خَلْقِكَ وَ لَمْ تَجْعَلْ فِي خَلْقِكَ مِثْلَهُمْ أَحَدًا أَنْ تُصَلِّيَ عليهم وتَفعل بي كَيْتَ وكَيْتَ».(1)

و نحوها أيضاً ورد في أمالي الطوسي. (2)

وعن أبي هاشم الجعفري قال: قال لي أبو محمد الحسن بن علي علیه السلام: قبري بِسُرَّ مَنْ رأى أمان لأهل الجانبين. (3)

يعني: أماناً للخاصّة و العامة الساكنين فيها.

صحيحة الحلبي عن أبي عبد الله علیه السلام قال : ليس يَتبَعُ الرّجلَ بعد موته من الأجر إلَّا ثلاثُ خصال: 1- صدقةٌ أجراها في حياته، فهي تجري بعد موته إلى يوم القيامة صدقةً موقوفةً لا تورَثُ، 2- أو سنّةٌ هُدًى سَنَّها ، فكان يعمل بها وعَمِل بها مَن بعدَه غيرُه، 3- أو ولد صالح يستغفِرُ له. (4)

معتبرةً بعض أصحابنا إلى أبي محمد علیه السلام في الوقوفِ وما رُويَ فيها. فَوَقَعَ: الوقوفُ على حَسَبِ ما يُوقِفُها أَهلُها إن شاء الله (5)

هذه شهادة من محمّد بن يحيى شيخ الكليني على التوقيع، فهذه المكاتبة معتبرة الإسناد.

ص: 2

رواها الصدوق في الفقيه (1) و الشيخ في التهذيبين (2)

مضافاً إلى أنّ سند الشيخ في الاستبصار أيضاً صحيح.

***

تاريخ بناء هذه الحسينية والمجمّعِ السَّكنّي للزائرين عائدٌ إلى شهر رجب المرجّب عام 1373 (ألف و ثلاثمئة و ثلاثة و سبعين) من الهجرة، حيث سافر المرحوم الحاج الميرزا أبو القاسم الكوبائيٌّ الاصفهاني رحمه الله إلى العراق لأجل الزيارة، فراح إلى سامراء.

فاشتكى أهالي سامراء إليه من خراب الحمام الكبير وأن ما بقي لهم هو ذلك الحمام الصغير الذي بني بجانب الحمام الكبير بأمر من آية الله المجدد السيد محمد حسن الشيرازي قدس سره ويستفيد منه الرجال صباحاً والنساء مساءً.

فتكلّم المرحوم الكوبائي مع الخيّرين المرحومين الحاج محمّدحسين معتمدي الإصفهاني والحاج ميرزا حسن دردشتي الإصفهاني رحمهما الله، فاشتريا قطعة أرض حدود ألفي متر في مدينة سامراء في أفضل مكان منه وبنيا جدارًا حولها.

ثم أعطيا قسماً من قيمة الأرض وجعلا الباقى لى عاتق غيرهما من الخيّرين بإصفهان تحت إشراف المرحوم الكوبائي وبأمر من مرجع الطائفة آية الله العظمى الحاج آقا حسين البروجردي قدس سره.

أرسل الكوبائي في شهر ربيع الأوّل 1375 (ألْفِ و ثلاثمئة وخمسة وسبعين) شخصًا بعنوان مدير أعمال بناء الحمام و معمارًا وعدّة من البنائين والعمّال مع أدوات البناء إلى سامرّاء

ص: 3

لأجل بناء الحمام.

وفي سنة 1376 (ألف و ثلاثمئة وسِتَّة وسبعين) تم بناء حمامين للرجال والنساء في مدينه سامراء في 800 متر مربع ، وكتب الشيخ نصراله الخلخالي سند وقف الحمامين بأمر من آية الله البروجردي وشهادته عليه كما شهد عليه عدة من علماء النجف الأشرف في ذلك الوقت، وصورته موجودة، بجانب صورة مبالغ دفعها المتبرعون الإصفهانيون.

ثمّ بعد إنهاء بناء الحمام، أَمَرَ آية الله البروجردي أن يقيم في بقية الأرض الموجودة و هي حوالي 1200 (ألف ومِئَتَي متر) متر مربع حسينية لأجل سكن الزائرين لمدينة سامراء.

شرع المرحوم الكوبائي ببناء هذه الحسينية و بناها في سنة على نحو بناية الحمام، و قد تم بناءها في شهر جُمادَى الأولى عام 1377 (ألف و ثلاثمئة و سبعة و سبعين) الهجري، وأمر آية الله البروجردي بكتابة سند وقفها، فكتبه الشيخ نصر الله الخلخالي في شهر رمضان للعام نفسه، والسند يحمل توقيع آية الله البروجردي والمراجع الموجودين في النجف الأشرف.

و جعل آية الله البروجردي التولية لابنه حجة الإسلام والمسلمين المرحوم السيّد محمّد حسن البروجردي وخمسة أشخاص من سكان اصفهان و هم:

1 - حجة الإسلام الحاج الميرزا عبدالجواد الكلباسي

والحاج محمد حسين المعتمدي

والحاج ميرزا أبوالقاسم الكوبائي

4- والحاج ميرزا عباس علي ظريف الخوانساري

5- والحاج آقا رحيم الخراساني رحمهم الله .

فصاروا سِتّة أشخاص، و أحكامهم نافذة مع ثُلتَي آراءهم، وجعل آية الله البروجردي تولية الحمامين أيضاً على عاتق هذه السّتة.

ص: 4

و قد جاء في سند وقفها ما نصّه بالفارسيّة مع ترجمتها إلى العربيّة: (1)

«... و حسینیه وقف بر عموم زوّار ایرانی که سامرا مشرف می شوند به قصد زیارت امام على النقي و امام حسن عسکری علیهما السلام که با رعایت شرایط زیر موقتاً در آن سکنی نمایند:

و يَتِمُّ وَقفُ الحسينية على عامةَ الزّوّار الإيرانييّن الذين يأتون إلى سامرّاء لزيارة الإمامين عليّ النقيّ والحسن العسكريّ علیهما السلام ليسكنوا فيها مُؤَقتاً بمُراعاةِ الشّروط التّالية:

اول: مقصود از زوّار کسانی می باشند که نام زائر عرفاً بر آنها اطلاق می شود نه کسانی که مقیم یا قصد اقامت در سامرا دارند.

الأول. المقصود من الزوّارِ هُمُ الّذين يُطلَقُ عليهم اسمُ الزَّائِرِ عُرْفاً لا الذين يُقيمونَ في سامراء أو يَنْوُون الإقامة فيها.

دوم: مقصود از زوّار عموم طبقات اثنی عشری اهل ایران از هر صنف باشد و هیچ فرقی میان توانگر و فقیر و بزرگ و کوچک نیست.

الثاني: المراد مِن الزّوارِ عُمومُ الشّرائح الإِثْنَيْ عَشَريَّةِ مِن أهالي إيرانَ مِنْ أَيِّ مِهنَةٍ كانوا، ولا فَرْقَ ما بَيْنَ غنيٍّ و فقيرٍ وكبيرٍ و صغيرٍ.

سوم: اهالی اصفهان در سکونت مقدم بر سایر بلاد ایران هستند، ولی در صورتی که اهالی سایر بلاد جلوتر از اصفهان سکونت نموده باشند در این صورت حق سکونت برای آنان خواهد بود.

الثالث. سُكّانُ أصفهان لهم الأقدميَّةُ في السُّكنى على سائر مناطق إيران، لكنَّهُ إِذا نَزَلَ أهالي سائر البلدانِ أبكَرَ مِن سكّان أصفهان، فحقَّ النزول لهم .

ص: 5

چهارم: هر زائری تا ده روز متوالی حق سکنی در موقوفه را دارد و بعد از گذشتن مدت نامبرده امر سکنی موکول به نظریه و اذن متولیان یا نمایندگان آن ها می باشد.

الرابع. لِكُلّ زائر حقٌّ السُّكْنى في الموقوفة لِعَشْرِةِ أيامٍ بالتَّوالي، وبعد هذهِ المدَّةِ، سُكونتُه مُناطٍ برأي و إذن المتولّينَ أو مُمَثِّليهم.

پنجم: احداث هر بنایی که منافع آن به موقوفه عاید گردد مربوط به نظریه ی متولیان یا نمایندگان آنها خواهد بود و باید وقف بر حسینیه و تابع مقررات وقف حسینیه باشد.

الخامس. إنشاء أيّ بنايَةٍ تَعودُ مَصالحُه إلى الموقوفة منوطٌ بِرَأي المتولّين أو مُمثّليهم، و يجب أن تكونَ وقفاً على الحسينيّة و تابعاً لقوانين وقف الحسينيّة.

ششم: چنانچه زوّار ایرانی نباشد مجاز و مختارند به هر قسم صلاح دانند، موقوفه را حفظ نموده و برای حفظ موقوفه از خرابی و غیره هر عملی نمودند، مختارند.

السادس. إذا لم يوجَد زُوّارٌ إيرانيّون، فمسموحٌ للمتولّين حفظ الموقوفة بأيّ نوع يَرَونَ، و هم مختارون في فِعل أيّ شيءٍ لِلْحِفاظ عليها و صيانتها من الخراب.

هفتم: سایر مسلمانان یعنی فرقه شیعه امامیهی اثنی عشریه اصولیه مجاز هستند از موقوفه بهره مند شوند از قبیل: وضو و نماز و نماز جماعت و عزاداری و روضه خوانی و خواب و استراحت به شرط آن که مزاحمت زوّار سکنه را فراهم ننمایند.

و در صورتی که زوّار ایرانی نباشند متولیان حق دارند اجازه دهند زوّار غیرایرانی اثنی عشری سکنی نمایند.

السابع. يجوز لسائر المسلمين؛ أي: معتنقي مذهب الشّيعة الإمامية الاثني عشريّة أن يَتَمتَّعوا بالموقوفة بأعمالٍ مثل: التَّوضُّوِ والصَّلاة وصلاة الجماعة وإقامة العزاء وقراءة المقتل الحسينيّ والنَّومِ وأخذِ الراحة شريطة أنْ لا يُرْعِجَ الزُّوّار المقيمين فيها.

ص: 6

... مخفی نماند که این وکالت و تولیت بر وقف، موروثی نیست پس اگر یکی از متولیان به حجر یا در گذشت یا توسط استقاله و اقاله از تولیت افتاد واجب و لازم است سایر متولیان بالاتفاق یا با دو ثلث آراء به جای او در ظرف سه ماه متولی متدیّن صحیح العمل دیگری بر موقوفه مذبوره تعیین نمایند که جانشین متولی سابق گردد، غیر از یک نفر آنها فرزند آیة الله البروجردی مدظله العالی که باید اصلح اولاد ذكور ايشان نسلًا بعد نسل وبطنا بعد بطن و اگر ذکور منقرض شد ذکور از اناث متولی موقوفه باشند مگر با انقراض اولاد ذکور و ذکور از اناث که تابع شرایط متولی های دیگر خواهد شد. و این امر تا روز قیامت جاری خواهد بود.

... لا يخفى أنّ هذه الوكالة وتولية الوقف ليست موروثيّةً. فإذا سقط أحد المتولّين مِن التَّولية لأسباب مثلِ الحِجرِ أو الموتِ أو الاستقالة أو الإقالة، يجبُ ويَلزِمُ على الباقين مِن المتولّين أنْ يُعَيِّنوا شخصاً آخرَ مُلتزماً صحيحَ العمل مُتَولّياً على هذه الموقوفة كخليفة للمتولي السّابقِ في غُضونِ ثلاثة أشهر إلا واحد منهم وهو نَجْلُ آية الله البروجردي مد ظله والذي يجب أن يكونَ أصلح أولاده الذكور نسلاً بعد نسل وبطناً بعد بطن، وإذا انقرضَ الذُّكور، فالذُّكورُ من الإناث يكونون متولّينَ لِلْموقوفة، وبانقراض الأولاد الذكور والنُّكورِ مِن الإناث، تكون شروط التولي تابعة لشروط المتولين الآخرين، وهذا جارٍ إلى يوم القيامة.

إلى آخره.

افتتحت الحسينية وشرعت بأعمالها رسميًا لكنّها للأسف صادف رحيل المرجع الطائفة آية الله البروجردي قدس سره في شوّال المكرم 1380 (ألفٍ و ثلاثمئة وثمانين) الهجري، فأوّل مجلس فيها هو مجلس عزاء لذلك المرجع الْفَذّ.

و هذا التقرير بتفاصيله و سندي الوقف للحمامين والحسينية وأسماء المتبرعين لهما موجود

ص: 7

بقلم الحاج الميرزا أبو القاسم الكوبائي رحمه لله ومطبوع في ختام كتاب «تاریخچه شهر سامرا و زندگانی عسكريين علیهما اسلام» من مؤلفات المحقّق السيّد مصلح الدين المهدوي قدس سره. كما أنه كتب ترجمة طويلة لآية الله البروجردي في آخر كتابه قبل مرور عام على ارتحاله وطبع الكتاب في مطبعة فردوسي في سنة 1381 (ألف و ثلاثمئة وواحدةٍ و ثمانين) بإصفهان على نفقة الحاج الميرزا ابو القاسم الكوبائي رحمه الله.

و في الختام أود أن أقدّم جزيل الشكر إلى أصحاب السماحة:

المرجع الأعلى آية الله العظمى الإمام السيّد علي الحسيني السيستاني دام ظله

و آية الله السيّد محمّدجواد العلوي البروجردي مدظله سبط آية الله العظمى البروجردي قدس سره

و ديوان الوقف الشيعي ورئيسه المحترم الأستاذ الدكتور حيدر الشمّري حفظه الله

و الأمين العام لعتبة المقدسة العسكرية الأستاذ الدكتور نافع جميل حفظه الله .

كما أشكر كلّ مَنْ ساهم في بناء هذه الحسينية العريقة الشريفة من الخيرين في اصفهان و طهران وغيرهما من البلاد.

و جميع من شارك في بناءها من المهندسين و المعماريين والبنائين والعمال

و ختاماً أُوَجِّهُ الشكر إلى الحضور الكرام والسادة والسيدات والرئيس المحترم.

و قال أبو يحيى المغربي:

يا راكِبَ الْشَهبَاءِ تَعمَلْ عَلَيْهِ *** سَلَّمْ عَلى قَبرِ بِسامراء

قبر الإمام العسكري وَابْنِه *** وَ سَمِّي أَحْمَدَ خَاتَمِ الْخلفاءِ

و قال العلّامة السيد محسن الأمين العاملي رحمه الله صاحب أعيان الشيعة:

ص: 8

يا راكِبًا شَدَنِيَّةَ الوَجَناءِ *** عَرَّجْ عَلى قَير بسامراء

قَبْرٌ تَضَمَنَ بِضْعَةٌ مِنْ أحمدٍ *** وَ حُشَاشَةٌ لِلْبِضعَةِ الزَّهراءِ

قَبرُ تَضّمَنَ مِنْ سُلالَةِ حَيدَرٍ *** بدرًا يَشُقُّ حَنادِسَ الظَّلماءِ

بعليٍّ الهادي إلى نهج الهدى *** و الدِّينُ عَادَ مُؤَرَّجَ الْأَرجاء

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على محمد وآله.

ص: 9