عتبة العلوية المقدسة
الإمام علي بن أبي طالب (علیه السلام)
في دوائر المعارف اليهودية
تأليف
أ. م. د. ستار عبد الحسن جبار الفتلاوي
شعبة الإصدارات والمطبوعات
محرر الرقمي: عليرضا راهجو
ص: 1
الإمام علي بن أبي طالب علیه السلام
في دوائر المعارف اليهودية
المؤلف: ... أ.م.د. ستار عبدالحسن جبار الفتلاوي
الناشر: العتبة العلوية المقدسة / قسم الشؤون الفكرية والثقافية / شعبة الإصدارات والمطبوعات
تصميم الغلاف والإخراج الفني: ... نصیر شکر
الطبعة: ... الأولى 1436ه / 2015م - النجف الأشرف
ص: 2
قسم الشؤون الفكرية والثقافية
بسم الله الرحمن الرحیم
الحمد لله رب العالمين حمداً يوافي نعمه ويُكافئ مزيده ويمتري العظيم من فضله ونداه وأفضل الصلاة وأتمّ التسليم على عباده الذين اصطفى محمد وآله الطاهرين مصابيح الدجى ومنار الهدى لاسيما بقية الله في الأرضين مولانا قطب دائرة الإمكان صاحب العصر والزمان أرواحنا لتراب مقدمه الفداء.
وبعد ..
ففي الوقت الذي يزف فيه قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العلوية المقدسة هذا الإصدار بحلته هذه الى القرّاء الكرام بالتزامن مع الذكرى القرنية الرابعة عشرة لاتخاذ أمير المؤمنين علیه السلام الكوفة عاصمة لحكومته الإلهية، فإننا نمدّ كف الضراعة إلى المولى تعالى سائلين إياه ان يسدد يراع زملائنا في شعبة الإصدارات
ص: 3
والمطبوعات لتقديم كل ما هو رائع ونافع لخدمة شريعة سيد المرسلين صلی الله علیه السلام فإنه إن انقشعت غيوم الطغيان والدكتاتورية البغيضة عن سماء عراق أهل البيت علیه السلام حتى نهدت العتبات المقدسة بقياداتها وإدارتها الجديدة بمهمة النهوض بالمستوى الفكري والثقافي لأبناء الإسلام العظيم مضطلعة بحمل هذا العبء عن طريق نشر وتحقيق المؤلفات التي تصب في خدمة الإنسان والإنسانية بكل بعد من أبعادها.
وقد حرص قسم الشؤون الفكرية والثقافية على نشر كل ما يخص مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام من خلال إصداراته المختلفة والمتنوعة خدمة لطلاب العلم والمعرفة، ونشراً للثقافة الإسلامية الأصيلة.
و من الله سبحانه نستمدّ العون وهو حسبنا ونعم الوكيل متوسلين بباب مدينة علم رسول الله صلی الله علیه و آله أن تكون هذه الجهود في ميزان حسناتنا، والله من وراء القصد..
الشيخ علي خضر الشكري
قسم الشؤون الفكرية والثقافية
1436ه
***
ص: 4
بِسم الله الرحمن الرحیم
مقدمة شعبة الإصدارات والمطبوعات
الحمد لله الأول قبل الإنشاء والإحياء، والآخر بعد فناء الأشياء، وصلّى الله على عبده ورسوله محمد صلی الله علیه و آله الذي أرسله بالهدى ونور الحق وعلى أهل بيته الهداة الميامين، وبعد..
تتصاغر الكلمات وتتضاءل العبارات عند الحديث عن رجل يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله ،كنفس الرسول بنص الكتاب المجيد.. فتذهب حينها روعة البيان.. وسحر الكلام حين يخوض المرء في هذا البحر اللجي.. الذي لو كانت البحار مداداً والأشجار أقلاماً لما استطاعت عد فضائله التي
حباه الله تعالى بها.
ومن هذا المنطلق تسعى شعبة الإصدارات والمطبوعات التابعة لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العلوية المقدسة إلى نشر فكر وتراث الإمام
ص: 5
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام للقرّاء الكرام ؛ لينهلوا من هذا المعين العذب فكراً وثقافة إسلامية صحيحة بعيدة عن التعصّب أو الغلو؛ لأنّها تنطلق من بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، ومنه تعالى نستمدّ العون والتوفيق، والله من وراء القصد..
شعبة الإصدارات والمطبوعات
12 ربيع الآخر 1436 ه - 2/ 2 / 2015م
***
ص: 6
كثيرون كتبوا عن الإمام علي علیه السلام منذ ولادته وحتى استشهاده وما مرّ به احداث سياسية وعسكرية واجتماعية ودينية، ودوره في الإسلام وسعيه الحثيث في الحفاظ على مبادئ الدين الإسلامي الحنيف، وحرصه الشديد على وحدة الامة الإسلامية وما تحمّل في سبيل ذلك من مآسٍ وآلامٍ، ونحن اليوم يسعدنا أن يتشرف قلمنا بالكتابة عن الإمام علي علیه السلام ، فهذه الشخصية العظيمة لا يستطيع أحد الالمام بها ولو بعشرات من الكتب، تصور دوره ومآثره وبطولاته ومسائله وبلاغته وغيرها من العلوم والمعارف التي عرفها الانسان.
والإمام علي علیه السلام أمير للمؤمنين بأمر من الله عز وجل ورسوله الكريم، يكفيه فخراً أنّه كان أول القوم إسلاماً وأخلصهم إيماناً وأشدهم يقيناً وأخوفهم لله وأحوطهم على رسول الله وآمنهم على أصحابه وأفضلهم مناقبَ وأكرمهم سوابق وأرفعهم درجة وأقربهم من رسول الله صلی الله و علیه و آله و أشبههم به هدياً وخلقاً وسمتاً وفعلاً وأشرفهم منزلة وأكرمهم عليه ، وكان له أخاً ووزيراً وصنواً وخليفة.
ص: 7
نعم، إنّ أمير المؤمنين علیه السلام بحق يعسوبٌ للدين اولاً وآخراً، الاول حين تفرق الناس والآخر حين فشلوا، وانه كان للمؤمنين اباً رحيماً وكهفاً وحصناً، وعلى الكافرين عذاباً وغلظة وغيظاً، وكان شأنه الحق والصدق، فقوله حكم وحتم، وامره حلم وحزم، ورأيه علم وعزم
فالإمام علي علیه السلام هو قائد الغر المحجلين، والعروة الوثقى، وصالح المؤمنين، والفاروق الاكبر ، وصاحب العصا والميسم، وقسيم الجنة والنار، ذكره عبادة، ويكفي أمير المؤمنين علیه السلام قول الرسول الاكرم صلی الله علیه و آله بحقه : لو ان الغياض اقلام والانس كتّاب والجن حساب ما احصوا فضائل ابي الحسن (1) .
***
ص: 8
لم تقتصر الكتابة عن الإمام علي علیه السلام على المسلمين فقط، بل تعدّتهم الى
ص: 9
اليهود والمسيحيين وغيرهم من الأقوام والملل المهتمين بالتاريخ الإسلامي
ص: 10
ومعظمهم من المستشرقين ،ورب سائل يسأل لماذا اتجهت أنظار العلماء على اختلاف اديانهم ومذاهبهم إلى الإمام علي علیه السلام ، وماذا وجدوا لديه حتى يؤلفوا
ص: 11
ويبحثوا في أقواله وأفعاله ومواقفه ،وهم المشهود لهم بالبحث والتقصي والغوص في أعماق التاريخ الإسلامي؟
ونستطيع أن نقول ان هؤلاء الكتّاب وجدوا الإمام علي علیه السلام اهلاً للكتابة ومنهلاً صادقاً للدين الإسلامي، وان تاريخه الناصع البياض ومواقفه المشرّفة والبطولية وحكمته الواضحة وبلاغته المشهودة تعكس التاريخ الإسلامي بصورته الصادقة والواضحة البعيدة عن افتراءات ومغالطات العصرين الأموي والعباسي، فضلاً عن أنهم رأوا في الإمام علي علیه السلام التجسيد الحقيقي للإنسان المؤمن الصادق بعد الرسول محمد صلی الله علیه و آله.
وقد استقى هؤلاء الكتّاب هذه النتائج عن حياة الإمام علي علیه السلام لما وجوده من فضائله الكثيرة ومناقبه العظيمة التي لا يستطيع احد ان ينكرها، فهناك الآيات القرآنية الكثيرة التي تذكر فضائل اهل البيت عموماً وفضائل الإمام علي علیه السلام ، والاحاديث النبوية الشريفة التي تؤكد على مكانة الإمام علي علیه السلام العالية ومنزلته الرفيعة عند الله سبحانه وتعالى والرسول الاكرم محمد صلی الله علیه السلام ، فضلاً عما تحفل به كتب التاريخ الإسلامي من مناقب ومآثر جليلة للامام علي عليه السلام .
ومن جملة هؤلاء المستشرق الاسكتلندي (Thomas Carlyle) ت 1881م تكلم في كتابه (الابطال وعبادتهم) ، عن البطل نبياً متمثلاً بشخص النبي الاكرم محمد صلی الله علیه و آله وعن فضل الإمام علي علیه السلام ومروءته ونجدته، كما يقول: «وإنّنا لا يسعنا إلا أن نحبّه ونتعشقه، فإنّه فتى شريف ،القدر، كبير النفس يفيض وجدانه رحمة وبراً، ويتلظى فؤاده نجدة وحماسة، وكان اشجع من ليث، ولكنها
ص: 12
شجاعة ممزوجة برقة ولطف، ورأفة وحنان»(1).
وأشار المستشرق البولوني الاصل البريطاني الجنسية (Romauld (Rom) Landau 1974
، في كتابه العرب والإسلام الى سبق الإمام علي بالايمان برسالة النبي محمد الله وهو ابن عمه وصهره(2).
وذكر المستشرق الفرنسي Yann Richard)، في كتابه الإسلام الشيعي، ان الإمام علي الا كان اخاً للنبي بالتبني، وكان قريباً جداً منه، ...، وانه من اول من آمن برسالة ابن عمه، ...، وكان علي محارباً، وكان امين سر النبي، وسفيره في بعض الاحيان»(3).
ويقول في مكان آخر فإذا نظرنا الى عامة المسلمين، وجدنا ان علياً هو النموذج الامثل للحاكم الواعي والملهم وفي الاصل فانه كان يقوم بما يشبه وظيفة الوزير في حكومة النبي، وكان قوياً كأسد، ومسلحاً بسيفه (ذو الفقار) الذي كان له حدّان، ولكنه تحوّل بحكم الايديولوجيا المناضلة الى شهيد في سبيل العدالة» (4) .
وغيرهم كثير ... وعن طريق الاستشرق حاول اليهود دس الافكار
ص: 13
المضللة وتشويه التاريخ الإسلامي والتركيز على علیه السلام النقاط الخلافية فيه، وتعميق الخلاف بين المسلمين، الا انهم مع شخص الإمام علي لم يستطيعوا ان يفعلوا شيئاً سوى ذكر ما وجدوه في كتب التاريخ الإسلامي، وان كانوا قد اعتمدوا في اخذ معلوماتهم من مصادر عامة غير متخصصة، ابعدتهم عن الحقيقة، وربما يكون هذا مقصوداً.
***
ونحن نتشرف أن يكون لنا ذكر ضمن الذين تشرفوا بالكتابة عن الإمام علي علیه السلام ، ومن الذين هداهم الله عز وجل للكتابة عن أمير المؤمنين علي بن ابي طالب علیه السلام ، وبحكم اختصاصنا في اللغات السامية، ولاسيما في اللغتين العبرية والسريانية، ارتأينا ان يكون هذا البحث عن ذكر الإمام علي في دوائر المعارف اليهودية في شبكة المعلومات الدولية، وكان هدفنا الرئيس هو تعريف القارئ العربي الى ما نشر عن الإمام علي علیه السلام باللغة العبرية في شبكة المعلومات الدولية.
وتُعد دوائر المعارف اليهودية من المراجع المهمة التي يعتمدها اليهود في استقاء معلوماتهم عن الامم السالفة والحاضرة وقد جاء فيها عن الدين الإسلامي ورجاله الكثير، ونظراً لما لعلي بن ابي طالب علیه السلام من مكانة عظيمة عند المسلمين رأينا من الواجب ان نقوم بدراسة ما ورد عن الامام باللغة العبرية في دوائر المعارف اليهودية في شبكات المعلومات الدولية (الانترنت)، ووفق المحاور الآتية:
ص: 14
ولادته علیه السلام .
صلته بالنبي محمد صلى الله عليه واله .
زواجه علیه السلام.
خلافته علیه السلام .
حروبه عالا علیه السلام .
أولاده علیه السلام .
شهادته علیه السلام .
وقد اخترنا اشهر ثلاث من دوائر المعارف اليهودية على شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) المنشورة باللغة العبرية، وهي:
1- www.he.wikipedia.org
2- www.ynet.co.il
3- www.daat.ac.il
وفي الختام نسأل الله عز وجل ان يجعلنا من شيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام قولاً وفعلاً، وان يكتب عملنا هذا في صحيفة أعمالنا يوم القيامة بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والتسعة المعصومين من ذرية الحسين صلوات الله عليهم أجمعين..
د. ستار الفتلاوي
كلية الآثار / جامعة القادسية
الديوانية 1436 ه/ 2015م
ص: 15
ولایة علي ابن ابي طالب حصنی فمن دخل حصنی امن من عذابی
ص: 16
حفلت كتب التاريخ والسير بروايات كثيرة عن حادثة ولادة أمير المؤمنين علیه السلام ، فتذكر أنّ فاطمة بنت أسد أُمّ أمير المؤمنين علیه السلام اقبلت الى بيت الله الحرام وكانت حاملاً به لتسعة أشهر وقد أخذها الطلق، فقالت ربّ إنّي مؤمنة بك وبما جاء من عندك من رسل وكتب وأنّي مصدقة بكلام جدي ابراهيم الخليل علیه السلام وانه بنى البيت العتيق فبحق النبي الذي بنى هذا البيت وبحق المولود الذي في بطني لما يسرت على ولادتي، فانفتح بيت الله الحرام ودخلت فيه وغابت عن الابصار والتصق الحائط، واراد الناس ان ينفتح قفل الباب فلم ينفتح، فعلموا ان ذلك امر من امر الله عز وجل ثم ان فاطمة خرجت بعد اليوم الرابع وبيدها أمير المؤمنين ، وعند خروجها من بيت الله الحرام هتف بها هاتف يا فاطمة سميه علياً فهو علي والله العلي الاعلى يقول اني شققت اسمه من اسمي و ادبته بادبي ووقفته على غامض علمي وهو الذي يكسر الاصنام في بيتي وهو الذي يؤذن فوق ظهر بيتي ويقدسني ويمجدني فطوبى لمن احبه وأطاعه وويل لمن ابغضه وعصاه، ولد الامام علیه السلام في مكة يوم الجمعة الثالث عشر من رجب سنة ثلاثين من عام الفيل قبل النبوة باثنتي عشرة سنة أي في(13 رجب سنة
ص: 17
ق.ه / 17 مارس 599 م ) ، من ابوين هاشميين وهو اول هاشمي من هاشميين، ولم يولد قبله ولا بعده مولود في بيت الله الحرام سواه اكراماً من الله تعالى له(1).
ورد ذكر اسم الإمام علي في دائرة المعارف اليهودية على الانترنيت ((ויקיפדיה העברית الويكبيديا العبرية) بهذه الصيغة(עלי בן אבי טאלב) : علي بن ابي طالب، او بصيغة (עלי אבן אבו טאלב) : علي ابن ابو طالب، وهو رابع الخلفاء الراشدين (היה האחרון במניין ארבעת הח'ליפים הראשונים)، والاول عند الشيعة الامامية (והראשון במניין האימאמים השיעים)(2).
إن نسب الإمام علي هو : «علي بن أبي طالب واسم أبي طالب (عبد مناف) بن عبد المطلب واسم عبد المطلب (شيبة) بن هاشم واسم هاشم (عمرو) بن عبد مناف واسم عبد مناف (المغيرة) بن قصي واسم قصي (زید)»(3).
يقول العلامة الحلي (4) : «وأبوه أبو طالب عبد مناف بن عبد المطلب بن صلى الله علیه وآله شيبة الحمد، وعنده يجتمع نسبه و نسب رسول الله الله ابن هاشم بن عبد مناف
ص: 18
... فهو ابن عم رسول الله الأبيه وأمه ... » (1) .
وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، وهي أول هاشمية ولدت هاشمياً، ولذلك كان الإمام علي أول مولود ولد لهاشميين، وأسلمت صلى الله علیه والهفاطمة بنت أسد وهاجرت إلى المدينة وبها توفيت وحفر قبرها النبي محمد علي الله ، ودخل في لحدها وألبسها من ثيابه لبرها به (2) .
جاء في دائرة المعارف اليهودية على الانترنيت (ויקיפדיה העברית الويكبيديا العبرية) (3) ان الإمام علي ولد في مكة المكرمة سنة 598 او 600 للميلاد (נולד במכה בסביבות 598 או 600לערך)(4) ، في حين ان دائرة المعارف اليهودية (ווינט) (5) تذكر ان سنة الولادة ( 600- 601؟) (6)
ص: 19
قال الشيخ المفيد: «ولد بمكة في البيت الحرام يوم الجمعة الثالث عشر من شهر رجب سنة ثلاثين من عام الفيل، ولم يولد قبله ولا بعده مولود في بيت الله تعالى سواه إكراماً من الله تعالى جل اسمه له بذلك وإجلالاً لمحلّه في التعظيم »(1). وفي ذلك قال الشعراء.
ومنهم السيد الحميري (ت 173ه-):
ولدته في حرم الإله وأمنه *** والبيت حيث فناؤه والمسجد
بيضاء طاهرة الثياب كريمة***طابت وطاب وليدها والمولد
في ليلة غابت نحوس نجومها ***وبدت مع القمر المنير الأسعد
مالفّ في خرق القوابل مثله ***إلا ابن آمنة النبي مّحمد (2)
وكذلك قول عبدالباقي العمري (ت1278ه-):
أنت العلي الذي فوق العلى رفعا ***ببطن مكة وسط البيت إذ وضعا (3)
أورد ابن البطريق الحلي (4) في مولد الإمام علي علیه السلام بالقول: «ومن مناقب
ص: 20
الفقيه ابن المغازلي ،...حدثنا موسى بن جعفر عن أبيه، عن محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين علیه السلام قال : كنت جالساً مع أبي ونحن زائرون قبر جدنا صلی الله علیه و آله وهناك نسوان كثيرة إذ أقبلت امرأة منهن فقلت لها :من أنت رحمك الله ؟ قالت:زيدة بنت قريبة ابن العجلان من بني ساعدة، فقلت لها: فهل تحدثينا ؟ قالت: إي والله، حدثتني أمي أم عمارة بنت عبادة ابن نضلة ابن العجلان الساعدي، إنها كانت ذات يوم في نساء من العرب إذ أقبل أبو طالب فقلت له: ما شأنك يا أبا طالب؟ فقال: إن فاطمة بنت أسد في شدة المخاض، ثم وضع يديه على وجهه فبينا هو كذلك إذ أقبل محمد صلی الله علیه و آله فقال له: ما شأنك ياعم ؟ فقال: إنّ فاطمة بنت أسد تشتكي المخاض، فأخذ بيده وجاء وهي معه وقمنا معه، فجاء إلى الكعبة فأجلسها ثم قال : أجلسي على اسم الله، قال: فطلقت طلقة فولدت غلاماً مسروراً نظيفاً منظفاً لم أر كحسن وجهه، فسماه أبو طالب (علياً) وحمله النبي صلی الله علیه و آله حتى أداه إلى منزلها، قال علي بن الحسين علیه السلام : فوالله ما سمعت بشيء قط إلا وهذا أحسن منه» (1) .
وكان علي علیه السلام أصغر أخوته سناً، وأعظمهم قدراً، فكان طالب أكبر من عقيل بعشر سنين، وعقيل اكبر من جعفر بعشر سنين، وجعفر أكبر من علي علیه السلام بعشر سنين (2) .
ص: 21
كنيته أبو الحسن (1) ، ولقبه أبو تراب (2) ، وهما من أحب الكنى والألقاب إليه.
وذكرت دائرة المعارف اليهودية على الانترنيت ( ויקיפדיה העברית الويكبيديا العبرية) انّ أباه هو أبو طالب، وتصفه انه تاجر ثري (סוחר עשירממכה) وانه كان عم النبي محمد صلی الله علیه و آله وكفيله (שהיה דודו ופטרונו שלמוחמד) (3) . كان لأبي طالب دور بارز في الحفاظ على الدين الإسلامي، وذلك للاسباب الآتية:
أولاً: إن أبا طالب قد تولى رعاية النبي محمد صلی الله علیه و آله وحمايته، حينما بدأ النبي صلی الله علیه و آله بنشر رسالته بين الناس، وهذا أدى إلى مواجهته عداءً شديداً من زعماء قريش وبالأخص زعماء بني أمية.
ثانياً: إن أبا طالب هو والد الإمام علي علیه السلام ، وهنا حاول الأمويون بكل وسعهم دفع المؤرخين وكتاب السيرة إلى النيل من أبي طالب واتهامه بالكفر للانتقاص من منزلة أبي طالب وولده علي علیه السلام ، وفي كتب التاريخ كثير من الدلائل التي تثبت دور أبي طالب في الدفاع عن النبي محمد صلی الله علیه و آله من جهة،
وتأكيد قوة إيمانه برسالة النبي محمد صلی الله علیه و آله من جهة أخرى.
ص: 22
لقد كانت رعاية أبي طالب للنبي محمد صلی الله علیه و آله شديدة، وكان لا يكاد يفارقه لحظة حتى انه أخذه إلى الشام ،عندما خرج بتجارته يقول ابن المطهر الحلي (1) : «وكان من وقاية أبي طالب للنبي صلی الله علیه و آله انه عزم على الخروج في ركب من قريش إلى الشام تاجراً سنة ثمان من مولده، وفي رواية ان عمره كان اثنتي عشرة سنة، واخذ النبي صلی الله علیه و آله بزمام ناقة أبي طالب وقال له: يا عم على من تخلفني ولا أب لي ولا أم، وكان قد قيل له: ما تفعل به في هذا الحر وهو غلام صغير، فقال: والله لأخرجن به ولا أفارقه أبداً، وكانوا ركباناً كثيراً ... » (2) .
واستمرت تلك الرعاية حتى بعث النبي صلی الله علیه و آله واخذ ينشر دعوته، فآزر أبو طالب النبي صلی الله علیه و آله في دعوته، وحينما علم أبو طالب بإسلام ولده علي علیه السلام فرح بذلك.
يروي ابن البطريق الحلي (3) في ذلك : «يروى أن أبا طالب قال لعلي علیه السلام : أي بني ما هذا الدين الذي أنت عليه ؟ قال : يا أبت آمنت بالله ورسوله وصدقته فيما جاء به، وصليت معه الله، فقال له أما أن محمداً لا يدعوك إلا إلى خير فالزمه»(4). فهذا هو أول نصره للرسول محمد صلی الله علیه و آله ، إذ أمر ابنه علي علیه السلام بالثبات مع رسول الله صلی الله علیه و آله والدفاع عنه، وان مواقف أبي طالب إلى جانب الرسول صلی الله علیه و آله، كثيرة ، إلا أن من أبرز ما تبين فيه موقف العداء بين بني هاشم
ص: 23
وباقي بطون قريش وبالأخص بني أمية ما ورد في رواية ابن البطريق الحلي(1): «وقد ذكر مقاتل (2) في تفسيره سورة الأنعام في قوله تعالى: ﴿ وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِن يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ) (3) ، قال مقاتل بإسناده إلى ابن عباس (4) : اجتمعت قريش إلى أبي طالب وقالوا له: يا أبا طالب، سلم إلينا محمداً فإنه قد أفسد أدياننا وسب آباءنا لنقتله، وهذه أبناؤنا بين يديك تبنى بأيهم شئت، ثم دعوه بعمارة ابن الوليد وكان مستحسناً فقال لهم: هل رأيتم ناقة حنت إلى غير فصيلها، لا كان ذلك أبدا ثم نهض عنهم فدخل على النبي صلی الله علیه و آله فرآه كئيباً، وقد علم مقالة قريش ،له، فقال: يا محمد لا تحزن (5) ثم قال:
والله لن يصلوا إليك بجمعهم *** حتى أوسد في التراب دفينا
فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة ***وابشر وقر بذاك منك عيونا
ودعوتني وزعمت انك ناصحي ***ولقد صدقت وكنت قبل أمينا
وذكرت دینا قد علمت بأنه ***من خير أديان البرية دينا » (6)
ص: 24
وكان آخر دفاع لأبي طالب رضي الله عنه عن الرسول صلی الله علیه و آله ضد جبروت قريش، هو ما حدث من مقاطعة بني هاشم من قبل بطون قريش وبالأخص بطن بني أمية، لما علموا ان رسالة النبي محمد صلی الله علیه و آله سوف تسلبهم سلطانهم السياسي والديني والاقتصادي في مكة، لذلك سارعوا إلى التحالف والاتفاق على مقاطعة بني هاشم وعلقوا بذلك صحيفة على باب الكعبة الشريفة (1) .
ولقد توفي أبو طالب رضي الله عنه عم النبي صلی الله علیه و آله وخديجة بنت خويلد زوجة النبي صلی الله علیه و آله في أثناء هذه المقاطعة، فأثر ذلك في النبي صلی الله علیه و آله تأثيراً كبيراً، واضعف من معنويات المسلمين، لما كان يوفره أبو طالب رضي الله عنه من سند قوي وحماية كبيرة للنبي صلی الله علیه و آله وللمسلمين، لذلك قال النبي صلی الله علیه و آله حين توفي أبو طالب رصي الله عنه: «ما نالت مني قريش شيئاً أكرهه حتى مات أبو طالب» (2) .
ويشير الإمام علي علیه السلام الى ابيه ابي طالب رضي الله عنه وأهله وأنّهم من عباد الله الصالحين المؤمنين، فيقول:
«وإنّي لمن قوم لا تأخذهم في الله لومة لائم. سيماهم سيماء الصدّيقين، وكلامهم كلام الابرار، عُمّار الليل ومنار الليل ،متمسكون بحبل القرآن، يحبون سنن الله وسنن ،رسوله لا يستكبرون ولا يعلون ،قولا يغلّون ولا يفسدون ،
ص: 25
قلوبهم في الجنان واجسادهم في العمل» (1) .
ص: 26
وكانت لأمير المؤمنين علي علیه السلام جذور ضاربة في سلالة طاهرة كريمة هي سلالة إبراهيم علیه السلام ، فهو كرسول الله صلی الله علیه وآله في ذلك. فالحديث عن جُدود النبيّ صلی الله علیه و آله حديث عن جدود الإمام علي علیه السلام ، والكلام عن سلالته صلی الله علیه وآله هو بعينه الكلام عن سلالة أخيه ووصيّه علیه السلام ، قال علیه السلام في أسلافه: «إنّ الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من ولد إسماعيل بني كِنانة، واصطفى من بني كنانة قريشاً، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم (1) ، فبنو هاشم هم صفوة اختيرت من بين صفوة الأُسر، ورسول الله صلی الله علیه و آله و عليّ علیه السلام هما صفوة هذه الصفوة ، قال الإمام علیه السلام واصفاً سلالة النبيّ علیه السلام : « أُسرته خير الأُسر، وشجرته خير الشجر ؛ نَبَتت في حرَم، وبَسَقت في كَرَم لها فروع طوال، وثمر لا يُنال»(2)، وهذا الثناء هو ثناء على سلالته علیه السلام
أيضاً، إذ قال رسول الله صلی الله علیه و آله: « أنا وعليّ من شجرة واحدة ». وقال صلی الله علیه و آله : «الحمه لحمي، ودمه دمي». وبذا يكون بيت رسول الله صلی الله علیه و آله وبيت عليّ هو بيت النبوّة، وأُرومتهما أُرومة النور والكرامة، وهما المصطفيان من نسل إبراهيم وبني هاشم، مع خصائص ومزايا سامقة ،كالطهارة ،والفصاحة ،والسماحة، والشجاعة، والذكاء، والحياء، والعفّة، والحلم، والصبر وأمثالها. ناهيك عن منزلتهما المرموقة العليّة بين قبائل العرب بأجمعها (3) .
أورد النقدي عن الأصبغ بن نباتة، قال: «سمعت أميرالمؤمنين يقول: والله
ص: 27
ما عبد أبي ولا جدي عبد المطلب ولا هاشم ولا عبد مناف صنماً قط، قيل: فما كانوا يعبدون؟ قال: كانوا يصلّون إلى البيت على دين إبراهيم متمسكين به » (1) .
ويذكر العسكري ان ابا طالب رضي الله عنه كان مؤمناً موحداً، ناصراً الله ورسوله، فيقول: «من راجع كتب التاريخ والحديث والتفسير لعلماء أهل السنة والامامية عليهم الرحمة والرضوان يجد فيها أفعالا وأقوالا في النثر والشعر، تدل على أن أبا طالب علیه السلام كان مؤمناً بالله موحداً ومؤمناً بجميع الأنبياء آدم ومن بعده علیه السلام وكان عالما بأنه سيبعث الله تبارك وتعالى من بني هاشم نبيا ووصيا له وكان ينتظرهما طول حياته علیه السلام فلما من الله تعالى على خلقه وولدا في أشرف بقعة من الدنيا ومن أفضل والدين عرفها وآمن بهما قبل كل أحد ولكن لمصلحة العصر والوقت ولان يتمكن من حفظهما «وحفظ من آمن بهما أخفى عن الناس وعلى الأخص من كفار قريش إيمانه بهما ولم يتابعهما في العبادات التي كانا يقومان بها، في الظاهر كل ذلك تقية أو اتقاء» (2) .
***
ص: 28
تذكر كتب التراث الإسلامي ، ان الإمام علي علیه السلام اول من اسلم من الرجال، وان النبي بُعث يوم الاثنين واسلم الإمام علي علیه السلام يوم الثلاثاء، وانه عبد الله قبل ان يعبده احد من هذه الامة بخمس سنين او سبع سنين، وان الرسول الاكرم محمد صلی الله علیه و آله قال لعلي علیه السلام أنت أول المسلمين إسلاماً وأول المؤمنين إيماناً، وانّك أول هذه الامة وروداً عليّ الحوض يوم القيامة، وانك الصدّيق الاكبر وفاروق هذه الامة يفرق بين الحق والباطل، وانت يعسوب المسلمين والمال يعسوب الظالمين، وانت بابي الذي أُوتي منه، وخليفتي من بعدي، لحمك من لحمي ودمك من دمي وانت مني بمنزلة هارون من موسى غير انه لا نبي بعدي ،وانت اخي ووزيري وخير من اترك بعدي تقضي ديني وتنجز موعدي (1) .
ص: 29
وقد رُويت أشعارٌ كثيرة عن الحادثة ، منها قول عبدالله بن ابي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب مجيباً للوليد بن عتبة بن ابي معيط :
وانّ ولي الامر بعد محمد ***علي وفي كل المواطن صاحبه
وصي رسول الله حقاً وصنوه ***واول من صلى ومن لان جانبه (1)
وكان للامام علي علیه ا لسلام منزلة كبيرة عند الرسول الاعظم محمد صلی الله علیه و آله،ووردت احاديث كثيرة تنص على هذه المنزلة ،منها ما ورد عن عبد الله مسعود، انه قال رأيت رسول الله صلی الله علیه و آله وكفه في كف علي بن ابي طالب علیه السلام و هو يقلبه، فقلت يا رسول الله ما منزلة علي منك ، فقال : كمنزلتي من الله، وعن ابي سعيد الخدري انه كانت للامام علي علیه السلام دخلة على رسول الله صلی الله علیه و آله لم تكن لاحد من الناس (2) . وجاء في مسند ابن حنبل وغيره ان رسول الله صلی الله علیه وآله نظر الى علي والحسن والحسين وفاطمة، فقال: انا حرب لمن حاربكم، وسلم لمن سالمكم (3) .
جاء في (ויקיפדיה העברית الويكبيديا العبرية) ان الإمام علي علیه السلام كان اول المؤمنين بنبوة النبي محمد صلی الله علیه و آله من الرجال (היה מן הראשונים שקיבלו
ص: 30
את האסלאם) ، في طفولته في سن السابعة او التاسعة (עוד בילדותו (בגילאו 9) (1) ، وتذكر دائرة المعارف اليهودية (וַויְנֶט) انه اسلم في صباه، ومنذ ذلك الحين تبع النبي محمد صلی الله علیه و آله (התאסלם בהיותו נער. ומאז תמך במוחמד) (2) .
تصوّر كتب التاريخ حقيقة إسلام الإمام علي علیه السلام بشكل مشوه ومجانب للحقيقة، فتارة بوصف صغره عند إسلامه، واخرى في كيفية إسلامه، وهذا نتيجة بغض بني أُمية لأهل البيت علیه السلام، وتحريف الروايات، وتصوير الوحي ونزوله بشكل مفاجئ على رسول الله صلی الله علیه و آله وغيرها من الأُمور الموضوعة والاسرائيليات، وفي هذا كلام كثير، إذ من المعروف ان ايمان رسول الله صلی الله علیه و آله بشرائع الانبياء السابقين واضح وجلي، وعبادته قبل النبوة في غار حراء، وعدم ارتكابه المحرمات فهو الصادق الامين من الامور المسلم بها. وهذا الامر يسري على أمير المؤمنين علیه السلام ربيب رسول الله صلی الله علیه و آله الذي لم يسجد لصنم قط، ولم يشرك بربه تعالى ،وكان يتعبد مع ابن عمه الرسول الكريم قبل الوحي، فالإمام علی علیه السلام لم يحتج ان يُدعى الى الإسلام، ولم يكن مشركاً حتى يوحّد.
وكيف لا يكون علیه السلام كما قال ،وهو ربيب رسول الله صلی الله علیه و آله وتلميذه الأوّل و وصيّه الأوحد، وقد قال علیه السلام في خطبته القاصعة عن ملازمته للنبيّ صلی الله علیه و آله:« وَلَقَدْ كُنْتُ أَتَّبِعُهُ اتَّبَاعَ الْفَصِيلِ أَثَرَ أُمَّهِ يَرْفَعُ لِي فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ أَخْلَاقِهِ علَا وَيَأْمُرُنِ بِالِاقْتِدَاءِ بِهِ. وَلَقَدْ كَانَ يُجَاوِرُ فِي كُلِّ سَنَةٍ بِحِرَاءَ فَأَرَاهُ وَلَا يَرَاهُ غَيْرِي وَلَمْ يَجْمَعْ بَيْتُ وَاحِدٌ يَوْمَئِذٍ فِي الْإِسْلَام غَيْرَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم وَخَدِيجَةَ وَأَنَا ثَالِثُهُمَا أَرَى نُورَ الْوَحْيِ
ص: 31
وَالرِّسَالَةِ وَأَشْمُ رِيحَ النُّبُوَّةِ» (1) .
ونستطيع القول ان الإمام علي علیه السلام كان مهيّاً لتلقي الدعوة الإسلامية سواء قلنا انه مهياً منذ ان كان نوراً حول العرش ام ان الرسول الاكرم صلی الله علیه و آله هو الذي هيأه في صحبته اياه.
وروي عن رسول الله صلی الله علیه و آله انه قال لعلي علیه السلام هذا وصبيّ وموضع سري، وخير من اترك بعدي، وفي غزوة تبوك عن ابن عباس رضي الله عنه ان الرسول صلی الله علیه و آله قال لعلي علیه السلام أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ إلّا أنّه لا نبيّ بعدي، وقال له ايضاً: انت وليّ كل مؤمن بعدي ومؤمنة (2) .
وروي عن الصاحب بن عباد، قوله:
علي وليّ المؤمنين لديكم ***ومولاكم من بين كهل ومعظم
علي من الغصن الذي منه احمد ***ومن سائر الاشجار اولاد آدم
ويصوّر لنا العقاد صلة الإمام علي علیه السلام بالدين الإسلامي وبالرسول الاكرم صلی الله علیه و آله، فيقول: «فقد ملأ الدين الجديد قلباً لم ينازعه فيه منازع من عقيدة سابقة، ولم يخالطه شوب يذكر صفاءه ويرجع به الى عقابيله، فبحق ما يقال: ان علياً كان المسلم الخالص على سجيته المثلى وان الدين الجديد لم يعرف قط اصدق
ص: 32
إسلاماً منه ولا اعمق نفاذاً فيه» (1).
وغير هذا كثير يصوّر منزلة الإمام علي علیه السلام عند الرسول الأعظم صلی الله علیه و آله وما خصّه به من منازل القربة ودرجات العلاقة العالية، وامره بحبه واكرامه، وان حبه مقرون بحب الله ورسوله ، وان من اراد ان يحيا حياة محمد ومماته فليتول علي، وانه اخوه ووصيه ووارثه وخليفته من بعده ،وانه نفس الرسول، وانه اسد الله وسيفه في ارضه، وصاحب لواء الرسول الله صلی الله علیه و آله في كل زحف، وحامل راية الرسول صلى الله علیه و آله يوم القيامة، ويعسوب المؤمنين وامير النحل، وأمير المؤمنين، والانزع البطين (المنزوع من الشرك، والبطين من العلم).... الخ (2) .
***
ص: 33
اَشهدُ انَ علی ولی الله
ص: 34
كان زواج (1) الإمام علي علیه السلام ببضعة رسول الله صلی الله علیه و آله ، فاطمة الزهراء علیهم السلام ، زواجاً مباركاً ميموناً، وهي من الكرامات التي أكرم بها الله عز وجل الإمام
ص: 35
على علیه السلام وفضله بها على غيره.
وكان الإمام علي علیه السلام يملك مهرها، فكان صداق فاطمة بنت رسول الله صلی الله علیه و آله درعاً باعها الإمام علي علیه السلام ، ودفع ثمنها صداقاً لبنت رسول الله صلى الله عليه واله (1) .
وقد حدث هذا الزواج المبارك في السنة الثانية للهجرة يقول ابن الطقطقی (2):
«وزوجه ابنته الزهراء البتول عليهم السلام في السنة الثانية للهجرة».
وروى ابن سلمان الحلي 4(3) رواية أُخرى:
«... فقال سعيد بن المسيب، فقلت: لعلي بن الحسين: فمتى زوج رسول الله فاطمة علیه السلام من علي علیه السلام ، فقال : بالمدينة بعد الهجرة بسنة وكان لها يومئذ تسع سنين ... » .
انّ اغلب المصادر تذكر بان هذا الزواج قد حدث في السنة الثانية للهجرة (4) .
جاء في (ויקיפדיה העברית الويكبيديا العبرية) ان الإمام علي علیه السلام
ص: 36
تزوج فاطمة ابنة ابن عمه محمد صلی الله عليه واله (1) (2) ،(התחתן עם פאטמה בתו של בן-דרדר מוחמד) وجاء في دائرة المعارف اليهودية ان الإمام علي علیه السلام ابن عم النبي محمد صلی الله علیه و آله وصهره (3).
وفي رواية ان الرسول محمد صلی الله علیه و آله قال لفاطمة علیهم السلام : اما علمت ان الله عز وجل اطّلع الى اهل الارض فأختار منهم اباك فبعثه نبياً، ثم اطّلع ثانية فأختار بعلك، فأوحي الي فأنكحته واتخذته وصياً (4) ، وفي رواية اخرى بالاسناد الى ابي ايوب الانصاري ان رسول الله صلی الله علیه و آله مرض مرضة، فدخلت عليه فاطمة علیهم السلام تعوده، وهو ناقه من مرضه، فلما رأت ما من مرضه، فلما رأت ما برسول الله من الجهد والضعف خنقتها العبرة حتى خرجت دمعتها، فقال لها : يا فاطمة ان الله اطّلع الى اهل الارض اطّلاعة، فاختار منها أباك فبعثه نبياً، ثم اطلّع إليها ثانية، فاختار منها بعلك، فأوحي الي فأنكحته واتخذته وصياً، اما علمت يا فاطمة ان لكرامة الله اياك
ص: 37
زوّجك اعظمهم حلماً، واقدمهم سلماً، واعلمهم علماً، فُسرّت بذلك فاطمة واستبشرت، ثم قال لها رسول الله صلی الله علیه و آله يا فاطمة، لعلي ثمانية اضراس ثواقب: ایمان بالله وبرسوله ،وحكمته، وتزويجه فاطمة، وسبطاه الحسن والحسين، وامره بالمعروف ،ونهيه عن المنكر، وقضاؤه بكتاب الله عز وجل(1).
وتذكر الموسوعة اليهودية(דעת)(2)ان النبي محمد صلی الله علیه و آله اخذ الإمام علي علیه السلام الى بيته وزوجه ابنته فاطمة علیه السلام التي انجبت له ولدين (الحسن والحسين) (מוחמד לקח את עלי בן אבו טאליב לביתו. נתן לו את פאטימא בתולאשה. והיא ילדה לו הבנים את חסאן וחסיין»). (3) .
***
ص: 38
خلافة الإمام علي علیه السلام
اجتمع الناس حول أمير المؤمنين علي علیه السلام بعد مقتل الخليفة الثالث عثمان ابن عفان، وطلبوا منه ان يستلم زمام الامور ويصبح الخليفة، فقبل بها الإمام علي علیه السلام علی مضض، فجاء الناس الى أمير المؤمنين علیه السلام ليبايعوه فامتنع عليهم فألحوا عليه حتى اكرهوه وتداكّوا عليه تداكّ الابل على الماء، فبايعهم على كتاب الله وسنة نبيه طائعين راغبين فلما بايعوه قام خطيباً في الناس فحمد الله واثنى عليه وذكرهم بايام الله ،وتصور لنا نماذج من خطبه واقواله قبل البيعة له بالخلافة، هذه الحالة احسن تصوير، منها : فقمت بالامر حين فشلوا وتطلعت
حين تقبعوا ونطقت حين تعتعوا ومضيت بنور الله حين وقفوا، وكنت اخفضهم صوتاً واعلاهم فوتاً، فطرت بعنانها واستبددت برهانها كالجبل لا تحركه القواصف ولا تزيله العواصف، لم يكن لاحد في مهمز ولا لقائل في مهمز. الذليل عندي عزيز حتى آخذ الحق له والقوي عندي ضعيف حتى آخذ الحق منه، رضينا عن الله قضاءه وسلمنا لله امره ،اتراني اكذب على رسول الله صلی الله علیه و آله والله لان اول من صدقه فلا اكون اول من كذب عليه، فنظرت في امري فإذا
ص: 39
طاعتي قد سبقت بيعتي واذا الميثاق في عنقي لغيري(1).
ص: 40
بويع الإمام علي علیه السلام بالخلافة سنة 35 ه-/ 655م (1). ويتضح لنا من كلام الإمام علي علیه السلام ، ومن خطبه، أن بيعته علیه السلام ، كانت بإجماع المسلمين، وأنه
ص: 41
بويع، والناس في فتنة حتى أن بيعته كانت بإجبار المسلمين له على أن يقبل الخبیعة(1).
عند عودة النبي محمد صلی الله علیه و آله إلى المدينة المنورة بعد أدائه فريضة الحج، ومبايعته للإمام علي علیه السلام في غدير خم، لم يطل به المقام طويلاً حتى الذي توفي فيه صلی الله علیه و آله، وكان الإمام علي علیه السلام يلازمه ويعاينه ويمرضه وقد أراد النبي صلی الله علیه و آله بعهد يكتبه في كتاب، لتوكيد ذلك على المسلمين - على الرغم من أنه بايع لعلي علیه السلام في أكثر من موضع كما مر بنا سابقاً - فسعى بعض من حضر النبي صلی الله علیه و آله في ذلك اليوم إلى منعه من كتابة ذلك العهد لكي يمنعوا الخلافة عن الإمام علي علیه السلام.
يقول علي بن طاووس (2) : «أقول : والظاهر في الروايات التي أطبق على نقلها المخالف والمؤالف أنه ما كان سبب هذا الاختلاف والضلال بعد مفارقة الثقل الذين قرنهم النبي صلی الله علیه و آله بكتاب الله إلا منع النبي صلی الله علیه و آله من الصحيفة التي أراد أن يكتبها عند وفاته فإنهم رووا في صحيح البخاري ومسلم ومن الجمع بين الصحيحين للحميدي في الحديث الرابع من المتفق عليه من مسند عبد الله بن
ص: 42
عباس أنه قال : لما احتضر النبي صلی الله علیه و آله و في بيته رجال فيهم عمر بن الخطاب، فقال النبي صلی الله علیه و آله : هلموا أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً، فقال عمر بن الخطاب: إنّ النبي قد غلب عليه الوجع، وعندكم القرآن حسبكم كتاب ربكم، ومن صحيح مسلم : إن رسول الله صلی الله علیه و آله يهجر ، فاختلف الحاضرون عند النبي صلی الله علیه و آله فبعضهم يقول: القول ما قاله النبي علل الله فقربوا إليه كتاباً، ومنهم من يقول: القول ما قاله عمر ، فلما أكثروا اللغط والاختلاف قال النبي عل الله قوموا عني، ولا ينبغي عندي التنازع ، ثم قال : كان عبدالله بن عباس يبكي حتى تبلّ الحصى، ويقول: يوم الخميس وما يوم الخميس ...! الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلی الله علیه و آله وبين كتابه»(1).
وبعد أن حضر رسول الله صلی الله علیه و آله الموت قال: أدعوا لي حبيبي، فدعي أبو بكر، فنظر إليه رسول الله صلی الله علیه و آله ثم وضع رأسه ثم قال: أدعوا لي حبيبي، قال: ويلكم أدعوا له علي بن أبي طالب ، فو الله ما يريد غيره، فلما رآه استوى جالساً وفرج الثوب الذي كان عليه ثم أدخله منه (2) ثم قال : يا علي يا أخا محمد ، أتنجز عداة محمد وتقضي دينه وتأخذ تراثه قال: نعم بأبي أنت وأمي، قال فنظرت إليه حتى نزع خاتمه من أصبعه فقال : تختم بهذا في حياتي وقال: فنظرت إلى الخاتم حتى وضعه علي علیه السلام في أصبعه اليمنى ثم صاح رسول الله صلی الله علیه و آله يا بلال عليّ بالمغفر والدرع والراية وسيفي ذي الفقار، وعمامتي السحاب والبرد
ص: 43
والأقربة والقضيب، ثم قال: يا علي اقبضها في حياتي حتى لا ينازعك فيها أحد بعدي (1) .
وفي وصف بيعته بالخلاقة يقول علیه السلام «وبسطتم يدي فكففتها ومددتموها فقبضتها، ثم تداككتم علي تداك الابل الهيم على حياضها يوم ورودها حتى انقطع النعل وسقط الرداء ووطيء الضعيف وبلغ من سرور الناس ببعتهم اياي ان ابتهج بها الصغير وهدج اليها الكبير وتحامل نحوها العليل وحسرت اليها الكعاب» (2) .
وله أيضاً علیه السلام : «اللّهمّ إنّك تعلم أنه لم يكن الذي كان منا منافسة في سلطان، ولا التماس شيء من فضول الحطام ، ولكن لنرد المعالم من دينك، وتظهر الإصلاح في بلادك فيأمن المظلومون من عبادك وتُقام المعطلة من حدودك» (3) .
وتزخر كتب التاريخ باحادیث وروايات كثيرة عن ولاية أمير المؤمنين علیه السلام ، وانه قد نُصب من قبل الرسول الاكرم محمد الله بامر من الله عز وجل ولياً لكل مؤمن ومؤمنة، وان الرسول قال من سره ان يحيا حياتي ويموت ميتتي ويدخل جنة ربي التي وعدني جنة عدن منزلي قضيب من قضبانه غرسه ربي تبارك وتعالى بيده فقال له كن فكان فليتول علي بن أبي طالب علیه السلام والاوصياء من ذريته انهم الأئمة من بعدي هو عترتي من لحمي ودمي، فانهم
ص: 44
لا يخرجونكم من الهدى ولا يدخلونكم في ضلالة، وجاء في الحديث القدسي، ولاية علي بن ابي طالب حصني فمن دخل حصني امن ناري، وواقعة غدير خم تصور احسن تصوير ولاية أمير المؤمنين علي ، عندما اخذ الرسول الاكرم محمد له يد الإمام علي علیه السلام فقال اللهم وال من والاه وعاد من عاداه واحب من احبه وابغض من ابغضه وانصر من نصره واخذل من خذله (1).
وورد عن الرسول الاكرم صلی الله علیه وآله عن ابن عباس رضی الله عنه قال: ولاية علي ابن ابي طالب ولاية الله وحبه عبادة الله واتباعه فريضة الله، واولياؤه اولياء الله، واعداؤه اعداء الله، وحربه حرب الله، وسلمه سلم الله عز وجل (2) .
وفي احدى خطب الإمام علي علیه السلام تصريح واضح ان الخلافة هي التي كانت تسعى الى الامام علیه السلام وانه كان لا يريدها ولكن لمصلحة الإسلام «وإنّي إلى لقاء الله لمشتاق وحسن ثوابه لمنتظر ،راج، ولكنني أسى أن يلي أمر هذه الأمة سفهاؤها وفجارها، فيتخذوا مال الله دولاً وعباده خولاً، والصالحين حرباً والفاسقين حزباً فإنّ منهم الذي قد شرب فيكم الحرام وجُلدَ حدّاً في الإسلام وإنّ منهم من لم يُسلم حتى رضخت له على الإسلام الرضائخ فلولا ذلك ما أكثرت تأليبكم وتأنيبكم وجمعكم وتحريضكم ولتركتكم إذ أبيتم وونيتم» (3) .
تذكر (ויקיפדיה העברית الويكبيديا العبرية )انه بعد وفاة النبي الأعظم محمد صلی الله علیه وآله كان كثير من المؤمنين يرون ان الإمام علي الا هو الوريث الشرعي.
ص: 45
(לאחר מותו של מוחמד. הייתה לעלי קבוצת מאמינים שקיוותה שיירשوان هذا جاء ربما لان الإمام علي علیه السلام كان محبوباً من قبل الانصار اتباع النبي محمد الله في المدينة - (1) .
الى هذا المعنى يشير الكاتب المصري عبد الفتاح عبد المقصود، فيقول: «ان الصورة التي رسمها التاريخ لا تخفي ان ابا بكر وصاحبيه كانوا على بينة بالخلافة فيمن ينبغي ان تنحصر ، ولمن يجب ان تؤول، ان لم يكن استناداً الى ما سمعوه من لسان الرسول، فبمقتضى فضله وقدمته وارتفاع ذكره بين المسلمين، ارتفاعاً شاع وعلا الاسماع، حتى لأوشك ان ينعقد حينئذ على افضليته الاجماع، ... كانوا يعلمون ان الاولى بالامر بعد ابن عمه العظيم، ثم لم يمنعهم ذلك عن اختيار ام ،اضطرار عمداً ،وقصداً ، ام اكرهتهم الظروف على البدار، فانهم في الصورة التاريخية المرسومة او على الاقل في رأي الكثيرين، وقد غمطوا ابن ابي طالب حقه المعلوم» (2)
وحسبما جاء في (ויקיפדיה העברית الويكبيديا العبرية) انّ هذا الامر صلى كان غير مقبول لدى المقربين من النبي محمد صلی الله علیه واله الذين ارتأوا ان يختاروا ثلاثة اشخاص للخلافة قبل ان يصبح الإمام علي علیه السلام خليفة(לא היה מקובל על המקורבים למוחמד. וכך שלושה מועמדים אחרים הועדפו על פניו לפנישנעשה בעצמו ח'ליפה)(3) .
ص: 46
وفي الخطبة الشقشقية للامام علي علیه السلام يشير بوضوح الى ذلك، إذ قال: «أَمَا وَالله لَقَدْ تَقَمَّصَهَا فُلَانٌ وإِنَّهُ لَيَعْلَمُ أَنَّ عَلى مِنْهَا تَحَلُّ الْقُطْبِ مِنَ الرَّحَى، يَنْحَدِرُ عَنِّي السَّيْلُ ولَا يَرْقَى إِلَيَّ الطَّيْرُ ، فَسَدَلْتُ دُونَهَا ثَوْباً وطَوَيْتُ عَنْهَا كَشْحاً، وطَفِقْتُ أَرْتَنِي بَيْنَ أَنْ أَصُولَ بِيَدٍ جَذَاءَ، أَوْ أَصْبِرَ عَلَى طَخْيَةٍ عَمْيَاءَ، يَهْرَمُ فِيهَا الْكَبِيرُ ويَشِيبُ فِيهَا الصَّغِيرُ، ويَكْدَحُ فِيهَا مُؤْمِنٌ حَتَّى يَلْقَى رَبَّه، فَرَأَيْتُ أَنَّ الصَّبْرَ عَلَى هَانَا أَحْجَى، فَصَبَرْتُ وفِي الْعَيْنِ قَدى وفِي الخَلْقِ شَبًا أَرَى تُرَائِي نَهْباً حَتَّى مَضَى الأَوَّلُ لِسَبِيلِهِ، فَأَدْلَى بها إلى فُلانٍ بَعْدَه، ثُمَّ تَمَّلَ بِقَوْلِ الأَعْشَى:
شَانَ مَا يَوْمِي عَلَى كُورِهَا***ويَوْمُ حَيَّانَ أَخِي جَابِرِ
فَيَا عَجَباً بَيْنَا هُوَ يَسْتَقِيلُهَا فِي حَيَاتِهِ، إِذْ عَقَدَهَا لِآخَرَ بَعْدَ وَفَاتِهِ لَشَدَّ مَا تَشَطَرًا ضَرْعَيْهَا، فَصَيَّرَهَا فِي حَوْزَةٍ خَشْنَاءَ يَغْلُظْ كَلْمُهَا، ويَخْشُنُ مَسُّهَا ويَكْثُرُ الْعِثَارُ فِيهَا والاعْتِذَارُ مِنْهَا، فَصَاحِبُهَا كَرَاكِب الصَّعْبَةِ، إِنْ أَشْنَقَ لَهَا خَرَمَ وَإِنْ أَسْلَسَ لَهَا نَفَحْمَ، فَمُنِيَ النَّاسُ لَعَمْرُ الله بِخَبْطِ وشِمَاسِ وتَلَوُّنِ واعْتِرَاضِ، فَصَبَرْتُ عَلَى طُولِ الْمدَّةِ وشِدَّةِ الْمَحْنَةِ حَتَّى إِذَا مَضَى لِسَبِيلِهِ، جَعَلَهَا فِي جَمَاعَةٍ زَعَمَ أَنِّي أَحَدُهُمْ فَيَا الله ولِلشُّورَى، مَتَى اعْتَرَضَ الرَّيْبُ فِيَّ مَعَ الأَوَّلِ مِنْهُمْ، حَتَّى صِرْتُ أُقْرَنُ إِلَى هَذِهِ النَّظَائِرِ، لَكِنِّي أَسْفَفْتُ إِذْ أَسَفُّوا وطِرْتُ إِذْ طَارُوا، فَصَغَا رَجُلٌ مِنْهُمْ لِضِغْنِهِ، وَمَالَ الْآخَرُ لِصِهْرِه مَعَ هَنِ وهَنِ إِلَى أَنْ قَامَ ثَالِثُ الْقَوْمِ نَافِجاً حِضْنَيهِ، بَيْنَ نَشِيلِهِ ومُعْتَلَفِه، وقَامَ مَعَه بَنُو أَبِيهِ يَخْضَمُونَ مَالَ الله خِضْمَةَ الإِبِلِ نِبْتَةَ الرَّبيع، إِلَى أَنِ انْتَكَثَ عَلَيْهِ فَتْلُه وأَجْهَزَ عَلَيْهِ عَمَلُه، وكَبَتْ بِهِ بِطْنَتُه مبايعة علي.
فَمَا رَاعَنِي إِلَّا والنَّاسُ كَعُرْفِ الضَّبُعِ إِلَيَّ يَنَالُونَ عَلَيَّ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ، حَتَّى لَقَدْ وُطِئَ الْحَسَنَانِ وشُقَّ عِطْفَايَ مُجْتَمِعِينَ حَوْلِي كَرَبِيضَةِ الْغَنَمِ، فَإِنَّما نَهَضْتُ بِالْأَمْرِ نَكَشَتْ طَائِفَةٌ، ومَرَقَتْ أُخْرَى وقَسَطَ آخَرُونَ كَأَنَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا اللَّهَ سُبْحَانَه يَقُولُ: ﴿ تِلْكَ
ص: 47
الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ ولا فَساداً، والْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ (القصص / 83)، بَلَى والله لَقَدْ سَمِعُوهَا وَوَعَوْهَا، وَلَكِنَّهُمْ حَلِيَتِ الدُّنْيَا فِي أَعْيُنِهِمْ ورَاقَهُمْ زِبْرِجُهَا أَمَا والَّذِي فَلَقَ الحَبَّةَ وبَرَأَ النَّسَمَةَ، لَوْ لَا حُضُورُ الحَاضِرِ وقِيَامُ الْحُجَّةِ بِوُجُودِ النَّاصِرِ، وَمَا أَخَذَ اللَّه عَلَى الْعُلَمَاءِ، أَلَّا يُقَارُّوا عَلَى كِظَّةِ ظَالِمٍ وَلَا سَغَبٍ مَظْلُومِ، لأَلْقَيْتُ حَبْلَهَا عَلَى غَارِبِهَا - وَلَسَقَيْتُ آخِرَهَا بِكَأْسٍ أَوَّلِهَا - وَلَأَلْفَيْتُمْ دُنْيَاكُمْ هَذِهِ أَزْهَدَ عِنْدِي مِنْ عَفْطَةِ عَنْزِ قَالُوا وَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ السَّوَادِ - عِنْدَ بُلُوغِهِ إِلَى هَذَا الْمَوْضِع مِنْ خُطْبَتِهِ - فَنَاوَلَه كِتَاباً قِيلَ إِنَّ فِيهِ مَسَائِلَ كَانَ يُرِيدُ الإِجَابَةَ عَنْهَا فَأَقْبَلَ يَنْظُرُ فِيهِ - قَالَ لَه ابْنُ عَبَّاسِ يَا أمير المؤمنين - لَوِ اطَّرَدَتْ خُطْبَتُكَ مِنْ حَيْثُ أَفْضَيْتَ - فَقَالَ هَيْهَاتَ يَا ابْنَ عَبَّاس - تِلْكَ شِقْشِقَةٌ هَدَرَتْ ثُمَّ قَرَتْ - قَالَ ابْنُ عَبَّاسِ فَوَاللَّهُ مَا أَسَفْتُ عَلَى كَلَامِ قَطُّ - كَأَسَفِي عَلَى هَذَا الْكَلَامِ - أَلَّا يَكُونَ أمير المؤمنين علیه السلام بَلَغَ مِنْهُ حَيْثُ أَرَادَ (1).
جاء في دائرة المعارف اليهودية (וַויְנֶט) ان الإمام علي علیه السلام كان منشغلاً بالتحضير لدفن النبي محمد صلی الله علیه وآله الذي توفي سنة (632م)، وانه كان مطمئناً ان الصحابة لن يختاروا احداً سواه خليفة بعد النبي محمد (במות מוחמד(632) טיפל בקבורתו. מתוך הנחה שחבריו לא יעזו לבחור יורש בטרםיציעו לו את התפקיד) الا ان عمر بن بالخطاب اختار ابا بكرخليفة(אולםעומר אבן אל-ח'טאב בחר באבו בכר לח'ליף)(2) .
ص: 48
كان الإمام علي علیه السلام آخر الناس عهداً برسول الله صلی الله علیه وآله يقول علي بن طاووس (1): «روى أحمد بن حنبل في مسنده إلى أم سلمة أنها قالت: والذي احلف به أن علياً كان اقرب الناس عهداً برسول الله الله قالت : إني سمعت رسول الله غداة بعد غداة يقول جاء علي علیه السلام - مراراً - قالت فاطمة : كأن بعثه في حاجة، قالت فجاء بعد، قالت أم سلمة، فطفقت أن له إليه حاجة فخرجنا من البيت فقعدنا عند الباب، وكنت من أدناهم إلى الباب، فاكب عليه علي علیه السلام وجعل يساره ويناجيه ثم قبض رسول الله من يومه ذلك فكان علي علیه السلام أقرب الناس به عهداً (2) .»
وبعد أن قبض النبي صلی الله علیه وآله تولى الإمام علي علیه السلام عملية غسل النبي علي وتكفينه ودفنه يقول علي بن طاووس (3) : «... عن أبي الحسن موسى بن جعفر علیه السلام عن أبيه جعفر الصادق علیه السلام ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه وآله : يا علي غسلني ولا يغسلني غيرك ... قلت فمن يناولني الماء، قال: الفضل بن العباس من غير نظر إلى شيء مني فإنّه لا يحل له ولا لغيره من الرجال والنساء النظر إلي عورتي، وهي حرام عليهم فإذا فرغت من غسلي فضعني على لوح وافرغ علي من بئر غرس أربعين دلواً ...» (4) . وفيما انشغل بنو هاشم وعلى رأسهم الإمام
ص: 49
علي علیه السلام في عملية تجهيز النبي صلی الله علیه وآله بعد وفاته، انشغل غيرهم في الإعداد لتسلّم الخلافة، باستغلال انشغال بني هاشم في أمر النبي صلی الله علیه وآله .
وفي شأن الخلافة يقول الإمام علي علیه السلام : «واعجبا! أتكون الخلافة بالصحابة، ولا تكون بالصحابة والقرابة»، وفي رواية اخرى والقرابة والنص » (1) ، ويروي الشريف الرضي شعر للامام علي علیه السلام في هذا المعنى:
فإن كنت بالشورى ملكت أُمورهم***فكيف بهذا والمشيرون غُيب؟
وإن كنت بالقربى حججت خصيمهم***فغيرك أولى بالنبي وأقرب (2)
وتذكر المصادر انه عندما اجتمع الناس في السقيفة، وتم الامر لابي بكر، وبايعه من بايع جاء رجل الى أمير المؤمنين علیه السلام وهو يسوي قبر رسول الله بمسحاة في يده فقال له ان القوم قد بايعوا ابا بكر، ووقعت الخذلة في الانصار لاختلافهم، وبدر الطلقاء بالعقد للرجل خوفاً من ادراككم الامر، فوضع طرف المسحاة في الارض ويده عليها، ثم قال: ﴿ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. الم. أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ الله الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ. أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ
ص: 50
أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ) العنكبوت 1-4 (1) .
جاء في دائرة المعارف اليهودية (וַויְנֶט) ان الإمام علي علیه السلام كان مقاتلاً شجاعاً ولكن ليس رجل دولة(הצטיין כלוחם אמיץ. אך לא כמדינאי)(2)، وفي هذا كثير من التجني على شخصية الامام وما عُرف عنه من حنكة سياسية ودراية بأمورها وخفاياها.
عُرف عن أمير المؤمنين علیه السلام انه كان فارس الإسلام لا يُشق له غبار في الحروب، وبطولاته ومآثره العسكرية تزخر بها الكتب، فضلاً عن ذلك فقد كان سياسياً محنكاً، وحكيماً فاضلاً، وفيلسوفاً فاهماً، وفقيهاً عالماً، ومآثره في هذه المجالات لا تعد ولا تحصى، فهو لم يكن بطلاً فقط في الحروب، بل كان بطلاً في الاخلاق الحميدة والصفات الخلقية الجميلة والسمات السياسية القيادية التي تعكس صورة الانسان المؤمن العارف الرباني خير تصوير.
وعهد الإمام علي علیه السلام لمالك بن الاشتر النخعي واليه على مصر تجسيد حي ومثال رائع للحنكة السياسية والدراية بامور الدولة والحكام، والى الآن ما زال هذا العهد وما تضمنه من اوامر ووصايا للحكام مناراً لمن يريد ان يحكم بالعدل (3) .
وفي إحدى خطب الإمام علي علیه السلام نجد توصيفاً دقيقاً ومثالياً لصفة
ص: 51
الحاكم ومن يتسلم مقاليد السياسة، «أبغض الخلائق إلى الله صنفان الصنف الأول إِنَّ أَبْغَضَ الْخَلَائِقِ إِلَى الله رَجُلَانِ، رَجُلٌ وَكَلَهُ الله إِلَى نَفْسِهِ، فَهُوَ جَائِرٌ عَنْ قَصْدِ السَّبِيلِ، مَشْغُوفٌ بِكَلَامِ بِدْعَةٍ ودُعَاءِ ضَلَالَةٍ، فَهُوَ فِتْنَةٌ مَنِ افْتَتَنَ بِهِ ضَالٌ عَنْ هَدْيِ مَنْ كَانَ قَبْلَهُ، مُضِلُّ لِمَنِ اقْتَدَى بِهِ فِي حَيَاتِه وبَعْدَ وَفَاتِهِ، حَمَّالٌ خَطَايَا غَيْرِهِ رَهْنٌ بِخَطِيئَتِهِ الصنف الثاني ورَجُلٌ قَمَشَ جَهْلًا مُوضِعُ فِي جُهَّالِ الأُمَّةِ، عَادٍ فِي أَغْبَاشِ الْفِتْنَةِ عَمِ بِمَا فِي عَقْدِ الْهُدْنَةِ، قَدْ سَمَّاه أَشْبَاهِ النَّاسِ عَالِماً ولَيْسَ بِه بَكَّرَ فَاسْتَكْثَرَ مِنْ جَمع مَا قَلَّ مِنْه خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ، حَتَّى إِذَا ارْتَوَى مِنْ مَاءٍ آجِنٍ واكْتَثَرَ مِنْ غَيْرِ طَائِلٍ، جَلَسَ بَيْنَ النَّاسِ قَاضِياً ضَامِناً لِتَخْلِيصِ مَا الْتَبَسَ عَلَى غَيْرِهِ، فَإِنْ نَزَلَتْ بِهِ إِحْدَى الْمُبْهَاتِ، هَيَّأَ لَهَا حَشُوا رَنَا مِنْ رَأْيِهِ ثُمَّ قَطَعَ بِهِ فَهُوَ مِنْ لَبْس الشُّبُهَاتِ فِي مِثْلِ نَسْجِ الْعَنْكَبُوتِ، لَا يَدْرِي أَصَابَ أَمْ أَخْطَاً، فَإِنْ أَصَابَ خَافَ أَنْ يَكُونَ قَدْ أَخْطَاً، وإِنْ أَخْطَأَ رَجَا أَنْ يَكُونَ قَدْ أَصَابَ، جَاهِلْ خَبَّاطُ جَهَالَاتٍ عَاشٍ رَكَّابُ عَشَوَاتٍ، لَمْ يَعَضُّ عَلَى الْعِلْمِ بِضِرْسٍ قَاطِع يَذْرُو الرِّوَايَاتِ ذَرْوَ الرِّيحِ الْهَشِيمَ، لَا مَلي والله بِإِصْدَارٍ مَا وَرَدَ عَلَيْهِ، وَلَا أَهْل لَا قُرْظَ بِهِ، لَا يَحْسَبُ الْعِلْمَ فِي شَيْءٍ مِمَّا أَنْكَرَه، وَلَا يَرَى أَنَّ مِنْ وَرَاءِ مَا بَلَغَ مَذْهَباً لِغَيْرِه، وإِنْ أَظْلَمَ عَلَيْهِ أَمْرُ اكْتَتَمَ بِهِ لِمَا يَعْلَمُ مِنْ جَهْلِ نَفْسِهِ، تَصْرُخُ مِنْ جَوْرِ قَضَائِهِ الدِّمَاءُ، وتَعَجُّ مِنْه الْمَوَارِيثُ إِلَى الله أَشْكُو، مِنْ مَعْشَرِ يَعِيشُونَ جُهَّالاً ويَمُوتُونَ ضُلالاً ، لَيْسَ فِيهِمْ سِلْعَةُ أَبْوَرُ مِنَ الْكِتَابِ إِذَا تُلِيَ حَقَّ تِلَاوَتِه، وَلَا سِلْعَةٌ أَنْفَقُ بَيْعاً، وَلَا أَغْلَى ثَمَناً مِنَ الْكِتَابِ إِذَا حُرِّفَ عَنْ مَوَاضِعِه ، ولَا عِنْدَهُمْ أَنْكَرُ مِنَ الْمَعْرُوفِ وَلَا أَعْرَفُ مِنَ الْمُنكَرِ» (1) .
فأمير المؤمنين علي علیه السلام حاكم إسلامي مثالي، يتمتع بكل مواصفات
ص: 52
الحاكم المثالية، منها ان يكون أميناً على بيت مال المسلمين ويراعي مصلحة المسلمين الاقتصادية بكل جهده ووسعه ورد عن أبي عمرو بن العلاء: أن عقيل بن أبي طالب لما قدم على علي الا بالكوفة يسترفده عرض عليه عطاءه، فقال: إنما أريد من بيت المال. فقال: «تقيم إلى يوم الجمعة» فأقام فلما صلى أمير المؤمنين علیه السلام الجمعة قال العقيل : ما تقول فيمن خان هؤلاء أجمعين؟». قال: بئس الرجل ذاك . قال: «فأنت تأمرني أن أخون هؤلاء وأعطيك» . فلما خرج من عنده أتى معاوية فأمر له يوم قدومه بمائة ألف درهم وقال له: يا أبا يزيد أنا خير لك أم علي ؟ قال عقيل : وجدت علياً أنظر لنفسه منه لي ووجدتك أنظر لي منك لنفسك . وقال أمير المؤمنين علیه السلام :«والله لأن أبيت على حسك السعدان مسهداً أو أجر في الأغلال مصفداً أحب إلى من أن ألقى الله ورسوله يوم القيامة ظالماً لبعض العباد وغاصباً لشيء من الحطام، وكيف أظلم أحداً لنفس يسرع إلى البلى قفولها ويطول في الثرى حلولها، والله لقد رأيت قيلا وقد أملق حتى استماحني من بركم صاعاً، ورأيت صبيانه شعث الشعور غبر الألوان من فقرهم كأنما سودت وجوههم بالعظلم وعاودني مؤكداً وكرر علي القول مردداً، فأصغيت إليه سمعي فظن أني أبيعه ديني وأتبع قياده مفارقاً طريقتي فأحميت له حديدةً ثم أدنيتها من جسمه ليعتبر بها فضح ضجيج ذي دنف من ألمها وكاد أن يحترق من ميسمها فقلت له : ثكلتك الثواكل يا عقيل أتين من حديدة أحماها إنسانها للعبه وتجرني إلى نار سجرها جبارها لغضبه، أتين من الأذى ولا أئنّ من لظى وأعجب من ذلك طارق طرقنا بملفوفة في وعائها ومعجونة شنئتها كأنما عجنت بريق حية أو قيئها فقلت : أصله أم زكاة أم صدقة فذلك محرم علينا أهل البيت فقال: لا ذا ولا ذاك ولكنها هدية. فقلت: هبلتك الهبول أعن دين الله أتيتني لتخدعني، أمختبط أنت أم ذو جنة أم تهجر، والله لو أعطيت الأقاليم
ص: 53
السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملة أسلبها جلب شعيرة ما فعلته، وإن دنياكم عندي لأهون من ورقة في فم جرادة تقضمها ما لعلي ولنعيم يفنى ولذة لا تبقى نعوذ بالله من سبات العقل وقبح الزلل وبه نستعين (1) .
جاء في دائرة المعارف اليهودية (וַויְנֶט) ان الإمام علي علیه السلام اصبح خليفة بعد اغتيال الخليفة الثالث عثمان بن عفان سنة (656م)(עלי נבחר לתפקידרק אחרי רצח הח'ליף השלישי. עות'מאן אבן עפאן (656) ، ولكن مسألة خلافة الإمام علي لم يتفق عليها المسلمون (אך לא זכה שיכירו בו כלהמוסלמים) ، ولكن فرقته (الشيعة) المحرومين، كانت ترى ان الخلافة فقط له ولذريته من بعده(סיעתו (השיעה) סברה שקופח. ושהח'ליפות מגיעה רללו ולצאצאיו אחריו) (2) .
لقد تحمل الإمام علي علیه السلام الكثير في شأن الخلافة التي لم تشرفه يوماً بل كانت تتشرف به، ويشير الإمام علي علیه السلام الى مظلوميته بامر الخلافة بلسانه، فيقول: «فوالله ما كان يلقى في روعي ولا يخطر على بالي ان العرب تعدل هذا الامر عني، فما راعني الا اقبال الناس على ابي بكر، فامسكت يدي ورأيت اني احق بمقام محمد في الناس ممن تولّى الامر عني ... فخشيت ان لم انصر الإسلام واهله ان ارى في الإسلام ثلماً وهدماً تكون المصيبة به عليّ اعظم من فوت ولاية امركم التي انما هي متاع ايام قلائل (3).
ص: 54
ويشير الإمام علي علیه السلام الى منهاجه في الحكم التي هي مثال حي لتجسيد وترسيخ مبادئ الايمان بالدين الإسلامي، فيقول: «انا قد ركزت فيكم راية الايمان، ووقفتكم على حدود الحلال والحرام وألبستكم العافية من عدلي،
وفرستكم المعروف من قولي وفعلي واريتكم كرائم الاخلاق من نفسي » (1) .
وفي ( ויקיפדיה העבריתالويكبيديا العبرية) انّ الإمام علي علیه السلام صار الخليفة الرابع بعد اغتيال الخليفة عثمان بن عفان، مع معارضة قوية (-656לאחר הירצחו של עות'מאן בן עפאן נבחר לח'ליפה הרביעי. כמו קודמועות'מאן בן עפאן. גם הוא נתקל בהתנגדות עזה)، وان اغلب مؤيديه كانوا في مدينة الكوفة في العراق (תומכיו היו בעיקר מהעיר כופה שבעיראק)،، ومعارضيه المتشددين كانوا من عشيرة الخليفة عثمان بن عفان من فرع امية (מתנגדיו החריפים ביותר היו בני משפחת בן עפאן משבט אומיה)، الذين كانوا يدعون ان الإمام علي علیه السلام تستر على قتلة عثمان (שטענו כי הוא מחפהעל רוצחי עות'מאן)(2) .
ويشير الإمام علي علیه السلام الى احقيته في الخلافة، عندما عزم القوم على بيعة الخليفة الثالث عثمان بن عفان فقال: «لقد علمتم اني احق الناس بها من غيري ووالله لأسالمن ما سلمت امور المسلمين، ولم يكن فيها جور الا على خاصة، التماساً لاجر ذلك وفضله، وزهداً فيما تنافستموه من زُخرفه وزبرجه» (3) .
ص: 55
في دائرة المعارف اليهودية (וַויְנֶט) ان معاوية بن ابي سفيان خرج عن طاعة الإمام علي (מועאוויה אבן אבו סופיאן מרד בו)(1). وكان من ابرز معارضي الإمام علي علیه السلام (הבולט במתנגדים היה מועאויה אבן אבוסופיאן)، وهو والي سوريا، الذي ادعى ان الإمام علي علیه السلام لم يحاسب قتلة عثمان، الذين كانوا في صفوف جيشه (מושל סוריה הערבי. שחזר וטען כיעלי אינו בא חשבון עם רוצחי עות'מאן. שהיו בין שורות צבאו של עלי)، واشترط في اعطاء البيعة (التي هي تعهد بالولاء للامام علي عللا بصفته أمير المؤمنين) محاكمة قتلة عثمان(והתנה את הביעה (שבועת אמונים לעליכ«אמיר אל מואמינין (אמיר המאמינים) בהבאתם לדין של רוצחיעות'מאן) (2).
من المعروف ان الإمام علي علیه السلام لعب دوراً مهماً في الدفاع عن الخليفة عثمان بن عفان، عند حدوث الفتنة التي أدت إلى مقتله، وكان الإمام علي الان في ذلك الأمر بين موقفين صعبين الأول من أفعال عثمان وأعماله التي أدت إلى هيجان المسلمين، وثورة الصحابة وعامة المسلمين ضده، والثاني المسلمين الذين اخذوا يطالبون بالقصاص من عثمان بسبب أعماله ؛ فكان الإمام علي علیه السلام يسعى إلى حل وسط ما بين المسلمين والخليفة عثمان بن عفان. وفي رسالته علیه السلام إلى شيعته ومحبيه يصف دوره وموقفه من حدوث الفتنة (3) : (وأما أمر عثمان فكأنه
ص: 56
من القرون الأولى، علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى، ... والله ما أمرتُ ولا نهيت، ولو أنني أمرتُ كنت قاتلاً، ولو أنني نهيت كنت ناصراً، وكان الأمر لا ينفع فيه العيان، ولا يشفى منه الخبر، غير أن من نصره لا يستطيع أن يقول هو: خذله أنا من خير منه، ولا يستطيع من خذله أن يقول: نصره من هو خير مني، وأنا جامع أمره : استأثر فأساء الأثرة، وجزعتم فأسأتم الجزع، والله يحكم بينكم وبينه والله ما يلزمني من دم عثمان تهمة، ما كنت إلا رجلاً من المسلمين المهاجرين في بيتي، فلما قتلتموه أتيتموني تبايعوني، فأبيت عليكم وأبيتم عليّ، فقبضت يدي فبسطتموها، وبسطتها فمددتموها ثم تداككتم علي تداك الإبل الهيم على حياضها يوم ورودها، حتى ظننت أنكم قاتلي وأن بعضكم قاتل بعضٍ ...» (1)
دافع الإمام علي علیه السلام هو وولده الإمام الحسن عن الخليفة عثمان بن عفان، واتهم بعد ذلك أنه هو الذي قتل الخليفة عثمان، أو سعى إلى ذلك، كما
ص: 57
ادعاه فيما بعد طلحة والزبير وعائشة !، عندما حاربوا الإمام علي علیه السلام في معركة الجمل (1) ، أو كما ادعاه معاوية عندما حارب الإمام علي علیه السلام في معركة صفين (2) .
وتذكر ( ויקיפדיה העבריתالويكيبديا العبرية) ان معاوية بن ابي سفيان ادعى ان غايته اعتقال ومعاقبة قتلة عثمان وهدفه الاساس كان قتل الإمام علي علیه السلام (שכן טען מועאוויה שאי עצירתם וענישתם של רוצחי עותמ'אןעלול לסכן את עלי עצמו ברצח כמו את אנשי שבט אומייה)، وفعلاً فان غايات معاوية في تأجيج المعارضة لأمير المؤمنين علي علي علیه السلام قد تحققت، فاصبح
ص: 58
من المعارضين بقوة طلحة والزبير، وهما اثنان من اعضاء الشورى، التي تتكون من سياسيين وعسكريين ورجال دين وهي المسؤولة عن اختيار الخليفة(כמוכן، זכה עלי להתנגדות קשה ביותר מצד שניים מחברי השורא היאהמועצה שהורכבה מן הפקידותהמדינית הצבאית והדתית הבכירהוהייתה אחראית על בחירת הח'ליפה: טלחה וא-זביר)، والذين عملوا صا جنباً إلى جنب مع زوجة النبي محمد صلی الله علیه واله، عائشة(זאת יחד עם אשתוהאהובה של מוחמד עאישה) ، وانها كانت على خلاف شخصي مع الإمام علي علیه السلام (אשר התנגדה לעלי אישית)(1) .
بعد أن وضع الخليفة عمر بن الخطاب قبيل وفاته شروط الشورى بين الصحابة الستة، عقد هؤلاء الصحابة الستة مجلس الشورى من اجل اخذ البيعة بالخلافة لأحدهم، حاججهم الإمام علي الا بما لا يستطيعون رده، وحديث المناشدة حديث طويل ومعروف ذكرته معظم المصادر (2) .
ص: 59
وموقف الإمام علي علیه السلام من بيعة الشورى التي بويع بها عثمان، فيمكن أن نلاحظ ذلك من خلال رسالته التي أرسلها علیه السلام إلى شيعته ومحبيه: «... فخشي
ص: 60
القوم إن أنا وليت عليهم أن اخذ بأنفاسهم، واعترض في حلوقهم، ولا يكون
ص: 61
لهم في الأمر نصيب، فأجمعوا على إجماع رجل واحدٍ منهم حتى صرفوا الولاية عني إلى عثمان رجاء أن ينالوها ويتداولوها في ما بينهم، ... فدعوني إلى بيعة عثمان، فبايعت مستكرهاً وصبرت محتسباً، وعلمت أهل القنوط أن يقولوا: اللهم لك أخلصت القلوب واليك شخصت الأبصار، وأنت دعيت الناس بالألسن، واليك نجواهم في الأعمال، فافتح بيننا وبين قومنا بالحق، اللهم إنا نشكو إليك غيبة نبينا وكثرة عدونا، وقلة عددنا ،وهواننا على الناس، وشدة
الزمان ووقوع الفتن بنا، اللهم ففرج ذلك بعدلٍ تظهره، وسلطان حق تعرفه، فقال عبد الرحمن بن عوف :يا ابن أبي طالب إنك على هذا الأمر لحريص، فقلت : لست حريصاً إنما اطلب ميراث رسول الله صلی الله علیه و آله وحقه وإن ولاء أمته لي من بعده، وأنتم أحرص عليه مني إذ تحولون بيني وبينه، وتصرفون وجهي دونه بالسيف» (1) .
ص: 62
ويشير الإمام علي علیه السلام الى نكث طلحة والزبير بيعته، فيقول: «اتيتموني فقلتم : بايعنا، فقلت: لا أفعل، فقلتم : بلى، فقلت: لا، وقبضت يدي فبسطتموها، ونازعتكم فجذبتموها، وتداككتم عليّ تداكّ الابل الهيم على حياضها يوم ورودها، حتى ظننت انكم قاتليّ، وان بعضكم قاتل بعض، فبسطت يدي، فبايعتموني مختارين، وبايعني في اولكم طلحة والزبير طائعين غير مكرهين» ينظر: الارشاد 1 / 244 ، الاحتجاج 1 / 375، العقد الفريد 3/ 123 .
وتذكر ( ויקיפדיה העבריתالويكيبديا العبرية )انه في نظر الشيعة ان الإمام علي علیه السلام هو الوريث الشرعي للنبي محمد صلی الله علیه و آله لقربه منه، إذ كان ابن عمه وصهره (השיעים רואים בו את יורשו החוקי והיחיד של מוחמד ביןהיתר בשל קרבתו המשפחתית אליו (בן דודו וחתנו) ، وانه هو من يستحق ان يكون اماماً لا غيره (רק מי שהוא מצאצאיו ראוי להיות אימאם)(1)
وتذكر ( ויקיפדיה העבריתالويكيبديا العبرية) ان اسم الإمام علي علیه السلام ارتبط بالانقسام الكبير الذي حدث في الإسلام (الشيعة)(שמו של עלי נקשרבעיקר בפילוג הגדול של האסלאם (השיעה ) ، وتذكر انه ربما حدث هذا الانقسام بعد استشهاد الإمام علي . اما في نظر السنة فالإمام علي علیه السلام كان في نظرهم خليفة مناسب وجيد، وهو احد الخلفاء الراشدين الاربعة(הסונים רואים בו ח'ליפה ראוי וטוב ואחדמארבעת הראשידון) (2)
ص: 63
انّ مظلومية الإمام علي علیه السلام بأمر الخلافة وانّه أحق بها من غيره جاءت على لسان صحابة عدة، منها هذه الابيات:
ما كنت أحسب هذا الامر منصرفاً ***عن هاشم ثم منها عن ابي الحسن
اليس أوّل من صلّى لقبلتكم ***وأعلم الناس بالقرآن والسنن
وأقرب الناس عهداً بالنبي ومن ***جبريل عون له في الغسل والكفن
من فيه ما في جميع الناس كلهم ***وليس في القوم ما فيه من الحسن (1)
ومنها أبيات لحسان بن ثابت، قالها يوم السقيفة:
جزى الله خيراً والجزاء بكفه ***أبا حسنٍ ومن كأبي حسن
سبقت قريشاً بالذي انت اهله ***فصدرك مشروح وقلبك ممتحن
تمنّت رجال من قريش أعزةٌ*** مكانك هيهات الهزال من السمن
وكنت المرجى من لؤي بن غالب ***لما كان منهم والذي بعد لم يكن
حفظت رسول الله فينا وعهده *** إليك ومن أولى به منك مَنْ ومن؟!
ألست أخاه في الإخا ووصيه *** واعلم منهم بالكتاب والسنن (2)
***
ص: 64
اتسمت مدة خلافة الإمام علي علیه السلام بكثير من الحروب والمعارك، التي تشير الى الصعوبات والتمرد السياسي والعسكري الذي واجه الامام علیه السلام في بداية خلافته واستمرت من أعداء الإسلام الذين لبسوا لباس الإسلام وادعوا انهم مسلمون.
ونجد في الاحاديث النبوية اشارات كثيرة الى الفتن التي كانت محدقة بالامة الإسلامية و الإمام علي علیه السلام ، من ذلك ما روي عن الإمام علي علیه السلام انه عندما أنزل الله سبحانه وتعالى قوله :( الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا لَا و هم يُفْتَنُونَ ﴾ (العنكبوت 1-2) ،علمت ان الفتنة لا تنزل بنا ورسول الله صلی الله علیه و آله
ص: 65
بين اظهرنا ،فقلت یا رسول الله، ما هذه الفتنة التي اخبرك الله تعالى بها، فقال: يا علي انّ أُمّتي سيفتنون من بعدي، فقلت يا رسول الله، او ليس قد قلت لي يوم أُحد حيث استشهد من استشهد من المسلمين وحيزت عني الشهادة فشق ذلك عليّ، فقلت لي: ابشر فإن الشهادة من ورائك؟ فقال لي : ان ذلك لكذلك، فكيف صبرك اذن؟ فقلت يا رسول الله ليس هذا من مواطن الصبر، ولكن من مواطن البشرى والشكر. وقال: يا علي ان القوم سيفتنون بأموالهم، ويُمنّون بدينهم على ربهم، ويتمنون رحمته، ويأمنون سخطه، ويستحلون حرامه بالشبهات الكاذبة والأهواء الساهية، فيستحلون الخمر بالنبيذ ،والسُحت بالهدية، والربا بالبيع. فقلت يا رسول الله : فبأي المنازل انزلهم عند ذلك، بمنزلة الردة، أم بمنزلة فتنة؟ فقال : بمنزلة فتنة (1) .
وجاء في كتب التاريخ وغيرها، ان رسول الله صلی الله علیه و آله قال لعلي علیه السلام : تقاتل بعدي الناكثين والقاسطين والمارقين(2)، وفي شرح قول الإمام علي علیه السلام : «الا وقد امرني الله بقتال اهل البغي والنكث والفساد في الارض، فأمّا الناكثون فقد قاتلت، وأمّا القاسطون فقد جاهدت، وأمّا المارقة فقد دوّخت»، فكان الناكثون اصحاب الجمل، لانهم نكثوا بيعته علیه السلام، وكان القاسطون اهل الشام بصفين، وكان
ص: 66
المارقون الخوارج في النهروان(1).
وجاء في ( ויקיפדיה העברית الويكبيديا العبرية) انه خلال سنوات حكم الإمام علي عليه السلام التي استمرت من (656 - 664م) (حدثت حروب داخلية كثيرة في الدولة الإسلامية(במשך כל שנות שלטונו (656 - 664)ניהל מלחמות פנימיות נגד מתנגדיו באימפריה) (2) .
من المعروف ان الإمام علي علیه السلام تسلم مقاليد الخلافة في وقت كانت فيه الدولة الإسلامية تمر باوقات عصيبة، وكثرت الفتن، رغم ذلك فالامام علیه السلام اراد ان يصحّح المفاهيم والامور التي لم تسرِ في طريقها الصحيح، وطوال مدة خلافته علیه السلام، وهي خمس سنوات، حرص الامام علیه السلام على احداث تغيير جذري في المجتمع، والقضاء على التفاضل والتمايز بين طبقات المجتمع، وهذا مما لم يقبل به كثيرون ممن تمتعوا بالامتيازات والمنزلة الرفيعة، لذا حفلت هذه السنوات الخمس بالحروب والمواجهات العسكرية بين الامام عليه السلام واعداء الإسلام من القاسطين والناكثين والمارقين، ولاسيما في معركتي الجمل والنهروان، إذ يقول الإمام علیه السلام : «لو لم أكُ فيكم ما قُوتل أصحاب الجمل وأهل النهروان!»(3)، وقال علیه السلام : «إنّي فقأت عين الفتنة، ولم يكن ليجترئ عليها أحد غيري، بعد أن ماج غَيهَبها، واشتدّ وکَلَبُها» (4) .
ص: 67
ومن الأمور ور المسلّم بها ان حروب الإمام علي علیه السلام جميعها كان على حقّ فيها، وان مخالفيه كانوا على ضلالة، وهذا ما تؤيده روايات عدة عن النبي الاكرم صلی الله علیه و آله(1).
ص: 68
קרב הגמל(1)
تعدّ معركة الجمل (2) أول المعارك التي خاضها الإمام علي علیه السلام ضد مخالفيه، وهناك احاديث عدة منقولة عن النبي صلي الله علیه و آله في وصف موقف عائشة وطلحة والزبير رضي الله عنه ، وأنهم سوف يقاتلون الإمام علي علیه السلام ظلماً وعدواناً، من ذلك، انه صلی الله علیه و آله قال لأزواجه: «أيتكن التي تنبحها كلاب الحوأب»، فلما مرت عائشة بماء الحوأب ،فسألت عنه، فقيل لها : هذا ماء الحوأب، قالت: ما أظنني إلا راجعة عنه، فقيل لها : يا أم المؤمنين إنما تصلحين بين الناس (3) .
فضلاً عن ذلك فان الإمام علي علیه السلام كان عارفاً أن طلحة والزبير سوف يخرجان عليه، «وقال علیه السلام لطلحة والزبير عندما استأذناه في الخروج إلى العمرة: لا والله ما تريدان العمرة وإنما تريدان البصرة، ... وقال علیه السلام لابن عباس: ما
ص: 69
أظهراه عند استئذانهما له في العمرة ؟ إنني أذنت لهما مع علمي بما قد انطويا عليه من الغدر واستظهرت بالله عليهما، وان الله سيرد كيدهما ويظفرني بهما، فكان الأمر كما قال علیه السلام»(1).
جاء في ( ויקיפדיה העברית الويكبيديا العبرية )عن حرب الجمل، انها من اكثر حروب علي علیه السلام ضراوة وكانت ضد طلحة والزبير وعائشة (הקרבותהקשים ביותר היו נגד טלחה. א-זובייר ועאישה קרב הגמל)، والتي انتهت بانتصار الإمام علي علیه السلام وموت (وقتل) كل من طلحة والزبير، وابتعاد عائشة عن السياسة(כאשר ניצחונו של עלי בקרב הוביל למותם של טלחהוא–זביר. ולהרחקתה של עאישה מהפוליטיקה)(2).
وتعرّفها ب-: معركة الجمل او معركة البصرة بأنها المعركة التي وقعت بين جيش الخليفة الرابع الإمام علي علیه السلام وبين جيش كبير معارضيه، والي (حاكم) سوريا معاوية بن ابي سفيان ومعسكر عائشة (احدى زوجات النبي محمد صلی الله علیه و آله ابنة ابي بكر الخليفة الاول(הוא קרב שנערך בין צבאו של הח'ליף הרביעיעלי בן אבי טאלב לבין צבאו של גדול מתנגדיו מועאויה אבן אבו סופיאןמושל סוריה ומחנה עאישה (אחת מנשותיו של הנביא מוחמד ובתו שלאבו בכר הח'ליף הראשון)(3).
ص: 70
ثم تبدأ (ויקיפדיה העברית الويكبيديا العبرية) بذكر الصراعات الداخلية التي كان يعيشها الخليفة الثالث عثمان بن عفان، وتذكر قصة مقتل الخليفة الثالث، التي اتخذت كذريعة لحرب الجمل، فتشير إلى الصراعات الشديدة التي حدثت في مدينة الكوفة في العراق وعدم رضا أهل الكوفة على حاكمهم ما اضطر الخليفة عثمان الى الخضوع لهم وتغيير الوالي (מהמאבקים הקשים ביותר שהיו לקודמו של עלי בן אבי טאלב עות'מאןבן עפאן התרחש בעיר כופה שבעיראק .תושבי העיר לא היו מרוציםממושל העיר אשר מינה הח'ליף עֶת'מאן בן עפאן. ופתחו במרד. עת'מאןנכנע ללחצים ומינה מושל אחר)، وعندما ذاع الخبر وانتشر سمع به اهل القاهرة الذين كانوا غير راضين على واليهم ،أرسلوا وفداً الى المدينة للحديث مع الخليفة عثمان حول تغيير الوالي(תושבי קהיר ששמעו על המקרה. החליטוכי גם הם אינם מרוצים מהמושל ששמו עליהם. ושלחו לאלמדינהמשלחת שדרשה מעות'מאן להחליף את המושל)، بعد قيام اهل القاهرة بالاعتراض والتمرد وافق الخليفة عثمان على عزل والي القاهرة وارسل كتاب بالبريد بهذا المضمون (בתום התפרעויות קשות נענה עת'מאן לדרישתםושלח באמצעות שליח מכתב המנשל את מושל קהיר מתפקידו)، وفي طريق عودة الوفد الى القاهرة امسكوا برسول آخر الى القاهرة من قبل الخليفة عثمان يحمل كتاباً الى والي القاهرة وفيه إنّ قرار عزله باطل وانه قد امر بذلك فقط لاخماد الفتنة والقضاء على التمرد في القاهرة (בדרכם של אנשי המשלחתחזרה לקהיר. הם תפסו שליח נוסף של עת'מאן וגילו לתדהמתםשהשליח מביא עמו בשורה למושל קהיר שאומרת כי בשורת השליח
ص: 71
הראשו، הקוראת לו לסיים את תפקידו לאלתר. בטלה. וכי היא נמסרהרק כדי לדכא את מרד תושבי קהיר)،وان الخليفة عثمان اعلن عن تأييده لوالي القاهرة، وانه يحذر من تمرد اهالي القاهرة بعد عودة الوفد(עת'מאן למושל מצרים כי הוא מגבה אותו. והזהיר אותו מפני המרדהצפוי לו בקהיר לכשתחזור המשלחת)، وعند معرفة الوفد بذلك رجعوا الى المدينة وبدأوا تمرداً على الخليفة عثمان، وفي نهاية هذه الاحداث تم قتل الخليفة (בהיוודע הדבר לאנשי המשלחת. הם חזרו לאלמדינה וניהלו מלחמהמול עות'מאו. שרתופה רצחו אותו).
وان الإمام علي علیه السلام استلم زمام السلطة بعد مقتل الخليفة عثمان، وانه طالب بالبيعة من جميع ولاة الامصار (מיד לאחר הרצח עלה לשלטון עלי בןאבי טאלב. עם עלייתו של עלי לח'ליפות. הוא דרש שבועת אמונים («ביעה») מכל מושלי המחוזות).، وقد اتخذ معاوية ذريعة ان الإمام علي علیه السلام هو من ارسل الرسول الثاني وانه السبب الحقيقي في مقتل عثمان و في الوقت نفسه بدأ كل من طلحة والزبير بالعمل على تقويض سلطة الإمام علي علیه السلام في العراق، وكنتيجة لذلك وصل الإمام علي علیه السلام ومال إليه اهل الكوفة وبنى مركز خلافته فيها(בו בזמן החלו טלחה ואל-זביר לחתור תחת שלטונושל עלי בעיראק. בתגובה הגיע גם עלי לעיראק. צירף אליו את תושביכופה ובנה בה את מרכזו)، بعد ذلك قرر الإمام علي عليه السلام القيام بالاجراءات الرادعة لهم، بعد محاولات عدة للتفاوض لكنها لم تنجح، وقرر تسليم القتلة الذين كانوا في معسكره (עלי החליט לפעול נגד השלישייה. ולאחר،
ص: 72
ניסיונות למשא ומתן שבהם גילה עלי חולשה. הוא החליט להסגיר אתהרוצחים שיימצאו במחנהו)،فبدأ القتلة المعرکة التي سُمیت بمعرکة الجمل ،نسبة الى جمل عائشة التي كانت موجودة طول المعركة تحرض ضد الإمام علي علیه السلام (1) .
نهاية عام 656م بالقرب من مدينة البصرة ، وأسفرت عن انتصار الإمام علي وبسط نفوذه على ولايات الخلافة الإسلامية كافة ما عدا سوريا، وبموت طلحة الذي قتل به، واصبع زوجة عثمان (نائلة) الذي قطع اثناء محاولتها حماية عثمان (2).
ص: 73
تعد ّمعركة صفين من المعارك المهمة في حياة الإمام علي علیه السلام السياسية، وسببها هو رفض معاوية وأهل الشام بيعة الإمام علي علیه السلام ، وقد اتخذ معاوية من قتل الخليفة عثمان حجة على ذلك. ويوضح ابن الطقطقي الحلي (2) سبب حرب صفين إذ يقول: «لما انصرف أمير المؤمنين عليه السلام من وقعة الجمل، أرسل إلى معاوية، يعرفه اجتماع الناس على بيعته، ويعلمه ما كان من وقعة الجمل، ويأمره بالدخول فيما دخل به المهاجرون والأنصار ، وكان معاوية أميراً بالشام من قبل عثمان، وكان ابن عمه، فلما ورد إلى معاوية رسول أمير المؤمنين علي علیه السلام ، خاف معاوية من علي علیه السلام، وعلم أنه متى استتب الأمر له عزله ولم يستعمله، وقد كان ابن عباس والمغيرة بن شعبة، أشارا على أمير المؤمنين عليه السلام، أن يقر معاوية بالشام مدة حتى يبايع الناس ويتمكن ثم يعزله بعد ذلك، فلم يطعهما علیه السلام ، وقال : إني لو أقررته على إمارته ولو يوماً واحداً كنت عاصياً في ذلك اليوم الله تعالى، ولم تكن الخدع والحيل من مذهب علي علیه السلام ، ولم يكن عنده غير مر الحق، فحين ورد الرسول على معاوية، طاوله ثم استشار بعمرو بن العاص، وكان أحد الدهاة،
ص: 74
وكان معاوية قد تألفه واستماله ليقوى برأيه ودهائه، فأشار عمرو بن العاص على معاوية، أن يظهر قميص الدم الذي قتل فيه عثمان بن عفان وأصابع زوجته ويعلق ذلك على المنبر ، ثم يجمع الناس ويبكي عليه ويلصق قتل عثمان بعلي علیه السلام ويطالب بدمه، ليميل إليه أهل الشام ويقاتلوا معه، فأخرج معاوية القميص والأصابع وعلقه على المنبر وبكى واستبكى الناس وذكرهم بمصاب عثمان، فانتدب أهل الشام من كل جانب وبذلوا له الطلب بدم عثمان والقتال معه على كل من آوى قتلته» (1) .
تذكر (الويكبيديا العبرية) معركة صفين(2)، انها المعركة التي خاضها علي علیه السلام ضد معاوية بن ابي سفيان (לעלי היה יתרון צבאי. והיה נראה כיהניצחון בקרב יהיה שלו). ثم تبدأ بذكر تفاصيل معركة صفين، فتذكر ان الإمام علي علیه السلام كان يتمتع بافضلية عسكرية في المعركة وكان ظاهراً ان النصر سيكون حليفه ، الا ان معاوية لجأ الى الحيلة، فأمر بوضع القرآن الكريم على رماح جنوده، وان يصرخوا عند ملاقاة جيش الإمام علي علیه السلام «اجعلوا الحكم لله وهو يقرر من الخليفة الحق ».
ص: 75
לנקוט בתחבולה. הוא ציווה לשים ספרי קוראן על החניתות של לוחמיו.וכשנפגשו מול לוחמי עלי. החלו לזעוק תנולאלוהים להחליטמיהח'ליפההאמיתי»).(1)
ذكر القزويني: «... وكان الصحابة متوقفين في هذا الأمر لأنهم كانوا يرون علياً وعلو شأنه، ويرون قميص عثمان على الرمح ومعاوية يقول: أريد دم ابن عمي، إلى أن قتل عمار بن ياسر والصحابة سمعوا أن النبي صلی الله علیه و آله قال له: يا عمار تقتلك الفئة الباغية، فعند ذلك ظهر للناس بغي معاوية، فبذل قوم علي علیه السلام جهدهم في القتال حتى ضيقوا على قوم معاوية... »(2). وفي مكان آخر: «... نادى يوم صفين رجل من أهل الشام :أفيكم أويس القرني ؟ قلنا نعم، ما تريد منه ؟ قال : سمعت رسول الله صلی الله علیه و آله يقول : أويس القرني خير التابعين بإحسان، وعطف دابته ودخل مع أصحاب علي علیه السلام ، فنادى المنادي في القوم: أويس؟ فوجد في قتلى علي علیه السلام » (3) .
وبعد أن قتل عمار بن ياسر رضي الله عنه ، اضطرب أصحاب معاوية وظهر أنهم الفئة الباغية، وظهر في هذه المسألة مكر وخداع معاوية، الذي يستخدم أي شيء من أجل أن يكسب السلطة والجاه ويسعى إلى أعذار مختلفة من أجل رغبته الشخصية،« قال الصادق علیه السلام وبمثل هذا التأويل القبيح المستنكر يضلّون ويضلون، وهذا من نحو تأويل معاوية لما قتل عمار بن ياسر فارتعدت فرائص
ص: 76
خلق كثير وقالوا: قال رسول الله صلی الله علیه و آله عمار تقتله الفئة الباغية، فدخل عمرو بن العاص على معاوية، فقال له: أيها الأمير قد هاج الناس واضطربوا، قال: لماذا ؟ قال: قتل عمار فماذا ، قال أليس قال رسول الله صلی الله علیه و آله عمار تقتله الفئة الباغية، فقال معاوية: دحضت في قولك أنحن قتلناه إنما قتله علي بن أبي طالب لما ألقاه بين رماحنا، فاتصل ذلك بعلي علیه السلام فقال : فإذن رسول الله صلی الله علیه و آله هو الذي قتل حمزة رضي الله عنه لما ألقاه بين رماح المشركين »(1).
إنّ وجود هؤلاء الصحابة إلى جانب الإمام علي علیه السلام ، هو تأكيد أن الإمام علی علیه السلام ، كان له الحق في مقاتلة معاوية الذي امتنع عن الدخول في بيعته، وهو الأمر الذي أجمعت عليه الأمة، وبعد أن لاحت بشائر النصر لجيش الإمام علي علیه السلام أظهر معاوية خدعة رفع المصاحف، «... فبذل قوم علي جهدهم حتى ضيقوا على قوم معاوية، فعند ذلك رفعوا المصاحف وقالوا : رضينا بكتاب الله ! فامتنع قوم علي من القتال، فقال علي علیه السلام : كلمة حق أريد بها باطل ! فما وافقوا على قوله، فقال علي علیه السلام عند ذلك : لا رأي لغير مطاع ! فآل الأمر إلى الحكمين والقصة مشهورة» (2) .
وتصور (الويكبيديا العبرية) حالة المرارة التي كان يعيشها الإمام علي علیه السلام من تصديق بعض اجزاء من جيشه بمسالة التحكيم بينه
ص: 77
وبين معاوية، وتم تحديد شخص من كل جيش، وكان الشخص المفاوض من قبل جيش الإمام علي علیه السلام هو (ابو موسى الاشعري) ومن قبل جيش معاوية هو ( عمرو بن العاص )(הוא מינה כנציג מטעמו חכםהלכה חשוב מתימן בשם אבו מוסא אל אשערי ומנגד מינה מעוויהמצידו. את המפקד המהולל וכובש מצרים עמר אבן אל-עאץ) ، وتشير الى مكر ودهاء المفاوض من جيش معاوية وانه كان رجل شديد المكر والحيلة ونائب معاوية (1) .
ويشير الإمام علي علیه السلام الى انّه قبل على مضض بالتحكيم وبالشخص المفاوض عنه وهو (ابو موسى الاشعري)، فيقول في احدى مواعظه للخوارج وتذكيرهم وتحذيرهم عاقبة أمرهم ،انه قال لهم :ما تنقمون مني؟ الا اني اول من آمن بالله ورسوله؟! فقالوا انت كذلك، ولكنك حكّمت في دين الله ابا موسى الاشعري. فقال علیه السلام : والله ما حكّمت مخلوقاً، وانما حكّمت القرآن. ولولا اني غُلبت على امري وخولفت في رأيي لما رضيت ان تضع الحرب اوزارها بيني وبين اهل حرب الله، حتى أُعلي كلمة الله، وانصر دين الله، ولو كره الكافرون والجاهلون(2).
وفي احدى خطبه اشار الإمام علي علیه السلام الى امر التحكيم، «إِنَّا لَمْ نُحَكِّمِ
ص: 78
الرِّجَالَ، وإِنَّما حَكَمْنَا الْقُرْآنَ هَذَا الْقُرْآنُ ،إِنَّمَا هُوَ خَطَّ مَسْطُورٌ بَيْنَ الدَّفَّتَيْنِ، لَا يَنْطِقُ بِلِسَانِ ولا بُدَّ لَه مِنْ تَرْجُمَانِ، وإِنَّما يَنْطِقُ عَنْه الرِّجَالُ، ولما دَعَانَا الْقَوْمُ، إلَى أَنْ نُحَكِّمَ بَيْنَنَا الْقُرْآنَ، لَمْ نَكُنِ الْفَرِيقَ الْمُتَوَلَّي، عَنْ كِتَابِ الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَه: ﴿ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوه إِلَى الله والرَّسُولِ )، فَرَدُّه إِلَى اللَّهُ أَنْ نَحْكُمَ بِكِتَابِهِ، وَرَدُّه إِلَى الرَّسُولِ أَنْ نَأْخُذَ بِسُنَّتِهِ، فَإِذَا حُكِمَ بِالصِّدْقِ فِي كِتَابِ اللَّهَ، فَنَحْنُ أَحَقُّ النَّاسِ بِهِ، وَإِنْ حكِمَ بِسُنَّةِ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله ، فَنَحْنُ أَحَقُّ النَّاسِ وأَوْلَاهُمْ بِهَا، وَأَمَّا قَوْلُكُمْ، لِمَ جَعَلْتَ بَيْنَكَ وبَيْنَهُمْ أَجَلَّا فِي التَّحْكِيمِ، فَإِنَّمَا فَعَلْتُ ذَلِكَ لِيَتَبَيَّنَ الْجَاهِلُ، وَيَتَثَبَّتَ الْعَالِمُ، وَلَعَلَّ الله أَنْ يُصْلِحَ فِي هَذِهِ الْهُدْنَةِ، أَمْرَ هَذِهِ الأُمَّةِ، ولَا تُؤْخَذَ بِأَكْظَامِهَا، فَتَعْجَلَ عَنْ تَبَيُّنِ الْحَقِّ، وتَنْقَادَ لأَوَّلِ الْغَيِّ ،إِنَّ أَفْضَلَ النَّاسِ عِنْدَ اللهَ، مَنْ كَانَ الْعَمَلُ بِالْحَقِّ أَحَبَّ إِلَيْه، وإِنْ نَقَصَه وكَرَثَهُ مِنَ الْبَاطِلِ، وإِنْ جَرَّ إِلَيْهِ فَائِدَةً وَزَادَه، فَأَيْنَ يُنَاهِ بِكُمْ، وَمِنْ أَيْنَ أتيتُمْ، اسْتَعِدُّوا لِلْمَسِيرِ إِلَى قَوْمٍ حَيَارَى، عَنِ الْحَقِّ لَا يُبْصِرُونَه، وَمُوزَعِينَ بِالْجَوْرِ لَا يَعْدِلُونَ بِهِ، جُفَاةٍ عَنِ الْكِتَابِ، نُكْبٍ عَنِ الطَّرِيقِ ،مَا أَنْتُمْ بِوَثِيقَةٍ يُعْلَقُ بِهَا، وَلَا زَوَافِرِ عِزُّ يُعْتَصَمُ إِلَيْهَا، لَبِئْسَ حُشَّاشُ نَارِ الْحَرْبِ أَنتُمْ ، أُفٍّ لَكُمْ، لَقَدْ لَقِيتُ مِنْكُمْ بَرْحاً يَوْماً أُنَادِيكُمْ، وَيَوْماً أُناجِيكُمْ، فَلَا أَحْرَارُ صِدْقٍ عِنْدَ النَّدَاءِ، وَلَا إِخْوَانُ ثِقَةٍ عِنْدَ النَّجَاءِ »(1).
وعند اجتماع الشخصين ابي موسى الاشعري وعمرو بن العاص، زعم عمرو انه من المستحيل ان يجتمع الجانبين على موقف واحد من الخلافة كموقف الإمام علي علیه السلام(כשנפגשו שני הצדדים לבוררות. טען עמר שלא ייתכןכי שני הצדדים ייפגשו כשעלי בעמדת הח'ליפה) ، ولذلك طلب ان يتخلى
ص: 79
الإمام علي علیه السلام عن الخلافة حتى يكون بموقف واحد متساوٍ مع معاوية قبل التحکیم ، وعند موافقة ابي موسى الاشعري على تخلي الإمام علي علیه السلام عن الخلافة، عند ذلك اعلن عمرو ان الخلافة اصبحت فارغة وهو يعطيها لمعاوية. رحب المجتمعون بهذا القرار واشادوا به (1).
وتشير (الويكبيديا العبرية) ان الإمام علي علیه السلام لم يستطع تقبل هذه النتيجة المحرجة، وانه حاول ان يفرض ذلك بالقوة ولكنه لم يستطع بسبب تفرق معسكره ، ثم تذكر الانقسامات التي حدثت في صفوف جيش الإمام علي علیه السلام، فقسم منه انضم الى معاوية، وقسم آخر (الخوارج) ادعى ان الإمام علي علیه السلام هو المسؤول عن هذا الخذلان، وان الشخص الوحيد الذي يتحمل مسؤولية اختيار الخليفة هو الله ، وان والي سوريا معاوية بن ابي سفيان الذي كان من بيت امية ومن
ص: 80
اقرباء الخليفة عثمان رفض اعطاء البيعة واقسم بالثأر من الإمام علي علیه السلام لان الخليفة عثمان قُتل على يدي انصار الإمام علي علیه السلام (מושל סוריה מועאויה בךאבי סופיאן מבית אומיה וממקורבי עות'מאן בן עפאן. סירב להישבעונשבע לנקום בעלי נקמת דם. בשל רצח עות'מאן בידי תומכי עלי)(1).
كان تمرد الخوارج وعصيانهم المسلح من اقسى ما أُمتحن به الإمام علي علیه السلام ، حدث هذا في وقت كان النصر قريباً من جيش الامام علیه السلام على جيش معاوية بن ابي سفيان الذين رفعوا المصاحف داعين الى تحكيم القرآن، ومعاوية معروف بتاريخه البعيد عن القرآن وتعاليمه، فخدع فرقة من فرق جيش الامام علیه السلام الذين ركنوا الى التحكيم، ولم يجد الامام علیه السلام آذان صاغية له، وبعبارة اخرى حدث انقلاب عسكري في صفوف جيش الامام علیه السلام مسألة التحكيم هذه (2) .
ص: 81
وفي احدى خطب الإمام علي علیه السلام في الكوفة قام رجل من الخوارج فقال: لا حكم الا الله . فسكت الامام، ثم قام آخر وآخر ، فلا كثروا عليه قال: كلمة حق يراد بها باطل، لكم عندنا ثلاث خصال: لا نمنعكم مساجد الله ان تصلّوا فيها، ولا نمنعكم الفيء ما كانت ايديكم مع ايدينا ،ولا نبدؤكم بحرب حتى تبدؤونا به، واشهد لقد اخبرني النبي الصادق عن الروح الامين عن رب العالمين انه لا يخرج علينا منكم فرقة- قلت او كثرت الى يوم القيامة- الا جعل الله حتفها على ايدينا، وان افضل الجهاد جهادكم، وافضل الشهداء من قتلتموه، وافضل المجاهدين من قتلكم ،فاعلموا ما انتم عاملون، فيوم القيامة يخسر المبطلون،( ولِكُلِّ نَبَإِ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴾ (الانعام/ 67) (1) . ونجد في كلام الامام علیه السلام أحسن تصوير لحالة الخوارج وموقفه منهم.
وفي خطبة أخرى له علیه السلام يبين بعض احكام الدين ويكشف للخوارج الشبهة وينقض حكم الحكمين،« فَإِنْ أَبَيْتُمْ إِلَّا أَنْ تَزْعُمُوا أَنِّي أَخْطَأْتُ وضَلَلْتُ، فَلِمَ تُضَلَّلُونَ عَامَّةَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله، بضَلَالِي، وتَأْخُذُونَهُمْ بِخَطَئِي، وَتُكَفِّرُونَهُمْ بِذُنُوبِ، سُيُوفُكُمْ عَلَى عَوَانِقِكُمْ، تَضَعُونَهَا مَوَاضِعَ الْبُرْءِ وَالسُّقْمِ، وَتَخْلِطُونَ مَنْ أَذْنَبَ بِمَنْ لَمْ يُذْنِبُ، وقَدْ عَلِمْتُمْ أَنَّ رَسُولَ الله صلی الله علیه و آله رَجَمَ الزَّانِ الْمُحْصَنَ، ثُمَّ صَلَّى عَلَيْهِ ثُمَّ وَرَّثَه أَهْلَهُ، وقَتَلَ الْقَاتِلَ ووَرَّثَ مِيرَاثَهُ أَهْلَهُ، وقَطَعَ السَّارِقَ وجَلَدَ الزَّانِيَ غَيْرَ الْمُحْصَنِ، ثُمَّ قَسَمَ عَلَيْهِمَا مِنَ الْفَيْءِ ونَكَحَا الْمُسْلِمَاتِ، فَأَخَذَهُمْ رَسُولُ اللهُ صلی الله علیه و آله بِذُنُوبِهِمْ، وَأَقَامَ حَقَّ الله فِيهِمْ، وَلَمْ يَمْنَعْهُمْ سَهْمَهُمْ مِنَ الإسلام، ولَمْ يُخْرِجْ أَسْمَاءَهُمْ مِنْ بَيْنِ أَهْلِهِ، ثُمَّ
ص: 82
أَنْتُمْ شِرَارُ النَّاسِ، وَمَنْ رَمَى به الشَّيْطَانُ مَرَامِيَه وضَرَبَ بِه تِيهَه، وسَيَهْلِكُ فِي صِنْفَانِ، تُحِبُّ مُفْرِطٌ يَذْهَبُ بِهِ الْحُبُّ إِلَى غَيْرِ الْحَقِّ، ومُبْغِضُ مُفْرِطٌ يَذْهَبُ بِهِ الْبُغْضُ إِلَى غَيْرِ الْحَقِّ، وخَيْرُ النَّاسِ فِي حَالًا النَّمَطُ الأَوْسَطُ فَالْزَمُوه، والْزَمُوا السَّوَادَ الْأَعْظَمَ، فَإِنَّ يَدَ الله مَعَ الْجَمَاعَةِ، وإِيَّاكُمْ والْفُرْقَةَ، فَإِنَّ الشَّاذَ مِنَ النَّاسِ لِلشَّيْطَانِ، كَما أَنَّ الشَّاذَّ مِنَ الْغَنَمِ لِلذَّنْبِ، أَلَا مَنْ دَعَا إِلَى هَذَا الشَّعَارِ فَاقْتُلُوه، وَلَوْ كَانَ تَحْتَ عِيَامَتِي هَذِهِ، فَإِنَّمَا حُكْمَ الْحَكَمانِ لِيُحْيِيَا مَا أَحْيَا الْقُرْآنُ ويُمِينَا مَا أَمَاتَ الْقُرْآنُ، وإحْيَاؤُه الاجْتِمَاعُ عَلَيْهِ، وإِمَاتَتُه الِافْتِرَاقُ عَنْهُ، فَإِنْ جَرَّنَا الْقُرْآنُ إِلَيْهِمُ اتَّبَعْنَاهُمْ، وَإِنْ جَرَّهُمْ إِلَيْنَا اتَّبَعُونَا، فَلَمْ آتِ لَا أَبَا لَكُمْ بُجْراً، ولَا خَتَلْتُكُمْ عَنْ أَمْرِكُمْ، وَلَا لَبَسْتُه عَلَيْكُمْ، إِنَّمَا اجْتَمَعَ رَأْيُّ مَلَيْكُمْ عَلَى اخْتِيَارِ رَجُلَيْنِ، أَخَذْنَا عَلَيْهِمَا أَلَّا يَتَعَدَّيَا الْقُرْآنَ فَتَاهَا عَنْهُ، وتَرَكَا الْحَقَّ وَهُمَا يُبْصِرَانِهِ، وَكَانَ الْجَوْرُ هَوَاهُمَا فَمَضَيَا عَلَيْهِ، وقَدْ سَبَقَ اسْتِثْنَاؤُنَا عَلَيْهِمَا فِي الْحُكُومَةِ بِالْعَدْلِ، والصَّمْدِ لِلْحَقِّ سُوءَ رَأْيهَا وَجَوْرَ حُكْمِهِما» (1) .
***
ص: 83
ص: 84
تذكر(الويكبيديا العبرية )ان الحسن بن علي بن ابي طالب هو الحفيد الاكبر للنبي محمد ، ولد في السنة الثانية او الثالثة للهجرة في المدينة المنورة ، وهو عند الشيعة يعد الامام الثاني بعد الإمام علي الان ، وتشير (الويكبيديا العبرية )الى ان هناك فرقاً شيعية أُخرى ترى ان الامام الحسين هو الامام الشيعي الثاني (1) .
روي عن أهل البيت علیهم السلام انّ أبا محمد الحسن بن علي علیه السلام ولد يوم النصف من شهر رمضان ،سنة ثلاث من الهجرة، فعق عنه رسول الله صلی الله علیه و آله كبشا، وحلق رأسه، وأمر أن يتصدق بوزن شعره فضة. وكان أشبه بالنبي صلی الله علیه و آله
ص: 86
ما بين الصدر إلى الرأس (1) ، وكان مقامه جده سبع سنين، ومع أبيه بعد جده ثلاثين سنة، وبعد أبيه أيام إمامته عشر سنين، توفي وعمره سبعا وأربعين سنة، وقبض في شهر صفر سنة خمسين من الهجرة (2) ، وروي سنة اثنتين وخمسين. ويروى أنه قبض وهو ابن ست وأربعين سنة (3). وفي رواية اخرى انه عاش علیه السلام سبعا وأربعين، ويقال تسع وأربعين سنة وأشهرا كان مع رسول الله صلی الله علیه و آله وفاطمة علیهم السلام الثماني سنين وسبعا وثلثين سنة مع أمير المؤمنين علیه السلام وسنة مع أخيه الحسين علیه السلام . وكانت مدة امامته عشر سنين، ووقعت المهادنة بينه وبين معاوية بعد مضى ستة أشهر وثلاث أيام من خلافته، وإنما صالحه علیه السلام خوفا على نفسه وحقنا لدماء المؤمنين من شيعة أبيه علیه السلام (4) .
وكناه الإمام علي علیه السلام : أبا محمد وأبا القاسم. ومن ألقابه علیه السلام : الزكي، والسبط الأول، وسيد شباب أهل الجنة، والأمين، والحجة، والتقي، والبر والأثير والمجتبى والزاهد (5) .
تشير (ויקיפדיה העבריתالويكبيديا العبرية) ان مدة خلافة الامام الحسن علیه السلام كانت قصيرة (מאחר שתקופת שלטונו הייתה קצרה מאוד)،
ص: 87
وانها كانت تحظى بتأييد اقلية من المسلمين، رغم ذلك فان الامام الحسن كان في نظر السنة والشيعة على السواء من الشخصيات المهمة، ومن الصحابة المقربين للنبي محمد صلی الله علیه و آله(למרות זאת.חסן נחשב לדמות חשובה בקרב הסונים והשיעים כאחד ממשפחתווממלוויו( אלצחאבה) של מוחמד). (1) .
بويع الإمام الحسن علیه السلام ، بعد استشهاد الإمام علي عليه السلام ، ومن المعروف ان هذه البيعة كانت في ظل ظروف صعبة جداً، وذلك بسبب استشهاد الإمام علي علي السلام، وما ترك ذلك من مصاب أليم في نفوس المسلمين لفقد إمام زمانهم، كذلك ما تركته حادثة التحكيم في نفوس أهل العراق وأهل الشام لكونهم القطبين في حرب صفين، وكان الإمام الحسن علیه السلام، عالماً بما يحيط به، وعارفاً معرفة جيدة بطبيعة حال المسلمين، وكيف أن الحروب الثلاثة التي خاضها أهل العراق إلى جانب أمير المؤمنين علي علیه السلام ، قد أنهكت قواهم وأفنت الرجال، والإمام الحسن علیه السلام كان يسعى إلى الرأفة بالمسلمين والسعي الحثيث إلى العناية براحتهم ومصالحهم، وقد خطب الحسن بن علي علیه السلام في صبيحة الليلة التي قبض فيها أمير المؤمنين علیه السلام ، فذكر حقه في الخلافة، فحمد الله وأثنى عليه، وصلى على النبي صلی الله علیه و آله ثم قال: «لقد قبض في هذه الليلة رجل لم يسبقه الأولون بعمل، ولا يلحقه الآخرون بعمل، لقد كان يجاهد مع رسول الله صلی الله علیه و آله ، فيقيه بنفسه، وكان رسول الله صلی الله علیه و آله يوجهه برايته ،فيكتنفه جبرئيل عن يمينه، وميكائيل عن يساره، فلا يرجع حتى يفتح الله على يديه، ولقد توفي في الليلة التي عرج فيها
ص: 88
عيسى بن مريم علیه السلام ، وفيها قبض يوشع بن نون وصي موسى، ما خلف من صفراء ولا بيضاء إلا سبعمائة درهم فضلت من عطائه، أراد أن يبتاع بها خادماً لأهله . ثم خنقته العبرة فبكى وبكى الناس معه، ثم قال: أنا ابن البشير، أنا ابن النذير، أنا ابن الداعي إلى الله بإذنه، أنا ابن السراج المنير، أنا من أهل بيت أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، أنا من أهل بيت افترض الله حبهم في كتابه فقال تعالى: ﴿ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا ﴾ (الشورى /23)، فالحسنة مودتنا أهل البيت...»(1).
هناك العديد من الروايات التي تؤكد أن الإمام الحسن السبط علیه السلام ، قاتل معاوية وسعى إلى حربه بكل ما لديه من قوة ومقدرة وأعداد، وعزم على ذلك، إلا ان تخاذل من تخاذل من أتباع الإمام الحسن السبط علیه السلام أدى إلى ما آلت إليه الأمور، والعجز والفشل الذي سيطر على الجيش الذي قاده الإمام الحسن السبط علیه السلام لمقاتلة معاوية وأتباعه، وكيف أن هذا الجيش قد سيطر عليه أكثرية من الخوارج الذين عرفوا بكرههم لأهل البيت علیه السلام ، لأن الإمام علي علیه السلام قد أباد أكثرهم في معركة النهروان سابقاً، فضلاً عن ان أتباع الإمام الحسن علیه السلام ، قد أصابهم القلق والتعب والإرهاق والخوف، وذلك لخوضهم ثلاثة متتالية إلى جنب الإمام علي علیه السلام وهي حرب الجمل، وحرب صفين، وحرب النهروان وهي في الواقع حروب طويلة وقد خسر فيها الطرفان كثيراً من الرجال والأموال وقد أثر هذا الأمر في ضعف معنويات جيش الإمام الحسن علیه السلام ،
ص: 89
ولاسيما أن أحد قادة الجيش قد تلقى الرشاوى مقابل استسلامه لمعاوية وإتباعه (1) .
فلما رأى الإمام الحسن السبط علیه السلام أن أنصاره قد ضعفوا عن الحرب سعى إلى حقن دماء المسلمين ،والسعي إلى المصلحة العامة، وقد أوضح ذلك في إحدى خطبه، منها: «ما ثنانا عن أهل الشام شك ولا ندم، وإنما كنا نقاتلهم بالسلامة والصبر، فشيبت السلامة بالعداوة ،والصبر بالجزع، وكنتم في منتدبكم إلى صفين، دينكم أمام دنياكم، فأصبحتم اليوم دنياكم أمام دينكم ، ألا وإنا لكم كما كنا ولستم كما كنتم لنا، أصبحتم بين قتيلين : قتيل بصفين تبكون له ،وقتيل بالنهروان تطلبون منا ثأره والباقي خاذل، والباقي ثائر، ومعاوية يدعونا إلى أمر ليس فيه عز ولا نصفة، فإن أردتم الموت، رددناه وحاكمناه إلى الله بظبات السيوف، وإن أردتم الحياة، قبلناه، وأخذنا لكم بالرضا، فناداه الناس من كل جانب: البقية البقية يا بن رسول الله» (2) .
من هذه الخطبة البليغة للإمام الحسن علیه السلام ، يتبين لنا ان الإمام علیه السلام عرف ما في نفوس الناس الذين حوله فخاطبهم بما يفهمونه، وبما يهم مصلحتهم، وذلك لأنه علم بأنهم خاذلوه، والبعض سعى إلى قتله(3).
ص: 90
فالإمام الحسن السبط علیه السلام ، كان يعاني من أمرين:
الأول: ان أتباعه قد تعبوا وكلوا من كثرة الحروب، ومنهم من تخاذل وخان عهده وانضم إلى معاوية بالترغيب أو الترهيب:
والثاني: أن معاوية أخذ يدس الجواسيس، ويعمل من وراء الأستار من أجل إضعاف موقف الإمام الحسن السبط علیه السلام وجهز في الوقت نفسه جيشاً من أهل الشام لغزو العراق، ومعاوية في الوقت نفسه أرسل أيضاً إلى الإمام الحسن السبط علیه السلام، وطلب منه الصلح وعقد الهدنة بين الطرفين (1) .
اشارت (الويكبيديا العبرية) الى ان الامام الحسن علیه السلام توفي في سنة (669) او سنة (670) ، ودُفن في مقبرة البقيع امام مسجد النبي محمد صلی الله علیه و آله(חסן מת באל-מדינה בשנת 669 או 670. הוא נטמן בביתהקברות ג'נת אל-באקי. השוכן מול מסגד אל-נבאוי. מסגדו של הנביאמוחמד (2) .
سعى معاوية بن ابي سفيان الى سم الامام الحسن علیه السلام ، وهذا ما شهد به
ص: 91
اغلب المؤرخين (1) ، وان سبب وفاته علیه السلام أنه لما تمت لمعاوية عشر سنين من إمارته، وعزم على البيعة لابنه يزيد، أرسل إلى جعدة بنت الأشعث بن قيس: إني مزوجك من ابني يزيد، على أن تسُمّي الحسن، وبعث إليها مائة ألف درهم، ففعلت وسمت الحسن علیه السلام، فسوغها المال، ولم يزوجها من يزيد، فخلف عليها رجل من آل طلحة فأولدها، فكان إذا وقع بينهم وبين بطون قريش كلامٌ عيروهم فقالوا: يا بني مسممة الأزواج (2) ،وكان مدة مرضه علیه السلام أربعين يوما(3)، توفي الامام الحسن علیه السلام في صفر سنه 50 خمسين من الهجرة وله يومئذ ثمان وأربعون سنة، وفي رواية انه توفي في شهر ربيع الأول سنه 49 تسع وأربعين، وتولى اخوه ووصيه الحسين عليه السلام غسله وتكفينه ودفنه عند جدته فاطمة بنت أسد بالبقيع في المدينة المنورة(4).
ص: 92
تذكر (الويكبيديا العبرية )ان الحسين بن علي بن ابي طالب (هو الابن الاصغر للامام علي علیه السلام ، ولد في المدينة سنة 626 ، كان من صل الله العائلة المحبوبة للنبي محمد صلی الله علیه وآله (היו מבני משפחתו האהובים של הנביא(1) .
روي عن اهل البيت ان ابا عبد الله الحسين بن علي عليا ولد بالمدينة الثلاثاء لخمس خلون من جمادى الأولى سنة ثلاث من الهجرة (2)، وعلقت يوم به أمه فاطمة الزهراء اللا في سنة ثلاث بعد ما ولدت الحسن أخوه بخمسين ليلة، وحملت به ستة أشهر فولدته، ولم يولد مولود لستة أشهر غير الحسين وعيسى بن مريم، وقيل: يحيى بن زكريا(3).
صلى الله وكان مقامه الا مع جده الا ست سنين وأربعة أشهر، وبعد جده له مع أبيه تسعا وعشرين سنة وأربعة أشهر، ومع أخيه بعد أبيه عشر سنين وعشرة أشهر، وبعد أخيه أيام إمامته بقية ملك معاوية ومن أيام يزيد وهي عشر سنين
ص: 93
وستة أشهر، وكان أشبه الناس بالنبي صلی الله علیه وآله ما بين الصدر إلى الرجلين (1) .
اشارت ( الويكبيديا العبرية) الى انه عالي قتل في مدينة كربلاء في العراق مع عائلته وانصاره على يد قادة واعوان الخليفة يزيد الاول، بن معاوية بن ابي سفيان عدو الإمام علي(הוא נהרג יחד עםתומכיו על ידי שליחיו של הח'ליף יזיד הראשון בנו של מֶעאויה אבןסופיאן יריבו המר של עלי. בכרבלא שבעיראק) (2)
وصار إلى كرامة الله (عز وجل) وقد كمل عمره سبعا وخمسين سنة في العام الستين من الهجرة، في المحرم يوم عاشوراء، وهو يوم الاثنين(3). قتل بكربلاء غربي ،الفرات قتله عبيد الله بن زياد وعمر بن سعد وشمر بن ذي الجوشن بأمر يزيد بن معاوية، أتوه ومعهم اثنان وثلاثون أميرا، وأربعة عشر ألف فارساً وراجلاً، وأصحاب الحسين يومئذ اثنان وثلاثون فارسا، وأربعون راجلا، منهم ثمانية وعشرون من رهط بني عبد المطلب، والباقون من
ص: 94
سائر الناس . وجد بالحسين ثلاث وثلاثون طعنة، وأربع وأربعون ضربة، ووجد في جبة خز دكناء كانت عليه مائة خرق وبضعة عشر خرقا(1).
وفي رواية انه لا قتل يوم عاشوراء لعشر مضين من المحرم يوم السبت، وروى أنه كان يوم الاثنين عند الزوال سنه 61 إحدى وستين بكربلاء، قتله عمر ابن سعد بن أبي وقاص عليه اللعنة، وكان أميرا للجيش من قبل عبيد الله بن زياد بن أبيه لعنه الله وعبيد الله كان واليا على العراق من جهة يزيد بن معاوية لاخذ البيعة منه أو لقتله وجميع أصحاب الحسين عليا كانوا اثنين وسبعين من بني عبد المطلب ومن ساير الناس منهم اثنان وثلاثون فارسا وأربعون راجلا قتلوا جميعا ثم حملوا بأجمعهم لعنهم الله . أمروا الرماة برميه فرموه بالسهام حتى صار الا كالقنفذ وجرحوه في بدنه ثلاثمائة وبضعة وعشرين موضعا بالريح والسيف والنبل والحجارة حتى آل الامر إلى أن أحجم عنهم وضعف عن قتالهم ثم طعنه سنان بن انس النخعي برمحه فصرعه وابتدأ إليه خولي بن يزيد الأصبحي ليجتز رأسه فارعد . فقال له شمر بن ذي الجوشن لعنه الله تعالى فتب الله في عضدك مالك ترعد ونزل إليه عن دابته فذبحه كما يذبح الكبش عليهم لعنة الله (2) .
ص: 95
في حين جاء في دائرة المعارف اليهودية ان الامام الحسين قتل في معركة على نهر الفرات ، وان يوم استشهاده العاشر من المحرم (عاشوراء) يعد عند الشيعة يوم حزن وتكفير عن الذنوب (1) .
في يوم عاشوراء عام 61 للهجرة ضحى الإمام الحسين بكل شيء، حتى بطفله الرضيع من اجل استقامة الدين الذي خرقه يزيد بن معاوية ومن اجل أن يدافع عن الحرية والكرامة والحقوق التي يتمتع بها كل الناس بالتساوي، بغض النظر عن دينهم ومعتقدهم واتجاهاتهم الفكرية. إذ نصب يزيد نفسه أميراً للمؤمنين ظلماً، وكان معروفاً بشرب الخمر وفسوقه الواضح واللعب مع القرود والفهود وبذخ الأموال الطائلة عليها، فقال الإمام الحسين قولته الشهيرة (إن كان دين محمد لا يستقيم إلا بقتلي فيا سيوف خذيني)(2).
فتجتمع حشود كبيرة من المسلمين من المذهب الشيعي ويقيموا مراسم
ص: 96
العزاء تخليداً لهذا اليوم، إذ يتم إقامة المآتم على شهداء واقعة الطف بكربلاء. ويقوم المشاركون بإضاءة الشموع وقراءة المراثي واللطم تعبيراً عن ولائهم المطلق لصاحب المصيبة والسير على نهجه ويقوم البعض بتمثيل الواقعة و ماجرى بها من أحداث أدت إلى مقتل الإمام الحسين . فيتم حمل السيوف والدروع ويقوم شخص متبرع بتمثيل شخصية الإمام الحسين اليالا ويقوم شخص أخر بتمثيل شخصية القاتل الذي قام بقتله. إذ يتم تجديد البيعة لثار الله (ثأر الإمام الحسين مؤكدين استمرار المواجهة بين الحق والباطل على مر التاريخ، وأما بالنسبة إلى اللطم و ضرب الصدور فهي ممارسة تعبّر عن شدة تأثر الموالين لأهل البيت الا بحادثة الطف الأليمة و نوع من أساليب الاستنكار المستمر للظلم الذي لحق بهذه الصفوة الطيبة من آل الرسول المصطفى صلی الله علیه وآله (1) .
ص: 97
وتصف (الويكبيديا العبرية) ان مدة الامام الحسين علیه السلام شهدت الصراع على قيادة الإسلام بين احفاد الخليفة الرابع وبين بيت امية وان الخليفة يزيد الاول اراد ان يأخذ البيعة من الامام الحسين علیه السلام أن يزيداً الحاكم الشرعي للعالم الإسلامي ، فضلاً عن عدم مطالبته بالسلطة من يزيد (1).
رفض الإمام الحسين علیه السلام بيعة يزيد، منذ أن سعى معاوية بن أبي سفيان إلى أخذها من الأقطار الإسلامية جميعها على الرغم من محاولات معاوية وسياسته التي تقوم على الترهيب والترغيب في إجبار الإمام الحسين عاليا على إعلان موافقته على البيعة، وكان رفض الإمام الحسين علیه السلام لبيعة يزيد لأنها نقض الواحد من شروط الصلح والهدنة بين الإمام الحسن علیه السلام ، واعمل معاوية الحيلة حتى أوهم الناس أنه بايعه وبقي على ذلك حتى مات معاوية (2) .
ص: 98
ولم يعلن الإمام الحسين علیه السلام رفضه لبيعة يزيد بشكل علني إلا بعد وفاة معاوية بن أبي سفيان، فلما مات معاوية وانقضت مدة الهدنة التي كانت تمنع الحسين عليلا من الدعوة إلى نفسه أظهر أمره بحسب الإمكان وأبان حقه للجاهلين به حالاً بعد حال إلى أن اجتمع له في الظاهر الأنصار فدعا الا إلى الجهاد وشمر للقتال (1) .
وتشير (الويكبيديا العبرية) الى اهمية معركة كربلاء واثرها في الدين الإسلامي، وفي المذهب الشيعي خصوصاً، وانها ساهمت في جعل هذا المذهب رمزاً لرفض الاستبداد بالسلطة (הקרב בכרבלא ומותו שלחוסיין הטביעו את חותמם העמוק על האמונה השיעית והפכו אותהממפלגה המבקשת להחליף את השלטון)، كما تشير الى ايمان الشيعة ان الامام الحسين الا ضحى بنفسه في معركة كان يعرف ان القتل مصيره، كتعبير
ص: 99
عن حمايته للإسلام وحبه الله (1) .
تحول الإمام الحسين علیه السلام باستشهاده إلى رمز لقيم الحرية والعدالة والكرامة والمساواة وحقوق الإنسان ،ولذلك تاثرت به كل الطوائف والاديان وحتى الهندوس، وتحولت عاشوراء إلى يوم تاريخي خالد يرمز إلى نضال الإنسان من اجل حريته وإرادته، وهو اليوم الذي شهد انتصار المقتول على قاتله، والمهزوم عسكريا إلى منتصر خالد، وانتصار الدم على السيف.
وهدف الامام الحسين علیه السلام في ملحمة الطف وثورته الإصلاحية في العاشر من المحرم عام 61 للهجرة، الى اعادة الكرامة التي سلبتها السلطة الاموية من الإنسان ،من خلال الممارسات المنحرفة البعيدة عن الدين الإسلامي، كإذلال الانسان والتمييز بين الناس، والاستحواذ على مقدرات الامة، وقمع الرأي المعارض، وجبر الناس وقهرهم، وسلب حربة الاختيار، وغير ذلك من الممارسات التعسفية الظالمة.
فالإمام الحسين علیه السلام عندما قرر القيام بالثورة على هذا الواقع الفاسد، إنما قصد بذلك استنهاض قيم الحرية والمساواة في نفوس الناس، تلك القيم التي تشعرهم بانسانيتهم، فالانسان بلا حرية، يعني انساناً بلا كرامة وانسانية، وهذا هو مبدأ تنادي به كل الانظمة الديمقراطية في العالم.
وجاء في دائرة المعارف اليهودية ان استشهاد الامام الحسين علیه السلام
ص: 100
بهذه الصورة المأساوية المؤثرة ساهم في تعزيز الدور الشيعي وتقويته في العالم الإسلامي (1) .
ان ثورة الإمام الحسين علیه السلام ، لم تكن ثورة طائفية أو محصورة بفئة معينة من الناس دون غيرهم، بل هي ثورة إنسانية قبل كل شئ، لأنها نادت بمبادئ الانسانية وكرامة الإنسان، كانسان بغض النظر عن أي شئ، وهي نفسها المبادئ التي جاء بها الإسلام، لأن الحسين علیه السلام ، هو ترجمان القرآن الكريم، يؤمن أن للإنسان كرامته التي فطر الله الناس عليها، ولذلك لا يجوز لأحد أن يعبث بها أبداً.
وقد اصبحت عاشوراء وكربلاء حدثا عالمياً، فهي خالدة ما خلد الدهر، وممتدة ما امتد الزمان والمكان ، (كل ارض كربلاء .... وكل يوم عاشوراء). انها عنوان الصراع بين الخير والشر، بين الحب والكراهية، بين الحق والباطل، بين الايمان والكفر، بين العقل والعاطفة، بين العلم والجهل، بين الدين واللادين، بين الحقيقة والدجل، بين الوعي والتضليل.
وأخيراً ... فإنّ «عاشوراء هي الإسلام كله، وبتعبير آخر هي مدخل لفهم الإسلام في ،عقائده ومفاهيمه، وسياساته ومعانيه ومراميه، وشرائعه... و... فإذا عاشها الإنسان ،بعقله ،وبفكره ،وبفطرته، وبوجدانه، وبعاطفته، فإنه يكون
قد عاش حقائق الإسلام وأحس بها بمختلف جهاتها، وحالاتها لتكون المرآة
ص: 101
التي تعكس حقيقة الإنسان الكامل ،بكل ما لها من أصالة، وحياة وصفاء، ونقاء يتجلى في عمق الفكر، ويجسده بصافي الفطرة، ويتمثل في صميم الوجدان، وصادق العاطفة» (1) .
***
ص: 102
جاء في كتب الحديث إنّ أمير المؤمنين علیه السلام استشهد في شهر رمضان المبارك، روى القندوزي الحنفي بإسناده عن علّي الرّضا عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين علّي عليهم التحية والسلام، قال: «إنّ رسول الله صلی الله علیه السلام، خطبنا، فقال: أيّها الناس إنّه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرّحمة والمغفرة، وذكر فضل شهر رمضان، ثمّ بكى، فقلت: يا رسول الله ما يبكيك ؟ قال: يا علّي أبكي لما يستحلّ منك في هذا الشهر كأنّي بك وأنت تريد أن تصلّي، وقد انّبعث أشقى الأوّلين والآخرين شقيق عاقر ناقة صالح يضربك ضربة على رأسك فيخضب بها لحيتك، فقلت: يا رسول الله، وذلك في سلامة من ديني؟ قال: في سلامة من دينك، قلت: هذا من مواطن البشرى والشّكر ، ثمّ قال: يا علي، من قتلك فقد قتلني، ومن أبغضك فقد أبغضني، ومن سبّك فقد سبّني، لأنّك مني كنفسي، روحك من روحي، وطينتك من طينتي، وإنّ الله تبارك وتعالى خلقني وخلقك من نوره، واصطفاني واصطفاك ، فاختارني للنبوّة، واختارك للإمامة، فمن أنكر إمامتك فقد أنكر نبوّتي يا علي أنت وصيّي ووارثي وأبو ولدي وزوج ابنتي، أمرك أمري، ونهيك نهيي ،اقسم بالله الّذي بعثني بالنبوة وجعلني خير البريّة
ص: 103
إنّك لحجة الله على خلقه وأمينه على سرّه وخليفة الله على عباده» (1) .
وروي ايضاً: «قال رسول الله صلی الله علیه و آله لعلي علیه السلام : ألا أخبرك بأشقى الناس؟ رجلان: أحيمر ثمود ، ومن يضربك يا علي على هذا - ووضع يده على قرنه - فيبتل منه هذا - وأخذ بلحيته - فكان كما أخبره صلی الله علیه و آله»(2).
ذكرت المصادر التاريخية ان أمير المؤمنين سهر تلك الليلة التي استشهد فيها وهي 21 رمضان سنة 40 ه-/ 28 فبراير(661م) وأكثر الخروج والنظر في السماء وهو يقول: والله ما كذبت ولا كذبت وانها الليلة التي وعدت بها ثم يعاود مضجعه فلما طلع الفجر شد إزاره وخرج وهو يقول:
اشدد حيازيمك للموت *** فإن الموت لاقيك
ولا تجزع من الموت ***إذا حل بواديك
فلما خرج الى صحن الدار استقبلته الاوز فصحن في وجهه فجعلوا يطردونهن فقال دعوهن فانهن نوائح ثم خرج لصلاة الفجر ليلة التاسع عشر من رمضان وهو ينادي الصلاة الصلاة في المسجد الاعظم بالكوفة فضربه بالسيف عبد الرحمن بن ملجم المرادي وهو احد الخوارج بالسيف على رأسه، وكان السيف مسموماً، فمكث يوم التاسع عشر وليلة العشرين ويومها وليلة الحادي والعشرين الى نحو الثلث من الليل ثم قضى نحبه وقد كان يعلم ذلك
ص: 104
واخبر الناس به قبل اوانه(1).
إن مؤامرة قتل الإمام علي علیه السلام دبرت من قبل الخوارج، وتزخر المصادر بالعديد من الروايات التاريخية عن هذه المؤامرة وشخوصها وأحداثها(2).
تذكر ( الويكبيديا العبرية ) (3) ان الإمام علي علیه السلام قُتل في العراق في مدينة الكوفة سنة 661م، من قبل مجموعة من الخوارج الذين تمردوا على سلطته، في حين جاء في دائرة المعارف اليهودية ان الإمام علي علیه السلام قُتل على يد أحد مؤيدي معاوية (4) .
كان وقت استشهاد أمير المؤمنين علیه السلام ، وهو الوقت المتفق عليه بين أغلب
ص: 105
المصادر قبيل الفجر، من ليلة الجمعة ،ليلة إحدى وعشرين من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة(1).
اشارت ( الويكبيديا العبرية) الى ان الإمام علی علیه السلام دُفن في مدينة النجف، التي اصبحت من الاماكن المقدسة ومزاراً للشيعة שבנג'ף מהווה מוקד עלייה לרגל לשיעים ונחשב לאתר קדוש)(2) .
ويذكر العقاد ان استشهاد الإمام علي علیه السلام كان من اجل الإسلام واحقاقه، فيقول: «في سيرة ابن ابي طالب ملتقى بالعاطفة المشبوبة والاحساس المتطلع الى الرحمة والاكبار ، لانه الشهيد ابو الشهداء ،يجري تاريخه وتاريخ ابنائه في سلسلة طويلة من مصارع الجهاد والهزيمة، ويتراؤون للمتتبع من بعيد واحداً بعد واحد شيوخاً جللهم وقار الشيب يحال بينهم وبين متاع الحياة، بل يُحال بينهم احياناً وبين الزاد والماء، وهم على حياض المنية جياع طماء ... واوشك الالم المصرعهم ان يصبغ ظواهر الكون بصبغتهم وصبغة دمائهم. حتى قال شاعر فيلسوف كأبي العلاء المعري:
وفي الافق من دماء الشهيد *** ين عليّ ونجله شاهدان
فهما في أواخر الليل فجرا *** نِ، وفي أولياته شفقان
ص: 106
... وهذه غاية من امتزاج العاطفة بتلك السيرة قلما تبلغها في سير الشهداء غاية، وكثيراً ما تتعطش اليها سرائر الامام في قصص الفداء التي عمرت بها تواریخ الاديان»(1).
***
ص: 107
ص: 108
من المعروف انّ الدراسات العبرية عن الإسلام عموماً ورموزه مثل الإمام علي علیه السلام اتسمت بالنزعة العدائية والتشكيكية، فقاموا ببث الاكاذيب الملفقة حول الإسلام وحول الرسول الاكرم صلی الله علیه و آله واهل بيته الطاهرين، وكان هدفهم تكوين صورة مغايرة للإسلام لا علاقة لها بالواقع الحقيقي له، فضلاً عن قيامهم ببث مسألة التشكيك في التاريخ الإسلامي ونشأة الفرق والمذاهب فيه وخلق النزعة الطائفية بين فرقه.
بعد عرضنا للمعلومات التي ذكرتها دوائر المعارف اليهودية في الانترنت عن الإمام علي علیه السلام، نستطيع أن نقول: إنّ هناك جملة من الملاحظات والاستنتاجات، أهمها:
1 . عدم حياديتها واعتمادها على مصادر عامة في أخذها للمعلومات عن الإمام علي علیه السلام وولادته وخلافته وزواجه وحروبه وأولاده واستشهاده.
2. إغفالها كثير من الامور والاحداث التي حدثت في سيرة الإمام علی علیه السلام .
ص: 109
3. عرضها تفاصيل كثيرة لبعض المعارك التي جرت بين الإمام علي علیه السلام ومعارضيه ،واكتفت بذكر حربين فقط، الجمل وصفين.
4. محاولة التركيز على الأُمور السلبية التي حدثت في التاريخ الإسلامي.
***
ص: 110
- القرآن الكريم
الكتاب المقدس (العهد القديم والعهد الجديد).
-ابن أبي الحديد، أبو حامد عبد الحميد بن هبة الله المدائني (ت 656 ه- / 1258م). شرح نهج البلاغة للإمام علي (ع) ، تقديم وتعليق حسين الأعلمي ، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ، بيروت ، 2004 م.
-ابن أبي الدنيا ، أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد (ت 281 ه- ). مقتل الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) ، تحقيق الشيخ محمد باقر المحمودي ، ط 1 ، مؤسسة الطبع والنشر التابعة إلى وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي ،طهران 1990 ، ص 25- فما بعدها .
-ابن إسحاق، محمد بن إسحاق بن يسار (ت 151ه- / 768م). سيرة ابن إسحاق (المبتدأ والمبعث والمغازي )، تحقیق سهيل زكار ، ط 1 ، دار الفكر، بيروت ، 1978م.
-ابن أعثم، أبو محمد بن أعثم الكوفي (ت 314ه- / 926م) . كتاب الفتوح ، ط 1 ، مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية ، حيدر آباد ، الهند ، د.ت .
-ابن الأثير ، أبو الحسن علي بن محمد الجزري (ت 630 ه- / 1232م). أسد الغابة في معرفة الصحابة، تحقيق: علي محمد معوض، عادل احمد عبد الموجود، ط 1 ، دار الكتب العلمية، بيروت 1415 ه- - 1994م.
ص: 111
-الكامل في التاريخ ، تحقيق أبي الفداء عبد الله القاضي، ط 4 ، دار الكتب العلمية، بيروت ، 2006م.
- ابن البطريق الحلي، يحيى بن الحسن الأسدي الحلي (ت 600 ه-/ 1203م).عمدة عيون صحاح الأخبار في مناقب إمام الأبرار ، تحقيق الشيخ مالك المحمودي والشيخ إبراهيم البهادري ، د . ط ، مؤسسة النشر الإسلامي ، قم – إيران ، 1407 ه- / 1986م.
- ابن الجوزي ، أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد (ت 597ه-). صفة الصفوة ، خرج أحاديثه محمد عبادي عبد الحليم وأحمد شعبان أحمد ، ط 1 ، مكتبة الصفا ، القاهرة ،.2003
-المنتظم في تاريخ الملوك والأمم ، تحقيق محمد عبد القادر عطا ومصطفى عبد القادر عطا ، مراجعة نعيم زرزور ، ط 2 ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، 1995 م.
- ابن الخشاب البغدادي، أبو محمد عبد الله بن النصر (ت 567 ه- / 1171م). تاريخ مواليد الأئمة ووفياتهم ، مخطوطة ضمن مجموعة نفيسة، مطبعة الصدر ، منشورات مكتبة آية الله المرعشلي العامة ، قم - إيران ، 1406 ه- / 1985م.
-ابن الطقطقي، محمد بن علي بن طباطبا (ت 709ه- / 1309م). الأصيلي في أنساب الطالبيين ، تحقيق السيد مهدي الرجائي ، مطبعة حافظ ، منشورات مكتبة المرعشي ،قم - إيران ، 1418ه- / 1997م.
- ابن العبري، أبو الفرج غريغوريوس بن هارون الملطي (ت 685 ه- / 1286م). تاريخ مختصر الدول ، وضع حواشيه خليل المنصور ، ط 1 ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، 1997ه- .
ابن المطهر الحلي ،رضي الدين علي بن يوسف بن المطهر (ت 710 ه- / 1310م). العدد القوية لدفع المخاوف اليومية ، تحقيق السيد مهدي الرجائي ، ط 1 ، مطبعة سيد الشهداء (ع) ، إيران ، 1408 ه- / 1987م.
ص: 112
-ابن المغازلي، أبو الحسن علي بن محمد بن محمد الواسطي الشافعي (ت 483 ه- / 1090م). مناقب علي بن أبي طالب (ع) ، تصحيح وتنظيم الشيخ كاظم العزاوي ، ط1، مطبعة سبحان ، منشورات سبط النبي (ص) ، قم – إيران ، 1426ه- /2005م.
-ابن المهنا الحلي ، جمال الدين أبو الفضل أحمد بن محمد العبيدلي (ت ق ه- ). التذكرة في الأنساب المطهرة ، إعداد وتقديم السيد مهدي الرجائي، مطبعة ستارة ، قم – إيران ، 1379ه- .
- ابن النديم، أبو الفرج محمد بن أبي يعقوب بن إسحاق ت (380ه- / 990م). الفهرست ، تحقيق د. يوسف علي الطويل، وضع فهارسه أحمد شمس الدين، ط 2 ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، 2002 م.
- ابن الوردي زين الدين عمر بن مظفر ( ت 749 ه- / 1348م). تاريخ ابن الوردي ، ط 1 ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، 1996م.
- ابن حجر العسقلاني، أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد (ت 852ه-). الإصابة تمييز الصحابة، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود وعلى محمد معوض، ط 1 ، دار الكتب العلمية، بيروت 1415 ه-.
-الصواعق المحرقة في الرد على أهل البدع والزندقة ، اعتنی به وراجعه كمال مرعي ومحمد إبراهيم، منشورات المكتبة العصرية ، صيدا – بيروت، 2007م.
- ابن حزم ،علي بن احمد بن سعيد الأندلسي (ت 456 ه- / 1063م). جمهرة أنساب العرب ،مراجعة وضبط لجنة من العلماء، ط 3 ، دار الكتب العلمية، بيروت، 2003م.
- ابن حنبل، ابو عبد الله احمد بن محمد (ت 241ه-). مسند الامام احمد بن حنبل وبهامشه منتخب كنز العمال في سنن الاقوال والافعال، دار صادر، بیروت (د.ت).
ص: 113
- ابن خلدون، عبد الرحمن ( ت 808 ه- / 1405م) . العبر وديوان المبتدأ والخبر في أخبار ملوك العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر ، ط 3 ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، 2006 م.
-ابن سعد، محمد بن سعد بن محمد الزهدي ( ت 230 ه- / 844م.) كتاب الطبقات الكبير ، تحقيق علي محمد عمر ، ط 1 ، الشركة الدولية للطباعة ، القاهرة ، 2001 م.
- ابن سلمان الحلي، الحسن (ت 802ه- / 1399 ) . المحتضر ، ط1 ، منشورات مكتبة ومطبعة الحيدرية ، النجف الأشرف ، 1951م.
- ابن شبة، أبو زيد عمر بن شبة النميري (ت 262 ه- / 875م). تاريخ المدينة المنورة ، تحقيق فهيم محمد شلتوت ، د. ط ، مطبعة قدس ، منشورات دار الفكر ، قم - إيران ، 1410ه- / 1989م .
- ابن شهر آشوب، أبو عبد الله محمد بن علي (ت 588 ه- / 1192م). مناقب آل أبي طالب ، تحقيق لجنة من الأساتذة ، ط 1 ، المطبعة الحيدرية ، النجف الأشرف ، د.ت.
-ابن عبد البر ، أبو عمر يوسف القرطبي (ت 463 ه-). الاستيعاب في معرفة الأصحاب ، دار الفكر للطباعة والنشر ، بيروت ، 2006 .
- ابن عساكر، علي بن الحسين بن هبة الله الشافعي (ت 571ه- / 1175م). تاريخ دمشق الكبير، تحقيق وتعليق وتخريج علي عاشور الجنوبي ، ط 1 ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت ، 2001 م.
- ابن عنبة الحلي، جمال الدين أحمد بن علي الحسني (ت 828ه- ) . عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب ، تحقيق السيد مهدي الرجائي ، ط 1 ، مطبعة ستارة ، منشورات مكتبة المرعشي العامة ، قم - إيران، 2004.
-ابن قتيبة الدينوري، عبد الله بن مسلم (ت 276ه-) . الامامة والسياسة "تاريخ الخلفاء"،مطبعة مصطفى البابي الحلبي واولاده، مصر 1378ه-.
ص: 114
- ابن كثير، أبو الفداء إسماعيل بن كثير القرشي (ت 747ه- / 1346م). البداية والنهاية ،تحقيق حامد أحمد الطاهر ، ط 1 ، دار الفجر للتراث ، القاهرة - مصر ، 2003 م.
- ابن ماجة، أبو عبد الله محمد بن يزيد القزويني (ت 273ه-). سنن ابن ماجه، تحقيق : محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء الكتب العربية، فيصل عيسى البابي الحلبي.
-ابن نما الحلي، جعفر بن محمد بن جعفر بن هبة الله (ت 645ه- / 1247م). مثير الأحزان ومنبر سبل الأشجان ، ط 1 ، دار العلوم للتحقيق والطباعة ، بيروت ، 2004 م.
- ابن هشام، أبو محمد عبد الملك بن هشام الحميري (ت 218ه- / 833م). السيرة النبوية ، تحقيق مصطفى السقا وآخرون ، د . ط ، دار إحياء التراث العربي، بيروت ، د.ت.
-أبو الفداء، إسماعيل بن علي بن محمود ابن عمر (ت 732ه- / 1331م). المختصر في أخبار البشر ، تعليق محمود ديوب ، ط 1 ، دار الكتب العلمية ، بيروت، 1997م.
- أبو مخنف، لوط بن يحيى بن سعيد الأزدي (ت 157ه- / 773م). مقتل الحسين ، ط 1 ، دار الزهراء ، إيران ، 1428ه-.
- أبو نصر البخاري، سهل بن عبد الله بن داود (كان حياً سنة 341ه-). سر السلسة العلوية، تقديم وتعليق : السيد محمد صادق بحر العلوم، المطبعة الحيدرية، النجف الاشرف 1381 ه- / 1962م.
- أبو نعيم، أحمد بن عبد الله الأصفهاني ( ت 430 ه- / 1038م). حلية الأولياء وطبقات الأصفياء ، تحقيق سعيد بن سعد الدين خليل ، ط 1 ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت ، 2007 م.
الاحتجاج على اهل اللجاج، تعليقات وملاحظات: السيد محمد باقر الخرسان، ط 2 ، منشورات مؤسسة الاعلمي للمطبوعات، بيروت 1403 ه- / 1983.
- أحمد بن طاووس، جمال الدين أحمد بن موسى بن جعفر بن محمد الطاووس الحسني الحلي (ت 673 ه- / 1274م). بناء المقالة الفاطمية في نقض الرسالة العثمانية ، تحقيق السيد علي العدناني الغريفي ، ط 1 ، مؤسسة آل البيت لإحياء التراث ، إيران ، 1991.
ص: 115
- الأصفهاني، أبو الفرج علي بن الحسين (ت 356ه- / 966م). مقاتل الطالبيين ، تحقيق السيد أحمد صقر ، ط 1 ، منشورات دار الزهراء ، قم إيران ، 1428ه- / 2007م.
-الاعرج عميد الدين عبد المطلب بن محمد (ت754 ه-) . كنز الفوائد في حل مشكلات القواعد، تحقيق: مؤسسة النشر الاسلامي، ط 1 ، قم المقدسة 1416 ه-.
-آل خليفة، محمد علي. أمراء الكوفة وحكامها ، مراجعة ياسين صلواتي ، مطبعة أسوة ، منشورات مؤسسة الإمام الصادق (ع) ، طهران – إيران ، 2004 .
- آل یاسین، محمد حسن بن محمد رضا. الأئمة الاثنا عشر سيرة وتاريخ ، ط 1 ، مطبعة الغدير ، طهران – إيران، 2000 م.
-الامين العاملي. ابو محمد محسن ابن السيد عبد الكريم ابن السيد علي (ت 1471ه-). اعيان الشيعة، حققه واخرجه وعلق عليه السيد حسن الامين، دار التعارف للمطبوعات، بيروت - لبنان، 1406 ه- / 1986م.
-الأميني، عبدالحسين أحمد الأميني النجفي .الغدير في الكتاب والسنة والأدب، ط4، دار الكتاب العربي، بيروت - لبنان 1977م.
- الاندلسي، احمد بن محمد بن عبد ربه (ت 328 ه-). العقد الفريد، تحقيق: مفيد محمد قميحة ، ط 1 ، دار الكتب العلمية، بيروت 1983م.
-البخاري، محمد بن إسماعيل بن إبراهيم الجعفي (ت 256ه- / 869م). صحيح البخاري ، اعتنى به أبو صهيب الكرمي ، د. ط ، بيت الأفكار الدولية للنشر ، الرياض - السعودية ، 1998م.
- البلاذري، أحمد بن يحيى بن جابرت (279 ه- / 892م) . جمل من أنساب الأشراف ، تحقیق سهیل زكار ورياض زركلي ، ط 1 ، دار الفكر ، بيروت، 1996.
-تاج المواليد ، مخطوطة ضمن مجموعة نفيسة ، مطبعة الصدر، منشورات مكتبة آية الله المرعشي العامة ، قم - إيران ، 1406 ه-/ 1985م.
ص: 116
-تاريخ الرسل والملوك ، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ، ط 4 ، دار المعارف، القاهرة، 1979 م .
- الترمذي، أبو عيسى محمد بن عيسى بن سَوْرة بن موسى بن الضحاك (ت 279 ه-). سنن الترمذي، حققه وصححه: عبد الوهاب عبد اللطيف، ط 2 ، دار الفكر للطباعة والنشر، بيروت - لبنان، 1403 ه- / 1983م.
-تهذيب التهذيب، تحقيق مصطفى عبد القادر عطا، ط 1 ، دار الكتب العلمية بيروت 1994 م.
- جورج جُرداق . الإمام علي صوت العدالة الإنسانية، اختصره وحققه : حسن حميد السنيد، ط 2 ، مركز الطباعة والنشر للمجمع العالمي لأهل البيت، طهران 1426 ه-
- الجوهري، أبو بكر أحمد بن عبد العزيز البغدادي ( ت 323ه- / 934م). السقيفة وفدك ، تحقيق محمد هادي الأميني ، د . ط ، مكتبة نينوى الحديثة ، طهران – إيران ، د. ت.
- الجويني ابراهيم بن محمد بن المؤيد بن عبد الله بن علي (ت 730 ه-). فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين والائمة عليهم السلام ط 1 ، تحقيق: الشيخ محمد باقر المحمودي ، مؤسسة المحمودي للطباعة والنشر، بيروت 1398 ه-.
- الحاكم النيسابوري، ابو عبد الله محمد بن عبد الله (ت 405 ه-) . المستدرك على الصحيحين، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت 1422 ه- / 2002 م.
-الحلي، ابو محمد عز الدين الحسن بن سليمان (كان حياً في القرن التاسع الهجري). مختصر بصائر الدرجات، ط 1 ، منشورات المطبعة الحيدرية ،النجف الاشرف 1370 ه- / 1950م.
- الحموي، أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله (ت 626 ه- / 1228م) معجم البلدان، تحقيق:
صلاح بن سالم المصراتي، ط 1 ، بيروت 1997، 3 / 414 .
ص: 117
-خلاصة الأقوال في معرفة الرجال ، تحقيق الشيخ جواد القيومي ، ط 1 ، مؤسسة النشر الإسلامي ، إيران ، 1417ه- / 1996م.
- الحميري، أبو هاشم اسماعيل بن محمد .ديوان السيد الحميري، تحقيق: شاكر هادي شكر، دار الحياة، بيروت، 1408ه-.
-خليفة بن خیاط، العصفري (ت 240 ه- / 854م ). تاريخ خليفة ، تحقيق د. سهيل زكار ، دار الفكر ، بيروت ، 1993 م .
- الخوارزمي ، الموفق بن أحمد بن محمد المكي (ت 568 ه- / 1172م). كتب المناقب ، تحقيق الشيخ مالك المحمودي ، ط 2 ، منشورات مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة ، قم - إيران ، 1411ه- / 1990م.
- الخوئي، ابو القاسم بن علي اكبر بن هاشم تاج الدين الموسوي (ت 1992م). البيان في تفسير القرآن، ط4 ، دار الزهراء للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان، 1395 ه- / 1975م.
- الدينوري، أبو حنيفة أحمد بن داود (ت 282 ه- / 895م). الأخبار الطوال ، تقديم وتوثيق د. عصام محمد الحاج علي ، ط 1 ، دار الكتب العلمية، بيروت ، 2001 .
- الذهبي، محمد بن أحمد عثمان (ت 748ه- / 1347م). سير أعلام النبلاء ، اعتنى به محمد عبادي عبد الحليم ، ط 1 ، دار البنيان ، القاهرة - مصر ، 2003 م.
-رضي الدين علي بن موسى بن جعفر بن محمد الطاووس (ت 664ه-). الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف ، تحقيق السيد علي عاشور ، ط 1 ، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ، بيروت ، 1999.
- ريشار، يان .الاسلام ،الشيعي، عقائد وإيديولوجيات، ترجمة: حافظ الجمالي، دار عطية للطباعة والنشر والتوزيع، ط 1 ، دار عطية للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت1996.
ص: 118
-الريشهري، محمد. موسوعة الامام علي ( عليه السلام) في الكتاب والسنة، تحقيق ونشر :دار الحديث للطباعة والنشر ط 2، ایران، بیروت 1525 ه-.
-الزبيري ، مصعب بن عبد الله بن مصعب (ت 236ه-). نسب قريش ، تحقيق ليفي بروفنسال ، ط 1 ، مطبعة شريعت ، قم ، 1385 ه- .
- سبط ابن الجوزي، يوسف بن فرغلي بن عبد الله البغدادي (ت 654ه- / 1256م). تذكرة الخواص ، د. ط ، مطبعة أمير ، منشورات الشريف الرضي ، قم – إيران ،1418ه- / 1997م.
-سليم الكوفي، سليم بن قيس ت (76ه- / 695م). كتاب سليم الكوفي ، ط 3 ، دار الإرشاد الإسلامي ، بيروت ، 1994م.
- الشريف الرضي ،أبو الحسن محمد بن الحسين بن موسى (ت 404 ه- / 1013م). خصائص الائمة (عليهم السلام) (خصائص امير المؤمنين عليه السلام). تحقيق: محمد هادي الاميني. مجمع البحوث الاسلامية، الاستانة الرضوية المقدسة، مشهد - ایران 1406 ه- .
- الشيخ ورام الحلي، أبو الحسين ورام بن أبي فراس المالكي الأشتري (ت 605 ه- / 1208م). تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ، تصحيح وتعليق محمد الآخوندي ، ط 2 ، المطبعة الحيدرية ، منشورات دار الكتب الإسلامية ، طهران – إيران ، 1368ه- / 1948م.
- الصدوق، ابو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي (ت 381ه- / 991م).
كتاب من لا يحضره الفقيه صححه وعلق عليه :علي اكبر الغفاري، ط 2 ، منشورات جماعة المدرسين في الحوزة العلمية، قم المقدسة 1392 ه-.
- الطبراني ، أبو القاسم سليمان بن أحمد ، ت 360 ه- : المعجم الكبير ، تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي ، ط 2 ، دار إحياء التراث العربي، بيروت ، 1983.
ص: 119
- الطبرسي، أبو علي الفضل بن الحسن (ت 548 ه- / 1153م). أعلام الورى بأعلام الهدى ، ط 1 ، مطبعة ستارة ، قم - إيران، 1417ه- / 1996م.
- الطبري ، أبو جعفر محمد بن جریر بن رستم (ت 310 ه- / 922م). نوادر المعجزات في مناقب الأئمة الهداة ، ط 1 ، مطبعة سليمان زادة ، قم ، 1427ه- ، ص 133 - 140 .
- الطبري، أبو جعفر محمد بن أبي القاسم محمد بن علي (كان حياً سنة 553 ه- / 1158م).
بشارة المصطفى لشيعة المرتضى ، ط 1 ، مطبعة ،وفا ، منشورات مدين ، قم - إيران، 1428ه- / 2007م.
-الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف ، تحقيق السيد علي عاشور ، ط 1 ، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ، بيروت ، 1999م.
- الطرف من المناقب في أخبار النبي وعترته الأطائب، ط 1 ، منشورات مكتبة ومطبعة الحيدرية ، النجف الأشرف ، 1369 ه- / 1949م.
-العاملي، السيد جعفر مرتضى. مختصر مفيد المركز الاسلامي للدراسات، ط 1 ، بيروت - لبنان، 2004.
-عبد المقصود، عبد الفتاح .السقيفة ،والخلافة ،مكتبة غريب، القاهرة 1977.
- عرموش، احمد راتب الفتنة وواقعة الجمل. رواية سيف بن عمر الضبي الاسدي ،دار النفائس للطباعة والنشر والتوزيع، ط 1 1972، ط 19937 لبنان.
- العسكري، نجم الدين. أبو طالب حامي الرسول ( ص ) وناصره، مطبعة الآداب، النجف الاشرف 1380 .
-العطاردي، الشيخ عزيز الله . مسند الامام امير المؤمنين علي بن ابي طالب، انتشارات عطارد، ط 1، طهران 2007 .
-العقاد، عباس محمود عبقرية الامام علي، دار الكتاب العربي، بيروت 1967م.
ص: 120
- العلامة الحلي ، الحسن بن يوسف بن المطهر (ت 726 ه- / 1325م). منتهى المطلب في تحقيق المذهب ، مقابلة حسن بشینماز ، (دط) منشورات حاج أحمد ، تبریز ، 1333 ه- ، (2/ 889).
- علل الشرائع، ط 1 ، مكتبة ودار المجتبى للمطبوعات ، النجف الأشرف ، 2008م.
- كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين (ع) ، تحقيق علي آل كوثر ، ط 1 ، مطبعة بهمن، منشورات مجمع إحياء الثقافة الإسلامية ، قم - إيران، 1413ه- 1992م.
- نهج الحق وكشف الصدق، تعليق الشيخ فرج الله الحسني ، تقديم السيد رضا الصدر، د. ط ، دار الكتاب اللبناني ، بيروت ، 1982 .
- علي بن طاووس، رضي الدين علي بن موسى بن جعفر بن محمد الطاووس الحسني الحلي (ت 664 ه- / 1265م). سعد السعود للنفوس ، تحقيق مركز الأبحاث والدراسات الإسلامية ، قسم إحياء التراث الإسلامي ، ط 1 ، مطبعة الإعلام الإسلامي ، قم - إيران ، 1422ه- 2001م.
- فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) ، تحقيق حسن حميد السيد ، مطبعة ليلى ، منشورات مركز الطباعة والنشر التابع للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) ، إيران ، 1425 ه- / 2004م.
- کشف المحجة لثمرة المهجة ، تحقيق الشيخ محمد الحسون ، ط 2 ، مطبعة مكتبة الإعلام الإسلامي ، قم - إيران ، 1417ه- / 1997م.
- العمري، عبدالباقي بن سليمان بن أحمد الترياق الفاروقي، تقديم الشيخ عبدالهادي الفضلي، ط 2 ، مطبعة النعمان، النجف الأشرف، 1964 .
- القرشي، باقر شريف . موسوعة الامام امير المؤمنين علي ابن ابي طالب (عليه السلام)، من ادعية الامام، ط 1 ، مطبعة الامير، 1، مطبعة الامير، 1999، ص 255-257 .
- القزويني، زكريا بن محمد بن محمود (ت 682 ه- / 1283م). آثار البلاد وأخبار العباد ، د. ط ، دار صادر، بيروت ، د.ت.
ص: 121
- القمي، عباس بن محمد رضا بن ابي القاسم ( ت 1359 ه- ) . منتهى الآمال في تواريخ النبي وآل ترجمة نادر ،التقي، ط 1، مطبعة الأميرة للطباعة والنشر، بيروت ، 2008، (393/1-415) .
- سفينة البحار ومدينة الحكم والآثار ، ط 1 ، تحقيق : مجمع البحوث الإسلامية، الآستانة الرضويّة المقدّسة . مشهد - ايران 1416ه-
- القندوزي، الشيخ سليمان بن إبراهيم الحنفي ينابيع المودة ، تصحيح وتعليق علاء الدين ، ط 1 ، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت ، 1997 م.
- كارليل، توماس محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) المثل الأعلى، فصل من كتاب الأبطال وعبادتهم، ترجمة: محمد السباعي مكتبة الآداب، القاهرة 1993.
- الكلبي ، أبو المنذر هشام بن محمود بن السائب ( ت 204. ). جمهرة النسب، تحقيق ناجي حسن ، عالم الكتب للطباعة والنشر، بيروت ، 2004 .
- الكليني، أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق ت (329ه- / 940م). الفروع من الكافي، تحقيق علي أكبر الغفاري ، ط3 ، المطبعة الحيدرية ، منشورات دار الكتب الإسلامية ، إيران ، 1367 ه- / 1947م.
- محمد بن سليمان (ق3). مناقب الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، تحقيق: محمد باقر المحمودي، ط 1 ، مجمع إحياء الثقافة الإسلامية، قم، 1412ه-.
- لاندو، روم. الإسلام والعرب، ترجمة: منير البعلبكي، دار العلم للملايين، بيروت 1962 .
- المازندراني، ابي جعفر محمد بن علي بن شهر آشوب، مناقب آل ابي طالب، تحقيق وفهرسة : د. يوسف البقاعي، دار الاضواء للطباعة والنشر والتوزيع، ط 2 ، بيروت - لبنان، 1991.
- المجلسي، الشيخ محمد باقر (ت 1111 ه- / 1699م). بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ، ط 2 ، مؤسسة الوفاء ، بيروت ، 1403ه-/ 1982 م . - ط 3 ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت ، 1983 م.
ص: 122
مجمع البيان في تفسير القرآن ، د. ط ، مكتبة دار الحياة ، بيروت ، د.ت.
- مختصر بصائر الدرجات ، ط 1 ، منشورات مكتبة ومطبعة الحيدرية ، النجف الأشرف، 1950م.
- المدرسي، هادي اخلاقيات امير المؤمنين عليه السلام، ط1 ، مؤسسة الاعلمي، بيروت- لبنان، 1991.
- المستجاد من كتاب الإرشاد ، منسوب إلى العلامة الحلي ، تحقيق محمد البدري ، ط 1، مطبعة باسدار سلام ، منشورات مؤسسة المعارف الإسلامية ، إيران ، 1417ه- / 1996م.
- المرعشي، السيد نور الله الحسيني المرعشي التستري (ت 1019ه-). إحقاق الحق وإزهاق الباطل، تحقيق وتعليق السيد شهاب الدين المرعشي النجفي، منشورات مكتبة آي--ة الله العظمى المرعشي النجفي، قم، (د.ت).
- المسعودي، أبو الحسن علي بن الحسين (ت 346ه- / 957م). 159. مروج الذهب و معادن الجوهر ، تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد ، د. ط ، دار الفكر للطباعة ، بيروت ، 1989 م.
- مسلم، أبو الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري ت (261ه- / 874م). صحيح مسلم اعتنى به أبو صهيب الكرمي ، د . ط ، بيت الأفكار الدولية للنشر ، الرياض – السعودية ، 1998م.
- مصطفوي، العلامة حسن الإمام المجتبى، ط 1، مطبعة اعتماد، طهران – إيران، 2003م.
- المطهري، مرتضى. في رحاب نهج البلاغة الدار الإسلامية، ط1، بيروت 1992.
- المعارف حققه وقدم له د ثروت عكاشة ، ط 2 ، دار المعارف، مصر 1969م.
- معاني الاخبار، صححه: علي اكبر الغفاري، انتشارات اسلامي، قم 1361 ه- .
- المظفر، الشيخ محمد حسن. دلائل الصدق لنهج الحق، ط1، تحقيق ونشر: مؤسسة آل البيت عليه السلام لإحياء التراث ،دمشق، 1380ه-، 307/6.
ص: 123
- المفيد، الشيخ محمد بن محمد بن النعمان البغدادي (ت 413 ه- / 1022م). الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد ، ط 1 ، مطبعة قلم ، منشورات سعيد بن جبير ، قم - إيران ، 1428ه- / 2007م).
- المنقري، نصر بن مزاحم، وقعة صفين. تحقيق وشرح عبد السلام محمد هارون، ط 2 ، المؤسسة العربية الحديثة ، لبنان 1382ه- .
- الميلاني، محمد هادي قادتنا كيف نعرفهم؟ ، تحقيق وتعليق السيد محمد علي الميلاني، ط1،قم المقدسة 1426 .
- النسائي، أبي عبد الرحمان أحمد بن شعيب (ت 303 ه-). خصائص امير المؤمنين علي بن ابي طالب (كرم الله وجهه). حققه وصحح أسانيده ووضع فهارسه محمد هادی الاميني، المطبعة نينوى الحديثة، النجف الاشرف (د.ت).
- نهج البلاغة للإمام علي بن أبي طالب (ع) ، تقديم وشرح محمد عبده، ط1، مؤسسة المختار ، القاهرة - مصر ، 2006 م.
- نهج البلاغة، تحقيق: صبحي الصالح، ط 1 ، بيروت 1967.
- الهمداني، أحمد الرحماني. الإمام علي بن أبي طالب (ع ) ، المنير للطباعة والنشر، ط1، طهران 1417 .
- الهندي، علاء الدين علي المتقي بن حسام الدين (ت 975 ه-). كنز العمال في سنن الاقوال والافعال ضبطه وفسر غريبه الشيخ بكري حياني، حققه ووضع فهارسه ومفتاحه الشيخ صفوة السفا، مؤسسة الرسالة ، بيروت 1409 ه-/ 1989م.
- الهيثمي، ابو الحسن نور الدين علي بن أبي بكر بن سليمان (ت 735 ه- / 807 ه-). مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (ط . العلمية). تحقيق: محمد عبد القادر أحمد عطا، دار الكتب العلمية، بيروت، 2001م.
- اليعقوبي، أحمد بن إسحاق بن جعفر بن وهب البغدادي ت (292 ه- / 904م). تاريخ اليعقوبي ، تعليق خليل المنصور ، ط ا ، مطبعة ، مهر ، منشورات دار الاعتصام ، إيران ، 1425ه- / 2004م .
ص: 124
مواقب الکترونیة:
- http://he.wikipedia.org
- http://www.daat.ac.il
- http://www.ynet.co.il
***
ص: 125
علي ابن ابي طالب بابُ حِطَّة
مَنْ دَخَلَ مِنْهُ كَانَ آمِنًا ومن خرج منه كان كافرًا
ص: 126
الفهرس
المقدمة...7
ولادة الإمام علي علیه السلام...17
صلته بالنبي محمد صل الله عليه وآله...29
زواج الإمام علي علیه السلام ...35
خلافة الإمام علي علیه السلام...39
حروب الإمام علي علیه السلام...65
حرب الجمل : ...69
حرب صفين : ...74
أولاد الإمام على علیه السلام...85
الحسن بن علي بن أبي طالب: ...86
الحسين بن علي بن أبي طالب : ...93
شهادة الإمام علي علیه السلام ... 103
ص: 127
الخاتمة ...109
المصادر ...111
***
ص: 128
ص: 129
ص: 130
Abstract
The encyclopedias Jewish important references relied upon by the Jews to take their knowledge of the world around them, and in which he said the Islamic religion and its symbols a bit too much, and given the importance of the Imam Ali ben Abī Talib (PBUH) in Islamic history, and in the hearts of the faithful,
we saw a duty that we shed light on what published about Imam Ali (PBUH) in the Jewish encyclopedias in Hebrew Language in Internet, and according to :the following themes
- Birth.
- Relationship with the Prophet Muḥammad (PBUH).
- Caliphate.
- Wars.
- Sons.
- Death.
We have chosen three of encyclopedias Hebrew in the international information network (Internet) in Hebrew language:
1 - www.he.wikipedia.org
2- www.ynet.co.il
3-www.daat.ac.il
***
ص: 131
The Imam Ali ben Abi Talib
(PBUH)
in the Jewish Encyclopedias
• Author: Assist. Prof. Dr. Sattar Abdulhsan Jabbar.
Publisher: Imam Ali Holy shrin / Department of Intellectual and cultural Affairs / Issues and Publications Section.
• Design: Naseer Shukur.
• Edition: the First 1436AH/2015AD.
Al-Najaf Al - Ashraf
ص: 132
العتبة العلوية المقدسة
Imam Ali Holy shrin
Department of Intellectual and
Cultural Affairs
(126)
The Imam Alī ben Abī Ṭālib (PBUH) in the Jewish Encyclopedias
Assist. Prof. Dr.
Sattar Abdulhasan Jabbar
College of Archaeology
University of Al-Qadisiyah
Issues and Publication section
(8)
Al - Najaf Al-Ashraf
2015
ص: 133