بطاقة تعريف:الطبسي، محمدمحسن، 1360 -
عنوان المؤلف واسمه:الامام الرضا علیه السلام عند اهل السنة/ محمدمحسن الطبسي.
تفاصيل النشر:مشهد: مؤسسة البحوث الإسلامية: العتبة الرضوية المقدسة، معاونت تبلیغات و ارتباطات اسلامی، 1433 ق.= 1391.
مواصفات المظهر:320 ص.
ISBN:70000 ریال:978-964-971-432-5
حالة الاستماع:فاپا (چاپ سوم)
لسان:العربية.
ملحوظة:چاپ سوم.
ملحوظة:چاپ اول: 1389 (فیپا).
ملحوظة:فهرس: ص. [288]- 313؛ أيضا مع ترجمة
ملحوظة:نمایه.
موضوع:علی بن موسی (ع)، امام هشتم، 153؟ - 203ق. -- أحاديث سنية
معرف المضافة:مؤسسة البحوث الإسلامية.
ملحوظة:العتبة الرضوية. معاونت تبلیغات و ارتباطات اسلامی
تصنيف الكونجرس:BP47/2/ط2الف77 1391
تصنيف ديوي:297/957
رقم الببليوغرافيا الوطنية:2 2 1 3 0 9 3
معلومات التسجيل الببليوغرافي:فاپا
محرر الرقمي: میثم الحیدري
ص: 1
طبسى، محمدمحسن، 1360 -.
الإمام الرضا عند اهل السنّة/ محمدمحسن الطبسى. - مشهد: مجمع البحوث الاسلامية، 1432 ق = 1389 ش.
فيپا.
كتابنامه: ص. 288-313 و به صورت زيرنويس.
978-964-971-432-5 ISBN:
1. علي بن موسي (ع)، امام هشتم، 153-203 ق. - احاديث اهل سنّت. الف. بنياد پژوهش هاى اسلامى. ب. عنوان.
771389 الف 2 ط/ 42/7 BP 957/297
كتابخانه ملى جمهورى اسلامى ايران 2213093
الإمام الرضا عليه السلام
عند اهل السنّة
الشيخ محمدمحسن الطبسي
المراجعة: جعفر البياتي
الطبعة الثالثة 1433 ق. / 1391 ش.
7000 نسخه، وزيري / السعر: 70000 ريال
الطبع: مؤسسة الطبع والنشر التابعة للآستانة الرضويّة المقدسة
مجمع البحوث الإسلاميّة، ص. ب 366-91735
هاتف وحدة المبيعات وفكسها في مجمع البحوث الإسلاميّة: 2230803
معارض بيع كتب، مجمع البحوث الإسلاميّة (مشهد) 2233923، (قم) 7733029
شركة به نشر، (مشهد) الهاتف 7-8511136، الفاكس 8515560
info @islamic-rf.ir www.islamic-rf.ir
حقوق الطبع محفوظة للناشر
ص: 2
هذا الكتاب الشريف (الإمام الرضا عليه السلام برواية أهل السنّة) لمؤلّفه العالم الفاضل والباحث القدير ولدنا العزيز الشيخ محمّد محسن الطبسىّ، قد طالعته برغبةٍ وشوق، لاسيّما و أن الكتاب يدور حول شخصيّة رجلٍ اعترف العامّ والخاصّ أنّه عالم آل محمّد عليهم السلام وبضعة رسول الله صلى الله عليه و آله.
هذا الإمام العظيم الذى تُعدّ زيارة مرقده الطاهر بثواب سبعين حجّة، ويُعدّ المبيت في جواره الملكوتىّ بزيارة أهل السماء، ويرقى زائره يوم القيامة إلى أعلى الدرجات بجوار الأئمّة الأطهار عليهم السلام.
هذه الشخصيّة الجليلة التي أثارت احترام كبار علماء السنّة من كلّ مذهبٍ وفرقة، حتّى طأطؤوا الرؤوس أمام مرقده الشريف؛ تعظيماً له، و حتّى عدّوا زيارته عندهم سُنّةً وفضيلة.
فقد روي في أحوال ابن خزيمة الشافعي: «فرأيت من تعظيمه لتلك التربة وتواضعه لها وتضرعه عند الوصول إليها ما تحيّرنا فيه... وقالوا بأجمعهم: لو لم يعلم هذا
الإمام أنّه سُنّة وفضيلة لما فعل هذا»(1).
ص: 3
شخصيّة عظيمة لدى السنّة والشيعة، وقد اعترفوا بقضاء الحوائج عنده والتوسل اليه، وهو مجرّب بحيث إن محمّد بن عليّ بن سهل من فقهاء المذهب الشافعي قال فيه: «ما عُرض لي مهم من أمر الدين والدنيا فقصدت قبر الرضا لتلك الحاجة ودعوت عند القبر إلا قُضيت لى تلك الحاجة وفرّج الله عنّى ذلك المهمّ، وقد صارت إليّ هذه العادة أن أخرج إلى ذلك المشهد في جميع ما يَعرض لي، فأنّه عندي مجرّب»(1). ولا ينسى التاريخ كلام ابن حبان البستي الشافعي حيث قال: «قد زرته مراراً كثيرة، وما حلّت بي شدّة في وقت مقامي بطوس فزرت قبر عليّ بن موسى الرضا - صلوات الله على جدّه وعليّه - ودعوت الله إزالتها عنّي إلا استُجِيب لي وزالت عنّي تلك الشدّة، وهذا شيء جرّبته مراراً فوجدته كذلك»(2).
وتُعدّ هذه الحقائق وما اعترف بها كبار علماء أهل السنّة شاهداً على زيف آراء الرادّين على عقيدة التوسّل والتبرّك والزيارة والاستغاثة بقبور أئمّة أهل البيت عليهم السلام وقبور الصالحين والمؤمنين، بينما قرأنا اعترافات علماء السنّة بالزيارة والتوسّل والتبرّك قبل تشكيكات ابن تيميه ب - (200) سنة أو (300) سنة، وبعضها قبل ظهور فرقة التضليل ب - (800) سنة.
و قد تعرّض هذا الكتاب إلى بيان المواقف الإيجابية لأهل السنّة ومذاهبهم تجاه الإمام الرضا عليه السلام والرؤى الواقعية حياله، مستفيداً من عشرات المصادر المهمّة والكتب المراجع لهذا المذهب من خلال بحث ودراسة
ص: 4
واسعة النطاق وبأسلوب يقنع القارئ الباحث بأصالة ولاء أهل البيت عليهم السلام، وأنّ من دواعى هذا الولاء، بل من دواعى محبّة رسول الله صلى الله عليه و آله زيارة قبورهم و إحياء أمرهم.
وكفانا بذلك علمنا بأن أبا زُرعة الرازي ومحمّد بن أسلم الطوسي خرجا لاستقبال الإمام الرضا عليه السلام في نيسابور مع عشرين ألف نفر، وقد وصف الحاكم النيسابوري الشافعي ذلك فقال: «وهم بين صارخ وباكٍ ومتمرغٍ في التراب ومقبّلٍ لحافر بغلته، وعلا الضجيج»(1).
فبيان هذه الحقائق للجيل الحالي له دور عظيم في زرع المودّة لآل النبيّ صلى الله عليه و آله والتقريب بين مذاهب الأمة الإسلاميّة، وقد وُفّق المؤلف بحقٍّ في تحقيق ذلك. وأرجو أن تُجمع الأبحاث هذه تحت عنوان «أئمّة أهل البيت عليهم السلام برواية أهل السنّة» وتُقدّم للجمهور. أيّد الله المؤلف ووفقه الى كل خير.
نجم الدين الطبسيّ
قم المشرّفة
ص: 5
ص: 6
الإمام علىّ بن موسى الرضا عليه السلام هو ابن رسول الله صلى الله عليه و آله، و هو ثامن أئمّة الحقّ خلفاء نبىّ الله صلى الله عليه و آله، و هو إلى ذلك حقيقةٌ نورانيّة ساطعة ظهر كثير من بركاتها على المذهب الشيعىّ، بل وبعضها على المذاهب السنّيّة كذلك بحيث جعلت أتباعها يلهجون بالثناء على الإمام و المدح والتمجيد. وقد دوّن علماؤهم ذلك في مؤلّفاتهم، ولو أنّ ما ورد فيها من فضائل عالم آل محمّد صلّى الله عليه وعليهم لم يُبيّن مكانته الحقيقيّة، وإنّما كان اعترافاً منهم حسب رؤاهم و مستوى أفهامهم لهذا الإمام الهمام.
و قد عبّرت مواقف بعض علماء أهل السنّة وأقوالهم عن الإقرار بشيءٍ من الحقيقة النورانيّة للإمام الرضا عليه السلام في حياته و بعد شهادته، لذلك كانت الضرورة في جمع هذا التراث القيّم و تصنيفه على الرغم من كثير ما اكتنفه من النقص واللاموضوعيّة التي وقع فيهما مدوّنوه في أساليبهم وتعابيرهم.
هناك أربعة دوافع مهمة وراء تدوين هذا الكتاب، وهي: تزايد زوّار العتبة الملكوتيّة للإمام الرضا عليه السلام من قريب وبعيد ومن كلّ فرقة وطائفة، وعدم
ص: 7
وضوح رأي أهل السنّة تجاه الإمام الرضا عليه السلام والآراء المتشتّتة حوله، لاسيّما و قد غزتهم حملة التشكيكات الضالّة المضلّة المحذّرة من التعرّف على أهل البيت فضلاً عن زيارة قبورهم الطاهرة، ومنها قبر الإمام الرؤوف عليّ الرضا سلام الله عليه.
لهذه الدراسة عدّة أهداف وفقاً للضرورة المذكورة، وهي كما يلي:
أوّلاً: تكوين معرفة واضحة وواقعية حول آراء وأفكار أهل السنّة في أبعاد شخصيّة الإمام الرضا عليه السلامالمختلفة.
ثانياً: إيجاد التقريب العقلاني بين أتباع كلا المذهبين السنّي والشيعيّ على محور الشخصيّة القدسية لابن رسول الله صلى الله عليه و آله الإمام الرضا عليه السلام.
ثالثاً: الاحتراز من فتن المشكّكين المثيرة للتفرقة بين أتباع المذهبين الشيعيّ والسنّيّ.
لم يصنَّف حتّى اليوم كتاب شامل ومستقل حول شخصيّة الإمام الرضا عليه السلام بهذا المنهج والأسلوب، ولكن اشتملت بعض النصوص على مقتطفات غير مستقلة سنعرضها كما يأتي:
1 - مطالب السَّؤول في مناقب آل الرسول عليهم السلام لمحمّد بن طلحة الشافعي (652 ه -).
4 - الفصول المهمة في معرفة أحوال الأئمّة عليهم السلام لابن الصبّاغ المالكي (855 ه -).
3 - النعيم المقيم لعترة النبأ العظيم عليهم السلام لعمر بن شجاع الدين الموصلي
ص: 8
الشافعي (660 ه -).
4 - فصل الخطاب لوصل الأحباب لمحمّد خواجه بارسا البخاري الحنفي (822 ه -)
5 - شواهد النبوّة لنور الدين عبد الرحمان الجامي الحنفي (898 ه -)
6 - تاريخ روضة الصفا لميرخواند الشافعي (903 ه -)
7 - وسيلة الخادم إلى المخدوم در شرح صلوات چهارده معصوم عليهم السلام (= في شرح الصلوات على الأربعة عشرة المعصومين عليهم السلام) ومهمان نامه بخارا (= رسالة الضيف) للخُنجي الأصفهاني الحنفي (927 ه -).
8 - الأئمّة الاثنا عشر عليهم السلام لابن طولون الدمشقي الحنفي (953 ه -).
9 - تاريخ حبيب السير في أخبار أفراد البشر لخواند أمير الشافعي (942 ه -).
10 - الصواعق المحرقة لابن حجر الهيثمّي الشافعي (974 ه -).
11 - أخبار الدُّول وآثار الأُول للقَرماني الدمشقي (1019 ه -).
12 - الإتحاف بحبّ الأشراف للشبراوي الشافعي (1172 ه -).
13 - ينابيع المودّة لذوي القربى عليهم السلام للقُنْدوزي الحنفي (1294 ه -).
14 - نور الأبصار في مناقب آل بيت النبيّ المختار عليهم السلام للشَّبلَنجي الشافعي (1298 ه -).
15 - مناقب أهل بيت عليهم السلام از ديدگاه أهل سنّت (= مناقب أهل البيت عليهم السلام في نظر أهل السنّة) للسيّد محمّد طاهر الهاشمي الشافعي (1412 ه -).
ولا يمكن تجاهل الجهود والمساعي التي بذلها علماء الشيعة كالشهيد الثالث القاضي نور الله حسين التستري في كتابه (إحقاق الحقّ)، وكذلك التعليّقات الثمينة لآية الله العظمى المرعشي النجفي باسم (ملحقات إحقاق
ص: 9
الحق) في التعريف بأهل البيت ومذهبهم الحق من منظار أهل السنّة، فقد كانت هذه الجهود حجر الأساس لتأليف الكتاب الماثل بين يديك - أخى القار -، لذلك أهدي ثوابه إلى روحَي ذينك العالمين الجليلين.
ألّفت هذا الكتاب لعدم وجود مصنّف شامل وموحّد في هذا الباب، وأطلقت عليه اسم «الإمام الرضا عليه السلام برواية أهل السنّة»، وهو في سبعة فصول:
الفصل الأوّل: حياته عليه السلام
ورد فيه نسب الإمام الرضا عليه السلام وسلالته الجليلة وكنيته وألقابه الشريفة، وأخبار عن والديه الكريمين، وتاريخ ومحلّ ولادته وشهادته، ورأي أهل السنّة في استشهاده، وذكر أولاده.
الفصل الثاني: شخصيّته عليه السلام
احتوى على كلمات معاصري الإمام الرضا عليه السلام من وجهاء وكبار علماء أهل السنّة منذ القرن الثاني وحتّى اليوم حول أبعاد شخصيّته.
الفصل الثالث: الروايات
اشتمل على السيرة التاريخية لورود الإمام الرضا عليه السلام إلى نيسابور واستقبال الناس وعلماء أهل السنّة الفريد له، وما جاء في أسانيد رواية سلسلة الذهب وآراء أهل السنّة فيه وغيره من روايات، خصوصاً حديث سلسلة الذهب الواردة عنه عليه السلام.
الفصل الرابع: امامته عليه السلام
تصدّى هذا الفصل لنقل ودراسة استعمالات لفظ «الإمام» في كلمات
ص: 10
أهل السنّة منذ القرن السابع حتّى اليوم، والروايات الدالة على إمامته عليه السلام في كتبهم.
الفصل الخامس: ولاية العهد
جاء فيه قضية ولاية العهد التي فُرِضت على الإمام الرضا عليه السلام من قِبل المأمون، وإجابات عن بعض التساؤلات الأساسية في هذا الشأن من قبيل: هل اقتراح ولاية العهد كان من جانب المأمون أم الفضل بن سهل؟ ولو كانت من قبل المأمون فهل كان صادقاً في اقتراحه هذا أم كانت له أغراض أخرى؟ وماذا كان موقف الإمام عليه السلام من هذا العرض؟
الفصل السادس: كراماته عليه السلام
اشتمل على آراء علماء أهل السنّة في مناقب الإمام الرضا عليه السلام وكراماته، وعلى كرامات ومعجزات الإمام عليه السلام قبل ولادته إلى شهادته عليه السلام.
الفصل السابع: زيارته عليه السلام
وقد ذكرت فيه فضائل زيارة قبر الإمام الرضا عليه السلام على لسان الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله والإمام الكاظم والرضا نفسه والجواد والهادي عليهم السلام، وتاريخ مشهد الرضا عليه السلام، والبناء الذي شُيّد على القبر الشريف، وتوسّلات كبار علماء أهل السنّة في هذه البقعة المباركة منذ القرن الهجريّ الثالث إلى يومنا هذا.
في النهاية يجب التنبيه إلى ثلاثة أمور:
1 - نقصد من أهل السنّة في هذا الكتاب غالباً علماء وأتباع المذهب الحنفي والشافعي والمالكي والحنبلي والظاهري، و قد نقلنا من آرائهم تلك
ص: 11
التي ظهرت منذ القرن الثاني الهجريّ إلى يومنا.
2 - إنّ منهج الدراسة ليس توصيفياً ولا تحليلياً بحتاً بل هو الاثنان معاً، فقد جمعنا ما ورد من المعلومات والتقارير التاريخية وكلمات ومواقف علماء أهل السنّة بشأن الإمام الرضا عليه السلام، ثمّ تعرّضنا إلى بعضها في تحليل برؤية ناقدة حسب آرائهم ومبادئهم. ولم نقارن الأبحاث المطروحة مع المبادئ الشيعيّة ولم ندرسها أو ننقدها وفقاً للمبادئ المذكورة إلّا في مواضع قليلة.
3 - تعتمد بحوث هذا الكتاب على أكثر من مئتي مصدر من مصادر أهل السنّة مباشرة إلّا في حالات خاصّة لم نجد فيها سبيلاً للوصول إلى النسخ الأصليّة، إما لكونها خطّية أو غير متوفّرة، فننقل عنها بواسطة مصادر أخرى معتبرة، ولم نكتف البحوث الواردة في كتب الشيعة الناقلة عن كتب السنّة حول الإمام الرضا عليه السلام، بل نقلناها من مصادرها مباشرة.
ولا ندّعي خلوّ الكتاب من النقص لأنّه إنجاز جديد في مجاله العلمي، هذا في الوقت ذاته نرحب بآراء الباحثين ونقدهم البنّاء.
ختاماً نشكر الشيخ الوالد والأستاذ الباحث الشيخ نجم الدين الطبسيّ لإرشاداته الدقيقة وسماحة المحقق الشيخ محمّد هادي اليوسفي الغروي لإبدائه الملاحظات البنّاءة، وحجّتَي الإسلام والمسلمين: محمّد باقر بور أميني وحسن بلقان آبادي؛ لتوجيهاتهما القيّمة التي كان لها بمجموعها دور عظيم في إثراء هذه الدراسة.
محمّد محسن الطبسيّ
يوم ميلاد الإمام الرضا عليه السلام
11 / ذى القعدة / 1430 ه -
ص: 12
* نسبه
* اسمه وكنيته ولقبه
* من الذي لقبّه ب «الرضا»
* والده
* مولده
* وفاته أم شهادته
* أولاده
ص: 13
ص: 14
حياة الإمام الرضا عليه السلام
بيّن السمعاني الشافعي نسب الإمام على هذا النحو: «عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب»(1).
ومن الواضح أن الإمام الرضا عليه السلام من ذرية الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله كما أشار إلى ذلك الحاكم النيسابوري الشافعي حيث قال: «و مِنْ أجلّ فضيلة لنسب عليّ بن موسى الرضا أنّه مِنْ ذريّة خير البشر محمّد المصطفى صلى الله عليه و آله، وهذا مذهب أهل السنّة والجماعة وإجماع فقهاء الحجاز عليّه، ومَنْ خالَفَ هذا القول فقَدْ خالف الكتاب والسنّة، وعانَدَ الحق وأَظهَرَ التعصّبَ على سيّدي شباب أهل الجنّة وذريّتهما إلى أنْ تقوم الساعة»(2).
ويدلّ التأكيد في بيان نسب الإمام على وجود تيّارات معادية لأهل البيت عليهم السلام مدى التاريخ ساعية وراء فصلهم عن الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله، كما تدلّ
ص: 15
على وجود وعي وثبات في أشخاص مثل الحاكم النيسابوري الشافعي في مقابل هذه التيارات المثيرة للفتن.
اسمه الشريف: عليّ، وهو ثالث شخص سُمّي بهذا الاسم من أهل بيت الرسول بعد الإمام عليّ والسجاد عليّ بن الحسين عليهما السلام كما ورد في أخبار أهل السنّة(1).
وكنيته أبو الحسن(2) كما ذكر أبوه الإمام الكاظم عليه السلام: «ابني مُكنّى بكنيتي»، ولو كان البعض يظن أن كنيته أبو بكر(3) لكنّه شاذّ، والمشهور أنّها «أبوالحسن».
قال غياث الدين الشافعي المعروف ب - «خواند أمير»: له ألقاب كثيرة(4)، وهذه مجموع تلك الألقاب وهي: الرضا(5)، الهاشمي، العلوي، الحسيني،
ص: 16
القرشي، المدني(1)، الولي، الحفي، الصابر، الزاكي(2)، القائم(3)، وأشهرها الرضا(4).
اعتبر عدد من أهل السنّة أن المأمون العبّاسي أول من لقّبه بذلك عندما فرض ولاية العهد عليّه سنة (201 ه -) وأطلق عليّه لقب الرضا(5)، لكن رواية أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي نقلاً عن الإمام الجواد تنفي ذلك المُدّعى، حيث جاء فيها: «قال ابن أبي نصر البزنطي للإمام الجواد عليه السلام: إن قوماً من مخالفيكم يزعمون أباك إنما سمّاه المأمون الرضا لما رضيه لولاية عهده، فقال: كذبوا والله وفجروا، بل الله تبارك وتعالى سمّاه الرضا لأنّه كان رضىً لله عزّ وجلّ في سمائه، و رضىً لرسوله و الأئمّة مِن بعده صلوات الله عليهم في أرضه. قال: فقلت له: ألم يكن كلُّ واحدٍ من آبائك الماضين عليهم السلام رضىً لله تعالى و لرسوله والأئمّة عليهم السلام؟! فقال: بلى، فقلت: فَلِم سُمّى أبوك مِن
ص: 17
بينهم الرضا؟! قال:... لأنّه رضي به المخالفون من أعدائه كما رضي به الموافقون من أوليائه...»(1).
وأكّد بعض أهل السنّة ذلك كالجوينى الشافعي(2) وعبد الرحمان الجامي الحنفي(3)، وقد نظم بعض آخر الأبيات الآتية في بيان هذا المعنى:
امام على نام عالى نسب *** پناه عجم مقتاى عرب
ازو بود راضى جهان آفرين *** از آن رو رضا گشت او را لقب(4)
وترجمتهما: الإمام عليّ بن موسى الرضا ذو النسب العالي الرفيع، هو ملاذ العجم وقدوة العرب، رضي عنه خالق الكون لذلك لقّبه بالرضا.
والجدير بالذكر أن محمّد خواجه بارسا البخاري الحنفي قال في سموّ مقامها: «وكانت أمّه من أشراف العجم، وكانت من أفضل النساء في عقلها ودينها»(3).
ولد الإمام الرضا عليه السلام بعد مضي عام على شهادة الإمام الصادق عليه السلام بالمدينة المنوّرة في يوم الجمعة، بل في تعيين سنة ويوم ميلاده اختلاف، فقد ذكر البعض سنة ولادته في (143(4)، 148(5)، 151(6)، 153 ه -(7)، وعيّن بعض آخر يومها السادس والسابع والثامن من شوّال(8).
ص: 19
وفي تعيين تاريخ شهادة الإمام عليه السلام اختلاف أيضاً، فقد ذُكرت له ما يلي من التاريخ:
- السبت، في الآخر من صفر سنة (203 ه -) في عهد حكومة المأمون العبّاسي، وهو المشهور بين أهل السنّة(1).
- الأول من صفر سنة (203 ه -)(2).
- ليلة الجمعة من شهر رمضان المبارك سنة (203 ه -)(3).
- الخامس من ذي الحجّة سنة (203 ه -)(4).
- الثالث عشر من ذي القعدة سنة (203 ه -)(5).
ص: 20
- سنة (202 ه -)(1).
استشهد الإمام عليه السلام في الخمسين من عمره الشريف تقريباً(2) ولكن في تعيين عمره الدقيق اختلاف، إذ قال فيه بعض: (44) سنة(3)، وبعض آخر: (47(4) و 49(5) و 50(6) و 53(7)، في عهد سلطة المأمون العبّاسي، بقرية سناباد(8) من توابع مدينة نوقان(9) بطوس، فأمر المأمون بدفنه عند قبر هارون الرشيد(10).
وذكرت أُمور وروايات عجيبة حول كيفية شهادة الإمام وتنبّؤاته وما سيؤول إليه الأمر بعد شهادته، سنتعرّض إليها في الفصل السادس.
ص: 21
رأي علماء أهل السنّة
على الرغم من تصريح الإمام في كثير من المواقف طول حياته الشريفة ب -» إنّى مقتول بالسمّ ظلماً و مدفون في موضع غربة» و ب «إنّي مقتول مسموم مدفون بأرض غربة»(1) وأن المأمون هو قاتله(2)، وكذلك تصريح كبار أهل السنّة كقول الدكتور كامل مصطفى الشيبي: «مات الرضا مسموماً كما يرى أكثر المؤرخين»(3)، ولكن موّه البعض هذه الحقيقة فصار ينقل ما لايليق ويصوّر كيفية وفاة أو شهادة الإمام بأسلوب مختلف، وهنا جملة من أقوالهم:
اعتبر ابن جرير الطبري وأمثاله سبب وفاة الإمام عليه السلام إكثاره من أكل العنب دون أخذه بنظر الاعتبار لأىٍّ من الوقائع والحقائق التاريخية، فقال: «إن عليّ بن موسى الرضا أكل عنباً فأكثر منه فمات فجأة»(4). وصدّق البعض هذا القول، مثل ابن الأثير الشافعي(5) وشمس الدين بن خلكان الشافعى(6) وابن
ص: 22
الجوزي الحنبلي(1) وأبو الفداء الدمشقي الشافعي(2) وابن كثير الدمشقي الشافعي(3).
وفي المقابل نظر بعضهم إلى قول ابن جرير الطبري بعين التردّد والشكّ، مثل اليافعي الشافعي ومسكويه ومحمّد خواجه بارسا الحنفي، مما جعلهم يتوقّفون عند سبب وفاته أو شهادته، روى ذلك مِسكويه فيقال: «على ما حُكي أكل عنباً فأكثر منه فمات فجأة»(4).
وقال اليافعي الشافعي: «وكان سبب موته، على ما حكوا، أنّه أكل عنباً فأكثر منه، قيل: بل مات مسموماً»(5).
وتجنّب محمّد خواجه بارسا الحنفي إبداء رأيه الشخصي عن وفاته عليه السلام أو شهادته بذكر الأقوال الموافقة والمعارضة لهذا النقل(6).
كما صرّح بعض آخر، مثل ابن حجر الهيثمّي الشافعي(7) وفضل بن روزبهان الخُنجي الإصفهاني الحنفي(8) بأن وفاة الإمام فجأة نجمت عن سمّه بالرمّان أو العنب، لكنّهما لم يتعرضا إلى ذكر قاتله.
وأشار بعض ثالث بشكّ وتردّد إلى المأمون بصفته قاتلاً للإمام عليه السلام
ص: 23
واعترفوا بأن سبب وفاته فجأة كان السمّ، مثل المسعودي الشافعي وابن الطقطقي والمقريزي الشافعي، ومن المعاصرين الدكتور الترمانيني.
قال المسعودي الشافعي: «وفي خلافته قُبض عليّ بن موسى الرضا مسموماً بطوس»(1). وقال ابن الطقطقي: «قيل: إن المأمون سمّه في عنب»(2)، والمقريزي الشافعي: «واتُّهم المأمون أنّه سمّه في عنب»(3)، لكنه صرّح فيما بعد أن «المأمون سمّ الرضا»(4). وكتب الترمانيني: «و يقال: إن المأمون دسّ له السمّ»(5).
ومن جانب آخر صرّح كثير من المؤرّخين والمحدّثين المعروفين بوضوح بأن المأمون هو قاتل الإمام عليه السلام، منهم: محمّد بن علىّ الحلبي المشهور بابن العظيمي، وابن حِبّان البُستي الشافعي، والسمعاني الشافعي(6)، والصَفَدي الشافعي، وأبو الفرج الأصفهاني، والحاكم النيسابوري الشافعي، والمقريزي الشافعي (في بعض كتبه)(7)، وابن الصبّاغ المالكي، والشبلنجي الشافعي(8)، ومير محمّد ابن السيّد برهان الدين ميرخواند الشافعي(9)، وغياث
ص: 24
الدين الشافعي خواند أمير(1)، وعبّاس بن عليّ المكّي الشافعي(2).
قال ابن العظيمي: «مات عليّ الرضا، وكان سمّه المأمون»(3).
وكتب ابن حبّان البستي الشافعي: «مات عليّ بن موسى بطوس من شربة سقاه إيّاها المأمون، فمات من ساعته»(4). وفي موضع آخر قال: «قد سُمَّ من ماء الرمّان وأسقى قلبَه المأمون»(5).
وقال كذلك الصفدي الشافعي: «وآلَ أمرُه مع المأمون إلى أن سمّه في رمّانة على ما قيل؛ مداراةً لبني العبّاس»(6).
وقد ورد عن أبي الفرج الأصفهاني: «كان المأمون عقد له على العهد من بعده، ثمّ دَسَّ إليه في ما ذُكر بعد ذلك سمّاً فمات منه»(7).
واللافت للنظر أن الحاكم النيسابوري الشافعي أوّل من عبَّرعن وفاة الإمام الرضا عليه السلام ب - «الاستشهاد»، فقد قال الحاكم النيسابوري الشافعي: «استُشهد عليّ ابن موسى بسناباد من طوس»(8)، وتبعه ابن الصبّاغ المالكي و فضل بن روزبهان الخنجي الأصفهاني الحنفي حيث قالا: «استُشهد عليّ بن موسى
ص: 25
الرضا»(1) و «الإمام القائم الثامن الشهيد بالسّمّ في الغمّ»(2).
واعتبر القاضي بهجت أفندي الشافعي المأمونَ قاتلاً للإمام الرضا عليه السلام وكون الإمام شهيداً حين قال بصراحة: «قد استاء المأمون من انتشار علوم أهل البيت وأنوار هداية الإمام عليه السلام فقتله بالسّمّ غدراً، وأثبت بغدره هذا عدم إمكانية اجتماع الظلم والعدل والحق والباطل والعلم والجهل في محل واحد»(3).
إضافة إلى ما قلناه ومضمونه استشهاد الإمام الرضا عليه السلام بالسمّ، يجب القول: إن وفاته بشكل طبيعي لم تكن معقولة نظراً للأحداث التاريخية؛ حيث كان عليه السلام يشكّل خطراً على المأمون وحكمه، فلم يصل المأمون إلى هدفه بمكره في إعطاء الإمام ولاية العهد، وقد غضب بنو العبّاس منه بسبب ذلك، ممّا لا يقنع الباحث المحقّق فيقبل مُدّعى أنّ وفاة الإمام عليه السلام كانت وفاةً طبيعيّة، مع ما كان له بين الناس من نفوذ روحي.
ومن جانب آخر كيف يمكن القبول بوفاة شخص بسبب إكثاره من أكل العنب وقد كان قليل النوم، كثير الصوم... حسب ما وصفه أصحابه وأقرباؤه؟
لا يبقى أيّ شكّ في شهادة الإمام وقتل المأمون أياه بالسمّ حسب
ص: 26
روايات عديدة معتبرة وتصريح كثير من المؤرّخين السنّة باستشهاده وسياسة المأمون المزدوجة، وبذلك لايبقى للآراء المنحازة وغير الواقعيّة والشخصيّة لأمثال ابن خلدون المالكي(1) وأحمد أمين المصري الشافعي(2) محلّ من الإعراب.
«كان للإمام الرضا عليه السلام خمسة أولاد، أسماؤهم: الإمام أبوجعفر محمّدالتقي وحسن وعليّ وحسين وموسى، وبنت اسمها فاطمة» هكذا قال الفخر الرازي الشافعي. وقد اتّفق المؤرّخون على أن امتداد ذريّته انحدر من الإمام الجواد عليه السلام(3).
وقال بعض آخر بأنّ أولاده هم: محمّد - الإمام الجواد عليه السلام - وحسين(4)، لكن الزرندي الحنفي قال: «والصحيح أنّه لم يلد له ذكر ولا أنثى غير محمّد ابن عليّ التقي عليه السلام وله العقب»(5). وأضاف السمعاني الشافعي: «يُلَقّب أولاد الإمام الرضا عليه السلام ونسله الشريف بالرضويّين»(6).
ص: 27
ص: 28
* مكانته الروائيّة من وجهة نظر أهل السنّة
* منزلته في كلام الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله
* مكانته في كلام أهل السنّة
* سؤالان بدون إجابة!
ص: 29
ص: 30
شخصيّة الإمام الرضا عليه السلام
على الرغم من اعتقاد الشيعة بأن مكانة الإمام العلمية والحديثيّة أجلّ من هذا المقال فهو عليه السلام ثامن خليفة للرسول صلى الله عليه و آله ولكنه يعتبر من وجهة نظر أهل السنّة في طبقات رجال الحديث من أهل المدينة التابعين، وفي الطبقة الثامنة(1)، وقال البعض: أنّه في الطبقة العاشرة(2).
وتتّضح مكانة الإمام الرضا عليه السلام العلمية والروائية عند أهل السنّة من خلال كلام الذهبي الشافعي حيث أنّه نقل من بين الصحاح الستّ عن صحيح الترمذي وأبي داود وابن ماجة(3) في كتب السنن أحاديث عن الإمام الرضا عليه السلام في الزكاة والإيمان وغيرها(4). وقد نُقلت بشكل محدود في بعض
ص: 31
كتب السنن والمسانيد، مثل: سنن البيهقي، وسنن الدارقطني، ومسند شهاب أحاديث في الزكاة والإيمان، ومباحث تفسيرية وأخلاقيّة.
يقول المزّي الشافعي: «روى الإمام الرضا عليه السلام عن كثير من الأعلام، منهم: آباؤه وأعمامه نحو موسى بن جعفر عليه السلام وإسماعيل وإسحاق وعبد الله، وعن أولاد جعفر وعبد الرحمان بن أبي المولى وغيرهم، وكذلك نقل عنه أشخاص عديدون، مثل: أبي الصلت عبد السلام الهروي وأحمد بن عامر الطائي وعبد الله ابن عبّاس القزويني وآدم بن أبي إياس وأحمد بن حنبل ومحمّد بن رافع ونصر ابن عليّ الجهضمي الجهني وخالد بن أحمد الذهلي وإسحاق بن راهويه وأبي زرعة الرازي ومحمّد بن أسلم الطوسي و...»(1).
و قال ابن حبّان البستي الشافعي (354 ه -) بعد تعظيم شأن الإمام عليه السلام وذريّته واعتبار أحاديثه: «عليّ بن موسى الرضا، أبو الحسن: من سادات أهل البيت وعقلائهم، وجلّة الهاشميّين ونبلائهم، يجب أن يُعتَبر حديثه إذا روى عنه...»(2).
قال الحاكم النيسابوري الشافعي (405 ه -) أيضاً حول مكانة الإمام
ص: 32
الروائيّة: «روى عنه من أئمّة الحديث: آدم بن أبي أياس ونصر بن عليّ الجهضمي ومحمّد بن القشيري، وغيرهم...»(1).
وتجب الإشارة هنا إلى أنّ أشخاصاً مثل إبراهيم بن أبي مكرم الجعفري(2) وإبراهيم بن داود اليعقوبي(3) وإبراهيم بن موسى(4) وأحمد بن الحسن الكوفي الأسدي(5) وإسماعيل بن همام البصري(6) وثلج بن أبي ثلج اليعقوبي(7) وجعفر بن إبراهيم الحضرمي(8) وجعفر بن سهل(9) وجعفر بن شريك(10) وحسن بن إبراهيم الكوفي(11) ودعبل الخزاعي(12) وعبد السلام بن صالح(13) وأحمد بن عليّ الرقّيّ(14) وداود بن سليمان الجرجاني(15) وداود بن
ص: 33
سليمان الغازي(1)، يعتبرون أيضاً من رواة وأصحاب الإمام الرضا عليه السلام، ولكن أهل السنّة عدّوا رواياتهم ضعيفة لكونهم شيعة، أو لأنّهم كانوا على علاقة وثيقة بالإمام، أو لنقلهم أحاديث مهمّة وحسّاسة عنه عليه السلام.
روي عن موسى الكاظم عليه السلام أنّه قال: «رأيت رسول الله صلى الله عليه و آله وأميرُ المؤمنين علي عليه السلام معه فقال: يا موسى، ابنك ينظر بنور الله عزّ وجل وينطق بالحكمة، يصيب ولا يُخطئ، يعلم ولا يجهل، قد مُلئ علماً وحِكماً»(2).
القرن الثاني
1 - الحسن بن هاني المشهور بأبي نواس (196 ه -): قال لأبي نواس بعض أصحابه يوماً: يا أبا نواس، قد علمت مكان عليّ بن موسى الرضا فلماذا أخّرت مدحه وأنت شاعر زمانك وقريع دهرك؟ فأجابهم: والله ما تركتُ ذلك إلا إعظاماً له، وليس قَدر مثلي يستحسن أن يقول في مثله... ولكنّه وبعد لحظات أنشد هذه الأبيات قائلاً:
قيل لي: أنْتَ أحسن الناس طرّاً *** في فنون من المقال (الكلام) النبيهِ
لك جُنْدٌ (جيد) من القريض مديح *** يُثمّرُ الدُّرَّ في يَدَي مُجتَنيهِ
ص: 34
فعلى ما تَرَكْتَ مدحَ ابن موسى *** و الخصالِ التي تَجَمَّعْن فيهِ؟
قُلْتُ: لا أستطيعُ مَدح إمامٍ *** كان جبريلُ خادماً لأبيه(1)
قال السيّد عبّاس المكّي الحسيني الشافعي من أدباء أهل السنّة مستعظماً هذه الأبيات: «لا شَكَّ أنّ ناظم هذا العقد من الجوهر يَغْفِرُ الله له ما تقدّم مِنْ ذَنْبِه وما تأخّر»(2).
والحاكم النيسابوري الشافعى قال كذلك: خرج أبو نؤاس ذات يومٍ من داره فبصر براكبٍ قد حاذاه، فسأل عنه ولم يَرَ وجهه، فقيل: إنّه علىّ بن موسى الرضا، فأنشأ يقول:
إذا أبْصرَتك العين مِنْ بُعْد غاية *** و عارَضَ فيك الشكُّ أثبتَك القلبُ
و لو أنّ قوماً أمّموك لَقادهم *** نسيمُك حتّى يُستدَلَّ به الركبُ(3)
ونُقل أن أبا نؤاس نظر إلى الإمام الرضا عليه السلام ذات يوم و قد خرج من عند
ص: 35
المأمون على بغلة، فدنا منه أبو نؤاس و سلّم عليه و قال: يا ابن رسول الله، قد قلتُ فيك أبياتاً فأحبّ أن تسمعها منّى، قال: هاتِ. فأنشأ أبو نؤاس يقول:
مطهّرون نقيّات جيوبهمُ *** تجري الصلاةُ عليّهم أينما ذُكروا
من لم يكن علويّاً حين تنسبه *** فما له في قديم الدهر مُفتخَرُ
الله لمّا برى خلقاً فأتقنه *** صفّاكم واصطفاكم أيها البشرُ
فأنتمُ الملأ الأعلى وعندكمُ *** علم الكتاب وما جاءت به السورُ(1)
فقال الرضا عليه السلام قد جئتَ بأبياتٍ ما سبقك إليها أحد. ثمّ قال: يا غلام، هل معك من نفقتنا شىء؟ قال: ثلاثمّائة دينار، فقال: أعطِها إيّاه. ثمّ قال عليه السلام لعلّه استقلّها، يا غلام سُق إليه البغلة.(2)
القرن الثالث
2 - محمّد بن عمر الواقدي (207 ه -) قال فيه: «وكان ثقة يفتي بمسجد رسول الله وهو ابن نيف وعشرين سنة، وهو من الطبقة الثامنة من التابعين من أهل المدينة»(3).
3 - وقال الحسن بن سهل (215 ه -): «قد جعل المأمون عليّ بن موسى وليَّ عهده من بعده، وأنّه نظر في بني العبّاس وبني عليّ فلم يجد أفضل ولا
ص: 36
أورع ولا أعلم منه»(1).
4 - المأمون العبّاسيّ (218 ه -): قال المأمون - قاتل الإمام الرضا عليه السلام - مخاطباً وزيره الفضل بن سهل بشأن الإمام: «و ما أعلم أحداً أفضل من هذا الرجل»(2).
5 - عبد الجبّار بن سعيد (229 ه -): عندما أُرغم الإمام الرضا عليه السلام على ولاية العهد ذهب عبد الجبّار بن سعيد إلى المدينة في تلك السنّة وقال في هذا الحادث المهمّ: «وليَ عهدَ المسلمين عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد ابن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام» ثمّ أنشد هذه الأبيات:
وستّة آباؤهم ما همُ *** هُم خير مَن يشرب صوبَ الغمام(3)
وقال الموصلي الشافعي مؤيّداً: «لله درّ القائل!»(4).
6 - أبو الصلت الهروي (236 ه -)(5): قال البدخشي الهندي الحنفي نقلاً عن أبي الصلت: «ما رأيت أعلم من عليّ بن موسى الرضا، ولا رآه عالم إلا
ص: 37
شهد له بمثل شهادتي»(1).
7 - إبراهيم بن عبّاس الصولي (243 ه -): هنّأ إبراهيم بن عبّاس الإمام الرضا عليه السلام بعد ما فرضت عليّه ولاية العهد بهذه الأبيات:
أزالت عزاءَ القلب بعد التجلّدِ *** مصارعُ أولاد النبيّ محمّد صلى الله عليه و آله(2)
وكذلك رثى الإمام بعد افتقاده لتلك العظمة والجلالة قائلاً:
إنّ الرزية يا ابن موسى لم تدَع في العين بعدك للمصائب مدمعا
والصبر يُحمَد في المواطن كلِّها *** والصبر أن نبكي عليّك ونجزعا(3)
ومدح أُسرة وأجداد الإمام عليّ بن موسى الرضا عليه السلام قائلاً:
ألا إنّ خير الناس نَفساً ووالداً *** ورهطاً وأجداداً عليّ المعظّمُ
أتَتنا به للعلم والحلم ثامناً *** إماماً يُؤدّي حجّةَ الله تُكْتَمُ(4)
8 - أبو زرعة الحنبلي (261 ه -) ومحمّد بن أسلم الطوسي (242 ه -): كان هذان العالمان المشهوران من أهل السنّة في نيسابور أيام دخول الإمام المدينة، وقد خاطبا الإمام بقولهما: «أيها السيّد الجليل! ابن السادة الأئمّة! بحق آبائك الطاهرين وأسلافك الأكرمين، إلّا ما أريتَنا وجهك الميمون المبارك، ورويت لنا حديثاً عن آبائك عن جدّك
محمّد صلى الله عليه و آله نذكرك به»(5).
ص: 38
9 - أحمد بن يحيى البَلاذُري (279 ه -): بعد وفاة ابن الإمام دخل عليّه البلاذري فعزّاه وقال: «أنت تجلّ عن وصفنا ونحن نقصر عن عظمتك، وفي علمك ما كفاك، وفي ثواب الله ما عزّاك»(1).
10 - عبّاس بن محمّد بن صول (القرن 3 ه -): قال إبراهيم بن العبّاس: سمعت أن العبّاس بن محمّد بن صول المعاصر للإمام الرضاعليه السلام قال عنه: «ما سُئل الرضا عن شيء إلا علمه، ولا رأيت أعلم منه بما كان في الزمان إلى وقت عصره، وكان المأمون يمتحنه بالسؤال عن كل شيء فيجيبه الجواب الشافي، وكان قليل النوم، كثير الصوم لا يفوته صيام ثلاثة أيّام في كل شهر، ويقول: ذلك صيام الدهر. وكان كثير المعروف والصدقة سرّاً، وأكثر ما يكون ذلك منه في الليالي المظلمة، وكان جلوسه في الصيف على الحصير و في الشتاء على مسح»(2).
11 - النوفلي (القرن 3 ه -): أنشد أحد الشعراء في مدح الإمام:
رأيت الشيبَ مكروهاً وفيهِ *** وقار لا تليق به الذنوبُ
إذا ركب الذنوبَ أخو مَشيبٍ *** فما أحد يقول: متى يتوبُ؟
وداء الغانيات بياض رأسي *** ومن مُدّ البقاء له يشيبُ
ص: 39
سأصحبُه بتقوى الله حتّى *** يفرّق بيننا الأجلُ القريبُ(1)
القرن الرابع
12 - أبو بكر بن خُزَيمة الشافعي (311 ه -) وأبو عليّ الثقفي الشافعي (328 ه -): قال الحاكم النيسابوري الشافعي: «سمعت محمّد بن المؤمل بن حسن بن عيسى يقول: خرجنا مع إمام أهل الحديث أبي بكر بن خزيمة وعديله أبي عليّ الثقفي مع جماعة من مشايخنا وهم إذ ذاك متوافرون إلى زيارة قبر عليّ بن موسى الرضا بطوس. قال: فرأيت من تعظيمه (أى ابن خزيمة) لتلك البقعة وتواضعه لها وتضرّعه عندها ما تحيّرنا فيه»(2).
اللافت للنظر هنا هو تكملة كلام الراوي (محمّد بن مؤمل) - الذي لم ينقله بعض الرواة للأسف - حيث قال: «وذلك بمشهد من عدّةٍ من آل السلطان وآل - شاذان ابن نعيم وآل الشنقشين، وبحضرة جماعة من العلويّة من أهل نيسابور وهراة وطوس وسرخس، فدوّنوا شمائل أبي بكر محمّد بن إسحاق عند الزيارة، وفرحوا وتصدّقوا شكراً على ما ظهر من إمام العلماء عند ذلك الإمام والمشهد، وقالوا بأجمعهم: لو لم يعلم هذا الإمام أنّه سُنّة وفضيلة لما فعل هذا»(3).
13 - محمّد بن يحيى الصولي (335 ه -) نقلاً عن أحمد بن يحيى عن الشعبي، قال: قال الشعبي يوماً: ما هي أحسن الأبيات؟ قيل له: ما قاله الأنصار
ص: 40
يوم بدر:
وببئرِ بدرٍ إذ يردّ وجوهَهم *** جبريلُ تحت لوائنِا ومحمّد
ثمّ يقول محمّد بن يحيى الصولي في مقام التقييم: أفخر منه قول أبي نؤاس في عليّ ابن موسى الرضا (وهي ما تقدّم ذكرها)(1). وأنشد في مقام آخر في ولاية الإمام للعهد:
على حينِ أعطى الناسُ صفق أكفِّهم *** عليّ بن موسى بالولاية والعهدِ
فما كان فينا من أبى الظيم غيرُه *** كريم، كفى باقي القبول وفي الردِّ(2)
14 - عليّ بن الحسين المسعودي الشافعي (346 ه -): «فلم يجد] المأمون [في وقته أحداً أفضل ولا أحقّ بالأمر من عليّ بن موسى الرضا عليه السلام فبايع له بولاية العهد، وضرب اسمه على الدنانير والدراهم»(3).
15 - ابن حبّان البستي الشافعي (354 ه -): «عليّ بن موسى الرضا أبو الحسن، من ساداة أهل البيت وعقلائهم، وجِلّة الهاشميّين ونبلائهم، يجب أن يُعتبَر حديثه إذا رُوى عنه... قد زرته (القبر) مراراً كثيرة، وما حلّت بي شدّة في وقت مقامي بطوس فزرت قبر عليّ بن موسى الرضا - صلوات الله على جدّه وعليّه - ودعوت الله إزالتها عنّي إلا استُجيب لي وزالت عنّي تلك الشدّة، وهذا شيء جرّبته مراراً فوجدته كذلك، أماتنا الله على محبة المصطفى
ص: 41
وأهل بيته، صلى الله عليه وعليهم أجمعين»(1).
16 - حسين بن أحمد المُهلّبي (380 ه -): قال خلال كلامه حول مدينة نوقان من مدن خراسان واصفاً شخصيّة عليّ بن موسى الرضا عليه السلام: «وهي من أجلّ مدن خراسان وأعمرها، وبظاهر مدينة نوقان قبر الإمام عليّ بن موسى بن جعفر، وبه أيضاً قبر هارون الرشيد. وعلى قبر عليّ بن موسى حصن، وفيه قوم معتكفون...»(2).
17 - محمّد بن عليّ بن سهل الشافعي (384 ه -): قال الحاكم النيسابوري: «سمعت أبا الحسن محمّد بن عليّ بن سهل الفقيه يقول: ما عرض لي مهمّ من أمر الدين والدنيا فقصدت قبر الرضا لتلك الحاجة، ودعوت عند القبر إلا قُضيت لي تلك الحاجة، وفّرج الله عنّي ذلك المهمّ... وقد صارت إليّ هذه العادة أنْ أخرج إلى ذلك المشهد في جميع ما يعرض لي؛ فإنّه عندي مجرّب»(3).
18 - الدارقطني البغدادي الشافعي (385 ه -): ذكر الإمامَ مستعظماً قَدرَه فقال: «فهو عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد العلوي الحسيني، أبو الحسن الرضا، يروي عن أبيه موسى بن جعفر عن آبائه عن عليّ»(4).
القرن الخامس
19 - الحاكم النيسابوري الشافعي (405 ه -)، ويعدّ من أكبر علماء
ص: 42
المذهب الشافعي، وقد ذكر في كتابه الثمين - تاريخ نيسابور - أموراً هامّة وقيّمة حول شخصيّة الإمام الرضا عليه السلام، ومع أننا لا نجد اليوم النسخة الأصليّة للكتاب إلا أن نقل الروايات عن هذا الكتاب على يد كبار أهل السنّة وتوثيقهم لما ورد فيه وما نقله الحاكم النيسابوري عن الإمام الرضا عليه السلام يحافظ على الاتصال بهذا المصنّف الثمين.
وقد حافظ الجويني الشافعي في - فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين والأئمّة من ذريّتهم عليهم السلام - إلى حدّ ما على روايات و آراء الحاكم النيسابوري حول الإمام الرضا عليه السلام.
وعلى أيّة حال قال الحاكم النيسابوري واصفاً شخصيّة الإمام العلميّة: «وكان يُفتي في مسجد رسول الله صلّى الله عليه و سلّم وهو ابن نيِّف وعشرين سنة، روى عنه من أئمّة الحديث: الملى بن منصور الرازىّ و آدم ابن أبي أياس العسقلانىّ ونصر بن عليّ الجهضميّ ومحمّد بن أبى رافع القصرى القُشيري وغيرهم»(1).
و حول نسب الإمام الرضا عليه السلام الشريف قال مجلّلاً إيّاه باعتباره من عترة النبيّ الأعظم: «ومن أجلّ فضيلة لنسب عليّ بن موسى الرضا أنّه من ذريّة خير البشر محمّد المصطفى صلى الله عليه و آله»(2).
وقال كذلك: «وقد عرّفني الله من كرامات التربة خير كرامة، منها: أنّي كنت متقرّساً لا أتحرّك إلا بجهد، فخرجت وزُرت وانصرفت إلى نوقان
ص: 43
بخفّين من كرابيس، فأصبحت من الغد بنوقان وقد ذهب ذلك الوجع وانصرفت سالماً إلى نيسابور»(1).
وأضاف الحاكم النيسابوري الشافعي إلى ذلك كلّه مشاهدته لكلّ ما اعترف به كبار علماء أهل السنّة من الشفاء في تلك البقعة الرضويّة المباركة ونقل بعضها:
أ - حمزة، الزائر المصري: قال الحاكم النيسابوري بسنده: أنّ حمزة كان قد جاء من مصر لزيارة مرقد الرضا عليه السلام وكان مؤمناً بكراماته الروحية. (وسيأتي تفصيل ذلك في فصل الزيارة).(2)
ب - محمّد بن قاسم الشافعي: وكان من المنكرين لكرامات الرضا عليه السلام وزيارة مرقده، لكن بعدما جرى له رجع عن معتقده الباطل وصار من زوّار قبره عليه السلام بحيث كان يزور الإمام كل سنة مرتين مع كل المشاكل والظروف الصعبة التي كانت تحدق بالسفر في تلك الأيام(3).
ج - فخر الدين هبة الله بن محمّد بن محمود الأديب الجندي الشافعي: زار قبر الإمام عليه السلام وشاهد كرامات عجيبة من تلك البقعة المباركة(4).
د - أبو النضر المؤذن النيسابوري الشافعي: وهو ممّن شُفي ببركة زيارته لقبر الإمام الرضا عليه السلام(5).
ص: 44
ه - شخص ذهب عن ذهن الراوي (محمّد بن أبى على الصائغ) اسمه: وقد شاهد الحاكم النيسابوري بنفسه ما جرى لهذا الشخص المجهول عند مرقد الإمام الرضا عليه السلام، ونقل ذلك الحادث الغريب، وسيأتي تفصيله في فصل الزيارة(1).
و - زيد الفارسي: كان قد شفي من مرضه العضال ببركة زيارة مرقد الإمام الرضا عليه السلام(2).
ز - حمويه بن عليّ: كان من زوّار قبر الإمام الرضا عليه السلام والمعتقدين بشخصيّة الإمام الروحية، وقد شاهد عدّة كرامات من تلك البقعة الرضوية(3).
20 - أبو الحسين بن أبي بكر الشافعي: قال الحاكم النيسابوري الشافعي: «سمعت أبا الحسين بن أبي بكر الفقيه يقول: قد أجاب الله لي في كل دعوة دعوته بها عند مشهد الرضا، حتّى إني دعوت الله أن يرزقني ولداً، فرُزقت ولداً بعد الإياس منه»(4).
21 - أبو سعد منصور بن حسين الآبي (421 ه -): خصّص في كتابه عدّة صفحات أيضاً في بيان أحوال الإمام الرضا عليه السلام وكلماته الثمّينة، إضافةً إلى ذلك كلّه نقل الأحداث التاريخيّة لدخول الإمام إلى نيسابور والاستقبال النادر للناس إيّاه، وحديث سلسلة الذهب، وكذلك أقوال أهل السنّة في هذا
ص: 45
الحديث وشفاء المريض ببركة سلسلة الذهب(1).
22 - أحمد بن عليّ الخطيب البغدادي الشافعي: قال في الإمام الرضا عليه السلام: «عليّ بن موسى الرضا، كان واللهِ رضا كما سُمِّيَ»(2).
23 - عليّ بن هبة الله ابن ماكولا الشافعي (475 ه -): قال واصفاً الإمام الرضا عليه السلام: «أبوالحسن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب... وكان من أعيان أهل بيته علماً وفضلاً»(3).
القرن السادس
24 - أبو سعد عبد الكريم بن منصور التميمي السمعاني الشافعي (562 ه -): «الرضا، كان من أهل العلم والفضل مع شرف النَسَب»(4).
25 - أبو الفرج ابن الجوزي الحنبلي (597 ه -): «وكان (أى الرضا عليه السلام) يُفتي في مسجد رسول الله وهو ابن نيّف وعشرين سنة... وكان المأمون قد أمر بإشخاصه من المدينة، فلمّا قدم نيسابور خرج وهو في عمارية على بغلة شهباء، فخرج علماء البلد في طلبه مثل: يحيى بن يحيى، إسحاق بن راهويه، ومحمّد بن رافع، وأحمد بن حرب، وغيرهم، فأقام بها مدّة»(5).
وقال في مكان آخر: «عليّ بن موسى الرضا من أئمّة الأمصار وتابع التابعين... عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ
ص: 46
الهاشمي، يُلقّب بالرضا، صدوق، مات سنة 203 ه -»(1).
القرن السابع
26 - مجد الدين بن الأثير الجزري الشافعي (606 ه -): قال: «هو أبو الحسن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب الهاشمي، المعروف بالرضا... وكان مُقامه مع أبيه موسى بن جعفر تسعاً وعشرين سنة وأشهراً، وعاش بعد أبيه عشرين سنة... وإليه انتهت إمامة الشيعة في زمانه، وفضائله أكثر من أن تُحصى، رحمة الله عليّه ورضوانه»(2).
27 - ابن قُدامة المَقدسي الحنبلي (620 ه -): قال خلال ذكره أولاد الإمام الحسين عليه السلام: «عليّ بن الحسين، محمّد بن عليّ أبو جعفر الباقر... جعفر بن محمّد الصادق، موسى بن جعفر، عليّ بن موسى، كلّهم أئمّة مرضيّون، وفضائلهم كثيرة مشهورة».
ثمّ قال في الأئمّة المعصومين والإمام الرضا عليه السلام خاصة: «وفي بعض رواياتهم عن آبائهم نسخة يرويها عليّ بن موسى عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر عن أبيه محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ عن أبيه عليّ عن النبيّ، قال بعض أهل العلم: لو قُرئ هذا الإسناد على مجنون لَبرِئ»(3).
ص: 47
28 - أبو القاسم عبد الكريم الرافعي الشافعي (623 ه -): «عليّ بن موسى ابن جعفر... أبو الحسن الرضا من أئمّة أهل البيت وأعاظم ساداتهم وأكابرهم»(1).
29 - الشيخ محيي الدين بن عربي الشافعي (638 ه -): «على السرّ الإلهي، والرائي للحقائق كما هي، النور اللاهوتي، والإنسان الجبروتي، والأصل الملكوتي، والعالم الناسوتي، مصداق مَعْلم المطلق، والشاهد الغيبي المحقق، روح الأرواح وحياة الأشباح، هندسة الموجود الطيّار في المنشئات الوجود، كهف النفوس القدسيّة، غوث الأقطاب الإنسية، الحجّة القاطعة الربّانية، محقّق الحقائق الإمكانية، أزل الأبديات وأبد الأزليّات، الكنز الغيبي، والكتاب اللاريبيّ، قرآن المجملات الأحدية، وفرقان المفصّلات الواحديّة، إمام الورى، بدر الدُّجى، أبي محمّد عليّ بن موسى الرضا»(2).
30 - محب الدين أبو عبد الله، المشهور بابن النجّار البغدادي الشافعي (643 ه -): قال في الإمام الرضا عليه السلام «وُلد بمدينة النبيّ... وسمع الحديث من والده وعمومته وغيرهم من أهل الحجاز، وكان من العلم والدّين بمكان، كان يفتي في مسجد رسول الله وهو ابن نيّف وعشرين سنة»(3).
31 - محمّد بن طلحة الشافعي (652 ه -): نقل الشبراوي الشافعي عن محمّد بن طلحة الشافعي كلامه في أولاد الإمام الكاظم عليه السلام فقال: «كان
ص: 48
لموسى الكاظم من الأولاد سبع وثلاثون ولداً ما بين ذكر وأنثى، أجَلّهم وأفضلهم وأشرفهم وأكملهم عليّ بن موسى الرضا...»(1).
وقال محمّد بن طلحة نفسه: «قد تقدّم القول في أمير المؤمنين عليّ وفي زين العابدين عليّ، وجاء عليّ الرضا ثالثَهما، ومَن أمعن النظر والفكرة وجده وارثهما، فيحكم كونه ثالث العليّين، نما إيمانه، وعلا شأنه، وارتفع مكانه واتّسع إمكانه، وكثر أعوانه، وظهر برهانه، حتّى أحلّه الخليفة المأمون محلَّ مُهجته، وأشركه في مملكته... فكانت مناقبه عليّة، وصفاته سنيّة، ومكارمه خاتميّة، وأخلاقه عربيّة، وشِنشَنته أخزميّة، ونفسه هاشميّة، وأرومته الكريمة نبويّة، فمهما عُدّ من مزاياه كان أعظم منه ومهما فُصّل من مناقبه كان أعلى رتبة منه»(2).
32 - سِبط ابن الجوزي الحنفي (654 ه -): «كان (أى الرضا عليه السلام) من الفضلاء الأتقياء الأجواد»(3).
33 - ابن أبي الحديد المعتزلي الشافعي (656 ه -): اعتبر الإمام من سادة أهل البيت وعلمائهم(4).
ص: 49
وقال في الإمام الرضا عليه السلام مدافعاً عن بني هاشم: «المُرشّح للخلافة والمخطوب له بالعَهد، كان أعلم الناس وأسخى الناس وأكرم الناس أخلاقاً»(1).
34 - محمّد بن يوسف الگنجي الدمشقي الشافعي (658 ه -): «والإمام بعده (أى بعد الإمام الكاظم عليه السلام أبوالحسن عليّ بن موسى الرضا عليه السلام، مولده بالمدينة سنة ثمّان وأربعين ومئة، وقُبض بطوس من أرض خراسان...»(2).
35 - عمر بن شجاع الدين محمّد بن عبد الواحد الموصلي الشافعي (660 ه -): بدأ فصلاً في كتابه بعنوان - فصل في الإمام عليّ بن موسى الرضا عليه السلام - قال فيه هناك: «عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين عليه السلام، قيل: كان غزير الأدب والحلم والفهم، واسع الرواية مُتقَن الدراية، مكيناً في العلم أميناً في الحلم، كاملَ الزهد والورع والفتوّة والمروّة...»(3).
36 - شمس الدين ابن خلّكان الشافعي (681 ه -): «هو أحد الأئمّة الاثني عشر على اعتقاد الإماميّة، ضرب المأمون اسمه على الدينار والدرهم... واستدعى عليّاً فأنزله أحسن منزلة... فلم يجد في وقته أحداً أفضل ولا أحقّ بالأمر من عليّ الرضا فبايعه...»(4).
ص: 50
القرن الثامن
3 7. شيخ الإسلام إبراهيم بن محمّد الجويني الخراساني الشافعي(1) (722 ه -): خصص في كتابه الثمين - فرائد السمطين في فضائل
ص: 51
ص: 52
المرتضى والبتول والسبطين والأئمّة من ذريّتهم عليهم السلام - جزءاً للإمام عليّ بن موسى الرضا عليه السلام ذكر فيه شخصيته العظيمة بتعابير وكلمات رفيعة: «في ذكر بعض مناقب الإمام الثامن، مُظهر خفيّات الأسرار ومُبرز خبيّات الأمور الكوامن، منبع المكارم والميامن، ومتبع الأعالي الحضارم والأيامن، منيع الجناب، رفيع القباب، وسيع الرحاب، هموم السحاب، عزيز الألطاف، غزير الأكفاف، أمير الأشراف، قرّة عين آل ياسين وآل عبد مناف، السيّد الطاهر المعصوم، والعارف بحقائق العلوم، والواقف على غوامض السرّ المكتوم، والمخبِّر بما هو آتٍ وعمّا غبر ومضى، المرضيّ عند الله سبحانه برضاه عنه في جميع الأحوال، ولذا لُقّب بالرضا عليّ ابن موسى، صلوات الله على محمّد وآله، خصوصاً عليّه ما سحَّ سحاب وهما، وطلع نبات ونما. وفي
ص: 53
طرف من بيان أخلاقه الشريفة وأعرافه المنيفة، ونبذٍ من كراماته الباهرة وشمائله الزاهرة، وذكر بعض أحاديثه التي رواها عن أجداده حجج الله على خلقه وآبائه، سلام الله عليّهم وصلوات صلواته وتحيّات تحيّاته»(1).
38 - عماد الدين إسماعيل أبو الفداء الدمشقي الشافعي (732 ه -): «وكان يقال لعليّ المذكور: عليّ الرضا، وهو ثامن الأئمّة الاثني عشر على رأي الإماميّة، وهو عليّ الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر ابن زين العابدين بن حسين بن عليّ بن أبي طالب، وعليّ الرضا هو والد محمّد الجواد تاسع الأئمّة...»(2).
39 - الذهبي الشافعي (748 ه -): «الإمام السيّد أبو الحسن عليّ الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن عليّ بن الحسين الهاشمي... وكان من العلم والدّين والسؤدد بمكان»(3).
وقال في مقام آخر: «أحد الأعلام هو الإمام... وكان سيّد بني هاشم في زمانه وأجلّهم وأنبلهم، وكان المأمون يعظّمه ويخضع له ويتغالى فيه، حتّى أنّه جعله وليّ عهده من بعده وكتب بذلك إلى الآفاق...»(4).
وكتب في مكان آخر: «كبير الشأن، له علم وبيان، ووقعٌ في النفوس، صيّره المأمون وليّ عهده لجلالته»(5).
ص: 54
وقال أيضاً: «وهو من الاثني عشر الذين تعتقد الرافضة عصمتهم ووجوب طاعتهم»(1).
«يقال: أفتى وهو شابٌّ في أيّام مالك»(2).
وذكر في غيره: «كان سيّد بني هاشم في زمانه وأجلّهم وأنبلهم، وكان المأمون يبالغ في تعظيمه...»(3).
40 - زين الدين ابن وردي الحلبي الشافعي (749 ه -): قال في الإمام الرضا عليه السلام: «وهو ثامن الأئمّة الاثني عشر على رأي الإماميّة»(4).
41 - الزرندي الحنفي (757 ه -): «الإمام الثامن نور الهدى ومعدن التقى، الفاضل الوفي، والكاهل الصفي، ذوالعلم المكتوم؛ الغريب الشهيد المسموم، القتيل المرحوم، عين المؤمنين، وعمدة المؤمّلين، شمس الشموس وأنيس النفوس، المدفون بأرض طوس، المجتبى المرتجى المرتضى، أبو الحسن عليّ بن موسى الرضا، كان عليه السلام من العلماء الزهّاد الأبرار، والأولياء الحكماء والأخيار...»(5).
42 - خليل بن إيبَك الصفدي الشافعي (764 ه -): «وهو أحد الأئمّة الاثني عشر، كان سيّد بني هاشم في زمانه، وكان المأمون يخضع له ويتغالى فيه»(6).
ص: 55
43 - عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي الشافعي (768 ه -): «الإمام الجليل المعظّم، سلالة السادة الأكارم، أبو الحسن عليّ بن موسى الكاظم... أحد الأئمّة الاثني عشر، أولي المناقب الذين انتسب الإماميّة إليهم، فقصروا بناء مذهبهم عليّهم»(1).
44 - ابن كثير الدمشقي الشافعي (774 ه -): قال في وفاة الإمام الرضا عليه السلام سنة (203 ه -): «وفيها تُوفّي من الأعيان عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد ابن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب القرشي الهاشمي العلوي الملقّب بالرضا»(2).
45 - محمّد بن عبد الله ابن بطوطة المغربيّ (779 ه -): ذكر في رحلته وصوله إلى مدينة مشهد الرضا فوصفها على هذا النحو: «ورحلنا إلى مدينة مشهد الرضا، وهو عليّ بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر ابن عليّ زين العابدين بن الحسين الشهيد بن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب، رضي الله عنهم، وهي أيضاً مدينة كبيرة... والمشهد المكرّم عليّه قبّة عظيمة في داخل زاوية تجاورها مدرسة ومسجد، وجميعها مليح البناء، مصنوع الحيطان من القاشاني، وعلى القبر دكانة خشب ملبّسة بصفائح الفضّة، وعليّه قناديل فضّة معلّقة وعتبة باب القبّة فضّة، وعلى بابها ستر حرير مذهَّب، وهي مبسوطة بأنواع البُسط، وإزاء هذا قبر هارون الرشيد... و إذا دخل الرافضي للزيارة ضرب قبر هارون الرشيد برجله و سلَّم على الرضا»(3).
ص: 56
46 - محمّد بن حسين بن أحمد الخليفة النيسابوري الشافعي: قال في كتاب (تلخيص تاريخ نيسابور) في وصف الإمام الرضا ومفخرة نيسابور القديمة الدائم فيضها على سكّان هذه البلاد: «ومنهم سلطان الأولياء، وبرهان الأتقياء، وارث علوم المرسلين، ومهبط أسرار ربّ العالمين، وليّ الله، وصفيّ الله، وفلذةُ كَبِد رسول الله، غَوْثُ الأمّة وكشف الغمّة يوم الأخذ بالنواصي، واضطرار المذنبين إلى الخلاص لامتحان الأعمال بموازين الإخلاص، حين البحاث والاستبثاث يوم البعث كما وعد في المواقف الثلاث: عند الميزان وتطايُر الصحف والصراط، ببسط بساط الشفاعة والسري بالانبساط، سلطان المقرّبين يوم الحشر والجزاء، الإمام أبو الحسن عليّ بن موسى الرضا، صلوات الله وسلامه على رسول الله وعلى آله الأئمّة المعصومين وأتباعهم أجمعين إلى يوم الدين، حلّ في المدينة نوره القدسيّ سنة (148 ه -)، ثمّ أسرع إلى نصرة دين شمس الهداية للأمة ذهاباً إلى البصرة لدرس الحديث وبحث العلم سنة (194 ه -) ودعم الملّة الحنيفة بتدوينه مبارك الصحيفة، ثمّ عزم على خراسان بمقتضى القضاء الأزليّ، والحكم المبرم اللَّم يزليّ، وصارت نيسابور سنة (200 ه -) بقدومه جنة لمّا اشتهرت بشارة سطوات شعاع نوره في نيسابور...»(1).
القرن التاسع
47 - عطاء الله بن فضل الله الشيرازي (803 ه -): «كان يتكلّم بلغة الناس، وكان هو أفصح الناس وأعلمهم بكلّ اللغات، ومرقده المنوّر محالّ لزائريه
ص: 57
من كلّ طبقة وكل مكان»(1).
48 - ابن خلدون المالكي (808 ه -): «عليّ الرضا، وكان عظيماً في بني هاشم»(2).
49 - أحمد بن عليّ القلقشندي الشافعي (821 ه -): قال في مكانة الإمام ودرجته العالية التي كانت سبباً في نصبه (حتّى لو كان مُكرَهاً) لولاية العهد من قِبل مأمون: «عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، لمّا رأى من فضله البارع وعلمه الناصع وورعه الظاهر وزهده الخالص وتخلّيه عن الدنيا وتسلّمه من الناس، وقد استبان له ما لم تزل الأخبار عليّه متواطئة والألسن عليّه متّفقة والكلمة فيه جامعة... فعقد له بالعقد والخلافة...»(3).
50 - محمّد خواجه بارسا البخاري الحنفي (822 ه -): «ومن أئمّة أهل البيت أبو الحسن عليّ الرضا بن موسى الكاظم، رضي الله عنهما...». ذكر بعد ذلك فضائل الإمام وكراماته، ومنها دخوله إلى نيسابور والاستقبال العظيم والنادر لعلماء أهل السنّة والناس إيّاه، وحديث سلسلة الذهب(4).
51 - ابن عنبة (828 ه -): «لم يكن في الطالبيّين في عصره مِثلُه... وكان
ص: 58
جليل القدر، عظيم المنزلة»(1).
52 - تقي الدين أحمد بن عليّ المقريزي الشافعي (845 ه -): أشار في كتابه إلى احترام وتقدير المأمون للإمام الرضا عليه السلام، ونقل قضيّة ضرب الدراهم باسم الإمام وبأمر من المأمون شكراً على قبوله ولاية العهد، ونوّه في النهاية إلى أنّ المأمون قد سمّ الرضا عليه السلام(2).
53 - ابن حجر العسقلاني الشافعي (852 ه -): «عليّ بن موسى الرضا صدوقٌ من كبار العاشرة»(3).
54 - ابن الصبّاغ المالكي (855 ه -): «وهو الإمام الثامن... وأمّا مناقبه عليه السلام، فمن ذلك ما كان أكبر دلائل برهانه، وشهد له بعلوّ قدره وسموّ مكانه، و هو أنّه...»(4).
ثمّ نقل بعد ذلك فضائل الإمام ومناقبه، ثمّ تابع نقلاً عن بعض العلماء: «مناقب عليّ بن موسى الرضا من أجلّ المناقب، وأمداد فضائله وفواضله متوالية كتوالي الكتائب، وموالاته محمودة البوادي والعواقب، وعجائب أوصافه من غرائب العجائب، وسؤدده ونبله قد حلّ من الشرف في الذروة والمغارب، فلِمُواليه السعد الطالع ولمناويه النحس الغارب. أمّا شرف آبائه
ص: 59
فأشهر من الصباح المنير، وأضوأ من عارض الشمس المستدير. وأمّا أخلاقه وسماته وسيرته وصفاته ودلائله وعلاماته فناهيك من فخار، وحسبك من علوّ مقدار، جاز على طريقة ورثها عن الآباء وورثها عنه البنون، فهم جميعاً في كرم الأرومة وطيب الجرثومة كأسنان المشط متعادلون، فشرفا لهذا البيت المعالي الرتبة السامي المحلّة، لقد طال السماءَ علاءً ونبلاً، و سما على الفراقد منزلةً ومحلاً واستوفى صفات الكمال فما يستثنى في شيء منه لغير، وإلا انتظم هؤلاء الأئمّة انتظام اللآلى، وتناسبوا في الشرف فاستوى المقدم والتالي، ونالوا رتبة مجد يحبط عنها المقصّر والعالي. اجتهد عداتهم في خفض منازلهم، والله يرفعه، وركبوا الصعب والذلول في تشتيت شملهم والله يجمعه، وكم ضيّعوا من حقوقهم ما لا يهمله الله ولا يُضيّعه»(1).
55 - ابن تغري البردي الأتابكي الحنفي (874 ه -): «الإمام أبو الحسن عليّ الرضا... كان إماماً عالماً... وكان عليّ سيّد بني هاشم في زمانه وأجلّهم، وكان المأمون يعظّمه ويبجّله ويخضع له ويتغالى فيه، حتّى أنّه جعله وليّ عهده من بعده»(2).
56 - نور الدين عبد الرحمان الجامي الحنفي (898 ه): ألّف باباً باسم «ذكر عليّ بن موسى بن جعفر رضي الله عنهم» في كتابه وقال فيه: «هو الإمام الثامن، وإنّ ما ورد في الكتب وجرى على السنّة الناس هو قليل من فضائل الرضا عليه السلام ومناقبه، وقطرة من بحره الواسع الذي لا يتّسع له المجال هنا،
ص: 60
فنكتفي ببيان بعض الكرامات والخوارق...». ثمّ ذكر كرامات الإمام بعد ذلك(1).
القرن العاشر
57 - مير محمّد ابن السيّد برهان الدين خواند شاه المعروف ب - «مير خواند الشافعي» (903 ه): ذكر في رواية عجيبة أنّ زوّار قبر الإمام الرضا يأتون من أقطاب العالم إلى إيران، من بلاد الروم والهند وغيرهما، ثمّ قال: «في ذكر أحوال عليّ بن موسى الرضا رضي الله عنهما... فمرقد هذا الإمام على الإطلاق، ومشهده المقدّس هو قطب إيران ومقصد سالكي الآفاق، الأكابر والأصاغر، إذ تختار طوائف الأمم وطبقات بني آدم هجر الأوطان ومفارقة الخلاّن من أقصى الروم والهند من كلّ مصر كلّ عام، وتتوجّه نحو هذه العتبة الغرّاء فتزورها وتطوف بها وتتّخذها ذخراً لسعادة الدنيا والفوز في العقبى،. فمناقب الإمام عليّ ابن موسى الرضا عليه السلام ومآثره وفضائله ومفاخره أكثر من أن تحصى، وسنذكر في هذا المقام أسطراً من خوارق عادات قدوة السعادات عليه السلام على سبيل الاختصار». ثمّ ذكر بعض مناقب الإمام وكراماته، وقال في النهاية: «نُقلت حول الإمام الرضا حكايات عديدة تبيّن عظم قدره وكثرة مناقبه وكراماته»(2).
58 - جلال الدين السيوطي الشافعي (911 ه): وقد عدّ الإمام من
ص: 61
المبرَّزين الأكابر(1).
59 - فضل الله بن روزبهان الخُنجي الأصفهاني الحنفي (927 ه -): «زيارة قبر إمام أئمّة الهدى المكرّم ومرقده المعظّم، سلطان الإنس والجنّ، الإمام عليّ الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن عليّ زين العابدين بن الحسين الشهيد بن عليّ المرتضى صلوات الله وسلامه على سيّدنا محمّد وآله الكرام، سيّما الآية النظّام: ستة آبائه كلّهم أفضل من يشرب صوب الغمام و هو الترياق الأكبر وحياة القلب والروح، حوائج العالمين ببابه مقضيّة إذ أشرف المنازل عتبته الميمونة، قراءة القرآن في عتبته المباركة دأئمّة، وهي معبد من معابد الإسلام، لا تخلو تلك البقعة السامية من طاعة المحتاجين، وكيف لا تكون كذلك والحال أنّها تربة إمامٍ مُظهِرٍ للعلوم النبوية، ووارث للخصال المصطفويّة، وإمام حق وهاد مطلق وصاحب الإمامة في زمانه ووارث النبوة وحق الاستقامة».
هزار دفتر اگر در مناقبش گويند *** هنوز ره به كمال عليّ نشايد برد
وترجمته: فلو أنّ ألف دفتر قيل في مناقبه لم يكن ذلك قطرة من كماله أبداً.
وقد نظمتُ هذه القصيدة سابقاً عندما عزمت على السفر لزيارة مشهد ذلك الإمام المقدّس، وذكرتها هنا لمناسبتها زيارةَ صاحب المناقب عليه السلام.
ثمّ نقل قصيدة في مدحه بعنوان «قصيدة في مناقب الإمام الثامن، الوليّ الضامن، الإمام أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا، صلوات الله عليّه
ص: 62
وسلامه»(1).
وكتب في مكان آخر: «اللّهمّ وصَلِّ وسلِّم على الإمام الثامن، السيّد الحَسْنان، السَنَد البرهان، حجّةِ الله على الإنس والجانّ، الذي هو لجند الأولياء السلطان، صاحب المروّة والجود والإحسان، المتلألئ فيه أنوار النبيّ عند عين العيان، رافع معالم التوحيد وناصب ألوية الإيمان، الراقي على درجات العلم العرفان، صاحب منقبة قوله صلى الله عليه و آله: «ستُدفنُ بضَعةٌ منّي بأرض خراسان»، المُستخرِج بالجَفْر والجامع مايكون وما كان، المقول في شرف آبائه: ستة آبائه: كلَّهم أفضل من شَربَ صوب الغمام، المقتدي برسول الله في كل حال وفي كل شان، أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا، الإمام القائم الثامن، الشهيد بالسمّ في الغمّ والبؤس، المدفون بمشهد طوس»(2).
«اللّهم ارزقنا بِلطفك وفضلك وكرمك وامتنانك، زيارةَ قبره المقدَّس، ومرقده المونس، واغفر لنا ذنوبنا، واقضِ جميع حاجاتنا ببركته، اللّهم صَلِّ على سيّدنا محمّد وآل سيّدنا محمّد، سيّما الإمامَ المجتبى أبا الحسن عليّ بن موسى الرضا وسَلِّم تسليماً»(3).
قال الخنجي حول مرقد الإمام الرضا النوراني كلمات باهرة، نشير إلى بعضها: «ودفنوه في تلك الروضة المقدسة والمرقد المنوّر والمشهد المعطّر، وستكون إلى يوم القيامة كعبة الآمال وقِبلة كلّ الحاجات، صلوات الله وسلامه عليّه وتحيّاته ورضوانه على تلك الروضة المقدّسة، ورزقنا زيارتها، وعمّر
ص: 63
بالأنوار الإلهيّة والنفوس القدسيّة عمارتها، هذا رجاء العبد الأقلّ فضل الله بن روزبهان الأمين الواثق باللطف الإلهي لأن يرزقنا زيارة ذلك المرقد المطهّر والمشهد المنور بخير وعافية، وأن يقرأ هذا الكتاب: وسيلة الخادم إلى المخدوم في هذه العتبة المطهّرة مُحِبّوه وموالو أهل البيت، إذ الولاء لحضرته شيمة هذا الفقير القديمة، وحبّه واستعانتي من باطنه الأقدس للنجاة وسيلتي، واستعانتي في كلّ المصائب والمهامّ من روحه القدسيّة». ثمّ نقل في وصف الإمام الرضا عليه السلام هذا الشعر:
سلامٌ على روضةٍ للإمام *** عليّ بن موسى عليّه السلام
سلام من العاشق المنتظِر *** سلام من الواله المُستهام
بر آن پيشواى كريم الشيم *** بر آن مقتداى رفيع المقام
زشهد شهادت حلاوت مذاق *** ز زهر عدو در جهان تلخ كام
ز خلد برين مشهدش روضه اى *** خراسان از او گشته دار السلام
از آن خوانمش جنت هشتمين *** كه شد منزل پاك هشتم امام
محبان ز انگور پر زهر او *** فكندند مى هاى خونين به جام
مرا چهره بنمود يك شب به خواب *** شد از شوق او خواب بر من حرام
على وار بر شير مردى سوار *** امين در ركابش كمينه غلام(1)
وترجمته: سلام على روضة للإمام عليّ بن موسى الرضا عليه السلام، سلام من عاشق منتظر ومن واله مستهام على السيّد الكريم الشيم والمقتدى العالي
ص: 64
المقام، سلام على من حلّى مذاقه رحيق الشهادة وأمرّه سمّ العدوّ في دار الدنيا، فمشهده روضة من رياض الجنة قد جعل خراسان دار سلام، وأسمّيها الجنة الثامنة لأنّها صارت مرقد ثامن إمام. من أثر شدة سمّه أجرى محبوه من عينهم دمعاً لا بل دماً، وأراني وجهه الرضا عليه السلام ليلة في المنام قد حرّم النومَ عليّ بعدها، فكان ممتطياً فرس الشجاعة وكنت أنا العبد في جواره.
60 - غياث الدين بن همام الدين الشافعي المعروف ب - «خواند أمير» (942 ه -): قال في أولاد الإمام الكاظم عليه السلام: «كان أفضل أولاد الإمام موسى، بل أشرف جميع البرايا، عليّ بن موسى الرضا»(1).
وتابع مقاله عن الإمام وبدأ فصلاً سمّاه «ذكر الإمام الثامن عليّ بن موسى الرضا سلام الله عليّهما» وصف فيه الإمام قائلاً: «الإمام واجب الاحترام عليّ بن موسى الرضا... إمام عالي المقدار»(2). وقال في مشهد الرضا: «واليوم مزاره الجليل وروضته الفائضة الأنوار هي مطاف لأعيان وأشراف الزمان، وقِبلة للآمال، وكعبة إقبال الأصاغر والأكابر من أقطار البلاد والأمصار:
سلام على آل طه وياسين *** سلام على آل خير النبيّين
سلام على روضة حلّ فيها *** إمامٌ يُباهى به المُلكُ الدين
وصلّى الله على خير خلقه محمّد سيّد المرسلين وآله الطيّبين الطاهرين، سيّما الأئمّة المعصومين الهادين»(3).
وذكر بعد ذلك فصلاً سمّاه «كلام في بيان فضائل وكمالات ذلك الإمام
ص: 65
العالي المقام، على نبيّنا وعليّه الصلاة والسلام» وقال فيه: «في بيت شهيد أرض خراسان، الإمام الطيب والطاهر، عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد الباقر... اعترَفَ بعلوّ مكانته وسموّ رفعة ذلك الإمام المحسن الأقاربُ والأجانب، من المشارق إلى المغارب، وسجّل الأقاصي والأداني بل وجميع أفراد النوع الإنساني مناقبه ومفاخره المحمودة ومآثره على صحيفة ضمائرهم، وكراماته أكثر من أن تُتَصوَّر، وإمامته قد نصّ عليّها آباؤه الكرام وقرّر.
از آن زمان كه فلك شد به نور مهر منوّر *** نديده كس چو عليّ موسي جعفر
سپهر عز وجلالت محيط علم وفضيلت *** امام مشرق ومغرب ملاذ آل پيمبر
حريم تربت او سجده گاه خسرو انجم *** غبار مقدم او توتياى ديده ى اختر
وفور علم و علوّ مكان اوست به حدى *** كه شرح آن نتوان نمود كلك سخنور
قلم گر همگى وصف ذات او بنويسد *** حديث او نشود در هزار سال مكرر»(1)
وترجمته: منذ أن ملأ الكونَ نورُ لطف الإله، لم تر عين مثل عليّ بن موسى بن جعفر، هو سماء العزّ ومحيط العلم والفضل، إمام المشرق والمغرب ملاذ عترة النبيّ وآله، حرم تربته مسجد للكواكب، وغبار مقدمه كحل للنجوم، وغزارة علمه وعلوّ مكانته بحدٍّ تعجز الأقلام عن كتابة كل ما يفصّل، ولو مضى الكاتب في وصف ذاته الشريفة ألفَ عام لما كان في وصفه أىُّ تكرار!
ثمّ أخذ في نقل فضائل وكرامات الإمام، وقال في آخر المطاف: «لايخفى أن كرامات الإمام الرضا عليه السلام وخوارق عاداته كثيرة، وبركات مشهده المنوّر
ص: 66
وفيوضات مرقده المعطّر وبيان تفصيلها يقصر عنه اللسان، إذن لا سبيل إلا مراعاة الاختصار»(1).
61 - شمس الدين محمّد بن طولون الدمشقي الحنفي (953 ه -): «وثامنهم ابنه عليّ، وهو أبو الحسن عليّ الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن عليّ زين العابدين بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، رضوان الله عليّهم أجمعين،...». ثمّ تابع نقل بعض الحوادث وبعض الأقوال لمعاصري الإمام في مدحه(2).
62 - الشيخ حسين بن محمّد الديار بكري الشافعي (966 ه -): «عليّ بن موسى الرضا، وهو من الاثني عشر الذين تعتقد الرافضة عصمتهم ووجوب طاعتهم»(3).
63 - ابن حجر الهيثمّي الشافعي (974 ه -): «عليّ الرضا، وهو أنبلهم ذِكراً، وأجلّهم قدراً، ومن ثمّ أحلّه المأمون محلّ مهجته، وأنكحه ابنته وأشركه في مملكته، وفوَّض إليه أمر خلافته...»(4).
القرن الحادي عشر
64 - أحمد بن يوسف القرماني الدمشقي (1019 ه -): بدأ فصلاً في ذكر الإمام الرضا عليه السلام وقال: «الفصل السابع في ذكر شبه شجاعة جدّه عليّ المرتضى. الإمام عليّ بن موسى الرضا رضي الله عنه، وكانت مناقبه عليّة،
ص: 67
وصفاته سَنيّة... وكراماته كثيرة، ومناقبه شهيرة... وكان رضي الله عنه قليل النوم، كثير الصوم، وكان جلوسه في الصيف على حصير وفي الشتاء على جلد شاة...»(1).
ثمّ نقل بعض فضائل الإمام وكراماته، و منها حديث سلسلة الذهب.
65 - عبد الرؤوف المناوي الشافعي (1031 ه -): «عليّ الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق، كان عظيم القَدر، مشهور الذِّكْر... وله كرامات كثيرة...»(2). ثمّ ذكر شيئاً من كرامات الإمام عليه السلام.
66 - ابن عماد الدمشقي الحنبلي (1089 ه -): قال في ذكر وفاة الإمام الرضا عليه السلام سنة 203 ه -: «عليّ بن موسى الرضا الإمام أبوالحسن الحسيني بطوس، وله خمسون سنة، وله مشهد كبير بطوس يُزار. روى عن أبيه موسى الكاظم عن جدّه جعفر بن محمّد الصادق، وهو أحد الأئمّة الاثني عشر في اعتقاد الإماميّة»(3).
القرن الثاني عشر
67 - عبد الله بن محمّد بن عامر الشبراوي الشافعي (1172 ه -): «الثامن من الأئمّة عليّ الرضا، كان رضي الله عنه كريماً جليلاً مهاباً موقّراً، وكان أبوه موسى الكاظم يُحبّه حبّاً شديداً. ويقال: إنّ عليّ الرضا أعتق ألف مملوك، وكان صاحب وضوء وصلاة، ليله كلّه يتوضأ ويصلّي ويرقد ثمّ يقوم فيتوضّأ
ص: 68
ويصلّي ويرقد وهكذا إلى الصباح. قال بعض جماعته: ما رأيتُه قطُّ إلا ذكرتُ قوله تعالى: كٰانُوا قَلِيلاً مِنَ اَللَّيْلِ مٰا يَهْجَعُونَ...(1). قال بعضهم: عليّ الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق، فاق أهل البيت شأنه، وارتفع فيهم مكانه، وكَثُر أعوانه، وظهر برهانه... وكانت مناقبه عليّة، وصفاته سَنيّة، ونفسه الشريفة هاشمية، وأرومته الكريمة نبويّة، وكراماته أكثر مِنْ أن تُحْصر، وأشْهر من أن تُذكر...»(2).(3)
68 - عبّاس بن عليّ بن نور الدين المكّي الحسيني الموسوي الشافعي (1180 ه -): «فضائل عليّ بن موسى الرضا ليس لها حدّ، ولا يحصرها عدّ، ولله الأمر مِن قَبلُ ومن بعد...»(4).
القرن الثالث عشر
69 - الزَبيدي الحنفي (1205 ه -): «إنّ أبا الحسن عليّ بن موسى... يلقّب بالرضا صدوقٌ روى له ابن ماجة...»(5).
70 - أبو الفوز محمّد بن أمين البغدادي السُويدي الشافعي (1246 ه -): «وُلد بالمدينة، وكان شديد السمرة، وكراماته كثيرة ومناقبه شهيرة لا يسعها
ص: 69
مثل هذا الموضع»(1).
71 - السيّد مصطفى بن محمّد العروسي المصري الشافعي (1293 ه -): «عليّ بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق، كان عظيم القَدْر، مشهور الذِكْر... له كرامات كثيرة». ثمّ تابع نقل كرامات الإمام الرضا عليه السلام(2).
72 - القُندوزي الحنفي (1294 ه -): قد نقل هو بدوره في كتابه ينابيع المودّة لذوي القربى وجهة نظر أهل السنّة في الأئمّة المعصومين عليهم السلام ولا سيما الإمام الرضا عليه السلام وأشاد بمكانته الرفيعة مجلّلا إيّاها(3).
73 - الشيخ مؤمن بن حسن الشبلنجي الشافعي (1298 ه -): «في ذكر مناقب سيّدنا عليّ الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن عليّ زين العابدين بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، رضي الله عنهم أجمعين...» ونقل كرامات الإمام وخصاله المحمودة بعدما أشار إلى مواصفاته(4).
74 - أمير أحمد حسين بهادر خان البريانوي الهندي الحنفي (القرن 13 ه -): خلال شرحه لحياة أولاد الإمام الكاظم ذَكَر الإمام الرضا عليه السلام باحترام حسب نقل بعض الكتب الأخرى، فاعتبر الإمام أجلّ أولاد الإمام الكاظم، بل أجلّ الخلائق، ونقل وقائع وكرامات للإمام تجليلاً له(5).
ص: 70
القرن الرابع عشر
75 - الشيخ ياسين بن إبراهيم السَّنهوتي الشافعي (1344 ه -): «الإمام عليّ الرضا عليه السلام عِقد جِيد، جلالةُ الرسالة، ووَشاحُ عطف سلالة الشَرَف وشرف السلالة، جعل الله تعالى وجوده العزيز على قدرته أعْظم دلالة، فلا يُسمع ساعياً في إطْرائه براعةُ عبارة، ولا يُدْرِكه عرفانه إلا بلسانِ الإشارة، وكان عظيم الشأن والقدر، مشهورَ الفضل، حميد الذكْر، أحَلَّه المأمون محلَّ مُهْجته، وأشْركه في مَمْلَكته، وعقد له على ابنته، وعهد إليه بالخلافة مِنْ بعده بعد ما أراد أن يَخْلَع نفسه ويُفَوِّضها في حياته إليه، فمنعه بنو العبّاس فمات قبله، فأسف كلّ الأسف. وله كرامات كثيرة»(1).
76 - يوسف بن إسماعيل النبهاني الشافعي (1350 ه -): «عليّ الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق، أحد أكابر الأئمّة، ومصابيح الأمّة، من أهل بيت النبوّة، ومعادن العِلْم والعرفان والكرم والفتوّة، كان عظيم القدر، مشهور الذّكْر، وله كرامات كثيرة...»(2).
77 - القاضي بهجت أفندي الشافعي (1350 ه -): «كان بعد الإمام موسى الكاظم ابنه الأكبر الإمام الرضا عليه السلام إماماً؛ بناءً على وصيته. ومكانة هذا الإمام ومنزلته كبيرة إلى حدٍّ لا يسعها هذا الكتاب. كان الإمام الرضا عليه السلام وارثاً للعلوم النبويّة والإمامة، وعلى ذلك نزلت به المحن والبلايا كثيراً».
ثمّ اعتبر الإمام عالماً بالغيب وقال: «هو عالم بأسرار المكنونات وعواقب
ص: 71
الأمور». وفي النهاية كشف عن ظُلم وأذى المأمون للإمام وتضليله للناس(1). ثمّ نقل قضية دخول الإمام إلى نيسابور وحديث سلسلة الذهب.
78 - عليّ بن محمّد عبد الله الفكري الحسيني القاهري الشافعي (1372 ه -): بحث حول شخصيّة الإمام عليه السلام من الجانب العلمي والاجتماعي والعبادي ثمّ قال: «علمُه وفضلُه: قال إبراهيم بن العبّاس: ما رأيت الرضا سُئِل عن شيء إلّا عَلِمه، ولا رأيتُ أعْلم منه بما كان في الزمان إلى وقت عصره، وكان المأمون يمتحنه بالسؤال عن كل شيء فيجيبه الجواب الشافي الكافي.
تعبُّدُه: وكان قليل النوم، كثير الصوم، لا يفوته صوم ثلاثة أيّام من كل شهر، ويقول: ذلك صيام الدهر.
معروفه وتَصدُّقه: وكان كثير المعروف والصدقة، وأكثر ما يكون ذلك منه في الليالي المظلِمة.
كرمُه وجودُه: من كرمه أنّ أبا نؤاس مدحه بأبيات فأمَر غلامه بأنْ يُعْطِيه ثلاثمّئة دينار كانت معه، ومدحه دِعبل الخزاعي بقصيدة طويلة فأنفذ إليه صُرّة فيها مئة دينار واعتذر إليه.
زهدُه وورعُه: كان زاهداً وورعاً، وكان جلوسه في الصيف على حصير وفي الشتاء على مِسْح»(2).
79 - محمّد فريد وجدي (1373 ه -): «الرضا هو أبوالحسن عليّ الرضا ابن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن عليّ زين العابدين،
ص: 72
هو في اعتقاد الشيعة أحد الأئمّة الاثني عشر، زَوَّجه المأمون ابنته وجعله وليّ عهده وضرب اسمه على الدينار والدرهم...»(1). ونقل في النهاية أشعار أبي نؤاس في مدح الإمام الرضا عليه السلام.
80 - عبد المتعال الصعيدي المصري الشافعي (1377 ه -) أستاذ اللغة العربيّة في جامعة الأزهر: «وقد وُلِد عليّ الرضا سنة 150 الهجريّة/ 767 الميلاديّة، وكان على جانب عظيمٍ من العِلْم والوَرَع»(2). وقال في مكان آخر: «وكان إماماً في الزهد»(3).
81 - خير الدين الزركلي الدمشقي (1396 ه -): «أبو الحسن الملقّب بالرضا، ثامن الأئمّة الاثني عشر عند الإماميّة، وهو من أجلاء سادة أهل البيت وفُضَلائهم...»(4).
القرن الخامس عشر
82 - السيّد محمّد طاهر الهاشمي الشافعي (1412 ه -): خصّص في كتابه صفحات عديدة - فضائل ومناقب الإمام عليّ بن موسى الرضا سلام الله تعالى عليّه - لنقل فضائل وكرامات الإمام وذكر أقوال التابعين وعلماء أهل السنّة فيه(5).
ص: 73
83 - محمّد أمين ضنّاوي: «عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ ابن الحسين، الملقّب بالرضا، ثامن الأئمّة الاثني عشر عند الإماميّة، ومن أجلاء سادة أهل البيت وفضلائهم...»(1).
84 - أحمد زكي صفوت الشافعي: وهو بدوره جلّل مقام الإمام الرضا عليه السلام، وذكر نسبه الشريف، ونقل قضية تولّيه العهد(2).
85 - الدكتور عبد السلام التَّرْمانيني: «هو عليّ بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن عليّ زين العابدين بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، أبو الحسن المُلقّب بالرضا، ثامن الأئمّة الاثني عشر عند الإماميّة، وُلد بالمدينة وكان من أجلاء سادة أهل البيت وفضلائهم...»(3).
86 - هادي حمّو المصري الشافعي: «فالإمام الرضا كان في أزهى عصور الحضارة الإسلاميّة، فقد عاصر المأمون حقبة وكان له في مجالسه العلمية ونشاطه الفكري نصيب عظيم، وكان المأمون يخصّه بِعقد المناظرات ويجمع له العلماء والفقهاء والمتكلمين من جميع الأديان فيسألونه ويجيب الواحد تلو الآخر، حتّى لا يبدي أحدٌ منهم إلا الاعتراف له بالفضْل ويقرّ على نفسه بالقصور أمامه. وقد جمع له عيسى اليقطينيُّ كتاباً فيه 18 مسألة وأجوبتها، لكنّ هذا الكتاب قد فُقد مع ألوف الكتب التي خسرَتْها المكتبة العربيّة الإسلاميّة... ولدى الشيعة الآن أثر أنيق التعبير، شيّق الأسلوب يدعونه
ص: 74
(صحيفة الرضا)...»(1).
87 - باقر أمين الورد الشافعى: «عليّ بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق، أبو الحسن الملقّب بالرضا، ثامن الأئمّة الاثني عشر عند الإماميّة، ومن أجلاء سادة أهل البيت وفضلائهم...»(2). وأشار بعد ذلك إلى رسالة طبّ الرضا عليه السلام وتكلّم فيها بنحو مفصّل.
88 - الدكتور خلدون أحدب الحنبلي: قال - بعد نقله كلام ابن حجر - عندما عبّر عن الإمام بالصدوق - حول أبي الإمام وأجداده: «وآباؤه كلّهم ثِقاتٌ من أهل الصلاح والفضل والعلم»(3).
89 - الدكتور عبد الحليم محمود الشافعي ومحمود بن شريف الشافعي: قال في شخصيّة الإمام عليه السلام: «أجَلَّه المأمون وعهد إليه الخلافة من بعده، ومات قبله... وُلد في المدينة سنة 148 ه -، ومات بطوس سنة 203 ه -، له كرامات كثيرة»(4). ونقل بعد ذلك بعض كرامات الإمام عليه السلام.
90 - الدكتور كامل مصطفى الشيبي: «وكان الرضا مشتغلاً بالعلم كجدّه وأبيه، حتّى روى عبد الله بن جعفر الحِمْيري أنّه أجاب عن خمسة عشر ألف مسألة، وكان ذلك قبل أن يُجمع الناسُ على فضله... وكان صاحب كرامات وفراسة... وكان يمثّل في علمه جدَّه جعفراً الصادق، وكانت له آراء في الإمامة وانتقالها وعلامتها. وللرضا صحيفة تضمّ مجموعة من الأحاديث
ص: 75
يرويها عن آبائه عن النبيّ ويشترك في سندها القُشَيري...»(1).
السؤال الأوّل: للإمام الرضا عليه السلام حسب ما يُجتنى من كلام أهل السنّة، مقام علمي وروحي وعرفاني واجتماعي جليل، حيث إنّه قد قيل في درجته العلمية بمفردها:
«ثقة، يُفتي بمسجد رسول الله و هو ابن نيّف وعشرين سنة»، «و كان من العلم والدين بمكان كان يفتي في مسجد رسول الله وهو ابن نيّف وعشرين سنة»، «ما سُئل الرضا عن شيء إلا علمه»، «من سادات أهل البيت وعُقَلائهم وجِلّة الهاشمييّن ونبلائهم، يجب أنْ يعْتبر حديثه إذا رُوىَ عنه»، «روى عنه مِنْ أئمّة الحديث»، «كان من أعيان أهل بيته علماً وفضلاً»، «كان من أهل العلم والفضل من شرف النَسَب»، «عليّ بن موسى الرضا مِن أئمّة الأمصار وتابع التابعين»، «كان من مجدّدي المذهب»، «كان أعلم الناس»، «مكين في العِلْم»، «كان من العِلْم والدين والسؤدد بمكان»، «أحدُ الأعلام هو الإمام»، «كبير الشأن له عِلْم وبيان ووَقع في النفوس»، «أفتى وهو شاب في أيّام مالك»، «كان إماماً عالماً»، «أحدُ أكابر الأئمّة ومصابيح الأمّة من أهل بيت النبوّة ومعادن العلم والعرفان»، «كان على جانب عظيم مِن العِلْم والورع».
وكلّ هذه الكلمات تبيّن أنّ الإمام كان عالماً قد أفتى في نيّف وعشرين من عمره في مسجد النبيّ، و كان من أعاظم أهل البيت عليهم السلام، روى عنه أئمّة
ص: 76
الحديث واعتبروه ضياء الأمّة ومعدن العلم والعرفان.
وباعتبار هذه الخصائص يُطرح سؤال، وهو أنّه: لماذا لا توجد في صحاح أهل السنّة حتّى رواية واحدة عنه في مجال الفقه أو التفسير أو غيرهما.. ولماذا هذا التغيّب المقصود لتراثه السامي نظراً إلى مقام الإمام الرضا عليه السلام العلمي ومعاصرة كتّاب الصحاح لزمان الإمام عليه السلام؟!(1) إضافة إلى ذلك أنّهم لو وجدوا رواية في مسند أو سنن عمدوا إليها فضعّفوها بلا دليل.
السؤال الثاني: ولو أمعنّا النظر في زمن حياة الإمام لوجدنا أنّه كان يعيش في زمانه عليه السلام كبار علماء أهل السنّة، كل واحد منهم كان يعتبر من المبرّزين من علماء بلاده، نحو: مالك بن أنس (190 ه -)(2)، وأبي بكر بن عياش (193 ه -)، وسيبويه النحوي (194 ه -)، وعبد الرحمان بن مهدي (194 ه -)، وأبي يعقوب يوسف بن أسباط (195 ه -)، ووكيع بن جرّاح (197 ه -)، وسفيان بن عيينة (198 ه -)، ويحيى بن سعيد القطّان (198 ه -)، ومحمّد بن إدريس الشافعي (204 ه -). وأبي داود الطيالسي (204 ه -)، وعشرات الرواة والمحدّثين والفقهاء المعروفين ذوي المكانة العلمية في زمانهم، واعتماداً على هذه الرؤية الخاصة لزمن الإمام الرضا عليه السلام وكلام الذهبي الشافعي حول مكانة الإمام حيث قال: «أفتى وهو شابٌ في أيّام مالك بن أنس» أو «عليّ بن موسى الرضا من أئمّة الأمصار...» وبيان غيرها من خصائص الإمام العظيمة
ص: 77
كما مرّ، يتبادر هذا السؤال إلى الذهن، وهو: لماذا لم ينقل عنه أيُّ واحد من هؤلاء أيَّ رواية أو سؤال فقهي، ولماذا لم يكن بينهم وبين الإمام أيّ تواصل؟ فما معنى كلّ تلك الكلمات التي قالها علماء أهل السنّة في شخصيّة الإمام الرضا عليه السلام العظيمة ومواقف علماء ذلك الوقت حياله؟ وما هذه الازدواجية في مواقف علماء تلك الفترة وما بعدها؟!
ص: 78
* رواية سلسلة الذهب
* الأوّل: رواية الحصن
* الثاني: رواية الإيمان
* وحدة روايات الحصن والإيمان
* قدوم الإمام عليه السلام إلى نيسابور ومواقف علماء السنّة
* والناس منه
* الثالث: روايات أخرى
ص: 79
ص: 80
الفصل الثالث: الروايات
تُذكّرنا هذه الرواية بورود الإمام الرضا عليه السلام إلى نيسابور والاستقبال الفريد الذي تلقّاه من قبل الناس ولا سيّما العلماء والمحدّثين المعروفين من أهل السنّة، وتذكّرنا كذلك بكلمة «لا إله إلا الله حِصْني...» التي كتبها عشرون ألف كاتب ومحدّث و راوٍ و عالم.
قال الحاكم النيسابوري الشافعى في تاريخه: «دخل الإمام الرضا سنة 200 ه - نيسابور»(1). وقد دوّن الأحداث التاريخيّة لتلك السنّة في كتابه (تاريخ نيسابور).
يجب العلم بأنّه ورد حديثان مختلفان من حيث الدلالة متّحدتان من حيث السند في كتب أهل السنّة بعنوان حديث سلسلة الذهب، الذي رُوي عن الإمام الرضا عليه السلام في نيسابور، أولهما: حديث الحصن، والثاني: حديث الإيمان. وسنتناول دراستهما في هذا الفصل.
ص: 81
وتوجد أحاديث أخرى إضافة إليهما نقلت عن الإمام الرضا عليه السلام ونقلها الإمام عن آبائه، نصوصها تختلف عن حديثي الإيمان والحصن.
وبعبارة أخرى، أحاديث سلسلة الذهب المذكورة في كتب أهل السنّة كثيرة: أحاديث رواها الإمام الرضا عليه السلام عن آبائه الكرام عليهم السلام وعددها كبير؛ لأن الظاهر هو اعتماد الإمام منهج رواية الأبناء عن الآباء في غالب أحاديثه. وقد جمع أصحاب الإمام أحاديث سلسلة الذهب في صحيفة، كما قال السمعاني الشافعي: «يروي صحيفةً عن آبائه...» و «المشهور مِن رواياته الصحيفة»(1). وكانت تسمّى هذه المجموعة من الأحاديث «مسند الرضا» أيضاً(2).
وقد اعتبر ابن شيرويه الديلمي الشافعي هذه الصحيفة صحيحة وموثّقة، وذكر بعضاً منها في مسنده(3). مع ذلك ضعّف بعض رواة هذه الصحيفة أو المسند دون دليل مقنع وعدّوا أحاديثها غير معتبرة(4).
ننقل الآن حديث سلسلة الذهب المعروف لدى كبار علماء أهل السنّة ومضمونه هو حديث الإيمان والحصن؛ للإطلاع على انطباعات هذه الأحاديث في كتب أهل السنّة، ومن ثمّ نشير إلى غيرها من الأحاديث التي تشابه سلسلة الذهب في الأسناد فقط.
ص: 82
قيل: إن عدد رواة هذا الحديث العظيم عشرة آلاف(1)، وعشرون ألفاً(2)، وثلاثون ألفاً(3) كذلك، لكن رواية العشرين ألفاً اشتهرت أكثر غيرها.
نصّ الرواية
«قال عليّ بن موسى الرضا عليه السلام: حدّثني أبي موسى الكاظم، عن أبيه جعفر الصادق، عن أبيه محمّد الباقر، عن أبيه عليّ زين العابدين، عن أبيه الحسين الشهيد بكربلاء، عن أبيه عليّ بن أبي طالب عليهم السلام، قال: حدّثني حبيبي وقرّة عيني رسولُ الله صلى الله عليه و آله، قال: حدّثني جبرائيل، قال: سمعتُ ربَّ العزّة سبحانه وتعالى يقول: كلمة لا إله إلا الله حِصْني، فمن قالها دَخَل حِصْني، ومن دخل حصني أمِن من عذابي»(4).
الرواة
روى هذا الحديث كبار علماء أهل السنّة، وسنذكرهم حسب ترتيب
ص: 83
المعاصرين إلى اليوم. وفي دراسة شاملة يتّضح أن عدد رواة حديث الحصن المتبقّي من كلّ أولئك الآلاف العشرة والعشرين والثلاثين هو خمسون راوياً، ولم يبق اليوم من طرق أسناد الحديث إلا اثنا عشر طريقاً يروي عنها الآخرون هذه الرواية القيّمة.
القرن الثالث
الإمام محمّد الجواد عليه السلام (220 ه -)(1)، محمّد بن عمر الواقدي (207 ه -)(2)، يحيى بن يحيى (226 ه -)(3)، أحمد بن حرب النيسابوري (234 ه -)(4)، أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي (236 ه -)(5)، إسحاق بن راهَوَيه المروزي (238 ه -)(6)، محمّد بن أسلم الكِندي الطوسي (242 ه -)(7)، محمّد بن رافع القُشَيري (245 ه -)(8)، أبو زُرعة الرازي (261 ه -)(9)، أحمد
ص: 84
ابن عامر الطائي(1)، أحمد بن عيسى العلوي(2)، أحمد بن عليّ بن صدقة(3).
القرن الخامس
الحاكم النيسابوري الشافعي (405 ه -)(4)، أحمد بن عبد الرحمان الشيرازي (407 أو 411 ه -)(5)، أبو نُعَيم الأصفهاني الشافعي (430 ه -)(6)، القُضاعي الشافعي (454 ه -)(7)، الشَّجَري الجُرْجاني الحنفي (499 ه -)(8).
ص: 85
أبوحامد محمّد الغزالي الشافعي (505 ه -)(1)، ابن شِيروَيْه الديْلمي الشافعي (509 ه -)(2)، الزمخشري الحنفي (538 ه -)(3)، ابن عساكر الدمشقي الشافعي (571 ه -)(4)، ابن الجوزي الحنبلي (597 ه -)(5).
القرن السابع
ابن قُدامة المَقْدسي الحنبلي (620 ه -)(6)، الرافعي القزويني الشافعي (623 ه -)(7)، محمّد بن طلحة الشافعي (652 ه -)(8)، سبط ابن الجوزي الحنفي (654 ه -)(9).
ص: 86
القرن الثامن
ابن منظور الأفريقي (711 ه -)(1)، الجُويني الشافعي (730 ه -)(2)، الذهبي الشافعي (748 ه -)(3)، الزَّرَندي الحنفي (757 ه -)(4)، الخليفة النيسابوري الشافعي (ق 8 ه -)(5).
القرن التاسع
محمّد خواجه بارسا البخاري الحنفي (822 ه -)(6)، ابن حجر العسقلاني الشافعي (852 ه -)(7)، ابن الصبّاغ المالكي (855 ه -)(8).
القرن العاشر
السيوطي الشافعي (911 ه -)(9)، السَمْهودي الشافعي (911 ه -)(10)، الخُنْجي الأصفهاني الحنفي (927 ه -)(11)، ابن حجر الهيثمّي الشافعي
ص: 87
(974 ه -)(1)، المتقي الهندي (975 ه -)(2).
القرن الحادي عشر
القَرْماني الدمشقي (1019 ه -)(3)، عبد الرؤوف المَنّاوي الشافعي (1031 ه -)(4).
القرن الثاني عشر
النابلسي الدمشقي الحنفي (1143 ه -)(5)، الميرزا محمّد خان البَدَخشي الهندي الحنفي (ق 12 ه -)(6).
القرن الثالث عشر
الزَّبيدي الحنفي (1205 ه -)(7)، القُندوزي الحنفي (1294 ه -)(8)، الشبلنجي الشافعي (1298 ه -)(9).
ص: 88
القرن الرابع عشر وما بعده
القاضي بهجت أفندي الشافعي (1350 ه -)(1)، السيّد محمّد طاهر الهاشمي الشافعي (1412 ه -)(2)، الشيخ أحمد التابعي المصري الشافعي(3)، عبد العزيز بن إسحاق البغدادي الحنفي(4).
طرق الرواية
سجّل حوادث ورود الإمام الرضا عليه السلام إلى نيسابور وحديث الحصن أكثر من عشرة أو عشرين أو ثلاثين ألف كاتبٍ، ولكنّه بقي مغيّباً ومعتّهاً عليه وفُقدت أسانيده تماماً مدّةً مثل حديث الغدير الذي كتبه أيضاً كثير من الرواة على اختلاف مشاربهم.
وعلى أيّ حال، فالمعروف هو أنّ الحديث رواه عبد السلام بن صالح الهروي عن الإمام الرضا، فتصوّر البعض أنّ الحديث سوف يفقد وثاقته بتضعيف أبي الصلت.
والحقيقة هى: أوّلاً: أنّ كبار رجاليّي أهل السنّة يوثّقون أبا الصلت كما سيأتي.
وثانياً: قد روى الحديث غيرُه من الرواة أيضاً عن الإمام الرضا عليه السلام، ونذكر هنا إضافة إلى أبي الصلت أسماء هؤلاء الرواة:
ص: 89
1 - الإمام الجواد عليه السلام: روى كلٌّ من الجويني الشافعي(1) والزَّبيدي الحنفي(2) بسنده الحديث عن الإمام الجواد عليه السلام.
2 - أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي: كان خادماً للإمام عليّ بن موسى الرضا وملازماً له، وقد نقل هذا الحديث المهمّ والتاريخيّ بتفاصيله، ورواه عنه أغلب أهل السنّة من طرق مختلفة(3).
3 - أحمد بن عامر الطائي: روى ابن عساكر الدمشقي الشافعي بسنده الحديث عن أحمد بن عامر الطائي(4).
4 - أحمد بن عيسى العلوي: رواه عنه الرافعي القزويني الشافعي بسنده(5).
5 - أحمد بن على بن صدقة: رواه عنه بسنده أبو عبد الله محمّد بن سلامة القُضاعي الشافعي(6).
6 - محمّد بن عمر الواقدي: رواه عنه سبط ابن الجوزي الحنفي(7)
7 - أبو زُرعة الرازي.
8 - محمّد بن أسلم الطوسي: صرّح الحاكم النيسابوري بهذا الأمر
ص: 90
المهمّ(1).
9 - إسحاق بن راهويه المروزي.
10 - محمّد بن رافع القُشَيري.
11 - أحمد بن حرب النيسابورى.
ونقل عن الثلاثة الأخيرين: ابن الجوزي الحنبلي(2) وسبط ابن الجوزي الحنفي(3) عن الواقدي.
12 - يحيى بن يحيى: نقلها ابن الجوزي الحنبلي(4) أيضاً.
مع أنّ التكملة قد حُذفت من أكثر كتب أهل السنّة، إلاّ أن بعض المنصفين منهم جاء بالتكملة التي تبيّن منزلة الإمامة الرفيعة، مثل: الخواجة بارسا الحنفي، والقاضي بهجت أفندي الشافعي:
1 - محمّد الخواجه بارسا البخاري الحنفي (822 ه -): «عن أبي الصلت عبد السلام بن صالح بن سليمان الهروي قال: كنت مع عليّ الرضا عليه السلام حين خرج من نيسابور وهو راكب بغلته الشهباء، فإذا أحمد بن الحرب ويحيى بن يحيى وإسحاق بن راهويه وعدّة من أهل العلم قد تعلّقوا بلجام بغلته فقالوا:
ص: 91
يا ابن رسول الله، بحقّ آبائك الطاهرين حدِّثْنا بحديث سمِعْتَه عن أبيك عن آبائه رضي الله عنهم. فأخرج رأسه الشريف من مظلّته وقال: لقد حدّثني أبي موسى، عن أبيه جعفر، عن أبيه محمّد، عن أبيه عليّ، عن أبيه الحسين، عن أبيه عليّ بن أبي طالب رضى الله عنهم، عن رسول الله صلى الله عليه و آله أنّه قال:
سمعت جبرائيل عليه السلام يقول: سمعت الله جلّ جلاله يقول: إنّي أنا الله لا إله إلّا أنا فاعبدوني، مَن جاء بشهادة أنْ لا إله إلا الله بالإخلاص دخَل حصني، فمن دخل حصني أمِنَ من عذابي.] وفي رواية [: فلمّا مرّت الراحلة نادانا: أَلا بشروطها، وأنا من شروطها. قيل: مِنْ شروطها: الإقرار بأنّه إمام مفترض الطاعة»(1).
2 - القاضي بهجت أفندي الشافعي (1350 ه -): «يقول أبو الصلت بن صالح: كنت مع الإمام حين خرج من نيسابور وهو راكب بغلته الشهباء، فأتاه جمع من علماء خراسان منهم: إسحاق بن راهوَيْه، وأحمد بن حرب، ويحيى ابن يحيى وقالوا: يا ابن رسول الله، أفِضْ عليّنا بحديث سمعتَه عن آبائك وأجدادك الطاهرين. فأخرج الإمام إجابةً لهم رأسه من محمله وقال: إنّي سمعتُ من أبي موسى: قال أبي: إنّي سمعت من أبي عبد الله جعفر أنّه قال: سمعت مِن أبي محمّد الباقر أنّه قال: سمعت مِن أبي عليّ أنّه قال: سمعت من أبي الحسين أنّه قال: سمعتُ من أبي عليّ أمير المؤمنين أنّه قال: إنّي سمعتُ من رسول الله صلى الله عليه و آله أنّه قال:(2) مَن قال لا إله إلا الله دَخَلَ حصني،
ص: 92
فَمَنْ دَخَلَ حصني أمِنَ مِنْ عذابي. ثمّ قال: أَلا بشروطها - وقال الإمام: أنا مِن شروطها»(1).
هناك رأيان في حديث الحصن: ظنّ البعض أن أبا الصلت هو الراوي الوحيد الذي روى الحديث فحاولوا بتضعيفه سلب التوثيق من الحديث، في حين أنّ كثيراً من علماء وأعلام أهل السنّة أيّدوا حديث الحصن إضافة إلى توثيق أبي الصلت، فكتبوا وتكلّموا حول الحديث، واعتبر بعض آخر الحديث شافياً من كلّ داء ومجرّباً، و نحن نذكر ذلك فيما يلي:
رواية الحصن من الروايات الفريدة التي أثارت التعجّب عند كبار أهل السنّة وجعلتهم يعترفون بوثاقته، ونشير إلى بعض هذه الكلمات:
1 - أبوصلت الهروي (236 ه -): قال في عظم شأن الحديث: «لو قُرئ هذا الإسناد على مجنون لأفاقَ»(2).
2 - أحمد بن حنبل (241 ه -): وهو من أئمّة الفقه و الحديث لدى أهل السنّة، قال: «لو قرأتُ هذا الإسناد على مجنون لَبرِئ مِنْ جِنّته»(3).
ص: 93
وفي نقل آخر قال: «لو قُرئ هذا الإسناد على مجنون لأفاق»(1)، و بناء على نقل آخر: «لو قرئ هذا الإسناد على مجنون لبرئ من جنونه»(2)، ونقل أيضاً: «لو قُرئ هذا الإسناد على مجنون لأفاق من جنونه»(3).
3 - يحيى بن حسين الحسني (298 ه -): كان يقول في إسناد صحيفة الرضا عليه السلام: «لو قُرئ هذا الإسناد في أُذن مجنون لأفاق»(4).
4 - أبو نُعَيم الأصفهاني الشافعي (430 ه -): قال في بيان شامل: «هذا حديث ثابت مشهور بهذا الإسناد من رواية الطاهرين عن آبائهم الطيّبين، وكان بعض سلفنا من المحدّثين إذا روى هذا الإسناد قال: لو قُرئ هذا الإسناد على مجنون لأفاق»(5).
5 - أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القُشَيري الشافعي (465 ه -): قال كلمات عجيبة في هذا الحديث: «اتّصل هذا الحديث بهذا السند ببعض أمراء السامانية فكتبه بالذهب وأوصى أن يُدفن معه في قبره، فرُئي في المنام بعد موته فقيل: ما فعل الله بك؟ فقال: غفر لي بتلفّظي بلا إله إلا الله، وتصديقي أنَّ محمّداً رسول الله»(6).
ص: 94
6 - أبو حامد محمّد الغزالي الشافعي (505 ه -): أيّد بدوره حديث سلسلة الذهب وشرحه وفسّره(1).
7 - الديلمي الشافعي (509 ه -): اعتبر الحديث صحيحاً وقال: «حديث ثابت»(2).
8 - الزمخشري الحنفي (538 ه -): ذكر كلام يحيى بن حسين الحسني في إسناد صحيفة الإمام الرضا تعظيماً لحديث سلسلة الذهب حين قال: «لو قرئ هذا الإسناد في أذن مجنون لأفاق»(3).
9 - ابن قُدامة المقدسي الحنبلي (620 ه -): «قال بعض أهل العلم: لو قُرئ هذا الإسناد على مجنون لَبرِئ»(4).
10 - سِبْط ابن الجوزي الحنفي (654 ه -): ذكّر بكلام ابن قدامة الحنبلي في تعظيم هذا الحديث وقال: «لو قرئ هذا الإسناد على مجنون لبرئ»(5).
11 - الزرندي الحنفي (757 ه -): قال في منزلة حديث الحصن: «اللّهمّ اجعلَنْا من الآمنين من عذابك يوم الفزع الأكبر، إنّك أعلى وأجلّ وأجود
ص: 95
وأكبر»(1).
12 - السيوطي الشافعي (911 ه -): اعتبر حديث الحصن صحيحاً وقال: «حديث صحيح»(2).
13 - الخُنْجي الأصفهاني الحنفي (927 ه -): «لو قُرِئت الرواية بسندها المذكور على مجنون لبرئ...»(3).
وقال في مكان آخر: «وذلك حديثٌ ذو منزلة رفيعة وإسناده صحيح وموثّق حسب ما رواه العلماء: قرأ الحديث أحد المحدّثين في مجلس أحد سلاطين بخارى، فطلب السلطان أن يكتب له المحدّثُ الحديثَ مع إسناده، وأوصى أن يجعلوا الرقعة التي كُتب عليّها في كفنه وقبره»(4).
14 - عبد الواسع بن يحيى الواسعي اليماني الحنفي، قال: «فما أحقَّ أَن يُكتب هذا المسند كلّه بالذهب؛ لاشتماله على السند المسلسل بالسلسلة الطاهرة، والعترة النبويّة الفاخرة»(5).
ذكرنا آراء وأقوال كبار أهل السنّة في هذا الحديث الشريف، والآن سنبيّن أن بعضاً منهم عمل به وقال: «شفاء المريض ببركة حديث سلسلة الذهب مجرّب»:
ص: 96
أ - خبر ابن خلِّكان الشافعي (681 ه -): «إنَّ أبا دَلَف العِجْلي لمّا حجب مرضُ موته الناسَ عن الدخول إليه لثقل مرضه أفاق في بعض الأيّام فقال لحاجبه: مَن بالباب من المحاويج؟ فقال: عشرة من الأشراف، وقد وصلوا من خراسان، ولهم بالباب عدَّةُ أيّام. فاستدعاهم فرحّب بهم، وسألهم عن سبب قدومهم، فقالوا: ضاقت بنا الأحوال وسمعنا بكرمك فقصدناك. فأخرج عشرين كيساً في كل كيس ألف دينار، ودفع لكل واحد منهم كيسين، ثمّ أعطى كل واحد منهم مؤونة طريقه، وقال: لاتفتحوا الأكياس حتّى تصلوا بها سالمة إلى أهلكم، واصرفوا هذا في مصالح الطريق. ثمّ قال: يكتب لي كلّ واحد منكم بخطّه بأنّه فلان بن فلان حتّى ينتهى إلى عليّ بن أبي طالب عليه السلام، ويذكر جدّته فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و آله ثمّ يكتب: يا رسول الله، إنّي عشتُ ضائقةً فقصدتُ أبا دَلَفَ العِجْلي، فأعطاني ألفَي دينار كرامة لك وطلباً لمرضاتك ورجاءً لشفاعتك. فكتبوا وتسلّم الأوراق، وأوصى من يتولّى تجهيزه إذا مات أن يضع تلك الأوراق في كفنه حتّى يلقى بها رسول الله صلى الله عليه و آله ويعرض عليّه»(1).
استشهد السمهودي الشافعي بذلك على البركات المعنويّة وما لحديث سلسلة الذهب من آثار للشفاء، وذكر القصّة تفصيلاً في آخر رواية الحصن(2).
ب - خبر الخُنجي الحنفي (927 ه -): «... من خصائص هذا الحديث أنّه لو قرئ بصدق نيّة مع إسناده على فراش المريض المشرف على الموت،
ص: 97
لو كان من تقديره تأجيل الموت، تظهر آثار الشفاء فوراً، وأنا العبد الفقير قد قرأته على كثير من المرضى وجرّبت أثره...»(1).
وقال في مكان آخر: «... وأنا الفقير قد جرّبت أنّه كلّما عُدتُ مريضاً ولمّا يحنْ حينُ وفاته فقرأت الإسناد عليّه بصدق النيّة، شفاه الله من يومه وظهرت آثار السلامة فوراً، وهذا مجرّب عندي»(2).
ضعّف البعض أبا الصلت لظنّهم أنّه الوحيد الذي روى حديث سلسلة الذهب - الحصن - وظاهر دعواهم عدمُ وثاقة الأحاديث المرويّة عنه و منها حديث الحصن، في حين أنّ هذه دعوى بلا دليل، والحال أنّ كبار علماء أهل السنّة قد رفضوا هذه الدعوى، وسيأتي تفصيل ذلك.
نُقل حديث سلسلة الذهب في رواية أخرى بهذا النحو:
«لمّا دخل عليّ بن موسى الرضا نيسابور على بغلة شهباء، فخرج علماء البلد في طلبه، منهم: يحيى بن يحيى، وإسحاق بن راهوَيْه، وأحمد بن حرب، ومحمّد بن رافع، فتعلّقوا بلجام دابّته، فقال له إسحاق: بحقّ آبائك حدّثْنا، فقال: الإيمان: معرفة بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بالأركان»(3).
ص: 98
من خلال نظرة إجماليّة نجد أن رواية 48 راوياً بقيت منذ القرن الثالث بتعابير مختلفة من بين كلّ تلك الألوف العشرة أو العشرين أو الثلاثين.
القرن الثالث
يحيى بن يحيى (226 ه -)(1)، أحمد بن حرب النيسابوري (234 ه)(2)، عبد السلام بن صالح، أبو الصلت الهَرَوي (236 ه)(3)، إسحاق بن راهويه المَروزي (238 ه)(4)، محمّد بن أسلم الكِنْدي الطوسي (242 ه)(5)، محمّد ابن رافع القُشَيري (245 ه)(6)، أبو زُرعة الرازي (261 ه)(7)، ابن ماجة القزويني (275 ه -)(8)، محمّد بن سهل بن عامر البَجَلي(9)، محمّد بن زياد السُّلَمي(10)، داود بن سليمان القزويني(11)، علىّ بن أزهر السرخسي(12)، هيثمّ بن عبد
ص: 99
الله(1)، أحمد بن عبّاس الصنعاني(2)، أحمد بن عامر الطائي(3).
القرن الرابع
الدولابي الحنفي (310 ه -)(4)، أبو بكر الآجري الشافعي (360 ه -)(5)، الطبراني الحنبلي (360 ه -)(6)، الدارقطني الشافعي (385 ه -)(7).
القرن الخامس
ابن مردويه الأصفهاني (410 ه -)(8)، منصور بن حسين الآبي (421 ه -)(9)، أبونُعَيم الأصفهاني الشافعي (430 ه -)(10)، البيهقي الشافعي (458 ه -)(11)، الخطيب البغدادي الشافعي (463 ه -)(12)، الشجري الجرجاني الحنفي
ص: 100
(499 ه -)(1).
القرن السادس
أبو حامد محمّد الغزالي الشافعي (505 ه -)(2)، ابن شِيرَوَيه الدَّيْلمي الشافعي (509 ه -)(3)، ابن عساكر الدمشقي الشافعي (571 ه -)(4)، ابن الجوزي الحنبلي (597 ه -)(5).
القرن السابع
ابن قُدامة المقدسي الحنبلي (620 ه -)(6)، الرافعي القزويني الشافعي (623 ه -)(7)، سبط ابن الجوزي الحنفي (654 ه -)(8)، ابن أبي الحديد المعتزلي الشافعي (656 ه -)(9)، الموصلي الشافعي (660 ه -)(10).
ص: 101
القرن الثامن
ابن منظور الأفريقي (711 ه -)(1)، المزّي الشافعي (742 ه -)(2)، الذهبي الشافعي (748 ه -)(3)، الزرندي الحنفي (757 ه -)(4)، الصفدي الشافعي (764 ه -)(5).
القرن التاسع
محمّد بن محمّد الجَزَري الشافعي (833 ه -)(6)، ابن حجر العسقلاني الشافعي (852 ه -)(7)، عبد الرحمان الصفوري الشافعي (894 ه -)(8).
القرن العاشر
السَّمْهودي الشافعي (911 ه -)(9)، السيوطي الشافعي (911 ه -)(10)، ابن
ص: 102
حجر الهيثميّ الشافعي (974 ه -)(1)، المتقي الهندي (975 ه -)(2).
القرن الحادي عشر
عبد الرؤوف المَنّاوي الشافعي (1031 ه -)(3).
القرن الثاني عشر
الميرزا محمّد خان البدخشي الهندي الحنفي(4).
القرن الثالث عشر وما بعده
القُندوزي الحنفي (1294 ه -)(5)، محمّد بن يوسف الحفصي العَدَوي (1332 ه -)(6)، السيّد محمّد طاهر الهاشمي الشافعي (1412 ه -)(7)، عبد العزيز ابن إسحاق البغدادي الحنفي(8).
تقدّم أنّه سعى بعضهم في تضعيف أبي الصلت، لسلب الوثاقة من حديث الإيمان، لظنّهم بأن أبا الصلت هو الوحيد الذي رُوي عنه هذا
ص: 103
الحديث، لكنّ شخصيّة أبي الصلت تتمتّع بمكانة أرفع وأجلّ من هذه التُّهم لدى عقلاء أهل السنّة ومنصفيهم.
ويجب القول - خلافاً لما ادّعاه الطبراني الحنبلي بأنّ أبا الصلت هو الوحيد الذي روى حديث الإيمان عن عليّ بن موسى الرضا عليه السلام(1) -: إنّ أسانيد حديث الإيمان ليست منحصرة بأبي الصلت، بل له أسانيد متعدّدة، بشهادة: الدارقطني الشافعي، وابن عَدِي الجرجاني الشافعي(2)، والرافعي القزويني الشافعي(3)، والمزّي الشافعي(4).
* قال الدار قطني الشافعي في أسانيد وطرق رواية حديث الإيمان عن الإمام الرضا عليه السلام مراعياً جانب الإنصاف:
«في نُسَخ كثيرة عندنا عنه بهذا الإسناد»(5).
ونشير فيما يلي إلى بعض رواة الحديث وطرقه:
1 - عبد السلام بن صالح، أبو الصلت الهروي.
ص: 104
2 - محمّد بن سهل بن عامر البجلي.
3 - محمّد بن زياد السلمي.
* و قال المزّي الشافعي بعد نقل رواية أبي الصلت عن طريق ابن ماجه: «وتابعه محمّد بن سهل بن عامر البَجَلي ومحمّد بن زياد السُلَمي عن عليّ بن موسى الرضا»(1).
* وقد أتى ابن حجر العسقلاني الشافعي بطرق أخرى غير طريق الإمام الرضا عليه السلام في تأييد حديث الإيمان، بل جاء بالحديث عن الإمام الكاظم عليه السلام أيضاً(2).
* وقال المِزّي الشافعي في غيره مدافعاً عن أبي الصلت: «روى ابن ماجه هذا الحديث [حديث الإيمان] وقد وقع لنا عنه عالياً جدّاً... رواه عن محمّد ابن إسماعيل الأحمسي وسهل بن زنجلة الرازي عنه، فوقع لنا بدلاً عالياً بدرجتين».
وأتى بعد ذلك بطريقين آخرين لحديث الإيمان عن الإمام الكاظم والإمام الصادق عليه السلام تأييداً لكلام أبي الصلت: «تابَعَه الحسن بن على التميمي الطبرستاني عن محمّد بن صدقة العنبري عن موسى بن جعفر، وتابعه أحمد ابن عيسى بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن الحسين بن على بن أبي طالب العلوي عن عبّاد بن صهيب عن جعفر بن محمّد»(3).
4 - محمّد بن أسلم الكندي الطوسي.
ص: 105
نقل البيهقي الشافعي هذه الرواية بسنده عن محمّد بن أسلم الكندي(1).
5 - داود بن سليمان القزويني.
6 - عليّ بن أزهر السرخسي.
7 - هيثمّ بن عبد الله.
* وقال ابن عدي الجرجاني الشافعي خلال شرحه لأحوال حسن بن عليّ بن صالح العدوي البصري وبلوغه حديث الإيمان: «وهذا عن عليّ بن موسى الرضا قد رواه عنه أبو الصلت وداود بن سليمان الغازي القزويني وعليّ بن الأزهر السرخسي وغيرهم، وهؤلاء أشهر من الهيثمّ بن عبد الله الذي روى عنه العدوي...»(2).
8 - أحمد بن عبّاس الصنعاني.
أشار ابن عدي الجرجاني الشافعي إلى هذا الطريق للرواية(3).
9 - أحمد بن عامر الطائي.
أشار أبو الوفاء الحلبي في كتابه إلى هذا الطريق(4).
10 - إسحاق بن راهويه(5).
ص: 106
11 - محمّد بن رافع(1).
12 - أحمد بن حرب(2).
13 - يحيى بن يحيى(3).
14 - أبو زرعة الرازي(4).
هؤلاء الأربعة عشر رَوَوا حديث الإيمان مباشرة عن الإمام الرضا عليه السلام.
ولا يخفى أنّ حديث الإيمان قد نُقل عن الإمام الكاظم عليه السلام والإمام الصادق عليه السلام، بالإضافة إلى جمعٍ من الصحابة والتابعين بالدلالة ذاتها التي تحكي عن عدم كون الحديث موضوعاً. و من هنا يتبيّن تعصّب بعضهم في تضعيف الرواية ورواتها بلا دليل، بالرغم تأييد صحة هذا الحديث الشريف بدلائل عديدة.
1 - محمّد بن صدقة العَنْبري.
قال المزي الشافعي: «لقد نُقل الحديث عن الإمام الكاظم عليه السلام»(5).
2 - عَبّاد بن صُهَيب.
قال المزّي الشافعي: «نقل عبّاد حديث الإيمان عن الإمام الصادق عليه السلام»(6).
ص: 107
3 - مالك بن أنس.
4 - حمّاد بن زيد.
5 - أحمد بن أبي خيثمّة.
6 - عبد الله بن أحمد بن حنبل.
نقل محمّد بن محمّد الجزري الشافعي أربعة طرق عن غير الإمام الرضا؛ تأييداً لرواية الإيمان، وأثبت أنّ الحديث ليس مجهولاً، ولم يكتف بهؤلاء الأربعة فقال: «وروى جماعة» وكأنّه حديث متواتر(1).
7 - عليّ بن غُراب.
نقل السيوطي الشافعي طريق عليّ بن غراب مدافعاً عن الحديث(2).
8 - أبو قَتادة الحارث بن رِبْعي الأنصاري الصحابي.
9 - عائشة.
نقل الكناني الشافعي هذين الطريقين الأخيرين، فأيّد بذلك صحّة حديث الإيمان(3).
طُرح رأيان في حديث الإيمان، فقد ظنّ بعضهم أن أبا الصلت الهروي هو الراوي الوحيد للحديث، وحاولوا تضعيف شخصيّته وسلب التوثيق من الحديث والراوي، ولكن سيأتي أنّه:
ص: 108
أولاً: ليست لدعوى هؤلاء أيّ دليل، وهي محاولة دون جدوى، فقد اعترف به كبار علماء أهل السنّة بكون أبي الصلت صدوقاً ومعتمداً.
و ثانياً: لم يرو أبو الصلت حديث الإيمان وحده، بل رواه غيره عن الإمام الرضا عليه السلام كذلك.
وفي الجانب الآخر دافع كثير من علماء أهل السنّة عن شخصيّة أبي الصلت، ووثّقوا حديث الإيمان كما وثّقوا حديث الحصن، فأعطوه بذلك توثيقاً واعتباراً مضاعفاً، بل اعتبر بعض آخر أنّ إسناد الحديث مجرَّب للشفاء من كلّ داء.
ورد عن كبار علماء أهل السنّة هنا أمران:
الأوّل: التوثيقات والتصريحات بشأن حديث الإيمان.
الثاني: تأييدات من جرّب أثر الحديث في شفاء المرضى، إضافة إلى التصريح بمنزلته العظيمة، مثل أبي حاتم الرازي الشافعي الذي ادّعى أنّ أحمد بن حنبل جرّب ذلك وشفي المريض بحديث سلسلة الذهب.
1 - محمّد بن إدريس الشافعي (204 ه -): أيّد الشافعي - وهو من أئمّة الفقه السنيّ - الحديثَ وشَرَحه(1).
2 - عبد الله بن طاهر (230 ه -): كان والياً على خراسان وجرجان والريّ وطبرستان(2). قال ابنه الأديب والشاعر محمّد بن عبد الله: «كنت واقفاً
ص: 109
إلى جنب أبي، وكان أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وأبو الصلت فينا، فقال أبي: ليحدّثْني كلُّ رجل منكم بحديث. فبدأ أبو الصلت بنقل حديث الإيمان بسند سلسلة الذهب وقرأه عليّنا». قال محمّد بن عبد الله: «فتعجّب بعض الحضور من إسناد الحديث وقال: ما هذا الإسناد؟ فأجاب أبي: هذا سَعوط المجانين، إذا سعط به المجنون برئ»(1).
والظاهر أن السائل المتعجّب هو أحمد بن حنبل؛ لأن إسحاق بن راهويه كان قد سمع هذا الإسناد خلال ورود الإمام الرضا عليه السلام على نيسابور، فلا معنى لدهشته.
3 - أبو الصلت الهروي (236 ه -): قال أبو الصلت: «لو قُرئ هذا الإسناد على مجنونٍ لأفاق»(2).
4 - أحمد بن حنبل (241 ه -): قال - وهو من أئمّة الفقه و الحديث لدى أهل السنّة -: «لو قرأتُ الإسناد على مجنون لبرئ من جنونه. و قيل: أنّه قرأه على مصروعٍ فأفاق»(3)، «لو قرأتُ هذا الإسناد على مجنون لبرئ من جنّته»(4).
5 - ابن ماجة القزويني (275 ه -): قال ابن ماجة في هذا الحديث نقلاً عن أبي الصلت: «لو قُرئ هذا الإسناد على مجنون لأفاق»(5).
ص: 110
6 - أبو حاتِم الرازي الشافعي (277 ه -): قال عبد الرحمان بن أبي حاتم نقلاً عن أبيه أبي حاتم: «أنّه [أحمد بن حنبل] قرأه على مصروعٍ فأفاق»(1).
7 - يحيى بن حسين الحسني (298 ه -): قال في إسناد صحيفة الإمام الرضا عليه السلام: «لو قرئ هذا الإسناد في أذن مجنون لأفاق»(2)
8 - أبوبكر محمّد بن حسين الآجري الشافعي (360 ه -): «هذا الحديث أصل كبير في الإيمان عند فقهاء المسلمين قديماً وحديثاً، وهو موافق لكتاب الله عزّ وجلّ، لا يخالف هذا الأمر إلا مُرجئ خبيث مهجور مطعون عليّه في دينه، وأنا أُبيّن معنى هذا ليعلمه جميع من نظر فيه نصيحةً للمؤمنين...»(3). وأيّد الحديث ببيان موافقته للكتاب والسنّة.
9 - الدارقطني الشافعي (385 ه -): أيّد أصل الرواية على الرغم ممّا نُسب إليه من أنّه مخالف لأبي الصلت، ثمّ قال بعد نقله حديث الإيمان: «في نسخ كثيرة عندنا عنه بهذا الإسناد»(4).
10 - منصور بن حسين الآبي (421 ه -): كرّر كلام أحمد بن حنبل وأبي حاتم الرازي الشافعي حول منزلة هذا الحديث العظيمة(5).
11 - أبو نُعَيم الأصفهاني الشافعي (430 ه -): نقل أبو نعيم الأصفهاني
ص: 111
الشافعي أيضاً كلاماً عجيباً عن أحمد بن حنبل في هذا الحديث، ثمّ قال: «قال لي أبو عليّ أحمد بن عليّ الأنصاري: قال لي أحمد بن حنبل: إنْ قرأت هذا الإسناد على مجنون برئ من جنونه، وما عيبُ هذا الحديث إلا جودة إسناده»(1).
12 - البيهقي الشافعي (458 ه -): أيّد حديث الإيمان، وجاء بأحاديث عن النبيّ صلى الله عليه و آله في إثبات صحّة هذا الحديث(2).
13 - الشجري الجرجاني الحنفي (499 ه -): نقل الشجري الجرجاني كذلك بسنده عن أبي حاتم، عن عبد السلام (أبي الصلت) أنّه قال: «هذا إسناد لو قُرئ في أُذن مجنونٍ لَبرِئ»(3).
14 - أبو حامد محمّد الغزالي الشافعي (505 ه -): تناول هو بدوره شرح وتفسير حديث سلسلة الذهب بعد تأييده إيّاه(4).
15 - الزمخشري الحنفي (538 ه -): ذكر كلام يحيى بن حسين الحسني في إسناد صحيفة الإمام الرضا عليه السلام لبيان منزلة حديث سلسلة الذهب العظيمة، حيث قال: «لو قرئ هذا الإسناد في أذن مجنون أفاق»(5)
16 - ابن قدامة المَقدسي الحنبلي (620 ه -): «قال بعض أهل العلم: لو
ص: 112
قُرئ هذا الإسناد على مجنون لبرئ»(1).
17 - سِبْط ابن الجوزي الحنفي (654 ه -): ذكر كلام ابن قدامة الحنبلي حول عظمة هذا الحديث، وقال: «لو قُرئ هذا الإسناد على مجنون لبرئ»(2).
18 - جمال الدين المِزّي الشافعي (742 ه -): «روى له ابن ماجة هذا الحديث، وقد وقع لنا عنه عالياً جدّاً»(3). ثمّ تناول ذكر غيره من أسانيد وطرق هذا الحديث.
19 - ابن حجر العسقلاني الشافعي (852 ه -): جاء ابن حجر العسقلاني أيضاً في تأييد حديث الإيمان بطريق غير طريق الإمام الرضا عليه السلام، بل جاء به عن الإمام الكاظم عليه السلام(4).
20 - محمّد بن محمّد الجَزَري الشافعي (833 ه -): «حديثٌ حسَن اللفظ والمعنى، رجال إسناده ثِقات غير عبد السلام بن صالح الهروي، وهو خادم الإمام عليّ بن موسى الرضا، فأنّهم ضَعّفوه مع صلاحه. وقد رُوي أيضاً عن مالك وحمّاد بن زيد، وروى عنه أحمد بن أبي خيثمّة وعبد الله ابن الإمام أحمد وجماعة... وفي الجملة حيث صحّ السند إلى أحد هذه الذريّة الطاهرة فالحديث إمّا صحيح أو حَسَن أو صالح يُحتَجّ به...»(5).
21 - عبد الرحمان الصفوري الشافعي (894 ه -): اعتمد كلام أحمد
ص: 113
بن حنبل وأبي حاتم الرازي الشافعي في عظمة هذا الحديث(1).
22 - السيوطي الشافعي (911 ه -): قال في توثيق الحديث: «والحقّ أنّه ليس بموضوع...»(2). وذكر طرقاً أخرى لرواية الحديث تأييداً له(3).
23 - أبوالحسن عليّ بن محمّد الكِناني الشافعي (963 ه -): أثبت صحّة الحديث على مرحلتين: وثق شخصيّة أبي الصلت، وبذلك وثق سند الحديث أوّلاً. ثمّ أقام شاهدين - في المرحلة الثانية - على مضامين حديثَي الحصن والإيمان؛ لئلا يبقى أيّ إشكال. قال السيوطي: «ولهما شاهدان: حديث أبي قَتادة: «من شَهِدَ أن لا إله إلا الله وأنّ محمّداً رسول الله، فذلَّ بها لسانَه واطمأنّ بها قلبه، لم تطعمه النار». أخرجه البيهقي في الشُّعَب. وثانيهما من حديث عائشة: «الإيمان بالله: إقرار باللسان، وتصديق بالقلب، وعمل بالأركان». أخرجه الديلمي والشيرازي في الألقاب»(4).
24 - أبو الحسن السِّنْدي الحنفي (1138 ه -): وهو من شرّاح صحيح البخاري وسنن ابن ماجة، وقد ذكر في تأييد هذه الرواية كلامَ كبار علماء أهل السنّة، ودافع عن شخصيّة أبي الصلت في الجانب الروائيّ، وقال نقلاً عن السيوطي الشافعي في توثيق الحديث: «والحقّ أنّه ليس بموضوع...»(5).
25 - العِجلوني الشافعي (1162 ه -): له كلام في الردّ على ابن الجوزيّ
ص: 114
- القائل بوضع حديث الإيمان - دافع به عن شخصيّة أبي الصلت - ثمّ أيّد الحديث فقال: «ومن لطائف إسناده رواية الأبناء عن الآباء في جميعه»(1).
ونظراً لتصريحات وتأييدات كبار علماء أهل السنّة يتّضح كلام السيوطي الشافعي في وثاقة الحديث حين قال: «والحق إنّه ليس بموضوع»(2)، فيتبيّن أنّ كلام ابن الجوزي الحنبلي وآخرين ممّن قال بوضع حديث الإيمان لا أساس له، إضافة إلى أنّه يمكن القول بقطعيّة صدور هذا الحديث عن الإمام الرضا عليه السلام.
26 - القُندوزي الحنفي (1294 ه -): أيّد حديث الإيمان بنقل رواية ابن ماجة وكلام أبي الصلت بشأنه(3).
27 - محمّد فؤاد عبد الباقي الحنفي: أيّد الحديث في تعليّقته على سنن ابن ماجة بذكر كلام أبي الصلت في آخر حديث الإيمان، ثمّ قال: «لبرئ من جنونه؛ لِما في الإسناد من خيار العباد، وهم خلاصة أهل بيت النبوّة رضي الله تعالى عنهم»(4).
28 - الدكتور فاروق حمادة: قال بعد حديث الإيمان في تأييد كلام أبي الصلت و سنده: «لأنّه سلسلة آل البيت رضي الله عنهم»(5).
ص: 115
تبيّن سابقاً أن البعض ظنّ بأن أبا الصلت الهروي هو الراوي الوحيد للحديث، فحاول تضعيف شخصيّته، وبذلك يريد أن يسلب التوثيق من الراوي والرواية.
ونشير هنا إلى آراء ومواقف أهل السنّة تجاه أبي الصلت؛ لنتبيّن منزلته الحقيقية لديهم.
يجدر هنا ذكر محاولة بعضهم في التمويه بأنّ حديثَي الإيمان والحصن موضوعان، لسلب التوثيق منهما، لظنّهم بأن أبا الصلت هو الراوي الوحيد لهذين الحديثين، بينما تناسَوا تصريحات ومواقف علماء أهل السنّة في تأييد حديثي الحصن والإيمان وتوثيقهما، و الحقيقة أنّ نقل حديث الإيمان لم ينحصر بأبي الصلت كما تقدّم، فكلٌّ من هذين الحديثين له أكثر من عشرة طرق في النقل.
وبناءً على هذا تجب دراسة منزلة وشخصيّة أبي الصلت ومكانة رواياته لدى أهل السنّة ومذهبه، لردّ التُّهم والمدّعيات الفاقدة لأيّ أساس من الصحّة.
إنّ المعروف في كتب رجال أهل السنّة أنّ أبا الصلت سنّي المذهب، ولكن كان له حبّ لأهل البيت عليهم السلام وقد روى فضائلهم(1).
ص: 116
ونظراً لذلك تُطرح ثلاثة آراء حول شخصيّة أبي الصلت الروائيّة و رواياته:
الرأي الأول: قَبِل مؤيّدو أبي الصلت ورواياته شخصيّتَه والروايات التي نُقلت عنه بعيداً عن التعصّبات الطائفيّة والشخصيّة.
الرأي الثاني: انتقد بعض آخر رواياته المنقولة عنه دون اتّهامه بوضع الحديث أو الكذب، مع تأييدهم لشخصيّته الروائيّة.
الرأي الثالث: عارض بعض ثالث شخصيّة أبي الصلت الروائيّة ورفض رواياته المرويّة عنه، وحكّم عصبيّته الطائفيّة في المباحث العلميّة، وضعّف أبا الصلت وجرحه بأنّه كذّاب ووضّاع للحديث، دون أىّ دليل علميّ؛ سوى كونه محبّاً لآل بيت الرسول عليهم السلام.
مع أنّ أبا الصلت عُرِف بأنّه سنّي ذو نزعة شيعيّة حسب رأي أهل السنّة، لكنّه كان يتمتّع بمكانة خاصّة ومنزلة مرموقة لدى كبار علماء أهل السنّة من معاصريه وممّن جاء بعده.
ويتبيّن من الروايات التاريخيّة أنّ أبا الصلت يمتاز بمنزلة رفيعة وشخصيّة معتمدة لدى كبار علماء أهل السنّة، فهو من أصحاب إسحاق بن راهويه وأحمد بن حنبل(1) وعبد الرزّاق الصنعاني و يحيى بن معين وأحمد بن سيّار المروزي الشافعي(2) ومحمّدبن
عبد الله بن نُمير(3) ومحمّد بن يعقوب
ص: 117
الفَسَوي(1)، وكان يدور بينهم بحثٌ علميّ وحديثيّ.
وقد وثّق كبار علماء أهل السنّة ومنصفيهم صدق أبي الصلت الروائي بعيداً عن التعصّب الطائفيّ مع علمهم بنزعته الشيعيّة. وإضافة إلى قبول رواياته، فقد نقل عنه كبار علمائهم ووصفوه ب -: الحافظ والثقة والمأمون والصدوق والضابط والأديب والفقيه والعالم والرحّال، وهؤلاء الذين وصفوه بذلك هم:
يحيى بن معين في مواقف شتّى، والعجلي، وأبو داود السجستاني صاحب سنن أبي داود، وابن شاهين، والحاكم النيسابوري الشافعي، والحاكم الحَسَكاني الحنفي، وأبو يعلى القزويني، والمِزّي والشافعي، ومحمّد بن محمّد الجَزري الشافعي، وابن حجر العسقلاني الشافعي، وابن تغري الحنفي، وأبو الحسن الكَناني الشافعي، وأبو الحسن السَّنْدي الحنفي، والعجْلوني الشافعي.
1 - يحيى بن مَعين (233 ه -): قال الحاكم النيسابوري الشافعي: «وثّقه إمام أهل الحديث يحيى بن مَعين»(2).
وقد دافع يحيى بن معين في مواقف متعدّدة عن شخصيّة ومنزلة أبي الصلت الروائيّة مع العلم بأنّه شيعيّ، وقد أعرب عن كلمات تحكي - إضافة إلى وثاقة أبي الصلت - عن شأنه الجليل والرفيع لدى يحيى بن معين.
ص: 118
قال عبّاس بن محمّد الدوري: «سألت يحيى بن معين عن أبي الصلت الهروي، فقال: ثقة»(1).
وقال صالح بن محمّد: «سألت يحيى بن معين عن أبي الصلت، فقال: صدوق»(2).
وقال ابن محرز: «سألت يحيى بن معين عن أبي الصلت، فقال: ليس ممّن يكذب»(3).
وقال إبراهيم بن عبد الله بن جُنَيد: «سألت يحيى بن معين عن أبي الصلت، فقال: قد سمع وما أعرفه بالكذب»(4).
ونقل إبراهيم في مكان آخر عن يحيى بن معين قوله: «لَمْ يكنْ أبو الصلت عندنا من أهل الكذب»(5).
وقطع في القول في مكان آخر بأنّه: «ثقة صدوق إلا أنّه يتشيّع»(6).
ودافع يحيى بن معين في مواضع متعددة عن أبي الصلت وبرّأه من تهمة وضع الحديث.
ص: 119
إنّ نقل أبي الصلت لحديث «أنا مدينة العلم وعليّ بابها» كان مدعاةً لظن البعض بأنّه وضع الحديث بنفسه، وقد زالت التهمة عنه بكلمات يحيى بن معين عن طرق نقل هذا الحديث، وتأكيده على وثاقة وصدق أبي الصلت(1).
قال صالح بن محمّد: «رأيت ابن مَعين جاء إلى أبي الصلت فسلّم عليّه»(2).
وتكشف هذه الرواية عن المنزلة الرفيعة والخاصّة التي كان يتمتّع بها أبو الصلت، حيث إنّ إمام أهل الحديث يحيى بن معين ابتدأه بالسلام حين جاء إليه.
2 - العِجْلي (261 ه -): قال في أبي صلت: «عبد السلام بن صالح: بصري ثقة»(3).
3 - أبو داود السجستاني (275 ه -): قال في أبي صلت: «كان ضابطاً»(4).
4 - محمّد بن إسماعيل البخاري (256 ه -): كان معاصراً لأبي الصلت وسكن في منطقته، ونظراً للصلة الوثيقة والخاصّة لأبي الصلت مع محدّثي أهل السنّة المعروفين مثل يحيى بن معين، ونقله روايات الفضائل، وكونه رحّالاً، يمكن القطع بأنّ شهرته قد بلغت البخاري، مع ذلك نرى أن البخاري لايذكر اسم أبى الصلت في الضعفاء، ومعنى ذلك أنّه لم تُسجَّل ضدّه أيّ
ص: 120
شبهة من الجانب الروائي.
5 - ابن شاهين (385 ه -): كان يعتبر أبا الصلت شيعيّاً، ولكنّه كان يصفه بالصدق والوثاقة بعيداً عن التعصّب: «أبو الصلت الهروي ثقة صدوق إلاّ أنّه يتشيّع»(1).
6 - الحاكم النيسابوري الشافعي (405 ه -): قال في أبي صلت: «وثقّه إمام أهل الحديث يحيى بن معين»(2)، وقال في مكان آخر بقطع: «أبو الصلت ثقة مأمون»(3).
7 - أبو يعليّ القزويني (456 ه -): أشار إلى المنزلة الخاصّة لأبي الصلت لدى كبار علماء أهل السنّة وقال: «أبو الصلت مشهور، روى عنه الكبار»(4).
8 - الحاكم الحَسَكاني الحنفي (ح 490 ه -): «أبو الصلت عبد السلام ابن صالح الهروي وهو ثقة، أثنى عليّه يحيى بن مَعين وقال: هو صدوق»(5).
ص: 121
9 - المِزّي الشافعي (742 ه -): ذكر أبا الصلت باحترام خاصّ وقال: «أبو الصلت الهروي سكن نيسابور ورحل في طلب الحديث إلى البصرة والكوفة والحجاز واليمن، وهو خادم عليّ بن موسى الرضا، أديب، فقيه، عالم... روى له ابن ماجة هذا الحديث [حديث الإيمان] وقد وقع لنا عنه عالياً جدّاً»(1).
10 - محمّد بن محمّد الجَزَري الشافعي (833 ه -): قال في حديث الإيمان ومنزلته الرفيعة كلمات قيّمة، وقال في أبي الصلت الهروي: «وهو خادم الإمام عليّ بن موسى الرضا، فأنّهم ضعّفوه مع صلاحه...»(2).
11 - ابن حجر العسقلاني الشافعي (852 ه -): «سكن نيسابور ورحل في الحديث إلى الأمصار، وخدم عليّ بن موسى الرضا»(3).
وقال في مكان آخر - مؤكّداً على ميول أبي الصلت الشيعيّة ومعترفاً بإنصافٍ أنّه صدوق ومن ظنّ أنّه كذّاب فهو مفرط ومتعصّب -: «صدوق له مناكير، وكان يتشيّع، أفرط العقيلي فقال: كذّاب»(4).
وجدير بالذكر أن نقل الأحاديث المنكرة بمفرده لا يضعّف الراوي(5).
12 - ابن تَغري الحنفي (874 ه -): ذكر أبا الصلت بكلام رفيع وقال فيه: «أبو الصلت الهروي الحافظ الرحّال، رحل في طلب العلم إلى البلاد وأخذ
ص: 122
الحديث عن جماعة وروى عنه غير واحد، قيل: أنّه كان فيه تشيّع»(1).
ولفظ «الحافظ» تُستخدم في مدح الراوي، وهي دليل على منزلته العالية وسموّ مكانته، وفي معناها اختلاف: يعتبر البعض معنى الحافظ: الراوي الذي يحفظ مئة ألف حديث سنداً ونصّاً، واعتبر بعض آخر الراوي: الحافظ لثلاثمّئة أو سبعمئة ألف حديث(2). واتّصاف أبي الصلت بوصف الحافظ يحكي عن إتقانه في حفظ الحديث وضبطه له من حيث السند والنصّ، وإحاطته بذلك.
13 - أبوالحسن الكِناني الشافعي (963 ه -): قام بإثبات صحّة حديث الإيمان وكونه غيرَ موضوع عبر دراسة ذات مرحلتين، تتبنّى الأولى منهما الدفاع عن منزلة أبي الصلت الروائيّة اعتماداً على توثيق يحيى بن معين إيّاه ودفع تهمة وضع الحديث عنه، والثانية شهادة عائشة وأبي قتادة الأنصاري الصحابي تأييداً لدلالة حديث الإيمان، فنفى بذلك كلام الطاعنين في أبي الصلت أنّه «روى المناكير»(3).
14 - أبو الحسن السِندي الحنفي (1138 ه -): ذكر في تأييد حديث الإيمان توثيقات أعلام أهل السنّة، ودافع عن منزلة أبي الصلت الروائية، قال حول الحديث الذى أورده - نقلاً عن كلام السيوطي الشافعي -: «والحق أنّه ليس بموضوع»(4).
ص: 123
15 - العِجلوني الشافعي (1162 ه -): عارض قول بعضهم بأنّ حديث الإيمان موضوع على يد أبي الصلت، وقال تأييداً له: «ومِن لطائف إسناده رواية الأبناء عن الآباء في جميعه»(1).
اعتمد هذا الرأي شخصيّة أبي الصلت ومنزلته الروائية، ولكنّه انتقد رواياته المنقولة. ومن القائلين به:
1 - زكريّا بن يحيى الساجي البصري الشافعي (307 ه -): لم يتعرّض في كلامه لصدق أبي الصلت في نقل الحديث، بل أشكل عليّه بنقله غرائب الحديث وانتقده قائلاً: «يحدّث بمناكير، هو عندهم ضعيف»(2).
2 - النقّاش الحنبلي (414 ه -): لم يتكلّم حول صدق أبي الصلت أو شخصيّته الروائية، بل تعرّض لرواياته فقال: «روى مناكير»(3).
3 - أبو نعيم الأصفهاني الشافعي (430 ه -): تناول روايات أبي الصلت دون إبداء رأيه حول وثاقته أو صدقه: «يروي أحاديث منكرة»(4).
ص: 124
نقد وتحليل
لا يقلل الرأي الثاني من وثاقة أبي الصلت وأمانته وصدقه، فبناءً على المبنى الرجالي لأهل السنّة لا يُعتبر نقل روايات الفضائل - المعبّر عنها بالمناكير والعجيب والغريب - للراوي ضعفاً؛ لأنّ تضعيف الراوي يستدعي إقامة دلائل أُخرى غير رواية الراوي للمناكير(1).
الرأي الثالث
تناول أصحاب هذا الرأي شخصيّة أبي الصلت الروائية ورواياته بالنقد الشديد، و هم من المتعصّبين من أهل السنّة؛ وإنّما كان ذلك منهم لمودّته لأهل البيت عليهم السلام ونقله روايات الفضائل عن طريق أعلام أهل السنّة، فوقع موضع الازدراء والاستخفاف والاتّهام مِن قِبل هؤلاء:
1 - إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني (259 ه -): تحدّث متجاهلاً توثيقات إمام أهل الحديث: يحيى بن معين وغيره من الأعلام، تعصّب مستخفّاً بأبي الصلت ومستهيناً بموضع ثقة أعلام أهل السنّة فقال: «كان أبوالصلت الهروي زائغاً عن الحق مائلاً عن القصد، سمعتُ مَن حدَّثني عن بعض الأئمّة أنّه قال فيه: هو الكذب مِن روث حمار الدجّال، وكان قديماً متلوثاً في الأقذار»(2).
2 - أبو حاتِم الرازي الشافعي (277 ه -): «لم يكن عندي بصدوق، وهو
ص: 125
ضعيف»(1).
3 - أبو زُرعة الدمشقي الحنبلي (281 ه -): قال أبو حاتم الرازي الشافعي: «أمر أبو زرعة أن يُضرَب على حديث أبي الصلت، وقال: لا أحدّث عنه ولا أرضاه»(2).
4 - النَسائي الشافعي (303 ه -): نُسب إليه أنّه ضعّف أبا الصلت وقال فيه: «ليس بثقة»(3).
5 - العُقَيلي المكّي (322 ه -): قال بتعصّب في أبي صلت: «كان رافضيّاً خبيثاً... وأبو الصلت غير مستقيم الأمر»(4). وقد قال في مكان آخر: «كذّاب»(5).
6 - ابن حِبّان البُستي الشافعي (354 ه -): تناول تضعيف أحاديث أبي الصلت ومنزلته في موردين ثمّ قال: «يجب أن يُعتبر حديثه [الإمام الرضا] إذا روى عنه غيرُ أولاده وشيعته وأبي الصلت خاصّة، فإنّ الأخبار التي رُويت عنه بواطيل، إنّما الذنب فيها لأبي الصلت ولأولاده وشيعته»(6). «يروي عن حمّاد بن زيد وأهل العراق عجائبَ في فضائل عليّ وأهل بيته، لايجوز
ص: 126
الاحتجاج به إذا انفرد»(1).
7 - ابن عدِي الجرجاني الشافعي (365 ه -): ضعّف أبا الصلت ورواياته - خصوصاً رواية الإيمان - واتّهمه بوضع الحديث وقال: «ولعبد السلام هذا عن عبد الرزاق أحاديث مناكير في فضائل عليّ وفاطمة والحسن والحسين، وهو متّهم في هذه الأحاديث، ويروي عن عليّ بن موسى الرضا حديث [الإيمان معرفة بالقلب] وهو متّهم في هذه الأحاديث»(2).
8 - الدارقطني البغدادي الشافعي (385 ه -): نُسب إليه أنّه ضعّف أبا الصلت وتكلّم فيه بعبارات مهينة وقال: «كان رافضيّاً خبيثاً». ونسب في مكان آخر وضع الحديث إلى أبي الصلت وقال: «روى عن جعفر بن محمّد الحديثَ عن آبائه عن النبيّ صلى الله عليه و آله أنّه قال: الإيمان إقرار بالقول وعمل بالجوارح... وهو متّهم بوضعه، لم يحدّث به إلا مَن سرقه منه، هو الابتداء في الحديث»(3).
9 - الذهبي الشافعي (478 ه -): جرح أبا الصلت ورواياته وضعّفهما في مقاطع مختلفة من كتبه، نشير إليها فيما يلي: «الشيخ العالم العابد شيخ الشيعة... له فضل وجلال، فياليته ثقة...»(4). «الرجل الصالح إلاّ أنّه شيعي
ص: 127
جَلْد»(1). «اتّهمه بالكذب غير واحد. قال أبو زُرعة: لم يكن بثقة. وقال ابن عَدي: متّهَم، وقال غيره: رافضي»(2). «أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي: واهٍ»(3). «أبو الصلت الهروي الشيعي الرجل العابد: متروك الحديث»(4). «أبو الصلت خادم عليّ بن موسى الرضا: واهٍ شيعي متّهَم مع صلاحه»(5).
وانتقد في مكان آخر كلام الحاكم النيسابوري الشافعي حيث قال بأن أبا الصلت «ثقه ومأمون»، فقال: «لا و الله! لا ثقة ولا مأمون»(6).
10 - محمّد بن طاهر المَقْدسي الظاهري (507 ه -): اعتبر أبا الصلت كذّاباً فقال: «كذّاب»(7).
11 - أبوسعد عبد الكريم السمعاني الشافعي (562 ه -): أشكل على روايات أبي الصلت وكرّر كلمات ابن حبّان البستي الشافعي فقال: «يروي عن حمّاد بن زيد وأهل العراق العجائب في فضائل عليّ عليه السلام وأهل بيته، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد»(8).
12 - أبو الفرج ابن الجوزي الحنبلي (597 ه -): عدّ اسم أبي الصلت
ص: 128
في زمرة الضعفاء والمتروكين من الرواة(1).
13 - ابن كثير الدمشقي الشافعي (774 ه -): عدّ أبا الصلت في زمرة الضعفاء فقال: «أبو الصلت الهروي أحد الضعفاء»(2).
وبناءً على هذه التضعيفات رَدّ حديثَ الإيمان الذي رواه أبو الصلت بقوّة بعضُ شارحي سنن ابن ماجه المتعصّبين في آخر هذا الحديث واعتبروه موضوعاً:
14 - البوصيري الشافعي (840 ه -): قال: «إسناد هذا الحديث ضعيف لاتفّاقهم على ضَعْف أبي الصلت الهروي»(3).
وهذه دعوى واهية بالنظر إلى ما قاله أعلام أهل السنّة في توثيق أبي الصلت وتجليله.
وقد صرّح كلّ من بشّار عوّاد معروف(4) وصفاء الصفوّي وأحمد العَدَوي(5) وناصر الدين الأَلْباني الحنبلي(6) بأن حديث الإيمان موضوع، واتّهموا أبا الصلت بوضع الحديث.
ص: 129
نقد وتحليل
أوّلاً: الرأي الأوّل والثاني وتوثيقات قدماء أهل الحديث - مثل يحيى بن معين وغيره من الأعلام ومنصفي أهل السنّة - كلُّ ذلك خير دليل على فقد الرأي الثالث لأيّ مصداقيّة أو برهان.
ثانياً: لم يثبت تضعيف أبي الصلت من قبل النسائي الشافعي ولا الدارقطني الشافعي؛ لأنّه لم يُعثَر على اسم عبد السلام بن صالح - أبي الصلت الهروي - في كتابيهما في الضعفاء.
ثالثاً: على فرض صحّة نسبة تضعيف أبي الصلت إلى النسائي الشافعي، فأنّه يجب القول بأنّ: تضعيفات النسائي الشافعي وأبي حاتم الرازي الشافعي وابن حبّان الشافعي ويحيى بن معين ليست لها قيمة رجاليّة؛ لكونهم من المتعنّتين بتصريح العلماء - و من المضعفين للرواة بأيّ مبرّر ولو كان ضعيفاً: «فأنّهم معروفون بالإسراف في الجرح والتعنّت فيه، فليتثبَّتْ العاقل في الرواة الّذين تفرّدوا بجرحهم، وليتفكّر فيه»(1).
ومع أن يحيى بن معين كان من هذه الفئة المتعنّتة لكنّه وثّق أبا الصلت، ولهذا التوثيق قيمة عالية لدى الرجاليين؛ لأن التوثيق على يد المتعنّت - المتشبّث بالدلائل الواهية والضعيفة - دليل على وثاقة الرواي التامّة، أي خلوّه من أيّ ضعف أو جرح؛ لذلك يُعَدّ توثيق يحيى بن معين قيّماً للغاية.
رابعاً: الإشكال العام في هذا الرأي والدليل الأساسي لتضعيف أبي الصلت هو مذهبه ورواياته، فشتم هؤلاء له بسبب مودّته وولائه لأهل بيت
ص: 130
الرسول عليهم السلام ونقل روايات فضائلهم، وذلك عن طريق أعلام السنّة مثل عبد الرزاق الأصفهاني وغيره، ضعّفوه واستهانوا به بكلمات رديئة تليق بقائليها.
ومن وجهة نظر تاريخية تمتدّ جذور هذه الاستهانات والتضعيفات التي لا أساس لها حتّى تصل إلى الجُوزَجاني، فالجوزجاني يضعّف - و بتعصّب أعمى - أبا الصلت وكلَّ راوٍ يروي روايات الفضائل ولو كان من أهل السنّة، بكلمات قبيحة و تجريحٍ أساس، وقد كرّر البعض كلمات الجوزجاني دون أيّة دراسة أوتتبّع.
ونقول في الجوزجاني - مصدر كلّ هذه التضعيفات - بأنّه: ليست له أيّ منزلة لدى علماء السنّة، فهم يعدّونه ناصبيّاً، وآراؤه وآراء أتباعه لا قيمة لها عندهم.
كان إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني الناصبيّ مصدر تضعيف شخصيّة أبي الصلت الفاضلة، بسبب روايته لفضائل الإمام عليّ وأهل البيت عليهم السلام، وقد أيّد أحاديثَه علماءٌ مثل يحيى بن معين، بينما ضعّف الجوزجانى أبا الصلت بلا دليل معتبر، واستهان بشخصيّة كانت موضع ثقة أعلام السنّة فقال: «كان أبو الصلت الهروي زائغاً عن الحق مائلاً عن القصد، سمعتُ مَنْ حدّثني عن بعض الأئمّة أنّه قال فيه: هو الكذب مِنْ رَوْث حمار الدجّال، وكان قديماً متلوثاً في الأقذار»(1).
ص: 131
وضعّف آخرون أبا الصلت باعتماد متعصّبٍ على كلام الجوزجاني الناصبي، كما تقدّم.
لا قيمة لتضعيف الجوزجاني لشخصيّة أبي الصلت ورواياته لأنّ هذا الرجل كان - وبتصريح من علماء السنّة، مثل ابن عَدي الشافعي والدارقطني الشافعي والذهبي الشافعي وابن حجر العسقلاني الشافعي، والمعاصرين منهم مثل الغماري الشافعي وحسن بن عليّ السقّاف الشافعي - يُكنّ الحقد لأمير المؤمنين عليّ عليه السلام، ومن الطبيعي أن يرفض ناصبيّ مثله فضائل عليّ عليه السلام ويضعّف رواة فضائله وفضائل أهل البيت عليهم السلام.
* قال ابن عدي الجرجاني الشافعي: «كان] الجوزجانى [يحدّث على المنبر... وكان شديد الميل إلى مذهب أهل دمشق في التحامل على عليّ»(1).
* وقال الدارقطني الشافعي: «فيه انحرافٌ عن عليّ عليه السلام»(2).
* وقال ابن حِبّان البستي الشافعي: «كان إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني حَريزيَّ المذهب»(3).
* وشرح ابن حجر العسقلاني الشافعي كلام ابن حبّان الشافعي: «حريزيّ... نسبة إلى حريز بن عثمّان المعروف بالنَّصْب، وكلام ابن عَدي يؤيّد هذا...»(4).
ص: 132
* وأيّد الذهبي الشافعي كلام ابن عدىّ الشافعي حول الجوزجاني فقال: «قد كان النصب مذهباً لأهل دمشق في وقتٍ»(1).
* وأتى ابن حجر العسقلاني الشافعي - بعد نقله كلام ابن حبّان الشافعي وابن عدي الشافعي والدارقطني الشافعي في كون الجوزجاني ناصبيّاً - بكتاب الجوزجاني كشاهد على هذه الدعوى فقال: «وكتابه في الضعفاء يوضّح مقالته...»(2).
وقد تعرّض الجوزجانى في هذا الكتاب لكلّ من يُعدّ من أصحاب الإمام علي عليه السلام ومحبّيه، ولكلِّ رواه راوٍ لفضائله، بتضعيف قاسٍ وتعبيرات بشعة مستهينة؛ ولذلك لم يقبل ابن حجر العسقلاني تضعيفاتِ الجوزجاني ولم يعتدّ بها(3).
وانتقد ابن حجر في مواضعَ مواقف الجوزجاني بشدّة وقال: «الجوزجاني كان ناصبيّاً منحرفاً عن عليّ، فهو ضد الشيعي المنحرف عن عثمّان»(4).
* ووصَفَه عبد العزيز الغُماري الشافعي، الجوزجانيَ بصراحة في قوله: «أبو إسحاق الجوزجاني هو ناصبي مشهور، له صولات وجولات وتهاجمات شانئة في القدح في الأئمّة الذين وُصِفوا بالتشيع، حتّى دعاه ذلك إلى الكلام في أهل الكوفة كافة، وأخذ الحذر منهم ومن رواياتهم، وهذا معروف عنه مشهور له، حتّى نصوا على عدم الالتفات إلى طعنه في الرجال الكوفيين أو
ص: 133
مَن كان على مذهبهم في التشيع»(1).
* وقال فيه أيضاً حسن بن عليّ السَّقّاف الشافعي: «الجوزجاني من السلف الطالح، وهو أحد المنحرفين عن الحق، كان يرمي الناس بالانحراف قبحه الله تعالى، وهو سَبّاب شتّام للصحابة الخيار البَررَة رضي الله عنهم، وميال للمجرمين»(2).
أولاً: إذن لا قيمة لجرح وتضعيف الجوزجاني لأصحاب أمير المؤمنين ورواة فضائله ومحبّيه على ما قاله علماء السنّة.
ثانياً: روى أعلام السنّة - مثل يحيى بن معين - روايات أبي الصلت في فضائل أمير المؤمنين وأهل البيت عليهم السلام في مواقف عديدة عن طرق أخرى، وبذلك تتّضح وثاقة روايات أبي الصلت.
ثالثاً: لو كان منهج التضعيف على طريقة الجوزجاني - و هو تضعيف كلّ من روى فضائل أمير المؤمنين وأهل البيت عليهم السلام - لَلزِم ترك عدد غفير من الرواة والروايات الواردة عن الصحابة والتابعين، وذلك ما أشار إليه الذهبي الشافعي بقوله: «فلو رُدّ حديث هؤلاء لذَهَب جملة من الآثار النبوية، وهذه مَفسدة بيّنة»(3).
ص: 134
رابعاً: تقدّم أن لحديث الإيمان الذي رواه أبو الصلت عن الإمام الرضا عليه السلام عن آبائه حتّى أمير المؤمنين عليه السلام عن النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله طرقاً أخرى في الرواية تحكي عن صحة الحديث ووثاقة الرواية والراوي.
خامساً: لا تَدَع تأييدات أعلام أهل السنّة في أبي الصلت وروايته - بل أكثر من ذلك اعتبار إسناد الحديث شفاءً لكلّ داء، بل أكثر منه تجربة الشفاء ببركة هذا الإسناد - محلاً للخلاف، فلا يتوّهم بعدها أحد أنّ هناك ضَعفاً في الرواية أو الراوي.
كان أبو الصلت شيعياً إمامياً(1)، حسب رأي أغلب علماء الإماميّة إلا الشيخَ الطوسي(2) واَتْباعُه ابن داود الحلّيّ(3) والعلامة الحلّيّ(4) اللذَينِ اعتبراه عامّي المذهب (سنّياً)، ومن منظار كبارعلماء السنّة كان أبو الصلت الهروي سنّياً ذا نزعة شيعيّة.
وقد يطرح هنا سؤال، وهو أنّ مفردات مثل: «شيعي» و «شيعي جَلْد» و «رافضي خبيث» في مصادر أهل السنّة، هل تكون دلالتها أنّ أبا الصلت كان شيعياً إماميّاً؟
ص: 135
والجواب: لا؛ لأنّ مثل هذه الألفاظ تستعمل في مقاصد خاصّة سنشير إليها.
يختلف معنى لفظ «الشيعيّ» عند علماء الشيعة الإماميّة عن معناه واستعماله عند السنّة اختلافا تامّاً، فمعنى الشيعيّ لدى الإماميّة هو الاعتقاد بولاية أمير المؤمنين عليّ عليه السلام وبعده أحد عشر إماماً بعد النبيّ صلى الله عليه و آله بلا فصل، وتشيّعُ أحد أصحاب الأئمّة يعني أنّه يعتقد بالأئمّة بعد النبيّ صلى الله عليه و آله حتّى إمام زمانه. في حال أن لفظ «الشيعيّ» ومشتقّاته لها معنى غير ما ذُكر عند أهل السنّة، ولا يمكن استنتاج كون أبي الصلت شيعياً إمامياً من خلال استخدام هذه الألفاظ إذا وردت فيه.
و «شيعيّ»: فيه رأيان: يعتقد البعض أن معنى الشيعيّ هو الذي يحبّ عليّاً ويفضّله على عثمّان، ويعتقد أنّ عليّاً عليه السلام محقٌ في جميع حروبه وقد أخطأ مَن قاتله، لكنّه يقدّم الشيخين عليّه(1).
واعتبر بعض آخر «الشيعيّ» من قدّم الإمام عليّاً عليه السلام على جميع الصحابة حتّى الشيخين ويعتبرهما أفضل، ولكنهما لم يكونا أحقّ بالخلافة(2).
و «شيعيّ غالٍ أو جَلْد»: في هذين اللفظين أيضاً رأيان: قال بعضهم بأن الشيعيّ الغالي أو الجلد هو من اعتقد بتفوّق الإمام في جميع الفضائل حتّى
ص: 136
على الشيخين(1).
وقال بعض آخر: إنّ الشيعيّ الجَلد أو الغالي هو من أحبّ عليّاً دون تقديمه على الشيخين، لكنّه قدّم الإمام عليّاً عليه السلام على عثمّان، ويلعن عثمّان ومعاوية وطلحة والزبير، ويلعن كلّ من قاتل الإمام عليه السلام(2).
و «رافضي خبيث»: وهو - باتفاق أهل السنّة - المحبُّ لعليّ والقائل بأفضليّته على جميع الصحابة حتّى الشيخين، والمعتقد بأحقّيّة الإمام عليّ عليه السلام بالخلافة بعد النبيّ بلا فصل، والمتبرّئ من الشيخين وممّن غصب الخلافة، واللاعن لهم(3).
اذن، فاستعمال لفظ «الشيعيّ الغالي والجلد» يكون في السنيّ ذي الميول الخاصّة، لكنّ الرافضي يُطلق على القائل بخلافة أمير المؤمنين عليه السلام بعد النبيّ مباشرة، ولا يمكن استنتاج كون الراوي شيعيّاً إماميّاً من خلال هذا التعبير؛ لأنّ الرافضيّ يشمل الزيديّة والكيسانية والواقفيّة وأمثالهم أيضاً.
نظراً لما تقدّم من معانٍ و وثائق تاريخيّة في مصادر السنّة، وما ورد من كلمات لأبي الصلت فيها، يمكن القطع بأنّ أبا الصلت كان سنّيَّ المذهب و ليس رافضيّاً، وأكثر ما يمكن فهمه من البيانات التاريخيّة أن أبا الصلت كان سنيّاً ذا ميل شيعيّ غالٍ وجَلِد، ونذكر هنا الموارد التاريخية التي تحكي
ص: 137
مذهب أبي الصلت السنّيّ وميوله الشيعيّة:
1 - كان أبو الصلت كثيراً ما يروي أحاديث فضائل أهل البيت وخصوصاً فضائل أمير المؤمنين عليّ عليه السلام، مثل: حديث «أنا مدينة العلم وعليّ بابها»(1)، وحديث سلسلة الذهب(2).
2 - قال الخطيب البغدادي الشافعي في أبي الصلت - نقلاً عن تاريخ مرو للمروزي -: «وكان يُعرف بكلام الشيعة»(3).
3 - وقال أيضاً في عقيدة أبي الصلت في الخلفاء - نقلاً عن المروزي الشافعي أيضاً -: «ورأيتُه يقدّم أبا بكر وعمر ويترحّم على عليّ وعثمّان، ولا يذكر أصحاب النبيّ صلى الله عليه و آله إلا بالجميل، وسمعته يقول: هذا مذهبي الذي أَدين اللهَ به»(4).
4 - واعتبر المروزي الشافعي ضعفَه الوحيد نقلَه لروايات المثالب في بعض الصحابة، مثل أبي موسى الأشعري ومعاوية، فقال: «إلاّ أنّ ثمّ أحاديث يرويها في المثالب».(5)
5 - وادّعى الدارقطني الشافعي أن أبا الصلت قال في بني اُميّة: «كلبٌ للعلويّة خير من جميع بني أميّة، فقيل: فيهم عثمّان!؟ فقال: فيهم عثمّان»(6).
ص: 138
وعارض هذا النقل تقريرُ المروزي الشافعي - كما سبق -، لذلك لم يقبل الذهبيُّ الشافعي كلامَ الدارقطني الشافعي وضعّف سنده(1)، بل تبنّى ما قاله المروزي.
اذن كان أبو الصلت سنّيّاً، ولكنّه كان يميل كثيراً إلى الإمام عليّ عليه السلام وينقل فضائله، وكان له موقف معادٍ في قبال أبي موسى الأشعري ومعاوية وبني أميّة، وهذا الذي أدّى إلى عدّه في ضمن الشيعة الغلاة والأجلاد.
وعليّه يكون كلام العقيلي المكّي والدارقطني الشافعي - اللّذَينِ اعتبرا أبا الصلت رافضيّاً - مدّعى بدون دليل، وليس مطابقاً للتعريف الذي تقدّم للشيعيّ بناءً على تعاريف السنّة الخاصّة.
وهنا يُطرح سؤال هو: هل حديث الحصن والإيمان حديث واحد أم كانت له مرحلتان؟
أكّد ابن حجر الهيثمّي الشافعي أن هذين الحديثين قد صدرا في مرحلتين زمنيّتين، وقال: «لعلّهما واقعتان»(2).
وتتبادر إلى الذهن عدّة أُمور:
أوّلها: أنّه لا شكّ في صدور هذين الروايتين عن الإمام الرضا عليه السلام.
ص: 139
وثانيها: لا دليل على اتّحاد حديث الحصن والإيمان أو صدورهما في واقعة واحدة وزمان واحد، وما يبدو جلياً أنّه لا شكّ ولا شبهة في صدور هذين الحديثين عن الإمام الرضا عليه السلام.
ثالثها: لا تمنع الشواهد والدلائل صدور كلتا الروايتين في نَيسابور.
وليس بعيداً أن يكون قد صدر حديث الإيمان عند ورود الإمام الرضا عليه السلام إلى نيسابور، وحديث الحصن عند خروجه منها(1).
لو راجعنا روايات ورود الإمام الرضا عليه السلام إلي نيسابور والمواقف المختلفة، وما أبداه الناس والعلماء من سرور وابتهاج، لعثرنا على مسائل مهمّة تجيب على بعض الأسئلة المتبقّية، لذلك سنراجع هذه الروايات ثمّ نشير إلى تلك المسائل(2).
«و لمّا كان سنة مئتين بعث إليه المأمون فأشخصه من المدينة إلى خراسان... فلمّا وصل إلى نيسابور خرج إليه علماؤها، مثل، يحيى بن يحيى وإسحاق بن راهوَيْه ومحمّد بن رافع وأحمد بن حرب وغيرهم، لطلب
ص: 140
الحديث والرواية والتبرّك به...»(1).
روى أبو الفرج بن الجوزي الحنبلي: «فلمّا قدم نيسابور خرج و هو في عمارية على بغلة شهباء، فخرج علماء البلد في طلبه، مثل: يحيى بن يحيى وإسحاق بن راهوَيْه ومحمّد بن رافع وأحمد بن حرب وغيرهم، فأقام بها مدّة»(2).
ليس في أيدينا اليوم كتاب تاريخ نيسابور - للأسف - إذ فُقد هذا الكتاب التاريخي الثمّين؛ ولذلك نروي تقارير الحاكم من روايات غيره من المحدّثين الذين كان الكتاب في متناول أيديهم.
نقل تقارير الحاكم: أحمد بن محمّد بن حسين الخليفة النيسابوري الشافعي (القرن الثامن)(3)، وابن الصبّاغ المالكي (535 ه)(4)، وابن حجر الهيثمّي الشافعي (536 ه)(5)، والقَرماني الدمشقي (537 ه)(6)، وعبد الرؤوف
ص: 141
المنّاوي الشافعي (538 ه)(1)، والشبلنجي الشافعي (539 ه)(2) بتفصيل، والذهبي الشافعي (540 ه)(3)، وابن حجر العسقلاني الشافعي (541 ه)(4) بإجمال واختصار.
ولم ينقل السمهودي الشافعي (542 ه)(5)، ولا الخنجي الأصفهاني الحنفي (543 ه)(6)، تقارير الحاكم عن كتاب تاريخ نيسابور مباشرة بل أورداها عن كتاب ابن الصبّاغ المالكي.
ووصف ابن حجر الهيثمّي الشافعي - نقلاً عن الحاكم النيسابوري الشافعي - ورود الإمام إلى نيسابور فقال: «تعرض له الحافظان: أبو زرعة الرازي ومحمّد بن أسلم الطوسي ومعهما من طلبة العلم والحديث ما لا يُحصى، فتضرّعا إليه أن يُريَهم وجهه ويروي لهم حديثاً عن آبائه...»(7).
وجاء في نقل آخر: «لمّا دخل عليّ بن موسى الرضا نيسابور على بغلة شهباء خرج علماء البلد في طلبه، منهم: يحيى بن يحيى وإسحاق بن راهوَيْه وأحمد بن حرب ومحمّد بن رافع، فتعلّقوا بلجام دابّته فقال له إسحاق: بحقّ
ص: 142
آبائك! حدّثْنا، فقال...»(1).
وقال ابن الصبّاغ المالكي نقلاً عن الحاكم: «أورد صاحب كتاب تاريخ نيسابور في كتابه أنّ عليّ بن موسى الرضا لمّا دخل إلى نيسابور في السَّفْرة التي خُصّ فيها بفضيلة الشهادة، كان في قبّة مستورة بالسقلاط على بغلة شهباء وقد شقّ سوق نيسابور، فعرض له الإمامان الحافظان للأحاديث النبويّة والمشايران على السنّة المحمّدية: أبو زرعة الرازي ومحمّد بن أسلم الطوسي، ومعهما خلائق لا يُحصَون من طلبة العلم وأهل الأحاديث وأهل الرواية والدراية، فقالا: أيّها السيّد الجليل ابن السادة الأئمّة، بحقّ آبائك الأطهرين وأسلافك الأكرمين، إلا ما أريتنا وجهك الميمون المبارك، ورويتَ لنا حديثاً عن آبائك عن جدّك محمّد صلى الله عليه و آله نذكرك به.
فاستوقف البغلة، وأمر غلمانه بكشف المظلّة عن القبة وأقرّ عيون تلك الخلائق برؤية طلعته المباركة، فكانت له ذؤابتان على عاتقه، والناس كلّهم قيام على طبقاتهم ينظرون إليه، وهم بين صارخٍ وباك ومتمرّغ في التراب ومقبّلٍ لحافر بغلته، وعلا الضجيج، فصاحت الأئمّة والعلماء والفقهاء: معاشرَ الناس! اسْمعوا وعوا وأنصتوا لسماع ما ينفعكم، ولاتؤذونا بكثرة صراخكم وبكائكم. وكان المستملي أبو زرعة ومحمّد بن أسلم الطوسي.
فقال عليّ بن موسى الرضا عليه السلام: حدّثني أبي موسى الكاظم، عن أبيه جعفر الصادق، عن أبيه محمّد الباقر، عن أبيه عليّ زين العابدين، عن أبيه الحسين الشهيد بكربلاء، عن أبيه عليّ بن أبي طالب عليهم السلام، قال: حدّثني حبيبي
ص: 143
وقرّة عيني رسول الله صلى الله عليه و آله، قال: حدّثني جبرائيل قال: سمعتُ ربَّ العزّة سبحانه وتعالى يقول: كلمة لا إله إلا الله حصني، فمن قالها دخل حصني، ومن دخل حصني أمِن من عذابي. ثمّ أرخى الستر على القبّة وسار. قال: فعدّوا أهلَ المحابر والدُّوى الذين كانوا يكتبون فأنافوا على عشرين ألفاً»(1).
وهى تنقسم إلى مجموعتين:
أ - تفاعل الناس مع ورود الإمام الرضا عليه السلام
1 - الاستقبال العظيم والفريد حين وروده عليه السلام.
2 - الصراخ والبكاء والهيجان العاطفي.
3 - تمرّغ قومٍ من الناس في التراب.
4 - تقبيل حافر بغلته.
ب - تفاعل أعلام علماء السنّة مع الإمام الرضا عليه السلام
1 - التماسهم أن يُريهم طلعتَه المباركة، وأن يروي لهم حديثاً عن آبائه الطاهرين عن جدّه محمّد صلى الله عليه و آله.
2 - تبرّك العلماء بالإمام الرضا عليه السلام.
3 - استقبال أعلام أهل السنّة وطلبة العلم وأصحاب الدراية والرواية وغيرهم من العلماء للإمام عليه السلام.
4 - حضور عشرة أو عشرين أو ثلاثين ألفاً من الرواة لنقل هذه الواقعة.
ص: 144
5 - تسابق العلماء وتشبّثهم ببغلته.
وربّما كانت هذه النقاط سبباً للمنافسة على حذف هذه الواقعة التاريخيّة من الصحاح والجوامع الحديثيّة المعتبرة لدى أهل السنّة!
لمعرفة شخصيّة علماء السنّة المشهورين المذكورين في التقارير التاريخيّة والاطلاع على منزلتهم في ذلك العصر دور كبير في إيضاح عظمة واقعة وقوفهم عند عتبة الإمام الرضا عليه السلام وبكائهم عند مشاهدتهم وجهَه الشريف، ثمّ نقلهم رواية عن آبائه الطاهرين. ومن جملة هؤلاء:
1 - آدم بن أبي إياس العسقلاني (220 ه -): كان أحد الستّة الذين نقلوا الواقعة صحيحة. قال فيه الذهبي الشافعي: «الإمام الحافظ، القدوة، شيخ الشام أبو الحسن الخراساني...»(1).
قال ابو حاتم الرازى الشافعي: «ثقة مأمون متعبّد، من خيار عباد الله»(2).
وقال أحمد بن حنبل: «كان من الستّة الذين يضبطون عنده الحديث»(3).
2 - أبو زكريّا يحيى بن يحيى التميمي المنقري النيسابوري (226 ه -):
قال أبو بكر بن عبد الرحمان: «شيخ الإسلام، وعالم خراسان الحافظ».
و قال أبو العبّاس السرّاج: «إمام لأهل الدنيا».
وقال أبو أحمد الفراء: «كان إماماً وقدوةً ونوراً للإسلام»(4).
ص: 145
وقال النسائي الشافعي: «هو ثقة مأمون ثَبْت»(1).
و قال أحمد بن سيّار المروزي الشافعي: «كان ثقة... خيّراً فاضلاً»(2).
3 - أبو عبد الله أحمد بن حرب بن فيروز النيسابوري (234 ه -): قال الذهبي الشافعي: «الإمام القدوة، شيخ نيسابور الزاهد، كان من كِبار الفقهاء والعبّاد».
و قال يحيى بن يحيى التميمي: «إن لم يكن أحمد بن حرب من الأبدال فلا أدري من هو؟».(3)
4 - أبو يعقوب إسحاق بن راهويه المروزي (238 ه -): كان أحد أئمّة أهل السنّة وعلمائهم وفي كونه شافعيّاً أو حنبليّاً اختلاف.
قال فيه السيوطي الشافعي: «أحد أئمّة المسلمين وعلماء الدين، اجتمع له الحديث والفقه والحفظ والصدق والورع والزهد...»(4).
5 - أبو الحسن محمّد بن أسلم الكندي الطوسي (242 ه -): قال السيوطي الشافعي: «كان من الثقات الحفّاظ والأولياء الأبدال».
وقال نقلاً عن ابن خزيمة الشافعي: «هو ربانيّ هذه الأُمّة، لم تر عَيْناي مثله، كان يُشبَّه بأحمد بن حنبل»(5).
6 - أبو عبد الله محمّد بن رافع القشيري الحنبلي (245 ه -): قال فيه
ص: 146
الحاكم النيسابوري الشافعي: «شيخ عصره بخراسان في الصدق والرحلة»(1).
وقال مسلم والنسائي الشافعي أيضاً: «ابن رافع ثقة مأمون»(2).
وقال الذهبي الشافعي: «الإمام الحافظ، الحجّة القدوة، بقيّة الأعلام...»(3).
7 - نصر بن عليّ الجهضمي أو الجهني (250 ه -): قال فيه ابن أبي حاتم الرازي الشافعي: «نصر، أحبُّ إليَّ وأوثق وأحفظ، نصر ثقةٌ»(4).
وقال النَّسائي الشافعي وابن خراش: «ثقةٌ»(5).
وقال عبد الله بن محمّد الفرهياني: «نصرٌ عندي من نُبلاء الناس»(6).
وقال الذهبي الشافعي: «الحافظ، العلاّمة، الثقة... كان من كبار الأعلام... نصر ابن عليّ من أئمّة السنّة الأثبات»(7).
8 - أبو زُرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي القرشي المخزومي الحنبلي (261 ه -): كان إمام أهل الحديث في خراسان، وثقة وشيخ البلاد، ومن الحفّاظ.
قال فيه السيوطي الشافعي: «أحد الأعلام وحُفّاظ الإسلام»(8).
وقال ابن أبي حاتم الرازي الشافعي: «ما رأيت أكثر تواضعاً من أبي
ص: 147
زرعة، هو وأبوحاتم إماما خراسان»(1).
وقال فيه النسائي الشافعي: «ثقة».
وذكره الذهبي الشافعي باسم «الإمام سيّد الحُفّاظ»(2).
9 - محمّد بن إسحاق بن خزيمة الشافعي (311 ه -): انتهت إليه الإمامة وحفظ الحديث في عصره بخراسان، وكان شخصيّة فريدة وحافظاً.
قال فيه الذهبي الشافعي: «انتهتْ إليه الإمامة والحفظ في عصره بخراسان...».
وقال ابن حِبّان الشافعي: «ما رأيتُ على وجه الأرض من يُحسن صناعة السنن ويحفظ ألفاظها الصحاح وزياداتها حتّى كأنّ السنن كلّها نَصْب عينيه إلا ابن خزيمة فقط».
وقال الدارقطني الشافعي: «كان إماماً ثبتاً معدوم النظير»(3).
10 - محمّد بن عبد الوهّاب أبو عليّ الثقفي الشافعي (328 ه -): قال فيه الذهبي الشافعي: «الإمام المحدّث الفقيه العلامة الزاهد العابد، شيخ خراسان، كان أبو عليّ في عصره حجّة الله على خلقه!... وكان إماماً في أكثر علوم الشرع»(4).
ولقد تضرّع هؤلاء أعلام أهل السنّة و خضعوا أمام شخصيّة الإمام الرضا عليه السلام مع ما كان لهم من منزلة علميّة، فتتبيّن هنا لنا جلالة الإمام عليه السلام
ص: 148
ومرجعيّته العلميّة والروحيّة.
عرضنا واقعة ورود الإمام الرضا عليه السلام إلى نيسابور، وروايته حديث سلسلة الذهب، و تدوين الحديث من قِبل عشرة أو عشرين أو ثلاثين ألف كاتب، ونقل حديث الحصن والإيمان من قِبل تسعين راوياً سنّيّاً، وتداعياته في عشرات الكتب المعتبرة، وكلمات علماء السنّة ومواقفهم المدهشة في تأييد أسانيد هذين الحديثين الشريفين ونصّهما. وهنا يعترض كتّابَ الصحاح(1) هذا السؤال: لماذا حذفوا كلّ هذه الأحاديث الصحيحة من مجاميعهم الحديثيّة بل لم يشيروا إليها؟!
وما هو الداعي لهذه المواقف المزدوجة تجاه الإمام الرضا عليه السلام وأحاديثه بين علماء نيسابور وغيرهم من علماء السنّة؟!
ذكرتُ حتّى الآن حديثي الحصن والإيمان المعروفين بسلسلة الذهب وتمّت دراستهما.
والآن نتعرّض إلى أحاديث ذات دلالات غير الحصن والإيمان، رواها الإمام الرضا عليه السلام بسند سلسلة الذهب عن آبائه، وقد نُقلت في كتب السنّة الحديثيّة، وسند ذكرها فيما يلي:
1 - روى ابن النجّار الشافعي (643 ه -) بسنده عن عبد الله بن أحمد بن محمّد بن حنبل، عن أبيه، عن عليّ بن موسى الرضا، عن آبائه، عن
ص: 149
أميرالمؤمنين عليه السلام، عن النبيّ الأعظم صلى الله عليه و آله أنّه قال: «ما من قومٍ كانت لهم مشورة فحضر معهم مَن اسمُه أحمد أو محمّد فشاوَرَه إلا خِير لهم أيضاً»(1).
2 - و روى ابن النجّار الشافعي أيضاً بسنده عن يوسف بن عبد الله الغازي، عن عليّ بن موسى الرضا، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليهم السلام، عن النبيّ الأعظم صلى الله عليه و آله: «يقول الله تبارك وتعالى: يا ابنَ آدم، ما أنصَفْتَني، أتَحبَّبُ إليك بالنِّعَم وتتمقّت إليَّ بالمعاصي، خيري عليّك منزّلٌ وشَرُّكَ إليَّ صاعد، ولا يزال مَلكٌ كريم يأتيني عنك كلَّ يوم وليلة بعملٍ قبيح. يا ابنَ آدم، لو سمعتَ وصْفك من غيرك وأنت لا تدري مَن الموصوف لسارعتَ إلى مَقْتِه»(2).
3 - و نقل محمّد بن سلامة القُضاعي الشافعي (454 ه -) بسنده عن الإمام عليّ بن موسى الرضا عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليهم السلام أنّ النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله قال: «من عامَلَ الناس فَلَم يظلمْهم، وحَدّثهم فلم يَكْذِبْهم، ووَعَدَهم فلم يُخْلِفْهُم، فهو ممَّن كَمُلَتْ مروءتُه، وظَهَرَتْ عَدالته، ووَجَبَت أُخُوَّتُه، وحرُمَتْ غِيبته»(3).
4 - و روى البيهقي الشافعي (458 ه -) بسنده عن الإمام عليّ بن موسى الرضا، عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السلام أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله قال: «رأس العقل بعد الدِّين: التودُّد إلى الناس، واصطناع الخير إلى كلّ بَرٍّ وفاجر»(4).
5 - أبو نُعَيم الأصفهاني الشافعي (430 ه -) بسنده عن الإمام عليّ بن
ص: 150
موسى الرضا، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليهم السلام أنّه قال: «أشدُّ الأعمال ثلاثة: إعطاء الحق مِنْ نفسك، وذِكرُ الله على كلّ حالٍ، ومواساة الأخ في المال»(1).
6 - و نقل أبو نُعَيم الشافعي أيضاً بسنده عن الإمام عليّ بن موسى الرضا، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليهم السلام عن النبيّ صلى الله عليه و آله: «العلمُ خزائنُ ومفتاحُها السؤال، فاسألوا يرحمْكمُ الله، فأنّه يُؤجَر فيه أربعة: السائل والمعلّم والمستمع والمجيب لهم والمحبُّ له»(2).
7 - داود بن سليمان عن الإمام الرضا، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليّ عليهم السلام، عن الرسول صلى الله عليه و آله أنّه قال: «لا يزال الشيطان ذَعِراً من المؤمن ما حافظ على الصلوات الخمس، فإذا ضيَّعهنَّ تجرّأ عليّه وأوْقَعَه في العظائم»(3).
8 - نقل داود بن سليمان عن الإمام الرضا، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليهم السلام، عن الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله أنّه قال: «خير الأعمال عند الله تعالى: أيضاً إيمانٌ لا شَكَّ فيه، وغزوٌ لا غُلولَ فيه...»(4).
9 - ونقل داود بن سليمان أيضاً عن الإمام عليّ بن موسى الرضا، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليهم السلام الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله أنّه قال: «مَن مرَّ على المقابِر
ص: 151
فقرأ فيها إحدى عشَرَة مرةً قُلْ هو الله أحد، ثمّ وهَبَ أجره الأموات، أُعْطِيَ مِنَ الأجْر بعدد الأموات»(1).
10 - و روى عليّ بن حمزة العلويّ عن الإمام عليّ بن موسى الرضا، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليهم السلام عن رسول الله صلى الله عليه و آله أنّه قال: «تعلّموا مِن أنسابكم ما تَصِلون به أرحامكم، فإنَّ صلة الرَّحِم مَنْسأةٌ في الأجَل، مَثْراة للمال، مرضاة للرّب تعالى»(2).
11 - و نقل أحمد بن عامر الطائي عن الإمام عليّ بن موسى الرضا، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليهم السلام، عن رسول الله صلى الله عليه و آله أنّه قال: «من حَفِظَ على أمّتي أربعين حديثاً ينتفعون بها، بَعثه الله يوم القيامة فقيها عالماً»(3).
12 - نقل الشبلنجي الشافعي مرسَلةً عن الإمام الرضا، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليهم السلام، عن النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله أنّه قال: «مَن لم يؤمن بحوضي فلا أَوردَه الله تعالى حوضي، ومَنْ لم يؤمن بشفاعتي فلا أناله الله شفاعتي». ثمّ قال: «إنّما شفاعتي لأهل الكبائر مِن أمّتي، فأمّا المحسنون فما عليّهم من سبيل»(4).
13 - و روى الشبلنجي الشافعي مرسلة عن الإمام الرضا عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليهم السلام، عن النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله أنّه قال: «لا يكون إلى يوم القيامة مؤمن إلّا وله جارٌ يؤذيه»(5).
ص: 152
14 - و نقل الشبلنجي الشافعي أيضاً مرسلة أخرى عن الإمام الرضا، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليهم السلام، عن النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله أنّه قال: «الشيب في مقدّم الرأس يُمْن، وفي العارضَين سخاء، وفي الذوائب شَجاعة، وفي القفا شُؤم»(1).
15 - و روى الشبلنجي الشافعي كذلك مرسلة عن الإمام الرضا، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليهم السلام، عن النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله أنّه قال: «لمّا أُسري بي إلى السماء رأيتُ رَحِماً معلّقة في العرش تشكو رحماً إلى ربّها أنّها قاطعة لها، قلت: كم بينَكِ وبينها من أب؟ قالت: نلتقي في أربعين أباً»(2).
تقدّم في فصل شخصيّة الإمام الرضا عليه السلام أنّ علماء السنّة ذكروا بتعبيرات عجيبة شخصيتَه العلميّة وبيّنوا مكانته الرفيعة، ولكن ثمّة سؤال تجب الإجابة عنه وهو: كيف يمكننا الانتفاع من الفيوضات العلميّة الزاخرة للإمام الرضا عليه السلام؟
السبيل الوحيد لنيل هذه المعارف هو في الروايات التي نقلها الرواة عن الإمام عليه السلام وأورثها كلّ منهم للجيل الآتي، وقد جمع كلّ هذه الروايات والكلمات والمعارف أصحاب الإمام ورواة زمانه في كتاب باسم «صحيفة الرضا» أو «مسند الرضا» ليطفئ الآخرون حرارة الشوق في قلوبهم الى المعارف من حياض علومه عليه السلام.
وقد نقل هذه الصحيفة أو المسند أو بعض رواياتهما عن الإمام الرضا عليه السلام
ص: 153
بشكل مستقلٍ رواةٌ مثل: أبي الصلت الهروي، وعليّ بن صدقة الرَّقّي، وداود ابن سليمان الجرجاني، وأحمد بن عامر الطائي، والحسن بن فضل بن العبّاس، وعشرات آخرون ممّن ذُكرت أسماؤهم في كتب السنّة باستخفاف؛ بسبب تضعيف الرجاليّين إيّاهم وتضعيف أهل الجرح والتعديل رواياتهم دون دليل(1).
والسؤال الأساس هو: ما معنى تجليل أهل السنّة لشخصيّة الإمام الرضا عليه السلام الرفيعة من جانب، وسدّ الطريق الوحيد أمام الوصول إلى معارفه وعلومه بتضعيفات فاقدة للدليل وناشئة عن التعصّب الطائفي؟! ما معنى هذه الازدواجيّة؟!
ص: 154
* معنى «الإمام»
* النصوص الدالّة على إمامته عليه السلام
ص: 155
ص: 156
الفصل الرابع: إمامته عليه السلام
تتمتّع لفظتا «الإمام» و «الإمامة» بقدسيّة خاصّة ومعنى رفيع في العقيدة الشيعيّة، وهي ذات أهميّة ومكانة مرموقة تذكّر بالأئمّة المعصومين عليهم السلام وخلفاء النبيّ الاثني عشر في معتقد الشيعة الإماميّة، فقد تصدّى أولئك الخلفاء لرفع راية الإمامة واستلام زعامة المجتمع في كلّ عصر، وتمركزت فيهم المرجعيّة العلميّة والسياسيّة والاجتماعيّة والروحيّة. ولهذا اللفظ معنيان عامّ وخاصّ:
يختلف معنى لفظ «الإمامة» لدى أهل السنّة عن معناه لدى الشيعة الإماميّة كلَّ الاختلاف، فلو استخدم بعض أهل السنّة لفظ الإمام في الإمام الرضا عليه السلام فيجب ألا يُتوهّم أن استخدام هذا اللفظ يؤدّى إلى معناه المعروف لدى الشيعة، إلا أن تقام عليّه قرينة تبيّن ذلك.
استعمالات لفظ «الإمام» في كلمات أهل السنّة
نجد بعد البحث في كلمات أهل السنّة حول الإمام الرضا عليه السلام تعبيرات ومقاطع استُعمل فيها لفظ الإمام، حيث استخدمه البعض لبيان جوانب من
ص: 157
شخصيّة الإمام عليه السلام حسب آرائهم، واستخدمه بعض آخر محاكاة عن الشيعة الإماميّة فعبّروا عنه عليه السلام بالإمام الثامن، وروى آخرون دلائل إمامته ووصايته للإمامة بعد أبيه الكاظم عليه السلام، وسنشير إلي ذلك لاحقاً.
و حسب الدراسة الميدانيّة، كان المسعودي الشافعي (346 ه -) أوّل من استخدم لفظ الإمام، في التعبير عن الرضا عليه السلام(1). ولا يعني ذلك أنّ عليّ بن موسى عليه السلام لم يُعهد إماماً قبل القرن الرابع، إنّما معناه أنّ استعمال اللفظ في الآثار التاريخيّة يرجع إلى القرن الرابع فحسب.
وتكرّر بعد المسعودي الشافعي استخدام لفظ الإمام من قِبل غيره من العلماء في الإمام الرضا عليه السلام، وكانت ذروة هذا الاستعمال في القرن السابع والثامن والعاشر كما يلي:
الفخر الرازي الشافعي(2) (606 ه)، ابن قدامة المَقْدسي الحنبلي(3) (620 ه)، الرافعي الشافعي(4) (623 ه)، الشيخ محيي الدين بن عربي الشافعي(5) (638 ه)، محمّد بن طلحة الشافعي(6) (652 ه -)، سبط ابن الجوزي الحنفي(7) (654 ه)
ص: 158
، ابن أبي الحديد المعتزلي الشافعي(1) (656 ه)، الگنجي الشافعي(2) (658 ه)، الموصلي الشافعي(3) (660 ه)، ابن خلّكان الشافعي(4) (681 ه -)، الجويني الشافعي(5) (730 ه -)، أبو الفداء الدمشقي الشافعي(6) (732 ه -)، الذهبي الشافعي(7) (748 ه -)، ابن الوردي الحلبي الشافعي(8) (749 ه -)، الصَّفَدي الشافعي(9) (764 ه -)، اليافعي الشافعي(10) (786 ه -)، الخواجه بارسا البخاري الحنفي(11) (822 ه -)، ابن الصبّاغ المالكي المالكى(12) (855) ه)، ابن تَغْري الحنفي(13) (874 ه -)، عبد الرحمان الجامي الحنفي(14) (898 ه -)، مير
ص: 159
خواند الشافعي(1) (903 ه -)، الخُنْجي الأصفهاني الحنفي(2) (927 ه -)، الخواند أمير شافعي(3) (942 ه -)، ابن طولون الدمشقي الحنفي(4) (953 ه -)، الديار بكري الشافعي(5) (966 ه -)، ابن حجر الهيثمّي الشافعي(6) (974 ه -)، القَرماني الدمشقي(7) (1019 ه)، ابن عماد الحنبلي(8) (1089 ه)، الشِبْراوي الشافعي(9) (1172 ه)، بهادر خان الهندي الحنفي(10) (القرن الثالث عشر)، الشَّبْلنجي الشافعي(11) (1298 ه)، السَّنْهوتي الشافعي(12) (حدود 1344 ه)، النَبْهاني الشافعي(13) (1350 ه)، القاضى بهجت أفندي الشافعي(14) (1350 ه)، محمّد فريد وجدي(15) (1373 ه)، عبد المتعال
ص: 160
الصعيدي المصري الشافعي(1) (1377 ه)، الزِرَكْلي(2) (1396 ه)، السيّد محمّد طاهر الهاشمي الشافعي(3) (1412 ه)، الدكتور عبد السلام التَّرْمانيني(4)، هادي الحموي المصري الشافعي(5)، باقر أمين الورد(6)، محمّد أمين الضنّاوي(7).
تقدّم أنّ هؤلاء قد استخدموا لفظ الإمام للتعبير عن جانب خاصّ من شخصيّة الإمام الرضا مثل: العلم والزهد... وفي المقابل هناك من جاء باللفظ بمعناه المطابق للثقافة الشيعيّة بشجاعة وعبّر عن الإمام بالإمام الثامن، وشرح دلائل إمامته عليه السلام ووصايته لأبيه.
تناول المسعودي الشافعي وابن الصبّاغ المالكي من أهل السنّة الروايات الدالّة على إمامة الإمام الرضا عليه السلام بتفصيل، وتعرّض لها محمّد خواجه بارسا الحنفي باختصار. كما صرّح القاضي بهجت أفندي الشافعي بوصاية الإمام
ص: 161
الرضا عليه السلام لأمر الإمامة دون ذكر الدلائل والروايات الدالّة عليّه.
1 - المسعودي الشافعي: ذكر جميع الأدلّة الروائيّة الدالّة على إمامة الأئمّة الاثني عشر، ومنهم الإمام الرضا عليه السلام على نحوٍ من التفصيل(1).
2 - ابن الصبّاغ المالكي: نشير إلى ثلاثة روايات نقلها ابن الصباغ المالكي على النحو الآتي:
الرواية الأولى: «ومِمّن روى ذلك من أهل العلم والدين داود بن كثير الرقّي قال: قلت لموسى الكاظم عليه السلام: جُعِلت فداك، إنّي قد كبرت سنّي فخذ بِيدي وأنقذْني مَن النار، مَن صاحبنا بعدك؟ قال: فأشار إلى ابنه أبي الحسن الرضا وقال: هذا صاحبُكم بعدي»(2).
الرواية الثانية: «رُويَ عن المخزومي - وكانت أُمّه من وُلد جعفر بن أبي طالب عليه السلام قال: بعث إلينا موسى الكاظم فجَمَعَنا، ثمّ قال: أتدرون لِمَ جمعتكم؟ فقلنا: لا. قال: «اشهدوا أنّ ابني هذا - وأشار إلى عليّ بن موسى الرضا - هو وصيّي والقائم بأمري وخليفتي من بعدي، من كان له عندي دَيْن فليأخذْه من ابني هذا، ومَنْ كانتْ له عندي عِدَة فليستنجزْها منه، ومن لم يكنْ له بُدّ من لقائي فلا يلقني إلّا بكتابه»(3).
الرواية الثالثة: «رُوي عن زياد بن مروان العبدى قال: دخلتُ على موسى الكاظم وعنده ابنه أبو الحسن الرضا، فقال لي: يا زياد، هذا ابني عليّ، كتابه
ص: 162
كتابي وكلامه كلامي، ورسوله رسولي وما قال فالقول قوله»(1).
وجدير بالذكر أن ابن الصبّاغ المالكي نقل هذه الروايات عن إرشاد المفيد رحمه الله(2)، وذكر رواة الحديث بالفضل والعلم والكرامة والتديّن، وما يفهم من ذلك هو قبوله بهذا النوع من الروايات، وهذا أمر مهمّ.
3 - محمّد الخواجه بارسا البخاري الحنفي: «قال موسى بن جعفر: عليّ ابني أكبرُ وُلدي، وأسمَعُهم لقولي، وأطْوعُهم لأمري، من أطاعه رَشُد»(3).
4 - القاضي بهجت أفندي الشافعي: قال آخذاً هذه الروايات بنظر الاعتبار: «كان الإمام الرضا عليه السلام أكبرُ أولاد الإمام موسى الكاظم عليه السلام الإمامَ حسب وصيّته عليه السلام»(4).
اتّضح ممّا تقدّم أنّ كلمة الإمام واستعمالها اللغوي في الإمام الرضا عليه السلام لا يدلّ على وصايته أو إمامته عليه السلام، إنما يعني ذلك أمرين:
1 - يشير إلى نظر أهل السنّة إلى أبعاد خاصّةٍ في شخصيّة الإمام الرضا عليه السلام من: علم غزير و فقاهة وعرفان و مكانة رفيعة، لذلك أطلقوا عليّه لقب الإمام.
2 - إشارة إلى معنى الوصاية و الإمامة، ولكنّ ذلك في مقام بيان عقيدة
ص: 163
الشيعة في هذا الأمر.
ويتبيّن بذلك أنّ مصطلح الإمام واستخدامه لدى أهل السنّة نسبيّ، ولا يمكن الاستدلال به على تشيّع جميع الكتّاب عند استعمالهم له في كتبهم.
ص: 164
* السؤال الأول: من اقترح التنازل عن الحكم وولاية العهد: أهو المأمون أم الفضل بن سهل؟
* السؤال الثاني: أكان المأمون صادقاً في تنازله عن الحكم أو في تنصيبه لولاية العهد؟
* السؤال الثالث: ما هي ردود فعل الإمام عليه السلام في مقابل اقتراحات المأمون؟
ص: 165
ص: 166
الفصل الخامس: ولاية العهد
تعتبر مسألة تظاهر المأمون بالتنازل عن الحكم و الخلافة للإمام الرضا عليه السلام أو تقليده ولاية عهده من أهمّ الأحداث في التاريخ الإسلامي. وهذا العمل المفاجئ أثار ضجّة في أيّامه وفيما بعد حتّى اليوم، فهو هو محلّ نزاع واختلاف وفيه آراء كثيرة؛ لأنّ المأمون هو وريث الحكومة العبّاسيّة التي كانت سياستها الرئيسيّة يوم استلامهم زمام الحكم هي التصدّي للعلويّين وإبادتهم، بحيث إن لم تكن جرائم بني العبّاس أكثر من بني أميّة فهى مضاهية لها، والحقيقة هي أن سياسة بني العبّاس امتداد لسياسة الأمويّين، فقد حارب المنصور الدوانيقي ثاني حاكم عبّاسىّ العلويين ومارس أبشع جرائم التعذيب والقتل ضدّهم، كما لا ينسى التاريخ جرائم هارون الرشيد و أبناءه.
والمأمون - الذي نشأ في جوّ مشحون بالبغض للعلويّين والعداء لهم، وتسّلم الحكم من سلطةٍ رسمت جميع خططها السياسية والعسكريّة والاقتصادية والثقافية والاجتماعية على أساس محو العلويّين - يأتي فجأة ويعامل العلويّين على الظاهر بلطف ودماثة أخلاق خلافاً لكلّ ما عهده التاريخ مِن قِبل آبائه من خصومة وعداء؟! فقد جاء بالإمام الرضا عليه السلام من المدينة إلى مرو واقترح عليّه الخلافة، وبعدما رفضها الإمام فرض عليّه بالإكراه والتهديد قبول ولاية العهد، ثمّ استبدل شعار بني العبّاس بشعار العلويين، وضرب الدراهم باسم الإمام الرضا عليه السلام، واختار اللّون الأخضر بدل
ص: 167
الأسود، وزوّج ابنته من الإمام عليه السلام، فاحتار العبّاسيّون من فعل المأمون الذي أدخل السلطة العبّاسيّة بذلك في مرحلة جديدة.
وهنا تطرح عدة تساؤلات: ما هي دوافع المأمون لاتّخاذ مثل المواقف الودّية تجاه أولاد الإمام عليّ عليه السلام؟ وما هي دوافعه للتنازل عن الحكم للإمام الرضا عليه السلام؟ هل كان هذا الاقتراح للخلافة وولاية العهد من جانب المأمون أم من قِبل الفضل بن سهل؟ وهل كان المأمون صادقاً في تنازله عن السلطة؟ وهل كان ينوي إرجاع الخلافة لأولاد الإمام عليّ عليه السلام أم كانت له مقاصد أخرى؟ ولِمَ فرض ولاية العهد على الإمام عليه السلام؟ وعشرات التساؤلات الأخرى.
وكلّ هذه التساؤلات تنبع من ثلاثة أمور هي:
أوّلاً: من كان اقترح التنازل عن الحكم وولاية العهد، أهو المأمون أم الفضل بن سهل؟
ثانياً: لو كان المأمون صاحب هذا الاقتراح، أكان صادقاً في نيّته لإرجاع الخلافة لأولاد علي عليه السلام أم لم يكن ذلك أكثر من حيلة يتابع المأمون من خلالها أهدافاً أخرى؟
ثالثاً: ماذا كان موقف الإمام الرضا عليه السلام تجاه هذا العرض؟
ونتبنّى الإجابة على هذه التساؤلات الثلاثة نظراً لأهميّتها، إذ سيتبيّن من خلالها ماهيّة علاقة الحكّام العبّاسيّين بأهل البيت عموماً وعلاقة المأمون بالإمام الرضا عليه السلام بشكل خاصّ. وهذه العلاقة: وهل كانت ودّيّة أم كان للمأمون من ورائها أهداف أخرى؟!
ص: 168
المشهور هو أنّ المأمون عرض الخلافة وولاية العهد على الإمام، ولكن اعتقد بعضهم أن الفضل بن سهل قدّم هذا الاقتراح إلى المأمون، فعندما استولى المأمون على بغداد وقتل أخاه الأمين، أرسل الفضل بن سهل وزير المأمون أخاه حسن بن سهل لتولّي الحكم في بغداد، ولكنّ ولاة الكوفة والعراق لم يرضوا بحكمه؛ لأنّه لم يكن من أمراء العرب، فاتفقوا على حكم السادة العلويّين فثاروا ضدّ المأمون، وكانت تنفجر بين حين وحين ثورات العلويين ضدّ حكومة العبّاسيّين، وتدهورت أوضاع البلاد بسبب تلك الثورات، فقال الفضل بن سهل للمأمون: قد طمع العلويّون في الخلافة وسايَرَهم عساكر العرب، والحكمة أن نقدّم أشرف السادة العلويّين وأجلّهم خليفة ليستقرّ الوضع وتهدأ الثورات. واختارا أخيرا الإمام الرضا عليه السلام لهذا الأمر(1).
وللإجابة عن هذا السؤال يجب أخذ الملاحظات الآتية بنظر الاعتبار:
1 - كان المأمون سياسيّاً محنّكاً حاذقاً وخبيراً حازماً مراوغاً وصارماً في قراراته.
2 - وكان الفضل بن سهل وزير المأمون مشهوراً بالحذاقة والفطنة والمكر، وهو المستشار الخاصّ للحاكم العبّاسىّ، وبناءً عليّه فلو كان المقترح
ص: 169
هو الفضل فهذا معناه أن المأمون ليس هو صانع القرار الداهية الحازم، ويكون الفضل هو الأصابع المحركة لكلّ قرارات السلطة، والحقيقة خلاف ذلك. ووجه الجمع هو أنّه وإن كان الفضل صاحب الاقتراح إلا أنّ المأمون عرض الخلافة وولاية العهد على الإمام عليه السلام، ولم يكن دور الفضل سوى الاقتراح والمشورة، فإنّ المأمون درس جوانب الأمر وأقدم عليّه تجنّباً لكلّ المخاطر التي كانت تحيط بحكمه مع أخذ معارضة بني العبّاس بنظر الاعتبار. ثمّ من غير المعقول أن يطيع المأمون آراء وزيره في قضيّة مصيريّة كهذه.
والدليل الآخر هو أنّه لو كان الاقتراح للفضل بن سهل لَواجَه بعد فشله تأنيب المأمون وتوبيخه، وهذا ما لا نرى له أثراً في التاريخ.
وعلى ذلك يكون المأمون هو صاحب القرار، وما ورد عن الفضل بن سهل إنّما هو مجرّد اقتراح ومشورة.
تقدّم أنّ عرض الخلافة وولاية العهد كان من قبل المأمون، ولكن هنا يطرح سؤال آخر هو: هل كانت نيّة المأمون في إرجاع الخلافة إلى آل عليّ حقّاً أم كانت له أهداف أخرى؟
يجب الانتباه إلى دوافع وأهداف المأمون خلف هذا العرض للإجابة عن هذا السؤال الأساس المهمّ، والوصول إلى جواب صحيح وشامل.
ونتعرّض هنا أوّلاً إلى آراء علماء السنّة في المأمون ومواقفهم منه، فنذكر الرأي النهائي بنقد وتحليل.
ص: 170
في استطلاع عام لوجهة نظر علماء أهل السنّة نصل إلى ثلاثة آراء تحكي عن دوافع المأمون:
أ - القول بصدق المأمون في اقتراحه وأنّه لم ينبثق لا عن قرار سياسيّ أو مكر وحيلة.
ب - القول بأنّ المأمون لم يكن صادقاً في اقتراحه، بل كانت له أهداف أخرى.
ج - الاعتقاد بأنّ المأمون كان صادقاً في البداية، ثمّ انحرف وقتل الإمام الرضا عليه السلام.
ذكر بعض علماء أهل السنّة شواهدَ على أن دوافع المأمون كانت سليمة، منهم:
1 - الطبري وابن الأثير الشافعي وغيرهما: «إنّ المأمون نظر في بني العبّاس وبني عليّ فلم يجد أحداً هو أفضل ولا أورع ولا أعلم منه (أى من الإمام الرضا عليه السلام»(1).
2 - أبو الفرج الأصفهاني: «إنّ المأمون كان خلال صراعه مع أخيه الأمين
ص: 171
قد عاهد الله أن ينقل الخلافة إلى أفضل آل ابي طالب، وأنَّ عليّ الرضا هو أفضل العلويّين إن ظفر بالمخلوع»(1).
3 - السيوطي الشافعي: «إنّ المأمون قد حمله على ذلك إفراطُه في التشيّع(2)، حتّى قيل: أنّه همّ أن يخلع نفسه ويفوّض الأمر اليه»(3).
4 - ابن الطقطقي: «إنّ المأمون فكّر في حال الخلافة بعده وأراد أن يجعلها في رجلٍ يصلح لها لتبرأ ذمّته، فنظر في بني العبّاس وبني عليّ فلم يجد أحداً هو أفضل ولا أورع ولا أعلم منه»(4).
5 - الدكتور أحمد أمين المصري الشافعي: «إنّ المأمون قد أراد بذلك أن يصلح بين البيتين العلويّ والعبّاسي ويجمع شَمْلهما ليتعاونوا على ما فيه خير الأُمّة وصلاحها، وتنقطع الفِتن وتصفو القلوب، وأنّه كان معتزليّاً ويرى أحقّيّة عليّ وذرّيته بالخلافة، وكذلك أنّه وقع تحت تأثير الفضل والحسن ابنَي سهل الفارسيّين... وأنّه رأى أنّ عدم تولّي العلويّين للخلافة يكسب أئمّتهم شيئاً من التقديس، فإذا ولّوا الحكم ظهروا للناس وبان خطؤهم وصوابهم فزال عنهم التقديس... وأغلب ظنّي أنّ المأمون كان مُخْلِصاً في عمله صادقاً في تصرّفه...»(5).
ص: 172
وممّن قال بذلك:
1 - الدكتور عليّ سامي بشّار: «إنّ المأمون أدرك خطورة الدعوة الإسماعيلية فأراد أنْ يقضي عليّها، وكان الإمام عبد الله الرضي بدأ نشاطاً واسعاً؛ ولذا قرّب المأمون إليه عليّ الرضا وبايعه بولاية العهد»(1).
2 - الدكتور كامل مصطفى الشيبي: «إنّ المأمون جعله وليّ عهده لمحاولة تألّف قلوب الناس ضدّ قومه العبّاسيّين الذين حاربوه ونصروا أخاه»(2).
3 - السيّد هاشم معروف الحسني: «إنّ المأمون وضع الإمام الرضا تحت رقابة الخلافة، ومنعه من القيام بحركة علويّة جديدة... كانت ولاية العهد على كُرهْ الإمام»(3).
4. - الشيخ محمّد حسين المظفر: «إنّ المأمون كان مدفوعاً في البيعة لعليّ الرضا بولاية العهد بدافع سياسي، وهو حماية مصالح الدولة العبّاسيّة؛ لأنّ المأمون من رجال الدهاء والسياسة»(4).
5 - السيّد جعفر مرتضى العاملي: «فإنّنا مهما شككنا في شيء فلَسْنا نشكّ في أنّ المأمون كان قد درس الوضع دراسة دقيقة قبل أن يُقْدم على ما
ص: 173
أقدم عليّه، وأخذ في اعتباره كافّة الاحتمالات ومختلف النتائج... ممّا أخفته عنّا الأيدي الأثيمة والأهواء الرخيصة وإن كانت تلك اللعبة لم تُؤتِ كلّ ثمارها التي كان يرجوها منها، وذلك بسبب الخطة الحكيمة التي كان الإمام عليه السلام قد أتبعها»(1).
أشار الخنجي الأصفهاني الحنفي إلى هذا الاحتمال وقال: «قال البعض بأنّ المأمون كان رجلاً عالماً أراد استرداد الخلافة من العبّاسيّين وارجاعها إلى أولاد عليّ لا عن مكر وحيلة أو قرار سياسيّ، إنّما أراد بذلك أداء الأمانة إلى أهلها، لكن بعد تولّيه عليّ بن موسى الرضا العهد لم يَرضَ بنو العبّاس له ذلك، فخرجوا على حكمه و قالوا بأنّ المأمون ولد زنا... ولمّا رأى المأمون الخلل والاضطراب في الأوضاع اختار مُلك الدنيا الفاني وسمّ الإمام...»(2).
إنّ كُلاًّ من دوافع المأمون المذكورة صحيح إلى حدّ ما، ولكنّه ليس شاملاً ولا يبيّن الحقيقة كما هي، وبتعبير آخر: إنّ الجواب الشامل هو الرأي الثاني القائل بعدم كون المأمون صادقاً في جعل الإمام الرضا عليه السلام خليفة أو تولّيه العهد إنّما كان ذلك منه عن دوافع عدائية، كما صرّح بذلك المأمون
ص: 174
نفسه وغيره من أصحابه، وإثبات ذلك يرد من مصادر معتبرة لدى أهل السنّة.
وما هو بديهيّ وتشير إليه مصادر السنّة صريحاً هو عدة أُمور:
الأوّل: أنّه لا يمكن القبول بصدق المأمون الحاكم السياسيّ في عرضه الخلافة وولاية العهد، فالقبول بظاهر ذلك هو السذاجة بعينها.
الثاني: إن التعتيم السياسيّ وتفتيت القواعد الاجتماعية للإمام عليه السلام كان الهدف الأساس في أهداف المأمون.
الثالث: إضافة إلى ذلك فقد ذُكرت أهداف فرعيّة لتضليل الرأي العامّ.
الرابع: نظر بنو العبّاس وبنو عليّ إلى هذا العرض بشكّ وترديد.
ولإيضاح تداعيات هذه الإجابة يجب أن نذكر أربع ملاحظات:
ولد المأمون العبّاسيّ سنة 170 ه -، واقترن مولده باستلام هارون العبّاسيّ الخلافة، ولمّا بلغت بشرى ولادته هارون سمّاه مأموناً بمعنى: الفأل الحسن. وكانت أمّ المأمون - مراجل - جارية فارسيّة من خدم قصر هارون تعمل في المطبخ.
قال الدميري الشافعي نقلاً عن بعض المؤرّخين: «كانت أمّ المأمون من أقبح الجواري، ولعبت زبيدة زوجة هارون معه الشطرنج يوماً فغلبته وطلبت منه أن يطأ مراجل أقبح الجواري وأشوهها خِلقةً، فاستعفاها فلم تُعفِه، فاقترح عليّها خراج مصر والعراق فأبت، فأمرته أن يطأها، فعلقت منه بالمأمون، ثمّ ماتت مراجل أيام نفاسها وتربّى المأمون في أحضان يحيى بن جعفر
ص: 175
البَرْمكي»(1).
الدميري الشافعي: «لم يكن في بني العبّاس أعلم من المأمون... عارفاً بالعلم، فيه دهاء وسياسة»(2).
ابن النديم: «أنّه أعلم الخلفاء (أى الحكّام العبّاسيّين) بالفقه والكلام»(3).
أبوحنيفة أحمد بن داود الدينوري: «كان نجمَ بني العبّاس في العلم والحكمة، وكان قد أخذ من العلوم بقسط وضرب فيها بسهم»(4).
السيوطي الشافعي: «كان أفضل رجال بني العبّاس حزماً وعزماً وعلماً ورأياً ودهاءً وهيبةً وشجاعةً...»(5).
وقد جاء في الإخبارات الغيبيّة لأمير المؤمنين عليّ عليه السلام أنّه قال: «ويل لهذه الأمّة من رجالهم! الشجرة الملعونة التي ذكرها ربّكم تعالى، أوّلهم خضراء وآخرهم هزماء، ثمّ يلي بعدهم أمر أمّة محمّد رجال أوّلهم... سابعهم أعلمُهم...»(6).
أمّا في روايات الشيعة الإماميّة، فقد تعرّض المأمون لتنديد عنيف وذمّ
ص: 176
شديد، واعتُبِر قاتلَ الإمام الرضا عليه السلام، وسُمّي ب - «العفريت المستكبر»(1) و «العفريت الكافر»(2).(3).
تقدّم أنّ المأمون كان ثمّرة اجتماع هارون مع جاريته مراجل، فاتّخذ بنو العبّاس ذلك وسيلةً لتعيير المأمون والاستخفاف به، كما قال الخنجي الحنفي: «لقّب بعض بني العبّاس المأمونَ بابن الزانية»(4).
وفي المقابل كانت زبيدة أمّ الأمين من العرب، أمّا أمّ المأمون فهي جارية فارسيّة، وهذا كان سبباً لتعيير الأمين أخاه المأمون بأمّه استخفافاً به، واستدلاله على عدم جدارته للحكم.
قال السيوطي الشافعي: ومن شعر الأمين يخاطب أخاه المأمون ويعيّره بأُمّه لمّا بلغه عنه أنّه يعدّد مثالبه ويفضل نفسه عليّه، أنشده الصولي:
ص: 177
لا تفخرنّ عليك بعدَ بقيّةٍ *** والفخرُ يَكمُل للفتى المتكامل
وإذا تطاولتِ الرجالُ بفضلِها *** فارْبَعْ فإنّك لَسْتَ بالمُتطاوِلِ
أعطاك ربُّك ما هَويت، وإنّما *** تَلقى خلاف هواك عند «مَراجلِ»!
تعلو المنابرَ كلَّ يومٍ آملاً *** ما لستَ مِنْ بعدي إليه بواصلِ
فتَعيب مَن يعلو عليّك بفضلِهِ *** وتُعيد في حقّي مقالَ الباطلِ(1)
ونظراً إلى كلّ ذلك فقد بايع بنو العبّاس الأمين في البداية، ولكنّهم بعد هزيمة الأمين وقتله أُرغموا على القبول بحكومة المأمون، وفي الوقت ذاته كانوا يعدّون العُدّة لوقتها المناسب لبيعة غيره من بني العبّاس، فكانت قضيّة ولاية عهد الإمام الرضا عليه السلام مبرّراً لهم ليبايعوا إبراهيم بن المهديّ عمّ المأمون في بغداد(2).
إنّ كلّ هذه الأحدات التاريخيّة تحكي لنا عن عدم استقرار شرعيّة حكم المأمون لدى بني العبّاس، بل عن عدم شرعيّة حكمه.
بعد مقتل الأمين واستلام المأمون الحكم سنة 198 ه - عرّضت الاضطرابات العديدة - وخاصّة ثورات العلويّين منها - حكم بني العبّاس إلى خطر السقوط، ففي سنة 198 ه - أظهر نصر بن شيث العقيلي تمرّدَه في حلب وتغلّب على ما جاورها من البلدان(3)، وفي السنّة نفسها حدثت فتنة في
ص: 178
الموصل بين اليمانية والنزارية قُتل فيها من النزارية أكثر من ستّة آلاف(1)، وفي سنة 199 ه - انفجرت معارك ضارية بين بني ثعلبة وبني أُسامة(2).
«وكانت هذه السنّة فاتحة لثورة عظيمة قادها العلويّون، حيث خرج أبو السرايا السري بن منصور الشيباني بالعراق ومعه محمّد بن إبراهيم بن إسماعيل الحسني، فضرب أبوالسرايا الدراهم بالكوفة، وسيّر جيوشه إلى البصرة وواسط ونواحيها، وتوزّعت الثورة على عدّة جبهات:
جبهة البصرة بقيادة العبّاس بن محمّد بن عيسى الجعفري، وجبهة مكّة بقيادة الحسين بن الحسن الأفطس، وجبهة اليمن بقيادة إبراهيم بن موسى بن جعفر عليه السلام، وجبهة فارس بقيادة إسماعيل بن موسى بن جعفر عليه السلام، وجبهة الأهواز بقيادة زيد بن موسى بن جعفر عليه السلام، وجبهة المدائن بقيادة محمّد بن سليمان بن داود بن الحسن بن الحسن عليه السلام. واستمرت هذه الثورة أكثر من سنة إلى أن قُضىَ عليّها»(3).
«وفي سنة 200 ه - خرج محمّد بن الإمام جعفر الصادق عليه السلام، ولكنّه استأمن، فأُخرج من المدينة إلى خراسان، فمات بجرجان»(4).
«وفي سنة 201 ه - أصاب أهلَ بغداد بلاءٌ عظيم حتّى كادت تتداعى بالخراب، وجلا كثير من أهل عنها با النهب والسبي والغلاء وخراب
ص: 179
الدور»(1).
يعتبر جرجي زيدان في كتابه، حفظ الأسرار وأمن المعلومات إحدى خصائص الدولة العبّاسيّة، فيقول: «واشتهر بنو العبّاس على الخصوص بحفظ الأسرار والتكتّم فيما ينوونه... ولاسيّما فيما يحتاجون إليه لتثبيت دعائم دولتهم، كما رأيت في تصرف الخلفاء مع قوّادهم ووزرائهم من أوّل دولتهم وخصوصاً: المنصور مع أعمامه وأبي مسلم وغيرهم، وتصرف الرشيد مع البرامكة، والمأمون مع الفضل بن سهل وعليّ الرضا وطاهر بن الحسين، وكانوا يرون كتمان مشروعاتهم شرطاً من شروط نجاحها»(2).
1 - كان المأمون سياسيّاً حازماً ذا رأي صارم.
2 - كانت شرعيّة حكمه غير مُستقرة لدى بني العبّاس.
3 - شيوع الأوضاع الداخليّة المضطربة في تلك الحقبة الزمنيّة.
4 - من الخصائص البارزة حفظ الأسرار في الدولة العبّاسيّة.
ونظراً إلى هذه الملاحظات، و بعد العودة إلى السؤال المطروح، نجد بوضوح أنّ المأمون لم يكن صادقاً في عرضه، وإنّما كان يريد به أهدافاً أخرى.
ص: 180
هكذا وردت الآراء:
1 - كان المأمون يعتبر الإمام الرضا عليه السلام أعلم وأفضل وأتقى الناس.
2 - عاهد المأمون ربّه بأنّه لو تغلّب على الأمين ليعطينّ الإمام الرضا عليه السلام إمّا الخلافة وإمّا ولاية العهد.
3 - كان تشيّع المأمون داعياً لذلك.
4 - أراد المأمون من ذلك إراحة باله من الخلافة و تبرئة ذمّته من ذلك.
5 - زرع السلام والمودّة بين بني عليّ وبني العبّاس.
6 - تشويه سمعة الإمام الرضا عليه السلام منتظراً و مفترضاً أن سيصدر منه - حاشاه - ما يمكنه أن يَعيبه عليه!
7 - تفادي انتشار الإسماعيليّة.
8 - الانتقام من بني العبّاس لدعمهم الأمين والاستهانة بالمأمون.
9 - منع ثورات العلويّين من الانتشار، وتهدئة أوضاع البلاد.
10 - تأمين مصالح بني العبّاس.
كانت بعض الموارد المذكورة بعنوان دوافع المأمون آراءً وانطباعات شخصيّة فاقدة للوثائق التاريخية، ولكن يمكن اتّخاذ بعضها عنواناً لبعض دوافع المأمون، إمّا لتصريح المأمون نفسه بها، وإمّا لِما وصل إليه محلّلو التاريخ بعد استقرائهم للحوادث:
1 - قام المأمون بعرض الخلافة وولاية العهد على الإمام الرضا عليه السلام لكونه أعلم وأفضل وأورع الناس.
ص: 181
2 - عهد المأمون مع ربّه في حال الغلبة على الأمين.
3 - تشيّع المأمون وكونه معتزليّاً.
4 - محاولة اظهار أخطاء لو صدرت من الإمام الرضا عليه السلام حاشاه.
5 - الانتقام من بني العبّاس لدعمهم الأمين واستهانتهم بالمأمون.
6 - منع ثورات العلويّين من الانتشار وتهدئة أوضاع البلاد.
اتضّحت دوافعه الرئيسيّة خلال رواية نقلها الحاكم النيسابوري الشافعي، وقد صرّح المأمون فيها عن أنّ عرض ولاية العهد وفرضها على الإمام كان عن تخطيط مسبق، وكان يهدف إلى عدّة أمور، وما تُبيّنه هذه الرواية يغطّي كلّ ما قيل حول دوافع المأمون، فعندما ظهرت كرامات الإمام الرضا عليه السلام وبرزت شخصيّته الروحيّة في مرو، وازدادت الضغوط الداخليّة من جانب بني العبّاس على المأمون، بيّن المأمون دوافعه الحقيقيّة في جواب المعارضين لقراره وأظهر ما كان يُخفيه خلف الكواليس، فقال: «قد كان هذا الرجل مستتراً عنّا يدعو إلى نفسه، فأردنا أن نجعله وليّ عهدنا، ليكون دعاؤه إلينا، ولنعرف ما يخالفه والمُلك لنا، وليعتقد فيه المعترفون به أنّه ليس ممّا ادّعى في قليل ولا كثير، وأنّ هذا الأمر لنا من دونه، وقد خَشِينا إن تركناه على تلك الحالة أن ينفتق عليّنا منه ما لا نسدّه، ويأتي عليّنا ما لا نطيقه، والآن وإذْ قد فعلنا به ما قد فعلنا، وأخطأنا في أمره ما أخطأنا، وأشرفنا من الهلاك بالتنويه به على ما أشرفنا، فليس يجوز التهاون في أمره، ولكنّا نحتاج أن نضع منه
ص: 182
قليلاً قليلاً حتّى نصوّره عند الرعايا بصورةِ مَن لايستحق هذا الأمر، ثمّ ندبّر فيه بما يحسم عنّا موادَّ بلائه!»(1). (أى الاغتيال).
فهذه الحقائق المؤلمة تبيّن المقاصد الحقيقيّة للمأمون، و هى:
1 - لم يكن يقصد التخلّي عن الخلافة لآل عليّ، وإنّما كان يهدف إلى تصدّي الإمام عليه السلام لولاية العهد.
2 - كان الهدف الأساس هو حفظ الحكم لنفسه وإيقاف خطر الإمام على أنّه المنافس الأصلي في التصدّي للخلافة، وإزاحته عن طريقه.
3 - كان العرض الأوّل للخلافة مجرّدَ تمثيليّة مصطنعة وعرضاً ظاهريّاً خادعاً للناس.
4 - كان القصد من فرض ولاية العهد إضفاءَ الشرعيّة على حكمه لاجتناب ثورات العلويّين.
5 - كان النهج السياسيّ للمأمون هو نفسه الذي اتّبعه الحكّام السابقون، وهو إزاحة أهل البيت عن الخلافة الإلهيّة، ولكنّ أسلوب المأمون اختلف عن غيره من الحكّام العبّاسيّين، فكانت منه هذه الخطوات.
أوّلاً: أعطى الإمام الرضا عليه السلام صاحب الخلافة الشرعيّة مكانةً أدنى من الخلافة.
وثانياً: حاول إدخال الإمام إلى العمل السياسيّ ليتصيّد بعض الملابسات على حدّ توهّمه!
6 - مراقبة الإمام وشيعته عن قرب.
ص: 183
وجدير بالذكر أن أحمد أمين المصري الشافعي أشار إلى أغراض المأمون هذه أيضاً...(1).
ومع أنّ ولاية العهد فُرِضت على الإمام عن إكراه منه، إلا أنّ الإمام اشترط ببصيرةٍ إلهيّة أن لا يتدخّل في شؤون إدارة البلاد، ليمنع المأمون من تحقيق مقاصده الخبيثة.
وعلى هذا الأساس كان الهدف من تنصيب الإمام لولاية العهد هو وضعه تحت المراقبة ومنع الناس من الالتقاء به.
ونظراً لما تقدّم من الملاحظات الأربع عن دوافع المأمون نقول: كان المأمون العبّاسيّ سياسيّاً، وكان حفظ الأسرار من خصائص العبّاسيّين، وقد أعرب في قضيّة ولاية العهد عن أهداف ودوافع لتضليل الرأي العامّ، وليخفي قصده الحقيقيّ في عزل الإمام الرضا عليه السلام. أمّا رواية الحاكم النيسابوري الشافعي التي تكشف عن الفترة الأخيرة لحياة الإمام الرضا عليه السلام فتُبيّن أن سياسة المأمون لم تنجح، لذلك كشف النقاب عن مقاصده الحقيقة.
1 - طرح مقاصد عقائديّة لاختيار الإمام عليه السلام للخلافة أو ولاية العهد كحدّ أدنى.
2 - إقامة الأفراح والاحتفالات لتولّي الإمام الرضا عليه السلام لولاية العهد، وبذل الهدايا والجوائز للناس.
ص: 184
3 - مناظرات المأمون ودفاعه عن أولاد عليّ عليه السلام.
4 - تبديل لبس السواد بالملابس الخضراء.
5 - ضرب الدراهم باسم الإمام الرضا عليه السلام.
6 - الإعلان عن خبر ولاية العهد في أرجاء البلاد.
7 - تزويج ابن الإمام ببنت المأمون.
8 - بكاء المأمون ورثاؤه لدى شهادة الإمام الرضا عليه السلام.
هذه السياسة التضليليّة تشير من جانب إلى مدى دهاء المأمون ومكره، ومن جانب آخر إلى حفظه للأسرار الداخليّة للدولة العبّاسيّة التي كانت تخفي مقاصدها إلى فترة طويلة، وقد قال الجهشياري حول الازدواجيّة في سياسة المأمون: «أنّه يقتل الفضل ويبكي عليّه ويقتل قتَلَتَه، ويقتل الإمام الرضا ثمّ يبكي عليّه، ويقتل طاهراً ويولّي أبناءه مكانه، ويقتل أخاه (الأمين) ويوهم أنّ الذنب في ذلك على الفضل وطاهر. وهذا ممّا يدلّ على دهائه وحنكته وسياسته»(1).
بعد مراجعة سريعة لأحداث ومجريات زمن الإمام الرضا عليه السلام نجد أنّ المأمون اتّبع سياسة جديدة بناءً على خطط مسبقة للتصدّي للإمام، فقد أجبره على القدوم من المدينة إلى مرو، وعرض عليّه الخلافة بسياسة ماكرة، فواجه
ص: 185
رفض الإمام؛ لذلك عرض عليّه قصده الحقيقيّ وهو ولاية العهد، فواجه رفضه مرّة أخرى، فكشف المأمون اللثام بذلك عن سرّه وبيّن حقيقة قصده، ففرض ولاية العهد هذه المرة عليّه بالتهديد والوعيد، فقبل الإمام ذلك - بشروط - عن إكراه واضطرار.
و هنالك شواهد عديدة في مصادر أهل السنّة تدلّ على أنّ الإمام عليه السلام كان يعلم جيّداً ما كان ينويه المأمون من إحضاره إلى مرو وعرضه الخلافة عليه، ومن ثمّ ولاية العهد، وعلى أنّ الإمام إنّما قبل بولاية العهد عن إكراه:
1 - قال المسعودي الشافعي: «... فألحّ عليّه فامتنع، فأقسم فأبرّ قسمه...»(1).
2 - كتب الإمام عليه السلام إجابة على ظهر كتاب العهد قائلاً: «والجامعة والجفر يدلان على ضدّ ذلك وَ مٰا أَدْرِي مٰا يُفْعَلُ بِي وَ لاٰ بِكُمْ(2) ) إِنِ اَلْحُكْمُ إِلاّٰ لِلّٰهِ يَقُصُّ اَلْحَقَّ وَ هُوَ خَيْرُ اَلْفٰاصِلِينَ(3) )، لكنّي امتثلْتُ أمر أمير المؤمنين وآثرت رضاه، والله يَعصمني وإيّاه، وأشهدتُ اللهَ نفسي بذلك، فَكَفىٰ بِاللّٰهِ شَهِيداً»(4) ).
3 - وكذلك كتب الإمام في مطلع كتاب العهد: «الحمد لله الفعّالِ لما يشاء، لا مُعقّبَ لحكمِه، ولا رادّ لقضائِه، يعلم خائنةَ الأعين وما تُخفي لصدور...»(5).
ص: 186
وهذا بحدّ ذاته دليل على سوء نيّة المأمون وعدم قبول الإمام عليه السلام بهذا الأمر، وأنّه عليه السلام كان مكرهاً على القبول به.
4 - قال الخواجه بارسا البخاري الحنفي: «أصرّ المأمون على خلافة الإمام الرضا عليه السلام ولكنّ الإمام لم يقبل منه ذلك، فقال المأمون: فإن لم تقبل الخلافة لم تجب مبايعتي لك، فكن وليَّ عهدي. فقبل الإمام ذلك وقال عليه السلام: «واللهِ لقد حدّثني أبي عن آبائه رضي الله عنهم، عن رسول الله صلى الله عليه و آله، أنّي أخرج من الدنيا قبلك مظلوماً تبكي عليّ ملائكة السماء والأرض، وأُدفن في أرض الغربة. ثمّ ألحّ المأمون عليه إلحاحاً كثيراً فقبل ولاية العهد وهو باكٍ حزين»(1).
5 - وذكر القندوزي الحنفي أيضاً أحداث هذه القضيّة(2).
6 - وقال أحمد أمين المصري الشافعي: «... والتزم الرضا بذلك فامتنع ثمّ أجاب...»(3).
7 - سرور بعض أصحاب الإمام الرضا عليه السلام وتنبؤه عليه السلام: رُوي أنّه حينما وُلّي الإمام الرضا عليه السلام العهد سُرّ بعض أصحاب الإمام، وقال أحدهم: كنت مسروراً بذلك فقال لي الإمام عليه السلام: «لا تُشغلْ قلبَك بشيء ممّا ترى من هذا الأمر ولا تستبشر، فأنّه لا يتم»(4).
وتدلّ كلّ هذه المؤشّرات والقرائن على إكراه الإمام عليه السلام وتهديده مِن
ص: 187
قِبل المأمون، وعلى سوء نيّة المأمون ومقاصده العدائيّة والشيطانيّة الماكرة.
وقد جاء بيان ذلك في مصادر الشيعة الإماميّة بوضوح:
1 - روى الشيخ الصدوق: «عن ياسر، قال: لمّا وَلِي الرضا عليه السلام العهد سمعتُه وقد رفع يديه إلى السماء وقال: اللّهمّ إنّك تعلم أنّي مُكْره مضطرّ، فلا تؤاخذني كما لم تؤاخذ عبدَك ونبيّك يوسف حين وقع إلى ولاية مصر»(1).
2 - وقال محمّد بن عرفة: «قلت للرضا: يا ابن رسول الله! ما حملك على الدخول في ولاية العهد؟ فقال: ما حمل جدّي أمير المؤمنين عليه السلام على الدخول في الشورى»(2).
3 - وقال أبو الصلت الهروي: «واللهِ ما دخل الرضا عليه السلام في هذا الأمر طائعاً، وقد حُمل إلى الكوفة مُكرَهاً، ثمّ أُشخص منها على طريق البصرة وفارس إلى مرو»(3).
4 - قال الريّان: «دخلت على عليّ بن موسى الرضا عليه السلام فقلت له: يا ابن رسول الله، إنّ الناس يقولون: إنّك قَبِلتَ ولاية العهد مع إظهارك الزهد في الدنيا! فقال: قد علم الله كراهتي لذلك، فلمّا خُيِّرت بين قبول ذلك وبين القتل، اخترت القبول على القتل...»(4).
5 - وقال أبو الصلت الهروي: بعد عرض الخلافة وولاية العهد ورفضهما
ص: 188
من قِبل الإمام عليه السلام وإلحاح المأمون عليّه، غضب المأمون وقال مخاطباً إيّاه: «فبالله أُقسم، لَئِن قبلتَ ولاية العهد وإلا أجبرتك على ذلك، فإن فعلت، وإلا ضربتُ عنقك!!... فرضي منه بذلك، وجعله وليَّ عهده على كراهة منه عليه السلام لذلك...»(1).
1 - أهمّ هذه الأمور هي كشف الإمام الرضا عليه السلام اللثام عن وجه المأمون الحقيقيّ، و بيانه للناس حقيقةَ الأمر؛ لئلا ينخدعوا بمكر المأمون وتظاهره.
2 - مع أنّ الإمام قد قبل بولاية العهد بعد إصرار المأمون وتهديداته، ولكنّه قبلها مشروطة، وهذا النوع من القبول منع المأمون من تحقيق نواياه؛ لأنّ المأمون - كما جاء في رواية الجويني الشافعي عن الحاكم النيسابوري الشافعي - كان أحد أهدافه من تولية الإمام عليه السلام العهد محاولة التشبّث في التقاط ما يتصوّره أنّه يقدح في مقام الإمام الرضا عليه السلام - حاشاه - على الصعيد السياسيّ والاجتماعيّ، وقد أفشل الإمام خطّة المأمون بقبوله ولاية العهد شريطة ألا يولّي أحداً ولايعزل أحداً... فعمل بالضبط خلاف ما كان ينويه، وهذا دليل على بصيرة الإمام الإلهية وإبائه العظيم عليه السلام.
3 - وغيرها من مواقف الإمام عليه السلام تجاه المأمون، مثل: صلاة العيد واستقبال الناس الفريد للإمام عليه السلام، وغيرها من الأحداث ممّا جعل المأمون ينفعل ويكشف عن وجهه الحقيقيّ... و قد بيّن الإمام عليه السلام للتاريخ وللناس أنّ
ص: 189
المأمون عدوّ له ولأهل البيت عليهم السلام وللعلويّين، وأنّ ما عمله من تغيير الشعار إلى الأخضر وضرب الدراهم باسم الإمام عليه السلام و... لم يكنّ سوى مكر وتضليل.
الأوّل: لم تكن دوافع المأمون من عرض الخلافة ثمّ ولاية العهد صدفة وعن صدق نيّة لإرجاعها إلى آل عليّ عليهم السلام، وإنّما كانت عن سوء نيّة و عن تخطيط عدائيّ سابق، وبذلك لا يصحّ القول بأنّ المأمون كان في بداية الأمر صادقاً في اقتراحه، أو أنّه انحرف بعد ذلك.
الثاني: لم يكن اقتراح تولية العهد اقتراحاً حقيقيّاً، وإنّما كان إجباراً وفرضاً، فقد هدّد المأمون الإمام الرضا عليه السلام بقبول ولاية العهد أو يقتله!
الثالث: كان هدف المأمون محاصرة شخص الإمام الرضا عليه السلام والسعي للحدّ من انتشار القول بين الناس ومراقبته عن قرب، وإضفاء الشرعيّة على حكمه بتنصيب الإمام عليه السلام وليّاً للعهد، وتفادي ثورات العلويّين، وإقناع الناس بأنّ الإمام عليه السلام لا يستحقّ الخلافة وإنما تليق به ولاية العهد فحسب، وعليّه تكون بقيّة الدوافع المذكورة لتضليل الرأي العامّ، وهذا لا يُستبعَد من شخصيّة سياسيّة ماكرة مثل شخصيّة المأمون.
الرابع: أزالت ردود فعل الإمام الرضا عليه السلام تجاه مطالب المأمون - مثل رفض الخلافة وولاية العهد وقبولها مشروطة وصلاة العيد و... - القناعَ عن حقيقة المأمون، وبيّنت للجميع أنّ مغزى كلّ هذه السياسة هي التصدّي لأهل البيت عليهم السلام والعلويّين خصوصاً الإمام الرضا عليه السلام، وبيّنت أيضاً أن المواقف
ص: 190
المسالمة للمأمون مع العلويّين وأهل البيت لم تكن غير تضليل للرأي العام.
وعليه لا يمكن اعتبار ولاية العهد المفروضة بالتهديد إحدى نقاط اتّحاد أهل البيت مع بني العبّاس في زمان المأمون العبّاسيّ والإمام الرضا عليه السلام، وإنّما هي دليل واضح وبرهان بالغ على مدى مظلوميّة الإمام واضطهاده وغربته(1).
ص: 191
ص: 192
* كرامات الإمام عليه السلام في آراء أهل السنّة
* قبسات من كراماته عليه السلام
ص: 193
ص: 194
الفصل السادس: كراماته عليه السلام
تدلّ كرامات الإمام الرضا عليه السلام - سيّما قبل مولده الشريف وما بعده في أيّام إمامته في المدينة حتّى مرو - على منزلته الرفيعة وشأنه العظيم... ورواية هذه الكرامات على لسان أعلام السنّة لافتٌ للانتباه و أمرٌ عجيب بالطبع. وما سيأتي ذكره هو عدد ضئيل من كرامات الإمام الرضا عليه السلام وفضائله بشهادة أهل السنّة ممّا قد ورد في مصادرهم الحديثيّة الموثّقة، وذلك له تأثير كبير في تبيين موقف أهل السنّة تجاه الإمام ومشهده المبارك، وتوطيد العلاقة الروحيّة والمعنويّة مع الإمام الغريب بطوس، وتفادي الفتن التي تسعى وراءها الفرق الضَّلاليّة المثيرة للفتن والتشكيكات، والنافية للكرامات والشفاعة والتوسل وزيارة القبور وغيرها.
وجدير بالذكر أنّ لفظتا الكرامات والمناقب تختلفان من حيث المعنى اختلافاً ما، ولكنّنا نستخدمهما في هذا الفصل على نطاق واحد ومعنى موحّد، ونقصد به خوارق العادات والمعجزات التي تسمّى حسب الرأي السنّيّ كرامات ومناقب.
لقد أدّت معالم سموّ منزلة الإمام الرضا عليه السلام وشخصيّته العظيمة إلى
ص: 195
اعتراف أعلام أهل السنّة بأبعاد فضائل شخصيّته الروحيّة التي سنشير إليها لمعرفة بعض كراماته:
1 - مجد الدين ابن الأثير الجَزَري الشافعي (606 ه -): «هو أبو الحسن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب الهاشمي المعروف بالرضا... وفضائله أكثر من أن تُحصى عليه السلام»(1).
2 - محمّد بن طلحة الشافعي (652 ه -): «فكانت مناقبه عليّة، وصفاته سَنيّة، ومكارمه خاتميّة، وأخلاقه عربيّة، وشنشنته أخزميّة، ونفسه الشريفة هاشميّة، وأرومته الكريمة نبويّة، فمهما عُدّ من مزاياه كان أعظم منه، ومهما فُصِّل من مناقبه كان أعلى رتبةً منه»(2).
3 - الجويني الخراساني الشافعي (722 ه -): خصّص في كتابه الثمّين فصلاً حول الإمام عليّ بن موسى الرضا عليه السلام وفضائله وكراماته، وقال فيه: «في ذكر بعض مناقب الإمام الثامن... وفي طَرف من بيان أخلاقه الشريفة، وأعرافه المنيفة، ونُبذٍ من كراماته الباهرة، وشمائله الزاهرة...»(3).
4 - عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكّيّ الشافعي (768 ه -): «الإمام الجليل المعظَّم سلالة السادة الأكارم أبو الحسن عليّ بن موسى الكاظم... أحد الأئمّة الاثني عشر أُولي المناقب الذين انتسبت الإماميّة إليهم، فقصروا بناء مذهبهم عليّه»(4).
ص: 196
5 - عطاء الله بن فضل الله الشيرازي (803 ه -): «كان يتكلّم بلغة الناس، وكان هو أفصح الناس وأعلمهم بكلّ اللغات، ومرقده المنوّر مَحالٌّ لزائريه من كلّ طبقة وكلّ مكان»(1).
6 - ابن الصبّاغ المالكي (855 ه -): قال نقلاً عن بعض أهل العلم: «مناقب عليّ بن موسى الرضا من أجلّ المناقب، وأمداد فضائله وفواضله متوالية كتوالي الكتائب، وموالاته محمودة البوادي والعواقب، وعجائب أوصافه من غرائب العجائب، وسؤدده ونبله قد حلّ من الشرف في الذروة والمغارب، فلِمُواليه السعد الطالع ولمُناويه النحس الغارب»(2).
7 - مير محمّد بن السيّد برهان الدين خواند شاه المعروف بمير خواند الشافعي (903 ه -): «في ذكر أحوال عليّ بن موسى الرضا رضي الله عنهما... فمرقد هذا الإمام على الإطلاق، ومشهده المقدّس هو قطب إيران ومقصد سالكي الآفاق الأكابر والأصاغر، إذ تختار طوائف الأُمم وطبقات بني آدم هجر الأوطان، ومفارقة الخلان، من أقصى الروم والهند من كلّ مصر كلّ عام، وتتوجّه نحو هذه العتبة الغرّاء، فتزورها وتطوف بها، وتتخذها ذخراً لسعادة الدنيا والفوز في العقبى، فمناقب الإمام عليّ بن موسى الرضا عليه السلام ومآثره وفضائله ومفاخره أكثر من أن تحصى، وسنذكر في هذا المقام أسطراً من خوارق عادات تلك القدوة للسعادات عليه السلام على سبيل الاختصار». ثمّ يبدأ بذكر مناقب الإمام وكراماته ثمّ يقول في النهاية: «نُقِلت حول الإمام الرضا حكايات
ص: 197
عديدة تكشف عن عظمة قَدْره، وكثرة مناقبه وكراماته»(1).
8 - فضل الله بن روزبهان الخُنْجي الأصفهاني الحنفي (927 ه -): «زيارة قبر إمام أئمّة الهدى المكرّم، ومرقده المعظّم، سلطان الإنس والجنّ، الإمام عليّ بن موسى الرضا الكاظم بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن عليّ زين العابدين بن الحسين الشهيد بن عليّ المرتضى صلوات الله وسلامه على سيّدنا محمّد وآله الكرام، سيّما الآية النظام بستّة آبائهِ كلُّهم أفضلُ مَن يشرب صوبَ الغَمامْ هو الترياق الأكبر وحياة القلب والروح، حوائج العالمين ببابه مقضيّة، إذ أشرف المنازل عتبتُه الميمونة، قراءة القرآن في عتبته المباركة دأئمّة وهي معبد من معابد الإسلام، لا تخلو تلك البقعة السامية من طاعة المحتاجين، وكيف لا تكون كذلك والحال أنّها تربة إمامٍ مُظهِرٍ للعلوم النبويّة، ووارثٍ للخصال المصطفويّة، وإمام حقّ، وهادٍ مطلق، وصاحب الإمامة في زمانه، ووارث النبوّة وحقّ الاستقامة».
هزار دفتر اگر در مناقبش گويند *** هنوز ره به كمال عليّ نشايد برد(2)
وترجمته: فلو أن ألف دفتر دُوِّن في مناقبه لم يكن ذلك قطرةً من كماله أبداً.
9 - غياث الدين بن همام الدين الشافعي المعروف بخواند أمير (942 ه -): بدأ فصلاً بعنوان: كلام في بيان فضائل الإمام العالي المقام، على نبيّنا وعليّه الصلاة والسلام. وقال حول الإمام الرضا عليه السلام: «في بيت شهيد أرض
ص: 198
خراسان، الإمام الطيّب والطاهر، عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد الباقر... اعترَفَ بعلوّ مكانته وسموّ رفعة ذلك الإمام المحسن، الأقاربُ والأجانب من المشارق إلى المغارب، وسجّل الأقاصي والأداني، بل وجميع أفراد النوع الإنساني، مناقبَه ومفاخره المحمودة مآثرها على صحيفة ضمائرهم، كراماته أكثر من أن تُتَصَوَّر، وإمامته قد نصّ عليّها آباؤه الكرام وقرّر».
از آن زمان كه فلك شد به نور مهر منوّر *** نديده كس چو على موسى جعفر
سپهر عز و جلالت محيط علم و فضيلت *** امام مشرق و مغرب ملاذ آل پيمبر
حريم تربت او سجده گاه خسرو انجم *** غبار مقدم او توتياى ديده ى اختر
وفور علم وعلوّ مكان اوست به حدى *** كه شرح آن نتوان نمود كلك سخنور
قلم گر همگى وصف ذات او بنويسد *** حديث او نشود در هزار سال مكرر(1)
وترجمته: منذ أن ملأ الكونَ نورُ لطف الإله، لم تَرَ عينٌ مثلَ عليّ بن موسى بن جعفر، هو سماء العز ومحيط العلم والفضل، إمام المشرق والمغرب ملاذ لعترة النبيّ وللأهل، حرم تربته مسجد للكواكب، وغبار مقدمه كحُلّة مِن النجوم، غزارة علمه وعلوّ مكانته بحدٍّ تعجز الأقلام عن كتابة كلّ ما
ص: 199
قد يفُصَّل، ولو سجّلت الأقلام كلها وصف ذاته لم يكن ذكره على مدى ألف عامٍ مكرّر.
10 - عبد الرحمان الجامي الحنفي (989 ه -): بدأ باباً باسم «ذِكرُ عليّ بن موسى بن جعفر عليه السلام» في كتابه، وقال في الإمام الرضا عليه السلام: «هو الإمام الثامن، وإنّ ما ورد في الكتب وجرى على السنّة الناس هو قليل من فضائل الرضا عليه السلام، ومناقبه قطرة من بحره الواسع الذي لا يتّسع له المجال هنا، فنكتفي ببيان بعض الكرامات والخوارق...»(1).
11 - أحمد بن يوسف القرماني الدمشقي (1019 ه -): ألّف فصلاً عن الإمام الرضا عليه السلام وقال: «الفصل السابع في ذكر شبه شجاعة جدّه عليّ المرتضى الإمام عليّ بن موسى الرضا عليه السلام، وكانت مناقبه عليّة، وصفاته سَنيّة... وكراماته كثيرة، ومناقبه شهيرة...»(2).
12 - عبد الرؤوف المنّاوي الشافعي (1031 ه -): «عليّ الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق، كان عظيم القَدْر، مشهور الذِّكْر... وله كرامات كثيرة...»(3).
13 - عبد الله بن محمّد عامر الشَّبراوي الشافعي (1172 ه -): «الثامن من الأئمّة عليّ الرضا، كان عليه السلام كريماً جليلاً مهاباً موقّراً، وكانت مناقبه عليّة، وصفاته سَنيّة، ونفسه الشريفة هاشميّة، وأُرومته الكريمة نبويّة، وكراماته أكثر
ص: 200
مِنْ ان تُحصر، وأشهر من أنْ تُذكر...»(1).
14 - عبّاس بن عليّ بن نور الدين المكّي الشافعي (1180 ه -): «فضائل عليّ بن موسى الرضا ليس لها حدّ، ولا يحصرُها عدّ، ولله الأمر مِن قبلُ ومِن بَعد»(2).
15 - أبو الفوز محمّد بن أمين البغدادي المشهور بالسُّوَيدي الشافعي (1246 ه -): «و كراماته كثيرة، ومناقبه شهيرة، لا يَسَعها مِثلُ هذا الموضع»(3).
16 - السيّد مصطفى بن محمّد عروس المصري الشافعي (1293 ه -): «عليّ بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق، كان عظيم القَدْر، مشهور الذِّكْر... له كرامات كثيرة» ويتابع بعدها نقل كرامات الإمام الرضا عليه السلام(4).
17 - الشيخ مؤمن بن حسن الشبلنجي الشافعي (1298 ه -): هو أيضاً بدوره تناول ذكر كرامات الإمام عليه السلام ومناقبه بتفصيل بعد التعريف به(5).
18 - يوسف بن إسماعيل النبهاني الشافعي (1350 ه -): «عليّ الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق، أحدُ أكابر الأئمّة، ومصابيح الأمّة، مِنْ أهل بيت النبوّة، ومعادن العلم والعرفان والكرم والفتوّة، كان عظيم القدر، مشهور الذكر، وله كرامات كثيرة»(6).
ص: 201
19 - الشيخ ياسين بن إبراهيم السنهوتي الشافعي (حدود 1344 ه -): «الإمام عليّ الرضا عليه السلام، له كرامات كثيرة»(1).
20 - الدكتور كامل مصطفى الشيبي: «عليّ بن موسى الرضا... وكان صاحبَ كرامات وفراسة»(2).
21 - الدكتور عبد الحليم محمود ومحمود بن شريف قالا في الإمام الرضا عليه السلام: «... له كرامات كثيرة»(3)، ثمّ تابعا بعد ذلك نقل شيءٍ من كراماته.
وُلد الإمام الرضا عليه السلام ببركة وصيّة النبيّ صلى الله عليه و آله، فقد جاء في مصادر أهل السنّة أنّه لمّا اشترت حميدةُ أمُّ الإمام الكاظم عليه السلام جاريةً باسم نجمة، رأت في المنام رسول الله صلى الله عليه و آله يقول لها: «هَبِي نجمةً لابنك موسى، فأنّه سيُولَد له منها خيرُ أهل الأرض». فوهبتْها له، فلمّا ولدت له الرضا عليه السلام سمّاها الطاهرة»(4).
ص: 202
تقول نجمة أو تكتم أمُّ الإمام عليه السلام: لم أشعر بثقل الحمل، وكنت أسمع في منامي تسبيحاً وتحميداً وتهليلاً من بطني(1).
وقالت أمّ الإمام عليه السلام أيضاً: «فلمّا وضعتُه وقع إلى الأرض واضعاً يده عليّها، رافعاً رأسه إلى السماء، محرّكاً شفتَيه كأنّه يناجي ربّه، فدخل أبوه فقال لي: هنيئاً لكِ كرامةَ ربّكِ عزّ وجلّ. فناولتُه إيّاه، فأذّن في أُذنه اليمنى وأقام في اليسرى، وحنّكه بماء الفرات»(2).
«رُوي عن صفوان بن يحيى قال: لمّا مضى موسى الكاظم وظَهَر ولده مِن بعده عليّ الرضا، خِفْنا عليّه وقلنا له: إنّا نخاف عليّك من هذا (يعنى هارون الرشيد). فقال: لَيجهدنَّ جهدَه، فلا سبيل له عليّ. قال صفوان: فحدّثني ثقةٌ أنّ يحيى بن خالد البرمكي قال لهارون الرشيد: هذا عليّ بن موسى قد تقدّم وادّعى الأمر لنفسه، فقال هارون: يَكْفينا ما صَنَعْنا بأبيه، تريد أن نقتلهم
ص: 203
«رُوي عن موسى بن عمران قال: رأيتُ عليّ الرضا بن موسى في مسجد المدينة وهارونُ الرشيد يخطب، قال: تروني وإيّاه نُدفَن في بيت واحد»(3). وقد نُقلت الرواية في كتاب (الإتحاف بحبّ الأشراف) عن موسى بن مروان(4).
«رُوي عن الحسين بن يسار قال: قال لي الرضا: إنّ عبد الله (أى المأمون) يقتل محمّداً (أى الأمين). فقلت: عبد الله بن هارون يقتل محمّد بن هارون؟! قال: نعم، عبد الله المأمون يقتل محمّد الأمين. فكان كما قال»(5).
«رُوي عن بكر بن صالح قال: أتيتُ الرضا فقلتُ: إمرأتي أخت محمّد بن
ص: 204
سنان - وكان من خواصّ شيعتهم - بها حَمْل، فادعُ اللهَ أن يجعله ذَكَراً. قال: هما اثنان. فوليتُ وقلت: أُسَمّي واحداً محمّداً والآخر عليّاً. فدعاني وردّني، فأتيته فقال: سَمِّ واحداً عليّاً والأُخرى أُمّ عمرو. فقدمتُ الكوفة فولدَتْ لي غلاماً وجارية، فسمّيتُ الذكر عليّاً والأنثى أمَّ عمرو، كما أمرني» وقلت لأُمّي: ما معنى أُم عمرو؟ قالت: جدّتك كانت تُسمى أمَّ عمرو»(1).
«رُوي عن الحسين بن موسى قال: كنّا حول أبي الحسن عليّ الرضا بن موسى ونحن شباب من بني هاشم، إذْ مرّ علينا جعفر بن عمر العلوىّ وهو رثّ الهيئة، فنظر بعضنا إلى بعض نظر مستهزئ لهيئته وحالته، فقال الرضا: ستَرَوْنَه عن قريبٍ كثيرَ المال كثير الخدم حسن الهيئة. فما مضى إلا شهر واحد حتّى وُلّىَ أمر المدينة وحَسُنَت حاله، وكان يَمُرُّ بنا كثيراً وحوله الخدم والحشم يسيرون بين يديه، فنقوم له ونُعَظِّمه وندعو له»(2). ونُسبت رواية هذه الكرامة في (الإتحاف بحبّ الأشراف) إلى الحسن بن موسى(3).
روى الحاكم النيسابوري الشافعي بسنده عن سعيد بن سعد أنّ الإمام
ص: 205
الرضا عليه السلام نظر يوماً إلى رجل فقال: «يا عبد الله، أَوْصِ بما تريد، واستعِدَّ لما لا بدّ منه. فمات الرجل بعد ذلك بثلاثة أيّام»(1).
قال الراوي: قال رجلٌ: تهيّأت للحجّ وأعدَّتْ لي جاريتي ثوبَيِ الإحرام، فلمّا كان زمن الحجّ استولى عليّ اضطراب وقلق على أنّه هل يجوز الإحرام بثوبين ملحمين أم لا؟ ولذلك أحرمت بغيرهما، ولمّا وصلت إلى مكّة كتبتُ إلى الإمام الرضا عليه السلام كتاباً ومعه هدايا أرسلتها إلى الإمام عليه السلام وأردت سؤال ذلك منه عليه السلام، ولكنّي نَسِيتُ أن أكتب ذلك للإمام، فما لبث أن جاء كتاب من الإمام قد كتب فيه: لابأس للمُحْرِم إن أحرم بثوب ملحم(2).
قال أحد أصحاب الإمام: «كنّا يوماً في بستان بحضور الإمام الرضا عليه السلام وكنّا في حديث، وإذا بعصفور ألقى بنفسه على الأرض عند الإمام وأثار ضجيجاً وصراخاً، فقال ليَ الإمام عليه السلام: أتدري ما تقول؟ فقلت: الله وحده ورسوله وأنت أعلم. فقال عليه السلام: أنّها تقول: قد اقتربَتْ حيّة إلى عُشّي وتريد افتراس فراخي. ثمّ قال لي الإمام عليه السلام: إذهب إلى
عشّها واقتل الحيّة. قال
ص: 206
الراوي: فقمت واقتربت من العشّ، فرأيت حيّة تدور حوله فقتلتها بأمر من الإمام»(1).
«روى الحاكم عن محمّد بن عيسى عن أبي حبيب قال: رأيتُ النبيّ في المنام في المنزل الذي ينزل الحُجّاج ببلدنا، فسلَّمتُ عليّه، فوجدتُ عنده طبقاً من خوص المدينة فيه تمر صَيحاني، فناولني منه ثمّاني عشرة، فتأوَّلتُ أن أعيش بكلِّ تمرةٍ سنة، فلمّا كان بعد عشرين يوماً قَدِم أبو الحسن عليّ الرضا من المدينة ونزل ذلك المسجد، ورأيت الناس يسعون إلى السلام عليّه، فمضيتُ نحوه فإذا هو جالس في الموضع الذي رأيتُ النبيّ صلى الله عليه و آله جالساً فيه وبين يديه طبق من خوص المدينة فيه تمر صيحاني، فسلّمتُ عليّه، فاستَدْناني وناولني قبضة من ذلك التمر، فإذا عُدّتُها بعدد ما ناولني النبيّ صلى الله عليه و آله، في النوم فقلت: زدْني. فقال: لو زادك رسول الله صلى الله عليه و آله لَزِدناك»(2).
قال حمزة بن جعفر الأرّجاني: «خرج هارون الرشيد من المسجد الحرام
ص: 207
من باب، وخرج عليّ بن موسى الرضا من باب، فقال الرضا (وهو يعنى هارون الرشيد)، يا بُعْد الدار وقرب الملتقى يا طوس! ستجمعيني وإيّاه»(1).
و قال مسافر: «كنت مع أبي الحسن عليّ الرضا بمِنى، فمَرَّ يحيى بن خالد البرمكي وهو مغطًّ وجهه بمنديل من الغبار، فقال: مساكين هؤلاء! ما يَدْرون ما يَحِلُّ بِهم في هذه السنّة! فكان من أمْرِهم ما كان. ثمّ قال: وأعجبُ من هذا أنا وهارون كهاتين - وضمّ إصبعَيهِ السبّابةَ والوسطى. قال مسافر: فواللهِ! ما عَرَفتُ معنى حديثه في هارون إلا بعد موت الرضا ودفنه بجانبه»(2).
روى بعض الخواصّ من أصحاب الإمام الرضا عليه السلام قال: ألحّ الحسين الواسطي(3) من أئمّة الواقفيّة يوماً أن نستأذن الإمام الرضا عليه السلام ليلتقي به، فأذن لنا، فسأل الواسطي الإمام عليه السلام: يا أبا الحسن، أأنت إمام؟ فأجابه الإمام: بلى. فقال الواسطي: فقد علمتُ أنّك لستَ بإمام! قال عليه السلام: ومن أين علمت؟ فأجاب: لقد بلَغَنا عن أبي عبد الله جعفر الصادق عليه السلام أنّ الإمام لا يكون عقيماً،
ص: 208
وأنت ليس لك ولد وقد بلغت المشيبة. فأجابه الإمام بعد تأنٍّ: «سيَهَبُني اللهُ قبل نهاية هذه السنّة ولداً» وقال عبد الرحمان أحد رواة هذه الرواية: فلم تَنتهِ تلك السنّة إلا وقد وُلد الإمام محمّد التقي عليه السلام(1)،(2).
رُوي أنّه: أغار قطّاعُ طُرُقٍ على قافلة في طريق كرمان في الشتاء فنهبوا أموال تاجر منها وملؤوا فمه بالثلج، فشُلّ لسانه وصار يتكلّم بعدها بصعوبة، فلمّا وصل إلى خراسان علم أنّ الإمام الرضا عليه السلام في نيسابور، فقال في نفسه: أنّه من أهل بيت النبوّة فَلأذهب إليه لعلّه يداويني من علّتي هذه. فرأى تلك الليلة في المنام أنّه دخل على الإمام الرضا عليه السلام وطلب الشفاء منه، فقال له الإمام عليه السلام: خذ من الكميوني والسعتر والملح ورطّبها بالماء وضَعْها في فمك مرتين أو ثلاث مرّات ليَشفى لسانك. فأفاق من نومته ولم يُعِرِ اهتماماً لما رأى في المنام وعزم إلى نيسابور، فلمّا وصل إليها قيل له: إنّ الإمام ذهب إلى دارٍ خارج المدينة. فجاء إلى الإمام عليه السلام وقصّ عليّه ما فعله قطّاع الطريق، ولكنّه لم يُحدّثه حول رؤياه بشيء، فقال له الإمام الرضا عليه السلام: دواؤك هو الذي قلت لك في الرؤيا. فعاود التاجر قائلاً: يا ابن رسول الله، أريد أن أسمعها منك مرّة أخرى، فقال الإمام عليه السلام: خذ من الكميوني والسعتر والملح ورطّبها بالماء
ص: 209
وضعها في فمك مرّتين أو ثلاث مرّات ليشفى لسانك. فعمل بذلك التاجر وبَرِئ من علّته(1).
«ذكر المدائني قال: لمّا جلس الرضا ذلك المجلس] أَي مجلس بيعة الناس له [وهو لابس تلك الخلع، والخطباء يتكلمون وتلك الألوية تخفق على رأسه، نظر أبو الحسن الرضا إلى بعض مواليه الحاضرين مِمَّن كان يختص به وقد داخله من السرور ما لا عليّه مَزيد وذلك لمّا رأى، فأشار إليه الرضا فدنا منه فهمس له في أُذُنه سرّاً: لا تُشغِلْ قلبك بشيءٍ ممّا ترى من هذا الأمر، ولا تستبشر؛ فأنّه لا يَتِمّ»(2).
اعتبر محمّد بن طلحة الشافعي هذه الكرامة أحد دلائل عظمة الإمام الرضا عليه السلام قائلاً: «وأمّا مناقبه وصفاته، ما خصّه الله تعالى به ويشهد له بعلوّ قدره وسُموّ شأنه، وهو...». ثمّ روى هذه الحادثة كما يلي:
«لمّا جعله المأمون وليَّ عهده وأقامه خليفةً من بعده، كان في حاشية المأمون أناس كرهوا ذلك، وخافوا من خروج الخلافة من بني العبّاس وعودها لبني فاطمة، فحَصَل عندهم مِن عليّ الرضا بن موسى نفور، وكان عادة الرضا إذا جاء إلى دار المأمون ليدخل بادَرَ مَن في الدهليز من الحُجّاب وأهل النوبة من الخدم والحشم بالقيام له والسلام عليّه، ويرفعون له الستر
ص: 210
حتّى يدخل، فلمّا حصلت لهم هذه النفرة وتفاوضوا في أمر هذه القصة ودخل في قلوبهم منها شيء، قالوا فيما بينهم: إذا جاء يدخل على الخليفة بعد اليوم نُعرِض عنه ولا نرفع له الستر. واتفقوا على ذلك، فبينما هم جلوس إذ جاء عليّ الرضا على جاري عادته فلم يملكوا أنفسهم أن قاموا وسلّموا عليّه ورفعوا له الستر على عادتهم، فلمّا دخل أَقْبل بعضهم على بعض يتلاومون لكونهم ما فعلوا ما اتفقوا عليّه ثمّ قالوا: الكَرّة الآتية إذا جاء لا نرفعه.
فلمّا كان في اليوم الثاني وجاء الرضا على عادته قاموا وسلّموا عليّه ولم يرفعوا الستر، فجاءت ريح شديدة فرفعَتِ الستْرَ أكثر ممّا كانوا يرفعونه، فدخل، ثمّ عند خروجه جاءت ريح من الجانب الآخر فرفعتْه له وخَرَج، فَأقْبل بعضهم على بعض وقالوا: إنّ لهذا الرجل عند الله منزلة وله منه عناية، أنظروا إلى الريح كيف جاءت ورفعتْ له السِّتْر عند دخوله وعند خروجه من الجهتين! اِرْجعوا إلى ما كنتم عليّه من خدمته فهو خير لكم»(1).
وروى الشبراوي الشافعي هذه القصّة باختلاف يسير(2).
«روى الحسين بن علىّ الوشّا المعروف بابن نبت الياس، قال: شخصتُ
ص: 211
إلى خراسان و معى حُلل و شىء للتجارة، فوردتُ مدينة مرو ليلاً، وكنت أقول بالوقف على موسى عليه السلام، فوافانى في موضع نزولى غلامٌ أسود كأنّه من أهل المدينة فقال لى: سيدى يقول لك: وَجِّه إلىَّ بالحُبرة التي معك لاُ كفّنَ بها مولىً لنا قد تُوفّي، فقلت له: ومَن سيّدك؟ فقال عليّ بن موسى عليه السلام، فقلت: ما معي حبرة ولا حُلة إلا وقد بعتُها في الطريق. فمضى ثمّ عاد إليّ فقال: بلى. قد بَقِيَت الحبرة قِبلَك. فحلفت له أني ما أعلمها معي، فمضى و عاد الثالثة فقال: هي في عرض السفط الفلانيّ، فقلت في نفسي: إنّ صحّ قوله فهي دلالة، و كانت ابنتي دفعت إليّ حبرة وقالت: ابتعْ لي بثمّنها شيئاً من الفيروزج والشبه من خراسان، فأُنسِيتُها، فقلت لغلامي: هاتِ هذا السفط الذي ذكره. فأخرِجه إليّ وفتحه، فوجدتُ الحبرة في عرض ثياب فيه، فدفعتها إليه وقلت: لا آخذُ لها ثمّناً، فعاد إليّ فقال: تهدي ما ليس لك؟! هذه دفعَتْها إليك ابنتك فلانه وسألَتك بيعَها وأن تبتاع لها بثمّنها فيروزجاً و شبهاً، فاشترلِها بهذا ماسألَتْ، ووجِّه مع الغلام الثمّن الذي يساوي الحبرة بِخراسان. فعجبت ممّا ورد عليّ وقلت: والله لأ كتبنّ له مسائل أنا شاكّ فيها، ثمّ لأمتحنّه في مسائل سُئل أبوه عنها فأثبّت تلك المسائل في درج. وغدوت إلى بابه و المسائل في كُمّي و معي صديق لي مخالف لا يعلم شرح هذا الأمر، فلمّا وافيتُ بابه رأيت العرب والقوّاد والجند والمَوالي يدخلون إليه، فجلست ناحية وقلت في نفسي: متى أصل أنا إلى هذا؟! فأنا مفكّر وقد طال قعودي وهممت بالانصراف إذ خرج خادم يتصفّح الوجوه و يقول: أين نبت الياس الصيرفيّ؟ فقلت: هاأناذا. فأخرج من كُمّه درجاً و يقول: هذا جواب مسائلك وتفسيرها. ففتحتُه فإذا هو تفسير ما معي في كُمّي. فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله، واُشهد
ص: 212
الله ورسولَه أنّك حُجّة الله، وأستغفر الله وأتوب إليه. وقمتُ، فقال لي رفيقي: إلى أين تُسرعُ فقلت: قد قُضِيتَ حاجتي في هذا اليوم، وأنا أعود للقائه بعد هذا»(1).
رُوي عن الحسين بن عليّ بن الريّان قال: حدّثني الريّان بن الصلت قال: لمّا أردتُ الخروج إلى العراق عزمتُ على توديع الرضا عليه السلام، فقلت في نفسى: إذا ودّعتُه سألتُه قيمصاً مِن مجاسده لأُكفَّن فيه، ودراهمَ مِن ماله اُصوغها لبناتى خواتيم، فلمّا ودّعتُه شغلني البكاء والاُسى على فراقه عن مسألته ذلك، فامّا خرجتُ مِن بين يَديه صاح: يا ريّان ارجع. فرجعت، فقال لي: أما تُحبّ أن أدفع إليك قميصاً من مجاسدي تُكفَّن فيه إذا فني أجلُك؟! أوَما تُحبّ أن ادفع إليك دراهم تصوغ به لبناتك خواتيم؟! فقلت: يا سيّدى قد كان في نفسي أن أسالك ذلك، فمنعني منه الغمّ لفراقك. فرفع الوسادة فأخرج قميصاً و دفعه إليّ، و رفع جانب المُصَّلى فأخذ دراهم فدفعها إليّ عددُها ثلاثون درهما»(2).
من القصص المشهورة بين السنّة والشيعة و المتّفق عليّها قصّة زينب الكذّابة، إذ تُبيّن لنا علوّ منزلة الإمام عليه السلام وعظمة قدره وسموّ مكانة الإمامة والولاية التكوينيّة، مع أن في رواية القصّة اختلافاً إلّا أنّه لا يُؤثر في أصل
ص: 213
القضيّة، والاختلاف هو أنّها كانت في زمن الإمام الرضا عليه السلام أم في زمن الإمام الهادي عليه السلام أم أنّها حدثت مرّتين؟ وسنشير إلى كلتا الروايتين:
للانتقام من المفسدين، يُسمّى ذلك الموضع: بركة السباع، إذا أراد الانتقام من بعض المجرمين الخارجين عليّه ألقاه بينهم فافْتَرسوه لوقته، فأخذَ الرضا بيد تلك المرأة وأحْضَرها عند ذلك الوالى وقال: هذه كذّابة على عليّ وفاطمة وليست من نسلهما، فإنّ من كان حقّاً صواباً بضعة من فاطمة وعليّ، فإنّ لحمها حرام على السباع فأَلْقوها في بحر السباع، فإن كانت صادقة فإنّ السباع لا تقربها، وإن كانت كاذبة فتفترسها السباع.
فلمّا سَمِعتْ ذلك منه قالت: فانزلْ أنت إلى السباع، فإن كنت صادقاً لا تقربك وإلا فتفترسك. فلم يُكَلِّمها وقام فقال له ذلك الوالي: إلى أين؟ فقال له: إلى بركة السباع والله لأنزلنَّ إليها.
فقام الوالي والناس والحاشية وفتحوا باب تلك البركة، فنزل الرضا والناس ينظرون من أعلى البركة، فلمّا كان بين السباع أقعَتْ جميعاً إلى الأرض على أذْنابها، فصار يأتي إلى واحد واحد يَمْسَح وجهه ورأسه وظهره والسبُع يُبَصبص له، هكذا إلى أن أتى على الجميع ثمّ خرج والناس يُبصرونه، فقال لذلك الوالي: أنزِلْ هذه الكذّابة على عليّ وفاطمة ليبيِّنَ لك. فامتنعتْ فألزمها الوالي بذلك وأنزلها أعوانه، فمذ رأتها السباع وثبت إليها وافترستها، فاشتهر اسمها بخراسان»(1).
ص: 214
«لمّا كان يوم الأيّام، دخل عليّ الرضا عن المأمون و عنده زينب الكذّابة التي كانت تزعم أنّها ابنة عليّ بن أبي طالب، وأنّ عليّاً دعا لها بالبقاء إلى يوم الساعة. فقال المأمون لعليّ: سلِّمْ على أُختك! فقال: والله ما هي أُختي ولا وَلَدَها عليّ بن أبي طالب. فقالت زينب: والله ما هو أخي ولا وَلَده عليّ بن أبي طالب! فقالت المأمون: ما مصداقُ قولِكَ هذا؟ قال: إنّا أهلَ البيت، لحومُنا محرَّمةٌ على السباع، فاطرَحْها إلى السباع، فإن تكُ صادقةً فإنّ السباع تغبّ لحَمها. قالت زينب: إبدأْ بالشيخ. فقال المأمون: لقد أنصفتِ. قال الرضا: أجلَ. ففُتحَت بِركةُ السباع وأُضرِبت، فنزل الرضا إليها، فلمّا أن رأَتْه بَصْبَصَت وأومأت إليه بالسجود، فصلّى ما بينها ركعتين وخرج منها، فأمر المأمونُ زينبَ لتنزل، فامتنعَتْ، فطُرِحت إلى السباع فأكلَتْها!»(1).
قال ابن حجر الهيثمّي الشافعي نقلاً عن بعض الحفّاظ: «إنّ امرأة زعمتْ أنّها شريفة (أى عَلَويّة) بحضرة المتوكّل(2)، فسأل عمن يُخبره بذلك، فدُلّ على عليّ الرضا، فجاء فأجلسه معه على السرير وسأله، فأجابه: إنّ الله حرَّم لحم أولاد الحسنَين على السباع، فَلْتُلقَ للسباع. فعُرض عليها ذلك فاعترفت بكذبها. ثمّ قيل للمتوكل: ألا تجَرِّب ذلك فيه؟ فأمر بثلاثة من السباع فجيء بها في صحن قصره ثمّ دعاه، فلمّا دخل بابه أُغلق عليّه والسباع قد أصمّت
ص: 215
الأسْماع مِنْ زئيرها، فلما مشى في الصحن يريد الدرجة مشت إليه وقد سكنت وتمسَّحتْ به ودارَتْ حوله وهو يمسّها بكُمّه، ثمّ ربضت، فصعد للمتوكل وتحدّث معه ساعة ثمّ نزل ففعلَتْ معه كفعلها الأوّل حتّى خرج، فأتْبَعه المتوكل بجائزة عظيمة، فقيل للمتوكل: افْعل كما فعل ابن عمّك. فلم يَجْسُر عليّه وقال: أتريدون قتلي؟! ثمّ أمَرَهُم أن لا يُفشوا ذلك»(1).
ونقل المسعودي: «أنّ صاحب هذه القصّة هو ابن عليّ الرضا هو عليّ العسكري؛ لأنّ الرضا تُوفّي في خلافة المأمون اتفاقاً ولم يدرك المتوكل»(2).
مع أنّ علماء السنّة يعتبرون هذه القصّة خبراً مشهوراً(3)، لكنّ كلا الفريقين السنّة والشيعة يتفقان على أصل القصّة. وقد رواها أعلام السنّة، ومنهم: ابن حجر الهيثمّي الشافعي عن بعض حفّاظ السنّة(4)، كما قد اعتبرها أبو عليّ بن يحيى العلوي قطعيّة ووثّق نقلها عن طرق أهل السنّة، وروى واقعة مثلها أيضاً قد جرت للإمام نفسه، واعتبرها من المجرّبات(5). وإنّما الاختلاف في أنّ القصّة هل كانت في زمن الإمام الرضا عليه السلام أم الإمام الجواد عليه السلام أم الإمام الهادي عليه السلام في حين أن المتوكّل كان الحاكم يومها في الرواية، واحتمل البعض أن خطأ ً وقع في النُّسَخ الحجريّة، لأنّ المتوكّل لم يكن معاصراً للإمامين الرضا والجواد عليهما السلام؛ لذلك قال بعضهم بعد نقل كلام
ص: 216
المسعودي الشافعي: «وهو وجيه؛ لأنّ المتوكّل لم يكن معاصراً لمحمّد الجواد بل لوَلَدِه»(1)؛ لذلك سجّلوا القصّة في عصر الإمام الهادي عليه السلام.
قيل: سُمع في خراسان من الإمام الرضا عليه السلام أنّه قال: إنّي حيث أرادوا الخروج بي من المدينة جمعتُ عيالي فأمرتُهم أن يبكوا عليّ حتّى أسمع، ثمّ فرّقتُ فيهم اثني عشر ألف دينار، ثمّ قلت: أما إنّي لا أرجِعُ إلى عيالي أبداً(2).
قال أبو إسماعيل السِّندي: سمعت في السند(3) أنّ لله تعالى في العرب حُجّةً، فخرجت لزيارة الإمام الرضا عليه السلام، ثمّ دُللت عليّه فقصدته وأنا لا أُحسن العربيّة، فسلّمت عليّه بالسنديّة، فرَدّ عليّ بالسنديّة، فجعلت أكلّمه بالسنديّة وهو يردّ عليّ بها، ثمّ قلت له: إنّي سمعتُ أنّ لله حجّةً في العرب، فخرجت في طلبه، فقال الإمام عليه السلام: أنا هو. ثمّ قال لي: سل عمّا أردتَه. قال أبو إسماعيل: فسألته عليه السلام مسائل فأجابني عنها بلُغَتي، ولمّا أردت الخروج من عنده قلت له عليه السلام: لا أعرف العربيّة، فهلا دعوت الله أن يُلهمني إيّاها. فمسح يده الشريفة على شفتيّ، فتمكّنت من حينها التكلّم بالعربيّة(4).
ص: 217
قال أبو الصلت الهروي: كان عليّ بن موسى الرضا عليه السلام يكلّم الناس بلغتهم، فوالله كان عليه السلام في كلامه أفصحَ الناس وأعلمهم بجميع اللغات. قلت له عليه السلام يوماً: يا ابن رسول الله عَجِبتُ من معرفتك بجميع اللغات! فقال عليه السلام لي: يا أبا الصلت، أنا حُجّة الله على خلقه، وما كان الله ليتّخذ حجّة على قوم وهو لا يعرف لغاتهم، أَوَما بَلغَك قول أمير المؤمنين عليه السلام: «أُوتينا فصل الخطاب» وهل فصل الخطاب إلا معرفة اللغات!»(1).
لمّا فرض المأمون ولاية عهده على الإمام عليه السلام بخُدعه السياسيّة، أفشل الإمام عليه السلام في المقابل خططه، فلمّا ظهر هلال شوّال سأل المأمونُ الإمامَ أن يصلّي بالناس صلاة العيد وأن يخطب بهم، فاعتذر الإمام عليه السلام من ذلك، فألحّ المأمون عليه وقال: أردت بذلك أن تطمئنّ قلوب الناس بولاية عهدك، ويعرفوا فضلك ويظهر فضلك للناس وكرامتك عليّهم. فلمّا ازداد إلحاح المأمون قال الإمام عليه السلام:... إن أعفيتَني من ذلك فهو أحبّ إليّ، وإن لم تُعفني خرجتُ كما كان يخرج رسول الله عليه السلام وكما خرج أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام. فأجابه المأمون: اخرج كما تحبّ. فأمر المأمون القوّاد وأركان الدولة وأشراف البلاد والناس أن يقعدوا على باب الإمام الرضا عليه السلام، واجتمع قبل طلوع الفجر في ذلك المكان جمع كبير من القّواد، وفي عتبة البيوت انتظر الإمام عليه السلام النساءُ والأطفال وسائر الناس، فلمّا طلعت الشمس خرج
ص: 218
الإمام عليه السلام مغتسلاً غسل العيد لابساً ثياباً جديدة متعمّماً، وألقى طرفاً من عمامته على صدره وطرفاً بين كتفه، ممسكاً بعصاة من حديد، وأمر بذلك مواليه أيضاً ومشي هو عليه السلام أمامهم، وكان حافياً، ورفع ثوبه عن ساقه وهو حافٍ يمشي نحو المصلّى، فبُهت من ذلك المأمون والأشراف، وترجّلوا عن دوابّهم، وتحفى الناس كما فعل الإمام، فكبّر الإمام عليه السلام وكبّر معه الناس. قال الراوي: فشعرتُ في حينها أن الأرض والسماء كانت تجيبه عليه السلام، وسمعت الجدران والأشجار تكبّر. وضجّت المدينة لمّا رأى الناس الإمام عليه السلام بتلك الحالة، فأجهشوا بالبكاء والعويل.
ولمّا سمع المأمون بذلك قال له الفضل بن سهل: يا أمير المؤمنين، إن بلغ الرضا المصلّى على هذا السبيل افتتَنَ به الناس، وتعرّض ملكك للخطر، فالرأي أن تسأله أن يرجع. فبعث إليه وسأله الرجوع، وقال له: أراك قد أُرهِقْت ولا أرضى لك ذلك، فأرجو أن ترجع إلى دارك وسآمر من كان قبلك أن يصلّي بالناس. ففعل الإمام ذلك ودعا بخُفّه فلبسه، ورجع إلى داره راكباً دابته، فتضجّر الناس من حرمانّهم حلاوة تلك الحال(1).
ذكر الحاكم النيسابوري الشافعي في تاريخه: لمّا اتخذ المأمون الرضا عليه السلام وليّاً لعهده كان موسم المطر ولكنّه احتبس عنهم، فجعل بعض حاشية المأمون والمبغضين لولاية عهد الإمام عليه السلام يقولون: انظروا لمّا جاءنا عليّ بن موسى وصار وليّ عهدنا حَبَس الله عنّا المطر! وسمع المأمون بذلك فاشتدّ
ص: 219
عليّه وقال للإمام يوم جمعة: قد احتبس المطر، فلو دعوتَ الله عزّ وجلّ أن يُمطر الناس. فقال الرضا عليه السلام: نعم، قال: فمتى تفعل ذلك؟ وكان ذلك يوم جمعة، قال: يوم الإثنين، فإنّ رسول الله صلى الله عليه و آله أتاني البارحة في منامي ومعه أمير المؤمنين علي عليه السلام وقال: يابُنيّ انتظر يوم الإثنين فابرز إلى الصحراء واستسق، فإن الله تعالى سيسقيهم، واخبِرْهم بما يريك الله ممّا لا يعلمون من حالهم؛ ليزداد علمهم بفضلك ومكانك من ربك عز وجل. فلما كان يوم الإثنين غدا إلى الصحراء وخرج الخلائق ينظرون، فصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليّه ثمّ قال: اللّهمّ يا ربّ، أنت عظّمْتَ حقّنا أهل البيت فتوَسَّلُوا بنا كما أمرت، وأمّلوا فضلك، ورحمتك وتوقعوا إحسانك ونعمتك، فاسقهم سقياً نافعاً عامّاً غير ضارّ، وليكن ابتداء مطرهم بعد انصرافهم مِن مشهدهم هذا إلى منازلهم ومقارّهم.
ثمّ قال الراوي: فوالذي بعث محمّداً بالحقّ نبياً، لقد نسجت الرياح في الهواء الغيوم وأرعدت وأبرقت، وتحرك الناس كأنّهم يريدون التنحّي عن المطر، فقال الرضا عليه السلام: على رَسْلكم أيها الناس، فليس هذا الغيم لكم، إنما هو لأهل بلد كذا. فمضت السحابة وعبرت، ثمّ جاءت سحابة أخرى تشتمل على رعد وبرق، فتحركوا فقال: على رَسْلكم، فما هذه لكم، إنما هي لأهل بلد كذا. فما زالت حتّى جاءت عشر سحابات وعبرت و عليّ بن موسى الرضا عليه السلام يقول في كل واحدة: على رسلكم ليست هذه لكم، إنما هي لأهل بلد كذا، ثمّ أقبلت سحابة حادية عشرة فقال: أيها الناس، هذه سحابة بعثها الله عزّ وجلّ لكم، فاشكروا الله على تفضّله عليّكم، وقوموا إلى مقارّكم ومنازلكم؛ فإنّها مُسامة لكم ولرؤوسكم ممسكة عنكم إلى أن تدخلوا إلى مقاركم، ثمّ يأتيكم من الخير ما يليق بكرم الله تعالى وجلاله. ونزل مِن على
ص: 220
المنبر وانصرف الناس، فما زالت السحابة ممسكة إلى أن قربوا من منازلهم، ثمّ جاءت بوابل المطر فمُلئت الأودية والحياض والغدران والفلوات، فجعل الناس يقولون: هنيئاً لولد رسول الله صلى الله عليه و آله كرامات الله عزّ وجلّ!.
ثمّ برز إليهم الرضا عليه السلام، وحضرت الجماعة الكثيرة منهم فاستثمّر هذه الكرامة للوعظ والإرشاد، لأن الناس يتأثّرون بمن له الكرامة عند الله ويقبلون ما يقوله، فقام فيهم خطيباً وقال: يا أيّها الناس، اتّقوا الله في نِعم الله عليّكم فلا تُنفّروها عنكم بمعاصيه، بل استديموها بطاعته وشكره على نِعَمه وأياديه، واعلموا أنّكم لا تشكرون الله عزّ وجلّ بشيء - بعد الإيمان بالله وبعد الاعتراف بحقوق أولياء الله من آل محمّد رسول الله صلى الله عليه و آله - أحبّ إليه من معاونتكم لإخوانكم المؤمنين على دنياهم التي هي مَعْبر لهم، تعبر بهم إلى جِنان ربهم، فإنّ مَن فعل ذلك كان من خاصة الله تعالى. ثمّ حدّثهم عن رسول الله قضيّة عجيبة وقال: قيل: يا رسول الله، هلك فلان يعمل من الذنوب كيت وكيت! فقال رسول الله صلى الله عليه و آله: بل قد نجا، ولا يختم الله عمله إلا بالحسنى، وسيمحو الله عنه السيئات ويبدّلها له حسنات، أنّه كان يمرّ مرة في طريق عرض له مؤمن قد انكشفت عورته وهو لا يشعر، فسترها عليّه ولم يُخبره مخافةَ أن يخجل، ثمّ أن ذلك المؤمن عرفه في مهواه فقال له: أجزل الله لك الثواب، وأكرم لك المآب، ولا ناقشك في الحساب. فاستجاب الله له فيه، فهذا العبد لا يختم الله له إلا بخير بدعاء ذلك المؤمن، فاتّصل قول رسول الله صلى الله عليه و آله بهذا الرجل فتاب وأناب، وأقبل على طاعة الله عز وجل، فلم يأتِ سبعة أيام حتّى أُغير على سرح المدينة، فوجّه رسول الله صلى الله عليه و آله في أثرهم جماعة، ذلك الرجل أحدهم، فاستُشهد.
قالها الإمام الرضا عليه السلام ثمّ مضى، وتابع الراوي قوله: فعظّم الله تعالى
ص: 221
البركة من البلاد بدعاء الرضا، رضوان الله عليّه(1).
وأظهرت هذه الكرامة طرفاً من كرامات الإمام عليه السلام وعلمه للناس، وعرّف قلوب الناس حلاوة كلام رسول الله صلى الله عليه و آله.
هذه الكرامة من معجزات الإمام الرضا عليه السلام التي تألّق ذكرها واشتهرت في زمن ولاية عهده عليه السلام حيث عبّر الحاكم النيسابوري الشافعي عنها قائلاً: «ومن كرامات أولياء الله التي شاهدوا لعليّ بن موسى الرضا، صلوات الله عليّه...»(2).
و لم تتحقّق خطط حسّاد الإمام الرضا عليه السلام ومخالفيه في قضيّة الاستسقاء بعد هطول المطر ببركة دعاء الإمام عليه السلام، وبذلك لم يتمكّنوا من إرجاع ولاية العهد من العلويّين أو التقليل من شخصيّة الإمام عليه السلام لدى الجمهور، وإنّما كانت النتيجة لصالح الإمام الرضا عليه السلام؛ وذلك لتعرّف الناس على شيءٍ من شخصيّته العظيمة وكراماته، وإفشال جميع الخطط المعادية له، لذلك مكروا مرة أخرى وحاولوا إقناعَ المأمون من طريق آخر، فقال له أحدهم، وكان مِن الحسّاد:
يا أمير المؤمنين، أعيذك بالله أن يكون تاريخ الخلفاء في إخراجك هذا الشرف العميم، والفخر العظيم، من بيت وُلد العبّاس إلى بيت وُلد عليّ، لقد اعنت على نفسك وأهلك وجئت بهذا الساحر مِن وُلد السحرة، وقد كان
ص: 222
خاملاً فأظهرته، ومتضعاً فرفعته، ومنسيّاً فذكّرت به، ومُستخفىً فنوّهت به، قد ملأ الدنيا مخرقة وتشوّفاً بهذا المطر الوارد عند دعائه، ما أخوفني أن يُخرج هذا الرجلُ هذا الامرَ عن وُلد العبّاس إلى وُلد عليّ! بل ما أخوفني أن يتوصَّل بسحره إلى إزالة نعمتك، والتواثب على مملكتك! هل جنى أحد على نفسه ومُلكه مِثلَ جنايتك؟!
فكشف لهم المأمون عن نواياه الحقيقيّة في اتّخاذه الإمام الرضا عليه السلام لولاية عهده قائلاً: كان هذا الرجل مستتراً عنّا يدعو إلى نفسه، فأردنا أن نجعله وليَّ عهدنا ليكون دعاؤه لنا، وليعترف بالملك والخلافة لنا، وليعتقد فيه المفتونون به أنّه ليس ممَّا ادّعى في قليل ولا في كثير، وأن هذا الأمر لنا دونه، وقد خشينا إن تركناه على تلك الحالة أن ينفتق عليّنا منه ما لا نسدّه، ويأتي عليّنا منه ما لا نُطيقه، والآن فإذ قد فعلنا به ما فعلنا، وأخطأنا في أمره بما أخطأنا، وأشرفنا من الهلاك - بالتنويه به - على ما أشرفنا، فليس يجوز التهاون في أمره، ولكنّا نحتاج أن نضع منه قليلاً قليلاً حتّى نُصوّرَه عند الرعايا بصورةِ مَن لا يستحقّ هذا الأمر، ثمّ ندبّر فيه بما يحسم عنا موادَّ بلائه.
فقال رجل من مخالفي الإمام الرضا عليه السلام اسمه حميد بن مهران للمأمون: ياأمير المؤمنين، فولِّني مجادلته، فإني أُفحمه وأصحابَه، وأضع مِن قَدْره، فلولا هيبتك في صدرى لأنزلتُه منزلته، وبيّنتُ للناس قصوره عما رشّحتَه له.
فرحّب المأمون بذلك وقال له: ما شيء أحبُّ إليَّ من هذا. قال الرجل:
فاجمعْ وجوه مملكتك من القوّاد والقُضاة وخيار الفقهاء لأُبيّن نقصه بحضرتهم، فيكون تأخيرك له عن محلّه الذى أحللتَه فيه على علمٍ منهم بصواب فعلك، وكان اليوم الموعود، فاجتمع الناس وابتدأ الحاجب حميد بن مهران الإمام الرضا عليه السلام وخاطبه: إنّ الناس قد أكثروا عليّك الحكايات،
ص: 223
وأسرفوا في وصفك بما أرى أنك إن وقفتَ عليّه برئت إليهم منه. قال: وذلك أنك قد دعوتَ الله في المطر المعتاد مجيؤه، فجاء، فجعلوه آية معجزة لك أوجبوا لك بها أن لا نظير لك في الدنيا! وهذا أمير المؤمنين أدام الله ملكه وبقاءه لا يُوازي بأحد إلا رجح به، وقد أحلّك المحلَّ الذي قد عرفت، فليس من حقّه عليّك أن تسوّغ للكاذبين لك وعليّه ما يكذّبونه.
فأجابه الإمام الرضا عليه السلام برزانة وثبات: ما أدفعُ عباد الله عن التحدّث بنعم الله عليّ وإن كنت لا أبغي أشراً ولا بطراً، وأما ذِكرُك صاحبَك الذي أحلّني ما أحلّني، فما أحلّني إلا المحلَّ الذي أحله مَلِكُ مصر يوسُفَ الصديق عليه السلام، وكانت حالهما ما قد علمت.
فغضب حميد بن مهران عند ذلك وقال: يا ابن موسى، لقد عدوتَ طورَك، وتجاوزتَ قَدْرَك، أن بعث الله بمطر مقدر مقدورٍ في وقته لا يتقدم ولا يتأخّر، وجعلته آية تستطيل بها، وصَولةً تصول بها، كأنك جئت بمِثْل آية الخليل إبراهيم عليه السلام لمّا أخذ رؤوس الطير بيده ودعا أعضاءها التي كان فرّقها على الجبال فأتَتْه سعياً وخفَقْن وطِرْن بإذن الله تعالى، فإن كنت صادقاً فيما توهم فأحْيِ هاتينِ الصورتين وسلّطهما عليّ، فإنّ ذلك يكون حينئذٍ آيةً معجزة، فأما المطر المعتاد مجيؤه فلستَ أنت أحقَّ بأن يكون جاء بدعائك من غيرك الذي دعا كما دعوت.
وكان الحاجب أشار إلى أسدين مصوَّرين على مَسند المأمون الذي كان مستنداً إليه، وكانا متقابلين على المسند، فغضب عليّ بن موسى عليه السلام وصاح بالصورتين: دونَكما الفاجر، فافتَرِساه ولا تُبقيا له عيناً ولا أثراً!
فوثبت الصورتان - وقد عادتا أسدين - فتناولا الحاجبَ ورضَّضاه وهشّماه وأكلاه ولحسا دمه، والقوم ينظرون متحيّرين مما يبصرون، فلما فرغا
ص: 224
منه أقبلا على الرضا عليه السلام وقالا: يا وليَّ الله في أرضه، ماذا تأمرنا أن نفعل بهذا؟ أنفعل به ما فعلنا بهذا؟ يشيران إلى المأمون، فغُشي على المأمون ممّا سمع منهما، فقال الرضا عليه السلام: قفا. فوقفا. ثمّ قال الرضا عليه السلام: صبُّوا عليّه ماء ورد وطيّبوه. ففُعِل ذلك به، وعاد الأسدان يقولان: أتأذن لنا أن نلحقه بصاحبه الذي أفنيناه؟ قال: لا، فإنّ لله عزّ وجلّ فيه تدبيراً هو مُمْضيه. فقالا: بماذا تأمرنا؟ قال: عُودا إلى مقرّكما كما كنتما. فعادا إلى المسند، وصارا صورتين كما كانتا، فقال المأمون: الحمد لله الذي كفاني شرَّ حميد بن مهران. يعني الرجل المُفترَس، ثمّ قال للرضا عليه السلام: هذا الأمر (أى الخلافة) لجدّكم رسول الله صلى الله عليه و آله ثمّ لكم، فلو شئتَ لنزلتُ لك عنه(1).
كانت هذه من أُخَريات كرامات الإمام الرضا عليه السلام في مدّة حياته الشريفة، حيث تنبّأ بكيفيّة استشهاده عليه السلام وما إلى ذلك من أمور.
قال ابن حجر الهيثمّي الشافعي في ذلك: «... وأَخبر قبل موته بأنّه يأكل عنباً ورمّاناً مبثوثاً ويموت، وأنّ المأمون يريد دفنه خلف الرشيد، فلم يستطع، فكان ذلك كلّه كما أخبر به (أى الرضا عليه السلام)»(2).
وقد روى هذه التنبّؤات في كيفيّة استشهاده عليه السلام ومحلّ دفنه وما إلى ذلك أبو الصلت الهروي وهرثمّة بن أعيَن بتفاصيل مختلفة، وسنتعرّض إلى كليهما.
ص: 225
وكان من أصحاب الإمام ومُلازميه عند الفِرق، وقد روى قصّة عجيبة حول الإمام الرضا عليه السلام تشهد على علمه عليه السلام بالغيب والمستقبل، كما أنّها إجابة واضحة على الروايات التاريخيّة الكاذبة و على محاولات بعض المؤرخين في تبرئة المأمون من جريمة قتل الإمام الرضا عليه السلام، إذ قد حاول هؤلاء تجاهل ما ورد عن الفريقَين، لكنّ هاتين الروايتين توضّحان مدى الاضطهاد الذي تعرّض له الإمام الرضا عليه السلام و تبيّن مظلوميّته، و شهادته على يد المأمون.
وتبلغ الدهشة من هذه القصّة العجيبة حداً جعل عبد الرحمان الجامي الحنفي يقول فيها قبل نقله لها: ومن جملة الكرامات والخوارق ما رواه أبو الصلت الهروي(1).
قال أبو الصلت: بينا أنا واقف بين يَدَي عليّ بن موسى الرضا عليه السلام إذ قال لي: يا أبا صلت، ادخُلْ هذه القبة التي فيها قبر هارون وائْتِني بتراب من أربعة جوانبها.
قال أبو الصلت: فمضيت فأتيت به، فلمّا مَثُلتُ بين يديه قال لي: ناوِلْني هذا التراب. وهو من عند الباب، فناولته فأخذه فشمّه ثمّ رمى به، ثمّ قال: سيُحفَر لي هاهنا فتظهر صخرة لو جمع عليّها كلّ مِعْوَلٍ بخراسان لم يتهيّأ قلعها. ثمّ قال: ناولني هذا التراب فهو من تربتي. ثمّ قال: سيُحفَر لي في هذا الموضع فتأمرهم أن يحفروا لي سبع مراقٍ إلى أسفل وأن يشقّ لي ضريحة،
ص: 226
فإن أبَوا إلّا أن يلحدوا فتأمرهم أن يجعلوا اللحد ذراعين وشبراً، فإنّ الله سيوسعه ما يشاء، فإذا فعلوا ذلك فإنّك ترى عند رأسي نداوة، فتكلّمْ بالكلام الذي أُعلّمك؛ فأنّه ينبع الماء حتّى يمتلئ اللحد وترى فيه حيتاناً صغاراً، فَفُتَّ لها الخبز الذي أعطيك فأنّها تلتقطه، فإذا لم يبق منه شيء خرجَتْ منه حوتة كبيرة فالتقطت الحيتان الصغار حتّى لا يبقى منها شيء، ثمّ تغيب، فإذا غابت فضع يدك على الماء، ثمّ تكلّم بالكلام الذي أعلّمك فأنّه ينضب الماء، ولا يبقى منه، ولا تفعل ذلك إلا بحضرة المأمون. ثمّ قال عليه السلام: يا أبا الصلت، غداً أدخل على هذا الفاجر فإن أنا خرجتُ وأنا مكشوف الرأس فتكلّمْ أكلّمك، وإن أنا خرجت وأنا مغطى الرأس فلا تكلّمني.
قال أبو الصلت: فلمّا أصبحنا من الغد لبس ثيابه وجلس فجعل في محرابه ينتظر، فبينما هو كذلك إذ دخل عليّه غلام المأمون فقال له: أجب أمير المؤمنين. فلبس نعله ورداءه وقام يمشي وأنا أتبعه، حتّى دخل على المأمون وبين يديه طبق وعليّه عنب وأطباق فاكهة وبيده عنقود عنب قد أكل بعضه وبقي بعضه، فلمّا أبصر بالرضا عليه السلام وثب إليه فعانقه وقبّل ما بين عينيه وأجلسه معه، ثمّ ناوله العنقود وقال: يا ابن رسول الله، ما رأيتُ عنباً أحسن من هذا. فقال الرضا عليه السلام: ربّما كان عنباً حسناً يكون من الجنّة. فقال له: كُلْ منه. فقال عليه السلام: تعفيني منه. فقال: لا بدّ من ذلك، وما يمنعك منه لعلّك تتّهمنا بشيء! فتناول العنقود فأكل منه، ثمّ ناوله فأكل منه الرضا عليه السلام ثلاث حبّات، ثمّ رمى به وقام، فقال المأمون: إلى أين؟ فقال: إلى حيث وجّهتني.
فخرج عليه السلام مغطّى الرأس فلم أكلّمه حتّى دخل الدار، فأمر أن يُغلَق الباب فغُلق، ثمّ نام عليه السلام على فراشه، ومكثت واقفاً في صحن الدار مهموماً محزوناً، فبينما أنا كذلك إذ دخل عليّ شاب حسن الوجه قطط الشعر أشبه الناس
ص: 227
بالرضا عليه السلام، فبادرت إليه فقلت له: مِن أين دخلت والباب مغلق؟! فقال: الذي جاء بي من المدينة في هذا الوقت هو الذي أدخلني الدار والبابُ مغلق. فقلت له: ومَن أنت؟ قال: أنا حجّة الله عليّك يا أبا الصلت، أنا محمّد بن عليّ.
ثمّ مضى نحو أبيه عليه السلام فدخل وأمرني بالدخول معه، فلمّا نظر إليه الرضا عليه السلام وثب إليه فعانقه وضمّه إلى صدره وقبّل ما بين عينيه، ثمّ سحبه سحباً إلى فراشه، وأكبّ عليّه محمّد بن عليّ عليه السلام يقبّله ويَسارّه بشيء لم أفهمه، ورأيت على شفتَي الرضا عليه السلام زَبَداً أشدّ بياضاً من الثلج، ورأيت أبا جعفر (الجواد) عليه السلام يلحسه بلسانه، ثمّ أدخل يده بين ثوبيه وصدره فاستخرج منه شيئاً شبيهاً بالعصفور، فابتلعه أبو جعفر عليه السلام ومضى الرضا عليه السلام!
فقال أبو جعفر عليه السلام: قم يا أبا صلت، اِئتني بالمُغتسَل والماء من الخزانة. فقلت: ما في الخزانة مغتسل ولا ماء. قال: اِئتهِ إليّ ما آمرك به. فدخلت الخزانة فإذا فيها مغتسل وماء، فأخرجته وشمّرت ثيابي لأغسله، فقال لي: تَنَحَّ يا أبا الصلت، فإنّ لي مَن يُعينني غيرك. فغسَّلَه، ثمّ قال لي: أُدخل الخزانة فأخرِجْ إليّ السَّفَط الذي فيه كفنه وحَنوطه. فدخلت فإذا أنا بسفط لم أره في الخزانة قطّ، فحملته إليه، فكفّنه وصلّى عليّه ثمّ قال لي: ائتني بالتابوت. فقلت: أمضي إلى النجّار حتّى يصلح التابوت. قال: قم، فإنّ في الخزانة تابوتاً. فدخلت الخزانة فوجدت تابوتاً لم أره قط، فأتيته به، فأخذ الرضا عليه السلام بعدما صلّى عليّه فوضعه في التابوت وصفّ قدميه وصلّى ركعتين لم يفرغ منهما حتّى علا التابوت، وانشقّ السقف وخرج منه التابوت ومضى، فقلت: يا ابن رسول الله، الساعةَ يَجيئنا المأمون ويطالبنا بالرضا عليه السلام، فما نصنع؟ فقال لي: اسكت، فأنّه سيعود يا أبا الصلت، ما من نبيّ يموت بالمشرق ويموت وصيُّه بالمغرب إلا جمع الله بين أرواحهما وأجسادهما. وما أتمّ الحديث حتّى انشقّ
ص: 228
السقف ونزل التابوت، فقام عليه السلام فاستخرج الرضا عليه السلام من التابوت ووضعه على فراشه كأنّه لم يُغَسَّل ولم يُكفَّن.
ثمّ قال لي: يا أبا الصلت، قم فافتح الباب للمأمون. ففتحت الباب فإذا المأمون والغلمان بالباب، فدخل باكياً حزيناً قد شقّ جيبه ولطم رأسه وهو يقول: يا سيّداه، فُجِعتُ بك يا سيّدي. ثمّ دخل فجلس عند رأسه وقال: خذوا في تجهيزه. فأمر بحفر القبر، فحفرت الموضع فظهر كل شيء على ما وصفه الرضا عليه السلام، فقال له بعض جلسائه: ألستَ تزعم أنّه إمام؟ فقال: بلى، لا يكون الإمام إلا مقدم الناس. فأمر أن يُحفَر له في القبلة، فقلت له: أمرني أن يحفر له سبع مراقٍ وأن أشقّ له ضريحة. فقال: انتهوا إلى ما يأمر به أبو الصلت سوى الضريح، ولكن يحفر له ويلحد، فلمّا رأى ما ظهر له من النداوة والحيتان وغير ذلك قال المأمون: لم يزل الرضا عليه السلام يرينا عجائبه في حياته، حتّى أراناها بعد وفاته أيضاً.
فقال له وزير كان معه: أتدري ما أخبرك به الرضا عليه السلام؟ قال: لا. قال: أنّه قد أخبرك أنّ مُلَككم يا بني العبّاس مع كثرتكم وطول مدّتكم مِثلُ هذه الحيتان، حتّى إذا فَنِيَت آجالكم وانقطعت آثاركم! وذهبت دولتكم سلّط الله عليّكم رجلاً منّا فأفناكم عن آخركم! قال له: صدقت.
ثمّ قال لي: يا أبا الصلت، علّمني الكلام الذي تكلّمتَ به. قلت: والله لقد نسيتُ الكلام من ساعتي. وقد كنت صدقت، فأمر بحبسي، ودفن الرضا عليه السلام، فحُبِست سنة فضاق عليّ الحبس، وسهرت الليلة ودعوت الله تبارك وتعالى بدعاء ذكرتُ فيه محمّداً وآل محمّد صلوات الله عليّهم، وسألت الله بحقّهم أن يفرّج عنّي، فما استتم دعائي حتّى دخل عليّ أبو جعفر محمّد بن علي عليه السلام فقال لي: يا أبا الصلت، ضاق صدرك؟ فقلت: إي والله. قال: قم. فأخرَجَني،
ص: 229
ثمّ ضرب يده إلى القيود التي كانت عليّ ففَكَّها، وأخذ بيدي وأخرَجنَي من الدار والحرسةُ والغلمان يرونني فلم يستطيعوا أن يكلّموني، وخرجت من باب الدار، ثمّ قال لي: إمض في ودائع الله فإنّك لن تصل إليه ولا يصل إليك أبدا. فقال أبو الصلت: فلم ألتقِ المأمونَ إلى هذا الوقت(1).
وممّا تلقّته الأسماع بالاستماع، ونقلَتْه الألسن في بقاع الأصقاع، أنّ المأمون وجد فى يومِ عيدٍ انحرافَ مزاجٍ أحدَثَ عنده ثقلاً عن الخروج إلى الصلاة بالناس، فقال لأبي الحسن عليّ الرضا عليه السلام: يا أبا الحسن، قُمْ وصلِّ بالناس: فخرج الرضا عليه السلام وعليّه قميص صغير أبيض، وعمامة بيضاء لطيفة، وهما من قطن، وفي يده قضيب، فأقبل ماشياً يؤمّ المصلَّى وهو يقول: السلامُ على أبويَّ آدمَ و نوح، السلامُ على أبويَّ إبراهيمَ وإسماعيل، السلامُ على أبويَّ محمّد وعليّ، السلامُ على عبادِالله الصالحين.
فلما رآه الناس هرعوا إليه وانثالوا عليّه لتقبيل يده، فأسرع بعض الحاشية إلى المأمون فقال: يا أمير المؤمنين، تَداركِ الناسَ واخرُجْ إليهم وصلِّ بهم، وإلا خرَجَت الخلافة منك الآن. فحمله على ان خرج بنفسه و جاء مسرعاً والرضا بعدُ من كثرة زحام الناس لم يَخلُص إلى المصلّى، فتقدم المأمون وصلّى بالناس، فلمّا انقضى ذلك قال هرثمّة بن أعيَن - وكان في خدمة المأمونّ إلا أنّه كان محبّاً لأهل البيت إلى الغاية، يأخذ نفسه بأنّه من
ص: 230
شيعتهم، وكان قائماً بمصالح الرضا باذلاً نفسه بين يديه متقرباً إلى الله (تعالى) بخدمته - قال: طلبني سيّدي الرضا و قال لي: يا هرثمّة، إنّي مُطْلعُك على أمرٍ يكون عندك سرّاً لا تُظهره وأنا حيّ، وإن أظهرتَه حالة حياتي كنتُ خصمَك عندالله (تعالى). فعاهدتُه أنّني لا اُعلم بها أحداً ما لم تأمرني، فقال: اِعلَمْ أنّني بعدَ أيام آكلُ عنباً و رماناً مفتوتاً فأموت، و يقصد الخليفة أن يجعل قبري ومدفني خلف قبر أبيه الرشيد، و إن الله (تعالى) لا يُقْدره على ذلك، فإنّ الأرض تشتدّ عليّهم فلا يستطيع أحد حفر شيء منها و انّما قبري في بقعة كذا - لموضِع عيّنه - فاذا أنا متّ وجُهِّزتُ فأعِلمْه بجميع ما قلتُ لك، وقل له يتأنّ في الصلاة عليّ، فأنّه يأتي رجل عربِيّ ملثمّ على بعيرِ مُسرع وعليه وعثاء السفر، فينزل عن بعيره و يصلّي عليّ، فإذا صلّى عليّ و حُمِلتُ فاقصد المكان الذي عيّنتُه لك، فاحفر شيئاً يسيراً من وجه الأرض تجدْ قبراً معمولاً في قعره ماءٌ أبيض، فإذا كشفتَه ينضب الماء فهو مدفني.
قال هرثمّة: فو الله ما طالت الأيّامُ حتّى أكل عنباً ورمّاناً فمات، فدخلت على الخليفة فوجدتُه يبكي عليّه، فقلت: يا أمير المؤمنين، عاهَدَني الرضا على أمر أقوله لك. وقصصتُ عليّه تلك القصة التي قالها من أولّها إلى آخرها وهو يَعجَب ممّا أقوله، فأمر بتجهيزه، فلمّا تجهّز تأنّى بالصلاة عليّه، وإذا برجلٍ قد أقبل من الصحراء على بعير مسرعاً فلم يكلّم أحداً، ثمّ دخل إلى جنازته فوقف و صلّى عليّه و خرج فصلّى الناس عليّه، وأمر الخليفة بطلب الرجل ففاتهم فلم يعلموا له خبراً.
عن الحفر، فذهبتُ إلى موضع ضريحه الآن و بقَدْر ما كُشف وجه الأرض ظهر قبرٌ محفور كُشِفت عنه طوابقه فإذا في قعره ماءٌ أبيض كما قال، فأعلمتُ الخليفة به، فحضر وأبصر على الصورة التي ذكرها، فنضب الماء
ص: 231
فدُفن فيه. ولم يزل الخليفة المأمون يَعجَب من قوله.(1)
قال محمّد بن طلحة الشافعي بعد نقله هذه الواقعة: «فانْظُر إلى هذه المنقبة العظيمة، والكرامة البالغة التي تَنْطق بعناية الله عزّوجلّ به، وإزلافِ مكانته عنده»(2).
المتّفق عليّه هو أنّ الإمام الرضا عليه السلام لم يعش بعد ترحيله إلى طوس أكثر من عامين أو ثلاثة أعوام، وكان قضى أكثر أيّام حياته الشريفة في المدينة، والأخبار تدلّ على أن كرامات الإمام عليه السلام وفضائله بعد رحيله ليست أقلَّ ممّا كان منها قبل الرحيل إلى طوس إنّ لم تكن أكثر منها، وعدد الكرامات المروية عنه عليه السلام قبل رحيله ثلاث عشرة كرامة، وما بعد الرحيل أربع عشرة كرامة، وهذا يوضّح أن جميع محاولات المأمون من تهجير الإمام للتحديد من شخصيّته العظيمة لم تنجح، وليس ذلك فحَسْب، بل تسببت في انتشار فضائل الإمام عليه السلام ومعرفة الناس بشخصيّته العظيمة في أرض فارس و خراسان؛ وذلك لأنّ كراماته عليه السلام بعد الرحيل كانت أكثر منها قبله، ولأنّها بعد رحيله كان تصرّفه التكوينيّ غيرَ ما كان قبل الرحيل، حيث لم يكن الإمام يُظهر ذلك من قبل.
ص: 232
وانتشار أخبار كرامات الإمام الرضا عليه السلام بعد رحيله إلى خراسان يحكي عن انتشار سُمعته فيها وفي إيران والهند وسائر البلاد، وكان ذلك أحد الأسباب المهمّة التي دعت أحسدَ المأمون إلى اغتياله بعد مدّة وجيزة من مجيئه إلى طوس.
ص: 233
ص: 234
* فضل زيارته عليه السلام
* مشهد الرضا عليه السلام
* زيارات علماء أهل السنّة والجمهور لمشهدالرضا عليه السلام
وتوسّلاتهم به
عتبة الإمام الرضا عليه السلام
ص: 235
ص: 236
الفصل السابع: زيارته عليه السلام
سنتعرّض في هذا الفصل إلى بيان فضل زيارة قبر الإمام الرضا عليه السلام في أحاديث النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله وأهل البيت عليهم السلام، ثمّ نتناول أخباراً حول زيارات وتوسّلات وجهاء وعلماء أهل السنّة أو تقريراتهم حول توسّلات الناس بمرقد الإمام المبارك، وبعد ذلك نتابع تأريخ بناء القبة والعتبة المباركة القائمة فوق مضجعه الشريف منذ القرن الأول حتّى الآن.
فضل زيارة مرقد الإمام الرضا عليه السلام الوارد في روايات الرسول صلى الله عليه و آله وأهل بيته، وحثّ الناس على زيارته عليه السلام الوارد في كتب أهل السنّة، يحكيان شيئاً من مكانة الإمام عليه السلام الرفيعة ومنزلته الخاصّة، ويُبيّنان أن الزيارة سُنّة ثابتة. ونشير فيما يلي إلى إحدى عشرة رواية في فضل زيارة قبر الإمام الرضا عليه السلام عن النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله والإمام الكاظم عليه السلام والإمام الرضا عليه السلام والإمام الجواد عليه السلام والإمام الهادي عليه السلام نقلاً عن مصادر أهل السنّة المعتبرة:
1 - روى الحاكم النيسابوري الشافعي بسنده قال: «رُوي عن الإمام عليّ الرضا عليه السلام عن آبائه عن النبيّ صلى الله عليه و آله أنّه قال: ستُدفَنُ بَضعةٌ مِنّي بأرضِ خراسان،
ص: 237
ما زارها مكروبٌ إلا نَفّس الله كربَتَه، ولا مذْنبٌ إلا غَفَر الله ذنوبه»(1).
2 - و روى الحاكم النيسابوري الشافعي بسنده عن الإمام الصادق عليه السلام عن آبائه عن الإمام علي عليه السلام عن النبيّ صلى الله عليه و آله أنّه قال: «سَتُدْفَنُ بَضْعة مِنّي بخراسان، لا يزورها مؤمن إلا أوجب الله له الجنَّة وحرَّم جسده على النار»(2).
3 - و رُوي عن عائشة أنّ النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله قال: «مَن زار ولدى بطوس فإنّما حَجَّ مرّة. قالت: مرة؟! فقال: مرتين. قالت: مرتين؟! فقال: ثلاث مرّات. فسكتَتْ عائشة، فقال: ولَوْ لَم تسكتي لَبَلَغْتُ إلى سبعين»(3).
ويجب الانتباه إلى أن شخصيّة الإمام الرضا عليه السلام ومنطقة طوس كانتا معروفتَين عند عائشة بحيث لم تسأل النبيّ صلى الله عليه و آله عن معنى كلمات: «ولدي» أو «طوس»، إنّما تعجّبت من عظمة فضل زيارته عليه السلام(4).
4 - قال الحاكم النيسابوري الشافعي بسنده إلى سليمان بن حفص المروزىّ قال: سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر يقول: «من زار قبر ولدي عليّ كان له عندالله سبعين حجّة. ثمّ] قال [: و رُبَّ حجّةٍ لا تُقبَل. من زاره أو بات عنده ليلةً كان كمن زار أهل السماوات، وإذا كان يومُ القيامة وُجِدَ
ص: 238
معنا زوَّار أئمّتنا أهل البيت، وأعلاهم درجةً وأقربهم حياةً زوّار ولدي عليّ»(1).
5 - روى الجويني الشافعي بسنده عن الحسين بن علىّ الفضّال أنّه قال: «سَمِعْتُ عليّ بن موسى الرضا وجاءه رجل فقال له: يا ابن رسول الله، رأيْتُ رسول الله في المنام كأنّه يقول لي: كيف أنتم إذا دُفنَ في أرضكم بَعضي واسْتُحْفِظْتُم وَديعتي وغُيّبَ في ثراكم نجمي؟! فقال له الرضا عليه السلام: أنا المدفون في أرضكم، وأنا بَضعة نبيّكم، وأنا الوديعة والنجم، و من زارني، وهو يَعْرِف ما أَوْجَب الله من حقّي وطاعتي، فأنا وآبائي شفعاؤه يوم القيامة، ومن كنّا شفعاءه نجا ولو كان عليّه مِثلُ وِزْر الثَقَلين الجنّ والإنس»(2).
وقال الإمام الرضا عليه السلام تأييداً لهذا الأمر: «ولقد حدّثني أبي، عن جدّي عن أبيه عن آبائه أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله قال: مَن رآني في منامه فقد رآني، فإنّ الشيطان لا يَتَمثَّل في صورتي ولا في صورة واحدٍ من أوصيائي، وإنّ الرؤيا الصادقة جزء من سبعين جزءاً من النبوّة»(3).
وبذلك تعطي هذه الرواية الحجيّة لكلّ ما ورد من أحلام ورؤى في النبيّ صلى الله عليه و آله وخلفائه عليهم السلام.
ص: 239
6 - قال الحاكم النيسابوري الشافعي بسنده عن الحسين بن فضّال، قال: سمعت أبا الحسن عليّ بن موسى الرضا يقول: «إنّي مقتول مسموم مدفون بأرض غربة، أعلمُ ذلك بعهدٍ عهده إليَّ أبي عن أبيه عن آبائه، عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه و آله. ألا فمن زارني في غربتي كنت أنا وآبائي شفعاءَه يوم القيامة، ومن كنّا شفعاءَه نجا ولو كان عليّه مِثل وِزر الثَقَلين»(1).
وقد ذكر الجويني الشافعي هذه الرواية متعجّباً وقال في عنوانها: «كرامة يا لها مِنْ كرامة باهرة! وبشارة لشفاعة الذنوب ماحية غافرة!»(2).
7 - قال الحاكم بسنده عن حمدان الديوانيّ أنّ الإمام رضا عليه السلام قال: «من زارني على بُعْد داري أتيتُه يوم القيامة في ثلاثة مواطن حتّى أخلّصه من أهوالها: إذا تطايرت الكتب يميناً وشمالاً، وعند الصراط، وعند الميزان»(3).
8 - وروى الحاكم أيضاً بسنده عن ياسر الخادم أنّ عليّ بن موسى الرضا عليه السلام قال: «لا تُشَدّ الرحال إلى شيء من القبور إلا إلى قبورنا، ألا وإنّي مقتولٌ بالسمّ ظلماً، ومدفون في موضع غربة، فمَن شدّ رَحْلَه إلى زيارتي استُجيب دعاؤه وغُفر ذنوبه»(4).
9 - قال القندوزي الحنفي نقلاً عن محمّد خواجه بارسا البخاري الحنفي: لمّا فرض المأمون ولاية عهده مهدّداً الإمام الرضا عليه السلام قال له الإمام: «واللهِ لقد حدّثني أبي عن آبائه عن رسول الله صلى الله عليه و آله: أنّي أخرج من الدنيا قبلك، مظلوماً
ص: 240
تبكي عليّ ملائكة السماء والأرض، وأُدفن في أرض الغربة»(1).
10 - روى الحاكم النيسابوري الشافعي بسنده عن أيّوب بن نوح أنّه سمع الإمام الجواد عليه السلام يقول: «من زار قبر أبي بطوس غفرالله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخَّر، وإذا كان يومُ القيامة يُنْصَب له منبر بحذاء منبر رسول الله صلى الله عليه و آله، حتّى يفرغ الله من حساب عباده»(2).
11 - روى الحاكم أيضاً بسنده عن الصَّقْر بن دَلَف أنّه قال: سمعت علىّ بن محمّد بن علىّ الرضا يقول: «من كانت له إلى الله حاجة فَلْيَزُر قَبر جدّيَ الرضا بطوس وهو على غُسل، وَلْيُصلِّ عند رأسه ركعتين ويسأل الله تعالى حاجته في قنوته، فأنّه يُستجاب له ما لم يسأله في مأثمّ أو قطيعة رحم، وإنَّ موضعَ قبره لبقعة من بقاع الجنَّة، لا يزورها مؤمن إلا أعتقه الله من النار، وأدخله دار القرار»(3).
ومن أهمّ الأمور التي قلّ ما يُتعَرَّض لها هو تاريخ بناء القبّة والعتبة
ص: 241
المباركة للإمام الرضا عليه السلام، وكثرة توسّلات الجمهور وعلماء أهل السنّة بهذه البقعة المباركة. وحسب التقارير التاريخيّة لكبار المحدّثين السنّة ومؤرّخيهم كان للقبر الشريف منذ القرن الثالث حتّى اليوم قبّة وعتبة، وكان يقصد تلك العتبة المباركة أعلام السنّة والجمهور الشيعيّ والسنّي من كلّ فرقة وطائفة لزيارته والاستشفاء عنده وقضاء الحوائج بالتوسّل به عليه السلام إلى الله تبارك و تعالى.
وتحكي هذه التقارير أيضاً أن بناء القبور كان أمراً رائجاً وجائزاً في تلك الحقبة، وكذلك كانت زيارة أهل القبور - وبخاصّة قبور أهل بيت النبيّ صلى الله عليه و آله - سنّة ثابتةً مشهورة، لذلك كان التوسّل وطلب تفريج الهموم وكشف الغموم من الولىّ المتوفّى أمراً جائزاً دون أيّة عوائق، فَيَبطل بذلك جميع مدّعيات التشكيك والتكفير.
وسيأتي البحث حول زيارات وتوسّلات علماء أهل السنّة والجمهور منذ القرن الثالث حتّى اليوم، وتاريخ البناء فوق المرقد الشريف للإمام الرضا عليه السلام من يومه إلى يومنا هذا.
كان للإمام الرضا عليه السلام فضائل وكرامات كثيرة مدّة حياته الشريفة، و من أشهر هذه الفضائل هي قصّة ورود الإمام عليه السلام إلى نيسابور وتبرّك علماء السنّة به عليه السلام وبتراب دابّته صلى الله عليه و آله.
ولم تقتصر هذه الكرامات والفضائل على أيّام حياته، بل امتدّت بعد استشهاده بتصريح أعلام السنّة منذ القرن الثالث والرابع، وقبره الشريف كان
ص: 242
ولايزال مزار علماء أهل السنّة وسائر الناس، ومحلّ استشفائهم بتلك البقعة المباركة، بل ازدادت كلّ عام هذه الزيارات والتوسّلات حسب تلك التقارير.
ويبدو أنّ الروايات الواردة عن النبيّ صلى الله عليه و آله وأهل بيته عليهم السلام في فضل زيارة قبر الإمام الرضا عليه السلام ومظلوميّته وغربته أثارت هذه الأفواج من زوّار المرقد الشريف للاتّجاه نحوه وتشييد القبّة والعتبة المباركة على مضجعه الشريف احتراماً لبضعة الرسول صلى الله عليه و آله.
القرن الرابع
1 - أبوبكر بن خُزَيمة الشافعي (311 ه -)(1) وأبو عليّ الثقفي الشافعي (328 ه -)(2): قال الحاكم النيسابوري الشافعي: «سمعتُ أبا بكرٍ محمّدَ بن المؤمل بن الحسين بن عيسى يقول: خرجْنا مع إمام أهل الحديث أبي بكر محمّد بن إسحاق بن خُزيمة وعديله في العماريّة أبي عليّ الثقفي و جماعة من مشايخنا، وهُمْ إذْ ذاك متوافرون إلى المشهد لزيارة قبر عليّ بن موسى الرضا عليه السلام بطوس. قال: فرأيْتُ من تعظيمه] ابن خزيمة [لتلك التربة وتواضعه لها وتضرّعه عند الوصول إليها ما تحيَّرنا فيه!»(3).
ص: 243
والنقطة المهمّة هي تكملة الرواية، وللأسف لم يذكرها بعض الرواة حيث يقول الراوي: «ذلك بمشهد مِن عدّة مِن آل السلطان وآل شاذان ابن نعيم وآل الشنقشين، وبحضرة جماعة من العلويّة من أهل نيسابور وهرات وطوس وسرخس، فدوّنوا شمائل أبي بكر محمّد بن إسحاق عند الزيارة وفرحوا وتصدّقوا شكراً لله على ما ظَهَر مِن إمام العلماء عند ذلك الإمام] الرضا [والمشهد، وقالوا بأجمعهم: لو لمْ يعلم هذا الإمام] ابن خزيمة [أنّه سنّة وفضيلة لما فعل هذا»(1).
2 - ابن حِبّان البُستي الشافعي (354 ه -)(2): «عليّ بن موسى الرضا... أبو الحسن، من سادات أهل البيت وعقلائهم، وجلَّة الهاشميّين ونُبلائهم، يَجِب أن يُعتبر حديثه إذا رُوى عنه... قد زرتُه] قبره [مراراً كثيرةً، وما حلَّت بي شدة في وقت مُقامي بطوس فَزُرت قبر عليّ بن موسى الرضا، صلوات الله على جدّه وعليّه، ودعوتُ الله إزالتها عنّي إلا استُجِيب لي وزالَتْ عنّي تلك الشدة، وهذا شيء جَرّبتُه مراراً فوجدته كذلك، أماتنا الله على محبّة المصطفى وأهل
ص: 244
بيته صلّى الله عليه و عليهم أجمعين»(1).
3 - محمّد بن عليّ بن سهل الشافعي (405 ه -): قال الحاكم: «سمعت أبا الحسن محمّد بن عليّ بن سهل الفقيه يقول: ما عَرَض لي مهمّ من أمر الدين والدنيا، فقصدت قبر الرضا لتلك الحاجة، ودعوت عند القبر إلا قُضِيَت لي تلك الحاجة وفرّج الله عنّي ذلك المهمّ... وقد صرت إلى هذه العادة أن أخرج إلى ذلك المشهد في جميع ما يعرض لي، فأنّه عندي مجرّب»(2).
القرن الخامس
4 - الحاكم النيسابوري الشافعي: «وقد عرَّفني الله من كرامات التربة خيرَ كرامة، منها: أنيّ كنت منقرساً لا أتحرّك إلا بجهد، فخرجتُ وزرتُ وانصرفت إلى نوقان بخُفَّين من كرابيس، فأصبحت من الغد بنوقان وقد ذهب ذلك الوجع، وانصرفت سالماً إلى نيسابور»(3).
إضافةً إلى كلّ ذلك شهد الحاكم النيسابوري الشافعي تصريحات علماء السنّة عن الاستشفاء بعتبة الإمام الرضا عليه السلام ورواها وسنشير إليها:
5 - حمزة الزائر المصري: روى الحاكم النيسابوري الشافعي بسنده عن
ص: 245
علىّ بن الحسن القهستانى قال: «كنت بمرو الرود فَلَقيتُ بها رجلاً من أهل مصر مجتازاً اسمه حمزة، وقد ذكر أنّه خرج من مصر زائراً لمشهد الرضا بطوس، و] ذكر [أنّه لمّا دخل المشهد كان قرب غروب الشمس فزار [الإمام] وصلّى ولم يكن [في] ذلك اليوم زائر غيره، فلمّا صلّى العتمة أراد خادم القبر أن يخرجه أو يغلق عليّه الباب، فسأله أن يغلق عليه الباب ويَدَعَه في المسجد ليصلّي فيه؛ فإنّه جاء من بلد شاسع، ولا يخرجَه، فإنّه لا حاجة له في الخروج، فتركه وغلق عليه الباب، فإنّه كان يصلّي وحده إلى أن أعيا، فجلس ووضع رأسه على ركبتيه ليستريح ساعة، فلمّا رفع رأسه رأى في الجدار مُواجه وجهه رقعةً عليها هذانِ البيتان:
مَن سرّه أن يرى قبراً برؤيته *** يُفرِّج اللهُ عمّن زار [ه] كُرَبهْ
فَلْيأتِ ذا القبرَ إنّ الله أسكنَهُ *** سلالةً من رسول الله مُنتجَبَهْ
قال: فقمت وأخذت في الصلاة إلى وقت السحر، ثمّ جلست كجِلستي الأولى ووضعت رأسي على ركبتَيّ، فلمّا رفعت رأسي لم أر على الجدار شيئاً.
وكان الذي رآه مكتوباً رطباً، كأنّه كُتب في تلك الساعة. قال: فانفلق الصبح وفُتح الباب وخرج من هناك»(1).
6 - محمّد بن قاسم الشافعي: نقل الجويني الشافعي بسنده عن أبى الفتوح محمّد بن عبد الكريم أنّه قال: «سمعت الشيخ أبا الحسن محمّد بن القاسم الفارسي بنيسابور، قال: كنتُ] أنكر [على من قصد المشهد بطوس
ص: 246
للزيارة! وأصررت على هذا الإنكار، فاتَّفق أني رأيت ليلة فيما يرى النائم كأنّي بطوس في المشهد [و] رأيت رسول الله صلى الله عليه و آله قائماً وراءَ صندوق القبر يصلّي، فسمعت هاتفاً من فوق و] هو [ينشد ويقول:
مَن سرّه أن يرى قبراً برؤيته *** يُفرّج الله عمّن زاره كُرَبَهْ
فَلْيأتِ ذا القبرَ إنّ الله أسكنَهُ *** سُلالةً مِن رسول اللهُ منتجَبَهْ
وكان يشير في الخطاب إلى رسول الله، قال: فاستيقظتُ من نومي كأنّي غريق في العَرَق، فناديت غلامي يسرج دابتي في الحال، فركبتها وقَصَدْتُ الزيارة، وتعوّدت في كل سنة مرّتين. قلت: أروي هذه الرؤيا وجميع مرويّات السلار أبي الحسن مكّي بن منصور بن علان الكرجي، عن الشيخ محيي الدين عبد المحيي بن أبي البركات الحربي إجازةً بروايته عن الإمام مجد الدين يحيى ابن الربيع بن سليمان بن حزار الواسطي، إجازة عن أبي زُرعة طاهر بن محمّد بن طاهر بن عليّ المقدسي، عنه إجازةً»(1).
7 - فخر الدين أديب الجَنَدي الشافعي: قال الجويني الشافعي: «لقد أنشَدَنا الإمام الفاضل، الحسن الأخلاق والشمائل، فخر الدين هبة الله بن محمّد بن محمود الأديب الجندي، رحمه الله تعالى، لنفسه بالمشهد المقدّس الرضوي، على مشرّفه السلام، في زيارتنا الأولى لها، جعلها الله مبرورة، وفي صحائف الأعمال المقبولة مسطورة:
أيا مَنْ مُناهُ رضى ربَّهِ *** تهيّأ ْوإن مُنكِرُ الحُسنِ لامْ
فزُرْ مشهداً للإمام الرضا *** عليّ بن موسى، عليه السلام»(2)
ص: 247
8 - أبو نضر المؤذّن النيسابوري الشافعي: روى الجويني الشافعي نقلاً عن أبي نضر المؤذن النيسابوري: «أنّه سُمع يقول: أصابتني علَّة شديدة ثقل فيها لساني فلم أقدر منها على الكلام، فخطر ببالي زيارة الرضا عليه السلام والدعاء عنده والتوسّل به إلى الله تعالى ليعافيني، فخرجت زائراً وزرت الرضا وقُمْتُ عند رأسه وصلَّيت ركعتين، وكنت في الدعاء والتضرّع مستشفعاً صاحبَ القبر إلى الله عزّوجلّ أن يُعافيني من علَّتي ويحلّ عقدةَ لساني إذ ذهب بيَ النوم في سجودي، فرأيت في منامي كأنّ القمر قد انفرج فخرج منه رجل آدم كَهْل شديد الأدمة، فدنا منّي فقال: يا أبا النضر، قل، لا إله إلا الله. قال: فأومأتُ إليه كيف أقول ذلك ولساني منغلق؟! فصاح عليّ صيحة وقال: تُنكر لله القدرة؟! قُلْ: لا إله إلا الله. قال: فانطلق لساني فقلت: لا إله إلا الله. ورجعت إلى منزلي راجلاً وكنت أقول: لا إله إلا الله. ولم ينغلق لساني بعد ذلك»(1).
9 - رجل مجهول: روى الحاكم النيسابوري الشافعي بسنده عن محمّد بن أبى علىّ الصائغ قال: «سمعت رجلاً ذَهَب عنّي اسمه، عند قبر الرضا [يقول: كنت] أُفَكِّر في شرف القبر وشرف من توارى فيه، فتخالج في قلبي الإنكار على بعض من بها، فضربت بيدي إلى المصحف مُتفئِّلاً، فخرَجَت هذه الآية: وَ يَسْتَنْبِئُونَكَ أَ حَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَ رَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ(2) ، حتّى ضربت ثلاث مرّات فخرج في كلّها هذه الآية»(3).
ص: 248
10. - زيد الفارسي: روى الحاكم بسنده عن زيد الفارسي أنّه قال: «كنت بمرو الرود منقرساً مدّة سنتين لا أقدر أن أقوم قائماً ولا أن أُصليّ قائماً، فأُريت في المنام: ألا تمرُّ بقبر الرضا وتمسح رجلَيك به وتدعوالله تعالى عند القبر حتّى يذهب ما بك؟!] قال [: فأكتريتُ] دابّة [وجئت إلى طوس ومسحت رجلَيّ بالقبر ودعوت الله عزّ وجلّ، فذهب عنّي ذلك النقرس والوجع، فأنا هاهنا منذ سنتين وما نقرست»(1).
11 - حَمَوَيْه بن عليّ: وذكر الحاكم النيسابوري بسنده عن حاجبِ حَمَويه بن عليّ أنّه قال: «كنت مع حمويه ببلخ فركب يوماً وأنا معه، فبينا نحن في سوق بلخ إذ رأى حمويه رجلاً فوَكَّل به وقال: احْملوه إلى الباب. ثمّ عند انصرافه أمر بإحضار حمارٍ فارهٍ وسفرةٍ وجبنةٍ ومئتَي درهم، فلمّا أُحضر قال: هاتوا الرجل. فجيء به، فلمّا وقف بين يديه قال: قد صفعتني صفعة وأنا أقتصّها منك اليوم!] أ [تذكر اليوم الذي زرنا جميعاً قبر الرضا عليه السلام، فدعوتَ أنت وقلتَ: أللّهمّ ارزقني حماراً ومئتي درهم وسفرة فيها جبنة وخبزة، وقلتُ أنا: اللّهمّ ارزقني قيادة خراسان. فصفعتني وقلت: لا تسأل ما لا يكون. فالآن قد بلَغني الله عزَّوجلّ مأمولي وبلغك مأمولك، والصفعة لي عليّك»(2).
12 - أبو الحسين بن أبي بكر الشافعي: قال الحاكم النيسابوري الشافعي: «سمعت أبا الحسين بن أبي بكر الفقيه يقول: قد أجاب الله لي في كل دعوة
ص: 249
دعوته بها عند مشهد الرضا، حتّى إنيّ دعوتُ الله] أن يرزقني ولداً [فرزقت ولداً بعد الإياس منه»(1).
القرن الثامن
13 - الذهبي الشافعي (748 ه -): قال الذهبي في زوّار هذه العتبة المباركة: «ولعليّ بن موسى مشهد بطوس يقصدونه بالزيارة(2)، وله مشهد كبير بطوس يُزار»(3).
وقال في أولاد الإمام الكاظم عليه السلام لمّا وصل إلى الإمام الرضا عليه السلام: «وَلوَلَده عليّ بن موسى مشهد عظيم بطوس»(4).
14 - الصفَدي الشافعي (764 ه -): ذكره في تقرير قصير ولكن بوضوح: «... ودُفن بطوس، وقبره مقصودٌ بالزيارة»(5).
15 - محمّد بن عبدالله بن بطّوطة المغربي (779 ه -): ورد في تقريره - كما تقدّم - زيارة الموافق والمخالف لقبر الإمام الرضا عليه السلام(6).
القرن التاسع
16 - عطاءالله بن فضل الله الشيرازي (803 ه -): اعتبر مشهد الإمام الرضا عليه السلام مزار الجميع من أقطاب العالم ومن جميع طبقات المجتمع، وقال:
ص: 250
كان عليّ بن موسى الرضا عليه السلام يتكلّم مع الناس بلغاتهم، وكان أفصحَهم وأعلمهم بجميع اللغات... ومرقده المنوّر محالُّ الزوّار من أقطاب العالم وجميع الطبقات(1).
القرن العاشر
17 - مير محمّد بن سيّد برهان الدين خواوند شاه، المعروف بميرخواند الشافعي (903 ه -): ذكر في رواية عجيبة أن زوّار قبر الإمام الرضا يأتون من أقطاب العالم إلى إيران، من الروم والهند وغيرهما. ثمّ قال: «في ذكر أحوال عليّ بن موسى الرضا رضي الله عنهما... فمرقد هذا الإمام على الإطلاق، ومشهده المقدّس هو قطب إيران ومقصد سالكي الآفاق الأكابر والأصاغر، إذ تختار طوائف الأمم وطبقات بني آدم هجر الأوطان، ومفارقة الخلان، من أقصى الروم والهند من كل مصر كل عام، وتتوجّه نحو هذه العتبة الغرّاء، فتزورها وتطوف بها، وتتخذها ذخراً لسعادة الدنيا والفوز في العقبى، فمناقب الإمام عليّ بن موسى الرضا عليه السلام ومآثره وفضائله ومفاخره أكثر من أن تُحصى، وسنذكر في هذا المقام أسطراً من خوارق عادات قدوة السعاداتعليه السلام على سبيل الاختصار». ثمّ ذكر بعض مناقب الإمام وكراماته و قال في آخرها: «نُقِلت في الإمام الرضا حكايات عديدة تبيّن عظمة قَدْره، وكثرة مناقبه وكراماته»(2).
18 - فضل الله بن روزبهان الخُنْجي الأصفهاني الحنفي (927 ه -): ذكر
ص: 251
مرقد الإمام الرضا عليه السلام باحترام واعزاز وسمّاه «كعبة الحاجات وملجأ المحتاجين إلى يوم الحساب» وقال: «زيارة قبر إمام أئمّة الهدى المكرّم، ومرقده المعظّم، سلطان الإنس والجنّ، الإمام عليّ بن موسى الرضا الكاظم ابن جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن عليّ زين العابدين بن الحسين الشهيد ابن عليّ المرتضى صلوات الله وسلامه على سيّدنا محمّد وآله الكرام، سيّما الآية النظام. بستةٍ آبائِهِ كلُّهمْ - أفضلُ من يشرب صوبَ الغَمامْ، هو الترياق الأكبر وحياة القلب والروح، حوائج العالمين ببابه مقضيّة، إذ أشرفُ المنازل عتبته الميمونة، وقراءة القرآن في عتبته المباركة دائمّة، وهي معبد من معابد الإسلام، لا تخلو تلك البقعة السامية من طاعة المحتاجين، وكيف لا تكون كذلك والحال أنّها تربة إمامٍ مُظهِرٍ للعلوم النبوية، ووارثٍ للخصال المصطفويّة، وإمامِ حقٍّ وهاد مطلق وصاحب الإمامة في زمانه، ووارث النبوة وحق الاستقامة».
هزار دفتر اگر در مناقبش گويند *** هنوز ره به كمال على نشايد برد(1)
وقد نظمتُ هذه القصيدة سابقاً عندما عزمتُ على السفر لزيارة مشهد ذلك الإمام المقدّس، وذكرتها هنا لمناسبتها زيارة صاحب المناقب».
ثمّ نقل قصيدة بعنوان «قصيدة في مناقب الإمام الثامن، الوليّ الضامن، الإمام أبى الحسن عليّ بن موسى الرضا، صلوات الله عليّه وسلامه» في مدحه(2).
ص: 252
وكتب في مكان آخر: «اللّهمّ وصَلِّ وسلِّم على الإمام الثامن، السيّد الحَسْنان، السَّنَد البرهان، حجّةُ الله على الإنس والجانّ، الذي هو لجند الأولياء السلطان، صاحب المروّة والجود والإحسان، المتلألئ فيه أنوار النبيّ عند عين العيان، رافع معالم التوحيد وناصب ألْوية الإيمان، الراقي على درجات العلم والعرفان، صاحب منقبة قوله صلى الله عليه و آله: سَتُدْفَنُ بَضْعةٌ منّي بأرض خراسان، المستخِرج بالجَفْر والجامع مايكون وما كان، المقول في شَرَف آبائه: ستة آبائه: كلَّهم أفضل من شَربَ صوب الغمام، المقتدي برسول الله في كلّ حال وفي كلّ شان، أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا، الإمام القائم الثامن الشهيد بالسمّ في الغم والبؤس، المدفون بمشهد طوس»(1).
«اللّهم ارْزُقْنا بِلُطْفك وفَضْلِك وكَرَمِكَ وامْتنانِك، زيارةَ قبره المقدَّس، ومرقده المؤنس، واغْفِر لنا ذنوبنا، واقْضِ جميع حاجاتنا ببركته، اللّهمّ صَلِّ على سيّدنا محمّد وآل سيّدنا محمّد، سيّما الإمامَ المجتبى أبا الحسن عليّ بن موسى الرضا وسَلِّم تسليماً»(2).
قال الخنجي في مرقد الإمام الرضا النوراني كلمات باهرة نشير إلى بعض منها: «ودفنوه في تلك الروضة المقدسة والمرقد المنوّر، والمشهد المعطّر، وستكون إلى يوم القيامة كعبة الآمال وقبلة كلّ الحاجات، صلوات الله وسلامه عليّه وتحيّاته ورضوانه على تلك الروضة المقدسة، ورزقنا زيارتَها، وعمّر بالأنوار الإلهيّة والنفوس القدسيّة عمارتَها. هذا رجاء العبد الأقلّ فضل الله بن
ص: 253
روزبهان الأمين الواثق باللطف الإلهي، لأن يرزقنا زيارة ذلك المرقد المطهر، والمشهد المنور، بخير وعافية، وأن يقرأ هذا الكتابَ (وسيلة الخادم إلى المخدوم) في هذه العتبة المطهرة مُحبّو أهل البيت، إذ الولاء لحضرته شيمة هذا الفقير القديمة، وحبّه واستعانتي من باطنه الأقدس للنجاة وسيلة، واستعانتي في كل المصاعب والمهامّ من روحه القدسيّة». ثمّ نقل في وصف الإمام الرضا عليه السلام هذا الشعر:
سلامٌ على روضةٍ للإمامْ *** عليّ بنِ موسى عليّه السلامْ
سلامٌ من العاشق المُنتظِرْ *** سلامٌ مِن الوالهِ المُستهامْ
بر آن پيشواى كريم الشيم *** بر آن مقتداى رفيع المقام
ز شهد شهادت حلاوت مذاق *** ز زهر عدو در جهان تلخ كام
ز خلد برين مشهدش روضه اى *** خراسان از او گشته دار السلام
از آن خوانمش جنت هشتمين *** كه شد منزل باك هشتم امام
محبان ز انگور بر زهر او *** فكندند مى هاى خونين به جام
مرا چهره بنمود يك شب به خواب *** شد از شوق او خواب بر من حرام
على وار بر شير مردى سوار *** امين در ركابش كمينه غلام(1)
وترجمتها: سلام من عاشق منتظر ومن واله مستهام على السيّد الكريم الشيم والمقتدى العالي المقام، سلام على من حلّى مذاقه رحيق الشهادة وأمرّه سمّ العدوّ في دار الدنيا، فمشهده روضة من رياض الجنة قد جعل خراسان دار سلام. وأُسَمّيها (مشهد) الجنة الثامنة لأنّها صارت مرقد ثامن إمام. من أثر
ص: 254
شبة سمّه أجرى محبيه من عينهم دمعاً لا بل دماً. وأراني وجهه الرضا عليه السلام ليلة في المنام قد حرّم النوم عليّ بعدها، فكان ممتطياً فرس الشجاعة وكنت أنا العبد في جواره.
19 - غياث الدين بن همام الدين الشافعي المعروف بخواند امير (942 ه -): قال في أولاد الإمام الكاظم عليه السلام: كان عليّ بن موسى الرضا أفضل أولاد الإمام موسى، بل أشرف جميع البرايا(1).
وتابع قوله في الإمام، وبدأ فصلاً سمّاه «ذكر الإمام الثامن عليّ بن موسى الرضا سلام الله عليّهما» ووصف الإمام قائلاً: «إمام واجب الاحترام عليّ بن موسى الرضا... إمام عالي المقدار»(2). وقال في مشهد الرضا: «واليوم مزاره الجليل وروضته الفائضة الأنوار هي مطافٌ لأعيان وأشراف الزمان، وقِبلة للآمال، وكعبة إقبال الأصاغر والأكابر من أقطار البلاد والأمصار.
سلامٌ على آلِ طه وياسينْ *** سلام ٌ على آلِ خيرِالنبيّينْ
سلام على روضةٍ حلّ فيها *** إمامٌ يباهى به المُلكُ الدِّينْ
وصلّى الله على خير خلقه محمّد سيّد المرسلين، وآله الطيّبين الطاهرين، سيّما الأئمّة المعصومين الهادين»(3).
وأتى بعد ذلك بفصل «كلام في بيان فضائل وكمالات ذلك الإمام العالي المقام، على نبيّنا وعليّه الصلاة والسلام» وقال في الإمام الرضا: «في بيت شهيد أرض خراسان، الإمام الطيب والطاهر، عليّ بن موسى بن جعفر بن
ص: 255
محمّد الباقر... اعترف بعلوّ مكانته وسموّ رفعة ذلك الإمام المحسن، الأقاربُ والأجانب من المشارق إلى المغارب، وسجّل الأقاصي والأداني، بل وجميع أفراد النوع الإنساني، مناقبَه ومفاخرَه المحمودةَ مآثرُها على صحيفة ضمائرهم، كراماته أكثر من أن تُتَصَوَّر، وإمامته قد نصّ عليّها آباؤُه الكرام وقرّر.
از آن زمان كه فلك شد به نور مهر منوّر *** نديده كس چو على موسى جعفر
سپهر عز و جلالت محيط علم و فضيلت *** امام مشرق و مغرب ملاذ آل پيمبر
حريم تربت او سجده گاه خسرو انجم *** غبار مقدم او توتياى ديده ى اختر
وفور علم و علوّ مكان اوست به حدى *** كه شرح آن نتوان نمود كلك سخنور
قلم گر همگى وصف ذات او بنويسد *** حديث او نشود در هزار سال مكرر»(1)
وترجمته: منذ أن ملأ الكونَ نورُ لطف الإله، لم تَرَ عين مِثلَ عليّ بن موسى بن جعفر، هو سماء العزّ ومحيط العلم والفضل، إمام المشرق والمغرب، ملاذ عترة النبيّ والأهل، حَرَمُ تربته مسجد للكواكب، وغبار مقدمه كحُلّة للنجوم، وغزارة علمه وعلوّ مكانته بحدٍّ تعجز الأقلام عن كتابة كل ما يُفصّلَ، ولو سجّلت الأقلام كلُّها وصف ذاته، لم يكن ذِكُره مكرّراً ولو طال ذلك آخرها ألف عامٍ.
ثمّ أخذ في نقل فضائل وكرامات الإمام وقال في آخرها: «لايخفى أن كرامات الإمام الرضا عليه السلام وخوارق عاداته كثيرة، وبركات مشهده المنوّر وفيوضات مرقده المعطّر وبيان تفصيلها يقصر عنه اللسان، فلا سبيل إلا
ص: 256
مراعاة الاختصار»(1).
القرن الحادي عشر
20 - ابن عماد الدمشقي الحنبلي (1089 ه -): «وله مشهدٌ كبير بطوس يُزار»(2).
القرن الرابع عشر
21 - القاضي بهجت أفندي الشافعي (1350 ه -): اعتبر أيضاً مشهد الرضا عليه السلام أكبر مزار في العالم الإسلامي، وقال: فروضتُه الشريفة في بلدة مشهد الطيبة المقدسة أكبرُ مزار في العالم الإسلامي، وقبته الذهبيّة لا مثيل لها في العالم بأسره، زادها الله شرفاً(3)
القرن الثالث والرابع
1 - المَقْدسي البشّاري (380 ه -): نقل تقريراً عجيباً حول مرقد الإمام الرضا عليه السلام المطهر وقال: «و به قبر عليّ الرضا بطوس، قد بُنَي عليّه حِصْن فيه دور وسوق، وقد بنى عليّه عميد الدولة فائق مسجداً ليس بخراسان أحسن منه»(4).
ص: 257
عاش المَقْدسي البشّاري في القرن الرابع، وروايته تبيّن لنا أنّ بناء العتبة كان قد شُيّد في ذلك الحين، وليس فقط أن ذلك لم يكن بدعة وإنّما كان بعض الحكّام يعملون على تجديد الروضة وإعمارها وتوسعتها، بحيث قد شيّد عميد الدّولة أحد وزراء بني العبّاس مسجداً عظيماً حول قبر الإمام الرضا عليه السلام الشريف.
2 - الحسين بن أحمد المُهَلَّبي (380 ه -): ذكر هو أيضاً تقريراً مماثلاً لما جاء به المَقْدسي البشّاري حول مرقد الإمام الرضا عليه السلام المبارك، وقال في نوقان وصف إحدى مدن خراسان، وكذلك في وصف شخصيّة الإمام الرضا عليه السلام: «وهي مِن أجَلِّ مُدُن خراسان وأعْمَرِها، وبظاهر مدينة نوقان قبر الإمام علىّ بن موسى ابن جعفر، وبه أيضاً قبرُ هارون الرشيد، وعلى قبر علىّ ابن موسى حِصْنٌ وفيه قومٌ معتكفون»(1).
القرن الثامن
3 - الذهبي الشافعي (748 ه -): قال في تقرير وجيز حول قبة مرقد الإمام عليه السلام وعتبته المباركة: «ولعليّ بن موسى مشهدٌ بطوس يقصدونه للزيارة»(2).
«و له مشهد كبير بطوس يُزار»(3).
«وَلِوَلده [موسى بن جعفر عليه السلام] عليّ بن موسى مشهدٌ عظيم بطوس»(4).
ص: 258
4 - محمّد بن عبدالله بن بطّوطة المغربي (779 ه -): عاش في القرن الثامن ووصف روضة الإمام الرضا عليه السلام لمّا وصل في رحلته إلى خراسان: «و رَحَلْنا إلى مدينة مشهد الرضا، وهو عليّ بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق ابن محمّد الباقر بن عليّ زين العابدين بن الحسين الشهيد بن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب، رضي الله عنهم، وهي أيضاً مدينة كبيرة... والمشهد المكرّم عليّه قبّةٌ عظيمةٌ في داخل زاوية، تجاورها مدرسة ومسجد، وجميعها مليح البناء، مصنوع الحيطان بالقاشاني، وعلى القبر دكانة خشب مُلبَّسة بصفائح الفضة، وعليّه قناديل فضّة معلّقة، وعتبة باب القبة فضّة وعلى بابها سِتْرُ حرير مذهَّب، وهي مبسوطة بأنواع البسط، وإزاء هذا قبرُ هارون الرشيد... وإذا دَخَل الرافضي للزيارة ضَرَب قبر هارون الرشيد برِجْله وسلَّم على الرضا»(1).
القرن الرابع عشر
5 - القاضي بهجت أفندي الشافعي (1350 ه -): اعتبر هو الآخر مشهدَ الرضا عليه السلام أكبر مزار في العالم الإسلامي وقال: فروضته الشريفة في بلدة مشهد الطيّبة المقدسة أكبرُ مزار في العالم الإسلامي، وقبته الذهبيّة لا مثيل لها في العالم بأسره، زادها الله شرفاً(2).
ص: 259
في مراجعة الفصل السابع نجد ما يلي:
أوّلاً: أنّ الحثّ على زيارة قبر الإمام الرضا عليه السلام الوارد في كلمات النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله وأهل بيته يحكي عن كون هذه الزيارة سُنّةً بل سنّةً مؤكَّدة.
ثانياً: من ذلك الاهتمام بهذه السنّة كان احترام العتبة المباركة وبناء الروضة عليّها وتشييد القبة.
ثالثاً: دفع الاهتمام بهذه السنّة أفواجَ الزوّار من العلماء والعوام من كلّ مذهب وطائفة من أهل السنّة إلى زيارة قبر الإمام عليه السلام، والتوسّل به والتضرّع وطلب الحوائج وقضاء الحاجات عنده عليه السلام.
وهنا يتبادر إلى الذهن هذا السؤال وهو: لماذا تتجاهل الفِرقة (المثيرة للفتن) جميع هذه الوثائق والحقائق التاريخيّة فتدّعي بأنّها من فِرق أهل السنّة، وهى الوقت ذاته تعارض أموراً ثابتة جوازُها لدى المسلمين جميعاً، مثل: بناء القبور، وزيارة أصحابها، والتوسّل بهم، وبخاصّة قبورَ أهل بيت الرسول صلى الله عليه و آله والصلحاء، وتمنع البكاء والتضرّع عندها وطلب الحوائج وقضاء الحاجات، وتزرع بذلك الفُرقةَ بين المسلمين؟!
ص: 260
ص: 261
ص: 262
الخاتمة
بعد الفصول السبعة التي تقدّم ذكرها نقول:
1 - يمكن لكلمات أهل السنّة حول شخصيّة الإمام الرضا عليه السلام - العلمية والروحيّة والاجتماعيّة - أن تكون سبباّ للتقريب بين المذهبين السنيّ والشيعيّ الإماميّ، مع العلم بأن التساؤل باقٍ في مكانه، وهو: لماذا تجاهل أصحاب الصحاح والعلماء المعاصرون هذا الإمام الهمام عليه السلام فلم تنقل الحديث عنه.
2 - إنّ مواقف علماء وأعلام السنّة على مدى التاريخ من جميع الفرق والطوائف بالنسبة لزيارة قبر الإمام الرضا عليه السلام والتوسّل به والتضرّع لدى قبره الشريف لقضاء الحوائج وكشف الهموم، خير دليل على أنّهم كانوا قد اتّبعوا السنّة النبويّة الحقيقيّة في هذا المجال، وهذه المواقف هي غاية المطلوب في التقريب بين المذهبين بل جميع المذاهب الإسلاميّة، ومن هؤلاء العلماء: ابن خزيمة الشافعي وابن حبّان البستي الشافعي والحاكم النيسابوري الشافعي وغيرهم.
3 - ليست الوهّابيّة مذهباً من مذاهب أهل السنّة، ومعارضتهم لزيارة قبور الصلحاء وبخاصّة قبور أهل بيت الرسول عليهم السلام، وهدمهم هذه العتبات ولا سيّما البقيع وغيرها من الروضات المقدسة، ومنعهم الناس من التوسّل عندها،
ص: 263
مواقف مخالفة للسنّة النبويّة وسيرة المسلمين، بل هي داعية للفُرقة، ومانعة من تحقيق الانسجام بينهم.
وهنا يمكن القطع بأنّ أهل بيت النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله كما كانوا محوراً للوحدة بين المسلمين، يكون الإمام الرضا عليه السلام الإمام الثامن من أهل بيت الرسول أيضاً محوراً للتقريب بينهم؛ لأنّه عليه السلام كما كان أيام حياته الشريفة ملجأ الناس من كلّ الطوائف والمذاهب، هو وبعد شهادته أيضاً مقصد الزوّار من جميع المذاهب والفِرق والأديان و الأقوام، ومايزال مرقده الشريف يزداد عظمة و رفعةً وكرامة يوماً بعد يوم.
ونأمل أنّ يتحقّق التقريب العقلاني بين المذاهب الإسلاميّة في القريب العاجل.
ص: 264
إنِ الْحُكمُ إلا لله يَقُصُّ الحقَّ وهُوَ خَيْرُ الفاصلين 186
فكفى بِالله شَهيداً 186
وما أدري ما يُفعَلُ بِي ولا بِكم 186
وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي ورَبِّي إنّه لَحَقّ 248
كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ 69
ص: 265
أشدُّ الأعمال ثلاثة: إعطاء الحق مِنْ نفسك، وذِكرُالله على كلّ حالٍ 151
إشهدوا أنّ ابني هذا - وأشار إلى عليّ بن موسى الرضا - هو وصيّي 162
أَلا بشروطها، وأنا من شروطها 91، 92، 93
إنّ الله حرَّم لحم أولاد الحسنَين على السباع 215
إنّ عبدالله) أى المأمون) يقتل محمّداً 204
أن لا إله إلا الله، وأُشهدالله ورسولَه أنّك حُجّة الله، وأستغفرالله 213
أنا المدفون في أرضكم، وأنا بَضعة نبيّكم 239
أنا مدينة العلم وعليّ بابها 138
أنّي أخرج من الدنيا قبلك مظلوماً تبكي عليّ ملائكة السماء والأرض 187
إنّي أناالله لا إله إلا أنا فاعبدوني 92
إنّي مقتول مسموم مدفون بأرض غربة 22
أُوتينا فصل الخطاب، وهل فصل الخطاب إلا معرفة اللغات! 218
الإيمان إقرار بالقول وعمل بالجوارح 127
الإيمان بالله: إقرار باللسان، وتصديق بالقلب، وعمل بالأركان 114
الإيمان: معرفة بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بالأركان 98
ص: 266
بل قد نجا، ولا يختم الله عمله إلا بالحسنى، وسيمحو الله عنه السيئات 221
تروني وإيّاه نُدفَن في بيت واحد 204
تعلّموا مِن أنسابكم ما تَصِلون به أرحامكم، فإنَّ صلة الرَّحِم مَنْسأةٌ 152
جمعتُ عيالي فأمرتُهم أن يبكوا علَيَّ حتّى أسمع 217
الحمد لله الفعّالِ لما يشاء، لا مُعقّبَ لحكمِه، ولا رادّ لقضائِه 186
خير الأعمال عند الله تعالى: إيمانٌ لا شَكَّ فيه، وغزوٌ لا غُلولَ فيه 151
دونَكما الفاجر، فافتَرِساه ولا تُبقيا له عيناً ولا أثراً 224
رأس العقل بعد الدِّين: التودُّد إلى الناس 150
ستُدفَنُ بَضعةٌ مِنّي بأرضِ خراسان، ما زارها مكروبٌ إلا نَفّس الله كربَتَه 238
سَتُدْفَنُ بَضْعة مِنّي بخراسان، لا يزورها مؤمن إلا أوجب الله له الجنَّة 238
ستَرَوْنَه عن قريبٍ كثيرَ المال كثير الخدم حسن الهيئة 205
سيُحفَر لي هاهنا فتظهر صخرة 227
سيَهَبُني اللهُ قبل نهاية هذه السنّة ولداً 209
الشيب في مقدّم الرأس يُمْن، وفي العارضَين سخاء، وفي الذوائب 153
العلمُ خزائنُ ومفتاحُها السؤال، فاسألوا يرحمْكمُ الله 151
عليّ ابني أكبرُ وُلدي، وأسمَعُهم لقولي، وأطْوعُهم لأمري 163
قد علم الله كراهتي لذلك، فلمّا خُيِّرت بين قبول ذلك وبين القتل 188
كلمة لا إله إلاالله حِصْني، فمن قالها دَخَل حِصْني، ومن دخل حصني 83، 144
كيف أنتم إذا دُفنَ في أرضكم بَعضي 239
لا تُشَدّ الرحال إلى شيء من القبور إلا إلى قبورنا 240
لا تُشغلْ قلبَك بشيء ممّا ترى من هذا الأمر ولا تستبشر، فإنّه لا يتم 187
لا يزال الشيطان ذَعِراً من المؤمن ما حافظ على الصلوات الخمس 151
لابأس للمُحْرِم إن أحرم بثوب ملحم 206
لمّا أُسري بي إلى السماء رأيتُ رَحِماً معلّقة في العرش تشكو رحماً قاطعة 153
ص: 267
اللّهمّ إنّك تعلم أنّي مُكْره مضطرّ، فلا تؤاخذني 188
اللّهمّ يا ربّ، أنت عظّمْتَ حقّنا أهل البيت، فتوَسَّلُوا بنا كما أمرت 220
لو زادك رسول الله صلى الله عليه و آله لَزِدناك 207
لَيجهدنَّ جهدَه، فلا سبيل له علَيّ 203
ما أدفعُ عبادالله عن التحدّث بنعم الله علَيّ وإن كنت لا أبغي أشراً ولا بطراً 224
ما حمل جدّي أميرَ المؤمنين عليه السلام على الدخول في الشورى 188
ما من قومٍ كانت لهم مشورة فحضر معهم مَن اسمُه أحمد 150
مساكين هؤلاء! ما يَدْرون ما يَحِلُّ بِهم في هذه السنّة! 208
من حَفِظَ على أمّتي أربعين حديثاً ينتفعون بها، بَعثهالله يوم القيامة فقيهاً 152
من زار قبر أبي بطوس غفرالله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخَّر 241
من زار قبر ولدي عليٍّ كان له عندالله سبعين حجّة 238
مَن زار ولدى بطوس فإنّما حَجَّ مرّة 238
من زارني على بُعْد داري أتيتُه يوم القيامة في ثلاثة مواطن 240
من شَهِدَ أن لا إله إلا الله وأنّ محمّداً رسول الله 114
من عامَلَ الناس فَلَم يظلمْهم، وحَدّثهم فلم يَكْذِبْهم، ووَعَدَهم 150
مَن قال لا إله إلا الله دَخَلَ حصني، فَمَنْ دَخَلَ حصني أمِنَ مِنْ عذابي 93
من كانت له إلى الله حاجة فَلْيَزُر قَبر جدّيَ الرضا بطوس 241
مَن لم يؤمن بحوضي فلا أَوردَه الله تعالى حوضي، ومَنْ لم يؤمن 152
مَن مرَّ على المقابِر فقرأ فيها إحدى عشَرَة مرةً قُلْ هوالله أحد، ثمّ 151
هذا صاحبُكم بعدي 162
والجامعة والجفر يدلان على ضدّ ذلك 186
ويل لهذه الأمّة من رجالهم! الشجرة الملعونة التي ذكرها ربّكم تعالى 176
يا ابنَ آدم، ما أنصَفْتَني، أتَحبَّبُ إليك بالنِّعَم وتتمقّت إليَّ بالمعاصي 150
يا أيّها الناس، اتّقواالله في نِعم الله عليكم، فلا تُنفّروها عنكم بمعاصيه 221
ص: 268
يا بُعْد الدار وقرب الملتقى يا طوس! ستجمعيني وإيّاه 208
يا عبد الله، أ َوْصِ بما تريد، واستعِدَّ لما لا بدّ منه 206
يا موسى، ابنك ينظر بنور الله عزّ وجلّ 34
يا هرثمة، إنّي مُطْلعُك على أمرٍ يكون عندك سرّاً لا تُظهره وأنا حيّ 231
ص: 269
الأئمّة الأطهار عليهم السلام، 3
أئمّة أهل البيت عليهم السلام، 4
إبراهيم عليه السلام، 224
إبراهيم بن أبي مكرم الجعفري، 33
إبراهيم بن العبّاس، 39، 72
إبراهيم بن المهديّ، 178
إبراهيم بن داود اليعقوبي، 33
إبراهيم بن عبّاس الصولي، 38
إبراهيم بن عبّاس، 38
إبراهيم بن عبد الله بن جُنَيد، 119
إبراهيم بن موسى بن جعفر عليه السلام، 179
إبراهيم بن موسى، 33
إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، 125، 131، 132
إبن إدريس شافعى، 77، 109
ابن أبي الحديد المعتزلي الشافعي، 49، 101، 159
ابن أبي حاتم الرازي الشافعي، 147
ابن أبي نصر البزنطي، 17
ابن الأثير الشافعي، 22
ابن الجوزي الحنبلي، 23، 86، 91، 101، 115، 141
ابن الصبّاغ المالكي، 8، 24، 25، 59، 87، 141، 142، 143، 159، 161، 162، 163، 197
ابن الطقطقي، 24، 172
ابن النجّار الشافعي، 149، 150
ابن النديم، 176
ابن الوردي الحلبي الشافعي، 159
ابن تغري الحنفي، 60، 118، 122، 159
ابن جُريح، 52
ابن جرير الطبري، 22
ص: 270
ابن حبّان البستي الشافعي، 4، 24، 25، 32، 41، 124، 128، 130، 132، 133، 148، 244
ابن حجر العسقلاني الشافعي، 51، 52، 59، 87، 102، 105، 113، 118، 122، 132، 133، 142
ابن حجر الهيثمي الشافعي، 9، 23، 75، 87، 103، 139، 141، 142، 160، 215، 216، 225
ابن خراش، 147
ابن خُزَيمة، 40، 146، 148، 243
ابن خلدون المالكي، 27، 58
ابن خلّكان الشافعي، 22، 50، 97، 159
ابن داود الحلّيّ، 135
ابن شاهين، 118، 121
ابن شيرويه الديلمي الشافعي، 82، 86، 101
ابن طولون الدمشقي الحنفي، 9، 160
ابن عَدِي الجرجاني الشافعي، 104، 106، 127، 128، 132، 133
ابن عساكر الدمشقي الشافعي، 86، 90، 101
ابن عماد الدمشقي الحنبلي، 68، 160، 257
ابن عنبة، 58
ابن قُدامة المَقدسي الحنبلي، 95، 112، 158، 47، 86، 95، 101
ابن كثير الدمشقي الشافعي، 23، 56، 129
ابن ماجة، 52، 53، 99، 105، 110، 115، 122
ابن محرز، 119
ابن مَردَويه الأصفهاني، 100
ابن مَعين، 120
ابن منظور الأفريقي، 87، 102
أبو أحمد الفراء، 145
أبو إسحاق الجوزجاني، 133
أبو الحسن السِّنْدي الحنفي، 114، 118، 123، 217
أبو الحسن الكَناني الشافعي، 114، 118، 123
أبو الحسن محمّد بن أسلم الكندي الطوسي، 146
أبو الحسن محمّد بن عليّ بن سهل الفقيه، 42، 245
أبوالحسن محمد بن القاسم الفارسى، 247
أبو الحسين بن أبي بكر الشافعي، 45، 250
أبو السرايا، 179
أبو الصلت الهروي، 32، 37، 84، 90، 91،
ص: 271
93، 98، 99، 103، 104، 105، 106، 108، 109، 110، 111، 114، 115، 116، 117، 118، 119، 120، 121، 122، 123، 124، 125، 126، 127، 128، 129، 130، 131، 132، 135، 137، 138، 139، 154، 188، 218، 225، 226، 227، 229
أبو العبّاس السرّاج، 145
أبوالفتوح محمّد بن عبد الكريم، 246
أبو الفداء الدمشقي الشافعي، 23، 159
أبو الفرج الأصفهاني، 24، 25، 171
أبو الفرج بن الجوزي الحنبلي، 46، 128، 141
أبو الفوز محمّد بن أمين البغدادي، 69، 201
أبو القاسم عبد الكريم الرافعي الشافعي، 48
أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القُشَيري الشافعي، 94
أبو الوفاء الحلبي، 106
أبو بكر الآجري الشافعي، 100، 111
أبو بكر بن خُزَيمة الشافعي، 40، 243
أبو بكر بن عبد الرحمان، 145
أبو بكر بن عياش، 77
أبو بكر محمّد بن إسحاق، 40، 243، 244
أبو بكر محمّد بن المؤمّل بن الحسين بن عيسى، 243
أبو حاتِم الرازي الشافعي، 109، 111، 114، 125، 126، 130، 145
أبو حامد محمّد الغزالي الشافعي، 86، 95، 101، 112
أبو حبيب، 207
أبو حنيفة أحمد بن داود الدينوري، 176
أبو خليد، 52
أبو داود السجستاني، 52، 53، 118، 120
أبو داود الطيالسي، 77
أبو زُرعة الرازي، 5، 32، 38، 84، 90، 99، 107، 126، 128، 142، 143، 147، 247
أبو زكريّا يحيى بن يحيى التميمي المنقري النيسابوري، 145
أبو سعد عبد الكريم السمعاني الشافعي، 46، 128
أبو سعد منصور بن حسين الآبي، 45
أبو عبد الله أحمد بن حرب بن فيروز النيسابوري، 146
أبو عبد الله محمّد بن رافع القشيري الحنبلي، 146
أبو عبد الله محمّد بن سلامة القُضاعي
ص: 272
الشافعي، 90
أبو عليّ أحمد بن عليّ الأنصاري، 112
أبو عليّ الثقفي الشافعي، 40، 243
أبو عليّ بن يحيى العلوي، 216
أبو قَتادة الحارث بن رِبْعي الأنصاري الصحابي، 108، 123
أبو مسلم، 180
أبو موسى الأشعري، 138، 139
أبو نضر المؤذّن النيسابوري الشافعي، 44، 248
أبو نُعَيم الأصفهاني الشافعي، 85، 94، 100، 111، 124، 150، 151
أبو نؤاس، 34، 36، 41، 72
أبو يعقوب إسحاق بن راهَوَيه المروزي، 146
أبو يعقوب يوسف بن أسباط، 77
أبو يعلى القزويني، 118، 121
أحمد بن عامر الطائي، 85
أحمد أمين المصري الشافعي، 27، 172، 184، 187
أحمد بن أبي خَيثمة، 108، 113
أحمد بن الحسن الكوفي الأسدي، 33
أحمد بن حرب، 46، 84، 91، 98، 99، 107، 140، 141، 142، 146
أحمد بن حنبل، 32، 93، 110، 111، 112، 114، 117، 145، 146
أحمد بن حنبل جرّب، 109
أحمد بن سيّار المروزي الشافعي، 117، 146
أحمد بن عامر الطائي، 32، 90، 100، 106، 152، 154
أحمد بن عبّاس الصنعاني، 100، 106
أحمد بن عبد الرحمان الشيرازي، 85
أحمد العَدَوي، 129
أحمد بن عليّ الخطيب البغدادي الشافعي، 46
أحمد بن عليّ الرقّي، 33
أحمد بن عليّ القلقشندي الشافعي، 58
أحمد بن عليّ بن صدقة، 85، 90
أحمد بن عيسى العلوي، 85، 90، 105
أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي، 17
أحمد بن محمّد بن حسين الخليفة النيسابوري الشافعي، 141
أحمد بن يحيى البَلاذُري، 39، 40
أحمد بن يوسف القرماني الدمشقي، 67، 200
أحمد زكي صفوت الشافعي، 74
آدم بن أبي أياس العسقلانىّ، 32، 43،
ص: 273
145
آدمَ عليه السلام، 230
إرشاد المفيد، 163
أروى، 18
إسحاق بن راهَوَيه المروزي، 32، 46، 84، 91، 98، 99، 106، 110، 117، 140، 141، 142
إسماعيل، 32، 230
إسماعيل بن موسى بن جعفر عليه السلام، 179
إسماعيل بن همام البصري، 33
آل السلطان، 40، 244
آل الشنقشين، 40، 244
آل شاذان بن نعيم، 40، 244
أمّ البنين، 19
أ ُم عمرو، 205
الإمام الباقر عليه السلام، 83، 143
الإمام الجواد عليه السلام (ابوجعفر محمد بن على عليه السلام)، 11، 17، 27، 84، 90، 216، 228، 229، 237، 241
الإمام الحسن عليه السلام، 127
الإمام الحسين عليه السلام، 83، 127، 143
الإمام الرضا عليه السلام، في اكثر الصفحات.
الإمام السجاد على بن الحسين عليه السلام، 16
الإمام الصادق عليه السلام، 19، 47، 83، 105،
107، 143، 238
الإمام الكاظم عليه السلام، 11، 16، 18، 32، 34، 47، 48، 50، 68، 83، 105، 107، 143، 162، 163، 202، 237، 238، 250، 255
الإمام المجتبى، 63، 253
الإمام الهادي عليه السلام، 11، 214، 216، 237، 241
الإمام علي عليه السلام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام
الإمام مجد الدين يحيى بن الربيع بن سليمان بن حزار الواسطي، 247
آمل، 51، 52
أمير أحمد حسين بهادر خان البريانوي الهندي الحنفي، 70
أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام، 16، 34، 49، 56، 74، 83، 97، 127، 132، 133، 134، 136، 143، 150، 151، 152، 153، 168، 176، 188، 215، 218، 220، 238، 240، 259
الأمين، 171، 178، 181، 204
أهل البيت عليهم السلام، 5، 48، 49، 76، 115، 116، 125، 131، 132، 134، 190، 237، 239، 243، 264
ص: 274
أهل السنّة، 3، 4، 5، 7، 8، 9، 10، 11، 12، 15، 16، 17، 18، 19، 20، 22، 29، 31، 34، 35، 37، 38، 43، 44، 45، 52، 58، 70، 73، 76، 77، 81، 82، 83، 89، 90، 91، 93، 96، 98، 104، 108، 109، 110، 114، 115، 116، 117، 118، 120، 121، 123، 125، 129، 130، 131، 135، 136، 137، 144، 145، 146، 148، 154، 157، 161، 163، 164، 171، 172، 175، 176، 186، 193، 195، 196، 202، 216، 235، 237، 242، 243، 244، 260، 263، 266، 268، 269، 270، 271، 272، 274، 276، 293
الأهواز، 179
إيران، 197، 233، 251
أيّوب بن نوح، 241
باقر أمين الورد الشافعى، 75، 161
البدخشي الهندي الحنفي، 37
البرامكة، 180
البصرة، 122، 179، 188
بغداد، 51، 169، 178، 179
بكر بن صالح، 204
البلاذري، 39
بلخ، 249
بني أُسامة، 179
بني أميّة، 139
بني ثعلبة، 179
بني هاشم، 50
بهادر خان الهندي الحنفي، 160
البوصيري الشافعي، 129
بيت المقدس، 51
البيهقي، 100، 106، 112، 114، 150
تاريخ مَرو، 138
تاريخ نَيسابور، 43، 57، 141، 142، 143
تبريز، 51، 52
الترمانيني، 24
الترمذي، 31، 52، 53
تقي الدين أحمد بن عليّ المقريزي الشافعي، 59
ثلج بن أبي ثلج اليعقوبي، 33
جبرائيل، 83، 92، 144
جرجان، 109، 179
جرجي زيدان، 180
جعفر بن إبراهيم الحضرمي، 33
جعفر بن أبي طالب، 162
جعفر بن سهل، 33
جعفر بن شريك، 33
ص: 275
جعفر بن عمر العلوىّ، 205
جمال الدين المِزّي الشافعي، 113
الجهشياري، 185
الجوزجاني، 131
جُوَين، 51
الجويني الشافعي، 43، 87، 90، 159، 196، 189، 239، 240، 246، 247، 248
الحاكم الحَسَكاني الحنفي، 118، 121
الحاكم النيسابوري، 15، 16، 24، 25، 32، 35، 40، 42، 43، 44، 45، 81، 85، 90، 118، 121، 141، 142، 147، 182، 184، 189، 205، 219، 222، 237، 238، 240، 241، 243، 245، 246، 248، 249، 250
الحجاز، 51، 52، 122
حريز بن عثمّان، 132
حسن بلقان آبادي، 12
حسن بن إبراهيم الكوفي، 33
حسن بن سهل، 36، 169
حسن بن عليّ السقّاف الشافعي، 132، 134
حسن بن عليّ بن صالح العدوي البصري، 106
الحسن بن على التميمي الطبرستاني، 105
الحسن بن فضل بن العبّاس، 154
الحسن بن موسى، 205
الحسن بن هاني، 34
الحسن مكّي بن منصور بن علان الكرجي، 247
حسين بن أحمد المُهلّبي، 42، 258
الحسين بن الحسن الأفطس، 179
الحسين بن عليّ بن الريّان، 213
الحسين بن موسى، 205
الحسين بن يسار، 204
الحسين بن علىّ الفضّال، 239، 240
الحسين بن علىّ الوشّا، 211
حلب، 178
الحلة، 51
حمّاد بن زيد، 108، 113، 126، 128
حمزة الزائر المصري، 44، 246
حمزة بن جعفر الأرجاني، 207
حَمَويه بن عليّ، 45، 249
حميد بن مهران، 223، 224، 225
حميدة، 202
خالد بن أحمد الذهلي، 32
خراسان، 42، 50، 51، 66، 109، 140، 147، 148، 179، 199، 209، 212، 214، 217، 232، 233، 238، 253،
ص: 276
256، 257، 258، 259
الخطيب البغدادي الشافعي، 100
خلدون أحدب الحنبلي، 75
الخليفة النيسابوري الشافعي، 87
خليل بن إيبَك الصفدي الشافعي، 55
الخُنْجي الأصفهاني الحنفي، 9، 63، 87، 96، 97، 142، 160، 174، 177، 253
الخواجه بارسا البخاري الحنفي، 91، 159، 187
الخواند أمير شافعي، 9، 160، 198
خير الدين الزركلي الدمشقي، 51، 73
خيزران، 18
الدارقطني الشافعي، 42، 100، 104، 111، 127، 130، 132، 133، 138، 139، 148
داود بن سليمان الجرجاني، 33، 154
داود بن سليمان الغازي، 34، 106
داود بن سليمان القزويني، 99، 106، 151
داود بن كثير الرقّي، 162
دِعبِل الخزاعي، 33، 72
دمشق، 51، 132، 133
الدَّميري الشافعي، 176
الدولابي الحنفي، 100
الديار بكري الشافعي، 160
الديلمي الشافعي، 95
الديلمي، 114
الذهبي الشافعي، 31، 54، 87، 102، 127، 132، 142، 147، 148، 159، 250، 258
الرافعي القزويني الشافعي، 86، 90، 101، 104، 158
رسول الله صلى الله عليه و آله - الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله - الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله، 7، 8، 11، 15، 83، 134، 144، 151، 152، 187، 202، 218، 220، 221، 225، 227، 239، 240، 241، 247
الروم، 61، 197، 251
الريّ، 109
الريّان، 188، 213
زبدة المقال في فضائل الآل، 49، 86
زبيدة أمّ الأمين، 177
الزَبيدي الحنفي، 69، 88، 90
الزبير، 137
الزرندي الحنفي، 27، 55، 87، 95، 102
زكريّا بن يحيى الساجي البصري الشافعي، 124
الزمخشري الحنفي، 86، 95، 112
زياد بن مروان العبدى، 162
زيد الفارسي، 45، 249
ص: 277
زيد بن موسى بن جعفر عليه السلام، 179
زين الدين بن وردي الحلبي الشافعي، 55
زين العابدين عليّ، 49
زينب الكذّابة، 213، 215
سِبط بن الجوزي الحنفي، 49، 86، 90، 91، 95، 101، 113، 158
سرخس، 40، 244
سعيد بن بشير، 52
سعيد بن سعد، 205
سفيان بن عُيينة، 53، 77
سكينة، 18
سليمان بن حفص المروزىّ، 238
السمعاني الشافعي، 15، 24، 27، 82
السَّمْهودي الشافعي، 87، 97، 102، 142
سناباد، 21، 25
سنن ابن ماجه، 129
سنن أبي داود، 118
السَّنْهوتي الشافعي، 160
السويدى الشافعى، 201
سهل بن زنجلة الرازي، 105
سيبويه النحوي، 77
السيد محسن الأمين، 52
السيوطي الشافعي، 61، 87، 96، 102، 108، 114، 146، 147، 172، 176، 177
السيّد جعفر مرتضى العاملي، 173
السيّد عبّاس المكّي الحسيني الشافعي، 35
السيّد محمّد طاهر الهاشمي الشافعي، 9، 73، 89، 103، 161
السيّد مصطفى بن محمّد العروسي المصري الشافعي، 70، 201
السيّد هاشم معروف الحسني، 173
الشافعي، 11، 15، 106، 130، 146، 147
الشام، 51، 52
الشبراوي الشافعي، 9، 48، 160، 211
الشبلنجي الشافعي، 9، 24، 88، 142، 152، 153، 160
الشجري الجرجاني الحنفي، 85، 100، 112
شمس الدين محمّد بن طولون الدمشقي الحنفي، 67
الشيخ أحمد التابعي المصري الشافعي، 89
الشيخ الصدوق، 118، 122، 188
الشيخ الطوسي، 135
الشيخ حسين بن محمّد الدياربكري الشافعي، 67
الشيخ مؤمن بن حسن الشبلنجي الشافعي، 70، 201
صالح بن محمّد، 119، 120
صحيفة الإمام الرضا عليه السلام، 111، 112، 153
ص: 278
صفاء الصفوي، 129
الصَّفَدي الشافعي، 24، 25، 102، 159، 250
صفوان بن يحيى، 203
الصَّقْر بن دَلَف، 241
طاهر بن الحسين، 180، 185
الطبراني الحنبلي، 100، 104
طبرستان، 51، 52، 109
طلحة، 137
طوس، 21، 24، 25، 40، 41، 50، 55، 63، 68، 75، 195، 208، 209، 232، 233، 238، 241، 243، 244، 246، 247، 249، 250، 253، 257، 258
الظاهري، 11
عائشة، 108، 114، 123، 238
عامر الشعبي، 52
عَبّاد بن صُهَيب، 107
عبّاس بن عليّ بن نور الدين المكّي الشافعي، 69، 201
عبّاس بن محمّد الدوري، 119
عبّاس بن محمّد بن صول، 39
العبّاس بن محمّد بن عيسى الجعفري، 179
عبد الجبّار بن سعيد، 37
عبد الحليم محمود الشافعي، 75، 202
عبد الرؤوف المناوي الشافعي، 68، 88، 103، 142، 200
عبد الرحمان، 209
عبد الرحمان الجامي الحنفي، 18، 159، 200، 226
عبد الرحمان الصفوري الشافعي، 102، 113
عبد الرحمان بن أبي المولى، 32
عبد الرحمان بن أبي حاتم، 111
عبد الرحمان بن مهدي، 77
عبد الرزّاق الصنعاني، 117
عبد السلام التَّرْمانيني، 74، 161
عبد العزيز الغُماري الشافعي، 133
عبد العزيز بن إسحاق البغدادي الحنفي، 89، 103
عبد الكريم الجوزي، 53
عبدالله بن عبّاس القزويني، 32
عبد الله بن أحمد بن حنبل، 108، 113، 149
عبدالله بن أسعد اليافعي اليمني المكي الشافعي، 56، 196
عبدالله بن جعفر الحِمْيري، 75
عبد الله بن طاهر، 109
عبد الله بن محمّد الفرهياني، 147
ص: 279
عبدالله بن محمّد بن عامر الشبراوي الشافعي، 68، 200
عبد الله بن هارون، 204
عبدالمتعال الصعيدي المصري الشافعي، 73، 161
عبدالواسع بن يحيى الواسعي اليماني الحنفي، 96
عثمّان، 137، 138
عثمان بن عبد الرحمان، 53
عثمان بن موفق، 51
العِجلوني الشافعي، 114، 118، 124
العِجْلي، 120
عديلة أبي عليّ الثقفي، 40
العراق، 51، 126، 128، 169، 179، 213
عطاء الله بن فضل الله الشيرازي، 57، 197، 251
العُقَيلي المكّي، 126، 139
العلامة الحلّي، 135
عليّ بن أزهر السرخسي، 106
عليّ بن الحسين المسعودي الشافعي، 41
عليّ بن حمزة العلويّ، 152
عليّ بن صدقة الرَّقّي، 154
عليّ بن غراب، 108
عليّ بن محمّد عبدالله الفكري الحسيني
القاهري الشافعي، 72
عليّ بن هبة الله بن ماكولا الشافعي، 46
عليّ زين العابدين، 83، 143
عليّ سامي بشّار، 173
علىّ بن أزهر السرخسي، 99
علىّ بن الحسن القهستانى، 246
عماد الدين إسماعيل أبو الفداء الدمشقي الشافعي، 54
عمر بن شجاع الدين محمّد بن عبد الواحد الموصلي الشافعي، 9، 50
غازان (سلاطين المغول)، 51
غياث الدين بن همام الدين الشافعي، 16، 65، 198، 255
فارس، 179، 188، 232
فاروق حمادة، 115
فاطمة (بنت رسول الله)، 97، 127
فخر الدين أديب الجَنَدي الشافعي، 44، 247
الفخر الرازي الشافعي، 27، 158
فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول، 43، 53
فضل الله بن روزبهان الخُنجي الأصفهاني الحنفي، 25، 62، 64، 198، 252، 254
الفضل بن سهل، 11، 37، 168، 169، 170
ص: 280
، 180، 219
الفضل ويبكي، 185
القاضي بهجت أفندي الشافعي، 26، 71، 89، 91، 92، 160، 161، 163، 257، 259
القاضي نور الله حسين التستري، 9
قَتادة بن دِعامة، 52
القدس، 52
القَرماني الدمشقي، 9، 88، 141، 160
قزوين، 51، 52
القُضاعي الشافعي، 85
قُمْ، 230
القُندوزي الحنفي، 9، 70، 88، 103، 115، 187، 240
كامل مصطفى الشيبي، 22، 75، 173، 202
كربلاء، 51، 52، 143
كرمان، 209
الكوفة، 122، 169، 179
كويان، 51
الگنجي الشافعي، 159
مالك بن أنس، 52، 77، 108، 113
المأمون، 11، 17، 20، 21، 22، 23، 24، 25، 26، 36، 37، 39، 41، 46، 49، 50، 54، 55، 58، 59، 60، 67، 71، 72، 73، 74، 75، 118، 140، 146، 165، 167، 168، 169، 170، 171، 172، 173، 174، 175، 176، 177، 178، 180، 181، 182، 183، 184، 185، 186، 187، 188، 189، 190، 191، 204، 210، 215، 216، 218، 219، 222، 223، 224، 225، 226، 227، 228، 229، 230، 232، 233، 240، 271، 272
المتقي الهندي، 88، 103
المتوكّل، 215، 216
مجد الدين بن الأثير الجزري الشافعي، 47، 196
محب الدين أبو عبد الله، (ابن النجّار البغدادي الشافعي)، 48
محمّد بن إسماعيل الأحمسي، 105
محمّد بن رافع القُشَيري، 99
محمّد أمين ضنّاوي، 74، 161
محمّد باقر بور أميني، 12
محمّد بن إبراهيم بن إسماعيل الحسني، 179
محمّد بن أبى رافع القصرى القُشيري، 43
محمّد بن أبى على الصائغ، 45
محمّد بن إدريس الشافعي، 77، 109
محمّد بن إسحاق بن خزيمة الشافعي،
ص: 281
148
. محمّد بن أسلم الطوسي، 5، 32، 38، 84، 90، 99، 105، 106، 142، 143
محمّد بن إسماعيل البخاري، 120
محمّد بن الإمام جعفر الصادق عليه السلام، 179
محمّد بن المؤمَّل بن حسن بن عيسى، 40
محمّد بن حسين بن أحمد الخليفة النيسابوري الشافعي، 57
محمّد بن رافع، 32، 46، 84، 91، 98، 107، 140، 141، 142
محمّد بن زياد السُّلَمي، 99، 105
محمّد بن سلامة القُضاعي الشافعي، 150
محمّد بن سليمان بن داود بن الحسن بن الحسن عليه السلام، 179
محمّد بن سنان، 205
محمّد بن سهل بن عامر البَجَلي، 99، 105
محمّد بن صدقة العنبري، 105، 107
محمّد بن طاهر المَقْدسي الظاهري، 128
محمّد بن طلحة الشافعي، 8، 48، 49، 86، 158، 196، 210، 232
محمّد بن عبد الله ابن بطوطة المغربيّ، 56، 250، 259
محمّد بن عبدالله بن نُمير، 117
محمّد بن عبد الله، 109، 110
محمّد بن عبد الوهّاب أبو عليّ الثقفي الشافعي، 148
محمّد بن عرفة، 188
محمّد بن عليّ بن سهل الشافعي، 4، 42، 245
محمّد بن علىّ الحلبي، 24
محمّد بن عمر الواقدي، 36، 84، 90
محمّد بن قاسم الشافعي، 44، 246
محمّد بن مؤمَّل، 40
محمّد بن محمّد الجَزَري الشافعي، 102، 108، 118، 113، 122
محمّد بن هارون، 204
محمّد بن يحيى الصولي، 40، 41
محمّد بن يعقوب الفَسَوي، 118
محمّد بن يوسف الحفصي العَدَوي، 103
محمّد بن يوسف الگنجي الدمشقي الشافعي، 50
محمدحسين المظفر، 173
محمّد خواجه بارسا الحنفي، 9، 19، 23، 58، 87، 91، 161، 163، 240
محمّد فؤاد عبد الباقي الحنفي، 115
محمّد فريد وجدي، 72، 160
محمّد محسن الطبسىّ، 3، 12
محمود بن شريف الشافعي، 75
ص: 282
محمود بن شريف، 202
محيى الدين بن عربى، 48، 158
المدائني، 210
المدينة، 19، 46، 48، 50، 140، 179، 185، 204، 212، 217، 228، 232
المرعشى النجفي، 9
مَرو، 182، 185، 188، 212
المروزي الشافعي، 138، 139
مريسية، 18
المزّي الشافعي، 32، 102، 104، 105، 107، 118، 122
المسعودي الشافعي، 24، 158، 161، 162، 186، 216، 217
مسكويه، 23
مسلم، 147
مسند الرضا، 82، 153
مشهد - مشهد الرضا عليه السلام، 56، 63، 68، 197، 242، 245، 246، 247، 250، 251، 252، 253، 257، 258، 259
مصر، 44، 188، 197، 224، 246، 251
معاوية، 137، 138، 139
المَقْدسي البشّاري، 257، 258
المقريزي الشافعي، 24
الملى بن منصور الرازىّ، 43
منصور الشيباني، 179
منصور بن حسين الآبي، 100، 111
موسى بن عمران عليه السلام، 204
موسى بن مروان، 204
الموصل، 179
الموصلي الشافعي، 37، 101، 159
مير خواند الشافعي، 9، 160، 197، 251
مير محمّد بن السيّد برهان الدين خواند شاه، 24، 61، 197، 251
الميرزا محمّد باقر الموسوي الخوانساري الأصفهاني، 52
الميرزا محمّد خان البَدَخشي الهندي الحنفي، 88، 103
النابلسي الدمشقي الحنفي، 88
ناصر الدين الأَلْباني الحنبلي، 129
النَّبْهاني الشافعي، 160
النبيّ الأعظم صلى الله عليه و آله - النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله - النبيّ صلى الله عليه و آله، 112، 127، 136، 138، 150، 151، 152، 153، 207، 237، 238، 240، 243، 260، 264
النجف الأشرف، 51
نجم الدين الطبسيّ، 5، 12
نجمة، 18، 202
النزارية، 179
ص: 283
النَّسائي الشافعي، 126، 147، 148
النَّسائي، 52، 53، 130، 146، 147
نصر بن عليّ الجهضمي الجهني، 32
نصر بن عليّ، 147
نصر بن شيث العقيلي، 178
نصر بن عليّ الجهضميّ، 43، 147
النقّاش الحنبلي، 124
نوح عليه السلام، 230
نور الدين عبد الرحمان الجامي الحنفي، 9، 60
النوفلي، 39
نوقان، 21، 42، 43، 258
نَيسابور، 10، 38، 40، 44، 45، 46، 51، 57، 72، 81، 89، 91، 98، 110، 122، 140، 141، 142، 143، 145، 149، 209، 242، 244، 245
هادي الحموي المصري الشافعي، 74، 161
هارون الرشيد، 21، 42، 56، 167، 175، 177، 203، 207، 204، 266، 258، 259
هراة، 40، 244
هرثمة بن أعيَن، 225، 231
هرثمة، 231
الهند، 61، 197، 233، 251
هيثم بن عبد الله، 100، 106
واسط، 179
ص: 284
الف) الأشعار العربيّة
إذا أبْصرَتك العين مِنْ بُعْد غاية 35
أزالت عزاءَ القلب بعد التجلّدِ 38
أعطاك ربُّك ما هَويتَ، وإنّما 178
ألا إنّ خير الناس نَفساً ووالداً 38
إنّ الرزية يا ابن موسى لم تدَع 38
أيا مَنْ مُناهُ رضى ربَّهِ 247
تعلو المنابرَ كلَّ يومٍ آملاً 178
سأصحَبُه بتقوى الله حتّى 40
سلام على آل طه وياسين 65، 255
سلام على روضة حلّ فيها 65، 255
سلامٌ علي روضةٍ للإمام 64، 254
سلام من العاشق المنتظِر 64، 254
على حينِ أعطى الناسُ صفق أكفِّهم، 41
فأنتمُ الملأ الأعلى وعندكمُ 36
ص: 285
فتَعيب مَن يعلو عليك بفضلِهِ 178
فزُرْ مشهداً للإمام الرضا 248
فَلْيأتِ ذا القبرَ إنّ الله أسكنَهُ 246، 247
فما كان فينا من أبى الضَّيم غيرُهُ 41
قُلْتُ: لا أستطيعُ مَدح إمامٍ 34
قيل لي: أنْتَ أحسن الناس طُرّاً 34
لا تفخرنّ عليك بعدَ بقيّةٍ 178
لك جُنْدٌ) جيد) من القريض مديح 34
الله لمّا برى خلقاً فأتقنه 36
مطهّرون نقيّاتٌ جيوبُهمُ 36
مَن سرّه أن يرى قبراً برؤيته 246، 247
من لم يكن علويّاً حين تَنسِبُهُ 36
و لو أنّ قوماً أمّموك لَقادهم 35
وإذا تطاولتِ الرجالُ بفضلِها 178
والصبر يُحمَد في المواطن كلِّها 38
وببئرِ بدرٍ إذ يردّ وجوهَهم 41
وداء الغانيات بياضُ رأسي 39
وستّة آباؤهم ما همُ 37
ب) الأشعار الفارسيّة
از آن خوانمش جنت هشتمين 64، 254
از آن زمان كه فلك شد به نور مهر منوّر 66، 199، 256
ازو بود راضى جهان آفرين 18
امام على نام عالى نسب 18
ص: 286
بر آن پيشواي كريم الشيم 64
حريم تربت او سجده گاه خسرو انجم 66، 199، 256
ز خلد برين مشهدش روضه اي 254، 64
ز شهد شهادت حلاوت مذاق 254، 64
سپهر عز و جلالت محيط علم و فضيلت 199، 66، 256
علي وار بر شير مردي سوار 64، 254
قلم گر همگي وصف ذات او بنويسد 66، 199، 256
محبان ز انگور پر زهر او 64، 254
مرا چهره بنمود يك شب به خواب 64، 254
هزار دفتر اگر در مناقبش گويند 62، 198، 252
وفور علم و علوّ مكان اوست به حدي 66، 199، 256
ص: 287
القرآن الكريم
أ - أهل السنّة
المذهب الحنبلي
1. ابن قُدامة المَقْدسي الحنبلي، موفق الدين ابو محمّد عبدالله بن أحمد بن محمّد (620 ه -): التبيين في أنساب القرشيّين، الطبعة الثانية، عالم الكتب، مكتبة النهضة العربيّة، بيروت، 1408 ه -.
2. أيّوب الزرعي الحنبلي، ابوعبدالله محمّد بن أبى بكر (751 ه -): حاشية ابن القيّم، الطبعة الثانية، دار الكتب العلمية، بيروت، 1415 ه -.
3. ابن رجب الحنبلي، زين الدين ابوالفرج عبد الرحمان بن شهاب الدين أحمد بن رجب (795 ه -): الذيل على طبقات الحنابلة، الطبعة الثانية، دار الكتب العلمية، بيروت، 1417 ه -.
4. الدكتور خلدون أحدب الحنبلي: زوائد تاريخ بغداد على الكتب الستّة، دار القلم، دمشق، 1417 ه -.
5. ابن عماد الحنبلي، شهاب الدين (1089 ه -): شذرات الذهب في أخبار من ذهب، دار ابن كثير، دمشق، 1406 ه -.
ص: 288
6. الألْباني الحنبلي، محمّد ناصر الدين: ضعيف الجامع الصغير وزيادته (الفتح
الكبير)، المكتب الاسلامي، بيروت، 1410 ه -.
7. -، ضعيف سنن ابن ماجة، المكتب الإسلامي، بيروت، 1408 ه -.
8. ابن أبى يعلى الحنبلي، ابو حسين محمّد بن محمّد بن حسين (526 ه -): الطبقات الحنابلة، دار الكتب العلمية، بيروت، 1417 ه -.
9. ابن جوزي الحنبلي، ابوالفرج عبد الرحمان (597 ه -): العلل المتناهية في الأحاديث الواهية، ج 1، دار الكتب العلمية، بيروت، 1403 ه -.
10. -، فنون الأفنان في عجائب علوم القرآن، المجمع العلمي العراقي، بغداد، 1408 ه -.
11. -، كتاب الضعفاء والمتروكين، دار الكتب العلمية، بغداد، 1406 ه -.
12. -، المنتظم في تواريخ الملوك والاُمَم، دار الفكر، بيروت، 1415 ه -
13. -، الموضوعات، دار الفكر، بيروت، 1403 ه -.
14. أحمد بن حنبل (241 ه -): المسند، دار صادر، بيروت.
15. الطبراني الشامي الحنبلي، سليمان بن أحمد (360 ه -): المعجم الأوسط، دار الفكر، عمّان، 1420 ه -.
المذهب الحنفي
16. ابن طولون الدمشقي الحنفي، شمس الدين محمّد بن طولون (953 ه -): الأئمّة الاثنا عشر عليهم السلام، منشورات الرضي، قم.
17. الزَبيدي الحنفي، السيّد محمّد بن محمّد (1205 ه -): اتحاف السادة المتقين بشرح أسرار إحياء علوم الدين، خزانة السادات، مصر.
18. النابْلسي الدمشقي الحنفي، عبد الغني بن اسماعيل (1413 ه -): أسرار الشريعة أو الفتح الرباني والفيض الرحماني، دار الكتب العلمية، بيروت، 1405 ه -.
ص: 289
19. مُغلطاي الحنفي، علاء الدين (762 ه -): إكمال تهذيب الكمال في أسماء الرجال، الفاروق الحديثة، بيروت، 1422 ه -.
20. الشجري الجرجاني الحنفي، يحيى بن حسين (499 ه -): الأمالي الخميسيّة، دار الكتب العلمية، بيروت، 1422 ه -.
21. بهادرخان الهندي البريانوي الحنفي، امير أحمد حسين (القرن 13 ه -): تاريخ الأحمدي، تحقيق: محمّد سعيد الطريحي، مركز الدراسات والبحوث العلمية ومؤسّسة البلاغ، بيروت، 1408 ه -.
22. سراج الدين الحنفي، الشيخ عثمّان: تاريخ الإسلام والرجال، نسخة خطيّة، مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي رحمه الله.
سبط ابن الجوزي الحنفي، (654 ه -): تذكرة الخواصّ من الأمّة بِذِكْر خصائص الأئمّة عليهم السلام، مؤسسة أهل البيت، بيروت، 1417 ه -.
23. القرطبي الحنفي، أحمد بن محمّد بن ابراهيم الأشعرى (550 ه -): التعريف في الأنساب والتسوية لذوي الأحساب، دار المنار، القاهرة.
24. عبد القادر القرشي الحنفي، ابو محمّد محيي الدين عبد القادر بن محمّد بن محمّد بن نصرالله بن سالم بن أبي الوفاء، (757 ه -): الجواهر المَضيّة في طبقات الحنفية، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1413 ه -.
25. الزمخشري الحنفي، أبوالقاسم محمود بن عمر، (538 ه -): ربيع الأبرار ونصوص الأخبار، مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، 1412 ه -.
26. اللكنوي الهندى الحنفي، أبو الحسنات محمّد عبد الحيّ (1304 ه -): الرفع والتكميل في الجرح والتعديل، تحقيق: عبد الفتّاح أبو غدّة، مؤسّسة قرطبة، حلب.
27. السندي الحنفي، أبو الحسن (1138 ه -): شرح سنن ابن ماجة، دار المعرفة، بيروت، 1418 ه -
ص: 290
28. الجامي الحنفي، عبد الرحمان (898 ه -): شواهد النبوّة، المصحّح: البروفسور السيّد حسن الأمين، دفتر نشر طيّب، طهران، 1379 ه -. ش.
29. عبد القادر التميمي المصري الحنفي، تقي الدين بن عبد القادر، (1005 ه -): الطبقات السنية في تراجم الحنفية، دار الرفاعي، الرياض، 1403 ه -.
30. الشوكاني الصنعاني الحنفي، محمّد بن عليّ (1250 ه -): الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة، دار الكتب العلمية، بيروت.
31. حاجي خليفة الحنفي (1067 ه -): كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، دار الفكر، بيروت، 1402 ه -.
32. الدولابي الحنفي، ابو بشر محمّد بن أحمد بن حمّاد (310 ه -): الكنى والأسماء، دار الكتب العلمية، بيروت، 1420 ه -.
33. الشيخ عبد الواسع بن يحيى الواسعي اليماني الحنفي، إعداد وتصحيح: مسند الإمام زيد، منشورات دار مكتبة الحياة، بيروت، 1966 م.
34. الزرندي الحنفي، جمال الدين محمّد بن يوسف (757 ه -): معارج الوصول إلى معرفة فضل آل الرسول والبتول عليهم السلام، تحقيق: محمّد كاظم المحمودي، مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة، قم، 1425 ه -.
35. البدخشي الحنفي، الميرزا محمّد خان (القرن 12 ه -): مفتاح النجاه في مناقب آل العباء عليهم السلام، نسخة حجرية، مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، قم.
36. عبد الفتّاح بن نعمان الحنفي: مفتاح المعارف، نسخة حجرية، مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، قم.
37. الخنجي الإصفهاني الحنفي، فضلالله بن روزبهان (927 ه -): مهمان نامه بخارا، منشورات بنگاه ترجمه ونشر كتاب، طهران.
ص: 291
38. ابن تغري البردي الأتابكي الحنفي، جمال الدين أبو المحاسن يوسف (874 ه -): النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، دار الكتب العلمية، بيروت، 1413 ه -.
39. الخنجي الإصفهاني الحنفي، فضل الله بن روزبهان (927 ه -): وسيلة الخادم إلى المخدوم در شرح صلوات چهارده معصوم عليهم السلام، الطبعة الأولى، انتشارات انصاريان، قم، 1375 ه -. ش.
40. اللكنوي الحنفي الهندي، محمّد بن مبين: وسيلة النجاة، لكهنو، 1309 ه -.
41. القندوزي الحنفي، سليمان بن ابراهيم (1294 ه -): ينابيع المودّة لذوي القربى عليهم السلام، الطبعة الثانية، دار الأسوة، قم، 1422 ه -.
المذهب الشافعي
42. الآجري الشافعي، أبو بكر محمّد بن حسين (360 ه -): الأربعين حديثاً، الطبعة الأولى، مكتبة المعلاّ، الكويت، 1408 ه -.
43. الشبراوي الشافعي، الشيخ عبدالله بن محمّد بن عامر (1172 ه -): الإتحاف بحبّ الأشراف، الطبعة الأولى، دار الكتاب الاسلامي، ايران، 1423 ه -.
44. المسعودي الشافعي، أبو الحسن على بن حسين (346 ه -): اثبات الوصية للامام عليّ بن أبي طالب عليّه السلام، منشورات الرضي، قم.
45. التابعي الشافعي، الشيخ أحمد: الاعتصام بحبل الإسلام، الطبعة الأولى، مطبعة السعادة، القاهرة، 1327 ه -.
46. البيهقي الشافعي، أحمد بن حسين (458 ه -): الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد، الطبعة الأولى، دار الآفاق الجديدة، بيروت، 1401 ه -.
47. ابن ماكولا الشافعي، ابو نصر علىّ بن هبة الله (457 ه -): الإكمال في رفع الإرتياب عنِ المؤتلف والمختلف في الأسماء والكنى والأنساب، الطبعة الأولى، دار الكتب العلمية، بيروت، 1411 ه -.
ص: 292
48. السمعاني التميمي الشافعي، إبو سعد عبد الكريم بن محمّد بن منصور (562 ه -): الأنساب، الطبعة الأولى، دار الكتب العلمية، بيروت، 1408 ه -
49. السنهوتي النقشبندي الشافعي، الشيخ ياسين بن ابراهيم (1344 ه -): الأنوار القدسية في مناقب السادة النقشبندية، الطبعة الأولى، مطبعة السعادة، القاهرة.
50. الفكري الحسيني القاهري الشافعي، على بن محمّد (1372 ه -): أحسن القصص، الطبعة الأولى، دار الكتب العلمية، بيروت، 1395 ه -.
51. الجزري الشافعي، ابو الخير شمس الدين محمّد بن محمّد بن محمّد (833 ه -): أسنى المطالب في مناقب سيّدنا عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه، مكتبة الامام امير المؤمنين عليه السلام، إصفهان.
52. هادي حمو الشافعي: أضواء على الشيعة، الطبعة الأولى، دارالتركي، تونس 1989 م.
53. ابن كثير الدمشقي الشافعي، ابو الفداء (774 ه -): البداية والنهاية، الطبعة الخامسة، دار الكتب العلمية، بيروت، 1409 ه -.
54. الغُماري الشافعي، عبدالعزيز: بيان نكث الناكث المعتدي، الطبعة الثالثة، نشر دار الإمام النووي، الأردن.
55. ابو نُعيم الأصفهاني الشافعي، أحمد بن عبدالله (430 ه -): تاريخ اصفهان (ذكر أخبار إصبهان)، الطبعة الأولى، دار الكتب العلمية، بيروت، 1410 ه -.
56. الذهبي الشافعي، شمس الدين، (748 ه -): تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، الطبعة الأولى، دار الكتاب العربي، بيروت، 1411 ه -.
57. السيوطي الشافعي، جلال الدين (911 ه -): تاريخ الخلفاء، الطبعة الأولى، مؤسسة عز الدين، بيروت، 1412 ه -.
58. الدياربكري الشافعي، حسين بن محمّد بن حسن (966 ه -): تاريخ الخميس في
ص: 293
أحوال أنفس نفيس، دار صادر، بيروت.
59. الخطيب البغدادي الشافعي، أحمد بن عليّ (463 ه -): تاريخ بغداد، الطبعة الأولى، دار الكتب العلمية، بيروت، 1417 ه -.
60. خواند امير الحسيني الشافعي، غياث الدين بن همام الدين (942 ه -): تاريخ حبيب السير في أخبار أفراد البشر، الطبعة الثانية، انتشارات كتاب فروشى خيام، طهران، 1353 ه -.
61. ابن عساكر الشافعي، ابو القاسم عليّ بن حسين بن هبة الله (571 ه -): تاريخ دمشق الكبير، الطبعة الأولى، دار احياء التراث العربي، بيروت، 1421 ه -.
62. ميرخواند الشافعي، ميرمحمّد بن سيّد برهان الدين خواند شاه (903 ه -): تاريخ روضة الصفا، انتشارات كتاب فروشى مركزي، طهران 1339 ه -.
63. سليمان الصائغ الشافعي: تاريخ الموصل، مطبعة السلفية، مصر، 1342 ه -.
64. ابن اثير الجزري الشافعي، مجد الدين مبارك بن محمّد (606 ه -): تتمة جامع الأصول في أحاديث الرسول، الطبعة الأولى، دار الفكر، بيروت، 1412 ه -.
65. ابن وردي الحلبي الشافعي، زين الدين (749 ه -): تتمة المختصر في أخبار البشر، الطبعة الأولى، دار المعرفة، بيروت، 1389 ه -.
66. المزّي الشافعي، يوسف بن عبد الرحمان (742 ه -): تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف مع النكت الظراف على الأطراف ابن حجر العسقلاني الشافعي (852 ه -)، الطبعة الثانية، المكتب الاسلامي والدار القيمة، بيروت، 1403 ه -.
67. السيوطي الشافعي، جلال الدين (911 ه -): تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي، تحقيق: عبد الوهّاب عبد اللطيف، دار الفكر، بيروت، 1409 ه -. ق.
68. القزويني الشافعي، عبدالكريم بن محمّد الرافعى (623 ه -): التدوين في اخبار
ص: 294
قزوين، دار الكتب العلمية، بيروت، 1408 ه -.
69. الذهبي الشافعي، شمس الدين (748 ه -): تذهيب تهذيب الكمال في أسماء الرجال، الطبعة الأولى، نشر الفاروق الحديثة، القاهرة، 1425 ه -.
70. الخليفة النيشابوري الشافعي، محمّد بن حسين (القرن 8 ه -): ترجمة وتلخيص تاريخ نيسابور، الطبعة الأولى، نشر آگاه، طهران 1375 ه -. ش.
71. الاَفندي الشافعي، القاضي بهجت (1350 ه -): تشريح ومحاكمه در تاريخ آل محمّد عليهم السلام، مترجم ميرزا مهدى أديب، الطبعة الثانية، مركز جاب ونشر بنياد بعثت، طهران، 1376 ه -. ش.
72. ابن حجر العسقلاني الشافعي، أحمد بن عليّ (852 ه -): تقريب التهذيب، الطبعة الثانية، دار المعرفة، بيروت، 1395 ه -.
73. الخليفة النيسابوري الشافعي، أحمد بن محمّد بن حسن بن أحمد (القرن الثامن): تلخيص وترجمة تاريخ نيسابور للحاكم النيسابوري، مكتبة ابن سينا، طهران.
74. المسعودي الشافعي، عليّ بن الحسين (345 ه -): التنبيه والأشراف، الطبعة الأولى، مؤسسة نشر منابع الثقافة الإسلاميّة، قم.
75. الكناني الشافعي، ابوالحسن عليّ بن محمّد بن عراق (963 ه -): تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة، الطبعة الثانية، دار الكتب العلمية، بيروت، 1401 ه -.
76. ابن حجر العسقلاني الشافعي، أحمد بن عليّ (852 ه -): تهذيب التهذيب، الطبعة الأولى، دار الفكر، بيروت، 1404 ه -.
77. المزّي الشافعي، يوسف بن عبد الرحمن (742 ه -): تهذيب الكمال في أسماء الرجال، الطبعة الأولى، دار الفكر، بيروت، 1414 ه -.
78. السيوطي الشافعي، جلال الدين (911 ه -): الجامع الصغير من حديث البشير
ص: 295
النذير، دار الكتب العلمية، بيروت.
79. النبهاني الشافعي، يوسف بن اسماعيل (1350 ه -): جامع كرامات الأولياء، الطبعة الأولى، دار الفكر، بيروت، 1414 ه -.
80. ابن أبي حاتم الرازي الشافعي، ابو محمّد عبد الرحمان (327 ه -): الجرح والتعديل، الطبعة الأولى، دار الفكر، بيروت.
81. السمهودي الشافعي، عليّ بن عبدالله الحسنى (911 ه -): جواهر العقدين في فضل الشرفين، وزارة الاوقاف والشؤون الدينيّة، بغداد، 1407 ه -.
82. الفارسي الشافعي، ابو الحسن عبد الغافر بن اسماعيل (529 ه -): الحلقة الأولى من تاريخ نيسابور المنتخب من السياق، انتخاب: ابو اسحاق ابراهيم بن محمّد بن الأزهر الصيريفينى (641 ه -)، الطبعة الأولى، نشر جماعة المدرّسين، قم، 1403 ه -.
83. ابو نُعَيم الأصفهاني الشافعي، أحمد بن عبدالله (430 ه -): حُلية الأولياء وطبقات الأصفياء، الطبعة الأولى، دار الفكر، بيروت، 1416 ه -.
84. الدميري الشافعي، محمّد بن موسى (808 ه -): حياة الحيوان الكبرى، الطبعة الأولى، انتشارات ناصرخسرو، طهران.
85. السيوطي الشافعي، جلال الدين (911 ه -): الدُرُّ المنثور في التفسير بالمأثور، الطبعة الأولى، دار الفكر، بيروت، 1414 ه -.
86. ابن حجر العسقلاني الشافعي، أحمد بن عليّ (852 ه -): الدُرَر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، دار إحياء التراث العربي، بيروت.
87. الذهبي الشافعي، شمس الدين (748 ه -): دُوَل الإسلام، الطبعة الأولى، دارصادر، بيروت، 1999 م.
88. -، ديوان الضعفاء والمتروكين، الطبعة الأولى، دار القلم، بيروت،
ص: 296
1408 ه -.
89. ابن نجّار البغدادي الشافعي، ابو عبدالله محب الدين محمّد بن محمود بن حسن (643 ه -): ذيل تاريخ بغداد، الطبعة الأولى، دار الكتب العلمية، بيروت، 1417 ه -.
90. القُشَيري الشافعي، أبو القاسم عبد الكريم بن هوزان (465 ه -): الرسالة القشيرية في التصوّف، تحقيق وتعليّق: محمود بن شريف والدكتور عبد الحليم محمود، طبعة حسّان، القاهرة.
91. السويدي البغدادي الشافعي، أبو الفوز محمّد أمين (1246 ه -): سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب، المكتبة العلمية.
92. الدارقطني البغدادي الشافعي، أبو الحسن عليّ بن عمر بن أحمد (385 ه -): سنن الدارقطني، الطبعة الأولى، دار الكتب العلمية، بيروت، 1421 ه -.
93. الذهبي الشافعي، شمس الدين (748 ه -): سير أعلام النبلاء، الطبعة الحادية عشر، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1417 ه -.
94. الفخر الرازي الاشعرى الشافعي (606 ه -): الشجرة المباركة في أنساب الطالبية، الطبعة الأولى، نشر مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، قم، 1409 ه -.
95. ابن أبي الحديد المعتزلي الشافعي، عبد الحميد بن هبة الله (656 ه -): شرح نهج البلاغة الطبعة الثانية، دار إحياء المعرفة، دمشق، 1385 ه -.
96. البيهقي الشافعي، أحمد بن حسين (458 ه -): شُعَب الإيمان، الطبعة الأولى، دار الكتب العلمية، بيروت، 1421 ه -.
97. القلقشندي الشافعي، أبو العبّاس أحمد بن عليّ بن أحمد بن عبدالله (821 ه -): صُبح الأعشى في صناعة الإنشاء، دار الكتب العلمية، بيروت.
98. ابن حجر الهيثمّي الشافعي، أبو عبّاس أحمد بن محمّد بن محمّد بن عليّ (973 ه -): الصواعق المُحْرقة، الطبعة الأولى، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1417 ه -.
ص: 297
99. السيوطي الشافعي، جلال الدين (911 ه -): طبقات الحفّاظ، الطبعة الأولى، دار الكتب العلمية، بيروت، 1403 ه -.
100. ابن قاضي شهبة الشافعي، أبو بكر بن أحمد بن محمّد بن عمر بن محمّد الدمشقي (851 ه -): طبقات الشافعية، دار الندوة الجديدة، بيروت، 1407 ه -.
101. ابن كثير الدمشقي الشافعي، إسماعيل بن عمر (776 ه -): طبقات الشافعية، الطبعة الأولى، دار المدار الإسلامي، بيروت.
102. ابن هداية الله الحسيني الشافعي، أبو بكر (1014 ه -): طبقات الشافعية، الطبعة الثانية، دارالآفاق الجديدة، بيروت، 1979 م.
103. الاسْنوي الشافعي، جمال الدين عبد الرحيم (772 ه -): طبقات الشافعية، الطبعة الأولى، دار الكتب العلمية، بيروت، 1407 ه -.
104. السبكي الشافعي، تاج الدين أبونصر عبد الوهّاب بن عليّ بن عبد الكافي (771 ه -): الطبقات الشافعية الكبرى، دار احياء الكتب العربيّة، بيروت.
105. ابن صلاح الشافعي، تقي الدين أبو عمرو عثمّان بن عبد الرحمان الشهرزوري (643 ه -): طبقات الفقهاء الشافعية بترتيب ومستدركات محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف النووي الشافعي (676 ه -) وتنقيح يوسف بن عبد الرحمان المزّي الشافعي (742 ه -)، الطبعة الأولى، دار البشائر الإسلاميّة، بيروت، 1413 ه -.
106. الشعراني الشافعي، أبو المواهب عبد الوهّاب بن عليّ الانصاري (973 ه -): الطبقات الكبرى المسمّاة بلواقح الأنوار في طبقات الأخيار، دار الفكر، بيروت.
107. أبو الشيخ الشافعي، أبو محمّد عبدالله بن محمّد بن جعفر بن حيّان (369 ه -): طبقات المحدّثين بإصبهان والواردين عليّها، الطبعة الأولى، دار الكتب العلمية، بيروت، 1409 ه -.
ص: 298
108. الذهبي الشافعي، شمس الدين (748 ه -): الِعبَر في خبر من غبر، دار الكتب العلمية، بيروت.
109. محمّد بن عقيل الشافعي (1350 ه -): العتب الجميل على أهل الجرح والتعديل، تحقيق وتعليّق: حسن بن عليّ السقاف الشافعي، الطبعة الأولى، دار الإمام النووي، الأردن.
110. ابن حجر العسقلاني الشافعي، أحمد بن عليّ (852 ه -): فتح الباري بشرح صحيح البخاري، الطبعة الأولى، دارالريّان للتراث، القاهرة، 1407 ه -.
111. الجُوِيني الشافعي، الشيخ الاسلام ابراهيم بن محمّد (722 ه -): فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين والأئمّة من ذريتهم عليهم السلام، الطبعة الأولى، مؤسسة المحمودي، بيروت، 1400 ه -.
112. الديلمي الشافعي، ابن شيرويه (509 ه -): فردوس الأخبار بمأثور الخطاب، الطبعة الأولى، دار الفكر، بيروت، 1418 ه -.
113. المَنَّاوي الشافعي، عبدالرؤوف بن عليّ (1031 ه -): فيض القدير بشرح الجامع الصغير، الطبعة الثانية، دار الفكر، بيروت،، 1391 ه -.
114. الفيروزآبادي الشافعي، مجد الدين محمّد بن يعقوب (817 ه -): القاموس المحيط، دار الجيل، بيروت.
115. الذهبي الشافعي، شمس الدين (748 ه -): الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة، الطبعة الأولى، دار القبلة، مؤسّسة علوم القرآن، جدّة، 1413 ه -.
116. ابن اثير الجزري الشافعي، عزّ الدين أبو حسن عليّ بن كرم الشيباني (630 ه -): الكامل في التاريخ، الطبعة الأولى، دار احياء التراث العربي، بيروت، 408 ه -.
ص: 299
117. ابن عدي الجرجاني الشافعي، أبو أحمد عبدالله (365 ه -): الكامل في ضعفاء الرجال، الطبعة الثالثة، دار الفكر، بيروت، 1409 ه -.
118. ابن حبان البستي الشافعي، أبو حاتم محمّد بن حبّان بن أحمد (354 ه -): كتاب الثقات، الطبعة الأولى، دار الفكر، بيروت، 1393 ه -.
119. ابو نُعَيم الأصفهاني الشافعي، أحمد بن عبدالله (430 ه -): كتاب الضعفاء، الطبعة الأولى، دارالثقافة، المغرب، 1405 ه -.
120. الدارقطني البغدادي الشافعي، ابو الحسن عليّ بن عمر بن أحمد (385 ه -): كتاب الضعفاء والمتروكين، الطبعة الأولى، المكتب الاسلامي، بيروت، 1400 ه -.
121. النسائي الشافعي، ابو عبد الرحمان أحمد بن شُعيب (303 ه -): كتاب الضعفاء والمتروكين، الطبعة الثانية، مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت، 1407 ه -
122. ابن حبان البستي الشافعي، ابو حاتم محمّد بن حبان بن أحمد (354 ه -): كتاب المجروحين، دارالمعرفة، بيروت، 1412 ه -.
123. المَقريزي الشافعي، تقي الدين أحمد بن عليّ (845 ه -): كتاب المقفّى الكبير، الطبعة الأولى، دار الغرب الاسلامي، بيروت، لبنان، 1411 ه -.
124. ابن حبان البستي الشافعي، ابو حاتم محمّد بن حبان بن أحمد (354 ه -): كتاب مشاهير علماء الأمصار، الطبعة الأولى، النشريات الإسلاميّة، القاهرة، 1379 ه -.
125. عجلونى الجراحى الشافعي، الشيخ اسماعيل بن محمّد (1162 ه -): كشف الخفاء ومزيل الألباس عمّا اشتهر من الأحاديث على السنّة الناس، الطبعة السادسة، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1416 ه -.
126. الكنجي الشافعي، محمّد بن يوسف (658 ه -): كفاية الطالب في مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السلام، الطبعة الثالثة، دار إحياء تراث أهل البيت، طهران 1404 ه -.
ص: 300
127. الخطيب البغدادي الشافعي، أحمد بن عليّ (463 ه -): الكفاية في علم الرواية، الطبعة الثانية، دار الكتب الحديثة، القاهرة.
128. المَنّاوي الشافعي، الشيخ عبدالرؤوف (1031 ه -): الكواكب الدريّة في تراجم السادة الصوفية، الطبعة الأولى، القاهرة.
129. السيوطي الشافعي، جلال الدين (911 ه -): اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة، الطبعة الأولى، دار الكتب العلمية، بيروت، 1417 ه -.
130. ابن الأثير الجزري الشافعي، عزّ الدين أبو حسن عليّ بن كرم الشيباني (630 ه -): اللباب في تهذيب الأنساب، الطبعة الثالثة، دار صادر، بيروت، 1414 ه -.
131. السيوطي الشافعي، جلال الدين (911 ه -): لب اللباب في تحرير الأنساب، الطبعة الأولى، دار الكتب العلمية، بيروت، 1411 ه -.
132. ابن حجر العسقلاني الشافعي، أحمد بن عليّ (852 ه -): لسان الميزان، الطبعة الأولى، دار الكتب العلمية، بيروت، 1416 ه -.
133. القلقشندي الشافعي، أحمد بن عبدالله (820 ه -): مآثر الإنافة في معالم الخلافة، الطبعة الأولى، عالم الكتب، بيروت، 1427 ه -.
134. الصعيدي الشافعي، عبد المتعال (1377 ه -): المُجَدِّدون في الإسلام، مكتب الآداب، القاهرة، 1416 ه -
135. الذهبي الشافعي، شمس الدين (748 ه -): المجرّد في أسماء رجال سنن ابن ماجة، الطبعة الأولى، دارالرّاية، رياض، 1409 ه -.
136. أبوالفداء الدمشقي الشافعي، عمادالدين، اسماعيل بن ايوب (732 ه -): المختصر في أخبار البشر، الطبعة الأولى، دارالمعرفة، بيروت.
ص: 301
137. اليافعي اليمني الشافعي، ابو محمّد عبدالله بن سعد (768 ه -): مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة ما يعتبر من حوادث الزمان، الطبعة الأولى، دار الكتب العلمية، بيروت، 1417 ه -.
138. المسعودي الشافعي، عليّ بن الحسين (345 ه -): مروج الذهب ومعادن الجوهر، الطبعة الأولى، دار الكتب العلمية، بيروت.
139. الحاكم النيسابوري الشافعي، أبو عبدالله محمّد بن عبدالله (405 ه -): المستدرك على الصحيحين، الطبعة الأولى، المكتبة العصرية، بيروت، 1420 ه -.
140. القُضاعي الشافعي، محمّد بن سلامة (454 ه -): مسند الشهاب، الطبعة الثانية، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1407 ه -.
141. البوصيري القاهري الشافعي، ابوالعبّاس شهاب الدين أحمد بن ابي بكر (840 ه -): مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجة، تحقيق: عوض بن أحمد الشهري، الطبعة الأولى، الجامعة الإسلاميّة، المدينة المنورة، 1425 ه -.
142. محمّد بن طلحة الشافعي (652 ه -): مطالب السؤول في مناقب آل الرسول عليهم السلام، الطبعة الأولى، مؤسسة البلاغ، بيروت، 1419 ه -.
143. أمين الورد الشافعي، باقر: معجم العلماء العرب، الطبعة الأولى، عالم الكتب، بيروت، 1406 ه -.
144. الذهبي الشافعي، شمس الدين (748 ه -): المعجم الكبير (معجم شيوخ الذهبي)، الطبعة الأولى، دار الكتب العلمية، بيروت، 1410 ه -.
145. -، المعجم المختص (معجم محدّثي الذهبي)، الطبعة الأولى، دار الكتب العلمية، بيروت، 1413 ه -.
146. -: معرفة الرواة، الطبعة الأولى، دارالمعرفة، بيروت، 1406 ه -.
ص: 302
147. -: المعين في طبقات المحدّثين، الطبعة الأولى، دارالصحوة، بيروت، 1407 ه -.
148. -: المغني في الضعفاء، الطبعة الأولى، دار الكتب العلمية، بيروت، 1418 ه -.
149. -: المقتنى في سَرد الكنى، الطبعة الأولى، دار الكتب العلمية، بيروت، 1418 ه -.
150. الهاشمي الشافعي، السيّد محمّد طاهر (1412 ه -): مناقب اهل بيت عليهم السلام از ديدگاه اهل سنّت، الطبعة الأولى، الآستانة الرضوية، مشهد، 1378 ه -.
151. الخطيب البغدادي الشافعي، أحمد بن عليّ (463 ه -): موضح أوهام الجمع والتفريق، الطبعة الأولى، دارالمعرفة، بيروت، 1407 ه -.
152. الذهبي الشافعي، شمس الدين (748 ه -): ميزان الاعتدال في نقد الرجال، دار الفكر، بيروت.
153. الدارقطني البغدادي الشافعي، ابوالحسن عليّ بن عمر بن أحمد (385 ه -): المؤتلف والمختلف، الطبعة الأولى، دار الغرب الاسلامي، بيروت، 1406 ه -
154. العروسي المصري الشافعي، السيّد مصطفى بن محمّد (1293 ه -): نتائج الأفكار القدسية، جامعة الدرويشية، دمشق.
155. المكي الحسيني الموسوي الشافعي، نورالدين السيّد عبّاس بن عليّ (1180 ه -): نُزْهة الجليس ومنية الأديب الانيس، الطبعة الأولى، المكتبة الحيدرية، قم، 1417 ه -.
156. الصفوري الشافعي، عبد الرحمان بن عبد السلام بن عبد الرحمان (894 ه -): نُزهْة المجالس ومنتخب النفائس، الطبعة الثالثة، شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابى الحلبي، القاهرة، 1387 ه -.
ص: 303
157. الموصلي الشافعي، عمر بن شجاع الدين محمّد بن عبدالواحد (660 ه -): النعيم المقيم لعترة النبأ العظيم عليهم السلام، الطبعة الأولى، دار الكتاب الاسلامي، قم، 1423 ه -.
158. المَقْريزي الشافعي، تقي الدين أحمد بن عليّ (845 ه -): النقود الإسلاميّة المسمى بشذور العقود في ذكر النقود، الطبعة الأولى، منشورات الشريف الرضي، قم، 1407 ه -.
159. الشبلنجي الشافعي، الشيخ مؤمن بن حسن بن مؤمن (1298 ه -): نور الأبصار في مناقب آل بيت النبيّ المختار عليهم السلام، الطبعة الأولى، دار الكتب العلمية، بيروت، 1418 ه -.
160. القلقشندي الشافعي، ابو العبّاس أحمد بن عليّ بن أحمد بن عبدالله (821 ه -): نهاية الأدب في معرفة أنساب العرب، دار الكتب العلمية، بيروت.
161. النويري الشافعي، ابو العبّاس شهاب الدين أحمد بن عبد الوّهاب (732 ه -): نهاية الإرب في فنون الادب، وزارة الثقافة، القاهرة.
162. الصفدي الشافعي، صلاح الدين خليل بن ايبك (764 ه -): الوافي بالوفيات، الطبعة الأولى، النشرات الإسلاميّة، المانيا 1381 ه -.
163. ابن خلّكان الشافعي، ابو عبّاس شمس الدين محمّد بن أبي بكر (681 ه -): وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، الطبعة الأولى، دار صادر، بيروت، 1398 ه -.
164. ابن حجر العسقلانى الشافعي، أحمد بن عليّ (852 ه -): هَدي الساري المعروف بمقدمة فتح الباري، الطبعة الأولى، دارالرّيان للتراث، القاهرة، 1407 ه - المذهب الظاهري
165. مُغلطاي الحنفي، علاء الدين (762 ه -): إكمال تهذيب الكمال في أسماء الرجال، ويضمّ نظرات محمّد بن طاهر المَقدسى الظاهري، الطبعة الأولى، الفاروق الحديثة، بيروت، 1422 ه -.
ص: 304
166. ابن حزم الأندلسي الظاهري، أبو محمّد عليّ بن أحمد بن سعيد (456 ه -): جَمْهرة أنساب العرب، دار الكتب العلمية، بيروت.
المذهب المالكي
167. قاسم عليّ المالكي، سعد مالى: جَمهرة تراجم الفقهاء المالكية، الطبعة الأولى، دار البحوث للدراسات الإسلاميّة واحياء التراث، دبي، 1423 ه -.
168. الأزهري المالكي، محمّد بشير ظافر: طبقات المالكية، الطبعة الأولى، دارالآفاق العربيّة، القاهرة، 1420 ه -.
169. ابن خلدون المالكي، عبد الرحمان (808 ه -): العِبَر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومَنْ عاصرهم مِنْ ذوي السلطان الأكبر المعروف بتاريخ ابن خلدون، الطبعة الثانية، دار الفكر، بيروت، 1408 ه -.
170. ابن الصبّاغ المالكي (855 ه -): الفصول المهمّة في معرفة أحوال الأئمّة عليهم السلام، الطبعة الثانية، دار الأضواء، بيروت، 1409 ه -.
171. رشيد العطار المالكي، أبو الحسين رشيد الدين يحيى بن عبدالله بن عليّ القُرشي (662 ه -): مجرّد أسماء الرواة عن مالك، الطبعة الأولى، مكتبة الغرباء الاثرية، المدينة المنوّرة 1418 ه -.
من لم يُحرز مذهبه من أهل السنّة
172. التَرمانيني، الدكتور عبد السلام: أحداث التاريخ الإسلامي بترتيب السنين، الطبعة الأولى، دار طلاّس، دمشق، 1417 ه -.
173. البشّاري المقدسي، أبو عبدالله محمّد بن أحمد بن البناء (380 ه -): أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1408 ه -
ص: 305
174. الجوزجاني الناصبي، أبو إسحاق ابراهيم بن يعقوب (259 ه -): أحوال الرجال، الطبعة الأولى، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1405 ه -.
175. القرماني الدمشقي، أبو عبّاس أحمد بن يوسف بن أحمد (1019 ه -): أخبار الدول وآثار الاول، عالم الكتب، بيروت.
176. أبوحنيفة الدينوري، أحمد بن داود (283 ه -): أخبار الطوال، الطبعة الرابعة، نشر ني، طهران 1371 ه -. ش.
177. أبويعلى القزويني، خليل بن عبدالله الخليلي (456 ه -): الإرشاد في معرفة علماء الحديث، دار الفكر، بيروت، 1414 ه -.
178. الصولي، أبوبكر محمّد بن يحيى (335 ه -): أشعار أولاد الخلفاء وأخبارهم من كتاب الأوراق، الطبعة الثالثة، دار المسيرة، بيروت، 1401 ه -.
179. الزركلي الدمشقي، خير الدين (1396 ه -): الأعلام، الطبعة التاسعة، دارالعلم للملايين، بيروت، 1990 م.
180. أبوالفرج الأصفهاني (356 ه -): الأغاني، دار الفكر، بيروت.
181. صفاء الضوّي وأحمد العدوي: إهداء الديباجة بشرح سنن ابن ماجة، الطبعة الأولى، داراليقين، البحرين، 1422 ه -.
182. اليعقوبي، ابن أبي واضح (284 ه -): البلدان، الطبعة الأولى، دار الكتب العلمية، بيروت، 1422 ه -.
183. أبو زرعة الدمشقي، عبد الرحمان بن عمرو بن عبدالله بن صفوان النصري (281 ه -): تاريخ ابي زرعة الدمشقي برواية أبي الميمون بن راشد، الطبعة الأولى، مطبوعات مجمع اللغة، دمشق، 1400 ه -.
184. ابن شاهين، أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمّان (385 ه -): تاريخ أسماء الثقات، الطبعة الأولى، دار الكتب العلمية، بيروت، 1406 ه -.
ص: 306
185. الطبري، ابو جعفر محمّد بن جرير (310 ه -): تاريخ الاُمَم والملوك، الطبعة الثانية، دار الكتب العلمية، بيروت، 1408 ه -
186. العِجْلي، أبو الحسن أحمد بن عبدالله بن صالح (261 ه -): تاريخ الثقات، الطبعة الأولى، دار الكتب العلمية، بيروت، 1405 ه -.
187. جرجي زيدان: تاريخ الحضارة الاسلامية، ترجمة عليّ جواهر كلام، الطبعة السابعة، اميركبير، طهران، 1372 ه -. ش.
188. ابن العظيمي، محمّد بن عليّ التنوخي الحلبى: تاريخ حلب.
189. خليفة بن خياط، أبو عمرو الليثي العصفري (240 ه -): تاريخ خليفة بن خياط، الطبعة الأولى، دار الكتب العلمية، بيروت، 1415 ه -.
190. ابن العِبْري (685 ه -): تاريخ مختصر الدُوَل، الطبعة الأولى، مؤسسة نشر المنابع الثقافية الإسلاميّة، قم.
191. يحيى بن معين، أبو زكريا المري الغطفاني البغدادي (233 ه -): تاريخ يحيى بن معين برواية ابوالفضل عبّاس بن محمّد بن حاتم الدوري البغدادي (271 ه -)، دارالقلم، بيروت.
192. اليعقوبي، ابن أبي واضح (284 ه -): تاريخ اليعقوبى، دار صادر، بيروت.
193. مسكويه، أبوعليّ أحمد بن محمّد بن يعقوب (421 ه -): تجارب الاُمَم وتعاقب الهِمَم، الطبعة الأولى، دار الكتب العلمية، بيروت، 1424 ه -.
194. ابن بطوطة المغربي، محمّد بن بطوطه (779 ه -): تحفة النظّار في غرائب الأمصار المعروف برحلة ابن بطوطة، دار الكتب العلمية، بيروت.
195. معروف عوّاد، بشّار: تحقيق وتعليّق سنن ابن ماجة، الطبعة الأولى، دارالجيل، بيروت، 1418 ه -.
196. الحفصي العدوي، محمّد بن يوسف بن عيسى بن أطيفش (1332 ه -): جامع الشمل في حديث خاتم الرسل، دار الكتب العلمية، بيروت.
ص: 307
197. عطاءالله الشيرازي: روضة الأحباب، نسخة حجرية، مكتبة آية الله المرعشي النجفي، قم.
198. ابن ماجة القزويني، أبوعبدالله محمّد بن يزيد (275 ه -): سنن ابن ماجة، دار الفكر، بيروت.
199. الشيبي، الدكتور كامل مصطفى: الصلة بين التصوّف والتشيّع، الطبعة الثالثة، دارالاندلس، بيروت، 1982 م.
200. أحمد أمين المصري: ضحى الإسلام، الطبعة الثانية، دار الكتاب العربي، بيروت.
201. مسلم بن حجّاج النيسابوري، ابوالحسين (261 ه -): الطبقات، الطبعة الأولى، دار الهجرة، الرياض، 1411 ه -.
202. ابن عنبة، جمال الدين أحمد بن عليّ الحسينى (828 ه -): عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب، الطبعة الأولى، مؤسسة انصاريان، قم، 1417 ه -.
203. ابن طَقْطَقي، محمّد بن عليّ بن طباطبا (709 ه -): الفخري في الآداب السلطانية والدُوَل الإسلاميّة، الطبعة الأولى، دار القلم العربي، حلب، 1418 ه -.
204. التنوخي، القاضي أبوعليّ: الفرج بعد الشدة، الطبعة الأولى، دارصادر، بيروت، 1398 ه -.
205. ابن نديم، ابوالفرج محمّد بن اسحاق (القرن 4 ه -): الفهرست، دارالمعرفة، بيروت.
206. جمع من الكُتّاب: الفهرست الشامل للتراث العربي الاسلامي المخطوط، (الحديث النبوي الشريف وعلومه ورجاله)، تحقيق ونشر: مؤسسة آل البيت للفكر الاسلامي، عَمّان، الأردن، 1426 ه -.
207. الهَروي الموصلي، أبو الحسن عليّ بن أبى بكر (611 ه -): كتاب الإشارات الى معرفة الزيارات، المعهد الفرنسي، دمشق، 1953 م.
ص: 308
208. البخاري، محمّد بن اسماعيل (256 ه -): كتاب الضعفاء الصغير، الطبعة الأولى، عالم الكتب، بيروت، 1404 ه -.
209. خليفة بن خياط، أبو عمرو الليثي العصفري (240 ه -): كتاب الطبقات، الطبعة الثانية، دار الطيبة، الرياض، 1402 ه -.
210. المُهَلّبي، حسن بن أحمد (380 ه -): كتاب العزيزي أو المسالك والممالك، تصحيح وتعليّق: تيسير خلف، الطبعة الأولى، نشر التكوين، دمشق، 2006 م.
211. الجَهْشياري، ابوعبدالله محمّد بن عبدوس (331 ه -): كتاب الوزراء والكتّاب، دار الفكر الحديث، بيروت، 1408 ه -.
212. أبو الوفاء الحلبي الطرابلسي، إبراهيم بن محمّد بن سبط ابن العجمي (841 ه -): الكشف الحثيث، الطبعة الأولى، عالم الكتب ومكتبة النهضة العربيّة، بيروت، 1407 ه -.
213. المتقي الهندي، علاء الدين عليّ متقي بن حسام (975 ه -): كنز العمّال في سنن الأقوال والأفعال، الطبعة الخامسة، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1405 ه -.
214. ابن منظور الإفريقي، محمّد بن مكرّم (711 ه -): مختصر تاريخ دمشق، الطبعة الأولى، دار الفكر، بيروت، 1409 ه -.
215. ياقوت الحموي، ابو عبدالله شهاب الدين ياقوت بن عبدالله الرومي البغدادي (626 ه -): معجم البلدان، دار إحياء التراث العربى، بيروت، 139 ه -.
216. الكحّالة، عمر رضا: معجم المؤلّفين، دار احياء التراث العربي، بيروت.
217. العِجْلي، أبو الحسن أحمد بن عبدالله بن صالح (261 ه -): معرفة الثقات، الطبعة الأولى، مكتبة الدار، المدينة المنوّرة، 1405 ه -.
218. يحيى بن معين، أبو زكريّا المري الغطفاني البغدادي (233 ه -): معرفة الرجال، الطبعة الأولى، مطبوعات مجمع اللغة العربيّة، دمشق، 1405 ه -.
219. الفسوي، يعقوب بن سفيان (277 ه -): المعرفة والتاريخ، الطبعة الثانية، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1401 ه -.
ص: 309
220. ابوالفرج الأصفهاني (356 ه -): مقاتل الطالبيّين، الطبعة الثانية، منشورات الرضي، قم، 1405 ه -.
221. الحَمّادي المشهداني، محمّد جاسم: موارد البلاذري عن الأسرة الأموية في أنساب الأشراف، مكتبة الطالب الجامعي، مكّة المكرّمة، 1407 ه -.
222. زغلول، أبوهاجر محمّد سعيد البسيونى: موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف صلى الله عليه و آله، دار الفكر، بيروت، 1414 ه -.
223. الآبي، ابوسعد منصور بن حسين (421 ه -): نثر الدُّرَر، الهيئة المصرية العامّة للكتاب، مصر.
224. الدكتور عليّ السامي النشّار: نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام، الطبعة الرابعة، دار المعارف، الإسكندرية، 1969 م.
225. الحَضْرمي، ابن كثير: وسيلة المآل، نسخة حجرية، مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، قم.
ب - الإماميّة
226. القاضي الحسيني المرعشي الشوشتري، الشهيد سيّد نورالله (1019 ه -): إحقاق الحق وإزهاق الباطل، الطبعة الأولى، مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، قم.
227. الطوسي، الشيخ أبو جعفر محمّد بن حسن (460 ه -) إختيار معرفة الرجال، بتحقيق: حسن المصطفوى، نشر جامعة مشهد.
228. مفيد، الشيخ ابوعبدالله محمّد بن نعمان (413 ه -): الإرشاد في معرفة حُجج الله على العباد، الطبعة الأولى، مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث، قم، 1413 ه -.
229. جمع من الكتّاب: أعلام الهداية، الطبعة الأولى، المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام، قم، 1422 ه -.
ص: 310
230. أمين، السيّد محسن بن عبد الكريم (1371 ه -): أعيان الشيعة، دار التعارف، بيروت.
231. الصدوق، الشيخ أبوجعفر محمّد بن عليّ بن حسين بن بابويه القمي (381 ه -): الأمالي، الطبعة الخامسة، مؤسسة الأعلمي، بيروت، 1410 ه -.
232. الطوسي، الشيخ ابوجعفر محمّد بن حسن (460 ه -): الأمالي، الطبعة الأولى، دار الثقافة، قم، 1414 ه -.
233. فضل الله، السيّد محمّد جواد: الإمام الرضا عليه السلام تاريخ ودراسة، الطبعة الأولى، مؤسسة دار الكتاب الإسلامي، قم، 1428 ه -.
234. الطباطبايي، السيّد عبدالعزيز (1416 ه -): أهل البيت عليهم السلام في المكتبة العربيّة، تحقيق ونشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث، الطبعة الأولى، قم، 1417 ه -.
235. المجلسي، محمّدباقر (1111 ه -): بحارالأنوار الجامعة لدُرَر أخبار الأئمّة الأطهار عليهم السلام، الطبعة الثانية، مؤسسة الوفاء، بيروت، 1403 ه -.
236. المظفّر، محمّد حسين: تاريخ الشيعة، الطبعة الثانية، دار الزهراء، بيروت، 1408 ه -.
237. الشيخ عبّاس القمي (1359 ه -): تتمة المنتهى في تاريخ الخلفاء، الطبعة الأولى، انتشارات دليل ما، قم، 1382 ه -. ش.
238. المامقاني، الشيخ عبدالله (1351 ه -): تنقيح المقال في علم الرجال، الطبعة الأولى، المطبعة المرتضوية، النجف الاشرف.
239. الشريف القرشي، محمّدباقر: حياة الإمام عليّ بن موسى الرضا عليه السلام، الطبعة الأولى، دارالبلاغة، بيروت، 1413 ه -.
240. -: حياة الإمام موسى بن جعفر عليه السلام، الطبعة الأولى، دارالبلاغة، بيروت، 1413 ه -.
241. مرتضى العاملي، السيّد جعفر: الحياة السياسية للإمام الرضا عليه السلام، الطبعة الثالثة، مؤسسة النشر الإسلامي، قم، 1416 ه -.
ص: 311
242. الحلّي، ابومنصور حسن بن يوسف بن مطهر الأسدي (726 ه -): خلاصة الأقوال في معرفة الرجال، تحقيق: الشيخ جواد القيومي، الطبعة الأولى، مؤسسة النشر الإسلامي، قم، 1417 ه -.
243. الطوسي، ابوجعفر محمّد بن حسن بن عليّ (460 ه -): رجال الطوسي، تحقيق وتعليّق: السيّد محمّد صادق آل بحر العلوم، الطبعة الأولى، المطبعة الحيدريّة، النجف، 1381 ه -.
244. النجاشي، أبو عبّاس أحمد بن عليّ بن أحمد بن عبّاس الاسدي الكوفى (450 ه -): رجال النجاشي، تحقيق: السيّد موسى الشُبيري الزنجاني، الطبعة السادسة، انتشارات جماعة المدرسين، قم، 1418 ه -.
245. الخوانساري، الميرزا محمّد باقر الموسوي (1313 ه -): روضات الجنّات في أحوال العلماء والسادات، مؤسسه إسماعيليان، قم، 1390 ه -.
246. الأفندي الاصفهاني، ميرزا عبدالله (1130 ه -): رياض العلماء وحياض الفضلاء، مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، قم 1401 ه -.
247. الشيخ عبّاس القمي (1359 ه -): سفينة البحار ومدينة الحِكَم والآثار، الطبعة الأولى، الآستانة الرضوية، مشهد، 1416 ه -.
248. معروف، السيّد هاشم: عقيدة الشيعة الإماميّة، دار الكتاب اللبناني، بيروت، 1376 ه -.
249. الصدوق، الشيخ أبو جعفر محمّد بن عليّ بن حسين بن بابويه القمي (381 ه -): علل الشرائع، الطبعة الأولى، المكتبة الحيدرية، النجف، 1385 ه -.
250. -: عيون أخبار الرضا عليه السلام، الطبعة الثانية، رضا مشهدى، قم، 1363 ه -. ش.
251. ابن داود الحلّي، تقي الدين حسن بن عليّ (707 ه -): كتاب الرجال، الطبعة الثانية، نشر جامعة طهران، 1383 ه -.
ص: 312
252. الصدوق، الشيخ ابو جعفر محمّد بن عليّ بن حسين بن بابويه القمي (381 ه -): كمال الدين وتمام النعمة، الطبعة الأولى، مكتبة الصدوق، طهران، 1390 ه -.
253. المطهريّ، مرتضى: مجموعه آثار، الطبعة الأولى، انتشارات صدرا، طهران، 1420 ه -.
254. النمازي الشاهرودي، الشيخ محمّد عليّ (1405 ه -): مستدركات علم رجال الحديث، الطبعة الأولى، إصفهان، 1412 ه -.
255. -: مستدرك سفينة البحار، الطبعة الأولى، انتشارات جماعة المدرسين، قم، 1418 ه -.
256. الخوئي، السيّد أبو القاسم (1413 ه -): معجم رجال الحديث وتفصيل طبقات الرواة، الطبعة الثالثة، منشورات مدينة العلم، قم، 1403 ه -.
257. المرعشي النجفي، السيّد شهاب الدين: ملحقات إحقاق الحقّ، الطبعة الثانية، مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، قم، 1423 ه -.
258. ابن شهر آشوب، أبو جعفر رشيد الدين محمّد بن عليّ (588 ه -): مناقب آل أبي طالب عليهم السلام، انتشارات العلامة، قم.
259. الشيخ عبّاس القمي (1359 ه -): منتهى الآمال في تواريخ النبيّ والآل عليهم السلام، الطبعة التاسعة، انتشارات هجرت، قم، 1375 ه -. ش.
260. -: منتهى الآمال في تواريخ النبيّ والآل عليهم السلام، تحقيق: ناصر باقري البيدهندى، الطبعة الأولى، انتشارات دليل ما، قم، 1379 ه -. ش
261. يوسفي الغروى، الشيخ محمّد هادى: موسوعة التاريخ الاسلامى، الطبعة الأولى، مجمع الفكر الاسلامى، قم، 1431 ه -. ق
ص: 313
مقدمة الأستاذ الباحث الشيخ نجم الدين الطبسي 3
المقدّمة 7
ضرورة هذه الدراسة 7
أهداف الدراسة 8
الدراسات السابقة 8
هذا الكتاب 10
تنبيهات 11
الفصل الأوّل
حياة الإمام الرضا عليه السلام 13
نسبه 15
اسمه وكنيته ولقبه 16
من الذي لقّبه ب «الرضا»؟ 17
والداه 18
مولده 19
وفاته أم شهادته؟ 20
رأي علماء أهل السنّة 22
ص: 314
عبارة «الاستشهاد» 25
استقصاء........................................................................................ 26
الخلاصة 26
أولاده 27
الفصل الثانى
شخصيّة الإمام الرضا عليه السلام 29
مكانته الروائية من وجهة نظر أهل السنّة 31
منزلته في كلام الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله 34
مكانته في كلام أهل السنّة 34
سؤالان بدون إجابة 76
الفصل الثالث
الروايات 79
رواية سلسلة الذهب 81
الإشارة إلى النزاع 81
كتّاب سلسلة الذهب 83
الأول: رواية الحصن 83
نصّ الرواية 83
الرواة 83
طرق الرواية 89
تكملة الرواية: «ألا بشروطها، وأنا مِنْ شروطها» 91
رأي أهل السنّة في رواية الحصن 93
مؤيّدو الرواية 93
الشفاء ببركة رواية سلسلة الذهب 96
ص: 315
معارضو الرواية................................................................................. 98
الثاني: رواية الإيمان 98
الرواة 99
طرق الرواية 103
رأي أهل السنّة في رواية الإيمان 108
مؤيّدو الرواية 109
معارضو الرواية 116
منزلة أبي الصلت الروائيّة لدى أهل السنّة 116
الرأي الأوّل 117
الرأي الثاني 124
نقد وتحليل 125
الرأي الثالث 125
نقد وتحليل 130
الجوزجاني مصدر اتّهام أبي صلت 131
تصريح علماء السنّة بعداوة الجوزجاني لأهل البيت عليهم السلام 132
استنتاج 134
مذهب أبي الصلت الهروي 135
معنى «شيعيّ» و «شيعيّ جلد» 136
و «رافضيّ خبيث» عند أهل السنّة 136
نقد وتحليل 137
استنتاج 139
وحدة روايات الحصن والإيمان 139
قدوم الإمام عليه السلام إلى نيسابور ومواقف علماء السنّة والناس منه 140
رواية الواقدي 140
رواية ابن الجوزي الحنبلي 141
ص: 316
رواية الحاكم النيسابوري الشافعي 141
إشارات حول هذه الرواية 144
تعريف بمنزلة علماء نيسابور 145
سؤال بلا جواب 149
الثالث: روايات أخرى 149
سؤال بلا جواب 153
الفصل الرابع
إمامته عليه السلام 155
معنى «الإمام» 157
أ - المعنى العامّ 157
ب - المعنى الخاص 161
النصوص الدالّة على إمامته عليه السلام 161
الاستنتاج 163
الفصل الخامس
ولاية العهد 165
السؤال الأوّل: من اقترح التنازل عن الحكم و ولاية العهد 169
السؤال الثاني: أكان المأمون صادقاً في تنازله عن الحكم 170
دوافع المأمون من وجهة نظر علماء السنّة 171
أ - القول بصدق المأمون 171
ب - القول بأنّ المأمون لم يكن صادقاً 172
ج - الاعتقاد بأنّ المأمون كان صادقاً في البداية 174
نقد وتحليل 174
الأولى: من هو المأمون؟ 175
ص: 317
خصائص المأمون في كلمات أهل السنّة 176
الثانية: التداعيات الشرعيّة غير المستقرّة لحكم المأمون 177
الثالثة: الأوضاع السياسيّة والاجتماعيّة في عهد المأمون 178
الرابعة: حفظ الأسرار في الدولة العبّاسيّة 180
النتيجة 180
مراجعة دوافع المأمون إلى فرض ولاية العهد 181
الإجابة 181
دوافع المأمون الرئيسيّة 182
تطوّر سياسة المأمون تجاه الإمام الرضا عليه السلام 184
السؤال الثالث: ما هي ردود فعل الإمام عليه السلام 185
وردود فعل الإمام المختلفة هذه توضّح عدّة أمور: 189
استنتاج 190
نستنتج ممّا تقدّم الأُمور الآتية: 190
الفصل السادس
كراماته عليه السلام 193
كرامات الإمام عليه السلام في آراء أهل السنّة 195
قبس من كراماته عليه السلام 202
قبل مولده الشريف 202
1 - تبشير النبيّ صلى الله عليه و آله حميدة 202
2 - كرامات فترة الحمل 202
ما بعد الولادة 203
3 - مناجاة الإمام عليه السلام مع ربّه بعد الولادة 203
4 - لا سبيل لهارون عليّ 203
5 - تروني وإيّاه] هارون [في بيت واحد 204
ص: 318
6 - قتلُ الأمين على يد المأمون 204
7 - الإخبار بولادة زوجة بكر بن صالح توأماً 204
8 - كثرة مال جعفر 205
9 - الاستعداد للموت 205
10 - إجابة الإمام عن سؤال لم يُسأل 206
11 - التجاء عُصفور إلى الإمام عليه السلام 206
12 - تعبير رؤيا أبي حبيب 207
13 - إنهيار دولة البرامكة 207
14 - ولادة الإمام الجواد عليه السلام وإبطال دعوى الواسطي 208
ما بعد الرحيل إلى طوس 209
15 - شفاء التلعثمّ 209
16 - ولاية العهد لا تتمّ 210
17 - فشل المتآمرين 210
18 - إجابة الإمام على أسئلة لم تُسأل بعد 211
19 - إطّلاعه على نوايا الريّان 213
20 - السباع بباب الإمام عليه السلام 213
الرواية الأُولى 214
الرواية الثانية 215
21 - سفر بلا عودة 217
22 - تكلّم الإمام الرضا عليه السلام بالسنديّة 217
23 - معرفة الإمام بجميع اللغات 218
24 - الاستقبال العظيم في عيد الفطر 218
25 - صلاة الاستسقاء واستجابة دعوة الإمام الرضا عليه السلام 219
26 - تحوّل الصورة إلى أسد 222
27 - تنبّؤ الإمام عليه السلام بطريقة استشهاده ومحلّ دفنه 225
ص: 319
رواية أبي الصلت الهروي 226
رواية هرثمة بن أعيَن 230
ملاحظة مهمّة حول عظمة شخصيّة الإمام الرضا عليه السلام 232
الفصل السابع
زيارته عليه السلام 235
فضل زيارته عليه السلام 237
النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله 237
الإمام الكاظم عليه السلام 238
الإمام الرضا عليه السلام 239
الإمام الجواد عليه السلام 241
الإمام الهادي عليه السلام 241
مشهد الرضا عليه السلام 241
زيارات علماء أهل السنّة والجمهور 242
لمشهد الرضا عليه السلام وتوسّلاتهم به 242
عتبة الإمام الرضا عليه السلام 258
سؤال بلا جواب 261
الخاتمة 262
فهرس الآيات الكريمة 265
فهرس الأحاديث 266
فهرس العامّ 270
فهرس الأشعار 285
فهرس المصادر 289
ص: 320