلى الله عليه وسلم واقفُ بخواتيم سُورةِ النَّحل «وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ» إلى آخر السورة، فهو صريح في نزولها بأحد، وعزى البلقيني هذا الحديث إلى (الفيلانيات)(1) وهو قُصُور.
وأخرج الترمذي من حديث أبيّ بن كَعْب قال: لما كان يومُ أحد أُصِيبَ من الأنصار أربَعة وستون رَجُلًا ومن المُهاجِرينَ سِتَّة مِنْهُم حَمْزَة فَمَثَّلُوا بِهِمْ فقالت الأَنْصَارِ: لَئِن أَصَبْنَا مِنْهُمْ يَوْماً مِثْلَ هذا لَنُرْبيَّن عَلَيْهم قال: فلمَّا كان يومُ الفتح(2) أنزل الله: «وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابرين» قال التّرمِذِيُّ: حسن غريب، قال البلقيني: وقد يقال لا معارضة بين الحديثين لأن أعمال هذا الصبر إنما وقع يوم فتح مكة.
قلت: المعارضة واقعة بين قوله نزلت والنبي واقف على حمزة ووقوفه بأحد، وقوله: فلمّا كان يوم فتح مكة أنزل الله، وأَيُّ جَمْع حصل من كلامه المذكور؟ وإنما يُجْمَعُ بما تقدّم عن ابن الحصَّار أنها نزلت أولَّا: بمكة ثُمَّ ثانياً: بأُحُدٍ ثُمَّ ثَالِثاً: يومَ الفتْح تذكيراً من الله لعباده.
ص: 69
سَابِعُ عَشَرِهَا: ولم يذكره أول الحج، ففي التّرَمِذِيّ عن عمْرانَ بن حُصَيْنٍ قال: أُنزِلَت على النبي صلى الله عليه وسلم: «يَأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ إلى قوله: «وَلَكِنَّ عَذَابَ الله شَدِيد» وهو في سَفَرٍ فقال: أَتَدْرُونَ أَيُّ يَوْمٍ ذلك؟ الحديث(1). وفي المستدرك عن أنس مثله(2).
ثَامِنُ عَشَرِهَا: «هذانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا» إلى قوله: «الْحَميد»(3) ففي البُخَارِيّ عن أبي ذرّ أَنَّه كان يُقْسِمُ أن هذه الآية نزلت في حَمْزَةَ وصَاحِبيه، وعُتبةً وصَاحِبيْه(4).
قال البلقيني: فالظاهر أنها نَزَلَتْ يَوْمَ بَدْرٍ وقتَ المُبَارَزَة لما فيه من الإشارة بهذان.
تَاسِعُ عَشَرِهَا: ولم يذكره «أذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتِلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا..» الآية(5) - ففي المستدرك عن ابن عباس: لما أخرجَ أهْلُ مكة النبي
ص: 70
صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر: إِنَّا لله وإنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون أَخْرجُوا نَبِيَّهم ليَهلِكن فنزلت هذه الآية(1).
قال ابن الحَصَّار: استنبط بعضهم من هذا الحديث أنها نزلت في سَفَرِ الهجرة.
العِشْرُون: «إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرآنَ..»(2) الآية. قيل: نزلت بالجُحْفَة في سَفَرِ الهِجْرة.
الحَادِي والْعِشْرُون: أوَّلُ الرُّوم كما تقدّم.
الثَّاني وَالْعِشْرُون: سورةُ الفَتْح بجُمْلَتِها، كذا قال البلقيني وتمسَّك بظاهر ما رواه الْبُخَارِيُّ من حديث عُمَرَ: بينما هو يَسيرُ مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث وفيه: فَقَالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: لَقَدْ أُنْزِلَتْ عَليَّ اللَّيْلَةَ سُورةُ هي أَحَبُّ إليَّ مِما طَلَعَتْ عليه الشَّمسُ فقَرأَ: «إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً. لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّر»(3) - ولا دليل فيه على نزولها كلها تلك الليلة، بل النَّازل فيها - أوَّلها وقد وردت أحاديث بنزول سورة الفتح بين مكة والمدينة في شأن
ص: 71
الحُدَيْبية من أولها إلى آخرها(1) لطيفة ورد تبيين الموضع الذي نزلت فيه وهو كراع الغميم رواه الحاكم أيضاً(2).
الثَّالِثُ وَالْعِشْرُون: ولم يذكره: سورة المنافِقُون، فقد روى الترمذي من طريق إسْرائِيلَ عن السُّدِيّ عَنْ أَبِي سَعِيد الأَزْدِيَّ قال: أخْبَرَنَا زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ معنا نَاسٌ مِنَ الْأَعْرابِ، فَسَبَقَ أَعْرَابِيٌّ فَمَلَأَ الْحَوْضَ، فَأَتَى رَجُل مِنَ الْأَنْصَارِ أَعْرَابِيّاً فَأَرْخَى زِمَامَ نَاقَتِهِ لِتَشْرَبَ فَأَبَى أَنْ يَدَعَه وَرَفَعَ الأَعْرَابِيُّ خَشَبَةً فَضَرَبَ بِهَا رَأْسَ الأَنْصَارِيِّ فَشَجَّه، فَأَتَى عَبْدَ اللهِ بن أُبيّ رَأْسَ المُنَافِقِينَ فَأَخْبَرَهُ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِهِ فَغَضِبَ وَقَالَ: لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ الله حَتَّى يَنْفَضُوا ثم قَالَ لِأَصْحَابه: لَئِنْ رَجَعْنَا إلى الْمَدِينَةِ ليُخْرجَنَّ الأعزُّ منها الأذلَّ فَأَخْبَرْتُ عَمِّي فَأَخْبَرَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم فحَلَفَ(3) وَجَحَدَ قَالَ: فَصَدَّقَة رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم فَحَلَفَ وكَذَّبني فَجَاءَ عَمِّي فَقَالَ: ما أَرَدْتَ إِلى أَنْ مَقَتَكَ رسولُ الله صلى الله عليه وسَلَّمَ وكَذَّبَكَ فَوقَعَ عَلَيَّ مِنْ الْهَمْ مَا لَمْ يَقَعْ عَلَى أَحَدٍ، فَبَيْنَما أَنَا أسِيرُ مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم في سَفَرٍ(4) وَقَدْ خَفَقْتُ بِرَأْسِي
ص: 72
مِنَ الْهَمّ إِذْ أَتَانِي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فَعَرَك أذُني وَضَحِكَ في وَجْهي (فلحِقَني أبُو بَكْرٍ فقال: ما قَالَ لَكَ رَسُولُ الله؟ قلت: ما قَال شَيْئاً إلا أنَّه عَرَكَ أُذُني وضَحِكَ في وجهي)(1) فقال: أَبْشِرْ ثم لَحِقْنِي عُمَرُ فقلْتُ لَهُ مِثل قولي لأبي بكرٍ فلما أصْبحْنَا قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم سُورةَ المنافقين قال الترمذي: حسن صحيح(2).
ففي هذا الحديث مع كونها نزلت بالسفر ما يقتضي أنها نزلت بالليل ثم روى أيضاً من حديثه أن ذلك في غزوة تبوك، ومن حديث جابر ابن عبد الله نحو ذلك، وفيه قال سفيان: يروون أنها غزوة بني المصطلق وقال في كل من الحديثين حسن صحيح، وهو في الصحيحين بدون قول سفيان وذكر ابن إسحاق أيضاً أنها نزلت في غزوة بني المصْطَلق.
الرَّابع والعشرون: سورةُ النَّصّر، روى البَيْهقي والبَزَّار عن ابن عمر أنها نزلت أواسط أيام التشريق عام حجة الوداع(3).
ص: 73
الأوَّل كثير وللثاني أمثِلة لم يستوفها البلقيني، أحدها: آية القبلة ففي الصَّحيحين: بَيْنما النَّاسُ بقباء في صلاةِ الصُّبح إذ أتاهم آتٍ فقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أُنزِلَ عليه الليلة قرآن(1).
ثَانِيها: ولم أرَ من ذكره: خواتيم سورة البقرة، ففي صحيح مسلم عن ابن مسعود: لما أُسرىَ برسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى إلى سِدْرة المنتهى. الحديث وفيه فأُعْطِيَ رسول الله صلى الله عليه وسلم منها ثلاثاً: أَعْطِيَ الصَّلَوَاتِ الخمس، وأُعطِيَ خواتيمَ سورة البقرة وغُفِرَ لمِنْ لا يُشْرِك بالله مِنْ أُمته شيئاً (المقحِمات)، وقد أُعطيَ الصَّلوات ليلة الإسراء فالظاهر أنه أُعطِيَ الأخرى(2) ليلتئذ. لكن الأحاديث في الصحيح
ص: 74
في بيان نزولها عن ابن عباس - رضي الله عنه - وغيره تخالف هذا(1) ويُجمَع بين ذلك بأنها نزلت بعد إعطائه إياها ليلة الإسراء.
ثالِثُها: «وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ»(2)، فقد روى الحاكم عائشة والترمذي عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يُحْرَسُ(3) حتى نزلت هذه الآية: «واللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ بش النَّاسِ» فَأَخْرَجَ رَأْسَهُ مِنَ الْقُبَّة فَقَالَ لَهُمْ: يَأَيُّها النَّاسُ: انْصَرِفُوا فقد عَصَمَني الله، وهذه الآية مثال للفراشي أيضاً.
رابِعُها: سُورة الأنعام بكمالها فقد روى أبو عبيد قال: حدثنا حجاج عن حمَّاد سلَمَةَ بن عن علي بن زيد بن جُدعَان عن يوسف بن مَهْران عن ابن عباس قال: نزلت سورة الأنعام بمكة ليلاً جملة(4).
خامسها: آية الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا(5) - ففي الصَّحيحين من حديث
ص: 75
كَعْب فَأَنْزَلَ اللهُ تَوتِنا حِينَ بَقِيَ الثُّلُثُ الأخيرُ مِنَ الليل ورَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ أُمِّ سَلمَة(1).
سادسُها: روی التَّرمِذيُّ من حديث أنس أن هذه الآية: «تَتَجافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِع»(2) نزلت في انتظار الصلاة التي تُدْعَى الْعَتَمة، وقال: حسن صحيح، وظاهره أنها نزلت في ذلك الوقت(3).
سابِعُها: آية الإِذْنِ في خروج النسوة في الأحزاب، قال البلقيني: والظاهر أنها: «يَأَيُّهَا النَّبيُّ قُلْ لَازْوَاجِكَ وَبَنَاتِك..» الآية(4).
ففي البُخاريّ عن عائشة - رضي الله عنها: خَرَجَتْ سَوْدةً بَعْدَما ضُرِبَ الحِجَابُ لحاجَتِها وكانت امرأةً جسيمةً لا تَخْفَى عَلَى مَنْ يَعْرِفُها فَرَآها عُمَرُ فقال: يا سَوْدَةُ أَمَا وَالله ما تَخْفَيْنَ عَلَيْنَا فَانْظُرِي كيف تَخْرُجين؟ قالت: فَانْكَفَأَتْ رَاجعةً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنه لَيَتَعَشَّى وفي يده عَرْقٌ فقلت: يا رسولَ الله خرجْتُ لبعض حَاجَتي
ص: 76
فقال لي عمرُ كذَا وكذَا فأوحَى الله إليه وإن العَرْق في يده ما وضَعه فقال: إنَّه قد أُذِن لَكُنَّ أَنْ تَخْرُجْنَ لِحاجتِكُنَّ(1).
قال البلقيني: وإنما قلنا إن ذلك كان لَيْلًا لأنَّهن إنما كُنَّ يَخْرُجْن للحاجةِ ليْلاً كما في الصحيحين عن عائشة في حديث الإِفك(2).
ثامِنُها: سورة الفتح كما تقدّم وبيّنا أنها لم تنزل كلها ليلًا، وفي بعض الأحاديث أنها إلى(3): «صِرَاطاً مُسْتقيماً».
تاسِعُها: سورة المنافقين كما تقدّم.
فَرْع: ومِنْهُ ما نَزَلَ بَيْن اللَّيْلِ والنهار في وقت الصبح ويَصْلُحُ أن يُجْعَل نوعاً مُسْتَقِلًا، وَيَحْضُرُنِي مِنْهُ مِثَالَان:
الأوَّل: «لَيْسَ لَكَ مِنَ الأمْرِ شَيْءُ»(4) فقد تقدّم أنها نزلت وهو في الركْعةِ الأخيرةِ من صلاةِ الصبح(5).
ص: 77
الثَّاني: آيَةً مِنَ الفتح، فقد روى مسلم والترمذي وغيرهما عن أنس أن ثمانين هَبَطُوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من جبَل التَّنْعيم عند صلاة الصُّبح يريدون أن يَقْتُلوه فأُخِذُوا أخْذاً فاعتقَهم فأنزل اللهُ: «وهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُم عَنْكُمْ..» الآية(1).
ص: 78
الأول له أمثَلَةٌ أَحَدُهَا: ولم يذكر البلقيني غيره: آيةُ الكَلالَة، ففي صحيح مُسْلمٍ عن عُمَرَ: ما رَاجَعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في شَيْءٍ مَا رَاجَعْتُهُ فِي الْكَلالَة، ومَا أَغْلَظَ لِي فِي شَيْءٍ مَا أَغْلَظَ لِيَ فِيهِ حَتَّى طَعَنَ بِإِصْبَعِهِ فِي صَدْري وقال: يَا عُمَرُ أَلَا يَكْفِيكَ آيةُ الصَّيْفِ الَّتى في آخِر سُورَة النِّساء(1)، وأخرج الحاكم في المستدرك عن أبي هريرة أن رجلاً قال: يا رسول الله ما الكَلَالَة؟ قال: أمَا سمعت الآية التي نزلت في الصيف «يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ في الكَلَلة»(2)، قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، قلت وقد تقدّم أن ذلك في سفر حجة الوداع(3).
ص: 79
ثَاتِيهَا وثَالِتُها وَرَابِعُها: «واتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلى اللهِ..»(1) وأول المائدة، «والْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِيَنكُمْ»(2) لأن ذلك مما نزل بحجّة الوَدَاع فهو قَريب الزَّمن من آية الكَلالة
خامِسُها:(3) غالِبُ آيات غَزْوةِ تَبُوك في براءَة فقد كانت في شِدَّة الحرّ كما في الحديث ونصَّ الله تعالى في كتابه فَقال: «وقَالُوا لاَ تَنْفِرُوا في الحَرِّ...»(4).
وقد قال البيهقي في الدَّلائِل: أخبرنا أبُو عَبْدِ الله أخبرنا أبُو الْعبَّاس أخْبَرَنَا أحمد أَخْبَرَنا يُونُس عن ابن إسحاق عَنْ عَاصِمِ بنِ عُمَرَ بْن قتادة وَعَبْدِ الله بن أبي بَكْرِ بن حَزْمٍ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان یَخْرُجُ فِي وَجْهِ مِنْ مَغَازِيهِ إِلّا كَانَ يُظْهِرُ أَنَّهُ يُرِيدُ غَيْرَهُ إِلَّا فِي غَزْوة تبُوكٍ قال: يأيُّهَا النَّاسُ: إِنِّي أُرِيدُ الرُّومَ(5) فَأَعْلَمَهُمْ وَذَلِكَ فِي زَمَنِ الْبَأْسِ وشِدَّةٍ مِنَ الْحَرِّ وَجَدْبِ الْبلاد، فبيْنَمَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عليه وَسَلَّم يَوْمٍ فِي جِهَازِه إِذ قال للجَدّ بْن قيس: يا جَدُّ هَلْ لَكَ في بَناتِ بني الَأصْفر(6)؟ قال: يا رسول الله لقد عَلِمَ قَوْمي أنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ أشَدَّ عُجْباً بالنِّساءِ مِنّي وإني أخافُ إن رأيتُ نساءَ بني الأصفرِ أَن يَفْتِتَّني فَائْذَنْ لي،
ص: 80
فأنزل الله «وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ الذَنْ لي ولا تفتني» الآية(1)، وقال رجلٌ المنافقين: لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ فأنزل الله: «قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرَّاً»(2) وأما النوع الثاني(3) فله أمثِلة أحَدُهَا ولم يذكر البلقيني غيره: الآياتُ الثَّلاثَ عَشَرَة في بَرَاءة عائشة من سورة النور(4)...
وأَوَّلُهَا: «إن الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكَ»(5) ففي البخاري من حديثها فوالله ما قام(6) رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا خَرَجَ أحدٌ من البَيْتِ حتى أُنزِل عليه فَأَخَذَهُ ما كان يأخُذُهُ من البُرحاءِ حتى إنه ليتحدَّرُ منه مثلُ الجُمانَ من العَرِقَ وهو في يَوْمٍ شَاتٍ من ثِقل الْوَحْي الذي يُنزَلُ عَلَيْه. الحديث.
ثانيها: «وَلَا يَأْتَل أوُلُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ..» الآية(7)، فإنها نزلت لما حَلَفَ أَبُو بَكْرٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ لا يُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحٍ شيئاً لما تكَلَّم فِي الإفك فهي قريبة مما قبلها.
ص: 81
ثالِثُها: قال الواحِديُّ(1): أنزل الله في الكَلاَلَة آيتين إحداهما في الشِّتاء، وهي التي في أوَّل النِّساء(2)، والأخرى في الصيف وهي التي في آخِرها، وعجبت للبلقيني كيفَ غَفِل عن هذه.
رابِعُها(3): ما في سورة الأحزاب من آيات غَزْوةِ الخَنْدق، فقد كانت في البرْد ففي حديث حُذَيْفَة : تفرَّق النَّاسُ عَنْ رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلةَ الأحزاب إلّا اثنَىْ عشَرَ َرجُلاً فأتاني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا ابن اليَمَاني: قُمْ فانطلِق إلى عَسْكر الأحزاب فانظر إلى حَالِهم قُلْت: يا رسُولَ الله، والَّذِي بَعثَك بالحق ما قُمتُ لَكَ إلّا حياءً من البَرْد. الحديث، وفي بعض طرقه قال في آخره: فأنزل الله «يأيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَة اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُود...» إلى آخرها(4).
ص: 82
ذكر البلقيني مِثالاً واحداً وهو آية الثّلاثة الذين خُلّفوا كما تقدّم أنَّها نَزَلت وقد بقي من اللَّيْلِ نحو الثُّلُث وهو عند أمِّ سَلَمة(1)، وظفرت بمثالٍ آخَر، وهو: «وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاس..(2)» كما تقدّم، واستُشكِلَ الجمع بين ما تقدّم من نزُول الآية في بيت أم سَلمة وقول النبي صلى الله عليه وسلم في حقِّ عائشة: ما نزل عَلَيَّ الوحْيُ في فِراشِ امرأةٍ غَيْرِهَا(3)، قالَ البَلقيني: ولعل هذا كان قبل القصة التي نزل فيها الوحي في فراش أمّ سَلَمة.
قلت: ظفرت بما يحصل به الجواب وهو أحسن من هذا، فروى أبو يَعلى(4) بسنَده عن عائشة قالت: أعْطيتُ تِسْعاً - الحديث، وفيه: «وإنْ كَانَ الْوَحْيُ لَيَنزِلُ عليه وهو في أَهْلِه فينصرفُون عَنْه، وإن كان لَيَنْزِلُ عَلَيْه وأَنا مَعَهُ في لِحَافه». وبهذا عُلِمَ أنه لا معارضَة بين الحديثين كما بين لا يخفى.
ص: 83
ذكره البلقيني وجعله ملحقاً بما قبله ورأينا إفراده بنوع أليق، ومثَّلَ له بما في صحيح مُسْلمٍ(1) عَنْ أنسٍ قال: بَيْنَا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ذاتَ يوْمٍ بيْنَ أظْهُرِنا في المسْجد إذْ أَغْفَى إغْفَاءةً ثم رفع رأسه متبسَّماً فقلنا: ما أضحكَكَ يا رسولَ الله؟ فقال: أُنْزِلَ عَلَيَّ آنفاً سورة فقرأ: بسم اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمُ. إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ. فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ. إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ(2).
وقال الإمام الرَّافعي(3) في أماليه: فَهِم فاهمون من الحديث أن السورة نزلت في تلك الإغفاءة وقالوا: من الوحي ما كان يأتيه في النوم
ص: 84
لأن رؤيا الأنبياء وَحْيُ قال: وهذا صحيح، لكن الأشبه أن يقال: إن القرآن كلَّه نزل في اليقَظة، وكأنه خَطَر لهُ في النَّوم سورةُ الكوثر المنزَّلةُ اليقظة أو عُرِضَ عليه الكوثرُ الذي وردت فيه السورة فقرأها عليهم وفسَّرها لهم، قال(1): وورد في بعض الروايات أنه أُغمِيَ عليه وقد يُحَملُ ذلك على الحالة التي كانت تعْتريه عند نزول الوحي - ويقال لها: بُرْحَاءُ الوحي. انتهى.
قلت: الذي قاله الرَّافعيُّ في غاية الاتجاه، وهو الذي كنت أميل إليه قبل الوقوف عليه والتأويلُ الأخير أصحُّ من الأول، لأن قوله: أُنزِلَ عَليَّ آنِفاً يدفعُ كونها نزلت قبل ذلك، بل نقول: نزلت في تلك الحالة وليست الإغفاءةُ إغفاءةَ نَوْم، بل الحالة التي كانت تَعْترِيه عند الوَحْي، فقد ذكر العلماءُ أنَّه كَانَ يُؤْخَذُ عَن الدُّنْيا.
ص: 85
وهو نوع مهم مُحتاج إليه وصَنَّفَ الناس فيه مصنّفات(1)، ومن أحسنها كتاب الوَاحِدي(2)، ثم شيخ الإسلام حافظ العصر أبُو الفضل ابن حَجَر(3)، وما كان منه عن صحابي فهو مُسْندُ مرفوع، إذ قول الصحابي فيما لا مدخل فيه للاجتهاد مرفوع، أو تابِعيُّ فمرسل، وشرط قبولهما صحةُ السند، ويزيد الثاني(4) أن يكون راويه معروفاً بأن لا يروي إلا عن الصحابة، أو ورَدَ له شاهدٌ مرسَلٌ أو متَّصِلٌ ولو ضعيفاً، وإذا تعارض فيه حديثان فإن أمكن الجمع بينهما فذاك كآية اللِّعان، ففي
ص: 86
الصَّحيح عن سَهْلِ بن سَعْد السَّاعِدِيِّ أنها نَزَلت(1) في قصة عُوَيْمر العجلاني وفيه أيضاً أنها نزلت في قصة هِلال بن أميَّة(2)، فيمكن أنها نزلت في حقهما أي بَعْدَ سؤال كل منهما فيُجمَعَ بهذا، وإن لم يُمكن قِدِّم ما كَان سنَدُه صحيحاً أوْلَهُ مُرجّح ككون راويه صاحب الواقعة التي نزلت فيها الآية ونحو ذلك، فإن استويَا فهل يُحمَلُ على النُّزُولِ مرَّتين أو يكونُ مضْطرباً يقتضي طرح كل منهما عندي فيه احْتمالاَن وفي الحديث ما يشبهه، وربما كان في إحدى القصتين (فتَلا) فوهم الراوي فقال: (فَنَزَلَتْ) كما تقدّم في آية الزُّمَر(3)، والبَارعُ النَّاقِد يَفْحَصُ عن ذلك، وأمثِلة هذا النَّوع تُسْتَقْرأُ من الكتب المصنّفة فيه وذُكِرَ منها كثير في هذا الكتاب في الأنواع السابقة والتي ستأتي(4).
ثم منها المشهورُ وهو قسمان: صحيح كقصة الإفك وآية السَّعْي والتَّيمم والعُرنيينَ ومُوافقاتِ عمر، وضعيفٌ كآيةِ: «إِنَّ الله يَأْمُرُكُمْ أَنْ
ص: 87
تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلى أَهْلِها...»(1)، وقد اشتُهِر أنها نزلت في شأن مِفتاح الكعبة،، وأسانيد ذلك بعضُها ضَعيف، وبعضها منقطع، ومنها الغريب وهو أیضاً قسمان: صحیح وضعيف، والله أعلم، وهذا الفصل مما حررته واستخرجته من قواعد الحديث ولم أُسْبَق إليه وبالله التوفيق.
ص: 88
اختُلِف في الأول(1)، فالأصحُّ أنه: اقْرأْ بِاسْمِ رَبِّكَ، وقيل: المُدَّثِّر، وقيل: الفَاتحة - حُجَّةُ الأَوَّل: حديث ابن عباس السابق في المِكّيّ والْمدَنّي(2)، وحديث عائشة أنها قالت: أوَّلُ ما نَزَلَ من القُرآن اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ رواه في المستدرك(3)، وروى أبو عُبَيْدِ قال: حدثنا عبدالرحمن عن سفيان عن ابن أبِي نجِيح عن مُجَاهِدٍ: أن أول ما نزل من القرآن: افْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ، ونَ، وَالْقَلَمِ.
وحُجَّةُ الثَّاني ما في الصَّحيحين عن أَبي سَلَمة(4) بن عبدالرحمن قال: سألتُ جابرَ بن عبد الله: أيُّ القرآن أُنزِل قبلُ؟ قال: (يَأَيُّهَا الْمُدَّثِّر) قلت: أوْ (اقْرَأْ باسْمِ ربك؟ قال: أَحَدِّثكُمْ بِما حدَثنا به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: إِنِّي
ص: 89
جاورتُ بحِراءٍ شَهْرَا فلما قَضَيْتُ جِوارِي نزلْتُ فَاسْتَبْطَنْتُ بَطْنَ الوادِي فتُودِيت فنظرت أمَامي وخَلْفي وعَنْ يَميني وعَنْ شِمَالي، ثم نظرت إلى السَّماءِ فإذا هُو يعني جبريل فأَخَذَتني رجْفَة فأتيت خدِيجَة فأمَرتهم فدَثَّرُوني فأنزل الله: (يَأَيُّها المدثر. قُمْ فَأَنْذِرْ) وأجاب الأول بما في الصَّحيحين أيضاً عن أبي سَلَمَةَ عن جَابر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يُحدّث عن فَتْرةِ الوحْي فقال في حديثه فَبَيْنَما أنا أَمْشِي سَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا المَلَكُ الَّذِي جَاءَني بحِراءٍ جالسٌ على كُرْسيّ بين السَّماءِ وَالأَرْضِ فَرَجَعْتُ وَقُلْت: زَمِّلوني زَمِّلُونِي فَدَثَّرُونِي فَأَنْزَلَ الله: (يَأَيُّها المدَّثِّر) فقوله: الملَك الَّذِي جَاءَنِي بحراءٍ دَالّ على أن هذه القِصَّة متأخّرة عن قصة حِراءٍ التي نزل فيها: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ).(1).
قال البلقيني: ويجمع بين الحديثين بأن السؤال كان عن نزول بقيَّةِ: اقْرَأْ وَالْمُدَّثِّر، فأجَابَه بما تقدم.
وحُجَّةُ الثَّالِث(2): ولم يذكره البلقيني ما رواه البيهقي في الدلائل عن أبي مَيْسَرَةَ عَمرُو بن شُرحبيل أن رسول الله - صلى الله عليه
ص: 90
وسلم - قال لخديجةَ إذا خَلَوْتُ وَحْدِي سَمِعت نداءً فذكر الحديث وفيه: فأتى ورقة بن نوفل فقصَّ عليه فقال له: إذا أتاك فَاثْبَتْ لَه حتى تسمعَ ما يقول ثم ائتني فأخْبرني فلما خلَا ناداه: يا مُحَّمدُ قُلْ: بِسْمِ الله الرَّحْمن الرحيم. الحمدُ الله رَبِّ الْعالَمين. حتى بلغ: ولا الضَّالين، فأتى ورقة بن نوفل فذكر ذلك له فقال له: أَبْشِرْ الحديث.
قال البيهقي: هذا منقطع وإن كان محفوظاً فيحتمل أن يكون خيراً عن نزولها بعد ما نزلت عليه [اقْرَأْ] وَ(الْمُدَّثِّر)، قلتُ: وإِنْ صح أُخِذَ مِنه أنها من أوائل ما نزل كما لا يخفى.
قال البلقيني: وأول سُورة نَزَلَت(1): «وَيْلٌ لِلْمُطَفِفِّين) في قول عَليّ بن الحُسَيْن، وقال عِكْرِمَةُ: بل البقرة، وكِلَاهُما مرسل بلا إسناد، قلت: أما مُرسَل فصحيح، وأما بِلا إسناد(2) فقد تقدم مسنّداً عن عكرمة(3) والحَسن أن أوّل ما نَزَلَ بها: «وَيْلٌ لِلْمُطَففين» ثم «البَقَرَة»، بل وعن ابن عباس فانتفى إرساله أيضاً، وأسنَد أبو داود(4) في الناسخ والمنسوخ من طريق حسّان بن إبراهيم الكِرْماني عن أميّة الأزدي عن جابر بن زيد(5) وهو من علماء التابعين بالقرآن قال: أوَّل ما أَنْزَلَ الله على
ص: 91
محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - من القرآن بمكة: (اقْرَأْ) ثم: (ن) وسرد سائر السور المتقدمة في النوع الأول عن عكرمة على الترتيب عاطفاً كل سورة بثُم، وذكر بين: ص والجنّ: الأَعْراف، وبين الملائكة(1) وطه: و كهيعص، وسمَّى يونُس: السَّابعة(2)، وقال حم المؤمن ثم حم السَّجدة، ثم الأنبياء، ثم النَّحل أربعين منها، وبقيتها بالمدينة ثم نوح، ثم الطّور، ثم المؤمنون، ثم المُلك، وقَدَّم: إذا السَّماءُ انْفَطرتْ على: إذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ - وقال بعد العنكبوت ثم «وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِين» فذاك ما نزل بمكة، ثم قال: وأُنْزِلَ بالمدينة سورةُ البقرة فذكر سائر السُّور كما تقدم، وجعل الصَّفَ بعد التغابن. ومن أوائل ما أُنزِلَ بمكَّة: الإِسراء والكهف وطه(3).
ففي البُخَاريّ عن عبد الله بن مسعود أنه قال: إنَّهن من تِلادي من العِتاق الأوَل، قال أبو عبيد: يقول من أوَّلِ ما أخذت من القرآن فشبَّهه بتِلاد المال القديم(4).
وفي البخاري عن عائشة: أوّل ما نزل سورةُ من المفصَّل فيها ذكر
ص: 92
الجنة والنّار حتى إذا ثَاب الناسُ إلى الإسْلام نزل الحلال والحرام(1) - لقد نزلَت بمكة وإني جارية ألعب «والسَّاعةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ»(2) ومن أوَائِل ما نزل بالمدينة: الأنْفَال كما في الحديث المشهور عن عثمان أخرجه الحاكمُ وغيره.
فرع: من هذا النوع أوَّل آية نزلت في القِتال مطلقاً «أذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا..» الآية(3). رواه الحاكم وغيره عن ابن عباس(4).
وأول آية نزلت فيه بالمدينة(5): «وَقَاتِلُوا فِي سَبيل الله الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ...»(6) حكاه ابن جَرير(7).
وأول آية نزلت في الأطْعِمة بمكة آيَةُ الأنعام «قُلْ لَا أَجِدُ فِيمَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً...»(8) ثم آيَةُ النَّحْل: «فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُم الله» إلى
ص: 93
آخرها(1) - وبالمِدينة: آية البقرة: «إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةَ»(2) الآية. ثم آية المائِدة «حُرِّمَتْ عَلَيكُمُ الْمَيْتَةُ»(3) الآية قاله ابن الحصَّار.
وأوَّلُ آيَةٍ نَزَلَت فِي الخَمْر: «يَسْأَلُونَكَ عَنْ الْخَمْرِ والْمَيْسِر»(4) ثم آيَةُ النِّساء، ثم آيَةُ المائدة، رواه الترمذي وغيره من حديث عمر وصححه(5)، وقاله جماعة منهم: ابن عمر والشعبي ومجاهد وقتادة وصححه والربيع بن أنس.
وأما آخر ما نزل: فروى الشيخان عن البراء بن عازب أنَّه قال: آخرُ آيةٍ نزلت: «يَسْتَفْتُونَكَ قُلْ الله يُفْتِيكُمْ في الكَللة...»(6) وآخر سورة نزلت: براءة.
ص: 94
وأخرج البخاري عن ابن عباس قال: آخر آية نزلت: آيةُ الرِّبا(1). وروى البيهقي عن عمر مثله، وأخرج أبو عبيد عن ابن شِهاب قال: آخِر القرآن عهداً بالعرش آية الرِبَّا وآية الدَّيْن.
وأخرج النسائي عن ابن عباس: آخِرُ آية نزلت: «واتَّقُوا يَوْماً: تُرْجَعُونَ فِيه إِلَى الله...»(2) ورواه البيهقي في الدلائل وزاد: وبينها وبين موت النبي - صلى الله عليه وسلم - أحدٌ وثمانون يوماً، وروى أيضاً عن الكلبي عن الكلبي عن أبي صالح(3) عن ابر عباس: أحد وثلاثون يوماً. وروى أبو عبيد عن ابن جُريج قال: زعموا أنه - صلى الله عليه وسلم - مكث بعدها سبع ليال وبَرِىء يوم السَّبت ومات يوم الاثنين وروى الحاكم في المستدرك عن أبّي بن كعب قال: آخِرُ آية نَزَلَت: «لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسَكُمْ..» إلى آخرها(4).
وروى مسلم عن ابن عباس آخِرُ سورة نزلت: «إِذَا جَاءَ نَصْرُ الله وَالْفَتْحُ»(5).
وروى الترمذي والحاكم عن عائشة: آخِرُ سورة نزلت المائدة فما وجدتم فيها من حلالٍ فاسْتَحِلوُّه، وما وجدتم فيها من حَرَامٍ فحرِّموه،
ص: 95
وروى الحاكم مثله أيضاً عن عبدالله بن عمرو(1) وعثمان في حديثه المشهور: بَراءَةً مِنْ آخِر القُرْآن نُزُولاً(2).
قال البيهقي: ويُجْمَعُ بَيْنَ هذه الاختلافات إن صحت بأن كل واحد أجاب بما عنده ولم يذكر البلقيني من هذه الأقوال إلا القليل. ومن أغرب ما رُوي في هذا النوع ما رواه ابن جرير قال: أتبأنا أبو عامر السكوتي أنبأنا هشام بن عمار أنبأنا ابن عباس أنبأنا عمرو بن قيس الکندي أنه سمع معاوية بن أبي سفيان تلا هذه الآية: «فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّه..»(3) الآية، وقال: إنَّها آخِرُ آيَة نزلت من القرآن، قال ابن كَثير: وهو أَثَرٌ مُشِكل ولعله أراد أنه لم يَنْزِلْ بعدها آيةٌ نسخَتها(4) ولا تُغَيِّرُ حُكْمَها بل هي مثبتة مُحْكَمَة فاشتَبه ذلك على بعض الرواة فرواه بالمعنى على ما فهمه، انتهى(5).
ص: 96
هذا النوع من زيادتي وهو مهم وله أمثلة، أوَّلها وثانِيها: اقْرَأْ والفَاتِحَة نزلتا عامَ المبعث لأنه مقارب لهما(1)، وعام المبعث سنة أربعين من مولِده - صلى الله عليه وسلم-، ومولده عام الفيل هذا هو الصحيح في الأمرين الثابت في البخاري.
وقيل: عام ثلاثٍ وأربعين من مولده، وقيل: بعث عام أربعين ولم ينزل عليه القرآن إلا بعد ثلاث سنين، وثبت في صحيح مسلم عن قتادة أن اليوم الذي أنزلت عليه فيه يوم الاثنين(2). قال ابن إسحاق: وكان في شهر رمضان.
ثالِثُها: المدَّثِّر نزلت بعد اقْرَأْ بسنتين أو أكثر كما في الصَّحيح(3).
الرَّابع: آيَةُ القِبلة في السنة الثانية من الهجرة في رجب ففي
ص: 97
الصحيح عن البراء أنه - صلى الله عليه وسلم - صلى إلى بيت المقدس ستةَ عشر أو سبعة عشر شهراً وكان يُحِبُّ أن يتوجَّه إلى الكعبة فأنزل الله: «قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهكَ في السماء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَولِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ»(1) فتوجَّه نحو الكعْبة فقال السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ: مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتي كَانُوا عَلَيْها فأنزل الله: «قُلْ الله الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقيم» الحديث(2)، وفيه أن أول صلاة صلاها العصر فيكون نزولها بين الظهر والعصر، وفي رواية في الصحيحين أنها نزلت ليلاً وسبق بيانها.
وقال ابن حَبيب(3): حُوِّلَتْ في صَلَاةِ الظهر يومَ الثلاثاء نصف شعبان.
الخامس: «والله الْمَشْرِقُ والمغْرِب فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ الله...»(4) اختُلِف فيها فروى مسلم عن ابن عمر: كانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي وهو مُقْبِلٌ من مكة إلى المدينة على راحلته حيث كان وجهُه، وفيه نزلت(5).
ص: 98
قال ابن الحصَّار: وهو - صلى الله عليه وسلم - لم يدخل مكة بعد الهجرة إلا عام القضية سنة سبع وعام الفتح سنة ثمان وعام حجة الوداع سنة تسع، وهذا أصح ما يعتمد عليه في نزولها.
السادس: «واتَّخِذُوا مِنْ مَقَام إِبْراهِيمَ مُصَلَّى»(1).
قال ابن الحصار: نزلت في عام القضية أو الفتح أو الوَدَاع.
السابع: آية الصِّيام في السنة الثانية في شعبان.
الثامن: «فَمَن كانَ مِنْكُمْ مَريضاً أَوْ بِهِ أَذَى مِنْ رأسه...»(2). سنة ستّ في ذي القعدة.
التّاسع: «يَسْأَلُونَكَ عَن الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالَ فيه...»(3) نزلت في سرية عبد الله بن جحش سنة اثنين في رجب.
العاشِر: «لَا إِكْرَاهَ في الدِّين...»(4) الآية، روى ابن حِبان(5)
ص: 99
وغيره عن ابن عباس قال: كانت المرأة تكون مقلِّلة(1) فتجعل على نفسها إن عاشَ لها ولدان سهولة، فلما أجليت بنو النضير كان فيهم من الأنصار فقالوا: لا نَدَعُ أبناءنا فأنزل الله هذه الآية وأُجْلِيّ بنو النضير في ربیع الأول سنة أربع انتهى(2).
الحادي عشر: من أول آل عمران إلى ثلاث وثمانين آية نزل في وفد نجران سنة تِسع رواه ابن إسحاق في السيرة(3).
الثاني عشر: ما فيها من قصة أحُد وأوَّلُه: «وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِك..»(4) سنة ثلاث في أواخرها، وكان يوم الوقعة يوم السبت الإِحدى عشرة خلت من شَوَّال، وقيل: النصف منه.
الثَّالِثُ عشر: «وإِنَّ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بالله...»(5)
ص: 100
الآية نزلت كما روى ابن جرير وابن مِرْدَوَيه من حديث جابر أنه صلى الله عليه وسلم صلى على النجاشي حين مات فقال المنافقون: يُصَلِّي على عِلْجٍ مات بأرض الحبشة فنزلت هذه الآية(1).
وروى ابن مِرْدَوَيه(2) نحوه من حديث أنس، ومات النجاشي سنة سبع.
الرابع عشر: «يُوصِيكُمُ الله في أَوْلَادِكُمْ..»(3) نزلت بأَثَرِ أحدكما روى أبو داود والترمذي وغيرهما عن جابر: جاءت امرأة سعد بن الربيع فقالت: يا رسول الله: هاتان ابنتا سَعْدٍ قُتِل أبُوهما معك في وإن عمهما أخذ مالَهُما فلم يَدَعْ لهما مالَّا فنزلت آية الميراث(4).
ص: 101
الخامس عشر: «والْمُحْصَنَاتُ من النساء..» الآية(1)، روى مسلم عن أبي سعيد أن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصابوا سَبابا يوم أوْطاسَ لَهُنَّ أَزْواجٌ فكرِهُوا غِشْيانهن فنزلت هذه الآية، وأَوْطَاسٌ: هي غزوة حُنين وكانت سنة ثمانٍ بعد الفتح بقليل(2).
السَّادِسُ عَشَر: «إِنَّ الله يَأْمُرُكُمْ..»(3) الآية، يوم فتح مكة سنة ثمان في رمضان.
السَّابع عشر: «فَما لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَين...»(4) بأثَرِ أُحدٍ لما في الصحيحين عن زيد بن ثابت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج إلى أُحُدٍ فرجعَ ناسٌ فكان الصحابة فيهم فرقتين: فرقةٌ تقول: (نقتلهم، وفرقة تقول: لا فنزلت)(5).
الثامن عشر: «وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنِ أَنْ يَقْتُل مُؤْمِناً»(6)، قال مجاهد(7) وغيره: نزلت في يوم الفتح.
ص: 102
التاسع عشر: آية القصر(1) سنة أربع.
العشرون: آية صَلاة الخوف(2) في غزوة ذات الرِّقاع في المحرَّم سنة خمس.
الحادي والعشرون: آية الكلالة(3) في حجة الوداع.
الثَّاني والعِشْرون: أول المائدة بها أيضاً(4).
الثالِثُ والعِشْرون: «الْيَوْمَ أَكْمَلْت لَكُمْ دِينَكُمْ..»(5) فيها أيضاً يوم عرفة يوم الجمعة والنبي - صلى الله عليه وسلم واقف بها، وفي رواية عن ابن عباس عند البيهقي في الدلائل يوم الاثنين وهو مخالف لما في الصحيح(6).
الرابع والعشرون: آية التّيمَمُ(7) بها في القُفول من غزوة المُرَيْسيع وكانت في شعبان سنة ست وقيل خمس وقيل أربع.
الخامس والعشرون: «إِنَّما جَزَاوُا الَّذِينَ يُحَارِبُونَ الله
ص: 103
وَرَسُولَهُ..»(1) الآية، في قصة العُرِنيِّينَ في سنة ست، وآية تحريم الخمر(2) في محاصرة بني النضير في ربيع الأول سنة أربع.
السَّادِسُ والعشرون: سُورةُ الأنفال. بعضها يوم بدر، وبعضها بأثَرِها، وكانت في رمضان(3).
ومنها آية الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفوا(4) بعد مقدمه بخمسين ليلة(5).
الثامن والعشرون: «هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْق...» إلى: «شَديدِ الْمِحَال»(6) نزلت لما قدم وفد بني عامر وقدومهم سنة تسع.
التَّاسِع والْعِشرون: خواتيمُ سُورةِ النَّحل إما يوم أحد أو يوم الفتح كما تقدم.
الثلاثون: أول الاسراء واختلف فيه(7)، فقيل: قبل الهجرة بسنة، وقيل: بأحَد عشر شهراً، وقيل: بثمانية أشهر، وقيل: بستة أشهر، وقيل: بخمسة عشر شهراً، وقيل: بسبعة عشر، وقيل: بثمانية عشر، وقيل: بعشرين، وقيل: بثلاث سنين، وقيل: بخمسین(8)، وقيل: كان بعد
ص: 104
البعثة بخمس سنين، وقيل: بخمسة عشر شهراً، وقيل: بعام ونصف، واختُلِفَ في الشهر فقيل: في ربيع الأول، وقيل: الآخر، وقيل: رجب، وقيل: رمضان، وقيل: شوال، وقد بسطت الكلام على هذه الأقوال في شَرح الأَسْمَاء النَّبَويَّة.
الحادي والثلاثون: «هَذَانِ خَصْمَانِ...»(1) يومَ بَدْرٍ أو بأثَرِه.
الثَّاني والثلاثون: «أذِنَ لِلَّذِينَ يُقْتُلُونَ...»(2) في سفر الهجرة وكان في ربيع الأول بعد النبوة بثلاث عشرة سنة، وقيل: عشر سنين.
الثالث والثلاثون: قِصَةُ الإِفك سنة غزوة بني المصطلق وهي غزوة المُريْسيع وتقدم تاريخها(3).
الرابع والثلاثون آية الاستئذان(4) في النور سنة عشر.
الخامس والثلاثون: آيةُ الحِجَاب(5) في الأحزاب، والآية في تزويج زينب بنت جحش سنة أربع(6).
السَّادِسُ والثَلاثُون: «إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ...»(7) في وفاة
ص: 105
أبي طالب، وكذا أول: ص، وكانت وفاته سنة عشر من المبعث قبل الهجرة بثلاث سنين.
السابع والثلاثون: ما في الأحزاب من آيات الخندق وكانت في شوال سنة خمس، وقيل: أربع.
المثامن والثلاثون: آخر الاحقاف في قصة الجن سنة عشر من النبوة.
التَّاسِعُ والثَلاثُون: سورةُ القتال(1) سنة ستٍ.
الْأَرْبَعُون: سورة الفتح سنة ستٍ في ذي القعدة.
الحَادِي والأرْبَعُون: أولُ المجَادَلَة سنة ستٍ.
الثاني والأربعون: الحَشْر(2) في بني النضير سنة خمس في ربيع الأول بعد خمسة أشهر من أحد، وقيل بعد ستة وثلاثين شهراً منها.
الثالث والأربعون: سُورةُ المُنافقين، في غزوة بني المصطلق أو تَبُوك كما تقدم.
الرَّابِعُ والأَرْبَعُون: سُورةُ النَّصْر نزلت في أوْسَطِ أَيَّام التشريق عام حجة الوداع، رواه البَّزار والبيهقي.
فهذه عيون أمثلتها ولم نستوعبْها حَذَراً من التطويل، وفيما تقدم من الأنواع أمثلة تدخل في هذا النوع، وفي هذا النوع أمثلة للسفري غير ما تقدم والله أعلم.
ص: 106
هذان النوعان من زيادتي، ومن أمثلة الأول: الفاتحة وخواتيم سورة البقرة، ففي صحيح مُسْلِمٍ عن ابن عباس: أتى النَّبّي - صلى الله عليه وسلم - مَلَكُ وقال: أبْشِرْ بِنُورين قد أوتيتَهُمَا لَمْ يُؤْتَهُمَا نبيٌّ قبلك: فَاتِحَة الكِتَاب، وخواتيم سورة البقرة(1).
وأما الثاني(2): فأمثلته كثيرة، فروى الحاكم وصححه من طريق عطاء عن عكرمة عن ابن عباس قال: لما نزلت (سَبِّحُ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) قال - صلى الله عليه وسلم-: كلُّها في صُحُفِ إبراهيمَ وموسى، فلما نزلت (والنَّجْم إِذَا هَوَى) فبلغ: (وإبْرَاهِيمَ الذِي وَفَّى) قال: «وَفَّى ألَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى» إلى قوله: «هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذْرِ الأولَى»(3)،
ص: 107
وروى أيضاً من طريق القاسم عن أبي أمامة قال: أنزل الله على إبراهيم مِما أنزل على مُحمَّد «التَّائِبُونَ العَابِدُونَ» إلى آخر الآية(1). «قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُون» إلى قوله: (فِيهَا خَالِدُون)(2) و «إنَّ المُسْلِمينَ والْمُسْلِمَاتِ الآية»(3)، والتي في سَأَل «الَّذينَ هُمْ عَلَى صَلاتهم دَائِمُون» إلى قوله: «قَائِمُون»(4) فلم يفِ بهذه السِّهام إلّا إبراهيمُ ومحمد - صلى الله عليه وسلم.
رى أيضاً من طريق عطاء وروى عن ميسرة أن هذه الآية مكتوبة في التوراة بسَبعمائةِ آية «يُسَبِّحُ الله ما في السَّمَواتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُوسِ الْعَزيز الحكيم» أول سورة الجمعة(5).
وروى البُخَارِيُّ من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص أنه(6) يعني النبي - صلى الله عليه وسلم - الموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن «يأَيُّها النَّبيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيرًا» وَحِرْزًا لِلأمِّيين الحديث(7).
ص: 108
وروى البيهقي في الشعب من طريق الوليد بن العيزار عن سعيد بن جبير(1) عن ابن عباس قال: السَّبع الطوال لم يُعطَهُن أحدٌ إلا النبي - صلى الله عليه وسلم، وأُعْطِيَ مُوسى منها اثْنين، وروى أيضاً طريق أبي الملِيحْ عن معقل بن يسار قال: قال رسول الله - صلى الله من عليه وسلم -: أُعْطِيتُ سُورةَ البقرة من الذكر الأول وأعطيت طه والطواسين والحواميم من الواحِ مُوسَى، وأعطيتُ فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة من كنْز تحت العرش، والمفصّل نافلة، فالظاهر أن (مِن) في قوله: (مِنْ أَلْوَاحٍ مُوسَى) للتبعيض كهي فيما بعده، ويحتمل أن تكون للبدل فلا يكون مما أُعْطِي موسى.
وروى أبو عبيد عن كعب قال: أول ما أنزل الله في التوراة: بِسْم الله الرَّحْمَنِ الرَّحيم: «قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبِّكُمْ عَلَيْكُمْ...» الآيات(2)، وبقي أمثلة أخرى.
وقد يدخل في هذا النوع البسملة لأنها نزلت على سليمان. وقد روى الدارقطني(3) وغيره من حديث بُرَيْدَة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لأعَلَّمَنَّكَ آيةً لم تنزل على نبيً بعد سليمان غيري فذكرها.
ص: 109
وروى البيهقي عن ابن عباس: أيُّها النَّاس: آيةً مِنْ كتاب الله(1) لم تنزلٌ على أحدٍ سوى النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا أن يكون سليمان بن داود فذكرها.
ص: 110
هذا النوع من زيادتي، وقد جماعة صرح من المتقدمين والمتأخرين بأن من القرآن ما تكرَّر نُزُوله، وذكر منه ابن الحصار: خواتيم سورة النَّحل وأول سورة الروم كما سبق. وقال: قد يتكرر نزول الآية تذكيراً وموعظة كما سبق وذكر منه ابن كثير: «وَيَسْأَلُونَكَ عَن الرُّوح...»(1)، وذكر منه جماعة الفاتحة، ومنه كل ما اختلف في سبب نزوله أو تأخر وقته وسند كل من الروايتين صحيح ولم يمكن الجمع وهو أشياء كثيرة، ومن راجع أسباب النزول وجد من ذلك كثيراً، البَسْمَلة فقد نزلت في أول كل سورة، وفي النَّمل، وروى أبو داود من ومنه حديث ابن عباس كان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يعرف فَصْلَ السُّورة حتى ينزل عليه: بِسْم الله الرَّحْمن الرَّحيم فإذا(2) نزلت عرف أن السُّورة قد خُتِمت واستُقبِلَت أو ابتُدِئَت سُورةٌ أخرى(3)، والأحاديث الدالة على نزول البسملة أول كل سورة إلا «براءة» لا تحصى كثرة، وعندي أنها
ص: 111
بلغت مبلغ القطع والتواتر، وإنما لم يكفرنا فيها لشبهة الخلاف وكما لا يكفر منِكرُ المتواتِر من الحديث، ويلحق بهذا النوع الآيات التي كُرِّرت في معنى واحد كالقصص والأوامر والنواهي، وفائدتها: التأكيد، ولتجديد الأمر في القلوب وقع.
ص: 112
هذان النوعان من زيادتي، والأول كثير لأنه(1) غالب القرآن ومن أمثلته في السور القصار: «أَقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَق» أولُ ما نزل منها إلى قوله: «ما لَمْ يَعْلَمْ»، والضَّحَى، ففي الصحيحين أول ما نزل منها إلى قوله: «وَما قلى»(2)، وفي حديث أن: «وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنْ الأولَى» نزلت وحدها.
وروى ابنُ جَرِيرٍ أَنَّ: (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرضى) نزلت وحدها،(3) وكذلك سورة الليل غالب آياتها نزلت مفرقة.
وأما النوع الثاني(4) فمنه الأنعام إن صح الحديث السابق فيها(5) ومنه سورةُ الصَّفّ ففي المستدرك وغيره من حديث عبدالله بن سلاَم قال: قَعَدْنَا نفرٌ من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلنا:
ص: 113
لونَعْلَمُ أي الأعمال أَحَبُّ إلى الله عمِلنَاه فأنزل الله: «سَبّحَ الله ما في السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ... إلى آخر السورة، فقرأها علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هكذا(1).
ومنه «الْمُرْسَلات» ففي المستدرك عن ابن مسعود قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في غارٍ فنزلت عليه: «وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفاً» فَأَخَذْتُهَا مِنْ فيه، وإن فاه رَطْبٌ بها فلا أدري بأيها خُتِمَت: «فَبِأَيِّ حديث بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ»(2) أو: «وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ»(3).
ومنه: سورةٌ العَصْر والكَوْثَر والنَّصْر وتَبَّتْ والإِخْلَاص، ومنه: الفاتِحَةٌ خلافاً لما حُكِيَ عن أبي اللَّيث(4) أنها نزلت نصفين، ومن هذا النوع سورتان نزلتا معاً وهما: المعوِّذَتَان(5) والله سبحانه أعلم.
ص: 114
هذا النوع من زيادتي وفيه مسائل: الأولى في نزوله من اللَّوح المحفوظ روى الحاكم في المستدرك والبيهقي من طريق منصور عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: أُنْزِل القُرآن فى ليلةِ القَدْر جملةً واحدة إلى سماء الدنيا وكان بمواقِع النُّجوم، وكان الله يُنزِلُه على رسوله - صلى الله عليه وسلم - بعضَه في إثر بعض، وروى الحاكم أيضاً من طريق يزيد بن هارون عن داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس قال: أُنْزِلَ(1) القرآن جملةً واحدةً إلى السَّماء الدُّنيا ليلةَ القَدْر ثم أُنزِل بعد ذلك بعشْرين سنَة، وروى أيضاً من طريق سفيان عن الأعمش عن حسان بن حبيب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: فُصِلَ القُرآن من الذِّكْر فوضع في بيت العزة في السماء الدنيا.
وروى ابن مردوَيه من طريق السُّدى عن محمد بن أبي المجالد(2) عن معمر عن ابن عباس أنه سأله عطية بن الأسود فقال: أوقعَ في قلبي الشَّكَّ قولُه تعالى: «شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيه القُرآن...»(3).
ص: 115
وقولُه: «إِنَّا أَنْزَلَنَهُ في لَيْلَة الْقَدْر» وهذا نزل في شوال وذا في ذي القعدة إلى آخره(1)، فقال ابن عباس: إنه أُنْزِل في رمضان في ليلة القَدْر جملةً واحدة، ثم أُنْزِلَ على مواقع ترتيلاً في الشهور والأيام(2).
وروى أحمد في مسنده عن وائلة بن الأسفع أن رسول الله أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «أُنزِلَت صُحُفُ إبراهيمَ في أول ليلةٍ من رمضان، وأُنزِلت التَّوراة لستُ مَضَيْنَ مِنْ رمضان، والانجيلُ لثلاث عشرة خَلَت من رمضان، وأنزلَ الله القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان(3)».
قال الفَخْرُ الرَّازي(4): وَيُحْتَمَلُ أنه كان ينزل في كل ليلة قدرَ ما يحتاجُ النَّاسُ إلى إنزاله إلى مثلها من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا، وهل هذا أولى أو الأول؟ قال ابن كثير: وهذا الذي جعله احتمالاً نقله القرطبي عن مقاتِل وابن حِبَّان، وحكي الإجماع على أن القرآن نزل جملة واحدة من اللَّوح المحفوظ إلى بيت العزة في سماء الدنيا، قلت:
ص: 116
ويوافق قول الرازي ومقاتل: ما تقدم عن ابن شهاب أنه قال(1): آخر القُرْآنِ عَهْداً بالعَرْش آيةُ الرِّبا وآيةُ الدِّينْ(2).
الثانية: في قَدْر مَا كَان ينْزِلُ مِنْه: روى البيهقي في شعب الايمان من طريق وكيع عن خالد بن دينار قال: قال لنا أبو العالية(3): تعلَّموا القرآن خمسَ آيات خمسَ آيات فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان - يأخذهُ من جبريل خمساً خمساً، ثم روى مثله من طريق أبي جَلْدَةً عن العَالِيَة عن عمر ولفظه: فإن جبريل كان ينزل بالقرآن على النبي - صلى الله عليه وسلم - خمساً خمساً، قال: ورواية وَكيع أصح.
قلت: وله شاهد عن علي سيأتي في المسلسل، وفي النفس من هذا كله شيء، والذي أستقرىء من(4) الأحاديث الصحيحة وغيرها أن القرآن كان ينزل على حَسَبِ الحاجة خمساً وعشراً وأكْثر وأقلَّ وآيةً وآيتين، وقد صح نزول قصة الافك جملةً وهي عشرٌ آيات ونزولُ بعض آيةٍ وهي قوله تعالى: «غَيْرِ أُولي الضَّرَرِ»(5).
ص: 117
الثالثة: كيفيَّة الإِنزال والوحي: قال شيخنا العَلَّامة الكافيجي وقبله الطِّیبي(1): لعلَّ نزولَ القرآنِ على الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يتلقَّفه الملَك من الله تلقُّفاً رُوحانياً أو يحفظه من اللَّوح المحفوظ فينزل به إلى الرسول ويُلْقيه عليه، وقد ذكر العلماء للوحي كيفيات: إحدّاها: أن يأْتيه في مثل صَلْصَلَةِ الجرس وهو أشدُّه عليه كما في الصحيح(2)، الثانية: أن يَنْفُث في رُوعِهِ الكلام نفثاً كما قال - صلى الله عليه وسلم -: إنَّ رُوحَ القُدْس نفث في رُوعي أن نَفْساً لن تَموتَ حتَّى یا تستكمِل رِزقها.
الرابعة: أن يأتيه فيكلِّمه كما في حديث ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: كان من الأنبياء من يَسْمعُ الصوتَ فيكون بذلك نبياً وإن جبريل يأتيني فيكلِّمني كما يأتي أحدُكُم صاحبَه فَيُكَلَّمَهُ(3).
ص: 118
الخامسة: أن يُكَلِّمَهُ الله إما في اليقظة كما في ليلة الإسراءِ أو في النوم كما في حديث مُعَاذٍ: أتاني ربِّي في أحسن صورةٍ فقال: فِيمَ يَخْتَصِمُ المَلُأ الأعْلَى. الحديث.
السادسة: أن يأتيه الملَكُ في النَّوم، وفي الصَّحيح: أوّل ما بُدِىءَ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الوحي الرُّؤيا الصادقة(1)، قال ابن سيّد النَّاس(2): وعن الشَّعبي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وُكِّلَ به إسْرافيل فكان يتراءى له ثلاثَ سنين ويأتيه بالكلمة من الوحي ثُم وُكِّلَ به جبريلُ فجاءه بالقرآن والوحْي، قال: فهذه حالةٌ سادسة. وأما إتيان الملّكِ فتارةً كان يأتيه في صورته له ستمائة جَنَاحٍ(3)، وتارةً في صورة دِحْية الكلبي.
السابعة: في الأحْرُف التي ورد الحديث بنزول القرآن بها، والكلام في ذلك مسائل: الأولی: في بيانِ الحديث فروى الشَّيْخان حديث عمَر قال: سَمِعْتُ هشام بن حكيم يقرأُ سورةَ الفُرقَان في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاستمعْت لِقراءَته فإذا هو يَقْرَأُ على - حروفٍ كثيرةٍ لم يُقْرِئْنيَها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فَكِدْتُ أسَاوِرُه في الصلاة فصبرت حتى سَلَّمَ فَلَبَّبْتُه بردَائه فقلت: من أقرأك هذه
ص: 119
السورة؟ قال: رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقلت: يا رسول الله إني سَمِعت هَذَا يَقْرأُ سُورةَ الفُرقَان على حروفٍ لم تُقْرِئْنِيها، فقال: أرْسِلْه اقرأْ يا هشام فقرأ عَليه القِراءة التي سمعتُه يقْرأُها فقال: كذلك أُنزِلَت ثم قال: اقرأْ يا عُمَرُ فقرأتُ القِراءة التي أقَرأنى فقال: كذلك أُنزلت إن القرآن أنزِل على سبعةِ أحْرُفٍ فَاقْرَأُوا ما تيسَّر منه(1).
وروي عن ابن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: أقرأَني جبريلُ على حَرْفٍ فراجَعْتُه فلم أزلْ أسْتزيدُه ويَزِيدُني حتى انتهى إلى سَبْعةِ أُحْرُف(2).
ص: 120
وعند مُسْلِمٍ من حديث أُبَيّ: إنَّ ربي أرسَلَ إلَيّ أن اقَرأْ القُرآن على حَرْفٍ فَرَدَدْت إلَيْه أن هَوِّن على أُمَّتي، فأرسَل إليَّ أنْ اقرأ على حَرفين فردَدْت إلَيْه: أن هَوِّنْ على أُمَّتي فأرسل إليَّ أنْ اقرأ على سبعة أحرف، وفي لفظ عنه عند النّسائي: (أن جبريل وميكائيل أتياني جبريلُ عن يميني وميكائيل عن يساري)(1) فقال جبريل: اقْرأْ القرآن على حَرْفٍ فقال ميكائيل: استزِدْه حتَّى بَلَغَ سبعة أحْرُفٍ، وكلُّ حرفٍ كافٍ شافٍ وفي لفظ عنه عن ابن جرير أن الله أمَرَني أن أقرأ القُرْآن على حرف واحد فقلت: خفِّف عن أمَّتي، فقال: اقرأْه على حرفين فقلت: خَفِّفْ عن أمتي(2)، فأمَرَني أن أقرأَ على سبعةِ أحرف من سبعة أبواب الجنة كلُّها شافٍ كافٍ، وفي لفظ عنه عند مسلم: فأيما حرف قرأُوا عليه فقد أصابوا وفي لفظ لأبي داود عنه: ليس منها إلا شافٍ كافٍ.
قلت: سميعاً عليماً عزيزاً حكيماً ما لم تُخلَط آيةُ عذاب برحمة أو آية رحمةٍ بعذابٍ وفي لفظ الترمذي عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم لجبريل: إني بُعِثْتُ إلَى أُمَّةٍ أُميين فيهم الشيخُ الفاني والعجوز الكبيرة والغلام فقال: مُرْهُمْ فليقرأوا القرآن على سبعةِ أحرف(3). ورواه أحمد بهذا اللفظ من حديث حذيفة وزاد: فمن قرأ
ص: 121
منهم على حرفٍ فليقرأ كما عُلِم ولا يرجع فيه(1)، وفي لفظ له، فلا يتحولُ منه إلى غيره رغبةً عنه، وفي لفظ له عن أبي بَكْرة: كلَّها شافٍ كافٍ ما لم تُختَم آيةُ رحمة بعذاب أو آيةُ عذاب برحمة، وزاد ابن جرير عنه كقولك: هَلُمَّ، وتعال - وفي لفظ لأحمد عن أم أيوب أنها قرأت: أجزاك وروى ابن جرير عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم - قال: كان الكِتابُ الأول ينزل من باب واحد على حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف: زاجر، وآمر، وحلال، وحرام، ومحكم، ومتشابه، وأمثال، فأحِلُّوا حلالَه، وحَرِّموا حرامَه، وافْعلوا ما أمِرتُم به، وانْتهُوا عمَّا نُهِيتُم عنه، واعتبرُوا بأمثاله واعْمَلُوا ما أُمِرتم به، وانْتهُوا عمَّا نُهِيتُم عنه، واعتبرُوا بأمثاله، واعْمَلُوا بمحكَمِه، وآمِنُوا بمتشابهه وقُولُوا: آمنَّا به كُلٌّ من عِنْد رَبِّنا، رواه عنه موقوفاً، قال ابن كثير: وهو أشبه، وروينا حديث السبعة أحرف عن جماعة من الصحابة غير من تقدم وهم: عبدالرحمن بن عوف، ومعاذ، وأبو هريرة، وأبو سعيد الخدري وعمرو بن العاص، وزيد بن أرقم، وسَمُرة، وأنس، وعُمر بن أبي سلمة وأبو جَهَيْم، وأبو طلحة الأنصاري، وسُليمان بن صُرَد، والخزاعي.
وفي مسند أبي يَعْلى أن عثمان قال على المِنبر: أُذكِّرُ الله رجُلاً سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن القرآن أُنْزِلَ على سبعةِ أحرفٍ كلُّها شافٍ كافٍ» لَمَّا قام - فقاموا حتى لم يُحْصَوْا فشهِدُوا بذلك فقال: وَأَنَا أَشْهَدُ مَعَهم.
ص: 122
وقد نص أبُو عُبَيْد على أن هذا الحديث تواتر عن النبي - صلى الله عليه وسلم-(1).
الثَّانية: اختُلِفَ في المقصود بهذه السَّبعة على نحو أربعين قولاً، وأنا أذكر منها، ما هو أوجه وأشبه فقال خلق منهم: سفيان بن عيينة(2) وابن جرير ونسبه بعضهم لأكثر العلماء أن المرادَ سبعةُ أوجهٍ من المعاني المتقاربة بألفاظ مختلفة نحو: أَقْبِلْ، وتعالَ، وهَلُمَّ، كما تقدم في بعض ألفاظ أبي بكرة ورُوي عنْ أُبَىً أنَّه كان يقرأُ: «يَوْمَ يَقُولُ المنافِقُونَ والْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونا...»(3) لِلَّذِينَ آمَنُوا أَمْهِلُونا - لِلَّذِينَ آمَنُوا أَخِّرُونا - لِلَّذِينَ آمَنُوا ارْقُبُونَا - وكان يقرأ: «كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فيه»(4) مَرُّوا فيه - سَعَوْا فِيه.
قال: الطَّحَاوي(5): وإنما كان ذلك رخصة أن يقرأ الناسُ القرآن على سبع لغاتٍ لما كان يتعسَّر على كثير منهم التلاوة على لغة قريش وقراءة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعدم علمهم بالكتابة والضبط
ص: 123
وإتقان الحفظ ثم نُسِخَ بزوالِ العُذْرِ وتيسُّر الكتابة والحِفظ، وكذا قال ابن عبدالبر(1)، والقاضي الباقلاني(2).
وقال آخرون وروى عن ابن عباس: على سبعٌ لغات منها سبعٌ بلغةِ العَجُزِ من هوازن(3)، قال أبو عبيد(4): وهم: بنو سَعْد بن بكر، وجُشَم، ونصر بن ميمونة(5)، وثَقِيف، وهم أفصحُ العرب، والأخْريان: قريش، وخُزَيْمَةِ وقال الهَرَوِيّ(6): المراد على سبع لغات، أي أنها متفرقة في القرآن فبعضُه بلغةِ قريش، وبعضُه بلغةِ هوازن، وبعضُه بلغة هُذَيْلِ.
ص: 124
وقال بعضُهم: المرادُ بها: معاني الأحكام كالحلال والحرام، والمحكم والمتشابِه والوعد والوعيد ونحو ذلك، وكل ذلك ضعيف ما عدا الأول(1) فإنه أقرب، والصواب أن المراد بها اختلافُ القراءات.
ثم قال أبو عُبيد(2): ليس المراد أن جميعَه يُقرأُ على سبعة أحرف ولكن بعضه على حرف وبعضه على آخر، واختاره ابن عَطيَّة، وكذا قال أبو عمرو الدَّاني: المراد على سبعة أوجه وأُنْحاء من القراءات. قال بعضهم(3): ليس المراد بالسَّبعة الحصر فيها بحيث لا يزيد ولا ينقص بل السّعة والتيسير وأنه لا حَرَجَ عليهم في قراءته بما أذن لهم فيه والعرب يطلقون لفظ السَّبعة والسَّبعين والسَّبعمائة ولا يريدونَ حقيقة العدد بلى التكثير، وردّه ابن الجَزَري(4) بأن في بعض ألفاظه: «فنظرت إلى ميكائيل فسَكَتّ - فعلمت أنه قد انتهت العدة، فدل على أن حقيقة العدد وانحصاره مراد، قال:(5) وقد تتبعت صحيح القراءات وشاذَّها
ص: 125
وضعيفها ومنكَرَها فإذا هو يرجعُ اختلافُها إلى سبعة أوجه لا تخرج عنها وذلك: إما في الحركاتِ بلا تغيُّر في المعنى والصُّورة نحو: «بالْبُخْل»(1) بأربعة ويُحْسَبُ بوجْهينِ، أو بتغيُّر في المعنى فقط نحو: «فَتَلَقَّى آدَمَ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ»(2) وإما في الحروفِ بتغيُّرِ المعنى لا الصورة نحو: (تَتْلُو)(3) أو عكس ذلك نحو: «الصِّراط السِّراط»(4) أو بتغيُّرهِما نحو: «وامْضُوا واسْعَوْا»(5).
وإمَّا في التَّقديم والتَّأخير نحو: «فَيُقْتَلُونَ وَيَقْتُلُونَ»(6) أو في الزيادة والنقصان نحو: «أوْصَى وَوَصَّى»(7) فهذه سبعة لا يخرج الاختلاف عنها.
ص: 126
وأما نحو اختلاف الإظهار والإدغام والرُّوْمِ والإشْمِام والتحقيق والتسْهيل والنَّقل والإِبْدال فهذا ليس من الاختلاف الذي يتنوع فيه اللَّفظ والمعنى(1)، لأن هذه الصفات المتنوعة في أدائه لا تُخْرِجُه عن أن يكون لفظاً واحداً.
وقد ظن كثير من العوام والجهلة أن السبعة الأحرف هي قراءات القراء السبعة وهو جهل قبيح.
الثالثة(2): هل المصاحفُ العثمانيَّةُ مشْتمِلَةٌ على جميع الأحرفِ السبعة فذهب جَمَاعَاتُ من الفقهاء والقرَّاء والمتكَلِّمينِ إلى ذلك وبَنوا عليه أنه لا يجوز على الأمَّة أن تُهِمل نقل شيء منها.
وقد أجمع الصَّحابةُ على نقل المصَاحفِ العثمانيَّة من المصحَف الذي كتبه أبو بكر وعمر(3) وأجمعوا على تركِ ما سوى ذلك.
قال ابنُ الجزَريّ: وذهب جماهيرُ العلماء من السَّلف والخَلَفِ وأئمةُ المسلمين إلى أنها مشتمِلةُ على ما يحتمِلهُ رسمُها من الأحرف السبعة فقط جامعةُ للعَرْضة الأخيرة التي عَرَضها النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - على جبريل متضمِّنة لها لم تترك حرفاً منها، وهذا الذي يظهر
ص: 127
صوابُه، ويجاب عن الأوَّلِ بما قال ابنُ جَرير: إن القراءة على الأحرف السَّبعة لم تكن واجبةً على الأمة وإنما كان جائزاً لهم وَمُرَخَّصاً لَهُمْ فيها الضلال فلما رأى الصَّحابةُ أن الأمة تَفْتَرق وتختلفُ إذا لم يجتمعوا على حرف واحدٍ اجتمعوا على ذلك اجتماعاً شائعاً(1) وهم معصومون من الضَّلال ولم يكن في ذلك تركُ واجبٍ ولا فِعْلُ حرام(2) ولا شك أن القرآن نُسِخَ منه في العرضة الأخيرة وَغُيِّرَ فاتفق الصحابةُ على أن يكتبوا ما تحققوا أنه قُرْآنُ، مُستقِرٌ فى العرضة الأخيرة وتَركُوا ما سِوى ذَلك(3).
الرَّابعة: السَّببُ في نزول القرآن على هذه الأحرف التَّيسيرُ والتَّسهيلُ على هذه الُأمَةَ، والنهايةُ في إعجازِ القرآن وإيجازه وبلاغةِ اختصاره إذ تنوُّع اللَّفِظ بمنزلة آيات ولو جعل دلالة كل آية لم يخف ما فيه من التطويل(4)، وإظهار شرفِ القُرآن بعدم تطرُّق التَّضادِّ والتناقض إليه مع كثرة هذه الاختلافاتِ والتنوُّعات، وإعظامُ أجورِ الأمة في إفراغهم الجهدَ في تتبُّع معاني ذلك واستنباط الحِكَم والَأحْكامِ من كُلِّ لفظة، وإظهارِ فَضْلِهَا إذ لم ينزل كِتابُ غَيْرهم إلا على وجه واحد تشريفاً لنبيِنا عليْه الصَّلاة والسَّلام. انتهى](5).
ص: 128
قال البلقيني: اعلم أن القراءات تنقسمُ إلى متواتِر وشاذّ(1)، فالمتواتر: القِراءاتُ السَّبْعُ المشهورة، والمراد بذلك: ما قرأوه من الحركات والحروفِ دون ما كان من قبيل تأدية اللفظ من أنواع الإمالة، والمّد، والتخفيف فليسَ بمتواتِر، نعم أصلُ المَدّ والإِمالة والتخفيف متواتِرٌ لاشتراك القرَّاءِ فيه، وأما ما عدا السبعة من قراءة أبي جعفر يزيد بن القعقاع ويعقوب واختيارات خلف(2) التي هي تمام العشرِ فإنها ليست من المتواترِ على الَأرْجَح، ومن جَعَلَها منْه من المتأخِّرين ففى قَولِه نَظَر لأن المتواتِر في السَّبع إنما جاء من تَلَقِّي أهل الأمصار لها من غير نكير، وقراءَةُ المذكورين لم يتلقَّها أَهْلُ الأمصارِ كتَلَقِّي تلك القراءات والَّذي يظهرُ أنَّ هذه القراءات يُطلَق عليها آحاد، ويلحق بالأحاد: قراءات الصحابة(3)، أما قِراءاتُ التابعين كابن جُبَيْرٍ ويَحْيى بن وَثَّاب والأعمش
ص: 129
ونحوهم(1) فمعدودة من الشَّاذٌ إذ لم تشتهر كباقي العشرة ولو كان في الحديث لُأطْلِق عليه مُرْسَل.
ولا يُقْرَأُ في الصَّلاةِ إلَّا بالمتواتِر دون الَأحَادِ والشَّاذٌ، ومما يَدُلُّ على هذا التقسيم أن الأصحاب تكلَّمُوا على القراءةِ الشَّاذَّة فقالوا: إن جَرَت مجرى التَّفسير والبيان عُمِلَ بها، وإن لم يكن كذلك فإن عارضَها خَبَرٌ، مرفوعٌ قُدِّمَ عَلَيْها أَوْ قياسٌ ففي العمل بها قولان فأنزلُوا قراءَة الصَّحابة منزلة خبرِ الواحد، والقراءات الثَّلاث متصلة بالصَّحابة. انتهى كلامه(2).
وفيه أنظار في مواضع منه تُعرف بما سنذكره، فقال السُّبكيُّ في شرح المنهاج(3): قالوا تجوزُ القِراءةُ في الصَّلاةِ وغيرها بالسَّبع ولا تجوز
ص: 130
بالشَّاذٌ وظاهرُ هذا يُوهِم أن غير السَّبع شاذّ، وقد نَقَلَ الْبَغَوِيُّ(1) في تفسيره الاتّفاق على القراءة بالثَّلاث أيضاً. قال: وهذا هو الصَّواب، قال: الخَارجُ عن السَّبع مِنْهُ ما يُخَالِفُ رَسْمَ المُصْحَف فلا شَكُّ في تَحْريمِ القِراءةِ به، ومنه مَا لَا يُخَالِفُه ولم تَشْتَهِرُ القِراءةُ به بل ورد من طريق غريبة لا يُعَوِّل عَلَيْها، وهذا يُظهِرُ المنعَ من القِراءة به أيضاً.
ومنه ما اشْتَهَرَ عنْد أئِمَّةِ هذا الشأن القراءةُ به قديماً وحديثاً، فهذا لا وجه للمنْع منه، ومن ذلك قراءة يعقوب وغيره، قال(2): والبَغَوِيُّ أَوْلَى مَنْ يُعْتَمَدُ عَلَيْه في ذلك فإنه مُقْرِىءُ فقيه جامع للْعُلومِ. قال: وهكذَا التَّفصيل فى شواذِّ السَّبعة فإن عنهم شيئاً كثيراً شاذَّا، انتهى.
وقال وَلَدُه في مَنْع الموانع: القَولُ بأنَّ الثَّلاثة غيرُ متواتِرةٍ في غايةِ السُّقوط ولا يَصحُّ القولُ به عمَّن يُعتبرَ قولُهُ فِي الدِّين وهي لا تُخالِفُ رسْمَ المُصْحَف، قال: وقد سمِعت الشَّيخ الإمام يعني والده يُشَدِّدُ النكير على بعض القُضَاةِ وقد بَلَغَهُ أنَّه مَنَعَ القِراءةَ بها وكذا قال ابن الصَّلاح(3) في فتاوِيه: يُشْتَرَطُ أَنْ يَكُونَ المقْروءَ به قد تَواتَر نقلُهُ عَنْ رسول الله
ص: 131
- صلى الله عليه وسلم - قُرآناً واستفاض وتلَقَّته الُأمَّةُ بالقَبول، فما لَمْ يُوجَدْ فيه ذلك مِمَّا عدا السَّبع أو العشْرِ فممنوعٌ، من القِراءة به منْعَ تحريم لا مَنعَ كراهَةٍ، لأن المعْتبَر في ذلك اليقينُ والقطْعُ على ما تقرر في الأصُول.
وقال ابنُ الجزَريِّ في النَّشْر: كُلُّ قراءةٍ وافقت العربية ولو بوجه ووافقت أحدَ المصاحف العثمانيَّة ولو احْتمالاً وصَحَّ سَنَدُها فهي القراءةُ الصَّحيحة التي لا يجُوزُ ردُّها ولا يحلّ إنكارها سواءٌ كانت عن السَّبعةِ أو العشَرة أو غيرهم من الأئِمَّة المقبولين ومتى اختلَّ ركن من الثَّلاثةِ(1) أُطلِقَ عليها ضعيفةً أو شاذَّةٌ أو باطلةً سواءٌ كانت عن السَّبعة أو عمَّن هو أكبر منهم، هذا هو الصحيح عند أئمة التحقيق من السَّلف والخلف صرَّح بذلك أبو عمرو الداني ومكِّي والعبَّاس المَهْدوي وأبُو شَامة ونُقِلَ مِثلُه عن الكواشي وأبي حيان(2) قال: وهُو مذْهَبُ السَّلفِ الَّذي لا يُعْرَفُ عَنْ أحدٍ.
ص: 132
منهم خِلافُه، قال أبُو شامَة:(1) فلا ينبغي أن يُغترَّ بكلِّ قراءةٍ تُعْزَى إلى واحدٍ من الأئمة السَّبعة ويُطلَقُ عليها لفظُ الصِّحَّة وأنَّها هكذا أُنزِلت إلاَّ إذا دَخَلَت في هذا الضَّابط وحينئذ لا ينفردُ بنقلها مُصَنِّفٌ عن غَيْرِهِ، ولا يختص ذلك بنقلها عنهم، بل إن نُقِلَتْ عن غيرهم من القُرَّاء لم تَخْرجْ عن الصِّحَّة فإن الاعتمادَ على استجماع تلك الأوصافِ لا على من تُنْسَبٌ إليهِ فإن القراءة المنسوبةَ إلى كلِّ(2) قارىء من السَّبعة وغيرهم منقسِمةٌ إلى المجمعَ عليه والشَّاذّ، غير أن هؤلاء السَّبعة لشُهرتهم وكثرةِ الصَّحيح المُجمَع عليه في قراءتِهم تركَنُ النَّفْسُ إلى ما يُنقَلُ عنهم فوق ما يُنقل عن غيرهم، ثم قال ابن الجَزريّ: وقولُنَا في الضَّابِطِ وَلَوْ بوجه) نُريدُ بِهِ وجهاً من وُجُوهِ النَّحو سواءٌ كان أفصحَ أو فَصيحاً مُجْمَعاً عَلَيْهِ أو مختلفاً فيه اختلافاً لا يَضُرُّ مِثلُه إذا كانت القراءةُ مِمَّا شاع وذاعَ وتلقاه(3) الأئمَّةُ بالإِسنادِ الصَّحيح إذْ هُوَ الأصْلُ الأعظم والركن الأقوم، وكم من قراءة أنكرها بعضُ أهل النَّحوْ أو كثيرٌ منهم ولم يُعتبرْ إنكارُهم
ص: 133
كإسْكان: بَارِئِكُمْ(1) وَيَأْمُركُمْ(2) وخفضِ: (وَالأرْحامِ)(3) ونصب: (لِنَجْزِيَ قوماً)(4) والفصل بين المضافين في الأنعام(5) وغير ذلك.
قال الدَّاني: وأئِمة القُرَّاء لا تَعْمَلُ في شيء من حُرُوف القرآن على الأفْشَى في اللُّغة والأقيس في العربيَّة بل على الأثبتِ في الأثَرِ والأصحَّ في النَّقل، وإذا ثبتت الرِّواية لم يردّها قياسُ عربية ولا فُشُوُّ لغةٍ لأن القراءة سنَّةٌ متتبعة يُلتزَمُ قبولُهَا والمصيرُ إليها ثم قال(6): ونَعْني بمُوافقةِ أحدِ المصَاحِف: ما كان ثابتاً في بعضها دون بعضٍ كقراءة ابن عامر(7):
ص: 134
«وَقَالُوا اتَّخَذَ الله ولداً»(1) في البقرة بغير واو، «وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنیرِ»(2) بالباء فيهما فإن ذلك ثابت في المصحف الشامي، وكقراءة ابن كثير: «تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ»(3) في آخر براءة بزيادة (مِنْ) فإنه ثابت في المصحف المكّي ونحو ذلك، فإن لم تكن في شيء من المصاحف العثمانية فشاذةٌ لمخالِفتها الرّسْمَ المُجْمَعْ عَلَيْهِ.
وقولنا(4): (وَلَوْ احْتِمَالاً) نعني به: ما وافقه ولو تقديراً (كَمَلِكِ يَوْم الدّين)(5) فإنه كُتب في الجميع بلَا ألف، فقراءة الحذْف توافِقُه تحقيقاً، وقراءة الألف توافِقُه تقديراً لحذفها في الخطِّ اختصاراً، كما كتب «ملِكَ الْمُلْكِ»(6)، وقد يُوافق اختِلافُ القراءات الرَّسْمَ تحقيقاً نحو: (تَعْمَلُونَ) بالتاء والياء، و(يَغْفِرَ لَكُمْ) بالياء والنون ونحو ذلك مما يدلُّ تجرُّدُه عن النَّقط والشَكْل في حَذْفه وإثباتِه على فضل عظيم للصَّحابة في عِلْمٍ الهجاء خاصة وفَهْمٍ ثاقبٍ في تحقيق كُلِّ علم.
ص: 135
وانظر كيف كتبُوا: (الصِّرَاطَ) بالصَّاد المبدَلَةِ من السِّين، وعَدَلُوا من السِّين التي هي الأصل ليكون قراءةُ السِّين وإن خالفت الرسم من وجهٍ قد أنت على الأصلِ فيعتدلان، وتكون قراءةُ الإشمام(1) مُحْتَمَلَةَ، ولو كُتِبَ ذلك بالسِّين على الَأصْلِ لفات ذلك وعُدّت قراءة غير السِّين مخالفة للرَّسْمِ والأصْل، ولذلك اختُلِفَ فى رَسْم (بَصْطَةُ) الأعراف(2) دون: (بَسْطَةً) البقرة(3)، لكون حرف البقرة كُتِبَ بالسِّين والأعراف بالصَّاد، على أن مُخَالِفَ صَرِيح الرَّسْم في حَرْفٍ مدغمٍ أو مُبدَلٍ أو ثابتٍ أو محذوفٍ أو نحو ذلك لا يُعَدُّ مَخَالِفاً إذا ثبتت القِراءَةُ به ووردت مَشْهُورَةً مُسْتَفاضَةً، ولذا لم يَعُدُّوا إثباتَ ياءِ الزَّوائد، وحذف ياء «فَلَا تَسْأَلْني» في الكهف(4) وواو: «وَأَكُنْ مِنَ الصَّالحِين»(5)، والظَّاء من:
ص: 136
«بِضَنینٍ»(1) ونحوه من مخالفةِ الرَّسْمِ المردودة(2)، فإن الخلاف في ذلك مُغْتَفَر إذ هو قريبٌ يرجعُ إلى معنى واحدٍ، وتُمشَّيه صحةُ القِراءَةِ وشُهْرَتُها وتلَقِّيها بالقَبُول بخلافِ زيادة كلمةٍ ونقصانها وتقديمها وتأخيرها حتَّی وَلَو كَانت حَرْفاً واحداً من حُرُوفِ المعَاني فإنَّ حكمه في حكم الكلمة لا يَسُوغُ مخالفةُ الرَّسْمِ فيه، وهذا هُوَ الحدُّ الفَاصِلُ في حقيقة اتِّباع الرَّسْمِ ومُخَالَفَتِه(3).
قال: وقولنا: (وَصَحَّ سَنَدُهَا) يعني به أن يَرْوىَ تلك القراءةَ العَدْلُ الضَّابطُعن مِثله كذا حتى تنتهي وتكون مع ذلك مشهورةً عند أئمةِ هذا الشأن غير معدودة عندهم من الغَلَط أو مِمَّا شذَّ بها بعضُهم قال: وقد شرط بعضُ المتأخِّرين التَّواتُرَ في هذا الركن ولم يكتف بصحَّة السَّند وزعم أن القرآن لا يثبت إلا بالتَّواتر وأن ما جاء مجیىء الأحادِ لا يثبتُ به قرآن قال: وهذَا ممَّا لا يخفى مَا فيه فإن التَّواتُر إذا ثبتَ لا يُحتاجُ فيه إلى
ص: 137
الركْنَيْن الأخيرين من الرَّسْم وغيره، إذ ما ثبت من أحرف الخلاف متواتراً النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - وجب قبولُهُ وقُطِع بكونه قرآناً سواءٌ وافق الرسْمَ أمْ لَا وإذا شرطْنا التَّواتُرَ في كُلِّ حرفٍ من حروفِ الخلاف انتفى كثيرٌ من أحرفِ الخلاف الثَّابتِ عن السَّبعة، قال أبُو شَامة: شاع على ألسنة جماعة من المقرئين المتأخّرينَ وغيرهم من المقلِّدين أن السبعَ كلَّها متواتِرةٌ أي كلُّ فَرْدٍ فَرْدٍ ممَّا رُوي عنهم، قالوا: والقطع بأنَّها منزَّلةٌ من عِنْد الله واجب ونحن بهذا نقول، ولكن فيما اجتمعت على نقله الطُّرق واتَّفقت عليه الفِرق من غير نكير له فلا أقلَّ من اشتراط ذلك إذا لم يتفق التواتُر في بَعضِها، وقال الجَعْبَري(1): الشَّرطُ واحدٌ، وهُو صِحَّةُ النَّقْل ويلزم الآخران فَمَنْ أحْكَمَ معرِفَةَ حَال النَقَلَةِ وأمعَن في العربيَّةِ وأتقن الرَّسْمَ انجَلَت(2) له هذه الشبهة، وقال مكّي(3): ما رُوي في القرآن على ثلاثة أقْسامٍ: قِسْمٌ يُقْرَأُ به ويَكْفُرُ جاحِدُه، وهو ما نقله الثِّقات ووافقَ العربيَّة وخطَّ المصحَف، وقسْمٌ صحَّ نقله عن الآحاد وصح في العربية وخالف لفظُه الخطَّ فيُقبَلُ ولا يُقْرَأُ به لَأمْرين: مُخَالَفَتُهُ لما أجْمِعَ عليه وأنه لم يُؤْخَذْ بإجماعٍ بل بخبر الآحاد ولا يثبت به قرآن ولا
ص: 138
يكفُرُ جاحده وبئس ما صنع إذا جحده، وقِسْمٌ نقله ثِقَةٌ ولا وجه العربية أو نقله غيرُ ثقة فلا يُقْبلُ وإن وافق الخط.
قال ابنُ الجَزَري: مثال الأول كثيرٌ كقراءة: (مَالِكِ ومَلِكِ)، و (يَخْدَعُون وَيُخَادِعُون)(1) ومثال الثَّاني: قراءة ابن مسعودٍ وغيره: (والذكَر وَالأنْثى)(2)، وقراءةُ ابن عباس: «وَكَانَ أَمَامَهُمْ مَلكُ يَأْخُذُ كَلَّ سَفِينَةٍ صَالِحَةٍ»(3) ونحو ذلك.
قال: واختلف العلماءُ في القِراءةِ بذلك في الصَّلاة(4)، والأكثر على المنْع لأنَّها لم تتواتَرْ ولم تثبُتْ بالنقل(5) فهي منسوخةٌ بالعرْضة الأخيرة أو بإجماع الصَّحابة على المُصْحَفِ العثماني، ومثال ما نقله غيرُ ثقةٍ كثيرٌ مما في كُتب الشَّواذٌ مما غالِبُ إسنادِهِ ضعيف، وكالْقِراءةِ
ص: 139
المنسوبة إلى الإمام أبي حنيفة(1) التي جمعَها أبُو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي(2) ونقَلَها عَنْهُ: أبو القاسم الهذلي(3) ومنها: «إنَّما يخْشى الله مِنْ عِباده الْعُلَمَاءَ»(4)، برفع الله ونصب العُلَماء، وقد كَتَب الدّارقطني(5) (وجماعة بأن هذا الكتاب موضوع لا أصل له، الدارقطني) والدارقطني المذكور هو الحافظ أبو الحسن المشهور كان من المقرئين أيضاً(6). ومثال ما نقله ثِقَةٌ ولا وَجهَ له في العربيّة قليلٌ لا يَكَادُ يُوجَد، وجعل بعضُهم منه روايةَ خارجةَ عن نافع «مَعَائش»(7) بالهمز.
قال: وبَقِي قسْم رابعٌ مرْدُودُ أيضاً، وهو ما وافق العربية والرَّسْم
ص: 140
ولم يُنْقَل البتة فهذا ردُّه أحقُّ ومَنعهُ أشدّ وَمُرْتَكِبُهُ مُرْتَكِب لعظيم من الكبائر، وقد ذكر جواز ذلك عن أبي بكر بن(1) مُقسِم وعُقِدَ له بسبب ذلك مجلسٌ وأجمعوا على مَنْعِه ومن ثم امتنعت القِراءةُ بالقياس المطْلَق الذي لَا أَصْلَ لَهُ يُرْجَعُ إِلَيْه ولا رُكْنَ وثيقَ يُعْتَمَدُ في الأَدَاءِ عَلَيْهِ، قال: أمَّا مالَهُ أصل كَذَلِكَ فإنَّهُ مما يُضارُ إلى قَبُولِ القياسِ عَلَيْهِ كقياس إدغام: «قَالَ رَجُلَان»(2) على: «قَالْ رَّبِّ»(3) ونحوه مما لا يخالف نصٍّاً ولا أصْلاً ولا يَرُدُّ إجماعاً مع أنه قليل جداً.
قلت: قد أتقن الإمام ابن الجزَري هذا الفصل جدًّا(4)، وقد تحرر لي منه أن روايات القرآن على أنواع(5):
الأول: المتواتر: وهو ما نقله جَمْعٌ يمتنِعُ تَواطُؤُهُمْ على الكِذِب عن مثلهم إلى منتهاه.
الثَّاني: الآحَادُ الذي فُقِدَ فيه التَّواتُر، وهو ما صَحَّ سَنَدُه ووافق العربيَّة والرَّسْم واشتُهِرَ عند القُرَّاء فلم يَعُدُّوه من الغَلَط ولا من الشُّذوذ ويُقْرأُ به على ما قال ابنُ الجَزَري والشَّرْطُ الَأخير وإن لم يذكره في أول كلامه فقد ذكره في آخر الكلام على الضَّابط ولا بد منه فيُتَفَطَّنُ لَهُ.
ص: 141
الثالث: الشُّاذّ: وهو ما صَحُّ سَنَدُهُ وخالف الرَّسْمَ والعربية مخالفة تَضُرُّ أو لَمْ تَشْتَهر عند القُرَّاء ولا يُقَرَأُ به.
الرَّابع: المنكَر أو الغريب وهو ما لم يَصِحّ سندُه.
الخامِس: الموضُوع وهو أحطُّ من الذي قبله كالتي جمعها الخزاعي(1). وهذا تقسيمٌ حَسَنٌ يوافق مصطلح الحديث، ولم أُسمِّ القسمين الأخيرين بالشاذّ تبعاً للمُحدِّثين إذ الشَّاذُّ عندهم ما صحَّ سنَدُه وخُولِف فيه الملأ، فما لم يَصِحّ سَنَده لا يُسَمَّى شَاذاً بل ضعيفاً أو مُنكراً على حسب حالِه، والقُرَّاءُ لا يَمْنَعُون مِنْ إطلاق الشُّذوذ على ذلك وما صنَعْتُه أقرب.
وقد ظهر لي قِسْمٌ آخرُ يُشبههُ من أنواع الحديث المُدرج وهو: ما زيد في القراءات على وجه التفسير كقراءةِ ابن مسعودٍ: «وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ مِنْ أُمٍّ»(2).
قال ابن الجَزَريّ: ورُبَّما كانوا يُدخِلون التَّفسير في القراءة إيضاحاً وبياناً لأنهم مُحققُون لما تلَقَّوه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرآناً فهم آمِنُون من الالتباس ورُبَّما كان بعضُهم يكتبُه معه، وأما مَنْ يقول: إن بعض الصَّحابة كان يجيزُ القراءة بالمعنى فقد كذَب انتهى، فهذه سِتة أنواعٍ وإن كنا ترجمناها أولَ الباب ثلاثة حرَّرتُها بعد التَعَب الشديد وإن كان في ألفاظ القُرَّاءِ استعمال أسماء غير الأخير منها. انتهى.
ص: 142
تَنْبيهات:
الأول: قال ابنُ الحاجِب(1): السَّبعُ متواتِرةٌ فيما ليس من قبيل الأداءِ كالمدّ والإِمالة وتخفيف الهمزة(2)، قال ابنُ الجزَريّ: وقد وَهمَ في ذلك، بل حالُ اللَّفظ والأداء واحدٌ، وإذا ثبت تواتر ذلك كان تواتر هذا من باب أولَى إذ اللَّفظ لا يقومُ إلَّا به ولا يَصحُّ إلا بوجوده ونصَّ على تواتر ذلك كُلِّه القاضي أبُو بكر الباقِلَّاني وغيره، قال:(3) ولا نعلَمُ أحداً تقدَّم ابنَ الحاجب إلى ذلك، وتقدَّم في كلام البلقيني أن أصلَ الإمالةِ والمدِّ ونحوهما متواتِرُ لا كيفيته، فهو يصْلُحُ أن يكون موافقاً لابن الحاجب وأن يكون متوسطاً بيْنه وبين إطلاق الجمهور.
الثَّاني: الذي نقطعُ به وتقوم عليه الحجج والدلائلُ والبراهينُ ولا ينبغي لآدمي أن يمترى فيه أن البسْمَلَةَ متواتِرةٌ أول كُلِّ سورة نقلها الجَمْعُ البالغون حدَّ التواتر عن مثلهم إلى النبّي - صلى الله عليه وسلم -، بل الأحاديثُ الواردة بقراءتها أولَ الفاتِحَةَ وأوَّل كلِّ سورةٍ في الصَّلاةِ وخارجها بلغت عندي مبلغ التَّواتُر(4)، فقد رواه عن النَّبّي - صلى الله
ص: 143
عليه وسلم - أنسُ(1) في حديث نزُول الكوثر وعُمَر، وعثمانُ، وعليّ، وأبو هريرة، وابن عباس، وعمارُ بن ياسر وجابر بن عبدالله، والنعمان بن بشير، والحكم بن عمير وسَمُرة بن جندب وأبَيّ بن كعب، وبُرَيْدة، وخالد بن ثور، وبشير أو بشر بن معاوية وحسين بن عرفطة، وعائشة، وأمّ سلمة، وأمّ هانىء، وجماعة آخرون، وقد أفردت أحاديثهم في جزء.
الثَّالث: وقع لنا سُورتان تردَّدتُ في كونهما من الشاذِّ أو المنسوخ، روى البيهقي من طريق سفيان الثوري عن ابن جريج عن عطاء عن عُبيد بن عمير عمر بن الخطاب قنت بعدَ الركُوع وفيه فقال: بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحيم. اللَّهُمَّ إنا نَسْتَعينك ونستهديك(2) ونستغْفِرُك ونثني عَلَيك ولا نَكْفُرُك، ونخلعُ ونتْرك من يفْجُرُكَ، بِسْم الله الرَّحْمَنِ الرَّحيم. الَّلهُمَ(3) إيَّاكَ نَعْبُد، ولَكَ نُصَلِّي ونَسْجُدُ، وإليكَ نَسْعى ونَحْفِد، نَرْجُو رَحْمَتَكَ، ونَخْشَى عَذَابَكَ، إِن عَذَابَكَ بالكفَّارِ مُلْحَقُ.
ص: 144
قال ابن جريج(1) في حکمة البَسْمَلَة: إنهما سُورتان في مُصْحَفِ بعض الصَّحابة وروى محمد بن نصر عن أبيّ بن كعب أنه كان يقنُت بالسَّورتين فذكرهما. وروى الطَّبراني في الدعاء من طريق عبَّاد بن يعقوب الأسدي عن يحيى بن يعلى الأسلمي عن ابن لهيعة عن ابن هبيرة(2) عن عبد الله بن رزين العايقي قال: قال لي عبدالملك بن مروان: لقد علمتُ ما حَمَلَكَ على حُبِّ أبي ترابٍ إلا أنك أعرابيُّ جافٍ فقلت: والله لقد جمعْتُ القرآن من قبل أن يجتمع أبواك فلقد علَّمني علي بن أبي طالب سُورَتين علَّمهما إياه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ما علمِتَهما أنت ولا أبوك فذكرهما.
وروى أبو داود في المراسيل بسند رجاله موثقون لكنه مُرْسَل أنه صلى الله عليه وسلم - بينا هو يدعو على نفرٍ في الصَّلاة إذ جاءه جبريل فأوماً إليه أن اسكُت فسكت ثم قال: يَا مُحَمَّد إن الله لَمْ يبعثْك لعَّاناً ولا سبَّاباً ولم يبعثْك عذاباً وإنما بعثك رحمة «لَيْسَ لَكَ من الأمْرِ شَيْء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِم أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمون»(3) ثم علَّمه هذا القنوت فذكرهما(4).
وقال أبو عبيد: أنبأنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن ابن سيرين
ص: 145
قال: كتب أبي بن كعب في مصحفه: فاتحة الكتاب والمعوذتين واللهم إنا نستعينك، واللهم إياك نعبد وتركَهُنَّ ابن مسعود، وكتب عثمان منهن: فاتحة الكتاب والمعوذتين، وهذا الذي نسبه إلى ابن مسعود قد روى عنه من طريق أخرى، فروى البزَّار من طريق حسَّان بن إبراهيم عن الصلت بن بهرام عن إبراهيم عن علقمة عن عبدالله أنه كان يحُك المعوذتين من المصحف ويقول: إنما أمِرَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يتعوذ بهما وكان عبد الله لا يقرأ بهما، ورواه أيضاً ابن حبَّان في صحيحه، وأجاب ابن قتيبة(1) في مشكل القرآن عن هذا بأنه ظن أنهما ليستا من القرآن لأنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يعوِّذ بهما الحسَنَ والحسين فأقام على ظنه، ولا نقول إنه أصاب في ذلك وأخطأ المهاجرون والأنصار.
وأما إسقاطه(2) الفاتحة من مصحفه فليس لظنه أنها ليست من القرآن معاذَ الله، ولكنه ذهب إلى أن القرآن إنما كُتِبَ وجُمِعَ بين الَّلْوحَين مخافة الشَّكَّ والنِّسْيان والزِّيادة والنُّقصان، ورأى أن ذلك مأمون في سورة الحمد لقِصَرِها ووجوب تعلُّمِها على كلِّ أحد.
وقال النُووي(3): لا يصح إسقاطُ المعوِّذتين عن ابن مسعود لأن قراءة بعض السبعة من طريقه وفيها المعوِّذتان(4).
ص: 146
عَقَد لَه الحاكمُ والترمذي(1) بابا، وذكر البلقيني منه أشياء، وأخرج الحاكم من طريق عبد الله بن أبي مُلَيْكَة عن أُمِّ سَلَمَة قالَتْ: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقطِعُ قراءته: بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرّحيمِ. الحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِين. الرَّحْمنِ الرَّحيم ثم(2) يقف وأخرج من طريق الأعمش عن أبي صالحٍ(3) عن أبي هريرة أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كانَ يَقْرأُ: «مَلِكِ يَوْم الدّين».
وأخرج من طريق العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: «اهْدِنَا الصِّراطَ المُسْتَقِيمَ» بالصاد.
ص: 147
وأخرج من(1) طريق خارجة أيضاً قال: أقرأني زيد قال: أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فُرُهُنُ مَقْبُوضَةً»(2) بغير ألف.
وأخرج من طريق داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: «وَمَا كَانَ لِنَبي أنْ يَغُلُّ» بفتح الياء(3).
وأخرج من طريق الزهري عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ: «وكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بالنفس والْعَيْنُ بِالْعَيْنِ» بالرفع(4).
وأخرج من طريق عبد الرحمن بن غَنْمٍ الأشعري قال: سألت مُعاذَ بن جبل عن قول الحواريّين: «هَلْ يَسْتَطيعُ رَبُّكَ» أَوْ «هَلْ
ص: 148
تَسْتَطيعُ رَبِّك»(1). قال: أقرأني رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (هَلْ تَسْتَطيعُ) بالتاء(2).
وأخرج من طريق عبد الله بن طاووس عن أبيه عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: «لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُ مِنْ أَنْفُسِكُمْ»(3) يعني من أعظمِكُمْ قَدْراً.
وأخرج من طريق أبي إسحاق السبيعي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ: «وَكَانَ أَمَامَهُمْ مَلِك يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ صَالِحَةٍ غَصْباً»(4).
وأخرج من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود قال: أقرأني رسولُ اللهِ صَلَّى الله عليه وسلّم: إنّي أنَا الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوة المتينُ(5).
وأخرج من طريق بن الزبير عن جابر قال: قَرأَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلّم: «لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرِ»(6) بالصاد.
ص: 149
وأخرج من طريق نافع عن ابن عمر قال: ما همزَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلّم ولا أبُو بكرٍ ولا الخلفاءُ وإنما الهمزُ بدعةُ ابتدعَها مَنْ بَعْدهُم يعنى في النَّبيّ ثم قال: حدّثني أحمد بن العبَّاس المقرىء أنبأنا البغويُّ حدّثنا خلف بن هشام قال: حدَّثني الكسائي حدّثني حسين الجعفي عن حمدان بن أعين عن أبي الأسود الدُّؤَلي عن أبي ذرٍّ قال: جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا نَبيءَ اللَّهِ، فقال: لَسْتُ بِنَبيءِ الله، ولكنَّني نَبِيُّ اللهِ، وقال: صحيحٌ على شَرطِ الشَّيخين، وشاهده ما تقدّم.
قلت: بل هو منكر لم يصح وحمدان ليس بثقة، ولو صحّ لم يُعَارِض ما ثبت بالتَّواتُرِ والنَّقلِ المستفيض المشهور.
ص: 150
أشهر(1) قرَّاء القرآن من الصحابة: عثمان، وعلي، وأبيّ، وزيد بن ثابت، وابن مسعود، وأبو الدرداء، وفي الصحيح من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: خُذُوا القُرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعودٍ وسالمٍ ومُعَاذٍ وأبيّ بن كَعْبٍ(2) - وفيه عن قتادة قال: سألت أنسّ بن مالكٍ: من جَمَعَ القرآن على عهدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: أربعةً كلهُمْ مِن الأنصارِ - أبيّ بن كَعْبٍ - ومُعَاذُ ابن جبلٍ - وزيدُ بن ثابت - وأبو زيدٍ(3). وفيه عن أنسٍ أيضاً قال: مات النبيُّ صلى اللهُ عليه وسلم ولم يجمع القرآنَ غيرُ أربعَةٍ: أبُو الدَّرداءِ، ومُعاذُ بن جَبَلٍ، وزيدُ بن ثابتٍ، وأبُو زيدٍ(4).
قال البُلقيني: فيكون الحُفَّاظ بمقتضى الروايتين خمسة، والمراد بذلك من الأنصار وإلا فقد حفظهُ عَلَى عَهْدِه عليْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ من غير الأنصار: عثمان وسَالِم وابن مَسْعود، فهؤلاء ثمانية(5).
ص: 151
قلت: بل جمعه في عهده عليه الصلاة والسلام غيرهم أيضاً، فمنهم: عبد الله ابن عمرو بن العاص فقد قال: جمعْتُ القُرآن فقرأتُ به كلَّ ليلةٍ فبلغَ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم. الحديث، وأبُو الدَّرْداءِ - قال ابن كثير: وأبُو بكرٍ الصِّدِيق - فقد قدَّمه رسول اللهِ صلّى الله عليه وسلّم إماماً على المهاجرين والأنصار مع أنه قال: يَؤُمُّ القومَ أقْرؤُهم لكتابِ الله فلولا أنه كان أقرأَهُمْ لكتابِ الله لما قَدَّمه عليهم(1).
قلت: وأيضاً فهو أوَّلُ الناس إسلاماً فكيف يجمعهُ من أسلَمَ بعده ولا بدهرٍ يجمعه هو، وهُوَ هُوَ - وسَالِم - وهو مَوْلَى أبي حُذَيْفَة، وأبُو زيدٍ: أحد عمومة أنس، واختلف في اسمه فقيل: لَا يُعْرَف، وقيل: ثَابِتُ بنُ زَيدٍ، وقيل: مُعَاذ، وقيل: أَوْس، وقيل، قَيْس بن السَّكَن وهو المشهور وهو خزْرَجيُّ، وقيل: هُوَ مِنَ الأوْس واسْمُه: سعيد بن عبيد بن النعمان، وقيل: هما اثنان جَمَعَا القرآن ثم أخذ عن هؤلاء الصَّحابة: أبُو زَيْدٍ(2)، وابنُ عباس، وعبد الله ابن السَّائب عن أُبيّ، وأخذ ابن عباس عن زيدٍ أيضاً، وأخذ عنهم خَلْقٌ من التَّابعين فمِمَّن كان بالمدينة: ابن المسيّب وعُرْوَة، وسَالم، وعُمَر بن عبد العزيز، وسُلَيْمان وعطاء ابنَا يَسارٍ، ومُعاذ بن الحارث المشهورُ بمُعاذِ القَارِىء، وعبد الرحمن بن هُرْمُز
ص: 152
الأعرج، وابن شهاب الزّهري، ومسلم بن جندب، وزيد بن أسلم وبمكة: عبيد بن عُمير(1)، وعطاء، وطَاوُوس، ومُجَاهِد، وعِكْرِمة، وابن أبي مُلَيْكَة - وبالكوفة: عَلْقَمة، والأسْود، ومسْرُوق، وعُبَيْدة، وعمرو بن شُرَحْبيل والحارث بن قيس، والرَّبيع بن خيثم، وعمرو بن مَيْمون، وأبُو عبد الرحمن(2) السّلمي، وزرّ بن حُبَيْش، وعبيد بن فضيلة(3)، وسعيد بن جبير، والنَّخعي، والشّعبي.
وبالبصرة: أبُو العَالية وأبو رَجاء، ونصر بن عاصم، ويحيى بن یعمر، والحسن، وابن سيرين، وقتادة(4).
وبالشام: المغيرة بن أبي شهاب المخزومي صاحب عثمان وخُليد(5) بن سعد صاحب أبي الدَّرداء، ثم تجرَّد قومٌ واعتنوْا بضبط القرآن(6) أتمَّ عناية حتى صاروا أئمةً يُقتدى بهم ويرحَلُ إليهم. فكان بالمدينة: أبو جَعْفر يزيد بن القعقاع، ثم شيبة بن نصاح، ثم نافع بن أبي نُعيم وبمكة: عبد الله بن كثير، وحميد بن قيس الأعرج، ومحمد بن محيصن. وبالكوفة: يحيى بن وثاب، وعاصم بن أبي النجود، وسليمان الأعمش، ثم حمزة، ثم الكسائي. وبالبصرة: عبد الله بن أبي إسحاق،
ص: 153
وعيسى بن عمرو، وأبو عمرو بن العلاء، وقيس بن عاصم الجحدري(1)، ثم يعقوب الحضرمي.
وبالشام: عبد الله بن عامر وعطية بن الكلابي(2)، وإسماعيل بن عبد الله ابن المهاجر، ثم يحيى بن الحارث الذماري، ثم شريح بن يزيد الحضرمي.
واشتهر من هؤلاء في الآفاق الأئمة السبعة: «نافع» وأخذ عن سبعين من التابعين منهم أبو جعفر، و«ابن كثير» وأخذ عن عبد الله بن السائب الصحابي، و«أبو عَمْرو» وأخذ عن التابعين، و«ابن عامر» وأخذ عن أبي الدِّرداء وأصحاب عثمان، «وعَاصِم» وأخذ عن التابعين، «وحمزة» وأخذ عن عاصم، والأعمش، والسبيعي، ومنصور بن المعتمر وغيرهم، و«الكسائي» وأخذ عن حمزة، وأبي بكر بن عَيّاش.
ثم انتشر القُرّاءُ في الأقطار وتفرَّقُوا أمماً بعد أممٍ واشتهر مِنْ رُواةِ كل طريقِ من السَّبعة راويان، فعن نافع: قالون، وورش عنه، وعن بن كثير: قُنبل، والبَزّي عن أصحابهما عنه وعن أبي عمرو: الدَّوري، والسّوسي عن اليزيدي عنه، وعن ابن عامر: هشام، وابن ذكوان عن أصحابهما عنه، وعن الكسائي: الدّوري، وأبو الحارث(3).
ثم لمّا اتسعَ الخَرق وكاد الباطل أن يلتبس بالحق قام جهابذةُ الأمَة وبالغوا في الاجتهاد وجمعوا الحروف والقراءات وعَزَوْا الوجوه
ص: 154
والروايات، وميّزوا الصحيح والمشهور والشاذ بأصول أصَّلوها، وأركان فصَّلوها، وأَوُلُ من صنَّف في القراءات(1): أبُو عُبيْد القاسم بن سلَّام، ثم أحمد بن جبير بن محمد الكُوفي، ثم إسماعيل بن إسحاق المالكي صاحب قالون، ثم أبو جعفر بن جرير الطَّبري، ثم أبو بكر محمد بن أحمد ابن عمرو الداجوني، ثم أبو بكر بن مجاهد، ثم قام الناس في هذا العصر وبعده بالتأليف في أنواعها جامعاً ومفرداً وموجزاً ومسهباً، وأئمةُ المقرئِين لا يُحصَوْن، وقد صنَّف طبقاتهم حافظُ الإسلام أَبُو عبدِ الله الذّهبي، ثم حافظ القرّاء: أبو الخير ابن الجَزريّ(2) ولا مزيدَ على كتابَيْهما، والله سبحانه أعلم.
ص: 155
هذا النوع من زيادتي، وهو نوع مُهِمْ، وَأَوْجُهُ التَّحمُّل عند المحدّثين ثمانية: السَّماع من لفظ الشيخ والقِراءةُ عَلَيه والسَّماعُ عليه(1).
فأما غيرُ الأَوَّلَيْن فلا يأتي هنا كما ستعلم مما نذكره، وأما القِراءةُ على الشيخ فهي المستعملَةُ سلَفاً وخلفاً، وأما السَّماعُ من لَفْظِ الشَّيخ فقد كنت أقول به هنا لأن الصحابة - رضي الله عنهم - إنما أخذوا القرآن مِنْ في رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن لم يأخذ به أحدٌ من القرَّاء وهو ظاهر(2) من جهة أن المقصود هنا كيفيَّةُ الَأداء، وليس كلُّ من سمِعَ من لفظ الشيخ يَقْدِرُ على الأداء بهيئته(3) بخلاف الحديث، فإن المقصود المعنى أو اللفظ لا بالهيئات المعتبرة في أداءِ القرآن، وأما
ص: 156
الصحابة فكانت فصاحتُهم وطباعُهم السِّليمة تقتضي قدرتهم على الأداء كما سمعوه من النبي صلى الله عليه وسلم.
ويحكَى أن الشيخَ شمسَ الدين بن الجزري لمّا قدِمَ القاهرة وازدحمت عليه الخلق لم يتسع وقته لقراءة الجميع، فكان يقرأ عليهم الآية ثم يعيدونها عليه دَفْعةً واحدة، فلم يكتف بقراءته.
وتجوز القراءةُ على الشيخ ولو كان غيرهُ يَقرأ عليه في تلك الحالة إذا كان بحيث لا يخفى عليه حالُهم، وقد كان الشيخ علم الدين السَّخاوي(1) يقرأ عليه اثنان وثلاثةً في أماكن مختلفةٍ ويردُّ على كلٍّ منهمْ، وكذا لو كان الشَّيخُ مشتغِلاً بشغل آخر كنسْخٍ ومطالعةٍ، وأما القِراءةُ الحفْظ فالظاهر أنها ليست بشرطٍ بل يكفي ولو من المصْحف.
وأما كيْفيَّاتُ القِراءة فثلاث:
أحدُهَا: التَّحقيق وهو: إعطاءُ كلّ حرفٍ حقَّه من إشباع المدّ وتحقيق الهمز وإتمام الحركاتِ واعتماد الإِظهار والتشديدات وبيان الحروف وتفكيكها وإخْراج بَعْضها من بعض مع التَّرسُّلِ(2) والتُّؤَدَة بلا
ص: 157
قَصْرٍ ولا اختلاسٍ ولا إسكانِ متحرّكٍ ولا إدْغامِه، ويُسْتَحبُّ الأخذُ به على المتعلِّمين من غير مُجَاوزَةٍ إلى حدِّ الإفراطِ بتوليدِ الحُروفِ من الحركاتِ وتكرير الرَّاءاتِ وتحريك السَّواكِن والفَصْل بين حُروف الكلِمة كما يقف كثيرٌ من الجهَّال على التَّاءِ من (نَسْتعين) وقفةً لطيفة مدَّعياً أنه يُرتِّل(1).
الثَّانية: الْحَدْر بفتح الحاءِ وسكون الدَّال وهو: إِدْراجُ القراءةِ وسُرْعتُها وتخفيفها بالقصْر والتسْكين والاخْتلاسِ والبدل والإدغام الكبير وتخفيف الهمزة بالقصْر والتسكين(2) ونحو ذلك مما صحت به الرواية بدون بَتْرِ حروف المدّ واختلاس أكثر الحركات والتفريط إلى غاية لا يَصحّ بها القراءة ولا توصف بها التِّلاوة، وهذا النَّوع مذهبُ ابن كثير وأبي جعفر، ومن قصرَ المنفصلَ كَأَبِي عَمْرو ويعقوب.
الثَّالثة: التَّدْوير - وهو التَّوسط بين المقامين(3) وهو المختارُ عندَ أكثر أهلِ الأداء - واختُلِفَ في الأفضل هل الترتيل وقِلَّةُ القراءة أو السُّرعةُ وكثرتُها؟ ومعظمُ السَّلَفِ والخَلَفِ على الَأوَّل(4)، وتوسَّط بعضُهم فقال: ثوابُ الكثرةِ أكثرُ عَدَداً، وثوابُ التَّرسُّلِ أَقَلُ قَدْراً(5).
ص: 158
وأما كَيْفِيَّةُ الأخْذِ بإِفْرَاد القراءاتِ وجَمْعِها فالَّذي كان عليه السَّلف أخذُ كُلّ خَتْمةٍ برِوَايةٍ لا يَجْمَعون روايةً إلى غيْرِها إلَى أثناءِ المائة الخامسةِ(1) فظهر جَمْعُ القِرَاءاتِ في الخَتْمةِ الواحدة واستقرَّ عليه العملُ ولم يكونُوا يَسْمَحونَ به إلا لمن أفردَ القراءاتِ وأتقن طُرقَها وقرأَ لكلِّ قارئ بختمةٍ على حدةٍ، بل إذا كان للشَّيخ راويان قَرَأُوا لِكلِّ راوٍ بختمة، ثم يَجْمعُون لَهُ وهكذا، وتساهلَ قومٌ فَسَمحُوا أن يُقْرأَ لِكلِّ قاریءٍ من السبعةِ بختمةٍ سوى نافعٍ وحمزة، فإنهم كانوا يَأْخُذُونَ بختمةٍ لقالون، ثم بختمةٍ لوَرْش، ثم بختمةٍ لخَلَف، ثم بختمةٍ لخلَّاد(2)، ولا
ص: 159
يَسْمحُ احدُ بالجمع إلّا بعد ذلك، نعم إذا رأوا شخصاً أَفَرَدَ وجمعَ على شيخ معتبرٍ وأجيزَ وتأهَّل وأراد أن يجمعَ القراءاتِ في ختمةٍ لا يُكَلِّفُونه الإِفرادَ لِعِلْمِهِم بِوُصُولهِ إلى حدِّ المعرفةِ والإِتقان.
ثم لَهُمْ في الجَمْعِ مَذْهَبان: الْجَمْعُ بالحَرْفِ بأن يَشْرَعَ في القراءةِ، فإذا مرَّ بكلمةٍ فيها خُلْفُ أعادَها بمُفْردِها حتى يستوفي ما فيها(1)، ثم يقفَ عليها إن صَلحت لِلوقف، وإلّا وَصَلَها بآخِر وجْهٍ حتى ينتهي إلى الوقف، وإن كان الخُلْفُ يتعلَّقُ بكلِمتين كالمدِّ المنفصل، وقَفَ على الثَّانية واستوعَبَ الخلاف وانتقل إلى ما بَعْدَها وهذا مذهبُ الْمصْريّين(2) وهو أَوْثق في الاسْتيفاء وأخفُّ علَى الأخذِ لكِنَّه يُخرجُ عن رَوْنقِ القِراءةِ وحُسْنِ التلاوة.
الثَّاني: الْجَمْعُ بالوقْف بأن يَشْرعَ بقراءةِ من قَدَّمه حتى ينتهي إلى وقفٍ، ثم يعودَ إلى القارىء الذي بَعْدَه إلى ذَلك الوقْف ثُمَّ يَعُود وهكذا حتى يفرغ وهذا مذهب الشَّاميّين وهو أشَدُّ استِحْضاراً وأشدُّ استِظهاراً وأطولُ زماناً وأجودُ مكاناً، وكان بَعْضُهم يَجْمَعُ بالآية على هذا الرَّسم
ص: 160
وأما ترتيبُ القراءاتِ فليس بشَرط ولكن يُسْتحبُّ أن يَبْدَأُ بما بَدَأَ به المؤلِّفُون في كُتُبِهم فيبدأُ بالقصْرِ، ثم بالمرتبةِ الَّتي فوقه وهكَذَا إلى آخِرِ مراتبِ المدّ(1) - ويبدَأُ بالمشْبَع، ثم بما دُونَه إلى القصْر، وإنما يسلك مع شيخٍ بارعٍ عظيم الاستحضارِ، أما غيره فيسلك به طريقٌ واحد(2)، وإذا انتقل القارىءُ إلى قراءَةٍ قبْلَ إتمامِ ما قبْلها لم يدعْه الشَّيخُ بل يُشيرُ إلَيْهِ بيَده، فإن لم يتفطَّن قال: لم تَصِلْ فإن لم يتفطَّن سكت حتى يتذكَّره، فإن عجز فإن عجز قالَ لَه(3).
وأما القراءة بالتَّلفِيق وخَلْطُ قِراءة بأخرى فأجازها أكثر القرَّاء ومنعها
ص: 161
قوْمٌ، وقال ابن الصَّلاح والنَّوويّ: ينبغي أن يُدَاوِمَ على قراءةٍ واحدة حتى ارتباطُ الكلامِ فإذا انقضى فله الانتقال إلى قراءةٍ أخرى، والأوْلَى المُدَاومةُ على تِلك القراءةِ في ذلك المجلس قال ابن الجَزَرِيّ: والصَّوابُ التّفصيل، فإن كانت إحدى القراءتين مُترتبة على الأخرى مُنِعَ ذلك مَنْعَ تحريم كمن يقرأ: «فَتَلَقّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمات»(1) بضمهما أو نصبهما(2)، أخذاً رفع «آدَمُ» من قراءة غير ابن كثيرٍ، ورفع «كَلِمَات» من قراءته ونحو ذلك مما لا يجوز في العربية واللِّغة، وما لم يكن كذلك فُرّق فيه بين مقام الرّواية وغيرها، فإن كان على سبيل الرّواية حَرم أيضاً لأنه كَذِبُ في الرّواية وتخْليط، وإن كان على سبيل القراءة والتِّلاوة جاز(3).
وأما القِراءاتُ والرِّواياتُ والطُّرُق والأوجُه وسيأتي في النوع الآتي بيانُها فَلَيْسَ للِقارىء أن يدَعَ منها شيئاً أو يُخلَّ به، فإنه خَلَلٌ في إكمال الرِّواية إلّا الأوجه فإنها على سبيل التخيير، فأيُّ وجه أتى به أجزأه في تلك الرواية.
وأما قدرُ ما يُقرَأُ حالَ الأخْذِ فقد كان الصَّدْرُ الأَوَّلُ لا يزيدون على عَشْرِ آياتٍ لكائنٍ مَنْ كَان، وأما مَنْ بَعْدَهُم (فرأَوْهُ بحسبِ قوَّةِ الأخذ. قال ابن الجزري: والَّذِي استقرُّ عليه العَمَل: الأخُذُ في الإفرادِ بجُزء من
ص: 162
أجزاء مائةٍ وعشرين، وفي الجَمْع بجُزْء من أجزاء مائتين وأربعين(1)). ولم يُحدّ له آخَرون حدَّاً، وهو اختيار السَّخاوي(2)، وقد لخَّصت هذا النوع ورتَّبت فيه متفرّقاتِ كلام أئمةِ القراءات وهو نوعٌ مُهمُّ يحتاجُ إليهِ القارىء كاحتياج المحدِّث إلى مِثْلِه من عِلْم الحديث.
مَسْأَلَة: ادَّعَى ابنُ خَيْرٍ(3) الاجماعَ على أنه ليس لأحد أن ينقُلَ حديثاً عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ما لم يكُنْ لَه به روايةُ ولو بالإِجازة فهل يكونُ حُكْمُ القُرآنِ كذلك فليس لأحد أن ينقُل آيةً أو يَقْرَأَهَا ما لم يقرأْها على شيخ؟ لم أرَ في ذلك نَقْلاً وَلِذَلِكَ وَجْهُ من حيث إن الاحتياطَ في أداءِ ألفاظ القرآن أشدُّ منه في ألفاظِ الحديث ولِقدمِ اشتراطِه أيضاً وجهٌ من حيثُ ذَلِكَ فى الحديث إنما هُو لخوف أن يَدْخُلَ في الحديث ما ليس مِنْه أو يُتَقَوَّل على النَّبي صلى الله عليه وسلم ما لم يقُلْه، والْقُرآن مَحفوظٌ مُتَلَقَّى متداوَلُ مُيسَّرٌ ولا يخلو هذا المحلُّ من نظرِ وتأمُّلٍ، ولا يشفى فيه إلا نقْلٌ مُعْتَمَد.
ص: 163
هذا النَّوعُ من زيادتي وهو أيضاً عُلُوٍّ الإِسناد سُنَّةٌ وقُرْبَةٌ إلى الله تعالى، وقد قسَّمه أهْلُ الحديثِ إلى خمسةِ أقسامٍ تأتي هُنا.
الأوَّل: القُرْبُ مِنْ رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلم من حيثُ الْعَدد بإسنادٍ نظيفٍ غيرِ ضَعيفٍ وهو أفضلُ أنواعِ العُلُوِّ وأَجَلُّها، وأعلَى ما يقع للشُّيوخ في هذا الزمان إسنادٌ رجالُهٌ أربعةَ عشَر رجلًّا(1)، وإنما يقع ذلك من قراءةِ ابن عامرٍ من رواية بن ذَكوان(2)، ثم خمسةَ عشرَ، وإنما يقع ذلك من قراءة عاصمٍ من رواية حفصٍ وقراءة يعقوب من رواية رُويس(3).
ص: 164
الثاني: من أقْسامِ العُلُوِّ عند المحدِّثين: القُرْبُ إلى إمامٍ من الحديث كالأعمش، وهشام، وابن جُرَيْج، والأوْزاعي، ومالك(1)، ونظيره هنا: القُربُ إلى إمامٍ من الأئِمة السَّبعة، فأعْلَى ما يقعُ الْيَوْم للشيوخ بالإسناد المتَّصل بالتلاوة إلى نافع: اثنا عشر وإلى ابن عامر: اثنا عشر.
الثَّالث: عند المحدِّثين: العُلُوُّ بالنسبة إلى رواية أحدِ الكتب الستة بأن يروي حديثاً لو رواه من طريق كتاب من السّتة وقعٌ أَنزل(2) مما لو رَواه من غير طريقها، ونظيره هنا العُلُوُّ بالنسبة إلى بعض الكتب المشهورة في القراءات كالتَّيسير والشاطبية(3).
ويقع في هذا النَّوع: الموافقاتُ، والإِبْدال، والمساواةُ، والمصَافحات فالموافقةُ: أن يَجْتمعَ طريقُه مَعَ أَحَدٍ أصحاب الكتُبِ في
ص: 165
شَيْخه، وقد يَكُونُ مع عُلُوّ على ما لَورَواه من طريقه أوْ لاَ يكون، مثالُه هذا الفَنّ قراءةُ ابن كثيرٍ روايةُ البَزِّي طريق بن بنان عن أبي ربيعة عنه يرويها ابن الجزَري من كتاب المِفتاح لأبي منصور محمد بن عبدالملك بن خيرون(1) ومن كتاب المِصْباح لأبي الكَرْمِ الشَّهرزُورِي(2)، وقرأ بها كلُّ من المذكورتين على عبدالسيد بن عتاب فروايته لها من أحد الطريقين تسمى موافقةٌ للآخر باصطلاحِ أهل الحديث.
والبَدَل: أن يجْتَمِعَ مَعَهُ في شيخِ شَيْخهُ فصاعداً، وقد يكون أيضاً بعُلُوٍّ وقد لا يكون، مثالُه هُنا قراءةُ أبِي عمرو روايةُ الدَّوريِّ طريق ابن مجاهد عن أبي الزَّعراء عنه رواها ابن الجَزري من كتاب التَّيسير، قرأ بها الدَّاني على أبي القاسم عبد العزيز بن جعفر البغدادي وقرأ بها على طَاهِرِ عن ابن مُجاهد، ومن المِصْبَاحِ قرأ بها أبو الكَرْم على أبي القاسم يَحْيى بن أحمد بن السَّيبي وقرأ بها على أبي الحسن الحمَّامي، وقرأ على أبي طاهر فروايته لها من طريق المِصْباح تُسَمَّى بدلاً للدَّاني
ص: 166
والمساوَاةُ: أن يكُونَ بينَ الرَّاوي والنَّبِّي صلى الله عليه وسلم أو الصَّحابي أو مَنْ دُونَه (إلى شيخِ أحَدِ أَصْحَابِ الكُتب كما بَيْنَ أَحَدِ أصحاب الكُتُب والنَّبيّ صلَّى الله عليه وسَلَّم أو الصَّحابي أو مَنْ دُونه)(3) على ما ذكر من العدد.
والْمُصَافَحة: أن يكون أكثر عدداً منه بواحدٍ فكأنه لقي صاحب عن ذلك الكتاب وصافَحهُ وأخذَ عَنْه، مثاله قراءة نافع رواها الشَّاطبيُّ(4) عن أبي عبدالله محمد بن علي النّفزي عن أبي عبدالله بن غُلام الفرس عن
ص: 167
سليمان بن نجاح وغيره عن أبي عمرو الدّاني عن أبي الفتح فارس بن أحمد عن عبد الباقي بن الحسن عن إبراهيم بن عمر المقرىء عن أبي الحسين بن بُويان عن أبي بكر بن الأشعث عن أبي جعفر الرّبعي المعروف بأبي نشيط عن قالون عن نافع ورواها ابن الجزري عن أبي محمد بن البغدادي وغيره عن الصائغ عن الكمال بن فارس عن أبي اليُمن الكندي عن أبي القاسم هبة الله بن أحمد الحريري عن أبي بكر الخياط عن الفَرَضي عن ابن بُويان،(1) فهذه مساواةٌ لابن الجزَريّ لأن بينه وبين ابن بويان سبعة وهو العدد الذي بين الشاطبي وبينه، وهي لمن أخذ عن ابن الجزري مصافحة للشاطبي(2).
ومما يُشْبِه هذا التَّقسيمَ لأهل الحديث تقسيمُ القرَّاء أحوالَ الإسناد إلى: قراءةٍ، وروايةٍ، وطَريقٍ، ووَجْهٍ. فالخِلافُ إِن كَان لأحَدِ الأئِمَّة: السَّبعة أو الْعَشَرة أو نحوهم واتفقت عليه الرِّوايات والطُّرق عنه فهو قِراءة، وإن كان للَّراوي عَنْه فروَاية، أو لِمَنْ بَعْده فنازلاً فطريقٌ، أو لَا علَى هَذه الصِّفة ممَّا هُو راجعٌ إلى تخيير القارىء فَوَجْهُ.
الرَّابعُ: من أَقْسَامِ العُلُوِّ: تقدّمُ وفاةِ الشُيخ عن قرينِهِ الَّذِي أخذ عن شيخه، فالأخْذُ مثلاً عن التَّاج بن مَكْتوم أعلى من الأخذ عن
ص: 168
أبي المعالي ابن اللِّبّان(1) وعن ابن اللبان أعلى من البُرْهان الشَّامي وإن اشتركوا الأخذ عن أبي حَيْان لتقدُّم وفاةِ الأوَّلِ على الثَّاني والثَّاني على الثالث. الخامس: العُلُوّ بموْتِ الشِّيخ لامَعَ الْتِفاتٍ إلى أثرٍ آخر(2)، أو شيخٍ آخر متى يكون، قالَ بَعْضُ المُحدِّثين: يُوصَفُ الإِسنَادُ بالعُلُوِّ إذا مضى عليه من مَوْت الشَّيخ خَمسُون سنَة، وقال ابن مَنْده(3): ثلَاثُون فعلى هذا أصحاب ابن الجزَري عالٍ من سنة ثلاثٍ وستين وثمانمائة، لأن ابن الجزَريّ آخرُ مَنْ كَان سَنَدُهُ عَالياً(4)، وقد مضى عليه حينئذٍ من موته ثلاثون سنة(5)، فهذا ما حرَّرته من قواعد الحديث وفَرعْتُ عَلَيْه قواعدَ القِراءَات والله المِنَّةُ والحمد(6).
ص: 169
وإذا عَرفتَ العُلُوِّ بأقْسامِه عرفتَ النُّزُولَ فإنَّه ضِدُّه، وحيث ذُمّ النُّزُولُ فهو مَا لَم يَنْجَبِرٌ لكونِ رجالِهِ أَعْلَمَ أَوْ أَتْقَن أو أَجَلَّ أو أشْهَر أَوْ أَوْرَعَ، أما إذا كان كذلك فليس بمَذْمُوم ولا مَفْضُولٍ، والعَالي: ما صحَّ إسنَادُه ولو بلغت رُوَاتُه مَائَةٌ والله سبحانه وتعالى أعلم.
ص: 170
هذا النَّوعُ مِنْ(1) زيادَتي: والْمُسَلْسَلُ: ما تَوارَدَت رُواتُه على صفةٍ أو كيفيَّةٍ واحدة، وقسَّمه أهلُ الحديث إلى أقْسامٍ لا يتأَتَّى غالبُها هنا ومِنْه ما تَسَلْسَلَ في أوَّلِه وَانْقطع - ولو اعْتنى القُرَّاءُ به كاعْتِناءِ المحدِّثين لاتَّصَلَ لَهُمْ مِنْ ذَلك شَيءٌ كثير، وأكْثُر مَا يَقَعُ التِّسلسُلُ هُنَا بصفاتِ الرُّواة كالتَّسَلْسُلِ بالقُرَّاء الحُفَّاظ، والقُرآن كلُّه بهَذِه الصِّفة، فإنه نَقله قارىءٌ عن قارىءٍ إلَى مُنْتَهاه، وكَانَ بكَوْن رجالِ الإسنَادِ كِلّهم مُعَمِّرين أو شَافِعِيّين أوْ أندلُسيين أو دِمَشْقيين أو مَكِّيين أو نحو ذلك، وقد وقَعتْ لَنا سورةُ الصَّفِّ مُسَلْسَلَةٌ بقراءةِ كُلِّ شَيْخ على الرَّاوي، وأخبرني المسْنِد المعَمِّر أبو عبيدْ الله محمد بن أحمد الحاكم رحمه الله بقراءَتي عليه، أنبأنا أحمد عبد الواحِد المقرىء أخبرنا أبو العباس أبو اسحاق ابراهيم بن بن أحمد بن أبي طالب الصَّالحي أخبرنا أبو النجا بن اللَّتي أخبرنا أبو الوقت السّجْزِي أخبرنا أبو الحَسن الدَّاوُدِي أخبرنا أبو محمد السَّرْخسي أخبرنا أبو عمران السّمرقنْدي أخبرنا أبو محمد الدّارمي أخبرنا محمد بن كثير عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سَلَمة عن عبد الله بن سَلام
ص: 171
قال:(1) فَعَدْنَا نَفَرٌ من أصحابِ رسُول الله صلى الله عليه وسلم فتذاكرنا فقلنا؛ لَوْ نَعْلَمُ أَيّ الأعمالِ أَحَبُّ إلى الله عز وجل لَعَمِلْناه فأنزل الله: «سَبِّح الله ما في السَّمَواتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكيم. يَأَيُّها الَّذِينَ ءَامَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ»(2) حتى خَتَمَها.
قال عبدالله(3) فقَرأها علينا ابنُ سلَّام، قالَ يحيى: فقرأها علينا أَبُو سَلَمة، قال الأوزاعي فقرأها علينا يحيى، قال ابنُ كَثير: فقرأها علينا الأوْزَاعي، قال الدّارمي: فقرأها علينا ابنُ كثير، قال السَّمرقندي(4): فقرأها علينا الدّارمي، قال السِّرخسي: فقرأها السَّمرقندي، قال الدّاودي:
ص: 172
فقرأها علينا السَّرخسي، قال أَبُو الوقت(1): فقرأها علينا الدّاودي،(2) قال ابنُ اللّتي: فقرأها علينا أَبُو الوقت، قال أبُو العباس فقرأها علينا بن اللّتي، قال أبو إسحاق: فقرأها علينا أبو العباس قال أَبُو عبدالله: فقرأها علينا أبُو إسْحاق، قلتُ: فقرأها علينا أبُو عبد الله.
ومن هذا النوع ما رواه البيهقي في الشعب من طريق عكرمة بن سليمان قال: قرأت على إسماعيل بن عبدالله بن قُسْطَنطين(3) فلما بلَغْتُ: والضُّحَى قال: كَبِّر عند خَاتِمةِ كُلِّ سُورةٍ حتَّى تَخْتِم(4)، وأخبَره أنَّهُ قَرَأَ على مجاهدٍ فأمرهُ بذلك وأخبره مُجاهد أن ابن عبَّاس أمَره بذَلك وأخبره ابن عباس أن أُبَيّ بن كعبٍ أَمَرَه بذَلِك، وأخبره أُبَيّ أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرَه بذلك، ورواه ابنُ الجَزَري متّصِلَ السِّلْسِلَة إلى عكرمة، والله سبحانه أعلم.
ص: 173
هَذَان نَوْعَان مُهِمَّان، ولأئِمَّة القُرّاء فيهما تصَانيف، والكلام في ذلك في أمْرَيْن: ما يُوقَفُ عَلَيْهِ ويُبْتَدَأُ بِهِ، وكيْفيَّةُ الْوَقْف، والحاجَةُ إلى الأمْرِ الَأوَّل(1) أهمُّ من الثاني(2) كما لا يخفى، وعجبت للبلقيني كيف تركه وتكلَّم في الثاني.
الأوَّل: الأفْضَل الوقْفُ عِنْدَ رأسِ كلِّ أَيةٍ للحديثِ السَّابقِ في النَّوع الرَّابع والعِشرين(3)، وممَّن اخْتَارَهُ: أبو عمرو بن العلاء(4) والبيهقي(5) في الشعب(6) وخَلائق. ثم الكلَامُ إمَّا أن يكون تاماً بأن لا يكون له تعلُّقٌ بما بَعْدَهُ ألبتة لا مَعنىً ولا لَفْظاً فالْوَقْفُ عليْه يُسَمَّى
ص: 174
بالتِّام، ويُبْتَدأْ بمَا بَعْدَه وأكْثرُهْ في رؤُوس الآي وانْقِضَاء القَصص(1)، وقد يكون قبل انقضاءِ الآية نحو: «وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةٌ...» فيه انقِضاءُ حكايةِ كلام بلقيس ثم قال تعالى: «وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ» كذا قال ابن الجَزَري وفيه بَحْثٌ.
وقد يكونُ وَسَط الآية نحو: «لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءني»(2) وبعد الآية بكَلِمةٍ نحو: «مِنْ دُونِهَا سِتْراً كَذَلِكَ»(3)، وقد يكونُ تاماً على تفسير وإعرابٍ، غير تامٍّ على آخَر(4) كآية: «وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا الله»(5) - وإن كان له تعلُّق به من جهةِ المعنَى فقط فالوقْفُ عليه يُسَمَّى بالكافي ويُبْتَدَأُ بما بَعْدَه أيضاً - أو من جهة اللَّفظِ فقط فهو الْحسَن يُوقَفُ عليه ولا يجوز الابتداء بما بعدَه إلا أن يكونَ رأسَ آية، وقد
ص: 175
يكون كافياً وحسناً على تأويل وغَيرَهُمَا على آخر نحو: «يُعلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ»(1)، كَافٍ إِنْ جُعِلَت (ما)(2) بعده نافية، وحَسَنُ إِنْ جُعِلَت مَوْصُولة - وإن لم يتمّ الكلامُ فهو الوقف القبيح وإنما يجوزُ ضَرورةً بانقطاع النَّفَس، كالوقف على المضافِ والمبتدأ والمُوصول والنِعت دون متمّماتها وبَعْضُه أقْبَحُ من بعض، والمرادُ بالقُبْحِ من جهة الأَدَاءِ لا الشَّرْع فليس بحرامٍ ولا مكروهٍ إلَّا أنْ قصد تحريفُ المعنى عن مواضِعه وخلاف ما أراد الله تعالى فإنه يَحْرُم(3) - ومِنَ الْوقفِ ما يتأكّدُ استِحبابُه، وهُوَ ما لَوْ وُصِلَ طَرفاهُ لأوْهَمَ غير المُراد وبعضُهم عبَّر عنه بالواجب ومراده ما تقدم نحو: (وَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ)(4) ويَبْتَدِىءُ: (إِنَّ الْعِزَّةَ لله جَميعاً) لِئَلَّا يُوهِمَ أنَّ ذلك مقولُ القَوْل، وقد تحرَّى(5) قومٌ الوقفَ على حرفٍ وآخرون على آخر، ويمتنع الجمع بينهما كالوقف على: «لَارَيْب»، وعلى: «فيه»(6)
ص: 176
فإنه لا يجوز على أحدهما إلا بشرط وَصْلِ الآخر(1)، ويُغْتفَر مخالفةً ما تقدَّم في طُولِ الفَواصِل والقَصص ونحوها وحالة جَمْع القراءات. أمَّا الابْتداء فلا يكونُ إلَّا اختيارياً فلا يجوز إلا بمستقِلٍ(2)، ویکون أیضاً تاماً وکَافیاً وحسناً وقبیحاً بحسب التَّمام وعدمِه وفسادِ المعنی وإحالته(3) وقد يكون الوقفُ قبيحاً والابتداءُ جيداً نحو: «مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا»(4) فالوقف على الإشارة قبيحُ لأنه مُبتدأ ولايهامِه الإشارة إلَى الْمرقَد، والابتداءُ به مع ما بعده كافٍ أوتامّ، والقرَّاء مختلفون في الوقفِ والابتداء: فنافعٌ كان يُراعي محاسنَهما بحسب المعنى، وابنُ كَثيرِ وحَمْزةً: حيثُ ينقطِعُ النَّفَس، واستثنَى ابنُ كثير: «وما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا الله»(5) «ووَمَا يُشْعِرُكُمْ»(6)، «إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَر»(7) فتعمَّد الوقف عندها، وأبو عَمْرٍ ويتعمَّدُ رُؤُوسَ الآي، وعاصِمٌ والكِسائيُّ حيث تَمَّ الكلامُ والباقون راعَوا أحْسَن الحالتين وقفاً وابتداءً(8).
ص: 177
الثاني(1): قِسْمان: الأوَّل: الوقف على أواخِرِ الكِلم، فالمتحرِّكُ يوقف عليه بالسُّكُون وهو الأصْل، ووردت الرواية عن الكوفيين وأبي عمرو بالإشارة إلى الحَركة، ولم يأت عن الباقين شيء، واستحسنه أكثرُ أهل الأداء في قراءتهم أيضاً - والإشارةُ إمَّا: رَوْمٌ وهي النُّطق ببعضِ الحركة وقيل: تضعيفُ الصَّوْت بها حتى يذهبَ معظَمُها، قال ابن الجَزَرِيّ: والقولان بمعنًى واحد، ويكون في الضَّمِّ والكَسْر - وإمَّا: إشْمامُ وهو الإشارة إليها(2) بلا تصويت بأن تجعلَ شَفَتيك على صُورتِها إذا لفَظَت بها وإنما يكونُ في الضمّ سواءٌ فيهما حركةُ البناءِ والاعرابِ إذا كانت لازمة، أما العارضة وميم الجمع عند من ضمَّ وهاء التأنيث فلا رَوْم في ذلك ولا إشمام - وقيَّد ابن الجزَريّ هاءَ التأنيث بما وقف عليها بالهاء بخلاف ما يوقف عليها بالتَّاء للرَّسم، ووقف على: (إذَنْ)، والمنوَّن المنصوب بالألف.
ثانيهَما: الْوَقْفُ على الرَّسم(3)، قال الدَّاني: وقف الجمهورُ عليه، ولم يُروَ عن ابن كثير وابن عامر فيه شيء، واختار الأئمةُ الوقوف عليه في مذهبهما موافقة للجمهور، وقد اختلف عنهم في مواضِعَ منها: الهاءُ
ص: 178
المرسومة تاء(1) فوقف عليها أبُو عمرو والكسائي وابن كثير في رواية البَزّي بالهاء وكذا الكسائي في: مَرْضَات - واللَّات - وذَات بهجة - وَلَاتَ حِين - وهَيْهات - وتابعه البزِّي على هَيْهات فقط(2)، وكذا وقف ابن كثير وابن عامر على: (يَا أَبَتِ) حيث وقع(3)، ووقف الباقون على هذه المواضع بالتاء، ووقَفَ الكسَائِيُّ في رواية الدُّوريّ على الياء من: (وَيْكَانُ الله) وروى عن أبي عمرو أنه وقف على الكاف والباقون على الكلمة بأسرها(4)، ووقفوا على لام نحو: (مَالِ هذا الرَّسُولِ)(5)، وعن الكسائي رواية على «ما» وعلى «اللام»، وعن أبي عمرو على «ما» فقط، ووقف حمزة والكسائي على: «أَيَّا» في: «أَيَّاً مَا تَدْعُوا»(6) والباقون على «مَا»، ووقف أبو عمرو والكسائي بالألف في: «أَيُّة المؤمِنُون»(7)، «يَا أَيُّة السَّاحِرُ»(8)، «أَيُّة الثَّقَلان»(9)، والباقون بلا ألف، والكسائي
ص: 179
على: «وَادِي النَّمِلْ»(1) خاصة بالياء، والباقون بدونها، وتفرَّد البَزِّي بزيادة هَاء السكت في الوقف على (مَا) الاستفهامية مجرورة بحرف، وسكنها غيره(2)، وللباب تتمات تعرف من كتب القراءات، والله تعالى أعلم.
ص: 180
قال أبُو عَمْرو الدَّاني: أمالَ حمزةُ والكسائِيُّ كُلَّ اسْمٍ أوْ فعلٍ ألِفُه منقَلِبةُ عنْ ياء كمُوسَى، وعيسَى، وَمَثْوَاكُمْ، ومَأْوَاكُم، وأَنّى بمعنى كَيْف ومتَى، وبلَى، وَعَسَى - وكذا كُلُّ مَرْسُوم بالياءِ إلَّا: حتَّى، ولَدى، وإلى، وعَلَى، ومازكَى - ولَمْ يُميلا واوياً كالصَّفا، وعَصا، وشَفَا جُرُفٍ، ودَعا، وخَلا(1).
وقرأ أبُو عمرٍو ما كان فيه راءً بعدها ياء بالإِمَالَة أو رأس آية «أجزائها على ياءٍ أو هاءٍ»، أو كان على وزن فُعْلَى بالفتح أو الكسر أو
ص: 181
الضم ولم يكن فيه راء: بَيْنَ اللفظين، وما عدا ذلك بالفتح(1)، وقرأ ورش جميع ذلك: بَيْنَ اللَّفظَين إلَّا مَا كَانَ في سور أو أجزائها على هاء فأخلَصَ الفتح فيه على خُلْفٍ بين أهل الأداء في ذلك(2).
وأمالَ أبُو بكر (رَمَى) في الأنفال، و«أَعْمَى في موضِعَي (سُبْحان)(3) وأمال أبو عمرو «أَعْمَى» الأوَّل فقط، وأمال حفصٌ عن عاصم: (مَجْرَهَا)(4) في هود فقط. وتفرَّدَ هِشَامُ بإمالة: (مَشَارِبْ)(5) في يس، وفي (عَيْنِ ءَانِية)(6)، وفي «عابِد» أي في قَوْله تعالى: «وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُد» الثّلاث في سورة الكافرون(7)، وقرأ الباقون بإخلاص الفتح في كل ما ذكر، هذه أصول الإمالة ومواضعُ تفرُّد حمزة والكسائيّ، ومشاركة أبي عمرو والكسائي، ومَحَلُّ عَدِّهَا كتبُ القِراءَات(8).
ص: 182
تُمَدُّ الهمزة إذا أصبحت حرف لينٍ في كلمة واحدة تطرَّفت أو توسَّطت فلا خلاف بينهم في تمكين حرف المد زيادة(1)، فإن كانت لهمزةُ أوَّل كلِمة والمدُّ آخر كلمةٍ أُخْرى(2) فاختلفوا في زيادة التمكين له نحو: «مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ»(3) فابن كثير وقالون والبَزِّي يَقْصُرُون حَرْفَ المدِّ فلا يزيدونَ على ما فيه من المدَّ الذي لا يُوصَل إليه إلَّا به(4)، والباقون يطوّلونه وأطولهم مدًّا في الضَّرْبَين وَرش وحمزة ثم عاصم ثم أبن عامر والكسائي ثم أبو عمرو من طريق أهل العراق وقالُون من طَريق أَبِي نُشَيط، وهذا كُلُّه تقريب، وإنما هُو علَى مِقدارِ مذاهبهم في التَّحقيق والحَدْر، ونَقَلَ بعضُهم أنَ مَدّ ورش وحمزة قدرُ سِتّ ألِفاتٍ، وقيل: بل
ص: 183
خمسٍ، وقيل: أربع، وعن عاصم: ثلاث، وعن الكسائي قدر ألِفين ونصف، وعن قالون: قدرُ ألِفين، وعن السّوسي(1)، ألف ونصف، والله سبحانه أعلم.
ص: 184
هو أربعة أنواع:
أحدها: النقل لحركتها إلى الساكن قبلها فتسقط نحو: «وقد افْلَحَ»(1) بفتح الدال، وبه قرأ نافع من رواية ورش، وذلك حيث كان السَّاكن صحيحاً آخِراً والهمزة أوَّلاً، واستثنى أصحاب يعقوب عن ورش: «كَتَابِيهْ إنِّي طَنَنْتُ»(2)، فسكَّنوا الهاء وحققوا الهمزة، وأما الباقون ذلك فحققوا وسكنوا في جميع ذلك.
ثانيهَا: إبدالُها حرف مد من جنس حركة ما قبلها، فتُبدَلُ ألفاً بعدَ فتحة(3)، وواواً بعد ضمة(4)، وياءً بعد كسرة(5)، وبه يقرأ أبو عمرو سواء كانت الهمزة فاءً أو عيناً أو لاماً إلا أن يكون سكونُها جَزْماً(6)، أو
ص: 185
بناءً(1)، أو يكون ترك الهمز فيه أثقل(2) أو يوقع في الالتباس(3)، وإن تحركت فلا خلاف عنه في التحقيق.
ثَالِثُها: تسهيلُها بينها وبين حَرْف حركتِها(4)، فإن اتفقت الهمزتان في الفتح سهَّل الثانية: الحرميَّان وأبو عمرو وهشام، وأبدلها ورش ألفاً وابن كثير لا يدخل قبلها ألفاً، وقالون وهشام وأبو عمرو يدخلونها والباقون يحققون(5).
وإن اختلفا بالفتح والكسر(6) سهَّل الحرميَّان وأبو عمرو الثانية، وأدخل قالون وأبو عمرو قبلها ألفاً والباقون يُحقِّقُون، أو بالفتح والضم وذلك في: «قُلْ أَوْ نَبِّئُكُمْ»(7) - «أءُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِكرُ»(8)، «أَءُلْقِي»(9) فقط، فالثلاثة(10) يُسَهِّلون، وقالون يُدْخِل ألفاً، والباقون
ص: 186
يحققون، لكن عن هشام خلاف - قال الدَّاني: وأشار الصحابة إلى التسهيل بكتابة الثانية واواً انتهى.
رابعها: إسقاطها بلا نقل وبه قرأ أبو عمرو إذا اتفقا في الحركة وكانا في كلمتين، فإن اتفقا كسراً نحو: (هَؤُلاءِ إِنْ كُنتُمْ) جعل ورش وقنبل(1) الثانية كياءٍ ساكنة، وقَالُون والبَزِّي(2) الأولى كياء مكسورة وأسقطها أبو عمرو والباقون يُحَقِّقُونَ، وإن اتفقا بالفتح نحو: (جَاءَ أَجَلُهُمْ) جعل ورش وقنبل الثانية كمدّة، وأسقط الثلاثةُ الأولى، والباقون يُحَقِّقُونَ، أو بالضم وهو: (أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ) فقد أسقطها أبو عمرو وجعلها قالون والبَرزِّي كواوِ مضمومة، والآخران يجعلان الثانية كواو ساكنة، والباقون يحققون، ثم اختلفوا في الساقط هل الأولى أو الثانية؟ الأولى عند أبي عمرو والثانية عند الخليل(3) من النحاة وفائِدَةُ الخِلاف حكمُ المدِّ، فإن كان السَّاقطُ الأولَى فهو منفصِلٌ أو الثانية فهو متَّصِلٌ، انتهى(4).
ص: 187
ص: 188
وهو قِسْمَانِ: إدْعَامُ الحرفِ في مثْلِهِ، وإدْغامُهُ في متقاربه، والأوَّل: إمَّا في كلِمة أو كَلِمتين، فلم يُدْغِم أبو عمرو المِثْلين في كَلِمةٍ إلَّا في: «مَنَاسِكَكُمْ»(1) و«مَاسَلَكَكُمْ»(2) وأظهرَ ما عَدَاهُما نحو: «جِبَاهُهُمْ» و «وُجُوهُهُمْ» وأما في كلمتين فإنه يُدْغِم الأول سواءٌ سكن ما قبله أم تحرك في جميع القرآن إلَّا في لقمان فلا تحريك كغيره، وإلَّا إذا كان الأوَّلُ من المثلين مشدَّداً أو منوَّناً أو تاء خطابٍ أو تكَلُّمٍ، فإن كان معتلًا نحو: «وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسلامِ»(3) ففيه خلافٌ، إلَّا: «وَيَا قَوْم مَنْ يَنصُرُني»(4) «وَيَا قَوْم مَالِي»(5) فلا خلاف فيه وإن كان معتلًا، وأمَّا «آلَ لُوطٍ» حيث وقع فأظهره عامَّةُ البغداديين، وعلّله ابنُ مجاهدٍ بقلةِ حروف الكلمة، قال الدَّاني: وقد أجمعوا على إدغام (لَكَ كثيراً) وهو أقل حروفاً منه فدلَّ على صحة الإدغام فيه، قال: وإن صح الأوَّلُ فذلك
ص: 189
لاعتلال عينه إذ كانت ماء فقلبت همزة(1)، وأما المتقارِبان(2) فقسمان أيضاً، فلم يُدغمُ أبو عمرو أيضاً مما في كلمةٍ إلَّا القاف المتحرك ما قبلها في ضمير جمع المذكر(3)، وأظهر ما عداها والقاف الساكن في الكاف في ما قبلها أو التي في غير جمع(4)، وأَدْغَمَ مِمَّا فِي كَلِمَتَيْنِ: الحاء في العين في: «زُحْزِحَ عن النار»(5) فقط، والقاف في الكاف وعكسه إذا تحرَّك ما قبْلَها، والْجِيمُ في الشِّینِ والتاء في: «أَخْرَجَ شَطْأَه»(6) و «ذي الْمَعارج تَعْرُجُ»(7) فقط، والشين في السِّين في: «الْعَرْش سَبِيلاً»(8) فقط، والضاد في الشين في: «لَبِعْضِ شَأْنِهم»(9) فقط، والسّين: في الزّاي والشين في: «النُّفوسُ زُوِّجَتْ»(10)
ص: 190
و«الرَّأْسُ شَيْباً»(1) فقط، والدَّال: في حروف بمواضع مخصوصة وحيث كُسِرَتْ أو ضُمَّتْ بعد ساكن في الطاء والذال والتاء والجيم والسين وفي الظاء والضاد والشين والصِّاد والزاي بمواضع مخصوصة(2)، والتَّاء: في الذال، والثَّاء والشين والضاد في مواضع مخصوصة، وفي السين مطلقاً(3)، والرَّاء: في اللام وعکسه إذا تحرك ما قبلها أو سکن وضمت أو کسرت(4)، واستثنی: «قَالَ ربِّ»، «وقَالَ رَبُّکُمْ»، «وَقَالَ رَبُّنَا» فأَدْغَمَهُ وإن فقد الشرط(5). والنّون في اللّام والرّاء إن لم یسکن ما قبلها مطلقاً(6) إلَّا: «وَنَحْنُ لَهُ» و«فَمَا نَحْنُ لَکُمَا» و«فَمَا نَحْنُ
ص: 191
لَكَ»(1). والباء في الميم في: «وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ»(2) حيث وقع لا غير، فهذه أصولُ الإدْغَامِ وتَعْدَادُ صُوَرِها، ومحله كتبُ القراءات(3)، والله أعلم.
ص: 192
هذان النَّوعان من زيادتي وهُمَا وَالإِدْغام إِخْوَةٌ عند القُرَّاء، ولم يُذكر الإظْهار(1) وإن جرت عادتُهُمْ بذكره لأنه الأَصْلُ كما لم يُذكر مع المَفْهُومِ المنطوق، ومع المؤوَّل الظَّاهر، فأما الإِخْفاء فيكونُ في الميم فتسكن عند الباء إذا تَحَرَّك ما قبلها فتخفى حينئذٍ بغُنَّة نحو: «يَحْكُمْ بَيْنَهُمْ» - «مَرْيَمَ بُهْتَاناً»(2) - «بِأَعْلَمَ بالشاكرين»(3) قال الفرَّاء:(4) وقد عبَّر بعضُ المتقدِمين عن هذا الإخفاء بالإدْغام وليس بصواب، وأما الإِقلاب: فالنونُ تقلبُ ميماً قبل الباء إذا كانت ساكنة سواء كانا في كلمةٍ أو كلمتين(5) - انتهى.
ص: 193
هذا النَّوع من زيادتي، والحاجةُ إليهِ أهمُّ وأشَدُّ مما قبله في كيفية النُّطْقُ بألْفَاظِ القُرْآنِ الكريم، فالصَّحِيحُ عند القُرَّاءِ ومتَقَدِّمي النُّحاةِ كالخليل أنَّ المخارجَ سبعةَ عشَر، وقال كثيرٌ من الفريقين: ستَّة عشر فأسقطوا مخرَجَ الحروفِ الجوفية التي هي حروفُ المدِّ واللِّينِ وجعلوا مخرج الألِف من أقصى الحلق والواو من مَخرَج المتحرّكَةِ وكذا الياء، وقال قُطْرُبَ والجَرْمي والْفَرَّاء وابن دُرَيْد: أربعة عشر(1) فأسقطوا مخرَجَ النُّون واللام وجَعَلُوهُما من مَخْرَجٍ واحد(2).
ص: 194
قال ابنُ الحَاجِبِ: وكلُّ ذلك تقريبٌ وإلَّا فلِكُلِّ حرفٍ مخرجٌ على حدة.
قال الفرَّاء: واختيار مَخْرَج الحرفِ محقَّقاً أن تَلْفِظَ بِهَمْزَةِ الوصْلِ وتأتي بالحرفِ بعدَها ساكناً أو مشدَّداً وهُوَ أَبْيَن مُلاحِظاً فيه صفاتِ ذَلك الحرْف.
المخرج الأول: الجوفُ للألِفِ والواوِ والياءِ السَّاكنتين بعد حركةٍ تجانسها(1).
لِلْقَافِ.
الثَّاني: أَقْصَى الحلْق للهمزةِ والهاءِ.
الثَّالث: وسَطهُ(2) للعيْن والحاءِ المهملَتَيْنِ.
الرَّابع: أَدْنَاهُ أي الفم للغيْن والخَاء.
الخامِسُ: أقْصَى اللَّسانِ مما يلي الحلْق وما فوقه من الحَنَكِ لِلْقَافِ.
السَّادِس: أَقْصاهُ(3) من أَسْفَلِ مَخْرَج القاف قليلًا وما يَليه من الحنّك للْكافِ.
السَّابع: وَسَطُهُ بينه وبين وسَطِ الحنّك للجيم والشِّين والياء.
ص: 195
الثَّامن: للضَّادِ المعجمة أوَّلِ حافَّةِ اللِّسانِ وما يليه من من الأضراسِ من الجانب الأيسر وقيل: الأيْمن.
التَّاسع: لِلَّام: من حافة اللِّسان أدناها إلى منتهى طَرَفِهِ وما بَيْنَها وبين ما يَليها من الحَنَكِ الأعلى(1).
العاشِرُ: لِلنُّون من طرفهِ أسْفَلَ اللَّامِ قليلًا(2).
الحادي عَشَر: للرَّاء من مَخْرَجِ النُّون لكنها أدخل في ظَهرِ اللّسانِ(3).
الثَّاني عَشَر: للطَّاء والدَّال والتَّاء من طرفه وأصول الثنايا العليا مصعداً إلى جهة الحَنَك.
الثالث عَشَر: لِحُروفِ الصَّفير: الصَّاد والسِّين والزَّاي من بين طرف اللسان وفُويَقِ الثَّنايا السُّفْلَى.
الرَّابِع عَشَر: للظَّاء والذُّال والثَّاء من بين طرفِه وأطْرافِ الثنايا الْعُلْیَا.
ص: 196
الخامس عَشَر: للقاء من باطِنِ الشَّفة السُّفْلَى وأطرافِ الثَّنَايَا العُلْیَا.
السَّادِس عشر: للباءِ والميم والواوِ غيرِ المدِّيَّة بين الشفتين(1).
السَّابع عَشَر: الخيْشُوم للغُنَّة في الإِدْغام والنُّون أو الميم الساكنة(2)، ولِبَعْضِ هذه الحروف فروعٌ صحت بها القراءة كالْهَمْزَة المُسَهَّلَة وألِفِ الإِمالة والتفخيم وصاد الإِشمام ولام التفخيم(3)، وصفاتُ الحروفِ مبسوطة في كُتبِ القراءات وكتب النحو(4). انتهى.
ص: 197
هذا نَوْعٌ مُهِمُّ وللنَّاس فيهِ تصانيف، وأشهرُهَا للقُدماء: غريبُ أبي عبيدة، مَعْمَرَ بن المثَنَّى وهو فيما أَظُنُّ أوّلُ مَنْ صُنِّفَ فيه، وأَشْهَرُهَا الآن وأكْثَرُها استعمالاً وأحسَنُها تلخيصاً ووجازة غريبُ «العُزَيزي» فقد أقامَ في جَمْعِهِ خمسَ عَشْرَة سنةً يُحَرِّره هُوَ وشيخه أبُو بكر بن الأَنْبَارِي(1)، ولأبي حيَّان في ذلك كتاب لطيفٌ مُخْتَصَرُ ويَنْبَغِي الاعْتِنَاءُ به، فقد تَوَقَّفَ الصَّحابَةُ في ألفاظٍ منه حتى سألوا عَنْهَا وَوَقَفُوا علَيها، فمِن تَوَقَّفَ ذلك ما رَوَاه أَبُو عُبَيْدِ في الفضائل(2): حَدَّثنا يحيى بن سعيد عن سفيان عن إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد عن ابن عباس قال: كُنْتُ لَا أَدْرِي مَا فَاطِرُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ حَتَّى أَتَانِي أَعْرَابِيَّان يَخْتَصِمَانِ فِي بِئْرٍ فَقالَ أَحَدُهُما: أَنَا فَطَرْتُها، يقُولُ: أنا ابْتَدَأْتُهَا، وقال أيضاً: حدّثنا محمد بن يزيد عن
ص: 198
العوّام بن حوشب عن إبراهيم التميمي أن أبا بكر الصديق سُئِلَ عَنْ قَولِهِ: «وَفَاكِهَةٌ وَأَبّاً»(1) فقال: أَيُّ سَماءٍ تُظِلُّنِي، وأَيُّ أَرْضٍ تُقِلُّنِي إِنْ أَنَا قُلْت في كتابِ اللهِ ما لَا أَعْلَم، وقال: حدثنا يزيد بن حميد عن أنس أن عمرَ بن الخطاب - رضي الله عنه - قرأ على المنبر: «وَفَاكِهَةً وَأَبّاً» فقال: هذه الفاكهةُ قد عَرَفْنَاهَا، فما الآبّ؟ ثم رجعَ إلى نَفْسِهِ وقال: إن هذا لَهُوَ الكَلَفُ يا عُمَر، وقد عرفَهُ ابنُ عباس كما رواه إسحاق بن رَاهَوِيْهِ فقال: حدثنا المغيرة بن حدثنا سلَمَةَ المخزومي عبد الواحد بن زياد حدثنا عاصم بن كليب حدّثني أُبَيّ عن ابن عبَّاس قال: قال لي عمر ما تَقُولُ في لَيْلَةِ القدر؟ فقلت له: إني سمعت الله تعالى أكْثَرَ ذكر السَّبع فذكر السَّمَوَاتِ سَبْعاً والأَرْضَينَ سَبْعاً فقال: كل ما قلت قد عرفته غير هذا ما تعني بقولك: وما أَنْبَتَت الأَرْضُ سَبْعاً - فقال: إنَّ اللهَ يقول: «فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبّاً. وعنَبَاً وقَضْباً. وزَيْتُوناً ونَخْلاً. وحَدَائِقَ غُلْباً. وفاكِهَةٌ وَأَبَاً»(2) فالحَدائق: كُلُّ مُلْتَفٍّ حديقة، والأبُّ: ما أنبتت الأرضُ مما لا يأكل الناس. الحديث.
وقال ابنُ جرير: أنبأنا ابن حميد أنبأنا جرير عن منصور سألت سعيد ابن جبير عن قوله: «وَحَنَاناً مِنْ لَدُنَّا»(3) فقال: سألتُ عنها ابن عباس فلم يُجِب فيها شيئاً، وكذا رواه ابن جرير عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس قال: لَا واللهِ مَا أَدْري مَا حَنَاناً(4).
ص: 199
وهو نوعُ(1) استعملته العربُ في معنَّى وُضِعَ لَهُ في غَيْرِ لُغَتِهِمْ، ولا خِلَافَ في وقوع الأعلَامِ الأعْجَمِيَّة في القرآن، واخْتَلَفُوا هَلْ وقع فيه غيرَّها؟ فالأكثر ومنهم الشَّافعيُّ وابن جرير أنكروا ذلك لقوله تعالى: «قُرآناً: عَرَبِيّاً»(2) وقوله: «لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيُّ...»(3) وأجابُوا عن ما یوهم ذلك بأنه مما اتفقت فيه لغةُ العربِ ولغةُ غيرهم كالصَّابونِ، عن ما يوهم وذهب جماعة إلى الوقوع.
وأجابوا عن الآية الأولى بأن ذلك لا يُخْرِجُهُ عن كونه عَرَبِيَّاً لأن القصيدةَ لا يُخْرِجُها عن كونها عربيَّة كلِمَةً فيها فارسيّة .
وعن الثانية: بأن المعنى: أَكَلامٌ أَعْجَمِيٌّ وَمُخَاطَبٌ عَرَبِيٌّ؟(4)،
ص: 200
وقد ورد عن جماعةٍ من الصَّحابةِ والتَّابعين تفسيرُ الفاظ فيه أطلقُوا أنَّها بلسان غيرِ العرب(1)، فعن ابن عباس في قوله تعالى: «طه» هو كقوله: «يَا مُحَمَّد» بلسان الحَبَشَةِ رواه الحاكم، وعَنْهُ في قولِهِ تعالى: «إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ»(2) قالَ: بلسان الحبشة: إذا شاءَ قامَ، رواه الحاكمُ والبَيْهَقِيُّ وهو في البُخَارِيّ تعليقاً(3)، وعن البَرَاء بن عازِبٍ في قوله تعالى: «سَريّاً»(4) قال: «نَهْرٌ صَغِيرُ بالسِّرْيانِيَّة عَلَّقَهُ البُخاري»(5)، وعنْ أبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ في قولِهِ تعالى: «يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْن»(6) قال: ضِعْفَيْنِ بِالْحَبَشِيَّةِ، أخرجه وكيع، وقال أبو مَيْسرة: الأوَّاه: الرَّحيم بالحبَشِيَّة، وقال سعيد ابن عِياض الْيَماني: (الْمِشْكَوة) الكُوَّةُ بالحبشية، وقال مُجَاهِدٌ: القِسْطَاسُ: العَدْلُ بالرُّومية، رواها كُلَّها البُخَارِيُّ تَعْلِيقاً، وقد جمع الشيخ تاج الدين السبكي(7) في ذلك سَبْعاً وعِشْرِينَ لَفْظَةً في
ص: 201
أبياتٍ فاستدرك عليه شَيْخُ الإسلامِ أبُو الفَضْلِ بن حجرٍ أربعاً وعشرينَ ذيَّلها على أبياتِهِ ووطَّأتها قبلُ ببَيْتٍ من المُعَرَّب:(1)
السَّلْسَبِيلُ وطه كُوّرَت بِيَعٌ *** رُومٌ وطُوبَى وسِجِّيلٌ وكَافُورُ
والزَّنجبيل ومشكَاةُ سُرَادِقُ مَعْ ** اسْتَبْرَقٍ صَلَوَاتٌ سُنْدُسُ طُورُ
كَذَا قَراطِيسُ رَبَّانيِّهم وَغَسَّاق *** ثم دينارُ القِسْطَاسُ مَشْهُورُ(2)
كَذَاكَ قَسْوَرَةً والْيَمُ نَاشِئَةٌ *** وَيُؤْتَ كِفْلَيْن مَذْكُورٌ وَمَسْطُورُ
لَهُ مَقَالِيدُ فِرْدوسُ يُعَدٌ كذا *** فيما حكى ابن دُرَيْدٍ منه تَنوُّر
وزدت(3) حِرْمٌ ومُهل والسِّجِلُّ كذا *** السَّرىّ والأبُّ ثم الجِبْتُ مذكورُ
وقِطَّنا وإناهُ ثم مُتَّكِئاً **دارست يَصْهَرُ منه فهو مَصْهُورُ
وهيت والسَّكر الأوَّاه مع حَصَبٍ *** وأوِّبِي مَعْهُ والطَّاغوت مَسْطُورُ
صُرْهُنَّ إصْرى وغيضَ الماءُ مَعْ وَزَرٍ *** ثمَّ الرقيمُ مناصٌ والسّنا النُّورُ(4)
ص: 202
وهو فَنَّ عظيمٌ مُتَّسِعٌ بالغَتْ فيهِ الْعَرَبُ لاستعمالِهِمْ لَهُ كثيراً، ونفى الظَّاهِرِيةُ وقوعَهُ في القرآن، قالُوا لأَنَّه كَذِبٌ(1)، فإِنَّ قَوْلَكَ الْبَلِيد: هَذَا حِمَارٌ كَذِبٌ والقرآنُ مُنَزَّهُ عَنْهُ، قُلْتُ: الَّذِي قَالَ هَذَا حِمَارٌ، فقد اتَّفَقَ أَهْلُ البَلاغة على أن المجازَ أبْلَغُ من الحقيقة(2)، وقد صنَّفَ العُلَمَاء في
ص: 203
مَجَازِ الْقُرْآنِ كُتباً مِنْهُمْ: الشّيخ عزّ الدين بن عبْد السلام(1)، وله أَنْوَاعٌ كثيرةً ذكر منها البُلقيني نَزْراً يسيراً واقْتَصَرَ على ما أَوْرَدَهُ أبو عُبَيْد في أوَّل غَرِيبهِ، وقد سَرَدْنَا هنا من أنواعِهِ ما لم يَجْتَمِعُ في كتاب:
الأوَّل: الْحَذْفُ وَالاخْتصَارُ كقولهِ تَعَالَى: «فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَريضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ...»(2) أَيْ: فَأَفْطَرَ فَعِدّة، «أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيله فَأَرْسِلُونِ. يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقِ...»(3) أَيْ فَأَرْسَلُوه فجاء فقال: يا يُوسُفُ(4)، وكَثُرَ في القرآن حذْفُ المبتدأ والخبرِ والمفعولِ والجوابِ نحو: «وَلَوْلَا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ»(5) أي: لعذَّبَكُمْ - «وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ»(6) أَيْ لَرَأَيْتَ أَمْرَاً عظيماً - «ق. وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ» أي لَتُبعَثُنَّ أَوْ نحو ذلك، ورُبَّما يُطْلَقُ على هذا النَّوْعِ الإِضْمار، وبعضُهُمْ يَجْعَلهُ قسيماً للْمَجَازِ لا قِسماً منه وقال الْعِراقِيُّ(7): وهو أربَعةُ: قِسْمٌ يَتَوَفَّفُ عَلَيْهِ صِحَّةُ اللَّفْظِ ومَعْنَاهُ من حيث
ص: 204
الإِسْنادِ نَحْو: «وَاسْأَلْ الْقَرْيَةَ»(1) أي أَهْلَهَا، إذْ لَا يَصِحُ إسْنَادُ السُّؤَالِ. إلَيْهَا، وقِسْمٌ يَصِحُّ بدُونِهِ لكن يتوقف عليه شرعاً كآية المريض السابقة(2) وقِسْمٌ يتوقَّفُ عَلَيْهِ عَادةً لا شرعاً نحو: «اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ...»(3) أي فضربَهُ، وقسم يَدُلُّ عَلَيْهِ دَلِيلٌ غَيْرُ شَرْعِيّ ولا هُوَ عادةٌ نحو: «فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثر الرَّسُول»(4) دلَّ الدَّليل على أنَّهُ إنما قبَضَ من أثرِ حَافِرِ فَرَسِ الرَّسُولِ، وليس في هذه الأقسام مَجَاز إلَّا الأوَّل(5).
الثاني:(6) الزِّيادَةُ نَحْوَ: «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ»(7)، فالكاف زائدة، إذ القَصْدُ نَفْي المِثْلِ لَا نَفْيُ مِثْلِ المِثْل - «لا أُقْسِمْ» أي: أُقْسِمُ، فلَا زائدة - «هَلْ مِنْ خَالِقٍ»(8) أيْ: هَلْ خَالِقٌ. «وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إنْ مَكَّنَّاكُمْ فيه»(9) أي فيما مَكَّنَّاكُمْ - «فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبين. وَنَادَيْنَاهُ»(10) الواو في: (وَنَادَيْنَاهُ): زائدةٌ لأنه جَوابُ لَمَّا.
ص: 205
الثَّالِثُ:(1) التِّكْرارُ وهُوَ كَثيرٌ نحو: «كَلَّا سَيَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُون»(2).
الرَّابعُ: إطْلَاقُ واحِدٍ مِنَ الْمُفْرَدِ والمثنَّى والْجَمْع على آخَرَ منها - فَمِثَالُ إِطْلَاقِ المُفْرَد على المُثَنَّى: «وَالله وَرَسُوله أَحَقُّ أَنْ يُرضُوهُ...»(3) أي يُرضوهُمَا فَأَفْرَدَ لِتلَازُمِ الرّضائين، وعَلَى الجَمْعِ «إِن الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرِ»(4) أي الأناسِيّ بدليل الاستثناء منه - و«إِن الإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً» بدليل: «إلَّا الْمُصَلِّين»(5) - «وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرُ»(6)، ومثال إطلاق المثَنَّى على الْمُفْرَدِ: «أَلْقِيَا في جَهَنَّمٌ»(7) أي أَلْقِ، وعلى الجَمْعِ: «ثم ارْجِعْ الْبَصَرَ كَرَّتين»(8) ومثال إطلاق الجَمْعِ على المُفْرَد: «قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ»(9) أي أرْجِعْنِي وعلى المثَنَّى: «قَالَتَا أَتَيْنَا لَها طَائِعِين»(10)، «قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ»(11) «فَإِنْ
ص: 206
كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ»(1)، فإنَّها تُحْجَبُ بالأَخَوَيْن - «فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا»(2) أي قَلْبَاكُمَا - «وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ...» إلى أن قال: «وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ»(3).
الخامِسُ: تَذْكِيرُ المُؤَنَّثِ تَفْخِيماً لَهُ نحو: «فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ...»(4).
السَّادِسُ: التقديمُ والتَّأخِيرُ، ومثَّل له الْبُلْقيني بتقديم المفعولِ والخبرِ وتأخير الفعلِ والفاعلِ، ومثَّل لهُ ابنُ قُتَيْبَةَ بأمثلةٍ دقيقةٍ منها: «أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً. قَيْماً»(5) أراد: أَنزَلَ الكتابَ قيماً وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً، وقَوْلُهُ: «فَضَحِكَتْ فَبَشِّرْناها إِسْحَاقَ»(6)، أي بَشَّرنَاهَا فَضَحِكَتْ، وقوله: «فَلَا تُعْجِبُكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُريدُ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بهَا في الْحَيَاةِ الدُّنْيَا...»(7) أراد: فلا تُعْجبْك أموالُهُمْ وَلَا أولادهمْ في الحياة الدُّنْيا إنما يريدُ اللهُ لِيُعَذِّبَهُم بهَا في الآخِرَةِ(8).
السَّابِعُ: إِسْنَادُ الشَّيْء إلى ما لَيْسَ لَهُ لِلْمُلَابَسَة(9) نحو: (عِيشَةٍ
ص: 207
راضِيَةٍ»(1) أي: مَرْضِيَّة - «وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ دَاتُهُ زَادَتْهُمْ إيماناً...»(2) أي: زادَهُمُ اللهُ بها - «يُذَبِّح أَبْنَاءَهُمْ»(3) أي يَأْمُرُ بذَبْحِهِمْ - «يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرحاً»(4) أي: مُرْ بِالْبِنَاء «يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيباً»(5) - «وَأَخْرَجَتْ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا»(6) ولم يفهم الْبُلْقيني هذا النوع فمثل لَهُ بمثالٍ غير مطابق.
الثَّامِنُ: الْقَلْبُ، وممن جَوَّزه فى القُرْآنِ أَبُو عُبَيْدَةَ وابن قتيبة خلافاً لأبي حَيَّان فى قولِهِ إنَّه ضَرُورَةً فلا يكون فيه، فإن الأصح أنه إن اقتضى لطيفاً قُبِلَ، وذكر ابنُ قُتَيْبَةَ منه: «فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي»(7) أي فَإِنِّي عَدُوٌّ لَهُمْ - «بَلْ الإنسانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرة»(8) أي: بلْ على الْإِنسانِ مِنْ نَفْسِهِ بَصِيرَة، «خُلِقَ الإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ»(9) أي: خُلِقَ العَجَلُ كائناً من الإنسانِ بدليل: «وَكَانَ الإِنْسَانُ عَجُولاً»(10) وذكر منه غيره: «مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ...»(11) أي: لَتَنُوءُ العُصْبَةُ بها «فَعُمِّيت
ص: 208
عَلَيْكُمْ»(1) أي: فَعُمِّيَتْ عَلَيْهَا.
ومِنْهُ نَوْعٌ يُسَمَّى: قَلْبُ التَّشبيه(2) نحو: «أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُق...»(3) «إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا»(4)، «لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ...»(5) والتَّشْبِيهُ الْمَقْلُوبُ أَبْلَغْ مِنْ غَيْرِهِ، ولهذا اتَّفَقَ عَلَيْهِ مَنْ خَالَفَ في غَيْرِهِ.
التَّاسِع:(6) اسْتِعْمَالُ لَفْظِ موضعَ غَيْرِهِ وَأَقْسَامُهُ مُنتَشِرَةٌ، فَمِنْهَا:(7) تَسْمِيَةُ الشَّيْءِ باسْمِ جُزْئِهِ: «بِما قَدَّمَتْ يَدَاكَ»(8)، أو عَكْسُهُ(9) نحو: «يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ في ءَاذَانِهِم...»(10) أَيْ: أَنَامِلَهَا، أَوْ بِاسْمِ سَبَبِهِ: «يُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقَاً»(11)، أَوْ مَا كَانَ عَلَيْهِ «وَءَاتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ...»(12)، أَوْ مَا يَؤُولُ إِلَيْهِ: «أَعْصِرُ خَمْراً»(13) أو مَحَلِّهِ:
ص: 209
«فَلْيَدْعُ نَادِيَه»(1) أَوْ حَالِّه:(2) «فَفِي رَحْمَةِ اللهِ هُمْ فِيها خَالِدُونَ»(3)، أو آلتِهِ: «وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ»(4)، ومِنْهَا:(5) ذِكْرُ الْمَاضِي مَوْضِعَ المُسْتَقبَل لتحققِ وُقُوعه: «أَتَى أَمْرُ اللهِ»(6) وعکسه:(7) «وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتُ مُرْسَلاً»(8) والخبر مَوْضِعَ الأمر: «وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ»(9)، وعكسه: «وَلْيَبْكُوا كَثِيراً»(10)، والخَبر مَوْضِعَ الدُّعاء: «قُتِلَ الخَرَّاصُونَ»(11)، وموضع النَّهي: «لا يَمَسُّهُ إلَّا الْمُطَهَّرُونَ»(12)، والأمر لِغَيْرِ الطَّلب كالتُهْدِيد: «اعْمَلُوا مَا شِتُتُمْ»(13)، والإِنْذَار: «قُلْ تَمَتَّعُوا»(14)، والتَّسخير: «كُونُوا قِرَدَةً»(15)، والمنَّ به: «كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمْ اللهُ»(16) والتكْوينُ: «كُنْ
ص: 210
فَيَكُونَ»(1)، والتّسْويَةُ: «اصْبِرُوا أَوْ لا تَصْبِرُوا»(2) والتَّعَجُّب: «انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الأمْثَالَ..»(3)، والمَشُورة: «فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى»(4)، والتكذيب: «قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمْ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أنَّ اللهَ حَرّم هَذَا»(5)، والنَّهْي لِغَيْرِ الكَفِ: كالتَّسوية في الآية السابقة(6)، والاستفهام لغير طَلبِ التَّصَوِّرُ والتَّصديق كالاسْتبطاء «مَتَى نَصْرُ اللَّهِ»(7)، والتَّعجب: «مَالِي لا أَرَى الْهُدْهُدَ»(8)، «عَمَّ يتَساءلون»(9)، والتَّوبيخ: «أَتَأْتُونَ الذكْرَانَ»(10) والإنكار: «أَغَيْرَ اللهِ تَدْعُونَ»(11)، والتَّقْرِير: «قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ»(12)، والْوعيد: «أَلَمْ نُهْلِكُ الأوَّلِين»(13)، والتكذيب: «أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينِ واتَّخَذَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِنَاثَاً...»(14)، والتَّهكُّمُ: «أَصَلَواتُكَ
ص: 211
تَأْمُرُكَ»(1)، والتَّحقير: «مَنْ فِرْعون...»(2) على قِرَاءة فتح الميم، والاسْتِبْعادِ: «أنّى لَهُمْ الذِّكْرَى»(3)، والأمْر: «فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ»(4)، والتَّمَنِّي: «فَهَلْ لَنا مِنْ شُفَعَاء...»(5) والتِّنبِيه على الضَّلال «فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ»(6)، والتَّسوية: «سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ»(7)، والنَّفْي: «هَلْ مِنْ خَالِق...»(8) وسَوْقُ الْمَعْلُومِ مَسَاقَ غَيْرِهِ: ويُسَمَّى فِي غَيْرِ الْقُرْآنِ تَجَاهْلَ الْعَارِفِ(9) - والإعْنات نحو: «الْحَاقَّةُ ما الْحَاقَّة»، والتَّشْوِيق: «وَهَلْ أَتَاكَ نَبؤُا الْخَصْمِ...»(10)، والتَّحقيق: «هَلْ أَتَى عَلى الإِنسانِ...»(11) ومنها:(12) استعمالُ لَفْظِ الْعَاقِلِ لِغَيْرِهِ نحو قوله: «قَالَتا أَتَيْنَا طَائِعِين»(13) ومِنْهَا: إنابَةُ حُرُوفِ
ص: 212
الْجَرِّ وغَيْرِهَا عَنْ بَعْضِهَا فِي الْمَعْنَى وذلك كثير جداً(1) ولا الْتِفَات إلى مَنْ مَنَعَ دُخُولَ الْمَجَازِ في الأَفْعَالِ والحُروف.
العاشر: نِسْبَةُ الفِعْلِ إِلَى شَيْئَيْن هُوَ لِأَحَدِهِمَا فقط، ذكره ابن قُتَيْبَة ومثَّلَ له بقَولِهِ تعالى: «فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنَهُمَا نَسِيَا حُوتَهُما»(2)، والنَّاسِي يُوشَعُ بدليل قوله: «إِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ...»(3)، وقوله: «يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ والإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ»(4) والرُّسُلُ من الإنس دُونَ الجنّ، «مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ» إلى قَوْلِهِ: «يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللؤلُو والْمَرْجَانُ»(5)، وإِنَّما يَخْرُجُ مِنَ المِلْح دُونَ الْعَذَّب، فهذا ما لخُصْتُهُ مِنْ أَنْوَاعِ الْمَجَازِ، ولو عَدَدْتَ أقسامَ كُلِّ نَوْعٍ لَقَارَبَتْ المائة وذلك من فَضْلِ اللهِ ولَا قُوَّةَ إلَّا باللهِ، ومن أنْوَاعِ المجازِ ما لَهُ اسْمٌ خَاصٌ مُفْرَدٌ بِنَوْعِ وسَيَأْتِي الكلام عليه في مَحالّه إن شاء الله(6).
ص: 213
الاشْتِرَاك: أن يَتَّحِد اللَّفْظُ وَيَتَعَدَّد المْعنى، واخْتُلِفَ في وُقُوعِهِ، فَمَنعه ثَعلب والأزْهَرِيّ والبَلْخيّ(1)، ومَنَعَ قَوْمٌ وقُوعَهُ فِي الْقُرْآنِ، وادَّعَى قَوْمٌ أَنَّهُ واجبٌ الوقوع لأن المعاني أكثرُ من الألفاظِ، والأصحُّ أنه واقعٌ في القرآن وغيرِهِ لا على سَبيل الوجُوب، فمنه: (القُرْءُ) مُشْتَرَك بين الحَيْضِ والطُّهْرِ و(عَسْعَسَ) لإقْبَالِ اللَّيْلِ وَإِدْبَاره - و (النِّد) للمِثْلِ والضِّدّ و(الدِّينِ) للطَّاعةِ والجزاء، و(المَوْلَى) للسَّيِّدِ «هُوَ مَوْلَاكُمْ»(2) والقَرِيب: «وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوالِي مِنْ وَرَائِي»(3)، وَوَرَاءَ: لخَلْفِ وَأَمام - و(الْبَلاء) لِلنِّعْمَةِ:
ص: 214
والنِّقمة - و(التَّوَّاب) للتَّائِبِ وقَابِلِ التَّوبة - و(المُضَارِع) للحالِ والاسْتقبال على الأصحّ من خمسةِ أقوال بَيَّنَّاهَا في مُؤَلَّفَاتِنا النُّحْوِيَّة(1) - والله أعلم.
ص: 215
وهو اتِّحَادُ الْمَعْنَى وتَعَدُّدُ اللَّفْظِ، واخْتُلِفَ أَيْضاً في وُقُوعِهِ، فَتَفَاهُ ثعلب وابنُ فارِس(1)، والأصحُّ وقوعهُ فمِنْهُ: الإِنْسَانُ والبَشَرُ، والْحَرَجُ والضِّيق - والرِّجْسُ والرّجْزُ والعَذَابُ - والْيَهُ والْبَحْرُ.
قال البُلقينيّ: وكذلك الإيمانُ والإسلامُ كلُّ منهما يشملُ الآخرَ الإِفْرادِ فإن جُمِعَ بَيْنَهُمَا تَخَصَّصَا بالذكْرِ، ومِثْلُهُما فى ذَلِكَ: الشِّرْكُ والكُفْرُ، والْفَيْءُ وَالْغَنِيمة - وَالْفَقِيرُ وَالْمِسْكِينُ - وقد قِسْتُ على ذلك في النَّحْوِ: الظَّرفَ والمَجْرُور.
مسألة:
الأصحّ أنَّه يَجُوزُ وُقُوعُ كُلٍّ من الرَّدِيفينِ مكانَ الآخَرَ ما لم يكن
ص: 216
مُتَعَبَّداً بِلَفْظِهِ كَلَا إلهَ إلَّا الله، فلا يُجْزِىءُ: لا إلَهَ إِلَّا الرَّحْمَنُ، ومحمِّدٌ رسُولُ اللهِ فلا يُجْزِىء: أَحْمَدُ رَسُولُ اللهِ(1).
ص: 217
هذَان النَّوعان منْ زيادتي، وقد اعتذر البلقيني عن إهْمالهما بما لا يُقْبَل قال تعالى: «هُو الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ منْ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ...»(1) الآية - واخْتُلِفَ في المحْكَمِ والمتشَابِه ما هُوَ وفي تفسيره، وهل المتشابه مما يختصُّ اللهُ بِعِلْمه؟ فعن ابن عباسٍ: المحْكَمُ: ناسِحُه وَحَلَالُه وحَرَامُه وحُدُودُه وفَرائِضُه وَمَا نُؤْمِنُ ونَعْمَلُ به، وكذا رُوِي عن عِكرِمة ومُجَاهِدٍ وقَتادة والضَّحَّاك ومُقاتل وغيرهم أنهم قالُوا: المحكَم: ما يُعملُ به، وعن ابن عباس: المحكَم قوله تعالى: «قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّم رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ...» الآيات الثلاث(2).
وقوله: «وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ..» الآيات الثلاث(3) وقال يحيى بن يَعْمر(4): الفرائِضُ والأمْرُ والنَّهي والحَلّال والْحَرَام. وقال
ص: 218
سعيدُ بن جُبَيْر: هُنْ أُمُّ الكِتاب أي أَصْلُه لأنَّهنَّ مكْتُوباتٌ في جميع الكتب، وقال مُقاتِل: لأنه ليس من دِينٍ إلا يَرْضَى بهن(1).
وقيلَ في المتشَابِه: إنه المنسوخُ والمُقدِّمُ والمؤخِّرُ والأمْثَالُ والأقْسامُ ومَا يُؤْمَنُ به ولا يُعْمَلُ به، ورَوَى ابنُ عبَّاس، وقال مُقاتِل: هي الحروف المقطَّعةُ في أوائِل السُّور - واختلف النَّاسُ في تفسير المتشابِه - بحسب اختلافهم في: هَلْ يَعْلَمُه الرَّاسِحُون أولا(2)؟ فعلى الأول هو ما لم يتَّضِحْ مَعْناه، وعلى الثَّاني: ما اسْتَأْثَر اللهُ بعلْمه(3). وكذا اختلَفَ
ص: 219
القُرّاء في الوقْفِ: هَلْ هُو على قول: (إلَّا الله) أو (والرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْم)؟ والذي عليه الجمهور أن المتشَابِه لا يَعْلَمُه إلَّا الله، فقد روى البخاري من حديث عائشة قالت: تَلَا رسولُ اللهِ صلّى الله علَيْه وسلَّم هذه الآية «هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الكِتابَ..» فقال: فإذا رأَيتَ الَّذِينَ یتَّیعونَ ما تَشَابَة مِنْه فأُولَئِك الَّذين سمّى اللهُ فاحْذرُوهم(1).
ص: 220
هذا النوع من زيادتي، ويُشْبُهه من أنواع علم الحديث: مُختلف الحديث والفرقُ بينه وبين المتشابِه: أن المتشابه لا يُفْهَمُ مَعْناه والمرادُ منه وهَذَا يُفْهَمُ بالْجَمْع، إذ المراد منه الآياتُ التي ظَاهِرُها التَّعارضُ المنَزَّه عنه كلامُ الله، وقد صنّف ابنُ قُتَيبة كتاباً جيّداً في هذا النوع(1).
مثال ذلك ما رواه الحاكمُ وعلَّقه البُخَارِيّ: أَنّ رجُلاً سأل ابن عبَّاس عن قوله تعالى: «وَاللَّهِ ربِّنا ما كُنَّا مُشْرِكين»(2)، وقوله في آية أخرى: «وَلا يَكْتُمون الله حَدِيثًا»(3)، فقال ابن عباس: أمَّا قولُه: «وَاللَّهِ رَبِّنا مَا كُنَّا مُشْرِكين» فإنهم لما رأوا يَوْمَ الْقيامة أَنَّه لا يدخلُ الجنَّةَ إِلَّا أَهْلُ الإسلام قالوا: تَعَالَوْا فَلْنَجْحد فختم اللهُ علَى أَفْوَاهِهِمْ فتكلَّمت أَيْديهِمْ وأَرجُلُهم فَلَا يَكْتُمُون الله حَدِيثاً(4)، وكذا رُوِي عَنْه في آياتٍ نحو
ص: 221
ذلك: أَنَّ في القيامةِ مواقفَ ففي بَعْضِها يُنكروُن، وفي بعضها يُقِرُّون وفي بعضها يَسْأَلُونَ وفي بَعْضِها لا يَسْأَلون كما قال تعالى: «وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَساءَلُون»(1) وقال تعالى في آيةٍ أخرى: «فَلَا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَساءَلُون»(2). وقال: «فَوَرَبُّكَ لَنَسْأَلَتُهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ»(3)، وقال في آيةٍ أُخْرى: «فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إنْسٌ وَلَا جَانٌ»(4) وقال تعالى: «وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتقيمٍ»(5)، وقال: «إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَيْتَ»(6) والجميع أن الهُدى مُشْتَرَك فَيُطْلَقُ على الدّلالةِ وهو المنسُوب إليه في الأوَّل(7)، وعلى خَلْقِ
ص: 222
الاهْتداء وهو المنفيُّ عنه في الثاني(1) - ومَنْ رَسَخ قَدَمُّهُ في مَعْرِفَةِ مَوَادِّ الْعَرَب واستِعْمالَاتها وفُنُونِ اللُّغَةِ ورُزِق فهماً وبَصيرةً لم يخْفَ علَيْه الْجَمْعُ بَيْن الآياتِ المشْكِلة، وقد رُوي أن ابن عبَّاس توقف في بعض ذلك فروَى أبُو عُبَيْد: حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن ابن أبي مُلَيْكة قال: سأل رجُل ابن عباس عن: «يَوْم كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ»(2) فقال له ابن عبَّاسٍ: فما «يَوْمٌ مِقْدَارُه خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَة»(3)؟ فقالَ الرّجُل: إنّما سَأَلْتُك لتحدِّثني فقال ابن عباس: هُمَا يَوْمان ذكرهُما اللهُ في كتابه اللَّهُ أَعْلَمُ بِهِما. انتهى.
ص: 223
الْمُجْمَل: ما لم تتَّضِح دَلَالَتُه، ومنعَ داودُ الظَّاهريُّ وقوعَه في القرآن وفي جواز إبقائه على إجماله ثلاثةُ أَقْوالٍ: أَصَحُّها: لا يجوز إبقاءُ المكلَّفِ بالعَمل ،به ويجوزُ إبقاءُ غيره(1)، ومن أمثلةِ ذَلك قولُه تعالى: «وَأَقِيمُوا الصَّلوةَ وَءَاتُوا الزَّكَوة..»(2)، «وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حجُّ الْبَيْت..»(3). وقد بيَّنت السُّنَّةُ أَفْعالَ الصَّلاةِ وَالْحَجّ ومقاديرَ نُصُب الزَّكاةِ في أَنْواعِهَا وقولُه تعالى: «وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُون في الْعِلْمِ يَقُولُونَ ءَامَنَّا به..»(4) تردَّد لفظُ (الرَّاسِخُون) بين العَطْفِ والابْتداء، وقد حملَه الجُمهور على الابتداء لِلْحَديث السَّابِق(5) - «أَوْ يَعْفُو الَّذِي بِيَدِه
ص: 224
عُقْدَةُ النِكَاح..»(1) يُحْتَمَلُ أنْ يَكُون الوَليُّ، وأَنْ يَكُونَ الزُوْج، وقَدْ حَمَلَهُ إمامُنَا الشَّافِعِيُّ على الزَّوْج ومَالِك عَلَى الْوَلِيّ لِما قام عِنْدهما.
«إلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ»(2) لِلْجَهْل حينئِذٍ بِمْعناه، وقد بيَّنه بعد نُزُوله: «حُرمَتْ عَلَيْكُم الْميتةُ..» إلى آخره(3)، واختُلِف في قوله(4) تعالى: «وَأَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ»(5) هلْ هو عامٌ خصَّصت منه السُّنَّةُ البُيُوعَ الفاسِدة أَوْ مُجْمَلٌ بَيِّنَتْ السُّنْةُ ما أَجْمِلَ مِنه، أو عَامُّ اللَّفظِ مُجْمَل المعْنى على أقوال. وادَّعَى الحنفِيَّةُ أَن مِنه: «وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ..»(6) لِتردُّده بين الكُلِّ والبَعْض فبيَّنَهُ حديثُ مَسْحٍ النَّاصِيَة، وَرُدَّ بأَنَّه لمُطْلقِ المسْح الصَّادِق بأَقَلِّ ما يَنْطَلِقُ عَلَيْه الاسْمُ وَيُفيدُه.
ص: 225
وهِيَ نَوْعٌ مِنَ المجاز لكنَّها مُخْتصَّةٌ باسمٍ وحدَه، وبَعْضُهم يُطلِق على المجازِ كلِّه استعارةً، كأَنَّك استعَرْتَ اللُّفْظَ مِنْ مُسْتحقِّه الَّذِي وُضِعَ لَهُ وَنَقَلْتَه إِلَى غَيْرِه، ومِنْهُمْ مَنْ يَخُصُّها بما لم يُذكَر المستعارُ لَه(1) وعَرَّفَها أَهْلُ الْبَيَان بأَنّها: مجازٌ عَلاقَتُه المشَابَهة، فإطلاقُ المِشْفر(2) مثلاً على شَفَةِ الإِنْسان إن كان للتَّشبيه بمِشْفَرِ الإِبِل في الغلَظ فهو اسْتِعارة، أَوْ لإطْلاقِ المقيَّد على المطْلق(3) من غير قصْدِ التَّشْبيه فمجاز ويُسمَّى: مُرْسَلًا(4)، وهي أقْسامٌ كَثيرةٌ فمِنها: تَحقيقيَّةً وهِيَ: ما تَحقَّق مَعْنَاهَا عَقْلاً أَوْ حِسّاً نَحْو: «اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُستقيم»(5) أي: الدّين الحق -
ص: 226
«أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ..»(1) أي: ضالاً فَهَدَيْناه ومنها: تهكُّميَّة وتَمْليحيَّة - وهُما ما استُعْمِلَا فى ضِدِّه أَوْ نقِيضه نحو: «فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَاب أليم»(2) استُعِيرَ لفظُ: «البِشارة» للْعَذاب، وهي موضُوعةٌ للسُّرور تهكُّماً بِهمْ(3) - ومنها: مُجرَّدةً وهي: ما قُرِنَ بِمُلائمٍ المستعارِ لَه نحو: «فَأَذَاقَها اللهُ لِباسَ الْجُوعِ..»(4) لم يَقُلْ: «فَكَسَاهَا» لَأنّ الإدْراكَ بالذَّوْق يَسْتَلزِمُ الإدْراكَ باللَّمْس وَلَا عَكْس(5).
ومنها: مُرَشَّحَةُ وهي: ما قُرن بما يُلائِمُ المُستعَارَ مِنْه نحو: «أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوْا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبحَتْ تِجَارَتُهُمْ..»(6)، استعارَ الاشْتراءَ للاسْتبدالِ والاخْتيارِ ثُمَّ قَرْنَها بما يُلائِمُ الاشْتِراءَ من الرِّبح والتِّجارة(7).
ومنْها: اسْتِعارةٌ بالكِنايَة وهي: أنْ تُضمِرَ التَّشْبيهَ في النَّفْسِ فلا
ص: 227
تُصِرّحَ بشَيءٍ مِنْ أَرْكَانِه سوى المشبَّه، ويُدَلُّ عَلَيْه بأن يثبت للمشبَّه أمرٌ مختصٌ بالمشبَّه به، فنفْسُ التَّشبيه هُو الكِنابية، وإثباتُ ذَلِكَ الأمرِ للمشبَّه استعارةٌ تخيْيليَّة(1) نحو: «فَأَذَاقها اللهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ...»(2) شبَّه ما يُدْرَكُ من أثَرِ الضُّرِّ وَالألَم بما يُدرَكَ من طعْمِ المرّ البَشِع فأوقع عَلَيْه الإِذاقة، فتكون الإذاقهُ بمنزلة الأطْفَارِ للْمنيَّة في قوله:
وَإِذَا المنِيَّةُ أَنْشَبتْ أَظْفَارَهَا(3)
وكذا قولُه تعالى: «جِدَاراً يُرِيدُ أَنْ يَنقَضُ..»(4) شبَّه مَيَلانَهُ للسُّقُوط بانحِرافِ الحيّ فأثبَتَ لَهُ الإرَادة الَّتِي هِيَ مِنْ خَواصِّ العُقلاء، وقولُه تعالى: «خَتَمَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ..»(5) بأن لا تقبل الحق(6) بالشيء الموثُوق المختُوم ثم أثْبتَ لها الخَتْمِ.
ومِنْها: تَبَعِيَّةٌ وهِي: أنْ يكونَ الْمُسْتَعَارُ فِعْلًا أَوْ صِفَةً أَوْ حَرْفاً كما
ص: 228
تقدُم في آية: «فَبَشِّرْهُمْ..» وآية: «إِنَّكَ لَأنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ»(1)، ومنه قولُه تعالى: «فالْتَقَطَهُ عَالُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَنَاً..»(2) استُعيرتْ لامُ «كَى» التي هي للعِلَّة لِلْغاية.
ومِنْها: تَمْثِيليَّة وَهِي: ما استُعْمِلَ فِيمَا شُبِّه بمعنَاهُ الأصْليّ تَشْبيه مُبالَغَة نحو: «واعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً..»(3) شُبِّه اسْتِظْهارُ العَبْدِ باللهِ ووثُوقُهُ بِه والْتِجاؤُه إلَيْه باسْتِمْساكِ الْوَاقِع في مَهْوَاةٍ مُهْلِكَةٍ بِحَبْلٍ وَثیقٍ مُدَلَّى من مَكَانٍ مُرْتفِع يَأْمَنُ انْقِطاعَه(4)، ولها أنواعٌ أُخَرُ مُبَيَّنَةٌ فِي عِلْم البيان واللهُ أَعْلَم(5).
ص: 229
وهو أيضاً نَوْعٌ من الْمجاز(1)، ويُفَارِقُ الاسْتِعارةَ باقْتِرانِه بالآدَاةِ الكاف ومثل وكأنَّ ونحوها، وإن تجرَّد منها لفظاً فإن قدَّرْتها فهو تَشْبيه وإلا فاستعارة كقوله تعالى: «وصُمٌّ بُكْمٌ عُميٌّ..»(2) والتقدير أعمُّ من كونِه جُزْء كلام كهذه الآية(3)، وكون الكلام فيه ما يقتضي تقديره كقوله تعالى: «حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْر»(4) فالْخَيْطُ الأسود تشبيه لأن بيان الخيط الأبيض بالفَجْر قَرِينَةُ على أن الأسْوَد أيضاً مُبيَّنٌ بسوادِ آخِرِ اللَّيل، ومن أمثلته قوله تعالى: «ومَثَلُ الَّذِينَ حُملوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ
ص: 230
أسْفَاراً..»(1)، وَالْقَمَرَ قَدْرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَديم»(2)، «إِن مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ ءَادَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ..»(3) وأَبْلَغُهُ المقلوب كما تقدَّمَ في نَوع المجَاز(4).
ص: 231
هَذَان النوعَانِ مِنْ زِيَادَتي وَهُما مُهمان، وقد ألَّف الشَّيخ تقي الدّين السُّبكي فيهما كتاباً(1)، واختَلَفَ النَّاسُ في الفَرْق بَيْنَهُما وَبَيْن الْحقِيقَةِ وَالْمجاز بما هُوَ مَبْسُوطٌ في كُتُبِ الْبَيان، والَّذِي تحرّر منْه أن الكِنَايةَ لَفْظٌ اسْتُعملَ في مَعْنَاهُ مُرَاداً به لازِمُ المعْنى، فَهِيَ بِحَسَبِ اسْتِعْمالِ اللّفظِ في المعنى حَقيقة والتَّجوُّزُ في إرادةِ إفَادَةِ مَا لَمْ يُوضَعْ لَه، وقَدْ لا يُرادُ منها المعْنَى بَلْ يُعَبِّرُ بالمَلْزُوم عن الَّلازِم وهي حينئذ مجاز كَقَولك: زيد طوِيلُ النّجادِ أي طويلُ حمائِلِ السَّيْفِ مُريداً به طول القامة الَّذِي هو لَازِمٌ لطولهِ حقيقةً(2) وَمِنْهُ فِي الْقُرآنِ: «قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرَّاً..»(3) فإنّه
ص: 232
لم يقصد إفادة ذلك لأنه معلومٌ بل إفادة لازمه، وهو أنهم يَردُّونَها ويَجِدُون حَرَّهَا إِن لم يُجَاهِدُوا - وأما التَّعريضُ فَهُوَ لَفْظُ اسْتُعْمِلَ في مَعْنَاهُ للتَّلْويح بغَيْره نحو: «بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا»(1) نَسَب الفِعْلَ إِلَى كَبِيرِ الْأَصْنامِ الْمتَّخذَةِ آلِهَةً كَأَنَّهُ غَضِبَ أَنْ تُعْبدَ الصِّغَارُ مَعه تلويحاً لعابديها بأنَّها لا تَصْلُحُ أَنْ تكونَ آلِهَةً لِمَا يَعْلَمُونَ إذا نَظَرُوا بِعُقُولِهِمْ من عَجْزِ كَبيرها عَنْ ذَلكِ الْفِعْل والإلَهُ لا يَكُونُ عَاجزاً، فهو حقيقة أبداً(2) ومنه قَوْلُهُ تَعَالَى: «لَئِنْ أَشْركْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ..»(3) الخطابُ لَهُ صلى الله عليه وسلم وهُوَ تعريض بالكُفَّار(4) - «وَمَالِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِليه تُرْجَعُون»(5) أي: وَمَالَكُمْ لا تَعْبُدون، وقريبٌ مما تقدَّمَ في حدِّهما قولٌ الزَّمخشري(6): الكنايةُ ذِكْرُ الشيء بغَيْر لَفْظِه المَوْضُوع له، والتَّعريضُ: أن يَذْكُرَ شَيْئاً يَدُلُّ عَلَى شَيْءٍ لَمْ يَذْكُرْه.
ص: 233
وقولُ ابن الأثير(1): الكنايةُ: ما دَلَّ على مَعنىً يجوزُ حَمْلُهُ على الحقيقةِ والمجَازِ بوصْفٍ جَامِعٍ بَيْنَهُما، والتعريضُ: اللُّفْظُ الدَّالُّ على معنىً لا مِنْ جهَةِ الوضْع الحقيقيّ أو المَجازيّ، كقوْلِ مَنْ يتوقعُ صِلَةٌ: واللهِ إِنِّي لَمُحتاجٌ - فإنه تعريضٌ بالطلبِ مع أنه لم يُوضَعْ لَهُ حقيقةً ولا مجازاً وإنّما فُهِمَ مِنْ عُرْضِ اللَّفْظِ أَي جَانِبِه(2).
ص: 234
هذا النَّوعُ مثالُهُ عزيز إذْ مَا مِنْ عامَّ إلَّا ويُتخيَّل فيه التَّخصيص، فقوله تعالى: «يَأْيُّها النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ...»(1) قد يُخَصُّ منه غيرُ المكلَّف، و«حُرِّمَت عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ...»(2) خُصَّ منه حالةُ الاضطرار وميتة السَّمك والجراد - «وحَرَّمَ الرِّبا»(3) خُصَّ منه العَرَايَا(4)، ومما يصْلُحُ مثالاً له: «خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ»(5)، وقَولُه تعالى: «وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عليم»(6).
ص: 235
هذان النَّوعَانِ من النَّاس من لم يُفَرِّق بينهُما حيثُ ذكر العقل من المخصصات والأصحُّ التَّفْرِقَة، وللسُّبكي فيهما رسالةٌ مُسْتَقِلَّة، ولهُمْ بينَهما فُروق:
أَحدُها: أن العامُّ الَّذِي أُريدَ بهِ الْخُصُوص قرينتهُ عقليَّة «الله خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ»(1).
الثَّاني: أَنَّ قَرينتَه معَه نحو: «الَّذِينَ قالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ..»(2) قال الشَّافِعِيُّ - رضي الله عنه-:(3) فإذا كان مَنْ مَعَ رَسُول الله صَلَّى الله عليه وسلم ناساً غيرَ مَنْ جُمعَ لَهُم النَّاسُ وكان المُخبِرون لَهُمْ ناساً غير من جُمعِ لَهُم وغيرَ مَنْ مَعَهُ مِمَّن جُمِعَ عَلَيْه،
ص: 236
وكان الجَامِعُون لهُم نَاساً فالدَّلَالَةُ بيّنَة بما وصفت من أَنَّه إنَّما جُمِعُ بَعْضُ لَهُمْ بَعْضُ الناسِ دُون بعض والعِلمُ محيط أنه لم يُجْمَع النَّاسُ كلُّهُمْ ولم يخْبرهم النَّاسُ كلُّهم ولم يكونُوا هم النَّاس، ولكنه لما كان اسمٌ النَّاسِ يقَعُ علَى ثلاثةِ نَفَرٍ وعلى جَميعِ النَّاس وعلى مَنْ بَين جَميعهم وثلاثة كانَ صحيحاً في لِسِانِ العرب أن يُقال: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ) وإنما قال ذلك أربعةُ نَفَرٍ (إنّ النّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ) يعني المنصرفين من منهم أُحُدْ.
قال البُلقيني: ولم يُبَيِّن الشَّافِعِيُّ - رضي الله عنه - سَنَدَ ما ذكره أربعةُ من أنَّهم أربعةُ نفسرٍ، ويُحتَمَلُ أن يكون ذَلِكَ صَحَّ عِنْدَهُ بطريق(1)، انتهى
ص: 237
وقد ذكر أهلُ التَّفسير أن المراد بالنَّاس القائل وهُوَ نعيم بن مَسْعُود الأشجعي وحده(1)، وسيأتي الكلام عليه في المُبْهَمَات.
الثالِثُ(2): إن المرادَ به الخصُوصُ لا يصِحُّ أن يرادَ به العُمومُ بخلافِ المخْصُوص.
الرَّابع: أنَّه يَصِحُّ أن يُرادَ به واحدٌ اتفاقاً، والمَخصُوصُ لا بدَّ فيه من جَمْع أي على خُلفٍ فيه.
الخَامِسُ: أن المرادَ منه أقلُّ مما خرج والدَّاخِلُ في المخصُوصِ أكثرُ مما خرج وهو قريبُ من الَّذِي قبله.
قُلْتُ: بَقِيَ فرقٌ آخرُ هو أعظمُ ممَّا ذَكَره وهو أن المرادَ به الخُصُوصُ مَجَازٌ قَطْعاً لأنَّهُ لَفظٌ استعمل في بَعْض أفرادِه، والمخصوصُ
ص: 238
حقيقةٌ على الأصحّ لأن تناولَ اللَّفظِ للْبَعْضِ الباقى فى التَّخصيص كتنَاولِهِ لَهُ بِلَا تَخْصيص وذلك التَّناوُلُ حقيقيُّ اتَّفاقاً فكذَا هذا(1).
ومن أمثلة المُرادُ به الخُصوص: «أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ...»(2) أي رسُول الله، «وَأُوتِيتْ مِنْ كُلِّ شَيْء»(3)، «وَءَاتِينَهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سبياً»(4)، «تُدَمرُ كُلِّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا»(5).
وأما المخصوص(6) فأمثلتُهُ كثيرةٌ جداً.
ص: 239
وقَدْ أَنْكَرَهُمَا قَوْمٌ وَقَالُوا: لا يُخَصُّ الكتابُ إلَّا بكتَابٍ، ولا السُّنَّةُ إلَّا بسُنَّةٍ، وأَوْجَبَهُمَا آخَرُونَ وقَالُوا: لَا يَخُصُّ الكِتَابُ الكِتابَ ولا السُّنَّةُ السُّنَةَ، والأصَحُ جَوازُ الْجَميع.
فأَمَّا النَّوْعُ الأوَّل(1) فقليلٌ جداً، ومن أمثِلَته قَوْلُهُ تَعَالَى: حَتَّى يُعْطُوا الجِزْيَةَ...»(2) خَصَّ عُموم قولهِ صلَّى الله عَلَيْهِ وسَلَّم: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لا إلهَ إلا الله»(3)، وقوله تعالى: «حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلَوةِ الْوُسْطَى...»(4) خصَّ عُمُومَ نَهْيه صَلَّى الله عليه وسلَّم عن الصَّلاةِ في الأوْقاتِ المكروهة بإخراج الفرائض، وقولُه تَعالى: «وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارهَا...»(5) الآية، خصَّ عُمُومَ قوله صلَّى
ص: 240
الله عليه وسلم: «ما أُبِينَ مِنْ حَيِّ فَهُوَ مَيِّتُ»(1)، وقولُه تعالى: «وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ»(2) خصَّ عموم قولِه صلَّى الله عليه وسلم: «لا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنيُّ وَلَا لِذِي مِرّةٍ سَوِيٌّ»(3) فإنهما يُعْطَيَانِ مَعَ الغَنيِّ، وكذا سبيل الله - وقولُه تعالى: «فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ الله...»(4) خَصَّ عموم قولِه صلَّى الله عليه وسلم: «إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَان بسيْفهما فالْقَاتِلُ والْمَقْتُولُ في النَّارِ».
وأما النَّوعُ الثَّاني(5): فأَمْثِلتُه كثيرة كتخصيص: (وحَرَّم الرِّبَوا) بغير العَرَايَا، وتخصيص: «والمطلقاتُ يَتَربَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُروءٍ»(6) بالأحْرار، وكذا عِدَّة الوَفاةِ وآياتُ المواريثِ بغيْر القاتِل والمخالِف في
ص: 241
الدِّين والرَّقيق، وتخصيص: «وَإِذَا حُيِّيتُم بتَحيَّةٍ فَحَيُّوا بأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا»(1) بغير الكافرِ والْفَاسِق والأحْوالِ التي لا يَجبُ فيهَا الرَّدُّ والله أعلم(2).
ص: 242
هُوَ مَا تُرِكَ ظَاهِرُه لدليل نحو: «إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلوة...»(1) أَيْ: أَرَدْتُم القيامَ - «إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ»(2)، «فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ...»(3) أي: أردْتم الطَّلاق والقِراءة، وكذا قوله تعالى: «وَمَنْ يقتل مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا»(4)، دلّ الدَّليلُ على أنَّ المؤمنَ لا يُخَلَّد فأُوِّلَ الخُلُودُ بالمُكْثِ الطَّويل أو الأبَديِّ للْمُستحِلّ، والتَّأْويلُ إنما يُقْبَلُ إِذَا قَامَ عَلَيْهِ دَليلٌ وَكَانَ قريباً، أما الْبَعيدُ فَلَا كَتَأْوِيلِ الحنفيَّة قوله تعالى: «فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً»(5) ستّين مُدّاً على أن يُقَدَّر مضافٌ، أي طعامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً هو ستُّون مُدَاً(6) حتى جوَّزوا إعطاءَه
ص: 243
لمسكينٍ واحدٍ في ستّين يوماً، ووجْهُ بُعْده: اعتبار مالم يُذكر وهو ظهور المضافُ والغَاءُ ما ذِكرَ وهو العَدَد، مع ظهور قَصْدِه لِفَضْل الجماعةِ العَدَد، وبَرَكَتِهم وتظافُرِ قُلوبهم على الدُّعاء للْمُحْسِن.
ص: 244
وهو مَا دَلَّ عَلَيْه اللفظ لَا في محَلِّ النُّطْق، وخلافُه الْمنْطُوق وهُوَ: ما دَلَّ عَلَيْه في محلِّ النُّطق، ولم يذكره البُلقيني(1) لأنَّه الأصْل وفي النَّفس منه شَيْءٌ فإنَّ له أقساماً ينبغي التَّنبيهُ عَلَيْها ولنتكلَّم عَلَيْه مضمُوماً إلى هَذا النَّوع - فأمَّا المفْهوم فهُو قِسْمان: مُوَافَقة - وهُوَ: ما يُوافِقُ حُكْمُه المنطُوق ويُسَمَّى: فَحْوَى الْخِطَاب إِنْ كَانَ أَوْلَى، ولَحْنَ الخطابِ(2) إنْ كانَ مُسَاوِياً، مثال الأوَّل: «فَلَا تَقُل لَهُمَا أُفٍّ»(3) فإنه يُفْهمُ تَحْرِيمُ الضَّرْب من باب أَوْلى ومثالُ الثَّاني: «إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلماً...»(4) الآية - فإنه يُفْهِمُ تَحْريمَ الإِحْرَاقِ أَيضاً لمُساوَاتِه لِلأكْلِ في الإتْلاف.
ومُخَالَفَة(5): وَهُوَ المُخَالِفُ لَهُ إِذا لَمْ يَخْرُج مَخْرَجَ الْغَالِب، فإنْ
ص: 245
خَرَج لَمْ يُسمَّ مقْهُوماً نحو: «وَرَبَائِكُمْ اللَّاتي في حُجُورِكُمْ...»(1) إذ الغالِبُ كَوْنُ الرَّبيبة في حِجْر الزَّوج فلا يُفْهَمُ إبَاحَةُ الَّتي لَيْسَتْ في حجْره، ويَلْحَقُ به نحوه مما لا يقتضي التَّخصيص بالذكر لموافقة الواقع نحو: «وَمَن يَدْعُ مَعَ الله إلهاً آخر لا بُرْهَانَ لَهُ بِه...»(2)، «وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً...»(3) ثُمَّ المفهومُ إمَّا مِنْ صفَةٍ نحو: «إنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَيَإٍ فَتبينوا...»(4) فوجَب التَّبْيين في الفاسق، أو عددٍ نحو: «فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانينَ جلدة...»(5) أي: لا أقل ولا أكثر، أو شَرْطٍ نحو: «وَإِنْ كُنْ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ...»(6) أي: فغْيرُ أُولاتِ الحَمْلِ لا يَجِبُ الإِنْفَاقُ عَلَيْهِنَّ، أو غاية نحو: «فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تنكِحَ زَوْجَاً غَيْرَه...»(7) أي فإذا نَكَحَتْهُ تَحِلُّ لِلأوَّلِ بِشَرْطِهِ، أَوْ أَدَاة حَصْرٍ نحو: «إنَّما إلَهُكُمُ الله...»(8) أي فَغَيْرُه ليْسَ بإله - أو فُصِلَ المبتدأُ من الخَبر بضميرِ الفَصْل نحو: «فَاللهُ هُوَ الْوَلِيُّ»(9) أي: فَغَيْره لَيْسَ بَوليٍّ، أو تقديم المعْمُولِ نحو: إِيَّاكَ
ص: 246
نَعْبُدُ»(1) أي: لا غَيْرُك - «لإلَى الله تُحْشَرُون»(2) أي: لَا إلى غيره.
والمنْطوقُ تَارةٌ يتوقَّفُ صحةُ دَلالَتِه على إِضمارٍ فَيُسَمَّى دَلَالَة اقْتِضَاءٍ نَحو: «وَاسْأَلْ الْقَرْيَة»(3) أي: أَهْلها، وتَارةً لَا يَتوقَّف وَيَدُلُّ عَلَى ما لَمْ يُقْصَدْ بِه»(4) فَيُسمَّى: دَلالَةَ إشَارةٍ نحو: «أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ...»(5) فإن المقصودَ به جوازُ الجماع في اللَّيْل وهو صَادِقٌ بِآخِرِ جُزْءٍ مِنْهُ فيدُل بالإِشارة على صحة صوْمِ مَنْ أَصْبَحَ جُنُباً(6).
قلت: وقد استنْبطًت بهذِه الْقَاعِدَةِ أَحْكاماً من عِدَّةِ آيَاتٍ مِنْها قَوْلُهُ تعالى: «إِنَّما جَزَاؤُا الَّذِين يُحارِبُونَ الله وَرَسُولَهُ...» إلى قوله: إلَّا الذينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ»(7)،
ص: 247
أشارَ بجواب الشَّرطْ بأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ إلى أنَّ التَّوبة إنما تُسْقِط الحقَّ المتعلِقَ به تَعالى دون المتعلِّق بالأدَميِّ، لأن التَّوْبَةَ لَا تُسْقِطُهُ وتوهُمَ بعضُ الشَّافعيّة مِنْ قولِه تَعالى فى المُؤْلِى(1): «فإنْ فَاءُوا فَإِنَّ الله غَفُورٌ رَّحيم»(2) أنه لا يجبُ عَلَيْهِ كفَّارةُ الْيَمين، لأن الله ذَكَرَ لَهُ الْمَغْفِرَةَ والرَّحْمَةَ، وغفلَ قَائِلُ هَذَا عَنْ هَذِهْ النكْتة فالمغفِرة فيه لِمَا تعلَّق باللهِ من الْحَلِفِ به الذي في الحِنْثِ فيه حَزَازَةٌ دُونَ ما تعلَّقَ بالآدميّ من الكفَّارة فإن فيها حقاً لأدَميِّ فَتَأَمَّلْ هذا المحلَّ فإنَّه نفيسٌ جداً، والله يَهْدِي للصَّواب.
ص: 248
المطلَق: الدَّالُ على المَاهِيَّة بلا قَيْد(1)، وقد اشْتَهر من مذْهبِ الشَّافعيّ أنه يحملُ المطلَق على المقيَّد وفي ذَلك تفصيل، لأنهما إن اتَّحد حكْمُهما ومُوجِبُهُما وكانَا مُثْبَتين وتَأخَّرَ المقيَّد عن وقتِ الْعَمَلِ بالمطْلَق فالمقيَّد ناسخٌ للمطْلَق وإلَّا حُمِلَ عَلَيْه، وكذَا إِنْ كَانَا مَنْفَيَّين، وإن كان أحدُهما أمراً والآخَرُ نهياً قُيِّدَ المطلَق بضدِّ الصِّفة، وإن اختَلَفَ السَّببُ فمذهبُ الشَّافعيِّ الحملُ علَيْهِ قياساً كما في قولِه تَعالى في كفَّارة القتل: «فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ»(2)، وفي كفَّارةِ الظِّهار: «فَتَحْرير
ص: 249
رَقَبَةٍ»(1)، وإن اتَّحد المُوجِبُ واختلَف الحكْمُ حُمِلَ عَلَيه أيضاً كما في قوله تعالَى في آيةِ الوُضُوه: «فاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِق...»(2) وفي آية التّيمُّم: «فامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وأيديكم...»(3).
وأما المقيَّد في موضِعَينْ وقَدْ أُطْلِقَ في مَوْضعٍ ولَيْسَ أَوْلَى بأحدهما من الآخَر فلا يُحْمَلُ عَلَى شَيْءٍ مِنْهُمَا كقولِه تعالى في قضاءِ أيام رمضان: «فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَر»(4)، وفي كفَّارِة الظِّهار: «فَصيَامُ شَهْرَيْن مُتَتَابِعَين»(5) وفي صَوْمِ التَّمتُّع: «فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ...»(6) فَأَوْجَبَ التتابعَ في الثَّاني(7)، والتَّفريقَ في الثَّالث(8) وليسَ الأولُ أولَى بأحدِهما من الآخَرْ فلا يَجِبُ فيه تَتَابُعٌ ولا تَفْريق.
وقد يكون الكتابُ مُقيّداً للسُّنَّةِ المطلَقة، والسُّنَّةُ مقيّدةٌ للكتاب المطلَق كالتخصيص والله سُبْحَانَهُ أَعْلَم.
ص: 250
هَذَانِ النُّوْعَانِ مُهْمَانِ ولِلنَّاسِ فِيهِمَا مُصَنَّفاتُ جَمَّة(1)، وذلك على ثَلَاثَةِ أَقْسَامٍ: الأَوَّل: ما نُسِخَ حُكْمُهُ دُونَ رَسْمِهِ وَهُوَ أَضْرُب: أَحَدُهَا: مَا نَسَخه كِتَابٌ كقوله تعالى: «وَالَّذِينَ يُتَوَفُونَ مِنْكُمْ وَيَذْرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً لأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعاً إلى الحَوْلِ...» فإنه منسوخ بقوله تعالى: «وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذْرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً...»(2)، وكَقَوْلِهِ تعالى: «إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مائَتَيْن...»(3) الآية، نُسِخَ بقوله: «الآنَ خَفَّفَ اللهُ عنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فيكُمْ ضَعْفاً فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مَائَةٌ صَابِرَةً يَغْلِبُوا مائَتَيْنِ...»(4) الآية(5).
ص: 251
وكقولِهِ تعالَى: «وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ... إلى قَوْلِهِ: فَأَمْسِكُوهُنْ في البُيُوتِ»(1) نُسِخَ بِقَوْلِهِ تعالى: «الزَّانِيَةُ والزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ...»(2).
وهُنَا فَوائِد: الأولى: كلُّ ما في الْقُرْآنِ من الصَّفْحِ عن الکفَّارِ والتَّولِّي والإِعْرَاضِ والكَفِّ عنهم فهُوَ مَنْسُوخ بآية السَّيف، قال بَعْضُهُمْ وهي: «فَإِذَا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُمُوهُمْ...» الآية(3). نَسَخَتْ مائَةً وأربعاً وعشرين آيةً ثم نَسَخَ آخِرُهَا أَوَّلَها.
الثانية: لَيْسَ فِي القُرْآنِ نَاسِخٌ إِلَّا وَالْمَنْسُوخُ قَبْلَه في الترتيب إلَّا آية العِدَّة السَّابقة(4) - وقولُهُ تعالى: «لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ...» الآية(5) نَسَخَها قَوْلُهُ تعالَى: «يَأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ...» الآية(6). وهي قَبْلَها في التَّرتيب، قيلَ: وقولُهُ تعالى: «خُذْ الْعَفْوَ»(7) يعني
ص: 252
الفَضْلَ من أَمْوَالِهِمْ، فإنه مَنْسُوخُ بآيةِ الزَّكاةِ، قالُوا: وهي من عَجِيبِ المنسوخِ فإن أوَّلَهَا وآخِرَها وهو: «وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ» مَنْسُوخ ووسَطَها وهو: «وَأْمُرْ بالْعُرْفِ» مُحْكَم.
الثَّالِثَةِ: رَوَى أَبُو عُبَيْد عن الحسن وأبي مَيْسَرَة أنهما قالَا: ليس في المائدة مَنْسُوخٌ وهو مُشْكِل، ففي المستدرَك عن ابن عباس أن قوله تعالى: «فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ»(1) مَنْسُوخٌ بِقَوْلِهِ: «وَأَنْ احْكُمْ بيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ»(2) وقال بعضُ من صَنَّفَ في هَذَا النَّوع:(3) السُّور الَّتي لا ناسِخَ فِيهَا وَلَا مَنْسُوخ: الفَاتِحَة، ويُوسُفُ، وَإبْراهيم، والكَهْف، والشُّعَرَاء، ويس، والحُجُرَاتِ، والرَّحمن، والْحَدِيد، والصَّفّ، والجُمْعَة، والتَّحريم، والمُلْك، والحَّاقّة، ونُوح، والْجِنّ، والْقِيامَة والْمُرْسَلَات، والنَّبَأَ، والنَّازِعَات، والانْفِطَار، والْمُطَفِّفِينَ، وَالانْشِفَاقُ، وَالْبُرُوج، وَالْفَجْرُ، وخمس بعدها - والقَلَمْ وما بَعْدَها.
والسُّوَرُ الَّتي فيها النّاسِحُ فقط: الفَتْحُ، والحَشْرُ، والمنَافِقُون، والتَّغابن، والطَّلاق، والأعْلَى(4).
ص: 253
والتي فيها النَّاسِحُ والمَنْسُوخ: البقرة، وثلاثٌ بعْدَها، والأنْفَالُ، وبَرَاءة، وَمَرْيَمَ، والانْبِيَاءِ، وَالْحَجَّ، والنُّور، والْفُرْقَان، والأحْزَاب، وسَبَأ، وَالْمُؤْمِن، والشُّورى، والذَّاريات، والطُّور، والْواقِعَة، والْمُجَادَلة، والْمزَّمِل، والْمُدَّثِر، والتكْوير(1)، والْبواقي فيها المَنْسُوخِ فَقط.
الرَّابعة: قال السدّي:(2) لم يمكث منسوخٌ مدَّةً أكثرَ من قَوْلِه تعالى: «قُلْ مَا كُنتُ بِدْعاً منَ الرُّسُلِ...»(3) الآية - مَكَثتَ ستّ عشرةَ سنة حتى نسخَهَا أَوَّلُ الْفَتْحِ عام الحُدَيْبية.
الضَّرْبُ الثَّاني: ما نَسَخَهُ سُنَّةٌ، وَاخْتُلِفَ فِي جَوَازِ هَذَا وَالَّذِي ما بَعْدَهُ، مِثالُهُ قَوْلُهُ تَعالى: «كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ
ص: 254
خيْراً الْوصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبين...»(1) نسخّه قولُه صَلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّم: «لَا وَصِيَّةَ لِوَارِث» ومن أَنكَرَهُ قَالَ: النَّاسِخُ آيَةُ الميراث(2).
الضَّرْبُ الثَّالِثُ: مَا كانَ ناسِخاً لِسُنَّةٍ كَآيَةِ الْقِبْلَةِ فَإِنَّها ناسِخةٌ لاسْتِقْبَالِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ الثَّابِتِ بالسُّنَّةِ.
القِسْمُ الثَّانِي: ما نُسِخَ رَسْمُهُ دُونَ حُكْمِهِ(3) وَهُوَ كَثِيرٌ أَيضاً فَقَدْ قَالَ أَبُو عُبَيْد: حَدَّثَنَا إسماعيل بن إبراهيم عنْ أيُّوب عن نافِعٍ عن ابن عمر قالَ: لا يقولَنَّ أَحَدُكُمْ قَدْ أَخَذْتُ القرآنَ كُلَّهُ قَدْ ذَهَبَ مِنْهُ قَرْآنُ كَثِيرٌ ولكِنْ لِيَقُلْ قَدْ أَخَذْتُ مِنْهُ ما ظهرَ - وقال: حدثنا ابنُ أَبي مَرْيَمَ عن ابن لُهَيْعَةَ عن أبي الأسود عن عروَةَ بن الزُّبير عن عائشة قالَتْ: كَانَتْ سُورَةٌ الأحزاب تُقْرَأُ في زمان النبي صلى الله عليه وسلم مائَتَيْ آية فَلَمَا كَتَبَ عُثْمَانُ المصاحِف لم يقدر مِنْهَا إِلَّا عَلَى مَا هُوَ الآن «وهو ثَلاثٌ وَسَبْعُونَ
ص: 255
آية قاله الجلالان»(1) وقال: حدثنا اسماعيل بن جعفر عن المبارك بن فضالة عن عاصم بن أبي النّجود عن زرّ بن حُبيش قال: قال لي أُبَيّ بن كعب: كَمْ كانت تُعَدُّ سُورَةُ الأحزاب؟(2)
قلنا: ثِنَتْين وسَبْعِين آية أَوْ ثَلاثاً وسَبْعِينَ آية فقال: إن كانت لَتَعْدِلُ سُورَةَ الْبَقَرَة وإِنْ كُنَّا لَنَقْرَأ فيها آيةَ الرَّجْمِ قُلْت: وَمَا آيةُ الرَّجْم؟ قال: إذا زَنى الشَّيحُ والشَّيخةُ فارْجُمُوهُمَا البَتَّة نكالاً مِنَ اللهِ واللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ - أخرجه الحاكمُ مُختصراً وصحَّحه وقال أيضاً: حدثنا عبد الله ابن صالح اللّيث عن خالد بن يزيد عن سعيد بن هلال عن مروان بن عثمان عن أبي أمامة بن سهل أن خَالَته قَالَتْ: لقد أقرأنا رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلّم آيةَ الرَّجْمِ: «الشَّيحُ والشَّيْحَةُ إِذا زَنَيَا فَارْجُمُوهُمَا البتة بما قضيَا من اللَّذة»(3). وقال: حدَّثنا حَجَّاج عن ابن جُريج أخبرني ابن أبي حميد عن حميدة بنت أبي يونس قالت: قرأ عليَّ أبيّ وهو ابن ثمانين سنة في مصحفِ عائشة: «إنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبيّ يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيما، وعَلَى الَّذينَ يُصَلُّونَ في الصُّفوف الَأوَلِ»(4)، قالَتْ: قَبْلَ أَنْ يُغَيّر عُثْمَانُ المصَاحف.
ص: 256
وقال: حدّثنا عبد الله بن صالح عن هشام بن سعد عن زيد بن عطاء أسلم عن بن يسار عن أبي واقد الليثي قال: كانَ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا أُوحِيَ إليه أتيناه فَعَلَّمَنَا مِمَّا أُوحِيَ إِلَيْهِ قال: فجئْتُ ذَاتَ يَوْمٍ فقال: إِنَّ الله تعالى يقولُ: «إِنَّا أَنْزَلْنا المالَ لإقام الصَّلاةِ وإيتاءِ الزكاة ولو أنَّ لا بن آدَمَ وادياً لأحبَّ أن يكونَ إليه الثَّاني ولو كان له الثَّاني لأحبُّ أن يكون إليهمَا الثَّالث ولا يملأُ جوفَ ابن آدم إلَّا التَّرابُ ويتوبُ اللهُ عَلَى مَنْ تَاب»(1).
وقال الحاكم في المستدرك: أخبرني عبد الرحمن بن الحسن بن أحمد الأسدي أنبأنا إبراهيم بن الحسين أنبأنا آدم بن أبي إياس ناشعبة عن عاصم عن زرّ عن أبيّ بن كعب قال: قالَ ليَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأْ عَلَيْكَ القُرْآنَ، فقرأ: «لَمْ يَكُنْ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الكِتابِ وَالْمُشْرِكِين...» ومنْ بَقِيَّتها: «لَو أَنَّ ابن آدم سَأَلَ وادياً من مالٍ فأُعْطِيَهُ سأَل ثانياً(2) وإِنْ سَأَلَ ثَالِثَا فَأُعْطِيَهُ سَأَلَ ثانياً وإنْ سأَل ثالثاً فأُعْطِيَهُ سَأَل رابعاً ولا يَمْلُأ جَوْفَ ابنِ آدم إلَّا التُّراب ويتوبُ اللهُ عَلَى مَنْ تَابِ، وَإِنَّ ذَاتَ الدِّين عِنْدَ اللهِ الحنيفيةُ غير اليهوديّة ولا النَّصرانيّة، ومَنْ يَعْمَلَ خَيْراً فَلَنْ يَكْفُره».
وقال أبُو عُبَيْد: حَدَّثنا حجَّاج عن حمَّاد بن سَلَمة عن علي بن زيد عن أبي حرب بن أبي الأسود عن أبي موسَى الأشْعَرِي قال: نزلت سُورَةُ
ص: 257
نحو «براءة» ثُمَّ رُفِعَتْ وحُفِظَ منها: «إنَّ اللهَ سَيُؤَيِّدُ هَذَا الدِّين بأقْوامٍ لا خلاقَ لَهُمْ، وَلَوْ أَنْ لابنِ آدَمَ وَاديْين من مَالٍ لتمنَّى وَادياً ثالثاً ولَا يَمْلأُ جوْفَ بن آدمَ إلَّا التُّرابُ ويتوبُ اللهُ عَلَى مَنْ تاب.
وقال الحاكمُ في المسْتَدْرَك: حدَّثنا عليّ بن حمَّاد العدل نا محمد بن المغيرة اليشكري نا القاسم بن الحكم الشّعراني نا سفيان بن سعيد عن الأعمش عن عبد الله بن مرّة عن عبد الله بن سلَمَة عن حُذَيْفَةً قال: ما تقرأُون رُبْعهَا يعني «براءة» وإنكُمْ تُسَمُّونَهَا سورةَ التّوبة وهي سُورَةُ العَذَاب.
وقال أبو عبيد: حدثنا حجَّاج عن سعيد عن الحكم بن عُيَيْنة عن عديّ بن عديّ قال: قال عمرُ: كنَّا نَقْراً: لا تَرْغَبُوا عَنْ آبائِكُمْ فإنَّه كُفْرٌ بكُمْ - ثُمَّ قال لزيد بن ثابت: أكذلك؟ قال: نعم.
وقال: حدثنا ابن أبي مريم عن نافع بن عمر الجمحي وحدَّثني ابن مُلَيكة عن المِسْور بن مخرمة قال: قال عُمَرُ لعبد الرحمن بن عوف: أَلَمْ تَجدْ فيما أُنْزِلَ عَلَيْنَا: «أَنْ جَاهِدُوا كَمَا جَاهَدْتُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ» فَإِنَّا لا نجدُها؟ فقال: أُسْقِطَتْ فيما أُسْقِطَ مِنَ الْقُرْآن، وقال: حدَّثنا ابن أبي مَرْيَمُ عن ابن لُهَيْعَةَ عن يزيد بن عمرو المعَافري عن أبي سُفْيان الكَلامي أنَّ مسْلَمَة بن مُخَلّد الأنصاري قال لهم ذاتَ يوْم: أخْبِرُوني بآيتين من الْقُرْآن لم يُكْتبا في المصْحف فلم يُخبرْوه وعنْدهم أبُو الكنّود سعد بن مالك، فقال مسلمة: «إن الذين آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا في سَبِيلِ اللهِ بأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَلَا أَبْشِرُوا أَنْتُمْ المُفْلِحُون. والذِينَ آوَوُهُمْ
ص: 258
وَنَصَرُوهُمْ وَجَادَلُوا عَنْهُمُ الْقَوْمَ الذِينَ غَضِبَ الله عليهمْ أُولَئِكَ لا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ».
وقال الطَّبراني نا أَبُو سَهْل عبيد الله بن عبد الرحمن بن واقد نا أبيّ نا العبّاس بن الفضل عن سليمان بن أرقم عن الزهريّ عن سالم عن أبيه قال:(1) قرأَ رجُلان سورةً أقرأهُمَا رسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فكانا يقرآن بها فقاما ذاتَ لَيْلَةٍ يُصَلِّيَانِ فَلَمْ يقدرَا منها عَلَى حَرْفٍ فَأَصْبَحَا غَادِيين على رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ فذكرا ذلك لَهُ فقال: إنَّها مِمَّا نُسِخَ وأُنْسِي فَالْهَوْا عَنْهَا.
وفي الصَّحيحين عن أنسٍ في قصة بئرِ أصْحابِ معُونة الَّذين قُتِلُوا وقَنَتَ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ يَدْعُو عَلَى قاتليهم قال أنس: ونزلَ فيهم قرآن قرأناهُ حتَّى رُفِعَ: أَنْ بَلِّغُوا عَنَّا قَوْمَنَا إِنَّا لقينا ربَّنا فرضِيَ عنَّا وأرضانا(2).
القسم الثَّالث: ما نُسِخَ رَسْمُهُ وحُكْمُهُ معاً كما روى البُخَارِيُّ عن
ص: 259
عائشة: كان فيما أُنْزِلَ عَشْرُ وَضْعَاتٍ مَعْلُومَاتٍ فَنُسخِن بخَمْسٍ مَعْلُوماتٍ(1).
ص: 260
هو قَولُهُ تَعالى: «يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ناجَيْتُم الرَّسُولَ...»(1)، قال ابن عطيَّة: قال جَماعة: لم يُعْمَل بهَذه الآية بل نُسِخَ حكمُها قبْل الْعَمَل، وصحَّ عن عليٍّ أنه قال: ما عمِل بهذه الآية أحدٌ غيْري ولا يعمَلُ بها أحدٌ بَعْدي رواه الحاكم وصحَّحه وفيه: كان عنْدي دينارٌ فبعتُه بعشْرَةِ دراهمَ فكنت كلَّما ناجيتُ النبي صلَّى الله عليْه وسلَّم قدمت بين يديْ نجوايَ درهماً ثم نُسِخَتْ فلم يَعْمَلْ بها أَحَدٌ فنزلت: «ءَأَشْفَقْتُمْ...» الآية(2).
وروى التّرمذيُّ(3) عنه قال: لمَّا نَزَلت هذه الآيةُ قَالَ ليَ النَّبيُّ صلَّى الله عَلَيْه وسلَّم: ما تَرَى؟ دينارٌ، قُلْتُ: لا يُطيقُونَهُ، قال: فنِصفٌ دينارٍ، قلت: لا يُطيقونه، قال: فكم؟ قلت: شَعيرةٍ، قال: إنك لزهيد
ص: 261
فنزلت: «أَشْفَقْتُمْ...» الآية، قال: فَبِي خَفَّفَ الله عن هذِه الأمة(1).
قال مُقاتل: بَقيَ هَذا الحَكْمُ عَشْرَة أيَّامٍ، وقال قَتادة، ساعةً من نَهارٍ. قلت: الظاهرٌ قولُ قتادة كما لا يخفى.
ص: 262
هذا النَّوع من زيَادتي وهو لطيفٌ إلَّا أَنَّ أمثِلتَه إنَّما تُوجَدُ كَثيرةً في الحديث ولَيْسَ في القُرآنِ مِنْهُ إِلَّا خصائِص النَّبّي صَلَّى الله عليه وسلم. فمِنْها: التَّهجُّد فإنَّه كَانَ وَاجباً عليه وحْدَهُ صلَّى الله عليه وسلَّم بقوله تعالى: «ومِنَ اللّيل فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةٌ لَكَ»(1).
ومنْها: وجُوبُ التّضحية بقَوله تعالى: «فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ»(2).
ومِنْها: وُجُوب طَلَاقِ كَارِهَته بقوله تعالى: «يَأَيُّهَا النَّبيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ... إلى قوله: «فَتَعَالَيْن أُمَتِّعْكُنَّ وأُسرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَميلا»(3).
ص: 263
وهيَ مِنْ أَنواع الْبَلاغة حتَّى نَقَل صَاحِبُ: (سِرِّ الفَصاحة)(1) أَنَّ هَذِه الأنْواعَ هي الْبَلَاغَة، واخْتُلِفَ في حُدُودِهَا والأقْرب ما قَالَهُ صَاحِبُ التَّلخيص(2): إِنَّ الْمَقْبُولَ من طُرُق التَّعبير عن المراد تأْديةُ أَصْلِه بِلَفْظٍ مُسَاوِ لَهُ، أَوْ نَاقصٍ عَنْهُ وَافٍ، أو زَائدٍ عَلَيْهِ لفَائِدة.
والأوَّل: المُسَاواة، والثَّاني: الإيجاز، والثَّالِث: الإِطْناب. فخَرج بقَولنَا: وافٍ الاخْلال - ولفائدة: التَّطْويل والْحَشْو(3)، وذهب ابنُ الأثير إلى أنَّ الإِيجازَ: التَّعبيرُ عن المرادٍ بلَفْظٍ غيرِ زائدٍ عَنه - والإِطْناب: بلَفْظٍ
ص: 264
زائدٍ عنْه فتدْخُلُ المساواةُ في الإِيجاز ولا واسطة(1) والأقْربُ الَأوَّل(2).
ومثَّل في التَّلْخيص للمُساوَاة بقوْلِهِ تَعالى: «وَلا يَحيقُ المكْرُ السَّيء إلَّا بِأَهْله...»(3)، وأُوردَ عَلَيْه أَمْران: أَحَدُهُمَا: أن فيه إطناباً لأنَّ السِّیِّيءَ زيادةٌ، لأن كلَّ مكْرٍ لا يكون إلَّا سيّئاً، ولأنه باعتبار ما قَبْلَهُ تذْييلٌ لقوله: «وَمَكْرَ السَّیَّيء»(4).
الثَّاني: أنَّ فيه إيجازاً لأنَّ الاستثناءَ إذا كان مفرَّغاً ففيه إيجازُ الْقِصَر، وإلا ففيه إيجازُ قِصَر بالاستِثناء، وإِيجَازُ حذْفٍ للمستثنى منه فإن تقديرَه: «بأحد»(5).
ومَثَّلَ في الإيضاح بقولِه تَعَالَى: «وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ...»(6).
وأَمَّا الإِيجازُ فَقَسمان: إيجازُ حَذْفٍ وسَبَق أَمْثَلَتُهُ في مَجَازِ الْحَذف(7)، وإيجَازُ قِصَر: وهُو ما لَا حَذْفَ فيه، ومَنْ أَبَلَغِه قولُه تَعَالَى: «وَلَكُمْ فِي الْقصَاصِ حَيَاةٌ...»(8) فإن معنَاه كثيرٌ ولفظه يَسيرّ، لأنَّه
ص: 265
قَائِمٌ مَقَامَ قَوْلَنَا: الإِنْسَانُ إِذَا عَلِم أَنه إِذَا قَتَل يُقتَصُّ مِنْه كَانَ ذَلِكَ دَاعياً قوياً مَانِعاً لَهُ مِنَ الْقَتْلِ فَارْتَفَعَ بِالْقَتْلِ الَّذِي هُوَ قِصَاصٌ كَثِيرٌ مِنْ قَتْلِ النَّاسِ بَعْضِهِمْ لِبَعْض فَكَانَ ارْتِفَاعُ الْقَتْلِ حَيَاةً لَهُمْ، وَقَدْ كَانَ عِنْدَ الْعَرَب أَبْلَعُ عبارة فى هَذَا الْمَعْنَى: «الْقَتْلُ أَنْفَى لِلْقَتل» - فزادَ عَلَيْهِ(1): بقِلَّةِ حُرُوفِ مَا يُنَاظِرُهُ مِنْهُ(2) - والنَّص علَى الْمَطْلُوب(3)، وما يُفيدُه تنكير «حياة» من التَّعظيم لمنعه عما كَانُوا عَلَيْه من قتلِ جماعةٍ بواحد، واطِّرادُهُ(4)، وخُلُوُّه من التكرار، واستغناؤه عن تقدير محذوف(5)، والمطابقة(6) وَأَمَّا الإطْنابُ فإنه يكونُ بأُمورٍ: أَحَدُها: الايضاحُ بَعْدَ الإِبْهَام نحو: «رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي»(7) فإن: «اشْرَحْ لي» يُفيدُ طَلَبَ شَرْحِ شَيْءٍ ما لَه و«صَدْرِي» يُفسِّره والمقامُ يقتضي التَّأكيد للإِرْسَالَ المُؤْذِن
ص: 266
بتلَقِّي الشَّدائد - وكذا: «أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَك»(1) فإن المقام يقتضي التأكيد لأنه مقامُ امْتِنانِ وتَفْخِيم.
الثَّاني: ذِكْرُ الخَاصِّ بعدَ العَامِّ تنبيهاً على فَضْلِ الخَاصٌ حَتَى كَأَنَّهُ لِيْسَ من جنس العامِ نحو: «مَنْ كَانَ عَدُوا الله وَمَلَئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ ومِيكيلَ...»(2) «حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلَوَةِ الْوُسْطَى»(3)، «يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ...»(4).
الثَّالِث(5): التَّكْرير، وتقدمَّ في المجاز.
الرَّابع: الإيغَال وهُوَ: خَتم الكَلَام بما يُفيدُ نكْتَةً يتمُّ الْمَعْنَى بدُونها نحو: «اتَّبِعُوا المرسَلين. اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُون»(6) لأن المقصود حثُّ السَّامِعين على الاتّباع، ففي وصْفِهم بالثَّاني زيادَة مُبَالَغَةٍ وَحَلٌّ عَلَى اتِّباع النَّاسِ لَهُمْ مِنْ ذِكْرِ كَوْنِهم مُرْسَلين، وكذا: «أُولَئِكَ الَّذينَ اشْتَرَوُا الضَّلَلَةَ بالْهُدَى...»(7) الآية - فقَولُهُ: «وَمَا كَانُوا مُهْتَدِين» إيغال.
الخَامِس: التَّذْيِيلِ وَهُوَ: أَنْ يَأْتِيَ عِقَبَ الجُمْلَة بِجُمْلَةٍ تَشْتَمِلُ على معناهَا
ص: 267
للتوكيدِ، ثُمَّ مِنْه ما خَرَجَ مَخْرَجَ المَثَل لاسْتِقْلَالِهِ بنَفْسِهِ نحو: «وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقا...»(1).
وما لَمْ يَخْرُجُ مَخْرَجَهُ لِعَدَمِ اسْتِقلاله نحو: «ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجازي إلَّا الْكَفُور»(2)، واجْتَمَعَا(3) في قَوْله: «وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتُّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ. كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ...»(4)، فإن: «أَفَإن مِّتْ فَهُمُ الْخَالِدُون» من الثاني(5) وَ«كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ» مِنَ الأوَّل(6).
ومنْه نَوْعٌ سمَّاه بعضهم: حشْوُ التَّمهِيدِ كقَوْله تَعالى: «إنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً...»(7) الآية، فقوله تعالى: «وَكَذَلِكَ يَفْعَلُون» تقريرٌ لِكَلَامِ «بَلْقِيس» لا مِنْ تَتِّمَة كَلَامها(8).
السَّادِسُ: التكْمِيل ويُسَمَّى أَيْضاً: احْتِرَاساً وَهُوَ أَنْ يُؤْتَى في
ص: 268
كَلامٍ يوهم خِلَافَ المقصُودِ بما يَدْفَعُهُ: نحو: «أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِين...»(1) فلو اقتصر على: (أذِلَّةٍ) لَتُوهِّمَ أَنِّهم أذِلُّةٌ لضَعْفهم فجاء قولُه: (أَعِزَّةٍ) لنَفْي ذلِكَ - وكذلك: «أشِدُّاء عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ...»(2) لأنه لو اقتصر على الأوَّلِ لأوْهَمَ الغِلظَ والفَظَاظَة، وكَذَا: (وَالله يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ...) بين: (قَالُوا تَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ الله) (وَالله يَشْهَدُ إنَّ الْمُنَافِقَين لَكَاذِبُون)(3) ولولَاه لكَان يُوهِمُ ردَّ التَّكْذِيبِ إِلَى نَفْسٍ الشِّهادة.
السَّابع: التَّتْميم - وهُوَ: أَنْ يُؤْتَى فِي كَلَامٍ لَا يُوهِمُ خِلافَ المقْصُودِ بفَضْلةٍ لنكتَةٍ كالمبالغة نحو: «وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّه»(4) «وَءَاتَى المالَ عَلَى حُبِّه»(5) أي مع حبه فإن الإطعام وإيتاء المالَ حُبّه أبلغ.
الثَّامِن: الاعتراض - وهُوَ: أَنْ يُؤْتَى فِي أَثناء الكلام أَوْ بَيْنَ كَلَامِين متَّصِلَيْن معنىَّ بجملةٍ أو أكثر لا محلَّ لَهَا من الإعراب لنكتةٍ كالتَّنزيه في قوله تَعالى: «وَيَجْعَلُونَ لله الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهون»(6). «فَسُبْحَانَه» هنا تضمَّنَت تنزيهاً الله تعالَى عن البنات وكقوله تعالى:
ص: 269
«وَوَصَّيْنَا الإنسان بوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَلُهُ فِي عَامَين أَنْ اشْكُرْ لي وَلِوَالِدَيْكَ...»(1) قوله: «حَمَلَته» إلى آخرِهِ اعْتِراضٌ لتأكيد الوصيَّة(2)، وقولُه: «فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمْ الله إن الله يُحِبُّ التَّوَّابين ويُحِبُّ الْمتَطَهِّرينَ. نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ...»(3) فيساؤكُمْ متصِلٌ بقوله: (فَأْتُوهُنَّ) لأنَّه بيَانُ لَه وما بينهما اعتراض(4) وأمثِلَتُهُ في القرآن كثيرة.
وقَدْ يَكُونُ الإِطْنَابُ بغَيْرِ أحدِ هَذِه الأمُور نحو: «الَّذِينَ يَحْمِلُون الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِه»(5) فقوله: وَيُؤْمِنُونَ به - إطنابٌ لأنَ إيمانَهم لَيْسَ ممَّا يُنْكَر، وحسَّن ذكره إظْهارُ شَرفِ الايمانِ ترغيباً فيه، وكذا قولُه تعالَى: (إنَّ في خَلْقِ السَّمَواتِ وَالأَرْضِ واخْتِلَافِ اللَّيْلِ والنَّهارِ وَالفلكِ الَّتي تَجْري في الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ...»(6) الآية - فيها أبلغُ الإطْناب لكوْنها وردَت مع المنكِرينَ وحدَانيَّة الله تعالَى الطَّالِبينَ علَى ذَلَكَ دَليلاً. انتهى(7).
ص: 270
هَذَا النَّوعُ منْ زيادَتي والمَرادُ به: الآياتُ المتَشابِهَة، وحِكْمَةُ تَكْرَارِها وَنُكْتُه: مَا فِي إحْدَى الْمُتشَابِهَتَين ممَّا لَيْسَ في الأخْرى من تَقْديم أَوْ تأْخِير أَوْ زِيَادَةٍ، وقد صنَّف في ذلك جماعةٌ تَصانيفَ منْها: البُرْهَانُ في مُتَشَابَه القُرآن لمَحمُود بن حَمزة الكِرْماني(1)، ومن أَمئِلته: الرَّحْمنِ الرَّحيم في الفَاتحة - كرَّره بعدَ ذِكْرِه في الْبَسْمَلة تَأْكيداً لرَحمته تَعالى - ولأنَّه ذَكَرَهُ أَولاً مَعْ غَيْرِ الْمُنْعَم عَلَيْهِمْ بالرَّحْمة فأعَادَه مَعَهم وهم العالَمونُ - وأَشَارَ بالرَّحْمَن إِلَى أَنَّه رَحْمَن لجميعهمْ في الدُّنيا، وبالرَّحيم إلى أَنَّه خَاصٌّ بِالمؤمنينَ يَوْمَ الدِّين، ومِنْهَا قَوْلُهُ تَعَالَى فِي الْبَقَرة:
ص: 271
«اهْبِطُوا مِنْها» مُكَرَّراً في مَوْضِعين(1)، لأنَّ المرادَ بالأوَّل(2): الهُبُوطُ مِن الجَنَّة. والثَّانى(3) من السَّماء.
ومِنْها قَوْلهُ: (يُذَبِّحُونَ) بغير واوٍ، وكذا في الأعْراف (يُقتِلُونَ) وفي إبراهيم بالوَاو - لأن الأوَّلَين من كلَام الله فلا يُرادُ تَعدادُ المِحَن علَيْهم - والثَّالث من كلام موسَى لَهم فعدِّدها عَلَيْهِم وكان مأموراً بذلك في قوله: (وَذَكَرْهُمْ بِأَيَّام الله)(4).
ومنْها قَوْلُه فيها: «إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا والذينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ...»(5) وقال في الحَجّ: «والصّابئين والنَّصارى»(6)، وفي المَائِدة: «وَالصَّابِتُون والنِّصَارَى»(7) لأن النَّصارى تُقَدَّم على الصَّابئين في الرّتبة لأنهم أهل كتابٍ فقدَّمهُمْ في البقرة، والصَّابئين تُقَدِّمُ في الزَّمان لأنَّهم كانوا قَبْلَهم فقدَّمَهُمْ في الحَجّ، وراعَى في المائدة المعْنَيَيْن فقدَّمَهُمْ في اللَّفظ وأَخَّرهم في التقدیر لأن التقدير: «والصَّابِئُون كَذَلِك».
ص: 272
ومِنْهَا قولُهُ فيها(1): «اجْعَلْ هَذَا بَلَداً عَامِناً»(2) وفي إبْراهيمَ: «هَذَا الْبَلَدَ ءَامِناً»(3) - لأن الأوَّلِ إِشَارَةً إلى غيرِ بلدٍ وهُوَ الْوادِي قبل بناءِ الكَعْبَة - والثَّاني: إشارةً إِلَيْهِ بعد بنَائِها.
ومنْهَا قَوْلُهُ: «إلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبيَّنوا...»(4) وليس فيه: من بعد ذَلك وهو في غَيْرِها(5) - لأنَّ هُنا «مِنْ بَعْدِ مَا بَيْنَاهُ» فَأَغْنى عن إعادته.
ومنها في بعضِ المسبّحات: سَبَّحَ(6) - وفي بعضها: یُسَبِّحُ(7) - وهي كَلِمَةٌ استأثَر الله بهَا فَأَتَى بهَا على جَميع وُجُوهِهَا - فذكر المصدر في أَوَّل الإِسْراء والماضيَ والمُضَارِع في المسبّحات، والأمْر في الأعلى(8).
ومنْها تَكْرار (شَرِّ) أربعَ مرَّات في الفَلَقَ لأَنَّ كُلَّ شَرٌّ من الأَرْبَعَةَ المضافِ إليه غَيْرُ شَرٍّ الآخر والله تعالى أعلم.
ص: 273
الْفَصْلُ: تَرْكُ عَطْفِ الْجُمَلِ، وَالْوَصْلُ: عَطْفُها - فَالأَوَّلُ: يَكُونُ الفَقْدَانِ التَّغَايُرِ وَيُسَمَّى: كمال الاتِّصَالِ - كَكَوْنِ الثَّانِيَةِ تَأْكِيداً لِلأُولَى كَقَوْلِهِ تعالى: «لا رَيْبَ فيه»(1) فإنَّه لَمَّا بُولِغ في وصْفِهِ بِبُلُوغِهِ الدَّرَجَةَ الْقُصْوَى في الكَمَال بِجَعْلِ المُبْتَدَا (ذَلِكَ)(2) وتَعْرِيفُ الخبر باللَّامِ - جَازَ أَنْ يَتَوَهُمَ السَّامِعُ قبل التَّأَمُّلِ أَنَّهُ مِمَّا يُرْمَى بِهِ جُزَافاً تَبِعَ نَفْياً لِذلِكَ، وكَقَوْلِهِ: «هُدًى لِلْمُتَّقين» فإنَّ معناه: أَّنَّه في الْهِدَايَةِ بالِغٌ دَرَجَةً لَا يُدْرَكُ كُنْهُهَا حَتَّى كَأَنَّه هِدَايَةٌ مَحْضَة فَهُوَ مَعْنَى: «ذَلِكَ الكِتَابُ» إِذ مَعْنَاهُ: الكتابُ الكَامِل - والمراد كَمَالُهُ في الهِدَايَةِ(3).
ص: 274
أَوْ بَدَلًا مِنْهَا لِعَدَم تَوْفِيتها بالمُرَادِ نحو: «أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ. أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَام وَبَنِينَ. وَجَنَّتٍ وَعُيُونٍ»(1) فإنَّ المرادَ التَّنبيهُ على نِعَمِ اللهِ والثَّاني أَوْفَى لدلالَتِهِ عَلَيْها بالتَّفْصِيل من غير إحالةٍ على عِلْمٍ المخاطبين المعَاندين.
أو بياناً نحو: «فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَأْدَم هَلْ أَدُلُّكَ...» الآية(2). ويَكُونُ لِفَقْدِ الْجَامِعِ المُشْتَرَكِ بَيْنَ الجُمَلِ(3) نحو: «إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ وَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ...»(4) فُصِل لِكَوْنِ مَا قَبْلَهُ حديثاً عن القرآنِ وصفاتِهِ وهذا حديثٌ عن الكفّارِ وصِفَاتِهِمْ.
ولاخْتِلَافِ الْجُمْلَتَيْنِ خَبراً وَإِنْشَاءً(5)، وجوَّز النُّحاةُ العَطْفَ في مِثْلِ ذلك كقولِهِ تعالى: «وَبَشِّرْ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ...»(6) في سورة البقرة ويُسَمَّى هَذَا القِسْمُ وَالَّذِي قَبْلَهُ(7) عِنْدَ أَهْلِ المَعَانِي: كمال الانْقِطَاع(8).
ومن الْمقتضي لِلْفَصْلِ: أَلَّا يُقصد إعطاءُ الثَّانِيةِ حُكْمَ الأولى نحو:
ص: 275
«وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ. اللَّهُ يَسْتَهْزِى بِهِمْ...»(1) لم يَعْطف: «اللهُ يَسْتَهْزِىءُ بِهِمْ» على: «أنا مَعَكُمْ» لأنَّه لَيْسَ مِنْ مَقُولِهِمْ(2) - ولا عَلَى: (قَالُوا) لِئَلَّا يُشَارِكَهُ في الاختصاص بالظرف(3).
وكذا كَوْنُها(4) جواباً لِسُؤَالِ اقْتَضَتْهُ الأولَى ويُسَمَّى: اسْتِثْنَافاً(5) بَيَانياً نحو: «يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالغُدُوِّ وَالآصَالِ رِجَالٌ...»(6) «وَمَا أُبرِّىءُ نفْسي إِنَّ النَّفْسَ لأمارَةٌ بالسُّوء...»(7)، «قالُوا سَلاماً قَالَ سَلَامٌ...»(8) أي: فَماذَا قال؟
وأمَّا الْوَصْل فيكُونُ للجامع(9) نحو: «يُخَدِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَدِعُهُمْ»(10) «إنَّ الأبْرَار لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيم»(11) -
ص: 276
«وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا»(1) - لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إحْسانا»(2) أيْ لا تَعْبُدُوا وَأَحْسِنُوا واللهُ أعْلَم(3).
ص: 277
هُوَ تَخْصِيصُ صِفَةٍ(1) بِأَمْرِ دُونَ آخَر، أَوْ أَمْرٍ بِصِفَةٍ دُونَ أُخْرَى، فَهُوَ قَصْرُ مَوْصُوفٍ عَلَى صِفَةٍ، وَصِفَةٍ عَلَى مَوْصُوفٍ(2).
ولَهُ أَدَوَاتُ مِنْهَا(3): النَّفْيُ وَالاسْتِثْنَاءُ نَحْو: «وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولُ»(4) أَيْ: لا يَتَعَدَّى إلى التَّبَرِّي مِنَ الْمَوْتِ - «مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ...»(5) أيْ لا يَتَعَدَّى إلَى الألُوهِيَّة، ويُسَمَّى ذَلك قَصْرَ إفْراد، ويُخَاطَبُ به منْ يَعْتَقِدُ الشَّركَة لِقَطْعِهَا - «إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدُ...»(6) خُوطِبَ به مَنْ يَعْتَقِدُ أَنَّه إِلَهُ فَيُسَمَّى قَصْرَ قَلْبٍ(7).
وَمِنْهَا(8) نَحْوُ: «إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةَ»(9) أي: مَا حَرَّمَ إِلَّا ذَلِكَ
ص: 278
دُونَ مَا ادْعَوْهُ من البَحيرَةِ وَالسَّائِبَةِ ونحوهما - «قُلْ إِنَّما أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إلَيَّ مِنْ رَبِّي...» «فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ...»(1) «إنما أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى الله»(2).
[وَمِنْهَا: غير(3) نَحْوَ: هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللهِ»(4)] وَمِنْهَا: التَّقْدِيمُ نحو: «إِيَّاكَ نَعْبُدُ»(5) - «بل الله فَاعْبُدْ»(6).
ومِنْهَا: أَنَّما بالفَتْحِ بالفَتْحِ عند الزَّمخْشَريّ والبيْضاويّ والتَّنُّوخي(7): وَمَثَّلُوا بِقَوْلِهِ: «قُلْ إِنَّما يُوحَى إِلَيَّ أَنَّما إِلَهُكُمْ إلَهُ واحِدٌ»(8).
ومِنْهَا: قَلْبُ حُرُوفِ بَعْضَ الكَلِمَةِ عِنْدَ الزَّمخشريّ أيضاً ومثل له
ص: 279
بقوله تعالى: «وَالَّذِينَ اجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا...»(1) فإن القَلْب للاخْتصاص بالنسبة إلى لفظ «الطَّاغُوت» لأن وزنه: فَعَلُوت من الطّغيان قلب بتقديم اللَّام على العَيْن فوزنُهُ: فلعوت مبالَغةٌ.
وَمِنْهَا: أَدَوَاتٌ أخر مُختَلَفٌ فِيهَا وَحَرَّرناها في كُتُبِنَا الْبَيانِيَّة(2).
وأَكْثَرُ مَا تُسْتَعْمَلُ (إِنَّما) في مواقِع التَّعْريض نحو: «إِنَّما يَتَذَكَّر أُولُوا الألْبَاب»(3) فإِنَّه تَعْرِيضُ بأَنَّ الكُفَّارَ من فَرْطِ جَهْلِهِمْ كَالْبَهَائِم. فَائِدَةٌ: أَطْلَقَ النَّاسُ أَنَّ الْحَصْرَ هُوَ الاخْتِصَاصُ، واخْتَاَر السُّبْكِيُّ التفرقة بيْنَهُمَا وصنَّف فى ذَلك كتاباً لطيفاً قالَ فيه:(4)
الحَصْرُ: نَفْيٌ غَيْرِ المذكُورِ وإِثْبَاتُ المُذْكُور - والاخْتِصَاصُ: قصدُ الخاصِّ من جهةٍ خُصُوصِه فَيُقَدَّمُ للاهتمام به من غيرِ تَعَرُّض لنَفْي غَيْرِهِ، قال: وإِنَّما جَاءَ النَّفْيُ في: «إِيَّاكَ نَعْبُدُ» لِلْعِلْمِ بِأَنَّ قائِلِيهِ لا يَعْبُدُونَ غيرَ اللهِ، ولِذَا لَمْ يَطْرِدْ ذلك في بَقِيَّة الآيات، فإن قولَه تعالی: «أَفَغَیْرَ دینِ اللهِ یَبْغُون»(5) [لو جُعِلَ في مَعْنَى مَا يَبْغُونَ إِلَّا غَيْرَ
ص: 280
دينِ الله(1)] وهمزةُ الإنكارِ داخِلَةٌ عَلَيْهِ لَزِمَ أَنْ يكونَ المنكرُ الحَصْر لا مُجَرَّدَ بَغْيِهِمْ غيرَ دين اللهِ وَلَيْسَ المراد(2) - وكذلك: «أَبْفكاً عَآلِهَةً دُونَ اللهِ تُرِيدُونَ»(3) المنكَرُ إرَادَتُهُمْ آلِهَةً دُونَ اللهِ مِنْ غَيْرِ حَصْرٍ انْتَهَى، وهَذَا الَّذي قالَهُ هُوَ التَّحْقيق.
ص: 281
هَذَا النّوعُ مِنْ زِيَادَتِي وَهُوَ نَوْعٌ لَطِيفٌ، وَلَمْ نَرَ أَحَداً ذَكَرَهُ مِنْ أَهْلِ المَعَانِي وَالْبَيَان والْبَديع(1)، وكُنتُ تَأَمَلْتُ قَوْلَهُ تَعَالَى: «لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسَاً وَلَا زَمْهَرِيراً»(2) والْقَوْلَيْنِ اللَّذَينِ في الزَّمْهَرِير، فقيل: هو الْقَمَرُ مقَابَلَةِ الشَّمْس، وقيل: هُوَ الْبَرْدُ فقلتُ: لعلَّ المراد به البَرْد، وأفاد بالشَّمس: أَنَّه لا قَمَرَ فِيهَا، وبالزَّمْهَرِير: أَنَّه لا حَرَّ فِيها فَحَذَفَ من كلّ شَقٌّ مَقَابِلَ الآخَر.
وقُلْتُ في نَفْسِي: هَذَا نَوْعٌ مِنَ الْبَدِيعِ لَطِيفٌ لَكِنِّي لا أَدْرِي
ص: 282
مَا اسْمُهُ وَلا أَعْرِفُ في أَنْوَاعِ الْبَدِيعِ مَا يُنَاسِبُهُ حَتَّى أَفَادَنِي بَعْضُ الأَئِمَّةِ الفُضَلاء أَنَّهُ سَمِعَ بَعْضَ شُيُوخِهِ قَرُّر لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ فى قَوْلِهِ تَعَالَى: «فِئَةٌ تُقَاتِلُ في سَبِيلِ اللهِ وأُخْرَى كَافِرَةُ»(1) قال: فَأَفَادَ بِقَوْلِهِ: كَافِرَةٌ أَنَّ الفِئَةَ الأولَى مُؤْمِنَةَ، وبِقَوْلِهِ: «تُقَاتِلُ في سَبِيلِ اللهِ» أَنَّ الأُخْرَى تُقَاتِلُ في سَبِيلِ الطَّاغُوتِ قالَ: وهَذَا النَّوعُُ يُسَمَّى بالاحْتِباكَ قَالَ الإمامُ الْفَاضِل المذكور: وتَطلَّبتُ ذَلِكَ في عِدَّةٍ كُتب فَلَمْ أَقِفْ عَلَيْهِ، وَأَظُنُّهُ فِي شَرْح الْحَاوِي لأبن الأثير، ثُمَّ صَنف المذكورُ في هذا النوع تأليفاً لطيفاً سَمَّاهُ: الإِدْرَاكُ لفنّ الاحْتباك.
ثُمَّ وَقَفْتُ في التِّبْيَانِ ِللطَّيبي عَلَى مَا يُشْبِهُ هَذَا النوع وَسَمَّاهُ: الطَّردُ والعَكْسُ وقَال: هُوَ أَنْ يُؤْتَى بِكَلامَيْنِ يُقَرِّرُ(2) الأَوَّلُ بِمَنْطُوقِهِ مَفْهُومَ الثَّاني وَبالعَكْسِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: «لِيَسْتَأْذِنْكُمْ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ...» الآية(3) - فَقَولُهُ: «لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ» كَلَامٌ مُفَرِّرٌ للأمر بالاسْتِثْذَانِ في تِلْكَ الأوقاتِ خاصة - فمنطُوقُ الأمرِ بالاسْتِئذَانِ مُقرّرٌ لِمَفْهُوم رَفْعِ الْجُنَاحَ وَبِالْعَكْسِ.
قال: وَكَذَا قَوْلُهُ تَعَالَى: «لَا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ»(4) ثُمَّ وَجَدت هذا النوعَ بِعَيْنِهِ مذكوراً في شَرْح بَدِيعيَّة
ص: 283
أبي عَبْد الله بن جابر(1) لرفيقه أحْمَد بن يُوسف الأَنْدَلُسِي وهُمَا الْمَشْهُورَانِ بالَأعْمى والْبَصِيرِ قال مَا نَصَهُ: من أَنْوَاعِ الْبَدِيعِ: الاحْتِباك - وهُوَ نَوْعٌ عزيزٌ - وهُوَ أَنْ يُحْذَفَ مِنَ الأوَّلِ مَا أُثْبَتَ نَظِيرُهُ في الثَّاني ومن الثَّاني ما أُثبتَ نظيرُهُ فِى الأَوَّلِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: «وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِق...»(2) الآية، التَّقدير: مَثَلُ الأنْبِيَاءِ والكُفَّارِ كَمَثل الَّذِي يَنعِق والَّذي يُنْعق به فحذف من الأوَّل: الأَنْبِيَاءِ لدلالة الَّذي يَنْعِق عَلَيْهِ، ومن الثَّاني: الذي يَنْعَقُ به لدلَالَة الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَيْهِ.
وَقَوْلُهُ: «لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيداً مِنْ لَدُنْه... وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا...»(3) الآية، حذَفَ مِنَ الأوَّلِ مفعولَ: «لِيُنْذِر» الأوَّل وهو: «الَّذينَ قالُوا ومن الثَّاني: مفعولهُ الثَّاني وهُوَ: باساً شديداً».
وقَوْلُهُ: «وَأَدْخِلْ يَدَكَ في جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ...»(4) التَّقدير: تَدْخُلُ غَيْرَ بَيْضَاء، وَأَخْرِجْهَا تَخْرُج إِلَى آخِرِهِ، فَحَلَفَ مِنَ الأوَّل: تَدْخُلُ إِلَى آخِرِهِ، ومِنَ الثَّاني: وأَخْرِجْهَا انْتَهَى مُلَخَّصاً(5).
ص: 284
هَذَا النوع مِنْ زِيَادَتِي، وَهُوَ مِنْ فُنُونِ الْبَدِيعِ، وأَلَّفَ الصَّلَاحُ الصَّفَدِيُّ(1) فيه تأليفاً وَهُوَ:(2) أَنْ تَقَعَ صِفَةً فِي كَلَامِ الْغَيْرِ كناية عَنْ شَيْءٍ أُثْبِتَ لَهُ حُكْمٌ فَيُشْتَهَا لِغَيْرِهِ من غير تَعَرُّضٍ(3) لثبوتِهِ وَانْتِفَائِهِ نَحْو: «يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِين...»(4) فَالْاعْزُّ وَقَعَتْ في کَلاَمِ المُنَافِقِينَ كِنَابَةٌ عَنْ کلام فَرِيقِهِمْ والأذلُّ كنايةً عنْ المؤمنين، وقَدْ أثْبتُوا لِفريقهمْ المكنيّ عنه بالأعزّ الإِخراج، فأثْبت اللهُ في الرَّدِ عَلَيْهِمْ صِفَةَ العِزَّةِ لِغَيْرِ فَرِيقِهِمْ: وَهُوَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ، وَلَمْ يَتَعَرَّضُ لِثُبُوتِ ذَلِكَ الحُكْمِ الَّذي هُوَ الإِخْراجُ لِلْمَوْصُوفين بِالْعِزَّةِ وَهُوَ اللهُ وَرَسُولَهُ وَالْمُؤْمِنُونَ، وَلا لِنَفْيِهِ عَنْهُمْ، كَذَا عَرَّفُوهُ فِي الْبَدِيعِ(5). وعَرَّفُوهُ في الأصولِ بِتَسْلِيمِ الدَّلِيلِ مَعَ بَقَاءِ
ص: 285
النِّزاعِ، وبيانهِ هُنَا أَنْ يُقَال: صحيحٌ أَنَّ الأعَزَّ يُخْرِجُ الأَذَلَّ كَمَا قُلْتُمْ لكنُ اللهُ ورسوله والمؤمنون همْ الأعَزْ المُخْرِجُونَ وأنتُمُ الأذَلُّ الْمُخْرَجُونَ، فالدَّليلُ وهو كَوْنُ الأعزّ يُخْرِجُ الأذلُّ مُسَلَّمٌ، ولكنَّ النِّزاعَ بينَ اللهِ والمنافِقينَ في المتَّصفِ به وهَذا أَدَقُّ مِنَ الأوَّل.
ص: 286
هَذا النَّوْعُ مِنْ زِيَادَتِي - وَهِيَ الْجَمْعُ بَيْنَ مُتَقَابِلين في الجملة(1) - وَيَكُونَ بِلَفْظَيْنِ مِنْ نَوعٍ: اسْمَيْنِ نَحْوَ: «وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقاظاً وَهُمْ رُقُودٌ»(2) أَوْ فِعْلَينِ نحو: «يُحْيِي وَيُمِيتُ»(3) أَوْ حَرْفَيْنِ نَحْو: «لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ...»(4) أَوْ نَوْعَيْنِ نَحْو: «أَوَمَنْ كَانَ ميتا فأَحْييْنهُ...»(5).
وَيَكُونُ مُثْبَتاً كَمَا ذُكِرَ وَمَنْفِياً نَحْو: «فَلَا تَخْشَوْا النَّاسَ واخْشَوْنَ»(6) «وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ. يَعْلَمُونَ ظَهْراً مِنَ الْحَيَوةِ الدُّنْيا...»(7).
ويُلْحَقُ به(8) نَحْوَ: «أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ...»(9) فإِنَّ
ص: 287
الرَّحْمَةَ مُسَبِّيَّةٌ عن اللّين(1).
ومِنْهَا نَوْعٌ يُخَصُّ بِاسْمِ الْمُقَابَلَة وَهُوَ: أَنْ يُؤْتَى بِمَعْنَييْنِ مُتَوافِقَيْن أو أكثر ثُمَّ بِمَا يُقابِلُ ذلك على الترتيب نَحْو: «فَلْيَضْحَكُوا قليلاً وَليَبْكُوا أَوْ كثيراً»(2).
ونحو: «يَأْمُرُهُمْ بالمعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنْ المُنْكَرِ ويُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الخَبيثَ...»(3).
ونحو «فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقى وَصَدَّقَ بالحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ اليُسْرَى. وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى»(4). فَإِنَّ المرادَ باسْتَغْنى: أَنَّهُ زَهِدَ فيمَا عِندَ اللهِ كَأَنَّهُ مُسْتَغْنِ عَنْهُ فَلَمْ يَتَّقِ، أَوْ اسْتَغْنَى بشهَوَاتِ الدُّنْيا عَنْ نَعِيمِ الآخِرَةِ فَلَمْ يَتَّقِ(5).
ص: 288
هذا النَّوعُ من زِيادَتِي وَهُوَ: ذِكْرُ الشَّيء وَمَا يُنَاسِبُهُ، ويُسَمَّى أَيْضاً: مُراعاةَ النَّظِير نحو «الشَّمسُ وَالْقَمَرُ بحُسْبَان»(1) -
ومنه نَوْعٌ يُسَمَّى(2): تَشَابُهُ الأطْرَافِ وَهُوَ : أَن يُخْتم الْكَلَامُ بما يُنَاسِبُ ابْتِدَاءَهُ في الْمَعْنَى نحو: «لا تُدْرِكُهُ الأبْصَرُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَرَ وهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ»(3) فإنَّ الذي لا تُدْرِكُهُ الأبْصَارُ يُنَاسِبُهُ اللطِيفُ، والْذَّي، يُدْرِكُ يُنَاسِبُهُ الْخَبِير
ومنه(4): «إنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإنَّهُمْ عِبَادُكَ...»(5) الآية.
قال الطِّيبي: هُوَ مِنْ خَفِيِّ هَذَا الْقِسْمِ، لأَنَّ قَوْلَهُ: «وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ» يُوهِمُ أَنَّ الْفاصِلَةَ: «الْغَفُورُ الرَّحِيمُ» لكن التقدير: إن تَغْفِرْ لِمَنْ
ص: 289
يَسْتَحِقُّ الْعَذَابَ فَالمُنَاسِبُ لَهُ: العَزِيزُ الْحَكِيمُ الَّذي لَيْسَ فَوْقَهُ أَحَدٌ يَرُدُّ عَلَيْهِ حُكْمَهُ وَيَعْلَمُ الحِكْمَةَ فيما يَفْعَلُهُ وَإِنْ خَفِيّت(1).
ويُحْكَى أَنَّ أَعْرَابِيَّاً سَمِعَ قَارِباً يَقْرَأُ: «فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمْ الْبَيِّنتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ غَفُورٌ َرحِيمٌ»(2) فأنكرَهُ ولَمْ يَكُنْ قَرَأَ الْقُرْآن - وقالَ: إِنْ كَانَ هَذَا كَلامَ اللهِ فلا يقولُ كَذَا - الحكيمُ لا يَذكُرُ الغُفْرَانَ عند الزَّلَلِ لأنَّهُ إغْراءٌ عَلَيْهِ.
ومِنْهُ نَوْعٌ يُسَمَّى: الْمُشَاكَلَة - وَهُوَ ذِكْرُ الشَّيْءِ بِلَفْظِ غَيْرِهِ لِوُقُوعِهِ في صُحَّبَتِهِ(3)، وهذا نَوعٌ مُهِمٌّ يَنبَغِي إتْقَانَه لأَنَّهُ كَثِيرٌ فِي القُرْآنِ نحو: «تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِك...»(4) فإطْلَاقُ النَّفْسِ على اللهِ لِمُشَاكَلَةِ ما قَبْلَه، وكذا قَوْلُهُ: «إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِءُونَ. اللهُ يَسْتَهْزِئَ بِهِمْ...»(5) «وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللهَ»(6)، «وَجَزَؤُا سَيِّئَةٍ سَیِّئَةٌ مِثْلُهَا...»(7).
ص: 290
وقد يُذكَرُ بِلَفْظِ غَيْرِهِ لِتَقْدِيرِ وُقُوعِهِ في صُحْبَتِهِ(1) نحو: «صِبْغَةَ الله»(2) فهو مَصْدَرٌ مُؤَكَّدٌ لآمَنَّا بِاللهِ - أي: تَطْهير اللهِ، لأنَّ الإيمانَ يُطَهِّر النَّفْسَ والأَصْلُ: أَنَّ النَّصَارَى كَانُوا يَعْمِسُونَ أَوْلَادَهُمْ في ماءٍ أَصْفَر يُسَمُونَهُ: الْمَعْمُودِيَّة ويَقُولُونَ: إِنَّهُ تَطْهِيرٌ لَهُمْ، فعبَّر عن الإِيمان بالله «بصبغة اللهِ للمُشَاكَلَةِ بِهَذِهِ القرينةِ»(3)
ص: 291
هَذَا النُوعُ مِنْ زِيَادَتي، وَيُطْلَقُ عَلَيْه: الْجِنَاسُ، وَهُوَ: تَشَابُهُ اللَّفْظَيْن(1) وأَقْسَامُه كَثِيرةٌ، وأَلَّفَ فِيه الصَّلاحُ الصَّفَدِيُّ تأْليفاً، وَنَذكُرُ مِنْهُ مَا وَقَعَ في القُرْآن:
الأوَّل: التَّامّ - وهُوَ أَنْ يتّفِق اللَّفظان في: أَنْواع الحُروفُ وأَعْدَادِها، وَهَيْئَاتِها، وتَرْتيبها .
ثمَّ إِنْ كَانَا مِنْ نوْعٍ كاسْمَيْن فَهُوَ مُمَاثِل نحو: «وَيَوْمَ تقوم تَقُومُ السَّاعَةُ يُقسِمُ المُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ..»(2) أو مِنْ نَوْعَيْن سُمِّيَ(3) مُسْتَوفىِّ نحو: «وَإِذا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةٌ مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مستهُمْ إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ..»(4) فإذا الأولَى شرطية وهي اسْمٌ والثَّانية فُجائيَّة وهي حَرْفٌ(5).
ص: 292
الثَّاني: النَّاقِصُ: وَهُوَ أَنْ يَخْتَلِفَا في العَدَد(1) نحو: «وَالْتَفَّت السَّاقُ بالساق. إلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ»(2).
الثَّالث: اللُّفْظِيُّ: وهُوَ أَنْ يَنفِقَا لَفْظاً وَيَخْتَلِفًا خَطَأ نحو: «وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَة. إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَة»(3).
الرَّابِعُ: المضَارع: وهُوَ أَنْ يَختلفا في الْحُروفِ بمتقَارِبَيْن نحو: «وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيْنَأَوْنَ عَنْه»(4).
الخَامِسُ: اللَّاحقِ وَهُوَ: أَنْ يَخْتَلِفًا بِغَيْر مُتَقَارِبَيْنِ نحو: «وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَة»(5) - «ذَلِكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ في الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَمْرَحُونَ»(6) - «وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهيد. وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْر لَشَديدُ»(7). «وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأمن..»(8).
السَّادِسُ: المصَحَّف وَهُوَ: أَنْ تَتَّفِقَ الكَلِمَتان خطاً ويَخْتَلِفَ نَقْطُ
ص: 293
الْحُرُوف نحو: «وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاٌ»(1)، «وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُني وَيَسْقِينِ. وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ»(2).
السَّابِعُ: المُحرَّف وَهُوَ: أنْ يختلفا شكلاً نحو: «وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ. فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرينَ»(3) «وَعَتَوْا عُتُوَّاٌ»(4) ومِنْه نَوْع يُسَمَّى: المَقْلُوبِ الْمُستَوِي(5) نحو: «وَرَبُّكَ فَكَبِّرُ»(6) - «كُلٌ في فَلَكٍ»(7).
وَيَلْحَقُ بِالْجِنَاسِ شَيْئًان:
الأوَّلُ: أَنْ يَجْمَعَ اللُّفْظِيْن الاشْتِقاق نحو: «فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيُّم»(8)، وسمُاهُ الْمُتَأَخّرُون: الْجِناسُ الْمُطلق.
الثَّاني: أَنْ تَجْمَعَهُما الْمُشَابَهَةَ، وهي ما يُشْبِهُ الاشْتِقاق نحو: «قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ منَ الْقَالين»(9).
وإذا وَليَ أَحَدُ المَتَجَانِسَين الآخَرَ فَهُو الْمُزْدَوَج نحو: «مِنْ سَبَأٍ
ص: 294
بنَبَأٍ»(1) أَوْ وَقَعَ أَحَدُهُما في أول الآيةِ وَالآخَرُ آخِرَهَا فَهُوَ: رَدُّ الْعَجْزِ عَلَى الصِّدْر كَالآية التي قَبْلَه(2)، ونحو: «اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً»(3) «وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَهُ»(4).
ويَقْرُبُ مِنْهُ مَا يُسَمَّى بالعَكْسِ وَهُوَ: أَنْ يُقَدِّمَ في الكَلَامِ جُزْءٌ ثُمَّ يُؤَخَّر نحو: «يُخرِجُ الحيَّ مِنَ المَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحيّ..»(5) - «لَا هُنْ حِلْلٌ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحلون لَهُنّ»(6).
ص: 295
هَذَانِ النَّوْعَانِ مِنْ زِيادَتي، وأَفْرَدَهُمَا النَّاسُ بالتَّصْنِيف(1)، وهُمَا مُهِمَان خُصُوصاً التَّوْرِية.
قال الزَّمخشري: لا نَرَى باباً في البيَانِ أَدَقَّ وَلَا أَلْطَفَ مِنَ التَّوْريةَ وَلا أَنْفَعَ وَلَا أَعُونَ عَلَى تَعَاطِي المُشْتَبَهاتِ في كلَامِ الله وَرَسُولِه، وَهِيَ: أَنْ يُطْلَقَ لَفْظُ لَهُ مَعْنَيان: قَرِيب وَبَعيد، وَيُرَادُ الْبَعِيد(2)، ثُمَّ تارة تكُونُ رَّدةً وَهِيَ الَّتِي لا تُجَامِعُ شَيْئًا مِمَّا يُلائِمُ الْقَرِيبَ نَحْو: «الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى»(3) فَإِنَّ الاسْتِوَاء لَهُ مَعْنَيان: الاسْتِقْرارُ وَهُوَ الْمعْنى الْقَريب الْمَوَرَّى بِهِ لأَنَّهُ غَيْرُ مَقْصُودٍ لِتَنْزِيهِ الْحَقِ عَنْه - والاسْتِيلاء وهُو - الْبَعيدُ المقصُودُ المورَّى عَنْه بالْقَريب(4).
وتَارَةً تكُونُ مُرَشْحَةُ(5) نحو: «وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَها بِأَيْد..»(6) فإنه
ص: 296
يحْتَمِلُ الجَارِحَة(1) وهو المورَّى به، وقَدْ ذكرَ ممَّا يُلائمهُ الْبِنَاء، ويَحْتَمِلُ الْقُوَّةَ وَالقُدْرَة وهو الْبَعِيد المقْصود.
وَأَمَّا الاسْتِخْدَامُ فَلَهُمْ فِيهِ تَعْرِيفان.
أَحَدُهُمَا: أَنْ يُذكَرَ لَفْظُ لَهُ مَعْنَيانِ فَأَكْثَر مُرَاداً بِهِ أَحَدُ مَعَانِيهِ، ثُمَّ يُؤْتَى بضَميره مُرَاداً به الْمَعْنَى الآخَرُ كَقَوْلِه تَعَالَى: «لَا تَقْرَبُوا الصَّلَوةَ وأَنْتُمْ سُكَارَى..»(2) الآية.
فالصَّلاةُ يُحتَمَل أَنْ تكونَ: فِعْلَ الصَّلاة ومَوْضِعَ الصَّلاة، فَأَرَاد الأوَّل(3) بلَفْظِها بقرينة: «حتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُون» والثَّاني(4) بقوله: «إلّا عَابِرِي سَبِيل».
الثَّاني(5): أَنْ يُؤْتَى بِلَفْظِ مُشْتَرَك، ثُمَّ بِلَفْظَيْن يُفْهَمُ مِنْ أَحَدِهِمَا أَحَدُ الْمعْنَييْن ومنَ الآخَرِ الآخرُ كَقَوْلِه تَعَالَى: «لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ»(6) الآية، فلَفْظ «كِتَابٌ» يَحْتَمِلُ الأمَد الْمَحْتُوم، وَالكِتابَ المكْتوب وَلَفْظ (أَجَلٍ) يَحْدُم الْمَعْنَى الأَوَّل، وَ(يَمْحُو) يَخْدُمُ الْمَعْنَى الثَّاني. انْتَهى(7).
ص: 297
هَذَا النّوعُ مِنْ زِيَادَتي وهُوَ: أَنْ يُذكَرَ مُتَعدِّدُ عَلَى التَّفْصِيلِ أَوْ الإجمالِ ثُمَّ مَا لِكُلِّ مِنْ غَيْر تَعْيِينٍ ثِقَةٌ بِأَنَّ السَّامِعَ يَرُدُّه إِلَيهِ.
ثُمَّ هُوَ ثَلَاثَهُ أَقْسام:
أَحَدُهَا: الْمُرَتِّب(1) نحو: «وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ»(2).
وقوله: «مَثَلُ الْفَرِيقَينِ كَالأَعْمَى وَالأصَمِّ وَالْبَصِير وَالسَّميع..»(3).
الثَّانِي: المعْكُوس(4) نحو: «يَوْمَ تَبْيَضُ وُجوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ..»(5) الخ.
الثَّالِثُ: المَشَوِّش ولا أَسْتَحْضِرُ الآن في القُرآنِ مثالُه انتهى(6).
ص: 298
هَذَا النَّوْعُ مِنْ زِيَادَتي وَهُوَ: الانْتِقَالُ مِنَ التَّكَلَّم أَوْ الْخِطَابِ أَوْ الْغَيْبَة إلى آخرَ(1) تطريةً لِلكَلَامِ وتَفنُّناً في الأسْلوب(2) مِثَالُه من التكلُّم إلى الْخِطاب: «وَمَالِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ»(3) ومُقْتَضَى السّياقِ: «وَإِلَيْهِ أَرْجعُ».
وإلى الْغَيْبة: «إِنَّا أَعْطَيْنكَ الْكَوْثَرِ. فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَر»(4) - «إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ. رَحْمَةً مَنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ»(5).
ومِثَالُهُ مِنَ الْخِطَاب إِلَى التَّكَلَّم لَمْ أَجِدْهُ في القرآن(6).
ص: 299
وإلَى الْغَيْبةِ: «حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ..»(1). «وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ. وَتَقطْعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ..»(2).
ومِثَالُه من الْغَيْبة إلى التّكلم: «وَاللهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَسُقْنه...»(3)، «وَأَوْحَى في كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا»(4).
وإلى الْخِطاب: «مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ. إِيَّاكَ نَعْبُدُ»(5).
وقد يكونُ في الآية التفَاتَانِ وَأَكْثر نحو: «إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً ومُبَشِّراً وَنَذِيراً. لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُوله..»(6) ففيه الْتِفَاتَان:
أحَدُهُمَا: بَيْنَ أَرْسَلْنَا والجَلالَة؛
والثَّاني: بين الْكَافِ في: أَرْسَلْنَاكَ وَرَسُولِه.
وذكَرَ التنوخِيُّ وَابْنُ الأثير أَنَّ مِنْه(7): بناءَ الْفِعْل لِلْمَفْعُول بَعْدَ خطابِ فَاعِله أو تَكَلَّمِه نحو: «غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ» بَعْدَ: (أَنْعَمْتَ)
ص: 300
فَإِنَّ الْمَعْنَى: غير الَّذِينَ غُضِبَ عَلَيْهِمْ وَهُوَ نَوْعٌ غَريب(1) وَيَقْرُبُ مِنَ الالْتِفاتِ: الانْتِقَالُ مِنْ خِطاب الْوَاحِدِ أو الاثْنَيْن أو الْجَمْع إلى خِطابِ الآخَرَ، ولَيْس هُوَ مِنْه لَأنَّه لَيْسَ فيه انْتِقَالُ مِنْ أَحَدِ الأسَاليبِ الثَّلاثَةِ التي هي: التَّكَلَّمُ والْخِطَابُ وَالْغَيْبة إلى آخِره.
مِثالُه مِنَ خِطاب الْوَاحِد إِلَى الاثْنَيْن: «أجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْه اباءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الكِبْرِيَاءُ في الأرْضِ»(2)، وإلَى الْجَمْع: «يأَيُّها النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ..»(3).
ومِثَالُهُ مِنَ الاثْنَيْنِ إِلَى الْوَاحِد: «فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى»(4)، وإلَى: الجَمْع: «وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُمَا بِمصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَة..»(5).
ومِثَالُهُ مِنَ الْجَمْعِ إِلَى الْوَاحِدِ: «وَأَقِيمُوا الصَّلَوٰةَ وَبَشِّرِ المؤمنين»(6) وإلى الاثْنين: «يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنَّ اسْتَطَعْتُمْ..» إلى قوله: «فَبِأَيِّ الَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبان»(7).
ص: 301
وقَدْ سَبَق في الْمَجَازِ نَوْعٌ يُشْبِهُ هَذَا ولَيسَ هُوَ هُوَ(1)، لأنَّ هُنَاكَ اسْتُعْمِلَ أَحَدُ الثَّلاثَةِ في غَيره، وهُنَا اسْتعمل كُلِّ فى مَوْضوعِه، لكنَّهُ انْتقلَ من شيءٍ إلى شيءٍ فَهُوَ حَقَيقة، وكَذَا الالْتِفَاتُ فهذه الثَّلَاثَةُ أنواعٍ(2) مُتَقَارِبَةٌ الجِنْسِ والمَعْنَى مُسْتَوِيَةٌ فِي الأَقْسام.
ص: 302
هَذَا النَّوعُُ مِنْ زِيَادَتِي، وَالْفَوَاصِلُ: أَوَاخِرُ الذِي وَهي: جَمْعٌ فَاصِلَة وَتُسَمَّى فِي غَيْرِ الْقُرْآنِ: السَّجع، وَلا يُطْلَقُ ذَلِكَ عَلَى الْقُرْآنِ: تَأَدُّباً(1).. والفَاصِلَةُ إِن اخْتَلَفَتْ مع قَرينَتِها(2) فِي الْوَزْنِ لَا في التَّقْفية فَهُو المطَرَّف نحو: «مَالَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً. وَقَدْ خَلقكُمْ أَطواراً»(3).
وإن اتَّفقَتَا فَمُتوازِ نَحْو: «فيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَة. وَأَكْوابٌ موْضُوعة»(4). وأَحْسَنُه(5): ما تساوَت قَرائِنُه نحو: في سِدْرٍ مَخْضُود. وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ وَظِلَّ مَمْدُود»(6). ثُمَّ مَا طَالَتْ قَرِيتُه الثانية نَحْو: «وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى. مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى..»(7)، أَوْ الثَّالثَة نحو:
ص: 303
«خُذُوهُ فَعلُوه. ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوه. ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ فِرَاعاً فَاسْلكُوه»(1).
وإِنْ تَسَاوَت الْفَاصِلَتانِ فِي الْوَزْنِ دُونَ التَّقْفِيةِ فَمُوَازَنَة نحو: «وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ، وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ»(2).
فإنْ كَانَ مَا فِي إحْدىَ القَرِينَتْين أَوْ أَكْثَرُه مِثلَ مَا يُقَابِلُهُ مِنَ الأخْرى فَمُماثَلَة نَحْو: «وَءَاتَيْنَاهُمَا الكَتبَ الْمُسْتَبين. وَهَدَيْنَهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيم»(3).
وإن اتَّفَقَتَا فِي الْحَرْفِ الَّذِي قَبْلَ الأخِيرِ فَلُزُومُ مَا لا يَلْزَم نحو: «فَأَمَّا الْيَتَيمَ فَلَا تَقْهَرْ. وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ»(4) وآياتُ سُورَةِ «أَلَمْ نَشْرَح»(5).
وأَمَّا الْغَايَاتُ فَهِيَ: أَوَاخِرُ السُّوَر، وَالْقَصْدُ بذَلِكَ: أَنْ آخِرَ كُلّ سُورَةٍ أَتَى عَلَى الْوَجْهِ الأَكْمَل والنَمَطِ الأَبْلَعْ فِي بَرَاعَةِ الانْتِهَاء. وَمَا يَنْبَغِي أَنْ تُخْتَمَ بِهِ.
ص: 304
هَذِه الأنواع مِنْ زِيَادَتِي، وَيُشْبِهُهَا مِنْ عِلِمَ الْحَدِيث: الْكَلَامُ عَلَى أَصَحِّ الأَسَانِيد، وَاخْتُلِفَ في تَفَاضُل الآيَاتِ وَالسُّوَرِ عَلَى بَعْض(1) فَذَهَبَ كَثِيرُونَ إِلَى الْقَوْلِ بِهِ مِنْهم: إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه، وَأَبُو بَكر ابن العَرَبي، والشّيخ عزّ الدّين بن عبد السلام(2).
وَقَالَ الْقُرْطبي: إنَّه الحقُّ وَنَقَله عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الْعُلَمَاءِ وَالْمتكلِّمين.
وَقَالَ ابنُ الحصَّار: العَجَبُ مِمَّنْ يذكُرُ الاخْتِلَاف في ذلكَ مَعَ النُّصُوص الْوَارِدةِ بالتَّفْصيل، قَالَ البيهقي في شُعَبِ الْإيمان: قَالَ الْحَليمي(3): وَمَعْنَى التفضيل يَرْجِعُ إِلَى أَشْياء
ص: 305
أَحَدُهَا: أَنْ يَكُونَ الْعَمَلُ بآيةٍ أَوْلَى مِنَ الْعَمَلِ بأُخْرى وأَعْوَدَ عَلَى النَّاسِ، وَعَلَى هَذَا يُقَال: آياتُ الأَمْرِ وَالنَّهْي، وَالْوَعْدِ وَالْوَعِيدِ خَيْرٌ مِنْ آياتِ القصص لأنَّها إِنَّما أُريد بها تأكيدُ الأمْرِ والنَّهْي وَالإِنْدَارِ وَالتَّبْشِير ولا غنىً بالنَّاسِ عَنْ هَذِه الُأمُور، وَقَدْ يَسْتَغْنُون عَنْ الْقَصَص، فَكَانَ مَا هُوَ أَعْوَدَ عَلَيْهِم وَأَنْفَعَ لَهُمْ مِمَّا يجري مَجْرَى الْأَصُولِ. خَيراً لَهُمْ مِمَّا يُجْعَلُ تبعاً لِمَا لَا بُدَّ مِنْه.
الثاني: أَنْ يُقَال: الآياتُ الَّتي تَشْتَمِلُ على تَعْدِيدِ أَسْمَاءِ اللهِ وَبَيَانِ صِفَاتِهِ وَالدَّلالة على عَظَمَتِهِ أَفْضَلُ، بمَعْنَى أَنَّ مُخبَراتِها أَسْنى وَأَجَلٌ قَدْراً وعلى هَذا نحا ابن عبد السلام في قَوْلِهِ الآتي.
الثَّالث: أَنْ يُقَال: إِنَّ سُورَةَ خَيْرٌ مِنْ سُورةِ، أَوْ آيَةً خَيْرٌ مِّن آيةٍ، یعني(1) أَنَّ الْقارِى يَتَعَجَّلُ لَهُ بِقِرَاءَتِهَا فَائِدَةَ سِوَى الْثَّوابِ الآجِلِ وَيَتَأَدَّى مِنْهُ بتلاوتها عِبَادَة، كَقِرَاءَةِ آية الكُرْسِي وَالإِخْلَاصِ والْمُعَوَّذتين فَإِنَّ قَارِئَهَا يَتَعَجَّلُ بِقِرَاءَتِهَا الاحْتِرَازَ مِمَّا يَخْشَى وَالاعْتِصَامَ بِاللهِ، ويَتَأَدَّى بتلاوتِهَا عِبَادَةُ اللَّهِ لِمَا فيها من ذِكْرِهِ سُبْحَانَهُ بالصِّفَاتِ العُلَى عَلَى سبيلِ الاعتقادِ لَهَا وسُكُون النَّفْسِ إِلَى فَضْلِ ذَلِكَ الذِّكر(2).
وذَهَبَتْ طَائِفَةٌ إِلَى أَنَّهُ لَا تَفَاضُلَ لأَنَّ الجميعَ كَلَامُ اللهِ وَلِئَلَّا يُوهِم التفضيل نَقصَ المُفَضْل عَلَيْهِ.
ص: 306
وَنُقِلَ عَن الأَشْعَرِي وَالْباقِلَانِيٌ وَابْنِ حِبّان ورُوِيَ عن مالك(1) وَعَلى الأوَّل:(2) قَالَ الشَّيخُ عِزّ الدين بن عبد السَّلام: الْقُرْآنُ عَلَى قِسْمَيْنِ: فَاضِلٌ وَهُوَ كَلَامُ اللهِ في اللهِ - وَمَفْضُولٌ وَهُوَ: كَلَامَهُ عَنْ غيرِهِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى حكايَةٌ عَنْ فِرْعَوْنَ: «مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي...»(3) و كَحِكَايَاتِهِ عَن الكُفَّارِ وَنَحْو ذلك.
قلت: بَلْ هُوَ ثَلَاثَةُ أَقْسَام: أَفْضَل، وَفَاضِل، وَمَفْضُول لأَنَّ كَلَامَهُ تَعَالَى فِيهِ بعضُ أَفْضَلُ مِنْ بَعْضٍ كَتَفْضِيل الْفَاتِحَةِ وَالإخلاصِ كَمَا سَنَذكره.
وقَدْ ثَبَتَ في الصحيح مِنْ حَدِيثِ أَبي سَعِيد الْمُعَلَّى: أَعْظَمُ سُورَةٍ في الْقُرْآنِ الْفَاتِحَةُ(4)، وكَذَا رواهُ التّرمذيّ مِنْ حديث أبي هُرَيْرَة وأُبَيّ(5)، وأحمدْ من حديث عبد الله بن جابر الْعَبْدِي وَلَفْظه: أَخَيرُ سُورَةٍ في الْقُرْآنِ.
ص: 307
وفي صحيح مُسْلِم وَغَيْره مِنْ طَرِيقٍ مَرْفُوعاً: أَعْظَمُ آيَةٍ فِي الْقُرْآنِ آيَةُ الكُرْسِيّ(1).
وَرَوَى ابْنُ خُزَيْمَةَ(2) وَالْبَيْهَقِيّ وَغَيْرُهُمَا عَنْ ابن عَبَّاسٍ: أَعْظَمُ آيَةٍ في الْقُرْآنِ الْبَسْمَلَة.
وعِندَ التِرْمِذِيّ: سَيّدةُ آي الْقُرْآنِ آية الكُرسيّ، وسَنَامُ الْقُرْآنِ سُورَةُ البقرة(3)، وقَلْبُ الْقُرْآنِ يَس(4).
وكَذَا وَرَدَتْ أَحَادِيثُ مُشْعِرَةٌ بالتَّفْضِيل، كَكَوْنِ «الإِخْلَاصِ» تَعْدِلُ ثلُثَ الْقُرْآنِ(5).
وذُكِرَ في حِكْمَةِ ذَلِكَ:(6) أَنَّ الْقُرْآنَ تَوْحِيدُ وَأَحْكَامٌ ووَعظٌ، وسُورَةُ الإِخْلاصِ فيهَا التَّوْحِيدُ كُلُّهُ.
ص: 308
وفي مُسْنَدِ عَبْدِ بْنِ حُمَيْدِ:(1) أَنَّ الْفَاتِحَة تَعْدِلُ ثلُثَيْه(2) وفي المستدرَك أحاديث: أنَّ الزِّلْزَلَةَ تَعْدِلُ نِصْفَهُ، وَالْكَافِرِينَ تَعْدِلُ رُبْعَه، والْمُعَوِّذتين تَعْدِل ثُلُثَه، وَأَلْهَاكُمْ تَعْدِلُ أَلف آية وعِنْدَ التِّرْمِذِي: «إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ» تَعْدِلُ رُبْعَهُ(3).
ص: 309
هَذَ النَّوعُ مِنْ زِيادَتِي، وهُوَ نَوْعٌ لَطِيفٌ قَرِيبٌ مِمَّا قَبْلَهُ: أَعْظَمُ آيَةٍ في الْقُرْآنِ آيَةُ الكُرْسِيّ(1) أَوْ الْبَسْمَلَةُ كَمَا تَقَدَّم، والْجَمْعُ بَيْنَهُمَا قَريب. أَطْوَلُ آيَةٍ فِيه آيةُ الدَّين(2).
أَجْمَعُ آيةٍ: «إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ...»(3)، رواه البَيْهَقِي في الشُّعَب وأبو عُبَيْد في الْفَضَائِل عن ابن مَسْعُود، وروى عَنْهُ أَنَّهُ قال: مَا فِي الْقُرْآنِ آيَةٌ أَعْظَمُ فَرَحاً مِنْ آيَةٍ فِي سُورَةِ الْغُرَفِ: «قُلْ يعِبَادِي الذينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ...»(4) الآية. وقال: مَا فِي القُرْآنِ آيةٌ أكثر تَفْوِيضاً مِنْ آيَةٍ في سُورَةِ النِّسَاء الْقُصْرَى: «وَمَنْ يَتَوَكَّلْ على الله فَهُوَ حَسْبُهُ...»(5) الآية.
وروى عبد الرَّزَّاق(6) في تفسيره أَنَّ ابن مَسْعُودٍ قال: أَعْدَلُ آيَةٍ في
ص: 310
القرآن: «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ ِبالْعَدْلِ وَالإِحْسانِ...» الآية.
وَأَحْكَمُ آيَةٍ: «فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ(1)...» الآيتين.
وَرَوَى أَبُو عُبَيد عن صَفْوَانَ بْن سُليم ومحمد بن المنكدر قالَا: الْتَقَى ابْنُ عَبَّاس وابنُ عُمَرَ فَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَيُّ آيةٍ في كِتَابِ اللهِ أَرْجَى؟ فقال عبد الله بن عُمَر: «قُلْ يُعِبَادِيَ الَّذينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ... الآية، فقالَ ابنُ عَبَّاس: لكنْ قولُ اللهِ: «وَإِذْ قالَ إبراهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي»(2) قال: فَرَضِيَ مِنْهُ بِقَوْلِهِ: (بَلَى)، قال: فَهَذَا لِمَا يَعْتَرِضُ في الصَّدْرِ مما يُوَسْوِسُ بهِ الشَّيْطَانُ، أَخْرَجَهُ الحاكِمُ في الْمُسْتَدْرَك.
وأَخْرَجَ أَبُو نُعَيْمٍ(3) في الحِلْيَة عن عَلِيّ أَنَّهُ قال: إِنَّكُمْ يَا مَعْشَرَ أَهْل الْعِراقِ تَقُولُونَ: أَرْجَى آيةٍ فِي الْقُرْآنِ «قُلْ يُعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ...» الآية، لَكِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ نَقُولُ: إِنَّ أَرْجَى آيةٍ فِي كِتَابٍ الله: «وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى»(4) وهِيَ: الشَّفَاعَةُ.
وَأَخْوَفُ آيَةٍ: قيل قَوْلُهُ: «أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِىءٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ
ص: 311
نَعيم»(1)، وَعِندِي أَنَّها قَوْلُهُ تَعَالَى: «قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بالأخْسَرِينَ أَعْمَالاً. الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ في الحَيوةِ الدُّنيا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً»(2).
وَرَوَى عَبْد الرَّزَّاقِ عن ابن مَسْعُودٍ أَنَّها: «مَنْ يَعْمَل سُوءاً يُجز به..»(3) وَفِي البُخَاري قال سُفْيَان: مَا فِي الْقُرْآنِ آيَةً أَشَدُّ عَلَيَّ مِنْ: «لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْراةَ والإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُم...»(4).
رَوَى أَحْمَدُ فِي مُسْتَدِهِ عَنْ عَلِيّ قَال: أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَل آية في كتابِ اللهِ حَدَّثَنَا بِهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مصيبة فيما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِير»(5) وَسَأُفَسِّرُها لَكَ يَا عَلِيُّ: مَا أَصَابَكُمْ مِنْ مَرَض أَوْ عُقُوبَةٍ أَوْ بَلاءٍ في الدُّنْيا فَبما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَاللهُ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يُتَنِي الْعُقُوبَة(6)، وَمَا عَفَا اللَّهُ عَنْهُ في الدُّنْيا فاللهُ أحلَم(7) مِنْ أَنْ يَعُودَ بَعْدَ عَفُوه.
وقال الْيُلْقِينِي فِي أَوَّلِ كِتَابِهِ: قَدْ قِيلَ إِنَّ سُورَةَ الحَجِّ مِنْ عَجِيب
ص: 312
الْقُرْآنِ فِيهَا مَكِيّ وَمَدنِيّ وحَضَرِيّ وَسَفَرِيّ وَلَيْلِيّ وَنَهَارِيّ وَحَرْبِيّ وَسِلْمِيّ(1) ونَاسِخُ وَمَنْسُوخ. انتهى.
وقَدْ ذَكَرَ هَذَا الكَلَام مُحَمَّد بن بركات السَّعيدي(2) النَّحْوي في كِتَابِهِ في النَّاسِخِ وَالْمَنْسُوخ وقَال: المكّيُّ مِنْهَا: من رَأْسِ الثَّلاثين إلى آخِرِهَا - والْمَدَنِيُّ: مِنْ رَأْسِ خَمْسَ عَشَرَةَ إِلى رَأْسِ الثَّلاثينِ واللَّيْلِيُّ: خَمْسُ آياتٍ مِنْ أَوَّلِهَا - والنَّهَارِيُّ: مِنْ رَأْسِ تِسْع آياتٍ إلى رَأْسِ اثْنَتَيْ عَشَرَة، والْحَضَرِيُّ: إلَى رَأْسِ الْعِشْرِين.
قلت: والسَّفَرِيُّ أَولُهَا كَمَا تَقَدَّم، والنَّاسِحُ: أذِنَ لِلَّذِينَ يُقْتَلُونَ...»(3) الآية، والْمَنْسُوخُ: «وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ...»(4) لآية. نَسَخَتْها: «سَنقرِئُكَ فَلَا تَنسَى»(5) وقوله: «اللهُ يَحْكُمُ بيْنَكُمْ...»(6) الآية نَسَخَتْهَا آيةُ السَّيف(7).
ص: 313
هَذَا النَّوعُُ مِنْ زِيَادَتِي، وَلِلنَّاسِ في أَمْثَالِ الْقُرْآنِ تَصَانِيفُ مِنْهُمْ الإمام أبو الْحَسَن الْماوَردي(1).
رَوَى الْبَيْهَقِي مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَة قالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: إِنَّ القُرْآنَ نَزَلَ عَلَى خَمْسَةِ أَوْجُهٍ: حَلَالٍ وَحَرَامِ وَمُحْكَمٍ وَمُتَشَابِهِ وَأَمْثَالَ - فَاعْمَلُوا بِالْحَلَال، واجْتَنِبُوا الْحَرَام، وَاتَّبِعُوا المحكَم، وَآمِنُوا بالمتَشَابَه، وَاعْتَبِرُوا بالأَمْثَال.
وَلَقَدْ قَالَ تَعَالَى: «وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ في هذا الْقُرآنِ مِنْ كُلِّ مثل...»(2) وَمِنْ أَمْثَالِ الْقُرْآنِ مَا صُرِحَ فِيهِ بِذِكْرِ الْمَثَلِ وَهُوَ الأغْلَب(3).
ص: 314
ومِنْهَا مَا لَمْ يُصَرِّح فيه بذكْرِ الْمَثَلِ وَلَكِنَّها كَامِنَةٌ فيه، كما حَكَى الماوردي أنَّ بَعْضَهُمْ سُئِلَ فقيل له: إِنَّكَ تُخْرِجُ أَمْثَالَ الْعَرَبِ والْعَجَمِ مِنَ الْقُرْآنِ فَهَلْ تَجِدُ في كتابِ اللهِ: «خيرُ الأمور أَوْسَاطُها»؟ فَقَالَ: نَعَمْ في أَرْبَعَةِ مَوَاضِع، في قوله: «لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ»(1) وقوله: «والَّذينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً»(2)، وقوله: «وَلا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سبيلا»(3)، وقوله: «وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطهَا كُل الْبَسْطِ...»(4). فقيلَ له: هَلْ تَجِدْ فيه: مَنْ جَهِلَ شَيْئاً عَادَاهُ؟ قَالَ: في قَوْلِهِ: «بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ»(5)، وقوله: «وإذ لَمْ يَهْتَدُوا فَسَيَقُولُونَ هذا إفك قديم»(6)، فقيل له: هَلْ تَجِد فيه: احْذَرْ شَرَّ مَنْ أَحْسَنْتَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ في قوله: «وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسولُه مِنْ فَضْلِهِ»(7).
فقيلَ لَهُ: فَهَلْ تَجِدُ فيه: «لَا يُلْدَعُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ مَرَّتين»؟ قالَ: نَعَمْ في قولهِ تَعَالَى: «هَلْ آمَنَكُمْ عَلَيْهِ إلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيه مِنْ قَبْلُ...»(8)، فقيل له: هَلْ تَجِدُ فيه: «مَنْ أَعَانَ ظَالِماً سُلْطَ
ص: 315
عَلَيْهِ»؟ قَالَ: نَعَمْ فِي قَوْلِهِ تعالى: «كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلاهُ فَأَنَّهُ یُضِلُّهُ»(1).
وَسُئِلَ بَعْضُهُمْ: أَيْنَ تَجِدُ فِي القُرْآنِ: الْحَبيبُ لا يُعَذِّبُ حَبيبه؟ فقالَ: في قوله تَعَالَى: «وَقَالَتْ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ ابْنوا الله وَأَجِبؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعذِّبُكُمْ...»(2) انتهی.
ص: 316
هَذَانِ التَّوْعَانِ مِنْ زِيَادَتِي، وَشِبْهُهُمَا مِنْ عِلْم الحديث: آدابُ المُحدِّثِ وَآدَابُ طَالِب الْحَديث، ولِلنَّاسِ فِي ذَلِكَ تَصَانيفُ أَشْهَرُهَا: التّبْيَان لِلنَّوَوِيّ، ومُخْتَصَرُهُ لَهُ، وأَنَا أُشِيرُ هُنَا إِلَى مَقَاصِدِهِ حَاذِفاً مُعْظَمَ الأدِلَّةِ اخْتِصَاراً(1).
فعلَى كُلِّ مِنَ الْقَارىء وَالْمقْرىء(2): إِخْلاصُ النَّيَّة، وقَصْدُ وَجْهِ الله، وأن لا يَقْصِدَ بتعَلُّمِهِ أَوْ بِتَعليمه غَرَضاً من الدُّنْيا كَرِئَاسَةٍ أَوْ مَالٍ. وَلَا يَشينُ(3) الْمُقْرِىء إِقْرَاؤُه بِطَمَع فِي رِفْقٍ يَحْصُلُ لَهُ مِنْ بَعْضٍ مَنْ يَقْرَأُ عَلَيْه، ولا التكَثُّرُ بكَثْرَةِ الْمُشْتَغِلينَ عَلَيْه والمتردِّدِين إلَيْهِ، وَلَا يُكْرَهُ قِرَاءَةً أَصْحَابِهِ عَلَى غَيْرِهِ - والتخلُّقُ(4) بآداب الْقُرْآنِ وَيَقِفُ عِنْدَ حُدُودِهِ وَأَوَامِرِهِ وَنَوَاهِيهِ، وَيَعْمَلُ بِمَكَارِمِ الأَخْلَاقِ الْمَرْضِيَّةِ مِنَ الزُّهْدِ فِي الدُّنْيا وَعَدَم الالْتِفَاتِ إِلَيْهَا وَإِلَى أَهْلِها، والْجُودِ(5) وَطَلَاقَةِ الْوَجْه وَالْمَسْكَنَةِ(6) وَالْوَقَارِ
ص: 317
والْخُضُوع واجْتِنَابِ الضَّحِكِ وَكَثرَةِ الْمَزْح، والتَّنظُفِ بِإِزَالَة الأَوْسَاحْ وَالشَّعْرِ والظُّفْر وَالرِّيحِ الْكَرِيهِ وَتَسْريح اللَّحْيَةِ وَدَهْنِهَا، وَالْمَحَافَظَة عَلَى الطَّهَارَةِ واتّبَاعِ الأحَادِيثِ الْوَارِدَة بالأذْكَارِ وَفَضَائِلِ الأَعْمَالِ وَالتَبرِّي مِنْ أَمْراضِ الْقُلُوبِ كَالْحَسَد وَالرِّيَاءِ وَالعُجب والكِبْر(1)، وإِنْ كَان غَيْرُهُ دُونَه - وَأَن لا يَرَى نَفْسَهُ خَيْراً مِنْ أَحَدٍ، وَيَرْفُقُ بِطَلَبَتِهِ، وَيُرَحّبُ بِهِمْ وَيُحْسِنُ إِلَيْهِمْ بِحَسَبِ حَالِهِ وَحَالِهِمْ، وَيَنْصَحُهم مَا اسْتَطَاعَ، وَيَتَوَاضَعُ لَهُمْ وَيُحَرِّضُهُمْ عَلَى التَّعَلُمِ وَيُؤَلِّفُهُمْ عَلَيْهِ، وَيَعتَني بِمَصَالِحِهِمْ وَيَصْبُر عَلَى بَطِیءِ الْفَهْم وَيَعْذُرُ مَنْ قَلَّ أَدَبُهُ فِي بَعْضَ الأَحْيَانِ وَيُعرِّفُهُ ذَلِكَ بِلُطْفٍ، لِئَلَّا يَعُودَ إِلَى مِثْلِهِ، وَيُعوِّدُهُم بالتَّدْريج بالآدَابِ السَّنَّية، وَيَأْخُذُهُمْ بإعَادَةِ مَحْفُوظَاتِهِمْ - وَيُثْني عَلَى مَنْ ظَهَرَتْ نَجَابتُه مَا لَمْ يَخْشَ عَلَيْه الإِعْجَاب - ويُعَنِّفُ مَنْ قَصَّر تَعْنيفاً لَطِيفاً مَا لَمْ يَخْشَ تَنْفِيرَه، وَيُقَدِّمُ في تَعْليمهم السَّابَقَ فَالسَّابِقِ، وَلَا يُمَكِّنُه مِنْ إِيثَارِهِ بِنَوْبَتِهِ إِلَّا لَمَصْلَحَةٍ شَرْعِيَّة، فَإِنَّ الإِيثَارَ فِي الْقُرْبِ مَكْرُوهُ - وَيَتَفَقَّدُ أَحْوَالَهُمْ، وَيَسْأَلُ عَنْ غَائِبِهمْ، وَلَا يَمْتَنِعُ مِنْ تَعْلِيم أَحَدٍ ِلكَوْنِه غَيْرَ صَحيح النِّيَّة، وَيَصُونُ يَديْه حَالَ الإِقْرَاءِ عَن الْعَبَثِ وَعَيْنَيْهِ وَأَذُنَيْه عَن النَّظَرِ وَالسَّمْعِ لِغَيْرِ الْقَارِىء، وَيَقْعُدُ مُتطهراً مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَة في ثِيابٍ بيضٍ نَظِيفة، وَإِذَا وَصَلَ لِمَوْضِع جُلوسِهِ صَلَّى رَكْعَتين، فإنْ كَان مَسْجِداً تأكَّدَ، وَلْيَكُنْ مَجْلِسُهُ حَسَناً وَاسِعاً، وَلَا يُذِلُّ الْعِلْمَ فَيَذْهَبُ إلَى مَوْضِع يُنْسَبُ إِلَى مَنْ يَتَعَلَّمُ مِنْهُ فيُعلمُهُ فيه وَلَوْ كَانَ خَلِيفَةٌ فَمَن دُونَهُ(2).
ص: 318
وَعَلَى المتَعَلِّمِ(1) أَنْ يَجْتَنِبَ الأسْبَابَ الشَّاغِلَةَ عَنْ العِلْمِ إِلَّا مَا لَا بُدَّ مِنْه وَيُطَهِّرَ قَلْبَهُ وَيَتَوَاضَعَ لِمُعَلِّمِهِ وإِنْ كَانَ أَصْغَرَ سِناً مِنْهُ أَوْ أَقَلَّ شُهْرَةً، وَيَنْقَادَ لَهُ وَيَقْبَلَ قَوْلَهُ كَالْمَريض مَعَ الطَّبِيب النَّاصِحِ الْحَاذِق.
وَلَا يتعَلَّم إِلَّا مِمَّن تَأَهْل وَظَهَرَ دِينَهُ وَصِيَانَتُه - فَالْعِلْمُ دِينُ فَانْظُرُوا عَمَّنْ تَأْخُذُونَ دِينَكُمْ - وَيَنْظُرَ إِلى مُعَلِّمِهِ بِعَيْن الاحْتِرَامِ والتَّعْظِيم - وَلَا يَدْخُلَ عَلَيْهِ بِلَا إِذْنٍ إِلَّا إِنْ كَان بِمَوْضِع لَا يَحْتَاجُ إلَى اسْتِئْذَانٍ، وَيُسَلَّمَ عَلَى الْحَاضِرِينَ، وَيَخُصَّهُ بزِيَادَةِ تَودُّدٍ، وَيُسَلَّمَ عِنْدَ انْصِرَافِهِ أَيْضَاً، وَلَا يَتَخَطَىَّ النَّاسَ، ويَجْلِسَ حَيْثُ انْتَهَى به المَجْلِسُ إِلَّا أَنْ يَأْذَنَ لَهُ الشَّيْخ في التَّقدُّم، وَلَا يُقيمَ أَحَداً وَيَجْلِسَ مَوْضِعَه، وَلَا يَجْلسَ وَسْطَ الْحَلْقَة، وَلَا بَيْنَ صَاحِبَيْن بِغَيْرِ إِذْنَيْهما، وَلَا يَعْمز بعَيْنِهِ عنْد الشَّيخ، وَلَا يَقُولَ لَهُ: قَالَ فُلانٌ بِخِلَافِ قَوْلِكَ، وَلَا يَغْتَابَ عِنْدَهُ أَحَداً، وَلَا يُلِحّ عَلَيْهِ إذَا كَسَل، وَلَا يَشْبَعَ مِنْ طُولٍ صُحْبَتِه، وَيَرُدَّ غِيبَةَ شَيْخِهِ إِذَا قَدَرَ - وَلَا يُفَارِقَ ذَلِكَ الْمَجْلِس، وَيَتَأَدَّبَ مَعَ رُفَقَائِهِ - وَلَا يَحْسُدَ أَحَداً مِنْهُمْ، وَلَا يُعجَبَ بِمَا حَصَّلَهُ، وَلَا يَرْفَعَ صَوْتَهُ بَلاحَاجَةٍ عِنْدَ الشيخ، وَلَا يَضْحَكَ، وَلَا يُكْثِرَ الْكَلَامَ، وَلَا يَعْبَثَ بِيَدِهِ، وَلَا يَلْتَفِتَ بِلَا حَاجَةٍ، بَلْ يَتَوَجَّهُ إِلَى الشَّيْخ، وَلَا يَقْرَأَ عَلَى الشَّيْخ في حَالِ مَلَلِهِ، وَيَحْتَمِلَ جَفْوَةَ الشَّيْخ وَسُوءَ خُلُقِهِ، وَإِذَا جَفَاهُ ابْتَدَأَهُ هُوَ بِالاعْتِذَارِ وَإِظْهَارِ الذَّنبِ لَه،(2) وَإِذَا صَدَرَ مِنَ الشَّيْخ أَفْعَالُ ظَاهِرُهَا مُنْكَرْ أَوَّلَهَا وَلَا يُنْكِرُهَا(3).
ص: 319
ومِمَّا يَشْتَرِكُ فِيهِ الْقَارِىءُ وَالْمُقْرِىء: الْحَذَرُ مِنْ اتِّخَاذِ الْقُرْآنِ مَعِيشَةً يُكْتَسَبُ بِهَا(1)، نَعَمْ يَجُوزُ عِنْدَ الشَّافِعِي وَمَالِكٍ أَخْذُ الْأَجْرَةِ عَلَى تَعْلِيمِهِ، وَمُلَازَمَةُ التِّلَاوَةِ، والإكْثَارُ مِنْها، وَنِسْيَانُهُ كَبيرَةٌ(2)، وإِذَا أَرَادَ الْقِرَاءَةَ اسْتَاكَ وَتَوَضَّاً، فَإِنْ قَرَأَ مُحْدِثاً جَاز بلَا كَرَاهِةٍ(3).
وَيَحْرُمُ مَسَ الْمُصْحَفِ(4) وَالْقِرَاءَةُ عَلَى الْجُنُبِ وَالْحَائِضِ، وَيَجُوزُ لَهُمَا النَّظَرُ فِي الْمُصْحَفِ، وَإِمْرَارُ الْقُرْآنِ عَلَى قَلْبَيْهما، وَيُسَنُّ أَنْ يَقْرَأَ في مَكَانٍ نَظيف، وَلَا يُكْرَهُ في الْحمَّامِ عِنْدَنَا، وَلَا فِي الطَّريق، وَيَسْتَقْبلُ الْقِبْلَةَ، وَيَجْلِسُ بِخُشُوعِ وَسَكِينَةٍ وَحُضُورِ قَلْبٍ، وَلَا يَكُونُ قَائِماً وَلَا مُضْطَجِعاً، وَيَسْتَعِيدُ، وَأَفْضَلُ أَلْفَاظِ الاسْتِعَادَةِ: أَعُوذُ بِالله مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجيم - وَلَوْ تَعَوَّذَ بغَيْر ذَلِكَ أَجْزَاء، وَيَتَدَبَّرُ الْقُرْآنَ.
وتقدَّمت كَيْفيَّاتُ الْقِرَاءَةِ في كَيْفِيَّةِ التَّحَمُّل، وَيَبكي عِنْدَ الْقِراءَة، فإِنْ لَمْ يَبْكِ تَبَاكَ - وإِذَا مَرَّ بِآيَةٍ رَحْمَةٍ سَأَلَ مِن فَضْلِ اللَّهِ أَوعَذَابٍ استعادَ أَوْ تَنْزِيهِ نَزَّهَ أَوْ تَفَكُّرِ تَفَكَّرَ(5)، وَيَقْرَأُ عَلَى تَرْتِيبِ الْمُصْحَفِ،
ص: 320
وَيَجُوزُ مُخَالَفَتْهُ إِلا أَنْ يَقْرَأُ السُّورةَ مَعْكُوساً فَلَا(1)، والْقِرَاءَةُ في الْمُصْحَفِ أَفْضَلُ، لأنَّ النَّظَرَ فِيه عِبَادَة، والْجَهْرَ، إِلَّا إِذَا خَافَ الرِّيَاءَ، وَيُسَنُّ تَحْسِينُ الصَّوْتِ بِهِ مَا لَمْ يَخْرُجُ إِلَى حَدِّ التَّمْطِيطِ والإِفْرَاط بزيَادَةِ حَرْفٍ أَوْ إِخْفَائِهِ أَوْ مَدَّ مَا لَا يَجُوزُ مَدُّهُ فَحَرَام، وَيُراعي الْوَقْفَ عِند تمامِ الكَلَامِ وَلَا يَتَقَيَّدُ بالأَحْزَابِ وَالأَعشَارِ، وَيَقْطَعُ الْقِرَاءَةِ إِذَا نَعَسَ أَوْ مَلُّ أَوْ عَرَضَ لَهُ رِيحٌ حَتَّى يَتمَّ خُرُوجُها، أَوْ تَثَاؤُب حتَّى يَنْقَضِيَ، وَإِذَا قَرَأَ نحو: «وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ الله مَغْلُولَة...»(2)، «وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً»(3) خَفَضَ بِهَا صَوْتَهُ، وَيَتَأَكَّدُ الاعتناءُ بِسُجُودِ التَّلَاوَةِ وَهِيَ أَرْبَعَ عَشَرَةَ عِنْدَنَا وَمَحَالُهَا مَعْرُوفَة، وَإِنَّمَا اخْتُلِفَ في الَّتِي في (حم)(4)، والأصَحُّ عِنْدَنَا أَنَّهَا عِنْدَ قَوْلِهِ: «وَهُمْ لَا يَسْئَمون»(5) والَّتي في النَّمْل وَالأصَحُ أَنَّهَا عِندَ «رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ»(6) وَتَحْرُمُ الْقِرَاءَةُ بِغَيْرِ الْعَرَبِيَّةِ مُطْلَقاً لِلْقَادِرِ
ص: 321
وَغَيْره(1)، وَلا يُكرَهُ النَّفْثُ(2) مَعَهُ لِلُّرقية ولَا أَنْ يَقُول: قِرَاءَةُ أَبِي عَمْرٍو وَقِرَاءَةُ فُلان، وَكَرِهَهُمَا بَعْضُ السَّلَفَ، وَيُكْرَه أَنْ يَقُول: نَسِيتُ آيَةٍ كَذَا بَلْ أُنْسِيت(3) ولبَعْض مَسَائِلِ هذا البابِ تَتِمَّاتٌ مَبْسُوطَةً في كُتُبِ الْفِقْه انتهى.
ص: 322
هَذَا النَّوْعُ مِنْ زِيَادَتي(1) - قَالَ الْعُلَمَاءُ: مَنْ أَرَادَ تَفْسِيرَ الكِتابِ العَزِيزِ طَلَبَهُ أَوَّلاً مِنَ الْقُرْآنِ - فَإِنَّ مَا أُجْمِلَ فِي مَكَانٍ قَدْ فُسِّرَ فِي مَكَانٍ آخَرَ، فَإِنْ أَعْيَاهُ ذَلِكَ طَلَبَهُ في السُّنَّةِ فَإِنَّهَا شَارِحةٌ لِلْقُرْآن وَمُوضّحَةٌ لَهُ.
وَقَدْ قَالَ الْإِمَامُ الشَّافِعِيُّ: كُلُّ مَا حَكَمَ بِهِ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهُوَ مِمَّا فَهِمَهُ مِنَ الْقُرَآنِ - قَال تعالى: «إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَكَ الله...»(2) في آياتٍ أَخَرْ، وفي الحديث: (أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْقُرْآنَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ) يعني السُّنَّة - وَفِيه: كَانَ يَنْزِلُ جِبْرِيلُ بِالسُّنَّةِ كَمَا يَنْزِلُ بِالْقُرْآن(3) - وَأَمَّا حَدِيثُ عَائِشَة الذِي رَوَاهُ البزَّارُ وابْنُ جَرير: «مَا كَانَ رَسُولُ الله صلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُفَسِّرُ شَيْئاً مِنْ الْقُرْآنِ إِلَّا آيَاتٍ بِعَدَدٍ عَلَّمَهُ إِيَّاهُنَّ جِبْرِيلُ) فَهُوَ حَدِيثٌ مُنْكَرٌ وَإِنْ أَوَّلَهُ ابْنُ جَرير(4).
ص: 323
فإِنْ لَمْ يَجِدْهُ في السُّنَّة رَاجَعَ أَقْوَالَ(1) الصَّحَابَة فَإِنَّهُمْ أَدْرَى بِذَلِكَ لِمَا شَاهَدُوهُ مِنَ الْقَرَائِن وَالْأَحْوَالِ عِنْدَ نُزُولِهِ - وَلِمَا اخْتُصُوا به مِنَ الْفَهْمِ التّامَ وَالْعِلْم الصَّحيح وَالْعَمَلِ الصَّالِحٍ، فَإِن لَمْ يَجِدْ عَنْ(2) أَحَدٍ مِن الصَّحَابَةِ رَجَعَ إِلَى أَقْوَالِ التَّابعين، وَرُبَّمَا وَقَعَ فِي عِبَارَاتِهِمْ تَبَايُن في الأَلْفاظِ فَحَسبَهَا بَعْضُ مَنْ لا فِطْنَةَ لَهُ اخْتِلافاً فَيَحْكِيهَا أَقْوَالًا وَلَيْسَ كَذَلِكَ، فَإنَّ مِنْهُمْ مَنْ يُعَبِّرُ عَن الشَّيْء بِلَازِمِهِ أَوْ بِنَظِيرِه، وَمِنْهُمْ مَنْ يَنصُّ عَلَى الشَّيْء بِعَيْنِهِ، والكُلُ بِمَعْنىً وَاحِدٍ في كثيرٍ مِنَ الْأَمَاكِن فَلْيَتَفَطَّنُ اللَّبِيبُ لِذلِكَ(3).
وَأَمَّا قَوْلُ سَعِيد بِنْ الحَجَّاج: أَقْوَالُ التَّابِعِينَ فِي الْفُرُوعِ غَيْرُ حُجّةٍ فَكَيْفَ تَكُونُ حُجَّةً في التفسير؟ فَمَعْنَاهُ أَنَهَا لَا تَكُونُ حُجَّةً عَلَى غَيْرِهِمْ مِمَّنْ خَالَفَهُمْ وَهُوَ صَحِيحٌ. أَمَّا إِذَا أَجْمَعُوا عَلَى الشَّيْءِ فَلَا يُرْتَابُ في كَوْنِهِ حُجَّةً، فَإِنْ اخْتَلَفُوا لَمْ يَكُنْ قَوْلُ بَعْضِهِمْ حُجَّةً عَلَى بَعْضٍ وَلَا عَلَى منْ بَعْدَهُمْ، وَيُرْجَعُ في ذَلِكَ إلَى لُغَةِ الْقُرْآنِ أَو السُّنَّةِ أَوْ عُمُوم لُغَةِ العَرَب أَوْ أَقْوَالِ الصَّحَابَة(4).
ص: 324
وَعَلَيْهِ أَنْ يَسْتَحْضِرَ الْحَدَيثَ الَّذِي رَوَاهُ ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاس مَرْفُوعاً قَال: التَّفْسِيرُ أَرْبَعَةُ أَوْجُهِ: وَجْهٌ تَعْرِفُهُ الْعَرَبُ مِنْ كَلَامِهَا - وَتَفْسِيرُ لا يُعْذَرُ أَحَدٌ بِجَهَالَتِهِ - وَتَفْسِيرُ يَعْلَمُهُ الْعُلَمَاء - وَتَفْسِيرٌ لا يَعْلَمُهُ إِلَّا الله ثُمَّ رَوَاهُ مَرْفُوعًاً بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ بِلَفْظِ: أُنْزِلَ الْقُرْآنَ عَلَى أَرْبَعَةِ أَحْرُفٍ: حَلَال وَحَرَامٍ لَا يُعْذَرُ أَحَدٌ بِجَهَالَتِهِ - وَتَفسير تفسرُهُ الْعَرَبُ - وَتَفْسِيرٌ تَفَسِّرُهُ الْعُلَمَاء - وَمُتَشَابِهُ لَا يَعْلَمُهُ إلَّا الله - وَمَنْ ادَّعَى عِلْمَهُ سِوَى الله فَهُوَ كَاذِبٌ(1).
وَعَلَيْهِ أَنْ لَا يُكْثِرَ مِنَ الأَقْوَالِ الْمُحْتَمَلَةِ الْبَعِيدَةِ وَالتَّفَاسِيرِ الْغَرِيبَةَ، وَأَلَّا يَتَكَلَّفَ فِي حَمْلِ الآيَةِ عَلَى مَذْهَبِه إِذَا كَانَ ظَاهِرُهَا يُخَالِفُهُ، فَفِي الْحَديث (مَرَاقِي الْقُرْآنِ كُفْرٌ) وَأَنْ يُرَجَحَ مِنَ الْأَقْوَالِ مَا وَافَقَ قِرَاءَةً أُخْرى كَقَوْلِهِ تَعَالَى: «أَوْ لا مَسْتُم النِّسَاءَ...»(2) فَتَفْسِيرِ الْمُلَامَسَةِ بِالْمَسَ بِالْيدِ أَوْلَى مِنْ الجِماع لِمُوَافَقَتِهِ لِلْقِرَاءَةِ الْأُخْرَى: (أَوَ لَمَسْتُمْ)(3) وَيَحْرُمُ تَحْرِيماً
ص: 325
غَلِيظاً أَنْ يُفَسِّرَ الْقُرْآنُ بِمَا لَا يقْتَضِيه جَوْهَرُ اللُّفْظِ كَمَا فَعَلَ (ابْنُ عَرَبيّ) المُبْتَدِع الَّذِي يُنسَبُ إلَيهِ كِتَابُ «الْقُصُوص» الَّذِي هُوَ كُفْرٌ كُلُّه(1).
وَكَمَا يُحْكَى عَنْ بَعْضِ الْمَلْحِدَةِ أَنَّهُ قَالَ في قولِهِ تَعَالَى: «وَمَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ»(2) إِنَّ مَعْنَاهُ: مَنْ ذَلَّ - أَيْ مِنَ الذُّلّ - «ذِي» إِشَارَة لِلنَّفْسِ - «يَشْفَ» جَوَاب «مَنْ» مِنَ الشَّفا - «عُ»(3) فِعْل أَمر مِنَ الْوَعْي.
وَيَحْرُمُ أَنْ يُخَرَّجَ الْقُرْآنُ عَلَى الْقَوَاعِدِ الْمَنْطِقِيَّةِ، وَقَدْ َاتَّفَقَ أَهْلُ عَصْرِنَا مِمَّنْ يُبيحُ الْمَنْطِقَ مِنْهُمْ وَمَنْ يُحَرِّمُهُ عَلَى التَّغْلِيظَ عَلَى بَعضٍ الْعَجَمِ، وَقَدْ خَرَّجَ بَعْضَ آيَاتِ الْقُرْآنِ عَلَيْهِ وَأَفْتَوْا بِتَعْزِيرِهِ وَزَجْرِهِ وَأَنَّهُ أَتَى باباً مِنَ الْعَطَائِم - وَإِذَا أَعْرَبَ آيَةً أَعْرَبَهَا عَلَى أَظْهَرِ مُحْتَمَلَاتِهَا وَأَرْجَحِهَا، وَلَا يَذْكُرُ كُلِّ مَا تَحْتَمِلُهُ وَإِنْ كَانَ بَعيداً جائزاً إلَّا لِقَصْدِ التَّمْرِين، وَلَا يَذكُرُ الأَقَاصِيص الَّتي لا يَدْرِي صِحّتَها خُصُوصاً الإِسْرَائِيلِيَّات، وَلْيَقْتَصِرْ مِنْهَا عَلَى مَا تَدْعُو إِلَيْهِ الضَّرُورَةِ إِذَا كَانَ فِي الآيَةِ إِشَارَةٌ إِلَيْهِ مُتَحَرِّياً أَصَحْ مَا وَرَدَ وسيأتي حُكْمُ التَّفْسِير بالرَّأْي.
ص: 326
هَذَا النَّوْعُ مِنْ زِيَادَتِي، ويُشْبِهُهُ مِنْ عِلْمٍ الْحَدِيثِ: مَعْرِفَةُ مَنْ تُقْبَلُ رِوَايَتُهُ وَمَنْ لَا تُقْبَل.
قَدْ تَقَدَّمَ في آدَابِ الْمُفَسِرِ أَنَّ التَّفْسِير يُطْلَبُ أَوَّلاً مِنَ الْقُرْآنِ ثُمَّ السُّنَّةِ ثُمَّ أَقْوَالِ الصَّحابَةِ والتَّابِعِين، فَنَاقِلُ ذَلِكَ عَنْهُمْ شَرْطُهُ شُرُوط الرِّوايَةِ وهي: الْعَدَالَةُ وَالْحفْظ والإتْقانُ وَهُوَ مُقَرَّرُ في عِلْمٍ الْحَدِيثِ، وكَذَا رِجَال الْقُرْآنِ لِمَا تَقَدَّمَ مِنْ أَنَّ أَحَدَ أَرْكَانِهِ صِحَّةُ السَّنَد.
وصَحَّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم وَعَنِ الصَّحابَةِ أَنَّ التَّفْسِير بالرَّأْي حَرَامٌ(1)، وَتَقَدَّمَ فِي الْمَقَدِمَةِ الْفَرْقُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ التَّأْوِيل.
فَأَمَّا الأوَّلُ(2) فَحَرَامٌ مُطْلَقاً لِمَا فِيهِ مِنَ الشَّهادَةِ عَلَى اللهِ والقطع بأَنَّهُ مُرَادَهُ.
وأمَّا الثَّاني:(3) وَهُوَ التَّأْوِيلُ فَقَدْ اخْتُلِفَ فِي جَوَازِهِ فَمَنَعَهُ قَوْمٌ سَدّاً
ص: 327
لِلْبَاب وَتَمسُّكاً بِظَاهِرِ الْحَدِيثِ، وَجَوْزَهُ آخَرُونَ لِمَنْ كَانَ عالِماً بعلُوم:(1)
أحَدُهَا: اللُّغَةُ لأن بِهَا يَعْرِفُ شَرْحَ مُفْرَدَاتِ الألْفاظِ وَمَدْلُولاتها.
الثاني: النَّحْوُ - لأنَّ المَعْنَى يَتَغَير وَيَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ الإِعْرَابِ فَلَا بُدَّ مِنْ اعْتِبَارِهِ.
الثالث: التَّصْريف - وَلَمْ يَذْكُرْهُ بَعْضُهُمْ وَهُوَ الأَصْوَبُ، وَوَجْهُ مَنْ ذَكَرَهُ أَنَّ به تُعْرَفُ الأَبْنِيَةُ وَالصِّيَغ.
الرابع: الاشْتِقَاقُ - لأنَّ الاسْمَ إذَا كَانَ اشْتِقَاقُهُ مِنْ مَادَّتَيْنِ مُخْتَلِفَتَيْنِ اخْتَلَفَ الْمَعْنَى بِاخْتِلَافِهِمَا - كَالْمَسْيح هَلْ هُوَ مِنَ السّياحة و الْمَسْح.
الخامس: المعَاني لأنَّ به تُعْرَفُ خَوَاصٌّ تَراكيب الْكَلَامِ مِنْ جِهَةِ إفادَتِهَا.
السَّادِسُ: الْبَيَانُ لأنَّ بهِ يُعْرَفُ خَوَاصُ التَّراكيب مِنْ حَيْثُ اخْتِلَافها بِحَسَبِ وُضُوحٍ الدلالَةِ وَخَفَائِهَا(2).
السَّابع: الْبَدِيعُ لأنَّ به يُعْرَفُ وُجُوه تَحْسِين الْكَلَامِ(3).
الثَّامِنِ: عِلْمُ الْقِرَاءاتِ - لأنَّ به تُعْرَفُ كَيْفِيَّةُ النُّطْقِ بِالْقُرْآنِ، وَبِالْقِراءاتِ تُرَجُحُ بَعْضُ الْوُجُوهِ الْمُحْتَمَلَة على بَعْض.
ص: 328
التَّاسِعُ: عِلْمُ أُصُولِ الدِّينِ لِمَا فِي الْقُرْآنِ مِنَ الآيَاتِ الدَّالَةِ بظَاهِرِهَا عَلَى مَا لَا يَجُوزُ عَلَى اللهِ - فَالأُصُولِيُّ يُؤَوِّلُ ذَلِكَ وَيَسْتَدِلُّ عَلَى مَا يَسْتَجِيلُ وَمَا يَجِبُ وَمَا يَجُوزُ.
العاشِرُ: أُصُولُ الْفِقْهِ - لأنَّ به يُعْرَفُ وَجُهُ الاسْتِدْلَالِ عَلَى الأحْكَامِ والاسْتِنْبَاطِ.
الحادي عشر: أَسْبَابُ النُّزُولِ وَالْقَصَصِ - إِذْ بِسَبَبٍ النُّزولِ يُعْرَفُ مَعْنَى الآيةِ الْمُنَزَّلَةِ فِيهِ بحَسَبِ مَا أُنْزِلَتْ فيه.
الثاني عَشَر: النَّاسِحُ وَالْمَنْسُوخُ لِيُعْلَمَ المُحْكَمُ مِنْ غَيْرِهِ.
الثالث عشر: عِلْمُ الْفِقْهِ.
الرَّابِع عَشَر: الأحَادِيثُ الْمَبَيِّنَة لتفْسِيرِ الْمَجْمَل وَالْمُبْهَم.
الخامِسُ عَشَر: عِلْمُ الْمَوْهِبَةِ - وَهُوَ عِلْمَ يُوَرِّتُهُ اللهُ لِمَنْ عَمِلَ بِمَا عَلِمَ، وَإِلَيْه الإشارَةُ بحَدِيث: «مَنْ عَمِلَ بِمَا عَلِمَ أَوْرَثَهُ اللهُ عِلْمَ مَا لَمْ يَعْلَمْ».
قالَ ابْنُ أَبِي الدُّنيا:(1) وَعُلُومُ الْقُرْآنِ وَمَا يُسْتَنْبَطُ مِنْهُ بَحْرُ لَا سَاحِلَ لَهُ.
قال: فَهَذِهِ الْعُلُومُ الَّتِي هِيَ كَالآية لِلْمُفَسِّرِ لا يَكُونُ مُفَسّراً إلَّا
ص: 329
بِتَحْصِيلِهَا فَمَنْ فَسَّر بِدُونِهَا كَانَ مُفَسّراً بالرَّأيِ المَنْهِيِّ عَنْهُ، وَإِذا فَسَّرَ مَعَ حُصُولِهَا لَمْ يَكُنْ مُفَسّراً بالرأي المَنْهِيّ عَنْهُ.
قال:(1) والصَّحابَةُ والتَّابِعُونَ كَانَ عِنْدَهُمْ عُلُومُ الْعَرَبِيَّةِ بالطَّبع لاَ بالاكْتِسَابِ، واسْتفَادُوا الْعُلُومَ الأخْرَى مِنَ الْقُرْآنِ والسُّنَن الَّتي تَلَقّوْها مِن رَسُولِ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قُلْتُ: وَلِهَذَا كَانَ عِلْمُ التَّفْسِيرِ من الْمَوْضُوع فيهِ هَذَا الكِتاب مُسْتَمَداً مِنْ هَذِهِ الْعُلُومِ، وَأَنْوَاعُهُ مَأْخُوذَةٌ منه. وَمَنْ أَتْقَنَ الأنْوَاعَ المذكورة في هذا الكِتابِ حَصَلَ له مِنْ ذَلِكَ مَا يَرُومُهُ وَلَمْ يَحْتَجُ مَعَهُ إِلَى غَيْرِهِ.
وَلَعَلَّكَ تَسْتشكِلُ عِلْمَ الْمَوْهِبَةِ وَتَقُولُ: هَذَا هُوَ شَيْءٌ لَيْسَ فِي قُدْرَةِ الإِنْسَانِ تَحْصِيلُهُ وَلَيْسَ كَمَا ظَنَنْتَ مِنَ الإِشكال - وَقَدْ خَطَرَ لِي تَشْبِيهُهُ بِقَوْلِهِمْ في حَدِ المُجْتَهِدِ: هُوَ فَقِيهُ النَّفْسِ - أَيْ: شَدِيدُ الْفَهْم بالطَّبْعِ لِمَقاصِدِ الكَلام بحيثُ يَقْدِرُ عَلَى الاسْتِنْبَاطِ.
وَمِمَّن لَا يُقْبَل تَفْسِيرُهُ: الْمُبْتَدِع خُصُوصاً الزمخشري في كشَّافِه فقَدْ أَكْثَرَ فيه مِنْ إخراجِ الآيَاتِ عَنْ وَجْهِهَا إِلَى مُعْتَقَدِهِ الْفَاسِدِ بِحَيْثُ يَسْرِق الإنسان مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُر وَأَسَاءَ فِيهِ الأَدبَ عَلَى سَيّدِ الْمُرْسَلِينَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مواضِعَ عديدةٍ فَضْلاً عَنْ الصَّحابَةِ وَأَهْلِ السُّنَّةِ.
وقد أَحْسَنَ الذَّهَبِيُّ(2) إِذ ذَكَرَهُ فِي الْمِيزانِ، وقَالَ: كُنْ حَذِراً مِنْ
ص: 330
كَشَّافِهِ، وَأَلَّفَ الشَّيْخُ: تَقِيّ الدّين السُّبكي كتاباً سَمَّاهُ: الْانْكِفَاف(1) عنْ إقْرَاءِ الكَشَّافِ - ذَكَرَ فِيهِ أَنَّهُ عَقَدَ التَّوْبَةَ مِنْ إقْرَائِهِ وَتَابَ إلَى اللهِ فَلَا يَقْرَأَهُ وَلَا يَنْظُرُ فِيهِ أَبَداً لِما حَوَاهُ مِنَ الْإساءة المذكورة.
قال:(2) وَقَدْ أَسْتَشَارَنِي بَعْضُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّةِ أَنْ يَشْتَرِي مِنْهُ نُسْخَةً وَيَحْمِلَهَا إِلَى الْمَدِينَةِ فَأَشَرْتُ عَلَيْهِ بِأَن لَا يَفْعَلَ حَيَاءً مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُنْقَلَ إِلَى بَلَدٍ هُوَ فِيهَا كِتَابٌ فِيهِ مَا يَتَعَلَّقُ بَجَنَابِه صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - عَلَى أَنَّهُ آيَةٌ في بَيَانِ أَنْوَاعِ الْبَلَاغَةِ والْإِعجازِ لَوْلَا مَا شَانَهُ مِمَّا ذَكَرْنَاهُ.
وفي تَفْسِيرِ الْبَيْضَاوِيّ(3) بِحَمْدِ اللَّهِ غَنيةٌ في هَذَا النَّوْع.
وَلا يُقْبَلُ مِمَّنْ عُرِفَ بِالجِدَالِ وَالْمِرَاءِ والتَّعصُّب لِقَوْل قَالَهُ وَعَدَم الوُجُوع إِلَى الْحَقِّ إِذَا ظَهَرَ لَهُ، وَلَا مَنْ يُقَدِّمُ الرَّأْيَ عَلَى السُّنَّةِ، وَلَا مَنْ عُرِفَ بِالْمُجَازَفَةِ وَعَدَمِ التَّثَبُّتِ أَوْ بِالْجُرْأَةِ وَالْإِقْدَامِ عَلَى اللَّهِ وَقِلَّةِ المبالاة، (وَمِنَ الْمَطْعُونِ فِيهِمْ: جُبَيْر، والْعَوْفِي(4)، والكَلْبِي ومُقَاتِل،
ص: 331
والسَّدّي الصغير وهو: محمد بن مروان بخلاف الكبير واسمه:
إسماعيل بن عبد الرحمن.
ثُمَّ إِنَّ التَّفْسِيرَ عَنْ تَرْجُمَانِ الْقُرْآنِ ابنِ عَبَّاسٍ وَرَدَ مِنْ طُرُقٍ، فَمِنْ جَيْدِهَا: طريق سعيد بن منصور عن نوح عن ابن قيس عن عثمان ابن محصَّنٍ عَنْهُ، وطريق محمد بن إسحاق عن محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو سعيد بن جبير عنه هكذا بالتَّرديدِ ورُبَّمَا يُجْزَمُ بِأَحَدِهِمَا فِي بَعْضِ الرَّوايات. وطريق مالك بن إسماعيل عن قيس عن عطاء بن السائب عن سعيدٍ عنه وَمِنْ وَاهِيها:(1) طريق الكلبي عن أبي صالح، وطريق الضَّحَّاك عنه منقطِعَةٌ لأنه لَمْ يَثْبُتْ سَمَاعُهُ مِنْهُ بل قيل: وطريق علي بن أبي طلحة كذلك وأنه إنما سمع التَّفسير من مُجَاهِدٍ أَوْ سَعِيدٍ عَنْهُ)(2).
ص: 332
هَذَا النَّوْعُ مِنْ زِيَادَتِي، وَهُوَ يُشْبِهُ مِنْ عِلْمٍ الْحَدِيثِ: المنكَر أَوْ الْغَرِيب والمرادُ به: مَا قِيل في الْقُرْآنِ مِنَ الْأقوالِ الْغَرِيبةِ الَّتي لَا يَحلُّ حَمْلُ الْقُرْآنِ عَلَيْهَا وَلَا ذِكْرُهَا عَلَى سَبِيلِ التَّحْذِيرِ مِنْهَا(1).
وأَلَّفَ فِيهِ بَعْضُ الْمُتَقَدِّمِينَ كِتَاباً في مُجَلَّديْنِ وهُوَ: مَحْمُود بن حَمْزَةَ الكِرْمَانِي في حُدُودِ الْخَمْسمائة(2)، فَمِنْهَا قَوْلُهُ تَعَالَى:
«وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ»(3) قَالَ قَوْمٌ: يَعْنِي الْعِشْق(4) وقولُهُ تَعَالَى: «وَلَهَا عَرْشُ عَظِيمٌ»(5) قَالَ قَوْمٌ: فَرْجُ عَظِيمٌ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: «وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَب»(6) قَالَ بَعْضُهُمْ: أَيْ مِنْ شَرِّ الذَّكَرِ إِذَا قَامَ - وَقَوْلُهُ تَعَالَى: «حَمعسق»(7) قال بَعْضُهُمْ: هُوَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: أَبو عَبْدِ
ص: 333
اللَّهِ يَنْزِلُ عَلَى نَهْرٍ مِنْ أَنْهَارِ الْمَشْرِقِ يَبْتَنِي عَلَيْهِ مِدينتين ونحو ذلك(1).
وهَذِهِ أَمْثَلَةٌ مِنْهَا لِيَحْذَرَهَا الْمُفَسِّرُ وَلَا يُعَوِّلُ عَلَيْهَا وَإِنْ وَقَعَ الأَوَّلُ مِنْهَا في تَفْسِيرِ الْكَوَّاشِي(2) وَغَيْرِهِ مِنَ الْمُعْتَمَدِينَ.
وَمِنْ أَعْجَبِهِ مَا اشْتُهِرَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: «وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ»(3) فَقَدْ لَهَجَ الْعَوَامُّ بِأَنَّ مَعْنَاهُ: مُتَزَوِّجُونَ - وَهَذَا قَوْلٌ لَا يُعْرَفُ - كَلامِ اللهِ بِمُجَرَّدِ مَا يَحْدُتُ أَصْلًا وَلَا يَجُوزُ الإِقْدَامُ عَلَى تَفْسِيرِ كَلَامِ اللهِ بِمُجَرَّدِ مَا یَحْدُثُ فِي النَّفْسِ أَوْ يُسْمَعُ مِمَّن لَا عُهْدَةَ عَلَيْهِ. انتهى: واللَّهُ أَعْلَم.
ص: 334
هَذَا النَّوعُ مِنْ زِيَادَتِي وَهُوَ مُهِمُّ(1)، وَقَدْ أَلَّفَ النَّاسُ فِيهِمْ طَبَقَاتٍ، فَمِمَّنْ اشْتُهِرَ بِمَعْرِفَةِ التَّفْسِيرِ من الصَّحابَةِ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ -: الْخُلَفَاءُ الأرْبَعَةُ، وعبد اللهِ بن مَسْعُود، فَقَدْ رَوَى ابْنُ جَرِيرٍ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ مَا نَزَلَتْ آيَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ إِلَّا وَأَنَا أَعْلَمُ فِيمَنْ نَزَلَتْ وَأَيْنَ نَزَلَتْ - وَلَوْ أَعْلَمُ مَكَانَ أَحَدٍ أَعْلَمَ بِكِتَابِ اللهِ مِنِّي تَنَالُهُ الْمَطَايَا لأَتَيْتُهُ(2).
وَمِنْهُمْ: عَبْدُ اللهِ بن عَبَّاس البَحْر(3) تَرْجُمَانِ الْقُرْآنِ، فَقَدْ دَعَا لَهُ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فقالَ: «اللَّهُم فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيل»(4)، وقال ابن مَسْعُود: نِعْمَ تَرجمان الْقُرْآنِ ابن عَبَّاس(5) وَمِنَ التَّابِعِينَ: مُجَاهِدٌ بن جبر، فقد قرَأ الْقُرْآنَ عَلَى ابن عبَّاس ثلاثَ مَرَّاتٍ
ص: 335
يَسْأَلَهُ فِي كُلِّ مَرَّةٍ عَنْ تَفْسِير آيَة، ولهَذَا قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِي:(1) إِذَا جَاءَكَ التَّفْسِيرُ عَنْ مُجَاهِدٍ فَحَسْبُكَ به(2).
وَمِنْهُمْ: سَعيد بن جُبَيْر، وعكْرمة مولى بن عباس، وعطاء بن أبي رباح والْحَسَن الْبَصْرِي، ومسروق بن الْأَجْدَع، وسعيد بن المسيّب، وأبو العَالية والرَّبيع بن أنس، وقَتَادَة، والضَّحَّاك بن مزاحم، وخلق، ثُمَّ حَمَلَ التَّفْسِيرَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ خَلْقٌ وَأَلَّفُوا فِيهِ مِنَ الكُتُبِ كَمُقَاتِل والسُّدّي وَوَكِيع وعبد الرَّزَاق ومحمد بن يوسف الفريابي وأبي جَعْفَر بن جرير وهو أجلُهُمْ واللهُ سُبْحَانَهُ أَعْلَم(3).
ص: 336
هَذَا النَّوْعُ مِنْ زِيَادَتِي، وَهُوَ نَوْعٌ مِنْ أَنْوَاعِ عُلُومِ الْحَدِيثِ، وَفِيهِ مَسَائِل:
الأولَى: تُسْتَحِبُّ كِتَابَةُ الْمُصْحَفِ وَتَحْسِينُ كِتَابَتِهِ وَتَبْیینُهَا وإيضاحُهَا، وَتَحْقِيقُ الْخَطِّ دُونَ مَشْقِه(1) وَتَعْلِيقِهِ، فَقَدْ رَوَى أَبُو عُبَيْد في فَضَائِلِهِ عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ وَجَدَ مَعَ رَجُلٍ مُصْحَفاً قَد كَتَبَهُ بِقَلَمٍ دَقِيقٍ فَكَرِهَ ذَلِكَ وَضَرَبَهُ وَقَالَ: عَظِّمُوا كِتَابَ اللهِ - وَكَانَ عُمَرُ إِذَا رَأَى مُصْحَفَاً عَظِيماً سُرَّ به، وَرُوِيَ عَنْ عَلِيّ أَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يَكْتُبَ فِي شَيْءٍ صَغِيرٍ وَأَنَّهُ مَرَّ عَلَى رَجُلٍ يَكْتُبُ فَقَالَ لَه: أَجِلْ قَلَمَكَ(2) وَنَوِّرْهُ كَمَا نَوَّرَهُ اللَّهُ.
ورُوِيَ عَنْ ابْنِ سيرين(3) أَنَّهُ كَرهَ كِتَابَتَهُ مَشْقاً، وتَحْرُمُ كتابَتُهُ
ص: 337
بِنَجِس(1)، وَأَمَّا بِالْمُذْهَبِ(2) فَهُوَ حَسَنٌ كَمَا قَالَ الْغَزَالِيّ، وَرَوَى أَبُو عُبَيْد عَنْ ابن مَسْعُودٍ أَنَّهُ مُرَّ عَلَيْهِ بِمُصْحَفٍ زُيِّنَ بِالذَّهَبِ فَقَالَ: إِنْ أَحْسَنَ مَا زُيِّنَ بِهِ الْمُصْحَفُ تِلَاوَتُهُ بالْحَقِّ، ورُويَ عَنْ ابْن عَبَّاسٍ وَأَبِي ذَرٍّ وَأَبِي الدَّرْدَاء أَنْهُمْ كَرِهُوا ذَلِكَ، وَعَنْ عُمَرَ بن عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ قَالَ: لَا تَكْتُبُوا الْقُرْآنَ حَيْثُ يُوطَأُ - وَذَكَرَ أَصْحَابَنَا أَنَّهُ تكْرهُ كتَابَتُهُ عَلَى الْحِيطَانِ وَالْجُدْرَانِ وَعَلَى السُّقُوفِ أَشَدُّ كَرَاهَةً لأنَّهُ يُوطَأُ.
الثَّانِيَةُ: اخْتُلِفَ فِي نَقْطِ الْمُصْحَفِ وَشَكْلِهِ ويُقَال: أَوَّلُ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ: أبو الأسْود الدُّؤَليّ بأَمْرِ عَبْدِ الْملك بْن مَرْوانَ، وقِيلَ: الْحَسَنُ البصْرِي، ويحيَى بن يعمر، وقيل: نصر بن عاصم اللّيثي.
وأَوَّلُ من وَضَعَ الْهَمْز والتَّشديدَ والرَّوْم والْإشْمام: الْخَليل(3).
وَقَالَ قَتَادَة: بَدأُوا فَنَقَّطُوا ثُمَّ خَمَّسوا ثُمَّ عَشَّروا، وقالَ غَيْره: أَوَّلُ ما أَحْدَثُوا النَّقْطَ عِنْدَ آخِر الْآيِ ثُمَّ الْفَواتحَ والْخَوَاتِمَ.
وقَالَ يَحْيَى بن أَبِي كَثِير:(4) مَا كَانُوا يَعْرِفُونَ شَيْئاً مِمَّا أُحْدِثَ فِي الْمَصَاحِفِ إلَّا النُّقط الثَّلاث عَلَى رُؤُوسِ الآي.
وقَدْ رَوَى أَبُو عُبَيْد عن ابن مَسْعُود أَنَّهُ قال: جَرِّدُوا الْقُرْآن، ولا تَخْلِطُوهُ بِشَيْء، ورُوِيَ عَنْ إبراهيم:(5) أَنَّهُ كَرِهَ نَقْطَ الْمَصَاحِفِ،
(5) 338
ص: 338
وعَنْ ابن سيرين: أَنَّهُ كَرِهَ النَّقط والْفَوَاتِحَ والْخَوَاتِمَ، وعن ابن مَسْعُودٍ وَمُجَاهِدٍ: أَنْهُمَا كَرِهَا التَّعْشِيرِ، وقالَ مَالِكٌ: لَا بَأْسَ بِهِ في الْمَصَاحِفِ الَّتي يَتَعَلَّمُ فِيهَا الْغِلْماَن، أَمَّا الأمِّهَاتُ فَلَا.
وَقَالَ النَّوَوِيُّ: نَقْطُ الْمُصْحَفِ وَشَكْلُهُ مُسْتَحَبُّ لأَنَّهُ صِيَانَةٌ لَهُ مِنَ اللَّحْنِ والتَّحريفِ.
وقَالَ الْبَيْهَقِيُّ في الشُّعب: مِنْ آدَابِ الْقُرْآنِ أَنْ يُفَخَّمَ فَيُكتبَ مُفَرَّجاً: بِأَحْسَنِ خَطٍ، وَلَا يُصَغَّرُ، وَلَا تُقَرْمَطُ حُرُوفُهُ، وَلَا يُخْلَطُ بِهِ مَا لَيْسَ مِنْهُ كَعَدَدِ الْآياتِ وَالسَّجَدَاتِ وَالْعَشَرَاتِ وَالْوُقُوفِ وَاخْتِلَافِ الْقِرَاءَاتِ وَمَعَانِي الْآيَاتِ.
وقال ابنُ مُجَاهِد:(1) وَلَا يَنْبَغِي أَنْ يُشكَلَ إِلَّا مَا يُشكِل(2).
وقال الدَّاني: لَا أَسْتجيزُ النَّقْطَ بالسَّوادِ لِمَا فِيهِ مِنَ التَّغيِير لِصُورَةِ الرَّسْمِ، وَلَا أَسْتَجِيزُ جَمْعَ قِرَاءَاتٍ شَتَّى فِي مُصْحَفِ وَاحِدٍ بِأَلْوَانٍ مُخْتَلِفَةٍ لأَنَّهُ مِنْ أَعْظَمِ التَّخليطِ والتَّغْيِير لِلْمَرْسُومِ، وَأَرَى أَنْ تَكُونَ الحركاتُ والتَّنْوِينُ والتَّشْدِيدُ والسُّكُونُ وَالْمَدُّ بالْحُمْرَة والْهَمَزَاتُ بالصُّفرة، انْتَهَى.
الثَّالِثَةٌ:(3) فِي رَسْمِ الْمُصْحَفِ وَفِيهِ تَصَانِيفُ كَثِيرَةُ أَشْهَرُهَا:
ص: 339
الْمقْنِع لِلدَّاني والرَّاثِيَّةُ للشَّاطِبي وَهُوَ مُتَّبَعٌ لَا يُرَاعَى فِيهِ الْقَوَاعِدُ النَّحْوِيَّة وقَدْ حَرِّرتُهُ عَلَى تَرْتِيبٍ لَمْ أُسْبَقَ إِلَيْهِ وَضَبَطتُهُ بِقَوَاعِدَ بَعْدَ أَنْ يُعْرَفَ أَنَّ الأصْلَ في كلِّ كَلِمَةٍ أَنْ تُرْسَمَ بِحُروفِ هِجَائِهَا(1) - الْقَاعِدَةُ الْأُولَى: فِي الْحَذْفِ - تُحْذَفُ الأَلِفُ مِنْ يَاءِ البَدَاءِ نحو: يَأَيُّهَا النَّاسُ - يَآدَمُ - يُرَبِّ.
وَهَاءِ التّنْبِيهِ نَحْوَ: هَؤُلَاءِ - هَأَنْتُمْ، وَنا مع ضمير نحو: أَنْجَيْنَكُمْ - آتَيْنَهُ - وَمِنْ ذَلِكَ: أُولَئِكَ - وَ «لْكِنَّ» و«ترِكٌ» وفروع الأربعة: - و «الله» - و «إِلَه» كَيْفَ وَقَعَ - و «الرَّحْمَن» - و«سُبْحن» كَيْفَ وَقَعَ إِلَّا: «قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي(2)» وَبَعْدَ لَامِ نحو: «خَلْئِف» - «خِلْفَ رَسُولِ(3) اللَّهِ» صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - «علِم» - «إيلفِ» - «يُلْقُوا» - وَبَيْن لَامَيْنِ نحو: «الْكَللَة» و«الضَّلَلَة» - «خِللَ» - «للدار» - «لِلَّذِي بِبَكَةً»(4) - وَمِنْ كُلِّ عَلَمٍ زَائِدٍ عَلَى ثَلَاثَةِ: كَإبراهيم وَصلِح - وميكئيل - والَّلت - إِلَّا جَالُوت وَطَالُوتَ وَيَأْجُوج وَمَأْجُوجَ وَدَاوُد لِحذْفِ وَاوِهِ
ص: 340
وَإِسْرَائِلَ لِحَذْفِ يَائِهِ - وَاخْتُلِفَ فِي هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَهَامَان وَقَارُون، وَمِنْ كُلِّ مُثَنَّى اسْمٍ أَوْ فِعْلٍ إن لمْ يَتَطَرفْ نَحْوَ: «رَجُلين يُعَلِّمَن» - أَضَلَّنَا - إن هذان(1) - إِلَّا «بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ(2) - وَمِنْ كُلِّ جَمْع تصْحِيحٍ لِمُذَكّرٍ أَوْ مُؤَنَّثٍ نحو: الَّلعِنُونَ - مُلقُوارَبِّهِمْ إِلَّا: «طاغُون» في الذَّارَياتِ والطُّور(3)، و «كِراماً كَاتِبين» - وَإِلَّا: «رَوْضَاتِ» و «آيَاتٍ لِلسَّائِلِين» - و «مَكْرُ فِي ءَآيَاتِنَا» - و «ءَآيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ» في يُونُس(4) - وَإِلَّا إِنْ تَلَاهَا هَمْزَة نحو: «الصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ» - أَوْ تَشْدِيدٍ نَحْو: ««الضَّالِّين» و«الصَّافَّاتِ - فَإِنْ كَانَ فِي الْكَلِمَةِ أَلِفٌ ثَانِيَةٌ(5) حُذِفَتْ أَيْضاً إِلَّا: «سَبْعَ سَمَوَاتٍ» فِي فُصِّلَتْ(6) - وَمِنْ كُلِّ جَمْعٍ عَلَى «مَفَاعِل» أو شِبْهه نحو: الْمَسْجِد [وَمَسْكِنْ والْيَتْمَى والنَّصْرَى والمَسْكِين والْمَلَئِكَة والخَبئِث(7)]
والثانية من: «خَطينا» كيفَ وَقَعَ - وَمِنْ كُلِّ عَدَدٍ كَثلث وَثُلث(8)، وسَحر إلَّا في آخِرِ الذَّاريات(9) - فَإِنْ تُنِّيَ فَأَلِفَاهُ(10) وَالْقِيمَةُ، والشَّيْطَن،
ص: 341
وسُلْطَن، والَّلتِي، والَّلئِي، وَخَلَقُ وَعَلِمُ، وبِقَدِر، والْأَصْحَبُ، والْأنْهر(1)، والْكِتبُ، ومنكر الثَّلاثة(2) إلَّا أربعة مَوَاضِع «لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابُ»(3) - «كِتَابٌ مَعْلُومٌ»(4) - «کِتَاب رَبِّكَ» - في الکَهْفِ(5) - و«كِتَابٍ مُبينٍ» في النَّمل(6) - وَمِنَ الْبَسْمَلَةِ(7)، و«بِسْمِ اللهِ مَجْرتها -، وَمِنْ أَوَّلِ الْأَمْرِ مِنْ سَأَلَ - وَمِنْ كُلِّ مَا اجْتَمَعَ فِيهِ أَلِفَانِ أَوْ ثَلاثَةٌ نحو: ءادم - ءَآخَر - ءَأَشْفَقْتُمْ - ءَأَنْذَرْتَهُمْ - وَمِنْ: رَءَا كَيْفَ وَقَعَ إِلَّا: «مَا رَأَى» - و«لَقَدْ رَأَى» في النَّجْم -(8) و«ءَالْئَن» - إلَّا: «فَمَن يَسْتَمعُ الْأَنَ» -(9) وَالْأَلِفَانِ من: «لْئيْكَة» إلَّا في الحجر(10) وق(11). وتُحْذَفُ الْيَاءُ مِنْ كُلِّ مَنقُوصٍ مُنَوَّنٍ رَفْعاً وَجَرّاً نَحْوَ «باغٍ وَلَا عَادٍ» - وَالْمُضَافُ(12) لَهَا إِذَا نُودِيَ(13) إِلَّا: «يُعِبَادِي الَّذِينَ ءَآمَنُوا» في(14)
ص: 342
العَنْكَبوتِ - أَوْ لَمْ يُنَادَ إِلَّا «وَقُلْ لِعِبَادِي»(1) «أَسْرِ بِعِبَادِي»(2) في طه والدّخان - «فَادْخُلِي في عِبدي وادْخُلِي جَنَّتِي»(3) وَمَعَ مِثْلِهَا نحو: «وَلِيِّ» - و«الْحَوَارِيِّن - و«مُتَكِئينَ» - إِلَّا «عِلّيّين» - و«يُهَيِّىء» - و «هَيِّىء - و«مكْر السَّيِّيء» - و«سَيِّئَة» - و«السَّيِّئَة» - أَفعَيينَا - و«يُحْيى» مع ضمير لَا مُفْرداً وَحَيْثُ وَقَعَ «أَطِيعُونِ» - «اتَّقُونِ» - «خَافُونِ» - «ارْهَبُونِ» - «فَأَرْسِلُونِ» - و«اعْبُدُونِ» إِلَّا في يس(4) / «واخْشَوْنِ» - إِلَّا في الْبَقَرَةِ(5) - و«يَكيدُونِ» - إِلَّا: «فَكِيدُونِي جَميعاً»(6) - / و«اتَّبِعُونِ إِلَّا في آلِ عَمْرَانَ(7) وَطَه(8) - و «لَا تَنظرونِ» - و «لا تَستَعْجلونِ» - «ولا تَكْفُرُونِ» - «وَلَا تَقْرَبُونِ» - «ولَا تُخْزُونِ» - «وَلَا تَفْضَحُونِ»، «يَهْدِينِ» و «سَيَهْدِينِ» و «كَذَّبُونِ» - «يَقْتُلُونِ» - «أَنْ يُكَذِّبُونِ» - و«وَعِيدِ» - و «الْجَوَارِ» و«بِالْوَادِ» - و«الْمُهْتَدِ» - إِلَّا فِي الْأَعْرافِ(9) - وَتُحْذَفُ الْوارُ مَعَ أُخْرَى نَحْو: «لَا يَسْتَوُن» - «فَاءُو» - وَإِذَا الْمَوْءُدَةُ - يَؤُساً - وتُحْذَفُ(10) اللَّامُ مُدْغَمةً
ص: 343
في مِثْلِهَا نحو: الَّيْل - الَّذِي، إلَّا: اللهُ، اللَّهُمَّ، اللَّعنة وفروعه واللَّهو، واللُّغو، واللُّؤلؤ، واللَّات، واللَّمَم - واللَّهَب - واللَّطيف - واللَّوَّامَة.
فَرْعٌ:
في الْحَذْفِ الَّذِي لَمْ يَدْخُلْ تَحْتَ الْقَاعِدَةِ
حُذِفَتْ الْأَلِفُ مِنْ: «مُلِكَ الْمُلْكِ»(1) - «ذُرِّيَّةً ضِعفاً»(2) - «مُرَغَماً»(3) - «خَدِعُهُمْ»(4) - «أكَّلُونَ لِلسُّحْتِ»(5) - «بَلِغُ»(6) - «لِيُجدلُوكُمْ»(7) - «وَبَطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ» فِي الْأَعْرافِ(8) وهُود(9) «الْمِیعده» في الْأَنْفَالِ(10) - تُرَاباً في الرَّعدِ(11) والنَّمْلِ(12) وعَمَّ(13) - جُذاذًا(14) - يُسْرِعُون(15) - «آيةَ الْمُؤْمِنُونَ»(16) - «يأيُّهَ
ص: 344
السَّاحِرُ»(1) - «أَيُّهَ الثَّقَلَانِ»(2) - «اُمِّ مُوسَى فَرِغاً»(3) - «وَهَلْ يُجزى»(4) - «مَنْ هُوَ كَذِبٌ»(5) - «لِلْقَسِيَةِ»(6) في الزُّمر - «أثرَةٍ»(7) - «عَهَدَ عَلَيْهُ اللهِ»(8) - «وَلَا كِذباً»(9) - وحُذِفَتْ الياءُ من «إبراهيم» في سورة البقرة(10) و«الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ»(11) - و«مَنْ اتَّبَعَنِ»(12) - و«فَسَوْفَ يَأْتِ اللهُ»(13) - «وقَدْ هَدَنِ»(14) «نُنْجِ الْمُؤْمِنِين»(15) - «فَلَا تَسْأَلْنِ مَالَيْسَ»(16) - «يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ»(17) - «حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقاً»(18) - «تُفَنِّدُون»(19) -
ص: 345
«الْمُتَعَالِ»(1) - «مَتَابِ»(2) - «مَآبِ»(3) - «عِقَاب»(4) في الرَّعْدِ وغَافِر وص «أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ»(5) - «وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ»(6) - «لَئِنْ أخَّرْتَنِ»(7) - «أَنْ يَهْدِين»(8) - «إِنْ تَرَنِ»(9) - «أَنْ يُؤْتينِ»(10) - أَنْ تُعَلَّمَنِ»(11) - «نَبْغِ»(12) الخمسة في الكَهْفِ (13) - «أَلَا تَتَّبِعَنِ» في طه(14) - «وَالْبَادِ»(15) - «وَإِنَّ اللهَ لَهَادِ»(16) - «أَنْ يَحْضُرُونِ»(17) - «رَبِّ ارْجِعُونِ»(18) - «وَلَا تُكَلِّمُونِ»(19) -
ص: 346
«يَسْقِينِ»(1) - «يَشْفِينِ»(2) - «يُحْيِينِ»(3) - «وَادِ النَّملِ»(4) - «أَتُمَدُّونَنِ»(5) - «فَمَاءَ اتنِ»(6) - «تَشْهَدُونِ»(7) - «بهدِي الْعُميِ»(8) - «كَالْجَوَابِ»(9) - «إِنْ يُرِدْنَ الرَّحْمَنُ»(10) - «لَا يُنْقذُونِ»(11) - «فَاسْمَعُونِ»(12) - «لَتُرْدِين»(13) - «صَالِ الْجَحِيمِ»(14) - التَّلَاقِ»(15) - «التَّنَادِ»(16) - «تَرْجُمُونِ»(17) - «فَاعْتَزِلُونِ»(18) - «يُنَادِ الْمُنَادِ»(19) - «لِيَعْبُدُونِ»(20) -
ص: 347
«يُطْعِمُونِ»(1) - «يَدْعُ الدَّاعِ» مَرَّتَيْنِ في القمر(2) ويَسْرِ»(3) - «أَكْرَمَنِ»(4) - «أَهَنَنِ»(5) - «وَلِيَ دِينِ»(6) - وحُذفَت الْواوُ مِنْ: وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ(7) - «ويَمْحُ اللَّهُ» في حم»(8) - «يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ»(9) - «سَنَدْعُ الزَّبَانِيَة»(10).
الْقَاعِدَةُ الثَّانِيَةُ في الزِّيَادَة: زِيدَت أَلِفٌ بَعْدَ الْوَاوِ آخِرَ اسْمٍ مَجْمُوعٍ نحو: «بَنُواْ إِسْرَائِيلَ»(11) - «مُلقُوا رَبِّهِمْ»(12) - «أُولُوا الْألْبَابِ»(13) بِخلافِ الْمُفْرَدِ نحو: «لَذُو عِلْمٍ»(14) إلَّا «الرِّبَوا»(15) - «إِنْ امْرُو أَهَلَكَ»(16) وآخِرَ فِعْلٍ مُفْرَدٍ أَوْ جَمْعَ مَرْفُوعٍ أَوْ مَنْصُوب إِلَّا:
ص: 348
«جَاءُو»، و«بَاءُو» حَيْثُ وَقَعَا - و«عَتَوْعُتُوا»(1) - «فَإِنْ فَاءُو»(2) - «وَالَّذِينَ تبوَّءُ و الدَّارَ»(3) - «عَسَى الله أنْ يَعْفُو عَنْهُمْ» فى النِّسَاء(4) - «سَعَوْ في ءَايتنا» في سَبَأْ(5) [وَبَعْدَ الْهَمْزَةِ الْمَرْسُومَةِ وَاواً نحو]:(6) «تَفْتَؤُا» وفي: «مَائة» و«مائتين» و«الظُّنُونَا» و«الرَّسُولا» و«السَّبيلَا» «وَلَا تَقُولَنَّ لِشَايْءٍ»(7) - «أَوْ لْأ اذْبَحنَّهُ»(8) «وَلَا أَوْضَعُوا»(9) - وَ«لَا إلَى الله»(10) - و«لا إلى الْجَحِيم»(11) - و«لَا تَايْتَسُوا» - و«إِنَّهُ لَا يَابْتَسُ»(12) - «أَفَلَمْ يَايْئَسْ»(13). [وبَيْنَ الْيَاءِ والجيم في «جاىءَ» في الزُّمر(14) / وزيدَتْ(15) ياءً في: «نَبَإِيْ الْمُرْسَلين»(16) - و«مَلَاءيْهِ»(17) و«مَلَإیْهِمْ»(18) - «وَمِنْ ءَانَاءِي
ص: 349
اللَّيلِ» في طه(1) - «مِنْ تِلْقَائى نَفْسي»(2) - «مِنْ وَرَاءِي حِجَابٍ»(3) في شورى - «وَإِيتَاءِي ذِي الْقُرْبَي» في النَّحْل(4) - «ولِقَاءِي الْآخِرَةَ» في الرُّومِ (5) «بِأَييكُم الْمَفْتُون»(6) - «بَنَيْنَهَا بِأَيْيدٍ»(7) - «أَفَإِينْ مَاتَ»(8) - «أَفَإِينْ متَّ»(9) - وَزِيدَتْ(10) واوٌ في: اُوُلُوا وَفُرُعِهِ - و «سَأُوْرِيكُمْ»(11) - وَكُتِبَ ابْنُ بالهمزة مطلقاً](12).
القاعدة الثالثة في الهمز: يُكْتَبُ السَّاكِنُ بِحَرْفِ حَرَكَةِ مَا قَبْلَه أَوَّلاً أَوْ وَسَطاً أَوْ آخِراً نحو: ائْذَنْ - اُؤْتُمِنَ - وَالْبَأْسَاءَ - اقْرَأْ - جِئْنَاك - هَيِّيء - الْمُؤْتُونَ - تَسُوؤُهُمْ - إلَّا: «فادَّارَءْتُمْ»(13) رِءْيساً»(14) - «الرّءیا»(15) - «شَطْئَهُ»(16) فَحُذِفَ فِيها - وكَذَا أَوَّلَ الْأَمْرِ بَعْدَ فَاءٍ نحو:
ص: 350
«فَأْتُوا» أَوْ وَاوٍ نَحو: «وَأْتَمِرُوا» - والْمُتَحَرِّكُ: إِنْ كَانَ أَوَّلاً أَو اتَّصَلَ بِهِ حَرْفٌ زَائِدُ بالْأَلِفْ مُطْلَقاً نحو: «أَيُّوب» - «إِذْ» - أولوا - «سَأَصْرِفُ» - «فَبِأَيِّ» - «سَأُنْزِلُ» - إِلَّا مَوَاضع: «أَئِنكُمْ لَتَشْهَدُونَ»(1) - «أَئِنَكُمْ لَتَأْتُونَ» في النَّملَ(2) والعنكبوت «أَئِنَكُمْ لَتَكْفُرُونَ»(3) - «أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ» في النَّمل(4) - «أَئِنَّا لَتَارِكُوا»(5) «أَئِنَّ لَنَا» في الشعراء(6) - «أَئِذَا(7) مِتْنَا» - «أَئِنْ ذُكِرْتُمْ»(8) - «أَئِفْکاً»(9) - «أَئِمَّةً»(10) - «ولئلَّا»(11) - «لَئِنْ»(12) - «يَوْمَئِذٍ»(13) - «حِينَئِذٍ» - فَتَكَتَبُ فِيهَا بِالْيَاء إِلَّا «قُلْ(14) أَؤُ نَبِّئُكُمْ»(15) - و«هَؤُلَاءِ» فتَكْتَبُ بالْوَاو / وَإنْ كَانَ وَسَطاً فَبِحَرْفِ حَرَكَتِهِ(16) نحو:
ص: 351
سَأَلَ - سُئِلَ - تَقْرَؤُهُ - إلَّا: جَزَاؤُهُ الثَّلاثة في يُوسف(1) - وَلَأمْلَثَنَّ - وامْتَلَئَتَ - واشْمَئَزَّتْ - واطْمَئَنَّوا - فَحُذِفَ فِيهَا - وَإلَّا إنْ فُتِحَ وَكُسِرَ أَوْضُمَّ مَا قَبْلَهُ، أَوْ ضُمَّ وَكُسِرَ مَا قَبْلَهُ فَبِحَرْفِه نحو الخاطِئَة - فُؤَادُكَ - سَنُقْرِتُكَ(2) - فَإِنْ كَانَ مَا قَبْلَهُ سَاكِناً حُذِفَ هو نحو: يُسْئَل - لَا تَجْرَؤُا - إلَّا: النَّشْأَةَ(3) - وَمَوْئِلًا(4) - في الكَهْفِ، فإِنْ كَانَ أَلِفاً وَهُوَ مَفْتُوحٌ(5) فَقَدْ سَبَقٍ أَنَّهَا تُحذَفُ لاجْتِمَاعِهَا مَعَ أَلِفٍ مِثْلِهَا - إذا الْهَمْزَةِ حينئذ بصُورَتِهَا نحو: أَبْنَاءَنَا - وَحُذِفَ مِنْهَا أَيْضاً في: «قُرْءَاناً» في يُوسُف(6) والزُّخْرف(7) - فَإِنْ ضُمَّ أَوْ كُسِرَ فَلَا نحو: آبَاؤُكُمْ - آبَائِهِمْ - إلَّا: «وَقَالَ أَوْلِيلؤُهُمْ(8) - «إلَى أَولِيائِهِمْ»(9) في الأنعام - «إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ» في الأنفال(10) - «نَحْنُ أَوْلَيَاؤُكُمْ» فِي فُصِّلَتْ(11) - وَإِنْ كَانَ بَعْدَهُ حَرْفٌ يُجَانِسُهُ فَقَدْ سَبَقَ أَيْضاً أَنَّهُ يُحْذف نحو: «شَنَئَان»(12) -
ص: 352
خَسِئين»(1) - «مُسْتَهْزِءُونَ»(2) - وَإِنْ كَانَ آخِراً فَبِحَرْفِ حَرَكَةِ مَا قَبْلَهُ نحو: سَبَأَ - شَاطِىء - لُؤْلُؤْ - إلَّا في مَوَاضِع: تَفْتَؤُا - يَتَفَيؤُا - أتوكَّؤُا - لَا تَظْمَؤُا - مَا يَعْبَؤُا - يَبْدَؤُا - يُنَشِّؤُا - يَذْرَؤُا - نَبَؤُ - فَقالَ الْمَلَؤُا الأوَّل في قَدْ أَفْلَحَ(3) والثَّلاثة في النمل(4) «جَزَاؤ» - في خمسةِ مواضع: اثنان في المائدة(5) وفي الزمر(6) والشورى(7) والحَشْر(8) - «شُرَكُؤُا» في الأنعام(9) وشورى(10) «يَأْتِيهِمْ أَنْبؤُا:» فى الأنعام(11) والشعراء(12) - «عُلَمَؤُا بَنِي»(13) - «وَمِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمُؤُا»(14) - «الضُّعَفُوا» في إبراهيم(15) وغافر(16) - «في أَمْوَالِنَا
ص: 353
مَانَشؤا» - و«مَا دُعؤُا»(1) في غافر «شفَعَؤُا» في الرُّوم(2) - «إنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلؤُا» -(3) «بَلَؤٌا مُبينٌ» في الدخان(4) - «بُرَءَاؤُا منكُمْ»(5) - فكُتِبَ في الكُلِّ بِالْوَاءِ - فَإِنْ سَكَنَ مَا قَبْلَهُ حُذِفَ هُو نحو: «مِلْءُ الْأَرْضِ» دِفْء - شَيْء - الْخَبْ - مَاء - إلَّا «لَتَنُوأُ» - «وَأَنْ تَبَوَّءَا» - «والسُّوآي» - كذا قَالَه الْفَرَّاء - والَّذِي عِنْدِي أَنَّ هَذِه الثَّلَاثَةِ لا تُسْتَثْنَى لأنَّ الْأَلِف الَّتِي بَعْدَ الْواوِ لَيْسَتْ صُورةَ الْهَمْزَة بَلْ هِيَ الْمزِيدَةُ بَعْدَ وَاوِ الْفِعْلِ فَتَأَمَّلْ.
الْقَاعِدَةُ الرَّابِعَةُ فِي الْبَدَلَ: يُكْتَبُ بِالْوَاوِ(6) أَلِفُ الصَّلَوَاةِ، وَالزَّكَوةِ، وَالْحَيوةِ والرَّبَوا غيرَ مُضَافَاتٍ. والغَدوةِ، ومِشْكَوة، والنَّجَوة، وَمَنْوة - وبالْياءِ كلُّ أَلِفٍ مُنْقَلِبَة عَنْهَا نحو: «يَتَوَفَّكُمْ» - فِي اسْمٍ أَوْ فِعْلٍ اتَّصَلَ بِهِ ضميرٌ أَوْلَا لَقِيَ سَاكِناً أَمْ لَا وَمِنْهُ: «يَا وَيْلَتَي» - «يَا حَسْرَتَي» - «يَا أَسَفَي». إِلَّا «تَتْرَا» - و«كِلْتا» - «وَمَنْ عَصَاني» - «وَالْأَقْصَا» - وَ«أَقْصَا الْمَدِينَة» - [و «مَنْ تَولَّاهُ» - و«طَغَا الْمَاءُ» - و«سِيمَاهُمْ» - وَمَا قَبْلَها يَاءٌ كالدُّنْيَا، والْحَوَايَا، وهَدَايَا، إلَّا يحيى اسْماً
ص: 354
وَفِعْلًا - ويُكْتَبُ بِهَا(1): عَلَى، وَإلَى وأنَّى بمعْنى كَيْفَ، ومَتى، وَبَلَى، وحَتَّى، وَلَدَي إِلَّا: «لَدَا الْباب»(2)] / وَيُكْتَبُ بِالْأَلِفِ الثُّلَاثيُّ الْوَاوِيُّ اسْماً أَوْ فِعْلًا نَحْوَ: الصَّفا، وَشَفَا، وَعَفَا. إلَّا: ضُحَى كيف وقع، و«مَازَكَى مِنْكُمْ»(3) - وَدَحَها - وَتَلَها - وَطَحها، وَسَجَى - وَيُكْتَب بالْأَلِف نُون التَّأكِيد الْخَفيفة، وإذاً(4)، وَبالنُّون: كَأَيِّن - وبالهاء هاءٌ التأنيث إلَّا: «رَحْمَتَ» فِي الْبَقَرَةِ، وَالْأَعْرَافِ، وَهُود، ومَرْيَم، والرَّوم، والزّخْرَف(5) و «نِعْمَتَ» في البقرة وآل عمران والمائدة وإبْراهيم والنَّحْل ولُقْمَان وفَاطر والطُوُّر(6) و«سُنّت» في الأنفال وفاطر وغافر(7)
ص: 355
و«امْرَأَت» مَعَ زَوْجها(1) - «وَتمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى»(2) - «فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ الله»(3) - وَ«الْخَامِسَةُ أَنْ لَعْنَتَ اللهُ عَلَيْه»(4) و«مَعْصِيَتِ»(5) في الْمُجَادَلَة - «إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُوم»(6) - «قُرَّتُ عَيْنٍ»(7) وَ «جَنَّتُ نَعيم»(8) - «بَقِيَّتُ الله»(9) - «يَا أَبَتِ»(10) - و«اللَّات»(11) - و«مَرْضَات»(12) - و«هَيْهاتَ»(13) - و «ذات»(14) - و«ابْنَتَ»(15) - و«فِطْرَت»(16).
ص: 356
الْقَاعِدَةُ الْخَامِسَةُ فِي الْوَصْلِ وَالْفَصْلِ: تُوصَلُ أَلَّا بِالْفَتِحْ إلَّا عَشرة: «أنْ لَا أَقُولَ» - «أَنْ لَا تَقُولُوا»؛ في الْأَعْرَاف(1) - «أَن لَا مَلْجَأَ» في التوبة(2) - «أَنْ لَا إلَه»(3) - «أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا الله إنِّي أَخَافُ»(4) - «أَنْ لَا تُشْرِكَ»(5) في الحج - «أَنْ لَا تَعْبُدُوا»(6) في یس - «وَأَنْ لَا تَعْلُوا»(7) في الدُّخَان - «أَنْ لَا يُشْرِكْنَ»(8) في الممْتَحَنَة - «أَنْ لَا يَدْخُلَنَّها» في ن(9) و«مِمَّا»(10): إِلَّا: «مِنْ مَا مَلَکَتْ» في النِّسَاءِ وَالرُّوم(11) - «مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ»(12) في المنافقين - و«مِمَّن» مُطْلَقاً - وَ«عَمَّا» إِلَّا: «عَنْ مَا نُهُوا»(13) - وَ«إِمَّا بالكَسْر إلَّا: وَ«إنْ مَا نُرِيَنَّكَ»(14) في الرَّعد - وَ«أَمَّا بِالْفَتْحِ مُطْلَقاً - و«عَمَّن» إِلَّا: وَ«يَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ»(15) في النور - «عَنْ مَنْ تَولىَّ»(16) في النجم -
ص: 357
و«أَمَّن» إلَّا: «أَمْ مَنْ يَكُونُ»(1) النساء - «أَمْ مَنْ أَسَّسَ»(2) - «أَمْ مَنْ خَلَقْنَا»(3) في الصَّافَّات - «أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً»(4)، وَ«إِلَّم» بالكَسْرِ إلَّا: «فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا»(5) في الْقَصَصْ - وَ«فِيمَا» إلَّا: أَحَدَ عَشَر: «فِي مَا فَعَلْنَ» الثَّاني(6) في البقرة - «لِيَبْلُوَكُمْ في مَا» في الْمائِدة والْأَنْعَام(7) - «قُلْ لَا أَجِدُ في مَا»(8) - «في مَا اشْتَهَتْ»(9) في الأنبياء - «في مَا أَفَضْتُمْ»(10) - «في مَا ههُنا» في الشعراء(11) - «في مَا رَزَقْنَاكُمْ»(12) في الرُّوم - «في مَا هُمْ فيه» - «في مَا كَانُوا فِیه» كِلاهُمَا في الزُّمر(13) - «وَنُنْشِئكُمْ في مَا لَا تَعْلَمُونَ»(14) - «وَنِعَّما» و«مَهَّمَا» و«رُبَّما» و«كأَنما» و«إنَّما» إِلَّا: «إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآتٍ» في الأنعام(15) - وأَنَّما بالْفَتْحْ إلَّا: «وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ» فِي الْحَجَّ
ص: 358
وَلُقْمَان(1) - وَ«كُلَّما» إلَّا: «كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ»(2) - «مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوه»(3) - و«بِئْسَمَا» - إلَّا مع اللَّام(4) - و«وَيْكَأَنَّ»(5) - وتُقْطَع «حَيْثُ مَا »(6) - و«أَنْ لَمْ» بالفتح(7) - و«أَنْ لَنْ» إِلَّا في الكَهْفِ والْقِيامَة(8) - و«أَيْنَ مَا» إلَّا: «فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا»(9) «أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ»(10) - واخْتُلِفَ في: «أَيْنَ مَا تَكُونُوا يُدْرككم»(11) - «أَيْنَما
ص: 359
كُنتُمْ تَعْبُدُونَ»(1) في الشُّعراء - «أَيْنَمَا تُقِفُوا» في الأَحْزاب(2) - و«لِكَيْ لَا»(3) - إلَّا في آل عمران والحج والحديد والثَّاني في الأحزاب(4) - و «يَوْمَ هُمْ»(5) - ونحو: «فمالِ»(6) - وَ«لآتَ حِینَ»(7) - «وَابْن أُمّ» - إلَّا في طه فكُتِبَت الْهَمْزةُ حينئذٍ واواً - وَحُذِفَت هَمْزَةُ «ابْن» فصَارَت هَكَذَا: «يَبْنَؤُمَّ»(8).
الْقَاعِدَةُ السَّادِسَةُ: في مَا فِيه قِرَاءَتَانِ فَكُتِبَ عَلَى إِحْدَاهُمَا - وَمُرَادُنَا: «الْقِرَاءَاتُ الْمَشْهُورَة»(9) فَمِنْ ذَلِكَ: «ملِكِ يَوْمِ الدِّين»(10) - «يُخدِعُونَ»(11) -
ص: 360
«وَاعَدْنَا»(1) - و«الصَّعِقَة»(2) و «الرِّيح»(3) - و«تُفَدُوهُمْ»(4) - و«تَظَهرُونَ»(5) - وَ«لَا تُقَتِلُوهُمْ»(6) - وَ«نَحْوِهَا» - وَ«لَوْلَا دِفَعُ»(7) - «فَرِهنٌ»(8) - «طئِراً»(9) في «الْمَائِدَةِ» وَ«آل عمْران» - «فَيُضعِفُه»(10) ونحو:
ص: 361
«عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ»(1) - «الَأولينَ»(2) «لَمَسْتُمْ»(3) - «قَسِيَةً»(4) - «قِيماً للنَّاس»(5) «خَطِيئَتِكُمْ في الأَعْراف»(6) - «طَئِفٌ»(7) - «حشَ لله»(8) - «وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّرُ»(9) - «تَزَاوَرُ»(10) - «زَاكِيَةً»(11) - «فَلَا تُصْحِبْني»(12) -
ص: 362
«لَتَّخَذْتَ»(1) - «مِهْداً»(2) - «وَحَرْمٌ عَلَى قَرْيَة»(3) - «إنَّ الله يُدفِعٌ»(4) - «سُكْرى وَمَاهُمْ بِسُكْرى»(5) - «الْمُضْغَةَ عِظماً فَكَسَوْنَا الْعِظمَ»(6) - «وسِراجاً»(7) - «بَلْ ادَّاركَ»(8) - «وَلَا تُصعِرْ»(9) - «رَبَّنَا بَعِد»(10) - «أسوِرَة»(11) بِلَا أَلِفٍ فِي الْكُلِّ(12) «غیبتِ
ص: 363
الْجُبّ»(1)، «لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ ءایاتٌ»(2) في الْعَنْكَبُوت - «مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا»(3) في فُصِّلَت «جِملَتٌ»(4) - «فَهُمْ عَلَىَ بَيِّنتٍ»(5) - «وَهُمْ فى الْغُرُفتِ ءامِنُون»(6) - «لِأهَبَ»(7) بالألف - «يَقُصُّ الْحَقُّ» بلَا ياء(8) - «ءَاتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ»(9) - بألفٍ فَقَط - «فَنُجِيَّ مَنْ نَشَاءُ»(10) - «ونُجيِّ الْمُؤْمِنينَ»(11) - بنون واحدة - و«الصِّرَاط»(12)
ص: 364
كَيْفَ وقع - و«بَصْطَةَ»(1) في الأعراف - و«الْمُصَيْطِرُون»(2) -
و «مُصَيْطِر»(3) بالصاد - وَقَدْ تَكْتبُ الكَلِمَةُ صَالِحةً للْقِرَاءَتَيْن نَحو: «فكِهين» بلا أَلفٍ وهي قِراءة(4)، وعَلَى قِرَاءَتِها هِيَ مَحْذُوقَةٌ رَسْماً لأنَّهُ جَمْعُ تَصْحِيح.
فصْل: فيمَا كُتِبَ مُوَافِقاً لِقِرَاءَةٍ شَاذَّة: فَمِنْ ذلك: «إِنَّ الْبَقَرَ تَشْبَهَ عَلَيْنَا»(5) - «أَوَ كُلَّمَا عَهَدُوا»(6) - «فَلَقْتُلُوكُمْ»(7) - «طئِرُهُمْ»(8) -
ص: 365
«وطئِرَهٌ فِي عُنُقِهِ»(1) «تسقط ثمراً» - «وَفِصلُهُ في عَامَيْن»(2) - «عَلِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ»(3) - «خِتمُهُ مِسْكٌ»(4) - «فَادْخُلِي فِي عِبدِي»(5).
فَصْل: وأَمَّا الْقِرَاءَاتُ الْمُخْتَلِفَةُ الْمَشْهُورَةُ بِزِيَادَةٍ لا يَحْتَمِلُهَا الرَّسْمُ ونحوها نحو: «أَوْصَى وَوَصَّى»(6) - و«تَجْرِي تَحْتَها» و«مِنْ تَحْتِهَا»(7) - وَ«سَيَقُولُونَ الله وَلله» - وَ«مَا عَمِلَتْ أَيْدِيهِمْ، وَمَا عَمِلَتْه»(8) فَكِتَابَتُهُ عَلَى نَحْو قِرَاءَتِه - وكُلُّ ذَلِكَ وُجِدَ في مَصَاحِفِ
ص: 366
الْإمَامِ - فهذَا مَا حَرَّرْتُهُ مِنْ كُتُبِ الرَّسمِ على انْتِشَارِهَا بَعْدَ تَعْبٍ شَدِيدٍ فَضَبطتُّه بهذِهِ الْقَوَاعِدِ الَّتِي لَمْ أَسْبَقَ إِلَى تَحْرِيرِها وَلَا يَخْرُجُ عَنْهَا إِنْ شَاءَ الله إلَّا مَا اخْتُلِفَ فِيه(1).
خاتِمة(2): كانَ الشَّكْلُ في الصَّدْرِ الْأَوَّلِ نَقْطَاً، فَالْفَتْحَةُ نُقْطَةٌ على أَوَّلِ الْحَرْفِ، والضَّمَّةُ عَلَى آخِرَه، والكَسْرَةُ تَحْتَ أَوَّلِهِ، وَعَلَيْهِ مَشَى الدَّانِي والَّذِي اشْتُهِرَ الآن الضَّبْطُ بالحركَاتِ المَأْخُوذَةِ من الْحُروفِ وَهُوَ الَّذِي أَخْرَجَهُ الْخَلِيلُ وهُوَ أَكْثَرُ وَأَوْضَحُ وَعَلَيْهِ الْعَمَل - فالْفَتْحُ شَكْلَةٌ مُسْتَطِيلَةٌ فَوْقَ الْحرْف والكَسْرُ كَذَلِكَ تَحْتَهُ، والضَّمُ وَاوٌ صُغْرَى فوقَه، والتَّنْوينُ زيادةٌ مثلها - فإن كان مُظْهراً وذَلِكَ قبل(3) حَرْفِ حَلْقٍ رُكِّبَت فَوْقَها وإلَّا تَابَعْت بَيْنَهُمَا.
وكتبُ الْأَلِفُ المحذُوفَةُ والمُبْدَلُ مِنْهَا فى محلِّها حَمْرَاءَ، والهمزةُ المَحذُوفَةُ تُكْتَبُ همزةً بلا حَرْفٍ حَمْراءَ أيضاً - وعلى النُّون والتَّنْوين قبل البَاءِ علامةَ الإقْلَاب (م) حمراء - وقبل الحَلْق سُكُون وتقرأ عند الإدغام والإِخفاء - ويُسَكَّنُ كُلُّ مُسَكَّن، ويُعَرَّى الْمُدْغَمُ(4) ويشَدّدُ مَا بَعْدَهُ إِلَّا الطَّاء قبلَ التَّاءِ فيُكْتَبُ عَلَيْهَا السُّكُون نحو: «فَرَّطْتُ»(5) وَمَطَّةُ الممدُودِ لَا تُجاوِزُهُ.
ص: 367
تَسْمِيَةُ السُّوَر
هَذَا النَّوعُ مِنْ زِيَادَتَي، وَفَيه مَسَائِل:
الْأُولَى: اخْتُلِفَ هَلْ يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ: سُورَةُ الْبَقَرة، وَسُورةُ آل عمران(1)، وسُورَةُ النِّسَاءِ، وَسُورَةُ الْمَائِدَةِ ونحو ذلك(2).
والْجُمْهُورُ عَلَى جَوَازِه ففي الصَّحِيح عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ قَالَ: هَذَا مَقَامُ الَّذِي أَنْزَلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْبَقَرَة، وَفِي مُسْنَدِ أَحْمَدَ أَنْ الْعَبَّاسَ نَادَى بِأَمْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا فَرَّ الصَّحَابَةُ يَوْمَ حُنَيْنٍ: يَا أَصْحَابَ السَّمُرة - يَا أَصْحَابَ الْبَقَرة - فَجَعَلُوا يُقْبِلُون(3).
وَقَالَ جَمَاعَةٌ: لَا يُقَالُ ذَلِكَ، بَل السُّورَةُ الَّتي يُذكَرُ فِيهَا كَذَا.
فَفي الطَّبَرَانِيّ عَنْ أَنسٍ مَرْفُوعاً: لَا تَقُولُوا سُورَة الْبَقَرَةِ، وَلَا سُورَة آل عمران وَلَا سُورَةَ النِّسَاءِ، وَكَذَلِكَ الْقُرْآنُ كُلُّه، وَلكِنْ قُولُوا: السُّورَةُ
ص: 368
الَّتي يُذكَرُ فِيهَا الْبَقَرَةُ وَالَّتي يُذكَرُ فِيهَا آلُ عِمران وَكَذَا الْقُرْآنُ كُلُّه، وَهَذَا حَدِيث ضَعِيفَ غَرِيب. وَقَالَ ابْنُ كَثِير: لَا يَصِحُّ رَفْعُه، وقال الْبَيْهقيُّ: إِنَّمَا يَصِحُّ مَوْقُوفَاً عَلَى ابن عمر.
الثَّانِيَةِ: قَدْ سَبَقَ فِي حَدِّ السُّورَةِ أَنَّهَا الْمُسمَّاةُ تَوْقِيفاً، فَظَاهِرُه أَنَّه لَا يَجُوزُ إِلَّا بتَوقيفٍ مِنَ النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - والْمَرَادُ: الاسم الَّذِي تُذكَرُ بِه وتَشْتَهر، وَإِلَّا فَقَدْ سَمَّى جَمَاعَةٌ مِنَ الصَّحابَةَ والتَّابعين سُوَراً بأَسْمَاءَ مِنْ عِنْدِهِمْ - كما سمَّى حُذَيْفَةُ التَّوْبَةَ بالْفَاضِحةِ وسُورَةَ الْعَذَاب وسمَّى خالِد بن معدان البقَرة: فُسْطَاطَ الْقُرآن(1) - وسَمَّى سُفْيَان بن عُيَيْنَةَ: الْفَاتِحَة: الْوَافِيَة(2) - وسمَّاهَا يَحْيَى بن أبي كَثير: الْكَافِيةَ - لَأَنَّها تَكْفِي عَمَّا عَدَاهَا(3).
الثَّالِثَةِ: مِنْ السُّورِ مَا كَانَ(4) لَهُ اسْمَانِ فَأَكْثَرَ - فَالْفَاتِحَة تُسَمَّى: أُمَّ الْقُرْآن وأُمَّ الكِتَاب، وَسُورَةَ الْحَمْدِ، وَسُورَةَ الصَّلَاةِ، وَالشِّفَاءِ، وَالسَّبْعَ الْمَثَانِي، والرَّاقية(5) والنَّور، والدُّعَاءِ، وَالْمُنَاجَاةِ، والشَّافِيَة، وَالكَافِيَة، والكَنْزِ، وَالْأَسَاسِ(6) - وَبَرَاءَة تُسَمَّى: التَّوْبَة، وَالْفَاضِحَة، وَسُورَة
ص: 369
الْعَذَابِ(1) - ويُونُس تُسَمَّى: السَّابعة لأنَّها سَابعَةُ السَّبْعِ الطِّوَال، وَالْإسْرَاءُ تُسَمَّى: سُورَة بَني إِسْرَائِيل(2) - والسُّجْدَة تُسَمَّى: الْمضَاجع - وَفَاطِر تُسَمَّى: سُورَةَ المَلَائِكَة - وغَافِر تُسَمَّى: الْمُؤْمِن(3)، وَفُصَّلت تُسَمَّى: السَّجْدةَ(4) - والْجَاثِيَة تُسَمَّى: الشَّرِيعَة(5)، وسُورَةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم تُسَمَّى: الْقِتَالَ، والْطَّلَاقُ تُسَمَّى: سُورَةَ النِّسَاءِ القَصْرَى(6).
وَقَدْ يُوضَعُ اسْم لِجُملَةٍ مِنَ السَّوَرِ(7): كالزُّهْرَاوَيْنِ للْبَقَرَةِ وآلِ عمْران، والسَّبْع الطِّوال وهي: الْبَقَرَةُ وَمَا بَعْدَهَا إِلَى الْأَعْرَاف، والسَّابعة: يُونس، كَذَا رُوِيَ عَنْ سَعِيد بْنِ جُبَيْرِ وَمُجَاهد.
والْمفصَّلُ: وَالْأَصَحُّ أَنَّهُ مِنَ الْحُجُرَاتِ إِلَى آخِرِ الْقُرْآنِ لكَثْرِة الْفَصْلِ بَيْنَ سُوَره بِالْبَسْمَلَةِ، وَالْمُعَوّذات: لِلْإِخْلَاص وَالْفَلَقِ وَالنَّاسِ - انتهي.
ص: 370
هَذَا النَّوْعٌ مِنْ(1) زِيَادَتي - اخْتُلِفَ هَلْ تَرْتِيبُ الْآي وَالسُّوَر عَلَى النَّظْمِ الَّذِي هُوَ عَلَيْهِ الْآنَ تَوْقِيف(2) مِنَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، أَوْ بِاجْتِهَادٍ مِنَ الصَّحَابَةَ؟ فَذَهَبَ قَوْمٌ إِلَى الثَّانِي(3) تَمَسُّكاً بِحَدِيثِ سُؤَالِ ابن عَبَّاس الْآتي.
وَبِمَا رُوِي عَنْ عَلَيّ أَنَّه كَانَ عَزَمَ عَلَى تَرتيبِ الْقُرآنِ بحسَب نُزُولِه وأَنَّ أَوَّل مُصْحَفِه كَانَ: «اقْرأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ» وَكَذَا مُصْحَفٌ أُبَيّ وابْنِ مَسْعُودٍ فِيهِ اخْتِلَافٌ شَديدٌ في التَّرتيب، واخْتارَ مَكِّيّ وَغَيْرهُ أَنَّ تَرتيبَ الآيَاتِ وَالْبَسْمَلَةِ فِي الْأَوَائِل مِنَ النَّبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم وتَرتيب السُّوَرِ باجْتهادِ الصَّحَابَة(4).
والْمُخْتَارُ أَنَّ الكُلَّ مِنَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم.
ص: 371
فقالَ الكِرْمَانِيُّ فِي الْبُرْهَانَ بَعْدَ أَنْ ذَكَرَ الحِكْمَةَ في قوله تَعَالى في الْبَقَرة: «يَأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُم..»(1) وَلَيْسَ فِي الْقُرآنِ غَيْرُه - إِنَّ الْعِبَادَةِ المُرَادُ بِهَا التَّوْحِيدِ، وهُوَ أَوَّلُ مَا يَلْزَمُ الْعَبْدَ، فَكَانَ هَذَا أَوَّلَ خِطابٍ خاطبَ اللهُ به النَّاسَ فِي الْقُرْآن فَخَاطَبَهُم أَوَّلاً بِمَا أَلْزَمَهُمْ، ثُمَّ ذَكَرَ سَائِر العِبَادات(2) فَمَا بَعْدَها مِنْ السُّوَرِ والآيات.
فإنْ قيل: لَيْسَتْ سُورَةُ الْبَقَرَةِ بأَوَّلِ الْقُرْآنِ نُزُولًا فَيَحْسُنُ فِيهَا مَا ذكَرْت...
قُلْتُ: أَوَّلُ الْقُرْآنِ: الْفَاتِحَةُ ثُمَّ الْبَقَرَةُ ثُمَّ آلُ عِمْران عَلَى التَّرتيب إِلَى سُورةِ النَّاسِ، وَهَكَذَا هُوَ عِند اللهِ في اللُّوْح الْمَحْفُوظِ عَلَى هَذَا التَّرتيب وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يَعْرِضُ عَلَى(3) جبريلَ كلَّ سَنَةٍ ما كَانَ يَجْتَمِعُ عِنْدَه مِنْهُ - وَعَرَضَهُ عَلَيْهِ فِي السَّنَةِ الَّتي تُوُفِّيَ فِيهَا مَرَّتَين، وَكَانَ آخِرُ الآياتِ نُزُولاً: «وَاتَّقُوا يَوْمَاً تُرْجَعُون فِيه إِلَى اللَّهِ...»(4) فَأَمَرَهُ جبريلُ أَنْ يَضَعَها بينَ آيَتي الرّبا والدَّيْن. انتهى.
وَكَذَا قَالَ الطّيبي: أُنْزِلَ الْقُرآنُ أَوَّلاً جُمْلَةً وَاحِدَةً مِنَ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ إِلَى السَّماءِ الدُّنْيَا، ثُمَّ نَزَلَ مُتَفَرِّقاً عَلَى حَسَبِ الْمَصَالِح، ثُمَّ أثْبِتَ في المصَاحِفِ عَلَى التَّأليفِ وَالنَّظْمِ المُثْبت في اللَّوْحِ المحْفُوظِ.
ص: 372
وقَالَ الْبَيْهَقي في المدْخَل: كَانَ الْقُرْآنُ عَلَى عَهْدِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم مُرَتَباً سُورهُ وَآيَاتُه عَلَى هَذَا التَّرتيب إِلَّا الأَنْفَالَ وَبَرَاءَة.
لِمَا رَوَى الحَاكِمُ وَغَيْرُه عن ابن عبَّاسٍ قَال: قُلْتُ لِعُثْمَان: مَا حَمَلَكُمْ عَلَى أَنْ عَمَدْتُم إِلَى الْأَنْفَالِ وَهِيَ مِنَ الْمَثَانِي وإلى بَرَاءَةِ وَهِيَ مِنَ الْمئِين فَقَرَنْتُمْ بَيْنَهُما وَلَمْ تَكْتُبُوا بَيْنَهُما سَطْرَ: بسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحيم - وَوَضَعْتُموهَا في السَّبْعِ الطَّوَال(1) فقال: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم لما يأْتي عليه الزَّمَانُ وَهُوَ يَنْزِلُ عَلَيْهِ مِنَ السُّوَرِ ذَوَاتِ الْعَدَد(2)، وَكَانَ إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ الشَّيْءُ دَعَا بَعْضَ مَنْ يَكْتُب لَهُ فيقول(3): ضَعُوا في السُّورةِ الَّتي فيها كَذَا وَكَذَا(4).
وَكَانَتَ الْأَنْفَالُ مِنْ أَوَائِل مَا نَزَلَ بالْمَدِينَة، وَكَانَتْ بَرَاءَةُ مِنْ آخِرِ الْقُرْآن نُزُولاً، وَكَانَتْ قِصَّتُها شَبيهةً بقِصَّتِهَا فَظَنَنْتُ أَنَّها مِنْها فَقْبَضَ رَسُولُ
ص: 373
اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يُبَيّنْ لَنَا أَنَّهَا مِنْهَا، فَمِنْ ثَمُّ قَرنْتُ بَيْنَهما وَلَمْ أَكْتب بَيْنَهُمَا سَطر: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم.
وَقَالَ الحاكِمُ: جُمِعَ الْقُرْآنُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ:
إحْدَاهَا: بِحَضْرَةِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثُمَّ روى عن زيد بن ثابت قال: كُنّا عند رسُول الله صلى الله عليه وسلم نُؤَلِّفُ الْقُرْآنَ مِنَ الرَّقاع - الحديث - وقال: صحيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيخين.
الثَّانِيَة: بِحَضْرَةِ أَبِي بكر، فَرَوى الْبُخَارِيُّ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَال(1): أَرْسَلَ إِليَّ أَبُو بَكْرٍ بِقَتْلِ أَهْلِ الْيَمَامَةِ، فَإِذَا عُمَرُ بْن الْخَطَّابِ
ص: 374
عِنْدَه، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّ عُمَرَ أَتَانِي فَقَال: إِنَّ الْقتْلَ قَدْ اسْتَحرُ بِقُراءِ الْقُرْآن وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَسْتَحِرُ الْقَتْلُ بِالْقُرَّاءِ فِي الْمَوَاطِنِ فَيَذهَبَ كَثِيرٌ مِن الْقُرْآن وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَأْمُرَ بِجَمْعِ الْقُرْآنِ، فَقُلْتُ لِعُمَرَ: كيفَ تَفْعَلُونَ شَيئاً لمْ يفْعَلْه رسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؟ قَالَ عُمَرُ: هَذَا وَاللَّهِ خَيْرٌ فَلَمْ يَزَلْ يُرَاجِعُني حتَّى شَرَحَ اللهُ. صَدْرِي لِذَلِكَ وَرَأَيْتُ فِي ذَلِكَ الَّذِي رَأَى عُمَرُ. قالَ زيدٌ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّكَ شَابٌ عاقلٌ لَا نتَّهِمُكَ وَقَدْ كُنْتَ تكتبُ الْوَحْيَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - فتتبَّعْ الْقُرْآنَ فَاجْمَعْه فَوَاللَّهِ لَوْ كَلَّفُونِي نَقْلَ جَبَلٍ مِنَ الْجِبَالِ مَا كَانَ أَثْقَلَ عَلَيَّ مِمَّا أَمَرَنِي بِه مِنْ جَمْع الْقُرْآن...
قُلْتُ: كيفَ تَفْعَلُونَ شَيْئاً لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؟ قَال: هُوَ واللهِ خَيْر، وَلَمْ يَزَلْ أَبُو بَكْرٍ يُرَاجِعُني حتَّى شَرَحَ اللهُ صَدْرِي لِلَّذِي شَرَحَ لَهُ صَدْرَ أَبي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فتتبَّعتُ الْقُرْآن أَجْمَعُه مِنَ العُسب واللّخاف وصُدُورِ الرِّجَال - ووجَدتُ آخِرَ سُورةِ التَّوْبَةَ معَ أبي خُزَيْمَةَ الَأنْصاري لَمْ أَجِدْهَا مَع غَيْره: «لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ ..»(1) حتَّى خاتِمة براءَة، فَكَانت الصُّحُفُ عِنْدَ أَبي بكرٍ حتَّى تَوفَّاهُ الله تعالَى، ثُمَّ عِنْدَ عُمَرَ حياتَه، ثُمَّ عِنْدَ حفصةَ بنت عمر(2).
وَرَوَى وكيع عن السُّدي عن عَبْد خير عن عليٍّ قَال: أَعْظمُ النَّاسِ أجراً في المصَاحِف: أَبُو بَكرٍ، كَانَ أَوَّلَ مَنْ جَمَعَ بَيْنَ اللَّوحین.
ص: 375
قَالَ الحاكمُ: والْجَمْع الثَّالِثُ هُوَ: ترتيبُ السُّوَر في زَمَنِ عُثْمان، فقد روَى البُخَارِيُّ عَنْ أَنَس أَنَّ حُذَيْفَة بن الْيَمَان قدِمَ على عُثْمانَ وَكَانَ يُغَازِي أَهْلَ الشَّامِ في فَتْحِ إرْمينيةَ وَأَذْرَبِيجَان مَع أَهْلِ الْعِراقِ، فَأَفْزَعَ حُذَيْفَة اختِلافُهُمْ في القراءَة(1) فَقَالَ لِعُثْمَان: أَدْرِك الأمَّةَ قَبْلَ أَنْ يَخْتَلِفُوا في الكتابِ اخْتِلافَ اليهُودِ والنَّصَارَى فَأَرْسَلَ إِلَى حَفْصَةَ: أَنْ أَرْسِلِي إِلَيْنَا بالصُّحُفِ نَنْسخها في المصَاحِف ثُمَّ نَرُدَّهَا إِلَيكِ، فَأَرْسَلَت بِهَا حَفْصَة إلَى عُثْمَان فَأَمَر زيد بن ثابتٍ وَعبدَ الله بنَ الزُّبَيْرِ وسعيدَ بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فَنَسَخُوهَا فِي المَصَاحِفِ، وَقَالَ عُثْمَانُ للرَّهْط القُرشيّين الثَّلاثة: إِذَا اخْتَلَفْتُم أَنتُم وَزَيدُ بن ثابتٍ فِي شَيْءٍ مِنَ الْقُرْآنِ فَاكْتبوه بِلِسَانِ قُرَيْشٍ فَإِنَّمَا أُنْزِلَ بِلِسَانِهم(2) - فَفَعَلُوا حَتَّى إِذَا - نَسخُوا الصُّحُفَ في المصَاحِف ردَّ عُثْمَانُ الصُّحُفَ إِلَى حَفْصَة وَأَرسَلَ إِلَى كُلِّ أُفُقٍ بمُصْحفٍ ممَّا نَسَخُوا، وأَمَر بَما سَواه مِنْ القُرْآنِ في كلّ صحيفةٍ أَوْ مُصْحفٍ أَنْ يُحْرق(3).
قَالَ زَيْد: فَفَقَدْتُ آيَةً مِنَ الْأَحْزَاب حينَ نَسَخْنَا المُصْحَفَ(4) قد كُنْتُ
ص: 376
أَسْمَعُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقرأُ بِهَا فَالْتَمَسْنَاهَا فَوَجَدْنَاهَا مَعَ خُزَيْمَةَ بن ثابت الأنصاري «مِنَ الْمُؤْمِنينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْه..»(1) فَأَلْحقْنَاهَا في سُورَتِها بالمُصْحَف(2).
ص: 377
قَالَ الْبُلْقِينيُّ: في الْقُرْآنِ مِنْ أَسْمَاءِ الْأَنْبِياءِ وَالْمُرْسَلِينَ خَمْسَةٌ وَعِشْرُون هُمْ مَشَاهِيرُهُمْ - آدَم - قَالَ ابنُ أَبي خَيْثمة(1): عَاشَ تِسْعَمائةِ سَنَةٍ وَسَتِّين سَنَةَ، وَكَانَ بَيْنَه وَبَيْنَ نُوحٍ أَلْفٌ وَمائنَا سَنَة.
وَرَوَى الطَّبَرَانِيُّ عنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: مَنْ أَوَّلُ الأَنْبياء؟ قَالَ: آدَم...
قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: نوح وَبَيْنَهُما عَشْرة قرون(2).
ونُوح وَإدْريس، واخْتَلَف النَّاسُ أَيّهما أَوَّل؟ قَالَ الْحاكِمُ: وَأَكْثَرُ الصَّحَابَة على أَنَّ نوحاً أَوَّل.
ص: 378
وقَالَ ابْنُ إِسْحَاق: هُوَ أَوَّلُ بَنِي آدَم، أُعْطِيَ النُّبُوَّةَ، (1)وَهُوَ أَخْنُوخ ابن يزيد بن أهلاليل بن قينان بن ياسر بن شيت بن آدم.
وقَالَ وَهْب: هُوَ جَدُّ نُوح الذي يُقَالَ لَهُ: أَخْنُوح، واخْتُلِفَ في ضَبْطِه -- فَقيل: بِفَتْح الْهَمْزَةِ وَسُكُون الخاء الْمُعْجَمَة وَآخِرُه مُعْجَمَةٌ أيضاً - وَقِيلَ: خَنُوخ بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَإسْقاط الْهَمْزةِ، وَقِيلَ: بإهمال أَوَّله.
وَقَالَ ابْنُ الْأَثير(2): وُلِدَ وَآدَمُ حَيٌّ قَبْلَ مَوْتِهِ بِمِائَةِ سَنَةٍ وَبُعِثَ بَعْدَ مَوْتِه بِمائَتَيْ سَنَة وَعَاشَ بَعْدَ نُبُوَّتِه مِائَةً وَخَمْسَ سنين(3).
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كَانَ بَيْنَ إِدْريس وَنُوحٍ أَلْفُ سَنَةَ، وَبُعِثَ نُوح لأرْبَعين سَنةً وَمَكَثَ في قومهِ أَلْفَ سنةٍ إلَّا خَمْسِينَ وعَاشَ بَعْدَ الطُّوفَانِ ستّينَ سَنة - رواه الحاكم.
وَرَوَى ابْنُ جَرير عن ابن عبَّاسٍ أَنَّه بُعِثَ وَهُوَ ابْنُ ثلاثمائَةٍ وَخَمْسين(4).
ص: 379
وَقَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ نُوح بن لَمْك بِفَتْح اللَّام وسُكُونِ الميم وبالكاف. وقيل: مَلْكان بفتح الميم وسكون اللام وابن مُتَوَشْلِخ بضمّ الميم وفَتْح التَّاء الفوقية والواو وسكون الشين المعْجمة وكسْر اللَّام وبالخاء المعجمة - كَذَا ضَبَطُه ابنُ الأثير، ابن إدريس(1).
وَإبْرَاهِيمُ وَهُوَ: ابن آزَر - قَالَ ابْنُ إِسْحَاق: وُلِدَ عَلَى رَأْسِ أَلْفَيْ سَنَةٍ مِنْ آدَم، وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ نُوحٍ عَشْرَةُ قُرُون.
وَقَالَ ابْنُ الأَثير: أَلْفٌ وَمَائَةٌ واثْنَتَان وَأَرْبَعُونَ سَنَةً، وَعَاشَ مَائَةً وَخَمْساً وَسَبْعين سنةً، وقيل: مائَتي سنة(2).
وَلَدُهُ: إِسْمَاعِيل - وَقَالَ ابْنُ الْأَثير: وَعَاشَ مِائَةً وَثَلَاثين، وَقيل: وَسَبْعاً وَثَلاثين، وَكَان لَهُ حينَ مَات أَبوه تِسْعٌ وَثَمانُون سنَة.
وَأَخُوه: إِسْحَاق وَوُلِدَ بَعْدَه(3) بأَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَة وَعَاشَ مِائَةً وثَمانينَ.
ص: 380
وَوَلَدُه: يَعْقُوب وَعَاشَ مائَةً وَسَبْعاً وَأَرْبَعين.
وَوَلَدُه: يُوسُف - قَالَ البلقيني: وَهُوَ مُرْسَلٌ بِنَصَ الْقُرْآن(1).
قلْتُ: وقد قيلَ: إِنَّ الَّذِي في غافِر ليسَ هُو هُوَ وإنَّمَا هُوَ حَفيدُه يُوسُف بن أفْراثيم - لَبِثَ فِيهِمْ نَبيّاً عِشْرِينَ سَنَة(2)، وَعَاشَ يُوسُفُ بن يَعْقُوب مائَةً وَعَشْرين سَنَةً وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ مُوسَى أَرْبَعمائة سَنَة.
ص: 381
وَلُوط - وهو ابْنُ أَخِي إبْراهيم هاران بن آزر وقيل: أَخُو سَارة.
وهُود - وهو ابن عبد اللهِ بن رياح بن جارود(1) بن عاد بن عَوْص بن ارم بن سام - وقيل: بن شالخ(2) بن أرفخشد بن سام كانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ نُوحٍ ثمانمائة سَنَة وعاشَ أَرْبَعَمائةً وأَرْبعاً وسِتِّين.
وَصَالِح: وهو: ابن عبيد بن أسف بن ماسخ بن عبيد بن عامر بن ثمود بن عوص بن عاد بن ارم بن سام(3) بينه وبين هود مائة سنة وعاش مائتين وثمانين.
وشُعَيْب وهُوَ: ابن صيفون وقيل: ابن ملكاين(4).
ومُوسَى: وهُوَ ابْنُ عمران بن فاهت بن يَصْهر بن عازر بن لاوَى ابن يعقوب(5) بينه وبين إبراهيم خمسمائة وخَمْسٌ وستُّون، وقيل: سبعمائة وعاش مائة وعشرين وأخُوهُ هَارُون.
ودَاوُد وهو: ابْنُ إِيشَا بكَسْرِ الهمزة وسكون الياء التحتية وبالشين المعجمة بن عَوْبَد بن بَاعَر ابن سلمون بن يخشون بن عُمَى بن
ص: 382
يأرب بن ارم(1) بن حضرون ابن فارص بن يهوذ بن يعقوب، وبَيْنَهُ وَبَيْنَ مُوسَى خمسمائة وتسْعٌ وستُّونَ سَنَة وقيل: تِسْعٌ وسَبْعُونَ، وعاش مائة.
وَوَلَدُهُ سُلَيْمَانَ وعَاشَ نَيْفاً وَخَمْسِينَ سَنَةً وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ مَوْلدِ النَّبّيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم فيمَا قيل: نَحْوَ أَلْفٍ وسَبعمائة سنة.
وأَيُّوب وَهُوَ: ابنُ مُوص بن رعويل بن عنصو بن إسحاق(2) عاش ثَلاثاً وسِتِّينَ(3)، وقيلَ: أكْثَر، وكانَتْ مُدَّةُ بَلَائِهِ سَبْعَ سِنِين.
وَوَلَدُهُ: ذُو الْكِفْل فَرَوَى الحاكم عن وَهْب أَنَّ اللَّهَ بَعَثَ بِعْدَ أَيُّوب ابنَهُ بشر بن أَيُّوب نَبِيَّاً وسمَّاهُ: ذَا الكِفْل وأمره بالدُّعاءِ إِلَى تَوْحِيدِهِ، وَكَانَ مُقِيماً بِالشَّامِ عُمْرَه حَتَّى مَاتَ وَعُمْرُهُ خَمْسٌ وسَبْعُونَ سنة.
وَيُونُس: وهُوَ ابْنُ مَتَّى وهيَ أُمُّه.
وَإِلْياس: وهُوَ ابْنُ ياسين بن فنحاص بن العَيْزار بن هارُون أخي مُوسَى وقيل: هُوَ إدْرِيس وهُوَ ضعيف.
والْيَسَع: وهو ابن حاطور(4).
ص: 383
وَزَكَرِيَّا: وهو ابن اذن، وقيل: ابن حيا(1) وولَدُهُ يَحْيَی وهو ابن خالة عيسَى، قيلَ: وُلِدَ بعدَهُ بستَّةِ أشهُرْ(2).
وَعِيسَى بْن مَرْيَم وهي: بِنْتُ عَمْرَانَ بن ناثان، كان بينَهُ وَبَيْنَ مُوسَى أَلْفٌ وتَسْعمائةٌ وَخْمسٌ وعِشْرُونَ سنةً وبينَ مولدهِ والْهِجْرة ستمائَة وثَلَاثُونَ، ورُفِعَ إلى السَّماءِ وله ثَلاثٌ وثَلَاثُونَ سنَة.
ومُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم خَاتَمُ النَّبِيِّينَ عَلَيْهِمْ الصَّلاةُ والسَّلامُ، وقد وُلِدَ يَوْمَ الاثْنَينِ ثاني عشر ربيع الأوَّل عامِ الفيل، وبُعِثَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ على رأسِ أَرْبَعِينَ سَنَة وأَقَامَ بمكةَ ثَلَاثَ عشرة سنة وهاجَرَ إلى الْمدِينَةِ في ربيعِ الأوَّلِ، وتوفيَ في سنة إِحْدَى عشْرَةَ من الهجرة في ربيع الأول يومَ الاثنينِ للَيْلَتَيْنِ خلَتا مِنْهُ، وقيل: لاثنتي عَشْرة. وفيه مِنْ أَسْمَاءِ الملائِكَة:(3) جِبْرِيل، وميكَائيل، وهَارُوت، ومَاروت، إِنْ صَحَّ أَنَّهُمَا مَلَكَان، هذا مَا ذكره البُلْقيني.
قلْتُ: والرَّعْد - ففي التّرمذي من حديثِ ابن عباسٍ أَنَّ الْيَهُودَ قَالُوا ِللنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: أَخْبرنا عن الرِّعْدِ. فقال: مَلَكٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُوَكَّلٌ بالسَّحابِ(4).
وَمَالِك: خَازِنُ جَهَنَّم.
وقَعيد: فَقَدْ ذَكَرَ مُجَاهِد: أَنَّهُ اسْمُ كَاتبِ السَّيِّئَاتِ.
ص: 384
والسِّجلّ: فقد قال السُّهَيْلِي(1) وتابعُوه: هو مَلَك في السَّماءِ الثَّالِثَةِ تَرفَعُ إِلَيْهِ الْحَفَظَةُ أَعْمَالَ الْعِبَادِ في كُلِّ اَثْنَيْنِ وَخَمِيس، وقيل: كَانَ كَاتِبَاً لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم - رَوَاهُ أبُو داود والنّسائيّ عن ابن عبَّاس.
وفِيهِ مِنْ أَسْمَاءِ الصَّحَابَةِ: زَيْدُ وهُوَ ابْنُ حَارِثَةَ لَا غير.
قلت: والسِّجلُّ عَلَى الْقَوْلِ السَّابِقِ(2).
وَفِيهِ مِنْ أَسْمَاءِ المتقَدِّمِينَ غير الْأَنْبِيَاءِ والرُّسُلِ: عِمْرَان أَبُو مَرْيَمَ وَأَخُو هارُون، ولَيْسَ بأَخِي مُوسَى(3)، وأَما الْحَدِيثُ الآخَرُ: «فَمَا أَدْرِي أَكَانَ تُّبَعُ لَعِيناً أَمْ لا؟» فَاجِيبَ عَنْهُ بأنَّهُ قَبْلَ أَنْ يُوحى إِلَيْهِ أَنَّهُ آمَن.
وَلُقْمَان: وَقَدْ قيل: إِنَّهُ كانَ نَبيّاً والْأَكْثَرُ عَلَى خِلافِهِ.
وَفِيهِ مِنْ أَسْمَاءِ النِّساءِ: مَرْيَمَ(4)، قَالَ السُّهَيْلِي: وقَدْ تَكَرَّرَ اسْمُهَا فِي نَحْوِ ثَلَاثِينَ مَوْضِعاً لِحِكْمَةٍ وَهُوَ أَنَّ الملوكَ والْأَشْرَافَ لا يَذْكُرُونَ حَرائِرَهُمْ فِي مَلَأٍ وَلَا يَتَبَذَّلُون أَسْمَاءَهُنَّ، بل يَكْنُونَ عن الزَّوْجَةِ بِالْعُرْسِ والْعِيَالِ ونِحْوِ ذلك، فإذَا ذَكَرُوا الْإِماء لم يَكْنُوا عَنْهُنَّ، ولم يصُونُوا أَسْمَاءَهُنَّ عنِ الذِكْرِ، فَلَمَّا قَالَتِ النَّصَارَى في مَرْيَمَ ما قالُوا صَرَّحَ اللهُ باسْمِهَا ولم
ص: 385
يَكنْ(1) تأكيداً للعُبُودِيَّةَ الَّتي هيَ صِفَةً لها، وتأكيداً لأنَّ عيسَى لا أَبَ لَهُ، وإِلَّا لَنُسِبَ إِلَيْهِ.
وفِيهِ مِنْ أَسْمَاءِ الكُفَّارِ: إِبْلِيسُ وَكَانَ اسْمُهُ: عَزازِيرِ وَمَعْنَاهُ: الحَارِث، وكُنْيَّتُهُ: أَبُو مُرَّة، وقيل: أَبُو كردوس، وقَارُون، وجَالُوت، وهَامَان، وبُشْرَى الذي نادَاهُ الوارِدُ المذكوُر في سورة يوسُفَ بقوله: «يَا بُشْرَى»(2) في قَوْلِ.
وآزَر: أَبُو إبراهيمَ، وقيلَ: اسْمُهُ: تَارِخ(3) وآزَر لَقَب.
وَفِيهِ مِنْ أَسْمَاءِ الْقَبَائِلِ: يَأْجُوجُ، ومَأْجُوج، وعَادٌ، وثَمُودٌ، ومَدْين وقُرَيْشٌ، والرُّوم.
وفِيهِ مِنَ الْأَقْوَامِ بالْإِضافَةِ: قَوْمُ نُوحٍ، وقَوْمُ لُوطٍ، وَأَصْحَابُ الرّسِّ، وهُمْ بقيَّةٌ من ثَمود - والرُّسُّ: قريتُهُمْ بِالْيَمَامَةِ، وقيلَ: بَيْنَ الْمَدِينَةِ ووادِي الْقرى، وقيل: بئْرٌ بِأَنْطَاكِيَة - وأَصْحَابُ الأيكة - وقومُ تُبَّع.
وَفِيهِ مِنْ أَسْمَاءِ الْبِلَادِ وَالْأَمْكِنَةِ وَالْجِبَالِ: بَكّة، والمدينَة وهي: يَثْرِبْ في الأحزاب(4)، وبَدْر، وحُنَيْن، ومِصْر، وبَابِل، وطور سِيناء جبل(5) والْجُودِيّ: وهُوَ جَبَلٌ بالجزِيرةِ - وَطُوَى وَهُوَ: بَيْنَ مصْرَ
ص: 386
ومَدْين -- والأَيكَة ولَيْكة بفتح اللام بلد قوم شُعَيْب، والثَّاني:(1) اسْمُ الْبَلْدَة والْأَوَّل: اسْمُ الكُورَة، والمؤتَفِكَاتِ وهي: بلادُ قَوْمٍ لُوط -- والكَهْف وهو: الْغَارُ لِجَبَلٍ بِقُرْبِ طَرْسُوس(2) -- وقيل: بين ايلة وعمّان دون فلسطين(3) -- والرّقيمُ: وادٍ هُنَاكَ -- وقيل: اسْمٌ لِكَلْبِهِمْ -- والَأحقافُ وهي: جِبَالُ الرَّمْلِ بَيْنَ عُمَان وحَضرَموْتْ.
وَفِيهِ مِنْ أَسْمَاءِ الَأماكِنِ الْأُخْرَوِيَّةِ: الْفِرْدَوْسِ، وَهُوَ أَعْلَى مَكَانٍ في الجَنَّةِ - وعِلِّيُّونَ: قيلَ: أَعْلَى مَكَانٍ في الجنَّةِ - وقيل: اسْمٌ لما دُوِّنَ فيه أَعْمَالُ صُلَحَاءِ الثَّقَلَيْنِ، والكَوْثَرُ وهُوَ: نَهْرٌ فِي الْجَنَّةِ وفي الموقفِ أيضاً، واسْتِمْدَادُهُ من الأوَّل.
وسِجِّين: اسْمٌ لمكَانِ أَرْوَاحِ الكُفَّار.
وَغَيّ وهُوَ: وَادٍ فِي جَهَنَّم روَاهُ الحاكِمُ عنْ ابْنِ مَسْعُود.
والصَّعُود: جَبَلٌ فِيهَا كَمَا في حديثٍ رَوَاهُ التّرمذي(4).
وَوَيْلٌ: وادٍ فيها رواهُ التّرمذيُّ أيضاً.
ويَحْمُوم: جَبَلٌ فِيهَا، حَكَاهُ الْقُرْطُبِي(5).
ومَوْبِق: قال مُجَاهِد: وادٍ فيها، وقال عكرمة: نَهْرٌ فيها.
ص: 387
والْفَلَق في حديث رواه أبُو يَعْلى أَنَّهُ جَهَنَّم، وقَالَ ابْنُ عَبَّاس: سِجْنٌ في جَهَنَّم، وقال كَعْبٌ: بَيْتُ فِيهَا.
وأَثَام: وادٍ فيها -- حَكَاهُ القُرطُبي.
وفيهِ مِنْ أَسْمَاءِ الْأَصْنَامِ: وُدّ، وسُوَاع، ويَغُوث، ويَعُوق، ونسْر -- وهي أَصْنَامُ قَوْمٍ نُوحٍ، وَكَانَتْ أَسْمَاءَ رِجَالٍ صَالِحِين من قوم نوحٍ فلما هَلَكُوا أَوْحَى الشَّيطانُ إِلَيْهِمْ: أَنْ انْصُبُوا إِلَى مَجَالِسِهِمْ الَّتي كَانُوا يَجْلِسُونَ فِيهَا أَنصَاباً وَسَمُّوهَا بِأَسْمَائِهِمْ فَفَعَلُوا فلم تُعْبَد حَتَّى هَلَكَ أُولَئِكَ وَنُسِخَ الْقَلم، واللَّات، والعُزّى، ومَنَاة، وهي: أصنامُ قُرَيْش، وبَعْل وهو: صَنَمُ قوْمِ إلياس.
وفيهِ مِنْ أَسْمَاءِ الكَوَاكِب: الشَّمْسُ َوالْقَمَرُ والطَّارِقُ والشَّعْرَى.
ص: 388
أَمَّا الكُنَى: فَلَيْسَ فِي الْقُرْآنِ مِنْهَا غَيْرُ أَبِي لَهَبٍ واسْمُهُ: عبد الْعُزَّى وَلِذَلِكَ لَمْ يُذْكَرْ بِاسْمِهِ لِأَنَّهُ حَرَامٌ شَرْعاً، وقيل: لِلْإِشَارَةِ إلَى أَنَّهُ جَهَنَّمِيّ. وَأَمَّا الْأَلْقَابُ فَمِنْهَا: إِسْرَائِيلُ لِيَعْقُوب ومعناه: عَبْدُ اللَّهِ، وقِيلَ: صَفْوَةُ اللّهِ، وَقِيلَ: سَرِيُّ اللهِ، لأنَّهُ أَسْرَى لَمَّا هَاجَرَ.
وَمِنْهَا: الْمَسْيح لِعِيسى، وفي معناهُ أَوْجُهُ كَثيرةٌ ذَكَرْتُهَا في شَرْحِ الأسْمَاءِ النبوية(1).
وَنُوح فإِنَّ اسْمَهُ: عبد الغفَّار ولُقِّبَ بِهِ لِكَثْرَةِ نَوْحِهِ على نَفْسِهِ (2).
وذُو النّون: وهُوَ يونس.
وذُو الكِفْلِ: إِنْ صَحَّ أَنَّهُ بِشْرُ بن أَيُّوب.
ص: 389
والرُّوح، ورُوح القُدْسِ، والأَمين، أَلْقَابُ لِلْمَلَكِ الكَرِيم جبريل عَلَيْهِ السَّلام.
وذُو الْقَرْنَيْنِ: واسْمُهُ: الإِسْكَندَر، ولَمْ يَكُنْ نَبِيِّاً - قيل: كَانَ رَجُلاً صَالِحاً، وقيل: اسْمُهُ: هرمس وقيل: هرديس، وقيلَ: مرزبان ابن مَرْدِبة، وقيل: هو الصَّعْبُ بن ذي يزن الحِمْيرِي -- وقيل: هو يوناني وَسُمِّيَ ذَا الْقَرْنَيْنِ: لأنَّهُ مَلَك فارس والرّوم، أَوْ دَخَلَ النُّورَ والظُّلمَةَ أَوْ كانَ بِرَأْسِهِ شِبْهُ الْقَرْنَيْنِ، أَوْ كانَ لَهُ ذُؤابتان، أوْ رأَى في النُّومِ أَنَّهُ أَخَذَ بقَرْنَي الشَّمْس -- أقوال(1).
والْعَزِيز وَاسْمُهُ: قطفير أو اطفير(2).
وطَالُوت: لُقِّبَ بِهِ لِفَرْطِ طُولِهِ واسْمُهُ: شاول بن أنبار بن ضرار.
وفِرْعَون واسْمُهُ: الوليد بن مصعب بن الريان وكُنْيَتُهُ: أبُو مُرَّة وقيل: أبو العبّاس وهُوَ فِرْعَوْنُ الثَّاني الذي أُرْسِلَ إِلَيْهِ مُوسَى وكانَ قَبْلَهُ فرْعَوْنَ آخَرَ وَهُوَ أَخُوهُ.
قالوص بن مُصعَب: ملك العمالقة، ولم يذكر في القرآن.
ص: 390
هَذَا النَّوْعُ مُهِمْ، وذكرَ البُلْقينيُّ مِنْهُ أَمْثِلَة، وللنَّاسِ فِيهِ تَصَانِيف مِنْهَا: التَّعْرِيفُ والأعْلَامُ للسُّهَيْلِي، والتِّبْيَانُ لِقَاضِي الْقُضَاةِ: بدر الدِّين بن جَمَاعة(1)، وقَدْ وَقَفْتُ عَلَيْهِمَا وَعَلى مُخْتَصَر التَّعْريف لِبَعْضِ الفُضَلَاء وفيه زياداتٌ عَلَيهِ(2).
وقَدْ حَرَّرْتُها في فُصُول:
الْأَوَّل: فيمَا أَبْهِمَ مِنْ رَجُلٍ أَوْ امْرَأَةٍ أَوْ مَلَكٍ أو جِنّيٍّ، أَوْ مُثَنَّى، أَوْ مَجْمُوعٍ عُرِفَ أَسْمَاءُ كُلِّهِمْ، أَوْ مَنْ، أَوْ الَّذِي إِذَا كَانَ نَصّاً لِلْوَاحِدِ(3)، كقَوْلِهِ تَعَالَى: «إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً»(4) هُوَ آدَمُ، وزوجُهُ هي: حَوَّاءُ بالمدّ وقد تكررت -- (وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً»(5) اسْمُهُ: قابيل(6) - «إِذْ
ص: 391
ص: 392
الْفَصْلُ الرَّابِعُ:
في الْمُبْهَمِ مِنْ أَسْمَاءِ الأَيَّامِ وَاللَّيَالِي وَسَائِرِ الْأَزْمِنة.
«يَوْمِ الدِّينِ»(1) هُوَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ وكذا سائِر الأيام الَّتي في القرآن إلا ما نذکره.
«وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلثينَ لَيْلَةً ...»(2) هي: ذُو الْقعدة مِنْ ذِي الْحجة وهي الَّتي في سُورَة الأعراف.
«أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ»(3) زَعَمُوهَا سَبْعَةً وقيل: أَرْبَعين.
«الْحَجُّ أَشْهُرُ مَعْلُومَاتٌ...»(4) في شَوَّال، وذِي الْقعدة وعَشْرٍ من ذي الحجة كما رَوَاه الحاكِمُ عن ابن عمر.
«أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ ...»(5) هِيَ أَيَّامُ التَّشْريق الثَّلاثَّةِ بَعْدَ یَوْمِ النَّحْر.
«يَسْتَلُونَكَ عَنْ الشَّهْرِ الْحَرَامِ»(6) هُوَ رَجَب.
«تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ»(7) هُوَ يَوْمُ أُحُد.
«لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ الله وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ ...»(8) الْمَرَادُ به: ذُو الْعقدَة.
ص: 393
«عَلَى فَتْرَةٍ»(1) هي مُدَّةً مَا بَيْن عيسَى والنَّبّي صلَّى الله علَيْه وسلَّم ستمائة سنة وقيلَ: خمسمائة وستون.
«يَوْمَ الْفُرْقَانَ»(2) هُوَ يَوْمُ بَدر - «فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ»(3) هِيَ مِنْ عَاشِرِ ذِي الحجّة سنة تِسْعٍ إلَى عاشِرِ ربيع الآخر سنة عَشْر - وقيل: من عاشِر ذي الْقعدة.
«وَيَوْمَ حُنَيْن»(4) كَانَ في شوَّال سنةَ ثَمان.
«بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا»(5) هُوَ سَنَةٌ تِسْعٍ مِنَ الْهِجْرَة.
«أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ»(6) هي: رَجَبْ، والْمُحَرَّم، وذُو القعدة، وذو الحجة.
«فَلَبِثَ في السِّجْنِ بِضْعَ سِنين»(7) قيل سبع وكذلك في الروم(8).
«مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ»(9) قيل: يَوْمُ عَاشُورَاء، وقيل: يَوْمُ عيدٍ لَهُمْ قبل النّيروز ووافق يَوْمَ السَّبت.
ص: 394
«أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ ...»(1) هِيَ عَشْرُ ذِي الحجَّة، وقيل: أَيَّام النَّحْر، وقيل: يَوْمُ عرفَة والنَّحر والتّشريق.
«يَوْمِ الظُّلَّةِ»(2) يوم أَهْلَكَ الله قَوْمَ شُعَيْب أَظلَّهُمْ سَحَابٌ فأمطر عليهمْ ناراً.
«عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا ...»(3) قيل: وَقْتُ الْقَائِلَة، وقيل: بين المغْرِب والعِشاء.
«خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَين»(4) يوم الْأَحد وَالاثْنَين.
«في أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ»(5) أي تمامها بالثلاثاء والأربعاء.
«سَبْعَ سَمَواتٍ في يَوْمَينُ»(6) هُمَا: الْخَمِيسُ والْجُمعَة.
«إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ...»(7) هِيَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ وقيل: لَيْلَة النِّصْفِ من شعبان.
«وفي يَوْمِ نَحْسٍ»(8) هُوَ يَوْمُ الأربعاء - ونَحْسهُ عَلَيْهِمْ لاَ في ذاته.
ص: 395
«سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ»(1)قيل: هِيَ أَيَّام الاعجاز في عَجُزِ الشَّتاء وَأَوَّلُهَا: الأربعاء وقيل: الْجُمْعَة.
«والفجر»(2): هو الصُّبح مُطْلَقاً، وقيل: صُبْحُ يَوْمِ النَّحر، وقيل: هو المحرَّم لأنَّه فَجْر السَّنة - رواه البَيْهقي عن ابن عبَّاس.
«وَلَيَالٍ عَشْرٍ»(3) هي: عشْرُ ذِي الحجة، وقيل: عشْرُ المحرَّم، وقيل: الْعَشْرُ الأَخيرُ من رَمضان.
«والشَّفْعِ وَالْوَتْرِ»(4) قيل: الْيَوْمَان بعد النَّحر والثَّالث، وقيل: يوم عَرَفة، والنَّحر، وليلة الجمعة، وقيل: غير ذلك.
«واللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ»(5) هِيَ لَيْلَة الْجُمُعَةَ.
«وَالضُّحَى»(6) قيل: هُوَ الضُّحَى الَّذِي كَلَّمَ الله فِيه موسی.
«وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى»(7) قيل: هي لَيْلَةُ الْمِعْرَاج.
«لَيْلَةُ الْقَدْر» فيها نَيْفٌ وَأَرْبَعُون قولاً لا يَحْتَمِلُها هَذَا الْمَحل وَأَرْجَحُها في مَذْهِبِنَا أَنَّها مُختصَّةٌ بالْعَشْرِ الأخير وَأَنَّها لَيْلَة الْحَادِي أَوْ الثَّالِث وَالْعِشْرين، وَعِنْدي أَنَّها لَا تلتزم لَيْلَةٌ بعَيْنِها وَقَدْ قَالَهُ جَمَاعَة وَنُقِلَ عَنْ نَصّ الشَّافِعِيّ، واختارَهُ النَّوَوِيُّ في شَرْح المهذَّب والله سبحانه أعلم.
ص: 396
قَالُوا لِنَبيٍّ لَهُمْ»(1) هُوَ شَمْويل بْن بَال ابْن عَلْقَمة يُعْرَفُ بابْنِ الْعَجُوز، وقيلَ فيه: شَمْعُون، وقيل: هُوَ يُوشَع وهو بَعِيدٌ جِدّاً.
«الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ في رَبِّهِ...»(2) هُوَ النّمرُوذ بن كوش بن كَنْعَان ابْن حَام بن نوحُ.
«الَّذي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ...»(3) هو: غرمة، أو ارميا، أو شعيا -- أقوال(4).
«امْرَأَتُ عِمْرَان»(5) حنّة بالنّون بنت فاقوذ - «امْرَأَةُ زَكَرِيَّا»(6) أَشْيَاع بِنْت فاقوذ فهي خَالَةُ مَرْيم.
«مُنَادِياً يُنَادِي لِلْإِيمان»(7) هُوَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم.
«الجِبْتُ»(8) هو: حُيَىّ بن أَخْطَب، وقيل: اسْمُ شيطان.
(الطَّاغوت) هُوَ: كَعْبُ بن الْأَشْرَف.
«وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً...»(9) هُوَ وَإِنْ كَانَ عَامّاً لَكِنْ
ص: 397
ذَكَرتَهُ فِي هَذَا الْفَصْلِ لِمَارُوِيَ عَنْ عَكْرمَةَ قال: طَلَبْتُ اسْمَ هَذَا الرَّجُلِ أَرْبَعَ عَشْرَة سَنَةً حَتَّى وَجَدْتُهُ وَهُوَ: حَمْزَةَ بن العيص ويُقَالُ فيه: ضَمُرة(1)، وقيل: هو جندب بن ضمرة(2)، وقيل: خالد بن حزام بن خویلد.
«واثْنَيْ عَشَرَ نَقيباً...»(3) هُمْ: شموع بن زَكُور من سبط رُوبيل، وشوقط ابن حورى من سبط شمعون، وكالب بن يوقنا من سبط يهوذا، ويفورك بن يوسف من سبط أشاجوه -- ويوشع بن نون من سبط أفراثيم بن يوسف -- وبلطي بن روقوا من سبط بنيامين، وكرابيل بن سورى من سبط زبالون -- وكذى بن شونا من سبط منشا ابن يوسف -- وعمائيل بن كنسل من سبط دان -- وستور بن ميخائيل من سبط أشير -- ويوحنا بن وقوس من سبط نفتال -- وااِل ابن موخا من سبط كاذلوا(4).
ص: 398
«قَالَ رَجُلَانِ»(1) هما يُوشَع وكالب -- «ابْنَي ءَادَمَ»(2) هُمَا: قَابِيل وهَابيل وهو المَقْتُول، والقول بأنَّهُمَا لَيْسَا لِصُلْبِهِ بَلْ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيل بَاطل.
«تَحْبِسُونَهُمَا»(3) قالَ أَصْحَابُ المُبْهَمَاتِ: الضَّميرُ لتَميم الدَّاري وعدي بن بر النازل فيهمَا الآية.
قلتُ: الْأَوْلَى أَنْ يُقَال: هُوَ راجعٌ لاثْنَيْنِ في أول الآية(4) وهي عامة وَإنْ كانَ سبب نُزُولِهَا قَصَّتهما.
«الَّذي ءَاتَيْنَاهُ ءَايْتِنا فَانْسَلَخَ...»(5) هُوَ بلعم بن باعورا، ويُقالُ فيه: بلعام مِنْ بَنِي إسْرَائيل وكانَ مَعَ الْجَبّارِين.
«وَإِنّي جَارٌ لَكُمْ»(6) عَنَى سُراقة بن مالك بن جُعشم سيِّد بني مدلج لأنه أَتَى في صُورَتِهِ.
«إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ»(7) هُوَ أَبُو بَكْر الصِّدِّيقِ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
ص: 399
«وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي»(1) هو الْجدّ بن قيس.
«وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللهَ»(2) هُوَ ثَعْلَبَة بن حاطب.
«وَإِرْصاداً لِمَنْ حَارَبَ اللهَ وَرَسُوله»(3) هو أبُو حنظلة الراهب.
«الثَّلَاثَةِ الَّذينَ خُلِّفُوا...»(4) كَعْبُ بْنُ مالِك، وهلَال بْن أُمَيَّة -- ومُرَارة بْن الرّبيع.
«وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ»(5) قيل: هُوَ جِبْرِيل.
«وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ»(6) هُوَ: كنعان بن حام، وقيل: يام.
«امرأة إبراهيم»(7) سارة.
والْغُلَامُ الَّذِي بُشِّرَتْ بهِ في الذَّارياتِ(8): إِسْحَاق بِلَا خلاف إِذْ لَمْ تَلِدْ غَيْرَه.
«بَنَاتُ لُوط»(9) رَيثا ورغوثا.
ص: 400
امرأَتُهُ: وَالِهَة، وقيلَ: وَاعِلة.
«إخْوَةُ يُوسُفُ» أَحَدَ عَشَر: يهوذا، وشمعون، ولاوى، وروبيل، وتفتال، وكاذلوا، وثير، ودان، وقباب، وبنيامين وهو شقيقه المراد حيث ذكر في السورة(1). وكَبِيرُهُمْ: رُوبيل لأنَّهُ أَسَنُّهُمْ، وقيل: شَمْعُونَ أَيْ: رَئِيسُهُمْ، وقيل: يَهُوذَا أي صاحب رأيهم وهو القائل الذي قال: «لا تَقْتُلُوا»(2) وهو البشير.
«فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ»(3) هُوَ مَالِك بن دَعْر.
«امْرَأَتُ الْعَزِيز»(4) رَاعِيل، وقيل: زُلَيْخَا.
«الذي اشْتَرهُ»(5) الْعَزِيز.
«وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا»(6) كانَ ابنَ عَمِّهَا، وقيل: ابْنَ خَالِهَا وَلَمْ يُسَمَّ، وفي الحديثِ: إِنَّهُ كانَ طِفْلًا في الْمَهْدِ.
«وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَان»(7) هما: شَرَّهُم وسرَّهم(8) وهُوَ النَّاجي.
ص: 401
«وَقَالَ الْمَلِكُ» هُوَ الرّيّان بن الوليد بن عمرو بن أراشه يجتمع مع فِرْعَوْنِ في اراشه.
«وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ»(1) هُمَا: أَبُوه وخَالَتُهُ ليّا، وإِنْ كَانَت أمَّه فَاسْمُهَا: رَاحيل -- قولُ إبراهيم: «وَرَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَي ...»(2) أَبُوهُ في القُرْآنِ، وَأُمُّهُ: نوْفَا وقيل: ليوشا بنت كزينا، وكانَتْ مؤْمِنَة(3).
«الَّتي نَقَضَتْ غَزْلَهَا»(4) ربطة بنت سعيد بن زيد مناة بن تميم.
«إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ»(5) هو جَبْر غلام الفاكِهِ بن المغيرة، وقيل: مولَى عامِرِ بن الحضرمي، وقيل: غير ذلك.
«أصْحَبُ الكَهْفِ...»(6) تَمْلِيخَا وَهُوَ رَئيسُهُمْ والقَائِلُ: «فَأْوُوا إِلَى الكَهْفِ...»(7) والقائِلُ: «رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ»(8).
ومكسلمينا وهو القائل: «كَمْ لَبِثْتُمْ»(9) ومرطوش، ويرنيق وأيوقس، واريسطانس -- وشلططيوس.
ص: 402
«وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً رَجُلَيْنِ»(1) هُمَا: فوطس وتمليخا وهو الخیر.(2).
«فَتَى مُوسَى»(3) يُوشع.
«فَوَجَدَ عَبْداً»(4) هُوَ الخِضْر واسمه: بليّا بن ملكان بن فالغ ابن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح، وقيل: هو: ارميا، وقيل: اليسَع، وقيل: غير ذلك.
«وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ»(5) هو جيسور، وفي رواية: حيسور بالحاء، وقيل: حينور، وقيل: هُدَدَ بن بُدَد.
«لَقِيَا غُلَاماً»(6) قالَ في التبيان: اسمه: حش مود، ومعناه بالفارسي: طيِّب.
«وَأَبْوَاهُ»(7) الَأب: كازيرا والُأمّ: سهوى.
ص: 403
«لِغُلَمَيْنِ يَتِيمَيْن»(1) هما: أصرم وصُريم ابنا كاشح وأمهما دنيا.
«وَيَقُولُ الْإِنْسَانُ»(2) أُبَيّ بن خَلَف، والوليد بن المغيرة.
«أَفَرَأَيْتَ الَّذي كَفَر بِأَيَتِنَا...»(3) هُوَ الْعَاص بن وائل، «السَّامِرِيّ»(4) مُوسَى بن ظفر، «الدَّاعي»(5) في طَه والْقَمَر، و«المَنادِي»(6) في ق: إسْرافيل - «أُمِّ موسى»(7) بحانذ بنت يصهُرُ بن لاوى، وقيل: ياؤخا وبه جَزَم السُّهيلي.
«وَقَالَتْ لأُخْتِهِ»(8) مَرْيَمَ، وقيل: كُلْثُوم.
«وَقَتَلْتَ نَفْساً»(9) هو القبطي واسمه: قانون(10).
«هذانِ خَصْمَانِ»(11) هُمَا خَصْمُ المُؤْمِنِينَ: علي وحمزة وعُبَيْدَة بن الحارِثِ بن عَبْدِ المُطَّلِب، وخَصْم الكُفَّارِ: عُتْبَة وشَيْبَة ابنَا
ص: 404
رَبيعَةَ والوَلِيدُ بن عتبة -- تَبَارِزُوا يَوْمَ بَدْر - «الَّذينَ جَاءوُا - بِالْإفك...»(1) عبد الله بن أبيّ، وهُوَ الَّذي تَوَلَّى كبره، وحَمنة بنت جحش، ومِسطح واسمه: عوف بن أثاثة، وحسَّان بن ثابت.
«يَعَضُّ الظَّالِمُ»(2) هُوَ عُقْبَة بن أَبِي مُعَيط -- «لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً»(3) هُوَ صديقه: أُمَيَّة بن خَلَفَ أَوْ أَخُوهُ: أُبَيّ بن خَلَف.
«إنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةَّ تَمْلِكُهُمْ...»(4) هي بلقيس بنت هداد بن شرحبيل. وقيل: دلقمة بنت أبي شرح بن أبي حدث(5).
«قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ»(6) هو: كودن، وقيل: ذكوان.
«الَّذي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ»(7) هُوَ آصف بن برخيا وزير سليمان وكاتبه وابن خالته، وقيل: اسمه: اسطوم. وقيل: هو ضبة بن ادا بن طامحة(8) ، وقيل: جبريل، وقيل: سلیمان نفسه، والكل ضعيف أو باطل(9).
ص: 405
«تِسْعَةُ رَهْطٍ»(1) هم: مصدع بن دهر، وقيل: دهم، وقذار ابن سالف، وهديم، وصواب، ورئاب، ودأب، وهرمي، ودعير بن عمرو.
«امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ»(2) آسية بنت مزاحم -- قيل: بنت عمه:
وقيل: عمَّة موسى(3).
نكتة: روى الزُّبَيْرِ بن بكار أن النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم قال:
لخديجة: أشعرتِ أن اللهَ زوَّجَني مَعَكِ في الجَنَّةِ مريم بنت عمران وكلثوم أخت موسى وآسية امرأة فرعون.
«فَالْتَقَطَهُ ءَالُ فِرْعَوْنَ»(4) اسْمُ المُلْتَقِطِ لَهُ: طابُوث(5)، وقيل: هيَ امْرَأَةُ فِرْعَوْن، وقيلَ: ابْنَتُهُ - «رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ»(6) الإسرائيلي قيل: هو السَّامريّ، والقبطيّ: تقدَّم اسمه(7) «رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ»(8) قيل: طابوث، وقيل: مُؤْمِنُ آلِ فِرْعَوْن وسيأتي -- «امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ»(9) هُمَا: ليّا وصفوريا ابنتا شعيب عند الأكثر، وقيل: ابنتا تيرول(10) بن أخي
ص: 406
شعيب، والتي نكحها هي: صفوريا وهي الصغرى كما رواه الطبراني الأوسط، والصغير: «ابن لقمان»(1) ثاران، وقيل: أنعم، وقيل: بشكم (ملَكُ المَوْت) ذكر ابن جماعة في التبيان أن اسمه: عزرائيل وكذا رأيتُهُ بخطّ الشيخ: «وليّ الدّين العِرَاقي» في تذكرته، ورواه أبو الشيخ ابن حِبّان في العِظَةِ(2) عن وهب، وذكر الكِرْماني في مختصر المسالك أن كنية ملك الموت: أبو يحْيى.
«يأَيُّها النَّبِيُّ قُلْ لِأزواجِكَ وَبَنَاتِكَ...»(3) أَمَّا أَزْوَاجَهُ اللَّاتي اجْتَمَعْنَ عِنْدَهُ وَمَاتَ عَنْهُنَّ فَتِسْعٌ: عَائِشَة، وحَفْصَة، وأُمُّ سَلَمَة واسْمُهَا هِنْد، ومَيْمُونَة، وسَوْدَة، وأُمُّ حَبيبَة، وصَفِيَّة، وجُوَيْرية، وزَينب بنت جحش.
وَبَنَاتُهُ: فَاطِمَة، وَزَيْنَب زَوْجَةُ أَبِي الْعَاص بن الرَّبيع -- ورُقيَّة، وأُمّ كلثوم زوجتا عثمان.
«لِلَّذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ»(4) هُوَ: زَيْدُ بن حارثة.
«أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَك» هي: زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْش.
«أَصْحَبَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ...»(5) هُمْ: شلوم، وصادق، وصدوق، وقيل بدلهما: شمعون ويحيى.
ص: 407
«وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ...»(1) هُوَ: حَبِيبُ بن مُوسَى النَّجَّار.
«أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ...»(2) هُوَ: أُبَيُّ بن خَلَفَ، أَوْ أَخُوهُ أُمَيَّة، أو العاص بن وائل.
«قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ»(3) هُمَا: الرَّجُلَانِ في الکَهْفِ.
«وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ»(4) هُمْ: سَام وحَام ويَافِث.
«الذَّبيحُ»(5) إِسْمَاعِيلُ عَلَى الْأَصَحِّ -- وقيل: إِسْحَاق، وبه جَزَمَ السُّهَيْلِيُّ وَأَنَا الْآنَ أَمِيلُ إِلَيْهِ.
«نَبَؤُاْ الْخَصْمِ»(6) جِبْرِيلُ وميكائيل.
«عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَداً»(7) قيلَ: شَيْطَانٍ اسْمُهُ: صَخْرٍ وقِيلَ: آصِف.
«وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ ءَالِ فِرْعَوْنَ»(8) هو: سَمْعَان جزَم به
ص: 408
السُّهَيْلِي وابنُ جَماعة، وقيل: حزقيل جزم به الْبُلْقيني، وقيل: جَبْر وقيل: حَبیب.
«أَرِنَا اللَّذَيْنِ أَضَلَّانَا...»(1) هُمَا: إِبْلِيسُ وقَابيل.
«عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ»(2) عَنَوْا الْوَلِيدِ بن الْمُغيرة من مكَّة، وعُرْوَةَ بن مسعود الثَّقفي من الطَّائف.
«وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ...»(3) قيل: مُوسَى عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ وقيل: عبد الله بن سلَّام.
«حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ...»(4) هُوَ: أَبُو بَكْرٍ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ --، وأَبُوهْ: أَبُو قحافة عثمان بن عامر، وأُمُّه: أُمُّ الخير سَلْمَى بنت صَخر، وذُرِّيّته: عبد اللَّهِ وعبد الرحمن وأسماء وعائشة.
«وَالَّذي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا...»(5) قيل: ولَدهُ عبد الرّحمن وأنكرته عائشة.
«أَفَرَعَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى»(6) هُوَ الْولِيدُ بن الْمغيرة.
ص: 409
«فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ»(1) هو: قذار(2).
«الَّتي تُجادِلُك»(3) خَولَة بنت حكيم(4)، وقيل: جميلة بنت ثعلبة، وَزَوْجُها: أَوْس بن الصَّامِت.
«لِمَ تُحرَمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ»(5) سُرِّيَّته مَارية.
«أَسَرَ النَّبيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً»(6) هي: حَفْصَة.
«إِنْ تَتُوبَا»(7) هما: حَفْصة وَعَائِشَة.
«وَصْلِحُ الْمُؤْمِنين»(8) أبُو بكْرٍ وعُمَر كما رواه الطَّبَرانيُّ في الأوْسط.
«امْرَأَتَ نُوحٍ»(9) والعَة.
«سَأَلَ سَائِلٌ»(10) هو النَّضْرُ بن الحارِث.
ص: 410
قولُ نُوحٍ: «رَبِّ اغْفِرْ لي وَلِوَالِدَيَّ»(1) أبوه: لَمْك بن مُتَوَشْلِخ، وَأُمُّه: شمخا بنت أنوش وَكَانَا مؤمنين.
«يَقُولُ سَفِيهُنَا(2)» هُوَ إبْليس.
«ذَرْني وَمَنْ خَلَقْتُ وحيداً»(3) هُوَ الْوليدُ بن الْمغيرةَ.
«فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى»(4) هو عَدِيّ بن أبي ربيعة، وقيل: أَبُو جَهْل.
«هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَان»(5) هُوَ آدَم.
«يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ»(6) قيلَ: مَلَكٌ لَمْ يَخْلُق الله بَعْدَ العَرْشِ أَعْظَمَ مِنْه روَاه ابْنُ جَرير عَنْ عَلِيّ بْن أبي طَالب(7)، وقيلَ: جبْريل.
«أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى»(8) هُوَ ابْنُ أُمِّ مَكْتوم عبد الله بن شُرَيح بن مالك. وقيلَ: اسْمُه: عَمْرو.
«إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَريم»(9) جبريلُ، أو النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ،قولان، وسياقُ الْآيَة يُرجّح الأوَّل.
ص: 411
«وَوَالِدٍ وَمَاوَلَد»(1) هُوَ آدَمُ وذَرِّيَّتُه.
«الإِنْسَانَ في كَبَدِ)(2) هُوَ أَبو الأَسْود كلد بن أسيد(3).
«انْبَعَثَ أَشْقَهَا»(4) هُوَ قدار.
«فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ»(5) هُوَ صَالح.
«الَّذِي يَنْهَى. عَبْداً»(6) هُوَ: أَبُو جَهْل، والْعَبْد: النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم.
«إِنَّ شَانِئَكَ(7)» هُوَ الْعاصي بن وائل، وقيلَ: أَبُو جَهْلٍ.
«امْرأَةُ أَبي لَهَبٍ»(8) أُمُّ جَميل الْعَوْراء بنْتُ حَرْب بن أُميَّة عمة مُعاوية. انتهى.
الْفَصْلُ الثَّاني - في مُبْهَمَاتِ الْجُموُع:
الَّذين سُمِّيَ بَعْضُهم أو عُرِفَ عَددُهم، فَمِنْ ذَلكَ مَا يَدْخُلُ تحتَ ضَابطٍ وَلَهُ أَمْثِلَة:
ص: 412
أَحَدُهَا: «والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ»(1)، والآيَاتُ الَّتي في مَعْناهَا في مُؤْمِني أَهْلِ الكِتاب مِنْهم: عبد الله بن سلّام والنَّجاشي وأَصحَابهما - وسُمّي مِنْ أَصْحَاب بن سلام: أَسَد وأُسَيْد وثَعلبة(2).
الثَّاني: «إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ..»(3) الآية وما في مَعْناهَا فيمن حقَّ عليهم الْعَذَاب وأَنَّه لا يُؤْمِن مِنْهم: أَبُو جَهْل وأبُو لَهَب وعُتْبَة وشَيْبَة.
«وَمِنْ أَهْلِ الكِتبِ»(4): كَعْب بن الأشْرف! وحُيَيّ بْن أَخْطب وابْن أَبي الْحقيق.
الثَّالِث: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ ءَامَنَّا بِاللهِ..»(5) الآية في الْمَتَافِقين وَمَا في معْنَاهَا كآياتِ بَراءة وَسُورةِ المنافِقين - وَكَانَت عِدّتُهمْ ثلاثمائةِ رجُل ومائةً وَسَبْعين امْرَأَةً أكْثرهُمْ يَهُود، وَمِنْهُمْ: عبد الله بن أُبَيّ وَهُوَ الْقَائِل: «لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ»(6) والجدّ بن قيس، ومعتب ابن قشير بن عليك وَهُوَ الذي قال: «لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ»(7). ووديعة بن ثابت بن عمرو بن عوف وهو القائل: (إِنَّما كُنَّا
ص: 413
نَخُوضُ وَنَلْعَب»(1) ونبتل بن الحارث وهو القائل: هواذن(2) -- والحارث بن يزيد الطائي وأوس بن قيظي وهو القائل: «إِنَّ بُيُوتَنَا عوْرَة»(3)، والحلاس ابن سويد بن الصامت وسعد بن زرارة، وسویس(4)، وراعش وقيس بن عمرو بن فهر، وزيد بن اللصيت، وسالب(5) بن الحمام.
الرَّابِعُ: «يَأَيُّهَا النَّاسُ» حيثُ وقَعَ فَهُمْ أَهْلُ مكَّة.
الْخَامِسُ: الأَسْبَاط هُمْ: ذُرِّيَّةُ يَعْقوبَ كالْقبائِل في الْعَرَب. وَمِنْهُ ما لَيْسَ لَهُ ضَابطٌ وَهُوَ كثير -- «الْأَنْبياءُ والْمُرْسَلُون».
وفي مُسْنَدِ أَحْمَد من حديثِ أبي أمامَةَ مرْفُوعاً: الْأَنْبياءُ مائَة أَلْفٍ وَأَرْبَعَةٌ وَعِشْرُون أَلْفاً، والرُّسُلُ مِنْ ذَلِكَ: ثَلَاثمائَة وَخَمْسَة عَشَر(6).
ومِنَ الْأنْبياءِ مَنْ لَمْ يُسَمَّ في الْقُرْآن: يُوشَع، وحنظلَة بن صفوان نبيُّ أَصْحابِ الرّسّ، وحزقيل، وخالد بن سنان، وأرميا، وشعيا، وشمويل -- والملائِكَة لَا يَعْلَمُهم إلَّا الله كما أَخبرَ بذَلك فى كِتَابه، ومِمَّن سُمِّي منهم: وَلَيْسَ في القرآن: إِسْمَاعِيل صَاحِبُ سَماءِ الدُّنيا -- ورياقيل -- الَّذِي يَطْوِي الْأَرْضَ يَوْمَ الْقِيَامَة.
ص: 414
«أَوْلَادُ إبْراهيم»: سُمِّي منْهم: إسْمَاعيل، وإسْحَاق، ومَدْين(1) وزمران، وسرح، ونغس، ونغسان، وكيسان، وسورح، وأميم، ولوطان، وناقش.
«وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجنَّةَ»(2) الآية، قالَهُ يَهُود الْمدينة ونصَارَى نَجْران وَكَانُوا سِتّين، وسُمّي منْهم: السّيد والْعَاقب وأوْس بن الحارث وَخَلَف، وخُوْيلة -- ويومتا، وَهُمْ المذكُورُونَ فِي صَدْرِ آلِ عِمْران.
«يَسْئَلُونَكَ عَن الْأَهِلَّةِ»(3) سُمِّيَ منْهم: مُعَاذ بن جَبَل وثعلبة ابن غَنَم.
«يَسْئَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ»(4) سُمِّيَ مِنْهُمْ: عمرو بن الجموح.
«يَسْئَلُونَكَ عَنْ الْخَمْرِ..»(5) سُمِّيَ مِنْهم: عُمَر، ومُعاذ(6).
«وَيَسْئَلُونَكَ عَنْ الْمَحَيضِ..»(7) سُمِّيَ مِنْهم: أُسَيْد بن الْحُضَيْر، وعبّاد بن بشر.
ص: 415
«الَّذينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ..»(1) قيل: ثَلَاثَّون أَلفاً -- وقيل: سَبْعون، وقيل: ثَمانمائَة(2).
«فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بالْجُنُودِ»(3) قيل: كَانُوا سَبْعين آلْفاً - والَّذِين لَمْ يَشْربُوا وَجَاوَزُوا مَعَه ثَلَاثمائة وثَلاثة عَشَر وَهُمْ عَددُ أَهْلِ بَدْرٍ.
«مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللهُ..»(4) سمَّيَ أَصْحَابُ الْمُبْهِمَات مِمَّن كَلَّمَ الله مُوسَى لا غير؛
قُلْتُ: وَمِنْهُمْ: آدَمُ كما ثبَت في الحديث ومُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم.
«أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتَبِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَبِ اللهِ...»(5). الآية، سُمِّيَ مِنْهم: النّعمان بن عمرو، والحارث بن یزید(6).
«وَقَالَتْ طَائِفَةً مِنْ أَهْل الكِتب ءَامِنُوا..»(7) سُمِّيَ مِنْهُمْ: عبد الله بن الضّيف، وعديّ بن زيد، والحارث بن عوف.
ص: 416
«كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَنِهِمْ..»(1) سُمِّيَ مِنْهُمْ: الحارث بن سويد بن أسلم.
«وإِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذينَ أُوتُوا الكِتب..»(2) سُمِّيَ مِنْهُمْ: عمرو ابن نشاس(3) وأوس بن قيظي وجبار بن صخر.
«إِذْ هَمَّت طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ..»(4) هُمَا: بَنُو حَارِثة مِن الْأَوْس، وَبَنُو سَلَمَة من الخزْرج.
«مِنْكُمْ مَنْ يُريدُ الدُّنْيَا»(5) هُمْ الَّذينَ فَرُّوا مِنَ المشرِكين وَكَانُوا هو سَبْعةً وثلاثينَ رَجُلاً.
«وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرة»(6). الَّذين ثَبَتُوا ثلاثة عشر منهم: عبد الله بن جبير.
«وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهم أَنْفُسهمْ»(7) هُمْ المُنَافِقُون.
«الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ»(8) هُمْ الْخَارِجُونَ إِلَى بَدْرٍ ثَانِيَاً بَعْدَ أُحُدٍ وَكَانُوا سَبْعين.
ص: 417
«الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ فَقيرٌ..»(1) مِنْهُمْ: فنْحَاص اليَهُودي.
[«الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا ..»(2) مِنْهُمْ: كَعْب بن الأشْرف وفِنْحَاص](3).
«أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيكُمْ..»(4) سُمِّيَ مِنْهُمْ: طَلْحَة بن عُبيْد الله، وعبد الرحْمن بن عوف.
«إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ..»(5) هُمْ بِنُو مُدْلج دخَلُوا في صُلْح خزاعة.
«أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ ..»(6) هلال بن عُوَيْمر الأسْلَمي وقومه.
«سَتَجِدُون ءَاخَرِينَ..»(7) هُمْ قَوْمٌ مِنْ أَسَدٍ وَغَطَفَان(8).
«إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِين»(9) سُمِّيَ مِنْهُمْ: ابنُ عَبّاسٍ وأُمُّه أُمُّ الفَضْل لُبَابة بنت الحَارِث الْهِلاليّة أخت ميمونة.
ص: 418
«الذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ..»(1) هُمْ: طُعْمة بن أُبَيْرق وأَقارِبُه مِنْهُمْ إِخْوَته: بِشر وبُشَير ومبشّر وابن عمّهم أشير بن عروة بن أُبَيْرق.
«وَيَسْتَفْتُونَكَ في النِّسَاءِ..»(2) سُمِّيَ مِن الْمسْتفْتين: خَوْلة بنت حَكيم سأَلَتْ عَنْ بَنَاتِ أَخيها(3).
«يَسْتَفْتُونَكَ قُل اللهُ يُفتيكُمْ فِي الْكَلَلَةِ..»(4) سُمِّيَ مِنْهُمْ: جابر بن عبد الله.
«يَسْئَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ..»(5) سُمِّيَ مِنْهُمْ: عديّ بن حاتم الطائي.
«إذْ هَمُ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا..»(6) سُمِّيَ مِنْهُمْ: عمرو بن جحاش الیهودي.
«قَوْماً جَبَّارِينَ»(7) هُمْ الْعَمَالِقَة.
«وإِنَّمَا جَزاؤُا الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ..»(8) هُمْ العُرَنيُّون وَكَانُوا ثمانيةٌ.
ص: 419
«وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ..»(1) هُمْ: بَنُو قَيْنُقَاع، وقيل: قُریْظة.
«لِقَوْمٍ ءَاخَرِينَ»(2) هُمْ أَهْلُ خَيْبر.
«بقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَه..»(3) فَسَّرَهُمْ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم بقومٍ أَبي مُوسى الأَشْعَرِيّ - رواه الحاكم.
«وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ»(4)هُمْ وَقْدُ الْحبشَةِ وَكَانُوا سَبْعين، وَسُمِّيَ مِنْهُمْ: إِبْراهيم، وإدْريس، وَأَبُو خُزاعة، والأشرف والسّمن، وتميم، وتمام، ودُرَيد.
«وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى..»(5) أخرج: سامَ بن نوح، ورجُلَين وامرأَةً، وجارية.
«الْحَوَارِيّين»(6) سُمِّيَ مِنْهُمْ: بطرس، وبولس، وأندارس، وطنس، وبوطا، ورديب بن ثملا، وفليس، ويعقويس، وموماس، وإسرئلمها(7)، ويهودا.
«يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسْطِيرُ الْأَوَّلِين»(8) يُسَمَّى مِنْ
ص: 420
قائِلي ذلك: النَّضْر بن الحارث - وَكَذَا قولُه تَعالَى: «وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إنْ كَانَ هذا هُوَ الْحَقُّ ..»(1)، «وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ»(2)، «وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ»(3) ونحوها في الكهف سُمِّيَ مِنْهُمْ: بلال، وَعَمّار.
«إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللهُ عَلَى بَشَرٍ..»(4) سُمِّيَ مِنْهُمْ: مالك بن الضيف اليهودي.
«قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِي..»(5) سُمِّيَ مِنْهُمْ: الوليد بن المغيرة، وأَبُو جَهْل.
«الَّذين آمَنُوا مع صَالح» مائة وعشرة.
«السَّحَرة» قيل: خمسة عَشَر ألْفاً وقيل: أربَعمائة، وقيل: تسعمائة(6)، ورؤَساؤُهُمْ أَرْبعة: عادور، وساتور، وحطط، والمصَفى.
«عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ»(7) هُمْ مِنْ كنعان، وقيلَ: مِنْ لُخَم.
«وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةً يَهْدُونَ..»(8) هِيَ أَمَّةُ محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم.
ص: 421
«يَسْأَلُونَكَ عَنْ الأَنْفالِ»(1) سُمِّيَ مِنْهُمْ: سَعْدُ بن أَبي وَقَاص.
«يأَيُّها النَّبيُّ قُل لِمَنْ فِى أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى..»(2) كَانُوا سَبْعِينَ مِنْهُمْ: العبّاسُ، وعقيل، ونَوْفل بن الحارث.
«إِلَّا الَّذِينَ عَهِدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِين»(3) بنُوكنانة، وبنُو ضمرة، وبنُو مدلج، وبنُو الذيل(4).
«وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ»(5) مِنْهُمْ: أَبُو سُفْيان، وَمُعَاوِيَة وَعَكْرمةُ بن أَبي جَهْل.
«الَّذِينَ إِذا مَا أَتَوْكَ»(6) مِنْهُمْ: بَنُو مُقرَّن(7) المزني -- قيل: كَانُوا سَبْعة: عُلْبة بن يزيد -- وعبد الله بن المغفل -- والعرباض بن سارية -- وعبد الرحمن بن عمرو -- وسالم بن عمير -- ومعقل -- وعائد بن عمرو(8).
ص: 422
«وَالْمؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ..»(1) سُمِّيَ مِنْهُم: عبد الله بن يربُوع، وعمرو بن مرداس، والعباس بن مِرْداس -- وعلاء بن الحارِثة -- وقيس بن عدِيّ.
«وَمِنَ الْأَعْرابِ مَنْ يَتَّخِذُ..»(2) هُمْ نَفَرٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ وتَميم.
«وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ..»(3) هُمْ: بَنُو مقرن.
«وَالسَّابِقُونَ الْأُوَّلُونَ..»(4) قيل: مَنْ صَلَّى إِلَى الْقِبْلَتين، وقيل: أَهْلُ بَدْر، وقيل: الْبَيْعة.
«وَءَاخَرُونَ اعْتَرَفُوا..»(5) هُمْ سَبْعَةٌ مِنْهُمْ: أَبُو لبَابة، وأَوْس بن ثَعْلَبة ووديعة بن حزام.
«وَءَاخَرُونَ مُرْجَون»(6) هُمْ الثَّلاثَةُ الَّذِين خُلِّفوا.
«فِيهِ رِجَالٌ»(7) بَنُو عَمرو بن عَوْفٍ مِنَ الْأَوْس.
ص: 423
«وَمَا ءَامَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ»(1) قيلَ: ثَمانُون نِصْفُهُمْ رِجَالٌ وَنِصْفُهُم نِسَاء، وقيلَ: ثَمانيةٌ وَسَبْعُونَ، وقيلَ: عَشْرة.
«جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى..»(2) هُمْ: اثْنَا عَشَر مَلَكاً مِنْهُمْ: جبريل وميكَائيل وإسْرَافيل وَهُمْ الَّذِينَ فِي الْعَنكَبُوت والذَّارِياتِ وَالْحِجْر.
«وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ..»(3) هُمْ خَمسة: امْرَأَةُ السَّاقي، والْحَاجِبِ، والخَبَّازِ، والسَّجَّانِ، وَصَاحِبِ الدَّوابّ.
«كَفَيْنَكَ الْمُسْتَهْزِءِينَ»(4) هُمْ: الْوَليدُ بن الْمغيرة، والْعَاصِ، وَالْأَسْود ابن المطلب، والْأَسْوَد بن عبد يَغُوث، وعَدِيّ بن قيْس.
«ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِمَا فُتِنُوا..»(5) سُمِّيَ مِنْهُمْ: أَبُو جَنْدل بن سَهْل.
«بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا..»(6) هُمْ أَهْلُ بَابِل وَعَلَيْهِمْ نَجَت نُصَّر في المرَّةِ الأولَى.
«سَيَقُولُونَ ثَلَثَةٌ..»(7) هُوَ والَّذِي بَعْدَه لِنَصَارَى نَجْران والثَّالِثُ لِلْمُسْلِمين.
ص: 424
«أفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ»(1) سُمِّيَ مِنْ أَوْلَادِ إبْلِيس: الأبيض وَهَامَة بن الأبيض، وبلْذَون المُوَكَّل بالأسواق.
«فَكَانَتْ لمسكِين»(2) قيلَ: سَبْعة وقيلَ: عَشْرة.
«تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ»(3) هُمْ أَهْلُ جَابرس مِنْ نَسْلِ مُؤْمِني ثَمُود.
«وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْماً»(4) هُمْ أَهْلُ جَابلق مِنْ نَسْلِ مُؤْمِنِي عَاد، وقيلَ: هُمْ الزَّنْج.
«يَصْطَفِي مِنَ الْمَلئِكَةِ رُسُلًا»(5) قال في التّبْيَان: كجبْريل وميكائيلَ وغيرهِم، وَكَأَنِّ المرادَ بالرُّسُلِ المتصرِّفُون في أُمُورِ الله لَا الْمُرْسَلُون إلى الأنبياءِ خاصَّة.
«وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ ءَاخَرُونَ»(6) عَنَوْا بَشَّاراً مَولَى العلاء بن الحضرمي، وجبرا، وعَداساً مَولَى حُوَيْطب.
«لَشِرْذِمَةٌ قَليلُون»(7) قيلَ: ستّمائَة أَلْف وَسَبْعون أَلْفاً، وقلَّلَهُمْ باعْتبارِ جُنْده فقدْ كَانُوا أَلْفَ أَلفٍ وخمسمائَة أَلْف.
ص: 425
«يَأَيُّها الْمَلَؤُا أَفْتُونِي»(1) قيلَ: كَانَ أَهْلُ مَشُورتها ثلاثَمانَةٌ وَثَلاثَة عَشَر.
«أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتركُوا..»(2) هُمْ الْمؤْذَوْن عَلَى الْإسْلام مِنْهُمْ: عَمَّارُ بن ياسِرٍ وَأَبُوه.
«وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيث..»(3) سُمِّيَ مِنْهُمْ: النَّضْر بن الحارث.
«إِذْ جَاءَتَكُمْ جُنُودٌ»(4) هُمْ الْأَحْزَاب: قُريْش وَقَائِدهمْ، والنضیر(5).
«مَنْ قَضَى نَحْبَه»(6) سُمِّيَ مِنْهُمْ: حَمْزَةَ، وَمُصْعَب، وأَنسَ بن والنَّضر.
«وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتظِرُ»(7) سُمِّيَ مِنْهُمْ: عُثْمان، وطلحة، وسعيد.
«الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ»(8) قُرَيْظة.
ص: 426
«وامْرَأَةً مُؤْمِنَةٌ»(1) هِيَ عامّة لأنَّها نكِرةٌ في سياقٍ الشَّرْط، وسُمِّيَ مِنَ الْوَاهِباتِ: خَوْلَة بنت حَكيم، وأُمُّ شريك العَامريّة.
«وَانْطَلَقَ الْمَلَأ مِنْهُمْ»(2) سُمِّيَ مِنْهُمْ: الْوَلِيدِ، والْعَاص، وأَبُو جَهْل، والنَّضر، وَشَيْبة، وأَخُوه عُتْبَة، وابنُه الْوَلِيد، وأَبُو البختري، ومطعم بن عديّ ومَخرمة بن نَوفل، وسُهيَل بن عمرو، وهشَام بن عمرو، ورَبيعة بن الأَسْود، وعدِيّ بن قيْس، وحُويْطب بن عبد الْعُزَّى، والحارِث بن قيس - وَعَامِر بن خالِد، والْأَخْنَس بن شريق، وعبد الله أُمَيّة، وبنيه ابن الحجاج، وأَخُوه منبّه، وَأُبَيّ بْن خَلَف، وقرط بن عمرو، وعمير ابن وهب.
قولُه: «إِلَّا مَنْ شَاءَ اللهُ» في النَّمْل والزُّمَر(3) قيلَ: جبريل وميكائيل وإِسْرافِيل ومَلك الْمَوتِ، وقيلَ: هُمْ وَحَمَلَة الْعَرْشِ الثَّمَانِية - وَقيلَ: رَضوان، والْحُور، وَمَالك، والزّبَانية، وقيلَ: الشُّهَداء، وقيلَ: المستثنَى في الْقرع: الشُّهَداء وفي الصَّعْق: الملَائِكة المذكُورُون.
«وَقَالُوا ءَأَلِهَتُنَا..»(4) سُمِّيَ مِنْهُمْ: ابن الزّبعَري.
«نَفَراً مِنَ الْجِنِّ»(5) هُمْ مِنْ جِن نصيبين أَوْ الْجزيرة: سَبْعة،
ص: 427
وقيلَ: تِسْعَةٌ مِنْهُمْ: زُوبَعَة، وسُرِّق، وعمرو بن جابر وشاصِر، وماصر، ومنشى، وماشي، والأَخف(1).
«أُوُلُوا الْعَزْمِ»(2) هُمْ: مُحمَّد، وإبْراهيم، وَنُوح، وَمُوسَى وَعيسَى، وَقيلَ: الثَّمانيَة عَشَر الَّذِينَ في الأنْعام - وَقِيلَ: أَرْبَعة: إِبْرَاهيم عیسی وَمُوسى ودَاوُد وَعيسَى - وقيلَ: نُوحٍ وَهُود وَصَالح وَلُوط وشُعَيْب وَمُوسَى، وقيلَ: نُوح وإبْراهيم وَإسْحاق وَيَعْقُوب وَيُوسف وَأَيُّوب.
«يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غيرَكُمْ»(3) فُسِّروا في حَديثٍ بقَوْمٍ سَلْمَان.
«إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ..»(4) هُمْ أَعْرَابَ مِنْ بَني تَميمٍ مِنْهُمْ: الْأَقرعُ بن حَابِس، والزِّبْرِقَان بن بدَّر، وَعُيِّيْنَة بن حصن، وعمرو ابن الَأهْتَم، وخَالِدُ بن مالك، وقعْقَاعُ بن معبد.
«قَالَت الأعْرابُ ءَامَنَّا»(5) هُمْ قَوْمٌ مِنْ بَنِي أَسَد.
«هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا»(6) هُمْ: بَنُو النَّضِير.
«أَصْحَبُ الْجَنَّةِ»(7) هُمْ قَوْمٌ مِنَ الْيَمَنِ إِخْوَة.
ص: 428
«أصْحَبُ الْأْخْدُودِ»(1) هُمْ: ذُونُواس زرعة بن أَسْعد الحميري وَأَصْحَابُه.
«أَصْحابِ الْفِيل»(2) هُمْ الْحَبشة، قائِدُهُمْ: أَبْرَهَة الْأَشْرم وَدَلِيلُهُمْ: أَبُو رغال الثَّقَفي.
الْفَصْلُ الثَّالِث:
في الْمُبْهَمِ مِنْ أَسْمَاءِ الْحَيوانَاتِ وَالأمْكِنَةِ وَالنُّجُوم ونحوَها:
«وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمْ الْبَحْرَ»(3) هو القلزم وكنيته: أبو خالَد.
«ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ»(4) هي: اريحا، وقيل: بَيْتُ الْمُقدِس، وقيل: البلقاء - وقيل: الرّملة وفلسطين.
«مُبتليكُمْ بنَهْرٍ»(5) هُوَ نَهْرُ فلسطين أو الْأُردن.
«مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ»(6) هي بَيْتُ الْمَقْدِس.
«أَرْبَعَةُ مِنَ الطَّيْرِ»(7) طاووس، وحمامة، وغراب، وديك - وقيل: بطَّة، ونسر بدَلَ الأوَّلَين.
ص: 429
«كَهَيْئَةِ الطِّيْر»(1) هُوَ الخفّاش.
«الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا»(2) مكة.
«ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَة...»(3) هي ايليَّا، وهو بيت المقدس.
وقيل اريحا، وقيل: فلسطين، وقيل: دمشق.
«رَأَى كوكباً»(4) هي: الزهرة وقيل: المشتري.
«الْأعْرَاف»: سُورٌ بَيْنَ الجنَّةِ والنَّار.
«سَأُوْرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِين»(5) قيل: ديار عاد وثمود وقيل: جهنم. وقيل: «مِصْر» دار فرعون -- وقيل: إنَّ قائِلَه إِنَّما قَال: أي مصيرَّهم فتصحَّفت بمصْرَ حتى استعظم ذلك بَعْضُهُمْ -- قلت: وما في هذا مما يُسْتَعْظَم.
«وَسْتَلْهُمْ عَن الْقَرْيَةِ...»(6) هي: أيلة، وقيل: هي طَبَريَّة فيكون الْبَحْرُ نَهْرَ الأردن.
ص: 430
«تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَل»(1) هو الطوُّر. وكذا: «وَإِذْ نَقْنَا الْجَبَلَ...»(2)، «إِذْهُمَا فِي الْغَارِ»(3) هُوَ فِي جَبَلِ ثَوْر.
«لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى»(4) هُوَ مَسْجِدُ قباء، وقيل: مَسْجِد الْمدینة.
«أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً»(5) تفسيرُها في حديث مرفوع في مُسْندِ البزَّار والطَّبَراني، وقد كُنْتُ توقَّفتُ فيهَا إذْ لم أجدْها مضَّبُوطةً ولا في خَطِّ الحَافظِ أبِي الْحَسَنِ الْهَيْثَميّ، وشَيْخِ الْحُفَّاظ أَبِي الْفَضْلِ بِنْ حَجر وسَأَلْتُ عَنْهَا أَهْلَ الْمِيقَاتِ فَلَمْ يَعْرِفُوا مِنْها إِلَّا الْقليل حتَّى رَأَيْتُهَا مضْبُوطةً بِخَطِّ مُخْتَصَرِ التَّعْريف وهي: الخرتان، وطارق -- والدّيّال -- وقابس -- والنَّطح -- والضَّروح -- وذو الكنفين -- وذو الفرع -- والفيلق -- ووثاب -- والعمودان(6).
ص: 431
«غَيَابَتِ الْجُبِّ»(1) هُوَ جُبِّ في الْأُرْدُنْ، وقيل: في بَيْت المقْدِس.
«جَعَلْنَا في السَّمَاءِ بُرُوجاً...»(2) هي: اثْنَا عَشَر: الحَمَل، والثَّور، والجوْزاء، والسَّرطان، والْأَسد، والسّنبلة، والميزان - والعَقْرَب - والقَوْس - والجَدْي - والدَّلْو - والحُوت وهي المراد بالْبُرُوج حَيْثُ وَرَدَ في الْقُرآنِ إِلَّا في قوله: «وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجِ مُشَيَّدة...»(3).
«وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ»(4) هي: سدوم أَكْبَرٌ مدائنهم، والبواقي: صعده، وعمره، ودوماً.
«إلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغيه...»(5) قيل: مكَّة.
«وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُون...»(6) هي: الثُّريَّا، والفَرْقَدان، وبنَاتُ نعش، والْجَدي، وقيل: المراد الجنس.
«وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ...»(7) اسْمُهُ: قطمير.
ص: 432
«بِوَرِقكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ...»(1) هي: طرَسُوس بفتح الراء.
«مَجْمَع الْبَحْرَيْنِ»(2) قيل: بحر فارس والرُّوم، وقيل: بَحْر العرب وبحر الزقاق، وقيل: بحر الأردن وبحر القلزم، وقيل: طنجة وافريقية(3).
«أَتيَا أَهْل قَرْيَةٍ...»(4) قيل: انطاكية، وقيل: ايلة، وقيل: النَّاصرَة قرية بالشام.
«مَكَاناً قصِيّاً...»(5) هُوَ وَادِي بَيْتِ لَحْم.
«سَرِیَّا»(6) هُوَ نَهْر.
«فَاقْذِفِيهِ في الْيَمِّ»(7) هو النِّيل.
«الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا...»(8) الشام.
«الْقَرْيَةِ الَّتي كَانَتْ تَعْمَلُ الخَبيثَ...»(9) سُدوم.
ص: 433
«أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ»(1) قيل: أَرْضُ الدُّنْيا، وقيل: أَرْضُ الْجَنَّة، وقيل: الأرْضُ المقدَّسة.
«وَءَاوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ...»(2) قيل: دِمَشق وغوطتها، وقيل: بَيْت المقْدِس، وقيل: الرَّمْلة، وقيل: مِصر، وقيل: النَّاصِرة.
«وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ»(3) قيل: هُوَ بَحْرُ مَعْروفٌ يلْتقي فيه الماءُ الْمِلْحُ والْعَذْب.
«وَمَقَامٍ كَريم»(4) هو الفَيُّوم، وقيل: أرضُ مِصر.
«وَادِ النَّمْلِ»(5) هُوَ بالشَّام وقيل: بالطَّائف، وقيل: بالْيَمَن.
«قَالَتْ نَمْلَةٌ...»(6) قيل: اسمها: حرمياً وقيل: طاخية. قال السهيليّ: وكيف يتصور ذلك والنمل لا يسمّى بعضهم بعضاً وَلَا يُمكِنُ للأدَميين تَسْمِيَةُ واحدةٍ مِنْهُ بعَيْنِهَا إذْ لَيْسَ مِمَّا يَدْخُلُ تَحْتَ مُلْكِهم كالخَيْلِ وَالْكِلَابِ، وإن صحَّ ذَلِكَ فلعلَّها سُمِّيت في بَعْض كُتُبِ وعرفَها الأنْبياءُ أَوْ بَعْضُهُم قبْل سُلَيْمان، وخَصَّهَا بالتَّسْمِية لصُدُورِ هَذِهِ الحِكَم الْعَجيبَة مِنْها(7).
ص: 434
قُلْت: اسْتِشْكَالُ السُّهَيْليّ لَا مَعْنَى لَهُ فقد قالَ الْفِرْيَابيُّ في تفسيره حدْثَنا سُفْيان عمَّن حدَّثه عن مُجَاهِدٍ في قوله: «أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ»(1) قال:
أصْنافاً مُصَنِّفَةً تُعْرَفُ بأسْمائِها إلَّا أنْ يكُونَ مُرَادُهُ أَسْمَاءَ الأَجْنَاسِ.
«لَا أَرَى الْهُدْهُدَ...»(2) قيل: اسْمُهُ يَعْفُور وقال الحَسّن: اسْمُهُ عَنْبَرْ.
«وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَأ»(3) المرادُ هُنَا: الْمَدِينَةَ وهي قريبَةٌ مِنْ صَنْعَاء.
«وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ...»(4) هي مَنْف من أرْضِ مصر.
«لَرَادُّكَ إِلَى مَعَاد»(5) هِيَ مَکَّة.
«غُلِبَت الرُّوم. في أَدْنَى الْأَرْضِ...»(6) هي: أَذْرِعَات، وبُصْرى، وهي أَدْنى أرض الشَّام إلى أَرْض العرب، وقيل: أَرْضُ الأردن وفلسطين، وقيل: الجزيرة لأنها أدنى أرض الرُّوم إلى أرض فارس. «دَابَّةُ الأرْضِ ...»(7) هي الأرَضَة - والأرْضُ: مصدر أرضت الخشبة لا الأرض المعروفة.
ص: 435
«أَصْحَبَ الْقَرْيَةِ...»(1) هي: انطاكية.
«وَفَدَيْنَهُ بِذِبْحٍ...»(2) هو الكَبْش الذي قرّ به هابيل.
«فَنَبَذنَهُ بِالْعَرَاءِ»(3) هو سَاحِلُ الْقَرْيَة مِنْ المُوصِل.
«ورَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتين»(4) مكّة والطَّائف.
«وهذِهِ الْأَنْهَارُ...»(5) هِيَ أَرْبَعَةَ: نَهْر الملك، ونهر طولون، ونهر دمياط، ونهر تنّيس.
«يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قريبٍ»(6) هُوَ صَخْرَةٌ بَيتِ الْمَقدِسْ أَقرب الْأَرْضِ إِلَى السَّماء.
«الْبَيْت الْمَعْمُور»(7) اسْمُهُ: الضّراح في السَّماء السَّابعة وقيل: في جَهَنَّم.
«وَالنَّجْمِ»(8) هو الثُّريَّا.
ص: 436
«مَا أَفَاءَ الله عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى...»(1) هي: فدك، و بدر والصَّفراء، ونحوها.
«و الَّذِينَ تَبَوَّءُو الدَّارَ...»(2) هي المدينة.
«قَسْوَرَة»(3) الأسد، رواه البزَّارُ عن أبي هريرة.
«الخُنَّسِ. الْجَوَارِ الكُنَّس»(4) هي: زُحَل، والمشتري، والمرّيخ، والزّهرة، وعطارد.
«النَّجْمُ الثَّاقِبُ»(5) قيل: زُحَل، وقيل: الثُّريَّا.
«جَابُوا الصَّحخْرَ بالْوَادِ»(6) وَادِي الْحِجرِ، وقيل: وَادِي الْقُرَى.
«لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ»(7) هُوَ مَكَة - وكذا: «وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِين»(8).
«الْفِيل»(9) مَحْمُود - «الْغَاسِق»(10) القمر كما في الحديث.
أَسْمَاءُ مَنْ نَزَل فِيهم الْقُرْآن
هَذَا النَّوْعُ مِنْ زِيَادَتي، وَقَدْ وَقَفْتُ فِيهِ عَلَى تَصْنِيفٍ لِبَعْضِ الْقُدَمَاء(11)وَقَدْ رَوَيْنَا عَنْ عَلَيّ بن أبي طَالبٍ قَال: مَا مِنْ رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ إِلَّا قَدْ نَزلت فيه طَائِفَةٌ مِن الْقُرْآن(12)، وَكُنْتُ عَزَمْت عَلَى سَرْدِهم هُنَا مُرَتَّبِينَ عَلَى حُرُوفِ الْمُعْجَم ثُمَّ رَأَيْتُ أَنَّه يَلْزَمُ مِنْه تَكْرَارٌ كَثيرٌ لأَنَّ غالِبَ مَنْ نَزَلَ فِيهِ الْقُرْآن ذكِرَ في هَذَا الكِتاب خُصُوصاً فِي الْمُبْهِمَات فَرَأَيْتُ أَنْ أذكُرَ هُنَا بَعْضَ مَنْ لَمْ يتقدَّم لَهُ ذكر.
أَبُو بَكْر الصّدْيق: نزلّ فيه آياتٌ منها: آخِرٌ سُورةِ اللَّيْل.
عُمَرُ بن الخطّاب: نزلّ فِيه آياتٌ مِنْهَا: مُوَافَقاتُه الْمشْهُورة كقوله: «وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّىً»(13).
ص: 437
عُثْمَان بن عفَّان: نَزلَ فيه(1).
عَليّ بن أبي طالب نزلَ فيه: «إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ..»(2) الآیة.
أُبَيُّ بن كَعْبٍ نَزَلَ فِيهِ: «كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ..»(3). كَذَا قَالَ صَاحِبُ الكِتَابِ الْمُشَارِ إِليه.
أُسَامةُ بن زَيْد: نَزَلَ فيه: «وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ..»(4).
أَسْعَد بن زرارَة: مِمَّنْ نَزَلَ فيه: «وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ..»(5) وَكَذَا أَبو أُمَامَة مِنْ بني النجار، والبَراء بن معْرور، والأخْنَس بن شريق الثقفي الكافر: نَزَلَ فيهم: «وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ..»(6).
إربد بن قَيْس الجعفي نزلَ فيه: «وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ..»(7) الآية.
بشير بن النُّعْمان نزلَ فيه: «وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً..»(8).
ص: 438
تميم بن أَوْس الدَّارِي نزلَ فيه: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ..»(1)، وفي عديّ بن زيد ثوبان مولى النبي صلى الله عليه وسلم نزل فيه: «وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ..»(2) الآية.
حَاطِبُ بن أَبِي بَلْتَعَة نزل فيه: أَوَّلُ المُمْتَحَنَة.
حارِثة بن زيدٍ مِنْ بني عامر بن لُؤَيّ هُوَ مقتولُ عياش الَّذَي نزل فيه: «وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً..»(3).
حارِثة بن زيد الْأَسَديّ: نزلت فيه: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ..»(4).
حسّان بن ثابت: نزل فيه آخِرُ الشُّعَرَاء «إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا..».
حنْظَلة بن شمردل: نزل فيه: «وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ...»(5).
صبيح مولَى حُوَيطب: نزل فيه: «فَكَاتِبُوهمْ..»(6).
ص: 439
عاصِمْ بن عَديّ: نزل فيه آيَةُ اللّعَان(1).
عثْمانُ بن أَبِي طَلحة: نزل فيه: «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا...»(2).
عُيَيْنَة بن حصْن: نزل فيه: «وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ..»(3).
كعب بن عُجْرة نزل فيه: «فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى...»(4).
عائِشة: نزل فيها عدَّة آيات، مِنْهَا: قصَّة الإفك.
أمّ سَلَمة: نزل فيها: «وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ..»(5) الآية.
أمَيْمة بنت الْحَارِث: نزل فيها: «فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ...»(6) الآية.
وقد ذُكِرَ في الكِتاب الذي صدِّرنا بذكره جماعة(7) مع ما نزلّ في كلّ مِنْهُمْ لكن غالبه لا تركَنُ النَّفْسُ إِلَيْه لأن بعضَه ثبتَ في التَّفاسيرِ المعتمَدة والأحاديث الصَّحيحة خلافُه، وبعضه لا يُدرَى ما مُسْتَنَده فيه وأرجو أن أصْرِف العنايةَ إلى تحْرير كتابٍ في هَذَا الْمَعْنى متتبعاً لَهُ مِنْ الأحاديث وَمَشْهُور التَّفاسير إنْ شاءَ اللهُ تعالى.
ص: 440
التَّاريخ
هَذَا النَّوْعُ مِنْ زِيَادَتي، وَهُوَ مِنْ أَنْوَاعِ عُلُوم الْحَديث، وَمَوْضُوعَّه ثَمِّ: ذِكْرُ وفيَاتِ المشَاهير مِنَ الصَّحَابة وأئمةِ الْحديث - وَنَذْكُرُ هُنَا: وَفَيَاتِ المشاهير مِنَ القُرَّاء والمفَسّرين مِمن ذكرناهُمْ في النَّوْعِ الْخَامِس والعِشْرين وتَاليه(1) وَالنَّوْع الثَّالث والتِّسْعين(2).
تقدَّمَت وَفَاةُ النَّبيّ صلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم في الأسماء.
وَتُوفِّيَ أبُو بكرٍ سنة ثلاثَ عشرة؛
وَعُمَرُ: آخر يومٍ مِنْ سنة ثلاثٍ وَعِشْرِينَ شهيداً.
وَعُثْمان: سنة خمسٍ وَثَلاثينَ مقتولاً ظلماً.
وَعَليّ: سنة أرْبَعينَ مقتولاً شهيداً؛
وَسَالِمٌ: مولى أبي حُذَيْفة يومَ الْيَمامةِ شهيداً؛
وَمُعَاذُ بن جبَل: سنة سَبْعَ عشرة؛
ص: 441
وَأُبَيِّ: سنة تسْع عشرة؛
وَابن مسْعود وَأَبُو الدرداء: سنة اثْنتين وَثَلاثين؛
وَزَيدُ بن ثابت: سنة خَمْسٍ وَأَرْبعين؛
وَأَبُو مُوسَى الأَشْعَرِي: سنة اثْنتين وَخَمْسين؛
وَأَبُو هُرَيْرة: سنة سبعٍ، وقيل: ثمانٍ، وقيل: تِسْعٍ وَخَمْسين؛
وَعَلْقَمَة: سنة إحْدى وَسِتِّين؛
وَمَسْروق: سنة اثْنتين وَستِّين؛
وَزَرّ: سنة اثنتين وثمانِين؛
وَعُبَيْدة: سنة اثنتين وَسَبْعين؛
وَابن عبَّاس: سنة ثمانٍ وَستِّين؛
وَأَبُو العالية وسعيد بن المسيّب: سنة ثلاث وتسعين؛
وَسَعيدٌ بن جبير: سنة خمسٍ وَتِسْعين شهيداً قتلَه الحجَّاج لعَنه الله(1)؛
وَمُجَاهد: سنة مائَة؛
وَالضّحاك بن مزاحم: سنة ستٍّ وَمائَة؛
وَعكْرمة موْلَى بن عبّاس: سنة سبعٍ ومائَة؛
ص: 442
والحَسن البَصْري والأعْرج: سنة عَشْرٍ وَمائَة؛
وَعَطاء بن أبي رباح وَعكْرمَة بن خالد سنة خمس عشرة ومائة؛
وقَتادة: سنة سبعَ عشرة ومَائَة؛
وَابنُ عامر: سَنَة ثماني عشرة وَمائَة(1)؛
وَعاصم: سنة سبع وعشرين ومائة؛
وَأَبَو جعفر: سنة ثلاثين وَمائَة؛
والأعْمش: سنة ثمان وأرْبعين وَمائَة؛
وَأَبُو عمرو: سنة أربع وَخمسين وَمائَة؛
وَحَمزة: سنة ست وخمسين ومائة؛
وَنافع: سنة تِسْع وستين ومائة؛
وَحفص: سنة ثمانين ومائة؛
وَالكسائي: سنة تِسْع وثمانين ومائة؛
وَشُعْبة: سنة ثلاث وتسعين ومائة؛
وورش: سنة سبع وتسعين ومائة؛
وَاليزيدي وابن ذكوان: سنة اثنتين ومائتين؛
وَيعْقوب: سنة خمس ومائتين؛
ص: 443
وَقالُون وخلّاد: سنة عشرين ومائتين؛
وَخلَف: سنة تِسْع وعشرين ومائتين؛
ورُويْس: سنة ثمان وثلاثين ومائتين؛
وَهِشام: سنة خمس وأربعين ومائتين؛
والدَّوري: سنة ستٍ. وأربعين ومائتين؛
والبزّي: سنة خمسين ومائتين؛
وَالسّوسي: سنة إحدى وستين ومائتين؛
وَقُنْبل: سنة إحدى وتسعين ومائتين؛
وابن جرير: سنة عشر وثلاثمائة؛
وابن مُجاهد: سنة أربع وعشرين وثلاثمائة.
ص: 444
النازل بالقرآن مِنْ عند الحيّ الذي لا يموت
رَوَى البيهقي في كتاب «البعث والنشور» من طريق زائدة ابن أبي الرقاد عن زياد النميري عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: «وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ..»(1) قال: فَكَانَ مِمَّنْ استثنى الله تعالى ثلاثة: جبريل، وميكائيل، وملَك الموت - فيقول الله تعالى وَهُوَ أعلم: يا ملَك الموت من بقي؟ فيقول: بقي وَجْهُك الكريم وعبدك جبريل وميكائيل وَمَلِكَ الموت - فيقول: توفَّ نفسَ ميكائيل.
وفي رواية عن الطَّبراني: فيقع كالطَّود الْعَظيم، ثم يقول وهُوَ أعلم يا ملَك الموت من بقي؟ فيقول: بقي وجهُك الباقي الكريم وعبدك جبريل وملِكَ الموت فيقول: توفَّ نفسَ جبريل - ثُمَّ يقولُ وَهُوَ أعلَم: يا ملَك الْموتْ من بَقي؟ فيقولُ: بقي وَجْهُك الكريم وعبدُك ملَك الموت وَهُوَ ميّت(2) فيقول: مُتْ فيموت ثُمَّ ينادي عزَّ وجل: أَنَا بدَأْتُ الْخَلْقِ ثُمَّ أُعِيدُهُم - تَمَّ الكِتاب بحَمْدِ اللَّهِ وَعَوْنِه.
ص: 445
قال مُؤَلِّفُه رحمهُ اللهُ تعالى: وَفَرَغْتُ مِنْ تأليفه بِعُونِ الله تعالى يَوْمَ الثَّلاثَاء سابع رجب الفَرْد سنة اثْنتين وسَبْعين وَثمَانِمائة، وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوَّكيل، وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيّدِنَا وَمَوْلَانَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِه وَسَلَّم ورضي الله عن أصحابِ رَسُول اللَّهِ أَجْمَعين.
في عَاشرِ شَهْرِ شوَّال سنَة ستّ عَشرة ومائة وألفٍ وَحَسْبُنَا اللهُ وَحْدَه.
ص: 446
1 - فهرس الآيات القرآنية.
2 - فهرس الأحاديث.
3 - فهرس الأعلام المترجم لهم.
4 - فهرس المراجع.
5 - فهرس الموضوعات.
ص: 447
ص: 448
اللهُ وَلىُّ الَّذينَ ءَامَنُوا يُخْرِجُهُم ... - 257 - البقرة - 16
مُدْهَامَّتَان - 64 - الرحمن - 49
يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ... - 9 - التفابن - 44
وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهِ... - 40 - یونس - 49
فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ... - 94 - یونس - 49
وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ... - 10 - الحدید - 50
يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا... - 77 - الحج - 52
... فَاعْفُوا واصْفَحُوا حَتَّى يأتي الله بأمْرِه... - 109 - البقرة - 53
لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَهُمْ... - 272 - البقرة - 53
وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ... - 281 - البقرة - 54
ءَامَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ... - 285 - البقرة - 54
يَأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُم... وَهُمْ فيها خالِدونَ - 21 - 25 - البقرة - 54
إنَّ اللهُ يأمُرُكُمْ أنْ تُؤَدُّوا الأمَانَاتِ... - 58 - النساء - 54
الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ... - 3 - المائدة - 54
قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ... - 151 - الأنعام - 54
وَمَا قَدروا اللهَ حَقَّ قَدْرِه... - 91 - الأنعام - 54
ص: 449
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى الله كذِباً... - 21 - الأنعام - 54
الَّذِينَ ءَاتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ... - 20 - الأنعام - 54
وَالَّذِينَ ءَاتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ... - 114 - الأنعام - 54
يَأَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ... - 64 - الأنفال - 55
فَلَعَلَّكَ تَارِكُ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ... - 12 - هود - 55
أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ... 17 - هود - 55
وَأَقِمِ الصَّلَوةَ طَرَفَي النَّهَارِ... - 114 - هود - 55
وَلَوْ أَنَّ قُرءاناً سُيَرَتْ بهِ الْجِبَالُ... - 31 - الرعد - 55، 56
وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ... - 7 - الرعد - 55
هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ...
شَدِيدُ الْمِحَال - 12، 13 - الرعد - 55، 56
وَلَقَدْ عَلَمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ... - 24 - الحِجْر - 56
وَلَقَدْ ءَاتَيْنَاكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثَانِي... - 87 - الحِجْر - 56
وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ... - 126 - النحل - 56
ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا... - 110 - النحل - 57
وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ... إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً - 73 - 80 - الإسراء - 57
وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوح... - 85 - الإسراء - 57
قُلْ لَئِنْ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُ... - 88 - الإسراء - 58
وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ... - 60 - الإسراء - 58
... إِنَّ الَّذِينَ أَتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ... - 107 - الإسراء - 58
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ... يَوْمٍ عَقِيمٍ - 52 - 55 - الحج - 58
وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُون... - 224 - الشعراء - 58
آلَم. غُلِبت الرُّومُ... بِنَصْرِ اللهِ... - 1 - 5 - الرّوم - 59
أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً... - 18 - السجدة - 59
تَتَجافَى جُنُوبُهُمْ عَنْ الْمَضَاجِعِ... - 16 - السجدة - 59
إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ... - 12 - یس - 60
ص: 450
قُلْ يَعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا... - 53 - الزّمر - 60
وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِه... - 67 - الزّمر - 61
يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللهَ... - 28 - الحدید - 61
... إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ... - 14 - التغابن - 62
... فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذَى... - 196 - البقرة - 63
واتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلىَ اللهِ... - 281 - البقرة - 64
ءَامَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ... - 285 - البقرة - 64
لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْء... - 128 - آل عمران - 64
وَمَا مُحَمَّدُ إِلَّا رَسُولُ... - 144 - آل عمران - 65
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ... - 58 - النساء - 65
يَسْتَفْتُونَكَ قُلْ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَلَةِ... - 176 - النساء - 65
الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ... - 3 - المائدة - 66
... فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً... - 6 - المائدة - 67
يَسْتَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ... - 1 - الأنفال - 67
إذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ... - 9 - الأنفال - 67
وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ... - 16 - الأنفال - 68
مَا كَانَ لِلنَّبِيّ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا... - 113 - التّوبة - 68
وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا... - 126 - النحل - 68
يَأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَة... - 1 - الحج - 70
هَذَانِ خَصْمَانِ... الْحَمِيد - 19 - 25 - الحج - 70
أذِنَ لِلَّذِينَ يُقَتلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا... - 39 - الحج - 70
إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْءَانَ لَرَادُّكَ... - 85 - القصص - 71
إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مبيناً... - 1 - الفتح - 71
... وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ... - 67 - المائدة - 75
وَعَلَى الثَّلَثَةِ الَّذِينَ خُلِفُوا... - 118 - التوبة - 75
ص: 451
تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ... - 16 - السجدة - 76
يَأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ... - 59 - الأحزاب - 76
لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ... - 128 - آل عمران - 77
وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ... - 24 - الفتح - 78
يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيَكُمْ فِي الْكَلَالَةِ... - 176 - النساء - 79
وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ... 281 - البقرة - 80
الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ... - 3 - المائدة - 80
... وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ... - 81 - التَّوْبة - 80، 81
وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لي وَلَا تَفْتِنّي... - 49 - التَّوْبة - 81
إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ... - 11 - النور - 81
وَلَا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ... - 22 - النور - 81
يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا... إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودُ... - 9 - الأحزاب - 82
... وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ... - 67 - المائدة - 83
إنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ... - 58 - النساء - 88
... والسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ - 46 - القمر - 93
أذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتلُونَ بِأَنْهُمْ ظُلِمُوا... - 39 - الحج - 93
وَقَتِلُوا في سَبيلِ اللهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ... - 190 - البقرة - 93
قُلْ لَا أَجِدُ فِيمَا أُوحِيَ إِلىَّ مُحَرَّماً... - 145 - الأنعام - 93
فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ حَلَالٌا طَيِّباً... - 114 - النحل - 93، 94
إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ... - 173 - البقرة - 94
حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ... - 3 - المائدة - 94
يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ... - 219 - البقرة - 94
يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمّ في الْكَلَالَةِ... - 176 - النساء - 94
يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا... وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا... - 278 - البقرة - 95
وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ... - 281 - البقرة - 95
ص: 452
لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُول مِنْ أَنْفُسِكُمْ... - 128 - التوبة - 95
فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ... - 110 - الکهف - 96
قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ... - 144 - البقرة - 98
... قُلْ لِلَّهِ الْمَشِرِقُ وَالْمَغْرِبُ... - 142 - البقرة - 98
وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ... - 115 - البقرة - 98
... واتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلَّى... - 125 - البقرة - 99
... فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ... - 196 - البقرة - 99
يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتالٍ فيه... - 217 - البقرة - 99
لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ... - 256 - البقرة - 99
وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ... - 121 - آل عمران - 100
وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِن بِاللَّهِ... - 199 - آل عمران - 100
يُوصِيكُمُ اللهُ في أَوْلَادِكُمْ... - 11 - النساء - 101
وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ... - 24 - النساء - 102
إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّوا... - 58 - النساء - 102
فَمَا لَكُمْ فِي الْمَنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ... - 88 - النساء - 102
وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنَاً... - 92 - النساء - 102
وَإِذَا ضَرَبْتُمْ في الأَرْضِ... أَنْ تَقْصُرُوا... - 101 - النساء - 103
وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَوةَ... - 102 - النساء - 103
يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ في الْكَلَالَةِ... - 176 - النساء - 103
يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ... - 1 - المائدة - 103
الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ... - 3 - المائدة - 103
... فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّباً... - 6 - المائدة - 103
إِنَّما جَزَاؤُا الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ... - 33 - المائدة - 103
وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا... - 118 - التوبة - 104
هُوَ الَّذِي يُريكُمُ الْبَرْقَ... شَدِيدُ المِحَال - 11، 12 - الرعد - 104
ص: 453
هَذَانِ خَصْمَانِ... - 19 - الحج - 105
أذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ... - 29 - الحج - 105
يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لِيَسْتَثْذِنَكُمُ الَّذِينَ... - 58 - النور - 105
يَأَيُّهَا النَّبيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ... - 59 - الأحزاب - 105
وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ... - 37 - الأحزاب - 105
إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ... - 56 - القصص - 105
التَّائِبُونَ الْعَبدُونَ الْحَامِدُونَ... - 112 - التوبة - 108
قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ... فِيهَا خَالِدُونَ - 1 - 11 - المؤمنون - 108
إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ... - 35 - الأحزاب - 108
... الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ... قَائِمُونَ - 23 - 33 - المعارج - 108
قَلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ... - 151 - الأنعام - 109
وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ... - 85 - الإسراء - 111
شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أَنْزلَ فيه الْقرْءَانُ... - 185 - البقرة - 115
... من المؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولى الضَّرَرِ... - 95 - النساء - 117
يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمَنَافِقَاتُ... - 13 - الحدید - 123
... کُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيه... - 20 - البقرة - 123
... ويَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ... - 37 - النساء - 126
فَتَلَقَّى ءَادَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتِ... - 37 - البقرة - 126
هُنَالِكَ تَبْلُوُ كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ... - 30 - یونس - 126
... الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ... - 6 - الفاتحة - 126
... وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُون... - 65 - الحجْر - 126
... فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعدًا عَلَيْهِ... - 111 - التوبة - 126
وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِمُ بَنِيهِ... - 132 - البقرة - 3
وقَالُوا اتَّخَذَ الله وَلَدًا سُبْحَانَهُ... - 116 - البقرة - 135
... جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ والزُّبُرِ وَالْكِتابِ الْمُنِيرِ - 184 - آل عمران - 135
ص: 454
... وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ... - 100 - التوبة - 135
اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ... - 5، 6 - الفاتحة - 136
... وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَصْطَةً... - 69 - الأعراف - 136
... وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ... - 247 - البقرة - 136
... فإِنِ اتَّبَعْتَني فَلَا تَسْئَلْنِي عَنْ شَيْءٍ... - 70 - الکهف - 136
... فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِن الصَّالِحِين... - 10 - المنافقون - 136
ومَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِين... - 24 - التکویر - 137
... وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ... - 9 - البقرة - 139
وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى - 3 - اللَّیل - 139
... وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِك يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ... - 79 - الکهف - 139
... إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ... - 28 - فاطر - 140
... وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ... - 10 - الأعراف - 140
قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ... - 23 - المائدة - 141
قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ... - 112 - الأنبیاء - 141
... وَلَهُ أَخُ أَوْ أَخْتُ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا... - 12 - النساء - 142
لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءُ... - 128 - آل عمران - 145
... فَرِهَانُ مَقْبُوضَةُ... - 283 - البقرة - 148
وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلُّ... - 161 - آل عمران - 148
وكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ... - 45 - المائدة - 148
... هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ... - 112 - المائدة - 149
لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ... - 128 - التّوبة - 149
... وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكُ... - 79 - الکهف - 149
لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ - 22 - الغاشیة - 149
فَتَلَقَّى ءَادَمٌ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ... - 37 - البقرة - 162
... وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةَّ... - 34 - النمل - 175
ص: 455
لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَني... - 29 - الفرقان - 175
... مِنْ دُونِهَا سِتْرًا كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا... - 90، 91 - الکهف - 175
... وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا الله... - 7 - آل عمران - 175
... يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ... - 102 - البقرة - 176
وَلَا يَحْزُنُكَ قَوْلُهُمْ... - 65 - یونس - 176
... مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا... - 51 - یَس - 177
... وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ... - 7 - آل عمران - 177
... وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ... - 109 - الأنعام - 177
... إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرُ... - 103 -النحل - 177
... أَيَّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى... - 110 - الإسراء - 179
... أَيُّة الْمُؤمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ - 31 - النور - 179
... يَا أَيُّهَ السَّاحِرُ ادْعُ لَنا رَبُّكَ... - 49 - الزخرف - 179
... أيُّة الثَّقَلانِ - 31 - الرحمن - 179
... وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ... - 18 - النمل - 180
وَمَنْ كَانَ في هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ... - 72 - الإسراء - 182
... بِسْمِ اللَّهِ مَجْرنَهَا... - 41 - هود - 182
وَلَهُمْ فِيهَا مَتَفِعُ وَمَشَارِبُ... - 73 - یس - 182
تُسْقَى مِنْ عَيْنِ ءَانِيَةٍ - 5 - الغاشیة - 182
وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ - 3 - الکافرون - 182
.. كِتَابِيَّة. إنِّي ظَنَنتُ أَنّي... - 19، 20 - الحاقّة - 185
قُلْ أَونَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ... - 15 - آل عمران - 186
أَءُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا... - 8 -ص - 186
أَءُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ... - 9 - القمر - 186
فَإذَا قَضيَّتُم مَناسِكَكُم... - 200 - البقرة - 189
مَا سَلَکَکُمْ في سَقَر - 42 - المدّثّرِ - 189
ص: 456
وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلَام دِيناً... - 85 - آل عمران - 189
وَيَاقَوْمِ مَنْ يَنْصُرُني مِنَ اللهِ... - 30 - هود - 189
وَيَاقَوْمِ مَالي أَدْعُوكُمْ... - 41 - غافر - 189
... فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ... - 185 - آل عمران - 190
... كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْئَهُ... - 29 - الفتح - 190
مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ. تَعْرُجُ المَلائِكَةُ والرُّوحُ إِلَيْهِ... - 4، 5 - المعارج - 190
... إِلَىَ ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا - 42 - الإسراء - 190
... لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأَذَنْ لِمَنْ شِئْتَ... - 62 - النور - 190
وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ - 7 - التکویر - 190
... وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبَاً... - 4 - مریم - 191
... وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ... - 284 - البقرة - 192
... عَلَى مَرْيَمَ بهتاناً عَظِيمًا - 156 - النساء - 193
أَلَيْسَ اللهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّكِرِينَ - 53 - الأنعام - 193
وَفَاكِهَةً وَأَبَّا - 31 - عَبَس - 199
وَحَنَانًا مِنْ لَّدُنَّا - 13 - مریم - 199
إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْءَانًا عَرَبِيٍّا... - 2 - یوسف - 200
.. لَوْلَا فُصِّلَتْ ءَايَاتُهُ ءَاعْجَمِيٌّ وَعَرَبيُّ... - 44 - فُصِّلت - 200
إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ... - 6 - المزَّمَلِ - 201
... قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا - 24 - مریم - 201
... يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ - 28 - الحدید - 201
.. فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أو عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّة... - 184 - البقرة - 204
أنَا أنبَّئَكُمْ بِتَأْوِيلهِ... أَيُّهَا الصِّدِّيقُ... - 44، 45 - یوسف - 204
وَلَوْلَا فَضْلُ اللهِ... رَءُوفٌ رَحِيمٌ - 20 - النور - 204
وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ... - 27 - الأنعام - 204
وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا... - 82 - یوسف - 205
ص: 457
... أضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقِ... - 63 - الشعراء - 205
.. فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ... - 96 - طه - 205
لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ... - 11 - الشوری - 205
... هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ... - 3 - فاطر - 205
وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِیهِ... - 29 - الأحقاف - 205
فَلَمَّا أَسْلَمَا... وَنَادَيْنَاهُ... - 103، 104 - الصَّافَّات - 205
كلَّا سَيَعْلَمُونَ. ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ... - 4، 5 - النَّبأ - 206
... وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ... - 62 - التوبة - 206
إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ - 2 - العصر - 206
إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا... إِلَّا الْمُصَلِّينَ - 19 - 22 - المعارج - 206
.. وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرُ - 4 - التحریم - 206
أَلْقِيَا في جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ - 24 - ق - 206
ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كرَّتَيْنِ... - 4 - المُلْك - 206
قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ - 99 - المؤمنون - 206
... قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ - 11 - فُضِّلت - 206
... قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ... - 22 - ص - 206
فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَة فَلُأِمِّهِ السُّدُسُ... - 11 - النساء - 207
وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَنَ إِذْ يَحْكُمَانِ... - 78 - الأنبیاء - 207
... فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى... - 275 - البقرة - 207
... وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا قَيْماً... - 221 - الکهف - 207
... فَضَحِكَتْ فَبَشِّرْنَهَا بِإِسْحَقَ... - 71 - هود - 207
فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ... - 55 - التَّوبة - 207
... في عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ - 21 - الحاقَّة - 208
... زَادَتْهُمْ إِيمَانًا - 2 - الأنفال - 208
ص: 458
.. يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ... - 4 - القصص - 208
... ابْنِ لي صَرْحًا... - 36 - غافر - 208
... يَجْعَلُ الْولْدَان شِيباً - 7 - المُزّمِّل - 208
وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا - 2 - الزَّلزلة - 208
فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لي... - 77 - الشعراء
بَلِ الإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرةٌ - 14 - القیامة - 208
خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ... - 37 - الأنبیاء - 208
وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولاً - 11 - الإسراء - 208
... لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أَوُلِي الْقُوَّةِ...
- 76 - القصص - 208
... فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ... - 28 - هود - 209
أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ... - 17 - النحل - 209
... إِنَّمَا الَبَيْعُ مِثْلُ الرّبَواْ... - 275 - البقرة - 209
... لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ... - 32 - الأحزاب - 209
ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ... - 10 - الحج - 209
... يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي ءَاذَانِهِمْ... - 19 - البقرة - 209
... يُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا... - 13 - غافر - 209
وَءَاتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ... - 2 - النساء - 209
... أَعْصِرُ خَمْرًا... - 36 - یوسف - 209
فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ - 7 - العَلق - 210
... فَفَي رَحْمَةِ اللهِ هُم فِيهَا خَالِدُون - 107 - آل عمران - 210
وَاجْعَلْ لي لِسَانَ صِدْقٍ... - 84 - الشعراء - 210
أَتَى أَمْرُ اللَّهِ... - 1 - النَّحل - 210
ويَقُولُ الَّذِينَ كَفَروا لَسْتَ مُرْسَلاً... - 43 - الرَّعد - 210
وَالْمُطَلَّقَتُ يَتَرَبَّصْنَ بأنفُسِهِنَّ... - 228 - البقرة - 210
.. وَلِيَبْكُوا كَثِيرًا ... - 82 - التوبة - 210
ص: 459
قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ - 10 - الذّاریات - 210
لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ - 79 - الواقعة - 210
اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ... - 40 - فُصِّلَت - 210
... قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيركُمْ... - 30 - إبراهیم - 210
.. كُونُوا قِرَدَةً ... - 65 - البقرة - 210
.. كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ الله... - 142 - الأنعام - 210
كُنْ فَيَكُون. - 82 - یس - 211
اصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا... - 16 - الطوّر - 211
.. انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ ... - 48 - المؤمنون - 211
... فَانْظُرَّ مَاذَا تَرَى... - 102 - الصَّافَّات - 211
قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمْ... - 150 - الأنعام - 211
.. مَتَى نَصْرُ الله... - 214 - البقرة - 211
... مَاليَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ... - 20 - النَّمل - 211
عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ - 1 - النَّبَا - 211
.. أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ... - 165 - الشعراء - 211
.. أَغَيْرَ اللَّهِ تَدعُون ... - 40 - الأنعام - 211
قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ... - 42 - الأنبیاء - 211
أَلَمْ تُهْلِكِ الأَوَّلِينَ - 16 - المرسلات - 211
أفَأَصْفَكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَيين... - 40 - الإسراء - 211
... أَصَلَوتُكَ تأمُرُكَ... - 87 - هود - 212
مَنْ فِرْعَوْنُ إِنَّهُ كَانَ... - 31 - الدّخان - 212
أنِّي لَهُمُ الذِّكْرَى... - 13 - الدّخان - 212
... فَهَلْ أَنتُمْ مُنْتَهُونَ - 91 - المائدة - 212
... فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفْعاه... - 53 - الأعراف - 212
فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ... - 26 - التکویر - 212
ص: 460
سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَنْذَرْتَهُمْ... - 6 - البقرة - 212
.. هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللهِ... - 3 - فاطر - 212
وَهَلْ أَتَكَ نَبَؤُا الْخَصْمِ... - 21 - ص - 212
هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ... - 1 - الدّهر - 212
.. قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ - 11 - فُصِّلت - 212
فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنَهِمَا نَسِيَا حُوتَهُما... - 61 - الکهف - 213
... وَلُأصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ... - 71 - طه - 213
... إِنِّي نَسِيْتُ الْحُوتَ... - 63 - الکهف - 213
يَمَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ... - 130 - الأنعام - 213
مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ... اللُؤْلُؤُ والْمرْجَان - 18 - 22 - الرحمن - 213
... واعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَكُمْ... - 78 - الحج - 214
وإنِّي خِفْتُ الْمَوَاليَ مِنْ وَرَاءِي ... - 5 - مریم - 214
... مِنْهُ ءَايَتٌ مُحْكَمَتُ... - 7 - آل عمران - 218
قَلْ تَعَالَوْا أتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ... - 151 - 153 - الأنعام - 218
وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ... - 23 - 26 - الإسراء - 218
... وَاللهِ رَبَّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِين - 23 - الأنعام - 221
... وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً - 42 - النساء - 221
وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ... - 25 - الطوُّر - 222
فَوَرَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ. عَمَّا كَانُوا... - 92 - 93 - الحجر - 222
فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ... - 29 - الرّحمن - 222
وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ - 52 - الزّخرف - 222
إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْت... - 56 - القصص - 222
... كَانَ مِقْدَارُه أَلْفَ سَنَةٍ... - 5 - السجدة - 223
... كَانَ مِقْدَارُه خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ... - 4 - المعارج - 223
... وَأَقِيمُوا الصَّلَوةَ وَءَاتُوا الزَّكَوةَ... - 43 - البقرة - 224
ص: 461
ولِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُ الْبَيْتِ... - 97 - آل عمران - 224
... والرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ... - 7 - آل عمران - 224
... أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاح... - 228 - البقرة - 225
... بَهِيَمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ... - 1 - المائدة - 225
حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ... - 3 - المائدة - 225
... وَأَحَلَّ اللهُ البَيْعَ ... - 275 - البقرة - 225
... وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ... - 6 - المائدة - 225
اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ - 5 - الفاتحة - 226
أَوَ مَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيِينَهُ... - 122 - الأنعام - 227
... فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ - 21 - آل عمران - 227، 228
... فَأَذَاقَهَا اللهُ لِبَاسَ الْجُوعِ... - 112 - النَّحل - 227
... فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ ... - 16 - البقرة - 227
... جدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضٌ... - 77 - الکهف - 228
خَتَمَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ... - 52 - یس - 228
... إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ - 87 - هود - 229
... لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوا وَحَزَنَّا... - 8 - القصص - 229
وَاعْتَصِمُوا بِحَبْل اللَّهِ جَمِيعًا... - 103 - آل عمران - 229
صمَ بُكُم عُمْيٌ... - 18 - البقرة - 230
... الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ... - 187 - البقرة - 230
والْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ ... كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيم... - 39 - یس - 231
... كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا... - 5 - الجمعة - 231
إِنَّ مَثَلَ عِيسَى... خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ... - 59 - آل عمران - 213
... قُل نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدٌ حَرَّا... - 81 - التوبة - 232
... هَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا ... - 63 - الأنبیاء - 233
... لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ... - 65 - الزّمر - 233
ص: 462
... وَمَالِي لا أَعْبُدُ... وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ - 22 - یس - 233
يَأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ... - 1 - الحج - 235
حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ... - 3 - المائدة - 235
... وَحَرَّمَ الرّبوا... - 275 - البقرة - 235
... خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ... - 1 - النساء - 235
... وَمَنْ يُؤْ مِنْ بِاللهِ... واللهُ بِكُلّ شَيْءٍ عَلِيمُ - 11 - التغابن - 235
... إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ... - 173 - آل عمران - 236
اللهُ خَالِقُ كُلّ شَيْءٍ... - 62 - الزّمر - 236
أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ... - 54 - النساء - 239
... وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ... - 23 - النَّمل - 239
... وَءَاتَيْنَاهُ مِنْ كُلّ شَيْءٍ سَبَبًا - 84 - الکهف - 239
تُدَمِّرُ كُلّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا... - 25 - الأحقاف - 239
... حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ... - 29 - التّوبة - 240
حَفِظُوا عَلَى الصَّلَوَتِ والصَّلَوةِ الْوُسْطَى... - 238 - البقرة - 240
... وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا... - 80 - النَّحل - 240
... وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ... - 60 - التّوبة - 241
... فَقَتِلُوا الَّتي تَبْغِي حَتَّى تفيءَ... - 9 - الحجرات - 241
وَالْمُطَلَّقَتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ... - 228 - البقرة - 241
وَإِذَا حُیِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا... - 86 - النساء - 242
إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا... - 6 - المائدة - 243
يَأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ... - 1 - الطَّلاق - 243
فَإذا قَرَأْتَ الْقُرْءَانَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ... - 98 - النَّحل - 243
وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ... - 93 - النساء - 243
... فَإِطْعَامُ ستِّينَ مِسْكِينًا... - 4 - المجادلة - 4
... فَلَا تَقُلْ لَهُمَا افٍّ... - 23 - الإسراء - 245
ص: 463
إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً... - 10 - النساء - 245
... وَرَبَئِكُمُ الَّتي في حُجُورِكُمْ... - 23 - النساء - 246
وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَاهَا ءَاخَرَ... - 117 - المؤمنون - 246
... وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ... - 33 - النور - 246
... إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَيَأٍ... - 6 - الحجرات - 246
... فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَننِينَ جَلْدَةٌ... - 4 - النّور - 246
... وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ... - 6 - الطلاق - 246
فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ... - 230 - البقرة - 246
إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي... - 98 - طه - 246
... فاللهُ هُوَ الْوَليُّ... - 9 - الشوری - 246
إِيَّاكَ نَعْبُدُ... - 4 - الفاتحة - 247
... لَإلىَ اللَّهِ تُحْشَرُونَ - 158 - آل عمران - 247
وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ الَّتي كُنَّا فِيهَا... - 82 - یوسف - 247
أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ... - 187 - البقرة - 247
إِنَّمَا جَزَاؤُا الَّذِينَ يُحَارِبُونَ... رَحِيمُ - 33، 34 - المائدة - 247
فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمُ - 226 - البقرة - 248
... فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ... - 92 - النساء - 249
... فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسًا... - 3 - المجادلة - 250
... فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ... - 6 - المائدة - 250
... فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ... - 185 - البقرة - 250
... فَصِيامُ شَهْرَینِ مُتَتَابِعَيْنِ... - 4 - المجادلة - 250
... فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ في الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ... - 196 - البقرة - 250
وَالَّذِينَ يُتَوَفُونَ مِنْكُمْ... مَتَعًا إِلَى الْحَوْلِ... - 240 - البقرة - 251
وَالَّذِينَ يُتَوَفُونَ مِنْكُمْ... أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا... - 234 - البقرة - 251
... إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ... الآنَ خَقْفَ اللهُ - 65، 66 - الأنفال - 251
ص: 464
وَاللَّاتي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ... في الْبُيُوتِ... - 15 - النساء - 252
الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا... - 2 - النّور - 252
فَإِذَا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ... - 5 - التَّوبة - 252
لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ... - 52 - الأحزاب - 252
يَأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ... - 50 - الأحزاب - 252
خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ... - 199 - الأعراف - 252
وَأَن احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ... - 49 - المائدة - 253
قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ... - 9 - الأحقاف - 254
كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْت... - 180 - البقرة - 255
یَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ... - 12 - المجادلة - 261
ءَأَشْفَقْم أَنْ تُقَدِّمُوا... - 13 - المجادلة - 261
وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ... - 79 - الإسراء - 263
فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ - 2 - الکوثر - 263
يَأَيُّهَا النَّبِيُّ... سَرَاحًا جَمِيلًا - 28 - الأحزاب - 263
وَلَا يَحيقُ الْمَكْرُ السَّيّءُ إِلَّا بِأَهْلِهِ... - 43 - فاطر - 265
وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ... - 68 - الأنعام - 265
ولَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَوةٌ... - 179 - البقرة - 265
قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي - 25 - طه - 266
ألَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ - 1 - الشرح - 267
مَنْ كَانَ عَدُوا لِلَّهِ... وَمِيكَئيل... - 98 - البقرة - 267
حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَتِ والصَّلَوةِ الْوُسْطىَ... - 238 - البقرة - 267
... يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ... - 104 - آل عمران - 267
... اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ... وَهُمْ مُهْتَدُونَ - 20، 21 - یس - 267
أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى... - 16 - البقرة - 267
وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ... كَانَ زَهُوقًا - 81 - الإسراء - 268
ص: 465
ذَلِكَ جَزَيْنَهُمْ ... إِلَّا الْكَفُورَ - 17 - سبأ - 268
وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ... ذَائِقَةُ الْمَوْتِ - 34، 35 - الأنبیاء - 268
... قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ... - 34 - النمل - 268
... أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ... - 54 - المائدة - 269
... أَشِدَّاءُ عَلَىَ الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ... - 29 - الفتح - 269
إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا... - 1 - المنافقون - 269
وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبّه... - 8 - الإنسان - 269
... وَءَاتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ... - 177 - البقرة - 269
وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَنَهُ... مَا يَشْتَهُون - 57 - النَّحل - 269
وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ... حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً - 14 - لقمان - 270
... فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ... حَرْثٌ لَكُمْ... - 223، 224 - البقرة - 270
الذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ... وَيُؤْمِنُونَ بِهِ... - 7 - غافر - 270
إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ... بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ... - 164 - البقرة - 270
... وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌ... - 36 - البقرة - 272
قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا... - 38 - البقرة - 272
... یَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ... - 49 - البقرة - 272
... يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ... - 6 - إبراهیم - 272
إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا... وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ... - 62 - البقرة - 272
إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا... وَالصَّابِئينَ وَالنَّصَارَى... - 17 - الحج - 272
إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا... وَالصَّبِئُونَ وَالنَّصَارَى... - 69 - المائدة - 272
... اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا ءَامِنَّا... - 126 - البقرة - 273
... هَذَا الْبَلَدَ ءَامِنَّا... - 35 - إبراهیم - 273
إلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا... - 160 - البقرة - 273
إلا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا... - 89 - آل عمران - 273
... لَا رَيْبَ فِيهِ... - 2 - البقرة - 274
ص: 466
أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْمَلُونَ... وَجَنَّتٍ وَعُيُونٍ - 132 - 134 - الشعراء - 275
فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ... هَلْ أَدلُّكَ... - 120 - طه - 275
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا... أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ... - 6 - البقرة - 275
وَبَشِّرِ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَتِ... - 25 - البقرة - 275
... وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ... يَسْتَهْزِىءُ بِهِمْ - 14، 15 - البقرة - 276
... يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا... رِجَالُ... - 36، 37 - النّور - 276
وَمَا أُبَرىءُ نَفْسِي... بِالسُّوءِ... - 53 - یوسف - 276
... قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامُ... - 25 - الذَّاریات - 276
يُخادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ... - 142 - النّساء - 276
إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ... لَفِي جَحِيم - 13، 14 - الانفطار - 276
... وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا... - 31 - الأعراف - 277
... لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ... إِحْسَانًا... - 83 - البقرة - 277
وَمَا مُحَمَّد إِلَّا رَسُولُ... - 144 - آل عمران - 278
مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولُ... - 75 - المائدة - 278
إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ... - 59 - الزّخرف - 278
إنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ... - 173 - البقرة - 278
.. قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي... - 203 - الأعراف - 279
... فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ... - 40 - الرّعد - 279
... هَلْ مِنْ خَلِقٍ غَيْرُ اللَّهِ... - 3 - فاطر - 279
إيَّاكَ نَعْبُدُ... - 4 - الفاتحة - 279
بَلِ اللهَ فَاعْبُدْ... - 66 - الزّمر - 279
قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَىَّ أَنَّما إِلَاهُكُمْ... - 108 - الأنبیاء - 279
وَالَّذِينَ اجْتَنبُوا... أَنْ يَعْبُدُوهَا... - 17 - الزّمر - 280
... إنما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلبَابِ - 19 - الرَّعد - 280
أَفَغَيْرَ دِينِ اللهِ يَبْغُونَ... - 83 - آل عمران - 280
ص: 467
أَفْكاً ءَالِهَةٌ... - 86 - الصافات - 281
لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا - 13 - الإنسان - 282
وَءَاخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ... - 102 - التوبة - 282
... فِئَةٌ تُقَتِلُ في سَبِيلِ اللهِ... - 13 - آل عمران - 283
... لَا يَعْصُونَ الله مَا أَمَرَهُمْ... - 6 - التحریم - 283
وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يُنْعقُ... - 171 - البقرة - 284
... لِيُنْذِرَ بَأْسًا... وَيُنْذِرَ اللَّذِينَ قَالُوا... - 2، 4 - الکهف - 284
وَأَدْخِلْ يَدَكَ في جَيْبِكَ... مِنْ غَيْرِ سُوءٍ... - 12 - النَّمل - 284
يَقُولُونَ لَئِن رَجَعْنَا... وَلِلْمُؤْمِنينَ... - 8 - المنافقون - 285
وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ... - 18 - الکهف - 287
... يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ - 2 - الحدید - 287
... لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ... - 286 - البقرة - 287
أَوَ مَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَهُ... - 122 - الأنعام - 287
... فَلَا تَخْشَوْا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ... - 44 - المائدة - 287
... وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ... مِنَ الحيوة الدنياة - 6 - الرّوم - 287
... أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُم... - 29 - الفتح - 278
فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا... - 82 - التوبة - 288
... يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ... - 157 - الأعراف - 288
فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى... لِلْعُسْرَى - 6 - 10 - اللَّیل - 288
الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ - 5 - الرحمن - 289
لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَرُ... اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ - 103 - الأنعام - 289
إنْ تُعَذِّبْهُمْ... الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ - 118 - المائدة - 289
فَإِنْ زَلَلْتُمْ... عَزِيزٌ حَكِيمُ - 209 - البقرة - 290
تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا في نَفْسِكَ... - 116 - المائدة - 290
... إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِعُونَ. اللهُ يَسْتَهْزِي هُ بِهِمْ... - 138، 139 - البقرة - 290
ص: 468
وَمَکَرُوا وَمَکرَ اللهُ... - 54 - آل عمران - 290
وَجَزَاؤُا سَیِّئَةٍ سَیِّئَةٍ مِثْلُهَا... - 40 - الشوری - 290
صِبْغَةَ اللهِ... - 138 - البقرة - 291
وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ... مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ... - 55 - الروم - 292
وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ... إِذَا لَهُمْ مَكْرُ... - 21 - یونس - 292
وَالْتَفَّت السَّاقُ... الْمَسَاقُ - 29، 30 - القیامة - 293
وجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ... نَاظِرَةٌ - 22، 23 - القیامة - 293
وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْئَوْنَ عَنْهُ... - 26 - الأنعام - 293
وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ - 1 - الهمزة - 293
ذَلِكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ... وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ - 75 - غافر - 293
وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ... لَشَدِيدٌ - 7، 8 - العادیات - 293
وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ... - 37 - النساء - 293
... وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا - 140 - الکهف - 294
وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُني... فَهُوَ يَشْفِين - 79، 80 - الشعراء - 294
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ. فَانْظُرْ... - 72، 73 - الصافات - 294
... وَعَتَوْا عُتُوًا - 21 - الفرقان - 294
وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ - 3 - المدَثَر - 294
... كُل فِي فَلَكٍ - 40 - یس - 294
فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّين الْقَيِّمِ... - 43 - الروم - 294
... وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَأٍ بِنَيَا يَقِينٍ - 22 - النمل - 295
... اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا - 10 - نوح - 295
... وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ... - 37 - الأحزاب - 295
... لا هُنْ حِل لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ... - 10 - الممتحنة - 295
يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ... مِنَ الْحَيَّ... - 19 - الرّوم - 295
الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى - 5 - طه - 296
ص: 469
وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَهَا بِأَيْدِ... - 47 - الذّاریات - 296
... لَا تَقْرَبُوا الصَّلَوةَ وَأَنتُمْ سُكَرَی... - 43 - النساء - 297
... لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ - 38 - الرعد - 297
وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ... مِنْ فَضْلِهِ... - 73 - القصص - 298
مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ... والسَّمِيعِ... - 24 - هود - 298
یَوْمَ تَبْیَضُ وُجُوهٌ... - 106 - آل عمران - 298
وَمَاليَ لَا أَعْبُدُ... وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ - 22 - یس - 299
إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَر... وانْحَرْ - 1، 2 - الکوثر - 299
... إِنَّا كُنَّا مُرْسَلينَ... هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيم - 5، 6 - الدخان - 299
حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ... - 22 - یونس - 300
... فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ... بِرَبَّنَا لِيَغْفِرَ... - 72، 73 - طه - 300
... وَأَنَا رَبُّكُمْ... وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ... - 92، 93 - الأنبياء - 300
وَاللّهُ الَّذِي أَرْسَلَ... فَسُقْنَهُ... - 9 - فاطر - 300
... وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا... - 12 - فُصِّلت - 300
مَالِكِ يَوْمِ الدِّين. إِيَّاكَ نَعْبُدُ... - 3، 4 - الفاتحة - 300
إِنَّا أَرْسَلْنَكَ شَاهِدًا... لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ... - 8، 9 - الفتح - 300
... أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنا... في الأرْضِ - 78 - یونس - 301
يَأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ... - 1 - الطلاق - 301
... فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى - 49 - طه - 301
وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى... بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً... - 87 - یونس - 301
يَمَعْشَرَ الْجِن وَالإِنْسِ إِن اسْتَطَعْتُمْ... - 33، 34 - الرحمن - 301
مَالَكُمْ لَا تَرْجُونَ... أَطْوَارًا - 13، 14 - نوح - 303
فيهَا سُورٌ مَرْفُوعَةٌ. وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ - 13، 14 - الغاشیة - 303
في سِدْرٍ مَخْضُودٍ. وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ... مَعْدُودٍ - 28 - 30 -الواقعة - 303
واَلْنَّجْمِ إِذَا هَوَى... وَمَا غَوَى - 1، 2 - النَّجم - 303
ص: 470
خُذُوهُ فَغُلُّوه... فَاسْلُكُوه - 30 - 32 - الحاقّة - 304
وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ. وَزَرَابِي مَبْثُوثَةٌ - 15، 16 - الغاشیة - 304
فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ... فَلَا تَنْهَرْ - 9، 10 - الضّحی - 304
وءَاتَيْنَهُمَا الْكِتَبَ... الْمُسْتَقِيم - 117، 118 - الصّافّات - 304
... مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي ... - 38 - القصص - 307
اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ... - 255 - البقرة - 310
يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ... - 282 - البقرة - 310
إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ... - 90 - النحل - 310
قُلْ يَعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا... - 53 - الزّمر - 310
... وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ... - 6 - الطّلاق - 310
فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ... - 7، 8 - الزلزلة - 311
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي... لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي... - 260 - البقرة - 311
وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى - 5 - الضُّحی - 311
أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِىءٍ... جَنَّةَ نَعِيمٍ - 38 - المعارج - 312
قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ... يُحْسِنُونَ صُنْعًا - 103، 104 - الکهف - 312
مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ... - 113 - النساء - 312
... لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ ... إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ... - 68 - المائدة - 312
وَمَا أَصَبَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ... عَنْ كَثِيرٍ - 30 - الشوری - 312
أذِنَ لِلَّذِينَ يُقَتَلُونَ... - 29 - الحج - 313
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ... - 52 - الحج - 313
سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى - 6 - الأعلی - 313
اللهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ... - 69 - الحجّ - 313
وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ... مِنْ كُلّ مَثَلٍ... - 27 - الزّمر - 314
وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ... لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا... - 58 - الأعراف - 314
... لَا فَارِضُ وَلَا بِكُرّ... - 68 - البقرة - 315
ص: 471
وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا... - 67 - الفرقان - 315
وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَوتِكَ... بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا - 110 - الإسراء - 315
وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُوُلَةٌ... - 29 - الإسراء - 315
بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ... - 39 - یونس - 315
... وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ... إِفْكٌ قَدِيمٌ - 11 - الأحقاف - 315
وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَهُمُ اللهُ... - 84 - یوسف - 315
... هَلْ ءَامَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا... - 64 - یوسف - 315
كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ... - 4 - الحج - 316
وقَالَتْ الْيَهُودُ وَالنَّصَرَى نَحْنُ أَبْنَؤُا اللهِ... - 18 - المائدة - 316
وَقَالَت الْيَهُودُ يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ... - 64 - المائدة - 321
وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا - 88 - مریم - 321
فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا... وَهُمْ لَا يَسْئَمُونَ - 38 - فصلت - 321
الله لَا إلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ - 26 - النَّمل - 321
إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَبَ... لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا - 105 - النساء - 323
... أَوْ لَمَسْتُمُ النِّسَاءَ... - 6 - المائدة - 325
... مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ... - 255 - البقرة - 326
... وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ... - 286 - البقرة - 333
... وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ - 23 - النَّمل - 333
وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ - 4 - الفَلَق - 333
حَمعسق - 1 - الشوری - 333
... وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُمْ مُسْلِمُونَ - 102 - آل عمران - 334
... قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ... - 93 - الإسراء - 340
فَرِح المُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللهِ... - 81 - التّوبة - 340
... وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكُةَ مُبَارَكًا... - 96 - آل عمران - 340
قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَنحِرَانِ... - 63 - طه - 341
ص: 472
ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ یَدَاكَ... - 10 - الحج - 341
... بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ - 53 - الذّاریات - 341
أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَمُهُمْ... أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغَونَ - 32 - الطور - 341
وإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ ءَايَاتُنَا بَيِّنَاتٍ... - 15 - یونس - 341
فَقَضَهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ في يَوْمَيْنِ... - 12 - فُصّلت - 341
... إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ - 52 - الذاریات - 341
... لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ - 38 - الرعد - 342
... إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ - 4 - الحجر - 342
وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتابِ رَبِّكَ... - 27 - الکهف - 342
... تِلْكَ ءَايَتُ الْقُرْءَانِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ - 1 - النَّمل - 342
مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى - 11 - النَّجم - 342
لَقَدْ رَأَى مِنْ ءَايَتِ رَبِّهِ الْكُبْرِى - 18 - النَّجم - 342
... فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ... - 9 - الجِنّ - 342
وَإِنْ كَانَ أَصْحَبُ الْأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ - 78 - الحِجر - 342
وَأَصْحَبُ الأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ... - 14 - ق - 342
يُعِبَادِيَ الَّذِينَ ءَامَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ... - 56 - العنکبوت - 342
قُلْ يَعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا... - 53 - الزّمر - 342
وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي... - 53 - الإسراء - 343
... إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي... - 77 - طه - 343
فَادْخُلِي فِي عِبَدِي. وَادْخُلِي جَنَّتِي - 29، 30 - الفجر - 343
وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ - 61 - یس - 343
... فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي... - 150 - البقرة - 343
... فِكيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُون - 55 - هود 343
قُلْ إنْ كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُوني... - 31 - آل عمران - 343
... وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُوني... - 90 - طه - 343
ص: 473
قُلِ اللَّهُمَّ مَنلِكَ الْمُلْكِ... - 26 - آل عمران - 344
... ذُرِّيَّةً ضِعَفاً خَافُوا عَلَيْهِمْ... - 9 - النساء - 344
... يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيرًا... - 100 - النساء - 344
... يُخادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خَدِعُهُمْ... - 142 - النساء - 344
... أَكْلُونَ لِلسُّحْتِ... - 42 - المائدة - 344
... إِنَّ اللَّهَ بَلغُ أَمْرِه... - 3 - الطلاق - 344
... لِيُجَدِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ... - 121 - الأنعام - 344
... وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ - 118 - الأعراف - 344
... وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَنطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ - 16 - هود - 344
... لَاخْتلَفْتُم فِي الْمِيعَدِ وَلَكِن... - 42 - الأنفال - 344
... فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَعِذَاكُنَّا تُرَابًا... - 5 - الرعد - 344
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَءِذَا كُنَّا تُرَابًا... - 67 - النَّمل - 344
... وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَلَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا - 40 - النَّبأ - 344
فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا... - 58 - الأنبیاء - 344
... يُسَرِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى... - 52 - المائدة - 344
... أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ - 31 - النور - 344
وَقَالُوا يَأَيُّهَ السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ... - 49 - الدّخان - 345
سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَیُّهَ الثقَلَانَ - 31 - الرحمن - 345
وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمْ مُوسَى فَرِعًا... - 10 - القصص - 345
... وَهَلْ نُجَزِي إِلَّا الْكَفُورَ - 17 - سبأ - 345
... إنَّ اللهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ - 3 - الزّمر - 345
... فَوَيْلٌ لِلْقَسِيَةِ قُلُوبُهُمُ مِنْ ذِكْرِ اللهِ... - 22 - الزّمر - 345
... أَوْ أَثَرَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنتُمْ صَدِقِينَ - 4 - الأحقاف - 345
... وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَهَدَ عَلَيْه اللهَ ... - 10 - الفتح - 345
لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغُوَّا وَلَا كِذْبا - 35 - النَّبأ - 345
ص: 474
... حَاجٌ إِبْرَاهِمَ في رَبِّهِ... - 258 - البقرة - 345
... أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ... - 186 - البقرة - 345
... فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ... - 20 - آل عمران - 345
... فَسَوْفَ يَأْتِ اللَّهُ بِقَوْمٍ... - 54 - المائدة - 345
... قَالَ أَتُحَجُّونّي في اللهِ وَقَدْ هَدَانِ... - 80 - الأنعام - 345
... وَكَذَلِكَ نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ - 103 - یونس - 345
... فَلَا تَسْأَلْن مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ... - 46 - هود - 345
يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ... - 105 - هود - 345
... حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ... - 66 - یوسف - 345
... لَوْلَا أَنْ تُفْنِدُونِ - 94 - یوسف - 345
... الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ... - 9 - الرعد - 346
... وَإِلَيْهِ مَتَابٍ - 30 - الرعد - 346
... وَحُسْنُ مَئَابِ - 29 - الرعد - 346
... فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ - 32 - الرعد - 346
... بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ... - 22 - إبراهیم - 346
... رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ - 40 - إبراهیم - 346
... لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَمَةِ... - 62 - الإسراء - 346
... وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنَ رَبِّي... - 24 - الکهف - 346
... إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ... - 39 - الکهف - 346
... أَنْ يُؤْتِيَن خَيْرًا... - 40 - الکهف - 346
... عَلَى أَنْ تُعَلّمَن مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا - 66 - الکهف - 346
أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتُ أَمْرِي - 93 - طه - 346
... سَوَاءٌ الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ... - 25 - الحج - 346
... وَإِنْ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ ءَامَنُوا... - 54 - الحج - 346
وَأعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ - 98 - المؤمنون - 346
ص: 475
... قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ. - 99 - المؤمنون - 346
... وَلَا تُكَلِّمُونِ - 108 - المؤمنون - 346
... وَيَسْقِين - 79 - الشعراء - 347
... فَهُوَ يَشْفِينِ - 80 - الشعراء - 347
... ثُمَّ يُحْيِينِ - 81 - الشعراء - 347
... عَلَى وَادِ النُّمْلِ قَالَتْ... - 18 - النمل - 347
... قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا ءَاتَنِ اللهُ... - 36 - النمل - 347
... حَتَّى تَشْهَدُونِ - 32 - النمل - 347
وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْىِ... - 81 - النمل - 347
.. وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ... - 13 - سبأ - 347
... إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍ... وَلَا يُنْقِذُونِ - 23 - یس - 347
... بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ - 25 - یس - 347
... إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ - 56 - الصّافّات - 347
إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ - 163 - الصّافّات - 347
... لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ - 15 - غافر - 347
... عَلَيْكُم يَوْمَ التَّنَادِ - 32 - غافر - 347
... بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَن تَرْجُمُونِ - 20 - الدخان - 347
وَإِن لَّمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ - 21 - الدخان - 347
وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ... - 41 - ق - 347
وَمَا خَلَقْتُ الْجِنُ والْإنْسَ إلَّا لِيَعْبُدُونِ - 56 - الذّاریات - 347
... وَمَا أُرِيدُ أنْ يُطْعِمُونِ - 57 - الذّاریات - 347
... يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ... مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ... - 6، 8 - القمر - 348
... وَاللَّيْلِ إذَا يَسْيرِ - 4 - الفجر - 348
... فَيَقُولُ رَبِّي أَکرَمَن - 15 - الفجر - 348
ص: 476
... فَيَقُولُ رَبِّي أَهَنَنِ - 16 - الفجر - 348
... وَلَي دِينِ - 6 - الکافرون - 348
وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ... - 11 - الإسراء - 348
... وَيَمْحُ اللهُ الْبَاطِلَ... - 24 - الشوری - 348
... يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ... - 6 - القمر - 348
سَنَدْعُ الزَّبَانِيَة - 18 - العلق - 348
... ءَامَنَتْ بِهِ بَنُواْ إِسْرَائِيلَ... - 90 - یونس - 348
... أَنَّهُمْ مُلَاقُوا رَبِّهِمْ... - 46 - البقرة - 348
... وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الأَلْبَابِ - 7 - آل عمران - 348
... وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَهُ... - 68 - یوسف - 348
... وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَوا... - 278 - البقرة - 348
... إنِ امْرُؤٌ اهَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ... - 176 - النساء - 348
... وَعَتَوْ عُتُوًّا كَبِيرًا - 21 - الفرقان - 349
... فَإِنْ فَاءُو فَإِنَّ اللَّهَ... - 226 - البقرة - 349
وَالَّذِينَ تَبَوَّءُو الدَّارَ... - 9 - الحشر - 349
... عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُو عَنْهُمْ... - 99 - النساء - 349
وَالَّذِينَ سَعَوْ فى ءَايَتِنَا... - 5 - سبأ - 349
وَلَا تَقُولَنَّ لِشَايْءٍ إِنِّي... - 23 - الکهف - 349
... أَوْ لَا أذْبَحَنَّهُ أَوْلَيَاتِيَنِّي... - 21 - النَّمل - 349
وَلَا أَوْضَعُوا خِلَلَكُمْ... - 47 - التوبة - 349
... لَا إِلَى اللهِ تُحْشَرُون - 158 - آل عمران - 349
ثُمَّ إِنَّ مَرْجَعِهُمْ لَا إلَى الْجَحِيم - 68 - الصافَّات - 349
... وَلَا تَايْئَسُوا... إِنَّهُ لَا يَابْئَسُ... - 87 - یوسف - 349
... أَفَلَمْ يَأَيْئَسِ الَّذِينَ ءَامَنُوا... - 31 - الرَّعد - 349
... وَجِاْى ءَبِالنَّبِيِّنَ وَالْشُّهَدَاءِ... - 69 - الزّمر - 349
ص: 477
وَجِاْى ءَيَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ... - 23 - الفجر - 349
... وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِىْ الْمُرْسَلِين - 34 - الأنعام - 349
... إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَإيْهِ بِايَتِنَا... - 75 - یونس - 349
... عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعُونَ وَمَلَإِيهِمْ... - 83 - یونس - 349
... وَمِنْ ءَانَايِ اللَّيْلِ... - 130 - طه - 350
... قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّ لَهُ مِنْ تِلْقَاى نَفْسِي... - 15 - یونس - 350
... أَوْ مِنْ وَرَاى حِجَابٍ... - 51 - الشوری - 350
... وَإيَتاى ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ... - 90 - النَّحل - 350
... وَلِقَاى الْأَخِرَةِ فَأُوْلَئِكَ... - 16 - الروم - 350
بِأَيیكُمُ الْمَفْتُونَ - 6 - القلم - 350
... بَنَيْنَهَا بِأَيْيدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُون - 47 - الذاریات - 350
... أَفَإِينْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ... - 144 - آل عمران - 350
... أَفَإِينْ مِت فَهُمُ الْخَالِدُون... - 34 - الأنبیاء - 350
... سَأُوْرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِين - 145 - الأعراف - 350
... فَادَّرَءْتُمْ فِيهَا... - 72 - البقرة - 350
... هُمْ أَحْسَنُ أَثَثًا وَرِءْيًا - 74 - مریم - 350
... وَمَا جَعَلْنَا الرُّءْيَا الَّتِي أَرَيْنَكَ... - 60 - الإسراء - 350
... أَخْرَجَ شَطْئَهُ - 29 - الفتح - 350
... لَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللهِ... - 19 - الأنعام - 351
أَنكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ... - 67 - النَّمل - 351
اَينَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ... - 29 - العنکبوت - 351
قُلْ أَبْتُكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي... - 9 - فُصِّلت - 351
... أَينَّا لَمُخْرَجُون - 67 - النَّمل - 351
... لَينَّا لَتَارِكُوا عَالِهَتِنَا لِلشَاعِرٍ مَجْنُون - 36 - الصّافات - 351
... أَینَّ لَنَا الأَجْرُا... - 41 - الشعراء - 351
ص: 478
... أَبِذَامِتْنَا - 16 - الصّافات - 351
... أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ - 19 - یس - 351
أَفْكًا ءَالِهَةٌ دُونَ اللَّهِ تُرِيدُون - 86 - الصّافات - 351
وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَهمَّةً... - 24 - السجدة - 351
... لِئَلَّا يَكُونَ لِلْنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ... - 165 - النساء - 351
... لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ... - 65 - الزّمر - 351
وَجِاْى ءَيَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ... - 23 - الفجر - 351
قُلْ أَؤُ نَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ... - 15 - آل عمران - 351
قَالُوا فَمَا جَزَاؤُهُ... كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّلِمِينَ - 74، 75 - یوسف - 352
سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى - 6 - الأعلی - 352
وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى... - 62 - الواقعة - 352
... لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْلاً - 58 - الکهف - 352
إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْءَنَاً عَرَبِيًّا... - 2 - یوسف - 352
إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْءناً عَرَبِيًّا... - 3 - الزخرف - 352
... وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإنْسِ... - 128 - الأنعام - 352
... لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَابِهِمْ... - 121 - الأنعام - 352
... إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ... - 34 - الأنعام - 352
نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَوةِ الدُّنْيَا... - 31 - فُصِّلت - 352
... وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَئَانُ قَوْمٍ... - 8 - المائدة - 352
... كُونُوا قِرَدَةً خَسِئِينَ - 65 - البقرة - 353
... إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِءُونَ - 14 - البقرة - 353
فَقَالَ الْمَلَؤُاْ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ... - 24 - المُوْمِنون - 353
قَالَتْ يَأَيُّهَا الْمَلَؤُاْ أَفْتُونِي... - 32 - النَّمل - 353
قَالَ يَأَيُّهَا الْمَلَؤُا أَيُّكُمْ يَأتِينِي... - 38 - النمل - 353
... وَذَلِكَ جَزؤُاْ الظَّلِمِينَ - 29 - المائدة - 353
ص: 479
إِنَّمَا جَزَوْا الَّذِينَ يُحَارِبُونَ... - 33 - المائدة - 353
... ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ - 34 - الزّمر - 353
وَجَزَؤُا سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا... - 40 - الشوری - 353
... وَذَلِكَ جَزَؤُا الظَّلِمِينَ - 17 - الحشر - 353
... أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ... - 22 - الأنعام - 353
أَمْ لَهُمْ شُرَكَؤُا شَرَعُوا لَهُمْ... - 21 - الشّوری - 353
... فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنبُوا مَا كَانُوا بِهِ... - 5 - الأنعام - 353
... فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبَؤُا مَا كَانُوا بِهِ... - 6 - الشعراء - 353
... أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَؤُا بَنِي إِسْرَائِيلَ - 197 - الشعراء - 353
... إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَؤُا... - 28 - فاطر - 353
... فَقَالَ الضُّعَفَؤُا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا... - 20 - إبراهیم - 353
... فَيَقُولُ الضُّعَفَؤُا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا... - 47 - غافر - 353
... وَمَا دُعَؤُا الْكَفِرِينَ إِلَّا... - 50 - غافر - 354
... مِنْ شُرَكَائهِمْ شُفَعَؤُاْ... - 13 - الرّوم - 354
إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَؤُاْ الْمُبِينُ - 106 - الصافات - 354
... مَا فِيهِ بَلَؤُاْ مُبِينٌ - 33 - الدّخان - 354
... إنَّا بُرَءؤُاْ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ... - 4 - الممتنحنة - 354
... أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللهِ... - 218 - البقرة - 355
... إِن رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ... - 56 - الأعراف - 355
... رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ... - 73 - هود - 355
ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ... - 2 - مریم - 355
.. إِلَى ءَاثَرِ رَحْمَتِ اللهِ... - 50 - الروم - 355
أهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ... - 32 - الزخرف - 355
... وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ... - 32 - الزخرف - 355
... يَعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ... - 231 - البقرة - 355
ص: 480
.. نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ... - 103 - آل عمران - 355
.. نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ... - 11 - المائدة - 355
... بَدِّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْرًا... - 28 - إبراهیم - 355
.. وبِنِعْمَتِ اللهِ هُمْ يَكْفُرُونَ - 72 - النَّحل - 355
يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللهِ... - 83 - النحل - 355
... وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ الله... - 114 - النحل - 355
... في البَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ... - 31 - لقمان - 355
... نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ... - 3 - فاطر - 355
فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ... - 29 - الطور - 355
... فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِين - 38 - الأنفال - 355
فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ... تَحْويلًا - 43 - فاطر - 355
... سُنَّتَ اللهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ في عِبَاده... - 85 - غافر - 355
إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ... - 35 - آل عمران - 356
... قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزيز... - 51 - یوسف - 356
وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ... - 9 - القصص - 356
... امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ... امْرأَت فِرْعون - 10، 11 - التحريم - 356
.. وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى... - 137 - الأعراف - 356
... فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ... - 61 - آل عمران - 356
والخامِسَةُ أَنْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ... - 7 - النّور - 356
... وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ... - 8، 9 - المجادلة - 356
إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُومِ طَعَامُ الْأَثِيم - 43 - الدخان - 356
... قُرْتُ عَيْنٍ لي وَلَكَ... - 9 - القصص - 356
بَقِيتُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ... - 86 - هود - 356
... يُأَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ... - 4 - یوسف - 356
ص: 481
يَأَبَتِ اسْتَئْجِرْهُ... - 26 - القصص - 356
... قَالَ يَأَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ... - 102 - الصافات - 356
... وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ - 3 - ص - 356
... اللَّتَ وَالْعُزَّى - 19 - النَّجم - 356
... ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ... - 265 - البقرة - 356
... وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ... - 114 - النساء - 356
... تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ... - 1 - التحریم - 356
هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُون... - 36 - المؤمنون - 356
... حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ... - 60 - النَّمل - 356
وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ... - 12 - التحریم - 356
... فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَر النَّاسَ عَلَيْهَا... - 30 - الروم - 356
فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتَ نَعِيمٍ - 89 - الواقعة - 356
حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَّا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ... - 105 - الأعراف - 357
... أنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ... - 169 - الأعراف - 357
... أَن لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ... - 118 - التوبة - 357
.. وَأَن لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ - 14 - هود - 357
أن لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ... - 26 - هود - 356
... أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا... - 26 - الحج - 357
.. أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَنَ... - 60 - یس - 357
وَأَنْ لَا تَعْلُوا عَلَى اللهِ... - 19 - الدخان - 357
... يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ باللهِ... - 12 - الممتحنة - 357
أن لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينُ - 24 - ن - 357
... فِمَن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَنُكُمْ... - 25 - النساء - 357
وَأَنفِقُوا مِنْ مَّا رَزَقْنَکُمْ... - 10 - المنافقون - 357
وَأَنفِقُوا مِنْ مَّا نُهُوا عَنْهُ... - 166 - الأعراف - 357
وَإن مَا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي... - 40 - الرَّعد - 357
ص: 482
... وَيَصْرِفُهُ عَنْ مِّن يَشَاءُ... - 43 - النور - 357
فَأَعْرِضُ عَن مَنْ تَوَلَّى... - 29 - النجم - 357
... أَمْ مِّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكَيلا - 109 - النساء - 358
... خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسْسَ بُنيَنَهُ... - 109 - التوبة - 358
... أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا... - 11 - الصَّافات - 358
... أَمْ منْ يَأْتِي ءَامِناً... - 40 - فُصِّلت - 358
فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ... - 50 - القصص - 358
... فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ... - 240 - البقرة - 358
... وَلَكِن لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَاءَاتَنكُمْ... - 48 - المائدة - 358
قَل لَّا أَجِدُ في مَا أُوحَيَ إِلَيَّ... - 145 - الأنعام - 358
.... وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ... - 102 - الأنبیاء - 358
... في مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ - 14 - النور - 358
أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَهُنَا ءَامِنِينَ - 146 - الشعراء - 358
... مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَكُمْ... - 28 - الرُّوم - 358
... فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ... - 3 - الزّمر - 358
... أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ... - 46 - الزّمر - 358
... وَنُنْشِئَكُمْ في مَا لَا تَعْلَمُون - 61 - الواقعة - 358
إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لأتٍ... - 134 - الأنعام - 358
... وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُنِه هُوَ الْبَاطِلُ... - 61 - الحجّ - 359
... وَأَنْ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ... - 30 - لقمان - 359
... كُلُّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ... - 91 - النساء - 359
... مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ... - 34 - إبراهیم - 359
... وَلَيْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ... - 102 - البقرة - 359
... وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا... - 62، 63 - المائدة - 359
... عَن مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا... - 79، 80 - المائدة - 359
ص: 483
... قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَنْكُمْ... - 93 - البقرة - 359
... وَجَيْتُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ... - 144 - البقرة - 359
ذَلِكَ أَن لَّمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى... - 131 - الأنعام - 359
أَيَحْسَبُ أَن لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ - 7 - البلد - 359
أَيَحْسَبُ أَن لَن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ - 5 - البلد - 359
إنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَجُور - 14 - الانشقاق - 359
بلْ زَعَمْتُمْ أَلَّن نَجْعَلَ لَكُمْ مُوْعِدًا - 48 - الکهف - 359
.. أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ - 3 - القیامة - 359
.. فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا... - 115 - البقرة - 359
... أَيْنَمَا يُوجِهُهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ - 76 - النحل - 359
أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكَكُمُ الْمَوْتُ... - 78 - النساء - 359
وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ -
مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا... - 61 - الأحزاب - 360
... لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ... - 153 - آل عمران - 360
... لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً... - 5 - الحج - 360
لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ... - 23 - الحدید - 360
... لِكَيْلا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ... - 50 - الأحزاب - 360
يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللهِ... - 16 - غافر - 360
يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ - 13 - الذّاریات - 360
فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا ... - 36 - المعارج - 360
... وَلَاتَ حينَ منَاصٍ - 3 - ص - 360
قَالَ يَبْنَؤُمَّ لَا تَأْخُذْ... - 94 - طه - 360
... وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ... - 9 - البقرة - 360
وَإِذْ وَعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً... - 51 - البقرة - 361
... فَأَخَذَتْهُمُ الصَّعِقَةُ وَهُم ينظرونَ - 44 - الذّاریات - 361
ص: 484
... وَتَصْرِيفِ الرّيحِ وَالسَّحَابِ المُسَخَّرِ... - 164 - البقرة - 361
... وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أَسرَى تُفَدُوهُمْ... - 85 - البقرة - 361
... وَلَا تَقْتُلُوهُمْ عِنْدَ المَسْجِدِ الحرامِ... - 191 - البقرة - 361
... وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ... - 251 - البقرة - 361
... فَرِهَنٌ مَقْبُوضَةٌ... - 283 - البقرة - 361
... فَيَكونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللهِ... - 49 - آل عمران - 361
... فَيُضَعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةُ... - 245 - البقرة - 361
... وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَنُكُمْ... - 33 - النساء - 362
... مِن الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَولَينِ... - 107 - المائدة - 362
... أَوْ لَمَسْتُمْ النِّسَاءَ... - 43 - النساء - 362
... وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَنسِيَةً... - 13 - المائدة - 362
... الكعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَمًا لِلنَّاسِ... - 97 - المائدة - 362
... نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَتِكُمْ... - 161 - الأعراف - 362
... وَقُلْنَ حَشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا... - 31 - یوسف - 362
... وَسَيَعْلَمُ الْكَفَّرُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ - 42 - الرعد - 362
... إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ... - 17 - الکهف - 362
... أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةٌ... - 74 - الکهف - 362
... فَلَا تُصَحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ... - 76 - الکهف - 362
... لتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا - 77 - الکهف - 363
الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا... - 53 - طه - 363
وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ... - 95 - الأنبیاء - 363
إِنَّ اللهَ يُدفِعُ عَنْ الَّذِينَ ءَامَنُوا... - 38 - الحج - 363
سُكَرى وَمَا هُمْ بِسُكَرى... - 2 - الحج - 363
... فَخَلَقْنَا الْمُضْعَةَ عِظَماً... - 14 - المؤمنون - 363
... وَجَعَلَ فِيهَا سِرَجاً وَقمَرًا مُنِيرًا - 61 - الفرقان - 363
ص: 485
بَلِ أَدْرَكَ عِلْمُهُمْ... - 66 - النمل - 363
وَلَا تُصَعِرٌ خَدَّكَ... - 18 - لقمان - 363
.. رَبِّنَا بَعدُ بَيْنَنَا... - 29 - سبأ - 363
فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ... - 53 - الزخرف - 363
... وأَلْقُوهُ فِي غَيْبَتِ الْجُبِّ... - 10 - یوسف - 364
وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ ءَايَتُ مِنْ رَبِّهِ... - 50 - العنکبوت - 364
... وَمَا تَخْرُجَ مِنْ ثَمَرَتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا... - 47 - فُصِّلت - 364
كَأَنَّه جَمَلَتُ صُفْرٌ - 33 - المرسلات - 364
... فَهُمْ عَلَى بَيِّنَتٍ مِنْهُ... - 40 - فاطر - 364
... وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ ءَامِنُونَ - 37 - سبأ - 364
... لِأَّهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا - 19 - مریم - 364
... إنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُ الْحَقُّ... - 57 - الأنعام - 364
ءَأتُونِي زُبَرَ الْحَديدِ... - 96 - الکهف - 364
... فَنُجِّيَ مَن نَشَاءُ... - 110 - یوسف - 364
.. وَكَذَلِكَ نُجِّى الْمُؤْمِنِين - 88 - الأنبیاء - 364
اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيم - 5 - الفاتحة - 364
... وَزَادَكُمْ في الخَلْقِ بَصْطَةٌ... - 69 - الأعراف
... أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ - 37 - الطوُّر - 365
لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ - 22 - الغاشیة - 365
... انْقَلَبُوا فَكِهِين - 31 - المطففین - 365
... إِنَّ الْبَقَرَ تَشَبَة عَلَيْنَا... - 70 - البقرة - 365
أَوَكُلَّمَا عَهْدُوا عَهْدًا... - 100 - البقرة - 365
لِسَلْطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقْتلُوكُمْ... - 90 - النساء - 365
... أَلَا إِنَّما طَئِرُهُمْ عِندَ اللهِ... - 131 - الأعراف - 365
أَلْزَمْنَهُ طَيرَهُ في عُنُقِهِ... - 13 - الإسراء - 366
ص: 486
... وَفِصَلُهُ في عَامَيْنِ ... - 14 - لقمان - 366
عَلِيهُمْ ثِيابُ سُنْدُسٍ... - 21 - الإنسان - 366
خِتَمُهُ مِسْكٌ... - 26 - المطففین - 366
فَادْخُلِي فِي عِبَدِي... - 29 - الفجر - 366
وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنيهِ... - 132 - البقرة - 366
... وَأَعَدَّ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَرٌ... - 100 - التوبة - 366
... وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ... - 35 - یس - 366
... عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ... - 55 - الشوری - 367
وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ ءَالِ فِرْعَوْنَ... - 28 - غافر - 370
يَأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ... - 21 - البقرة - 372
لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ... الْعَرْشِ الْعَظِيم - 128، 129 - التوبة - 375
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ... - 23 - الأحزاب - 386
... قَالَ يَبُشْرَى هَذَا غُلَمٌ... - 19 - یوسف - 386
... يَأَهْلَ يَثْرِبْ لَا مُقَامَ لَكُمْ... - 13 - الأحزاب - 386
... إنِّي جَاعِلٌ في الأَرْضِ خَلِيفَةُ... - 30 - البقرة - 391
وَإذ قَتَلْتُم نَفْسًا... - 72 - البقرة - 391
... إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍ لَهُمْ ابْعَثْ لَنَا... - 246 - البقرة - 392
... الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ... - 258 - البقرة - 392
أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ... - 259 - البقرة - 392
إِذْ قَالَتْ امْرَأَتُ عِمْرَانَ... - 35 - آل عمران
... وامْرَأَتَى عَاقِرٌ... - 40 - آل عمران - 392
... مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ... - 193 - آل عمران - 392
... يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ... - 51 - النساء - 392
... وَمَنْ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا... - 100 - النساء - 392
... وَبَعَثْنَا مِنْهُم عَشَرَ نَقِيباً... - 12 - المائدة - 393
ص: 487
قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ... - 23 - المائدة - 394
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَى ءَادَمَ... - 27 - المائدة - 394
... تَحْبِسُونَهُمَا مِنْ بَعْدِ الصَّلَوَةِ... - 106 - المائدة - 394
... الَّذِي ءَاتَيْنَاهُ ءَايَتِنَا... - 175 - الأعراف - 394
... وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ... - 48 - الأنفال - 394
... إِذْ يَقُولُ لِصَحِبِه لَا تَحْزَنْ... - 40 - التوبة - 394
وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لي... - 58 - التوبة - 395
وَمِنْهُمْ مَنْ عَهَدَ اللَّهَ... - 75 - التوبة - 395
... لِمَنْ حَارَبَ اللهَ وَرَسُولَهُ... - 107 - التوبة - 395
وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا... - 118 - التوبة - 395
... وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ... - 17 - هود - 395
وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ... - 42 - هود - 395
وامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ... - 71 - هود - 395
... وَبَشَّرُوهُ بِغُلَمٍ عَلِيمٍ... - 28 - الذّاریات - 395
... هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهرُ لَکُمْ... - 78 - هود - 395
... لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ... - 8 - یوسف - 396
... لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ ... - 10 - یوسف - 396
... فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ... - 19 - یوسف - 396
... امْرَأَتُ الْعَزيزِ... - 30 - یوسف - 396
وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَهُ... - 21 - یوسف - 396
... وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا... - 26 - یوسف - 396
وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجنَ فَتيانِ... - 36 - یوسف - 396
وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ... - 100 - یوسف - 397
... كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا... - 75 - النحل - 397
رَبِّ اغْفِرُ لي وَلوَالِديَّ... - 28 - نوح - 397
ص: 488
... إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ... - 103 - النحل - 397
... أَنْ أَصْحَبَ الْكَهْفِ... - 9 - الکهف - 397
... فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ... - 16 - الکهف - 397
... رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ... - 19 - الکهف - 397
واضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً رَجُلَيْنِ... - 32 - الکهف - 398
وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَهُ... - 60 - الکهف - 398
فَوَجَدَ عَبْدًا... - 65 - الکهف - 398
... وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكُ... - 79 - الکهف - 398
... حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَمًا... - 74 - الکهف - 398
... فَكَانَ أَبَواهُ مُؤْمِنَيْنِ... - 80 - الکهف - 398
... فَكَانَ لِغُلَمَيْنِ يَتِيمَيْنِ... - 82 - الکهف - 399
وَيَقُولُ الإِنسَنُ... - 66 - مریم - 399
أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِايَتِنَا... - 77 - مریم - 399
... وَأَضَلَّهُمْ السَّامِرِيّ... - 85 - طه - 399
... يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ... - 6 - القمر - 399
... يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِن مَكَانٍ قَرِيبٍ - 41 - ق - 399
وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمّ مُوسَى... - 10 - القصص - 399
وَقَالَتْ لأُخْتِه قُصِّيه... - 11 - القصص - 399
... وَقَتَلْتَ نَفْسًا... - 4 - طه - 399
هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا... - 19 - الحج - 399
إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ... - 11 - النور - 400
وَیَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ... - 27 - الفرقان - 400
إنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةٌ تَمْلِكُهُمْ... - 23 - النمل - 400
قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ... - 39 - النمل - 400
قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمُ مِنَ الْكِتَبِ... - 40 - النَّمل - 400
ص: 489
الآیات - رقمها - السورة - الصفحة
وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ... - 48- النَّمل - 400
وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ... - 9 - القصص - 401
فَالْتَقَطَهُ عَالُ فِرْعَوْنَ... - 8 - القصص - 401
... رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ... - 15 - القصص - 401
وجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَا الْمَدينة... - 20 - القصص - 401
...وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ... - 23 - القصص - 401
يَأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ... - 59 - الأحزاب - 402
وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ... - 13 - لقمان - 402
...لِلَّذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمتَ عَلَيه... - 37 - الأحزاب - 402
...أَصْحَبَ الْقَرية إِذ جَاءَهَا الْمُرْسَلُون - 13 - یس - 403
وَجَاءَ مِن أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ... - 20 - یس - 403
أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا... - 77 - یس - 403
قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لي قرِينٌ - 51 - الصافات - 403
وجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ... - 77 - الصافات - 403
فَبَشَّرْنَنهُ بغُلمٍ حَلِيمٍ - 101 - الصافات - 403
وهَلْ أَتَكَ نَبُؤُا الْخَصْمِ... - 21 - ص - 403
... عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا... - 34 - ص - 403
وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ ءَالِ فِرْعَوْنَ... - 28 - غافر - 403
...رَبَّنَا أَرِنَا الَّذِيْنِ أَضَلَّانَا... - 29 - فصِّلتِ - 404
...عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ... - 21 - الزخرف - 404
...وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ... - 10 - الأحقاف - 404
...حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ... - 15 - الأحقاف - 404
وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أَفٍّ لَكُمَا... - 17 - الأحقاف - 404
أَفَرَءَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى - 33 - النَّجم - 404
ص: 490
الآيات - رقمها - السورة - الصفحة
...قول الَّتِي تُجَدِلُكَ في زَوْجِهَا... - 1 - المجادلة - 405
وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضٍ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا... - 3 - التحریم - 405
إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا... - 4 - التحریم - 405
...امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ... - 10 - التحریم - 405
سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ - 1 - المعارج - 405
رَبِّ اغْفِرْ لي وَلِوَالِدَيَّ... - 28 - نوح - 405
وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا... - 4 - الجنّ - 405
ذَرْني وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا - 11 - المدّثّر - 405
فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى - 31 - القیامة - 406
هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَنِ حِينٌ... - 1 - الإنسان - 406
يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ... - 38 - النَّبأ - 406
أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى - 2 - عَبَس - 406
إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُول كَرِيمٍ - 19 - التَّکویر - 406
وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ - 3 - البلد - 407
لقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَنَ في كَبَدٍ - 4 - البلد - 407
إذ اتَّبَعَثَ أَشْقَهَا - 12 - الشمس - 407
فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ... - 13 - الشمس - 407
أَرَءَيْتَ الَّذِي يَنْهَى عَبْدًا... - 10،9 - العَلق - 407
إن شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ - 3 - الکوثر - 407
وَامْرَأَتُهُ حَمالَةَ الْحَطَب - 4 - المسَد - 407
وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ... - 4 - البقرة - 408
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ... - 6 - البقرة - 408
وَمِنْ أَهْل الكِتب من إن تأمَنْهُ... - 75 - آل عمران - 408
مَنْ إِنْ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ ءَامَنَّا بِاللَّهِ... - 8 - البقرة - 408
...لا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُول اللَّهِ... - 7 - المنافقون - 408
ص: 491
الآيات - رقمها - السورة - الصفحة
...يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ... - 153 - آل عمران - 408
...إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ... - 65 - التَّوبة - 409
...إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ - 13 - الأحزاب - 409
وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ... - 111 - البقرة - 410
يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ... - 189 - البقرة - 410
يَسْئَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ... - 215 - البقرة - 410
يَسْتَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ... - 219 - البقرة - 410
وَيَسْتَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ... - 222 - البقرة - 410
...إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَرِهِمْ... - 234 - البقرة - 411
فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ... - 249 - البقرة - 411
...مِنْهُمْ مَّنْ كَلَّمَ اللَّهُ... - 253 - البقرة - 411
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا... - 23 - آل عمران - 411
وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَب... - 72 - آل عمران - 411
كَيْفَ يَهْدِي اللهُ قَوْمًا كَفَرُوا... - 86 - آل عمران - 412
...إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ... - 100 - آل عمران - 412
إِذْ هَمَّت طَاهِفَتَانِ مِنْكُمْ... - 122 - آل عمران - 412
...وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْأَخِرَةَ... - 152 - آل عمران - 412
...وَطَائِفَةً قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ... 154 - آل عمران - 412
الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُول... - 172 - آل عمران 412
...قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ... - 181 - آل عمران - 412
الَّذِينَ قالُوا إِنَّ الله عَهِدَ إِلَيْنَا... - 183 - آل عمران - 413
...قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ... - 77 - النساء - 413
إلَّا الَّذِينَ يَصِلونَ إلَى قَوْمٍ... - 90 - النساء - 413
سَتَجِدُونَ ءَاخَرِينَ... - 91 - النساء - 413
إلَّا المُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ... - 98 - النساء - 413
ص: 492
الآيات - رقمها - السورة - الصفحة
وَلَا تُجَدِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ... - 107 - النساء - 414
وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ... - 127 - النساء - 414
يَسْتَفْتُونَكَ قُل اللهُ يُفْتِيكُمْ... - 176 - النساء - 414
يَسْئَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ... - 4 - المائدة - 414
...إذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُوا... - 11 - المائدة - 414
...إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ... - 22 - المائدة - 414
إِنَّمَا جَزَؤُا الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ... - 33 - المائدة - 414
...وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّعُونَ... - 41 - المائدة - 415
...بقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ... - 54 - المائدة - 415
وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ... - 83 - المائدة - 415
...وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي... - 110 - المائدة - 415
وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ... - 111 - المائدة - 415
...يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا... - 25 - الأنعام - 415
وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا... - 32 - الأنفال - 416
...وَمَنْ قَالَ سَأُنزِلُ مِثْل ما أنزل اللهُ... - 93 - الأنعام - 416
وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبهم... - 52 - الأنعام - 416
...إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللهُ عَلَى بَشَرٍ... - 91 - الأنعام - 416
...قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى... - 124 - الأنعام - 416
...فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ... - 138 - الأعراف - 416
وَممَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ... - 181 - الأعراف - 416
يَسْتَلُونَكَ عَن الأَنْفَالِ... - 1 - الأنفال - 417
يَأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَن فِي أَيْدِيكُمْ... - 70 - الأنفال - 417
إِلَّا الَّذِينَ عَنهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ... - 4 - التوبة - 417
...وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ... - 15 - التوبة - 417
...وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ... - 92 - التوبة - 417
ص: 493
الآيات - رقمها - السورة - الصفحة
...وَالْمُؤلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ... - 60 - التوبة - 418
وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ... - 98 - التوبة - 418
وَالسَّبِقُونَ الْأَوَّلُونَ... - 100 - التوبة - 418
وَءَاخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ... - 102 - التوبة - 418
وَءَاخَرُونَ مُرْجَوْنَ لأَمْرِ اللهِ... - 106 - التوبة - 418
...فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّون أَنْ يَتَطَهَّرُوا... - 108 - التوبة - 418
...وَمَا ءَامَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ - 40 - هود - 419
وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى... - 69 - هود - 419
وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ... - 30 - یوسف - 419
إِنَّا كَفَيْنَكَ الْمُسْتَهْزِمِينَ... 95 - الحِجْر - 419
ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِن بَعْدِ... - 110 - النَّحل - 419
...بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا... - 5 - الإِسراء - 419
سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُم... - 22 - الکهف - 419
...أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ... - 50 - الکهف - 420
...فَكَانَتْ لِمَسْكِينَ... - 79 - الکهف - 420
...تَطْلُعُ عَلَى قَوْم... - 90 - الکهف - 420
...وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْماً - 86 - الکهف - 420
اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا... - 75 - الحج - 420
...وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمُ ءَاخَرُونَ... - 4 - الفرقان - 420
...لشِرْذِمَةُ قَلِيلُون - 54 - الشعراء - 420
قَالَتُ يَأَيُّهَا الْمَلَؤُاْ أَفْتُوني... - 32 - النَّمل - 421
أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا... - 2 - العنکبوت - 421
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ... - 6 - لقمان - 421
...إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنودٌ... - 9 - الأحزاب - 421
...مَنْ قَضَی نَحْبَهُ... - 23 - الأحزاب - 421
ص: 494
الآيات - رقمها - السورة - الصفحة
وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَهَرُوهُمْ... - 26 - الأحزاب - 421
...وَامْرَأَةٌ مَؤْمِنَةٌ... - 50 - الأحزاب - 422
وانْطَلَقَ الْمَلُّا مِنْهُمْ... - 6 - ص - 422
...فَفَزِعَ مَنْ في السَّمَوَاتِ... إلَّا مَنْ شَاءَ اللهُ... - 87 - النمل - 422
...فَصَعِقٍ مَنْ... إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ...
وَقَالُوا أَلِهَتُنَا خَيْرٌ... - 58 - الزخرف - 422
...نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ... - 29 - الأَحقاف - 422
...كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ... - 35 - الأحقاف - 423
...يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ... - 38 - محمد - 423
إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ... - 4 - الحجرات - 423
قَالتْ الْأَعْرَابُ ءَامَنَّا... - 14 - الحجرات - 423
هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا... - 2 - الحشر - 423
...أَصْحَبُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ - 20 - الحشر - 423
قُتِلَ أَصْحَبُ الأُخْدُودِ - 4 - البروج - 424
...بِأَصْحَب الْفِيلِ - 1 - الفیل - 424
وَإِذْ فَرَقْنَا بكُمُ الْبَحْرَ... - 50 - البقرة - 424
وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِه الْقَرْيَةَ... - 58 - البقرة - 424
...مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ... - 249 - البقرة - 424
...مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ... - 259 - البقرة - 424
...أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ... - 260 - البقرة 424
...كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ... - 109 - المائدة - 425
...مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا... - 75 - النساء - 425
...ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ... - 21 - المائدة - 425
...رَأَي كَوْكَبًا قَالَ... - 76 - الأنعام - 425
...سَأُوريكُمْ دَاوَ الْفَاسِقِين - 145 - الأعراف - 425
ص: 495
الآيات رقمها - السورة- الصفحة
وَسْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ... - 163 - الأعراف - 425
...فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ... - 143 - الأعراف - 246
وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ... - 171 - الأعراف - 426
...إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ... - 40 - التوبة - 426
لَمَسْجِدُ أُسِّسَ عَلَى التَّقَوى... - 108 - التوبة - 426
...أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا... - 4 - یوسف - 426
...غَيبَتِ الْجُبِّ - 15 - یوسف - 426
وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا... - 16 - الحِجْر - 427
وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ - 67 - الحجر - 427
...إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيه... - 7 - النَّحل - 427
...وَبِالنَّجم هُمْ يَهْتَدُونَ - 16 - النَّحل - 427
...وَكَلْبُهُمْ بَسِطٌ ذِرَاعَيْهِ... - 18 - الکهف - 427
...بِوَرِقِكُمْ هَذه إِلَى الْمَدِين الْمَدِينَة - 19 - الکهف - 428
...حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ... - 60 - الکهف - 428
...أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ... - 77 - الکهف - 428
...مَكَاناً قَصِيَّا - 22 - مریم - 428
...قَدْ جَعَل رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا - 24 - مریم - 428
...فَاقْذِفيه في الْيَمٌ... - 39 - طه - 428
...إِلَى الْأَرْضِ الَّتي بركنا فيهَا... - 81 - الأنبیاء - 428
...مِنَ الْقَرْیَةِ الَّتِي كَانَتْ عَمَلُ الخَبيثَ... - 74 - الأنبیاء - 428
...أن الأَرْضَ يَرتُهَا عِبادِي الصَّالِحُونَ - 105 - الأنبیاء - 428
...وَ اوَيْنَهُمَا إِلَى ربوة... - 50 - المؤمنون - 429
وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ... - 53 - الفرقان - 429
وَكُنُوزٍ وَمَقَام كريم - 57 - الشعراء - 429
...عَلَى وَادِ النَّمْلِ... - 18 - الثَّمل - 429
ص: 496
الآيات - رقمها - السورة - الصفحة
...إلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ... - 38 - الأنعام - 430
...لَا أَرَى الْهُدْهُدَ... - 20 - النَّمل - 430
...وجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنإٍ يَقِينٍ... 22 - النَّمل - 430
وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى غَفْلَةٍ... - 15 - القصص - 430
...لَرَادُكَ إِلَى مَعَادٍ... - 85 - القصص - 430
غُلِبَت الرُّومُ في أَدْنَى الْأَرْض... - 3،2 - الرّوم - 430
...إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ... - 14 - سبأ - 430
...مَثَلاً أَصْحَبُ القَرْيَةِ... - 13 - یس - 431
وَفَدَيْنَهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ - 107 - الصافّات - 431
فَنَبَذْتَهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ - 145 - الصافّات - 431
...عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتين عَظِيم - 31 - الزخرف - 431
...وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي... - 51 - الزخرف - 431
..يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ... - 41 - ق - 431
وَالْبَيْتِ الْمَعْمُور - 4 - الطّور - 431
وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى - 1 - النجم - 431
مَا أَفَاءَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ... - 7 - الحشر - 432
وَالَّذِينَ تَبَوَّءُو الدَّارَ... - 9 - الحشر - 432
فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ - 51 - القیامة - 432
...بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّس - 16،15 - التکویر - 432
النَّجمُ الثّاقِبُ - 3 - الطارق - 432
الَّذِين جَابُوا الصِّخْرَ بِالْوَادِ - 9 - الفجر - 432
لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدَ - 1 - البلد - 432
وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِين - 3 - التین - 432
...بِأَصْحَب الفِيل - 1 - الفیل - 432
وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ - 3 - الفلق - 432
ص: 497
الآیات - رقمها - السورة - الصفحة
مَالِكِ يَوْمَ الدِّين
وَوَعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً... - 142 - الأعراف - 433
أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ... - 184 - البقرة - 433
الْحَجِّ أَشْهُرُ مَعْلُومَتٌ... - 197 - البقرة - 433
يَسْئَلُونَكَ عَن الشَّهْرِ الْحَرام... - 217 - البقرة - 433
إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجُمْعَانِ... - 155 - آل عمران - 433
...لا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الحَرَامَ... - 2 - المائدة - 434
..يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ... - 19 - المائدة - 434
...يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ... - 41 - الأنفال - 434
فَسِيحُوا في وَيَوْمَ حُنَيْنٍ الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ... - 2 - التّوبة - 434
...فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الحَرامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا... - 28 - التّوبة - 434
...مِنْهَا أَرْبَعَةُ حُرُمٌ... - 36 - التوبة - 434
...فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنين - 42 - یوسف - 434
...وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ... في بِضْعِ سِنِينَ... - 4 - الرّوم - 434
قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِينَةِ - 59 - طه - 434
...وَيَذكُرُوا اسْمَ اللهِ في أَيَّامٍ مَعْلُومَةٍ... - 28 - الحج - 435
...فَأَخَذَهُمْ عَذَابٌ يَوْمٍ الظُلَّةِ... - 189 - الشعراء - 435
...عَلَي عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا... - 15 - القصص - 435
...بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ... - 9 - فصّلت - 435
...في أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَواءٌ للسائلين - 10 - فصّلت - 435
فَقَضَهُنَّ سَبعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْن.. - 12 - فصلّت - 435
إِنَّا أَنزَلْتَهُ فِي لَيْلَةٍ مُبْرَكَةٍ... - 3 - الدَّخان - 435
...في يَوْم نَحْسٍ مُسْتَمِرٌ - 19 - القمر - 435
...سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا - 7 - الحاقّة - 436
ص: 498
الآيات - رقمها - السورة - الصفحة
وَالْفَجْرِ. وَلَيَالٍ عَشْرٍ، والشَّفْعِ وَالوَتْر - 1، 2، 3 - الفجر - 436
وَاللَّيلِ إِذَا يَسْرِ - 4 - الفجر - 436
والضُّحى. واللَّيْلِ إذَا سَجَی - 1، 2 - الضحی - 436
...وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلَّى... - 125 - البقرة - 437
...وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ... - 17 - هود - 437
إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ... - 55 - المائدة - 438
كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ... - 110 - آل عمران - 438
...وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ... - 94 - النساء - 438
...وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمَنَكُمْ... - 143 - البقرة - 438
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ... - 204 - البقرة - 438
...وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بهَا... - 13 - الرّعد - 438
وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً... - 224 - البقرة - 438
يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا شَهَادَة بَيْنَكُمْ... - 106 - المائدة - 439
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأَوْلَئِكَ... - 69 - النساء - 439
وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنِ... إِلَّا خَطَأَ... - 92 - النساء - 439
يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ... - 101 - المائدة - 439
إلَّا الَّذِينَ امَنُوا... أيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُون - 227 - الشعراء - 439
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ... - 207 - البقرة - 439
...فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ... - 33 - النّور - 439
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا... - 58 - النساء - 440
وَالْخَمِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ... - 7 - النور - 440
...وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ... - 28 - الکهف - 440
...فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى... - 196 - البقرة - 440
وَلَا تَتَمنَّوا مَا فَضْلَ اللهُ بِهِ... - 32 - النساء - 439
فَإنْ طَلْقَها فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ... - 230 - البقرة - 440
...فَصَعِقَ مَنْ... إلَّا مَنْ شَاءَ اللهُ... - 68 - الزمر - 445
ص: 499
ص: 500
أنا عند ظن عبدي بي... - 39
إن أول ما أنزل الله على نبيه من القرآن: اقرأ باسم ربك - 47
ما نزلت سورة البقرة والنساء إلَّا وأنا عنده - 48
صوم يوم عاشوراء - 49
حديث إسلام عمر - 50
حدیث نزول فاتحة الكتاب - 51، 52
ما كان يأيها الذين آمنوا أنزل بالمدينة... - 52
حديث نزول قوله تعالى: (ولقد علمنا المستقدمين منكم...) - 56
حديث نزول قوله تعالى: (ويسألونك عن الروح...) - 57
حديث نزول قوله تعالى: (قل لئن اجتمعت الإنس والجن...) - 58
حديث نزول (أول الروم) - 58، 59
حديث نزول (آيات من سورة سبأ - 59، 60
حديث نزول قوله تعالى: (إنّا نحن نحيي الموتى...) - 60
حديث نزول قوله تعالى: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم...) - 60، 61
حديث نزول قوله تعالى: (وما قدروا الله حق قدره...) - 61
حديث نزول قوله تعالى: (يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله...) - 61
حديث نزول قوله تعالى: (... إن من أزواجكم وأولادكم عدوَّا لكم...) - 62
ص: 501
حديث: أنزل القرآن في ثلاثة أمكنة... - 62
حديث نزول قوله تعالى: (فمن كان منكم مريضاً أو به أذًى من رأسه...) - 63
حديث نزول قوله تعالى: (واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله...) - 64
حديث نزول قوله تعالى: (ليس لك من الأمر شيء...) - 64
حديث نزول قوله تعالى: (وما محمد إلّا رسول...) - 65
حديث نزول: (أول المائدة...) - 65، 66
حديث نزول قوله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم...) - 66
حديث نزول: (آية التيمم...) - 67
حديث نزول: (أول الأنفال...) - 67
حديث نزول: (إذ تستغيثون ربكم...) - 67
حديث نزول: (ومن يولهم يومئذ دبره...) - 68
حديث نزول: (ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين...) - 68
حديث نزول: (وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به...) - 68، 69
حديث نزول: (أول الحج...) - 70
حديث نزول: (هذان خصمان ...) - 70
حديث نزول: (أذِن للذين يقاتلون بأنهم ظُلِموا...) - 70
حديث نزول: (سورة الفتح...) - 71، 72
حديث نزول: (سورة المنافقين...) - 72، 73
حديث نزول: (سورة النصر...) - 73
حديث نزول: (آية القبلة...) - 74
حديث نزول: (خواتم سورة البقرة...) - 74
حديث نزول: (والله يعصمك من الناس...) - 75
حديث نزول: (سورة الأنعام ...) - 75
حديث نزول: (وعلى الثلاثة الذين خُلّفوا...) - 75، 76
حديث نزول: (تتجافى جنوبهم عن المضاجع...) - 76
حديث نزول: (يأيها النبي قل لأزواجك وبناتك...) - 76، 77
ص: 502
حديث نزول: (وهو الذي كف أيديهم عنكم...) - 78
حديث الكلالة - 79
حديث نزول: (ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني...) - 80، 81
حديث نزول: (آيات براءة عائشة في سورة النور) - 81
حديث نزول: (ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة...) - 81
حديث نزول: (آيات غزوة الخندق في سورة الأحزاب) - 82
حديث نزول: (الوحي على الرسول عليه السلام وهو عند عائشة) - 83
حديث نزول: (سورة الكوثر ...) - 84، 85
حديث نزول: (آية اللعان...) - 86، 87
حديث: أول ما نزل من القرآن - 89
حديث: أول ما نزل من سور القرآن - 90 - 92
حديث نزول: (والساعة أدهى وأمر...) - 93
حديث نزول: (آيات تحريم الخمر..) - 94
حديث نزول: (آخر آية نزلت ..) - 94، 95
حديث نزول: (آخر سورة نزلت ...) - 94، 95، 96
حديث نزول: (آية القبلة...) - 98
حديث نزول: (لا إكراه في الدين...) - 99، 100
حديث نزول: (وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله...) - 100، 101
حديث نزول: (يوصيكم الله في أولادكم...) - 101
حديث نزول: (والمحصناتُ النساء...) - 102
حديث نزول: (فما لكم في المنافقين فئتين...) - 102
حديث نزول: (اليوم أكملت لكم دينكم...) - 103
حدیث نزول: (فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة..) - 107
حديث نزول: (سبّح اسم ربك الأعلى، والنجم إذا هوى) - 107
حديث نزول: (ما أنزل على إبراهيم مما أنزل على محمد ..) - 107
ص: 503
الحديث في أول سورة الجمعة... - 108
الحديث في: (يأيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشّرا...) - 108
حديث السبع الطوال - 109
حديث: (ما أنزل على الرسول مما أنزل على موسى عليهما السلام...) - 109
حديث: (ما أنزل على الرسول مما أنزل على سليمان عليهما السلام...) - 109، 110
حديث: (نزول البسملة أول كل سورة...) - 111
حديث: (ما نزل مفرّقاً..) - 113
الأحاديث في بيان ما نزل من السور جملة واحدة... - 113، 114
الأحاديث في كيفية نزول القرآن من اللوح المحفوظ... - 115
حديث نزول: (صحف إبراهيم والتوراة والإنجيل...) - 116
حديث: (قدر ما كان ينزل من القرآن...) - 117
أحاديث: (كيفيات الوحي...) - 118، 119
أحاديث: (الأحرف التي نزل القرآن بها...) - 119 - 123
الأحاديث في: (قراءة البسملة أول كل سورة...) - 143، 144
حديث القنوت: (اللهم إنا نستعينك ونستهديك...) - 144، 145
الأحاديث الواردة في قراءات النبي صلى الله عليه وسلم - 147 - 150
حديث: (خذوا القرآن من أربعة...) - 151
الحديث في: (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات...) - 220
حديث (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلّا الله...) - 240
حديث: (ما أبين من حي فهو ميت...) - 241
حديث: (لا تحِل الصدقة لغني ...) - 241
حديث: (إذا التقى المسلمان بسيفهما...) - 241
حديث: (لا وصية لوارث...) - 255
حدیث: (كانت سورة الأحزاب تقرأ... مائتي آية...) - 255
حديث: (كم كانت تعدّ سورة الأحزاب؟..) - 256
ص: 504
حديث: (كان رسول الله إذا أوحي إليه أتيناه...) - 257
حديث: (... إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن...) - 257
حدیث: (نزلت سورة نحو «براءة» ثم رفعت...) - 257، 258
حديث: (قرأ رجلان سورة أقرأهما رسول الله...) - 259
حديث: (حديث بئر أصحاب معونة...) - 259
حديث: (كان فيما أنزل عشر رضعات معلومات...) - 260
الحديث في قوله تعالى: (أأشفقتم أن تقدّموا بين يدي نجواكم...) - 261، 262
حديث: (أعظم سورة في القرآن الفاتحة ...) - 307
حديث: (أعظم آية.. آية الكرسي...) -308
حديث: (سيِدة آي القرآن آية الكرسيّ...) - 308
حديث: (ألا أخبركم بأفضل آية في كتاب الله...) - 312
حديث: (إن القرآن نزل على خمسة أوجه...) - 314
حديث: (ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه...) - 323
حديث (أرسل إليّ أبو بكر بقتل أهل اليمامة...) - 374، 375
حدیث: (أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان...) - 376
حديث: (قلت يا رسول الله: من أول الأنبياء...؟) - 378
حديث: (أن اليهود قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم...) - 384
الحديث في قوله تعالى: (... فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه...) - 415
الحديث في قوله تعالى: (الحج أشهر معلومات...) - 433
ص: 505
ص: 506
ابراهیم النخعي: 338 - ابن عامر: 134
ابن أبي خيثمة: 378 - ابن عبد البر: 124
ابن أبي الدنيا: 329 - ابن عطية: 52
ابن جابر 284 - ابن فارس: 216
ابن جبیر: 130 - ابن قتيبة: 146
ابن جريج: 145 - ابن كثير: 58
ابن جرير الطبري: 93 - ابن الأشعث: 168
ابن حِبَّان: 99 - ابن الجزري: 125
ابن حبيب: 98 - ابن الحاجب: 143
ابن خزيمة: 308 - ابن مجاهد: 339
ابن خير: 163 - ابن مردویه: 49، 101
ابن خيرون: 166 - ابن مقسم: 141
ابن درید: 194 - ابن منده: 169
ابن ذكوان: 164 - أبو بكر بن الأنباري: 48، 198
ابن راهويه: 305 - أبو بكر بن العربي: 305
ابن سنان الخفاجي: 264 - أبو جعفر يزيد بن القعقاع: 129
ابن سيّد الناس: 119 - أبو حنيفة النعمان: 140
ابن سیرین: 337 - أبو حيّان: 37
ابن الصلاح: 131 - أبو السعادات بن الأثير: 29
ص: 507
أبو شامة: 133 - السوسي: 184
أبو داود: 91 - الشاطبي: 167
أبو عبيدة معمر بن المثني: 39 - الشافعي: 236
أبو عبيد القاسم بن سلام: 48 - الطبراني: 51
أبو عمرو بن العلاء: 167 - الطحاوي: 123
أبو الحسن الأشعري: 307 - الطّيبي: 118
أبو العالية: 117 - الأزهري: 214
أبو العباس المهدوي: 132 - الأعمش: 130
أبو الفضل بن حجر: 86 - الأوزاعي: 165
أبو الفضل الخزاعي: 140 - الباقلاني: 124
أبو القاسم الهذلي: 140 - البخاري: 59
أبو الكرم الشهرزوري: 166 - البزار: 50
أبو الليث: 114 - البزي: 187
أبو نعيم: 311 - البغوي: 131
أبو يعلى: 83 - البلخي: 214
الترمذي: 56 - البيضاوي: 331
التنوخي: 279 - البيهقي: 45
الدارقطني: 109 - الجرمي: 194
الداني: 41 - الجعبري: 138
الذهبي 155، 330 - الجوهري: 39
الرافعي: 84 - الحاكم: 50
الزركشي: 12 - الحليمي: 305
الزمخشري: 233 - الخطيب القزويني: 264
السخاوي: 157 - الخليل بن أحمد: 187
السّدي: 254 - العزيزي: 198
السرخسي: 172 - العوفي: 331
السّمرقندي: 172 - الفراء: 193
السُّهيلي: 385 - الفخر الرازي: 116
ص: 508
الفريابي: 52 - عاصم: 164
الكافيجي: 7 - عبد بن حميد: 309
الكرماني: 271 - عبد الرزاق: 310
الكواشي: 132، 334 - عز الدين بن عبد السلام: 204، 305
الماتريدي: 38 - عز الدين بن الأثير: 379
الماوردي: 314 - عكرمة: 91
النسائي: 68 - قالون: 159
النَّووي: 146 - قتادة: 57
الهروي: 124 - قطرب: 194
الواحدي: 82 - قنبل: 187
بدر الدین بن جماعة: 391 - مالك بن أنس: 307
بهاء الدين السبكي: 131 - مجاهد: 102
تاج الدين السبكي: 201 - محمد بن بركات الصعيدي: 313
تقي الدين السبكي: 130، 280 - مسلم: 84
ثعلب: 214 - مقاتل: 47
جبير: 331 - مكي: 58
حمزة: 159 - نافع: 159، 168
خلاد: 160 - هشام: 165
خلف: 129، 160 - ورش: 159
رویس: 164 - ولي الدين العراقي: 204
سفيان بن عيينة: 123 - يحي بن أبي كثير: 338
سفيان الثوري: 336 - يحي بن وثاب: 130
صلاح الدين الصفدي: 285 - يحي بن يعمر: 218
ضياء الدين بن الأثير: 234 - يعقوب: 129
ص: 509
ص: 510
(1) ابن حجر العسقلاني: تهذيب التهذيب. ط أولى، الهند، 1325 ه-.
(2) ابن حجر العسقلاني: لسان الميزان. ط أولى، الهند، 1329 ه-.
(3) ابن حجة الحموي: خزانة الأدب. بيروت.
(4) ابن قتيبة: تأويل مشكل القرآن. تحقيق: السيد أحمد صقر، ط ثانية، القاهرة، 1393 ه- = 1973 م.
(5) ابن كثير: تفسير القرآن العظيم. ط ثانية، 1389 ه- = 1970 م.
(6) ابن الجزري: النشر في القراءات العشر. مراجعة، علي محمد الضباع.
(7) ابن الجزري: تحبير التيسير تحقيق: محمد الصادق قمحاوي، وعبد الفتاح القاضي، ط أولى، 1392 ه- = 1972 م.
(8) ابن العربي المالكي: عارضة الأحوذي بشرح صحيح الترمذي.
(9) ابن العماد الحنبلي: شذرات الذهب. بيروت.
(10) ابن يعقوب المغربي: مواهب الفتاح في شرح تلخيص المفتاح. شروح التلخيص، ط أولى.
(11) أبو حيان: البحر المحيط. الحلبي.
(12) أبو السعادات بن الأثير: النهاية في غريب الحديث والأثر. تحقيق: طاهر الزاوي؛ ومحمود الطناحي، عيسى الحلبي.
(13) أبو السعادات بن الأثير: جامع الأصول في أحاديث الرسول، تحقيق: عبد القادر الأرناؤوط، ط أولى، 1389 ه- = 1969 م.
(14) أبو السعود: تفسير أبي السعود. دار العصور بمصر، 1347 ه- = 1928 م.
ص: 511
(15) أبو عبيدة معمر بن المثنى: مجاز القرآن. تعليق: فؤاد سزكين، ط ثانية، 1390 ه.
(16) أبو القاسم هبة الله بن سلامة: الناسخ والمنسوخ. ط ثانية، الحلبي، 1387 ه.
(17) الفيروز أبادي: القاموس المحيط. ط ثانية.
(18) أحمد موسى (د): البلاغة التطبيقية. ط أولى.
(19) أحمد موسى (د): الصبغ البديعي. القاهرة، 1388 ه- = 1969 م.
(20) الزمخشري: الكشاف. دار الكتاب العربي، بيروت.
(21) السبكي: طبقات الشافعية الكبرى. تحقيق: محمود الطناحي، وعبد الفتاح الحلو، ط. أولى، الحلبي.
(22) السيوطي: طبقات المفسرين. تحقيق: علي محمد عمر.
(23) السيوطي: حسن المحاضرة. تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، القاهرة، 1968 م.
(24) السيوطي: بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة. تحقيق: محمد أبو الفضل، ط. أولى، الحلبي، 1384 ه- = 1964 م.
(25) السيوطي: الإتقان في علوم القرآن. تحقيق: محمد أبو الفضل، ط. أولى.
(26) السيوطي: معترك الأقران في إعجاز القرآن. تحقيق: علي محمد البجاوي.
(27) الطحاوي: مشكل الآثار. ط. أولى، بيروت.
(28) الجوهري: تاج اللغة. تحقيق: أحمد عبد الغفور عطار، دار الكتاب العربي بمصر.
(29) الحافظ المنذري: مختصر صحیح مسلم. تحقيق: محمد ناصر الدين الألباني.
(30) القاسمي: محاسن التأويل. تعليق: محمد فؤاد عبد الباقي، الحلبي.
(31) القرطبي: الجامع لأحكام القرآن ط. ثالثة، القاهرة، 1387 ه- = 1967 م.
(32) القفطي: إنباء الرواة على أنباء النحاة. تحقيق: محمد أبو الفضل، 1369 ه.
(33) النووي: تهذيب الأسماء واللغات. بيروت.
(34) النووي: شرح صحيح مسلم. المطبعة المصرية.
(35) بهاء الدين السبكي: عروس الأفراح. شروح التلخيص، الحلبي.
(36) شمس الدين الداودي: طبقات المفسرين. تحقيق: علي محمد عمر، مكتبة وهبة.
512
ص: 512
(37) شمس الدين الذهبي: تذكرة الحفاظ. دار إحياء التراث العربي.
(38) شوقي ضيف (د): البلاغة تطور وتاريخ. دار المعارف: 1965 م.
(39) ضياء الدين بن الأثير: المثل السائر. ط. أولى، 1354 ه- = 1935 م.
(40) عبد الرحيم العباسي: معاهد التنصيص. تحقيق: محمد محي الدين الدين عبد الحميد.
(41) عبد القاهر الجرجاني: أسرار البلاغة. تحقيق: السيد محمد رشيد رضا، ط. سادسة، 1379 ه- = 1959 م.
(42) عبد المتعال الصعيدي: بغية الإيضاح. ط. سادسة.
(43) عمر رضا كحالة: معجم المؤلفين. دمشق، 1376 ه- = 1957 م.
(44) فتحي فريد (د): البديع. ط. أولى، 1378 ه- = 1978 م.
(45) فهمي أبو الفضل (د) ومحمود فهمي حجازي (د): تاريخ التراث العربي. القاهرة، 1971 م.
(46) محمد الطاهر بن عاشور: ديوان النابغة الذبياني.
(47) مصطفى زيد (د): سورة الأحزاب. ط. أولى، القاهرة 1389 ه- = 1969 م.
(48) منصور علي ناصف: التاج الجامع للأصول. ط. ثانية، 1381 ه- = 1961 م.
ص: 513
ص: 514
مقدمة...5
مؤلف الكتاب...6
أهمية كتاب التحبير...14
تحقيق الكتاب...16
مقدمة الكتاب...27
فهرس الأنواع التي اشتمل عليها الكتاب...30
معنى التفسير...36
معني القرآن...38
النوع الأول والثاني: المكي والمدني...42
النوع الثالث والرابع: الحضري والسفري...63
النوع الخامس والسادس: النهاري والليلي...74
النوع السابع والثامن: الصيفي والشتائي...79
النوع التاسع: الفراشي...83
النوع العاشر: النومي...84
النوع الحادي عشر: أسباب النزول...86
النوع الثاني عشر والثالث عشر: أول ما نزل وآخر ما نزل...89
النوع الرابع عشر: ما عرف تاريخ نزوله عاماً وشهراً ويوماً وساعة...97
ص: 515
النوع الخامس عشر والسادس عشر: ما نزل فيه ولم ينزل على أحد قبل النبي، وما أنزل منه على بعض الأنبياء...107
النوع السابع عشر: ما تكرر نزوله...111
النوع الثامن عشر والتاسع عشر: ما نزل مفرّقاً وما نزل جمعاً...113
النوع العشرون: كيفية النزول...115
النوع الحادي والثاني والثالث والعشّرون: المتواتر والآحاد والشاذ...129
النوع الرابع والعشرون: قراءات النبي صلى الله عليه وسلم...147
النوع الخامس والسادس والعشرون: الرواة والحفاظ...151
النوع السابع والعشرون: كيفية التحمل...156
النوع الثامن والعشرون: العالي والنازل...164
النوع التاسع والعشرون: المسلسل...171
النوع الثلاثون والحادي والثلاثون: الابتداء والوقف...174
النوع الثاني والثلاثون: الإمالة...181
النوع الثالث والثلاثون: المدّ...183
النوع الرابع والثلاثون: تخفيف الهمز...185
النوع الخامس والثلاثون: الإدغام...189
النوع السادس والثلاثون والسابع والثلاثون: الإخفاء والإقلاب...193
النوع الثامن والثلاثون: مخارج الحروف...194
النوع التاسع والثلاثون: الغريب...198
النوع الأربعون: المعرَّب...200
النوع الحادي والأربعون: المجاز...203
النوع الثاني والأربعون: المشترك...214
النوع الثالث والأربعون: الترادف...216
النوع الرابع والأربعون والخامس والأربعون: المحكم والمتشابه...218
النوع السادس والأربعون: المشكل...221
ص: 516
النوع السابع والثامن والأربعون: المجمل والمبين...224
النوع التاسع والأربعون: الاستعارة...226
النوع الخمسون: التشبيه...230
النوع الحادي والخمسون والثاني والخمسون: الكناية والتعريض...232
النوع الثالث والخمسون: العام الباقي على عمومه...235
النوع الرابع والخمسون والخامس والخمسون: المخصوص والذي أريد به الخصوص...236
النوع السادس والخمسون والسابع والخمسون: ما خصّ فيه الكتاب السنة وما خصّت فيه السنة الكتاب...240
النوع الثامن والخمسون: المؤوَّل...243
النوع التاسع والخمسون: المفهوم...245
النوع الستون والحادي والستون: المطلق والمقيَّد...249
النوع الثاني والستون والثالث والستون: الناسخ والمنسوخ...251
النوع الرابع والستون: ما عمل به واحد ثم نسخ...261
النوع الخامس والستون: ما كان واجباً على واحد فقط...263
النوع السادس والستون والسابع والستون والثامن والستون: الإيجاز والإطناب والمساواة...264
النوع التاسع والستون: الأشباه...271
النوع السبعون والحادي والسبعون: الفصل والوصل...274
النوع الثاني والسبعون: القصر...278
النوع الثالث والسبعون: الاحتباك...282
النوع الرابع والسبعون: القول بالموجب...285
النوع الخامس والسبعون: المطابقة...287
النوع السادس والسبعون: المناسبة...289
النوع السابع والسبعون: المجانسة...292
النوع الثامن والسبعون والتاسع والسبعون: التورية والاستخدام...296
ص: 517
النوع الثمانون: اللف والنشر...298
النوع الحادي والثمانون: الالتفات...299
النوع الثاني والثمانون: الفواصل والغايات...303
النوع الثالث والرابع والخامس والثمانون: أفضل القرآن وفاضله ومفضوله...305
النوع السادس والثمانون: مفردات القرآن...310
النوع السابع والثمانون: الأمثال...314
النوع الثامن والثمانون والتاسع والثمانون: آداب القارىء والمقرىء...317
النوع التسعون: آداب المفسِّر...323
النوع الحادي والتسعون: من يُقبل تفسيره ومن يُرَدّ...327
النوع الثاني والتسعون: غرائب التفسير...333
النوع الثالث والتسعون: معرفة المفسّرين...335
النوع الرابع والتسعون: كتابة القرآن...337
النوع الخامس والتسعون: تسمية السور...368
النوع السادس والتسعون: ترتيب الآي والسّور...371
النوع السابع والتسعون: الأسماء...378
النوع الثامن والتسعون والتاسع والتسعون: الكنى والألقاب...389
النوع المائة: المبهمات...391
النوع الحادي والمائة: أسماء من نزل فيهم القرآن...437
النوع الثاني بعد المائة: التاريخ...441
خاتمة: في وفاة جبريل عليه السلام...445
الفهارس:...447
1 - فهرس الآيات القرآنية...448
2 - فهرس الأحاديث النبوية...501
3 - فهرس الأعلام المترجّم لهم...507
4 - المراجع...511
5 - فهرس الموضوعات...515
ص: 518
والحمد لله أولاً وأخيراً
تم الكتاب بعيد منتصف ليلة الجمعة 25 من ربيع الثاني 1402 ه
ص: 519