طِبُ الإمام أميرالمؤمنين
علي بن ابي طالب (عليهماالسلام)
مكتبة الروضة الحيدرية
بقلم عبد الحسين الجواهري
تقديم: العلامة المجاهد
الشريف السيد أحمد شوقي الأمين
المستشار السابعه في المحكمة الشرعية العليا (بيروت)
و رئيس جمعية علماء الدين (جبل عامل )
دارالمفید
الطبعة الأولى
1423ه- - 2002م
محرر رقمي : اصغر مصطفایی
ص: 1
بِسمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ
ص: 2
طبُ الإمام أميرالمؤمنين
علي بن ابي طالب (علیه السلام)
مكتبة الروضة الحيدرية
بقلم عبد الحسين الجواهري
تقديم: العلامة المجاهد
الشريف السيد أحمد شوقي الأمين
المستشار السابعه في المحكمة الشرعية العليا (بيروت)
و رئيس جمعية علماء الدين (جبل عامل )
دارالمفید
ص: 3
كافة الحقوق محفوظة و مسجلة
الطبعة الأولى
1423ه- - 2002م
دار المفید
للطباعة والنّشر والتوزيع
بيروت - لبنان
صب: 25/304
ت : 01/272189
ص: 4
بِسمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ
الإهداء
ماذا تراني قائلاً في إمام نصّبته السماء، فجعلته عليّاً، ضرغاماً، هماماً، مقداماً.
صاحب بيعة الغدير الذي فتح عليه ربّ السماء ببركة ابن عمه - وأخيه - وصنوه رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) ألف باب من العلم، يفتح له من كل باب ألف باب، فهو كنز العلوم وخزانة الفنون.
وكفى علياً سمواً واقتداراً قوله: «سلوني قبل ان تفقدوني، سلوني عن طرق السماء فأنا اخبر بها من طرق الأرض». قولة لم يتفوه بها أحد غير ابي الحسن بجدارة واستحقاق.
نعم الى الشافع الأكبر والساقي الأعظم في يوم الجزاء، اهدي هذه الجهود المتواضعة، آملاً الفوز والنجاة والعفو والغفران، انه على كل شيء قدير.
ص: 5
ص: 6
الصورة

بِسمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ
-السيد احمد شوقي الأمين.
-نجل الشريف الوجيه السيد محمد باقر بن العلامة الكبير السيد علي محمود الحسيني الأمين.
- ولد عام 1932 في مدينة النبطية (لبنان).
-نشأ في كنف والده في مجدل سلم .
- انهى دراسة الثانوية في الكلية الجعفرية (صُور) .
- هاجر الى مدينة العلم والأدب النجف الأشرف عام 1952.
-تتلمذ على السيد محمد على الأمين «شرح الألفية والمنطق والشرائع»، والشيخ محمد تقي
----------
تقدیم الکتاب
بِسمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد و على آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الغرّ الميامين.
بين يديّ كتاب
جمعت فيه أحاديث عن لسان سید الفصحاء وأمير البلغاء سيدنا اميرالمؤمنين علي بن ابي طالب(علیه السلام) تدور مواضيعه حول طرق و أساليب مداواة بعض الأمراض الجسدية والنفسية بواسطة الأعشاب والأزهار والأثمار، ولا يكتفي
ص: 7
الجواهري «الشرح اللمعة والمكاسب»، والسيد اسماعيل الصدر «الكفاية».
- دخل كلية الفقه عام 1957 (اول دورة) وكان من المتفوقين فيها حيث درس على أيادي : الشيخ محمد رضا المظفر (المنطق)، والشيخ عبد المهدي مطر (النحو العربي)، والسيد محمد تقي الحكيم (اصول الفقه والتاريخ) والشيخ محمد تقي الايرواني(الفقه)، والدكتور عبد الرزاق محي الدين (الأدب العربي)، والدكتور حاتم الكعبي (علم الإجتماع) ، ومواد علمية أخرى .
- تخرج من الكلية عام 1961.
-حضر بحوث الخارج عند الآيات: السيد محسن الطباطبائي الحكيم (الفقه)، والسيد ابو القاسم الخوئي (اصول الفقه).
-عاد الى لبنان عام 1963 واتخذ مدينة «صُور» لنشاطه العلمي والثقافي والإجتماعي حيث كان الساعد الأيمن للشيخ موسى عزّالدين، وشغل منصب امين عام جمعية علماء الدين، وهدير المدراس الخاصة للجمعية، و ادّي دوراً مشهوداً وأعمالاً جبّارة
------------------
بالحديث عن الانسان بل يتعداه الى الحيوان والنبات والبيئة، ويذكر الفوائد لبعض المآكل ويحذر عن بعضها في حالات مرضية خاصة .
واستطيع ان اقول: انني انا بين كتاب تحتوي صفحاته على بستان حوى من الأعشاب انضرها، ومن الأزهار أعطرها ومن الأثمار ازكاها واطيبها .
وهل يصدر عن امير المؤمنين(علیه السلام) سوى معالجة الأجساد العليلة، ومداواة النفوس المضطربة، والأرواح الحائرة ؟ ليضفي عليها كلها الشفاء والإطمئنان والهدوء، ويصف لها الدواء الشافي والعلاج الكافي لتعميق الايمان وتمتين الصلة بين الانسان وربّه، وبينه وبين نفسه، و بینه و بین مجتمعه، و حسبک مما أقول أقواله، اقواله السامية وافكاره العالية الّتی جُمعت بالسفر المسمّی «بنهج البلاغة»، وما استدرك عليه من ملحقات، والتي حيرت البلغاء ببلاغتها وادهشت الفصحاء بفصحاتها حيث لم يدركها مفكر و لم يلحق بها فيلسوف.
وقد اعتبر امير المؤمنين(علیه السلام) الفاتح
ص: 8
في ميادين العلم والثقافة والاجتماع.
- دخل سلك القضاء عام 1967 بإشارة خاصة من الشيخ حسين الخطيب (رئيس المحاكم الشرعية)، فعُين قاضياً في قضاء جبيل.
- و في عام 1973 نقل الى قضاء بنت جبیل وبعد فترة اعيد تعينه في جبیل حتى حوادث عام 1975.
- انشأ عدة مدارس عُرفت «بمدارس الأمين»، كانت البذرة الأولى في بلدته مجدل سلم (عام1982)، وبعد النجاح الباهر والحس بالمسؤولية افتتح مدرسة في جويا وأخرى فی السلطانية (1991) وتوسعت نشاطات المدارس لتضم المئات من التلاميذ ومن أكثر من ثلاثين بلداً. تخرّج منها لحد الآن أكثر من اربعمائة من صفوف شهادة التكميلية والشهادة الثانوية النهائية .
- في 1982 تعرض عدة مرات للتوقيف والإعتقال المحتل الإسرائيلي مع أولاده و(زُجّ بهم في معتقل انصار وبناية عزمي ومدرسة الشجرة)
------------------
والمعبّد الأول لسبيل الشريعة تحت راية رسول الله(صلی الله علیه و آله و سلم) بسيفه وبسالته واخلاصه وفدائيته، وتضحيته، و ازاحة اولئك الطغاة من المشركين الذين وقفوا سداً منيعاً بوجه ولادة الدعوة الاسلامية وانتشارها حتى عُد فارس الاسلام بحقّ، ثم بأقواله وحكمه وفهمه العميق لجوهر الدين رسّخ دعائم الاسلام وثبّت أعمدته، تلك المآثر لا يضاهيها قول أو فعل إلا مآثر رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) التي تعلوها، وقول الله تعالى في القرآن الكريم التي ترتفع فوق الجميع .
لقد آن الأوان لنلج الى داخل الصفحات و نتنقل بين محتوياتها مستظلين بظلال عناوينها الوارفة، لتطلع علينا الفصول الآتية :
النباتات الحيوانات، الاستشفاء بالدعاء، الآداب الطبية، قبس من علم النفس، علم التشريح لبدن الإنسان، المتفرقات الطبیة.
ولا يسعنا ونحن نتكلم عن هذا الكتاب و تعريفه الّا ان نشير الى الأخ فضيلة الشيخ عبد الحسين الجواهري،
ص: 9
- في عام 1983 واثر الضغوطات الإسرائيلية انتقل الى بيروت حتى عام 1985 حيث كان يمارس النشاطات الإجتماعية السياسية، عندها عاد الى بيته المهدّم في مجدل سلم واشرف على بنائه والقيام بالخدمات العامة والمشاريع الخيرية هناك، حيث كان وقتها رجل الدين الوحيد قرب الشريط المحتل فكان زعيماً دينياً ومرشداً روحياً.
في عام 1988 عين مستشاراً اولاً في المحكمة الشرعية العليا في بيروت، حتى أحيل على التقاعد عام 2000.
تأليفاته المخطوطة والمطبوعة
1 - تحرير الكتابة، طبع في النجف الاشرف مرتين، وقد لاقى نجاحاً كبيراً.
2 - رمضان والصوم في القرآن وضع والديانات الأخرى .
3 - رسالة في حياة الفارابي وفلسفته.
4 - رسالة حول حياة جده العالم السيد علي محمود الأمين
5 - التفسير الأمين في الكتاب المبين (تفسير وجيز للقرآن الكريم).
------------------
الذي بذل جهداً في تبويب هذا الكتاب ومراجعة كثير من الكتب التي لها علاقة في الموضوع، اذ راجع عدة كتب من كتب الطب القديم والأحاديث الواردة عن النبی الكريم (صلی الله علیه و آله و سلم) والأئمة الأطهار(علیهم السلام)، ثم لم يكتف بذلك بل اضاف عليها آراء الطب الحديث من بطون الكتب الطبية والمجلات مما اضفى على العناوين رونقاً وزيادة فوائد تغني المطالع .
ولا غرو فالشيخ الجواهري هو فرع تلك الشجرة العلمية الشهيرة في عالم فقه اهل البيت(علیهم السلام) ويكفينا الكتاب النفيس (جواهرالكلام) الذي لا يستغني عنه متعلم او عالم او مرجع، وإليه نُسبت هذه العائلة الكريمة «آل الجواهري».
ثم انه بعد أن جعل فصوله سبعة، وضع مقدمات طبية علمية، وقد ارجع كل حديث او رأي طبي الى مصادره، وقد ركّز على العلاج النفسي ومعرفة النفس وتقسيمها، كما ركّز على المداواة بالدعاء لأنه صلة روحية بين العبد وربّه، واستبعاد الأفكار الجانبية وخلو النفس من الاشغال الدنيوية وتصفيتها وتوجيهها نحو خالقها
ص: 10
6- اختصار زَهَر الآداب (لأبي اسحاق ابراهيم الحصري القيرواني).
7 - نظرة في اوضاع لبنان والجنوب، مطبوع .
8 - تحقيق تفسير «التبيان» (للشيخ الطوسي) بالإشتراك مع الشيخ احمد قصير، طبع في النجف الأشرف.
9 - تصحيح غرر الحكم ودرر الكلم (للشيخ عبد الواحد الآمدي)، طبع في النجف الأشرف.
10- تاريخ الأديان وفلسفتها.
-هذا بالإضافة الى قيامه بنشر العديد من المقالات الفكرية في الصحف والمجلات العراقية واللبنانية،و ينبغي التنبيه الى انه اصبح مديراً للتحرير ثم رئيساً لمجلة «النشاط الثقافي» النجفية الصادرة عام 1962 / 1381ه-.
-أشباله الشرفاء الفضلاء هم:
السيد حسام، الدكتور السيد صالح، السيد حسين، السيد محمد، السيد مصباح، السيد محسن، السيد حسن، وأربع بنات.
------------------------
العارف بكوامنها وتوجهاتها.
لا أحب ان اغوص في سرد العناوين ومدلولاتها، ولا في بيان الفصول و محتوياتها، ولا في مراجعهما لأن مضمون الكتاب قد تكفّل بذلك، و إنی اترك للقارىء الكريم ان يحاول قطف هذه الفوائد بنفسه ويدركها بجهده.
واخيراً اشكر للمؤلف هذه الجهود وادعو له بالتوفيق والنجاح وللقارىء حسن الفائدة والإطلاع، كما نسأله جلّ شأنه ان يمن علينا وعليهم بالاجر والثواب.
السيد احمد شوقي الأمين
رئيس جمعية علماء الدين
مجدل سلم
21 شعبان سنة 1422ه
الموافق 7 - 11 - 2001م
ص: 11
ص: 12
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه المصطفى(صلی الله علیه و آله و سلم) و وصيه علي المرتضى(علیه السلام) وآله الطيبين الطاهرين، واللعنة الدائمة على اعدائهم الى يوم الدين.
وبعد:
ان من مِنن الله عزوجل على عباده التوفيق والهداية الى سُبل المعرفة وطرق العرفان والتعلم والتدبر في آياته ومخلوقاته، وان الطب وعلومه احد المجالات التي نحن جميعاً مدعوون إلى تعلمه وكشف اسراره، والإمعان في الداء والدواء والتعرف على طرق الاستشفاء جسدياً وروحياً.
ومن اهم النصوص العلمية والطبية هو ما ورد عن النبی(صلی الله علیه و آله و سلم) واهل بيته (علیهم السلام)، فهم قد اهتموا بمعالجة الجسد كاهتمامهم بمداواة الروح، فكانت عنايتهم في صحة الأبدان كعنايتهم في تهذيب النفوس وتطهيرها.
وسنقف خلال مطالعة الكتاب على الأحاديث الشريفة العلوية وكيفية والتعرف على الداء وصف الدواء، ونرى افصاح الأحاديث عن حقائق علمية لم تتوصل اليها البشرية الا في القرن العشرين وذلك بعد ان تم اختراع المجهر وكثير من الأجهزة العلمية، وتطويرها، وهذا بنفسه دليل رد و جواب شافٍ على مقولة : هل ان اهل البيت(علیهم السلام) كانوا يعرفون الطب؟! وهل هم اطباء أو حكماء؟!
ص: 13
ومن الواضح ان مجموع الأحاديث التي وصلتنا عنهم(علیهم السلام) موسوعة غنية في مجالي الطبّ والمعرفة - ان تمعنا بعض الشيء -، ويجب على كل باحث التعمق والتدقيق لشرح ما وصل الينا من نصائح و ارشادات علمية، وأخلاقية وتبين المعاني بلسان علمي مبسط وسلس لكي يستفيد منه العامة.
لذا رأينا ان نحذو حذو المؤلفين الذين سبقونا في بذل جهود جبارة، و وضع كتاب هو الأول من نوعه - طب الإمام علي - وذلك قبل اكثر من عشر سنوات، فكان ان وضعنا هذا الكتاب الذي جمعنا فيه طائفة من انفس الأخبار المروية عن افصح العرب بعد سيد الرسل (صلی الله علیه و آله و سلم)؛ الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(علیه السلام)، ومقارنة الأحاديث بدراسة من الطب القديم ونظيره في العلم الحديث، مع الإغماض عن سلسلة الرواة وحذفها - طلباً للأختصار -، واعطائها عدة مصادر لكي يتمكن الطالب من مراجعة امهات الكتب في عِلمي الحديث والدراية .
ولم تسنح الفرصة خلال هذه الأعوام لطبعه ونشره، لكن شاءت الأقدار ان نسكن في لبنان ويتصدى المحسن الوجيه الحاج مرتضى اعتماد الكاظمي (دام مؤيداً) لبذل جهد مشكور في هذا الميدان، وتحمل هذا العبء مأجوراً على عمله الخالص إن شاء الله.
وفي الختام استميح القارىء الكريم عذراً على كل هفوة وغفلة، آملاً تطوير البحث في الطبعات القادمة، راجياً منه تعالى التوفيق والتأييد، آمين.
عبد الحسين عباس الجواهري
لبنان - صُور
الخميس 15 /شعبان 1422ه
2001/11/1م
ص: 14
1 - أهمية الطب اسلامياً.
2 - الإسلام والطب.
3- بين الطب القديم والحديث.
4 - طب أهل البيت(علیهم السلام)
5 - اهل البيت(علیهم السلام) و أسس الصحة.
6 - آداب الأكل والشرب في الشريعة.
7 - إدراك الغذاء عند الشيخ النراقي.
8 - الغذاء الكامل علمياً.
9 - جدول الفيتامينات الرئيسية.
10 - من آداب الصوم.
ص: 15
ص: 16
قال علي(علیه السلام): «العلم علمان: علم الأديان، وعلم الأبدان»(1)
قال علي(علیه السلام): «العلم ثلاثة: الفقه للأديان، والطب للأبدان، والنحو للسان»(2)
الطب في أول نظرة يبدو انه مسؤولية انسانية واخلاقية، و حينما جاء الإسلام شجّع على تعلمه و ممارسته، وحَثّ النبي الأعظم(صلی الله علیه و آله و سلم) و خلفائه الأطهار(علیهم السلام) دراسة هذا العلم وبينوا ثواب خدمة الإنسانية عبر هذا المجال. فهو بالإضافة الى انه امر اخلاقي وانساني، فهو امر ديني وعقائدي، قد يصل وجوب تعلمه وممارسته الى حد الوجوب الكفائي.
فانه يكفي للتدليل على الأهمية الخاصة لهذا العلم في نظر الإسلام، انه قد اعتبره - اي الطب - وعلم الأديان وغيرهما كما في بعض النصوص، العلمان اللذان ينبغي التوجه اليهما،و العمل في سبيل الحصول عليهما.
هذا، وقد قسم العلامة ابو الفتح الكراجكي العلوم الى اربعة:
الفقه للأديان، والطب للأبدان، والنحو للسان، والنجوم لمعرفة الأزمان.
ص: 17
جاء في كتاب طب الإمام الكاظم(علیه السلام) للأخ «شاكر شَبَع» مقدمة لطيفة في تقدّم الطب الإسلامي على الطب الحديث، نقتبس منها ما يناسب بحثنا هنا.
الإسلام منهج فكري، ودليل عملي لقيادة الإنسان في طريق محدد الجانبين نحو حضارة انسانية لا انحراف فيها ولا شذوذ، ومبادىء الاسلام ثروة حقيقية وبإمكانها أن تصنع المعجزات.
فهذه المبادىء استطاعت ان تحوّل شعباً كان يصنع الها من التمر، ثم يحمله جوعه على الإنكباب على هذا الإله وتمزيقه، واكله بنّهم بالغ، الى أمّة تُسابِقُ الزمن وتطوي المسافات في وضع أسس العلوم ومناهجها وسبل تطويرها.
ففي علوم الطب والجراحة والصيدلة بلغ المسلمون مكانة مرموقة، وقد فتحت بحوثهم الرائدة في هذا الحقل آفاقاً جديدة، كانت الأساس والنبراس في الفكر الأوربي.
يقول توماس كليفورد:
«ان كثيراً من العقاقير والوصفات الطبية المستعملة في العهد الحاضر،يرجع اصل تركيبها الى المسلمين».
ويقول بعض المتخصصين الغربيين:
«و قد ساعدتهم معرفتهم بالكيمياء على ابتكار عقاقير طبية لم تكن معروفة قبلهم وعلى تركيب عقاقير خاصة من عدة مواد ولا يزال الكثير من
ص: 18
ابتكاراتهم مستعملة حتى العهد الحاضر».
و لما كانت قدراتهم محدودة، وبحوثهم غير مستكلمة فقد أصابوا وأخطاوا حين اعتمدوا على التجارب ذات الاستقراء الناقص، بل تفشى فى بعض العصور التداوي بتعاويذ سحرية ترتبط بالكهانة والعرافة، والإستعانة بالجن، وبعض الأسماء واللغات المبهمة .
وهنا لابد من الرجوع الى منهج الأئمة المعصومين(علیهم السلام) واستقرائه و دراسته باعتباره المنهج القويم.
فالمتصدي لدراسة التاريخ والحديث والتفسير والعقيدة ومختلف العلوم والمعارف، يجد ان الأئمة الإثني عشر - علي وذريته (علیهم السلام)- كل واحد منهم امام زمانه وزعيم عصره في العلم والمعرفة والجهاد، فتصاغرت امامهم عبقرية العلماء، وتواضع بساحتهم تعالي العقول .
ص: 19
غُرف التطبيب بالنباتات والأعشاب منذ أقدم العصور، بل هو قديم قدم البشریة.
وفي أيامنا هذه يسود اتجاه عام للعودة الى الطبيعة وكل ما هو طبيعي بعيداً عن التعقيد وتناول المركبات الكيميائية، بل انتشر العلاج الطبيعي بمختلف انواعه في المجتمعات الأكثر تطوراً، بحيث افتتحت في السنوات الأخيرة مدارس متخصّصة، وفروع جديدة في الجامعات لتدريس مناهجه الطبية، وآخر ما توصل اليه علم الأعشاب والعلاجات الطبيعية، كما نُظمت البعثات الطبية، وأرسلت الى الدول المعروفة بطبها الشعبي لاستخلاص اهم التجارب فى هذا المضمار .
فعلى سبيل المثال: حظيت جزيرة سوقطرة - التي تقع في نهاية خليج عدن في المحيط الهندي - باهتمام المنظمات والمعاهد والجمعيات العلمية المتخصصة بعلم النبات والأصول الوراثية للنباتات، لما تميزت به من اجناس وانواع نباتية نادرة، تنمو بصورة طبيعية، تُعد الجزيرة موطنها الأصلي، حيث إشارت الدراسات الى وجود احد عشر جنساً نباتياً متوطناً لاتوجد في مناطق أخرى من العالم، ونحو خمسة وثمانين نوعاً نباتياً متوطناً يحمل كثير منها اسم الجزيرة، منها الصبر السوقطري الذي وصفه الإمام موسى بن جعفر(علیه السلام) لسليم مولى علي بن يقطين لما كان يشكو أذى في عينيه ،وكان يكتحل به، فما اشتكى عينيه حتى مات.
وقد اضيفت الأدوية والعقاقير التي اكتشفها العلماء المسلمون الى
ص: 20
لوائح الأدوية والعلاجات الطبيعية التي ما تزال تستخدم حتى يومنا هذا.
يقول احد المستشرقين الغربيين:
«لقد اغنى المسلمون العالم ببحوثهم في التاريخ الطبيعي، ولا سيما علم النبات المجرد و المطبق، وقاموا بترتيب النباتات على أساس ما ينمو منها من الفسائل، وما ينمو من البذور، وما ينمو بنفسه».
ويقول البروفسور سارتون:
«لقد كان التراث الإسلامي في حقل الأعشاب - كما هو في كل ناحية- تقريباً - اعظم بكثير من تراث أية أمة اخرى في الحقل نفسه».
على ان المداواة بالأعشاب قد مرت بفترات من الركود و الإهمال بسبب الإلتجاء الى السحر والعقائد الخرافية في بعض العصور، وكذلك بسبب التطور الطبي والتكنولوجي الذي يشهده العالم.
إلا ان المرحلة الحالية تشهد انقلاباً معاكساً من حيث الإقبال على المداواة بالأعشاب والنباتات والعلاجات الطبيعية الأخرى، دون اللجوء لأدوية عالم المختبرات الكيميائية، والمواد الإصطناعية الضارة.
وتتصدر اليابان قائمة الدول المهتمّة بذلك على الصعيد العالمي، حيث تنتمي اليها احدث واوسع الدراسات العلمية التي اجريت في هذا المجال.
وقد اكدت الدراسات اليابانية:
انّ الطب الشعبي هو الأساس الذي يقوم عليه الطب المعاصر، حيث اثبتت الأبحاث الحديثة دقة ما توصل اليه القدماء.
وقد استطاع العلماء في اليابان استخدام اكثر من مائتي نبات طبّي لعلاج ما يقرب من مائة وخمسين مرضاً عصرياً، وفي مقدمتها: ضغط الدم، والسكر، والروماتيزم، والأرق، والشلل، وغيرها.
ص: 21
كما تشير الإحصاءات التي اجريت في بريطانيا الى زيادة عدد الأفراد الذين يلجأون للأعشاب الطبية لنيل العلاج والشفاء من العلل والأمراض المختلفة.
ومما تجدر الإشارة اليه:
أن سهولة الحصول على مثل هذه الأعشاب وقلة كلفتها، يساهم في انتشارها على نطاق واسع.
وإذا اضفنا لاعتبارات سهولة العرض وقلة الكلفة تلك العوامل النفسية المتعلقة بحرية الفرد في اختيار علاجه، والتحلّل من قيود الإرتباط بالعقاقير الطبية التقليدية، لأمكننا تصور الأبعاد الحقيقية التي تدعم هذا الإتجاه المتجدد.
ص: 22
من الأمور الصحيحة التي أثبتت صحتها الدراسات، والتجارب العلمية الحديثة، ونظريات كبار المختصين: الأسس الصحية والطبية التي جاء بها القرآن الكريم، والنبي(صلی لله علیه و آله و سلم) وأهل بيته(علیهم السلام)، اذ ارشدوا المتألمين والأطباء الى مصادر الداء والدواء لكثير من العلل والأمراض المتفشية في عصرهم.
كما وجهوا المجتمع نحو الطب الوقائي لإبعاده عن الأمراض و مسبباتها، وحوافزها، ومناخاتها، وعوامل انتشارها، والحد من تفشّيها، وذلك باتخاذ التدابير العملية التي تؤدي الى الوقاية من مختلف الأمراض، ومحافظة الإنسان على صحته، ومن أهم تلك التدابير: النظافة البدنية و الروحية التي هي دليل الأدب والكمال، ورمز الذوق والجمال ايضاً.
فالوضوء - رغم كونه مدخل الصلاة -: يحمي الجسم، ويقي الجلد، و ما تحته من الأنسجة بتخليصه من التراب، والغبار، والإفرازات، والجراثيم العالقة باليد والوجه.
وفي تشريع الصوم راحة اجبارية للجهاز الهضمي، حتى أصبح يُعد من انجح الوسائل لعلاج: اضطرابات الأمعاء، والسمنة، والبول السكري، والتهاب الكلى، وارتشاح القلب، والتهاب المفاصل .
ونهى الاسلام لأسباب صحية وقائية بحتة عن بعض المأكولات: كالميتة، والدم، ولحم الخنزير، والمنخنقة، والموقوذة، والمتردية، والنطيحة، وما اكل السبع، لما تحويه من تركيبات سامة مهلكة.
ص: 23
إن هذا الثراء المتنوّع، والغنى الوافر في مجال الطب الطبيعي الإسلامي، يغري القيام بدراسات وأبحاث وتحقيقاتٍ قد تكون مصدراً لاكتشاف سبل و مناهج جديدة للوقاية والعلاج.
وعسى ان يكون هذا الكتاب نواة لشجرة يُثبت اصلها، ويُخضرّ عودها، ويُبسّق ،فرعها، ويُطيّب ثمرها ان شاء الله.
ولا بد لكلّ باحث و دارس و طالب علاج ان يعلم بأن طب أهل البيت على قسمين : دعاء و دواء.
فاما الدعاء: فهو صالح لكلّ الأبدان .
واما الدواء: فقد روي في بعض الأمراض ادوية لا تصلح ظاهراً، ولا توافق كل الأبدان في جميع البلدان، بل توافق طبائع اهل الجزيرة العربية والعراق وما والاها، ولكن ورد في بعض الأخبار ما يدلّ على العموم، كالاستشفاء والمداواة بالعسل.
قال الله عزوجل: يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ تُختَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءُ لِلنَّاس(1).
وروي عن علي بن أبي طالب(علیه السلام) انه قال: «ما استشفى المريض بمثل شراب العسل».
قال شيخنا الصدوق في رسالة الإعتقادات: «اعتقادنا في الأخبار الواردة في الطب، انها على وجوه:
منها: ما قيل على هواء مكة والمدينة، فلا يجوز استعماله في سائر الأهوية .
ص: 24
ومنها ما اخبر به العالم على ما عرف من طبع السائل، ولم يعتبر بوصفه اذا كان اعرف بطبعه منه .
ومنها: ما دلّسه المخالفون في الكتب، لتقبيح صورة المذهب عند الناس.
ومنها: ما وقع فيه سهو من ناقله.
ومنها: ما حفظ بعضه، ونسي بعضه.
وما روي في العسل: انّه شفاء من كل داء فهو صحيح، و معناه انه شفاء من كل داء بارد.
وما روي في الإستنجاء بالماء البارد لصاحب البواسير، فإنّ ذلك إذا كان بواسيره من الحرارة.
وما روي في الباذنجان من الشفاء، فإنّه في وقت ادراك الرطب لمن يأكل الرطب دون غيره من سائر الأوقات.
فأدوية العلل الصحيحة عن الأئمة(علیهم السلام) هي الأدعية، وآيات القرآن و سور، على حسب ما وردت به الآثار، بالأسانيد القوية والطرق الصحيحة.
قال الإمام الصادق(علیه السلام): «كان فيما مضى يسمى الطبيب: [المعالج].
فقال موسى بن عمران(علیه السلام) یا ربّ ممنّ الداء؟ قال: مني.
قال: فممّن الدواء؟ قال: مني.
قال: فما يصنع الناس بالمعالج؟.
فقال: تطيب بذلك نفوسهم.
فسمّي الطبيب طبيباً لذلك، وأصل الطبيب المداوي»(1)
ص: 25
و قال شيخنا المفيد في رسالة «تصحيح الإعتقاد»:
«الطبّ صحيح و العلم به ثابت، و طريقه الوحي، وأنّما اخذ العلماء به عن الأنبياء، وذلك انه لا طريق إلى علم حقيقة الداء الا بالسمع، ولا سبيل الى معرفة الدواء الا بالتوفيق، فثبت ان طريق ذلك هو السمع عن العالم بالخفيّات تعالى.
والأخبار عن الصادقين مفسرة بقول أمير المؤمنين(علیه السلام):«المعدة بیت الداء، والحمية رأس الدواء، وعوّد كلّ بدن ما اعتاد».
وقد ينجع في بعض أهل البلاد من الدواء من مرض يعرض لهم ما يهلك من استعمله لذلك المرض من غير اهل تلك البلاد، ويصلح لقوم ذوي عادة ما لا يصلح لمن خالفهم في العادة.
و كان الصادقون(علیهم السلام) يأمرون بعض اصحاب الأمراض باستعمال ما یضرّ بمن کان به المرض فلا يضرّه، وذلك لعلمهم بانقطاع سبب المرض، فإذا استعمل الإنسان ما يستعمله كان مستعملاً له مع الصحة من حيث لا يشعر بذلك، وكان علمهم بذلك من قبل الله تعالى على سبيل المعجز لهم والبرهان، لتخصيصهم به و خرق العادة بمعناه، فظنّ قوم ان ذلك الإستعمال اذا حصل مع مادة المر مادة المرض نفع، فخلطوا فيه، واستضرّوا به، وهذا قسم لم یورده ابو جعفر»(1)
ص: 26
ذكر العلامة المعاصر الشيخ باقر شريف القرشي في كتابه (النظام التربوي في الإسلام) كلاماً حول التربية الصحية االرياضية في الإسلام، ننقل اهم فصوله:
والشيء المحقق إن الإسلام قد تبنّى - بصورة ايجابية - اسس الصحة العامة و ركزها في مجالاته التشريعية، فما من فرض او واجب شرّعه للناس و يعود عليهم بثمرات طيبة تحفظ صحتهم، وتقيهم من الإصابة بكثير من الأمراض، و قد آمن بذلك بعض أطباء الغرب الذين اختصوا بالبحث عن شؤون الطب العربي والإسلامي.
يقول الدكتور سان جورجيو دار بلانو:
«إن الفروض والواجبات وغيرها من السنن والمستحبات الإسلامية تتصل بالصحة، وهي ترمي الى اصابة هدفين وتحقيق غايتين في آن واحد: غاية دينية، وغاية صحية .»
وقال الدكتور روند ساندج:
«ان تعاليم الإسلام الدينية تتمثل بالصحة، فهي تدعو الى القناعة، وعدم الاسراف في الأكل والشرب، والنظافة، والإغتسال بالماء الطاهر خمس مرات في اليوم قبل كل صلاة، وان الصلاة مجموعة من حركات رياضية، وان الاسلام يأمر بتجريد المرضى المصابين بأمراض معدية، وان العلوم الإسلامية خصصت جزءً كبيراً من ابحاثها بحفظ الصحة».
ص: 27
لقد بهر أطباء الغرب بالتعاليم الصحية الرائعة التي وضع برامجها الإسلام، فذهبوا الى ان الرسول الأعظم(صلی الله علیه و آله و سلم) من اعظم اطباء العالم وانبلهم .
و ممن ذهب الى ذلك الدكتور سان جورجيو دار بلانو ورالدكتور رونان.
يقول الدكتور سان جورجیو دار بلانو:
«ان الأمر الذي لاشك فيه، هو ان المعالجة والصحة كانا الموضوعات الرئيسية التي عالجها الرسول، وانه هو نفسه كان واسع الإطلاع في الطب».
وعلى أي حال، فان الرسول الأعظم(صلی الله علیه و آله) قد اهتم بالصحة اهتماماً بالغاً، إيماناً منه بأن الإنسان لا يمكن ان تتوفر فيه عناصر الحياة السليمة، والطاقات الحيوية الا اذا سادت معالم التربية الصحيحة ، وطبقت مناهجها على واقع الحياة، وقد بلغ من اهتمامه البالغ بالصحة، انه كان يقول لأصحابه:«سلوا الله العافية والمعافاة، فما أوتي احد بعد اليقين خيراً من المعافاة».
كما اشاد الرسول(صلی الله علیه و آله) يعلم الطب، ودعا الى التخصص به، في الحديث المشهور:«العلم علمان: علم الأبدان، وعلم الأديان»، وامر بالتداوي وألمع إلى ان لكل داء دواء، قال(صلی الله علیه و آله): «تداووا، فما انزل الله داءً الا انزل معه الدواء الا السام، فانه لادواء له».
ووضع(صلی الله علیه و آله) برنامجاً عاماً للطب عُرف «بالطب النبوي»، تحدث فيه عن بعض الأمراض، و وصف أدويتها، كما احتوى على بيان شامل لبعض الأغذية من الفواكه و لأطعمة و اللحوم و الخضروات، و ذكر خواصها و فوائدها الطبية.
وعَرَضَ الإمام أميرالمؤمنين(علیه السلام) الى بعض المناهج الصحية في كثير من وصايا ونصائحه، ومن بينها هذه الوصية الرائعة التي زود بها ولده الإمام الحسن(علیه السلام) ، فقد قال له: «يا بني، الا اعلمك اربع كلمات تستغني بها عن الطب؟ قال: بلى.
ص: 28
قال(علیه السلام): لا تجلس على الطعام الا وانت جائع، ولا تقم عن الطعام الا وانت تشتهيه، و جوّد المضغ، واذا نمت فاعرض نفسك على الخلاء، فإذا استعملت هذه استغنيت عن الطب».
و حفلت هذه الوصية بأروع النصائح الصحية التي اقرها الطب الحديث، فان النهمة في الطعام، و عدم مضغه، مما تسبب اصابة الجهاز الهضمي بكثير من الأمراض.
وتصدى الإمام الصادق(علیه السلام) الى البحث عن علم الصحة والطب، فألقى محاضراته القيمة التي تناولت الكشف عن دقائق هذا الفن، كما عرض فيها الى وظائف الأعضاء، ودوران الدورة الدموية، والجراثيم المسببة للأمراض، و ذكر كثيراً من خواص الأغذية كالفواكه و الخضروات و اللحوم و غيرها، و قد دُوِنت بحوثه الصحية في كتاب سُمي «بطب الإمام الصادق». وقد ناظر(علیه السلام) كبار علماء الطب - في عصره - وخاض معهم ادق البحوث الطبية واعمقها، و قد اعترفوا بعجزهم عن مجاراته و عدم درايتهم بما عرضه عليهم من خفايا مسائل هذا الفن، ودوِنت تلك المناظرات في كثير من الكتب التي عرضت لسيرته(علیه السلام)، و لعل من أروع ما اثر عنه في هذا الفن وغيره كتابه المسمى «بأمالي الإمام الصادق»، فقد عرض في بعض فصوله الى وظائف الأعضاء، واكتشف خواصها و دقائقها بما لم يصل الى معرفة بعضها الطب الحديث بما يملك من المختبرات و اجهزة التحليل.
و من الطبيعي ان لهذه البحوث اثراً كبيراً في تطور علوم الصحة و ازدهارها، و لعل من اروع البحوث الصحية التي أثرت عن ائمة اهل البيت(علیه السلام) - فيما نحسب - طب الإمام الرضا(علیه السلام) المسمى «بالرسالة الذهبية».
فقد ألّفها الإمام الرضا(علیه السلام) بطلب من المأمون العباسي، و قد عني بها عناية خاصة، فأمر بأن تكتب بالذهب - فيما يقول المؤرخون - و اتخذها منهجاً لشؤون حياته الصحية، وقرضها تقريضاً عاطراً دل على مدى اكباره لها ...
ص: 29
ذكر العلامة الفقيه المرحوم الشيخ عبد الكريم الزنجاني في كتابه «الفقه الأرقى في شرح العروة الوثقى» (87/1) ، شرحاً موجزاً لآداب الأكل و الشرب بقلم علمي و ادبي رصين، لذا احبننا نقله بتمامه تعميماً للفائدة.
قال «قدس سره»:
و مما تعمل في صدر النهار: التصدق بما تيسّر وان كان حقيراً، فان البلاء لا يتخطاها ويقى الله بها شرّ ما ينزل في ذلك اليوم، وتقول : «ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم»، وتمسح وجهك بماء الورد،و تستعمل الطيب، وتصلي على النبي وآله، كي لا يصيبك في ذلك اليوم بؤس ولا فقر.
أدعية الحمد عند شروع الأكل
ثم تتغذى بنية التقوي على العبادة وعمل الخير بآدابه وادعيته: بان تغسل يديك، وتجلس على يسارك من غير تربع، و تسمي و تحمد الله على كل لون بل كل اناء، و تقول عند الشروع فيه: «بسم الله و الحمد رب العالمين»، او تقول: «بسم الله ثقة بالله و توكلاً عليه»، او تقول: «الحمد لله الذي يُطعم ولا يطعم، ويُجير ولا يجار عليه ويستغني ويفتقر اليه، اللهم لك الحمد على ما رزقتنا من طعام وادام في يسر وعافية من غير كدٍ منا ولا مشقة، بسم الله خیر السماء ، بسم الله رب الأرض والسماء ، الحمد الله الذي لا يضر مع اسمه شیءٌ اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، اللهم اسعدني في مطعمي
ص: 30
هذا، واعذني من شَرّه، وامتعني بنفعه، وسلمني من ضرّه»، وتكرر حمداً لله سبحانه في اثناء الأكل.
آداب و أدعية الطعام
وتبدأ بالملح و تختم به او بالخل، ولا تأكل اللحم في اليوم الواحد مرتين، وتأكله في كل ثلاثة ايام، ولا تتركه اربعين يوماً، ولاتنهك العظم بل تبقي فيه بقية، و تطيل الجلوس على المائدة، وتصغّر اللُقم، وتجوّد المضغ، وتُقلل النظر الى وجوه الجلساء على المائدة .
وتقول عند الفراغ : «الحمد لله الذي اطعمنا في جائعين، وسقانا في ظمآنين، وكسانا فى عارين، وفضلنا على كثير من العالمين».
واذا اكلت اللبن، فتقول : «اللهم بارك لنا فيه، وزدنا منه».
واذا اكلت السمك، فتقول : «اللهم بارك لنا فيه، وابدلنا خيراً منه».
ثم تخلل وتقذف ما خرج من بين الأسنان بالخلاف، وتأكل ما تشتهيه اهلك لا ما تشتهيه انت دونهم، وتقول لرفع المائدة: «الحمد لله العالمين، اللهم اجعلها نعمة مشكورة»، وتقول لأهل الطعام: «اللهم بارك لهم فيما رزقتهم، و اغفر لهم و ارحمهم، اللهم اطعم من اطعمني، واسق من سقاني» .
آداب الشرب
واذا شربت تقول عند الشروع: «الحمد لله منزل الماء من السماء،و مصرّف الأمر كيف يشاء، بسم الله خير الأسماء»، وتقول بعد الشرب: «الحمد لله الذي سقانا ماءً عذباً، ولم يجعله ملحاً اجاجاً بذنوبي»، ثم تذكر الحسين(علیه السلام) و عطشه وتلعن قاتليه .
وان شربت بثلاثة انفاس تحمد الله في كل نفس وَجَبَت لك الجنة، الا
ص: 31
ان يكون حراً فبنفس واحد، و لا تكثر من شرب الماء فانه مادة كل داء، ولا تشرب عبّاً، ولا من جانب العروة، ولا من موضع الكسر، بل تشرب مضاً شفتك الوسطى، وقائماً بالنهار، وجالساً بالليل.
طلب الحلال من الطيبات
واحفظ بطنك عن تناول الحرام و الشبهة، و احرص على طلب الحلال، فإذا وجدته فاحرص على أن تقتصر على دون الشبع، فان الشبع : يقسي القلب، و يفسد الذهن، و يبطل الحفظ، و يثقل الأعضاء عن العلم و العبادة و العمل، و يقوّي الشهوات، وينصر جنود الشيطان، والشبع من الحلال مبدأ كل شَرّ، فكيف من الحرام؟، وما من وعاءٍ ابغض الى الله تعالى من بطن مُلِىء من حَلال!
وطلب الحلال فريضة على كل مسلم و مسلمة، و العبادة و العلم مع اكل الحرام كالبناء على السرقين، و اذا قنعت بما تيسّر لك من الملبس والمطعم، واكتفيت بضروريات المعاش، و تركت التلذذ بالكماليات والزوائد، لم يعزك من الحلال ما يكفيك، فالحلال كثير، فعليك بمعرفة الحلال والحرام، فانها فريضة كالصلوات الخمسة، والله ولي التوفيق.
ص: 32
قال شيخنا النراقي (عليه الرحمة) في كتابه (جامع السعادات):
الأكل يتوقف اولاً على: ادراك الغذاء المأكول رؤية و لمساً و استشماماً و ذوقاً، اذ ما لم يبصره لم يمكن تمييزه و طلبه، ومالم يلامسه لم يتمكن من درك بعض اوصافه اللازمة في الأكل، وما لم يشمه لم يتشخص ما يكره رائحته عما تطيب رائحته، وربما توقف تحصيله على استشمام رائحته من بُعد لاسيما البعض الحيوانات، وما لم يذقه لم يدرك انه موافق او مخالف له، وبذلك ظهر توقفه على خلق الحواس المدركة الظاهرة، فخلقها الله سبحانه(1).
وقال ايضاً: اذا ادرك الغذاء لم يفد فائدة ما لم تكن شهوة له، و ميل،و شوق اليه . اذ لولا الميل اليه لكان ادراكه بأي حس وقوة فرضاً معطلاً، ألا ترى ان المريض يرى الطعام ويدرك انه انفع الأشياء، وقد سقطت شهوته فلا يتناوله، فيبقى البصر و الإدراك معطلاً في حقه، فيتوقف الأكل على ميل الى الموافق، ويسمى «شهوة» ، ونفرة عن المخالف، ويسمى «كراهة».
فخلق الله شهوة الطعام وسلطها على الأنسان كالمقتضي الذي يضطره الى التناول، وهذه الشهوة لو لم تسكن بعد اخذ قدر الحاجة، لاسرفت واهلكت نفسه، فخلق الله الكراهة عند الشبع لترك الأكل بها، ولم يجعلها كالزرع الذي لايزال يجتذب الماء اذا انصبّ في اسافله حتى يفسد ...(2).
ص: 33
الغذاء یجب ان يكون جامعاً وكاملاً، فالبحوث العلمية الحديثة لفتت انظار الناس الى هذه النقطة، وهي : ان البدن يحتاج لاستمرار حياته الى المواد الغذائية المتنوعة، فلا يكفي نوع واحد او نوعان لحفظ حياة الإنسان وسلامته. فاللحم وحده، او المواد الدهنية وحدها، أو المواد السكرية فقط لا تشكل غذاء كاملاً.
ان نقصان المواد الغذائية يؤدي الى عوارض مختلفة كان يجهلها الإنسان فيما مضى، فان جانباً كبيراً من الأمراض والوفيات التي كانت تحدث في الماضي، كان سببها نقصان المواد الغذائية الضرورية.
لقد ألفَ العلماء في موضوع الغذاء وتركيباته المختلفة كتباً عديدة، ووضعت بحوثاً دقيقة حوله في نقاط مختلفةٍ من العالم. ولا بأس هنا من اقتباس بعض العبارات من تلك الكتب لمزيد من الإطلاع :
«هناك ترابط وثيق بين النشاط الخلقي والفكري والنفسي، فان المواد التي تفرزها الغدد الواقعة فوق الكلية والتي تصنع (الهيپوفيزوثايروكسيد)، هي التي اعدّت دماغ «باستور» للإكتشافات التي تعتبر فاتحة للعصر الحديث في تاريخ البشرية. أن الذكاء وصلابة الإيمان التي تجعل الإنسان يتحمل المشاق العظيمة التي تعترض طريقه، وفي نفس الوقت ناتجة من الغدد الداخلية، وعدد، الخلايا المخية. ان ابسط تغيير في مقدار الحديد والكالسيوم والفلزات في الدّم، يؤدي الى فقدان الاتزان العضوي والنفسي عند الإنسان».
ص: 34
«ان الإختلالات التي توجد طوال مرحلة الطفولة او الشباب في بناء الغدد الداخلية والجهاز العصبي، تنعكس على الشعور دائماً، فانعدام اليود في المناطق المسكونة من مرتفعات الألب والهمالايا يوقف نمو غدة الثايروكسيد، ويصيب الأطفال بالبلادة الثايروكسيدية».
«یلاحظ انتشار انحناء العظام عند أطفال الفقراء خصوصاً في المدن الكبيرة، ويظهر ذلك بتكلس عظام البدن وعدم انتظام نزاكة الأسنان. وهذا المرض انما هو نتيجة عدم كفاية الفيتامين D، وعدم التوازن بين الكالسيوم والفوسفور في البدن» .
«ان خروج العينين من الحدقة مرض يمكن ان يؤدي الى العمى، و سبب ذلك نقصان الفيتامين A في الطعام، فالمادة الصفراء التي توجد في الجزر والخضروات تتحول في البدن الى فيتامين A».
«احياناً يكون فقر الدم مرتبطاً بالغذاء، وان عدم كفاية الحديد في الكريات يؤدي الى نقصان المادة الملونة التنفسية في الدّم اي الهيموغلوبين».
«ربما يكون بطء نمو الأطفال والمراهقين، وانحراف مزاج البالغين ناشئاً من قِلة الحوامض العضوية في البد» .
ص: 35
الفيتامينات والمعادن ضرورية للحفاظ على الجسم وعلى نموه كما مرت الإشارة اليه، ومن الضروري تأمين الحد الأدنى من حاجة الجسم لهذه المواد. هذه الحاجة قد تزداد في بعض مراحل الحياة، ولكن الزيادة في بعضها قد تكون سيئة ايضاً، او ان تذهب سُدى من البدن. وان لكل فيتامين دوراً خاصاً ولا يمكن لأحدها ان يستبدل مكان الآخر، واليك الآن جدولاً في الفيتامينات الرئيسية:
الصورة

ص: 36
ذكر العلامة الفقيه المرحوم الشيخ عبد الكريم الزنجاني في كتابه «الفقه الأرقى في شرح العروة الوثقى» (105/1) ، شرحاً موجزاً لآداب الصوم بقلم علميّ رصين، لذا ننقله هنا تعميماً للفائدة، قال :
معنى الصوم الشرعي
ولا تظنن اذا صمت ان الصوم: هو ترك الطعام والشراب والوقاع، ففي الحديث: «كم من صائم ليس له من صيامه الا الجوع والعطش»، بل تمام الصيام بكف الجوارح كلها عمّا كره الله تعالى، بل ينبغي ان تحفظ العين عن النظر الى المكاره ، واللسان عن النطق بما لا يعنيك، والأذن عن الاستماع الى ماحرم الله، فان المستمع شريك القائل، وكذلك تكف البطن والجوارح.
قال الصادق(علیه السلام): «اذا صمت، فليصم سمعك و بصرك و شعرك و جلدك»، وعَدّ اشياء غيرها، و زاد في خبر آخر: «و دع المراء و أذى الخادم، وليكن عليك وقار الصيام، فإن رسول الله(صلی الله علیه و آله و سلم)سمع امرأة تسب جاريتها و هی صائمة، فقال لها: كُلي، فقالت: اني صائمة. فقال(صلی الله علیه و آله و سلم): كيف تكونين صائمة، وقد سببت جاريتك؟، ان الصوم ليس من طعام وشراب».
وفي الحديث النبوي: «انما الصوم جنة من النار، فإذا كان احدكم صائماً فلا يرفث ولا يجهل، و ان امرء قاتله او شاتمه، فليقل: اني صائم، اني صائم».
ثم اجتهد ان تفطر على طعام حلال، ولا تستكثر فتزيد على كل ليلة.
ص: 37
فلا فرق اذا استوفيت ان تاكل دفعة او دفعتين، وانما المقصود كسر شهوتك، وتضعيف قوّتك، لتقوى بذلك على التقوى، فإذا اكلت في عشيتك ما تدارکت به ما فاتك في نهارك فلا فائدة في صومك، وقد ثقلت معدتك، من وعاء ابغض الى الله من بطن مُلِىء من حلال!
فاذا عرفت معنى الصوم فاستكثر منه ما استطعت، فانه اساس العبادات و مفتاح القربات، ففي الحديث : «قال الله تعالى: كل حسنة بعشر أمثالها الى سبعمائة ضعف، الا الصيام، فانه لي وانا اجزي به».
وقال(صلی الله علیه و آله و سلم): والذي نفسي بيده، لخلوق فَم الصائم اطيب عند الله من ريح المسك، يقول الله عزوجل : انما یذر شهوته وطعامه وشرابه لأجلي، فالصيام لي وانا اجزي به».
الصيام المستحب والتطوع
ولا ينبغي ان تقتصر من الصيام على صوم شهر رمضان، فتترك التجارة بالنوافل وكسب الدرجات العالية في الفردوس، فتتحسر اذا نظرت الى الصائمين كما تنظر في الدنيا الى الكوكب الدري وهو في أعلى عليين. فمن الأيام المتأكدة صيامها: اول خميس من كل شهر، وآخر خميس منه، و اول اربعاء من العشر الثاني فانها تعدل صوم الدهر و تذهب بوسوسة الصدر، وهي جميع ما جرت به السّنة في الصوم وعليها قُبض رسول الله(صلی الله علیه و آله و سلم) ، فان فاتتك تقضيها، فان لم تفعل تتصدق في كل يوم بمُدٍ من طعام.
ومن التطوّع: صيام اول ذي الحجة و يوم الغدير، و دحو الأرض، فيعدل كل منها صوم ستين شهراً، و الأول الى تمام التسع صوم الدهر، و يوم المولد، و المبعث، و رجب، و شعبان، او ما تيسّر منهما، فان رجب شهر امیر المؤمنين(علیه السلام)، و شعبان شهر رسول الله(صلی الله علیه و آله و سلم)، وان رمضان شهر الله تعالى.
ص: 38
من اسرار تشريع الصوم
الصوم مبدأ ادبي سام، ومواساة شاملة، ومساواة كاملة لمختلف الطبقات امام القانون الإلهي، وعبادة اسلامية كفيلة بثقيف عامة المسلمين، تبعث فيهم لغة الإحساس التي بها تنبعث من صميم نفس الصائم، عاطفة ليس في طوق اللغة، ولا يغنى في تذوقها الوصف، فتخلق في النفوس عناصر: الشفقة، و الرحمة، و الرأفة، و الحنان، و الإيثار، الى جانب عناصر الرجولة الكاملة فيهم، وروح المفاداة في سبيل إعلاء شأن الدين والمسلمين، والدفاع عن العقيدة بقوة الإرادة، و رباطة الجأش، و القدرة على مغالبة الشهوات، و مكافحة الأهواء ، و التدريب على الخشونة .
وتؤهل النفوس: للخصال الكريمة، و المكارم السامية، والمبادىء الإجتماعية القويمة التي هي الهدف المقصود للأديان الإلهية وللإنسانية .
وينبه القلوب الضرورة التكافل بين الأقوياء و الضعفاء، وبين الأغنياء والفقراء، وبذلك يحصل التضامن الإجتماعي و يتوحد الشعور العام، فيتحملون بجَلَدِ وصبرٍ اشد المحن و اعظم الكوارث، ويندفعون الى التضحية في سبيل البرّ و اقامة اعمال الخير من فيض فضل الله عليهم ...
ص: 39
ص: 40
فصل النباتات
التداوي بالنبات
(الاعشاب و الثمار و الازهار...)
ص: 41
ص: 42
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(علیه السللام) : ان الأُتر ليثقل، فإذا أكل، فإن الخبز اليابس يهضمه من المعدة(1).
قال علي(علیه السلام): كلوا الاترج قبل الطعام وبعده، فآل محمد(صلی الله علیه و آله و سلم) یفعلون ذلك(2).
خلاصة فوائد الاترج
الأترج(3): من الفصيلة البرتقالية، ناعم الأغصان والورق والثمر، وثمره كالليمون الكبير، ذكي الرائحة، ذهبي اللون، حامض الماء، ينبت في البلاد الحارة.
ويتكون من أربعة أشياء :
قشر ،ولحم، وحمض، وبزر، لكل منها فائدة وهي كالتالي:
القشر : أنه إذا جعل في الثياب منع التسوس، ورائحته تصلح فساد الهواء والوباء، وعصارته تفيد من نهش الأفاعي شرباً، وهو ضماد، ويعين على هضم الطعام.
ص: 43
اللحم: فملطف لحرارة المعدة، نافع لأصحاب المرة الصفراء، قامع للبخارات الحارة، ونافع للبواسير.
الحماض : فقابض كاسر للصفراء، ومسكن للخفقان الحار، نافع من اليرقان شرباً واكتحالاً. قاطع للقيء الصفراوي، مُشهٍ للطعام،عاقل للطبيعة، نافع من الإسهال الصفراوي.
البزر : فله قوة محللة مجففة، نافع من السموم القاتلة، ملين للطبيعة، مطيب للنكهة.
الاترج في الطب القديم
قال جالينوس : جوف الأترج هو الذي فيه البزر، حامض الطعم، وقوته قوة تجفف تجفيفاً كثيراً حتى كأنه في الدرجة الثالثة الدرجة الثالثة من درجات الأشيا التي تبرد وتجفف .
قال إسحاق بن سليمان: لب الأترج يكون على قسمين: منه ما هو إلى العذوبة اليسيرة قليلاً، ومنه الحامض القطاع، فما كان منه تفهاً كان بارداً رطباً في الدرجة الثانية إلا أن برودته أكثر من رطوبته، وما كان منه حامضاً كان بارداً يابساً في الدرجة الثالثة، وكان له قوة تلطف وتقطع وتبرد وتطفىء حرارة الكبد، وتقوي المعدة ، وتزيد في شهوة الطعام، وتقمع حدة المرة الصفراء وتزيل الغم العارض منها، وتسكن العطش، وتقطع الإسهال والقيء المرّيين، وتنفع من القوباء والكلف إذا طلي عليهما ، وإن كان بالنفع من القوباء أخص.
قال ابن سينا في الأدوية القلبية : حماض الأترج من المقويات للقلب الحار المزاج النافعة من الخفقان الحار، وفيه ترياقية تنفع لذلك من لذلك من لسعة الحية.
قال ابن رضوان: ان من خواص حماضه مقاومة حرارة المعدة وما يتولد فيها من المرة، والأطبخة التي تتخذ منه تشهي الطعام، وتنفع الخفقان
ص: 44
الحار والإسهال العارض من قبل الكبد وفي المرة الصفراء، ويحبس ما يتحلب من الكبد إلى المعدة والأمعاء.
عن أبي عبد الله(علیه السلام) ، عن آبائه(علیهم السلام) : كان أمير المؤمنين(علیه السلام) يعجبه الباذروج(1).
خلاصة فوائد الباذروج
الباذروج(2): هو الريحان الجبلي، وشبيه بالريحان البستاني، من الفصيلة الشفوية، إلا أن ورقه أعرض، طيب الرائحة . ينفع بالخل ودهن الورد اذا طلي على الأورام الحارّة، ويقوّي القلب جداً، ويجفف رطوبة الرئة والصدر، ويدرّ اللبن. وهو عسر الهضم، سريع العفونة، رديء للمعدة، وخصوصاً ماء ورقه، ويوضع على لسع الزنابير، والعقارب، وتنين البحر، فهو نافع.
وإكثار أكله يحدث في العينين ظلمة، ويلين البطن، ويهيج الباه ،ويولد الرياح، ويدر البول واللبن، وهو عسر الانهضام.
الباذروج في الطب القديم
القانون في الطب : فيه رطوبة فضلية يكاد يبلغ ترطيبها إلى الثانية لا في الجوهر، وفيه قبض وإسهال، فإنه يقبض إلا أن يصادف فضلاً مستعداً، فإذا صادف خلطاً أسهل، وفيه تحليل وإنضاج ونفخ، ويسرع إلى التعفن، ويولد
ص: 45
خلطاً رديئاً سوداوياً، وبزره ينفع من تولّد السوداء.
عصارته قطوراً نافع للرعاف، لا سيما بخَلّ خمر وكافور فتيلة، ويذهب بالطرش، وهو مما يسكن العطاس من مزاج، ويحركه في مزاج .
ينفع من ضربان العين ضماداً، ويحدث ظلمة البصر مأكولاً لغلظ رطوبته وتبخيرها، وعصارته تقوّي البصر كحلاً .
يقوي القلب جداً ويجفف الرئة والصدر، واسكرجة من مائه ينفع من سوء التنفس، وماؤه جيد للنفث الدموي، ويدرّ اللبن .
فإن صادف خلطاً مستعداً أسهل، ويدر ويضرّ بالمعدة، وبزره ينفع من عسر البول، ويوضع على لسع الزنابير والعقارب وتنين البحر.
الجامع لمفردات الأدوية والأغذية : فيه رطوبة فضلية وليس هو بنافع إذا ورد البدن، وأما من الخارج فهو ينفع إذا اتخذ منه ضماد للتحليل والإنضاج .
قال ديسقوريدوس : إذا أكثر من أكله أحدث في العينين ظلمة ولين البطن، ويهيج الباه، ويولد الرياح، ويدر البول واللبن، وهو عسر الإنهضام. ماؤه يجلو البصر ويجفّف الرطوبات السائلة إلى العين، وبزره إذا شرب، وافق من يتولد في بدنه المرة السوداء والصرع ومن به عسر البول والنفخ، وإذا استنشق أحدث عطاساً كثيراً .
ص: 46
قال علي(علیه السلام) : عليكم بالبرني، فإنه يذهب بالاعياء، ويدفىء من القرّ، ويشبع من الجوع ، وفيه اثنان وسبعون باباً من الشفاء(1).
الاعياء : كلال مفرط ، يعرض في المفاصل والعضلات ويسمى تعباً . القر : البرد .
قال علي(علیه السلام) : خير تموركم البرني، فأطعموا نسائكم في نفاسهن، تخرج أولادكم حلماء(2).
وعن التمر، قال علي(علیه السلام) : خيره البرني(3).
البرني : ضَرب من التمر، مدور، أحمر اللون، أحمَرُ مشرب بصفرة . يأتي شرح خواصه في مادة «التمر»(4).
خلاصة فوائده
البرني انه تمر مغذٍ جداً، وغني بالفيتامينات A و B ، وبالفوسفور و الكلور، والى جانب أهميته الغذائية يفيد في حالات التهاب الكلية والرمل، كما ينفع الأعصاب والسعال ونمو الجسم.
ص: 47
البطیخ(1)
قال علي(علیه اسللام) : البطيخ شحمة الأرض، لا داء ولا غائلة فيه(2)
عن الامام الرضا(علیه اسلام)، عن آبائه(علیهم اسلام) ، أن أميرالمؤمنين(علیه اسلام) أخذ بطيخة ليأكلها، فوجدها مرةً فرماها [فرما بها]، وقال: بعداً وسحقاً [الى ان قال] فقيل له : يا أمير المؤمنين ما هذه البطيخة ؟ فقال : قال رسول الله(صلی الله علیه و آله و سلم) : ان الله أخذ عقد مودتنا على كل حيوان ونبت، فما قبل الميثاق كان عذباً طيباً، ومالم يقبل الميثاق كان ملحاً زعاقاً(3).
الزعاق: كغراب، الماء الذي لا يطاق شربه.
ونقل عن علي(علیه اسلام) أنه : كان يأكل البطيخ بالرطب(4).
قال علي(علیه اسلام) [عن البطيخ] فيه عشر خصال: طعام، وشراب،
وفاكهة، وريحان ،وادم، وحلواء، ،واشنان، وخطمي، وبقل، ودواء(5).
عن الامام الرضا(علیه اسلام)، عن آبائه (علیهم اسلام)، أنه قال : كان علي بن أبي طالب(علیه اسلام) يأكل البطيخ بالسكر(6).
ص: 48
خلاصة فوائد البطيخ(1)
الشمام أو البطّيخ الأصفر : وهو يطفي العطش، بارد رطب، وهو علاج للأورام الجلدية، وحثّ الشيخ الرئيس ابن سينا باستعماله في علاج البهق والكلف والخراز، وهو يدر البول، وينفع من الحصى في الكلية والمثانة، وبذر البطيخ اذا دقّ ومرس في الماء وشرب نفع من السعال الحاد، ومن أوجاع الصدر، ويستعمل كملين أيضاً.
و استعمال البطيخ بعد الطعام يسبب عسر الهضم، لذلك ينبغي تناوله بعد فترة من تناول الطعام .
وهو غني بالماء بنسبة %92 ، وفيتامينات: ث وب 2 (B2) ، وبعض المعادن أيضاً كالكبريت، والفوسفور، والكلور، والبوتاسيوم. أما بذوره التي تملّح وتؤكل، فهي ذات قيمة غذائية عالية، تبلغ نسبة البروتين فيها 0,5%، بينما يبلغ السكر فيها 6% ، والشحميات بكمية لا تذكر.
البطيخ في الطب القديم
قال جالينوس: أما النضيج من البطيخ فجوهره لطيف، وأما غير النضيج فجوهره غليظ ، وفيهما جميعاً قوة تقطع وتجلو، ولذلك فهما يدران البول ويصفيان ظاهر البدن، وخاصة إذا عمد الإنسان إلى بزرهما فجففه ودقه ونخله واستعمله كما يستعمل الأشياء التي يغسل بها البدن .
قال ديسقوريدوس : قشر البطيخ إذا وضع على رؤوس الصبيان نفعهم من الورم العارض في أدمغتهم، ويوضع على الجبهة للعين التي يسيل منها الفضول.
ص: 49
قال جالينوس : طبيعة البطيخ باردة مع رطوبة كثيرة وفيه بعض الجلاء،و ولذلك صار يدر البول وينحدر عن المعدة.
ومما يدل على أن البطيخ يجلو : إذا دلكت به بدناً وسخاً أنقاه ونظفه، وبسبب ما فيه من الجلاء صار إذا دلكت به الوجه أذهب الكلف والبهق الرقيق الذي ليس له غور وقلعه، وبزر البطيخ أحلى من لحمه حتى أن أكله ينفع الكلى التي تتولد فيها الحصاة، والخلط المتولد من البطيخ في البدن رديء لا سيما إذا لم يستمرأ على ما ينبغي، فإنه عند ذلك كثيراً ما يعرض منه الهيضة، مع أنه أيضاً قبل أن يفسد يعين على القيء، ولذلك صار متى أكثر الأكل منه ولم يأكل بعده طعاماً يولد غطاء هيج القيء لا محالة .
بزر البطيخ إذا دق ومرس في ماء وشرب نفع أوجاع الصدر المتولدة عن أورام حارة، ويسهل النفث، ويلين خشونة الفم والحنجرة والحلق.
وإذا دق ومرس في ماء قطع العطش، ونفع من الحميات الحارة المحرقة الصفراوية، وينفع من أورام الكبد الحارة، ويفتح سددها، ويدر البول، وينقي مجاري الكلى والمثانة، وينفع من حرقتها، ويوضع في الأدوية المركبة النافعة من علل الكبد الباقية عن أورام حارة .
ص: 50
البَنفسَجُ(1)
قال علی(علیه السلام) : اكسروا حرّ الحُمى بالبنفسج والماء البارد، فإن حرّها من فسيح جهنم(2).
قال علي (علیه السلام): ادهنوا بالبنفسج، فإنه بارد في الصيف، حارّ في الشّتاء(3).
قال علي(علیه السلام) : استعطوا بالبنفسج ، فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله و سلم) قال : لو يعلم الناس مافي البنفسج لحسوه حسوا(4).
خلاصة فوائد البنفسج
البنفسج(5): من الفصيلة البنفسجية، وهو من النباتات ذات الزهور المعروفة، وأصل الكلمة فارسي مشتق من «بَنَفشَه».
خواصه: في رأي - ابن سينا -: أنه يولد دماً معتدلاً، ويسكن الأورام الحارة ضماداً مع دقيق الشعير، وكذلك ورقه، ودهن البنفسج طلاء جيد للجرب، وهو يسكن الصداع شمّاً وطلاء، وينفع من الرمد الحار، والسعال، ويليّن الصدر - خصوصاً مع السكر، وشرابه نافع من ذات
ص: 51
الجنب والرئة والتهاب المعدة، ووجع الكلّى، ويلين الطبيعة برفق .
وفي رأي - ابن البيطار -: أن البنفسج يبرُد من التهاب المعدة والأورام الحارة في العين، ونتوء المقعد، وينفع من السعال، وينوم نوماً معتدلاً، ويسهل المرة الصفراء المتيبسة في المعدة والأمعاء، والبنفسج الرطب إذا ضمّد به الرأس والجبين سكن الصداع والحرارة، وشربه مع السكر يسهل المعدة.
وفي رأي - ابن جزلة - : أنه يسهل الصفراء شرباً وشماً، وشربه يضر بالزكام البارد. وذكروا «شراب البنفسج المُسَكَّر» وفائدته لتليين المعدة؛ وطريقة صنعه: أن يغلي البنفسج بالماء، ثم يرفع البنفسج ويضاف غيره، وهكذا إلى خمس أو سبع دفعات، ثم يصفى ويضاف السكر.
البنفسج في الطب الحديث
يوصف زهر البنفسج شرباً كالشاي بنسبة عشرة غرامات في ليتر ماء؛ فيفيد ضد السعال والرشوحات، ويستعمل الزهر كمهدىء، لآلام الالتهابات بشكل لَبخات. وتمزج زهوره مع السكر وتجفف لاستعماله في معالجة السعال والإمساك، كما أن جذوره تفيد في مكافحة الإمساك .
ويصنع من زهور البنفسج شراب مقو ومدر خفيف للبول، كما يفيد مغليه ضد الزحار «الزنتارية» وانحباس البول، كما أن منقوع زهوره يفيد في أمراض الجلد، وهو منقّ وملين ومعرّق، وجذوره يحضر منها شراب مقيء، وتجفف الزهور ويشرب منقوعها أو مغليها لتهدئة الأعصاب، وفي حالات الصرع، ولرائحة البنفسج تأثير مهيج للغريزة الجنسية .
بحث علمي حول البنفسج
التركيبات الكيميائية
يحتوي البنفسج المعطر على موسیلاژ (Mucilages) أي اللعاب
ص: 52
وحامض الساليسيليك، ومادة زرقاء سريعة الفساد، هذه المادة إذا تأثرت بالحوامض تولد لوناً أحمراً، والقلياء في هذه المادة يعطي اللون الأخضر .
بالإضافة إلى ذلك، يحتوي على مقدار قليل من الاسانس (Essences) مع عطر مطبوع، ومادة باسم ويولين (Violine)، حيث لها أثر يشبه مادة الامتين (emetine).
تاريخه المختصر
البنفسج المعطر والكثير من خواصه الطبية عرفها الناس منذ قديم الأيام، فأصحاب المكتب البقراطي (في القرن 4و5 الميلادي كانوا يجوزونه لمداواة الأمراض. أما ديوسكوريد (في القرن الأول الميلادي)، كان يعتقد بأن طبيعته باردة، وأوراقه تشفي أورام العيون ونافع لموارد اخرى أيضاً. أما العرب والايرانيون (في القرون الوسطى)، كانوا واقفين على بعض خواصه الطبية .
أما (Mesue) ( في القرن 12 الميلادي)، كان يعتقد أن مصرف الجديد منه يدفع الصفراء ويرفع الالتهاب، وكذلك يؤثر في معالجة أوجاع الحلق، ويؤثر في تسكين حالة العطش .
أما Matthhiole في سنة 1554م) ، فيعتقد أن شربت البنفسج له أثر ملين. أما Boullay في سنة (1823م) ، فقد حصل من جميع أقسام هذا النبات على مادة للتقيؤ (الاستفراغ) وسماه ب (Violine)، وعند معرفة هذه المادة قل مصرف جذره تدريجياً بين العامة في طب الأطفال.
خواص البنفسج الطبية
ورد البنفسج: له أثر ملين، ويجمع الأخلاط بصورة ضعيفة وهو كذلك معرق . أما في طب العامة من الناس فله مصارف كثيرة لمداوة الأمراض .
ويستفاد من ورده اليابس وبعض النباتات نظير: الخطمي، والخُباز،
ص: 53
والشقايق و Tussilago Farfara L, Antennaria dioica Gaertn
و Verbascum Thapsus L بنسب مساوية، فيحصل مخلوط يصنع كالشاي لرفع أوجاع الصدر.
وينفع ورد البنفسج المغلي: في رفع الزكام، والبرونشيت الحاد، وأوجاع الحلق والنزلات المزمنة، وبصورة عامة لأمراض الصدر، والتهاب جهاز الهاضمة، والكلية، والمثانة.
العصارة الجديدة من ورد البنفسج : لها أثر ملين، وكانت تستعمل سابقاً في أمراض الأطفال بصورة شربت بعنوان ملين، وتستعمل لمكافحة الزكام، والأمراض الصدرية الحادة، ومرض (Ahte)، لكن مصرفها اليوم أصبح قليلاً.
وأشارت مطالعات D.J. Brel : ان هذا الشربت، له أثر قوي في قلع الأخلاط.
ورق البنفسج: له أثر التنعيم، ويستخرج منه لوسيون (Lotions) أي مائعات دوائية لرفع تحريك التهاب الأعضاء الخارجية، وأورام العين، وكذلك يستعمل بصورة حقنة شرجية لرفع تحريكات الأمعاء،
والعصارة الجديدة من ورقه بمقدار 60 غراماً ، لها أثر مسهل .
جذر البنفسج: له أثر القيء، ويمكن الاستفادة منه في أمراض الأطفال وبعد مصرفه يتحرك مخاط جهاز الهضم، عندها تعرض حالة التهوع والاستفراغ (في سنة 1906م ، Kahnt.).
وكان الأطباء الألمان يحصلون من جميع أقسام هذا النبات بعد غليانه على دواء لرفع «السعال خصوصاً في أمراض الأطفال»، وضيق النفس. وللبنفسج شهرة أكثر من ذلك، وان الاستفادة من جميع أقسام النبات نافع للسرطان، وقد حصلت نتائج ملموسة منه في هذا المجال.
ص: 54
البنفسج المعطر له أهمية كبيرة في الصناعة لتهيئة الاسانس(Essences). ومصرف المغلي من البنفسج في الطب الإيراني يستفاد لرفع الأوجاع الصدرية، ويستعمل بعنوان منعم ومعرق .
(تَرجَمتُ هذه المقالة العلمية من كتاب «گیاهان داروئي» - النباتات الطبية ، تأليف الدكتور علي زرگري) .
وفي الطب الحديث أيضاً
تدخل زهرة البنفسج في تركيب الشراب الشعبي المستخرج من «الأزهار الأربعة النافعة للصدر»، وهي تسكن التهيج، وتسهل إخراج المخاط والبلغم .
تحتوي النبتة كلها على حمض الساليسيليك، وهو أحد الأقارب المقربين من الأسبيرين .
الأوراق والأزهار بها مادة (ساپانین) (Sapanin)، ومنقوع الأزهار يستعمل كدهان لشفاء بعض الأمراض الجَلدية. تحتوي بذور النبات على مادة مقيئة ويحضر منها شراب لهذا الغرض، وتحتوي الأزهار والأوراق على زيت طيّار يستخلص منها بالبنزين أو بالكلوروفوم أو بالإتر. يشفي الصداع والاختناق شماً ودهانا بزيته، يسكن الأورام ضماداً مع دقيق الشعير، وتشفي الأوراق ضماداً مرض الجرب الجلدي.
زيت البنفسج : يشفي ضيق التنفس والربو شرباً بجرعات محسوبة، مسكن للآلام المعوية، والنزلات، وآلام الصدر، والكبد، والطحال، والكلى والمثانة والبواسير وبعض حالات الصرع، وهو مدرّ للصفراء، مسكن للعطش، ومقو للقلب، وشرابه يلين الصدر ، والزهور تقاوم تأثير السموم شرباً .
أوراق البنفسج : مسهلة خفيفة ومدرة للبول، يكثر استعمالها خارجياً لأزالة الاحتقان.
ص: 55
التفّاح(1)
قال علی (علیه السلام): كلوا التفاح، فإنه نضوح المعدة(2).
توضیح: نضح البيت بالماء : رشّهُ، الجلد بلّه لكي لا يتكسر.
قال علي(علیه السلام) : كل التفاح، فإنه يطفي بها الحرارة، ويبرد الجوف، ويذهب بالحمى(3).
خلاصة فوائد التفاح
قالوا في فوائد التفاح(4) أقوالأكثيرة ، منها : أنه سهل الهضم، يقوي الدماغ و القلب والمعدة، ويفيد في علاج أمراض المفاصل، والخفقان، ويسكن العطش، ويقطع القيء، ويفرح، ويفيد الموسوسين، ويقوي الشهوة، ويذهب عسر التنفس، ويصلح الكبد والدم. والمربى منه أجود في كل خواصه. وقالوا في سيئاته : انه يولد الرياح الغليظة، والنسيان ، خصوصاً الحامض منه.
التفاح في الطب الحديث
وحين جرى تحليل التفاح وجد في كل مئة غرام منه 90 وحدة من فيتامين أ، و 40 من فيتامين ب 1 ، و 20 من فيتامين ج، و 12% من السكر،
ص: 56
و 9٪ من سكر العنب وسكر الفواكه، و 85٪ من الماء ، و 10% بروتئين، و 3 مواد دهنية، و 9 سليلوز، و 4% بكتين، و 8٪ أحماض عضوية، وقليل من النشا (في التفاح الناضج) وكثير (في الفج).
وفي التفاح أملاح معدنية مهمة، مثل: البوتاسيوم، والكالسيوم،و الصوديوم وغيرها مما لا غنى عنه في تغذية الخلايا وإنمائها، كما فيه مقادير قليلة من : الكلور، والمنغنيز، والحديد، والفوسفور، والكوبالت والبروم، والآلومين، والزرنيخ، والكبريت.
وفي الطب الحديث كلام كثير عن فوائد التفاح، منها: أنه أفضل الفواكه وأعظمها نفعاً، فهو ينشط الأمعاء، ويكافح الإمساك المزمن، والإسهال عند الأطفال، وحصى الكلى والحالبين والمثانة، ويزيل حمض البول. ويخفف نقيعه من آلام الحمى، والعطش، وينشط الكبد، ويهدىء السعال، ويخرج البلغم، ويخلص الجسم من الأحماض والدهون، ويسهل إفراز غدد اللعاب والأمعاء والكبد، وينشط القلب، ويخفف آلام التهاب الأعصاب، وأمراض الكبد، والوهن القلبي، ويصون الأوعية الدموية، والأسنان من النخر، ويزيل الشعور بالتعب وينفع أصحاب المعدة والأمعاء الضعيفة، شريطة أن يأكلوه مطبوخاً.
بحث علمي حول التفاح
التركيبات الكيميائية
الأقسام المختلفة في شجرة التفاح، لها تركيبات كيميائية هامة، وهي کالتالي :
يحتوي ورق شجرة التفاح والقشر وقشر الجذر على مادة الگلوكزيدي باسم الفلوريزين Phlorizine حيث يُنتج الگلوكوز والفلورتين Phloretine،
ص: 57
والمادة الأخيرة تكون بشكل بلورات كالفلس فاقدة اللون، وهي غير محلولة في الماء لكنها محلولة في الكحول، ومن الناحية الطبية تنفي الحمى.
يحتوي التفاح على تركيبات كيميائية مختلفة حسب اختلاف أصله، لكنه يحتوي على المواد التالية بصورة متوسطة :
82 إلى 86% ماء ، 6 إلى 16% سكريات، 0,9% سلولز، 0،5٪ پنتوزان، %0,4 لیگنین، 0,6% الحوامض الآلية الحرة ، 0٫2% حوامض مركبة (خصوصاً حامض ماليك)، 0,3% تانن ،پکتین، مواد دهينة، مواد آلبومینوئيدي وغيرها. يحتوي رماده المعادل 0٫3٪ من الوزن الكلي، على مواد نظير: البتاس، السود، السلسيوم، المنغنيز، حامض الفوسفوريك، وغيرها من العناصر .
يحتوي التفاح على الفيتامينات : PP،C،B،A و خصوصاً في الفصائل الوحشية والتي تنمو بغير عناية . أكثر هذه الفيتامينات موجودة في قشر التفاح والبشرة الحمراء اللون. ومقداره الكلي يختلف حسب فصائله وشرائط الماء والهواء وخصوصيات مكان نمو النبات. نعم كل 100 غرام منه تحوي على 128 كالري من الطاقة. يحتوي بذر التفاح على 24 إلى 27% من الدهن و آمیگدالین، و آنزیمات مختلفة.
خواص التفاح الطبية
تحتوي الأقسام المختلفة من شجرة التفاح على اختصاصات طبية،
وهي كالتالي :
قشر شجرة التفاح: قابض، ومقو، وينفي الحمى لأنه يحتوي على الفلوريزين، والأثر الطبي لقشر الجذر يكون أكثر من قشر الساق .
ورق شجرة التفاح: له أثر الادرار كالقشر الخارجي من الثمرة، يستعمل غالباً
ص: 58
كالشاي ؛ ينفع المغلي منه لكثرة الادرار ورفع الإلتهاب في الكلية والمثانة .
يوجد الفلوريزين في قشر الجديد من الشجرة، والايزوفلوريزين في الورق، وينفي الحمى، وهو مضاد لأمراض الروماتيسم، ويمكن مصرف مقدار 0,5 إلى 0،7 غرام منه في اليوم الواحد.
التفاح الناضج يعتبر ملين، مضاد للنزلة والاسهال، مُدرّ، ومسكن. ان أكثر هذه الخواص موجودة في قشر التفاح، حيث انه يشتمل على فيتامينات مختلفة .
التفاح المطبوخ ملين، خصوصاً اذا طبخ مع الزبدة، وله أثر التنويم،حيث يمنح الانسان نوماً مريحاً .
ويمنح التفاح الخام أو المطبوخ تشكيل مقاومة في البدن، وذلك لأنه بعد الأكل يُكثر مقدار حوامض الادرار خصوصاً حامض الفرميك، لذا أكله للمبتلين: بالروماتسيم، والنقرس، وتصلب الشرايين، وأصحاب السمنة، والبواسير، وأمراض الجلد.
ينفع عصارة التفاح: للزكام، وبحة الصوت، والسعال، ونزلة البرونشيت، وأمراض الصدر، والحالات العصبية وغيرها .
ينفع التفاح الوحشي : لرفع الاسهالات البسيطة كما عرف ذلك منذ قديم الأيام، حيث وجد هذا النفع في آثار قدماء الأطباء، مثل : Matthiole (سنة 1554م).
وتفيد التحقيقات الدقيقة المعاصرة : ان مصرف التفاح له أثر مفيد في تسكين الورم الحاد والمزمن في الأمعاء، وكذلك يساعد الأطفال الصغار في النمو .
يستفاد من التفاح الناضج بعد تنظيف بطنه من البذر في صنع الكيك والحلويات، ويمكن مصرفه بمقدار متغير حسب السن والميل للأكل من
ص: 59
500 الى 1500 غرام في اليوم والليلة (5 وجبات)، لمدة يومين متواليين بشرط أن لا يتناول غذاءاً آخراً، وإذا أحس بالعطش يمكنه صرف الشاي مع الساكارين، وفي اليوم الثالث يبدأ بأكل مقادير قليلة من الأغذية المتنوعة . وبهذه الطريقة وبعد يومين يرجع المدفوع الى حالته العادية ويرتفع ألم الأمراض المذكورة، والأثر القطعي لهذه الطريقة أيده جماعة من الأطباء في السنوات المتأخرة .
يوصي الأطباء بمصرف التفاح الغير المطبوخ في الموارد التالية : الورم الحاد في أمعاء الأطفال، الآنتروكوليت، الديسانتري، حمى التيفوئيد ،والپاراتيفوئيد، الگاسر و آنتريت المزمن (gastro - enterite) و ورم الأمعاء الكبيرة وغيرها .
ونظراً الى الأثر الطبي الموجود في التفاح وان المقادير الكثيرة منه لا يتمكن الأطفال من أكلها، لذا اضطر المحققين ان يفكروا بأكثر حدّ للاستفادة منه في طب الأطفال، وذلك بانتاجه بصورة غبار يابس باسم آلپونا (Wiskott) (Alpona)، يعادل كل 100 غرام من هذا الغبار كيلو غرام من التفاح الجديد، وينحل هذا الغبار في كل مائع ، وليس له حجم كبير .
(ترجمت هذه المقالة العلمية من كتاب «گياهان داروئي» - النباتات الطبية - ، تأليف الدكتور علي زرگري) .
ص: 60
التَّفَّاحُ الشعشعاني
قال علي(علیه السلام) : أربعة نزلت من الجنة، العنب الرازقي، والرطب المشاني، والرمان الأملسي، والتفاح الشعشعاني (يعني الشامي). وفي خبر آخر : والسفرجل(1).
التّمر(2)
قال علي(علیه السلام) : خیر تموركم البرني، فأطعموا نسائكم في نفاسهنّ ، تخرج أولادكم حلماء(3).
عن علي(علیه السلام) قال : كلوا التمر، فإنّ فيه شفاء من الأدواء(4).
قال الامام علی(علیه السلام) : أطعموا المرأة في شهرها الذي تلد فيه التمر،فإن ولدها يكون حليماً نقياً(5)
عن ابن عباس (رض) قال : قال علي(علیه السلام) : كلوا التمر على الريق،فإنه يقتل الدود(6).
عن معروف بن خربوذ، عمن رأى أمير المؤمنين(علیه السلام) : يأكل الخبز بالتمر(7).
ص: 61
عن أبي عبد الله(علیه السلام) ، عن آبائه(علیهم السلام) : كان أمير المؤمنين(علیه السلام) يأخذ التمر [التمرة] فيضعها على اللقمة، ويقول: هذه ادم هذه(1).
قال علي(علیه السلام) : أشبه تموركم بالطعام الصرفان(2).
قال علي(علیه السلام) : من أكل سبع تمرات عجوة عند مضجعه، قتلن الدود في بطنه(3).
قال علي(علیه السلام) : كُلِ العجوة، فإن تمر العجوة تميتها [أي الدودة]،وليكن على الريق(4)
قال علي(علیه السلام): ما تأكل الحامل من شيء، ولا تتداوى به أفضل من الرطب، قال الله عزّ وجل لمريم(علیها السلام) : «وَهُزِّيٓ إِلَيۡكِ بِجِذۡعِ ٱلنَّخۡلَةِ تُسَٰقِطۡ عَلَيۡكِ رُطَباً جَنِيّاً فَكُلِي وَٱشۡرَبِي وَقَرِّي عَيۡناًۖ»، حنكوا أولادكم بالتمر، فهكذا فعل رسول الله(صلی الله علیه و آله و سلم) بالحسن(علیه السلام) والحسين(علیه السلام)(5).
قال علي(علیه السلام) : خالفوا أصحاب السكر وكلوا التمر، فإن فيه شفاء من الأدواء (6).
قال علي(علیه السلام) : من أفضل سحور الصائم، السويق بالتمر(7).
عن جعفر الصادق(علیه السلام) ، عن آبائه(علیهم السلام) :ان علياً(علیه السلام) كان يؤتى بغلة له من ماله بِيَنبُع، فيصنع له منها طعام يثرد له الخبر والزيت وتمر العجوة،
ص: 62
فيجعل له منه ثريد، ويطعم الناس الخبز واللحم(1).
عن امامة بنت أبي العاص بن الربيع (وامها زينب بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)) قالت: أتاني أمير المؤمنين(علیه السلام) في شهر رمضان، فأتى بقثاء ،وتمر، وكماة، وكان يحب الكماة(2).
خلاصة فوائد التمر
تحدث الأطباء العرب مطولاً عن التمر(3)، وقالوا : إنه من أكثر الثمار تغذية للبدن، وذكروا أنه مقو للكبد، ملين للطبع، يزيد في الباه - ولا سيما مع حب الصنوبر والحليب، ويبرى من خشونة الحلق، وأكله على الريق يقتل الدود، وهو فاكهة وغذاء وشراب وحلوى، والإكثار منه يؤذي الأسنان، ويهيج الصداع ، ويُدفَعُ ضرره باللوز والخشخاش، أو بالعسل والزبدة.
يقوي الكبد، ويلين الطبع، ويزيد في القوة الجنسية مع الحليب والقرفة، ويخصب البدن ويسخنه، وينفع الصدر والرئة، ويحسن اللون. وهو عسر الهضم. ويُحدث الكثير منه صداعاً، ويضر الكبد. وأحسن أكله في وقت البرد.
وفي القرون الوسطى استعمل التمر علاجاً للصدر ومهدئاً للسعال، ثم سقطت مكانته واتهم بأنه صعب الهضم، ويجمّد الدم، ومع ذلك فقد ظل يستعمل في مستحضرات دوائية ضد البلغم والأخلاط التي ترشح من المخ .
التمر في الطب الحديث
أما في الطب الحديث فقد أظهر تحليل التمر الجاف أن فيه : 70,6% من الكربوهيدرات، و 2,5٪ من الدهن، و 33٪ من الماء، و 1,32 من
ص: 63
الأملاح المعدنية، و 10٪ من الألياف، وكميات من الكورامين، وفيتامينات : أ، ب 1 - ب 2 - ج ، ومن البروتين، والسكر، والزيت ،والكلس والحديد والفوسفور، والكبريت ،والبوتاس، والمنغنيز، والكلورين والنحاس، والكالسيوم، والمنغنيزيوم .
قيمة التمر الغذائية
ومعنى هذا أن التمر ذو قيمة غذائية عظيمة، وهو مقو للعضلات والأعصاب ومرمم، ومؤخر لمظاهر الشيخوخة، وإذا أضيف إليه الحليب كان من أصلح الأغذية، وبخاصة لمن كان جهازه الهضمي ضعيفاً. إن القيمة الغذائية في التمر تضاهي بعض ما لأنواع اللحوم، وثلاثة أمثال ما للسمك من قيمة غذائية. وهو يفيد المصابين بفقر الدم، وبالأمراض الصدرية - ويُعطى على شكل عجينة أو منقوع يُغلى ويشرب على دفعات . وهو يفيد - خاصة - الأولاد والصغار والشبان، والرياضيين، والعمال، والناقهين، والنحيفين، والمصابين بفقر الدم، والنساء الحوامل.
كما يزيد في وزن الأطفال، ويحفظ رطوبة العين وبريقها، ويمنع جحوظ كرتها، والخَوَص، ويكافح الغشاوة، ويقوي الرؤية وأعصاب السمع، ويهدىء الأعصاب، ويحارب القلب العصبي، وينشط الغدة الدرقية، ويشيع السكينة والهدوء في النفس - بتناوله صباحاً مع كأس حليب. ويقوي الأعصاب، ويلين الأوعية الدموية، ويرطب الأمعاء ويحفظها من الضعف .
ص: 64
التّين(1)
قال علي(علیه السلام) : أكل التين يلين السدد، وهو نافع لرياح القولنج، فأكثروا منه بالنهار، وكلوه بالليل، ولا تكثروا منه(2).
القولنج : مرض يحدث في الأمعاء، مؤلم، يعسر معه خروج الثفل والريح.
قال علي(علیه السلام) : عليكم بأكل التين، فإنه نافع للقولنج، وأقلّوا من أكل السمك، فإن لحمه يذبل البدن، ويكثر البلغم، ويخلط [يغلظ] النفس(3)
خلاصة فوائد التين التين
التین(4): تحدث الأطباء القدماء من عرب وغيرهم عن التين وفوائده الغذائية، ومما قالوه: انه يفتح السُّدَد، ويقوي الكبد، ويُذهِب الباسور، وعسر البول، والخفقان، والربو، وخشونة القصبة، وينفع من الصرع والجنون و الوسواس، ويضر الكبد الضعيف والطحال (ويصلحه الجوز أو الأنيسون). ويفيد الحوامل والرضع جداً، ويقلل الحوامض في الجسم ويدفع أثرها السيء، ويجلو رمل الكُى والمثانة، ويغذي البدن غذاء جيداً، وينفع العصب (مع اللوز والجوز)، ويسكن العطش، وينفع السعال المزمن، ولأكله على الريق منفعة في تفتيح مجاري ،الغذاء، خصوصاً مع الجوز واللوز.
ص: 65
التين في الطب الحديث
أهم خصائص التين أنه: كثير التغذية، هاضم، مقو (يُعطى للرياضيين خاصة) ،ملين، مدر للبول، مفيد لأمراض الصدر، دواء موضعي ملطف .
يستعمل من الداخل: لتغدية الأطفال، والشبان، والناقهين، والشيوخ، والرياضيين، والنساء الحوامل. وضد الوهن الطبيعي والعصبي، واضطرابات المعدة والأمعاء ، والامساك، والضعف العام، والتهابات الصدر، ومجاري البول.
ويستعمل من الخارج ضد الذبحة الصدرية، والتهابات الفم، والخراجات، والقروح، والدمامل. ويجري استعماله من الداخل كما يلي: يُغلى 40 - 150 غرام من التين في ليتر ماء يشرب: ضد الرشح المزمن والتهاب الشُعب والنزلات الصدرية، والتهاب الحنجرة وقصبة الرئة، ومربى التين مفيد للمصابين بعسر الهضم، وبالإمساك .
وأما العصير الأبيض الذي يخرج من ساق ثمر التين ذو مفعول قابض، وينفع التين للقبض، وعلاج كسل الأمعاء بأن تأخذ سبع تينات وتشطرها أنصافاً وتوضع في زيت الزيتون، ثم يضاف إليها بضع شرائح الليمون وتتركه ليلة، وفي الصباح ترفع شرائح التين بعد تصفيته من الزيت ويؤكل على الريق.
التين في الغذاء
إن التين أكثر احتواء للسكر من جميع الفواكه ففيه : من 20 - 30٪ من السكر، وفي الطري منه من المواد الآزوتية من 0،79 - 1٪ ، وفي اليابس من 4 - %5,20 ، ومن المواد الدسمة في الطري من 0,10 - 0,30%، وفي اليابس 1- ٪2,10، ومن المواد السكرية في الطري من 15,70% إلى 62 - 79,94٪. إلى جانب ما فيه من الحديد، والمنغنيز، والكالسيوم، والبروم وغيرها، وفيتامينات: (أ، ب1، ب2، ج، ب ب)، والمواد الدسمة
ص: 66
والعناصر الجوهرية المتنوعة .
وتعطي المئة غرام من التين 250 حرورياً، ولذا يعتبر مدفناً في الشتاء، والفوسفور الذي فيه يغذي الجهاز العصبي والمخ. وبما أنه سريع التخمر، فجيب أن يؤكل بسرعة ولا يحتفظ به طويلاً.
يُعطى التين - واليابس خاصة - للأطفال والناقهين والرياضيين والشبان والنحفاء، ويمنع عن المصابين بالسكري، والسمنة، وعسر الهضم.
علاجات بالتين
لمعالجة الامساك، تتبع الطرق التالية :
1 - تطبخ ثلاث أو أربع تينات طازجة مقطعة في قدح حليب مع 12 حبة من العنب الجاف ( الزبيب) ، يشرب الخليط كله صباحاً على الريق.
2 - تنقع ست حبات من التين في قليل من الماء طوال الليل، تؤكل صباحاً
على الريق .
3- تنقع أغصان صغيرة من شجر التين في ماء، ويعطى الماء للصغار مستهلاً مظهراً.
4 - تغلى 25 - 30 غراماً من أوراق التين في ليتر من الماء، ويشرب من المغلي للسعال، ولاضطراب الحيض وإدرار الطمث، ويؤخذ قبل الميعاد .
واستعمال التين من الخارج، يجري كما يلي :
1 - أن المغلي المذكور سابقاً - لاستعماله داخلياً - يستعمل غرغرة للخناق، وغسولاً للفم في حالات التهاب اللثة .
2 - تستعمل كمادات من التين المطبوخ في الماء أو الحليب، وتوضع على الخراجات ،والقروح، والدمامل، والحروق، والأسنان المصابة.
ص: 67
3 - تقطع أغصان تين صغيرة وتدهن بحليبها الثاليل والأثفان صباحاً ومساء فتذوب، ولعصير الأوراق الفائدة نفسها .
4 - كان القدماء يستعملون جليب التين لصنع الجبن «كالمنفخة»، وكانوا يدهنون به اللحم القاسي فيطرى في الطبخ .
5 - لالتهابات الحنجرة والقصبات الهوائية : يستخدم منقوع التين كغرغرة ثلاثة مرات يومياً.
6 - مستخرج بالإغلاء نافع للصدر: يغلى مقدار يتراوح بين 80 و 100غرام من التين الجاف في كل ليتر ماء .
وهو طارد للديدان وعلاج لمسامير الأرجل، فإذا سحق ودهن به أسفل الرجلين أو العمود الفقري أفاد في حالة السعال الديكي، كما يفيد تعقيم الجروح، ويضعف البصر، وينفع من السعال المزمن، وينفع من أوجاع الصدر .
يعتقد البعض أن الثوم يقي من الإصابة بالسرطان، ومن الثابت طبيا انه على الأقل يعيق نموّ خلايا السرطان، ويقي كذلك بالإصابة من مرض شلل الأطفال، وينفع مرضى البول السكري، ويخفض الثوم ضغط الدم .
قال فيه الشيخ الرئيس ابن سينا :
الثوم: ملين، يحل النفخ جداً، مقرّح للجلد، ينفع من تغير المياه، ورماده إذا طُلِي بالعسل على البَهق نفع، وينفع من داء الثعلب، ومن عِزق النَّسَا، وطبخه ومَشويه يُسكّن وجع الأسنان، وكذلك المضمضة بطبيخه . ويصفي الحلق مطبوخاً، وينفع من السعال المزمن، ومن أوجاع الصدر من البرد. والجلوس في طبيخ ورقه يدر البول والطمث، وشرب مدقوقه مع العسل يخرج البلغم.
الثوم في الطب الحديث
تستعمل من الثوم - في المآكل وفي الطب - فصوصه البيضية المحدبة الظهر، ولدى تحليلها تبين أنها تحتوي على25٪ من زيت طيار فيه مركبات كبريتية ، و %49 بروتين، و 0,2% دهن، و 22% فحمائيات، و 0,47% أملاح، و 60% ماء .
ولدى إجراء التجارب عليه ظهر أنه: مطهر معوي، ومنبه معدي، موقف للاسهال الميكروبي (يؤكل بلعاً على الريق، أو يستعمل فص أو فصَّان تحميلة)، يؤكل مع اللبن الرائب - لتطهير الأمعاء، ومعالجة السعال، والربو، والسعال الديكي، وهو يطرد الأرياح، ويفيد الأعصاب، وينشط القوة الجنسية، ويفيد دهوناً في أمراض الصدر، وصعوبة التنفس، وسقوط الشعر .
ص: 69
هذا، وقد أعلن الطبيب الأستاذ «هانز رويتر» الألماني أنه تأكد له: أن الثوم ينقي الدم من الكولسترول والمواد الدهنية، وأنه يقتل الجراثيم التي تسبب السل والدفتريا، وفي بعض الحالات كان أشد فعالية من البنسلين وبعض المضادات الحيوية .
وجاء في نتيجة أبحاث حديثة أجراها علماء روس : أن الأبخرة المتصاعدة من الثوم المقشر أو المقطع، تكفي لقتل كثير من الجراثيم دون حاجة إلى أن يلمسها الثوم. وشاهدوا أن جراثيم الزنتارية والدفتريا والسل تموت بعد تعريضها لبخار الثوم لمدة خمس دقائق، كما أن مضغ الثوم مدة ثلاثة دقائق يقتل جراثيم الدفتريا المتجمعة في اللوزتين.
ثم انه يوجد في الثوم : سكر سكورويوز، وهو سكر رباعي يتكون من أربع وحدات فركتوز. كما يوجد به مركبات عضوية كبريتية مثل: ثنائي كبريتيد الآيل بروبايل، وثنائي كبريتيد ثنائي الآيل، كما يوجد به الآليسين، وهو مضاد البكتريا الرئيسي في الثوم .
كما أكدت التجارب التي قام بها العديد من خبراء الطب في العالم مثل: شاليه،بیرت ،لویر، دويريه وغيرهم، أن الثوم : يذيب البلورات التي تتجمع في الجسم، ويقلل من الضغط الدموي في الشرايين.
وأكدت أيضاً نتائج دراسات العلماء الفرنسيين : أن الانتظام في تناول الثوم، يعيق نمو الخلايا السرطانية، كما أنه يعالج حالات التيفوئيد والدوسنتاريا. ومن المشاهدات الطبية لهيئة الصحة العالمية اتضح: أن أهل الصين أقل الناس تعرضاً للإصابة بحالات السرطان، نتيجة للانتظام في تناول الثوم في جميع مأكولاتهم .
ص: 70
قال علي(علیه السلام) : أكل الجوز في شدة الحرّ، يهيج الحرّ [ في الجوف] ويهيج القروح في [على] الجسد، وأكله في الشتاء يسخن الكليتين، ويدفع البرد(1)
خواص الجوز الطبية
ان الجوز غني بالفيتامينات والأملاح المعدنية، حيث فيه من الفوسفور ما يوجد في الكبد والبيض والسمك والأرز، وفيه من فيتامين (ب) و (ج) أكثر مما في التفاح، وفي كل مئة غرام منه (500) مم من الفوسفور، و ( 680) من البوتاسيوم .
الجوز في الطب الحديث
وفي الطب الحديث يسمح بتناول الجوز للأطفال لاحتوائه على فيتامينات (د) و(أ)، والكالسيوم، والحديد، والزنك؛ فيفيد في مقاومة الكساح وفقر الدم، وينشط النمو - لكن بشرط أن ألا يتناولوا كثيراً منه وأن يجيدوا علكه، والأفضل أن يُعطى لهم مع الكريما والكاتو والنوغا (Nouga). ويسمح بتناوله أيضاً للمصابين بالسكري، وللذين يشتغلون كثيراً بعقولهم (بشرط أن يتحمله جهازهم الهضمي)، وهو يفيد أيضاً المصابين بأعراض الصدر، والإمساك، والدود، والعمال، والرياضيين، وذوي الأعمال المرهقة، بشرط أن تكون معدهم وأكبادهم سليمة.
ص: 71
ويمنع الجوز عن ذوي الأمعاء الضعيفة، والمصابين بأمراض الكبد، والكُلى، وقرحة المعدة، والمغص، وعسر الهضم، والبدينين لأنه يزيد في سمنتهم، والمصابين بالتهاب الحلق واللثة .
قيمة الجوز الغذائية
وفي الغذاء لا ينازع أحد في القيمة الغذائية الكبرى التي يتمتع بها الجوز، وكمثال على ذلك : أن (500) غرام من الجوز المقشور اليابس تحوي (3500) حروري ، أن هذه الكمية تزود الإنسان بقوة غذائية لمدة 48 ساعة، ولكن هذه الكمية من الجوز لا يتحملها جهاز الهضم - دفعة واحدة -، لأن الجوز صعب الهضم بقدر ما هو مغذ . فهو - قد يهيج الأمعاء، كما يلهب اللسان وسقف الحلق، وهذا يحدث أيضاً في حالة تناول مثل هذا المقدار من الجوز الأخضر .
إن الجوز لا يحوي سكراً ولا ماء، بل مواد دسمة بكميات كبيرة (كزيت الجوز)، والبروتينات التي تشبه بروتينات اللحم، وهذا ما يجعل النباتيين يستغنون بالجوز واللوز والبندق عن اللحوم.
بعض فوائد الحرمل
الحرمل(1): ذو رائحة قوية وزيت طيار، جيد لوجع المفاصل، وتطلى به، وفيه قوة مسكرة كاسكار الخمر مثلاً، ويدر البول والطمث بقوة شرباً وطلاء، وينفع أيضاً من القولنج شرباً وطلاء، ويوقف الاسهال، ويصفي الدم، مضاد للتشنج، وينفع عرق النسا الورك، ويجلو ما في الصدر والرئة من البلغم، ويحلل الرياح العارضة في الأمعاء .
وأما في الاعتقاد السائد بین عامة الناس : أن بذور الحرمل لها القدرة على دفع السحر وطرد الجن والشياطين، ومنع الحسد، وتأثير الاصابة بالعين، وذلك بحرقها في النار وتبخير الشخص أو المكان .
بحث علمي حول الحرمل
التركيبات الكيميائية
يحتوي بذر الحرمل على الكالوئيد (Alcaloides) نظير: الهارمالين Harmalineوالهارمالول Harmalol والهارمين Harmine .
الهارمالين Harmaline (الهارمیدین Harmidine ،الهارمالول متيل إتر Harmalol methyl ether) ومعادلته C13 H14 N20، و وزنه المولكولي 214,26.
الهارمالين : ذو صور بلورية منشورية ذات هرمين ارتورومبيك، أو ذرات قرصية الشكل في حلال المتانول، أو بلورات ذات ثمانية وجوه رومبيك في خلال الاتانول .
ص: 73
يذوب في 229 إلى 231 درجة من الحرارة، ينحل منه مقدار قليل الماء والكحول والإتر، وينحل بصورة كاملة في الكحول شديدة في الحرارة والحوامض الرقيقة أيضاً.
كلريداته تتبلور مع 2 ملكول من الماء ويكون بصورة بلورات رفيعة بشكل الإبرة، وفي الماء والكحول ينحل بمقادير متوسطة .
الهارمالين من الناحية الطبية يمنح النظام المركزي للأعصاب الطاقة، ويحتوي على مادة سمية. المقدار القتال منه للفأرة الصحرائية : 120 ملي غراماً على حسب كل كيلوغرام من وزن الحيوان .
هارمالول Harmalol : ومعادلته C12 H12 N250، ووزنه الملكولي 200,24.
ترى هيدراته بصور بلورات حمراء بشكل الإبرة، ويتبلور مع 3 ملكول من الماء. ينحل بسهولة في الماء، والاستن، والكلروفرم، والهيدروكسيد القليائي، ولا ينحل في الكاربونات .
الهارمين Harmine: (بائیس ترین banistirine، ياجين Yageine ، تله پاتین telepathine, لوکوهارمین Leucoharmine، الكالوئيده، بمعادلة C13 H13 N20، ووزنه الملكولي 212,25.
نحصل على الهارمين من النباتات التالية :
1- Banisteria caapi spruce
2- Banisteriopsis inebrians Morton
الهارمين ذو صور بلورية منشورية رفيعة الشكل ارتورومبيك ويحصل في المتانول. يذوب في درجة 261 من الحرارة. تنحل مقادير جزئية منه في الماء، والكحول، والكلروفرم، والاتر .
خواصه الطبية
يستعمل بذر هذا النبات في الطبابة القديمة العربية بعنوان : منوّم،
ص: 74
معرق، مضاد للدود، ولا يزال في طب العامة له استفادات مهمة، وبذر الحرمل له أثر سمّي أيضاً .
(ترجمتُ هذه المقالة من كتاب «گياهان داروئي» - النباتات الطبية-، تأليف الدكتور علي زرگري).
الحِنّاء(1)
قال علي(علیه السلام) : الحناء بعد النورة، أمان من الجذام والبرص(2)
بعض خواص الحناء
الحناء(3):شجرة كشجرة السدر، وورقها يشبه ورق الزيتون، غير أنها أعرض وألين، وأشد خضرة. طبعها بارد يابس، وفيها حرارة، تنفع في قروح الفم، والأورام الحارة. ماؤها مطبوخاً ينفع الحروق من النار. وإذا طلي موضع من البدن الذي فيه تقشف أو يبوسة أزالهما، ويثبت شعر الرأس ويمنع من سقوطه.
الحناء في الطب الحديث
أوراق الحناء : تحتوي على مواد جليكوسيدية مختلفة، أهمها المادة الرئيسية المعروفة باسم «اللاوسون» وجزئيها الكيماوي من نوع 2 - هيدروكس - 1، 4 - نفثوكينون أو 1، 4 نفثوكينون. وهذه المادة هی المسؤولة عن التأثير البايولوجي طبياً، وكذلك مسؤولة عن الصبغة واللون البني المسوّد، ونسبتها في الأوراق حوالي %88% لنوع الحناء Limermis بالمقارنة بالصنفين ذو الأزهار
ص: 75
البيضاء والحمراء البنفسجية، ونسبة الجليكوسيد في أوراق كل منهما وهي 0,5% و %0,6 على الترتيب .
تزداد كمية المواد الفعالة وخاصة مادة «اللاوسون» في أوراق الحناء كلما تقدم النبات في العمر، والأوراق الحديثة تحتوي على كميات قليلة من هذه المواد على مثيلتها المسنة . بجانب ذلك تحتوي على حمض «الجاليك» ومواد «تانينية» تصل نسبتها بين 5 - 10٪ ، ومواد سكرية وراتنجية نسبتها حوالي 1%.
وقد أثبتت الدراسات المصرية : أن قدماء المصريين إستخدموا مسحوق أوراق الحناء في تحنيط جثث الموتى لعدم تعفنها، ويرجع ذلك إلى أنها مقاومة للفطريات و الجراثيم البكتيرية .
كما أن عجينة أوراق الحناء: تفيد أيضاً في حالات الإصابة بالقراع الإنكليزي والقراع العادي، والإصابة الفطرية الناتجة عن أمراض الجرب الجلدي للإنسان والحيوان .
وحديثاً، ثبت فعالية أوراق الحناء ضد بعض أنواع السرطان، منها مرض الساكروما Sacroma ، وتستخدم ضد التقلصات المعدية والعمل على إزالتها، ولها تأثير مشابه لتأثير فيتامين ك (Vit.K) اللازم لوقف الإدماء والنزيف الداخلي، وفي علاج صداع الرأس، وتضخم الطحال، وتعمل على تخفيض ضغط الدم المرتفع، وتؤدي إلى تقوية القلب وتنشيطه، كما أن لها فعالية مرتفعة في علاج ضيق الشرايين والعمل على توسيعها، وتفيد في علاج التهاب القولون أو الغليظ .
ص: 76
قال علي(علیه السلام) فی وصيّته لأصحابه : غسل الرأس بالخطمي، يذهب بالدرن، وينفي الدواب(1).
قال أمير المؤمنين(علیه السلام) : غسل الرأس بالخطمي، يذهب بالدرن و ینفی الأقذار(2).
بحث علمي حول الخطمي(3)
تاريخه المختصر
يرجع تاريخ الاستفادة الطبية من الخطمي إلى أزمنة قديمة جداً. و Theophraste (في القرن الرابع قبل الميلاد) كان يستفيد من أحد أنواع الخطمي وله ورد أصفر كما نقل. لكن الظاهر أن هذا النبات ليس بالخطمي ،بل أحد أنواع Abutilon.
أما أصحاب المكتب البقراطي (في القرن 4 و 5 قبل المیلاد) کانوا يعتقدون: أن الخطمي أكثر أثراً في التيام الجروح، لكنهم في وصف النبات لم يراعوا الدقة الكافية، لذا لم يحصل الاطمئنان، فهل ان النبات الذي استفادوا منه هو الخطمي المتعارف أم لا؟
ذكر ديوسكوريد (في القرن الأول الميلادي) مطالباً عن آثاره الطبية، والنظرة التحقيقية تؤيد ذلك وان مقصوده هو الخطمي المتعارف ، لأنه قال في
ص: 77
وصف النبات : بدنه مُلَبَس بالوبر، وورده ذا لون وردي.
وكان يستفاد من الخطمي في القرون الوسطى استفادات مختلفة، وفي بعض الأحيان يستفاد من أنواع أخرى بدلاً عنه.
(ترجمتُ هذه المقالة العلمية من كتاب «گياهان داروئي» - النباتات الطبية ، تأليف الدكتور علي زرگري)
الخطمي في الطب القديم
يقول ابن البيطار: ان بزره يفتت الحصاة المتولدة في الكليتين، والماء الذي يطبخ فيه الخطمي ينفع من قروح الأمعاء، ومن نفث الدم، ومن استطلاق البطن لأن فيه قوة قابضة .
القانون في الطب: حار باعتدال، فيه تليين وإرخاء وتحليل، وبزره وأصله في قوته، وأقوى وأكثر تجفيفاً وألطف.
يطلى به على البهق بالخل ويجلس في الشمس، وبزره أقوى في ذلك يلين الأورام ويمنعها، وينضج الدماميل، وينفع من الأورام النفخية، ويسكن وجع المفاصل وخصوصاً مع شحم الأوز، وينفع من عرق النسا، ومن الارتعاش وشدخ أوساط العضل، وتمدد الأعصاب. إذا ضمد به نفع من الأورام التي تكون في غدد الأذن.
يحلل التهيج والنفخة التي تكون في الأجفان، بزره نافع من السعال الحار، ويسهل النفث، ويمنع نفث الدم لقوة قابضة فيه، وينفع ورقه من أورام الثدي، ويقع في ضمادات ذات الجنب والرئة.
صمغه يسكن العطش، وطبيخ أصوله ينفع إذا شرب من حرقة البول، ومن حرقة المعي أيضاً، وأورام المقعد، وكذلك ورقه، وكذلك من الإسهال الرديء، ويخلط بزره مع صمغ البطم لصلابة الرحم وكذلك طبيخه وحده،
ص: 78
وينقي النفاس، وطبيخ أصله إذا أسقى بالشراب نفع من عسر البول، ومن الحصاة، وخصوصاً بزره، وصمعه يحبس البطن.
عن أبي عبد(علیه السلام) عن آبائه(علیهم السلام) : كان أمير المؤمنين(علیه السلام) لم يعجبه الدبّاء، ويلتقطه من الصحفة(1).
قال علي(علیه السلام) : [ان] الدبّاء يزيد في العقل(2) .
عن أمير المؤمنين(علیه السلام) أنه قال : كلوا الدبّاء، فإنه يزيد في الدماغ(3).
عن أمير المؤمنين(علیه السلام) أنه قال : كلوا الدبّاء، ونحن أهل البيت نحبه(4).
قال علي(علیه السلام) : عليكم بالقرع ، فإنه يزيد في الدماغ(5).
خلاصة فوائد الدباء
الدبّاء(6) : هو القرع، ويقال له يقطين أيضاً، ويسمى في العراق «شجر»، وفي بلاد الشام «كوسا»، ويعبر عنه باللغة الفارسية «كدو». طبعه بارد، مولد للبلغم، وهو من طعام المحرورين، يطفىء ويبرد ويسكن
ص: 79
اللهيب والعطش، وينفع من الحميات. والغير المطبوخ منه یضر المعدة جداً. واذا شوي واستخرج ماؤه وشرب أسكن حرارة الحمى الملهبة، وهو يقلل الشهوة. وماؤه يُذهب الصداع إذا شرب أو غسل به الرأس. والذهن المستخرج منه ينفع وجع الأذن ووجع الأمعاء الحارة.
يحتوي ثمره الناضج على: البروتين والدسم والمواد النشوية ، ويحتوي على المعادن كالكبريت والفوسفور والبوتاس والكلس والحديد والمنغنيز.
ويقول الشيخ المجلسي: كأن زيادة العقل منه، لأنه مولد للخلط الصحيح وبه تقوى القوى الدماغية، التى آلات النفس في الادراكات .
وأما بذره فيحتوي على فوائد، منها :
1 - تقوية عضلات المثانة .
2 - معالجة التهاب المثانة مطبوخاً .
3 - معالجة البروستات.
4 - يخفف الظمأ، أي العطش.
5 - يفيد لترميم الجلد وتقوية البدن.
الدباء في الطب الحديث
ظهر في تحليل اليقطين: أنه غنيٌّ بفيتامين (أ)، وفيتامين (ب)، وحوامض: اللوسين، والتيروزين، والبيبوريزين. ومن خواصه أنه غير مهيج ولا سام. وهو: هاضم ،ومسكّن، ومرطب، وملين، ومدر للبول، ومطهّر للصدر، وملطِّف. ويفيد في أمراض وعلل: التهابات مجاري البول، وحصر البول، والبواسير، والزحار(الزنتارية)، والإمساك، والوهن، وعسر الهضم،
ص: 80
والتهاب الأمعاء، وعلل القلب، والأرق، ومرض السكري.
عرف - في عصر النهضة الأوروبية - قدرة القرع على طرد الديدان . وعُرف في بداية القرن التاسع عشر، فاعلية بذور القرع في علاج الدودة الشريطية(الوحيدة). وقد عدّت هذه البذور - قديماً - مسكّنة لالتهابات الأقنية الهضمية والبولية، وأسند إليها القدرة على قمع شهوات الجسد.
أما لبّ القرع فهو: قابل للهضم كلياً، وينصح لأصحاب المعدة الرهيفة. وهو مدرّ للبول، ومزيل للإمساك، وصالح لإدخاله في النظام الغذائي لمرضى الكليتين والأمعاء، والمصابين بالتهاب المفاصل والروماتيزم. ويوصى بأخذه باعتباره أول طعام جامد بعد الحمية. أما لبّه الني المهروس ، فهو مسكّن قوي، ويمكن أن يجعل لزقة مسكنة للحروق .
اليقطين أو القرع : نبات ينتسب إلى فصيلة الكوسا نفسها، وهو يفوقها فی قدرته الغذائية، لأنه مصدر جيّد للفيتامين (أ) ، ويحتوي على 7 ر90٪ من وزنه ماء، و 2 ر 0% دسم ، و 1 ر1% بروتين، وعلى 45 ر6% مواد نشوية، و 73ر1%ا رماد. كما يحتوي على الحديد والكلس بمقادير أعلى مما هو موجود في الكوسا، وأهم ما يستفاد من اليقطين، تناول بذوره لطرد الدودة الوحيدة من الأمعاء.
قال علي(علیه السلام) : ما استشفت النساء بمثل أكل الرطب، لأن الله تبارك وتعالى أطعمه مريم بنت عمران، رطباً جنياً في نفاسها(1).
عن علي(علیه السلام) قال في قول الله :[تبارك و] تعالى:«ثُمَّ لَتُسۡلُنَّ يَوۡمَئِذٍ
ص: 81
عَنِ ٱلنَّعِيمِ ؟» قال : الرطب والماء البارد(1).
قال علي(علیه السلام) : ما تأكل الحامل من شيء، ولا تتداوى به أفضل من الرطب، قال الله عز وجل لمريم(علیها السلام) : «وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا»، حنكوا أولادكم بالتمر، فهكذا فعل رسول الله(صلی الله علیه و آله و سلم) بالحسن(علیه السلام) والحسين(علیه السلام)(2).
نقل عن علي(علیه السلام) أنه : كان يأكل البطيخ بالرطب(3).
فوائد الرطب الطبية
جيد للمعدة الباردة، ويزيد في المني، ويلين الطبع في المبرودين، ولكنه يولد دماً غليظاً، فهو لا يوافق المحرورين.
ان الرطب يحوي مادة مقبضة للرحم تشبه «الأكسيتوسين»، فتناول الرطب يساعد على خروج الجنين ويقلل النزف بعد الولادة، وبما أن الرطب فيه مواد خافضة للضغط الدموي فهو يساعد أيضاً على تقليل النزف عموماً وكذلك عملية الولادة مجهدة مما تتطلب طاقة والرطب غني بالسكاكر .
ويحتوي على ألياف كثيرة سيللوزية تساعد الأمعاء على مكافحة القبض .
أما الفيتامين (أ) الذي يحتويه، فهو يعين على النمو، ويقي من العشا (عمى الليل)، ويساعد الجلد والأغشية الناعمة الرطبة التي تبطن الأنف والحلق على أن تظل سليمة .
ص: 82
أما الفيتامين (ب) الذي يحتويه، فهو يحافظ على سلامة الجهاز العصبي، ويقي من توتر الأعصاب وانسداد الشهوة للطعام، ويساعد على هضم المواد الكربمائية والدهنية، ويحافظ على سلامة اللسان، والشفاه، والجفون.
قال علي(علیه السلام) : أربعة نزلت من الجنة : العنب الرازقي، والرطب المشاني، والرمان الأملسي، والتفاح الشعشعاني (يعني الشامي). وفي خبر آخر: والسفرجل(1).
عن أبي عبد الله(علیه السلام) عن آبائه(علیهم السلام) : كان أمير المؤمنين (علیه السلام)إذا أكل الرمان بسط تحته منديلاً، فسئل عن ذلك؟ فقال : لأن فيه حبات من الجنة، فقيل [له]: ان اليهودي والنصراني [ اليهود والنصارى] ومن سواهم [سواهما] يأكلونها [ يأكلونه] ، قال : اذا كان ذلك بعث الله ملكاً ، فانتزعها منه لئلا يأكلها [ يأكلونها ](1).
قال علي(علیه السلام) : أطعموا صبيانكم الرمان، فإنه أسرع لألسنتهم(2)
قال علي(علیه السلام) : شيئان ما دخلا جوفاً قط إلا أصلحاه: الرمان، والماء
الفاتر، وشيئان ما دخلا جوفاً قط إلا أفسداه: الجبن، والقديد(3)
روى صعصعة بن صوحان في حديث: أنه دخل على أمير المؤمنين(علیه السلام) وهو على العشاء، فقال (علیه السلام) : یا صعصعة ادن فكل، قال قلت: [قد] تعشيت، وبين يديه نصف رمانة، فكسر لي وناولني بعضه، وقال: كله مع قشره [ بريد مع شحمه] فإنه يذهب بالحفر، والبخر، ويطيب النفس.(4)
توضيح الحفر: سلاق في اصول الأسنان أو صفرة تعلوها. البخر: الرائحة النتنة في الفم.
قال(علیه السلام) : كلوا الرمان بشحمه، فإنه دباغ المعدة، وما من حبةاستقرت في معدة امرء مسلم إلا أنارتها، وأمرضت شيطان وسوستها أربعين صباحاً(5)
ص: 84
قال علي(علیه السلام) : كلوا الرمان بشحمه، فإنه دباغ للمعدة، وفي كل حبة من الرمان اذا استقرت في المعدة، حياة للقلب وانارة للنفس، وتقرض وسواس الشيطان أربعين ليلة، والرمان من فواكه الجنة، قال الله تعالى : فيهما فاكهة ونخل ورمان(1).
قال علي(علیه السلام) : من أكل رمانة، نوّر الله قلبه(2)
قال علي (علیه السلام): من أكل الرمان بشحمه، دبّغ معدته(3)
خلاصة فوائد الرمان
وصف الرمان(4) في الطب القديم، بأن الحلو منه : جيد للمعدة، مقوّلها بما فيه من قَبض لطيف . نافع للحلق والصدر والرئة، جيّد للسعال، وماؤه مليّن للبطن. يغذي البدن غذاء فاضلاً يسيراً، سريع التحلل لرقته ولطافته. يولد حرارة يسيرة في المعدة وريحاً، لذلك يعين على الباه، ولا يصلح للمحمومين . وحامضه: قابض لطيف، ينفع المعدة الملتهبة، ويدرّ البول أكثر من غيره من الرمان، ويسكن الصفراء، ويقطع الإسهال، ويمنع القيء، ويلطف الفُضُول، ويطفىء حرارة الكبد، ويقوي الأعضاء. نافع من الخَفَقان الصفراوي، والآلام العارضة للقلب وفم المعدة. وإذا استُخرِج ماؤه بشحمه وطبخ بيسير من العسل حتى يصير كالمرهم، واكتحل به: قطع الآكلة العارضة لها. وإن استخرج ماؤه بشحمه أطلق البطن، وأحدر الرطوبات
ص: 85
العفنة من المرارة، ونفع من الحميات المتقطعة المتطاولة .
الرمان في الطب الحديث
فی الطب الحديث وُصِفَ الرمان بأنه : مقو للقلب، قابض، طارد للدودة الشريطية، مفيد للزَّحَار «الزنتارية» ، وللوَهَن العصبي، ويكافح الأورام في الغشاء المخاطي إذا قطر منه في الأنف مصحوباً بالعسل، وإذا شُرب عصیره مع الماء والسكر، أو الماء والعسل يكون مسهلاً خفيفاً، وهو ينظف مجاري التنفس والصدر، ويطهر الدم، ويشفي عسر الهضم، وأكله المآكل الدسمة يهضمها، ويخلص الأمعاء من فضلات المآكل الغليظة.
یحتوي ثمر الرمان (الحلو) على : 10٪ مواد سكرية، 1% حامض الليمون،84,20% ماء ، 2,91% رماد، 3% مواد بروتينية، 2,91% ألياف، ومواد عفصية، وعناصر مرّة، وفيتامينات (أ، ب، ج)، ومقادير قليلة من الحديد، والفوسفور، والكبريت، والكلس، والبوتاس، والمنغنيز. وفي بذوره ترتفع نسبة المواد الدهنية من 7 - 9%.
وتفيد قشور الرمان في حالات الإسهال. وقشر جذور الرمان إذا غليت بنسبة 50 - 60 غرام في ليتر ماء لمدة ربع ساعة وشرب من المغلي كوب في كل صباح، أسقط الدودة الوحيدة .
قال علي(علیه السلام) : أربعة نزلت من الجنة : العنب الرازقي، والرطب المشاني، والرمان الأملسي، والتفاح الشعشعاني (يعني الشامي). وفي خبر آخر: والسفرجل(1).
ص: 86
قال علي(علیه السلام): الزبيب يشد القلب، ويذهب بالمرض، ويطفىء الحرارة، ويطيّب النفس(1)
بعض فوائد الزبيب
الزبيب (2): هو : هو العنب المجفف في الشمس، ذو سكر عالي، لا يحتوي بعضه على بذر في جوفه .
الزبيب في الطب القديم
قال فيه «ابن سينا»: الزبيب صديق الكبد والمعدة، والعنب الزبيب بعَجْمِهما جيد - أي كل منهما - لأوجاع المعي، والزبيب ينفع الكُلى والمثانة.
وقال غيره من أطباء العرب : أجود الزبيب ما كبُرَ حجمُهُ ، وسمن شحمه ولحمه، ورقّ قشره ،ونزع عَجْمه، وصغر حبُّه، وهو كالعنب المتخذ منه .الحلو حار، والحامض قابض بارد، والأبيض أشد قبضاً من غيره.
و اذا أکل لحمه : وافق قصبة الرئة ونفع من السعال، و وجع الکلی و المثانة، ويقوي المعدة، ويلين البطن.
والزبيب الحلو اللَّحِم : أكثر غذاء من العنب، وأقل غذاء من التين اليابس، وله قوة هاضمة؛ قابضة، محلّلة باعتدال. يقوي المعدة والكبد والطحال، وينفع من وجع الحلق والصدر والرئة والكُلى بعُجمه أكثر نفعاً .
ص: 87
والحلو منه وما لا عجم له ينفع أصحاب الرطوبات والبلغم، وهو يخصب الكبد وينفعها بخاصيته، وفيه نفع للحفظ .
الزبيب في الطب الحديث
يفيد الزبيب في النزلات واحتراق الصدر أو المعدة والأمعاء، ويدخل في أكثر المشروبات والمغليّات الصدرية والملطفة، ويضم للصمغ والأزهار المضادة للسعال والسكر والعسل، ولذا كان أحد الثمار الصدرية الأربعة وهي: الزبيب، والتين، والبلح، والعُنّاب .
القيمة الغذائية للزبيب
يحتفظ العنب المجفف (الزبيب) بأكثر خواص العنب الطازج بل ويمد الجسم بسعرات حرارية أكثر، فتناول 100 غرام من الزبيب يعطي للجسم 268 (كيلو سعر حراري)، بينما تعطي نفس الكمية من العنب 68 كيلو (سعر حراري) فقط .
نسبة العناصر الغذائية الموجودة في الزبيب: ماء 24 غراماً، وبروتين 2,2 غرام، ودهون 0,5 غرام ،وكربوهيدرات 71,20 غرام، وفيتامين «ب1» 0,15 ميلليغرام، وفيتامين «ب2» 08, 0 ميلليغرام، وكالسيوم 78 ميلليغرام، وفوسفور 139 ميلليغرام، وحديد 3,3 ميلليغرام.
ص: 88
قال علي(علیه السلام): من يصبح بواحدة وعشرين زبيبة حمراء، لم يصبه إلا مرض الموت(1).
قال علي(علیه السلام) : من أكل إحدى وعشرين زبيبة حمراء من أول النهار، دفع الله عنه كل مرض وسقم(2).
قال علي(علیه السلام) : من أدام أكل إحدى وعشرين زبيبة حمراء على الريق،لم يمرض إلا مرض الموت(3).
قال علي(علیه السلام): من أكل إحدى وعشرين زبيبة حمراء على الريق، لم يجد في جسده شيئاً يكرهه(4).
قال علي(علیه السلام) : من أكل إحدى وعشرين زبيبة حمراء، لم يَرَ في جسده ما يكره(5)
قال علي(علیه السلام) : من إصطبح إحدى وعشرين زبيبة حمراء، لم يمرض إلا مرض الموت انشاء الله تعالى (6)
الزبيب: وهو الكشمش. والخراساني منه أشد حلاوة وإحمراراً، ينفع السعال والصدر .
ص: 89
قال علي(علیه السلام) : من أخذ من الزعفران الخالص جزءاً، و من السعد جزءاً، ويضيف اليهما عسلاً، ويشرب مثقالين في كل يوم، فإنه يتخوف عليه من شدة الحفظ، أن يكون ساحراً (1).
بعض خواص الزعفران
تُعدّ بلاد فارس موطنه الأصلي، ويستفاد منه كمنبه للمعدة، ويدخل في بعض أنواع الكحل لإزالة الغشاوة، ويقطر في الأذن فيسكن آلامها، وقد ثبت من التحليل الكيميائي أن مياسم أزهاره تحوي مادة اللروسين الجلوكوسيدية المقوية للأعصاب، و منشطة ومنبهة ومدرة للطمث أيضاً .
وذكر ابن سينا أنه يسهل النفس ويقوي آلاته جداً، وذكره في الأدوية الصدرية.
الزعفران(2) : نبات بصلي من الفصيلة السَّوسنية، تقطف مياسمه (وهي الأجزاء الشعيرية من الزهرة) ،وتجفف، وهي حمراء اللون، ذكية الرائحة، شديدة الاحمرار .
وتحدث الأطباء العرب مطولاً عن خصائص الزعفران وفوائده، فقالوا ما خلاصته: جيده الطري، الحسن اللون، وهو ينفع من الورم الحار في الأذن، ويجلو البصر، وينفع من الغشاوة، ويقوي القلب ويفرح، ويسهل النفس ويقويها ويقوي المعدة ويضاد الحموضة التي فيها، ويفيد الطحال
ص: 90
ويدر البول، ويهيج الباه، وينفع من قروح الرحم وصلابته، ومن التشنج والنزيف الخارجي، ولكنه مصدّع، يضر الرأس، وينوّم، وتناول أكثر من درهم منه سُم قاتل.
الزعفران في الطب الحديث
وفي الطب الحديث: ثبت أن أزهار الزعفران تحوي مادة مقوية للأعصاب، و منشطة ومنبهة، ومدرة للطمث ( الحيض). ولا يقر الطب الحديث بأنه منشط جنسي، والواقع أن إضافة مواد أخرى إليه كالعنبر وغيره - هي التي تعطيه هذه المزية التي تنسب إليه. لقد كان يستعمل في الطب القديم على مدى واسع، أما في الطب الحديث فإنه يستعمل على مدى ضيق جيداً .
قال علي(علیه السلام) : أخذ من من الزعفران الخالص جزءاً، و من السُّعد جزءاً، ويضيف اليهما عسلاً، ويشرب مثقالين في كل يوم، فإنه يتخوف عليه
من شدة الحفظ، أن يكون ساحراً(1).
بعض خواص الشعد
السعد(2) : نبات يشبه الكراث، غير أنه أطول وأرق . ذو اصول سود، طيبة الرائحة، طعمه مُرّ، وثمره يشبه الزيتون، وينبت فى الأماكن الرطبة والباردة .
وهو يدر البول والطمث، وينفع القروح التي داخل الفم، واصوله تفتت الحصاة. وعن الرازي: أنه يزيد العقل، ويدبّغ المعدة، ويحسّن
ص: 91
اللون، جيد للبواسير، نافع للمعدة والخاصرة، ويطيب النكهة، ويزيد في الحفظ.
السُّعد في الطب القديم
قال ديسقوريدوس : هو أصل نبات له ورق يشبه الكراث، غير أنّه أطول وأرق وأصلب، وله ساق طولها ذراع أو أكثر، واصوله سود، طيبة الرائحة فيها مرارة، وينبت في أماكن غامرة وأرض رطبة .
وقال ابن سينا في القانون (379/1) السُّعد : يطيب النكهة، ينفع من عفن الأنف والفم والقلاع واسترخاء اللثة، ويزيد في الحفظ جداً، وينفع من قروح الفم المتآكلة .
وقال جالينوس : ينفع من القروح التي تكون في الفم .
وقال الرازي : هو جيّد للبخر والعفن في الفم.
وقال ابن سينا في القانون أيضاً: يخرج الحصاة ويدرها، وينفع من تقطير البول، وضعف المثانة جداً، ومن بردها منفعة شديدة، وينفع من برد الرحم جداً، وينفع من البواسير.
وقال الرازي: هو جيّد للبواسير، وينفع المثانة الباردة ووجعها وضعفها وجربها جداً.
وقال مسيح بن الحكم: صالح لرطوبة السفل واسترخائه، ونافع للأسنان .
ص: 92
قال علي(علیه السلام) : السفرجل يذكّي القلب الضعيف، ويشجّع الجبان(1).
قال علي(علیه السلام) : السفرجل قوة القلب، وحياة الفؤاد، ويشجّع الجبان(2).
قال علي(علیه السلام) : أكل السفرجل يزيد في قوة الرجل، ويذهب بضعفه(3).
قال علي(علیه السلام) : أكل السفرجل قوة للقلب الضعيف، ويطيّب المعدة، ويذكّي الفؤاد، ويشجّع الجبان [ويحسن الولد ] (4).
قال علي(علیه السلام) : أربعة نزلت من الجنة : العنب الرازقي، والرطب المشاني، والرمان الأملسي، والسفرجل(5).
فوائد السفرجل الطبية
السفرجل(6) من الفصيلة الوردية، وثمره يشبه التفاح والمشمش، كُمَّثري الشكل، أصفر اللون، شديد الصفرة، يستعمل نيئاً ومطبوخاً .
وتحدث الأطباء العرب عن السفرجل كثيراً، وخلاصة ما قالوه: انه
ص: 93
،مقوّ ،قابض، والحلو أقل قبضاً، وحبُّه ملين، وهو يمنع سيلان الفضول إلى الأحشاء، ويحبس العرق، ويلين قصبة الرئة، ودهنه ينفع من تشقق الأيدي وغيرها من البرد، ومن الأورام الجلدية والقروح. وعصارته نافعة من ضيق النفس والربو، وتمنع نفث الدم، ولبّه يرطب. وهو ينفع من القيء، ويسكّن العطش، ويقوي المعدة.
وشرابه مقو للباه جداً، ونيئه يقوي المعدة، ويمنع القيء البلغمي، ويدر البول. والمطبوخ بالعسل أشد إدراراً، وينفع من حرقة البول، ويحبس نزف الطمث .
ودهنه ينفع الكُلى والمثانة، ويحقن بطبيخه لنتوء المقعد والرحم، والمشوي منه أخف وأنفع. ويشوى بتقويره وإخراج حبه وَجَعَل العسل فيه ويسد ثقبُه ويُشوَى بالرّماد . وإذا أُكل السفرجل على الطعام أطلق المعدة، وقبله يقبض، والإكثار منه مضر بالعصب، ويولد القولنج . والسفرجل مفرّح للقلب، يُذهب الوسواس والكسل والخفقان وضعف الكبد ولو شمّاً .
السفرجل في الطب الحديث
ظهر في تحليله أنه يحوي كثيراً من: الأملاح الكلسية، والمواد الهضمية،وحامض التفاح. وفيه 71% من الماء، و 0,5٪ من البروتئين، و 12/8% من الألياف، و 7,5% من السكر ، و 0,3%مواد دهنية، و 14,9% رماد، و 13% بوتاس و 19% فوسفور، و 5% کبریت ،و 19٪ صودا، و 2% کلور، و 14% كلس، ومقدار وفير من فيتامينات (أ، ب، ج، پ، پ)، وخصائصه : التسكين والتقوية، وفتح الشهية، وعلاج المعدة والكبد.
وهو يشفي الاسهال المزمن، ويقوي القلب، ويفيد المصابين بسل الأمعاء والصدر، والنزيف المعدي والمعوي، وانهيارات الرئة، ويقوي الهضم والأمعاء، ويمنع القيء، ويفيد الأطفال والشيوخ، ويشفي من سيلان اللعاب، و من الزكام الشديد، ومن سيلان المهبل، وفقد الشهية، والعجز الكبدي .
ص: 94
قال علي(علیه السلام) : السواك يجلو البصر(1).
قال علي(علیه السلام) : السواك مرضاة لله عز وجل، وسنة النبي(صلی الله علیه و آله و سلم)،و مطیة للفم(2).
قال علي(علیه السلام): قراءة القرآن، والسواك، واللبان منقاة للبلغم(3).
قال علي(علیه السلام): إن أفواهكم طرق القرآن، فطهروها بالسواك(4).
كان أمير المؤمنين(علیه السلام) : يستاك عرضاً، ويأكل هرثاً(5).
توضيح: عرضاً لكي يصل المسواك إلى جميع تجاويف الأسنان، ويخرج الفضلات منها، وهو الغاية من أصل المسواك .
الهرث : هو الأكل بجميع الأصابع.
كان علي(علیه السلام) : يستاك في أول النهار وفي آخره، في شهر رمضان(6).
قال علي(علیه السلام) : السواك مطهرة للفم ، مرضاة للرب(7)
ص: 95
عن أمير المؤمنين(علیه السلام) أنه قال : ثلاثة يذهبن بالبلغم، ويزدن في الحفظ: السواك، والصوم، وقراءة القرآن(1).
فوائد السواك الطبية
يمتاز السواك بأن يتكون كيمياوياً من : ألياف السلولز، وبعض الزيوت الطيارة، وأملاح معدنية، ومواد عطرية، فهو في الحقيقة فرشاة طبيعية زودت بمسحوق مطهر.
وقد درس علماء الأسنان في العصر الحاضر، الطبقة البكترية من الأسنان المسماة ب- (Black Dental) التي لا تصلها شعيرات الفرشاة ومنها تبدأ رائحة الفم وأمراض اللثة، فاتضح أن شعيرات السواك تصل إلى هذه الطبقة بعد أن تفرش جيداً .
قال ابن قيم : في السواك عدة منافع : يطيّب الفم، ويشدّ اللثة، ويقطع البلغم، ويجلو البصر، ويذهب بالحفر، ويصح المعدة، ويصفي الصوت، ويعين على هضم الطعام، ويسهل مجاري الكلام، وينشط للقراءة والذِكر والصلاة، ويطرد النوم، ويرضي الرب، ويعجب الملائكة، ويكثر الحسنات .
التركيب الكيميائي للسواك
اكتشف علماء من أمريكا وألمانيا 22 مادة طبية في السواك لا توجد في أي معجون أسنان، وهي:
1 - السنجرين: وهي مادة مطهرة قوية تقتل الجراثيم.
2 - العفص : وهو مطهر قابض يوقف النزيف .
3 - مادة شبيهة بالبنسلين : تخفف من حدة آلام الأسنان .
ص: 96
4 - ألياف سلولوزية .
ه - كلوريد الصوديوم.
6 - بيكربونات الصوديوم.
7 - كلوريد البوتاسيوم .
- اكسالات الكالسيوم.
9 - زيوت عطرية تطيب الفم .
10 - أملاح معدنية : وهذه إما أن تكون موجودة أصلاً في النبات، أو تكون موجودة بشكل أملاح عضوية تتحول بالترميد أو التكليس إلى أملاح ثابتة، ويتم الترميد بتسخين مسحوق العقار في فرن ذي حرارة مرتفعة، فتتخرب المواد العضوية فيه، ثم تتفحم، وأخيراً تتحول إلى مواد معدنية لا تتأثر بالحرارة .
11 - بلورات السيليس: وهي مواد زالقة للأوساخ، ولصلابتها فإنها تحك القلع عن لأسنان، وهي نسبة 4% من العيدان الجافة .
12 - مواد سكرية، مثل : الجالاكتور والنشا والمواد الصمغية، وهي تساعد على توزيع المواد الفعالة .
13 - مواد غير معروفة بعد.
14 - شاردة الكالسيوم .
15 - شاردة الحديد .
16 - شاردة الفوسفات.
17 - شاردة الصوديوم.
18 - شاردة الفحمات.
ص: 97
19 - شاردة الكلور.
20 - شاردة الكبريت .
21 - أملاح نشادرية .
22 - مادة تمنع النخر السني .
وقد أجرت «كلية الصيدلة» بجامعة الرياض تجارب عديدة على المسواك، و بنتيجة هذه التجارب ثبت ما يلي :
أولاً: يحتوي المسواك على العفص، ولمادة العفص هذه تأثير مضاد للتعفنات والإسهالات، ويعتبر العفص من المطهرات الرئيسة، وله استعمالات مشهورة ضد نزف الدم، ناهيك عن الدور الذي يقوم به كتطهير اللثة والأسنان، وشفاء الجروح الصغيرة ويمنع نزف الدم منها .
ثانياً : في السواك مادة لها علاقة بالخردل وتدعى (Sinnigrin)، وتحوي هذه المادة اتحاد زيت الخردل «أليل» وسكر العنب اليميني. ويمتاز الخردل بأنه من المواد التي طعمها حراق، وهو ما يشعر به الشخص الذي يستعمل المسواك لأول مرة.
قال علي(علیه السلام) : أشبه تموركم بالطعام، الصرفان(1).
الصرفان: ضَرب من التمر، أحمر اللون، يختاره أطباء العراق على غيره، كما عن ابن البيطار.
ص: 98
عن أبي الحسن الكاظم(علیه السلام) ، عن آبائه(علیهم السلام) : كان دواء أمير المؤمنين(علیه السلام) الصعتر، وكان يقول : انه یصير في المعدة خملاً كخمل القطيفة(1).
فوائد الصعتر الطبية
الصعتر(2): من الفصيلة الشفوية، له رائحة عطرية قوية وطعم حار، قليل المرورة.
الصعتر في الطب القديم
عرف الأطباء القدماء فوائد الصعتر ، فقالوا عنه :
ان الصعتر : مقو، ومنبه، ومعرّق، ومدرّ للطمث، ومشدّد للمعدة، ومضاد للتشنج والنزلات المخاطية المزمنة، ويفيد الربو الرطب، وفي ضعف الشُّعَب، والاحتقانات الناشئة عن البرد، وفي ضعف الأحشاء. واستعملت أطراف هذا النبات كمادات على محل الأوجاع الروماتيزمية والاحتقانات الغددية، وتعمل منه حمامات قدمية في احتباس الطمث (ويشرب كالشاي 1 - 4 غرامات).
وأطال أطباء العرب في ذكر خواصه ؛ فوصفوه : لمعالجة أغلب
ص: 99
السموم ونهش الهوام، وتحليل الرياح والمغص شرباً. والمضمضة بطبيخه مع الخل والكمون تسكن وجع الأسنان والحَلْق، وطبيخه مع التين يحلل الربو والسعال وعسر النّفس، وشربه مع ماء الكرفس ينفع الحصى وعسر البول والبرودة، وشرب مغلي ورقه أو زهره يدر الطمث، وورقه بالعسل يشفي السعال الرطوبي، وشربه بالخل يوافق المطحولين، وأكله جيد لمن به غثيان، أو فساد طعام في المعدة بحيث يجد حموضة في الفم ويبطىء انحداره. فأكله يشهي الطعام، وينقي المعدة من البلاغم الغليظة ويخرجها بالرياح وغيرها. وأكله بالخل يلطف غلظ الجسم، وإذا طبخ وشرب ماؤه بعسل أذهب المغص وأخرج الدود، وإذا أكل مع التين هيّج العَرَق وحسّن اللون.
الصعتر في الطب الحديث
وفي الطب الحديث وصف الصعتر بأنه : يفيد في آلام الحلق والأنف والحنجرة، وفي معاجين الأسنان. يطهر الفم وينبه الأغشية المخاطية ويقويها، ويُعْطَى لتنبيه المعدة وطرد الغازات، وتلطيف الاسهال والمغص . ويزيد في وزن الجسم، لأنه يساعد على الهضم وامتصاص المواد الدهنية، وأكله مع اللحوم والجبن والزبدة يسمّن، وطبيخه مع التين يفيد الربو وعسر النفس والسعال، وإذا أخذ مع الخل ازداد مفعوله الخل في طرد الرياح، وإدرار البول والحيض، وتنقية المعدة والكبد والصدر وتحسين اللون، ومضغه يسكن وجع الأسنان .
ص: 100
قال علي(علیه السلام) : من أكل سبع تمرات عجوة عند مضجعه، قتلن الدود
في بطنه(1).
قال(علیه السلام) : كل العجوة، فإن تمر العجوة تميتها [أي الدودة]،وليكن على الريق(2).
قال قائل من الناس: لو نظرنا إلى طعام أمير المؤمنين(علیه السلام) ما هو ؟ فأشرفوا عليه ! وإذا طعامه ثريدة بزيت، مكلّلة بالعجوة، وكان ذلك طعامه، وكانت العجوة تحمل إليه من المدينة(3).
عن جعفر(علیه السلام) ، عن آبائه(علیهم السلام) : ان علياً(علیه السلام) كان يؤتى بغَلَة له من ماله بيَنْبُع ، فيصنع له منها الطعام، يترد له الخبز والزيت وتمر العجوة، فيجعل له منه ثريد، ويطعم الناس الخبز واللحم(4).
العجوة: ضرب من أجود التمر بالمدينة، يميل لونه إلى السواد.
ص: 101
قال علي(علیه السلام):أكل العدس يرق القلب، ويسرع الدمعة(1).
فوائد العدس الطبية
العدس(2): قال عنه الأطباء العرب بأنه : يسكن الحرارة، ويزيل بقايا الحمّى، وماؤه يسكن السعال وأوجاع الصدر. وبلع الثلاثين حبة منه يقوي المعدة والهضم، ودقيقه مع العسل يصلح الكي وبلحم القروح . وغسل البدن به ينقي البشرة ويصفي اللون. والطلاء به مع الخل والعسل وبياض البيض يحل الأورام الصلبة والاستسقاء والترهل.
وهو يحرق الأخلاط، ويظلم البصر، ويورث الدمعة. وإدمان أكله يولّد السرطان والجذام والماليخوليا، وإن خالطه حلو في البطن ولَّد سُدّداً توجب القولنج والاستسقاء وتقوي الباسور، وطبيخه مع القديد يوقع في أمراض رديئة ونفخ وقراقر. والتضمد به مع السفرجل والإكليل يحل النزلات والرمد، ويُضلح طبيخه بالخل والسيرج والسلق .
أما المرّ منه فعظيم النفع في قلع الآثار والحكة وإدمال الجراح. وغسل الوجه به مع بزر البطيخ يجذب الدم إلى ظاهر البدن، ويحمِّر الألوان، ويصفي الصفار. يحرق فيیُبَیِّض رماده الأسنان، وإن طُلِي به الجفن منع استرخاءه.
ص: 102
العدس في الطب الحديث
وفي الطب الحديث ظهر من تحليل العدس أنه: يحوي مقادير كبيرة من البروتئين، والمواد الحرارية، وكميات قليلة من المواد الدهنية والنشا، كما يحوي: البوتاس، والمنغنيز، والكالسيوم، والحديد، والفوسفور، وفيتامينات (ب) و (ج) . ولذا اعتبر في مقدمة المواد الغذائية، بل هو أغذى من أكثر اللحوم .
يوصف أكل العدس لذوي الصحة الجيدة، وللذين يبذلون جهداً عظيماً ولضعفاء الأعصاب. وقشوره تكافح الامساك، وهو يزيد في وزن الأطفال ويدر الحليب، ويعالج فقر الدم، ويحفظ الأسنان من النخر، وإذا سلق بالماء وهُرِس ووضعت منه كمادات على الخُرَّاجات فتحتها .
وهو يضر المصابين بآفات في معدهم؛ فيسبب لهم غازات ونفخة وتفسخات، ولذا ينصحون بالإقلال منه. والأفضل أن يؤكل العدس حَساء فى أول الطعام، وأن يضاف إليه كوب من الحليب أو قطعة من الزبدة لتعويض فقره بالمواد الدهنية، كما يستحسن أن تؤكل معه سلطة فيها خل أو ليمون، وزيت زيتون، فتزيد في قيمته الغذائية .
ودقيق العدس يفيد ذوي الأعمال الفكرية، والمصابين بعسر الهضم، وبسبب وفرة العناصر الغذائية فيه ينبغي أن يؤكل منه باعتدال .
ويوصف أكله للمصابين بفقر الدم ،وللناقهين، وللأطفال. ويمنع عن البدينين، وذوي الأمعاء الضعيفة، والمصابين بأمراض الكبد والكُّى والمرارة.
قيمة العدس الغذائية
تعطي المئة غرام من العدس نحو 350 حرورياً، وهو غني جداً بالبروتئين، وبسبب غناه بهذه المواد يُوصى بتناوله عوضاً عن اللحم، وكذلك غناه بالفوسفور والحديد والمعادن يؤهله لغذاء الأطفال، والنساء الحوامل.
ص: 103
بحث علمي حول العدس
التركيبات الكيميائية
يحتوي العدس على: الآميدون، وأملاح الحديد، والكالسيم،وفیتامینات Bو C، و المنغنيز وغيرها. أما مقدار المواد التي يتشكل منها بالمائة هي:الماء 11,5 ، المواد البروتيدية 23 ، هيدرات الكربون 59، المواد الدهنية 1 ، الأملاح المعدنية 2,5، والسلولز 1.
خواص العدس الطبية
يحتوي العدس على مواد غذائية قيمة كافية، ولا يحتاج اضافة المواد الدهنية لكي يصبح غذاء كاملاً. وهضم العدس أسهل بمراتب كثيرة من الحمص. يحتوي رماده على الفسفات، ويكثر ترشحات الحليب .
طحين العدس له أثر التنعيم، وينفي الالتهابات السطحية على البدن، ولهذا يمكن الاستفادة منه بصورة ضماد للأورام.
(ترجمتُ هذه المقالة العلمية من كتاب «گياهان داروئي» - النباتات الطبية - تأليف الدكتور علي زرگري، الجزء الثاني، صفحة 62).
قال علي(علیه السلام) : العُناب يذهب الحمى(1).
عن أبي الحصين، قال : كانت عيني قد ابيضت، ولم أكن أبصر بها شيئاً، فرأيت أمير المؤمنين(علیه السلام)في المنام، فقلت: يا سيدي عيني أصابت إلى ما ترى ! فقال: خذ العناب فدقه، فاكتحل به. فأخذت العُناب
ص: 104
فدققته بنواه وكحلتها به، فانجلت عن عيني الظلمة، ونظرت أنا اليها، فإذا هي صحيحة(1).
العناب وفوائده الطبية
العناب: من الفصيلة السّدرية، ويشبه ثمره الزيتون، يتغير لونه من الأخضر إلى البُني، وجوفه أبيض هَش .
تحدث الأطباء العرب والقدماء عن العناب وفوائده، فقال ابن البيطار: نافع من السعال، والربو، والجدري ،والحصبة ،والقروح، والدماميل والبثور، ووجع الكليتين، والمثانة، ووجع الصدر.
والمختار منه ما عظم حبه . وإن أكل قبل الطعام فهو أجود. وهو يلين خشونة الصدر منقوعاً ومطبوخاً .
وقال ابن جزلة: ينفع الصدر والرئة، ويحبس الدم بقبضه، والماء المطبوخ فيه العناب يُبَرِّد ويرطّب، ويسكّن الحدة واللذع الذي في المعدة والأمعاء، والسعال عن حرارة، ويلين خشونة الصدر والحنجرة، وهو يولد بلغماً .
وقال التفليسي: يعقِل الطبع، ويسكّن حدة الدم، وينفع الصدر، والشربة منه ثلاثون عدداً. ويسكن الصداع الحاصل من الدم والصفراوية، وينفع من الصداع والشقيقة، ويقوي البدن ،ويصفي اللون جداً، ويسكن غلیان دم الأطفال. ومضرته أنه: يولّد القيح، ويمدُد البطن، ويضعف القوة الجنسية ويصلحه الزبيب.
والعناب إذا دق ونثر على القروح - بعد الطلي بالعسل أبرأها، وشرب مائه إذا طبخ حتى النضج يبرىء من الحكة، ومضغ ورقه يخدِّر حسَّ الذوق
ص: 105
فيساعد على تعاطي الأدوية الكريهة .
العناب في الطب الحديث
وصف العناب بأنه : من الفواكه المفيدة جداً لأمراض الحلق، وأنه مسكن و مهدىء، ومكافح للسعال، ونافع للصدر. وفوائده تماثل فوائد البلح والتين من بعض الوجوه، وتصنع منه منقوعات للنزلات الصدرية، ومطبوخات مرخية مدرة للبول ومسهلة، كما تستحضر منه خلاصة قابضة، وعصارته تلطف حموضة الدم، وينفع في الربو، ووجع المثانة والكليتين . وهو غني بالفيتامين C A ، وبالحديد والكلس.
قال علي(علیه السلام) : العنب ادام ، وفاكهة، وطعام، وحلواء(1).
عن أم راشد قالت: كنت وصيفة أخدم عند علي (علیه السلام)،و ان طلحة و الزبير كانا عنده، فدعا بعنب وكان يحبه ، فأكلوا(2).
عن معروف بن خربوذ، عمن رأى أمير المؤمنين(علیه السلام) : يأكل الخبز بالعنب(3).
دخل أمير المؤمنين(علیه السلام) على امرأته العامرية، وعندها نسوة من أهلها، فقال: هل زودتموهن بعد؟ قالت: والله ما أطعمتهن شيئاً، قالت: فأخرج درهماً من حجرته، وقال: اشتروا بهذا عنباً، فجيء به، فقال:
ص: 106
اطعمن، فكأنهنّ استحيّن منه، قالت فأخذ عنقوداً بيده، ثم تنحى وحده فأكله(1).
قال علي(علیه السلام) : كلوا العنب حبة حبة، فإنه أهناء وأمرء(2).
خواص العنب الطبية
العنب : وهو ثمر الكَرم، ينفع في سوء الهضم والقبض والبواسير. والحصاة الكبدية، والنقرس والتسمم المزمن بالزئبق والرصاص، وبعض أمراض الجلد الحرضية، وبعض أنواع السل الرئوي، والرماتيزم، وازدياد الضغط الدموي، وبول الدم. لذا فهو يعتبر منشطاً قوياً لوظائف الكبد، وينصح بإعطائه للرضّع والكهول، وبصفة خاصة للمصابين بفقر الدم والعصبيين، وناقصي الكلس و الناقهين بالأمراض الإلتهابية والاحقانية .
والجديد من العنب: يسهّل البطن، وينفع المعدة، وهو جيد للمرضى، ومنشط للقوة الجنسية. يفيد غذاءً ويقوي البدن ويخصبه بسرعة ، ويولد دماً جديداً، وينفع الصدر والرئة .
وهو أحسن الفواكه غذاء، يسمّن، ويصلح هزال الكُلّى، ويصفّي الدم، ويعدّل الأمزجة الغليظة، وينفع من السوداء والاحتراق، وقشره وبزره يولّدان الأخلاط الغليظة، وشرب الماء عليه يولد الاستسقاء وحُمَّى العَفَن، لذا ينبغي أن يؤكل فوق الطعام.
العنب في الطب الحديث
عرف الطب الحديث في تحليل العنب أنه يحوي: البوتاسيوم، والمنغنيز، والكالسيوم، والمنغنيزيوم، والصوديوم، والحديد، والكلور،
ص: 107
والفوسفور، واليود بنسب عالية، وهو غني بفيتامينات (أ) و (ب) و (ج) و (p) .
ويحوي الكيلو الواحد منه من 120 -150 غراماً من السكر الهاضم،إلى جانب عناصر أخرى هامة تجعله معادلاً - في التغذية - لحليب المرأة، ويكفي وحده لتغذية الطفل في الأشهر الأولى من حياته، ويستحق أن يكون نوعاً من (الحليب النباتي). كما أن الكيلو الواحد يعطي من القيمة الحرارية أكثر من 900 حروري، أي ضعف ما في غيره من النباتات .
كما يحتوي العنب على كمية وفيرة من فيتامين «ج» الذي يرفع من مناعة الجسم، ويقلل من احتمالات الإصابة بالميكروبات والجراثيم، وكذلك فيتامين «أ» الضروري لسلامة الجلد. كما يحتوي العنب على البروتينات والتي يستخدمها الجسم في إعادة بناء ما تلف من أنسجة الجسم .
العنب في الطب الشعبي الحديث
- ثبت أن العنب من الفواكه النافعة لأمراض الصدر، فَيُعمل من عصيره مشروب ذو تأثير كبير ضد السعال وآفات الرئة .
- وشاي أوراق العنب فيه خاصية إدرار البول والقبض، ولذلك يوصف في حالات: الدوسنتاريا، والإسهال، وانحباس البول، واليرقان .
- ويوصف العنب علاجاً شافياً للرمل وأمراض الكلى والإمساك .
- أثبتت التجارب أن تناول العنب يزيد من إدرار البول، ويقلل حموضته، كما يخفف حمض البوليك. وهذا الحامض - كما هو معروف - من أعدى المخلفات الغذائية على الصحة .
- والعنب يفعل في الأمعاء فعلاً مليناً، ويقلل الاختمارات فيها، ويزيد في خاصية الجسم لاختزان المواد الدهنية، وتنبيه وظائف الكبد، فيزيد من إدرار الصفراء .
ص: 108
- والعنب يساعد الجسم على اختزان المواد الأزوتية والدهنية، فتزيد بذلك مقاومة الجسم للضعف، وتزيد كذلك مقاومته للأمراض.
استخدامات العنب الطبية
شاع عن العنب استخدامه في الشفاء من بعض الأمراض، فهو :
- يستخدم في حالات الإمساك، نظراً لتأثيره الملين على الأمعاء.
- يستخدم في علاج مرض النقرس أو «داء الملوك»، وهو حالة مرضیة تنشأ بسبب زيادة حمض البوليك في الدم، وهو أحد المخلفات الغذائية ذات التأثير الضار بالصحة، وترسبه في بعض مفاصل الجسم آلاماً كثيرة، فقد وجد أن تناول العنب يساعد على تخفيض مستوى هذه المادة بالجسم .
- يستعمل في حالات احتباس البول، حيث يساعد على إدراره .
- يحافظ تناول العنب بصفة عامة على سلامة الكبد وينشط وظائفه، ويزيد من إدراره للعصارة الصفراوية، وذلك بفضل احتوائه على كمية وفيرة من المواد السكرية.
- وجد أن عصير العنب له تأثير طارد للبلغم وملطف للسعال .
العنب يقلل من الإصابة بالسرطان
يقول أحد المهتمين بالعلاج: ان المرض يكاد يكون معدوماً في البلدان التي يكثر فيها العنب، ويُعدّ عنصراً أساسياً من عناصر غذاء السكان، وبعد التجارب في استعمال العنب كعلاج للسرطان، وجد المريض كيف یتخلص من آلامه خلال بضعة أيام، ولا يعود يحتاج إلى عقاقير مهدئة أو منومة .
ص: 109
قال علي(علیه السلام) : أربعة نزلت من الجنة : العنب الرازقي، والرطب المشاني والرمان الأملسي، والتفاح الشعشعاني (يعني الشامي). وفي خبرآخر: والسفرجل(1).
قال علي(علیه السلام) : الفجل أصله يقطع البلغم، ويهضم الطعام، وورقه يحدر البول(2).
خواص الفجل الطبية
الفجل : نبات حولي من الفصيلة الصليبية، ومنه أنواعاً كثيرة وذات ألوان مختلفة: كالأبيض والأسود والأحمر.
الفجل في الطب القديم
لعب الفجل - بجميع أنواعه - دوراً هاماً في الطب القديم - فاستعمل العلاج النظر، ولإذابة الرمال والحصى، ولوقف بصق الدم، ولادرار البول، ولمكافحة السموم.
واهتم الأطباء العرب بالفجل، فتحدثوا عنه كثيراً، وأشادوا بفوائده، فهو: مقو للهضم، مشدّد للمعدة، مضاد للحفر، ومدر للبول. فإذا أكل قبل
ص: 110
الطعام دفعه إلى فوق فيسهل القيء وخصوصاً مع ماء العسل، وإذا أكل أدرّ الطمث. وبزره بالشراب أو بالخل يقيء ويدر البول، ويحلل ورم الطحال، وإذا طبخ بالسكنجبين (شراب من الخل والعسل) وتغرغر به حاراً نفع الخُنَّاق، وإذا شرب بالشراب نفع من نهشة الحية، وإذا تضمد به على القرحة الغنغرينية أو القوباء أبرأها، وهو يزيل النمش والكلف، وجيد لوجع المفاصل، ويدر اللبن ويزيد فيه، وإذا طلي البدن بماء الفجل بعدت عنه الهوام، وورقه يحد البصر - أكلاً -.
وأكل الفجل يحسِّن اللون، ويُنبت الشعر المتناثر، ويحسنه. وشرب أوقية من عصير أغصان الفجل بلا ورق، يفتت الحصى صغاره وكباره في المثانة .
الفجل في الطب الحديث
وفي الطب الحديث، تبين من تحليل الفجل أنه يحتوي على : 85% ماء، ومواد نشوية ومعدنية قليلة، ونسبة مخفضة من فيتامينات (ب ، بp ، ج)، وفي جذوره فيتامينات (أ) و (ج)، والكالسيوم Tوالحديد، وحمض النيكوتنيك، ،واليود،و الكبريت ،والمنغنيزيوم، والرافانول (وهو جوهر كبريتي). وقيل في فوائده : إنه مُشَهِ، مضاد للحفر، مضاد للرشح، مطهر عام، وهو يقوي العظام، ويدر البول، وعصيره على الريق يعمل ضد الأحماض الصفراوية، ونوبات الكبد والرمال، وبعد الطعام يعين على الهضم وعلل الصدر، وينفع ضد السعال الديكي، وتخمرات الأمعاء.
قيمة الفجل الغذائية
للفجل قيمة غذائية حسنة لاحتوائه على بعض الفيتامينات، وعلى الكبريت(المفيد للجلد والشعر)، والحديد (المفيد ضد فقر الدم)، ولكن الزيت الطيّار الموجود في قشرته - هو الذي يعطيه النكهة الحريفة ويجعله صعب الهضم، ولا تتحمله المعد الضعيفة. ويجب أن يعلك كثيراً لأن
ص: 111
اللعاب الكثير ضروري لتسهيل هضمه، وأوراقه أحسن منه في كل ما ذُكر .
كما يسمح للبدينين بتناول الفجل (بلا مواد دسمة - كالسمن والزبدة والزيت - وبلا ملح)، وللذين يشكون من قلة إفراز أكبادهم. وبعض الأطباء يوصون بتناول الفجل للمصابين بالرمال والحصى، كما یوصی بتناوله المصابون بأمراض: المرارة ،والنقرس، والروماتيزم، والأطفال، والحبالي، وفقراء الدم لوجود الحديد فيه . ويشترط أن يكون الفجل طازجاً طرياً ويعلك جيداً. ويفيد الأشخاص الذين يعانون من أمراض الجلد لوجود الكبريت فيه . ويمنع عن المصابين بأمراض: الكبد، والمغص المعدي والمعوي، وذوي الأجهزة الهضمية الضعيفة .
قال علي(علیه السلام) : لرجل من أصحابه : خذ هليجة صفراء، وسبع حبات فلفل،واسحقها، وانخلها، واكتحل بها(1).
خواص الفلفل الطبية
حبات
الفلفل(2) : وهو نوعان أسود وأبيض، والأسود أشد قوةً من الأبيض. هاضم للغذاء، میسّر للبول، كاسر للرياح، موافق لأصحاب الأمزجة الباردة، ويستعمله المحرورون بالخل أو الحوامض. يسخّن الدم ويرقه، وكذلك يسخّن المعدة ويجتنبه من به قرحة أو حرقة في البول أو حمى أو حرارة في الكبد، لا سيما في الأزمان الحارة. وهو جال لظلمة البصر، يستعمل في المعاجين وأنواع من الأكحال .
ص: 112
قال الفيروزآبادي : الفُلفُل - كهُدهُد -: حبٌّ هندي أسود وأبيض والأبيض أصلح، وكلاهما نافع لقلع البلغم اللزج مضغاً بالزفت، ولتسخين العصب والعضلات تسخيناً لا يوازيه غيره، وللمغص والنفخ، واستعماله في اللعق للسعال وأوجاع الصدر، وقليله يُعقِل، وكثيره يُطلِق، ويجفّف، ويدرّ ،ويبدّد المني بعد الجماع، و يفسد الزرع بقوة(1).
وقال ابن سينا: إذا استعمل في اللعوقات وافق السعال وأوجاع الصدر، وهو نافع مع العسل تحنكاً من الخناق، وينقّي الرئة .
عن امامة بنت أبي العاص بن الربيع (وامها زينب بنت رسول الله(صلی الله علیه و آله و سلم)) قالت: أتاني أمير المؤمنين(علیه السلام) في شهر رمضان، فأتى بقثاء، وتمر، وكماة، وكان يحب الكماة(2).
خواص القثاء
القثاء : نبات من الفصيلة القرعية، ذو ساق زاحفة، والثمرة اسطوانية، قصيرة، مستقيمة، مخططة بخطوط. وهو بارد رطب، أفضله الناضج، يسكن الحرارة ،ويدر البول .
وهو نوع من الخيار، وقد وصفه بعض الأطباء بالطول والنحناء .
ص: 113
عن السياري رفعه، قال : كان أمير المؤمنين(علیه السلام) : يأكل الكراث بالملح الجريش(1).
توضيح: جاء في كتب اللغة في معنى الجريش : جَرَشَ الشيءُ، لم يُنعِّم دَقه، فهو جَريش. بمعنى الشيء الخشن.
الكراث وفوائده الطبية
الكراث(2): وهو بقل خبيث الرائحة من فصيلة الزنبقيات، شبيه بالثوم. يزرع في المناطق المعتدلة المناخ. تؤكل سيقانه مطبوخة. وهو مدر للبول، يقاوم فقر الدم. يقوي العظام والجلد، وينشط الجهاز الهضمي، ويسبب أمراض تصلب الشرايين والرماتيزم والنعطة والتهابات الكلى والمثانة والسمنة، وإذا خلط مع الشعير نفع مرض الربو.
الكراث في الطب الحديث
وصف في الطب الحديث بأنه - داخلياً - منشط ومرمم حيوي، يفيد المصابين بالربو والسعال والإمساك، والتخمرات والتحجرات المعوية، ولا سيما إذا فرم وأكل نيئاً. وهو يرطب الالتهابات البدنية، ويلين الشرايين المتصلبة ؛ ويقوي الأعصاب، ويكافح الرئية (الروماتيزم)، وداء الصرع،
ص: 114
والتهابات المفاصل، وعلل المسالك البولية والحصى والرمال، ويدر البول ويخفف البدانة، ويصلح خلل الكلية، ويوصف خارجياً لعلل : الخراجات، والدمامل ،والتهاب المثانة ،وحصر البول، والبواسير، وأثفان الأرجل والأيدي، وعقص الحشرات والجروح، ويستعمل للعناية بجلد الوجه.
يؤخذ من الداخل مأكولاً ،ومغلياً ومنقوعاً، وجذوره تقشر وتهرس وتؤخذ مع الحليب لمكافحة الدود.
قيمة الكراث الغذائية
إن الكراث، وإن كان قليل التغذية، فهو مفيد جداً للصحة بسبب غناه بفيتامين (ج) . وهو يفيد الذين يسيرون على أنظمة غذائية ضد السمنة، والتهاب المفاصل ،وأمراض البول، والأمعاء.
والأحسن لهؤلاء أن يستغنوا عن الأجزاء الخضر من هذا النبات، لأنها تحوي عناصر مضرة للأمعاء. وتناول الكراث المطبوخ مع البطاطا يفيد طالبي النحافة، والأطفال، وذوي المعد الضعيفة، وحساؤه يقاوم الرشوحات والسعال. وفي التحليل ظهر أن في الكراث فيتامينات «أ، ب، بp ، ج ، و»، وفيه /190٪ من الماء ، و 1,3% من البروتئين و 4,9% من السكر،و 0,11٪ من الكلس ، و %19,2 من الفوسفور ، و 0,6٪ من الزيت، و 23,3% من البوتاس، و 3٫2% من المنغنيز و 4,8% من الحديد، و 13٫7% من الکبریت، و 0,6٪ من الكلورين و %0,5 من السيليكون .
ص: 115
قال علي(علیه السلام) : الكماة من المن، وماؤها شفاء للعين(1).
عن إمامة بنت أبي العاص بن الربيع (وامها زينب بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله و سلم)) قالت : أتاني أمير المؤمنين(علیه السلام) في شهر رمضان، فأتى بقثاء، وتمر، وكماة، وكان يحب الكماة(2).
الكماة وخواصها الطبية
الكمأة(3) : من الفصيلة الكمئية. لا ورق لها ولا جذع. تنمو في الصحاري وتحت أشجار البلوط، خصوصاً في باطن الأرض بأحجام مختلفة من البندقة الى البرتقالة، وهي ذات رائحة عطرة .
أنواع الكمأة
أما أشهر أنواع الكمأة Truffles فهي: كما أبيض شتوي، كما صيفي، كما شتوي، كما جبلي، كما أسود البَوع (ما يكون في جوفها).
وأنواعها بحسب لَون جلدها ثلاثة : الأسود والأبيض والأحمر. نوع الكمأة السوداء - وتسمى الفقعة - توجد في مناطق البحر الأسود، وتستعمل لتخدير النحل وقت جني العسل ،وهي أهم الأجناس، والنوع الأبيض قليل القيمة، والأحمر قليل الوجود، ولذا كان استعماله محدوداً .
ص: 116
تسمى الكمأة باسم «بنت الرعد» لأنها - كما يقال - تكثر في أوقات الصواعق والبروق والأنواء الجوية، فصحفها بعضهم إلى «نبات الرعد». وتسمى باللهجة العامية الدارجة «الكَمَة» .
الكمأة في الطب القديم
أما الأطباء العرب فقد تحدثوا كثيراً عن الكمأة، ومما قالوه فيها: هي مما توجد في الربيع، وتؤكل نيئاً ومطبوخاً، وهي من أطعمة أهل البوادي، وتكثر بأرض العرب، وأجودها ما كانت أرضها رملية قليلة الماء، وهي أصناف، منها : صنف قَتّال يضرب لونه إلى الحمرة، يحدث لأجله الاختناق. وهي رديئة للمعدة، بطيئة الهضم، إذا أدمنت أورثت القولنج، والسكتة، والفالج، ووجع المعدة، وعسر البول والرطبة أقل ضرراً اليابسة. ومن أكلها فليدفنها في الطين الرطب، ويسلقها بالماء والملح والصعتر، ويأكلها بالزيت والتوابل الحارة، لأن جوهرها أرضي غليظ، وغذاءها رديء، لكن فيها جوهر مائي لطيف يدل على خفتها .
والاكتحال بها نافع من ظلمة البصر والرمد الحار، وماؤها أصلح الأدوية للعين إذا خلط به الإثمد واكتحل به، فإنه يقوي أجفان العين، ويزيد في الروح الباصرة، وفيه قوة وحدة، ويدفع عنها نزول الماء .
الكماة في الطب الحديث
وفي الطب الحديث وجد في تحليل تركيبها أن فيها: من البروتين نحو 9% ، ومن النشويات والسكريات 13% ، ومن الدسم 1% ، وفيها من المعادن : الفوسفور، الصوديوم، الكالسيوم، البوتاسيوم، وهي غنية بفيتامين ب1، وتفوق في تنشيط القوة الجنسية جميع أنواع الفطور، وتحتوي الكمأة على كمية من النيتروجين بجانب الكربون والأوكسجين والهيدروجين، وهذا ما يجعل تركيبها شبيهاً بتركيب اللحم، وطعم المطبوخ منها مثل طعم كلى الضأن .
ص: 117
والكمأة النيئة عسرة الهضم، وإذا طبخت - جيداً - تصبح سهلة الهضم، سائغة الطعم .
تمنع الكمأة عن المصابين بأمراض التحسس كالشري والحكة وبعض العلل الجلدية، وعن المصابين بعسر الهضم، وآفات المعدة والأمعاء.
قال لي(علیه السلام) : كلوا الكمثرى، فإنه يجلي القلب(1).
قال علي(علیه السلام) : الكمثرى يجلو القلب، ويسكن أوجاع الجوف باذن الله تعالى(2).
منافع الكمثرى الطبية
الكمثرى: من الفصيلة الوردية . ثمره يشبه التفاح، وطعمه أحلى منه، ويسمى أيضاً بالأجاص .
الكمثرى في الطب الحديث والغذاء
والغذائيون المحدثون يقولون: انه فاكهة ثمينة، وفيه خواص تنظيف المعدة الأمعاء، ولبه غني بالأملاح المعدنية، وبخاصة المنغنيز الذي يُعطيه خصائص حيوية عظيمة . وهو من الفواكه ذي السكر الكثير، ولكن سكره لا يضر المصابين بمرض السكر، لأنه سهل الهضم والتمثيل.
وجلد الكمثرى : غني بالمادة العفصية، وهذا مع عناصر أخرى فيه - كالكلس تعطي المفرزات التي توجد في الداخل، وبسبب تعرض القشرة.
ص: 118
للشمس فانها غنية بالفيتامين وتحوله إلى لب هذه الفاكهة. وفي الحالات التي تكون فيها القشرة رقيقة ينصح بأكلها، أما إذا كانت الأمعاء ضعيفة فتنزع، خوفاً من أن تهيج نسجها جدران الأمعاء.
وأزهار الكمثرى: لها خواص إدرار البول، ومغليها يفيد في بعض اضطرابات المجاري البولية، وبخاصة في حالات التهاب المثانة.
وقد عرف في المواد الأساسية في تركيب الكمثرى : ماء 83% ، سكر 8% ،مواد حرورية 3,5%، حوامض 0٫2% ،مواد زلالية 0٫5٪، ألياف 4,3% ، رماد 0٫3٪ ، بيكتين ،تانین ،دسم، فيتامينات (أ، ب1، ب2، ب، بpp ، ج) ، فوسفور، صوديوم ،کالسیوم ،منغتزیوم، کبریت، بوتاسيوم،كلور، زنك، نحاس ،حديد، منغنيز ،یود، زرنيخ. وتعطي كل مئة غرام من الكمثرى 60 وحدة حرارية .
وخصائصه : أنه مدر للبول والصفراء ،ملين، مسهل، مرمم للخلايا، ،مغذ، مفيد للمعدة، مهدء، ومرطب .
ويوصف الكمثرى لعلل: الروماتيزم، الصرع، التهاب المفاصل، الوهن الجسمي والعقلي، فاقة الدم، السل، الاسهالات، السكري.
ص: 119
قال علي(علیه السلام) : مضغ اللبان يشد الأضراس، وينفي البلغم، ويقطع ريح الفم(1).
قال علي(علیه السلام) : قراءة القرآن ،والسواك، واللبان منقاة للبلغم(2).
قال علي(علیه السلام) : ثلاث يزيدن في الحفظ، ويذهبن بالبلغم : قراءة القرآن، والعسل، واللبان(3).
خواص اللبان الطبية
اللبان(4): هو الكندر، شجرته لا تعلو كثيراً ولا تنبت الا في الجبال. لها ورق مثل ورق الآس، وثمرها له مرارة في الفم، يخرج منها صمغ بعد تشقيق الشجرة .
وهو حار يابس، كثير النفع، نادر الضرر، ينفع من وجع المعدة، ويطرد الريح، ويجفف البلغم، ويجلو العين ويطيب الهواء، ويزيد في الحفظ، وإذا نقع وشرب على الريق نفع النسيان. يهضم الطعام، جيد للحمى، يأكل البلغم، ويزيد في الذهن ويذكيه، ومضغه يشد الاضراس واللثة ويصلحها . يحرق الدم والبلغم، وينشف رطوبات الصدر.
ص: 120
اللبان في الطب القديم
القانون في الطب : أجود أنواع اللبان (الكُندر) الذكر الأبيض، المدحرج، الدبقي الباطن، والذهبي المكسر .
قشاره مجفف في الثانية، وهو أبرد يسيراً من الكُندر ، والكُندر حار في الثانية مجفف في الأولى، وقشره مجفف في حدود الثالثة .
ليس له تجفيف قوي ولا قبض إلا ضعيف، والتجفيف لقشاره ،وفيه إنضاج،وليس في قشره، ولا حدة في قشاره، ولا لذع للحم،حابس للدم ، والاستكثار منه يحرق الدم .
يجعل مع العسل على الداحس فيذهب، وقشوره جيدة لآثار القروح، وتنفع مع الخل والزيت لطوخاً من الوجع المسمى «مركبا»، وهو وجع يعرض في البدن كثآليل مع شيء كدبيب النمل .
مدمل جداً خصوصاً للجراحات الطرية، ويمنع الأمراض الخبيثة من الإنتشار، وينفع الذهن ويقويه. ومن الناس من يأمر بإدمان شرب نقيعه على الريق، والإستكثار منه مصدع ،ويغسل به الرأس، وربما خلط بالنطرون، فينقي الحزاز، ويجفف قروحه، ويقطر في الأذن الوجعة بالشراب.
يدمل قروح العين ويملؤها، وينضج الورم المزمن فيها . ودخانه ينفع من الورم الحار، ويقطع سيلان رطوبات العين ،ويدمل القروح الرديئة، وينقي القرنية في المدة التي تحت القرنية، وهو من كبار الأدوية للظفرة الأحمر المزمن، وينفع من السرطان.
يحبس القيء، وقشاره يقوي المعدة ويشدها، وهو أشد تسخيناً، وأنفع في الهضم، والقشار أجمع للمعدة المسترخية .
يحبس ونزف الدم من الرحم والمقعد، وينفع من دوستطاريا، ويمنع انتشار القروح الخبيثة في المقعد إذا اتخذت منه فتيلة، وينفع في الحميات البلغمية.
ص: 121
روي أن علياً(علیه السلام): كان لا يُنخَلُ له الدقيق(1).
وفي رواية أخرى، يقول سويد بن غفلة: دخلت على الإمام أمير المؤمنين (علیه السلام)يوماً، وقد حان وقت تناول الغداء، فرأيته جالساً على جانب مائدة، وفي يده رغيف أرى قشار الشعير في وجهه! فذهبت إلى خادمته وقلت لها : يا فضة! ألا تتقين الله في هذا الشيخ ؟! ألا تنخلون له طعاماً مما أرى فيه من النخالة؟ فقالت : قد تقدم الينا أن لا ننخل له طعاماً ... فرجع سويد إلى الإمام ثانية وذكر قصته فضة، فتبين أن الإمام (علیه السلام)قد تعلم هذا الأسلوب من النبي الأكرم(صلی الله علیه و آله و سلم)...، ثم تذكر عظمة النبي(صلی الله علیه و آله و سلم) قائلاً: بأبي وأمي من لم ينخل له طعام(2).
خواص النخالة الطبية
- تشكل نخالة الغلات كالقمح والشعير والرز وما شاكل ذلك، مصدراً مهماً من مصادر فيتامين B .
- يظهر مرض الكساح مصحوباً بالاختلالات العصبية والمعدية والقلبية، ويمكن أن يؤدي إلى الموت. لقد أثبت العالمان (ايكمان) و (كريتس) أن هذا المرض يحدث من فقدان نوع من الفيتامين B1 في الطعام. إن حبة الرز الكاملة (مع القشرة) واجدة للفيتامين B1 . لكن الحبة المهبوشة لا تحتوي على هذا الفيتامين .
ص: 122
- والنخالة ضماد نافع من الأورام الحارة في ابتدائها، والمطبوخة بالشراب تسكن أورام الثدي ضماداً. وماؤها يجلو الصدر جلاء معتدلاً ويلين الطبع. وماء النخالة المطبوخ حسواً ينفع من خشونة الصدر، ومن السعال في جميع أوقاته.
قال علي(علیه السلام) لرجل من أصحابه: خذ هليجة صفراء، وسبع حبات فلفل، واسحقها، وانخلها، واكتحل بها(1).
قال علي(علیه السلام) : لو علم الناس ما في الهليج الأصفر، لاشتروها بوزنها ذهبا(2).
الهليلج طبياً
الهليلج : هو ثمر لشجرة ذات فروع كثيرة، أوراقها متعاقبة ومتقاربة، مجتمعة على هيئة كالمظلة ،وأزهارها سنبلية الشكل، تُخَلِف ثمراً بيضوياً منضغطاً ، شحمي التركيب، عطري الرائحة، في وسطه نواة كبيرة .
وهو أصناف كثيرة، ويعرف بأسماء عديدة، منها : اطريفل، أزد،بليلج .
يقول الرازي: الهليلج يخرج الثفل من البطن، وينشف، ويزيد في الحفظ والذهن، ويقوّي الحواس، وينفع من الجذام، والقولنج، وعزوب الذهن والمليلة العتيقة - وهي الحرُّ الكامن في العظم من الحمّى وتوهجها -، والصداع، والإستسقاء ،والطحال.
ص: 123
أنواع الهليلج(1) ثلاثة : الأصفر، والأسود الهندي، وكابلي أو صيني، وأجوده الأصفر الشديد الصفرة. وكلها نافعة من الجذام. والأصفر نافع للعين المسترخية، ويدفع المواد التي تسيل كحلاً، ونافع لوجع الطحال، وجيد لدباغ المعدة وتقويتها .
قال علي (علیه السلام): عليكم بالهندباء، فإنه أخرج من الجنة(2).
قال علي(علیه السلام) : كل الهندباء، فما من صباح الا ويقطر عليه من قطر الجنة (3)،
قال علي(علیه السلام) : كلوا الهندباء، فما من صباح إلا وعليه قطرة من قطر الجنة فإذا أكلتموها فلا تنفضوها(4).
الهندباء وخواصه الطبية
الهندباء : بقل سنوي من الفصيلة اللُّسَينيَّة التي منها : الخَس .
الهندباء في الطب القديم
قال عنه الشيخ الرئيس «ابن سينا»: الهندباء: منه بري ومنه بستاني. وهو صنفان : عريض الورق ودقيقه، وأنفعه للكبد أمَرُّه، والبستاني أبرد وأرطب، والبري أقل رطوبة. إنه يفتح سُدُدَ الأحشاء والعروق، وفيه قبض
ص: 124
صالح وليس بشديد. ويُضَمّد به النّقرِس، وينفع من الرمد الحار.
وحليب الهندباء البري يجلو بياض العين، ويضمد به مع دقيق الشعير للخفقان، ويقوي القلب. وإذا حُلّ خيار شنبر في مائه وتُغِرْغر به نفع من أورام الحلق. وهو يسكن الغَثيَ، ويقوي المعدة، وهو خير الأدوية لمعدة بها مزاج حار . وإذا أكل مع الخل عقل البطن، وهو نافع لحُمى الرّبُع والحميات الباردة .
وقال (ابن البيطار): كل أصناف الهندباء إذا طبخت وأكلت عَقَلت البطن، ونفعت من ضعف المعدة والقلب، والضماد بها ينفع للخفقان وأورام العين الحارة، وهي صالحة للمعدة والكبد الملتهبتين، وتسكين الغثيان، وهيجان الصفراء، وتقوي المعدة، والشربة منها 70 درهماً.
وقال «داود الانطاكي»: الهندباء تُذهب الحميات، والعطش، والخفقان، واليرقان، والشلل، وضعف الكبد والكلى شرباً مع الخل والعسل، ومع الاسفناج تحل كل ورم طلاء، والصواب دقها وعصرها، والبرية من الهندباء تسمى «البعضيد»،وزهرها يسمى «خندريلي».
وقال «ابن قيم الجوزية» : أصلح ما أكلت غير مغسولة ولا منفوضة، لأنها متى غسلت أو نفضت فارقتها قوتها، وفيها - مع ذلك - قوة ترياقية تنفع من جميع السموم.
الهندباء في الطب الحديث
إن الأجزاء التي تستعمل في الطب الحديث من الهندباء هي الأوراق والجذور، وقد ظهر في التحاليل العديدة أن هذا النبات يحتوي على : الكالسيوم، البوتاسيوم ،الفوسفور ،الصوديوم، الحديد، المنغنيزيوم، المنغنيز ،النحاس ،مواد سكرية، فيتامينات (ب ، ج ، ك ، بp)، حوامض أمينية، عناصر بروتينية، مواد دسمة، نشا، جوهر مرّ، وإضافة إلى هذا
ص: 125
تحتوي الجذور الأنولين .
أما خصائص هذا النبات فهو: مقو، مرمم، ضد فاقة الدم، مشه، ،مطهر ،مدر، مسهل خفیف، مفرغ للصفراء، دافع للحمى ،طارد للديدان. ولذا يوصف في حالات: طاقة الدم، ولآفات الكبد، وأجهزة الهضم، ومسالك البول، والامساك، والنقرس، والتهاب المفاصل، والرمال ،والحصى، وفقد شهية الطعام، والوهن النفسي ،والأمراض الجلدية، والاستسقاء.
قيمة الهندباء الغذائية
تحوي الهندباء - مثل غيرها من الخضراوات - فيتامينات متعددة وأملاحاً معدنية، وبخاصة أملاح البوتاس التي تزيد خصائصها الملينة، كما أن وجود البوتاسيوم مع ألياف الهندباء من شأنه أن يجعل الهندباء علاجاً ناجعاً للامساك، لا سيما إذا أخذت نيئة في السلطة وتوصف الهندباء غذاء للمصابين في الكبد لتنشيط إفرازاته وإفرازات الصفراء ، وإذا أضيف الثوم إلى الهندباء تصلح للمصابين بعسر الهضم .
بحث علمي حول الهندباء
التركيبات الكيميائية
التركيبات الكيميائية التي يحتويها جذر الهندباء، يختلف اختلاف الفصول وحسب زمان خروجه من الأرض، فمثلاً في الخريف يكثر الانولين حتى يصل مقداره إلى 25.
نعم لو قارنا الجذر الجديد والجذر اليابس، يظهر التفاوت المحسوس في تركيباته الكيميائية، وكذلك مرارة الورق في فصل الربيع، ومرارة الجذر بین تیر و مرداد [أي فصل الصيف] حيث تصل إلى أكثر حدٍّ .
ص: 126
يحتوي جذره على مواد مرّة تعرف باسم: تراگزاسین Polex)taraxacine)، والكولين، و تراگزاسترول taraxasterol، وسكريات مختلفة، وحوامض دهنية. فلو استخرج جذره في الخريف ويبس في الهواء الطلق، يكون محتوياً على الموسيلاژ [اللعاب]، والتانن، ومقدار قليل من الاسانس .و طبق تحقيقات L.Reutter يحتوي على نوع من الكالوئيد باسم : تاكزين taxine ،بالاضافة الى وجود مادة باسم: تاراگزه رول taraxerol في أعضاء النبات .
والتحقيقات الجديدة تضيف تحقق وجود: حامض هيدروكسي سيناميك ac.hydroxycinnamique، ولولز، ومانيتول، وحامض الفوليك ac.folique ،ومادة ملونة ،وفيتامينات ،C.B.A ، وأملاح الكالسيم، والپتاسيم، والحديد، والمغنيزيم، والصوديوم ،والمنغنز، والفوسفور، والسلسيوم، والدياستاز .
كما يستخرج التاراگزه رول Taraxerol (اسكيميول Skimmiol، آلنولين alnulin، تیلیادین tiliadin)، ومعادلته C30 H30 O ، ووزنه الملكولي426,70 ، من النباتات التالية :
1- Taraxacum officinale Web
Tilia cordata Mill - 2
Alnus glutinosa (L.) Gaertn - 3
4- Litsea dealbata Nees
التاراگزه رول يكون بشكل بلورات ورقية مع مخلوط الكلروفرم والمتانول، أما في البنزين يكون بشكل بلورات رفيعة كالابرة. يذوب في درجة الحرارة 283 - 285. ينحل في : البنزين ،والكلروفرم ،والإتر ،والاستات اتيل ،والانيدريد استيك، والپيريدين ،والفنل، وينحل بمقادير
ص: 127
قليلة في الكحول .
يحتوي ورق هذا النبات على: التراگزاسین ،والاینوزیت ،والموسيلاژ ، والسكريات المختلفة، كما يحتوي رماد هذا النبات على مقدار 38,9% من الپتاس، فالأثر المدرّ في النبات ناجم لهذا السبب.
خواص الهندباء الطبية
الأقسام المفيدة منه هي الورق والجذر. ويحتوي بذر النبات على %20 من المواد الدهنية .
الجذر والورق له أثر: التقوية العامة، تقوية المعدة، حصول الإدرار،مضاد للاسكوربوت، مصفي للدم ،وينفي الصفراء، بالإضافة إلى أنه مفيد لمرض السكري، ويستفاد منه اليوم بصورة كثيرة لأنه نافٍ للصفراء، وكذلك لرفع الاحتقانات الكبدية، والالتهاب، وورم مجرى دفع الصفراء، وأيضاً في دفع الأحجار الصفراوية.
وقد عكست الكتب العلمية الجديدة: أن له أثراً مضاداً للاسكوربوت، وله نتائج مفيدة في دفع حصوة الكلية، والأحجار الصفراوية، وتقليل كلسترول الدم، والسوداء، والأكزيما، والأمراض الجلدية، والروماتيزم، والنقرس ،والأوجاع الناشئة من العروق الدموية، وتصفية الدم كالسيانوز درواريس، وقلة الدم، وعلاج السمنة، ورفع السلوليت.
وأما من ناحية استعمالاته الخارجية، فوضع قطعات مهرية من الجذر والورق على الجراحات، يوجب التيامها وحفظها .
(ترجمتُ هذه المقالة العلمية من كتاب «گياهان داروئي» - النباتات الطبية ..، تأليف الدكتور علي زرگري، الجزء الثالث ، صفحة 240) .
ص: 128
(الطيور والأسماك و ذوات الاربع...)
ص: 129
ص: 130
روي عن علي(علیه السلام) أنه قال : أنه قال : لا يؤكل الذئب ،ولا النمر، ولا الفهد، ولا الأسد، ولا ابن آوى ،ولا الدب، ولا الضبع، ولا شيء له مخلب(1).
شيء من خواص ابن آوى
ابن آوى: حيوان من فصيلة الكلبيات، يقتات اللحوم والنباتات، ويأكل مما يصيد من الطيور وغيرها .
جاء في حياة الحيوان ان من خواصه : اذا ترك لسانه في بيت وقعت الخصومة بين أهله ،ولحمه ينفع من الجنون والصرع العارض في أواخر الشهر، وإذا علقت عينه اليمنى على من يخاف العين، أمن ولم تضره عين حاسد، وقلبه اذا علق على شخص أمن من سائر السباع(2).
روي عن علي(علیه السلام) أنه قال : لا يؤكل الذئب، ولا النمر، ولا الفهد، ولا الأسد، ولا ابن آوى ولا الدب، ولا الضبع، ولا شيء له مخلب(3).
بعض خواص الأسد
الأسد: حيوان ثدي من الفصيلة السنورية ورتبة اللواحم (آكلات اللحوم)، ذو رأس كبير ،وعليه شعر كثيف. ذكر الدميري في حياة الحيوان أنه :
ص: 131
اذا احرق من شعره في مكان هربت منه سائر السباع، ولحمه ينفع من الفالج، وإذا وضعت قطعة من جلده في صندوق مع ثياب لم يصبها السوس ولا الأُرضة، وسنه اذا اصطحبها انسان معه أمن من وجع الأسنان، و شحمه اذا طلي به اليدان والرجلان أمنت من مضرة البرد، وإذا طلي به البدن لم يقربه القمل .
قال هرمس : الجلوس على جلد الأسد يُذهب البواسير والنقرس. وذكر الدميري له خواصاً أخرى فراجع(1).
قال علي(علیه السلام) : الوز جاموس الطير، والدجاج خنزير الطير، والدراج حبش الطير، فأين أنت عن فرخين ناهضين رتبهما امرأة من ربيعة بفضل قوتها(2).
الأوّز وخواصه
الأوّز : ضرب من الطيور وهي الفصيلة الوزية . وقد خلط بعضهم بينه وبين البط، حيث ان منقار الأوز أقصر، وعنقه أطول من عنق البط .
لحمه دَسم جداً، يتراوح وزنه في عمر 4 إلى 6 كيلوغراماً .يعلف بأغذية خاصة حتى يسمن ،ويستخرج منه كبده، ذو الخصائص الغذائية المهمة .
ص: 132
روي عن علی(علیه السلام)أنه قال : الناقة الجلالة تحبس على العلف أربعين يوماً، والبقرة عشرين يوماً ،والشاة سبعة أيام، والبطة خمسة أيام، والدجاجة ثلاثة أيام ،ثم تؤكل بعد ذلك لحومها ،وتشرب ألبان ذوات الألبان منها، ويؤكل بيض ما يبيض منها(1).
منافع لحم وبيض البطّ
البط : من الطيور الأهلية ومن الفصيلة البطية، وثيق الصلة بالأوز، يقضي معظم وقته في الماء، يقتات الحشرات والحلازين والأسماك والضفادع والأعشاب والحبوب.
لحمه: حار، بطيء الهضم في المعدة، وهو يصفي اللون، ويحسن الصوت، ويسمن، ويزيد في الباه ، ويدفع الرياح، ومقو للجسم، وهو دَسم .
واعتبره الدميري في حياة الحيوان شيء واحد مع الأوز، وذكر خواصه هناك ،منها أن لحمه: كثير الحرارة والرطوبة ،وبقراط الحكيم يقول : انه أرطب الطير الحضري وأجودها المخاليف، وهو يخصب الأبدان لكنه يملؤها فضولاً. وهو يولد خلطاً بلغمياً، ويوافق أصحاب الأمزجة الحارة، وهو غير موافق للمعدة لعسر انهضامه، وأكل لسانه ينفع من تقطير البول اذا ديم عليه .
أما بيضه: فمعتدل الحرارة لكنه غليظ ، وهو مضر بأصحاب القولنج والرياح والدوار، وأكله بالصعتر والملح يدفع ضرره(2).
ص: 133
قال علي(علیه السلام) : لحوم البقر داء(1).
قال علي(علیه السلام) : لحوم البقر داء، وألبانها دواء، وأسمانها شفاء(2).
روي عن علي(علیه السلام) أنه قال : الناقة الجلالة تحبس على العلف أربعين يوماً ،والبقرة عشرين يوماً، والشاة سبعة أيام، والبطة خمسة أيام، والدجاجة ثلاثة أيام، ثم تؤكل بعد ذلك لحومها، وتشرب ذوات الألبان منها، ويؤكل بيض ما يبيض منها(3).
البقر وفوائده
البقر : حيوان ثدي من فصيلة البقريات يدعى الذكر ثوراً، يستفيد الانسان من لحمها ولبنها وجلدها.
لحمه: عسر الهضم، يولد دماً غليظاً وثقلاً واسترخاء، ويضر أكله أصحاب الأمراض السوداوية. اذا طلي بمرارته مع ماء الكراث البواسير نقعها وسكنها وأزال وجعها، واذا طلي به الآثار السود من البدن قلعها وأزالها، وإذا خلطت مع العسل واكتحل بها أزالت الظلمة. وذكر الدميري له خواصاً اخرى فراجع(4).
قال الرازي في المنصوري في الطب (133) : لحم البقر غليظ، كثير
ص: 134
الإغذاء، يتولّد منه دَم منتن غليظ، ولا يصلح إلا لمن يكثر كدّه وتعبه، ولا ينبغي أن يأكله من يعتريه أمراض سوداوية .
وقال الطبري في فردوس الحكمة (385) : لحوم البقر باردة يابسة، تولد ثقلاً واسترخاء .
وذكر ابن قيم في «الطب النبوي»: أنه بارد يابس، عسر الإنهضام، بطيء الإنحدار، يولد دماً سوداوياً، لا يصلح إلا لأهل الكدّ والتعب الشديد، ويورث إدمانه الأمراض السوداوية: كالبهق، والجرب، والجذام، وداء الفيل ،والسرطان، وحُمى الرّبع، وكثير من الأورام، وهذا لمن لم يعتده.
الجزادُ(1).
قال علي(علیه السلام) : الحيتان والجراد ذكي كله(2).
قال علي(علیه السلام) : الجراد ذكي كله، والحيتان ذكي كلّه، وأما ما هلك في البحر فلا تأكله(3).
عن أبي جعفر(علیه السلام)، عن آبائه(علیهم السلام): ان عليا(علیه السلام) کان یقول: الجراد ذكي، والحيتان ذكي، وما مات في البحر فهو ميتة(4).
بعض فوائد الجراد
الجراد: فصيلة من الحشرات المستقيمة الأجنحة .
نافع لتقطير البول، وإذا تبخر به نفع عسر البول وخصوصاً في النساء،
ص: 135
وتبخر به البواسير أيضاً ،والجراد السمان التي لا أجنحة لها تشوى وتأكل للسع العقرب. وأجوده السمين الذي لا جناح له .
ذكر الدميري شيئاً من خواصه، فراجع(1).
قال علي(علیه السلام) : أنهاكم عن الجري، والزمير ،والمارماهي ،والطافي، الطحال(2).
روي ان أمير المؤمنين(علیه السلام) كان يكره الجريث، ويقول : لا تأكل من السمک إلا شيئاً عليه فلوس ،وكره المارماهي(3).
عن حبابة الوالبية، قالت: سمعت مولاي أمير المؤمنين(علیه السلام) يقول : انا أهل بيت لا نشرب المسكر ،ولا نأكل الجري ،ولا نمسح على الخفّين ،فمن كان من شيعتنا فليقتد بنا وليستنّ بسنتنا(4).
ما هو الجرّي؟
الجِرّي: وهو الجريث ويسمى أيضاً الحنكليس أو الانكليس، وقد خلط بعضهم بينه وبين المارماهي .
عرفه الدميري في حياة الحيوان :بأنه نوع من السمك يشبه الحية والثعبان .
قال الجاحظ :انه يأكل الجرذان، وهو حية الماء. لحمه يُحسن الصوت(5).
ص: 136
عن أبي عبد الله(علیه السلام) : [في] لحوم الحمر الأهلية، قال : وفي كتاب علي(علیه السلام) أنه منع أكلها(1).
الحمار الأهلي
حيوان ثدييّ من جنس إيكواس، شبيه بالحصان وهو أصغر منه شكلاً، وكثير ما يستخدم للركوب والجَرّ والحمل لكثرة صبره على المشاق . وسلف الحمار الأهلي، الحمار الأفريقي البري.
لحمه في غاية عسر الهضم، رديء للمعدة، يولد دماً فاسداً.
جاء في حياة الحيوان: قال الفخر الرازي وصاحب الحاوي : اذا طبخ لحم الحمار الأهلي وقعد في مائه من به كزاز نفعه، واذا اتخذ من حافره خاتم ولبسه المصروع لم يصرع(2).
قال علي(علیه السلام) : أقلّوا من لحم الحيتان، فإنها تذيب البدن، وتكثر البلغم، وتغلظ النفس(1).
قال علي(علیه السلام) : الحيتان والجراد ذكي كله(2).
قال علي(علیه السلام) : الجراد ذكي كلّه، والحيتان ذكي كلّه، وأما ما هلك في البحر فلا تأكله(3).
عن أبي جعفر(علیه السلام) عن آبائه(علیهم السلام) : ان عليا(علیه السلام) كان يقول : الجراد ذكي ،والحيتان ذكي ،وما مات في البحر فهو ميتة(4).
شيء من خواص الحوت
الحوت(5) : حيوان ثديي مائي، ضخم الجثة، صغير العينين، كبير الفم، غليظ الجلد .وهو اما أبيض أو أسود أو رمادي اللون، يتغذى بأنواع الأسماك كالحبّار والصبّيدج والقرش وغيرها.
يستفاد من لحمه وزيته الذي يُستخرج من الطبقة الدهنية الموجودة تحت جلده، ومن عظم فكه أيضاً.
وأما زيته: أبيض اللون يميل إلى البُنّي، ويستخدم في صنع الصابون ،ولإسراج المصابيح ، ولطهو أنواع الأكل به، ولحبر المطابع، ومستحضرات التجميل .
وزيت كبد الحوت : غني جداً بفيتامين (A)، بل يعتبر من أغنى المصادر بهذا الفيتامين الضروري والهام لسلامة البصر، والجلد، والأغشية المخاطية، ونمو الأنسجة، والعضلات للأطفال. لذلك فإنه يعطى
ص: 138
لحالات ضعف البصر وخاصة أثناء الليل (العشى الليلي)، وحالات التهابات الجلد، والأغشية المخاطية، ونقص النمو . فالسمك كمادة غذائية يمنع من الإصابة بأمراض عديدة، منها: السرطان، وأمراض القلب ،والبدانة، والتهاب المفاصل، ومرض البول السكري.
عن الإمام الرضا(علیه السلام)، عن آبائه(علیهم السلام)، نقلاً عن علي(علیه السلام) : وقد نهى من أكل الصُرَد والخُطَّاف(1).
قال الدميري في حياة الحيوان : الخُطاف - بضم الخاء المعجمة - جمعه خطاطيف، ويسمى «زوّار الهند» . وهو من الطيور القواطع إلى الناس، تقطع البلاد البعيدة إليهم رغبة في القرب منهم، ويعرف عند الناس ب «عصفور الجنة» ، لأنه زهد بما في أيديهم من الأقوات فأحبوه ، لأنه يتقوّت بالذباب والبعوض .
فوائد الخطاف
الخُطَّاف: طائرٌ منشعب الذيل، عريض المنقار، يقطع البلاد البعيدة، وهو من رتبة الجواثم، أشهر أنواعه (خطاف المنازل)، له ريش أزرق اللون أو أسود، يقتات البعوض والذباب . لحمه يورث السهر لأكله ،اذا سحق قلبه بعد تجفيفه وشرب هيّج الباه، وان ضمد به الرأس أسكن الصداع الحادث من الأخلاط، ومرارته تسوّد الشعر الأبيض شرباً، وهناك خواص أخرى ذكرها له الدميري في حياة الحيوان، فراجع(2).
ص: 139
عن الصادق(علیه السلام)، عن آبائه(علیه السلام) : ان علياً(علیه السلام) أُتي برجل كان نصرانياً فأسلم، فإذا معه خنزير قد شواه ،بالريحان، فقال له : ويحك! ما حملك على ما صنعت ؟ قال : مرضت فقدمت اليه، فقال له علي(علیه السلام) : فأين أنت عن لحم المعز ، فكان خلفاً منه(1).
الخنزير: حيوان ثديي، اسطواني الشكل، قصير الأرجل. ذو فم غضروفي طويل، يستخدمه في البحث عن الغذاء في الأرض. يستفاد من لحمه ودهنه، ويسبب لحمه للانسان أمراضاً وبيلة .
ذكر الدميري في حياة الحيوان بعض فوائده، فراجع(2).
لحم الخنزير ومساوئه
اكل لحم الخنزير يؤدي للإبتلاء بالداء المسمى ب«تريشينوز»، وهو داء خطير يصحبه إسهال شديد، واحياناً يحدث اسهالاً دموياً مع مَغصِ وحُمى قوية، وانحطاط في القوى، وأوجاع مؤلمة في المفاصل، وجفاف في الحنجرة ،واعضاء التنفس، وانتفاخ ظاهر الوجه وخاصة حول العينين، كما يوجب الضعف العام في الجسم، وتشتد فيه العوارض، وربما يؤدي الى الموت.
وقد اكتشف الطبيب الإنكليزي «باجت» عام 1835م هذا الداء الخطير عند تشريحه جثة انسان كان يُكثر من اكل لحم الخنزير، وبعد التجارب المتعاقبة ظهر لديه ان هذا الداء ينشأ من دودة تسمى «تريشينلا»، تعيش في
ص: 140
امعاء بعض الحيونات ذوات الثدي كالفيران والجرذان والكلاب والخنازير، غير انها في الخنازير اربى واكثر توالداً، خصوصاً وهي تأكل الجيف من كل حيوان يموت وفيه الطفيلية، فإذا أكل الإنسان لحم الخنزير المصاب بها فلابد وان يدخل في جوفه قسم كبير من أكياسها الحية المخزونة في لحم الخنزير المصاب، وبعد مدة وجيزة تذوب تلك الأغشية في أمعاء الإنسان، فتتحرك منها الديدان، وتنتشر في جميع انحاء البدن، فتسبب الأمراض السالفة الذكر.
يقول «وبيني وديكسون» :
«ان الإصابة بها تكاد تكون عامة في جهات خارجة من فرنسا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا، ولكنها تكاد تكون نادرة الوجود في البلاد الشرقية، لتحريم دین أهلها اكل لحم الخنزير».
وأدلى بعض الأطباء بالأمور التالية:
1 - انه ليس من الممكن ان يقرر ان خنزير ما غير مصاب بهذه الديدان، إلا إذا فحص كل جزء من عضلاته تحت المجهر .
2 - الأنثى الواحدة من هذه الديدان تضع نحو 1500 جنين في الغشاء المخاطي المبطن لأمعاء المصاب، فتوزع الملايين المولودة من الإناث جميعاً عبر طريق الدورة الدموية الى عبر طريق الدورة الدموية الى جميع انحاء الجسم، فتتجمع الأجنة في العضلات الإرادية، حيث تسبب آلاماً شديدة والتهابات عضلية تدعو الى انتفاخ النسيج العضلي وصلابته، وتكون نتيجة الأورام التي تمتد بطول العضلات.
3 - انه لا يوجد علاج لهذا المرض، ولأسباب فنية لا يجدي معه دواء.
4 - ينقل لحم الخنزير للإنسان بعض الجراثيم العفنة والبارايتفود التي تسبب للإنسان تسمماً حاداً مصحوباً بالتهابات شديدة في الجهاز الهضمي، قد تسبب الى الوفاة في بضع ساعات.
ص: 141
روي ان علياً(علیه السلام) سئل عن أكل لحم الفيل، والدب، والقرد ؟ فقال :ليس هذا من من بهيمة الأنعام التي تؤكل(1).
عن علي(علیه السلام) : لا يؤكل الذئب، ولا النمر، ولا الفهد، ولا الأسد، ولا ابن آوى، ولا الدب، ولا الضبع، ولا شيء له مخلب(2).
الدب وبعض فوائده
الدُّب : حيوان ثديي من فصيلة الدُّبيات، كبير الجسم، قصير الذيل، وهو يقتات اللحوم والنباتات معاً. كما يأكل السمك والحشرات والجذور والثمار، ويحب العسل حُبّاً جماً . يتمكن من الركض بسرعة، ويتسلق الأشجار، ويجيد السباحة، ويعرف بالبله والبلادة. ومن أنواعه : الدب الأبيض القطبي، والدب الأسمر ، والدب الأمريكي الأسود.
لحمه: لَزج مخاطي، عسر الهضم، مذموم الغذاء جداً، وشحمه يزيل البرص طلاءً. ومرارته اذا اكتحل بها مع العسل وماء الرازيانج أذهبت ظلمة البصر، واذا طلي بذلك موضع داء الثعلب أنبت الشعر فيه. وذكر الدميري له خواصاً اخرى، فراجع(3).
ص: 142
قال علي(علیه السلام) : الوز جاموس الطير، والدجاج خنزير الطير، والدراج حبش الطير، فأين أنت عن فرخين ناهضين ربتهما امرأة من ربيعة بفضل قوتها(1).
عن علي(علیه السلام) أنه قال : الناقة الجلالة تحبس على العلف أربعين يوماً، والبقرة عشرين يوماً، والشاة سبعة أيام، والبطة خمسة أيام، والدجاجة ثلاثة أيام، ثم تؤكل بعد ذلك لحومها، وتشرب ألبان ذوات الألبان منها، ويؤكل بيض ما يبيض منها(2).
فوائد لحم الدجاج
الدجاج : طائر من فصيلة التَّدرُجيات، وأكثر طيور العالم وفرة، ويعتبر مصدراً رئيسياً من مصادر الغذاء عند الانسان، كما يستفاد من لحمه وبيضه، بل وبقية أعضاء بدنه .
لحم الدجاج : هو أفضل لحم الطير، حار رطب، خفيف على المعدة، يزيد في العقل والمني، ويصفي الصوت، جيد الغذاء جداً، يحسّن اللون، إلا أنه يضر المعدة واصلاحه شرب مقدار من العسل بعد اکله. وهو غني بمادة البروتين، كما يحتوي على فيتامينات B pp، والحديد.
وأما بيضها: فحار مائل إلى الرطوبة واليبس، بياضه بارد رطب، وصفرته حارة، والطري يزيد في الباه، لكنه اذا أدمن أكله يولد كلفاً، وهو
ص: 143
بطيء الهضم، ودفع ضرره بالاقتصار على صفرته ،وهو يولد خلطاً محموداً .
وهناك فوائد اخرى ذكرها الدميري في حياة الحيوان، فراجع(1).
قال علي(علیه السلام) : الوز جاموس الطير، والدجاج خنزير الطير، والدراج حبش الطير، فأين أنت عن فرخين ناهضين ربتهما امرأة من ربيعة بفضل قوتها(2).
قال علي(علیه السلام) : من اشتكى فؤاده، وكثر غمه، فليأكل الدراج(3).
شيء من خواص الدراج
الدراج: ضرب من الطير، يدرج في مشيه. أرقط بسواد وبياض. قصير المنقار من رتبة الدجاجيات. لحمه يزيد في الدماغ والفهم وكذلك المني، شحمه يقطر في الاذن فيسكن الآمها .
قال ابن سينا: ان لحمه أفضل من لحم الفواخت وأعدل وألطف(4).
يزيد في الدماغ والفهم، ويزيد في المني جداً.
عن ابن عباس (رضی الله عنه) قال : قال علي(علیه السلام) : كلوا التمر على الريق، فإنه يقتل الدود(5).
ص: 144
قال علي(علیه السلام) : من أكل سبع تمرات عجوة عند مضجعه، قتلنّ الدود في بطنه(1).
قال علي(علیه السلام) : كل العجوة، فإن تمر العجوة تميتها [أي الدودة]، وليكن على الريق(2).
قال علي(علیه السلام) : كلوا خل الخمر، فإنه يقتل الديدان في البطن(3).
قال علي(علیه السلام) : اسقه خل الخمر، فإن خل الخمر يقتل دواب البطن(4).
أنواع الدود
الدُّود(5) : على أنواع كثيرة، أما الذي يخص بحثنا هو الذي يعيش في جوف الانسان، فمنه :
1 - الدودة الشِّصية (دودة الأنسيلوستوما): وهي دودة صغيرة مزودة في فمها بخرطوم يشبه الشِّص، تعيش في المعى الدقيق حيث تُنتج عدداً كبيراً من البيوض، يخرج بعضها مع الغائط . تدخل هذه الدودة جسم الانسان إما مباشرة بواسطة بصاق الفرد المصاب، أو من طريق القدمين واليدين، وتنتقل عبر الأوردة والأوعية اللنفاوية إلى الرئة، ومن ثم إلى الأمعاء، حيث تمتص الدم وتسبب مرض الأنسيلوستوما، وهو فقر دم حاد. يعالج بغلي الماء قبل شربه، ولبس الحذاء وعدم المشي حافياً .
ص: 145
2 - الدولة الخيطية : تشبه الخيط: تعيش أيضاً في أمعاء الانسان (المعى الغليظ)، حيث تضع بيوضها هناك. يشبه دخولها البدن دخول الدودة الشصية.
روي عن علي(علیه السلام) أنه قال : لا يؤكل الذئب، ولا النمر، ولا الفهد، ولا الأسد، ولا ابن آوى، ولا الدب، ولا الضبع، ولا شيء له مخلب(1).
شيء من خواص الذئب
الذئب : من الفصيلة الكلبية ورتبة اللواحم، يقتات الفئران والأرانب والطيور وأنواعاً أخرى من اللحوم.
من خواصه التي ذكرها الدميري في حياة الحيوان هي: أن دمه ينفع من الصمم اذا خُلط بدهن الجوز وقطر في الأذن، ودماغه يداف بماء السداب والزيت ويدهن به الجسد ينفع من كل علة ظاهرة وباطنة في البدن من البرد، وكبده تنفع من وجه الكبد(2)...
ما هو الزمير؟
الزمير: من الفصيلة الزميرية، سمكة جسمها ممدود، شديد الانضغاط من الجانبين، مقدمها طويل أحدب، وجسمها أملس لا تغطيه القشور. بل توجد على جانبيها صفائح عظمية أو قشرية، ولها زعنفة ظهرية بها ثلاث شوكات قوية .
قال علي(علیه السلام) : السمك الطري، يذيب [الجسد] مخ العين(1).
قال علي(علیه السلام) : لا تدمنوا أكل السمك، فإنه يذيب الجسد(2).
قال علي(علیه السلام) : السمك الطري يذهب [يذيب] اللحم(3).
قال علي(علیه السلام) : عليكم بأكل التين، فإنه نافع للقولنج، وأقلّوا من أكل السمك، فإن لحمه يذبل البدن، ويكثر البلغم، ويخلط [ يغلظ ] النفس(4).
روي ان أمير المؤمنين(علیه السلام) كان يكره الجريث ، ويقول : لا تأكل السمك إلا شيئاً عليه فلوس، وكره المارماهي(5).
عن أبي عبد الله(علیه السلام) ، عن آبائه(علیهم السلام) : كان علي(علیه السلام) بالكوفة، يركب بغلة رسول الله(صلی الله علیه و آله و سلم) ، ثم يمر بسوق الحيتان، فيقول : لا تأكلوا ولا تبيعوا مالم يكن له قشر من السمك(6)
ص: 147
قال علي(علیه السلام) : من لم يأكل اللحم أربعين صباحاً ساء خلقه، واياكم وأكل السمك، فإن أكل السمك يبلي الجسم [يشل الجسيم ](1).
قال علي(علیه السلام) : إياكم وأكل السمك، فإن السمك يشل الجسم(2).
قال علي(علیه السلام) : أنهاكم عن الجري ،والزمير ،والمارماهي ،والطافي، والطحال(3).
توضيح : مَرَّ ويأتي توضيح كل منها، وأما الطافي: فهو السمك الذي يموت في الماء فيعلو ويظهر على سطحه.
السمك(4)،
قيمته وأنواعه
السمك البحري:فاضل، محمود، لطيف. والطري منه بارد رطب، عسر الانهضام، يولددبلغماً كثيراً .
أما المالح: فأجوده ما كان قريب العهد بالتملح، وكلما تقادم عهده ازداد حَرُّه وينسه ... وماء ملح الجِرّي المالح إذا جَلَسَ فيه من كانت به قرحة الأمعاء - في ابتداء العلة -وافقه.
وأجود ما في السمك: ما قرب من مؤخرها. والطري السمين منه يخصب البدن. وأفضل ما يؤكل مشوياً فهو أغذى، والمطبوخ ضده، ويجب أن يغلى الماء ثم يلقى فيه السمك، والمقلي لأصحاب المعد القوية .
ص: 148
قيمة السمك الغذائية
إن السمك يتمتع بالقيمة الغذائية التي يتمتع بها اللحم، مع ميزة عليها هو : أن بروتيناته أسهل هضماً من بروتينات اللحوم الأخرى، بشرط أن يكون طازجاً .
والسمك يحتوي 20% من البروتئين، أي المقدار نفسه الموجود في اللحم.
وهو غني بالكالسيوم، والفوسفور، والمنغنيزيوم، واليود. إن الكيلو الواحد من السمك يقدّم لجسم الانسان من 0,20 - إلى 0,25٪ من الكالسيوم، وهذا لا يحصل عليه إلا من خمسة كيلوات من لحم البقر، أو ثلاثة كيلوات من الفطائر المغذية .
والفوسفور يوجد في السمك بمقدار كبير: من 2- 2,5 غرام في الكيلو، وفي بعض أنواع السمك - كالطون مثلاً - يصل المقدار إلى (5 - 6 غرامات) في الكيلو .
والسمك يحتوي على فيتامينات (أ) و (د)، وهذه - وبخاصة فيتامين (د) - لها قيمة ثمينة جداً بالنسبة للجسم، لأنها تثبت الكالسيوم الموجود في لحم السمك . وغياب فيتامين (ج) من لحم السمك يسبب داء الحفر، وهذا ما يلاحظ في أسنان البحارة الذين يعتمدون في غذائهم على السمك وحده ، وعند الشعوب التي تقتصر في غذائها على الأرز والسمك المجفف، ولكن هذا النقص يمكن تداركه بشيء بسيط، هو إضافة عصير الليمون أو البقدونس إلى غذاء هذه الشعوب .
السمك غذاء العقل : بدأ العلماء والأطباء يدركون أن الغذاء المستخرج من البحر هو الغذاء الصحي، وصحيح ما كان مأثوراً منذ القدم من أن السمك هو «غذاء العقل» .
ص: 149
والآن نستطيع أن نقول أيضاً: انه غذاء الدم والأسنان والعظام، وربما أيضاً كان من أنفع أنواع الغذاء قدرة على الوقاية من أمراض القلب .
زيت السمك دواء الأمراض
ولما كان هناك من ينادي بعلاج الأمراض عن طريق نظام معين للغذاء وأنواع معينة من الأغذية، فقد كشفت البحوث أن لزيت السمك فوائد كثيرة ،منها :
1 - أنه ذو مفعول قوي على خفض نسبة «الكولسترول»، الذي يتسبب في تصلب الشرايين.
2 - يعمل على تقليل نسبة الدهون بالدم، وهي التي تسبب أمراض القلب .
3 - يعمل على منع تجلط الدم، وهو السبب الرئيسي في حدوث أزمات قلبية .
4 - يعمل على خفض ضغط الدم.
5 - يساعد على منع الإلتهابات الجلدية أو علاجها.
6 - يساعد على منع التهاب المفاصل .
صفات السمك وأنواعه
إن وجود المواد الدسمة في السمك، يتفاوت بحسب تفاوت أنواعه وصفاته .
وهضم السمك يتغير أيضاً بحسب عمر السمك، فالسمك الصغير سهل الهضم، وكلما كبر عمره صعب هضمه. والسمك المحفوظ - بحالته الطبيعية - يحتفظ بمزايا السمك الطازج إلى حد كبير، ولكن المحفوظ بالزيت يفقد من قيمته الغذائية، وبالتالي من سهولة هضمه.
وبيوض السمك ذات قيمة غذائية عالية ،وهي غنية بالعناصر المعدنية،
ص: 150
وهضمها سهل، ولذا يمكن أن تعطى للأولاد والشيوخ والناقهين.
والسمك الطري الطازج، والصغير السن - المشوي والمطبوخ في الفرن - يمكن إعطاءه للأولاد الصغار والمسنين والمصابين بالاعياء العصبي والنساء، الحوامل، والذين يعملون بعقولهم، والمصابين باضطراب الذاكرة وضعفها .
جاء في كتاب علي(علیه السلام) : لا أمتنع من طعام طعم منه السنور، ولا من شراب شرب منه السنور(1).
كان علي(علیه السلام) يقول : لا تدع فضل السنور أن تتوضأ منه، إنما هی سبع(2).
السنور وفوائده
السِّنَّور : حيوان ثديي من فصيلة السنوريات التي تشمل الهر والأسد والنمر والفهد و ...،صغير الآذان ، ناعم وكثيف الوبر ، ذو عينان كبيرتان نسبياً .
لحمه حار رطب، ينفع من أوجاع البواسير، ويسخن الكلى، ويفيد أوجاع الظهر. أما مخه عجيب لوجع الكلى ولعسر البول اذا اذيب بماء الجرجير وسخن بالنار وشرب على الريق في الحمام(3).
السنور الزَّباد: حيوان ثدييّ قصير الأرجل، وثيق الصلة بالهر وشبيه بالسنور الاهلی. أما لون فروه فمنقط أو مقلَّم عادةً باللونين الأسود
ص: 151
والرمادي. يتسلق الأشجار غالباً في الليل. له غدة تحت ذيله تُفرز مادة دهنيةً عطرةً تعرف باسم (الزَّباد)، تستخدم في صناعة العطور.
روي عن علي(علیه السلام) أنه قال : الناقة الجلالة تحبس عن العلف أربعين يوماً، والبقرة عشرين يوماً، والشاة سبعة أيام ،والبطة خمسة أيام، والدجاجة ثلاثة أيام، ثم تؤكل بعد ذلك لحومها، وتشرب ألبان ذوات الألبان منها، ويؤكل بيض ما يبيض منها(1).
الشاة(2): الواحدة من الغنم تقع على الذكر والانثى من الضأن والمعز، وأصلها شاهة، لأن تصغيرها شويهة، والجمع شياه .
عن الامام الرضا(علیه السلام) ،عن آبائه(علیهم السلام)، نقلا عن الامام علي(علیه السلام): وقد نهى من أكل الصُرَد والخطاف(3).
ما هو الصُرد؟
الصُّرَد (4): من الفصيلة الصردية ورتبة الجوائم ، طائر أكبر من العصفور، ضخم الرأس والمنقار، أبيض البطن، أخضر الظهر، ومأواه الأشجار ورؤس القلاع وأعالي الحصون. يقتات الحشرات والعصافير.
ص: 152
عن علي(علیه السلام)أنه نهى عن الضب والقنفذ وغيره من حشرة الأرض كالضب وغيره(1).
شيء من فوائد الضب
الضب: من الزواحف وفصيلة الحبينات. يقطن الصحاري، له ذنب عريض وطويل، لونه أشهب أو أسمر يميل إلى الصفرة.
لحمه حار يابس، يحرك الباه ، وإذا أُكل قلبه أذهب الحزن والخفقان، ومن أكل من لحمه لا يعطش زماناً طويلاً. وذكر له الدميري خواصاً اخرى فراجع(2).
روي عن علي (علیه السلام)أنه قال : لا يؤكل الذئب، ولا النمر، ولا الفهد، ولا الأسد، ولا ابن آوى ،ولا الدب، ولا الضبع، ولا شيء له مخلب(3).
بعض خواص الضبع
الضبع: حيوان من الفصيلة الضبعية ورتبة اللواحم .
ذكر الدميري في حياة الحيوان له عدة خواص، منها :
ص: 153
شحم الضبع اذا طلي به الجسد أمن من مضرة الكلاب، ومرارته يكتحل بها ظلمة البصر والماء في العين وتحد البصر وتقويه، وأسنانه اذا ربطت على العضد تنفع من النسيان ووجع الأسنان، وإذا خلطت مرارته بالعسل واكتحل بها جلا العين وزادها حسناً، ويمنع نزول الماء من العين(1).
قال علي(علیه السلام) : أطيب اللحم ، لحم فرخ قد نهض أو يكاد ينهض(2).
قال علي(علیه السلام) : الوز جاموس الطير، والدجاج خنزير الطير، والدراج حبش الطير، فأين أنت عن فرخين ناهضين ربتهما امرأة من ربيعة بفضل قوتها(3).
عن علي(علیه السلام) انه ذكر عنده لحم الطير ، فقال : أطيب اللحم ، لحم فرخ غذته فتاة من ربيعة بفضل قوتها(4)
الفرخ ولد الطائر
الفرخ(5): ولد الطائر، وقد استعمل في كل صغير من الحيوان والنبات. وهو أحرّ من جميع لحوم الطيور المألوفة. ينفع في الفالج، ويزيد في المني، ويجب اجتنابه المحرورين .
ص: 154
عن علي(علیه السلام) انه قال : لا يؤكل الذئب ،ولا النمر، ولا الفهد، ولا الأسد، ولا ابن آوى ،ولا الدب ،ولا الضبع، ولا شيء له مخلب(1).
الفهد، وصفه وخواصه
الفهد: سبعٌ من الفصيلة السنورية، وهو بين الكلاب والنمور، مرقط البدن بالسواد، طويل الذيل ،مهزول الجسم، سريع الركض، كثير النوم والتمرّد.
أكل لحمه يورث حدة الذهن وقوة البدن، ومن سقي من دمه غلبت عليه البلاهة، وبرثنه اذا ترك في موضع هرب منه الفأر(2).
شيء من خواص الفيل
الفيل: أضخم حيوان يعيش على اليابسة، وهو حيوان ثديي من فصيلة الخرطوميات، ذو جلد ضخيم، وأنياب طوال يُتخذ منها «العاج». يقتات النباتات وثمارها وورقها.
يطلى بمرارته البرص فينفع لإزالته ويترك ثلاثة أيام، وعظمه يعلق على رقاب الصبيان يدفع عنهم الصرع، وإذا علق العاج على شجرة لم تثمر تلك السنة ،ومن سقي من نشارة العاج في كل يوم وزن درهمین بماء وعسل جاد حفظه، وجلده اذا شد منه قطعة على من به حمى نافض تزول عنه، وإذا نام عليه صاحب التشنج يزول عنه ، ودخان جلده يبرى البواسير(1).
ان عليا(علیه السلام) سئل عن أكل لحم الفيل ،والدب، والقرد؟ فقال : ليس هذا من بهيمة الأنعام التي تؤكل(2).
شيء من خواص القرد
القرد: حيوان ثديي من ذوات الأربع، عُرف بالتقليد والتعلم، وفصيلته هي فصيلة تسمى «بالقرود».
لحم القرد شبيه بلحم الكلب، بل هو شر منه وأخبث ، وإذا علق سِنه على انسان لم يغلبه النوم ولا الفزع بالليل ،وأكل لحمه يمنع من الجذام. وذكر الدميري له خواصاً أخرى فراجع(3).
ص: 156
روي عن علي(علیه السلام) أنه : نهى عن الضب والقنفذ وغيره من حشرة الأرض كالضب وغيره(1).
القنفذ وشيء من خواصه
القنفذ: حيوان ثديي من الفصيلة القنفذية، ورتبة الحشريات، يعيش في البراري، ولا يظهر إلا ليلاً. بدنه مكسو بأشواك قابلة للإنتصاب، يقتات الحشرات والديدان وشيئاً من الطعام المختلف.
لحمه: ينفع أمراض العصب والسل، ووجع الكلى، ولمن يبول في الفراش ،وادمان أكله يفسد مزاج المعدة والكبد، ويسبب عسر البول. ان شرب من مرارته نفع من الجذام والسل والزحير، وان خلطت بدهن ورد وقطر في أذن من به صمم قديم أبرأه اذا داوم عليه أياماً. وطحاله اذا شوي وأكله من به وجع الطحال أبرأه، ولحمه المملح ينفع من داء الفيل والجذام. وجميع أصناف القنافذ بيضها أصغر جداً لايؤكل.
وذكر الدميري له خواصاً اخرى، فراجع(2).
ص: 157
قال علي(علیه السلام) : من لم يأكل اللحم أربعين صباحاً ساء خلقه، واياكم وأكل السمك، فإن أكل السمك يبلي الجسم(1) [يشل الجسيم].
عن أبي عبد الله(علیه السلام) عن آبائه(علیهم السلام) : كان علي(علیه السلام) يكره ادمان اللحم، ويقول : ان له ضراوة كضراوة الخمر(2).
توضيح: ضرى بالشيء، يضري ضرياً وضراية، فهو ضار: إذا اعتاده. أي أن له عادة ينزع اليها كعادة الخمر إلى شاربها، فمن اعتاد على اللحم لم يكد يصبر عنه حتى لو كان ضرراً عليه .
قال علي(علیه السلام) : اذا ضعف المسلم، فليأكل اللحم واللبن، فإن الله عزوجل جعل القوة فيهما(3).
قال علي(علیه السلام) : اذا اشترى أحدكم اللحم فليخرج منه الغدد، فإنه يحرك عرق الجذام(4).
قال علي(علیه السلام) : عليكم باللحم، فإن اللحم من اللحم، واللحم ينبت اللحم(5).
قال علي(علیه السلام) :كلوا اللحم، فإن اللحم من اللحم، واللحم ينبت اللحم، ومن لم يأكل اللحم أربعين يوماً ساء خلقه، وإذا ساء خلق أحدكم من
ص: 158
انسان أو دابة فأذنوا في أذنه الأذان كله(1).
قال علي(علیه السلام) : اللحم سيد الطعام في الدنيا والآخرة(2).
قال علي(علیه السلام) : عليكم باللحم ،فإنه ينبت اللحم، ومن ترك اللحم أربعين يوماً ساء خلقه(3).
قال علي(علیه السلام) : اذا ضعف المسلم، فليأكل اللحم باللبن(4).
قال علي(علیه السلام) : ان نبياً من الأنبياء شكا إلى الله عز وجل الضعف في أمته، فأمرهم أن يأكلوا اللحم باللبن ففعلوا، فاستبانت القوة في أنفسهم(5).
قال علي(علیه السلام) : اللحم من اللحم، فمن لم يأكل اللحم أربعين يوماً ساء خلقه(6).
عن جعفر الصادق(علیه السلام) ، عن آبائه(علیهم السلام) : ان علياً(علیه السلام) كان يؤتى بغلة له من ماله بيَنْبُع، فيصنع له الطعام، يترد له الخبز والزيت وتمر العجوة، فيجعل له منه ثريد، ويطعم الناس الخبز واللحم(7).
عن زيد بن الحسن قال : سمعت أبا عبد الله(علیه السلام) يقول : ان أميرالمؤمنين(علیه السلام) أشبه الناس طعمه برسول الله(صلی الله علیه و آله و سلم) ، كان أكل الخبز والخل والزيت، ويطعم الناس الخبز واللحم(8).
ص: 159
قال علي(علیه السلام) : أطيب اللحم لحم فرخ قد نهض، أو يكاد ينهض(1).
عن علي(علیه السلام) انه ذكر عنده لحم الطير، فقال : أطيب اللحم لحم فرخ غذته فتاة من ربيعة بفضل قوتها(2).
نهى أمير المؤمنين(علیه السلام) عن : أكل لحم الفحل وقت اغتلامه(3).
توضيح: الفحل : هو الذكر القوي من كل حيوان .
وقال الدميري في تعريفه، الفحل: الذكر من ذي الحافر والظلف والخف وغير ذلك من ذي الروح ، وجمعه أفحل وفحول وفحولة وفحال وفحالة(4).
قال علي(علیه السلام) : شيئان ما دخلا جوفاً قط إلا وأصلحاه: الرمّان، والماء الفاتر، وشيئان ما دخلا جوفاً قط إلا أفسداه : الجبن، والقديد(5).
توضيح: القديد: أي اللحم المُقَدَّدُ ، وما قطع من اللحم وشُرّر . وقيل : هو اللحم المملح المجفف في الشمس. وهو يهيج كُلّ داءٍ ، ويحدث حَکّ في البدن، يضر بالقولنج، ويصلحه طبخه باللبن والدهن، وأكل شيء بارد بعده .
اللحم في الغذاء والطب الحديث
يعتبر اللحم أغنى طعام بالمواد البروتينية، ففيه من 18,5 - 22 في المئة من البروتين، ومثل هذا المقدار من المواد الدسمة، وتتبدل هذه النسبة انخفاضاً وارتفاعاً بحسب طبيعة اللحم ونوعه، فتتراوح بين 10 -
ص: 160
%45. وفي اللحم أيضاً أملاح معدنية - وبخاصة الفوسفور - الموجود بوفرة في لواحق اللحم بصورة خاصة، وهو فقير بالصوديوم.
*وفيه فيتامين (ب)، والنشويات غير موجودة في لحم الحيوان مطلقاً، وهذا ما يجعل العيش على اللحم وحده غير ممكن، وتكون الحياة قصيرة جداً إذا اقتصر الغذاء على اللحم .
*وفي اللحم من 2 - 3 في المئة من المواد المستخلصة تظهر في اللحم بعد ذبح الحيوان، وهذه تولد الحامض البولي المسؤول عن تكوين الحصى الصفراوي، وهذا ما يسبب منع تناول اللحم في بعض الحالات المرضية. ورغم هذا فإن اللحم غذاء حسن الهضم، مولد لطاقات النشاط والحيوية، وهو يقدم للجسم العناصر التي لا يستغنى عنها لحفظ التوازن في الخلايا، وذلك بفضل المواد التي تضاف إليه عند طبخه واستعماله، فترتفع القيمة الحرورية فيه إلى رقم يتراوح بين 150 - 450 حرورياً.
*إن اللحم المشوي أخف هضماً من المسلوق، واللحم الأقل طبخاً أخف من المطبوخ طويلاً، واللحم الأحمر أسهل هضماً من الأبيض وأبعد من الأبيض عن حمل السموم.
* ومرق اللحم المسلوق قيمته الغذائية قليلة ؛ بحيث أن ليتراً من المرق يعادل ما في 40 غرام من اللحم من الغذاء، إنه ينشط غشاء المعدة المخاطي لافراز العصارة الهاضمة، ولكنه لا يحتوي من خواص اللحم سوى قليل من الدهن والأملاح المعدنية، ويفيد فقط مرضى الحميات والجهاز الهضمي في حث معدهم على طلب الغذاء .
وخلاصات اللحم غنية بالمواد الزلالية، وبالأملاح، وبالعناصر المنبهة، ولكن قيمتها الغذائية متوسطة ،وفوق هذا فهي مهيجة لأجهزة الهضم والأعصاب.
ص: 161
قال علي(علیه السلام): أنهاكم عن الجري ،والزمير ،والمارماهي، والطافي،والطحال(1).
روي عن ان أمير المؤمنين(علیه السلام) كان يكره الجريث، ويقول: لا تأكل من السمك إلا شيئاً عليه فلوس، وكره المارماهي(2).
ما هو المارماهي؟
المارماهي : ويسمى بالأنكليس أو الأنقليس وهو غير الجري، من فصيلة الانقليسيات ورتبة مفتوحات المثانة، يعيش في المياه العذبة. وهو نوع من السمك يُشبه الحيّات، أسود اللون، قليل العظام، لا يحتوي جلده على الفلس، اذا طبخ تبدل إلى دهن .
عن الامام الصادق(علیه السلام) ، عن آبائه(علیهم السلام) : ان عليا(علیه السلام) أُتي برجل كان نصرانياً فأسلم، فإذا معه خنزير قد شواه بالريحان، فقال له: ويحك! ما حملك على ما صنعت؟ قال : مرضت فقدمت إليه! ، فقال له علي(علیه السلام) : فأين أنت عن المعز؟ فكان خلفاً منه(3).
ص: 162
المعز وخواصه
المعز: نوع من الغنم، ذو شعر كثيف، وذنب قصير، وهو خلاف الضأن .
المعز اسم جنس وكذلك المعزى، وواحده ماعز، والانثى ماعزة، والجمع مواعز وأمعز.
لحم الماعز: أوفق لأصحاب الأبدان الملتهبة والقليلة الحركة والرياضة، وكذلك لمن تهيج به الجراحات والأمراض والحميات الحادة والدماميل، ويصلح في الأوقات الحارة أيضاً.
قال ابن قيم في الطب النبوي : لحم المعز قليل الحرارة، يابس ،وخلطه المتولد منه ليس بفاضل ،وليس بجيد الهضم، ولا محمود الغذاء، وشديد اليبس ،وعسر الانهضام، ومولد للخلط السوداوي.
قال بعض الأطباء : إنما المذموم منه «المسن» ولا سيما للمسنين، ولا رداءة فيه لمن اعتاده. وحكم الأطباء عليه بالمضرة : حكم جزئي، ليس بكلي عام، وهو بحسب المعد الضعيفة، والأمزجة الضعيفة التي لم تعتده واعتادت المأكولات اللطيفة، وهؤلاء : أهل الرفاهية من أهل المدن وهم القليلون من الناس .
قال في خواصه الدميري: لحمه يورث الهمّ والنسيان، ويولد البلغم، لكنه نافع جداً لمن به الدماميل، وأكل مخه يورث الهم والنسيان ويحرك السوداء(1).
ص: 163
روي عن علي(علیه السلام) أنه قال : الناقة الجلالة تحبس على العلف أربعين يوماً، والبقرة عشرين يوماً والشاة سبعة أيام، والبطة خمسة أيام، والدجاجة ثلاثة أيام، ثم تؤكل بعد ذلك لحومها، وتشرب ألبان ذوات الألبان منها، ويؤكل بيض ما يبيض منها(1).
وهناك حديث آخر مشابه لهذا الحديث في النوادر للراوندي،فراجع(2).
شيء من خواص الناقة
الناقة : الأنثى من الإبل وهو البعير، والجمل هو الذكر من الإبل، وخواصه كخواص البعض الآخر. لحمها رديئة كلها، واذا احرق وبر الإبل وذري على الدم السائل قطعه، ولحمه يزيد في الباه، وبول الابل ينفع من ورم الكبد، ويزيد في قوة الرجل(3).
روي عن علي(علیه السلام) أنه قال : لا يؤكل الذئب، ولا النمر، ولا الفهد، ولا الأسد، ولا ابن آوى، ولا الدب، ولا الضبع، ولا شيء له مخلب(4).
ص: 164
النمر وشيء من خواصه
النمر: حيوان مفترس، أرقط البدن، طويل الذنب، من الفصيلة السنورية ورتبة اللواحم ، يقتات الحيوانات الثديية والطيور والزواحف.
إذا اكتحل بمرارته أزاد في ضوء البصر ومنع نزول الماء من العين، وهي سُم قاتل إن سقي أحد منها دائقاً لا يتخلص منه، وشحمه اذا اذيب وجعل في الجراحات العتيقة نظفها وأبرأها. ومن أكل من لحمه خمسة دراهم لا يضره سُم الحيات والأفاعي.
وقيل : إن جميع أجزاء بدنه تفعل فعل السُم القاتل وخاصة مرارته ،و جلده إذا أدمن الجلوس عليه بلا حائل صاحب البواسير، نفعه(1).
ص: 165
ص: 166
الاستشفاء بالقرآن والدعاء
ص: 167
ص: 168
اقتبسنا هذه المقدمة حول الدعاء وآثاره النفسية من كتاب «الدعاء» تأليف البروفسور الكسيس كارل (الحائز على جائزة نوبل في الطب والجراحة عام 1912) ، وهي بقلم وترجمة الدكتور محمد كامل نجل العلامة المرحوم الشيخ سليمان سليمان العاملي:
ثمرة الدعاء ونتائجه
يترك الدعاء دائماً نتيجة ايجابية اذا اتي به في الأوقات المناسبة ، «ما من انسان مارس الدعاء إلا وتعلم اشياء تعود عليه بالنفع العميم» كما كتب رالف والدو إمرسون RALPH WALDO EMERSON . عدا عن ذلك، فان الدعاء يعتبر عند الرجال العصريين : عادة بالية، مهجورة، وخرافة لاطائل تحتها ،وبقايا بربرية بالية.
وفي الحقيقة اننا نجهل جهلاً يكاد يكون تاماً، آثار الدعاء وايجابياته.
فما هي اسباب جهلنا يا ترى؟
اسباب جهلنا - لقيمة الدعاء تعود بادىء ذي بدء الى قلة مواظبتنا على الدعاء وممارستنا له .
كما ان التحلّي بالقداسة والتقوى، هي في طريق الزوال عند متمدني اليوم.
الى ذلك فانه من المحتمل أن عدد الفرنسيين الذين يواظبون علی
ص: 169
الدعاء بصورة مستمرة لا يتجاوزون 4% الى 5%.
من هنا نجد ان الدعاء يكون احياناً عقيماً لايؤتي ثماره كما ينبغي، لأن الغالبية العظمى من الداعين والمصلين يكونوا انانيين وكذابين، متعجرفين وفريسيين،متظاهرين بالتقوى والورع، وقلبهم مملوء بالحقد والكراهية ،وغيرجديرين بالمحبة والأيمان.
لذلك، فان نتائج الدعاء عندما تحدث - غالب ما تمرّ دون ان نشعر بها.
وهكذا فإنّ اجابة مسألتنا ومردود محبتنا، يأتي عادة بشكل بطيء غير ملموس، وتقريباً غير مستجاب .
ان صوت الدعاء الخافت الذي يُهمس في اعماقنا، سرعان ما يختنق في وسط ضجيج العالم وصخبه .
هذا، وان نتائج الدعاء المادية غامضة هي نفسها ايضاً، اذ انها تختلط على العموم بظاهرات اخرى .
فقليل من الناس - حتى بين الكهنة انفسهم - الذين تتاح لهم فرصة مراقبة تلك النتائج بصورة دقيقة .
تلك النتائج غالب ما يتركها الأطباء انفسهم بسبب قلة الفائدة، يتركونها بدون ان يعمدوا الى دراسة هذه الحالة التي تكون بمتناول ايديهم .
فضلاً عن ذلك، فان المراقبين كثير ما يتنكبون عن الطريق، ويبدولون الإتجاه، لأن واقع الجواب يكون غير ما يتوقعون .
وعليه فان الذي يطلب - مثلاً - ان يشفى من مرض عضوي يبقى مريضاً، الا انه يطرأ عليه تحول في المسلك والأخلاق، ومن الصعب جداً ان نقوم بشرحه .
ص: 170
الا ان ممارسة الدعاء - ومهما كان نادراً بين مجموع افراد الشعب-تظل معاشة نسبياً في المجموعات التي تظل وفيةً لتدينها وايمانها .
ففي هذه المجموعات البشرية يمكن حتى اليوم دراسة تأثير الدعاء فيها.
ومن بين النتائج التي لا تحصى للدعاء تُتاح الفرصة امام الطبيب لكي يراقب العلاقات الوثيقة بين المظاهر النفسية والبدنية، والعلاجات الشافية لها.
النتائج النفسية - الفيزيولوجية
للدعاء
لا شك ان الدعاء يؤثر على الفكر وعلى الجسد أيضاً، بشكل يبدو انه يتعلق بنوعية الدعاء ، وبكثافته، والمداومة عليه.
ذلك انه من السهل ان نتعرف على آثار ممارسة الدعاء، وحتى في بعض الأحيان على كثافته.
اما نوعية الدعاء فتظل مجهولة، لأننا لا نملك الوسيلة لمقياس الايمان، ولا لمعرفة محبة الغير.
و مع ذلك، فان الطريقة التي يعايشها من يمارس الدعاء يمكن ان توضح لنا نوعية الابتهال الذي نرفعه لله سبحانه .
حتى عندما يكون الدعاء ضعيف القيمة، ويعتمد على الترديد الآلي للصيغ الدعائية ،فانه يترك اثراً على السلوك الانساني، فهو يقَوي جانب التقوى والجانب الخلقي فينا في وقت معاً.
الى ذلك فان الأوساط التي يُصلّى فيها تتصف بنوع من المثابرة الدائمة على الشعور بالمسؤولية والإصرار على القيام بالواجب بإخلاص، بعيداً عن
ص: 171
التحاسد والتباغض، بل بالطيبة والأريحيّة تجاه الآخرين.
وغني عن البرهان بأنه على صعيد النمو العقلي والذهني يلاحظ ان التحلّي بالقيم الاخلاقية والاندفاع لعمل الخير، يكون اكثر وجوداً بين الذين يحافظون على الدعاء من غيرهم ممن لا يدعون .
وهكذا فان الدعاء عندما يُثابر عليه يومياً، ويصبح ذا طابع ورع، فإن اثره يتبدّى بوضوح أكثر .
الدعاء والتأثير المادي
كما أن تأثير الدعاء يمكن ان يقارن بشكل من الاشكال بتأثير الغدد الصماء ذات الفرز الداخلي، كالغدة الدرقية والغدة الكظري. وانها تقوم على نوع من التحول الذهني والعضوي. هذا التحول يتقدم يوماً بعد يوم، حتى يمكن القول بأن شعلة وهّاجة تتأجج في أعماق الوعي الانساني، فيرى الانسان في ضوئها نفسه على حقيقتها، فيكتشف انانيته وجشعه، كما يطّلع ايضاً على خطأ الاحكام التي يصدرها مدفوعاً بعجرفته وتغطرسه، مما يحدو به للإنكباب على القيام بواجبه الخلقي. كما انه يحاول ان يكسب الخشوع النفسي، وهكذا تنفتح امامه مملكة النعم الإلهية.
وهكذا شيئاً فشيئاً يصبح عنده نوع من الطمأنينة الباطنية، ونوع من الانسجام في النشاطات العصبية والاخلاقية، كما يقوم عنده نوع من التجلد الكبير لتحمّل الفقر، والترفع عن النميمة، وعدم الإستسلام للهواجس المريبة، وتتولد عنده قدرة روحية لاتتركه يتضعضع او يضعف امام فقدانه لأحد من ذوي قرباه، ولا ينهار امام الألم والمرض والموت .
هذا وان الطبيب ليسعد ايضاً، حين يجد مريضاً ينكب على الدعاء، ذلك ان الطمأنينة النفسية التي تتولد عن طريق الدعاء، تكون عوناً عظيماً على الشفاء والمعاناة. .
ص: 172
الى ذلك فان الدعاء ينبغي ان لا يشبه في حال من الأحوال «المورفين». ذلك انه يسبغ - الى جانب الطمأنينة النفسية، وفي الوقت عينه - نوعاً من التكامل لدى النشاطات الذهنية المختلفة، ويتوفر على إغناء الشخصية الانسانية، وترسيخ النزعة البطولية احياناً .
كذلك فان الدعاء يختم الداعين المخلصين بطابع خاص ومميّز .
نتائج الإتصال الروحي بالله
... وهكذا فان صفاء النظرة للآخرين، وطمأنينة التماسك النفسي الداخلي، والإنشراح للصدق في التعبير، الى جانب الرجولة في التصرف، مع الرضا الكامل للجندي بالموت حين يدعو الواجب، والطمأنينة التامة للبطل بالشهادة دفاعاً عن الحق، كل ذلك يشفُّ عن وجود الكنز الخبيء في أعماق كل منّا، وفي فكره وحواسه .
وتحت هذا التأثير العظيم نلاحظ انه حتى الجاهلون، والمتأخرون، والضعفاء، والمحدودو الإستعداد، حتى هؤلاء يستخدمون بشكل افضل قواهم الخلقية والعقلية .
وهكذا فان الدعاء يرفع الناس فوق مستواهم الذهني الذي ينتمون اليه ، سواء بالتربية أو بالوراثة .
هذا الإتصال الروحي بالله -عبر الدعاء -يغمرهم بالسلام والثقة بالنفس، كذلك فان السلام يشع من ذواتهم الطاهرة، مما يجعلهم يحملون السلام للناس في كل مكان يحلون فيه .
ومما يؤسف له - هنا - انه لايوجد الآن في العالم سوى عدد طفيف من الأفراد الذين يحسنون تأدية الدعاء بطريقة مثمرة وفاعلة.
ص: 173
الشفاء عن طريق الدعاء
ان نتائج الشفاء عن طريق الدعاء يستثير اهتمام الناس على مرّ العصور.
وحتى يومنا الحاضر وفي الأوساط التي ما زالت تمارس الدعاء وتقوم بالصلاة ،ما زالوا يتحدثون باسهاب عن الاشخاص الذين تم شفاؤهم عن طريق التضرعات للباري عزوجل او لأوليائه الصالحين.
اما بالنسبة للأمراض القابلة للشفاء تلقائياً، أو بمساعدة الأدوية والعقاقير الطبية، فانه من الصعب ان نعرف العامل الحقيقي الكامن وراء الشفاء.
اما في الحالة المرضية التي لا يمكن فيها تطبيق العلاج على الشخص المريض، أو عندما نطبقه ولكن بدون جدوى وبدون ان تعطي النتائج الشفائية المرجوة، في هذه الحالة يمكن ان نلاحظ دور الدعاء الأكيد في شفاء الأمراض المستعصية .
ان المكتب الطبي التابع ل«الورد» Lorders، ادى خدمة كبيرة للعلم عندما برهن على ان حقيقة شفاء كثير من الأمراض المستعصية، كان بفضل الدعاء وحده.
وهكذا فإن للدعاء قوة سريعة في الشفاء حتى يمكن تشبيهها لسرعة الانفجار.
هذا، وان كثيراً من المرضى تم لهم بفعل العاطفة الصادقة وعن طريق الدعاء الشفاء من امراض خطيرة مستعصية، كمرض القرّاض الجلدي في(1)
ص: 174
الوجه «Lupus» ،والسرطان، وتعفن الطحال، والقرحة، والتدرن الرئوي، والسل العظمي، والسل في الحجاب الحاجز.
ان ظاهرة الشفاء هذه كانت تحدث تقريباً دائماً بنفس الأسلوب، فأولاً يعاني المريض ألماً شديداً ، ثم يعقبه شعور بإمكان الشفاء .
وهكذا خلال بضع ثوان او بضع ساعات على الأكثر، تختفي علامات المرض، والجروح التشريحية تلتئم، لتتم معجزة الشفاء بعد ذلك بسرعة هائلة، تختصر مراحل العلاج العادية بشكل مذهل .
ومن الجدير التنويه به هنا ان هذه السرعة المتناهية في مسيرة الشفاء، لم يلاحظها اي احد من الجزاحين النطاسيين، أو اخصائيي وظائف الأعضاء المشهورين، خلال ما اجروا من عمليات لمرضاهم، حتى ايامنا الحاضرة.
الدعاء سريع وبطيء
هذا ،ولكي تتمّ ظاهرة الشفاء بسبب الدعاء كما سبق واشرنا ليس ضرورياً ان يكون الداعي هو المريض نفسه، فان هناك اطفالاً صغاراً لا يستطيعون الكلام تمت لهم معجزة الشفاء بالدعاء، كما ان هنالك اشخاصاً غير مؤمنين شفوا من امراضهم بسبب دعاء الغير لهم بالقرب منهم .
هذا، وان الدعاء للآخرين يكون دائماً اكثر نتيجة من دعاء الشخص لنفسه .
ان نتيجة الشفاء بالدعاء وسرعة الاستجابة، انما يتوقفان على كثافة الدعاء، ومدى الصدق والإخلاص فيه .
الى ذلك فان معجزة شفاء المرضى عن طريق الدعاء في منتجع «لورد»، اصبحت تتضاءل في ايامنا هذه بالنسبة لما قبل اربعين او خمسين سنة.
ص: 175
هذا وان المرضى ما عادوا يجدون فيه نفس الجَوّ من الخشوع العميق الذي كان يسود في الماضي.
ذلك ان الزائرين الى «الورد» أصبحوا سُوّاحاً يطلبون الترفيه لاحتجاجاً يدفعهم الإيمان العميق ،ولذلك لم تعد ادعيتهم ذات اثر فعّال كما كان من قبل.
تلكم هي آثار الدعاء في الشفاء، التي يوجد عندي معرفة يقينية بها عايشتها عن كتب، والى جانب هذه المعجزات الباهرة يوجد الكثيرغيرها(1).
ان تاريخ الأولياء الصالحين، حتى المعاصرين منهم، يروي العديد من وقائع هذه الأعاجيب المدهشة. ومما لاشك فيه ان اكثر المعجزات المنسوبة الى الراهب(آرس) ، Ars، هي حقيقية وصادقة .
ان مجموع هذه الظواهر الخارقة يجعلنا نلج في عالم جديد، لما نبدأ باكتشافه بعد ،والذي سنجده غنياً خصباً بالمفاجآت المذهلة.
ان ما نعرفه يقينياً حتى الآن هو ان الدعاء يعطي نتائج ظاهرة للعيان . وانه لمن الغرابة ان تحدث أشياء بهذا الشكل المعجز.
ولكن ينبغي ان لا يغرب عن بالنا حقيقة ان كل من يسعى لشيء لاجرم ان يصل اليه، كما ان كل من طرق الباب سيفتح لاستقباله .
ص: 176
قال علي(علیه السلام) : ثلاث يذهبن بالبلغم، ويزدن في الحفظ: السواك، والصوم، وقراءة القرآن(1).
قال علي(علیه السلام) : قراءة القرآن، والسواك، واللبان، منقاة للبلغم(2).
قال علي(علیه السلام) : ثلاث يزيدن في الحفظ، ويذهبن بالبلغم : قراءة القرآن، والعسل ،واللبان(3).
قال علي(علیه السلام) : أحسنوا تلاوة القرآن، فإنه أنفع القصص، واستشفوا به فإنه شفاء الصدور(4).
قال علي(علیه السلام) : تعلموا القرآن فإنه ربيع القلوب، واستشفوا بنوره، فإنه شفاء الصدور(5).
قال علي(علیه السلام) : قد ضمنت ضماناً صحيحاً لمن أكل طعاماً وسمى الله تعالى، ألا يضره. فقام اليه رجل من فناء الناس، فقال : يا أمير المؤمنين
ص: 177
أكلت البارحة طعاماً، فسميت عليه فاذاني؟
فقال : أكلت ألواناً، فسميت على بعضها ولم تسم على البعض الآخر. فضحك الرجل، وقال: صدقت يا أمير المؤمنين، فقال : فإنما ذلك لما لم تسم عليه، يا لكع(1).
قال علي(علیه السلام) : «بسم الله» ، شفاء من كل داء، وعون لكل دواء(2).
بخلايا قادرة على التحسس بالأشعة الضوئية، وتنقلها عن طريق دفعات عصبية إلى مراكز الرؤية في الدماغ .
أما الأجفان فهي تحمي كرة العين وقرينتها من الاتصال المباشر بالغبار، أو التعرض للجفاف بأشعة الشمس .
وفي الأجفان مجموعة من الغدد، أهمها: الغدد الدمعية، التي تحافظ على العين رطبة، وتحتوي مفرزاتها على بعض الأنزيمات الحالة للمواد الغريبة .
أما أمراض العين فهي كثيرة، وطرق معالجتها مختلفة، لكن قد يكون المراد في الحديث، هي الأوجاع التي تحدث من بعض الفايروسات أو اصابات خارجية طفيفة أو ما شابه ذلك، حيث يمكن حل الشكوى بالاعتماد والاطمئنان النفسي،والتوجه للقرآن والدعاء.
عن علي(علیه السلام) : يقرأ في نقصان الشهر، سبعة أيام متوالية :
[ »َو مَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ»(1)،«وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا، فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا»(2)](3).
الثّؤلول، أسبابه وعلاجه
ثأل : ثؤلِلَ وتَثألَلَ جسده: خرج فيه التُؤلُول. الثؤلول جمعه ثآليل : خُراج ناتىء، صلبٌ، مستدير. وهو كل ما يخرج بالبدن من اللحم الزائد،
ص: 179
الصلب قاعدةً.
وجاء في الكتب الطبية الحديثة تعريفه بالتالي :
الثؤلول: هو حطاطة جلدية متعرجة السطح، وهو عبارة عن ورم يصيب البشرة، وينتج عن الخمج الذي تسببه حمّة (فيروس)، وتؤدي إلى تكاثر خلايا البشرة .
وقد يظهر الثؤلول في اليدين أو القدمين أو الردفين أو العانة أو الوجه، ولكن ما من علاج مثالي له، بل يجدر تجنب بعض أشكال العلاج المتبعة، ويُعتبر العلاج الأفضل له وهو الشائع، استعمال النتروجين السائل خارجياً من غیر ضغط.
كما يجب تفادي استئصال الثؤلول بالسكين أو بالعلاج الجراحي بالكهرباء، أو بالعلاج بالاستفادة الأشعة، لأن الأثر الذي يمكن أن يولده من مثل هذا العلاج هو أصعب من مشكلة وجود الثؤلول الذي يعاود ظهوره في المكان نفسه.
قال علي(علیه السلام): [﴿فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا ﴿11﴾ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا ﴿12﴾(1)](2).
لغة البكاء!
بكاء الطفل: يبكي الطفل في الأيام الأولى من عمره كأنه يعترض على كل الطواريء والتحولات الجديدة المفروضة عليه بعد خروجه من
ص: 180
الرحم. وعدم قدرته على الحركة المفهمة والكلام، يدفعانه في كل مرة إلى التعبير عن حاجاته باللغة الوحيدة التي يتقنها، و هی لغة البكاء .
انه فی الأساس يدعو الناس إلى الاقتراب منه، ليشعرهم بحاجاته الجسمية والعاطفية .
لكن ما أن تمرّ مدة على تمرسه بلغة البكاء، حتى يبدى الطفل بضبط تعابيرها ويستعملها باتقان لبلوغ مراده. يقسم البكاء إلى عدة أنواع في الأسابيع الأولى من ولادته ،منها : بكاء بطابع منخفض الصوت، وبكاء مع نشيج غاضب يدوم مدة طويلة، وبكاء ممزوج بالصراخ الحاد وهو يعبر عن الألم، وبكاء واضح الهدف والغاية.
قال علي(علیه السلام) : إذا اشتكى أحدكم وجع الفخذين، فليجلس في تور كبير، أو طشت في الماء المسخن، وليضع يده عليه وليقراء : [ (أَوَلَوْ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ أفَلَا يُؤْمِنُونَ«30»)(1)](2).
قال علي(علیه السلام) : إني لا أعرف آيتين من كتاب الله المنزل، يكتبان للمرأة إذا عسر عليها ولدها، يكتبان في رق ظبي، وتعلقه عليها في حقويها:
ص: 181
بسم الله وبالله، فإن مع العسر يسراً إن مع العسر يسرا، سبع مرات.
(يَتَأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِن زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْ عَظِيمٌ«1» یَومَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمَلَهَا وترى النَّاسَ سُكَرَى وَمَا هُم بِسُكَرَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللهِ شَدِيدٌ«2»)(1)، مرة واحدة تكتب في ورقة وتربط بخيط من كتان غير مفتول، وتشد على فخدها الأيسر، فإذا أولدته قطعته من ساعتها، ولا تتوانى عنه، ويكتب حين ولدت : ،مريم، ولدت حي يا حي، اهبط الأرض الساعة بإذن الله تعالى(2).
عن علي(علیه السلام) : يا خالقَ النفس من النفسِ، ومخرَج النفسِ من النفسِ، ومخلّص النفس من النفس، خلّصها(3).
مراحل الولادة وعسرها
توضيح عسر الولادة: الولادة الطبيعية، عملية فيزيولوجية سهلة وشبه تلقائية ، تبدأ عادة بتقلصات في عضلات الرحم، حتى تنتهي بولادة الطفل وخروج المشيمة، وتقسم الولادة إلى ثلاث مراحل، هي :
1 - تبدأ من المخاض، وتنتهي باكتمال توسّع عنق الرحم.
2 - ومن مرحلة التوسّع حتى ولادة الطفل.
3 - من الولادة حتى خروج المشيمة.
ولكن قد تتعسر الولادة في أي من مراحلها، وذلك اما نتيجة لوضعية
ص: 182
الجنين داخل الرحم، أو نحو مجيئه، أو ضعف في التقلصات الرحمية، أو بسبب كبر رأس الجنين .
شكي رجل من همدان إلى أمير المؤمنين(علیه السلام) وجع الظهر، وأنه يسهر الليل؟
فقال : ضع يدك على الموضع الذي تشتكي منه، واقرأ ثلاثاً : «وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَاباً مُؤَجَّلًا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا سَنَجْزِى الشَّكِرِينَ»(1)
واقرأ سبع مرات : إنا أنزلناه في ليلة القدر إلى آخرها، فإنك تعافى من العلل إن شاء الله تعالى.(2)
قال علي(علیه السلام):(3) إذا فرغت من صلاتك فضع يدك على موضع السجود ،ثم امسحه واقرأ : «أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ ﴿115﴾فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ ﴿116﴾وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ ﴿117﴾وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ ﴿118﴾».(4)
الخاصرة: جمعها خواصر من الانسان، وهي جنبه ،فوق رأس الوَرِك.
ص: 183
قال أمير المؤمنين(علیه السلام) لإبنه الحسن(علیه السلام) : يابني، لا تطعمن لقمة حار ولا بارد، ولا تشربن شربةً ولاجرعة ،إلا وأنت تقول قبل أن تأكله وقبل أن تشربه : «اللهم إني أسئلك في أكلي وشربي السلامة من وعكة، والقوة به على طاعتك، وذكرك ،وشكرك فيما أبقيته في بدني، وأن تشجعني بقوته على عبادتك، وأن تلهمني حسن التحرز من معصيتك، فإن فعلت ذلك أمِنت من وعثه وعائلته(1).
توضيح : الوعث هو الإختلاط والفساد، وياتي بمعنى العسر.
عن علی(علیه السلام): عزمتُ عليكِ يا ريحُ ،بالعزيمة التي عَزمَ بها علي بن أبي طالب ورسول الله على جِنّ وادي الصَّفراء، فأجابوا وأطاعوا لما أجبتِ وأطعتِ وخرجتِ عن فلان فلان(2).
الصرع وأصنافه
الصَرْع: جمعه أصرُع وصروع، علةٌ تمنع الأعضاء النفسانية عن أفعالها منعاً غير تام، وعند العامة : هو الصداع الشديد.
وجاء في كتب الطب الحديث أنه: اضطراب مؤقت في الفعالية الدماغية، نتيجة انفراغات كهربائية شديدة مفاجئة، تُرافق عادةً باضطراب
ص: 184
في الوعي .
يُصنّف الصرع إلى قسمين :
1 - الصرع الأساسي أو المتعمم : يتميّز بأن الانفراغات الكهربائية، تصل إلى جذع الدماغ، وبالتالي تؤدي إلى اضطراب في الوعي .
2 - الصرع البؤري أو الجزئي: تنطلق الانفراغات الكهربائية، من بؤرة ما في القشرة المخيّة، وتبقى محصورة في بؤرة الانطلاق من دون انتشار، ولا يحدث فقدان للوعي .
وأما انواعه فكثيرة ،وأما أسبابه فغير معروفة، وقد ينتقل عبر الوراثة. والذي يظهر من الحديث الشريف : أنها ريح خبيثة، تنتج عن طريق الأرواح الشريرة والجنّ، ومعالجتها أمر روحي.
عن علي(علیه السلام) أن تقول : أعوذ بعزة الله وقدرته على الأشياء كلها، وأعيذ نفسي بجبار السموات والأرض، وأعيذ نفسي بمن لا يضر مع اسمه شيء من كل داء ،وأعيذ نفسي بالذي اسمه بركة وشفاء(1).
عن علي(علیه السلام) : اللهم إني أسئلك تعجيل عافيتك، أو صبراً على بليتك، وخروجاً إلى رحمتك(2).
ص: 185
مما قاله علي(علیه السلام) ا للأصبغ بن نباتة حين دخل عليه [الأصبغ] وقدامه شواء، [يقول الأصبغ ] فقال(علیه السلام) لي : أدن وكل، فقلت: يا أميرالمؤمنين هذا لي ضار، فقال لي : أدن أعلمك كلمات لا يضر معهن شيء مما تخف، قل :(بسم الله خير الأسماء مِلْء الأرض والسماء، الرحمن الرحيم لا يضر مع اسمه داء)، تغدّ معنا(1).
سمع ضرير ،دعاء أمير المؤمنين(علیه السلام) وهو يقول :
اللهم إني أسئلك يا رب الأرواح الفانية، ورب الأجساد البالية، أسئلك بطاعة الأرواح الراجعة إلى أجسادها، وبطاعة الأجساد الملتئمة إلى أعضائها، وبانشقاق القبور عن أهلها، وبدعوتك الصادقة فيهم ، وأخذك بالحق بينهم ، إذا برز الخلائق ينتظرون قضائك، ويرون سلطانك، ويخافون بطشك، ويرجون رحمتك ، «يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلى عَن مَوْلَى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ(41) إِلَّا مَن رَّحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ » (2)، أسئلك يا رحمن أن تجعل النور في بصري، واليقين في الله قلبي، وذكرك بالليل والنهار على لساني، أبداً ما أبقيتني، إنك على كل شيء قدير . قال الراوي : فسمعها الأعمى وحفظها ،،ورجع إلى بيته الذي يأويه ،فتطهر للصلاة وصلى ،ثم دعا بها، فلما بلغ قوله : أن تجعل النور في بصري، إرتد الأعمى بصيراً بإذن الله(3) .
ص: 186
قال علي(علیه السلام) : إلهي كلّما أنعمتَ عليَّ نعمةً قلْ لكَ عندها شكري، وكلما ابتليتني ببلية قلّ لك عندها صبري، فيامَن قلَّ شكري عند نعمة فلم يحرمني، ويامن قلّ صبري عند بلائه فلم يخذلني، ويامن رآني على الخطايا فلم يفضحني، ويامن رآني على المعاصي فلم يعاقبني عليها، صل على محمد وآل محمد(صلی الله علیه و آله و سلم)، واغفر لي ذنوبي، واشفني من مرضي هذا، إنك على كل شيء قدير(1).
عن أبي عبد الله(علیه السلام) ، عن آبائه(علیهم السلام) ، عن أميرالمؤمنين(علیه السلام) أنه قال : قل بعد أن تضع يدك اليسرى عليه : بسم الله وبالله «بَلَاَ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ»(2)، اللهم إني أسلمت اليك، وفوضت أمري اليك ،لا ملجأ ولا منجأ إلا اليك . ثلاث مرات، فإنك تعافى انشاء الله تعالى(3).
عن علي(علیه السلام) : يا جواد، یا ماجد، یا رحیم، یا قریب، یا مجیب، یا بارىء، يا راحم، صل على محمد وآل محمد(صلی الله علیه و آله و سلم) ، واردُدْ عَلَيَّ نعمتك، واكفني أمر وَجعي(4).
ص: 187
البواسير، تعريفها وعلاجها
الباسور : جمعه بواسير، علة في المقعد، يسببها تمدد عروق المقعد، حيث ينزف منها الدم بعد ورود الضغط عليها .
وجاء في الكتب الطبية الحديثة عنها ما يلي : تعتبر البواسير الشرجية (وفي عرف العامة تعرف باسم المواسير) من أكثر الأمراض التي تصيب الشرج شيوعاً . تنشأ في منطقة من أكثر مناطق الجسم إيلاماً ، حيث يحتاجها الانسان يومياً لإفراغ فضولات الأطعمة المتناولة.
والبواسير هي عبارة عن: توسعات شاذة في أوردة المستقيم والقناة الشرجية، تحدث هذه التوسعات الوريدية نتيجة احتقان مزمن في الشبكة الوعائية التي تحت الغشاء المخاطي المستقيم والقناة الشرجية. و هی: اما داخلية أو خارجية. يحدث معها نزف الدم وفي الحالات المتطورة هبوط البواسير.
المعالجات: ان المعالجة الشافية للبواسير هي الاستئصال الجراحي لها. أما المعالجة المخففة فهي اعطاء الملينات التي تمنع حدوث الامساك في الأمعاء، كما توصف لها بعض الدهون الشرجية .
عن الحارث الأعور ، قال : شكوت إلى أمير المؤمنين(علیهم السلام) ألماً ووجعاً في جسدي . فقال : إذا اشتكى أحدكم فليقل : بسم الله وبالله، وصلى الله على رسول الله وآله، أعوذ بعزة الله وقدرته على ما يشاء من شرّ ما أجد.
فإنه إذا قال ذلك، صرف الله عنه الأذى انشاء الله تعالى(1) .
ص: 188
عن علي(علیه السلام) ، ضع يدك عليه وقل : بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، اللهم إني أستجيرك مما استجار به محمد(صلی الله علیه و آله و سلم) لنفسه. سبع مرات فإنه يسكن ذلك عنه، بإذن الله تعالى وحسن توفیقه(1).
عن علي(علیه السلام) ، يشرب ماءاً حاراً ويقول: يا الله يا الله يا الله، يا رحمن يا رحيم، يا رب الأرباب، يا إله الآلهة، يا مَلِكَ الملوك، يا سيد السادات، اشفني بشفائك من كل داءٍ وسقم، فإني عبدك وابن عَبدَيكَ، فأنا اتقلب في قبضتك(2).
ورد عن علي(علیه السلام) انه :
وبعد مسح سجوده، يمسح على الضرس، ويقول: بسم الله ،والشافي [والكافي] الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله [العلي العظيم ](3).
ص: 189
عن علي(علیه السلام) : ضع يدك عليه وقل :
بسم الله وبالله، اللهم منتت عَلَيَّ بالإيمان، وأودعتني القرآن، ورزقتني صيام شهر رمضان، فامنن عَلَيَّ بالرحمة والرضوان، والرأفة والغفران، وتمام ما أوليتني من النعم والإحسان، يا حنان يا منان، يا دائم یا رحمان، سبحانك وليس لي أحد سواك، سبحانك أعوذ بك بعد هذه الكرامات من الهوان، وأسألك أن تجلي عن قلبي الأحزان.
تقولها ثلاثاً تعافى منها بعون الله تعالى، ثم تصلي على محمد(صلی الله علیه و آله)(1).
معنى البلابل : بَلبَلَ، بَلبَلَةً ويِلبالاً القوم: هيّجهم، أوقعهم في الهمّ. البَلبال:شدة الهمّ .
عن علي(علیه السلام) ، بعد وضع اليد عليه تقول :
بسم الله الرحمن الرحيم،بسم الله وبالله،أعوذ بسم الله الكبير، وأعوذ بسم الله العظيم، من شرِّ كلِّ عرقٍ نقّار [نعار]، ومن شرّ حرّ النار(2).
عرق النساء تعريفه ومعالجته
عِرقُ النسا: عِرقٌ في الساق السفلى، أو من الورك إلى الكعب. وهو ألم في
ص: 190
العصب الوركي، يشعر به المصاب في قفا فخذه عادةً. سببه فتق في القرص الغضروفي بين اثنتين من الفقرات، ويحدث عادة نتيجة حمل شيء ثقيل والظهر في حالة انعطاف، كما قد تصاب الحامل به أثناء عملية الولادة .
وهذا الألم يزداد أثناء السعال أو العطاس، ويترافق أحياناً مع تبدلات حسية (الخدر والتَنَمُّل)، وفي الحالات المتطورة مع أعراض حركية (كالضعف العضلي).
طرق المعالجة : الخطوة الأولى في المعالجة، تكون الراحة في السرير وعلى فراش قاسٍ مع عدم السماح بمغادرته مدة اسبوعين إلى أربعة أسابيع، ثم يسمح بالتحرك التدريجي.
وكثيراً ما تعطي هذه الراحة نتائج جيدة، أما في حالة عدم الاستجابة، فيكون الحل الأخير هو العمل الجراحي.
ص: 191
عن علي(علیه السلام) : من اشتكى حلقه وكثرة سعاله، واشتد بأس بنيه، فليعوذ بهذه الكلمات، وكان يسميها الجامعة لكل شيء :
اللهم أنت رجائي، وأنت ثقتي وعمادي، وغيائي ورفعتي وجمالي، وأنت مفزع المفزعين، ليس للهاربين مهرب إلا اليك، ولا للعالمين معول إلا عليك، ولا للراغبين مرغب إلا لديك، ولا للمظلومين ناصر إلا أنت، ولا لذي الحوائج مقصد إلا اليك، ولا للطالبين عطاء إلا من لديك، ولا للتائبين متاب إلا اليك، وليس الرزق والخير والفرج إلا بيدك .
حزنتني الأمور الفادحة، وأعيتني المسالك الضيقة، واحتوشتني الأوجاع الموجعة، ولم أجد فتح باب الفرج إلا بيدك، فأقمت تلقاء وجهك، واستفتحت عليك بالدعاء علاقة، ففتح يا رب للمستفتح، واستجب للداعي، وفرّج الكرب، واكشف الضرّ، وسد الفقر، واجل الحزن، وانفِ الهمّ، واستنقذني من الهلكة، فإني قد اسقيت عليها، ولا أجد لخلاصي منها غيرك يا الله، يا من يجب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء، ارحمني واكشف مابي من غمّ وكرب ووجع دائم .
رب إن لم تفعل، لم أرج فرجي من عند غيرك، فارحمني يا أرحم الراحمين، هذا مكان البائس الفقير، هذا مكان الخائف المستجير، هذا مكان المستغيث، هذا مكان المكروب الضرير، هذا مكان الملهوف المستعيذ، هذا مكان العبد المشفق الهالك الغريق الخائف الوجل، هذا مكان من انتبه من رقدته، واستيقظ من غفلته، وافرق من علته، وشد وجعه، وخاف من
ص: 192
خطيئته، واعترف بذنبه، وأخبت إلى ربه، وبكا من حذره، واستغفر واستعبر واستقال واستعفا إلى ربه، وذهب من سطوته، وأرسل من عبرته، ورجا وبكا ودعا ونادي : رب أني مسنيَ الضرّ فتلافني.
قد ترى مكاني، وتسمع كلامي، وتعلم سرائري، وتعلم حاجتي، وتحيط بما عندي، ولا يخفى عليك شيء من أمري، من علانيتي وسرّي، وما أبدي وما يكنّه ،صدري فأسئلك بأنك تلي التدبير، وتقبل المعاذير، وتمضي المقادير، بسؤال من أساء واعترف، وظلم نفسه واقترف، وندم على ما سلف، وأناب إلى ربه وأسف، ولاذ بفنائه وعكف، رجاه وعطف، وتبتل إلى مقيل عثرته، قابل توبته، وغافر حوبته، وراحم غربته، وكاشف كربته، وشافي علته، أن ترحم تجاوزي بك، وتضرعي اليك، وتغفر لي جميع ما أخطأته من كتابك، وأحصاه كتابك، وما مضى من علمك من ذنوبي وخطاياي وجرائري، في خلواتي وفجراتي وسيئاتي وهفواتي وهناتي .
وجميع ما تشهد به حفظتك، وكتبته ملائكتك، في الصغر وبعد البلوغ، والشيب والشباب، بالليل والنهار، والغدو والآصال، وبالعشي والأبكار، والضحى والأسحار، وفي الحضر والسفر، وفي الخلأ والملأ، وأن تجاوز عن سيئاتي في أصحاب الجنة، وعد الصدق الذي كانوا يوعدون .
اللهم بحق محمد وآله : أن تكشف عنّي العلل الغاشية في جسمي، وفي شعري، وبشري ،وعروقي، وعصبي، وجوارحي، فإن ذلك لا يكشفها غيرك يا أرحم الراحمين، ويا مجيب دعوة المضطرين(1).
السعال واسبابه
تفرز القصبات والشعب القصبية مئة مليليتر من السوائل يومياً في أثناء
ص: 193
الليل - خصوصاً عند المسنين- ، وتنخفض انعكاسات البلع، فتتجمع المفرزات في القسم العلوي منها، وفي المنطقة التي تحت البلعوم، تُفرّع بعض هذه المفرزات بواسطة حركة الشعيرات، والقسم المتبقي بواسطة السعال.
أما عند بعض الأشخاص، نظراً لكمية ونوعية هذه المفرزات، فالشعيرات كافية وحدها لإفراغها من دون اللجوء إلى السعال. أما عندما تكون المفرزات لزجة وكبيرة الحجم، فالسعال ضروري لتنظيف المجاري الهوائية وجعلها حرّة. في هذا الحال، يعتبر السعال حالة طبيعية، ففي مجموعة من الذين لا يدخنون وبصحة جيدة، 23% منهم ينتابهم سعال في الصباح، مع أو بدون قشع . أما السعال من دون قذف للمفرزات، فيمكن أن يكون اشارة مرضية .
اذن، السعال والعطاس ينتج عن تحريض الإفرازات المخاطية في القصبات الهوائية، أو نتيجة تحريض عصبي لأعصاب الرئتين والبلعوم أو مناطقهما الحسية. كذلك فإن تجمع المخاط والأخماج والتحرش الكيميائي والحراري لسطح الغشاء المخاطي، يؤدي إلى استثارة هذا المنعكس.
من أهم أسباب السعال يمكن ذكر : التدخين، والزكام، والتهاب الرئة، وتضخم القلب، وتوسع الأوعية الدموية .
ص: 194
الموسوم «بدعاء الشاب المأخوذ بذنبه» ، المروي في كتب الكفعمي، وفي كتاب مهج الدّعوات، وهو دعاء علَّمه أمير المؤمنين «عليه السّلام» شاباً مأخوذاً بذنبه، مشلولاً نتيجة ما عمله من الظلم والإثم في حق والده، فدعا بهذا الدعاء واضطجع، فرأى النّبي «صلى الله عليه وآله» في منامه وقد مسح يده عليه وقال : « احتفظ باسم الله الأعظم فإن عملك يكون بخير»، فانتبه مُعافىّ وهو هذا الدعاء :
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ يَا هُوَ يَا مَنْ لَا يَعْلَمُ مَا هُوَ وَ لَا كَيْفَ هُوَ وَ لَا أَيْنَ هُوَ وَ لَا حَيْثُ هُوَ إِلَّا هُوَ يَا ذَا الْمُلْكِ وَ الْمَلَكُوتِ يَا ذَا الْعِزَّةِ وَ الْجَبَرُوتِ يَا مَلِكُ يَا قُدُّوسُ يَا سَلَامُ يَا مُؤْمِنُ يَا مُهَيْمِنُ يَا عَزِيزُ يَا جَبَّارُ يَا مُتَكَبِّرُ يَا خَالِقُ يَا بَارِئُ يَا مُصَوِّرُ يَا مُفِيدُ يَا مُدَبِّرُ يَا شَدِيدُ يَا مُبْدِئُ يَا مُعِيدُ يَا مُبِيدُ يَا وَدُودُ يَا مَحْمُودُ يَا مَعْبُودُ يَا بَعِيدُ يَا قَرِيبُ يَا مُجِيبُ يَا رَقِيبُ يَا حَسِيبُ يَا بَدِيعُ يَا رَفِيعُ يَا مَنِيعُ يَا سَمِيعُ يَا عَلِيمُ يَا حَلِيمُ يَا كَلِيمُ يَا حَكِيمُ يَا قَدِيمُ يَا عَلِيُّ يَا عَظِيمُ يَا حَنَّانُ يَا مَنَّانُ يَا دَيَّانُ يَا مُسْتَعَانُ يَا جَلِيلُ يَا جَمِيلُ يَا وَكِيلُ يَا كَفِيلُ يَا مُقِيلُ يَا مُنِيلُ يَا نَبِيلُ يَا دَلِيلُ يَا هَادِي يَا بَادِي يَا أَوَّلُ يَا آخِرُ يَا ظَاهِرُ يَا بَاطِنُ يَا قَائِمُ يَا دَائِمُ يَا عَالِمُ يَا حَاكِمُ يَا قَاضِي يَا عَادِلُ يَا فَاضِلُ يَا وَاصِلُ يَا فَاصِلُ يَا طَاهِرُ يَا مُطَهِّرُ يَا قَادِرُ يَا مُقْتَدِرُ يَا كَبِيرُ يَا مُتَكَبِّرُ يَا وَاحِدُ يَا أَحَدُ يَا صَمَدُ يَا مَنْ لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَ لَا كَانَ مَعَهُ وَزِيرٌ وَ لا
ص: 195
اتَّخَذَ مَعَهُ مُشِيراً وَ لَا احْتَاجَ إِلَى ظَهِيرٍ وَ لَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ [غَيْرُهُ] لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ فَتَعَالَيْتَ عَمَّا يَقُولُ [الْجَاحِدُونَ] الظَّالِمُونَ عُلُوّاً كَبِيراً [يَا عَالِمُ] يَا عَلِيُّ يَا شَامِخُ يَا بَاذِخُ يَا فَتَّاحُ يَا نَفَّاحُ يَا مُرْتَاحُ يَا مُفَرِّجُ يَا نَاصِرُ يَا مُنْتَصِرُ يَا مُدْرِكُ يَا مُهْلِكُ يَا مُنْتَقِمُ يَا بَاعِثُ يَا وَارِثُ يَا طَالِبُ يَا غَالِبُ يَا مَنْ لَا يَفُوتُهُ هَارِبٌ يَا تَوَّابُ يَا أَوَّابُ يَا وَهَّابُ يَا مُسَبِّبَ الْأَسْبَابِ يَا مُفَتِّحَ الْأَبْوَابِ يَا مَنْ حَيْثُ مَا دُعِيَ أَجَابَ يَا طَهُورُ يَا شَكُورُ يَا عَفُوُّ يَا غَفُورُ يَا نُورَ النُّورِ يَا مُدَبِّرَ الْأُمُورِ يَا لَطِيفُ يَا خَبِيرُ يَا مُجِيرُ [يَا مُبِيرُ] يَا مُنِيرُ يَا بَصِيرُ يَا ظَهِيرُ يَا كَبِيرُ يَا وَتْرُ يَا فَرْدُ يَا أَبَدُ يَا سَنَدُ يَا صَمَدُ يَا كَافِي يَا شَافِي يَا وَافِي يَا مُعَافِي يَا مُحْسِنُ يَا مُجْمِلُ يَا مُنْعِمُ يَا مُفْضِلُ يَا مُتَكَرِّمُ يَا مُتَفَرِّدُ يَا مَنْ عَلَا فَقَهَرَ وَ يَا مَنْ مَلَكَ فَقَدَرَ يَا مَنْ بَطَنَ فَخَبَرَ يَا مَنْ عُبِدَ فَشَكَرَ وَ يَا مَنْ عُصِيَ فَغَفَرَ [وَ سَتَرَ] يَا مَنْ لَا تَحْوِيهِ الْفِكَرُ وَ لَا يُدْرِكُهُ الْبَصَرُ وَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ أَثَرٌ يَا رَازِقَ الْبَشَرِ يَا مُقَدَّرَ كُلِّ قَدَرٍ يَا عَالِيَ الْمَكَانِ يَا شَدِيدَ الْأَرْكَانِ يَا مُبَدِّلَ الزَّمَانِ يَا قَابِلَ الْقُرْبَانِ يَا ذَا الْمَنِّ وَ الْإِحْسَانِ يَا ذَا الْعِزِّ وَ السُّلْطَانِ يَا رَحِيمُ يَا رَحْمَانُ يَا مَنْ هُوَ كُلَّ يَوْمٍ فِي شَأْنٍ يَا مَنْ لَا يَشْغَلُهُ شَأْنٌ عَنْ شَأْنٍ يَا عَظِيمَ الشَّأْنِ يَا مَنْ هُوَ بِكُلِّ مَكَانٍ يَا سَامِعَ الْأَصْوَاتِ يَا مُجِيبَ الدَّعَوَاتِ يَا مُنْجِحَ الطَّلِبَاتِ يَا قَاضِيَ الْحَاجَاتِ يَا مُنْزِلَ الْبَرَكَاتِ يَا رَاحِمَ الْعَبَرَاتِ يَا مُقِيلَ الْعَثَرَاتِ يَا كَاشِفَ الْكُرُبَاتِ يَا وَلِيَّ الْحَسَنَاتِ يَا رَافِعَ الدَّرَجَاتِ يَا مُؤْتِيَ [مُعْطِيَ] السَّأَلَاتِ يَا مُحْيِيَ الْأَمْوَاتِ يَا جَامِعَ الشَّتَاتِ يَا مُطَّلِعُ عَلَى النِّيَّاتِ يَا رَادَّ مَا قَدْ فَاتَ يَا مَنْ لَا تَشْتَبِهُ عَلَيْهِ الْأَصْوَاتُ يَا مَنْ لَا تُضْجِرُهُ الْمَسْأَلَاتُ وَ لَا تَغْشَاهُ الظُّلُمَاتُ يَا نُورَ الْأَرْضِ وَ السَّمَاوَاتِ يَا سَابِغَ النِّعَمِ يَا دَافِعَ النِّقَمِ يَا بَارِئَ النَّسَمِ يَا جَامِعَ الْأُمَمِ يَا شَافِيَ السَّقَمِ يَا خَالِقَ النُّورِ وَ الظُّلَمِ يَا ذَا الْجُودِ وَ الْكَرَمِ يَا مَنْ لَا يَطَأُ عَرْشَهُ قَدَمٌ يَا أَجْوَدَ الْأَجْوَدَيْنِ يَا أَكْرَمَ الْأَكْرَمِينَ يَا أَسْمَعَ السَّامِعِينَ يَا أَبْصَرَ النَّاظِرِينَ يَا جَارَ الْمُسْتَجِيرِينَ يَا أَمَانَ الْخَائِفِينَ يَا ظَهْرَ اللَّاجِينَ يَا وَلِيَّ الْمُؤْمِنِينَ يَا غِيَاثَ الْمُسْتَغِيثِينَ يَا غَايَةَ الطَّالِبِينَ يَا صَاحِبَ كُلِّ غَرِيبٍ يَا مُونِسَ كُلِّ وَحِيدٍ يَا مَلْجَأَ كُلِّ طَرِيدٍ يَا مَأْوَى كُلِّ شَدِيدٍ يَا حَافِظَ كُلِّ ضَالَّةٍ يَا رَاحِمَ الشَّيْخِ الْكَبِيرِ يَا رَازِقَ الطِّفْلِ الصَّغِيرِ يَا جَابِرَ الْعَظْمِ الْكَسِيرِ يَا فَاك
ص: 196
کُلِّ أَسِيرٍ يَا مُغْنِيَ الْبَائِسِ الْفَقِيرِ يَا عِصْمَةَ الْخَائِفِ الْمُسْتَجِيرِ يَا مَنْ لَهُ التَّدْبِيرُ وَ التَّقْدِيرُ يَا مَنِ الْعَسِيرُ عَلَيْهِ يَسِيرٌ يَا مَنْ لَا يَحْتَاجُ إِلَى تَفْسِيرٍ يَا مَنْ هُوَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ يَا مَنْ هُوَ بِكُلِّ شَيْ ءٍ خَبِيرٌ يَا مَنْ هُوَ بِكُلِّ شَيْ ءٍ بَصِيرٌ يَا مُرْسِلَ الرِّيَاحِ يَا فَالِقَ الْإِصْبَاحِ يَا بَاعِثَ الْأَرْوَاحِ يَا ذَا الْجُودِ وَ السَّمَاحِ يَا مَنْ بِيَدِهِ كُلُّ مِفْتَاحٍ يَا سَامِعَ كُلِّ صَوْتٍ يَا سَابِقَ كُلِّ فَوْتٍ يَا مُحْيِيَ كُلِّ نَفْسٍ بَعْدَ الْمَوْتِ يَا عُدَّتِي فِي شِدَّتِي يَا حَافِظِي فِي غُرْبَتِي يَا مُونِسِي فِي وَحْدَتِي يَا وَلِيِّي فِي نِعْمَتِي يَا كَهْفِي حِينَ تُعْيِينِي الْمَذَاهِبُ وَ تُسْلِمُنِي الْأَقَارِبُ وَ يَخْذُلُنِي كُلُّ صَاحِبٍ يَا عِمَادَ مَنْ لَا عِمَادَ لَهُ يَا سَنَدَ مَنْ لَا سَنَدَ لَهُ يَا ذُخْرَ مَنْ لَا ذُخْرَ لَهُ يَا حِرْزَ مَنْ لَا حِرْزَ لَهُ يَا كَهْفَ مَنْ لَا كَهْفَ لَهُ يَا كَنْزَ مَنْ لَا كَنْزَ لَهُ يَا رُكْنَ مَنْ لَا رُكْنَ لَهُ يَا غِيَاثَ مَنْ لَا غِيَاثَ لَهُ يَا جَارَ مَنْ لَا جَارَ لَهُ يَا جَارِيَ اللَّصِيقُ يَا رُكْنِيَ الْوَثِيقُ يَا إِلَهِي بِالتَّحْقِيقِ يَا رَبَّ الْبَيْتِ الْعَتِيقِ يَا شَفِيقُ يَا رَفِيقُ فُكَّنِي مِنْ حَلَقِ الْمَضِيقِ وَ اصْرِفْ عَنِّي كُلَّ هَمٍّ وَ غَمٍّ وَ ضِيقٍ وَ اكْفِنِي شَرَّ مَا لَا أُطِيقُ وَ أَعِنِّي عَلَى مَا أُطِيقُ يَا رَادَّ يُوسُفَ عَلَى يَعْقُوبَ يَا كَاشِفَ ضُرِّ أَيُّوبَ يَا غَافِرَ ذَنْبِ دَاوُدَ يَا رَافِعَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَ مُنْجِيَهُ مِنْ أَيْدِي الْيَهُودِ يَا مُجِيبَ نِدَاءِ يُونُسَ [يُوسُفَ] فِي الظُّلُمَاتِ يَا مُصْطَفِيَ مُوسَى بِالْكَلِمَاتِ يَا مَنْ غَفَرَ لِآدَمَ خَطِيئَتَهُ وَ رَفَعَ إِدْرِيسَ مَكاناً عَلِيًّا بِرَحْمَتِهِ يَا مَنْ نَجَّى نُوحاً مِنَ الْغَرَقِ يَا مَنْ أَهْلَكَ عاداً الْأُولى وَ ثَمُودَ فَما أَبْقى وَ قَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَ أَطْغى وَ الْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى يَا مَنْ دَمَّرَ عَلَى قَوْمِ لُوطٍ وَ دَمْدَمَ عَلَى قَوْمِ شُعَيْبٍ يَا مَنِ اتَّخَذَ إِبْراهِيمَ خَلِيلًا يَا مَنِ اتَّخَذَ مُوسَى كَلِيماً وَ اتَّخَذَ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ حَبِيباً يَا مُؤْتِيَ لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ وَ الْوَاهِبَ لِسُلَيْمَانَ مُلْكاً لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ يَا مَنْ نَصَرَ ذَا الْقَرْنَيْنِ عَلَى الْمُلُوكِ الْجَبَابِرَةِ يَا مَنْ أَعْطَى الْخَضِرَ الْحَيَاةَ وَ رَدَّ لِيُوشَعَ بْنِ نُونٍ الشَّمْسَ بَعْدَ غُرُوبِهَا يَا مَنْ رَبَطَ عَلَى قَلْبِ أُمِّ مُوسَى وَ أَحْصَنَ فَرْجَ مَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ يَا مَنْ حَصَّنَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا مِنَ الذَّنْبِ وَ سَكَّنَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبَ يَا مَنْ بَشَّرَ زَكَرِيَّا بِيَحْيَى يَا مَن
ص: 197
فَدَا إِسْمَاعِيلَ مِنَ الذَّبْحِ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ يَا مَنْ قَبِلَ قُرْبَانَ هَابِيلَ وَ جَعَلَ اللَّعْنَةَ عَلَى قَابِيلَ يَا هَازِمَ الْأَحْزَابِ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ عَلَى جَمِيعِ الْمُرْسَلِينَ وَ مَلَائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِينَ وَ أَهْلِ طَاعَتِكَ أَجْمَعِينَ وَ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ مَسْأَلَةٍ سَأَلَكَ بِهَا أَحَدٌ مِمَّنْ رَضِيتَ عَنْهُ فَحَتَمْتَ لَهُ عَلَى الْإِجَابَةِ يَا اللَّهُ ثَلَاثاً يَا رَحْمَانُ ثَلَاثاً يَا رَحِيمُ ثَلَاثاً يَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ ثَلَاثاً بِهِ بِهِ سَبْعاً أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي شَيْ ءٍ مِنْ كُتُبِكَ أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ وَ بِمَعَاقِدِ الْعِزِّ مِنْ عَرْشِكَ وَ بِمُنْتَهَى الرَّحْمَةِ مِنْ كِتَابِكَ وَ بِمَا لَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَ الْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ وَ أَسْأَلُكَ بِأَسْمَائِكَ [بِالْأَسْمَاءِ] الْحُسْنَى الَّتِي نَعَتَّهَا فِي كِتَابِكَ فَقُلْتَ وَ لِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها وَ قُلْتَ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ وَ قُلْتَ وَ إِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ وَ قُلْتَ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعا(1).
ثمّ سل حاجتك فإنها تُقضى إن شاء الله تعالى، وفي الرواية المرويَّة في مهج الدعوات: لا تدعُ بهذا الدعاء إلا متطهّرا.
ص: 198
ص: 199
ص: 200
قال علي(علیه السلام) : «إخفاء الفاقة والأمراض من المروءة»(1).
مدح أمير المؤمنين(علیه السلام) رجلاً، فكان مما قال(علیه السلام) : « وكان لا يشكو وجعاً إلا عند بُرئه»(2).
كتمان المرض والتقوية الروحية
يقول السيد جعفر مرتضى العاملي تعليقاً على هذين الروايتين :
ونريد ان نشير هنا: إلى أن هذه النصوص ناظرة الى الكتمان الذي يكون من أجل الإعتماد على كرم الله سبحانه وألطافه، ويعطي المريض دفعةً روحية قوية، تكون ثمرتها القرب من درجة المتوكلين، التي هي من أعظم الدرجات، والتي يفوز من وصل إليها، ويرتاح ويسعد من حصل عليها .
وأكثر من ذلك، فإن الانسان يصير مقتنعاً تماماً بأن الله وحده هو الذي يملك النفع والضرر، وهو الشفاء، ومنه الشفاء، وبه الشفاء، وأن كل من سواه لا يستطيعون بدونه حيلة، ولا يهتدون سبيلاً.
نعم، يمكن أن يكونوا واسطة لإفاضة الخير من قبل الله تعالى، مالك كل شيء و خالقه، ولعل إلى هذا يشير ما ورد في النصوص المتقدّمة التأكيد على لزوم كون الشكوى إلى الله سبحانه، لا إلى غيره .
ص: 201
فإن ذلك ليس إلا من أجل أن يمر هذا الإنسان بالتجربة الروحية التي تصهره في بوتقتها، وتنفي كل خبث عنه ، وليخرج بعد ذلك طاهراً، مطهراً ،نقياً(1).
قال علي(علیه السلام) في وصية لولده : «وأكرم عشيرتك فإنهم جناحك... إلى أن قال : وأكرم كريمهم، وعُد سقيمهم»(2).
روي عن علي(علیه السلام) أنه قال : «العيادة بعد ثلاثة أيام»(3).
عن علي(علیه السلام) : «إن من أعظم العواد أجراً لمن إذا عاد أخاه خفف الجلوس، إلا إذا كان المريض يُحب ذلك ويريده، ويسأله ذلك»(4).
اجر عيادة المريض
لاريب في أن عيادة المريض محبوبة ومطلوبة عند الله تعالى، ومستحبة شرعاً، وقد ورد عن الإمام الصادق(علیه السلام) : «أن عاد مريضاً، شيّعه سبعون ألف ملك، يستغفرون له حتى يرجع الى منزله»(5).
والروايات كثيرة في هذا المجال، نكتفي بمقولة جامعة للعيادة أوردها العلامة المجلسي في بحار الانوار تفسيراً للروايات :
أنه لا ينبغي أن يُعاد المريض في أول ما يمرض إلى ثلاثة أيام، فإن برىء قبل مضيها، وإلا فيوماً تعود ويوماً لاتعود.
ص: 202
ويحتمل أن يكون أقل العيادة : أن يراه ثلاثة أيام متواليات، وبعد ذلك غباً، أو أن أقل العيادة أن يراه في كل ثلاثة أيام، فلما ظهر منه أن عيادته في كل يوم أفضل، استثنى من ذلك حالة وجوب المرض، ولا يخفى بُعد الوجهين الأخيرين، وظهور الأول(1).
قال علي(علیه السلام) : «لا يتداوى المسلم حتى يغلب مرضه صحته»(2).
قال علي(علیه السلام) : «من كتم الأطباء مرضه، خان بدنه(3)».
قال علي(علیه السلام): «إمش بدائك ما مشى بك»(4).
قال علي(علیه السلام): :«لا تضطجع ما استطعت القيام مع العلة»(5).
قال علي(علیه السلام) :«من كتم مکنون دائه، عجز طبيبه عن شفائه»(6).
قال علي(علیه السلام) :«من لا يحتمل مرارة الدواء، دام ألمه»(7).
الدواء والعلاج
بالنسبة للدواء والعلاج، فيمكن أن يستفاد من النصوص المذكورة
ص: 203
أعلاه عدة نصائح أهمها :
- كلما أمكن ان لا يتداوى الانسان، كلما كان ذلك أصلح له، حتى يغلب المرض صحته.
- النهي عن الاضطجاع مع وجود القدرة على القيام والتحرك، وهو عامل يساعد البدن من الناحية الجسدية والناحية الروحية أيضاً .
- عدم كتمان المرض على الطبيب والإفصاح عن كل علّة تصيب الجسد، وذلك لأنه أولاً : خيانة للبدن لكي يحصل على الشفاء، وثانياً : عجز الطبيب في بعض الأحيان من كشف العلّة، بل وقوعه في الخطاء.
قال علي(علیه السلام):« من أراد البقاء ولابقاء : فليخفف الرداء، وليباكر الغذاء، وليقل مجامعة النساء»(1).
وفي احدى الروايات اضافة : وليؤخر العشاء .
وفي أخرى : ويدمن الحذاء .
وصايا مهمة طبية
الطب النبوي لابن قيم الجوزية: من أراد الصحة: فليجود الغذاء، وليأكل على نقاء، وليشرب على ظمأ، وليُقلّل من شرب الماء، ويتمدد بعد الغذاء، ويتمشى بعد العشاء، ولا ينم حتى يعرض نفسه على الخلاء، وليحذر دخول الحمام عقيب الامتلاء، ومرة في الصيف خير من عشر في
ص: 204
الشتاء، وأكل القديد اليابس بالليل معين على الفناء، ومجامعة العجائز تهرم أعمار الاحياء، وتسقم أبدان الأصحاء.
قال أبقراط : الإقلال من الضار خير من الاكثار من النافع، وقال: استديموا الصحة بترك التكاسل عن التعب، وبترك الامتلاء من الطعام والشراب.
قال بعض الملوك الطبيبه : لعلك لا تبقى لي، فصف لي صفة آخذها عنك . قال : لا تنكح إلا شابة، ولا تأكل من اللحم إلا فتياً، ولا تشرب الدواء إلا من علة، ولا تأكل الفاكهة إلا في نضجها، وأجد مضع الطعام، وإذا أكلت نهاراً: فلا بأس ان تنام، وإذا أكلت ليلاً: فلا تنم حتى تمشي ولو خمسين خطوة، ولا تأكل حتى تجوع، ولا تتكاره على الجماع، ولا تحبس البول، وخذ من الحمام قبل أن يأخذ منك ،ولا تأكل طعاماً وفي معدتك طعام، وإياك أن تأكل ما تعجز أسنانك عن مضغه، فتعجز معدتك عن هضمه، وعليك في كل أسبوع بقيئة تنقي جسمك، وعليك بدخول الحمام فإنه يخرج من الأطباق ما لا تصل الأدوية إلى إخراجه .
ابن ماسويه في كتاب (المحاذير) قال: من أكل البصل أربعين يوماً وكلف وجهه فلا يلومن إلا نفسه، ومن اقتصد فأكل مالحاً فأصابه بهق او جرب فلا يلومن إلا نفسه، ومن جمع في معدته البيض والسمك فأصابه فالج او لقوة فلا يلومن إلا نفسه، ومن دخل الحمام وهو ممتلىء فأصابه فالج فلا يلومن إلا نفسه، ومن جمع في معدته اللبن والسمك فأصابه جذام او برص او نقرس فلا يلومن الا نفسه، ومن احتلم فلم يغتسل حتى وطىء أهله فولدت مجنوناً او مخبلاً فلا يلومن إلا نفسه، ومن أكل بيضاً مسلوقاً بارداً وامتلأ منه فلا يلومن إلا نفسه، ومن جامع فلم يصبر حتى يفرغ فأصابه حصاة فلا يلومن الا نفسه، فلا يلومن إلا نفسه، ومن نظر في المرآة ليلاً فأصابه لقوة او اصابه داء فلا يلومن إلا نفسه.
ص: 205
أربعة مسببة لمرض الجسم: الكلام الكثير، النوم الكثير، والأكل الكثير، والجماع الكثير .
فالكلام الكثير : يقلل مخ الدماغ ويضعفه، ويعجل الشيب.
والنوم الكثير : يصفر الوجه، ويعمي القلب، ويهيج العين، ويكسل عن العمل، ويولد الرطوبات في البدن .
والأكل الكثير: يفسد فم المعدة، ويضعف الجسم، ويولد الرياح الغليظة، والأدواء العسرة .
والجماع الكثير: يهد البدن، ويضعف القوى، ويجفف رطوبات البدن، ويرخي العصب، ويورث السدد، ويعم ضرره جميع البدن خصوصاً الدماغ لكثرة ما يتحلّل منه من الروح النفساني، وأضعافه اكثر من إضعاف جميع المستفرغات، ويستفرغ من جوهر الروح شيئاً كثيراً .
الحفاظ على صحة البدن
قال جالينوس لأصحابه : اجتنبوا ثلاثاً وعليكم بأربع، ولا حاجة لكم إلى طبيب: اجتنبوا الغبار والدخان والنتن، وعليك بالدسم والطيب والحلوى والحمام. ولا تأكلوا فوق شبعكم، ولا تتخللوا بالباذروج والريحان، ولا تأكلوا الجوز عند المساء، ولا ينم من به زكمة على قفاه، ولا يأكل من به غم حامضاً، ولا يسرع المشي من اقتصد، فإنه يكون مخاطرة الموت، ولا يتقيأ من تؤلمه عينه.
ولا تأكلوا في الصيف لحماً كثيراً، ولا ينم صاحب الحُمى الباردة في الشمس، ولا تقربوا الباذنجان العتيق المبزر. ومن شرب كل يوم في الشتاء قدحاً من ماء حار أمِنَ الأعلال، ومن دَلّك جسمه في الحمام بقشور الرمان أمن من الجرب والحكة، ومن أكل خمسة سؤسنات مع قليل من مصطكي رومي، وعود خام، ومسك ، وبقي طول عمره لا تضعف معدته ولا
ص: 206
تفسد، ومن أكل بزر البطيخ مع السكر، نظف الحصى من معدته، وزال عنه حرقة البول.
قال علي(علیه السلام) : «تنظفوا بالماء من الريح المنتن الذي يتأذى به، وتعهدوا أنفسكم، فإن الله ليبغض من عباده القاذورة، الذي يتأنف به من جلس اليه»(1).
ورد عن علي(علیه السلام) انه قال : «الوضوء شطر الايمان»(2).
وعن أمير المؤمنين(علیه السلام) : «من احسن الطهور، ثم مشى الى المسجد، فهو في صلاة مالم يُحدث»(3).
قال على(علیه السلام):«غسل الأعياد، طهور لمن أراد طلب الحوائج،واتباع للسنة»(4).
قال علي(علیه السلام) : «تنظفوا بالماء من الرائحة المنتنة، فإن الله تعالى يبغض من عباده القاذورة»(5).
قال علي(علیه السلام) : «النورة طهور »(6).
قال علي(علیه السلام) : «النورة نشرة، وطهور للجسد»(7).
ص: 207
قال علي(علیه السلام) : «نعم البيت الحمّام، يُذكّر النار، ويذهب بالدَرَن»(1).
قال علي(علیه السلام) : «استجادة الحذاء، وقاية للبدن، وعون على الطهارة»(2).
قال علي(علیه السلام) : «غسل الثياب، يذهب الهَمّ والحزن، وهو طهور للصلاة»(3).
إهتمام الاسلام بالنظافة
يقول السيد جعفر مرتضى العاملي حول مسألة النظافة ما يلي :
لقد اهتم الإسلام بالنظافة الجسدية اهتماماً بالغاً، يفوق حدّ التصور، ولا يستطيع أي دين أن أنه يدعي اهتم بذلك، ولو بمقدار معشار اهتمام الإسلام.
ويكفي أن نذكر انه قد جعل الوضوء، والغسل في أحيان كثيرة من الواجبات التي يعاقب تاركها، بل ولا تتم كثير من أعماله العبادية الهامة جداً بدونها، كما هو الحال في الصلاة التي هي عمود الدين، ومعراج المؤمن و غيرها .
بل لقد جعل ذلك من العبادات التي تقرب الى الله، ويستحق فاعلها الثواب الجزيل، والأجر الجميل. وعدا ذلك كله، فقد اعتبر الايمان شطر الوضوء، واعتبرت النظافة من الايمان، والإيمان مع صاحبه في الجنة .
إلى غير ذلك مما يعبر عن مدى اهتمام الإسلام البالغ في هذا المجال، سواء في ذلك ما ورد ليؤكد على النظافة، أو الغسل في مورده الجزئي
ص: 208
الخاص، أو ما ورد في مقام الحثّ على ذلك بصورة عامة(1).
قال علي(علیه السلام): «لا يستلقين أحدكم في الحمّام، فإنه يذيب شحم الكليتين، ولا يدلكنّ رجله بالخزف، فإنه يورث الجذام»(2).
عن الصادق(علیه السلام) ، عن آبائه(علیهم السلام):«أن أمير المؤمنين(علیه السلام) كان إذا دخل الحمّام هاجت به الحرارة، صبّ عليه الماء البارد، فتسكن عنه الحرارة»(3).
قال علي(علیه السلام) :«إذا دخل أحدكم الحمّام، فليشرب ثلاثة أكف ماءً حاراً، فإنه يزيد في بهاء الوجه، ويذهب بالألم من البدن»(4).
قال علي(علیه السلام) : نعم البيت الحمّام، يُذكّر النار، ويذهب بالدَرَن»(5).
قال علي(علیه السلام) : «بئس البيت الحمّام ،يبدي العورة، ويهتك الستر»(6).
خواص الحمام الحار والبارد
قال ابن سينا في دفع المضار الكلية: تعديل هواء الحمّام هو إما بالجملة : أن يكون ليس بشديد الحرارة، ولا بارد يتعذر فيه العرق .
ص: 209
وأما بالتفصيل : فأن يكون فيه أو له ثلاثة بيوت، فأن يكون البيت الأول منه معتدلاً، أعنى لايحس فيه برد ولا حر، وأن يكون البيت الثاني غير مكرب، وأن يكون البيت الثالث غير شارع شاوي، ولا مانع للتنفس المستقيم.
الحمام الحار: الحمّام الحار جداً، يسيل الأخلاط الجامدة إلى أعماق الأعضاء، فيحدث إما سدداً، وإما أوراماً، ويصعدها الى الدماغ، فيحدث إما صداعاً شديداً، وإما برساماً، وإما سيلان الرطوبات الى تجاويفه الفارغة، فيحدث عنه صرع أو سكتة : أما صرع، بأن كانت السدد ناقصة، وأما سكتة، بأن كانت تامة .
الحمّام البارد: الحمّام البارد، فإنه يحرك المادة التي تعرق حركة ناقصة، فيحدث من ذلك آفات، وربما حدث شبيه الورم والحكة، وربما أحدث الزكام، وربما احدث المغص .
فيمن أخطأ فدخل الحمّام دفعة وخرج دفعة
قال ابن سينا: هؤلاء يخاف عليهم إن كان مزاجهم حاراً: أما فی الدخول، فأن يصيبهم انتشار الحرارة الغريزية، ويعقبه ضعف القلب، والخفقان، وأما في الخروج، فأن يصيبهم نوازل حارة، وعلة في الأمعاء، وأوجاع المفاصل.
وأما من كان بارد المزاج فيصيبه : أما في الدخول، فالسكتة والفالج والخفقان. وأما في الخروج، فالجمود والشخوص، وسلسل البول، والرعشة .
ص: 210
قال علي(علیه السلام): «غسل اليدين قبل الطعام وبعده، زيادة في الرزق، وإماطة للغمر عن الثياب، ويجلو البصر»(1).
غسل اليدين والتجارب العلمية
أثبت الطب وحَكمت التجارب العلمية والعملية الكثيرة : ان عدم غسل اليدين مما يوجب الأمراض المختلفة التي قد ينتهي بعضها بالموت أو الفقر المحتم، ذلك لأن اليد الملوثة بميكروبات الأمراض بواسطة لمس الأجسام الخارجية إذا ما لمسنا بها الطعام ولم نغسلهما ثم أكلناه ملوثاً، انتقل الميكروب الى الفم، ومنه الى المعدة، ومن المعدة الى الكبد والقلب، ثم سائر أنحاء البدن .
ومن البديهي ان الميكروب يفتك أين ما وجد مجالاً للفتك او محلاً مستعداً لقبول نموه وتفريخه، وبالأخير الفتك به والإضرار بجميع البدن، فإذا مرض الإنسان بسبب هذا الميكروب المنتقل الى البدن بواسطة اليد الملوثة ، لاشك انه يخسر ماله بالمداواة، وعمره باستفحال ذلك المرض.
أما إذا التزم بغسل اليدين ولم يجعل مجالاً لدخول الميكروب الى جسمه اكتسب الصحة، ولم يخسر ماله فينفي عنه الفقر، ولا عمره فتطول حياته(2).
ص: 211
قال علي(علیه السلام): «غسل الثياب، يذهب الهم والحزن، وهو طهور للصلاة»(1).
قال علي(علیه السلام) : «من نظّف ثوبه، قلّ همه»(2).
أثر النظافة مادياً وروحيّاً
ورد في الروايات تأكيد شديد على النظافة، وربطت النظافة بالإيمان، كما في الحديث المشهور : «النظافة من الإيمان» ، وأن الله عزوجل يكره من عباده القاذورة، وليس ذلك إلا لأمرين كما هو ظاهر الحديثين الذين أوردناهما عن الإمام علي(علیه السلام) ، فالأول : هو أن النظافة تترك أثراً مادياً على الجسد،ألا و هی النظافة الظاهرية والتي تؤدي الى الصحة والسلامة العامة .
والأمر الثاني : الأثر الروحي للنظافة، فإن المتطهر يحس بحالة قرب وخشوع، وكذلك فإن المتطهر جسدياً سوف يحاول أن يظهر نفسه من الأدناس والشرور، وعليه سوف يترك أثراً طيباً على الروح .
ص: 212
قال علي(علیه السلام) : «لايبولنّ أحدكم في سطح الهواء، ولا يبولَنّ في ماء جارٍ، فإن فعل ذلك فأصابه شيء فلا يلومن إلا نفسه، فإن للماء أهلاً، وإذا بال أحدكم فلا يطمحنّ ببوله، ولا يستقبل ببوله الريح»(1).
المخلوقات المجهرية
هناك أحاديث كثيرة في مسببات الأمراض المعدية كالمكروبات والفيروسات والطفيليات ووسائل نقلها وانتشارها، وهي اعجاز علمي سبق بقرون عديدة ما اكتشفه العلم بعد اختراع المجهر .
وفي هذا الحديث إشارة صريحة الى كل المخلوقات المجهرية التي ذكرناها أعلاه، والتي تسبب أمراضاً معدية وأمراضاً جلدية وطفيلية قد يحملها الماء أو الهواء معه .
فالماء الآسن أو الملوث بالقذارة يُعد كمسبب رئيسي من مسببات الأمراض المعدية، وعامل هام في إنتشار الأوبئة، وكذلك الهواء الذي يحمل معه الجراثيم والغبار والدخان الضار .
أما إنسان الحضارة في القرن العشرين - والذي بدأناه نحن الآن أي الواحد والعشرين - فقد جعل أغلب بحار العالم اليوم ملوثة، بعد أن حولها الى مكبّ لنفاياته ونفايات معامله، بل وحتى قتل أهله عبر هذه النفايات .
ص: 213
قال علي(علیه السلام) : «المضمضة والإستنشاق سنة، وطهور للفم والأنف، والسعوط مصححة للرأس، وتنقية للبدن ، وسائر أوجاع الرأس»(1).
الطهارة في التشريع الإسلامي
جعل الإسلام منذ خمسة عشر قرناً من نظافة الفرد وطهارته في سريرته وأعماله وجسده وثيابه ومأكله ومشربه وبيئته، شرطاً من شروط الإسلام الصحيح، وجزءً لا يتجزأ من تعاليم التشريع الإسلامي.
فالطهور والتطهر بمعنى التعقيم، والطهارة أبلغ من النظافة، والطهارة تشمل النظافة أيضاً، وليس حتماً أن تشمل النظافة الطهارة، فقد يكون الشيء نظيفاً ولا يكون طاهراً، أي يكون خالياً من الأجسام الغريبة التي تغيّر اللون والطعم والرائحة، ولا يكون خالياً من الجراثيم.
والمراد في الحديث المذكور أعلاه تطهير الفم والأنف - وهما مركزين حساسين لدخول الجراثيم - من سائر المكروبات والطفيليات التي قد يبتلى بهما هذا العضوان، وكما نعرف فقد أثبت العلم الحديث اليوم الكثير من أمراض الحلق والفم والحنجرة والأسنان والرأس، التي قد يبتلي بها الانسان اثر عدم رعايته آداب الطهارة.
ص: 214
قال علي(علیه السلام) : «لا تنال الصحة الا بالحمية»(1).
قال علي(علیه السلام) : «صلاح البدن الحمية»(2).
قال علي(علیه السلام): «مَن لم يصبر على مضض الحمية، طال سقمه»(3).
قال علي(علیه السلام) : «المعدة بیت الأدواء، الأدواء، والحمية رأس الدواء، لاصحة مع النهم، لامرض أضنى من العقل»(4).
أنواع الحمية
الحمية حميتان: حمية عما يجلب المرض، وحمية عما يزيده، فيقف على حاله .
فالأولى : حمية الأصحاء.
والثانية: حمية المرضى.
فالحمية من أكبر الأدوية قبل الدواء، فتمنع حصوله. وإذا حصل: فتمنع تزايده وانتشاره .
ومما ينبغي ان يعمل ان كثيراً مما يمنع عن العليل والناقه والصحيح، اذا اشتدت الشهوة إليه، ومالت اليه الطبيعة، فتناول منه الشيء اليسير لا تعجزُ
ص: 215
الطبيعة عن هضمه : لم يضره تناوله، بل ربما انتفع به. فإن الطبيعة والمعدة تتلقيانه بالقبول والمحبة، فيصلحان ما يخشى من ضرره، وقد يكون أنفع من تناول ما تكرهه الطبيعة وتدفعه من الدواء.
الإفراط بالحمية : إعلم أن الإفراط في الحمية يؤذي خصوصاً من ليس بدنه أخلاط رديئة، لأنه إذا زالت الحمية أخذت النفس من الرطوبة التي في البدن، وهي الرطوبة الأصلية، فيعود المرض سلاً ودقاً لإفراط الحمية كتناول الأغذية .
وصف المعدة ببيت الداء
قال ابن القيم في «الطب النبوي» في قوله : «المعدة بيت الداء»:
المعدة: عضو عصبي مجوف كالقرعة في شكله، مركب من ثلاث طبقات مؤلفة من شظايا دقيقة عصبية تسمى «الليف»، ويحيط بها لحم وليف إحدى الطبقات بالطول، والأخرى بالعرض، والثالثة بالورب .
وفم المعدة أكثر عصباً، وقعرها اكثر لحماً في باطنها خمل، وهي محصورة في وسط البطن، وأميل الى الجانب الأيمن قليلاً. خلقت على هذه الصفة : لحكمةٍ لطيفةٍ من الخالق الحكيم سبحانه، وهي بيت الداء، وكانت محلاً للهضم الأول. وفيها ينضج الغذاء، وينحدر منها بعد ذلك الى الكبد والأمعاء. ويتخلف منه فيها فضلات عجزت القوة الهاضمة عن تمام هضمها : إما لكثرة الغذاء أو لرداءته، او لسوء ترتيب في استعماله له، او لمجموع ذلك .
وهذه الأشياء بعضها مما لا يتخلص الإنسان منها غالباً، فتكون المعدة بيت الداء لذلك، وكأنه يشير بذلك الى الحث على تقليل الغذاء، ومنع النفس من اتباع الشهواء، والتحرز عن الفضلات.
ص: 216
قال علي(علیه السلام) : «من أكل الطعام على النقاء، وأجاد الطعام تمضغاً، وترك الطعام وهو يشتهيه، ولم يحبس الغائط إذا أتى، لم يمرض إلا مرض الموت»(1).
قال علي(علیه السلام) : «من أراد أن لا يضره الطعام، فلا يأكل حتى يجوع وتنتقي معدته، فإذا أكل فليسم الله، وليجيد المضغ، وليكف عن الطعام وهو يشتهيه ويحتاج اليه»(2).
قال علي(علیه السلام) في وصيته للكميل : «لا توقرنّ معدتك طعاماً، ودَع فيها للماء موضعاً، وللريح مجالاً، يا كميل: لاترفعنّ يدك من الطعام إلا وأنت تشتهيه، فإذا فعلت ذلك فأنت تستمرئه، يا كميل: صحة الجسد من قلة الطعام وقلة الماء»(3).
توضيح: اوقر الشيء: حملَهُ حملاً ثقيلا(4).
قال علي(علیه السلام) لابنه الحسن(علیه السلام) : يا بني، ألا أعلمك أربع خصال نستغني بها عن الطب !
فقال : بلى يا أمير المؤمنين، قال: لا تجلس على الطعام إلا وأنت جائع، ولا تقم عن الطعام الا وأنت تشتهيه، وجوّد المضغ، وإذا نُمتَ [و]
ص: 217
فأعرض نفسك على الخلاء [إذا نمت]، فإذا استعملت هذا استغنيت عن الطب [الطبيب ]»(1).
توضيح مختصر للحديث
الجلوس على الطعام والإنسان جائع، معناه أن الطعام السابق قد هضم، وأما قيامه عن الطعام وهو يشتهيه، فالغاية منه عدم اضطراب المعدة والسبيل الى راحتها لتسهل عليها عملية الهضم، أما تجويد أو إجادة المضغ فقد أوصى به جميع الأطباء.
قال الحكيم «سلمون» في كتابه الصحة والحياة حول الغذاء ما يلي: لكي يتسنى للمعدة أن تقوم بوظيفتها جيداً، ينبغي ان يطبخ الطعام، ويمضغه مغضاً تاماً.
وجاء في كتاب «علم التشريح» ما يلي :
ان المضغ الجيد يسهل الأغذية، إذ نعرف جيداً أن المضغ الناقص يحدث كثيراً من الآفات المعدية، والمعوية، وسوء الهضم.
قال علي(علیه السلام) : «كثرة الأكل والنوم : يفسدان النفس، ويجلبان المضرة»(1).
قال علي(علیه السلام) : «قلّ من أكثر من الطعام فلم يسقم»(2).
قال علي(علیه السلام) : «لاصحة مع النّهم»(3).
توضيح : النهم، كثرة الأكل، بمعنى افراط الشهوة في الطعام.
قال علي(علیه السلام) : «المعدة بيت الأدواء ،والحمية رأس الدواء، لاصحة مع النّهم ، لامرض أضنى من العقل»(4).
قال علي(علیه السلام) : «إياك وإدمان الشبع، فإنه يهيّج الأسقام، ويثير العلل»(5).
قال علي(علیه السلام): «إدمان الشبع، يورث أصناف الوجع»(6).
قال علي(علیه السلام) : «إياكم والبطنة، فإنها مقساة للقلب، مكسلة عن الصلاة، مفسدة للجسد»(7).
قال علي(علیه السلام) : إياك والبطنة، فمن لزمها كثرت أسقامه،وفَسّدت أحلامه»(8).
ص: 219
قال علي(علیه السلام): «الشبع يورّث الأشر، ويفسد الورع»(1).
قال علي(علیه السلام): «لا يجتمع الشبع ، والقيام بالمفترض»(2).
قال علي(علیه السلام) : «من زاد شبعه ، كظته البطنة»(3).
قال علي(علیه السلام) : «احذر الشره، فكم من أكلة منعت أكلات»(4).
قال علي(علیه السلام) : «كثرة الأكل من الشره، والشره من العيوب»(5).
توضیح: شره شرهاً ، وشراهة الى الطعام وعليه : اشتد ميله اليه، فهو شَرِه و شَرهان، وهي صفة لمن يأكل فوق الحاجة .
قال علي(علیه السلام) : «لاتميتوا القلب بكثرة الطعام والشراب، فإن القلب يموت كالزرع إذا كثر عليه الماء»(6).
مضار الإكثار من الطعام
قال ابن سينا في دفع المضار الكلية: الإكثار من الطعام يورث قلة إصابة البدن من الغذاء الزائد في جوهره، وكثرة الخام فيه، والسدد في المنافذ ، وإنهاك القوى الطبيعية، والحميات، والعفونة المختلطة، والربو، وعرق النساء، والنقرس، وأوجاع المفاصل.
إدخال الطعام على الطعام
يضر هذا من عدة أوجه، أحدها: أن القوة على الهضم لاتكون إلا بعد استراحة من الغذاء الأول، فيلزمها الغذاء الثاني وهضمه، فيؤدي
ص: 220
ذلك الى تضاعفها.
والثاني: أن المنهضم يخالط غير المنهضم ، فيحتبس معه ريثما ينهضم هو، فيجف الى النفوذ معه، فيعفن لطول مكثه، وزيادة مكثة على الواجب الطبيعي فيه .
قال ابن القيم في الطب النبوي : الأمراض المادية تكون عن زيادة مادة أفرطت في البدن حتى أضرت بأفعاله الطبيعية، وهي أمراض الأكثرية.
وسببها: إدخال الطعام على البدن قبل هضم الأول، والزيادة في القدر الذي يحتاج اليه البدن، وتناول الأغذية القليلة النفع، والبطيئة الهضم، والإكثار من الأغذية المختلفة التراكيب المتنوعة. فإذا ملأ الآدمي بطنه من هذه الأغذية، واعتاد ذلك : أورثته أمراضاً متنوعة، منها بطيئة الزوال أو سريعة الزوال، فإذا توسط في الغذاء، وتناول منه قدر الحاجة، وكان معتدلاً في كميته وكيفيته : كان انتفاع البدن به أكثر من انتفاعه بالغذاء الكثير.
الشراهة المرضية
يأكل بعض الأشخاص بطريقة شبه دائمة، ويستهلكون كميات هائلة من الطعام . بعض هؤلاء الأشخاص يستطيعون أن يكونوا شرهين من دون أن يزداد وزنهم غراماً واحداً، لأنهم يحرقون كل شيء ويتخلصون منه، وبعضهم يحتفظون بالوحدات الحرارية فيسمنون. هؤلاء الأشخاص هم في حالة جوع دائم، ويسعون للأكل حتى التخمة ليخفوا نقصاً عاطفياً .
تُعَبر الشراهة عن إختلال نفسي يؤدي إلى اختلال فيزيولوجي (وظائف الجسم)، وهذا الاختلال يؤدي الى انتاج الانسولين بشكل دائم، والأنسولين هو الذي يعطي احساساً بجوعٍ دائم ومستمر.
ص: 221
قال علي(علیه السلام) : «البطنة تمنع الفطنة»(1).
قال علي(علیه السلام) : «التُّخمة تفسد الحكمة».(2)
قال علي(علیه السلام): «البطنة تحجب الفطنة»(3).
قال علي(علیه السلام) : «الشبع يفسد الورع»(4).
قال علي(علیه السلام) : «الشبع يكثر الأدواء»(5).
قال علي(علیه السلام) : «ما اتخمت قط، فقيل له: ولم؟ قال: ما رفعت لقمة الى فمي إلا ذكرت إسم الله عليها»(6).
قال علي(علیه السلام) : «من كظّته البطنة، حجبته عن الفطنة»(7).
قال علي(علیه السلام) : «لافطنة مع بطنة»(8).
قال علي(علیه السلام): «الاتجتمع الفطنة والبطنة»(9).
ص: 222
قال علي(علیه السلام) : «قلة الأكل تمنع كثيراً من أعلال الجسد»(1).
قال علي(علیه السلام) : «قلة الغذاء : أكرم للنفس، وأدوم للصحة»(2).
قال علي(علیه السلام) : «التجوع أنفع الدواء»(3).
قال علي(علیه السلام) : «أقلِل طعاماً، تقلل أسقاماً»(4).
قال علي(علیه السلام) : «من قلّ أكله، صفى فكره»(5).
قال علي(علیه السلام) : «من اقتصر في أكله: كثرت صحته، وصلحت فكرته»(6).
قال علي(علیه السلام): «قلة الأكل من العفاف، وكثرته من الإسراف»(7).
عن علي(علیه السلام) أنه قال : «التخلل بالطرفاء، يورث الفقر»(8).
توضيح : الطرفاء هو شجر الإثل .
ص: 223
عن الإمام الحسين(علیه السلام) : كان علي(علیه السلام) يأمرنا : إذا تخللنا [أكلنا]، أن لانشرب الماء حتى نتمضمض ثلاثاً »(1).
الخلال بعد الطعام
كثيراً ما لا تخرج بعض الفضلات المتخلفة في تجاويف الأسنان بالمضمضة، بل وربما يعسر إخراجها بواسطة السواك ايضاً، فتمس الحاجة الى استعمال وسيلة أخرى لإكراه تلك الفضلات على الخروج، حتى لا تتحول يفعل التخمير الى مناطق موبوءة تضج بالجراثيم، وتوثر في التهابات اللثة، و خراب الاسنان، وغير ذلك من أعراض تقدمت الإشارة اليها في بحث السواك .
وقد ورد الأمر بالخلال في الاسلام بأنحاء مختلفة، كما وبيّن النبي(صلی الله علیه و آله) والأئمة(علیهم السلام) ما يترتب عليه من الفوائد، بالإضافة الى ذكر الوسائل التي لا يصح استعمالها في هذا المجال.
ولسوف لن نصغي الى أولئك الذين يقولون : إن الخلال يهيىء الفرصة للابتلاء بالتهابات اللثة وتقيحها، وخراج السن الموجبة لقلعه. فان الخلال الموجب لذلك هو خصوص الخلال العنيف الذي تستعمل فيه الوسائل الحادة التي تجرح اللثة وجدار السن، الأمر الذي ينشأ عنه ما ذكر، وقد نبه النبي(صلی الله علیه و آله) والأئمة(علیهم السلام) لهذه الجهة ، وأرشدوا الى ما يمنع من ظهورها.
خلاصة فوائد الخلال
قال في ضوء الشهاب :
الخلال: العود الذي يستخرج به ما يدخل في خلل الاسنان، وقد تخلل الرجل : اذا استعمل الخلال.
ص: 224
ويسبر غور ما روي عن أهل البيت(علیهم السلام) فی الخلال، استخلصنا فوائده على النحو الآتي:
1 - أنّه من النظافة.
2 - يصلح اللثة.
3 - يطيّب رائحة الفم .
4 - مصحّة للفم والنواجذ .
5 - يجلب الرزق .
6- يذهب بالبادجنام، وهي حمرة منكرة، شبه حمرة من يبتدىء به الجذام، ويظهر على الوجه والأطراف، خصوصاً في الشتاء والبرد، وربما كان معه قروح.
7 - الأمان من عذاب الكليتين .
الحجامة(1)
قال علي(علیه السلام) : «إن الحجامة : تصحّح البدن ، وتشد العقل»(2).
قال علي(علیه السلام) : «توقوا الحجامة يوم الأربعاء والنورة، فإن يوم الأربعاء، يوم نحس مستمر، وفيه خلقت جهنم»(3).
الحجامةُ والطبّ الحديث
الحجامة : هي فَصدُ قليلٍ من الدم من على سطح الجلد، باستخدام كأس زجاجي خاص، وهو ما يطلق عليه اسم «كاسات الهواء» .
ص: 225
وهي على نوعين : حجامة جافّة ورطبة.
ففي الحجامة الجافة : يسخّن الهواء بداخل الكأس، فيتمدّد بالحرارة، وعند ملامسته للجلد يبرد الهواء فينكمش ويقلّ حجمه، فيحدث فراغاً داخل الكأس يجذب الجلد إلى داخل الكأس وبه كمية من الدم.
وهذا النوع من الحجامة يفيد في تخفيف: الآلام الروماتيزمية، وأوجاع الصدر، حيث تنشط الدورة الدموية، وتفيد حالات عسر البول الناتجة عن التهاب الكلية.
أما الحجامة الرطبة : فتختلف عن الحجامة الجافة بإحداث جروح سطحية بالمشرط، طول كلّ منها حوالي 3 سم، ثم يوضع الكأس بنفس الطريقة السابقة، فيمتص بعض الدم من مكان المرض.
وتستعمل الحجامة الرطبة على ظهر القفص الصدري في حالات هبوط القلب المصحوب بارتشاح في الرئتين، وفي بعض أمراض القلب لتخفيف الإحتقان الدموي، وفي آلام المفاصل.
وقد استخدمت الحجامة في الطب الحديث على نطاق واسع في علاج أمراض الدورة الدموية، كعلاج ضغط الدّم، والتهاب عضلة القلب؛ وذلك بحجم منطقة ما تحت عظمة الترقوة اليسرى بثلاثة أصابع، والتهاب الغشاء المبطن للقلب، وتخفيف آلام الذبحة الصدرية .
كما واستخدمت في علاج أمراض الصدر، والقصبة الهوائية، وكذلك آلام المرارة، والأمعاء.
وعولج بالحجامة من كان يشكو من صداع الرأس، والعيون، وآلام الرقبة، والبطن، وآلام الروماتيزم في العضلات، والروماتيزم المزمن.
کما عولجت بها حالات انقطاع الطمث الأولي والثانوي عند النساء.
ص: 226
الفوائد الطبية للحجامة
* تنشيط الدورة الدموية والليمفاوية عن طريق التدليك القوي للعضلات، والتفاعل الخلوي بين أنسجة الجسم .
* تنشيط العمليات الحيوية في طبقات الأنسجة تحت الجلد، وبين العضلات حيث تتخلص من فضلات التعب، وتتحسن النغمة العضلية، والحالة العامة للعضلات .
* تقلل حالات الورم الناتجة عن ضعف نشاط الدورة الدموية، وخاصة إجهاد الساقين، والإصابة بالشد او التمزق العضلي او الكدمات الشديدة .
* تساعد كثيراً في إزالة التهابات الألياف العضلية، والأنسجة العصبية، وتفيد في تقليل الشعور بالألم، والتهاب عرق النسا، وأوجاع البرد، والآلام: الروماتيزمية، والصدرية، والعصبية.
اختيار الأيام للحجامة .
قال العلامة المجلسي في البحار: ظهر من الأخبار المتقدمة رجحان الحجامة يوم الخميس والأحد بلا معارض، وأكثر الأخبار تدل على رجحانه في يوم الثلاثاء لاسيما إذا صادف بعض الأيام المخصوصة من الشهور العربية او الرومية، ويعارضه بعض الأخبار .
ويظهر من أكثر الأخبار رجحان الحجامة يوم الإثنين، ويعارضه ما مر من شؤمه مطلقاً في أخبار كثيرة، وتوهم التقية لتبرّك المخالفين به في أكثر الأمور.
وأما الأربعاء فأكثر الأخبار تدل على مرجوحية الحجامة فيه، ويعارضها بعض الأخبار، ويمكن حملها على الضرورة.
والسبت أيضاً الأخبار فيه متعارضة، ولعل الرجحان أقوى. وكذا الجمعة ،ولعل المنع فيه أقوى، ثم جميع ذلك إنما هو مع عدم الضرورة
ص: 227
فاما معها يجوز في أي وقت كان لاسيما إذا قرأ آية الكرسي .
قال الشهيد الأول في الدروس: يستحب الحجامة في الرأس، فإن فيها الشفاء من كل داء، وتكره الحجامة في الأربعاء والسبت خوفاً من الوضح، إلا أن يتبيغ به الدم «أي يهيج»، فيحتجم متى شاء ويقرأ آية الكرسي، ويستخير الله ، ويصلي على النبي وآله .
قال علي(علیه السلام) : «من إكتحل فليوتر ، ومن فعل فقد أحسن، ومن لم يفعل فلا بأس»(1).
عن أبي الحصين قال : «كانت عيني قد أبيضت، ولم أكن ابصر بها شيئاً، فرأيت أمير المؤمنين(علیه السلام) في المنام، فقلت: يا سيدي عيني قد أصابت إلى ماترى؟ فقال: خُذ العُناب فدقه، فاكتحل به، فأخذت العناب فدققته بنواه، وكحلتها به، فانجلت عن عينی الظلمة، ونظرت انا اليها، فإذا هي صحيحة»(2).
قال علي(علیه السلام) لرجل من أصحابه : «خذ هليجة صفراء، وسبع حبات فلفل ،وإسحقها، وانخلها ،واكتحل بها»(3).
الإثمِد، حجر الكحل .
قال الفيروز آبادي: الإثمد - بالكسر - حجر الكحل.
وقيل : هو الكحل الإصفهاني، مزاجه بارد يابس، يقوّي عصب
ص: 228
العين، ويحفظ صحتها .
وقال الطريحي في مجمع البحرين (20/3) : الإثمد - بكسر الهمزة والميم - حجرٌ يكتحلُ به. ويقال : إنه معرب، ومعادنه بالشرق .
وقال ابن إدريس الحلّي في سرائره (139/3): الإكتحال بالإثمد عند النوم يذهب القذى، ويصفّي البصر.
وقال الرازي في المنصوري في الطب (166): بارد يابس، يقوّي العين ، ويحفظ عليها صحتها، ويقطع سيلان دم الطمث إذا احتمل به .
وقال شارح المنصوري (ص579): يعرف الآن باسم الكحل، وقد عرف منذ القديم باسم الكحل الأصفهاني الأسود، وهو ما يعرفه الكيميائيون باسم «الأنتيمون» ، مولده جبال فارس.
وقال الأطباء : أجوده الرزين، البزاق، السريع التفتت، اللذّاع، وقد استعملوه في أمراض العين(1).
الخواص الطبية للإثمد
جاء في الجامع لمفردات الأغذية والأدوية حول الإثمد:
قوة الإثمد : مغرية قابضة، وتذهب باللحم الزائد في القروح وتدملها، وتنقي أوساخها، وأوساخ القروح العارضة في العين، وتقطع الرعاف العارض من الحجب التي فوق الدماغ.
والحجر نافع للعيون، ويقوي أعصابها والأوجاع منها، وينفع كبار السن والمشائخ والذين ضعفت أبصارهم من الكبر ، وإذا جعل فيه شيء من المسك نفع من الحرارة المطلوبة العارضة للعين محلاً.
ص: 229
يقول الرازي عنه،، أنه : يقوّي العين ويحفظ صحتها، ويقطع سيلان دم الطمث إذا احتمل، وإذا استعمل من الخارج قتل القمل، وإذا نثر مسحوقاً على الجراحات الطرية أدملها، إلا أنه يبقى منها أثراً أسوداً.
قال علي(علیه السلام) : «النورة طهور »(1).
قال علي(علیه السلام) : «النورة نشرة، وطهور للجسد»(2).
قال علي(علیه السلام) : « ينبغي للرجل ان يتوقى النورة يوم الاربعاء، فإنه نحس مستمر [ وتجوز النورة في سائر الأيام]»(3).
قال علي(علیه السلام) : «الحناء بعد النورة، أمان من الجذام والبرص»(4).
وعن علي(علیه السلام) أنه قال: «أحبّ للمؤمن أن يطلي في كل خمسة عشر يوماً من النورة»(5).
النورة في الطب القديم
جاء في «القانون في الطب»: النورة هي المترمد من الأجسام الحجرية والخزفية .
أما التي لم يصبها الماء والتي اصابها الماء في الحال فمحرقتان، واذابقيت المطفأة يومين أو ثلاثة. فحينئذ لاتحرق بل تسخن فقط، والمغسولة
ص: 230
معتدلة يابسة ،تقطع نزف الدم، والمغسولة مجففة بلا لذع، والنورة إذا غليت بالدهانات صارت منضجة .
وهي : تأكل اللحم الزائد، والمغسولة تدمل، وتنفع من حرق النار جداً .
ابن القيم في الطب النبوي : أصل النورة، كلس جزآن، وزرنيخ جزء، يخلطان بالماء، ويتركان في الشمس أو الحمام بقدر ما ينضج وتشتد زرقته، ثم يطلي به، ويجلس ساعة ريثما يعمل، ولا يمس بماء ثم يغسل، ويطلي مكانها بالحناء لإذهاب ناريتها .
روي في بعض الأحاديث: أن الحناء بعد النورة أمان من الجذم. والنورة التي لم يصبها الماء تحرق إحراقاً شديداً، حتى أنها تُحدث في الموضع قشرة محرقة .
قال علي(علیه السلام) : «التطيِّب نشرة، والغسل نشرة، والنظر الى الخضرة نشرة، والركوب نشرة»(1).
توضيح : النشرة: رقية يعالج بها المجنون او المريض، وتأتي بمعنى ما يزيل هموم الحياة وأحزانها، سميت بذلك لأنه يُنشّر بها عنه ما خامره من الداء .
قال علي(علیه السلام) : «لا يأبى الكرامة إلا حمار، فقيل له: ما معنى ذلك؟ فقال : الطيب والوسادة»(2).
ص: 231
قال علي(علیه السلام) : «ينبغي للرجل أن لا يدع ان يمس شئاً من الطيب في كل يوم، فإن لم يقدر فيوم ويوم، لا ! فإن لم يقدر، في كل جمعة لا يدع ذلك»(1).
روي أنه : أتي(علیه السلام) بدهن وكان قد أدهن، فقال [على](علیه السلام): «إنا لانَرد الطيب»(2).
الطيب (العطر)
قد يكون العطر من ابدع ما اخترعه الإنسان في حقل الفن، وهو: يجلب الإنتباه، وينعش القلب، ويفرّح الذات، ويثير احاسيس دافئة في النفس.
وينبغي التنبه في اختيار العطور، فنوع واحد قد لا يناسب كل شخص بالذات، وقد يترك آثاراً سلبية على روحه وبدنه، وذلك لأن لون الجلد، ودرجة جفافه ودهونته، وتوازنه بين الحموضة والقلوية، والمستوى الهرموني في الجسم، كلها عوامل تؤثر في رائحة العطر اذا لامس الجلد، وفي ردود الفعل على البشرة .
كما يجب أن يعلم: بأن زجاجة العطر متى فتحت تأخذ بفقدان خواص شذاها تدريجياً، وذلك بسبب تبخّر العطر منها رويداً رويداً رغم احكام اغلاق الزجاجة بالغطاء، وايضاً يؤثر النور وسائر الإشعاعات فى العطر، فيفقده توازنه ويخل في تركيبه، لذا يجب حفظ الزجاجة من فتح غطائها، وحفظها في مكان بعيد عن النور وسائر الإشعاعات .
كما ان لبعض العطور مفعول صحى على الجلد ايضاً، وقد يكون لها خاصية التعقيم. واذا كان الإنسان يشعر بالتعب بعد نهار مرهق فتدليك
ص: 232
الساقين ببعض الدهون العطرية او الكولونيا يعيد اليهما النشاط، ويزيل الإحساس بالإرهاق والتعب(1).
قال علي(علیه السلام) : «أقروا الحار حتى يبرد ويمكن أكله، فإن رسول الله(صلی الله علیه و آله) قرب اليه طعام حار ، فقال : أقروه حتى يبرد ويمكن أكله، ما كان الله ليطعمنا النار ، والبركة في البارد، والحار غير ذي بركة»(2).
قال علي(علیه السلام) لابنه الحسن(علیه السلام) : «يا بني، لا تطعمن لقمة من حار ولا بارد، ولا تشربن شرية ولا جرعة ،إلا وأنت تقول قبل أن تأكله وقبل أن تشربه : (اللهم إني اسئلك في أكلي وشربي السلامة من وعكة، والقوة به على طاعتك)، وذكرك وشكرك فيما أبقيته في بدني، وأن تشجعني بقوته على عبادتك، وأن تلهمني حسن التحرز من معصيتك)، فإن فعلت ذلك، أمنت من وَعثه وعائلته»(3).
توضيح : الوَعث : هو الإختلاف والفساد، ويأتي بمعنى العسر .
توضيح آخر: يمكن أن يقال في شأن الحديث الثاني : ان ضرر الحار والبارد شرباً وأكلاً، بالإمكان دفع ضررهما بهذا الدعاء القصير الألفاظ، الكثير المضامين، ويتوقف ذلك على نية المتلفظ به، وقصده، واعتقاده.
ص: 233
قال علي(علیه السلام) : «الطعام يؤكل على ثلاث أضرب: مع الإخوان بالسرور، ومع الفقراء بالإيثار، ومع أبناء الدنيا بالمروءة»(1).
قال علي(علیه السلام): «لا يجتمع الجوع والمرض»(2).
قال علي(علیه السلام) : «لاتجتمع الصحة والنّهم(3)»(4).
قال علي(علیه السلام) : «نعم العون على أسر النفس وكسر عادتها :الجوع»(5).
قال علي(علیه السلام) : «ان النفس حمضة ، والأذن مجاجة، فلا تحب فهمك بالإلحاح على قلبك، فإن لكل عضو من البدن استراحة»(6).
ص: 234
راحة البدن
يجب للإنسان اعطاء بدنه الراحة عند اجهاده وعنائه، فليس له ان يرهق نفسه وجسمه، لأن في ذلك إلقاء للنفس في التهلكة او الضرر وهما محرمان في الإسلام، وعليه ان يخلد - المُجَهد - الى الراحة والإستقرار، ففي الحديث الشريف: «ان لنفسك عليك حقاً، وان لجسدك عليك حقاً، وان لزوجك عليك حقاً، وان لعينك عليك حقاً».
وفي حديث آخر : «نفسك مطية، فارفق بها». ويعني ذلك ان لا تُحمّلها فوق طاقتها وتُجهدها، فإذا اصابها ضعف او مرض فعالجها، وليس لك اهمالها، وجاء في الحديث : «رَوّحوا القلوب ساعة بعد ساعة».
ان الراحة تقي الإنسان من الإصابة بكثير من الأمراض، فإنها - على الأكثر - ناشئة عن الجهد والإرهاق، وعدم التوازن في السلوك، وهي من موجبات المرض وأسبابه الرئيسية .
قال علي(علیه السلام): «استجادة الحذاء، وقاية للبدن، وعون على الطهارة»(1).
قال علي(علیه السلام) :«من أراد البقاء ولابقاء، فليخفف الرداء، وليباكر الغذاء، وليقل مجامعة النساء، ويدمن الحذاء»(2).
جاء في كتاب جسم الانسان: أهم شرطٍ صحي في الحذاء أن لا يضغط على ناحية من نواحي القدم فتشوهها، ويكون بعض الحؤلات الجلدية، وأن لا يكون ضيقاً تتراكب الأصابع فيه .
- من المعلوم أن الكثير من الحشرات والأوبئة والأمراض تسري الى البدن عبر القدم الحافية، خصوصاً إذا كان بها أو التهاب، فاستدامة الحذاء هي خير وقاية لمنع الأمراض في الدخول الى البدن .
ص: 236
قَبَس مِن علم النفس
ص: 237
ص: 238
عن الكميل بن زياد قال : سئلت مولانا أمير المؤمنين(علیه السلام) فقلت له : أريد ان تعرفني نفسي؟
قال علي(علیه السلام) : «يا كميل، وأي الأنفس تريد ان اعرفك؟»
قلت: يا مولاي، هل هي إلا نفس واحدة؟
قال(علیه السلام): «یا كميل، إنما هي أربع : النامية النباتية، والحسية الحيوانية، والناطقة القدسية، والكلية الإلهية، ولكل واحدة من هذه خمس قوى وخاصيتان.
فالنامية النباتية: لها خمس قوى: جاذبة وماسكة وهاضمة ودافعة ومربية، ولها خاصيتان: الزيادة والنقصان، وانبعاثها من الكبد، وهي الاشياء بنفس الحيوان .
والحسية الحيوانية : لها خمس قوى: سمع وبصر وشم وذوق ولمس، ولها خاصيتان: الشهوة [الرضا في نسخة] والغضب، وانبعاثها من القلب، وهي أشبة الاشياء بنفس السباع .
والناطقة القدسية: ولها خمس قوى: فكر وذكر وعلم وحلم ونباهة وليس لها انبعاث، وهي أشبه الاشياء بالنفوس الملكية، ولها خاصيتان: النزاهة والحكمة .
والكلية الإلهية: ولها خمس قوى: بقاء وفناء، ونعيم في شقاء، وعز في ذل، وغنى في فقر، وصبر في بلاء، ولها خاصيتان: الرضا والتسليم
ص: 239
وهذه هي التي مبدأها من الله وإليه تعود، قال الله تعالى :ُ «وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي»، وقال تعالى : «يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً»، والعقل وسط الكل، لكي لا يقول أحدكم شيئاً من الخير والشر إلا بقياس معقول»(1).
هذا الحديث الشريف من أهم الأحاديث في علم النفس، حيث يقوم الإمام علي(علیه السلام) بتصنيف النفس وذكر قواها، ويتّبع في دراسته النفسية «المنهج التحليلي»، فيعلل الوظائف النفسية تحليلاً دقيقاً، ويصنفها تصنيفاً شاملاً، يستقصي فيه جميع أقسامها المختلفة.
ويتبع ايضاً «المنهج التركيبي»، فيدرس الوظائف النفسية في ترتيب متصاعد من أبسطها وأدناها الى الفطرة، إلى أكثرها نموّاً وكمالاً ، وهو(صلی الله علیه و آله) يحاول في هذا الترتيب ان يبين تدرّجها فيما بينها تدرجاً خاصاً متجهاً من الأبسط الى الأكمل، بحيث توجد الوظائف الدنيا في العليا وتكون في خدمتها، بحيث يتضمن وجود الوظائف العليا وجود الوظائف الدنيا، ويكون للعليا عليها سلطة الرياسة .
ونتعرض الآن الى تقسيم ابن سينا للوظائف النفسية، حيث هو يتعرض للنفس الكلية الالهية، والحال انها اهم الأنفس وأعلاها مرتبة، فهي كما في الحديث الشريف من الله واليه تعود، وهي مزودة بالعقل السليم الذي فيه قدرة التمييز بين الخير والشر، وبإمكان القارىء الكريم المقايسة بين تقسيم الامام علي(علیه السلام) ، والحكيم ابن سينا للنفوس .
ص: 240
يقسم ابن سينا الوظائف النفسية تقسيماً أولياً إلى ثلاثة اقسام، هي:
1. وظائف يشترك فيها الحيوان والنبات، كالتغذّي والنمو والتوليد.
2. وظائف يشترك فيها الحيوان، ولاحَظّ فيها للنبات مثل: الإحساس والتخيل والحركة الإرادية .
3. وظائف تخص الإنسان وحده، وهي وظائف العقل .
وكل قسم من هذه الوظائف يصدر عن قوة خاصة.
فالقوة التي تصدر عنها وظائف القسم الأول تسمى «نفساً نباتية»، وهي كمال أول لجسم طبيعي آلي من حيث التولّد والنمو والتغذّي.
والقوة التي تصدر عنها وظائف القسم الثاني تسمى «نفساً حيوانية»، وهي كمال أول لجسم طبيعي الي من حيث يدرك الجزئيات ويتحرك بالإرادة .
والقوة التي تصدر عنها وظائف القسم الثالث تسمى «نفساً إنسانية»، و هی كمال أول لجسم طبيعي آلي من حيث يفعل الأفعال الكائنة بالإختيار الفكري والإستنباط بالرأي، ومن حيث يدرك الأمور الكلية.
ولا يخفى أن المتقدم من هذه النفوس الثلاث يوجد في التالي، بحيث ان نفس الحيوان تشمل ايضاً النفس النباتية، وان نفس الإنسان تشمل ايضاً النفس النباتية والحيوانية .
هذا، وقد قال أرسطو في هذا المضمار من قبل: «المتقدم موجود بالقوة دائماً في التالي، سواء ذلك في الأشكال أم في الكائنات الحية، فمثلاً: المثلث موجود في المربع ، والنفس الغاذية في النفس الحاسة». فهذه النفوس الثلاثة في الإنسان نفس واحدة، ذات قوى مختلفة، ووظائف متباينة .
ص: 241
وينشعب من هذا التقسيم الأولي تقسيمات أخرى فرعية إذا ما درسنا وظائف كل نفس من هذه النفوس الثلاث على حده دراسة مفصلة .
فللنفس النباتية ثلاث قوى، هي : الغاذية والمنمية والمولدة. القوة الغاذية تحيل الغذاء الى مشابهة جسم المغتذي وتضيفه اليه بدل ما يتحلل منه . والقوة المنمية تنمي الجسم المغتذي نمواً مناسباً في أقطاره طولاً وعرضاً وعمقاً، حتى يبلغ كمال النشوء. والقوة المولدة تولد الشبيه.
وللنفس الحيوانية بالقسمة الأولى قوّتان : قوة مُدركة ، وقوة محركة .
والقوة المدركة تنقسم الى قسمين :
1. قوى تدرك الخارج: وهي الحواس الخمس الظاهرة (البصر والسمع والشم والذوق و اللمس)، وهي تدرك صُوّر المحسوسات الخارجية .
2. قوى تدرك الداخل: وهي الحواس الخمس الباطنة (الحس المشترك والمصوّرة والمُتخيّلة والوهم والذاكرة)، فبعض الحواس الباطنة يدرك صُوّر المحسوسات التي تدركها الحواس الظاهرة، وبعضها يدرك معاني المحسوسات التي لا تدركها الحواس الظاهرة.
والفرق بين إدراك الصورة وإدراك المعنى : هو أن الصورة يدركها الحس الظاهر والباطن معاً، لكن الحس الظاهر يدركها أولاً ثم يؤديها الى الحس الباطن، مثل ادراك الشاة صورة الذئب وشكله وهيئته ولونه. اما المعنى فيدركه الحسن الباطن من المحسوسات الخارجية من غير ان يدركه الحس، مثل إدراك الشاة العداوة في الذئب، وهو المعنى الموجب لخوفها منه.
ص: 242
وللقوة المحركة أيضاً قسمان :
1 - محركة على أنها باعثة على الحركة، وهي القوة النزوعية الشوقية، وهي إما شهوانية وإما غضبية. والقوة الشهوانية تنبعث الى جلب الضروري والنافع طلباً للذة، والقوة الغضبية تنبعث الى دفع المنافي والضار طلباً للغلبة.
2 - محركة على أنها فاعلة للحركة، وهي القوة التي تنبعث في العضلات والأعصاب لتحدث الحركة، وتسمى «القوة الإجماعية»، أي التي تجمع على الحركة .
والنفس الناطقة تنقسم الى : قوة عاملة وقوة عالمة.
القوة العاملة - وتسمى العقل العملي - هي مبدأ محرك لبدن الإنسان الى الأفعال الجزئية الخاصة بالرؤية فيما ينبغي ان يُفعل ويُترك، وبه تتعلق سياسة البدن، واليه تنتسب الأخلاق .
والقوة العالمة -وتسمى العقل النظري- : وظيفتها إدراك الصور الكلية المجردة عن المادة، وللعقل النظري بالنسبة الى الصور الكلية المجردة درجات مختلفة. فإما أن يكون كالقوة المطلقة التي لم تقبل بعد شيئاً من الكمال، وذلك قبل أن يدرك شيئاً من المعقولات، ويسمى حينئذ «العقل الهيولاني»، فإذا حصلت في العقل الهيولاني المعقولات الأولى - وهي المقدمات التي يقع بها التصديق من غير اكتساب، مثل: ان الكل أعظم من الجزء، وأن الأشياء المساوية لشيء واحد متساوية - التي يتوصل بها الى اكتساب المعقولات الثانية، فإنه يسمى حينئذ «عقلاً بالملكة».
ثم إنه إذا حصل في العقل المعقولات الثانية، إلا أنه لا يطالعها ولا
ص: 243
يرجع إليها بالفعل، بل تكون كأنها مخزونة عنده، يطالعها بالفعل متى شاء فيعقلها، ويعقل أنه يعقلها، فإنه يسمى حينئذ «عقلاً بالفعل». فإذا كانت الصُوّر المعقولة حاضرةً في العقل بالفعل، وهو يطالعها بالفعل ويعقلها بالفعل، ويعقل أنه يعقلها بالفعل، فيسمى حينئذ «عقلاً مستفاداً».
أمير المؤمنين(علیه السلام) أنه قال: «ما لي أرى الناس اذا قُرب اليهم الطعام ليلاً تكلفوا إنارة المصابيح ليبصروا ما يدخلون بطونهم، ولا يهتمون بغذاء النفس بأن ينيروا مصابيح ألبابهم بالعلم، ليسلموا من لواحق الجهالة والذنوب في اعتقادهم وأعمالهم»(1).
من السهل إعادة الصحة والسلامة لمن أصيب بالتسمم الناشيء من تناول طعام فاسد بالعناية الصحية الدقيقة، أما الفكر المسموم والمشبع بالأفكار الخاطئة والمنحرفة، فإعادة السلامة إليه من الأمور الصعبة جداً. إن خطر إناء من الدوندرمة - البوظة - الفاسدة في محل، أقل بكثير من خطر فيلم مسموم وهذام .
وحين يقدم ابو الأسرة على شراءه طعام لأطفاله يحاول التأكد من سلامة ذلك الطعام، أما حين يقدم على شراء كتاب او مجلة ليضعها في متناول أيدي أطفاله، فهو لا ينتبه إلى أن هذه المجلة إنما هي غذاء أرواحهم، فإن كان فاسداً أصيبت الأسرة بأجمعها بذلك التسمم الفكري .
إن الذي يهتم بصحته: لا يتناول طعاماً من يد شخص مصاب بالسل أو
ص: 244
الجدري، لأنه لا يطمئن الى سلامة الطعام ونظافته. وهناك أفراد مصابون بالأمراض الروحية والخلقية، ولذلك فإن أقوالهم وكتاباتهم التي تعتبر بمثابة غذاء روحي للناس ليست مأمونة، وذلك لأن من الممكن أن يلوّث فساد فكر ألسنتهم وأقلامهم ايضاً، ويؤدي ذلك الى انتشار الإنحراف والفساد في المجتمع .
مرّ الإمام علي بن أبي طالب(علیه السلام) في بعض شوارع البصرة، فإذا هو بحلقة كبيرة والناس حولها يمدون اليها الأعناق، ويشخصون اليها بالأحداق ، فمضى إليهم لينظر ما سبب اجتماعهم !
فإذا فيهم شاب من أحسن الشباب، نقي الثياب، عليه هيبة ووقار، وسكينة الأخيار، وهو جالس على كرسي، والناس يأتونه بقوارير من الماء [أي إدرار المرضى]، وهو ينظر في دليل المرض، ويصف لكل واحد منهم ما يوافقه من أنواع الدواء.
فتقدم (علیه السلام) اليه ، وقال : السلام عليك أيها الطبيب ورحمة الله وبركاته .
هل عندك شيء من أدوية الذنوب؟ فقد أعيى الناس دواؤها يرحمك الله !
فأطرق الطبيب برأسه الى الأرض، ولم يتكلم فناداه الإمام(علیه السلام) ثانية، فلم یتكلم، فناداه ثالثة كذلك، فرفع الطبيب رأسه بعد ما رَدَّ السلام، وقال : أو تعرف أنت أدوية الذنوب، بارك الله فيك؟
قال(علیه السلام) : نعم . قال : صِف وبالله التوفيق.
فقال(علیه السلام) : «تعمد الى بستان الإيمان، فتأخذ منه عروق النية، وحب
ص: 245
الندامة، وورق التدبر، وبزر الورع، وثمر الفقه، وأغصان اليقين، ولب الإخلاص، وقشور الإجتهاد، وعروق التوكل، واكمام الاعتبار، وسيقان الإنابة، وترياق التواضع.
تأخذ هذه الأدوية بقلب حاضر، وفهم وافر، بأنامل التصديق، وكف التوفيق، ثم تضعها في قدر الرجاء، ثم توقد عليها بنار الشوق، حتى ترغى زبد الحكمة، ثم تفرغها في صحائف الرضا، وتروّح عليها بمراوح الإستغفار، ينعقد لك من ذلك شربة جيدة، ثم تشربها في مكان لا يراك فيه أحد إلا الله تعالى، فإن ذلك يزيل عنك الذنوب حتى لا يبقى عليك ذنب»
فأنشأ الطبيب يقول :
يا خاطب الحوراء في خدرها شَمّر فتقوى الله من مهرها وكن مُجدّاً لاتكن وانياً وجاهد النفس على صبرها(1)
قال علي(علیه السلام) : «صيام القلب عن الفكر في الآثام، افضل من صيام البطن عن الطعام»(2).
قال علي(علیه السلام): «الصيام، أحد الصحتين»(3).
ان الصوم وقاية وعلاج من الأمراض الجسدية، شرط ان يلتزم المسلم بقواعد الطب القرآني والإسلامي في حقل التغذية، وعدم الإسراف لافي الأكل ولا في الشرب، ولا الإقتار في المأكل والمشرب وقهر النفس بحرمانها
ص: 246
من طيّبات ما أحل الله، بحجة التقشف وعدم التبذير .
أما أن يتخم الصائم وقت الافطار، لما امتنع عنه من طعام خلال ساعات الصوم، أو أن يكتفي بالقليل القليل منه اعتقاداً بأن هذا تقشفاً او تقرباً الى الله ، فهذا ليس من حكمة الصيام في شيء، لأنه المرض عينه .
وقد وقف الأطباء خلال عملهم: أن كثيراً من الذبحات القلبية والدماغية، وأمراض التغذية والجهاز الهضمي، تكثر خلال شهر رمضان، وليس ذلك إلا عند الذين لم يلتزموا او يعقلوا قواعد التغذية الحكيمة في الاسلام.
وان الصوم بجميع شرائطه يقي الانسان الكثير من الأمراض الجسدية، وفي رأس القائمة أمراض القلب الناتج عن تصلب الشرايين والسمنة، حيث ان لكل عضو من الجسم بحاجة للراحة الدورية، وكذلك الجهاز الهضمي.
أما الأمراض النفسية : فإن الصوم يقتلعها من جذورها ويستئصلها استئصالاً، فالتكبر والغيبة والحسد والنميمة والبخل والإسراف و... یمکن معالجتها بالصوم، لأن من الشروط الاساسية للصوم هو صوم اللسان،والقلب والجوارح من كل ما يسيء الى أنفسنا، وإلى الغير ايضاً، ليس خلال شهر رمضان فقط، وإنما طيلة أشهر السنة، عندها يكون كل صوم حقيقي (جامع للشرائط) فيه العقل سيّد النفس .
والصوم، عندما تفهم معانيه في العمق ويلتزم بها الصائم، يصل به الى ارقى درجات الطمأنينة والسعادة والصفاء الجسدي والفكري والنفسي. فالانسان لا تسعد روحه او يرتاح جسده، الا إذا جعل من عقله سيداً على نفسه، وهذا هو في الحقيقة مفهوم الصيام.
ص: 247
قال علي(علیه السلام) : «أعدى عدو للمرء غضبه وشهوته، فمن ملكهما عظمت [علت] درجته، وبلغ غايته»(1).
قال علي(علیه السلام) : «الشهوة، أضر الأعداء»(2).
قال علي(علیه السلام): «الشهوات، سموم قاتلات»(3).
قال علي(علیه السلام) : «الانقياد إلى الشهوة من أدوى الدواء »(4).
قال علي(علیه السلام) : «الشهوات آفات قاتلات، خير دوائها الصبر عنها»(5).
قال علي(علیه السلام) : «العفة تضعف الشهوة»(6).
تُشكل الغدد الداخلية والهورمونات التي تفرز في الدم فصلاً مهماً من فصول علم الاحياء في نظر العلماء المعاصرين. ذلك أن نشاط الهورمونات معقد ومهم للغاية من الناحية العلمية، فهي تعلب دوراً كبيراً في أساس نمو الطفل، وفي موضوع البلوغ ايضاً.
لقد اثبتت البحوث الجديدة لعلماء الأحياء: أن الغدد الداخلية تلعب دوراً مهماً في نمو أعضاء الجسم بواسطة الهورمونات التي تفرزها، وإن تأثيرها كبير إلى درجة أن (باند) قد صنف الأشخاص في دور البلوغ حسب
ص: 248
علم معرفة الغدد. وأهم هذه الغدد هي: الهيبوفيز، والتايروئيد، والغدد التناسلية، والغدد فوق الكلوية .
تؤثر بعض الهورمونات في نمو الجسم، ويؤثر البعض الآخر في نمو الجهاز التناسلي. وإذا صح لنا تسمية المواد الكيمياوية المختلفة التي توجد في الجسم بمقادير ضئيلة بإسم التيار، فيجب ان نقول ان هذه الهورمونات تعمل في تيارين مختلفين، ولكنهما يلتقيان في النهاية، خصوصاً بالنسبة الى مسألة ازدياد طول الجسم، فإنها محصول تأثير غدد الثايروئيد والهيبوفيز، عند ذاك تأخذ عملية النمو في الجسم بالتباطؤ بالتدرج، وتبدأ مرحلة البلوغ على اثر نشاط هورمون جديد يفرزه الهيبوفيز، ويفضل الهورمونات التناسلية من قبيل التستوسترون التي تفرز من الخصيتين، والفوليكولين التي تفرز من المبيض.
تؤدي هرمونات البلوغ الى تحول عظيم في هيكل الطفل، فينمو جسمه بصورة طفرة وفي أشد السرعة، ويخرج من الصورة الطفولية في فترة وجيزة، فيكتسب جميع ميزات الانسان الراشد . ان النقطة الجديرة بالإنتباه هي: أن جسم الطفل يجب أن يكون قد تلقى قدراً كافياً من النمو قبل ذلك، حتى لا يحصل اضطراب على أثر إفراز هورمونات البلوغ.
ومهما كان عمل الهورمونات مهماً، فإنها لاتستطيع ان توضح بوحدها جوانب الطفرة البدنية، فعندما تندثر الهورمونات او تفرز أكثر من المقدار الإعتيادي، يحصل اضطراب في عمل النمو. فوجودها اذن ضروري، ولكن العمل المحرك لها يحتاج الى ظروف مساعدة، وأهمها استكمال الأعضاء والأنسجة سيرها بالمقدار اللازم حتى تستطيع أعضاء الجسم مواصلة نموها بصورة مطردة، وبعبارة أخرى فإنه لابد من انسجام خاص بين عمل الهورمونات والظروف التي تستفيد فيها الأعضاء والأنسجة
ص: 249
من تلك الهورمونات .
اما البلوغ المبكر: فإنه عبارة عن افراز الغدد الجنسية هورموناتها في جسد الطفل قبل ان يستكمل نموه الطبيعي ويستعد لتقبل البلوغ، وهذا يؤدي الى النضج الجنسي قبل أوانه .
يتقدم سن البلوغ في النضج الجنسي السابق لأوانه عن العمر الإعتيادي (وهو الذي يتراوح بين 12 و 17 سنة)، أي ان الغدد الجنسية تبدا بالعمل قبل السنة العاشرة، وبذلك يتقدم النمو الطولي. هؤلاء المرضى يتقدمون على أقرانهم من حيث النمو لمدة وجيزة، ولكن لما كانت الطبقة الغضروفية تزول بعد فترة النمو الطولي السريع مباشرة، فإن فترة نمو هؤلاء المرضى قصيرة، إذ لا يلبثون أن يتأخروا عن أقرانهم فيما بعد.
ان افراد البشر - كسائر الموجودات الحيّة في العالم - خاضعون لتأثير الظروف الطبيعية المحيطة بهم. وبالنظر الى اختلاف المناخ، وتغير درجة الحرارة، وسائر العوامل الطبيعية في مختلف نقاط الكرة الأرضية، يختلف النمو عند الأطفال أيضاً، ولهذا فإن السن الذي يظهر فيه بوادر البلوغ الجنسي عند الذكور والإناث مختلف باختلاف المناطق .
ويختلف سن اليأس عند النساء بحسب الظروف المختلفة، فالدورة الشهرية تبدأ في المناطق الحارة اسرع منها في المناطق الباردة. فمثلاً نجد في (لابوني) انها تبدأ في الثامنة عشرة، في حين انها تبدأ في (الحبشة) في التاسعة او العاشرة، لقد اثبتت التجارب الجديدة انه كلما كان المناخ متغيراً كان هذا العمل اسرع وقوعاً .
ومن هذا السبب نجد أنه بينما تستطيع الفتاة الحبشية ان تلد طفلين او أكثر ، فإن الفتاة اللابونية في نفس السن لم تَرَ الدورة الشهرية بعد. هذا
ص: 250
الإختلاف بينهما يستند الى ظروف البيئة والمحيط، فليس بلوغ الحبشيات مبكراً، ولا بلوغ اللابونيات متخلفاً . ان المقصود بالبلوغ المبكر هو أن الولد او البنت تبلغ قبل الموعد الطبيعي المقرر لهما، وتبدأ الهورمونات الجنسية بالإفراز قبل ان يحين الوقت الإعتيادي لذلك، وهذا بنفسه نوع من أنواع المرض.
وبما ان البلوغ المبكر ناشيء من الإختلاف الشديد في إفراز الهورمونات، فبالإمكان تقديم يد العون الى أكثر هؤلاء المرضى، خصوصاً وأن قصر القامة ليس العارض الوحيد للبلوغ المبكر، بل إن الأختلالات التي تؤدي الى النضج الجنسي السابق لأوانه، خطيرة جداً.
وقد يظهر الميل الجنسي عند الإنسان قبل موعده المقرر ولا يكون مستنداً الى مرض، بل يعود الى الإثارات التافهة والمناظر المهيجة التي نفذت الى روح الطفل وسببت النضج الجنسي المبكر .
يقول موريس دبس : ان العوامل الروحية، من قبيل مطالعة القضايا المثيرة او مشاهدة المناظر المهيجة، تُبكّر في ظهور بوادر اليأس عند النساء.
وهناك عوامل كثيرة قد تؤدي الى الإثارات الروحية عند المراهقين، وتسبب النضج الجنسي المبكر عندهم. إن قراءة القصص المثيرة للشهوة، ومشاهدة المناظر المهيجة، والتعانق مع الآخرين وتقبيلهم، والإضطجاع على فراش واحد بحيث يحصل الإحتكاك والإتصال والأعمال المشابهة لذلك، تؤدي الى الإثارات الجنسية والبلوغ المبكر .
ص: 251
قال علي(علیه السلام) : «الحقد داء دويّ، ومرض موبي»(1).
قال علي(علیه السلام) : «الهوى ، داء دَفين»(2).
قال علي(علیه السلام): «العجب لغفلة الحُساد ، عن سلامة الأجساد»(3).
قال علي(علیه السلام) : «الحسد، يذيب الجسد»(4).
قال علي (علیه السلام): «الحسد، يفني الجسد»(5).
قال علي(علیه السلام): «الحسود دائم السقم، وإن كان صحيح الجسم»(6).
قال علي(علیه السلام) : «الحسود، أبداً عليل»(7).
قال علي(علیه السلام): «الحسد يُفني، والحقد يُذري»(8).
قال علي(علیه السلام): «الحسد، شر الأمراض»(9).
قال علي(علیه السلام): «الحسد ، حبس الروح»(10).
قال علي : «الحسود لا يبرأ»(11).
ص: 252
قال علي : «الحسد، يضني الجسد»(1).
قال علي(علیه السلام) : «الحسود لاشفاء له»(2).
قال علي(علیه السلام): «الحسد، يُنشيء الكمد»(3).
قال علي(علیه السلام): في ضمن نصائحه : «واعلموا ان اصغر الحسد أكبر داء الجسد، يبتدي بجسده كالولد والوالد، ثم ينتقل عن الأقارب الى الأباعد، فاعاذكم الله الحسد والنكد»(4).
قال علي(علیه السلام) : «الحسد داء عياء، لايزول إلا بهلاك الحاسد، أو موت المحسود»(5).
الحسد: هو كراهة نعمة الغير وحب زوالها وان الحاسد لم يزل يتطلع الى نِعَم الله على عباده، فلا يهنأ له حال .
و هو داء في النفس أشد من البخل، لأن البخيل يضن بماله على الغير، وهو أما الحسود فإنه يضن بمال الله ونعمه على عباده، ويتألم من وصوله الى غيره، فهو العدو بلا سبب، وطالب لزوال النعمة عن غيره وإن لم تصله.
وهذا الداء النفساني لا يحدث الا عن خبث في الروح، وانطواء النفس على الشر، فإذا ما تمكن من امرَءٍ افسد أخلاقه، وساقه الى القبائح والجرائم، وأوقع صاحبه في أشد الآلام النفسية والأسقام البدنية(6).
ص: 253
وإليك نصاً من احد علماء الغرب بهذا الصدد:
«لا يقل خطر الحسد عن ميكروب الطاعون الرئوي، لأنه يجعل صاحبه يعمل لإضرار الآخرين أكثر من العمل لجلب المنفعة لنفسه. وهكذا الحقد والبغضاء وغيرهما من الصفات الرذيلة ، فانها تعتبر معاول هدامة لا أكثر».
قال علي(علیه السلام) : «الحرص، مرض لايوسي»(1).
الحرص : هو شدة الكدح والإسراف في الطلب، وفوقه الشره، وكلاهما داء ينتاب الروح والنفس، وذلك بسبب غلبة القوة البهيمية على العقل، واندحار العقل أمامها حيث يكون مغلوباً، وما الحريص المصاب بهذا الداء إلا فقير، كلما ازداد حرصه ازداد فقره، لأن الفقر هو الحاجة، والحريص والشره ما زالا محتاجين، لأنهما لم يقنعا بكل ما أعطيا، ولم تفتاً نفساهما تطلب الزيادة على ما في أيديهما، فهما فقيران على الدوام.
وقد قيل : الغنى هو غنى النفس . وقيل : القناعة كنز لا يفنى(2).
ص: 254
قال علي(علیه السلام) : «الهمُّ، يذيب الجسد»(1).
قال علي(علیه السلام) : «الهمُّ، نصف الهرم»(2).
قال علي(علیه السلام) : «الحزن، يهدم الجسد»(3).
قال علي(علیه السلام) : «المريب، ابداً عليل»(4).
قال علي(علیه السلام): «الخائف، لاعيش له»(5).
قال علي(علیه السلام) : «الهم، ينحل البدن»(6).
قال علي(علیه السلام) : «الغمُّ، مرض النفس»(7).
قال علي(علیه السلام) : «البريء صحيحٌ، والمريب عليل»(8).
قال علي(علیه السلام) في ضمن حديث : «والتأني نصف الظفر، كما ان الهم نصف الهرم»(9).
ص: 255
قال علي(علیه السلام) : «بقدر الهمّ، تكون الهموم»(1).
أثبتت البحوث العلمية : أن الهم يرهق الأعصاب، ويترك أثراً سيئاً على نشاط الجسم وحيويته، واستمرار هذه الحالة تؤدي الى السقم والمرض.
والهمّ حالة نفسية تترك آثاراً سلبية على الروح والجسد، حيث يبدأ بالمريض من الصفر ثم لتتحول حاله الى مشكلة مرضية عويصة، وكلما ازداد عليه الهم والحزن، كلما أخذ المرض من جسده وقوته ونشاطه، وقد يؤثر في بعض الحالات على جلده وشعره، فنراه مُعكر الجلد والوجه، مبيض الشعر، محني الظهر، وهكذا.
قال علي(علیه السلام) : «الحدة ضرب من الجنون، لأن صاحبها يندم، فإن لم يندم، فجنونه مستحکم»(2).
إن الأمراض الروحية والإنحرافات النفسية : يظهر أثرها على روح المريض نفسه قبل كل شيء، ولكل منها مظاهر وعوارض خاصة. فالاضطراب، والحيرة، والاستيحاش ،والجمود واليأس، والجبن ونحوها، تعد من الحالات المرضية، وقد يشتد اثر هذه الاضطرابات والإنحرافات، فيؤدي الى الجنون .
ص: 256
وهناك نوع من الجنون يظهر في الأشخاص السالمين والمعتدلين في سلوكهم، ان تحليل ادمغة هؤلاء بأقوى الميكروسكوبات يُثبت سلامة ادمغتهم، وعدم وجود أي نقص في أنسجة المخّ عندهم .
فلماذا يا ترى يفقد هؤلاء عقولهم؟
لقد أُلقيَ هذا السؤال على كبير الأطباء في إحدى المستشفيات العقلية، فأجاب ذلك العالم الذي كان له الكثير من التحقيقات الواسعة والتجارب الدقيقة في أحوال المجانين، أجاب بصراحة: بأنه لم يفهم بعد السبب في فقدان الناس عقولهم، ولم يتوصل أحد إلى سرّ الموضوع بالضبط .
ومع ذلك فهو كان يقول : بأن كثيراً من هؤلاء المجانين الذين عالجتهم، وجدت ان الجنون يُرضي فيهم الشعور بالأنانية، فكأنهم يجدون في عالم الخيال ما هو محرمون منه في حياتهم الإعتيادية .
ثم نقل هذه القصة، فقال : توجد هنا تحت العلاج سيدة أصيبت بحادث مزعج في حياتها الزوجية، حيث كانت تأمل ان تحرز منزلة عالية في المجتمع بعد الزواج، والحصول على الأولاد والعيش المرفه، لكن حوادث الدهر هدمت قصر آمالها، فهجرها زوجها الى درجة انه لم يرغب في ان يتناول الطعام معها، وأجبرها على أن تسكن الغرفة الواقعة في الطابق السفلي من العمارة .
هذا الحادث دفع بها الى الجنون، والآن ترى نفسها في عالم الخيال وكأنها تطلقت من زوجها السابق، وتزوجت من مليونير انكليزي، وتصر على ان نسميها : الليدي سميث، اضف الى أنها تتصور في كل ليلة انها ولدت طفلاً، فمتى ما تراني تقول لي : (سيدي الدكتور ، لقد ولدت البارحة طفلا).
وهكذا فإن الذين يعمرون نفوسهم بآمال طوال، ويبقون في أسر الميول المفرطة، يجب ان يعلموا انهم مصابون بمرض خُلقي وانحراف روحي.
ص: 257
قال علي(علیه السلام) : «العادة، طبع ثان»(1).
قال علي(علیه السلام) : «العادة، عدو متملك»(2).
قال علي(علیه السلام) : «ان طباعك تدعوك إلى ما ألفته»(3).
قال علی(علیه السلام): «آفة الرياضة، غلبة العادة»(4).
وأما العادة: فلأنها كالطبيعة للإنسان، ولذلك يقال : العادة طبع ثان، وهي قوة عظيمة في البدن، حتى إن أمراً واحداً اذا قيس الى أبدان مختلفة العادات، كان مختلف النسبة اليها، وان كانت تلك الأبدان متفقةً في الوجوه الأخرى.
مثال ذلك : أبدان ثلاثة حارة المزاج في سن الشباب :
احدهما: عوّد تناول الأشياء الحارة .
والثاني : عوّد تناول الأشياء الباردة.
والثالث : عوّد تناول الأشياء المتوسطة .
فإن الأول متى تناول عسلاً لم يضرّ به ،والثاني متى تناوله أضر به، والثالث يضرّ به قليلاً.
ص: 258
فالعادة ركن عظيم في حفظ الصحة، ومعالجة الأمراض. ولذلك جاء العلاج بإعطاء كل بدن على عادته في استعمال الأغذية والأدوية، وغير ذلك.
قال علي(علیه السلام) : «الكلام كالدواء ، قليله ينفع ، وكثيره يهلك»(1).
قال علي(علیه السلام) : «اذا اراد الله سبحانه صلاح عبده : ألهمه قلّة الكلام، وقلة الطعام، وقلة المنام»(2).
يدعو القرآن الكريم والنبي الأعظم(صلی الله علیه و آله و سلم) واهل بيته(علیهم السلام) الى الإعتدال في جميع أمور الحياة، فإن كل شيء يزيد عن حدّه ينقلب الى ضده، هذين الحديثين إشارة الى التقليل في مصرف الدواء، فقليله ينفع وكثيرة يهلك، وكذلك الأمر بالقلة في الكلام او الطعام والمنام .
أما الدواء: فهو رعاية للصحة العامة، حيث ان الدواء ينفع مرضاً او عضواً لكنه داء او يصيب عضواً بأنواع الأمراض.
أما الكلام: فقليله هو بصالح الفرد لدنياه وآخرته. فكثير ما نسمع او ترى المصابين بأمراض الحلق والحنجرة واللسان، وليس ذلك - في أغلب الحالات - الا لكثرة الكلام.
أما الطعام: فقد أفردنا عنواناً خاصاً به في هذا الكتاب.
أما النوم: فهو واضح، وأهم ما يسببه الإكثار في النوم هو الخمول، وإنحلال الجسم، والإسترخاء، وقد يؤدي الى عوارض جانبية غير محمودة،
ص: 259
منها : الأمراض القلبية، والأمراض في جهاز الهضم.
قلة الكلام
كل المعلومات التي نعرفها عن كيفية تنظيم عوامل الكلام في الدماغ: مستمدة من دراسة ظروف غير اعتيادية يمر فيها الدماغ، مثل : حصول تَلَف فيه ،او اثناء تشريحه، او باستثارته كهربائياً اثناء العمليات، او بدراسة تأثير العقاقير الطبية عليه. غير ان دراسة الاضطرابات الكلامية المتبوعة بفحص تشريحي دقيق لدماغ المريض بعد وفاته، كانت مثمرة أكثر من غيرها.
هذه الدراسات ادت الى استنتاج كيفية اتصال المناطق الخاصة بالنطق في الدماغ ببعضها البعض، ونوعية عمل كل منها .
ان مطلق اضطراب في النطق سببه : تلف في الدماغ، دُعي «البكمة»، ومثل هذا التلف يلي عادةً لانفجار احد الأنابيب الدموية في الدماغ .
الدراسة الطبية لهذه الحالات بدأت عام 1861م مع الفرنسي «بول بروكا» الذي كان اول من قال: ان سبب اضطرابات النطق هو تلف في الدماغ، وحدد القسم المعني بذلك من الدماغ بالتلفيفة الأمامية الثالثة من غلاف الدماغ، وسمي منطقة «بروكا».
تقع منطقة «بروكا» مباشرة امام المنطقة المحركة للوجه، التي تُحرك من عضلات الوجه: اللسان، والفكّين، والحلق، والحنجرة، أو بعبارة اخرى: العضلات المعنية بإصادر الكلام. والتلف المباشر لهذه المنطقة المحركة لتلك العضلات، ينتج عنه فقط ضعف خفيف في عضلات الوجه السفلي على الجهة المعاكسة للتلف، دون اي ضعف دائم في الفكين او اللسان او الحبال الصوتية او سقف الحلق، والسبب في ذلك ان هذه العضلات يمكن السيطرة عليها بأية جهة من جهتي الدماغ(1).
ص: 260
قال علي(علیه السلام): «إنما فرّق بينهم مبادىء طينتهم، وذلك انهم كانوا فلقةً من سبخ أرض وعذبها، وحزن تربة وسهلها، فهم على حسب قرب أرضهم يتقاربون، وعلى قدر اختلافها يتفاوتون، فتام الرواء، ناقص العقل»(1).
الذي يسبب اقسى انواع شقاء المجتمع، فالفرد الأحمق يظل طوال سنين عمره اسيراً للحرمان العقلي وعدم النضج الفكري، مما يسبب للأمة مشاكل عديدة .
ولقد توصل العلم الحديث بعد التجارب العديدة والإحصائيات الدقيقة الى خطر هذا النوع من الزواج، ولذلك اخذ العلماء يحذرون منه : يجب ان يعلم كل فرد ان التزوج من الأسر المصابة بالجنون او الحمق او البلادة، أو الإدمان على الخمرة يؤدي الى تحطيم كيان المجتمع، وهدم قانون التكاثر والتناسل، مما يجر سلسلة من المعايب والجرائم التي لا تحمد عقباها.
لقد نظر أهل البيت(علیهم السلام) بعين الوحي النافذة الى الحقائق لهذا الموضوع وادركوا اخطاره، فحذّروا المسلمين منه.
لقد لاحظ احد الباحثين في احصائياته التي اجراها على الأسر التي كان آباؤها او امهاتها مصابين بضعف العقل، وجود 470 طفلاً ضعيفي العقل منهم و 6 فقط سالمين، ومن البديهي: ان ايجاد جيل منحط ومجرم وابله ، يُعد خيانة كبيرة .
علم التشريح
وحقائق حول البدن
ص: 263
ص: 264
قال علي(علیه السلام): «أعجبُ لهذا الإنسان: ينظر بشحم، ويتكلم بلحم، ويسمع بعظم، ويتنفس من خرم»(1).
هذه الكرة الاعجوبة من بدء التكوين الى نهاية التخلّق، وهي من أروع آلات التصوير، وأصغرها وأعقدها، وأدقها تركيباً وعملاً وصيانة، ففي طبقة واحدة من طبقات شبكة العين يوجد خمسمائة مليون خلية بصرية تسمى «العصيات والمخاريط»، ووظيفتها نقل مختلف الألوان التي يتكون منها طيف الضوء، ثم تحويلها الى سيّالة عصبية ينقلها عصب البصر المؤلف من نصف مليون ليف عصبي الى مركز البصر في الدماغ، الذي يحولها صوراً مرئية .
أما من الوجهة التشريحية بصورة مختصرة، فالعين غرفة مظلمة مؤلفة من ثلاثة أغشية او طبقات وثلاث رطوبات، وهن كالتالي:
أ) الطبقة الخارجية او الصلبة : وهي غشاء متين، يحيط بباقي الطبقات والرطوبات لوقايتها وحفظها، ولا ينفذ النور من هذه الطبقة الا في مقدمتها، حيث توجد القرنية .
ب) الطبقة الوسطى أو المشيمية : وهي الطبقة المغذية للعين، ويفصلها
ص: 265
عن القرنية من الأمام الرطوبة المائية، ومن الخلف حجاب ملوّن يسمى «القزحية»، وفي الوسط ثقب يسمى «البؤبؤ»، يليه مباشرة الرطوبة الثانية او «البلورية».
ج) الطبقة الداخلية او الشبكية : وهي مكونة من الخلايا البصرية، ويفصلها عن القزحية الرطوبة الثالثة او «الزجاجية»، وهي جُسم شفاف لزج كبياض البيض.
اللسان
هی آلة للمضغ والبلع، فقد شاءت حكمة الله ان تكون هذه العضلة وهو الصغيرة، قوية، نشيطة، لعوبة ،لعابية، مخاطية، ولولا ذلك ما تم مضغ ولا بلع، حيث انه يمزج اللعاب باللقمة ويعجنها، ولولاها لما تم هضم النشاء ، وهو من أهم عناصر الغذاء.
واللسان كما هو مشهود آلة للتكلم ايضاً، فقد شاءت الحكمة الربانية ان يخلق هذا اللسان مع الشفتين، ليكون وسيلة لتقطيع الهواء وإخراج الحروف بصحة، ولولا ذلك ما كان لنا كلام فصيح.
واللسان آلة للتذوق حيث يُفرش سطحه وجانباء بحليمات تمتص الطعوم، وتؤديها الى الأعصاب المنتشرة في باطنها. وزُودَ اللسان بغشاء مخاطي فيه أجربة وغددة تفرز المخاط، كما انه مزود من تحته بغدة تفرز اللعاب فوق ما تفرزه الغدد اللعابية الأخرى، ولولا ذلك لما استطاع اللسان أن يتذوق الطعوم .
الأذن، حاسة السمع
إن حاسة السمع أهم من حاسة البصر في تنمية القدرات العقلية والشعورية عند الطفل، فمن الأسباب الرئيسية للتخلف العقلي الخلقي والمكتسب تعطل آلة السمع، لافقدان البصر.
ص: 266
تبدأ حاسة السمع بالأذن الخارجية وتنتهي في الدماغ. وبصورة مبسطة جداً، فإن أقسام الأذن الرئيسية هي :
أ) الأذن الخارجية: وهي بدورها تتألف من ثلاثة أقسام: الصيوان، والقناة السمعية الخارجية، والغشاء الطبلي (او طبلة الأذن).
ب) الأذن الوسطى: وهي حُجرة عظمية صغيرة، تحوي ثلاثة عظام صغار، تسمى بحسب شكلها، المطرقة، والركابة، والسندان. وهي مرتبطة مع بعضها البعض بعضلات في منتهى الصغر .
ج) الأذن الداخلية : وهي بشكل قوقعة عظمية، وتسمى بالحلزون ايضاً. حجمها لايتجاوز نصف السنتمتر المكعب، تتفرع منها ثلاثة اطارات عظمية غير كاملة هي الأقنية الهلالية، وفي داخل القوقعة سائل لمفاوي يسبح فيه ما يقرب من مئة الف ( 100,000) خلية سمعية، تؤلف عصب السمع الذي ينتهي في الدماغ .
عضو الشّم
يتشكل عضو الشّم من زائدتين حليميتين نابتتين في مقدم الدماغ، تمتد اليهما اعصاب الشم الآتية في مقدم الدماغ، وينفذ الريح الى هاتين الزائدتين من ثقوب في المصفات الموجودة اسفلهما في أعلى فتحتي الأنف.
وعرّف علم الفسيولوجيا الحديث عضو الشمّ : بأنه هو الخلايا الشمية الموجودة في الغشاء المخاطي في أعلى فتحتي الأنف، وتتصل بها أعصاب الشمّ الآتية من المراكز الحسية في المخ.
ويرى ابن سينا: أن حاسة الشمّ في الإنسان ضعيفة، وهي فيه أضعف منها في سائر الحيوانات على خلاف الأمر في حاسة اللمس، فهي في الإنسان أقوى منها في سائر الحيوانات .
ص: 267
كيف يحدث الشم؟
یرى علم النفس الحديث : أن هناك أبخرة تتحلل من الأجسام ذات الرائحة ، تنتشر في الهواء او الماء حتى تصل الى حاسة الشم .
ويقول بوردون : تنفعل حاسة الشم عن جزئيات غازية تنبعث من الأجسام ذات الرائحة، وتصل بواسطة الإنتشار الى مكان الحاسة في فتحتي الأنف.
قال علی (علیه السلام): «العقل فی الدماغ، و الضحک فی الکبد، و الرأفة فی الطحال،و الصوت فی الرئة».(1)
یلفت الإمام(علیه السلام) في هذا الحديث الى وظائف الاعضاء في البدن و مركز كل قوه انها في عضو خاص به، فقد جعل (عليه السلام) للدماغ وظيفه تخصه، كما ان للعين و الطحال والاُذن وبقيه الاعضاء وظائف تخصها.
جاء في كتابه علم التشريح: ان المخ هو مقر الفكر والذكاء والاراده.
وفي كتاب الحكماء السبعة: ان العلم الانجليزي بل، والقرنسي ماجندي، والالمانی مولر، اكتشفوا من الاعصاب: اعصاب الحس، واعصاب الحركة، فالرساله التي تنقلها اعصاب الحس الى الدماغ، يحيلها الدماغ بدوره الى العضلات المختلفه بتاديه العمل بواسطه الحركة.
اذن، يتكون الدماغ من جوهر حجابي، وجوهر مُخی، وتجاويف.اما
ص: 268
الاعصاب التي في الدماغ فهي كالفروق المنبعثه عنه، ولكنها لاتدخل في تكوين جوهره.
و جوهر الدماغ: بارد رطب، اما برده، فلئلا تشعله كثره ما يتأدّي اليه من حركة الاعصاب، وانفعالات الحواس، وحركات الروح فی الاستحالات التخیلیة و الفکرية والتذكرية، اما رطوبته فلئلا تجففه الحركات، وليحسن تشكّله بالمخيلات.
و جوهر الدماغ متفوت في اللين والصلابة، فان الجزء المقدم منه الين، والجزء المؤخر أصلب، وذلك الى أن عصب الحس ألین من عصب الحركة، وان عصب الحس ينبت من الجزء المقدم، واكثر و عصب الحركة ينبت من الجزء المؤخر.
من كلام علي(علیه السلام) للكميل بن زياد، قال كميل : أخذ بيدي أمير المؤمنين فأخرجني الى الجبانة، فلما أصحر تنفس الصعداء، ثم قال: «يا كميل بن زياد، ان هذه القلوب أوعية، فخيرها اوعاها، فاحفظ عني ما أقول لك، الناس ثلاثة : عالم رباني، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع اتباع كل ناعق، يميلون مع كل ريح، لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجأوا الى ركن وثيق.
یا كميل بن زياد: العلم خير من المال، العلم يحرسك وأنت تحرس المال، والمال تنقصه النفقه، والعلم يزكو على الإنفاق .
یا کمیل بن زياد: معرفة العلم دین يُدان به، به یكسب الإنسان الطاعة في حياته، وجميل الأحدوثة بعد وفاته، والعلم حاكم والمال محكوم عليه .
یا کمیل بن زیاد: هلك خزان الأموال وهم أحياء، والعلماء باقون ما
ص: 269
بقي الدهر، أعيانهم مفقودة، وأمثالهم في القلوب موجودة. إن هاهنا لعلماً جماً [ وأشار بيده الى صدره]، لو أصبت له حملة، بلى أصبت لقناً غير مأمون عليه، مستعملاً آلة الدين للدنيا،ومستظهراً بنعم الله على عباده، وبحججه على أوليائه . . .»(1).
قال علي(علیه السلام): «ان للقلوب شهوة [ وكراهة]، وإقبالاً وإدباراً، فأتوها من [قبل] شهوتها وإقبالها، فإن القلب إذا أكره عمي»(2).
قال علي(علیه السلام) : «ان للقلوب اقبالاً وإدباراً، فإذا أقبلت فاحملوها على النوافل، وإذا أدبرت فاقتصروا بها على الفرائض»(3).
أثبت العلم الحديث ان القلب : هو مضحة عضلية لا يتجاوز وزنها 250 غراماً، ينبض بمعدل 70 ضربة في الدقيقة، أي مئة الف ضربة يومياً، و 40 مليون ضربة سنوياً، ويضخ 5 ليترات من الدم في الدقيقة، وفي حالة الجهد الكبير 25 ليتراً، أي ما معدله مليون و 400 الف غالون في السنة.
وهذه المضخة المعجزة توصل الدّم الى شبكةِ من الشرايين والأوردة والأوعية الشعرية التي هي في غاية التعقيد، بحيث اذا افردت ووضعت في خط مستقيم جاوز طولها ستين الف ميل تقريباً. يعمل القلب بدون راحة على مدار الحياة منذ الاسبوع الرابع لحياة الجنين، وبتوقفه مدة تزيد عن ثلاث دقائق يتلف الدماغ ويموت .
وأما من الوجهة الروحية : فما هو سِرّ هذه المضخة العجيبة التى بصلاحها يصلح الجسم كله، وبفسادها يفسد الجسم كله؟ إنه مع الصدر
ص: 270
يشكل مستودع الأسرار، فهما مستودع الروح والسكينة والنور والإيمان، وكذلك الخوف والضيق والهلع والريبة والشك .
ومن يتتبع معاني الآيات والأحاديث الشريفة التي وردت فيها كلمتي «القلب» و «الفؤاد»، يجد ان للقلب أهمية روحية عدا أهميته المادية، لم يقف العلم بعد على أسرارها، وربما لن يتبيّنها إلا من يعتقد بالروح .
قال الإمام علي(علیه السلام) لنجله الحسن(علیه السلام): «وإنما قلب الحدث كالأرض الخالية، ما ألقي فيها من شيء قبلته، فبادرتك بالأدب قبل ان يقسوا قلبك، ويشتغل لُبّك»(1).
ان قلب الطفل صفحة بيضاء، لا يوجد فيها فكرة صحيحة أو خاطئة. والآباء والأمهات الشاعرون بالمسؤولية هم الذين يستغلون ذلك أقصى الإستغلال، ويجعلون قلوب اطفالهم تتزين بالملكات الفاضلة والأخلاق الحميدة .
إن عواطف الطفل ومشاعره تظهر قبل عقله، ويمكن الإستفادة من أحاسيسه قبل ذخائره العقلية بكثير. إن الأطفال في جميع انحاء العالم يرسلون الى المدارس من السنة السادسة، ومن ذلك الحين تتفتح المواهب الفكرية للطفل، في حين ان أحاسيسة ومشاعره تبدأ بالنشاط قبل ذلك بزمن طويل.
وفي الوقت الذي لا يفهم الطفل المسائل العلمية ولا يدركها، يدرك
ص: 271
القضايا العاطفية وتؤثر فيه: كالحدّة والغلظة، واللين والرفق، والعطف والحنان، والإحترام، وعدم الإعتناء وغير ذلك، وبصورة موجزة فإن موضوع تنمية المشاعر والأحاسيس يشغل قسطاً مهماً من المسائل التربوية، ويقع عبء المسؤولية في أداء هذا الواجب على الأبوين بالدرجة الأولى.
روي ان تسعة اخوة او عشرة في حي من أحياء العرب كانت لهم اخت واحدة، فقالوا لها: كل ما يرزقنا الله نطرحه بين يديك، فلا ترغبي في التزويج ، فحميتنا لاتحمل ذلك، فوافقتهم في ذلك ورضيت به، وقعدت في خدمتهم وهم يكرمونها .
فحاضت يوماً فلما طهرت ارادت الاغتسال وخرجت الى عين ماء كانت بقرب حيهم، فخرجت من الماء علقة، فدخلت في جوفها وقد جلست في الماء، فمضت عليها الأيام والعلقة تكبر، حتى علت بطنها، وظن الأخوة انها حبلى وقد خانت، فأرادوا قتلها.
فقال بعضهم: نرفع أمرها إلى أمير المؤمنين علي(علیه السلام) ، فإنه يتولى ذلک.
فأخرجوها الى حضرته وقالوا فيها ما ظنوا بها، واستحضر علي (علیه السلام) طستاً مملواً بالحمأة، وأمرها ان تقعد عليه، فلما أحسست العلقة رائحة الحمأة، نزلت من جوفها(1).
ص: 272
روی شاذان بن جبرئيل، واسعد بن ابراهيم الأردبيلي المالكي، باسانيدهم عن عمار بن ياسر وزيد بن أرقم، قالا: كنا بين يدي أمير المؤمنين(علیه السلام) واذا بزعقة عظيمة، وكان على دكة القضاء، فقال(علیه السلام) : «يا عمار، ائت بمن على الباب» قال : فخرجت واذا على الباب امرأة في قبة على جمل، وهي تشتكي وتصيح: يا غياث المستغيثين، اليك توجهت، وبوليك توسلت، فبيض وجهي، وفرج عني كربتي .
قال عمار: وحولها الف فارس بسيوف مسلولة، وقوم لها، قوم عليها . فقلت :اجيبوا أميرالمؤمنين(علیه السلام). فنزلت المرأة، ودخل القوم معها المسجد، واجتمع اهل الكوفة ، فقام أمير المؤمنين(علیه السلام) وقال : «سلوني ما بدا لكم يا أهل الشام»، فنهض من بينهم شيخ وقال : يا مولاي!
هذه الجارية ابنتي، قد خطبها ملوك العرب، وقد نكست رأسي بين عشيرتي، لأنها عاتق حامل، فاكشف هذه الغمة.
فقال(علیه السلام) : «ما تقولين يا جارية؟» قالت: مولاي، أمّا قوله اني حامل فقد صدق، وأما قوله أني حامل فوحقك يا مولاي ما علمت من نفسي خيانة قط.
فصعد(علیه السلام) المنبر وقال : عَليّ بداية الكوفة! فجاءت امرأة تسمى «لبناء» وهي قابلة نساء أهل الكوفة، فقال لها: اضربي بينك وبين الناس حجاباً وانظري هذه الجارية، عاتق حامل أم لا. ففعلت ما أمر(علیه السلام) به، ثم خرجت وقالت : نعم، يا مولاي هي
فقال(علیه السلام) : «من منكم يقدر على قطعة ثلج في هذه الساعة؟»
قال ابو الجارية : الثلج في بلادنا كثير، ولكن لانقدر عليه ههنا .
قال عمار: فمد يده من أعلى منبر الكوفة وردها، وإذا فيها قطعة من
ص: 273
الثلج يقطر الماء منها، ثم قال: يا داية، خذي هذه القطعة من الثلج، واخرجي بالجارية من المسجد، اتركي تحتها طستاً، وضعي هذه القطعة مما يلي الفرج، فسترين علقة وزنها سبعمائة وخمسون درهماً! ففعلت ورجعت بالجارية والعلقة اليها، وكانت كما قال(علیه السلام).
ثم قال(علیه السلام) لأبي الجارية : خُذ ابنتك، فوالله ما زَنت ولكن دخلت الموضع الذي فيه الماء، فدخلت هذه العلقة في جوفها، وهي بنت عشر سنين، وكبرت الى الآن في بطنها(1).
قال رجل لعلي(علیه السلام) : ان زوجتي شابة وهي عذراء، ولكنها حامل في شهرها التاسع، ولا أعلم منها إلا خيراً، وانا شيخ كبير ما افترعتها [أي انها باكر]، وانها على حالها .
قال له(علیه السلام) : «هل كنت تهريق على فرجها؟»
قال : نعم .
قال (علیه السلام): «لكل فرج ثقبين : ثقب يدخل فيه ماء الرجل، وثقب يخرج منه البول، والرحم تحت الثقب الذي يدخل منه ماء الرجل، فإذا دخله ماء واحد حملت المرأة بولد واحد، وإذا دخل اثنين حملت بإثنين، وإذا دخل ثلاث حملت بثلاثة، وإذا دخل أربعة حملت بأربعة، وليس هناك غير ذلك، وقد الحقت بك ولدها»(2).
جاء رجل الى علي(علیه السلام) ، فقال : يا أمير المؤمنين، كنت أعزل عن
ص: 274
امرأتي، وإنها جاءت بولد.
فقال(علیه السلام) :«وأناشدك الله ، هل وطئتها ثم عاودتها قبل ان تبول؟»
قال : نعم .
قال : فالولد لك(1).
توضيح
من هذه الجملة، يُعلم ان الرجل كان يعزل ( يقذف السائل المنوي خارج مهبل زوجته) لمنع لحمل، ومع ذلك فقد حدث أن حملت المرأة، فأدى الأمر الى أن يشك الرجل في زوجته، فجاء يسأل عليا(علیه السلام) ، وإلا فإنه لم يكن يرضى بأن يفشي سره. فنجد الإمام(علیه السلام) حين يسمع بالقصة، يسأله : هل اتفق له ان جامع زوجته مرتين من دون ان يبول في الأثناء؟ فأجابه بوقوع ذلك ، فصرح الإمام بأن الولد له .
والسر في ذلك واضح، لأنه(علیه السلام) كان يعلم ان ذرة صغيرة من النطفة كافية لأن تلقح بويضة المرأة فتحمل، فيما ان الرجل جامع زوجته في المرة الأولى ثم قذف السائل خارجاً، وبقي مدة لم يبل فيها فبقيت الحيامن في المجرى، وحين جامعها للمرة الثانية خرجت إحدى تلك الحيامن ولقحت المرأة من دون أن يشعر، وبالرغم من انه قذف السائل خارجاً في المرة الثانية، إلا ان الحيامن المتبقية في المجرى كانت قادرة على الإحتفاظ بنشاطها لمدة 48 ساعة، وكذلك فعلت .
وعلى ذكر العلقة وكيفية نمو الجنين في الرحم، نذكر كيفية تكامل المراحل :
ص: 275
يكتمل خلق الطفل في عدة مراحل، فهو يبدأ بمرحلة النطفة وينتهي بمرحلة الولادة، ويمكن الإشارة اليها باختصار شديد:
1 - طور النطفة : وهذا الطور يمتد من اليوم الأول للحمل أي منذ تلقيح سلالة المرأة بسلالة الرجل، بمعنى اتحادهما وانصهارهما حتى اليوم السادس من بداية الحمل، حيث تنقسم البويضة الملقحة وهي خلية واحدة الى خليتين، ثم أربع، فثمان، وهكذا تتكاثر الخلايا.
2 - طور العلقة : يمتد هذا الطور من اليوم السابع من بدء الحمل وينتهي في الاسبوع الثالث منه، وخلاله يتعلق الجنين بالطبقة الداخلية للرحم كي يتغذى من دم الحامل بواسطة شُعيرات آكلة ومصاصة، وفي هذا الطور يبدو مؤتلفاً من ثلاث طبقات من الخلايا تشمل اعضاء البدن كاملةً .
3- طور المضغة : يبدأ من الاسبوع الثالث في حياة الجنين ويمتد حتى الاسبوع السابع، وخلاله تظهر في الجنين الكتل البدنية فتعطيه شكل اللحم الممضوغ، وفيه تتمايز خلايا متخصصة كالخلايا العصبية والقلبية والدموية وغيرها .
4 - طور العظام: وهو طور سريع يبدأ من الاسبوع السابع من الحمل ولمدة اسبوع واحد فقط، وفيه يتحول قسم من الكتل البدنية (شكل المضغة) من أنسجة غضروفية الى أنسجة عظمية، لتشكّل العمود الفقري وبقيّة الهيكل العظمي .
5 - طور اللحم: وهو يبدأ من الاسبوع الثامن من الحمل، حيث يتحول القسم الباقي من الكتل البدنية الى عضلات تكسي العمود الفقري، كما أن عظام الاطراف تُكسى فيه بالعضلات .
ص: 276
6- طور النسوية : يمتد هذا الطور من بداية الشهر الثالث حتى الولادة، وفيه يتم عطاء الشكل الإنساني للجنين، بعد أن كانت الأطوار الخمسة السابقة هي أطوار خلق وتجميع وتعديل في أعضاء الجنين، وفي هذا الطور تلج فيه الروح الانسانية .
7- مرحلة الولادة: يخرج الجنين من رحم أمّه بعد تسعة أشهر لوحة حيّة، هي أبدع اللوحات الربانية الحيّة التي أحكم ربّها تسويتها، فتبارك الله أحسن الخالقين.
قال علي(علیه السلام) : «انظروا من يرضع أولادكم اللبن، فإن الولد يشب علیه»(1).
قال علي(علیه السلام) : «ما من لبن يرضع به الصبي، أعظم بركة عليه من لبن أمه»(2).
قال علي(علیه السلام) : «لاتسترضعوا الحمقاء، فإن اللبن يغلب الطباع»(3).
تحليل لبن الأم علمياً
لا يختلف طبيبان في أن لبن الأم افضل الأغذية اطلاقاً لوليدها، حيث انه يتناسب مع وضعه وعمره ومرضه.
جاء في كتاب علم وظائف الاعضاء : فالأم التي تهمل ارضاع وليدها، ترتكب في حق صحته خيانة لا تغتفر ، لأنها تقدم اليه طعاماً غير طبيعي،
ص: 277
بدلاً من الطعام الذي يقدمه اليه الله سبحانه .
وجاء في كتاب الصحة والحياة : إذا تعذر على الأم إرضاع طفلها بسبب مرض قد انتابها بعد الولادة، فيحسن بها أن تعهد به الى حاضنة او مرضعة، يشترط في اختيارها ان تكون سليمة البُنية، خاليةً من الأمراض المعدية .
أما من الوجهة الكيميائية : فكل حليب يختلف في تركيبه عن الآخر نوع الثديات المستقطر منها. والحليب الحيواني المصنع، خاصة المجفف منه، لا يحوي مضادات الأجسام.
أما حليب المرأة: فهو مُعقَّم بما يحويه من مضادات الأجسام القاتلة للمكروبات، كما أن تركيب المواد الغذائية الموجودة فيه تتغيّر نسبتها تبعاً لحاجات الطفل ونموه وتقدمه في العمر، وتبيّن أيضاً من خلال الإحصائيات ان المرضعات هُنّ أقل النساء تعرضاً للإصابة بسرطان الثدي .
من الوجهة النفسية : فكل مخلوق حيّ بحاجة الى حنان ولطف، وهما ضرورة أساسية في نمو قواه الشعورية والنفسية والعقلية التي تؤثر سلباً أو إيجاباً على نموه الجسدي والروحي. والرضاعة من خلال التصاق المولود بوالدته تفضي الى علاقة حميمية تؤدي للتبادل بين الرضيع والمرضع، ولا تتكون هذه العلاقة خلال الإرضاع عبر القارورة.
ونود ان نشير الى ان: اللبن غذاء كامل يحوي جميع المواد الغذائية الضرورية للجسم، وهو يشمل: سكاكر، ودهنيات، وبروتينات، وأملاح معدنية، وفيتامينات .
ص: 278
قال علي(علیه السلام) : «حسن الأخلاق، برهان كرم الأعراق»(1).
فی احدى الحروب ضرب علي(علیه السلام) ولده محمد الحنفية بقائم سيفه ، وقال له : «أدركك عِرق من أمك»(2).
قال علي(علیه السلام) : «انظروا مَن يرضع أولادكم، فإن الولد يشب عليه»(3).
قال علي(علیه السلام) لأخيه عقيل: «انظر لي امرأة قد ولدتها الفحولة من العرب لأتزوجها، فتلد لي غلاماً فارساً» .
قال علي(علیه السلام) : «خير ما وَرّث الآباء الأبناء، الأدب»(4).
ان قانون الوراثة من القوانين المهمة في حياة الموجودات الحية ، وهذا القانون هو الذي يكفل للنبات والحياة والإنسان بقاء صورها النوعية الخاصة بها. وعلى هذا الأساس يكتسب الأبناء صفات الآباء من دون حاجة الى أي نشاط إرادي منهم .
وقد حققت العلوم التجريبية إنتصارات رائعة في مختلف مظاهر الطبيعة، وبذلك كشفت اللثام عن كثير من الحقائق التي كانت مجهولة لدى السابقين، ولقد ساير ( علم الأجنة) و(البحث عن الخلية) التقدم العلمي في
ص: 279
المجالات الأخرى فى تكامله وتوسعه يوماً بعد يوم.
لقد استطاع العلماء ان يفحصوا الموجودات الصغيرة بواسطة أجهزة قوية وميكرسكوبات (مجاهر) دقيقة، وتوصلوا اخيراً إلى: أن منشأ ظهور الموجود الحي هي وحدة صغيرة جداً تسمى (الخلية)، وهذه الخلية تتكامل تحت شروط معيّنة، وتظهر بصورة حشرة أو حيوان أو إنسان. إن اكتشاف هذا السرّ الدفين عقّد قانون الوراثة أكثر، وأدى الى توسع البحوث فيه، والتساؤل عن أسرار هذه الخلية وكيفية تأثير عوامل الوراثة فيها، وأين تكمن؟
لقد صرف علماء الحياة وقتاً كثيراً خلف الميكرسكوبات في البحث عن اسرار الخلية. فإن المسألة كانت محاطة بمشاكل عديدة، فهم كانوا يواجهون الخلية من جهة، وكيف ان هذا العضو المادي يحتفظ بخواصه الفيزيائية والكيميائية؟ ومن جهة أخرى كانوا يصطدمون بقوانين الوراثة التي أخذت تتضح حسب معادلات رياضية دقيقة، تبعاً لقانون (مندل).
فالجينات هي التي تؤثر في انتقال صفات : الشعر، والبشرة، ووضع الأنف، والشفتين وغير ذلك من صفات الآباء، والأمهات إلى الأولاد.
لقد أثبت علم الوراثة الحديث : ان الصفات الوراثية تنتقل بواسطة الكروموسومات، وتتوزع توزيعاً خاصاً في الخلايا التناسلية، وعليه فإن لهذه الكروموسومات أجزاء صغيرة جداً يبلغ عددها العشرات والمئات تسمى ب«الجينات»، وهي تكون العوامل الوراثية. لقد توصلوا الى وضع هذه الجينات في نوع من الذباب اسمه (دروزوفيل)، وعيّنوا مراكز تلك الجينات بالنسبة الى الكروموسومات وعرفوا أبعادها .
ان الصفات الوراثية ترتبط بعوامل معينة تسمى ب«الجينات»، وان عددها كثير جداً. هذا، ولا تخلو الجينات من تأثير على بعضها البعض، فقد
ص: 280
يرتبط تأثير واحد بعدة جينات، بمعنى أن كلاً منها ينقل جزء معيناً من الخواص والصفات.
فأين يكمن عامل الوراثة؟ وفي أي جزء من الخلية ؟ و أي الأعضاء يقع عبء هذه الظاهرة؟ أي جزء من (البروتوبلازم)؟ ، وأي جانب من (النواة) يجعل الطفل يرث شكل أنف أمه وعيني أبيه ، والصفة الفلانية من أجداده؟!
وبعد الجهود العظيمة والتتبع الدقيق : توصل العلماء إلى أن في الخلية (نواة) بيضية الشكل، ذات جدار مَرِن، توجد في داخلها أجسام صغيرة تظهر عند انقسام الخلية، ولقد أسموها ب«الكروموسومات».
ولقد توصل كثير من علماء الحياة الى معرفة أعدادها، وأثبتوا: أن كل خلية من خلايا جسم الانسان تحوي 48 كروموسوماً، وخلية الفأرة 40 ، والذبابة 12 ، والحمّص 12 ، والطماطم 24 ، والنحلة 32.
ولقد خطا العلماء في تحقيقاتهم العلمية في هذا المضمار خطوة أخرى، فتوصلوا الى: أن في (الكروموسومات) اجساماً صغيرة جداً أطلقوا عليها اسم (الجينات)، وأثبتوا ان هذه الأجسام هي الناقلة للصفات الوراثية في الحقيقة.
قال علي(علیه السلام) : «ثلاث يذهبن بالبلغم ويزدن في الحفظ: السواك، والصوم، وقراءة القرآن»(1).
قال علي(علیه السلام) : «من أخذ من الزعفران الخالص جزءاً، ويضيف اليهما عسلاً، ويشرب مثقالين في كل يوم، فإنه يتخوف عليه
ص: 281
من شدة الحفظ ان يكون ساحراً»(1).
قال علي(علیه السلام) : «ثلاث يزيدنّ في الحفظ، ويذهبن بالبلغم : قراءة القرآن والعسل، واللُبان»(2).
هي القوة التي تقوم بحفظ صُوَر المحسوسات والمعاني الجزئية المدركة منها، وتستعيدها في الشعور عند غياب المحسوسات.
يميز ابن سينا في الدماغ بين مركزين مختلفين لحفظ الآثار الحسية والمعاني الجزئية المستنبطة من المحسوسات، أي انه يقول بقوتين مختلفتين : إحداهما تدرك المحسوسات وهي الحس المشترك، والأخرى تدرك المعاني الجزئية المستنبطة من المحسوسات وهي الوهم. وعلى هذا يمكن تبسيط الكلام والقول :
أ) القوة المصورة: هي القوة التي تحفظ صُور المحسوسات التي يدركها الحس المشترك، وتبقيها فيها بعد غيبة المحسوسات، وهي تحفظ الصُوَر التي يبتكرها الخيال، ومكان المصورة هو نهاية التجويف الأمامي من الدماغ، ووظيفة المصورة حفظ الصور فقط، وليس لها حكم على ما تحفظه.
(ب) القوة الحافظة الذاكرة: هي قوة مرتبة في التجويف المؤخر من الدماغ، تحفظ ما تدركه القوة الوهمية من المعاني الجزئية غير
ص: 282
المحسوسة الموجودة في المحسوسات، وهي تحفظ ايضاً الأفعال والحركات. ووجه التسمية لهذه القوة من أنها حافظة: لصيانتها ما فيها، ومتذكرة: السرعة استعدادها لإستثباته والتصور به، مستعيدة إياه إذا فقد .
قال علي(علیه السلام): «تقليم الأظفار يوم الجمعة يمنع كل داء، وتقليمه يوم الخميس يدرّ الرزق درّا»(1).
قال علي(علیه السلام) : «تقليم الأظفار يوم الجمعة، قبل الصلاة، يمنع الداء الأعظم»(2).
إن الظفر يتألف عادة من ثلاثة أقسام :
1 - جذر: مغروس في طية الجلد، ويمسى بلغة الطبّ «الرحم»، ومن هذه المنطقة وحدها يأخذ الظفر نشأته، فيتجدد وينمو ، فإذا تعطلت هذه المنطقة لسبب أو آخر تعطل الظفر كله، وتوقف عن النمو بصورة نهائية .
2 - الجسم: وهو مؤلف من حجيرات كيراتينية (الحائية)، والكيراتين مادة قرنية تدخل في تركيب الشعر والجزء المتصلب من الجلد، وهذا الجزء من الظفر هو الذي يتعرض للصقل والصباغ .
3 - الجزء الأقصى : وهو غير الملتصق بالأصابع، والذي يُقص ويُقلّم.
ص: 283
- تكون قاعدة الظفر ذات لون مائل للبياض، صدفي الشكل، وهي أكثر ليونةً من باقي أجزاء الظفر، وهذا اللون يتخذ شكل هلال في قاعدة الظفر ويسمى «حالة» .
- يبدأ الظفر بالنمو من قسم الرحم المختفي تحت طبة الجلد والذي يطلق عليه اسم «الام» ، والنمو معناه ظهور طبقات جديدة من الخلايا تنضم الى الطبقات القديمة، فيزداد الظفر سماكة باتجاه طرفه الخارجي، ويعتقد انه ينمو بمعدل نصف سنتيمتر كل شهر .
- اذا قلع الظفر او سقط في حادث، فإنه يحتاج الى أربعة اشهر كي يكتمل نموه من جديد، فإذا تأخر النمو أو تعرض الظفر للكسر بين حين وآخر، دَل ذلك على سوء حالة الصحة العامة لدى الشخص، ووجب عليه تناول: المعادن ،والفيتامينات، والكالسيوم(1).
قال علي(علیه السلام) : «كثرة الشعر في الجسد، تقطع الشهوة»(2).
الشعرة في نظر العلم هي عبارة عن : اسطوانة تتألف من قسمين، أولهما : غائر في الجلد ويسمى «الجراب»، والثاني: ظاهر، ويسمى «الجذع»، والجزء الأخير مؤلف من ثلاث طبقات:
1 - الطبقة الإسفنجية الداخلية: منها لُب الشعرة، ووظيفتها امتصاص غذاء
ص: 284
الشعرة من النسيج الضام حولها، والأطعمة التي تغذي الشعر هي نفسها التي تساعد على رشد ونمو الجسم، وذلك من قبيل: البروتينات الموجدة في اللحوم، والبيض، والأسماك، والفاكهة الطازجة، والخضار، ومقدار معقول من المواد الدهنية، ومقدار قليل من السكاكر والنشويات، واذا كان الشعر دهنياً يلزم تقليل تناول الأطعمة الدهنية وأنواع المقالي .
2 - الطبقة الوسطى: وهي أسمك طبقة في الشعرة، وتسمى «القشرة»، وتحوي هذ الطبقة على الأصبغة التي تحدد لون الشعر الطبيعي.
3 - الطبقة الخارجية، وتسمى «بشرة الشعرة»، وتتألف من صفائح رقيقة شفافة تحيط بالقشرة تشبه قطع القرميد التي يركب بعضها بعضاً، وتمنع جذع الشعرة من التقصف والتعقد.
- من المعروف ان لب الشعرة مركز لمجار دموية لولاها لما نمت الشعرة ولما واصلت الحياة، ولهذا نرى ان العلاج الفعال لتساقط الشعر يهدف الى تنشيط الدوران الدموي.
- سرعة نمو الشعر تتفاوت تفاوتاً كبيراً بين شخص وآخر، بل لدى شخص بعينه في فترات مختلفة تبعاً لسنه ولحالته الصحية العامة
- عمر الشعرة في الرأس يقدّر بثلاثة أو أربع سنوات، اما شعر الأهداب فإنها لا تعيش اكثر من مائة وخمسين يوماً. وفي الصيف والربيع يسرع الشعر في النمو اكثر من سرعته في الفصلين الآخرين .
- يتلقى الشعر في ثلثه الوسطي المغروس في الجلد إفرازات غدّية تحمل مادة دهنية اسمها «الدهن»، وهذه المادة تغلّف الشعرة كي تحميها من
ص: 285
العوامل الخارجية، وتكمن الغدد الجلدية قرب منابت الشعر، وبجوار جذوره(1).
قال علي(علیهم السلام) : «نتف الأبط، ينفي الرائحة المكروهة، وهو طهور وسنة، مما أمر به الطيّب ابو القاسم عليه وعلى آله السلام »(2).
توضيح : النتف : هو أخذ الشيء بالأصابع وسحبه بقوة، أي بمعنى: الإقتلاع من الجذر .
قال علي(علیهم السلام): «أخذ الشارب من الجمعة الى الجمعة، أمان من الجذام، والشعر في الأنف أمان منه ايضاً»(3).
ص: 286
بعض المأكولات والمشروبات والدّهون
ص: 287
ص: 288
قال علي(علیه السلام) : «نعم الدهن دهن البان. هو حرز، وهو ذكر وأمان من كل بلاء، فادهنوا به، فإن الأنبياء كانوا يستعملونه»(1).
البان: شجر من فصيلة البانيات، ذو أوراق طويلة مركبة، أبيض الزهرة، يستخرج منه نوع من الزيت(2).
وزيته ينفع من الكلف والبرش والنمش الكائن في الوجه، ومن الجرب والحكة والعلّة التي يتقشر معها الجلد، ويلطف صلابة الكبد والطحال. وان شرب إنسان من عصارته وزن مثقال بالعسل والماء وحده كان دواء يهيج القيء كثيراً، وإذا شُرب من ثمره مسحوقاً مقدار درهم بخل ممزوج بالماء أذبل الطحال، وقد يضمد به النقرس.
عن أبي عبد الله(علیه السلام) ، عن آبائه(علیهم السلام) : «ان أمير المؤمنين(علیه السلام) لم يؤت بطبق [ولا فطور] إلا وعليه بقل . قلت : ولم؟ قال : لأن قلوب المؤمنين خضرة، فهي تحن الى شكلها»(3).
ص: 289
البقول : هي جميع النباتات العشبية التي يتغذى عليها الإنسان، وما تسمى بالخضار .
يقال : أبقلت الأرض، إذا اخضرت بالنبات. وتعتبر الخضار ذات فائدة غذائية كبيرة لاحتوائها على الفيتامينات، خاصة فيتامين ث، والأملاح المعدنية، والسلولز وغيرها(1).
الخضار ضرورية لجسمنا لأنها مصدر مهم للفتيامينات C و A، وللأملاح المعدنية،وللمعادن ،والألياف، وحداتها الحرارية قليلة، وهي تقريباً الفئة الغذائية الوحيدة التي يمكن استهلاكها كما نشاء.
يمكننا - بسبب تنوعها وتنوع مذاقها - استهلاك الخضار بطرق متعددة ايضاً : نيئة أو مطبوخة، ولكن على الأشخاص الذين يعانون من مشاكل معدية ومن إلتهابات في الأمعاء الغليظة، الأعتدال في تناول الخضار النيئة. ولكي تحفظ كل فضائلها يجب استهلاكها نيئة أو مطبوخة مع قليل من المواد الدهنية.
الخضار غنية جداً بالماء، إذ يشكل بين 78 و 95% من وزنها، كما تحتوي على نسبة وافرة من السكريات وعلى البروتينات النباتية، خاصة الحبوب. ففيها على حسب انواعها: فيتامينات B1,B2,B6, C, B وهي غنية بالمعادن وبالأملاح المعدنية : الحديد، والنحاس، والبوتاسيوم، والكالسيوم. كما أن الياف الخضار عنصر مهم لقيام الجهاز الهضمي بوظيفته
ص: 290
لاحتوائه: السلولز ،البكتين، واللبنيين. ومن المعروف عن البقول أنها تلعب دوراً واقياً ضد بعض أنواع السرطان، وضد امراض الدورة الدموية بفضل ما تقوم به من تنقية الدم .
غنية بالبروتينات وبالسكريات. ويلزم تناولها بكثرة لأنها غنية بالألياف، والسكريات التي تحترق ببطء، وبالفيتامينات، وبالأملاح المعدنية، لكن يُشكى منها لأن سعراتها الحرارية مرتفعة ولأن هضمها صعب، لذا يجب طهوها بأشكال مختلفة ومع قليل من المادة الدهنية (الزبدة، والسمنة، والزيوت).
سئل علي(علیه السلام) عن بول البقر يشربه الرجل؟ قال: «ان كان محتاجاً يتداوى به، فلا بأس»(1).
إعلم أنه لاخلاف في نجاسة بول مالايؤكل لحمه ممّا له نفس سائلة، سواء كان نجس العين أم لا، فيحرم بوله للنجاسة.
أما الحيوان المحلّل، فمنهم من أحل بوله كالسيد المرتضى وابن إدريس الحلي، ومنهم من قال بالتحريم - عدا بول الإبل - كالعلامة الحلّي والمحقق الحلي.
وإنّما استثنوا بول الإبل لما ثبت عندهم أن النبي(صلی الله علیه و آله) أمر قوماً إعتلّوا
ص: 291
بالمدينة ان يشربوا أبوال الإبل .
قال ابن سينا في القانون: أنفع الأبوال بول الجمل الأعرابي، وهو شديد النفع من الخُشم - وهو من لا يكاد يشمّ شيئاً لسدة في خياشيمه -، ويفتح سدد المصفاة بقوة شديدة جداً، وينفع في الإستسقاء وصلابة الطحال لاسيما مع لبن اللقاح، روي: لو شربتم من ألبانها وأبوالها لصححتم، فشربوا وصحّوا .
وقد أسهب ابن البيطار في الحديث عنه ، فراجع(1).
قال علي(علیه السلام) : «إن نبياً من الأنبياء، شكا الى الله [تعالى] ، قلّة النسل أمته؟ فأمره أن يأمرهم بأكل البيض، ففعلوا فكثر النسل فيهم»(2).
قال علي(علیه السلام) : «إن نبياً من الأنبياء شكا الى الله تعالى [ربه]، قلّة النسل في أمته ؟ فأمره الله عزّوجلّ : أن يأمرهم بأكل الخبز بالبيض»(3).
يتراوح وزن بيضة الدجاجة بين 55 - 65 غراماً، وثقل بيضة النعامة نحو 1200 - 1300 غرام ، وفي البيضة - ذات الحجم المتوسط - من 80 الى 100 حروري، وذات الحجم الكبير من 100 - 120 حرورياً.
ويزن بياض البيضة (الآح) نحو 30 غراماً، والصفار (المُح) نحو 15 غرام، ويتألف البياض من زلال (آلبومين) بنسبة 70 - 80 في المئة، وملح
ص: 292
بنسبة 15 - 18 ، وماء 75 - 80 في المئة.
ويتألف الصفار من 15 بالمئة زلال، و 30 ٪ مواد دهنية، و5% فوسفور، و 1,5% كالسيوم ، و 0,8% حديد، و 5% ماء. وفيتامينات (أ - ب 1 - ب 2). وفيه آثار ضئيلة من فيتامينات (د - ب - و) . وبروتئين صفار البيض يحوي : الفيتيلين والليسيتين، وهما غنيان بالأنزيم اللازم للهضم، والليسيتين أقل غنى بالفوسفور، بينما الفيتيلين أكثر غنى بالكبريت .
وإلى جانب هذه العناصر يحوي البيض : الكالسيوم، والمنغنيز، والبوتاسيوم، والزنك، والنحاس، والصوديم، والسيليسيوم، والكلور، ،واليود، والفلور بنسبة ضئيلة .
وعلى هذا، يعتبر البيض غذاء كاملاً لاحتوائه على: البروتين، ،والدهن، والفيتامينات، والهرمونات، والأملاح المعدنية، وهيدرات الكربون. ولذا فإن تناول بيضتين في الصباح يكفيان لإعطاء الجسم حاجته من البروتين والفيتامينات - وهذا يعادل ما في 350 غراماً من الحليب، أو 50 غراماً من اللحم. وربما انه فقير بهيدرات الكربون، فيؤخذ معه الخبز او غذاء نشوي كالبطاطا او الأرز، وكذلك كوب من عصير البرتقال لتأمين حاجة الجسم من فيتامين (ج).
والبيض احسن الأغذية، وأسرعها انهضاماً - اذا كان نيئاً او مسلوقاً قليلاً، ويعطى لذوي الصحة الطبيعية، وبخاصة للأطفال، فيحصنهم بمناعة ضد الكساح وفقر الدم، ويمكن إعطاؤه للصغار من سن 8 او 10 اشهر .
ويعطى للكبار، وبخاصة: الناقهين، والمصابين بفقر الدم، والنساء الحاملات، وضعاف الذاكرة، والمصابين بانهيار الجهاز العصبي، والقدرة الجنسية، كما يعطى للمصابين بالسل، والسكري، والنحفاء، والبدينين -
ص: 293
بشرط الا يمنع عن هؤلاء السمن او الزبدة معه.
ويمنع البيض عن ذوي الضغط العالي، والذين لديهم كمية الكولسترول كبيرة - ويُكتفى لهؤلاء ببيضتين في الأسبوع - كما يمنع عن المصابين بأمراض الكبد والمرارة، وعن الذين يتحسسون بأكل البيض، والذين يسبب لهم اضطرابات في الكبد والأمعاء.
يحوي بياض البيض مادة مضادة للجراثيم تسمى «ليزوتسيم»، اكتشفها الطبيب العالم «لياشينكوف» و وصفها «فليمنغ» مكتشف البنسلين، وهي توجد في اللعاب والدمع والطحال والكبد. وتحضر هذه المادة من بياض البيض، ولها أثر فعّال في أمراض العين والحلق الأنف والأذن، وهى تحفظ الحليب وبيض السمك من الفساد.
وكما يغذي البيض الجسم من الداخل، فهو يغذيه من الخارج أيضاً، وفيما يلي ثلاث وصفات لصنع قناع الجمال وتجديد شباب الجلد :
1 . لأجل الجلد الدهني: يخفق بياض بيضة مع الثلج الصنعي، ويضاف اليه نصف ليمونة او كمية من عصير الفريز، وبعد مزجها جيداً يغطى بها الوجه، وتترك حتى تجف في ربع ساعة، ثم يغسل بماء بارد.
2. لأجل الجلد الناشف : يخفق صفار بيضة طازجة بملعقة كبيرة من زيت الكافور، ويمدد المزيج على الوجه بنسبة متعادلة في جميع الأجزاء، وبعد نشافه يغسل بالماء الحار .
3 . لأجل الجلد الطبيعي : يخفق صفار بيضة بملعقة كبير مع كريم جيد، أو معجون ممتاز، ويدهن به الوجه والعنق، وبعد ساعة يزال بالماء الفاتر.
ص: 294
قال علي(علیه السلام) : «ابدؤا بالملح في أول طعامكم، فلو يعلم الناس ما في الملح لاختاروه على الترياق المجرب»(1).
الترياق (معرب ترياك): دواء مرکب، اخترعه (ماغنيس) وأتمه (اندروماخس) باضافة لحوم الأفاعي فيه. نافع من الأدوية المشروبة السمّية، والجذام، والبرص، واختلاط العقل، والفالج، والاسترخاء، والتشنج، والصرع، كما يدفع سموم النباتات والحيوانات .
أما المواد التي يصنع منها هذا الدواء هي : الفلفل الأبيض، بزر البنج ، الترياك، الزعفران ،الفرفیون، سنبل الطيب، عاقر قرحا، العسل، وقد يضاف اليه لحوم الأفاعي .
قال الفيروز آبادي : الترياق - بالكسر - دواء مركّب اخترعه «ماغنيس» وتممه «اندروماخس» القديم بزيادة لحوم الأفاعي فيه، وبه كَمَل الغرض، وهو مسمّيه بهذا لأنه نافع من لذع الهوام السبعية، وهي باليونانية «تُرياء»، نافع من الأدوية المشروبة السمّية، وهي باليوناني «قاآ» ممدوة، ثم خُفّف وعُرِّب(2).
ص: 295
قال علي(علیه السلام) : «الثريد، طعام العرب»(1).
قال قائل من الناس: لو نظرنا الى طعام أمير المؤمنين(علیه السلام) ما هو ؟ فأشرفوا عليه ! وإذا طعامه تريدة بزيت ،مكلّلة بالعجوة، وكان ذلك طعامه، وكانت العجوة تحمل اليه من المدينة(2).
عن أبي عبد الله(علیه السلام) ، عن آبائه(علیهم السلام) أن علياً(علیه السلام) كان يقول : «لا تأكلوا من رأس الثريد، فإن البركة تأتي من رأس الثريد»(3).
عن جعفر الصادق(علیه السلام) ، عن آبائه(علیهم السلام) : «أن علياً(علیه السلام) كان يؤتي بُغلّة له من ماله بيَنبع، فيصنع له منها الطعام، يثرد له الخبز والزيت وتمر العجوة، فيجعل له منه ثريد، ويطعم الناس الخبز واللحم»(4).
قال علي(علیه السلام) : «لا تأكلوا من رأس الثريدة وكلوا من جوانبها، فإن البركة في رأسها»(5).
قال علي(علیه السلام) : «أول من هَشّم الثريد من العرب جميعاً، جدنا هاشم»(6).
الثريد: يطلق - في اللغة على ما يُهشّم من الخبز، ويبلُّ بماء القدر
ص: 296
وغيره. والثريد يقال له ايضاً: «الثريدة» و«الثُّرُودة» ، وقيل : إن الثريد لا يكون الا من اللحم.
وفي العرف هو الطعام المصنوع من خبز مفتوت ومبلول بمرق اللحم وغيره، وقد كان الثريد طعاماً شائعاً ومفضلاً عن العرب .
قال ابن القيم : الثريد - وإن كان مركباً - فإنه مركب خُبز ولحم . فالخبز أفضل الأقوات واللحم سيد الإدام، فإذا اجتمعا، لم يكن بعدهما غاية.
وتنازع الناس : أيهما افضل؟ والصواب: ان الحاجة الى الخبز أكثر وأعمّ، واللحم أجل و أفضل، وهو اشبه بجوهر البدن من كل ما عداه، وهو طعام أهل الجنة .
قال علي(علیه السلام) : «شيئان ما دخلا جوفاً إلا اصلحاه: الرمان، والماء الفاتر، وشيئان ما دخلا جوفاً قط الا افسداه : الجبن، والقديد»(1).
تحدث الاطباء العرب عن الجبن، فوصفوا الرّطب منه غير المملوح بأنه جيد للمعدة، هيّن السُّلوك في الأعضاء، يزيد في اللحم، ويليّن البطن تلييناً معتدلاً، وينفع قروح الأمعاء والصدر. والمملوح اقل غذاء من الرطب، وهو رديّ للمعدة، مؤذ للأمعاء. والعتيق يعقل البطن - وكذا المشوي -، وينفع القروح، ويمنع الإسهال. وشيُّهُ يصلحه بتلطيف جوهره وكسر حرافته،
ص: 297
والمملح يهزل، ويولد حصاة الكُلى والمثانة، ويصلحه الزيت، وافضل الجبن المتخذ من اللبن الحامض، والمائل الى الحلاوة، وألذه المعتدل الملح الذي لا يبقى في الأحشاء كثيراً .
وقالوا: الجبن المتخذ من لبن البقر والجواميس غليظ، وما اتخذ من لبن النعاج بعده في الغلظ، والجبن العتيق أجوده العذب، وإذا سُحِق بالزيت نفع تحجُّر المفاصل ضماداً.
وفي الطب الحديث وصف الجبن بأنه : غذاء مهم لما يحتويه من عنصر البروتئين. وهو جدير بأن ينوب مناب اللحم في أغذية النباتيين، لأن تناول مئة غرام منه يومياً يغني عن اللحم والبيض، وفقدان الماء منه يركز في المواد شبه الزلالية وشبه الدهنية أكثر من الحليب .
يحتوي الجبن - ما عدا سكر البن «اللاكتوز» - جميع العناصر الموجودة في الحليب: البروتينات، المواد الدسمة، الفيتامينات - وبخاصة - فيتامينات : أ ، ب2، ب6 ، ب 12 ، د،ه ، ب، بpp ، وحامض البانتوتنيك. كما یحوی املاحاً معدنية، في مقدمتها :الكالسيوم والفوسفور بكميات كبيرة، وهو أسهل هضماً من الحليب واللحم والسمك، وبما انه يحوي الخمائر، فانه يفيد الكثيرين، لاسيما الذين يتناولون الحليب. ولما كانت أنواعه عديدة، فان من السهل أن يختار الانسان النوع الذي يوافق معدته وذوقه.
يمكن تناول الجبن لكل الأشخاص وفي كل الأعمار، وبخاصة للأطفال والمسنين، لما يحويه من نسبة عالية من الكالسيوم والفيتامينات، وكذلك للذين يرهقون أدمغتهم وأعصابهم - لما يحويه من الفوسفور، ولمرضى السكر - لأنه لا يحوي السكر، وللنساء الحاملات، وللناقهين - لأنه سهل الهضم-، وللبدينين، وللرياضيين.
ص: 298
ويمنع الجبن عن الذين يشكون من زيادة نسبة الكوليسترول في دمائهم، وعن المصابين بتضخم الكبد، والذين يمنعون عن تناول الملح لعلة في قلوبهم.
يعطي الجبن المواد التي تقتل الجراثيم الضارة، ويكاد عمله يشبه عمل البنسلين، ويتفوق على المضادات الحيوية «الانتيبوتيك» التي تعطى لتطهير الأمعاء، فهذه تقتل الجراثيم الضارة والمفيدة، بينما الجبن التي يُوجِدُ الجراثيم المفيدة التي تقضي على الضارة وقيل : ان قطعة صغيرة من الجبن 200 الف نوع من الجراثيم المفيدة، وفي أيام يتضاعف الرقم الى ستة ملايين جرثومة تحصّن الجسم ضد الأمراض المعدية !
من الأفضل ان يؤكل الجبن بعد الطعام، فإنه يساعد الهضم، ويمتص الحوامض الزائدة، بينما تناوله قبل الطعام يبطي الهضم لأنه يمتص حوامض المعدة، وقد سار القدماء على هذه الطريقة، فيوصون بأكل قطعة جبن في آخر الطعام.
يصنع الجبن من الحليب على أشكال مختلفة وبطرق عديدة، ومن المعروف ان الحليب اذا ترك وشأنه يصعد الزبد على هيئة «قشطة»، وما يبقى يكون لبناً حامضاً يحتوي على العناصر الأكثر تغذية من الحليب، وهو الجزء الحاوي للآزوت المسمى «كازئين» الذي يشكل الجزء الرئيسي للجبن، فإن كان مركباً من الكازئين وحده كان ضعيفاً، وإن ترك للكازئين الزبد كان الجبن دسماً.
فالجبن الطري يصنع بتدفئة الحليب قليلاً، ثم تذاب ملعقة من المنفخة في كأس ماء مع ملح قليل، وتضاف الى الحليب ويُغطى فيجمد، ويصب في
ص: 299
قوالب او يعصر باليد، ويضاف اليه الملح .
والجبن المطبوخ يصنع باضافة الأنفخة الى الحليب الفاتر (30 - 40 درجة)، ثم تفرق الخثارة ويفرم الجبن، ويسخن مرة أخرى لدرجة 60 ، ثم يعصر ويصب في قوالب .
والجبن المتخمر يصنع بترك الجبن الطري بعد فصله حتى يختمر ويتعفن، فيكون جبن «Roquefort» في أوروبا، وما يشبهه في مصر «المش»، وفي سورية «الشّنكَلِيش».
وإذا عصرت خثارة الجبن جيداً وتركت حتى تختمر ؛ فلا تتعفن ويسمى «الجبن المختمر الصلب» كالهولندي المُكَوّر الذي تُلوّن قشرته باللون الأحمر.
عن أمير المؤمنين(علیه السلام) أنه قال : «أكرموا الخبز، فإن الله عزّ وجلّ أنزله من بركات السماء، وأخرجه من بركات الأرض. قيل : وما إكرامه ؟ قال : لا يقطع ولا يوطا»(1).
قال علي(علیه السلام) : «أكرموا الخبز ، فإنه قد عمل فيه ما بين العرش [الى] والأرض وما بينهما»(2).
قال علي(علیه السلام) : «أكرموا الخبز، فإن الله تعالى أنزل له بركات السماء . قيل : وما إكرامه ؟ قال : إذا حضر لم ينتظر به غيره»(3).
ص: 300
عن الصادق(علیه السلام) ، عن آبائه(علیهم السلام): أن علياً(علیه السلام) كان يعاتب خدمه في تخمير الخبز، فيقول هو أكثر للخبز ».(1)
عن أبي عبد الله(علیه السلام) ، عن آبائه(علیهم السلام) : «كان أمير المؤمنين(علیه السلام) إذا لم يكن له ادم، قطع الخبز بالسكين»(2).
قال علي(علیه السلام) : «ان نبياً من الأنبياء شكا الى الله تعالى [ربه]، قلّة النسل في أمته؟ فأمره الله عز وجل: أن يأمرهم بأكل الخبز بالبيض»(3).
عن معروف بن خربوذ، عمن رأى أمير المؤمنين(علیه السلام) : «يأكل الخبز بالتمر»(4).
عن جعفر الصادق(علیه السلام) ، عن آبائه(علیهم السلام) : «أن علياً(علیه السلام) كان يؤتى بِغَلّة له من ماله بينبع، فيصنع له منها الطعام، يثرد له الخبز والزيت وتمر العجوة، فيجعل له منه الثريد، ويطعم الناس الخبز واللحم»(5).
عن زيد بن الحسن قال : سمعت أبا عبد الله(علیه السلام) يقول : « ان أميرالمؤمنين(علیه السلام) أشبه الناس طعمه برسول الله «صلى الله عليه وآله و سلم» ، كان يأكل الخبز والخل والزيت، ويطعم الناس الخبز واللحم»(6).
عن معروف بن خربوذ عمن رأى أمير المؤمنين(علیه السلام): «يأكل الخبز بالعنب»(7).
ص: 301
ربما كان الخبز اقدم طعام صنعه الإنسان، وربما كان الطعام الوحيد الذي أسهمت اكثر الشعوب في اتخاذه طعاماً اساسياً لها، بينما غيره من الأطعمة - التي عرفها البشر - كان يختصّ بأقوام دون غيرهم، بحسب أذواقهم، أو بالأحرى بدافع ما وجدوه في مناطقهم من اشياء تصلح للأكل.
وبما أن الخبز يصنع من عجينة اختلط فيها الماء بالطحين والملح والخميرة، فمن الطبيعي ان الخبز خضع الى تجارب عديدة، وتطورات كثيرة، حتى وصل الى ما وصل اليه خلال القرون الطويلة التي مرت عليه .
لقد عثر في مناطق البحيرات السويسرية على آثار خبز مصنوع من طحين خشن، ويرجع عهده الى العصر الحجري، وآثار أخرى اظهرت ان الحبوب التي يصنع منها الخبز كانت تكسر وتدق بقطع من الحجارة، وعرفت اقوام تلك العصور طريقة عجن الدقيق بالماء، وتجفيف الخبز بحرارة الشمس، ولما عرفوا النار اخذوا يخبزون الخبز على الحجار او على الرماد الحار. وقد وجدت في قبور الفراعنة آثار للحبوب التي كانت تؤكل ، وللخبز الذي صنع منها، كما وجد مثله في البلاد التي كانت تقطنها الأقوام القديمة الأخرى .
تحدث الأطباء العرب عن الخبز، وادركوا كثيراً مما عرفه الطب الحديث بعد عشرات القرون، ومما قالوا:
احمد انواع الخبز واجودها اختماراً وعجناً، فالمختمر يلين المعدة، والفطير يعقلها . واحسن اوقات اكله في آخر اليوم الذي يخبز فيه، أو من غد اليوم التالي. والخبز الكثير النخالة سريع الخروج من البطن، وبالضد القليل النخالة يبطىء الخروج، ويعقل البطن، ومثله الخبز اليابس العتيق. وكلاهما
ص: 302
يولد الرياح الغليظة، و السُّدَد في الكبد والطحال ويضر بأصحاب اوجاع المفاصل، والشيوخ ذوي الهضم الضعيف، ولذا يجب ألا يكثروا الشبع منه، ولا يؤكل معه شيء من الفواكه الرطبة كالبطيخ والمشمش والاجاص، وان يكثر ملحه وخميرته، واجود الخبز ما اتخذ من الحنطة الحديثة، وقد عجن جيداً واحكم تخميره، ونضجه.
وفي خبز الحنطة خاصية، وهو أنه يسمّن سريعاً، وخبز الشعير أقل غذاء من خبز الحنطة، وخبز القطائف يولد خلطاً غليظاً، والخبز الرومي (الكعك) يولد الاكثار منه القولنج والسدد والرمل في الكلى والمثانة، ودوام أكله يولد الحِكّة والجرب .
قال علي(علیه السلام) : «ان الاترج ليثقل، فإذا اكل الخبز اليابس يهضمه من المعدة »(1).
توضيح : مَرَّ بعض فوائد الخبر اليابس قبل بضع أسطر فقط، راجعها .
قال علي(علیه السلام) : «نعم الادام الخل، يكسر المرار ويحي القلب»(2).
توضيح :المرار او المرة: خلط من اخلاط البدن، وهو الصفراء او السوداء.
ص: 303
كان أمير المؤمنين(علیه السلام) : يأكل الخل والزيت، ويجعل نفقته تحت طنفسته »(1).
عن زيد بن الحسن قال : سمعت أبا عبد الله(علیه السلام) يقول: «أن أمير المؤمنين(علیه السلام) أشبه الناس طعمه برسول الله(صلی الله علیه و آله و سلم) ، كان يأكل الخبز والخل والزيت، ويطعم الناس الخبز واللحم»(2).
قال علي(علیه السلام): «كلوا خل الخمر، فإنه يقتل الديدان في البطن»(3).
عن محمد بن علي الحلبي قال : سألت ابا عبد الله(علیه السلام) عن الطعام؟ فقال : «عليك بالخل والزيت، فإنه مريء، وأن علياً(علیه السلام) كان يكثر أكله، وإني اكثر اكله لأنه مريء»(4).
مريء : اي حميد المغبة، سريع الهضم.
قال أمير المؤمنين(علیه السلام) :«ما افتقر بيت [أهل]، يأتدمون بالخل والزيت، وذلك ادام الأنبياء»(5).
عن علي(علیه السلام) أنه قال : «كلوا من خل الخمر ما فسد، ولا تأكلوا ما افسدتموه انتم»(6).
قال علي(علیه السلام) : «اسفه خل الخمر، فإن خل الخمر يقتل دواب البطن»(7).
ص: 304
توضيح: قال العلامة المجلسي: قيل ان المراد بخل الخمر هو ما جعل بالعلاج خلاً، أو كلّ خَلّ كان اصله خمراً، ان امكن الاستحالة خلاً بدون الإستحالة خمراً ، كما يُدعى ذلك كثيراً .
قال الفيروزآبادي في القاموس(1): الخل ما حَمُضَ من عَصير العنب وغيره، وأجوده خَلّ الخمر، مُركّب من جوهرين:
حارّ وبارد، نافع للمعدة، والقروح الخبيثة، والحكة، ونهش الهوامّ وأكل الأفيون، وحرق النار، واوجاع الاسنان، وبخار حارة: للاستسقاء، وعسر السمع، والدوي، والطنين. انتهى.
والظاهر أن المراد بخَلّ الخمر: خَلّ خمر العنب، فإن الخمر يطلق غالباً عليها .
وقال صاحب بحر الجواهر : خلّ الخمر هو ان يعصر الخمر ويصفّى ، ويجعل على كلّ عشرة ارطال من مائة رطل من خَلّ العنب الجيد، ويجعل في خزف مُقيّر في الشمس .
الخل تابل مائع، ذو طعم نافذ، يحصل من تحويل العنب الى «حامض خلي» بتأثير خميرة تسمى «ميكو درما آستي Mycoderma aceti» او «زهر الخل» .
وخل التفاح يقال : إنه أحسن انواع الخل، وأن خل العنب هو أكثر الخلول إثارة للمعدة، وخل الحليب - وهو لا يستعمل إلا نادراً - يتولد من تخمر مصل اللبن ويعتبر جيداً جداً لتنظيم عمل الأمعاء .
ص: 305
:
والخل يصنع ايضاً من عصير: العنب، والبرتقال، والشمندر، والبطيخ، والكُمَّثرى، وقصب السكر، والتوت، والتفاح، وعسل النحل. كما يصنع من : القمح، والشعير، والذرة،والبطاطا - بعد تحول النشا الى سكر بواسطة خميرة خاصة تسمى «خميرة الدياستيز»، وتمكن العلماء من صنع خل بالطرق الكيماوية .
أهم المواد التي يتركب منها الخل: الماء، وحامض الخليك، ومواد صلبة وطيّارة ،وعضوية، ومواد أخرى تعطيه الطعم والرائحة.
إن حموضة الخل تظهر نكهة بعض الأغذية وتجعلها اشد قبولاً و مذاقاً، وتساعد على هضمها. كما أن إعداد مرقة من الخل والزيت والملح يفتح الشهية أكثر .
ولكن تناول الخل بكثرة : يهيج غشاء المعدة، ويزيد حموضتها، والإفراط في تناول سلطات الخل يسبب آلاماً في المعدة، وتخمرات في الأمعاء، وعسر هضم، ومغصاً ،وقروحاً، تُحتم الإمتناع عن تناول الخل والمواد المملحة، والإستعانة عنها بعصير الليمون الحامض .
وتحدث الأطباء العرب القدماء عن الخل، فعدّدوا منافعه ومضاره، وقالوا : الخل ينفع المعدة الملتهبة، ويقمع الصفراء، ويدفع ضرر الأدوية القتالة، ويحلل اللبن والدم إذا جمدا في الجوف، وينفع الطحال ويدبغ المعدة، ويعقل البطن، ويقطع العطش، ويمنع الورم من الحدوث، ويعين على الهضم، ويضاد البلغم، ويلطف الأغذية الغليظة، ويُرقُ الدم.
وإذا شرب بالملح نفع معه أكل الفطر القتال، واذا تمضمض به مسخناً نفع من وجع الأسنان وقوّى اللثة.
وهو نافع للداحس اذا طلي به ،والأورام الحارة، وحرق النار،
ص: 306
والتنمل. وهو مشه للأكل، مطيب للمعدة، صالح للشباب، وفي الصيف لسكان البلاد الحارة، واذا وضعت على الرأس صوفه مبلولة بالخل نفعت من صداع حر الشمس، وبخاره الساخن ينفع عسر السمع، ودوي الأذن وطنينها،واذا وضع بصوفة على الجراحات منع ورمها .
والإكثار منه يضعف الأعصاب والبصر، ويصفّر اللون، ويضعف القوة الجنسية، ويضر اصحاب الطبائع السوداوية والأمزجة الباردة.
واذا استعمل مع العسل فيما يسمّى «السكنجبين» - افاد في تسكين العطش، وتقوية المعدة، ومقاومة حرقة البول، وسوء الهضم، وضعف الكُلَى .
ووصف في الطب الحديث: بأنه مرطّب، ومنعش، ومدر للعرق والبول، ومنبّه للمعدة، ومحلل للألياف الخشنة من اللحم والخضراوات.
وقد اثنى الطبيب الشهير الدكتور «جارفيز Jarves» في كتابه «طب الشعوب» على خل التفاح - خاصة - فقال : انه اذا شُرِب مع الماء كان احسن علاج للبرد، وهو يسمن، ويفيد ضد القَشَف والقُوبَاء، وتناوله وتناوله مع البيض يحسن البشرة. ونصح زبائنه واصدقائه ان يتناولوا صباح كل يوم - على الريق -كأساً من الماء فيه ملعقة صغيرة من الخل والعسل، فإنهم يطهرون جهازهم الهضمي من كل سوء، ويحصلون على عناصر مفيدة ومغذية مطهرة.
وذكر في كتابه : ان شرب الماء مع الخل احسن علاج للبرد وللجروح، وشاهد بنفسه اطفال الفلاحين الذين يشربون الماء مع الخل كانت اجسامهم قوية وصحتهم جيدة، حتى الأبقار التي تشرب ماء فيه خل تصبح سمينة وسليمة، وصغار الدجاج يصبح لحمها طرياً وعضلاتها لينة، وبعضه يطول فراؤها ويصبح ناعماً.
وغالب الأطباء والباحثين متفقون: على أن تناول مقدار قليل من الخل
ص: 307
يفيد، والإكثار منه يضر. ويستثنى من ذلك خل التفاح، ويستعمل الخل في الطب لتحضير الخل العطر النافع في الصداع والدوار، والمناعة من الأوبئة،كما يستعمل من الظاهر محلولا في الماء مكمدات مضادة للحمى .
ويُغش الخل بإضافة الماء اليه، او اضافة احماض اخرى - غير حامض الخليك -، ويجب الا تقل نسبة حامض الخليك في الخل عن ستة غرامات في كل مئة سنتمتر مكعب، وألّا تزيد على ثمانية غرامات .
ان خل التفاح له اهمية كبرى في جعل خلايا الجسم بحالة جيدة، وفي تعزيز مقاومة الجسم للكثير من الأسواء التي تهدده .
وذلك ان تركيب هذا الخل غني بالعناصر التي يحتاج اليها الجسم لتأمين التوازن بين خلاياها، وفي طليعة هذه العناصر : الفوسفور، والحديد، والكلور، والصوديوم والكالسيوم، والمنغنيز، والسليكوم، والفلور.
إن تناول الخمر يؤدي في اغلب الحالات الى الادمان، وهو حالة مرضية من التعلق والحاجة الجسدية والنفسية للمشروبات الكحولية بصورة دائمة، وبكميات تصاعدية. فالكحول، وهي المادة المسكرة في الخمرة، مضرة كيميائياً، وهناك مواد كيميائية اخرى قد تسبب الأمراض السرطانية، كما جاء مؤخراً في بعض الأبحاث العلمية.
والكحول تتحول في الكبد الى مادة سامة للخلايا الكبدية خاصة، وخلايا الجسم بصورة عامة، والخمرة ليس لها اية فائدة غذائية كما يعتقد البعض، فالطاقة الحرارية الناتجة عن تمثلها في الكبد، هي طاقة مضرة يجد الجسم عناءً كبيراً في تحويلها وتمثيلها، وكذلك فقد شدد التشريع الاسلامي على تحريمها واجتنابها، لا بل ومجالسة شاربها او التغزل بها .
ادمان الكحول بجميع انواعها يتسبب بما لا يقل عن خمسين مرضاً وعارضاً صحياً، تبدأ بالتهاب المعدة وتنتهي بسرطان المريء والثدي، ومروراً بتقرّح المعدة، والتهاب الكبد وتشمعه وسرطانه، وتلف الأعصاب والجهاز العصبي المركزي والتهابها، وتردّي القوى الشعورية والسلوكية والعقلية التي توصل المدمن الى ارذل العمر باكراً، واكثر هذه الأمراض قد يكون قابلاً للشفاء بعد التوقف عن الادمان. والخمرة تضرّ بالمرأة الحامل، اذ تؤدي الى ولادة اطفال متخلفين عقلياً وجسدياً.
ص: 309
قال علي(علیه السلام) :«الدهن يلين البشرة، ويزيد في الدماغ، ويسهل مجاري الماء، ويذهب القشف، ويسفر اللون»(1).
روي انه : أتي بدهن وكان قد ادهن، فقال علي (علیه السلام): «إنا لانَرد الطيب»(2).
كانت كلمة «الدهن» في المعجمات القديمة والكتب الطبية والنباتية تطلق على عصير النباتات الدهنية، فيقال : دهن اللوز، ودهن الخروع، ودهن الكتّان، ودهن الورد، ودهن البنفسج. وتطلق كلمة «الزيت» على زيت الزيتون وحده. أما اليوم فإن كلمة الزيت تطلق على عصير النباتات الدهنية كلها، فيقال: زيت اللوز، وزيت الخروع، وزيت القطن. واستثنيت منها النباتات العطرية، فيقال لعصيرها «عطر» ، مثل : عطر الورد، وعطر البنفسج، وعطر الياسمين. وهذه تقسم الى نوعين : نوع لتطيب الصابون والمسحوقات والخلاصات ويعرف باسم «مواد طيبة»، ونوع لتعطير الأطعمة والمشروبات ويعرف باسم «مواد معطرة».
واقتصر استعمال كلمة «الدهن» على «المواد الدسمة»، وتعني : 1-المواد الدهنية في النباتات. 2 - المواد الشحمية في الحيوان. 3 - المواد الزيتية في المعادن (كالنفط وغيره).
ص: 310
و«الشحم» اصبح يسمى «دهنا» ايضاً، ويشمل ذلك ألية الخروف، وشحم الأمعاء وغيرهما من الشحم الحيواني والنباتي. وحديثنا هنا يتناول «المواد الدهنية او الدسمة»، سواء أكانت حيوانية ام نباتية، تناولاً عاماً موجزاً، لأنها العامل الرئيسي في إمداد الجسم بالقوة والحيوية.
قال القدماء : ان انفع الأدهان البسيطة: الزيت، ثم السمن، ثم الشيرج (السُمسم)، والأدهان المركبة منها بارد رطب كدهن البنفسج، ينفع من الصداع الحار، وينوّم اصحاب السهر، ويرطب الدماغ، وينفع من الشُّقَاق، ويُطلَى به الجرب والحكة، ويسهل حركة المفاصل، ويصلح لأصحاب الأمزجة الحارة في زمن الصيف.
ومنها حار رطب كدهن البان يستخرج من حب ابيض كالفستق، كثير الدهنية والدسم، ينفع من صلابة العصب ويلينه، وينفع من البَرَش والنمش والكلف والبهق، ويلين الأوتار اليابسة، ويسخن العصب. ومن منافعه: أنه يجلو الاسنان ويكسبها بهجة، وينقيها من الصدأ، ومن مسح به وجه ورأسه لم يصبه حصبة ولا شُقاق، ودهن الخصر وما تحته ينفع من برد الكليتين وتقطير البول .
والدهن اجمالاً: يسد مسام البدن، ويمنع ما يتحلل منه، واذا استعمل بعد الاغتسال بالماء الحار، حسّن البدن ورطّبه، وان دهن به الشعر حسّنه وطوّله، ودفع اكثر الآفات، وهو - في البلاد الحارة - من آكد اسباب حفظ الصحة واصلاح البدن، اما في البلاد الباردة فلا يحتاج اهلها اليه .
ومن الملاحظ في كتب الطب والأغذية القديمة ان الاعتماد في صنع الأطعمة كان في الدرجة الأولى يرتكز على الدهن - وخاصة ألية الخروف - ،
ص: 311
ثم على الأدهان التي تستخرج من النباتات: كدهن السمسم (الشيرج)، ودهن الجوز، ودهن اللوز، وغيرها ، فقد اكثر القدماء من الحديث عن منافعها الطبية والغذائية ، ووصفوا طرق استخراجها واستعمالها.
والى جانب هذا تحدثوا طويلاً عن شحوم الحيوانات، فقالوا: ان اصناف شحوم الحيوانات انما تكون بحسب امزجتها، وقوة كل شحم تسخن وترطب بدن الإنسان، لكن اصنافه قد تختلف بالزيادة والنقصان بحسب كل واحد من الحيوان.
فقالوا - مثلاً - شحم الثور اشد حرّاً ويبساً من شحم الكبش، وشحم العجل اشد حرارة ويبساً من لحم الثور، وشحم الماعز اقل في ذلك من شحم التيوس، وشحم فحولة الثيران اقل في ذلك من شحم الأسد، وشحم الأسد اشد حرارة والطف جداً من جميع الشحوم، وشحم الذكر من هذه الحيوانات احر وايبس من شحم الأنثى.
أما فوائد هذ الشحوم في العلاج، فمنها: ان شحم الدجاج ينفع من خشونة اللسان واوجاع الرحم، وشحم الإوز يوافق تشقق الشفتين وجلدة الوجه وداء الثعلب، وشحم الأسد يحلل الأورام الغليظة الصلبة، وشحم الحمار ينفع من حرق النار، ومثله شحم المعز .
وفي الطب الحديث ثبت: ان جسم الإنسان - المتوسط النشاط - يحتاج الى 600 - 800 حُرَيْرَة من منشأ دهن حيواني، وذلك من اصل 2800 حروري هي حاجة جسم هذا الانسان، بينما يحتاج صاحب العمل الشاق الى مقدار يترواح بين 3800 - 4500 حُريرة ربعها من الدهن الحيواني والباقي من الدهن النباتي وغيره، فإذا قدم للجسم هذا المقدار حُفظ من الضعف والخمول والعلل، واذا أسرف في تقديم اكثر من هذه النسبة عُرض الجسم
ص: 312
العلل فظيعة ، مثل : تصلب الشرايين، والشلل، والنزيف الدماغي، والإحتشاء القلبي، وغيرها.
ان الدهو الدسمة يحصل عليها الجسم من : 1 - المواد الحيوانية المشبعة المستخرجة من الحليب كالسمن والزبدة، والإكثار من هذه يساعد على زيادة الكولسترول في الدم، ويؤدي الى الاصابات المرضية المخيفة .
2 - السُّمُون النباتية المُهَدْرَجَة، وتوصف بانها لاتساعد على ترسب الكولسترول . 3-الزيوت السائلة ، وهي ، وهي غنية بالأحماض الدسمة غير المشبعة، وتوصف بانها تمنع زياد الكولسترول وتعالجه .
قال علي(علیه السلام) : «ادهنوا بالزيت واتدموا به، فانه دهنة الأخيار، وادام المصطفين، سبحت بالقدس مرتين ،بوركت مقبلة، وبوركت مدبرةً، لايضر معها داء»(1).
قال قائل من الناس: لو نظرنا الى طعام امير المؤمنين(علیه السلام) ماهو ؟ فاشرفوا عليه ! وإذا طعامه ثريدة بزيت، مكللة بالعجوة، وكان ذلك طعامه، وكانت العجوة تحمل اليه من المدينة(2).
عن جعفر الصادق(علیه السلام) ، عن آبائه(علیهم السلام) : «ان عليا(علیه السلام) كان يؤتى يغلّة له ماله بينبع، فيصنع له منها الطعام، يثرد له الخبز والزيت وتمر من العجوة، فيجعل له منه الثريد، ويطعم الناس الخبز واللحم»(3).
ص: 313
كان أمير المؤمنين(علیهم السلام) : «يأكل الخل والزيت، ويجعل نفقته تحت طنفسته»(1).
عن زيد بن الحسن قال : سمعت أبا عبد الله(علیه السلام)يقول : «ان اميرالمؤمنين(علیه السلام) اشبه الناس طعمه برسول الله(صلی الله علیه و آله و سلم) ، كان يأكل الخبز والخل والزيت، ويطعم الناس الخبز واللحم»(2).
عن محمد بن علي الحلبي قال: سألت ابا عبد الله(علیهم السلام) عن الطعام؟ فقال: «عليك بالخل والزيت، فإنه مريء، وان علياً(علیه السلام) كان يكثر اكله، واني اكثر اكله لأنه مريء»(3).
قال علي(علیه السلام): «ما افتقر بيت [اهل] يأتدمون بالخل والزيت، وذلك ادام الأنبياء»(4).
قال علي(علیه السلام) :«عليكم بالزيت فانه يكشف المرة، ويذهب البلغم، ويشد العصب، ويذهب بالاعياء، ويحسن الخلق، ويطيب النفس، ويذهب بالهم»(5).
الزيتون : نبات معروف، يعدّ من أفضل الأغذية، وله فوائد طبيّة كثيرة جلّها في زيته، والزيت المستخرج من الزيتون الناضج يكون اصفر اللون يميل الى اللون الأخضر، حلو المذاق، قليل الحدّة، اما المستخرج من الزيتون الغير الناضج فيكون اخضر اللون، مشوباً بالحموضة.
ص: 314
وتتخلص فوائد زيت الزيتون بما يلي :
أ - يوصف الزيت للأطفال لاحتوائه على العناصر اللازمة للنمو، وارتفاع قيمته الغذائية، واشتماله على فيتامين (د) الذي يقي الأطفال من مرض الكساح ولين العظام.
ب - مغذٍ ومقوٍ للمناعة لاحتوائه على الفيتامين (أ) المفيد لتقوية مناعة الجسم، فهو بالتالي مفيد للابصار ايضاً .
ج - يفيد في صَدّ السموم، وذلك بتكوينه طبقة في المعدة تحول دون امتصاص السموم .
د - يفيد في حالات الإمساك .
ه- - ضد تكاثر الحموضة في المعدة.
و - لا يسبب امراضاً للدورة الدموية او الشرايين.
ز - إذا جاع الشخص ثلاثة ايام ثم شرب الزيت، طرد الديدان .
ح - يفيد في تقوية العضلات وزيادة مناعة الجسم، وذلك بدَلك الجسم بزيته.
ط - يفيد في حالات: تيبّس المفاصل، والأوجاع الموضعية، والإلتهابات،والجروح والشقوق.
ي - يفيد في حالات: تشنج المعدة، والأمعاء، والنزلات، وذلك بدَلك المحل دَلكاً قوياً.
ك - زيت الزيتون اسهل هضماً وامتصاصاً من جميع انواع الزيوت الأخرى، لأنّ تركيبه قريب من تركيب الدهون الموجودة في الحليب.
ص: 315
اجمعت آراء خبراء التغذية والكيمياء الحيوية على : ان زيت الزيتون هو افضل وارقى واطيب واسرع انواع الزيوت والدهون هضماً على الاطلاق، وقد اثبتت التحاليل المعملية: ان زيت الزيتون هو اغنى انواع الزيوت بالفيتامينات، والأملاح المعدنية، والأحماض الدهنية الغير مشبعة، اللازمة للمحافظة على صحة وسلامة الجسم البشري، فهو يحتوي على: حوالي 14٪ حمض بالمتيك، و 2,5٪ حمض ستيرك ، و 18٪ حمض اوليك، و 13%حمض لينولنيك ، و 0,4 حمض ارشيرك .
ومن المعروف علمياً أن لحمض لينوليك وحمض أرشيرك أهمية بالغة في تسهيل ونجاح عملية التمثيل الغذائي بالجسم، بالإضافة الى ان حمض ارشيرك يعتبر اساس مجموعة المركبات المسماة «بروستاجلاندين» التي لها دور حيوي في المحافظة على تنظيم ضربات القلب، وضغط الدم، وسلامة وكفاءة وظائف الجهاز الهضمي المركزي.
كما اتضح ايضاً أن حدوث اي نقص في النسبة الطبيعية لهذه الأحماض الدهنية يؤدي الى انخفاض درجة المناعة الطبيعية للجسم، وسهولة تعرضه للإصابة بالأمراض والالتهابات الجلدية، وخاصة عند التعرض للأشعة فوق البنفسجية .
هذا بجانب القدرة الهائلة لزيت الزيتون على انتاج طاقة حرارية مركزة بالجسم، ويُقدّر العلماء نسبتها بحوالي ضعف مقدار الطاقة الناتجة عن تناول جميع انواع المواد الكربوهيدراتية، ونظراً لتوفر هذه الطاقة العالية جداً مع قلة ذوبان الدهون تستعمل كمخزن اضافي للطاقة الحرارية بالجسم.
من المعروف ان توافر نسبة كافية من الدهون في الطعام تعمل
ص: 316
على تقليل افرازات المعدة، حتى تبطىء من الوقت اللازم لتفريغها . ذلك الأمر الذي يعطي شعوراً بامتلاء المعدة مع الإحساس بالشبع، كما ان وجود نسبة محددة من الدهن بالجسم تساعده على تماسكه، وحمايته من اخطار الصدمات، بالإضافة الى فائدة الدهن في سهولة نقل وامتصاص الفيتامينات التي لها خاصية الإذابة في الدهنيات، وبذلك يستفيد الجسم منها بصورة أفضل.
اسفرت نتائج الدراسات الطبية التي استغرقت عدة سنوات تحت اشراف منظمة الصحة العالمية : على ان زيت الزيتون يوفر للإنسان كل المميزات السابقة، وتقدر نسبة حصول الجسم على الطاقة والحيوية عن طريق تناول الزيت بحوالي 35٪ مع عدم ارتفاع نسبة الدهون في الدم. أي دون زيادة نسبة الكولسترول مهما بلغت كمية تناول زيت الزيتون، لأنه يحتوي على الدهون غير المشبعة الوحيدة .
ونظراً للارتباط الدائم بين تناول الدهون، وارتفاع نسبة الكولسترول في الدم،ٍ وما يصاحبها من اخطار التعرض لأمراض القلب والأوعية الدموية، ينصح خبراء الصحة والتغذية بعدم تخطي نسبة الزيوت والدهون المشبعة - الدهون الحيوانية والقشطة والسمن البلدي - عن 30٪ من اجمالي احتياجات الجسم اليومية، وان افضل وسيلة لطهي الطعام، هي استعمال زيت الزيتون الغني بالدهون الغير مشبعة دون التعرض للمتاعب والأخطار الصحية .
اما الزيوت النباتية التي تتعرض للدرجة اثناء العمليات الصناعية لإنتاج انواع المسلى النباتي، تتحول احماضها الغير المشبعة المفيدة، الى احماض مشبعة ضارة ترفع من نسبة وجود الدهنيات والكولسترول بالدم.
اكدت نتائج البحوث الأكاديمية الأمريكية والفرنسية : ان زيت الزيتون يقاوم الأعراض الفسيولوجية للشيخوخة، ويساعد الجهاز الهضمي على اداء
ص: 317
وظائفه بكفاءة عالية، وله قدرة وفاعلية كبيرة في مقاومة حالات التسمم، وخاصة الناتجة عن الفوسفور والرصاص .
واظهرت الدراسات الأمريكية: انخفاض مستوى السكر في الدم عند اصحاب مرضى السكر الذين يواظبون على تناول زيت الزيتون ضمن وجباتهم الغذائية اليومية، وبناءً على ذلك اوصى الاتحاد الأمريكي لمرضى السكري بضرورة المحافظة على اتباع نظام غذائي تمثل فيه الدهون نسبة 30٪ من السعرات الحرارية، بحيث لا تتجاوز نسبة الدهون المشبعة - الدهون الحيوانية والمسلى البلدي والقشطة - عن 10٪ ، وان تكون باقي الدهنيات على شكل زيت زيتون، او زيت ذرة، او زيت عبّاد الشمس .
عن الإمام موسى بن جعفر(علیه السلام) في حديث طويل : ثم أُتِي بالسكباج، فقال: «كلوا بسم الله الله الرحمن الرحيم، فإن هذا الطعام كان يُعجب اميرالمؤمنين(علیه السلام)» ..(1).
السكياج: طعام يعمل من اللّحم والخل مع التوابل وافاويه، وقد يضاف اليه بعض الفواكه .
ص: 318
قال علي(علیه السلام) : خالفوا اصحاب السكر، وكلوا التمر، فان فيه شفاء من الأدواء(1).
قال الإمام الرضا(علیه السلام) نقلاً عن آبائه(علیهم السلام):« كان علي، بن ابيطالب(علیه السلام) يأكل البطيخ بالسكر»(2).
السكر(3) : مادة متبلورة الشكل، حلوة المذاق، تنتج عن معظم النباتات الحلوة الطعم.
وهو جيد للمعدة، نافع من وجع المثانة والكلى، ويولد دماً عكراً. اذا شرب بالماء الحار نفع من بحة الصوت الكائنة عن النزلات، وادمانه بالماء الحار ينفع السعال، وصالح للصدر والرئة وملين لهما. كما انه موافق للمحرورين والمبرودين، وينبغي الحذر من الاكثار منه عند لين الطبيعة .
والى جانب السكر الذي يستخرج بكميات وفيرة من قصب السكر، والشوندر السكري، والذرة، هناك انواع اخر نذكر بعضها فيما يلي :
ص: 319
- سكر العنب «الغلوكوز»: يستخرج من العنب ومن اعضاء بعض النباتات وخاصة الثمار، كما يحضّر من النشا، ويعرف ايضاً باسم ا«لدكستروز».
- سكر الفواكه «الفركتوز»: يوجد في ثمار كثيرة مع سكر العنب، ويحضر من «الأنيلين»، ويوجد ايضاً في درنات نباتات عديدة، ويُوصى مرضى البول السكري بتعاطيه، ويسمى احياناً «ليفولوز»، وهو احلى قليلاً من سكر القصب .
- سكر الشعير: يندر وجوده في النباتات، وينتج من النشاء، ويستخدم بديلاً لسكر العنب، ويستخلص في اليابان من نشا الأرز، ويستعمل كمادة ذات نكهة طيبة .
- سكر المنّوز: وهو سكر غني يكون في بعض النباتات، ويتأكسد بسهولة من عصیر نبات «السان العصفور - المنة» ، وهي شجرة تنمو في صقلية وجنوب أوروبا، ثم يجف على هيئة مادة قشرية حلوة جداً تستعمل اساساً في الطب، وتعرف باسم «منا».
- السكّرين: ويسمى «سكر الفحم الحجري»؛ هو مسحوق ابيض شديد الحلاوة يستخرج من قطران الفحم، تزيد حلاوته 300 مرة على حلاوة السكر المعروف، وهو مضر بالصحة، فلا يستعمل الا برأي الطبيب.
وقد تحدث الأطباء وعلماء النبات القدماء عن السكر فقالوا :
- انواع السكر كثيرة تختلف امزجته باختلافها، فمنه: الطبرزد، والفانيذ، وسكر العُشَر، والنبات، والشجري، والخزائني - او سكر المخازن - ، والسليماني .
ان السكر الذي يستخرج من القصب تكون حلاوته اقل من حلاوة
ص: 320
العسل، وهو نافع للمعدة بجلائه ما فيها، وليس الطبرزد بملين كالفانيذ . والحديث من السكر صالح لرياح الأمعاء والبطن، وشربه مع دهن اللوز ينفع القولنج .
وهو صالح للصدر والرئة، جيد لخشونة المثانة، مضر للمسلولين، والفانيذ ينفع من السعال البلغمي، ومن علل الصدر.
والسكر صنفان: ابيض واحمر، اجوده الأبيض، وهو يقوي المعدة والكبد، وكلما عتق السكر كان الطف واقل حرارة، وهو يقارب العسل في الحرارة والجلاء والتنقية .
وفي الطب الحديث: ان السكر غذاء جيد، لا يمكن الاستغناء عنه، ولا يمكن استبداله بغيره، ولكن بشرط ان يستعمل باعتدال وتعقل. وهو يُعطَى لكل الأشخاص ذوي الصحة السليمة الطبيعية، ويعطى خاصة للمراهقين، والرياضيين، والعمال، وذوي الأعمال المرهقة والنحفاء، ويمنع عن البدينين، ومرضى السكري الذين يجب ان يستبدلوه بالسّكرين.
وبما ان اساس بناء الجسم يقوم على العناصر الثلاثة : 1) السكريات او النشويات (او المواد الكربوهيدراتية) 2) البروتينات او (المواد الزلالية) 3) الدهنيات (او المواد الدهنية)، فان السكر هو نتيجة تحول المواد الدهنية الى سكر، وبما ان نقص السكر في الجسم يسبب التعب والإعياء ونقص النشاط ، فإنه من الضروري ان يعطى الجسم كفايته منه .
والسكر يستعمل دواء ناجحاً في حالات كثيرة، منها: التخلص من الغيبوبة والتشنج اللذين يصحبان مرض النوم، وفي امراض الكبد، وحالات القرحات المعدية وغيرها .
ص: 321
قال علي(علیه السلام): «السمن دواء، وهو في الصيف خير منه في الشتاء، وما دخل جوفاً مثله»(1).
قال علي(علیه السلام) : «من اكل لقمة سمن، نزل مثلها من الداء من جسده،والسمن ما دخل الجوف مثله »(2).
قال علي(علیه السلام) : «لم يستق الناس بشيء افضل من السمن»(3).
السمن الحيواني ويعرف «بالبلدي» : يستخرج من حليب الغنم، او الماعز، او البقر، وقد عرف العرب صنعه منذ القديم، وذلك انهم اعتادوا نقل الحليب في اكياس من الجلد فوق ظهور الجمال، فأدت حركة الخضّ والإهتزاز اثناء السير الى تجميد حبيبات الدهن التي في الحليب وتحوّلها الى زبدة، ولما كانت الزبدة لا تحفظ طويلاً، فقد عمدوا الى تذويبها على النارفصارت «سَمْناً» يمكن حفظه عدة شهور.
ص: 322
ان في السمن تفشية للأورام، وهو اقوى من الزبدة في الإنضاج والتليين .
وذكر الطبيب اليوناني «جالينوس» : ان السمن ابرأ الأورام الحادثة فی الأذن، وفي «الأرنبة».
وقيل : ان السمن اذا ذلك به موضع الأسنان نبتت سريعاً، واذا خلط السمن مع عسل ولوز مُرّ جلا ما في الصدر والرئة.
قال علي(علیه السلام) :«سمن البقر دواء»(1).
قال علي(علیه السلام) : «سمون البقر شفاء»(2).
قال علي(علیه السلام): «الحوم البقر داء، والبانها دواء، وأسمانها شفاء»(3).
سمن البقر والمعز: اذا شرب مع العسل نفع من شرب السم القاتل،ومن لدغ الحيات والعقارب .
وقال اطباء العرب اجود السمن : سمن البقر ثم الضأن، وهو يخصب الأبدان ويلينها، ويزيل القلوحة، واليبس، والبحة، وجفاف الحلق،
ص: 323
والخياشيم، وينقي فضول : الدماغ، والصدر، والسعال، والربو، واليرقان، والطحال، وعسر البول، والحصى سعوطاً وشرباً بالسكر وماء الرمان، وان احتمل نَقّى الأرحام واصلحها، وان لوزم دهن الوجه به حسنه وكساه رونقاً وبهجةً، وأن جعل في الجرح وسعه ونقاه .
والعتيق يقاوم السموم ويحمي القلب منها، وخصوصاً سمن البقر، وان سعطت به الدواب ازال الخناق، وان غمست فيه قطعة قطن او صوف حار وربطت على الرجل الوجعة من كل حيوان اصلحتها، ومداواة وهو الأورام به طلاء یحللها، وان طبخ في الثوم كان طلاء مجرباً في تسكين المفاصل والساقين والظهر، وهو يرخي الأعضاء، ويضعف الهضم.
وفي الأبحاث العلمية والطبية الحديثة عن السمن الحيواني تبين: انه الغذاء المثالي بسبب خصائصه المقوية والمنشطة العظمى، وان المئة غرام منه تعطي (750) حرورياً، وهذا ما يجعله الملك الذي لا ينازع بين جميع المواد الدسمة من مصدر حيواني .
وهو يحوي 82٪ من المواد الدسمة الصافية، وال 18 الباقية ليس فيها من الماء الا 16% ، والسمن الطازج غني بالفيتامينات الأساسية، فيتامين (أ) الذي لا يعادله غيره في تنمية الجسم، وفيتامين (د) الذي يكافح مرض الكُساح.
ويتغير مقدار الفيتامينات وانواعها في السمن بحسب طريقة تغذية الحيوان، فحليب الماعز الذي يتغذى بالعلف الأخضر - وبخاصة البرسيم - يحوي من فيتامين (أ) ما قد يصل الى (500) وحدة في المئة غرام. بينما حليب الحيوانات التي تتغذى بالعلف اليابس بالشمس، او بكسب البزور الدهنية يكون فيه عدد الوحدات نصف الموجود منها في المئة غرام من
ص: 324
الحليب. وعلى هذا، فان سمن الصيف اغني بالفيتامينات من سمن الشتاء، وكثير ما يعمد صانعوا السمن الى الإحتفاظ بزبدة حليب الصيف مجمدة بدرجة حرارة 25 تحت الصفر لمزجها بزبدة الشتاء .
فالسمن - اذن - ضروري للأولاد لتأمين نموهم، وللحوامل، وللعمال الذين يعيشون في مناطق باردة، ويسمح به للأشخاص ذوي الصحة السليمة، وللذين تستطيع معدهم تحمله وهضمه، ويمنع عن البدينين، والذين لديهم نسبة عالية من الكولسترول.
الاسوقة مختلفة حسب الشيء الذي يتخذ منه ، افضلها سويق الحنظة وسويق الشعير، وهما يبطئان النزول عن المعدة، لذلك تكون افضل سحور للصائم كما في الحديث، وينفعا المحرومين والملتهبين اذا باكروا شرابهما في الصيف، وهو لا يصلح كثيراً للمشائخ واصحاب الأمزجة الباردة. وسويق الحنطة يجعل البدن بارداً رطباً .
قال العلامة المجلسي: قال الشهيد الأول في الدروس : في السويق ونفعه اخبار جمّة، وفسّره الكليني بسويق الحنطة .
قال الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية: كل سويق مناسب للشيء
ص: 325
الذي يتخذ منه، والذي يكثر استعماله من الأسوقة هذان السويقان - أعني سويق الحنطة وسويق الشعير-، وسويق الشعير وان كان ابرد من سويق الحنطة، فان سويق الحنطة لكثرة ما يشرب من الماء يبلغ من تطفئته وتبريده للبدن مبلغاً أكثر، ولا سيّما في ترطيبه، فيكون ابلغ نفعاً لمن يحتاج الى ترطيبه، وسويق الشعير اجود لمن يحتاج الى تطفئة وتجفيف(1).
قال علي(علیه السلام) : «العسل فيه شفاء »(2).
قال علی(علیه السلام) : «لم يستشف مريض بمثل شربة عسل»(3).
قال علي(علیه السلام): «العسل شفاء من كل داء، ولا داء فيه، يقل البلغم، ويجلو القلب(4)».
قال علي(علیه السلام) : «لعق العسل شفاء من كل داء، قال الله تعالى: «یخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ تُختَلِفُ أَلْوانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسُ»(5)، وهو مع قراءة القرآن، ومضغ اللبان: يذهب البلغم»(6).
اشتكى رجل [علةً] الى أمير المؤمنين(علیه السلام) ، فقال له : «سل من امرأتك
ص: 326
درهماً من صداقها، فاشتر به عسلاً فاشربه بماء السماء»، ففعل ما امر به، فبری(1).
جاء رجل الى امير المؤمنين(علیه السلام) ، فقال : يا امیر المؤمنين، لي وجع في بطني، ، فقال له(علیه السلام) : «ألك زوجة؟» قال : نعم. قال : «استوهب منها طيبة به نفسها من مالها ، ثم اشتر به عسلاً ، ثم اسكب عليه ماء السماء، ثم اشربه ، فاني اسمع الله يقول في كتابه «وَنَزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبرَكا»(2) وقال «يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفُ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءُ لِلنَّاسِ» ، وقال : «فإن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْ ءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنينا مَرِیّئاً»(3) شفيت انشاء الله ، قال : ففعل ذلك، فشفي(4).
قال علي(علیه السلام) : «من اخذ من الزعفران الخالص جزءاً، ومن السعد جزءاً، ويضيف اليهما عسلاً، ويشرب مثقالين في كل يوم، فانه يتخوف عليه من شدة الحفظ، أن يكون ساحراً»(5).
قال علي(علیه السلام) : «ثلاث يزيدن في الحفظ، ويذهبن بالبلغم : قراءة القرآن و العسل، واللبان»(6).
عن علي(علیه السلام) انه قال : «من اصابته علة، فليسأل امرأته ثلاثة دراهم من صداقها، ويشتري بها عسلاً، ثم يكتب سورة يس بماء المطر ويشربه، شفاه الله ، لأنه اجتمع له: الهنيء والمريء والشفاء والمبارك»(7).
ص: 327
صفات العسل وطرق غشه: تختلف صفات العسل باختلاف البلاد الآتي منها ،والفصول، ونوع النحل، والنباتات التي يطوف عليها، واحبها اليه : البرسيم، والزيزفون، والنعناع، واكثر اشجار الحمضيات. ان العسل النقي سائل صاف، وهو حلو مقبول، ورائحته عطرية، والأسمر طعمه حِرّيف ورائحته غير مقبولة. واجوده للأكل الأبيض الصافي، أو الأزرق الصافي الخالي من الحدة والحرافة وكراهة الرائحة. واما المرّ الأحمر الثخين المتقطع، والأسود واليابس فردي كالعتيق. واجوده الربيعي، ثم الصيفي، وأردأه الشتوي .
يباع العسل مصفى وبشهده، ويندر ان يكون المصفى غير مغشوش بمادة الغلوكز (سكر العنب) الذي يباع بأقل من نصف قيمة السكر .
ويغش العسل بالدقيق المحمّص، ويعرف بوساطة الغول «الكحول» الضعيف حيث لايرسب فيه، كما يغش بالنشأ او الدقيق غير المحمص، فيزيل منه خاصة سيولته بالحرارة ، وعدم ذوبانه بالماء البارد، ويكتسب اللون الأزرق بمادة اليود، وبذلك يعرف هذا الغش .
كان العسل يستعمل عند القدماء بمنزلة السكر، فكان قاعدة لشرابهم ولا يزال حتى الآن عند بعض الأقوام .
ويمكن حفظ العسل زمناً طويلاً اذا اذيب واصبح سائلاً. واذا وضع في وعاء من البلور، او الفخار، او البورسلان، وفي مكان بعيد عن الهواء والنور.
يختلط العسل سواء كان في جوف النحلة او في داخل عينات القرص
ص: 328
الشمعي (النخاريب) بغبار الطلع الذي تجمعه النحلة كراتب غذائي بروتيني، وهذا الغبار الطلعي هو بحد ذاته مادة شديدة التعقيد لم يكشف النقاب بعد عن كثير من خصائصه الكيميائية، وعندما يستخرج العسل من شمعه، يخرج معه عدد كبير من حبيبات هذا الغبار المتباينة من عدد كبير من النباتات، وفي عملية التصفية تنفرز الحبيبات الكبيرة ولكن الصغيرة منها تمر وتبقى ممزوجة بالعسل، مانحة اياه مادة غنية بالمواد الغذائية .
وصف العسل بانه : غذاء منشط جداً، وهو يعطي «300» حروري في كل مئة غرام، وهو غذاء ذو قيمة كبيرة بحجم صغير، والكيلو الواحد منه يعادل في تغذيته خمسة كيلوات من الحليب، أو 26 موزة، او 60 برتقالة، او 50 بيضة، او 11,750 كيلو غرام من لحم العجل، او 12 كيلو من الخضروات .
والمواد السكرية الموجودة فيه هي سكاكر سهلة الهضم، وهو يقدم لعضلات الجسم نشاطاً سريعاً وقوياً.
ويقول عند الدكتور «كارتون» : انه غذائي حيوي، معدني معطر، ذو خمائر مفيدة للهضم، وعطره يفتح الشهية، وما فيه من الحديد يكافح فقر الدم، والفوسفور فيه ينشط الخلايا الدماغية. وفيتامينات (أ، ب، ج) فيه تجعله غذاء ناجحاً لتغذية العضلات وانمائها وحمايتها.
وقد اشادت الدكتورة «بربارا كارتلاند» في كتابها «سحر العسل» بفوائد العسل، ونصحت لمدراء الشركات بأن يقدموا لعمالهم وجبة كل صباح فيها مقدار کاف من العسل، فإنه يضاعف نشاطهم ويزيد انتائجهم، واشارت في كتابها الى: ان المسلمين كانوا اول من عرف قيمة غذاء العسل وفوائده العلاجية، بفضل ما ذكره قرآنهم عنه.
ص: 329
ووصف العسل بانه سريع الهضم والتمثل في الجسم، لأنه سبق ان هضم في معد النحل، ولأنه لا يتعب الكبد كما تتعبه النشويات والسكاكر التجارية .
والعسل غذاء مركز يتمثل في الجسم بسهولة، ويمنحه الدفء والحركة والنشاط، وينفع في مداواة علل كثيرة، وخصوصاً في أمراض الرئة والحلق والمثانة، وهو ملطّف ومسهل خفيف.
أن العناصر المغذية في العسل تؤلف ثمانين في المئة من تركيبه،وقيمته الغذائية تفوق انواع السكاكر والحلويات والمربيات والزبدة. وهو يحوي عناصر شافية مستخلصة من الزهور والنباتات، وتتضمن قوة حيوية عظيمة لاتفسد بسهولة، كما هو شأن بقية المنتوجات الطبيعية .
ذكر الأطباء العرب : ان اجود انواع العسل للتداوي هو الأحمر اللون،الناصع ، الطيب الرائحة، الصافي، الشفّاف .
وقالوا : هو منضج، جلاء، مفتح لأفواه العروق، واذا طبخ صار قليل الحدة والجلاء، فقبل الطبخ نافع في الإنضاج والجلاء، وبعد الطبخ صالح لإلصاق اللحم المتشقق .
واذا طبخ مع الشبت ولطخت به القوابي ابرأها، ومع الملح العادي المعدني اذا قطر في الاذن فاتراً ابرأ آلامها، واذا تُحِنّكَ به وتُغرغر ابرأ ورم اللسان والحنك واللوزتين والخناق، ونقى جروحها المتفجرة.
وقالوا: انه ينفع السعال اذا شرب مسخنه بدهن الورد. والعسل غير المطبوخ يحدث نفخاً، ويحرك السعال، ويسهل البطن، ولذلك لا يستعمل الا بعد نزع رغوته . وهو سريع الاستحالة الى الصفراء، مذهب للبلغم، يستأصله خصوصاً من المعدة، ويكون صالحاً للمشايخ المبرودين والمبلغمين
ص: 330
والمرطوبين، ورديئاً لذوي الأمزجة الحارة كالصفراويين، وفي الصيف الحار .
والعسل الذي فيه بعض مرارة يدل على ان نحله رعى الافسنتين ومااشبهه، فيكون صالحاً للكبد والمعدة وفتح الشدّد.فان رعى نحله السعتر كان رديئاً للمحرورين.
والعسل غير المطبوخ صالح للمعدة الباردة، وللأمعاء الورمة، ووجع المعدة البلغمي، وهو يغذي غذاء جيداً. اما العسل المطبوخ فصالح للقيء، ملين للطبيعة، يقيء به من شرب ادوية قتالة مع دهن السمسم .
وقالوا: ان العسل يحفظ على الأسنان صحتها اذا خلط بالخل وتمضمض به في الشهر اياماً، واذا استن به على الاصبع صقل اللثة والأسنان وبيضها وأمسك عليها صحتها .
واذا خُلط العسل بدهن ورد ولطخ به على القروح البلغمية المالحة ابرأها. واذا حقنت القروح والجراحات الغائرة به مع «لسان الحَمَل» (لمدة ثلاثة ايام) نقّاها وغسلها ولحمها .
واذا جعل من الأدوية الجلّاءة احد البصر وقوّاه. واذا عجن بدقيق الحُوّارَى (الدقيق الأبيض)، فتح الأورام النضيجة وامتص ما فيها، وان كانت غير نضيجة نضجها وليّنها، واذا عجن به «الراوند» الطويل انبت اللحم في الجراحات العتيقة. واذا اضيف اليه اللوز المر ، ولُبّ المَحلَبِ، ودقيق الشعير، وما اشبهها، وطلي به البدن درّ العرق، واذا شُرِب بالماء نقّى الصدر المحتاج الى أفضل تنقية .
واذا شرب بالماء عند العطش كان أنفع ما يشربه المفلوجون والمخدّرُون، ونقّى قروح الرئة وهيأها للأدوية واذا خالط الحقن قوّى اساسها .
ص: 331
وفي الطب الحديث تبين من تحليل العسل انه يحوي عناصر ثمينة كثيرة: أهمها السكاكر - التي اكتشف منها حتى الآن نحو 15 نوعاً فقط، والبروتئين، والمعادن (الحديد، النحاس، الكبريت، البوتاسيوم، المنغنيز، الفوسفور، الكلور، الصوديوم، الكالسيوم، السليكيا، السيليكون، المنغنيزيوم)، وفيتامينات ( ب1، ب2، ب5، ب6 ، ج) ، والخمائر ،والنتروجين، والحوامض، والزيوت الأثيرية، والمواد القطرانية .
وفيما يلي نزر قليل من أقوال بعض كبار الأطباء في العالم اليوم عن فوائد العسل :
قال الطبيب الشهير «الدكتور جارفس Dr. Jarvis» في كتابه «طب الشعوب» :
إن التجربة المحققة قد اثبتت ان البكتريا لا تعيش في العسل : لاحتوائه على مادة البوتاس، وهي تحرم البكتريا الرطوبة التي هي مادة حياتها .
ويقول : لقد وضع الدكتور «ساكیت» استاذ البكتريا في كلية الزراعة في «فورت كولنز» انواعاً من جراثيم الأمراض في قوارير مملوءة بالعسل الصرف. فماتت جراثيم التيفوئيد بعد ثمان واربعين ساعة، وماتت جراثيم النزلات الصدرية في اليوم الرابع، وجراثيم الزنتارية بعد عشر ساعات، وجراثيم أخرى بعد خمس ساعات.
واثبتت تجارب اجريت في «معهد باستور» بفرنسا : ان العسل معقّم، ومضاد للفساد، وان اي جرثوم لا يستطيع ان يعيش فيه طويلاً، لأن درجة تركيزه تجذب الماء من أجسام الجراثيم فتبددها .
وتبين من ابحاث جرثومية اجراها اطباء وعلماء كبار في روسيا: ان العسل لا يفسد ولا يتعفن اذا كان في وعاء مفتوح، لأن فيه مادة لاتمكن
ص: 332
الجراثيم او الفطور التي يأتي بها الهواء ان تنمو في العسل، وان العَصَوِيّات التيفية لاتعيش فيه اكثر من 48 ساعة، والزحارية تموت خلال 10 ساعات، وعصيات السل يوقف تكاثرها .
وصف العسل - نتيجة ابحاث طويلة ودقيقة - بأنه ذو تأثير مدهش في بناء جسم الطفل اذا خلط بلبن المرضعة أو غيره، فهو يقوي الرضيع، ويساعده على النمو، ويطهر جسمه، ويسهل وظائف اعضائه.
وثبتت فائدة العسل: في معالجة الجروح المتقيحة، والتقرحات الجلدية، والتهاب الغدد العرقية، والعظم والنفي، والحروق، وعروسة الإبط، وذلك بدهنها بالعسل، وعولجت الدمامل والحميرة الخبيثة بدهنها بالعسل عدة مرات في اليوم بعد تشطيب المكان المصاب، ليدخل العسل الى مكان الداء .
ويوصف العسل اليوم كأحسن علاج لحفظ حيوية الجلد، ونضارة الوجه، وقوة الشعر وجماله ولمعانه .
كما يفيد العسل - خاصة - المفكرين، والشيوخ الضعفاء، والأطفال الرضع، وفي مرض البلاغرا المتصف بخشونة الجلد او الاضطرابات الهضمية والعصبية. وهو يثبت الكلس في العظام، ويفيد المصابين بأمراض الصدر،ويلين، ويلطف صعوبة البَلع والسعال وجفاف الفم، ويقي من فقر الدم .
وهو ينفع الكبد والكليتين والالتهابات في المعدة، والسل الرئوي، وضيق النفس، والنزلات الصدرية، ويفيد في الأمراض التي تصيب الكليتين مصحوبة بالصديد، كما يفيد في حالات سوء الهضم، والقرحة في المعدة.
والعسل منوّم ومقوي، وذو فائدة عظيمة في الأمراض الباطنية، وأمراض المسالك الهوائية، وهو يلائم كلّ الأمزجة.
ص: 333
عن عدي بن ثابت قال : «أُتي علي(علیه السلام) بفالوذج، فأبى أن يأكله»(1).
عن علي (علیه السلام) : «انه أتي بطبق فالوذج، فوضع بين يديه، فنظر اليه فرأى صفاءه وحسنه، فوجأ باصبعه ثم استلها فلم ينزع منه شيئاً، فلمظ اصبعه، ثم قال : ان هذا الحلو طيب، ولكن نكره ان نعوّد انفسنا مالم تعود،ارفعوه، فرفعوه»(2).
الفالوذج (معرب بالوده):
نوع من الحلوى، عربيته : السُّرّيطُ والسِرطراط، ويسمّى في العراق (الحلقوم)، ويصنع من الماء والسكر والنشا(3).
قال عنه الرازي في المنصوري(4): كثير الإغذاء، طويل الوقوف، يورث ادمانه السدد في الكبد، وهو صالح للحلق وللرئة، ولمن قد نهك بدنه واستفرغ.
ص: 334
قال علي(علیه السلام) : «اللبن احد اللحمين»(1).
قال علي(علیه السلام) : «حسو اللبن، شفاء من كل داء إلا الموت»(2).
قال علي(علیه السلام) : «اذا شربتم اللبن تمضمضوا، فان لها دسماً»(3).
قال الصادق(علیه السلام) ، عن آبائه(علیهم السلام) : «أن علياً(علیه السلام) كان يستحب ان يفطر على اللبن»(4).
قال علي(علیه السلام): «اذا ضعف المسلم فليأكل اللحم واللبن، فإن الله عز و جل جعل القوة فيهما»(5).
قال علي(علیه السلام) : «اذا ضعف المسلم، فليأكل اللحم باللبن»(6).
قال علي(علیه السلام) : «ان نبياً من الأنبياء شكا الى الله عزوجل الضعف في امته، فأمرهم أن يأكلوا اللحم باللبن، ففعلوا فاستبانت القوة في انفسهم»(7).
عن سويد بن غفلة قال: دخلت على علي بن ابي طالب(علیه السلام) فوجدته جالساً وبين يديه اناء وبين يديه اناء فيه لبن، اجد ريح حموضته، وفي يده رغيفف ارى قشار الشعر في وجهه، وهو يكسره بيده ويطرحه فيه(8).
ص: 335
اللبن الحامض: ليس فيه القوة الحادة التي كانت في اللبن الحليب، ولذلك صار ابرد، وهو ينفع المعدة الملتهبة، ويضر المعدة الباردة، وهو جيد للقلاع الذي في افواه الصبيان مع العسل. وهو يهيج الجماع في الأبدان الحارة المزاج، ويقوي المعدة، ويقطع الإسهال، ويشهي الطعام، ويسكن الحرارة، ويخصب البدن ويسمنه.
وقالوا: ان من انواعه الحامض وهو كثير الزبد، فان نزع زبده فهو المخيض ، فان نزع زبده ومائيته فهو الدوغ ، وهذا ينفع المعدة الحارة، ويفسد لثّة الأسنان، وهو رديء لأصحاب وجع المفاصل والظهر، ويدفع ضرره بأكل اطعمة حلوة قبل اكله، ويؤخذ زنجبيل بعده.
ظهر من تحليل اللبن الرائب : ان فيه 82٪ من الماء ، و 6,80 من سكر اللبن (لاكتوز)، و0,48٪ من حامض اللبن ، و 6٪ من المواد الدسمة، و 4,50٪ من البروتئين ، و 0.6% من الأملاح المعدنية، وفيه من فيتامينات (أ،ب، ج، د).
وقد تبين من الدراسات التي اجريت على اللبن : انه يتلف جراثيم العصيات القولونية في المعدة والأمعاء، فيفيد في حالات التهاب الكبد والكلى وضعفها، وفي تصلب الشرايين، والوهن، وتخمرات المعدة، كما انه يدر البول، ويكافح الحصى في المثانة والكلى، ويذيب الرمال، وينظم عمل أجهزة الهضم، ويلين، ويرطب، ويهدىء الأعصاب، ويحارب الأرق، ويجمل الوجه، ويطري الجلد.
يقول علماء التغذية : ان نسبة طول العمر بين سكان بلغاريا والقوقاز
ص: 336
والأناضول هي اعلى نسبة في العالم، والسبب في ذلك ان طعام هذه الشعوب الأساسي هو اللبن الرائب الذي اعطى لأجسامهم القدرة على التجدد الدائم ، والحيوية الثابتة، وجمال المظهر، وسلامة الأجهزة من الأمراض.
ان اللبن الرائب يحوي اعلى قيمة غذائية عرفت منذ زمن طويل في بلاد البلقان، حتى اطلقوا عليه اسم «غذاء العمر الطويل». فهو يحمل في تركيبه المواد البروتينية ذات القيمة الحيوية العالية، وعلى أغلب المواد المعدنية اللازمة للجسم. كما ان المادة الدهنية فيه سهلة الهضم، ويضم اللبن معظم الفيتامينات المعروفة تقريباً، فهو غني بفيتامين (أ) ، ومجموعة فيتامين (ب) المركب، ولو ان نسبة فيتامين (ج) به قليلة نوعاً، وله قيمة حرارية لابأس بها.
يمتاز اللبن الرائب طبياً عن الحليب باحتواء الأول على حامض اللبن نتيجة تخمره، وهذا يساعد على قتل ما فيه من جراثيم، كما يقضي على الغازات السامة في الجسم، لأن الجراثيم الضارة لاتستطيع البقاء في حامضه اللبني.
واللبن يساعد - في درجة عالية - في انظمة النحافة، فهو يحتوي - من ناحية - على نسبة بسيطة من الحروريات، ومن ناحية أخرى يحتوي على نسبة عالية من البروتئين الذي يحفظ عضلات الجسم - والوجه خاصة - قوية ، كما يحتوي على فيتامينات (ب) التي تفيد البشرة والشعر والعينين، وتساعد في مقاومة الجوع بين الوجبات .
يجب ان يعطى اللبن الى الأشخاص ذوي الأمعاء الضعيفة، والمصابين يضعف الأعصاب وتهيجها، وبالأرق، وعسر الهضم، والاسهال، والامساك، والتهابات الأمعاء والمعدة. كما يعطى للأطفال من سن الثمانية أو العشرة الأشهر، وللمصابين بالحساسية من الحليب
ص: 337
قال علي(علیه السلام) : «لبن البقر شفاء»(1).
قال علي(علیه السلام) : «البان البقر دواء» [ ينفع للذرب](2).
قال علي(علیه السلام) : «الحوم البقر داء ، والبانها دواء، واسمانها شفاء»(3).
قال الرازي في دفع مضار الأغذية : اللبن كثير الإغذاء، جيده يخصب البدن، ويدفع عنه القشف والأمراض اليابسة، كالحكة والجرب والدق والسل والجذام، ويحفظ رطوبات البدن الأصلية، فتطول لذلك مدة النشو بإذن الله تعالى.
وهو صالح للصدر والرئة جداً، وليس بذلك الصالح للرأس والعين والمعدة .
وقال الرازي أيضاً : اللبن الغليظ والرقيق - يختلف بحسب اختلاف ،الحيوان ،وأنواعه، واسنانه، والغليظ من اللبن اغذاً، والرقيق امرأ ، وأمن من التجبن في المعدة. ولبن الحيوان القريب العهد بالولادة اغلظ، وبالضد. ولين الحيوانات التي ترعى من الحشائش الجافة الطيبة الروائح وتتحرك مع ذلك ،وتجول الطف وارق من لبن الحيوان الذي يربط ويعلف في البيوت،
ص: 338
وينبغي ان يجتنب اللبن ويقل منه من يعتريه القولنج، ومن ظهر به البهق الأبيض، ومن يتصدع عليه، ومن يحم ويتقيأ عليه ويدمن :
لبن البقر : يغذو البدن ويخصبه، ويطلق البطن باعتدال. وهو من اعدل الألبان وافضلها بين لبن الضأن، ولبن المعز في الرقة والغلظة والدسم.
قال علي(علیه السلام) : «تنظفوا بالماء من الرائحة المنتنة، فإن الله تعالى يبغض من عباده القاذورة»(1).
قال علي(علیه السلام) : «اياكم وشرب الماء قياماً على أرجلكم، فإنه يورث الداء الذي لا دواء له، إلا ان يعافي الله عز وجل»(2).
كان علي(علیه السلام) : «يأمرنا اذا تخللنا [أكلنا]، ان لانشرب الماء حتى نتمضمض ثلاثاً»(3).
قال علي(علیه السلام) : «الماء سيد الشراب في الدنيا والآخرة»(4).
قال علي(علیه السلام) : «شيئان ما دخلا جوفاً الا واصلحاه، الرمان، والماء الفاتر، وشيئان ما دخلا جوفاً الا افسداه : الجبن، والقديد»(5).
قال علي(علیه السلام): «لاتشربوا الماء قائماً»(6).
ص: 339
قال علي(علیه السلام) في وصيته لكميل بن زياد:«لاتوقرنّ معدتك طعاماً، ودَع فيها للماء موضعاً، وللريح مجالاً .يا كميل : لاترفعنّ يدك من الطعام الا وأنت تشتهيه، فإذا فعلت ذلك فأنت تستمرئه. يا كميل : صحة الجسد من قلة الطعام وقلة الماء»(1).
قال علي(علیه السلام): «لاتميتوا القلوب بكثرة الطعام والشراب، فإن القلب يموت كالزرع إذا كثر عليه الماء»(2).
قال علي(علیه السلام) : «تنظفوا بالماء من الريح المنتن الذي يتأذى به، وتعهدوا انفسكم، فإن الله ليبغض من عباده القاذورة، الذي يتأنف به مَن جَلس اليه»(3).
عن علي(علیه السلام) انه : نهى عن العبة الواحدة في الشرب، وقال: «ثلاثة أو اثنتين»(1).
ان في الحديث قاعدة وقائية في اتباعها منع للماء من سلوك طريق خاطىء في الجهاز التنفسي، وغالب ما يسبب نوبات اختناق عارضة مزعجة جداً، وقد تكون قاتلة. واقل ما نراه انه يحصل للشارب وبطريقة خاطئة اختناق قصير المدة يُعرّض البدن الى صدمة غير محمودة .
الماء هو العنصر الأساسي في وجود الحياة الانسانية والحيوانية والنباتية على سطح الكوكب الذي لولا الماء لما كانت عليه حياة، ولا سكنة احياء، وقد ثبت هذا عملياً في هبوط رواد الفضاء على سطح القمر الذي وجدوه خالياً من أي كائن حي، لأنه لاماء فيه ،وصدق الباري تعالى في قوله الكريم (وَجَعَلنَا مِنَ المَاءِ كُلَّ شَيءٍ حَيٍ).
الماء- هذا العنصر الاساسی فی الحیاة-یترکب من عنصرین بسیطین هما:«الاوکسیجین» و «الایدروجین»،بالاضافة الی مواد غریبة کبعض الاملاح و الغارات التی یمکن منها بالتقطیر.
ص: 341
والماء لالون له، بل هو يأخذ لون الإناء الذي يوضع فيه، واذا تجمع اخذ اللون الأزرق مشوباً بلون المكان الذي تجمع فيه والماء لاطعم له ولا رائحة ، وإذا وجد طعما او رائحة في ماء ما ، فهو مكتسب من المكان الذي يتجمع فيه، او من المجاري التي يمُر فيها اثناء جريانه على الأرض، أو من المواد التي ينقلها اليه الهواء .
لقد رافق الماء الانسان منذ خلقه، ففى تركيب جسمه: 65٪ من وزنه من الماء؛ وفي دمه %80 ، وفي دماغه 85% ، وفي عظامه 20٪ ، وفي عضلاته 80٪.
وحين دبت فيه الحياة كان يعيش في وسط مائي، وظل في هذا الوسط اشهراً ولم يفارق الماء الا عندما يولد، ويبدأ حياته الجديدة بتناول الماء بما يُعطى له من غذاء، وكلما كبر كان طلبه للماء اكثر، حتى تتراوح نسبة الماء الذي يشربه الانسان يومياً ما بين ليتر واحد الى ستة ليترات بحسب طرز حياته ،وغذائه، وعمله، والمكان الذي يقيم فيه، وهو يحصل على اكثر من هذه النسبة من الغذاء الذي يتناوله، وبخاصة من الخضروات والفواكه النيئة ، فإذا صام عن الطعام وعن الماء فانه لا يستطيع العيش بلا ماء اكثر من ثلاثة ايام الا نادراً .
واذا حاول الانسان الامتناع عن تناول الماء، أو التخفيف منه، خوفاً من السمنة او لأسباب اخرى، وبلا استشارة الطبيب، بدأت الأعضاء الجسمية تستعين للتعويض عن الماء بهرمونات خاصة تفرزها مراكز الدماغ العليا لإبطاء افراز الكلية الماء، فيشتد في الجسم الشعور بالعطش، والإلحاح في طلب الماء، فاذا استمر الامتناع عن شرب الماء، يصبح الجسم كالآلة المحرومة من الشحم، فيختل عمل الأعضاء، ويضطرب نظام وظائف الماء في الجسم، وفي مقدمتها : إذابة الطعام، وحمله الى كل اجزاء الجسم، واخراج
ص: 342
الافرازات المعدية والمعوية وغيرها، ويعقب ذلك حدوث التجاعيد في الأيدي وفي الوجه، ثم عوارض عديدة قد تؤدي الى الموت .
وكما ان الامتناع عن شرب الماء مضر، فإن الافراط ايضاً بشرب الماء ينتج ضعفاً عاماً يسبب أبطاء الهضم، ويبطيء عمل الأنسجة والحجيرات، ويمدد مصل الدم، وينفخ البطن، ويثقله.
ويوصي الأطباء بالامتناع عن شرب الماء اثناء الأكل - ما عدا بعض جرعات لتسهيل ابتلاع الطعام الجاف، ويكون شرب الماء قبل الطعام او بعده بساعتين، ويقولون : اشرب - اذا عطشت - باعتدال، ولا تشرب اثناء الاكل جرعات، وليس من حيوان يشرب اثناء الاكل، والطفل الذي يقرب في صغره من الحيوان لا يتطلب الشرب، لولا ان اهله يحملونه على هذه العادة بقوة الاستمرار.
والانسان لايجد اللذة بالشرب الا مع العطش، ولذا يجب ولذا يجب الا يشرب الا حين يشعر بالحاجة الى الشرب .
هذا، ويقول علماء «الطب الطبيعي»: ان المصابين بالحمى، او البول السكري، أو الأمراض المزمنة، يستفيدون من الماء كثيراً اذا اعطوا قدر ما يطلبون .
ويقولون : ان جرعة ماء واحدة كل ربع او نصف ساعة تساعد على الشفاء من كثير من الالتهابات المعدية والمعوية، وذوو الرائحة الكريهة من العرق يفيدهم شرب الماء الكثير .
وإذا اعطي المرضى الذين يشكون من الامساك، او الحرارة المرتفعة، او العطش الشديد، ملعقة من الماء كل نصف ساعة، فانه دواء نافع لكثير من أمراض المعدة.
ص: 343
قال علي(علیه السلام) : «صبوا على المحموم الماء البارد في الصيف، فانه يسكن حرّها»(1).
عن الصادق(علیه السلام) ، عن آبائه (علیهم السلام): «ان أمير المؤمنين(علیه السلام) كان إذا دخل الحمام هاجت به الحرارة، صبّ عليه الماء البارد، فتسكن عنه الحرارة»(2).
عن علی(علیه السلام) : «الاستنجاء بالماء البارد يقطع البواسير»(3).
قال علي(علیه السلام) : «اكسروا حرّ الحُمى بالبنفسج والماء البارد، فإن حرّها من فسيح جهنم»(4).
عن علي(علیه السلام) قال في قول الله [تبارك و] تعالى :﴿ثُمَّ لَتُسْلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ)؟ قال : «الرطب والماء البارد»(5).
الماء العذب نافع للمرضى والأصحاء، والبارد منه انفع و الذُّ، ولا ينبغي شربه على الريق، ولا عقيب الجماع، ولا الانتباه من النوم، ولا عقيب
ص: 344
الحمام ، ولا عقيب أكل الفاكهة .
وينفع الماء البارد: من عفونة الدم، وصعود الأبخرة الى الرأس، ويدفع العفونات، ويوافق الأمزجة والأسنان، والأزمان والأمكان الحارة، ويضر على كل حالة تحتاج الى نضج وتحليل: كالزكام والأورام. والشديد البرودة منه يؤذي الأسنان، والإدمان عليه يحدث انفجار الدم والنزلات، وأوجاع الصدر.
والبارد والحار بإفراط ضاران للعصب ولأكثر الأعضاء: لأن أحدهما محلل، والآخر منشف .
كما اتضح أيضاً أن تعرض الجسم كله او معظمه للماء البارد له تأثيرات واضحة في زيادة عدد كريات الدم الحمراء والبيضاء. أما اذا اقتصر التعرض للماء البارد على جزء من الجسم ؛ فان زيادة الكريات الدموية تزادد في هذا الجزء بالذات، ويرجع السبب في ذلك الى تقلص الأوعية الدموية في الكبد والطحال والكليتين، وبذلك تنطلق كريات الدم من أماكن اختفائها لتخرج الى الدورة الدموية وتؤدي عملها .
هذا بجانب التأثير الآخر في زيادة سرعة تفاعل الغازات، لأن الدم يسرع في امتصاص الأوكسيجين، وفي إخراج غاز ثاني اوكسيد الكربون نتيجة للحمام البارد، وكذلك تزداد قلوية الدم بمقدار ملحوظ.
قال ابقراط : ليحذر شرب الماء على الريق وعلى الطعام إلا لضرورة، وليحذر الماء البائت منه .
وليحذر الماء الشديد البرد، فإنه يضرّ الأسنان، ويثير القحة والسعال، وإدمانه يحدث انفجار الدم، والنزلة، وأوجاع الصدغ، لكنه ينفع من صعود الأبخرة الى الرأس، ويطفي وهج الحُمّى الحارّة .
ص: 345
قال علي(علیه السلام) : «ماء زمزم خير ماء على وجه الأرض، وشرّ ماء على وجه الأرض ماء برهوت التي بحضرموت، نرده هام الكفار بالليل»(1).
قال علي(علیه السلام) : «اذا دخل احدكم الحمّام، فليشرب ثلاثة اكف ماءاً حاراً، فانه يزيد في بهاء الوجه، ويذهب بالألم من البدن»(2).
الماء الحار يسكن لذع الأخلاط الحارة، ويحلل وينضج، ويخرج الفضول ويرطب ويسخن، ويفسد الهضم شربه، ويطفو بالطعام الى أعلى المعدة ويرخيها، ولا يسرع في تسكين العطش، ويذبل البدن، ويؤدي الى امراض رديئة، ويضر في أكثر الأمراض، على أنه صالح للشيوخ ، واصحاب الصرع والصداع البارد ، والرمد ، وانفع ما إذا استعمل من خارج .
قال علي(علیه السلام) : «ماء زمزم خير ماء على وجه الأرض، وشرّ ماء على وجه الأرض ماء برهوت التي بحضرموت، ترده هام الكفار بالليل»(3).
ص: 346
قال علي(علیه السلام) : «اشربوا ماء السماء، فانه طهور للبدن، ويدفع الأسقام، قال الله تبارك وتعالى: «وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُظْهِرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُم رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَيْتَ بِهِ الْأَقْدَامَ»(1).
اشتكى رجل الى أمير المؤمنين(علیه السلام) ، فقال له : «سل من امرأتك درهماً من صداقها، فاشتر به عسلاً، فاشربه بماء السماء»، ففعل ما امر به، فیریء(2).
جاء رجل الى أمير المؤمنين(علیه السلام) فقال : يا أمير المؤمنين، لي وجع في بطني، فقال له لك زوجة؟ قال : نعم . قال : «استوهب منها طيبة به نفسها من مالها، ثم اشتر به عسلاً، ثم اسكب عليه ماء السماء، ثم اشربه، فإني أسمع الله يقول في كتابه: (وَأَنزَلنَا مِنَ السَّماءِ ماءاً مُبَاركاً) ، وقال : (يَخرُجُ مِن بُطونِها شَرابٌ مُختَلفٍ الوانِهِ فيه شِفاء لِلناسِ) ، وقال : (اِن طِبن لكم ء منه نفساً فكلوه هنيئاً مريئاً) شفيت انشاء الله»، قال : ففعل ذلك،فشفی(3).
ص: 347
قال علي(علیه السلام) : «الماء المغلي ينفع من كل شيء، ولا يضر من شيء»(1).
عن علي(علیه السلام) : «وهو ينهى عن الكي، ويكره شرب الحميم»(2).
توضيح : الكي: حرق موضع من البدن بالنار وذلك بواسطة بعض المعادن. الحميم: الماء الشديد الحرارة.
قال علي(علیه السلام) : «ماء نيل مصر يميت القلب، ولا تغسلوا رؤسكم من طينها، فانه يورث الزمانة»(3).
عن حبابة الوالبية قالت: سمعت مولاي امير المؤمنين(علیه السلام) يقول : «إنا أهل بيت لانشرب المسكر، ولا نأكل الجرّي، ولا نمسح على الخفين، فمن كان من شيعتنا فليقتد بنا، وليستن بسنتنا»(4).
توضيح: تقدم الحديث عن المسكر، وخصوصاً الخمرة في مادة «الخَمر»، فراجع.
ص: 348
قال علي(علیه السلام) : «ابدؤا بالملح في أول طعامكم، فلو يعلم الناس ما في الملح لاختاروه على الترياق المجرب»(1).
قال علي(علیه السلام) : «من افتتح طعامه بملح، دفع عنه اثنان وسبعون داء»(2).
قال علي(علیه السلام) : «من بدأ بالملح - اذهب الله عنه سبعين داء [أولهاالجذام]، ما يعلم العباد ما هو»(3).
روي أنه : «كان أمير المؤمنين(علیه السلام) یاكل الكراث بالملح الجريش»(4).
ان الملح هو مادة لا يمكن الاستغناء عنها ابداً في الحياة، فجسم الإنسان البالغ يحوي - في المتوسط - مئة غرام من الملح ، يفقد منها كل يوم بالبول والعرق من 20 - 30 غراماً، فيحتاج الى تعويض ما يفقده من الملح من الغذاء، ولما كان الملح يلعب دوراً اساسياً في تركيز الماء في النسيج،
ص: 349
وكان الملح قد نقص من الجسم، فان اضطرابات عديدة خطيرة تحدث، ولا تزول الا بتعويض المفقود من الملح، ولذا نسمع ان سكان البلاد الاستوائية يتناولون مقداراً من الملح لتأمين الماء اللازم لدوام الحيوية في أجسامهم.
إن اكثر الأغذية التي نتناولها تحتوي بالطبيعة مقاديراً من الملح، ففي المئة غرام من اللحوم من 0,1 - 0,15 غرام من الملح، وفي البيض 0,30وفي السمك 0,15، وبعض الأغذية فقيرة بالملح، ففي ليتر الحليب نحو 1,6 غرام وفي الجبن من 1 - 2 غرام، وفي الخبز كما في الحليب، وفي اللحوم المقددة تصل النسبة من 2 - 6 غرام من الملح، وعلى هذا نجد بعض الأنظمة الغذائية للنحافة تمنع تناول الأطعمة التي تحوي الملح بوفرة .
إننا نكرر القول بأن الملح ضروري لكل شخص حي، وللحيوانات ايضاً، وأنظمة الأكل بلا ملح يجب ان تحدد بمدة تقصر او تطول فقط للمصابين بأمراض القلب والكبد والزلال، وبعض البدينين، وينبغي ايضاً ان يتم ذلك برأي الطبيب وتحت اشرافه.
وفي كل الأحوال، عندما تحدث زيادة كيلوات في الوزن بشكل شاذ، يجب الامتناع عن تناول الأطعمة ذات الملوحة الزائدة .
والملح النباتي الذي يستعمله الممنوعون عن تناول الملح العادي، يجب ان يؤخذ باشراف الطبيب ورأيه، وبخاصة اصحاب اجهزة الهضم الضعيفة .
وللملح بعض الفوائد في صنع الطعام، فهو : يثبت طعم المأكولات ويعوض الأملاح التي تبخرت خلال الطهي، ويفيد مزيجه مع عصير الليمون التقوية اللثة وتنظيف الأسنان، وشرب محلول ملعقة من الملح بكأس ماء تفيد في وقف النزيف الرئوي، والآلام الناتجة عن البرد تخف وطأتها بوضع كيس من المطاط في ماء مملح ساخن، كما ان غسل الرجلين بماء ملح يفيد في
ص: 350
حالات التعب أو الورم او الالتواء او خلع العضلات، والمصابون بمرض اديسون ومرض برايت والقيء، يستفيدون من تناول الأطعمة المملحة.
وفرك الجسم بملح مذوب في ماء دافىء حتى يحمر، ثم غسله بماء بارد يحفظ الجسم من الزكام، وفرك فروة شعر الرأس بالملح المذوب بالماء يحفظ الشعر وينشط نموه .
ولا يفوتنا هنا ايراد خلاصة ما قاله الطب القديم في الملح :
فهو يجلو، وينقي، ويحلل، ويكوي، ويقلع اللحم الزائد في القروح، واذا خُلط بالزيت ومسح به اذهب الأعياء والحكة، ويعين على الإسهال والقيء، ويقلع البلغم اللزج من المعدة والصدر، ويزيل وخامة الطبيخ، يهيج الشهوة، ويعين على هضم الطعام، ويمنع من سريان العفونة الى الدم، ويطرد الرياح، ويحد الفؤاد، ويذهب بصفرة الوجه، واذا حل بالخل وتمضمض به قطع الدم النزيف من الضرس واللسان، واذا غمست فيه صوفة ووضعت على الجراح الطرية قطع دمها، واذا سخن ووضع على الرضوض بعد دهنها بالزيت او العسل سكن وجعها، واستعمال الملح -باعتدال - يحسن اللون، ومع العسل والزيت ينضج الدمامل ضماداً .
اما الاكثار منه فانه: يحرق الدم، ويضعف البصر، ويقلل المني، ويورث الحكة والجرب، ويضر النحفاء ،والدماغ، والرئة، ويجفف البدن .
والملح البحري احسن من المعدني اجمالاً.
یری علماء الطب الحديث : ان الملح مادة غذائية ودوائية لا يمكن الاستغناء عنها، ولكن يجب الانسيء استعمالها، وذلك بالافراط في تناولها، وبدون رأي الطبيب، لأن حواس الجسم تتأثر بالملح سريعاً، فيسبب لها
ص: 351
الهيجان والحركة الزائدة، كما يسبب التهاب الأغشية المخاطية للمعدة والأمعاء والأوردة والشرايين وغيرها، كما يتعب الكبد والكليتين والمجاري البولية، ويؤثر في البدينين أكثر من تأثيره في النحيفين، فانه يكثر الرواسب في الدم والبول، ويورم اجفان من يفرطون في تناوله وعيونهم، ويجفف جلدهم.
والملح كالسكر تماماً يفيدان، ولكن الافراط في تناولهما يضر اشد الضرر، فعلى الانسان ان يكون حكيماً وحذراً في استعمالهما.
هناك قاعدة وضعها احد العلماء الألمان هي: : أن 3 غرامات ملح في اليوم للإنسان هي الكمية المطلوبة، و 30 غرام ملح في اليوم للإنسان ضار جداً بالجسم على المدى الطويل ، و 300 غرام ملح دفعة واحدة تعتبر جرعة قاتلة للإنسان.
ونقص الملح في الجسم له سببان هما :
1 . قلة كمية الملح في الغذاء، وهذا غير وارد في معظم بلاد العالم .
2 .زيادة الفقد من الملح من خلال الكليتين والأمعاء والجلد.
وأعراض نقص الملح باختصار هي :
أ - الشعور بالضعف والتعب والدوخة والصداع وتصلب العضلات.
ب - تبدأ زيادة تركيز الدم (لانخفاض نسبة الماء به).
ج - تزداد نسبة اليوريا في البول .
وبإعطاء الإنسان في هذه الحالات ملحاًفي الغذاء، تختفي هذه الأعراض بسرعة.
ص: 352
وأعراض نقص الملح نتيجة لزيادة فقده من الجسم، يحدث الحالات الآتية :
أ - زيادة المجهود العضلي في الصيف، حيث يفقد الانسان كمية كبيرة من الملح مع العرق.
ب -فقد الملح في حالات الإسهال الحادة (ما يعرف في مصر بأمراض الصيف التي تصل الى حد الجفاف للأطفال).
وللتغلب على ذلك يتعاطى الانسان كمية كبيرة من السوائل المحتوية على ملح الطعام، والمعروف في مصر أن العمال الذين يقومون بأعمال شاقة في الصيف (عمال البناء مثلاً) يفضلون أكل الأغذية العالية في نسبة الملح، ويواظبون على شراب الشاي طوال اليوم، وتقدر كمية الملح اللازمة لمثل هذه الظروف بحوالي 10 غرامات ملح للفرد في اليوم.
وما هو جدير بالذكر ان «محلول معالجة الجفاف» الذي لاقى في مصر- نجاحاً كبيراً لعلاج حالات إسهال الصيف عند الأطفال هو: عبارة عن محلول يحتوي على الأملاح والعناصر التي تعوض ما يفقده الطفل من ماء وأملاح نتيجة الإسهال.
ارتفاع نسبة الملح في الغذاء مشكلة تواجه جميع الشعوب الآن، وهناك عديد من الدراسات عن علاقة نسبة الملح في الغذاء اليومي، وامراض ارتفاع ضغط الدم، وتصلب الشرايين، والصداع المزمن، وغير ذلك.
وتشمل حالات زيادة الملح على ما يلي :
1 . زيادة نسبة الملح في الغذاء اليومي عن 30 غرام ملح (سواء ملح طبيعي الغذاء + ملح مضاف اليه في صورة ملح) للفرد يومياً عبئاً كبيراً على الجسم وعلى الكليتين خصوصاً، و يسبب على المدى
ص: 353
الطويل أضرار صحية .
2. يمكن للإنسان البالغ تعاطي 20 - 39 غرام مرة واحدة ولا يحدث ارتفاع في درجة الحرارة، (بعكس الأطفال فانه يحدث لهم ارتفاع في الحرارة بكمية اقل من ذلك) ولكن سوف يحدث غالباً قيء وإسهال، لأن الملح يثير الغشاء المخاطي في المعدة والأمعاء، والقيء والإسهال هما تفاعل الجسم مع المادة الغير مرغوبة ومحاولة طردها قبل امتصاصها .
3 -ان جرعة واحدة من غرام ملح تكفي لقتل الإنسان.
4 .ثبت علمياً: ان ارتفاع نسبة الملح في الغذاء اليومي يزيد من امراض الدورة الدموية، والقلب، وأمراض اختلال وظائف الكليتين .
5 . أما علاقة الملح بارتفاع ضغط الدم فقد ثبت من التجارب .
قال علي : «عليكم بالهريسة ، فانها تنشط للعبادة اربعين يوماً، و هی المائدة التي انزلت على رسول الله(صلی الله علیه و آله)»(1).
قال علي : «ان الله تبارك وتعالى اهدى الى رسوله هريسة من هرايس الجنة، غرست في رياض الجنة، وفركها الحور العين، فأكلها رسول الله(صلى الله عليه وآّله و سلم) ، فزادت في قوته يضع اربعين رجلاً، وذلك شيء اراد الله ان يَسُرّ به نبيه(صلى الله عليه وآّله و سلم)»(2).
ص: 354
قال الأنطاكي في التذكرة: هي حارة رطبة في آخر الثانية، أكثر المأكولات غذاء، واشدها تقوية، اذا هضمت تسمن بإفراط، وتقوي العصب، وتحسن الألوان وتعين ذوي الكدّ والرياضة، وتمنع: السعال، والخشونة، والحرافة، وضعف الباه، وقلة الماء، وتدر الدم.
قال الرازي في منافع الأغذية ودفع مضارها : الهريسة فكثيرة الغذاء جداً، تصلح لمن يريد ان يخصب بدنه، وفي الأوقات والأزمان الباردة، وتتولد عن إدمانها السدد والحصاة في الكلى.
وهي رديئة لمن يعتريه القولنج والنفخ، وصالحة للصدر والرئة. والدم المتولد عنها دَم متين قوي يولد لحماً كثيراً، وينبغي ان يتعهد اصحابها الرياضة وما يفتح السدد، ولا سيما متى وجدوا ثقلاً في موضع الكبد والبطن .
والهريسة: تسمن وتوافق اصحاب الأبدان الجافة، وهي بطيئة الهضم، كثيرة الإغذاء، وتنشّط للعبادة اربعين يوماً، وهي المائدة التي انزلت على رسول الله(صلی الله علیه و آله)
ص: 355
ص: 356
فصل المتفرقات
المتفرقات الطبية
ص: 357
ص: 358
قال علي(علیه السلام): «الألوان يعظم عليهن البطن، ويخدرن الإليتين»(1).
توضيح: المراد من الألوان هو ألوان الطعام والغذاء، فان كثرة تنوع الأكل يؤدي الى بطء الهضم، والسمنة، والنحول والخمول في البدن .
قال علي(علیه السلام): «اربع كلمات في الطب لو قالها بقراط او جالينوس، لقدّم أمامها مائة ورقة، ثم زينها بهذه الكلمات: توقوا البرد في أوله، وتلقوه في آخره، فإنه يفعل في الأبدان [كما يفعل] كفعله في الأشجار [الأغصان]، أوله يحرق وآخره يورق»(2).
قال علي(علیه السلام) : «اكل الجوز في شدة الحرّ يهيّج الحرّ [ في الجوف]: ويهيّج القروح في [على] الجسد، وأكله في الشتاء يسخن الكليتين، ويدفع البرد»(3).
قال ابن سينا في دفع المضار الكلية : البرد يفعل في الأبدان على
ص: 359
الإطلاق أفعالاً وهي: التكثيف، والتحصيف، وجمع الحرارة الغريزية في باطن الأعضاء، ثم تطفئها آخر الأمر، ثم الهلاك.
والبرد يقاوم إما بالمزاج الطبيعي البارد، إذ الشيء لا ينفعل عن شبيهه بل عن ضده، او بالمزاج الحار القوي الممانع، فان الضد اذا قوي على مدافعة الضد لم ينفعل عنه.
والبرد ، اذا فعل التكثيف فقط ولم يتعد عنه، أوجب منع البخارات عن التحلل في الأبدان الممتلئة، وجلب العفونة وعوارضها .
وأما الأبدان النقية، فإن التكثيف المعتدل يوجب فيها حصر الحرارة الغريزية حتى تجتمع فتقوى، فيجود فيها هضم الغذاء ، ونضج الأخلاط ابلغ واكثر.
واما اذا قوي البرد حتى يغلغل باطن العضو، فانه لا محالة يطفىء الحرارة الغريزية. فان تدورك سريعاً بضدها، أعني بما يجذبها من المبادي التي هيئت في الطبيعة لها، وإلا عفن العضو، لأن العفونة تابعة لتعطيل الرطوبة عن الحرارة الغريزية المدبرة لها، ولاستيلاء الحرارة العرضية عليها حتى يتصرف فيها، لا على نحو ما يتصرف فيها الحرارة الغريزية .
قال علي(علیه السلام) : «طول الجلوس على الخلاء، يورث الباسور الباسور»(1).
الباسور: البواسير،مرّ توضيح ذلك في باب الدعاء.
ص: 360
روي عن علي(علیه السلام) أنه قال : «البيشارجات يُعظَّمن البطن، ويخدّرن المتن»(1).
قال علي(علیه السلام) : «البيشارجات تعظم البطن»(2).
توضیح: قيل ان المراد به هو ما يُقدّم الى الضيف من فواكه وحلويات قبل الطعام، وهي كلمة مُعرّبة، ويقال لها : الفيشفارجات.
قال علي(علیه السلام): «عشاء الأنبياء بعد العتمة، فلا تدّعوا العشاء، فان ترك العشاء خراب البدن»(3).
العتمة : الثلث الأول من الليل، أي ظلمة الليل مطلقاً .
قال علي(علیه السلام): «انكسر احدى زنديّ،فجيرته،فسألت رسول الله(صلی الله علیه و آله) ؟ فقال : امسح عليه، يجوز المسح على الجبيرة الى حين البُرء»(4).
ص: 361
عن بعض ولد علي(علیه السلام) : كان به [أي علي(علیه السلام)] جراحٌ فلم يمكنه [أن]يطبه، فأمهله اهله حتى دخل في الصلاة، ثم تمكنوا منه، فلم يكترث لإستغراقه في الصلاة(1).
عن الإمام الباقر (علیه السلام)، عن آبائه (علیه السلام)، عن أمير المؤمنين(علیه السلام)أنه قال : «اذا كان بأحدكم اوجاع في جسده، وقد غلبت الحرارة، فعليه بالفراش. قيل للباقر: يا ابن رسول الله، ما معنى الفراش؟ قال : غشيان النساء، فانه يسكنه ويطفيه».(2)
قال علي(علیه السلام) : «من أراد البقاء ولا بقاء: فليخفف الرداء، وليباكر الغذاء، وليقل مجامعة النساء»(3).
سئل علي(علیه السلام) عن الجماع ؟ فقال: «حياء يرتفع، وعورات تجتمع،أشبه شيء بالجنون، الإصرار عليه هرم، والإفاقة منه نَدم، ثمرة حلاله الولد، ان عاش فَتن وان مات حزن»(4).
الإفراط في الجماع يسقط القوة، ويضر العصب، ويوقع في الرعشة
ص: 362
والفالج والتشنج، ويضعف البصر جداً.
والجماع المعتدل ينعش الحرارة الغريزية، ويبهي البدن للأغتذاء،،ويفرح، ويحطم الغضب، ويزيل الفكر الرديء، والوسواس السوداوي، وينفع اكثر الأمراض السوداوية والبلغمية .
وربما وقع تارك الجماع في امراض مثل : الدوار، وظلمة البصر، وثقل البدن، وورم الخصية او الحالب، واذا عاد اليه برىء بسرعة .
الامام الرضا(علیه السلام) في (الرسالة الذهبية) ، قال : لاتقرب النساء من اول الليل صيفاً ولا شتاء، وذلك لأن المعدة والعروق تكون ممتلئة وهو غير محمود، ويتولد منه: القولنج، والفالج واللقوة والنقرس والحصاة والتقطير والفتق، وضعف البصر ورقته، فاذا اردت ذلك فليكن في آخر الليل فانه اصلح للبدن وارجى للولد، وازكى للعقل في الولد الذي يقضي الله بينهما .
ولا تجامع امرأة حتى تلاعبها وتكثر ملاعبتها وتغمز ثدييها، فانك اذا فعلت ذلك غلبت شهوتها واجتمع ماؤها، لأن ماءها يخرج من ثدييها، والشهوة تخرج من وجهها وعينيها، واشتهت منك مثل الذي اشتهيت منها، ولا تجامع النساء الا طاهرة، فإذا فعلت ذلك فلا تقم قائماً ولا تجلس جالساً، ولكن تميل على يمينك .
ثم انهض مسرعاً الى البول من ساعتك، فإنك تأمن الحصاة بإذن الله تعالى، ثم اغتسل واشرب من ساعتك شيئاً من المومياء بشراب العسل، او بعسل منزوع الرغوة فانه يردّ من الماء مثل الذي خرج منك .
واعلم: ان جماعهن والقمر في برج الحمل او الدلو من البروج افضل، وخير من ذلك ان يكون في برج الثور لكونه شرف القمر، ومن عمل بما وصفت في كتابي هذا ودبّر به جسده، أمن بإذن الله تعالى من كل داء
ص: 363
وصح جسمه بحول الله تعالى ،وقوته فإن الله يعطي العافية ويمنحها اياه.
أما الجماع والباه، فكان هدية فيه اكمل هدي تحفظ به الصحة، ويتم به اللذة وسرور النفس، ويحصل به مقاصده التي وضع لأجلها، فان الجماع وضع في الأصل لثلاثة أمور هي مقاصده الأصلية:
احدهما: حفظ النسل، ودوام النوع الإنساني الى ان تتكامل العدة التي قدر الله بروزها الى هذا العالم .
الثاني : اخراج الماء الذي يضر احتباسه واحتقانه بجملة البدن .
الثالث : قضاء الوطر ، ونيل اللذة، والتمتع بالنعمة .
وفضلاء الأطباء يرون: ان الجماع من أحمد أسباب حفظ الصحة .
قال جالينوس : الغالب على جوهر المني : النار والهواء، ومزاجه حار رطب، لأنه من الدم الصافي الذي تغتذي به الأعضاء الأصلية.
قال محمد بن زكريا: من ترك الجماع مدة طويلة، ضعفت قوى أعصابه واستد مجاريها، وتقلص ذكره. قال : وريت جماعة تركوه لنوع من التقشف فبردت ابدانهم، وعسرت حركاتهم، ووقعت عليهم كآبة بلا سبب، وقلت شهواتهم وهضمهم .
منافع الجماع: غض البصر، وكف النفس، والقدرة على العفة عن الحرام، وتحصيل ذلك للمرأة فهو ينفع نفسه في دنياه وأخراه، وينفع المرأة.
اوقات الجماع: ما كان بعد انهضام الغذاء في المعدة، وفي زمان معتدل، لاعلى جوع، فانه يضعف الحار الغريزي، ولا على شبع، فانه يوجب امراضاً سدرية، ولا على تعب ولا اثر حمام ولا استفراغٍ، ولا انفعالٍ نفساني كالغم والحزن، وشدة الفرح.
ص: 364
واجود اوقاته: بعد هزيع من الليل، اذا صادق انهضام الطعام، ثم يغتسل ويتوضأ وينام عقبه، فيرجع اليه قواه، وليحذر الحركة والرياضة عقبه، فانها مضرة جداً.
قال علي(علیه السلام) : «الحقنة من الأربع»(1).
توضيح: يقول العلامة المجلسي كأن الثلاث الأخر هي: الحجامة والسعوط والقيء . او مكان احد الأخيرين العسل او الكيّ، أو الحماء، أو المشي، ويشهد لكل منها بعض الأخبار .
الحقنة
ان السوائل التي يفرزها المخرج او المهبل، هي بمثابة دفاع طبيعي يقوم به ضد الجراثيم التي تهاجمه، وهذه السوائل لاضرر منها لأنها ذات طبيعة حمضية خفيفة تطهر الموضع وتقضي على الجراثيم التي تصيبه، ولكن الموضع قد يصاب لدى البعض بتخرش غشائه مما يضعف قدرته على مقاومة الأمراض والعوارض.
وقد يلتجىء المريض في بعض الحالات باستعمال الحقن، شريطة ان يكون هذا الإستعمال صحيحاً لا افراط فيه، لأن الإكثار من استعمال الحقن يسلب القدرة الطبيعية على المقاومة والدفاع، ويضعف الحساسية التناسلية، ويجعل الأغشية جافة بعد ان كانت طرية .
ان الحقنة العادية: هي الأداة الشائعة الاستعمال في تطهير المجاري الداخلية، وتتألف من ثلاث قطع: الوعاء، والأنبوب المطاطي، والقناة.
ص: 365
اما الماء، فيجب ان يكون فاتراً (لاحاراً كثيراً ولا بارداً) ، وقد يضاف ملعقة او ملعقين صغيرتين من ملح الطعام العادي في الماء الفاتر. وهو ذو فوائد عديدة منها : انه ينشط الأغشية المخاطية، ويقوّي الدورة الدموية، ويزيد من الحساسية الجنسية، ويمكن الإستفادة من منقوع البابونج، وطريقة تحضيره هي : وضع حفنة أو اثنتين من البابونج في ليتر من الماء الفاتر، ثم يترك اربعاً وعشرين ساعة، ثم يستعمل كحقنة، وهو ذو اثر مسكن ومهدىء، اي ان مفعوله هو عكس مفعول الحقن الملحية.
وهناك من يستعمل مادة «الشبة»، وهي لاضرر منها اذا استعملت من دون افراط، ولها خاصية تجفيف الغشاء المخاطي، وتضييق فرجة المهبل والمخرج(1).
قال علي(علیه السلام): «اكسروا حَرَ الحمى بالبنفسج والماء البارد فان حرّها من فسيح جهنم»(2).
قال علي(علیه السلام) : «صُبّوا على المحموم الماء البارد في الصيف، فانه يسكن حَرّها»(3).
عن الصادق(علیه السلام)، عن آبائه(علیه السلام) : «ان أمير المؤمنين(علیه السلام) كان اذا دخل الحمام هاجت به الحرارة ، صبّ عليه الماء البارد ، فتسكن عنه الحرارة»(4).
توضيح: المراد هنا بالحرارة هي «الحُمّى».
ص: 366
قال علي(علیه السلام) : «ليس من داء الا وهو من داخل الجوف، الا الجراحة والحُمّى، فإنهما يردان وروداً»(1).
قال علي(علیه السلام) : «كل التفاح، فانه يطفي بها الحرارة، ويبرد الجوف، ويذهب بالحُمى»(2).
قال علي(علیه السلام): «العناب، يذهب الحُمى»(3).
قال علي(علیه السلام) : «الحمى رائد الموت»(4).
توضيح: في هذا الحديث اشارة واضحة الى ارتفاع نسبة الخطر عند ارتفاع درجة الحرارة، حيث قد تؤدي وفي خاتمة المطاف بصاحبها الى وادي الموت!
الحمى حرارة غريبة تشتعل بالقلب، وتنبث منه - بتوسط الروح والدم والشرايين والعروق - الى جميع البدن، فتشتعل فيه اشتعالاً: يضر بالأفعال الطبيعية .
قال حنين بن اسحاق في (المسائل في الطب): الحمى حرارة خارجة عن المجرى الطبيعي، تنبعث من القلب وتجري في العروق الضوارب الى سائر أعضاء البدن تضر بأفعالها .
اقسام الحمى: تنقسم الحمى الى قسمين: عرضية، وهي الحادثة: اما عن الورم، او الحركة، أو إصابة حرارة الشمس، او القيظ (الحر)
ص: 367
الشديد، ونحو ذلك ،مرضية، وهي ثلاثة انواع، وهي لاتكون الا المادة اولى، ثم منها يسخن جميع البدن .
حمى يوم: فإن كان مبدأ تعلقها بالروح، سميت: حمى يوم، لأنها في الغالب تزول في يوم، ونهايتها ثلاثة ايام .
حمى عفنية: وان كان مبدأ تعلقها بأخلاط، سميت: عفنية، وهي اربعة : صفراوية، وسوداوية، وبلغمية، ودموية. وان كان مبدأ تعلقها بالأعضاء الصلبة الأصلية، سميت: حمى دق، حمى تدوم
ولا تقلع ولا تكون قوية الحرارة، ولا لها اعراض ظاهرة مثل : القلق، وعظم الشفتين، ويبس اللسان وسواده، اللسان وسواده، وينتهي الإنسان منها الى ذبول وضنى(1).
اليك ما ذكره السيوطي في كتابه (الرحمة في الطب والحكمة)، قال: اعلم ان الحميات كثيرة، ولكن نذكر منها اعظمها خطراً وهي التي تختلف باختلاف الأربعة الأخلاط، فتنقسم الى اربعة اقسام :
الأول : علاج حُمى الغب: وهي التي تغيب يوماً وتنوب يوماً، وسببها خلط صفراوي .
العلاج: يشرب ماء الليم والسكر على الريق، ثلاثة ايام ويتقيأ، والغذاء الذرة والسكر وخمير الحنطة ومرق الفراريج ، فان نفعت الى ثلاثة والا فليسهل بمسهل الصفراء، فانها تنقطع باستعمال ما ذكرناه .
الثاني : علاج الحُمى النائبة : وهي التي تنوب كل يوم، وسببها زيادة خلط دموي.
ص: 368
العلاج : شرب الخل كل يوم على الريق واكل المزورات واجتناب ما عدا ذلك، ويستعمل ذلك ثلاثة ايام، فان نفع والا فليحتجم، فانه يبرأ بإذن الله تعالى.
الثالث : علاج الحُمى المطبقة : هي التي تتمكن في داخل الجوف، ويكون ظاهر البدن هادياً ثقيلاً مرتضخاً بسخونة قليلة، وربما كان بارداً البتة من الطبخ الكامل والثقل الى سبعة ايام في الغالب، ثم تثور بحرارة كالنار تطبخ البدن جميعه، وهي المحرار الذي يسمى «السبع»، فاذا اثارت تلك الحرارة العظيمة طبخت جميع البدن حتى يسخن الدماغ بسخونة مفرطة، فيتغير العقل ويصيب المريض غشاوة وهذيان كلام لا يشعر به، ثم يقع العرق العظيم، ويسكن بعد ذلك اما الى السلامة واما الى الهلاك، وهي اعظم الحميات خطراً، وسببها خلط بلغمي .
العلاج: اذا حدث ابتداؤها ان يتقيأ كل يوم بخل وعسل، ويستعمل سويق الذرة مع السكر، فان احتاج الى زيادة اكل كان لباب خمير الحنطة ومرق الفراريج، فهذا نافع جيد .
الرابع: علاج حُمى الربع : هي التي تغيب يومين وتنوب يوماً، وتبتدىء بسخونة لينة ثم تزداد قليلاً قليلاً، ثم تشتد الحرارة بعظم، ويكون لها وقع في البدن كوقع الإبر ، ثم يحدث العرق بعد ذلك، وتكون منه لاتكاد تنقطع ، الا انها اسلم خطراً من الحمى المطبقة، وسبب حمى الربع زيادة خلط سوداوي، بارد يابس، كامن في الجوف .
العلاج: ان تحلب لبن البقر على السمن المنقص وعسل منزوع الرغوة، ويشرب من تحت الضرع، ويجتنب كل شيء سوى ذلك، واذا بدأت الحمى فليشرب ماء سخناً حاراً قد أعد لذلك، فان بهذا التدبير تنقطع الحمى سريعاً ولا شيء احسن منه ، وهذا نافع صحيح مجرب.
ص: 369
روي انه كان لأمير المؤمنين(علیه السلام)أربع خواتيم :
«خاتم فضه ياقوت احمر يتختم به لنبله، وخاتم فضه عقیق احمر يتختم به لحرزه، وخاتم فضّه فيروزج يتختم به لظفره، وخاتم فضّه حديد صيني يتختم به لقوته، ونهى شيعته ان يتختموا بالحديد»(1).
قال علي(علیه السلام): «تختموا بخواتم العقيق، فانه لا يصيب احدكم غَمّ ما دام ذلك عليه»(2).
قال علی(علیه السلام) : «لا يستلقين احدكم في الحمّام، فانه يذيب شحم الكليتين، ولا يدلكن رجله بالخزف، فانه يورث الجذام»(3).
قال الفيروز آبادي في القاموس : الخزف كلّ ما عُمِلَ من طين وشوي بالنار حتى يكون فخّاراً .
قال ديسقوريدوس : خزف التنور الذي قد اشتد شيه، له قوة تكوي، ولذلك اذا خلط بالخل وتلطخ به نفع من الحكة والبثور، وقد ينفع من النقرس.
ص: 370
وقال سفيان الأندلسي: ينفع من القروح المترهّلة، وقروح الأعضاء اليابسة المزاج، ومن انسلاخ الجلد، ويجلو الأسنان(1).
قال أمير المؤمنين(علیه السلام) : «الخضاب هدي محمد(صلی الله علیه و آله)، وهو من السنة»(2).
قال الصادق (علیه السلام)، عن آبائه(علیه السلام) : «ان علياً (علیه السلام) ان يعاتب خدمه في تخمير الخمير، فيقول : هو اكثر للخبز»(3).
قال علي(علیه السلام) : «كُل ما يسقط من الخوان، فانه شفاء من كل داء لمن اراد ان يستشفى به»(4).
الخوان: كل ما يوضع عليه الطعام ليؤكل، ويقال له في العامية : السُفْرَة .
ص: 371
قال علي(علیه السلام) : «ذكرنا اهل البيت شفاء من الوعك، والأسقام، ووسواس الريب»(1).
روي عن علي(علیه السلام) انه قال : «سؤر المؤمن شفاء من سبعين داء»(2).
عن علي(علیه السلام) : «تنزهوا عن اكل الطير الذي ليس له قانصة، ولا صيصية، ولا حوصلة، واتقوا كل ذي ناب من السباع، ومخلب من الطير، ولا تأكلوا الطحال، فانه ينبت الدم الفاسد، ولا تلبسوا السواد فانه لباس فرعون، واتقوا الغدد من اللحم، فانه يحرك عرق الجذام»(3).
توضيح: القائِضَة جمع قوائِص، وهي للطير كالمعدة للأنسان. الصيصِية جمع صَياصِي، وهي شوكة خلف رجل الطائر. الحَوصَلَة والحوصَلَّة والحوصَلاء ، هي من الطائر بمنزلة المعدة الأنسان.
عن أمير المؤمنين(علیه السلام) انه مرّ بالقصابين فنهاهم عن بيع سبعة أشياء من الشاة : نهاهم عن بيع الدم، والغدد، وآذان الفؤاد، والطحال، والنخاع،
ص: 372
والخصى، والقضيب.
فقال له رجل من القصابين: يا أمير المؤمنين ما الكبد والطحال الا سواء! فقال له : «كذبت يالُكع، ائتني بتورين من ماء، آتك بخلاف ما بينهما» . فأتي بكبد وطحال وتورين من ماء، فقال :«امرس كلّ واحد منهما في إناء على حدة»، فمرسا جميعاً كما امر به، فانقبضت الكبد، ولم يخرج منها شيء، ولم ينقبض الطحال وخرج ما فيه كله، وكان دماً كله، وبقي جلدة وعروق .
فقال : «هذا خلاف ما بينهما، هذا لحم وهذا دم»(1).
قال علي(علیه السلام): «ماء نيل مصر يميت القلب، ولا تغسلوا رؤسكم من طينها، فإنه يورث الزمانة»(2).
توضيح : زَمِنَ زَمَناً وزُمنَةً: أصابته الزمانة، وهي العاهة، أو تعطيل القوى. وتأتي بمعنى فقدان بعض الأعضاء.
عن علي(علیه السلام) : «تنزهوا عن اكل الطير الذي ليست له قانصة، ولا صيصية، ولا حوصلة، واتقوا كل ذي ناب من السباع، ومخلب من الطير، ولا تأكلوا الطحال، فانه ينبت الدم الفاسد، ولا تلبسوا السواد فانه لباس فرعون، واتقوا الغدد من اللحم، فانه يحرك عرق الجذام»(3).
ص: 373
قال علي(علیه السلام) : «اذا اشترى احدكم اللحم فليخرج منه الغدد، فانه يحرك عرق الجذام»(1).
وهو: مرض مكروبي يُشَوِّه الجلد، والجهاز العصبي، والأطراف ،والأعضاء، ويعرفه العامة بالبرص. وانه مرض مُعدٍ يجب الفرار من حامله، والتجنب من معاشرة المصاب به.
قال جابر بن عبد الله الأنصاري : تبعت أمير المؤمنين(علیه السلام) ، فتنفست،فالتفت اليّ ، وقال : «يا جابر، ما هذا التنفس على الدنيا !.
مَلاذها خمس : مأكول، ومشروب، وملبوس، ومركوب، ومنكوح.
فألذّ المأكول العسل، وهو ريق ذبابة، وألذ المشروب الماء، وكفى برخصه وإباحته، وألذّ الملبوس الدیباج،هو لعاب دودة، وألذ المركوب الدواب،وهي قواتل، وألذّ المنكوح النساء، وهن مبال لمبال، وانما يراد احسن ما في المرأة لا أقبح ما فيها».
قال جابر: فانصرفت، وأنا أزهد الناس في الدنيا(2).
ص: 374
العلامة الشيخ محمد جواد مُغنيه
(1317-1400ه)
ص: 375
ص: 376
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصّلاة على اشرف الخلق محمد وآله الطيبين.
وبعد ؛
فإن الإمام عليا(علیه السلام) وجد قبل زمانه بألوف السنين لابمئاتها، فإنه يعطي العصور ولا يأخذ منها، ويؤثر بعقول الناس ولا يتأثر بها، ويغيّر المفاهيم والظروف والأوضاع، ولا تغيّره الأوضاع والظروف، لأنه فوق الظروف والبيئات، فوق العصور والفلاسفة وعلماء الطبيعة مجتمعين .
إن عليا(علیه السلام) هو النور السّاطع الذي يبدد الظلام، والقائد الهادي الى موطن الحق والأمان، والغيث الذي يحيي الأرض بعد موتها، لا الأرض التي تموت عطشاً إن لم تسق وترو، إنّه القوة الدافعة بالانسانية في طريق الكمال، إنّه المحرّك الذي لا يحركه شيء إلا الذي ليس كمثله شيء .
أجل، إنّ لعليّ بيئة قد تأثر بها، ومحيطاً استوحى منه وفنى فيه ...
وهذه البيئة هي بيئة القرآن الذي فيه تبيان كل شيء، هي روح محمد وإيمانه وعمله وجهاده، وهذا المحيط هو بيت رسول الله ورسالته ...
دخل علي(علیه السلام) الى هذا البيت منذ نعومة اظفاره، وفيه نبت لحمه، واشتد عظمه، وبقي ملازماً له، حتّى اطلع على جميع كنوزه واسراره، وحتّى أصبح علي(علیه السلام) صورة كاملة عن النبي(صلی الله علیه و آله) ، وعن القرآن، وحتّى جاز له ان
ص: 377
يقول : «ذاك القرآن الصامت، وأنا القرآن الناطق».
ان عظمة علي(علیه السلام) من عظمة محمد(صلی الله علیه و آله) ، وعظمة محمد(صلی الله علیه و آله)من عظمة الله سبحانه، ومن انكر على علي(علیه السلام) تفوّقه على عصره، وسموّه على مجتمعه، فقد انكر ذلك على محمد(صلی الله علیه و آله) والقرآن، وعلى عيسى (علیه السلام)،والإنجيل، وعلى موسى (علیه السلام)والتوراة.
إن قول علي(علیه السلام) : الأرض متحركّة، وأنّها معلّقة في الفضاء، الفضاء،سابق للإكتشافات العلمية العصرية، ما في ذلك ريب، ولكن هذه الفكرة، وهذه الصورة عن الأرض، هي للغيب لا لعليّ، هي للذي سبق وجوده العقول والعلوم والكون بكامله، وليس لعليّ منها إلا الإخبار عن النبي ، عن جبريل، عن الله.
كان كثير من الناس يعتقدون أن الأرض قائمة على قرن ثور، وقال آخرون : إنّها عائمة على وجه الماء، وأنّها مجوفة، تماماً كالسفينة ...
وقال ثالث : إن للأرض عُمُداً وقوائم ثابتة على جبل قاف . . . اما الإمام فقد نطق بالحقيقة الناصعة التي نراها اليوم ضرورة أولية، قال في بعض خطب النهج يوم لاعلم، ولا نظرية جاذبية(1):
«وأنشأ الأرض فأمسكها من غير اشتغال، وأرساها على غير قرار، وأقامها بغير قوائم، ورفعها بغير دعائم».
وفي خطبة رواها الشيخ هادي كاشف الغطاء في المستدرك [لنهج البلاغة ] :
ص: 378
«ورفع السماء بغير عمد، وبسط الأرض على الهواء بغير اركان».
ووصف في بعض خطب النهج ما يحيط بالأرض من أجواء جعلت طرقاً للهواء الذي يحمل بخار الماء، ويتحكم به مدّاً وجزراً :
«ثم أنشأ سبحانه فتق الأجواء، وشق الأرجاء، وسكائك الهواء(1)، فأجرى فيها ماءً متلاطماً تياره، متراكماً زخاره، على متن الريح العاصفة، والزعزع القاصفة(2)، فأمرها برده، وسلّطها على شدّه».
وهذا الكلام صريح: بأنّ الهواء يحيط بالأرض، وأنّ بينها وبين غيرها منطقة لاشيء فيها سوى الرياح والأمطار والسحب والعواصف .
وهذا عين ما جاء في الجزء الأول من كتاب «العلم في حياتنا اليومية» ص 38(3):
«يحيط بالكرة الأرضية غلاف من الهواء يسمى بالغلاف الهوائي الجوي ... وينقسم المحيط الهوائي إلى طبقات كبيرة بعضها فوق بعض، وفي الطبقة الأولى تحدث كل التغيرات الجوية، وتنشأ فيها الرياح والأمطار والسحب والعواصف».
وإذا لم يصرح الإمام بأنّ الهواء طبقات بعضها فوق بعضها، فإنّ قوله «سكائك الهواء»، أي طرقها يشعر بها، ويمكن حمله عليها .
ص: 379
ألف الفيلسوف اليوناني «بطليموس» كتاباً في سكون الأرض ودورة الشمس عليها، فشاع مذهبه، وذاع، واعتنقه فلاسفة الإسلام، ونقلوه في كتبهم، كالفارابي وابن سينا وغيرهما من العلماء والمفسرين والمحدثين، وساد هذا المذهب، حتى ظهر «كوبر نيكوس» في القرن السادس عشر، وأثبت ان الأرض هي التي تدور حول الشمس، فحكم عليه في مجمع كنيسة رومية بالزيغ والإلحاد(1)، أما الإمام واحفاد الإمام فقد اعلنوا هذه الحقيقة قبل ان يخلق «كوبر نيكوس» بمئات السنين، قال الإمام في احدى خطب النهج يصف الأرض :
«فسكنت على حركتها من ان تميد بأهلها، او تزول عن مواضعها».
وفي خطبة ثانية :«وعدّل حركتها بالراسيات من جلاميدها».
وقال حفيده الإمام الصادق كما جاء في الاحتجاج (الطبرسي) :
«ان الأشياء تدل على حدوثها، من دوران الفلك بما فيه، وهي سبعة أفلاك، وتحرك الأرض ومن عليها، وانقلاب الأزمنة ، واختلاف الوقت».
للأرض حركات شتّى أنهاها بعض الفلكيين الى 14 حركة، منها ما تستغرق 26 الف سنة، ومنها قرابة ثلاثة آلاف سنة، ومنها تتم ب24 ساعة، وهي الحركة اليومية، ومنها تتم ب365 يوماً، وهي الحركة السنوية واختلاف الفصول، وهي الربيع والصيف والخريف والشتاء، نتيجة الحركة السنوية،
ص: 380
و اختلاف ساعات اليوم، وهي الصبح، والضحى، والظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، والسحر، نتيجة الحركة اليومية .
واشارة الإمام الى حركة الأرض تشمل الجميع.
جاء في احدى خطب النهج :
«وجعل شمسها آية مبصرة لنهارها، وقمرها آية ممحوة من ليلها،وأجراهما في مناقب مجراهما، وقدّر مسيرهما في مدارج درجهما، ليميز بين الليل والنهار بهما، وليعلم عدد السّنين والحساب بمقاديرهما».
قال الفلكيون الجدد: ان لكلّ من جرم الشمس والقمر حركة خاصة به، كما أن للأرض حركات تخصها، وجاء في كتاب «الله والعلم الحديث» للأستاذ نوفل ص 170 : أن «سيمون» العالم الفلكي الحجة قال :
«من اعظم الحقائق التي اكتشفها العقل البشري في كافة العصور هي حقيقة ان الشمس والكواكب السيارة واقمارها، تجري في الفضاء نحو برج النسر».
وحين اراد الإمام المسير لبعض حروبه، قال منجم : إن سرت في هذا الوقت لن تظفر بمرادك .
فقال الإمام: إنّ النجوم لا تنفع ولا تضر، وإنها يهتدي بها المسافرون في بَرّ أو بحر.
خلق آخر
سئل الإمام الصادق(علیه السلام) الذي ينتهي علمه الى جده امیرالمؤمنين(علیه السلام) ، سئل :
ص: 381
- هل في السّماء خلق؟
قال : اجل، وفي الفضاء الذي بين سماء وسماء، خلق(1).
وقال الصادق(علیه السلام) في حديث آخر :
«ان الله عز وجل اثني عشر الف عالم، كل منهم أكبر من سبع وسبع ارضين، ما يرى عالم منهم، أنّ الله عزّوجل عالماً غيرهم».
والعارفون - اليوم - يعتقدون بأنّ في الكون عوالم لا يبلغها العدد والإحصاء، وغير بعيد ان يكون قول الإمام 12 ألفاً كناية عن الكثرة، لا الحصر.
ونقل السيد الشهرستاني في كتاب «الهيئة والإسلام» ص 278 طبعة ثانية عن المجلد ال11 من مجلة الهلال المصرية ص 78 : ان هوف الاميركي القى خطاباً أعرب فيه عن اعتقاده : «بأنّ المريخ والزهرة(2) وعطارد آهلة بالناس، وسائر الأحياء، وأنّ سكانها أرقى من سكان الأرض بدناً وعقلاً».
ونقل الأستاذ نوفل في كتاب «القرآن والعلم الحديث» ص 177 طبعة اولى: انّ عالمين روسيين، وهما اوبارين، وفسنكوف الفا كتاباً عنوانه «الكون»، قالا فيه:« ان هناك كثيراً من الكواكب مسكونة في هذا الكون».
وإذا استندت هذه الأقوال الى مجرد الإستنتاج، فإن العلم في المستقبل القريب او البعيد سيعبد الطريق للسفر عبر الفضاء من كوكب الى كوكب في الأطباق الطائرة، ويجتمع أبناء أبينا آدم بأبناء عمومتهم في المريخ أو عطارد.
ص: 382
نقل السيد هبة الدين الشهرستاني في كتاب «الهيئة والإسلام» عن الشيخ الحر العاملي في الصحيفة الثانية السجادية، والسيد نعمة الله الجزائري في شرحه على تعليقات الصحيفة السجادية، دعاء عن الإمام زين العابدين(علیه السلام)جاء فيه :
«سبحانك تعلم وزن السماوات، سبحانك تعلم وزن الأرضين، سبحانك تعلم وزن الشمس والقمر، سبحانك تعلم وزن النور والظلمة، سبحانك تعلم وزن الفيء والهواء، سبحانك تعلم وزن الريح كم هي من مثقال».
وجاء في كتاب «العلم في حياتنا اليومية» ج 1 ص 41 و 42 :
«انفخ كرة قدم، او كرة سلّة بالهواء بواسطة منفاخ ، ثم ضعها على كفة الميزان، وزنها، ثم افرغها من الهواء، وتأكد من اخراج كلّ الهواء منها، ثم زنها ثانية . . . فتعرف من هذه التجربة انّ للهواء وزناً مهماً».
وفي كتاب «غدنا والذرة» تأليف «كوننت»، ترجمة عفيف البعلبكي،فصل «المشهد العلمي المتبدل» :
«ان القول بأن الضوء إنّما يبعث ويتسلم كما لو كان سيلاً من الذرات، وانه انما ينتقل كما لو كان مجموعة من الموجات، إن هذا القول كان في نظر العلماء منذ اربعين سنة بمثابة القول ان صندوقاً ما ممتلىء وفارغ في الوقت نفسه، لقد كان من المستحيل على الضوء في اعتقادهم ان يكون جسمياً وتمويجياً في وقت معاً» .
اجل، ان وزن الضوء كان محالاً في نظر العلماء في اوائل القرن العشرين، ولكنه بديهي عند آل الرسول(صلی الله علیه و آله و سلم) منذ مئات السنين .
ص: 383
اما وزن الفيء والظلمة فلم اطلع عليه في كتاب حديث، ولا ادري: هل توصل اليه العلم أو لا؟، ولا بد ان يبلغه في يوم من الأيام.
وسأله سائل: ما الذاريات ذروا؟ قال [ علي ]: الرياح. قال السائل : ما الحاملات وقرا؟ قال : السحاب . قال السائل : فالجاريات يسرا؟ قال : السفن.
قال السائل : فالمقسمات امرا؟ قال : الملائكة .
وقال : انما يكون السحاب ثقيل السير لامتلائه بالماء .
وسمع قائلاً يقول : قوس قزح.
فقال الإمام: لا تقولوا قوس قزح، وقولوا: قوس الله وامان من الغرق.
اما وصف الإمام الأرض والسماء، ونظام الكون، واسراره وعجائب مخلوقاته، كالطاووس والخفاش والنملة والنحلة والغراب والجرادة وما الى ذلك فان فيه من الصدق والعمق، ودقة التصوير وبلاغة التعبير، ما يرفعه فوق الفلاسفة والعلماء والادباء مجتمعين.
قال مشيراً الى الادوار التي يمر بها الانسان: «ام هذا الذي أنشأه في ظلمات الأرحام، وشغف الاستار نطفة دهاقاً، وعلقة محاقاً، وجنينا وراضعاً، ووليداً يافعاً، ثم منحه قلباً حافظاً، ولساناً لافظاً، وبصراً لاحظاً، ليفهم معتبراً، ويقصر مزدجراً».
ص: 384
وقال : «علق بنياط(1) هذا الانسان بضعة هي اعجب منه، وذلك القلب، وله مواد من الحكمة واضداد من خلافها، فان سنح له الرجاء اذله الطمع، وان هاج به الطمع اهلكه الحرص، وان ملكه اليأس قتله الأسف، وان عرض له الغضب اشتد به الغيظ، وان اسعده الرضا نسي التحفظ، وان ناله الخوف شغله الحذر، وان اتسع له الأمن استلبته الغيرة، وان افاد مالاً اطغاه الغنى، وان اصابته مصيبة فضحه الجزع، وان عضته الفاقة شغله البلاء، وان جهده الجوع قعد به الضعف، وان افرط به الشبع كظته البطنة، فكل تقصیر به مضر، وکل افراط له مفسد»(2).
والقلب : أول عضو يتحرك في بدن الانسان، وآخر ما يسكن فيه، وبسكونه تنتهي حياة صاحبه، وله خواص وصفات متضاربة متناقضة، شيطانية وانسانية، وبهذه الخواص يختلف عما عداه من المخلوقات، حيث لانعرف شيئاً واحداً تختلف آثاره، وتتباين بالكُنه والحقيقة، كما هي الحال بالقياس الى القلب الذي يجمع بين بواعث الخير والشر، والفضيلة والرذيلة، ومن هنا كان الموقف بين هذه الدواعي والبواعث من احرج المواقف واخطرها، لا يثبت فيه الا الحكيم العاقل الذي يستطيع الصمود، والوقوف موقفاً وسطاً لا تقصير فيه ولا افراط .
وقال الامام مشيراً الى ضعف الإنسان،«ما لابن آدم والفخر ؟ أوله نطفة، وآخره جيفة، لا يرزق نفسه، ولا يدفع حتفه».
وقال ايضاً:« مسكين ابن آدم، مكتوم الأجل، مكنون العلل، محفوظ
ص: 385
العمل، تولمه البقّة، وتقتله الشرقة، وتنتنه العرقة».
وقال مشيراً الى عظمة الانسان ومقدرته : «الانسان يشارك السبع الشداد»، اي ان موهبته لاتقف عند حد الوضع الذي هو فيه ... بل تتعداه الى ما هو اسمى وارفع، بل والى مشاركة القمر والزهرة والمريخ، وسائر الكواكب، يسخرها لحاجاته واغراضه ...
اشار الامام الى ضعف الانسان، كي لايركن الى قوته ويغتر بها فيطغى، واشار الى قوته، كي لا يستسلم للضعف ان اصابه، فينصرف عن الجهاد والعمل ... والعاقل من يناضل وهو على حذر من المخبات والمفاجآت.
ومن اقواله في الطب : «امش بدائك ما مشى معك»، أي اجتنب الدواء ما احتمل بدنك الداء، فاذا لم يحتمل فعليك بالدواء. وقد ابد الطب الحديث هذه النظرية .
ومن وصيته لولده الامام الحسن(علیه السلام) : «لا تجلس على الطعام الا وانت جائع، ولا تقم عنه الا وانت تشتهيه، وجوّد المضغ، واذا نمت فاعرض نفسك على الخلاء».
فجلوسك على الطعام، وانت تشتهيه معناه ان الطعام السابق قد هضم، اما قيامك عنه وانت تشتهيه، فالغاية منه عدم اضطراب المعدة وراحتها، لتسهل عليها عملية الهضم، اما تجويد المضغ فقد اوصى به جميع الأطباء.
قال الطبيب «اس. سلمون» في كتاب «الصحة والحياة» ص 29 طبعة 1932 : لكي يتسنى للمعدة ان تقوم بوظيفتها جيداً ينبغي ان يطبخ الطعام،
ص: 386
ويمضغه مضغاً تاماً».
وقال الطبيبان الكيّال والصوّاف في كتاب «علم التشريح» ص 204 طبعة 1947:
«ان المضغ الجيد يسهل الاغذية، اذ نعرف جيداً ان المضغ الناقص يحدث كثيراً من الآفات المعدية المعوية، وسوء الهضم».
وقال الامام : «استجادة الحذاء وقاية للبدن» .
وجاء في كتاب «جسم الانسان» للكيّال والصوّاف والفرّا ص 183 طبعة 1945:
«اهم شرط صحي في الحذاء ان لا يضغط على ناحية من نواحي القدم، فتشوهها، وتكوّن بعض الحؤلات الجلدية، وان لا يكون ضيقاً تتراكب الاصابع فيه».
وقال الامام: «انظروا من يرضع اولادكم اللبن، فان الولد يشب عليه، وما من لبن اعظم بركة على الصبي من لبن امه».
ولا يختلف طبيبان في ان لبن الام افضل الأغذية اطلاقاً لوليدها، وجاء في آخر صفحة من كتاب «علم وظائف الاعضاء» للطبيبين محمد طلعت، واحمد حسن: «فالام التي تهمل ارضاع وليدها ترتكب في حق صحته خيانة لا تغتفر ، لأنها تقدم اليه طعاماً غير طبيعي بدلاً من الطعام الذي يقدمه اليه الله سبحانه».
وفي كتاب «الصحة والحياة» : اذا تعذر على الام ارضاع طفلها بسبب مرض قد انتابها بعد الولادة، فيحسن بها ان تعهد به الى حاضنة أو مرضعة، يشترط في اختيارها ان تكون سليمة البنية، خالية من الأمراض المعدية .
وقال الامام : « الحمى رائد الموت».
ص: 387
اشار الى ارتفاع وجود الخطر عند ارتفاع درجة الحرارة .
وقال: «اكسروا الحمى بالبنفسج والماء البارد».
قال الدكتور شريف عسيران في كتاب «علم الصحة» ج 1 ص 210 طبعة أولى، عند كلامه على حمى النيفوس:
«انها تعالج بالنظافة، والهواء النقي، ومسح جسم المريض بالماء البارد، وحين ارتفاع الحرارة فوق الاربعين يلف المريض بشرشف مبلل بالماء البارد» .
وقال الامام: «العقل في الدماغ، والضحك في الكبد، والرأفة في الطحال، والصوت في الرئة».
والذي يلفت النظر الى ان الامام جعل للدماغ وظيفة تخصه، كما ان للعين والاذن وبقية الاعضاء وظائف تخصها. وقد جاء في كتاب «علم التشريح»، ص 122 :
«المخ مقر الفكر والذكاء والارادة».
وفي كتاب «الحكماء السبعة» تأليف «فان وسب» ص 181 : ان العالم الانكليزي بلّ، والفرنسي ماجندي، والجرماني مُولّر اكتشفوا نوعين من الاعصاب : اعصاب الحس، واعصاب الحركة، فالرسالة التي تنقلها اعصاب الحس الى الدماغ، يحيلها الدماغ بدوره الى العضلات المختصة بتأدية العمل بواسطة الحركة .
وقال له رجل: «ان زوجتي شابة، وهي عذراء، ولكنها حامل في شهرها التاسع، ولا اعلم منها الا خيراً، وانا شيخ كبير ما افترعتها(1)، وانها
ص: 388
على حالها .
قال له الإمام : هل كنت تهريق على فرجها ؟.
قال : نعم .
قال الامام : لكل فرج ثقبين : ثقب يدخل فيه ماء الرجل، وثقب يخرج منه البول، والرحم تحت الثقب الذي يدخل منه ماء الرجل، فاذا دخله ماء واحد حملت المرأة بولد واحد، واذا دخل اثنين حملت باثنين، واذا دخل ثلاث حملت بثلاثة، واذا دخل اربعة حملت بأربعة، وليس هناك غير ذلك، وقد الحقت بك ولدها»(1).
-« يعيش الحمل لستة اشهر، ولسبعة اشهر، وتسعة اشهر، ولا يعيش الثمانية اشهر».
-« ينتهي طول الصبي لاحدى وعشرين سنة، وينتهي عقله لثمان وعشرين الا التجارب».
-« من اراد البقاء ولا بقاء فليباكر بالغذاء، ويقلل من غشيان النساء».
-« کم اكلة منعت أكلات» .
-« اعجبوا لهذا الانسان، ينظر بشحم، ويتكلم بلحم، ويسمع بعظم، ويتنفس من خرم!».
-« لاتميتوا القلب بكثرة الطعام والشراب، فان القلب يموت كالزرع اذا كثر عليه الماء».
- وقال بعض العارفين: «ان للامام علي اربع كلمات في الطب لو قالها
ص: 389
بقراط لكان لها شأن أي شأن، وهي : توقوا البرد في أوله، وتلقوه في آخره، فانه يفعل بالأبدان كما يفعل بالاشجار، أوله يحرق،وآخره يورق».
- وتحاكمت اليه امرأتان، ولدت احداهما ذكراً، والثانية انثى في آن واحد في بيت واحد، وادعت كل منهما انها ام الغلام، فدفع الى احداهما قدحاً، وقال لها: احلبي فيه من ثديك حتى يمتلىء، ففعلت كما امرها، فوزن الحليب، وافرغ القدح، واعطاه للاخرى، وامرها كما امر الأولى، ثم وزنه، فكان احد الحليبين اخف من الآخر، فقال لصاحبة اللبن الخفيف : خذي ابنتك، ولصاحبة اللبن الثقيل : خذي ابنك .
وفي الجزء الأول من كتاب «علم وظائف الاعضاء» ص 376 :
ان الالبان تختلف باختلاف الصغار» اي المرتضعين، وغير بعيد ان يكون ثقل حليب الذكر، وخفة حليب الانثى هما السبب في انه اقوى منها بدناً واثبت جنانا .
جلس رجلان يتغديان، وكان مع احدهما خمسة ارغفة، ومع الآخر ثلاثة، فمر بهما رجل، فقالا له: اجلس معنا للغداء، فأكل معهما، ولما انتهى طرح ثمانية دراهم، وقال: هذي عوضاً عما اكلت .
قال صاحب الارغفة الخمسة لصاحبه : لي خسمة دراهم، ولك ثلاثة .
قال صاحب الثلاثة : لا ارضى الا ان تكون الدراهم بيننا نصفين.
ولما اشتد بينهما الخلاف تحاكما الى الامام، وقضا عليه القصة، فقال لصاحب الثلاثة: ارض بالثلاثة. فقال : لا والله، الا بمر الحق .
ص: 390
فقال الامام : ليس بمر الحق الا درهم واحد .
قال صاحب الثلاثة : وكيف؟
قال الامام : لك ثلاثة ارغفة، ولصاحبك خمسة، فالمجموع ثمانية تنقسم الى 24 ثلثاً، لك من هذه الاربعة والعشرين 9 اثلاث ولصاحبك 15 ثلثاً، وقد اكلت انت 8 اثلاث فذهب منك ثلث واحد لاغير، واكل صاحبك ايضاً 8 اثلاث فذهب منه 7، واكل الرجل الثالث 8 ، دفع عوضها 8 دراهم عن كل ثلث درهما، فيكون لك درهم واحد عوضاً عن ثلثك الواحد، ولصاحب الارغفة الخمسة 7 دراهم عوضاً عن اثلاثه السبعة. وهذا هو مر الحق الذي تطلبه، فرضي بالدرهم بعد ان رفض الثلاثة .
- وجاءته امرأة، وقالت: يا امير المؤمنين ان اخي مات، وترك ستمئة دينار، وقد دفعوا الي ديناراً واحد، فأسألك انصافي.
فقال لها على البديهة : لعل اخاك ترك بنتين، لهما الثلثان 400 ، واماً لها السدس 100 ، وزوجة لها الثمن 12,75 ، و 12 اخا لهم 24 لكل واحد دیناران، ولك درهم واحد.
فقالت : نعم(1).
وله في هذا الباب الشيء الكثير تجده في كتاب «عجائب احکام امیر المؤمنين» للسيد محسن الامين، وفي آخر الجزء الثاني من كتاب «التكامل في الاسلام» لاحمد امين العراقي .
ص: 391
جاء في الجزء الثاني من كتاب «منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة» ان الامام سئل عن الكيمياء، فقال : ماء جامد، وهواء راكد، ونار جائلة، وارض سائلة . وسئل ثانية من أي شيء هي ؟ فقال : من الزئبق، والاسرب، والزاج،والحديد وزنجار النحاس الأخضر(1).
وفي كتاب «عجائب الكيمياء» تأليف«أ.ت. مكدوجل»، ترجمة الدكتورين احمد رياض ويوسف صلاح الدين: ان هذه الاشياء هی الاجسام الأولية، والمواد الخام للكيمياء.
وقال الدكتور زكي نجيب محمود في كتاب «جابر بن حيان» الكيميائي العالم صفحة 46 : «نجد جابر بن حيان يصرح في أكثر من موضع ان مصدر علمه هو النبي وعلي بن ابي طالب وجعفر الصادق، وما بين هؤلاء جميعاً من الاسرة الشريفة. فهو يقول : تأخذ من كتبي علم النبي وعلي وسيدي وما بينهم من اولاد، منقولاً نقلاً مما كان ، وهو كائن، وما يكون من بعد الى ان تقوم الساعة».
ومهما شككنا فانا لا نشك في ان جابر بن حيان هو كيميائي العرب الاول، وانه تلميذ الامام جعفر الصادق(علیه السلام) حفيد الامام علي(علیه السلام)، وان لجابر في هذا العلم اكثر من 200 كتاب، وان الكثير منها قد ترجم الى اللاتينية والألمانية، وان الغرب قد استفاد منها الشيء الكثير... ويصرح جابر ويقسم: بأنه لاكثير له ولا قليل من علم الكيمياء، الا النقل عن الامام وابناء الامام .
ص: 392
اتفق العلماء على ان الأمام هو الواضع الأول لعلم النحو، فعن ابي القاسم الزجاجي في أماليه، عن أبي الاسود الدؤلي انه قال :«القى الامام إليّ صحيفة فيها بسم الله الرحمن الرحيم: الكلام اسم وفعل وحرف، والاسم ما أنبأ عن المسمى، والفعل ما أنبأ عن حركة المسمى، والحرف ما أنبأ عن معني ليس باسم ولا فعل ... واعلم يا ابا الاسود ان الاشياء ثلاثة: ظاهر، ومضمر، وشيء ليس بظاهر ولا مضمر».
سنتكلم بشيء من التفصيل عن الاخلاق عند الامام، ونكتفي هنا بالاشارة الى ما يراه من ان اخلاق الناس تتكيف وتختلف باختلاف البلاد والأوطان، وهذا يتفق تماماً مع النظرية القائلة بأن دراسة اي انسان دراسة حقة تستدعي دراسة بيئته وطبيعة الأرض التي عاش فيها، لانها تؤثر تأثيراً فعالاً في اخلاقه وسيرته، وتولد فيه شعوراً خاصاً يتجه به اتجاهاً معيناً، ومهما تباينت اخلاق سكان الارض الواحدة يظل بينهم قدر جامع، وقاسم مشترك.
قال الامام : «انما فرق بينهم مبادىء وطنهم، وذلك انهم كانوا قلقة سبخ ارض وعذبها، وحزن تربة وسهلها، فهم على حسب قرب أرضهم يتقاربون، وعلى قدر اختلافها يتفاوتون».
قيل ان ما ليس بظاهر ولا مضمر هو اسم الاشارة، والصحيح انه الكلام المحذوف كقوله عالى «جاء ربك» والمراد جاء أمر ربك، أما اسم الاشارة فيعد من الظاهر.
ص: 393
قال في «تصنيف العلوم» في زمانه، وبيان موضوعاتها : الفقة للاديان ،الطب للابدان، والنحو للسان، والنجوم لمعرفة الزمان .
اما العلماء، فقسمهم الى ثلاثة اصناف :
1 - تعلم العلم للمراء والجدال .
2 - تعلم للاستطالة والحيل .
3 - تعلمه للفقه والعمل .
اما الأول : فانك تراه ممارياً للرجال في اندية المقال، قد تسربل بالتخشع، وتخلى عن الورع، فدق الله حيزومه، وقطع منه خيشومه .
واما الثاني : فانه يستطيل على اشباهه من اشكاله، ويتواضع للاغنياء من دونهم، فهو لحلوائهم هاضم، ولدينه حاطم(1)، فأعمى الله بصره، ومحى من العلماء اثره .
واما الثالث : فتراه ذا كآبة وحزن، قام الليل في حندسه، وانحنى في برنسه، يعمل ويخشى، فشد الله أركانه، وأعطاه يوم القيامة أمانه .
واقوال الامام في هذا الباب لا يبلغها الاحصاء(2).
ص: 394
إقتبسنا هذا الفصل من كتاب
«التغذية العامة والعلاجية»
تأليف فوزية عبدالله العَوَضي، خبيرة التغذية من جامعات امريكا ورئيسة قسم التغذية في مستشفيات الكويت.
ص: 395
ص: 396
1 - الموز
يستخدم كمصدر للطاقة عند تخطيط النظم الغذائية المنخفضة الألياف أو الفضلات، وفي حالات الإصابة بالإسهال وتقرح القولون، فإن تناول وجبة عالية في محتواها من الموز تزيد من تركيز حمض البيوتريك في القولون مما يساعد على التحكم في الإسهال بتثبيط نمو بكتيريا القولون، ويحتوي الموز على نسبة عالية من البوتاسيوم مما يحبذ تناوله في حالات اختزان الصوديوم في الجسم.
2 - المانجو
تعد المانجو مصدراً ممتازاً لفيتامين(أ) لمحتواها العالي من الكاروتين، كما أنها مصدراً للطاقة حيث تزود الثمرة المتوسطة الحجم الإنسان ب- 50 - 100 سعراً حرارياً مشتق غالباً من سكر الفركتوز، وهي مصدر ممتاز لفيتامين (ج) حيث تحتوي الثمرة الواحدة على 25 مللجِّم فيتامين (ج)، و 10,000 وحدة دولية من فيتامين (أ)، ويستطيع الإنسان بتناولها اختران قدر كاف من فيتامين (أ) في الكبد فيقيه من أعراض نقص هذا الفيتامين لعام كامل.
وتحتوي بذور المانجو على نسب عالية من حمض التنيك وهو علاج للإسهال المزمن، وتستخدم بذورها المسحوقة علاجاً للإسهال،
ص: 397
والدوسنتاريا، والديدان المعوية .
3 - الموالح أو الحمضيات
تستخدم في حالات الإصابات الكبدية الشديدة وكمصدر لفيتامين (ج)، وتمنع في حالات المرض الكلوي، كذلك يخفف استعمالها في حالات نقص الكالسيوم في بلازما الدم لإحتوائها على حمض الستريك بكميات تجعل توزيع الكالسيوم في الجسم غير متوازن .
ويمتاز حمض الستريك الموجود في الموالح بتحلله إلى مواد قلوية تفيد خلايا الجسم - وتساعد على إدرار البول ، لذلك كان عصير الموالح ضرورياً لطرد السموم عن طريق البول - ويستحسن تعاطيه مع مركبات السلفا حيث يساعد على إذابتها وسهولة إفرازها مع البول- والحمضيات غنية بالمواد الليفية التي تعرقل عملية الإمتصاص ، كذلك فإن كثرة السكر المتناول يزيد من قلوية الدم ويترسب الكالسيوم في البول على شكل حصوات.
4 - الجوافة
مصدر غني بفيتامين (ج) حيث يحتوي كل 100 غرام منها على 300مللجم فيتامين (ج)، والثمار الخضراء تحتوي على نسبة عالية من حامض التانيك ذو الخواص القابضة الذي قد يسبب آلاماً في الإمعاء، وكذلك تحتوي على مادة السولانين وهي مادة شبه قلوية سامة تزول عند نضج الثمرة .
5 - العنب
يؤخذ كعصير للناقهين - وفي حالات الحمى - لاحتوائه على أسهل السكريات هضماً وامتصاصاً في الجسم وهما سكر الجلوكوز والفركتوز. و هومفيد في حالات الإصابة بسوء الهضم والإمساك والبواسير والحصوات البولية والنقرس والتسمم المزمن بالزئبق والرصاص - وإرتفاع الضغط الدموي والنحافة الزائدة .
ص: 398
ويحتوي عصير العنب على كثير من الأحماض العضوية الطبيعية مثل حامض المالييك وحمض الستريك التي تعادل حموضة الهضم، وإذا تناول الإنسان كميات كبيرة من العنب بقشوره وبذوره يسبب إسهالاً واضطرابات معوية، ويمنع تناول العنب بهذه الصورة في حالات الإصابة بقرحة المعدة وإلتهابات القولون .
6 - البابا (أو الباباز)
تحتوي الثمار الغير ناضجة على مادة البابيين (مصدر نباتي لانزيم الببسين الموجود في المعدة)، ولذا قد يستخدم في الحالات التي تشكو من قصور إفراز أنزيم البيسين المعدي للمساعدة في هضم البروتينات، وقد يؤدي الإفراط في تناولها إلى ارتفاع نسبة الكاروتين في الدم لزيادة نسبة الكاروتين فى الفاكهة الناضجة، ولبذور الباباز فعل مضاد وطارد للديدان المعوية .
7 - التفاح
يشفي من الإسهال الحاد والمزمن خاصة إسهال الرضع والأطفال ويساعد على الهضم ويقاوم الغازات، الإمساك بفضل محتواه العالي من البكتين، ويستعمل مغلي التفاح لمقاومة النقرس والروماتيزم المزمن ويذيب حصوات الكلى وحصوات المرارة، وقشر التفاح المغلي مدر للبول ومزيل للرمال البولية .
8 - المشمش
البوتاسيوم هو العنصر الغالب في محتويات المشمش (كل100 غرام تحتوي على 440 مللغم) وكذلك الحديد 5 ، مللغم و 2790 وحدة دولية من فيتامين (أ) .
وأهم ميزة للمشمش هي مقدرته على تعديل الأحماض الضارة المتخلفة في الجسم من بعض الأغذية الأخرى، وسبب هذه الميزة إحتوائه
ص: 399
على الأملاح المعدنية والطرطرات التي لا يبدأ مفعولها إلا بعد عملية الهضم،ويوصي بإعطائه للمصابين بفقر الدم والضعف العام .
وتحتوي نواة المشمش على نسبة عالية من أوكسيد الحديد أضعاف ما في الثمرة نفسها ولكن النواة بها حمض سام - حتى أن عشرين واحدة منها قد تقتل غلاماً. وقمر الدين (عصير المشمش المجفف في صورة شراب) عصير غني بالحديد - لذلك يساعد على تقوية الدم - وكذلك يحتوي على قدر كريم من فيتامين أ.
9 - التين
فاكهة قلوية لغناه بالعناصر القلوية على صورة أملاح فيزيل حموضة الدم والشعور بالوهن والضعف ويغسل الكلى والمسالك البولية، وهو غذاء غني بالطاقة فكل 100 غرام تينيحوي على 270 سعر حراري.
ذو خصائص ملينة لعلاج الإمساك المستعصي .
يفيد منقوع التين في علاج التهابات الجهاز التنفسي والتهاب القصبة الهوائية والحنجرة .
ينصح بالتقليل منه في حالات التهابات الأمعاء .
10 - البطيخ
مدر للبول - ويؤدي الإفراط في تناوله إلى الإصابة بعسر الهضم لارتفاع محتواه من الألياف. يستخدم في النظم العلاجية الخاصة بإنقاص الوزن لإنخفاض قيمته الطاقية وغناه بالألياف.
11 - البلح
مصدر لفيتامين (أ) (كل 100 غرام تحتوي على 60 وحدة دولية).
يفيد الشيوخ الذين بدأوا يعانون قلة السمع أو ضعف الأعصاب
ص: 400
السمعية .
يضفي السكينة على ذوي المزاج العصبي الناجم عن زيادة إفراز الغدة الدرقية ( وتوجد بعض النباتات لها خاصية الحد النباتات لها خاصية الحد من نشاط الغدة الدرقية مثل الجزر والسبانخ واللوز والمشمش وأولها التمر).
والبلح مصدر غني بالفوسفور الذي يدخل في تكوين الحجيرات النبيلة في جسم الإنسان وهي خلايا الدماغ والخلايا التناسلية .
- يعطي كل 100غم بلح ، 284 سعراً حرارياً لذلك يوصف في حالات نقص الوزن والوجبات الغنية بالطاقة وأمراض نقص الطاقة والهزال .
- يفيد في حالات إضطراب المجاري البولية - وهو مدر للبول .
- ينبه حركة الجهاز الهضمي - و یسبب لينا في الامعاء لطرد البقايا الغذائية فيمنع الامساك.
- وإذا أكل قبل نضجه فإنه يعتبر علاجاً للإسهال.
- يوقف النزيف الدموي المتسبب عن البواسير وإلتهابات اللثة.
-منبه لحركة الرحم والإنقباضات الرحمية وينصح بتناوله في الحمل المتقدم فقط وبعد الولادة للتخلص من المشيمة، وكمصدر مركز للطاقة تتناوله المرأة بعد الولادة لتعويض الإجهاد واكثار الحليب.
-يحتوي على العديد من الأملاح المعدنية القلوية كالصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم والمغنيسيوم التي تعادل الحموضة الناتجة عن الإفراط في تناول المواد الكربوهيدراتية .
والمعروف أن حموضة الدم تعتبر سبباً في الإصابة بحصوات الكلى والمرارة والنقرس وإرتفاع ضغط الدم والبواسير .
ص: 401
12 - الفراولة
يصاب بعض الناس بالحساسية عند تناولها - وقد يكون سبب ذلك الحبيبات البروتينية الموجودة على سطحها .
أكل الثمار الطازجة ينقي الجسم من السموم ويزيد من قابلية تناول الطعام فتساعد الناقهين على تناول طعامهم، وللفراولة خاصية تخفيف كميات حامض البوليك وتنشط إفراز الصفراء - وتزيد من قلوية الدم - ولها أثر مضاد لعصيات الإلتهابات وخاصة عصيات التيفوئيد .
1 - البصل
1 - من النباتات القاتلة للجراثيم المرضية، وله مفعول واضح في قتل جراثيم التيفوس، والبكتيريا المسببة لتلوث الجروح .
2- للبصل تأثير هرموني ذكري يشابه هورمون الإندروجين الطبيعي حيث يقوي الحويصلة المنوية ويزيد وزن غدة البروستات - وله قوة شفائية عالية في حالة تضخم البروستات واشتداد أعراضها .
3 - يقوي ضربات القلب وينشط حركة الامعاء والرحم .
4- يوجد بالبصل مادة تسمى جلوكوكينين تشبه الإنسولين في خفض نسبة السكر في الدم - ومن هنا يتضح أهمية أكل بصلة متوسطة الحجم يومياً حيث تقلل كمية السكر في دم المصابين بالبول السكري، ويقل عندهم الشعور بجفاف الفم والشعور بالعطش وبالتالي زيادة شرب السوائل .
5 - يفيد في نوبات الربو بتناول كميات متساوية من عصيره مع العسل الأبيض.
6 - يستخدم في حالات الشعور بالدوار والإغماء لأن رائحته نفاذة تنبه
ص: 402
الدورة العصبية والدموية والتنفسية .
7- منخفض المحتوى الطاقي حيث يحتوي كل 100غرام بصل على 40 سعرا حرارياً، ومن الأغذية المسموح بتناولها عند إتباع برنامج غذائي لإنقاص الوزن .
2 - الثوم
نبات ذو قيمة علاجية كبرى يحتوي على زيت طيا،ر وبعض مركبات الاليل (نوع من الكحول) مثل كبريتات الاليل - وبه نوع من الزيت الغير طيار - ومادة سكرية - وانزيم محلل.
1 - منبه معدي - خافض للحرارة - مطهر في حالات الأوبئة والنزلات المعوية حيث يطهر الامعاء، ويوقف الإسهال الميكروبي في حالات كثيرة .
2 - طارد للبلغم ومريح في حالات السعال الديكي والربو ومخرج للغازات - ومدر للبول والطمث ومفيد للأعصاب.
3 - عند طبخه مع الماء أو اللبن يفيد حالات المغص والحصوات الكلوية .
4- مضغه بشكل جيد واختلاطه باللعاب يجعل منه فاتحاً للشهية ممتازاً، إذ يحرك جدران المعدة وينبه عصارتها - ويقتل جميع ميكروبات الفم.
5 - يحتوي على مادة الأليسين التي تستخدم في كثير من العقاقير .
6 - يفيد الثوم مرضى البول السكري في وقايتهم من مضاعفات المرض كضعف الذاكرة وفقدان الحس في الأطراف، نتيجة لإصابة الأوعية الدموية بأضرار السكر واختلال الدورة الدموية فيها .
7 - يخفض ضغط الدم في مرضى تصلب الشرايين بأخذ فص واحد
ص: 403
على الريق يومياً .
8- واق من تصلب الشرايين لأنه يحول دون ترسيب الكولسترول على جدران الشرايين وعند تناول الثوم مع غذاء غني بالكولسترول، فإن نسبة الكولسترول في الدم لا ترتفع.
3 - الخس
- غني بفيتامين ( ه ) (كل 100 غرام خس تحتوي على 45، مللجم فيتامين ه) المفيد في التناسل وتحسين حالات العقم.
- يقاوم الإمساك المزمن - ومدر للبول بالنسبة للمصابين بالنقرس والرمال البولية - يقوي البصر (100 غرام خس - 540 وحدة دولية فيتامين أ) ، ويقوي الأعصاب .
- والخس البري يحتوي في ساقه على عصارة لينة حريفة مرة رائحتها وشكلها يشبهان الأفيون تماماً تسمى لاكتوكاريوم، ويحتوي كذلك على مادة أخرى تسمى (تریداس).
- تعتبر هاتان المادتان من الجواهر المخدرة والمدرة للبول - والخس منخفض المحتوى الطاقي (100 غرام خس تعطي 15 سعراً)، ويعتبر من الأغذية التي تستخدم في إنقاص الوزن.
4 - الخيار
1 - عند استعماله مع الحليب يسكن عطش الحميات ويخفف من الإضطرابات العصبية.
2 - يوصى مرضى السكري بتناول الخيار الغض لتنقية الجسم من السموم.
3 - ينفع المصابين بالسمنة لأنه يملأ المعدة ويعطي إحساساً بالشبع
ص: 404
دون أن يزود الجسم بسعرات زائدة.
4 - له تأثير إنقباضي مباشر على عضلات الرحم - لذلك يجب عدم الإكثار من أكله في الأشهر الأولى للحمل.
5 - الفجل
مقو للمعدة السليمة - ويمنع في حالات التهابات المعدة والقرحة - مدر للبول - يزيد من لبن المرضعات للحليب - مولد للغازات ولكنه يساعد على الهضم ومدر للطمث، وهو نافع لمرضى البول السكري والإضطراب الكبدي .
ويستعمل سكان فرنسا الفجل كعلاج شاف لمكافحة السعال الديكي ونوبات الربو.
6 - البازلاء
تحتوي البازلاء على البروتين والسكر مع فقر نسبي في الماء مما يؤدي إلى صعوبة هضمها لأن البروتين يهضم في المعدة، والسكر يحتاج لوقت أطول للهضم بعد هضم البروتين حيث يهضم في الأمعاء ، ولذلك نراها منتجة للغازات وغيرها من أعراض سوء الهضم لذوي المعدة الضعيفة .
وتحتوي البازلاء على مادة البيورين التي تجعلها ضارة للمصابين بالنقرس، لأنها تتحول داخل الجسم إلى حامض البوليك.
7 - الفلفل الأخضر
مصدر جيد لفيتامين ج - وفاتح للشهية - ويساعد على الهضم و وطارد للغازات، كل 100 غرام تحتوي على 120 مللغرام فيتامين (ج) .
ص: 405
8 - الطماطم (البندورة)
يساعد عصير الطماطم على هضم الأطعمة النشوية واللحوم وبعض الخضروات ذات الألياف، وهي سهلة الإمتصاص لأنها تدخل الدورة الدموية حاملة معها العناصر اللازمة للترميم كالفوسفور والحديد والأملاح القلوية التي تعدل من حموضة الدم، كما أنها تساعد على نمو البكتيريا غير الضارة داخل المعدة والأمعاء.
9 - الجزر
يحتوي على زيوت قابضة تقتل الديدان وتدر البول.
مصدر غني بالكاروتين (كل 100 غرام تزود الجسم ب12000 وحدة دولية من فيتامين أ)، يعطي للرضيع بعد الشهر الثالث لتوقية عظامه - ويعالج إسهال الأطفال - وثبت ان تناول عصير الجزر باستمرار يفيد في حالات مرض السكر. وهو، من أفضل ملطفات ومنقيات الكبد فهو طارد للرياح - مدر للبول - ينفع في اليرقان - والجزر النيء أسهل هضماً من المطبوخ، وهو خير علاج لحالات نقص البوتاسيوم في الدم، ويعدل الجزر من فعل الغدة الدرقية فيقلل من خفقان القلب والإضطرابات العصبية التي تصاحب زيادة إفراز هذه الغدة .
10 - الكرنب
يحتوي على حمض الليزين المسؤول عن المحافظة على التوازن الصحي، ويحتوي الكرنب على مادة قاتلة للبكتيريا تشبه في مفعولها المضادات الحيوية، ومحتواه العالي من الكبريت له قدرة على التطهير ومنع الإلتهابات، ويحتوي على مادة تشبه في مفعولها مادة الإنسولين وهي تتلاشى بسرعة عند طبخ الكرنب .
وتم اكتشاف فيتامين جديد في الكرنب اسمه فيتامين يو (u) الذي يحدث مفعولاً واضحاً ضد التقرح - كما اكتشفت مادة الجلوتامين التي تفيد
ص: 406
في علاج الإدمان الكحولي .
و لا يوصى بتقديمه لحالات الكبد أو الصفراء أو الحصوات البولية أو النقرس، وعند استعماله مخلالاً متخمرا يعالج الإمساك المزمن والربو - وعرق النسا - ومرض البول السكري، وماء الكرنب يعيد الصوت بعد انقطاعه.
11 - الزهرة
لها فوائد طبية تشبه فوائد الملفوف ويمتاز عنه بزيادة أملاح، البوتاسيوم والفوسفور، والفيتامينات وتعتبر الزهرة ملينة - ومدرة للطمث والبول .
12 - الباذنجان
فقير في الطاقة والبروتين والفيتامينات والأملاح إلا أنه غني بأملاح البوتاسيوم والفوسفور والألياف الموجودة به تنبه الأمعاء فتساعدها على الهضم وتطرد الفضلات.
ولا ينصح بإعطائه لذوي المعدة الضعيفة سواء كانوا أطفالاً أو مسنين لأنه صعب الهضم حيث يستغرق هضمه أربع ساعات.
13 - الملوخية
يحتوي كل 100 غرام ملوخية على 1,06 مللغم حمض النيكوتنيك اراقى من البللاجرا و 13900 وحدة دولية من فيتامين أ - وتحتوي على ألياف سيللولوزية مقاومة للإمساك - ومواد مخاطية صمغية تلطف الأغشية المعوية وتقيها من الإلتهابات.
والملوخية مدرة للبول - وتحتوي بذورها على مواد طبية تقوي القلب وترفع ضغط الدم وتنفع عرق النسا .
ص: 407
14 - الخرشوف
مدر ممتاز للصفراء - ويساعد على تنشيط الإفرازات الكبدية لذلك يوصف في حالات التهابات الكبد والكلى وانحباس البول. والإكثار من تناوله يساعد على إذابة الكولسترول ومعالجة تصلب الشرايين وخفض ضغط الدم .
15 - الكوسا
تعتبر غذاء بارداً مولداً للبلغم - تنفع ضد الحميات - ملينة ومدرة للبول - سهلة الهضم - تناسب ضعاف المعدة والناقهين.
16 - البطاطا
يحتوي كل 100 غرام منها على 23 مللجم فيتامين (ج) - وهي ضد داء الأسقربوط، كما لها أثر ملطف في علاج قرحة المعدة .
17 - البنجر
يمتنع عن تناوله مرضى الحصوات البولية لأنه غني بحامض الأوكساليك (كل 100غرام بنجر تحتوي على 338 مللجم حمض اوكساليك).
18 - الكرفس
مزيل للغازات ومرخي للعضلات المتقلصة - لذلك يعطى في حالات المغص وعرق النسا - يدر الطمث والبول ويمنع سلس البول أو التبول اللاإرادي، يقلل إفراز الحليب فلا تنصح المرضعة بتعاطيه وكذلك المعرضون للإصابة بالحصوات البولية لغناه بحامض الاوكساليك (كل 100 غرام كرفس تحتوي على 50 ملغم حمض أوكساليك) .
ص: 408
19 - البقدونس
الأصل الفعّال في هذا النبات هو مادة تسمى الإبيول Epiol ، وهو سائل أصفر خافض للحرارة - مدر للطمث في حالات عسره أو إنقطاعه، والبقدونس مثير للشهية يستخدم عصيره في حالات التهابات الكبد البسيطة، وله أثر فعال في إزالة اليرقان عند بدء الإصابة به.
مصدر لتدعيم الذرة للوقاية من البلاجرا (كل 100 غرام يحتوي على 2/3مللغم حمض النيكوتنيك)، يجب استعماله تدريجياً لعدم التعرض لوجود غازات في الجهاز الهضمي أو الإصابة بآلام معوية .
يسبب حالات الجوتير للأطفال الذين يتناولون أغذية محضرة من فول الصويا نتيجة تدخله في تمثيل الأيودين .
عند تناول القهوة الساخنة أو الشاي صباحاً يحدث تنشيط أو حث لحركة الأمعاء فيساعدان على عملية الإخراج، وفي حالات الإسهال يساعدان على منع الجفاف، وللقهوة والشاي تأثير محرّض لإدرار البول.
الحالات التي يمنع فيها استخدام القهوة والشاي : -
1 - الأطفال حتى لا يستثار جهازهم العصبي بمادة الكافيين .
2 - حالات التهاب المعدة وقرحة المعدة لفعل الكافيين التنشيطي لإفراز العصير المعدي.
3- قد يسبب الشاي والقهوة زيادة خفقان القلب أو عدم إنتظام الخفقان.
4 - الأرق.
ص: 409
لا يستطيع الجسم تمثيل أكثر من 60 غرام بروتين خلال 24 ساعة، ولذلك فإن الإفراط في تناول اللحم يعرض الإنسان لكثير من العواقب الغيرسارة .
وينبغي تحديد كمية اللحم المتناول في حالات الروماتيزم - وإرتفاع ضغط الدم - التهاب الكلى - والإغماء الكبدي - والأوذيما الكبدية، نزلات البرد الشديدة - وارتفاع حمض البوليك في الدم مثل النقرس والروماتيزم.
وتصلح اللحوم الحمراء اللون مثل لحم البقر للمصابين بفقر الدم، واللحوم البيضاء مثل لحم الدجاج للمصابين بأمراض المعدة.
والحيوانات المصيدة يكثر في أنسجتها حمض اللاكتيك نتيجة لتحول الجليكوجين المختزن داخلها إلى حمض لاكتيك بسبب الجهد المبذول في الجري والهرب من الصياد، وكذلك يؤثر إفراز الغدة فوق الكلى في طعم الأنسجة - وهذا الإفراز الغدي ينشط عند الخوف .
ويوصى بنظام غذائي غني بالبروتين أو اللحوم الحمراء في حالات الإصابة بفقر الدم وتدهور الكلى وتليف الكبد ونقص البروتين الغذائي، ويمنع اللحم في حالات فشل الكبد الوظيفي، فشل الكلى الوظيفي، مرض النقرس، تمنع الأعضاء كالكبد - والكلى والقلب لأنها غنية بالبروتينات النووية .
مرق اللحم
لا يخلو من حساء اللحم عند سلقه سوى الأملاح المعدنية، لأن البروتينات لا تذوب في الماء بالتسخين بل تزداد تخثراً وتعقيداً، المكونات الغذائية في كل 100 غرام مرق لحم هي: -
- 19,6 ماء
ص: 410
- 4,4 غرام كربوهيدات
- 25 مللغرام فوسفور
- 2,4 غرام بروتين
- 2 مللغرام حديد
- 1,4 غرام دهن
- 40 سعر حراري
ولا يحتوي حساء اللحم على أي نوع من البروتينات، وترجع أهمية الحساء إلى فعلها المثير للشهية نتيجة تقديمها ساخنة واحتوائها على الأملاح والتوابل، فتنبه الغشاء المخاطي للمعدة، وهذا يؤدي إلى تنشيط إفراز العصارة المعدية الهاضمة، ويهيء الجهاز الهضمي لاستقبال الطعام.
کل غرام يحتوي على : -
- 50500 وحدة دولية فيتامين أ
- 4، مللغم فيتامين ب 1
- 3,28 مللغم ب 2
- 6,5 حمض البانتوثنيك
- 16,9 مللغم حمض النيكوتنيك
- 12٫6 مللغم حديد
لذلك فهي تستخدم في علاج فقر الدم الخبيث، وفي حالة التوصية بوجبة منخفضة البيورين نتيجة ارتفاع حمض اليورييك في الدم يمنع الكلى -القلب - الكبد - المخ عن المريض .
ص: 411
1 - قد يسبب حساسية للأطفال على صورة هرش (أرتيكاريا) أو ربو.
2- ويمنع في حالات زيادة كولسترول الدم لأنه من أغنى الأغذية بالكولسترول.
3 - في حالات أمراض الحوصلة المرارية يمنع البيض لتجنب حدوث حصوات صفراوية.
4 - قلة تناول البيض قد تزيد من فرصة الإصابة بأمراض الروماتيزم.
5 - تأثير صفار البيض في خفض نسبة سكر الدم بعد تناوله .
وقد يسبب البيض بعد تناوله : -
أ - خفض نسبة جلوكوز الدم.
ب - كذلك خفض مستوى الجليكوجين في الكبد.
والبيض غذاء سهل الهضم عند تناوله مسلوقاً، ويستخدم في زيادة أو انقاص الوزن بناء على طريقة طهيه .
قد يسبب الحليب بعض الأعراض التالية : -
1 - القبض
ربما يرجع سبب هذا جزئياً إلى الإمتصاص الكامل للحليب في القناة الهضمية .
2 - الإسهال
يتعرض له المصابين بنقص أو عدم كفاية الأنزيمات المحللة للدهن أو أنزيم اللاكتيز المحلل لسكر الحليب، كذلك فإن المصابين بالطفيليات الأميبية
ص: 412
يتعرضون للإسهال عند تناول الحليب، ويتعرض الإنسان للغازات المربكة للهضم إذا كانت الخثرة المتكونة من الكازين صلبة وجامدة. وربما تكون الإصابة بتدرب القولون مرتبطة بصعوبة مرور الدم الى الأغشية المخاطية المبطنة للقولون فتؤدي إلى صعوبة هضم الحليب وتفضيل تناوله بدون دهن .
3 - حساسية الحليب
يجب التمييز بين الحساسية الناتجة عن تناول الحليب وبين عجز الجسم عن الإستفادة من الحليب، حيث قد تأخذ الحساسية أعراض النزيف المعدي - أو أعراضاً جلدية، أما عجز الجسم عن إمتصاص الحليب فيرجع إلى نقص إفراز أنزيم اللاكتيز المحلل لسكر الحليب مما يؤدي إلى إصابة المريض بالاسهال.
4 - الحليب وقرحة القولون
وجدت تفاعلات ضد بروتين الحليب في دم المصابين بقرحة القولون.
أ - قرحة المعدة
ينظم الحليب حموضة العصير المعدي ،وفي خلال عملية هضم دهن الحليب يتم إفراز هرمون انتروجاسترون Entrogastrone من الجدار المعدي الذي يثبط الإفراز المعدي .
ب - نقص البروتين
في حالات التهاب الكلى وتليف الكبد يستخدم الحليب كمصدر مركز للبروتين، وكذلك كعلاج للنباتيين الذين يعانون من قصور البروتين نتيجة عدم الإستفادة الكاملة من البروتينات النباتية .
ص: 413
ص: 414
الکتاب***المولف***محل النشر
القرآن الكريم
الآداب الطبية في الاسلام*** السيد جعفر مرتضى العاملی***بیروت
إحياء التذكرة في النباتات الطبية***الدكتور رمزي مفتاح***مصر
الأمالي***الشيخ محمد بن الحسن الطوس***النجف الأشرف
بحار الأنوار***الشيخ محمد باقر المجلسي***طهران
تحف العقول***الحراني***طهران
التداوي بالأعشاب***الدكتور أمين رويحة***بیروت
تفسير العيّاشي***محمد بن مسعود السمرقندي***طهران
تهذيب الأحكام***محمد بن الحسن الطوسي***طهران
ثواب الأعمال***الشيخ محمد بن علي القمي (الصدوق)***قم
الجامع لمفردات الأدويةوالأغذية***عبدالله بن أحمد الأندلسي (ابن البيطار)***بغداد
الجعفريات***محمد بن محمد الكوفي***طهران
جمالك سيّدتي***الدكتور صبري قباني***بیروت
حياة الحيوان***محمد بن موسى الدميري (كمال الدين)***مصر
الخصال***الشيخ محمد بن علي القمي (الصدوق)***قم
ص: 415
دعائم الإسلام***القاضي النعمان بن محمد المغربي***مصر
الدعوات***سعيد بن عبدالله الراوندي (قطب الدين)***قم
دفع المضار الكلية عن الأبدان الإنسانية***الحسين بن عبدالله بن سينا (الشيخ الرئيس)***حلب
صحيفة الإمام الرضا(علیه السلام)***قم
الصحيفة العلوية المباركة***الشيخ عبدالله السماهيجي***بیروت
طب الأئمة(علیهم السلام)***الحسين وعبدالله ابني بسطام الزيات***النجف الأشرف
طب الإمام الصادق (علیه السلام)***الشيخ محمد الخليلي***النجف الأشرف
طب الإمام علي(علیه السلام)***محسن عقيل***بیروت
طب الإمام الكاظم(علیه السلام)***شاکر شَبع***مشهد المقدسة
الطب من الكتاب والسنة***عبد اللطيف البغدادي (موفق الدين)***بیروت
علل الشرائع***الشيخ محمد بن علي القمي (الصدوق)***النجف الأشرف
عيون أخبار الرضا(علیه السلام)***الشيخ محمد بن علي القمي (الصدوق)***طهران
الغارات***الواقدي
الغذاء لا الدواء***الدكتور صبري قباني***بیروت
غرر الحكم و درر الكلم***الشيخ عبد الواحد الآمدي***النجف الاشرف
فردوس الحكمة في الطب***علي بن سهل الطبري***برلین
فروع الكافي***الشيخ محمد بن يعقوب الكليني***طهران
الفقه الأرقى في شرح العروةالوثقى***الشيخ عبد الكريم الزنجاني***النجف الأشرف
قاموس التداوي بالأعشاب***محمد رفعت***بیروت
قاموس الغذاء والتداوي بالاعشاب***أحمد قدامه***بیروت
ص: 416
القاموس المحيط في اللغة***محمد بن يعقوب الفيروزآبادی***بیروت
القانون في الطب***الحسين بن عبدالله بن سينا (الشيخ الرئيس)***بيروت
قرب الإسناد***عبدالله بن جعفر الحميري***طهران
گیاهان داروئي (النباتات الطبية - باللغة الفارسية)***الدكتور علي زرگري***طهران
لسان العرب***محمد بن مكرم بن منظور الافريقي***قم
المحاسن***أحمد بن محمد البرقي***قم
مستدرك نهج البلاغة***الشيخ هادي كاشف الغطاء***النجف الأشرف
مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل***الميرزا حسين النوري***بيروت
المعجم الوسيط***جماعة من الأساتذة***بیروت
مكارم الأخلاق***الحسن بن الفضل الطبرسي***قم
مناقب آل أبي طالب(علیهم السلام)***محمد بن علي بن شهر آشوب***بیروت
مَن لا يحضره الفقيه***الشيخ محمد بن علي القمي (الصدوق)***قم
المنجد في اللغة***جماعة من الأساتذة***بیروت
المنصوري في الطب***محمد بن زكريا الرازي***الکویت
النباتات والأعشاب الطبية***بیروت
نزهة الناظر وتنبيه الخاطر***الحلواني***قم
النظام التربوي في الإسلام***الشيخ باقر شريف القرشي***بیروت
النوادر***فضل الله بن علي الراوندي***النجف الاشرف
نهج البلاغة***الشريف الرضي***بیروت
وسائل الشيعة الى تحصيل مسائل الشريعة***الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي***طهران
ص: 417
ص: 418
الإهداء... 5
تقديم الكتاب...7
مقدمة المؤلف...13
مقدمات علمية هامة... 15
أهمية الطبّ إسلامياً... 17
الإسلام والطب... 18
بين الطب القديم والحديث... 20
طب أهل البيت(علیهم السلام)... 23
أهل البيت (علیهم السلام) وأسس الصحة... 27
آداب الأكل والشرب في أحكام الشريعة الإسلامية... 30
إدراك الغذاء عند النراقي... 33
الغذاء الكامل علمياً... 34
جدول الفيتامينات الرئيسية... 36
من آداب الصوم... 37
فصل النباتات الأعشاب والثمار والأزهار
الأترج... 43
الباذَزوج... 45
البرني... 47
البطيخ... 48
البَنفسَجُ... 51
ص: 419
التفاح... 56
التفاح الشعشعاني... 61
التمر... 61
التین... 65
الثوم... 68
الجوز... 71
الحرمل... 72
الحِنّاء... 75
الخطمی... 77
الدُبّاء... 79
الرُّطب... 81
الرطب المشاني... 83
الرُّمَّان... 83
الرّمان الأملسي... 86
الزبيب... 87
الزبيب الأحمر... 89
الزعفران... 90
السعد... 91
السفرجل... 93
السواك... 95
الصرفان... 98
الصعتر [ الزعتر ]... 99
العجوة... 101
العدس... 102
العناب... 103
العِنب... 106
ص: 420
العِنَبُ الرازقي... 110
الفجل... 110
القُلْقُلُ... 112
القثاء... 113
الكراث... 114
الكُماة... 116
الكمثرى... 118
اللبان... 120
نخالة الدقيق... 122
الهليلج الأصفر... 123
الهندباء... 124
فصل الحيوان الطيور والأسماك وذوات الأربع ...)
ابن آوی... 131
الأسد... 131
الأوز... 132
البط... 133
البَقَر... 134
الجراد... 135
الجِرّی... 136
الحمار الأهلي... 137
الحوت... 137
الخُطَّافُ... 139
الخنزير... 140
الدب... 142
الدجاج... 143
الدراج... 144
ص: 421
الدود... 144
الذئب... 146
الزمير... 146
السَّمَكُ... 147
السنور...151
الشاة... 152
الصِّرَد... 152
الضَبّ... 153
الضبع... 153
الفَرخُ... 154
الفهد... 155
الفيل... 155
القردُ... 156
القُنفذ... 157
اللحم وأصنافه... 158
المارماهي... 162
المَعزُ... 162
الناقة... 164
النَّمِر... 164
فصل الدعاء (الاستشفاء بالقرآن والدعاء)
الدعاء وآثاره النفسية... 169
الاستشفاء بالقُرآنِ العظيم... 177
أثر التسمية... 177
كلوا واشربوا... 178
آية الكرسي لوجع العين... 178
آیتان قرآنيتان للثؤلول ... 179
ص: 422
آیتان قرآنيتان لبكاء الطفل... 180
آية قرآنية لوجع الفخذين... 181
آیتان قرآنيتان لعسر الولادة... 181
دعاة لعسر الولادة... 182
آيات قرآنية لوجع الظهر... 183
آيات قرآنية لوجع الخاصرة... 183
دعاء قبل الأكل والشرب... 184
عوذة للمصروع... 184
عوذَةٌ لكل ألم في الجسد... 185
دُعاءٌ لطلب الشفاء... 185
كلمات عِندَ الأكل لا يَضرُ معَهُنَ شَيء... 186
دعاء للضرير... 186
دُعاء للشفاءِ مِنَ السَقم... 187
دعاء لوجع الفرج... 187
دعاء للبواسير... 187
دُعاء لوجَعِ الجَسد... 188
دعاء لوجع الرأس... 189
دعاء لوجع البطن... 189
عودة لوجع الضِرس... 189
عودة البلابل الصدر... 190
عَوذَةٌ لعِرقِ النّسا... 190
عَوذَةٌ للسُعَال وكل مرض... 192
دعاء المشلول... 195
فصل الأداب (الآداب الطبيّة)
فضيلة عدم شكوى المريض... 201
عيادة المريض... 202
ص: 423
آداب المرض... 203
نصائح طبية... 204
النظافة العامة... 207
الحمام... 209
غسل اليدين... 211
غسل الثياب يدفع الهموم... 212
من آداب التخلي... 213
فوائد المضمضة والإستنشاق... 214
الحمية... 215
دعائم الصحة... 217
كثرة الأكل... 218
البطنة تمنع الفطنة... 222
قلة الأكل... 223
الخلال... 223
الحجامة... 225
الكحل... 228
النُّورة... 230
الطيب... 231
الطعام الحار... 233
كيفية تناول الطعام... 234
الجوع والمرض... 234
استِراحَةُ البَدَن... 234
قيام الليل... 235
وقاية البدن عبر الحذاء... 236
فوائد الحذاء... 236
ص: 424
فصل علم النفس (قَبَسٌ مِن عِلمِ النَفس)
معرفة النفوس وقواها... 239
تقسيم وظائف النفس... 240
تقسيم ابن سينا للنفوس... 241
النفس النباتية... 242
النفس الحيوانية... 242
النفس الناطقة... 243
غذاء النفس، العلم... 244
الفكر المسموم... 244
دواء الذنوب... 245
الصيام صحة... 246
الصوم، علاج الأمراض الجسدية والنفسية... 246
الشهوة أعدى الأعداء... 248
الغدد الداخلية والهورمونات... 248
هورمونات البلوغ... 249
اختلاف الظروف الطبيعية... 250
الإختلافات الهورمونية... 251
الحسد داء لا يبرأ... 252
الحسد، داء نفساني... 253
الحرص مرض... 254
الحرص والشره... 254
الهم يخل البدن... 255
الهم والآثار السلبية... 256
الحدّة من الجنون... 256
مظاهر الأمراض النفسية... 256
العادة طبع ثان... 258
العادة ومعالجة الأمراض... 258
قلة الكلام... 259
الإعتدال في كل شيء... 259
ص: 425
اختلاف طبائع الناس... 261
الهوى والمحن... 261
الحمق، وبالَ... 261
سوء الخلق والسلامة... 262
الصدقة دواء... 262
فصل التشريح علم التشريح وحقائق حول البدن)
عجائب خلقة الإنسان... 265
أعضاء الجسد الحسّاسة... 265
أعضاء البدن ووظيفة كل منها... 265
وظائف الأعضاء ومراكز القوى... 268
القلب وعاء له إقبال وإدبار... 269
القلب ، صلاحه وفساده... 270
قلب الطفل... 271
قلب الطفل صفحة بيضاء... 271
دخول العلق... 272
دخول وخروج العلقة... 272
عاتق حامل... 273
عدد الحمل... 274
المقاربة قبل التبوّل... 274
أطوار خلق الجنين... 275
تأثير رضاعة اللبن... 277
عوامل الوراثة... 279
الوراثة، تساوي البقاء... 279
الناقل للصفات الوراثية... 280
زيادة الحفظ... 281
الحافظة، إدراكها ووظائفها... 282
تقليم الأظفار يوم الجمعة... 283
بنية الأظفار... 283
ص: 426
معلومات عامة حول الظفر... 284
الشعر... 284
تحليل علمي للشعر... 284
نكات عامة حول الشعر... 285
نتف شعر الأبط... 286
أخذ الشارب... 286
فصل الأغذية والدهون (بعض الماكولات والمشروبات والدّهون)
ألبان... 289
البان ومنافعه... 289
البقل... 289
الخضار، مصدر غذائي هام... 290
تحليل علمي للخضار... 290
الخضار الجافة... 291
بول البقر... 291
حكم أبوال الحيوانات ونفعها... 291
البيض... 292
عناصر البيض... 292
البيض غذاء كامل... 293
البياض ضد الجراثيم... 294
البيض غذاء من الخارج... 294
الترياق... 295
الترياق بلسان علمي... 295
الثّريد... 296
الثريد خير الطعام... 296
الثريد في الطب القديم... 297
الجين... 297
الجبن في الطب القديم... 297
الجبن في الطب الحديث... 298
الجراثيم المفيدة في الجبن... 299
ص: 427
صنع الجبن... 299
الخبز... 300
الخبز في التاريخ... 302
الخبز في الطب العربي... 302
الخبز اليابس... 303
الخَلّ... 303
خل الخمر... 305
الخل ومواد صُنعه... 305
الخل في طب العرب... 307
الخل في الطب الحديث... 307
فوائد خل التفاح... 308
الخمر...308
الخمرة أم الخبائث... 309
إدمان الكحول والابتلاء بالأمراض... 309
الدهن... 310
الدهن ومنابع صنعه... 310
الدهن عند القدماء... 311
الدهن في الطب القديم... 311
الدهن في الطب الحديث... 312
الزیت... 313
زيت الزيتون وفوائده الطبية... 314
زيت الزيتون في الطب الحديث... 316
الإحساس بالشبع دون ارتفاع الكولسترول... 316
زيت الزيتون لمقاومة الأمراض... 317
السكياج... 318
السكر... 319
السكر وفوائده الطبية... 319
انواع من السكر... 319
السكر في الطب الحديث... 321
ص: 428
السمن... 322
السمن الحيواني والنباتي... 322
السمن في الطب القديم... 323
سمن البقر... 323
السمن الحيواني... 323
السمن الحيواني في الطب الحديث... 324
السويق... 325
سويق الحنطة والشعير... 325
العسل... 326
العسل في عالم الطب... 328
العسل ذو خواص كيميائية... 328
قيمة العسل الغذائية... 329
رأي الأطباء العرب في العسل... 330
وصفات اخرى من العسل... 331
رأي الطب الحديث في العسل... 332
فوائد العسل في العلاج... 333
الفالوذج... 334
اللبن... 335
اللبن في طب العرب... 336
اللبن الرائب في الطب الحديث... 336
اللبن في الغذاء... 336
اللبن دواء الجسم... 337
لبن البقر... 338
الماء... 339
ألبان الحيوانات... 338
شرب الماء قياماً... 340
شرب الماء على مراحل... 341
قاعدة وقائية... 341
الماء اساس الحياة341
تركيب الماء وصفاته... 341
الماء والإنسان... 342
ص: 429
لا امتناع ولا افراط... 343
الماء البارد... 344
خواص الماء البارد... 344
ماء برهوت... 346
الماء الحار... 346
خواص الماء الحار... 346
ماء زمزم... 346
ماء السماء... 347
الماء المغلي... 348
ماء النيل... 348
المسكر... 348
الملح... 349
قيمة الملح الغذائية... 349
الملح ضروري... 350
الملح في الطب القديم... 351
رأي الطب الحديث في الملح... 351
حالات نقص الملح... 353
حالات زيادة الملح... 353
الهريسة... 354
الهريسة في الطب القديم... 355
فصل المتفرقات (المتفرقات الطبية)
ألوان الطعام... 359
البرد... 359
البرد وفعله بالبدن... 359
الباسور... 360
البيشارجات... 361
ترك العشاء... 361
الجبيرة... 361
ص: 430
الجُرح... 362
الجماع... 362
الإفراط في الجماع... 362
آداب الجماع... 363
مقاصد الجماع... 364
الحقنة... 365
الحمى... 366
تعريف الحمى... 367
علاج الحميات... 368
الخواتم وخواصها... 370
الخَرَّفْ... 370
قيل في الخزف... 370
الخضاب... 371
الخمير... 371
الخوان والإستشفاء بفاضل الطعام... 371
ذکر اهل البيت(علیهم السلام)... 372
سُورُ المؤمن372
الطحال... 372
طِينُ نيل مصر... 373
الغدد والجذام... 374
مرض الجذام... 374
ملاذ الدنيا... 374
ملحق 1 الإمام علي (علیه السلام والعلم الحديث)
الإمام علي (علیه السلام) والعلم الحديث... 357
الأرض... 378
حركة الأرض... 380
الشمس... 381
ص: 431
وزن النور والظلمة والهواء... 383
الرياح والأمطار... 384
الإنسان... 384
في الطب... 386
في الرياضيات... 390
في الكيمياء... 392
في النحو... 393
في الاخلاق... 393
في العلم والعلماء... 394
ملحق 2 (التقويم العلاجي للأغذية)
التقويم العلاجي للأغذية... 397
الفواكه... 397
الخضروات... 402
الفول السوداني... 409
فول الصويا... 409
الشاي والقهوة... 409
اللحم... 410
الكبد... 411
البيض... 412
الحليب... 412
استخدام الحليب في العلاج... 413
اهم مصادر الكتاب... 415
الفهرس... 419
السيرة الذاتية للمؤلف... 433
شكر وثناء... 447
ص: 432
ص: 433
لقد آن الأوان لنلج إلى داخل الصفحات ونتنقل بين محتوياتها مستظلين بظلال عناوينها الوارفة، لتطلع علينا الفصول الآتية:
النباتات، الحيوانات، الاستشفاء بالدعاء، الآداب الطبية، قبس من علم النفس، علم التشريح لبدن الإنسان، المتفرقات الطبية.
ولا يسعنا ونحن نتكلّم عن هذا الكتاب وتعريفه إلا أن نشير إلى الأخ فضيلة الشيخ عبد الحسين الجواهري، بالحديث عن الإنسان بل يتعداه إلى الحيوان والنبات والبيئة، ويذكر الفوائد لبعض المآكل ويحذر عن بعضها في حالات مرضية خاصة.
وأستطيع أن أقول: إنني أنا بين كتاب تحتوي صفحاته على بستان حوى من الأعشاب انضرها، ومن الأزهار أعطرها ومن الأثمار أزكاها وأطيبها.
ص: 434