قزوینی عبدالکریم، 1317 ه_ ش .
الاذان والاقامة في التشريع الاسلامي / تأليف عبدالكريم قزوینی (1317 ه_ ش) ؛ قم: برگزیده، 1388.
16 ص . - ( برگزیده؛ مقاله؛ 1) چاپ اوّل
کتابنامه: ص . 16 ؛ همچنین بصورت زیرنویس.
1. احادیث 2. اعتقادی.
الف) قزوینی عبدالکریم 1317 - مؤلف. ب) نشر برگزیده.
الاذان والاقامة فى التشريع الاسلامي
عبدالكريم الحسيني القزويني
تولید و پخش : ارزشمند
الناشر : برگزیده .
الطبعة الأولى : 1388
الكميّة : 5000 نسخة
المطبعة : ولی عصر (عجل الله تعالی فرجه الشریف)
الشابک : 4-01-245-964-978
الشابك الدوره : 7 - 010 - 245-964-978
کلیه حقوق چاپ و نشر محفوظ و مخصوص است
سایت مؤلف http://www.qazvini.org
قم - خیابان شهدا - کوی 23 - پلاک 18 - تلفن 7745081/7744125
محرر الرقمي: سيد أسد الله حسيني
ص: 1
لماذا الاختلاف بین المذاهب الإسلامية مع وضوح النص القرآني والنبوى
1
الأذان والاقامة في التشريع الإسلامي
عرض موجز لاختلاف المذاهب في الأذان على ضوء القرآن والسنّة
عبدالكريم الحسيني القزويني
www.Qazvini.org
ص: 2
بسم الله الرّحمن الرّحیم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمّد و آله الطيبين الطاهرين .
ص: 3
ص: 4
الأذان في الإسلام هو الإعلان عن دخول الوقت وهو من المستحبّات المؤكدة في الصلوات اليومية أداءً وقضاءً في السفر والحضر حتى قال بعض الفقهاء بوجوبهما .
تشريعه : شرّع الأذان في السنة الأولى للهجرة في المدينة المنوّرة كما يروي ذلك بعض المؤرّخين والفقهاء وإليك كيفية تشريعه وذلك حينما أسري بالنبي محمد(صَلَى اللَّهُ علیه وآله وسلم) إلى السماء وقد قال الله تعالى :
(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى) (1)
فقد ذكر الشيخ الحرّ العاملي في وسائله ما نصّه :
ص: 5
محمّد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن أُذينة عن زرارة أو الفضيل، عن أبي جعفر قال: لما أُسري برسول الله (صلی الله علیه آله وسلم)إلى السماء فبلغ البيت المعمور وحضرت الصلاة فأذن جبرئيل(علیه السلام) وأقام فتقدم رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) وصف الملائكة والنبيون خلف محمد(صلی الله علیه آله وسلم)(1)
وجاء أيضاً عن الإمام الصادق(علیه السلام) كما روى عنه بهذا السند :
عن ابن أبي عمير ، عن حماد ، عن منصور بن حازم، عن أبي عبدالله الصادق(علیه السلام) قال : لما هبط جبرئيل بالأذان على رسول الله له كان رأسه في حجر علي فأذن جبرئيل وأقام ، فقال رسول الله : ياعلي سمعت ، قال : نعم ، قال : حفظت ؟ قال : نعم ، قال : ادع لي بلالاً فعلمه فدعا علي(علیه السلام) بلالاً فعلّمه (2)
ص: 6
وهناك مقولة ورواية يرويها صاحب کتاب شرح المغني في كتابه ويعتمد عليها بعض فقهاء المذاهب الإسلامية ما هو نصّه :
إنّ عبدالله بن زيد بن عبد ربه رأى في المنام رجلاً بيده الناقوس فأراد أن يشتريه منه للاعلام بالصلاة فقال له الرجل في المنام أفلا أدلك على ما هو خير من ذلك ؟ فعلّمه الأذان فلما أفاق أتى رسول(صلی الله علیه وآله وسلم) افأقره(صلی الله علیه وآله وسلم) الرؤيا وشرّع ما أمر ذلك الرجل المجهول في المنام(1)
وذكر هذا المعنى الإمام محمد بن رشد القرطبي في كتابه فبحديث أبي ليلى وفيه أنّ عبد الله بن زيد رأي في المنام رجلاً قام على حَرِمَ حائط وعليه بردان أخضران ، فأذن مثنى وأقام مثنى وأنّه أخبر رسول الله بذلك فقام بلال
ص: 7
فأذّن مثنى (1) ولنا على هذه الرواية والمقولة ملاحظات التالية :
1 - إنّ التشريع الإسلامي ومنه الأذان لا يأتي عن طريق منام رجل عادي .
2 - إنّ الأحكام الشرعية هي أوامر من الله تعالى تنزل . على نبيه الكريم عن طريق الوحي لقوله تعالى :
«وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحيَّ يُوحَى» .
3 - لا يمكن التلاعب بأحكام الله تعالى عن طريق الرؤيا والمنامات لأناس عاديين كما هو في رواية عبدالله بن زید بن عبد ربه المذكورة .
4 - وقد فنّد هذا الادعاء مذهب أهل البيت في تصريحات لأئمته ورجالهم المذكور في كتب وأحاديث أهل السنة وفي كتبنا أيضاً وإليك ما يلي :
ص: 8
1 - جاء في السيرة الحلبية ما قوله :
عن أبي العلاء قال : قلت لمحمّد بن الحنفية : إنّا لنتحدّث : إنّ بدأ هذا الأذان كان من رؤيا رآها رجل من الأنصار في منامه قال : ففزع لذلك محمد بن الحنفية فزعاً شديداً وقال : عمدتم إلى ما هو الأصل في شرائع الإسلام ومعالم دينكم فزعمتم أنه من رؤيا رآها رجل من الأنصار في منامه، تحتمل الصدق والكذب إذ تكون أضغاث أحلام!!
فقلت هذا حديث قد استفاض في الناس ! قال: هذا والله هو الباطل، وإنّما أخبرني أبي: إنّ جبرئيل (علیه السلام) أذن فى بيت المقدس ليلة الإسراء وأقام ، ثمّ عاد جبرائيل الأذان لمّا عُرج بالنبي إلى السماء (1)
ص: 9
2 - ذكر صاحب كنز العمال بقوله :
إنّهم تذاكروا الأذان عند الحسن بن علي(علیه السلام) وذكروا رؤيا ابن زيد فقال الحسن(علیه السلام) : إنّ شأن الأذان أعظم من ذلك ، أذن جبرئيل في السماء مثنى مثنى وعلمه رسول الله(صلی الله علیه آله وسلم) (1)
3- روی نعمان المصري عن الإمام الصادق(علیه السلام) لا ما نصه:
قال سئل الحسين بن علي الا عن قول الناس في الأذان والسبب فيه كان رؤیا رآها عبدالله بن زید فأخبر النبي(صلی الله علیه و آله وسلم) بها وأمر بالأذان .
فغضب الحسين(علیه السلام) وقال الأذان وجه دينكم والوحي يُنزل على نبيكم وتزعمون أنه أخذ الأذان عن عبدالله بن زيد ؟ بل سمعت أبي علي بن أبي طالب(علیه السلام) لا يقول :
أهبط الله عزّ وجلّ ملكاً حين عُرج برسول الله (صلی الله علیه و آله وسلم) وساق حديث المعراج بطوله إلى أن قال : فبعث
ص: 10
الله ملكاً فأذن مثنى مثنى وأقام مثنى مثنى ثمّ قال : جبرئيل للنبى يا محمد هكذا أذن للصلاة (1)
4 - وذكر الحر العاملي في وسائل الشيعة :
عن محمد بن مكي الشهيد في - الذكرى - عن ابن عقيل عن الصادق(علیه السلام) أنه لعن قوماً زعموا أن النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) أخذ الأذان من عبد الله بن زيد فقال : ينزل الوحي على نبيكم فتزعمون أنّه أخذ الأذان من عبدالله بن زيد (2)
5 - هنا رواية ومقولة عن أهل البيت(علیهم السلام) القائلة : أنّ الأذان والإقامة هما من الأمور الشرعية لا تكون بالرؤيا والمنام وإنّ النبي (صلی الله علیه وآله وسلم) جاءه الوحي بهما في معراجه من مكة إلى مسجد الأقصى (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى ) وبذلك تنص رواية أهل البيت(علیه السلام) وقد
ص: 11
عبّر عن ذلك الشيخ الطوسي بقوله الأذان مأخوذ من الوحی النازل على النبي (صلی الله علیه وآله وسلم) دون الرؤيا في المنام(1)
للمؤذن وهو معلن لأوقات الصلاة ويخبر الناس عن دخول وقت الصلاة الواجبة في أوقاتها له أجر كبير وثواب عظيم وقد تواتر الأخبار والأحاديث على ذلك وأكدت عليها وهي كما يلي : عن رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) :
1 - من أذن في سبيل الله صلاة واحدة إيماناً واحتساباً و تقرّباً إلى الله (عزّ وجلّ) غفر الله له ما سلف من ذنوبه، ومن عليه بالعصمة فيما بقي عليه من عمره وجمع بينه وبين الشهداء في الجنّة (2)
2 - من أذن عشر سنين أسكنه الله (عز وجلّ) يوم القيامة مع إبراهيم الخليل في قبته أو في درجته(3)
ص: 12
3 - عن أحمد بن محمد البرقي في المحاسن عن عبيدالله بن يحيى بن المغيرة عن سهل بن سنان عن سلام المدائني ، عن جابر الجعفي ، عن محمد بن علي(علیه السلام) قال : قال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) المؤذن المحتسب كالشاهر سيفه في سبيل الله المقاتل بين الصفين(1)
4 - عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن علي ، عن مصعب بن سلام ، عن سعد بن طريف ، عن أبي جعفر قال : من أذن عشر سنين محتسباً يغفر الله له مدّ بصره وصوته في السماء ، ويصدّقه كلّ رطب ويابس سمعه، وله من كلّ من يصلّي معه في مسجده سهم، وله من كلّ من يصلّي بصوته حسنة(2)
وأمّا الأذان والإقامة في المذاهب السنية فقد أنقصت وأسقطت منه فصلاً كان على عهد رسول الله(صلی الله علیه آله وسلم) وهو
ص: 13
حيّ على خير العمل وزادت فيه فصلاً في صلاة الصبح ما كان على عهد رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) وهو في صلاة الصبح الصلاة خير من النوم .
فأما ما أنقصت وأسقطت منه فصلاً وهو « حي على خير العمل « فقد ورد من طريق السنّة نصوص عديدة في إثبات وجوده على عهد رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) له وإليك ما قاله الإمام الشوكاني في كتابه نيل الأوطار ما هو نصه.
وصح لنا أنّ « حي على خير العمل» كانت على عهد رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) يؤذن بها ولم تطرح إلا في زمان عمر وهكذا قال الحسن بن يحيى وذلك عند آل محمّد وبما أخرج البيهقي في سننه الكبرى باسناد صحيح عن عبد الله بن عمر : أنّه كان يؤذن « بحي على خير العمل ( أحياناً وروى فيها عن علي بن الحسين أنّه قال: حي على خير العمل ) هو الأذان الأوّل ) (1)
ص: 14
وجاء في مسند زید بن على ما نصه :
وروى زيد بن علي عن أبيه علي بن الحسين(علیه السلام) لا أنّه كان يقول في أذانه «حي على خير العمل»(1)
و أمّا الزيادة التي لم تكن في عهد رسول الله (صلی الله علیه آله وسلم) وهي زيادة جملة « الصلاة خير من النوم » في صلاة الصبح بعد ) حي على الفلاح مع ورود النهى فى كتب السنة لهذه الزيادة وإليك ما ذكر فيه من إثباته ونفيه .
فقد اتفقت آراء المذاهب الأربعة على استحباب التثويب وهو أن يزاد فى الأذان جملة «الصلاة خير من النوم ) فقد ذكر شمس الدين بن قدامة الحنبلي المتوفى سنة 682 ه- في كتابه ما هو نصه : ويقول فى أذان الصبح الصلاة خير من النوم مرّتين وهذا مستحبّ في صلاة الصبح خاصة بعد قوله: «حي على الفلاح ويسمى هذا التثويب وبه قال ابن عمر ومالك والثوري وإسحاق والشافعي في الصحيح عنه.
ص: 15
وقال إسحاق : هذا ما أحدثه الناس . وقال الترمذي وهو التثويب الذي كرهه أهل العلم .»(1)
وقال الإمام محمد بن رشد القرطبي ما نصه :
واختلفوا في قول المؤذن فی صلاة الصبح - الصلاة خير من النوم - هل يقال فيها أم لا ؟ فذهب الجمهور إلى أنّه يقال ذلك فيها . وقال آخرون : إنّه لا يقال لأنّه ليس من الأذان المسنون . وبه قال الشافعي .
وسبب اختلافهم هل قيل ذلك في زمان النبي (صلی الله علیه وآله وسلم) ؟ أو إنّما قيل في زمان عمر (2)؟
وقال الإمام الشوكاني في كتابه نيل الأوطار ما نصه :
وذهبت العترة والشافعي في أحد قوليه إلى أنّ التثويب بدعة وأوعز علي الا حين سمعه « لا تزيدوا في الأذان ما ليس منه».(3)
ص: 16
وأمّا فصول الأذان والإقامة هي كما يلي :
فقد ذكر المرحوم الإمام السيّد السبزواري في كتابه جامع الأحكام الشرعية ما نصه :
يستحبّ الأذان والإقامة في الفرائض اليومية أداءً وقضاء في السفر أو في الحضر وفصول الأذان ثمانية عشر وهي :
الله أكبر أربع مرات .
أشهد أن لا إله إلّا الله مرتين .
أشهد أنّ محمداً رسول الله مرتين .
أشهد أنّ علياً ولي الله ليست جزءاً من الأذان.
ولكن يستحبّ الشهادة بالولاية لعلى(علیه السلام)
حي على الصلاة مرتين .
حي على الفلاح مرّتين .
حي على خير العمل مرتين .
الله أكبر مرتين .
ص: 17
لا إله إلا الله مرتين .
ويقول وكذا الإقامة إلّا أنّ فصولها أجمع مرّتين إلّا التهليل في آخرها مرّة واحدة (1)
هذه هي فصول الأذان التي كانت على عهد رسول الله إلَّا أنّ بعض المذاهب تلاعبت فيه فأسقطت منه فصلاً وهو »حي على خير العمل» وزادت عليه فصلاً بعد عهد رسول الله وهو الصلاة خير من النوم كما رأينا ذلك وهنا نتساءل هل تجوز هذه الزيادة والنقيصة في أحكام الله أم لا ؟
والجواب واضح لا يجوز التلاعب بأحكام شريعة سيّد المرسلين محمّد(صلی الله علیه آله وسلم) لأنّه تشريع وتنزيل من ربّ العالمين وذلك كما يلي :
1 - لا يجوز الزيادة والنقيصة في الأحكام المنزلة من قبل الله لأنّها أحكام قطعية لا يحق لأحد التلاعب فيها زيادة ونقصاناً مهما كان حتى لو كان صحابياً .
ص: 18
2 - رأينا التلاعب قد حصل بعد وفاة رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)كما قال الإمام الشوكاني في كتابه في زيادة « الصلاة خير من النوم » وهو ما أحدثه الناس وأوعز إلى على الله حينما سمع هذه الزيادة في الأذان قال(صلی الله علیه وآله وسلم) لا تزيدوا في الأذان ما ليس منه (1)
3 - وأمّا النقيصة في الأذان فإنّهم أسقطوا ( حي على خير العمل » منه فكان الإمام الشوكاني يقول في كتابه : وصح لنا أن « حي على خير العمل ماكانت على عهد رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) يؤذن بها ولم تطرح إلا في زمان عمر (2)وذكر الشيخ محمد عبد العال في كتابه - الأذان والوحدة عن القوشجي أنه قال في شرح التجريد:
ان الخليفة الثانى قال وهو على المنبر ثلاثة كن على عهد رسول الله (صلی الله علیه آله وسلم) و أنا أنهي عنهن وأحرمهن وأعاقب
ص: 19
عليهن متعة النساء ومتعة الحج، وحي على خير العمل (1)
4 - وخلاصة القول رأينا التلاعب في فصول الأذان زيادة ونقصاناً بعد عهد رسول الله ولا يجوز لأحد التلاعب في فصوله وأجزائه.
ه - وأمّا الشيعة أتباع مذهب أهل البيت فإنّها التزمت بالأذان الذي كان على عهد رسول الله ولم تزد فيه ولم تنقص منه شيئاً وأما قولهم أن علياً ولي الله فهو - ليس جزءاً من الأذان بإجماع فقهائهم وعلمائهم وهذه كتبهم الفقهية - تدلّ على ذلك وإنّما يقولون بالعموميات المروية عن النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) من قال : لا إله إلّا الله محمّد رسول الله فليقل علي ولي الله .
وذكر الإمام الخوئي في رسالته المسائل المنتخبة ما نصه: بعد أن ذكر فصول الأذان والإقامة ، فقال : والشهادة بولاية أمير المؤمنين المكملة للشهادة بالرسالة ومستحبّة
ص: 20
في نفسها وإن لم تكن جزءاً من الأذان ولا الإقامة (1).
وذكر هذا المعنى الإمام المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني حفظه الله ما نصه :
والشهادة العلي(علیه السلام) بالولاية وإمرة المؤمنين مكملة للشهادة بالرسالة ومستحبّة في نفسها وإن لم تكن جز من الأذان ولا الإقامة وكذا الصلاة على محمّد وآل محمد عند ذكر اسمه الشريف (2)
والشهادة لعلي بالولاية لأنه هو سيّد أولياء الله كما عليه الترمذي في صحيحه ومسند ابن حنبل عن رسول الله(صلی الله علیه آله وسلم) :
على هو ولى كلّ مؤمن بعدي(3)
فهم لا يقولون بزيادة فى الأذان ولا ينقصون منه شيئاً فأذانهم هو الأذان على عهد رسول الله(صلی الله علیه آله وسلم) .
ص: 21
كثير من الصحابة كان يحبّ ويود أن يساهم في التشريع الإسلامي لأسباب عديدة :
أولاً :- انّه يعتقد إذا ساهم في بعض الأحكام الشرعية سوف يثاب ويؤجر عليها حتى لو كانت لا توافق الكتاب والسنّة لاعتقاده لمصلحة الإسلام وضع هذا الشيء ولهذا قيل لأحدهم حينما كذب ونسب لرسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) له ما لم يقله(صلی الله علیه وآله وسلم) اما سمعت النبي يقول : من كذب عليَّ فيتبوأ مقعده في النار - فأجاب قائلاً : إنّي كذبت له لا عليه . ثانياً :- : إنّ بعض الصحابة كان يعزّ في نفوسهم أن لا نصيب ولا مشاركة لهم في تشريع الأحكام الشرعية ممّا حداهم أن يشرعوا بعض الأحكام الشرعية حسب ميوله ورغباته النفسية حتى لو كان فيه تحدّي لكتاب الله وسنّة رسوله (صلی الله علیه وآله وسلم) ولنضرب مثلاً لذلك كما يلي :
آ -:إنّ حي على خير العمل هي جزء من فصول الأذان وكانت على عهد رسول الله(صلی الله علیه وآله سلم) و على عهد أبي بكر
ص: 22
وشطراً من حياة وخلافة عمر بن الخطاب ولكنّه أزالها وأسقطها من الأذان تصوّراً منه أنّ القول في الاذان والإقامة - حي على خير العمل - يثبط الإنسان عن بقية الأعمال والخيرات ويقتصر على الصلاة وحدها كما قال الإمام محمد الباقر وهذا نصه :
كانت هذه الكلمة حى على خير العمل في الأذان فأمر عمر بن الخطاب بإبدالها مخافة أن يصيب الناس تثبيط وقعود عن الجهاد وأن يتكلوا على الصلاة وحدها (1).
ب -:إن كلمة الصلاة خير من النوم في صلاة الصبح لم تكن فى عهد رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) ولكن الخليفة عمر بن الخطاب أضافها وجعلها سنة في الأذان وسببه أنّه كان نائماً وقت صلاة الفجر فجاء إليه المؤذن قائلاً : - الصلاة خير من النوم - فاستحسنها الخليفة عمر فأمر : أن ينادي بها ويجعلها فى أذان صلاة الفجر - وجعلها سنة كما ذكر ذلك مالك في كتابه الموطأ حديث 91 بقوله :
ص: 23
جاء المؤذن إلى عمر بن الخطاب ، ليؤذن لصلاة الصبح فوجده نائماً فقال الصلاة خير من النوم - فأمر عمر أن يجعلها في نداء الصبح .(1)
وأكد ذلك الدارقطني في سننه عن نافع عن ابن عمر عن أبيه عمر بن الخطاب أنه قال : لمؤذنه إذا بلغت حي على الصلاة في صلاة الفجر فقل : - الصلاة خير من النوم - مرّتين بدلاً من حي على خير العمل .
ج -:رأينا كيف إن الاستحسان والرغبة النفسية هي التي دفعت الخليفة أن ينقص ويزيد في الاذان - حي على خير العمل - أو يزيد فيه - الصلاة خير من النوم - في صلاة الصبح
في حين أنه جاء في مختصر كنز العمال : إن بلال المؤذن لرسول الله كان يؤذن للصبح ويقول - حي على خير العمل (2)
ص: 24
وذكر العلامة محمد سعيد العرفي في كتابه مبادئ الفقه الإسلامي :
إنّ ابن عمر عميد أهل المدينة قال : إنّ الأذان والقول فيه حي على خير العمل . وقال الشافعي في كتابه الأم : إنّ مؤذن رسول الله (صلی الله علیه آله وسلم) لم يذكر عبارة - الصلاة خير من النوم - مع ذكره لسائر فصول الأذان (1)
إنّ فصول الأذان يشتمل على موجز للعقائد الإسلامية وأهدافها النبيلة في كلّ يوم يدعو المسلمين خمس مرات من أجل تطبيق معانيها وتثبيت مفاهيمها في قلوبهم والسير على هديها وأهدافها في هذا البيان الإلهي اليومي وهي كما يلي :
1 -:الإقرار بتوحيد الله تعالى في بيان الفقرة الأولى منه
ص: 25
الله أكبر -
2 -:نفي الشرك عنه بالفقرة الثانية - أشهد أن لا إله إلّا الله-.
3-:الشهادة لرسول الله بالرسالة والخاتمية ونزول الوحي عليه من قبل الله تعالى وقد بينها في الفقرة الثالثة- أشهد أن محمداً رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)
4 -:الشهادة بالولاية لأمير المؤمنين(علیه السلام) لا استجابة للحديث الشريف من قال لا إله إلّا الله محمّد رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) فليقل علي ولي الله وهي ليست من الأذان
5 -:الدعوة إلى أداء الصلاة بفرائضها الخمس والإلتزام بتعاليمها وأهدافها كما حنّت عليه الفقرة الخامسة - حي على الصلاة ..
6 -:الدعوة إلى طلب الهداية والإرشاد إلى طريق الفلاح والنجاح كما هي عليه الفقرة السادسة - حي على الفلاح
7 -:الحثّ على أعمال الخير والمعروف والسعي لتحقيقه على سطح هذه الكرة كما بينته الفقرة السابعة -
ص: 26
حي على خير العمل ..
8-:هذه هي فصول الأذان التي يردّدها الإنسان المسلم في أوقات صلاته الواجبة والمستحبة لكي يعيش في رحابها وتعاليمها فتدفعه إلى التمسك بأهداف الإسلام وتعاليمه الخيّرة .
وقد رأينا ف-ي ه-ذه الوريقات الأذان في تشريعه وفصوله وكيف أنّ بعض الصحابة شرّقوا وغرّبوا فيه زيادة ونقيصة ولكن يجب على المسلم أن يتبع النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)في أحكام دينه لا يزيد فيه ولا ينقص لأنّ الله تعالى قال :
(مَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) (1)
9 -:أمّا الزيادة والنقيصة في الأذان وغيره من التشريعات الإسلامية لا يجوز فيها الزيادة والنقيصة مطلقاً إذا لم تستند على دليل شرعي وإلا فتنطبق عليها وتكون بدعة وهي مصداقاً للحديث النبوي القائل :
ص: 27
إيّاكم والبدع فإنّ كل بدعة ضلالة وكل ضلالة تسير إلى النار (1)
ص: 28
القرآن الكريم
وسائل الشيعة للحر العاملي
كتاب شرح المغني لابن قدامة شمس الدين المتوفي 68 طبع سنة 1347
سيرة بن هشام
السيرة الحلبية
کتاب موسوعة التاريخ الإسلامي
كنز العمال
دعائم الإسلام
المبسوط للشيخ الطوسي
كتاب نيل الأوطار للشوكاني طبع بيروت سنة 1973 ه_ لماذا أنا جعفري
ص: 29
مسند الإمام زيد بن علي
كتاب بداية المجتهد ونهاية المقتصد لابن رشد الحنبلي
جامع الأحكام الشرعية لإمام السبزواري
كتاب الأذان والوحدة طبع صنعاء 1414ه_
المسائل المنتخبة للإمام الخوئي
منهاج الصالحين للإمام السيد السيستاني
صحيح الترمذي طبع بولاق سنة 1290ه_
مسند ابن حنبل طبع مصر سنة 1313ه_
كتاب الموطأ للأمام مالك
کتاب مبادئ الفقه للعرفي
ص: 30
الأذان والإقامة في التشريع الإسلامي... 5
متى نشأ الاذان وكيفيته
رواية عبدالله بن زيد في المنام والملاحظات عليها ...8
المؤذن وثوابه ... 12
بعض المذاهب السنّية والأذان ... 14
الزيادة والنقيصة في الأذان... 15
فصوله... 17
الزيادة والنقيصة في الأحكام لا تجوز ومتى حصل هذا التلاعب؟ ... 19
لماذا هذا التلاعب بالأذان وغيره... 22
الأذان ومعانيه الخيرة... 26
الزيادة والنقيصة في الأذان بدعه استحدثت بعد وفاة رسول الله(صلی الله علیه آله وسلم) ... 28
ص: 31
1-الوثائق الرسمية لثورة الامام الحسين(علیه السلام)
2-الصوم بحث ودراسة
3-علي ومواقفه البطولية
4-علي و مدرسته الحربية
5-مدرسة علم الأخلاق النظري
6-الشركة في الفقه الإسلامي
7-كتاب الأسئلة والأجوبة الإسلامية صدر منها حتى الآن سبعة أعداد
8-واقعة بدر الكبرى حرب تحريرية للاسلام بالنص القرآني والنبوي
9-نظرية النبوة والامامة والخلافة في الأسلام
10-الصلاة واجباتها وأحكامها والسلفية
11-أحكام المسافر في الشريعة إسلامية بالنص القرآني والنبوي الإسلامية.
12-مفاهيمنا .
13-مفهوم الشعائر الحسينية .
14-تاريخ المدارس الأخلاقية قديماً وحديثاً.
15-التشيع هو النبع الصافي في الإسلام .
16-التشريع الاسلامي وتطور الزمن.
17-أوهام احمد الكاتب وأساطيره .
18-خرافات عثمان خميس وأوهامه.
19-ثلاثة مناظرات في مكة المكرمة والمدينة المنورة .
20-التشيع هو المذهب الرسمي إسلامية .
21-النصائح الوافية لاتباع الوهابية.
22-فكرة الإمام المهدي فريضة
23-لماذا الاختلاف بين المذاهب الإسلامية مع وضوح النص القرآني والنبوي .
ص: 32