ص :2

ص :3

ص :4

ص :5

ص :6

وَ الْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَ لِتُجْزَی کُلُّ نَفْسِ بِمَا کَسَبَتْ وَ هُمْ لَا یُظْ_لَمُونَ» . (1)

ومن خلال التأمّل فی هذه الآیات ونظائرها یُعلم أنّ المراد من الرجوع إلیه تعالی هو المعاد و حضور الإنسان فی عرصات القیامة ورؤیته لما قدّم من أعمال حسنة علی صورة درجات الجنان ، أو ما قدّمه من مذام الأفعال علی صورة درکات النیران .

وعلی هذا الأساس فإنّ جمیع ما جاء فی القرآن الکریم والسنّة الشریفة لبیان حکمة الخلق هو مقدّمة لهذا الهدف الأسمی .

وبعبارة اُخری : الحکمة من خلق الإنسان هی أن یوظّف فکره و عقله للتعرّف علی ربّه و خالقه ، و یلتزم بالتعالیم التی رسمها له ربّ العالمین و بعثها إلیه عن طریق الأنبیاء و المرسلین ؛ لینال سعادة الدنیا و الآخرة معاً وینتهی إلی الرحمة الإلهیّة المطلقة ، و یخلد فی النعیم والعیش الرغید .

وأمّا إذا لم یلتفت إلی أوامر عقله ، و سار خلف أهوائه ، فحینها تتدنّس مرآة قلبه ، وینسی ربّه ، ویبتعد بذلک عن رحمته الواسعة، ویسجّل لنفسه أسوأ حیاة أبدیّة .

ویدور الفصل الأوّل منه حول موارد استعمال کلمة «الجنّة» فی القرآن و الحدیث ، و تدور الفصول التالیة حول الجنّة الموعودة فی العالم الاُخروی .

فذکرنا فی الفصل الثانی الروایات المتعلّقة بخلق الجنّة و النار ، و بالتالی فقد تمّ نقد وتحلیل الآراء المختلفة فی خصوص ذلک .

واستعرضنا فی الفصل الثالث أشهر أسماء الجنّة و أوصافها الواردة فی القرآن الکریم والأحادیث الشریفة ، وأما بقیّة العناوین _ نظیر: «الغرفة» ، «الروضة» _ فذکرناها فی الأبحاث اللاحقة .

کما دار الفصل الرابع حول لذائذ الجنّة المادیّة و المعنویّة حیث ذکرت بشکل مفصّل ، نظیر اللذائذ التی ینالها الإنسان بالرؤیة ، وهی : الأطعمة اللذیذة ، الأشربة السائغة ، الأصوات العذبة ، الزوجات من الحور العین ، الخدم الحسان کأنهنّ اللؤلؤ المکنون ، المراکب المریحة والسریعة فی الجنّة .

ومضافاً إلی ذلک فقد تمّ التأکید علی أنّ جمیع ما یهواه القلب أو تلتذّ به العین فهو موجود فی الجنّة ، إلّا أنّ أکبر لذائذها رضا اللّه سبحانه و تعالی و محبّته ولقاؤه القلبی .

وأشرنا فی الفصل الخامس إلی ما لا یوجد فی الجنّة ، نظیر : التعب ، الخوف ، الغمّ ، الأمراض الروحیّة والبدنیّة ، النوم ، الهرم وغیرها .

وسیلاحظ المطالع الکریم أنّ جمیع الآیات و الروایات الواردة حول الجنّة تحثّ المخاطب بنحوٍ مّا لأن یکرّس جهوده ویسعی قدر وسعه لنیل الجنّة ، إلّا أنّ جملة منها أکّدت هذا الموضوع بشکل خاص ، نظیر : القیمة التی لا یمکن تصوّرها للجنّة ، و سهولة تحصیلها ، أو ما دلّ منها علی الاُمور التی تذکّر بالجنّة و تَحول عن الغفلة عنها ، وقد تکفّل الفصل السادس ببیانها .

و دار الکلام فی الفصل السابع حتی الفصل الثالث عشر حول طرق الوصول إلی

ص :9

الجنّة ، ومبادئها التکوینیّة ، و العقیدیّة والأخلاقیّة و العملیّة ، و الدخول فی مقام المحسنین فی الآخرة .

ولاختلاف اُسلوب الروایات واختلاف تعابیرها فیما یخصّ بیان طرق الدخول إلی الجنّة ، فقد ذکرنا هذا الموضوع ضمن فصول عدیدة لیکون أوقع فی نفس القارئ الکریم . و أمّا الموانع العقائدیّة والأخلاقیّة و العملیّة لدخول الجنّة فقد ذکرناها فی فصل واحد ، وهو الفصل الرابع عشر .

وذکرنا فی الفصل الخامس عشر بعض القوانین الحاکمة فی الجنّة ، نظیر : إذن الدخول فی الجنّة ، أوّل من یدخلها ، آخر من یدخلها من الأنبیاء و عوام الناس .

وخصصنا الفصل السادس عشر لبیان درجات الجنّة و مراتبها ، و التی تُنال علی أساس المعرفة و العمل ، فمن کان ذا معرفة أسمی وأعمال حسنة أکثر دخل درجة أعلی فی الجنّة ، و تنعمّ بلذائذ أکثر .

و الفصل الأخیر من فصول هذا القسم یذکر أهل الجنّة من أصحاب النبی صلی الله علیه و آله و أهل بیته ، وهذا یعنی أنّ هؤلاء یسیرون علی الجادّة الوسطی فی حیاتهم ، ولا ینحرفون عن مسیر الهدایة حتی آخر أعمارهم .

القسم الثانی : تکفّل هذا القسم بیان العاقبة المشؤومة والأکیدة للعاصین من منظار القرآن والأحادیث الشریفة ، وقد تعرّضنا فی مقدّمة هذا القسم إلی بیان فلسفة خلق النار و ماهیّة العقوبة الاُخرویّة ، ثمّ بحثنا المواضیع التالیة : أسماء جهنم مرفقة بالإیضاحات الضروریّة ، خلق النار والحکمة منه ، تحذیر اللّه وأنبیائه من جهنّم ، الحثّ علی ذکر هذا المقام المخیف والاستعاذة منه باللّه سبحانه ، خصائص جهنّم ، الأذی الروحی لأهل جهنّم ، خصائص أهل جهنّم ، حیاة أهل جهنّم وحالاتهم المختلفة ، ما یؤدّی بالإنسان لهذه العاقبة المشؤومة ، ما یحول بین الإنسان وبین هذه العاقبة المشؤومة ، وذلک ضمن أحد عشر فصلاً .

ص :10

وبحثنا فی الفصل الثانی عشر من هذا القسم القوانین الحاکمة علی جهنّم تحت عنوان «نظام جهنّم» . کما أشرنا فی الفصل الأخیر إلی عدد من الذین أخبر القرآن الکریم أو الأحادیث الشریفة بأنّهم من أهل جهنّم .

النبی وآله الأطهار علیهم السلام إلّا فی موارد قلیلة .

3. حاولنا تحاشی تکرار الروایات ، إلّا فی الموارد التالیة :

أ_ أن یکون الاختلاف فی بعض المفردات أو الاصطلاحات المستخدمة فی النَّصَّین منطویاً علی نقطة هامّة.

ب _ أن یکون هناک اختلاف فی نقل الحدیث بین المصادر الحدیثیّة الشیعیّة والسنیّة .

ج _ أن یکون النصّ متعلّقا ببابین أو أکثر من أبواب الکتاب ، بشرط ألّا یزید علی سطرٍ واحد .

4. إذا ورد الحدیث الواحد عن النبیّ الأعظم صلی الله علیه و آله وبعض الأئمّة علیهم السلام ، أدرجنا الحدیث المروی عن النبیّ صلی الله علیه و آله فی المتن ، وأشرنا للروایات المرویّة عن أهل بیته علیهم السلام ، مع التنویه إلی مصادرها و تخریجها فی الهامش ، إلّا إذا اشتمل الحدیث المروی عن أهل البیت علی نقطة جدیدة ، فعندها نذکره فی المتن بصورة مستقلّة .

5. فی کلّ باب من الأبواب أوردنا الآیات المتعلّقة به أوّلاً ثمّ الروایات المرویّة عن قادة الدین ، وقد راعینا فی ترتیبها التسلسل التأریخی بدءاً برسول اللّه صلی الله علیه و آله وختماً بالإمام المهدی (عج) ، إلّا فی الصورتین التالیتین :

أ _ إذا کانت الروایة فی تفسیر الآیات المذکورة فعندها ستقدّم علی غیرها من الروایات .

ب _ إذا استوجب التناسب الموضوعی بین الروایات تنظیمها بشکل آخر.

6. أوردنا فی بدایة کلّ روایة اسم النبیّ صلی الله علیه و آله أو الإمام الذی رویت عنه الروایة خاصّة، إلّا إذا کان المروی فعل المعصوم، أو کان هناک دورٌ للراوی فی تلک الروایة ؛ کأن تشتمل علی سؤال وجواب مثلاً فحینها نذکر اسم الراوی مسبوقا باسم المصدر.

7. نظرا لتعدّد أسماء وألقاب النبیّ صلی الله علیه و آله وأهل بیته علیهم السلام فقد اخترنا عنوانا واحداً

ص :12

للتعبیر به عن کلّ واحد منهم لیکون ثابتاً ودالّاً علیه فی تمام الکتاب .

8. رتّبنا مصادر الحدیث فی الهامش علی أساس قیمتها واعتبارها ، إلّا أنّنا لم نراع هذا الترتیب أحیاناً لبعض الأسباب ، نظیر : تحاشی التکرار فی ذکر اختلاف النصوص ، أو الراوی ، أو المروی عنه.

9. فیما لو أمکن التوصّل للحدیث ونقله عن مصادره الأصلیّة نقلناه عنها مباشرة ، ثمّ عقّبنا تخریجه بذکر تخریجه فی «بحار الأنوار» باعتباره من المجامیع الروائیة الشیعیّة ، و «کنز العمّال» باعتباره من المجامیع الروائیة السنّیة ؛ بغیة تیسیر السبیل أمام القرّاء للعودة إلی الحدیث .

10. بعد ذکر مصادر الحدیث والتوثیق لها فی الهامش ، أحلنا أحیاناً إلی بعض المصادر وأشرنا إلیها بکلمة «راجع» ؛ ممّا یعنی وجود اختلاف کبیر بین النصّ المنقول والنصّ المحال علیه ، إلّا أنّه ذا علقة بموضوع البحث أو الحدیث المذکور .

11. أحلنا أحیاناً إلی بعض أبواب الکتاب للتناسب الموضوعی أو الاشتراک فی محتواهما .

12. الهدف من کتابة المداخل لبعض فصول الکتاب أو البیانات التی أعقبت بعض الأحادیث هو بیان نظرة الروایات العامّة فی هذا الفصل أو القسم، وبیان بعض النقاط المبهمة أو المعقّدة فی أحادیثها أحیاناً .

13. أهمّ نقطة فی هذا المنهج هی السعی قدر المستطاع من أجل حصول الاطمئنان بصدور أحادیث کلّ باب عن المعصوم علیه السلام ، وذلک من خلال القرائن العقلیّة والنقلیّة .

14. أحد الآداب المهمّة فی نقل الحدیث هی کیفیّة نسبته للنبی صلی الله علیه و آله وأهل بیته الأطهار علیهم السلام ، فقد روی الکلینی فی الکافی عن أمیر المؤمنین علیه السلام قوله :

إذا حَدَّثتُم بِحَدیثٍ فَأَسنِدوهُ إلَی الَّذی حَدَّثَکُم ، فَإِن کانَ حَقّاً فَلَکُم ، و إن کانَ

ص :13

کَذِباً فَعَلَیهِ . (1)

وعلیه نوصی _ وبشکل مؤکّد _ من یرید نقل حدیثٍ عن کتابنا هذا أو أیّ کتاب حدیثی آخر أن لا ینسبه إلی النبی صلی الله علیه و آله وأهل بیته الأطهار علیهم السلام مباشرةً ؛ وذلک رعایةً للاحتیاط ، بل یسنده إلیهم مع ذکر مصدر الحدیث . فلا ینبغی أن یقول _ مثلاً _ : «قال النبی صلی الله علیه و آله کذا»، أو : «قال الإمام علیه السلام کذا»، بل یقول : «روی المصدر الکذائی عن النبی صلی الله علیه و آله کذا» ، أو : «روی عن النبیّ صلی الله علیه و آله کذا» .

ص :16

بن أحمد الفراهیدی فسّر الجنّة بمطلق الحدیقة بقوله :

الجَنّة : الحدیقة ، وهی بستان ذات شجر ونزهة . (1)

ویری بعض علماء اللغة أنّ سبب تسمیة موضع المحسنین فی الآخرة ب «الجنّة» هو کثرة الأشجار وظلالها . (2) فیما اعتبر البعض أنّ ستر نعمها فی هذا العالم عنّا ، سبب تسمیتها ب «الجنّة (3) » .

والجدیر بالذکر هو أنّ الوجه الثانی المذکور جاء أیضا فی روایة عن النبی صلی الله علیه و آله أجاب بها عن سؤال یزید بن سلام ، حیث قال له :

فلِم سُمّیت الجنّة جنّة ؟

فقال :

لِأَنَّها جُنَینَةٌ خِیَرَةٌ نَقِیَّةٌ ، وعِندَ اللّه ِ _ تَعالی ذِکرُهُ _ مَرضِیَّةٌ . (4)

وصرّح العلّامة المجلسی فی بیان عبارة «لأنّها جُنَینة» قائلاً :

أی مستورة عن الخلق ، ولا یُستَر إلّا ما کان خیرة . (5)

وأشار الراغب الإصفهانی إلی کلا الوجهین قائلاً :

والجَنّة کلّ بستان ذی شجر یستر بأشجاره الأرض ، قال عز و جل : «لَقَدْ کَانَ لِسَبَإٍ فِی مَسْکَنِهِمْ ءَایَةٌ جَنَّتَانِ عَن یَمِینٍ وَ شِمَالٍ» (6) ، «وَ بَدَّلْنَ_هُم بِجَنَّتَیْهِمْ جَنَّتَیْنِ» (7) ، «وَ لَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَکَ» (8) . قیل : وقد تُسمّی الأشجار الساترة

ص :18

جنّة ، وعلی ذلک حُمل قول الشاعر : مِن النّواضِحِ تَسقی جنّةً سُحقا . وسُمّیت الجنّة إمّا تشبیها بالجنّة فی الأرض _ وإن کان بینهما بَونٌ _ وإمّا لستره نعمها عنّا المشار إلیها بقوله تعالی : «فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِیَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْیُنٍ» (1) . (2)

ولکنّ جفری یری أنّ کلمة «الجنّة» آرامیة أو سریانیة ، وقد تخصّصت دلالتها فی هاتین اللغتین واستخدمت بمعنی ثواب المحسنین . وأرجع هوروفیتس أصل هذه الکلمة إلی الثقافة والدیانة الیهودیّتین ، واعتبره متّحد المعنی مع الترکیب gan eden(الجنّة السماویة) التی استخدمت فی التوراة (سفر التکوین 2 : 109) . (3)

4 . الجنّة الموعودة فی عالم الآخرة .

والجدیر بالذکر أنّ کلمة «الجنّة» استخدمت فی القرآن الکریم فی المعنی الأوّل 6 مرّات ، (1) وفی المعنی الثانی 25 مرّة ، (2) وفی المعنی الثالث مرّة واحده ، (3) وفی المعنی الرابع 115 مرّة . (4)

وقد ذکرت الجنّة الموعودة فی الآخرة فی القرآن الکریم بأسماء أُخری أیضا ، مثل : «الفردوس» ، «دار السلام» و «دار المقامة» . (5)

ص :20

عنه صلی الله علیه و آله : إنَّما کانَ لَبثُ آدَمَ و حَوّاءَ فِیالجَنَّةِ حَتّی اُخرِجا مِنها سَبعَ ساعاتٍ مِن أیّامِ الدُّنیا ، حَتّی أهبَطَهُمَا اللّه ُ مِن یَومِهِما ذلِکَ . (1)

الإمام علیّ علیه السلام _ فی خُطبَةٍ لَهُ یَصِفُ فیها الأرضَ و دَحوَها عَلَی الماءِ _ : فَلَمّا مَهَّدَ أرضَهُ ، و أنفَذَ أمرَهُ ، اِختارَ آدَمَ علیه السلام خیرَةً مِن خَلقِهِ ، و جَعَلَهُ أوَّلَ جِبِلَّتِهِ (2) ، و أسکَنَهُ جَنَّتَهُ ، و أرغَدَ فیها اُکُلَهُ . (3)

عنه علیه السلام _ فی خُطبَةٍ لَهُ یَذکُرُ فیها ابتِداءَ خَلقِ السَّماءِ والأرضِ _ : ثُمَّ أسکَنَ سُبحانَهُ آدَمَ دارا أرغَدَ فیها عَیشَهُ ، و آمَنَ فیها مَحَلَّتَهُ ، و حَذَّرَهُ إبلیسَ و عَداوَتَهُ ، فَاغتَرَّهُ عَدُوُّهُ نَفاسَةً عَلَیهِ بِدارِ المُقامِ و مُرافَقَةِ الأَبرارِ ، فَباعَ الیَقینَ بِشَکِّهِ ، وَالعَزیمَةَ بِوَهنِهِ ، وَاستَبدَلَ بِالجَذَلِ (4) وَجَلاً (5) ، وَ بِالاِغتِرارِ نَدَما . ثُمَّ بَسَطَ اللّه ُ سُبحانَهُ لَهُ فی تَوبَتِهِ ، و لَقّاهُ کَلِمَةَ رَحمَتِهِ ، و وَعَدَهُ المَرَدَّ إلی جَنَّتِهِ . (6)

الإمام الصادق علیه السلام : رَنَّ (7) إبلیسُ أربَعَ رَنّاتٍ : أوَّلُهُنَّ یَومَ لُعِنَ ، و حینَ اُهبِطَ إلَی الأَرضِ ، وحینَ بُعِثَ مُحَمَّدٌ صلی الله علیه و آله عَلی حینِ فَترَةٍ مِنَ الرُّسُلِ ، وحینَ اُنزِلَت اُمُّ الکِتابِ .

ونَخَرَ (8) نَخرَتَینِ : حینَ أکَلَ آدَمُ مِنَ الشَّجَرَةِ ، وحینَ اُهبِطَ مِنَ الجَنَّةِ . (9)

ص :22

الکافی عن الحسین بن میسر : سَأَلتُ أبا عَبدِاللّه ِ علیه السلام عَن جَنَّةِ آدَمَ علیه السلام ؟ فَقالَ :

جَنَّةٌ مِن جِنانِ الدُّنیا ، تَطلع فیهَا الشَّمسُ وَالقَمَرُ ، و لَو کانَت مِن جِنانِ الآخِرَةِ ما خَرَجَ مِنها أبَدا . (1)

البَساتینُ . (1)

تفسیر القمّی عن أبی الجارود عن الإمام الباقر علیه السلام : «حَتَّی تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ یَنبُوعًا» (2) یَعنی عَینا «أَوْ تَکُونَ لَکَ جَنَّةٌ» یَعنی بُستانا مِن نَخیلٍ و عِنَبٍ «فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِیرًا» (3) مِن تِلکَ العُیونِ . (4)

الإمام الصادق علیه السلام _ فی قَولِهِ تَعالی : «مَّثَلُ الَّذِینَ یُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَآءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ ...» (5) _ : مَثَلُهُم «کَمَثَلِ جَنَّةٍ» أی بُستانٍ فی مَوضِعٍ مُرتَفِعٍ «أَصَابَهَا وَابِلٌ» أی مَطَرٌ «فَئاتَتْ أُکُلَهَا ضِعْفَیْنِ» أی یَتَضاعَفُ ثَمَرُها کَما یَتَضاعَفُ أجرُ مَن أنفَقَ مالَهُ «ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ» . (6)

تفسیر القمّی عن الإمام الصادق علیه السلام : «وَاللَّهُ یُضَاعِفُ لِمَن یَشَاءُ» (7) لِمَن أنفَقَ مالَهُ ابتِغاءَ مَرضاةِ اللّه ِ .قالَ : فَمَن أنفَقَ مالَهُ ابتِغاءَ مَرضاةِ اللّه ِ ثُمَّ امتَنَّ عَلی مَن تَصَدَّقَ عَلَیهِ ، کانَ کَما قالَ اللّه ُ : «أَیَوَدُّ أَحَدُکُمْ أَن تَکُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِیلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِی مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِیهَا مِن کُلِّ الثَّمَرَ تِ وَأَصَابَهُ الْکِبَرُ وَلَهُ ذُرِّیَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِیهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ» (8) قالَ : الإِعصارُ : الرِّیاحُ ، فَمَنِ امتَنَّ عَلی مَن تَصَدَّقَ عَلَیهِ ، کَمَن کانَ لَهُ جَنَّةٌ کَثیرَةُ الثِّمارِ ، وهُوَ شَیخٌ ضَعیفٌ لَهُ أولادٌ صِغارٌ ضُعَفاءُ ، فَتَجیءُ ریحٌ أو نارٌ فَتُحرِقُ ما لَهُ کُلَّهُ . (9)

ص :24

تفسیر القمّی : قوله : «وَ اضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً رَّجُلَیْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَیْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَ حَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَ جَعَلْنَا بَیْنَهُمَا زَرْعًا» (1) قالَ : نَزَلَت فی رَجُلٍ کانَ لَهُ بُستانانِ کَبیرانِ عَظیمانِ کَثیرَا الثِّمارِ ، کَما حَکَی اللّه ُ عز و جل ، وفیهِما نَخلٌ و زَرعٌ ، و کانَ لَهُ جارٌ فَقیرٌ ، فَافتَخَرَ الغَنِیُ عَلی ذلِکَ الفَقیرِ ، وقالَ لَهُ : «أَنَا أَکْثَرُ مِنکَ مَالًا وَ أَعَزُّ نَفَرًا * وَ دَخَلَ جَنَّتَهُ» (2)أی بُستانَهُ ، وقالَ «مَا أَظُنُّ أَن تَبِیدَ هَ_ذِهِ أَبَدًا * وَ مَا أَظُنُّ السَّ_اعَةَ قَائِمَةً وَ لَ_ئِن رُّدِدتُّ إِلَی رَبِّی لَأَجِدَنَّ خَیْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا» (3) ، فَقالَ لَهُ الفَقیرُ : «أَکَفَرْتَ بِالَّذِی خَلَقَکَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاکَ رَجُلاً * لَّ_کِنَّاْ هُوَ اللَّهُ رَبِّی وَ لَا أُشْرِکُ بِرَبِّی أَحَدًا» (4) ، ثُمَّ قالَ الفَقیرُ لِلغَنِیِّ : «وَ لَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَکَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَا بِاللَّهِ إِن تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنکَ مَالًا وَ وَلَدًا» (5) ، ثُمَّ قالَ الفَقیرُ : «فَعَسَی رَبِّی أَن یُؤْتِیَنِ خَیْرًا مِّن جَنَّتِکَ وَ یُرْسِلَ عَلَیْهَا حُسْبَانًا مِّنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِیدًا زَلَقًا» (6) أی مُحتَرِقا «أَوْ یُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَن تَسْتَطِیعَ لَهُ طَ_لَبًا» (7) ، فَوَقَعَ فیها ما قالَ الفَقیرُ فی تِلکَ اللَّیلَةِ ، وأصبَحَ الغَنِیُّ «یُقَلِّبُ کَفَّیْهِ عَلَی مَا أَنفَقَ فِیهَا وَهِیَ خَاوِیَةٌ عَلَی عُرُوشِهَا وَ یَقُولُ یَالَیْتَنِی لَمْ أُشْرِکْ بِرَبِّی أَحَدًا * وَ لَمْ تَکُن لَّهُ فِئَةٌ یَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَ مَا کَانَ مُنتَصِرًا» (8) فَهذِهِ عُقوبَةُ البَغیِ . (9)

ص :25

الکافی عن أبی ولّاد الحنّاط عن الإمام الصادق علیه السلام ، قال : قُلتُ لَهُ : جُعِلتُ فِداکَ ، یَروونَ أنَّ أرواحَ المُؤمِنینَ فی حَواصِلِ طُیورٍ خُضرٍ حَولَ العَرشِ ؟

فَقالَ : لا ، المُؤمِنُ أکرَمُ عَلَی اللّه ِ مِن أن یَجعَلَ روحَهُ فی حَوصَلَةِ طَیرٍ ، ولکِن فی أبدانٍ کَأَبدانِهِم . (1)

الإمام الصادق علیه السلام : نَزَلَت هاتانِ الآیَتانِ فی أهلِ وَلایَتِنا وأهلِ عَداوَتِنا : «فَأَمَّا إِن کَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِینَ * فَرَوْحٌ وَ رَیْحَانٌ» یَعنی فی قَبرِهِ «وَ جَنَّتُ نَعِیمٍ» (2) یَعنی فِی الآخِرَةِ «وَ أَمَّا إِن کَانَ مِنَ الْمُکَذِّبِینَ الضَّالِّینَ * فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِیمٍ» یَعنی فی قَبرِهِ «وَ تَصْلِیَةُ جَحِیمٍ» (3) یَعنی فِی الآخِرَةِ . (4)

عنه علیه السلام : إنَّ أرواحَ المُؤمِنینَ لَفی شَجَرَةٍ مِنَ الجَنَّةِ ، یَأکُلونَ مِن طَعامِها ویَشرَبونَ مِن شَرابِها ، ویَقولونَ : رَبَّنا أقِمِ السّاعَةَ لَنا ، وأنجِز لَنا ما وَعَدتَنا ، وألحِق آخِرَنا بِأَوَّلِنا . (5)

عنه علیه السلام : إنَّ لِلقَبرِ کَلاما فی کُلِّ یَومٍ ، یَقولُ : أنا بَیتُ الغُربَةِ ، أنا بَیتُ الوَحشَةِ ، أنا بَیتُ الدّودِ ، أنَا القَبرُ ، أنا رَوضَةٌ مِن رِیاضِ الجَنَّةِ ، أو حُفرَةٌ مِن حُفَرِ النّارِ . (6)

ص :27

تفسیر القمّی : قوله : «وَ لَهُمْ رِزْقُهُمْ فِیهَا بُکْرَةً وَ عَشِیًّا» (1) یَعنی فی جِنانِ الدُّنیا الَّتی تَنتَقِلُ إلَیها أرواحُ المُؤمِنینَ . فَأَمّا فی جَنّاتِ الخُلدِ فَلا یَکونُ غُدُوّا ولا عَشِیّا .وقَولُهُ : «وَ مِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَی یَوْمِ یُبْعَثُونَ» (2) فَقالَ الصّادِقُ علیه السلام : البَرزَخُ : القَبرُ ، وهُوَ الثَّوابُ وَالعِقابُ بَینَ الدنُّیا وَالآخِرَةِ ، وَالدَّلیلُ عَلی ذلِکَ أیضا قَولُ العالِمِ علیه السلام : وَاللّه ِ! ما یُخافُ عَلَیکُم إلَا البَرزَخُ .

وقَولُهُ عز و جل : «وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِینَ قُتِلُواْ فِی سَبِیلِ اللَّهِ أَمْوَ تا بَلْ أَحْیَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ یُرْزَقُونَ * فَرِحِینَ بِمَا ءَاتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَیَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِینَ لَمْ یَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَلَا هُمْ یَحْزَنُونَ» (3) ، وقالَ الصّادق علیه السلام : یَستَبشِرونَ وَاللّه ِ فِی الجَنَّةِ بِمَن لَم یَلحَق بِهِم مِن خَلفِهِم مِنَ المُؤمِنینَ فِی الدُّنیا . (4)

(5)

عَنْهَا حِوَلًا » . (1)

«یَ_أَیَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَ_ئِنَّةُ * ارْجِعِی إِلَی رَبِّکِ رَاضِیَةً مَّرْضِیَّةً * فَادْخُلِی فِی عِبَ_دِی * وَ ادْخُلِی جَنَّتِی » . (2)

(3)

الحدیث

رسول اللّه صلی الله علیه و آله : جِنانُ الفِردَوسِ أربَعٌ : ثِنتانِ مِن ذَهَبٍ حِلیَتُها وآنِیَتُها وما فیهِما ، وثِنتانِ مِن فِضَّةٍ آنِیَتُهُما وَحِلیَتُهُما وما فیهِما ، ولَیسَ بَینَ القَومِ وبَینَ أن یَنظُروا إِلی رَبِّهِم عز و جلإلّا رِداءُ الکِبرِیاءِ عَلی وَجهِهِ فی جَنَّةِ عَدنٍ ، وهذِهِ الأَنهارُ تَشخَبُ (4) مِن جَنَّةِ عَدنٍ، ثُمَّ تَصَدَّعُ (5) بَعدَ ذلِکَ أنهارا . (6)

عنه صلی الله علیه و آله _ فی قَولِهِ تَعالی : «وَ مِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ » _ : جَنَّتانِ مِن فِضَّةٍ آنِیَتُها وما فیهِما ، وجَنَّتانِ مِن ذَهَبٍ آنِیَتُهُما وما فیهِما ، وما بَینَ القَومِ وبَینَ أن یَنظُروا إِلی رَبِّهِم إلّا رِداءُ الکِبرِ عَلی وَجهِهِ فی جَنَّةِ عَدنٍ . (7)

صحیح البخاری عن أنس : إنَّ أُمَّ الرُبَیِّعِ بِنتَ البراءِ _ وهِیَ أُمُّ حارِثَةَ بنِ سُراقَةَ _ أتَتِ النَّبِیَ صلی الله علیه و آله فَقالَت : یا نَبِیَ اللّه ِ ، ألا تُحَدِّثُنِی عَن حارِثَةَ _ وکانَ قُتِلَ یَومَ بَدرٍ ، أصابَهُ سَهمٌ

ص :29

غَربٌ _ فَإن کانَ فِی الجَنَّةِ صَبَرتُ ، وإن کانَ غَیرَ ذلِکَ اجتَهَدتُ عَلَیهِ فِی البُکاءِ؟! قالَ صلی الله علیه و آله : یا اُمَّ حارِثَةَ ، إنَّها جِنانٌ فِی الجَنَّةِ ، وإنَّ ابنَکِ أصابَ الفِردَوسَ الأَعلی . (1)

رسول اللّه صلی الله علیه و آله : الجَنَّةُ مِئَةُ دَرَجَةٍ ، کُلُّ دَرَجَةٍ مِنها ما بَینَ السَّماءِ وَالأَرضِ ، وَإِنَّ أعلاهَا الفِردَوسُ ، وإنَّ أوسَطَها الفِردَوسُ ، وإنَّ العَرشَ عَلَی الفِردَوسِ ، مِنها تُفَجَّرُ أنهارُ الجَنَّةِ . فَإِذا ما سَألتُمُ اللّه َ فَسَلوهُ الفِردَوسَ . (2)

عنه صلی الله علیه و آله : عَدنٌ دارُ اللّه ِ الَّتی لَم تَرَها عَینٌ ، ولَم تَخطُر عَلی قَلبِ بَشَرٍ ، لا یَسکُنُها غَیرُ ثَلاثَةٍ : النَّبِیّینَ ، وَالصّدّیقِینَ ، وَالشُّهَداءِ . یَقُولُ اللّه ُ عز و جل : طوبی لِمَن دَخَلَکِ . (3)

عنه صلی الله علیه و آله : خَلَقَ اللّه ُ جَنَّةَ عَدنٍ ، وغَرَسَ أشجارَها بِیَدِهِ ، فَقالَ لَها : تَکَلَّمی ، فَقالَت : «قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ » (4) . (5)

عنه صلی الله علیه و آله : لَمّا خَلَقَ اللّه ُ جَنَّةَ عَدنٍ خَلَقَ فیها ما لا عَینٌ رَأت ولا أُذُنٌ سَمِعَت وَلا خَطَرَ عَلی قَلبِ بَشَرٍ ، ثُمَّ قالَ لَها : تَکَلَّمی ، قالَت : «قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ» . (6)

ص :30

عنه صلی الله علیه و آله : لَیسَ مِن مُؤمِنٍ فِی الجَنَّةِ إِلّا وَلَهُ جِنانٌ کَثِیرَةٌ ؛ مَعروشاتٌ (1) وَغَیرُ مَعروشاتٍ ، وأنهارٌ مِن خَمرٍ ، وأنهارٌ مِن ماءٍ ، وأنهارٌ مِن لَبَنٍ ، وأنهارٌ مِن عَسَلٍ ، فَإِذا دَعا وَلِیُ اللّه ِ بِغِذائِهِ ، أُتِیَ بِما تَشتَهی نَفسُهُ عِندَ طَلَبِهِ الغِذاءَ مِن غَیرِ أن یُسَمِّیَ شَهوَتَهُ . (2)

کتاب من لا یحضره الفقیه عن عبد اللّه بن علیّ : حَمَلتُ مَتاعِی مِنَ البَصرَةِ إلی مِصرَ ، فَقَدِمتُها، فَبَینَما أنا فی بَعضِ الطَّریقِ ، إذا أنا بِشَیخٍ طَویلٍ ، شَدیدِ الأُدمَةِ ، أبیَضِ الرَّأسِ وَاللِّحیَةِ ، عَلَیهِ طِمرانِ (3) ؛ أحَدُهُما أسوَدُ وَالآخَرُ أبیَضُ ، فَقُلتُ : مَن هَذا؟ فَقالوا : هذا بِلالٌ مَولی رَسولِ اللّه ِ صلی الله علیه و آله .

فَأخَذتُ ألواحا فَأَتَیتُهُ فَسَلَّمتُ عَلَیهِ ، فَقُلتُ لَه : السَّلامُ عَلَیکَ أیُّهَا الشَّیخُ ، فَقالَ : وعَلَیکَ السَّلامُ ، قُلتُ : یَرحَمُکَ اللّه ُ تَعالی ، حَدِّثنی بِما سَمِعتَ مِن رَسولِ اللّه ِ صلی الله علیه و آله ...

فَقالَ : اُکتُب بِسمِ اللّه ِ الرَّحمنِ الرَّحِیمِ ، سَمِعتُ رَسولَ اللّه ِ صلی الله علیه و آله یَقولُ : إنَّ سورَ الجَنَّةِ لَبِنَةٌ مِن ذَهَبٍ وَلَبِنَةٌ مِن فِضَّةٍ . . . وإنَّ أبوابَها مُختَلِفَةٌ : بابُ الرَّحمَةِ مِن یاقوتَةٍ حَمراءَ . . . .

قُلتُ : یَرحَمُکَ اللّه ُ ، فَإِذا دَخَلُوا الجَنَّةَ فَماذا یَصنَعونَ؟

قالَ : یَسیرونَ عَلی نَهرَینِ فی ماءٍ صافٍ فی سُفُنِ الیاقوتِ ، مَجاذیفُهَا اللُّؤلُؤُ ، فیها مَلائِکةٌ مِن نورٍ ، عَلَیهِم ثِیابٌ خُضرٌ شَدِیدَةٌ خُضرَتُها .

قُلتُ : یَرحَمُکَ اللّه ُ ، هَل یَکونُ مِنَ النّورِ أَخضَرُ؟ قالَ : إِنَّ الثِّیابَ هِیَ خُضرٌ ولکِن

ص :31

فیها نورٌ مِن نورِ رَبِّ العالَمِینَ جَلَّ جَلالُهُ لِیَسیروا عَلی حافَتَی ذلِکَ النَّهرِ .

قُلتُ : فَمَا اسمُ ذلِکَ النَّهرِ؟ قالَ : جَنَّةُ المَأوی ، قُلتُ : هَل وَسَطُها غَیرُها؟

قالَ : نَعَم ، جَنَّةُ عَدنٍ ، وهِیَ فی وَسَطِ الجِنانِ . وأمّا جَنَّةُ عَدنٍ فَسورُها یاقوتٌ أحمَرُ وحَصاها اللُّؤلُؤُ ، فَقُلتُ : وهَل فیها غَیرُها؟ قالَ : نَعَم جَنَّةُ الفِردَوسِ ، قُلتُ : فَکَیفَ سورُها؟ قالَ : وَیحَکَ کُفَّ عَنّی ، جَرَحتَ عَلَیَّ قَلبی . قُلتُ : بَل أنتَ الفاعِلُ بی ذلِکَ . قُلتُ : ما أنا بِکافٍّ عَنکَ حَتّی تُتِمَّ لِی الصِّفَةَ وَتُخبِرَنی عَن سورِها .

قالَ : سورُها نورٌ ، قُلتُ : ما الغُرَفُ الَّتی فِیها؟ قالَ : هِیَ مِن نُورِ رَبِّ العالَمِینَ عز و جل . (1)

الإمام الباقر علیه السلام : أمَّا الجِنانُ المَذکورَةُ فِی الکِتابِ ، فَإِنَّهُنَّ : جَنَّةُ عَدنٍ ، وجَنَّةُ الفِردَوسِ ، وَجَنَّةُ نَعیمٍ ، وَجَنَّةُ المَأوی . وإنَّ للّه ِِ عز و جل جِنانا مَحفوفَةً بِهذِهِ الجِنانِ ، وإنَّ المُؤمِنَ لَیَکونُ لَهُ مِنَ الجِنانِ ما أحَبَّ وَاشتَهی ، یَتَنَعَّمُ فِیهِنَّ کَیفَ یَشاءُ . (2)

عنه علیه السلام : إنَّ الجِنانَ أربَعٌ ، وذلِکَ قَولُ اللّه ِ : «وَ لِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ » ، وهُوَ أنَّ الرَّجُلَ یَهجُمُ عَلی شَهوَةٍ مِن شَهَواتِ الدُّنیا ، وَهِیَ مَعصِیَةٌ ، فَیَذکُرُ مَقامَ رَبِّهِ فَیَدَعُها مِن مَخافَتِهِ ، فَهذِهِ الآیَةُ فیهِ . فَهاتانِ جَنَّتانِ لِلمُؤمِنینَ وَالسّابِقینَ .وأمّا قَولُهُ : «وَ مِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ » یَقولُ : مِن دُونِهِما فِی الفَضلِ ولَیسَ مِن دونِهِما فِی القُربِ ، وَهُما لِأَصحابِ الیَمینِ ، وَهِیَ جَنَّةُ النَّعیمِ وجَنَّةُ المَأوی .

وفی هذِهِ الجِنانِ الأَربَعِ فَواکِهُ فِی الکَثرَةِ کَوَرَقِ الشَّجَرِ وَالنُّجومِ . وَعَلی هذِهِ الجِنانِ الأَربَعِ حائِطٌ مُحیطٌ بِها، طولُهُ مَسیرَةُ خَمسِمِئَةِ عامٍ ، لَبِنَةٌ مِن فِضَّةٍ ، وَلَبِنَةٌ مِن

ص :32

ذَهَبٍ ، وَلَبِنَةُ دُرٍّ ، وَلَبِنَةُ یاقوتٍ ، وَمِلاطُهُ (1) المِسکُ وَالزَّعفَرانُ ، وَشُرَفُهُ نُورٌ یَتَلَألَأُ ، یَرَی الرَّجُلُ وَجهَهُ فِی الحائِطِ، وفِی الحائِطِ ثَمانِیَةُ أبوابٍ ، عَلی کُلِّ بابٍ مِصراعانِ عَرضُهُما کَحُضرِ (2) الفَرَسِ الجَوادِ سَنَةً . (3)

ص :33

ص :34

الإمام الباقر علیه السلام : إِنَّ اللّه َ عز و جل خَلَقَ الجَنَّةَ قَبلَ أَن یَخلُقَ النَّارَ ، وَخَلَقَ الطَّاعَةَ قَبلَ أَن یَخلُقَ المَعصِیَةَ ، وَخَلَقَ الرَّحمَةَ قَبلَ الغَضَبِ ، وَخَلَقَ الخَیرَ قَبلَ الشَّرِّ ، وَخَلَقَ الأَرضَ قَبلَ السَّماءِ ، وَخَلَقَ الحَیاةَ قَبلَ المَوتِ ، وَخَلَقَ الشَّمسَ قَبلَ القَمَرِ ، وَخَلَقَ النُّورَ قَبلَ الظُّلمَةِ . (1)

ص :37

ص :38

کما یقول الشیخ المفید فی هذا الصدد :

إنّ الجنّة و النار فی هذا الوقت مخلوقتان ، وبذلک جاءت الأخبار وعلیه إجماع أهل الشرع والآثار . (1)

ویدلّ هذا القول علی أنّ معارضی هذا الرأی قلیلون إلی درجة بحیث إنّ معارضتهم لا تؤثّر فی دعوی إجماع المسلمین علی القول بالوجود الفعلی للجنّة والنار .

ویتمثّل الدلیل الذی طرحه الأشخاص المعتقدون بالوجود الفعلی للجنّة والنار فی الآیات والروایات التی تدلّ علی الوجود الفعلی للجنّة والنار ، حیث نشیر إلیها بشکل مجمل فیما یلی :

«جنّة المأوی» هنا هو جنّة الخلد .

2 . الآیة 133 من سورة آل عمران : «وَسَارِعُواْ إِلَی مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّکُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِینَ» .

تدلّ هذه الآیة والآیة 31 من سورة الحدید بأنّها معدّة بالفعل ثوابا للمتّقین .

3 . الآیة 131 من سورة آل عمران : «وَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِی أُعِدَّتْ لِلْکَ_فِرِینَ» .

تدلّ هذه الآیة و الآیة 24 من سورة البقرة أیضا علی کون النار معدّة بالفعل لعقاب المجرمین . (1)

یقول الشیخ المفید بعد ادّعاء الإجماع علی الرأی الأول :

وقد خالف فی هذا القول المعتزلة والخوارج وطائفة من الزیدیّة ، فزعم أکثر من سمّیناه أنّ ما ذکرناه من خلقهما من قسم الجائز دون الواجب ، ووقفوا فی الوارد به من الآثار ، وقال من بقی منهم بإحالة خلقهما . (1)

وحکی العلّامة الحلّی قدس سره عن أبی علیّ الجبائی وأبی الحسین البصری وأبی الحسن الأشعری أنّهم قالوا بأنّ الجنّة والنار مخلوقتان الآن ، وحکی خلاف ذلک عن أبی هاشم بن الجبائی والقاضی عبد الجبّار بن أحمد الرازی . (2)

کما نسب هذا الرأی من بین الإمامیة إلی السیّد الرضی _ رضوان اللّه تعالی علیه _ فقد ذکر فی کتاب حقائق التأویل :

فی ذکر الجنّة والنار هل هما مخلوقتان الآن أم تخلقان بعد فناء العباد . وقد اختلف العلماء فی ذلک ، فمنهم من قال : هما الآن مخلوقتان ، وقال بعضهم : إنّ الجنّة خاصّة مخلوقة ، والصحیح أنّهما تخلقان بعد . (3)

ویقول العلّامة المجلسی رحمه الله فی هذا الخصوص :

اعلم أنّ الإیمان بالجنّة والنار علی ما وردتا فی الآیات والأخبار من غیر تأویل من ضروریّات الدین ، ومنکرهما أو مؤوّلهما بما أوّلت به الفلاسفة خارج من الدین . وأمّا کونهما مخلوقتان الآن فقد ذهب إلیه جمهور المسلمین إلّا شرذمة من المعتزلة ، فإنّهم یقولون : سیخلقان فی القیامة ، والآیات والأخبار المتواترة دافعة لقولهم ، مزیّفة لمذهبهم ، والظاهر أنّه لم یذهب إلی هذا القول السخیف أحد من الإمامیة ، إلّا ما ینسب إلی السیّد الرضیّ رضی اللّه عنه . (4)

ص :42

المکلّفین ، حیث یقول صدر المتألّهین (صدر الدین الشیرازی) فی بیان هذا الرأی : إنَّ جهنّم من أعظم المخلوقات ، وهی سجن اللّه فی الآخرة ... واختلف الناس فیها ، هل خلقت بعدُ أو لم تخلق ؟ والخلاف مشهور فیها . وکذلک اختلفوا فی الجنّة . وأمّا عندنا وعند أصحابنا أهل الکشف والتعریف فهما مخلوقتان غیر مخلوقتین ؛ وأمّا قولنا : «مخلوقتان» فکرجل یبنی دارا فأقام حیطانها کلّها الحاویة علیها خاصّة ، فیقال : هی دار ، فإذا دخلتها لم ترَ إلّا سورا دائرا علی فضاء و ساحة ، ثمّ بعد ذلک ینشئ بیوتها علی أغراض الساکنین فیها ، من بیوت وغرف وسرادق ومسالک ومخازن وما ینبغی أن یکون فیها ، وهی دار ، حرورها هواء محرق ، لا جمر لها سوی بنی آدم والأحجار المتّخذة آلهة ، والجنّ لهبها ، قال تعالی : «وَقُودُهَا النَّاسُ وَ الْحِجَارَةُ» وقال : «إِنَّکُمْ وَ مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ» ، وقال : «فَکُبْکِبُواْ فِیهَا هُمْ وَ الْغَاوُنَ * وَ جُنُودُ إِبْلِیسَ أَجْمَعُونَ» ، وتحدث فیها الآلات بحدوث أعمال الجنّ والإنس الذین یدخلونها . (1)

والجدیر بالذکر أنّ هذه النظریة ، تبتنی علی أن لیس للجنّة والنار وجودان مستقلّان عن الإنسان ، کما صرّح بذلک صدر المتألّهین قائلاً :

وقد علمت أنّ جنّة المؤمن أو جحیم الکافر ، لیست بأمرٍ خارجٍ عن نفسه ، فإذا کانت معدّة الیوم کانت متّصلة بها ، وإن کان هو فی حجاب عنها . (2)

ولکنّ ظاهر الآیات القرآنیة والأحادیث الإسلامیة ، تدلّان علی وجودهما المستقلّ المرتبط فی الوقت نفسه بعمل الإنسان . وفی هذه الاُمور التی لا یمکن درک حقیقتها ، من الواجب علینا التصدیق بما قاله القرآن الکریم والأحادیث .

ص :45

عنه علیه السلام _ لِلجاثَلیقِ (1)وقَد سَأَلَهُ عَنِ الجَنَّةِ أ فِی الدُّنیا هِیَ أم فِی الآخِرَةِ؟ وأینَ الآخِرَةُ مِنَ الدُّنیا ؟ _ : الدُّنیا فِی الآخِرَةِ وَالآخِرَةُ مُحیطَةٌ بِالدُّنیا ، إذ کانَتِ النُّقلَةُ مِنَ الحَیاةِ إلَی المَوتِ ظاهِرَةً ، وکانَتِ الآخِرَةُ هِیَ دارُ الحَیَوانِ لَو کانوا یَعلَمونَ ؛ وذلِکَ أنَّ الدُّنیا نُقلَةٌ وَالآخِرَةَ حَیاةٌ ومُقامٌ ، مَثَلُ ذلِکَ کَالنّائِمِ ؛ وذلِکَ أنَّ الجِسمَ یَنامُ ، وَالرّوحَ لا تَنامُ ، والبَدَنَ یَموتُ وَالرّوحَ لا تَموتُ (2) ، قالَ اللّه ُ عز و جل : «وَ إِنَّ الدَّارَ الْاخِرَةَ لَهِیَ الْحَیَوَانُ لَوْ کَانُواْ یَعْلَمُونَ» (3) .وَالدُّنیا رَسمُ الآخِرَةِ وَالآخِرَةُ رَسمُ الدُّنیا (4) ، ولَیسَ الدُّنیا الآخِرَةَ ولَا الآخِرَةُ الدُّنیا . إذا فارَقَ الرُّوحُ الجِسمَ یَرجِعُ کُلُّ واحِدٍ مِنهُما إلی ما مِنهُ بَدَأَ وما مِنهُ خُلِقَ ، وکَذلِکَ الجَنَّةُ وَالنّارُ فِی الدُّنیا مَوجودَةٌ وفِی الآخِرَةِ ؛ لِأَنَّ العَبدَ إذا ماتَ صارَ فی دارٍ مِنَ الأَرضِ ؛ إمّا رَوضَةٍ مِن رِیاضِ الجَنَّةِ ، وإمّا بُقعَةٍ مِن بِقاعِ النّارِ ، وروحُهُ إلی أحَدِ دارَینِ ؛ إمّا فی دارِ نَعیمٍ مُقیمٍ لا یَموتُ فیها ، وإمّا فی دارِ عَذابٍ ألیمٍ لایَموتُ فیها ، وَالرَّسمُ لِمَن عَقَلَ مَوجودٌ واضِحٌ ، وقَد قالَ اللّه ُ عز و جل : «کَلَا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْیَقِینَ * لَتَرَوُنَّ الْجَحِیمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَیْنَ الْیَقِینِ * ثُمَّ لَتُسْ_ئلُنَّ یَوْمَ_ئِذٍ عَنِ النَّعِیمِ» (5) وعَنِ الکافِرینَ ، فَقالَ : إنَّهُم کانوا فی شُغُلٍ عَن ذِکری ، وکانوا لا یَستَطیعونَ سَمعا (6) ، ولَو عَلِمَ الإِنسانُ ما هُوَ فیهِ ماتَ خَوفا مِنَ المَوتِ ، ومَن نَجا فَبِفَضلِ الیَقینِ . (7)

ص :47

ص :48

مثالی، فی حدیقة من حدائق الجنّة، وأرواح المجرمین معذّبة (1) فی حفرة من حفر النار، تدلّ بوضوح علی أنّ عالم البرزخ والجنّة والنار البرزخیّتین، فی باطن العالم المادّی، علما أنّ هذه الجنّة والنار مؤقّتتان إلی یوم القیامة .

الخلد التی وعد اللّه بها الصالحین . (1) کما ورد التصریح فی بعض الروایات بأنّ الجنّة فی السماء . (2)

وعلی هذا الأساس، فإنّ البعض یری بشکل مطلق أنّ الجنّة فی السماء، إلّا أنّهم لم یحدّدوا هذه السماء ، (3) ولکن البعض یری أنّ الجنّة فی السماء الرابعة ، (4) فیما ذهب البعض إلی أنّها فی السماء السادسة ، (5) ورأی البعض أنّ الجنّة فی السماء السابعة . (6)

بل جمیع مملکته وممالیکه وخدمه وحشمه وبساتینه وأشجاره وحوره وغلمانه کلّها قائمة به، وهو حافظها و منشئها بإذن اللّه تعالی وقوّته، ووجود الأشیاء الاُخرویة وإن کانت تشبه الصور الّتی یراها الإنسان فی المنام أو فی (1) بعض المرایا لکن یفارقها بالذات والحقیقة .

أمّا وجه المشابهة فهو إنّ کلّاً منها بحیث لا یکون فی موضوعات الهیولی ولا فی الأمکنة والجهات لهذه المواد، وأن لا تزاحم بین أعداد الصور لکلّ منهما ، وإنّ شیئا منهما لا یزاحم لشیء من هذا العالم فی مکانه أو زمانه، فإنّ النائم ربما یری أفلاکا عظیمة وصحاری واسعة ومفاوز نائیة مثل الّذی یراه فی یقظة هذا العالم، وهی مع کونها مغایرة لما فی الخارج بالعدد لکن لا تزاحم ولا تضایق بینها، فکذلک ما یراه الإنسان بعد الموت وفی القبر لا تزاحم ولا تضایق بینه وبین هذه الأجسام؛ فالمیّت یری فی قبره ما لا یسع فیه لو کان من أجرام هذا العالم. وأمّا وجه المباینة فهو إن نشأة الآخرة والصور الواقعة فیها قویّة الجوهر ، شدیدة الوجود ، عظیمة التأثیر إلذاذا وإیلاما، وهی أقوی وأشدّ وآکد وأقوی من موجودات هذا العالم ، فکیف من الصور المنامیّة والمرآتیّة ، ونسبة النشأة الآخرة إلی الدنیا کنسبة الانتباه إلی نشأة النوم ؛ کما فی قوله [علیٍّ] علیه السلام : «النّاسُ نِیامٌ فَإِذا ماتُوا انتَبَهوا» (2) ، وقد سبقت الإشارة إلی کیفیة وجود الصور الاُخرویة فی عدّة مواضع من هذا الکتاب . (3)

وهذا الرأی یخالف ظواهر کلّ الآیات والروایات الدالّة علی المعاد الجسمانی والثواب والعقاب المادّیین .

ص :52

الجو فی وقت واحد ، وقد تصل إلی العالم کلّه عن طریق الأقمار الصناعیة، وتوجد فی کلّ بیت أنواع من هذه الأمواج، ولکنّ أحدا لا یشعر بها، وقد تبثّ بعض محطّات الإرسال أصواتا جمیلة تنجذب إلیها القلوب، فیما یبثّ البعض الآخر صفّارات الأنذار والأصوات المرعبة والمثیرة للاشمئزاز، کما تعرض بعض محطّات الإرسال التلفزیونیة مشاهد جمیلة وساحرة ومناظر خلّابة ورائعة فی حین تبثّ أمواج اُخری مشاهد الحرب والدمار والحرائق والجرائم، وکلّ هذه المشاهد والصور والأصوات المختلفة توجد فی عالمنا المادّی هذا وفی هذا الجو المحیط بنا، وهی تخلق بدورها جنّة وجحیما مصغّرین فی داخل هذا العالم .

ویکیّف البعض من الناس أمواج أجهزة الاستلام لدیهم مع الأصوات الجمیلة والنغمات الساحرة، والمشاهد والمناظر الطریفة والمثیرة للبهجة، فی حین أن البعض الآخر یماثل أجهزة الاستلام لدیهم بشکل اختیاری أو اضطرارا مع الأصوات والمشاهد المتناقضة مع تلک المشاهد، فالمجموعة الاُولی تعیش فی عالم ممتع ، فیما تعیش المجموعة الثانیة فی عالم لا یطاق ، فی حین أنّ عالمنا عالم مادّی، هذه الاُمور کامنة هی أیضا فی قلب هذا العالم المادّی.

ونحن نرجو أن لا یقع أحد فی الخطأ فیظنّ أنّنا نقصد أنّ الجنّة والنار هما کذلک بالضبط، بل إنّنا نقصد عدم وجود مانع من أن تکون فی عمق هذا العالم، عالم وعوالم اُخری لا یمکننا أبدا فی الظروف الحالیة أن نحیط بها علما، لوجود العدید من الحجب بیننا وبینها، ولکنّ الأشخاص الذین یمکنهم إزالة هذه الحجب، ربما استطاعوا رؤیة تلک العوالم فی هذا العالم أیضا ، فتأمّلوا ذلک .

وقد أزاح النبیّ الأعظم صلی الله علیه و آله الحجب فی رحلته السماویة حیث ضجیج عالم المادّة بصورة أقلّ ، وعوامل الإلهاء أضعف، ومظاهر جلال اللّه وجماله أکثر، وشاهد هناک جوانب من هذین العالمین (الجنّة والنار) کانت فی باطن هذا العالم وداخله .

علی أنّ هذا لا یعنی أنّ النبیّ الأعظم صلی الله علیه و آله أو سائر الأولیاء لا یمکنهم رؤیة الجنّة أو النار علی الأرض أیضا، بل إنّ هذه المسألة قد تحدث علی الأرض أحیانا کما یبدو

ص :54

من بعض الروایات.

ونحن نقرأ فی حدیث رواه الراوندی فی «الخرائج» حول أصحاب الحسین علیه السلام فی عاشوراء حینما أعلنوا ولاءهم الکامل له علیه السلام وامتنعوا عن ترک ساحة کربلاء ونقض البیعة: دعا لهم بالخیر وکشف عن أبصارهم ، فرأوا ما حباهم اللّه من نعیم الجنان وعَرّفهم منازلهم فیها (1) . (2)

وممّا ینبغی ذکره هو أنّ هناک روایة عن الإمام علیّ علیه السلام تؤیّد هذا الرأی، إلّا أنّ الإمام علیه السلام فی هذه الروایة یعتبر الدنیا فی قلب الآخرة والآخرة محیطة بالدنیا، وذلک حین سأله الجاثلیق عن الجنّة ، أ فی الدنیا هی أم فی الآخرة؟ فأجابه علیه السلام قائلاً :

الدنیا فی الآخرة ، والآخرة محیطة بالدنیا . (3)

وبناءً علی ذلک، فعلی الرغم من عدم وجود دلیل قاطع وواضح یحدّد بشکل دقیق مکان جنّة الخلد، ولکن یبدو أنّ الرأی الثالث أقرب إلی الواقع .

واستنادا إلی ذلک، فإنّ جنّة البرزخ هی جزء صغیر من جنّة الخلد ، وهی موضوعة تحت تصرّف الصالحین، إلّا أنّهما ستنتقلان بعد القیامة إلی المکان الأصلی والدائمی ، وکذلک الحال بالنسبة الی نار البرزخ .

والجدیر بالذکر هو أنّ هذا المعنی ینسجم تماما مع روایات الثواب والعقاب فی البرزخ .

ص :55

ص :56

«وَ أَمَّا الَّذِینَ سُعِدُواْ فَفِی الْجَنَّةِ خَالِدِینَ فِیهَا مَادَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ إِلَا مَا شَاءَ رَبُّکَ عَطَ_اءً غَیْرَ مَجْذُوذٍ» . (1)

«وَ أُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِینَ» . (2)

«مَنْ عَمِلَ سَیِّئَةً فَلَا یُجْزَی إِلَا مِثْلَهَا وَ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَکَرٍ أَوْ أُنثَی وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَ_ئِکَ یَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ یُرْزَقُونَ فِیهَا بِغَیْرِ حِسَابٍ» . (3)

الحدیث

رسول اللّه صلی الله علیه و آله : توضَعُ المَوازینُ یَومَ القِیامَةِ ، فَتوزَنُ الحَسَناتُ وَالسَّیِّئاتُ ، فَمَن رَجَحَت حَسَناتُهُ عَلی سَیِّئاتِهِ مِثقالَ صُؤابَةٍ (4) دَخَلَ الجَنَّةَ ، ومَن رَجَحَت سَیِّئاتُهُ عَلی حَسَناتِهِ مِثقالَ صُؤابَةٍ دَخَلَ النّارَ . (5)

عنه صلی الله علیه و آله : إنَّ اللّه َ خَلَقَ الجَنَّةَ وخَلَقَ النّارَ ، فَخَلَقَ لِهذِهِ أهلاً ولِهذِهِ أهلاً . (6)

الإمام علیّ علیه السلام : کَفی بِالجَنَّةِ ثَوابا ونَوالاً (7) ، وَکَفی بِالنّارِ عِقابا ووَبالاً (8) . (9)

ص :58

عنه علیه السلام : الجَنَّةُ غایَةُ السّابِقینَ ، النّارُ غایَةُ المُفَرِّطینَ . (1)

عنه علیه السلام : الجَنَّةُ جَزاءُ کُلِّ مُؤمِنٍ مُحسِنٍ . (2)

عنه علیه السلام : إنَّ اللّه َ جَعَلَ مُحَمَّدا صلی الله علیه و آله عَلَما لِلسّاعَةِ ، ومُبَشِّرا بِالجَنَّةِ ، ومُنذِرا بِالعُقوبَةِ . (3)

عنه علیه السلام : لَقَد حَمَلتُکُم عَلَی الطَّریقِ الواضِحِ الَّتی لا یَهلِکُ عَلَیها إلّا هالِکٌ ، مَنِ استَقامَ فَإِلَی الجَنَّةِ ، ومَن زَلَّ فَإِلَی النّارِ . (4)

الإمام الحسین علیه السلام _ لَمّا رَمی عُمَرُ بنُ سَعدٍ مُعَسکَرَ الحُسَینِ علیه السلام بِالسِّهامِ _ : قوموا أیُّهَا الکِرامُ إلَی المَوتِ الَّذی لا بُدَّ مِنهُ ، فَإِنَّ هذِهِ السِّهامَ رُسُلُ القَومِ إلَیکُم ، فَوَاللّه ِ ما بَینَکُم وبَینَ الجَنَّةِ وَالنّارِ إلَا المَوتُ ، یُعبَرُ بِهؤُلاءِ إلی جِنانِهِم ، وبِهؤُلاءِ إلی نیرانِهِم . (5)

الإمام زین العابدین علیه السلام _ فِی المُناجاةِ _ : أسأَلُکَ بِحَقِّکَ الواجِبِ عَلی جَمیعِ خَلقِکَ لَما طَهَّرتَنی مِنَ الآفاتِ ، وعافَیتَنی مِن اِقتِرافِ الآثامِ ، بِتَوبَةٍ مِنکَ عَلَیَّ ، ونَظرَةٍ مِنکَ إلَیَّ تَرضی بِها عَنّی ، وحُبابَتِکَ لی بِنِعمَةٍ مَوصولَةٍ ، بِکَرامَةٍ تَبلُغُ بی شُرَفَ الجَنَّةِ ، ومُرافَقَةَ مُحَمَّدٍ وأهلِ بَیتِهِ صَلَّی اللّه ُ عَلَیهِ وعَلَیهِم ، آمینَ رَبَّ العالَمینَ . (6)

عنه علیه السلام _ فِی الدُّعاءِ _ : اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وأفرِشنی مِهادَ کَرامَتِکَ ، وأورِدنی مَشارِعَ رَحمَتِکَ ، وأحلِلنی بُحبوحَةَ جَنَّتِکَ . (7)

ص :59

الأمالی للمفید عن داوود بن فرقد : سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّه ِ جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ _ صَلَواتُ اللّه ِ عَلَیهِما _ یَقولُ : إنَّ العَمَلَ الصّالِحَ لَیَذهَبُ إلَی الجَنَّةِ فَیُمَهِّدُ لِصاحِبِهِ ، کَما یَبعَثُ الرَّجُلُ غُلامَهُ فَیَفرِشُ لَهُ . ثُمَّ قَرَأَ : «وأمّا الَّذین آمَنوا وعَمِلُوا الصّالِحاتِ فَلِأَنفُسِهِم یَمهَدونَ» (1) . (2)

«إِنَّ الَّذِینَ ءَامَنُواْ وَ عَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِیمِ » . (1)

«لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِندَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِیُّهُم بِمَا کَانُواْ یَعْمَلُونَ » . (1)

الحدیث

المستدرک علی الصحیحین عن سعید بن أبی هلال : سَمِعْتُ أَبا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیِ بْنِ الحُسَیْنِ علیه السلام وَتَلا هَذِهِ الآیَةَ : «وَ اللَّهُ یَدْعُواْ إِلَی دَارِ السَّلَامِ وَ یَهْدِی مَن یَشَاءُ إِلَی صِرَاطٍ مُّسْتَقِیمٍ » فَقالَ : حَدَّثَنِی جابِرُ بْنُ عَبْدِ اللّه ِ قَالَ : خَرَجَ رَسُولُ اللّه ِ صلی الله علیه و آله یَوْما، فَقالَ : إِنِّی رَأَیْتُ فِی المَنامِ کَأَنَّ جِبْرِیلَ عِنْدَ رَأْسِی وَمِیکائِیلَ عِنْدَ رِجْلِی ، یَقُولُ أَحَدُهُما لِصاحِبِهِ : اِضْرِبْ لَهُ مَثَلاً. فَقالَ : اِسْمَعْ سَمِعَتْ اُذُنُکَ وَاعْقِلْ عَقَلَ قَلْبُکَ! إِنَّما مَثَلُکَ وَمَثَلُ اُمَّتِکَ کَمَثَلِ مَلِکٍ اِتَّخَذَ دارا، ثُمَّ بَنی فیها بَیْتا ، ثُمَّ جَعَلَ فِیها مَأْدُبَةً ، ثُمَّ بَعَثَ رَسُولاً یَدْعُو النّاسَ إِلی طَعامِهِمْ ، فَمِنْهُمْ مَنْ أَجابَ الرَّسُولَ وَمِنْهُم مَنْ تَرَکَ . فَاللّه ُ هُوَ المَلِکُ ، وَالدّارُ الإِسْلامُ ، وَالْبَیْتُ الجَنَّةُ ، وَأَنْتَ یا مُحَمَّدُ الرَّسُولُ ؛ مَنْ أَجابَکَ دَخَلَ الإِسْلامَ ، وَمَنْ دَخَلَ الإِسْلامَ دَخَلَ الجَنَّةَ ، وَمَنْ دَخَلَ الجَنَّةَ أَکَلَ مِنْها . (2)

رسول اللّه صلی الله علیه و آله : إِذا کانَ یَوْمُ القِیامَةِ حَشَرَ اللّه ُ الخَلائِقَ ، نادی مُنادٍ : لِیقُمْ أَهْلُ الفَضْلِ! فَیَقُومُ فِئامٌ (3) مِنَ النّاسِ، فَتَسْتَقْبِلُهُم المَلائِکَةُ یُبَشِّرُونَهُم بِالجَنَّةِ ، وَیَقُولُونَ : ما فَضْلُکُم هذَا الَّذِی تَدْخُلُونَ بِهِ الجَنَّةَ قَبْلَ الحِسابِ؟ فَیَقُولُونَ : کُنّا نَعْفُو عَمَّنْ ظَلَمَنا، وَنَصِلُ مَنْ قَطَعَنا ، وَنَحْلُمُ إِذا جُهِلَ عَلَیْنا . فَیُقالُ لَهُم : اُدْخُلُوا الجَنَّةَ ، فَنِعْمَ أَجْرُ العامِلِینَ .

ثُمَّ یُنادِی مُنادٍ : لِیَقُمْ أَهْلُ الصَّبْرِ! فَیَقُومُ فِئامٌ مِنَ النّاسِ ، فَتَسْتَقْبِلُهُم المَلائِکَةُ یُبَشِّرُونَهُم بِالجَنَّةِ وَیَقُولُونَ : ما صَبْرُکُم هذَا الَّذِی تَدْخُلُونَ بِهِ الجَنَّةَ قَبْلَ الحِسابِ؟

ص :63

فَیَقُولُونَ : کُنّا نُصبِّرُ أَنْفُسَنا عَلی طاعَةِ اللّه ِ وَنَصْبِرُ عَنْ مَعاصِی اللّه ِ . فَیُقالُ لَهُم : اُدْخُلُوا الجَنَّةَ فَنِعْمَ أَجْرُ العامِلِینَ .

ثُمَّ یُنادِی مُنادٍ : لِیَقُمْ جِیرانُ اللّه ِ فِی دارِ السَّل مِ! فَیَقُومُ فِئامٌ مِنَ النّاسِ ، فَتَسْتَقْبِلُهُم المَلائِکَةُ یُبَشِّرونَهُم بِالجَنَّةِ ، وَیَقُولُونَ : ما فَضْلُکُم هذَا الَّذِی جاوَرْتُمْ بِهِ اللّه َ فِی دارِ السَّلامِ؟ فَیَقُولُونَ : کُنّا نَتَحابُّ فِی اللّه ِ ، وَنَتَزاوَرُ فِی اللّه ِ ، وَنَتَواصَلُ فِی اللّه ِ ، وَنَتَباذَلُ فِی اللّه ِ . فَیُقالُ لَهُم : ادْخُلُوا الجَنَّةَ فَأَنتُم جِیرانُ اللّه ِ فِی دارِ السَّلامِ . (1)

الإمام علیّ علیه السلام : اِعْمَلُوا رَحِمَکُم اللّه ُ عَلی أَعلامٍ بَیِّنَةٍ ، فَالطَّرِیقُ نَهجٌ (2) یَدعُو إِلی دارِ السَّلامِ ، وأَنتُم فِی دارِ مُستَعتَبٍ (3) عَلی مَهَلٍ وَفَراغٍ . (4)

الإمام الباقر علیه السلام _ فِی قَولِ اللّه ِ عز و جل : «وَ اللَّهُ یَدْعُواْ إِلَی دَارِ السَّلَامِ» _ : إِنَّ السَّلامَ هُو اللّه ُ عز و جل ، وَدارَهُ الَّتِی خَلَقَها لِأَولِیائِهِ الجَنَّةُ . (5)

الإمام الصادق علیه السلام _ فِی دُعاءِ یَومِ الجُمُعَةِ _ : اَللَّهمَّ أَنتَ السَّلامُ ومِنکَ السَّلامُ ، أَسأَلُکَ یا ذَا الجَلالِ والإِکرامِ فَکاکَ رَقَبَتِی مِن النارِ ، وَأَن تُسکِنَنِی دارَ السَّلامِ . (6)

الْاخِرَةِ خَیْرٌ وَ لَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِینَ * جَنَّاتُ عَدْنٍ یَدْخُلُونَهَا تَجْرِی مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُمْ فِیهَا مَا یَشَاءُونَ کَذَ لِکَ یَجْزِی اللَّهُ الْمُتَّقِینَ » . (1)

الَّتِی لا تَحُولُ . (1)

عنه علیه السلام _ فِی الدُّعاءِ _ : اَللَّهمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجعَلِنی وَجَمِیعَ إِخوانِی بِکَ مُؤمِنِینَ ، وَعلی الإِسلامِ ثابِتِینَ ... وَلِلجَنَّةِ طالِبِینَ ، وَلِلفِردَوسِ وارِثِینَ ، وَمِن ثِیابِ السُّندُسِ وَالاِستَبرَقِ لابِسِینَ ، وَعَلی الأَرائِکِ مُتَّکِئِینَ ، وَبِالتِّیجانِ المُکَلَّلَةِ بِالدُّرِّ وَالیَواقِیتِ وَالزَّبَرجَدِ مُتَوَّجِینَ ، وَلِلوِلدانِ المُخَلَّدِینَ مُستَخدَمِینَ ، وَبِأَکوابٍ وَأَبارِیقَ وَکَأسٍ مِن مَعِینٍ شارِبینَ ، وَمِن الحُورِ العِینِ مُزَوَّجِینَ ، وَفِی نَعِیمِ الجَنَّةِ مُقِیمِینَ ، وَفِی دارِ المُقامَةِ خالِدِینَ ، لایَمَسُّهُم فِیها نَصَبٌ (2) وَما هُم مِنها بِمُخرَجِینَ . (3)

لا یَرُوعُ (1) أَهلُهُ . (2)

عنه علیه السلام : الجَنَّةُ دارُ الأَمانِ . (3)

عنه علیه السلام : ما ضَرَّ إِخوانَنا الَّذِینَ سُفِکَت دِماؤُهُم _ وَهُم بِصِفِّینَ _ أَن لا یَکُونُوا الیَومَ أَحیاءً؟ یُسِیغُونَ الغُصَصَ، وَیَشرَبُونَ الرَّنْقَ! (4) قَد _ وَاللّه ِ _ لَقُوا اللّه َ فَوَفّاهُم اُجُورَهُم ، وَأَحَلَّهُم دارَ الأَمنِ بَعدَ خَوفِهِم . (5)

عنه علیه السلام : إِذا آمَنتَ بِاللّه ِ وَاتَّقَیتَ مَحارِمَهُ أَحَلَّکَ دارَ الأَمانِ ، وَإِذا أَرضَیتَهُ تَغَمَّدَکَ بِالرِّضوانِ . (6)

عنه علیه السلام : «وَ سِیقَ الَّذِینَ اتَّقَوْاْ رَبَّهُمْ إِلَی الْجَنَّةِ زُمَرًا» (7) قَد أُمِنَ العِقابُ ، وَانقَطَعَ العِتابُ ، وَزُحزِحُوا عَن النّارِ ، وَاطمَأَنَّت بِهِم الدارُ ، وَرَضُوا المَثوَی وَالقَرارَ . (8)

الإمام الصادق علیه السلام إِنَّ الناسَ یَعبُدُونَ اللّه َ عز و جل عَلی ثَلاثَةِ أَوجُهٍ : فَطَبَقَةٌ یَعبُدُونَهُ رَغبةً فِی ثَوابِهِ فَتِلکَ عِبادَةُ الحُرَصاءِ ؛ وَهُوَ الطَّمَعُ ، وَآخَرُونَ یَعبُدُونَهُ خَوفا مِن النارِ فَتِلکَ عِبادَةُ العَبِیدِ ؛ وهِی رَهبَةٌ ، وَلکِنِّی أَعبُدُهُ حُبّا لَهُ عز و جل فَتِلکَ عِبادَةُ الکِرامِ ؛ وَهُوَ الأَمنُ ، لِقَولِهِ عز و جل : «وَ هُم مِّن فَزَعٍ یَوْمَ_ئِذٍ ءَامِنُونَ» (9) ، «قُلْ إِن کُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِی یُحْبِبْکُمُ اللَّهُ

ص :67

وَیَغْفِرْ لَکُمْ ذُنُوبَکُمْ» (1) ، فَمَن أَحَبَّ اللّه َ عز و جل أَحَبَّهُ اللّه ُ ، وَمَن أَحَبَّهُ اللّه ُ عز و جل کانَ مِن الآمِنِینَ . (2)

وَدارَ الکَرامَةِ . (1)

الإمام الصادق علیه السلام _ فِی الدُّعاءِ بَعدَ صَلاةِ الظُّهرِ _ : اَللَّهُمَّ إِنِّی أَسأَلُکَ الظَّفَرَ وَالسَّلامَةَ ، وَالحُلُولَ بِدارِ الکَرامَةِ . (2)

ص :69

ص :70

عنه صلی الله علیه و آله : إِذا اُدخِلَ المُؤمِنُ إِلی مَنازِلِهِ فِی الجَنَّةِ وَوُضِعَ عَلی رَأسِهِ تاجُ المُلکِ وَالکَرامَةِ ، أُلبِسَ حُلَلَ الذَّهَبِ وَالفِضَّةِ وَالیاقُوتِ وَالدُّرِّ المَنظُومِ فِی الإِکلِیلِ تَحتَ التّاجِ ، قالَ : وَأُلبِسَ سَبعِینَ حُلَّةَ حَرِیرٍ بِأَلوانٍ مُختَلِفَةٍ وَضُرُوبٍ مُختَلِفَةٍ ، مَنسُوجَةً بِالذَّهَبِ وَالفِضَّةِ وَاللُّؤلُؤِ وَالیاقُوتِ الأَحمَرِ ، فَذلِکَ قَولُهُ عز و جل : «یُحَلَّوْنَ فِیهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَ لُؤْلُؤًا وَ لِبَاسُهُمْ فِیهَا حَرِیرٌ» (1) فَإِذا جَلَسَ المُؤمِنُ عَلی سَرِیرِهِ اهتَزَّ سَرِیرُهُ فَرَحا ، فَإِذا استَقَرَّ لِوَلِیِّ اللّه ِ جَلَّ وَعَزَّ مَنازِلُهُ فِی الجِنانِ استَأذَنَ عَلَیهِ المَلَکُ المُوَکَّلُ بِجِنانِهِ لِیُهَنِّئَهُ بِکَرامَةِ اللّه ِ عز و جل إِیّاهُ ، فَیَقُولُ لَهُ خُدّامُ المُؤمِنِ مِن الوُصَفاءِ وَالوَصائِفِ : مَکانَکَ ، فَإِنَّ وَلِیَّ اللّه ِ قَد اتَّکَأَ عَلی أَرِیکَتِهِ وَزَوجَتُهُ الحَوراءُ تَهَیَّأُ له فَاصبِر لِوَلِیِّ اللّه ِ .

قالَ : فَتَخرُجُ عَلَیهِ زَوجَتُهُ الحَوراءُ مِن خَیمةٍ لها تَمشِی مُقبِلَةً وَحَولَها وَصائِفُها، وَعَلَیها سَبعُونَ حُلَّةً مَنسُوجَةً بِالیاقُوتِ وَاللُّؤلُؤِ وَالزَّبَرجَدِ وَهِیَ مِن مِسکٍ وَعَنبَرٍ، وَعَلَی رَأسِها تاجُ الکَرامَةِ ، وَعَلَیها نَعلانِ مِن ذَهَبٍ مُکَلَّلَتانِ بِالیاقُوتِ وَاللُّؤلُؤِ شِراکُهُما (2) یاقُوتٌ أَحمَرُ ، فَإِذا دَنَت مِن وَلِیِّ اللّه ِ فَهَمَّ أَن یَقُومَ إِلَیها شَوقا، فَتَقُولُ لَه : یا وَلِیَّ اللّه ِ لَیسَ هَذا یَومَ تَعَبٍ وَلا نَصَبٍ فَلا تَقُم أَنا لَکَ وَأَنتَ لِی ، قالَ : فَیَعتَنِقانِ مِقدارَ خَمسِمِائَةِ عامٍ مِن أَعوامِ الدُّنیا لا یَمَلُّها وَلا تَمَلُّهُ .

قالَ : فَإِذا فَتَرَ بَعضَ الفُتُورِ مِن غَیرِ مَلالَةٍ ، نَظَرَ إِلی عُنُقِها فَإِذا عَلَیها قَلائِدُ مِن قَصَبٍ مِن یاقُوتٍ أَحمَرَ وَسَطُها لَوحٌ صَفحَتُهُ دُرَّةٌ مَکتُوبٌ فِیها : أَنتَ یا وَلِیَّ اللّه ِ حَبِیبِی وَأَنا الحَوراءُ حَبِیبَتُکَ ، إِلَیکَ تَناهَت نَفسِی وَإِلَیَّ تَناهَت نَفسُکَ .

ثُمَّ یَبعَثُ اللّه ُ إِلی أَلفِ مَلَکٍ یُهَنِّئُونَهُ بِالجَنَّةِ وَیُزَوِّجُونَهُ بِالحَوراءِ ، قالَ : فَیَنتَهُونَ إِلی

ص :72

أَوَّلِ بابٍ مِن جِنانِهِ ، فَیَقُولُونَ لِلمَلَکِ المُوَکَّلِ بِأَبوابِ جِنانِهِ : استَأذِن لَنا عَلی وَلِیِّ اللّه ِ فَإِنَّ اللّه َ بَعَثَنا إِلَیهِ نُهَنِّئُهُ ، فَیَقُولُ لَهُم المَلَکُ : حَتَّی أَقُولَ لِلحاجِبِ فَیُعلِمَهُ بِمَکانِکُم ، قالَ : فَیَدخُلُ المَلَکُ إِلی الحاجِبِ وَبَینَهُ وَبَینَ الحاجِبِ ثَلاثُ جِنانٍ ، حَتَّی یَنتَهِیَ إِلی أَوَّلِ بابٍ ، فَیَقُولُ لِلحاجِبِ : إِنَّ عَلَی بابِ العَرصَةِ أَلفَ مَلَکٍ أَرسَلَهُم رَبُّ العالَمِینَ تَبارَکَ وَتَعالی لِیُهَنِّئُوا وَلِیَّ اللّه ِ قَد سَأَلُونِی أَن آذَنَ لَهُم عَلَیهِ.

فَیَقُولُ الحاجِبُ : إِنَّهُ لَیَعظُمُ عَلَیَّ أَن أَستَأذِنَ لِأَحَدٍ عَلی وَلِیِّ اللّه ِ وَهُوَ مَعَ زَوجَتِهِ الحَوراءِ . قالَ : وَبَینَ الحاجِبِ وَبَینَ وَلِیِّ اللّه ِ جَنَّتانِ ، قالَ: فَیَدخُلُ الحاجِبُ إِلی القَیِّمِ فَیَقُولُ لَه : إِنَّ عَلی بابِ العَرصَةِ (1) أَلفَ مَلَکٍ أَرسَلَهُم رَبُّ العِزَّةِ یُهَنِّئُونَ وَلِیَّ اللّه ِ فَاستَأذِن لَهُم ؛ فَیَتَقَدَّمُ القَیِّمُ إِلَی الخُدّامِ فَیَقُولُ لَهُم: إِنَّ رُسُلَ الجَبّارِ عَلی بابِ العَرصَةِ وَهُم أَلفُ مَلَکٍ أَرسَلَهُم اللّه ُ یُهَنِّئُونَ وَلِیَّ اللّه ِ فَأَعلَمُوهُ بِمَکانِهِم ، قالَ : فَیُعلِمُونَهُ فَیُؤذَنُ لِلمَلائِکَةِ فَیَدخُلُونَ عَلی وَلِیِّ اللّه ِ وَهُوَ فِی الغُرفَةِ وَلَها أَلفُ بابٍ ، وَعَلی کُلِّ بابٍ مِن أَبوابِها مَلَکٌ مُوَکَّلٌ بِهِ ، فَإِذا أُذِنَ لِلمَلائِکَةِ بِالدُّخُولِ عَلی وَلِیِّ اللّه ِ فَتَحَ کُلُّ مَلَکٍ بابَهُ المُوَکَّلَ بِهِ قالَ : فَیُدخِلُ القَیِّمُ کُلَّ مَلَکٍ مِن بابٍ مِن أَبوابِ الغُرفَةِ ، قالَ : فَیُبَلِّغُونَهُ رِسالَةَ الجَبّارِ جَلَّ وَعَزَّ ، وَذلِکَ قَولُ اللّه ِ تَعالی : «وَالْمَلَ_ئِکَةُ یَدْخُلُونَ عَلَیْهِم مِّن کُلِّ بَابٍ» مِن أَبوابِ الغُرفَةِ «سَلَامٌ عَلَیْکُم» (2) إِلی آخِرِ الآیةِ .قالَ : وذلِکَ قَولُهُ جَلَّ وَعَزَّ : «وَ إِذَا رَأَیْتَ ثَمَّ رَأَیْتَ نَعِیمًا وَ مُلْکًا کَبِیرًا» (3) یَعنِی بِذلِکَ وَلِیَّ اللّه ِ وَما هُوَ فِیهِ مِن الکَرامَةِ وَالنَّعِیمِ وَالمُلکِ العَظِیمِ الکَبِیرِ ، إِنَّ المَلائِکَةَ مِن رُسُلِ اللّه ِ

ص :73

عَزَّ ذِکرُهُ یَستَأذِنُونَ [فِی الدُّخُولِ ]عَلَیهِ فَلا یَدخُلُونَ عَلَیهِ إِلّا بِإِذنِهِ ، فَلِذلِکَ المُلکُ العَظِیمُ الکَبِیرُ . (1)

عنه صلی الله علیه و آله : إِنَّ أَدنَی أَهلِ الجَنَّةِ مَنزِلَةً الَّذِی یَرکَبُ فِی أَلفِ أَلفٍ مِن خَدَمَةٍ مِن الوِلدانِ المُخَلَّدِینَ ، عَلی خَیلٍ مِن یاقُوتٍ أَحمَرَ لَها أَجنِحَةٌ مِن ذَهَبٍ «وَ إِذَا رَأَیْتَ ثَمَّ رَأَیْتَ نَعِیمًا وَ مُلْکًا کَبِیرًا » . (2)

الدرّ المنثور عن عکرمة : دَخَلَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ عَلی رَسُولِ اللّه ِ صلی الله علیه و آله وَهُوَ راقِدٌ عَلی حَصِیرٍ مِن جَرِیدٍ قَد أَثَّرَ فِی جَنبِهِ ، فَبَکی عُمَرُ ، فَقالَ : ما یُبکِیکَ؟ فَقالَ : ذَکَرتُ کِسرَی وَمُلکَهُ ، وقَیصَرَ ومُلکَهُ ، وَصاحِبَ الحَبَشَةِ وَمُلکَهُ ، وَأَنتَ رَسُولُ اللّه ِ عَلی حَصِیرٍ مِن جَرِیدٍ .

فَقالَ : أَما تَرضَی أَنَّ لَهُم الدُّنیا وَلَنا الآخِرَةَ ؛ فَأَنزَلَ اللّه ُ : «وَ إِذَا رَأَیْتَ ثَمَّ رَأَیْتَ نَعِیمًا وَ مُلْکًا کَبِیرًا » . (3)

المستدرک علی الصّحیحین عن أبی هریرة : جاءَ رَجُلٌ إِلی النَّبِیِ صلی الله علیه و آله فَقالَ : یا مُحَمَّدُ ، أَرَأَیتَ جَنَّةً عَرضُها السَّمواتُ وَالأَرضُ ، فَأَینَ النارُ؟ قالَ : أَرَأَیتَ اللَّیلَ الَّذِی قَد أَلبَسَ کُلَّ شَیءٍ فَأَینَ جُعِلَ النَّهارُ؟ قالَ: اَللّه ُ أَعلَمُ ، قالَ : کَذلِکَ اللّه ُ یَفعَلُ ما یَشاءُ . (4)

الإمام الباقر علیه السلام : قَدِمَ أُسقُفُ نَجرانَ عَلی عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ ، فَقالَ : یا أَمِیرَ المُؤمِنِینَ ،

ص :74

إِنَّ أَرضَنا بارِدَةٌ سَدِیدَةُ (1) المَؤُونَةِ لا تَحمِلُ الجیشَ ، وَأَنا ضامِنٌ لِخَراجِ أَرضِی أَحمِلُهُ إِلَیکَ فِی کُلِّ عامٍ کَمَلاً ، فَکانَ یقدمُ هُو بِالمالِ بِنَفسِهِ ، وَمَعَهُ أَعوانٌ لَهُ حَتَّی یُوفِیَهُ بَیتَ المالِ ، وَیَکتُبَ لَه عُمَرُ البَراءَةَ .

قالَ : فَقَدِمَ الأُسقُفُ ذاتَ عامٍ ، وَکانَ شَیخا جَمِیلاً فَدَعاهُ عُمَرُ إِلی اللّه ِ ، وَإِلی دِینِ رَسُولِ اللّه ِ صلی الله علیه و آله ، وَأَنشَأَ یَذکُرُ فَضلَ الإِسلامِ وَما یَصِیرُ إِلَیهِ المُسلِمُونَ مِن النَّعِیمِ وَالکَرامَةِ .

فَقالَ لَهُ الاُسقُفُ : یا عُمَرُ ، أَنتُم تَقرَؤُونَ فِی کِتابِکُم أَنَّ للّه ِِ جَنَّةً عَرضُها کَعَرضِ السَّماءِ وَالأَرضِ ، فَأَینَ تَکُونُ النارُ؟ قالَ : فَسَکَتَ عُمَرُ ، وَنَکّسَ رَأسَهُ ، فَقالَ أَمِیرُ المُؤمِنِینَ علیه السلام ، وَکانَ حاضِرا : أَجِب هَذا النَّصرانِیَّ ، فَقالَ لَهُ عُمَرُ : بَل أَجِبهُ أَنتَ .

فَقالَ علیه السلام لَه : یا أُسقُفَ نَجرانَ أَنا أُجِیبُکَ ، أَرَأَیتَ إِذا جاءَ النَّهارُ أَینَ یَکُونُ اللَّیلُ ، وَإِذا جاءَ اللَّیلُ أَینَ یَکُونُ النَّهارُ؟

فَقالَ الاُسقُفُ : ما کُنتُ أَرَی أَنَّ أَحدا یُجِیبُنِی عَن هَذِهِ المَسأَلَةِ . (2)

المناقب لابن شهر آشوب عن السدی : کُنتُ عِندَ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ إِذ أَقبَلَ کَعبُ بنُ الأَشرَفِ وَمالِکُ بنُ الصَّیفِیِّ وَحَیُّ بنُ أَخطَبَ ، فَقالُوا : إِنَّ فِی کِتابِکُم : «وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ» إِذا کانَ سَعَةُ جَنَّةٍ واحِدَةٍ کَسَبعِ سَماواتٍ وَسَبعِ أَرَضِینَ ، فَالجِنانُ کُلُّها یَومَ القِیامَةِ أَینَ تَکُونُ؟ فَقالَ عُمَرُ : لا أَعلَمُ .

فَبَینَماهُم فِی ذلِکَ إِذ دَخَلَ عَلِیٌ علیه السلام ، فَقالَ : فِی أَیِ شَیءٍ أَنتُم؟ فَالتَفَتَ الیَهُودِیُّ وَذَکَرَ المَسأَلَةَ ، فَقالَ علیه السلام لَهُم : خَبِّرُونِی أَنَّ النَّهارَ إِذا أَقبَلَ اللَّیلُ أَینَ یَکُونُ، وَاللَّیلَ

ص :75

إِذا أَقبَلَ النَّهارُ أَینَ یَکُونُ؟

فَقالَ لَهُ : فِی عِلمِ اللّه ِ یَکُونُ ، قالَ عَلِیٌ علیه السلام : کَذلِکَ الجِنانُ تَکُونُ فِی عِلمِ اللّه ِ ، فَجاءَ عَلِیٌ علیه السلام إِلَی النَّبِیِ صلی الله علیه و آله وَأَخبَرَهُ بِذلِکَ ، فَنَزَلَ : «فَسْ_ئلُواْ أَهْلَ الذِّکْرِ إِن کُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ » (1) . (2)

الإمام علیّ علیه السلام : إِن کُنتُم راغِبِینَ لا مَحالَةَ ، فَارغَبُوا فِی جَنَّةٍ عَرضُها السَّماواتُ والأَرضُ . (3)

تفسیر العیّاشی عن الإمام الصادق علیه السلام _ فِی قَولِ اللّه ِ عز و جل : «وَسَارِعُواْ إِلَی مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّکُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ» (4) _ : إِذا وَضَعُوها کَذا _ وَبَسَطَ یَدَیهِ إِحداهُما مَعَ الاُخرَی _ . (5)

معانی الأخبار عن عبّاس بن یزید : قُلتُ لِأَبِی عَبدِ اللّه ِ علیه السلام _ وَکُنتُ جالِسا عِندَهُ ذاتَ یَومٍ _ : أَخبِرنِی عَن قَولِ اللّه ِ عز و جل : «وَ إِذَا رَأَیْتَ ثَمَّ رَأَیْتَ نَعِیمًا وَ مُلْکًا کَبِیرًا » ما هَذا المُلکُ الَّذِی کَبَّرَهُ اللّه ُ حَتّی سَمّاهُ کَبِیرا؟قالَ : فَقالَ لِی : إِذا أَدخَلَ اللّه ُ أَهلَ الجَنَّةِ الجَنَّةَ أَرسَلَ رَسُولاً إِلی وَلِیٍ مِن أَولِیائِهِ فَیَجِدُ الحَجَبَةَ عَلی بابِهِ ، فَیَقُولُ لَه : قِف حَتَّی نَستَأذِنَ لَکَ ، فَما یَصِلُ إِلَیهِ رَسُولُ رَبِّهِ إِلّا بِإِذنٍ ، فَهُوَ قَولُهُ عز و جل : «وَ إِذَا رَأَیْتَ ثَمَّ رَأَیْتَ نَعِیمًا وَ مُلْکًا کَبِیرًا » (6) . (7)

ص :76

جَنائِبُهُم صَوَّتَت رَواحِلُهُم بِأَصواتٍ لَم یَسمَعِ السَّامِعُونَ بِأَحسَنَ مِنها، وَأَظَلَّتهُم غَمامَةٌ فَأَمطَرَت عَلَیهِمُ المِسکَ وَالرّادِنَ (1) ، وَصَهَلَت خُیُولُها بَینَ أَغراسِ تِلکَ الجِنانِ ، وَتَخَلَّلَت بِهِم نُوقُهُم بَینَ کُثُبِ الزَّعفَرانِ ، وَیَتَطامَنُ تَحتَ أَقدامِهِمُ اللُّؤلُؤُ وَالمَرجانُ ، وَاستَقبَلَتهُم قَهارِمَتُها (2) بِمَنابِرِ الرَّیحانِ ، وَهاجَت لَهُم رِیحٌ مِن قِبَلِ العَرشِ فَنَثَرَت عَلَیهِم الیاسَمِینَ والأُقحُوانَ ، وَذَهَبُوا إِلَی بابِها فَیَفتَحُ لَهُمُ البابَ «رِضوانُ»، ثُمَّ یَسجُدُونَ للّه ِِ فِی فِناءِ الجِنانِ .

فَقالَ لَهُمُ الجَبَّارُ : اِرفَعُوا رُؤُوسَکم، فَإِنِّی قَد رَفَعتُ عَنکُم مَؤُونَةَ العِبادَةِ ، وَأَسکَنتُکُم جَنَّةَ الرِّضوانِ . (3)

الحدیث

رسول اللّه صلی الله علیه و آله : لِلجَنَّةِ ثَمانِیةُ أَبوابٍ . (1)

عنه صلی الله علیه و آله : إِنَّ لَها [الجَنَّةِ] ثَمانِیَةَ أَبوابٍ ، وَلِجَهَنَّمَ سَبعَةَ أَبوابٍ ، وَبَعضُها أَفضَلُ مِن بَعضٍ . (2)

عنه صلی الله علیه و آله : إِنَّ الجَنَّةَ لَها ثَمانِیَةُ أَبوابٍ ، ما مِنهُنَّ بابانِ إِلَا وَبَینَهُما مَسِیرَةُ الراکِبِ سَبعِینَ عاما. (3)

عنه صلی الله علیه و آله : ما بَینَ مِصراعَینِ (4) مِن مَصارِیعِ الجَنَّةِ مَسِیرَةُ أَربَعِینَ عاما. (5)

عنه صلی الله علیه و آله : بابُ اُمَّتِی الَّذِی یَدخُلُونَ مِنهُ الجَنَّةَ عَرضُهُ مَسِیرَةُ الراکِبِ الجَوادِ ثلاثا، ثُمَّ إِنَّهُم لَیُضغَطُونَ عَلَیهِ حَتّی تَکادُ مَناکِبُهُم تَزُولُ . (6)

عنه صلی الله علیه و آله : مَن أَنفَقَ زَوجَینِ فِی سَبِیلِ اللّه ِ نُودِیَ مِن أَبوابِ الجَنَّةِ : یا عَبدَ اللّه ِ هذا خَیرٌ،

ص :80

فَمَن کَانَ مِن أَهلِ الصَّلاةِ دُعِیَ مِن بابِ الصَّلاةِ ، وَمَن کانَ مِن أَهلِ الجِهادِ دُعِیَ مِن بابِ الجِهادِ ، وَمَن کانَ مِن أَهلِ الصِّیامِ دُعِیَ مِن بابِ الرَّیّانِ ، وَمَن کانَ مِن أَهلِ الصَّدَقَةِ دُعِیَ مِن بابِ الصَّدَقَةِ . (1)

عنه صلی الله علیه و آله : لِلجَنَّةِ بابٌ یُقالُ لَها : الرَّیّانُ، لا یُفتَحُ ذَلِکَ إِلی یَومِ القِیامَةِ ، ثُمَّ یُفتَحُ لِلصّائِمِینَ وَالصّائِماتِ مِن اُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله ، ثُمَّ یُنادِی رِضوانُ خازِنُ الجَنَّةِ : یا اُمَّةَ مُحَمَّدٍ ، هَلُمُّوا إِلی الرَّیّانِ . فَتَدخُلُ اُمَّتِی فِی ذَلِکَ البابِ إِلی الجَنَّةِ . (2)

عنه صلی الله علیه و آله : لِلصّائِمِینَ بابٌ فِی الجَنَّةِ یُقالُ لَهُ : الرَّیّانُ، لا یَدخُلُ مِنهُ أَحَدٌ غَیرُهُم، فَإِذا دَخَلَ آخِرُهُم أُغلِقَ، فَمَن دَخَلَ مِنهُ شَرِبَ، وَمَن شَرِبَ لَم یَظْمَأ أَبَدا. (3)

عنه صلی الله علیه و آله : لِکُلِّ أَهلِ عَمَلٍ بابٌ مِن أَبوابِ الجَنَّةِ یُدعَونَ بِذَلِکَ العَمَلِ ، وَلِأَهلِ الصِّیامِ بابٌ یُدعَونَ مِنهُ یُقالُ لَهُ : الرَّیّانُ. (4)

عنه صلی الله علیه و آله : إِنَّ أَبوابَ الجَنَّةِ تَحتَ ظِلالِ السُّیُوفِ . (5)

عنه صلی الله علیه و آله : لِلجَنَّةِ بابٌ یُقالُ لَهُ: بابُ المُجاهِدِینَ ، یَمضُونَ إِلَیهِ، فَإِذا هُوَ مَفتُوحٌ وَهُم

ص :81

مُتَقَلِّدُونَ بِسُیُوفِهِم، وَالجَمعُ فِی المَوقِفِ، وَالمَلائِکَةُ تُرَحِّبُ بِهِم. (1)

عنه صلی الله علیه و آله : جاهِدُوا فِی سَبِیلِ اللّه ِ ، فَإِنَّ الجِهادَ فِی سَبیلِ اللّه ِ تَبارَکَ وَتَعالی بابٌ مِن أَبوابِ الجَنَّةِ، یُنجِی اللّه ُ تَبارَکَ وَتَعالَی بِهِ مِن الهَمِّ وَالغَمِّ. (2)

الإمام علیّ علیه السلام : إِنَّ الجِهادَ بابٌ مِن أَبوابِ الجَنَّةِ ، فَتَحَهُ اللّه ُ لِخاصَّةِ أَولِیائِهِ. (3)

رسول اللّه صلی الله علیه و آله : لَمّا عُرِجَ بِی إِلَی السَّماءِ رَأَیتُ عَلی بابِ الجَنَّةِ مَکتُوبا : لا إِله إِلَا اللّه ُ ، مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللّه ِ ، عَلِیٌ حَبِیبُ اللّه ِ ، اَلحَسَنُ وَالحُسَینُ صَفوَةُ اللّه ِ ، فاطِمَةُ أَمَةُ اللّه ِ ، عَلی باغِضِهِم لَعنَةُ اللّه ِ . (4)

عنه صلی الله علیه و آله : مَکتُوبٌ عَلی بابِ الجَنَّةِ : لا إِله إِلَا اللّه ُ ، مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللّه ِ ، عَلِیٌ أَخُو رَسُولِ اللّه ِ صلی الله علیه و آله ، قَبلَ أَن یَخلُقَ اللّه ُ السَّماواتِ وَالأَرضَ بِأَلفَی عامٍ . (5)

عنه صلی الله علیه و آله : آتِی بابَ الجَنَّةِ یَومَ القِیامَةِ فَأَستَفتِحُ ، فَیَقُولُ الخازِنُ : مَن أَنتَ؟ فَأَقُولُ :

ص :82

مُحَمَّدٌ . فَیَقُولُ : بِکَ اُمِرتُ ، لا أَفتَحُ لِأَحَدٍ قَبلَکَ . (1)

عنه صلی الله علیه و آله : أَلا إِنَّما الحُسَینُ بابٌ مِن أَبوابِ الجَنَّةِ ، مَن عاداهُ حَرَّمَ اللّه ُ عَلَیهِ رائِحَةَ الجَنَّةِ . (2)

الإمام الکاظم علیه السلام : إِنَّ عَلِیّا علیه السلام بابٌ مِن أَبوابِ الجَنَّةِ ، فَمَن دَخَلَ بابَهُ کانَ مُؤمِنا، وَمَن خَرَجَ مِن بابِهِ کانَ کافِرا، وَمَن لَم یَدخُل فِیهِ وَلَم یَخرُج مِنهُ کانَ فِی الطَّبَقَةِ الَّتِی للّه ِِ فِیهِمُ المَشِیئَةُ . (3)

سنن الترمذی عن قیس بن سعد بن عبادة : مَرَّ بِیَ النَّبِیُ صلی الله علیه و آله وَقَد صَلَّیتُ ، فَضَرَبَنِی بِرِجلِهِ وَقالَ : أَلا أَدُلُّکَ عَلی بابٍ مِن أَبوابِ الجَنَّةِ؟ قلتُ : بَلَی! قالَ : لا حَولَ وَلا قُوَّةَ إِلَا بِاللّه ِ . (4)

رسول اللّه صلی الله علیه و آله : لِلجَنَّةِ ثَمانِیةُ أَبوابٍ ؛ سَبعَةٌ مُغلَقَةٌ ، وَبابٌ مَفتُوحٌ لِلتَّوبَةِ حَتَّی تَطلُعَ الشَّمسُ مِن نَحوِهِ . (5)

عنه صلی الله علیه و آله : إِنَّ لِلجَنَّةِ بابا یُقالُ لَهُ : بابُ المَعرُوفِ ، لا یَدخُلُهُ إِلَا أَهلُ المَعرُوفِ . (6)

ص :83

الإمام الصادق علیه السلام : إِنَّ لِلجَنَّةِ بابا یُقالُ لَهُ : المَعرُوفُ ، لا یَدخُلُهُ إِلّا مَن اصطَنَعَ المَعرُوفَ فِی الحَیاةِ الدُّنیا . (1)

رسول اللّه صلی الله علیه و آله : إِنَّ الجَنَّةَ لَبِنَةٌ مِن ذَهَبٍ وَلَبِنَةٌ مِن فِضَّةٍ وَلَبِنَةٌ مِن یاقُوتٍ ، وَمِلاطُها المِسکُ الأَذفَرُ ، وَشُرَفُها الیاقُوتُ الأَحمَرُ وَالأَخضَرُ وَالأَصفَرُ ، وَأَبوابُها مُختَلِفَةٌ ؛ بابُ الرَّحمَةِ مِن یاقُوتَةٍ حَمراءَ ... .

أَمّا الصَّبرُ ، فَبابٌ صَغِیرٌ مِصراعٌ واحِدٌ مِن یاقُوتَةٍ حَمراءَ لا حَلَقَ لَهُ .

وَأَمّا بابُ الشُّکرِ ، فَإِنَّهُ مِن یاقُوتَةٍ بَیضاءَ لَها مِصراعانِ مَسیرَةُ ما بَینَهُما خَمسُمِئَةِ عامٍ ، لَهُ ضَجِیجٌ وَحَنِینٌ ، یَقُولُ : اَللَّهمَّ جِئنِی بِأَهلِی . یُنطِقُهُ ذُو الجَلالِ وَالإِکرامِ .

وَأَمّا بابُ البَلاءِ ، مِن یاقُوتَةٍ صَفراءَ لَهُ مِصراعٌ واحِدٌ ما أَقَلَّ مَن یَدخُلُ مِنهُ .

فَأَمّا البابُ الأَعظَمُ فَیَدخُلُ مِنهُ العِبادُ الصالِحُونَ ؛ وَهُم أَهلُ الزُّهدِ وَالوَرَعِ ، وَالراغِبُونَ إِلَی اللّه ِ تَعالَی وَتَقَدَّسَ ، المُستَأنِسُونَ بِهِ ، فَإِذا دَخَلُوا الجَنَّةَ یَسِیرُونَ عَلی نَهرَینِ فِی مَصافَّ (2) فِی سُفُنِ الیاقُوتِ ، مَجادِیفُها اللُّؤلُؤُ ، فِیها مَلائِکَةٌ مِن نُورٍ ، عَلَیهِم ثِیابٌ شَدِیدَةٌ خُضرَتُها، یَسِیرُونَ عَلَی حافَتَی ذَلِکَ النَّهرِ ، وَاسمُ ذَلِکَ النَّهرِ : جَنَّةُ المَأوی ، وَجَنَّةُ عَدنٍ وَهِی وَسَطُ الجِنانِ ، وَسُورُها یاقُوتٌ أَحمَرُ ، وَحِصاؤُها اللُّؤلُؤُ . (3)

الإمام الحسین علیه السلام عن النزّال بن سبرة عن الإمام علیٍّ علیه السلام : قالَ رَسُولُ اللّه ِ صلی الله علیه و آله : إِذا کانَ یَومُ القِیامَةِ وَفَرَغَ اللّه ُ مِن حِسابِ الخَلائِقِ ، دَفَعَ الخالِقُ عز و جلمَفاتِیحَ الجَنَّةِ وَالنّارِ إِلَیَ، فَأَدفَعُها إِلَیکَ ، فَیَقُولُ لَکَ : اُحکُم .

ص :84

قالَ عَلِیٌ علیه السلام : وَاللّه ِ إِنَّ لِلجَنَّةِ إِحدَی وَسَبعِینَ بابا، یَدخُلُ مِن سَبعِینَ مِنها شِیعَتِی وَأَهلُ بَیتِی ، وَمِن بابٍ واحِدٍ سائِرُ النّاسِ ! (1)

الإمام علیّ علیه السلام : إِنَّ لِلجَنَّةِ ثَمانِیَةَ أَبوابٍ : بابٌ یَدخُلُ مِنهُ النَبِیُّونَ وَالصِّدِّیقُونَ ، وَبابٌ یَدخُلُ مِنهُ الشُّهَداءُ وَالصّالِحُونَ ، وَخَمسَةُ أَبوابٍ یَدخُلُ مِنها شِیعَتُنا وَمُحِبُّونا، فَلا أَزالُ واقِفا عَلَی الصِّراطِ أَدعُو وَأَقُولُ : رَبِّ سَلِّم شِیعَتِی وَمُحِبِّیَّ وَأَنصارِی وَمَن تَوَلَانِی فِی دارِ الدُّنیا .

فَإِذا النِّداءُ مِن بُطنانِ العَرشِ : قَد اُجِیبَت دَعوَتُکَ ، وَشُفِّعتَ فِی شِیعَتِکَ ، وَیَشفَعُ کُلُّ رَجُلٍ مِن شِیعَتِی وَمَن تَوَلَانِی وَنَصَرَنِی وَحارَبَ مَن حارَبَنِی بِفِعلٍ أَو قَولٍ فِی سَبعِینَ أَلفَا مِن جِیرانِهِ وَأَقرِبائِهِ ، وَبابٌ یَدخُلُ مِنهُ سائِرُ المُسلِمِینَ مِمَّن شَهِدَ أَن لا إِله إِلَا اللّه ُ ، وَلَم یَکُن فِی قَلبِهِ مِقدارُ ذَرَّةٍ مِن بُغضِنا أَهلَ البَیتِ . (2)

الإمام الباقر علیه السلام : أَحسِنُوا الظَّنَّ بِاللّه ِ ، وَاعلَمُوا أَنَّ لِلجَنَّةِ ثَمانِیَةَ أَبوابٍ ، عَرضُ کُلِّ بابٍ مِنها مَسِیرَةُ أَربَعِینَ سَنَةً . (3)

تنبیه الخواطر : رَوَی بَعضُهُم أَنَّهُ صَلَواتُ اللّه ِ عَلَیهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قالَ : أَدِیمُوا قَرعَ بابِ الجَنَّةِ یُفتَح لَکُم . قُلتُ : وَکَیفَ نُدِیمُ قَرعَ بابِ الجَنَّةِ؟ قالَ : بِالجُوعِ وَالظَماءِ . (4)

ص :85

بِیَدِهِ! وَأَقوامٌ آمَنُوا بِاللّه ِ وَرَسُولِهِ ، وَصَدَّقُوا المُرسَلِینَ . (1)

الإمام علیّ علیه السلام : قالَ رسولُ اللّه ِ صلی الله علیه و آله : إِنَّ فِی الجَنَّةِ لَغُرَفا یُری ظُهُورُها مِن بُطُونِها ، وَبُطُونُها مِن ظُهُورِها . فَقامَ إِلَیهِ أَعرابِیٌ فَقالَ : لِمَن هِیَ یا رَسُولَ اللّه ِ؟ قالَ : لِمَن أَطابَ الکَلامَ ، وَأَطعَمَ الطَّعامَ ، وَأَدامَ الصِّیامَ ، وَصَلَّی للّه ِِ بِاللَّیلِ وَالنّاسُ نِیامٌ . (2)

الإمام الصّادق عن آبائه عن الإمام علیٍ علیهم السلام : قالَ رَسُولُ اللّه ِ صلی الله علیه و آله : إِنَّ فِی الجَنَّةِ غُرَفا یُری ظاهِرُها مِن باطِنِها ، وَباطِنُها مِن ظاهِرِها، یَسکُنُها مِن اُمَّتِی مَن أَطابَ الکَلامَ ، وَأَطعَمَ الطَّعامَ ، وَأَفشَی السَّلامَ ، وَأَدامَ الصِّیامَ ، وَصَلَّی بِاللَّیلِ وَالنّاسُ نِیامٌ .

فقالَ عَلِیٌ علیه السلام : یا رَسُولَ اللّه ِ ، وَمَن یُطِیقُ هَذا مِن اُمَّتِکَ؟ فَقالَ صلی الله علیه و آله : یا عَلِیُ، أَوَما تَدرِی ما إِطابَةُ الکَلامِ؟ مَن قالَ إِذا أَصبَحَ وَأَمسَی : «سُبحانَ اللّه ِ وَالحَمدُ للّه ِِ وَلا إِله إِلَا اللّه ُ وَاللّه ُ أَکبَرُ» عَشرَ مَرّاتٍ .

وَإِطعامُ الطَّعامِ نَفَقَةُ الرَّجُلِ عَلی عِیالِهِ .

وَأَمّا إِدامَةُ الصِّیامِ فَهُوَ أَن یَصُومَ الرَّجُلُ شَهرَ رَمَضانَ وَثَلاثَةَ أَیّامٍ فِی کُلِّ شَهرٍ یُکتَبُ لَهُ صَومَ الدَّهرِ .

وَأَمّا الصَّلاةُ بِاللَّیلِ وَالنّاسُ نِیامٌ ، فَمَن صَلَّی المَغرِبَ وَصَلاةَ العِشاءِ الآخِرَةِ وَصَلاةَ الغَداةِ فِی المَسجِدِ فِی جَماعَةٍ فَکَأَنَّما أَحیا اللَّیلَ کُلَّهُ .

وَإِفشاءُ السَّلامِ أَن لا یَبخَلَ بِالسَّلامِ عَلی أَحَدٍ مِن المُسلِمِینَ . (3)

ص :88

حلیة الأولیاء عن جابر بن عبد اللّه : خَرَجَ عَلَینا رَسُولُ اللّه ِ صلی الله علیه و آله ذاتَ یَومٍ فَقالَ : أَلا اُخبِرُکُم بِغُرَفِ أَهلِ الجَنَّةِ؟ قُلنا : بَلی بِأَبِینا وَأُمِّنا یا رَسُولَ اللّه ِ .

قالَ : إِنَّ فِی الجَنَّةِ غُرَفا مِن أَلوانِ الجَواهِرِ ، یُری ظَاهِرُها مِن باطِنِها وَباطِنُها مِن ظاهِرِها، فِیها مِن النَّعِیمِ وَالثَّوابِ وَالکَرامَةِ ما لا اُذُنٌ سَمِعَت وَلا عَینٌ رَأَت.

فَقُلنا : بِأَبِینا أَنتَ وَأُمِّنا یا رَسُولَ اللّه ِ ، لِمَن تِلکَ؟

فَقالَ : لِمَن أَفشَی السَّلامَ ، وَأَدامَ الصِّیامَ ، وَأَطعَمَ الطَّعامَ ، وَصَلَّی وَالنَّاسُ نِیامٌ .

فَقُلتُ : بِأَبِینا أَنتَ وَأُمِّنا یا رَسُولَ اللّه ِ ، وَمَن یُطِیقَ ذَلِکَ؟

فَقالَ : مِن أُمَّتِی مَن یُطِیقُ ذَلِکَ ، وَسَأُخبِرُکُم عَمَّن یُطِیقُ ذَلِکَ : مَن لَقِیَ أَخاهُ المُسلِمَ فَسَلَّمَ عَلَیهِ فَرَدَّ علیه السلام فَقَد أَفشَی السَّلامَ ، وَمَن أَطعَمَ أَهلَهُ وَعِیالَهُ مِن الطَّعامِ حَتَّی یُشبِعَهُم فَقَد أَطعَمَ الطَّعامَ ، وَمَن صامَ رَمَضانَ وَمِن کُلِّ شَهرٍ ثَلاثَةَ أَیّامٍ فَقَد أَدامَ الصِّیامَ ، وَمَن صَلَّی العِشاءَ الآخِرَةَ وَالغَداةَ فِی جَماعَةٍ فَقَد صَلَّی وَالنَّاسُ نِیامٌ ؛ الیَهودُ (1) والنَّصارَی وَالمَجُوسُ . (2)

رَّحِیقٍ مَّخْتُومٍ * خِتَامُهُ مِسْکٌ وَ فِی ذَ لِکَ فَلْیَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ * وَ مِزَاجُهُ مِن تَسْنِیمٍ * عَیْنًا یَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ » . (1)

«إِنَّ الْمُتَّقِینَ فِی ظِ_لَ_لٍ وَ عُیُونٍ * وَ فَوَاکِهَ مِمَّا یَشْتَهُونَ * کُلُواْ وَ اشْرَبُواْ هَنِی_ئا بِمَا کُنتُمْ تَعْمَلُونَ * إِنَّا کَذَ لِکَ نَجْزِی الْمُحْسِنِینَ » . (2)

«عَیْنًا فِیهَا تُسَمَّی سَلْسَبِیلاً » . (3)

«فِیهَا عَیْنٌ جَارِیَةٌ » . (4)

«إِنَّ الْمُتَّقِینَ فِی جَنَّاتٍ وَعُیُونٍ » . (5)

الحدیث

رسول اللّه صلی الله علیه و آله : أَربَعُ عُیُونٍ فِی الجَنَّةِ : عَینانِ تَجرِیانِ مِن تَحتِ العَرشِ ؛ إِحداهُما الَّتِی ذَکَرَ اللّه ُ : «یُفَجِّرُونَهَا تَفْجِیرًا » ، وَالاُخرَی الزَّنجَبِیلُ ، وَالاُخرَیانِ نَضَّاخَتانِ (6) مِن فَوقِ العَرشِ ؛ إِحداهُما الَّتِی ذَکَرَ اللّه ُ : «عَینا فِیها تُسَمَّی سَلْسَبِیلاً » ، وَالاُخرَی «التَّسنِیمُ» (7) . (8)

عنه صلی الله علیه و آله : إِنَّ فِی الفِردَوسِ لَعَینا أَحلَی مِنَ الشَّهدِ ، وَأَلیَنَ مِن الزُّبدَ ، وَأَبرَدَ مِن الثَّلجِ ، وَأَطیَبَ مِنَ المِسکِ ، فِیها طِینَةٌ خَلَقَنا اللّه ُ عز و جل مِنها وَخَلَقَ مِنها شِیعَتَنا ، فَمَن لَم یَکُن مِن تِلکَ الطِّینَةِ فَلَیسَ مِنّا وَلا مِن شِیعَتِنا ، وَهِیَ المِیثاقُ الَّذِی أَخَذَ اللّه ُ عز و جل عَلَیهِ وَلایَةَ

ص :90

عَلِیِ بنِ أَبِی طالِبٍ علیه السلام . (1)

الإمام علیّ علیه السلام _ فِی قَولِهِ تَعالی : «نَضْرَةَ النَّعِیمِ » _ : هِیَ عَینٌ فِی الجَنَّةِ ، یَتَوَضَّؤُونَ مِنها وَیَغتَسِلُونَ ، فَتَجرِی عَلَیهِم نَضرَةُ النَّعِیمِ . (2)

الزهد للحسن بن سعید عن محمّد بن مسلم : سَأَلتُ أَبا عَبدِ اللّه ِ علیه السلام عَنِ الجَهَنَّمِیِّینَ ، فَقالَ : کانَ أَبُو جَعفَرٍ علیه السلام یَقُولُ : یَخرُجُونَ مِنها فَیُنتَهَی بِهِم إِلی عَینٍ عِندَ بابِ الجَنَّةِ تُسَمَّی : عَینَ الحَیَوانِ ، فَیُنضَحُ عَلَیهِم مِن مائِها، فَیَنبُتُونَ کَما یَنبُتُ الزَّرعُ لُحومُهُم وَجُلُودُهُم وَشُعُورُهُم. (3)

الاختصاص عن عبد اللّه بن سنان : سَأَلتُ أَبا عبدِ اللّه ِ علیه السلام عَنِ الحَوضِ ، فَقالَ لِی : هُو حَوضُ ما بَینَ بُصری (4) إِلی صَنعاءَ ، أَتُحِبُّ أَن تَراهُ؟ فَقُلتُ لَهُ : نَعَم ، قالَ : فَأَخَذَ بِیَدِی وَأَخرَجَنِی إِلی ظَهرِ المَدِینَةِ ، ثُمَّ ضَرَبَ بِرِجلِهِ ، فَنَظَرتُ إِلی نَهرٍ یَجرِی مِن جانِبِهِ هذا ماءٌ أَبیَضُ مِنَ الثَّلجِ ، وَمِن جانِبِهِ هذا لَبَنٌ أَبیَضُ مِنَ الثَّلجِ ، وَفِی وَسَطِهِ خَمرٌ أَحسَنُ مِنَ الیاقُوتِ ، فَما رَأَیتُ شَیئا أَحسَنَ مِن تِلکَ الخَمرِ بَینَ اللَّبَنِ وَالماءِ!

فَقُلتُ لَهُ : جُعِلتُ فِداکَ، مِن أَینَ یَخرُجُ هذا؟ وَمِن أَینَ مَجراهُ؟ فَقالَ : هذِهِ العُیُونُ الَّتِی ذَکَرَها اللّه ُ فِی کِتابِهِ أَنهارٌ فِی الجَنَّةِ : عَینٌ مِن ماءٍ ، وَعَینٌ مِن لَبَنٍ ، وَعَینٌ مِن خَمرٍ ، یَجرِی فِی هَذا النَّهرِ .

وَرَأَیتُ حافَّتَیهِ عَلَیهِما شَجَرٌ فِیهِنَّ جَوارٍ مُعَلَّقاتٌ بِرُؤُوسِهِنَّ ، ما رَأَیتُ شَیئا

ص :91

أَحسَنَ مِنهُنَّ ، وَبِأَیدِیهِنَّ آنِیَةٌ ما رَأَیتُ أَحسَنَ مِنها لَیسَت مِن آنِیَةِ الدُّنیا . (1)

الإمام الصادق علیه السلام _ فِی قولِهِ تَعالی: «وَ مِزَاجُهُ مِن تَسْنِیمٍ » _ : أَشرَفُ شَرابِ أَهلِ الجَنَّةِ یَأتِیهِم فِی عالِی تَسنِیمٍ ؛ وَهِیَ عَینٌ یَشرَبُ بِها المُقَرَّبُونَ ، وَالمُقَرَّبُونَ : آلُ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله . (2)

عنه علیه السلام _ فِی الدُّعاءِ _ : اَللَّهُمَّ بِرَحمَتِکَ فِی الصّالِحِینَ فَأَدخِلنا ، وَفِی عِلِّیِّینَ فَارفَعنا ، وَبِکَأسٍ مِن مَعِینٍ مِن عَینٍ سَلسَبِیلٍ فَاسقِنا ، وَمِنَ الحُورِ العِینِ بِرَحمَتِکَ فَزَوِّجنا . (3)

تَشَقَّقُ الأَنهارُ بَعدُ . (1)

عنه صلی الله علیه و آله _ لَمّا سُئِلَ عَن أَنهارِ الجَنَّةِ : کَم عَرضُ کُلِّ نَهرٍ مِنها؟ _ : عَرضُ کُلِّ نَهرٍ مَسِیرَةُ خَمسِمِئَةِ عامٍ ، یَدُورُ تَحتَ القُصُورِ وَالحُجُبِ ، تَتَغَنَّی أَمواجُهُ ، وَتُسَبِّحُ وَتَطرَبُ فِی الجَنَّةِ کَما یَطرَبُ النَّاسُ فِی الدُّنیا. (2)

بحار الأنوار عن ابن عبّاس _ فِی خَبَرٍ طَوِیلٍ یَذکُرُ فِیهِ مَسائِلَ سَأَلَها عَبدُ اللّه ِ بنُ سَلامٍ رَسُولَ اللّه ِ صلی الله علیه و آله _ : فَأَخبِرنِی عَن أَنهارِ الجَنَّةِ ما هِیَ؟ قالَ : یَابنَ سَلامٍ ، لَبَنٌ لَم یَتَغَیَّر طَعمُهُ ، وَخَمرٌ ، وَعَسَلٌ مُصَفًّی ، وَماءٌ غَیرُ آسِنٍ .

قالَ : صَدَقتَ یا مُحَمَّدُ ، فَجامِدَةٌ هِیَ أَم جارِیَةٌ؟ قالَ : بَل جارِیَةٌ بَینَ أَشجارِها. قالَ : فَهَل تَنقُصُ أَم تَزِیدُ؟ قالَ : لا یَابنَ سَلامٍ ، قالَ : فَهَل لِذلِکَ مَثَلٌ فِی الدُّنیا؟ قالَ : نَعَم، قالَ : وَما هُوَ؟ قالَ : یَابنَ سَلامٍ ، اُنظُر إِلَی البِحارِ تُمطِرُ فِیها السَّماءُ وَتَمُدُّها الأَنهارُ مِنَ الأَرضِ فَلا تَزِیدُ وَلا تَنقُصُ .

قالَ : صِفْ لِی أَنهارَ الجَنَّةِ . قالَ : یَابنَ سَلامٍ ، فِی الجَنَّةِ نَهرٌ یُقالُ لَهُ : الکَوثَرُ ، رائِحَتُهُ أَطیَبُ مِن رائِحَةِ المِسکِ الأَذفَرِ (3) وَالعَنبَرِ ، حَصاهُ الدُّرُّ وَالیاقُوتُ ، عَلَیهِ خِتامٌ مِن اللُّؤلُؤِ الأَبیَضِ ، وَهُوَ مَنزِلُ أَولِیاءِ اللّه ِ تَعالَی . (4)

رسول اللّه صلی الله علیه و آله : أَنهارُ الجَنَّةِ تَخرُجُ مِن تَحتِ تِلالِ _ أَو مِن تَحتِ جِبالِ _ مِسکٍ . (5)

ص :93

عنه صلی الله علیه و آله : إِنَّ أَنهارَ الجَنَّةِ تَجرِی فِی غَیرِ اُخدُودٍ ، أَشَدَّ بَیاضا مِنَ الثَّلجِ ، وَأَحلَی مِنَ العَسَلِ ، وَأَلیَنُ مِنَ الزُّبدِ ، طِینُ النَّهرِ مِسکٌ أَذفَرُ ، وَحَصاهُ الدُّرُّ وَالیاقُوتُ ، تَجرِی فِی عُیُونِهِ وَأَنهارِهِ حَیثُ یَشتَهِی وَیُرِیدُ فِی جَنّاتِهِ وَلِیُ اللّه ِ ، فَلَو أَضافَ مَن فِی الدُّنیا مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ لَأَوسَعَهُم طَعاما وَشَرابا وَحَلالاً وَحُلِیّا، لا یَنقُصُهُ مِن ذَلِکَ شَیءٌ . (1)

حلیة الأولیاء عن أنس عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله : لَعَلَّکُم تَظُنُّونَ أَنَّ أَنهارَ الجَنَّةِ أُخدُودٌ فِی الأَرضِ ، لا وَاللّه ِ إِنَّها لَسائِحَةٌ عَلَی وَجهِ الأَرضِ ، حافَتاها خِیامُ اللُّؤلُؤِ ، وَطِینُها المِسکُ الأَذفَرُ . قُلتُ : یا رَسُولَ اللّه ِ ، وَما الأَذفَرُ؟ قالَ : الَّذِی لا خِلطَ مَعَهُ . (2)

رسول اللّه صلی الله علیه و آله : إِنَّ فِی الجَنَّةِ نَهرا یُقالُ لَهُ : رَجَبٌ ، أَشَدُّ بَیاضا مِنَ اللَّبَنِ وَأَحلَی مِنَ العَسَلِ ، مَن صامَ مِن رَجَبٍ یَوما سَقاهُ اللّه ُ مِن ذَلِکَ النَّهرِ . (3)

الإمام الکاظم علیه السلام : رَجَبٌ نَهرٌ فِی الجَنَّةِ ، أَشَدُّ بَیاضا مِنَ اللَّبَنِ وَأَحلَی مِنَ العَسَلِ ، مَن صامَ یَوما مِن رَجَبٍ سَقاهُ اللّه ُ مِن ذَلِکَ النَّهرِ . (4)

رسول اللّه صلی الله علیه و آله : الکَوثَرُ نَهرٌ فِی الجَنَّةِ ، حافَّتاهُ مِن ذَهَبٍ ، وَمَجراهُ عَلَی الدُّرِّ وَالیاقُوتِ ، تُربَتُهُ أَطیَبُ مِنَ المِسکِ ، وَماؤُهُ أَحلَی مِنَ العَسَلِ وَأَبیَضُ مِنَ الثَّلجِ . (5)

ص :94

عنه صلی الله علیه و آله : بَینَما أَنا أَسِیرُ فِی الجَنَّةِ ، إِذا أَنا بِنَهرٍ ، حافَتاهُ قِبابُ الدُّرِّ المُجَوَّفِ ، قُلتُ : ما هَذا یا جِبرِیلُ؟ قالَ : هَذا الکَوثَرُ الَّذِی أَعطاکَ رَبُّکَ . فَإِذا طِینُهُ _ أَو طِیبُهُ (1) _ مِسکٌ أَذفَرُ . (2)

عنه صلی الله علیه و آله : أَکبَرُ أَنهارِ الجَنَّةِ الکَوثَرُ ، تَنبُتُ الکَواعِبُ الأَترابُ (3) عَلَیهِ ، یَزُورُهُ أَولِیاءُ اللّه ِ یَومَ القِیامَةِ . (4)

عنه صلی الله علیه و آله : لَمّا اُسرِیَ بِی رَأَیتُ فِی الجَنَّةِ نَهرا أَبیَضَ مِنَ اللَّبَنِ ، وَأَحلَی مِنَ العَسَلِ ، وَأَشَدَّ استِقامةً مِنَ السَّهمِ ؛ فِیهِ أَبارِیقُ عَدَدَ النُّجُومِ ، عَلَی شاطِئِهِ قِبابُ الیاقُوتِ الأَحمَرِ وَالدُّرِّ الأَبیَضِ . (5)

الإمام الصادق علیه السلام : إِنَّ فِی الجَنَّةِ نَهرا حافَتاهُ حُورٌ نابِتاتٌ ، فَإِذا مَرَّ المُؤمِنُ بِإِحداهُنَّ فَأَعجبَتَهُ اقتَلَعَها، فَأَنبَتَ اللّه ُ عز و جل مَکانَها . (6)

ص :95

مِن أَعلاهُ إِلی أَسفَلِهِ ، لا یُؤخَذُ مِنهُ شَیءٌ إِلّا أَعادَهُ اللّه ُ کَما کانَ ، وَذَلِکَ قَولُ اللّه ِ : «لَا مَقْطُوعَةٍ وَ لَا مَمْنُوعَةٍ » وَإِنَّ رُطَبَها لَأَمثالُ القِلالِ (1) ، وَمَوزَها وَرُمّانَها أَمثالُ الدُّلِیِّ (2) ، وَأَمشاطَهُم وَمَجامِرَهُم الدُّرُّ . (3)

المستدرک علی الصَّحیحین عن أبی امامة : أَقبَلَ أَعرابِیٌ یَوما فَقالَ : یا رَسُولَ اللّه ِ ، لَقَد ذَکَرَ اللّه ُ فِی القُرآنِ شَجَرَةً مُؤذِیَةً ، وَما کُنتُ أَری أَنَّ فِی الجَنَّةِ شَجَرَةً تُؤذِی صاحِبَها .

فَقالَ رَسُولُ اللّه ِ صلی الله علیه و آله : وَما هِیَ؟

قالَ : السِّدرُ ، فَإِنَّ لَها شَوکا!

فَقالَ رَسُولُ اللّه ِ صلی الله علیه و آله : «فِی سِدْرٍ مَّخْضُودٍ » ؛ یَخضِدُ (4) اللّه ُ شَوکَهُ ، فَیَجعَلُ مَکانَ کُلِّ شَوکَةٍ ثَمَرَةً ، فَإِنَّها تُنبِتُ ثَمَرا تُفتَقُ الثَّمَرَةُ مَعَها عَن اثنَینِ وَسَبعِینَ لَونا ، ما مِنها لَونٌ یُشبِهُ الآخَرَ . (5)

عنه صلی الله علیه و آله : مَا مِنْکُمْ مِنْ أَحَدٍ یَدْخُلُ الجَنَّةَ إلّا اُنْطُلِقَ بِهِ إِلَی طُوبی، فَتُفْتَحُ لَهُ أَکْمامُهَا، فَیَأْخُذُ مِنْ أَیِ ذلِکَ شَاءَ، إِنْ شَاءَ أَبْیَضَ وَإِنْ شَاءَ أَحْمَرَ وَإِنْ شَاءَ أَصْفَرَ وَإِنْ شَاءَ أَسْوَدَ، مِثْلَ شَقَائِقِ النُّعْمَانِ (1) وَأَرَقَّ وَأَحْسَنَ . (2)

عنه صلی الله علیه و آله _ فِی وَصفِ شَجَرَةِ طُوبی _ : هِیَ شَجَرَةٌ غَرَسَها اللّه ُ عز و جل ، وَنَفَخَ فِیها مِن رُوحِهِ ، وإنّ أَغصانَها لَتُری مِن وَراءِ سُورِ الجَنَّةِ ، تَنبُتُ بِالحُلِیِ وَالحُلَلِ ، مُتَدَلِّیَةً عَلَی أَفواهِهِم . (3)

الإمام الباقر علیه السلام عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله _ فِی قَولِ اللّه ِ تَبارَکَ وَتَعالَی : «طُوبَی لَهُمْ وَ حُسْنُ مَ_ئابٍ » (4) _ : یَعنِی وَحُسنَ مَرجِعٍ ، فَأَمّا طُوبی فَإِنَّها شَجَرَةٌ فِی الجَنَّةِ ، ساقُها فِی دارِ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله ، وَلَو أَنَّ طائِرا طارَ مِن ساقِها لَم یَبلُغ فَرعَها حَتَّی یَقتُلَهُ الهَرَمُ ، عَلی کُلِّ وَرَقَةٍ مِنها مَلَکٌ یَذکُرُ اللّه َ ، وَلَیسَ فِی الجَنَّةِ دارٌ إِلّا وَفِیها غُصنٌ مِن أَغصانِها ، وَإِنَّ أَغصانَها لَتُری مِن وَراءِ سُورِ الجَنَّةِ ، تَحمِلُ لَهُم ما یَشاؤُونَ مِن حُلِیِّها وَحُلَلِها وَثِمارِها، لا یُؤخَذُ مِنها شَیءٌ إِلّا أَعادَهُ اللّه ُ کَما کانَ ، بِأَنَّهُم کَسَبُوا طَیِّبا وَأَنفَقُوا قَصدا ، وَقَدَّمُوا فَضلاً فَقَد أَفلَحُوا وَأَنجَحُوا. (5)

الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام : سُئِلَ رَسُولُ اللّه ِ صلی الله علیه و آله عَن طُوبی ، فَقالَ : شَجَرَةٌ أَصلُها فِی

ص :98

دارِی ، وَفَرعُها عَلی أَهلِ الجَنَّةِ . ثُمَّ سُئِلَ عَنها مَرَّةً اُخری ، فَقالَ : فِی دارِ عَلِیٍ علیه السلام ، فَقِیلَ فِی ذَلِکَ ، فَقالَ : إِنَّ دارِی وَدارَ عَلِیٍ فِی الجَنَّةِ بِمکانٍ واحِدٍ . (1)

الإمام علیّ علیه السلام : طُوبی شَجَرَةٌ فِی الجَنَّةِ ، أَصلُها فِی دارِ النَّبِیِ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله ، وَلَیسَ مِن مُؤمِنٍ إِلّا وَفِی دارِهِ غُصنٌ مِنها ، لا یَخطُرُ عَلی قَلبِهِ شَهوَةُ شَیءٍ إِلّا أَتاهُ بِهِ ذَلِکَ ، وَلَو أَنَّ راکِبا مُجِدّا سارَ فِی ظِلِّها مِئَةَ عامٍ ما خَرَجَ مِنهُ ، وَلَو طارَ مِن أَسفَلِها غُرابٌ ما بَلَغَ أَعلاها حَتَّی یَسقُطَ هَرَما . أَلا فَفِی هَذا فَارغَبُوا . (2)

الإمام الصادق علیه السلام : طُوبی شَجَرَةٌ فِی الجَنَّةِ فِی دارِ أَمِیرِ المُؤمِنِینَ علیه السلام ، وَلَیسَ أَحَدٌ مِن شِیعَتِهِ إِلّا وَفِی دارِهِ غُصنٌ مِن أَغصانِها وَوَرَقَةٌ مِن أَوراقِها ، یَستَظِلُّ تَحتَها أُمَّةٌ مِنَ الأُمَمِ . (3)

عنه علیه السلام : کانَ رَسُولُ اللّه ِ صلی الله علیه و آله یُکثِرُ تَقبِیلَ فاطِمَةَ علیهاالسلام ، فَأَنکَرَت ذَلِکَ عائِشَةُ ، فَقالَ رَسُولُ اللّه ِ صلی الله علیه و آله : یا عائِشَةُ ، إِنِّی لَمّا أُسرِیَ بِی إِلی السَّماءِ دَخَلتُ الجَنَّةَ فَأَدنانِی جَبرَئِیلُ مِن شَجَرَةِ طُوبی ، وَناوَلَنِی مِن ثِمارِها ، فَأَکَلتُ ، فَحَوَّلَ اللّه ُ ذَلِکَ ماءً فِی ظَهرِی ، فَلَمّا هَبَطتُ إِلَی الأَرضِ واقَعتُ خَدِیجَةَ ، فَحَمَلَت بِفاطِمَةَ ، فَما قَبَّلتُها قَطُّ إِلّا وَجَدتُ رائِحَةَ شَجَرَةِ طُوبی مِنها . (4)

ص :99

الخصال عن عامر بن واثلة : کُنتُ فِی البَیتِ یَومَ الشُّوری ، فَسَمِعتُ عَلِیّا علیه السلام وَهُوَ یَقُولُ : ... نَشَدتُّکُم بِاللّه ِ هَل فِیکُم أَحَدٌ قالَ لَهُ رَسُولُ اللّه ِ کَما قالَ لِی : «إِنَّ طُوبی شَجَرَةٌ فِی الجَنَّةِ ، أَصلُها فِی دارِ عَلِیٍ ، لَیسَ مِن مُؤمِنٍ إِلّا وَفِی مَنزِلِهِ غُصنٌ مِن أَغصانِها» غَیرِی؟ قالُوا : اَللَّهُمَّ لا . (1)

کمال الدّین عن أبی بصیر : قالَ الصَّادِقُ علیه السلام : طُوبی لِمَن تَمَسَّکَ بِأَمرِنا فِی غَیبَةِ قائِمِنا ، فَلَم یَزِغْ قَلبُهُ بَعدَ الهِدایَةِ .

فَقُلتُ لَهُ : جُعِلتُ فِداکَ وَما طُوبی؟

قالَ : شَجَرَةٌ فِی الجَنَّةِ ، أَصلُها فِی دارِ عَلِیِ بنِ أَبِی طالِبٍ علیه السلام ، وَلَیسَ مِن مُؤمِنٍ إِلّا وَفِی دارِهِ غُصنٌ مِن أَغصانِها ، وَذَلِکَ قَولُ اللّه ِ عز و جل : «طُوبَی لَهُمْ وَ حُسْنُ مَ_ئابٍ » . (2)

الإمام الصادق علیه السلام : إِنَّ المُؤمِنَ إِذا لَقِیَ أَخاهُ وَتَصافَحا (3) لَم تَزَلِ الذُّنُوبُ تَتَحاتُّ (4) عَنهُما ماداما مُتَصافِحَینِ کَتَحاتِّ الوَرَقِ عَنِ الشَّجَرِ ، فَإِذا افتَرَقا قالَ مَلَکاهُما : جَزاکُما اللّه ُ خَیرا عَن أَنفُسِکُما ، فَإِنِ التَزَمَ کُلُّ واحِدٍ مِنهُما صاحِبَهُ ناداهُما مُنادٍ : طُوبی لَکُما وَحُسنُ مَآبٍ . وَطُوبی شَجَرَةٌ فِی الجَنَّةِ ، أَصلُها فِی دارِ أَمیرِ المُؤمِنِینَ ، وَفَرعُها فِی مَنازِلِ أَهلِ الجَنَّةِ ، فَإِذا افتَرَقا ناداهُما مَلَکانِ کَرِیمانِ : أَبشِرا یا وَلِیَّیِ اللّه ِ بِکَرامَةِ اللّه ِ وَالجَنَّةُ مِن وَرائِکُما. (5)

الدرّ المنثور عن فرقد السّبخیِ : أَوحَی اللّه ُ إِلی عِیسَی بنِ مَریَمَ علیه السلام فِی الإِنجِیلِ : یا عِیسَی ، جِدَّ فِی أَمرِی وَلا تَهزُل ، وَاسمَع قَولِی وَأَطِع أَمرِی . یَابنَ البِکرِ البَتُولِ ، إِنِّی

ص :100

خَلَقتُکَ مِن غَیرِ فَحلٍ ، وَجَعَلتُکَ وَأُمَّکَ آیةً لِلعالَمِینَ ، فَإِیّایَ فَاعبُد ، وَعَلَیَ فَتَوَکَّل ، وَخُذِ الکِتابَ بِقُوَّةٍ .

قالَ عِیسی علیه السلام : أَی رَبِّ ، أَیَّ کِتابٍ آخُذُ بِقُوَّةٍ ؟ قالَ: خُذ کِتابَ الإِنجِیلِ بِقُوَّةٍ ، فَفَسِّرهُ لِأَهلِ السریانِیَّةِ ، وَأَخبِرهُم إِنِّی أَنا اللّه ُ لا إِله إِلّا أَنَا ، الحَیُ القَیُّومُ ، البَدیِعُ الدّائِمُ ، الَّذِی لا زَوالَ لَهُ ، فَآمِنُوا بِاللّه ِ وَرَسُولِهِ النَّبِیِ الَّذِی یَکُونُ فِی آخِرِ الزَّمانِ ، فَصَدِّقُوهُ وَاتَّبِعُوهُ ، صاحِبِ الجَمَلِ وَالمِدرَعَةِ وَالهِراوَةِ وَالتّاجِ ، الأَنجَلِ (1) العَینِ ، المَقرُونِ الحاجِبَینِ ، صاحِبِ الکِساءِ ، الَّذِی إِنَّما نَسلُهُ مِنَ المُبارَکَةِ _ یَعنِی خَدِیجَةَ _ .

یا عِیسَی ، لَها بَیتٌ مِن لُؤلُؤٍ مِن قَصَبٍ مُوصَلٍ بِالذَّهَبِ ، لا یُسمَعُ فِیهِ أَذًی وَلا نَصَبٌ ، لَها ابنَةٌ _ یَعنِی فاطِمَةَ _ وَلَها ابنانِ فَیُستَشهَدانِ _ یَعنِی الحَسَنَ وَالحُسَینَ علیهماالسلام _ طُوبی لِمَن سَمِعَ کَلامَهُ ، وَأَدرَکَ زَمانَهُ ، وَشَهِدَ أَیّامَهُ .

قالَ عِیسَی علیه السلام : یا رَبِّ وَما طُوبی؟

قالَ : شَجَرَةٌ فِی الجَنَّةِ ، أَنا غَرَستُها بِیَدِی ، وَأَسکَنتُها مَلائِکَتِی ، أَصلُها مِن رِضوانَ ، وَماؤُها مِن تَسنِیمٍ . (2)

فِیهَا فَاکِهَةٌ وَ لَهُم مَّا یَدَّعُونَ * سَلَامٌ قَوْلًا مِّن رَّبٍّ رَّحِیمٍ » . (1)

«مَّتَّکِ_ئینَ فِیهَا عَلَی الْأَرَائِکِ لَا یَرَوْنَ فِیهَا شَمْسًا وَ لَا زَمْهَرِیرًا * وَ دَانِیَةً عَلَیْهِمْ ظِ_لَالُهَا وَ ذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِیلاً » . (2)

الحدیث

رسول اللّه صلی الله علیه و آله : إِنَّ فِی الجَنَّةِ لَشَجَرَةً یَسِیرُ الرّاکِبُ فِی ظِلِّها مِائَةَ سَنَةٍ ، وَاقرَؤُوا إِن شِئتُم «وَ ظِ_لٍّ مَّمْدُودٍ » (3) . (4)

عنه صلی الله علیه و آله _ فِی وَصفِ سِدرَةِ المُنتَهی _ : یَسِیرُ الرّاکِبُ فِی الفَنَنِ (5) مِنها مِائَةَ سَنَةٍ ، یَستَظِلُّ بِالفَنَنِ مِنها مِئَةُ راکِبٍ ، فِیها فِراشٌ مِن ذَهَبِ . (6)

عنه صلی الله علیه و آله _ فِی أَحوالِ أَهلِ الجَنَّةِ _ : یَتَنَعَّمُونَ فِی جَنّاتِهِم فِی ظِلٍّ مَمدُودٍ فِی مِثلِ ما بَینَ طُلُوعِ الفَجرِ إِلی طُلُوعِ الشَّمسِ . (7)

المناقب لابن شهر آشوب _ فِی خَبَرِ الرّاهِبِ الَّذِی سَأَلَ الإِمامَ الکاظِمَ علیه السلام عَن بَعضِ الأُمُورِ _ : قالَ [الرَّاهِبُ] : وَفِی الجَنَّةِ ظِلٌّ مَمدُودٌ؟

فَقالَ علیه السلام : الوَقتُ الَّذِی قَبلَ طُلُوعِ الشَّمسِ کُلُّها ظِلٌّ مَمدُودٌ ، قَولُهُ : «أَلَمْ تَرَ إِلَی رَبِّکَ

ص :102

کَیْفَ مَدَّ الظِّ_لَّ» (1) . (2)

الأَبکارِ . (1)

المنتخب من مسند عبد بن حمیدٍ عن عمر بن الخطّاب : جاءَ أُناسٌ مِنَ الیَهُودِ إِلی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله فَقالُوا : یا مُحَمَّدُ ، أَفِی الجَنَّةِ فاکِهَةٌ؟ قالَ : نَعَم ، فِیها فاکِهَةٌ وَنَخلٌ وَرُمّانٌ . قالَ : أَفَیَأکُلُونَ کَما یَأْکُلُونَ فِی الدُّنیا؟ قالَ : نَعَم وَأَضعافٌ ، قالَ : أَفَیَقضُونَ الحَوائِجَ؟ قالَ : لا، وَلِکنَّهُم یَعرَقُونَ وَیَرشَحُونَ ، فَیَذهَبُ اللّه ُ بِما فِی بُطُونِهِم مِن أَذًی . (2)

تفسیر الطّبری عن قتادة _ فِی قَولِهِ تَعالی : «وَ جَنَی الْجَنَّتَیْنِ دَانٍ » (3) _ : ثِمارُهُم [أَی أَهلِ الجَنَّةِ ]دانِیَةٌ ، لا یَرُدُّ أَیدِیَهُم عَنهُ بُعدٌ وَلا شَوکٌ ، ذکر لنا أَنَّ نَبِیَ اللّه ِ صلی الله علیه و آله قالَ : وَالَّذِی نَفسِی بِیَدِهِ لا یَقطَعُ رَجُلٌ ثَمَرَةً مِنَ الجَنَّةِ فَتَصِلَ إِلی فِیهِ حَتَّی یُبَدِّلَ اللّه ُ مَکانَها خَیرا مِنها . (4)

رسول اللّه صلی الله علیه و آله : لا یَنزِعُ رَجُلٌ مِن أَهلِ الجَنَّةِ مِن ثَمَرِها شَیئا إِلّا أَخلَفَ اللّه ُ مَکانَها مِثلَها . (5)

«مُتَّکِ_ئینَ عَلَی فُرُشٍ بَطَ_ائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَ جَنَی الْجَنَّتَیْنِ دَانٍ * فَبِأَیِّ ءَالَاءِ رَبِّکُمَا تُکَذِّبَانِ » . (1)

سَبعُونَ فِراشا کَقَدرِ سَبعِینَ غُرفَةً ، بَعضُها فَوقَ بَعضٍ . (1)

الإمام الباقر علیه السلام _ فِی قَولِهِ تَعالی : «فِی ظِ_لَ_لٍ عَلَی الْأَرَائِکِ مُتَّکِ_ئونَ » _ : الأَرائِکُ : السُّرُرُ عَلَیها الحِجالُ (2) . (3)

عنه صلی الله علیه و آله : یَتَزاوَرُ أَهلُ الجَنَّةِ عَلَی نُوقٍ عَلَیها الحَشایا ، فَیَزُورُ أَهلُ عِلِّیِّینَ مَن أَسفَلُ مِنهُم ، وَلا یَزُورُ مَن أَسفَلُ مِنهُم أَهلَ عِلِّیِّینَ إِلَا المُتَحابِّینَ فِی اللّه ِ ، فَإِنَّهُم یَتَزاوَرُونَ مِنَ الجَنَّةِ حَیثُ شاؤُوا . (1)

سنن الترمذی عن أبی أیّوب : أَتَی النَّبِیَ صلی الله علیه و آله أَعرابِیٌ، فَقالَ : یا رَسُولَ اللّه ِ ، إِنِّی أُحِبُّ الخَیلَ ، أَفِی الجَنَّةِ خَیلٌ؟ قالَ رَسُولُ اللّه ِ صلی الله علیه و آله : إِن أُدخِلتَ الجَنَّةَ أُتِیتَ بِفَرَسٍ مِن یاقُوتَةٍ ، لَهُ جَناحانِ ، فَحُمِلتَ عَلَیهِ ، ثُمَّ طارَ بِکَ حَیثُ شِئتَ . (2)

رسول اللّه صلی الله علیه و آله _ لِعَلِیٍ علیه السلام فِی فَضلِ شِیعَتِهِ _ : إِنَّهُم لَیُخرَجُونَ یَومَ القِیامَةِ مِن قُبُورِهِم وَهُم یَقُولُونَ : لا إِله إِلّا اللّه ُ ، مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللّه ِ ، عَلِیُ بنُ أَبِی طالِبٍ حُجَّةُ اللّه ِ . فَیُؤتَونَ بِحُلَلٍ خُضرٍ مِنَ الجَنَّةِ ، وَأَکالِیلَ (3) مِنَ الجَنَّةِ ، وَتِیجانٍ مِنَ الجَنَّةِ ، وَنَجائِبَ مِنَ الجَنَّةِ ، فَیُبلس کُلُّ واحِدٍ مِنهُم حُلَّةً خَضراءَ ، وَیُوضَعُ عَلی رَأسِهِ تاجُ المُلکِ وَإِکلِیلُ الکَرامَةِ ، ثُمَّ یُرکَبُونَ النَّجائِبَ فَتَطِیرُ بِهِم إِلی الجَنَّةِ . (4)

مسند ابن حنبل عن النّعمان بن سعد : کُنّا جُلُوسا عِندَ عَلِیٍ علیه السلام ، فَقَرَأَ هَذِهِ الآیَةَ : «یَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِینَ إِلَی الرَّحْمَ_نِ وَفْدًا » (5)

قالَ : لا وَاللّه ِ ، ما عَلی أَرجُلِهِم یُحشَرُونَ! وَلا

ص :108

یُحشَرُ الوَفدُ عَلی أَرجُلِهِم ، وَلَکِن بِنُوقٍ لَم یَرَ الخَلائِقُ مِثلَها ، عَلَیها رَحائِلُ (1) مِن ذَهَبٍ ، فَیُرکَبُونَ عَلَیها حَتَّی یَضرِبُوا أَبوابَ الجَنَّةِ . (2)

الإمام الصادق علیه السلام _ فِی قَولِ اللّه ِ تَعالَی : «یَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِینَ إِلَی الرَّحْمَ_نِ وَفْدًا » _ : یُحشَرُونَ عَلَی النَّجائِبِ . (3)

عنه صلی الله علیه و آله : خُیولُ الغُزاةِ فِی الدُّنیا خُیولُهُم فِی الجَنَّةِ . (1)

عنه صلی الله علیه و آله : ما مِن بَعیرٍ یوقَفُ عَلَیهِ مَوقِفُ عَرَفَةَ سَبعَ حِجَجٍ ، إلّا جَعَلَهُ اللّه ُ مِن نَعَمِ الجَنَّةِ ، وبارَکَ فی نَسلِهِ . (2)

عنه صلی الله علیه و آله : إنَّهُ لَیسَ مِن دابَّةٍ عُرِّفَ بِها خَمسَ وَقفاتٍ (3) ، إلّا کانَت مِن نَعَمِ الجَنَّةِ . (4)

الإمام الصادق علیه السلام : أیُّ بَعیرٍ حُجَّ عَلَیهِ ثَلاثَ سِنینَ ، یُجعَلُ مِن نَعَمِ الجَنَّةِ . (5)

ص :110

قالُوا : فَما بالُ الطَّعامِ؟ قالَ : جُشاءٌ (1) وَرَشحٌ کَرَشحِ المِسکِ ، یُلهَمُونَ التَّسبِیحَ وَالتَّحمِیدَ ، کَما تُلهَمُونَ النَّفَسَ . (2)

رسول اللّه صلی الله علیه و آله _ لَمّا سَأَلَهُ عبدُ اللّه ِ بنُ سَلامٍ : أَخبِرنِی عَن أَهلِ الجَنَّةِ یَأکُلُونَ وَیَشرَبُونَ وَلا یَتَغَوَّطُونَ وَلا یَبُولُونَ؟ _ : نَعَم یَابنَ سَلامٍ ، مَثَلُهُم فِی الدُّنیا کَمَثَلِ الجَنِینِ فِی بَطنِ أُمِّهِ ، یَأکُلُ مِمّا تَأکُلُ أُمُّهُ ، وَیَشْرَبُ مِمّا تَشرَبُهُ ، وَلا یَبُولُ وَلا یَتَغَوَّطُ ، وَلَو راثَ فِی بَطنِها وَبالَ لَانشَقَّ بَطنُها . (3)

الإمام الباقر علیه السلام _ لَمّا سَأَلَهُ النَّصرانِیُ : أَخبِرنِی عَن أَهلِ الجَنَّةِ کَیفَ صارُوا یَأکُلُونَ وَلا یَتَغَوَّطُون ، أَعطِنِی مَثَلَهُم فِی الدُّنیا؟ _ : هَذا الجَنِینُ فِی بَطنِ أُمِّهِ ، یَأکُلُ مِمّا تَأکُلُ أُمُّهُ وَلا یَتَغَوَّطُ ! (4)

«وَ سَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا» . (1)

«إِنَّ الْأَبْرَارَ یَشْرَبُونَ مِن کَأْسٍ کَانَ مِزَاجُهَا کَافُورًا» . (2)

الحدیث

رسول اللّه صلی الله علیه و آله _ فِی قَولِهِ تَعالَی : «وَ مِزَاجُهُ مِن تَسْنِیمٍ» (3) _ : هُوَ أَشرَفُ شَرابٍ فِی الجَنَّةِ یَشرَبُهُ مُحَمَّدٌ وَآلُ مُحَمَّدٍ ، وَهُمُ المُقَرَّبُونَ السَّابِقُونَ : رسولُ اللّه ِ وَعَلِیُ بنُ أَبِی طالِبٍ وَالأَئِمَّةُ وَفاطِمَةُ وَخَدِیجَةُ _ صَلَواتُ اللّه ِ عَلَیهِم وَعَلی ذُرِّیَّتِهُمُ الَّذِین اتَّبَعُوهُم بِإِیمانٍ _ یَتَسَنَّمُ عَلَیهِم مِن أَعالِی دُورِهِم . (4)

عنه صلی الله علیه و آله : إِنَّ عَلِیّا أَوَّلُ مَن یَشرَبُ مِنَ السَّلسَبِیلِ وَالزَّنجَبِیلِ ... وَإِنَّ لِعَلِیٍ وَشِیعَتِهِ مِنَ اللّه ِ مَکانا یَغبِطُهُ بِهِ الأَوَّلُونَ وَالآخِرُونَ . (5)

علل الشرائع عن عبد اللّه بن مرّة عن ثوبان : إِنَّ یَهُودِیّا جاءَ إِلَی النَّبِیِ صلی الله علیه و آله فَقالَ لَهُ : یا مُحَمَّدُ ، أَسأَلُکَ فَتُخبِرُنِی! فَرَکَزَهُ (6) ثَوبانُ بِرِجلِهِ وَقالَ لَهُ : قُل یا رَسُولَ اللّه ِ! فَقالَ : لا أَدعُوهُ إِلّا بِما سَمّاهُ أَهلُهُ . فَقالَ : أَرَأَیتَ قولَهُ عز و جل : «یَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَیْرَ الْأَرْضِ وَ السَّمَاوَاتُ» (7) أَینَ النّاسُ یَومَئِذٍ؟ قالَ : فِی الظُّلمَةِ دُونَ المَحشَرِ ، قالَ : فَما أَوَّلُ ما

ص :115

یَأکُلُ أَهلُ الجَنَّةِ إِذا دَخَلُوها؟ قالَ : کَبِدُ الحُوتِ ، قالَ : فَما شَرابُهُم عَلی أَثَرِ ذَلِکَ؟ قالَ : السَّلسَبِیلُ . قالَ : صَدَقتَ . (1)

رسول اللّه صلی الله علیه و آله : سَیِّدُ شَرابِ الجَنَّةِ الماءُ . (2)

الإمام الباقر علیه السلام : تَسنِیمٌ أَشرَفُ شَرابٍ فِی الجَنَّةِ ، یَشرَبُهُ مُحَمَّدٌ وَآلُ مُحَمَّدٍ صِرفا ، وَیُمزَجُ لِأَصحابِ الیَمِینِ وَلِسائِرِ أَهلِ الجَنَّةِ . (3)

الإمام الصادق علیه السلام _ فِی تَفسِیرِ قَولِهِ تَعالی : «وَ سَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا» _ : یُطَهِّرُهُم عَن کُلِّ شَیءٍ سِویَ اللّه ِ ، إِذ لا طاهِرَ مِن تَدَنُّسٍ بِشَیءٍ مِنَ الأَکوانِ إِلّا اللّه ُ . (4)

أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَ لُؤْلُؤًا وَ لِبَاسُهُمْ فِیهَا حَرِیرٌ» . (1)

الحدیث

رسول اللّه صلی الله علیه و آله : مَن لَبِسَ الحَرِیرَ فِی الدُّنیا فَلَن یَلبَسهُ فِی الآخِرَةِ . (2)

عنه صلی الله علیه و آله : لَو أَنَّ ثَوبا مِن ثِیابِ أَهلِ الجَنَّةِ نُشِرَ الیَومَ فِی الدُّنیا لَصَعِقَ مَن یَنظُرُ إِلَیهِ وَما حَمَلَتهُ أَبصارُهُم! (3)

مسند ابن حنبل عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص : قامَ رَجُلٌ فَقالَ : یا رَسُولَ اللّه ِ! أَرَأَیتَ ثِیابَ أَهلِ الجَنَّةِ ، أَتُنسَجُ نَسجا أَم تَشَقَّقُ مِن ثَمَرِ الجَنَّةِ؟ قالَ : فَکَأَنَّ القَومَ تَعَجَّبُوا مِن مَسأَلَةِ الأَعرابِیِ! فَقالَ : ما تَعجَبُونَ مِن جاهِلٍ یَسأَلُ عالِما! قالَ : فَسَکَتَ هُنَیَّةً ، ثُمَّ قالَ : أَینَ السّائِلُ عَن ثِیابِ الجَنَّةِ؟ قالَ : أَنا. قالَ : لا ، بَل تَشَقَّقُ مِن ثَمَرِ الجَنَّةِ . (4)

المعجم الأوسط عن جابر : جاءَ أَعرابِیٌّ إِلی رَسُولِ اللّه ِ صلی الله علیه و آله ، فَقالَ : یا رَسُولَ اللّه ِ ، ثِیابُنا فِی الجَنَّةِ نَنسَجُها بِأَیدِینا ؟ قالَ : فَضَحِکَ القَومُ ، فَقالَ رَسُولُ اللّه ِ صلی الله علیه و آله : بِمَ تَضحَکُونَ ؟ مِن جاهِلٍ یَسأَلُ عالِما ؟ لا یا أَعرابِیُّ ، وَلَکِنَّها تَشَقَّقُ عَنها ثَمَراتُ الجَنَّةِ . (5)

ص :117

مسند ابن حنبل عن أبی سعید الخدری عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله : طُوبی لِمَن رَآنِی وَآمَنَ بِی ، ثُمَّ طُوبی ثُمَّ طُوبی ثُمَّ طُوبی لِمَن آمَنَ بِی وَلَم یَرَنِی . قالَ لَهُ رَجُلٌ : وَما طُوبی؟ قالَ : شَجَرَةٌ فِی الجَنَّةِ مَسِیرَةَ مِئَةِ عامٍ ، ثیِابُ أَهلِ الجَنَّةِ تَخرُجُ مِن أَکمامِها . (1)

الإمام الصادق علیه السلام _ فِی قَولِهِ تَعالَی : «عَالِیَهُمْ ثِیَابُ سُندُسٍ» _ : تَعلُوهُمُ الثِّیابُ فَیَلبَسُونَها . (2)

عنه صلی الله علیه و آله : لَو أَنَّ مَا یُقِلُّ ظُفرٌ مِمّا فِی الجَنَّةِ بَدا لَتَزَخرَفَت لَهُ ما بَینَ خَوافِقِ (1) السَّماواتِ وَالأَرضِ ، وَلَو أَنَّ رَجُلاً مِن أَهلِ الجَنَّةِ اطَّلَعَ فَبَدا أَساوِرُهُ لَطَمَسَ ضَوءَ (2) الشَّمسِ کَما تَطمِسُ الشَّمسُ ضَوءَ النُّجُومِ . (3)

تفسیر ابن کثیر عن أبی امامة : إِنَّ رَسُولَ اللّه ِ صلی الله علیه و آله حَدَّثَهُم وَذَکَر حُلِیَّ أَهلِ الجَنَّةِ ، فَقالَ : مُسَوَّرُونَ بِالذَّهَبِ وَالفِضَّةِ ، مُکَلَّلَةٌ بِالدُّرِّ ، وَعَلَیهِم أَکالِیلُ مِن دُرٍّ وَیاقُوتٍ مُتواصِلَةٍ ، وَعَلَیهِم تاجٌ کَتاجِ المُلُوکِ ، شَبابٌ ، جُردٌ ، مُردٌ ، مُکَحَّلُونَ . (4)

رسول اللّه صلی الله علیه و آله : تَبلُغُ حِلیَةُ أَهلِ الجَنَّةِ مَبلَغَ الوَضُوءِ . (5)

الإمام الصادق علیه السلام : إِنَّ المُؤمِنَ لَیَتَنَعَّمُ بِتَسبِیحِ الحُلِیِّ عَلَیهِ فِی الجَنَّةِ ، فِی کُلِّ مَفصِلٍ مِنَ المُؤمِنِ فِی الجَنَّةِ ثَلاثَةُ أَساوِرَ مِن ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ وَلُؤلُؤٍ . (6)

«إِنَّ_ا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْکَارًا * عُرُبًا أَتْرَابًا» . (1)

«فِیهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ یَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَ لَا جَانٌّ» . (2)

الحدیث

رسول اللّه صلی الله علیه و آله _ فِی قَولِهِ تَعالی : «وَ لَهُمْ فِیهَا أَزْوَ جٌ مُّطَهَّرَةٌ» قالَ _ : مِنَ الحَیضِ وَالغائِطِ وَالنُّخامَةِ (3)

وَالبُزاقِ . (4)

عنه صلی الله علیه و آله : خُلِقَ الحُورُ العِینُ مِن تَسبِیحِ المَلائِکَةِ ، فَلَیسَ فِیهِنَّ أَذًی ، قالَ اللّه ُ عز و جل : «إِنَّ_ا أَنشَأْنَ_هُنَّ إِنشَاءً * فَجَعَلْنَ_هُنَّ أَبْکَارًا * عُرُبًا» عَوَاشِقَ لِأَزواجِهِنَّ «أَتْرَابًا» . (5)

عنه صلی الله علیه و آله _ فِی قَولِهِ تَعالی : «فِیهِنَّ خَیْرَ تٌ حِسَانٌ» (6) _ : خَیراتُ الأَخلاقِ ، حِسانُ الوُجُوهِ . (7)

عنه صلی الله علیه و آله _ فِی قَولِهِ تَعالی : «إِنَّ_ا أَنشَأْنَ_هُنَّ إِنشَاءً» _ : إِنَّ مِن المُنشَآتِ الَّتِی کُنَّ فِی

ص :120

الدُّنیا عَجائِزَ عُمشا (1) رُمصا . (2)

عنه صلی الله علیه و آله : الکَواعِبُ : الفَتَیاتُ النَّواهِدُ ، أَترابا : المُستَوِیاتُ القَدُّ عَلی مِیلادٍ واحِدٍ وَسِنٍّ واحِدٍ . (3)

عنه صلی الله علیه و آله : إِنَّ أهلَ الجَنَّةِ إِذا جامَعُوا نِساءَهُم عادُوا أَبکارا. (4)

عنه صلی الله علیه و آله : إِنَّ أَزواجَ أَهلِ الجَنَّةِ لَیُغَنِّینَ أَزواجَهُنَّ بِأَحسَنِ أَصواتٍ «ما» سَمِعَها أَحَدٌ قَطُّ . (5)

عنه صلی الله علیه و آله : إِنَّ الحُورَ فِی الجَنَّةِ یَتَغَنَّینَ یَقُلْنَ :

نَحنُ الحُورُ الحِسانُ***هُدِینا لِأَزواجٍ کِرامٍ (6)

عنه صلی الله علیه و آله : إِنَّ فِی الجَنَّةِ لَمُجتَمَعا لِلحُورِ العِینِ یَرفَعنَ بِأَصواتٍ لَم یَسمَعِ الخَلائِقُ مِثلَها . قالَ : یَقُلنَ : «نَحنُ الخالِداتُ فَلا نَبِیدُ ، وَنَحنُ النّاعِماتُ فَلا نَبْأَسُ ، وَنَحنُ الرّاضِیاتُ

ص :121

فَلا نَسخَطُ ، طُوبی لِمَن کانَ لَنا وَکُنّا لَهُ» . (1)

عنه صلی الله علیه و آله : لَو أَنَّ حُورا أَطلَعَت إِصبَعا مِن أَصابِعِها ، لَوَجَدَ رِیحَها کُلُّ ذِی رُوحٍ . (2)

عنه صلی الله علیه و آله : لَو أَنَّ امرَأَةً مِن أَهلِ الجَنَّةِ اطَّلَعَت إِلَی أَهلِ الأَرضِ لَأَضاءَت ما بَینَهُما، وَلَمَلَأَتهُ رِیحا، وَلَنَصِیفُها (3) عَلی رَأسِها خَیرٌ مِن الدُّنیا وَما فِیها. (4)

عنه صلی الله علیه و آله : لَو أَنَّ امرَأَةً مِن نِساءِ أَهلِ الجَنَّةِ اطَّلَعَت مِن سَماءِ الدُّنیا فِی لَیلَةٍ ظَلماءَ لَأَضاءَت لَها الأَرضُ أَفضَلَ مِمّا یُضِیءُ القَمَرُ لَیلَةَ البَدرِ ، وَلَوَجَدَ رِیحَ نَشرِها جَمِیعُ أَهلِ الأَرضِ . (5)

عنه صلی الله علیه و آله : لَو أَنَّ امرَأَةً مِن أَهلِ الجَنَّةِ أَشرَفَت إِلَی أَهلِ الأَرضِ لَمَلَأَتِ الأَرضَ رِیحَ مِسکٍ ، وَلَأَذهَبَت ضَوءَ الشَّمسِ وَالقَمَرِ . (6)

عنه صلی الله علیه و آله : نِساءُ أَهلِ الجَنَّةِ یُری مُخُّ سُوقِهِنَّ مِن وَراءِ اللَّحمِ . (7)

ص :122

عنه صلی الله علیه و آله : إِنَّ الرَّجُلَ لَیَتَّکِئُ فِی الجَنَّةِ سَبعِینَ سَنَةً قَبلَ أَن یَتَحَوَّلَ ، ثُمَّ تَأتِیهِ امرَأَةٌ فَتَضرِبُ عَلی مَنکِبَیهِ ، فَیَنظُرُ وَجهُهُ فِی خَدِّها أَصفی مِنَ المِرآةِ ، وَإِنَّ أَدْنی لُؤلُؤَةٍ عَلَیها تُضِیءُ ما بَینَ المَشرِقِ وَالمَغرِبِ ، فَتُسَلِّمُ عَلَیهِ فَیَرُدُّ السَّلامَ ، وَیَسأَلُها : مَن أَنتِ؟ وَتَقُولُ : أَنا مِن المَزِیدِ ، وَإِنَّهُ لَیَکُونُ عَلَیها سَبعُونَ ثَوبا أَدناها مِثلُ النُّعمانِ مِن طُوبی ، فَیَنفُذُها بَصَرُهُ ، حَتَّی یَری مُخَّ ساقِها مِن وَراءِ ذَلِکَ ، وَإِنَّ عَلَیها مِنَ التِّیجانِ ، إِنَّ أَدنی لُؤلُؤَةٍ فِیها لَتُضِیءُ ما بَینَ المَشرِقِ وَالمَغرِبِ . (1)

عنه صلی الله علیه و آله _ فِی قَولِهِ تَعالی : «کَأَنَّهُنَّ الْیَاقُوتُ وَ الْمَرْجَانُ» (2) _ : یَنظُرُ إِلی وَجهِهِ فِی خَدِّها أَصفی مِنَ المِرآةِ ، وَإِنَّ أَدنی لُؤلُؤَةٍ عَلَیها لَتُضِیءُ ما بَینَ المَشرِقِ وَالمَغرِبِ ، وَإِنَّها یَکُونُ عَلَیها سَبعُونَ ثَوبا یَنفُذُها بَصَرُهُ حَتَّی یَری مُخَّ ساقِها مِن وَراءِ ذَلِکَ . (3)

عنه صلی الله علیه و آله : إِنَّ المَرأَةَ مِن نِساءِ أَهلِ الجَنَّةِ لَیُری بَیاضُ ساقِها مِن وَراءِ سَبعِینَ حُلَّةً حَتَّی یُری مُخُّها ، وَذَلِکَ بِأَنَّ اللّه َ یَقُولُ : «کَأَنَّهُنَّ الْیَاقُوتُ وَ الْمَرْجَانُ» فَأَمّا الیاقُوتُ فَإِنَّهُ حَجَرٌ لَو أَدخَلتَ فِیهِ سِلکا ثُمَّ استَصفَیتَهُ لَرَأَیتَهُ مِن وَرائِهِ . (4)

سنن الترمذی عن أنس عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله : یُعطَی المُؤمِنُ فِی الجَنَّةِ قُوَّةَ کَذا وَکَذا مِنَ

ص :123

الجِماعِ . قِیلَ : یا رَسولَ اللّه ِ ، أَوَمَن یُطِیقُ ذَلِکَ؟ قالَ : یُعطَی قُوَّةَ مِائَةٍ . (1)

المعجم الکبیر عن ام سلمة : قُلتُ : یا رَسُولَ اللّه ِ ، أَخبِرنِی عَن قَولِ اللّه ِ : «وَ حُورٌ عِینٌ» (2) ؟ قالَ : حُورٌ بِیضٌ عِینٌ ضِخامُ العُیُونِ شُقرُ الجَرداء بِمَنزِلَةِ جَناحِ النُّسُورِ .قُلتُ : یا رَسُولَ اللّه ِ ، أَخبِرنِی عَن قَولِهِ : «کَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّکْنُونٌ» (3) ؟ قالَ : صَفاؤُهُنَّ صَفاءُ الدُّرِّ فِی الأَصدافِ الَّتِی لَم تَمَسَّهُ الأَیدِی .

قُلتُ : یا رَسُولَ اللّه ِ ، أَخبِرنِی عَن قَولِهِ : «فِیهِنَّ خَیْرَ تٌ حِسَانٌ» ؟ قالَ : خَیراتُ الأَخلاقِ ، حِسانُ الوُجُوهِ .قُلتُ : یا رَسُولَ اللّه ِ ، أَخبِرنِی عَن قَولِهِ : «کَأَنَّهُنَّ بَیْضٌ مَّکْنُونٌ» (4) ؟ قالَ : رِقَّتُهُنَّ کَرِقَّةِ الجِلدِ الَّذِی رَأَیتِ فِی داخِلِ البَیضَةِ مِمّا یَلِی القِشرَ وَهُوَ الغِرقِئُ .

قُلتُ : یا رَسُولَ اللّه ِ ، أَخبِرنی عَن قَولِهِ : «عُرُبًا أَتْرَابًا» ؟ قالَ : هُنَّ اللَّواتِی قُبِضنَ فِی دارِ الدُّنیا عَجائِزَ ، رُمصَا (5) شُمطَا (6) ، خَلَقَهُنَّ اللّه ُ بَعدَ الکِبَرِ فَجَعَلَهُنَّ عَذاری عُرُبا مُتَعَشَّقاتٍ مُحَبَّباتٍ ، أَترابا عَلی مِیلادٍ واحِدٍ .

قُلتُ : یا رَسُولَ اللّه ِ ، أَنِساءُ الدُّنیا أَفضَلُ أَمِ الحُورُ العِینُ؟ قالَ : بَل نِساءُ الدُّنیا

ص :124

أَفضَلُ مِنَ الحُورِ العِینِ کَفَضلِ الظِهارَةِ عَلَی البِطانَةِ .

قُلتُ : یا رَسُولَ اللّه ِ ، وَبِما ذاکَ؟ قَالَ : بِصَلاتِهِنَّ وَصِیامِهِنَّ وَعِبادَتِهِنَّ اللّه َ ، أَلبَسَ اللّه ُ وُجُوهَهُنَّ النُّورَ ، وَأَجسادَهُنَّ الحَرِیرَ ، بِیضَ الأَلوانِ ، خُضرَ الثِّیابِ ، صَفراءَ الحُلِیِّ ، مَجامِرُهُنَّ الدُّرُّ، وَأَمشاطُهُنَّ الذَّهَبُ ، یَقُلنَ : «أَل نَحنُ الخالِداتُ فَلا نَمُوتُ أَبَدا ، وَنَحنُ النّاعِماتُ فَلا نَبْأَسُ أَبَدا ، وَنَحنُ المُقِیماتُ فَلا نَظعَنُ أَبَدا، أَلا وَنَحنُ الرّاضِیاتُ فَلا نَسخَطُ أَبَدا ، طُوبی لِمَن کُنَّا لَهُ وَکانَ لَنا» .

قُلتُ : یا رَسُولَ اللّه ِ ، اَلمَرأَةُ مِنّا تَتَزَوَّجُ زَوجَینِ وَالثَّلاثَةَ وَالأَربَعَةَ ثُمَّ تَمُوتُ فَتَدخُلُ الجَنَّةَ وَیَدخُلُونَ مَعَها مَن یَکُونُ زَوجُها؟ قَالَ : یا اُمَّ سَلَمَةَ ، إِنَّها تَخَیَّرُ فَتَختارُ أَحسَنَهم خُلُقا ، فَتَقُولُ : أَی رَبِّ إِنَّ هَذا کانَ أَحسَنَهُم مَعِی خُلُقا فِی دارِ الدُّنیا فَزَوِّجنِیهِ . یا اُمَّ سَلَمَةَ ، ذَهَبَ حُسنُ الخُلُقِ بِخَیرِ الدُّنیا وَالآخِرَةِ . (1)

الإمام الصادق علیه السلام : لَو أَنَّ حُورا مِن حُورِ الجَنَّةِ أَشرَفَت عَلی أَهلِ الدُّنیا وَأَبدَت ذُؤَابَةً مِن ذَوائِبِها لَأَمتَنَ (لَأَفتَنَ) أَهلَ الدُّنیا _ أَو لَأَماتَت أَهلَ الدُّنیا (2) _ وَإِنَّ المُصَلِّیَ لِیُصَلِّی ، فَإِذا لَم یَسأَل رَبَّهُ أَن یُزَوِّجَهُ مِن الحُورِ العِینِ قُلنَ : ما أَزهَدَ هذا فِینا! (3)

عنه علیه السلام : الخَیرَاُت الحِسانُ مِن نِساءِ أَهلِ الدُّنیا ، وَهُنَّ أَجمَلُ مِنَ الحُورِ العِینِ . (4)

ص :125

الکافی عن جمیل بن درّاج : قَالَ أَبُو عَبدِ اللّه ِ علیه السلام : ما تَلَذَّذَ النّاسُ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ بِلَذَّةٍ أَکثَرَ لَهُم مِن لَذَّةِ النِّساءِ ، وَهُوَ قَولُ اللّه ِ عز و جل : «زُیِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَ تِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِینَ ...» (1) إِلی آخِرِ الآیَةِ .

ثُمَّ قَالَ : وَإِنَّ أَهلَ الجَنَّةِ ما یَتَلَذَّذُونَ بِشَیءٍ مِنَ الجَنَّةِ أَشهی عِندَهُم مِنَ النِّکاحِ ؛ لا طَعامٍ وَلا شَرابٍ . (2)

مجمع البیان عن أبی بصیر : قُلتُ لَهُ [أَی لِلإِمامِ الصّادِقِ علیه السلام ] : جُعِلتُ فِداکَ ، أَخبِرنِی عَنِ الرَّجُلِ المُؤمِنِ تَکُونُ [لَهُ] (3) امرَأَةٌ مُؤمِنَةٌ یَدخُلانِ الجَنَّةَ یَتَزَوَّجُ أَحَدُهُما الآخَرَ؟ فَقالَ : یا أَبا مُحَمَّدٍ، إِنَّ اللّه َ حَکَمٌ عَدلٌ ، إِذا کانَ هُو أَفضَلَ مِنها خَیَّرَهُ ؛ فَإِنِ اختارَها کانَت مِن أَزواجِهِ ، وَإِن کانَت هِی خَیرا مِنهُ خَیَّرَها ؛ فَإِنِ اختارَتهُ کانَ زَوجا لَها . (4)

«وُجُوهٌ یَوْمَ_ئِذٍ مُّسْفِرَةٌ * ضَاحِکَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ * وَ وُجُوهٌ یَوْمَ_ئِذٍ عَلَیْهَا غَبَرَةٌ * تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ * أُوْلَ_ئِکَ هُمُ الْکَفَرَةُ الْفَجَرَةُ» . (1)

«وُجُوهٌ یَوْمَ_ئِذٍ نَّاعِمَةٌ * لِّسَعْیِهَا رَاضِیَةٌ * فِی جَنَّةٍ عَالِیَةٍ» . (2)

الحدیث

رسول اللّه صلی الله علیه و آله : وَالَّذِی أَنزَلَ الکِتابَ عَلی مُحَمَّدٍ! إِنَّ أَهلَ الجَنَّةِ لَیَزدادُونَ جَمالاً وَحُسنا کَما یَزدادُونَ فِی الدُّنیا قَباحَةً وَهَرَما . (3)

عنه صلی الله علیه و آله : یُبعَثُ أَهلُ الجَنَّةِ عَلی صُورَةِ آدَمَ فِی مِیلادِ ثَلاثٍ وَثَلاثِینَ سَنَةً مُردا، مُکَحَّلِینَ ، ثُمَّ یُذهَبُ بِهِم إِلی شَجَرَةٍ فِی الجَنَّةِ فَیُکسَونَ مِنها ، لا تَبلَی ثِیابُهُم ، وَلا یَفنی شَبابُهُم . (4)

عنه صلی الله علیه و آله : مَن ماتَ مِن أَهلِ الجَنَّةِ مِن صَغِیرٍ أَو کَبِیرٍ دُونَ (5) أَبناءِ ثَلاثِینَ فِی الجَنَّةِ ، لا یَزِیدُونَ عَلَیها أَبَدا ، وَکَذلِکَ أَهلُ النّارِ . (6)

عنه صلی الله علیه و آله : یَدخُلُ أَهلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ جُردا، مُردا، بِیضا، جِعادا (7) ، مُکَحَّلِینَ ، أَبناءَ

ص :127

ثَلاثٍ وَثلاثِینَ ، عَلی خَلقِ آدَمَ سِتُّونَ ذِراعا فِی عَرضِ سَبعِ أَذرُعٍ . (1)

المناقب لابن شهر آشوب : قالَت عَجُوزٌ مِنَ الأَنصارِ لِلنَّبِیِ صلی الله علیه و آله : اُدعُ لِی بِالجَنَّةِ ، فَقالَ : إِنَّ الجَنَّةَ لا یَدخُلُها العُجُزُ . فَبَکَتِ المَرأَةُ ، فَضَحِکَ النَّبِیُ صلی الله علیه و آله وَقالَ : أَما سَمِعتِ قَولَ اللّه ِ تَعالی : «إِنَّ_ا أَنشَأْنَ_هُنَّ إِنشَاءً * فَجَعَلْنَ_هُنَّ أَبْکَارًا» (2) ؟! (3)

رسول اللّه صلی الله علیه و آله : إِنَّ أَهلَ الجَنَّةِ شُبّانٌ جُردٌ مُردٌ ، لَیسَ لَهُم شَعرٌ إِلّا فِی الرَّأسِ وَالحاجِبَینِ وَأَهدابِ العَینَینِ ، یَعنِی لَیسَ لَهُم شَعرُ عانَةٍ وَلا إِبطٍ ، عَلی طُولِ آدَمَ ، سِتُّونَ ذِراعا، وَعَلی مَولِدِ عَیسَی بنِ مَریَمَ ثَلاثَةً وَثَلاثِینَ سَنَةً ، بِیضُ الأَلوانِ ، خُضرُ الثِّیابِ ، یَضَعُ أَحَدُهُم مائِدَةً بَینَ یَدَیهِ ، فَیُقبِلُ طائِرٌ ، فَیَقُولُ : یا وَلِیَ اللّه ِ ، أَما إِنِّی قَد شَرِبتُ مِن عَینِ السَّلسَبِیلِ ، وَرَعَیتُ مِن رِیاضِ الجَنَّةِ تَحتَ العَرشِ ، وَأَکَلتُ مِن ثِمارِ کَذا، طَعمُ أَحَدِ الجانِبَینِ مَطبُوخٌ ، وَطَعمُ الجانِبِ الآخَرِ مَشوِیٌّ ، فَیَأکُلُ مِنها ما شاءَ اللّه ُ . وَعَلَی الوَلِیِ سَبعُونَ حُلَّةً ، لَیسَ فِیها حُلَّةٌ عَلی لَونِ آخَرَ ، فِی أَصابِعِهِم عَشَرَةُ خَواتِیمَ ، مَکتُوبٌ عَلَی الأَوَّلِ : «سَلَامٌ عَلَیْکُم بِمَا صَبَرْتُمْ» (4) ، وَمَکتُوبٌ فِی الثّانِی : «ادْخُلُوهَا بِسَلَ_مٍ ءَامِنِینَ» ، (5) وَفِی الثّالِثِ : «وَ تِلْکَ الْجَنَّةُ الَّتِی أُورِثْتُمُوهَا بِمَا کُنتُمْ

ص :128

تَعْمَلُونَ» (1) ، وَفِی الرّابِعِ : رُفِعَت عَنکُمُ الأَحزانُ وَالهُمُومُ ، وَفِی الخامِسِ : أَلبَسناکُمُ الحُلِیَّ وَالحُلَلَ ، وَفِی السّادِسِ : زَوَّجناکُمُ الحُورَ العِینَ ، وَفِی السّابِعِ : «وَ فِیهَا مَا تَشْتَهِیهِ الْأَنفُسُ وَ تَلَذُّ الْأَعْیُنُ وَ أَنتُمْ فِیهَا خَالِدُونَ» (2) ، وَفِی الثّامِنِ : رافَقتُمُ النَّبِیِّینَ وَالصِّدِّیقِینَ ، وَفِی التّاسِعِ : صِرتُم شُبّانا لا تهرمون، وَفِی العاشِرِ : سَکَنتُم فِی جِوارِ مَن لا یُؤذِی الجِیرانَ . (3)

الإمام الباقر علیه السلام : إِنَّ أَهلَ الجَنَّةِ جُردٌ ، مُردٌ ، مُکَحَّلِینَ ، مُکَلَّلِینَ ، مُطَوَّقِینَ ، مُسَوَّرِینَ ، مُخَتَّمِینَ ، ناعِمِینَ ، مَحبُورِینَ ، مُکرَمِینَ . (4)

(5)

رسول اللّه صلی الله علیه و آله : ما مِن عَبدٍ یَدخُلُ الجَنَّةَ إِلّا وَیَجلِسُ عِندَ رَأسِهِ وَعِندَ رِجلَیهِ ثِنتانِ مِنَ الحُورِ العِینِ ، تُغَنِّیانِهِ بِأَحسَنِ صَوتٍ سَمِعَهُ الإِنسُ وَالجِنُّ ، وَلَیسَ بِمِزمارِ الشَّیطانِ ، وَلَکِن بِتَمجِیدِ اللّه ِ وَتَقدِیسِهِ . (1)

عنه صلی الله علیه و آله : إِنَّ فِی الجَنَّةِ شَجَرَةً جُذُوعُها مِن ذَهَبٍ ، وَفُرُوعُها مِن زَبَرجَدٍ وَلُؤلُؤٍ ، فَتَهُبُّ لَها رِیحٌ فَتَصطَفِقُ ، فَما سَمِعَ السّامِعُونَ بِصَوتِ شَیءٍ قَطُّ أَلَذَّ مِنْهُ. (2)

تفسیر القمِّی عن عاصم بن حمید عن الإمام الصّادق علیه السلام ، قال : ... قُلتُ : جُعِلتُ فِداکَ ، هَل فِی الجَنَّةِ غِناءٌ؟ قالَ : إِنَّ فِی الجَنَّةِ شَجَرَةً یُأمَرُ رِیاحُها فَتَهُبُّ ، فَتَضرِبُ تِلکَ الشَّجَرَةُ بِأَصواتٍ لَم یَسمَعِ الخَلائِقُ مِثلَها حُسنا _ ثُمَّ قالَ : _ هذا عِوَضٌ لِمَن تَرَکَ السَّماعَ لِلغِناءِ فِی الدُّنیا مِن مَخافَةِ اللّه ِ . (3)

الإمام الرضا علیه السلام : مَن نَزَّهَ نَفسَهُ عَنِ الغِناءِ فَإِنَّ فِی الجَنَّةِ شَجَرَةً یَأمُرُ اللّه ُ عز و جلالرِّیاحَ أَن تُحَرِّکَها ، فَیَسمَعُ لَها صوتا لَم یَسمَع بِمِثلِهِ ، وَمَن لَم یَتَنَزَّه عَنهُ لَم یَسمَعهُ . (4)

تَشْتَهِیهِ الْأَنفُسُ وَ تَلَذُّ الْأَعْیُنُ وَ أَنتُمْ فِیهَا خَالِدُونَ» . (1)

«جَنَّاتُ عَدْنٍ یَدْخُلُونَهَا تَجْرِی مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَ_رُ لَهُمْ فِیهَا مَا یَشَاءُونَ کَذَ لِکَ یَجْزِی اللَّهُ الْمُتَّقِینَ» . (2)

«إِنَّ الَّذِینَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَی أُوْلَ_ئِکَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ * لَا یَسْمَعُونَ حَسِیسَهَا وَ هُمْ فِی مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ» . (3)

«هَ_ذَا ذِکْرٌ وَ إِنَّ لِلْمُتَّقِینَ لَحُسْنَ مَ_ئابٍ * جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَ بُ * مُتَّکِ_ئینَ فِیهَا یَدْعُونَ فِیهَا بِفَاکِهَةٍ کَثِیرَةٍ وَ شَرَابٍ * وَ عِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ * هَ_ذَا مَا تُوعَدُونَ لِیَوْمِ الْحِسَابِ * إِنَّ هَ_ذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ» . (4)

«إِنَّ الْمُتَّقِینَ فِی مَقَامٍ أَمِینٍ * فِی جَنَّاتٍ وَ عُیُونٍ * یَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَ إِسْتَبْرَقٍ مُّتَقَابِلِینَ * کَذَ لِکَ وَ زَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِینٍ * یَدْعُونَ فِیهَا بِکُلِّ فَاکِهَةٍ ءَامِنِینَ * لَا یَذُوقُونَ فِیهَا الْمَوْتَ إِلَا الْمَوْتَةَ الْأُولَی وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِیمِ * فَضْلاً مِّن رَّبِّکَ ذَ لِکَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ» . (5)

«وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُوْلَ_ئِکَ الْمُقَرَّبُونَ * فِی جَنَّاتِ النَّعِیمِ * ثُ_لَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِینَ * وَقَلِیلٌ مِّنَ الْاخِرِینَ * عَلَی سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ * مُّتَّکِ_ئینَ عَلَیْهَا مُتَقَابِلِینَ» . (6)

«إِنَّ الْمُتَّقِینَ فِی جَنَّاتٍ وَ نَعِیمٍ * فَاکِهِینَ بِمَا ءَاتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَ وَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِیمِ * کُلُواْ وَ اشْرَبُواْ هَنِیئا بِمَا کُنتُمْ تَعْمَلُونَ * مُتَّکِ_ئینَ عَلَی سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ وَ زَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِینٍ * وَ الَّذِینَ ءَامَنُواْ وَ اتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّیَّتُهُم بِإِیمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّیَّتَهُمْ وَ مَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَیْ ءٍ

ص :132

کُلُّ امْرِیءٍ بِمَا کَسَبَ رَهِینٌ * وَ أَمْدَدْنَاهُم بِفَاکِهَةٍ وَ لَحْمٍ مِّمَّا یَشْتَهُونَ * یَتَنَازَعُونَ فِیهَا کَأْسًا لَا لَغْوٌ فِیهَا وَ لَا تَأْثِیمٌ * وَیَطُوفُ عَلَیْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ کَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّکْنُونٌ» . (1)

«وَ جَزَاهُم بِمَا صَبَرُواْ جَنَّةً وَ حَرِیرًا * مَّتَّکِ_ئینَ فِیهَا عَلَی الْأَرَائِکِ لَا یَرَوْنَ فِیهَا شَمْسًا وَ لَا زَمْهَرِیرًا * وَ دَانِیَةً عَلَیْهِمْ ظِ_لَالُهَا وَ ذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِیلاً * وَ یُطَافُ عَلَیْهِم بِ_ئانِیَةٍ مِّن فِضَّةٍ وَ أَکْوَابٍ کَانَتْ قَوَارِیرَا * قَوَارِیرَاْ مِن فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِیرًا * وَ یُسْقَوْنَ فِیهَا کَأْسًا کَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِیلاً * عَیْنًا فِیهَا تُسَمَّی سَلْسَبِیلاً * وَ یَطُوفُ عَلَیْهِمْ وِلْدَ نٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَیْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَّنثُورًا * وَ إِذَا رَأَیْتَ ثَمَّ رَأَیْتَ نَعِیمًا وَ مُلْکًا کَبِیرًا * عَالِیَهُمْ ثِیَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَ إِسْتَبْرَقٌ وَ حُلُّواْ أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ وَ سَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا * إِنَّ هَ_ذَا کَانَ لَکُمْ جَزَاءً وَ کَانَ سَعْیُکُم مَّشْکُورًا» . (2)

«وُجُوهٌ یَوْمَ_ئِذٍ نَّاعِمَةٌ * لِّسَعْیِهَا رَاضِیَةٌ * فِی جَنَّةٍ عَالِیَةٍ * لَا تَسْمَعُ فِیهَا لَ_غِیَةً * فِیهَا عَیْنٌ جَارِیَةٌ * فِیهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ * وَ أَکْوَابٌ مَّوْضُوعَةٌ * وَ نَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ * وَ زَرَابِیُّ مَبْثُوثَةٌ» . (3)

«فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَی بَعْضٍ یَتَسَاءَلُونَ * قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّی کَانَ لِی قَرِینٌ * یَقُولُ أَءِنَّکَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِینَ * أَءِذَا مِتْنَا وَکُنَّا تُرَابًا وَ عِظَ_مًا أَءِنَّا لَمَدِینُونَ * قَالَ هَلْ أَنتُم مُّطَّ_لِعُونَ * فَاطَّ_لَعَ فَرَءَاهُ فِی سَوَاءِ الْجَحِیمِ * قَالَ تَاللَّهِ إِن کِدتَّ لَتُرْدِینِ * وَ لَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّی لَکُنتُ مِنَ الْمُحْضَرِینَ * أَفَمَا نَحْنُ بِمَیِّتِینَ * إِلَا مَوْتَتَنَا الْأُولَی وَ مَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِینَ * إِنَّ هَ_ذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ * لِمِثْلِ هَ_ذَا فَلْیَعْمَلِ الْعَ_مِلُونَ» . (4)

الحدیث

سنن الترمذی عن سلیمان بن یزید عن أبیه : إِنَّ رَجُلاً سَأَلَ النَّبِیَ صلی الله علیه و آله فَقالَ : یا

ص :133

رَسُولَ اللّه ِ ، هَل فِی الجَنَّةِ مِن خَیلٍ؟ قالَ : إِنِ اللّه ُ أَدخَلَکَ الجَنَّةَ ، فَلا تَشاءُ أَن تُحمَلَ فِیها عَلَی فَرَسٍ مِن یاقُوتَةٍ حَمراءَ ، یَطِیرُ بِکَ فِی الجَنَّةِ حَیثُ شِئتَ!

قالَ : وَسَأَلَهُ رَجُلٌ فَقالَ : یا رَسُولِ اللّه ِ ، هَل فِی الجَنَّةِ مِن إِبِلٍ؟ قالَ : فَلَم یَقُل لَهُ مِثلَ ما قالَ لِصاحِبِهِ . قالَ : إِنْ یُدخِلکَ اللّه ُ الجَنَّةَ یَکُن لَکَ فِیها ما اشتَهَت نَفسُکَ وَلَذَّت عَینُکَ . (1)

تفسیر ابن کثیر عن أبی هریرة : إِنَّ أَبا أُمامَةَ حَدَّثَ أَنَّ رَسُولَ اللّه ِ صلی الله علیه و آله حَدَّثَهُم وَذَکَر الجَنَّةَ ، فَقالَ : وَالَّذِی نَفسُ مُحَمَّدٍ بِیَدِهِ! لَیَأخُذَنَّ أَحَدُکُم اللُّقمَةَ فَیَجعَلُها فِی فِیهِ ، ثُمَّ یَخطُرُ عَلی بالِهِ طَعامٌ آخَرُ ، فَیَتَحَوَّلُ الطَّعامُ الَّذِی فِی فِیهِ عَلَی الَّذِی اشتَهی . ثُمَّ قَرَأَ : «وَ فِیهَا مَا تَشْتَهِیهِ الْأَنفُسُ وَ تَلَذُّ الْأَعْیُنُ وَ أَنتُمْ فِیهَا خَالِدُونَ » (2) . (3)

رسول اللّه صلی الله علیه و آله : إِذا اشتَهی المُؤمِنُ الوَلَدَ فِی الجَنَّةِ کانَ حَملُهُ وَوَضعُهُ وَسِنُّهُ فِی ساعَةٍ واحِدَةٍ کَما یَشتَهِی . (4)

عنه صلی الله علیه و آله : أَهلُ الجَنَّةِ رَشحُهُمُ المِسکُ ، وَوَقُودُهُمُ الألُوَّةُ (5) . (6)

ص :134

عنه صلی الله علیه و آله : مَن یَدخُل الجَنَّةَ یُنعَم لا یَبأَسُ ، لا تَبلی ثِیابُهُ ، وَلا یَفنی شَبابُهُ . (1)

عنه صلی الله علیه و آله : إِذا استَقَرَّ أَهلُ الجَنَّةِ فِی الجَنَّةِ اشتاقَ الإِخوانُ إِلَی الإِخوانِ ، فَیَسِیرُ سَرِیرُ ذا إِلی سَرِیرِ ذا فَیَلتَقِیانِ ، فَیَتَحَدَّثانِ ما کانَ بَینَهُما فِی دارِ الدُّنیا ، ویَقولُ : یا أَخِی ، تَذکُرُ یَومَ کَذا کُنّا فِی دارِ الدُّنیا فِی مَجلِسِ کَذا ، فَدَعَونا اللّه َ فَغَفَرَ لَنا . (2)

سنن الدّارمیّ عن زید بن أرقم : قالَ رَسُولُ اللّه ِ صلی الله علیه و آله : إِنَّ الرَّجُلَ مِن أَهلِ الجَنَّةِ لَیُعطَی قُوَّةَ مِئَةِ رَجُلٍ ، فِی الأَکلِ وَالشُّربِ وَالجِماعِ وَالشَّهوَةِ .

فَقالَ رَجُلٌ مِنَ الیَهُودِ : إِنَّ الَّذِی یَأکُلُ وَیَشرَبُ تَکُونُ مِنهُ الحاجَةُ؟ فَقالَ : یُفِیضُ مِن جِلدِهِ عَرَقٌ ، فَإِذا بَطنُهُ قَد ضَمَرَ . (3)

مسند ابن حنبل عن زید بن أرقم : أَتی النَّبِیَ صلی الله علیه و آله رَجُلٌ مِنَ الیَهُودِ فَقالَ : یا أَبا القاسِمِ ، أَلَستَ تَزعَمُ أَنَّ أَهلَ الجَنَّةِ یَأکُلُونَ فِیها وَیَشرَبُونَ؟ وَقالَ لِأَصحابِهِ : إِن أَقَرَّ لِی بِهَذِهِ خَصَمتُهُ .

قالَ : فَقالَ رَسُولُ اللّه ِ صلی الله علیه و آله : بَلی ، وَالَّذِی نَفسِی بِیَدِهِ! إِنَّ أَحَدَهُم لَیُعطَی قُوَّةَ مِئَةِ رَجُلٍ فِی المَطعَمِ وَالمَشرَبِ وَالشَّهوَةِ وَالجِماعِ .

قالَ : فَقالَ لَهُ الیَهُودِیُ : فَإِنَّ الَّذِی یَأکُلُ وَیَشرَبُ تَکُونُ لَهُ الحاجَةُ؟ قالَ : فَقالَ رَسُولُ اللّه ِ صلی الله علیه و آله : حاجَةُ أَحَدِهِم عَرَقٌ یُفِیضُ مِن جُلُودِهِم مِثلَ رِیحِ المِسکِ ، فَإِذا

ص :135

البَطنُ قَد ضَمَرَ . (1)

الإمام علیّ علیه السلام : قالَ رَجُلٌ : یا رَسُولَ اللّه ِ ، إِنِّی أُحِبُّ الخَیلَ ؛ أَفِی الجَنَّةِ خَیلٌ؟ قالَ : نَعَم ، وَالَّذِی نَفسِی بِیَدِهِ! إِنَّ فِیها خَیلاً مِن یاقُوتٍ أَحمَرَ ، عَلَیها یُرکَبُونَ فَتَدِفُّ (2) بِهِم خِلالَ وَرَقِ الجَنَّةِ .

قالَ رَجُلٌ : یا رَسُولَ اللّه ِ ، إِنِّی یُعجِبُنِی الصَّوتُ الحَسَنُ ؛ أَفِی الجَنَّةِ الصَّوتُ الحَسَنُ؟ قالَ : نَعَم، وَالَّذِی نَفسِی بِیَدِهِ! إِنَّ اللّه َ لَیَأمُرُ لِمَن أَحَبَّ ذَلِکَ مِنهُم بِشَجَرٍ یُسمِعُهُ صَوتا بِالتَّسبِیحِ ، ما سَمِعَتِ الآذانُ بِأَحسَنَ مِنهُ قَطُّ .

قالَ رَجُلٌ : یا رَسُولَ اللّه ِ ، إِنِّی أُحِبُّ الإِبِلَ ؛ أَفِی الجَنَّةِ إِبِلٌ؟ قالَ : نَعَم ، وَالَّذِی نَفسِی بِیَدِهِ! إِنَّ فِیها نَجائِبَ مِن یاقُوتٍ أَحمَرَ ، عَلَیها رِحالُ الذَّهَبِ ، قَد أُلحِفَت بِنَمارِقِ الدِّیباجِ ، یُرکَبُونَ فَتَزُفُّ (3) بِهِم خِلالَ وَرَقِ الجَنَّةِ .

وَإِنَّ فِیها صُوَرَ رِجالٍ وَنِساءٍ یَرکَبُونَ مَراکِبَ أَهلِ الجَنَّةِ ، فَإِذا أَعجَبَ أَحَدَهُمُ الصُّورَةُ قالَ : اِجعَل صُورَتِی مِثلَ هَذِهِ الصُّورَةِ ؛ فَیَجعَلُ صُورَتَهُ عَلَیها ، وَإِذا أَعجَبَتهُ صُورَةُ المَرأَةِ قالَ : رَبِّ اجعَل صُورَةَ فُلانَةَ _ زَوجَتِهِ _ مِثلَ هَذِهِ الصُّورَةِ ؛ فَیَرجِعُ وَقَد صارَت صُورَةُ زَوجَتِهِ عَلَی مَا اشتَهی . (4)

الإمام زین العابدین علیه السلام : مَن طَلَبَ الغِنی وَالأَموالَ وَالسَّعَةَ فِی الدُّنیا فَإِنَّما یَطلُبُ ذَلِکَ لِلرّاحَةِ ، وَالرّاحَةُ لَم تُخلَق فِی الدُّنیا وَلا لِأَهلِ الدُّنیا ، إِنَّما خُلِقَتِ الرّاحَةُ فِی الجَنَّةِ

ص :136

وَلِأَهلِ الجَنَّةِ . (1)

(2)

ذَلِکَ؟ قالَ : أُحِلُّ عَلَیکُم رِضوانِی ، فَلا أَسخَطُ عَلَیکُم بَعدَهُ أَبَدا . (1)

الغارات عن عبایة : کَتَبَ عَلِیٌ علیه السلام إِلی مُحَمَّدِ [بنِ أَبِی بَکرٍ] وَأَهلِ مِصرَ : ... إِنَّ أَهلَ الجَنَّةِ یَزُورُونَ الجَبّارَ کُلَّ جُمُعَةٍ ، فَیَکُونُ أَقرَبُهُم مِنهُ عَلی مَنابِرَ مِن نُورٍ ، وَالَّذِینَ یَلُونَهُم عَلَی مَنابِرَ مِن یاقُوتٍ ، وَالَّذِینَ یَلُونَهُم عَلَی مَنابِرَ مِن زَبَرجَدٍ ، وَالَّذِینَ یَلُونَهُم عَلَی مَنابِرَ مِن مِسکٍ ، فَبَینا هُم کَذلِکَ یَنظُرُونَ إِلی نُورِ اللّه ِ جَلَّ جَلالُهُ وَیَنظُرُ اللّه ُ فِی وُجُوهِهِم ، إِذا أَقبَلَت سَحابَةٌ تَغشاهُم فَتُمطِرُ عَلَیهِم مِنَ النِّعمَةِ وَاللَّذَّةِ وَالسُّرُورِ وَالبَهجَةِ ما لا یَعلَمُهُ إِلَا اللّه ُ سُبحانَهُ . ثُمَّ قالَ : بَلی إِنَّ مَعَ هَذا ما هُوَ أَفضَلُ مِنهُ ؛ رِضوانُ اللّه ِ الأَکبَرُ . (2)

الإمام الصادق علیه السلام _ فِی قَولِهِ عز و جل : «رَبَّنَا ءَاتِنَا فِی الدُّنْیَا حَسَنَةً وَفِی الْاخِرَةِ حَسَنَةً » (3) _ : رِضوانُ اللّه ِ وَالجَنَّةُ فِی الآخِرَةِ ، وَالمَعاشُ وَحُسنُ الخُلُقِ فِی الدُّنیا . (4)

تنبیه الغافلین : رُوِیَ فِی خَبَرٍ أَنَّ اللّه َ تَعالی یَقُولُ لِمَلائِکَتِهِ : أَطعِمُوا أَولِیائِی ، فَیُؤتی بِأَلوانِ الأَطِعِمَةِ ، فَیَجِدُونَ لِکُلِّ لُقمَةٍ لَذَّةً غَیرَ ما یَجِدُونَ لِلأُخری ، فَإِذا فَرَغُوا مِنَ الطَّعامِ ، یَقُولُ اللّه ِ تَعالی : اِسقُوا عِبادِی ، فَیُؤتی بِأَشرِبَةٍ ، فَیَجِدُونَ لِکُلِّ شَربَةٍ لَذَّةً بِخِلافِ الأُخری ، فَإِذا فَرَغُوا یَقُولُ اللّه ِ تَعالی لَهُم : أَنَا رَبُّکُم ، قَد صَدَقتُکُم وَعدِی ، فَاسأَلُونِی أُعطِکُم ، قالُوا : رَبَّنا نَسأَلُکَ رِضوانَکَ _ مَرَّتَینِ أَو ثَلاثا _ فَیَقُولُ تَعالی :

ص :138

رَضِیتُ عَنکُم ، وَلَدَیَ المَزِیدُ . الیَومَ أُکرِمُکُم بِکَرامَةٍ أَعظَمَ مِن ذَلِکَ کُلِّهِ ، فَیُکشَفُ الحِجابُ ، فَیَنظُرُونَ إِلَیهِ ما شاءَ اللّه ُ ، فَیَخِرُّونَ لَهُ سُجَّدا ، فَکانُوا فِی السُّجُودِ ما شاءَ اللّه ُ .

ثُمَّ یَقُولُ لَهُم : اِرفَعُوا رُؤُوسَکُم ، لَیسَ هَذا مَوضِعَ عِبادَةٍ ، فَیَنسَونَ کُلَّ نِعمَةٍ کانُوا فِیها ، وَیَکُونُ النَّظَرُ إِلَیهِ أَحَبَّ إِلَیهِم مِن جَمِیعِ النِّعَمِ ، ثُمَّ یَرجِعُونَ ، فَتَهِیجُ رِیحٌ مِن تَحتِ العَرشِ ، عَلَی تَلٍّ مِن مِسکٍ أَبیَضَ ، فَیَنثُرُ ذَلِکَ عَلَی رُؤُوسِهِم ، وَنَواصِی خُیُولِهِم ، فَإِذا رَجَعُوا إِلی أَهلِیهِم تَراهم أَزواجُهُم فِی الحُسنِ وَالبَهاءِ أَفضَلَ مِمّا تَرَکُوهُنَّ ، فَیَقُولُ لَهُم أَزواجُهُم : إِنَّکُم قَد رَجَعتُم عَلَی أَحسَنَ ما کُنتُم . (1)

قالَ : وَیَخرُجُ عَلَیهِمُ الحُورُ العِینُ مِنَ الجِنانِ ، فَیَمکُثُونَ بِذَلِکَ ما شاءَ اللّه ُ . ثُمَّ إِنَّ الجَبّارَ یُشرِفُ عَلَیهِم فَیَقُولُ لَهُم : أَولِیائِی وَأَهلَ طاعَتِی وَسُکَّانَ جَنَّتِی فِی جِوارِی ، أَل هَلُ أُنَبِّئُکُم بِخَیرٍ مِمّا أَنتُم فِیهِ؟ فَیَقُولُونَ : رَبَّنا وَأَیُ شَیءٍ خَیرٌ مِمّا نَحنُ فِیهِ! نَحنُ فِیما اشتَهَت أَنفُسُنا وَلَذَّت أَعیُنُنا مِنَ النِّعَمِ فِی جِوارِ الکَرِیمِ .

قالَ : فَیَعُودُ عَلَیهِمُ القَولُ ، فَیَقُولُونَ : رَبَّنا نَعَم ، فَأتِنا بِخَیرٍ مِمّا نَحنُ فِیهِ ، فَیَقُولُ لَهُم : تَبارَکَ وَتَعالی : رِضایَ عَنکُم وَمَحَبَّتِی لَکُم خَیرٌ وَأَعظَمُ مِمّا أَنتُم فِیهِ ، قالَ : فَیَقُولُونَ : نَعَم یا رَبَّنا ، رِضاکَ عَنّا وَمَحَبَّتُکَ لَنا خَیرٌ لَنا وَأَطیَبُ لِأَنفُسِنا.

ثُمَّ قَرَأَ عَلِیُ بنُ الحُسَینِ علیه السلام هَذِهِ الآیَةَ : «وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِینَ وَالْمُؤْمِنَ_تِ جَنَّاتٍ تَجْرِی مِن تَحْتِهَا الأَْنْهَ_رُ خَالِدِینَ فِیهَا وَمَسَ_کِنَ طَیِّبَةً فِی جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَ نٌ مِّنَ اللَّهِ أَکْبَرُ ذَ لِکَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ» (1) . (2)

فَیَقُولُونَ : أَلَم تُبَیِّض وُجُوهَنا؟ أَلَم تُدخِلنَا الجَنَّةَ وَتُنَجِّنا مِنَ النَّارِ؟ قالَ : فَیُکشَفُ الحِجابُ ، فَما أُعطُوا شَیئا أَحَبَّ إِلَیهِم مِنَ النَّظَرِ إِلی رَبِّهِم عز و جل . (1)

عنه صلی الله علیه و آله _ فِی قَولِهِ تَعالی : «لِّلَّذِینَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَی وَ زِیَادَةٌ» (2) _: الحُسنی : الجَنَّةُ ، وَالزِّیادَةُ : النَّظَرُ إِلی وَجهِ اللّه ِ . (3)

عنه صلی الله علیه و آله _ فِی قَولِهِ تَعالی : «وُجُوهٌ یَوْمَ_ئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَی رَبِّهَا نَاظِرَةٌ» (4) _ : یَنظُرُونَ إِلی رَبِّهِم بِلا کَیفِیَّةٍ ، وَلا حَدٍّ مَحدُودٍ ، وَلا صِفَةٍ مَعلُومَةٍ . (5)

سنن ابن ماجة عن جابر بن عبد اللّه : قالَ رَسُولُ اللّه ِ صلی الله علیه و آله : بَینا أَهلُ الجَنَّةِ فِی نَعِیمِهِم إِذ سَطَعَ لَهُم نُورٌ فَرَفَعُوا رُؤُوسَهُم ، فَإِذا الرَّبُّ قَد أَشرَفَ عَلَیهِم مِن فَوقِهِم ، فَقالَ : اَلسَّلامُ عَلَیکُم یا أَهلَ الجَنَّةِ . وَذَلِکَ قَولُ اللّه ِ : «سَلَامٌ قَوْلًا مِّن رَّبٍّ رَّحِیمٍ » . (6)

قالَ : فَیَنظُرُ إِلَیهِم وَیَنظُرُونَ إِلَیهِ ، فَلا یَلتَفِتُونَ إِلی شَیءٍ مِنَ النَّعِیمِ ما دامُوا یَنظُرُونَ إِلَیهِ حَتّی یَحتَجِبَ عَنهُم وَیَبقی نُورُهُ وَبَرَکَتُهُ عَلَیهِم فِی دِیارِهِم . (7)

ص :141

رسول اللّه صلی الله علیه و آله : إِنَّ أَفضَلَهُم _ یَعنِی أَهلَ الجَنَّةِ _ مَنزِلَةً لَیَنظُرُ فِی وَجهِ اللّه ِ تَعالی کُلَّ یَومٍ مَرَّتَینِ . (1)

عنه صلی الله علیه و آله : إِنَّ أَرفَعَ أَهلِ الجَنَّةِ دَرَجَةً : مََن یَنظُرُ إِلی وَجهِ رَبِّهِ غُدوَةً وَعَشِیّا. (2)

سنن الترمذی عن ابن عمر : قالَ رَسُولُ اللّه ِ صلی الله علیه و آله : إِنَّ أَدنَی أَهلِ الجَنَّةِ مَنزِلَةً لَمَن یَنظُرُ إِلی جِنانِهِ وَأَزواجِهِ وَخَدَمِهِ وَسُرُرِهِ مَسِیرَةَ أَلفِ سَنَةٍ ، وَأَکرَمَهُم عَلَی اللّه ِ مَن یَنظُرُ إِلی وَجهِهِ غُدوَةً وَعَشِیّةً. ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللّه ِ صلی الله علیه و آله : «وُجُوهٌ یَوْمَ_ئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَی رَبِّهَا نَاظِرَةٌ» . (3)

کفایة الأثر عن هشام [بن الحکم] : کُنتُ عِندَ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام إِذ دَخَلَ عَلَیهِ مُعاوِیَةُ بنُ وَهبٍ وَعَبدُ المَلِکِ بنُ أَعیَنَ ، فَقالَ لَهُ مُعاوِیَةُ بنُ وَهبٍ : یَابنَ رَسُولِ اللّه ِ ، ما تَقُولُ فِی الخَبَرِ الَّذِی رُوِیَ أَنَّ رَسُولَ اللّه ِ صلی الله علیه و آله رَأَی رَبَّهُ ، عَلَی أَیِ صُورَةٍ رَآهُ؟ وَعَنِ الحَدِیثِ الَّذِی رَوَوهُ أَنَّ المُؤمِنِینَ یَرَونَ رَبَّهُم فِی الجَنَّةِ عَلَی أَیِ صُورَةٍ یَرَونَهُ؟

فَتَبَسَّمَ علیه السلام ثُمَّ قالَ : یا مُعاوِیَةُ ، ما أَقبَحَ بِالرَّجُلِ یَأتِی عَلَیهِ سَبعُونَ سَنَةً أَو ثَمانُونَ سَنَةَ یَعِیشُ فِی مُلکِ اللّه ِ وَیَأکُلُ مِن نِعَمِهِ لا یَعرِفُ اللّه َ حَقَّ مَعرِفَتِهِ؟!

ثُمَّ قالَ علیه السلام : یا مُعاوِیَةُ ، إِنَّ مُحَمَّدا صلی الله علیه و آله لَم یَرَ رَبَّهُ تَبارَکَ وَتَعالی بِمُشاهَدَةِ العِیانِ ، وَإِنّ الرُّؤیَةَ عَلَی وَجهَینِ : رُؤیَةُ القَلبِ وَرُؤیَةُ البَصَرِ ، فَمَن عَنی بِرُؤیَةِ القَلبِ فَهُوَ مُصِیبٌ ، وَمَن عَنی بِرُؤیَةِ البَصَرِ فَقَد کَفَرَ بِاللّه ِ وَبِآیاتِهِ ؛ لِقَولِ رَسُولِ اللّه ِ صلی الله علیه و آله : مَن شَبَّهَ اللّه َ بِخَلقِهِ فَقَد کَفَرَ . (4)

ص :142

ولِکُلِّ واحِدَةٍ مِنهُما بَنونَ؛ فَإِنِ استَطَعتُم أن تَکونوا مِن أبناءِ الآخِرَةِ ولا تَکونوا مِن أبناءِ الدُّنیا فَافعَلوا؛ فَإِنَّکُمُ الیَومَ فی دارِ عَمَلٍ ولا حِسابَ ، وأنتُم غَدا فی دارِ حِسابٍ ولا عَمَلَ . (1)

عنه صلی الله علیه و آله : قالَ أخی عیسی علیه السلام : مَعاشِرَ الحَوارِیّینَ ، اِحذَرُوا الدُّنیا لا تَسحَرکُم ، لَهِیَ _ وَاللّه ِ _ أشَدُّ سِحرا مِن هاروتَ وماروتَ . وَاعلَموا أنَّ الدُّنیا مُدبِرَةٌ وَالآخِرَةَ مُقبِلَةٌ ، وإنَّ لِکُلِّ واحِدٍ مِنهُما بَنینَ ، فَکونوا مِن أبناءِ الآخِرَةِ دونَ بَنِی الدُّنیا ؛ فَإِنَّ الیَومَ عَمَلٌ ولا حِسابَ ، وغَدا الحِسابُ ولا عَمَلَ . (2)

عنه صلی الله علیه و آله : ألا وإنَّکُم فی یَومِ عَملٍ ولا حِسابَ فیهِ ، ویوشَکُ أن تَکونوا فی یَومِ حِسابٍ لَیس فیهِ عَمَلٌ . (3)

الإمام علیّ علیه السلام : فِی الآخِرَةِ حِسابٌ ولا عَمَلَ . (4)

عنه علیه السلام : إنَّ الیَومَ عَمَلٌ ولا حِسابَ ، وإنَّ غَدا حِسابٌ ولا عَمَلَ . (5)

ص :144

الإمام الصادق علیه السلام : إنَّ للّه ِِ کَرامَةً فی عِبادِهِ المُؤمِنینَ فی کُلِّ یَومِ جُمُعَةٍ ، فَإِذا کانَ یَومُ الجُمُعَةِ بَعَثَ اللّه ُ إلَی المُؤمِنینَ مَلَکٌ مَعَهُ حُلَّتانِ ، فَیَنتَهی إلی بابِ الجَنَّةِ فَیَقولُ : استَأذِنوا لی عَلی فُلانٍ ، فَیُقالُ لَهُ : هذا رَسولُ رَبِّکَ عَلَی البابِ .

فَیَقولُ لِأَزواجِهِ : أیَّ شَیءٍ تَرَینَ عَلَیَّ أحسَنَ ؟ فَیَقُلنَ : یا سَیِّدَنا ، وَالَّذی أباحَکَ الجَنَّةَ! ما رَأَینا عَلَیکَ شَیئا أحسَنَ مِن هذا ؛ قَد بَعَثَ إلَیکَ رَبُّکَ . فَیَتَّزِرُ بِواحِدَةٍ ویَتَعَطَّفُ بِالاُخری . فَلا یَمُرُّ بِشَیءٍ إلّا أضاءَ لَهُ ، حَتّی یَنتَهِیَ إلَی المَوعِدِ ، فَإِذَا اجتَمَعوا تَجَلّی لَهُمُ الرَّبُّ تَبارَکَ وتَعالی ، فَإِذا نَظَروا إلَیهِ _ أی إلی رَحمَتِهِ _ خَرّوا سُجَّدا .

فَیَقولُ : عِبادی ، اِرفَعوا رُؤوسَکُم! لَیسَ هذا یَومَ سُجودٍ ولا عِبادَةٍ ، قَد رَفَعتُ عَنکُمُ المُؤنَةَ . فَیَقولونَ : یا رَبِّ ، وأیُّ شَیءٍ أفضَلُ مِمّا أعطَیتَنا ؟! أعطَیتَنا الجَنَّةَ . فَیَقولُ : لَکُم مِثلُ ما فی أیدیکُم سَبعینَ ضِعفا . (1)

وَأَزارَهُم مَلائِکَتَهُ ، وَأَکرَمَ أَسماعَهُم أَن تَسمَعَ حَسِیسَ نارٍ أَبَدا ، وَصانَ أَجسادَهُم أَن تَلقی لُغُوبا (1) وَنَصَبا «ذَ لِکَ فَضْلُ اللَّهِ یُؤْتِیهِ مَن یَشَاءُ وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِیمِ » (2) . (3)

الإمام زین العابدین علیه السلام _ فِی الدُّعاءِ _ : اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجعَلِنی وجَمیعَ إِخوانی بِکَ مُؤمِنینَ ، وعَلَی الإِسلامِ ثابِتینَ ... ولِلجَنَّةِ طالِبینَ ، ولِلفِردَوسِ وارِثینَ ، ومِن ثِیابِ السُّندُسِ وَالاِستَبرَقِ لابِسینَ ، وعَلَی الأَرائِکِ مُتَّکِئینَ ، وبِالتّیجانِ المُکَلَّلَةِ بِالدُّرِّ وَالیَواقِیتِ وَالزَّبَرجَدِ مُتَوَّجینَ ، ولِلوِلدانِ المُخَلَّدینَ مُستَخدِمینَ ، وبِأَکوابٍ وأبارِیقَ وکَأسٍ مِن مَعینٍ شارِبینَ ، ومِنَ الحورِ العینِ مُزَوَّجینَ ، وفی نَعیمِ الجَنَّةِ مُقیمینَ ، وفی دارِ المُقامَةِ خالِدینَ ، لایَمَسُّهُم فیها نَصَبٌ (4) وما هُم مِنها بِمُخرَجینَ . (5)

الإمام العسکریّ علیه السلام _ فِی التَّفسِیرِ المَنسُوبِ إِلَیهِ ، فِی قَولِهِ تَعالی : «فَکُلُوا مِنْهَا حَیْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا» (6) _ : واسِعا بِلا تَعَبٍ . (7)

«وَ قَالُواْ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَکُورٌ » . (1)

«لَا یَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَکْبَرُ وَ تَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَ_ئِکَةُ هَ_ذَا یَوْمُکُمُ الَّذِی کُنتُمْ تُوعَدُونَ » . (2)

الحدیث

رسول اللّه صلی الله علیه و آله : یُحبَسُ أَهلُ الجَنَّةِ بَعدَما یَجوزونَ الصِّراطَ حَتّی یُؤخَذَ لِبَعضِهِم مِن بَعضٍ ظُلاماتُهُم فِی الدُّنیا ، ویَدخُلونَ الجَنَّةَ ولَیسَ فی قُلوبِ بَعضِهِم عَلی بَعضِهِم غِلٌّ . (1)

عنه صلی الله علیه و آله _ فی حَدیثٍ یَصِفُ فیهِ کَیفِیَّةَ حَشرِ المُتَّقینَ یَومَ القِیامَةِ _ : وإذا عِندَ بابِ الجَنَّةِ شَجَرَةٌ یَنبُعُ مِن أصلِها عَینانِ ، فَیَشرَبونَ مِن إحدَی العَینَینِ ، فَإِذا بَلَغَ الشَّرابُ الصَّدرَ أَخرَجَ اللّه ُ ما فی صُدورِهِم مِن غِلٍّ أو حَسَدٍ أو بَغیٍ ، وذلِکَ قَولُ اللّه ِ تَعالی : «وَ نَزَعْنَا مَا فِی صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَ نًا عَلَی سُرُرٍ مُّتَقَابِلِینَ » (2) ، فَلَمَّا انتَهَی الشَّرابُ إِلَی البَطنِ طَهَّرَهُم مِن دَنَسِ الدُّنیا وَقَذَرِها، وَذلِکَ قَولُ اللّه ِ تَعالَی : «وَ سَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا » ، ثُمَّ اغتَسَلوا مِنَ الاُخری فَجَرَت عَلَیهِم نَضرَةُ النَّعیمِ ، فَلا تَشعَثُ أَبدانُهُم وَلا تَغَیَّرُ أَلوانُهُم أَبَدا . (3)

عنه صلی الله علیه و آله : أوَّلُ زُمرَةٍ تَلِجُ الجَنَّةَ صورَتُهُم عَلی صورَةِ القَمَرِ لَیلَةَ البَدرِ ، لا یَبصُقونَ فیها ولا یَمتَخِطونَ ولا یَتَغَوَّطونَ ، آنِیَتُهُم فیهَا الذَّهَبُ ، أمشاطُهُم مِنَ الذَّهَبِ وَالفِضَّةِ ، ومَجامِرُهُمُ الأُلُوَّةُ (4) ، ورَشحُهُمُ المِسکُ ، ولِکُلِّ واحِدٍ مِنهُم زَوجَتانِ یُری مُخُّ سوقِهِما مِن وَراءِ اللَّحمِ مِنَ الحُسنِ ، لَا اختِلافَ بَینَهُم ولا تَباغُضَ ، قُلوبُهُم قَلبُ رَجُلٍ واحِدٍ ، یُسَبِّحونَ اللّه َ بُکرَةً وَعَشِیّا . (5)

ص :148

الإمام علیّ علیه السلام _ فی أحوالِ المُتَّقینَ _ : اِنتَحَوا (1) دارَ السَّلامِ الَّتی مَن دَخَلَها کانَ آمِنا مِنَ الرَّیبِ وَالأَحزانِ . (2)

وَذلِکَ قَولُهُ تَعالی : «وَ سَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا » (1) . (2)

المصنف لابن أبی شیبة عن عاصم بن ضمرة : سَمِعتُ عَلِیّا یَقولُ : «وَ سِیقَ الَّذِینَ اتَّقَوْاْ رَبَّهُمْ إِلَی الْجَنَّةِ زُمَرًا» (3) حَتّی إذَا انتَهَوا إلی بابٍ مِن أبوابِ الجَنَّةِ وَجَدوا عِندَ بابِها شَجَرَةً تَخرُجُ مِن تَحتِ ساقِها عَینانِ ، فَیَأتونَ إحداهُما کَأَنَّما اُمِروا بِها ، فَیَتَطَهَّرونَ فیها ، فَتَجری عَلَیهِم نَضرَةُ النَّعیمِ .

قالَ: فَلاتَتَغَیَّرُ أبشارُهُم بَعدَها أبَدا، ولا تَشعَثُ شُعورُهُم بَعدَها أبَدا، کَأَنَّما دُهِنوا. قالَ: ثُمَّ یَعمِدون إلَی الاُخری فَیَشرَبونَ مِنها، فَتُذهِبُ ما فی بُطونِهِم مِن أذیً وقَذیً. (4)

الإمام علیّ علیه السلام : نَظَرَ رَسولُ اللّه ِ صلی الله علیه و آله إِلَی امرَأَةٍ رَمصاءَ العَینَینِ ، فَقالَ : أما إنَّهُ لا یَدخُلُ الجَنَّةَ رَمصاءُ العَینَینِ . فَبَکَت، وقالَت : یا رَسولَ اللّه ِ ، وَإنّی لَفِی النّارِ؟ فَقالَ : لا ، ولکِن لا تَدخُلینَ الجَنَّةَ عَلی مِثلِ صورَتِکِ هذِهِ .

ثُمَّ قالَ رَسولُ اللّه ِ صلی الله علیه و آله : لا یَدخُلُ الجَنَّةَ الأَعوَرُ وَالأَعمی . عَلی هَذَا المَعنی . (5)

زَمْهَرِیرًا» . (1)

الحدیث

رسول اللّه صلی الله علیه و آله _ فی صِفَةِ الجَنَّةِ _ : عَلی بابِ الجَنَّةِ شَجَرَةٌ ، إنَّ الوَرَقَةَ مِنها لَیَستَظِلُّ تَحتَها ألفُ رَجُلٍ مِنَ النّاسِ ، وَعَن یَمینِ الشَّجَرَةِ عَینٌ مُطَهِّرَةٌ مُزَکِّیَةٌ ، قالَ : فَیُسقَونَ مِنها شَربَةً ، فَیُطَهِّرُ اللّه ُ بِها قُلوبَهُم مِنَ الحَسَدِ ، ویُسقِطُ عَن أبشارِهِمُ الشَّعرَ ، وَذلِکَ قَولُ اللّه ِ عز و جل : «وَ سَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا » مِن تِلکَ العَینِ المُطَهِّرَةِ .

قالَ : ثُمَّ یَنصَرِفونَ إِلی عَینٍ اُخری عَن یَسارِ الشَّجَرَةِ ، فَیَغتَسِلونَ فیها ، وهِیَ عَینُ الحَیاةِ ، فَلا یَموتُونَ أبَدا .

قالَ : ثُمَّ یوقَفُ بِهِم قُدّامَ العَرشِ ، وقَد سَلِموا مِنَ الآفاتِ وَالأَسقامِ وَالحَرِّ وَالبَردِ أبَدا . (2)

عنه صلی الله علیه و آله : الجَنَّةُ لَبِنَةٌ مِن ذَهَبٍ ولَبِنَةٌ مِن فِضَّةٍ ، حَصباؤُها الیاقوتُ وَالزُّمُرُّدُ ، مِلاطُهَا (3) المِسکُ الأَذفَرُ ، تُرابُها الزَّعفَرانُ ، أنهارُها جارِیَةٌ ، ثِمارُها مُتَدَلِّیَةٌ ، وأطیارُها مُرِنَّةٌ ، لَیسَ فیها شَمسٌ ولا زَمهَریرٌ ، لِکُلِّ رَجُلٍ مِن أهلِها ألفُ حورٍ (4) ، یَمکُثُ مَعَ الحَوراءِ مِن حورِها ألفَ عامٍ ، لا تَمَلُّهُ وَلا یَمَلُّها . (5)

ص :151

فَیُذبَحُ . ثُمَّ یَقولُ : یا أهلَ الجَنَّةِ! خُلودٌ فَلا مَوتَ ، ویا أهلَ النّارِ! خُلودٌ فَلا مَوتَ . ثُمَّ قَرَأَ : «وَ أَنذِرْهُمْ یَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِیَ الْأَمْرُ وَ هُمْ فِی غَفْلَةٍ » (1) . (2)

رسول اللّه صلی الله علیه و آله : یُجاءُ بِالمَوتِ یَومَ القِیامَةِ فی صورَةِ کَبشٍ أملَحَ ، فَیوقَفُ بَینَ الجَنَّةِ وَالنّارِ ، فَیَعرِفُهُ هؤُلاءِ ویَعرِفُهُ هؤُلاءِ ، فَیَقولُ أهلُ النّارِ : اللّهُمَّ سَلِّطهُ عَلَینا ؛ ویَقولُ أهلُ الجَنَّةِ : اللَّهُمَّ إنَّکَ قَضَیتَ أن لا نَذوقَ فیهَا المَوتَ إِلَا المَوتَةَ الأُولی ، فَیُذبَحُ بَینَهُما ، فَیَیأَسُ أهلُ النّارِ مِنَ المَوتِ ، ویَأمَنُ أهلُ الجَنَّةِ مِنَ المَوتِ . (3)

عنه صلی الله علیه و آله : إذا أدخَلَ اللّه ُ تَعالی أهلَ الجَنَّةِ الجَنَّةَ وأهلَ النّارِ النّارَ ، أُتِیَ بِالمَوتِ مُلَبَّبا ، فَیوقَفُ عَلَی السّورِ الَّذی بَینَ أَهلِ الجَنَّةِ وأهلِ النّارِ ، ثُمَّ یُقالُ : یا أهلَ الجَنَّةِ ! فَیَطَّلِعونَ خائِفینَ . ثُمَّ یُقالُ : یا أهلَ النّارِ ! فَیَطَّلِعونَ مُستَبشِرینَ یَرجونَ الشَّفاعَةَ . فَیُقالُ لِأَهلِ الجَنَّةِ وأَهلِ النّارِ : هَل تَعرِفونَ هذا؟ فَیَقولونَ هؤُلاءِ وهؤُلاءِ : قَد عَرَفناهُ! هُوَ المَوتُ الَّذی وُکِّلَ بِنا . فَیُذبَحُ ذَبحا عَلَی السّورِ الَّذی بَینَ الجَنَّةِ وَالنّارِ ، ثُمَّ یُقالُ : یا أَهلَ الجَنَّةِ خُلودٌ لا مَوتَ ، وَیا أَهلَ النّارِ خُلودٌ لا مَوتَ . (4)

بحار الأنوار عن ابن عبّاس عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله _ فی جَوابِ مَسائِلِ عَبدِ اللّه ِ بنِ سَلامٍ لَمّا سَأَلَهُ : أخبِرنی ما یَصنَعُ اللّه ُ بِالمَوتِ؟ _ : یَابنَ سَلامٍ ، إذَا استَوی أهلُ الجَنَّةِ فِی الجَنَّةِ وَأهلُ النّارِ فِی النّارِ ، أُتِیَ بِالمَوتِ کَأَنَّهُ کَبشٌ أَملَحُ ، فَیوقَفُ بَینَ الجَنَّةِ وَالنّارِ ،

ص :155

فَیُقالُ لِأَهلِ الجَنَّةِ : یا أولِیاءَ اللّه ِ هذَا المَوتُ ، أَتَعرِفونَهُ؟ فَیَقولونَ : نَعَم ، فَیَقولونَ لَهُم : نَذبَحُهُ؟ فَیَقولونَ : نَعَم یا مَلائِکَةَ رَبِّنا ، اِذبَحوهُ حَتّی لا یَکونَ مَوتٌ أبَدا . فَیَقولونَ لِأَهلِ النّارِ : یا أعداءَ اللّه ِ! هذَا المَوتُ هَل تَعرِفُونَهُ؟ فَیَقولونَ : نَعَم ، فَتَقولُ المَلائِکَةُ : نَذبَحُهُ؟ فَیَقولونَ : یا مَلائِکَةَ رَبِّنا لا تَذبَحوهُ وَدَعوهُ لَعَلَّ اللّه َ یَقضی عَلَینا بِالمَوتِ فَنَستَریحَ .

قالَ النَّبِیُ صلی الله علیه و آله : وَیُذبَحُ المَوتُ بَینَ الجَنَّةِ وَالنّارِ ؛ فَیَیأَسُ أهلُ النّارِ مِنَ الخُروجِ مِنها ، وَتَطمَئِنُّ قُلوبُ أهلِ الجَنَّةِ لِلخُلودِ فیها . فَعِندی لَکَ أن تُسلِمَ ! قالَ : صَدَقتَ یا مُحَمَّدُ . (1)

رسول اللّه صلی الله علیه و آله : إذا کانَ یَومُ القِیامَةِ أُتِیَ بِالمَوتِ کَالکَبشِ الأَملَحِ ، فَیوقَفُ بَینَ الجَنَّةِ وَالنّارِ فَیُذبَحُ وَهُم یَنظُرونَ ، فَلَو أنَّ أحَدا ماتَ فَرَحا لَماتَ أهلُ الجَنَّةِ ، ولَو أنَّ أحَدا ماتَ حُزنا لَماتَ أهلُ النّارِ . (2)

الزّهد للحسین بن سعید عن أبی بصیر _ لا أعلَمُهُ ذَکَرَهُ إلّا عَن أبی جَعفَرٍ علیه السلام _ : قالَ : إذا أدخَلَ اللّه ُ أهلَ الجَنَّةِ الجَنَّةَ وأهلَ النّارِ النّارَ ، جیءَ بِالمَوتِ فی صورَةِ کَبشٍ حَتّی یوقَفَ بَینَ الجَنَّةِ وَالنّارِ ، قالَ : ثُمَّ یُنادی مُنادٍ یُسمِعُ أهلَ الدّارَینِ جَمیعا : یا أهلَ الجَنَّةِ یا أهلَ النّارِ ، فَإذا سَمِعُوا الصَّوتَ أقبَلوا ، قالَ : فَیُقالُ لَهُم : أتَدرونَ ما هذا؟ هذا هُوَ المَوتُ الَّذی کُنتُم تَخافونَ مِنهُ فِی الدُّنیا ، قالَ : فَیَقولُ أهلُ الجَنَّةِ : اللّهُمَّ لا تُدخِلِ المَوتَ عَلَینا ، قالَ : ویَقولُ أهلُ النّارِ : اللّهُمَّ أدخِلِ المَوتَ عَلَینا . قالَ : ثُمَّ یُذبَحُ کَما تُذبَحُ الشّاةُ .

ص :156

قالَ : ثُمَّ یُنادی مُنادٍ : لا مَوتَ أبَدا ، أیقِنُوا بِالخُلودِ ، قالَ : فَیَفرَحُ أهلُ الجَنَّةِ فَرَحا لَو کانَ أحَدٌ یَومَئِذٍ یَموتُ مِن فَرَحٍ لَماتوا . قالَ : ثُمَّ قَرَأَ هذِهِ الآیَةَ : «أَفَمَا نَحْنُ بِمَیِّتِینَ * إِلَا مَوْتَتَنَا الْأُولَی وَ مَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِینَ * إِنَّ هَ_ذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ * لِمِثْلِ هَ_ذَا فَلْیَعْمَلِ الْعَ_مِلُونَ » (1) ، قالَ : ویَشهَقُ أهلُ النّارِ شَهقَةً لَو کانَ أحَدٌ یَموتُ مِن شَهیقٍ لَماتوا ، وهُوَ قَولُ اللّه ِ عز و جل : «وَ أَنذِرْهُمْ یَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِیَ الْأَمْرُ» (2) . (3)

تفسیر القمّی عن أبی ولّاد الحنّاط عن الإمام الصّادق علیه السلام ، قال : سُئِلَ عَن قَولِهِ : «وَ أَنذِرْهُمْ یَوْمَ الْحَسْرَةِ» قالَ : یُنادی مُنادٍ مِن عِندِ اللّه ِ _ وذلِکَ بَعدَما صارَ أهلُ الجَنَّةِ فِی الجَنَّةِ وَأهلُ النّارِ فِی النّارِ _ : یا أهلَ الجَنَّةِ ویا أهلَ النّارِ! هَل تَعرِفونَ المَوتَ فی صورَةٍ مِنَ الصُّوَرِ؟ فَیَقولونَ : لا، فَیُؤتی بِالمَوتِ فی صورَةِ کَبشٍ أملَحَ ، فَیوقَفُ بَینَ الجَنَّةِ وَالنّارِ ، ثُمَّ یُنادَونَ جَمیعا : أشرِفوا وَانظُروا إلَی المَوتِ ، فَیُشرِفونَ ، ثُمَّ یَأمُرُ اللّه ُ بِهِ فَیُذبَحُ، ثُمَّ یُقالُ : یا أهلَ الجَنَّةِ! خُلودٌ فَلا مَوتَ أبَدا ، ویا أهلَ النّارِ! خُلودٌ فَلا مَوتَ أبَدا . (4)

معانی الأخبار عن ابن عبّاس : دارُ السَّلامِ الجَنَّةُ ، وأهلُها لَهُمُ السَّلامَةُ مِن جَمیعِ الآفاتِ وَالعاهاتِ وَالأمراضِ وَالأسقامِ ، وَلَهُمُ السَّلامَةُ مِنَ الهَرَمِ وَالمَوتِ وَتَغَیُّرِ الأَحوالِ عَلَیهِم ، وهُمُ المُکرَمونَ الَّذینَ لا یُهانونَ أبَدا ، وَهُمُ الأَعِزّاءُ الَّذینَ لا یَذِلّونَ أبدا ، وهُمُ الأَغنِیاءُ الَّذینَ لا یَفتَقِرونَ أبَدا، وهُمُ السُّعَداءُ الَّذینَ لا یَشقَونَ أبَدا ، وهُمُ الفَرِحونَ المُستَبشِرونَ الَّذینَ لا یَغتَمّونَ ولا یَهتَمّونَ أبَدا ، وهُمُ الأَحیاءُ الَّذینَ لا یَموتونَ أبَدا، فَهُم فی قُصورِ الدُّرِّ وَالمَرجانِ ، أبوابُها مُشرَعَةٌ إلی عَرشِ الرَّحمنِ ،

ص :157

«وَالمَلائِکَةُ یَدخُلونَ عَلَیهِم مِن کُلِّ بابٍ ؛ سَلامٌ عَلَیکُم بِما صَبَرتُم فَنِعمَ عُقبَی الدّارِ» (1) . (2)

یَنقَطِعُ سُرورُها ، ولا یَظعَنُ مُقیمُها ، ولا یَهرَمُ خالِدُها ، ولا یَبأَسُ ساکِنُها .

أمِنَ سُکّانُها مِنَ المَوتِ فَلا یَخافونَ ، صَفا لَهُمُ العَیشُ ، ودامَت لَهُمُ النِّعمَةُ ، فی أنهارٍ مِن ماءٍ غَیرِ آسِنٍ (1) وأنهارٍ مِن لَبَنٍ لَم یَتَغَیَّر طَعمُهُ ، وأنهارٍ مِن خَمرٍ لَذَّةٍ لِلشّارِبِینَ ، وأنهارٍ مِن عَسَلٍ مُصَفّیً ، ولَهُم فیها مِن کُلِّ الثَّمَراتِ ، ومَغفِرَةٌ مِن رَبِّهِم ، عَلی فُرُشٍ مَنضودَةٍ ، وأزواجٌ مُطَهَّرَةٌ ، وحورٌ عینٌ کَأَنَّهُنَّ اللُّؤلُؤُ المَکنونُ ، وفاکِهَةٌ کَثیرَةٌ لا مَقطوعَةٌ ولا مَمنوعَةٌ ، والمَلائِکَةُ یَدخلونَ عَلَیهِم مِن کُلِّ بابٍ ، سَلامٌ عَلَیکُم بِما صَبَرتُم فَنِعمَ عُقبَی الدّارِ . (2)

الإمام الباقر علیه السلام : إنَّ أهلَ الجَنَّةِ یَحیَونَ فَلا یَموتونَ أبَدا، ویَستَیقِظونَ فَلا یَنامونَ أبَدا ، ویَستَغنونَ فَلا یَفتَقِرونَ أبَدا ، ویَفرَحونَ فَلا یَحزَنونَ أبَدا ، ویَضحَکونَ ولا یَبکونَ أبَدا ، ویُکرَمونَ فَلا یُهانونَ أبَدا ، ویَفکَهونَ ولا یَقطِبونَ أبَدا ، ویُحبَرونَ وَیُسَرّونَ أبَدا ، ویَأکُلونَ فَلا یَجوعونَ أبَدا ، ویَروَونَ فَلا یَظمَؤونَ أبَدا، وَیُکسَونَ فَلا یَعرَونَ أبَدا، وَیَرکَبونَ ویَتَزاوَرونَ أبَدا ، یُسَلِّمُ عَلَیهِمُ الوِلدانُ المُخَلَّدونَ أبَدا، بِأیدیهِم أباریقُ الفِضَّةِ وآنِیَةُ الذَّهَبِ أبَدا ، مُتَّکِئینَ عَلی سُرُرٍ أبَدا، عَلَی الأَرائِکِ یَنظُرونَ أبَدا ، تَأتیهِمُ التَّحِیَّةُ وَالتَّسلیمُ مِنَ اللّه ِ أبَدا ، نَسأَلُ اللّه َ الجَنَّةَ بِرَحمَتِهِ ، إِنَّهُ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدِیرٌ . (3)

الإمام المهدیّ علیه السلام _ لَمّا سُئِلَ عَنِ التَّوالُدِ فِی الجَنَّةِ _ : إنَّ الجَنَّةَ لا حَملَ فیها لِلنِّساءِ وَلا وِلادَةَ ، ولا طَمثَ وَلا نِفاسَ ، وَلا شَقاءَ بِالطُّفُولِیَّةِ ، وفیها ما تَشتَهِی الأَنفُسُ وَتَلَذُّ الأَعیُنُ ، کَما قالَ سُبحانَهُ . فَإِذَا اشتَهَی المُؤمِنُ وَلَدا خَلَقَهُ اللّه ُ بِغَیرِ حَملٍ وَلا وِلادَةٍ عَلَی الصّورَةِ الَّتی یُرِیدُ ، کَما خَلَقَ آدَمَ عِبرَةً . (4)

ص :159

ص :160

أُذُنٌ سَمِعَت ، وَلا خَطَرَ عَلی قَلبِ بَشَرٍ . (1)

عنه صلی الله علیه و آله : یَقُولُ اللّه ِ تَعالی : أَعدَدتُ لِعِبادِیَ الصّالِحِینَ : ما لاعَینٌ رَأَت ، وَلا أُذُنٌ سَمِعَت ، وَلا خَطَرَ عَلی قَلبِ بَشَرٍ ، ذُخرا (2) ، بَلْهَ (3) ما اُطِّلِعتُم عَلَیهِ . (4)

عنه صلی الله علیه و آله : مَن دَخَلَ الجَنَّةَ یَنعَمُ لا یَبؤَسُ ، لا تَبلی ثِیابُهُ ، وَلا یَفنی شَبابُهُ ، وَلَهُ فِی الجَنَّةِ ما لاعَینٌ رَأَت ، وَلا أُذُنٌ سَمِعَت ، وَلا خَطَرَ عَلی قَلبِ بَشَرٍ . (5)

صحیح مسلم عن سهل بن سعد السّاعدی : شَهِدَتُ مِن رَسُولِ اللّه ِ صلی الله علیه و آله مَجلِسا وَصَفَ فِیهِ الجَنَّةَ حَتّی اِنتَهی ، ثُمَّ قالَ صلی الله علیه و آله فِی آخِرِ حَدِیثِهِ : فِیها ما لا عَینٌ رَأَت ، وَلا أُذُنٌ سَمِعَت ، وَلا خَطَرَ عَلی قَلبِ بَشَرٍ . ثُمَّ اقتَرَأَ هذِهِ الآیَةَ : «تَتَجَافَی جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ یَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَ طَمَعًا وَ مِمَّا رَزَقْنَ_هُمْ یُنفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِیَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْیُنٍ جَزَاءً بِمَا کَانُواْ یَعْمَلُونَ » (6) . (7)

ص :162

رسول اللّه صلی الله علیه و آله : سَأَلَ مُوسی رَبَّهُ : ما أَدنی أَهلِ الجَنَّةِ مَنزِلةً؟ قالَ : ... .

قالَ : رَبِّ! فَأَعلاهُم مَنزِلَةً؟ قالَ: أُولَئِکَ الَّذِینَ أَرَدتُ ، غَرَستُ کَرامَتَهُم بِیَدِی ، وَخَتَمتُ عَلَیها ، فَلَم تَرَ عَینٌ ، وَلَم تَسمَع أُذُنٌ ، وَلم یَخطُر عَلی قَلبِ بَشَرٍ . قالَ : وَمِصداقهُ فِی کِتابِ اللّه ِ عز و جل : «فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِیَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْیُنٍ » . (1)

عنه صلی الله علیه و آله : لَیسَ فِی الجَنَّةِ شَیءٌ مِمّا فِی الدُّنیا إِلّا الأَسماءُ . (2)

عنه صلی الله علیه و آله : لَقابُ قَوسِ (3) أَحَدِکُم فِی الجَنَّةِ خَیرٌ مِمّا طَلَعَت عَلَیهِ الشَّمسُ أَو تَغرُبُ . (4)

صحیح البخاری عن أنس عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله : لَقابُ قَوسِ أَحَدِکُم مِنَ الجَنَّةِ أَو مَوضِعُ قِیدٍ _ یَعنِی سَوطَهُ _ خَیرٌ مِنَ الدُّنیا وَما فِیها . (5)

رسول اللّه صلی الله علیه و آله : لَقِیدُ سَوطِ أَحَدِکُم مِنَ الجَنَّةِ خَیرٌ مِمّا بَینَ السَّماءِ وَالأَرضِ . (6)

ص :163

عنه صلی الله علیه و آله : مَوضِعُ سَوطٍ فِی الجَنَّةِ خَیرٌ مِنَ الدُّنیا وَما فِیها . (1)

عنه صلی الله علیه و آله : لَشِبرٌ فِی الجَنَّةِ خَیرٌ مِنَ الأَرضِ وَما عَلَیها (الدُّنیا وَما فِیها) . (2)

عنه صلی الله علیه و آله : إِنَّ العَبدَ لَیُعطی عَلی بابِ الجَنَّةِ ما یَکادُ فُؤادُهُ یَطِیرُ لَولا أَنَّ اللّه َ بَعَثَ مَلَکا لِیَشُدَّ فُؤادَهُ . (3)

عنه صلی الله علیه و آله : إِنَّ مِن نَعِیمِ أَهلِ الجَنَّةِ أَنَّهُم یَتَزاوَرُونَ عَلی المَطایا وَالنُّجُبِ ، وَإِنَّهُم یُؤتَونَ فِی یَومِ الجُمُعَةِ بِخَیلٍ مُسَوَّمَةٍ مُلجَمَةٍ لا تَرُوثُ وَلا تَبُولُ ، فَیَرکَبُونَها حَتّی یَنتَهُوا حَیثُ شاءَ اللّه ُ ، فَیَأتِیهِم مِثل السَّحابَةِ فِیها ما لا عَینٌ رَأَت وَلا أُذُنٌ سَمِعَت ، فَیَقُولُونَ : أَمطِرِی عَلَینا ، فَما تَزالُ تُمطِرُ عَلَیهِم حَتّی یَنتَهِیَ ذَلِکَ فَوقَ أَمانِیِّهِم .

ثُمَّ یَبعَثُ اللّه ُ رِیحا غَیرَ مُؤذِیَةٍ فَتَنسِفُ کُثبانا مِن مِسکٍ عَلی أَیمانِهِم وَعَلی شَمائِلِهِم ، فَیَأخُذُ ذَلِکَ المِسکُ فِی نَواصِی خُیُولِهِم ، وَفِی مَعارِفِها (4) ، وَفِی رُؤُوسِها ، وَلِکُلِّ رَجلٍ مِنهم جُمَّةٌ (5) عَلی ما اشتَهَت نَفسُهُ ، فَیَتَعَلَّقُ ذَلِکَ المِسکُ فِی تِلکَ الجِمامِ وَفِی الخَیلِ وَفِیما سِوی ذَلِکَ مِنَ الثِّیابِ .

ثُمَّ یُقبِلُونَ حَتّی یَنتَهُوا إِلی ما شاءَ اللّه ُ ، فَإِذا المَرأَةُ تُنادِی بَعضَ أُولَئِکَ : یا عَبدَ اللّه ِ!

ص :164

أَما لَکَ فِینا حاجَةٌ؟ فَیَقُولُ : مَا أَنتِ ، وَمَن أَنتِ؟ فَتَقُولُ : أَنا زَوجَتُکَ . فَیَقُولُ : ما کُنتُ عَلِمتُ مَکانَکِ! فَتَقُولُ المَرأَةُ : أَوَ ما تَعلَمُ أَنَّ اللّه َ قالَ : «فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِیَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْیُنٍ جَزَاءً بِمَا کَانُواْ یَعْمَلُونَ » فَیَقُولُ : بَلی وَرَبِّی . فَلَعَلَّهُ یَشغَلُ عَنها بَعدَ ذلِکَ المَوقِفِ مِقدارَ أَربَعِینَ خَرِیفا ، لا یَلتَفِتُ وَلا یَعُودُ ، ما یَشغَلُهُ عَنها إِلّا ما هُوَ فِیهِ مِنَ النَّعِیمِ وَالکَرامَةِ . (1)

سنن ابن ماجة عن اسامة بن زید : قالَ رَسُولُ اللّه ِ صلی الله علیه و آله ذاتَ یَومٍ لِأَصحابِهِ : أَلا مُشَمِّرٌ (2) لِلجَنَّةِ؟ فَإِنَّ الجَنَّةَ لا خَطَرَ لَها ، هِیَ وَرَبِّ الکَعبَةِ نُورٌ یَتَلَألَأُ ، وَرَیحانَةٌ تَهتَزُّ ، وَقَصرٌ مَشِیدٌ ، وَنَهرٌ مُطَّرِدٌ (3) ، وَفاکِهَةٌ کَثِیرَةٌ نَضِیجَةٌ ، وَزَوجَةٌ حَسناءُ جَمِیلَةٌ ، وَحُلَلٌ کَثِیرَةٌ ، فِی مَقامٍ أَبَدا، فِی حَبرةٍ (4) وَنَضرَةٍ ، فِی دُورٍ عالِیَةٍ ، سَلِیمَةٍ بَهِیَّةٍ .

قالُوا : نَحنُ المُشَمِّرُونَ لَها یا رَسُولَ اللّه ِ ، قالَ : قُولُوا : إِن شاءَ اللّه ُ . ثُمَّ ذَکَرَ الجِهادَ وَحَضَّ عَلَیهِ . (5)

رسول اللّه صلی الله علیه و آله _ فِی صِفَةِ الجَنَّةِ _ : لا شِبهَ لَها ، هِیَ وَرَبِّ الکَعبَةِ رَیحانَةٌ تَهتَزٌّ ، وَنُورٌ یَتَلَألَأُ ، وَنَهرٌ مُطَّرِدٌ ، وَزَوجَةٌ لا تَمُوتُ ، فِی خُلُودٍ وَنَعمَةٍ ، فِی مَقامٍ أَمِینٍ . (6)

الإمام علیّ علیه السلام : اَلجَنَّةُ أَفضَلُ غایَةٍ . (7)

ص :165

عنه علیه السلام : اَلجَنَّةُ خَیرُ مَآلٍ ، وَالنّارُ شَرُّ مَقِیلٍ . (1)

(2)

اضطِرابَ السَّلِیمِ (1) ، وَسَأَلَ اللّه َ تَعالی الجَنَّةَ ، وَتَعَوَّذَ بِهِ مِنَ النّارِ . (2)

الإمام الباقر علیه السلام : اُذکُرُوا مِن عَظَمَةِ اللّه ِ ما شِئتُم ، وَلا تَذکُرُونَ مِنهُ شَیئا إِلّا وَهِیَ أَعظَمُ مِنهُ . وَاذکُرُوا مِنَ النّارِ ما شِئتُم ، وَلا تَذکُرُونَ مِنها شَیئا إِلّا وَهِیَ أَشَدُّ مِنهُ . وَاذکُرُوا مِنَ الجَنَّةِ ما شِئتُم ، وَلا تَذکُرُونَ مِنها شَیئا إِلّا وَهِیَ أَفضَلُ . (3)

الإمام الصادق علیه السلام : حَقُّ التِّلاوَةِ الوُقُوفُ عِندَ ذِکرِ الجَنَّةِ وَالنّارِ ، یَسأَلُ فِی الأُولی ، وَیَستَجِیرُ مِنَ الأُخری. (4)

سعد السعود : أَوحَی اللّه ُ عز و جل إِلی داوودَ علیه السلام : یا أَیُّها الغَفُولُ ! ما تَصنَعُ بِدُنیا یَدخُلُها الرَّجُلُ صَحِیحا وَیَرجِعُ سَقِیما وَیَخرُجُ فَیَحیا حَیاتَهُ فَیُکَبَّلُ بِالحَدِیدِ وَالأَغلالِ وَیَخرُجُ الرَّجُلُ صَحِیحا فَیُرَدُّ قَتِیلاً .

وَیْحَکُم! لَو رَأَیتُمُ الجَنَّةَ وَما أَعدَدتُ فِیها لِأَولِیائِی مِنَ النَّعِیمِ لَما ذُقتُم دَواءَها لِشَهوَةٍ (5) .

أَینَ المُشتاقُونَ إِلی لَذِیدِ (6) الطَّعامِ وَالشَّرابِ؟ أَینَ الَّذِینَ جَعَلُوا مَعَ الضِّحکِ بُکاءً؟ أَینَ الَّذِینَ هَجَمُوا عَلی مَساجِدِی فِی الصَّیفِ وَالشِّتاءِ؟ (7)

ص :167

مصباح الشَّریعة _ فِیما نَسَبَهُ إِلی الإِمامِ الصّادِقِ علیه السلام _ رُوِیَ أَنَّ یَحیَی بنِ زَکَرِیّا علیه السلام کانَ یُفَکِّرُ فِی طُولِ اللَّیلِ فِی أَمرِ الجَنَّةِ وَالنّارِ ، فَیَسهَرُ لَیلَتَهُ وَلا یَأخُذُهُ النَّومُ ، ثُمَّ یَقُولُ عِندَ الصَّباحِ : اَللَّهُمَّ أَینَ المَفَرُّ ، وَأَینَ المُستَقَرُّ؟ اَللَّهُمَّ إِلَیکَ . (1)

لا یَنفَعُهُ الحَقُّ یَضُرُّهُ الباطِلُ . (1)

عنه علیه السلام : اَلمَغبُونُ مَن باعَ جَنَّةً عَلِیَّةً بِمَعصِیَةٍ دَنِیَّةٍ . (2)

عنه علیه السلام : إِنَّ مَن باعَ نَفسَهُ بِغَیرِ الجَنَّةِ فَقَد عَظُمَت عَلَیهِ المِحنَةُ . (3)

عنه علیه السلام : مَن باعَ نَفسَهُ بِغَیرِ نَعِیمِ الجَنَّةِ فَقَد ظَلَمَها . (4)

الإمام الکاظم علیه السلام : أَما إِنَّ أَبدانَکُم لَیسَ لَها ثَمَنٌ إِلّا الجَنَّةُ ، فَلا تَبِیعُوها بِغَیرِها! (5)

وَالنُّبُوَّةِ ، أَفَرَأَیتَ إِن آمَنتُ بِمِثلِ ما آمَنتَ بِهِ ، وَعَمِلتُ مِثلَ ما عَمِلتَ بِهِ ، إِنِّی لَکائِنٌ مَعَکَ فِی الجَنَّةِ؟

قالَ : نَعَم .

ثُمَّ قالَ النَّبِیُ صلی الله علیه و آله : وَالَّذِی نَفسِی بِیَدِهِ! إِنَّه لَیُری بَیاضُ الأَسوَدِ فِی الجَنَّةِ مِن مَسِیرَةِ أَلفِ عامٍ .

ثُمَّ قالَ رَسُولُ اللّه ِ صلی الله علیه و آله : مَن قالَ : «لا إِلهَ إِلَا اللّه ُ» کانَ لَهُ بِها عَهدٌ عِندَ اللّه ِ ، وَمَن قالَ : «سُبحانَ اللّه ِ وَبِحَمدِهِ» ، کُتِبَت لَهُ مِئَةُ أَلفِ حَسَنَةٍ وَأَربَعَةٌ وَعِشرُونَ أَلفَ حَسَنَةٍ . فَقالَ رَجُلٌ : کَیفَ یهلکُ بَعدَ هَذا یا رَسُولَ اللّه ِ؟ فَقالَ رَسُولُ اللّه ِ صلی الله علیه و آله : إِنَّ الرَّجُلَ لَیَأتِی یَومَ القِیامَةِ بِالعَمَلِ ، وَلَو وُضِعَ عَلَی جَبَلٍ لا تُقِلُّهُ ، فَتَقُومُ النِّعمَةُ مِن نِعَمِ اللّه ِ فَیَکادُ أَن یَستَنفِدَ ذَلِکَ کُلَّهُ إِلّا أَن یَتَطاوَلَ اللّه ُ بِرَحمَتِهِ ، وَنَزَلَت هَذِهِ السُّورَةُ : «هَلْ أَتَی عَلَی الْاءِنسَ_نِ حِینٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ یَکُن شَیْ_ئا مَّذْکُورًا » إِلی قَولِهِ : «وَ مُلْکًا کَبِیرًا » . (1)

قالَ الحَبَشِیُ : وَإِنَّ عَینَیَ لَتَرَیانِ ماتَری عَیناکَ فِی الجَنَّةِ؟ فَقالَ النَّبِیُ صلی الله علیه و آله : نَعَم ، فَاستَبکی حَتَّی فاضَت نَفسُهُ . قالَ ابنُ عُمَرَ : لَقَد رَأَیتُ رَسُولَ اللّه ِ صلی الله علیه و آله یُدلِیهِ فِی حُفرَتِهِ بِیَدِهِ . (2)

الإمام علیّ علیه السلام : شَوِّقُوا أَنفُسَکُم إِلی نَعِیمِ الجَنَّةِ ، تُحِبُّوا المَوتَ وَتَمقُتُوا الحَیاةَ . (3)

عنه علیه السلام _ فِی صِفَةِ الجَنَّةِ _ : فَلَو رَمَیتَ بِبَصَرِ قَلبِکَ نَحوَ ما یُوصَفُ لَکَ مِنها لَعَزَفَت (4)

ص :170

نَفسُکَ عَن بَدائِعِ ما أُخرِجَ إِلَی الدُّنیا مِن شَهَواتِها وَلَذَّاتِها ، وَزَخارِفِ مَناظِرِها ، وَلَذَهِلَت بِالفِکرِ فِی اصطِفاقِ أَشجارٍ غُیِّبَت عُرُوقُها فِی کُثبانِ المِسکِ عَلی سَواحِلِ أَنهارِها ، وَفِی تَعلِیقِ کَبائِسِ اللُّؤلُؤِ الرَّطبِ فِی عَسالِیجِها (1) وَأَفنانِها ، وَطُلُوعِ تِلکَ الثِّمارِ مُختَلِفَةً فِی غُلُفِ أَکمامِها (2) ، تُجنی مِن غَیرِ تَکَلُّفٍ فَتَأتِی عَلی مُنیَةِ مُجتَنِیها، وَیُطافُ عَلی نُزّالِها فِی أَفنِیَةِ قُصُورِها بِالأَعسالِ المُصَفَّقَةِ ، وَالخُمُورِ المُرَوَّقَةِ .

قَومٌ لَم تَزَلِ الکَرامَةُ تَتَمادی بِهِم حَتّی حَلُّوا دارَ القَرارِ ، وَأَمِنُوا نُقلَةَ الأَسفارِ ، فَلَو شَغَلتَ قَلبَکَ أَیُّها المُستَمِعُ بِالوُصُولِ إِلی ما یَهجُمُ عَلَیکَ مِن تِلکَ المَناظِرِ المُونِقَةِ (3) ، لَزَهَقَت نَفسُکَ شَوقا إِلَیها ، وَلَتَحَمَّلتَ مِن مَجلِسِی هَذا إِلی مُجاوَرَةِ أَهلِ القُبُورِ استِعجالاً بِها ، جَعَلَنا اللّه ُ وَإِیّاکُم مِمَّن سَعی بِقَلبِهِ إِلی مَنازِلِ الأَبرارِ بِرَحمَتِهِ! (4)

عنه علیه السلام : سُبحانَکَ خالِقا وَمَعبُودا بِحُسنِ بَلائِکَ عِندَ خَلقِکَ . خَلَقتَ دارا وَجَعَلتَ فِیها مَأدُبةً : مَشرَبا وَمَطعَما وَأَزواجا وَخَدَما وَقُصُورا وَأَنهارا وَزُرُوعا وَثِمارا. ثُمَّ أَرسَلتَ داعِیا یَدعُو إِلَیها . فَلا الدّاعِیَ أَجابُوا ، وَلا فِیما رَغَّبتَ رَغِبُوا ، وَلا إِلی ما شَوَّقتَ إِلَیهِ اشتاقُوا . (5)

عنه علیه السلام _ فِی صِفَةِ المُتَّقِینَ _ : لَولا الأَجَلُ الَّذِی کَتَبَ اللّه ُ عَلَیهِم لَم تَستَقِرَّ أَرواحُهُم فِی أَجسادِهِم طَرفَةَ عَینٍ ، شَوقا إِلَی الثَّوابِ ، وَخَوفا مِنَ العِقابِ . (6)

ص :171

الإمام الباقر علیه السلام : سُئِلَ أَمِیرُ المُؤمِنِینَ علیه السلام عَنِ الإِیمانِ ، فَقالَ: إِنَّ اللّه َ عز و جل جَعَلَ الإِیمانَ عَلی أَربَعِ دَعائِمَ : عَلَی الصَّبرِ وَالیَقِینِ وَالعَدلِ وَالجِهادِ ، فَالصَّبرُ مِن ذَلِکَ عَلی أَربَعِ شُعَبٍ : عَلَی الشَّوقِ وَالإِشفاقِ وَالزُّهدِ وَالتَّرَقُّبِ ، فَمَنِ اشتاقَ إِلَی الجَنَّةِ سَلا (1) عَنِ الشَّهواتِ ، وَمَن أَشفَقَ مِنَ النّارِ رَجَعَ عَنِ المُحَرَّماتِ ، وَمَن زَهِدَ فِی الدُّنیا هانَت عَلَیهِ المُصِیباتُ ، وَمَن راقَبَ المَوتَ سارَعَ إِلَی الخَیراتِ . (2)

الکافی عنهم علیهم السلام : فِیما وَعَظَ اللّه ُ عز و جل بِهِ عِیسی علیه السلام : ... یَابنَ مَریَمَ ، لَو رَأَت عَینُکَ ما أَعدَدتُ لِأَولِیائِیَ الصّالِحِینَ ، ذابَ قَلبُکَ وَزَهَقَت نَفسُکَ شَوقا إِلیَهِ ، فَلَیسَ کَدارِ الآخِرَةِ دارٌ تَجاوَرَ فِیها الطَّیِّبُونَ ، وَیَدخُلُ عَلَیهِم فِیها المَلائِکَةُ المُقَرَّبُونَ ، وَهُم مِمّا یَأتِی یَومَ القِیامَةِ مِن أَهوالِها آمِنُونَ ، دارٌ لا یَتَغَیَّرُ فِیها النَّعِیمُ وَلا یَزُولُ عَن أَهلِها .

یَابنَ مَریَمَ ، نافِسْ فِیها مَعَ المُتَنافِسِینَ ، فَإِنَّها أُمنِیَّةُ المُتَمَنِّینَ ، حَسَنَةُ المَنظَرِ . طُوبی لَکَ یَابنَ مَریَمَ إِن کُنتَ لَها مِنَ العامِلِینَ ، مَعَ آبائِکَ آدَمَ وَإِبراهِیمَ ، فِی جَنَّاتٍ وَنَعِیمٍ ، لا تَبغِی بِها بَدَلاً وَلا تَحوِیلاً ، کَذلِکَ أَفعَلُ بِالمُتَّقِینَ . (3)

قِبلَةِ هَذا الجِدارِ ، فَلَم أَرَ کَالیَومِ فِی الخَیرِ وَالشَّرِّ _ ثَلاثا _ . (1)

صحیح مسلم عن أنس : بَلَغَ رَسُولَ اللّه ِ صلی الله علیه و آله عَن أَصحابِهِ شَیءٌ ، فَخَطَبَ فَقالَ : عُرِضَت عَلَیَ الجَنَّةُ وَالنّارُ ، فَلَم أَرَ کَالیَومِ فِی الخَیرِ وَالشَّرِّ ، وَلَو تَعلَمُونَ ما أَعلَمُ لَضَحِکتُم قَلِیلاً وَلَبَکَیتُم کَثِیرا .

قالَ : فَما أَتی عَلی أَصحابِ رَسُولِ اللّه ِ صلی الله علیه و آله یَومٌ أَشَدُّ مِنهُ . قالَ : غَطَّوا رُؤُوسَهُم وَلَهُم خَنِینٌ (2) . (3)

ص :173

ص :174

صحیح مسلم عن أبی هریرة : إِنَّ النَّبِیَ صلی الله علیه و آله قالَ : ما مِن أَحَدٍ یُدخِلُهُ عَمَلُهُ الجَنَّةَ . فَقِیلَ : وَلا أَنتَ ، یا رَسُولَ اللّه ِ ؟ قالَ : وَلا أَنَا ، إِلَا أَن یَتَغَمَّدَنِی رَبِّی بِرَحمَةٍ . (1)

رسول اللّه صلی الله علیه و آله : قالَ اللّه ُ تَبارَکَ وَتَعالی : لا یَتَّکِلُ العامِلُونَ عَلَی أَعمالِهِمُ الَّتِی یَعمَلُونَها لِثَوابِی ، فَإِنَّهُم لَوِ اجتَهَدُوا وَأَتعَبُوا أَنفُسَهُم (أَعمارَهُم) فِی عِبادَتی ، کانُوا مُقَصِّرِینَ غَیرَ بالِغِینَ فِی عِبادَتِهِم کُنهَ عِبادَتِی فِیما یَطلُبُونَ عِندِی مِن کَرامَتِی ، وَالنَّعِیمِ فِی جَنّاتِی ، وَرَفِیعِ الدَّرجاتِ العُلی فِی جِوارِی ، وَلَکِن بِرَحمَتِی فَلیَثِقُوا، وَفَضلِی فَلیَرجُوا ، وَإِلی حُسنِ الظَّنِّ بِی فَلیَطمَئِنُّوا ، فَإِنَّ رَحمَتِی عِندَ ذَلِکَ تُدرِکُهُم ، وَمَنِّی یُبَلِّغُهُم رِضوانِی ، وَمَغفِرَتِی تُلبِسُهُم عَفوِی ، فَإِنِّی أَنا اللّه ُ الرَّحمنُ الرَّحِیمُ وَبِذَلِکَ تَسَمَّیتُ . (2)

عنه صلی الله علیه و آله : تَحاجَّتِ الجَنَّةُ وَالنّارُ ، فَقالَتِ النّارُ : أُوثِرتُ بِالمُتَکَبِّرِینَ وَالمُتَجَبِّرِینَ . وَقالَتِ الجَنَّةُ : ما لِی لا یَدخُلُنِی إِلّا ضُعَفاءُ النّاسِ وَسَقَطُهُم (3) ؟! قالَ اللّه ُ تَبارَکَ وَتَعالی لِلجَنَّةِ : أَنتِ رَحمَتِی ؛ أَرحَمُ بِکِ مَن أَشاءُ مِن عِبادِی ، وَقالَ لِلنّارِ : إِنَّما أَنتِ عَذابِی ؛ أُعَذِّبُ بِکِ مَن أَشاءُ مِن عِبادِی ، وَلِکُلِّ واحِدَةٍ مِنهُما مَلَؤُها . (4)

عنه صلی الله علیه و آله : إِنَّ اللّه َ تَعالی خَلَقَ الرَّحمَةَ یَومَ خَلَقَها مِئَةَ رَحمَةٍ ، فَأَمسَکَ عِندَهُ تِسعا

ص :176

وَتِسعِینَ رَحمَةً وَأَرسَلَ فِی خَلقِهِ کُلِّهِم رَحمَةً واحِدَةً ، فَلَو یَعلَمُ الکافِرُ بِکُلِّ الَّذِی عِندَ اللّه ِ مِنَ الرَّحمَةِ لَم یَیأَس مِنَ الجَنَّةِ ، وَلَو یَعلَمُ المُؤمِنُ بِکُلِّ الَّذِی عِندَ اللّه ِ مِنَ العَذابِ لَم یَأمَن مِنَ النّارِ . (1)

عنه صلی الله علیه و آله : سُبحانَ الَّذِی فِی الجَنَّةِ رَحمَتُهُ . (2)

الإمام علیّ علیه السلام : تَاللّه ِ لَوِ انماثَت (3) قُلُوبُکُمُ انمِیاثا ، وَسالَت مِن رَهبَةِ اللّه ِ عُیُونُکُم دَما ، ثُمَّ عُمِّرتُم عُمُرَ الدُّنیا عَلَی أَفضَلِ اجتِهادٍ وَعَمَلٍ ، ما جَزَت أَعمالُکُم حَقَّ نِعمَةِ اللّه ِ عَلَیکُم ، وَلا استَحقَقتُمُ الجَنَّةَ بِسِوی رَحمَةِ اللّه ِ وَمَنِّهِ عَلَیکُم . (4)

الإمام زین العابدین علیه السلام _ مِن دُعائِهِ فِی الشُّکرِ _ : فَسُبحانَکَ! ما أَبْیَنَ کَرَمَکَ فِی مُعامَلَةِ مَن أَطاعَکَ أَو عَصاکَ ... وَلَو کافَأتَ المُطِیعَ عَلی ما أَنتَ تَوَلَّیتَهُ لَأَوشَکَ أَن یَفقِدَ ثَوابَکَ ، وَأَن تَزُولَ عَنهُ نِعمَتُکَ ، وَلَکِنَّکَ بِکَرَمِکَ جازَیتَهُ عَلَی المُدَّةِ القَصِیرَةِ الفانِیَةِ بِالمُدَّةِ الطَّوِیلَةِ الخالِدَةِ ، وَعَلَی الغایَةِ القَرِیبَةِ الزّائِلَةِ بِالغایَةِ المَدِیدَةِ الباقِیَةِ . (5)

الإمام الباقر علیه السلام : إِنَّ الرَّبَّ تَبارَکَ وَتَعالی یَقُولُ : اُدخُلُوا الجَنَّةَ بِرَحمَتِی ، وَانجُوا مِنَ النّارِ بِعَفوِی ، وَتَقَسَّمُوا الجَنَّةَ بِأَعمالِکُم ، فَوَعِزَّتِی لَأُنزِلَنَّکُم دارَ الخُلُودِ وَدارَ الکَرامَةِ .

ص :177

فَإِذا دَخَلُوها صارُوا عَلی طُولِ آدَمَ سِتِّینَ ذِراعا ، وَعَلی مَلَدِ (1) عِیسَی ثَلاثا وَثَلاثِینَ سَنَةً ، وَعَلی لِسانِ مُحَمَّدٍ العَرَبِیَّةِ ، وَعَلی صُورَةِ یُوسُفَ فِی الحُسنِ ، ثُمَّ یَعلُو وُجُوهَهُمُ النُّورُ ، وَعَلی قَلبِ أَیُّوبَ فِی السَّلامَةِ مِن الغِلِّ . (2)

الإمام علیّ علیه السلام : لَقَد سَبَقَ إلی جَنّاتِ عَدنٍ أَقوامٌ ما کانُوا أَکثَرَ النّاسِ لا صَوما ولا صَلاةً ولا حَجّا وَلا اعتِمارا، وَلکِنَّهُم عَقَلوا عَنِ اللّه ِ مَواعِظَهُ. (1)

الإمام الصادق علیه السلام : مَن کانَ عاقِلاً خُتِمَ لَهُ بِالجَنَّةِ إِن شاءَ اللّه ُ. (2)

الکافی عن محمّد بن عبد الجبّار عن بعض أصحابنا رفعه إلی الإمام الصّادق علیه السلام : قُلتُ لَهُ : مَا العَقلُ؟ قالَ : ما عُبِدَ بِهِ الرَّحمنُ وَاکتُسِبَ بِهِ الجِنانُ. قالَ : قُلتُ : فَالَّذی کانَ فِی مُعاویَةَ؟ فَقالَ : تِلکَ النَّکراءُ، تِلکَ الشَّیطَنَةُ، وَهِیَ شَبیهَةٌ بِالعَقلِ وَلَیسَت بِالعَقلِ. (3)

عنه صلی الله علیه و آله : مَن سَلَکَ طَرِیقا یَلتَمِسُ فِیهِ عِلما سَهَّلَ اللّه ُ لَهُ بِهِ طَرِیقا إِلی الجَنَّةِ . (1)

عنه صلی الله علیه و آله : ما مِن رَجلٍ یَعلَمُ کَلِمَةً أَو کَلِمَتَینِ أَو ثَلاثا أَو أَربعا أَو خَمسا ، مِمّا فَرَضَ اللّه ُ عز و جلفَیَتَعَلَّمُهُنَّ وَیُعَلِّمُهُنَّ إِلّا دَخَلَ الجَنَّةَ . (2)

عنه صلی الله علیه و آله : مَن حَفِظَ عَلی أُمَّتِی أَربَعِینَ حَدِیثا یَنفَعُهُمُ اللّه ُ عز و جل بِها ، قِیلَ لَهُ : أُدخُل مِن أَیِ أَبوابِ الجَنَّةِ شِئتَ . (3)

عنه صلی الله علیه و آله : مَن أَدّی إِلی اُمَّتِی حَدِیثا یُقامُ بِهِ سُنَّةٌ أَو یُثلَمُ بِهِ بِدعَةٌ ، فَلَهُ الجَنَّةُ . (4)

عنه صلی الله علیه و آله : تَعَلَّمُوا العِلمَ فَإِنَّ تَعَلُّمَهُ حَسَنَةٌ، وَمُدارَسَتَهُ تَسبِیحٌ، وَالبَحثُ عَنهُ جِهادٌ، وتَعلِیمَهُ مَن لا یَعلَمُهُ صَدَقَةٌ، وَبَذلَهُ لِأَهلِهِ قُربَةٌ، لِأَنَّهُ مَعَالِمُ الحَلالِ وَالحَرامِ، وَسالِکٌ بِطالِبِهِ سَبِیلَ الجَنَّةِ، وَهوَ أَنِیسٌ فِی الوَحشَةِ، وصاحِبٌ فِی الوَحدَةِ، وَدَلِیلٌ عَلَی السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ، وَسِلاحٌ عَلَی الأَعدَاءِ، وَزَینٌ لِلأَخِلَاءِ، یَرفَعُ اللّه ُ بِهِ أَقواما یَجَعلُهُم فِی الخَیرِ أئِمَّةً یُقتَدی بِهِم، تُرمَقُ أعمالُهُم، وتُقتَبَسُ آثارُهُم، وَتَرغَبُ المَلائِکَةُ فِی خُلَّتِهِم، یَمسَحونَهُم فی صَلاتِهِم بِأَجنِحَتِهِم، ویَستَغفِرُ لَهُم کُلُّ شَیءٍ حَتَّی حِیتَانُ البُحُورِ وَهَوامُّها، وَسِباعُ البَرِّ وَأَنعامُها، لِأَنَّ العِلمَ حَیاةُ القُلوبِ، وَنُورُ الأَبصارِ مِنَ العَمی، وَقُوَّةُ الأَبدَانِ مِنَ الضَّعفِ، یُنزِلُ اللّه ُ حامِلَهُ مَنازِلَ الأَخیارِ، وَیَمنَحُهُ مَجالِسَ

ص :180

الأَبرارِ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ، بِالعِلمِ یُطاعُ اللّه ُ وَیُعبَدُ، وَبِالعِلمِ یُعرَفُ اللّه ُ ویُؤخَذُ، وَبِالعِلمِ تُوصَلُ الأَرحَامُ، وبِهِ یُعرَفُ الحَلالُ وَالحَرامُ، وَالعِلمُ إِمامُ العَمَلِ وَالعَمَلُ تابِعُهُ، یُلهِمُهُ اللّه ُ السُّعَداءَ وَیَحرِمُهُ الأَشقِیاءَ. (1)

عنه صلی الله علیه و آله : طَلَبُ العِلمِ فَرِیضَةٌ عَلی کُلِّ مُسلِمٍ، فَاطلُبُوا العِلمَ فی مَظَانِّهِ (2) ، وَاقتَبِسُوهُ مِن أَهلِهِ، فَإِنَّ تَعَلَّمَهُ للّه ِِ حَسَنَةٌ، وطَلَبَهُ عِبادَةٌ، والمُذاکَرَةَ فِیهِ تَسبیحٌ، وَالعَمَلَ بِهِ جِهادٌ، وتَعلِیمَهُ مَن لا یَعلَمُهُ صَدَقَةٌ، وبَذَلَهُ لِأَهلِهِ قُربَةٌ إلَی اللّه ِ تَعالی، لِأَنَّهُ مَعالِمُ الحَلالِ وَالحَرامِ، وَمَنارُ سُبُلِ الجَنَّةِ، والمُؤنِسُ فِی الوَحشَةِ، وَالصَّاحِبُ فِی الغُربَةِ وَالوَحدَةِ، وَالمُحَدِّثُ فِی الخَلوَةِ، وَالدَّلِیلُ فِی السَّرّاءِ وَالضَّرّاءِ، والسِّلاحُ عَلَی الأَعدَاءِ، وَالزَّینُ عِندَ الأَخِلَاءِ.

یَرفَعُ إلَیهِ أَقوَاما فَیَجعَلُهُم فِی الخَیرِ قادَةً، تُقتبَسُ آثارُهُم، ویُهتَدی بِفِعالِهِم، وَیُنتَهی إِلی آرائِهِم، تَرغَبُ المَلائِکَةُ فی خُلَّتِهِم، وَبِأَجنِحَتِها تَمَسُّهُم، وَفی صَلاتِها تُبارِکُ عَلَیهِم، یَستَغفِرُ لَهُم کُلُّ رَطبٍ ویابِسٍ ، حَتّی حِیتَانُ البَحرِ وَهَوامُّهُ، وَسِباعُ البَرِّ وَأنعَامُهُ.

إِنَّ العِلمَ حَیاةُ القُلُوبِ مِنَ الجَهلِ، وَضِیاءُ الأَبصارِ مِنَ الظُّلمَةِ، وَقُوَّةُ الأَبدانِ مِنَ الضَّعفِ، یَبلُغُ بِالعَبدِ مَنازِلَ الأَخیارِ، ومَجالِسَ الأَبرارِ، وَالدَّرَجاتِ العُلی فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ، اَلذِّکرُ فِیهِ یَعدِلُ بِالصِّیامِ، وَمُدارَسَتُهُ بِالقِیامِ، بِهِ یُطاعُ الرَّبُّ ویُعبَدُ، وبِهِ تُوصَلُ الأَرحامُ، ویُعرَفُ الحَلالُ مِنَ الحَرامِ، اَلعِلمُ إمامُ العَمَلِ وَالعَمَلُ تابِعُهُ، یُلهَمُ بِهِ

ص :181

السُّعَداءُ ، وَیُحرَمُهُ الأَشقِیاءُ، فَطُوبی لِمَن لَم یَحرِمهُ اللّه ُ مِنهُ حَظَّهُ. (1)

الإمام علیّ علیه السلام : مَنْ جُمِعَ فیهِ سِتَّ خِصالٍ ما یَدَعُ لِلجَنَّةِ مَطلَبا، ولا عَنِ النَّارِ مَهرَبا : مَنْ عَرَفَ اللّه ُ فَأَطاعَهُ، وعَرَفَ الشَّیطانَ فَعَصاهُ، وعَرَفَ الحَقَّ فَاتَّبَعَهُ، وَعَرَفَ الباطِلَ فَاتَّقاهُ، وعَرَفَ الدُّنیا فَرَفَضَها، وَعَرَفَ الآخِرَةَ فَطَلَبَها. (2)

رسول اللّه صلی الله علیه و آله : ما جَزاءُ مَن أَنعَمَ اللّه ُ عز و جل عَلَیهِ بِالتَّوحِیدِ إِلّا الجَنَّةُ . (1)

الإمام علیّ علیه السلام _ فِی قَولِ اللّه ِ عَزَّوَجَلَّ : «هَلْ جَزَاءُ الْاءِحْسَ_نِ إِلَا الْاءِحْسَ_نُ » (2) _ : سَمِعتُ رَسُولَ اللّه ِ صلی الله علیه و آله یَقُولُ : إِنَّ اللّه َ عز و جلقالَ : ما جَزاءُ مَن أَنعَمتُ عَلَیهِ بِالتَّوحِیدِ إِلَا الجَنَّةُ . (3)

رسول اللّه صلی الله علیه و آله : مَن ماتَ وَهُوَ یَعلَمُ أَنَّه لا إِلهَ إِلّا اللّه ُ دَخَلَ الجَنَّةَ . (4)

عنه صلی الله علیه و آله : مَن خُتِمَ لَهُ بِلا إلهَ إلَا اللّه ُ ، وَجَبَت لَهُ الجَنَّةُ . (5)

عنه صلی الله علیه و آله : یَقُولُ اللّه ُ جَلَّ جَلالُهُ : «لا إِلهَ إِلّا اللّه ُ» حِصنِی ، فَمَن دَخَلَهُ أَمِنَ مِن عَذابِی . (6)

عنه صلی الله علیه و آله : حَدَّثَنِی جَبرَئِیلُ سَیِّدُ المَلائِکَةِ قالَ : قالَ اللّه ُ سَیِّدُ السّاداتِ عز و جل : إِنِّی أَنا اللّه ُ لا إِلهَ إِلّا أَنَا ، فَمَن أَقَرَّ لِی بِالتَّوحِیدِ دَخَلَ حِصنِی ، وَمَن دَخَلَ حِصنِی أَمِنَ

ص :183

مِن عَذابِی . (1)

عنه صلی الله علیه و آله : وَالَّذِی بَعَثَنِی بِالحَقِّ بَشِیرا! لا یُعَذِّبُ اللّه ُ بِالنّارِ مُوحِّدا أَبَدا ، وَإِنَّ أَهلَ التَّوحِیدِ لَیَشفَعُونَ فَیُشَفَّعُونَ . (2)

عنه صلی الله علیه و آله : مَن ماتَ وَهُوَ یَعلَمُ أَنَّ اللّه َ حَقٌّ دَخَلَ الجَنَّةَ . (3)

عنه صلی الله علیه و آله : مَن قالَ «لا إِلهَ إِلّا اللّه ُ» مُوقِنا بِها دَخَلَ الجَنَّةَ . (4)

عنه صلی الله علیه و آله : مَن کانَ آخِرُ کَلامِهِ «لا إِلهَ إِلّا اللّه ُ» دَخَل الجَنَّةَ . (5)

عنه صلی الله علیه و آله : لَقِّنُوا مَوتاکُم «لا إِلهَ إِلّا اللّه ُ» فَإِنَّ مَن کانَ آخِرُ کَلامِهِ «لا إِله إِلّا اللّه ُ» دَخَلَ الجَنَّةَ . (6)

عنه صلی الله علیه و آله : مَن قالَ «لا إله إلَا اللّه ُ» غُرِسَت لَهُ شَجَرَةٌ فِی الجَنَّةِ مِن یاقوتَةٍ حَمراءَ ،

ص :184

مَنبتُها فی مِسکٍ أبیَضَ ، أحلی مِنَ العَسَلِ ، وأشَدُّ بَیاضا مِنَ الثَّلجِ ، وأطیَبُ ریحا مِنَ المِسکِ ، فیها ثِمارٌ أمثالُ ثَدیِ الأَبکارِ ، تَعلو عَن سَبعینَ حُلَّةً . (1)

الدعوات عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله : لَقِّنوا مَوتاکُم «لا إلهَ إلَا اللّه ُ» ، فَإِنَّ مَن کانَ آخِرُ کلامِهِ «لا إلهَ إلَا اللّه ُ» دَخَلَ الجَنَّةَ .

قیلَ : یا رَسولَ اللّه ِ ، إنَّ شَدائِدَ المَوتِ وسَکَراتِهِ تَشغَلُنا عَن ذلِکَ .

فَنَزَلَ فِی الحالِ جَبرَئیلُ علیه السلام وقالَ : یا مُحَمَّدُ ، قُل لَهُم حَتّی یَقولُوا الآنَ فِی الصِّحَّةِ «لا إله إلّاَ اللّه ُ» ، عُدَّةً لِذلِکَ الوَقتِ . (2)

رسول اللّه صلی الله علیه و آله _ فی قَولِ اللّه ِ عَزَّ وجَلَّ «وَ مَا کُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَیْنَا» _ : کَتَبَ اللّه ُ عَزَّ وجَلَّ کِتابا ... ثُمَّ نادی : یا اُمَّةَ مُحَمَّدٍ! إنَّ رَحمَتی سَبَقَت غَضَبی ، أعطَیتُکُم قَبلَ أن تَسأَلونی ، وغَفَرتُ لَکُم قَبلَ أن تَستَغفِرونی ، فَمَن لَقِیَنی مِنکُم یَشهَدُ أن لا إلهَ إلّا أنا ، وأنَّ مُحَمَّدا عَبدی ورَسولی ، أدخَلتُهُ الجَنَّةَ بِرَحمَتی . (3)

عنه صلی الله علیه و آله : مَن ماتَ یَشهَدُ أَن لا إِلهَ إِلّا اللّه ُ وَحدَهُ لا شَرِیکَ لَهُ دَخَلَ الجَنَّةَ . (4)

ص :185

عنه صلی الله علیه و آله : أَتانِی جِبرِیلُ فَبَشَّرَنِی أَنَّهُ مَن ماتَ لا یُشرِکُ بِاللّه ِ شَیئا دَخَلَ الجَنَّةَ . (1)

عنه صلی الله علیه و آله : أشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّه ُ ، وأنَّ مُحَمَّدا عَبدُهُ ورَسولُهُ ، وَالَّذی نَفسی بِیَدِهِ لا یَقولُها أحَدٌ إلّا حَرَّمَهُ اللّه ُ عَلَی النّارِ . (2)

مستدرک الوسائل عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله : مَن کانَ آخِرُ کَلامِهِ «لا إلهَ إلَا اللّه ُ» دَخَلَ الجَنَّةَ . قیلَ : فَإِن قالَها فی حَیاتِهِ ؟ قالَ : تِلکَ أوجَبُ وأوجَبُ . (3)

رسول اللّه صلی الله علیه و آله : رَأَیتُ البارِحَةَ عَجَبا! رَأَیتُ رَجُلاً مِن اُمَّتِی انتَهی إلی أبوابِ الجَنَّةِ ، فَغُلِّقَتِ الأَبوابُ دونَهُ ، فَجاءَتهُ شَهادَةُ أن لا إلهَ إلَا اللّه ُ فَفُتِحَت لَهُ الأَبوابُ واُدخِلَ الجَنَّةَ . (4)

عنه صلی الله علیه و آله : مَن کانَ آخِرُ کَلامِهِ الشَّهادَتَینِ دَخَلَ الجَنَّةَ . (5)

التوحید عن أبی حرب بن زید بن خالد الجهنی : أشهَدُ عَلی أبی زَیدِ بنِ خالِدٍ لَسَمِعتُهُ یَقولُ : أرسَلَنی رَسولُ اللّه ِ صلی الله علیه و آله فَقالَ لی : بَشِّرِ النّاسَ أنَّهُ مَن قالَ : «لا إلهَ إلَا اللّه ُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ» فَلَهُ الجَنَّةُ . (6)

الکافی عن أبان بن تغلب عن الإمام الصادق علیه السلام ، قال : یا أبانُ ، إذا قَدِمتَ الکوفَةَ فَاروِ

ص :186

هذَا الحَدیثَ : «مَن شَهِدَ أن لا إلهَ إلَا اللّه ُ مُخلِصا ، وَجَبَت لَهُ الجَنَّةُ» .

قالَ : قُلتُ لَهُ : إنَّهُ یَأتینی مِن کُلِّ صِنفٍ مِنَ الأَصنافِ ، أفَأَروی لَهُم هذَا الحَدیثَ ؟! قالَ : نَعَم ، یا أبانُ ، إنَّهُ إذا کانَ یَومُ القِیامَةِ ، وجَمَعَ اللّه ُ الأَوَّلینَ وَالآخِرینَ ، فَتُسلَبُ «لا إلهَ إلَا اللّه ُ» مِنهُم ، إلّا مَن کانَ عَلی هذَا الأَمرِ . (1)

المحاسن عن أبان بن تغلب عن الإمام الصادق علیه السلام : إذا کانَ یَومُ القِیامَةِ نادی مُنادٍ : مَن شَهِدَ أن لا إلهَ إلَا اللّه ُ ، فَلیَدخُلِ الجَنَّةِ . قالَ : قُلتُ : فَعَلامَ تَخاصُمُ النّاسِ إذا کانَ مَن شَهِدَ أن لا إلهَ إلَا اللّه ُ دَخَلَ الجَنَّةَ ؟! فَقالَ : إنَّهُ إذا کانَ یَومُ القِیامَةِ نَسوها . (2)

(3)

مسند ابن حنبل عن أبی موسی : أَتَیتُ النَّبِیَ صلی الله علیه و آله وَمَعِی نَفَرٌ مِن قَومِی ، فَقالَ : أَبشِرُوا وَبَشِّرُوا مَنْ وَراءَکُم أَنَّهُ مَن شَهِدَ أَن لا إِلهَ إِلّا اللّه ُ صادقا بِها دَخَلَ الجَنَّةَ . (1)

رسول اللّه صلی الله علیه و آله : «لا إِلهَ إِلّا اللّه ُ» تَمنَعُ العَبدَ مِن سَخَطِ اللّه ِ ما لَم یُؤثِرُوا مَنفَعَةَ دُنیاهُم عَلی دِینِهِم ، فَإِذا فَعَلُوا ذلِکَ _ ثُمَّ قالَ : «لا إِلهَ إِلّا اللّه ُ» _ قالَ اللّه ُ : کَذَبتُم . (2)

أَبِیکَ ، فَأَخرَجَ رَأسَهُ مِنَ العَمَّارِیَّةِ (1) وَعَلَیهِ مِطرَفُ (2) خَزٍّ ذُو وَجهَینِ وَقالَ : حَدَّثَنِی أَبِیَ العَبدُ الصّالِحُ مُوسَی بنُ جَعفَرٍ ، قالَ : حَدَّثَنِی أَبِیَ الصّادِقُ جَعفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ ، قالَ : حَدَّثَنِی أَبِی أَبُو جَعفَرٍ مُحَمَّدُ بُن عَلِیٍ باقِرُ عِلمِ الأَنبِیاءِ ، قالَ : حَدَّثَنِی أَبِی عَلِیُ بنُ الحُسَینِ سَیِّدُ العابِدِینَ ، قالَ : حَدَّثَنِی أَبِی سَیِّدُ شَبابِ أَهلِ الجَنَّةِ الحُسَینُ ، قالَ : حَدَّثَنِی أَبِی عَلِیُ بنُ أَبِی طالِبٍ علیهم السلام ، قالَ : سَمِعتُ النَّبِیُ صلی الله علیه و آله یَقُولُ : قالَ اللّه ُ جَلَّ جَلالُهُ : إِنِّی أَنا اللّه ُ لا إِلهَ إِلّا أَنَا فَاعبُدُونِی ، مَن جاءَ مِنکُم بِشَهادَةِ أَن لا إِلهَ إِلّا اللّه ُ بِالإِخلاصِ دَخَلَ فِی حِصنِی ، وَمَن دَخَلَ فِی حِصنِی أَمِنَ مِن عَذابِی . (3)

رسول اللّه صلی الله علیه و آله : إِنّ «لا إِلهَ إِلّا اللّه ُ» کَلِمَةٌ عَظِیمَةٌ کَرِیمَةٌ عَلَی اللّه ِ عز و جل ، مََن قالَها مُخلِصا استَوجَبَ الجَنَّةَ ، وَمَن قالَها کاذِبا عَصَمَت مالَهُ وَدَمهُ ، وَکانَ مَصِیرُهُ إِلی النّارِ . (4)

ثواب الأعمال عن أبی هریرة و عبد اللّه بن عبّاس : قالَ رَسُولُ اللّه ِ صلی الله علیه و آله : یا أَیُّها النّاسُ ، إِنَّهُ مَن لَقِیَ اللّه َ عز و جلیَشهَدُ أَن لا إِلهَ إِلّا اللّه ُ مُخلِصا لَم یَخلِط مَعَها غَیرَها ، دَخَلَ الجَنَّةَ . فَقامَ عَِلیُ بنُ أَبِی طالِبٍ علیه السلام فَقالَ : یا رَسُولَ اللّه ِ بِأَبِی أَنتَ وَأُمِّی ، کَیفَ یَقُولُها مُخلِصا لا یَخلِط مَعَها غَیرَها؟ فَسِّرْ لَنا هذا حَتَّی نَعرِفَهُ .

فَقالَ : نَعَم ؛ حِرصا عَلَی الدُّنیا ، وَجَمعا لَها مِن غَیرِ حِلِّها ، وَرِضیً بِها ، وَأَقوامٌ یَقُولُونَ أَقاوِیلَ الأَخیارِ وَیَعمَلُونَ عَمَلَ الجَبابِرَةِ وَالفُجَّارِ . فَمَن لَقِیَ اللّه َ عز و جلوَلَیسَ فِیهِ شَیءٌ مِن هذِهِ الخِصالِ وَهُوَ یَقُولُ : «لا إِلهَ إِلّا اللّه ُ» فَلَهُ الجَنَّةُ ، فَإِن أَخَذَ الدُّنیا وَتَرَکَ الآخِرَةَ فَلَهُ النّارُ . (1)

رسول اللّه صلی الله علیه و آله : ما قالَ عَبدٌ «لا إِلهَ إِلّا اللّه ُ» قَطُّ مُخلِصا إِلّا فُتِحَت لَهُ أَبوابُ السَّماءِ ، حَتّی تُفضِیَ (2) إِلَی العَرشِ ما اجتَنَبَ الکَبائِرَ . (3)

عنه صلی الله علیه و آله : مَن قالَ : «لا إِلهَ إِلّا اللّه ُ» لا یَتَّخِذُها جُنَّةً (4) لِشَیءٍ مِنَ الکَبائِرِ یَرتَکِبُهُ فَهُوَ مِن أَهلِ الجَنَّةِ جَزما. (5)

سنن سعید بن منصور عن مجاهد : قالَ رَسُولُ اللّه ِ صلی الله علیه و آله حِینَ خَرَجَ إِلی تَبُوکَ : لا یَخرُج مَعَنا إِلّا مُقَوٍّ (6) . فَخَرَجَ رَجُلٌ عَلی بَکرٍ لَهُ صَعبٍ ، فَوَقَصَ (7) بِهِ فَماتَ ، فَقالَ النّاسُ :

ص :190

اَلشَّهِیدُ الشَّهِیدُ! فَأَمَرَ رَسُولُ اللّه ِ صلی الله علیه و آله بِلالاً یُنادِی : أَلا لا تَدخُلُ الجَنَّةَ إِلّا نَفسٌ مُؤمِنَةٌ ، وَلا یَدخُلُها عاصٍ . (1)

الأمالی للطوسی عن أبی الصّلت الهرویّ عن الإمام الرّضا عن آبائه علیهم السلام عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله : أَخبَرَنِی جَبرَئِیلُ الرُّوحُ الأَمِینُ عَنِ اللّه ِ _ تَقَدَّسَت أَسماؤُهُ وَجَلَّ وَجهُهُ _ قالَ : إِنِّی أَنا اللّه ُ لا إِلهَ إِلّا أَنا وَحدِی ، عِبادِی فَاعبُدُونِی ، وَلیَعلَم مَن لَقِیَنِی مِنکُم بِشَهادَةِ أَن لا إِلهَ إِلّا اللّه ُ مُخلِصا بِها ، إِنَّه قَد دَخَلَ حِصنِی ، وَمَن دَخَلَ حِصنِی أَمِنَ عَذابِی .

قالُوا : یَابنَ رَسُولِ اللّه ِ ، وَما إِخلاصُ الشَّهادَةِ للّه ِِ؟ قالَ : طَاعَةُ اللّه ِ وَرَسُولِهِ وَوَلایَةُ أَهلِ بَیتِهِ علیهم السلام . (1)

عوالی اللآلی : رُوِیَ أَنَّ الرِّضا علیه السلام لَمّا تَوَجَّهَ مِن خُراسانَ مُنصَرِفا إِلَی الحِجازِ فِی قَدمَتِهِ الأُولی حَضَرَهُ جَماعَةُ العُلَماءِ وَالفُضَلاءِ مِن أَهلِ خُراسانَ وَغَیرِهِم وَکانَ قَد رَکِبَ فِی العَمّارِیَّةِ ، فَاحتَوَلُوهُ وَقالُوا : یَابنَ رَسُولِ اللّه ِ أَتُفارِقُنا وَلا تُفِیدُنا مِن عِلمِکَ شَیئا؟ أَل تُحَدِّثُنا بِحَدِیثٍ نَنتَفِعُ بِهِ فِی دِینِنا؟ فَأَطلَعَ علیه السلام رَأسَهُ مِنَ العَمّارِیَّةِ حَتّی أَشرَفَ عَلَیهِم ، وَقالَ : حَدَّثَنی أَبِی عَن أَبِیهِ عَن جَدِّهِ رَسُولِ اللّه ِ صلی الله علیه و آله أَنَّهُ قالَ : إِنَّ اللّه َ عز و جلیَقُولُ : الإِیمانُ حِصنِی ، وَمَن دَخَلَ حِصنِی أَمِنَ مِن عَذابِی . وَمَن قالَ : «لا إِلهَ إِلّا اللّه ُ» مُخلِصا دَخَلَ الجَنَّةَ .

ثُمَّ ضَرَبَ راحِلَتَهُ وَسارَ قَلِیلاً وَالنّاسُ خَلفَهُ ، ثُمَّ التَفَتَ إِلَیهِم ، ثُمَّ قالَ : بِشَرطِها وَشُرُوطِها وَأَنا مِن شُرُوطِها . (2)

نَقِیرًا » . (1)

الحدیث

رسول اللّه صلی الله علیه و آله : بَخٍ بَخٍ لِخَمسٍ! مَن لَقِیَ اللّه َ مُستَیقِنا بِهِنَّ دَخَلَ الجَنَّةَ : یُؤمِنُ بِاللّه ِ ، وَالیَومِ الآخِرِ ، وَبِالجَنَّةِ وَالنّارِ ، وَالبَعثِ بَعدَ المَوتِ ، وَالحِسابِ . (2)

عنه صلی الله علیه و آله : وَالَّذِی نَفسُ مُحَمَّدٍ بِیَدِهِ! مامِن عَبدٍ یُؤمِنُ بِاللّه ِ وَالیَومِ الآخِرِ ثُمَّ یُسَدِّدُ (3) إِلّا سَلَکَ فِی الجَنَّةِ . (4)

عنه صلی الله علیه و آله _ لِعَبدِ اللّه ِ بنِ سَلامٍ لَمّا قالَ لَهُ : أَخبِرنِی عَن أَهلِ الجَنَّةِ یَدخُلُونَ فِیها بِالإِسلامِ أَو بِالإِیمانِ أَو بِالعَمَلِ؟ _ : مِنهُم مَن یَدخُلُ بِالثَّلاثَةِ ؛ یَکُونُ مُسلِما مُؤمِنا عامِلاً فَیَدخُلُ الجَنَّةَ بِثَلاثَةِ أَعمالٍ .

أَو یَکُونُ نَصرانِیّا أَو یَهُودِیّا أَو مَجُوسِیّا فَیُسلِمُ بَینَ الصَّلاتَینِ ، وَیُؤمِنُ بِاللّه ِ ، وَیَخلَعُ الکُفرَ مِن قَلبِهِ ، فَیَمُوتُ عَلی مَکانِهِ وَلَم یُخَلِّف مِنَ الأَعمالِ شَیئا فَیَکُونُ مِن أَهلِ الجَنَّةِ ، فَذَلِکَ إِیمانٌ بِلا عَمَلٍ .

وَیَکُونُ یَهُودِیّا أَو نَصرانِیّا یَتَصَدَّقُ وَیُنفِقُ فِی غَیرِ ذاتِ اللّه ِ ، فَهُوَ عَلَی الکُفرِ وَالضَّلالَةِ ، یَعبُدُ المَخلُوقَ مِن دُونِ الخالِقِ ، فَإِذا ماتَ عَلی دِینِهِ کانَ فَوقَ عَمَلِهِ فِی النّارِ یَومَ القِیامَةِ ، لِأَنَّ اللّه َ لا یَتَقَبَّلُ إِلّا مِنَ المُتَّقِینَ . (5)

ص :193

عنه صلی الله علیه و آله : یُوضَعُ المِیزانُ یَومَ القِیامَةِ ، فَتُوزَنُ الحَسَناتُ وَالسَّیِّئاتُ ، فَمَن رَجَحَت حَسَناتُهُ مِثقالَ صُؤَابَةٍ (1) دَخَلَ الجَنَّةَ ، وَمَن رَجَحَت سَیِّئاتُهُ عَلی حَسَناتِهِ مِثقالَ صُؤَابَةٍ دَخَلَ النّارَ . (2)

عنه صلی الله علیه و آله : یَقُولُ اللّه ُ : یا آدَمُ ! قَد جَعَلتُکَ حَکَما بَینِی وَبَینَ ذُرِّیَّتِکَ ، قُم عِندَ المِیزانِ فَانظُر ما یُرفَعُ إِلَیکَ مِن أَعمالِهِم ، فَمَن رَجَحَ مِنهُم خَیرُهُ عَلی شَرِّهِ مِثقالَ ذَرَّةٍ فَلَهُ الجَنَّةُ ، حَتَّی تَعلَمَ أَنِّی لا أُدخِلُ مِنهُمُ النّارَ إِلّا ظالِما . (3)

الإمام علیّ علیه السلام : عَلَیکُم بِإِخلاصِ الإِیمانِ ، فَإِنَّهُ السَّبِیلُ إِلَی الجَنَّةِ ، وَالنَّجاةُ مِنَ النّارِ . (4)

عنه علیه السلام : ثَمَنُ الجَنَّةِ العَمَلُ الصّالِحُ . (5)

عنه علیه السلام : عَلَیکَ بِصالِحِ العَمَلِ ، فَإِنَّهُ الزّادُ إِلَی الجَنَّةِ . (6)

عنه علیه السلام : بِالعَمَلِ تَحصُلُ الجَنَّةُ لا بِالأَمَلِ . (7)

عنه علیه السلام : لَن یَفُوزَ بِالجَنَّةِ إِلّا السّاعِی لَها . (8)

ص :194

عنه علیه السلام : لا تَحصُلُ الجَنَّةُ بِالتَّمَنِّی . (1)

عنه علیه السلام : طَلَبُ الجَنَّةِ بِلا عَمَلٍ حُمقٌ . (2)

عنه علیه السلام : اِعمَلُوا لِلجَنَّةِ عَمَلَها ؛ فَإِنَّ الدُّنیا لَم تُخلَق لَکُم دارَ مُقامٍ بَل خُلِقَت لَکُم مَجازا (3) ، لِتَزَوَّدُوا مِنها الأَعمالَ إِلی دارِ قَرارٍ . (4)

عنه علیه السلام : مَن أَقرَبُ إِلَی الجَنَّةِ مِن عامِلِها ؟ وَمَن أَقرَبُ إِلَی النّارِ مِن عامِلِها ؟ (5)

عنه علیه السلام : اَلجَنَّةُ جَزاءُ المُطِیعِ . (6)

الأمالی للمفید عن داوود بن فرقد : سَمِعتُ أَبا عبدِ اللّه ِ جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ _ صَلَواتُ اللّه ِ عَلَیهِما _ یَقُولُ :

إِنَّ العَمَلَ الصّالِحَ لَیَذهَبُ إِلَی الجَنَّةِ فَیُمَهِّدُ لِصاحِبِهِ کَما یَبعَثُ الرَّجُلُ غُلامَهُ فَیَفرُشُ لَهُ . ثُمَّ قَرَأَ : «وَأَمّا الَّذِینَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ فَلِأَنفُسِهِم یَمهَدُونَ» (7) . (8)

الإمام الصادق علیه السلام : یَأتِی یَومَ القِیامَةِ شَیءٌ مِثلَ الکُبَّةِ (9) فَیَدفَعُ فِی ظَهرِ المُؤمِنِ ،

ص :195

فَیُدخِلُهُ الجَنَّةَ . فَیُقالُ : هَذا البَرُّ . (1)

الهُداةُ إِلَی الجَنَّةِ ، وَنَحنُ عُری الإِسلامِ ، وَنَحنُ الجُسُورُ وَالقَناطِرُ ، مَن مَضی عَلَیها لَم یُسبَق وَمَن تَخَلَّفَ عَنها مُحِقَ (1) . (2)

الإمام الصادق علیه السلام _ فِی وَصِیَّتِهِ لِعَبدِ اللّه ِ بنِ جُندَبٍ _ : یَابنَ جُندَبٍ ، لا تَقُل فِی المُذنِبِینَ مِن أَهلِ دَعوَتِکُم إِلّا خَیرا ، وَاستَکِینُوا إِلَی اللّه ِ فِی تَوفِیقِهِم ، وَسَلُوا التَّوبَةَ لَهُم ، فَکُلُّ مَن قَصَدَنا وَوالانا وَلَم یُوالِ عَدُوَّنا وَقالَ ما یَعلَمُ ، وَسَکَتَ عَمّا لا یَعلَمُ أَو أَشکَلَ عَلَیهِ ، فَهُوَ فِی الجَنَّةِ . (3)

عنه علیه السلام : مَن أَقامَ فَرائِضَ اللّه ِ ، وَاجتَنَبَ مَحارِمَ اللّه ِ ، وَأَحسَنَ الوَلایَةَ لِأَهلِ بَیتِ نَبِیِ اللّه ِ ، وَتَبَرَّأَ مِن أَعداءِ اللّه ِ عز و جل ، فَلیَدخُل مِن أَیِّ أَبوابِ الجَنَّةِ الثَّمانِیَةِ شاءَ . (4)

عنه علیه السلام : بَینا رَسُولُ اللّه ِ صلی الله علیه و آله فِی سَفَرٍ إِذ نَزَلَ فَسَجَدَ خَمسَ سَجَداتٍ ، فَلَمّا رَکِبَ قالَ لَهُ بَعضُ أَصحابِهِ : رَأَیناکَ یا رَسُولَ اللّه ِ صَنَعتَ ما لَم تَکُن تَصنَعُهُ؟ قالَ : نَعَم ، أَتانِی جَبرَئِیلُ علیه السلام فَبَشَّرَنِی أَنَّ عَلِیّا فِی الجَنَّةِ ، فَسَجَدتُ شُکرا للّه ِِ تَعالی ، فَلَمّا رَفَعتُ رَأسِی قالَ : وَفاطِمَةُ فِی الجَنَّةِ ، فَسَجَدتُ شُکرا للّه ِِ تَعالی ، فَلَمّا رَفَعتُ رَأسِی قالَ : وَالحَسَنُ وَالحُسَینُ سَیِّدا شَبابِ أَهلِ الجَنَّةِ ، فَسَجَدتُ شُکرا للّه ِِ تَعالی ، فَلَمّا رَفَعتُ رَأسِی قالَ : وَمَن یُحِبُّهُم فِی الجَنَّةِ ، فَسَجَدتُ للّه ِِ تَعالی شُکرا، فَلَمّا رَفَعتُ رَأسِی قالَ : وَمَن یُحِبُّ مَن یُحِبُّهُم فِی الجَنَّةِ ، فَسَجَدتُ شُکرا للّه ِِ تَعالی. (5)

ص :197

الکافی عن صباح بن سیّابة عن الإمام الصّادق علیه السلام : إِنَّ الرَّجُلَ لَیُحِبُّکُم وَما یَدرِی ما تَقُولُونَ فَیُدخِلُهُ اللّه ُ عز و جل الجَنَّةَ ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَیُبغِضُکُم وَما یَدرِی ما تَقُولُونَ فَیُدخِلُهُ اللّه ُ عز و جل النّارَ ، وَإِنَّ الرَّجُلَ مِنکُم لَتُملَأُ صَحِیفَتُهُ مِن غَیرِ عَمَلٍ ، قُلتُ : وَکَیَف یَکُونُ ذَلِکَ؟ قالَ : یَمُرُّ بِالقَومِ یَنالُونَ مِنّا ، فَإِذا رَأَوهُ قالَ بَعضُهُم لِبَعضٍ : کُفُّوا ، فَإِنَّ هَذا الرَّجُلَ مِن شِیعَتِهِم ، وَیَمُرُّ بِهِمُ الرَّجُلُ مِن شِیعَتِنا فَیَهمِزُونَهُ وَیَقُولُونَ فِیهِ ، فَیَکتُبُ اللّه ُ لَهُ بِذلِکَ حَسَناتٍ حَتّی یَملَأَ صَحِیفَتَهُ مِن غَیرِ عَمَلٍ . (1)

(2)

أَنفُسُکُم ، وَأَطِیعُوا وَلَاةَ أَمرِکُم ، تَدخُلُوا جَنَّةَ رَبِّکُم . (1)

عنه صلی الله علیه و آله : اِتَّقُوا اللّه َ رَبَّکُم، وَصَلُّوا خَمسَکُم ، وَصُومُوا شَهرَکُم ، وَأَدُّوا زَکاةَ أَموالِکُم ، وَأَطِیعُوا ذا أَمرِکُم ، تَدخُلُوا جَنَّةَ رَبِّکُم . (2)

عنه صلی الله علیه و آله : خَمسٌ مَن جاءَ بِهِنَّ مَعَ إِیمانٍ دَخَلَ الجَنَّةَ : مَن حافَظَ عَلَی الصَّلَواتِ الخَمسِ ؛ عَلی وُضُوئِهِنَّ وَرُکُوعِهِنَّ وَسُجُودِهِنَّ وَمَواقِیتِهِنَّ ، وَصامَ رَمَضانَ ، وَحَجَّ البَیتَ إِنِ استَطَاعَ إِلَیهِ سَبِیلاً ، وَأَعطَی الزَّکاةَ طَیِّبَةً بِها نَفسُهُ ، وَأَدَّی الأَمانَةَ . (3)

عنه صلی الله علیه و آله : إِنَّ رَبَّکُم عز و جل یَقُولُ : مَن صَلَّی الصَّلاةَ لِوَقتِها وَحافَظَ عَلَیها وَلَم یُضَیِّعها استِخفافا بِحَقِّها ، فَلَهُ عَلَیَ عَهدٌ أَنْ أُدخِلَهُ الجَنَّةَ . (4)

عنه صلی الله علیه و آله : إِذا صَلَّتِ المَرأَةُ خَمسَها، وَصامَت شَهرَها ، وَحَفِظَت فَرجَها ، وَأَطاعَت زَوجَها ، قِیلَ لَها : اُدخُلِی الجَنَّةَ مِن أَیِ أَبوابِ الجَنَّةِ شِئتِ . (5)

ص :199

صحیح البخاری عن أبی هریرة : إِنَّ أَعرابِیّا أَتَی النَّبِیَ صلی الله علیه و آله فَقالَ : دُلَّنِی عَلی عَمَلٍ إِذا عَمِلتُهُ دَخَلتُ الجَنَّةَ . قالَ : تَعبُدُ اللّه َ لا تُشرِکُ بِهِ شَیئا ، وَتُقِیمُ الصَّلاةَ المَکتُوبَةَ ، وَتُؤَدِّی الزَّکاةَ المَفرُوضَةَ ، وَتَصُومُ رَمَضانَ .

قالَ : وَالَّذِی نَفسِی بِیَدِهِ! لا أَزِیدُ عَلی هَذا .

فَلَمّا وَلَّی ، قالَ النَّبِیُ صلی الله علیه و آله : مَن سَرَّهُ أَن یَنظُرُ إِلی رَجُلٍ مِن أَهلِ الجَنَّةِ فَلیَنظُر إِلی هَذا . (1)

مسند ابن حنبل عن المغیرة بن عبد اللّه عن أبیه : قُلتُ : یا رَسُولَ اللّه ِ ، حَدِّثنی _ أَو خَبِّرنی _ بِعَمَلٍ یُقَرِّبُنِی إِلَی الجَنَّةِ وَیُباعِدُنِی مِنَ النّارِ ، قالَ : أَوَ ذَلِکَ أَعمَلَکَ _ أَو أَنصَبَکَ _ ؟ قالَ : قُلتُ : نَعَم، قالَ : فَاعقِل إِذا _ أَوِ افهَم _ : تَعبُدُ اللّه َ لا تُشرِکُ بِهِ شَیئا ، وَتُقِیمُ الصَّلاةَ ، وَتُؤتِی الزَّکاةَ ، وَتَصُومُ رَمَضانَ ، وَتَحُجُّ البَیتَ ، وَتَأتِی إِلَی النّاسِ ما تُحِبُّ أَن یُؤتی إِلَیکَ ، وَتَکرَهُ لِلنّاسِ ما تَکرَهُ أَن یُؤتی إِلَیکَ . خَلِّ زِمامَ الناقَةِ _ أَو خِطامَها _ . (2)

سنن الترمذی عن معاذ بن جبل : کُنتُ مَعَ النَّبِیِ صلی الله علیه و آله فِی سَفَرٍ فَأَصبَحتُ یَوما قَرِیبا مِنهُ وَنَحنُ نَسِیرُ ، فَقُلتُ : یا رَسُولَ اللّه ِ ، أَخِبِرنِی بِعَمَلٍ یُدخِلُنِی الجَنَّةَ وَیُباعِدُنِی مِنَ النّارِ ، قالَ : لَقَد سَأَلتَنی عَن عَظِیمٍ ، وَإِنَّهُ لَیَسِیرٌ عَلی مَن یَسَّرَهُ اللّه ُ عَلَیهِ ، تَعبُدُ اللّه َ وَ لا تُشرِکُ بِهِ شَیئا، وَتُقِیمُ الصَّلاةَ ، وَتُؤتِی الزَّکاةَ ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ ، وَتَحُجُّ

ص :200

البَیتَ . (1)

مسند ابن حنبل عن ابن عبّاس : إِنَّ ضَمامَ بنَ ثَعلَبَةَ أَخا بَنِی سَعدٍ بنِ بکرٍ لَمّا أَسلَمَ سَأَلَ رَسُولَ اللّه ِ صلی الله علیه و آله عَن فَرائِضِ الإِسلامِ مِنَ الصَّلاةِ وَغَیرِها ، فَعَدَّ عَلَیهِ الصَّلَواتِ الخَمسَ لَم یَزِد عَلَیهِنَّ ، ثُمَّ الزَّکاةَ ، ثُمَّ صِیامَ رَمَضانَ ، ثُمَّ حَجَّ البَیتِ ، ثُمَّ أَعلَمَهُ ما حَرَّمَ اللّه ُ عَلَیهِ . فَلَمّا فَرَغَ قالَ : أَشهَدُ أَن لا إِله إِلّا اللّه ُ ، وَأَشهَدُ أَنَّکَ رَسُولُ اللّه ِ ، وَسَأَفعَلُ ما أَمَرتَنی بِهِ ، لا أَزِیدُ وَلا أَنقُصُ ، قالَ : ثُمَّ وَلَّی .

فَقالَ رَسُولُ اللّه ِ صلی الله علیه و آله : إِن یَصدُق ذُو العَقِیصَتَینِ یَدخُلِ الجَنَّةَ . (2)

صحیح مسلم عن أبی أیُّوب : جاءَ رَجُلٌ إِلی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله فَقالَ : دُلَّنی عَلی عَمَلٍ أَعمَلُهُ یُدنِینِی مِنَ الجَنَّةِ وَیُباعِدُنِی مِنَ النّارِ . قالَ : تَعبُدُ اللّه َ لا تُشرِکُ بِهِ شَیئا ، وَتُقِیمُ الصَّلاةُ ، وَتُؤتِی الزَّکاةَ ، وَتَصِلُ ذا رَحِمِکَ .

فَلَمّا أَدبَرَ قالَ رَسُولُ اللّه ِ صلی الله علیه و آله : إِن تَمَسَّکَ بِما أُمِرَ بِهِ دَخَلَ الجَنَّةَ . (3)

مسند الطیالسی عن عبادة بن الصامت : أَشهَدُ أَنّی سَمِعتُ رَسُولَ اللّه ِ صلی الله علیه و آله یَقُولُ : أَتانِی جَبرَئِیلُ _ صَلَّی اللّه ُ عَلَیهِ وَسَلَّمَ _ مِن عِندِ اللّه ِ _ تَبارَکَ وَتَعالی _ فَقالَ : یا مُحَمَّدُ ، إِنَّ اللّه َ عز و جل قالَ لَکَ : إِنِّی قَد فَرَضتُ عَلی أُمَّتِکَ خَمسَ صَلَواتٍ ، مَن وافاهُنَّ عَلی وُضُوئِهِنَّ وَمَواقِیتِهِنَّ وَسُجُودِهِنَّ فَإِنَّ لَهُ عِندَکَ بِهِنَّ عَهدَ أَن أُدخِلَهُ بِهِنَّ الجَنَّةَ ، وَمَن

ص :201

لَقِیَنی قَد أَنقَصَ مِن ذَلِکَ شَیئا _ أَو کَلِمةً نَسِیتُها (1) _ فَلَیسَ لَهُ عِندَکَ عَهدٌ ، إِن شِئتُ عَذَّبتُهُ وَإِن شِئتُ رَحِمتُهُ . (2)

سنن النِّسائی عن أبی أیُّوب الأنصاریِّ : قالَ رَسُولُ اللّه ِ صلی الله علیه و آله : مَن جاءَ یَعبُدُ اللّه َ وَلا یُشرِکُ بِهِ شَیئا، وَیُقِیمُ الصَّلاةَ ، وَیُؤتِی الزَّکاةَ ، وَیَجتَنِبُ الکَبائِرَ ، کانَ لَهُ الجَنَّةُ . فَسَأَلُوهُ عَنِ الکَبائِرِ ، فَقالَ : الإِشراکُ بِاللّه ِ ، وَقَتلُ النَّفسِ المُسلِمَةِ ، وَالفِرارُ یَومَ الزَّحفِ . (3)

الإمام الباقر علیه السلام : أَما تَرضَونَ أَن تُقِیمُوا الصَّلاةَ ، وَتُؤتُوا الزَّکاةَ ، وَتَکُفُّوا أَلسِنَتَکُم ، وَتَدخُلُوا الجَنَّةَ . (4)

عنه علیه السلام : عَشرٌ مَن لَقِیَ اللّه َ عز و جل بِهِنَّ دَخَلَ الجَنَّةَ : شَهادَةُ أَن لا إِله إِلّا اللّه ُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدا رَسُولُ اللّه ِ ، وَالإِقرارُ بِما جاءَ مِن عِندِ اللّه ِ عز و جل ، وَإِقامُ الصَّلاةِ ، وَإِیتاءُ الزَّکاةِ ، وَصَومُ شَهرِ رَمَضانَ ، وَحِجُّ البَیتِ ، وَالوَلایَةُ لِأَولِیاءِ اللّه ِ ، وَالبَراءَةُ مِن أَعداءِ اللّه ِ ، وَاجتِنابُ کُلِّ مُسکِرٍ . (5)

کتاب من لا یحضره الفقیه : قالَ سُلَیمانُ بنُ خالِدٍ لِلصّادِقِ علیه السلام : جُعِلتُ فِداکَ ، أَخبِرنِی عَنِ الفَرائِضِ الَّتِی فَرَضَ اللّه ُ عز و جل عَلَی العِبادِ ما هِیَ؟ قالَ : شَهادَةُ أَن لا إِلهَ إِلّا اللّه ُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدا رَسُولُ اللّه ِ ، وَإِقامُ الصَّلَواتِ الخَمسِ ، وَإِیتاءُ الزَّکاةِ ، وَحَجُّ البَیتِ ،

ص :202

وَصِیامُ شَهرِ رَمَضانَ ، وَالوَلایَةُ ، فَمَن أَقامَهُنَّ وَسَدَّدَ وَقارَبَ ، وَاجتَنَبَ کُلَّ مُنکَرٍ دَخَلَ الجَنَّةَ . (1)

الإمام الصادق علیه السلام : إِذا صَلَّتِ المَرأَةُ خَمسا، وَصامَت شَهرا، وَأَطاعَت زَوجَها ، وَعَرَفَت حَقَّ عَلِیٍ علیه السلام ، فَلتَدخُل مِن أَیِ أَبوابِ الجَنَّةِ شاءَت . (2)

(3)

الحدیث

رسول اللّه صلی الله علیه و آله : أَکثَرُ ما تَلِجُ بِهِ أُمَّتِی الجَنَّةَ تَقوَی اللّه ِ وَحُسنُ الخُلُقِ . (1)

سنن الترمذی عن أبی هریرة : سُئِلَ رَسُولُ اللّه ِ صلی الله علیه و آله عَن أَکثَرِ ما یُدْخِلُ النّاسَ الجَنَّةَ ، فَقالَ : تَقوَی اللّه ِ وَحُسنُ الخُلْقِ . (2)

رسول اللّه صلی الله علیه و آله : مَنِ اجتَنَبَ مِن الرِّجالِ أَربعا فُتِحَت أَبوابُ الجَنَّةِ یَدخُلُ مِن أَیِّها شاءَ : الدِّماءَ وَالأَموالَ وَالفُرُوجَ وَالأَشرِبَةَ . (3)

عنه صلی الله علیه و آله : أَیُّما امرَأَةٍ اتَّقَت رَبَّها ، وَحَفِظَت فَرجَها ، وَأَطاعَت زَوجَها ، فُتِحَ لَها ثَمانِیةُ أَبوابٍ مِنَ الجَنَّةِ فَقِیلَ لَها : ادخُلی مِن حَیثُ شِئتِ . (4)

عنه صلی الله علیه و آله : مَن وُقِیَ شَرَّ لَقْلَقِهِ (5) وَقَبْقَبِهِ (6) وَذَبْذَبِهِ (7) فَقَد وَجَبَ لَهُ الجَنَّةُ . (8)

ص :204

عنه صلی الله علیه و آله : مَنِ اتَّقی مِن مَؤُونَةِ لَقلَقِهِ وَقَبقَبِهِ وَذَبذَبِهِ دَخَلَ الجَنَّةَ . (1)

عنه صلی الله علیه و آله : مَن حَفِظَ ما بَینَ فُقمَیهِ (2) وَرِجلَیهِ دَخَلَ الجَنَّةَ . (3)

عنه صلی الله علیه و آله : یا شَبابَ قُرَیشٍ ، لا تَزنُوا! أَلا مَن حَفِظَ فَرْجَهُ فَلَهُ الجَنَّةَ . (4)

عنه صلی الله علیه و آله : مَن حَفِظَ ما بَینَ لَحیَیهِ (5) وَرِجلَیهِ دَخَلَ الجَنَّةَ . (6)

عنه صلی الله علیه و آله : مَن وَقاهُ اللّه ُ شَرَّ ما بَینَ لَحیَیهِ ، وَشَرَّ ما بَینَ رِجلَیهِ ، دَخَلَ الجَنَّةَ . (7)

الموطَّأ عن عطاء بن یسار : إِنَّ رَسُولَ اللّه ِ صلی الله علیه و آله قالَ : مَن وَقاهُ اللّه ُ شَرَّ اثنَینِ وَلَجَ الجَنَّةَ . فَقالَ رَجُلٌ : یا رَسُولَ اللّه ِ لا تُخبِرُنا؟ فَسَکَتَ رَسُولُ اللّه ِ صلی الله علیه و آله . ثُمَّ عادَ رَسُولُ اللّه ِ صلی الله علیه و آله فَقالَ مِثلَ مَقالَتِهِ الأُولی . فَقالَ لَهُ الرَّجُلُ : لا تُخبِرُنا یا رَسُولَ اللّه ِ؟ فَسَکَتَ رَسُولُ اللّه ِ صلی الله علیه و آله . ثُمَّ قالَ رَسُولُ اللّه ِ صلی الله علیه و آله مِثلَ ذَلِکَ أَیضا . فَقالَ الرَّجُلُ : لا تُخبِرُنا یا رَسُولَ اللّه ِ؟

ص :205

ثُمَّ قالَ رَسُولُ اللّه ِ صلی الله علیه و آله مِثلَ ذَلِکَ أَیضا .

ثُمَّ ذَهَبَ الرَّجُلُ یَقُولُ مِثلَ مَقالَتِهِ الأُولی فَأَسکَتَهُ رَجُلٌ إِلی جَنبِهِ ، فَقالَ رَسُولُ اللّه ِ صلی الله علیه و آله : مَن وَقاهُ اللّه ُ شَرَّ اثنَینِ وَلَجَ الجَنَّةَ : ما بَینَ لِحیَیهِ وَما بَینَ رِجلَیهِ ، ما بَینَ لِحیَیهِ وَما بَینَ رِجلَیهِ ، ما بَینَ لِحیَیهِ وَما بَینَ رِجلَیهِ . (1)

الإمام علی علیه السلام : عِبادَ اللّه ِ! أُوصِیکُم بِتَقوَی اللّه ِ ... إِنَّ التَّقوی فِی الیَومِ الحِرزُ وَالجُنَّةُ ، وَفِی غَدٍ الطَّرِیقُ إِلَی الجَنَّةِ . (2)

عنه علیه السلام : عَلَیکُم بِلُزُومِ الیَقِینِ وَالتَّقوی ، فَإِنَّهُما یُبَلِّغانِکُم جَنَّةَ المَأوی . (3)

عنه علیه السلام : نالَ الجَنَّةَ مَنِ اتَّقی عَنِ المَحارِمِ . (4)

عنه علیه السلام : نَیلُ الجَنَّةِ بِالتَّنَزُّهِ عَنِ المَآثِمِ . (5)

عنه علیه السلام : إِنَّکَ لَن تَلِجَ الجَنَّةَ حَتّی تَزدَجِرَ (6) عَن غَیِّکَ ، وَتَنتَهِیَ وَتَرتَدِعَ عَن مَعاصِیکَ وَتَرعَوِیَ . (7)

الإمام الصادق علیه السلام : مَن تَرَکَ مُسکِرا مَخافَةً مِنَ اللّه ِ عز و جل أَدخَلَهُ اللّه ُ الجَنَّةَ ، وَسَقاهُ مِنَ الرَّحِیقِ المَختُومِ . (8)

تنبیه الخواطر : قالَ رَجُلٌ لِعِیسَی بنِ مَریَمَ علیه السلام : یا مُعَلِّمَ الخَیرِ ، دُلَّنِی عَلَی عَمَلٍ أَنالُ

ص :206

بِهِ الجَنَّةَ ، فَقالَ : اِتَّقِ اللّه َ فِی سِرِّکِ وَعَلانِیَتِکَ ، وَبَرِّ والِدَیکَ . (1)

(2)

عنه صلی الله علیه و آله : أَلا إِنَّ عَمَلَ الجَنَّةِ حَزنٌ بِرَبوَةٍ ، أَلا إِنَّ عَمَلَ النّارِ سَهلٌ بِسَهوَةٍ (1) . (2)

عنه صلی الله علیه و آله : إِنَّ الجَنَّةَ حُزنَةٌ حُفَّت بِالمَکارِهِ ، وَإِنَّ النّارَ حُفَّت بِالهَوی . أَلا وَمَن کُشِفَ لَهُ بابُ کَربٍ أَشفی (3) عَلَی الجَنَّةِ ، وَمَن کُشِفَ لَهُ بابُ هَوًی أَشفَی عَلَی النّارِ . (4)

عنه صلی الله علیه و آله : یا قَومِ اطلُبُوا الجَنَّةَ جَهدَکُم ، وَاهرَبُوا مِنَ النّارِ جَهدَکُم! فَإِنَّ الجَنَّةَ لا یَنامُ طالِبُها وَإِنَّ النّارَ لا یَنامُ هارِبُها . أَلا إِنَّ الآخِرَةَ الیَومَ مُحَفَّفَةٌ بِالمَکارِهِ . أَلا وَإِنَّ الدُّنیا مُحَفَّفَةٌ بِالشَّهَواتِ . (5)

عنه صلی الله علیه و آله : لَمّا خَلَقَ اللّه ُ الجَنَّةَ وَالنّارَ أَرسَلَ جِبرِیلَ إِلَی الجَنَّةِ فَقالَ : اُنظُر إِلَیها وَإِلی ما أَعدَدتُ لِأَهلِها فِیها . قالَ : فَجاءَها وَنَظَرَ إِلَیها وَإِلی ما أَعَدَّ اللّه ُ لِأَهلِها فِیها ، قالَ : فَرَجَعَ إِلَیهِ ، قالَ : فَوَعِزَّتِکَ لا یَسمَعُ بِها أَحَدٌ إِلّا دَخَلَها! فَأَمَرَ بِها فَحُفَّت بِالمَکارِهِ ، فَقالَ : ارجِع إِلَیها فَانظُر إِلی ما أَعدَدتُ لِأَهلِها فِیها، قالَ : فَرَجَعَ إِلَیها فَإِذا هِیَ قَد حُفَّت بِالمَکارِهِ ، فَرَجَعَ إِلَیهِ فَقالَ : وَعِزَّتِکَ لَقَد خِفتُ أَلّا یَدخُلَها أَحَدٌ!

ص :208

قالَ : اذهَب إِلی النّارِ فَانظُر إِلَیها وَإِلی ما أَعدَدتُ لِأَهلِها فِیها، فَإِذا هِیَ یَرکَبُ بَعضُها بَعضا، فَرَجَعَ إِلَیهِ فَقالَ : وَعِزَّتِکَ لا یَسمَعُ بِها أَحَدٌ فَیَدخُلَها! فَأَمَرَ بِها فَحُفَّت بِالشَّهَواتِ ، فَقالَ : ارجِع إِلَیها ، فَرَجَعَ إِلَیها فَقالَ : وَعِزَّتِکَ لَقَد خَشِیتُ أَلّا یَنجُوَ مِنها أَحَدٌ إِلّا دَخَلَها . (1)

الإمام علیٌ علیه السلام : بِالمَکارِهِ تُنالُ الجَنَّةُ . (2)

عنه علیه السلام _ مِن کَلامٍ لَهُ خاطَبَ بِهِ أَهلَ البَصرَةِ _ : فَمَنِ استَطاعَ عِندَ ذَلِکَ أَن یَعتَقِلَ نَفسَهُ عَلَی اللّه ِ عز و جل فَلیَفعَل، فَإِن أَطَعتُمُونِی فَإِنِّی حامِلُکُم إِن شاءَ اللّه ُ عَلی سَبِیلِ الجَنَّةِ ، وَإِن کانَ ذا مَشَقَّةٍ شَدِیدَةٍ وَمَذاقَةٍ (3) مَرِیرَةٍ . (4)

عنه علیه السلام _ مِن خُطبَةٍ لَهُ یُبَیِّنُ فِیها فَضلَ القُرآنِ _ : اِنتَفِعُوا بِبَیانِ اللّه ِ ، وَاتَّعِظُوا بِمَواعِظِ اللّه ِ ، وَاقبَلُوا نَصِیحَةَ اللّه ِ ، فَإِنَّ اللّه َ قَد أَعذَرَ إِلَیکُم بِالجَلِیَّةِ ، وَاتَّخَذَ عَلَیکُمُ الحُجَّةَ ، وَبَیَّنَ لَکُم مَحابَّهُ مِنَ الأَعمالِ ، وَمَکارِهَهُ مِنها ، لِتَتَّبِعُوا هذِهِ ، وَتَجتَنِبُوا هذِهِ ، فَإِنَّ رَسُولَ اللّه ِ صلی الله علیه و آله کانَ یَقُولُ : «إِنَّ الجَنَّةَ حُفَّت بِالمَکارِهِ ، وَإِنَّ النّارَ حُفَّت بِالشَّهَواتِ» .

وَاعلَمُوا أَنَّهُ ما مِن طاعَةِ اللّه ِ شَیءٌ إِلّا یَأتِی فَی کُرهٍ ، وَما مِن مَعصِیَةِ اللّه ِ شَیءٌ إِلّا یَأتِی فِی شَهوَةٍ . فَرَحِمَ اللّه ُ امرَءا نَزَعَ عَن شَهوَتِهِ ، وَقَمَعَ هَوی نَفسِهِ ، فَإِنَّ هذِهِ النَّفسَ أَبعَدُ شَیءٍ مَنزَعا، وَإِنَّها لا تَزالُ تَنزِعُ إِلی مَعصِیَةٍ فِی هَویً. (5)

الإمام الباقر علیه السلام : اَلجَنَّةُ مَحفُوفَةٌ بِالمَکَارِهِ وَالصَّبرِ ، فَمَن صَبَرَ عَلَی المَکارِهِ فِی الدُّنیا

ص :209

دَخَلَ الجَنَّةَ . وَجَهَنَّمُ مَحفُوفَةٌ بِاللَّذَّاتِ وَالشَّهَواتِ ، فَمَن أَعطَی نَفسَهُ لَذَّتَها وَشَهوَتَها دَخَلَ النَّارَ . (1)

عنه علیه السلام : اَلجَنَّةُ مَحفُوفَةٌ بِالمَکارِهِ وَالصَّبرِ ، فَمَن صَبَرَ عَلَی المَکارِهِ فِی الدُّنیا دَخَلَ الجَنَّةَ ، وَجَهَنَّمُ مَحفُوفَةٌ بِاللَّذّاتِ وَالشَّهَواتِ ، فَمَن أَعطی نَفسَهُ لَذَّتَها وَشَهوَتَها دَخَلَ النّارَ . (1)

الإمام الصادق علیه السلام : إِنَّ طائِفَةً مِنَ المَلائِکَةِ عابُوا وُلدَ آدَمَ فِی اللَّذّاتِ وَالشَّهَواتِ ، أَعنِی لَکُمُ الحَلالَ لَیسَ الحَرامَ ، قالَ : فَأَنِفَ اللّه ُ لِلمُؤمِنِینَ مِن وُلدِ آدَمَ مِن تَعیِیرِ المَلائِکَةِ لَهُم ، قالَ : فَأَلقَی اللّه ُ فِی هِمَمِ أُولَئِکَ المَلائِکَةِ اللَّذّاتِ وَالشَّهَواتِ کَی لا یَعِیبُوا المُؤمِنِینَ .

قالَ : فَلَمّا أَحَسُّوا ذَلِکَ مِن هِمَمِهِم عَجُّوا إِلَی اللّه ِ مِن ذَلِکَ ، فَقالُوا : رَبَّنا عَفوَکَ عَفوَکَ ، رُدَّنا إِلی ما خَلَقتَنا لَهُ ، وَأَجبَرتَنا عَلَیهِ ، فَإِنّا نَخافُ أَن نَصِیرَ فِی أَمرٍ مَرِیجٍ . (2)

قالَ : فَنَزَعَ اللّه ُ ذَلِکَ مِن هِمَمِهِم ، قالَ : فَإِذا کانَ یَومُ القِیامَةِ وَصارَ أَهلُ الجَنَّةِ فِی الجَنَّةِ ، استَأذَنَ أُولَئِکَ المَلائِکَةُ عَلَی أَهلِ الجَنَّةِ ، فَیُؤذَنُ لَهُم ، فَیَدخُلُونَ عَلَیهِم فَیُسَلِّمُونَ عَلَیهِم، وَیَقُولُونَ لَهُم : «سَلَامٌ عَلَیْکُم بِمَا صَبَرْتُمْ» فِی الدُّنیا عَنِ اللَّذّاتِ وَالشَّهَواتِ الحَلالِ . (3)

تاریخ الیعقوبی _ فِی ذِکرِ المَأثُورِ عَنِ الإِمامِ الصّادِقِ علیه السلام _ : قالَ : خَلَّتانِ مَن لَزِمَهُما دَخَلَ الجَنَّةَ ، فَقِیلَ : وَما هُما؟ قالَ : اِحتِمالُ ماتَکرَهُ إِذا أَحَبَّهُ اللّه ُ ، وَتَرکُ ما تُحِبُّ إِذا کَرِهَهُ اللّه ُ . فَقِیلَ لَهُ : مَن یُطِیقُ ذَلِکَ؟ فَقالَ : مَن هَرَبَ مِنَ النّارِ إِلَی الجَنَّةِ . (4)

الإمام الرضا علیه السلام : مَن سَأَلَ اللّه َ الجَنَّةَ وَلَم یَصبِر عَلَی الشَّدائِدِ ، فَقَدِ استَهزَأَ بِنَفسِهِ . (5)

ص :211

عنه علیه السلام : جِهادُ النَّفسِ ثَمَنُ الجَنَّةِ ، فَمَن جاهَدَها مَلَکَها ، وَهِیَ أَکرَمُ ثَوابِ اللّه ِ لِمَن عَرَفَها . (1)

عنه علیه السلام : لَن یَحُوزَ الجَنَّةَ إِلّا مَن جاهَدَ نَفسَهُ . (2)

عنه علیه السلام : ظَفِرَ بِجَنَّةِ المَأوی مَن غَلَبَ الهَوی . (3)

عنه علیه السلام : ظَفِرَ بِجَنَّةِ المَأوی مَن أَعرَضَ عَن شَهَواتِ الدُّنیا . (4)

الإمام الصادق علیه السلام : ما کانَ عَبدٌ لِیَحبِسَ نَفسَهُ عَلَی اللّه ِ إِلّا أَدخَلَهُ الجَنَّةَ . (5)

«أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا یَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِینَ جَ_هَدُواْ مِنکُمْ وَیَعْلَمَ الصَّ_بِرِینَ» . (1)

وَإِن أَخَذَ الدُّنیا وَتَرَکَ الآخِرَةَ فَلَهُ النّارُ . (1)

الإمام علیّ علیه السلام : ثَمَنُ الجَنَّةِ الزُّهدُ فِی الدُّنیا. (2)

عنه علیه السلام : طَلاقُ الدُّنیا مَهرُ الجَنَّةِ . (3)

الإمام الصادق علیه السلام : لا یَجمَعُ اللّه ُ لِمُؤمِنٍ الوَرَعَ وَالزُّهدَ فِی الدُّنیا إِلّا رَجَوتُ لَهُ الجَنَّةَ . (4)

وَتُسکِنَنِی جَنَّتَکَ . قالَ : فَیَقُولُ الجَبّارُ : یا مَلائِکَتِی، لا وَعِزَّتِی وَجَلالِی وَآلائِی وَعُلُوِّی وَارتِفاعِ مَکانِی! ما ظَنَّ بِی عَبدِی ساعَةً مِن خَیرٍ قَطُّ ، وَلَو ظَنَّ بِی ساعَةً مِن خَیرٍ ما رَوَّعتُهُ بِالنّارِ . أَجِیزُوا لَهُ کَذِبَهُ ، فَأَدخِلُوهُ الجَنَّةَ .

ثُمَّ قالَ رَسُولُ اللّه ِ صلی الله علیه و آله : لَیسَ مِن عَبدٍ یَظُنُّ بِاللّه ِ خَیرا إِلّا کانَ عِندَ ظَنِّهِ بِهِ ، وَذَلِکَ قَولُهُ : «وَ ذَ لِکُمْ ظَنُّکُمُ الَّذِی ظَنَنتُم بِرَبِّکُمْ أَرْدَاکُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنَ الْخَ_سِرِینَ » (1) . (2)

یُؤمِنُ بِاللّه ِ وَالیَومِ الآخِرِ ، وَلیَأتِ إِلَی النّاسِ الَّذِی یُحِبُّ أَن یَأتُوا إِلَیهِ . (1)

عنه صلی الله علیه و آله : مَن سَرَّهُ أَن یُزَحزَحَ عَنِ النّارِ وَیَدخُلَ الجَنَّةَ فَلتَأتِهِ مَنِیَّتُهُ وَهُوَ یَشهَدُ أَن لا إِلهَ إِلّا اللّه ُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَیَأتِی إِلَی النّاسِ ما یُحِبُّ أَن یُؤتی إِلَیهِ . (2)

عُضوٍ مِنهُ عُضوا مِنهُ مِنَ النّارِ . (1)

عنه صلی الله علیه و آله : مَن ضَمَّ یَتِیما بَینَ أَبَوَیهِ فَلَهُ الجَنَّةُ اَلبَتَّةَ . (2)

أَن یُطعِمَ مَن أَطعَمَ مُؤمِنا مِن طَعامِ الجَنَّةِ . (1)

المحاسن عن ابن القدّاح عن الإمام الصّادق علیه السلام : مِن مُوجِباتِ الجَنَّةِ وَالمَغفِرَةِ إِطعامُ الطَّعامِ اَلسَّغبانَ . ثُمَّ تَلا قَولَ اللّه ِ عز و جل : «أَوْ إِطْعَ_مٌ فِی یَوْمٍ ذِی مَسْغَبَةٍ * یَتِیمًا ذَا مَقْرَبَةٍ * أَوْ مِسْکِینًا ذَا مَتْرَبَةٍ * ثُمَّ کَانَ مِنَ الَّذِینَ ءَامَنُواْ» (2) . (3)

الإمام الصادق علیه السلام : مَن أَطعَمَ عَشَرَةً مِنَ المُسلِمِینَ ، أَوجَبَ اللّه ُ لَهُ الجَنَّةَ . (4)

عنه علیه السلام : ما مِن مُؤمِنٍ یُطعِمُ مُؤمِنا شُبعةً مِن طَعامٍ إِلّا أَطعَمَهُ اللّه ُ مِن طَعامِ الجَنَّةِ ، وَلا سَقاهُ رَیَّهُ إِلّا سَقاهُ اللّه ُ مِنَ الرَّحِیقِ المَختُومِ . (5)

عَذابِ اللّه ِ یَومَ القِیامَةِ . (1)

عنه صلی الله علیه و آله : مَن شَفَعَ لِأَخِیهِ شَفاعَةً طَلَبَها إِلَیهِ ، نَظَرَ اللّه ُ عز و جل إِلَیهِ ، وَکانَ حَقّا عَلَی اللّه ِ أَلّا یُعَذِّبَهُ أَبَدا . (2)

عنه صلی الله علیه و آله : مَن أَدخَلَ عَلی مُؤمِنٍ سُرُورا فَقَد سَرَّنِی ، وَمَن سَرَّنِی فَقَدِ اتَّخَذَ عِندَ اللّه ِ عَهدا ، وَمَنِ اتَّخَذَ عِندَ اللّه ِ عَهدا فَلَن تَمَسَّهُ النّارُ أَبَدا . (3)

عنه صلی الله علیه و آله : مَن أَدخَلَ عَلی أَهلِ بَیتٍ مِنَ المُسلِمِینَ سُرُورا ، لَم یَرضَ اللّه ُ لَهُ ثَوابا دُونَ الجَنَّةِ . (4)

الإمام علیّ علیه السلام : إِنَّ الجَنَّةَ لَتُساقُ (5) إِلی مَن سَعی لِأَخِیهِ المُؤمِنِ فِی قَضاءِ حَوائِجِهِ لِیُصلِحَ شَأنَهُ عَلی یَدَیهِ ، فَاستَبِقُوا النِّعَمَ بِذَلِکَ ، فَإِنَّ اللّه َ الکَرِیمَ یَسأَلُ الرَّجُلَ عَن جاهِهِ وَما بَذَلَهُ کَما یَسأَلُهُ عَن مالِهِ فِیمَ أَنفَقَهُ . (6)

الإمام الباقر علیه السلام : إِنَّ المُؤمِنَ لَتَرِدُ عَلَیهِ الحاجَةُ لِأَخِیهِ فَلا تَکُونُ عِندَهُ فَیَهتَمُّ بِها قَلبُهُ ، فَیُدخِلُهُ اللّه ُ تَبارَکَ وَتَعالی بِهَمِّهِ الجَنَّةَ . (7)

ص :224