نام كتاب: الإجابات الواضحات لسؤالات القراءات
نويسنده: احمد محمود عبد السميع الشافعى الحفيان
موضوع: قرائت
تاريخ وفات مؤلف: معاصر
زبان: عربى
تعداد جلد: 1
ناشر: دارالكتب العلمية
مكان چاپ: بيروت
سال چاپ: 1423 / 2002
نوبت چاپ: اوّل
ص: 1
ص: 2
ص: 3
ص: 4
بسم اللّه الرحمن الرحيم وَ ما كانَ هذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرى مِنْ دُونِ اللّهِ وَ لكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَ تَفْصِيلَ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَ ادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ [يونس:37،38].
قال رسول اللّه-صلى اللّه عليه و سلم-:«إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه».متفق عليه.
ص: 5
إذا كان من الأمور الواجبة على كل مصنف أو محقق أو باحث أو مفكر أو طالب للعلم النافع أن ينسب الفضل إلى أهله-و هذا من أسس هذا الدين العظيم دين الإسلام-فإني أتوجه بخالص الشكر و التقدير إلى كل من:
1-فضيلة الأستاذ الشيخ و العالم المتبحر رزق خليل حبة-شيخ عموم المقارئ المصرية و عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية-فقد سمعت منه ما يوافق إجاباتي على أسئلة هذا الكتاب.
2-فضيلة الأستاذ الشيخ عبد رب النبي صادق سليمان العيسوى الفقاعي،فقد أجاب لنا على بعض نقاط تتعلق بالبحث.
3-فضيلة الأستاذ الشيخ محمد منازع طراف-شيخ مقرأة الفولي و الحبشي بالمنيا،و قد عرفت من خلال زيارته لي بالقاهرة أنه يتصف بالحال المرتحل،فقد قال لي:إذا خرجت من داري بالمنيا إلى القاهرة أبدأ بفاتحة الكتاب حتى إذا عدت إلى عتبة داري أختم القرآن مهما كانت مدة السفر من بني خيار إلى القاهرة.
4-فضيلة الأستاذ الشيخ فضل سيد طراف زيدان،أعانني على جمع الأسئلة و بخاصة بعد حصوله على درجة الإجازة العالية في القراءات و علوم القرآن جامعة الأزهر الشريف.
5-فضيلة الشيخ عبد العزيز إمام أبو زيد-قارئ-فقد قام بالنصح و الإرشاد.
6-فضيلة الأستاذ الشيخ أحمد عمر مصطفى عبد العال-قارئ و عضو نقابة القراء-فقد قدم لنا بعض الإجابات.
هذا،و قد جمعت جميع إجابات هذا الكتاب من المصادر و المراجع أمهات كتب القراءات،و اللّه أعلم.
ص: 6
إلى كل من أراد النظر في كتاب اللّه-عز و جل-بتدبر و تمعن بهدف الحفظ و العمل و التأمل في آيات اللّه القرآنية و الكونية،أهدي هذه الأبيات:
إن شئت أن تحظى بجنّة ربّنا و تفز بالفضل الكبير الخالد
فانهض لفعل الخير و اطرق بابه تجد الإعانة من إله ماجد
و اعكف على هذا الكتاب فإنّه جمع الفضائل جمع فذ ناقد
يهدي إليك كلام رب أفضل مرسل فيما يقرّب من رضاء الواحد
فأدم قراءته بقلب خالص و ادع لكاتبه و كلّ مساعد
ص: 7
تقسم المقدمة إلى نقاط هي:
الحمد للّه الذي أقر بكتابه أعين من أحبهم و اصطفاهم من عباده سبحانه،قال تعالى: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ،وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللّهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (1)،و شرفهم و أكرمهم و كرمهم بحمل كتابه فهم مصابيح الهدى يهتدي بهم كل من سار على الدرب يلتمس الخطى للفوز بسعادة الدارين.
ثم الحمد للّه الذي أنزل هذا القرآن بلسان عربي مبين واضح فيه من صنوف البيان و المعاني ما أعجز فصاحة البلغاء،فها هو يعرض لنا من صنوف البديع ما لا يقدر على تأليفه إنس و لا جان،قال تعالى: إِنّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2)،و قال سبحانه: بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ .
فالمتأمل في هاتين الآيتين يرى أن اللّه تعالى شرف الوجود بالنبي محمد -صلى اللّه عليه و سلم-ثم شرف النبي محمد-صلى اللّه عليه و سلم- بالقرآن،ثم شرفنا جميعا بهما معا.
و الرسول-صلى اللّه عليه و سلم-مختار من قبل اللّه-تعالى-بمثابته أفصح لسان يحمل أشرف رسالة إلى العالم أجمع،و لقد أحب النبي-صلى اللّه عليه و سلم-العربية،و كان على رأس من ملكوا البيان،و الفصاحة و الملاحة،
قال-صلى اللّه عليه و سلم-: «أحب العربية لثلاث:لأني عربي،و القرآن عربي،و لسان أهل الجنة عربي» ،و من أهم ما أمر به الرسول من ربه
ص: 8
سبحانه هو ترتيل كتابه على الوجه الذي يرضيه سبحانه.قال تعالى:
وَ رَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً .
و أمره سبحانه أن يقرئ أمته هذا الكتاب الكريم على سبعة أحرف،
فقد ورد عن أبي بن كعب-رضي اللّه عنه-: «أن النبي-صلى اللّه عليه و سلم-كان عند أضاة بني غفار فأتاه جبريل فقال:إن اللّه يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرف،فقال أسأل اللّه معافاته و مغفرته و إن أمتي لا تطيق ذلك،ثم أتاه الثانية فقال:إن اللّه يأمرك أن تقرئ أمتك على حرفين،قال أسأل اللّه معافاته و مغفرته،و إن أمتي لا تطيق ذلك،ثم جاءه الثالثة،فقال:إن اللّه يأمرك أن تقرئ أمتك على ثلاثة أحرف،قال:أسأل اللّه معافاته و مغفرته،و إن أمتي لا تطيق ذلك،ثم جاءه الرابعة،فقال:إن اللّه يأمرك أن تقرئ أمتك على سبعة أحرف فأيما حرف قرءوا عليه فقد أصابوا» (1).
و لقد أمرنا الرسول-صلى اللّه عليه و سلم-و حثنا على تعلم القرآن الكريم
فقال: «خيركم من تعلم القرآن و علمه» و في ذلك الشرف الرفيع لمن أورثهم اللّه تعالى كتابه،و يكفيهم أنهم أضيفوا إلى خالقهم،فأخذوا الشرف العظيم،و أطلق عليهم حملة كتابه.
و لقد تعودنا من النبي-صلى اللّه عليه و سلم-معلم المعلمين،النبي الأمي الذي لم يجلس أمام معلم بل علمه شديد القوى سبحانه حبه للعلم، و تعودنا على تشجيعه لنا بأن نتعلم
فقال-صلى اللّه عليه و سلم-: «من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل اللّه له طريقا إلى الجنة،و إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع،و فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب،و إن العلماء ورثة الأنبياء،و إنة.
ص: 9
الأنبياء لم يورثوا دينارا و لا درهما و لكن ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر».
و لا شك أن علم القراءات من أشرف العلوم على الإطلاق نظرا لتعلقه بأشرف كتاب،تعلقا مباشرا،لأن من مبادئ فن القراءات معرفة موضوعه، و هو كتاب القرآن الكريم من حيث أحوال النطق بها،و كيفية أدائها.
و ها نحن نرى العلماء على مر العصور ينظرون إلى القرآن الكريم بتأمل و سكينة ليخرجوا ما فيه من علوم لا تزال فيه إلى يوم القيامة،نعم،فلقد اهتم العلماء بدراسة القرآن مع تنوع تلك الدراسة من تفسير،و بيان إعجاز، و أسباب نزول،و إعراب،و وجوه قراءات،و ناسخ و منسوخ،و محكم و متشابه،و معاني و بلاغه،و ما شاكل ذلك،أو ما كان من مشكاة ذلك.
و هذا الكتاب رسالة قيمة على صغر حجمها،تنفع العالم و المتعلم، يتضح ذلك من النقطة التالية.
ص: 10
يتكون هذا الكتاب من عدة أبواب شاملة لعلم القراءات من أصول و فرش،و قد وصلت عدد الأسئلة المجاب عنها فيه مرتبة إلى(229)سؤال و جواب،مرورا بالأسئلة التمهيدية،فالأصول ثم الفرش مرورا بكل سور القرآن الكريم،مع إشارات خفيفة إلى عدد آيات كل سورة،ثم عدد ياءات الإضافة بها،و أرقام آياتها و رأي القراء العشرة فيها من فتح و إسكان.
رتبت أبواب الكتاب-ما أمكن-على شاكلة الكتب الكبرى في علم القراءات(كالنشر)و(لطائف الإشارات)و(شروح الشاطبية)و غيرها،و أخذ عدد جلالات السور من كتاب(غيث النفع في القراءات السبع)للإمام السفاقسي-رحمه اللّه-.
بالكتاب عدد لا بأس به من الفوائد التي تلي إجابات بعض الأسئلة.
في الكتاب إجابات واضحة على كل ما ورد فيه من أسئلة مع الإشارة إلى مصادر تلك الإجابات في المراجع الكبرى في علم القراءات.
في حقيقة الأمر إن أول ما دفعني أن أفكر في جمع مادة علمية واضحة تكون بين يدي العالم و المتعلم هو ما رأيت في مقرراتنا المباركة من سرد للعلوم من سواء في معاهد القراءات،أو كلية القرآن الكريم للقراءات و علومها دون سؤال أو جواب،فلا يكاد يرى الطالب أو العالم السؤال أو كيفيته إلا في مقر اللجان أو لجنة العلماء المختارين لمناقشة عالم سواء لنيل درجة الماجستير أو الدكتوراة،أو لمنح الطالب الإجازة العالية(الليسانس)في القراءات و علوم القرآن،أو لمنحه درجة التخصص أو عالية القراءات،أو لاختيار عالم لمشيخة مقرأة أو لعضوية المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، و كل حسب تخصصه،و لعل السبب الذي جعل علماءنا الأفاضل لم يفكروا
ص: 11
في هذا الأمر و هم أساتذتي هو وجود ذلك العلم في الكتب و المقررات سردا و شرحا،و هذا الكتاب هو بداية لا بأس بها في هذا المجال على شاكلة سؤالات الفقه،و الحديث و غيرها من العلوم الشرعية،أسأل اللّه تعالى أن يتقبل هذا الجهد المتواضع،و أن يغفر لي الزلات،و أن يتجاوز عن الأخطاء، و يكفينا النية و نبل القصد،و نسأل اللّه تعالى أن ينفع به جمع كبير من الموحدين،إنه على ما يشاء قدير و بالإجابة جدير.
أحمد محمود عبد السميع أبو سنادة الشافعي الحفيان المنيا-أبو قرقاص-بني موسى في:13 ربيع أول 1422 ه 5 يونية 2001 م
ص: 12
عرف علم القراءة؟و ما الفرق بين القراءة،و الرواية،و الطريق مستدلا بأمثلة لما تقول؟
علم القراءة هو علم يبحث فيه عن صور نظم كلام اللّه تعالى من حيث وجوه الاختلافات المتواترة (1).
و قيل هو علم يعرف به كيفية النطق بالكلمات القرآنية،و طريق أدائها اتفاقا و اختلافا مع عزو كل وجه لناقله (2).
و من ذلك يتضح لنا أنه من أشرف العلوم على الإطلاق نظرا لاتصاله اتصالا مباشرا بأشرف كلام و هو كلام اللّه-سبحانه و تعالى-و يتضح ذلك من موضوعه.
و الفرق بين القراءة و الرواية و الطريق يتضح من تعريف القراءة أولا،و كما أورد الدكتور محيسن في كتابه القيم«الإرشادات»في مبحث خاص تمهيدي و هو الفرق بين القراءة و الرواية،و الطرق و الخلاف الواجب و الجائز،فقد ذكر أن كل خلاف نسب لإمام من الأئمة العشرة مما أجمع عليه الرواة عنه فهو قراءة.
و كل ما نسب للراوي عن الإمام فهو رواية.
أما ما نسب للآخذ عن الراوي،و إن سفل فهو طريق.
و مثال القراءة إثبات البسملة بين السورتين،مثلا نجد أن ذلك قراءة عند ابن كثير-رحمه اللّه-و إذا تأملنا في ذلك لوجدنا أن إثبات البسملة بين السورتين أيضا يعتبر رواية لقالون عن نافع،و كذا طريق الأزرق عن ورش،و هذا على سبيل المثال لا الحصر.
ص: 13
-ما المقصود بالخلاف الواجب و الجائز في القراءات؟
الخلاف الواجب:هو الخلاف الوارد في القراءات،و الروايات و الطرق، كإثبات البسملة بين السورتين-كما أشرنا من قبل-،و هذا الخلاف هو عين القراءات و الروايات و الطرق؟بمعنى:أن القارئ ملزم بالإتيان بجميعها عند تلقى القراءة فلو أخل بشيء منها عد ذلك نقصا في روايته (1).
و أما الخلاف الجائز فهو خلاف الأوجه التي على سبيل التخيير كأوجه الوقف على عارض السكون،فالقارئ مخير في الإتيان بأي وجه منها،أي لو أتى بوجه واحد منها أجزأه،و لا يعتبر ذلك نقصا في روايته،و هذه الأوجه الاختيارية لا يقال لها قراءات،و لا روايات،و لا طرق،بل يقال لها أوجه دراية فقط.
-ذكر العلماء أن لكل فن مبادئ عشرة،فما هي مبادئ علم القراءات؟
نعم،ذكر السادة العلماء مبادئ فن أو علم القراءات،فقد قال الشيخ الصبان:
إنّ مبادئ كل فنّ عشره الحدّ و الموضوع ثمّ الثّمره
و فضله و نسبه و الواضع و الاسم و الاستمداد حكم الشارع
مسائل و البعض بالبعض اكتفى و من درى الجميع حاز الشرفا
و بالمبادئ يكون الشارع في العلم على بصيرة تامة (2)،و من هنا تظهر لنا مبادئ فن القراءات و هي:التعريف،و قد سبق في إجابة السؤال الأول،
ص: 14
و الموضوع،و من المعلوم أن موضوع علم القراءات هو القرآن الكريم من حيث أحوال النطق بها،و من حيث كيفية أدائها.
و ثمرة ذلك العلم،و هو العصمة من الخطأ في النطق بالكلمات القرآنية، و صيانتها من التحريف و التغيير،و العلم بما يقرأ به كل إمام من أئمة القراءة، و التمييز بين ما يقرأ به و ما لا يقرأ به،و من هنا يتضح لنا أن هذا العلم هو مما جعله اللّه لحفظ كتابه،قال تعالى: إِنّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنّا لَهُ لَحافِظُونَ (1).
و فضل ذلك العلم،أنه من أشرف العلوم الشرعية (2)لتعلقه بالقرآن الكريم تعلقا مباشرا.
و نسبة علم القراءات إلى غيره من العلوم التباين و أما واضعه،فقيل هم أئمة القراءة،و قيل أبو عمر حفص الدوري(ت 246 ه)،و هو أحد رواة السبعة، و قيل:إن أول من دون في هذا الفن هو أبو عبيد القاسم بن سلام.
و اسم هذا العلم،هو علم القراءات،و هي جمع قراءة،و القراءة تعني:الوجه المقروء به،و قد استمد هذا العلم من النقول الصحيحة و المتواترة عن علماء القراءات الموصولة السند إلى قراءة الصحابة-رضي اللّه عنهم-أجمعين،و قراءة الصحابة موصولة و مأخوذة من قراءة النبي-صلى اللّه عليه و سلم--عن جبريل عن اللوح المحفوظ عن رب العزة سبحانه تعالى.
و حكم الشارع فيه الوجوب الكفائي تعلما و تعليما،و أما مسائله فقيل:
قواعده الكلية،كقولهم كل ألف منقلبة عن ياء يميلها حمزة و الكسائي و خلف، و يقللها ورش بخلف عنه،و هكذا.
و قد زاد بعض العلماء في ثمرة ذلك العلم على صون اللسان عن الخطأ في النطق بالقرآن فزاد بعضهم و كذا النطق بالحديث،و زاد بعضهم بلوغ النهاية في إتقان لفظ القرآن (3)على ما تلقي من الحضرة النبوية الأفصحية،و زاد بعضهم الفوز بسعادة الدارين (4).د.
ص: 15
ذكر العلماء شروطا لجمع القراءات فما هي؟
لجمع القراءات شروط هي:
يشترط على من يريد أن يجمع بالقراءات شروطا أربعة:رعاية الوقف، و الابتداء،و حسن الأداء،و عدم التركيب (1).
أما رعاية الترتيب،و التزام تقديم قارئ بعينه فلا يشترط.
قال الإمام أبو الحسن السخاوي في كتابه(جمال القراء):خلط هذه القراءات بعضها ببعض خطأ و لا يجوز.
و قال الإمام الجعبري:التركيب ممتنع في كلمة و في كلمتين إن تعلقت إحداهما بالأخرى،و إلا كره.
و قال الإمام ابن الجزري:الصواب عندنا التفصيل،فان كانت إحدى القراءتين مترتبة على الأخرى فالمنع من ذلك منع تحريم،كمن يقرأ فَتَلَقّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ (2)برفعها،أو بنصبها،و نحو وَ كَفَّلَها زَكَرِيّا (3)بالتشديد و الرفع و شبهه مما لا تجيزه العربية و لا يصح في اللغة.
أما ما لم يكن كذلك فإنا نفرق فيه بين مقام الرواية و غيرها،فإن قرأ بذلك على سبيل الرواية«لم يجز»من حيث إن كذب في الرواية.
و إن لم يكن على سبيل الرواية بل على سبيل القراءة و التلاوة فإنه جائز صحيح مقبول،و إن كنا نعيبه على أئمة القراءات من حيث وجه تساوي العلماء بالعوام،لا من وجه أن ذلك مكروه أو حرام،إذ كل من عند اللّه نزل به الروح الأمين على قلب سيد المرسلين سيدنا محمد-صلى اللّه عليه و سلم-.
ص: 16
و إلى هذه الشروط أشار ابن الجزري بقوله:
بشرطه فليرع وقفا و ابتدأ و لا يركب و ليجد حسن الأداء
تكلم عن القاعدة التي تعرف بها القراءات المتواترة المقبولة و تميزها عن غيرها من القراءات الشاذة المردودة؟
يشترط في القراءة الصحيحة أن يجتمع فيها ثلاثة أركان (1):
الأول:أن توافق اللغة العربية بوجه من الوجوه،سواء أ كان أفصح أم فصيحا مجمعا عليه أم مختلفا فيه مع قوته.
الثاني:أن تكون موافقة للرسم العثماني،أي رسم أحد المصاحف العثمانية و لو احتمالا مثل قراءة ابن عامر قالُوا اتَّخَذَ اللّهُ وَلَداً (2).
في سورة البقرة بغير واو،و نحو قوله تعالى: وَ بِالزُّبُرِ وَ بِالْكِتابِ الْمُنِيرِ (3).بزيادة الباء في الاسمين،فإن ذلك ثابت في المصحف الشامي،و مثل ملك يوم الدين (4).فإنه كتب بغير ألف بعد الميم في جميع المصاحف،فقراءة الحذف تحتمله تحقيقا كما كتب مَلِكِ النّاسِ (5)،و قراءة إثبات الألف بعد الميم تحتمله تقديرا كما كتب مالِكَ الْمُلْكِ ،فتكون الألف التي بعد ميم ملك يوم الدين حذفت اختصارا.
الثالث:التواتر و هو أن يروي القراءة جماعة يستحيل تواطؤهم على الكذب عن مثلهم،و هكذا إلى رسول اللّه-صلى اللّه عليه و سلم-بدون انقطاع في السن،غير أن ابن الجزري يرى أن الشرط الثالث هو«صحة السند»بأن
ص: 17
يروي القراءة العدل الضابط عن مثله من أول السند إلى آخره حتى ينتهي إلى رسول اللّه-صلى اللّه عليه و سلم-،و تكون القراءة مع ذلك مشهورة عند أئمة هذا الشأن الضابطين له.
قال ابن الجزري مشيرا إلى هذه الأركان:
فكلّ ما وافق وجه نحو و كان للرسم احتمالا يحوي
و صحّ اسنادا هو القرآن فهذه الثّلاثة الأركان
و حيثما يختلّ ركن أثبت شذوذه لو أنّه في السّبعة
و قد علق فضيلة الأستاذ محمد الصادق قمحاوي في الكوكب الدري بأن الحاصل في هذا:هذا أن كل قراءة اجتمعت فيها الأركان الثلاثة المتقدمة،موافقة وجه ما من أوجه اللغة العربية،و لو لم يكن في القمة من الفصاحة و البيان، و موافقة رسم أحد المصاحف العثمانية،و لو من جهة التقدير و الاحتمال و صحة السند أو التواتر-على الخلاف بين العلماء-ثم قال (1):إن كل قراءة اجتمعت فيها هذه الأركان حكم بقبولها،و بكفر من ينكرها،و بأنها من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن الكريم.
سواء كانت هذه القراءة منقولة عن الأئمة السبعة أم عن العشرة.أم عن غيرهم من الأئمة المقبولين،و إن كل قراءة لم تتوافر فيها هذه الأركان الثلاثة حكم بردها و بعدم كفر من يجحدها.سواء كانت هذه القراءة مروية عن الأئمة السبعة،أم عن غيرهم و لو كان اسمى منهم درجة و أعلاهم في العلم مكانة.
لذا نجد أن الإمام ابن الجزري ينصح طالب العلم إذا علم أركان القراءة الصحيحة المقبولة و استطاع أن تميزها من القراءة الشاذة المردودة فعليه أن يسلك مسلك السلف الصالح في قراءات القرآن الكريم،و أن يقتف آثارهم،و لا يتعد عنها قيد شعرة في جميع ما يقرأه سواء كان مجمعا عليه أم مختلفا فيه،و المقصود4.
ص: 18
الوقوف عند الوارد عن علماء القرآن،سواء اتفقوا عليه أم اختلفوا فيه،قال ابن الجزري:
فكن على نهج سبيل السلف في مجمع عليه أو مختلف
بعد معرفتك لشروط القراءة الصحيحة،اذكر الفروق الدقيقة بينها و بين الشاذة؟
ورد في النشر نقلا عن الإمام أبي محمد مكي في مصنفه الذي ألحقه بكتاب «الكشف»قال (1):قال فإن سأل سائل فقال فما الذي يقبل من القرآن الآن فيقرأ به و ما الذي يقبل و لا يقرأ به؟فالجواب أن جميع ما روي في القرآن على ثلاثة أقسام:قسم يقرأ به اليوم و ذلك ما اجتمع فيه ثلاث خلال و هن:أن ينقل عن الثقات عن النبي-صلى اللّه عليه و سلم-،و يكون وجهه في العربية التي نزل بها القرآن سائغا،و يكون موافقا لخط المصحف،فإذا اجتمعت فيه هذه الخلال الثلاثة قرئ به،و قطع على مغيبة و صحته و صدقه لأنه أخذ عن إجماع من جهة موافقة خط المصحف،و كفر من جحده،قال:و القسم الثاني ما صح نقله عن الآحاد،و صح وجهه في العربية،و خالف لفظه خط المصحف فهذا يقبل و لا يقرأ به لعلتين:إحداهما أنه لم يؤخذ بإجماع إنما أخذ بأخبار الآحاد،و لا يثبت قرآن يقرأ به بخبر الواحد،العلة الثانية أنه مخالف لما قد أجمع عليه،فلا يقطع على مغيبة و صحته،و ما لم يقطع على صحته لا يجوز القراءة به،و لا يكفر من جحده و لبئس ما صنع إذا جحده،قال:و القسم الثالث هو ما نقله غير ثقة أو نقله ثقة و لا وجه له في العربية فهذا لا يقبل و إن وافق خط المصحف.قال:و لكل صنف من هذه الأقسام تمثيل،ثم ذكر الإمام ابن الجزري-رحمه اللّه-أمثلة هذه الأصناف الثلاثة فقال:و مثال القسم الأول«مالك-و ملك-و يخدعون
ص: 19
و يخادعون-و أوصى-و وصى-و يطوع-و تطوع»و نحو ذلك من القراءات المشهورة،و مثال القسم الثاني قراءة عبد اللّه بن مسعود و أبي الدرداء (و الذكر و الأنثى) في وَ ما خَلَقَ الذَّكَرَ وَ الْأُنْثى (1).
و قراءة ابن عباس (و كان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا و أما الغلام فكان كافرا) (2)و نحو ذلك مما ثبت برواية الثقات.
اختلف العلماء في حكم الصلاة بالقراءة الشاذة،اذكر رأي المالكية و الشافعية في هذه المسألة مع بيان رأيك؟
اختلف العلماء في جواز القراءة بذلك في الصلاة و هذا أحد القولين لأصحاب الشافعي (3)و أبي حنيفة و إحدى الروايتين عن مالك و أحمد،و أكثر العلماء على عدم الجواز لأن هذه القراءات لم تثبت متواترة عن النبي-صلى اللّه عليه و سلم-و إن ثبتت بالنقل فإنها منسوخة بالعرضة الأخيرة أو بإجماع الصحابة على المصحف العثماني أو أنها لم تنقل إلينا نقلا يثبت بمثله القرآن أو أنها لم تكن من الأحرف السبعة،كل هذا مآخذه للمانعين.
و توسط بعضهم فقال:إن قرأ بها في القراءة الواجبة و هي الفاتحة عند القدرة على غيرها لم تصح صلاته لأنه لم يتيقن أنه أدى الواجب من القراءة لعدم ثبوت القرآن بذلك،و إن قرأ بها فيما لا يجب لم تبطل،لأنه لم يتيقن أنه أتى في الصلاة بمبطل لجواز أن يكون ذلك من الحروف التي أنزل عليها القرآن.
ص: 20
و إنني أرى أن نقف عند ما وقف عليه العلماء و لا نتعدى ذلك قيد أنملة، فلا نقر إلا ما أقره هؤلاء،فإن ذكروا أن القراءة في الصلاة لا بد أن تكون بالقراءات المتواترة الكاملة الشروط و التي تخضع لقاعدة القبول و المنع فإننا نقر بذلك و لا نتعداه أبدا،و رحم اللّه سادتنا و شيوخنا،و أكرمهم اللّه و تقبل منا و منهم آمين.
اذكر حكم القراءة بالشاذ عموما و في غير الصلاة؟
ورد في(غيث النفع) (1)في حكم القراءة عموما بالشاذ قول الإمام الشيخ النويري (2)المالكي:أنه ذكر في طيبة النشر أن الذي استقرت عليه المذاهب و آراء العلماء أنه إن قرأ بالشواذ غير معتقد أنه قرآن،و لا موهم أحدا ذلك بل لما فيها من الأحكام الشرعية عند من يحتج بها أو الأدبية فلا كلام في جواز قراءتها، و على هذا يحمل حال كل من قرأ بها من المتقدمين،و كذلك أيضا يجوز تدوينها في الكتب و التكلم على ما فيها،و إن قرأها باعتقاد قرآنيتها أو بإيهام قرآنيتها حرم ذلك و نقل ابن عبد البر في تمهيده إجماع المسلمين على ذلك.
و ورد في النشر أن سبب (3)عدم القراءة بالشاذ عدم تواتر هذه القراءة، لأن تلك القراءة محرمة و الواجب لا يتأدى بفعل محرم،و من هنا نعلم أن صحابة رسول اللّه-صلى اللّه عليه و سلم-تركوا القراءة بالشاذ في الصلاة و في غير الصلاة،و أنهم التزموا في كل أحوالهما بما قرأ به رسول اللّه-صلى اللّه عليه و سلم-،فرضي اللّه عن صحابة رسول اللّه-صلى اللّه عليه و سلم-،و لا جرم أنهم السادة الكرام،و اللّه أعلم.
ص: 21
أذكر نماذج متفرقة تقوم باختيارها من شواذ بعض سور القرآن الكريم؟
أورد الإمام ابن خالويه في كتابه المختصر (1)نماذج متفرقة في كل سور القرآن الكريم،و سوف أقوم بذكر شواذ بعض سور القرآن الكريم على أن أذكر الآية في سورتها ثم أشير إلى القراءة الشاذة في الهامش منسوبة إلى قارئ هذه القراءة من شواذ سورة الفاتحة: اَلْحَمْدُ لِلّهِ (2).
مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (3) .
إِيّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيّاكَ نَسْتَعِينُ (4) .
-من شواذ سورة البقرة:
وَ اتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً (5) الآية(48).
وَ لا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (6) .الآية(60) -من شواذ سورة آل عمران:
اَلْحَيُّ الْقَيُّومُ (7) .الآية(2).
ص: 22
نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ (1) .الآية(2).
يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحامِ (3) .الآية(4).
رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا (3) .الآية(8) -من شواذ سورة النساء:
يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَ خَلَقَ مِنْها زَوْجَها وَ بَثَّ مِنْهُما رِجالاً كَثِيراً وَ نِساءً وَ اتَّقُوا اللّهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَ الْأَرْحامَ (5) .
وَ إِنْ خِفْتُمْ أَلاّ تُقْسِطُوا (6) .
ذلِكَ أَدْنى أَلاّ تَعُولُوا (6) .
-من شواذ سورة المائدة:و.
ص: 23
وَ لاَ آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرامَ (1) الآية(2).
وَ النَّطِيحَةُ وَ ما أَكَلَ السَّبُعُ (2) الآية(3).
مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ (4) الآية(4).
مُتَجانِفٍ لِإِثْمٍ (4) الآية(3).
-من شواذ سورة الأنعام:
وَ لَوْ نَزَّلْنا عَلَيْكَ كِتاباً فِي قِرْطاسٍ (5) الآية(6).
وَ لَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ ما يَلْبِسُونَ (7) .الآية(14).
فاطِرِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ (7) الآية(14).
وَ هُوَ يُطْعِمُ وَ لا يُطْعَمُ (8) الآية(14).
-من شواذ سورة الأعراف:
قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ (9) الآية(3).
إِلاّ أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ (10) الآية(20). .
ص: 24
وَ رِيشاً وَ لِباسُ التَّقْوى (1) الآية(26).
حَتّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ (2) الآية(40).
-من شواذ سورة الأنفال:
يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ (3) الآية(1).
وَ إِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ (4) الآية(30).
وَ ما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلاّ مُكاءً وَ تَصْدِيَةً (5) الآية(35).
وَ ما أَنْزَلْنا عَلى عَبْدِنا (6) الآية(41).
-من شواذ سورة التوبة:
بَراءَةٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ (7) .
وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَى النّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَ رَسُولُهُ (8) .
أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ (9) .ب.
ص: 25
-من شواذ سورة يونس:
وَعْدَ اللّهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ (1) .
وَ آخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (2) .
وَ لا أَدْراكُمْ بِهِ (3) .
-من شواذ سورة يوسف:
إِذْ قالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ (4) .
لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلى إِخْوَتِكَ (5) .
وَ قالَتْ هَيْتَ لَكَ (6) .
-من شواذ سورة الرعد:
صِنْوانٌ وَ غَيْرُ صِنْوانٍ (7) .
وَ نُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ (8) . .
ص: 26
لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ (1) .
بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ (2) .
-من شواذ سورة مريم:
يَرِثُنِي وَ يَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ (3) من الملاحظ إنني اتبعت في إجابة هذا السؤال اختيار مجموعة من السور تصل إلى ثلاث عشرة سورة،و قد اخترت شواذ وردت في الآيات الأول من كل سورة منها،و هذا على وجه الاختصار لأن هذا الموضع ليس بمحل ذكر كل سور القرآن الكريم و اللّه أعلى و أعلم.
ما المقصود
بقول الرسول-صلى اللّه عليه و سلم-: «أنزل القرآن على سبعة أحرف»؟
حرفين فقال له مثل ذلك،ثم أتاه الثالثة بثلاثة فقال له مثل ذلك،ثم أتاه الرابعة فقال إن اللّه يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على سبعة أحرف فأيما حرف قرءوا عليه فقد أصابوا رواه أبو داود و الترمذي و أحمد و هذا لفظه مختصرا.
و قد اتفق جميع العلماء على أنه لا يجوز أن يكون المراد هؤلاء السبعة القراء المشهورين كما يظنه بعض العوام و كثير من الناس،لأن هؤلاء القراء السبعة لم يكونوا قد وجدوا أثناء نزول القرآن الكريم (1).
و أول من جمع قراءات الأئمة السبعة«الإمام أبو بكر بن مجاهد»أثناء المائة الرابعة.
و قد ذهب العلماء في تفسير ذلك مذاهب شتى،فأكثر العلماء على أنها لغات،ثم اختلفوا في تعيينها،فقال أبو عبيد:هي لغة قريش،و هذيل،و ثقيف، و هوازن،و كنانة،و تميم،و اليمن،و قال بعضهم:المراد بها معاني الأحكام:
كالحلال،و الحرام،و المحكم،و المتشابه،و الأمثال،و الإنشاء،و الإخبار.
و قيل المراد بها:الأمر،و النهي،و الطلب،و الدعاء،و الخبر،و الاستخبار، و الزجر.
و قيل:الوعد،و الوعيد،و المطلق،و المقيد،و التفسير،و الإعراب،و التأويل.
لقد كثرت الأقوال في معنى الأحرف السبعة فسجلها بعض العلماء و قالوا إن الخلاف يرجع إلى سبعة أمور فما هي؟
نعم لقد كثرت الأقوال في معنى الأحرف السبعة،و أن الإمام ابن الجزري لم يقتنع بكثير من الأقوال،ذلك لأن الصحابة الذين اختلفوا و ترافعوا إلى النبي
ص: 28
-صلى اللّه عليه و سلم-لم يختلفوا في تفسيره،و لا في أحكامه،و إنما اختلفوا في قراءة حروفه.
قال ابن الجزري:و لازلت أستشكل هذا الحديث،و أفكر فيه و أمعن النظر فيه نيف و ثلاثين سنة حتى فتح اللّه علي بما يمكن أن يكون صوابا-إن شاء اللّه تعالى-،و ذلك أني تتبعت القراءات كلها صحيحها،و شاذها،و ضعيفها، و منكرها،فإذا اختلافها يرجع إلى سبعة أوجه لا يخرج عنها و هذه الأوجه السبعة هي:
الأول:أن يكون الاختلاف في الحركات بلا تغير في المعنى و الصورة نحو:
يَحْسَبُ بفتح السين و كسرها.
الثاني:أن يكون الاختلاف في المعنى فقط دون التغيير في الصورة نحو:
فَتَلَقّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ على ما فيها من قراءات.
الثالث:أن يكون في الحروف مع التغيير في المعنى لا الصورة نحو:تبلوا، تتلوا الرابع:أن يكون في الحروف مع التغيير في الصورة لا المعنى نحو:
الصراط و السراط.
الخامس:أن يكون في الحروف و الصورة نحو يأتل،يتأل.
السادس:أن يكون في التقديم و التأخير نحو:(و جاءت سكرة الحق بالموت)في قوله تعالى: وَ جاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ بسورة ق.
السابع:أن يكون الاختلاف بالزيادة و النقصان نحو:(و ما عملت أيديهم و عملته و إن الله هو الغني الحميد)،(و هذا أخي له تسع و تسعون نعجة أنثى)،و قال ابن قتيبة:و كل هذه الحروف كلام اللّه-تعالى-نزل بها الروح الأمين على رسول اللّه-صلى اللّه عليه و سلم- (1).7.
ص: 29
وضح الصلة بين القراءات السبع،و الأحرف السبعة؟
و أما عن صلة القراءات السبع بالأحرف السبعة (1)المذكورة في الحديث فليعلم أن الأحرف السبعة نزلت في أول الأمر للتيسير على الأمة،ثم نسخ الكثير منها بالعرضة الأخيرة،مما حدا بالخليقة عثمان-رضي اللّه عنه-إلى كتابة المصاحف التي بعث بها إلى الأمصار،و أحرق كل ما عداها،و ليس الأمر كما توهمه بعض الناس من أن القراءات السبع هي الأحرف السبعة،و الصواب أن قراءات الأئمة السبعة بل العشرة التي يقرأ بها اليوم هي جزء من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن و ورد فيها
الحديث «أنزل القرآن على سبعة أحرف» و غيره من الأحاديث.
و هذه القراءات العشر جميعها أي أي قراءة منها موافقة لخط مصحف المصاحف العثمانية التي بعث بها عثمان إلى الأمصار بعد أن أجمع الصحابة عليها و على اطراح كل ما تخالفها.
هل هناك فائدة تجنى من وراء اختلاف القراءات أم لا...وضح ذلك باختصار؟
و أما فائدة اختلاف القراءات،و تنوعها فإن في ذلك فوائد غير قليلة منها الآتى:
1-التهوين،و التسهيل على الأمة (2)و التخفيف عليه.
ص: 30
2-و منها كمال الإعجاز و غاية الاختصار،و جمال الإيجاز.
3-و منها عظيم البرهان،و واضح الدلالة.
4-و منها سهولة حفظه و تيسير نقله على هذه الأمة.
5-و منها إعظام أجور هذه الأمة من حيث إنهم يفرغون جهدهم ليبلغوا قصدهم في تتبع معاني ذلك و استنباط الأحكام.
6-و منها بيان فضل هذه الأمة و شرفها على سائر الأمم،من حيث تلقيهم كتاب ربهم هذا التلقي،و إقبالهم عليه هذا الإقبال.
7-و منها ما ادخره اللّه-سبحانه و تعالى-من المنقبة العظيمة و النعمة الجليلة الجسيمة لهذه الأمة الشريفة من اسنادها كتاب ربها،و اتصال هذا السبب الإلهي بسببها خصيصة اللّه تعالى هذه الأمة المحمدية، و إعظاما لقدر أهل هذه الملة الحنيفية.
8-و منها ظهور سر اللّه تعالى في تولية حفظ كتابه العزيز و صيانة كلامه المنزل بأوفى البيان و التمييز،فإن اللّه تعالى لم يخل عصرا من الأعصار، و لو في قطر من الأقطار،من إمام حجة قائم بنقل كتاب اللّه تعالى و اتقان حروفه و رواياته و تصحيح وجوهه و قراءته،يكون وجوده سببا لوجود هذا السبب القويم على مر الدهور،و بقاؤه دليلا على بقاء القرآن العظيم في المصاحف و الصدور،قال تعالى: إِنّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنّا لَهُ لَحافِظُونَ .
صف قراءة النبي-صلى اللّه عليه و سلم-؟و كيف تعاهد بعض أصحابه حتى صاروا من أمهر الناس في تلاوة كتاب اللّه-عز و جل-؟
لقد أنزل اللّه الآيات على قلب النبي-صلى اللّه عليه و سلم-بواسطة الأمين جبريل سفير الوحي،و أمر اللّه نبيه بكيفية معينة و هي أن يرتل القرآن،
ص: 31
فقال تعالى: وَ رَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً (1)أي اقرأه بتؤدة و تدبر و طمأنينة،و قال تعالى: وَ قُرْآناً فَرَقْناهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النّاسِ عَلى مُكْثٍ وَ نَزَّلْناهُ تَنْزِيلاً (2)أي:
لتقرأه على الناس بترسل و تمهل فإن ذلك أقرب للفهم و أسهل للحفظ.
و من هنا تبدو لنا صفة قراءة النبي-صلى اللّه عليه و سلم-،
فلقد ثبت عن أنس بن مالك-رضي اللّه عنه- أنه سئل كيف كانت قراءة النبي-صلى اللّه عليه و سلم-؟فقال(كانت قراءته مدا ثم قرأ بسم اللّه الرحمن الرحيم يمد ببسم اللّه، و يمد بالرحمن،و يمد بالرحيم (3) و كما أن الرسول-صلى اللّه عليه و سلم-أخذ القراءة بالمشافهة عن سيدنا جبريل،فقد أعطاها لصحابته بنفس الكيفية و هي المشافهة،و هكذا منه و منهم إلينا وصل القرآن الكريم.
الأول:لوجود كلمات في القرآن يختلف الرسم فيها عن النطق بها نحو:
و الثاني:لاتصال السلسلة النورانية التي جاء بها الأمين جبريل من اللوح المحفوظ و أعطاها للنبي-صلى اللّه عليه و سلم-،و من النبي إلى الصحابة-رضي اللّه عنهم-و منهم إلينا.
و قد لقن الرسول-صلى اللّه عليه و سلم-الصحابة بنفس الصفة و شجعهم على تعلمها،
فلقد ثبت أن النبي-صلى اللّه عليه و سلم-سمع عبد اللّه بن مسعود يقرأ في صلاته فقال:«من سره أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد (6)»
ص: 32
و لذا نجد أن النبي-صلى اللّه عليه و سلم-يتعاهد بعض أصحابه بالاستماع لهم أحيانا كثيرة،و بإسماعهم القراءة أحيانا أخرى و بخاصة في صلاته -صلى اللّه عليه و سلم-حتى صاروا أعلاما يهتدى بهم و منهم:
أبي بن كعب،و عبد اللّه بن مسعود،و زيد ابن ثابت،و أبو موسى الأشعري،و عثمان بن عفان،و علي بن أبي طالب،و أبو الدرداء،و معاذ بن جبل،غيرهم (1).
و قد قال-صلى اللّه عليه و سلم- آمرا الناس بتعلم قراءة القرآن،و بتحري الإتقان فيها،بتلقيها عن المتقنين الماهرين:(خذوا القرآن من أربعة:من عبد اللّه ابن مسعود،و سالم،و معاذ،و أبيّ بين كعب) (2).
و قد أثنى اللّه على صحابة رسول اللّه من أعلى سبع سماوات
فقد ثبت عن أنس بن مالك-رضي اللّه عنه-قال:قال رسول اللّه-صلى اللّه عليه و سلم- لأبي بن كعب: «إن اللّه أمرني أن أقرأ عليك»قال:آلله سماني لك؟قال:«اللّه سماك لي»قال أنس فجعل أبي يبكي» (3).
مما سبق يتضح لنا أن هناك صفة معينة،و كيفية ثابتة لقراءة القرآن الكريم، منقولة إلينا بالتواتر،و لا بد من تعلمها و تحقيقها،و هذه الصفة من اللوح المحفوظ، و هي مأخوذة من رسول اللّه-صلى اللّه عليه و سلم-بعد أن أخذها من جبريل -عليه السلام-،لأنه بها نزل القرآن الكريم،فمن خالفها فقد ترك السنة،5.
ص: 33
و خالف الصواب و قرأ بغير ما أنزل اللّه تعالى،فنعوذ باللّه من شتى أنواع اللحن، و نسأل اللّه أن يجعلنا ممن أورثوا كتابه آمين.
وضح كيفية اتصال قراءة الأئمة السبعة القراء بالنبي-صلى اللّه عليه و سلم-؟
ورد في كتاب الكافي لأبي عبد اللّه محمد بن شريح الرعيني الأندلسي (1)اتصال قراءة الأئمة السبعة بالنبي-صلى اللّه عليه و سلم-فقال:أما نافع:فقرأ على جماعة من التابعين-رضي اللّه عنهم أجمعين-:منهم أبو جعفر يزيد بن قعقاع و عبد الرحمن بن هرمز الأعرج و شيبة بن نصاح،و مسلم بن جندب الهذلي،و يزيد بن رومان،و قرأ هؤلاء على أبي هريرة و ابن عباس،و قرأ أبو هريرة و ابن عباس على أبي بن كعب،و قرأ أبي على النبي-صلى اللّه عليه و سلم-.
و أما ابن كثير:فقرأ على مجاهد بن جبر و درباس مولى ابن عباس،و قرأ مجاهد و درباس على ابن ابن عباس.
و أما أبو عمرو:فقرأ على مجاهد،و سعيد بن جبير،و قرأ مجاهد و سعيد على ابن عباس.
و أما ابن عامر:فقرأ على المغيرة بن أبي شهاب المخزومي،و قرأ المغيرة على عثمان-رضي اللّه عنه-،و قرأ عثمان على النبي-صلى اللّه عليه و سلم-.
و قد روى عنه هشام أنه قرأ على عثمان لا واسطة بينهما.
و أما عاصم:فقرأ على أبي عبد الرحمن السلمي و زر بن حبيش،و قرأ أبو عبد الرحمن وزر على علي بن أبي طالب و عبد اللّه بن مسعود،و قرأ زر أيضا على عثمان،و قرأ علي و ابن مسعود و عثمان على النبي-صلى اللّه عليه و سلم-.
ص: 34
و أما حمزة:فقرأ على ابن أبي ليلى،و قرأ ابن أبي ليلى على المنهال بن عمرو،و قرأ المنهال على سعيد بن جبير،و قرأ سعيد على ابن عباس،و قرأ حمزة أيضا على حمران بن أعين،و قرأ حمران على أبي الأسود الدؤلي،و قرأ أبو الأسود الدؤلي على علي و عثمان.
و أما الكسائي:فقراءته تتصل بالنبي-صلى اللّه عليه و سلم-من طريق حمزة،لأنه قد قرأ عليه و إن كان قد قرأ على غيره فأكثر قراءته عليه،هذا و اللّه أعلى و أعلم.
ذكر بعض العلماء صفة لقراءة السبعة الأئمة القراء تكلم عن تلك الصفة باختصار؟
ورد في التمهيد لابن الجزري تحت عنوان في ذكر قراءة الأئمة ما ورد عن أبي جعفر أحمد بن هلال قال:حدثني محمد بن سلمة العثماني المقرئ المتوفى سنة(264 ه)قال:إني قلت لورش،و هو من شيوخ القراءة و أئمتها أي ورش:كيف كان يقرأ نافع؟قال لا مشددا و لا مرسلا (1)،بينا حسنا.
و قال ابن مجاهد:كان أبو عمرو سهل-أي يسهل-القراءة،غير متكلف، يؤثر التخفيف ما وجد إليه سبيلا.
و وصف الشذائي قراءة أئمة القراءة السبعة (2)فقال:أما صفة قراءة ابن كثير فحسنة مجهورة بتمكين بين.و أما صفة قراءة نافع فسلسة لها أدنى تمديد.
و أما صفة قراءة عاصم فمترسلة جريشة (3)ذات ترتيل و كان عاصم نفسه موصوف بحسن الصوت و تجويد القراءة،و أما صفة قراءة حمزة فالمد العادل،
ص: 35
و القصر و الهمز المقوم،و التشديد المجود بلا تمطيط،و لا تشديق،و لا تعلية صوت، و لا ترعيد،فهو صفة للتحقيق،و أما الحدر فسهل كاف في أدنى ترتيل و أيسر تقطيع.
و أما صفة قراءة الكسائي فبين الوصفين في اعتدال.
و أما صفة قراءة أبي عمرو بن العلاء،فالتوسط و التدوير،همزها سليم من اللكن،و تشديدها خارج عن التمضيغ،بترتيل جزل و حدر بين سهل،يتلو بعضها بعضا،قال:و إلى هذا كان يذهب أبو بكر بن مجاهد في هذه القراءة و غيرها،هذا و اللّه أعلى و أعلم.
اذكر بعض المخالفات التي وقع فيها بعض قراء زماننا من خروج عن صفة الجادة في القراءة؟
لقد أمر الرسول-صلى اللّه عليه و سلم-بحسن الأداء و جمال الصوت، و قد أمر-صلى اللّه عليه و سلم-أن نتغنى و نحسن أصواتنا بالقرآن بشرط عدم الخروج عن طريق الأئمة و السلف الصالح الذين اتبعوا طريقة رسول اللّه-صلى اللّه عليه و سلم-في الالتزام بقواعد المدود و الأحكام،و مراعاة الآداب التي يلتزم بها القارئ،و من الأمور التي ابتدعها بعض قراء زماننا-أقصد غير الحذرين (1)- الآتي:
1-التطريب:و هذه الطريقة مبتدعة،و هي الترنم و تنغيم المقامات،فمن القراء من يذهب إلى من يعلمه المقامات الموسيقية من سيكا و نهاوند و غيرها بحيث يستطيع أن يصعد السلم الموسيقى و ينزل بسهولة و يسر،و من المؤسف أن يأتي ليطبق ما وعى من هذه
ص: 36
المقامات على كلام اللّه-سبحانه-،فتجد من ينقل آهات الأغاني إلى القرآن فيصرف السامع عن التدبر و الخشوع إلى الإيقاعات، لدرجة أنه يقرأ آيات العذاب فيطلب السامع منه إعادتها مرات و مرات،و لا حول و لا قوة إلا باللّه،و ما سمعنا عن سيدنا داود أو أحد صحابة رسول اللّه-صلى اللّه عليه و سلم-أنه تعلم منها شيئا بل كانوا أصحاب أصوات ربانية موهوبة،فهؤلاء مفتونون،و مفتون من تبعهم.
فقد روي عن سعيد بن المسيب أنه سمع عمر بن عبد العزيز يؤم بالناس فطرب في قراءته،فأرسل إليه سعيد بن المسيب يقول:«أصلحك اللّه!إن الأئمة لا تقرأ هكذا»فترك عمر التطريب بعد ذلك.
و من التطريب ترك المدود،و المد في غير موضع المد،و زيادة المد عن ست حركات و من المعلوم أن آخره الإشباع أو التطويل و هو ست حركات.
2-الهزرمة:و هي القراءة بسرعة مفرطة تخل بالمعنى و المبنى للآيات و الكلمات القرآنية،بحيث لا تندرج القراءة في التحقيق،و لا الترتيل، و لا التدوير و لا الحدر،لأن هذه المراتب يراعى فيها الالتزام بأحكام التلاوة،و قد أقرها المصنفون في كتبهم ما دامت لا تخلوا واحدة منها من مراعاة الأحكام،مع تقديم مرتبة الترتيل لنزول الوحي بها،و أمر اللّه نبيه بها.
لكنك تجد أحد هؤلاء يسرع،فلا يراعى الأحكام و قد رأيت ذلك في قراءة الفاتحة منهم،و قد سجلت مخالفتين:
الأولى:أنهم يقرءونها جميعا في وقت واحد و بخاصة في بداية ما يسمونه بالذكر (1).نة
ص: 37
3-الترقيص و هو مما ابتدعه الناس في زماننا أيضا:و هو أن يروم السكت على الساكن،ثم ينفر من الحركة في عدو و هرولة (1).
4-الترعيد:و هو أن يرعد صوته،كالذي يرعد من برد و ألم،و قد يخلط بشيء من ألحان الغناء.4.
ص: 38
5-التحزين:و هو أن يترك طباعه،و عادته في التلاوة،و يأتي بالتلاوة على وجه آخر،كأنه حزين يكاد يبكي مع خشوع و خضوع،و لا يأخذ الشيوخ بذلك لما فيه من الرياء أعاذنا اللّه و إياك منه.
6-التحريف:و هو تحريك الساكن و تسكين المحرك مما لا تأتي به العربية، و لو على وجه ضعيف أو محتمل،و منها مد ما لا يمد.
7-الاختلاس أو السرقة:و منهم من يسرق النفس،فيتنفس عند السواكن، و كذا يأخذ النفس عند سكتات حفص و رغم أنها بدون تنفس، و كذا عند القراءات التي تجيز السكت على الهمزة كقراءة حمزة -رحمه اللّه-،و لقد رأيت أحدهم يأخذ النفس مختلسا دون أن يشعر أحد،فلا بد أن يراعى ربه فيما تعلم.
ما هي الآداب التي يجب أن يراعيها قارئ القرآن عند تلاوته؟
لقد تكلم العلماء كثيرا عن الآداب التي يجب على القارئ أن يتبعها،و لقد انتشر هذا الباب في كتب كثيرة،و إننى أختار لك-يرحمك اللّه-أهمها و هو:
1-يجب على القارئ أن يخلص النية للّه تعالى،مع الالتزام بتحسين الصوت من غير تطريب أو تنغيم مصطنع،و منقول من ألحان الأغاني (1).
2-يجب على القارئ عدم خلط القراءات،و عدم ذكر القراءات عند الجمع في كلمة واحدة كمن يقول في نفس واحد: (هيت هيت
ص: 39
هئت هيت لك قال معاذ اللّه) (1) ،فلم نسمع من القراء الأئمة من توقف عند كلمة و أتى بكل القراء فيها و سوف نوجه القراءة في هيت في موضعها بيوسف.
3-يستحب أن ينظف فاه بالسواك،أو بعود من أراك،أو بأي عود،أو بالإصبع،و يستحب أن يقرأ و هو على طهارة،فإن قرأ محدثا جاز بإجماع المسلمين (2)،و الأحاديث في ذلك كثيرة معروفة،و يستحب أن تكون القراءة في مكان نظيف مختار،و لهذا استحب جماعة من العلماء القراءة في المسجد،و يستحب استقبال القبلة إن لم يكن في صلاة،و إن أراد الشروع في القراءة فلا بد من الاستعاذة بأن يقول:
أعوذ باللّه من الشيطان الرجيم،لقوله تعالى: فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ (3).
4-يجب على القارئ الخشوع و التدبر عند القراءة،و يجب البكاء عند قراءة آيات العذاب،و أن يسأل اللّه أن يبعده عنها،و يجب ترتيل قراءته،و إذا مر بآية رحمة سأل اللّه من فضله،و ينبغي إذا ابتدأ بقراءة أحد القراء،أن يستمر على القراءة بها ما دام الكلام مرتبطا،فإذا انقضى ارتباطه فله أن يقرأ بقراءة أحد من السبعة،و الأولى دوامه على الأولى ما دام في مجلس واحد.
5-يجب على القارئ أن يتأدب بآداب الإسلام عند قراءته،فلا يضحك،و لا يعبث،و لا ينظر من غير داعي،و لا يكلم غيره ما دام في قراءته،و أن يتدبر ما يقرأ كما قال تعالى:).
ص: 40
كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ وَ لِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ (1) ،و أن يطلب من سامعيه أن يلتزموا الخشوع،و حسن الإنصات لما يتلى حتى يفرغ من قراءته،قال تعالى: وَ إِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَ أَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (2).
و هناك آداب كثيرة انتشرت،و ذاعت في كتب السادة العلماء نفعنا اللّه بها آمين.
تكلم العلماء عن مناقب و كرامات بعض الأئمة القراء نتيجة لإخلاصهم في خدمة كتابه وضح ذلك؟
نعم لقد تكلم العلماء عن جانب من مناقب السادة الأئمة،و لقد رأيت ذلك في كتبهم و منها:
1-عن الإمام نافع المدني:
ورد في المكرر فيما تواتر من القراءات السبع و تحرر (3)أن الإمام نافع المدني قرأ القرآن الكريم على سبعين من التابعين،و قد أجمع الناس عليه بعد التابعين، و إليه انتهت رئاسة الإقراء بالمدينة،فقد أقرأ بها أكثر من سبعين سنة.
قال سعيد بن منصور:سمعت مالك بن أنس يقول قراءة أهل المدينة سنة قيل له قراءة نافع؟:قال:نعم،و قال عبد اللّه بن أحمد بن حنبل:سألت أبي أي القراءات أحب إليك؟قال:قراءة أهل المدينة،قلت:فإن لم تكن قال:قراءة عاصم،و كان نافع إذا تكلم يشم من فيه رائحة مسك،فقيل له أتطيب؟قال:لا
ص: 41
و لكن فيما يرى النائم النبي-صلى اللّه عليه و سلم-و هو يقرأ في في فمن ذلك الوقت يشم من في هذه الرائحة.
2-عن الإمام قالون:
كان قالون تلميذا للإمام نافع،و كان الإمام نافعا يلقبه بهذا اللقب لجودة قراءته،لأن قالون بلغة الروم تعني جيدا،و كان قالون قارئ المدينة أيضا،و كان أصم لا يسمع البوق،فإذا قرئ عليه القرآن يسمعه،و كأنه لا يسمع من الكلام إلا كلام اللّه عز و جل،و قال:قرأت على نافع قراءته غير مرة و كتبتها عنه، و قال:قال لي نافع كم تقرأ علي اجلس حتى أرسل إليك من يقرأ عليك.
3-عن الإمام(أبو عمرو بن العلاء):
كان أبو عمرو لجلالته لا يسأل عن اسمه (1)،و كان من أشراف العرب و وجوهها.مدحه الفرزدق و غيره من الشعراء،و كان أعلم الناس بالقرآن و العربية.و أيام العرب و الشعر مع الصدق و الثقة و الأمانة و الزهد و الدين،قال الأصمعي قال لي أبو عمرو:لو لا أن ليس لي أن أقول إلا بما قرئ لقرأت كذا و كذا من الحروف كذا و كذا.
و روى عنه الأصمعي أيضا أنه قال ما رأيت أحدا قبلي أعلم مني قال الأصمعي:و أنا لم أر بعد أعلم منه،و كان يونس بن حبيب النحوي يقول:
لو كان هناك أحد ينبغي أن يؤخذ بقوله في كل شيء لكان ينبغي أن يؤخذ بقول أبي عمرو بن العلاء،و قال ابن كثير في البداية و النهاية:كان أبو عمرو علامة زمانه في القراءات و النحو و الفقه،و من كبار العلماء العاملين و عن سفيان بن عيينة قال رأيت رسول اللّه-صلى اللّه عليه و سلم-في المنام فقلت له:يا رسول اللّه قد اختلفت علي القراءات،فبقراءة من تأمرني؟فقال:بقراءة أبي عمرو بن العلاء.0.
ص: 42
و قال عنه أحد العلماء:و اللّه لو قسم علم أبي عمرو و زهده على مائة إنسان لكانوا كلهم علماء زهادا.
4-عن الإمام عاصم:
هو الإمام الذي انتهت إليه مشيخة الإقراء بالكوفة،و قد جمع بين الفصاحة و التجويد،و قال يحيى بن آدم حدثنا حسن بن صالح قال:ما رأيت أحدا قط أفصح من عاصم إذا تكلم كاد يدخله خيلاء،و قال أبو بكر بن عياش:قال لي عاصم:مرضت سنتين فلما قمت قرأت القرآن فما أخطأت حرفا،و قال حماد ابن سلمة:رأيت حبيب بن الشهيد،و رأيت عاصم بن بهدلة يعقد أيضا و يصنع صنيع شيخه عبد اللّه بن حبيب السلمي.
و سئل أحمد بن حنبل عن عاصم فقال:رجل صالح خير ثقة و وثقه أبو زرعة و جماعة.
قال شعبة:دخلت على عاصم،و قد احتضر فجعلت أسمعه يردد هذه الآية: ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ يحققها كأنه في الصلاة،لأن تجويد القراءة صار فيه سجية.
5-عن الإمام حمزة بن حبيب:
كان حمزة إمام الناس في القراءة بالكوفة بعد عاصم و الأعمش،و كان ثقة حجة قيما بكتاب اللّه تعالى بصيرا بالفرائض،عارفا بالعربية حافظا للحديث.
قال له أبو حنيفة يوما:شيئان غلبتنا فيهما لا ننازعك في واحد منهما القرآن و الفرائض و قال سفيان الثوري:ما قرأ حمزة حرفا من كتاب اللّه إلا بأثر.
و كان شيخه الأعمش إذا رآه مقبلا يقول:هذا حبر القرآن،و رآه يوما مقبلا فقال:و بشر المحسنين،و كان خاشعا متضرعا،مثلا يحتذى في الصدق و الورع،و العبادة و التنسك و الزهد في الدنيا،و لا يأخذ على تعليم القرآن أجرا.
ص: 43
جاء رجل قرأ عليه من مشاهير الكوفة فأعطاه جملة دراهم فردها إليه و قال له:أنا لا آخذ أجرا على القرآن،أرجو بذلك الفردوس،قال يحيى بن معين:
سمعت محمد بن فضيل يقول:ما أحسب أن اللّه-تعالى-يدفع البلاء عن أهل الكوفة إلا بحمزة.
و قال جرير بن عبد الحميد مربي حمزة الزيات:في يوم شديد الحر فعرضت عليه الماء ليشرب فأبى،لأني كنت أقرأ عليه القرآن.
6-عن الإمام على الكسائي:
قال أبو بكر بن الأنباري:اجتمعت في الكسائي أمور كان أعلم الناس بالنحو،و أوحدهم في الغريب،و أوحد الناس في القرآن،فكانوا يكثرون عنده فيجمعهم و يجلس على كرسي و يتلو القرآن من أوله إلى آخره و هم يسمعون و يضبطون عنه حتى المقاطع و المبادئ.قال بعض العلماء:كان الكسائي إذا (1)قرأ أو تكلم كأن ملكا ينطق على فيه.
و قال يحيى بن معين:ما رأيت بعيني هاتين أصدق لهجة من الكسائي.
و عند ما توفي الكسائي و دفن قال الرشيد:دفنا الفقه و النحو في الري ففي يوم واحد،و في رواية قال:اليوم دفنا الفقه و العربية و رأى بعض العلماء الكسائي في المنام فقال له:ما فعل اللّه بك؟قال غفر لي بالقرآن،فقال له:ما ذا فعل في حمزة؟قال له:ذاك في عليين.ما نراه إلا كما نرى الكوكب.
و للكسائي مؤلفات في القراءات و النحو منها كتاب(معاني القرآن)، (كتاب القراءات)،(كتاب النوادر)،(كتاب النحو)،(كتاب الهجاء)،(كتاب الحروف)،(كتاب الهاءات)و غيرها كثير.
7-عن الإمام أبي جعفر المدني:
روى ابن جماز أنه كان يصوم يوما و يفطر يوما و هو صوم داود-عليه السلام-.6.
ص: 44
و قد استمر على ذلك مدة من الزمان فقال له بعض أصحابه في ذلك فقال:إنما فعلت ذلك لأروض نفسي على عبادة للّه تعالى،و روي أنه كان يصلي في جوف الليل أربع ركعات يقرأ في كل ركعة بالفاتحة و سورة من طوال المفصل،ثم يدعو عقبها لنفسه و للمسلمين و لكل من قرأ عليه،و قرأ بقراءته قبله و بعده.
و قال سليمان بن مسلم:شهدت أبا جعفر و قد حضرته الوفاة فجاءه أبو حازم الأعرج في مشيخة من جلسائه فأكبوا عليه يصرخون به فلم يجبهم فقال شيبة-و كان ختنه على ابنه أبي جعفر-:أ لا أريكم عجبا قالوا:بلى فكشف عن صدره فإذا دوارة بيضاء مثل اللبن فقال أبو حازم و أصحابه:هذا و اللّه نور القرآن و قال نافع:لما غسل أبو جعفر بعد وفاته نظروا ما بين نحره إلى فؤاده مثل ورقة المصحف فما شك أحد ممن حضر أنه نور القرآن.
و رآه سليمان العمري في المنام على الكعبة فقال له:اقرئ إخواني السلام، و أخبرهم أن اللّه-عز و جل-جعلني من الشهداء الأحياء المرزوقين.
و رآه بعضهم في المنام على صورة حسنة فقال له:بشر أصحابي و كل من قرأ بقراءتي أن اللّه قد غفر لهم،و أجاب فيهم دعوتي،و مرهم أن يصلوا هذه الركعات في جوف الليل كيف استطاعوا.
اذكر بعض رجال الأئمة السبعة الذين أدوا إليهم القراءة عن رسول اللّه -صلى اللّه عليه و سلم-؟
ورد في المختصر (1)أن لهؤلاء السبعة البدور رجال أو شيوخ تلقى هؤلاء الأئمة عنهم العلم أذكر لك باختصار شديد أن منهم.
ص: 45
1-من رجال نافع:
قرأ على أبي جعفر بن يزيد بن القعقاع القارئ،و أبي داود عبد الرحمن بن هرمز الأعرج،و شيبة بن نصاح القاضي،و أبي عبد اللّه مسلم بن جندب الهذلي القاضي و أبي روح يزيد بن رومان،و قرأ هؤلاء على أبي هريرة،و ابن عباس، و عبد اللّه بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي،و هؤلاء كلهم عن أبي بن كعب.
2-من رجال عاصم بن أبي النجود:قرأ على أبي عبد الرحمن السلمي، و على زر بن حبيش،و قرأ أبو عبد الرحمن على عثمان و علي،و ابن مسعود،و أبي و زيد.
3-من رجال ابن كثير الداري:قرأ على عبد اللّه بن السائب المخزومي، و قرأ عبد اللّه بن السائب على أبي بن كعب صاحب رسول اللّه-صلى اللّه عليه و سلم-و قرأ أيضا على مجاهد،و قرأ مجاهد على ابن عباس،و قرأ ابن عباس على أبي،و زيد بن ثابت كلاهما عن النبي-صلى اللّه عليه و سلم-.
4-من رجال أبي عمرو:قرأ على مجاهد و سعيد بن جبير و عكرمة بن خالد المخزومي و عطاء بن رباح،و حميد بن قيس الأعرج و كلهم مكي،و قرأ على يزيد بن القعقاع،و يزيد بن رومان،و شيبة بن نصاح و كلهم مدني،و أخذ هؤلاء عن الصحابة-رضي اللّه عنهم-.
5-من رجال عبد اللّه بن عامر:قرأ على أبي الدرداء،و قرأ أيضا على المغيرة بن أبي شهاب المخزومي،و قرأ المغيرة على عثمان-رضي اللّه عنه-.
6-من رجال حمزة بن حبيب:قرأ على محمد بن أبي ليلى،و ابن أبي ليلى يجود حرف علي بن أبي طالب و حمران بن أعين و جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب-رضوان اللّه عليهم أجمعين-.
7-من رجال الكسائي:قرأ على حمزة،و عيسى بن عمر،و محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى،و قرأ عيسى بن عمر على عاصم و غيرهم من مشيخة الكوفيين غير أن مادة قراءته و اختياره في اعتماده عن حمزة.
ص: 46
ما المقصود بالتلقي في علم القراءات؟و ما كيفيته؟و هل هناك فائدة من وراءه؟.
المراد بالتلقي هو الأخذ عن الشيوخ،و الأخذ عن الشيوخ يبدأ بحفظ القرآن بالقواعد المعروفة في علم التجويد،و بدايتها أن يجلس القارئ بين يدي شيخ متقن يتلقى على يديه بالمشافهة-كما أشرنا في إجابة السؤال رقم 13- فإذا أتقن حكما انتقل به شيخه لحكم آخر،حتى إذا أتقن كل القواعد أجازه، و بدأ يعلمه روايات الأئمة رواية رواية يبدأ بنافع مثلا فيقرأ رواية ورش من أول القرآن إلى آخره،ثم ينقل إلى قالون في كل القرآن فإذا أتقن روايتي ورش و قالون عن نافع بذلك يكون قد قرأ و أتقن قراءة نافع،بأن يجمع الروايتين في كل القرآن،و هكذا في كل القراءات،و لا يمكن أن تؤخذ الأحكام عن مصحف أو كتاب للتجويد أو القراءات،ذلك لأن هناك أحكام لا يعرفها القارئ إلا بالممارسة العملية من أفواه المشايخ كالروم و الإشمام فإذا قرأت عنه-يرحمك اللّه فلن تفهم كيف يكون إلا بالتطبيق العملي له و هناك كثير من الأحكام التي لا يعرف القارئ تعلمها إلا بالممارسة و الأخذ من أفواه مشايخه نحو التسهيل و الإدخال و الاختلاس في الهمزات،و الترقيق و التفخيم في الراءات و اللامات، و كذا في المخارج و الصفات.
و للأخذ عن الشيوخ طريقتان:
الأولى:أن يقرأ الشيخ أمام الطالب و هو يسمع إليه،ثم يرد و يطبق ما سمع.
الثانية:أن يقرأ الطالب بين يدي الشيخ و هو يسمع و يصحح له ما قرأ و إنني أفضل أن يقرأ الشيخ الآية،ثم يردد الطالب،و أن يعيد الشيخ ثلاث مرات فيردد الطالب خلفه،ثم يستمع الشيخ لقراءة الطالب،فإذا كانت صحيحة وافق
ص: 47
عليها و إلا أعاد له القراءة و هكذا،و من هنا تبدو لنا فائدة التلقي،فصلي اللهم على المتلقي الأول و هو سيدنا محمد-صلى اللّه عليه و سلم-فقد كان يجلس بين يدي معلمه و هو الأمين جبريل،و كان يأخذ القرآن مشافهة،و قد نقل إلينا هكذا بالمشافهة،هذا و اللّه أعلى و أعلم.
اكتب بعض الأشياء التي اشتهر بها كل واحد من السبعة الأئمة القراء بحيث أصبحت منهجا له عرف به و تفرد به عن غيره؟
من المعلوم أن لكل قارئ من السبعة الأئمة القراء اختيارات،أو منهجان، أقرأ تلميذا بأحدهما،و الثاني بالآخر،فلنافع مثلا(قالون و ورش).
1-منهج قالون:-إثبات البسملة بين كل سورتين عدا بين الأنفال و براءة فله ثلاثة أوجه(القطع،السكت،الوصل).
-ضم ميم الجمع،و قصر المد المنفصل و توسطه.
-تسهيل الهمزة الثانية من الهمزتين في كلمة مع إدخال ألف بينهما.
-إسقاط الهمزة الأولى من الهمزتين المجتمعتين في كلمتين.
-إدغام الذال في التاء في اتخذتم،و تقليل ألف لفظ التوراة،و فتح ياء الإضافة،و إثبات بعض ياءات الزوائد.
2-منهج ورش (1):له بين كل سورتين ثلاثة أوجه(البسملة،السكت، الوصل،و الوجهان بلا بسملة).
يضم ميم الجمع و يصلها بواو إذا كان بعدها همزة قطع نحو: وَ مِنْهُمْ أُمِّيُّونَ .
-يدغم دال قد في الضاد نحو: فَقَدْ ضَلَّ .
ص: 48
-يفتح من ياءات الإضافة ما يفتح قالون و يسكن ما يسكنه منها إلا في بعض المواضع.
-يثبت من ياءات الزوائد ما أثبته قالون،و يحذف ما يحذفه إلا في بعض المواضع.
3-منهج ابن كثير في القراءة:
-يبسمل بين كل سورتين إلا بين الأنفال و التوبة فكقالون.
-يضم ميم الجمع و يصلها بواو إن كان بعدها متحرك بلا خلف عنه.
-يقرأ بقصر المنفصل و توسط المتصل قولا واحدا.
-يسهل الهمزة الثانية من الهمزتين من كلمة من غير إدخال ألف بينهما.
-يقف على التاءات المرسومة في المصاحف تاء بالهاء نحو رَحْمَتُ اللّهِ وَ بَرَكاتُهُ .
4-منهج أبي عمرو في القراءة:
-يسهل الهمزة الثانية من الهمزتين الواقعتين في كلمة مع إدخال ألف بينهما.
-يبدل الهمزة الساكنة من رواية السوسي نحو: اَلْمُؤْمِنُونَ ، اَلذِّئْبُ ،إلا في بعض المواضع.
-يقف على التاءات التي رسمت في المصاحف تاء بالهاء نحو: بَقِيَّتُ اللّهِ خَيْرٌ لَكُمْ .
-يثبت بعض ياءات الزوائد وصلا نحو: أُجِيبُ دَعْوَةَ الدّاعِ إِذا دَعانِ .
5-منهج ابن عامر في القراءة:
-له بين كل سورتين ما لأبي عمرو.
-له التوسط في المدين المتصل و المنفصل.
-له في الهمزة الثانية من الهمزتين الملتقيتين في كلمة(التسهيل و التحقيق)
ص: 49
مع الإدخال،إذا كانت مفتوحة،و له التحقيق مع الإدخال و عدمه إذا كانت مكسورة أو مضمومة،و هذا كله لهشام،أما ذكوان فيقرأ كحفص.
-يغير الهمز المتطرف عند الوقف على تفصيل في ذلك يعلم من محله و هذا لهشام وحده.
-يقرأ من رواية هشام لفظ(إبراهيم)في بعض المواضع بفتح الهاء و ألف بعدها.
-يقرأ من رواية ابن ذكوان وَ إِنَّ إِلْياسَ في الصافات بوصل الهمزة.
6-منهج عاصم في القراءة:
-يبسمل بين كل سورتين إلا بين الأنفال و براءة فله الوقف و السكت و الوصل.
-يقرأ المدين المتصل و المنفصل بالتوسط بمقدار أربع حركات.
-يحذف الياء الزائدة وصلا و وقفا من رواية شعبة في فما آتان الله خير في النمل.
-يقرأ من رواية شعبة: مِنْ لَدُنْهُ بالكهف بإسكان الدال مع إشمامها، و مع كسر النون و الهاء و إشباع حركتها.
7-منهج حمزة في القراءة:
-يصل آخر كل سورة بأول تاليتها من غير بسملة بينهما.
-يضم الهاء وصلا و وقفا في الألفاظ الثلاثة:(عليهم،إليهم،لديهم).
-يقرأ بالإشباع في المدين المتصل و المنفصل بمقدار ست حركات.
-يقرأ بالسكت على أل و شيء،و يقرأ من رواية خلف بالسكت على المفصول نحو: عَذابٌ أَلِيمٌ .
-يسكن ياءات الإضافة في قُلْ لِعِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا بإبراهيم، يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا بالزمر و نحو ذلك و قد حصرها العلماء.
ص: 50
-يثبت الياء الزائدة في أ تمدونن بمال في النمل، رَبَّنا وَ تَقَبَّلْ دُعاءِ بسورة إبراهيم.
8-منهج الكسائي في القراءة:
يبسمل بين كل سورتين إلا بين(الأنفال و التوبة)فيقف أو يسكت أو يصل.
-يوسط المدين المتصل و المنفصل بمقدار أربع حركات.
-يميل ما قبل هاء التأنيث عند الوقف نحو:(رحمة،الملائكة)بشروط مخصوصة.
-يقف على التاءات المفتوحة نحو(شجرت،بقيت،جنت)بالهاء.
-يثبت الياء الزائدة في يَوْمَ يَأْتِ في هود و و ما كنا نبغ في الكهف في حال الوصل.
9-منهج أبي جعفر في القراءة:
-يقرأ بالبسملة بين كل سورتين إلا بين(الأنفال و براءة)فله الأوجه الثلاثة المعروفة.
-يقرأ بإسكان الهاء في(يؤده،نوله،و نصله،نؤته،فألقه).
-يقرأ بقصر المنفصل و توسط المتصل بقدر أربع حركات.
-يقف على كلمت(أبت)بالهاء حيث وردت.
-يقرأ بضم تاء: لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا في جميع المواضع.
-يقرأ وَ لِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي بسكون اللام و جزم العين في وَ لِتُصْنَعَ .
-يقرأ أَصْطَفَى الْبَناتِ في الصافات بوصل الهمزة و يبتدي بها مكسورة.
-يقرأ(بنصب)في(ص)بضم النون و الصاد.
10-منهج يعقوب في القراءة:
-له ما بين كل سورتين ما لأبي عمرو من الأوجه.
ص: 51
-يقرأ من رواية رويس لفظ:(الصراط)كيف وقع في القرآن معرفا أو منكرا بالسين.
-يقرأ بقصر المد المنفصل،و توسط المد المتصل بقدر أربع حركات.
-يقرأ من رواية رويس بتسهيل ثاني الهمزتين من كلمة غير إدخال.
-يسكن بعض ياءات الإضافة،و يفتح بعضها.
-يقرأ: وَ كَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيا في التوبة بنصب التاء.
11-منهج خلف في القراءة:
-يقرأ بتوسط المدين المتصل و المنفصل.
-يصل آخر السورة بأول التالية من غير بسملة كحمزة.
-ينقل حركة الهمزة إلى السين قبلها مع حذف الهمزة في لفظ فعل الأمر من السؤال حيث وقع في القرآن إذا كان قبل السين واوا نحو: وَ سْئَلُوا اللّهَ مِنْ فَضْلِهِ أو فاء نحو: فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ .
ناقش باختصار قضية اشتمال القرآن الكريم للأحرف السبعة؟
ورد في النشر للإمام الحجة الثبت محمد بن الجزري أن هذه السبعة الأحرف متفرقة في القرآن فقال:فلا شك عندنا أنها متفرقة فيه بل و في كل رواية و قراءة،باعتبار ما قررناه في وجه كونها سبعة أحرف لا أنها منحصرة في قراءة ختمة و تلاوة رواية،فمن قرأ و لو بعض القرآن بقراءة معينة اشتملت على الأوجه المذكورة فإنه يكون قد قرأ بالأوجه السبعة التي ذكرناها دون أن يكون قرأ بكل الأحرف السبعة.
و أما قول أبي عمرو الداني (1):إن الأحرف السبعة ليست متفرقة في القرآن كلها و لا موجودة فيه في ختمة واحدة بل بعضها.فإذا قرأ القارئ بقراءة
ص: 52
من القراءات أو رواية من الروايات فإنما قرأ ببعضها لا بكلها فإنه صحيح على ما أصله من أن الأحرف هي اللغات المختلفات و لا شك أنه من قرأ برواية من الروايات و لا يمكنه أن يحرك الحرف و يسكنه في حالة واحدة أو يرفعه و ينصبه أو يقدمه و يؤخره فدل على صحة ما قاله..انتهى كلام الإمام ابن الجزري.
ناقش باختصار كون المصاحف العثمانية مشتملة على جميع الأحرف السبعة؟
ذكر الإمام ابن الجزري-رحمه اللّه-أن هذه مسألة كبيرة اختلف العلماء فيها،فذهبت جماعات من الفقهاء و القراء و المتكلمين إلى أن المصاحف العثمانية مشتملة على جميع الأحرف السبعة و بنوا ذلك على أنه لا يجوز على الأمة أن تهمل نقل شيء من الحروف السبعة التي نزل بها،و قد أجمع الصحابة على نقل المصاحف العثمانية من الصحف التي كتبها أبو بكر و عمرو و إرسال كل مصحف منها إلى مصر من أمصار المسلمين،و أجمعوا على ترك ما سوى ذلك قال هؤلاء:و لا يجوز أن ينهى عن القراءة ببعض الأحرف السبعة و لا أن يجمعوا على ترك شيء من القرآن.
و ذهب جماهير العلماء من السلف و الخلف و أئمة المسلمين إلى أن هذه المصاحف العثمانية مشتملة على ما يحتمله رسمها من الأحرف السبعة فقط جامعة للعرضة الأخيرة التي عرضها النبي-صلى اللّه عليه و سلم-على جبريل -عليه السلام-متضمنة لها لم تترك حرفا منها.
و قد أيد الإمام ابن الجزري الرأي الثاني،ورد على ما استشكله أصحاب القول الأول.
ص: 53
اذكر ما انفرد به كل من أبي عمرو،و الكسائي،و عبد اللّه بن كثير، و اليزيدي،و المسيبي في ظاهرة الإدغام في القراءات و التي خالفوا فيها مذهب سيبويه؟
أولا:ما انفرد به أبو عمرو من الإدغام:
1-إدغام الباء في الميم إذا تحرك ما قبل الميم.
2-إدغام الثاء في مثلها،و السين في مثلها،و الميم في مثلها،و الواو في مثلها،و الهاء في مثلها،و الياء في مثلها،و الحاء في مثلها،و إدغام الجيم في التاء، و إدغام الجيم في الشين،و إدغام التاء و الدال و الذال (1)في التاء،و إدغام الغين في الغين،كما في قوله تعالى: وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ ،و إدغام الدال في السين.
3-إدغام الدال في عشرة أحرف و هن:التاء،و الثاء،و الجيم،و الذال، و الزاي،و السين،و الصاد،و الضاد،و الطاء،و الظاء.
4-إدغام الذال في مثلها،و في التاء و في الظاء،و الصاد،و الزاي،و الدال، و الجيم.
5-إدغام الراء في اللام ساكنة كانت أو متحركة،و قد اختلف النحويون في إدغام اللام في النون،و إن كانتا متقاربتين لها،لما في الراء من التكرير.
ثانيا:ما انفرد به الكسائي من الإدغام:
1-إدغام الفاء في الباء كما في قوله تعالى: إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ ، و قد قال أبو سعيد السيرافي (2)و هو قليل ضعيف.
و قال سيبويه:ضعيف عندهم شاذ و هو شيء تفرد به الكسائي،و قد علق عليه مكي.
ص: 54
2-إدغام لام(هل)و(بل)في التاء و الثاء و السين في جميع القرآن.
3-إدغام لام(هل)و(بل)في الطاء و الضاد و الزاي و الظاء و النون.
4-إدغام لام(بل)في الذال.
ثالثا:ما انفرد به عبد اللّه بن كثير من الإدغام:
روى عنه إدغام التاء في أول الفعل المستقبل علامة المخاطب أو للمؤنثة الغائبة في تاء بعدها في أحرف كثيرة منها ما قبله متحرك و منها ما قبله ساكن من حروف المد و اللين.
رابعا:ما انفرد به اليزيدي من الإدغام:
تفرد اليزيدي بإدغام التنوين في اللام و بقاء الغنة فقط،و قد روى عنه ذلك محمد بن عمر.
خامسا:ما انفرد به المسيسبي من الإدغام:ذكر أبو بكر بن مجاهد:أنه لم يكن أحد ممن لا يرى الإدغام من الأئمة يظهر(دال)قد عند التاء إلا ابن المسيسبي،و قد روى عن نافع(قد تبين)بإظهار الدال و هذا استكراه و صعوبة على اللسان (1).
اذكر مثالين لكل حرف من حروف الهجاء بحيث يدغم في مثله في المثال الأول،و يدغم في غيره في الثاني؟
-أولا:أمثلة لإدغام حروف الهجاء في مثلها:
1-الباء في الباء،قال تعالى: لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ (2)و القراءة لأبي عمرو و السوسي.
ص: 55
2-التاء في التاء،قال تعالى: ذاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ (1)سورة البقرة الآية(185)و هي: شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ .(2).
3-الثاء في الثاء،قال تعالى: ثالِثُ ثَلاثَةٍ (3)و القراءة لأبي عمرو.
4-الجيم في الجيم،لا تدغم الجيم في نفسها،و تدغم في الشين نحو قوله تعالى: أَخْرَجَ شَطْأَهُ (4).
5-الحاء في الحاء،قال تعالى: عُقْدَةَ النِّكاحِ حَتّى (5).
6-الخاء في الخاء،لا تدغم في مثلها،و قد ذكر الإمام السيرافي في إدغام القراء:أن الخاء و الغين من مخرج واحد و كل واحدة منهما لا تدغم إلا في مثلها أو في الأخرى،و قال:و لم أر أحدا ذكر إدغام واحدة منهما في مثلها و في الأخرى في القرآن إلا في قوله تعالى: وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ (6).
7-الدال لا تدغم إلا في غيرها.
8-الذال في الذال،قال تعالى: إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً (7)،و القراءة لأبي عمرو.
9-الراء في الراء،قال تعالى: شَهْرُ رَمَضانَ (7).
10-الزاي،ذكر الإمام السيرافي إن الزاي لا تدغم في شيء من حروف القرآن،و قد أدغم فيها من الحروف ما وضحه علماء كتب القراءات في كتبهم.
11-السين في السين،قال تعالى: وَ جَعَلَ الشَّمْسَ سِراجاً (8)،و القراءة لأبي عمرو.).
ص: 56
12-الشين،لا تدغم في مثلها،و يدغم غيرها فيها في مواضع معينة ذكرها العلماء.
13-الصاد،لم تدغم الصاد في مثلها في القرآن الكريم،و يدغم غيرها فيها في مواضع ذكرها العلماء.
14-الضاد،لم تدغم الضاد في مثلها في القرآن الكريم.
15-الطاء و الظاء،ليس في إدغامهما شيء يذكر،و ما يدغم فيهما مذكورا في كتب القراءات.
16-العين في العين،قال تعالى: مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ (1)،و لا تدغم إلا في مثلها.
17-الغين لا تدغم إلا في مثلها في قوله تعالى وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ (2)بآل عمران.
18-الفاء في الفاء،قال تعالى: وَ مَا اخْتَلَفَ فِيهِ (3).
19-القاف في القاف،قال تعالى: فَلَمّا أَفاقَ قالَ سُبْحانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ (4).
20-الكاف في الكاف،قال تعالى: كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً (5).
21-اللام في اللام،قال تعالى: وَ إِذْ تَقُولُ لِلَّذِي (6).
22-الميم في الميم،قال تعالى: فَتَلَقّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ (7).
23-النون في النون،قال تعالى: وَ يَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ (8)و القراءة لأبي عمرو.).
ص: 57
24-الهاء في الهاء،قال تعالى: فِيهِ هُدىً (1)و القراءة لأبي عمرو.
25-الواو في الواو،قال تعالى: خُذِ الْعَفْوَ وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ (2)و القراءة لأبي عمرو.
26-الياء في الياء،قال تعالى: فَهِيَ يَوْمَئِذٍ واهِيَةٌ (3).
-ثانيا:أمثلة لإدغام حروف الهجاء في غيرها:
1-إدغام الباء في الميم،قال تعالى يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ (4)،و القراءة لأبي عمرو.
2-إدغام التاء في الطاء،قال تعالى: قالَتْ طائِفَةٌ (5).
3-إدغام الثاء في الذال،قال تعالى: يَلْهَثْ ذلِكَ مَثَلُ (6).
4-إدغام الجيم في التاء،قال تعالى: ذِي الْمَعارِجِ تَعْرُجُ (7).
5-إدغام الحاء في العين،ورد في إدغام القراءات من مذهب سيبويه أن الحاء لا تدغم في العين،و العين تدغم في الحاء كقولك:اقصع حملا.
6-إدغام الخاء في الغين،ورد في إدغام القراء أن الخاء و الغين من مخرج واحد،و كل واحدة منهما لا تدغم إلا في مثلها أو في الأخرى،و قال الإمام السيرافي:و لم أر أحدا ذكر إدغام واحدة منهما في مثلها و في الأخرى في القرآن إلا في قوله تعالى: وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ بآل عمران.
7-إدغام الدال في التاء،قال تعالى: قَدْ تَبَيَّنَ (8).).
ص: 58
8-إدغام الذال في الظاء،قال تعالى إِذْ ظَلَمْتُمْ (1).
9-إدغام الراء في اللام،قال تعالى يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ (2)سورة النور الآية(62). و أما الطاء و الظاء فليس في إدغامهم شيء يذكر،و ما يدغم فيهما مذكور في كتب القراءات،و قد مر بنا العين لا تدغم إلا في مثلها.(3).
10-إدغام الزاي،سبق أن أشرنا أن الزاي لا تدغم في شيء من حروف القرآن.
11-إدغام السين في الزاي،قال تعالى: وَ إِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (4)سورة محمد الآية(16)و الآية حَتّى إِذا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ .(5).
12-إدغام الضاد في الشين،قال تعالى: لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ (4).
13-إدغام الفاء في الباء،قال تعالى نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ (6)سورة هود الآية(42)،و هي: وَ نادى نُوحٌ ابْنَهُ وَ كانَ فِي مَعْزِلٍ يا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنا وَ لا تَكُنْ مَعَ الْكافِرِينَ .(7).
14-إدغام القاف في الكاف،قال تعالى: خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ (8).
15-إدغام الكاف في القاف،قال تعالى: إِذا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قالُوا (7).
16-إدغام اللام في الراء،قال تعالى: كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ (9).
17-إدغام الميم في الباء،قال تعالى: يا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنا (9)و من الملاحظ هنا أن الباء هي التي تدغم في الميم. .
ص: 59
18-إدغام النون في اللام،قال تعالى: وَ نَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (1).
19-إدغام الهاء،و الواو،و الياء نلاحظ أن أبا عمر و كان يدغم هذه الأحرف الثلاث في مثلها فقط كما مر بنا في الشق الأول من إجابة هذا السؤال، هذا و اللّه أعلى و أعلم.
اذكر باختصار شديد مذاهب القراء الأئمة في الوقف و الابتداء؟
ورد في كتاب معالم الاهتداء (2)تحت عنوان خاتمة آخر الكتاب في بيان مذاهب القراء،في الوقف و الابتداء الآتي:
1-نافع:كان يعمد إلى الوقف الحسن،و الابتداء الحسن،بحسب المعنى و السياق،و قد ورد عنه النص بذلك.
2-ابن كثير:كان يتعمد الوقف على رءوس الآي مطلقا،و أما أوساطها فقد ورد عنه أنه كان يقول:إذا وقفت في القرآن على قوله تعالى: وَ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ ،و على قوله تعالى: وَ ما يُشْعِرُكُمْ ،و على قوله تعالى: إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لم أبال بعدها وقفت أم لم أقف.قال ابن الجزري:و هذا يدل على أنه كان يقف حيث ينقطع نفسه.
3-أبو عمرو:كان يتعمد الوقف على رءوس الآي و يقول:هو أحب إلي و أما أواسط الآي،فكان يراعي حسن الوقف،و حسن الابتداء فيها.
4-عاصم و الكسائي:كانا يتحريان تمام المعنى فيقفان عنده،و يلزم من هذا حسن الابتداء.
5-حمزة:اتفقت الرواة عنه على أنه كان يقف عند انقطاع النفس،قال ابن الجزري:فقيل لأن قراءته التحقيق،و المد الطويل،فلا يبلغ نفس القارئ إلى وقف التمام،و لا الكافي.
ص: 60
ثم قال ابن الجزري:و عندي أن ذلك من أجل كون القرآن عنده كالسورة الواحدة،فلم يكن يتعمد وقفا معينا.و لذلك آثر وصل السورة بالسورة،فلو كان من أجل التحقيق لآثر القطع على آخر السورة.انتهى.
و أما باقي القراء فكانوا يراعون حسن الحالين من الوقف و الابتداء،و اللّه تعالى أعلم.
أذكر الشروط الواجب توافرها في كل من أراد أن يتصدر للإقراء،مع ذكر العلوم السبعة التي هي وسائل لعلم القراءات؟
لقد أجاب لنا الإمام الصفاقس في غيثه بقوله-رحمه اللّه-:و لا يجوز لأحد أن يتصدر للإقراء حتى يتقن عقائده و يتعلمها على أكمل وجه،و يتعلم من الفقه ما يصلح به أمر دينه،و ما يحتاج إليه من معاملات،و أهم شيء عليه بعد ذلك أن يتعلم من النحو و الصرف جملة كافية يستعين بها على توجيه القراءات،و يتعلم من التفسير و الغريب ما يستعين به على فهم القرآن،و أن لا يكتفي بالاستماع إلى لفظ القرآن دون الغوص في معانيه.
و العلوم السبعة التي هي وسائل لعلم القراءات هي:
1-علم العربية من نحو و صرف.
2-علم التجويد،و هو معرفة مخارج الحروف و صفاتها،و أصول علم التجويد من مقطوع و موصول و مدود و غنة و غيرها.
3-علم رسم المصحف.
4-علم الوقف و الابتداء و أنواع الوقوف من وقف سنة،و لازم،و تام، و كافي،و حسن،و صالح،و جائز،و معانقة،و قبيح،و معرفة مذاهب العلماء في الوقف على رءوس الآي،و كذا الابتداء،و معرفة الأوقاف الشاذة،و معرفة حكم الوقف أو كيفية الوقف على الذين،و الذي،و الوقف على المثنى منه،و الوقف
ص: 61
على نعم،و بلا،و كلا،و وقف الازدواج،و الوقف على ذلك،و على كذلك، و على هذا،و معرفة الفرق بين الوقف و السكت و القطع،و كذا معرفة مذاهب القراء في الوقف و الابتداء.
5-معرفة علم الفواصل،و هو فن عدد الآيات.
6-معرفة علم الأسانيد،و هو الطرق الموصلة إلى القرآن،و لا شك أن ذلك من أعظم ما يحتاج إليه كل من أراد أن يتصدر للإقراء،ذلك لأن القرآن سنة متبعة (1)و نقل محض،فلا بد من إثباتها و تواترها،و لا طريق موصل إلى ذلك إلا هذا الفن.
7-علم الابتداء و الختم،و هو الاستعاذة و التكبير،و متعلقاتهما،و ما من علم من هذه العلوم إلا و تجد فيه مؤلفات و دواوين ضخمة،تحتاج إلى رجال يتبحرون فيها و يرشفون من معينها ليستخرجوا لنا لآلئ تضيء لنا طريق الحياة، و قد أشار الإمام أحمد القسطلاني في موسوعة القراءات و هو(لطائف الإشارات) الذي لم يترك فيه شاردة و لا واردة في هذا العلم إلا و قد أشار اليها-رحمه اللّه- تعالى.
-ما ذا يقصد بالأربع الزهر من سور القرآن الكريم التي أشار إليها الإمام الشاطبي في قصيدته؟
لقد أشار الإمام الشاطبي-رحمه اللّه-إلى هذه السور الأربعة،و أطلق عليها اسم الأربع الزهر،و هي:سورة القيامة،و سورة البلد،و سورة المطففين، و سورة الهمزة،و الزهر جمع الزهراء و الزهراء تأنيث الأزهر (2)،و هو المشرق أو المنير،و وصف هذه السور بالزهر كناية عن شهرتها،و وضوحها،و لذلك لم
ص: 62
يحتج لتعيينها،و إذ تأملت هذه السور تجد أنها متشابهة الصدر أو المطلع كالآتي.
1-سورة القيامة،قال تعالى: لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ .
2-سورة البلد،قال تعالى: لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ .
3-سورة المطففين،قال تعالى: وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ .
4-سورة الهمزة،قال تعالى: وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ .
و من الملاحظ فيها أيضا أن جميعها مكية،و هي متدرجة في عدد الآيات تنازليا حسب ترتيب المصحف،فسورة القيامة(40 آية)،و سورة المطففين(34 آية)،و سورة البلد(20 آية)،و سورة الهمزة(9 آيات).
-اكتب مذكرة مختصرة توضح فيها حكم ميم الجمع إذا وقعت قبل ساكن،و قبل متحرك؟
ورد في المهذب (1)أن ميم الجمع إما أن تقع قبل ساكن أو قبل متحرك:
1-فإذا وقت قبل ساكن نحو: مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ كان حكمها الضم من غير صلة لجميع القراء،لأن الأصل في ميم الجمع الضم قال الشاطبي:
و من دون وصل ضمّها قبل ساكن لكلّ.....
و إذا وقعت قبل متحرك فإما أن يكون المتحرك متصلا بها،أو منفصلا عنها:
فإذا كان متصلا بها،و لا يكون إلا ضميرا مثل دَخَلْتُمُوهُ ، أَ نُلْزِمُكُمُوها كان حكمها الضم مع الصلة لجميع القراء، و هي اللغة الفصيحة،و عليها جاء رسم المصحف.
ب-و إذا كان منفصلا عنها فإما أن يكون همزة قطع أو لا.
-فإذا كان همزة قطع مثل عليهم ء أنذرتهم كان حكمها الضم مع الصلة
ص: 63
وصلا لورش،و ابن كثير،و أبي جعفر،و قالون بخلف عنه،و ذلك اتباعا للأصل، و يصبح المد عندهم من قبيل المنفصل فكل يمده حسب مذهبه في المد المنفصل كما ورد في القرآن الكريم،و كما وضحه الدكتور محيسن في المهذب،و الباقون بإسكانها،و هما لغتان.
-و إذا لم يكن المتحرك همزة قطع مثل: اَلَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ كان حكمها الضم مع الصلة وصلا لابن كثير،و أبي جعفر،و قالون بخلف عنه، و الباقون بإسكانها.قال ابن الجزري:
و ضمّ ميم الجمع صل ثبت درا قبل محرّك و بالخلف برا
و قبل همز القطع ورش .....
عرف هاء الكناية،و اذكر أحوالها،و اذكر الأبيات الدالة على حال اتفاق الأئمة القراء،و حال اختلافهم حولها من طيبة ابن الجزري؟
هاء الكناية في اصطلاح (1)القراء هي الهاء الزائدة الدالة على الواحد المذكور الغائب،و تسمى هاء الضمير،و الأصل (2)فيها الضم مثل(له)إلا إذا وقع قبلها كسرة أو ياء ساكنة فإنها حينئذ تكسر للمناسبة،كما يجوز ضمها مراعاة للأصل،و قد قرئ بالوجهين في قوله تعالى: لِأَهْلِهِ امْكُثُوا ،و عَلَيْهُ اللّهَ .
و لهاء الكناية أربعة أحوال هي:
1-أن تقع بين ساكنين مثل: يَعْلَمْهُ اللّهُ .
2-أن تقع قبل ساكن و قبلها متحرك مثل: لَعَلِمَهُ الَّذِينَ و حكمها في هاتين الحالتين عدم الصلة لجميع القراء،و ذلك لأن الصلة تؤدي إلى الجمع بين ساكنين،بل تبقى الهاء على حركتها ضمة كانت أو كسرة.كما قال الشاطبي:
ص: 64
و لم يصلوا ها مضمر قبل ساكن ......
3-أن تقع بين متحركين مثل: أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ ،و خَتَمَ عَلى سَمْعِهِ وَ قَلْبِهِ .
و حكمها الصلة لجميع القراء،و ذلك لأن الهاء حرف خفي فقوى بالصلة بحرف من جنس حركته.كما قال الشاطبي و ما قبله التّحريك للكلّ وصّلا .....
4-أن تقع قبل متحرك و قبلها ساكن مثل(فيه)،(منه)،(اجتباه)، و حكمها الصلة لابن كثير.كما قال ابن الجزري:
صل ها الضّمير عن سكون قبل ما حرك دن....
ثم علق صاحب المهذب بقوله:و هناك كلمات خرجت عن هذه القاعدة سأذكرها في مواضعها-إن شاء اللّه تعالى-،فمن أراد معرفة هذه الكلمات فعليه بكتاب المهذب في القراءات العشر ففيه الكفاية-إن شاء اللّه تعالى-.
الأبيات الدالة على حال اختلاف و اتفاق القراء الأئمة العشرة لابن الجزري و هي:
قال محمد بن محمد بن علي بن يوسف المعروف بابن الجزري في هاء الكناية:
صلّ ها الضّمير عن سكون قبل ما حرّك دن فيه مهانا عن دما
سكّن يؤدّه نصله نؤته نول صف لي ثنا خلفهما فناه حل
و هم و حفص ألقه اقصرهنّ كم خلف ظبي بن ثق و يتّقه ظلم
بل عد و خلفاكم ذكا و سكّنا خف لوم قوم خلفهم صعب حنا
و القاف عد يرضه يفي و الخلف للا صن ذا طوى اقصر في ظبي لذنل ألا
و الخلف خل مز يأته الخلف بره خذ غث سكون الخلف يا و لم يره
لي الخلف زلزلت خلا الخلف لما و اقصر بخلف السّورتين خف ظما
بيده غث ترزقانه اختلف بن خذ عليه اللّه أنسانيه عف
ص: 65
بضمّ كسر أهله امكثوا دا و الأصبهانيّ به انظر جوّدا
و همز أرجئه كسا حقّا و ها فاقصر حما بن مل و خلف خذلها
و أسكنن فزنل و صمّ الكسر لي حقّ و عن شعبة كالبصر نقل
تميزت اللغة العربية بتفردها بحرف الضاد،و ذكر بعض أئمة القراءة أنها من أصعب المخارج اكتب مذكرة مختصرة عن ذلك موضحا كيفية نطق الرسول-صلى اللّه عليه و سلم-بالضاد؟
كما أن اللغة العربية تميزت و تفردت بنزول القرآن بها،كما قال تعالى:
إِنّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا (1)كتاب العميد ص 49.(2) فقد تفردت بحرف الضاد إذ لا توجد الضاد في آية لغة غير اللغة العربية،و لذا تسمى اللغة العربية بلغة الضاد (2)،و من هنا نعلم أن النطق بالضاد كاملا من مميزات العربي،و قد ذكر بعض الأئمة القراء يذكر أن مخرج الضاد هو أصعب المخارج على الإطلاق،فمخرج الضاد من حافة اللسان مما يلي الأضراس العليا،أي جانبه من الداخل،تخرج من احدى حافتي اللسان مما يلي الأضراس العليا من اليسرى أو اليمنى،و كان-صلى اللّه عليه و سلم- يخرجها من هذين المخرجين و من الوسط،و لقد تفرد-صلى اللّه عليه و سلم- بذلك،أي تميز بكمال نطقه بها،فقال:«أنا أفصح من نطق بالضاد»،و يقول الشاعر في مدحه بذلك:
ثمّ صلاة اللّه ما ترنّم حاد بسوق العسّ في أرض الحمى
على نبينا الحبيب الهادي أجل كل ناطق بالضّاد
فلا غرابة في ذلك و هو النبي محمد-صلى اللّه عليه و سلم-فهو عربي، و هو من خير العرب قبيلة،و من أعلاهم نسبا،و من أعظمهم بيتا.
ص: 66
فالعرب سادة الأمم (1)،و قريش سادة العرب،و بنو هاشم بل سادة قريش، و محمد-صلى اللّه عليه و سلم-سيد بني هاشم هو-صلى اللّه عليه و سلم-سيد الأولين و الآخرين.
و أما السر الأعظم في بلاغة الرسول-صلى اللّه عليه و سلم-فهو التدبير الالهي لأن يكون محمد أفصح العرب،و دليل ذلك قوله تعالى: وَ أَنْزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ عَلَّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَ كانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً (2)،و
قول الرسول-صلى اللّه عليه و سلم-: «أنا أفصح العرب بيد أني من قريش،و استرضعت في بني سعد بن بكر» (3).
اكتب مذكرة مختصرة عن المكي و المدني من القرآن الكريم؟
ورد في القرآن و حفاظه (4)نبذة مختصرة اختصارا شديدا تحت عنوان المكي و المدني من القرآن نقلا عن تفسير ابن كثير،و عن إتقان السيوطي،و برهان الزركشي أن النبي-صلى اللّه عليه و سلم-قد بعث في مكة و هاجر منها إلى المدينة،و انقسم عمره في الدعوة إلى الإسلام فيهما،فقضى في الأولى ثلاث عشرة سنة،و قضى في الثانية عشر سنين،و لأن نزول القرآن قد بدأ منذ هبط عليه الوحي في غار حراء،و انتهى بعد أن أدى الأمانة،و بلغ الرسالة في العام الحادي عشر من الهجرة،فإن العلماء قد قسموا هذا الكتاب المجيد إلى قسمين:
و أطلقوا على الأول منهما اسم المكي،و أطلقوا على الثاني اسم المدني،لكنهم
ص: 67
لم يتفقوا على تحديد كل منهما،فقال فريق:أن المكي هو ما نزل في مكة و إن المدني هو ما نزل في المدينة،و قال فريق ثان:إن المكي هو ما نزل قبل الهجرة، و إن المدني هو ما نزل بعدها.
ثم ذكر الدكتور عبد العزيز غنيم في القرآن و حفاظه تكملة فقال:و واضح من هذين التعريفين،أن الأول قد راعى في نزول القرآن المكان،و أن الثاني قدر راعى الزمان،و ثم فريق ثالث لم يراع هذا و لا ذاك،و إنما راعى شيئا آخر،و هو المنهج فقال:إن الآيات التي تدعو إلى وحدانية اللّه،و تقيم الأدلة على وجوده، و تتناول النشر و الحشر،و الصراط و الميزان و الجنة و النار،و تحكى أخبار الغابرين و تقص سير الأنبياء و المرسلين،و تلفت النظر إلى سنن اللّه و آياته في هذا الكون الواسع العريض هي الآيات المكية،و أن التي تتناول التشريعات المدنية و الجنائية، و الجوانب الاجتماعية الأدبية منها و الأخلاقية،و العبادات،من صلاة و زكاة و صيام و حج،و بعبارة جامعة التي تتناول المجتمع من كافة نواحيه في السلم و الحرب و غيرهما هي الآيات المدنية.
ثم علق صاحب القرآن و حفاظه أن الآيات المكية ربما توجد في سور مدنية،و كذا الآيات المدنية ربما توجد في سور مكية،و ذلك مراعاة لأهداف هذا الكتاب العزيز،في الهداية و الإرشاد و التأديب و التعليم،و صدق اللّه إذ يقول:
الر كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1) .
ذكر بعض أئمة القراءة أن القرآن تميز بأشرف خصيصة و هي الاعتماد في نقله على حفظ الصدور.وضح ذلك باختصار،مع ذكر أسماء بعض حفظته في عهد الرسول-صلى اللّه عليه و سلم-؟
ذكر الإمام ابن الجزري في النشر أن الاعتماد في نقل القرآن على حفظ القلوب و الصدور لأعلى من حفظ المصاحف و الكتب،و ذكر أن هذه أشرف
ص: 68
خصيصة من اللّه تعالى لهذه الأمة،
ففي الحديث الصحيح الذي رواه مسلم أن النبي-صلى اللّه عليه و سلم-قال: «إن ربي قال لي:قم في قريش فأنذرهم فقلت له:رب إذن يثلغوا رأسي حتى يدعوه خبزة فقال مبتليك و مبتلى بك، و منزل عليك كتابا لا يغسله الماء تقرؤه نائما و يقظان فابعث جندا أبعث مثلهم،و قاتل بمن أطاعك من عصاك و أنفق ينفق عليك» فأخبر تعالى أن القرآن لا يحتاج في حفظه إلى صحيفة تغسل بالماء بل يقرءوه في كل حال كما جاء في صفة أمته«أناجيلهم في صدورهم»و ذلك يقرءوه أهل الكتاب الذين لا يحفظونه إلا في الكتب،و لا يقرءونه كله إلا نظرا لا عن ظهر قلب،و لما خص اللّه تعالى بحفظه من شاء من أهله أقام له أئمة ثقات تجردوا لتصحيحه و بذلوا أنفسهم في إتقانه و تلقوه من النبي-صلى اللّه عليه و سلم-حرفا حرفا لم يهملوا منه حركة و لا سكونا،و لا إثباتا و لا حذفا و لا دخل عليهم في شيء منه شك و لا وهم، و كان منهم من حفظه كله،و منهم من حفظ أكثره و منهم من حفظ بعضه، كل ذلك في زمن النبي-صلى اللّه عليه و سلم-.
و لقد كان النبي-صلى اللّه عليه و سلم-يتعاهد أصحابه بالاستماع لهم أحيانا،و بإسماعهم القراءة أحيانا أخرى،كما ثبت في الكتب الصحيحة حتى صاروا أعلاما فيها منهم:
من أهل مكة و هم:أبو بكر،و عمر،و عثمان،و علي،و ابن مسعود،و ابن عمرو،و سالم مولى أبي حذيفة،و من أهل المدينة و هم:زيد بن ثابت،و أبي بن كعب،و معاذ بن جبل،و عويمر بن ثعلبة،و سعيد بن عبيد،و ممن حفظ القرآن أيضا في عهد النبي-صلى اللّه عليه و سلم-:أبو هريرة،و ابن عباس،و عمرو بن العاص،و ابن الزبير،و عائشة،و حفصة،و أم سلمة،و أبو الدرداء،و مجمع بن جارية،و أنس بن مالك-رضي اللّه عنهم أجمعين-.
و قد وصى الرسول-صلى اللّه عليه و سلم-،و أصدر أمره بأن يتعلم الناس من هؤلاء الأئمة الذين حفظوا القرآن في صدورهم،و أتقنوه،
فقال: «خذوا القرآن من أربعة:من عبد اللّه بن مسعود،و سالم،و معاذ،و أبي بن كعب» (1).).
ص: 69
اكتب مذكرة توضح فيها فضل حملة القرآن،و ثناء الرسول-صلى اللّه عليه و سلم-عليهم؟
لقد أجاب لنا الإمام أبو زكريا يحيى بن شرف الدين النووي الشافعي في كتابه التبيان في آداب حملة القرآن إجابة وافية،و أنا ناقل لك هذه الإجابة إن شاء اللّه تعالى،قال الإمام:قال اللّه-عز و جل- إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتابَ اللّهِ وَ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ أَنْفَقُوا مِمّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَ عَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجارَةً لَنْ تَبُورَ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَ يَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ ،و
روينا عن عثمان بن عفان -رضي اللّه عنه-قال:قال رسول اللّه-صلى اللّه عليه و سلم -«خيركم من تعلم القرآن و علمه» (1).
و عن عائشة-رضي اللّه عنها-قالت:قال رسول اللّه-صلى اللّه عليه و سلم-: «الذي يقرأ القرآن و هو ماهر به مع السفرة الكرام البررة،و الذي يقرأ القرآن و هو يتتعتع فيه و هو عليه شاق له أجران» (2).
و عن أبي موسى الأشعري-رضي اللّه عنه-قال:قال رسول اللّه-صلى اللّه عليه و سلم-: «مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب و طعمها طيب،و مثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة لا ريح لها و طعمها طيب حلو،و مثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب و طعمها مر،و مثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح و طعمها مر» (3).
ص: 70
و عن عمر بن الخطاب-رضي اللّه تعالى عنه-أن النبي-صلى اللّه عليه و سلم-قال: «إن اللّه تعالى يرفع بهذا الكلام أقواما و يضع آخرين» (1).
و عن أبي أمامة الباهلي-رضي اللّه عنه-قال:سمعت رسول اللّه- صلى اللّه عليه و سلم-يقول: «اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه» (2).
و عن ابن عمر-رضي اللّه عنهما-عن النبي-صلى اللّه عليه و سلم- قال: «لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه اللّه القرآن فهو يقوم به آناء الليل و آناء النهار،و رجل آتاه اللّه مالا فهو ينفقه آناء الليل و آناء النهار» (3).
و روينا أيضا من رواية عبد اللّه بن مسعود-رضي اللّه عنه-بلفظ «لا حسد إلا في اثنتين:رجل آتاه اللّه مالا فسلطه على هلكته في الحق،و رجل آتاه اللّه حكمة فهو يقضي بها و يعلمها».
و عن عبد اللّه بن مسعود-رضي اللّه عنه-قال:قال رسول اللّه-صلى اللّه عليه و سلم-: «من قرأ حرفا من كتاب اللّه تعالى فله حسنة و الحسنة بعشر أمثالها،لا أقول الم حرف و لكن ألف حرف و لام حرف و ميم حرف» (4).
و عن أبي سعيد الخدري-رضي اللّه عنه-عن النبي-صلى اللّه عليه و سلم-قال: يقول اللّه-سبحانه و تعالى-:«من شغله القرآن و ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين،و فضل كلام اللّه سبحانه و تعالى على سائر الكلام كفضل اللّه تعالى على خلقه» (5).ن.
ص: 71
و عن ابن عباس-رضي اللّه عنهما-قال:قال رسول اللّه-صلى اللّه عليه و سلم-: «إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب» (1).
و عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص-رضي اللّه عنه-عن النبي-صلى اللّه عليه و سلم-قال: «يقال لصاحب القرآن:اقرأ و ارق و رتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها» (2).
و عن معاذ بن أنس-رضي اللّه عنه-أن رسول اللّه-صلى اللّه عليه و سلم-قال: «من قرأ القرآن و عمل بما فيه ألبس اللّه والديه تاجا يوم القيامة ضوؤه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا فما ظنكم بالذي عمل بهذا» (3).
و روى الدارمي باسناده عن عبد اللّه بن مسعود-رضي اللّه عنه-عن النبي-صلى اللّه عليه و سلم-قال: «اقرءوا القرآن فإن اللّه-تعالى-لا يعذب قلبا وعى القرآن،و إن هذا القرآن مأدبة اللّه فمن دخل فيه فهو آمن،و من أحب القرآن فليبشر».
و عن الحميدي الجمالي قال: سألت سفيان الثوري عن الرجل يغزو أحب إليك أو يقرأ القرآن؟فقال يقرأ القرآن لأن النبي-صلى اللّه عليه و سلم-قال:خيركم من تعلم القرآن و علمه».
انتهى كلام الإمام النووي.قول الشاطبي في حق القرآن،و من وعيه:
و إنّ كتاب اللّه أوثق شافع و أغنى غناء واهبا متفضّلا
و خير جليس لا يملّ حديثه و تزداده يزداد فيه تحمّلا
و حيث الفتى يرتاع في ظلماته من القبر يلقاه سنا متهللاد.
ص: 72
هنا لك يهنيه مقيلا و روضة و من أجله في ذروة العز يجتلا
يناشد في إرضائه لحبيبه و أجدر به سؤلا إليه موصّلا
فيا أيّها القارئ به متمسكا مجلا له في كلّ حال مبجّلا
هنيئا مريئا والداك عليهما ملابس أنوار من التّاج و الحلا
فما ظنّكم بالنجل عند جزائه أولئك أهل اللّه و الصفوة الملا
أولو البر و الإحسان و الصبر و التقى حلاهم بها جاء القرآن مفصّلا
-ناقش قضية بدء نزول القراءات هل كان بمكة أو بالمدينة؟و أنه على سبعة أحرف؟
ورد في تاريخ القراء العشرة في مقدمة محققه نقلا عن صحيح مسلم، و عن المدخل لدراسة القرآن و السنة و العلوم الإسلامية و تفسير الطبري، و التعريف بالقرآن و الحديث،و فتح الباري،إجابة شافية لهذا السؤال حيث يقول:
الرأي الأول (1):أنها نزلت بمكة مع بدء نزول القرآن الكريم و الدليل أن معظم سور القرآن مكي (2)،و فيها من القراءات ما في السور المدنية، و هذا يدل على أن القراءات نزلت بمكة.
الرأي الثاني:أنها نزلت بالمدينة المنورة،بعد هجرة الرسول-صلى اللّه عليه و سلم-و دخول كثير من الناس في الإسلام على اختلاف لغاتهم و لهجاتهم فكانت هي التيسير الإلهي على الأمة بأن تقرأ على سبعة أحرف، و يؤيده
الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه عن أبي بن كعب-رضي اللّه عنه-: أن النبي-صلى اللّه عليه و سلم-كان عند«أضاة بني غفار فأتاه
ص: 73
جبريل فقال:«إن اللّه يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرف،فقال أسأل اللّه معافاته و مغفرته و إن أمتي لا تطيق ذلك،ثم أتاه الثانية فقال:إن اللّه يأمرك أن تقرئ أمتك على حرفين،قال أسأل اللّه معافاته و مغفرته،و إن أمتي لا تطيق ذلك،ثم جاءه الثالثة فقال:إن اللّه يأمرك أن تقرئ أمتك على ثلاثة أحرف،قال أسأل اللّه معافاته و مغفرته،و إن أمتي لا تطيق ذلك،ثم جاءه الرابعة فقال:إن اللّه يأمرك أن تقرئ أمتك على سبعة أحرف فأيما حرف قرءوا عليه فقد أصابوا» فهذا الحديث يدل على الوقت الذي أجيز فيه أن يقرأ القرآن على سبعة أحرف و هو ما بعد الهجرة لأن(أضاة بني غفار مستنقع ماء قرب المدينة المنورة)،نقل العلامة«أبو شامة»عن بعض العلماء أن القرآن أنزل أولا بلسان قريش و من جاوروهم من العرب الفصحاء،ثم أبيح للعرب أن يقرءوه بلغاتهم التي جرت عاداتهم باستعمالها،على اختلافهم في الألفاظ و الإعراب،و لم يكلف أحدا الانتقال من لغته إلى لغة أخرى للمشقة،و لما كان فيهم من الحمية،و لطلب تسهيل فهم المراد،كل ذلك مع اتفاق المعنى، و على هذا يتنزل اختلافهم في القراءة-كما تقدم-و تصويب رسول اللّه- صلى اللّه عليه و سلم-كلا منهم مصدر القراءات:إذا كانت القراءات جزءا من القرآن الكريم فهي ركن للأمن عند اللّه تعالى و لا دخل لأحد فيها.
و الأدلة على ذلك كثيرة فذكر منها:قوله تعالى: وَ إِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ ما يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاّ ما يُوحى إِلَيَّ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (1).
ص: 74
و قوله تعالى وَ ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى، إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحى، عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى (1).
و قوله تعالى: وَ لَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ (2).
1-
عن ابن عباس-رضي اللّه عنهما-أن رسول اللّه-صلى اللّه عليه و سلم-قال: «أقرأني جبريل على حرف فراجعته فلم أزل أستزيده و يزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف» 2-
عن أبي بن كعب-رضي اللّه عنه-قال: لقى رسول اللّه-صلى اللّه عليه و سلم-جبريل فقال:«يا جبريل:إني بعثت إلى أمة أمية( و في رواية أميين)فيهم المرأة العجوز،و الشيخ الكبير،و الغلام،و الجارية، و الرجل الذي لم يقرأ كتابا قط قال:يا محمد إن القرآن أنزل على سبعة أحرف».
3-
عن عمر-رضي اللّه عنه-قال: «سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان في حياة الرسول-صلى اللّه عليه و سلم- فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول اللّه -صلى اللّه عليه و سلم-فكدت أساوره في الصلاة فتبصرت حتى سلم فلببته بردائه فقلت:من أقرأك هذه السور التي سمعت تقرأ؟فقال:
أقرأنيها رسول اللّه-صلى اللّه عليه و سلم-فقلت:كذبت فإن رسول اللّه -صلى اللّه عليه و سلم-قد أقرأنيها على غير ما قرأت،فانطلقت به أقوده إلى رسول اللّه-صلى اللّه عليه و سلم-فقلت إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها،قال رسول اللّه-صلى اللّه عليه
ص: 75
و سلم-:أرسله:اقرأ يا هشام،فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ:فقال رسول اللّه-صلى اللّه عليه و سلم-كذلك أنزلت:ثم قال اقرأ يا عمر فقرأت القراءة التي أقرأني فقال رسول اللّه-صلى اللّه عليه و سلم- كذلك أنزلت:إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه».
فهذه الأحاديث تدل دلالة صريحة على أن القراءات منزلة من عند اللّه تعالى موحى بها إلى رسول اللّه-صلى اللّه عليه و سلم-.
و تدل على أن الصحابة تلقوا هذه القراءات من رسول اللّه-صلى اللّه عليه و سلم-،و تلقاها عنهم التابعون،و من بعدهم حتى وصلت إلينا متواترة بالأسانيد الصحيحة.
و الذي يهمنا في هذا أن القراءات منتشرة في كل آيات القرآن سواء كانت مكية هي أم مدنية،هذا و اللّه أعلى و أعلم و هو يهدي السبيل.
-ناقش قضية فاتحة الكتاب مكية أم مدنية؟و هل تعتبر البسملة آية منها؟و هل تعد جلالة البسملة من جملة جلالات القرآن؟
ورد في غيث النفع (1)أن سورة الفاتحة مكية في قول ابن عباس و قتادة و مدنية في قول أبي هريرة و مجاهد و عطاء،و قيل نزلت مرتين مرة بمكة،و مرة بالمدينة،و لذلك سميت مثاني،و الصحيح الأول،و فائدة معرفة المكي و المدني معرفة الناسخ و المنسوخ لأن المدني ينسخ المكي و آيها سبعا بالإجماع لكن من لم يعد البسملة آية فصراط إلى عليهم آية،و غير إلى الضالين آية أخرى، و من عدها آية فكله عنده آية واحدة،و جلالتها أي ما في الفاتحة من اسم اللّه واحدة،هذا إن قلنا البسملة ليست بآية و لا بعض آية من أول الفاتحة
ص: 76
و لا من أول غيرها،و إنما كتبت في المصاحف للتيمن أو أنها في أول الفاتحة لابتداء الكتاب على عادة اللّه عز و جل في ابتداء كتبه،و في غير الفاتحة للفصل بين السور،
قال ابن عباس-رضي اللّه عنهما-: «كان رسول اللّه- صلى اللّه عليه و سلم-لا يفصل السورة حتى ينزل عليه بسم اللّه الرحمن الرحيم» ،و هو مذهب مالك و أبي حنيفة و الثوري،و حكي عن أحمد و غيره و انتصر له مكي في كشفه و قال:إنه الذي أجمع عليه الصحابة،و التابعون، و القول بغيره محدث بعد إجماعهم و شنع القاضي أبو بكر بن الطيب بن الباقلاني المالكي البصري نزيل بغداد على من خالفه،و كان أعرف الناس بالمناظرة و أدقهم فيها نظرا حتى قيل من سمع مناظرة القاضي أبي بكر لم يستلذ بعدها بسماع كلام أحد من المتكلمين و الفقهاء و الخطباء.
و أما إن قلنا (1)إنها آية من أول الفاتحة و من أول كل سورة و هو الأصح من مذهب الشافعي أو أنها آية من الفاتحة بعض آية من غيرها (2)فلا بد من عد جلالتها،و بقى قول خامس:و هو أنها آية مستقلة و هو المشهور عن أحمد،و قول داود و أصحابه،و حكاه أبو بكر الرازي عن أبي الحسن الكرخي و هو من كبار أصحاب أبي حنيفة و عليه فلا تعد جلالة البسملة مع السور،و إنما تعد في جملة ما في القرآن،و إنما اقتصرنا في عد ما في الفاتحة و غيرها من الجلالات على القول الأول،لأنه مذهبنا،و أيضا فإن المحققين من الشافعية،و عزاه المواردي للجمهور على أنها آية حكما لا قطعا، قال النووي:و الصحيح أنها قرآن على سبيل الحكم و لو كانت قرآنا على سبيل القطع لكفرنا فيها و هو خلاف الإجماع،و قال المحلي عند قول منهاج فقههم،و البسملة منها أي من الفاتحة عملا لأنه-صلى اللّه عليه و سلم- .
ص: 77
عدها آية منها صححه ابن خزيمة و الحاكم،و يكفي في ثبوتها من حيث العمل الظن،انتهى كلام الغيث،و اللّه أعلم.
-عرف اللحن؟و اذكر أقسامه العامة؟و أقسامه عادة عند العلماء، و هل يحرم في الأذان و الحديث و القرآن أم لا؟
أ-اللحن في مختار الصحاح للرازي:الخطأ في الإعراب،و بابه،قطع، و يقال:فلان لحان و لحانه أيضا أي يخطئ و التلحين:التخطئة.
و اللحن أيضا واحد الألحان و اللحون و منه
الحديث «اقرءوا القرآن بلحون العرب» (1) و قد لحن في قراءته (2)من باب قطع إذا طرب بها و غرد، و هو ألحن الناس إذا كان أحسنهم قراءة أو غناء.
و اللحن بفتح الحاء الفطنة،و قد لحن من باب طرب،و
في الحديث «و لعل أحدكم ألحن بحجته من الآخر» أي أفطن لها.
و في الصحاح للجوهري:و قال القتال الكلابي:
و لقد و حيت لكم لكيما تفهموا و لحنت لحنا ليس بالمرتاب
و كأن اللحن في العربية راجع إلى هذا لأنه من العدول عن الصواب.
و في المصباح المنير للفيومي:اللحن بفتحتين:الفطنة و هو مصدر من باب تعب،الفاعل لحن(بفتح فكسر)و يتعدى بالهمزة فيقال:ألحنته عني فلحن أي أفطنته ففطن،و هو سرعة الفهم،و هو ألحن من زيد أي أسبق فهما منه.
و في لسان العرب لابن منظور أن اللحن ترك الصواب في القراءة و النشيد و نحو ذلك و رجل لاحن و لحان و لحانة و لحنة.
ص: 78
و قال ابن الأثير:اللحن:الميل عن جهة الاستقامة،يقال:لحن فلان في كلامه إذا مال عن صحيح المنطق.
و اللحن في العربية هو العدول عن الصواب و في أساس البلاغة للزمخشري:لحن في كلامه إذا مال به عن الإعراب إلى الخطأ.
و في التعريفات للجرجاني:اللحن في القرآن و الأذان هو التطويل فيما يقصر و القصر فيما يطال.
و مما سبق يتضح لنا أن اللحن شامل للخطأ في الإعراب الاصطلاحي، و الإعراب بمعنى البيان النطقى و الفصاحة،و على هذا فضد اللحن فصاحة النطق و صحته في الإعراب.
ب-أقسام اللحن العامة:
1-الخطأ في الإعراب و الميل عن الإعراب إلى الخطأ كالخطإ في بنية الكلمة و الخطأ بالزيادة فيها،و الخطأ في ضبطها نحويا،و الخطأ بإبدال لفظ بلفظ.
2-الحضرمة:و ضدها الفصاحة و اللغة الجيدة التي هي أن يخرج المتكلم الحروف من مخارجها و يخلص بعضها من بعض.
3-الخروج عما تعرف العرب من المعاني،فقد تكون اللفظة من ألفاظ العرب و لكن المعنى ليس عربيا.
4-عدم اللياقة في التعبير،ذلك لأن اللغة لفظ و معنى.
5-القراءة بالتلفيق،كمن يقرأ لحفص فيسهل ما لا يسهله حفص من الهمزات،و إن كان غير حفص يسهله.
ج-أقسام اللحن عند العلماء:
1-اللحن الجلي،و هو الخطأ في حروف الكلمة كتبديل حرف بحرف أو في حركاتها و سكونها-بدون تغيير المعنى-مثل ححب،و حطب،و مثل
ص: 79
(رب)بالرفع في الفاتحة،و قد يكون اللحن الجلي مع تغيير المعنى،و هو خطأ في حروف الكلمة أو في حركاتها،و سكونها،مثل ذللنا،و ظللنا.
اللحن الخفي:و هو الخطأ في صفات الحروف كترك الإظهار، و الإدغام و الغنة و مد المقصور،و قصر الممدود،و اللحن الخفي لا يدركه إلا الماهرون،مثل تكرير الراءات و تطنين النونات.
د-كراهة اللحن و تحريمه في الأذان و الحديث و القرآن:
قال صاحب المدخل:«اعلم أن السلامة من اللحن في الأذان مستحبة، و حينئذ فاللحن فيه مكروه و إنما لم يحرم اللحن فيه كغيره من الأحاديث،لأنه خرج عن كونه حديثا إلى مجرد الإعلام» (1).
و قال الشعراني الشافعي بتحريم اللحن في الأذان مستدلا
بحديث عائشة-رضي اللّه عنها-عن رسول اللّه-صلى اللّه عليه و سلم-قال:
«من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد» رواه أحمد في مسنده و مسلم في صحيحه ،و بهذا الحكم قال الحنفية أيضا و عندهم أن اللحن حرام،و أن المراد اللحن الجلي،و قيل باستواء الجلي و الخفي،و قال الزيلعي منهم إنه لا يحل الإخلال بحق الحرف من إدغام أو غنة.
و اللحن في القرآن حرام جدا لأنه يخل بالمبنى و المعنى أحيانا كثيرة، و لأنه لا يعذر بالجهل في مثل هذا.
و عموما فإن اللحن في الأذان يضيع ثواب الذكر،و في الحديث يحرم، و في القرآن يتأكد التحريم (2).).
ص: 80
-اذكر الكلمات الإحدى و العشرين التي يجب على القارئ أن يراعيها لحفص عن عاصم عند التلاوة؟
أرود صاحب الغاية (1)في كتابة إجابة مرتبة لهذا السؤال تحت عنوان «ما يراعى لحفص»فقال:و فيما يلي بعض الكلمات التي قد تقدمت أحكام أغلبها في أبواب الكتاب السابقة،و ينبغي على القارئ الذي يقرأ لحفص أن يراعيها:
1- ءَ أَعْجَمِيٌّ من قوله تعالى: ءَ أَعْجَمِيٌّ وَ عَرَبِيٌّ ب(فصلت)تقرأ بالتسهيل،أي بتسهيل الهمزة الثانية بينها و بين الألف وجها واحدا فقط لا يجوز له غيره.
2- مَجْراها من قوله تعالى: بِسْمِ اللّهِ مَجْراها وَ مُرْساها (2).ب(هود) تقرأ بالإمالة أي بتقريب الفتحة نحو الكسرة و الألف نحو الياء.
3- ضَعْفٍ من قوله تعالى: اَللّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَ شَيْبَةً (3)ب(الروم)فتقرأ في المواضع الثلاثة بفتح الضاد و ضمها و الفتح هو المقدم في الأداء.
4- وَ يَبْصُطُ من قوله تعالى: وَ اللّهُ يَقْبِضُ وَ يَبْصُطُ (4)ب(البقرة) تقرأ بالسين الخالصة.
5- بَصْطَةً من قوله تعالى: وَ زادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَصْطَةً (5)ب(الأعراف)تقرأ بالسين الخالصة.
ص: 81
6- بِمُصَيْطِرٍ من قوله تعالى: لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ ب(الغاشية)تقرأ بالصاد الخالصة (1).
7- اَلْمُصَيْطِرُونَ من قوله تعالى: أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ (2)ب(الطور)تقرأ بالصاد أو السين،و النطق بالصاد أشهر.
8-حذف الألف حالة الوصل و إثباتها حالة الوقف في كل الألفاظ الآتية:
أَنَا حيث وقع في القرآن نحو قوله تعالى: أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ (3)ب(يوسف) - لكِنَّا من قوله تعالى لكِنَّا هُوَ اللّهُ رَبِّي (4)ب(الكهف).
- اَلظُّنُونَا من قوله تعالى: وَ تَظُنُّونَ بِاللّهِ الظُّنُونَا (5).
- اَلرَّسُولاَ من قوله تعالى: وَ أَطَعْنَا الرَّسُولاَ (6).
- اَلسَّبِيلاَ من قوله تعالى: فَأَضَلُّونَا السَّبِيلاَ (7).
- قَوارِيرَ من قوله تعالى: وَ أَكْوابٍ كانَتْ قَوارِيرَا (8)ب(الدهر).
و من الملاحظ أن كل هذه الألفاظ تقرأ بإثبات الألف وقفا و حذفها وصلا تبعا للرسم،و أما(قواريرا)في الموضع الثاني من قوله تعالى: قَوارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ فمحذوفة الألف وصلا و وقفا.).
ص: 82
9-«سلاسلا»بسورة الإنسان في قوله تعالى: إنا أعتدنا للكافرين سلاسلا (1)سورة الإسراء الآية(76).(2).تقرأ وصلا بفتح اللام من غير تنوين،و في الوقف تقرأ إما بالألف أو بإسكان اللام،و الوجهان صحيحان مقروء بهما.
10-قراءة الكلمات الآتية بالنون وصلا و بالألف وقفا و هي:- -(و ليكونا)،-(لنسفعا)،-(و إذا)،أما(و ليكونا)فمن قوله تعالى:
وَ لَيَكُوناً مِنَ الصّاغِرِينَ (3) بيوسف،و أما لَنَسْفَعاً فمن قوله تعالى:
كَلاّ لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنّاصِيَةِ (4) .بالعلق،و أما(إذا)فمثل قوله تعالى:
وَ إِذاً لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاّ قَلِيلاً (4) بالإسراء.
11- آتان من قوله تعالى: فما آتان الله خير مما آتاكم (5)بالنمل تقرأ بفتح الياء وصلا،و أما في الوقف ففيها وجهان:إثبات الياء و حذفها.
12-(الاسم)من قوله تعالى: بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمانِ (6)بالحجرات إذا ابتدأنا بها لنا فيها وجهان أحدهما:البدء بهمزة مفتوحة فلام مكسورة فسين ساكنة و الآخر حذف همزة الوصل و البدء بلام مكسورة فسين ساكنة.
13-قراءة الكلمات الآتية بالمد الطويل ست حركات أو التسهيل بين بين و هي:(ءالذكرين)موضعي الأنعام،(ءآلئن)موضعي يونس،(ءاللّه) بيونس و النمل،و وجه الإبدال مع المد الطويل أولى و أرجح.).
ص: 83
14-حرف عين في كل من(كهيعص)أول مريم،(حم عسق)أول الشورى يجوز فيها التوسط أربع حركات و المد الطويل ست حركات و هو الأفضل.
15-(تأمنا)من قوله تعالى: ما لَكَ لا تَأْمَنّا (1)بيوسف تقرأ بالإشمام أو الروم،و يعبر عنه بعضهم بالاختلاس.
16-السكتات الواجبة التي انفرد بها حفص عن جميع القراء أربعة مواضع و هي:
أ-السكت على ألف(عوجا)بالكهف،و حكمته أن الوصل من غير السكت يوهم أن(قيما)صفة ل(عوجا)و لا يستقيم أن يكون القيم صفة للمعوج.
ب-السكت على ألف(مرقدنا)ب(يس)،و حكمته أن الوصل من غير السكت يوهم أن قوله تعالى هذا من مقولة المشركين المنكرين للبعث.
ج-السكت على نون(من راق)بالقيامة.
د-السكت على لام(بل ران)بالمطففين،و حكمته في هذين الموضعين الأخيرين أن الوصل فيهما من غير سكت يوهم أن كلا منهما كلمة واحدة بل هما كلمتان.
و أما السكتات الجائزة ففي موضعين:
1-بين الأنفال و التوبة.
2-في ماليه هلك بالحاقة و السكت فيها هو المقدم في الأداء.
17-إسكان هاء الكناية في(أرجه)بالأعراف و الشعراء،و كذا (فألقه)بالنمل،و ضم الهاء من غير صلة في(يرضه لكم)بالزمر،و أما(يتقه) في النور فقد قرأها حفص بإسكان القاف و كسر الهاء من غير صلة،و أما وَ يَخْلُدْ فِيهِ مُهاناً بالفرقان فقرأها بالصلة بمقدار حركتين.).
ص: 84
18-إظهار النون عند الواو في كل من: يس وَ الْقُرْآنِ الْحَكِيمِ ، ن وَ الْقَلَمِ .
19-إدغام الثاء في الذال في قوله تعالى: يَلْهَثْ ذلِكَ بالأعراف، و إدغام الباء في الميم في قوله تعالى: اِرْكَبْ مَعَنا بهود إدغاما كاملا للتجانس الذي بينهما.
20-إدغام الطاء في التاء في كل من(بسطت)بالمائدة،(أحطت) بالنمل إدغاما ناقصا مع بقاء صفة الإطباق للتقارب الذي بينهما.
21- نَخْلُقْكُمْ من قوله تعالى: أَ لَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ (1)بالمرسلات اختلف في إدغام القاف في الكاف إدغاما كاملا أو ناقصا و إلى هذا الخلاف يشير الإمام ابن الجزري بقوله:
و الخلف بنخلقكم وقع ....................
و الوجهان صحيحان،و معنى كمال الإدغام أي إدخال القاف في الكاف إدخالا كاملا بحيث لا يظهر منها شيء،و معنى نقص الإدغام أي إبقاء صفة الاستعلاء و زوال صفة القلقلة.
و لقد ذكر الإمام ابن الجزري في كتاب التمهيد أن الإدغام الكامل أولى،و ذلك تبعا لأبي عمرو الداني.
و إلى الكلمات السبع الأول يشير صاحب لآلئ البيان بقوله:
ء أعجمي سهلت أخراها لحفصنا و ميلت مجراها
و اضمم أو افتح ضعف روم و أتى سينا و يبسط و ثاني بسطة
و الصّاد في مصيطر خذ و كلا هذين في المصيطرون نقلا).
ص: 85
-عرف المقطوع و الموصول؟و بين الكلمات التي اتفقت المصاحف على قطعها في كل موضع؟
المقطوع هو كل كلمة مفصولة عما بعدها في رسم المصاحف العثمانية.
و الموصول:هو كل كلمة متصلة بما بعدها رسما في تلك المصاحف.
و المقطوع هو الأصل و الموصول فرع عنه لأنه الشأن في كل كلمة أن ترسم مفصولة عن غيرها و الكلمات الموصولة ليست كذلك لاتصالها رسما و انفصالها لغة في بعض الأحوال.
و من الملاحظ أن المقطوع هو الذي يقطعه القارئ،و يقف على محل قطعه عند الحاجة،و الموصول هو الذي يصله القارئ،و لا يقطعه بل يقف عليه عند انقضائه.
و الكلمات التي اتفقت المصاحف على قطعها في كل المواضع،و هي في ست كلمات كالآتي:
1-(أن)مع(لم)قال تعالى: ذلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرى (1)، كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ (2)، أَ يَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (3).
2-(حيث)مع(ما)قال تعالى: وَ حَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلاّ (4).
ص: 86
3-(عن)مع(من)قال تعالى: فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشاءُ وَ يَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشاءُ (1)، فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلّى عَنْ ذِكْرِنا (2).
4-(أيا)مع(ما)قال تعالى: أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى (3).
5-(ابن)مع(أم)قال تعالى: قالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي (4).
6-(إل)مع(ياسين)من قوله تعالى: سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ (5).
-اذكر الكلمات التي اتفقت المصاحف على وصلها في كل موضع؟
اتفقت المصاحف على وصل كلمات انحصرت في اثنتين و عشرين كلمة،و هي:
1-(إن)الشرطية مع(لا)النافية قال تعالى: إِلاّ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ (6)، 2-(أم)مع(ما)قال تعالى: أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحامُ الْأُنْثَيَيْنِ (7)، أَمّا يُشْرِكُونَ ، أَمّا ذا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (8)، فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ وَ أَمَّا السّائِلَ فَلا تَنْهَرْ .
ص: 87
3-(نعم)مع(ما)قال تعالى: فَنِعِمّا هِيَ ، إِنَّ اللّهَ نِعِمّا يَعِظُكُمْ بِهِ (1).
4-(كأن)المشددة مع(ما)قال تعالى: كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ (2)، فَكَأَنَّما خَرَّ مِنَ السَّماءِ .
5-(أي)مع(ما)قال تعالى: أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوانَ عَلَيَّ (3).
6-(مهما)قال تعالى: وَ قالُوا مَهْما تَأْتِنا بِهِ مِنْ آيَةٍ (4).
7-(رب)مع(ما)قال تعالى: رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا (5).
8-(من)الجارة مع(من)الموصولة قال تعالى: وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ (6)، وَ مَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعا إِلَى اللّهِ وَ عَمِلَ صالِحاً (7).
9-(من)الجارة مع(ما)الاستفهامية المحذوفة الألف قال تعالى:
فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ مِمَّ خُلِقَ .
10-(في)مع(ما)الاستفهامية المحذوفة الألف قال تعالى: قالُوا فِيمَ كُنْتُمْ ، فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها .
11-(عن)مع(ما)الاستفهامية المحذوفة الألف قال تعالى: عَمَّ يَتَساءَلُونَ .).
ص: 88
12-(وي)مع(كأن)قال تعالى وَيْكَأَنَّ اللّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ يَقْدِرُ (1).
13-(وي)مع(كأنه)قال تعالى: وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ .
14-(إلياس)قال تعالى: وَ زَكَرِيّا وَ يَحْيى وَ عِيسى وَ إِلْياسَ كُلٌّ مِنَ الصّالِحِينَ (2)، وَ إِنَّ إِلْياسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3).
15-(يبنئوم)من قوله تعالى: قالَ يَا بْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَ لا بِرَأْسِي (4).
16-(يوم)مع(إذ)قال تعالى: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ ، وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ ، وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ .
17-(حين)مع(إذ)قال تعالى: وَ أَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ (5).
18،19- كالُوهُمْ ، وَزَنُوهُمْ في قوله تعالى: وَ إِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ .
20-(ال)التعريفية قال تعالى: اَلشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ بِحُسْبانٍ .
21-(ها)التي تعرف بهاء التنبيه في قوله تعالى: ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ بآل عمران الآية(66).
22-(يا)التي للنداء،و هي كثيرة في القرآن،و مثالها قول اللّه تعالى:
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللّهِ بالتحريم الآية(8).
هذه الفائدة تتعلق بالمقطوع و الموصول عامة،أي ما اتفق على قطعه، و ما اتفق على وصله،و ما وقع فيه الخلاف،و هي أبيات لشمس الدين ابن
ص: 89
الجزري-رحمه اللّه-من متن الجزرية قال:
و اعرف لمقطوع و موصول و تا في مصحف الإمام فيما قد أتى
فاقطع بعشر كلمات أن لا مع ملجأ و لا إله إلاّ
و تعبدوا ياسين ثان هود لا يشركن تشرك يدخلن تعلوا على
أن لا يقولوا لا أقول إن ما بالرّعد و المفتوح صل و عن ما
نهوا اقطعوا من ما بروم النّسا خلف المنافقين أم من أسّسا
الأنعام و المفتوح يدعون معا و خلف الأنفال و نحل وقعا
فصّلت النّسا و ذبح حيث ما و إن لم المفتوح كسر إنّ ما
و كلّ ما سألتموه و اختلف ردّوا كذا قل بئسما و الوصل صف
خلفتموني و اشتروا في ما اقطعا أحي أفضتم اشتهت يبلو معا
ثاني فعلن وقعت روم كلا تنزيل شعرا و غير ذي صلا
فأينما كالنّحل صل و مختلف في الظّلّة الأحزاب و النسا وصف
وصل فإلم هود ألّن نجعلا تجمع كيلا تحزنوا تأسوا على
حجّ عليك حرج و قطعهم عن من يشاء من تولّى يوم هم
و مال هذا و الّذين هؤلا تحين في الإمام صل و وهّلا
و وزنوهم و كالوهم صل كذا من أل و هاويا لا تفصل
-رسمت الكلمات الآتية(رحمت،نعمت،لعنت،امرأت،شجرت، سنت،قرت،جنت،بقيت،كلمت،بينت)بالتاء المفتوحة مرة،و بالتاء المربوطة مرة أخرى،اذكر مثالين لكل واحدة بحيث تكون في الأول مفتوحة، و في الثاني مربوطة؟
1-الكلمة الأولى:
أ-(رحمت)المفتوحة التاء،قال تعالى: وَ رَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ الآية (32)من سورة الزخرف.
ص: 90
ب-(رحمة)المربوطة التاء،قال تعالى: إِلاّ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ الآية (87)من سورة الإسراء.
2-الكلمة الثانية:
أ-(نعمت)المفتوحة التاء،قال تعالى: فَذَكِّرْ فَما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكاهِنٍ وَ لا مَجْنُونٍ الطور(29).
ب-(نعمة)المربوطة التاء،قال تعالى: وَ إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللّهِ لا تُحْصُوها النحل(18).
3-الكلمة الثالثة:
أ-(لعنت)المفتوحة التاء،قال تعالى: فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ آل عمران(61).
ب-(لعنة)المربوطة التاء،قال تعالى: أَنْ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظّالِمِينَ الأعراف(44).
4-الكلمة الرابعة:
أ-(امرأت)مفتوحة التاء،قال تعالى: وَ قالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ يوسف(30).
ب-(امرأة)مربوطة التاء،قال تعالى: وَ إِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ سورة النساء الآية(128).
5-الكلمة الخامسة.
أ-(شجرت)مفتوحة التاء،قال تعالى: إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ سورة الدخان(43).
ب-(شجرة)مربوطة التاء،قال تعالى: وَ شَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ المؤمنون(20).
6-الكملة السادسة:
أ-(سنت)مفتوحة التاء،قال تعالى: سُنَّتَ اللّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبادِهِ غافر(85).
ص: 91
ب-(سنة)مربوطة التاء،قال تعالى: سُنَّةَ اللّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا الأحزاب(38).
7-الكلمة السابعة:
أ-(قرت)مفتوحة العين،قال تعالى: قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَ لَكَ سورة القصص الآية(9).
ب-(قرة)مربوطة العين،قال تعالى: رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَ ذُرِّيّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ الفرقان(74).
8-الكلمة الثامنة:
أ-(جنت)مفتوحة العين،قال تعالى: فَرَوْحٌ وَ رَيْحانٌ وَ جَنَّةُ نَعِيمٍ الواقعة(89).
ب-(جنة)مربوطة العين،قال تعالى: أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ المعارج (38).
9-الكلمة التاسعة:
أ-(بقيت)مفتوحة التاء،قال تعالى: بَقِيَّتُ اللّهِ خَيْرٌ لَكُمْ هود (86).
ب-(بقية)مربوطة التاء،قال تعالى: وَ بَقِيَّةٌ مِمّا تَرَكَ آلُ مُوسى البقرة (248).
10-الكلمة العاشرة:
أ-(كلمت)مفتوحة التاء،قال تعالى: وَ تَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنى الأعراف(137).
ب-(كلمة)مربطة التاء،قال تعالى: وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ هود (119).
11-الكلمة الحادية عشرة:
أ-(بينت)مفتوحة التاء،قال تعالى« أَمْ آتَيْناهُمْ كِتاباً فَهُمْ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْهُ فاطر(40).
ص: 92
ب-(بينة)مربوطة التاء،قال تعالى: كَمْ آتَيْناهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ البقرة(211).
لقد أشار صاحب لآلئ البيان إلى التاءات المفتوحة بقوله:
تا رحمت الأولى مع الأعراف و زخرف و الرّوم هود كاف
و في بما رحمت الخلف أتى و نعمت البقرة الأخرى بتا
كذا بإبراهيم أخريين مع ثلاثة النّحل أخيرات تقع
مع فاطر و في العقود الثّاني و الطّور مع عمران مع لقمان
و الخلف في نعمة ربّي و امرأت متى تضف لزوجها بالتّا ائت
كاللات مع هيهات ذا يا أبت و لات مع مرضات إنّ شجرت
و سنّت الثلاث عند فاطر و موضع الأنفال ثمّ غافر
و لعنت النّور و نجعل لعنتا و ابنت مع قرّة عين فطرتا
بقيّت اللّه و أيضا معصيت معا و جنت نعيم وقعت
كلمت الأعراف بالخلف أتى و ما قرى فردا و جمعا فبتا
و هو جمالت و آيات أتت بالعنكبوت في الّتي تأخّرت
مع يوسف و هم على بينت و الغرفات و كلا غيابت
و ثمرات فصّلت و كلمت يونس و الأنعام و الطّول بدت
لكن بثاني يونس الخلف استقرّ مع غافر فسبعة في اثنى عشر
-عرف كلا من الروم و الإشمام مع ذكر أمثلة توضح ما تقول؟
الروم:هو تضعيفك الصوت بالحركة حتى يذهب بذلك معظم صوتها فتسمع لها صوتا خفيفا يدركه القريب دون البعيد،أي أن الروم يسمع و لا يرى بدليل الإدراك بالسماع للقريب دون البعيد،و لو أنه يرى لرآه القريب
ص: 93
و البعيد ببصره،و قيل إن الروم هو الإتيان ببعض الحركة (1)و الإشمام:هو ضمك (2)شفتيك بعد سكون الحرف بدون صوت،فلا يدرك إلا بالبصر، و يكون في الحرف الموقوف عليه،و لا يكون إلا في المرفوع أو المضموم، و هناك نوعان آخران من الإشمام و هما:
الأول:خلط حرف بحرف كما في لفظ الصراط و صراط،و ذلك من مثل قول اللّه تعالى: صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ حيث تمزج الصاد بصوت الزاي.
و الثاني:خلط حركة بحركة و هو نوعان:
الأول:كما في«قيل»و بابه و كيفية ذلك أن ينطق بحركة مركبة من حركتين ضمة فكسرة و جزء من الضمة مقدم،و هو الأقل و يليه جزء الكسرة و هو الأكثر،و هو في مثل قوله تعالى: وَ إِذا قِيلَ لَهُمْ بالبقرة.
و الثاني:ضم الشفتين مصاحبا لإسكان الحرف بدون صوت لذلك الضم،و هو في لفظ(تأمنا)من قوله تعالى: قالُوا يا أَبانا ما لَكَ لا تَأْمَنّا عَلى يُوسُفَ من سورة يوسف و ما يجوز فيه الإشمام في باب الإدغام الكبير و هو موضح في كتب القراءات.
-عرف همزة الوصل،مبينا أماكن وجودها موضحا حركتها في كل؟
همزة الوصل:هي الهمزة التي تظهر في الابتداء و تسقط في الدرج (3)، و تكون في الأسماء و الأفعال،و الحروف،فإن جاءت في اسم نحو:(الحمد للّه)،تفتح الهمزة.
ص: 94
ب-و وقعت منكرة في سبعة ألفاظ في القرآن و هي:
1-ابن.2-و ابنت.3-و ابنتي.
4-امرئ.5-اثنين.6-اسم:نحو:(اسم ربك).
7-اثنتا و اثنتين.
-و وقعت في ثلاثة أسماء في القرآن و هي:
1-است 2-و ابنم 3-و ايم اللّه في القسم.
و يزاد في النون فيقال:و ايمن اللّه،و يبدأ في هذه الأسماء بكسر الهمزة.
و إذا وقعت همزة الوصل في فعل أمر،فانظر إلى ثالثه،فإن كان مكسورا أو مفتوحا فيبدأ فيه بكسر الهمزة نحو:اذهب و اضرب،و ارجع.
و إن كان ثالثه مضموما ضمّا لازما فيبدأ فيه بضم الهمزة نحو:اتل، و انظر،و اضطر و ما شابه ذلك.
و أما إذا كان ثالثه مضموما ضمّا عارضا فيبدأ فيه بالكسر نظرا لأصله،نحو:امشوا،و اقضوا،و ابنوا،و أتوا،فإن أصله:(امشيوا،و اقضيوا، و ائتيوا)و ابنيوا)،لأنك إذا أمرت الواحد أو الاثنين قلت:امش،و امشيا، و اقض،و اقضيا.هكذا،فتجد عين الفعل مكسورة في هذه الأفعال فاعلم أن الضمة فيه عارضه،و تكون همزة الوصل في ماضي الخماسي و السداسي، و أمرهما و مصدرهما،مثل:انطلق:ماضي انطلق:أمر،و انطلاق:مصدر.
و استخرج:ماضي،استخرج،و استخراج:مصدر.
و أمر الثلاثي كاضرب،و اعلم،و يبدأ في هذا كله بكسر الهمزة.
و لا تأتي في حرف إلا في«ايم اللّه»للقسم،و في«ال»للتعريف، و تكون مفتوحة فيها.و تحذف بعد همزة الاستفهام،نحو: اِسْتَغْفِرْ لَهُمْ ، قُلْ أَتَّخَذْتُمْ ، اِفْتَرى عَلَى اللّهِ كَذِباً ، أَطَّلَعَ الْغَيْبَ ، أَسْتَكْبَرْتَ ، أَصْطَفَى الْبَناتِ ، اِتَّخَذْتُمُ .
ص: 95
أما إذا وقعت بين همزة الاستفهام و لا التعريف،فلا تحذف،كي لا يلتبس الاستفهام بالخبر.
و مثال ذلك آلذَّكَرَيْنِ موضعي الأنعام،و(الآن)موضعي يونس،و آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ بيونس،و آللّهُ خَيْرٌ أَمّا يُشْرِكُونَ بالنمل.
و يبدأ باللام أو بهمزة الوصل في قوله تعالى: بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ و اللّه أعلى و أعلم.
-اكتب باختصار عن بعض الحروف التي تحذف وصلا،و الحروف التي تثبت وقفا،موضحا ذلك بالأمثلة؟
1-حرف الواو في المفرد و الجمع تحذف في الوصل لالتقاء الساكنين فهي ثابتة رسما و وقفا،نحو: يَمْحُوا اللّهُ ما يَشاءُ ، مُلاقُوا اللّهِ ، مُرْسِلُوا النّاقَةِ ، كاشِفُوا الْعَذابِ ، جابُوا الصَّخْرَ و ما شاكل ذلك إلا في أربعة أفعال و اسم واحد،و هي محذوفة فيها رسما و لفظا و وقفا و وصلا و هي: وَ يَدْعُ الْإِنْسانُ بالإسراء، و يمحو الله الباطل بالشورى فهي هكذا يَمْحُ اللّهُ الْباطِلَ ، يَوْمَ يَدْعُ الدّاعِ بالقمر، سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ بالعلق.
أما الاسم:فهو: وَ صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ بالتحريم،على أنه جمع مذكر سالم.
2-و أما الياء:فتثبت في أُولِي الْأَيْدِي وَ الْأَبْصارِ ،و حذفت في ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوّابٌ ،و يوقف في الأولى بإثبات الياء،و في الثانية بحذفها.
و يوقف بإثبات الياء في(معجزي اللّه)،و(محلي الصيد)و(حاضري المسجد الحرام)،و(آتى الرحمن)،و(مهلكي القرى)،و(المقيمي الصلاة).
ص: 96
و أما الياء الزائدة الواقعة قبل ساكن مثال: وَ سَوْفَ يُؤْتِ اللّهُ بالنساء، وَ اخْشَوْنِ الْيَوْمَ بالمائدة، نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ بيونس، بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ بطه و النازعات،و وادِ النَّمْلِ بالنمل،و اَلْوادِ الْأَيْمَنِ بالقصص و اَلْجَوارِ الْمُنْشَآتُ بالرحمن، اَلْجَوارِ الْكُنَّسِ بالتكوير، لَهادِ الَّذِينَ آمَنُوا بالحج، بِهادِ الْعُمْيِ بالروم، صالِ الْجَحِيمِ بالصافات، تُغْنِ النُّذُرُ بالقمر، يُرِدْنِ الرَّحْمنُ بياسين، يا عِبادِ الَّذِينَ آمَنُوا الأولى بالزمر، يُنادِ الْمُنادِ بقاف.
3-و أما الألف فإن حذفت في الوصل لالتقاء الساكنين فإنها ثابتة رسما و وقفا مثال ذاقَا الشَّجَرَةَ ، كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ ، وَ قالاَ الْحَمْدُ لِلّهِ ، يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إلا في ثلاثة مواضع حذفت فيها الألف رسما و يوقف على الهاء فيها من غير ألف و هي: أيه المؤمنون بالنور و يا أيه الساحر بالزخرف و أَيُّهَ الثَّقَلانِ بالرحمن هذه مواضع الحذف،مواضع بالاتفاق (1)على إثبات الألف فيها عند الوقف،و هو:
اِهْبِطُوا مِصْراً بالبقرة، وَ لَيَكُوناً مِنَ الصّاغِرِينَ ،بيوسف، و لَنَسْفَعاً بِالنّاصِيَةِ بالعلق.
و لفظ إذا المنون مثل: إِذاً لاَبْتَغَوْا ،و ألف لكِنَّا هُوَ اللّهُ بالكهف وقفا.
تثبت الألف وقفا و تحذف وصلا في الضمير،مثال:(أنا النذير)، (الظنونا)،(الرسولا)،(السبيلا)،و(قواريرا)الموضع الأول بسورة الإنسان فقط.
و مما حذف وصلا و وقفا و ثبت رسما:(ثمودا)في أربعة مواضع هي:
1- وَ ثَمُودَ وَ أَصْحابَ الرَّسِّ .
2- أَلا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ بهود.ي.
ص: 97
3- وَ ثَمُودَ وَ قَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ بالعنكبوت.
4- وَ ثَمُودَ فَما أَبْقى بالنجم.
-ما هي الحروف(الجوفية و الهوائية-الحلقية-اللهوية-الشجرية- الذلقية-النطعية-الأسلية-اللثوية-الشفوية)؟ و ما علة هذه التسمية؟
ذكر الدكتور سالم محيسن في الرائد تحت عنوان«ألقاب الحروف» و هي:
1-2 الجوفية و الهوائية و هي:حروف المد الثلاثة،و لقبت بذلك لأن مبدأ أصواتها مبدأ الحلق،ثم تمتد الأصوات و تمر في كل جوف الحلق و الفم و هو الخلاء الداخل فيه.فليس لهن حيز محقق ينتهين إليه كما هو لسائر الحروف بل ينتهين بانتهاء الهواء،أعني هواء الفم و هو الصوت.
3-الحلقية:و هي ستة أحرف:الهمزة،و الهاء،و العين،و الحاء،و الغين، و الخاء،و لقبت بذلك و نسبت إلى الحلق لخروجها منه.
4-اللهوية:و هما:القاف،و الكاف،و لقبا بذلك لأنهما يخرجان من آخر اللسان عند اللهاة،فنسبا إليها.
5-الشجرية:و هي ثلاث حروف:الجيم،و الشين،و الياء،و لقبت بذلك لخروجها من شجر الفم،و هو منفتح ما بين اللحيين.
6-الذلقية:و هي ثلاثة حروف:اللام و النون و الراء،و لقبت بذلك نسبة لخروجها من ذلق اللسان،و هو طرفه.
7-النطعية:و هي ثلاثة حروف:الطاء،و الدال،و التاء،و لقبت بذلك لخروجها من اللثة المجاورة لنطع الفم،أي جلد غار الحنك الأعلى و هو سعته.
ص: 98
8-الأسلية،و هي ثلاثة حروف:الصاد،و السين،و الزاي،و لقبت بذلك لخروجها من أسلة اللسان و هي طرفه.
9-اللثوية:و هي ثلاثة حروف:الظاء،و الذال و الثاء،و لقبت بذلك لمجاورة مخرجها للثة و هي اللحم المركب فيه الأسنان.
10-الشفوية:و هي أربعة حروف:الفاء و الواو و الباء و الميم،و لقبت بذلك لخروجها من الشفة،هذا و اللّه أعلى و أعلم.
-فرق بين الوقف و القطع و السكت؟
الوقف:معناه في اللغة الكف عن مطلق شيء.
يقال:وقفت فلانا عن كذا إذا كففته عنه و منعته عن مباشرته.و معناه في الاصطلاح-كما قال ابن الجزري في النشر-قطع الصوت على الكلمة زمنا يتنفس فيه عادة بنية استئناف القراءة إما بما يلي الحرف الموقوف عليه إن صلح الابتداء به،و إما بما قبله من غير قصد الإعراض عن القراءة.
و يكون الوقف في رءوس الآي و أوساطها،و لا يكون في وسط الكلمة و لا فيما اتصل رسما.
و القطع في اللغة الإبانة و الإزالة،يقال:قطعت الرقبة إذا أبنتها و فصلتها،و أزلتها عن مكانها.
و في الاصطلاح:قطع القراءة بالكلية،و الانتقال عنها إلى حال أخرى، و هو الذي يستعاذ بعده للقراءة المستأنفة،و لا يكون إلا على رأس آية،لأن رءوس الآي في نفسها مقاطع.و نقل في النشر (1)عن عبد اللّه بن أبي الهذيل أنه قال:إذا قرأ أحدكم الآية فلا يقطعها حتى يتمها...و ظاهر هذا العموم، فلا ينبغي للقارئ أن يقف على كلمة في أثناء الآية،و يقطع قراءته عليها، سواء كان في الصلاة أم خارجها.
ص: 99
و نقل في النشر عن أبي الهذيل السابق ذكره أنه قال:كانوا يكرهون أن يقرءوا بعض الآية و يدعوا بعضها،و هذا أعم من أن يكون في الصلاة أم خارجها.و عبد اللّه بن أبي الهذيل هذا تابعي كبير،و قوله:كانوا:يدل على أن الصحابة-رضي اللّه عنهم أجمعين-كانوا يكرهون ذلك.
و السكت في اللغة الامتناع،يقال:سكت فلان عن الكلام إذا امتنع منه،و اصطلاحا:قطع الصوت زمنا دون زمن الوقف عادة من غير تنفس مع قصد القراءة و هو مقيد بالسماع،فلا يجوز إلا فيما ثبت فيه النقل،و صحت به الرواية،و يكون في وسط الكلمة،و فيما اتصل رسما.
-اذكر حكم الوقف على(نعم)في القرآن الكريم مع ذكر مواضعها؟
نبدأ أولا بذكر مواضع(نعم)في القرآن الكريم ثم نتبع ذلك بذكر حكم الوقف عليها:
أولا:مواضع نعم في القرآن الكريم:
اعلم أن هذه الكلمة وقعت في القرآن الكريم في أربعة مواضع:
1- فَهَلْ وَجَدْتُمْ ما وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا،قالُوا نَعَمْ سورة الأعراف آية(44).
2- قالَ نَعَمْ وَ إِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ سورة الأعراف الآية(114).
3- قالَ نَعَمْ وَ إِنَّكُمْ إِذاً لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ سورة الشعراء آية(42).
4- قُلْ نَعَمْ وَ أَنْتُمْ داخِرُونَ سورة الصافات آية(18).
ثانيا:حكم الوقف على(نعم)في الآيات السابقة:
الموضع الأول:الوقف عليها كاف،لأن(قالوا نعم)جواب أهل النار عن سؤال أهل الجنة لهم و هو فَهَلْ وَجَدْتُمْ ما وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا .
ص: 100
الموضع الثاني:لا يجوز الوقف فيها على نعم،لأن جملة( وَ إِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ )معطوفة على الجملة المحذوفة التي قامت(نعم)مقامها في الجواب.
الموضع الثالث:يقال فيها كل ما قيل في الآية الثانية.
الموضع الرابع:لا يسوغ الوقف فيها على نعم أيضا،لأن جملة و أنتم داخرون في محل نصب على أنها حال من الفاعل الذي حذف مع فعله و قامت نعم مقامه.
-اذكر حكم الوقف على(بلى)في القرآن الكريم؟مع ذكر مواضع ذكرها؟
بلى:هي (1)حرف جواب،يجاب بها كلام قبلها و تختص بالنفي بمعنى أنها لا تقع إلا بعد كلام منفي.فلا تقع بعد كلام مثبت إلا في النزر اليسير من الأساليب،و هي تفيد إبطال النفي قبلها و نقضه و تقرر نقيضه،و قد وقعت في القرآن الكريم في اثنين و عشرين موضعا في ست عشرة سورة، و ينقسم حكمها،أو حكم الوقف عليها على ثلاثة أقسام.
القسم الأول:ما يختار فيه كثير من القراء و أهل اللغة الوقف عليها، لأنها جواب لما قبلها غير متعلقة بما بعدها،و ذلك في عشرة مواضع هي:
1- أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ ما لا تَعْلَمُونَ، بَلى سورة البقرة الآية (80،81).
2- قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ، بَلى سورة البقرة الآية (111،112).
3- وَ يَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَ هُمْ يَعْلَمُونَ بَلى سورة آل عمران الآية (75،76).
ص: 101
4- بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ، بَلى سورة آل عمران الآية (124،125).
5- وَ أَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا،بَلى سورة الأعراف الآية(172).
6- ما كُنّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ،بَلى سورة النحل الآية(28).
7- عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ،بَلى سورة يس الآية(81).
8- أَ وَ لَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا،بَلى سورة غافر الآية(50).
9- عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى،بَلى سورة الأحقاف الآية(33).
10- إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ، بَلى سورة الانشقاق الآية (14،15).
القسم الثاني:ما لا يجوز الوقف عليها لتعلق ما بعدها بما قبلها و ذلك في سبعة مواضع:
1- قالُوا بَلى وَ رَبِّنا سورة الأنعام الآية(30).
2- بَلى وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا سورة النحل الآية(38).
3- قُلْ بَلى وَ رَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ سورة سبأ الآية(3).
4- بَلى قَدْ جاءَتْكَ آياتِي سورة الزمر الآية(59).
5- قالُوا بَلى وَ رَبِّنا سورة الأحقاف الآية(33).
6- قُلْ بَلى وَ رَبِّي لَتُبْعَثُنَّ سورة التغابن الآية(7).
7- بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ سورة القيامة الآية(4).
القسم الثالث:ما اختلفوا في جواز الوقف عليها،و الأرجح المنع لأن بعدها متصل بما قبلها و هي خمسة مواضع.
1- قالَ بَلى وَ لكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي سورة البقرة الآية(260).
2- قالُوا بَلى وَ لكِنْ حَقَّتْ سورة الزمر الآية(71).
ص: 102
3- بَلى وَ رُسُلُنا سورة الزخرف الآية(80).
4- قالُوا بَلى وَ لكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ سورة الحديد الآية(14).
5- قالُوا بَلى قَدْ جاءَنا نَذِيرٌ سورة الملك الآية(9).
و قد نظم العلامة جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي الشافعي مواضع بلى الاثنين و العشرين،مع تقسيم هذه المواضع إلى ثلاثة أقسام،و بيان حكم كل قسم منهما فقال:
حكم بلى في سائر القرآن ثلاثة عن عابد الرّحمن
أعني السّيوطي جامع الإتقان عن عصبة التفسير و البرهان
فالوقف في سبع عليها قد منع لما لها تعلق بما جمع
قالوا بلى في آخر الأحقاف و في التغابن للذكي الوافي
و قل بلى في سورة القيامة فاحذر من التفريط و الملامه
و خمسة فيها خلاف زبرا بالمنع و الجواز حيث حرّرا
بلى و لكن قد أتى في البقرة و في الزمر بلى و لكن حرّره
بلى و رسلنا أتى في الزخرف و في الحديد مثلها عنهم قفى
قالوا بلى في الملك ثمّ جوزوا في ثالث الأقسام وقفا أبرزوا
وعّدها عشر سوى ما قد ذكر لم تخف عن فهم الذّكي المستقر
-اذكر حكم الوقف على(كلا)في القرآن الكريم؟
كلا في كتاب ربنا سبحانه و تعالى لها أربعة معان،لا تخرج في جميع مواردها عنها:الردع و الزجر،معنى حقّا،معنى نعم،معنى الاستفتاح،و قد ذكر لها الإمام القرطبي في تفسيره معنى خامسا،و هو أن تكون بمعنى لا
ص: 103
النافية.
و قد وقعت هذه الكلمة(كلا) (1)في القرآن في ثلاثة و ثلاثين موضعا في خمس عشرة سورة.كلها في النصف الثاني من القرآن.
و ليس في النصف الأول منها شيء و لذلك قال بعضهم:
و ما نزلت كلاّ بيثرب فاعلمن و لم تأت في القرآن في نصفه الأعلى
قال العلامة بدر الدين الزركشي في البرهان:و حكمة ذلك أن النصف الثاني نزل أكثره بمكة.و أكثرها جبابرة فتكررت هذه الكلمة على وجه التهديد و التعنيف لهم و الإنكار عليهم بخلاف النصف الأول.و ما نزل منه في اليهود لم يحتج إلى إيرادها فيه لذلهم و ضعفهم ثم نقل الزركشي عن الإمام مكي بن أبي طالب أنه قسم(كلا)أربعة أقسام:
القسم الأول:ما يحسن الوقف فيه عليها-على معنى الرد لما قبلها- و الإنكار له فتكون بمعنى:ليس الأمر كذلك.و الوقف عليها في هذه المواضع هو الاختيار.و يجوز الابتداء بما بعدها على معنى(حقا)أو على معنى(ألا) و ذلك أحد عشرة موضعا هي:
1- أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً كَلاّ سورة مريم الآية (78،79).
2- وَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا كَلاّ سورة مريم الآية(81،82).
3- لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ كَلاّ سورة المؤمنين الآية (100).
4- قُلْ أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكاءَ كَلاّ سورة سبأ الآية(27).).
ص: 104
5- وَ مَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنْجِيهِ كَلاّ سورة المعارج الآية (14،15).
6- أَ يَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ كَلاّ سورة المعارج الآية(38،39).
7- ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ كَلاّ سورة المدثر الآية(15،16).
8- بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتى صُحُفاً مُنَشَّرَةً كَلاّ سورة المدثر الآية(52،53).
9- إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ، كَلاّ سورة المطففين الآية(13،14).
10- وَ أَمّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهانَنِ، كَلاّ سورة الفجر الآية(16،17).
11- يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ، كَلاّ سورة الهمزة الآية(3،4).
القسم الثاني:ما لا يحسن الوقوف فيه عليها،و لكن يبتدأ بها،و ذلك في ثمانية عشر موضعا.
1- كَلاّ وَ الْقَمَرِ سورة المدثر الآية(32).
2- كَلاّ إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ سورة المدثر الآية(54).
3- كَلاّ لا وَزَرَ سورة القيامة الآية(11).
4- كَلاّ بَلْ تُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ سورة القيامة(20).
5- كَلاّ إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ سورة القيامة(26).
6- كَلاّ سَيَعْلَمُونَ سورة النبأ آية(4).
7- كَلاّ لَمّا يَقْضِ ما أَمَرَهُ عبس آية(23).
9- كَلاّ بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ الانفطار(9).
10- كَلاّ إِنَّ كِتابَ الفُجّارِ المطففين(7).
11- كَلاّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ المطففين(15).
ص: 105
12- كَلاّ إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ المطففين(18).
13- كَلاّ إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ الفجر(21).
14- كَلاّ إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى العلق(6).
15- كَلاّ لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ العلق(15).
16- كَلاّ لا تُطِعْهُ العلق(19).
17- كَلاّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ التكاثر(3).
18- كَلاّ لَوْ تَعْلَمُونَ التكاثر(5).
القسم الثالث:ما لا يحسن الوقف فيه عليها،و لا يحسن الابتداء بها، بل تكون موصولة بما قبلها من الكلام،و بما بعدها،و ذلك في موضعين هما:
1- ثُمَّ كَلاّ سَيَعْلَمُونَ النبأ(5).
2- ثُمَّ كَلاّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ التكاثر(4).
القسم الرابع:ما يحسن الوقف عليها و لا يجوز الابتداء بها،بل توصل بما قبلها،في موضعين هما:
1- قالَ كَلاّ فَاذْهَبا بِآياتِنا إِنّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ سورة الشعراء (15).
2- قالَ كَلاّ إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ سورة الشعراء(62).
-اذكر الفرق بين الضاد و الظاء،و اذكر مواد الظاء الواردة في القرآن الكريم من حيث الاتفاق و الاختلاف على نطقها؟
الفرق بين الضاد و الظاء:
جاء في العميد (1)أن الفرق بين الضاد و الظاء يكون من حيث المخرج و هو عبارة عن أن الضاد تخرج من احدى حافتي اللسان مما يلي الأضراس
ص: 106
العليا،أو منهما معا،و أما الظاء فتخرج من طرف اللسان مع أطراف الثنايا العليا على ما فصل في مخارج الحروف.
و من حيث الصفة فإن الضاد مستطيلة،و الظاء ليست كذلك،و في ذلك يقال:
و الضّاد باستفالة و مخرج ميّز من الظّاء و كلّها تجي
مواد الظاء الواردة في القرآن الكريم:تقع الظاء غير المستطيلة في القرآن الكريم في ثلاثين مادة متفق عليها،و مادة واحدة مختلف فيها.
فأما المواد المتفق عليها فهي حسب و رودها في الجزرية كما يلي:
1-مادة الظعن،بمعنى الرحيل في قوله تعالى يَوْمَ ظَعْنِكُمْ فقط.
2-مادة الظل،ضد الشمس و الحر نحو قوله تعالى: وَ لاَ الظِّلُّ وَ لاَ الْحَرُورُ 3-مادة الظهيرة،أي متصف النهار،في مِنَ الظَّهِيرَةِ بالنور، وَ حِينَ تُظْهِرُونَ بالروم فقط.
4-مادة العظمة نحو وَ هُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ .
5-مادة الحفظ نحو قوله تعالى: وَ إِنّا لَهُ لَحافِظُونَ .
6-مادة اليقظة،ضد النوم في قوله تعالى: وَ تَحْسَبُهُمْ أَيْقاظاً فقط.
7-مادة الإنظار،بمعنى التأخير نحو قوله تعالى: إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ .
8-مادة العظم،المقابل للحم،نحو قوله تعالى: فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً .
9-مادة الظهر،المقابل للبطن،نحو قوله تعالى: إِلاّ ما حَمَلَتْ ظُهُورُهُما ،و منها الظهار،بمعنى التحريم،نحو: يُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ .
10-مادة اللفظ،بمعنى الطرح في قوله تعالى: ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ فقط.
ص: 107
11-مادة ظهر مجردة أو مزيدة بمعانيها المختلفة كالوضوح و البيان نحو قوله تعالى: ما ظَهَرَ مِنْها وَ ما بَطَنَ ، ظَهَرَ الْفَسادُ أو الغلبة و الانتصار نحو قوله تعالى: فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ ،أو الاطلاع و الإحاطة،نحو قوله تعالى:
أَظْهَرَهُ اللّهُ عَلَيْهِ ،أو المناصرة و المعاونة نحو قوله تعالى: وَ ظاهَرُوا عَلى إِخْراجِكُمْ ،و الملائكة بعد ذلك ظهير،و غير ذلك من المعاني التي تدل عليها هذه المادة.
12-مادة اللظى،أي النار،في قوله تعالى: إِنَّها لَظى ، ناراً تَلَظّى فقط.
13-مادة الشواظ،أي اللهب الذي لا دخان له في شُواظٌ مِنْ نارٍ .
14-مادة الكظم نحو: وَ هُوَ كَظِيمٌ .
15-مادة الظلم نحو: وَ لا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً .
16-مادة الغلظة،ضد اللين نحو قوله تعالى: غَلِيظَ الْقَلْبِ .
17-مادة الظلمة نحو: أَوْ كَظُلُماتٍ .
18-مادة الظفر بضم الظاء في قوله تعالى: كُلَّ ذِي ظُفُرٍ فقط.
19-مادة الانتظار نحو قوله تعالى: إِنّا مُنْتَظِرُونَ .
20-مادة الظمأ،أي العطش نحو قوله تعالى لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ .
21-مادة الظفر بفتح الظاء،أي النصر،في قوله تعالى: مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ فقط.
22-مادة الظن نحو بَلْ ظَنَنْتُمْ .
23-مادة الوعظ نحو قوله تعالى: وَ هُوَ يَعِظُهُ إلا عِضِينَ بالحجر فإنها بالضاد.
24-مادة ظل،التي تفيد اتصاف الاسم بالخبر طول النهار،و إذا لم يتصل بها شيء نحو ظَلَّ وَجْهُهُ ، فَنَظَلُّ لَها عاكِفِينَ ،أو اتصل بها تاء
ص: 108
المخاطب المفرد نحو ظَلْتَ عَلَيْهِ عاكِفاً ،أو تاء جماعة المخاطبين،نحو فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ ،أو واو الجماعة نحو فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ ،أو تاء التأنيث نحو فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ ،أو نون النسوة نحو فَيَظْلَلْنَ رَواكِدَ .
25-مادة الحظر،بمعنى المنع في مَحْظُوراً بالإسراء فقط.
26-مادة الاحتظار في كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ فقط.
27-مادة الفظاظة،بمعنى الشدة في قوله تعالى: وَ لَوْ كُنْتَ فَظًّا فقط.
28-مادة النظر نحو إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ ،سوى يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ بالقيامة و نَضْرَةً وَ سُرُوراً بالدهر،و نَضْرَةَ النَّعِيمِ بالمطففين فإنها بالضاد.
29-مادة الغيظ نحو قوله تعالى: قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ سوى و غِيضَ الْماءُ ب(هود)و ما تَغِيضُ الْأَرْحامُ ب(الرعد)فإنها بالضاد.
30-مادة الحظ،بمعنى النصيب،قوله تعالى: لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ،أما الحض على الطعام نحو: وَ لا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ فإنها بالضاد.
و أما المادة المختلف فيها بالضاد المستطيلة كما هي قراءة حفص و بالظاء غير المستطيلة فهي بضنين بالتكوير،و ذلك في قوله اللّه تعالى: وَ ما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ الآية(24)،و في ذلك كله يقول ابن الجزري موضحا هذه المواد:
و الضاد باستطالة و مخرج ميّز من الظّاء و كلها تجي
في الظّعن ظلّ الظّهر عظم الحفظ أيقظ و انظر عظم ظهر اللّفظ
ظاهر لظى شواظ كظم ظلما اغلظ ظلام ظفر انتظر ظما
أظفر ظنّا كيف جا وعظ سوى عضين ظلّ النحل زخرف سوا
و ظلت ظلتم و بروم ظلّوا كالحجر ظلّت شعرا نظلّ
يظللن محظورا مع المحتظر و كنت فظّا و جميع النّظر
ص: 109
إلاّ بويل هل و أولى ناضره و الغيظ لا الرّعد و هود قاصره
و الحظّ لا الحضّ على الطّعام و في ظنين الخلاف سامي
و إن تلاقيا البيان لازم أنقض ظهرك يعضّ الظّالم
و اضطرّ مع وعظت مع أفضتم و صفّ ها جباههم عليهم
-أورد بعض أئمة القرآن أن هناك حروفا أحادية،و ثنائية،و ثلاثية كما قال الشاطبي:
«ثاء مثلّث»وضح ذلك باختصار شديد؟
أورد الشاطبي-رحمه اللّه-في البيت رقم(49)في التعرف على رموز الاجتماع للقراء السبعة،قوله:
و منهن للكوفي ثاء مثلّث و ستتهم بالخاء ليس بأغفلا
و قد شرح الإمام القاضي-رحمه اللّه-في الوافي هذا البيت فقال:و من حروف أبي جاد الثاء ذو النقط الثلاث فهي رمز للكوفيين الثلاثة عاصم، و حمزة و الكسائي إذا اتفقوا في القراءة.
و من هناك يبدو أن الثاء ثلاثية النقط أي ذات نقط ثلاثة.
و من هنا نجد أن النقط في القرآن الكريم إما أحادية،أو ثنائية،أو ثلاثية فقط:
-حروف أحادية النقط:
1-الباء،و النقطة أسفلها(ب).
2-الجيم،و النقطة أسفلها(ج).
3-الخاء،و النقطة أعلاها(خ).
4-الذال،و النقطة أعلاها(ذ).
5-الزاي،و النقطة أعلاها(ز).
ص: 110
6-الظاء،و النقطة أعلاها(ظ).
7-الغين و النقطة أعلاها(غ).
8-الفاء،و النقطة أعلاها(ف).
9-النون و النقطة أعلاها(ن).
حروف ثنائية النقط:
1-التاء،و النقط أعلاها(ت) 2-القاف،و النقط أعلاها(ق).
3-الياء،و النقط أسفلها(ي).
-حروف ثلاثية النقط و هي:
1-الثاء،و النقط أعلاها(ث).
2-الشين،و النقط أعلاها(ش).
1-عدد الحروف الهجائية(28)حرفا منها(14)به نقط،و(14) خال من النقط.
2-عدد الحروف أحادية النقط(9).
2-عدد الحروف ثنائية النقط(3).
4-عدد الحروف ثلاثية النقط(2).
5-هناك عدد كبير من الحروف الهجائية به نقط،و هو يشبه أو يقابل نفس العدد الخالي من النقط في أغلب الحروف نحو(د ذ-ر ز-س ش-ص ض-ط ظ-ع غ)،و تعتبر هذه الحروف لبنات تكون منها صرح عظيم البناء،بديع في مبناه و معناه،و هو القرآن الكريم،لا يخترقه معتد،فسبحان من أبدع،و صور،و قال،سبحانه هو اللّه القادر العظيم.
ص: 111
-عرف التسهيل و الفتح و الإمالة؟و إلى كم قسم تنقسم الإمالة؟
التسهيل:مطلق التغيير،و يشمل التسهيل بين بين،و الحذف،و الإثبات، و النقل،فالتسهيل بين بين هو أن ينطق بالهمزة بينها و بين حرف المد المجانس لحركتها،فينطق بالمفتوحة بينها و يبن الألف،و بالمكسورة بينها و بين الباء، و بالمضمومة بينها و بين الواو.
و الفتح المراد في باب الفتح (1)و الإمالة فتح القارئ فمه بالحرف لا فتح الحرف الذي هو الألف،لأنه لا يقبل الحركة.
و الإمالة لغة:التعويج،و اصطلاحا تنقسم إلى قسمين كبرى،و صغرى:
الإمالة الكبرى:هي أن تنحو بالفتحة نحو الكسرة،و بالألف نحو الياء،من غير قلب خالص و لا إشباع مفرط،و هي الإمالة المحضة،و تسمى بالإضجاع.
و الإمالة الصغرى،هي ما بين الفتح و الإمالة الكبرى،و تسمى بالتقليل بين بين،أي بين لفظي الفتح و الإمالة الكبرى.
-ما هي القلقلة؟و ما حروفها؟و لما ذا سميت مقلقلة؟و ما مراتب القلقلة و ما كيفيتها؟و ما المراد من قول بعضهم:
و قلقلة ميّل إلى الفتح مطلقا و لا تتبعنّها بالّذي قبل تجملا
القلقلة في اللغة:الاضطراب،و في الاصطلاح:اضطراب اللسان عند النطق بالحرف حتى يسمع له نبرة قوية خصوصا إذا كان ساكنا (2)و حروفها
ص: 112
خمسة مجموعة في«قطب جد»و تسمى مقلقلة لاضطراب اللسان في الفم عند النطق بها حتى يسمع لها نبرة قوية دون غيرها من الحروف.
-و مراتب القلقلة ثلاث،أقواها الساكن الموقوف عليه،ثم الساكن الموصول،ثم المحرك،غير أنها تكون كاملة في المرتبتين الأولتين،و ناقصة في المحرك الذي لا يوجد فيه إلا أصلها.
فالقلقلة في هذه الحروف أشبه ما تكون بالغنة بالنسبة لحرفي النون و الميم التي تكمل في بعض أحوالها،و تضعف في المظهر و المحرك منهما،إذ لا يوجد فيهما حين الإظهار و التحريك إلا الأصل الغنة.
و لقد اختلف العلماء في كيفية القلقلة بالنسبة إلى ما سكن من حروفها فقيل:إن الحرف المقلقل يتحرك بحركة مناسبة للحرف الذي قبله عند قلقلته،فإن كان ما قبله مفتوحا نحو(أقرب)كان الحرف المقلقل قريبا من الفتح،و إن كان ما قبله مكسورا نحو(اقرأ)كانت القلقلة أقرب إلى الكسر، و إن كان ما قبله مضموما نحو(ادع)كانت القلقلة أقرب إلى الضم،أي أن القلقلة تابعة لحركة الحرف الذي قبلها حتى تتناسب الحركات.
و قيل إن الحرف المقلقل يتحرك بحركة مناسبة للحرف الذي بعده عند قلقلته مفتوحا كان أو مكسورا أو مضموما،أي أن القلقلة تكون أقرب إلى الفتح دائما دون التفات إلى كون ما قبل الحرف المقلقل،أو ما بعده مفتوحا أو مكسورا،أو مضموما،و هذا معنى البيت المتقدم في السؤال،و اللّه أعلى و أعلم.
-اذكر الأحكام التي تخالف الروضة فيها الحرز مع قصر المنفصل في المد،و بين ما تتفق من ذلك مع المصباح و ما يخالف كل منهما الآخر فيه؟
ورد في العميد الإجابة على جزئيات هذا السؤال مرتبة كالآتي:
ما تخالف الروضة فيه الحرز من الأحكام مع قصر المنفصل:
ص: 113
و تخالف روضة ابن المعدل الحرز مع قصر المنفصل في تسعة أحكام، و هي:
1-وجوب توسط المتصل أي مده أربع حركات فقط،لا جواز مده أربعا أو خمسا كما في الحرز.
2-وجوب إبدال همزة الوصل مع مدها إذا وقعت بين همز استفهام و لام ساكنة،و ذلك في المواضع الستة المذكورة،لا جواز إبدالها مدا و تسهيلها بلا مد كما في الحرز.
3-وجوب فتح الضاد في(ضعف)و(ضعفا)بالروم،دون جواز فتحها و ضمها كما في الحرز.
4-وجوب السين في اَلْمُصَيْطِرُونَ في الطور فقط،دون جواز السين و الصاد كما في الحرز.
5-وجوب الإدغام الكامل في نَخْلُقْكُمْ بالمرسلات فقط،دون جواز الإدغام الكامل و الناقص فيها كما في الحرز.
6-وجوب الإشمام في نون تَأْمَنّا بيوسف فقط،لا جواز الإشمام و الروم فيها كما في الحرز.
7-وجوب التفخيم في راء فِرْقٍ بالشعراء،لا جواز تفخيمها و ترقيقها كما في الحرز.
8-وجوب حذف الياء من آتانِيَ بالنمل،و الألف من سلاسلا بالدهر عند الوقف عليها،لا جواز الحذف و الإثبات فيهما كما في الحرز.
9-عدم السكت على ألف(عوجا)و(مرقدنا)و نون مَنْ راقٍ و لام بَلْ رانَ ،لا وجوبه فيها كما في الحرز،و يجمع هذه الأحكام التسعة حسب ترتيبها السابق النظم الآتي:
ص: 114
حمدت إلهي مع صلاتي مسلّما على المصطفى و الآل و الصحب و الولا
و بعد فخذ ما جاء عن حفص عاصم لدى روضة لابن المعدّل تقبلا
فقصر لمفصول و وسط لمتصل و همز وصل منك آلآن أبدلا
و بالفتح ضعف الرّوم و السين في المصيطرون و نخلقكم فأدغم مكمّلا
و تأمنّا بالإشمام فاقرأ و فخما بفرق و آتاني احذفا و سلاسلا
و لا سكت في عوجا و مرقدنا و لا ببل ران من راق و كن متأملا
و فيم عدا هذا الّذي قد ذكرته فكالحرز في كل الأمور روى الملا
و ما يتفق المصباح و الروضة فيه من الأحكام مع قصر المنفصل و ما يختلفان فيه منها:
و إذا تأملت ما ثبت خلاف المصباح و الروضة فيه للحرز تلخص لك أن كلا من المصباح و الروضة يتفقان في مخالفة الحرز في سبعة أحكام،و هي:
1-وجوب إبدال همز الوصل مدا.
2-وجوب الإدغام الكامل في نَخْلُقْكُمْ .
3-وجوب السين في اَلْمُصَيْطِرُونَ .
4-وجوب التفخيم في راء(فرق).
5-وجوب الحذف في آتانِي و سلاسلا .
6-وجوب الإشمام في تَأْمَنّا .
7-وجوب الفتح في ضاد ضَعْفٍ و ضَعْفاً بسورة الروم.
و أن المصباح ينفرد عن الروضة و الحرز بثلاثة أحكام،و هي:
1-وجوب إشباع المتصل.
2-وجوب الصاد في يَقْبِضُ وَ يَبْصُطُ و فِي الْخَلْقِ بَصْطَةً .
3-جواز التكبير من آخر(و الضحى)إلى آخر(الناس).
و أن الروضة تنفرد عن المصباح و الحرز بحكمين فقط،و هما:
1-وجوب توسط المتصل.
ص: 115
2-عدم السكت في(عوجا)و(مرقدنا)و(من راق)و(بل ران).
-ما أقسام الراء إجمالا؟اذكر حالين لكل قسم؟و لما ذا حذر العلماء من تكرير الراء؟
نقسم الإجابة على هذا السؤال إلى ثلاثة أقسام كالآتي:
أولا:أقسام الراء إجمالا:
الراء الواردة في القرآن لحفص مهما اختلفت أحوالها و تعددت صورها لا تخرج عن خمسة أقسام:
1-الراء المرققة اتفاقا.
2-الراء التي يجوز ترقيقها و تفخيمها،و الترقيق أولى.
3-الراء المفخمة باتفاق القراء إلا عند أبي الحسن علي بن عبد الغني الحصري و موافقيه فإنهم يرققونها و هو غير معمول به.
4-الراء التي يجوز تفخيمها و ترقيقها،و الترقيق أولى.
5-الراء المفخمة اتفاقا.
ثانيا:أمثلة على كل قسم:
1-الراء المرققة اتفاقا:للراء المرققة اتفاقا ثمان أحوال،منها:
-الراء الممالة:و ليس لها إلا موضع واحد و هو بسم اللّه مجريها بهود فقط.
-الراء الساكنة وسط الكلمة بشرط أن يكون قبلها كسر أصلي و بعدها حرف مستفل نحو(الفردوس).
2-الراء المفخمة اتفاقا:تنحصر الراء المفخمة اتفاقا في إحدى عشرة حالة،و هي:
-الراء الساكنة وسط الكلمة و قبلها ضم نحو(قرآن).
ص: 116
-الراء الساكنة وسط الكلمة بعد كسر عارض نحو(من ارتضى)و لا يكون ما بعدها إلا مستفلا.
3-الراء المفخمة عند الجميع إلا الحصرى و موافقيه:للراء المفخمة عند جميع القراء إلا الحصري،و موافقيه حالتان:
-أن تقع في لفظ(المرء)أو لفظ(مريم)أو لفظ(القرية)فيجوز ترقيقها عندهم نظرا إلى الكسر الواقع بعدها في لفظ(المرء)و الياء الواقعة بعدها في لفظ(مريم)و(القرية)بناء على أن ترقيق الراء يتناسب مع الكسر و الياء.و اتفق القراء عدا هؤلاء القلة على وجوب تفخيمها لوقوعها بعد فتح موجب لتفخيمها بصرف النظر عن الكسر و الياء الواقعين بعدها في هذه الألفاظ الثلاثة.
-الراء الساكنة سكونا عارضا في آخر الكلمة للوقف،و هي في الوصل مكسورة إذا كان قبلها فتح نحو(بقدر)أو ضم نحو(فكر)أو ساكن مستعل و قبله فتح نحو(و العصر)أو ضم نحو(إن مع العسر)أو قبلها ألف و بعدها ياء محذوفة نحو(الجوار)أو قبلها ألف و ليس بعدها ياء محذوفة نحو (من أنصار)أو قبلها واو مدية نحو(و الطور)فيجوز ترقيقها عندهم إجراء للوقف مجرى الوصل.
4-الراء التي يجوز ترقيقها و تفخيمها و الترقيق أولى:من أحوالها:
-الراء الساكنة سكونا عارضا في آخر الكلمة للوقف و بعدها ياء محذوفة للتخفيف و لم ترد في القرآن إلا في(و نذر)المسبوقة بالواو و هي ستة مواضع بالقمر،و في(الليل إذا يسر)فمن رققها نظر إلى الأصل و هو الياء المحذوفة للتخفيف و أجرى الوقف مجرى الوصل،إذ هي في اللفظين مرققة عند وصلها،و من فخمها لم ينظر إلى الأصل و لا إلى الوصل و اعتد بالعارض و هو الوقف و حذف الياء.
ص: 117
و لا يقاس على(و نذر)و(يسر)لفظ(الجوار)و إن أشبههما في حذف الياء التي كانت بعد الراء للتخفيف و لكن لم ينص عليه كما نص عليهما،و التفخيم و الترقيق مبنيان على النص لا على القياس (1).
-الراء الساكنة سكونا عارضا في آخر الكلمة للوقف و بعدها ياء محذوفة للبناء،و لا تكون الا في:(أن أسر)،(فأسر)فقط،فإن هذا الفعل الذي آخره راء مبنى على حذف حرف العلة و هو الياء،فمن رققها نظر إلى الأصل و هو الياء المحذوفة للبناء،و أجرى مجرى الوصل،إذ هي مرققة عند وصلها.
و من فخمها لم ينظر إلى الأصل و لا إلى الوصل و اعتد بالعارض و هو الوقف و حذف الياء.
و لا يقاس على ذلك لفظ(و لم أدر)بالحاقة و إن أشبههم في حذف الياء لكن للجزم لا للبناء،و الجزم عارض و البناء أصلي،و أيضا فإنه لم ينص على(لم أدر)كما نص على(أن أسر)،(فأسر).
5-الراء التي يجوز تفخيمها و ترقيقها و التفخيم أولى:لها ثلاث أحوال منها:
-الراء الساكنة سكونا عارضا في آخر الكلمة للوقف و قبلها ساكن مستعل،و قبل الساكن كسر و هي في الوصل مفتوحة،و لم ترد في القرآن إلا في لفظ واحد و هو(مصر)غير المنون،فمن فخمها نظر حالتها في الوصل حيث تكون مفتوحة واجبة التفخيم بصرف النظر عن الكسر الواقع قبل الساكن المستعل الفاصل بينها و بين الراء،و اعتبره حاجزا حصينا و مانعا من تأثيره في الراء.ة.
ص: 118
و من رققها لم ينظر إلى حالتها في الوصل و اعتد بالعارض و هو الوقف و اعتبر الكسر المنفصل عنها بحرف الاستعلاء موجبا لترقيقها دون التفات إلى أن حرف الاستعلاء حاجزا حصين فاصل بين الراء و الكسر،و في ذلك يقال:
و اختير أن يوقف مثل الوصل في راء مصر القطر يا ذا الفصل
2-الراء الساكنة سكونا عارضا في آخر الكلمة للوقف و قبلها ساكن مستعل و قبل الساكن فتح،و هي في الوصل مكسورة نحو(و الفجر)(و لم أدر)،فمن فخمها نظر إلى أن الساكن الذي قبلها مسبوق واجبه الترقيق و إلى أن ما قبلها مستفل يناسبه ترقيقها.
-اذكر مذاهب القراء السبعة في لام«هل»و«بل»في القرآن الكريم؟
نبدأ في إجابة هذا السؤال بذكر أبيات الإمام الشاطبي يرحمه اللّه-أي الأبيات التي تتعلق بلام هل و بل من قصيدته في القراءات السبع التي تسمى بالشاطبية حيث يقول:
ألا بل و هل تروى ثنى ظعن زينب سمير نواها طلح ضر و مبتلى
فأدغمها راو و أدغم فاضل و قور ثناه سرتيما و قد حلا
و بل في النسا خلادهم بخلافه و في هل ترى الإدغام حب و حملا
و أظهر لدا واع نبيل ضمانه و في الرّعد هل و استوف لا زاجرا هلا
و من خلال شرح الإمام القاضي المسمى(الوافي في شرح الشاطبية في القراءات السبع)يتبين لنا مذاهب القراء في لام هل و بل حيث قال:
حروف بل و هل ثمانية و هي:التاء،الثاء،الظاء،الزاي،السين،النون، الطاء،الضاد و ظاهر كلام الناظم أن كلا من بل و هل تقع بعدها الحروف الثمانية و ليس كذلك فإن لام بل لم يقع بعدها في القرآن إلا سبعة أحرف و هي الحروف المذكورة ما عدا الثاء.
ص: 119
و لام هل يقع بعدها في القرآن إلا ثلاثة أحرف و هي النون و التاء، و الثاء.
و لام بل تختص بخمسة و هي:الضاد،و الطاء و الظاء و الزاي و السين.
فهذه الحروف الخمسة لم تقع في القرآن إلا بعد بل نحو:(بل ضلوا)، (بل طبع)،(بل ظننتم)،(بل زين)،(بل سولت).
و تختص هل بحرف الثاء،فلم يقع هذا الحرف إلا بعد هل في هَلْ ثُوِّبَ الْكُفّارُ في المطففين و تشترك بل و هل في حرفين و هما النون و الثاء فكل منهما يقع بعد نحو:(بل نقذف)،(بل تأتيهم).و بعد هل نحو:(هل ننبئكم)،(هل ترى).
و الخلاصة أن بل يقع بعدها جميع الحروف ما عدا الثاء المثلثة،و تنفرد بوقوع الأحرف الخمسة التي هي الضاد،و الطاء،و الظاء،و الزاء،و السين، و تشترك مع هل في حرفين النون و التاء المثناة.
و أما هل فتنفرد بالثاء المثلثة و تشترك مع بل في النون و التاء فالضاد و الطاء،و الظاء و الزاي و السين مختصة ببل،و الثاء بهل،و الثاء و النون محل اشتراك بين بل و هل.
و قد أخبر الناظم أن الكسائي أدغم لام بل و هل في الحروف الثمانية على التفصيل السابق،و أن حمزة أدغم في الثاء و السين و التاء،و أظهر في الخمسة الباقية و أن خلادا اختلف عنه في إظهار و إدغام بَلْ طَبَعَ اللّهُ عَلَيْها في سورة النساء.
و أن أبا عمرو أدغم هل ترى خاصة و هي في موضوعين هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ في الملك، فَهَلْ تَرى لَهُمْ مِنْ باقِيَةٍ في الحاقة،و أظهر في الباقي.
و أن هشاما أظهر عند النون و الضاد في جميع المواضع و عند التاء في أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُماتُ في الرعد،و أدغم في الستة الباقية و منها التاء في غير الرعد.
ص: 120
و الخلاصة أن الكسائي يدغم في جميع الحروف،و أن نافعا و ابن كثير و ابن ذكوان و عاصما يظهرون عند جميع الحروف.
و أن أبا عمر و يدغم(هل ترى)في الملك و الحاقة خاصة،و يظهر فيما عدا ذلك أن هشاما يظهر عند النون و الضاد،و عند التاء في الرعد خاصة، و يدغم في باقي الحروف،و أن حمزة يدغم في الثاء و السين و التاء،و يظهر عند الباقي غير أن خلادا روى عنه في بَلْ طَبَعَ اللّهُ عَلَيْها الإظهار و الإدغام.
و أما خلف فيظهر في هذا الموضع قولا واحدا.
و ينبغي أن يعلم أن أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُماتُ وَ النُّورُ في الرعد لا يدغمها أحد لأن حمزة و الكسائي يقرءان يستوي بالياء،و هي مستثناة لهشام الذي يدغم في التاء و أبو عمرو لا يدغم في التاء إلا في موضعي تبارك و الحاقة كما سبق.
-عرف السكت؟و بين الأشياء التي يجوز السكت عليها؟
السكت هو قطع الصوت عن القراءة زمنا يسيرا بدون تنفس،و مقداره حركتان،و الأشياء التي يجوز السكت عليها ثمانية (1)هي:
1-(أل)مثل وَ فِي الْأَرْضِ آياتٌ لِلْمُوقِنِينَ .
2-(شيء)مرفوعا،أو منصوبا،أو مجرورا.
3-الساكن المفصول مثل قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ .
4-الساكن الموصول مثل دِفْءٌ .
5-المد المنفصل مثل: وَ فِي أَنْفُسِكُمْ أَ فَلا تُبْصِرُونَ .
6-المد المتصل مثل: قَدْ جاءَكُمْ بُرْهانٌ مِنْ رَبِّكُمْ .
7-فواتح السور المبتدأة بحروف هجائية مثل(الم)،(طه)، (كهيعص)،(ق).
ص: 121
8-أربع كلمات و هي:(عوجا قيما)،(من مرقدنا هذا)،(و قيل من راق)،(بل ران).
فأل،و شيء،و الساكن المفصول،و الساكن الموصول يسكت عليها كل من ابن ذكوان و حفص،و حمزة،و إدريس بخلف عنهم:المد المنفصل، و المد المتصل يسكت عليها حمزة وحده بلا خلاف.
و الكلمات الأربع يسكت عليها حفص وحده بخلف عنه.
و فواتح السور يسكت عليها أبو جعفر وحده بخلف عنه.
و وجه السكت على الساكن قبل الهمزة للتمكين من النطق بالهمز لصعوبتها و بعد مخرجها حيث إنها تخرج من أقصى الحلق.
و وجه السكت على حروف فواتح السور لبيان أن هذه الحروف مفصولة،و إن اتصلت رسما،و في كل حرف منها سر من أسرار اللّه تعالى.
و وجه السكت على الكلمات الأربع أن السكت يوضح معانيها أكثر من وصلها لأن وصلها قد يوهم معنى غير المراد.
و وجه السكت في كل ذلك أنه الأصل.
-عرف القارئ المبتدئ؟و المقرئ المنتهي؟
القارئ هو مبتدئ في علم القراءات إن أفرد إلى ثلاث قراءات، و متوسط أن نقل أربعا منها أو خمسا،و منته إن نقل من القراءات أكثرها و أشهرها.
أما المقرئ فهو من علم بالقراءات و رواها مشافهة عمن شوفه بها.
ص: 122
-اذكر بعض أحوال السلف الصالح عند ختم القرآن الكريم؟و ما المقصود بالحال المرتحل؟
روى مسندا و مرسلا أن رجلا جاء إلى رسول اللّه-صلى اللّه عليه و سلم-فقال:أي العمل أحب إلى اللّه تعالى؟قال:الحال المرتحل ،و هو حذف مضاف أي عمل الحال،و
روى مسندا و مفسرا عن ابن عباس رضي اللّه عنهما-بلفظ: أن رجلا قال:يا رسول اللّه أي الأعمال أفضل؟قال:
«عليك بالحال المرتحل»،قال:و ما الحال المرتحل؟قال:«صاحب القرآن» كلما ارتحل ،أي كلما فرغ من ختمة شرع في أخرى شبه بمسافر فرغ من سفره و حل منزله ثم ارتحل بسرعة لسفر آخر،و للسلف عادات في قدر ما يختمون فيه فكان بعضهم يختم في شهرين،و بعضهم في شهر،و بعضهم في ثمان،و بعضهم في سبع،و هم الأكثرون،و بعضهم في أقل من ذلك،و كان بعضهم يستحب الختم أول الليل أو أول النهار،فمن ختم أول الليل صلت عليه الملائكة حتى يصبح،و من ختم أول النهار صلت عليه الملائكة إلى أن يمسي،كذا ورد،و قاله غير واحد من الصحابة التابعين،و قد روى الدارمي في مسنده بسند عن سعد بن أبي وقاص-رضي اللّه عنه-قال:إذا وافق ختم القرآن أول الليل صلت عليه الملائكة إلى أن يصبح،و إذا وافق ختمه آخر الليل صلت عليه الملائكة إلى أن يمسي.
و كان بعضهم يستحب حضور مجلس الختم لما في ذلك من التعرض لنزول رحمة اللّه تعالى عليه فقد ورد أن الرحمة تنزل عند ختم القرآن و قبول دعائه لما يحضره من الملائكة فلعلهم يؤمنون على دعائه،و ورد من شهد ختمة القرآن كان كمن شهد الغنائم،و من شهد الغنائم لا بدّ أن يأخذ منها، و كان أنس ابن مالك،و عبد اللّه بن عمر-رضي اللّه عنهم-إذا ختم كل واحد منهما القرآن جمع أهله لختمه.
ص: 123
و قد ورد في الغيث أيضا أن الخاتمين لكتاب اللّه-عز و جل-،على ثلاثة فرق،فمنهم فرقة كيوسف بن أسباط إذا ختموا اشتغلوا بالاستغفار مع الخجل و الجباء و هؤلاء قوم غلب عليهم الخوف لما عرفوا من شدة سطوة اللّه و قهره و بطشه،و رأوا أعمالهم لما احتوت عليه من التقصير بالنسبة لجانب الربوبية إلى العقوبة أقرب فأيقنوا أنهم لا يليق بهم إلا الاستغفار إظهارا للفقر و الفاقة و الاعتذار،و غابوا عن طلب الثواب،و قنعوا أن يخرجوا من العمل كفافا لا لهم و لا عليهم.
و فرقة أخرى يصلون الختمة الثانية بالختمة الأولى من غير اشتغال بدعاء و لا استغفار إما تقديما لمحاب اللّه على محابهم أو خوفا أن يكون في ذلك حظ من حظوظ النفس أو ليتحقق لهم عمل الحال المرتحل و هو من أحب الأعمال إلى اللّه تعالى كما تقدم،أو عملا
بحديث رواة الترمذي عن أبي سعيد-رضي اللّه عنه-أن رسول اللّه-صلى اللّه عليه و سلم-قال:
يقول اللّه تبارك و تعالى:«من شغله القرآن عن دعائي و مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين،و فضل كلام اللّه على سائر الكلام كفضل اللّه على خلقه و على هذا يحمل ما في المستخرجة عن ابن القاسم سئل مالك عن الذي يقرأ القرآن فيختمه ثم يدعو،قال ما سمعت بدعاء عند ختم القرآن،و ما هو من عمل الناس.
و فرقة أخرى و هم الأكثرون إذا ختموا اشتغلوا بالدعاء و ألحوا فيه لما ثبت عندهم من أدلة ذلك
فقد روى الترمذي و قال حديث حسن عن عمران بن حصين-رضي اللّه عنه- أنه مر على قارئ يقرأ القرآن ثم سأل فاسترجع،ثم قال سمعت رسول اللّه-صلى اللّه عليه و سلم-يقول:«من قرأ القرآن فليسأل اللّه به فإنه سيجيء أقوام يسألون به الناس».
و قد قيل:إن الرحمة تنزل عند خاتمة القرآن،و روى الدارمي في مسنده عن حميد الأعرج قال:من قرأ القرآن ثم دعا أمن على دعائه أربعة آلاف ملك.
ص: 124
-ورد أن سبب التكبير هو احتباس الوحي عن رسول اللّه-صلى اللّه عليه و سلم--فما سبب احتباس الوحي و مدته؟و ما ذا حدث بعد استئنافه؟
ورد أن سبب التكبير هو أن الوحي تأخر عن رسول اللّه-صلى اللّه عليه و سلم-فقال المشركون،إن محمدا قد ودعه ربه و قلاه،و أبغضه،فنزل تكذيبا لهم قول اللّه تعالى: وَ الضُّحى وَ اللَّيْلِ إِذا سَجى ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَ ما قَلى إلى آخر سورة و الضحى،فلما فرغ جبريل من قراءة هذه السورة
قال النبي-صلى اللّه عليه و سلم-: اللّه أكبر شكرا للّه تعالى على ما أولاه من نزول الوحي عليه بعد انقطاعه،و الرد على إفك الكافرين و مزاعمهم،ثم أمر -صلى اللّه عليه و سلم-أن يكبر إذا بلغ و الضحى مع خاتمة كل سورة من سور القرآن حتى يختم تعظيما للّه تعالى و ابتهاجا بختم القرآن الكريم (1).
و أما سبب انقطاع الوحي عن رسول اللّه-صلى اللّه عليه و سلم-أو تأخره فقيل لتركه (2)الاستثناء حين قالت اليهود لقريش سلوه عن الروح، و أصحاب الكهف،و ذي القرنين فسألوه-صلى اللّه عليه و سلم-،فقال ائتوني غدا أخبركم،و نسى الحبيب-صلى اللّه عليه و سلم-أن يقول إن شاء اللّه.
و قال زيد بن أسلم لأجل جور ميت كان في بيته و لم يعلم به و الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب و لا صورة،و فيه نظر،لأنه عليه الصلاة و السلام غير ملازم للبيت فينزل عليه الوحي في موضع آخر لا كلب فيه كالمسجد، و يمكن أن يجاب بأن ذلك رأفة من اللّه و لطف به على وجود الكلب في
ص: 125
بيته و إن لم يعلم به كعادته تبارك و تعالى في اعتنائه بحسن تربية خواص عباده.
و قيل لزجره سائلا و ذلك
أن النبي-صلى اللّه عليه و سلم-أهدى إليه قطف عنب بكسر القاف أي عنقود جاء قبل أوانه فهم أن يأكل منه فجاءه سائل فقال:أطعموني مما رزقكم اللّه فأعطاه العنقود فلقيه بعض أصحاب الرسول-صلى اللّه عليه و سلم-فاشتراه منه و أهداه لرسول اللّه-صلى اللّه عليه و سلم-فعاد السائل إلى النبي-صلى اللّه عليه و سلم-فسأله فأعطاه إياه فلقيه رجل آخر من الصحابة فاشتراه منه و أهداه للنبي-صلى اللّه عليه و سلم-فعاد السائل فسأله فانتهره و قال إنك ملح و هو غريب جدا و معضل أيضا كما قال ابن الجزري و على تقدير صحته،فالواجب أن يفهم من انتهاره-صلى اللّه عليه و سلم-للسائل إنما هو تأديب له و تهديد على ما لا ينبغي من السؤال لا سيما كثرته و الإلحاح فيه لا بخلا بالعنقود،إذ لو كانت حياته يواقيت ما بخل به-صلى اللّه عليه و سلم-إذ لا شبه و لا ريب أنه -صلى اللّه عليه و سلم-أكرم الناس و أسخاهم و أجودهم،فقد ورد في الصحيح عن جابر بن عبد اللّه-رضي اللّه عنهما-و غيره أنه-صلى اللّه عليه و سلم-:ما سئل عن شيء قط فقال لا.
و قد اختلفوا في مدة احتباس الوحي فقال ابن جريج اثنا عشر يوما و قال ابن عباس-رضي اللّه عنهما-خمسة عشر يوما،و
قال مقاتل: فلما جاء جبريل إلى النبي-صلى اللّه عليه و سلم-قال له:يا جبريل ما جئت حتى اشتقت إليك فقال جبريل-عليه السلام-إني كنت إليك أشوق و لكني عبد مأمور،و أنزل اللّه هذه الكلمة وَ ما نَتَنَزَّلُ إِلاّ بِأَمْرِ رَبِّكَ ، و قيل كبر رسول اللّه-صلى اللّه عليه و سلم-فرحا و سرورا بالنعم التي عددها اللّه سبحانه عليه في سورة و الضحى لا سيما نعمة قوله: وَ لَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى و
قد قال أهل البيت هي أرجى آية في القرآن ،و
قال
ص: 126
-صلى اللّه عليه و سلم -لما نزلت:«إذن لا أرضى و واحد من أمتي في النار» و قيل:كبر-صلى اللّه عليه و سلم-من صورة جبريل عليه السلام التي خلقه اللّه عليها عند نزوله بهذه السورة عليه و هو بالأبطح،و قيل كبر زيادة في التعظيم للّه تعالى مع التلاوة لكتابه و التبرك بختم وحيه و تنزيله.
-عمن ورد التكبير؟و ما أشهر صيغه؟و ما معنى هيلل،و حمدل؟و ما علاقة ذلك بالتكبير؟
قال الإمام الشاطبي:
و فيه عن المكيين تكبيرهم مع الخواتم قرب الختم يروي مسلسلا
و من شرح الإمام القاضي لهذا البيت يتضح لنا أن التكبير وارد عن المكيين رواية مسلسلة،فبعد أن ذكر-رحمة اللّه-أن تكبير القراء في القرآن الكريم مع الخواتم أي أواخر السور التي هي قريبة من آخر القرآن،ذكر أن البزي روى عن عكرمة بن سليمان قال قرأت على إسماعيل بن عبد اللّه بن قسطنطين فلما بلغت و الضحى قال لي كبر عند خاتمة كل سورة فإني قرأت على عبد اللّه بن كثير فلما بلغت و الضحى قال لي كبر حتى تختم،و أخبره عبد اللّه بن كثير أنه قرأ على مجاهد،و أمره بذلك،و أخبره مجاهد أنه قرأ على ابن عباس فأمره بذلك،و أخبره ابن عباس أنه قرأ على أبي بن كعب فأمره بذلك،و
أخبره أبي بن كعب أنه قرأ على النبي-صلى اللّه عليه و سلم-فأمره بذلك أخرجه البيهقي في شعب الإيمان،و الحاكم في المستدرك.
و المسلسل في اصطلاح المحدثين ما اتصل إسناده على صفة إما في الراوي كالمسلسل بالتشبيك و وضع اليد على الكتف و التبسم بعد التحدث، و إما في الرواية كالمسلسل بلفظ عن أو سمعت أو أخبرنا أو نحو (1)ذلك...
انتهى كلام الإمام القاضي-رحمه اللّه-.
ص: 127
و معنى كبر أي قال اللّه أكبر،و معنى هيلل،أي قال:لا إله إلا اللّه، و معنى حمدل،أي قال الحمد للّه نحو بسمل إذا قال بسم اللّه الرحمن الرحيم، و حسبل إذا قال:حسبي اللّه،و حيعل،إذا قال«حي على الصلاة،و حوقل إذا قال«لا حول و لا قوة إلا باللّه و هكذا و في أشهر صيغ التكبير،كما ورد في الغيث قول الإمام الصفاقسي:في صيغته اختلف المثبتون له في لفظه فقال الجمهور كابن شريح و ابن سفيان،و صاحب العنوان:هو اللّه أكبر.من غير زيادة تهليل و لا تحميد لكل من البزي و قنبل فتقول:اللّه أكبر بسم اللّه الرحمن الرحيم.
و روى آخرون زيادة التهليل قبل التكبير فتقول:لا إله إلا اللّه و اللّه أكبر بسم اللّه الرحمن الرحيم.
قال الحسن بن الحباب سألت البزي عن التكبير كيف هو فقال:لا إله إلا اللّه و اللّه أكبر و للّه الحمد بسم اللّه الرحمن الرحيم.
و هذه طريق أبي طاهر عبد اللّه الواحد بن أبي هاشم عن ابن الحباب، و من طريق ابن فرج عن البزي.
-اذكر حكم التكبير؟و من أين يبدأ في سور القرآن؟و إلى أين ينتهي؟
ورد أن التكبير سنة ثابتة مأثورة عن رسول اللّه-صلى اللّه عليه و سلم-لما سبق في إجابة السؤال السابق من امتداد سلسلته إلى النبي-صلى اللّه عليه و سلم-،و لقول البزي:قال لي الإمام الشافعي إن تركت التكبير فقد تركت سنة من سنن رسول اللّه-صلى اللّه عليه و سلم-،و قال أبو الفتح فارس بن أحمد:إن التكبير سنة مأثورة عن رسول اللّه-صلى اللّه عليه و سلم-و عن الصحابة و التابعين.
ص: 128
و ورد في الإرشادات الجلية للدكتور محيسن أن العلماء اختلفوا في موضع ابتداء التكبير و انتهائه،فذهب فريق إلى أن ابتداءه من سورة و الضحى و انتهاءه أول سورة الناس،و منشأ هذا الخلاف أن النبي-صلى اللّه عليه و سلم-لما قرأ عليه جبريل و الضحى كبر عقب فراغ جبريل من قراءة هذه السورة ثم قرأها النبي-صلى اللّه عليه و سلم-هو فهل كان تكبيره لقراءته هو أو لختم قراءة جبريل؟ذهب فريق إلى الأول و هو:أن تكبيره -صلى اللّه عليه و سلم-كان لقراءة نفسه،و هذا الفريق هو الذي يرى أن ابتداء التكبير أول سورة و الضحى،و انتهاءه أول سورة الناس.
و ذهب فريق آخر إلى أن تكبيره-صلى اللّه عليه و سلم-كان لختم قراءة جبريل،و هذا الفريق هو الذي يرى أن ابتداء التكبير من آخر الليل.
و ورد في الوافي أنه إذا كبر القراء المكيون و من أخذ عنهم في آخر سورة الناس أردفوا التكبير بقراءة سورة الفاتحة و أول سورة البقرة إلى قول اللّه تعالى:و أولئك هم المفلحون و ربما يتوهم من قول الشاطبي:
إذا كبّروا في آخر النّاس أردفوا مع الحمد حتّى المفلحون توسّلا
و قال به البزّي من آخر الضّحى و بعض له من آخر الليل وصّلا
أن التكبير يكون في آخر سورة الفاتحة كما يكون في آخر الناس،و لكن اتفاق العلماء على منع التكبير بين الفاتحة و البقرة.
-ذكر الشيخ محمد الضباع أوجه التكبير بقوله:
من أوّل انشراح أو من الضّحى أي من فحدّث خلف تكبير نحا
للنّاس هكذا و جا أول كل سوى براءة بحمد قد كمل
وضح هذه الأوجه باختصار؟
الجهر به في ختم القرآن،و الجمهور من أهل الأداء على تركه.و ذهب جماعة إلى الأخذ به.و لهم فيه ثلاثة مذاهب و هي التي ذكرها الناظم في البيتين المذكورين.
1-التكبير أول أ لم نشرح و ما بعدها إلى أول سورة الناس.و ذكره أبو العلاء في غايته.
2-التكبير آخر الضحى و ما بعدها إلى آخر الناس.و ذكره الهذلي في كامله،و أبو الكرم الشهرزوري في مصباحه.
3-التكبير أول كل سورة سوى براءة.و ذكره الهذلي في الكامل و أبو العلاء في الغاية.
و أما براءة فلا تكبير فيها إذا التكبير حيث أتى لا بد من اقترانه بالبسملة و معلوم أنها غير مطلوبة في أولها.و محل التكبير قبل البسملة.
و لفظه اللّه أكبر.و لا تهليل و لا تحميد معه عند الأصبهاني أصلا إلا عند سور الختم إذا قصد تعظيمه على رأي بعض المتأخرين.
و عدد أوجهه يختلف باختلاف المواضع،ففي أول سورة الفاتحة و ما بعدها إلى أول سورة الضحى ثمانية أوجه هي:
1-الوقف على التعوذ و على التكبير،و على البسملة.
2-كذلك لكن مع وصل البسملة بأول السورة.
3-الوقف على التعوذ و وصل التكبير مع الوقف عليها.
4-كذلك لكن مع وصل البسملة بأول السورة.
5-وصل التعوذ بالتكبير مع الوقف عليه و على البسملة.
6-كذلك لكن مع وصل البسملة بأول السورة.
7-وصل التعوذ بالتكبير مع وصله بالبسملة مع الوقف عليها.
8-كذلك لكن مع وصل البسملة بأول السورة.
ص: 130
و يأتي بين كل سورتين سوى بين الأنفال و براءة خمسة أوجه هي:
1-الوقف على آخر السورة و على التكبير و على البسملة.
2-كذلك لكن مع وصل البسملة بأول السورة.
3-الوقف على آخر السورة و وصل التكبير بالبسملة مع الوقف عليها.
4-مثله لكن مع وصل البسملة بأول السورة.
5-وصل آخر السورة بالتكبير بالبسملة بأول السورة.
و يأتي بين آخر الضحى و أ لم نشرح سبعة أوجه هي:
الأول و الثاني و الثالث و الرابع:كالأربعة الأول من هذه الخمسة.
و الخامس:وصل آخر السورة بالتكبير مع الوقف عليه و على البسملة.
و السادس:كذلك لكن مع وصل البسملة بأول السورة.
و السابع:وصل الجميع.
و حكم بين كل سورتين بعد ذلك إلى بين الناس و الفاتحة كذلك.
و حكم أول أ لم نشرح و ما بعدها إلى أول الناس كحكم الأوائل المتقدم في الحالة الأولى.
و يأتي على قطع القراءة عند آخر الضحى و ما بعدها إلى آخر الناس وجهان:
1-الوقف على آخر السورة و على التكبير.
2-وصل آخر السورة بالتكبير.
و معلوم أن أوجه الابتداء بالتعوذ و البسملة بلا تكبير أربعة هي:
1-الوقف على التعوذ و على البسملة.
2-الوقف على التعوذ و وصل البسملة بأول السورة.
3-وصل التعوذ بالبسملة مع الوقف عليها.
4-وصل التعوذ بالبسملة مع وصلها بأول السورة.
ص: 131
إذا وصلت أواخر السور بالتكبير كسرت ما كان آخرهن ساكنا أو منونا.نحو:عليم اللّه أكبر،و تكبيرا اللّه أكبر،و مسد اللّه أكبر،فحدث اللّه أكبر،و إن كان محركا تركته على حاله و حذفت همزة الوصل،نحو و لا الضالين اللّه أكبر،و عنده علم الكتاب اللّه أكبر،و الأبتر اللّه أكبر.
و إن كان آخر السورة حرف مد وجب حذفه نحو:يرضى اللّه أكبر.
و إن كان آخر السورة هاء ضمير امتنعت صلتها نحو خشى ربه اللّه أكبر.
و إن كان ميم جمع ضمت،نحو ثم لا يكونوا أمثالكم اللّه أكبر.
و إن كان مكسورا نحو و عنده علم الكتاب اللّه أكبر،و الخبير اللّه أكبر تعين ترقيق لام لفظ الجلالة (1).
هذا و اللّه أعلى و أعلم و هو الموفق و الهادي إلى سواء السبيل.
-لقد علمت أن القراء الأئمة عشرة،و أن عدد الرواة يصل إلى عشرين راويا،فما معنى قول بعض العلماء أن طرقهم تصل إلى الثمانين،و بل و عددها بعضهم حتى وصلت إلى ألف طريق..اشرح ذلك باختصار.
قال الإمام ابن الجزري في طيبته:
و هذه الرّواة عنهم طرق أصحّها في نشرنا يحقّق
باثنين في اثنين و إلاّ أربع فهي زها ألف طريق تجمع
و من المعلوم كما ورد في السؤال أن الأئمة القراء هم عشرة قراء شموس،و من المعلوم أيضا أن الرواة عنهم يصلون إلى عشرين راويا،أما الطرق فقد اختلف فيها،فقد ذكر الإمام الشيخ محمد صادق قمحاوي في
ص: 132
الكوكب الدري قوله:و اعلم أنه قد تفرعت عن الرواة العشرين طرق كثيرة منها الأصح و الصحيح،و منها القوي و الضعيف.و قد حققها الناظم في النشر،و ميز أصحها من صحيحها،و قويها من ضعيفها و اختار منها عن كل راو طريقين و عن كل طريق طريقين.
فيكون عن كل راو من العشرين أربع طرق غالبا،و حينئذ يبلغ مجموع الطرق عن الرواة العشرين ثمانين طريقا،و هذه هي الطرق الأصلية، ثم تتشعب هذه الطرق فتبلغ طرق القراء العشرة ألف طريق تقريبا.
و معنى قول الناظم باثنين في اثنين بطريقين في طريقين بأن يذكر عن الراوي طريقين كقنبل فقد ذكر له طريقين هما ابن مجاهد و ابن شنبوذ، و ذكر لكل طريق منهما طريقين فطريقا ابن مجاهد السامري و صالح و طريقا ابن شنبوذ القاضي أبو الفرح و الشطوي فحينئذ يكون المراد بالاثنين في قوله:
باثنين الطريقين الأولين عن الراوي،و هما ابن مجاهد و ابن شنبوذ في المثال السابق،و يكون المراد بالاثنين في قوله:في اثنين الطريقين عن كل منهما و هما السامري و صالح عن ابن مجاهد،و أبو الفرج و الشطوي عن ابن شنبوذ (1).
و معنى قوله:و إلا أربع أنه قد لا يتيسر له أن يجد عن الراوي طريقين و يجد عن كل منهما طريقين فحينئذ يذكر عن الراوي نفسه أربع طرق كما صنع ذلك مع خلاد أو يذكر طريقا واحدا للراوي ثم يذكر لهذا الطريق أربع طرق كما صنع ذلك بالنسبة لخلف عن حمزة.
و قول الناظم.فهي زها ألف طريق الفاء فيه للعطف على محذوف و التقدير ثم يتفرع عن هذه الطرق الأصلية طرق فرعية كثيرة فتبلغ الطرق كلها ألف طريق تقريبا و ضمير فهي يعود على الطرق،و زها بضم الزاي و المد و قصر للضرورة معناه قدر و هو مفعول مقدم لتجمع أي فهي تجمع زها أي قدر ألف طريق،و اللّه أعلم...انتهى كلام الكوكب الدري.2.
ص: 133
-اذكر معنى المصطلحات الآتية(الكوفيون-الحرميان-بين بين- المكي-المدني-البصري-الشامي-الكوفي-الابنان-الأخوان-النحويان؟
معاني المصطلحات الواردة في السؤال بالترتيب:
1-(الكوفيون)هم:عاصم،و حمزة،و الكسائي حال اتفاقهم.
2-الحرميان هما:نافع،و ابن كثير حال اتفاقهما.
3-(بين بين):استخدم بعض العلماء هذا اللفظ و هو بين بين، و المقصود به و هو يتعلق بالإمالة في باب الأصول و الفرش،و يعني بين الفتح و الإمالة الكبرى،و من المعلوم أن حمزة و الكسائي إمالتهما كبرى،و كذلك أبو عمرو،و من المعروف أن الفتح هو فتح القارئ فمه بالحرف لا فتح الحرف الذي هو الألف لأنه لا يقبل الحركة و الإمالة لغة:التعويج، و اصطلاحا تنقسم إلى قسمين كبرى،و صغرى،فالكبرى هي أن تنحو بالفتحة نحو الكسر،و بالألف نحو الياء-كما تقدم-من غير قلب خالص، و لا إشباع مفرط،و هي الإمالة المحضة،و تسمى بالإضجاع.و الإمالة الصغرى هي:ما بين الفتح و الإمالة الكبرى،و تسمى بالتقليل.
4-(المكي):هو ابن كثير،و من علماء مكة أيضا مجاهد.
5-(المدني):هو نافع،و من علماء المدينة يزيد،و شيبة،و إسماعيل.
6-(البصري):هو عاصم.
7-(الشامي):هو ابن عامر.
8-(الكوفي):حمزة.
9-(و الابنان)هما:ابن كثير و عبد اللّه بن عامر.
10-(الأخوان)هما:حمزة و الكسائي.
11-(و النحويان)هما:عاصم و الكسائي.
ص: 134
قال الإمام الشاطبي موضحا هذه الألقاب:
فأمّا الكريم السّر في الطيب نافع فذاك الّذي اختار المدينة من
و قالون عيسى ثمّ عثمان ورشهم بصحبته المجد الرّفيع تأثّلا
و مكّة عبد اللّه فيها مقامه هو ابن كثير كاثر القوم معتلا
روى أحمد البزي له و محمّد على سند و هو الملقّب قنبلا
و أمّا الإمام المازني صريحهم أبو عمرو البصري فوالده العلا
أفاض على يحيى اليزيدي سيبه فأصبح بالعذب الفرات معلّلا
أبو عمر الدّوري و صالحهم أبو شعيب هو السّوسي عنه تقبّلا
و أمّا دمشق الشّام دار ابن عامر فتلك بعبد اللّه طابت محلّلا
هشام و عبد اللّه و هو انتسابه لذكوان بالإسناد عنه تنقّلا
و بالكوفة الغرّاء منهم ثلاثة أذاعوا فقد ضاعت شذا و قرنفلا
فأمّا أبو بكر و عاصم اسمه فشعبة راويه المبرز أفضلا
و ذاك ابن عيّاش أبو بكر الرّضا و حفص و بالإتقان كان مفضّلا
و حمزة ما أزكاه من متورّع إماما صبورا للقرآن مرتّلا
روى خلف عنه و خلاّد الّذي رواه سليم متقنا و محصّلا و أمّا علي فالكسائي نعته لما كان في الإحرام فيه تسربلا
روى ليثهم عنه أبو الحارث الرّضا و حفص هو الدّوري و في الذكر قد خلا
أبو عمرهم و اليحصبي ابن عامر صريح و باقيهم أحاط به الولا
ص: 135
-من الإمام نافع (1)،ما كنيته،و ما أصله،و بم يتصف،و على من تلقى القراءة،و ما الدليل على تواتر قراءته،و ما المدة التي تصدى فيها للإقراء و التعليم،و من أشهر رواته؟
الإمام نافع هو نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم مولى جعونة بن شعوب الليثي حليف حمزة بن عبد المطلب،أصله من أصبهان،و يكنى أبا رويم،و قيل الحسن،و قيل:أبو عبد الرحمن (2).
و كان الإمام نافع أسود اللون،شديد السواد،و كان حسن الخلق، و سيم الوجه،و فيه دعابة (3).
تلقى القرآن على سبعين من التابعين منهم أبو جعفر،و شيبة بن نصاح،و مسلم بن جندب،و يزيد بن رومان،و محمد بن مسلم بن شهاب الزهري،و عبد الرحمن بن هرمز الأعرج.
و الدليل على تواتر قراءته أنه قرأ على أبي جعفر بن يزيد بن القعقاع القاري،و قرأ أبو جعفر على مولاه عبد اللّه بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي،و على عبد اللّه بن عباس و على أبي هريرة،و قرأ هؤلاء الثلاثة على أبي بن كعب،و قرأ أبو هريرة و ابن عباس أيضا على زيد بن ثابت، و قرأ زيد و أبي على رسول اللّه-صلى اللّه عليه و سلم-.
أما المدة التي تصدى بها للإقراء فبعد أن أجمع عليه الناس بعد التابعين بالمدينة فقيل أنه جلس يقرئ الناس بها أكثر من سبعين سنة،و من أشهر رواته،قالون و ورش.
ص: 136
-تكلم عن الإمام ورش و اذكر كنيته،و لقبه،و أين ولد و في أي عام، ثم تحدث عن صفاته،و من لقبه بورش،و ما معنى هذا اللقب،ثم اذكر علاقته بالإمام نافع و ما تأثيره في حياته،و ما عمره في هذه الحياة،ثم اذكر ما تعرفه عن منهجه في القراءة؟
من الواضح كثرة جزئيات هذا السؤال العظيم و سوف نجيب عليها- بعون اللّه تعالى-مرتبة جزئية جزئية كالآتي:
الإمام ورش هو عثمان بن سعيد المصري و يكنى أبا سعيد،و هو مولى لآل الزبير بن العوام،و كنيته أبو سعيد،و لقبه ورش.
ولد سنة عشر و مائة بقفط و هي بلد من بلاد صعيد مصر،و أصله من القيروان،و رحل إلى الإمام نافع بالمدينة،فعرض عليه القرآن عدة ختمات سنة خمس و خمسين و مائة،و كان أشقر،أزرق العينين،أبيض اللون قصيرا، و كان إلى السمنة أقرب منه إلى النحافة.
و قيل أن نافعا هو الذي لقبه بالورشان(بفتح الواو و الراء طائر يشبه الحمامة)لخفة حركته،و كان على قصره يلبس ثيابا قصارا،فإذا مشى بدت رجلاه.
و كان نافع يقول هات يا ورشان،اقرأ يا ورشان،أين الورشان؟ثم خفف فقيل ورش،و قيل إن الورش شيء يصنع من اللبن،لقب به لبياضه.
و كانت علاقته-كما يبدو-بالإمام نافع قوية،و كان يكثر القراءة عليه،و كان ورش جيد القراءة حسن الصوت ليس له منازع في العربية و معرفته بالتجويد.
و توفي ورش بمصر في أيام المأمون سنة سبع و تسعين و مائة عن سبع و ثمانين سنة،كذا ورد في غاية النهاية و الأعلام(205/1)،(366/4).
ص: 137
و قد تقدم منهجه في القراءة في السؤال رقم(21)و هو خاص بمنهج كل واحد من أئمة القراءة.
-من قالون،و بم كان يكنى،و ما مولده،و ما عدد سني عمره،و ممن أخذ القراءة،و ما أهم الصفات التي اتصف بها؟
قالون هو عيسى بن مينا بن وردان بن عيسى بن عبد الصمد بن عمر بن عبد اللّه الزرقي مولى بني زهرة،و يكنى(أبا موسى)و يلقب بقالون،و هو قارئ المدينة و نحويها.
يقال إنه ربيب نافع-ابن زوجته-و قد لازم نافعا كثيرا،و هو الذي لقبه بقالون،لجودة قراءته،فإن قالون بلغة الروم جيد،و كان مولده سنة عشرين و مائة،و توفي سنة عشرين و مائتين،و قد عاش مائة عام كاملة.
و قد أخذ القراءة من الإمام نافع رحمه اللّه تعالى،و كان قالون أصم لا يسمع،بل كان شديد الصمم لا يسمع البوق،و قد ذكر أبو محمد البغدادي أنه كان كذلك فإذا قرئ عليه القرآن سمعه،و كان يقرئ القراء،و يفهم خطأهم و لحنهم،و يردهم إلى صوابهم،و لا عجيب في أمر اللّه.
-من الإمام ابن كثير،و ما كنيته،و أين ولد،و في أي عام،و ما الصفات التي اتصف بها،و متى توفي الإمام،و كم عاش؟
هو عبد اللّه بن عبد اللّه بن زادان بن فيروز بن هرمز،و كنيته أبو معبد، و يقال له الداري نسبة إلى بني عبد الدار،و قال بعضهم قيل له الداري،لأنه كان عطارا و العرب تسمي العطار داريا نسبة إلى دارين موضع بالبحرين يجلب منه الطيب.
ص: 138
و ولد عبد اللّه بن كثير-رحمه اللّه-بمكة،و لذا يقال له المكي،سنة خمس و أربعين،و كان طويلا جسيما أسمر اللون أشهل العينين(أي في سوادهما زرقة)،أبيض الرأس و اللحية،و كان فصيحا بليغا مفوها عليه السكينة و الوقار،و هو تابعي جليل،لقى من الصحابة بمكة عبد اللّه بن الزبير،و أبا أيوب الأنصاري،و أنس بن مالك،و مجاهد بن جبير،و درباس مولى عبد اللّه بن عباس،و روى عنهم،و مات بمكة سنة عشرين و مائة عن خمسة و سبعين عاما.
و قد أثنى عليه كثير من العلماء،و هو أحد القراء السبعة،و كان قاضي الجماعة بمكة و إمام الناس في القراءة بها،لم ينازعه أحد.
-اكتب باختصار عن الإمام قنبل،من هو،و ما كنيته،و أين و متى ولد، و كم من الأعوام عاش في هذه الدنيا؟
هو محمد بن عبد الرحمن بن خالد بن محمد بن سعيد المخزومي المكي، و كنيته أبو عمرو،و لقبه قنبل.و اختلف في سبب تلقيبه بهذا اللقب،فقيل لأنه من بيت بمكة يقال لهم القنابلة،و قيل لاستعماله دواء يقال له قنبيل معروف عند الصيادلة لداء كان به،فلما أكثر منه عرف به و حذفت الياء تخفيفا.
ولد بمكة سنة خمس و تسعين و مائة،و أخذ القراءة عرضا عن أحمد بن محمد بن عون النبال،و أحمد البزي المتقدم ذكره.
و قد توفي بمكة سنة إحدى و تسعين و مائتين عن ست و تسعين سنة.
-من البزي،و ما كنيته،و ما أصله،و متى أين ولد؟و أين و متى توفي؟
البزي هو أحمد بن محمد بن عبد اللّه بن القاسم مؤذن المسجد الحرام،
ص: 139
و إمامه و مقرئه،و كنيته أبو الحسن،قرأ على عكرمة بن سليمان المكي،و قرأ عكرمة على شبل،و قرأ شبل على ابن كثير،و قيل كنيته البزي،و البزة الشدة،ولد سنة سبعين و مائة بمكة،و توفي سنة خمسين و مائتين،انتهت إليه مشيخة الإقراء بمكة.
-تحدث عن الإمام أبي عمرو بن العلاء،موضحا نشأته و على من قرأ ثم اذكر ما تميز به أبو عمرو على غيره من الأئمة العشرة ثم تحدث عن أهم صفاته و منزلته بين القراء،ثم اذكر رؤيا سفيان بن عيينة التي تدل على فضل أبي عمرو في القراءة؟
من الملاحظ في هذا السؤال أنه يتكون من جزئيات كثيرة،و سوف أجب عليها بالترتيب كالآتي:
أبو عمرو بن العلاء البصري هو زيان بن العلاء بن عمار بن العريان بن عبد اللّه بن الحسين بن الحارث بن جلهمة ينتهي نسبه إلى عدنان،و هو الإمام السيد أبو عمرو التميمي المازني البصري أحد القراء السبعة،ولد بمكة سنة سبعين،و قيل سنة ثمان و ستين،و نشأ بالبصرة و توجه مع أبيه لما هرب من الحجاج فقرأ بمكة و المدينة،و قرأ بالكوفة و البصرة على جماعات كثيرة، فليس في القراء السبعة أكثر شيوخا منه سمع أنس بن مالك و غيره من الصحابة،فلذلك عد من التابعين و يوثقه أهل الحديث و يصفونه بأنه صدوق (1)و من صفاته حبه للعلم و تقديسه له و تقديمه على كل أمور الدنيا، فقد سئل متى يحسن بالمرء أن يتعلم؟فقال ما دامت الحياة تحسن به.
و لقد رأى له سفيان بن عيينة رؤية تدل على قبوله عند اللّه تعالى فقال:رأيت رسول اللّه-صلى اللّه عليه و سلم-في المنام فقلت له يا رسول
ص: 140
اللّه قد اختلفت علي القراءات فبقراءة من تأمرني؟فقال:اقرأ بقراءة أبي عمرو بن العلاء،و توفي أبو عمرو بالكوفة سنة أربع و خمسين و مائة،و قد قارب التسعين.
-اكتب باختصار عن حفص الدوري،مولده،و ما انفرد به عن القراء في زمانه،و متى و أين توفي؟
هو حفص بن عمر بن عبد العزيز بن صهبان الأزدي الدوري النحوي،و الدور موضع ببغداد،و قيل ولد سنة خمسين و مائة في الدور في أيام المنصور،و قد انفرد في زمانه عن القراء بأنه هو أول من صنف و جمع القراءات،و ذلك لأنه كان إمام القراء في عصره،و قال عنه الأهوازي:إنه رحل في طلب القراءات،و قرأ بسائر الحروف متواترها و صحيحها و شاذها، و قصده الناس من الآفاق لعلو سنده و سعة علمه،و من مصنفاته:ما اتفقت ألفاظه و معانيه في القرآن،و أحكام القرآن و السنن،فضائل القرآن،و أجزاء القرآن.
-من السوسي،و ما كنيته،و متى ولد،و أين توفي؟
هو صالح بن زياد بن عبد اللّه بن إسماعيل الرستبي السوسي روى القراءة عن أبي محمد يحيى بن المبارك المعروف باليزيدي،و روى عنه القراءة ابنه محمد و موسى بن جرير النحوي،و أبو الحارث محمد بن أحمد الطرسوسي الرقي،و محمد بن سعيد الحراني،و علي بن محمد السعدي و محمد ابن إسماعيل القرشي،و موسى بن جمهور،و أحمد بن شعيب النسائي الحافظ و آخرون.
ص: 141
و توفي بالرقة أول سنة إحدى و ستين و مائتين و قد قارب التسعين.
-تحدث عن عبد اللّه بن عامر الشامي،و ما كنيته،و عمن سمع الحديث، و متى توفي،و كم عاش من الأعوام؟
هو عبد اللّه بن عامر بن يزيد بن تميم بن ربيعة بن عامر اليحصبي، نسبة إلى يحصب بن دهمان،و كنيته أبو عمران،و قيل في كنيته تسعة أقوال أصحها:أبو عمران و الأصح أنه عربي ثابت النسب من حمير،و قد ثبت سماعه القرآن و الحديث عن جماعة من الصحابة منهم النعمان بن بشير، و معاوية بن أبي سفيان،و هو من التابعين،و هو إمام أهل الشام في القراءة، و هو الذي انتهت إليه مشيخة الإقراء بها بعد وفاة أبي الدرداء،أمّ المسلمين بالجامع الأموي سنين كثيرة في عهد عمر بن عبد العزيز،و كان عمر يأتم به و هو أمير المؤمنين،و توفي بدمشق يوم عاشوراء سنة عشر و مائة،و قيل ولد سنة إحدى و عشرين،و توفي عن عمر بلغ سبع و تسعون سنة،و ليس في القراء السبعة من العرب غيره.
و قد كان محط أنظار العلماء و التابعين و قد جمع له بين الإمامة و القضاء.
-من ابن ذكوان،و بم كان يكنى،و ما مولده،و ما عدد سني عمره، و ممن أخذ القراءة،و متى توفي،و كم عاش من الأعوام؟
هو عبد اللّه بن أحمد بن بشير بن ذكوان القرشي الدمشقي،و كنيته أبو عمرو أخذ قراءة ابن عامر عن أيوب بن تميم التميمي عن يحيى بن الحارث الذماري عن ابن عامر،و قد انتهت إليه مشيخة الإقراء بعد أيوب بن تميم.
ص: 142
توفي عبد اللّه بن ذكوان يوم الاثنين لليلتين بقيتا من شوال سنة اثنتين و أربعين و مائتين.
و قيل إنه ولد يوم عاشوراء سنة ثلاث و سبعين و مائة،و قد توفي عن تسع و ستين عاما.
-من هشام،و بم كان يكنى،و ما مولده،و ما عدد سني عمره،و ممن أخذ القراءة،و اذكر ما عرف عن هذا الراوي،و ما اشتهر به في زمانه،و بما ذا سأل ربه أن يعطيه و هل حقق اللّه مطلبه و من روى عنه الحديث؟
هو هشام بن عمار بن نصير بن ميسرة السلمي الدمشقي،و كنيته أبو الوليد،ولد سنة ثلاث و خمسين و مائة،و توفي هشام سنة خمس و أربعين و مائتين عن اثنين و تسعين عاما.
و قد أخذ القراءة عن عراك المري،و أيوب بن تميم و غيرهما عن يحيى الذماري عن عبد اللّه بن عامر بسنده إلى رسول اللّه-صلى اللّه عليه و سلم-و روى أيضا عن مالك بن أنس و سفيان بن عيينة و مسلم بن خالد الرنجي و غيرهم و عرف عنه الفصاحة فقد كان علامة واسع العلم و الرواية و الدراية،قال عبدان الأهوازي:سمعته يقول:ما أعددت خطبة منذ عشرين سنة،و قد رزق كبر السن مع صحة العقل،فارتحل الناس إليه في القراءات و الحديث.
و روى عنه بعض أهل العلم ببغداد أنه قال:سألت ربي عز و جل سبع حوائج فقضي لي ستة منها،و لا أدري ما هو صانع في السابعة،سألته أن يجعلني مصدقا على رسول اللّه-صلى اللّه عليه و سلم-ففعل،و سألته أن يرزقني الحج ففعل و سألته أن يجعل الناس يفدون إلي في طلب العلم ففعل، و سألته أن أخطب على منبر دمشق ففعل،و أما السابعة التي لا أدري ما هو صانع فيها فسألته أن يغفر لي و لوالدي.
ص: 143
و روى عنه الحديث البخاري في صحيحه و أبو داود و النسائي و ابن ماجة في سننهم و حدث عنه الترمذي،و جعفر الغرباني،و أبو زرعة الدمشقي قال يحيى ابن معين ثقة،و قال الدارقطني صدوق كبير المحل.
-تحدث بإيجاز عن حفص الكوفي مبيّنا كنيته و مولده و عمره،و ما صلته بعاصم بن أبي النجود،و على من أخذ القراءة،ثم تحدث عن صفاته،ثم قارن بينه و بين شعبة و ما تميز به عن شعبة في القراءة؟
هو حفص بن سليمان بن المغيرة بن أبي داود الأسدي الكوفي البزاز، نسبة لبيع البز أي الثياب،و كنيته أبو عمر،ولد سنة تسعين،و توفي سنة ثمانين و مائة هجرية عن تسعين سنة.
و كان ربيب عاصم أي ابن زوجته،و قد تعلم القرآن من عاصم خمسا خمسا كما يتعلمه الصبي من المعلم،و كان عالما عاملا أعلم أصحاب عاصم بقراءة عاصم و كان يتصف بضبط الحروف التي قرأها على عاصم.
و قال أبو هشام الرفاعي في تاريخ القراء كان حفص أعلم الناس بقراءة عاصم فكان مرجحا على شعبة بضبط الحروف و قال الذهبي:هو في القراءة ثقة ثبت ضابط،و قال المنادي (1):قرأ على عاصم مرارا،و كان الأولون يعدونه في الحفظ فوق أبي بكر بن عياش،و يصفونه بضبط الحروف،و قال الإمام ابن مجاهد:بين حفص و أبي بكر من الخلف في الحروف خمسمائة و عشرون حرفا في المشهور عنهما.
ص: 144
-من عاصم،و ما كنيته،و ما ذا قال عنه يحيى بن آدم،و من روى القراءة عنه و متى توفي؟
هو عاصم بن أبي النجود،بفتح النون و ضم الجيم،و قيل اسم أبيه عبد اللّه،و كنيته أبو النجود،و اسم أم عاصم(بهدلة)،و بذلك يقال له عاصم ابن بهدلة،و كنيته أبو بكر،و هو أحد القراء السبعة.
و قال يحيى بن آدم حدثنا حسن بن صالح قال:ما رأيت أحدا قط أفصح من عاصم إذا تكلم كاد يدخله خيلاء.
و قال أبو بكر بن عياش:قال لي عاصم:مرضت سنتين فلما قمت قرأت القرآن فما أخطأت حرفا،و توفي سنة سبع و عشرين و مائة.
و روى القراءة عنه حفص بن سليمان،و أبو بكر شعبة بن عياش، و هما أشهر الرواة عنه،و أبان بن تغلب،و حماد بن سلمة،و سليمان بن مهران الأعمش،و أبو المنذر سلام بن سليمان،و سهل بن شعيب،و شيبان بن معاوية و خلق لا يحصون و روى عنه حروفا من القرآن أبو عمرو بن العلاء و الخليل بن أحمد،و حمزة الزيات.
-تحدث بإيجاز عن شعبة،و اذكر رأيه في كل من قال بخلق القرآن، و من روى عنه عرضا و سماعا،و ما عدد سني عمره؟
هو شعبة بن عياش بن سالم الحناط النهشلي الكوفي،و كنيته أبو بكر، ولد سنة خمس و تسعين من الهجرة.
كان شعبة إماما كبيرا عالما حجة من كبار أهل السنة،و كان يقول:
من زعم أن القرآن مخلوق فهو عندنا كافر زنديق عدو اللّه،لا نجالسه و لا يجالسنا.
ص: 145
و روى عنه القرآن عرضا أبو يوسف يعقوب بن خليفة الأعشى،و عبد الرحمن بن أبي حماد و يحيى بن محمد العليمي و عروة بن محمد الأسدي، و سهل بن شعيب و غيرهم.
و روى عنه الحروف سماعا من غير عرض إسحاق بن عيسى،و إسحاق بن يوسف الأزرق،و أحمد بن جبر،و عبد الجبار بن محمد العطار و علي بن حمزة الكسائي،و لما حضرته الوفاة بكت أخته فقال لها ما يبكيك انظري إلى هذه الزاوية فقد ختمت فيها القرآن ثمانية عشر ألف ختمة،و توفي عن ثمانية و تسعين عاما.
-تحدث عن حمزة الكوفي،و على من قرأ القرآن و ما رأيه في القارئ الذي يبالغ في المد،و متى توفي،و كم عدد سني عمره؟
هو:حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل الكوفي التيمي،و كنيته أبو عمارة،و هو الإمام الحبر شيخ القراء،و أحد الأئمة السبعة و يعرف بالزيات لأنه كان يجلب الزيت من العرف إلى حلوان بالعراق،و يجلب الجبن و الجوز إلى الكوفة.
ولد سنة ثمانين و أدرك الصحبة بالسن،فيحتمل أن يكون رأى بعضهم فيكون من التابعين.
و روى عن حمزة أنه كان يقول لمن يبالغ في المد و تحقيق الهمز لا تفعل، أما علمت أن ما كان فوق البياض فهو برص،و ما كان فوق الجعودة فهو قطط،و ما كان فوق القراءة فليس بقراءة.
و توفي حمزة سنة ست و خمسين و مائة بحلوان بالعراق،عن ست و سبعين سنة.
ص: 146
-من خلف،و كم كان عدد سني عمره عند ختمه للقرآن،و على من أخذ القراءة،و ما صفاته و متى توفي؟
هو خلف بن هشام بن ثعلب بن خلف الأسدي البغدادي البزار، و كنيته أبو محمد و هو أحد الرواة عن سليم عن حمزة،و اختار لنفسه قراءة فكان أحد القراء العشرة.
ولد سنة خمسين و مائة،و حفظ القرآن و هو ابن عشر سنين،و ابتدأ في طلب العلم و هو ابن ثلاث عشرة سنة.
و قد أخذ القراءة عرضا عن سليم بن عيسى و عبد الرحمن بن حماد بن حمزة،و عن أبي زيد سعيد بن أوس الأنصاري عن المفضل الضبي.
و كان ثقة كبيرا زاهدا عالما عابدا روي عنه أنه قال:أشكل على باب في النحو،فأنفقت ثمانين ألف درهم حتى حفظته و وعيته،مما يدل على سخائه و تضحيته في طلب العلم،و توفي خلف في جمادي الآخرة سنة تسع و عشرين و مائتين ببغداد.
-من خلاد،و ما كنيته،و على من أخذ القراءة،و اذكر بعض من روى عنه القراءة؟و متى توفي؟
هو خلاد بن خالد الشيباني الصيرفي الكوفي،و كنيته أبو عيسى،ولد سنة تسع عشرة،و قيل سنة ثلاثين و مائة.
و قد أخذ القراءة عرضا عن سليم و هو من أضبط أصحابه و أجلهم.
و من المعلوم أن خلاد كان إماما ثقة عارفا محققا ضابطا متقنا،و ممن روى عنه القراءة عرضا أحمد بن يزيد الحلواني،و إبراهيم بن علي القصار،
ص: 147
و على بن حسين الطبري،و إبراهيم بن نصر الرازي.
و توفي خلاد سنة عشرين و مائتين.
-من الإمام الكسائي،و لما ذا سمي بهذا الاسم،و ما كنيته،و ما هي الأمور التي اجتمعت فيه،و كيف رآه بعض العلماء في الرؤيا المنامية بعد موته، و اذكر بعض مؤلفاته،و وفاته؟
هو علي بن حمزة بن عبد اللّه بن عثمان من ولد بهمن بن فيروز مولى بني أسد و هو من أهل الكوفة ثم استوطن بغداد،و كنيته أبو الحسن،و لقبه الكسائي لقب به لأنه أحرم في كساء،و لذا قال الشاطبي:
و أما علي فالكسائي نعته لما كان في الإحرام فيه تسربلا
و قال أبو بكر بن الأنباري:اجتمعت في الكسائي أمور كان أعلم الناس بالنحو،و أوحدهم في الغريب،و أوحد الناس في القرآن،فكانوا يكثرون عنده فيجمعهم و يجلس على كرسي و يتلو القرآن من أوله إلى آخره، و هم يسمعون و يضبطون عنه حتى المقاطع و المبادئ.
و قد رأى بعض العلماء الكسائي في المنام فقال له ما فعل اللّه بك؟قال غفر لي بالقرآن،فقال ما ذا فعل في حمزة؟قال له ذاك في عليين.ما نراه إلا كما نرى الكوكب.
و للكسائي عدة مؤلفات منها كتاب الهاءات،و كتاب الحروف، و كتاب النوادر.
و توفي الكسائي سنة تسع و ثمانين و مائة عن سبعين سنة.
ص: 148
-من الإمام أبو جعفر،و ما ذا قال عنه ابن جماز،و من روى القراءة عنه؟و متى توفي؟
هو يزيد بن القعقاع المخزومي المدني،و كنيته أبو جعفر،أحد القراء العشرة،من التابعين،و ممن عرض عليهم القرآن عبد اللّه بن عباس و أبي هريرة و قيل إن أبا جعفر قرأ على زيد نفسه فقد صح أنه أتى به إلى أم سلمة زوج النبي-صلى اللّه عليه و سلم-فمسحت على رأسه،و دعت له بالخير.
و روى ابن جماز عنه أنه كان يصوم يوما و يفطر يوما و هو صوم داود عليه السلام.
و روى القراءة عنه نافع بن أبي نعيم،و عيسى بن وردان،و سليمان بن محمد بن مسلم بن جماز،و عبد الرحمن بن زيد بن أسلم،و أبو عمرو بن العلاء.
و توفي-رحمه اللّه-سنة ثلاثين و مائة.
-اكتب عن ابن وردان و ابن جماز،الكنية و الضبط و من عرض عليهما القرآن،و متى توفيا رحمهما اللّه تعالى؟
عيسى بن وردان هو عيسى بن وردان المدني،و كنيته أبو الحارث، و يلقب بالحذاء.
و قيل إنه كان إماما مقرئا حاذقا و محققا ضابطا للقراءة.
عرض عليه القرآن إسماعيل بن جعفر و قالون،و محمد بن عمر،و توفي في حدود الستين و مائة كما أورد ابن الجزري في نشره.
ص: 149
أما ابن جماز فهو سليمان بن محمد بن مسلم بن جماز الزهري المدني، و كنيته أبو الربيع،و كان ضابطا نبيلا،مقصودا في قراءة نافع و أبي جعفر.
عرض عليه القرآن إسماعيل بن جعفر و قتيبة بن مهران،و هو مقرئ جليل.
و توفي ابن جماز بعد السبعين و مائة.
-من الإمام يعقوب،و ما هي العلوم التي أتقنها بجانب القراءة،و اذكر بعض صفاته،و متى توفي-رحمه اللّه-؟
هو يعقوب بن اسحاق بن زيد بن عبد اللّه بن أبي اسحاق الحضرمي البصري،و كنيته أبو محمد،أحد القراء العشرة.
و كان يعقوب-رحمه اللّه-أعلم الناس في زمانه بالقراءات،و العربية، و الرواية،و كلام العرب،و الفقه،و انتهت إليه رئاسة الإقراء بعد أبي عمرو، و كان إمام جامع البصرة سنين و من بعض صفاته أنه كان فاضلا تقيا،ورعا زاهدا.
و توفي-رحمه اللّه تعالى-سنة خمس و مائتين و له ثمان و ثمانون سنة، و قيل إن أباه مات عن ثمان و ثمانين سنة،و كذلك جده،وجد أبيه و لا عجب في أمر اللّه تعالى.
-تحدث عن رويس،و روح موضحا،الاسم،و الكنية،و ما قيل عن كليهما،و متى توفيا رحمهما اللّه تعالى؟
رويس هو:محمد بن المتوكل اللؤلؤي البصري و كنيته أبو عبد اللّه، و لقبه رويس أخذ القراءة عن يعقوب الحضرمي،و هو من أحذق أصحابه
ص: 150
قال الزهري:سألت أبا حاتم عن رويس هل قرأ على يعقوب؟قال نعم قرأ معناه،و ختم عليه ختمات،و هو مقرئ حاذق،و إمام في القراءة عرضا عليه أناس كثيرون.
و توفي بالبصرة سنة ثمان و ثلاثين و مائتين.
و روح هو:روح بن عبد المؤمن الهذلي البصري النحوي،و كنيته أبو الحسن،عرض على يعقوب الحضرمي،و هو من أجل أصحابه و أوثقهم، و روى الحروف عن أحمد بن موسى و عبد اللّه بن معاذ،و هما عن أبي عمرو البصري و روح مقرئ جليل ثقة مشهور ضابط،روى عنه البخاري صحيحه.
و عرض عليه القراءة الطيب بن حمدان القاضي،و أبو بكر محمد بن وهب الثقفي،و غيرهم.
و توفي سنة أربع أو خمس و ثلاثين و مائتين.
-تكلم عن إسحاق و إدريس راويا خلف العاشر متناولا الاسم، و الكنية،و من قرأ عنهما القراءة،و متى توفيا-رحمهما اللّه تعالى-؟
إسحاق هو:إسحاق بن إبراهيم بن عثمان بن عبد اللّه بن المروزي ثم البغدادي الوراق،و كنيته أبو يعقوب،و هو راوي خلف في اختياره،قرأ على خلف اختياره،و قام به بعده،و قرأ عليه ابنه محمد بن إسحاق،و محمد ابن عبد اللّه ابن أبي عمر النقاش،و الحسن بن عثمان البرصاطي،و علي بن موسى الثقفي،و ابن شنبوذ.
و توفي سنة ست و ثمانين و مائتين.
و إدريس هو:إدريس بن عبد الكريم الحداد البغدادي و كنيته أبو الحسن.
ص: 151
روى عنه القراءة سماعا أحمد بن أحمد بن شنبوذ،و موسى بن عبد اللّه الخاقاني و محمد بن إسحاق البخاري،و أحمد بن بويان و غيرهم.
توفي يوم الأضحى سنة اثنتين و تسعين و مائتين،عن ثلاث و تسعين سنة.
-اكتب مذكرة مختصرة تقدم فيها للشاطبية،مشيرا إلى بعض شراحها و بدايتها و نهايتها؟
في حقيقة الأمر أن هذا السؤال من أهم سؤالات علم القراءات-و إن خلت امتحاناتنا منه-لما يدل عليه من قيمة علمية متعلقة بهذه القصيدة العظيمة و هي الشاطبية،و هي منظومة عظيمة تصل في جملتها إلى ثلاثة و سبعين و مائة و ألف بيتا شاملة للقراءات السبع في نظام رائع بديع لم أر مثله،و قد بدأ الناظم رحمه اللّه بمقدمة جميلة أشار فيها بعد أن أثنى على اللّه تعالى بما هو أهل له،و أثنى على نبيه-صلى اللّه عليه و سلم-،إلى أهمية كتاب اللّه و التالي له،ثم تناول القراء الأئمة السبعة و رواتهم في نظام رائع يذكر الإمام ثم الرواة،و بلدانهم و كناهم،ثم رموز مضيئة هي للشاطبية بمثابة علامات على الطريق،للاجتماع و الانفراد،و حال الاتفاق و غير ذلك ثم تناول الإمام العظيم العلامة و البحر الفهامة بعد ذلك الأصول فبدأ بالاستعاذة حتى وصل إلى ياءات الزوائد،ثم ذكر فرش الحروف في رحلة بديعة مرورا بكل سورة من سور القرآن العظيم سورة سورة حتى يصل بنا إلى باب التكبير ثم يختم بباب مخارج الحروف و صفاتها التي يحتاج إليها القارئ.
و هذا الإمام القاسم بن فيرة بن خلف بن أحمد أبو القاسم و أبو محمد الشاطبي الرعيني الضرير ولي اللّه الإمام العلامة أحد الأعلام الكبار المشتهرين
ص: 152
في الأقطار،المولود سنة(538 ه)بشاطبة بالأندلس كان متصلا باللّه تعالى اتصالا عظيما فقد ورد من أخباره ما يوضح ذلك فقد كان متواضعا عالما عاملا يخاف اللّه و يتقيه في أحواله و أقواله و أفعاله،و هذه الشاطبية خير شاهد على ما أوتي هذا الشيخ الكريم من نعمة اللّه تعالى-،فإن اللّه و إن كان قد أخذ منه ضوء و نور البصر فلقد نور اللّه له نور البصيرة،فعلم المبصرين و انتشر نور علمه في الآفاق،و قد ورد أن الإمام القرطبي ذكر أن الإمام الشاطبي رحمه اللّه تعالى-لما فرغ من تأليف و تمام الشاطبية طاف بها حول الكعبة اثنى عشر ألف أسبوع كلما جاء في أماكن الدعاء قال اللهم فاطر السماوات و الأرض عالم الغيب و الشهادة رب هذا البيت العظيم انفع بها كل من قرأها،و ها نحن نرى أن هذا السفر العظيم قد نال و رزق من القبول و الشهرة ما لا نعلمه لكتاب غيره في هذا الفن حتى صارت جميع بلاد الإسلام لا تخلو منه،و لقد بالغ أكثر الناس في التغالي فيه،و أخذ أقواله مسلمة و اعتبار ألفاظه منطوقا و مفهوما حتى خرجوا بذلك عن حد أن تكون لغير معصوم،و تجاوز بعض الحد فزعم أن ما فيها هو القراءات السبع،و أن ما عدا ذلك شاذ لا تجوز القراءة به.
و قد قام على شرحه كثير من الأئمة المعتبرين منهم:برهان الدين إبراهيم ابن عمر الجعبري،و شمس الدين الكوراني،و شمس الدين الفناري، و علم الدين علي بن محمد السخاوي المصري،و أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل النحوي،و أبو عبد اللّه محمد بن أحمد المعروف بشعلة الموصلي، و علاء الدين علي بن عثمان المعروف بابن القاصح البغدادي،و أبو عبد اللّه محمد بن الحسن بن محمد الفاسي،و عماد الدين علي بن يعقوب الموصلي، و جمال الدين بن علي الحصني،و أبو العباس أحمد بن محمد القسطلاني المصري،و أبو العباس أحمد بن على الموصلي،و تقي الدين عبد الرحمن بن أحمد الواسطي،و تقي الدين يعقوب بن بدران الجرائدي،و شهاب الدين
ص: 153
أحمد بن يوسف السمين الحلبي و شهاب الدين أحمد بن محمد بن جبارة المقدسي،و شمس الدين محمد بن أحمد الأندلسي،و محب الدين محمد بن محمود بن البخاري البغدادي،و أبو بكر بن أيدغدي الشهير بابن الجندي، و أبو القاسم هبة اللّه بن عبد الرحيم البازري،و يوسف بن أبي بكر المعروف بابن الخطيب،و علم الدين قاسم بن أحمد اللورقي،و بدر الدين المعروف بابن أم قاسم المرادي،و أبو عبد اللّه المغربي النحوي،و السيد عبد بن محمد الحسين،جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي،و نور الدين علي ابن سلطان القاري،و منتجب الدين الهمداني،و شهاب الدين أحمد بن عبد الحق السنباطي.
و ممن أعرف في عصرنا الشيخ العلامة علي محمد الضباع شيخ عموم المقارئ المصرية سابقا،و الشيخ عبد الفتاح القاضي،و الشيخ عبد الفتاح عبد الغني القاضي له مؤلفات عظيمة.
و قد بدأ الشاطبي-رحمه اللّه-قصيدته المباركة التي تدل على ثراء عقلي و توفيق رباني و عطاء من خزائن اللّه بالثناء على اللّه فقال:
بدأت ببسم اللّه في النظم أولا تبارك رحمانا رحيما و موئلا
و ثنيت صلّى اللّه ربّي على الرّضى محمّد المهدي إلى النّاس مرسلا
و عترته ثمّ الصحابة ثمّ من تلاهم على الإحسان بالخير وبّلا
و ثلّثت أنّ الحمد للّه دائما و ما ليس مبدوءا به اجذم العلا
و بعد فحبل اللّه فينا كتابه فجاهد به حبل العدا متحبّلا
ثم ختمها أيضا بالثناء و الدعاء فقال:
و تمّت بحمد اللّه في الخلق سهلة منزّهة عن منطق الهجر مقولا
و لكنها تبغي من النّاس كفؤها أخا ثقة يعفو و يغضي تجمّلا
و ليس لها إلا ذنوب وليها فيا طيّب الأنفاس أحسن تأولا
و قل رحم الرّحمن حيّا و ميّتا فتى كان للإنصاف و الحلم معقلا
ص: 154
عسى اللّه يدني سعيه بجواره و إن كان زيفا غير خاف مزلّلا
فيا خير غفّار و يا خير راحم و يا خير مأمول جدا و تفضّلا
أقل عثرتي و انفع بها و بقصدها حنانيك يا اللّه يا رافع العلا
و آخر دعوانا بتوفيق ربّنا أن الحمد للّه الّذي وحده علا
و بعد صلاة اللّه ثمّ سلامه على سيّد الخلق الرضا منتخلا
محمّد المختار للمجد كعبة صلاة تباري الرّيح مسكا و مندلا
و تبدي على أصحابه نفحاتها بغير تناه زرنبا و قرنفلا
هذا و اللّه أعلى و أعلم.
-وضح الرموز الخاصة بالقراء السبعة الأئمة مجتمعين و منفردين،مع ذكر الدليل على ذلك من أبيات الشاطبية؟
أولا:رموز الانفراد (1)،و هذه الرموز تسمى بالرموز الحرفية و ما يدل عليه كل حرف من القراء،و هي:
1-[أبج](الألف:لنافع،و هو إمام،الباء:لقالون،و هو راو،و الجيم:
لورش،و هو راو).
2-[دهز](الدال:لابن كثير،و هو إمام،و الهاء:للبزي،و هو راو، و الزاي:لقنبل و هو راو).
3-[حطي](الحاء:لأبي عمرو،و هو إمام،و الطاء:للدوري،و هو راو،و الياء:للسوسي،و هو راو).
4-[كلم](الكاف:لابن عامر،و هو إمام،و اللام:لهشام،و هو راو، و الميم:لابن ذكوان،و هو راو).
ص: 155
[نصع](النون:لعاصم،و هو إمام،و الصاد:لشعبة،و هو راو،و العين لحفص،و هو راو).
6-[فضق](الفاء:لحمزة،و هو إمام،و الضاد:لخلف،و هو راو، و القاف:لخلاد،و هو راو).
7-[رست](الراء:للكسائي،و هو إمام و السين:لأبي الحارث و هو راو،و التاء:لدوري الكسائي و هو راو).
ثانيا:رموز الاجتماع،و هذه الرموز تسمى الرموز الحرفية التي يدل كل حرف منها على جماعة من القراء،و كذا الرموز الكلمية،و ما تدل عليه كل كلمة من القراء،و هذه الرموز هي:
1-[ث]الكوفيون(عاصم،حمزة،الكسائي).
2-[خ]القراء السبعة ما عدا نافعا.
3-[ذ]الكوفيون،و ابن عامر.
4-[ظ]الكوفيون،و ابن كثير.
5-[غ]الكوفيون،و أبو عمرو.
6-[ش]حمزة و الكسائي.
7-[صحبة]حمزة،و الكسائي،و شعبة.
8-[صحاب]حمزة،و الكسائي،و حفص.
9-[عم]نافع و ابن عامر.
10-[سما]نافع و ابن كثير و أبو عمرو.
11-[حق]ابن كثير و أبو عمرو.
12-[نفر]ابن كثير و أبو عمرو و ابن عامر.
13-[حرمي]نافع و ابن كثير.
14-[حصن]الكوفيون و نافع.
ص: 156
ثالثا:الأبيات الدالة على الرموز من الشاطبية قول الشاطبي-رحمه اللّه-:
و ها أنا ذا أسعى لعلّ حروفهم يطوع بها نظم القوافي مسهلا
جعلت أبا جاد على كل قارئ دليلا على المنظوم أوّل أوّلا
و من بعد ذكري الحرف اسمي رجاله متى تنقضي آتيك بالواو فيصلا
سوى أحرف لا ريبة في اتصالها و باللفظ استغني عن القيد إن جلا
و رب مكان كرّر الحرف قبلها لما عارض و الأمر ليس مهولا
و منهنّ للكوفي ثاء مثلّث و ستتهم بالخاء ليس باغفلا
عنيت الأولى أثبتهم بعد نافع و كوف و شام ذالهم ليس مغفلا
و كوف مع المكّي بالظّاء معجما و كوف و بصر غينهم ليس مهملا
و ذو النقط شين للكسائي و حمزة و قل فيهما مع شعبة صحبة تلا
صحاب هما مع حفصهم عمّ نافع و شام سما في نافع و فتى العلا
و مك و حق فيه و ابن العلاء قل و قل فيهما و اليحصبي نفر حلا
و حرمي المكّي فيه و نافع و حفص عن الكوفي و نافعهم علا
هذا و اللّه أعلى و أعلم.
-قال الإمام ابن الجزري في الطيبة:
جعلت رمزهم على الترتيب من نافع كذا إلى يعقوب
أبج دهز حطي كلم نصع فضق رست ثخذ ظغش على هذا النسق
وضح رموز القراء العشرة كما ورد في البيتين؟
جعل الناظم (1)للقراء العشرة-ما عدا خلفا-و رواتهم رمزا يعرف به كل قارئ و كل راو-و ذلك في تسع كلمات كل كلمة منها مكونة من
ص: 157
ثلاثة أحرف-الحرف الأول للقارئ-و الحرفان الأخيران رمزان لكل من راوييه على الترتيب السابق في النظم مبتدئا برمز نافع منتهيا برمز يعقوب.
الكلمة الأولى:[أبج]:فالألف لنافع،و الباء لقالون،و الجيم لورش.
الكلمة الثانية:[دهز]فالدال لابن كثير،و الهاء:للبزي،و الزاي:لقنبل.
الكلمة الثالثة:[حطي]،فالحاء لأبي عمرو،و الطاء:للدوري،و الياء:
للسوسي.
الكلمة الرابعة:[كلم]:فالكاف:لابن عامر،و اللام:لهشام،و الميم:
لابن ذكوان.
الكلمة الخامسة:[نصع]فالنون:لعاصم،و الصاد:لشعبة،و العين:
لحفص.
الكلمة السادسة:[فضق]الفاء:لحمزة،و الضاد:لخلف،و القاف:
لخلاد.
الكلمة السابعة:[رست]،الراء:الكسائي،و السين:لأبي الحارث، و التاء:للدوري.
الكلمة الثامنة:[ثخذ]الثاء:لأبي جعفر،و الخاء:لابن وردان،و الذال:
لابن جماز.
الكلمة التاسعة:[ظعش]،الظاء:ليعقوب،و الغين:لرويس،و الشين:
لروح.
و هذه الرموز بهذا الترتيب تسمى الرموز الحرفية.
-ذكر ابن الجزري في طيبته أن الطرق ربما تصل إلى ألف طريق،فما ذا قال في ذلك،و ما هي أهم الطرق التي تسمى بالأصلية؟
قال ابن الجزري:
و هذه الرواة عنهم طرق أصحّها في نشرنا يحقّق
باثنين في اثنين و إلاّ أربع فهي زها ألف طريق تجمع
ص: 158
و من هنا نعلم أنه قد تفرعت عن الرواة العشرين طرق كثيرة منها الأصح،و الصحيح و منها القوي و الضعيف،و قد حققها ابن الجزري-رحمه اللّه-في كتاب النشر،و ميز أصحها من صحيحها،و قويها من ضعيفها، و اختار منها عن كل راو طريقين و عن كل طريق طريقين،و إليك بيان الطرق الأصلية كما ورد في الكوكب الدري.
1-[قالون]من طريقي أبي نشيط و الحلواني عنه فأبو نشيط من طريق ابن بويان،و القزاز عن أبي بكر بن الأشعث عنه فعنه،و الحلواني من طريق ابن أبي مهران،و جعفر بن محمد عنه فعنه.
2-[ورش]من طريقي الأزرق و الأصبهاني عنه.فالأزرق من طريقي إسماعيل النحاس و ابن سيف عنه فعنه،و الأصبهاني من طريق ابن جعفر و المطوعي عنه فعنه،عن أصحابه فعنه.
3-[البزي]من طريقي أبي ربيعة و ابن الحباب عنه-فأبو ربيعة من طريقي النقاش و ابن بنان عنه فعنه،و ابن الحباب من طريقي ابن صالح، و عبد الواحد بن عمر عنه فعنه.
4-[قنبل]من طريقي ابن مجاهد و ابن شنبوذ من طريقي القاضي أبي الفرج و الشطوي عنه فعنه.
5-[الدوري]من طريقي أبي الزعراء و ابن فرح-بالحاء المهملة-عنه فأبو الزعراء من طريقي ابن مجاهد و المعدل عنه فعنه،و ابن فرح من طريقي ابن أبي بلال و المطوعي عنه فعنه.
6-[السوسي]من طريقي ابن جرير و ابن جمهور عنه.فابن جرير من طريقي عبد اللّه بن الحسين و ابن حبش عنه فعنه،و ابن جمهور من طريقي الشذائي و الشنبوذي عنه فعنه.
7-[هشام]من طريقي الحلواني عنه،و الداجوني عن أصحابه عنه.
فالحلواني من طريقي عبدان و الجمال عنه فعنه.
ص: 159
و الداجوني من طريقي زيد بن علي و الشذائي عنه فعنه.
8-[ابن ذكوان]من طريقي الأخفش و الصوري عنه:فالأخفش من طريقي النقاش و ابن الأخرم عنه فعنه،و الصوري من طريقي الرملي و المطوعي عنه فعنه.
9-[أبو بكر شعبة]من طريقي يحيى بن آدم و يحيى العليمي عنه فابن آدم من طريقي شعيب،و أبي حمدون عنه فعنه،و العليمي من طريقي ابن خليع و الرزاز عن أبي بكر الواسطي عنه فعنه.
10-[حفص]من طريقي عبيد بن الصباح و عمرو بن الصباح عنه فعبيد من طريقي أبي الحسن الهاشمي و أبي طاهر بن أبي هاشم عن الأشناني عنه فعنه،و عمرو من طريقي الفيل و زرعان عنه فعنه.
11-[خلف]من طرق ابن عثمان و ابن مقسم و ابن صالح و المطوعي أربعتهم عن إدريس عنه.
12-[خلاد]من طرق بن شاذان و ابن الهشيم و الوزان و الطلحي أربعتهم عن خلاد.
13-[أبو الحارث]من طريقي محمد بن يحيى و سلمة بن عاصم عنه و ابن يحيى من طريق البطي و القنيطري عنه فعنه،و سلمة من طريقي ثعلب و الفرح عنه فعنه.
14-[الدوري]من طريقي جعفر النصيبي و أبي عثمان الضرير عنه، و النصيبي من طريقي ابن الجلندي و ابن ديزويه عنه فعنه،و أبو عثمان من طريقي ابن أبي هاشم،و الشذائي عنه فعنه.
15-[عيسى بن وردان]من طريقي الفضل بن شاذان و هبة اللّه بن جعفر عن أصحابهما عنه،فالفضل من طريقي ابن شبيب و ابن هارون عنه، و هبة اللّه من طريقي الحنبلي و الحمامي عنه فعنه.
16-[ابن جماز]من طريقي أبي أيوب الهاشمي و الدوري عن إسماعيل
ص: 160
ابن جعفر عنه فعنه.فالهاشمي من طريقي ابن رزين و الأزرق الجمال عنه فعنه،و الدوري من طريقي ابن النفاح بالحاء المهملة و ابن نهشل عنه فعنه.
17-[رويس]من طرق النخاس بالخاء المعجمة-و أبي الطيب،و ابن مقسم و الجوهري أربعتهم عن التمار عنه.
18-[روح]من طريقي ابن وهب و الزبيدي عنه فابن وهب من طريقي المعدل و حمزة بن علي عنه فعنه-و الزبيدي من طريقي غلام بن شنبوذ و ابن حبشان عنه فعنه.
19-[إسحاق]من طريق السوسنجردي و بكر بن شاذان عن ابن عمر عنه فعنه،و من طريقي محمد بن إسحاق نفسه و البرصاطي عنه.
20-[إدريس]من طرق الشطي و المطوعي و ابن بويان و القطيعي، الأربعة عنه.
و إلى هنا انتهت الأسئلة المنتقاة،و المختارة من الأسئلة التمهيدية لعلم القراءات و اجاباتها الوافية،و يليها بإذن اللّه و فضله سبحانه أسئلة الأصول.
ص: 161
قسم علماء القراءات و المصنفون فيه هذا العلم إلى أصول و فرش،فما المراد بالأصول و الفرش،مع ذكر أمثلة توضح ما تقول؟
ورد في تصانيف العلماء منذ أبي عمر حفص الدوري،و أول من دون فيه أبو عبيد (1)القاسم بن سلام إلى وقتنا هذا أن علم القراءات ينقسم إلى أصول و فرش،و قد ورد في الوافي في شرح الشاطبية أن الفرش:مصدر فرش إذا نشر و بسط،فالفرش معناه النشر و البسط،و يقال فرش الحروف،الحروف جمع حرف،و الحرف القراءة يقال:حرف نافع،حرف حمزة أي قراءته،و سمى الكلام على كل حرف في موضعه من الحروف المختلف فيها بين القراء فرشا لانتشار هذه الحروف في مواضعها من سور القرآن الكريم فكأنها انفرشت في السور بخلاف الأصول.
و في إرشاد المريد الفرش أو فرش الحروف أي الحروف المنشورة في القرآن أو في سور القرآن الكريم على الترتيب القرآني.
و قيل في الأصول أن حكم الواحد منها ينسحب على الجميع،و هذا باعتبار الغالب في الفرش و الأصول إذ قد يوجد في الفرش ما يطرد الحكم فيه كقوله:و حيث أتاك القدس إسكان داله دواء البيت،و قوله و ها هو بعد الواو و ألفا و لامها البيت،و قوله و إضجاعك التوراة ما رد حسنه الخ و قد يذكر في الأصول ما لا يطرد كالمواضع المخصوصة التي ذكرها الشاطبي في الهمزتين من كلمتين و غيرها،فالتسمية في كل من الأصول و الفرش باعتبار الكثير الغالب.
ص: 162
و مثال الأصول:باب الاستعاذة و البسملة،و الإدغام الكبير،و كذا إدغام الحرفين المتقاربين في كلمة و في كلمتين،و باب هاء الكناية،و المد و القصر، و الهمزتين من كلمتين،و الهمز المفرد،و نقل حركة الهمز إلى الساكن قبلها، و وقف حمزة و هشام على الهمز،و الإظهار و الإدغام و منه ذكر ذال إذ،و ذكر دال قد،و تاء التأنيث،و لام هل و بل،و الحروف التي قربت مخارجها،و باب الأحكام المتعلقة بالنون الساكنة و التنوين،و الفتح و الإمالة بين اللفظين،و مذاهب القراء في الراءات و اللامات،و الوقف على أواخر الكلم و الوقف على مرسوم الخط،و مذاهب القراء في ياءات الإضافة،و ياءات الزوائد (1).ر.
ص: 163
-اكتب مذكرة تقدم فيها للاستعاذة متناولا الحكم،و الصيغة، و الكيفية مع ذكر الدليل من طيبة ابن الجزري؟و ما هي الأوجه المقروء بها إذا بدأ القارئ القراءة بأول سورة براءة؟
يتعلق بالاستعاذة كما ورد في السؤال عدة مباحث هي:
أولا:حكم الاستعاذة (1):
اتفق العلماء على أن الاستعاذة مطلوبة من مريد القراءة،و اختلفوا بعد ذلك في هذا الطلب هل هو على سبيل الوجوب،أو على سبيل الندب.
فذهب جمهور العلماء،و أهل الأداء إلى أنه على سبيل الندب.
و قالوا:إن الاستعاذة مندوبة عند إرادة القراءة،و حملوا الأمر في قوله تعالى: فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ (2)على الندب، فلو تركها القارئ لا يكون آثما.
و ذهب بعض العلماء إلى أنه على سبيل الوجوب.
و قالوا:إن الاستعاذة واجبة عند إرادة القراءة و حملوا الأمر في الآية السابقة على الوجوب و قال ابن سيرين و هو من القائلين بالوجوب:لو أتى القارئ بها مرة واحدة في حياته كفاه ذلك في إسقاط الوجوب عنه و على مذهب القائلين بالوجوب لو تركها القارئ يكون آثما.
ثانيا:في صيغة الاستعاذة:
المختار لجميع القراء في صيغتها(أعوذ باللّه من الشيطان الرجيم)لأنها الصيغة الواردة في سورة النحل كما سبق.
ص: 164
و لا خلاف بينهم في جواز غير هذه الصيغة من الصيغ الواردة عن أهل الأداء،سواء نقصت عن هذه الصيغة نحو(أعوذ باللّه من الشيطان)أم زادت نحو (أعوذ باللّه السميع العليم من الشيطان الرجيم)إلى غير ذلك من الصيغ الواردة عن أئمة القراءة.
ثالثا:في كيفية الاستعاذة:
روي عن(نافع)أنه كان يخفي الاستعاذة في جميع القرآن الكريم،و روي مثل هذا عن حمزة أيضا،لذا قال الشاطبي.
و إخفاؤه فصل أباه وعاتنا و كم من فتى كالمهدوي فيه أعملا
و المرموز لهما في البيت هنا بالفاء هما نافع و حمزة،و على هذا يكون أن المعنى أن حمزة و نافعا كان يخفيان التعوذ عند قراءتهما (1).
و روى عن خلف عن حمزة أنه كان يجهر بها أول الفاتحة خاصة و يخفيها بعد ذلك في جميع القرآن.
و روي عن خلاد أنه كان يجيز الجهر،و الإخفاء جميعا،و لا ينكر على من جهر،و لا على من أخفى.
و لكن المختار في ذلك لجميع القراء العشرة التفصيل:فيستحب إخفاؤها في مواطن،و الجهر بها في مواطن أخرى.
فمواطن إخفاء الاستعاذة هي:
1-إذا كان القارئ يقرأ سرّا،سواء كان منفردا أم في مجلس.
2-إذا كان خاليا سواء قرأ سرا أم جهرا.
3-إذا كان في الصلاة سواء أ كانت الصلاة سرية أم جهرية.
4-إذا كان يقرأ مع جماعة يتدارسون القرآن كأن يكون في مقرأة،و لم يكن هو المبتدئ بالقراءة.
و ما عدا ذلك يستحب فيه الجهر بها.).
ص: 165
فإذا كان القارئ مبتدأ بأول سورة سوى سورة(براءة)تعين عليه الإتيان بالبسملة.
و حينئذ يجوز للقارئ بالنسبة للوقف على الاستعاذة،أو وصلها بالبسملة أربعة أوجه:
1-الوقف على الاستعاذة و البسملة،و يسمى هذا الوجه بقطع الجميع.
2-وصل الاستعاذة بالبسملة مع وصل البسملة بأول السورة،و يسمى هذا الوجه بوصل الجميع.
3-الوقف على الاستعاذة،و وصل البسملة بأول السورة،و يسمى هذا الوجه بقطع الأول،و وصل الثاني بالثالث.
4-وصل الاستعاذة بالبسملة،و الوقف عليها،و يسمى هذا الوجه بوصل الأول بالثاني و قطع الثالث.
فإذا كان القارئ مبتدئ بأول سورة براءة فيجوز له وجهان فقط،و هما:
1-الوقف على الاستعاذة،و البدء بأول السورة بدون بسملة.
وصل الاستعاذة بأول السورة بدون بسملة أيضا الدليل على ما سبق من طيبة ابن الجزري قوله رحمه اللّه:
و قل أعوذ إن أردت تقرأ كالنحل جهر الجميع القرّا
و إن تغيّر أو تزد لفظا فلا تعد الذي قد صح ممّا نقلا
و قيل يخفى حمزة حيث تلا و قيل لا فاتحة و عللا
وقف لهم عليهم أوصل و استحب تعوذ و قال بعضهم يجب
مما سبق يتضح لنا أن الصيغة المختارة،و التي ورد بها النص القرآني للاستعاذة هي قول اللّه تعالى: فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ ،و هي الواردة في سورة النحل،و إذا قطع القارئ قراءته لعذر طارئ قهري كالعطس،أو التنحنح،أو انقطاع النفس،أو لكلام يتعلق بحكم في القراءة،لا يعيد الاستعاذة،أما إذا قطعها إعراضا عن القراءة،أو لكلام خارج عنها كرد السلام فإنه يستأنف الاستعاذة تارة أخرى.
ص: 166
-عرف البسملة ثم وضح حكم الإتيان بها في سورة براءة،و كذا في أواسط السور،و حكمها بين السورتين،مع ذكر الدليل من أبيات الشاطبية؟
البسملة مصدر مولد (1)بسمل إذا قال بسم اللّه،نحو:هيلل إذا قال لا إله إلا اللّه،و حمدل إذا قال الحمد للّه،و حسبل إذا قال حسبي اللّه،و حيعل إذا قال حي على الصلاة،و حوقل إذا قال لا حول و لا قوة إلا باللّه و لا خلاف أن البسملة بعض آية من النمل،من قوله تعالى: إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَ إِنَّهُ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (2)،و لا خلاف بين القراء في إثباتها أول سورة الفاتحة سواء وصلت بالناس أو ابتدئ بها،لأنها و إن وصلت لفظا فهي مبتدأ بها حكما.
و قد أجمع القراء العشرة أيضا على الإتيان بها عند الابتداء بأول كل سورة سوى سورة براءة،و ذلك لكتابتها في المصحف قال ابن الجزري:
و في ابتداء السّور كلّ بسملا سوى براءة فلا....
و قد اختلف في حكم الإتيان بالبسملة في سورة براءة،فذهب ابن حجر، و الخطيب إلى أن البسملة تحرم في أولها،و ذلك لعدم كتابتها في المصحف لأنها نزلت بالسيف،و تكره في أثنائها،و ذهب الرملي و مشايعوه إلى أنها تكره في أولها و تسن في أثنائها.
و حكم الابتداء بأواسط السور.
يجوز لكل القراء الإتيان بالبسملة،و تركها،لا فرق في ذلك يبن سورة براءة و غيرها.
ص: 167
و ذهب بعض العلماء إلى استثناء وسط براءة فألحقه بأولها في عدم جواز الإتيان بالبسملة لأحد من القراء،قال ابن الجزري:
و وسطا خيّر و فيها يحتمل ......
و المراد بأواسط السور ما بعد أوائلها و لو بآية أو كلمة.
أما بالنسبة لحكم البسملة بين السورتين فقط ورد في الإرشادات تحت عنوان:في حكم البسملة بين السورتين الآتي:
ذهب قالون،و ابن كثير،و عاصم،و الكسائي،إلى الفصل بالبسملة بين كل سورتين سوى براءة،لما ورد في حديث سعيد بن جبير«كان عليه الصلاة و السلام:لا يعلم انقضاء السورة حتى تنزل عليه بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ و ذهب حمزة إلى وصل آخر السورة بأول ما بعدها من غير بسملة،و ذلك لبيان ما في آخر السورة من حركة الإعراب أو البناء،و ما في السورة التالية من همزات قطع أو وصل أو إظهار أو إدغام أو إقلاب الخ...
و روي عن كل من ورش،و أبي عمرو،و ابن عامر،ثلاثة أوجه،البسملة، و السكت،و الوصل.
و هذا الحكم عام بين كل سورتين سواء أ كانتا مرتبتين كآخر البقرة و أول آل عمران،أم غير مرتبتين كآخر الأعراف و أول يوسف،و لكن بشرط أن تكون السورة الثانية بعد الأولى حسب ترتيب القرآن الكريم كما مثلنا.
أما إذا كانت قبلها في الترتيب كأن وصل آخر الكهف بأول يونس تعين الإتيان بالبسملة لجميع القراء و لا يجوز حينئذ السكت و لا الوصل لأحد منهم.
و إذا وصل آخر السورة بأولها كأن كرر سورة الإخلاص مثلا فإن البسملة متعينة حينئذ أيضا للجميع.
و بعض أهل الأداء اختار الفصل بالبسملة بين المدثر و القيامة،و الانفطار و التطفيف،و الفجر و البلد،و العصر و الهمزة،لمن روى عنه السكت في غيرها، و هم ورش،و أبو عمرو،و ذلك لأنهم استقبحوا الوصل بدون بسملة.
ص: 168
و اختار السكت بين السور الأربع التي ذكرت قبل المسماة بالأربع الزهر لمن روى عنه الوصل في غيرها،و هم ورش و من معه،و حمزة،و ذلك لأن الوصل فيه إيهام لمعنى غير المراد.
أما الدليل على ما ورد في البسملة من الشاطبية فهو قول الشاطبي رحمه اللّه:
و بسمل بين السورتين بسنّة رجال نموها درية و تحمّلا
و وصلك بين السّورتين فصاحة وصل و اسكتن كل جلاياه حصلا
و لا نص كلا حب وجه ذكرته و فيها خلاف جيده واضح الطّلا
و سكتهم المختار دون تنفّس و بعضهم في الأربع الزهر بسملا
لهم دون نص و هو فيهن ساكت لحمزة فافهمه و ليس مخذلا
و مهما تصلها أو بدأت براءة لتنزيلها بالسيف لست مبسملا
و لا بدّ منها في ابتدائك سورة سواها و في الأجزاء خيّر من تلا
و مهما تصلها مع أواخر سورة فلا تقفنّ الدهر فيها فتثقلا
يجوز لكل من فصل بين السورتين بالبسملة ثلاثة أوجه:
1-الوقف على آخر السورة و على البسملة،و يسمى قطع الجميع.
2-وصل آخر السورة بالبسملة مع وصل البسملة بأول التالية،و يسمى وصل الجميع.
3-الوقف على آخر السورة و وصل البسملة بأول السورة التالية و يسمى قطع الأول و وصل الثاني بالثالث.
أما الوجه الرابع و هو وصل البسملة بآخر السورة و الوقف على البسملة فهو ممتنع للجميع،و ذلك لأنه في هذه الحالة يوهم أن البسملة لآخر السورة لا لأولها.
ص: 169
و على هذا لقالون،و ابن كثير،و عاصم،و الكسائي هذه الأوجه الثلاثة بين كل سورتين.
و يكون لورش،و أبي عمرو،و ابن عامر،بين كل سورتين خمسة أوجه:
ثلاثة البسملة،و السكت،و الوصل.
و يكون لحمزة بين كل سورتين سوى الأربع الزهر الوصل فقط.
و لكل واحد من القراء السبعة بين الأنفال و براءة ثلاثة أوجه:
و براءة ثلاثة أوجه:
1-الوقف على آخر الأنفال،مع التنفس.
2-السكت على آخر الأنفال بدون تنفس.
3-وصل آخر الأنفال بأول براءة،و الأوجه الثلاثة من غير بسملة.
هذا و اللّه أعلم و أعلم.
ص: 170
-قال الشاطبي:
و عند سراط و السّراط لقنبلا بحيث أتى و الصّاد زاء أشمّها
لدى خلف و اشمم لخلاّد الأوّلا .............................
أ-اذكر بيتين بعد هذين البيتين مع توضيح اللفظ القرآني المراد؟ ب-اشرح البيتين مع تحديد اللفظ المراد،و اذكر ما خالف فيه خلادا فيهما؟ ج-ما وجه القراءة في لفظ الصراط بالسين،و ما وجه القراءة بالصاد،و ما وجه القراءة بالإشمام؟
أ-قال الشاطبي:
عليهم إليهم حمزة و لديهمو جميعا بضم الهاء وقفا و موصلا
وصل ضم ميم الجمع قبل محرّك دراكا و قالون بتخييره جلا
و اللفظ القرآني المقصود في البيتين هو عليهم،إليهم،لديهم،و ميم الجمع في أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم،و بالنسبة لعليهم،و إليهم و لديهم،قرأ حمزة بضم الهاء (1)في الألفاظ الواردة في حالي الوقف و الوصل في جميع القرآن الكريم سواء كان بعد الكلمات متحرك نحو عليهم غير المغضوب عليهم و لا الضالين،يحبون من هاجر إليهم و لا يجدون،و ما كنت لديهم إذ يلقون،أم كان بعدهن ساكن نحو عليهم القول،إليهم اثنين،و أخذ هذا التعميم من الإطلاق،
ص: 171
و قرأ غير حمزة هذه الكلمات الثلاث في جميع القرآن بكسر الهاء و يؤخذ كسر الهاء من اللفظ.
و قد أمر الناظم بضم ميم الجمع وصلتها بواو إذا وقعت قبل متحرك لابن كثير في جميع القرآن سواء كان الحرف المتحرك همزة نحو عليهم ء أنذرتهم،أم غيرها نحو أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم.
ب-شرح البيتين المذكورين في السؤال:
اللام في لقنبلا للأمر،أي اتبع قنبلا في قراءة لفظ سراط و السراط بالسين حيث وقع في القرآن الكريم سواء كان منكرا نحو: وَ إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ،أم معرفا باللام نحو:اهدنا الصراط المستقيم،أم الإضافة نحو:
صراط الذين،و أن هذا صراطي،صراطك المستقيم.
ثم أمر بإشمام الصاد صوت الزاي لخلف في هذا اللفظ حيث وقع في القرآن الكريم سواء كان منكرا،أم معرفا باللام،أو بالإضافة كالأمثلة المذكورة، و أمر بإشمام الصاد صوت الزاي لخلاد في الموضع الأول فقط و هو اهدنا الصراط المستقيم،فتكون قراءته في بقية المواضع بالصاد الخالصة،و قرأ الباقون بالصاد الخالصة في جميع المواضع من القرآن الكريم.
إذن فاللفظ المقصود في البيتين هو لفظ الصراط.
و قرأ خلف عن حمزة بالصاد المشمة صوت الزاي (1)حيث وقعا كذلك و هي لغة قيس.
و اختلف خلف عن خلاد على أربع طرق هي:
1-الإشمام في الأول من الفاتحة فقط.
2-الإشمام في حرفي الفاتحة فقط.
3-الإشمام في المعرف باللام في الفاتحة،و جميع القرآن.ي.
ص: 172
4-عدم الإشمام في الجميع.
ج-أما وجه القراءة بالسين أنه الأصل (1)لأن السراط الطريق و هو مشتق من السراط و هو الابتلاع،إما لأنه يبتلع المارة به أو المارة به تبتلعه كما قالوا قتل أرضا عالمها و قتلت أرض جاهلها.
و أما وجه قراءة الصاد فهو أن السين أبدلت صادا لتدل على الحرف المبدل منه،و هو السين فإن السين و الصاد مشتركان في المخرج و في بعض الصفات فأبدلت الصاد من السين لذلك و ليكون في الكلمة تلاؤم بين الراء و الصاد في التفخيم،و بين الصاد و الطاء في التفخيم و الاستعلاء و الإطباق و حينئذ ينتفي الثقل الناشئ من الانتقال من حرف مهموس مستفل مرقق و هو السين إلى حرف مجهور مستعل مطبق مفخم و هو الطاء،و يكون بين حروف الكلمة تآخ و تناسب و هذه القراءة لغة قريش،و هي توافق الرسم تحقيقا.
و وجه قراءة الإشمام فلأن إشمام الصاد صوت الزاي يزيد الصاد قربا من الطاء بسبب الجهر الذي في الزاي،و ليس في الصاد،و معلوم أن من صفات الطاء الجهر فيقوى التناسب بين الحروف،و يكون أيضا في التلفظ بها على اللسان أخف و أيسر،و هذه القراءة لغة قريش،و توافق الرسم تقديرا.
-اذكر حكم الوقف على جمع المذكر السالم؟
ورد في المهذب إنه إذا وقف على جمع المذكر السالم،اما ألحق به نحو العالمين،المفلحون،فكل القراء يقفون عليه بالسكون لأنه الأصل في الوقف، و وقف يعقوب بخلف عنه بهاء السكت،إما لبيان حركة الحرف الموقوف عليه، أو طلبا للراحة حالة الوقف،قال ابن الجزري:
و الأصل في الوقف السّكون.
و قال:
و البعض نقل بنحو عالمين موقوف و قلّ
ص: 173
*ذكر الباب بعد الفاتحة لأنه من مسائلها من أجل قراءة إدغام الرحيم ملك،و افتتح به أبواب الأصول.
-عرف الإدغام لغة و اصطلاحا،و لما ذا ذكر بعد الفاتحة،و عن أي القراء ورد،و ما سببه،و شرطه،و فائدته،و أقسامه،مثل لما تقول؟
الإدغام لغة:إدخال الشيء في الشيء و منه أدغم اللجام في فم الفرس إذا أدخله فيه،قال الشاعر:
و أدغمت في قلبي من الحبّ شعبة تذوب لها حرا من الوجد أصلعني
و يقال أدغمت الميت في القبر إذا أدخلته فيه.
و اصطلاحا:النطق بالحرفين حرفا (1)واحدا كالثاني مشددا،و قيل:
و حقيقته التقاء حرف ساكن بمتحرك بلا فصل من مخرج واحد بحيث (2)يصيران حرفا واحدا مشددا يرتفع اللسان عنهما ارتفاعة واحدة و الإدغام فرع الإظهار لافتقار الإدغام لأسباب التماثل و التقارب و التجانس.
قال أبو عمرو بن العلاء المازني الإدغام لغة العرب الذي يجري على ألسنتها و لا يحسنون غيره،و من الإدغام الكبير قول عكرمة:
عشيّة تمنى أن تكون جماعة بمكة يؤويك الستار المحرّم
و أما عن ذكر باب الإدغام بعد الفاتحة مباشرة فقد تقدم بعد عنوان الباب قبيل السؤال.
و قد نقله و ضبط حروفه،و احتج له،و قرأ و أقرأ به أبو عمرو البصري فمنه أخذ و إليه أسند،و عنه اشتهر من بين القراء السبعة،قال الشاطبي:
ص: 174
و دونك الإدغام الكبير و قطبه أبو عمرو البصريّ فيه تحفّلا
و سبب الإدغام التماثل و التقارب،و التجانس.
و شرطه التقاء المدغم بالمدغم فيه خطا،فدخل نحو إنه هو و خروج نحو أنا نذير،و أن يكون المدغم فيه أكثر من حرف إذا كان الإدغام في كلمة.
و فائدة الإدغام التخفيف لثقل عود اللسان إلى المخرج أو مقاربه.
و ينقسم الإدغام إلى كبير:و هو ما كان الحرف الأول و الثاني فيه محركان ثم يسكن الأول للإدغام:فهو أكثر عملا من غيره لذا سمي كبيرا،و قيل سمي كبيرا لكثرة وقوعه،و قيل لما فيه من الصعوبة،و قيل لشموله المثلين،و المتقاربين و المتجانسين،قال الشاطبي:
و ما كان من مثلين في كلمتيهما فلا بدّ من إدغام ما كان أولا
كيعلم ما فيه هدى و طبع على قلوبهم و العفو و أمر تمثّلا
و صغير:و هو ما كان أولهما ساكنا في الأصل و ثانيهما محركا،و إذا ثقل الإظهار بعد الإدغام عدل إلى الإخفاء إذ هو يشاركه في إسكان المتحرك دون القلب.
-عرف كلا من المتماثلين و المتقاربين،و المتجانسين،و المتباعدين، و اذكر أمثلة لكل نوع،و بين حكم نوع؟
المتماثلان:هما الحرفان اللذان اتفقا اسما و مخرجا و صفة كالدالين في مثل قَدْ دَخَلُوا (1).
و ينقسم إلى:
أ-صغير:أن يكون الحرف الأول منهما ساكنا،و الثاني متحركا مثل اِذْهَبْ بِكِتابِي هذا (2)،و حكمه وجوب الإدغام إلا إذا كان الأول حرف مد أو هاء سكت نحو( آمَنُوا وَ عَمِلُوا )و( عَصَوْا وَ كانُوا ).
ص: 175
ب-كبير:أن يكون الحرفان متحركين سواء في كلمة نحو مَناسِكَكُمْ (1)أو في كلمتين نحو(الرحيم ملك).
ج-مطلق:و هو أن يكون الحرف الأول منهما متحركا و الثاني ساكنا مثل ما نَنْسَخْ (2)المتقاربان:هما الحرفان اللذان تقاربا مخرجا و صفة،و ينقسم إلى:
أ-الحرفان اللذان تقاربا مخرجا و صفة،و يشتمل على الصغير:نحو كَذَّبَتْ ثَمُودُ و كبير نحو مِنْ فَوْقِكُمْ ،و مطلق:نحو وَ لا يَسْتَثْنُونَ .
ب-الحرفان اللذان تقاربا مخرجا لا صفة و يشتمل أيضا على الصغير:نحو:
لَقَدْ سَمِعَ ،و كبير:نحو: عَدَدَ سِنِينَ ،و مطلق نحو سُنْدُسٍ .
ج-الحرفان اللذان تقاربا صفة لا مخرجا و يشتمل أيضا على الصغير:نحو إِذْ جاؤُكُمْ ،و كبير:نحو بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ ،و مطلق نحو: يَلْتَقِطْهُ في القاف مع الطاء.
المتجانسان:هما الحرفان اللذان اتفقا مخرجا و اختلفا صفة،و يشتمل على ثلاثة أقسام.
أ-صغير:كالتاء مع الدال مثل أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما .
ب-الكبير:كالتاء مع الطاء مثل: اَلصّالِحاتِ طُوبى .
ج-المطلق:كالتاء مع الطاء مثل:
أَ فَتَطْمَعُونَ .
المتباعدان:هما الحرفان اللذان تباعدا مخرجا و اختلفا صفة،و يشتمل على ثلاثة أقسام أيضا كالأنواع السابقة و هي:
أ-الصغير (3):كالنون مع الخاء نحو: وَ الْمُنْخَنِقَةُ .).
ص: 176
ب-الكبير:كالدال مع الهاء مثل دِهاقاً .
ج-المطلق:كالهاء مع الميم مثل أنفسهم و إلى هذه الأنواع السابقة من مثلين،و إلى هذه الأنواع السابقة من مثلين،و متجانسين،و متقاربين،و متباعدين يشير الشيخ إبراهيم شحاتة في التحفة السمنودية في تجويد الكلمات القرآنية بقوله:
إن يجتمع حرفان خطّا فهما حي على الظاهر فبما قسّما
فمتماثلان إن يتّحدا في مخرج و صفة كما بدا
و متجانسان إن تطابقا في مخرج لا في الصّفات اتّفقا
و متقاربان حيث فيهما تقارب أو كان في أيّهما
و متباعدان حيث مخرجا تباعدا و الخلف في الصّفات جا
و حيثما تحرّك الحرفان في كل قسم بالكبير و اقتف
و سمّ بالصّغير حيثما سكن أولها و مطلق في العكس عن
كما أشار الإمام سليمان الجمزوري رحمه اللّه في التحفة إلى هذه الأقسام بقوله:
إن في الصّفات و المخارج اتّفق حرفان فالمثلان فيهما أحق
أو أن يكونا مخرجا تقاربا و في الصفات اختلفا يلقّبا
متقاربين أو يكونا اتّفقا في مخرج دون الصّفات حقّقا
بالمتجانسين ثمّ إن سكن أول فالصغير سمّين
أو حرّك الحرفان في كلّ فقل كلّ كبير و افهمنه بالمثل
-اذكر موانع الإدغام،و ما الحكم إذا وقع قبل الحرف المدغم حرف ساكن،مثل لما تقول؟
بين الشاطبي رحمه اللّه موانع الإدغام في قوله:
ص: 177
إذا لم يكن تا مخبر أو مخاطب أو المكتسى تنوينه أو مثقّلا
ككنت ترابا أنت تكره واسع عليم و أيضا كتمّ ميقات مثّلا
و من هذين البيتين للإمام الشاطبي تتضح لنا موانع الإدغام،و كما وضحه الأستاذ الشيخ عبد الفتاح القاضي في شرح الشاطبية المسمى بالوافي و هي:
1-أن يكون الحرف الأول من المثالين تاء مخبر،أي تاء دالة على المتكلم نحو:يا ليتني كُنْتُ تُراباً ،و ذلك من قول اللّه تعالى وَ يَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً من سورة النبأ.
2-أن يكون الحرف الأول تاء دالة على المخاطب نحو أَ فَأَنْتَ تُكْرِهُ النّاسَ ، وَ ما كُنْتَ تَتْلُوا .
3-أن يكون الحرف الأول مقرونا بالتنوين نحو واسِعٌ عَلِيمٌ .
4-أن يكون الحرف الأول مثقلا نحو: فَتَمَّ مِيقاتُ رَبِّهِ ، وَ خَرَّ راكِعاً ، فيجب إظهار الحرف الأول في هذه الأمثلة و أشباهها.
و إذا وقع قبل الحرف المدغم ساكن صحيح نحو وَ نَحْنُ نُسَبِّحُ جاز فيه وجهان:
1-الإدغام المحض.
2-الاختلاس،قال الشاطبي:
و إدغام حرف قبله صحّ ساكن عسير و بالإخفاء طبق مفصّلا
-اذكر ما ورد في الكلمات القرآنية الآتية من أنواع الإدغام أو الإظهار،ثم انسب كل نوع إلى صاحبه من الأئمة القراء:«اتّخذتم- و يستحيون نساءكم-يعلم ما-فقد ضلّ-تبيّن لهم-و إذ جعلنا-قال لا ينال-إذ تبرأ-الكتاب بالحقّ-طعام مسكين-مناسككم-زين للذين-ما قد سلف-بالمعروف فإن-و من يفعل ذلك-ليبيّن لكم-لا يظلم مثقال ذرّة-نضجت جلودهم-قد سألها-و القلائد ذلك»؟
ص: 178
بيان ما ورد في الكلمات القرآنية المباركة من إدغام أو إظهار مع بيان النوع مع نسبة كل نوع إلى صاحبه من الأئمة القراء بالترتيب كالآتي:
1- اِتَّخَذْتُمُ أظهر الذال ابن كثير،و حفص،و رويس بخلف عنه،و أدغمها الباقون و هي من الإدغام الصغير.
2- وَ يَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ أدغم أبو عمرو،و هو من الإدغام الكبير.
3- يَعْلَمُ ما أدغم أبو عمرو،و يعقوب بخلف عنهما الميم في مثلها،و هو من باب الإدغام الكبير.
4- فَقَدْ ضَلَّ أدغمه ورش،و أبو عمرو،و ابن عامر،و حمزة،و الكسائي، و خلف العاشر،و هو من باب الإدغام الصغير.
5- تَبَيَّنَ لَهُمُ أدغم أبو عمرو،و يعقوب بخلف عنهما النون في اللام و هو من باب الإدغام الكبير.
6- وَ إِذْ جَعَلْنَا أدغم أبو عمرو،و هشام الذال في الجيم،و هو من باب الإدغام الصغير.
7- قالَ لا يَنالُ أدغم أبو عمرو،و يعقوب بخلف عنهما اللام في مثلها، و هو من باب الإدغام الكبير.
8- إِذْ تَبَرَّأَ أدغم أبو عمرو،و هشام،و حمزة،و الكسائي،و خلف العاشر الذال في التاء،و هو من باب الإدغام الصغير.
9- اَلْكِتابَ بِالْحَقِّ أدغم أبو عمرو،و يعقوب بخلف عنهما الباء مثلها.
10- طَعامُ مِسْكِينٍ قرأ أبو عمرو،و يعقوب بخلف عنهما الميم في مثلها إدغاما كبيرا.
11- مَناسِكَكُمْ أدغم أبو عمرو،و يعقوب بخلف عنهما الكاف في الكاف إدغاما كبيرا.
12- زُيِّنَ لِلنّاسِ أدغم أبو عمرو و يعقوب بخلف عنهما النون في اللام إدغاما كبيرا.
ص: 179
13- ما قَدْ سَلَفَ أدغم أبو عمرو،و هشام،و حمزة،و الكسائي،و خلف العاشر الدال في السين إدغاما صغيرا.
14- بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ قرأ أبو عمرو،و يعقوب بالإظهار،و بالإدغام أيضا و الإدغام هنا يتعلق بحرف الفاء في مثلها،و هو من باب الإدغام الكبير.
15- وَ مَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ أدغم أبو الحارث في هذا المثال إدغاما صغيرا.
16- لِيُبَيِّنَ لَكُمْ قرأ أبو عمرو و يعقوب بالإظهار و بالإدغام أيضا،و هو من باب الإدغام الكبير.
17- لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ قرأ أبو عمرو،و يعقوب بالإظهار،و بالإدغام أيضا،و هو من الإدغام الكبير.
18- نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ قرأ أبو عمرو،و حمزة،و الكسائي،و خلف العاشر،و هشام بخلف عنه بإدغام التاء في جيم كلمة جلودهم،و هذا الإدغام من باب الإدغام الصغير.
19- قَدْ سَأَلَها قرأ أبو عمرو،و هشام،و حمزة،و الكسائي،و خلف العاشر بإدغام الدال في السين،و هو من الإدغام الصغير.
20- وَ الْقَلائِدَ ذلِكَ قرأ أبو عمرو،و يعقوب بخلف عنهما بإدغام الدال في الذال،و هو من باب الإدغام الكبير.
هذا و اللّه أعلى و أعلم.
-اذكر سبب منع الإدغام في الكلمات القرآنية المباركة الآتية:
«ميثاقكم-يحكم بينهم-إبراهيم بنيه-بعد ذلك-غفور رحيم-و أحلّ لكم-جناح عليهما-الحمير لتركبوها-البحر لتأكلوا-بعد ثبوتها-أقرب من هذا-فأجاءها-الرّيح عاصفة»؟
1- مِيثاقَكُمْ يمتنع الإدغام هنا المتعلق بالقاف،و ذلك لسكون ما قبل القاف.
ص: 180
2- يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ من المعلوم هنا أن إدغام الميم في الباء هنا ليس بإدغام حقيقة،و إنما هو إخفاء مع الغنة،و إنما سمي إدغاما تجوزا،و اللّه أعلم(انظر المهذب ص 74).
3- إِبْراهِيمُ بَنِيهِ امتنع الإدغام في ميم إبراهيم لسكون ما قبل الميم.
4- بَعْدِ ذلِكَ لا إدغام في دال بعد ذلك لوقوع الدال مفتوحة بعد ساكن،و كذا لا إدغام في عين سَمِيعٌ عَلِيمٌ لوجود التنوين،و لا في لام أُحِلَّ لَكُمْ لوجود التشديد (1).
5- غَفُورٌ رَحِيمٌ لا إدغام في راء غَفُورٌ رَحِيمٌ للتنوين.
6- جُناحَ عَلَيْهِما لا إدغام في حاء جناح لتخصيص الإدغام بحاء زُحْزِحَ عَنِ النّارِ .
7- اَلْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها لا إدغام في راء اَلْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها ،و لا في اَلْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا لفتح رائهما بعد ساكن.
8- بَعْدَ ثُبُوتِها لا إدغام في دال بعد ثبوتها لكون الدال مفتوحة بعد ساكن،و ليس بعدها تاء.
9- لِأَقْرَبَ مِنْ هذا لا إدغام في باء أقرب من هذا،لأن الباء لا تدغم إلا في ميم يُعَذِّبُ مَنْ فقط.
10- فَأَجاءَهَا لا يوجد إدغام هنا لعدم وجود سببه،و لكن الحكم هنا يتعلق بالإمالة،ففي هذا النص القرآني فَأَجاءَهَا تمتنع الإمالة لكونه رباعيا،و اللّه أعلى و أعلم.
11- اَلرِّيحَ عاصِفَةً لا إدغام في حاء الريح عاصفة،لقصر ذلك على حاء زُحْزِحَ عَنِ النّارِ .).
ص: 181
-اشرح قول ابن الجزري في الطيبة:
و همزة أرجئه كسا حقا و ها فاقصر حما بن مل و خلف خذلها
و أسكنن فزنل و ضمّ الكسر لي حقّ و عن شعبة كالبصرى نقل
يريد قوله تعالى: أرجئه و أخاه (1)في الأعراف،و الشعراء قرأه بهمزة ساكنة ابن عامر و ابن كثير،و أبو عمرو،و يعقوب،و قصرها أبو عمرو في وجه آخر،و قالون،و ابن ذكوان و اختلف عن ابن وردان و هشام،و أسكن الهاء حمزة و عاصم،و هما يقرءان طبعا من غير همز،و ضم الهاء هشام،و ابن كثير و أبو عمرو و يعقوب.
و كسرها الباقون و هم ورش و ابن ذكوان و الكسائي و خلف و ابن جماز و ابن وردان في أحد وجهيه،و أشبع حركتها مع الضم ابن كثير و هشام في وجهه الثاني،و أشبعها مع الكسر ورش و الكسائي و خلف و ابن جماز و كذا ابن وردان بخلاف عنه فيتلخص منها ست قراءات هي (2):
1-الهمز و ضم الهاء من غير إشباع لأبي عمرو و يعقوب و هشام في أحد وجهيه.
2-كذلك مع الصلة بواو لابن كثير و لهشام في الوجه الثاني.
3-كذلك أي بالهمز مع كسر الهاء من غير صلة لابن ذكوان.
ص: 182
4-بغير همز مع إسكان الهاء لحمزة و عاصم.
5-كذلك مع كسر الهاء مقصورة لقالون و ابن وردان في أحد وجهيه.
6-كذلك مع الصلة للباقين و هم:ورش و الكسائي،و خلف،و ابن جماز، و لعيسى في وجهه الآخر،و يبقى لشعبة وجه آخر مع ما تقدم له عن عاصم، و هو الهمز و ضم الهاء من غير صلة كالبصريين و هو معنى قوله:
و عن شعبة كالبصري نقل
ص: 183
-عرف ياءات الإضافة،و اذكر عدد السور التي تخلو منها،ثم وضح الاختلاف حولها(في أي شيء يكون)مع ذكر أمثله موضحة؟
ياء الإضافة في اصطلاح القراء هي الياء الزائدة (1)الدالة على المتكلم، فخرج بذلك الياء الأصلية التي تكون في مكان اللام من الكلمات التي توزن من الأسماء و الأفعال،و خرج أيضا الياء التي تكون من بنية الكلمة،فهي ياء المتكلم، و هي ضمير (2)يتصل بالاسم و الفعل و الحرف،و هي مع الاسم مجرورة المحل،و مع الفعل منصوبة المحل،و مع الحرف منصوبته أيضا حسب عمل الحروف نحو:
(نفسي،و ذكرى،و فطرني،و ليحزنني،و إني،ولي).
و هذه الياءات تكون زائدة على الكلمة أي ليست من الأصول فلا تجي لاما من الفعل أبدا فهي كهاء الضمير،و كافه،فتقوفي:نفسي و نفسك،و في فطرني:فطره و فطرك،و في يحزنني:يحزنه و يحزنك،و في إني:إنه و إنك،و في لي:
له و لك.
يقول الشاطبي رحمه اللّه و ليست بلام الفعل ياء إضافة و ما هي من نفس الأصول فتشكلا
و لكنّها كالهاء و الكاف كل ما تليه يرى للهاء و الكاف مدخلا
و ياء الإضافة على ثلاثة أقسام:
قسم اتفق على إسكانه نحو: فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي .
و قسم اتفقوا على فتحه نحو: بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ .
ص: 184
و قسم اختلفوا فيه بين الفتح و الإسكان،و هذا القسم هو الذي عقد له ابن الجزري موضعا خاصا و بابا كاملا في أبيات الطيبة تحت عنوان مذاهبهم في ياءات الإضافة و من الملاحظ أنها لا تأتي في كل سور القرآن،فمن السور ما خلا منها.
و عدد السور التي خلت تماما من ياءات الإضافة تصل إلى إحدى و سبعين سورة (1)و هي بالترتيب:الفاتحة،و النساء،و الرعد،و النحل،و النور،و الروم، و لقمان،و السجدة،و الأحزاب،و فاطر،و الشورى و الجاثية،و سورة محمد -صلى اللّه عليه و سلم-،و الفتح،و الحجرات،و ق،و الذاريات،و الطور، و النجم،و القمر،و الرحمن،و الواقعة،و الحديد،و الممتحنة،و الجمعة،و المنافقون، و التغابن،و الطلاق،و القلم،و الحاقة،و المعارج،و المزمل،و المدثر،و القيامة، و الإنسان،و النبأ،و النازعات،و عبس،و التكوير،و الانفطار،و المطففين، و الانشقاق،و البروج،و الطارق،و الأعلى،و الغاشية،و الفجر،و البلد،و الشمس، و الليل،و الضحى،و الشرح،و التين،و العلق،و القدر،و البينة،و الزلزلة، و العاديات،و القارعة،و التكاثر،و العصر،و الهمزة،و الفيل،و قريش،و الماعون، و الكوثر،و النصر،و المسد،و الإخلاص،و الفلق،و الناس.
و الاختلاف حول ياءات الإضافة بين الأئمة العشرة القراء ينحصر في الفتح و الإسكان فقط فمنهم من فتح ياء الإضافة كما في قوله تعالى: إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ (2)فقد فتح المدنيان و ابن كثير و أبو عمرو الياء من إني،و من القراء من أسكن ياء الإضافة كما في قوله تعالى: وَ ما لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي (3)فقد أسكن يعقوب و حمزة و خلف و هشام بخلف عنه ياء و ما لي،و هكذا.).
ص: 185
-اذكر عدد السور التي وردت فيها من ياءات الإضافة،مع ذكر العدد الوارد في كل سورة منها مع مراعاة ترتيب السور في المصحف؟
من الملاحظ كما أشرت في إجابة السؤال السابق أن من السور ما يخلو تماما من ياءات الإضافة،و منها ما ذكر فيها من ياءات الإضافة عدد معين، و إليك-يرحمك اللّه-عدد السور التي ورد فيها ياءات الإضافة كالآتي:
رقم/اسم السورة/عدد ياءات الإضافة فيها 1-/سورة البقرة/عدد ياءات الإضافة(8).
2-/سورة آل عمران/عدد ياءات الإضافة(6).
3-/سورة المائدة/عدد ياءات الإضافة(6).
4-/سورة الأنعام/عدد ياءات الإضافة(8).
5-/سورة الأعراف/عدد ياءات الإضافة(7).
6-/سورة الأنفال/عدد ياءات الإضافة(2).
7-/سورة التوبة/عدد ياءات الإضافة(2).
8-/سورة يونس/عدد ياءات الإضافة(5).
9-/سورة هود/عدد ياءات الإضافة(18).
10-/سورة يوسف/عدد ياءات الإضافة(22).
11-/سورة إبراهيم/عدد ياءات الإضافة(4).
12-/سورة الحجر/عدد ياءات الإضافة(4).
13-/سورة الإسراء/عدد ياءات الإضافة(1).
14-/سورة الكهف/عدد ياءات الإضافة(9).
15-/سورة مريم/عدد ياءات الإضافة(6).
ص: 186
16-/سورة طه/عدد ياءات الإضافة(13).
17-/سورة الأنبياء/عدد ياءات الإضافة(4).
18-/سورة الحج/عدد ياءات الإضافة(1).
19-/سورة المؤمنون/عدد ياءات الإضافة(1).
20-/سورة الفرقان/عدد ياءات الإضافة(2).
21-/سورة الشعراء/عدد ياءات الإضافة(13).
22-/سورة النمل/عدد ياءات الإضافة(5).
23-/سورة القصص/عدد ياءات الإضافة(12).
24-/سورة العنكبوت/عدد ياءات الإضافة(3).
25-/سورة سبأ/عدد ياءات الإضافة(3).
26-/سورة يس/عدد ياءات الإضافة(3).
27-/سورة الصافات/عدد ياءات الإضافة(3).
28-/سورة ص/عدد ياءات الإضافة(6).
29-/سورة الزمر/عدد ياءات الإضافة(5).
30-/سورة غافر/عدد ياءات الإضافة(8).
31-/سورة فصلت/عدد ياءات الإضافة(2).
32-/سورة الزخرف/عدد ياءات الإضافة(2).
33-/سورة الدخان/عدد ياءات الإضافة(2).
34-سورة الأحقاف/عدد ياءات الإضافة(4).
35-/سورة المجادلة/عدد ياءات الإضافة(1).
36-/سورة الحشر/عدد ياءات الإضافة(1).
37-/سورة الصف/عدد ياءات الإضافة(2).
ص: 187
38-/سورة تبارك/عدد ياءات الإضافة(2).
39-/سورة نوح/عدد ياءات الإضافة(3).
40-/سورة الجن/عدد ياءات الإضافة(1).
41-/سورة الفجر/عدد ياءات الإضافة(2).
42-/سورة الكافرون/عدد ياءات الإضافة(1).
هذا الحصر روعي في الدقة ما أمكن،و قد راجعته على أمهات كتب القراءات،فإن كان فيه نقص أو سهو فمن نفسي،و اللّه أعلم.
-بين خلاف الأئمة العشرة القراء حول ياءات الإضافة الواردة في السور الآتية:
(هود-يوسف-طه-الشعراء-القصص)؟
1- فَإِنِّي أَخافُ في ثلاثة مواضع(3،25،84).
2- عَنِّي إِنَّهُ في موضع واحد(10).
3- وَ لكِنِّي أَراكُمْ في موضع واحد(29).
4- إِنْ أَجرِيَ إِلاّ في موضعين(29،51).
5- إِنِّي إِذاً في موضع واحد(31).
6- نُصْحِي إِنْ في موضع واحد(34).
7- إِنِّي أَعِظُكَ في موضع واحد(46).
8- إِنِّي أَعُوذُ في موضع واحد(47).
9- ضَيْفِي أَ لَيْسَ في موضع واحد(78).
ص: 188
10- إِنِّي أَراكُمْ في موضع واحد(84).
11- تَوْفِيقِي إِلاّ في موضع واحد(88).
12- شِقاقِي أَنْ في موضع واحد(89).
13- أَ رَهْطِي أَعَزُّ في موضع واحد(92).
14- إِنِّي أُشْهِدُ في موضع واحد(54).
15- فَطَرَنِي أَ فَلا في موضع واحد(51).
و بذلك يصل عدد ياءات الإضافة في سورة هود المباركة إلى ثماني عشرة، قال الشاطبي و ياءاتها عني و إنّي ثمانيا و ضيفي و لكنّي و نصحي فاقبلا
شقاقي و توفيقي و رهطي عدّها و مع فطرن معا تحص مكمّلا
و خلاف الأئمة العشرة القراء حول هذه الياءات فتحا و إسكانا كالآتي:
وردت إني أخاف في ثلاثة مواضع و قد فتح المدنيان و ابن كثير و أبو عمرو الثلاثة المواضع،و فتحوا أيضا إِنِّي أَعِظُكَ ، إِنِّي أَعُوذُ بِكَ ، شِقاقِي أَنْ و فتح المدنيان و أبو عمرو عَنِّي إِنَّهُ ، إِنِّي إِذاً ، إِنِّي أَعُوذُ بِكَ ، شِقاقِي أَنْ و فتح المدنيان و أبو عمرو عَنِّي إِنَّهُ ، إِنِّي إِذاً ، نُصْحِي إِنْ ضَيْفِي أَ لَيْسَ ،و فتح المدنيان و أبو عمرو و ابن عامر و حفص إِنْ أَجرِيَ إلا في الموضعين،و فتح المدنيان و ابن كثير و أبو عمرو و ابن ذكوان(أ رهطي أعز)و اختلف عن هشام.
و فتح المدنيان و البزي فَطَرَنِي أَ فَلا و فتح المدنيان و أبو عمرو و البزي وَ لكِنِّي أَراكُمْ و إِنِّي أَراكُمْ ،و فتح المدنيان إِنِّي أُشْهِدُ اللّهَ ،و فتح المدنيان و أبو عمرو و ابن عامر وَ ما تَوْفِيقِي إِلاّ بِاللّهِ هذا و اللّه أعلم.
ص: 189
ثانيا يوسف برقم الآيات هي:
1- رَبِّي أَحْسَنَ في موضع واحد(23).
2- لَيَحْزُنُنِي أَنْ في موضع واحد(13).
3- رَبِّي إِنِّي في موضع واحد(37).
4- آبائِي إِبْراهِيمَ في موضع(38).
5- إِنِّي أَرانِي في موضعين(36).
6- أَرانِي أَعْصِرُ في موضع(36).
7- أَرانِي أَحْمِلُ في موضع(36).
8- إِنِّي أَرى في موضع(43).
9- لَعَلِّي أَرْجِعُ في موضع(47).
10- أُبَرِّئُ نَفْسِي في موضع(53).
11- رَبِّي إِنَّ في موضع(53).
12- أَنِّي أُوفِي في موضع(59).
13- لِي أَبِي في موضع(80).
14- إِنِّي أَنَا في موضع(69).
15- إِنِّي أَعْلَمُ في موضع(69).
16- رَبِّي إِنَّهُ في موضع(98).
17- بِي إِذْ في موضع(100).
18- إِخْوَتِي إِنَّ في موضع(100).
19- سَبِيلِي أَدْعُوا في موضع(108).
20- حُزْنِي إِلَى اللّهِ في موضع(86).
21- أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللّهُ في موضع(80).
و بذلك يصل عدد ياءات الإضافة في سورة يوسف المباركة إلى اثنتين
ص: 190
و عشرين،قال الشاطبي:
و أني و إنّي الخمس ربّي بأربع أراني معا نفسي ليحزنني حلى
و في إخوتي حزني سبيلي بي و لي لعلّى آبائي أبي فاخش موحلا
و خلاف الأئمة العشرة القراء حول هذه الياءات فتحا و إسكانا كالآتي:
فتح المدنيان و ابن كثير لَيَحْزُنُنِي ،و فتح المدنيان و ابن كثير و أبو عمرو رَبِّي أَحْسَنَ ، أَرانِي أَعْصِرُ ، أَرانِي أَحْمِلُ ، إِنِّي أَرى سَبْعَ ، إِنِّي أَنَا أَخُوكَ ، أَبِي أَوْ ، إِنِّي أَعْلَمُ ،و فتح نافع أَنِّي أُوفِي ،و فتح المدنيان و أبو عمرو و ابن عامر وَ حُزْنِي إِلَى ،و فتح أبو جعفر و الأزرق عن ورش و بين إخوتي إن،و فتح المدنيان فقط سَبِيلِي أَدْعُوا ،و فتح المدنيان و أبو عمرو إِنِّي أَرانِي في الموضعين،و فتحوا رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ ، نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ ، رَحِمَ رَبِّي إِنَّ ، لِي أَبِي ، رَبِّي إِنَّهُ ، بِي إِذْ أَخْرَجَنِي ،و فتح المدنيان و ابن كثير و أبو عمرو و ابن عامر آبائِي إِبْراهِيمَ ، لَعَلِّي أَرْجِعُ .
هذا و اللّه أعلى و أعلم.
ثالثا:ياءات الإضافة الواردة في سورة طه برقم الآيات هي:
1- لَعَلِّي آتِيكُمْ في موضع(10).
2- أَخِي اُشْدُدْ في موضع(30).
3- وَ أَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي إِنَّ السّاعَةَ في موضع(14).
4- وَ لا تَنِيا فِي ذِكْرِي اِذْهَبا في موضع(42).
5- إِنِّي آنَسْتُ ناراً في موضع(10).
6- إِنِّي أَنَا رَبُّكَ في موضع(12).
7- وَ لِيَ فِيها مَآرِبُ في موضع(22).
8- وَ يَسِّرْ لِي أَمْرِي في موضع(26).
9- حَشَرْتَنِي أَعْمى في موضع(124).
10- وَ لِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي إِذْ في موضع(39).
ص: 191
11- وَ اصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي اِذْهَبْ في موضع(41).
12- إِنَّنِي أَنَا اللّهُ في موضع(14).
13- وَ لا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ (94).
و بذلك يصل عدد ياءات الإضافة في سورة طه المباركة إلى ثلاث عشرة، قال الشاطبي:
رأس..................... لعلّي أخي حلى..............
و ذكرى معا إنّي معالي معا حشرتني عين نفسي إنّني ي انجلا
و خلاف الأئمة العشرة القراء حول هذه الياءات فتحا و إسكانا كالآتي:
فتح المدنيان و ابن كثير و أبو عمرو إني آنست،إني أنا ربك،إنني أنا اللّه، لنفسي اذهب،في ذكرى اذهبا،و أسكن الكوفيون لعلى آتيكم،و فتح حفص و الأزرق عن ورش وَ لِيَ فِيها ،و فتح المدنيان و أبو عمرو لذكرى إن يَسِّرْ لِي أَمْرِي ، عَلى عَيْنِي ، إِذْ تَمْشِي ، بِرَأْسِي إِنِّي ،و فتح ابن كثير و أبو عمرو أَخِي اُشْدُدْ ،و اللّه أعلم.
رابعا:ياءات الإضافة الواردة في سورة الشعراء برقم الآيات هي:
1- إِنْ أَجْرِيَ إِلاّ في خمسة مواضع:في قصة نوح،و هود،و صالح، و لوط،و شعيب،و أرقامها كالآتي:(109)،(127)،(145)،(164)، (180).
2- إِنِّي أَخافُ في موضعين(12،135).
3- مَعِي في موضعين(62،118).
4- لِي إِلاّ في موضع(77).
5- لِأَبِي إِنَّهُ في موضع(86).
6- رَبِّي أَعْلَمُ في موضع(188).
7- بِعِبادِي إِنَّكُمْ في موضع(52).
ص: 192
و بذلك يصل عدد ياءات الإضافة في سورة الشعراء إلى ثلاث عشرة،قال الشاطبي:
و يا خمس أجري مع عبادي ولي معي معا مع أبي إنّي معا ربّي انجلي
و خلاف الأئمة العشرة القراء حول هذه الياءات فتحا و إسكانا كالآتي:
فتح المدنيان و أبو عمرو و ابن كثير إِنِّي أَخافُ في موضعين، رَبِّي أَعْلَمُ ، و فتح المدنيان بِعِبادِي إِنَّكُمْ ،و فتح أبو عمرو و المدنيان بِعِبادِي إِنَّكُمْ ،و فتح أبو عمرو و المدنيان عَدُوٌّ لِي إِلاّ ، وَ اغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ ،و فتح ورش و حفص وَ مَنْ مَعِيَ ،و فتح المدنيان و أبو عمرو و ابن عامر و حفص أَجْرِيَ إِلاّ في خمسة مواضع،هذا و اللّه أعلم.
خامسا:ياءات الإضافة الواردة في سورة القصص برقم الآيات هي:
1- إِنِّي أُرِيدُ في موضع(27).
2- سَتَجِدُنِي إِنْ في موضع(27).
3- إِنِّي آنَسْتُ في موضع(29).
4- لَعَلِّي آتِيكُمْ في موضع(29).
5- إِنِّي أَنَا اللّهُ في موضع(30).
6- رَبِّي أَنْ في موضع(22).
7- إِنِّي أَخافُ في موضع(34).
8- مَعِي رِدْءاً في موضع(34).
9- رَبِّي أَعْلَمُ في موضعين(37،58).
10- لَعَلِّي أَطَّلِعُ في موضع(38).
11- عِنْدِي أَ وَ في موضع(78).
و بذلك يصل عدد ياءات الإضافة في سورة القصص إلى اثنتى عشرة،قال الشاطبي:
و عندي و ذو الثنيا و إنّي أربع لعلّى معا ربّي ثلاث معي اعتلي
ص: 193
و خلاف الأئمة العشرة القراء حول هذه الياءات فتحا و إسكانا كالآتي:
فتح المدنيان و ابن كثير و أبو عمرو رَبِّي أَنْ ،(إني أن)، إِنِّي آنَسْتُ ، إِنِّي أَنَا اللّهُ ، وَ إِنِّي أَخافُ ، رَبِّي أَعْلَمُ ،و أسكن الكوفيون و يعقوب لَعَلِّي ،و فتح المدنيان إِنِّي أُرِيدُ ، سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللّهُ ،و فتح حفص مَعِي رِدْءاً ،و فتح المدنيان و أبو عمرو عِنْدِي أَ وَ لَمْ هذا و اللّه أعلى و أعلم.
-بين لمن الفتح و لمن الإسكان من الأئمة العشرة القراء في ياءات الإضافة الواردة في الكلمات القرآنية الآتية قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ (1)- وَ لا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً (2)سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللّهُ صابِراً (3)- إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ (4)- إِنِّي أَخافُ أَنْ يَمَسَّكَ (5)، سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ ، هذا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ عِبادِيَ الصّالِحُونَ ، وَ ما لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي (6)إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ ، إِنِّي أَرى ، أَنِّي أَذْبَحُكَ (7)إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ (8)مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ (9)، إِنِّي أَخافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ (10)، إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنادِ (11)، وَ أُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللّهِ (12)، أَ تَعِدانِنِي أَنْ أُخْرَجَ ، أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ ، دُعائِي إِلاّ فِراراً ، إِنِّي أَعْلَنْتُ ، بَيْتِيَ مُؤْمِناً .
ص: 194
لقد وصلت جزئيات هذا السؤال إلى اثنتين و عشرين آية،و سوف نتناول اختلاف الأئمة القراء حولها فتحا و إسكانا كالآتي:
1- قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ فتح المدنيان و ابن كثير و أبو عمرو الياء من لفظ ربي في الآية.
2- وَ لا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً مثل السابقة.
3- سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللّهُ صابِراً فتح المدنيان فقط الياء من لفظ (ستجدني).
4- إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ فتح المدنيان و ابن كثير و أبو عمرو الياء من لفظ و إني.
5- إِنِّي أَخافُ أَنْ يَمَسَّكَ مثل سابقتها.
6- سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ فتح المدنيان.و أبو عمرو الياء من لفظ ربي.
7- هذا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ فتح حفص وحده فقط الياء من لفظ معي، و هو في سورة الأنبياء.
8- عِبادِيَ الصّالِحُونَ أسكن حمزة وحده الياء الواردة في لفظ عبادي من سورة الأنبياء.
9- وَ ما لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي أسكن يعقوب و حمزة و خلف و هشام بخلاف عنه الياء من لفظ و ما لي.
10- إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فتح المدنيان و ابن كثير و أبو عمرو الياء من لفظ إني.
11- إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ فتح المدنيان و ابن كثير و أبو عمرو الياء من لفظ إني.
12- أَنِّي أَذْبَحُكَ مثل سابقتها.
ص: 195
13- إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ مثل سابقتها.
14- مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ أسكن حمزة وحده الياء من لفظ مسني.
15- إِنِّي أَخافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ فتح المدنيان،و ابن كثير،و أبو عمرو الياء من لفظ إني،و ذلك في ثلاثة مواضع من سورة غافر.
16- إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنادِ مثل سابقتها.
17- وَ أُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللّهِ فتح المدنيان و أبو عمرو الياء من لفظ أمري.
18- أَ تَعِدانِنِي أَنْ أُخْرَجَ فتح المدنيان،و ابن كثير الياء من لفظ أ تعدانني.
19- أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ فتحها البزي و الأزرق.
20- دُعائِي إِلاّ فِراراً قرأ حمزة و عاصم،و الكسائي دُعائِي إِلاّ ساكنة الياء.
21- إِنِّي أَعْلَنْتُ فتح نافع و ابن كثير،و أبو عمرو الياء من لفظ إني.
22- بَيْتِيَ مُؤْمِناً فتحها هشام و حفص فقط.
ص: 196
-عرف ياءات الزوائد،و اذكر عدد السور التي تخلو منها،ثم وضح الاختلاف حولها(في أي شيء يكون)مع ذكر الفرق بينها و بين ياءات الإضافة؟
ياءات الزوائد عند علماء القراءات هي الياءات الزوائد المتطرفة الزائدة في التلاوة على رسم المصاحف العثمانية (1)و لكونها زائدة في التلاوة على رسم المصاحف عند من أثبتها سميت زوائد،قال الشاطبي:
و دونك ياءات تسمّى زوائدا لأن كن عن خطّ المصاحف معزلا
و قيل هي الياءات التي زادها القراء في اللفظ على ما رسم في المصحف، و ليس إثبات الياء هنا في أي حال مما يعد مخالفا للرسم خلافا يدخل به حكم الشذوذ المذكور في الضابط الذي ذكره ابن الجزري عند قوله:
و كان للرسم احتمالا يحوي ....
فإن هذا الإثبات يوافق الرسم تقديرا لأن ما حذف لعارض في حكم الوجود كألف الرحمن (2).
و قيل هي الزوائد على الرسم تأتي في أواخر الكلم (3)،و تنقسم على قسمين:
1-ما حذف من آخر اسم منادي نحو: يا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ ، يا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ ، يا عِبادِيَ ، يا أَبَتِ ، يا رَبِّ إِنَّ هؤُلاءِ ، رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ و هذا القسم مما لا خلاف في حذف الياء منه في الحالين و الياء من هذا
ص: 197
القسم ياء إضافة كلمة برأسها استغنى بالكسرة عنها،و لم يثبت في المصاحف من ذلك سوى موضعين بلا خلاف و هما يا عِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا في العنكبوت، و يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا آخر الزمر،و موضع بخلاف و هو يا عبادي لا خوف عليكم في الزخرف.
و القراء مجمعون على حذف سائر ذلك إلا موضعا اختص به رويس و هو يا عبادي فاتقون.
و القسم الثاني تقع الياء فيه في الأسماء و الأفعال نحو(الداعي،و الجواري، و المنادي و التنادي،و يأتي،و يسري،و يتقي،و نبغي)فهي في هذا و شبهه لام الكلمة و تكون أيضا ياء إضافة في موضع الجر و النصب نحو(دعائي)، و(أخرتني)،و هذا القسم هو المخصوص بالذكر في هذا الباب.
و خلاف القراء حولها في الحذف و الإثبات في حالتي الوصل و الوقف.
و عدد السور التي تخلو منها تصل إلى ثلاث و سبعين سورة على التقريب، فتصل عدد السور التي وردت هذه الياءات فيها إلى إحدى و أربعين سورة.
و لقد أشار الشيخ القاضي إلى الفرق بين ياءات الزوائد و ياءات الإضافة فحصر الفرق في أربع نقاط هي:
1-الياءات الزائدة تكون في الأسماء نحو:الداع،الجوار و في الأفعال نحو:
يأت،يسر،و لا تكون في الحروف بخلاف ياءات الإضافة فإنها تكون في الأسماء و الأفعال و الحروف.
2-أن الزوائد محذوفة من المصاحف بخلاف ياءات الإضافة فإنها ثابتة فيها.
3-إن الخلاف في ياءات الزوائد بين القراء دائر بين الحذف و الإثبات بخلاف ياءات الإضافة فإن الخلاف بينهم فيها دائر بين الفتح و الإسكان.
4-إن الياءات الزوائد تكون أصلية و زائدة فمثال الأصلية:(الداع)، (المناد)،(يوم يأت)،(إذا يسر)،و مثال الزائدة:(وعيد)،و(نذر)،و هذا لا ينافي
ص: 198
تسميتها كلها زوائد باعتبار زيادتها على خط المصحف بخلاف ياءات الإضافة فلا تكون إلا زائدة.
-اذكر عدد السور التي ورد فيها من ياءات الزوائد،مع ذكر العدد الوارد في كل سورة منها مع مراعاة ترتيب السور في المصحف؟
ذكرت ياءات الزوائد في بعض سور القرآن،كما خلى عدد كبير من السور منها فأغلب السور يخلو تماما منها-كما أشرنا-و إليك عدد السور التي ورد فيها من ياءات الزوائد مرتبة،و بها عدد الياءات في كل سورة بإذن اللّه فهو المستعان:
رقم/اسم السورة/عدد ياءات الزوائد فيها 1-/البقرة/عدد ياءات الزوائد(3).
2-/آل عمران/عدد ياءات الزوائد(2).
3-/المائدة/عدد ياءات الزوائد(1).
4-/الأنعام/عدد ياءات الزوائد(1).
5-/الأعراف/عدد ياءات الزوائد(2).
6-/يونس/عدد ياءات الزوائد(1).
7-/هود/عدد ياءات الزوائد(4).
8-/يوسف/عدد ياءات الزوائد(6).
9-/الرعد/عدد ياءات الزوائد(4).
10-/إبراهيم/عدد ياءات الزوائد(3).
11-/الحجر/عدد ياءات الزوائد(2).
12-/النحل/عدد ياءات الزوائد(2).
ص: 199
13-/الإسراء/عدد ياءات الزوائد(2).
14-/الكهف/عدد ياءات الزوائد(6).
15-/طه/عدد ياءات الزوائد(1).
16-/الأنبياء/عدد ياءات الزوائد(3).
17-/الحج/عدد ياءات الزوائد(2).
18-/المؤمنون/عدد ياءات الزوائد(6).
19-/الفرقان/عدد ياءات الزوائد(6).
20-/النمل/عدد ياءات الزوائد(3).
21-/القصص/عدد ياءات الزوائد(2).
22-/العنكبوت/عدد ياءات الزوائد(1).
23-/الروم/عدد ياءات الزوائد(1).
24-/سبأ/عدد ياءات الزوائد(2).
25-/فاطر/عدد ياءات الزوائد(1).
26-/يس/عدد ياءات الزوائد(3).
27-/الصافات/عدد ياءات الزوائد(2).
28-/ص/عدد ياءات الزوائد(2).
29-/الزمر/عدد ياءات الزوائد(3).
30-/غافر/عدد ياءات الزوائد(4).
31-/الشورى/عدد ياءات الزوائد(1).
32-/الزخرف/عدد ياءات الزوائد(3).
33-/الدخان/عدد ياءات الزوائد(2).
34-/ق/عدد ياءات الزوائد(3).
ص: 200
35-/القمر/عدد ياءات الزوائد(8).
36-/الذاريات/عدد ياءات الزوائد(3).
37-/سورة النجم/عدد ياءات الزوائد(8).
38-/الملك/عدد ياءات الزوائد(2).
39-/سورة نوح/عدد ياءات الزوائد(1).
40-/سورة الفجر/عدد ياءات الزوائد(4).
41-/سورة الكافرون/عدد ياءات الزوائد(1).
و قد روعي في هذا الحصر الدقة ما أمكن،و قد راجعته على مراجع القراءات كالنشر و الكوكب الدري و غيرها فإن كان فيه نقص فمن نفسي، أسأل اللّه تعالى أن يغفر لي إنه رب ذلك و القادر عليه،و هو الهادي إلى سواء السبيل.
-بين خلاف الأئمة العشرة القراء حول ياءات الزوائد الواردة في السور الآتية:(يوسف-الكهف-المؤمنون-غافر-القمر-الفجر)؟
أولا:ياءات الزوائد الواردة في سورة يوسف هي:
(فأرسلون)،(و لا تقربون)،(أن تفندون)أثبتهن في الحالين وصلا و وقفا يعقوب،و(حتى تؤتون)أثبتها وصلا أبو جعفر،و أبو عمرو،و أثبتها في الحالين ابن كثير و يعقوب،و نرتع أثبتها قنبل بخلاف عنه في الحالين،و كذلك من يتق و يصبر لقنبل و اللّه أعلم (1).
ثانيا:ياءات الزوائد الواردة في سورة الكهف هي:
1-قرأ أبو جعفر و نافع و أبو عمرو و يعقوب
ص: 201
من يهد الله فهو المهتدي (1) بإثبات الياء،و قرأ الباقون(المهتد)بغير ياء.
2-قرأ أبو جعفر و نافع،و ابن كثير في رواية القواس و البزي،و أبو عمرو و يعقوب أن يهديني ربي (2)و إن ترني أنا أقل (3)و أن يؤتيني خيرا (4)و ما كنا نبغي (5)و أن تعلمني مما علمت (6).
بإثبات الياء فيها:ابن كثير و يعقوب في الوصل و الوقف و الآخرون في الوصل دون الوقف (7).
و ورش عن نافع من طريق البخاري إِنْ تَرَنِ بحذف الياء.ابن كثير في رواية ابن فليج و الكسائي ما كنا نبغي بإثبات الياء فيه فقط.الباقون لا يثبتون منها شيئا.
3-فتح أبو جعفر،و نافع من الياءات وَ لا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً (8)، فعسى ربي أن يؤتيني ،و لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً (9)و سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللّهُ (10)،و عِبادِي مِنْ دُونِي أَوْلِياءَ و فتح ابن كثير و أبو عمرو بِرَبِّي أَحَداً ، فعسى ربي أن يؤتيني ، بِرَبِّي أَحَداً و زاد حفص عن عاصم مَعِيَ صَبْراً (11)و كل(معي)في جميع القرآن فإنه يفتح الياء منه،و لم يفتح الباقون منها شيئا.).
ص: 202
ثالثا:ياءات الزوائد الواردة في سورة المؤمنون هي:
1- قالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِما كَذَّبُونِ (1)في موضعين.
2- وَ أَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (2).
3- وَ أَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ (3).
4- قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (4).
5- قالَ اخْسَؤُا فِيها وَ لا تُكَلِّمُونِ (5).
أثبت يعقوب كل هذه الياءات الواردة وصلا و وقفا (6).
رابعا:ياءات الإضافة الواردة في سورة غافر هي:
1-قرأ ابن كثير و يعقوب يوم التلاقي (7)و التنادي (8)بإثبات الياء في الوصل و الوقف،و قرأ أبو جعفر،و ورش عن نافع،(التلاقي)و(التنادي)بالياء في الوصل دون الوقف،و اختلف عن إسماعيل عن نافع فيما قرأت (9)،و المشهور حذف الياء عنه و اللّه أعلم،و قرأ الباقون بحذف الياء في الوصل و الوقف.
2-قرأ أبو جعفر و أبو عمرو و ابن كثير،و إسماعيل عن نافع،و ورش من طريق الأصبهاني و قالون برواية أبي نشيط،و يعقوب يا قوم اتبعوني أهدكم (10)بإثبات الياء،و قرأ الباقون بحذف الياء.).
ص: 203
3-قرأ ابن كثير في رواية القواس و البزي(هادي)و(واقي)باثبات الياء في الوقف،و حذفها في الوصل،و كذلك يعقوب و هو مذهبه في جميع ما أشبهه، و الباقون يقفون بغير ياء،و لا خلاف في تنوينه في الوصل.
4-فتح أبو جعفر و نافع و أبو عمرو إِنِّي أَخافُ و لَعَلِّي أَبْلُغُ و ما لِي أَدْعُوكُمْ و أَمْرِي إِلَى اللّهِ .
5-و فتح ابن كثير إني أخاف و لَعَلِّي أَبْلُغُ .
و ما لِي أَدْعُوكُمْ و ذَرُونِي أَقْتُلْ و اُدْعُونِي أَسْتَجِبْ ،و فتح ابن عامر لَعَلِّي أَبْلُغُ فقط،و لم يفتح الباقون منها شيئا.
خامسا:ياءات الإضافة الواردة في سورة القمر:
1-قرأ أبو جعفر،و نافع،و ابن كثير في رواية القواس و البزي،و أبي عمرو و يعقوب يوم يدع الداعي و مهطعين إلى الداعي بإثبات الياء فيهما في الوصل،ابن كثير و يعقوب في الوصل و الوقف (1).
2-قالون عن نافع يوم يدع الداع بغير ياء،و مهطعين إلى الداعي بالياء، و هكذا روي بعضهم عن قنبل لابن كثير،و ليس ذلك عند أكثرهم بصحيح و اللّه أعلم.
3-و قرأ ابن عامر،و ابن كثير في رواية ابن فليج،و عاصم و حمزة و الكسائي و خلف بغير ياء فيهما في الوصل و الوقف.
4-قرأ ورش عن نافع(نذيري)و(نذري)و(نكيري) (2)و(وعيدي) حيث كان بإثبات الياء في الوصل كل القرآن.
و قرأ يعقوب ذلك كله و كل ما أشبهه في جميع القرآن بإثبات الياء في الوصل و الوقف،و قرأ الباقون بحذف الياء فيهما وصلا و وقفا و اللّه أعلى و أعلم.
سادسا:ياءات الزوائد الواردة في سورة الفجر هي:).
ص: 204
يَسْرِ أثبتها وصلا المدنيان،و أبو عمرو،و في الحالين يعقوب و ابن كثير.
بِالْوادِ أثبتها وصلا ورش،و في الحالين يعقوب و ابن كثير بخلاف عن قنبل في الوقف كما تقدم.
(أكرمن و أهانن)أثبتها وصلا المدنيان،و أبو عمرو بخلاف عنه على ما ذكر في باب الزوائد في النشر،و في الحالين يعقوب و البزي.
-بين لمن الحذف و لمن الإثبات من الأئمة العشرة القراء في ياءات الزوائد الواردة في الكلمات القرآنية الآتية: وَ إِيّايَ فَارْهَبُونِ ، وَ مَنِ اتَّبَعَنِ ، وَ اخْشَوْنِ ، وَ قَدْ هَدانِ ، ثُمَّ كِيدُونِ ، حَتّى تُؤْتُونِ مَوْثِقاً ، وَ خافَ وَعِيدِ ، أَخَّرْتَنِ ، أَلاّ تَتَّبِعَنِ ، وَ الْبادِ ، كَالْجَوابِ وَ لا يُنْقِذُونِ ، لَتُرْدِينِ ، فَاعْتَزِلُونِ (1)؟
1- فَارْهَبُونِ أثبت يعقوب وحده في سورة البقرة فَارْهَبُونِ ، و كذلك فَاتَّقُونِ و لا تكفروني بإثبات الياء في الوصل و الوقف و كذلك ما أشبهه في جميع القرآن،فإنه يثبت الياء فيه وصلا و وقفا،و إن كانت محذوفة، رأس آية كانت أو وسطها.
و هذه جملة كافية من وصف مذهبه في هذا الباب،و هو مذهب سهل لأنه سبيل واحد لا يختلف و لا يحتاج إلى إعادة ذكره في كل مكان عند كل حرف.
و أما أبو جعفر و أبو عمرو،و نافع-برواية إسماعيل-فإنهم يثبتون منه ما كان رأس الآية إلا شيئا يسيرا.
و ابن كثير و نافع و غيرهما يوافقونهم في بعض و يخالفونهم في بعض (2).
2- وَ مَنِ اتَّبَعَنِي قرأ أبو جعفر و نافع و أبو عمرو و يعقوب بإثبات الياء،
ص: 205
و قرأ الباقون اتبعن بحذف الياء.
3- وَ اخْشَوْنِ قرأ أبو جعفر و أبو عمرو و نافع برواية إسماعيل و يعقوب فلا تخشوا الناس و اخشوني بإثبات الياء،و قرأ الباقون بحذفها.
4- وَ قَدْ هَدانِ وَ لا أثبتها وصلا أبو جعفر و أبو عمرو،و أثبتها في الحالين يعقوب،و كذلك روى ابن الجزري في نشره عن قنبل من طريق ابن شنبوذ.
5- ثم كيدوني أثبتها في الوصل أبو عمرو،و أبو جعفر،و الداجوني عن هشام،و أثبتها في الحالين يعقوب و الحلواني عن هشام،و روى ابن الجزري عن قنبل من طريق ابن شنبوذ.
6- حَتّى تُؤْتُونِ أثبتها وصلا أبو جعفر و أبو عمرو،و أثبتها في الحالين ابن كثير و يعقوب.
7- وَ خافَ وَعِيدِ أثبتها وصلا ورش،و أثبتها في الحالين يعقوب.
8- لَئِنْ أَخَّرْتَنِ أثبتها وصلا المدنيان،و أبو عمرو،و أثبتها في الحالين ابن كثير و يعقوب.
9- أَلاّ تَتَّبِعَنِ أَ فَعَصَيْتَ أثبتها في الوصل دون الوقف نافع و أبو عمرو، و أثبتها في الحالين ابن كثير و أبو جعفر و يعقوب إلا أن أبا جعفر فتحها وصلا، و قد وهم ابن مجاهد في كتابة قراءة نافع حيث ذكر ذلك عن الحلواني عن قالون كما و هم في جامعه حيث جعلها ثابتة لابن كثير في الوصل دون الوقف،نبه على ذلك الحافظ أبو عمرو الداني.
10- وَ الْبادِ أثبتها في الوصل أبو جعفر و أبو عمرو و ورش،و أثبتها في الحالين ابن كثير و يعقوب.
11-(كالجواب)أثبتها وصلا أبو عمرو،و ورش و انفرد الحنبلي عن عيسى بن وردان بذلك،و أثبتها في الحالين ابن كثير و يعقوب.
12- وَ لا يُنْقِذُونِ أثبتها وصلا ورش،و أثبتها في الحالين يعقوب.
13- لَتُرْدِينِ أثبتها وصلا ورش،و أثبتها في الحالين يعقوب.
14- فَاعْتَزِلُونِ أثبتها وصلا ورش،و في الحالين يعقوب و مثلها ترجمون 1،و اللّه أعلى و أعلم.ذف
ص: 206
-عرف الفتح و الإمالة ثم تكلم عن الإمالة من حيث الأسباب، و الوجود،و الفائدة؟
لقد سبق أن أشرنا في إجابة السؤال رقم(53)إشارات خفيفة مختصرة إلى الفتح و الإمالة،و هنا نتناول الفتح و الإمالة بشيء من التفصيل و البسط فنذكر- بفضل اللّه تعالى-فالفتح هو عبارة عن فتح القارئ فاه بلفظ الحرف-كما سبق،و يقال له التفخيم،و ينقسم إلى فتح شديد و متوسط،فالشديد نهاية فتح الفم بالحرف،و يحرم هذا في القرآن،و إنما يوجد في لغة العجم (1)كما نص على ذلك الداني في الموضح،قال و الفتح المتوسط هو ما بين الشديد و الإمالة.
و الإمالة لغة:الإحناء من أمال فلان ظهره أحناه،و اصطلاحا:جعل الفتحة كالكسرة و الألف كالياء كثيرا،و هي الإمالة المحضة،و يقال لها الإضجاع، و قليلا،و هي بين اللفظين،و يقال لها التقليل،و التلطيف،و بين بين،و الفتح لغة الحجازيين،و الإمالة لغة عامة أهل نجد من تميم و أسد و قيس (2).
و تنقسم الإمالة في اصطلاح القراء إلى قسمين:كبرى،و صغرى،فالكبرى أن تقرب الفتحة (3)من الكسرة،و الألف من الياء من غير قلب خالص و لا إشباع مفرط،و هي الإمالة المحضة،و تسمى الإضجاع،و إذا أطلقت الإمالة انصرفت إليها،و الصغرى هي ما بين الفتح و الإمالة الكبرى و تسمى التقليل و بين بين أي بين لفظي الفتح و الإمالة الكبرى.
ص: 207
و أما أسباب الإمالة فقد تكلم عنها السادة العلماء،فمنهم من قال هي عشرة أسباب،و قد وصلت الأسباب عند ابن الجزري إلى اثنى عشر سببا،فقد أضاف إليها الإمالة بسبب كثرة الاستعمال،و كذلك للفرق بين الاسم و الحرف، و قد ذكر ابن الجزري في نشره أن الأسباب كلها ترجع إلى شيئين:أحدهما الكسرة،و الثاني الياء (1)و إليك من هذه الأسباب كما ورد في النشر:
1-الإمالة من أجل الكسرة بعد الألف الممالة:نحو(عابد)،و قد تكون الكسرة عارضة نحو(من الناس)لأن حركة الإعراب غير لازمة.
2-الإمالة لأجل الياء بعد الألف نحو(مبايع).
3-الإمالة لأجل الكسرة المقدرة في المحل الممال نحو(خاف)أصله خوف بكسر عين الكلمة و هي الواو فقلبت الواو ألفا لتحركها و انفتاح ما قبلها.
4-الإمالة لأجل الياء المقدرة في المحل الممال نحو:(يخشى،و الهدى،و أتى، و الثرى) تحركت الياء في ذلك و انفتح ما قبلها فقلبت ألفا.
5-الإمالة من أجل كسرة تعرض في بعض أحوال الكلمة نحو(طاب و جاء،و زاد).
6-الإمالة لأجل الإمالة نحو تراء أمالوا الألف الأولى من أجل الألف الثانية المنقلبة عن ياء.
7-الإمالة لأجل الشبه فإمالة ألف التأنيث في نحو(الحسنى).
8-الإمالة لأجل كثرة الاستعمال كإمالتهم الحجاج علما لكثرته في كلامهم.
و أما وجود الإمالة فأربعة ترجع إلى الأسباب المذكورة أصلها اثنان و هما المناسبة،و الإشعار،فأما المناسبة فقسم واحد و هو فيما أميل لسبب موجود في).
ص: 208
اللفظ و فيما أميل لإمالة غيره كأنهم أرادوا أن يكون عمل اللسان و مجاوزة النطق بالحرف الممال،و بسبب الإمالة من وجه واحد على نمط واحد.
و أما الإشعار فثلاثة أقسام هي:
1-الإشعار بالأصل و ذلك إذا كانت الألف الممالة منقلبة عن ياء أو عن واو مكسورة.
2-الإشعار بما يعرض في الكلمة في بعض المواضع من ظهور كسرة أو ياء حسبما تقتضيه التصاريف دون الأصل كما تقدم في غزا و طاب (1).
3-الإشعار بالشبه المشعر بالأصل،و ذلك كإمالة ألف التأنيث و الملحق بها و المشبه أيضا.
و فائدة الإمالة سهولة اللفظ،و ذلك أن اللسان يرتفع بالفتح و ينحدر بالإمالة،و الانحدار أخف على اللسان من الارتفاع،فلهذا أمال من أمال،و أما من فتح فإنه راعى كون الفتح أمتن أو الأصل.
و اعلم أنه حيث ذكرت الإمالة،فالمراد بها الكبرى و المحضة،و القراء فيها على أقسام:منهم من لم يمل شيئا و هو ابن كثير،و منهم من يمل و هم قسمان:
مقل و هو قالون و ابن عامر و عاصم و أبو جعفر و يعقوب،و مكثرهم الباقون، و أصل حمزة و الكسائي و خلف الإمالة الكبرى،و ورش الصغرى،و أبو عمرو متردد بينهما،و قد أشار ابن الجزري رحمه اللّه إلى المكثرين بقوله:
أمل ذوات الياء في الكلّ شفا و ثنّ الأسماء إن ترد أن تعرفا
-اذكر السور الإحدى عشرة التي اتفق على إمالة رءوس آيها حمزة و الكسائي،و ما الدليل على ذلك من أقوال الإمام الشاطبي؟
مما اتفق على إمالته حمزة و الكسائي رءوس آي السور الإحدى عشرة الآتية:سورة طه،و سورة النجم،و سورة الشمس،و سورة الأعلى،و سورة
ص: 209
الليل،و سورة الضحى،و سورة العلق،و سورة و النازعات،و سورة عبس، و سورة القيامة،و سورة المعارج،و الإمالة في هذه السور متعلقة بالألفات الواقعة في أواخر الآيات،و المراد إمالة الألفات الواقعة في أواخر الآيات في السور المذكورة سواء كانت هذه الألفات في الأسماء أم في الأفعال،و سواء كان أصلها الياء أم الواو،و يستثنى من ذلك (1)الألف المبدلة من التنوين عند الوقف في بعض هذه الآي نحو:(همسا)(ضنكا)،(نسفا)،(علما)،(ظلما)،و قد أشار الإمام الشاطبي إلى هذه السور بقوله:
و ممّا أمالاه أواخر آي ما بطه و آي النّجم كي تتعدّلا
و في الشّمس و الأعلى في الليل و الضّحى و في اقرأ و في و النّازعات تميّلا
و من تحتها ثمّ القيامة ثمّ في المعارج يا منهال أفلحت منهلا
و نبه بقوله:كي تتعدلا على حكمة إمالة أواخر هذه الآيات أي كي تتعدل الآيات و تكون على سنن واحد حيث أميل فيها ما أصله الياء،و ما أصله الواو،و المنهال:هو المعطي العطاء الكثير،و المراد به كثير النفع بعلمه.
قال الإمام الشاطبي-رحمه اللّه-في الأصول:
و قد فخموا التنوين وقفا و رققوا و تفخيمهم في النصب أجمع أشملا
مسمى و مولى رفعه مع جر و منصوبه غزى و تترا تويلا
وضح اختلاف أهل الأداء في الوقف على الكلمة المنونة كما ورد في الأبيات؟
أورد الإمام القاضي في الوافي في شرح الشاطبية معنى هذين البيتين فقال- رحمه اللّه-:و المعنى أن أهل الأداء اختلفوا في الوقف على الكلمة المنونة مثل:
(هدى)،(مسمى)على ثلاثة مذاهب:
ص: 210
1-الوقف عليها بتفخيم الألف أي فتحها مطلقا أي سواء كانت الكلمة مرفوعة نحو وَ أَجَلٌ مُسَمًّى يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى ،أم منصوبة نحو: أَوْ كانُوا غُزًّى وَ اتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى ،أم مجرورة نحو: إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى عَنْ مَوْلًى ،و أخذ هذا العموم من الإطلاق.
2-ترقيقها أي إمالتها في الأحوال الثلاثة المتقدمة،و أخذ هذا العموم من الإطلاق أيضا.
3-التفصيل و هو تفخيمها أي فتحها في حال النصب و ترقيقها في حالي الرفع و الجر فقوله و قد فخموا التنوين أي ذا التنوين وقفا إشارة للمذهب الأول، و قوله و رققوا إشارة للمذهب الثاني،و قوله و تفخيمهم في النصب أجمع أشملا إشارة للمذهب الثالث،و تمثيله ب(تترا)لا يصح إلا على مذهب أبي عمرو فإنه الذي يقرأ بالتنوين من المميلين.فأما حمزة و الكسائي فيقرءان بترك التنوين فلا خوف عندهما في إمالة الألف وقفا و وصلا،و ورش يقلله قولا واحدا و معنى تزيلا تميز المذكور و هو التنوين أي ظهرت أنواعه و تميز بعضهما من بعض بالأمثلة المذكورة و الحق الذي لا محيص عنه و لا يصح الأخذ بغيره أن الألف الممالة التي يقع التنوين بعدها في كلمتها كالأمثلة الآنفة الذكر حكمها حكم الألف الممالة التي يقع بعدها ساكن في كلمة أخرى تحذف وصلا و تثبت وقفا و عند الوقف عليها يكون كل قارئ حسب مذهبه فإن كان مذهبه الفتح فتحها، و إن كان مذهبه التقليل قللها،و إن كان مذهبه الإمالة أمالها،و لذلك قال الإمام الداني في التيسير كل ما امتنعت الإمالة فيه في حال الوصل من أجل ساكن لقيه تنوين أو غيره نحو:(هدى)،(مصفى)،(مصلى)،(مفترى)و(الأقصا الذي)، (طغا الماء)،(النصارى المسيح)،و(جنى الجنتين)،فالإمالة فيه سائغة في الوقف لعدم ذلك الساكن
ص: 211
-بين ما في الكلمات القرآنية الآتية من تقليل و إمالة،ثم انسب التقليل و الإمالة لصاحبها من الأئمة العشرة القراء«هدى»-بالهدى-أبصارهم- فأحياكم-النار-نرى اللّه-خطاياكم-التوراة-و أخرى-الدنيا-فناداه- و الإبكار-القربى-الكافرين-مرضات-يا ويلتي-النصارى-القيامة- افترى-أخراهم-بشرى-و تأبى-و آتى-هار-الر-رؤياي و للرؤيا- قضاها-الأعمى و مأواهم-و رأى المجرمون-كهيعص (1)»
(هدى):لدى الوقف،و(بالهدى)بالإمالة لحمزة و الكسائي،و خلف العاشر،و بالفتح و التقليل للأزرق.
(أبصارهم):بالإمالة لأبي عمرو،و الدوري و الكسائي،و ابن ذكوان بخلف عنه،و بالتقليل قولا واحدا للأزرق.
(فأحياكم):أمالها الكسائي وحده،و قللها الأزرق بخلف عنه.
(النار):أمالها أبو عمرو و الدوري و الكسائي،و ابن ذكوان بخلف عنه و قللها الأزرق قولا واحدا.
(نرى اللّه):عند الوقف على نرى بالإمالة لأبي عمرو،و حمزة و الكسائي، و خلف العاشر،و ابن ذكوان بخلف عنه،و بالتقليل للأزرق قولا واحدا.
(خطاياكم):أمال الألف التي بعد الياء الكسائي وحده،و قللها الأزرق بخلف عنه،و أمال الألف التي بعد الطاء الدوري عن الكسائي من طريق الضرير.
(التوراة):بالإمالة للأصبهاني،و أبي عمرو،و ابن ذكوان،و الكسائي، و خلف العاشر،و بالتقليل للأزرق،و بالفتح و التقليل لقالون،و بالتقليل و الإمالة لحمزة،و بالفتح للباقين (2).
ص: 212
(و أخرى):بالإمالة لأبي عمرو،و حمزة،و الكسائي،و خلف العاشر، و بالفتح و الإمالة لابن ذكوان،و بالتقليل للأزرق.
(الدنيا):بالإمالة لحمزة،و الكسائي،و خلف العاشر،و بالفتح و التقليل للأزرق،و السوسي،و بالفتح،و بالتقليل،و الإمالة لدوري أبي عمرو.
(فناداه):بالإمالة لحمزة،و الكسائي،و خلف العاشر،و لا تقليل فيه للأزرق لأنه يقرؤه(فنادته).
(و الإبكار):بالإمالة لأبي عمرو،و دوري الكسائي،و بالفتح و الإمالة لابن ذكوان،و بالتقليل للأزرق.
(القربى):بالإمالة لحمزة،و الكسائي،و خلف العاشر،و بالفتح و التقليل للأزرق،و أبي عمرو.
(الكافرين):بالإمالة لأبي عمرو،و الدوري عن الكسائي،و رويس، و بالفتح و الإمالة لابن ذكوان و بالتقليل للأزرق.
(مرضات):بالإمالة للكسائي وحده،و لا تقليل فيها للأزرق لأنها من الكلمات التي ليس له فيها سوى الفتح.
(يا ويلتي):بالإمالة لحمزة،و الكسائي،و خلف العاشر،و بالفتح و التقليل للأزرق،و دوري أبي عمرو.
(النصارى):بالإمالة لأبي عمرو،و حمزة،و الكسائي،و خلف العاشر،و ابن ذكوان بخلف عنه،و بالتقليل للأزرق.
(القيامة):بالإمالة للكسائي حالة الوقف قولا واحدا،و كذا حمزة بخلف عنه.
(أ فترى و أخراهم):بالإمالة لأبي عمرو،و حمزة،و الكسائي،و خلف العاشر،و ابن ذكوان بخلف عنه،و بالتقليل للأزرق.
(بشرى):بالإمالة لأبي عمرو،و حمزة،و الكسائي،و خلف العاشر، و بالفتح و الإمالة لابن ذكوان،و بالتقليل للأزرق.
ص: 213
(و تأبى،و آتى):بالإمالة لحمزة،و الكسائي،و خلف العاشر،و بالفتح و التقليل للأزرق.
(هار):بالإمالة لأبي عمرو،و شعبة،و الكسائي و بالفتح و الإمالة لقالون، و ابن ذكوان و بالتقليل للأزرق.
(الر):أمال الراء،أبو عمرو،و ابن عامر،و شعبة،و حمزة،و الكسائي، و خلف العاشر،إجراء لألفها مجرى الألف المنقلبة عن الياء و قللها الأزرق.
(للرؤيا):بالإمالة للكسائي،و خلف العاشر،و بالفتح و التقليل للأزرق، و أبي عمرو.
(قضاها):بالإمالة لحمزة،و الكسائي،و خلف العاشر،و بالفتح و التقليل للأزرق.
(الأعمى):بالإمالة لحمزة،و الكسائي،و خلف العاشر،و بالفتح و التقليل للأزرق.
(و رأى المجرمون):بإمالة الراء وصلا لشعبة،و حمزة،و خلف العاشر،و عند الوقف عليها بإمالة الراء و الهمزة لابن ذكوان،و حمزة،و الكسائي،و خلف العاشر،و هشام،و شعبة بخلاف عنهما،و بتقليل الراء و الهمزة للأزرق،و بفتح الراء و إمالة الهمزة لأبي عمرو،و بفتحهما للباقين و هو الوجه الثاني لهشام و شعبة (1).هذا و اللّه أعلى و أعلم.
(كهيعص):قرأ شعبة،و الكسائي بإمالة الهاء و الياء،و ابن ذكوان،و حمزة، و خلف العاشر بفتح الهاء و إمالة الياء،و أبو عمرو بإمالة الهاء و له في الياء الفتح و الإمالة و هشام بفتح الهاء و له في الياء الفتح و الإمالة،و نافع بالفتح و التقليل في الهاء و الياء معا،و الباقون بفتحهما معا،و اللّه أعلى و أعلم.).
ص: 214
-اذكر علة امتناع الإمالة و التقليل في الكلمات القرآنية الآتية«مثنى- بدا-دعا-أخاف-عصاي-ألقي عصاك-شفا جرف-علا في الأرض»؟
يمتنع التقليل في لفظ(مثنى)لأنه على وزن«مفعل»فلا تقليل فيه لأبي عمرو.
و لا إمالة في لفظ(بدا)لأنه واوي.
و لا إمالة في لفظ(دعا)لكونه واويا،و لا في(أخاف)لكونه رباعيا.
و لا إمالة في كل من(عصاي)،(ألقي عصاك)،(شفا جرف)،(علا في الأرض)،لكون هذه الألفاظ واوية.
و قد ضبط العلامة المتولي رحمه اللّه الكلمات الواوية التي لا إمالة فيها لأحد بقوله (1):
عصا شفا إنّ الصفا و أبا أحد سنا ما زكى منكم و علا ورد
عفا و نجا قل مع بدا و دنا دعا جميعا بواو لا تمال لدى أحد
و قد توهم بعضهم أن(الأقصا)و(أقصا المدينة)و(طغا الماء)لا إمالة فيهن لرسمهن بالألف و الصواب إنهن من الممال،و لذا قال المتولي:
لمّا طغا الأقصا و أقصا بالألف رسما و من يمل مميلا عنه قف
ص: 215
-اكتب مذكرة مختصرة تقدم فيها لعلم الوقف و الابتداء موضحا الآتي:
أ-تعريف الوقف لغة و اصطلاحا؟ ب-حكم الوقف شرعا،و فائدته؟ ج-الفرق بين الوقف و الوصل و السكت،و القطع؟
من المعلوم أن علم الوقف و الابتداء له أجل الأثر في حسن التلاوة و جودة القراءة،ذلك لأنه يعرف القارئ المواطن التي يتحتم الوقف عليها،و المواضع التي يحسن الوقف عندها،أو يقبح،و يوقفه على الكلمات التي يتعين البدء بها، و الكلمات التي يحسن الابتداء بها أو يقبح،و قد سئل علي-رضي اللّه عنه و كرم اللّه وجهه-عن معنى الترتيل في قوله تعالى وَ رَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً (1)فقال:
الترتيل«تجويد الحروف و معرفة الوقوف» قال الإمام المحقق ابن الجزري (2)في كتابه النشر في القراءات العشر:ففي كلام علي رضي اللّه عنه دليل على وجوب تعلم الوقف و معرفته.
و إليك سيدي-رحمك اللّه-الإجابة على جزئيات السؤال:
أ-تعريف الوقف لغة و اصطلاحا:
الوقف لغة:الحبس،قال اللّه-تعالى-عن الحور العين في الجنة:(حور مقصورات في الخيام (3)و مقصورات أي محبوسات،و معناه الكف.
و اصطلاحا:قطع الكلمة عما بعدها مقدارا من الزمن مع التنفس،و قصد
ص: 216
العودة إلى القراءة في الحال (1)،و يكون في آخر السورة،و في آخر الآية،و في أثنائها،و لا يكون وسط الكلمة،و لا فيما اتصل رسما كالوقف على إن في قوله تعالى: فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ بهود.
ب-حكم الوقف شرعا:
قال الأستاذ الشيخ محمود على بسة في كتابه فتح المجيد أنه لا يوجد في القرآن وقف واجب يأثم القارئ بتركه،و لا وقف حرام يأثم القارئ بفعله،قال ابن الجزري:
و ليس في القرآن من وقف وجب و لا حرام غير ما له سبب
و إنما يرجع وجوب الوقف و تحريمه إلى ما يقصده القارئ منها،و ما يترتب على الوقف و الابتداء من إيضاح المعنى المراد،أو إيهام غيره مما ليس مرادا و كل ما ثبت شرعا في هذا الصدد هو سنية الوقف على رءوس الآي،و كراهة تركه عليها و جوازه على ما عداها ما لم يوهم خلاف المعنى المراد.
و للوقف و الابتداء فوائد كثيرة للسامع و القارئ تتلخص في أمرين:
أحدهما:إيضاح المعاني القرآنية للمستمع كلما كان القارئ أقدر على تحري ما حسن من الوقف و الابتداء في قراءته،و ما يوضح المعنى المراد،و كلما حرص على ذلك،و الثاني:دلالة وقف القارئ في تقدير درجات الوقف جودة و رداءة، تبعا لتفاوتهم في فهم القرآن،و مقدار إحاطتهم بهذه العلوم.
ج-الفرق بين الوقف،و الوصل،و السكت،و القطع:
الوقف هو معلوم كما عرفناه،و لكن الوصل هو وصل الكلمة بما بعدها دون تنفس،و هو بذلك عكس الوقف،لأن الوقف بتنفس و لكن الوصل دون تنفس،و السكت:هو قطع الصوت عن القراءة زمنا يسيرا بدون تنفس و مقداره حركتان،مع قصد العودة إلى القراءة في الحال،و هذا التعريف هو التعريف الاصطلاحي،أما التعريف اللغوي للسكت هو المنع.).
ص: 217
و أما القطع لغة فهو الفصل و الإزالة،و اصطلاحا:قطع الكلمة عما بعدها مقدارا طويلا من الزمن مع التنفس دون قصد للعودة إلى القراءة في الحال،و لا يكون إلا في أواخر السور أو رءوس الآي على الأقل.
-للوقف أقسام عامة،عرف كل قسم على حدة ممثلا له؟
في حقيقة الأمر أن للوقف ثلاثة أنواع عامة أشار إليها ابن الجزري و هي الوقف التام و الوقف الكافي،و الوقف الحسن بقوله:
و بعد تجويدك للحروف لا بدّ من معرفة الوقوف
و الابتداء و هي تقسّم إذا ثلاثة تام و كاف و حسن
و هي لما تم فإن لم يوجد تعلّق أو كان معنى فابتدئ
فالتّام فالكافي و لفظا فامنعن إلا رءوس الآي جوز فالحسن
و غير ما تم قبيح و له يوقف مضطرا و يبدا قبله
و ليس في القرآن من وقف وجب و لا حرام غير ما له سبب
و الظاهر من هذه الأبيات أن للوقف ثلاثة أقسام فقط،و ما دون التام فهو نوع رابع و هو الوقف القبيح.
و بالتأمل في كتاب معا لم الاهتداء للإمام محمود الحصري (1)نجد أنه قدم حصرا شاملا لأنواع الوقوف و إليك هذه الأنواع باختصار شديد:
1-وقف السنة،و يسمى وقف جبريل،و ذلك في عشر مواضع في القرآن الكريم نذكر منها مثالا واحدا و هو الوقف على قول اللّه تعالى: قُلْ صَدَقَ اللّهُ في آل عمران.
2-الوقف اللازم:و هو الوقف على كلمة لو وصلت بما بعدها لأوهم
ص: 218
وصلها معنى غير المراد،و يكون هذا الوقف في غضون الآية و في آخرها.
و من أمثلته في وسط الآية الوقف على كلمة أَغْنِياءُ في قوله تعالى في سورة آل عمران: لَقَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَ نَحْنُ أَغْنِياءُ (1).
فالوقف على الكلمة المذكورة لازم.لأنها لو وصلت بقوله تعالى:
سَنَكْتُبُ ما قالُوا ...إلخ لأوهم ذلك أن: سَنَكْتُبُ ما قالُوا ...من ضمن مقول اليهود،و هذا باطل لأن هذه الجملة استئنافية مسوقة تهديدا و وعيدا لليهود على اقترافهم هذه المقالة الشنعاء أي سنحفظ ما قالوه في علمنا و لا نهمله، و سنجازيهم عليه لا محالة،فالجملة من قوله اللّه تعالى.
3-الوقف التام:و هو الوقف على كلمة لم يتعلق ما بعدها بها،و لا بما قبلها،لا من حيث اللفظ،و لا من حيث المعنى،و أكثر ما يكون هذا الوقف في رءوس الآي،و عند انتهاء القصص.
و من أمثلته-أصلحك اللّه-الوقف على(مبين)في قوله تعالى: بَلِ الظّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (2).سورة لقمان،فالوقف على هذه الكلمة-و هي رأس آية-تام،لأن ما بعدها لا تعلق له بها و لا بما قبلها من حيث اللفظ،و لا من حيث المعنى.أما عدم تعلقه لفظا فلأن الواو في الآية بعدها-و هي و لقد آتينا لقمان الحكمة...إلخ-للاستئناف،لا للعطف،و لا للحال.فالجملة بعدها مستأنفة لا ارتباط لها بما قبلها لفظا،و أما عدم تعلقه معنى فلأن الآيات السابقة تهدف إلى لفت أنظار العباد و توجيه قلوبهم إلى ما نصه الحق تبارك و تعالى في كونه من آيات كمال قدرته،و دلائل باهر حكمته.).
ص: 219
4-الوقف الكافي:و هو الوقف على كلمة لم يتعلق ما بعدها بها و لا بما قبلها من حيث اللفظ،و تعلق بها أو بما قبلها من حيث المعنى،و يكون هذا الوقف في رءوس الآي،و في وسطها.
و من أمثلته في رءوس الآي الوقف على كلمة(يعقلون)في قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ (1)بالحجرات و إنما كان الوقف هنا كافيا لأن الآية بعدها و هي: وَ لَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَ اللّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ لا تعلق لها بما قبلها من حيث اللفظ باعتبارها جملة مستأنفة،و لها تعلق بما قبلها من حيث المعنى،لأن الآيات كلها مسوقة لبيان مقامه صلى اللّه عليه و سلم-الرفيع-و مكانته السامية عند اللّه تعالى،و للحث على تعظيمه،و توقيره،و حفظ الأدب معه في الحديث و الخطاب، فلا يرفع أحد صوته في مجلسه،و لا يخاطبه مخاطبة الند لنده،و لا يناديه من وراء حجراته بل يكون صوتهم في مجلسه أخفض من صوته،و يكون نداؤهم له بيا رسول اللّه بدلا من يا محمد.
5-الوقف الحسن:و هو الوقف على كلمة تعلق ما بعدها بها أو بما قبلها تعلقا معنويا و لم يتعلق تعلقا لفظيا على الراجح،فلا بد من ثبوت التعلق المعنوي في الوقف الحسن،و أما التعلق اللفظي فيكون منتفيا فيه على الراجح،و التعلق المعنوي هو أن يكون ثم ارتباط من جهة المعنى بين الكلمة الموقوف عليها مع ما قبلها و بين ما بعدها.
و من أمثلة الوقف الحسن-أعزك اللّه-:الوقف على كلمة(و برق)في قوله تعالى: أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ فِيهِ ظُلُماتٌ وَ رَعْدٌ وَ بَرْقٌ بسورة البقرة، و ذلك أن الجملة بعدها و هي يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ ..إلخ مستأنفة لا موضع لها من الإعراب وقعت جوابا عن سؤال نشأ من الجملة السابقة كأن سائلا قال:
فما يصنعون إذا أصابتهم تلك الشدة؟فأجيب بقوله تعالى: يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ .).
ص: 220
6-الوقف الصالح:و هو الوقف على كلمة تعلق ما بعدها بها أو بما قبلها تعلقا معنويا،و تعلق بها أو بما قبلها تعلقا لفظيا على الراجح،فلا بد من ثبوت التعلق المعنوي في الوقف الصالح أيضا،و أما التعلق اللفظي لأنه يكون منفيا في الوقف الحسن على الراجح،و ثابتا في الوقف الصالح على الراجح.
و من أمثلة الوقف الصالح-أدخلني اللّه و إياك برحمته في رحمته-،الوقف على كلمة(اهبطوا)في قوله تعالى: وَ قُلْنَا اهْبِطُوا (1)في سورة البقرة،و ذلك أن جملة بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ المكونة من مبتدأ و خبر فيها وجهان،أصحهما:أنها في محل نصب على الحال من الواو في(اهبطوا)و التقدير اهبطوا متعادين،و الثاني:
أنها لا محل لها من الإعراب مستأنفة بقصد الإخبار بالعداوة،فحينئذ يكون وصل اهبطوا بالجملة بعدها أفضل من الوقف عليها و إن كان جائزا.
7-الوقف الجائز:و هو الوقف على كلمة تعلق ما بعدها بها أو بما قبلها تعلقا معنويا،و تعلق بها أو بما قبلها تعلقا لفظيا على سبيل الجواز.
و من أمثلة الوقف الجائز-يرحمك اللّه-الوقف على كلمة(العذاب)في قوله تعالى: يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ (2)بسورة البقرة،و ذلك أن جملة (يذبحون)يحتمل فيها أن تكون في محل نصب على الحال من فاعل يسومونكم، و أن تكون استئنافية لا موضع لها من الإعراب وقعت جوابا عن سؤال نشأ من جملة يسومونكم،كأن سائلا قال:ما الذي ساموهم إياه؟ فأجيب بقوله تعالى:يذبحون...إلخ،و لا مرجح لأحد هذين الوجهين على الآخر،بل هما سواء.
8-وقف المعانقة،و يسمى وقف المراقبة:و هو أن يجتمع في آية كلمتان يصح الوقف على كل منهما،لكن إذا وقف على إحداهما امتنع الوقف على الأخرى.).
ص: 221
و من أمثلته-أدخلني اللّه و إياك برحمته في عباده الصالحين- ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ (1)الآية(11).(2)سورة البقرة،فالكلمتان:(ريب)و(فيه)يصح الوقف على كل منهما لكن إذا وقف على كلمة(ريب)امتنع الوقف على كلمة(فيه)بل يتعين وصلها بما بعدها،و إذا أريد الوقف على كلمة(فيه)امتنع الوقف على كلمة (ريب)بل يتعين وصلها بكلمة(فيه)فالقارئ مخير بين الوقف على الأولى أو الثانية،و لا يصح له الوقف عليهما معا.
9-الوقف القبيح و تحته أنواع:
أ-الوقف على لفظ لا يفهم السامع منه معنى،و لا يستفيد منه فائدة يحسن سكوته عليها لشدة تعلقه بما بعده من جهتي اللفظ و المعنى معا نحو الوقف على إن أو إحدى أخواتها كقوله تعالى: إِنَّ اللّهَ مَعَ الصّابِرِينَ فلا وقف على (إن).
ب-الوقف الذي يفضي إلى فساد المعنى و تغير الحكم الشرعي،كالوقف على كلمة(و لأبويه)في قوله تعالى في سورة النساء: يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِساءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثا ما تَرَكَ وَ إِنْ كانَتْ واحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَ لِأَبَوَيْهِ (2)الخ الآية،فالوقف على لفظ(و لأبويه) يفيد أحد أمرين:إما اشتراك البنت في النصف مع أبوي الميت،و إما أخذ الأبوين النصف أيضا كالبنت و كلا الأمرين باطل،فإن الحكم الشرعي أن البنت تأخذ نصف التركة إذا انفردت كما قال تعالى: وَ إِنْ كانَتْ واحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ (3)و أن لكل واحد من أبوي الميت السدس إذا وجد ولد للميت ذكرا كان أم أنثى كما قال تعالى: وَ لِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ واحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمّا تَرَكَ إِنْ كانَ لَهُ وَلَدٌ و الولد يتناول الذكر و الأنثى،و على هذا يكون قوله تعالى:).
ص: 222
وَ لِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ واحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ الخ مستأنفا لبيان ميراث الأصول بعد بيان ميراث الفروع،و حينئذ فالوقف إنما يكون على(فلها النصف)ثم يبتدأ بقوله تعالى:(و لأبويه)و هكذا.
ج-الوقف الذي يوهم اتصاف اللّه تعالى بما يستحيل في حق اللّه تعالى، كالوقف على قوله تعالى: فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَ اللّهُ سورة البقرة (1)،فهذا الوقف يوهم اشتراك اللّه مع الكافر في البهت و هو الانقطاع و الحيرة،و اللّه تعالى منزه عن ذلك،فالوقف على كفر،أو وصله بآخر الآية،و نحو الوقف على إِنَّ اللّهَ لا يَهْدِي (2)سورة القصص و غيره كثير.
-اكتب مذكرة مختصرة عن الابتداء،ثم وضح كيفية الوقف على هذا في القرآن الكريم؟
لا يكون الابتداء إلا اختياريا بخلاف الوقف (3)فيكون اختياريا و اضطراريا،و لا يجوز الابتداء إلا بما يفي بالغرض المقصود من الكلام،و لا يوهم خلاف المعنى المراد فإن أخل بالغرض المقصود،أو أوهم خلاف المراد كان قبيحا يجب على القارئ أن يتجنبه،و يتحرز منه فإذا كان القارئ يقرأ قوله تعالى: هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً (4)و لم يتسع نفسه للوقف على(سماوات) فوقف على(فسواهن)فإذا أراد أن يبتدئ بما يفي بالمقصود فعليه أن يبتدي بقوله تعالى ثُمَّ اسْتَوى فإن ابتدأ بقوله: إِلَى السَّماءِ كان هذا الابتداء مخلا بالغرض فكان قبيحا.
ص: 223
و إذ أوهم الابتداء معنى شنيعا حرم و كان قبيحا شاذا لا يجوز كالابتداء بقوله تعالى: غَيْرُ اللّهِ يَرْزُقُكُمْ ،و كما قلنا و كما ورد في العميد أن حكم هذا النوع من الابتداء التحريم على من تعمده،فإن اعتقده كفر،و تفسير ذلك هو إذا كان القارئ يقرأ قوله تعالى: يا أَيُّهَا النّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ (1)فوقف على يرزقكم فإذا أراد البدء وجب عليه أن يبدأ بقوله تعالى هل من خالق فإن ابتدأ بقوله: غَيْرُ اللّهِ يَرْزُقُكُمْ كان هذا من المستحيل في حق اللّه لأنه لا رازق إلا هو فقد أتى ذلك بمعنى فاسد.
و من أمثلة البدء القبيح أيضا البدء بما يأتي: عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ ، اَلْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ، إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ ، إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ، إِنَّ اللّهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ ، اِتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً ، يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ و من الأمثلة أيضا و هي لا تخفى على أحد:
وَ إِيّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللّهِ رَبِّكُمْ ، وَ إِيّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللّهَ لأن هذا البدء يوهم التحذير من الإيمان باللّه تعالى و من تقواه.
فيجب على القارئ حال قراءته أن يكون يقظا،متفهما ما يقرأ ملاحظا معاني الآيات،و مواقع الجمل،حتى لا يقع في محظور،من وقف ناقص،أو ابتداء شنيع.
أما الوقف على(هذا)فقد ورد في معالم الاهتداء في آخره قول الإمام الحصري:يوقف على هذا في ثلاثة مواضع:
1- هذا وَ إِنَّ لِلطّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ سورة ص الآية(55)يحتمل أن يكون هذا خبرا لمبتدإ محذوف،و التقدير:الأمر هذا أي أمر المتقين و شأنهم و جزاؤهم، و يحتمل أن يكون مبتدأ خبره محذوف و التقدير:«هذا جزاء المؤمنين»ثم بين جزاء غير المؤمنين فقال: وَ إِنَّ لِلطّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ .
و يحتمل أن يكون مفعولا به لفعل محذوف،و التقدير:اعلموا هذا،أي هذا الجزاء الذي أعده اللّه لعباده المؤمنين لتعلموا على الحصول عليه مباشرة).
ص: 224
أسبابه و هي الإيمان و الأعمال الصالحة و على جميع هذه الاحتمالات فالواو في وَ إِنَّ لِلطّاغِينَ للاستئناف على ما هو الأظهر.
و يحتمل أن تكون للعطف عطفت جملة وَ إِنَّ لِلطّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ على جملة وَ إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ و على ذلك يكون الوقف على«هذا»حسنا.
2- هذا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَ غَسّاقٌ (1)في هذه الآية أعاريب كثيرة ذكرها أبو حيان في البحر،و الألوسي في روح المعاني (2):و من هذه الأعاريب أن هذا خبر مبتدأ مضمر تقديره:العذاب هذا أي الذي تقدم بيانه،و على ذلك يكون الوقف على هذا صالحا.
3- قالُوا يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ وَ صَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (3).
الظاهر من سياق الآية و فحواها أن اسم الإشارة مبتدأ،و ما اسم موصول خبره،و جملة وَعَدَ الرَّحْمنُ صلة الموصول.و جملة وَ صَدَقَ الْمُرْسَلُونَ معطوفة على جملة الصلة قبلها و على هذا الإعراب لا يصح الوقف على اسم الإشارة لما فيه من فصل المبتدأ عن خبره،و جوز الزجاج كون اسم الإشارة صفة لمرقدنا لتأويله بالمشتق و على هذا يصح الوقف عليه،و بناء على ذلك الإعراب تكون ما في قوله تعالى: ما وَعَدَ الرَّحْمنُ اسم موصول مبتدأ،و يكون خبرها محذوفا تقديره:حق،و يصح-على هذا الإعراب-أن تكون ما خبر مبتدأ محذوف تقديره:هو،أو هذا ما وعد الرحمن،و قال الإمام الحصري-رحمه اللّه-:و أنا لا أرتضي هذا الإعراب و لا أسيغ هذا الوقف لما يترتب عليه من إيهام السامع أن ما نافية،و لا يخفى فساده.
و ما عدا هذه المواضع لا يسوغ الوقف فيها على هذا،و اللّه أعلم.).
ص: 225
-قال الإمام الشاطبي رضي اللّه عنه:
و في الهاء للإضمار قوم أبوهما و من قبله ضمّ أو الكسر مثلا
اذكر البيت التالي لهذا البيت ثم اشرحهما معا موضحا ما لهاء الضمير بالنظر إلى ما قبلها من أنواع؟
البيت التالي للبيت المذكور هو قول الشاطبي:
أو إما هما واو و ياء بعضهم يرى لهما في كلّ حال محلّلا
يتضح من البيتين كما أشار الإمام القاضي في الوافي أن لهاء الضمير بالنظر إلى ما قبلها سبعة أنواع هي:
1-أن يكون قبلها ضم نحو: فَإِنَّ اللّهَ يَعْلَمُهُ ، آثِمٌ قَلْبُهُ .
2-أن يكون قبلها أم الضم و هي الواو الساكنة (1)سواء كانت مدية نحو:
وَ ما قَتَلُوهُ وَ ما صَلَبُوهُ وَ لكِنْ ، أَحْصاهُ اللّهُ وَ نَسُوهُ ،أم كانت لينة نحو:
وَ شَرَوْهُ .
3-أن يكون قبلها كسر نحو: مِنْ رَبِّهِ ، بَيْنَ الْمَرْءِ وَ قَلْبِهِ ، بَيْنَ الْمَرْءِ وَ زَوْجِهِ .
4-أن يكون قبلها أم الكسر و هي الياء الساكنة سواء كانت مدية نحو:
فِيهِ ، أَخِيهِ ،أم لينة نحو: عَلَيْهِ ، لِوالِدَيْهِ ، إِلَيْهِ .
5-أن يكون قبلها فتح نحو:لن نخلفه، سَفِهَ نَفْسَهُ ، وَ أَصْلَحْنا لَهُ زَوْجَهُ .
6-أن يكون قبلها أم الفتح و هي الألف نحو: اِجْتَباهُ وَ هَداهُ ، أَنْ تَخْشاهُ .
ص: 226
7-أن يكون قبلها حرف ساكن صحيح نحو:
فَلْيَصُمْهُ ، مِنْ لَدُنْهُ ، فَأَهْلَكَتْهُ .
و قد بين الناظم-رحمه اللّه-أن جماعة من أهل الأداء منعوا إدخال الإشمام و الروم في الأنواع الأربعة الأولى،النوع الأول و الثالث مذكوران في قوله:
و من قبله ضم أو الكسر ....
و النوع الثاني و الرابع مذكوران في قوله:أو اما هما واو و ياء،و الواو في قوله:و من قبله للحال و الجملة في قوله:و من قبله ضم الخ حال من الهاء في قوله و في الهاء و التقدير قوم أبو دخول الروم و الإشمام في هاء الضمير و الحال أن ما قبل الهاء ضم أو كسر أو واو أو ياء.
هذا ما أفاده النظم بطريق المنطوق،و يؤخذ بطريق المفهوم أن هذه الجماعة تجيز دخول الروم و الإشمام في غير الأنواع الأربعة الأولى أي تجيزه في الأنواع الخامس و السادس و السابع.و قوله:و بعضهم يرى لهما في كل حال محللا يرى بضم الياء فعل مبنى للمجهول يحتاج لمفعولين الأول الضمير المستتر في يرى القائم مقام الفاعل و هو يعود على البعض و الثاني محللا و هو اسم فاعل من التحليل ضد التحريم.
و قوله لهما متعلق به و كذا في كل حال.
و التقدير و بعض أهل الأداء يرى محللا أي مجيزا للروم و الإشمام في هاء الضمير في جميع أحوالها السبعة المذكورة فيستفاد من النظم أن في هاء الضمير من حيث دخول الروم و الإشمام فيها عند الوقف مذهبين هما:
1-منع دخولهما في الأنواع الأربعة الأولى و أجاز دخولهما في أنواعها الثلاثة الأخرى.
2-إجازة دخولهما في جميع أنواعها السبعة،و يؤخذ من المذهبين أن دخول الروم و الإشمام في الأنواع الثلاثة متفق عليه فيهما.
ص: 227
-اذكر الحروف التي تظهر عندها أو تدغم فيها ذال«إذ»ثم بين لمن الإظهار و لمن الإدغام من أئمة القراء،مع ذكر الدليل من الشاطبية؟
الحروف التي تظهر عندها أو تدغم فيها ذال«إذ»ستة و هي:التاء،و الدال، و الجيم،و الصاد،و الزاي،و السين نحو:(إذ تقول)،(و إذ دخلت)،و(إذ جعل)، و(إذ سمعتموه)،و(إذ صرفنا)،(و إذ زين).
فأظهرها عند جميعهن الحرميان و عاصم و ابن ذكوان غير أن ابن ذكوان أدغمها في الدال فقط و أدغمها فيهن أبو عمرو و هشام و خلاد و الكسائي غير أن خلادا و الكسائي أظهراها عند الجيم و أدغمها خلف في التاء و الدال فقط.
و الدليل من الشاطبية قول الشاطبي رحمه اللّه:
نعم إذ تمشّت زينب صال دلّها سمي جمال واصلا من توصّلا
فإظهارها أجرى دوام نسيمها و أظهر ريّا قوله واصف جلا
و أدغم ضنكا واصل توم درّه و أدغم مولى وجده دائم و لا
-اذكر الحروف التي تظهر عندها أو تدغم فيها دال«قد»ثم بين لمن الإظهار و لمن الإدغام من الأئمة القراء،مع ذكر الدليل من أبيات الطيبة؟
اختلفوا في إدغامها و إظهارها عند ثمانية أحرف و هي:الجيم،و الشين، و الصاد،و السين،و الزاي،و الظاء،و الضاد،و الذال،نحو:(قد جعل)،و(قد شغفها)،(و لقد صدق)،و(قد سمع)،(و لقد زينا)،و(لقد ظلمك)،(و لقد ضل)، (و لقد ذرأنا).
ص: 228
فأدغمها في حروفها الثمانية أبو عمرو و حمزة و الكسائي و خلف و هشام، إلا أن هشاما اختلف في حرف واحد و هو و لقد ظلمك في سورة ص فروى جمهور العراقيين و بعض المغاربة عنه الإدغام،و أدغمها ورش في الضاد و الظاء و أدغمها ابن ذكوان في الصاد و الظاء و الذال،و اختلف عنه في الزاي،فروى الجمهور عن الأخفش الإظهار،و روى عنه الصوري و بعض المغاربة عن الأخفش الإدغام.
و أظهرها الباقون عند حروفها الثمانية و هم ابن كثير،و عاصم،و أبو جعفر،و يعقوب،و قالون وجه الإظهار أنه الأصل،و وجه الإدغام اشتراك حروف الصفير (1)و الظاء معها في طرف اللسان و الضاد لقرب آخر مخرجها، و الشين لوصولها إليه بانتشار تفشيها إليه،و الجيم لتجانسها في الصفات و هكذا و اللّه أعلم (2).
و دليل ذلك كله من أبيات طيبة ابن الجزري:
بالجيم و الصّغير و الذّال ادغم قد و بضاد الشين و الظّا تنعجم
حكم شفا لفظا و خلف ظلمك له و ورش الظّاء و الضاد ملك
و الضّاد و الظّا الذّال فيها وافقا ماض و خلفه بزاي وثقا
-اذكر الحروف التي تظهر عندها،أو تدغم فيها تاء التأنيث،ثم بين لمن الإظهار و لمن الإدغام من الأئمة القراء،مع ذكر الدليل على ذلك من أبيات الشاطبية؟
اختلف القراء في إدغام تاء التأنيث عند ستة أحرف و هي:الثاء،و الصاد، و الظاء،و السين،و الجيم،و الزاي نحو:(رحبت ثم)،و(لهدمت صوامع)،
ص: 229
و(كانت ظالمة)،و(أنبتت سبع)،و(وجبت جنوبها)،و(خبت زدناهم)،فأدغمها فيهن أبو عمرو و حمزة و الكسائي،و أدغمها ابن عامر في الثاء و الظاء و الصاد فقط،و قد أظهرها هشام أيضا في لهدمت صوامع في الحج،و أظهرها الباقون عند جميعهن إلا أن ورشا أدغمها في الظاء.
و الدليل على ذلك من أبيات الشاطبية قول الإمام الشاطبي:
و أبدت سنا ثغر صفت زرق ظلمه جمعن ورودا باردا عطر الطّلا
فإظهارها در نمته بدوره و أدغم ورش ظافرا و مخولا
و أظهر كهف وافر سيب جوده زكى و في عصرة و محلّلا
و أظهر راويه هشام لهدّمت و في وجبت خلف ابن ذكوان يفتلا
و المقصود بالورود في البيت الأول هو العطر الطيب الرائحة،و الطلاء بالمد ما طبخ من عصير العنب،و الظافر في البيت الثاني الفائز،و المخول هو الملك يقال خوله اللّه كذا ملكه إياه،و العصرة في البيت الثالث الملجأ و المحل المكان الذي يحلل فيه.
-بين حال اتفاق الأئمة القراء في إدغام إذ،و قد و تاء التأنيث،و هل، و بل؟
اتفق الأئمة القراء على إدغام ذال إذ في مثلها نحو(إذ ذهب)و في الظاء نحو(إذ ظلمتم)،و اتفقوا على إدغام دال قد في التاء نحو:(قد تبين)،و مثله إذا وقعت الدال و التاء في كلمة نحو:(حصدتم)،و(وعدتكم)فإنه يجب إدغام الدال في التاء،و على إدغام دال قد في الدال نحو:(و قد دخلوا)،كما اتفقوا على إدغام تاء التأنيث في التاء نحو(فما ربحت تجارتهم)و في الدال نحو:(أجيبت دعوتكما)، و في الطاء نحو(فآمنت طائفة)،و اتفقوا على إدغام لام قل و هل و بل في كل من الراء و اللام نحو:(قل رب)،(قل لمن الأرض)،(بل رفعه اللّه)،(بل لا تكرمون اليتيم)،(هل لكم)،و لم تقع الراء بعد هل في القرآن الكريم (1).
ص: 230
و إذا التقى حرفان متماثلان أولهما ساكن فلا بد من إدغام أولهما في الثاني سواء كانا في كلمة نحو(يدرككم)،(يوجهه)،أو كلمتين نحو(و لا يغتب بعضكم)،(فلا يسرف في القتل)،لكن إذا كان الأول منهما هاء سكت و ذلك في قوله تعالى: مالِيَهْ هَلَكَ بسورة الحاقة ففيه لكل القراء ممن أثبت الهاء وجهان الإظهار و الإدغام،و الأول أرجح،و كيفيته أن تقف على الهاء من ماليه وقفة لطيفة (1)حال الوصل من غير قطع نفس لأنها هاء سكت لا حظ لها في الإدغام،و قد انفصلت عما بعدها في الحفظ و إذا كان أولهما حرف مد نحو:
(قالوا و هم)،(في يوم)فلا بد من إظهاره للجميع لئلا يذهب المد بالإدغام،و إلى ذلك أشار صاحب كنز المعاني بقوله مقيدا قول الناظم:
و ما أوّل المثلين فيه مسكن فلا بدّ من إدغامه متمثلا
لدا الكلّ إلاّ حرف فأظهرن كقالوا و هم في يوم و امدده مسجلا
لكل و إلا هاء سكت بماليه ففيه لهم خلف و الإظهار فضلا
و في اتفاق القراء الأئمة في إدغام و قد و تاء التأنيث و هل و بل يقول الإمام الشاطبي:
و لا خلف في الإدغام إذ ذلّ الظّلم و قد تيّمت دعد و سيما تبتّلا
و قامت تريه دمية طيب وصفها و قل بل و هل رآها لبيب و يعقلا
و ما أوّل المثلين فيه مسكن فلا بدّ من إدغامه متمثّلا).
ص: 231
-اذكر المواضع التي أدغم فيها خلاد و الكسائي و أبو عمرو الباء المجزومة في الفاء،ثم بين ما رواه أبو الحارث عن الكسائي من إدغام اللام في الذال في لفظ(يفعل ذلك)مع ذكر الدليل من الشاطبية؟
أدغم الباء المجزومة في الفاء خلاد و الكسائي و أبو عمرو،و قد وقع ذلك في القرآن الكريم في خمسة مواضع هي:
1- وَ مَنْ يُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً (1)و الباء المجزومة هنا و الفاء في لفظي(أو يغلب فسوف).
2- وَ إِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ (2)سورة الحجرات الآية(11).(3).
3- قالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ (4).
4- قالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَياةِ (5).
5- وَ مَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولئِكَ هُمُ الظّالِمُونَ (5).
و خلاصته أن خلادا و الكسائي و أبا عمرو قرءوا بإدغام الباء المجزومة في الفاء في المواضع المذكورة إلا أن خلادا خير في من يتب بين الإظهار و الإدغام، و بهذا التخيير عنه قال أبو الفتح فارس،و ذهب أبو الحسن بن غلبون إلى إدغامه عنه قولا واحدا،و قرأ الباقون بالإظهار في المواضع الخمسة بلا خلاف.
و ما رواه أبو الحارث عن الكسائي هو إدغام اللام في الذال في لفظ يفعل ذلك مجزوم اللام حيث وقع في القرآن الكريم،و هو في ستة مواضع هي:
ص: 232
1- وَ مَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ (1).
2- وَ مَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ (2).
3- وَ مَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ عُدْواناً وَ ظُلْماً (3).
4- وَ مَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللّهِ (4).
5- وَ مَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً (5).
6- وَ مَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ و من المعلوم أن باقي القراء على الإظهار في المواضع الستة السابقة.
و الدليل على ذلك من أبيات الحرز قول الشاطبي:
و إدغام باء الجزم في الفاء قد رسا حميدا و خير في يتب قاصدا و لا
و مع جزمه يفعل بذلك سلموا و نخسف بهم زاغوا و شذّ تنقّلا
-قال الشاطبي في حرز الأماني و وجه التهاني:
و يس أظهر عن فتى حقه بدا و نون و فيه الخلف عن ورشهم خلا
اذكر بيتا بعد هذا البيت ثم اشرحهما معا؟
قال الإمام الشاطبي في الحرز:
و حرمي نصر صاد مريم من يرد ثواب لبثت الفرد و الجمع وصّلا
و شرح البيتين كما أشار كلا من الإمام القاضي،و الإمام الضباع في شرحهما للشاطبية كالآتي:
ص: 233
أظهر حفص و حمزة و ابن كثير و أبو عمرو نون يس عند واو و القرآن الحكيم مطلع سورة يس،و كذا نون عند واو و القلم مطلع سورة القلم،ثم ذكر الناظم-رحمه اللّه-أن في(ن)و(القلم)الخلف عن ورش فله فيه الإظهار و الإدغام،فيكون له الإدغام قولا واحدا في يس وَ الْقُرْآنِ ،و له الوجهان في ن وَ الْقَلَمِ و أدغم الباقون في اللفظين.
ثم ذكر الناظم أن حرمي نصر و هم:نافع و ابن كثير و عاصم أظهروا الدال عند الذال في كهيعص أول سورة مريم،و الدال عند الثاء في يرد ثواب في الموضعين في سورة آل عمران،و كذلك الثاء عند التاء في لبثت و ما تصرف منه إفرادا في القرآن الكريم نحو:كم لبثتم،و قرأ الباقون بالإدغام في كل ما ذكر.
هذا و اللّه أعلم.
-قال الإمام الشاطبي:
و في اركب هدى بر قريب بخلفهم كما ضاع جا يلهث له دار جهّلا
وضح الخلاف بين الأئمة القراء في هذا البيت من خلال شرحه شرحا وافيا؟
بين الناظم-رحمه اللّه-في هذا البيت أن البزي و قالون و خلادا قرءوا بخلف عنهم بإظهار الباء عند الميم في اركب معنا (1)بهود،فيكون لكل منهم الإظهار و الإدغام،و قرأ ابن عامر و خلف و ورش بالإظهار قولا واحدا،و قرأ الباقون بالإدغام قولا واحدا و هم:قنبل و أبو عمرو و عاصم و الكسائي.
ص: 234
ثم ذكر أن هشاما و ابن كثير (1)و ورشا أظهروا الثاء عند الذال في يلهث ذلك بالأعراف،و أن قالون ذو الخلف فله فيها الإظهار و الإدغام،و قرأ الباقون و هم:أبو عمرو و ابن ذكوان و عاصم،و حمزة و الكسائي بالإدغام قولا واحدا.
الخلاف المذكور عن البزي و قالون و خلاد في (2)الشطر الأول من البيت حول اركب معنا مرتب لا مفرع،لأن الداني قرأ على أبي الفتح فارس بالإدغام،و على أبي الحسن ابن غلبون بالإظهار و قرأ لقالون بعكس ذلك و أخذ للبزي بإدغامه من طريق النقاش التي هي طريق التيسير و بإظهاره من غيره.
و أظهر هشام و ابن كثير و ورش الثاء عند الذال في قوله تعالى يلهث ذلك في الأعراف،و اختلف فيه عن قالون بين الإظهار،و به قرأ له الداني على أبي الحسن ابن غلبون و الإدغام و به قرأ له على أبي الفتح فارس،و أدغمها الباقون قولا واحدا.
ص: 235
-اذكر فائدة ذكر ابن الجزري-رحمه اللّه-لهذا الباب،و ما هي طريقة الشيوخ في الجمع؟
ذكر صاحب الكوكب الدري أن هذا الباب عظيم النفع كثير الفائدة و أشار إلى أن أئمة القراءة لم يتعرضوا له في مصنفاتهم،و أشار إلى أن في ذلك عظم اهتمامهم و كثرة حرصهم و مبالغتهم في الإكثار من هذا العلم حتى كان أحدهم يقرأ الختمة الواحدة على الشيخ مرارا و تكرارا حتى قيل إن أبا الحسن البصري قرأ على أبي بكر القصري القراءات السبع تسعين ختمة حتى أكملها في عشر سنين.
و كان القراء يفردون على الشيخ الواحد لكل راو ختمة بل لكل طريق ختمة إلى أن يكمل السبع أو غيرها،و من بعدهم فظهر إذ ذاك جمع القراءات في الختمة الواحدة،بل لكل طريق ختمة إلى أن يكمل السبع أو غيرها و هلم جرا إلى القرن الخامس عصر الداني و الهذلي،و من بعدهم فظهر إذ ذاك جمع القراءات في الختمة الواحدة،و كرهه بعضهم لكونه لم يكن عادة السلف،لكنه قد استقر عليه العمل عند الخلف،و قرأ به ممن تقدم مكي القيسي و ابن مهران،و أبو العز الهمذاني و الشاطبي،و أبو شامة و السبكي و الجعبري،و إنما دعاهم لهذا قصر الهمم و قصد السرعة في الترقي و الانفراد إلا أنهم لم يكونوا يسمحون بذلك-رضي اللّه عنهم-إلا لمن تأهل لهذا الجمع أو لجمع الجمع،و ذلك لمن أفرد القراءات و أتقن الطرق و الروايات،و قرأ لكل قارئ ختمة على حدة سواء من الأئمة السبعة أو العشرة (1)قال ابن الجزري:
و قد جرى من عادة الأئمّة إفراد كلّ قارئ بختمه
حتّى يؤهّلوا لجمع الجمع بالعشر أو أكثر أو بالسّبع
ص: 236
و للشيوخ في كيفية الجمع طريقتان:
الأولى:طريق المصريين،و يقال إنها طريق الداني،و هي الجمع بالحرف، و هو أن يسرع القارئ في القراءة فإذا مر بكلمة فيها خلاف أصولي أو فرش أعادها فقط حتى يستوفي خلفها،فإن كانت مما يسوغ الوقف عليها وقف و استأنف ما بعدها على هذا الحكم و إلا وصلها بآخر وجه حتى ينتهي إلى موقف فيقف،و إن كان الخلف يتعلق بكلمتين كمد المنفصل و سكت على كلمتين و وقف على الثاني و استأنف الخلاف و هذا أوثق في استيفاء أوجه الخلاف و أسهل في الأخذ و أخف و لكن فيها خروج عن رونق القراءة و حسن أداء التلاوة.
و الثانية:طريقة الشاميين و هي الجمع بالوقف،و هي التي يختارها ابن الجزري،و هي أن القارئ إذا شرع في قراءة من قدمه يستمر كذلك إلى وقف يسوغ الابتداء بما بعده فيقف ثم يعود إلى القارئ بعده إن لم يكن دخل فيما قبله،و يستمر حتى يقف على وقفة أولا و هلم جرا،حتى إذا انتهى خلف كل قارئ،و هذه الطريقة أشد في الاستحضار و الاستظهار،و أطول زمانا و أجود مكانا،قال ابن الجزري:
و جمعنا نختاره بالوقف و غيرنا يأخذه بالحرف
و من الملاحظ أن ابن الجزري قرأ على عامة من قرأ عليهم على طريقة الشاميين فقال:و بها قرأت على عامة من قرأت عليهم و به آخذ،قال:و لكني ركبت من الطريقتين مذهبا فجاء على محاسن الجمع طرا:فابتدئ القارئ و انظر إلى من يكون من القراء أكثر (1)موافقة،فإذا وصلت إلى كلمة بين القارئين فيها خلاف وقفت و أخرجتها ثم وصلت حتى انتهى إلى الوقف السابق و هكذا حتى ينتهي الخلاف،قال:و كنت أجمع بهذه الطريقة في مصر،و أسبق الجامعين بالحرف مع مراعاة حسن الأداء و جمال القراءة.1.
ص: 237
بشرطه فليرع وقفا و ابتدأ و لا يركّب و ليجد حسن الأدا
اشرح هذا البيت موضحا شروط الجمع؟
ذكر صاحب الكوكب الدري الشروط الأربعة للجمع من خلال شرحه لهذا البيت فقال:ذكر المصنف للجمع أربعة شروط هي:
1-مراعاة الوقف،فلا يقف إلا على ما يباح الوقف عليه.
2-الابتداء،فلا يبتدئ إلا بما يباح الابتداء به.
3-أن لا يركب وجها بوجه آخر،أي عدم التركيب.
4-أن يتقن أداء القراءة بتقويم حروفها على الوجه المرضي،و قوله:و لا يركب،معناه أن بعض المتأخرين منع تركيب القراءات بعضها ببعض،و خطأ القارئ بها في الفرض و النفل قال السخاوي:و خلط هذه القراءة بعضها ببعض خطأ،و قال النووي:إذا ابتدأ القارئ بقراءة شخص من السبعة فينبغي أن لا يزال على تلك القراءة في ذلك المجلس،و قال الجعبري:و التركيب ممتنع في تركيب كلمة و في كلمتين إن تعلقت إحداهما بالأخرى و إلا كره،و قد أجازها أكثر الأئمة مطلقا و قال الناظم إذا كانت إحدى القراءتين مرتبة على الأخرى فالمنع من ذلك منع تحريم كقراءة فتلقى آدم من ربه كلمات برفعها أو نصبها و نحوه مما لا تجيزه العربية و لا يصح في اللغة،و أما ما لم يكن كذلك فإنا نفرق فيه بين مقام الرواية و غيرها،فإن قرأ بذلك على سبيل الرواية فإنه لا يجوز من حيث إنه كذلك في الرواية،و يعتبر تخليط على أهل الدراية،و إن كان على سبيل القراءة و التلاوة فإنه جائز صحيح مقبول لا منع فيه،و إن كنا نعيبه على أئمة القراءات العارفين بالروايات من حيث تساوي العلماء بالعوام لا من حيث أنه مكروه أو حرام إذ كل من عند اللّه نزل به الروح الأمين تخفيفا على الأمة فلو أوجبنا عليهم قراءة كل رواية على حدة لشق عليهم تمييز القراءة الواحدة.
ص: 238
و زاد بعضهم خامسا و هو أن يرتب فيأتي بقالون قبل ورش،و قنبل قبل البزي بحسب ترتيبهم المتعارف.
جمع ابن الجزري-رحمه اللّه-طرق الشيوخ في جمع القراءات،و شروط ذلك الجمع،مع الإشارة إلى الماهر بطريقة الجمعية،و ما يجب على القارئ أن يلتزمه عند شيوخه في عدة أبيات تحت عنوان باب إفراد القراءات و جمعها فقال:
و قد جرى من عادة الأئمّة إفراد كلّ قارئ بختمه
حتّى يؤهّلوا لجمع الجمع بالعشر أو أكثر أو بالسبع
و جمعنا نختاره بالوقف و غيرنا يأخذه بالحرف
بشرطه فليرع وقفا و ابتدأ و لا يركّب و ليجد حسن الأدا
فالماهر الّذي إذا ما وقفا يبدأ بوجه من عليه وقفا
يعطف أقربا به فأقربا مختصرا مستوعبا مرتبا
و ليلزم الوقار و التأدبا عند الشيوخ إن يرد أن ينجبا
ص: 239
-عرف المد و القصر،و ما الفرق بين شرط المد و سببه،و ما المراد بالحركة،و ما هي مقادير المدود؟
المد في اللغة هو الزيادة و من ذلك قول اللّه تعالى في سورة نوح:
وَ يُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِينَ وَ يَجْعَلْ لَكُمْ جَنّاتٍ وَ يَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً (1) و اصطلاحا له إطلاقان:
الأول:إطالة الصوت بحرف المد أو اللين،أكثر من حركتين إذا لقى هذا الحرف مد أو سكون (2).
و لا بد للمد من شرط و هو حرف المد،و سبب و يسمى موجبا،و السبب إما لفظي أو معنوي،فاللفظي إما همز أو سكون،و الهمز إما منفصل أو متصل، و هو كذلك إما متأخر عن حرف المد في كلمة،و يسمى متصلا أو منفصلا كل في كلمة و هو المنفصل،أو متقدم على حرف المد و هو البدل و هو مختص بالأزرق عن ورش،و السكون إما لازم للكلمة لا يتغير في حال من الأحوال، و المد حينئذ يسمى (3)لازما،و إما عارض يتغير حالة الوصل و المد يسمى عارضا.
و الحركة قدرها العلماء بزمن قبض الأصبع أو بسطه.
و المدود تقدر بمقاديرها زيادة و نقصانا،فالقصر مقداره حركتان،و فويق القصر مقداره ثلاث حركات،و التوسط مقداره أربع حركات،و فويق التوسط مقداره خمس حركات،و الإشباع مقداره ست حركات،و عند الإشباع يتوقف مقدار المد فلا يزيد اللازم عن ست حركات و لم أر أحدا من العلماء زاد عن
ص: 240
ذلك أبدا و من المعلوم أن القصر هو الأصل،أي بقاء حرف المد من غير زيادة، و لذا سمى طبيعيا و أما القصر فضد المد و هو لغة:الحبس،و منه قول اللّه تعالى في صفات نساء أهل الجنة-جعلك اللّه من أزواجهن- حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ و مقصورات أي محبوسات لا يرين إلا أزواجهن،فهن مقصورات على أزواجهن و كما قال تعالى عنهن أيضا(قاصرات الطرف).
-عرف المد المنفصل،و بين مذاهب الأئمة القراء في مقادير مده،مع ذكر الدليل من الشاطبية،و ما عدد المراتب إذا تقدم المتصل و تأخر المنفصل في المد؟
المد المنفصل هو الذي يكون حرف المد في كلمة و الهمز في كلمة أخرى، أي يكون الشرط في كلمة،و السبب في كلمة أخرى تالية للكلمة الأولى نحو:(يا أيها)،(و في أنفسكم)،(قوا أنفسكم)،و القراء فيه على ثمانية مراتب.
1-قالون،و الأصبهاني،و أبو عمرو،و يعقوب بالقصر،و فويق القصر، و التوسط.
2-الأزرق عن ورش،و حمزة،بالإشباع.
3-ابن كثير،و أبو جعفر،بالقصر.
4-هشام بالقصر،و التوسط.
5-ابن ذكوان بالتوسط،و الإشباع.
6-شعبة بالتوسط،و فويق التوسط.
7-حفص بالقصر،و التوسط،و فويق التوسط.
8-الكسائي،و خلف العاشر،بالتوسط فقط.
قال الشاطبي:
فإن ينفصل فالقصر بادره طالبا بخلفهما يرويك درّا و مخضلا
ص: 241
و إذا تقدم المتصل و تأخر المنفصل فمراتب المد ست،أي إذا مددت المتصل ثلاثا أتيت في المنفصل بالقصر و ثلاثة،و إذا مددت المتصل أربعا أتيت في المنفصل بالقصر و أربعة،و إذا مددت المتصل خمسا تعين مد المنفصل،و كذا يتعين مده ستا إذا مددت المتصل ستا،و إلى ذلك أشار صاحب إتحاف البرية بقوله:
و منفصلا أشبع لورش و حمزة كمتصل و الشّام مع عاصم تلا
بأربعة ثمّ الكسائي كذا اجعلن و عن عاصم خمس و ذا فيها كلا
و منفصلا فاقصر و ثلّث و وسّطن لقالون و الدوري كموصول انقلا
و لكن بلا قصر و عن صالح و مك لمتّصل ثلّث و وسطه تفضّلا
مع القصر في المفصول صاح و ثلثن و وسط لموصول على القصر تجمّلا
و ثلث مع التثليث و امدده أربعا على مثلها خمس بخمس تسبلا
و في ذي اتصال حيث ثلث فاقصرن لمنفصل و امدد ثلاثا لتعدلا
و في أربع قصر أتى مع أربع و في الخمس خمس ذي المراتب جملا
و من المعلوم أن القراء تفاوتوا في المد منفصلا و متصلا.
عرف المد المتصل،و مد البدل،و ما هي مراتب القراء في المتصل و البدل؟
المد المتصل هو الذي يكون حرف المد و الهمز في كلمة واحدة مثل:
الصائمين،و السماء،و جيء،السوء،و القراء فيه على أربع مراتب هي:
1-قالون (1)،و الأصبهاني،و ابن كثير،و أبو عمرو،و أبو جعفر، و يعقوب،بفويق القصر،و التوسط،و الإشباع.
2-الأزرق،و حمزة بالإشباع،فقط.
3-ابن عامر،و الكسائي،و خلف العاشر بالتوسط،و الإشباع.
ص: 242
4-عاصم بالتوسط،و فويق التوسط،و الإشباع و مد البدل هو عبارة عن تقدم الهمز على حرف المد مع كون هذا الهمز مفتوحا نحو(آمن)،أو مكسورا نحو(إيمانا)،أو مضموما نحو(أوتو)،قال الشيخ سليمان الجمزوري رحمه اللّه في نطمه:
أو قدّم الهمز على المدّ و ذا بدل كآمنوا و إيمانا خذا
و سمى بدلا لأنه مبدل من همز (1)إذ أصل كل بدل هو اجتماع همزتين في كلمة أولاهما متحركة و الأخرى ساكنة فأبدلت الثانية حرف مد من جنس حركة الأولى للتخفيف،فإن كانت الأولى مفتوحة أبدلت الثانية ألفا لمجانستها للفتحة،و إن كانت الأولى مكسورة أبدلت الثانية ياء لمجانستها للكسرة،و إن كانت الأولى مضمومة أبدلت الثانية واوا لمجانستها للضمة كما في(أوتوا).
و القراء في مد البدل على مرتبتين:
1-القصر لجميع القراء.
2-القصر،و التوسط،و الإشباع للأزرق.
-قال الشاطبي و مد له عند الفواتح مشبعا و في عين الوجهان و الطّول فضّلا
اذكر بيتا بعد هذا البيت ثم اشرحهما شرحا وافيا مبينا الحروف التي تمد مدّا مشبعا في أول السور؟
قال الشاطبي:
و في نحو طه القصر إذ ليس ساكن و ما في ألف من حرف مدّ فيمطلا
المراد بالفواتح حروف التهجي الواقعة في ابتداء السور أي مد لأجل
ص: 243
الساكن مدا مشبعا حروف الهجاء الواقعة (1)في أوائل السور عن كل القراء نحو لام،كاف،صاد،قاف،سين،ميم،نون لكن إذا عرض للساكن في هذا النوع ما اقتضى تحركه كما في(الم اللّه)أول آل عمران،فإنه بفتح الميم و حذف الهمزة عند الجميع و نحو(أ لم أحسب الناس)أول العنكبوت فإنه بفتح الميم على رواية ورش خاصة لكونه ينقل فتحة همزة الاستفهام إلى الميم فيجوز المد نظرا إلى الساكن الأصلي على الراجح و يجوز القصر نظرا إلى الحركة العارضة و إلى ذلك أشار الجمزوري في كنزه بقوله:
و مد له عند الفواتح مشبعا و إن طرأ التحريك فاقصر و طوّلا
لكل و ذا في آل عمران قد أتى و ورش فقط في العنكبوت له كلا
و قول الناظم و في عين الوجهان الخ،أي و في عين من حروف الفواتح و ذلك في كهيعص،و حم عسق الوجهان يريد بهما التوسط و المد و هو أفضل و عليه جل أهل الأداء و الحجة لتفضيله أنه قياس مذهبهم في الفصل بين الساكنين و أن فيه مجانسة لما جاوره من المدود،و ذهب جماعة من الشراح إلى أن المراد بالوجهين في ذلك التوسط و القصر،و ذكر الثلاثة المحقق ابن الجزري في نشره و طيبته،و يعطي الحكم المذكور في عين لقوله تعالى:(هاتين)في القصص،و(أرنا اللذين)في فصلت على قراءة ابن كثير إذ يشدد النون فيهما فيؤخذ له فيهما بالطول و التوسط على مختار الناظم و جمهور الشراح و بالقصر تبعا لما قاله أولئك الجماعة،و صاحب النشر و إلى مشاركتهما لعين في الحكم،أشار صاحب اتحاف البرية بقوله:
و في عين الوجهان و الطول فضّلا و للملك هاتين اللّذين كذا اجعلا
و في البيت الثاني للشاطبي الذي ذكرناه في مطلع إجابة هذا السؤال يعني أن القصر متعين في نحو«طا»و«ها»،و«يا»،و«را»من حروف التهجي الواقعة في فواتح السور إذ ليس بعد مده حرف ساكن فيمد لأجله.).
ص: 244
و ليس في ألف من نحو(الم)حرف مد فيمد له.
و قد تبين من هذا التفصيل أن حروف التهجي الواقعة في الفواتح أربعة أنواع ما لا مد فيه،و هو ألف،و متفق على إشباعه نحو كاف ميم نون،و متفق على قصره نحو ها يا،و مختلف فيه و هو عين.
-لقد استثنى القائلون بالتوسط و الإشباع للأزرق في مد البدل أصلين مطردين،و كلمة اتفاقا،و أصلا مطردا،و ثلاث كلمات اختلافا وضح ذلك؟
نعم لقد استثنى القائلون بالتوسط و الإشباع للأزرق في مد البدل أصلين مطردين،و كلمة اتفاقا،و أصلا مطردا و ثلاث كلمات اختلافا،و قد أورد ذلك كله صاحب المهذب كالآتي:
أما الأصلان المطردان:
1-أن تكون الألف مبدلة من التنوين وقفا نحو دعاء،(و هزؤا)،و(ملجأ)، فحكمها القصر إجماعا،لأنها غير لازمة.
2-أن يكون قبل الهمزة ساكن صحيح متصل نحو(القرآن)،و(الظمآن)، و(مذؤبا)،و(مسئولا)،فحكمها القصر إجماعا،لحذف صورة الهمزة رسما،قال ابن الجزري:
لا عن منوّن و لا السّاكن صحّ بكلمة ..........
و أما الكلمة فهي(يؤاخذ)كيف وقعت نحو:
(لا تؤاخذنا)،(لا يؤاخذكم اللّه)فحكمهما القصر إجماعا.
و ذلك لأنها عندهم من(و اخذت)غير مهموز كما صرح بذلك الإمام أبو عمر و الداني،قال ابن الجزري.
و امنع يؤاخذ.... .....
ص: 245
و الأصل المطرد المختلف فيه حرف المد الواقع بعد همز الوصل في الابتداء نحو(ايت)،(ايذن لي)،(اوتمن)،قال ابن الجزري:
أو همز وصل في الأصحّ ....
و الثلاث كلمات المختلف فيها هي ما يأتي:
1-كلمة إسرائيل حيث وقعت،و ذلك لكثرة المدود لأنها دائما مركبة مع كلمة(بني).
2-عاد الأولى بسورة النجم،و هي من المغير بالنقل،و قد استثناها الداني في جامعه،و لم يستثنها في تيسيره،قال ابن الجزري:
و بعادا الأولى خلف و الآن و إسرائيل ...
3-(الآن)المستفهم بها موضعي يونس (1)،و هما من المغير بالنقل أيضا، و المراد الألف الأخيرة لأن الأولى من باب المد اللازم.
اختلف أهل الأداء عن ورش في كلمة(الآن)اختلافا كثيرا و أفردها بعضهم بالتأليف و الحق الذي لا محيص عنه و لا يجوز الأخذ بخلافة أن ورشا له فيها على انفرادها سبعة أوجه (2)وصلا،و تسعة وقفا إبدال همزة و الوصل مع المد و القصر، ثم تسهيلها،و على كل من الأول،و الثالث ثلاثة اللام في الحالين و على الثاني قصرها وصلا و تثليثها وقفا.
و فيها إذا وصلت ببدل سابق نحو:
آمنتم به ثلاثة عشر وجها وصلا و سبعة و عشرون وجها وقفا قصر آمنتم و عليه إبدال همزة الوصل مع المد و القصر ثم تسهيلها و اللام مقصورة في الثلاثة
ص: 246
وصلا مثلثة وقفا.ثم توسيط آمنتم و عليه إبدال همزة الوصل مع المد و القصر ثم تسهيلها،و على كل من الأول و الثالث توسيط اللام و قصرها وصلا و تثليثها وقفا،و على الثاني قصرها وصلا و تثليثها وقفا،ثم مد آمنتم،و عليه إبدال همزة الوصل مع المد و القصر ثم تسهيلها و على كل من الأول و الثالث قصر اللام مع ثلاثة و يستنبئونك،ثم توسطهما و مدهما و على الثاني قصر اللام مع ثلاثة و يستنبئونك،و قد نظم ذلك العلامة المتولي-رحمه اللّه-فقال:
بدأت بحمد اللّه و الشكر سرمدا و صلّيت تعظيما على خير من هدى
و سلمت تسليما يليق بقدره و آل و أصحاب و من بهم اقتدى
و بعد ففي آلآن سبعة أوجه لورش على القول الذي لن يفنّدا
فأبدل لهمز الوصل مدّا و أشبعا و في اللام ثلّث فيهما أقصر لترشدا
و مع وجه تسهيل ففي اللاّم ثلّثن و إن ركبت آمنتم فالّذي بدا
ثلاثة همز الوصل مع قصر لامها و كل على تثليث آمنتم غدا
و توسيط لام عند توسط و زد مدّها مع وجه مد تنل هدى
على المد و التسهيل في أول هما فتمّت ثلاث بعد عشرة اعددا
و إن تقفن في اللام تثليثا اعتبر على ما مضى في الحالتين لتسعدا
ففي هذه عشرون مع سبعة أتت و تلك بها تسع فخذه مؤيّدا
و إن تبتدي منها و وافيت آية على المدّ و التسهيل فلترو في الأدا
مع القصر في لام ثلاثة ما يلي كذا فيهما وسط كذا فيهما أمددا
و أمّا على قصر ففي اللاّم فاقصرن و في بدل ثلّث و ربّك فاحمدا
و أزكى صلاة مع أجلّ تحيّة على المصطفى و الأل و الصحب سرمدا
و يأتي فيها القائلون ثلاثة أوجه وصلا و تسعة وقفا إبدال همزة الوصل مع المد و القصر ثم تسهيلها،و على كل قصر اللام وصلا و تثليثها وقفا.
ص: 247
-عرف المد العارض للسكون،و ما هي أقسامه؟
المد العارض للسكون هو:أن يقع السكون العارض بعد حرف المد أو اللين في كلمة فالأول نحو:
(الرحيم)،و الثاني نحو:(من خوف).
و سمى عارضا للسكون لعروض سكونه في الوقف دون الوصل،و حكمه الجواز لجواز قصره إلى حركتين باستثناء المتصل العارض (1)للسكون الذي لا يجوز قصره إلى هذا المقدار.
و جواز توسطه أي مده أربع حركات مطلقا.
و جواز مده خمس حركات إذا كان متصلا و جواز مده ست حركات في كل أقسامه.
أقسام المد العارض للسكون مرتبة كالآتي:
1-المد العارض للسكون المطلق،و هو أن يقع السكون العارض بعد حرف مد غير مسبوق بهمز في كلمة و هو في نحو تعلمون،العالمين،و مقدار مده القصر،و التوسط،و الإشباع ست حركات لشبهه باللازم،حيث سبب المد في كل منهما السكون.
2-اللين العارض للسكون و هو أن يقع السكون العارض بعد حرف اللين في كلمة،و هو في نحو(سوف)،و فيه تثليث المد،أي القصر،و التوسط، و الإشباع.
ص: 248
3-المتصل العارض للسكون و هو أن يقع السكون العارض في همز بعد حرف مد في كلمة،و هو في نحو(جاء)،و فيه المدود الثلاثة.
4-البدل العارض للسكون،و هو أن يقع السكون العارض بعد حرف مد مسبوق بهمز في كلمة،و هو في نحو(إسرائيل)،(المستهزئين)،(مآب)،و في ثلاثة البدل.
5-المد العارض للسكون و هو هاء تأنيث و هو أن يقع السكون العارض في هاء تأنيث بعد حرف مد في كلمة،و هو في نحو:
(الصلاة)،(بالتوراة).
6-المد العارض للسكون و هو هاء ضمير،و هو أن يقع السكون العارض في هاء ضمير بعد حرف مد في كلمة،و هو في نحو(عقلوه)أو(رأوه)،أو (اجتباه)،و هو فيه القصر،و إذا كان مبنيا على الكسر ففيه أربعة أوجه،و هي:
المدود الثلاثة من السكون المحض (1)،و الروم مع القصر،و إن كان مبنيا على الضم ففيه سبعة أوجه و هي:المدود الثلاثة مع السكون المحض،و المدود الثلاثة مع السكون و الإشمام،و الروم مع القصر.
-ما هي حروف المد،فرق بينها و بين حرفي اللين؟و متى تتبع الياء و الواو و المد و اللين؟
حروف المد ثلاثة و هي:الواو الساكنة بشرط ضم ما قبلها،و الياء الساكنة بشرط كسر ما قبلها،و الألف و لا تكون إلا ساكنة و لا يكون ما قبلها إلا مفتوحا،و يجمعها لفظ«واي»و يجمع أمثلتها لفظ«نوحيها»،قال سليمان الجمزوري في تحفته:
ص: 249
حرفه ثلاثة فعيها من لفظ واي و هي في نوحيها
و الكسر قبل الياء و قبل الواو ضم شرط و فتح قبل ألف يلتزم
و أما حرفا اللين فهما الياء و الواو الساكنتان المفتوح ما قبلها نحو شيء و نحو قوم،و الألف لا تكون إلا مدية،و الياء و الواو إما أن تكونا مديتين،و هذا إذا سكنتا و كسر ما قبل الياء،و ضم ما قبل الواو،و تكونا لينتين،و هذا إذا سكنتا و انفتح ما قبلهما،و إما أن تكونا غير مديتين،و لا لينتين و هذا إذا تحركتا نحو أن يأتي،و نحو و وضع،قال الإمام سليمان الجمزوري:
و اللين منها اليا و واو سكنا إن انفتاح قبل كل أعلنا
ص: 250
اذكر القاعدة العامة لمذاهب القراء السبعة في الهمزتين من كلمة؟
ورد في الوافي (1)ملخص رائع تحت عنوان تلخيص مذاهب القراء،و هو متعلق بالقاعدة العامة لمذاهب القراء السبعة في الهمزتين من كلمة و هو كالآتي:
1-مذهب قالون:تسهيل الهمزة الثانية مع إدخال ألف بينهما في الأنواع الثلاثة (2)2-مذهب ورش:تسهيل الثانية من غير إدخال في الأنواع الثلاثة،و له في المفتوحة وجه ثان و هو إبدالها ألفا مع المد المشبع حين يقع بعدها ساكن.
3-مذهب ابن كثير:تسهيل الثانية دون إدخال في الأنواع الثلاثة.
4-مذهب أبي عمرو:تسهيل الثانية مع الإدخال في المفتوحة و المكسورة، و تسهيل الثانية مع الإدخال و عدمه في المضمومة.
5-مذهب هشام:له في المفتوحة التحقيق و التسهيل مع الإدخال و في المكسورة التحقيق مع الإدخال و عدمه إلا في المواضع السبعة فله فيها التحقيق مع الإدخال إلا موضع فصلت فله فيه التحقيق و التسهيل مع الإدخال،و له في المضمومة في(قل أؤنبئكم)بآل عمران التحقيق مع الإدخال و عدمه و له في موضعي ص و القمر التحقيق مع الإدخال و عدمه،و التسهيل مع الإدخال.
6-مذهب ابن ذكوان و الكوفيين:التحقيق بلا إدخال في الأنواع الثلاثة.
من أمثلة و أنواع الهمزتين من كلمة 1-أن تكونا مفتوحتين من كلمة واحدة نحو(ء أنذرتهم)،(ء أنت قلت).
2-أن تكون الأولى مفتوحة و الثانية مضمومة و ذلك في ثلاثة مواضع في آل عمران(أءنبئكم)و في ص(أءنزل)،و في القمر(أءلقى).
3-أن تكون الأولى مفتوحة و الثانية مكسورة نحو(أءنكم)،(أءذا)، (أءله).
ص: 251
-اذكر مذاهب القراء السبعة الأئمة في الهمزتين المختلفتين من كلمتين، مع ذكر أمثلة،و ذكر الدليل من أبيات الشاطبية أصولا؟
الهمزتان المختلفتان في الحركة خمسة أنواع نوضحها مرتبة،نذكر الأمثلة أولا ثم نتبع ذلك برأي القراء الأئمة السبعة ثم الدليل من أصل الشاطبية كالآتي:
1-أن تكون الأولى مفتوحة و الثانية مكسورة (1)نحو:(جاء إخوة)، (شهداء إذ حضر)،(تفيء إلى).
2-أن تكون الأولى مفتوحة و الثانية مضمومة و لم يقع من هذا النوع في القرآن الكريم إلا في(كلما جاء أمة رسولها)بالمؤمنين.
3-أن تكون الأولى مضمومة،و الثانية مفتوحة نحو(لو نشاء أصبناهم) (الملأ أفتوني)،(سوء أعمالهم)،(و يا سماء أقلعي).
4-أن تكون الأولى مكسورة و الثانية مفتوحة نحو(من السماء آية)،(من خطبة النساء أو)،(لو كان هؤلاء آلهة).
5-أن تكون الأولى مضمومة و الثانية مكسورة،نحو(و ما مسني السوء إن)،(يهدي من يشاء إلى)،(يا أيها الملأ إني)،(أنتم الفقراء إلى اللّه).
و خلاصة مذاهب القراء الأئمة في كل هذه الأنواع هو:
قرأ ابن عامر و الكوفيون بتحقيق الهمزتين في ذلك كله،و الباقون يحققون (2)الأولى و يسهلون الثانية إن كانت مضمومة فبين الهمزة و الواو نحو (جاء أمة)،و إن كانت مكسورة فبين الهمزة و الياء نحو(نبأ إبراهيم)،و(يشاء
ص: 252
إلى)و بعضهم يجعلها إذا انضمت الأولى بين الهمزتين و الواو،و منهم من يجعلها واوا،و الأول أحسن،و إن كانت مفتوحة و قبلها ضمة أبدلت واوا مفتوحة نحو (السفهاء ألا)و إن كانت قبلها كسرة أبدلت ياء مفتوحة نحو(من السماء آية).
و الدليل على كل ذلك من أبيات الشاطبية أصولا هو قول الشاطبي:
و تسهيل الأخرى في اختلافهما سما تفيء إلى مع جاء أمّة انزلا
نشاء أصبنا و السّماء أو ائتنا فنوعان قل كاليا و كالواو سهّلا
و نوعان منها أبدلا منهما و قل يشاء إلى كالياء أقيس معدّلا
و عن أكثر القرّاء تبدل واوها و كل بهمز الكل يبدا مفصّلا
اتفق القراء السبعة الأئمة على تحقيق الهمزة الأولى من الهمزتين المختلفتين، و اختلافهم إنما هو في الثانية على الوجه المفصل في إجابة سؤالنا،هذا و اللّه أعلم.
-بين مذاهب الأئمة القراء في الهمزتين المفتوحتين و المكسورتين، و المضمومتين المتلاصقتين في كلمتين مع ذكر الدليل من أبيات الشاطبية؟
بين الشاطبي-رحمه اللّه-مذاهب القراء السبعة في الهمزتين من كلمتين و المراد بهما همزتا القطع المتلاصقتان وصلا و الواقعتان في كلمتين بأن تكون الأولى آخر كلمة و الأخرى أول الكلمة التي تليها،و في هاتين الهمزتين الآتي:
1-إذا كانتا مفتوحتين نحو(جاء أحدهم)،(شاء أنشره)فقد قرأ ورش و قنبل بتحقيق الأولى،و يبدلان الثانية ألفا،و قد قيل (1)إنهما يجعلانها بين الهمزتين و الألف،و قرأ قالون و البزي و أبو عمرو بحذف الأولى،و تحقيق الثانية، و الباقون يحققونهما.
ص: 253
2-إذا كانتا مكسورتين نحو(هؤلاء إن كنتم)و على البغاء أن أردن، فقرأ ورش و قنبل بتحقيق الأولى،و يبدلان الثانية ياء،و قد قيل إنهما يجعلانها بين الهمزة و الياء،و قرأ قالون و البزي بتسهيل الأولى يجعلانها بين الهمزة و الياء و يحققان الثانية،و قرأ أبو عمرو بحذف الأولى و تحقيق الثانية،و الباقون يحققونهما.
3-إذا كانتا مضمومتين و هو موضع واحد في قوله تعالى: أَوْلِياءُ أُولئِكَ (1)بالأحقاف،فورش و قنبل يحققان الأولى و يبدلان الثانية واوا،و قد قيل إنهما يجعلانها بين الهمزة و الواو و كل ما ذكرته عنهما أنهما يجعلانها بين بين،و هو أحسن فيه من البدل،و قالون و البزي يجعلان الأولى بين الهمزة و الواو،و يحققان الثانية و أبو عمرو يحذف الأولى،و يحقق الثانية،و الباقون يحققونها.
قال الشاطبي:
و أسقط الأولى في اتّفاقهما معا إذا كانتا من كلمتين فتى العلا
كجا أمرنا من السما إن أولياء أولئك أنواع اتفاق تجمّلا
و قالون و البزي في الفتح وافقا و في غيره كالياء و كالواو سهّلا
و بالسوء إلا أبدلا ثمّ أدغما و فيه خلاّد عنّهما ليس مقفلا
و الأخرى كمدّ عند ورش و قنبل و قد قيل محض المدّ عنها تبدّلا
1-يؤخذ من قول الإمام الشاطبي-رحمه اللّه-في هذا البيت:
و في هؤلاء إن و البغا إن لورشهم بياء خفيف الكسر بعضهم فلا
أن ورشا و قنبلا ورد عنهما في الأنواع الثلاثة المذكورة وجهان:
أحدهما:تحقيق الأولى و تسهيل الثانية بين بين.
الثاني:تحقيق الأولى و إبدال الثانية حرف مد خالصا من جنس حركة سابقها ففي الفتح ألفا و في الكسر ياء و في الضم واوا مبالغة في التحقيق و هو
ص: 254
مذهب عامة المصريين،و زاد بعض أهل الأداء عن ورش في قوله تعالى: هؤُلاءِ إِنْ كنتم في البقرة،و اَلْبِغاءِ إِنْ أَرَدْنَ في النور وجها ثالثا،و هو جعل الثانية ياء مختلسة الكسر و قرأ الباقون بتحقيق الهمزتين في ذلك كله.
2-إذا أبدلت الثانية حرف مد خالصا لورش و قنبل فإن وقع بعده ساكن صحيح نحو(هؤلاء إن)(جاء أمرنا)زيد في حرف المد لأجل الساكنين،و إن وقع بعده متحرك نحو في(السماء إله)(جاء أحدهم)(أولياء أولئك)لم يزد على مقدار حرف المد،و إن عرض التحريك نحو(من النساء إن اتقيتن)و(للنبي إن أراد)جاز المد و القصر.
فإن وقع بعد الثانية من المفتوحتين ألف و ذلك في(جاء آل)ففيها بعد البدل وجهان:
أحدهما:أن تحذف الألف للساكنين.
و الثاني:أن لا تحذف و يزاد في المد الفاصل بينهما و إلى ذلك أشار صاحب إتحاف البرية بقوله:
و الأخرى كمد عند ورش و قنبل و قد قيل محض المد عنها تبدّلا
و مد إذا كان السكون بعيده و إن طرأ التحريك فاقصر و طولا
و جاء آل ابدلن عند ورشهم بقصر و مد فيه قل و لقنبلا
ص: 255
-قال الشاطبي:
و ورش لئلا و النسيء بيائه و أدغم في ياء النسيء فتثقلا
اذكر بيتا بعد هذا البيت،ثم اشرحهما معا شرحا وافيا؟
قال الشاطبي:
و إبدال أخرى الهمزتين لكلّهم إذا سكنت عزم كآدم أوهلا
و في البيت الأول أبدل ورش همز لئلا ياء مفتوحة حيث وقعت هذه الكلمة و هي في ثلاثة مواضع في القرآن الكريم:
1- لِئَلاّ يَكُونَ لِلنّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ (1).
2- لِئَلاّ يَكُونَ لِلنّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ (2).
3- لِئَلاّ يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ (3).
و أبدل ورش أيضا الهمزة ياء في إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ (4)،ثم أدغم الياء الأولى في الثانية فيصير النطق بياء مشددة مرفوعة،و الذي دلنا على أن ورشا يقرأ بإبدال الهمز في هاتين الكلمتين أن قوله و ورش لئلا معطوف على الإبدال يجتلى فكأنه قال أبدل السوسي همز يالتكم و أبدل ورش همز لئلا و همز النسيء (5).
ص: 256
و في البيت الثاني إبدال الهمزة الأخرى من الهمزتين المجتمعين في كلمة حرف مد من جنس حركة سابقتها معزوم عليه لكل القراء أو واجب عندهم إذا سكنت تلك الهمزة الثانية فتبدل ألفا في نحو(آدم)و(آمن)،و واوا في نحو(أوتي و أوذينا)،و ياء في نحو(لئلاف)،و(ائذن لي) (1).
قال ابن الجزري:
و كل همز ساكن أبدل حذا خلف سوى ذي الجزم و الأمر كذا
اشرح هذا البيت موضحا المستثنى من الإبدال عند أبي عمرو لعلتي الجزم و الأمر؟
في هذا البيت يوضح أبو عمرو من روايتيه الإبدال بخلاف عنه في كل همز ساكن في الحالين و في جميع أقسامه،و أجمع (2)رواة الإبدال على أنه لا يكون إلا مع قصر المنفصل،و على ذلك فالمستثنيات خمسة عشر كلمة وقعت في خمسة و ثلاثين موضعا و انحصرت في خمسة معان منها المجزوم و المستثنى للأمر،و أما المجزوم:وقع في ستة مواضع هي:
1-يشأ بالياء في عشرة مواضع:(إن يشأ يذهبكم)بالنساء و الأنعام و إبراهيم و فاطر،و(من يشأ اللّه)،(و من يشأ يجعله)بالأنعام،(و إن يشأ يرحمكم أو إن يشأ)بالإسراء(فإن يشأ اللّه)،(و إن يشأ يسكن الريح)كلاهما بالشورى.
ص: 257
2-و نشأ بالنون و هي(إن نشأ ننزل)،(و إن نشأ نخسف)،(إن نشأ نغرقهم).
3-(تسؤ)بآل عمران و المائدة و التوبة.
4-(و ننسأها)بالبقرة.
5-(و يهيئ لكم)بالكهف.
6-و(أم لم ينبأ)بالنجم،و إلى ذلك أشار ابن الجزري بقوله ذي الجزم.
و أما المستثنى للأمر فهو في سبعة مواضع.
1-(أنبئهم) (1)بالبقرة.
2-و(أرجئه) (2)بالأعراف و الشعراء.
3-و(نبئنا) (3)بيوسف.
4-و(نبىء عبادي) (4)بالحجر،(و نبئهم)أيضا فيها و في القمر.
5-(اقرأ) (5)بالإسراء،و موضعي العلق.
6-(و هيئ لنا)بالكهف،و إليه أشار الناظم بقوله:و الأمر كذا.م.
ص: 258
قال الإمام الشاطبي:
و شىء و شيئا لم يرد و لنافع ...
أكمل هذا البيت،ثم اشرحه شرحا وافيا؟
قال الشاطبي:
لدى يونس آلآن بالنّقل نقلا و قد ذكر الإمام الضباع في الوافي الشرح الوافي لهذا البيت،و هو كالآتي:
ورد عن حمزة في حال وقفه على الكلمة التي نقلت حركة همزتها لورش خلاف بين نقل حركة الهمز إلى الساكن قبلها و تحقيقها،و هذا إذا لم يكن قبل الهمز ميم جمع فإن كان قبله ميم نحو عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ ، ذلِكُمْ إِصْرِي ،فلا خلاف عنه في تحقيقه،و لذا قال صاحب إتحاف البرية:
و لا تقل في ميم الجميع لحمزة بل الوقف حكم الوصل فيما تنقّلا
أما حال وصله فقد روى خلف عنه أنه كان يسكت على الساكن المذكور،و كذا شيء كيف جاء و شيئا سكتة يسيرة من غير تنفس ليستريح فليتمكن من النطق بالهمز على حقيقته،و روى خلاد عنه ترك السكت في ذلك و هذا مذهب أبي الفتح فارس عنهما.
و روى أبو الحسن بن غلبون عن حمزة من روايته السكت على لام التعريف و شيء كيف وقع دون ما عداهما،و كلا المذهبين صحيح معمول به عن حمزة،و نظمها العلامة المتولي فقال:
ص: 259
روى أبو الفتح كل السكت عن خلف و عند خلاّد ترك السكت قد أثّرا
و طاهر نجل غلبون روى لهما بالسّكت في أل و شيء خله مبتدرا
و يتحصل منهما لخلف وجهان أحدهما:السكت على الجميع، و ثانيهما:ترك السكت على المفصول.و لخلاد وجهان أيضا أحدهما:ترك السكت على الجميع،و الثاني:السكت على(أل)و(شيئا)و(شيء)كيف وقع فقط،و نظم بعضهم فقال:
و شيء و أل بالسّكت عن خلف بلا خلف و في المفصول خلف تقبّلا
و خلّادهم بالخلف في أل و شيئه و لا سكت في المفصول عنه فحصّلا
من أخذ بالسكت على(أل)و(شيء)وصلا يجوز له في الوقف على نحو(الآخرة)و(الأرض)النقل و السكت،و من أخذ بتركه فيهما وصلا فليس له في ذلك وقفا غير النقل،و إلى ذلك أشار صاحب إتحاف البرية بقوله:
و في أل بنقل قف و سكت لساكن عليها و عند التاركين له أنقلا
و أما الساكن المفصول فمن أخذ فيه بالسكت وصلا له فيه وقفا النقل و التحقيق فيكون فيه لخلف ثلاثة أوجه النقل و السكت و تركهما و لخلاد وجهان النقل و تركه بلا سكت و إلى ذلك أشار العلامة المتولى بقوله:
و في ذي انفصال فانقل اسكت لساكت و عن غيره نقل و تحقيق أعملا
قال الشاطبي:
و نقل ردا عن نافع و كتابيه بالإسكان عن ورش أصحّ تقبّلا
اشرح هذا البيت موضحا النقل في ردءا و في كتابيه؟
ص: 260
أخبر أن نقل ردءا أي (1)نقل حركة همزة هذه الكلمة إلى الدال مع حذف الهمزة ثابت عن نافع.
فإذا وقف أبدل التنوين ألفا و هذه الكلمة في سورة القصص، فَأَرْسِلْهُ مَعِي رِدْءاً يُصَدِّقُنِي (2)،ثم أخبر أن إسكان الهاء في كلمة كتابية،بالحاقة و إبقاء همزة إني ظننت محققة لورش كقراءة غيره أصح تقبلا من نقل حركة همزة إني إلى هاء مع حذف الهمزة،و في قوله أصح تقبلا إشارة إلى أن وجه نقل حركة الهمزة إلى الهاء وجه صحيح مقروء به لورش أيضا فيكون له الوجهان،و إنما كان الوجه الاول أصح،لأن هاء كتابيه هاء سكت، و الأصل فيها أن تكون ساكنة،و لكن الوجه الثاني صحيح لوروده عن أئمة القراءة،و لا يخفى أن هذين الوجهين في حال الوصل أي صل كتابيه بإني.
اتفق أهل الأداء على أن في هاء مالِيَهْ بالحاقة حال وصلها بهاء هَلَكَ وجهين لسائر القراء الإظهار و الإدغام فيكون لورش هذان الوجهان،قد علمت أن له في هاء كِتابِيَهْ وجهين حال وصلها بإني الإسكان و النقل،إذا علمت هذا فلتعلم أن من أسكن هاء كِتابِيَهْ لورش و لم ينقل إليها حركة همزة إني فإنه يظهر هاء مالِيَهْ ،و من نقل حركة الهمزة إلى هاء كِتابِيَهْ لورش فإنه يدغم هاء مالِيَهْ في هاء هَلَكَ ، فالوجهان لورش في هاء مالِيَهْ مفرعان على الوجهين له في هاء كِتابِيَهْ .
فالإظهار مفرع على عدم النقل،و الإدغام مفرع على النقل،و المراد بالإظهار هنا أن يسكت القارئ على هاء مالِيَهْ سكتة خفيفة من غير تنفس في حال وصلها بكلمة هَلَكَ .
ص: 261
قال الإمام ابن الجزري:
و عادا الأولى فعادا لولى مدا حماه مدغما منقولا
اكتب بيتا بعد هذا البيت ثم اشرحهما معا؟
قال ابن الجزري:
و خلف همز الواو في النّقل بسم و ابدا لغير ورش بالأصل أتم
و قد ورد الشرح الكافي للبيتين في الكوكب الدري كالآتي:
اتفق المدنيان و البصريان في عادا الأولى من سورة النجم على نقل حركة الهمزة المضمومة بعد اللام إليها و إدغام التنوين قبلها حالة الوصل بلا خلاف عنهم،و الباقون بترك النقل على اللفظ الأول.
ثم بين في البيت الثاني أنه اختلف عن المشار إليه بالباء من بسم و هو قالون في حالة النقل و الإدغام هل يهمز الواو أو لا يهمز،فبالهمز قطع له في التيسير و الشاطبية،و جمهور المغاربة و بغير همز قطع له جمهور العراقيين من طريق أبي نشيط و قوله:(بسم)من الابتسام و هو دون الضحك يقال(بسم) بالفتح يبتسم فهو مبتسم،يشير بذلك إلى لطف هذا الوجه،و قوله(أثم)أي أحسن و أقرب لأنه أقرب إلى تمام الكلمة من حيث الإتيان بأصلها،أي بلفظ أثم:يعني إذا ابتدأت يجوز أن تبدأ لغير ورش،من قالون و أبي جعفر و أبي عمرو و يعقوب بالأصل أي بإسكان اللام و همزة وصل قبلها و همزة مضمومة بعدها على الأصل و هو المنصوص عليه في التيسير و الشاطبية قال مكي:و هو أحسن الوجوه،و يجوز لهم وجهان آخران في البيت التالي للبيتين المذكورين بالسؤال.
ص: 262
قال الشاطبي:
و غلّظ ورش فتح لام لصادها أو الطّاء أو للظّاء قبل تنزلا
اذكر بيتا بعد هذا البيت،ثم اشرحهما معا؟
قال الشاطبي:
إذا فتحت أو سكنت كصلاتهم و مطلع أيضا ثمّ ظل و يوصلا
من المعلوم أن التفخيم و التغليظ لفظان مترادفان على معنى واحد،غير أن التفخيم غلب استعماله في باب الراءات،و التغليظ غلب استعماله في باب اللامات،حتى أنه يقال تفخيم الراءات،و تغليظ اللامات،و ضد التغليظ الترقيق،و قد غلظ ورش-رحمه اللّه-كل لام مفتوحة وقعت بعد حرف من هذه الأحرف الثلاثة:الصاد،و الطاء،و الظاء،سواء كانت اللام مخففة أم مشددة متوسطة أم متطرفة بشرط أن تكون الأحرف الثلاثة مفتوحة أو ساكنة،و الواقع في القرآن الكريم (1)،من الصاد المفتوحة مع اللام المخففة:
الصلاة،صلوات،صلواتك،صلاتهم،صلح،يوصل،فصل،مفصلا، مفصلات،و ما صلبوه،و مع اللام المشددة:مصلى،فصلى،يصلي،أو يصلبوا.
و أما الصاد الساكنة فوقعت في يصلى،سيصلى،يصلاها،و سيصلون، يصلونها،اصلوها،فيصلب،من أصلابكم،و أصلح،و أصلحوا،إصلاحا، إصلاح،الإصلاح،و فصل الخطاب.
ص: 263
و الواقع في القرآن من الطاء المفتوحة مع اللام المخففة:الطلاق، و انطلق،فانطلقوا،اطلع،فاطلع،و بطل،معطلة،طلبا.
و مع المشددة:و المطلقات،طلقتم،طلقكن،طلقتموهن،و أما الطاء الساكنة فوقعت في موضع واحد: حَتّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ و الواقع من الظاء المعجمة المفتوحة مع اللام المفخمة:ظلم،ظلموا،و ما ظلمونا،و مع المشددة:و ظللنا،فظلت،ظل وجهه.و أما الظاء الساكنة فوقعت في:و من أظلم،و إذا أظلم،و لا يظلمون،فيظلمون،فيظللن.
اذكر حكم وقوع لفظ الجلالة بعد كسرة،أو بعد فتحة،أو بعد ضمة، مع ذكر الدليل من أبيان الشاطبية؟
إذا وقع لفظ الجلالة(اللّه)بعد كسر نحو: أَ بِاللّهِ وَ آياتِهِ ، أَ فِي اللّهِ شَكٌّ ، لِلّهِ الْأَمْرُ ، ما يَفْتَحِ اللّهُ ،فكل القراء يرققون لامه و إذا وقع بعد فتحة نحو: شَهِدَ اللّهُ ، قالَ اللّهُ ، وَ تَاللّهِ ،أو بعد ضمة نحو:
وَ إِذْ قالُوا اللّهُمَّ ، رُسُلُ اللّهِ ، عَلَيْهُ اللّهَ في قراءة حفص فجميع القراء يغلظون لامه،و كذلك يغلظون لام آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ (1)،بيونس، آللّهُ خَيْرٌ بالنمل (2).سواء قرئ كلاهما بالتسهيل،أم بالإبدال.
إذا قرأ ورش: أَ فَغَيْرَ اللّهِ ، وَ لَذِكْرُ اللّهِ ، ذِكْرِ اللّهِ و أمثال ما ذكر فخم لفظ الجلالة مع ترقيق الراء،و إذا قرأ السوسي حَتّى نَرَى اللّهَ بالفتح تعين تفخيم لفظ الجلالة.و إذا قرأ بالإمالة فله في لفظ الجلالة التفخيم و الترقيق.
ص: 264
و الدليل على ما ورد من لفظ الجلالة بعد كسرة،أو فتحة،أو ضمة من أبيات الشاطبية قول الشاطبي:
و كلّ لدى اسم اللّه من بعد كسرة يرقّقها حتى يروق مرتلا
كما فخّموه بعد فتح و ضمّه فتمّ نظام الشمل وصلا و فيصلا
ما الفرق بين النون الساكنة و التنوين؟
النون الساكنة هي النون الخالية من الحركة و هي النون الثابتة في اللفظ و الخط،و الوصل،و الوقف،و تكون في الأسماء و الأفعال و الحروف،و تكون متوسطة و متطرفة.
و التنوين لغة:التصويت،و اصطلاحا:نون ساكنة زائدة تلحق آخر الاسم لفظا،و تفارقه خطا و وقفا،و لا يكون التنوين إلا في الاسم (1).
و أهم الفروق بين النون الساكنة و التنوين يتلخص في خمسة أمور هي:
1-النون الساكنة حرف أصلي من حروف الهجاء،و التنوين زائد.
2-النون الساكنة ثابتة لفظا و خطا،و التنوين ثابت في اللفظ دون الخط.
3-النون الساكنة ثابتة وصلا و وقفا،و التنوين ثابت في الوصل دون الوقف.
4-النون الساكنة تكون في الأسماء و الأفعال و الحروف،و التنوين لا يكون إلا في الأسماء (2)دون الأفعال و الحروف.
ص: 265
و يستثنى من ذلك نون التوكيد الخفيفة التي لم تقع إلا في موضعين في القرآن و هما: وَ لَيَكُوناً مِنَ الصّاغِرِينَ (1)،بيوسف، لَنَسْفَعاً بِالنّاصِيَةِ (2)بالعلق،فإنها نون لاتصالها بالفعل،لا تنوين و إن كانت غير ثابتة خطا و وقفا كالتنوين فهي إذا نون ساكنة شبيهة بالتنوين (3).
5-النون الساكنة تكون متوسطة،أي في وسط الكلمة و متطرفة أي في آخرها،و التنوين لا يكون إلا في آخر الكلمة أي متطرفا فقط.
أحكام النون الساكنة و التنوين أربعة أحكام هي:الإظهار الحلقي، و الإدغام،و الإقلاب،و الإخفاء،أما أحكام الميم الساكنة فثلاثة فقط و هي:
الإظهار،و الإدغام،و الإخفاء.و لكن إظهار النون الساكنة و التنوين، يسمى الإظهار الحلقي،و إظهار الميم الساكنة يسمى الإظهار الشفوي، و إخفاء النون الساكنة و التنوين يسمى الإخفاء الحقيقي،و إخفاء الميم الساكنة يسمى الإخفاء الشفوي،و الإدغام في النون الساكنة و التنوين يسمى إدغاما بغنة و بغير غنة،و لكن الإدغام في الميم الساكنة يسمى إدغام مثلين صغير،و الإقلاب لا يوجد إلا في النون الساكنة و التنوين.
قال الشاطبي:
و كلّهم التّنوين و النّون أدغموا بلا غنّة في اللام و الرّا ليجملا
و كل بينمو أدغموا مع غنّة و في الواو و اليا دونها خلف تلا
اذكر بيتين بعد البيتين المذكورين ثم اشرح البيتين المذكورين في السؤال?
ص: 266
قال الشاطبي:
و عندهما للكلّ أظهر بكلمة مخافة أشباه المضاعف أثقلا
و عند حروف الحلق للكلّ أظهرا ألا هاج حكم عمّ خاليه غفّلا
و قد ورد في الوافي الشرح المبسط للبيتين المذكورين في السؤال قال الإمام القاضي:يعني أن القراء أدغموا التنوين و النون الساكنة المتطرفة في اللام و الراء بلا غنة نحو: هُدىً لِلْمُتَّقِينَ ، ثَمَرَةٍ رِزْقاً ، وَ لكِنْ لا يَعْلَمُونَ ، مِنْ رَبِّهِمْ ،و كل القراء أدغموا النون الساكنة و التنوين مع الغنة في الحروف ينمو نحو: مَنْ يَقُولُ ، وَ بَرْقٌ يَجْعَلُونَ ، مِنْ نُورٍ ، يَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ ، مِمَّنْ مَنَعَ ، مَثَلاً ما ، مِنْ والٍ ، غِشاوَةٌ وَ لَهُمْ إلا أن خلفا عن حمزة أدغم النون الساكنة و التنوين في الواو و الياء بلا غنة.
قال ابن الجزري:
أظهرهما عند حروف الحلق عن كلّ و في غين و خا أخفى ثمن
اشرح هذا البيت موضحا إظهار التنوين و النون الساكنة?
ذكر الإمام محمد الصادق قمحاوي في الكوكب الدري (1)شرحا مفصلا لهذا البيت فقال:أي أظهر التنوين و النون الساكنة عند حروف الحلق الستة و هي:الهمزة و الهاء و العين و الحاء،و الغين و الخاء (2)،عن القراء العشرة إلا أبا جعفر فإنه أخفى النون و التنوين عند الغين و الخاء و أظهر في الأربعة الباقية فالأربعة الإظهار فيها إجماعا،و إليك أمثلة الإظهار قبل
ص: 267
أحرف الحلق عند الجمهور،فالهمزة نحو: يَنْأَوْنَ ، مَنْ آمَنَ ، جَنّاتٍ أَلْفافاً ،و الهاء نحو: عَنْهُمُ ، مَنْ هاجَرَ ، إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ ،و العين نحو: أَنْعَمْتَ ، مِنْ عِلْمٍ ، حَقِيقٌ عَلى ،و الحاء نحو: وَ انْحَرْ ، مَنْ حَادَّ ، نارٌ حامِيَةٌ ،و الغين نحو: فَسَيُنْغِضُونَ ، مِنْ غِلٍّ ، عَزِيزٌ غَفُورٌ ،و الخاء نحو: وَ الْمُنْخَنِقَةُ ، وَ إِنْ خِفْتُمْ ، يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ .
عرف صفة الحرف،و ما هو الاختلاف الوارد بين العلماء في عدد الصفات،و ما المقصود بالصفات الذاتية و العرضية،و الضدية،و غير الضدية?
صفة الحرف لغة:ما قامت بالغير،و اصطلاحا:الحالة التي تعرض للحرف عند النطق به،و على ذلك فصفات الحروف هي معاييرها جمع صفة.
و قد اختلف العلماء في عدد صفات الحروف فذهب جماعة إلى أنها ثمان عشرة صفة و هي المذكورة في الجزرية،و أنقصها جماعة من العلماء إلى خمس عشرة صفة لأنهم عدوا هذه الصفات عدا الإصمات و الإذلاق و اللين و زادها بعض العلماء إلى ما فوق ذلك حيث أضافوا إليها صفات أخرى كثيرة.
و الصفات الذاتية هي الملازمة للحرف التي لا تفارقه أبدا كالجهر و الرخو بالنسبة إلى حروف كل منها،و الصفات العرضية هي التي تلحق بالحرق أحيانا،و تفارقه أحيانا أخرى كالتفخيم و الترقيق بالنسبة إلى حرف الراء.
ص: 268
و الصفات الذاتية تنقسم إلى صفات لها ضد و هي:الجهر و ضده الهمس،و الرخو و ضده الشدة و التوسط،و الاستفال و ضده الاستعلاء، و الانفتاح و ضده الإطباق،و الإصمات و ضده الإذلاق.و صفات لا ضد لها و هي:الصفير،و القلقلة،و اللين،و الانحراف،و التكرير،و التفشي، و الاستطالة.
قال الإمام الشاطبي-رحمه اللّه-:
فمهموسها عشر حثت كسف شخصه أجدّت كقطب للشّديدة مثّلا
اذكر بيتا بعد هذا البيت ثم اشرحهما معا?
قال الشاطبي:
و ما بين رخو و الشّديدة عمر نل و واي حروف المدّ و الرخو كمّلا
حروف الهمس،أو الحروف المهموسة عشرة يجمعها قول الشاطبي:
(حثت كسف شخصه)،و سميت مهموسة لضعف الصوت بها حين جرى النفس معها فلم يقو الصوت قوته في المجهور،و ما عداها من حروف الهجاء فهو مجهور،و سميت الحروف القوية بهذا الاسم لقوة الصوت بانحصاره حيث امتنع جري النفس معها،و الحروف الشديدة ثمانية يجمعها(أجدت كقطب)،و سميت شديدة لاشتداد لزومها،و الحروف الخمسة المجتمعة في (عمر نل)لا رخوة إذ لا يجري الصوت معها جريانه في الرخوة،و لا شديدة إذ لا ينحبس انحباسه مع الشديدة فهي بينهما،و الحروف المجتمعة في واي هي حروف المد،لامتداد الصوت معها،و هذه الثلاثة (1)،مع ما بقي من الحروف ما عدا أجدت كقطب و عمر نل حروف الرخو.
ص: 269
عرف المخرج،و كيف يمكن معرفة مخرج الحروف،و اذكر اختلاف العلماء في عدد المخارج،و ما هي الصفة التي أطلقها الشاطبي على المخارج?
المخرج في اللغة هو محل الخروج،و اصطلاحا:محل خروج الحرف الذي ينقطع عنده صوت النطق به فيتميز عن غيره،و قيل:مخارج الحروف موازينها و هي جمع مخرج.
و طريقة معرفة مخرج الحرف هو النطق بالحرف ساكنا أو مشددا بعد همز وصل محرك بأي حركة،و حيث ما ينقطع الصوت عند النطق بالحرف يكون المخرج.
و قد اختلف العلماء في عدد المخارج على النحو التالي:
1-رأي الشاطبي و سيبويه و من وافقهما:عندهم عدد مخارج الحروف ستة عشر مخرجا.
2-رأي الفراء و من وافقه كقطرب و الجرمي و غيرهما:عندهم عدد مخارج الحروف أربعة عشر مخرجا.
3-رأي جمهور العلماء،و منهم ابن الجزري و الخليل بن أحمد الفراهيدي:عندهم مخارج الحروف تصل إلى سبعة عشر مخرجا.
و قد أطلق الشاطبي على المخارج لفظ الموازين أي هي الموازين التي يتميز بها الحرف عن غيره،بها يعرف مقدار الحرف من حيث الكمال، و الزيادة و النقص،كما تفعل الموازين في الأشياء المحسوسة،و هي جمع ميزان، قال الشاطبي-رحمه اللّه-:
و هاك موازين الحروف و ما حكى جهابذة
(1) النقّاد فيها محصّلا
ص: 270
قال الشاطبي:
و غنّة تنوين و نون و ميم إن سكن و لا إظهار في الأنف يجتلى
اشرح البيت؟ثم عرف الغنة؟و بين الصور التي يمكن ان تأتي عليها?
معنى هذا البيت متعلق بالغنة التي في التنوين و النون و الميم الساكنة المخفاة.تظهر في الخيشوم من الأنف و تنجلي ثم لأنك لو أمسكت الأنف لم يكن (1)،خروج الغنة،و هذا هو المخرج السادس عشر،و جعل الخليل بن أحمد المخارج سبعة عشر فعين لأحرف المد الثلاثة الجوف و تبعه على ذلك الإمام ابن الجزري و عليه عملنا اليوم،قال ابن الجزري:
و غنّ ميما ثمّ نونا شدّدا و سمّ كلاّ حرف غنّة بدا
و الغنة لغة:صوت أرن في الخيشوم،و اصطلاحا:صوت لذيذ مركب في جسم النون و لو تنوينا و الميم،و مقدار الغنة حركتان فقط.
و تأتي الغنة على صور ست هي (2):
1-النون المشددة المفتوحة في كلمة نحو(إنّ).
2-النون المشددة المكسورة في كلمة نحو(إنّي).
3-النون المشددة المضمومة في كلمة نحو(جانّ).
4-الميم المشددة المفتوحة في نحو(أمّا).
5-الميم المشددة المكسورة في كلمة نحو(فلأمّه).
6-الميم المشددة المضمومة في كلمة نحو(و أمّه).
ص: 271
و بهذا السؤال،و هو رقم(155)تتم الأسئلة التمهيدية،و أسئلة الأصول،و قد وصلت الأسئلة إلى مائة و خمس و خمسين سؤالا و جوابا،و يلي ذلك-إن شاء اللّه تعالى و بفضله-أسئلة الفرش،مرورا بكل سور القرآن الكريم من البقرة إلى سورة الناس،و قد سبق أن أشرنا إلى معنى الفرش في إجابة السؤال رقم(95)،و هو بداية أسئلة الأصول،هذا و اللّه أعلى و أعلم.
بين مذاهب القراء العشرة في الكلمات التي فوق الخط مما يأتي مع ذكر الدليل من طيبة النشر:
فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ ، يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ، بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ ، أَ أَنْذَرْتَهُمْ ، وَ ما يَخْدَعُونَ إِلاّ أَنْفُسَهُمْ ?
فِيهِ هُدىً قرأ ابن كثير بصلة هاء الضمير بياء لفظية،و الباقون بترك الصلة،قال ابن الجزري:
صل ها الضمير عن سكون قبل ما حرّك دن
يُؤْمِنُونَ قرأ ورش،و أبو جعفر،و أبو عمرو بخلف عنه بإبدال الهمزة واوا وصلا و وقفا للتخفيف،و كذا حمزة عند الوقف.
بِما أُنْزِلَ سبق الإشارة إليه في سؤالات الأصول.
ص: 272
أَ أَنْذَرْتَهُمْ قرأ قالون،و أبو عمرو،و أبو جعفر،بتسهيل الهمزة الثانية مع إدخال ألف بين الهمزتين.
و قرأ الأصبهاني،و ابن كثير،و رويس بتسهيل الهمزة الثانية مع عدم الإدخال:
و للأزرق وجهان:
1-تسهيل الهمزة الثانية مع عدم الإدخال.
2-إبدال الهمزة الثانية حرف مد محضا مع إشباع المد،لأنه حينئذ من باب المد اللازم و لهشام ثلاثة أوجه:
1-تسهيل الهمزة الثانية مع الإدخال.
2-تحقيقها مع الإدخال.
3-تحقيقها مع عدم الإدخال،إما تسهيلها مع عدم الإدخال فلا يجوز لهشام.
و قرأ الباقون بالتحقيق مع عدم الإدخال و وجه التسهيل التخفيف، و وجه التحقيق أنه الأصل،و وجه الإدخال ليتمكن من النطق بالهمز،و وجه الإبدال أنه نوع من التخفيف،و الكل لغات.
وَ ما يَخْدَعُونَ إِلاّ أَنْفُسَهُمْ قرأ نافع،و ابن كثير،و أبو عمرو بضم الياء و فتح الخاء،و إثبات ألف بعدها و كسر الدال،هكذا: و ما يخادعون و ذلك لمناسبة اللفظ الأول و هو(يخادعون اللّه)،و على هذا يجوز أن تكون المفاعلة من الجانبين إذ هم يخادعون أنفسهم بما يمنونها من أباطيل،و هي تمنيهم كذلك.
و قرأ الباقون: وَ ما يَخْدَعُونَ بفتح الياء و إسكان الخاء و حذف الألف و فتح الدال،مضارع خدع على أن المفاعلة من جانب واحد مثل قول المعلم عاقب المقصر،قال ابن الجزري:
و ما يخدعون يخادعون كنز ثوى ....
ص: 273
و المشار إليهم برمز كنز و ثوى هم:الكوفيون و ابن عامر،و أبو جعفر، و يعقوب،يقرءون بلا ألف،و الباقون و هم:نافع،و ابن كثير،و أبو عمرو يقرءون بالألف.
قال اللّه تعالى: وَ إِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَما آمَنَ النّاسُ قالُوا أَ نُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ وَ لكِنْ لا يَعْلَمُونَ وَ إِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنّا وَ إِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ اَللّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَ يَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ (1).بين ما في هذه الآيات للقراء السبعة بدون ذكر الدليل؟
قِيلَ قرأ هشام،و الكسائي بالإشمام،و كيفية ذلك أن تحرك القاف بحركة مركبة من حركتين ضمة و كسرة و جزء الضمة مقدم و هو الأقل، و يليه جزء الكسرة و هو الأكثر.و قرأ الباقون بكسرة خالصة.
اَلسُّفَهاءُ أَلا قرأ نافع،و ابن كثير،و أبو عمرو بتحقيق الهمزة الأولى و إبدال الهمزة الثانية واوا خالصة حالة وصل الهمزة الأولى بالثانية.
و قرأ الباقون بتحقيق الهمزتين.
و يوقف على اَلسُّفَهاءُ لحمزة،و هشام،بإبدال الهمزة ألفا مع القصر،و التوسط،و المد،و بتسهيلها بالروم مع المد و القصر.
مُسْتَهْزِؤُنَ قرأ ورش بالقصر،و التوسط و المد في البدل وصلا، و إذا وقف عليه كان له ستة أوجه و هي:الطول لمن روى عنه طول البدل حالة الوصل،و التوسط،و الطول لمن روى عنه التوسط وصلا،و القصر و التوسط،و الطول لمن روى عنه القصر وصلا.و فيه لحمزة وقفا ثلاثة أوجه و هي:تسهيل الهمزة بين بين،و إبدالها ياء خالصة،و حذفها مع ضم الزاي.
ص: 274
يَسْتَهْزِئُ فيه لحمزة،و هشام عند الوقف خمسة أوجه تقديرا و أربعة عمليا:
1-إبدال الهمزة ياء ساكنة.
2-تسهيلها بين بين مع الروم.
3-إبدالها ياء مضمومة على الرسم و على مذهب الأخفش ثم تسكن للوقف فيتحد مع الوجه الأول في النطق.
4-كالثالث و لكن مع الروم.
5-مثله و لكن مع الإشمام.
قال الإمام ابن الجزري-رحمه اللّه-:
و ترجعوا الضّم افتحا و اكسر ظلما
أكمل الأبيات إلى قوله:
الأمر و سكن هاء هو هي بعد فا
ثم اشرحها شرحا وافيا؟
قال ابن الجزري:
و ترجعوا الضّمّ افتحا و اكسر ظلما إن كان للأخرى و ذو يوما جما
و القصص الأولى أتى ظلما شفا و المؤمنون ظلهم شفا و فا
الأمور هم و الشّام و اعكس إذ عفا الأمر و سكن هاء هو هي بعد فا
و شرح هذه الأبيات الثلاث كالآتي:
قرأ المشار إليه بظاء ظلما في البيت الأول يعقوب لفظ(يرجعون)و ما جاء منه إذا كان من رجوع الآخرة نحو(إليه ترجعون)و(يرجعون إليه)، و سواء كان غيبا أو خطابا،و كذلك(ترجع الأمور)و(يرجع الأمر)بفتح حرف المضارعة و كسر الجيم في جميع القرآن،و وافقه أبو عمرو في قوله
ص: 275
تعالى: وَ اتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ و إليه أشار بقوله و ذو يوما، و خرج بقوله إن كان للأخرى نحو فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ أي إلى الإسلام، و كذا وَ لا إِلى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ .
و في البيت الثاني قرأ ذو ألف أتى نافع،و ظاء ظلما يعقوب،و مدلول شفا حمزة و الكسائي و خلف يرجعون الأولى من القصص و هو قوله تعالى:
وَ ظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنا لا يُرْجَعُونَ (1) بفتح أو ضم الياء و كسر الجيم،و قرأ ذو ظاء ظلمهم يعقوب،و مدلول شفا حمزة و الكسائي و خلف تُرْجَعُونَ فَتَعالَى اللّهُ (2)في المؤمنين.
و في البيت الثالث أشار إلى الباقين،أي قرأ(ترجع الأمور)حيث وقع بفتح التاء و كسر الجيم من رجع عليهم الضمير في(هم)في البيت قبله و(هم)مدلول ظاء ظلمهم و شفا،و وافقهم في هذا الشامي و هو ابن عامر، و الباقون بضم الياء و فتح الجيم في كل ما ذكر،و قرأ ذو ألف إذ نافع و عين عفا حفص وَ إِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ ،ب(هود)بعكس المذكورين فضما الياء و فتحا الجيم،و قرأ غيرهما بفتح الياء و كسر الجيم وجه الضم إسناده إلى الفاعل الحقيقي و حذف للعلم به و بني للمفعول من المتعدي،و الأمور نائب فاعل،و وجه الفتح بناءه للفاعل و إسناده للأمور مجازا و رفعه على الفاعلية.
قال الإمام الشاطبي-رحمه اللّه-:
و فيها و في الأعراف نغفر بنونه و لا ضمّ و اكسر فاءه حين ظلّلا
أكمل الأبيات إلى قوله:
بيوت النبي الياء شدّد مبدلا ...
ثم اشرحها شرحا وافيا؟
ص: 276
قال الشاطبي-رحمه اللّه-:
و فيها و في الأعراف نغفر بنونه و لا ضمّ و اكسر فاءه حين ظلّلا
و ذكّر هنا أصلا و للشّام أنّثوا و عن نافع معه في الأعراف وصّلا
و جمعا و فردا في النّبيء و في النّبوءة الهمز كلّ غير نافع ابدلا
و قالون في الأحزاب في للنّبيّ مع بيوت النّبيّ الياء شدّد مبدلا
أي قرأ أبو عمرو و ابن كثير،و الكوفيون نغفر لكم هنا و في الأعراف بالنون بلا ضم يعني مفتوحة و كسر الفاء،و قرأ نافع هنا بياء التذكير المضمومة و فتح الفاء،و قرأ ابن عامر الشامي في الموضعين بتاء التأنيث المضمومة و فتح الفاء و وافقه نافع في موضع الأعراف.
و قرأ غير نافع بإبدال الهمزة ياء مدغما فيها الياء الساكنة قبلها بحيث (1)يصيران حرفا مشددا في النبي و نبي و النبيين و النبيون،و ياء مفتوحة في الأنبياء،و واوا مدغما فيها الواو الساكنة قبلها بحيث يصيران حرفا مشددا في النبوة،و قرأ نافع بالهمز في ذلك كله إلا قالون خالف أصله فقرأ بترك الهمزة في الوصل دون الوقف في موضعين لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرادَ (2)و بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاّ (3)كلاهما في الأحزاب و إلى ذلك أشار صاحب إتحاف البرية بقوله:
و قالون حال الوصل في للنبي مع بيوت النّبي اليا شدّد مبدلا
قال ابن الجزري-رحمه اللّه-:
و لكن الخفّ و بعد ارفعه مع أولى الأنفال كم فتى رتع
اكتب بيتا بعد هذا البيت ثم اشرحهما معا؟
ص: 277
قال ابن الجزري-رحمه اللّه-:
و لكن النّاس شفا و البرّ من كم أمّ ننسخ ضمّ و اكسر من لسن
أي قرأ ابن عامر،و حمزة و الكسائي،و خلف العاشر بتخفيف النون و إسكانها ثم كسرها تخلصا من التقاء الساكنين،و الشياطين برفع النون، و ذلك على إعمال(لكن) (1)ساكنة النون.و قرأ الباقون بتشديد النون و فتحها و نصب الشياطين على إعمال(لكنّ)مشددة النون.هذا ما ورد في البيت الأول الوارد في السؤال للقراء العشرة الأئمة-رحمهم اللّه-.
أما البيت الثاني الوارد في الإجابة الذي يبدأ ب(و لكن الناس)فقد قرأ المرموز لهم بشفا و هم (2):حمزة،و الكسائي،و خلف لفظ وَ لكِنَّ النّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (3)في يونس بتخفيف النون و رفع الناس،و الباقون بتشديد النون و نصب الناس،و قرأ مرموز الكاف من كم ابن عامر و همز أم نافع بتخفيف وَ لكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ (4)، وَ لكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى (5)، كلاهما في البقرة برفع البر فيهما،و الباقون بالتشديد و نصب البر فيهما، و قرأ مرموز ميم من ابن ذكوان ما نَنْسَخْ بضم النون و كسر السين و اختلف عن ذي لام لسن هشام،و الباقون بفتح النون و السين.
قال الشاطبي-رحمه اللّه-:
و في التّاء فاضمم و افتح الجيم ترجع الأمور سما نصّا و حيث تنزّلا
و إثم كبير شاع بالثّا مثلّثا و غيرهما بالباء نقطة أسفلا
ص: 278
اذكر بيتين بعد هذين البيتين ثم اشرح الأبيات شرحا وافيا موضحا ما للقراء العشرة من مذاهب؟
قال الشاطبي:
قل العفو للبصريّ رفع و بعده لأعنتكم بالخلف أحمد سهلا
و يطهرن في الطاء السكون و هاؤه يضم و خفّا إذ سما كيف عوّلا
1-شرح البيت الأول:قرأ نافع و ابن كثير،و أبو عمرو،و عاصم تُرْجَعُ الْأُمُورُ حيث نزل في القرآن الكريم بضم التاء و فتح الجيم،و قرأ ابن عامر و حمزة و الكسائي بفتح التاء و كسر الجيم.
2-شرح البيت الثاني:قرأ حمزة و الكسائي قُلْ فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ (1)بالثاء المثلثة،و قرأ غيرهما بالباء الموحدة أي التي بنقطة واحدة في أسفلها.
3-شرح البيت الثالث:قرأ أبو عمرو البصري-رحمه اللّه- قُلِ الْعَفْوَ برفع الواو فتكون قراءة غيره بنصبها،و سهل أحمد البزي عن ابن كثير همزة(لأعنتكم)بين بين عنه فله فيها التسهيل و التحقيق،و قرأ غيره بالتحقيق قولا واحدا.
4-شرح البيت الرابع:قرأ أهل سما و هم:نافع،و ابن كثير،و أبو عمرو،و ابن عامر،و حفص حَتّى يَطْهُرْنَ بسكون الطاء و ضم الهاء و تخفيفها،فتكون قراءة شعبة و حمزة و الكسائي بفتح الطاء و الهاء و تشديدها.
ص: 279
قال ابن الجزري-رحمه اللّه-:
معا نعمّا افتح كما شفا و فى إخفاء كسر العين حزبها صفى
اذكر البيت التالي لهذا البيت ثم اشرحهما شرحا مفصلا؟
قال ابن الجزري-رحمه اللّه-:
و عن أبي جعفر معهم سكّنا و يا يكفّر شامهم و حفصنا
1-شرح البيت الأول:أي قرأ المشار إليهم بكاف كما ابن عامر، و مدلول شفا حمزة و الكسائي و خلف فَنِعِمّا هِيَ و نِعِمّا يَعِظُكُمْ بِهِ بفتح النون فيهما،و الباقون بكسرها و اختلف عن ذي حاء حز أبو عمرو، و باء بها قالون،و صاد صفاء أبو بكر فروى عنهم المغاربة إخفاء كسر العين أي بالاختلاس فرارا من الجمع بين الساكنين،و روى عنهم العراقيون و المشارقة الإسكان،و الوجهان صحيحان،و المراد بالإخفاء هنا إخفاء الكسرة لا الحرف و نعم فعل ماض جامد لإنشاء المدح،و فيه و في كل فعل ثلاثي حرف حلقي مكسور أربع لغات:فتح الفاء و كسر العين و هي الأصلية،و روي كسرها على الاتباع،و فتح النون و سكون العين تخفيفا و كسر النون و سكون العين مخففة من التميمية،و وجه هذه القراءات أنها لغات و الإسكان للتخفيف،و إلى بقية الأوجه أشار بقوله:و عن أبي جعفر في البيت الثاني.
2-شرح البيت الثاني:أي وافقهم أبو جعفر على الإسكان مع الإدغام،و قرأ ابن عامر و حفص وَ يُكَفِّرُ عَنْكُمْ بالياء،و الباقون بالنون، فوجه الياء إسناده إلى ضمير الجلالة من قوله فإن اللّه يعلمه أو إلى ضمير الإخفاء أو الإيتاء المفهومين من تخفوها و تؤتوها،و وجه إسناده إلى اللّه تعالى على وجه التعظيم،و اللّه أعلم.
ص: 280
بين ما للقراء العشرة في الكلمات الآتية مع ذكر الدليل:(يحسبهم- فأذنوا-عسرة-ميسرة-و أن تصدقوا-يوما ترجعون-من الشهداء أن تضل-فتذكر-تجارة حاضرة-و لا يضار-فرهان-فليؤد الذي اؤتمن-فيغفر لمن يشاء و يعذب من يشاء-و كتبه-لا نفرق).
1- يَحْسَبُهُمُ قرأ ابن عامر،و عاصم،و حمزة،و أبو جعفر،بفتح السين على الأصل كعلم يعلم،و هي لغة تميم.
و قرأ الباقون بكسرها،و هي لغة أهل الحجاز،قال ابن الجزري:
و يحسب مستقبلا بفتح سين كتبوا في نصّ ثبت
2- فَأْذَنُوا قرأ شعبة،و حمزة بفتح الهمزة و ألف بعدها و كسر الذال هكذا فآذنوا من آذنه بكذا أي أعلمه به.
و قرأ الباقون بإسكان الهمزة و فتح الذال هكذا فَأْذَنُوا فعل أمر من أذن بالشيء إذا أعلم به،قال ابن الجزري:
فأذنوا امدد و اكسر في صفوة...
و قرأ ورش،و أبو جعفر،و أبو عمرو بخلف عنه بإبدال الهمزة في الحالين حالة الوقف التحقيق و التسهيل.
3- عُسْرَةٍ قرأ أبو جعفر بضم السين،و هي لغة أهل الحجاز.
و قرأ الباقون بإسكانها،و هي لغة تميم،و أسد،قال ابن الجزري:
و كيف عسر اليسر ثق ...
4- مَيْسَرَةٍ قرأ نافع بضم السين و هي لغة أهل الحجاز،و قرأ الباقون بفتحها،و هي لغة باقي العرب،قال ابن الجزري:
ميسرة الضّمّ انصر ...
ص: 281
5- وَ أَنْ تَصَدَّقُوا قرأ عاصم بتخفيف الصاد على حذف إحدى التاءين،و قرأ الباقون بتشديدها،على إبدال التاء صادا و إدغامها في الصاد لأن أصلها تتصدقوا،قال ابن الجزري:
تصدّقوا خفّ نما ...
6- يَوْماً تُرْجَعُونَ قرأ أبو عمرو،و يعقوب بفتح التاء و كسر الجيم،و قرأ الباقون بضم التاء و فتح الجيم،قال ابن الجزري:
و ترجع الضّم افتحا و اكسر ظما إن كان للأخرى و ذو يوما حما
7- مِنَ الشُّهَداءِ أَنْ تَضِلَّ قرأ نافع،و ابن كثير،و أبو عمرو، و أبو جعفر،و رويس بإبدال الهمزة الثانية ياء خالصة.
و قرأ الباقون بتحقيقها،و لا خلاف بينهم في تحقيق الهمزة الأولى.
و قرأ حمزة أَنْ تَضِلَّ بكسر الهمزة،على أن(إن)شرطية و(تضلّ) مجزوم بها،و هي فعل الشرط و فتحت اللام للإدغام.
و قرأ الباقون بفتح الهمزة على أن(أن)مصدرية(و تضل)منصوب بها و فتحة اللام فتحة إعراب،قال ابن الجزري:
و كسر أن تضلّ فز ...
8- فَتُذَكِّرَ قرأ ابن كثير،و أبو عمرو،و يعقوب،بإسكان الذال و تخفيف الكاف مع نصب الراء عطفا على(تضل)و هو مضارع(ذكر) مخففا(كنصر).
و قرأ حمزة بفتح الذال و تشديد الكاف و رفع الراء على أنه مضارع (ذكر)مشددا(ككرّم)لم يدخل عليه ناصب و لا جازم.
و قرأ الباقون،بفتح الذال و تشديد الكاف و نصب الراء،عطفا على (تضل)و هو فعل مضارع(ذكر)مشددا أيضا،قال ابن الجزري:
تذكر حقّا خفّفا و الرّفع فد...
ص: 282
9- تِجارَةً حاضِرَةً قرأ عاصم بنصب التاء فيهما،على أن تجارة خبر تكون و حاضرة صفة لها و اسم تكون مضمر أي إلا أن تكون المعاملة أو المبايعة تجارة حاضرة.
و قرأ الباقون برفع التاء فيهما على أن تكون تامة و تجارة فاعل و حاضرة صفة لها قال ابن الجزري:
تجارة حاضرة لنصب رفع نل 10- وَ لا يُضَارَّ قرأ أبو جعفر بخلف عنه بتخفيف الراء و إسكانها،مضارع(ضار يضر)و لا ناهية و الفعل مجزوم بها،و سكنت الراء إجراء للوصل مجرى الوقف.
و قرأ الباقون بالتشديد مع الفتح و هو الوجه الثاني لأبي جعفر،و لا ناهية و الفعل مجزوم بها ثم تحركت الراء الأخيرة تخلصا من التقاء الساكنين على غير قياس،و كانت فتحة لخفتها،قال ابن الجزري:
و سكّن خفّف الخلف ثدق مع لا يضار ....
11- فَرِهانٌ قرأ ابن كثير،و أبو عمرو بضم الراء و الهاء من غير ألف هكذا (فرهن) ،جمع(رهن)ك(سقف و سقف).
و قرأ الباقون بكسر الراء و فتح الهاء و ألف بعدها،جمع رهن أيضا ككعب و كعاب،قال ابن الجزري:
رهان كسرة و فتحة ضم و قصر حز دوا 12- فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ قرأ ورش،و أبو جعفر،و أبو عمرو بخلف عنه بإبدال الهمزة حالة الوصل ياء خالصة،و كذا حمزة عند الوقف.
لو وقفت على(الذي) (1)و ابتدأت بقوله تعالى(اؤتمن)فحينئذ يجب الابتداء لكل القراء بهمزة مضمومة و هي همزة الوصل و بعدها واو ساكنة
ص: 283
لأن أصله(اؤتمن)بهمزتين الأولى مضمومة و هي همزة الوصل و الثانية ساكنة و هي فاء الكلمة فيجب إبدال الثانية حرف مد من جنس حركة ما قبلها كما قال ابن الجزري:
و الكلّ مبدل كآسي أوتيا و فيه للأزرق حالة الابتداء القصر،و التوسط،و المد بالخلاف كما قال ابن الجزري:
أو همز وصل في الأصح 13- فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَ يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ قرأ ابن عامر،و عاصم، و أبو جعفر و يعقوب،برفع الراء و الباء من الفعلين على الاستئناف أي فهو يغفر...إلخ.
و قرأ الباقون بجزمهما عطفا على قوله تعالى: يُحاسِبْكُمْ قال ابن الجزري:
يغفر يعذب رفع جزم كم ثوى نص 14- وَ كُتُبِهِ قرأ حمزة و الكسائي،و خلف العاشر بكسر الكاف و فتح التاء و ألف بعدها على التوحيد هكذا و كتابه ،على أن المراد به القرآن أو الجنس.
و قرأ الباقون بضم الكاف،و حذف الألف هكذا وَ كُتُبِهِ كحفص على الجمع،و ذلك لتعدد الكتب السماوية،قال ابن الجزري:
كتابه بتوحيد شفا 15- لا نُفَرِّقُ قرأ يعقوب /لا يفرق بالياء من تحت،على أن الفاعل ضمير يعود على الرسول و المؤمنين.
و قرأ الباقون بالنون هكذا لا نُفَرِّقُ على التكلم أي كل من الرسول و المؤمنين يقول لا نفرق..إلخ.قال ابن الجزري:
لا نفرّق بياء ظرفا
ص: 284
في سورة البقرة من ياءات الإضافة ثماني ياءات مختلف فيها بين القراء فتحا و إسكانا و هي:
1- إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ الآية(30).
2- إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ الآية(33).
3- عَهْدِي الظّالِمِينَ الآية(124).
4- بَيْتِيَ لِلطّائِفِينَ الآية(125).
5- فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ الآية(153).
6- رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَ يُمِيتُ الآية(258).
7- فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاّ مَنِ اغْتَرَفَ الآية(249).
8- وَ لْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ الآية(186).
قال الشاطبي-رحمه اللّه-:
و بيتي و عهدي فاذكروني مضافها و ربّي و بي منّي و إنّي معا حلا
ص: 285
قال اللّه تعالى: الم اَللّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (1)،وضح رأي القراء حالة وصل ميم(الم)بلفظ الجلالة مع ذكر الدليل من الطيبة؟
ورد في المهذب قراءة(الم اللّه)بإسقاط الهمزة للفظ الجلالة لجميع القراء وصلا و تحريك الميم بالفتح تخلصا من التقاء الساكنين،و إنما اختير التحريك بالفتح هنا دون الكسر لخفة الفتح و مراعاة لتفخيم لفظ الجلالة، و يجوز لكل القراء حالة وصل(الم)بلفظ الجلالة وجهان:
1-المد المشبع نظرا للأصل و عدم الاعتداد بالعارض.
2-القصر اعتدادا بالعارض.
و قرأ أبو جعفر بالسكت من غير تنفس على ألف،و لام،و ميم، و يترتب على السكت لزوم المد الطويل في ميم و عدم جواز القصر فيه،لأن سبب القصر و هو تحريك ميم قد زال بالسكت،كما يترتب على السكت أيضا إثبات همزة الوصل حالة الوصل.
و(الم)مده لازم،و الوقف عليه تام،و قيل:كاف و(لا إله إلا هو)مد منفصل و يجوز لكل من قرأ بقصر المد المنفصل التوسط في(لا)للسبب المعنوي و هو التعظيم كما قال ابن الجزري:
و البعض للتعظيم عن ذي القصر مد و ليس لحمزة فيه سوى المد المشبع عملا بأقوى السببين.
ص: 286
الكلمات الآتية للقراء العشرة فيها مذاهب،اذكرها مستدلا على ذلك من طيبة النشر:
(ستغلبون و تحشرون-قل أؤنبئكم-ء أسلمتم-و يقتلون الذين- تقاة-و كفلها-و يبشرك-فيكون طيرا-ها أنتم هؤلاء-لتحسبوه- تعلمون الكتاب-و لا يأمركم)؟
1- سَتُغْلَبُونَ وَ تُحْشَرُونَ قرأ حمزة و الكسائي،و خلف العاشر بياء الغيبة فيهما هكذا سيغلبون و يحشرون و الضمير للذين كفروا،و الجملة محكية بقول آخر لا بقل،أي قل لهم يا محمد قولي هذا سيغلبون.و قرأ الباقون بتاء الخطاب فيهما على أن المخاطب هو الرسول-صلى اللّه عليه و سلم-،أي خاطبهم يا محمد و قل لهم ستغلبون...إلخ،قال ابن الجزري:
سيغلبون يحشرون رد فتى 2- قُلْ أَ أُنَبِّئُكُمْ قرأ أبو جعفر بتسهيل الهمزة الثانية مع الإدخال.
و قرأ قالون،و أبو عمرو،بالتسهيل مع الإدخال و عدمه.
و قرأ ورش،و ابن كثير،و رويس،بالتسهيل مع عدم الإدخال.
و قرأ هشام بالتحقيق مع الإدخال و عدمه و قرأ الباقون بالتحقيق مع عدم الإدخال.
لحمزة حالة الوقف (1)على قُلْ أَ أُنَبِّئُكُمْ عشرة أوجه،و ذلك لأن هذه الكلمة فيها ثلاث همزات:
(الأولى)مفتوحة بعد ساكن صحيح منفصل رسما ففيها ثلاث أوجه و هي:التحقيق مع السكت و عدمه،و النقل.
ص: 287
(و الثانية)متوسطة بزائد و هي مضمومة بعد فتح ففيها وجهان و هما:
التحقيق و التسهيل بين بين.
(و الثالثة)مضمومة بعد كسر و هي متوسطة بنفسها ففيها وجهان و هما:التسهيل بين بين،و إبدالها ياء خالصة،فتضرب ثلاثة الهمزة الأولى في وجهي الثانية فتصير الأوجه ستة،ثم تضرب هذه الأوجه الستة في وجهي الهمزة الثانية فتبلغ اثني عشر وجها يمتنع منها وجهان و هما تحقيق الهمزة الثانية مع وجهي الثالثة حالة النقل في الأولى،و اللّه أعلم.
3- أَ أَسْلَمْتُمْ قرأ قالون،و أبو عمرو،و أبو جعفر،بتسهيل الهمزة الثانية مع إدخال ألف بين الهمزتين.
و قرأ الأصبهاني،و ابن كثير،و رويس،بالتسهيل مع عدم الإدخال.
و الأزرق له وجهان:
(الأول)تسهيل الهمزة الثانية مع عدم الإدخال.
(الثاني)إبدالها حرف مد محضا مع إشباع المد إذ المد حينئذ من باب اللازم.و لهشام ثلاثة أوجه:
(الأول)تسهيل الهمزة الثانية مع الإدخال (1).
(الثاني)تحقيقها مع الإدخال.
(الثالث)تحقيقها مع عدم الإدخال.
و قرأ الباقون بالتحقيق مع عدم الإدخال.
4- وَ يَقْتُلُونَ الَّذِينَ قرأ حمزة بضم الياء و فتح القاف و ألف بعدها و كسر التاء هكذا و يقاتلون من المقاتلة فالمفاعلة من الجانبين.و قرأ الباقون بفتح الياء و إسكان القاف و حذف الألف و ضم التاء هكذا وَ يَقْتُلُونَ من القتل،قال ابن الجزري:
يقاتلون الثّان فز في يقتلون ...ز.
ص: 288
5- تُقاةً قرأ يعقوب بفتح التاء و كسر القاف،و تشديد الياء مفتوحة على وزن(مطية)هكذا (تقية) .
و قرأ الباقون بضم التاء و فتح القاف و ألف بعدها،على وزن(رعاة) هكذا(تقاة)و هما مصدران،قال ابن الجزري:
تقيّة قل في تقاة ظلّل 6- وَ كَفَّلَها قرأ عاصم،و حمزة،و الكسائي،و خلف العاشر بتشديد الكاف،على أن فاعل(كفل)ضمير يعود على اللّه تعالى و الهاء مفعول ثان مقدم و زكريا مفعول أول،أي جعل اللّه زكريا كافلا مريم و ضامنا مصالحها.
و قرأ الباقون بتخفيف الكاف،من الكفل،و الفاعل زكريا،و الهاء مفعول به،أي كفل زكريا مريم،قال ابن الجزري:
كفلها الثّقل كفى 7-و يُبَشِّرُكِ قرأ حمزة و الكسائي بفتح الياء و إسكان الباء و ضم الشين مخففة،من(البشر)و هو البشارة:
و قرأ الباقون بضم الياء و فتح الباء و كسر الشين مشددة من(بشر) المضعف لغة أهل الحجاز،و مثلها في الحكم يا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ قال ابن الجزري:
يبشر اضمم شدّدن كسر كالاسرى الكهف و العكس رضى
8- فَيَكُونُ طَيْراً قرأ نافع،و أبو جعفر،و يعقوب بألف بعد الطاء،مكسورة بعدها،مكان الياء،على الإفراد هكذا طائرا .
و قرأ الباقون من غير ألف و بياء ساكنة بعد الطاء،على أن المراد به الجنس،هكذا طَيْراً قال ابن الجزري:
و طائرا معا بطير إذ ثنا ظبى 9- ها أَنْتُمْ القراءة فيها على خمس مراتب:
ص: 289
(الأولى)لقالون،و أبي عمرو،و أبي جعفر،بإثبات ألف بعد الهاء و همزة مسهلة بين بين.
(الثانية)للأصبهاني بهمزة مسهلة مع إثبات الألف و حذفها.
(الثالثة)للأزرق بهمزة مسهلة مع إثبات الألف و حذفها،و له وجه ثالث و هو إبدال الهمزة ألفا محضة مع المد المشبع للساكنين.
(الرابعة)لقنبل بتحقيق الهمزة مع إثبات الألف و حذفها.
(الخامسة)للباقين بتحقيق الهمزة مع إثبات الألف.
10- هؤُلاءِ فيه لحمزة وقفا ثلاثة عشر وجها و هي:
تحقيق الهمزة الأولى و عليه في الثانية خمسة القياس،ثم تسهيل الهمزة الأولى مع المد و عليه في الثانية أربعة أوجه و هي:ثلاثة الإبدال و التسهيل بالروم مع المد.ثم تسهيل الهمزة الأولى مع القصر و عليه في الثانية أربعة أوجه و هي:ثلاثة الإبدال و التسهيل بالروم مع القصر.
11- لِتَحْسَبُوهُ قرأ ابن عامر،و عاصم،و حمزة،و أبو جعفر،بفتح السين،و الباقون بكسرها،و هما لغتان،قال ابن الجزري:
و يحسب مستقبلا بفتح سين كتبوا في نصّ ثبت...
12- تُعَلِّمُونَ الْكِتابَ قرأ ابن عامر،و عاصم،و حمزة، و الكسائي،و خلف العاشر بضم التاء و فتح العين و كسر اللام مشددة، مضارع(علم)فينصب مفعولين أولهما محذوف تقديره(الناس)و ثانيهما:
(الكتاب).
و قرأ الباقون بفتح و إسكان العين و فتح اللام مخففة،مضارع(علم) و هو ينصب مفعولا واحدا و هو(الكتاب)قال ابن الجزري-رحمه اللّه-:
تعلمون ضم حرك و اكسرا و شدّد كنز...
13- وَ لا يَأْمُرَكُمْ قرأ نافع،و ابن كثير،و الكسائي،و أبو جعفر، برفع الراء على الاستئناف،و قرأ ابن عامر،و عاصم،و حمزة،و يعقوب،
ص: 290
و خلف العاشر بنصبها بأن مضمرة أي و لا له أن يأمركم،و للسوسي وجهان:إسكان الراء،و اختلاس ضمتها،و لدوري أبي عمرو ثلاثة أوجه:
الإسكان،و الاختلاس،و الضمة الكاملة،قال ابن الجزري-رحمه اللّه-:
و ارفعوا لا يأمرا حرم حلا رحبا و قال أيضا:
بارئكم يأمركم ينصركم يأمرهم تأمرهم يشعركم
سكّن أو اختلس و الخلف طب و قرأ ورش،و أبو جعفر،و أبو عمرو بخلف عنه بإبدال الهمزة في الحالين و كذا حمزة عند الوقف.
بين مذاهب القراء العشرة في كلمة نُؤْتِهِ و في كلمة وَ كَأَيِّنْ و خصوصا عند الوقف على و كأين؟
1- نُؤْتِهِ معا (1)قرأ أبو عمرو،و شعبة،و حمزة نُؤْتِهِ بإسكان الهاء،و قرأ قالون،و يعقوب نُؤْتِهِ بقصر الهاء أي بكسرها من غير صلة.
و قرأ ابن ذكوان بالقصر،و الإشباع.و قرأ أبو جعفر،بالإسكان، و القصر.و قرأ هشام بالإسكان،و القصر،و الإشباع.و قرأ الباقون (نؤتهي) بالإشباع.
و قرأ ورش،و أبو جعفر،و أبو عمرو،بخلف عنه،بإبدال الهمزة في الحالين،و كذا حمزة عند الوقف.
ص: 291
2- وَ كَأَيِّنْ قرأ ابن كثير،و أبو جعفر بألف ممدودة بعد الكاف و بعدها همزة مكسورة هكذا (و كائن) ،و حينئذ يكون المد من قبيل المتصل، فكل يمد حسب مذهبه إلا أن أبا جعفر يسهل مع المد و القصر.
و قرأ الباقون بهمزة مفتوحة بدلا من الألف و بعدها ياء مكسورة مشددة،و هما لغتان بمعنى كثير هكذا(و كأيّن)قال ابن الجزري:
كائن في كأين ثلّ دم و إن وقف على(و كأين)فأبو عمرو و يعقوب يقفان على الياء للتنبيه على الأصل إذ أن الكلمة مركبة من كاف التشبيه و أي المنونة و معلوم أن التنوين يحذف وقفا.
و الباقون يقفون على النون اتباعا للرسم،قال ابن الجزري:
كأين النّون و بالياء حما
لحمزة عند الوقف على(كأين)وجهان هما التسهيل و التحقيق هكذا روي في(فتح المقفلات)للشيخ المخللاتي،و(بلوغ المسرات)للشيخ دراهم.
و قال العلامة المحقق فضيلة الشيخ عبد الفتاح القاضي في(البدور الزاهرة)و الذي يظهر لي (1)أن فيه التسهيل فقط لأن هذه الكلمة و إن كانت مركبة بحسب الأصل من كاف التشبيه و أي،فقد تنوسي هذا الأصل و وضعت للدلالة على معنى واحد و هو التكثير مثل:(كم)فأصبحت بسيطة لا مركبة (2).
ص: 292
قال الشاطبي:
و خاطب حرفا يحسبنّ فخذ و قل بما تعلمون الغيب حق و ذو ملا
يميز مع الأنفال فاكسر سكونه و شدّده بعد الفتح و الضمّ شلشلا
سنكتب ياء ضمّ مع فتح ضمّه و قتل ارفعوا مع يا نقول فيكملا
بين الكلمات القرآنية المقصودة في هذه الأبيات،و مذاهب القراء السبعة حولها؟
في البيت الأول:قرأ حمزة وَ لا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا (1)، وَ لا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ (2)،بتاء الخطاب فيهما،و الباقون بياء الغيبة فيهما، و قرأ ابن كثير و أبو عمرو وَ اللّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ بياء الغيبة و غيرهما بتاء الخطاب.
في البيت الثاني:قرأ حمزة و الكسائي حَتّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ هنا، لِيَمِيزَ اللّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ بالأنفال بضم الأولى،و فتح الميم و كسر الياء الثانية و تشديدها،و قرأ غيرهما بفتح الياء الأولى و كسر الميم و سكون الياء الثانية.
البيت الثالث:قرأ حمزة: سَنَكْتُبُ ما قالُوا بياء مضمومة في مكان النون المفتوحة مع فتح ضم التاء،و رفع اللام في و قتلهم مع قراءة و يقول بالياء في مكان النون.
و قرأ غيره(سنكتب)بنون مفتوحة و تاء مضمومة و نصب اللام في (و قتلهم)مع قراءة(و نقول)بالنون.
ص: 293
قال ابن الجزري-رحمه اللّه-:
يميز ضمّ افتح و شدّده طعن شفا معا يكتب يا و جهّلن
اكتب بيتا بعد هذا البيت،ثم اشرحهما معا موضحا ما للقراء العشرة من مذاهب؟
قال ابن الجزري:
قتل ارفعوا يقول يا فز يعملو حقّ و في الزّبر بالبا كمّلوا
قرأ ذو ظاء ظعن يعقوب،و شفا حمزة و الكسائي و خلف حَتّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ هنا و لِيَمِيزَ اللّهُ بالأنفال بضم الياء الأولى و فتح الميم،و كسر الياء الأخرى و تشديدها و الباقون بفتح الياء و كسر الميم و تخفيف الياء الأخرى و إسكانها،و ماز هذا من هذا فصله عنه،و ميزه لمجرد التكثير،ثم قال:قتل ارفعوا البيت الثاني،أي قرأ ذو فاء(فز)حمزة سَنَكْتُبُ ما قالُوا بالياء المثناة من تحت،و بالبناء للمفعول و هو معنى قوله و جهلن، (و يقول ذوقوا)بالياء و رفع(قتلهم)بالعطف على نائب الفاعل،و هو ما أي سيحصي الملك قولهم و فعلهم في الدنيا،و يحاسب اللّه بسببه في الآخرة، و الباقون ببنائه للفاعل المعظم و نصب(قتلهم)،(و نقول)بالنون،و قرأ ذو (حق)البصريان و ابن كثير، وَ اللّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ لَقَدْ بياء الغيب، و الباقون بتاء الخطاب،و قرأ ذو كاف،(كم)ابن عامر،(بالزبر)بالباء، و الباقون بحذفها.
ص: 294
بين مذاهب القراء السبعة في الكلمات الآتية،مع ذكر الدليل من أبيات الشاطبية:(متم-و لا يحزنك-يميز-و الزبر و الكتاب-لتبيننه للناس و لا تكتمونه)؟
1- مُتُّمْ معا (1):قرأ نافع،و حمزة،و الكسائي بكسر الميم، و الباقون بضمها،قال الشاطبي:
و متّم و متنا متّ في ضمّ كسرها صفا نفر وردا و حفص هنا اجتلا
2- وَ لا يَحْزُنْكَ قرأ نافع بضم الياء و كسر الزاي،و الباقون بفتح الياء و ضم الزاي.قال الشاطبي:
و يحزن غير الآن بياء بضمّ و اكسر الضمّ أحفلا
3- يَمِيزَ قرأ حمزة،و الكسائي،بضم الياء و فتح الميم و كسر الياء مشددة،و الباقون بفتح الياء و كسر الميم و إسكان الياء مخففة،قال الشاطبي:
يميز مع الأنفال فاكسر سكونه و شدّد بعد الفتح و الضمّ شلشلا
4- وَ الزُّبُرِ وَ الْكِتابِ قرأ ابن عامر و بالزبر بزيادة باء موحدة بعد الواو،و قرأ هشام (و بالكتاب) بزيادة باء موحدة بعد الواو.
و قرأ الباقون بحذف الباء فيهما،قال الشاطبي:
و الزّبر الشّامي كذا رسمهم و بالكتاب هشام و اكشف الرّسم مجملا
5- لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنّاسِ وَ لا تَكْتُمُونَهُ قرأ ابن كثير،و أبو عمرو،و شعبة بياء الغيب فيهما،و الباقون بتاء الخطاب،قال الشاطبي:
صفا حق غيب يكتمون يبينن ...
ص: 295
في سورة آل عمران ست ياءات إضافة مختلف فيها بين القراء فتحا و إسكانا و هي:
1- أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ الآية(20).
2- فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ الآية(35).
3- أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ الآية(49).
4- إِنِّي أُعِيذُها بِكَ وَ ذُرِّيَّتَها الآية(36).
5- اِجْعَلْ لِي آيَةً الآية(41).
6- مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللّهِ الآية(52).
قال الشاطبي:
و ياءاتها وجهي و إنّي كلاهما و منّي و اجعل لي و أنصاري الملا
و قد فتح ابن عامر و حفص و المدنيان، وَجْهِيَ لِلّهِ و كذلك فتح المدنيان،و أبو عمرو مِنِّي إِنَّكَ و لِي آيَةً و فتح المدنيان إِنِّي أُعِيذُها و أَنْصارِي إِلَى اللّهِ و قد فتح المدنيان و ابن كثير،و أبو عمرو أَنِّي أَخْلُقُ ،و اللّه أعلم.
ص: 296
بين ما للقراء السبعة في الكلمات الآتية مع ذكر الدليل فيما تحته خط:
تَسائَلُونَ بِهِ وَ الْأَرْحامَ ، وَ لا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ ، وَ سَيَصْلَوْنَ سَعِيراً ، يُوصى بِها أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ ، فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ ، وَ الْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ .
1- تَسائَلُونَ بِهِ وَ الْأَرْحامَ قرأ عاصم،و حمزة و الكسائي بتخفيف السين،و الباقون بتشديدها.قال الشاطبي:
و كوفيهم تساءلون مخفّفا و قرأ حمزة بخفض ميم وَ الْأَرْحامَ و الباقون بنصبها،قال الشاطبي:
و حمزة و الأرحام بالخفض جمّلا 2- وَ لا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ قرأ قالون،و البزي،و أبو عمرو بإسقاط الهمزة الأولى،و تحقيق الثانية مع المد و القصر،و لورش و قنبل وجهان:
الأول:تسهيل الهمزة الثانية بين بين.
و الثاني:إبدالها ألفا مع الإشباع للساكنين،و الباقون بتحقيق الهمزتين.
3- وَ سَيَصْلَوْنَ قرأ ابن عامر،و شعبة بضم الياء و الباقون بفتحها، قال الشاطبي:
يصلون ضم كما صفا ...
4- يُوصى بِها أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ قرأ ابن كثير،و ابن عامر، و عاصم بفتح الصاد و ألف بعدها هكذا(يوصا).
و الباقون بكسر الصاد و ياء بعدها هكذا،(يوصي)قال الشاطبي:
ص: 297
و يوصى بفتح الصّاد صحّ كما دنا و وافق حفص في الأخير مجمّلا
5- اَلْبُيُوتَ قرأ ورش،و أبو عمرو،و حفص بضم الباء،و الباقون بكسرها.
6- وَ الْمُحْصَناتُ اتفق القراء جميعا على فتح صاده،لأنه مستثنى.
بين ما للقراء العشرة في الكلمات الآتية مع ذكر الدليل فيما تحته خط:
مُدْخَلاً ، عَقَدَتْ ، بِما حَفِظَ اللّهُ ، تُسَوّى بِهِمُ الْأَرْضُ ، أَوْ جاءَ أَحَدٌ ، أَوْ لامَسْتُمُ ، فَتِيلاً اُنْظُرْ ، نِعِمّا يَعِظُكُمْ بِهِ ، أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ، وَ لا تُظْلَمُونَ فَتِيلاً .
1- مُدْخَلاً قرأ نافع،و أبو جعفر،بفتح الميم على أنه مصدر أو اسم مكان من(دخل)و عليه فيقدر له فعل ثلاثي مطاوع ليدخلكم أي و يدخلكم فتدخلون(مدخلا).
و قرأ الباقون بضم الميم،على أنه مصدر أو اسم مكان من(أدخل) الرباعي،قال ابن الجزري:
و فتح ضمّ مدخلا مدا كالحجّ ...
2- عَقَدَتْ قرأ عاصم،و حمزة و الكسائي،و خلف العاشر،بغير ألف بعد العين هكذا(عقدت)على إسناد الفعل إلى الأيمان و حذف المفعول أي عهودهم،و الأيمان جمع يمين التي هي اليد.
و قرأ الباقون بإثبات ألف بعد العين المهملة هكذا (عاقدت) من باب المفاعلة،كان الحليف يضع يمينه في يمين صاحبه و يقول:دمي دمك،و ترثني و أرثك،و كان يرث السدس من مال حليفه،ثم نسخ ذلك بقوله تعالى:
وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللّهِ قال ابن الجزري:
عاقدت لكوف قصرا ....
ص: 298
3- بِما حَفِظَ اللّهُ قرأ أبو جعفر(اللّه)بفتح هاء لفظ الجلالة،و ما موصولة أي بالذي حفظ حق اللّه أو أمر اللّه،و في
الحديث: «احفظ اللّه يحفظك».
و قرأ الباقون برفعها،و ما مصدرية أي بحفظ اللّه إياهن،قال ابن الجزري:
و نصب رفع حفظ اللّه ثرا 4- تُسَوّى بِهِمُ الْأَرْضُ ،قرأ حمزة و الكسائي و خلف العاشر، (تسوى)بفتح التاء و تخفيف السين،على البناء للفاعل،و حذف إحدى التاءين.
و قرأ نافع و ابن عامر،و أبو جعفر(تسّوّى)بفتح التاء و تشديد السين على البناء للفاعل،و إدغام التاء في السين.
و قرأ الباقون و هم ابن كثير،و أبو عمرو و عاصم،و يعقوب(تسوّى) بضم التاء و تخفيف السين،على البناء للمفعول.قال ابن الجزري:
تسّوى اضمم نما حق و عم الثّقل ...
و قرأ أبو عمرو،و يعقوب بكسر الهاء و الميم وصلا في(بهم الأرض)، و حمزة و الكسائي،و خلف العاشر،بضم الهاء و الميم وصلا.
و الباقون بكسر الهاء و ضم الميم وصلا.أما عند الوقف فجميع القراء يكسرون الهاء و يسكنون الميم.
5- أَوْ جاءَ أَحَدٌ قرأ قالون،و البزي،و أبو عمرو،بإسقاط الهمزة الأولى مع المد و القصر.
و قرأ الأصبهاني،و أبو جعفر بتسهيل الهمزة الثانية بين بين.
و للأزرق وجهان:
(الأول)تسهيل الهمزة الثانية بين بين.
ص: 299
(و الثاني)إبدالها حرف مد محضا مع القصر،لأن بعده متحرك (1).
و لقنبل ثلاثة أوجه:
الأول:إسقاط الهمزة الأولى مع المد و القصر.
الثاني:تسهيل الهمزة الثانية.
الثالث:إبدال الهمزة حرف مد محضا مع القصر.
و لرويس وجهان:
الأول:إسقاط الهمزة الأولى مع المد و القصر.
الثاني:تسهيل الهمزة الثانية بين بين.
في هذه الآية مد منفصل و هو(يا أيها)فإذا قرأت لقالون أو لمن له الإسقاط بقصر المنفصل جاز في(جاء أحد)القصر و المد،و إذا قرأت لقالون أو أبي عمرو أو رويس بمد المنفصل تعين المد في(جاء أحد)لأننا إذا قلنا:إن الهمزة الساقطة هي الأولى يكون المد حينئذ من قبيل المنفصل فتجب التسوية بينهما،و إذا قلنا الساقطة هي الثانية يكون المد من قبيل المتصل و حينئذ يتعين مده أيضا.
6- أَوْ لامَسْتُمُ قرأ حمزة،و الكسائي،و خلف العاشر بحذف الألف هكذا(أو لمستم).و قرأ الباقون بإثبات الألف هكذا(أو لامستم) و القراءتان بمعنى اللمس و هو الجس باليد قاله ابن عمر و عليه الإمام الشافعي، و ألحق به الجس بباقي البشرة،و عن ابن عباس هو الجماع،قال ابن الجزري:
لامستم قصر معا شفا ....
7- فَتِيلاً اُنْظُرْ قرأ أبو عمرو،و عاصم،و حمزة،و يعقوب،و ابن ذكوان،بخلف عنه بكسر التنوين وصلا.و قرأ الباقون بالضم وصلا أيضا.
ص: 300
و إذا وقفت على(فتيلا)و بدأت ب(انظر)فكل القراء يبتدءون بهمزة مضمومة،قال ابن الجزري:
و السّاكن الأوّل ضم لضمّ همز الوصل و اكسره نما
فز غير قل حلا و غير أو حما و الخلف في التّنوين مز
8- نِعِمّا قرأ ابن عامر،و حمزة و الكسائي،و خلف العاشر بفتح النون و كسر العين على الأصل هكذا(نعمّا)و قرأ ورش،و ابن كثير، و حفص،و يعقوب بكسر النون اتباعا لكسرة العين هكذا(نعمّا)و هي لغة هذيل.
و قرأ أبو جعفر بكسر النون و إسكان العين هكذا(نعمّا).و اختلف عن قالون،و أبي عمرو،و شعبة فروى عن كل منهم وجهان:
الأول:كسرة النون مع اختلاس كسرة العين.
الثاني:كسر النون مع إسكان العين،كقراءة أبي جعفر،و هي لغة صحيحة،و اتفق القراء على تشديد الميم،قال ابن الجزري:
معا نعمّا افتح كما شفا و في إخفاء كسر العين حز بها صفى
9- أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيارِكُمْ قرأ نافع،و ابن كثير،و ابن عامر،و الكسائي،و أبو جعفر،و خلف العاشر بضم النون و الواو وصلا و قرأ عاصم،و حمزة بكسرهما وصلا.
و قرأ أبو عمرو،و يعقوب بكسر النون و ضم الواو وصلا،قال ابن الجزري:
و السّاكن الأوّل ضم لضمّ همز الوصل و اكسره نما
فز غير قل حلا و غير أو حما 10- وَ لا تُظْلَمُونَ فَتِيلاً قرأ ابن كثير،و حمزة،و الكسائي،و أبو جعفر،و خلف العاشر،و روح،بخلف عنه بياء الغيب،لمناسبة صدر الآية هكذا (و لا يظلمون) .
ص: 301
و قرأ الباقون بتاء الخطاب،لمناسبة قوله تعالى: رَبَّنا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتالَ ،قال ابن الجزري:
لا يظلموا دم ثق شذا الخلف شفا
اذكر اختلاف أبو عمرو عن الكسائي في الوقف على(فمال)من قوله تعالى: فَما لِهؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً (1)ثم اذكر مذاهب القراء في الوقف على(شيئا)من قوله تعالى وَ إِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدالَ زَوْجٍ مَكانَ زَوْجٍ وَ آتَيْتُمْ إِحْداهُنَّ قِنْطاراً فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئاً (2).
أولا:بالنسبة للوقف على(فمال)فقد وقف أبو عمرو على(فمال) دون الوقف على(ما)دون اللام كما نص عليه جمهور المغاربة و غيرهم.
و اختلف فيه عن الكسائي فروى عنه الوقف على(ما)دون اللام كأبي عمرو،و روى عنه الوقف على اللام كباقي القراء (3).
قال ابن الجزري:و الصواب جواز الوقف على(ما)لجميع القراء، لأنها كلمة برأسها منفصلة لفظا و حكما،و أما اللام فيحتمل الوقف عليها للجميع لانفصالها خطا و هو الأظهر قياسا،و يحتمل أن لا يوقف عليها لكونها لام جر كما في النشر.
أولا:اعلم أنه لا يجوز الوقف على(ما)أو(اللام)إلا اختبارا بالباء الموحدة أو اضطرارا فقط،فإذا وقف على(ما)أو(اللام)في حالة الاختبار
ص: 302
أو الاضطرار،فلا يجوز الابتداء باللام،أو بهؤلاء،لما في ذلك من فصل الخبر عن المبتدأ و المجرور عن الجار،قال ابن الجزري:
و مال سال الكهف فرقان النسا قيل على ما حسب حفظه رسا
ثانيا:أما مذاهب القراء في الوقف على(شيئا)،فقد وضح ذلك الإمام الصفاقسي في غيثه (1).
فقال:الوقف عليه كاف و فيها لورش من طريق الأزرق،و هو طريقنا على ما يقتضيه الضرب اثنا عشر وجها شيئا مضروبان في وجهي إحداهن، أربعة مضروبة في ثلاثة آتيتم اثني عشر،و به يقرأ المتساهلون،و المحرر منها من طريقنا ستة،و يزاد من طريق النشر و طيبته سابع،و باقيها لا يصح:
الأول:قصر(آتيتم)و فتح إحداهن و توسيط شيئا.
الثاني:توسيط(آتيتم)و تقليل(إحداهن)و توسيط(شيئا).
الثالث و الرابع و الخامس و السادس:تطويل(آتيتم)و فتح إحداهن و تقليله،و كل منهما مع توسيط شيئا و تطويله فتحصل من ذلك أن الأربعة الآتية على قصر(آتيتم)يجوز منها واحد،و الأربعة الآتية على التوسط يجوز منها واحد كذلك،و الأربعة الآتية على الطويل كلها جائزة،و إن ابتدأت من قوله(فإن كرهتموهن)و الوقف على(بالمعروف)قبله كاف ففيها على ما يقتضيه الضرب ثمانية و أربعون وجها،الاثنا عشر التي في الآية الأولى مضروبة في وجهي شيئا أربعة و عشرون مضروبة في وجهي فعسى.
و المحرر منها من طريقنا ستة،و يزاد من طرق النشر و طيبته سابع و باقيها ممنوع:
الأول:فتح(فعسى،و إحداهن)و توسيط(شيئا)معا و قصر(آتيتم).
الثاني:ما ذكر و تطويل(آتيتم)بدل قصره.
الثالث:فتح(فعسى،و إحداهن)و تطويل(شيئا)معا(و آتيتم).).
ص: 303
الرابع:تقليل(فعسى و إحداهن)و توسيط(شيئا)معا(و آتيتم).
الخامس:ما ذكر و تطويل(آتيتم).
السادس:تقليل(فعسى و إحداهن)و تطويل(شيئا)معا(و آتيتم).
الوجه المزاد في الآية الثانية من طرق النشر توسيط(آتيتم)و فتح (إحداهن)و توسيط(شيئا)معا،و المزاد في الأولى فتح(فعسى و إحداهن) و توسيط(شيئا)معا(و آتيتم).
اشرح قول ابن الجزري-رحمه اللّه-:
غير ارفعوا في حقّ نل نؤتيه يا فتى حلا و يدخلون ضمّ يا
و فتح ضمّ صف ثنا حبر شفي و كاف أولي الطّول ثب حقّ صفي
و الثّان دع ثطا صبا خلفا غدا و فاطر حز يصلحا كوف لدا
أي قرأ ذو فاء (1)في حمزة،و حق البصريان و ابن كثير و نون نل عاصم غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ (2)برفع الراء،و الباقون بنصبها،و قرأ ذو فتى حمزة و خلف و حاء حلا أبو عمرو فسوف يؤتيه أجرا عظيما بالياء، و الباقون بالنون،و قرأ ذو صاد صف أبو بكر و ثاء ثنا أبو جعفر و حبر بن كثير و أبو عمرو،و شين شفا روح يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَ لا يُظْلَمُونَ نَقِيراً بضم الياء و فتح الخاء،و كذلك قرأ ذو ثاء ثب و حق و صاد صف يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَ لا يُظْلَمُونَ شَيْئاً (3)بمريم و
ص: 304
فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ (1) أول الطول،و كذلك قرأ ذو دال داع ابن كثير و ثاء ثطا أبو جعفر،و غين غدا رويس فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ ثاني الطول،و اختلف فيه عن ذي صاد صبا أبو بكر فروى عنه فتح الياء و ضم الخاء،و روى عنه ضم الياء و فتح الخاء،و كذلك قرأ ذو حاء حز أبو عمرو جَنّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها بفاطر و الباقون بفتح الياء و ضم الخاء في الجميع،و قرأ الكوفيون يصلحا بينهما بضم الياء و سكون الصاد و كسر اللام،و الباقون بفتح الياء و تشديد الصاد و ألف بعدها،و فتح اللام،وجه رفع غير أنه صفة القاعدين،و وجه نصبها استثناء من القاعدين أو من المؤمنين،و وجه ياء (يؤتيه) إسناده إلى الحق سبحانه و تعالى على وجه الغيبة مناسبة لقوله تعالى:
وَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ ، وَ الْمُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ ،و وجه النون إسناده على وجه التكلم على الالتفات.
اشرح قول الشاطبي-رحمه اللّه-:
و يا سوف نؤتيهم عزيز و حمزة سيؤتيهم في الدّرك كوف تحمّلا
بالاسكان تعدوا سكّنوه و خفّفوا خصوصا و أخفى العين قالون مسهلا
قرأ حفص أُولئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ بالياء،و قرأ حمزة أولئك سيؤتيهم أجرا عظيما بالياء،و قرأ الباقون بالنون في الموضعين.
و قرأ الكوفيون إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النّارِ بإسكان الراء،و قرأ غيرهم بفتحها.
ص: 305
و قرأ(إليهم)بالخاء و هم القراء الستة لا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ بتسكين العين و تخفيف الدال فتكون قراءة نافع بفتح العين و تشديد الدال (1).
و قرأ قالون بإخفاء حركة العين أي اختلاس فتحتها فتكون قراءة ورش بفتح العين فتحا كاملا.
و قد ذكر الإمام الداني (2)في التيسير إسكان العين لقالون،و كان على الناظم (3)أن يذكر له هذا الوجه فحينئذ يكون لقالون وجهان:اختلاس فتحة العين و إسكانها،و كل منهما مع تشديد الدال،و يكون لورش وجه واحد و هو فتح العين مع تشديد الدال،و للباقين إسكان العين و تخفيف الدال،و معنى تحملا أي نقل الإسكان في راء الدرك،و معنى مسهلا راكبا الطريق السهل.
ليس في سورة النساء من ياءات الإضافة المختلف فيها شيء،و اللّه أعلم.
في سورة النساء من المدغم عدد يصل إلى ست و أربعين،و قال الجعبري خمس و أربعون،و لم يعد بيت طائفة،و كأنه لم يجعلها من الكبير، و قيل:أن أبا العلاء ذكرها من الكبير،ورد على من قال:إنها من الصغير، و الحق أن لكل من القولين مدركا صحيحا قويا،لأن أصلها بيتت طائفة بتاء مفتوحة بعدها تاء ساكنة للتأنيث،لأنه مسند إلى مؤنث إلا أنه غير حقيقي،ثم حذفت الثانية لذلك و للتخفيف فهي تبقى الأولى على فتحها أو تسكن لضرب من النيابة و مبالغة في التخفيف،فمن قال بالأول عدها من الكبير،و من قال بالثاني عدها من الصغير.
ص: 306
بين ما للقراء العشرة في الكلمات الآتية مع ذكر الدليل فيما تحته خط:
و رضوان-شنآن-أن صدوكم-فمن اضطر-و أرجلكم-قاسية- صراط-و ذلك جزاء الظالمين-من أجل ذلك كتبنا-يا أيها الرسول لا يحزنك.
1-(و رضوان)قرأ شعبة بضم الراء،و الباقون بكسرها،و هما لغتان،قال ابن الجزري:
رضوان ضمّ الكسر صف ....
2- شَنَآنُ معا (1)قرأ ابن عامر،و شعبة،و ابن وردان،و ابن جماز بخلف عنه،بإسكان النون،و الباقون بفتحها،و هما لغتان،مصدر شنأه بالغ في بغضه و قبل الساكن مخفف من المفتوح،قال ابن الجزري:
سكّن معا شنآن كم صحّ خفا ذا الخلف ...
3- أَنْ صَدُّوكُمْ قرا ابن كثير،و أبو عمرو،بكسر الهمزة،على أن(إن)شرطية.
و الباقون بفتحها،على أنها علة للشنآن أي لأنهم صدوكم،قال ابن الجزري:
أن صدوكم اكسر حز دفا ...
ص: 307
4- فَمَنِ اضْطُرَّ قرأ نافع،و ابن كثير،و ابن عامر،و الكسائي، و أبو جعفر،و خلف العاشر بضم النون وصلا،تبعا لضم ثالث الفعل، و الباقون بكسرها،على الأصل في التخلص من التقاء الساكنين،قال ابن الجزري:
و السّاكن الأوّل ضم لضمّ همز الوصل و اكسره نما
فز غير قل حلا و غير أو حما .....
و قرأ أبو جعفر بكسر طاء(اضطر)و الباقون بضمها،قال ابن الجزري:
و اضطر ثق ضمّا كسر 5- وَ أَرْجُلَكُمْ قرأ نافع،و ابن عامر،و حفص و الكسائي،و يعقوب بنصب اللام،عطفا على(أيديكم)فيكون حكمها الغسل كالوجه.
و قرأ الباقون بخفضها،عطفا على(برءوسكم)لفظا و معنى ثم نسخ المسح بوجوب الغسل،أو بحمل المسح على بعض الأحوال و هو لبس الخف، أو للتنبيه على عدم الإسراف في استعمال الماء،لأن غسل الرجلين مظنة لصب الماء كثيرا،فعطف على الممسوح (1)،و المراد الغسل،قال ابن الجزري:
أرجلكم نصب ظبا عن كم أضا رد ....
6- قاسِيَةً قرأ حمزة،و الكسائي،بحذف الألف (2)و تشديد الياء، للمبالغة في الشدة،أو بمعنى ردية أي مغشوشة من قولهم درهم قسي أي مغشوش.
و قرأ الباقون بإثبات الألف و تخفيف الياء،هكذا قاسية،اسم فاعل من قسى يقسو.قال ابن الجزري:).
ص: 308
و اقصر اشدد يا قسيّة رضى ...
7- صِراطٍ قرأ رويس،و قنبل بخلف عنه بالسين،على الأصل.
و قرأ خلف عن حمزة بإشمام الصاد صوت الزاي،و هي لغة قيس.
و قرأ الباقون بالصاد الخالصة،و هو الوجه الثاني لقنبل،و هي لغة قريش،قال ابن الجزري:
و السّراط مع سراط زن خلفا غلا ليف وقع
و الصّاد كالزّاي ضفا 8- وَ ذلِكَ جَزاءُ الظّالِمِينَ (1)فيه لحمزة وقفا و هشام بخلف عنه اثنا عشر وجها خمسة القياسي و هي:إبدال الهمزة ألفا مع القصر و التوسط و المد،ثم التسهيل بالروم مع المد و القصر،و سبعة الرسم لأن الهمزة فيه مرسومة على واو فتبدل واوا مضمومة،ثم تسكن للوقف مع القصر و المد بالسكون المحض و الإشمام،و الروم مع القصر.
9- مِنْ أَجْلِ ذلِكَ قرأ أبو جعفر بكسر همزة(أجل)و نقل حركتها إلى النون قبلها،و إذا وقف على(من)و ابتدأ بأجل ابتدأ بهمزة مكسورة،قال ابن الجزري:
من أجل كسر الهمز و النقل ثنا و قرأ ورش بنقل حركة الهمزة المفتوحة إلى النون،و إذا وقف على (من)و ابتدأ بأجل ابتدأ بهمزة مفتوحة.
و قرأ الباقون بهمزة مفتوحة مع عدم النقل و هما لغتان.
10- لا يَحْزُنْكَ قرأ نافع بضم الياء و كسر الزاي مضارع(أحزن) الرباعي،و الباقون بفتح الياء و ضم الزاي مضارع(حزن)الثلاثي،قال ابن الجزري-رحمه اللّه-:
يحزن في الكلّ اضمما مع كسر ضمّ أمّ ....).
ص: 309
قال الشاطبي-رحمه اللّه-:
و قبل يقول الواو غصن و رافع سوى ابن العلا من يرتدد عمّ مرسلا
اذكر بيتا بعد هذا البيت ثم اشرحهما معا؟
قال الشاطبي:
و حرّك بالإدغام للغير داله و بالخفض و الكفّار راويه حصّلا
قرأ أبو عمرو و الكوفيون: وَ يَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَ هؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بواو قبل يقول،و قرأ غيرهم بغير واو،و قرأ السبعة سوى أبي عمرو برفع لام و يقول،و قرأ أبو عمرو بنصبها فيتحصل من هذا أن نافعا و ابن كثير و ابن عامر يقرءون بحذف الواو و رفع اللام و أن أبا عمرو يقرأ بإثبات الواو و نصب اللام و أن الكوفيين يقرءون بإثبات الواو و رفع اللام، و قرأ نافع و ابن عامر مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ (1)بفك الإدغام أي بدالين هكذا من يرتدد منكم عن دينه و الدالين خفيفتين الأولى مكسورة،و الثانية ساكنة كما لفظ به،و قرأ غيرهما بدال واحدة مفتوحة مشددة،و حركت الدال الثانية بالفتح بسبب الإدغام أي إدغام الدال الأولى في الثانية لغير نافع و ابن عامر،و قرأ الكسائي و أبو عمرو مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَ الْكُفّارَ بخفض الراء و غيرهما بنصبها،و قوله مرسلا حال من ضمير عم الراجح للفظ يرتدد يعني أن هذا اللفظ في قراءة نافع و ابن عامر بدالين أرسل و أطلق من عقال الإدغام (2).
ص: 310
بين ما للقراء السبعة في الكلمات الآتية مع ذكر الدليل من أبيات الشاطبية:
(عقدتم-إن ارتبتم-هل يستطيع ربك-ء أنت-قياما).
1- عَقَّدْتُمُ قرأ ابن ذكوان بإثبات ألف بعد العين،و تخفيف القاف هكذا (عاقدتم) على وزن(قاتلتم).
و قرأ شعبة،و حمزة،و الكسائي،(عقدتم)بحذف الألف و تخفيف القاف على وزن(قتلتم)،و قرأ الباقون بحذف الألف و تشديد القاف هكذا (عقدتم)،قال الشاطبي:
و عقدتم التخفيف من صحبة و لا و في العين فامدد مقسطا
2- إِنِ ارْتَبْتُمْ أجمع القراء على تفخيم رائه لعروض الكسر و انفصاله،قال الشاطبي:
و ما بعد كسر عارض أو مفصّل ففخّم فهذا حكمه متبذلا
3- هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ قرأ الكسائي بتاء الخطاب هكذا (تستطيع) و(ربك)بالنصب و قرأ الباقون بياء الغيب هكذا(يستطيع)و(ربك)بالرفع، قال الشاطبي:
و خاطب في هل يستطيع رواته و ربك رفع الباء بالنصب رتلا
4- أَ أَنْتَ مثل أَ أَسْلَمْتُمْ (1)إلا أن ورشا له حالة الوقف و التسهيل فقط،و يمتنع الإبدال لأنه يؤدي إلى اجتماع ثلاث سواكن مظهرة و هذا غير موجود في كلام العرب،و لذا قيل:
ص: 311
و نحو ء أنت أ رأيت إن تقف لورش امنع بدلا فيه وصف
5- قِياماً قرأ ابن عامر بحذف الألف التي بعد الياء هكذا (قيما) ، و قرأ الباقون بإثبات الألف هكذا(قياما)،قال الشاطبي:
و اقصر قياما له ملا ....
في سورة المائدة ست ياءات إضافة،مختلف فيهن بين القراء و هي:
1- إِنِّي أَخافُ اللّهَ الآية(28).
2- إِنِّي أُرِيدُ الآية(29).
3- فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ الآية(115).
4- ما يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ الآية(116).
5- يَدِيَ إِلَيْكَ الآية(28).
6- وَ أُمِّي إِلهَيْنِ الآية(116).
قال الشاطبي:
و إنّي ثلاثها ولي و يدي و أمّي مضافاتها العلا
و قد فتح المدنيان و أبو عمرو و حفص(يدي إليك)و فتحا أيضا(إني أخاف)،(لي أن أقول)و معهما ابن كثير و أبو عمرو،و فتحا(و أمي إلهين) و معهما أبو عمرو و ابن عامر و حفص،و فتحا(إني أريد)،(فإني أعذبه).
ص: 312
قال اللّه تعالى في سورة الأنعام: مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ إلى قوله تعالى: وَ إِنَّنِي بَرِيءٌ مِمّا تُشْرِكُونَ .بين ما للقراء العشرة و رواتهم في هذه الآيات أصولا و فرشا بدون ذكر الدليل؟
قال اللّه تعالى: مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَ ذلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ* وَ إِنْ يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ لَهُ إِلاّ هُوَ*وَ إِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ* وَ هُوَ الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ وَ هُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ* قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً قُلِ اللّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ أُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَ مَنْ بَلَغَ أَ إِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللّهِ آلِهَةً أُخْرى قُلْ لا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ وَ إِنَّنِي بَرِيءٌ مِمّا تُشْرِكُونَ .
و للقراء العشر اختلاف حول بعض الكلمات المباركة في هذه الآيات العظيمة و هي:
1- مَنْ يُصْرَفْ قرأ شعبة،و حمزة و الكسائي و يعقوب،و خلف العاشر،بفتح الياء و كسر الراء،على البناء للفاعل و المفعول محذوف و هو ضمير العذاب (1).
و قرأ الباقون بضم الياء و فتح الراء،على البناء للمفعول،و نائب الفاعل ضمير العذاب،و الضمير في عنه يعود على(من).
2- اَلْقُرْآنُ قرأ ابن كثير بنقل حركة الهمزة إلى الراء في الحالين، و كذا حمزة عند الوقف،و قرأ الأزرق بقصر البدل لأنه من المستثنيات.
ص: 313
3- لِأُنْذِرَكُمْ قرأ الأزرق بترقيق الراء،و الباقون بتفخيمها.
4- أَ إِنَّكُمْ قرأ قالون،و أبو عمرو،و أبو جعفر،بتسهيل الهمزة الثانية مع إدخال ألف بين الهمزتين و ورش،و ابن كثير بتسهيل الهمزة الثانية مع عدم الإدخال.و لهشام وجهان تحقيق الهمزة الثانية مع الإدخال و عدمه و لرويس وجهان،تحقيق الهمزة الثانية و تسهيلها مع عدم الإدخال.
و قرأ الباقون بالتحقيق مع عدم الإدخال،و جميع القراء يحققون الهمزة الأولى.
5- بَرِيءٌ يوقف عليها لحمزة،و هشام بخلف عنه بالإبدال مع الإدغام لأن الياء زائدة،و يجوز فيها السكون المحض،و الروم،و الإشمام.
اشرح قول الشاطبي:
رأيت في الاستفهام لا عين راجع و عن نافع سهّل و كم مبدل جلا
ورد في الوافي:شرحا مناسبا لهذا البيت،و إنني أورده لك إن شاء اللّه كالآتي: (1)
رأى فعل ماض على وزن فعل بفتح الفاء و العين و اللام،فالراء فاء الفعل و الهمزة عينه و الألف لامه،و قد يسند هذا الفعل إلى تاء المخاطب نحو: رَأَيْتَ أو المخاطبين نحو: رَأَيْتُمْ و قد أفاد الناظم أن الكسائي يقرأ بحذف عين هذا الفعل و هي الهمزة التي بعد الراء بشرط أن يكون هذا الفعل مقرونا بهمزة الاستفهام و تاء المخاطب نحو أَ رَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى عَبْداً إِذا صَلّى ، أَ رَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ ، أَ رَأَيْتُمْ إِنْ أَتاكُمْ ، أَ رَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ .
ص: 314
سواء تجرد من كاف الخطاب كهذه الأمثلة أم لحقته كاف الخطاب نحو أَ رَأَيْتَكَ هذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ ، أَ رَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللّهِ و سواء تجرد من فاء العطف كهذه الأمثلة أم اقترن بها نحو أَ فَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلّى ، أَ فَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ ، أَ فَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَ أَضَلَّهُ اللّهُ عَلى عِلْمٍ ، أَ فَرَأَيْتُمْ ما تُمْنُونَ ، أَ فَرَأَيْتُمْ ما تَحْرُثُونَ .
و قرأ نافع بتسهيل الهمزة الثانية التي هي عين الفعل بين بين،و روى كثير من النقلة و أهل الأداء عن ورش إبدالها ألفا مع المد المشبع للساكنين فيكون لقالون في هذه الهمزة وجه واحد،و هو التسهيل بين بين،و يكون لورش فيها وجهان:
الأول:كقالون.
و الثاني:إبدالها ألفا مع إشباع المد،فإذا لم يكن الفعل مقرونا بهمزة الاستفهام فلا خلاف بين القراء في إثبات الهمزة و تحقيقها نحو: وَ إِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا ، وَ إِذا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسامُهُمْ ، رَأَيْتَ الْمُنافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً .
قال ابن الجزري:
زيّن ضمّ اكسر و قتل الرّفع كسر أولاد نصب شركائهم بجر
اذكر بيتا بعد هذا البيت ثم اشرحهما معا؟
قال ابن الجزري-رحمه اللّه-:
رفع كذا أنّث يكن لي خلف ما صب ثق و ميته كسا ثنا دما
أي قرأ ابن عامر وَ كَذلِكَ زَيَّنَ بضم الزاي و كسر الياء،و قَتْلَ بالرفع،و أَوْلادِهِمْ بالنصب،و شُرَكاؤُهُمْ بالجر،و الباقون زَيَّنَ بفتح الزاي و الياء،و قَتْلَ بالنصب،و أَوْلادِهِمْ بالجر،
ص: 315
و شُرَكاؤُهُمْ بالرفع،و قرأ ابن ذكوان و شعبة،و أبو جعفر و إن تكن ميتة بتاء التأنيث،و الباقون بالتذكير،و اختلف عن هشام فروى عنه الوجهان الداجوني التذكير و غيره التأنيث،و قرأ ابن عامر،و أبو جعفر،و ابن كثير مَيْتَةً بالرفع،و الباقون بالنصب،و فهم من الإطلاق وجه قراءة الجماعة زَيَّنَ ماضي مبني للفاعل،و شُرَكاؤُهُمْ فاعله و قتل مفعوله،و وجه (1)قراءة ابن عامر أن زين مبني للمفعول و نائبه قتل أولادهم مفعول المصدر،و شركائهم فاعله جر بإضافة إليه ففيه حذف فاعل الفعل و الفصل بين المضافين بالمفعول،و قد أنكر جماعة هذه القراءة مستمسكين بأنه لا يفصل بين المضافين إلا بالظرف في الشعر خاصة على أنه مخالف للقواعد،لأن المضافين كالكلمة الواحدة فلا يفصل بين حروفها،لكن اغتفروا ذلك في الشعر خاصة لضرورة الوزن بالفصل بين المضافين ففصلوا بظرف الزمان دون المكان و الحقيقة أن هذا الفصل وقع في سبع مسائل ثلاثة منها جائزة في الشعر و النثر،إما بظرف المضاف و إما بمفعوله كقراءة ابن عامر هذه و لها شواهد في كلام العرب كثيرة منها.
فسقناهم سوق البغال الأجادل و قولهم:فزججتها بمزجة زجّ القلوص أبي مزادة..إلخ.و هذا المختصر لا يحتمل الإطالة،و وجه التأنيث في تكن ميتة مع الرفع جعلها تامة،و وجهه مع النصب جعلها ناقصة،و وجه التذكير مع الرفع جعلها تامة،و مع النصب جعلها ناقصة.
في سورة الأنعام ثماني ياءات إضافة،مختلف فيها بين القراء و هي:
1- وَجْهِيَ لِلَّذِي الآية(79).
2- وَ مَماتِي لِلّهِ الآية(162).
ص: 316
3- هَدانِي رَبِّي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ الآية(161).
4- وَ أَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً الآية(153).
5- إِنِّي أُمِرْتُ الآية(14).
6- إِنِّي أَخافُ الآية(15).
7- إِنِّي أَراكَ الآية(74).
8- وَ مَحْيايَ الآية(162).
قال الشاطبي:
و ياءاتها وجهي مماتي مقبلا و ربّي صراطي ثمّ إنّي ثلاثة
و محياي و الإسكان صحّ تحمّلا فتح المدنيان إِنِّي أُمِرْتُ ، مَماتِي لِلّهِ و فتح المدنيان و ابن كثير و أبو عمرو إِنِّي أَخافُ ، إِنِّي أَراكَ و فتح المدنيان و ابن عامر و حفص وَجْهِيَ لِلّهِ و فتح ابن عامر وحده صِراطِي مُسْتَقِيماً و فتح المدنيان و أبو عمرو بين قسين قرآن إِلى صِراطٍ و أسكن نافع وَ مَحْيايَ .
ص: 317
قال الإمام ابن الجزري-رحمه اللّه-:
تذكّرون الغيب زد من قبل كم أكمل الأبيات إلى قوله:
شفا لباس الرّفع نل حقّا فتى ثم اشرحها شرحا وافيا مبينا مذاهب القراء العشرة و رواتهم فيها؟
قال ابن الجزري:
1-تذكّرون الغيب زد من قبل كم و الخفّ كن صحبا و تخرجون ضم
2-فافتح و ضمّ الرّا شفا ظل ملا و زخرف منّ شفا و أوّلا
3-روم شفا من خلفه الجاثية شفا لباس الرّفع نل حقّا فتى
1-قرأ ابن عامر قليلا ما يتذكرون بزيادة ياء الغيب قبل التاء، و الباقون بحذفها و خفف ذاله ابن عامر و حمزة و الكسائي و حفص و خلف من قوله و الخف كن صحبا وجه الغيب إسناده للغائبين أي الذين بعثت إليهم يا محمد،و وجه الخطاب إسناده إلى المخاطبين المذكورين في اِتَّبِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ .
2-أي قرأ حمزة و الكسائي و خلف و ابن ذكوان و يعقوب من ظل ملا وَ مِنْها تُخْرَجُونَ يا بَنِي آدَمَ هنا بفتح التاء و ضم الراء و كذلك قرأ ابن ذكوان ذو ميم من و شفا حمزة و الكسائي و خلف (1)بَلْدَةً مَيْتاً كَذلِكَ تُخْرَجُونَ بالزخرف،و قرأ ذو شفا كذلك في(تخرجون)و(من آياته)أول الروم،و اختلف فيه عن ابن ذكوان فروي عنه الوجهان،و قرأ ذو شفا
ص: 318
فَالْيَوْمَ لا يُخْرَجُونَ مِنْها كذلك في الجاثية،و الباقون في الكل بضم التاء أو الياء و فتح الراء،وجه الفتح البناء للفاعل،و وجه الضم البناء للمفعول،و قرأ ذو نون نل عاصم،و حق،البصريان و ابن كثير و فتى حمزة و خلف لِباسُ التَّقْوى برفع السين،و الباقون بنصبها عطفا على الأول،و وجه الرفع على أنه مبتدأ و ذلك صفته و خير خبره.
الكلمات الآتية،للقراء العشرة فيها مذاهب،اذكرها مستدلا على ذلك من طيبة النشر:و لباس التقوى-و يحسبون-أن لعنة الله-و الشمس و القمر و النجوم مسخرات-الرياح-بشرا-من إله غيره
1- وَ لِباسُ التَّقْوى قرأ نافع،و ابن عامر،و الكسائي،و أبو جعفر بنصب السين عطفا على لِباساً و قرأ الباقون برفعها،على أنها مبتدأ، و ذلك مبتدأ ثان،و خير خبر المبتدأ الثاني،و المبتدأ الثاني و خبره خبر و لِباسُ ،و الرابط اسم الإشارة،قال ابن الجزري:
لباس الرفع نل حقّا فتى ...
2- وَ يَحْسَبُونَ قرأ ابن عامر،و عاصم،و حمزة،و أبو جعفر بفتح السين،و الباقون بكسرها،قال ابن الجزري:
و يحسب مستقيلا بفتح سين كتبوا في نصّ ثبت .....
3- أَنْ لَعْنَةُ اللّهِ قرأ نافع،و أبو عمرو،و عاصم،و يعقوب،و قنبل، في أحد وجهيه،بإسكان النون مخففة و رفع(لعنة)على أن(أن)مخففة من الثقيلة و اسمها ضمير الشأن و لعنة مبتدأ،و الجار و المجرور متعلق بمحذوف خبره.
و الجملة خبر أن،و قرأ الباقون بتشديد النون و نصب(لعنة)على أنها اسم أنّ،و الجار و المجرور متعلق بمحذوف خبرها،قال الشاطبي:
ص: 319
أن خفّ نل حما زهر خلف اتل لعنة لهم
4- بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا قرأ أبو عمرو،و حمزة،و يعقوب،و قنبل،و ابن ذكوان بخلف عنهما،بكسر التنوين وصلا،و قرأ الباقون بالضم كذلك و هو الوجه الثاني لقنبل و ابن ذكوان،قال ابن الجزري:
و السّاكن الأوّل ضم لضم همز الوصل و اكسره نما فز غير قل حلا و غير أو حما و الخلف في التنوين مز و إن يجز زن خلفه 5- وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ،وَ النُّجُومَ مُسَخَّراتٍ قرأ ابن عامر برفع الأسماء الأربعة،على أن و الشمس مبتدأ،و القمر و النجوم معطوفان عليه و مسخرات خبر.
و قرأ الباقون بنصبها،على أن و الشمس و القمر و النجوم معطوفة على السموات،و مسخرات حال من هذه المفاعيل،قال ابن الجزري:
و الشمس ارفعا كالنّحل مع عطف الثّلاث كم.....
6- اَلرِّياحَ قرأ ابن كثير،و حمزة،و الكسائي،و خلف العاشر بإسكان الياء التحتية من غير ألف بعدها على الإفراد هكذا (الريح) .
و قرأ الباقون بفتح الياء و ألف بعدها على الجمع هكذا الرياح،قال ابن الجزري:
الأعراف ثاني الرّوم مع فاطر نمل دم شفا
7- بُشْراً قرأ عاصم بالباء الموحدة المضمومة و إسكان الشين هكذا(بشرا)جمع بشير.و قرأ حمزة،و الكسائي،و خلف العاشر بالنون المفتوحة و إسكان الشين هكذا (نشرا) مصدر واقع موقع الحال بمعنى ناشرة، أو منشورة.و قرأ نافع،و ابن كثير،و أبو عمر،و أبو جعفر،و يعقوب بضم النون و الشين هكذا (نشرا) جمع ناشر.
ص: 320
و قرأ ابن عامر بضم النون و إسكان الشين،و هي مخففة من قراءة الضم هكذا (نشرا) ،قال ابن الجزري:
نشرا لضم فافتح شفا كلاّ و ساكنا سما ضمّ و با نل...
اشرح قول الشاطبي:
و جمع رسالاتي حمته ذكوره و في الرّشد حرّك و افتح الضّمّ شلشلا
و في الكهف حسنا و ضمّ حليّهم بكسر شفا واف و الاتباع ذو حلا
أي قرأ أبو عمرو و ابن عامر و الكوفيون برسالتي بألف بعد اللام على الجمع هكذا بِرِسالاتِي ،و هؤلاء المشار إليهم بالحاء و الذال من حمته ذكوره (1)فتعين بعد ذلك للباقين القراءة بحذف الألف على التوحيد هكذا برسالتي ،و الذكور السيوف،ثم أمر للمشار إليهما بالشين من شلشلا و هما:حمزة و الكسائي قرآ بفتح ضم الراء و تحريك الشين بالفتح من سبيل الرشد،ثم أخبر أن المشار إليه بالحاء من حسناه،و هو أبو عمرو قرأ(مما علمت رشدا)بالكهف بالتقييد المذكور،أي بفتح ضم الراء و تحريك الشين بالفتح فتعين لمن لم يذكره في الترجمتين القراء بضم الراء و إسكان الشين و لا خلاف في قوله تعالى: مِنْ أَمْرِنا رَشَداً ،و مِنْ هذا رَشَداً أنهما بفتح الراء و الشين للسبعة ثم أخبر أن المشار إليهما بالشين من شفا و هما:حمزة و الكسائي قرآ وَ اتَّخَذَ قَوْمُ مُوسى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ بكسر ضم الحاء،فتعين للباقين القراءة بضمها،و قوله و الاتباع ذو حلا تعليل لقراءة الكسر،و الأصل في الحاء من حليهم الضم،و إنما كسرت لاتباع كسرة اللام،و ليس قوله ذو حلا برمز.
ص: 321
في هذه السورة سبع ياءات إضافة مختلف فيها بين القراء و هي:
1- حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ الآية(33).
2- إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ الآية(144).
3- سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ الَّذِينَ الآية(146).
4- قالَ عَذابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشاءُ الآية(156).
5- مَعِيَ بَنِي إِسْرائِيلَ الآية(105).
6- مِنْ بَعْدِي أَ عَجِلْتُمْ الآية(150).
7- إِنِّي أَخافُ الآية(59).
قرأ حمزة (1)قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ مرسلة الياء،و قرأ الباقون بفتحها،و قرأ ابن عامر و حمزة سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ الَّذِينَ مرسلة الياء، و قرأ الباقون بفتحها،و فتح أبو جعفر و نافع إِنِّي أَخافُ ،و مِنْ بَعْدِي أَ عَجِلْتُمْ و عَذابِي أُصِيبُ ،و فتح ابن كثير و أبو عمرو إِنِّي أَخافُ و إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ و فتح ابن كثير في رواية ابن فليج وحده قالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ و لم يفتح غيره،و فتح حفص عن عاصم مَعِيَ كل القرآن، و الباقون لم يفتحوا منها شيئا،و اللّه أعلم.
ص: 322
اشرح الأبيات الآتية:
و في مردفين الدّال يفتح نافع و عن قنبل يروى و ليس معوّلا
و يغشى سما خفّا و في ضمّه افتحوا و في الكسر حقّا و النّعاس ارفعوا و لا
1-قرأ نافع مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ بفتح الدال،و لقنبل وجهان الفتح كنافع،و لم يعول عليه عن طريق ابن مجاهد،و الكسر كالباقين،و عليه إطباق النقلة،و قد ثبت الفتح عن قنبل من طريق العباس و أبي عون من طريق الأهوازي و أبي الكرم،و الأولى أن لا يقرأ من طريق القصيد لقنبل بالفتح كما حكي عن ابن مجاهد في التيسير (1).
2-أخبر أن المشار إليهم بسما و هم نافع،و ابن كثير و أبو عمرو و قرءوا إذ يغشاكم بإسكان الغين و تخفيف الشين فتعين للباقين القراءة بفتح الغين و تشديد الشين،ثم أمر بفتح ضم يائه،و فتح كسر شينه،و رفع النعاس بعده للمشار إليهما بقوله حقا و هما ابن كثير و أبو عمرو فتعين للباقين القراءة بضم الياء و كسر الشين و نصب النعاس فصار نافع يقرأ يُغَشِّيكُمُ بضم الياء و سكون الغين و كسر الشين و تخفيفها من غير ألف و نصب النعاس،و ابن كثير و أبو عمرو يغشاكم بفتح الياء و سكون الغين و فتح الشين و تخفيفها،و بالألف و رفع اَلنُّعاسَ و الباقون(يغشيكم) بضم الياء و فتح الشين و كسر الشين،و تشديدها،و بالياء و نصب النعاس فذلك ثلاث قراءات.
ص: 323
اشرح الأبيات الآتية مبينا الكلمات القرآنية المقصودة و خلاف القراء العشرة حولها؟ ضعفا فحرّك لا تنوّن مدّ ثب و الضّمّ فافتح نل فتى و الرّوم صب
عن خلف فوز أن يكون أنّثا ثبت حما أسرى أسارى ثلّثا
أي قرأ أبو جعفر أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً بضم الضاد و فتح العين و المد بهمزة مفتوحة جمع ضعيف،و الباقون بعدم المد و الإسكان و التنوين،ثم اختلفوا فقرأ عاصم و حمزة و خلف من نل فتى الضاد،و الباقون بضمها و هما لغتان و بهذا قرأ شعبة و حمزة في الروم قوله تعالى: اَلَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ و اختلف فيه عن ذي عين عن حفص بالوجهين،و قرأ ذو ثاء ثبت أبو جعفر و هما البصريان ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ بتاء التأنيث،و الباقون بياء الغيب على التذكير،و قرأ أبو جعفر أسارى بوزن(فعالى)و الباقون (أسرى)بوزن(فعلى)وجهي يكون مراعاة لفظ أسارى فيؤنث و معناه فيذكر.
في سورة الأنفال من ياءات الإضافة اثنتان هما:
1- إِنِّي أَرى ما لا تَرَوْنَ الآية(48).
2- إِنِّي أَخافُ الآية(48).
قال الشاطبي:
و معا إنّي بياءين أقبلا ....
و ليس فيها من ياءات الزوائد شيء،و مدغمها أحد عشر إن لم نعد (حيي) (1)و اثنا عشر إن عددناه،و من الصغير أحد عشر.
و من الملاحظ أن الياءين فتحهما المدنيان و ابن كثير و أبو عمرو.
ص: 324
بين مذاهب الأئمة السبعة القراء في الكلمات الآتية مع ذكر الدليل من أبيات الشاطبية:أئمة-أن يعمروا مساجد الله-و قالت اليهود عزير ابن الله-يضاهئون-يضل به-إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة -مرجون-و الذين اتخذوا
1- أَئِمَّةَ (1)قرأ نافع،و ابن كثير،و أبو عمرو،بتسهيل الهمزة الثانية بين بين و بإبدالها ياء مع عدم الإدخال،و قرأ هشام بالتحقيق مع الإدخال و عدمه،و الباقون بالتحقيق مع عدم الإدخال.
2- أَنْ يَعْمُرُوا مَساجِدَ اللّهِ (2)قرأ ابن كثير،و أبو عمرو بالتوحيد هكذا (مسجد) ،و الباقون بالجمع هكذا(مساجد)،قال الشاطبي:
و وحد حق مسجد اللّه الأوّلا 3- وَ قالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ قرأ عاصم،و الكسائي،بتنوين (عزير)و كسره حال الوصل على الأصل في التخلص من التقاء الساكنين، و لا يجوز ضمه للكسائي على مذهبه لأن ضمة(ابن)ضمة إعراب فهي غير لازمة،و قرأ الباقون بضم الراء و حذف التنوين لالتقاء الساكنين،قال الشاطبي.
و نونوا عزير رضا نص و بالكسر و كلّا ....
ص: 325
اعلم أن ورشا له في(عزير)ترقيق الراء و هو اسم عربي لأنه من التعزير،و هو التقوية،و ليس اسما أعجميا.
4- يُضاهِؤُنَ قرأ عاصم(يضاهئون)بكسر الهاء و همزة مضمومة بعدها،و قرأ الباقون (يضاهون) بضم الهاء و حذف الهمزة.
قال الشاطبي:
يضاهون ضم الهاء يكسر عاصم و زد همزة مضمومة عنه و اعقلا
5- يُضَلُّ بِهِ قرأ حفص،و حمزة،و الكسائي بضم الياء،و فتح الضاد،و الباقون بفتح الياء و كسر الضاد،قال الشاطبي:
يضلّ بضم الياء مع فتح ضاده صحاب و لم يخشوا هنالك مضلّلا
6- إِنْ نَعْفُ عَنْ طائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طائِفَةً قرأ عاصم(نعف) بنون العظمة مفتوحة و ضم الفاء،و(نعذّب)بنون العظمة مضمومة،و كسر الذال مشددة.و(طائفة)بالنصب،و قرأ الباقون (يعف) بياء تحتية مضمومة و فتح الفاء و (تعذب) بتاء فوقية مضمومة،و فتح الذال مشددة،و(طائفة) بالرفع قال الشاطبي:
و يعف بنون دون ضم و فاؤه يضم تعذّب تاء بالنّون وصّلا
و في ذاله كسر و طائفة بنصب مرفوعة عن عاصم كله اعتلا
7- مُرْجَوْنَ قرأ ابن كثير و أبو عمرو و ابن عامر،و شعبة (مرجئون) بهمزة مضمومة ممدودة بعد الجيم،و قرأ الباقون،بواو ساكنة بعد الجيم من غير همز هكذا(مرجون)بواو ساكنة بعد الجيم من غير همز،قال الشاطبي:
و وجد لهم في هود ترجئ همزه صفا نفر مع مرجئون و قد حلا
ص: 326
8- وَ الَّذِينَ اتَّخَذُوا قرأ نافع و ابن عامر،بحذف الواو قبل(الذين) موافقة لرسم مصحف المدينة،و الشام،و الباقون بإثبات الواو موافقة لرسم مصحف مكة و البصرة و الكوفة،قال الشاطبي:
و عمّ بلا واو الّذين
سبق أن أشرنا أن سورة التوبة سورة مدنية،مائة و تسع و عشرون آية، و هي كذلك أي في العدد الكوفي،و ثلاثون في البصري و المدنيين،اختلفوا في آيتين:عد البصري بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ و عد المدنيان وَ عادٍ وَ ثَمُودَ و في سورة التوبة من ياءات الإضافة ثنتان:
1- مَعِيَ أَبَداً الآية(83).
2- مَعِيَ عَدُوًّا الآية(83).
قال الشاطبي:
و معي فيها بياءين حملا و من الملاحظ في مَعِيَ عَدُوًّا أن حفصا يفتح ياؤها في كل القرآن كذا ورد في هامش المبسوط(ص 475)،و قد أسكن حمزة و الكسائي مَعِيَ أَبَداً و كذلك يعقوب و خلف و أبو بكر.
ص: 327
بين مذاهب القراء العشرة في الكلمات الآتية مع ذكر الدليل من طيبة النشر:تذكرون-إنه يبدأ الخلق-لقضي إليهم أجلهم-لقاءنا ائت- و لا أدراكم به-يسيركم-كلمت ربك-أمن لا يهدي-إذا جاء أجلهم-أ رأيتم.
1- تَذَكَّرُونَ قرأ حفص،و حمزة،و الكسائي،و خلف العاشر، بتخفيف الذال،على حذف إحدى التاءين لأن الأصل(تتذكّرون)و قرأ الباقون بتشديدها على إدغام التاء في الذال،قال ابن الجزري:
تذكّرون صحب خفّفا كلا 2- إِنَّهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ قرأ أبو جعفر(أنّه)بفتح الهمزة،على أن (أنّ)و ما دخلت عليه معمول لقوله تعالى(وعد اللّه)أي وعد إعادة الخلق بعد بدئه،أو على حذف لام الجر،أي لأنه يبدأ...إلخ.
و قرأ الباقون(إنه)بكسر الهمزة،على الاستئناف قال ابن الجزري:
و إنّه افتح ثق ...
و قد رسمت الهمزة في(يبدأ)على واو،ففيها لحمزة وقفا و هشام بخلف عنه خمسة أوجه:
الأول:الإبدال حرف مد.
الثاني:التسهيل بالروم.
الثالث:الإبدال واو على الرسم و عليه السكون المحض و الروم و الإشمام،و السكون المحض هو الوجه الرابع،و الروم الخامس،و الإشمام الخامس أيضا.
ص: 328
3- لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ قرأ ابن عامر،و يعقوب(لقضي)بفتح القاف و الضاد و قلب الياء ألفا،على البناء للفاعل،و الفاعل ضمير يعود على اللّه،و(أجلهم)بالنصب على أنه مفعول به،و قرأ الباقون(لقضي)بضم القاف و كسر الضاد و فتح الياء،على البناء للمفعول(و أجلهم)بالرفع نائب فاعل،قال ابن الجزري:
قضى سمى أجل في رفعه انصب كم ظبى 4- لِقاءَنَا ائْتِ قرأ ورش،و أبو جعفر،و أبو عمرو بخلف عنه، بإبدال همزة(ائت)حالة وصل(لقاءنا)بها،أما حالة البدء ب(ائت) فكل القراء يبدءون بهمزة وصل مكسورة و بعدها ياء ساكنة مدية مبدلة من الهمزة،و اعلم أن الأزرق له حينئذ القصر و التوسط و المد بخلف عنه،قال ابن الجزري:
أو همز وصل في الأصح 5- وَ لا أَدْراكُمْ بِهِ قرأ ابن كثير بخلف عن البزي بحذف الألف التي بعد اللام،على أن اللام لام ابتداء قصد بها التوكيد،أي لو شاء اللّه ما تلوته عليكم و لا أعلمكم به على لسان غيري،و قرأ الباقون بإثبات الألف و هو الوجه الثاني للبزي على أنها لا النافية مؤكدة،أي لو شاء اللّه ما قرأته عليكم و لا أعلمكم به على لسان غيري (1).
قال ابن الجزري:
و اقصر و لا أدرى و لا أقسم الأولى زن هلا خلف...
6- يُسَيِّرُكُمْ قرأ ابن عامر،و أبو جعفر (ينشركم) بياء مفتوحة و بعدها نون ساكنة و بعد النون شين معجمة مضمومة،من النشر ضد الطي أي يفرقكم،و قرأ الباقون(يسيركم)بياء مضمومة و بعدها سين مهملة).
ص: 329
مفتوحة و بعدها ياء مكسورة مشددة،من التسيير أي يحملكم على السير و يمكنكم منه،قال ابن الجزري:
و كم ثنا ينشر في يسير ....
7- كَلِمَةُ رَبِّكَ قرأ ابن كثير،و أبو عمرو،و عاصم،و حمزة و الكسائي و يعقوب،و خلف العاشر(كلمت)بحذف الألف التي بعد الميم على الإفراد و الباقون (كلمات) بإثبات الألف على الجمع،قال ابن الجزري:
و كلمات اقصر كفا ظلا و في يونس و الطول شفا حقا نفى
و هي مرسومة بالتاء،و قد وقف عليها بالهاء ابن كثير،و أبو عمرو، و الكسائي و يعقوب،و الباقون بالتاء،و أمالها الكسائي وقفا.
8- أَمَّنْ لا يَهِدِّي القراء فيها على سبع مراتب:الأولى:لحمزة و الكسائي،و خلف العاشر(يهدي)بفتح الياء و إسكان الهاء و تخفيف الدال.
الثانية:لشعبة(يهدّي)بكسر الياء و الهاء و تشديد الدال.
الثالثة:لعاصم،و يعقوب(يهدّى)بفتح الياء و كسر الهاء و تشديد الدال.
الرابعة:لابن وردان(يهدّى)بفتح الياء و إسكان الهاء و تشديد الدال.
الخامسة:لورش،و ابن كثير،و ابن عامر(يهدّي)بفتح الياء و الهاء و تشديد الدال.
السادسة:لقالون،و ابن جماز(يهدّي)بفتح الياء و تشديد الدال و لهما في الهاء الإسكان،و اختلاس فتحتها.
السابعة:لأبي عمرو(يهدّي)بفتح الياء و تشديد الدال و له في الهاء الفتح و الاختلاس،وجه كسر الهاء التخلص من الساكنين لأن أصلها (يهتدي)فلما سكنت التاء لأجل الإدغام و الهاء قبلها ساكنة كسرت الهاء للتخلص من الساكنين،و من فتحها نقل فتحة التاء إليها،و وجه من كسر الياء أنه أتبع حركة الياء للهاء.
ص: 330
قال ابن الجزري:
باء تبلوا التا شفا لا يهدّ خفهم و يا اكسر صرفا و لهاء نل
ظلما و أسكن ذا بدا خلفهما شفا خذ الإخفا
حدا خلف به ذق 9- إِذا جاءَ أَجَلُهُمْ قرأ قالون،و البزي،و أبو عمرو،بإسقاط الهمزة الأولى مع المد و القصر.و قرأ الأصبهاني،و أبو جعفر (1)بتسهيل الهمزة الثانية بين بين،و للأزرق وجهان:
الأول:تسهيل الهمزة الثانية بين بين.
الثاني:إبدالها حرف مد محضا مع القصر لأن بعده متحرك،و لا يعتبر المد هنا مد بدل ك(آمنوا)لأن حرف المد عارض و العارض لا يعتد به و لقنبل ثلاثة أوجه:
الأول:إسقاط الهمزة الأولى مع المد و القصر.
الثاني:تسهيل الهمزة الثانية بين بين.
و الباقون بتحقيق الهمزتين.
10- أَ رَأَيْتُمْ قرأ الأصبهاني،و قالون،و أبو جعفر،بتسهيل الهمزة الثانية بين بين،و للأزرق وجهان:
الأول:التسهيل بين بين.
الثاني:إبدالها حرف مد محضا مع المد المشبع للساكنين و قرأ الكسائي بحذف الهمزة الثانية،و الباقون بتحقيقها إلا حمزة وقفا فله التسهيل بين بين.
في سورة يونس خمس ياءات إضافة مختلف فيهن و هي:
1- مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ الآية(15).
2- قُلْ إِي وَ رَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ الآية(53).
ص: 331
3- إِنْ أَجْرِيَ إِلاّ عَلَى اللّهِ الآية(72).
4- إِنِّي أَخافُ الآية(15).
5- ما يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ الآية(15).
قال الشاطبي:
و نفس ياؤها و ربي مع أجري و إنّي ولي حلا و قد فتح المدنيان و ابن كثير،و أبو عمرو(لي أن أبدله)،(إني أخاف)، و فتح المدنيان و أبو عمرو(نفسي إن)و(ربي إنه)و فتح المدنيان و أبو عمرو و ابن عامر و حفص(أجري إلا).
ص: 332
قال الإمام الشاطبي:
و في عمل فتح و رفع و نوّنوا ....
أكمل الأبيات إلى قوله:
و في النّمل حصن قبله النّون ثمّلا ثم اشرحها شرحا وافيا مبينا مذاهب الأئمة السبعة القراء و رواتهم فيها؟
قال الشاطبي-رحمه اللّه-:
1-و في عمل فتح و رفع و نوّنوا و غير ارفعوا إلا الكسائي ذا الملا
2-و تسألن خفّ الكهف ظلّ حمى و ها هنا غصنه و افتح هنا نونه دلا
3-و يومئذ مع سال فافتح أتى رضا و في النّمل حصن قبله النّون ثمّلا
و إليك شرح هذه الأبيات مرتبة حسب ورودها في السراج كالآتي:
1-يعني أن القراء كلهم إلا الكسائي قرءوا(إنه عمل)بفتح الميم و رفع اللام و تنوينها غير صالح برفع الراء فتعين للكسائي القراءة بكسر الميم و فتح اللام من غير تنوين و نصب الراء.
2-أخبر المشار إليهم بالظاء و الحاء في قوله ظل حمى و هم الكوفيون و ابن كثير و أبو عمرو قرءوا بالكهف فلا تسألني عن شيء بإسكان اللام و تخفيف النون و أن المشار إليهم بالغين من غصنه و هم الكوفيون،و أبو عمرو قرءوا (1)فلا تسألن ما ليس بسكون اللام و تخفيف النون فتعين لمن لم يذكره في الترجمتين القراءة بفتح اللام و تشديد النون ثم أمر بفتح نون تسألن هنا أي بهود للمشار إليه بالدال من دلا و هو ابن كثير فتعين للباقين القراءة بكسر النون.
ص: 333
نافع و هشام يقرءان بالكهف بفتح اللام و تشديد النون و كسرها و إثبات الياء بعدها في الحالين،و ابن ذكوان كذلك في وجه عنه و وجه ثان بفتح اللام و تشديد النون و سكونها في الوقف و كسرها في الوصل من غير ياء،و الباقون بإسكان اللام و تخفيف النون و كسرها و إثبات الياء بعدها في الحالين،و قرأ ابن عامر و قالون في هود بفتح اللام و تشديد النون و سكونها في الوقف و كسرها في الوصل من غير ياء،و ورش كذلك إلا أنه أثبت الياء في الوصل خاصة و ابن كثير بفتح اللام و تشديد النون و سكونها في الوقف و فتحها في الوصل و أبو عمرو بإسكان اللام و تخفيف النون و إسكانها في الوقف و كسرها في الوصل و إثبات الياء بعدها،و الكوفيون بسكون اللام و تخفيف النون و سكونها في الوقف و كسرها في الوصل من غير ياء فتأمل ذلك (1).
3-أي أمر بفتح الميم في قوله تعالى: وَ مِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ ،و مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ في المعارج للمشار إليهما بالهمزة و الراء في قوله:أتى رضى،و هما نافع و الكسائي ثم أخبر أن المشار إليهم بحصن و هم الكوفيون و نافع قرءوا بالنمل وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ بفتح الميم فتعين لمن لم يذكره في الترجمتين القراءة بكسر الميم على أصله و هو على الحقيقة الخفض في المواضع الثلاثة،ثم أخبر أن المشار إليهم بالثاء في قوله ثملا،و هم الكوفيون قرءوا و هم من فزع يومئذ بالنون،يعني بتنوين العين،فتعين للباقين القراءة بترك التنوين و أشار بقوله قبله النون إلى فزع،لأنه قبل يومئذ في التلاوة، فصار نافع يقرأ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ بترك التنوين و فتح الميم و الكوفيون
ص: 334
بالتنوين و فتح الميم،و الباقون بخفض الميم و ترك التنوين،فتلك ثلاث قراءات، و في غير النمل قراءتان،و معنى ثملا:أي أصلح (1).
في سورة هود ثماني عشرة ياء إضافة و هي:
1- فَإِنِّي أَخافُ الآيات(3،25،84).
2- عَنِّي إِنَّهُ الآية(10).
3- وَ لكِنِّي أَراكُمْ الآية(29).
4- إِنْ أَجرِيَ إِلاّ الآية(29،51).
5- إِنِّي إِذاً الآية(31).
6- نُصْحِي إِنْ الآية(34).
7- إِنِّي أَعِظُكَ الآية(46).
8- إِنِّي أَعُوذُ الآية(47).
9- ضَيْفِي أَ لَيْسَ الآية(78).
10- إِنِّي أَراكُمْ الآية(84).
11- تَوْفِيقِي إِلاّ الآية(88).
12- شِقاقِي أَنْ الآية(89).
13- أَ رَهْطِي أَعَزُّ الآية(92).
14- إِنِّي أُشْهِدُ الآية(54).
15- فَطَرَنِي أَ فَلا الآية(51).
قال الشاطبي-رحمه اللّه-:
و ياءاتها عنّي و إنّي ثمانيا و ضيفي و لكنّي و نصحي فاقبلا
شقاقي و توفيقي و رهطي عدّها و مع فطرن أجري معا تحص مكملا
ص: 335
قال الإمام ابن الجزري:
يا أبت افتح حيث جا كم ثطعا آيات افرد دن غيابات معا
اكتب بيتا بعد هذا البيت،ثم اشرحهما معا شرحا وافيا موضحا ما للقراء العشرة فيهما؟
قال الشاطبي:
فاجمع مدا يرتع و يلعب نون دا حز كيف يرتع كسر جزم دم مدا
أي قرأ ابن عامر،و أبو جعفر من كم ثطعا بفتح(يا أبت)حيث جاء، و الباقون بكسرها،و قرأ ابن كثير من دن آيات للسائلين بلا ألف على التوحيد،و الباقون بالألف على الجمع،و قرأ ذو مدا في المدنيان و ألقوه في غيابات الجب ، و أجمعوا أن يجعلوه في غيابات الجب ،بألف على الجمع،و الباقون بحذفها (1)على التوحيد،و قرأ ابن كثير،و أبو عمرو و ابن عامر بنون في(يرتع و يلعب)هكذا (نرتع و نلعب) و الباقون بياء فيهما،و قرأ المدنيان و ابن كثير بكسر عين(يرتع)،و الباقون بسكونها،فصار المدنيان بالياء و الكسر،و الكوفيون بالياء و الإسكان و ابن كثير بالنون و الكسر، و لقنبل وجه بياء بعد العين،و يعقوب بالنون و الياء في الحالين،و الباقون بالنون و الإسكان وجه كسر التاء في(يا أبت)أنهم عوضوا الياء من تاء التأنيث بدلالة الوقف لاشتراكهما في دلالة التأنيث و كسرت دلالة على الأصل،و وجه فتحها أن الباء أبدلت ألفا،ثم الألف ثاء و فتحت دلالة على
ص: 336
الألف،و وجه(يرتع و يلعب)إسناده ليوسف،و وجه النون إسناده لإخوة يوسف،و وجه كسر عينه أنه مضارع(ارتعى)افتعل من(رعى الماشية) فحذفت الياء للجزم.
فيها اثنتان و عشرون ياء إضافة،و هي:
1- رَبِّي أَحْسَنَ في الآية(23).
2- لَيَحْزُنُنِي أَنْ في الآية(13).
3- رَبِّي إِنِّي في الآية(37).
4- آبائِي إِبْراهِيمَ في الآية(38).
5- إِنِّي أَرانِي في موضعين في الآية(36).
6- أَرانِي أَعْصِرُ في الآية(36).
7- أَرانِي أَحْمِلُ في الآية(36).
8- إِنِّي أَرى في الآية(43).
9- لَعَلِّي أَرْجِعُ في الآية(47).
10- أُبَرِّئُ نَفْسِي في الآية(53).
11- رَبِّي إِنَّ في الآية(53).
12- أَنِّي أُوفِي في الآية(59).
13- لِي أَبِي في الآية(80).
14- إِنِّي أَنَا في الآية(69).
15- إِنِّي أَعْلَمُ في الآية(69).
16- رَبِّي إِنَّهُ في الآية(98).
17- بِي إِذْ في الآية(100).
18- إِخْوَتِي إِنَّ في الآية(100).
19- سَبِيلِي أَدْعُوا في الآية(108).
ص: 337
20- حُزْنِي إِلَى اللّهِ في الآية(86).
21- أَبِي أَوْ يَحْكُمَ في الآية(80).
قال الشاطبي:
و أنّي و إنّي الخمس ربّي بأربع أراني معا نفسي ليحزنني حلى
و في إخوتي حزني سبيلي بي و لي لعلّي آبائي فاخش موحلا
ص: 338
قال اللّه تعالى في سورة الرعد: وَ فِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ وَ جَنّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَ زَرْعٌ وَ نَخِيلٌ صِنْوانٌ وَ غَيْرُ صِنْوانٍ يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ وَ نُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ وَ إِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَ إِذا كُنّا تُراباً أَ إِنّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ .
بين ما للقراء العشرة و رواتهم في هذه الآيات أصولا و فرشا مع ذكر الدليل من الطيبة؟
1- وَ زَرْعٌ وَ نَخِيلٌ صِنْوانٌ وَ غَيْرُ قرأ ابن كثير،و أبو عمرو، و حفص،و يعقوب،برفع عين وَ زَرْعٌ ،و لام وَ نَخِيلٌ ،و نون صِنْوانٌ ،وراء وَ غَيْرُ ،فرفع وَ زَرْعٌ ، وَ نَخِيلٌ بالعطف على قِطَعٌ ،و رفع صِنْوانٌ ،لكونه نعتا لنخيل،و رفع غَيْرُ لعطفه على صِنْوانٌ ،و قرأ الباقون بخفض الأربعة،عطفا على أعناب،قال ابن الجزري:
زرع و بعده الثلاث الخفض عن حق ارفعوا...
2- يُسْقى قرأ ابن عامر،و عاصم،و يعقوب،بالياء التحتية على التذكير أي يسقى ما ذكر،و الباقون بتاء التأنيث مراعاة للفظ ما تقدم أي تسقى هذه الأشياء.
قال ابن الجزري:
يسقى كما نصر طعن...
3- وَ نُفَضِّلُ قرأ حمزة،و الكسائي،و خلف العاشر،بالياء التحتية، و الفاعل ضمير يعود على اللّه تعالى المتقدم في قوله اَللّهُ الَّذِي رَفَعَ و الباقون
ص: 339
بنون العظمة على الالتفات،و الفاعل ضمير يعود على اللّه تعالى،قال ابن الجزري:
نفضل اليا شفا ...
4- اَلْأُكُلِ قرأ نافع،و ابن كثير،بسكون الكاف،و هو لغة تميم، و الباقون بضمها،و هو لغة الحجازيين،قال ابن الجزري:
و الأكل أكل إذ دنا 5- أَ إِذا كُنّا تُراباً أَ إِنّا قرأ نافع و الكسائي،و يعقوب أَ إِذا بهمزتين الأولى مفتوحة،و الثانية مكسورة على الاستفهام و قرءوا إنا بهمزة واحدة مكسورة على الخبر،و كل على أصله في الهمزتين،فقالون يسهل الهمزة الثانية في(أئذا)و يدخل ألفا بين الهمزتين،و ورش،و رويس، يسهلانها مع عدم الإدخال،و الكسائي،و روح يحققانها مع عدم الإدخال، و قرأ ابن عامر،و أبو جعفر،بالإخبار في الأول و الاستفهام في الثاني و كل على أصله كذلك،فأبو جعفر (1).
يسهل الهمزة الثانية في(أئنا)مع الإدخال و هشام يحققها مع الإدخال و عدمه،و ابن ذكوان يحققهما مع عدم الإدخال،و قرأ الباقون بالاستفهام فيهما،و كل على قاعدته فابن كثير بتسهيل الهمزة الثانية بلا إدخال،و أبو عمرو بتسهيلها مع الإدخال،و عاصم،و حمزة،و خلف العاشر بالتحقيق من غير إدخال.
ليس في سورة الرعد من ياءات الإضافة شيء،و مدغمها ثلاثة عشر إن لم نعد(الكتاب بسم)و أربعة عشرة إن عددناه،و قال الجعبري،و من قلده اثنا عشر،و من الصغير أربع،و قد قال بعض العلماء:إنها سورة مكية، و قال بعضهم:إنها سورة مدنية،و اللّه أعلى و أعلم،و هو الهادي إلى صراط مستقيم.
ص: 340
اشرح قول الشاطبي:
و ضم كفا حصن يضلوا يضل عن و أفئدة بالياء بخلف له و لا
مبينا ما للقراء السبعة الأئمة من خلاف حول بعض الكلمات القرآنية المقصودة؟
قرأ ابن عامر و نافع و الكوفيون بضم الياء في: لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ هنا، ثانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللّهِ في الحج، وَ مِنَ النّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللّهِ في لقمان، وَ جَعَلَ لِلّهِ أَنْداداً لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ بالزمر،فتكون قراءة ابن كثير و أبي عمرو بفتح الياء في الأربعة و قرأ هشام بخلف عنه بإثبات ياء ساكنة بعد الهمزة المكسورة في لفظ (أفئدة)في قوله فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ و قرأ الباقون بحذف هذه الياء،و هو الوجه الثاني لهشام.
في سورة إبراهيم أربع ياءات إضافة،هي:
1- وَ ما كانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ الآية(22).
2- قُلْ لِعِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا الآية(31).
3- رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ الآية(37).
4- نَبِّئْ عِبادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ الآية(49).
و مدغم هذه السورة عشر،قال الجعبري.ثمان،و الصغير أربع.
ص: 341
قال اللّه تعالى: ما نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلاّ بِالْحَقِّ وَ ما كانُوا إِذاً مُنْظَرِينَ بين ما للقراء العشرة و رواتهم في هذه الآية أصولا و فرشا مع ذكر الدليل من طيبة النشر؟
ما نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ قرأ شعبة (تنزّل) بضم التاء و فتح النون و الزاي مشددة مبنيّا للمفعول،و(الملائكة)بالرفع لنائب الفاعل.
و قرأ حفص،و حمزة،و الكسائي،و خلف العاشر(ننزل)بنونين الأولى مضمومة و الأخرى مفتوحة و كسر الزاي مشددة مبنيا للفاعل،و(الملائكة) بالنصب مفعول به،و الباقون (تنزل) بفتح التاء و النون و الزاي مشددة مبنيا للفاعل مسند للملائكة،و أصله تتنزل فحذفت إحدى التاءين تخفيفا و الملائكة بالرفع فاعل.قال ابن الجزري:
و اضمما تنزل الكوفي و في التاء النون مع زاها اكسرا صحبا و بعد ما رفع
و قرأ البزي بخلف عنه بتشديد التاء وصلا،قال ابن الجزري:
في الوصل تا تيمموا اشدد إلى قوله:
و في الكل اختلف عنه ....
في سورة الحجر أربع ياءات إضافة هي:
1- نَبِّئْ عِبادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49).
2- هؤُلاءِ بَناتِي إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ (71).
3- وَ قُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ (89).
و قد فتح الياء المدنيان و ابن كثير و أبو عمرو(عبادي إني)(و قل إني) في الثلاثة،و فتح المدنيان(بناتي إن).
ص: 342
بين مذاهب القراء الأئمة السبعة في الكلمات التي فوق الخط مما يأتي مع ذكر الدليل من الشاطبية: إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ - وَ إِذا قِيلَ لَهُمْ - وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ إِلاّ رِجالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ - فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ - أَ فَبِالْباطِلِ يُؤْمِنُونَ وَ بِنِعْمَتِ اللّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ - وَ اللّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ - إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسانِ وَ إِيتاءِ ذِي الْقُرْبى - وَ لَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ
1- لَرَؤُفٌ قرأ أبو عمرو،و شعبة،و حمزة،و الكسائي بالقصر أي بحذف حرف المد بالكلية على وزن فعل،و الباقون بالمد على وزن فعول.
قال الشاطبي:
و رءوف قصر صحبته حلا ....
2- قِيلَ قرأ هشام،و الكسائي بالإشمام،و الباقون بالكسرة الخالصة،قال الشاطبي:
و قيل و غيض ثمّ جيء يشمّها لدى كسرها ضمّا رجالا لتكملا
3- نُوحِي إِلَيْهِمْ قرأ حفص بالنون و كسر الحاء،و الباقون بالياء و فتح الحاء.قال الشاطبي:
و يوحي إليهم كسر حاء جميعها و نون علا 4- جاءَ أَجَلُهُمْ قرأ قالون،و البزي،و أبو عمرو بإسقاط الهمزة الأولى مع قصر المد.و لورش،و قنبل وجهان:
ص: 343
الأول:تسهيل الهمزة الثانية.
الثاني:إبدالها حرف مد محضا مع القصر لأن بعده متحرك،و لا يعتبر المد هنا مد بدل،لأن حرف المد عارض،و العارض لا يعتد به،و الباقون بتحقيق الهمزتين.
5- وَ بِنِعْمَتِ اللّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ رسم بالتاء،و وقف عليه ابن كثير، و أبو عمرو،و الكسائي،بالهاء،و هي لغة قريش،و الباقون بالتاء موافقة للرسم،و هي لغة طيئ.
6- مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ قرأ حمزة بكسر الهمزة و الميم حالة وصل (بطون)بأمهاتكم،لمناسبة الكسرة.
و الكسائي بكسر الهمزة فقط وصلا،و إذا ابتدءا(بأمهاتكم)فإنهما يقرءان بضم الهمزة و فتح الميم،و الباقون بضم الهمزة و فتح الميم في الحالين، قال الشاطبي:
و في أمّهات النّحل و النّور و الزّمر مع النّجم شاف و اكسر الميم فيصلا
7- وَ إِيتاءِ رسم الهمزة فيه على ياء،و لحمزة وقفا و هشام تسعة أوجه:خمسة القياس،و هي:إبدال الهمزة ألفا مع القصر و التوسط،و المد، و التسهيل بالروم مع المد و القصر،و كل منهما يمد على أصله حسب مقدار المد عنده،ثم إبدال الهمزة ياء خالصة ساكنة مع القصر و التوسط و المد، و الروم مع القصر،و هذه الأوجه التسعة في الهمزة الأخيرة،أما الأولى فلحمزة فيها التحقيق و التسهيل فحينئذ يكون له ثمانية عشر وجها،و لهشام تسعة أوجه،و لورش تثليث البدل.
8- وَ لَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ قرأ ابن كثير،و عاصم،و ابن ذكوان بخلف عنه بنون العظمة،و الباقون بياء الغيب،و هو الوجه الثاني لابن ذكوان قال الشاطبي:
و نجزين الّذين النّون داعيه نولا ....
ص: 344
قال ابن الجزري:
و يتفيؤا سوى البصري و را مفرطون اكسر مدّا و اشدد ثرا
اكتب بيتا بعد هذا البيت ثم اشرحهما معا موضحا رأى القراء العشرة؟
قال ابن الجزري:
و نون نسقيكم معا أنّث ثنا و ضم صحب حبر يجحدوا غنا
شرح البيت الأول:قرأ العشرة سوى أبي عمرو و يعقوب(يتفيأ ظلاله)بياء التذكير و هما بتاء التأنيث،و وجههما على تقدير الجمع أو الجماعة،و قرأ مدا المدنيان نافع و أبو جعفر و(إنهم مفرطون)بكسر الراء اسم فاعل،و الباقون بالفتح،اسم مفعول أي مقدمون في العذاب و شدد أبو جعفر الراء من قوله:و اشدد ثرا من فرط بالتشديد.
شرح البيت الثاني:قرأ أبو جعفر من ثنا لعبرة نُسْقِيكُمْ هنا و(نسقيكم مما في بطون)في المؤمنون بتاء التأنيث،و الباقون بالنون على المعظم،و ضم صحب حمزة و الكسائي و حفص و خلف و حبر بن كثير و أبو عمرو و فتحها الباقون على جعله مضارع أسقي،و اتفقوا على ضم و نسقيه مما خلقنا في الفرقان.
ليس في سورة النحل من ياءات الإضافة شيء،و مدغمها أربعة و خمسون،و قد ذكر اللّه تعالى في هذه السورة نوع آخر للوحي،و هو وحي الإلهام بدون إرسال سيدنا جبريل عليه السلام و قد أوحى اللّه إلى النحل، كما أوحى إلى أم موسى-عليه السلام-.
ص: 345
قال الشاطبي:
و بالفتح و التّحريك خطأ مصوّب ....
أكمل الأبيات إلى قوله:
و ذكّر و لا تنوين ذكرا مكمّلا ثم اشرحها شرحا وافيا مبينا مذاهب القراء السبعة الأئمة و رواتهم فيها؟
قال الشاطبي:
1-و بالفتح و التّحريك خطأ مصوّب و حرّ له المكّي و مدّ و جمّلا
2-و خاطب في يسرف شهود و ضمّنا بحرفيه بالقسطاس كسر شذ علا
2-و سيئة في همزه اضمم و هائه و ذكّر و لا تنوين ذكرا مكمّلا
و شرح الأبيات كالآتي:
1-قرأ ابن ذكوان إِنَّ قَتْلَهُمْ كانَ خِطْأً بفتح الخاء و تحريك الطاء بالفتح،و قرأ المكي بتحريك الطاء و المد أي زيادة ألف بعدها مع كسر الخاء،لأن فتحها خاص بابن ذكوان،فتكون قراءة الباقين بكسر الخاء و سكون الطاء،و الحاصل أن ابن ذكوان يقرأ بفتح الخاء من غير مد و ابن كثير بكسر الخاء و فتح الطاء و مدها،و للباقين كسر الخاء و سكون الطاء.
2-قرأ حمزة و الكسائي فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ بتاء الخطاب هكذا فلا تسرف في القتل و قرأ غيرهما بياء الغيب في الموضعين،و قرأ حفص
ص: 346
و حمزة و الكسائي، وَ زِنُوا بِالْقِسْطاسِ هنا و في الشعراء بكسر ضم القاف في الموضعين،فتكون قراءة غيرهما بضم القاف (1).
3-أي أوقع (2)الضم في همز لفظ(سيئه)و في هائه،و معنى و ذكر:
اجعل الهاء ضميرا واحدا مذكرا،و لا تجعلها هاء تأنيث و لا تنوين في هذا اللفظ و المقصود،و لا تنون هذا اللفظ فيصير النطق بهمزة مضمومة بعد الياء مشددة،و بعد الهمزة هاء مضمومة غير منونة،و تلك قراءة ابن عامر و الكوفيين.
و الخلاصة:قرأ ابن عامر و الكوفيون بضم الهمزة و بهاء مضمومة بلا تنوين و تؤخذ قراءة الباقين من الضد فتكون قراءتهم بفتح الهمزة و بهاء تأنيث منونة على أن الناظم لفظ بقراءة الباقين في صدر البيت.
قرأ الكسائي(ليسوءوا)بنون العظمة،و قرأ الكسائي و حمزة،و خلف العاشر(يبلغان)بإثبات ألف بعد الغين،وضح قراءة الباقين،مع ذكر الدليل من أبيات الطيبة؟
1-قرأ الكسائي لِيَسُوؤُا من قول اللّه تعالى: فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ وَ لِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ (3)بنون العظمة و فتح الهمزة من غير مد بعد الهمز على أنه فعل مضارع مسند إلى ضمير المتكلم المعظم نفسه لمناسبة قوله تعالى: بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا (4)و قرأ ابن عامر،
ص: 347
و شعبة،و حمزة،و خلف العاشر بالياء و فتح الهمزة على أن الفعل مسند إلى ضمير الوعد بمعنى الموعود و هو العذاب و الإسناد مجازي،أو هو التفات عن المتكلم إلى الغيبة و الفاعل ضمير يعود على اللّه-تعالى-،و قرأ نافع،و ابن كثير،و أبو عمرو،و حفص،و أبو جعفر،و يعقوب بالياء و ضم الهمزة و بعدها واو ساكنة و الفعل مسند إلى واو الجماعة العائد على العباد المبعوثين عليهم قال ابن الجزري:
يسوء فاضمما همز و أشبع عن سما النون رما...
و قرأ الأزرق بتثليث البلد،و فيها لحمزة وقفا و كذا هشام بخلف عنه النقل و الإدغام مع السكون المحض لأن الواو أصلية.
2-قرأ الكسائي و حمزة،و خلف العاشر يبلغان من قول اللّه تعالى:
إِمّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَ لا تَنْهَرْهُما [الإسراء:23].بإثبات ألف بعد الغين مع المد و كسر النون مشددة، على أن الفعل مسند إلى ألف الاثنين،و هي الفاعل و كسرت نون التوكيد بعدها.تشبيها لها بنون المثنى،و أحدهما بدل من الألف بدل بعض من (1)كل،و كلاهما معطوف عليه،و الباقون يبلغن بحذف الألف و فتح النون مشددة،على أنه مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد،و أحدهما فاعل و كلاهما معطوف عليه،قال ابن الجزري:
و يبلغان مد و كسر شفا ...
في سورة الإسراء ياء إضافة واحدة و هي رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ الآية(100)،و قد فتحها المدنيان و أبو عمرو.
ص: 348
قال اللّه تعالى: اَلْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ وَ لَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً قَيِّماً لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ وَ يُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً بين ما للقراء العشرة و رواتهم في هذين الآيتين أصولا و فرشا مع ذكر الدليل و من طيبة النشر؟
1- عِوَجاً قَيِّماً قرأ حفص حال وصل(عوجا)ب(قيما)بخلف عنه بالسكت على الألف المبدلة من التنوين سكتة لطيفة من غير تنفس مقدار حركتين دفعا لإيهام أن يكون(قيما)نعتا ل(عوجا)فيفسد المعنى الأول لأن(قيما)حال من(الكتاب)،فهي من أوصافه،أو مفعول لفعل محذوف تقديره بل جعله(قيما)،و الباقون بعدم السكت و هو الوجه الثاني لحفص،و ذلك على الأصل و اعتمادا على أن التأمل في المعنى قرينة على دفع هذا الإيهام،قال ابن الجزري:
و ألفى مرقدنا و عوجا بل ران من راق لحفص الخلف جا
2- مِنْ لَدُنْهُ قرأ شعبة بإسكان الدال مع إشمامها و كسر النون و الهاء و وصلها بياء في اللفظ فتصير (لدنهى) و ذلك للتخفيف،و أصلها (لدن)على وزن فعل كعضد فخففت بإسكان الوسط و أشير إلى الضم بالإشمام تنبيها على أنه الأصل،و كسرت النون لأنه الأصل في التخلص من التقاء الساكنين كما في(أمس)،و كسرت الهاء اتباعا لكسر ما قبلها،
ص: 349
و وصلت لوقوعها بين محركين و كانت الصلة ياء مجانسة لحركة ما قبلها، و الباقون(لدنه)بضم الدال و سكون النون و ضم الهاء (1).
قال ابن الجزري:
من لدنه للضم سكن و أشم و اكسر سكون النون و الضم صرم
3- وَ يُبَشِّرَ قرأ حمزة،و الكسائي بفتح الياء و إسكان الباء و ضم الشين مخففة من(البشر)و هو البشارة،و الباقون بضم الياء و فتح الباء و كسر الشين مشددة،من(بشر)المضعف لغة أهل الحجاز،قال ابن الجزري:
يبشر اضمم شددن كسرا كالأسرى الكهف و العكس رضى
في سورة الكهف تسع ياءات إضافة،مختلف فيهن بين القراء و هي:
1- قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ الآية(22).
2- وَ لا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً الآية(38).
3- فَعَسى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ الآية(40).
4- يا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً الآية(42).
5- سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللّهُ صابِراً الآية(69).
6- مَعِيَ صَبْراً الآية(67).
7- مِنْ دُونِي أَوْلِياءَ الآية(102).
و من الملاحظ أن(معي صبرا)أتت في ثلاثة مواضع في الآيات(67، 72،75).
ص: 350
قال الشاطبي:
ثلاث معي دوني و ربي بأربع و ما قبل إن شاء المضافات تجتلى
فتح المدنيان و ابن كثير،و أبو عمرو(ربي أعلم)،(بربي أحدا)،(ربي أن يؤتين)،و فتح المدنيان(ستجدني إن)،و فتح حفص(معي صبرا)في ثلاثة مواضع من السورة المباركة،و فتح المدنيان و أبو عمرو(من دوني أولياء).
و مدغم هذه السورة كما ورد في الغيث،واحد و ثلاثون موضعا.
ص: 351
بين مذهب القراء السبعة في الكلمات التي فوق الخط مما يأتي مع ذكر الدليل من الشاطبية؟ ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيّا - فَناداها مِنْ تَحْتِها - تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا - يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَ لا يُظْلَمُونَ شَيْئاً - وَ يَقُولُ الْإِنْسانُ أَ إِذا ما مِتُّ - أَ فَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا ؟
1- ذِكْرُ رَحْمَتِ قرأ ورش بترقيق الراء،في لفظ ذكر و قرأ الباقون بتفخيمها،و رسمت التاء في لفظ(رحمت)مفتوحة،وقف عليها ابن كثير، و أبو عمرو،و الكسائي بالهاء،و هي لغة طيئ،و الباقون بالتاء،موافقة للرسم،و هي لغة قريش.
2- زَكَرِيّا قرأ حفص،و حمزة،و الكسائي،بحذف الهمزة و القصر، و الباقون بإثبات همزة مفتوحة و المد،و حينئذ يصير المد عندهم من قبيل المتصل فكل يمد حسب مذهبه.
قال الشاطبي:
و قل زكريا دون همز جميعه صحاب ...
3- مِنْ تَحْتِها قرأ نافع،و حفص،و حمزة،و الكسائي بكسر ميم (من)و جر تاء(تحتها)،و الباقون بفتح الميم و نصب التاء.
قال الشاطبي:
و من تحتها اكسر و اخفض الدهر عن شذا 4- تُساقِطْ قرأ حفص بضم التاء و تخفيف السين و كسر القاف، و حمزة بفتح التاء و تخفيف السين و فتح القاف،و الباقون بفتح التاء،و تشديد السين و فتح القاف.قال الشاطبي:
ص: 352
و خف تساقط فاصلا فتحملا و بالضم و التخفيف و الكسر حفصهم
5- يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قرأ ابن كثير،و أبو عمرو،و شعبة،بضم الياء و فتح الخاء،و الباقون بفتح الياء و ضم الخاء،قال الشاطبي:
و ضم يدخلون و فتح الضم حق صرحلا و في مريم و الطول الأول عنهم
6- وَ لا يُظْلَمُونَ قرأ ورش بتغليظ اللام،و الباقون بترقيقها.
7- أَ إِذا ما مِتُّ قرأ ابن ذكوان بخلف عنه (إذا) بهمزة واحدة على الخبر،و الباقون(أ إذا)بهمزتين على الاستفهام،و هو الوجه الثاني لابن ذكوان،و هم على أصولهم في الهمزتين:فقالون و أبو عمرو،بتسهيل الهمزة الثانية مع الإدخال،و ورش،و ابن كثير،بتسهيل الهمزة الثانية مع عدم الإدخال،و هشام بالتحقيق مع الإدخال قولا واحدا،و الباقون بالتحقيق مع عدم الإدخال و هو الوجه الثاني لابن ذكوان،و قرأ نافع و حفص و حمزة و الكسائي بكسر الميم،و الباقون بضمها.قال الشاطبي:
و أخبروا بخلف إذا ما مت موفين وصلا و قال:
و متم و متنا مت في الضم كسرها صفا نفر وردا
8- أَ فَرَأَيْتَ قرأ قالون بتسهيل الهمزة الثانية بين بين،و الكسائي بحذفها و لورش وصلا وجهان:
الأول:تسهيل الهمزة الثانية بين بين.
الثاني:إبدالها حرف مد محضا مع المد المشبع،أما وقفا فله وجه واحد و هو التسهيل فقط و يمتنع الإبدال كي لا يجتمع ثلاث سواكن ظواهر و لا وجود له في كلام العرب.
في سورة مريم ست ياءات إضافة هي:
1- اِجْعَلْ لِي آيَةً الآية(10).
ص: 353
2- إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ الآية(18).
3- إِنِّي أَخافُ أَنْ يَمَسَّكَ الآية(45).
4- سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ الآية(47).
5- آتانِيَ الْكِتابَ الآية(30).
6- مِنْ وَرائِي وَ كانَتِ الآية(5).
قال الشاطبي:
ورائي و اجعل لي و إني كلاهما و ربي و آتاني مضافتها الولا
ص: 354
قال الشاطبي:
فيسحتكم ضم و كسر صحابهم و تخفيف قالوا إن عالمه دلا
اذكر بيتين بعد هذا البيت ثم اشرحها جميعا؟
قال الشاطبي:
و هذين في هذان حج و ثقله دنا فاجمعوا صل و افتح الميم حولا
و قل ساحر سحر شفا و تلقف ار فع الجزم مع أنثى يخيل مقبلا
و شرح الأبيات جميعا كالآتي:
1،2-أخبر أن المشار إليهم بصحاب و هم:حمزة و الكسائي و حفص قرءوا(فيسحتكم بعذاب)بضم الياء و كسر الحاء فتعين للباقين القراءة بفتحها و أن المشار إليهما بالعين و الدال في قوله عالمه دلا و هما حفص و ابن كثير قرآ(قالوا إن)بتخفيف النون و إسكانها فتعين للباقين (1)القراءة بفتحها و تشديدها،و أن المشار إليه بالحاء من حج و هو أبو عمرو قرأ هذين بالباء في قراءة الباقين هذان بالألف كلفظه بالقراءتين،و أن المشار إليه بالدال من دنا و هو ابن كثير شدد النون من هذان،و قد ذكر بالنساء فتعين للباقين القراءة بتخفيف النون،فصار ابن كثير يقرأ(قالوا إن)بتخفيف النون،(هذان)بالألف و تشديد النون،و حفص(قالوا إن)بتخفيف النون، (هذان)بالألف و تخفيف النون و أبو عمرو(قالوا إن)بتشديد النون، (هذين) بالياء و تخفيف النون،و الباقون(قالوا إن)بتشديد،(هذان)بالألف، و التخفيف،فذلك أربع قراءات،ثم أمر أن يقرأ(فأجمعوا كيدكم)بهمزة
ص: 355
وصل فتصل الفاء بالجيم،و فتح المشار إليه بالحاء من حولا و هو أبو عمرو فتعين للباقين القراءة بهمزة قطع بين الفاء و الجيم،و كسر الميم،و الحول:
العارف بتحويل الأمور.
3-أمر أن يقرأ(كيد ساحر)بكسر السين و إسكان الحاء من غير ألف هكذا (كيد سحر) للمشار إليهما بالشين من شفا و هما حمزة و الكسائي في قراءة الباقين(كيد ساحر)بألف بعد السين و كسر الحاء كلفظه بالقراءتين،ثم أمر أن يقرأ لابن ذكوان المشار إليه بالميم من مقبلا(تلقف ما صنعوا)برفع جزم الفاء،و أخبر أنه قرأ(يخيل إليه من سحرهم)بتاء التأنيث هكذا (تخيل إليه من سحرهم) ،فتعين للباقين أن قرءوا(تلقف ما صنعوا) بجزم الفاء و(يخيل)بياء التذكير.
في سورة طه من ياءات الإضافة ثلاثة عشر ياء إضافة و هي:
1- إِنِّي آنَسْتُ ناراً الآية(10).
2- لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْها الآية(10).
3- وَ أَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي الآية(14).
4- إِنِّي أَنَا رَبُّكَ الآية(12).
5- وَ لِيَ فِيها مَآرِبُ الآية(22).
6- أَخِي اُشْدُدْ الآية(30).
7- وَ لا تَنِيا فِي ذِكْرِي الآية(42).
8- وَ يَسِّرْ لِي أَمْرِي الآية(26).
9- حَشَرْتَنِي أَعْمى الآية(124).
10- وَ لِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي الآية(39).
11- وَ اصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي الآية(41).
12- إِنَّنِي أَنَا اللّهُ الآية(14).
ص: 356
13- وَ لا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ الآية(94).
قال الشاطبي:
لعلى أخي حلى و ذكرى معا إني معالي معا حشرتني
عين نفسي إنني رأسي انجلى
و قد فتح المدنيان و ابن كثير،و أبو عمرو منها ياءات،و أسكن الكوفيون(لعلي آتيكم)،و فتح حفص و الأزرق عن ورش(ولي فيها) و فتح المدنيان و أبو عمرو منها خمسة ياءات و فتح ابن كثير و أبو عمرو(أخي اشدد).
ص: 357
قال ابن الجزري:
قل قال عن شفا و أخراهما عظم و أو لم أ لم دنا يسمع ضم
اذكر بيتين بعد هذا البيت،ثم اشرحها جميعا؟
قال ابن الجزري:
خطابه و اكسر و للضم انصبا رفعا كسا و العكس في النمل دبا
كالروم مثقال كلقمان ارفع مدا جذاذا كسر ضمه رعى
شرح الأبيات كالآتي:
1-قرأ ذو عين (1)عن حفص و شفا حمزة و الكسائي و خلف، قالَ رَبِّي يَعْلَمُ بفتح القاف و اللام و ألف بينهما إخبارا عن النبي-صلى اللّه عليه و سلم-،و عاد الضمير إلى معنى يبشر،و الباقون،بضم القاف و سكون اللام و حذف الألف فعل أمر على وجه الإرشاد أي قل لهم يا محمد،و قرأ ذو عين عظم حفص بالفعل الماضي في قوله قالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ و الباقون قل بفعل أمر.
و قرأ ذو دال دنا ابن كثير أ لم ير الذين كفروا أن السماوات بلا واو على الاستئناف،و عليه الرسم المكي،و الباقون بواو من عطف الجمل المناسبة و عليه بقية الرسوم،و استغنى باللفظ عن القيد في القراءتين.
2،3-قرأ العشرة إلا ابن عامر وَ لا يَسْمَعُ الصُّمُّ بياء الغيبة،و فتحها و فتح الميم و(الصم)بالرفع و ابن عامر بتاء الخطاب و ضمها و كسر الميم،
ص: 358
(الصم)بالنصب و قرأ ذو دال دبا ابن كثير،(و لا يسمع الصم الدعاء)في سورة النمل و الروم كالتسعة في الأنبياء،و هم بهما كابن عامر بها.
و قرأ المدنيان وَ إِنْ كانَ مِثْقالَ ،و إِنْ تَكُ مِثْقالَ بلقمان بالرفع، و الباقون بالنصب،و قرأ ذو راء رعى الكسائي(جذاذا)بكسر الجيم، و الباقون بضمها و هما لغتان في متفرق الأجزاء و المكسور جمع جذيذ كخفيف و خفاف،و المضموم جذاذة كقرادة و قراد و سمع يتعدى لواحد و بالهمزة أو التضعيف إلى ثاني وجه عيب يسمع إسناده إلى الضم فارتفع فاعلا،و من ثم وصل به،و فتح أوله و ثالثه على قياسه كيعلم و الدعاء مفعول له،و وجه خطابه إسناده إلى النبي-صلى اللّه عليه و سلم-و هو حاضر على حد قوله: إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى و ضم أوله و ضم ميمه لأنه مضارع اسمع المعدى و مفعولاه الصم و الدعاء،و من فرق جمع،و وجه رفع(مثقال) أن كان تاما و هو اسمها،و وجه نصبه جعلها ناقصة و اسمها مستتر فيها و(مثقال)خبرها و إن كان العمى و الظلامة أو الغفلة مثقال حبة،و لا بد من تقدير وزن مضاف.
في سورة الأنبياء أربع ياءات إضافة مختلف فيهن،و هي:
1- هذا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ الآية(24).
2- وَ مَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلهٌ الآية(29).
3- يَرِثُها عِبادِيَ الصّالِحُونَ الآية(105).
4- مَسَّنِيَ الضُّرُّ الآية(83).
قال الشاطبي:
و مضافها معي مسني إني عبادي مجتلى .....
فتح المدنيان و أبو عمرو(إني إله)،و فتح حفص وحده(من معي)، و أسكن حمزة وحده(مسني الضر)،و(عبادي الصالحون).
ص: 359
ورد في سورة الأنبياء لفظ(هزوا) (1)و قد قرأ حفص بإبدال الهمزة واوا مع ضم الزاي وصلا و وقفا،و قرأ حمزة بالهمزة مع إسكان الزاي وصلا فقط،و قرأ خلف العاشر بالهمز مع إسكان الزاي وصلا و وقفا،و يوقف عليها لحمزة بنقل حركة الهمز إلى الساكن قبلها،و بإبدال الهمزة واوا على الرسم.
ص: 360
بين مذاهب القراء العشرة في الكلمات الآتية مع ذكر الدليل من أبيات الطيبة:(سكارى-ثم ليقطع-و لؤلؤا-سواء العاكف-ليقضوا- منسكا-أذن-فكأين و كأين).
1- سُكارى ، بِسُكارى قرأ حمزة،و الكسائي،و خلف العاشر بفتح السين و إسكان الكاف و حذف الألف فيهما على وزن(فعلى) جمع(سكران)و يطرد هذا الوزن في كل وصف على وزن(فعيلى) و(فعل)دال على علة أو زمانة نحو مريض و مرضى،و جريح،و جرحى، و زمن و زمنى.
و قرأ الباقون بضم السين و فتح الكاف و إثبات الألف فيهما على وزن (فعالى)جمع(سكران)أيضا،و قيل:إنه اسم جمع،قال ابن الجزري:
سكرى معا شفا ...
2- ثُمَّ لْيَقْطَعْ قرأ ورش،و أبو عمرو،و ابن عامر،و رويس بكسر اللام وصلا و بدءا لأن الأمر الأصل فيها الكسر.
و قرأ الباقون بإسكانها وصلا للتخفيف و كسر بدءا،قال ابن الجزري:
لام ليقطع حركت بالكسر جد حز كم غنا
3- وَ لُؤْلُؤاً قرأ نافع،و عاصم،و أبو جعفر،و يعقوب بنصب الهمزة الثانية،على أنه معطوف على محل من(أساور)،لأن محله النصب أي يحلون أساور و لؤلؤا و يجوز أن يكون مفعولا لفعل محذوف يدل عليه المقام أي:و يؤتون لؤلؤا.
ص: 361
و قرأ الباقون بخفضها،على أنه معطوف على(ذهب)أي يحلون أساور من ذهب و أساور من لؤلؤ،قال ابن الجزري:
انصب لؤلؤا نل إذ ثوى ...
و أبدل الهمزة الأولى شعبة،و أبو جعفر و أبو عمرو بخلف عنه،و وقف عليها حمزة بإبدال الهمزة الأولى واوا أما الثانية فله فيها أربعة أوجه تقديرا و ثلاثة تحقيقا و هي:إبدالها واوا ساكنة مدية،و تسهيلها بالروم،و إبدالها واوا على الرسم مع السكون المحض و الروم،و لهشام في الهمزة المتطرفة ما لحمزة بخلف عنه.
4- سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ قرأ حفص بنصب الهمزة،على أنه مفعول ثان لجعلنا التي بمعنى صيرنا و للناس متعلق بجعل.
و العاكف فاعل سواء لأنه اسم مصدر بمعنى اسم الفاعل جعلناه مستويا فيه الكاف و الباد.
و قرأ الباقون بالرفع،على أنه خبر مقدم و العاكف مبتدأ مؤخر، و الجملة في محل نصب مفعول ثان لجعل،قال ابن الجزري:
سواء انصب رفع علم ....
5- لْيَقْضُوا قرأ ورش،و قنبل،و أبو عمرو،و ابن عامر،و رويس بكسر اللام وصلا و بدءا لأن لام الأمر الأصل فيها الكسر.
و قرأ الباقون بإسكانها وصلا للتخفيف،و كسرها بدءا،قال ابن الجزري:
لام ليقطع حركت...... ...............
بالكسر جد حز كم غنا ليقضوا لهم و قنبل
6- مَنْسَكاً معا قرأ حمزة،و الكسائي،و خلف العاشر بكسر السين،و الباقون بفتحها،و هما لغتان بمعنى واحد و هذا الوزن يصلح أن يكون مصدرا ميميا و معناه النسك،و المراد به هنا الذبح،و يصلح أن يكون
ص: 362
اسم مكان أي مكان النسك،أو اسم زمان،أي وقت النسك،و الفتح هو القياس و الكسر سماعي.قال ابن الجزري:
و سيني منسكا شفا اكسرن ....
7- أُذِنَ قرأ نافع،و أبو عمرو،و عاصم،و أبو جعفر،و يعقوب، و إدريس بخلف عنه بضم الهمزة،على أنه فعل ماض مبني للمفعول حذف فاعله للعلم به،و للذين في محل رفع نائب فاعل.
و قرأ الباقون بفتح الهمزة،على أنه فعل ماض مبني للمعلوم و للذين متعلق به و الفاعل ضمير يعود على اللّه تعالى المذكور في قوله تعالى: إِنَّ اللّهَ يُدافِعُ و هو الوجه الثاني لإدريس،قال ابن الجزري:
و أذن الضم حما مدا نسك مع خلف إدريس
8- فَكَأَيِّنْ وَ كَأَيِّنْ قرأ ابن كثير،و أبو جعفر بألف بعد الكاف و بعد الألف همزة مكسورة محققة لابن كثير مسهلة لأبي جعفر مع المد و القصر.
و قرأ الباقون بهمزة مفتوحة بعد الكاف و بعدها ياء مكسورة مشددة، و وقف أبو عمرو و يعقوب على الياء،و الباقون على النون.
قال ابن الجزري:
كائن في كأيّن ثل دم ...
فيها ياء إضافة واحدة،و هي: بَيْتِيَ لِلطّائِفِينَ .
ص: 363
بين مذاهب القراء السبعة في الكلمات الآتية مع ذكر الدليل من أبيات الشاطبية:(على صلواتهم-عظاما و العظام-تترا-خراجا فخراج- قالوا أئذا متنا-أئنا لمبعوثون-سخريا-قال كم-لا ترجعون).
1- عَلى صَلَواتِهِمْ قرأ حمزة،و الكسائي بغير واو بعد اللام على التوحيد هكذا (صلاتهم) لإرادة الجنس،و قرأ الباقون بواو بعد اللام على الجمع هكذا(صلواتهم)لإرادة الفرائض الخمس،أو الفرائض و النوافل، قال الشاطبي:
أماناتهم وحّد و في سال داريا صلاتهم شاف...
2- عِظاماً اَلْعِظامَ قرأ ابن عامر،و شعبة بفتح العين و إسكان الظاء و حذف الألف التي بعدها،على التوحيد،و قرأ الباقون بكسر العين و فتح الظاء و إثبات الألف بعدها،على الجمع،قال الشاطبي:
أماناتهم وحد و في سال داريا صلاتهم شاف....
و عظما كذي صلا مع العظم ...
3- تَتْرا قرأ ابن كثير،و أبو عمرو بالتنوين وصلا و بإبداله ألفا وقفا،و قرأ الباقون بالألف بلا تنوين وصلا و وقفا،قال الشاطبي:
و نون تترا حقّه...
4- خراجا فخراج قرأ ابن عامر (خرجا فخرج) بإسكان الراء و حذف الألف فيهما.
و قرأ الباقون(خرجا فخراج)الأول بإسكان الراء و حذف الألف، و الثاني بفتح الراء و إثبات الألف قال الشاطبي:
ص: 364
و حرّك بها و المؤمنين و مده خراجا شفا و اعكس فخرج له ملا
5- قالُوا أَ إِذا مِتْنا ... أَ إِنّا لَمَبْعُوثُونَ قرأ نافع،و الكسائي بالاستفهام في الأول و الإخبار في الثاني،و كل في الاستفهام على أصله في الهمزتين فقالون بالتسهيل مع الإدخال،و ورش بالتسهيل مع عدم الإدخال، و الكسائي بالتحقيق مع عدم الإدخال،و قرأ ابن عامر،بالإخبار في الأول و الاستفهام في الثاني،و كل على أصله فهشام بالتحقيق مع الإدخال و عدمه، و ابن ذكوان بالتحقيق مع عدم الإدخال.
و قرأ الباقون بالاستفهام فيهما،و كل على أصله فابن كثير بالتسهيل مع عدم الإدخال،و أبو عمرو بالتسهيل مع الإدخال،و عاصم و حمزة و الكسائي بالتحقيق مع عدم الإدخال.
و قرأ نافع،و حفص،و حمزة،و الكسائي(متنا)بكسر الميم،و الباقون بضمها،قال الشاطبي:
و متم و متنا مت في ضمّ كسرها صفا نفر ورد...
6- سِخْرِيًّا قرأ نافع،و حمزة،و الكسائي،بضم السين و الباقون بكسرها،قال الشاطبي:
و كسرك سخريا بها و بصادها على ضمّه أعطى شفاء و أكملا
7- قالَ كَمْ قرأ ابن كثير،و حمزة،و الكسائي (قل) بضم القاف و حذف الألف و إسكان اللام،و قرأ الباقون(قال)بفتح القاف و إثبات ألف بعدها و فتح اللام.
قال الشاطبي:
و في قال كم قل دون شكّ ...
8- لا تُرْجَعُونَ قرأ حمزة،و الكسائي بفتح التاء و كسر الجيم على البناء للفاعل،و الباقون بضم التاء و فتح الجيم على البناء للمفعول.قال الشاطبي:
ص: 365
و في أنّهم كسر شريف و ترجعون في الضّم فتح و اكسر الجيم و اكملا
في سورة المؤمنون من ياءات الإضافة واحدة و هي: لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً الآية(100)،و قد أسكنها الكوفيون و يعقوب،قال الشاطبي:
و بها ياء لعلّي علّلا و مدغم هذه السورة اثنا عشر،و فيها من الصغير أربع كذا ورد في غيث النفع للإمام الصفاقسي-رحمه اللّه-.
ص: 366
قال الشاطبي:
و دريّ اكسر ضمّه حجّة رضا و في مدّه و الهمز صحبته حلا
يسبح فتح البا كذا صف و يوقد المؤنث صف شرعا و حق تفعلا
اشرح هذين البيتين موضحا للقراء السبعة فيهما؟
1-أي أمر بكسر ضم الدال من(كوكب دري)للمشار إليهما بالحاء و الراء في(حجة رضا)و هما أبو عمرو و الكسائي،فتعين للباقين القراءة بضم الدال،ثم أخبر أن المشار إليهم بصحبة و بالحاء في قوله(صحبته حلا)و هم:حمزة،و الكسائي،و شعبة،و أبو عمرو،قرءوا(درّئ)بمد الياء الأولى و همزة الأخرى فتعين للباقين القراءة بالقصر و ترك الهمزة فصار أبو عمرو و الكسائي يقرءان(درّئ)بكسر الدال و المد و الهمز و حمزة و شعبة بضم الدال و المد و الهمز،و الباقون بضم الدال و تشديد الياء من غير همز فذلك ثلاث قراءات (1).
2-أخبر أن المشار إليهما بالكاف و الصاد في قوله(كذا صف)و هما ابن عامر و شعبة قرآ(يسبّح له)بفتح الباء فتعين للباقين القراءة بكسرها،ثم أخبر أن المشار إليهم الصاد و الشين في قوله(صف شرعا)و هم:شعبة و حمزة و الكسائي قرءوا (توقد) بتاء التأنيث،فتعين للباقين القراءة بياء التذكير إلا أن المشار إليهما بحق و هما:ابن كثير،و أبو عمرو قرآ (توقد) بوزن تفعل بالتاء المثناة فوق و تضعيف القاف فما بقي على التذكير إلا نافعا و ابن عامر و حفصا لا غير،و لما أخرج قراءة ابن كثير و أبي عمرو بالوزن الذي ليس له
ص: 367
ضد بقية قراءة الباقين دائرة بين(توقد)و(توقد)فملخصه أن حمزة و الكسائي و شعبة قرءوا (توقد) بالتاء و ضمها،و إسكان الواو و تخفيف القاف و ضم الدال،و أن ابن كثير و أبا عمرو قرآ بالتاء المفتوحة و فتح الواو و الدال و تشديد القاف و أن نافعا و ابن عامر و حفصا قرءوا بياء التذكير مضمومة و إسكان الواو و تخفيف القاف و ضم الدال فذلك ثلاث قراءات إذا ركبت(دري)مع (توقد) تأتي في ذلك خمس قراءات نافع،و ابن عامر، و حفص على قراءة،و ابن كثير على قراءة و أبو عمرو على قراءة،و حمزة و شعبة على قراءة،إلا أن حمزة أطول مدا و الكسائي على قراءة.
قال الإمام الشاطبي-رحمه اللّه-:
كما استخلف اضممه مع الكسر صادقا
و في يبدلن الخف صاحبه دلا
اكتب بيتا بعد هذا البيت ثم اشرحهما معا؟
قال الشاطبي:
و ثاني ثلاث ارفع سوى صحبة وقف
و لا وقف قبل النصب إن قلت أبدلا
1-قرأ شعبة كَمَا اسْتَخْلَفَ بضم التاء و كسر اللام،و قرأ غيره بفتحهما،و قرأ شعبة و ابن كثير: وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً بتخفيف الدال في و ليبدلنهم و من ضرورته سكون الباء و قرأ غيرهما بتشديد الدال و يلزمه فتح الباء.
2-قرأ نافع و ابن كثير و أبو عمرو و ابن عامر و حفص بنصب ثاء (ثلاث)في الموضع الثاني منه و هو: ثَلاثُ عَوْراتٍ لَكُمْ و قرأ شعبة و حمزة و الكسائي بنصب الثاء،فعلى قراءة الرفع يجوز الوقف على ما قبل
ص: 368
(ثلاث)أي على(صلاة العشاء)،و وجهه أن(ثلاث عورات)خبر لمبتدإ محذوف و التقدير هذه أوقات(ثلاث عورات لكم)و أما على قراءة النصب فإن قلنا إن(ثلاث عورات)بدل من ثلاث مرات فلا وقف على(صلاة العشاء)إذ لا يفصل البدل عن المبدل منه،و إن قلنا إن(ثلاث عورات) منصوب على أنه مفعول لفعل محذوف و التقدير:اتقوا ثلاث عورات لكم، فيجوز الوقف حينئذ على صلاة العشاء.
ص: 369
قال ابن الجزري:
شين تشقق كقاف حز كفا نزل زده النون و ارفع خففا
أكمل الأبيات إلى نهاية السورة ثم اشرحها شرحا موجزا؟
قال ابن الجزري-رحمه اللّه-:
و بعد نصب الرفع دن و سرجا فاجمع شفا يأمرنا فوزا رجا
و عم ضم يقتروا و الكسر ضم كوف و يخلد و يضاعف ما جزم
كم صف و ذريتنا حط صحبة يلقوا يلقوا ضم كم سماعتا
و شرح هذه الأبيات كما ورد في الكوكب كالآتي:
1-أي قرأ ذو حاء حز أبو عمرو و كسفا الكوفيون وَ يَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ هنا و تشقق الأرض بقاف بتخفيف الشين على حذف إحدى التاءين و الباقون بتشديدها على إدغام الثانية في الشين،و قرأ ذو ذال دن ابن كثير و ننزل الملائكة بنون مضمومة ثم ساكنة و تخفيف الزاي و رفع اللام و نصب الملائكة مضارع أنزل مبنيا للفاعل و(الملائكة)مفعول على حد و قدمنا فجعلناه،و الباقون بحذف النون ثم زاي مشددة و فتح اللام و رفع (الملائكة)ماضيا مبنيا للمفعول و(الملائكة)بالرفع نائب فاعل،و قرأ شفا حمزة و الكسائي و خلف(سرجا)بضم السين و الراء بلا ألف على الجمع حملا على الكواكب السيارة،و الباقون بكسر السين و فتح الراء و ألف بعدها على الإفراد و حملا على الشمس،و قرأ ذو فاء فوز حمزة وراء رجا الكسائي لِما تَأْمُرُنا بياء الغيب على الإسناد للنبي-صلى اللّه عليه و سلم-على
ص: 370
جهة الغيب،و الباقون بتاء الخطاب على إسناده إليه أي قال الكفار للنبي -صلى اللّه عليه و سلم-.
2-أي قرأ المدنيان و الشامي وَ لَمْ يَقْتُرُوا بضم الأول،و الباقون بفتحه،و ضم الكوفيون الثالث و كسر الباقون،فصار بضم الأول و كسر الثالث مضارع(يقتر)فيرادف(يسرفوا)أي(لم يقتروا فيفتقروا)و يرادف (أقتر) (1)ضيق.و الكوفيون بفتح الأول و ضم الثالث و الباقون بفتح الأول و كسر الثالث و عليهما فهو مضارع(قتر)و فيه لغتان ك(يقتل)،و الثاني ك(يعمل)،و قرأ ذو كاف كم و صاد صف ابن عامر و شعبة(يضاعف له و يخلد)برفع الفعلين فيضاعف على الحال أو الاستئناف و(يخلد)بالعطف، و الباقون بالجزم بدل من(يلق من)لأنه معناه إذ لقيه جزاء الإثم تضعيف (عذابه)و قرأ ذو حاء حط أبو عمرو و صحبه حمزة و الكسائي و شعبة و خلف من أزواجنا و ذريتنا بلا ألف على التوحيد و الباقون بالألف على الجمع و وجهها في الأعراف و قرأ ذو كاف كم ابن عامر و عين عتا حفص،و سما المدنيان و البصريان و ابن كثير وَ يُلَقَّوْنَ فِيها بضم الياء و فتح اللام و تشديد القاف مضارع لقي نصب مفعولين ثم بنى للمفعول،و الباقون بفتح الياء و إسكان اللام و تخفيف القاف مضارع لقي نصب مفعول واحد تحية(يلق أثاما)و اللّه أعلم.
من المعلوم أن سورة الفرقان مكية،سبع و سبعون آية،ليس فيها اختلاف،و في هذه السورة ياءان من ياءات الإضافة هي:
ص: 371
قَوْمِي اتَّخَذُوا الآية(30).
يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ الآية(27).
قال الشاطبي:
و الياء قومي و ليتني
و كم لو وليت تورث القلب أنصلا
فتح أبو عمرو وحده يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ و فتح المدنيان و أبو عمرو و البزي و روح إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا .هذا و اللّه أعلى و أعلم.
ص: 372
قال اللّه تعالى: قالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ إلى قوله قالَ كَلاّ إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ .
بين ما للقراء العشر و رواتهم في هذه الآيات أصولا و فرشا مع ذكر الدليل في الكلمات التي ذكرت من طيبة النشر؟
1- آمَنْتُمْ أصل هذه الكلمة(أ أمنتم)بثلاث همزات،الأولى للاستفهام الإنكاري،و الثانية همزة أفعل،و الثالثة فاء الكلمة،فالثالثة يجب قلبها ألفا لجميع القراء كما قال ابن الجزري:
و الكل مبدل كآسى أوتيا ...
و اختلفوا في الأولى و الثانية،و اختلافهم في الأولى من حيث حذفها و إثباتها و تغييرها،و اختلافهم في الثانية من حيث تحقيقها و تسهيلها،و القراء في ذلك على أربعة مذاهب.
الأول:قراءة قالون،و الأزرق،و البزي،و أبي عمرو،و ابن ذكوان، و أبي جعفر،و هشام،بخلف عنه بتحقيق الهمزة الأولى و تسهيل الهمزة الثانية و ألف بعدها.
الثاني:قراءة الأصبهاني،و حفص و رويس بإسقاط الهمزة الأولى و تحقيق الهمزة الثانية و ألف بعدها،و هي تحتمل الخبر المحض و الاستفهام و حذفت الهمزة اعتمادا على قرينة التوبيخ.
ص: 373
الثالث:قراءة قنبل بإبدال الهمزة الأولى واوا خالصة حالة وصل آمنتم بفرعون و اختلف عنه في الهمزة الثانية فروى عنه تسهيلها و تحقيقها،أما إذا ابتدأ بآمنتم فإنه يقرأ كالبزي بهمزتين ثانيتهما مسهلة.
الرابع:قراءة شعبة،و حمزة،و الكسائي،و روح،و خلف العاشر، و هشام في وجهه الثاني بهمزتين محققتين و ألف بعدهما،قال ابن الجزري:
و في الثلاث عن حفص رويس الأصبهاني أخبرن
و حقق الثلاث لي الخلف شفا
صف شم و الملك و الأعراف الأولى أبدلا
في الوصل واوا زر و ثان سهلا
بخلفه..... .....
2- أَنْ أَسْرِ قرأ نافع،و ابن كثير،و أبو جعفر،بوصل همزة(أسر) و يلزم من هذا كسر النون وصلا،و إذا وقفوا على النون ابتدءوا بهمزة مكسورة،و الباقون بهمزة قطع مفتوحة في الحالين مع إسكان النون،و من قرأ بوصل الهمزة رقق الراء وقفا،و من قرأ بقطعها له في الراء وقفا التفخيم و الترقيق.
3- بِعِبادِي إِنَّكُمْ قرأ نافع،و أبو جعفر بفتح ياء الإضافة،و الباقون بإسكانها.
4- حاذِرُونَ قرأ ابن ذكوان،و عاصم،و حمزة،و الكسائي،و خلف العاشر،و هشام بخلف عنه بألف بعد الحاء،على أنه اسم فاعل بمعنى (خائفون)من حذر الشيء إذا خالفه،و قرأ الباقون بحذف الألف و هو الوجه الثاني لهشام على أنه صفة مشبهة بمعنى متيقظون،قال ابن الجزري:
و حاذرون امدد كفى لي الخلف من ....
ص: 374
5- وَ عُيُونٍ قرأ ابن كثير،و ابن ذكوان،و شعبة،و حمزة، و الكسائي،بكسر العين،و الباقون بضمها،قال ابن الجزري:
عيون مع شيوخ مع جيوب صف مز دم رضى...
6-(معي ربي)قرأ حفص بفتح الياء،و الباقون بإسكانها.
7-(سيهدين)أثبت الياء فيه يعقوب في الحالين.
في سورة الشعراء ثلاث عشرة ياء إضافة مختلف فيهن،قال الشاطبي:
و يا خمس أجري مع عبادي ولي معي إني معا ربي انجلى
و أرقامها في الآيات الآتية:[12،52،62،77،86،109،118، 127،135،145،164،180،188]،و اللّه أعلم.
ص: 375
قال تعالى: فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ إلى قوله أَ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّساءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ .
بين ما للقراء السبعة و رواتهم في هذه الآيات أصولا و فرشا مع ذكر الدليل من أبيات الشاطبي؟
1- فَمَكَثَ قرأ عاصم،بفتح الكاف،و الباقون بضمها،قال الشاطبي:
مكث افتح ضمة الكاف نوفلا ....
2- مِنْ سَبَإٍ قرأ البزي،و أبو عمرو بفتح الهمزة من غير تنوين، و قنبل بسكون الهمزة بناء على إجراء الوصل مجرى الوقف،و الباقون بالكسر و التنوين،قال الشاطبي:
معا سبأ افتح دون نون حمى هدى
و سكنه و انو الوقف زهرا و مندلا
3- أَلاّ يَسْجُدُوا قرأ الكسائي،بتخفيف اللام و له الوقف ابتداء على(ألايا)معا و يبدأ باسجدوا بهمزة مضمومة لضم ثالث الفعل و له الوقف اختيارا على(ألا)وحدها و(يا)وحدها و لابتداء أيضا باسجدوا بهمزة مضمومة،أما في حالة الاختيار فلا يصح الوقف على(ألا)و لا على(يا)بل يتعين وصلهما باسجدوا،و قرأ الباقون بتشديد اللام،قال الشاطبي:
ألا يسجدوا را و وقف مبتلا ألا و يا و اسجدوا و ابدأه بالضم موصلا
أراد ألا يا هؤلاء اسجدوا وقف له قبله و الغير أدرج مبدلا
و قد قيل مفعولا و إن ادغموا بلا و ليس بمقطوع فقف يسجدوا و لا
ص: 376
4- وَ يَعْلَمُ ما تُخْفُونَ وَ ما تُعْلِنُونَ قرأ حفص،و الكسائي بتاء الخطاب،و الباقون بياء الغيب،قال الشاطبي:
و يخفون خاطب يعلنون على رضى...
5- فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ القراء فيها على أربع مراتب (1):
الأولى:لأبي عمرو،و عاصم،و حمزة،بإسكان الهاء.
الثانية:لقالون،باختلاس كسرة الهاء.
الثالثة:لورش،و ابن كثير،و ابن ذكوان،و الكسائي بإشباع كسرة الهاء.
الرابعة:لهشام بالاختلاس و الإشباع.
6- اَلْمَلَأُ إِنِّي قرأ نافع،و ابن كثير،و أبو عمرو،بتسهيل الهمزة الثانية بين بين و بإبدالها واوا مكسورة،و الباقون بتحقيقها،و قد رسمت الهمزة فيه على واو ففيه لحمزة وقفا و هشام خمسة أوجه و هي إبدال الهمزة ألفا على القياس،و تسهيلها بالروم،و إبدالها واوا على الرسم مع السكون المحض و الروم و الإشمام،و مثلها في الرسم(الملأ أفتوني)و(الملأ أيكم).
7- آتانِيَ اللّهُ قرأ نافع و أبو عمرو،و حفص بإثبات ياء مفتوحة بعد النون في الوصل،و الباقون بحذفها وصلا،و أما في الوقف فلقالون و أبي عمرو،و حفص حذفها و إثباتها ساكنة و للباقين حذفها قال الشاطبي:
و في النمل آتاني و يفتح عن ألى.
حمى و خلاف الوقف بين حلا علا
8- لَنُبَيِّتَنَّهُ وَ أَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ قرأ حمزة،و الكسائي بتاء الخطاب المضمومة مكان النون الأولى هكذا(لتبيتنه)مع ضم التاء المثناة الفوقية التي هي لام الكلمة،و لنقولن بتاء الخطاب هكذا(لتقولن)مع ضم اللام،).
ص: 377
و الباقون بنون العظمة كحفص هكذا(لنبيتنه)و فتح التاء،و(لنقولن)بنون العظمة أيضا و فتح اللام،قال الشاطبي:
تقولن فاضمم رابعا و تبيتنه
و معا و في النون الخطاب شمردلا
9- أَ إِنَّكُمْ قرأ قالون،و أبو عمرو،بتسهيل الهمزة الثانية مع الإدخال،و ورش،و ابن كثير،بالتسهيل مع عدم الإدخال،و هشام بالتحقيق مع الإدخال و عدمه،و الباقون بالتحقيق مع عدم الإدخال.
في سورة النمل خمس ياءات إضافة هي:
1- ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ (20).
2- أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ (19).
3- إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ (29).
4- لِيَبْلُوَنِي أَ أَشْكُرُ (40).
5- إِنِّي آنَسْتُ ناراً (7).
ص: 378
قال الشاطبي:
و جذوة اضمم فزت و الفتح نل
و صحبة كهف ضم الرهب و اسكنه ذبلا
أكمل الأبيات إلى نهاية السورة ثم اشرحها شرحا مختصرا؟
قال الشاطبي:
يصدقني ارفع جزمه في نصوصه و قل موسى و احذف الواو دخللا
نمى نفر بالضم و الفتح يرجعون سحران ثق في ساحران فتقبلا
و يحيى خليط يعقلون حفظته و في خسف الفتحين حفص تنخلا
و عندي و ذو الثنيا و إني أربع لعلي معا ربي ثلاث معي اعتلى
و شرح الأبيات كما ورد في الوافي كالآتي:
1-قرأ حمزة أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النّارِ بضم الجيم،و قرأ عاصم بفتحها فتكون قراءة الباقين بكسرها و قرأ شعبة و حمزة و ابن عامر و الكسائي(من الرهب)بضم الراء فتكون قراءة غيرهم بفتحها،و قرأ ابن عامر و الكوفيون بسكون الهاء،فتكون قراءة غيرهم بفتحها،فيؤخذ من هذا أن ابن عامر و شعبة و حمزة و الكسائي يقرءون بضم الراء و سكون الهاء،و أن حفصا يقرأ بفتح الراء و سكون الهاء،و أن ابن كثير و نافعا،و أبا عمرو يقرءون بفتح الراء و الهاء.
2-قرأ حمزة و عاصم: رِدْءاً يُصَدِّقُنِي برفع جزم القاف،فتكون قراءة غيرهما بجزمهما و قرأ ابن كثير: قالَ مُوسى رَبِّي أَعْلَمُ بحذف الواو قبل قال،و قرأ غيره بإثباتها.
ص: 379
3-قرأ عاصم و ابن كثير و أبو عمرو و ابن عامر وَ ظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنا لا يُرْجَعُونَ بضم الياء و فتح الجيم،فتكون قراءة نافع و حمزة،و الكسائي بفتح الياء و كسر الجيم (1).
و قرأ الكوفيون:(قالوا سحران)بكسر السين و سكون الحاء،في مكان ساحران بفتح السين و ألف بعدها و كسر الحاء في قراءة الباقين،و قد لفظ الناظم بالقراءتين:
4-قرأ السبعة إلا نافعا يُجْبى إِلَيْهِ بياء التذكير كما لفظ به، فتكون قراءة نافع بتاء التأنيث و قرأ أبو عمرو (أ فلا يعقلون) بياء الغيب كلفظه و قرأ غيره بتاء الخطاب،و قرأ حفص(لخسف بنا)بفتح الخاء و السين،و قرأ غيره بضم الخاء،و كسر السين و عرفت قراءتهم من لفظه و تنحلا اختار.
5-ياءات الإضافة في سورة القصص المختلف فيها بين القراء هي:
عِنْدِي أَ وَ لَمْ يَعْلَمْ ، سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللّهُ و هي المعبر عنها بقوله و ذو الثنيا،أي اللفظ المصاحب للثنيا و الثنيا الاسم من استثناء، إِنِّي آنَسْتُ ناراً ، إِنِّي أَنَا اللّهُ ، إِنِّي أَخافُ ، إِنِّي أُرِيدُ ، لَعَلِّي آتِيكُمْ ، لَعَلِّي أَطَّلِعُ ، عَسى رَبِّي أَنْ ، رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ ، رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ ، فَأَرْسِلْهُ مَعِي رِدْءاً .
و عدد هذه الياءات يصل إلى اثنتي عشرة ياء إضافة،و رأي القراء العشرة فيها بعد ترتيبها بأرقامها أي بأرقام الآيات الواردة فيها بسورة القصص كالآتي:
1- عَسى رَبِّي أَنْ الآية(22).
2- إِنِّي أُرِيدُ الآية(27).
3- سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللّهُ الآية(27).).
ص: 380
4- إِنِّي آنَسْتُ ناراً الآية(29).
5- لَعَلِّي آتِيكُمْ الآية(29).
6- إِنِّي أَنَا اللّهُ الآية(30).
7- إِنِّي أَخافُ الآية(34).
8- رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ الآية(37).
9- رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ الآية(85).
10- فَأَرْسِلْهُ مَعِي رِدْءاً الآية(34).
11- لَعَلِّي أَطَّلِعُ الآية(38).
12- عِنْدِي أَ وَ لَمْ يَعْلَمْ الآية(78).
و قد فتح المدنيان و أبو عمرو(ربي أن)،(إني آنست)،(إني أنا اللّه)، (إني أخاف)،(ربي أعلم)،و أسكن الكوفيون و يعقوب(لعلي)،و فتح المدنيان(إني أريد)،(ستجدني إن شاء اللّه)و فتح حفص(معي ردءا)و فتح المدنيان و أبو عمرو(عندي أو لم).
ص: 381
قال ابن الجزري:
و النشأة امدد حيث جا حفظ دنا
مودة رفع غنا حبر رنا
أكمل الأبيات إلى نهاية السورة ثم اشرحها شرحا موجزا؟
قال ابن الجزري-رحمه اللّه-:
و نون انصب بينكم عم صفا آيات التوحيد صحبة دفا
يقول بعد اليا كفى اتل يرجع صدر و تحت صفو حلو شرعو
لنثوين الباء ثلث مبدلا شفا و سكن كسرول شفا بلا
و شرح هذه الأبيات الواردة مرتبة كما ورد في الكوكب كالآتي:
1-قرأ أبو عمرو و ابن كثير يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ هنا، وَ أَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ بالنجم، وَ لَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ بالواقعة بفتح الشين و المد، و الباقون بإسكان الشين بلا ألف مصدر للمرة من أصل نشء،و قرأ رويس و ابن كثير و أبو عمرو و الكسائي(أوثانا مودة)بالرفع،و الباقون بالنصب.
2-قرأ المدنيان و ابن عامر و شعبة و خلف بتنوين(مودة)و نصب (بينكم)و غيرهم بحذف التنوين و الجر،فوجه الرفع أن(ما)موصولة و(اتخذتم)صلة،و العائد مفعول أول،و(أوثانا)و(مودة)خبر بتقدير مضاف، أي بسبب مودة،و وجه التنوين الأصل،و نصب(بينكم)على الظرف،و قرأ ذو صحبة،و دال دفا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آياتٌ مِنْ رَبِّهِ بلا ألف بعد الياء على
ص: 382
التوحيد،و إرادة للجنس بمعنى معجزة،و الباقون بألف بعد الياء لإرادة الأبعاض أو المعجزات.
3-قرأ الكوفيون و نافع وَ يَقُولُ ذُوقُوا بياء الغيب على الإسناد لضمير اسم اللّه تعالى لتقدمه الموكل بعذابهم،و الباقون بالنون على إسناد إليه تعالى على جهة التعظيم،و قرأ ذو صاد صدر شعبة و حاء أبو عمرو و شين حلو شرعوا روح ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ في الروم بالغيب أيضا لمناسبة (يستعجلونك)،و(يغشاهم)،و الباقون بتاء الخطاب فيهما.لمناسبة(يا عبادي الذين آمنوا).
4-قرأ حمزة و الكسائي و خلف لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ هنا بثاء مثلثة ساكنة بعد النون الأولى و تخفيف الواو و ياء بعدها مضارع أثواه أنزله معدى ثوى أقام،و الباقون بياء موحدة،تحت و تشديد الواو و همزة بعدها و هو بمعنى الأول فيترادفان،و كل يتعدى لاثنين،و قرأ ذو شفا حمزة و عليّ،و خلف و با بلا قالون و دال دم أول البيت التالي ابن كثير(و ليتمتعوا)بإسكان اللام على أنها للأمر سكنت تخفيفا،و الباقون بكسرها إما للأمر أو لام كي،و هذا آخر العنكبوت،و اللّه أعلى و أعلم.
سبق أن أشرنا أن سورة العنكبوت،مكية،ستون و تسع آيات لا خلاف في جملتها،اختلفوا في ثلاث آيات:
عد الكوفي(الم)،عد المدنيان (وَ تَقْطَعُونَ السَّبِيلَ) الآية(29)،و عد البصري(مخلصين له الدين)،و في سورة العنكبوت ثلاث ياءات إضافة مختلف فيهن بين القراء فتحا و إسكانا و هي:
ص: 383
1- مُهاجِرٌ إِلى رَبِّي إِنَّهُ الآية(26).
2- يا عِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا الآية(56).
3- إِنَّ أَرْضِي واسِعَةٌ الآية(56).
قال الشاطبي:
و ربي عبادي أرضي اليا بها انجلى فتح المدنيان و أبو عمرو(ربي إنه)،و فتح ابن كثير و المدنيان و ابن عامر و عاصم(يا عبادي الذين)و فتح ابن عامر وحده(أرضي واسعة).و اللّه أعلى و أعلم.
ص: 384
قال اللّه تعالى: مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَ اتَّقُوهُ وَ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَ لا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ إلى قوله تعالى: وَ ما أَنْتَ بِهادِ الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلاّ مَنْ يُؤْمِنُ بِآياتِنا فَهُمْ مُسْلِمُونَ .
بين ما للقراء العشرة و رواتهم في هذه الآيات أصولا و فرشا مع ذكر الدليل من طيبة النشر؟
1- فَرَّقُوا قرأ حمزة و الكسائي (فارقوا) بألف بعد الفاء و تخفيف الراء من المفارقة و هي الترك،لأن من آمن بالبعض و كفر بالبعض فقد ترك الدين القيم،و قرأ الباقون(فرقوا)بحذف الألف و تشديد الراء من التفريق.
قال ابن الجزري:
و فرقوا امدد و خففه معا رضى ...
2- يَقْنَطُونَ قرأ أبو عمرو،و الكسائي،و يعقوب،و خلف العاشر بكسر النون كضرب يضرب،و الباقون بفتحها كعلم يعلم،قال ابن الجزري:
و كسر اعلم دم كيقنط اجمعا روى حما ...
3- لِيَرْبُوَا قرأ يعقوب،و نافع،و أبو جعفر،بتاء مثناة فوقية هكذا (لتربوا) مع إسكان الواو على أنه مضارع(أربى)معدى بالهمز و الفعل مسند إلى ضمير المخاطبين و هو منصوب بحذف النون و ناصبه أن المضمرة بعد لام التعليل،و قرأ الباقون بياء تحتية مفتوحة مع فتح الواو كحفص
ص: 385
على أنه مضارع ربي الثلاثي و فاعله ضمير يعود على الربا و هو منصوب بالفتحة الظاهرة،قال ابن الجزري:
تربوا ضم مدا خطاب ضم أسكن ...
4- عَمّا يُشْرِكُونَ قرأ نافع،و ابن كثير،و أبو عمرو،و ابن عامر، و عاصم،و أبو جعفر،و يعقوب بياء الغيب على الالتفات،و الباقون بتاء الخطاب هكذا (عما تشركون) جريا على نسق الآية،قال ابن الجزري:
و عما يشركوا كالنحل مع روم سما نل كم ...
5- لِيُذِيقَهُمْ قرأ روح،و قنبل بخلف عنه بنون العظمة،و الباقون بالياء لإسناد الفعل إلى ضمير لفظ الجلالة،و هو الوجه الثاني لقنبل.قال ابن الجزري:
و شهم زين خلاف النون من نذيقهم 6- اَلرِّياحَ فَتُثِيرُ قرأ ابن كثير،و حمزة و الكسائي،و خلف العاشر بالإفراد،و الباقون بالجمع،قال ابن الجزري:
ثاني الروم مع فاطر نمل دم شفا ...
7- كِسَفاً قرأ أبو جعفر،و ابن ذكوان،و هشام بخلف عنه بإسكان السين على أنه جمع كسفة مثل(سدرة و سدر)و قرأ الباقون بفتح السين و هو الوجه الثاني لهشام،على أنه جمع كسفة أيضا مثل قطعة و قطع، قال ابن الجزري:
و كسفا حركا عم نفس و الشعراء سبا علا الروم عكس من
لي بخلف ثق... ...
8- يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ قرأ ابن كثير،و أبو عمرو،و يعقوب بتخفيف الزاي و إسكان النون،مضارع(أنزل)و الباقون بتشديد الزاي،و فتح النون مضارع(نزل)قال ابن الجزري:
ينزل كلا خف حق ...
ص: 386
9- وَ لا تُسْمِعُ الصُّمَّ قرأ ابن كثير وحده بالياء التحتية المفتوحة و فتح الميم هكذا (و لا يسمع الصم) ،و رفع(الصم)على أن الفعل مبني للمعلوم و الصم فاعل،و الدعاء مفعول به،و الباقون بالتاء الفوقية و كسر الميم و نصب(الصم)كحفص على أن الفعل مبني للمجهول و الصم مفعول أول،و الدعاء مفعول ثان.قال ابن الجزري:
يسمع ضم خطابه و اكسر و للصم انصبا
رفعا كسى و العكس في النمل دبا كالروم
10- بِهادِي الْعُمْيِ قرأ حمزة بفتح التاء الفوقية و إسكان الهاء و حذف الألف هكذا (تهدي) و(العمي)بالنصب على أن(تهدي)فعل مضارع مسند إلى ضمير المخاطب و هو النبي محمد-صلى اللّه عليه و سلم- و(العمى)مفعول به،و قرأ الباقون بالباء الموحدة المكسورة و فتح الهاء و ألف بعدها و(العمي)بالخفض على أن(هادي)اسم فاعل خبر ما،و ليس في سورة الروم ياء إضافة مختلف فيها.
ص: 387
قال اللّه تعالى في سورة لقمان: يا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَ أْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَ انْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ اصْبِرْ عَلى ما أَصابَكَ إِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ إلى قوله تعالى: وَ لا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنّاسِ وَ لا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ .
بين ما للقراء السبعة في هذه الآيات،مع ذكر الدليل من أبيات الشاطبية؟
1- يا بُنَيَّ قرأ حفص بفتح الياء في المواضع الثلاثة و وافقه البزي في الموضع الثالث و هو (يا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ) ،و الباقون بكسرها في الثلاثة، و قرأ ابن كثير بإسكان الياء في الموضع الأول و هو (يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللّهِ) و قرأ قنبل بإسكان الياء في الموضع الثالث،أما الموضع الثاني و هو (يا بُنَيَّ إِنَّها) فليس فيه خلاف بين الإسكان و التحريك بل هو بالتحريك للجميع، قال الشاطبي:
و فتح يا بني هنا نص و في الكل عولا
و آخر لقمان يواليه أحمد
و سكنه زاك و شيخه الأولا و الخلاصة أن الموضع الأول فيه ثلاث قراءات:
الأولى:فتح الياء مشددة لحفص.
الثانية:إسكان الياء مخففة لابن كثير.
الثالثة:كسرها مشددة للباقين.
(و لا تصعر)قرأ نافع،و أبو عمرو،و حمزة،و الكسائي بألف بعد الصاد و تخفيف العين،و الباقون بحذف الألف و تشديد العين،قال الشاطبي:
تصعر بمد خف إذ شرعه حلا ...
و ليس في سورة لقمان من ياءات الإضافة،و مدغمها ثمانية،و صغيرها ثلاثة.
ص: 388
من سورة السجدة إلى سورة الصافات (1)
بين مذاهب القراء العشرة في الكلمات التي فوق الخط مما يأتي مع ذكر الدليل من طيبة النشر يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّماءِ إِلَى الْأَرْضِ وَ قالُوا أَ إِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ أَ إِنّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ - وَ جَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً - وَ ما جَعَلَ أَزْواجَكُمُ اللاّئِي تُظاهِرُونَ - وَ تَظُنُّونَ بِاللّهِ الظُّنُونَا - يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ - عالِمِ الْغَيْبِ - فَقالُوا رَبَّنا باعِدْ بَيْنَ أَسْفارِنا - فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ - وَ لُؤْلُؤاً وَ لِباسُهُمْ - وَ جَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا - أَ إِنْ ذُكِّرْتُمْ .
1- اَلسَّماءِ إِلَى قرأ قالون،و البزي بتسهيل الهمزة الأولى مع المد و القصر،و الأصبهاني و أبو جعفر بتسهيل الهمزة الثانية،و أبو عمرو بإسقاط الهمزة الأولى مع القصر و المد،و للأزرق وجهان:
الأول:تسهيل الهمزة الثانية.
الثاني:إبدالها حرف مد مع القصر.
و لقنبل ثلاثة أوجه هي:
الأول:إسقاط الهمزة الأولى مع القصر و المد.
الثاني:تسهيل الهمزة الثانية.
ص: 389
الثالث:إبدالها حرف مد مع القصر.
و لرويس وجهان:
الأول:إسقاط الهمزة الأولى مع القصر و المد.
الثاني:تسهيل الهمزة الثانية،و الباقون بتحقيق الهمزتين.
2- أَ إِذا ضَلَلْنا... أَ إِنّا قرأ نافع،و يعقوب،و الكسائي بالاستفهام في الأول و الإخبار في الثاني،و ابن عامر و أبو جعفر بالإخبار في الأول و الاستفهام في الثاني،و الباقون بالاستفهام فيهما،و كل من قرأ بالاستفهام على أصله في الهمزتين فقالون،و أبو عمرو و أبو جعفر بالتسهيل مع الإدخال،و ورش،و ابن كثير،و رويس بالتسهيل مع عدم الإدخال،و هشام بالتحقيق مع الإدخال و عدمه،و الباقون بالتحقيق مع عدم الإدخال.
3- أَئِمَّةً قرأ الأزرق،و ابن كثير،و قالون،و أبو عمرو،و رويس بتسهيل الهمزة الثانية و بإبدالها ياء،و للأصبهاني،و أبي جعفر وجهان هما:
الأول:تسهيل الهمزة الثانية مع الإدخال.
الثاني:إبدالها ياء مع عدم الإدخال،و لهشام التحقيق مع الإدخال و عدمه،و الباقون بالتحقيق مع عدم الإدخال.
الثاني:إبدالها ياء مع عدم الإدخال،و لهشام التحقيق مع الإدخال و عدمه،و الباقون بالتحقيق مع عدم الإدخال.
4- اَللاّئِي قرأ قالون،و قنبل،و يعقوب بهمزة مكسورة محققة من غير ياء بعدها وصلا و وقفا،و قرأ ورش،و أبو جعفر بهمزة مكسورة مسهلة مع المد و القصر من غير ياء بعدها وصلا،أما وقفا فلهما تسهيل الهمزة بالروم مع المد ياء ساكنة مع المد المشبع،و قرأ البزي،و أبو عمرو وصلا بهمزة مكسورة مسهلة مع المد و القصر (1)من غير ياء بعدها و لهما أيضا إبدال الهمزة ياء ساكنة مع المد المشبع للساكنين أما وقفا فلهما تسهيل الهمزة بالروم مع المد و القصر و إبدالها ياء ساكنة و وقفا و هم على أصولهم في المد المتصل،و لحمزة وقفا تسهيل الهمزة مع المد و القصر،قال ابن الجزري:).
ص: 390
و حذف ياء اللائي سما و سهلوا غير
ظبا به زكا و البدل ساكنة اليا
خلف هاديه حسب 5- تُظاهِرُونَ فيها أربع قراءات هي:
الأولى:لنافع،و ابن كثير،و أبي عمرو،و أبي جعفر بفتح التاء و تشديد الظاء و حذف الألف التي بعدها و فتح الهاء و تشديدها هكذا (تظهرون) و هو مضارع(تظهر)و أصله(تتظهر)فأدغمت التاء في الظاء.
الثانية:لابن عامر بفتح التاء و تشديد الظاء و ألف بعدها و فتح الهاء و تخفيفها هكذا(تظاهرون)و هو مضارع(تظاهر)و أصله تتظاهرون فأدغمت التاء في الظاء.
الثالثة:لعاصم بضم التاء و تخفيف الظاء و ألف بعدها و كسر الهاء مخففة هكذا(تظاهرون)و هو مضارع(ظاهر).
الرابعة:للباقين بفتح التاء و تخفيف الظاء و ألف بعدها و فتح الهاء هكذا (تظاهرون)و هو مضارع(تظاهر)و أصله(تتظاهرون)فحذفت إحدى التاءين تخفيفا،قال ابن الجزري:
تظاهرون الضم و الكسر نوى
و خفف الهاء كنز و الظاء كفى و اقصر سما
6- اَلظُّنُونَا قرأ نافع و ابن عامر،و شعبة و أبو جعفر بألف بعد النون وصلا و وقفا تبعا للرسم،و قرأ ابن كثير،و حفص،و الكسائي،و خلف العاشر بإثبات الألف وقفا و حذفها وصلا إجراء للفواصل مجرى القوافي في ثبوت ألف الإطلاق،و الباقون بحذفها في الحالين لأنها لا أصل لها،قال ابن الجزري:
و في الظنونا وقفا مع الرسولا و السبيلا بالألف دن عن روى و حالتيه عم صف
ص: 391
7- يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ قرا ابن كثير،و ابن عامر بنون العظمة و حذف الألف بعد الضاد مع كسر العين و تشديدها هكذا (نضعف) على البناء للفاعل،و(العذاب)بالنصب مفعول به،و قرأ أبو عمرو،و أبو جعفر، و يعقوب بياء تحتية مضمومة و حذف الألف بعد الضاد مع فتح العين و تشديدها على البناء للمفعول هكذا (يضعف) ،و(العذاب)بالرفع نائب فاعل،و الباقون بياء تحتية مضمومة و إثبات الألف بعد الضاد مع فتح العين و تخفيفها على البناء للمفعول هكذا(يضاعف)و(العذاب)بالرفع نائب فاعل،قال ابن الجزري:
ثقل يضاعف كم ثنا حق و يا
و العين فافتح بعد رفع حيا ثوى كفى
8- عالِمِ الْغَيْبِ قرأ نافع،و ابن عامر،و أبو جعفر،و رويس برفع الميم على وزن(فاعل)هكذا(عالم)على أنه خبر لمبتدإ محذوف أي هو عالم،و قرأ ابن كثير،و أبو عمرو،و عاصم،و روح،و خلف العاشر(عالم) بخفض الميم على وزن فاعل على أنه بدل من(لربي)و قرأ حمزة و الكسائي (علام)بتشديد اللام و خفض الميم على أنه بدل من(لربي)أيضا،قال ابن الجزري:
عالم علام ربا فز و ارفع الخفض غنا عم....
9- رَبَّنا باعِدْ قرأ ابن كثير،و أبو عمرو و هشام(ربنا)بالنصب على النداء بعد كسر العين المشددة بلا ألف،فعل طلب،و قرأ يعقوب (ربنا)بضم الباء على الابتداء،(باعد)بالألف و فتح العين و الدال فعل ماض و الجملة خبر،و قرأ الباقون(ربنا)بالنصب على النداء بالألف و كسر العين و سكون الدال فعل طلب،قال ابن الجزري:
و ربنا ارفع ظلمنا و باعد
فافتح و حرك عنه و اقصر شددا حبر لوى
ص: 392
10- فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ قرأ أبو جعفر(تذهب)بضم التاء و كسر الهاء مضارع(أذهب)،(نفسك)بالنصب مفعول به،و قرأ الباقون(تذهب) بفتح التاء و الهاء مضارع(ذهب)،(نفسك)بالرفع فاعل،قال ابن الجزري:
و تذهب ضم و اكسر ثغبا نفسك غيره...
11- وَ لُؤْلُؤاً قرأ نافع،و عاصم،و أبو جعفر بنصب الهمزة الأخيرة على أنه معطوف على محل الجار و المجرور و هو(من أساور)لأن محله النصب أي يحلون أساور و لؤلؤا و يجوز أن يكون مفعولا لفعل محذوف يدل عليه المقام أي(و يؤتون لؤلؤا)و قرأ الباقون بخفضها على أنه معطوف على ذهب أي يحلون أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَ أساور من لؤلؤ قال ابن الجزري:
انصب لؤلؤا نل إذ ثوى و فاطرا مد نأى ....
و أبدل الهمزة الأولى شعبة،و أبو جعفر،و أبو عمرو بخلف عنه،و وقف عليها حمزة بإبدال الهمزة الأولى،أما الثانية فله إبدالها واوا ساكنة مدية و تسهيلها بالروم و إبدالها واوا على الرسم مع السكون المحض و الروم،و لهشام في الهمزة المتطرفة ما لحمزة بخلف عنه.
12- سَدًّا معا قرأ حفص،و حمزة و الكسائي،و خلف العاشر بفتح السين و الباقون بضمها،و هما لغتان بمعنى واحد،قال ابن الجزري:
افتح ضم سدين عزا حبر
و سدا حكم صحب دبرا ياسين صحب
13- أَ إِنْ ذُكِّرْتُمْ قرأ أبو جعفر بفتح الهمزة الثانية و تسهيلها و إدخال ألف بينها على حذف لام العلة أي لأن ذكرتم،و قرأ الباقون بهمزتين الأولى للاستفهام و الثانية مكسورة و هي همزة إن الشرطية،و هم في الهمزتين على أصولهم فقالون و أبو عمرو بتسهيل الهمزة الثانية مع الإدخال،و ورش و ابن كثير،و رويس بالتسهيل مع عدم الإدخال،و هشام بالتحقيق مع الإدخال و عدمه،و الباقون بالتحقيق مع عدم الإدخال،قال ابن الجزري:
ص: 393
و افتح أئن ثق... ...
ورد في هذا السؤال خمس سور هي:السجدة،و الأحزاب،و سبأ، و فاطر،و يس.و هذه السور من حيث ياءات الإضافة كالآتي:
1-سورة السجدة تخلو من ياءات الإضافة.
2-سورة الأحزاب كذلك.
3-سورة سبأ بها من ياءات الإضافة ثلاث هي: إِنْ أَجْرِيَ إِلاّ عَلَى اللّهِ (47)،و قد فتحها المدنيان و أبو عمرو، وَ قَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ (13)،و قد فتحها المدنيان و أبو عمرو، رَبِّي إِنَّهُ (50)، و قد أسكنها حمزة.
4-سورة فاطر تخلو من ياءات الإضافة.
5-سورة يس بها من ياءات الإضافة.ثلاث هي: وَ ما لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي (22)و قد أسكنها يعقوب و حمزة و خلف و هشام بخلاف عنه،و إِنِّي إِذاً (24)و قد فتحها المدنيان و أبو عمرو، إِنِّي آمَنْتُ ، و قد فتحها المدنيان و ابن كثير و أبو عمرو،و اللّه أعلى و أعلم.
ص: 394
قال ابن الجزري:
بزينة نون فدا نل بعد صف
فانصب و ثقلى يسمعوا شفا عرف
اكتب بيتا بعد هذا البيت ثم اشرحهما معا شرحا موجزا؟
قال ابن الجزري:
عجبت ضم التا شفا اسكن أو عم لا أزرق معا يرفوا فز بضم
و الشرح كالآتي:
1-قرأ ذو فاء فدا حمزة و نون نل عاصم (1)بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ بتنوين زينة و غيرهما بدون تنوين و قرأ ذو صاد صف شعبة بنصب الكواكب و غيره بالجر فشعبة بالتنوين و النصب،أي(بأن زينا الكواكب)و حمزة و حفص بالتنوين و الجر بقطعها عن الإضافة أو مصدر و جعلت الكواكب نفس الزينة مبالغة و الباقون بحذف التنوين و الجر على إضافة المصدر لمفعوله،و قرأ ذو شفا حمزة و الكسائي و خلف و عين عرف حفص(لا يسمعون)بفتح السين و تشديدها و تشديد الميم مضارع تسمع تكلف السمع مطاوع سمع،و أصله يتسمعون أدغمت التاء في السين و الباقون بإسكان السين و الباقون بإسكان السين و تخفيف الميم مضارع سمع.
2-قرأ حمزة و الكسائي و خلف بَلْ عَجِبْتَ بضم التاء و هو مسند للمتكلم على حد و(إن تعجب فعجب)و هو انفصال النفس من أمر عظيم
ص: 395
خفي سببه فهو على اللّه محال فتأول أن من رأى حال هؤلاء من الناس يقول عجبت،و الباقون بفتحها و هو مسند للمخاطب أي بل عجبت يا محمد من إنكارهم الوحي أو البعث،و قرأ المدنيان و ابن عامر إلا الأزرق أَ وَ آباؤُنَا الْأَوَّلُونَ قُلْ نَعَمْ هنا أَ وَ آباؤُنَا الْأَوَّلُونَ قُلْ إِنَّ في الواقعة بإسكان الواو على أن العطف بأو التي لإحدى الشيئين،و الباقون بفتحها على أن العطف بالواو و أعيدت معها همزة الإنكار،و قرأ ذو فاء فد حمزة(إليه يزفون)بضم الياء مضارع أزف الظليم و هو ذكر النعام دخل في الزفيف و هو الإسراع كالصبح ثم وضع للكل لأن كلا حامل و محمول،و الباقون بفتحها مضارع زفّ الرجل الرجل أسرع في زفيف النعامة.
في سورة الصافات ثلاث ياءات إضافة هي: إِنِّي أَرى (102) أَنِّي أَذْبَحُكَ (102)، سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللّهُ (102).
ص: 396
قال الشاطبي:
و في يوعدون دم حلي و بقاف دم
و ثقل غساقا معا شائد حلا
أكمل الأبيات إلى نهاية السورة ثم اشرحها شرحا موجزا؟
قال الشاطبي:
و آخر للبصري بضم و قصره و وصل اتخذناهم حلا شرعة و لا
و فالحق في نصر و خذ ياء لي معا و إني مسنى لعنتي إلى
و الشرح كما ورد في الوافي كالآتي:
1-قرأ ابن كثير و أبو عمرو: هذا ما يوعدون ليوم الحساب هنا بياء الغيب،و قرأ غيرهما بتاء الخطاب،و قرأ ابن كثير وحده هذا ما تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوّابٍ حَفِيظٍ في(ق)بياء الغيب و قرأ غيره بتاء الخطاب، و قرأ حمزة و الكسائي و حفص فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَ غَسّاقٌ هنا، إِلاّ حَمِيماً وَ غَسّاقاً في سورة النبأ بتشديد السين في الموضعين فتكون قراءة غيرهم بتخفيفها فيهما.
2-قرأ أبو عمرو البصري وَ آخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْواجٌ بضم همزة و آخر بلا ألف بعدها فتكون قراءة غيره بفتح الهمزة و ألف بعدها فالمراد بالقصر حذف الألف و ضده المد إثباتها،و قرأ أبو عمرو و حمزة و الكسائي أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا بوصل الهمزة أي يجعلها همزة وصل تسقط في الدرج،
ص: 397
أي في وصل اتخذناهم بكلمة الأشرار،فإذا وقف على الأشرار فيبدأ بكسر همزة(اتخذناهم)،و قرأ الباقون بقطع الهمزة مفتوحة وصلا بدءا.
3-قرأ حمزة و عاصم: قالَ فَالْحَقُّ برفع القاف على ما لفظ به فتكون قراءة غيرهما بنصبها و قيد الحق لإخراج و الحق أقول فلا خلاف في نصب قافه.
يعتبر هذا التنبيه تكملة لشرح الأبيات على ما ورد في البيت الأخير في السورة من كلام الناظم في ياءات الإضافة،و هي في سورة(ص)ست مختلف فيهن،و هي:
1- ما كانَ لِي مِنْ عِلْمٍ (69).
2- وَ لِيَ نَعْجَةٌ (23).
3- إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ (32).
4- مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ (35).
5- مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ (44).
6- لَعْنَتِي إِلى يَوْمِ الدِّينِ (78).
و من الملاحظ في بيت الشاطبي-رحمة اللّه عليه-أن لفظ(إلى)في آخره من القرآن لقوله تعالى: لَعْنَتِي إِلى يَوْمِ الدِّينِ الآية(78).
و قد فتح حفص و هشام بخلاف عنه لِيَ نَعْجَةٌ ،و فتح المدنيان و ابن كثير و أبو عمرو إِنِّي أَحْبَبْتُ ،و فتح المدنيان و أبو عمرو مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ و فتح المدنيان لَعْنَتِي إِلى و فتح حفص وحده ما كانَ لِي مِنْ عِلْمٍ و أسكن حمزة وحده مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ و اللّه أعلم،و هو الهادي إلى صراط مستقيم.
ص: 398
للقراء العشرة في هذه الكلمات المباركة مذاهب وضحها:(في بطون أمهاتكم-يرضه-ليضل-و رجلا سلما-بكاف عبده-تأمروني)
1- فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ قرأ حمزة وصلا بكسر الهمزة و الميم، و الكسائي وصلا بكسر الهمزة و فتح الميم،و الباقون بضم الهمزة و فتح الميم وصلا أيضا،و أجمع الأئمة العشرة على ضم الهمزة،و فتح الميم عند البدء بأمهاتكم.
قال ابن الجزري:
لأمه في أم أمها كسر... ضما لدى الوصل رضى كذا
الزمر و النحل نور النجم و الميم تبع فاش 2- يَرْضَهُ القراء فيه على ست مراتب:
الأولى:لنافع،و حفص،و حمزة،و يعقوب،باختلاس ضمة الهاء.
الثانية:لابن كثير،و الكسائي،و خلف العاشر بالإشباع.
الثالثة:للسوسي بالإسكان.
الرابعة:للدوري أبي عمرو،و ابن جماز بالإسكان و الإشباع.
الخامسة:لهشام،و شعبة بالإسكان و الاختلاس.
السادسة:لابن ذكوان،و ابن وردان،بالاختلاس و الإشباع،قال ابن الجزري:
يفي و الخلف للاصن ذا طوى
أقصر في ظبى لذا نل ألا و الخلف خل مز
ص: 399
3- لِيُضِلَّ قرأ ابن كثير،و أبو عمرو،و رويس،بفتح الياء مضارع (ضل)،و الباقون بضمها،مضارع(أضل)قال ابن الجزري:
يضل فتح الضم كالحج الزمر حبر غنا .....
4- وَ رَجُلاً سَلَماً قرأ،ابن كثير،و أبو عمرو،و يعقوب بألف بعد السين و كسر اللام على أنه اسم فاعل بمعنى خالصا من الشركة هكذا (سالما) ،و قرأ الباقون بحذف الألف و فتح اللام،على أنه مصدر صفة لرجلا مبالغة في الخلوص من الشركة،قال ابن الجزري:
سالما مد اكسرن حقا 5- بِكافٍ عَبْدَهُ قرأ حمزة و الكسائي،و أبو جعفر،و خلف العاشر (عباده) بكسر العين و فتح الباء و ألف بعدها على الجمع و المراد الأنبياء و المطيعون من المؤمنين،و قرأ الباقون(عبده)بفتح العين و إسكان الباء و حذف الألف على الإفراد و المراد نبينا محمد-صلى اللّه عليه و سلم-.
قال ابن الجزري:
و عبده اجمعوا شفا ثنا 6- تَأْمُرُونِّي قرأ نافع،و أبو جعفر بنون واحدة مكسورة مخففة على حذف إحدى النونين لأن أصلها(تأمرونني)،و قرأ ابن عامر بخلف عن ابن ذكوان بنونين خفيفتين الأولى مفتوحة،و الثانية مكسورة على الأصل و الوجه الثاني لابن ذكوان بنون واحدة مكسورة مخففة،و قرأ الباقون بنون مشددة على إدغام نون الرفع في نون الوقاية،قال ابن الجزري:
زد تأمروني النون من خلف لبا و عم خفه ....
اختلف القراء في خمس ياءات إضافة في سورة الزمر و هي:
1- يا عبادي الذي أسرفوا الآية(10،53).
2- إِنِّي أَخافُ الآية(13).
ص: 400
3- إِنْ أَرادَنِيَ اللّهُ الآية(38).
4- تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ الآية(64).
قال الشاطبي:
و خذ يا تأمروني أرادني و إني معا مع يا عبادي محصلا
و قد فتح المدنيان و ابن كثير و أبو عمرو إِنِّي أَخافُ و فتح المدنيان إِنِّي أُمِرْتُ و أسكن حمزة وحده إِنْ أَرادَنِيَ اللّهُ و فتح المدنيان و ابن كثير و ابن عامر و عاصم يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا و فتح المدنيان و ابن كثير تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ .
ورد في الغيث أن سورة الزمر،مكية إلا ثلاث آيات فمدنية من قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا إلى تَشْعُرُونَ و آيها سبعون و ثنتان حجازي و بصري،و ثلاث شامي و خمس كوفي،و مدغمها ثمانية و عشرون،و الصغير ثلاثة.
ص: 401
للقراء العشرة في هذه الكلمات المباركة مذاهب وضحها:كلمات ربك- اَلتَّلاقِ - أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسادَ - وَ يَوْمَ تَقُومُ السّاعَةُ أَدْخِلُوا - يُحْشَرُ أَعْداءُ اللّهِ - أَرِنَا - ثَمَراتٍ - يَتَفَطَّرْنَ - اَلَّذِي يُبَشِّرُ - تُخْرَجُونَ - عِبادُ الرَّحْمنِ - يا أيه الساحر - رَبِّ السَّماواتِ - مَقامٍ أَمِينٍ - مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ - غِشاوَةً - لِيُنْذِرَ - كُرْهاً - أَذْهَبْتُمْ .
1- كلمات ربك قرأ ابن كثير،و أبو عمرو،و عاصم و حمزة و الكسائي و يعقوب،و خلف العاشر،بحذف الألف التي بعد الميم على الإفراد هكذا(كلمت)و الباقون بإثباتها على الجمع،و وقف عليها الكسائي بالإمالة،قال الشاطبي:
و كلمات اقصر كفا ظلا و في يونس و الطول شفا حق نفى
2- اَلتَّلاقِ قرا ورش،و ابن وردان بإثبات وصلا،و ابن كثير و يعقوب بإثباتها وصلا و وقفا،و الباقون بحذفها في الحالين،و أما ذكر الخلاف فيها لقالون الذي أثبته صاحب التيسير و تبعه الشاطبي فهو انفراده
ص: 402
و لذا قال في التيسير:و لا أعلم الخلاف لقالون ورد من طريق من الطرق عن أبي نشيط و لا عن الحلواني و لذا حكاه في الطيبة بصيغة التمريض (1).
قال ابن الجزري:
التلاق مع تناد خذ دم جل و قيل الخلف بر ....
3- أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسادَ قرأ نافع،و أبو عمرو،و أبو جعفر،(و أن)بالواو المفتوحة،بدلا من(أو)و(يظهر)بضم الياء و كسر الهاء مضارع(أظهر)و الفاعل ضمير يعود على سيدنا موسى-عليه السلام- و(الفساد)بالنصب مفعولا به و قرأ ابن كثير،و ابن عامر(و أن)بالواو المفتوحة بدلا من(أو)و(يظهر)بفتح الياء و الهاء مضارع(ظهر)اللازم و(الفساد)بالرفع فاعل،و قرأ حفص،و يعقوب(أو أن)بزيادة همزة مفتوحة قبل الواو مع سكون الواو على أنها أو التي لأحد الشيئين بالنصب، و توجيهها كتوجيه قراءة نافع و من معه،و قرأ الباقون و هم:شعبة،و حمزة، و الكسائي،و خلف العاشر،(أو أن يظهر)بفتح الياء و الهاء،و(الفساد) بالرفع،و توجيهها كتوجيه قراءة ابن كثير و من معه،قال ابن الجزري:
أو أن و أن كن حول حرم يظهر اضمم
و اكسرن و الرفع في الفساد فانصب عن مدا حما
4- وَ يَوْمَ تَقُومُ السّاعَةُ أَدْخِلُوا قرأ ابن كثير،و أبو عمرو،و ابن عامر و شعبة(ادخلوا)بهمزة وصل و ضم الخاء،و إذا ابتدءوا ضموا الهمزة على أنها فعل أمر من دخل،و الواو ضمير آل فرعون و آل منصوب على النداء،و قرأ الباقون بهمزة قطع مفتوحة في الحالين و كسر الخاء على أنها فعل أمر من أدخل و الواو و ضمير للخزنة و آل مفعول أول و أشد مفعول ثان،قال ابن الجزري:
أدخلوا أصل و اضمم الكسر كما حبر صلوا ....).
ص: 403
5- يُحْشَرُ أَعْداءُ اللّهِ (1)قرأ نافع،و يعقوب بنون العظمة المفتوحة، و ضم الشين على البناء للفاعل هكذا (نحشر) و أعداء بالنصب مفعولا به، و قرأ الباقون بياء الغيبة المضمومة و فتح الشين على البناء للمفعول،و أعداء بالرفع نائب فاعل،قال ابن الجزري:
و نحشر النون و سم أتل ظبا أعداء عن غيرهما
6- أَرِنَا قرأ ابن كثير،و ابن ذكوان،و شعبة،و يعقوب بإسكان الراء و أبو عمرو بالإسكان و الاختلاس،و هشام بالإسكان و الكسر،و الباقون بالكسر،قال ابن الجزري:
أرنا و أرني اختلف مختلسا حز
و سكون الكسر حق و فصلت لي الخلف من
حق صدق...
7- ثَمَراتٍ قرأ نافع،و ابن عامر،و حفص و أبو جعفر بألف بعد الراء على الجمع و ذلك لاختلافها و تنوعها،و الباقون بغير ألف على الإفراد لإرادة الجنس،قال ابن الجزري:
أجمع ثمرات عم علا ...
و من قرأ بالجمع وقف بالتاء،و من قرأ بالإفراد فمنهم من وقف بالهاء و هم:ابن كثير،و أبو عمرو،و الكسائي،و يعقوب،و وقف الباقون بالتاء و هم:شعبة،و حمزة،و خلف العاشر،و أمالها الكسائي وقفا بخلف عنه.
8- يَتَفَطَّرْنَ (2)قرأ نافع،و ابن كثير،و ابن عامر،و حفص،و حمزة، و الكسائي،و أبو جعفر،و خلف العاشر بتاء فوقية مفتوحة مكان النون و فتح الطاء مشددة مضارع تفطر بمعنى تشقق،و قرأ الباقون بنون ساكنة بعد الياء).
ص: 404
و كسر الطاء مخففة هكذا (ينفطرن) مضارع انفطر بمعنى تشقق،قال ابن الجزري:
و ينفطرن يتفطرن علم حرم رقا
الشورى شفا عن دون عم
9- اَلَّذِي يُبَشِّرُ قرأ ابن كثير و أبو عمرو،و حمزة،و الكسائي بفتح الياء و إسكان الباء و ضم الشين مخففة من(البشر)و هو البشارة،و قرأ الباقون بضم الياء و فتح الياء و كسر الشين مشددة من(يشر)المضعف لغة أهل الحجاز.
قال ابن الجزري:
يبشر اضمم شد دن كسرا ...
إلى قوله:
و دم رضى حلا الذي يبشر ...
10- تُخْرَجُونَ (1)قرأ ابن ذكوان،و حمزة،و الكسائي،و خلف العاشر بفتح التاء و ضم الراء على البناء للفاعل،و الباقون بضم التاء و فتح الراء على البناء للمفعول،قال ابن الجزري:
و تخرجون ضم فافتح و ضم الرا
شفا ظل ملا و زخرف من شفا
11- عِبادُ الرَّحْمنِ قرأ أبو عمرو،و عاصم،و حمزة،و الكسائي، و خلف العاشر(عباد)بباء موحدة مفتوحة و بعدها ألف مع ضم الدال،جمع (عبد)،و الباقون بنون ساكنة بعد العين مع فتح الدال هكذا (عند) ظرف مكان،قال ابن الجزري:
عباد في عند برفع حز كفا ...).
ص: 405
12- يا أيه الساحر قرأ ابن عامر وصلا(أيه)بضم الهاء اتباعا لضم الياء،و الباقون بفتحها و وقف عليه أبو عمرو،و الكسائي،و يعقوب بألف،و الباقون بحذفها و إسكان الهاء،قال ابن الجزري:
ها أيها الرحمن نور الزخرف كم ضم قف
رجا حما بالألف
13- رَبِّ السَّماواتِ (1)قرأ عاصم،و حمزة،و الكسائي،و خلف العاشر رب بالخفض بدلا من ربك،و الباقون بالرفع على أنه خبر لمبتدإ محذوف،أي هو رب.
قال ابن الجزري:
رب السماوات خفض رفعا كفا ...
14- مَقامٍ أَمِينٍ قرأ نافع،و ابن عامر،و أبو جعفر مقام بضم الميم الأولى بمعنى الإقامة،و الباقون بفتحها بمعنى موضع الإقامة و قيد المصنف ثاني الدخان ليخرج الموضع الأول المتفق على فتح ميمه و هو قول اللّه تعالى:
وَ زُرُوعٍ وَ مَقامٍ كَرِيمٍ قال ابن الجزري:
مقام ضم عد دخان الثان عم ...
15- مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ (2)قرأ ابن كثير و حفص و يعقوب(أليم)برفع الميم صفة(العذاب)و الباقون بخفضها صفة(الرجز)قال ابن الجزري:
أليم الحرفان شم دن عن غذا ...
16- غِشاوَةً قرأ حمزة،و الكسائي،و خلف العاشر بفتح الغين و إسكان الشين و حذف الألف،و الباقون بكسر الغين و فتح الشين،و إثبات الألف و هما لغتان بمعنى واحد و هو الغطاء،قال ابن الجزري:
غشوة افتح اقصرن فتى رحا ...).
ص: 406
17- لِيُنْذِرَ (1)قرأ نافع،و ابن عامر،و أبو جعفر،و يعقوب، و البزي بخلف عنه بتاء الخطاب هكذا (لتنذر) و المخاطب هو النبي محمد -صلى اللّه عليه و سلم-،و الباقون بياء الغيب و هو الوجه الثاني للبزي، و الضمير يرجع إلى القرآن.
قال ابن الجزري:
لينذر الخطاب ظل عم و حرف الأحقاق لهم و الخلف هل
18- كُرْهاً قرأ ابن ذكوان،و عاصم،و حمزة،و الكسائي، و يعقوب و خلف العاشر،و هشام بخلف عنه بضم الكاف،و الباقون بفتحها و هو الوجه الثاني لهشام و هما لغتان بمعنى واحد.
قال ابن الجزري:
كرها معا ضم شفا الأحقاف كفا ظهيرا من إله خلاف
19- أَذْهَبْتُمْ قرأ نافع،و أبو عمرو،و عاصم،و حمزة و الكسائي، و خلف العاشر بهمزة واحدة على الخبر،و قرأ الباقون بهمزتين مفتوحتين على الاستفهام،و كل على أصله فابن كثير،و رويس بتحقيق الهمزة الأولى و تسهيل الثانية مع عدم الإدخال،و هشام له ثلاثة أوجه:تحقيق الهمزة الأولى و تسهيل الثانية مع الإدخال و تحقيق الهمزتين مع الإدخال و عدمه،و ابن ذكوان،و روح بتحقيق الهمزتين مع عدم الإدخال،و أبو جعفر بتحقيق الهمزة الأولى و تسهيل الثانية مع الإدخال،قال ابن الجزري:
أذهبتم اتل حز كفا و دن ثنا
في سورة غافر ثماني ياءات إضافة هي:
1- ذَرُونِي أَقْتُلْ آية(26).
ص: 407
2- إِنِّي أَخافُ أَنْ آية(26).
3- إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ آية(30).
4- إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ آية(32).
5- لَعَلِّي أَبْلُغُ آية(36).
6- ما لِي أَدْعُوكُمْ آية(41).
7- وَ أُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللّهِ آية(44).
8- اُدْعُونِي أَسْتَجِبْ آية(60).
قال الشاطبي:
و احفظ مضافاتها العلا ذروني و ادعوني و إني ثلاثة لعلي و في مالي و أمري مع إلى
و قد فتح المدنيان و ابن كثير و أبو عمرو في ثلاثة مواضع(إني أخاف)، و فتح ابن كثير و الأصبهاني عن ورش(ذروني أقتل)،و فتح ابن كثير وحده، (ادعوني أستجب)،و أسكن يعقوب و الكوفيون(لعلي أبلغ)،و فتح المدنيان و ابن كثير و أبو عمرو و هشام(ما لي أدعوكم)و فتح المدنيان و أبو عمرو (أمري إلى اللّه).
في سورة فصلت ياءان إضافة هما:
1- أَيْنَ شُرَكائِي الآية(47).
2- وَ لَئِنْ رُجِعْتُ إِلى رَبِّي إِنَّ الآية(50) قال الشاطبي:
ثم يا شركائي المضاف و يا ربي به الخلف بجلا
و قد فتح ابن كثير وحده شُرَكائِي قالُوا و فتح أبو جعفر،و أبو عمرو،و ورش إلى رَبِّي إِنَّ .
ليس في سورة الشورى ياءات إضافة مختلف فيهن.
في سورة الزخرف من ياءات الإضافة الآتي:
ص: 408
1- تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَ فَلا تُبْصِرُونَ آية(51).
2- يا عِبادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ آية(68).
قال الشاطبي:
بتحتي عبادي اليا و يغلي دنا علا ...
فتح المدنيان و أبو عمرو و البزي مِنْ تَحْتِي أَ فَلا و فتح أبو بكر(يا عبادي لا خوف عليكم)و أسكنها المدنيان و أبو عمرو و ابن عامر.
في سورة الدخان من ياءات الإضافة الآتي:
1- إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطانٍ الآية(19).
2- وَ إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ الآية(21).
قال الشاطبي:
و قل إني ولي الياء حملا ...
فتح المدنيان و ابن كثير و أبو عمرو إِنِّي آتِيكُمْ و فتح ورش وحده تُؤْمِنُوا لِي .
ليس في سورة الجاثية ياء إضافة.
و في سورة الأحقاف،و هي آخر الحواميم أربع ياءات إضافة هي:
1- أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ (15).
2- أَ تَعِدانِنِي أَنْ أُخْرَجَ (17).
3- إِنِّي أَخافُ (21).
4- وَ لكِنِّي أَراكُمْ (23).
قال الشاطبي-رحمه اللّه-:
و ياء و لكني و يا تعدانني و إني أوزعني بها خلف من تلا
و قد فتح البزي و الأزرق أَوْزِعْنِي أَنْ و فتح المدنيان و ابن كثير و أبو عمرو إِنِّي أَخافُ و فتح المدنيان،و أبو عمرو و البزي وَ لكِنِّي أَراكُمْ و فتح المدنيان و ابن كثير أَ تَعِدانِنِي أَنْ .هذا و اللّه أعلم.
ص: 409
محمد (1)-صلى اللّه عليه و سلم-إلى سورة الرحمن عز و جل
اشرح الأبيات الآتية شرحا موجزا:
قال الإمام الشاطبي:
و بالضم و اقصر و اكسر التاء قاتلوا على حجة و القصر في آسن دلا
و في آنفا خلف هدى و بضمه و كسر و تحريك و أملى حصلا
و أسرارهم فاكسر صحابا و تبلونكم نعلم البا صف و نبلو و اقبلا
ورد الشرح في الوافي للإمام القاضي كالآتي:
1-قرأ حفص و أبو عمرو وَ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ (2)بضم القاف و القصر أي حذف الألف بعد القاف و كسر التاء،فتكون قراءة
ص: 410
غيرهما بفتح القاف و إثبات ألف بعدها و فتح التاء،و قرأ ابن كثير مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ (1)بقصر الهمزة،و قرأ غيرهما بمدها (2).
2-قرأ البزي بخلف عنه ما ذا قالَ آنِفاً (3)بقصر الهمزة،و الباقون بمدها،و هو الوجه الثاني للبزي هذا مفاد الناظم،و لكن الذي عليه أهل التحقيق أن القصر للبزي في الهمز ليس من طريق الشاطبي فلا يقرأ له من طريقه إلا بالمد.
و قرأ أبو عمرو اَلشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَ أَمْلى لَهُمْ (4)بضم الهمزة و كسر اللام و تحريك الياء أي فتحها،و قرأ غيره بفتح الهمزة و اللام و ألف بعدها.
و اعلم أن الحرف المتحرك (5)في قراءة أبي عمرو و هو الياء من لفظ الناظم.
و اعلم أن قراءة الباقين بالألف بعد اللام من النظائر نحو وَ نُرِيَ فِرْعَوْنَ ، لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ و إلا فلا تؤخذ الألف في قراءة الجماعة من الضد لأن ضد الياء المتحركة بالفتح هي الياء الساكنة.
3-قرأ حفص و حمزة و الكسائي وَ اللّهُ يَعْلَمُ إِسْرارَهُمْ بكسر الهمزة فتكون قراءة غيرهم بفتحها.
و قرأ شعبة و ليبلونكم حتى يعلم المجاهدين منكم و الصابرين و يبلو أخباركم (6)بالياء في الأفعال الثلاثة،و قرأ غيرهم بالنون فيها.).
ص: 411
اشرح الأبيات الآتية شرحا موجزا قال ابن الجزري:
يؤتيه يا غث حز كفا ضرا فضم شفا اقصر اكسر كلم اللّه لهم
و الحجرات فتح ضم الجيم ثر يألتكم البصري و يعملون در
ورد الشرح في الكوكب الدري كالآتي:
1-قرأ رويس و أبو عمرو،و الكوفيون فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً (1)بالياء، و قرأ الباقون بالنون للتعظيم،و قرأ حمزة و الكسائي و خلف بِكُمْ ضَرًّا (2)بضم الضاد و هو سوء الحال،و الباقون بفتحها و هو مصدر ضر به و هما لغتان،و قرأ المفسر لضمير لهم و هم ذو شفا و هم:حمزة و الكسائي،و خلف (كلم الله)بكسر اللام بلا ألف جمع كلام كثمرة و ثمرة،و الباقون بفتح اللام و ألف بعدها اسم للجملة.
2-قرأ أبو جعفر مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ (3)سورة الحجرات آية(14).(4)بفتح الجيم،و الباقون بضمها كلاهما جمع حجرة،و قرأ البصري و أبو عمرو و يعقوب لا يألتكم (4)بهمزة بعد الياء من التأليه،و الباقون بحذفها من لات يلت و جاء ألت كأمن و ألات كأناب،و ولت كوعد،و قرأ ذو دال در ابن كثير مِمّا يَعْمَلُونَ آخر الحجرات بياء الغيب على أنه مسند الضمير،و الباقون بتاء الخطاب مسند لضمير المخاطبين.
ص: 412
اذكر ما للقراء العشرة في الكلمات القرآنية الآتية،مع ذكر الدليل من طيبة النشر:متنا-و أدبار-تشقق-وعيد-و عيون-قال سلام- الصاعقة-و قوم نوح-فاكهين-و اتبعتهم-ذريتهم-ألحقنا بهم ذريتهم-ألتناهم-لا لغو فيها و لا تأثيم-لؤلؤ-المصيطرون- يصعقون.
1- مِتْنا (1)قرأ نافع،و حفص،و حمزة،و الكسائي و خلف العاشر بكسر الميم،و الباقون بضمها،و هما لغتان،قال ابن الجزري:
اكسر ضما هنا في متم شفا أرى و حيث جا صحب أتى
2- وَ أَدْبارَ قرأ نافع،و ابن كثير،و حمزة،و أبو جعفر،و خلف العاشر بكسر الهمزة على أنه مصدر أدبر بمعنى مضى،و قرأ الباقون بفتح الهمزة جمع دبر و هو آخر الصلاة و عقبها،و جمع باعتبار تعدد السجود،قال ابن الجزري:
أدبار كسر حرم فتى ...
3- تَشَقَّقُ قرأ أبو عمرو،و عاصم،و حمزة،و الكسائي،و خلف العاشر بتخفيف الشين،على أنه مضارع تشقق،على وزن تفعل و أصله تتشقق فحذفت إحدى التاءين تخفيفا و قرأ الباقون بتشديدها على إدغام التاء في الشين،قال ابن الجزري:
و خففوا شين تشقق كقاف حز كفا ...
4- وَعِيدِ قرأ ورش بإثبات الياء وصلا و يعقوب بإثباتها،وصلا و وقفا،و الباقون،بحذفها في الحالين.
ص: 413
5- وَ عُيُونٍ قرأ ابن كثير،و ابن ذكوان،و شعبة،و حمزة و الكسائي بكسر العين،و الباقون بضمها،و هما لغتان،قال الجزري:
عيون مع شيوخ مع جيوب صف مز دم رضى
6- قالَ سَلامٌ قرأ حمزة،و الكسائي بكسر السين و سكون اللام من غير ألف هكذا (سلم) و الباقون بفتح السين و اللام،و إثبات ألف بعدها هكذا سلام،و هما لغتان مثل حرم و حرام،قال الشاطبي:
قال سلم سكن... و اكسره و اقصر مع ذرو في ربا
7- اَلصّاعِقَةُ قرأ الكسائي في سورة الذاريات بحذف الألف و سكون العين على إرادة الصوت الذي يصحب الصاعقة هكذا الصعقة، و الباقون بالألف بعد الصاد و كسر العين هكذا الصاعقة على إرادة النار النازلة من السماء للعقوبة،قال ابن الجزري:
صاعقة الصعقة رم ...
8- وَ قَوْمَ نُوحٍ قرأ أبو عمرو،و حمزة،و الكسائي و خلف العاشر بخفض الميم عطفا على ثمود و الباقون بالنصب على أنه مفعول لفعل محذوف تقديره و أهلكنا و دل عليه ما تقدم من إهلاك الأمم المذكورين،قال ابن الجزري:
قوم اخفضن حسب فتى راض ...
9- فاكِهِينَ قرأ أبو جعفر وحده بحذف الألف التي بعد الفاء على أنها صفة مشبهة من فكه بمعنى فرح،و الباقون بإثبات الألف على أنها اسم فاعل بمعنى أصحاب فكاهة كلابن و تامر،قال ابن الجزري:
و فاكهون فاكهين اقصر ثنا و هذا اللفظ المقصود بسورة الذاريات
10- وَ اتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ قرأ أبو عمرو و أتبعناهم بهمزة قطع مفتوحة بعد الواو و إسكان التاء و العين و نون مفتوحة بعد العين و ألف بعدها على أن اتبع فعل ماض،و نا فاعل و الهاء مفعول أول،و ذرياتهم بالجمع مع كسر التاء مفعولا ثانيا.
ص: 414
و قرأ ابن عامر،و يعقوب وَ اتَّبَعَتْهُمْ بوصل الهمزة و تشديد التاء مفتوحة بعد الواو مع فتح العين و تاء مثناة فوقية ساكنة بعدها،على أن اتبع فعل ماض و التاء للتأنيث،و الهاء مفعول به و ذرياتهم بالجمع مع رفع التاء فاعل،و قرأ الباقون، وَ اتَّبَعَتْهُمْ بوصل الهمزة و تشديد التاء مفتوحة بعد الواو مع فتح العين و تاء مثناة فوقية ساكنة،بعدها،على أنه فعل ماض و التاء للتأنيث و الهاء مفعول به،و ذُرِّيَّتُهُمْ بالتوحيد و ضم التاء على أنها فاعل،قال ابن الجزري:
و أتبعنا حسن باتبعت ذرية كم حما ...
11- أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ قرأ ابن كثير،و عاصم،و حمزة، و الكسائي،و خلف العاشر بالإفراد و فتح التاء مفعولا به هكذا ذُرِّيَّتُهُمْ و الباقون بالجمع مع كسر التاء مفعولا به هكذا ذرياتهم قال ابن الجزري:
ذرية اقصر التاء دنف كفا كثاني الطور ...
12- أَلَتْناهُمْ قرأ ابن كثير وحده بكسر اللام فعل ماض من ألت يألت كعلم يعلم،و قرأ الباقون بفتح اللام فعل ماض من ألت يألت كضرب يضرب و كلها لغات بمعنى نقص،و روى عن قنبل وجه آخر و هو حذف الهمزة على أنه فعل ماض من لأته يليته كباعة يبيعه،قال ابن الجزري:
و اكسر دما لام ألتنا حذف همز خلف زم ...
13- لا لَغْوٌ فِيها وَ لا تَأْثِيمٌ قرأ نافع،و ابن عامر،و عاصم، و حمزة،و الكسائي،و أبو جعفر،و خلف العاشر برفع الواو و الميم مع التنوين على أن لا نافية للوحدة،و الباقون بفتح الواو و الميم مع عدم التنوين على أن لا نافية للجنس،قال ابن الجزري:
لا تأثيم لا لغو مدا كنز ...
و قرأ ورش،و أبو جعفر،و أبو عمرو بخلف عنه بإبدال الهمزة في الحالين و كذا حمزة عند الوقف.
ص: 415
14- لُؤْلُؤٌ قرأ شعبة،و أبو جعفر،و أبو عمرو بخلف عنه بإبدال الهمزة الأولى في الحالين،و كذا حمزة عند الوقف،أما الهمزة الثانية فلحمزة وقفا و هشام بخلف عنه إبدالها و تسهيلها بالروم،و إبدالها واوا خالصة مع السكون المحض و الروم و الإشمام.
15- اَلْمُصَيْطِرُونَ قرأ هشام بالسين على الأصل،و خلف عن حمزة بإشمام الصاد صوت الزاي،و قنبل،و ابن ذكوان،و حفص بالسين و الصاد،و خلاد بالإشمام و الصاد،و الباقون بالصاد.
قال الشاطبي:
المصيطرون ضر في الخلف مع مصيطر
و السين لي و فيهما الخلف زكي عن ملي
16- يُصْعَقُونَ قرأ ابن عامر،و عاصم بضم الياء على البناء للمفعول،و الباقون بفتحها على البناء للفاعل،قال ابن الجزري:
يصعق ضم كم نال ...
اذكر ما للقراء السبعة في الكلمات القرآنية الآتية،مع ذكر الدليل من أبيات الشاطبية:(أ فتمارونه-كبائر الإثم-بطون أمهاتكم-خشعا- ففتحنا-عيونا).
1- أَ فَتُمارُونَهُ (1)قرأ نافع،و ابن كثير،و أبو عمرو،و ابن عامر و عاصم بضم التاء و فتح الميم و ألف بعدها،و الباقون بفتح التاء و سكون الميم و حذف الألف.قال الشاطبي:
تمارونه تمرونه و افتحوا شذا ...
2- كَبائِرَ الْإِثْمِ قرأ حمزة،و الكسائي بكسر الباء الموحدة و بعدها ياء ساكنة هكذا (كبير) و الباقون(كبائر)بفتح الباء و ألف بعدها و بعد
ص: 416
الألف همزة مكسورة على الجمع و يصبح المد عندهم من قبيل المتصل فكل يمد حسب مذهبه،قال الشاطبي:
كبير في كبائر فيها ثم في النجم شمللا 3- بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ قرأ حمزة (1)وصلا بكسر الهمزة و الميم، و الكسائي بكسر الهمزة و فتح الميم وصلا،و الباقون بضم الهمزة و فتح الميم وصلا أيضا،أما عند الوقف على(بطون)و الابتداء(بأمهاتكم)فالجميع يبتدءون بضم الهمزة و فتح الميم،قال الشاطبي:
و في أمهات النحل و النور و الزمر مع النجم شاف و اكسر الميم فيصلا
4- خُشَّعاً (2)قرأ أبو عمرو،و حمزة،و الكسائي بفتح الخاء و ألف بعدها و كسر الشين مخففة هكذا (خاشعا) بضم الخاء و حذف الألف و فتح الشين مشددة،قال الشاطبي:
خاشعا خشعا شفا حميد ...
5-ففتحنا قرأ ابن عامر بتشديد التاء،و الباقون بتخفيفها،قال الشاطبي:
إذا فتحت شدد لشام و هاهنا
فتحنا و في الأعراف و اقتربت كلا
6-عيونا قرأ ابن كثير،و ابن ذكوان،و شعبة،و حمزة و الكسائي، بكسر العين،و الباقون بضمها،قال الشاطبي:
و ضم الغيوب يكسران عيونا العيون شيوخا دانه صبحته ملا
ليس في السور الآتية ياءات إضافة مختلف فيها بين القراء،و هي:محمد -صلى اللّه عليه و سلم-الفتح،و الحجرات،و ق،و الذاريات،و الطور، و النجم،و القمر،و اللّه أعلم.
ص: 417
و الواقعة و الحديد (1)
اشرح قول الإمام الشاطبي في سورة الرحمن و الواقعة و الحديد:
و و الحب ذو الريحان رفع ثلاثها بنصب كفى و النون بالخفض شكلا
و خف قدرنا دار و انضم شرب في ندى الصفو و استفهام إنا صفا و لا
و يؤخذ غير الشام ما نزل الخفيف إذ عز و الصادان من بعد دم صلا
ورد شرح هذا الأبيات في السراج كالآتي:
1-أخبر الناظم كما ورد في السراج شرح الشاطبية لابن القاصح العذري البغدادي أن المشار إليه بالكاف من كفى و هو ابن عامر قرأ وَ الْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَ الرَّيْحانُ (2)بنصب رفع الباء و الذال و النون فتعين للباقين القراءة برفع الباء و الذال و النون،إلا أن المشار إليهما بشين شكلا و هما:حمزة و الكسائي قرآ و الريحان بخفض النون،فصار ابن عامر يقرأ و الحب ذا العصف و الريحان بنصب الأسماء الثلاثة و حمزة و الكسائي برفع الأولين و هما(الحب و ذو)و خفض الأخير و هو(الريحان)و الباقون برفع الأسماء الثلاثة فذلك ثلاث قراءات و لا خلاف في خفض العصف،لأنه مضاف.
2-أخبر أن المشار إليه بدال دار و هو ابن كثير قرأ(نحن قدرنا) بتخفيف الدال فتعين للباقين القراءة تشديدها ثم أخبر أن المشار إليهم بالفاء
ص: 418
و النون و الألف من قوله في ند الصفو و هم:حمزة و عاصم،و نافع قرءوا شُرْبَ الْهِيمِ (1)بضم الشين فتعين للباقين القراءة بفتحها ثم أخبر أن المشار إليه بصاد صفا و هو شعبة قرأ إِنّا لَمُغْرَمُونَ بزيادة همزة الاستفهام على همزة الخبر فهو يقرأ بهمزتين محققتين الأولى مفتوحة و الثانية مكسورة من غير مد بينهما و تعين للباقين حذف همزة الاستفهام و القراءة بهمزة واحدة مكسورة على الخبر.
3-أخبر أن السبعة إلا الشامي قرءوا فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ (2)بياء التذكير كلفظه فتعين للشامي و هو ابن عامر القراءة بتاء التأنيث هكذا فاليوم لا تؤخذ ثم أخبر أن المشار إليهما بالهمزة و العين في قوله إذ غر و هما:نافع و حفص قرأ بتخفيف الزاي في وَ ما نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ فتعين للباقين القراءة بتشديدها ثم أخبر أن المشار إليهما بالصاد و الدال في دم صلا و هما:
ابن كثير و شعبة قرآ: إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَ الْمُصَّدِّقاتِ بتخفيف الصاد من الكلمتين،و هما من بعد ما نزل من الحق،فتعين للباقين القراءة بتشديدها.
اشرح قول الإمام ابن الجزري:
سنفرغ الياء شفا و كسر ضم شواظ دم نحاس حر الرفع شم
حبر كلا يطمث بضم الكسر رم خلف و يا ذي آخرا واو كرم
1-قرأ حمزة و الكسائي و خلف سيفرغ لكم بسورة الرحمن بالياء على إسناده لضمير اسم اللّه تعالى،و الباقون بالنون على إسناده للمتكلم المعظم و قرأ ذو دال دم ابن كثير(شواظ)بكسر الشين،و الباقون بضمها، و قرأ ذو شين شم روح حبر ابن كثير و أبو عمرو(و نحاس)بالجر عطفا
ص: 419
على نار،و الباقون برفع الشين عطفا على المرفوع،أي يرسل شواظ،و يرسل نحاس أو دخان و اختلف على ذي راء رم الكسائي في(لم يطمثهن)في الموضعين فروي عنه من روايتيه ضم الأول فقط،و رواه آخرون عن الدوري فقط و آخرون عكسه و هو كسر الأول و ضم الثاني عن أبي الحارث،و روى بعضهم عن أبي الحارث الكسر فيهما و روى عنه ضمها و روي عنه قراءتهما بالضم و الكسر جميعا لا يبالي كيف يقرؤهما،و روى الأكثرون التخيير في إحداهما عن الكسائي من روايتيه بمعنى أنه إذا ضم الأول و كسر الثاني،و إذا كسر الأولى ضم الثانية،و الوجهان من التخيير و غيره ثابتان عن الكسائي نصا و أداء،و الباقون بالكسر فيهما و قرأ ذو كاف كم ابن عامر تبارك اسم ربك ذو الجلال و الإكرام آخر الرحمن و هو الموضع الثاني بالواو صفة لاسم و عظم الاسم تعظيما لمسماه،و الباقون بالياء صفة هكذا تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ ،و من الملاحظ أن الموضع الأول لا خلاف فيه،بل هو بالواو اتفاقا.
ليس في سورة الرحمن،و الواقعة،و الحديد ياء إضافة مختلف فيها،و اللّه أعلم.
ص: 420
من سورة المجادلة إلى سورة(ن) (1)
بين مذاهب القراء السبعة في الكلمات الآتية مستدلا على ما تذكر من الشاطبية:0يظاهرون-ء أشفقتم-يحسبون-الرعب-يكون دولة-جدر-يفصل-برءاؤا-النبي إذا-ليطفئوا-و الله متم نوره- خشب-رسلهم-اللائي-و جبريل).
1- يُظاهِرُونَ معا قرأ نافع،و ابن كثير،و أبو عمرو،بفتح الياء و تشديد الظاء و الهاء و فتحها من غير ألف بعد الظاء،و عاصم بضم الياء و تخفيف الظاء و الهاء و كسرها و ألف بعد الظاء،و ابن عامر،و حمزة و الكسائي بفتح الياء و تشديد الظاء،و ألف بعدها مع تخفيف الهاء و فتحها، قال الشاطبي:
ص: 421
و تظاهرون اضممه و اكسر لعاصم و في الهاء خفف و امدد الظاء ذبلا
و خففه ثبت و في قد سمع كما هنا و هناك و الظاء خفف نوفلا
2- أَ أَشْفَقْتُمْ قرأ قالون،و أبو عمرو،بتسهيل الهمزة الثانية مع الإدخال و ابن كثير بالتسهيل مع عدم الإدخال،و لورش وجهان:تسهيل الهمزة الثانية مع عدم الإدخال،و إبدالها حرف مد محضا مع المد المشبع للساكنين،و لهشام تسهيل الهمزة الثانية و تحقيقها و على كل الإدخال، و الباقون بالتحقيق مع عدم الإدخال.
3- يَحْسَبُونَ قرأ ابن عامر،و عاصم،و حمزة،بفتح السين، و الباقون بكسرها،قال الشاطبي:
و يحسب كسر السين مستقبلا سما رضاه...
4- اَلرُّعْبَ قرأ ابن عامر،و الكسائي بضم العين،و الباقون بإسكانها،قال الشاطبي:
و حرك عين الرعب ضما كما رسا ...
5- يَكُونَ دُولَةً فيها لهشام التأنيث و التذكير في يكون و على كل الرفع في دولة،و الباقون بتذكير يكون و نصب دولة،قال الشاطبي:
و مع دولة أنث يكون بخلف لا ...
6- جُدُرٍ قرأ ابن كثير،و أبو عمرو بكسر الجيم و فتح الدال، و ألف بعدها بضم الجيم و الدال و حذف الألف،قال الشاطبي:
و كسر جدار ضم و الفتح و اقصروا ذوي أسوة....
7- يَفْصِلُ قرأ نافع و ابن كثير،و أبو عمرو بضم الياء و سكون الفاء و فتح الصاد مخففة و ابن عامر بضم الياء،و فتح الفاء و الصاد المشددة، و عاصم بفتح الياء و إسكان الفاء و كسر الصاد مخففة،و حمزة و الكسائي بضم الياء و فتح الفاء و كسر الصاد مشددة،قال الشاطبي:
و يفصل فتح الضم نص و صاده بكسر ثوى و الثقل شافيه كملا
ص: 422
8- بُرَآؤُا مد متصل لجميع القراء عملا بأقوى السببين و كل يمد حسب مذهبه،و فيه لحمزة وقفا تسهيل الهمزة الأولى بين بين قولا واحدا،و له في الثانية اثنا عشر وجها لكونها مرسومة على واو و هي:إبدالها ألفا مع القصر و التوسط و المد بالسكون المحض و مثلها مع الإشمام و الروم، و القصر،و يوافقه هشام في الأوجه التي في الهمزة الثانية.
9- اَلنَّبِيُّ إِذا قرأ نافع بالهمز و يترتب عليه وصلا التقاء همزتين في كلمتين الأولى مضمومة،و الثانية مكسورة فيقرأ بتحقيق الأولى و بتسهيل الثانية بين بين و بإبدالها واوا خالصة،كما يصح المد على قراءته متصلا فكل يمد حسب مذهبه،و الباقون بياء مشددة.
10- لِيُطْفِؤُا فيه لحمزة وقفا ثلاثة أوجه:
الأول:حذف الهمزة مع ضم الفاء.
الثاني:التسهيل بين بين.
الثالث:الإبدال ياء و قرأ ورش بتثليث البدل.
11- وَ اللّهُ مُتِمُّ نُورِهِ قرأ ابن كثير و حفص،و حمزة و الكسائي متم بغير تنوين،و نوره بالخفض،و الباقون بتنوين متم و نصب نوره،قال الشاطبي:
و متم لا تنونه و اخفض نوره عن شذا دلا...
12- خُشُبٌ قرأ قنبل،و أبو عمرو،و الكسائي بإسكان الشين، و الباقون بضمها.قال الشاطبي:
و خشب سكون الصم زاد رضا حلا...
13- رُسُلُهُمْ قرأ أبو عمرو بإسكان السين،و الباقون بضمها،قال الشاطبي:
و في رسلنا مع رسلكم ثم رسلهم و في سبلنا في الضم الإسكان حصلا
ص: 423
14- اَللاّئِي معا قرأ قالون،و قنبل (1)،بهمزة مكسورة محققة من غير ياء بعدها وصلا و وقفا،و ورش بهمز مكسورة مسهلة مع المد و القصر من غير ياء بعدها وصلا.
أما وقفا فله تسهيل الهمزة بالروم مع المد و القصر،و إبدالها ياء ساكنة مع المد المشبع،و قرأ البزي،و أبو عمرو وصلا بهمزة مكسورة مسهلة مع المد و القصر من غير ياء بعدها و لهما أيضا إبدال الهمزة ياء ساكنة مع المد المشبع للساكنين،أما وقفا فلهما تسهيل الهمزة بالروم مع المد و القصر و إبدالها ياء ساكنة مع المد المشبع،و ابن عامر،و عاصم و حمزة،و الكسائي بهمزة مكسورة بعدها ياء ساكنة وصلا و وقفا،و هم على أصولهم في المد المتصل فكل يمد حسب مذهبه،و لحمزة وقفا تسهيل الهمزة مع المد و القصر.
قال الشاطبي:
و بالهمز كل اللاء و الياء بعده ذكا و بياء ساكن حج هملا
و كالياء مكسور الورش و عنهما وقف مسكنا و الهمز زاكيه بجلا
15- وَ جِبْرِيلُ قرأ نافع،و أبو عمرو،و ابن عامر،و حفص بكسر الجيم و الراء و حذف الهمزة و إثبات الياء،و ابن كثير بفتح الجيم و كسر الراء و حذف الهمزة و إثبات الياء،و شعبة بفتح الجيم و الراء و بعدها همزة مكسورة مع حذف الياء،و حمزة،و الكسائي بفتح الجيم و الراء و همزة مكسورة و ياء ساكنة،و فيه لحمزة وقفا التسهيل فقط.قال الشاطبي:
و جبريل فتح الجيم و الراء بعدها و عى همزة مكسورة صحبة و لا).
ص: 424
من سورة(ن)إلى سورة القيامة (1)
قال الشاطبي:
و ضمهم في يزلقونك خالد و من قبله فاكسر و حرك روى حلا
أكمل إلى قوله:
و سال بهمز غصن دان و غيرهم من الهمز أو من واو أو ياء أبدلا
ثم اشرحها شرحا وافيا مبينا مذاهب القراء السبعة و رواتهم فيها؟
قال الشاطبي-رحمه اللّه-:
و ضمهم في يزلقونك خالد و من قبله فاكسر و حرك روى حلا
و يخفى شفاء ماليه ماهيه فصل و سلطانيه من دون هاء فتوصلا
و يذكرون يؤمنون مقاله بخلف له داع و يعرج رتلا
و سال بهمز غصن دان غيرهم من الهمز أو من واو و ياء أبدلا
و شرح هذه الأبيات كما ورد في السراج كالآتي:
ص: 425
1-أخبر الناظم-رحمه اللّه-أن المشار إليهم بالخاء من خالد و هم السبعة إلا نافعا قرءوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ (1)بضم الياء فتعين لنافع القراءة بفتحها،و قد انقضت سورة(ن)،ثم أمر أن يقرأ وَ جاءَ فِرْعَوْنُ وَ مَنْ قَبْلَهُ (2)بالحاقة بكسر القاف و تحريك الياء بفتحها للمشار إليهما بالراء و الحاء في قوله روى حلا و هما:الكسائي و أبو عمرو،فتعين للباقين القراءة بفتح القاف،و سكون الباء و قوله خالد أي مقيم،و روى حلا أي مرويا حلوا.
2-ثم ذكر الناظم أن حمزة و الكسائي قرآ لا يخفى منكم بياء التذكير كلفظه به،فتعين للباقين القراءة بتاء التأنيث،ثم أمرك أن تقرأ في هذه السورة ما أَغْنى عَنِّي مالِيَهْ هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَهْ و في سورة القارعة وَ ما أَدْراكَ ما هِيَهْ بحذف هاءاتها في الوصل للمشار إليه بالفاء في قوله فتوصلا و هو حمزة فتعين للباقين القراءة بإثباتها فيه،و لا خلاف في إثباتها في الوقف،و الخلاف إنما هو في هذه الألفاظ الثلاثة،لأن في سورة الحاقة أربعة أخر(كتابيه)مرتين،و(حسابيه)مرتين اتفق السبعة على إثباتها في الوقف و الوصل.
3،4-أخبر الناظم-رحمه اللّه-أن المشار إليهم بالميم من مقاله و باللام و الدال في قوله له داع،و هم ابن ذكوان و هشام و ابن كثير قرءوا قليلا ما يؤمنون ، قليلا ما يذكرون بياء الغيب فيهما بخلاف عن ابن ذكوان فتعين للباقين القراءة بتاء الخطاب فيهما كالوجه الآخر عن ابن ذكوان،و هنا انقضت سورة الحاقة،ثم أخبر أن المشار إليه بالراء من رتلا و هو الكسائي قرأ يعرج الملائكة (3)بياء التذكير فتعين للباقين القراءة بتاء التأنيث،و أن المشار إليهم بالغين و الدال من غصن دان،4.
ص: 426
و هم الكوفيون و أبو عمرو و ابن كثير قرءوا(سأل)أول المعارج بهمزة محققة مفتوحة و إن غيرهم يعني باقي السبعة نافع،و ابن عامر،قرآ (سال) بوزن قال،أي بألف ساكن مبدل من همزة،أو من واو،أو من ياء يعني أن الألف في قراءة نافع و ابن عامر تحتمل ثلاثة أوجه:أحدهما أن تكون بدلا من الهمزة و هو الظاهر،و هو من البدل السماعي و أصله سأل،الوجه الثاني:أن تكون الألف منقلبة عن واو فتكون من(سأل)و أصله (سول) كخوف، الوجه الثالث:أن تكون الألف منقلبة عن ياء من سال يسيل و أصله سيل أي سال عليهم واد فأهلكهم و الألف على هذين الوجهين من البدل القياسي و هما من زيادات القصيد.
قال ابن الجزري:
غنا و في وطأ وطاء و اكسرا ....
أكمل إلى قوله:
إذ ظن عن فتى و فا مستنفرة...
ثم اشرحها شرحا وافيا مبينا مذاهب القراء العشرة و رواتهم فيها؟
قال ابن الجزري:
عنا و في وطأ وطاء و اكسرا حزكم و رب الرفع فاخفض ظهرا
كن صحبة نصفه ثلثه انصبا دهرا كفا الرجز اضمم الكسر عبا
ثوى إذا دبر قل إذا أدبره إذ ظن عن فتى و فا مستنفرة
ورد شرح هذه الأبيات في الكوكب كالآتي:
1-قرأ رويس لِيَعْلَمَ أَنْ (1)بضم الياء على البناء،للمفعول، و الباقون بفتحها على البناء للفاعل.
ص: 427
2،3-أي قرأ يعقوب و ابن عامر و حمزة و الكسائي و خلف و شعبة رَبُّ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ (1)بجر الياء على أنه صفة لربك في(و اذكر اسم ربك)أو بيان أو بدل،و الباقون بالرفع على أنه مبتدأ خبر لا إله إلا هو، و قرأ ذو دال دهر ابن كثير و كفا الكوفيون نِصْفَهُ وَ ثُلُثَهُ بالنصب فيهما عطفا على أدنى و الباقون بالجر عطفا على ثلثي الليل.
و قرأ حفص و أبو جعفر و يعقوب(و الرجز)بضم الراء على أنه اسم صنم،و قال بعضهم أنه اسم لصنمين عند البيت إساف و نائلة،و الباقون بالكسر على أنه العذاب كقوله تعالى: لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ و هو عليه فلا بد من تقدير مضاف أي رد الرجز و هو الصنم،لأن عبادته تؤدى إليه، و قرأ ذو همزة إذ نافع و ظاء ظن يعقوب و عين عن حفص و فتى حمزة و خلف وَ اللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ بهمزة مفتوحة بعدها دال ساكنة على أنه بمعنى يقال دبر و أدبر إذا تولى،و الباقون بفتح الذال و ألف بعدها صرف لما يستقبل و فتح دال دبر على أنه بمعنى انقضى كقوله و أدبار النجوم أي انقضائها و قيل يعني به ركعتين بعد المغرب.
ورد في السؤالين السابقين الكلام عن سبع سور هي:
1-ن:ليس بها ياء إضافة مختلف فيها.
2-الحاقة:مثل السابقة.
3-المعارج:كذلك.
4-نوح-عليه السلام-و بها ثلاث ياءات إضافة مختلف فيهن بين القراء كالآتي:
دُعائِي إِلاّ فِراراً (6)،قرأ عاصم و حمزة و الكسائي(دعائي إلا) ساكنة الياء،و فتحها نافع و ابن كثير و أبو عمر و ابن عامر.
ص: 428
إِنِّي أَعْلَنْتُ (9)،فتح نافع و ابن كثير و أبو عمرو، إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ .
بَيْتِيَ مُؤْمِناً (28)،قال الشاطبي:
دعائي و إني ثم بيتي مضافها 5-سورة الجن،فيها ياء إضافة واحدة هي:
أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً (25)،فتحها نافع و ابن كثير و أبو عمرو، و لم يفتحها أحد بعد ذلك.
6-سورة المزمل،و ليس فيها من ياءات الإضافة المختلف فيها بين القراء.
7-سورة المدثر،و هي كسورة المزمل.
ص: 429
بين مذاهب القراء العشرة في الكلمات الآتية مستدلا على ما تذكره من الطيبة: لا أُقْسِمُ -أ يحسب-يمنى-سلاسل-قواريرا قريرا-أقتت- بشرر.
1- لا أُقْسِمُ قرأ ابن كثير بخلف عن البزي بحذف الألف التي بعد اللام على أنها لام الابتداء للتأكيد،و الباقون بإثبات الألف على أن لا نافية لكلام مقدر كأنهم قالوا: إِنَّما أَنْتَ مُفْتَرٍ في الإخبار عن البعث فرد عليهم بلا،ثم ابتدأ فقال أقسم،و هو الوجه الثاني للبزي،قال ابن الجزري:
و اقصر و لا أدري و لا أقسم الأولى زن هلا خلفا....
و لا خلاف بين القراء في إثبات الألف في الموضع الثاني و هو: وَ لا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوّامَةِ .
2- أَ يَحْسَبُ قرأ ابن عامر،و عاصم،و حمزة،و أبو جعفر بفتح السين،و الباقون بكسرها،قال ابن الجزري:
و يحسب مستقبلا بفتح سين كتبوا في نص ثبت...
3- يُمْنى قرأ حفص،و يعقوب،و هشام بخلف عنه بالياء من تحت على جعل الضمير عائدا على(مني)و الباقون بالتاء من فوق على أن الضمير (للنطفة)و هو الوجه الثاني لهشام،قال ابن الجزري:
يمنى لدى الخلف ظهيرا عرفا...
4-(سلاسل)قرأ نافع،و الكسائي،و أبو جعفر،و هشام،و رويس بخلف عنهما بالتنوين و إبداله ألفا وقفا،و ذلك للتناسب لأن ما قبله منون منصوب،و قال الكسائي و غيره من الكوفيين:إن بعض العرب يصرفون
ص: 430
جميع ما لا ينصرف إلا أفعل التفضيل و عن الأخفش أن بعض العرب و هم بنو أسد يصرفون جميع ما لا ينصرف،لأن الأصل في الأسماء الصرف، و الباقون بعدم التنوين ممنوعا من الصرف على الأصل في صيغة منتهى الجموع و هو الوجه الثاني لهشام،و رويس،و هم في الوقف على ثلاث فرق:
فمنهم من وقف بالألف بلا خلاف و هو أبو عمرو،و منهم من وقف بغير ألف بلا خلاف و هما حمزة و خلف العاشر،و منهم من وقف بالوجهين،و هم ابن كثير،و ابن عامر،و حفص،و يعقوب،قال ابن الجزري:
سلاسلا نون مدا رم لي غدا خلفهما صف معهم الوقف
امددا عن من دنا شهم بخلفهم حقا ...
5-قواريرا قواريرا قرأ نافع،و شعبة و الكسائي،و أبو جعفر بتنوينهما لأنهما مثل سلاسل جمعا و توجيها،و وقفوا عليهما بالألف.للتناسب و موافقة لرسم مصاحفهم،و قرأ ابن كثير،و خلف العاشر بالتنوين في الأول و بدونه في الثاني و وقفا بالألف في الأول و بدونها في الثاني،و قرأ أبو عمرو،و ابن عامر،و حفص،و روح بغير تنوين فيهما،و وقفوا على الأول بالألف لكونه رأس آية بخلف عن روح في الوقف،و وقفوا على الثاني بغير ألف إلا هشاما فله وجهان الوقف بالألف و بدونها،و قرأ حمزة و رويس بغير تنوين فيهما أيضا و وقفا بغير ألف فيهما،قال ابن الجزري:
نون قواريرا رحا حرم صفا و القصر وقفا في غنا شد اختلف
و الثان نون صف بمدا رم ....
و وقف معهم هشام باختلاف الألف.
6- أُقِّتَتْ قرأ أبو عمرو بواو مضمومة مكان الهمزة مع تشديد القاف على الأصل لأنه من الوقت،و قرأ أبو جعفر بخلف عن ابن جماز بالواو و تخفيف القاف هكذا (وقتت) و الباقون(أقتت)بالهمز مع تشديد
ص: 431
القاف و هو من الوقت أيضا فأبدلت الواو همزة،و هو الوجه الثاني لابن جماز،قال ابن الجزري:
همز أقتت بواو ذا اختلف حصن خفا و الخف ذو خلف خلا
7- بِشَرَرٍ قرأ الأزرق بترقيق الراء الأولى و تفخيمها في الحالين، و الباقون بتفخيمها و أما الراء الثانية فأجمعوا على ترقيقها وصلا،أما وقفا فمن روى عن الأزرق ترقيق الراء الأولى رقق الثانية وقفا،و من روى تفخيم الراء الأولى فخم الثانية وقفا،و من روى تفخيم الراء الأول فخم الثانية وقفا إلا عند الروم فإنها ترقق لأن الروم مثل حالة الوصل،و باقي القراء إن وقفوا بالسكون المحض فخموا الراء و إن وقفوا بالروم رققوا.
ص: 432
النبأ إلى سورة الفجر
قال الشاطبي:
و قل لابثين القصر فاش و قل و لا...
أكمل الأبيات إلى قوله:
تزكى تصدى الثان حرمي أثقلا ثم اشرحها شرحا وافيا مبينا مذاهب القراء السبعة و رواتهم فيها؟
قال الشاطبي:
و قل لابثين القصر فاش و قل و لا*كذابا بتخفيف الكسائي أقبلا و في رفع يا رب السماوات خفضه*ذلول و في الرحمن ناميه كملا و ناخرة بالمد صحبتهم و في*تزكى تصدى الثان حرمي أثقلا شرح الأبيات كما ورد في الوافي كالآتي:
1-قرأ حمزة لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً (1)بالقصر،و المراد به حذف الألف بعد اللام و قرأ غيره بالمد،و المراد به إثبات الألف بعد اللام،و قرأ الكسائي لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَ لا كِذّاباً بتخفيف الذال،و قرأ غيره بتشديدها،و تقييد لفظ(كذابا)باقترانه بكلمة و لا لإخراج وَ كَذَّبُوا بِآياتِنا كِذّاباً (2)فقد اتفق القراء على تشديد الذال فيه.
2-قرأ ابن عامر و الكوفيون رَبِّ السَّماواتِ بخفض رفع الباء، و قرأ الباقون برفعها،و قرأ عاصم و ابن عامر وَ ما بَيْنَهُمَا الرَّحْمنِ بخفض رفع النون،و قرأ غيرهما برفعها،فيتلخص أن عاصما و ابن عامر يقرءان بخفض يا
ص: 433
رب،و رفع نون الرحمن،و أن نافعا و ابن كثير و أبا عمرو يقرءون برفع يا رب و نون الرحمن.
3-قرأ شعبة و حمزة و الكسائي: عظاما ناخرة بالمد أي بإثبات ألف بعد النون،و قرأ غيرهم بالقصر أي حذف الألف بعد النون،و قرأ الحرميان إِلى أَنْ تَزَكّى فَأَنْتَ لَهُ تَصَدّى بتشديد الحرف الثاني في الفعلين أي تشديد الزاي في(تزكى)و الصاد في(تصدى)،و قرأ الباقون بتخفيف الحرفين.
قال ابن الجزري:
يصلى اشمم اشدد كم رنا أهل دما أكمل الأبيات إلى قول الناظم:
إيابهم ثبت و كسر الوتر رد ثم اشرحها شرحا وافيا مبينا مذاهب القراء العشرة و رواتهم فيها؟
قال ابن الجزري:
يصلى اضمم اشدد كم رنا أهل دما*با تركبن اضمم حما عم نما محفوظ ارفع خفضه اعلم و شفا*عكس المجيد قدر الخف رفا و يؤثروا حز ضم تصلى صف حما*يسمع غث حبرا و ضم اعلما حبر غلا لاغية لهم و شد*إيابهم ثبتا و كسر الوتر رد و شرح هذه الأبيات كما ورد في الكوكب كالآتي:
1-قرأ ذو كاف كم ابن عامر راء رنا الكسائي و ألف أهل نافع و دال دما ابن كثير(و يصلى سعيرا)بضم الياء و فتح الصاد و تشديد اللام على أنه متعد إلى اثنين بالتضعيف و الباقون بفتح الياء و إسكان الصاد و تخفيف اللام متعد لواحد،و قرأ ذو حما البصريان و عم المدنيان و ابن عامر و نون نما عاصم
ص: 434
(لتركبن طبقا)بضم الباء على أنه خطاب لجميع المؤمنين و ضمة الباء تدل على واو الجمع،و الباقون بفتح الباء على أنه خطاب النبي-صلى اللّه عليه و سلم-،بذلك تنقضي سورة الانشقاق و تبدأ سورة البروج.
2-أي قرأ ذو ألف أعلم نافع لَوْحٍ مَحْفُوظٍ بالجر صفة للوح، و الباقون بالرفع صفة لقرآن و قرأ حمزة و الكسائي و خلف اَلْعَرْشِ الْمَجِيدُ بعكس المذكور و هو الرفع صفة لذو،و الباقون بالجر على البدلية(من ربك) في قوله إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ بذلك،تنقضي سورة البروج و تبدأ سورة الأعلى.
و قرأ الكسائي وَ الَّذِي قَدَّرَ بتخفيف الدال و الباقون بتشديدها.
3-قرأ ذو حاء حز أبو عمرو بل يؤثرون بياء الغيب لمناسبة الأشقى،و الباقون بتاء الخطاب،و قرأ ذو صاد صف شعبة.و حما البصريان تصلى نارا بضم التاء،و الباقون بفتحها،و بذلك تنقضي سورة الأعلى و تبدأ سورة الغاشية.
4-قرأ رويس و ابن كثير و أبو عمرو لا يسمع فيها بياء التذكير لمجاز التأنيث،و الباقون بتاء التأنيث على الأصل،و ضم الحرف الأول ذو ألف أعلما نافع و حبر ابن كثير و أبو عمرو،و غين غلا رويس،و الباقون بفتحة و كل من ضم رفع لاغية و شدد ذو ثاء أبو جعفر،و يا(إيابهم) و خففها الباقون.
ص: 435
إلى آخر القرآن الكريم
بين مذاهب القراء العشرة في الكلمات الآتية،مع ذكر الدليل من أبيات الطيبة:(يسر-فك رقبة أو إطعام-و لا يخاف-نارا تلظى-الأولى- أ رأيت-مطلع-يره-لإيلاف-النفاثات)؟
1- يَسْرِ قرأ نافع،و أبو عمرو،و أبو جعفر بإثبات الياء وصلا، و ابن كثير و يعقوب،بإثباتها وصلا و وقفا و الباقون بحذفها في الحالين.
2- فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعامٌ قرأ نافع،و ابن عامر و عاصم،و حمزة، و أبو جعفر،و يعقوب،و خلف العاشر(فك)برفع الكاف خبر لمبتدإ محذوف أي هو فك،(رقبة)بالجر على الإضافة،(إطعام)بكسر الهمزة و ألف بعد العين و رفع الميم منونة معطوف على(فك)أو للتخيير،و قرأ الباقون و هم:
ابن كثير،و أبو عمرو،و الكسائي(فك)بفتح الكاف فعلا ماضيا(رقبة) بالنصب مفعول به(أطعم)بفتح الهمزة و الميم فعلا ماضيا و هو معطوف على (فك)،قال ابن الجزري:
أطعم فأكسر امددا و ارفع و نون فك فارفع* رقبة فاخفض فتى عم ظهيرا ندبه 3- وَ لا يَخافُ قرأ نافع،و ابن عامر،و أبو جعفر بالفاء للمساواة بينه و بين ما قبله من قوله تعالى: فَقالَ لَهُمْ ..إلخ.و الباقون بالواو إما للحال أو لاستئناف الإخبار،قال ابن الجزري:
و لا يخاف الفاء عم 4- ناراً تَلَظّى قرأ رويس،و البزي بخلف عنه بتشديد التاء وصلا، و الباقون بتخفيفها،قال ابن الجزري:
ص: 436
في الوصل تا تيمموا شدد*...إلخ 5- اَلْأُولى قرأ الأزرق بتثليث البدل،و على كل التقليل فقط لكونها رأس آية،و حكم النقل،و السكت،و الوقف لا يخفى.
6- أَ رَأَيْتَ الثلاثة قرأ الأصبهاني،و قالون،و أبو جعفر بتسهيل الهمزة الثانية بين بين (1)و للأزرق وجهان تسهيل الهمزة الثانية و إبدالها حرف مد محضا مع المد المشبع و هذا في حالة الوصل،أما حالة الوقف فليس للأزرق سوى التسهيل فقط و يمتنع الإبدال و لذا قيل:
و نحو أ أنت أ رأيت إن تقف*لأزرق امنع بدلا فيه وصف و قرأ الكسائي بحذف الهمزة الثانية،و لحمزة وقفا التسهيل بين بين.
7- مَطْلَعِ قرأ الكسائي،و خلف العاشر بكسر اللام،و هو مصدر سماعي،أو اسم مكان،و الباقون بفتح اللام،و هو مصدر قياسي،قال ابن الجزري:
و اكسر مطلع لامه روى...
و قرأ الأزرق بتغليظ اللام و ترقيقها،و الباقون بالترقيق.
8- يَرَهُ قرأ هشام بإسكان الهاء،و ابن وردان بالإسكان و الاختلاس،و يعقوب بالاختلاس و الإشباع،و الباقون بالإشباع.
قال ابن الجزري:
و لم يره لي الخلف زلزلت خلا الخلف* لما و اقصر بخلف السورتين خف ظما 9- لِإِيلافِ قرأ ابن عامر بحذف الياء مصدر ألف ثلاثيا مثل كتب كتابا يقال ألف الرجل إلفا و إلافا،قرأ أبو جعفر بحذف الهمزة،و قرأ الباقون بإثبات الهمزة و الياء مصدر ألف رباعيا،و وجه قراءة أبي جعفر أنه).
ص: 437
مصدر آلف إألافا،فلما أبدلت الهمزة الثانية ياء حذفت الأولى على غير قياس.
و لا يخفى ثلاثة البدل للأزرق قال ابن الجزري:
لئلاف ثمد بحذف همز و احذف اليا كمن...
10- اَلنَّفّاثاتِ قرأ رويس بخلف عنه (النافثات) بألف بعد النون و كسر الفاء مخففة بلا ألف بعدها جمع(نافثة)،و الباقون(النفاثات)بحذف الألف التي بعد النون و فتح الفاء مشددة و ألف بعدها جمع(نفاثة)و هو الوجه الثاني لرويس،قال ابن الجزري:
و النافثات عن رويس الخلف تم تمت-بفضل اللّه تعالى-السؤالات و إجاباتها النموذجية،و يليها جملة الأسئلة الواردة في الكتاب مرتبة حسب ورودها و إجاباتها أصولا و فرشا.
ص: 438
حسب ورودها و إجاباتها أصولا و فرشا
السؤال رقم(1):
عرف علم القراءات،و ما الفرق بين القراءة و الرواية و الطريق مستدلا بأمثلة لما تقول؟ السؤال رقم(2):
ما المقصود بالخلاف الواجب و الجائز في القراءات؟ السؤال رقم(3):
ذكر العلماء أن لكل فن مبادئ عشرة،فما هي مبادئ علم القراءات؟ السؤال رقم(4):
ذكر العلماء شروطا لجمع القراءات فما هي؟ السؤال رقم(5):
تكلم عن القاعدة التي تعرف بها القراءات المتواترة المقبولة و تميزها عن غيرها من القراءات الشاذة المردودة؟ السؤال رقم(6):
بعد معرفتك لشروط القراءة الصحيحة اذكر الفروق الدقيقة بينها و بين القراءة الشاذة؟ السؤال رقم(7):
اختلف العلماء في حكم الصلاة بالقراءة الشاذة اذكر رأي المالكية و الشافعية في هذه المسألة مع بيان رأيك؟ السؤال رقم(8):
اذكر حكم القراءة بالشاذ عموما و في غير الصلاة؟
ص: 439
السؤال رقم(9):
اذكر نماذج متفرقة تقوم باختيارها من شواذ بعض سور القرآن الكريم؟ السؤال رقم(10):
ما المقصود بقول الرسول-صلى اللّه عليه و سلم-:«أنزل القرآن على سبعة أحرف»؟ السؤال رقم(11):
لقد كثرت الأقوال في معنى الأحرف السبعة فسجلها بعض العلماء، و قالوا إن الخلاف يرجع إلى سبعة أمور،فما هي؟ السؤال رقم(12):
وضح الصلة بين القراءات السبع و الأحرف السبعة؟ السؤال رقم(13):
هل هناك فائدة تجنى من وراء اختلاف القراءات أم لا،وضح ذلك باختصار.
السؤال رقم(14):
صف قراءة النبي-صلى اللّه عليه و سلم-و كيف تعاهد بعض أصحابه حتى صاروا من أمهر الناس في تلاوة كتاب اللّه-عز و جل-؟ السؤال رقم(15):
وضح كيفية اتصال قراءة الأئمة السبعة بالنبي صلى اللّه عليه و سلم؟ السؤال رقم(16):
ذكر بعض العلماء صفة لقراءة السبعة الأئمة القراء تكلم عن تلك الصفة باختصار؟
ص: 440
السؤال رقم(17):
اذكر بعض المخالفات التي وقع فيها بعض قراء زماننا من خروج عن صفة الجادة في القراءة؟ السؤال رقم(18):
ما هي الآداب التي يجب أن يراعيها قارئ القرآن عند تلاوته؟ السؤال رقم(19):
تكلم العلماء عن مناقب و كرامات بعض الأئمة القراء نتيجة لإخلاصهم في خدمة كتاب ربهم وضح ذلك؟ السؤال رقم(20):
اذكر بعض رجال الأئمة السبعة الذين أدوا إليهم القراءة عن رسول اللّه-صلى اللّه عليه و سلم-؟ السؤال رقم(21):
ما المقصود بالتلقي في علم القراءات؟و ما كيفيته؟و هل هناك فائدة من ورائه؟ السؤال رقم(22):
اكتب بعض الأشياء التي اشتهر بها كل واحد من السبعة الأئمة القراء بحيث أصبحت منهجا له عرف به و تفرد به عن غيره؟ السؤال رقم(23):
ناقش باختصار قضية اشتمال القرآن الكريم على الأحرف السبعة؟ السؤال رقم(24):
ناقش باختصار كون المصاحف العثمانية مشتملة على جميع الأحرف السبعة؟
ص: 441
السؤال رقم(25):
اذكر ما انفرد به كل من أبي عمرو،و الكسائي،و عبد اللّه بن كثير، و اليزيدي،و المشيشي في ظاهرة الإدغام في القراءات و التي خالفوا فيها مذهب سيبويه؟ السؤال رقم(26):
اذكر مثالين لكل حرف من حروف الهجاء بحيث يدغم في مثله في المثال الأول،و يدغم في غيره في الثاني؟ السؤال رقم(27):
اذكر باختصار شديد مذاهب القراء الأئمة في الوقف و الابتداء؟ السؤال رقم(28):
اذكر الشروط الواجب توافرها في كل من أراد أن يتصدر للإقراء مع ذكر العلوم السبعة التي هي وسائل لعلم القراءات؟ السؤال رقم(29):
ما ذا يقصد بالأربع الزهر من سور القرآن الكريم التي أشار إليها الإمام الشاطبي في قصيدته؟ السؤال رقم(30):
اكتب مذكرة مختصرة توضح فيها حكم ميم الجمع إذا وقعت قبل ساكن و قبل متحرك؟ السؤال رقم(31):
عرف هاء الكناية،و اذكر أحوالها،و اذكر الأبيات الدالة على حال اتفاق الأئمة على القراءة،و حال اختلافهم حولها من طيبة ابن الجزري؟
ص: 442
السؤال رقم(32):
تميزت اللغة العربية بتفردها بحرف الضاد و ذكر بعض أئمة القراءة أنها من أصعب المخارج،اكتب مذكرة مختصرة عن ذلك موضحا كيفية نطق الرسول-صلى اللّه عليه و سلم-بالضاد؟ السؤال رقم(33):
اكتب مذكرة مختصرة عن المكي و المدني من القرآن الكريم؟ السؤال رقم(34):
ذكر بعض أئمة القراءة أن القرآن تميز بأشرف خصيصة و هي الاعتماد على حفظ الصدور في نقله وضح ذلك باختصار مع ذكر أسماء بعض حفظته في عهد النبي-صلى اللّه عليه و سلم-؟ السؤال رقم(35):
اكتب مذكرة توضح فيها فضل حملة القرآن و ثناء الرسول-صلى اللّه عليه و سلم-عليه؟ السؤال رقم(36):
ناقش قضية بدء نزول القراءات هل كانت بمكة أم بالمدينة؟و أنه على سبعة أحرف؟ السؤال رقم(37):
ناقش قضية فاتحة الكتاب مكية أم مدنية و هل تعتبر البسملة آية منها، و هل تعد جلالة البسملة من جملة جلالات القرآن الكريم؟ السؤال رقم(38):
عرف اللحن،و اذكر أقسامه العامة و أقسامه عند العلماء و هل يحرم في الأذان و الحديث و القرآن أم لا؟
ص: 443
السؤال رقم(39):
اذكر الكلمات الإحدى و العشرين التي يجب على القارئ أن يراعيها لحفص عن عاصم عند التلاوة؟ السؤال رقم(40):
عرف المقطوع و الموصول،و بين الكلمات التي اتفقت المصاحف على قطعها في كل موضع؟ السؤال رقم(41):
اذكر الكلمات التي اتفقت المصاحف على وصلها في كل موضع؟ السؤال رقم(42):
رسمت الكلمات الآتية(رحمت-نعمت-لعنت-امرأت- شجرت-سنت-قرت-جنت-بقيت-كلمت-بينت)بالتاء المفتوحة مرة،و بالتاء المربوطة مرة أخرى،اذكر مثالين لكل منها بحيث تكون في الأول مفتوحة،و في الثاني مربوطة؟ السؤال رقم(43):
عرف كلا من الروم و الإشمام،مع ذكر أمثلة توضح ما تقول؟ السؤال رقم(44):
عرف همزة الوصل،مبينا أماكن وجودها موضحا حركتها في كل؟ السؤال رقم(45):
اكتب باختصار عن بعض الحروف التي تحذف وصلا،و الحروف التي تثبت وقفا،موضحا ذلك بالأمثلة؟ السؤال رقم(46):
ما هي الحروف(الجوفية-و الهوائية-و الحلقية-و اللهوية- و الشجرية-و الذلقية-و النطعية-و الأسلية-و اللثوية-و الشفوية-و ما علة هذه التسمية؟
ص: 444
السؤال رقم(47):
فرق بين الوقف و القطع و السكت؟ السؤال رقم(48):
اذكر حكم الوقف على نعم في القرآن الكريم مع ذكر مواضعها؟ السؤال رقم(49):
اذكر حكم الوقف على بلى في القرآن الكريم،مع ذكر مواضعها؟ السؤال رقم(50):
اذكر حكم الوقف على كلا في القرآن الكريم؟ السؤال رقم(51):
اذكر الفرق بين الضاد و الظاء،و اذكر مواد الظاء الواردة في القرآن الكريم من حيث الاتفاق و الاختلاف على نطقها؟ السؤال رقم(52):
أورد بعض الأئمة القراء أن هناك حروفا أحادية،و ثنائية،و ثلاثية كما ذكر الشاطبي:ثاء مثلث،وضح ذلك باختصار شديد؟ السؤال رقم(53):
عرف التسهيل و الفتح و الإمالة؟و إلى كم قسم تنقسم الإمالة؟ السؤال رقم(54):
ما هي القلقلة،و ما حروفها،و لما ذا سميت مقلقلة،و ما مراتب القلقلة، و ما كيفيتها،و ما المراد من قول بعضهم:
و قلقلة ميل إلى الفتح مطلقا*و لا تتبعنها بالذي قبل تجملا السؤال رقم(55):
اذكر الأحكام التي تخالف الروضة فيها الحرز مع قصر المنفصل في المد، و بين ما تتفق من ذلك مع المصباح و ما يخالف كل منهما الآخر فيه؟
ص: 445
السؤال رقم(56):
ما أقسام الراء إجمالا،اذكر حالين لكل قسم و لما ذا حذر العلماء من تكرير الراء؟ السؤال رقم(57):
اذكر مذاهب القراء السبعة في لام هل و بل في القرآن الكريم؟ السؤال رقم(58):
عرف السكت،و بين الأشياء التي يجوز السكت عليها؟ السؤال رقم(59):
عرف القارئ المبتدئ،و المقرئ المنتهي؟ السؤال رقم(60):
اذكر بعض أحوال السلف الصالح عند ختم القرآن الكريم،و ما المقصود بالحال المرتحل؟ السؤال رقم(61):
ورد أن سبب التكبير هو احتباس الوحي عن رسول اللّه-صلى اللّه عليه و سلم-فما سبب احتباس الوحي و مدته،و ما ذا حدث بعد استئنافه؟ السؤال رقم(62):
عمن ورد التكبير،و ما أشهر صيغه،و ما معنى هيلل،و حمدل،و ما علاقة ذلك بالتكبير؟ السؤال رقم(63):
اذكر حكم التكبير،و من أين يبدأ في سور القرآن و إلى أين ينتهي؟ السؤال رقم(64):
ذكر الشيخ محمد الضباع أوجه التكبير بقوله:
من أول انشراح أو من الضحى*أي من فحدث خلف تكبير نحا للناس هكذا و جا أول كل*سوى براءة بحمد قد كمل وضح هذه الأوجه بالاختصار؟
ص: 446
السؤال رقم(65):
لقد علمت أن القراء الأئمة عشرة،و أن عدد الرواة يصل إلى عشرين راويا،فما معنى قول بعضهم أن طرقهم تصل إلى الثمانين،بل وعدها بعض العلماء حتى وصلت إلى ألف طريق،أشر إلى ذلك باختصار؟ السؤال رقم(66):
اذكر معنى المصطلحات الآتية(الكوفيون-الحرميان-بين بين- المكي-المدني-البصري-الشامي-الكوفي-الابنان-الأخوان- النحويان)؟ السؤال رقم(67):
من الإمام نافع،و ما كنيته،و ما أصله؟و بم يتصف،و على من تلقى القراءة،و ما الدليل على تواتر قراءته،و ما المدة التي تصدى فيها للإقراء و التعليم،و من أشهر رواته؟ السؤال رقم(68):
تكلم عن الإمام ورش،و اذكر كنيته و لقبه،و أين ولد،و في أي عام، ثم تحدث عن صفاته،و من لقبه بورش،و ما معنى هذا اللقب،ثم اذكر علاقته بالإمام نافع و ما تأثيره في حياته،و ما عمره في هذه الحياة،ثم اذكر ما تعرفه عن منهجه في القراءة؟ السؤال رقم(69):
من قالون؟و بم كان يكنى؟و ما مولده،و ما عدد سني عمره،و في أي عام توفي،و ممن أخذ القراءة،و ما أهم الصفات التي اتصف بها؟ السؤال رقم(70):
من الإمام ابن كثير؟و ما كنيته؟و أين ولد؟و في أي عام؟و ما الصفات التي اتصف بها؟و متى توفي الإمام،و كم عاش؟
ص: 447
السؤال رقم(71):
اكتب باختصار عن الإمام قنبل من هو؟و ما كنيته؟و أين و متى ولد؟ و كم من الأعوام عاش في هذه الدنيا؟ السؤال رقم(72):
من البزي؟و ما كنيته؟و ما أصله؟و متى و أين ولد؟و أين و متى توفي؟ السؤال رقم(73):
تحدث عن الإمام أبي عمرو بن العلاء موضحا نشأته؟و على من قرأ؟ ثم اذكر ما تميز به أبو عمرو على غيره من الأئمة العشرة؟ثم تحدث عن أهم صفاته و منزلته بين القراء؟ثم اذكر رؤيا سفيان بن عيينة التي تدل على فضل أبي عمرو في القراءة؟ السؤال رقم(74):
اكتب باختصار عن حفص الدوري؟مولده،و ما انفرد به عن القراء في زمانه؟و متى و أين توفي؟ السؤال رقم(75):
من السوسي؟و ما كنيته؟و متى ولد؟و أين توفي؟ السؤال رقم(76):
تحدث عن عبد اللّه بن عامر الشامي؟و ما كنيته؟و عمن سمع الحديث؟ و متى توفي؟و كم عاش من الأعوام؟ السؤال رقم(77):
من ابن ذكوان؟و بم كان يكنى؟و ما مولده و ما عدد سني عمره؟و ممن أخذ القراءة؟و متى توفي؟و كم عاش من الأعوام؟ السؤال رقم(78):
من هشام؟و بم كان يكنى؟و ما مولده؟و ما عدد سني عمره؟و ممن أخذ القراءة؟و اذكر ما عرف عن هذا الراوي؟و ما اشتهر به في زمانه؟
ص: 448
و بما ذا سأل ربه أن يعطيه؟و هل حقق اللّه تعالى له مطلبه؟و من روى عنه الحديث؟
تحدث بإيجاز عن حفص الكوفي مبينا كنيته،و مولده و عمره،و ما صلته بعاصم بن أبي النجود؟و على من أخذ القراءة؟ثم تحدث عن صفاته؟ثم قارن بينه و بين شعبة؟و ما تميز به عن شعبة في القراءة؟
من عاصم؟و ما كنيته؟و ما ذا قال عنه يحيى بن آدم؟و من روى القراءة عنه؟و متى توفي؟
تحدث بإيجاز عن شعبة؟و اذكر رأيه في كل من قال بخلق القرآن؟و من روى عنه القرآن عرضا و سماعا؟و ما عدد سني عمره؟
تحدث عن حمزة الكوفي،و على من قرأ القرآن؟و ما رأيه في القارئ الذي يبالغ في المد؟و متى توفي؟و كم عدد سني عمره؟
من خلف؟و كم كان عدد سني عمره عند ختمه للقرآن؟و على من أخذ القراءة؟و ما صفاته؟و متى توفي؟
من خلاد؟و ما كنيته؟و على من أخذ القراءة؟و اذكر بعض من روى عنه القراءة؟و متى توفي؟
ص: 449
من الإمام الكسائي؟و لما ذا سمي بهذا الاسم؟و ما كنيته؟و ما هي الأمور التي اجتمعت فيه؟و كيف رآه بعض العلماء في الرؤيا المنامية بعد موته؟و اذكر بعض مؤلفاته و وفاته؟
من الإمام أبو جعفر؟و ما ذا قال عنه ابن جماز؟و من روى القراءة عنه؟ و متى توفي؟
اكتب عن ابن وردان و ابن جماز،الكنية،و الضبط،و من عرض عليهما القرآن،و متى توفيا-رحمهما اللّه تعالى-؟
من الإمام يعقوب؟و ما هي العلوم التي أتقنها بجانب القراءة؟و اذكر بعض صفاته و متى توفي-رحمه اللّه-؟
تحدث عن رويس،و روح موضحا:الاسم و الكنية؟و ما قيل عن كليهما و متى توفيا؟
تكلم عن إسحاق و إدريس راويا خلف العاشر متناولا الاسم و الكنية؟ و من قرأ عنهما القراءة؟و متى توفيا-رحمهما اللّه تعالى-؟
اكتب مذكرة مختصرة تقدم فيها للشاطبية مشيرا إلى بعض شراحها؟ و بدايتها و نهايتها؟
ص: 450
وضح الرموز الخاصة بالقراء السبعة الأئمة مجتمعين و منفردين مع ذكر الدليل على ذلك من أبيات الشاطبية؟
قال الإمام ابن الجزري-رحمه اللّه-:
جعلت رمزهم على الترتيب*من نافع كذا إلى يعقوب أبج دهز حطى كلم نصع فضق*رست ثخذ ظغش على هذا النسق وضح رمز القراء العشرة كما ورد في البيتين؟
ذكر ابن الجزري في طيبته أن الطرق ربما تصل إلى ألف طريق،فما ذا قال في ذلك؟و ما هي أهم الطرق التي تسمى بالأصلية؟
قسم علماء القراءات و المصنفون هذا العلم إلى أصول و فرش؟فما المراد بالأصول و الفرش مع ذكر أمثلة توضح ما تقول؟
اكتب مذكرة تقدم فيها للاستعاذة متناولا الحكم و الصيغة؟و ما الكيفية مع ذكر الدليل من طيبة ابن الجزري؟و ما هي الأوجه المقروء بها إذا بدأ القارئ القراءة بأول سورة براءة؟
عرف البسملة،ثم وضح حكم الإتيان بها في سورة براءة،و كذا في أواسط السور،و حكمها بين السورتين مع ذكر الدليل من أبيات الشاطبية؟
ص: 451
قال الشاطبي:
و مالك يوم الدين راويه ناصر*و عند سراط و السراط قنبلا بحيث أتى و الصاد زاء أشمها*لدى خلف و اشمم لخلاد الأولا أ-اذكر بيتين بعد هذين البيتين مع توضيح اللفظ القرآني المراد؟ ب-اشرح البيتين مع تحديد اللفظ المراد،و اذكر ما خالف فيه خلف خلادا فيهما؟ ج-ما وجه القراءة في لفظ الصراط بالسين و ما وجه القراءة بالصاد، و ما وجه القراءة بالإشمام؟
اذكر حكم الوقف على جمع المذكر السالم؟
عرف الإدغام لغة و اصطلاحا؟و لما ذا ذكر بعد الفاتحة؟و عن أي القراء ورد؟و ما سببه و شروطه؟و فائدته؟و أقسامه؟مثل لما تقول؟
عرف كلا من المثلين،و المتقاربين،و المتجانسين،و المتباعدين،و اذكر أمثلة لكل نوع؟و بين حكم كل نوع؟
اذكر مواضع الإدغام؟و ما الحكم إذا وقع قبل الحرف المدغم حرف ساكن مثل لما تقول؟
اذكر ما ورد في الكلمات القرآنية الآتية من أنواع الإدغام أو الإظهار؟ثم انسب كل نوع إلى صاحبه من الأئمة القراء(اتخذتم- و يستحيون نساءكم-يعلم ما-فقد ضل-تبين لهم-و إذ جعلنا-قال
ص: 452
لا ينال-إذ تبرأ-الكتاب بالحق-طعام مسكين-مناسككم-زين للذين-ما قد سلف-بالمعروف فإن-و من يفعل ذلك-ليبين لكم-لا يظلم مثقال ذرة-نضجت جلودهم-قد سألها-و القلائد ذلك)؟
اذكر سبب منع الإدغام في الكلمات القرآنية المباركة الآتية:(ميثاقكم -يحكم بينهم-إبراهيم بنيه-بعد ذلك-غفور رحيم-و أحل لكم- جناح عليهما-الحمير لتركبوها-البحر لتأكلوا-بعد ثبوتها-أقرب من هذا-فأجاءها-الريح عاصفة)؟
اشرح قول ابن الجزري في الطيبة:
و همز أرجئه كسا حقا و ها*فاقصر حما بن مل و خلف خذ لها و أسكنن فز نل و ضم الكسر لي*حق و عن شعبة كالبصر نقل
عرف ياء الإضافة؟و اذكر عدد السور التي تخلو منها؟ثم وضح الاختلاف حولها في أي شيء يكون مع ذكر أمثلة موضحة؟
اذكر عدد السور التي وردت فيها من ياءات الإضافة،مع ذكر العدد الوارد في كل سورة منها مع مراعاة ترتيب السور في المصحف؟
بين خلاف الأئمة العشرة القراء حول ياءات الإضافة الواردة في السور الآتية(هود-يوسف-طه-الشعراء-القصص)؟
بين لمن الفتح و لمن الإسكان من الأئمة العشرة القراء في ياءات الإضافة الواردة في الكلمات القرآنية الآتية:(قل ربي أعلم بعدتهم-و لا أشرك بربي
ص: 453
أحدا-ستجدني إن شاء اللّه صابرا-إني أعوذ بالرحمن-إني أخاف أن يمسك-سأستغفر لك ربي إنه-هذا ذكر من معي-عبادي الصالحون- و ما لي لا أعبد الذي فطرني-إني آمنت بربكم-إني أرى أني أذبحك- إني أحببت حب الخير-مسني الشيطان-إني أخاف أن يبدل دينكم- إني أخاف عليكم يوم التناد-و أفوض أمري إلى اللّه-أ تعدانني أن أخرج- أوزعني أن أشكر-دعائي إلى فرارا-إني أعلنت-بيتي مؤمنا)؟
عرف ياء الزوائد،و اذكر عدد السور التي تخلو منها؟ثم وضح الاختلاف حولها و في أي شيء يكون مع ذكر الفرق بينها و بين ياءات الإضافة؟
اذكر عدد السور التي ورد فيها من ياءات الزوائد مع ذكر العدد الوارد في كل سورة منها مع مراعاة ترتيب السور في المصاحف؟
بين خلاف الأئمة العشرة القراء حول ياءات الزوائد الواردة في السور الآتية(يوسف-الكهف-المؤمنون-غافر-القمر-الفجر)؟
بين لمن الحذف و لمن الإثبات من الأئمة العشرة القراء في ياءات الزوائد الواردة في الكلمات القرآنية الآتية(و إياي فارهبون-و من اتبعن- و اخشون-و قد هدان-ثم كيدون-حتى تؤتون موثقا-و خاف وعيد-أخرتن-ألا تتبعن-و الباد-كالجواب-و لا ينقذون- لتردين-فاعتزلون)؟
ص: 454
عرف الفتح و الإمالة ثم تكلم عن الإمالة من حيث الأسباب و الوجود، و الفائدة؟
اذكر السور الإحدى عشرة التي اتفق على إمالة رءوس آيها حمزة و الكسائي؟و ما الدليل على ذلك من أقوال الإمام الشاطبي؟
قال الإمام الشاطبي-رحمه اللّه-في الأصول:
و قد فخموا التنوين وقفا و رققوا*و تفخيمهم في النصب اجمع اشملا مسمى و مولى رفعه مع جره*و منصوبه غزى و تترا تزيلا وضح اختلاف أهل الأداء في الوقف على الكلمة المنونة كما ورد في الأبيات؟
بين ما في الكلمات القرآنية الآتية من تقليل و إمالة،ثم انسب التقليل و الإمالة لصاحبها من الأئمة العشرة القراء(هدى-بالهدى-أبصارهم- فأحياكم-النار-نرى اللّه-خطاياكم-التوراة-و أخرى-الدنيا- فناداه-و الإبكار-القربى-الكافرين-مرضات-يا ويلتا- النصارى-القيامة-أ فترى-أخراهم-بشرى-و تأبى-و آتى-هار- الر-رؤياي و للرؤيا-قضاها-الأعمى-و مأواهم-و رأى المجرمون- كهيعص)؟
اذكر علة امتناع الإمالة و التقليل في الكلمات القرآنية الآتية(مثنى- بدا دعا-أخاف-عصاي-ألق عصاك-شفا جرف-علا في الأرض)؟
ص: 455
اكتب مذكرة مختصرة تقدم فيها لعلم الوقف و الابتداء موضحا الآتي:
أ-تعريف الوقف لغة و اصطلاحا؟ ب-حكم الوقف شرعا؟و فائدته؟ ج-الفرق بين الوقف و الوصل و السكت و القطع؟
للوقف أقسام عامة؟عرف كل قسم على حدة ممثلا له؟
اكتب مذكرة مختصرة عن الابتداء،ثم وضح كيفية الوقف على هذا في القرآن الكريم؟
قال الإمام الشاطبي-رضي اللّه عنه-:
و في الهاء للإضمار قوم أبوهما*و من قبله ضم أو الكسر مثلا اذكر البيت التالي لهذا البيت ثم اشرحهما معا موضحا ما لهاء الضمير بالنظر إلى ما قبلها من أنواع؟
اذكر الحروف التي تظهر عندها أو تدغم فيها ذال(إذ)ثم بين لمن الإظهار و لمن الإدغام من أئمة القراءة مع ذكر الدليل من الشاطبية؟
اذكر الحروف التي تظهر عندها أو تدغم فيها دال(قد)ثم بين لمن الإظهار و لمن الإدغام من الأئمة القراء؟مع ذكر الدليل من أبيات الطيبة؟
ص: 456
اذكر الحروف التي تظهر عندها أو تدغم فيها تاء التأنيث،ثم بين لمن الإظهار و لمن الإدغام من الأئمة القراء مع ذكر الدليل على ذلك من أبيات الشاطبية؟
بين حال اتفاق الأئمة القراء في إدغام(إذ)،و(قد)و(تاء)التأنيث و(هل)و(بل)؟
اذكر المواضع التي أدغم فيها خلاد الكسائي،و أبو عمرو،الباء المجزومة في الفاء،ثم بين ما رواه أبو الحارث عن الكسائي من إدغام اللام في الذال في لفظ(يفعل ذلك)مع ذكر الدليل من الشاطبية؟
قال الشاطبي في حرز الأماني و وجه التهاني:
و يس أظهر عن فتى حقه بدا*و نون و فيه الخلف عن ورشهم خلا اكتب بيتا بعد هذا البيت ثم اشرحهما معا؟
قال الإمام الشاطبي:
و في اركب هدى بر قريب بخلفهم*كما ضاع جا يلهث له دار جهلا وضح الخلاف بين الأئمة القراء في هذا البيت من خلال شرحه شرحا وافيا؟
اذكر فائدة ذكر ابن الجزري-رحمه اللّه-لباب إفراد القراءات و جمعها؟و ما هي طريقة الشيوخ في الجمع؟
ص: 457
قال ابن الجزري:
بشرطه فليرع وقفا و ابتدأ*و لا يركب و ليجد حسن الأدا اشرح هذا البيت موضحا شروط الجمع؟
عرف المد و القصر؟و ما الفرق بين شرط المد و سببه؟و ما المراد بالحركة؟و ما هي مقادير المدود؟
عرف المد المنفصل؟و بين مذاهب الأئمة القراء في مقادير مده،مع ذكر الدليل من الشاطبية؟و ما عدد المراتب إذا تقدم المتصل،و تأخر المنفصل في المد؟
عرف المد المتصل،و مد البدل،و ما هي مراتب القراء في المتصل و البدل؟
قال الشاطبي:
و مد له عند الفواتح مشبعا*و في عين الوجهان و الطول فضلا اذكر بيتا بعد هذا البيت ثم اشرحهما شرحا وافيا مبينا الحروف التي تمد مدا مشبعا في أول السور؟
لقد استثنى القائلون بالتوسط و الإشباع للأزرق في مد البدل أصلين مطردين و كلمة اتفاقا،و أصلا مطردا،و ثلاث كلمات اختلافا؟وضح ذلك؟
عرف المد العارض للسكون؟و ما هي أقسامه؟
ص: 458
ما هي حروف المد؟فرق بينها و بين حرفي اللين؟و متى تتبع الياء و الواو و المد و اللين؟
اذكر القاعدة لمذاهب القراء السبعة في الهمزتين من كلمة؟
اذكر مذاهب القراء السبعة الأئمة في الهمزتين المختلفتين من كلمتين مع ذكر أمثلة و ذكر الدليل من أبيات الشاطبية أصولا؟
بين مذاهب الأئمة القراء في الهمزتين المفتوحتين و المكسورتين و المضمومتين المتلاصقتين من كلمة مع ذكر الدليل من أبيات الشاطبية؟
قال الشاطبي:
و ورش لئلا و النسيء بيائه*و ادغم في ياء النسي فثقلا اذكر بيتا بعد هذا البيت؟ثم اشرحهما معا شرحا وافيا؟
قال ابن الجزري:
و كل همز ساكن أبدل حذا*خلف ذي الجزم و الأمر كذا اشرح هذا البيت موضحا المستثنى من الإبدال عند أبي عمرو لعلتي الجزم و الأمر؟
قال الإمام الشاطبي:
و شيء و شيئا لم يرد و لنافع*...
أكمل هذا البيت ثم اشرحه شرحا وافيا؟
ص: 459
قال الشاطبي:
و نقل ردا عن نافع و كتابيه*بالإسكان عن ورش أصح تقبلا اشرح هذا البيت موضحا النقل في ردءا و في كتابيه؟
قال الإمام ابن الجزري:
و عادا الأولى فعاد الولي*مدا حماه مدغما منقولا اكتب بيتا بعد هذا البيت،ثم اشرحهما معا؟
قال الشاطبي:
و غلظ ورش فتح لام لصادها*أو الطاء أو للظاء قبل تنزلا اذكر بيتا بعد هذا البيت ثم اشرحهما معا؟
اذكر حكم وقوع لفظ الجلالة بعد كسرة،أو بعد فتحة،أو بعد ضمة،مع ذكر الدليل من أبيات الشاطبية؟
ما الفرق بين النون الساكنة و التنوين؟
قال الإمام الشاطبي-رحمه اللّه-:
و كلهم التنوين و النون أدغموا*بلا غنة في اللام و الراء ليجملا و كل بينمو أدغموا مع غنة*و في الواو و اليا دونها خلف تلا اذكر بيتين بعد هذين البيتين المذكورين ثم اشرح البيتين المذكورين في السؤال؟
ص: 460
قال ابن الجزري:
أظهرهما عند حروف الحلق عن*كل و في عين و خا أخفى ثمن اشرح هذا البيت موضحا إظهار التنوين و النون الساكنة؟
عرف صفة الحروف،و ما هو الاختلاف الوارد بين العلماء في عدد الصفات؟و ما المقصود بالصفات الذاتية و العرضية،و الضدية و غير الضدية؟
قال الإمام الشاطبي-رحمه اللّه-:
فهمو سها عشر حثت كسف شخصه*أجدت كقطب للشديدة مثلا اذكر بيتا بعد هذا البيت ثم اشرحهما معا؟
عرف المخرج؟و كيف يمكن معرفة مخرج الحروف؟و اذكر اختلاف العلماء في عدد المخارج؟و ما هي الصفة التي أطلقها الشاطبي على المخارج؟
قال الشاطبي-رحمه اللّه-:
و غنة تنوين و نون و ميم إن*تسكن و لا إظهار في الألف يجتلى اشرح البيت؟ثم عرف الغنة؟و بين الصور التي يمكن أن تأتي عليها؟
بين مذاهب القراء العشرة في الكلمات التي فوق الخط مما يأتي مع ذكر الدليل من طيبة النشر:
(فيه هدى للمتقين-يؤمنون بالغيب-بما أنزل إليك-ء أنذرتهم)؟
ص: 461
قال اللّه تعالى:(و إذا قيل لهم آمنوا كما ءامن الناس قالوا أ نؤمن كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء و لكن لا يعلمون و إذا لقوا الذين ءامنوا قالوا ءامنا و إذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزءون اللّه يستهزئ بهم و يمدهم في طغيانهم يعمهون).بين ما في هذه الآيات للقراء السبعة بدون ذكر الدليل؟
قال الإمام ابن الجزري-رحمه اللّه-:
و ترجعوا الضم افتحا و اكسر ظلما*...
أكمل الأبيات إلى قوله:
الأمر و سكن هاء هو هي بعد فا*...
ثم اشرحها شرحا وافيا.
قال الإمام الشاطبي-رحمه اللّه-:
و فيها و في الأعراف نغفر بنونه*و لا ضم و اكسر فاءه حين ظللا أكمل الأبيات إلى قوله:
بيوت النبي الياء شدد مبدلا ثم اشرحها شرحا وافيا
قال ابن الجزري-رحمه اللّه-:
و لكن الخف و بعد ارفعه مع*أولي الأنفال كم فتى رتع اكتب بيتا بعد هذا البيت،ثم اشرحهما معا؟
قال الإمام الشاطبي-رحمه اللّه-:
ص: 462
و في التاء فاضمم و افتح الجيم ترجع* الأمور سما نصا و حيث تنزلا و إثم كبير شاع بالثا مثلثا* و غيرهما بالياء نقطة أسفلا اذكر بيتين بعد هذين البيتين ثم اشرح الأبيات شرحا وافيا موضحا ما للقراء العشرة من مذاهب؟
قال ابن الجزري-رحمه اللّه-:
معا نعما افتح كما شفا و في*إخفاء كسر العين حزبها صفى اذكر البيت التالي لهذا البيت ثم اشرحهما شرحا مفصلا؟
بين ما للقراء العشرة في الكلمات الآتية مع ذكر الدليل(يحسبهم- فأذنوا-عسرة-ميسرة-و أن تصدقوا-يوما ترجعون-من الشهداء أن تضل-فتذكر-تجارة حاضرة-و لا يضار-فرهان-فليؤد الذي اؤتمن -فيغفر لمن يشاء و يعذب من يشاء-و كتبه-لا نفرق)؟
قال اللّه تعالى: الم اَللّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وضح رأي القراء حالة وصل ميم(الم)بلفظ الجلالة مع ذكر الدليل من الطيبة؟
الكلمات الآتية للقراء العشرة فيها مذاهب اذكرها مستدلا على ذلك من طيبة النشر:(ستغلبون و تحشرون-قل أؤنبئكم-ء أسلمتم-و يقتلون الذين-تقاة-و كفلها-و يبشرك-فيكون طيرا-ها أنتم-هؤلاء- لتحسبوه-تعلمون الكتاب-و لا يأمركم)؟
ص: 463
بين مذاهب القراء العشرة في كلمة(نؤته)و في كلمة(و كأين) و خصوصا عند الوقف على و كأين؟
قال الشاطبي:
و خاطب حرفا يحسب فخذ و قل بما تعلمون الغيب حق و ذو ملا
يميز مع الأنفال فاكسر سكونه و شدده بعد الفتح و الضم شلشلا
سنكتب ياء ضم مع فتح ضمه و قتل ارفعوا مع يا نقول فيكملا
بين الكلمات القرآنية المقصودة في هذه الأبيات،و مذاهب القراء السبعة حولها؟
قال ابن الجزري-رحمه اللّه-:
يميز ضم افتح و شدده طعن شفا معا يكتب يا و جهلن
اكتب بيتا بعد هذا البيت،ثم اشرحهما معا موضحا ما للقراء العشرة من مذاهب؟
بين مذاهب القراء السبعة في الكلمات الآتية مع ذكر الدليل من أبيات الشاطبية:(متم-و لا يحزنك-يميز-و الزبر و الكتاب-لتبيننه-للناس و لا تكتمونه)؟
بين ما للقراء السبعة في الكلمات الآتية مع ذكر الدليل فيما تحته خط:
تَسائَلُونَ بِهِ وَ الْأَرْحامَ - وَ لا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ - وَ سَيَصْلَوْنَ سَعِيراً - يُوصى بِها أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ - فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ - وَ الْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ ؟
ص: 464
بين ما للقراء العرة في الكلمات الآتية مع ذكر الدليل فيما تحته خط:
(مدخلا-عقدت-بما حفظ اللّه-تسوى بهم الأرض-أو جاء أحد- أو لامستم-فتيلا انظر-نعما يعظم به-أن اقتلوا أنفسكم-و لا تظلمون فتيلا)؟
اذكر اختلاف أبو عمرو عن الكسائي في الوقف على(فمال)من قوله تعالى: فَما لِهؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً ،ثم اذكر مذاهب القراء في الوقف على(شيئا)من قوله تعالى: وَ إِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدالَ زَوْجٍ مَكانَ زَوْجٍ وَ آتَيْتُمْ إِحْداهُنَّ قِنْطاراً فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئاً ؟
اشرح قول ابن الجزري-رحمه اللّه-:
غير ارفعوا في حق نل نؤتيه يا فتى حلا و يدخلون ضم يا
و فتح ضم صف ثنا حبر شفى و كاف أولي الطول ثب حق صفى
و الثاني دع ثطا صبا خلفا غدا و فاطر حز يصلحا كوف لدا
اشرح قول الشاطبي:
و يا سوف نؤتيهم عزيز و حمزة سيؤتيهم في الدرك كوفي تحملا
بالإسكان تعدوا سكنوه و خففوا خصوصا و أخفى العين قالون مسهلا
بين ما للقراء العشرة في الكلمات الآتية مع ذكر الدليل فيما تحته خط:
(و رضوان-شنآن-أن صدوكم-فمن اضطر-و أرجلكم-قاسية -صراط-و ذلك-جزاء الظالمين-من أجل ذلك كتبنا-يا أيها الرسول لا يحزنك).
ص: 465
قال الشاطبي-رحمه اللّه-:
و قبل يقول الواو غصن و ارفع سوى ابن العلا من يرتد عم مرسلا
اذكر بيتا بعد هذا البيت ثم اشرحهما معا؟
بين ما للقراء السبعة في الكلمات الآتية مع ذكر الدليل من أبيات الشاطبية(عقدتم-إن ارتبتم-هل يستطيع ربك-ء أنت-قياما)؟
قال اللّه تعالى في سورة الأنعام: مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ إلى قوله تعالى: وَ إِنَّنِي بَرِيءٌ مِمّا تُشْرِكُونَ بين ما للقراء العشرة و رواتهم في هذه الآيات أصولا و فرشا بدون ذكر الدليل؟
اشرح قول الشاطبي:
رأيت في الاستفهام لا عين راجع و عن نافع سهل و كم مبدل جلا
قال ابن الجزري:
زين ضم اكسر و قتل الرفع كسر أولاد نصب شركائهم بجر
اذكر بيتا بعد هذا البيت ثم اشرحهما معا؟
قال الإمام ابن الجزري-رحمه اللّه-:
تذكرون الغيب زد من قبل كم ...
أكمل الأبيات إلى قوله:
شفا لباس الرفع نل حقا فتى ...
ثم اشرحها شرحا وافيا مبينا مذاهب القراء العشرة و رواتهم فيها؟
ص: 466
الكلمات الآتية،للقراء العشرة فيها مذاهب،اذكرها مستدلا على ذلك من طيبة النشر:(و لباس التقوى-و يحسبون-أن لعنة اللّه- و الشمس و القمر و النجوم مسخرات-الرياح-بشرا-من إله غيره)؟
اشرح قول الشاطبي:
و جمع رسالاتي حمته ذكوره و في الرشد حرك و افتح الضم شلشلا
و في الكهف حسنا و ضم حليهم بكسر شفا واف و الاتباع ذو حلا
اشرح الأبيات الآتية:
و في مردفين الدال يفتح نافع و عن قنبل يروى و ليس معولا
و يغشى سما خفا و في ضمه افتحوا و في الكسر حقا و النعاس ارفعوا و لا
اشرح الأبيات الآتية مبينا الكلمات القرآنية المقصودة و خلاف القراء العشرة حولها:
ضعفا فحرك لا تنوين مد ثب و الضم فافتح نل فتى و الروم صب
عن خلف فوز أن يكون أنثا ثبت حما أسرى أسارى ثلثا
بين مذاهب الأئمة السبعة القراء في الكلمات الآتية مع ذكر الدليل من أبيات الشاطبية:(أئمة-أن يعمروا مساجد اللّه-و قالت اليهود عزير ابن اللّه-يضاهئون-يضل به-إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة- مرجون-و الذين اتخذوا)؟
ص: 467
بين مذاهب القراء العشرة في الكلمات الآتية مع ذكر الدليل من طيبة النشر:(تذكرون-إنه يبدأ الخلق-لقضي إليهم أجلهم-لقاءنا ائت- و لا أدراكم به-يسيركم-كلمت ربك-أمن لا يهدي-إذا جاء أجلهم-أ رأيتم).
قال الإمام الشاطبي:
و في عمل فتح و رفع و نونوا ...
أكمل الأبيات إلى قوله:
و في النمل حصن قبله النون تملا ...
ثم اشرحها شرحا وافيا مبينا مذاهب الأئمة السبعة القراء و رواتهم فيها؟
قال الإمام ابن الجزري:
يا أبت افتح حيث جا كم ثطعا آيات أفردن غيابات معا
اكتب بيتا بعد هذا البيت،ثم اشرحهما معا شرحا وافيا موضحا ما للقراء العشرة فيهما؟
قال اللّه تعالى في سورة الرعد: وَ فِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ وَ جَنّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَ زَرْعٌ وَ نَخِيلٌ صِنْوانٌ وَ غَيْرُ صِنْوانٍ يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ وَ نُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ وَ إِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَ إِذا كُنّا تُراباً أَ إِنّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ .
بين ما للقراء العشرة و رواتهم في هذه الآيات أصولا و فرشا مع ذكر الدليل من الطيبة؟
ص: 468
اشرح قول الشاطبي:
و ضم كفا حصن يضلوا يضل عن و أفئدة بالياء بخلف له و لا
مبينا ما للقراء السبعة الأئمة من خلاف حول بعض الكلمات القرآنية المقصودة؟
قال اللّه تعالى: ما نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلاّ بِالْحَقِّ وَ ما كانُوا إِذاً مُنْظَرِينَ بين ما للقراء العشرة و رواتهم في هذه الآية أصولا و فرشا مع ذكر الدليل من طيبة النشر؟
بين مذاهب القراء الأئمة السبعة في الكلمات التي فوق الخط مما يأتي مع ذكر الدليل من الشاطبية: إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ - وَ إِذا قِيلَ لَهُمْ - وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ إِلاّ رِجالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ - فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ - أَ فَبِالْباطِلِ يُؤْمِنُونَ وَ بِنِعْمَتِ اللّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ - وَ اللّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ - إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسانِ وَ إِيتاءِ ذِي الْقُرْبى - وَ لَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ ؟
قال ابن الجزري:
و يتفيؤا سوى البصري و را مفرطون اكسر مدا و اشدد ثرا
اكتب بيتا بعد هذا البيت ثم اشرحهما معا موضحا رأي القراء العشرة؟
قال الشاطبي:
و بالفتح و التحريك خطأ مصوب ...
ص: 469
أكمل الأبيات إلى قوله:
و ذكر و لا تنوين ذكرا مكملا ...
ثم اشرحها شرحا وافيا مبينا مذاهب القراء السبعة الأئمة و رواتهم فيها؟
قرأ الكسائي(ليسوءوا)بنون العظمة،و قرأ الكسائي و حمزة،و خلف العاشر(يبلغان)بإثبات ألف بعد الغين،وضح قراءة الباقين،مع ذكر الدليل من أبيات الطيبة؟
قال اللّه تعالى: اَلْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ وَ لَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً قَيِّماً لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ وَ يُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً بين ما للقراء العشرة و رواتهم في هذين الآيتين أصولا و فرشا مع ذكر الدليل من طيبة النشر؟
بين مذاهب القراء السبعة في الكلمات التي فوق الخط مما يأتي مع ذكر الدليل من الشاطبية: ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيّا - فَناداها مِنْ تَحْتِها - تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا - يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَ لا يُظْلَمُونَ شَيْئاً - وَ يَقُولُ الْإِنْسانُ أَ إِذا ما مِتُّ - أَ فَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا ؟
قال الشاطبي:
فيسحتكم ضم و كسر صحابهم و تخفيف قالوا إن عالمه دلا
اذكر بيتين بعد هذا البيت ثم اشرحها جميعا؟
ص: 470
قال ابن الجزري:
قل قال عن شفا و أخراهما عظم و أو لم أ لم دنا يسمع ضم
اذكر بيتين بعد هذا البيت،ثم اشرحها جميعا؟
بين مذاهب القراء العشرة في الكلمات الآتية مع ذكر الدليل من أبيات الطيبة:(سكارى-ثم ليقطع-و لؤلؤا-سواء العاكف-ليقضوا- منسكا-أذن-فكأين و كأين)؟
بين مذاهب القراء السبعة في الكلمات الآتية مع ذكر الدليل من أبيات الشاطبية:(على صلواتهم-عظاما و العظام-تترا-خراجا فخراج-قالوا أ إذا متنا...أئنا لمبعوثون-سخريا-قال كم-لا ترجعون)؟
قال الشاطبي:
و دري اكسر ضمه حجة رضا و في مده و الهمز صحبته حلا
يسبح فتح البا كذا صف و يوقد المؤنث صف شرعا و حق تفعلا
اشرح هذين البيتين موضحا ما للقراء السبعة فيهما؟
قال الإمام الشاطبي-رحمه اللّه-:
كما استخلف اضممه مع الكسر صادقا
و في يبدلن الحف صاحبه دلا
اكتب بيتا بعد هذا البيت ثم اشرحهما معا؟
ص: 471
قال ابن الجزري:
شين تشقق كقاف حز كفا نزل زده النون و ارفع خففا
أكمل الأبيات إلى نهاية السورة ثم اشرحهما شرحا موجزا؟
قال اللّه تعالى:( قالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ )إلى قوله تعالى:( قالَ كَلاّ إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ )بين ما للقراء العشرة و رواتهم في هذه الآيات أصولا و فرشا مع ذكر الدليل في الكلمات التي ذكرت من طيبة النشر؟
قال تعالى:( فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ )إلى قوله تعالى:( أَ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّساءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ )بين ما للقراء السبعة و رواتهم في هذه الآيات أصولا و فرشا مع ذكر الدليل من أبيات الشاطبي؟
قال الشاطبي:
و جذوة اضمم فزت و الفتح نل
و صحبة كهف ضم الرهب و أسكنه ذبلا
أكمل الأبيات إلى نهاية السورة ثم اشرحها شرحا مختصرا؟
قال ابن الجزري:
و النشأة امدد حيث جاء حفظ دنا
مودة رفع غنا حبر رنا
أكمل الأبيات إلى نهاية السورة ثم اشرحها شرحا موجزا؟
ص: 472
قال اللّه تعالى:( مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَ اتَّقُوهُ وَ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَ لا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ )إلى قوله تعالى:( وَ ما أَنْتَ بِهادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلاّ مَنْ يُؤْمِنُ بِآياتِنا فَهُمْ مُسْلِمُونَ ).
بين ما للقراء العشرة و رواتهم في هذه الآيات أصولا و فرشا مع ذكر الدليل من طيبة النشر؟
قال اللّه تعالى في سورة لقمان:( يا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَ أْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَ انْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ اصْبِرْ عَلى ما أَصابَكَ إِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ )إلى قوله تعالى:
( وَ لا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنّاسِ وَ لا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ )بين ما للقراء السبعة في هذه الآيات مع ذكر الدليل من أبيات الشاطبية؟
بين مذاهب القراء العشرة في الكلمات التي فوق الخط مما يأتي مع ذكر الدليل من طيبة النشر:( يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّماءِ إِلَى الْأَرْضِ - وَ قالُوا أَ إِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ أَ إِنّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ - وَ جَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً - وَ ما جَعَلَ أَزْواجَكُمُ اللاّئِي تُظاهِرُونَ - وَ تَظُنُّونَ بِاللّهِ الظُّنُونَا - يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ - عالِمُ الْغَيْبِ - فَقالُوا رَبَّنا باعِدْ بَيْنَ أَسْفارِنا - فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ - وَ لُؤْلُؤاً وَ لِباسُهُمْ - وَ جَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا - أَ إِنْ ذُكِّرْتُمْ )؟
قال ابن الجزري:
بزينة نون فدا نل بعد صف فانصب و ثقلى يسمعوا شفا عرف
اكتب بيتا بعد هذا البيت ثم اشرحهما معا شرحا موجزا؟
ص: 473
قال الشاطبي:
و في يوعدون دم حلى و بقاف دم و ثقل غساقا معا شائد علا
أكمل الأبيات إلى نهاية السورة ثم اشرحها شرحا موجزا؟
للقراءة العشرة في هذه الكلمات المباركة مذاهب وضحها:(في بطون أمهاتكم-يرضه-ليضل-و رجلا سلما-بكاف عبده-تأمروني)؟
للقراء العشرة في هذه الكلمات المباركة مذاهب وضحها:(كلمات ربك-التلاق-أو أن يظهر في الأرض الفساد-و يوم تقوم الساعة أدخلوا -يحشر أعداء اللّه-أرنا-ثمرات-يتفطرن-الذين يبشر-تخرجون- عباد الرحمن-يا أيه الساحر-رب السماوات-مقام أمين-من رجز أليم-غشاوة-لينذر-كرها-أذهبتم)؟
اشرح الأبيات الآتية شرحا موجزا،قال الشاطبي:
و بالضم و اقصروا كسر التاء قاتلوا على حجة و القصر في آسن دلا
و في آنفا خلف هدى و بضمه و كسر و تحريك و أملى حصلا
و أسرارهم فاكسر صحابا و تبلونكم نعلم البا صف و نبلوا و أقبلا
اشرح الأبيات الآتية شرحا موجزا،قال ابن الجزري:
يؤتيه يا غث حزو كفا ضرا فضم شفا اقصر اكسر كلم اللّه لهم
و الحجرات فتح ضم الجيم ثر يألتكم البصري و يعملون در
ص: 474
اذكر ما للقراء العشرة في الكلمات القرآنية الآتية:مع ذكر الدليل من طيبة النشر:(متنا-و أدبار-تشقق-وعيد-و عيون-قال سلام- الصاعقة-و قوم نوح-فاكهين-و اتبعتهم ذريتهم-ألحقنا بهم ذريتهم -ألتناهم-لا لغو فيها و لا تأثيم-لؤلؤا-المصيطرون-يصعقون)؟
اذكر ما للقراء السبعة في الكلمات القرآنية الآتية،مع ذكر الدليل من أبيات الشاطبية:
(أ فتمارونه-كبائر الإثم-بطون-أمهاتك-خشعا-ففتحنا- عيونا)؟
اشرح قول الإمام الشاطبي في سورة الرحمن و الواقعة و الحديد:
و و الحب ذو الريحان رفع ثلاثها بنصب كفى و النون بالخفض شكلا
و خف قدرنا دار و انضم شرب في ندى الصفو و استفهام إنا الصفا و لا
و يؤخذ غير الشام ما نزل الخفيف إذ عز و الصادان من بعد دم صلا
اشرح قول الإمام ابن الجزري:
سنفرغ الياء شفا و كسر ضم شواظ دم نحاس حر الرفع شم
حبر كلا يطمث بضم الكسر رم خلف و يا ذي آخرا واو كرم
بين مذاهب القراء السبعة في الكلمات الآتية مستدلا على ما تذكر من الشاطبية:(يظاهرون-ء أشفقتم-يحسبون-الرعب-يكون دولة- جدر-يفصل-برءاؤا-النبي إذا-ليطفئوا-و اللّه متم نوره-خشب- رسلهم-اللائي-و جبريل)؟
ص: 475
قال الشاطبي:
و ضمهم في يزلقونك خالد و من قبله فاكسر و حرك روى حلا
أكمل الأبيات إلى قوله:
و سال بهمز غصن دان و غيرهم من الهمز أو من واو أو ياء أبدلا
ثم اشرحها وافيا مبينا مذاهب القراء السبعة و رواتهم فيها؟
قال ابن الجزري:
غنا و في وطأ وطاء و اكسرا ...
أكمل إلى قوله:
إذ ظن عن فتى و فا مستنفرة ...
ثم اشرحها شرحا وافيا مبينا مذاهب القراء العشرة و رواتهم فيها؟
بين مذاهب القراء العشرة في الكلمات الآتية مستدلا على ما تذكر من الطيبة:(لا أقسم-أ يحسب-يمنى-سلاسل-قواريرا قواريرا-أقتت- بشرر)؟
قال الشاطبي:
و قل لابثين القصر فاش و قل و لا أكمل الأبيات إلى قوله:
تزكى تصدى الثان حرمي اثقلا ثم اشرحها شرحا وافيا مبينا مذاهب القراء السبعة و رواتهم فيها؟
ص: 476
قال ابن الجزري:
يصلى اشمم اشدد كم رنا أهل دما ...
أكمل الأبيات إلى قول الناظم:
إيابهم ثبت و كسر الوتر رد
ثم اشرحها شرحا وافيا مبينا مذاهب القراء العشرة و رواتهم فيها؟
بين مذاهب القراء العشرة في الكلمات الآتية مع ذكر الدليل من أبيات الطيبة:(يسر-فك رقبة أو إطعام-و لا يخاف-نارا تلظى-الأولى- أ رأيت-مطلع-يره-لإيلاف-النفاثات)؟ تمت بفضل اللّه-تعالى-و منته جملة الأسئلة الواردة في الكتاب و المجاب عنها مرتبة كما وردت أصولا و فرشا،و يلي ذلك المراجع و المصادر،و بعدها محتويات الكتاب،و الحمد للّه رب العالمين.
ص: 477
1-النشر في القراءات العشر:للحافظ الحجة الثبت أبي الخير محمد بن محمد الدمشقي الشهير بابن الجزري،المتوفى سنة 833 طبعة دار الفكر(مجلدين).
2-مختصر في مذاهب القراء السبعة بالأمصار تحقيقنا،طبعة:دار الكتب العلمية بيروت.
3-الكافي في القراءات السبع،لأبي عبد اللّه محمد بن شريح الرعيني الأندلسي،تحقيقنا،طبعة:دار الكتب العلمية بيروت-لبنان.
4-المبسوط في القراءات العشر لأبي بكر أحمد بن الحسين بن مهران الأصبهاني(295-381 ه).محقق،طبعة:مؤسسة علوم القرآن.
5-كشف الظنون عن أسامي الكتب و الفنون لحاجي خليفة،طبعة:
دار الفكر.
6-الإرشادات الجليلة في القراءات السبع من طريق الشاطبية،تأليف محمد محمد محمد محيسن،طبعة مكتبة الكليات الأزهرية.
7-المبهج في القراءات السبع لسبط الخياط(مخطوط).
8-المستنير في تخريج القراءات المتواترة من حيث:اللغة الإعراب:
التفسير تأليف محمد سالم محيسن طبعة مكتبة جمهورية مصر العربية.
9-المهذب في القراءات العشر،المقرر على مرحلة التخصص بمعاهد القراءات بمصر تأليف الدكتور محيسن طبعة الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية بمصر.
10-الوافي في شرح الشاطبية في القراءات السبع تأليف خادم العلم
ص: 478
و القرآن عبد الفتاح القاضي المقرر على مرحلة القراءات العامة بمعاهد القراءات طبعة الجهاز المركزي للكتب الجامعية.
11-شرح الشاطبية المسمى بإرشاد المريد إلى مقصود القصيد تأليف على محمد الضباع طبعة قديمة أولاد محمد صبيح بالأزهر.
12-الكوكب الدري في شرح طيبة ابن الجزري:شرح مختصر للطيبة للنووي تأليف:محمد الصادق قمحاوي،طبعة مكتبة الكليات الأزهرية.
13-حرز الأماني و وجه التهاني في القراءات السبع(متن).
14-طيبة النشر في القراءات العشر(متن).
15-قلائد الفكر في توجيه القراءات العشر،بقلم الأستاذين:قاسم أحمد الدجوي،و محمد صادق قمحاوي،مطابع الشمرلي بالقاهرة.
16-البدور الزاهرة في القراءات العشر للشيخ القاضي،طبعة:
القاهرة.
17-غيث النفع في القراءات العشر لعلي النووي الصفاقسي،ط:
القاهرة 1934 م.
18-إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربع عشر،لأحمد الدمياطي، طبعة القاهرة.
19-الحجة في القراءات السبع،لابن خالويه،طبعة بيروت 1971 م.
20-سراج القارئ المبتدئ،لأبي القاسم علي بن عثمان المعروف بابن القاصح،طبعة القاهرة.
21-المكرر فيما تواتر من القراءات السبع و تحرر تأليف الإمام أبى حفص عمر بن قاسم بن محمد المصري الأنصاري المشهور بالنشار من علماء القرن التاسع الهجري،مطبعة مصطفى البابى الحلبى و أولاده بمصر 1935 م.
ص: 479
22-القول الأصدق في بيان ما خالف فيه الأصبهاني الأزرق تأليف على محمد الضباع،طبعة المكتبة الأزهرية للتراث.
23-معالم الاهتداء إلى معرفة الوقف و الابتداء،تأليف خادم القرآن الكريم محمود الحصري،طبعة شركة الشمرلي بالقاهرة.
24-تاريخ القراء العشرة و رواتهم و تواتر قراءتهم و منهج كل في القراءة تأليف الشيخ عبد الفتاح القاضى طبعة مكتبة القاهرة.
25-البيان في علوم القرآن للدكتور السيد إسماعيل على طبعة مطبعة الحسين الإسلامية بالأزهر.
26-إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان.لابن قيم الجوزية مطبعة النور الإسلامية.
27-التمهيد في علم التجويد للإمام محمد بن محمد بن الجزري طبعة مكتبة المعارف بالرياض.
28-التبيان في آداب حملة القرآن تأليف أبى زكريا يحيى بن شرف الدين النووي الشافعى طبعة دار الدعوة بالقاهرة.
29-روضات الجنات في ما انفرد به ثلاثة الدرة من القراءات تأليف محمود على بسة،طبعة مكتبة الكليات الأزهرية.
30-إرشاد الطالبين إلى ضبط الكتاب المبين تأليف الدكتور محمد سالم محيسن طبعة المكتبة الأزهرية للتراث.
31-صحيح البخاري لأبى عبد اللّه محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري،طبعة دار الحديث بالقاهرة.
32-المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم،تأليف محمد فؤاد وفا، مطابع الشعب 1378 ه.
33-تفسير القرطبى محمد بن أحمد الأنصاري القرطبى طبعة دار الحديث بالقاهرة.
تمت المصادر و المراجع،و يليها محتويات الكتاب.
ص: 480