الآيات الناسخة و المنسوخة

اشارة

نام كتاب: الآيات الناسخة و المنسوخة

نويسنده: الشريف المرتضى على بن الحسين الموسوى

موضوع: نسخ

تاريخ وفات مؤلف: 436 ق

زبان: عربى

تعداد جلد: 1

ناشر: موسسة البلاغ

مكان چاپ: بيروت

سال چاپ: 1421 / 2000

نوبت چاپ: اوّل

ص: 1

اشارة

ص: 2

ص: 3

ص: 4

الإهداء

إليك يا رسول الله...

إليك...يا شموخ المجد إليك...يا لطف السماء إليك...يا أرفع معنى حواه ضمير الوجود،و سرى له الإجلال في أوصال الخلود إليك...يا أعز آية رفعت على راحتيها عظمة الله و إجلاله إليك...يا غاية الجمال و ذروة الكمال إليك...يا معدن الحكمة و منبع الخير و معين الإيمان إليك يا رسول الله ما جادت به أنامل السيد المرتضى و ما خطته يدي،اللهم فتقبله مني و امنن عليّ بنظرة الإحسان و الرضا.

ص: 5

ص: 6

تقديم

الحمد لله الذي أنزل القرآن بلاغا عربيا و نهجا قويما سويا، و الصلاة و السلام على من جعله بشيرا و نذيرا و سراجا منيرا سيدنا محمد و آل بيته الأطهار أئمة العباد و سحائب نوره،و على من اهتدى بهديهم الى يوم المعاد.

فمن دواعي التوفيق و بواعث حسن الحظ إن وفقت للاطلاع على رسالة جادت بها أنامل عالم من علماء المسلمين و مجتهد من مجتهدي شريعة سيد المرسلين ألا و هو ذو المجدين السيد المرتضى، الذي أغفلت عنها دواهي الأيام فحفظتها يد القدرة المطلقة فوصلت إلينا بعض نسخها القيّمة الثمينة..من هنا كان و لا بد لنا من إبراز هذه الرسالة محققة منقحة مرتبة كي يعم نفعها الباحثين و الدارسين ليستفيدوا منها و يستعينوا بها.

و لا حسب على براعي إذا وقف مداده في تجديد مكانة شخصيته هذا السيد الشريف و منزلته،و ليس عليّ لوم إذا تلجلج لساني في الإفاضة عن رفيع مقامه.لأن جوانب فضله لا تنحصر بواحدة فهي مآثر و فضائل...نعم أيّ منصّة من الفضيلة أنحو...

أجد فيها...الموقف الأسمى،و الى أي صهوة يقع خيالي عليها فله

ص: 7

هناك مرتبع ممنّع.فهو إمام الفقه و مؤصّل مبانيه،و أستاذ الكلام، و راوية الحديث،و أستاذ المناظرة و القدوة في اللغة و نابغة في الشعر، فبه الأسوة في العلوم العربية كلها،و قد حاز منها ما لم يدانه فيه أحد في زمانه.

و رسالته(الآيات الناسخة و المنسوخة)بين أيدينا تعدّ المنهل الأصيل لعلوم التفسير و الحديث،فقد ألفها و استخلص مطالبها و مضامينها من التفسير المنسوب الى(أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن جعفر النعماني).

و يبدو ليس من الصعب للناظر الناقد ان يتمكن التأكد من صحة نسبة الرسالة التي التبس على كثير من الرواة و المفسرين و أصحاب التراجم بأنها هي(تفسير النعماني)أو مأخوذة بأكملها منه.

و علينا أن نثبت صحتها سندا و متنا بعد أن نحقق نسبتها الى السيد المرتضى أولا..و عندئذ ينبغي أن يعلم أو مما تجدر الإشارة إليه هو أن هناك كتابا في تفسير القرآن بالمأثور برواية أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن جعفر النعماني،و قد ذكره أجلاء علماء الحديث و التراجم و أعترف بوجوده إلا إننا لم نطّلع عليه على الرغم إننا مضينا في البحث و التتبع و لو على نسخة منه حتى و لا على جزء منه باستثناء ما نسبه العلامة المجلسي (1)إليه حسب اعتقاده و سنأتي على قوله لنتأمل..

و هناك رسالة للسيد المرتضى تردد أسمها بين(الآيات الناسخة و المنسوخة)و بين(المحكم و المتشابه).1.

ص: 8


1- بحار الأنوار ج-93/11.

و العودة الى مؤلفات السيد و كلمات أصحاب التواريخ و التراجم يظهر ان الاسمين لكتاب واحد و ان الاسم الحقيقي هو الأول(الآيات الناسخة و المنسوخة)استنادا الى أسماء النسخ المخطوطة التي اعتمدنا عليها في التحقيق و أما الثاني فهو عنوان أنتزع من محتوى الرسالة،إذ تناول السيد الشريف مسألة النسخ و ما هو منسوخ من القرآن و معنى النسخ و الحكمة من ورائه من ضمن الموضوعات القرآنية المتعددة التي بحثها...

ظهر لي بعد اطلاعي على مجموعة من أهل التحقيق في كتب الحديث و التراجم (1)أنهم قد انقسموا في نسبة هذه الرسالة الى السيد المرتضى،و هؤلاء بين طائفتين:- الأولى:تعتقد ان ما نجده باسم المحكم و المتشابه هو-تفسير النعماني-الذي ذكرناه في أول الكلام و تعتقد ان رسالة السيد المسماة(المحكم و المتشابه)فقدت و ان ما بأيدينا من نسخها-مخطوطها و مطبوعها-ليس سوى(تفسير النعماني)،و من هؤلاء البحاثة الناقد الشيخ محمد باقر المجلسي في بحاره فقد نقل محتويات هذه الرسالة بتمامها باسم(تفسير النعماني).

و مما يلاحظ عليه:

1-إن ما يوجد في هذا التفسير لا يمكن ان يؤخذ به رواية عن الإمام الصادق عليه السّلام عن الإمام علي بن أبي طالب عليه السّلام،كما هو منقول في معنى تفسير النعماني فان الذي ترجم لنا تفسير النعماني قال انه من/.

ص: 9


1- معجم رجال الحديث ج-234/14-الذريعة ج-318/4-روضات الجنات-حجري556/.

رواية النعماني بسنده عن الإمام الصادق عليه السّلام عن الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام.

نستنتج من ذلك الى ان هذا الموجود في كتاب بحار الأنوار تأليف العلامة المجلسي يحتوي على الردود على جملة من مخالفي مذهب الحق و فيه ردّ على من قال بالجبر و القائلين بالاكتساب ورد على المشبهة و القائلين باعتبار القياس و حججهم و من أنكر عصمة الأنبياء و الأوصياء.

و من المعلوم ان هذه الفرق و احتجاجاتها حديثة عهد في الأسلوب نشأة زمان الصادقين عليهم السّلام و ما بعدهما،و ان الردود التي جاءت في الرسالة لم تأت بصيغة السؤال و الاستفهام الروائي بل هي أسلوب استنباطي من الرواية.

2-ان لغة ما نقله العلامة المجلسي في بحار الأنوار-على انه تفسير النعماني-لا يتلائم و لغة الحديث و الرواية ما عدا نص الرواية التي مطلعها(قال أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن جعفر النعماني...

الى ان يقول..و ما يتعلق بذلك و ما يتصل به)الى هنا ينتهي قول الإمام علي بن أبي طالب عليه السّلام في نص الرواية،و ما بعده شرح للسيد المرتضى فيه احتجاج و اعتراض و جواب..بل أنه أسلوب جدلي نشأ عليه علماء الكلام بعد سقوط الدولة الأموية و اعتلاء العباسيين زمام الأمور.

3-ليس للعلامة المجلسي و غيره شاهدا على ما يدعي فإنه لم يذكر سنده الى النعماني و كيف وصلت نسخة تفسير النعماني إليه بالخصوص

ص: 10

دون غيره و دون معاصريه من المحدثين الإجلاء مثل الحويزي صاحب تفسير(نور الثقلين)ت 1112 ه-الذي تحمل على عاتقه جميع ما ورد من التفسير المنقول عن أهل بيت العصمة عليهم السّلام و كيف لم تصل تلك النسخة الى البحراني صاحب تفسير(البرهان)ت 1107 ه-و قد حاول استقصاء قدر المستطاع-ما ورد عن أهل البيت عليهم السلام-في تفسير القرآن حتى دفعه حرصه على ذلك الى إدراج الروايات الضعيفة في تفسيره،و كيف لم تصل تلك النسخة الى علي بن إبراهيم القمي ت 307 ه-الذي حاول جمع ما روي عن الصادقين عليهما السّلام في تفسير الآيات و لا سيما ما يخص آيات الأحكام،فأن الموقف الذي أختاره (صاحب البحار)يدعو الى مزيد من التأمل و البحث.

الطائفة الثانية:-نعتقد ان ما بأيدينا باسم(التفسير النعماني هو رسالة المحكم و المتشابه أو الآيات الناسخة و المنسوخة)للسيد المرتضى علم الهدى و ليس في ذلك شيء من تفسير النعماني سوى ما جاء في مقدمة الرسالة من تقسيم القرآن الى أصناف و ما جاء في السطرين الأخيرين من الرسالة.

و هذا الموقف يميل إليه الناقد البصير البحاثة الشيخ محسن آقابزرگ في الذريعة حينما تعرض لكتاب المحكم و المتشابه للسيد المرتضى (1).

و لنا عليه ملاحظتان:

1-ان التأمل في رسالة(المحكم و المتشابه.الآيات الناسخة5.

ص: 11


1- الذريعة ج-154/2-155.

و المنسوخة)يفضي بالاعتقاد بأن معظم استخلاص الروايات التي وردت في هذه الرسالة هي عن طريق رواية النعماني عن الإمام الصادق عليه السّلام و ليس الأسطر الأولى في الرسالة هي المأخوذة من تفسير النعماني فقط.

نعم ان السيد الشريف تمكن حسب خبرته و اطلاعه الواسع ان ينتخب من تفسير النعماني ما يستعين به لأجل الرد على المجبّرة و المشبهة و المنكرين لعصمة الأنبياء و الأوصياء.و يستشهد أيضا بأقوال الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام في كل موضع من مواضيع الرسالة.

2-يبدو ان الشيخ محسن حينما تعرض لتفسير النعماني يميل الى الاعتقاد بان ما بأيدينا هو تفسير النعماني حيث قال:(قال الشيخ الحر-أني قد رأيت قطعة من تفسيره-و لعل مراده من القطعة هي الروايات المبسوطة التي رواها النعماني بإسناده الى الإمام الصادق عليه السّلام و جعلها مقدمة تفسيره و هي التي دونت مفردة مع خطبة مختصرة و تسمى بالمحكم و المتشابه و تنسب الى السيد المرتضى و قد أوردها بتمامها العلامة المجلسي في مجلد القرآن من البحار) (1).

و حينما يتعرض الشيخ محسن(لرسالة المحكم و المتشابه) يميل الى إنها من مؤلفات السيد و ليس فيها شيء من تفسير النعماني إلا الأسطر الأولى و شدد على المحدث الحر العاملي في الوسائل و المحدث البحراني في اللؤلؤة إذ أعتقد المحدثان بأن معظم هذه الرسالة مأخوذة من تفسير النعماني (2).0.

ص: 12


1- الذريعة ج-318/4.
2- الذريعة ج-154/20.

التحقيق

اشارة

الذي تبين لنا بالتأمل حول(الآيات الناسخة و المنسوخة)أمران:

الأول:أنه ليس نفسه تفسير النعماني و ذلك:

1-ما أشرنا إليه ضمن ما تقدم من ان الكتاب يشتمل على أسلوب جدلي كلامي لا يلائم بوجه الأثر و النقل للرواية عن أهل البيت عليهم السّلام.

2-إن الكتاب يضم الردود على المذاهب المنحرفة و الأفكار الخارجة عن حدود الإسلام و قد نشأت في أسلوبها الجدلي بعد الإمام الصادق عليه السّلام.

3-إن الكتاب حين الرد على بعض الاعتراضات يحتوي على هذه الفقرات:

قال الإمام الصادق عليه السّلام...

سأل الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام فأجاب كذا...

و بعد الخطبة قال أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم بن جعفر النعماني رضى الله عنه في كتابه في تفسير القرآن.......

هذه الفقرات تكشف من انه ليس كله يضم الأخبار و الروايات كما انه ليس كله تفسير النعماني بل هو منتقى من رواية النعماني التي ذكرنا بدايتها و خاتمتها فيما تقدم.

ص: 13

الثاني:ان الكتاب يشمل على مجموعة غير قليلة من الروايات و كل رواية أشار إليها المؤلف حين البدء بها الى ما يدل على انه قد بدأ بالرواية مما يشهد بان هذه الرسالة تحتوي على كثير من الروايات و كلها عن الإمام الصادق عليه السّلام و كثير منها ينقلها الإمام الصادق عليه السّلام عن جده أمير المؤمنين عليه السّلام و هذا هو الذي حث المحدثين الحر العاملي في الوسائل و يوسف البحراني في اللؤلؤة (1)على الاعتقاد بان الرسالة مأخوذة و مطالبها مستنقاة من تفسير النعماني و قد أصابا فيما ذهبا إليه و أيدهما في ذلك المحدث النوري في خاتمة المستدرك (2).

الثالث:ما يثبت بالتأكيد ان هذه الرسالة هي(رسالة الآيات الناسخة و المنسوخة)من مؤلفات السيد المرتضى بشهادة المحدث الحرّ العاملي في خاتمة الوسائل (3)انه تلقى هذه الرسالة باسم المحكم و المتشابه ضمن كتب أخرى بسند متصل الى السيد المرتضى و هو يأخذ الروايات الموجودة فيها المتعلقة بالأحكام لأجل ان يدرجها في كتابه (الوسائل)إذ يقول:

(و نروى رسالة المحكم و المتشابه للسيد المرتضى بالإسناد السابق (4)عن الشيخ أبي جعفر الطوسي عن السيد المرتضى علي بن الحسين الموسوي).

و هذا يجعلنا ان نجزم أو نقترب من ذلك بان الكتاب هو2.

ص: 14


1- لؤلؤة البحرين322/.
2- وسائل الشيعة ج-55/20.
3- الأسناد السابق:مشايخه في الرواية متصلة الى الشيخ الطوسي عن السيد المرتضى/وسائل الشيعة50/-53.
4- وسائل الشيعة و مستدركاتها ج-82/2.

(رسالة الآيات الماسخة و المنسوخة برواية النعماني)من مؤلفات السيد الجليل علم الهدى.

هذا ما توصلنا إليه بعون الله و رعايته.

ص: 15

علمنا في التحقيق

الحقيقة ان التحقيق هو إظهار مخطوطة الكتاب الذي نحققه بالمظهر الذي يليق بها و بأهمية مادتها العلمية.

و لما كنا لم نتمكن من العثور على النسخة التي كتبها المؤلف.فقد اعتمدنا على ثلاث نسخ:

1-و هي الأصل نسخة واضحة الخط و كاملة حصلنا عليها من خزانة مكتبة الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام العامة في النجف تحت رقم:

(1/1/27-علوم القرآن)بخط نسخ جميل و لم يدرج فيها اسم الناسخ و لا سنة النسخ و لكن قدمها تبين من حيث الورق و نوع الخط و مادة الحبر المستعمل الى ما يقارب 1050 ه-أما عدد أوراقها(65) ورقة في كل صفحة(17)سطرا و متوسط عدد الكلمات في السطر (9)كلمات و قياسها 3،19*3،12 سم.

في وجه الورقة الأول كتب(هذا الكتاب يسمى بالآيات الناسخة و المنسوخة تأليف الشريف الأجل السيد الأوحد ذي المجدين وارث علوم الأنبياء و المرسلين(صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين)المرتضى علم الهدى علي بن الحسين بن موسى(قدس الله أرواحهم)،و في ظهر الورقة كتب(بسم الله الرحمن الرحيم،الحمد لله العدل ذي العظمة و الجبروت و العزّ و الملكوت الحي الذي لا يموت....الخ).

ص: 16

و في نهاية الورقة الأخيرة كتب(و هو على مثل هذه الحال نعوذ بالله من الضلال بعد الهدى و أتباع الهوى و إياه نستعين على ما يقرب منه أنه سميع مجيب).

2-النسخة الثانية و هي أيضا واضحة و بخط نسخ جميل و كاملة حصلنا عليها من خزانة مكتبة الحكيم العامة في النجف تحت رقم:

(155 م-علوم القرآن)،و لم يدرج فيها اسم الناسخ و لا سنة النسخ و هي أحدث من الأولى من حيث الورق و الخط و يحتمل نسخها يرجع الى ما يقارب(1080 ه-)أما عدد أوراقها(72)ورقة في كل صفحة(16)سطرا و متوسط عدد الكلمات في السطر(9)كلمات و قياسها 5.21*5.12سم.

و قد كتب في وجه الورقة الأولى(تفسير القرآن و تأويله على الوجه الجملي أكثره من كلام الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (صلوات الله و سلامه عليه)ينسب تأليفه الى السيد المرتضى علم الهدى(قدس سره) و هو يروي عن أبي عبد الله النعماني بإسناده عن أبي عبد الله جعفر بن محمد و هو يروي عن جده أمير المؤمنين عليه السّلام)و في ذيل الصفحة (هذا الكتاب كله حديث واحد بعد الخطبة و التمهيد مروي عن الإمام الصادق عليه السّلام).

و قد خطّت عبارة على شكل ختم و هي(بحمد الله تعالى بلغ مقابلة)بين كل 10-15 صفحة و في آخر صفحة الكتاب أيضا.

3-النسخة الثالثة و هي واضحة و بخط نسخ جميل أيضا و كاملة باسم(الآيات الناسخة و المنسوخة لعلم الهدى علي بن الحسين بن موسى الملقب بالمرتضى)حصلنا عليها من خزانة مكتبة دار الكتب في القاهرة

ص: 17

و قد نسخت بخط سيد إبراهيم الملقب بميرزا آقا فرغ من كتابتها ليلة السبت السادس من شهر ربيع الثاني سنة 1331 ه- أما عدد أوراقها (90)ورقة و أسطرها(13 سطرا)لكل صفحة و بقياس 11*17 سم، و برقم(20315 ب).

و يمكن تلخيص ما قمت به من عمل في التحقيق بالنقاط الآتية:

1-ثبّت عنوان الرسالة باسم الآيات الناسخة و المنسوخة اعتمادا على أسماء النسخ الخطية و هي الأصل للرسالة.

2-اعتمدت في التحقيق على النسخة الأصل و اثّبت ما فيها و رجعت الى النسختين الأخيرتين في المقابلة و أشرت الى الزيادة و النقيصة بين النسخ في الحاشية.

3-أشرت الى ما وجدت بين النسخ من التفاوت و اختلاف في الحاشية و هو قليل.

4-تخريج الآيات القرآنية التي وردت في الكتاب.

5-إرجاع الأحاديث الشريفة الى كتب الصحاح و كتب الحديث الأخرى.

6-كتابة النص القرآني و الحديث النبوي بين أقواس صغيرة مزخرفة،أما ما كتب بين الأقواس المعقوفة الكبيرة هو إشارة الى صحة العبارة و الساقط منها و ما يحدث من اختلاف النسخ عند المقابلة و ذكرها في الحاشية.

7-عنونة مواضيع الكتاب مطابقة لمفهوم النص.

8-قمت بوضع فهارس للآيات القرآنية الكريمة و الأحاديث النبوية

ص: 18

الشريفة و عرّجت بعدها الى ذكر مصادري في التحقيق ليتسنى للقارئ الكريم الاطلاع عليها.

و بذلك أرجو من العلي القدير قد وفقت في إخراج هذا الكتاب بصورته الصحيحة و الله الموفق للخير و الصواب.

على جهاد الحساني النجف الأشرف

ص: 19

ترجمة المؤلف

أسمه و نسبه

من أبيه

:هو أبو القاسم علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن الإمام موسى(الكاظم)بن الإمام جعفر(الصادق)بن الإمام محمد(الباقر)بن الإمام علي(زين العابدين)بن الإمام الحسين(الشهيد)بن الإمام علي بن أبي طالب (أمير المؤمنين)عليه السّلام (1).

و قد توفي والده ببغداد ليلة السبت لخمس بقين من جمادي الاخرة سنة 400 ه-و كان عمر الشريف المرتضى 45 سنة و الشريف الرضي 41 سنة.

من أمه

:هو ابن أم كريمة شريفة و هي السيدة فاطمة بنت أبي محمد الحسن الناصر الصغير بن أبي الحسين أحمد بن محمد الناصر الكبير بن علي بن الحسين بن علي الأصغر بن عمر الأشرف بن علي (زين العابدين)بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السّلام.

و قد توفيت في بغداد في ذي الحجة سنة 385 ه-و كان عمر

ص: 20


1- رجال النجاشي192/،معالم العلماء69/.

السيد المرتضى يوم ذاك 30 سنة و الرضي 26 سنة (1).

ألقابه

لقب بالمرتضى و الاجل،الطاهر،و ذي المجدين،و لقّب بعلم الهدى سنة 420 ه-عند ما مرض الوزير أبا سعيد محمد بن الحسن بن عبد الرحيم في تلك السنة فرأى في منامه الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام يقول له:قل لعلم الهدى يقرأ عليك حتى تبرأ.

فقال:يا أمير المؤمنين و من علم الهدى؟فقال:علي بن الحسين الموسوي.

فكتب إليه فقال رضى الله عنه:الله الله في أمري فان قبولي لهذا اللقب شناعة عليّ فقال الوزير:و الله ما كتبت إليك إلا ما أمرني به أمير المؤمنين عليه السّلام (2).و لقّب بالثمانين لما كان له من الكتب ثمانون ألف مجلدا و من القرى ثمانين قرية تجبى إليه.و كذلك من غيرها،و صنّف كتابا يقال له الثمانون.

ولادته و نشأته

ولد في رجب سنة 355 ه-في دار أبيه بمحلة باب المحول في الجانب الغربي من بغداد الذي يعرف اليوم بالكرخ أيام خلافة المطيع

ص: 21


1- عمدة الطالب205/،الفهرست126/،معالم العلماء69/،رياض العلماء-مخطوط- ج-3 ق 327/1،حصلنا عليها من مكتبة الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام العامة في النجف.
2- ذكره الشيخ الشهيد في أربعينه.

لله بن المقتدر الخليفة الثالث و العشرين من خلفاء بني العباس (1).

و قد عنيت والدته الشريفة بتربيته هو و أخيه الشريف الرضي و حرصت عليهما بالغ الحرص على تهيئة المناخ المناسب الذي يضمن لها نقاوة المسلك و طيب المشرب.

لذلك نجدها أخذت بوجهها شطر شيخ الفقهاء و المتكلمين في عصره الشيخ المفيد طالبة منه ان يتولى تعليمهما الفقه.فلبى ذلك باحترام بالغ.حيث أنعم الله عليهما و فتح لهما من أبواب العلم و الفضائل ما أشتهر عنهما في آفاق الدنيا (2).

و من هذين الأبوين اللذان تقدمنا بشيء عن حياتهما نشأ و ترعرع الشريف المرتضى على المجد الباذخ و الشرف و النفسية العالية ذات الطموح و الكفاءات المختارة.

و كان من أوصاف شمائله أنه ربع القامة نحيف الجسم أبيض اللون حسن الصورة فصيح اللسان يتوقد ذكاء.مدّ الله في عمره الى ان أصبح نيّف على الثمانين و بسط له في المال و الجاه و النفوذ.

ففي المال:كان له ثمانون قرية تدرّ عليه في السنة ب-(24)ألف دينار عراقي (3)و ثلاثمائة ألف كتاب تحتاج الى(700)بعير لتحملها.

و قد قيّمت بعد وفاته ب-(30)ألف دينار (4).

و قدّرت بثمانين ألف مجلد بعد ان أهدى منها الى الرؤساء3.

ص: 22


1- معالم العلماء69/،عمدة الطالب205/.
2- شرح نهج البلاغة ج-241/1.
3- معجم الأدباء ج-154/3،قاطعة اللجاج في حل الخراج40/-41.
4- إنقاذ البشر20/ و 23.

و الوزراء (1).و ترك بعد وفاته(50)ألف دينار و من الآنية و الفرش و الضياع ما يزيد على ذلك (2)،و كانت له أربعة دور ببغداد (3).

أما في الجاه و النفوذ:فقد تولى نقابة الطالبيين شرقا و غربا و أمارة الحاج و الحرمين و النظر في المظالم،و قضاء القضاة ثلاثين سنة و أشهر (4).

و فوق هذه البسطة بسطه الله في العلم و فضّله على كثيرين،فكان وحيد زمانه علما و فضلا و فقها و كلاما و حديثا و سفرا و خطابة و كرما و جاها (5).

و هو أول من جعل داره دار العلم و قدّرها للمناظرة و يقال أنه أمّر و لم يبلغ العشرين،و كان قد حصل على رئاسة الدنيا في العلم و العمل الكثير في الوقت اليسير و المواظبة على تلاوة القرآن،و قيام الليل، و إفادة العلم،و كان لا يؤثر على العلم شيئا مع البلاغة و فصاحة اللهجة (6).

و كان المرتضى رئيس الإمامية...و كان متكلما (7).و كان يناظر عنده في كل المذاهب (8).8.

ص: 23


1- أعيان الشيعة ج-190/41.
2- غاية الاختصار76/.
3- ديوان المرتضى ج-110/1.
4- صحاح الأخبار61/.
5- الدرجات الرفيعة459/.
6- لسان الميزان ج-223/4.
7- جمهرة أنساب العرب56/.
8- المنتظم ج-119/8.

و قد انتهت إليه الرئاسة ببغداد في المجد و الشرف و العلم و الأدب و الفضل و الكرم (1).و كان إماما في التشيّع و الكلام و الشعر و البلاغة، كثير التصانيف،متبحرا في فنون العلم (2)...كان أمام أئمة العراق بين الاختلاف و الافتراق إليه فزع علماؤها و أخذ عنه عظماؤها، صاحب مدارسها و جامع شاردها و أنسها ممن سارت أخباره و عرفت بها أشعاره و حمدت في ذات الله مآثره و آثاره و تواليفه في أصول الدين،و تصانيفه في أحكام المسلمين مما يشهد انه فرع تلك الأصول و من أهل ذلك البيت الجليل (3).

و بعد ان جاز الشريف المرتضى عقود الشباب حتى تكاملت شخصيته العلمية على أساتذته الأعلام الذين أفاد منهم خبراته ورعوا مواهبه و ملكاته و برع في مختلف العلوم و الفنون و طار صيته في الأوساط العلمية و الأدبية و لمع أسمه في سماء الثقافة العربية و الإسلامية حيث ان الفترة التي تأهل فيها الشريف المرتضى لمقامه العلمي الرفيع و اجتذب إليه الأقطار و كانت من أخصب الفترات في عمر بغداد-إذ بلغ النضج العلمي أوجه و انبسطت أشعة العلماء في شتى العلوم و الفنون من فقه و لغة و أدب و تأريخ و جغرافية و نقد و فلسفة فظهرت في كل هذه الجوانب كتب جامعة هي في الحق ما تزال-حتى اليوم-تنبض بالحياة و الحركة.

و لذلك لم يخصص الشريف المرتضى اهتمامه بجانب خاص من/.

ص: 24


1- تتمة اليتيمة ج-53/1.
2- العبر في خبر من غبر ج-186/3.
3- مرآة الجنان56/.

جوانب المعرفة بل أضطلع في جميع العلوم التي كانت منتشرة في عصره و أصبح في كل فرع من تلك الفروع مشارا اليه بالبنان.

فكان أصوليا صاحب نظريات خاصة كانت موضع بحث من تأخر عنه،و قد تطور علم أصول الفقه على يديه تطورا ملموسا ظاهرا في مؤلفاته الأصولية.

و كان فقيها من أكبر الفقهاء عارفا بكيفية الاستنتاجات الفقهية من الكتب و السنة و غيرهما من مصادر الفقه الجعفري،و كان لمؤلفاته الفقهية وقع حسن في نفوس فقهاء سائر المذاهب الإسلامية.

و كان أديبا عظيما خلّف ثروة أدبية كبيرة تشهد بأنه كان يفهم الأدب و يتذوقه و يكتب فيه كتابة من يكون في قمة الأدب.و كان ناقدا شديد النقد قوي الحجة ذرب اللسان.و كان شاعرا خلّف ديوانا ضخما يزيد على عشرين ألف بيت تعدّ من عيون الشعر العربي.

و في أوليات القرن الخامس كانت حياة الشريف المرتضى تتصف بالعطاء الجزل و الحركة النابضة فما من شيء كان تعلمه إلا و أفاض به، و ما من مسألة تطرح عليه إلا و أجاب عنها حيث كان دوره منتجعا لأهل العلم و طالبي الفضل و المعرفة يرتادونها للتعلم و الدراسة و الرفادة و يستريح في رحابها الوافدون عليه من شتى الجهات فكان قلب السيد المرتضى يسعهم و يغدق عليهم من فيوضه و افاضاته و ينيلهم من خيراته و مبرّاته فكان ذلك امتدادا حيا لجده الأعظم الإمام موسى بن جعفر عليه السّلام المعروف ببره و عطفه و إحسانه.

و بعد ان تقدم السن بالشريف المرتضى و هو على أشراف العقد

ص: 25

الخامس من عمره بدء أن يخلّد ما أعدّ نفسه و يستنزف بقية عمره من قراءة و درس و تأليف.و لكن سرعان ما فجع بأخيه الشريف الرضي عن عمر لم يتجاوز 47 عاما قد توفي في يوم الأحد السادس من المحرم سنة 406 ه-فهدّ موته أخاه المرتضى و هزّ مشاعره و بدء الجزع عليه و من دواعي حزنه انه لم يصلّي عليه لعدم تمالك نفسه من الحزن و دفن في داره الكائنة في محلة الكرخ بخط مسجد الأنباريين (1).

مناصبه العلمية و الإدارية

اشارة

لم يتم على وفاة الشريف الرضي شهرا حتى بدأت مشاغل السيد المرتضى تتكاثر و مسئولياته تتعاظم شيئا فشيئا.فقد عادت مناصب أبيه و أخيه من قبل تخطب و ده و تلقي إليه بأزمتها و لم يعد يمكنه ممانعتها نفسه،و إيثاره العلم و المعرفة على مواصلتها فقد عهد اليه الخليفة القادر بالله العباسي بتولية مناصب أبيه،و قلد ذلك في اليوم الثالث من صفر سنة 406 ه-و كتب له بذلك عهدا مضمونه(هذا ما عهد عبد الله أبو العباس أحمد الإمام القادر بالله أمير المؤمنين الى علي بن الحسين بن موسى العلوي حين قربته اليه الأنساب الزكية و قدمته لديه الأسباب القوية و أستظل معه بأغصان الدوحة المحمدية الكريمة،و أختص عنده بوسائل الحرمة الوكيدة،فقلد الحج و النقابة...) (2).

فبدأ الشريف المرتضى يجمع إلى وقار العلم كمرجع عام في

ص: 26


1- غاية الاختصار6/.
2- المنتظم ج-276/7.

شئون الدرس و الفتيا و المناظرات،جلال الدين و بهاء السلطة،كنقيب ديني أستقطب العلويين و الأشراف و كأمير على الموسم و الحرمين أنيطت به كل مهامها.و من المناصب التي تولاها الشريف المرتضى هي:

1:نقابة النقباء الطالبيين:

و هذه ولاية عامة على عموم الطالبيين فهو المسئول الأول على إدارة شئونهم و إقامة العدل بينهم و توفير الحماية و الدفاع عنهم و تغطية كافة احتياجاتهم.

2:أمارة الحاج و الحرمين:

و هي الأشراف على سير الحج و مسيرة الحجاج في موسم الحج، و ما يتطلبه ذلك من إدارة و حماية و دفاع و خصوصا قوافل الحجاج الخاصة بالأماكن البعيدة و المجاورة.

3:ولاية المظالم:

أي الاحتكام لديه في الشئون القضائية و حسم المرافعات التي تكون دائما منظورة للقضاة و الحكام و الإداريين.

4:قضاء القضاة:

هذه المهمة مرتبطة ارتباطا وثيقا بسابقتها و تتصل بروحيتها اتصالا مباشرا،فباشر في الواقع رئاسة تمييز الأحكام و تدقيقها كنحو ما عليه اليوم في ملاك وزارة العدل (1).

ص: 27


1- الأحكام السلطانية/(64،82-83).

هذا جميع ما تولاه الشريف المرتضى من مهام إدارية و قضائية -دينية-و التي أضطلع بها على ما يزيد ثلاثين عاما و التي استنزفت من وقته و نشاطه الكثير.

و إذا بالقدر المحتوم يفجعه بموت شيخه و راعي نبوغه(الشيخ المفيد)في الثالث من شهر رمضان عام 413 ه-و الشريف يناهز الستين من العمر و منها انتقلت المرجعية الدينية العامة اليه لاستجماع العوامل و المقومات الأساسية لها بالسيد المرتضى.فكان الناس تفد عليه و تؤم داره مستنيلة و منتجعة و مستفتية و مسترشدة حيث يكون الجواب حاضرا و الرأي سديدا مما فتح الله عليه من أبواب المعرفة و مكن له من أسرار العلوم و دقائقه.لذا كان نمطا فذا في عالم المرجعية الدينية حيث زخرت أدوار حياته بالعطاء الوفر و الخير العميم.

و كان لنا من تراثه الفكري الذي أبدع فيه ما يدل بوضوح على ما كان عليه الشريف المرتضى من تركيز علمي و كفاءات و خبرات نادرة أغنى بثمارها المكتبة العربية و الإسلامية.

أساتذته و شيوخه

كان من ألمع المنابع التي أستمدّ منها الشريف المرتضى خبراته العلمية و نمّى بمناهلها مواهبه هم أساتذته و شيوخه الإجلاء (1):

1-تتلمذ على الشيخ أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي الملقب ب-(الشيخ المفيد)في الفقه و أصوله و الكلام و التفسير،المتوفي سنة 413 ه-.

ص: 28


1- رياض العلماء/مخطوط/ج-3 ق 336/1-337.

2-و على أبي نصر عبد العزيز بن عمر بن محمد بن أحمد بن نباته السعدي في المبادئ العربية من النحو و اللغة و الصرف و المعاني و البيان و البديع،المتوفي سنة 405 ه-.

3-و على الشيخ أبي عبيد الله محمد بن عمران بن موسى الكاتب المرزباني البغدادي في الشعر و فنون الأدب المتوفي سنة 384 ه-.

4-و قد روى عن أبو محمد هارون بن موسى التلعكبري الشيباني المتوفي سنة 385 ه-.

5-و عن الشيخ الحسين بن علي بن الحسين(أخي الشيخ الصدوق).

6-و عن أبي الحسن أحمد بن علي بن سعيد الكوفي الكاتب.

7-و عن أبي عبد الله الحسين بن محمد بن نصر الحلواني.

8-و عن الشيخ محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي الملقب ب-(الشيخ الصدوق)المتوفي سنة 381 ه-.

9-و عن الشيخ أحمد بن محمد بن عمران النهشلي الكاتب.

10-و عن أبو القاسم عبيد الله بن عثمان بن يحيى الدقاق المعروف ب-(ابن جنيقا)المتوفي سنة 390 ه-.

11-و عن أحمد بن سهل الديباجي.

12-و عن الحسين بن علي بن الحسين-الوزير المغربي-.

13-و عن الشيخ أبي علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار النحوي المتوفي سنة 377 ه-.

ص: 29

14-و عن أبي الحسن علي بن محمد بن عبد الرحيم بن دينار الكاتب.

15-و عن أبي القاسم علي بن حبشي الكاتب التلعكبري.

16-و عن أبي الحسن علي بن محمد بن إبراهيم بن الحسن الطيب المصري المعروف ب-(أبي التحف).

تلامذته

من المتعسر جدا حصر تلامذة السيد المرتضى لكون مجالسه كانت دائما مكتظّة بالوافدين مليئة بالعلماء و الأدباء و المحدثين إلا اننا نذكر فيما يلي أسماء من تلاميذه الذين لهم شهرة ذائعة في الأوساط العلمية آنذاك و هم (1):- 1-أبو الحسن الطيوري.

2-أبو الحسن محمد بن أبي الغنائم علي بن أبي الطيب المعروف بالنسابة.

3-أبو الحسن محمد بن محمد بن أحمد البصري الشاعر المتوفي سنة 443 ه-.

4-أبو الحسين هبة الله بن الحسن الملقب ب-(ابن الحاجب).

5-أبو الصلاح تقي بن نجم الحلبي خليفة المرتضى في حلب.

6-أبو الصمصام ذو الفقار محمد بن معبد بن الحسن الملقب ب-(حميدان المروزي).

ص: 30


1- رياض العلماء/مخطوطة/ح-3 ق 351/1،معجم رجال الحديث ج-232/14،الذريعة ح-317/4.

7-أبو الفتح عثمان بن جنّي.

8-أبو الفرج يعقوب بن إبراهيم البيهقي.

9-أبو الفضل ثابت بن عبد الله البناني.

10-أبو بكر الخطيب.

11-أبو يعلى سلاّر بن عبد العزيز الديلمي المتوفي سنة 488 ه- و قيل 463 ه-.

12-أبو زيد بن كيابكي الحسيني الجرجاني.

13-زربي بن عين.

14-السيد أبو تراب المرتضى-أخو المجتبى-.

15-السيد أبو يعلى محمد بن حمزة العلوي.

16-السيد التقي ابن أبي طاهر الهادي النقيب الرازي.

17-السيد الحسين بن الحسن بن زيد الجرجاني.

18-السيد نجيب الدين أبو محمد الحسن بن محمد بن الحسن الموسوي.

19-الشريف أبو يعلى محمد بن الحسن بن حمزة الجعفري المتوفي سنة 463 ه-.

20-الشيخ أبو الحسن سليمان بن الحسن بن سليمان الصهرشتي.

21-الشيخ أبو الفتح محمد بن علي بن عثمان الكراجكي المتوفي سنة 448 ه-.

22-الشيخ أبو المعالي أحمد بن قدامة.

23-الشيخ أبو جعفر الطوسي الملقب ب-(شيخ الطائفة)توفي

ص: 31

سنة 460 ه-.

24-الشيخ أبو عبد الله جعفر بن محمد بن أحمد بن العباس الرازي الدوريستي.

25-الشيخ أبو عبد الله محمد بن عبد الملك ابن التبان المتوفي سنة 419 ه-.

26-الشيخ أبو عبد الله محمد بن علي الحلواني.

27-الشيخ أبو غانم العصمي الهروي.

28-الشيخ أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد الرازي الملقب ب- (الشيخ المفيد الثاني).

29-الشيخ أحمد بن الحسن بن أحمد النيسابوري الخزاعي.

30-الفقيه الداعي بن القاسم الحسيني.

31-القاضي أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي المتوفي سنة 447 ه-.

32-القاضي عبد العزيز بن نحرير بن عبد العزيز البراج الطرابلسي المتوفي سنة 481 ه-.

33-القاضي عز الدين بن عبد العزيز بن أبي كامل الطرابلسي.

هذا ما تيسّر لدينا من حصر هؤلاء الأعلام الذين تتلمذوا على الشريف المرتضى و أخذوا عنه أو تحملوا في الرواية عنه و كتبوا...

ص: 32

آثاره العلمية

من فضائل ما خطه يراعه القويم من كتب و رسائل استفاد بها أعلام الدين في أجيالهم و أدوارهم هي (1):- 1-الآيات الناسخة و المنسوخة(كتابنا المحقق)،(المحكم و المتشابه).

2-أحكام أهل الاخرة.

3-الأصول الاعتقادية.

4-الانتصار/مطبوع.

5-الأنصاف.

6-إبطال القول بالعدد.

7-إنقاذ البشر من القضاء و القدر طبع في النجف1935/.

8-المسائل السلاّرية.

9-تتبع أبيات المتنبي الذي تكلم عليها ابن جني.

10-تتمة الأغراض في جمع أبي رشيد.

11-تفسير الحمد و قطعة من سورة البقرة.

ص: 33


1- معالم العلماء60/-63،رياض العلماء/مخطوط/ج-3 ق 353/1،سير النبلاء ج-11 ق 131/1، تأريخ ابن الأثير ج-40/8-41،لسان الميزان ج-223/4-224،الذريعة الأجزاء(1-6،10 ،13-16،18-23)في صفحات موزعة،روضات الجنات374/-378 رسائل الشريف المرتضى ج-33/1-35.

12-تفسير الخطبة الشقشقية.

13-تفسير قوله تعالى: قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ .

14-تفسير قوله تعالى: لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا .

15-تفضيل الأنبياء على الملائكة.

16-تقريب الأصول في علم الكلام.

17-تكملة الغرر و الدرر.

18-تنبيه الغافلين عن فضل الطالبيين في الآيات النازلة في شأن الأئمة الطاهرين.نسبت للسيد المرتضى كما ذكرها صاحب الذريعة ج-446/4.

19-تنزيه الأنبياء طبع في النجف1352/ ه-.

20-جمل العلم و العمل.

21-جواب أهل الحجاز في نفي سهو النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم.

22-جواب الملاحدة في قدم العالم.

23-جواب شبهات بعض العامة.

24-حجّية الإجماع.

25-الحدود و الحقائق.

26-الحلبية الأخيرة.

27-الحلبية الأولى.

28-الخطبة القمصة.

29-الخلاف في أصول الفقه.

ص: 34

30-دليل الخطاب.

31-الديلمية في الفقه.

32-ديوان شعر في 3 أجزاء طبع في مصر1958/.

33-الذخيرة في الأصول.

34-الذريعة في أصول الفقه.

35-رجال السيد علم الهدى.

36-الرد على ابن عدي في حدوث الأجسام.

37-الرد على ابن عدي في مسألة سماها طبيعة المسلمين.

38-الرسالة الباهرة في العترة الطاهرة.

39-رسالة في الارادة.

40-رسالة في التأكيد.

41-رسالة في التوبة.

42-رسالة في العهد.

43-رسالة في المتعة.

44-رسالة في علم الله.

45-الروميات 7 مسائل.

46-سائل في عدة آيات.

47-الشافي في الإمامة.

48-شرح بائية الحميري طبع في مصر1313/ ه-بعنوان القصيدة الذهبية.

49-شرح قصيدة له(الميمية).

ص: 35

50-الشهاب في الشيب و الشباب طبع في مصر1302/ ه-.

51-الصرفة في بيان أعجاز القرآن(المسمى بالموضح).

52-طبيعة المسلمين.

53-الطرابلسية الأخيرة 23 مسئلة.

54-طرق الاستدلال على صحبة فروع الإمامية.

55-طيف الخيال.

56-عجائب الأغلاط.

57-غرر الفوائد و درر القلائد(الأمالي).

58-الفرائض في نصر الرواية.

59-الفصول المختارة من العيون و المحاسن.

60-الفقه الملكي.

61-فهرست تصانيف السيد المرتضى.

62-القصيدة الرائية في مدح الأمير عليه السّلام.

63-كتاب البرق(المرموق في أوصاف البروق).

64-كتاب الثمانين.

65-كتاب الوعيد.

66-الكلام على من تعلق بقوله: وَ لَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ وَ حَمَلْناهُمْ فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ .

67-متولي غسل الإمام.

68-مجال التأويلات.

69-مسألة في الاستثناء.

ص: 36

70-مسألة في الاعتماد.

71-مسألة في الطلاق.

72-مسألة في المسح على الخفين.

73-مسألة في الولاية من قبل السلطان الجائر.

74-مسألة في تقديم القبول بلفظ الأمر في العقود.

75-مسألة في توارد الأدلة.

76-مسألة في صيغة النكاح.

77-مسألة في عدم الدليل و دليل العدم و بيان مورده.

78-مسألة في عدم حجية الخبر الواحد.

79-مسألة في نفي الرواية.

80-مسائل انفرادات الإمامية.

81-المسائل البادرائيات 14 مسئلة.

82-المسائل التبانيات في 10 فصول.

83-المسائل الجرجانية.

84-مسائل الخلاف في الفقه.

85-المسائل الرازية في 11 مسألة.

86-المسائل الرسيّة الأولى.

87-المسائل الرسيّة الثانية.

88-مسائل الرمليات.

89-المسائل الصباوية.

90-المسائل الصيداوية.

ص: 37

91-المسائل الطبرية.

92-المسائل الطرابلسية الأولى.

93-المسائل القوسية.

94-المسائل القوسية.

95-المسائل الكلامية.

96-المسائل المحمديات 5 مسائل.

97-المسائل المصرية الأولى 5 مسائل.

98-المسائل المطلبيات.

99-المسائل الواسطيات.

100-مسائل في فنون شتى 10 مسائل.

101-مسائل ميافارقين 66 مسئلة.

102-المصباح في الفقه.

103-المصريات الثانية.

104-معنى العصمة.

105-مفردات في أصول الفقه.

106-المقنع في الغيبة.

107-الملخص في الأصول.

108-مناظرة أبي العلاء المعري.

109-مناظرة الخصوم و كيفية الاستدلال عليهم.

110-الموصلية الأولى 3 رسائل.

111-الموصلية الثالثة 110 مسئلة.

ص: 38

112-الموصلية الثانية 9 مسائل.

113-الناصرية في الفقه.

114-النجوم و المنجمون.

115-النقض على ابن جني في الحكاية و المحكي.

116-نقض مقالة ابن عدي فيما لا تناهي.

117-نكاح أمير المؤمنين أبنته من عمر.

118-الوجيزة في الغيبة.

هذا ما تم الحصول عليه من آثاره العلمية من مخطوط و مطبوع من الذين سبقونا في الكتابة عن السيد المرتضى و من تحرينا الشخصي على أكثرها.

و قد جمعت كامل رسائله و طبعت بثلاث أجزاء سميت(رسائل الشريف المرتضى-تحقيق السيد أحمد الحسيني).

وفاته و مدفنه

خمد صوت العلم المدوي و أطفئت شعلة الأدب المضيئة و تقوض منار الحق المرشد الى الطريق الحق السّوي في شهر ربيع الأول لخمس بقين منه سنة 436 ه- (1).

فتولى غسله في داره تلميذه أحمد بن الحسين النجاشي و عاونه الشريف أبو يعلى محمد الجعفري و سلاّر بن عبد العزيز و صلى عليه ابنه في داره بالكرخ و دفن في مساء اليوم الذي توفي فيه.

ص: 39


1- رياض العلماء-مخطوط-ج-3 ق 339/1.

فكان لوفاته صدى مؤلم في الأوساط الدينية و العلمية.

حيث ذهب جسده الشريف في أطباق الثرى و بقي ذكره طيا عبر القرون مشفوعا بالاحترام البالغ.

ص: 40

المقدمة

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم الحمد لله العدل ذي العظمة و الجبروت و العزّ و الملكوت الحي الذي لا يموت مبدئ الخلق و معيده و منشئ كل شيء و مبيده الذي لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد لا كالآحاد(الخالي) (1)من الانداد لا اله إلا هو راحم العباد و صلى الله على نوره الساطع و ضيائه اللامع محمد نبيّه و صفيّه و عروته الوثقى و مثله الأعلى المفضّل على جميع الورى و على أخيه و وصيّه و وارث علمه و آيته العظمى و على آله الأئمة المصطفين و عترته المنتجبين المفضلين على جميع العالمين مصابيح الدجى و أعلام الهدى سفن النّجاة الذين قرنهم الله بنفسه و نبيّه حيث يقول جلّ ثناؤه أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (2)فدلّ سبحانه و أرشد إليهم فقال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:(أني مخلّف فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلّوا الثقلين كتاب الله و عترتي فان ربي اللطيف الخبير أنبأني

ص: 41


1- الأصل(الخاني).
2- سورة النساء59/.

أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض) (1).

و قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام في خطبة له(ألا إن العلم الذي هبط به آدم من السماء الى الأرض و جميع ما فضّلت به النبيّون من عترة خاتم النبيين) (2).

و أعلم يا أخي وفقك الله لما يرضيه بفضله(و جنّبك) (3)ما يسخطه برحمته ان القرآن جليل خطره عظيم قدره و لما أخبرنا رسول الله.(ان القرآن مع أهل بيتي و هم التراجمة عنه(و) (4)المفسرون له) (5).

وجب أخذ ذلك عنهم(و منهم) (6)قال الله تعالى: [فَسْئَلُوا] 7أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (7)ففرض جلّت عظمته على الناس العلم و العمل بما في القرآن فلا يسعهم مع ذلك جهله و لا يعذرونه في تركه و جميع ما أنزله في كتابه عن أهل بيته الذين ألزم العباد طاعتهم/.

ص: 42


1- الحديث جاء بلفظ آخر(أنى مخلف فيكم الثقلين ما ان تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله و عترتي أهل بيتي فإن ربي اللطيف الخبير أنبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض) فهو من الأحاديث المتواترة تواترا معنويا و ذكره صحيح مسلم/فضائل الصحابة/ (3،37)،الترمذي ج-328/5،الدارمي/فضائل القرآن،مسند أحمد ج-17/3 و 26،كنز العمال ج-47/1،المستدرك على الصحيحين ج-48/3،ينابيع المودة33/ و 40.
2- شرح نهج البلاغة ج -213/1.
3- الأصل(و خيبك).
4- الأصل(ساقطة).
5- هذا اللفظ جامع لمضمون مجموعة من الأحاديث منها ما تقدم تخريجه(أني مخلف فيكم الثقلين...)و قد روى ابن سعد في الطبقات:ج-167/6 عن جبلة بنت المصفح عن أبيها قال:قال لي على عليه السّلام:يا أخا بني عامر سلني عما قال الله و رسوله فإنا نحن أهل البيت أعلم بما قال الله و رسوله و كذا في كنز العمال ج-156/6،و شواهد التنزيل ج-1 335/ ما محصله:و أخرج الديلمي عن سلمان عن النبي([)قال:أعلم أمتي من بعدي علي بن أبي طالب عليه السّلام.
6- الأصل(و معهم).
7- سورة النحل43/.

و فرض سؤالهم و الأخذ عنهم حيث يقول: فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (1)فالذكر هاهنا رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلم (2)قال تعالى: قَدْ أَنْزَلَ اللّهُ إِلَيْكُمْ[ذِكْراً] 3رَسُولاً يَتْلُوا عَلَيْكُمْ[آياتِ اللّهِ] (3) (4)الآية،و أهل الذكر هم أهل بيته (5)و لما أختلف الناس في ذلك أنزل الله تعالى: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا 7فلم يفرض على عباده طاعة غيراق

ص: 43


1- سورة الأنبياء7/.
2- تفسير الطبري ج-152/28.
3- الأصل(آياته).
4- سورة الطلاق9/-10.
5- ذكره الطبري في تفسيره ج-5/17:حدثني أحمد بن محمد الطوسي قال:حدثنا عبد الرحمن بن صالح قال:ثنا موسى بن عثمان عن جابر الجعفي قال(لما نزلت فسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون)قال علي عليه السّلام:نحن أهل الذكر.و ذكره الحسكاني في شواهد التنزيل ج-334/1-337:حدثنا عبدويه بن محمد حدثنا سهل بن نوح بن يحيى حدثنا أبو الحسن الحبابي حدثنا يوسف بن موسى القطان عن وكيع عن سفيان عن السدي عن الحرث قال:سألت عليا عن هذه الآية: فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ قال:و الله أنا لنحن أهل الذكر نحن أهل العلم و نحن معدن التأويل و التنزيل،و لقد سمعت رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول:(أنا مدينة العلم و علي بابها فمن أراد العلم فليأته من بابه).و أخبرنا أبو بكر الحرشي أخبرنا أبو منصور الأزهري أخبرنا أحمد بن نجده بن العريان أخبرنا عثمان بن أبي شيبة أخبرنا يحيى بن يمان عن إسرائيل عن جابر عن أبي جعفر في قوله فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ قال: نحن أهل الذكر.و أخبرنا أبو العباس الفرغاني أخبرنا أبو المفضل الشيباني أخبرنا أبو زيد محمد بن أحمد بن سلام الأسدي بالمراغة أخبرنا السري بن خزيمة الرازي أخبرنا منصور بن أبي مويرة كذا عن محمد بن مروان عن السدي عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر في قوله تعالى فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ قال:هم الأئمة من عترة رسول الله و تلا (و أنزلنا عليكم ذكرا رسولا).

من اصطفاه و طهره دون من وقع منه الشك أو الظلم و يتوقع فالويل لمن خالف الله تعالى و رسوله و أسند أمره الى غير المصطفين قال الله تعالى: وَ يَوْمَ يَعَضُّ الظّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً (1)فالسبيل هاهنا أمير المؤمنين(صلوات الله عليه) يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً* لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِي (2)و الذكر هاهنا إشارة الى أمير المؤمنين(صلوات الله عليه) يا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً (3)و القرآن هاهنا إشارة إلى أمير المؤمنين(صلوات الله عليه)تم وصف الأئمة عليهم السّلام (4)فقال تعالى: اَلتّائِبُونَ الْعابِدُونَ الْحامِدُونَ[السّائِحُونَ] 5الرّاكِعُونَ السّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ الْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ (5)أ لا ترى انه لا يصح ان يأمر بالمعروف إلا من قد عرف المعروف كلّه حتى لا يخطأ فيه و لا يزلّ و لا ينسى و لا يشك و لا ينهى عن المنكر إلا/.

ص: 44


1- سورة الفرقان27/.
2- سورة الفرقان28/-29.
3- سورة الفرقان30/.
4- الأصل(ساقطة).
5- سورة التوبة112/.

من عرف المنكر كله و أهله و لا يجوز لأحد ان يقتدي و يأتمّ إلاّ بمن هذه صفته و هم الراسخون في العلم الذين قرنهم الله تعالى بالقرآن و قرن القرآن بهم.

ص: 45

رواية النعماني

قال أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم بن جعفر النعماني (1)في كتابه تفسير القرآن عن احمد بن محمد بن سعد بن عقدة (2)قال حدثنا أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي (3)عن إسماعيل بن مهران (4)

ص: 46


1- هو عبد الله الكاتب النعماني المعروف بابن زينب شيخ من أصحابنا عظيم القدر شريف المنزلة صحيح العقيدة كثير الحديث قدم بغداد و خرج الى الشام و مات بها،له كتب منها كتاب الغيبة،كتاب الفرائض،كتاب الرد على الإسماعيلية.يقول النجاشي رأيت أبا الحسين محمد بن علي الشجاعي الكاتب يقرأ على كتاب الغيبة تصنيف محمد بن إبراهيم بن النعماني بمشهد العتيقة لانه كان قرأه عليه و وصى له ابنه أبو عبد الله الحسين بن محمد الشجاعي بهذا الكتاب و بسائر كتبه و النسخة المقروءة عندي و كان الوزير أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسن بن الحسين بن علي بن محمد بن يوسف المغربي ابن بنته فاطمة بنت أبي عبد الله محمد بن إبراهيم النعماني(رحمه الله).الرجال271/. و قال الشيخ الحر(و هذا من تلامذة محمد بن يعقوب الكليني.و من مؤلفاته تفسير القرآن رأيت قطعة منه و رأيت كتاب الغيبة و هو حسن جامع).تذكرة المتبحرين691/.و قد ذكره السيد أبو القاسم الخوئي و أكد ثقته في الرواية.معجم رجال الحديث ج-234/14.
2- أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة:رجل جليل من أصحاب الحديث مشهور بالحفظ و الحكايات تختلف عنه في الحفظ و كان كوفيا زيديا جاروديا على ذلك حتى مات و ذكره أصحابنا لاختلاطه بهم و مداخلته إياهم و عظم محله و ثقته و أمانته.له كتب في التأريخ و الحديث و التفسير.الرجال73/.
3- أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي:ذكره السيد الخوئي في معجمه فقط(روى عن محمد بن يزيد النخعي و روى عنه أحمد بن محمد بن سعيد و روى عن الحسن بن علي بن بنت الياس).معجم رجال الحديث ج-378/2.و مجهول في باقي كتب الرجال.
4- إسماعيل بن مهران:ذكره الكشي عن محمد بن مسعود قال:سألت علي بن الحسن عن إسماعيل بن مهران قال:رمي بالغلو،قال محمد بن مسعود:و يكذبون عليه و كان تقيا ثقة خيرا فاضلا.الرجال492/. و ذكره النجاشي قال:يكنى أبا يعقوب ثقة معتمد عليه روى عن جماعة من أصحابنا عن أبي عبد الله،له كتاب الملاحم و كتاب ثواب القرآن و الإهليلجة و غيرها.الرجال19/.

عن الحسن بن علي بن أبي حمزة (1)عن أبيه عن إسماعيل بن جابر (2)قال سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه السّلام يقول :إن الله تبارك و تعالى بعث محمدا فختم به الأنبياء فلا نبي بعده و أنزل عليه كتابا فختم به الكتب فلا كتاب بعده أحلّ فيه حلالا فحلاله حلال الى يوم القيامة و حرامه حرام الى يوم القيامة فيه شرعكم و خبر من قبلكم و بعدكم و جعله النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم علما باقيا في أوصيائه فتركهم الناس و هم الشهداء على أهل كل زمان و عدلوا عنهم ثم قتلوهم و أتبعوا غيرهم و أخلصوا لهم الطاعة حتى عاندوا من[أظهر] (3)ولاية ولاة الأمر و طلب علومهم قال الله سبحانه: [وَ نَسُوا] 4حَظًّا مِمّا ذُكِّرُوا بِهِ[وَ لا تَزالُ] 5تَطَّلِعُ عَلى خائِنَةٍ مِنْهُمْ (4)و ذلك انهم ضربوا بعض القرآن ببعض و احتجوا بالمنسوخ و هم يظنون انه الناسخ و احتجوا بالمتشابه و هم يظنون أنه المحكم و احتجوا بالخاص و هم يقدّرون انه العام و احتجوا بأول الآية و تركوا السبب في تأويلها و لم ينظروا الى ما يفتح الكلام و الى ما يختمه و لم يعرفوا موارده و مصادره إذ.لم يأخذوه عن أهله/.

ص: 47


1- الحسن بن علي بن أبي حمزة:ذكره النجاشي:عن محمد بن مسعود قال:سألت علي بن الحسن بن فضال عن الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني فقال:كذاب ملعون رويت عنه أحاديث كثير و كتبت عنه تفسير القرآن كله من أوله الى آخره إلا انني لا أستحل أن أروي عنه حديثا واحدا.و حكي لي أبو الحسن حمدويه بن نصير عن بعض أشياخه انه قال: الحسن بن علي بن أبي حمزة رجل سوء.الرجال462/.
2- إسماعيل بن جابر:روي عن أبي جعفر و أبي عبد الله عليه السّلام و هو الذي روى حديث الأذان له كتاب ذكره محمد بن الحسن بن الوليد في فهرسته.الرجال18/.
3- الأصل(ظهر).
4- سورة المائدة13/.

فضلوا و أضلوا.

و أعلموا رحمكم الله انه من لم يعرف من كتاب الله عز و جلّ الناسخ و المنسوخ و الخاص من العام و المحكم من المتشابه و الرخّص من العزائم و المكي من المدني و أسباب التنزيل و المبهم من القرآن في ألفاظه المنقطعة و المؤلفة و ما فيهم من علم القضاء و القدر و التقديم و التأخير و المبين و العميق و الظاهر و الباطن و الابتداء من الانتهاء و السؤال و الجواب و القطع و الوصل و المستثنى منه و الجار فيه و الصفة لما قبل ما يدل على ما بعد و المؤكد منه و المفصّل و عزائمه و رخصه و مواضع فرائضه و أحكامه و معنى حلاله و حرامه الذي هلك فيه الملحدون و الموصول من الألفاظ و المحمول على ما قبله و على ما بعده فليس بعالم بالقرآن و لا هو من أهله و متى ما أدعى معرفة هذه الأقسام مدّع بغير دليل فهو كاذب مرتاب مفتر على الله الكذب و رسوله و مأواه جهنم و بئس المصير.

ص: 48

ما يحتويه القرآن

و لقد سئل الإمام أمير المؤمنين(صلوات الله عليه)شيعته عن مثل هذا فقال:(إن الله تبارك و تعالى أنزل القرآن على سبعة أقسام (1)كل قسم منها شاف كاف و هي أمر،و زجر،و ترغيب،و ترهيب،و جدل،و مثل، و قصص.و في القرآن ناسخ و منسوخ،و محكم و متشابه،و خاص

ص: 49


1- ذكرت في كتب الحديث في أماكن كثيرة بعضها بهذا اللفظ و بعضها بهذا المعنى.و قد ذكرت على سبعة أبواب في رواية يونس بأسناده عن ابن مسعود عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم انه قال: كان الكتاب الأول نزل من باب واحد و على حرف واحد،و نزل القرآن من سبعة أبواب و على سبعة أحرف:زجر و أمر و حلال و حرام و محكم و متشابه و أمثال،فأحلوا حلاله و حرموا حرامه و أفعلوا ما أمرتم به،و انتهوا عما نهيتم عنه،و اعتبروا بأمثاله و أعملوا بمحكمه و أمنوا بمتشابهه و قالوا أمنا به كل من عند ربنا(تفسير الطبري ج-23/1). و جاءت الأبواب بمعنى آخر في رواية محمد بن بشار بأسناده عن أبي قلامة قال:بلغني إن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال:أنزل القرآن على سبعة أحرف،أمر و زجر و ترغيب و ترهيب و جدل و قصص و مثل.(تفسير الطبري ج-24/1). و قد روي على ان القرآن نزل على سبعة أحرف برواية عبيد الله بن محمد العمري القاضي عن إسماعيل بن أويس عن أخيه عن سليمان بن بلال عن محمد بن عجلان عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال:(أنزل القرآن على سبعة أحرف)و قد ذكرها الطبراني في المعجم الكبير ج-102/10،و الهيثمي في مجمع الزوائد ج-152/7.و ذلك غير المعنى المتقدم و فيه اختلاف فمنهم أتخذها بأنها سبعة أوجه من المعاني المتقاربة بألفاظ مختلفة نحو(عجل و أسرع و اسع)و منهم من أتخذها على لغات العرب الفصيحة كلغات مضر و قريش و هذيل و غيرهم،و بعضهم من أتخذها هي وجوه اختلاف في القراءات و بذلك ذهبوا عن مورد حديث أنزل القرآن على سبعة أحرف.و بعضهم ذهب بأن يراد من الأحرف السبعة بأنها اللهجات المختلفة في لفظ واحد.صحيح مسلم/باب القرآن ج-102/2،بخاري/باب القرآن ج-100/6 و 156،الترمذي ج-6/11،تفسير الطبري ج-15/1،التبيان39/ و 65، أعجاز القرآن70/.و كل ما تقدم دليل على إن نزول القرآن على سبعة أقسام و أنما نزوله على سبعة أحرف لا يرجع الى معنى صحيح فلا بد من مراجعة الروايات الدالة عليه لأن هناك من يستدل على تضعيفها و تكذيبها،و أن القرآن إنما نزل على حرف واحد و ان الاختلاف جاء من قبل الرواة.

و عام،و مقدم و مؤخر،و عزائم و رخّص،و حلال و حرام،و فرائض و أحكام،و منقطع و معطوف،و منقطع غير معطوف،و حرف(مكان حرف) (1).

و منه ما لفظه خاص،و منه ما لفظه عام،و منه محتمل العموم، و منه ما لفظه واحد و معناه جمع،و منه ما لفظه جمع و معناه واحد، و منه ما لفظه ماض و معناه مستقبل،و منه ما لفظه على الخبر و معناه حكاية عن قوم أخر،و منه ما هو باق محرف عن جهته،و منه ما هو على خلاف تنزيله،و منه ما تأويله في تنزيله،و منه ما تأويله قبل تنزيله،و منه ما تأويله بعد تنزيله،و منه ما تأويله مع تنزيله.

منه آيات بعضها في سورة و تمامها في سورة أخرى،و منه آيات نصفها منسوخ و نصفها متروك على حاله،و منه آيات مختلفة اللفظ متفقة المعنى،و منه آيات متفقة اللفظ مختلفة المعنى،و منه آيات فيها رخصة و إطلاق بعد العزيمة.لأن الله يحب أن يؤخذ برخصه كما يؤخذ بعزائمه.

و منه رخصة صاحبها[فيها] (2)بالخيرات،ان شاء أخذ بها و ان شاء تركها،و منه رخصة ظاهرها خلاف باطنها يعمل بظاهرها عند التقية و لا يعمل بباطنها مع التقية،و منه مخاطبة لقوم و المعنى لآخرين،و منه مخاطبة للنبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و معناه واقع على أمته،و منه لا يعرف تحريمه إلا بتحليله،و منه ما تأليفه و تنزيله على غير معنى ما أنزل فيه.).

ص: 50


1- الأصل(ساقطة).
2- الأصل(فيه).

و منه رد من الله تعالى و احتجاج على جميع الملحدين و الزنادقة و الدهرية و الثنوية[و القدرية] (1)و المجبرة و عبدة الأوثان و عبدة النيران،و منه احتجاج على النصارى في المسيح عليه السّلام و منه الرد على اليهود،و منه الرد على من زعم انه ليس بعد الموت و قبل القيامة ثواب و عقاب.

و منه رد على من أنكر فضل النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم على جميع الخلق،و منه رد على من أنكر الأسراء به ليلة المعراج،و منه رد على من أثبت الرؤية،و منه صفات الحق و أبواب معاني الأيمان،و منه وجوبه و وجوهه،و منه رد على من أنكر الأيمان و الكفر و الشرك و الظلم و الضلال،و منه رد على من زعم إن الله عز و جلّ لا يعلم الشيء حتى يكون،و منه رد على من لم يعلم الفرق بين المشيئة و الارادة و القدرة في مواضع،و منه معرفة ما خاطب الله عليه السّلام به الأئمة و المؤمنين.

و منه أخبار خروج القائم منا عجل الله فرجه،و منه ما يبين الله تعالى فيه شرائع الإسلام،و فرائض الأحكام،و السبب في[معنى] (2)بقاء الخلق و معايشهم و وجوه ذلك،و منه أخبار الأنبياء و شرائعهم و هلاك أممهم،و منه ما بين الله تعالى في مغازي النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و حروبه، و فضائل أوصيائه،و ما يتعلق بذلك و يتصل به) (3).

فكانت الشيعة إذا تفرغت من تكاليفها تسأله عن قسم قسم فيخبرها.6.

ص: 51


1- الأصل(العددية).
2- الأصل(منع).
3- تفسير القمي5/-6.

الناسخ و المنسوخ في القرآن

اشارة

فمما سألوه...عن الناسخ (1)و المنسوخ (2)فقال(صلوات الله عليه):ان الله تبارك و تعالى بعث رسوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بالرأفة و الرحمة،فكان من رأفته و رحمته أنه لم ينقل قومه في أول نبوءته عن[عاداتهم] (3)حتى استحكم الاسلام في قلوبهم[و حلت] (4)الشريعة في صدورهم فكان من شريعتهم في الجاهلية ان المرأة إذا زنت حبست في بيت و أقيم بأودها حتى[يأتيها] (5)الموت،و إذا زنى الرجل نفوه من مجالسهم و شتموه و آذوه و عيروه و لم يكونوا يعرفون غير هذا.

ص: 52


1- الناسخ:- 1.النسخ في اللغة يأتي على ثلاث معاني: أ.بمعنى الإزالة:كقولنا نسخت الشمس الظل أي أزالته. ب.بمعنى التغيير:كقولنا نسخت الريح آثار الديار أي غيرتها. ج.بمعنى الإبطال:كقولنا نسخه و أقام شيئا مقامه أي أبطله. 2.النسخ عند الأصوليين:تعني تبديل حكم بآخر لانتهاء أمد الحكم السابق. 3.النسخ عند المفسرين:فهو يشمل التخصيص و التقييد و الاستثناء و ترك العمل بالحكم لانتهاء أمده أو لتغيير ظرفه أو تبدل موضوعه.(الناسخ و المنسوخ 6-7).
2- المنسوخ:في كتاب الله تعالى على ما رتبه المفسرون على ثلاث أضرب: ما نسخ خطه و حكمه معا. ما نسخ خطه و بقي حكمه. ما نسخ حكمه و بقي لفظه.(الناسخ و المنسوخ22/-24). و هذا سوف نلاحظه عند السيد المرتضى في استشهاده لمعنى الناسخ و المنسوخ.
3- الأصل(عادتهم).
4- الأصل(و حليت).
5- الأصل(يأتي).

نسخ الحبس و الأذى في الزنا بالجلد

قال الله تعالى في أول الاسلام (1): وَ اللاّتِي يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ مِنْ نِسائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتّى يَتَوَفّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً* وَ الَّذانِ يَأْتِيانِها مِنْكُمْ فَآذُوهُما فَإِنْ تابا وَ أَصْلَحا فَأَعْرِضُوا عَنْهُما إِنَّ اللّهَ كانَ تَوّاباً رَحِيماً (2).

فلما كثر المسلمون و قوي[الإسلام] (3)و استوحشوا أمر الجاهلية، أنزل الله تعالى: اَلزّانِيَةُ وَ الزّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ (4)الى آخر الآية فنسخت هذه الآية آية الحبس و الأذى.

نسخ عدة المرأة في الوفاة من السنة إلى الأربعة أشهر و عشرا

و من ذلك ان العدة كانت في الجاهلية على المرأة سنة كاملة، و كان إذا مات الرجل ألقت المرأة خلف ظهرها شيئا-بعرة و ما جرى مجريها-ثم قالت:البعل أهون علي من هذه،فلا أتكحل و لا أمتشط و لا أتطيب و لا أتزوج سنة فكانوا لا يخرجونها من بيتها بل يجرون عليها من تركة زوجها سنة،فأنزل اللّه تعالى في أول الإسلام وَ الَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَ يَذَرُونَ[أَزْواجاً وَصِيَّةً] 5لِأَزْواجِهِمْ مَتاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْراجٍ (5)فلما قوي الإسلام أنزل الله تعالى وَ الَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ

ص: 53


1- الكلام منتف من أصل الرواية.
2- سورة النساء15/-16.
3- الأصل(المسلمين).
4- سورة النور2/.
5- سورة البقرة240/.

وَ يَذَرُونَ أَزْواجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَ عَشْراً فَإِذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا جُناحَ[عَلَيْكُمْ] (1) (2) الى آخر الآية.

نسخ ترك الأذى بالقتال

قال (3) عليه السّلام:و منه ان الله تبارك و تعالى لما بعث محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أمره في بدء أمره ان يدعوا بالدعوة فقط،و أنزل عليه يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَ مُبَشِّراً وَ نَذِيراً* وَ داعِياً إِلَى اللّهِ بِإِذْنِهِ وَ سِراجاً مُنِيراً* وَ بَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللّهِ فَضْلاً كَبِيراً* وَ لا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَ الْمُنافِقِينَ وَ دَعْ أَذاهُمْ وَ تَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ وَ كَفى بِاللّهِ وَكِيلاً (4)فبعثه الله تعالى بالدعوة فقط، و أمره أن لا يؤذيهم.

فلما أرادوه بما همّوا به من تبييته أمره الله تعالى بالهجرة و فرض عليه القتال فقال سبحانه: أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَ إِنَّ اللّهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (5).

فلما أمر الناس بالحرب،جزعوا و خافوا فأنزل الله تعالى أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ فَلَمّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النّاسَ كَخَشْيَةِ اللّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَ قالُوا رَبَّنا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتالَ لَوْ لا أَخَّرْتَنا إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ -الى قوله سبحانه-

ص: 54


1- الأصل(عليهن).
2- سورة البقرة234/.
3- هذا هو استشهاد من السيد المرتضى بقول الإمام علي عليه السّلام في شرح جزءا من الرواية و سوف يأتي هذا في أماكن عدة من الكتاب.
4- سورة الأحزاب45/-48.
5- سورة الحج39/.

أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ (1) .

فلما كان يوم بدر و عرف الله تعالى حرج المسلمين،أنزل على نبيه وَ إِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها وَ تَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ (2)فلما قوي الإسلام،و كثر المسلمون أنزل الله تعالى [فَلا] 3تَهِنُوا وَ تَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَ أَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَ اللّهُ مَعَكُمْ وَ لَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ (3)فنسخت هذه الآية التي أذن لهم فيها ان يجنحوا،ثم أنزل سبحانه في آخر السورة [فَاقْتُلُوا] 5الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَ خُذُوهُمْ وَ احْصُرُوهُمْ (4)الى آخر الآية.

نسخ المصابرة على القتال بالعشرة و الصبر على الاثنين

و من ذلك ان الله تعالى فرض القتال على الأمة فجعل على الرجل الواحد ان يقاتل عشرة من المشركين،فقال سبحانه: إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ (5)الى آخر الآية،ثم نسخها سبحانه فقال: اَلْآنَ خَفَّفَ اللّهُ عَنْكُمْ وَ عَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ (6)الى آخر الآية فنسخ بهذه الآية ما قبلها،

ص: 55


1- سورة النساء77/-78.
2- سورة الأنفال61/.
3- سورة محمد35/.
4- سورة التوبة5/.
5- سورة الأنفال65/.
6- سورة الأنفال66/.

فصار من[فرّ من] (1)المؤمنين في الحرب ان كانت عدة المشركين أكثر من رجلين لرجل لم يكن فارا من الزحف،و ان كان العدة رجلين لرجل فارا من الزحف.

نسخ الإرث بالأخوة في الدين بالإرث بالأرحام

و قال عليه السّلام:و من ذلك نوع آخر،و هو ان رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لما هاجر الى المدينة آخى بين أصحابه من المهاجرين و الأنصار و جعل المواريث على الأخوة في الدين لا في ميراث الأرحام،و ذلك قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ هاجَرُوا وَ جاهَدُوا[بِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ] 2فِي سَبِيلِ اللّهِ[وَ الَّذِينَ آوَوْا وَ نَصَرُوا] 2أُولئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ لَمْ يُهاجِرُوا ما لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتّى يُهاجِرُوا (2)فأخرج الأقارب من الميراث، و أثبته لأهل الهجرة،و أهل الدين خاصة،ثم عطف بالقول فقال تعالى وَ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ إِلاّ تَفْعَلُوهُ[تَكُنْ] 5فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَ فَسادٌ كَبِيرٌ (3)فكان من مات من المسلمين يصير ميراثه و تركته لأخيه في الدين،دون القرابة و الرحم[و الوشيجة] (4)فلما قوي الإسلام أنزل الله اَلنَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ أَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ

ص: 56


1- الأصل(فرض).
2- سورة الأنفال72/.
3- سورة الأنفال73/.
4- الأصل(الوشيحة)حتى باقي نسخ المقابلة.

أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُهاجِرِينَ إِلاّ أَنْ تَفْعَلُوا إِلى أَوْلِيائِكُمْ مَعْرُوفاً كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً (1) فهذا المعنى نسخ آية الميراث.

نسخ التوجه الى بيت المقدس في الصلاة بالتوجه الى الكعبة

و منه وجه آخر و هو ان رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لما بعث كانت الصلاة الى قبلة بيت المقدس سنّة بني اسرائيل،و قد أخبرنا الله بما قصه في ذكر موسى عليه السّلام ان يجعل بيته قبلة،و هو قوله وَ أَوْحَيْنا إِلى مُوسى وَ أَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً وَ اجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً (2)و كان رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في أول مبعثه يصلي الى بيت المقدس جميع أيام مقامه بمكة.و بعد هجرته الى المدينة بأشهر،فعيّرته اليهود[و قالوا] (3)أنت تابع لقبلتنا، فأحزن رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ذلك منهم فأنزل الله تعالى عليه و هو يقلب وجهه في السماء و ينتظر الأمر قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَ حَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ (4)[و قول تعالى] (5)لِئَلاّ يَكُونَ لِلنّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ (6)يعني اليهود في هذا الموضع.

ثم أخبرنا الله عليه السّلام ما العلة التي من أجلها لم يحول قبلته من أول مبعثه،فقال تبارك و تعالى: وَ ما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها إِلاّ لِنَعْلَمَ

ص: 57


1- سورة الأحزاب6/.
2- سورة يونس87/.
3- الأصل(و قال).
4- سورة البقرة144/.
5- الأصل(ساقطة).
6- سورة البقرة150/.

مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلى عَقِبَيْهِ وَ إِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَ ما كانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ (1) فسمى سبحانه الصلاة هاهنا إيمانا،و هذا دليل واضح على ان كلام الباري سبحانه لا يشبه كلام الخلق كما لا يشبه أفعاله أفعالهم،و لهذه العلة و أشباهها لا يبلغ أحد كنه معنى حقيقة تفسير كتاب الله تعالى و تأويله إلا نبيه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و أوصياؤه.

نسخ التسوية في قصاص الذكر و الأنثى و الحر و العبد بالتفضيل

و من الناسخ ما كان مثبتا في التوراة من الفرائض في القصاص، و هو قوله: وَ كَتَبْنا عَلَيْهِمْ فِيها أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَ الْعَيْنَ بِالْعَيْنِ (2)الى آخر الآية فكان الذكر و الأنثى و الحر و العبد شرعا سواء.فنسخ الله تعالى ما في التوراة بقوله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصاصُ فِي الْقَتْلى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَ الْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَ الْأُنْثى بِالْأُنْثى (3)فنسخت هذه الآية وَ كَتَبْنا عَلَيْهِمْ فِيها أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ .

نسخ التكاليف الغليظة

و من الناسخ أيضا أصؤر (4)غليظة كانت على بني اسرائيل في الفرائض.فوضع الله تعالى تلك الآصار عنهم،و عن هذه الأمة،

ص: 58


1- سورة البقرة143/.
2- سورة المائدة45/.
3- سورة البقرة187/.
4- أصؤر:مفردها(أصر)و هو الثقل أو حبس الشيء بقهره رَبَّنا وَ لا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا .سورة البقرة286/.

فقال سبحانه: وَ يَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَ الْأَغْلالَ الَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ (1).

نسخ حرمة النكاح في ليالي شهر رمضان بالحل

و منه انه تعالى لما فرض الصيام فرض ان لا ينكح الرجل أهله في شهر رمضان بالليل و لا بالنهار على معنى صوم بني اسرائيل في التوراة،فكان ذلك محرما على هذه الأمة،و كان الرجل إذا نام في أول الليل قبل ان يفطر فقد حرم عليه الأكل بعد النوم،أفطر أو لم يفطر.

و كان رجل من أصحاب رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يعرف بمطعم بن جبير شيخا،فكان في الوقت الذي حضر فيه الخندق حفر في جملة المسلمين،و كان ذلك في شهر رمضان،فلما فرغ من الحفر و راح الى أهله،صلى المغرب و أبطأت عليه زوجته بالطعام،فغلب عليه النوم فلما أحضرت إليه الطعام أنبهته فقال لها:استعمليه أنت فأني قد نمت و حرم علي و طوى[ليلته] (2)و أصبح صائما،فغدا الى الخندق و جعل يحفر مع الناس فغشي عليه فسأله رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عن حاله فأخبره.

و كان من المسلمين[شبّان] (3)ينكحون نسائهم بالليل سرا لقلة صبرهم،فسأل النبي الله سبحانه في ذلك فأنزل الله عليه أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَ أَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتابَ عَلَيْكُمْ وَ عَفا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَ ابْتَغُوا ما

ص: 59


1- سورة الأعراف157/.
2- اليه/في نسخ المقابلة الأخرى.
3- الأصل(شيئان).

كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَ كُلُوا وَ اشْرَبُوا حَتّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ (1) فنسخت هذه الآية ما تقدمها.

نسخ خلق الخلق للعبادة بخلقهم للرحمة

و نسخ قوله تعالى: وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلاّ لِيَعْبُدُونِ (2)قوله عز و جلّ وَ لا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ* إِلاّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَ لِذلِكَ خَلَقَهُمْ (3)أي للرحمة خلقهم.

نسخ ارتزاق ذي القربى من التركة بالإرث

و نسخ قوله تعالى: وَ إِذا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُوا الْقُرْبى وَ الْيَتامى وَ الْمَساكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَ قُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفاً (4)قوله سبحانه:

يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ (5) الى آخر الآية.

نسخ وجوب حق التقوى بما يستطاع منها

و من المنسوخ قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَ لا تَمُوتُنَّ إِلاّ وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (6).

نسخها قوله تعالى: فَاتَّقُوا اللّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ (7).

ص: 60


1- سورة البقرة187/.
2- سورة الذاريات56/.
3- سورة هود118/ و 119.
4- سورة النساء8/.
5- سورة النساء11/.
6- سورة آل عمران102/.
7- سورة التغابن16/.

نسخ اتخاذ الخمر بتحريمها

و نسخ قوله تعالى: وَ مِنْ ثَمَراتِ النَّخِيلِ وَ الْأَعْنابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَ رِزْقاً حَسَناً (1)أية التحريم و هو قوله جل ثناؤه قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَ ما بَطَنَ وَ الْإِثْمَ وَ الْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ (2)و الإثم هاهنا هو الخمر.

نسخ عموم ورود جهنم بإبعاد الخواص عنها

و نسخ قوله تعالى: وَ إِنْ مِنْكُمْ إِلاّ وارِدُها كانَ عَلى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيًّا (3)قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ* لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها وَ هُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خالِدُونَ* لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ (4).

نسخ مهادنة اليهود بقتالهم

و نسخ قوله سبحانه: وَ قُولُوا لِلنّاسِ حُسْناً (5)يعني اليهود و حين هادنهم رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فلما رجع من غزاة تبوك أنزل الله تعالى قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَ لا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَ لا يُحَرِّمُونَ ما حَرَّمَ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ لا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حَتّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَ هُمْ

ص: 61


1- سورة النحل67/.
2- سورة الأعراف33/.
3- سورة مريم71/.
4- سورة الأنبياء101/-103.
5- سورة البقرة83/.

صاغِرُونَ (1) فنسخت هذه الآية تلك الهدنة.

أول ما أنزل الله من القرآن

و سئل(صلوات الله عليه)عن أول ما أنزل الله عز و جلّ من القرآن فقال عز و جلّ:

أول ما أنزل الله عز و جلّ من القرآن بمكة سورة اِقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (2)و أول ما أنزل بالمدينة سورة البقرة.

ص: 62


1- سورة التوبة29/.
2- سورة العلق1/.

الحكم و المتشابه في القرآن

تفسير المحكم من القرآن

(1) ثم سألوه صلوات الله عليه عن تفسير المحكم من كتاب اللّه عز و جلّ فقال:أما المحكم الذي لم ينسخه شيء من القرآن فهو قول الله عز و جلّ:

هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَ أُخَرُ مُتَشابِهاتٌ (2) و أنما هلك الناس[في] (3)المتشابه لأنهم لم يقفوا على معناه،و لم يعرفوا حقيقته فوضعوا له تأويلات من عند أنفسهم بآرائهم و استغنوا بذلك عن مسألة الأوصياء و نبذوا قول رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم وراء ظهورهم.و المحكم مما ذكرته في الأقسام مما تأويله في تنزيله من تحليل ما أحلّ الله عز و جلّ في كتابه،و تحريم ما حرم الله من المآكل و المشارب و المناكح.

و منه ما فرض الله عز و جلّ من الصلاة و الزكاة و الصيام و الحج و الجهاد

ص: 63


1- المحكم:كل كلام فصيح الألفاظ صحيح المعاني.و كل بناء وثيق أو عقد وثيق لا يمكن حله فهو(محكم)،و المحكم هو الذي يحتمل وجها واحدا و قيل هو ما يعلم تأويله و قيل ما عرف المراد منه أما بالظهور أو بالتأويل.و قيل هو الذي يدل على معناه بوضوح لا خفاء فيه،فيدخل فيه النص الذي وضع للمعنى الراجح المتبادر.إرشاد الفحول ج 32/1،متشابهات القرآن2/،الأصول العامة101/،مباحث في علوم القرآن322/،الأتقان ج 2/2-3.
2- سورة آل عمران7/.
3- الأصل(ساقطة).

و مما دلهم به مما لا غناء بهم عنه في جميع تصرفاتهم مثل قوله تعالى:

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَ أَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ وَ امْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَ أَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ (1) الآية و هذا من المحكم الذي تأويله في تنزيله لا يحتاج في تأويله الى أكثر من التنزيل و منه قوله عز و جلّ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَ الدَّمُ وَ لَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَ ما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ (2)فتأويله في تنزيله.

و منه قوله تعالى: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ وَ بَناتُكُمْ وَ أَخَواتُكُمْ وَ عَمّاتُكُمْ وَ خالاتُكُمْ (3)الى آخر الآية فهذا كله محكم لم ينسخه شيء قد استغنى بتنزيله من تأويله،و كل ما يجري هذا المجرى.

تفسير المتشابه من القرآن

(4) ثم سألوه عليه السّلام عن المتشابه من القرآن فقال:و أما المتشابه من القرآن فهو الذي أنحرف منه متفق اللفظ مختلف المعنى،مثل قوله عز و جلّ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ (5)فنسب الضلال (6)الى نفسه في هذا

ص: 64


1- سورة المائدة6/.
2- سورة المائدة3/.
3- سورة النساء23/.
4- المتشابه:أي يشبه بعضه بعضا بحيث يعجز الذهن عن التمييز و يصدق بعضه بعضا.و هو الذي يحتمل وجهين فصاعدا و قيل هو ما لا يعلم تعيين تأويله و قيل ما أستأثر الله بعلمه و قيل هو الذي يخلو من الدلالة الراجحة على معناه و يدخل فيه المجمل و المؤول و المشكل لأن المجمل يحتاج الى تفصيل و المؤول لا يدل على معنى إلا بعد التأويل،و المشكل خفي الدلالة فيه لبس و ابهام.إرشاد الفحول32/،متشابهات القرآن2/،الأصول العامة101/،مباحث علوم القرآن322/،الأتقان ج-2/2-3.
5- سورة فاطر8/.
6- الضلال:في مقابلة الهدى و الغي في مقابلة الرشد،يقال ضل بعيري و لا يقال غوى، و الضلال:أي لا يجد السالك الى مقصده طريقا أصلا.أي العدول عن الطريق المستقيم.

الموضع.و هذا ضلالهم عن طريق الجنة بفعلهم،[و نسبه] (1)الى الكفار في موضع آخر و نسبه الى الأصنام في آية أخرى.

فمعنى الضلال على وجوه:فمنه محمود،و منه ما هو مذموم، و منه ما ليس بمحمود و لا مذمون و منه ضلال النسيان.

1-فالضلال المحمود هو المنسوب الى الله تعالى و قد بيناه.

2-و المذموم هو قوله تعالى: وَ أَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَ ما هَدى (2)و قوله تعالى: وَ أَضَلَّهُمُ السّامِرِيُّ (3)و مثل ذلك في القرآن كثير.

3-و أما الضلال المنسوب الى الأصنام فقوله تعالى في قصة إبراهيم عليه السّلام وَ اجْنُبْنِي وَ بَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ* رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النّاسِ (4)الآية.و الأصنام لم تضلّن أحدا على الحقيقة و إنما ضل الناس بها و كفروا حين عبدوها من دون الله عز و جلّ.

4-و أما الضلال الذي هو النسيان،فهو قوله تعالى: وَ اسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَ امْرَأَتانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَداءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما فَتُذَكِّرَ إِحْداهُمَا الْأُخْرى (5).

و قد ذكر الله تعالى الضلال في مواضع من كتابه فمنه ما نسبه الى نبيه على ظاهر اللفظ كقوله تعالى: وَ وَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدى (6)معناه/.

ص: 65


1- الأصل(و نسبهم).
2- سورة طه79/.
3- سورة طه85/.
4- سورة إبراهيم35/-36.
5- سورة البقرة282/.
6- سورة الضحى7/.

وجدناك في قوم لا يعرفون نبوتك فهديناهم بك.

و من الضلال المنسوب الى الله تعالى الذي هو ضد الهدى، و الهدى هو البيان،و هو معنى قوله سبحانه: أَ وَ لَمْ يَهْدِ لَهُمْ (1)معناه أي أ لم أبين لهم مثل قوله سبحانه: فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى (2)أي بينا لهم.

و وجه آخر و هو قوله تعالى: وَ ما كانَ اللّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ حَتّى يُبَيِّنَ لَهُمْ ما يَتَّقُونَ (3)و أما معنى الهدى فقوله عز و جلّ إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (4).و معنى الهادي هنا المبين لما جاء به المنذر من عند الله و قد أحتج قوم من المنافقين على الله تعالى إِنَّ اللّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها (5)و ذلك ان الله تعالى لما أنزل على نبيه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ فقال طائفة من المنافقين:ما ذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا؟فأجابهم الله تعالى بقوله: إِنَّ اللّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَ أَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ ما ذا أَرادَ اللّهُ بِهذا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَ يَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَ ما يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفاسِقِينَ* -الى قوله- أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (6).

فهذا معنى الضلال المنسوب اليه تعالى،لأنه أقام لهم الإمام7.

ص: 66


1- سورة السجدة26/.
2- سورة فصلت17/.
3- سورة التوبة115/.
4- سورة الرعد7/.
5- سورة البقرة26/.
6- سورة البقرة26/-27.

الهادي لما جاء به المنذر،فخالفوه و صرفوا عنه،بعد ان اقروا بفرض طاعته،و لما بين لهم ما يأخذون و ما يذرون،فخالفوه،ضلوا.

هذا مع علمهم بما قاله النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و هو قوله:(لا تصلوا عليّ صلاة مبتورة إذا صليتم علي بل صلوا[على] (1)أهل بيتي و لا تقطعوهم مني فأن كل سبب و نسب منقطع يوم القيامة إلا سببي و نسبي) (2)و لما خالفوا الله تعالى ضلوا و أضلوا فحذّر الله تعالى الأمة من اتّباعهم.

و قال سبحانه: وَ لا تَتَّبِعُوا أَهْواءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَ أَضَلُّوا كَثِيراً وَ ضَلُّوا عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ (3)و السبيل هاهنا الوصي و قال سبحانه: وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذلِكُمْ وَصّاكُمْ بِهِ (4)الآية فخالفوا ما وصاهم به الله تعالى و أتبعوا أهوائهم فحرّفوا دين الله جلّت عظمته/.

ص: 67


1- الأصل(إلى).
2- ذكره السمهودي في جواهر العقدين ج-1 ق 49/2 بلفظ آخر:روى عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: (لا تصلوا علي الصلاة البتراء قالوا و ما الصلاة البتراء يا رسول الله قال:تقولون اللهم صلي على محمد و تسكتون بل قولوا اللهم صلي على محمد و آل محمد).و ذكره أيضا ابن حجر في الصواعق المحرقة144/ ط القاهرة،و البلخي القندوزي في ينابيع المودة7/،و ذكره الكاشاني في المحجة البيضاء ج-314/2،و الكليني في الكافي ج-495/2 بلفظ آخر أيضا قال:عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد عن ابن القداح عن أبي عبد الله عليه السّلام قال:سمع أبي رجلا متعلقا بالبيت و هو يقول:(اللهم صلي على محمد،فقال له أبي عليه السّلام لا تبترها لا تظلمنا حقنا،قل اللهم صلي على محمد و آل بيته). و جاء ذكر الصلاة على النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و أهل بيته في صحيح البخاري و مسلم ج-16/2 و أحمد بلفظ آخر:(عن محمد بن المثنى و محمد بن البشار و اللفظ لابن المثنى قالا:حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة بن الحكم قال كتب ابن أبي ليلى قال لقيت كعب بن غمرة فقال أ لا أهدي لك هدية خرج علينا رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقلنا قد عرفنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك قال:قولوا اللهم صل على محمد و آل محمد كما صليت على آل إبراهيم أنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد و آل محمد كما باركت على آل إبراهيم أنك حميد مجيد.
3- سورة المائدة77/.
4- سورة الأنعام153/.

و شرائعه و بدلوا فرائضه و أحكامه و جميع ما أمر به كما عدلوا عمن أمروا بطاعته و أخذ عليهم العهد بموالاتهم و اضطرهم ذلك الى استعمال الرأي (1)و القياس (2)فزادهم ذلك حيرة و التباسا.

و منه قوله سبحانه: وَ لِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَ الْكافِرُونَ ما ذا أَرادَ اللّهُ بِهذا مَثَلاً كَذلِكَ يُضِلُّ اللّهُ مَنْ يَشاءُ (3)فكان تركهم أتباع الدليل الذي أقام الله لهم ضلالة لهم فصار ذلك كأنه منسوب إليه تعالى لما خالفوا أمره في أتباع الإمام ثم افترقوا و اختلفوا،و لعن بعضهم بعضا.

و أستحل بعضهم دماء بعض فَما ذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلالُ فَأَنّى تُصْرَفُونَ (4).

و لما (5)أردت قتل الخوارج بعد ان أرسلت إليهم ابن عباس لإقامة الحجة عليهم قلت:يا معشر الخوارج أنشدكم الله أ لستم تعلمون ان في القرآن ناسخا و منسوخا و محكما و متشابها و خاصا و عاما؟قالوا:

اللهم نعم فقلت:اللهم أشهد عليهم.ثم قلت:أنشدكم الله هل تعلمون ناسخ القرآن و منسوخه و محكمه و متشابهه و خاصه و عامه؟قالوا:).

ص: 68


1- الرأي:هو الاعتبار العقلي الظني الراجح الى الاستحسان فلا يشمل حمل اللفظ على ظاهره اللغوي و العرفي فالتفسير بالرأي أما حمل اللفظ على خلاف ظاهره أو أحد احتماليه لرجحان في نظره القاصر و عقله الفاتر.
2- القياس:في اللغة(التقدير)أي قست القماش بالذراع أي قدرته و عند الأصوليين التماس العلل الواقعية للأحكام الشرعية في طريق العقل و جعلها مقياسا لصحة النصوص التشريعية و هو على أربعة أركان:الأصل:و هو المقيس عليه،و الفرع:و هو المقيس،و العلة:و هي المعنى المشترك و الحكم:و هو المطلوب إثباته في الفرع.
3- سورة المدثر31/.
4- سورة يونس32/.
5- الكلام هنا هو من ضمن جواب الإمام علي بن أبي طالب للسؤال السابق تحت عنوان(تفسير المتشابه من القرآن).

اللهم لا،قلت:أنشدكم الله هل تعلمون أني أعلم ناسخه و منسوخه، و محكمه و متشابهه،و خاصه و عامه؟قالوا:اللهم نعم،فقلت:من اضلّ منكم إذ قد أقررتم بذلك،ثم قلت:اللهم أنك تعلم أني حكمت فيهم بما أعلمه.

ثم قال(صلوات الله عليه):و أوصاني رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقال:(يا علي ان وجدت فئة تقاتل بهم فأطلب حقك،و إلا فألزم بيتك،فاني قد أخذت لك العهد يوم غدير خم بأنك خليفتي و وصيي،و أولى الناس بالناس من بعدي،فمثلك كمثل بيت الله الحرام،يأتونك الناس و لا تأتيهم،يا أبا الحسن حقيق على الله أن يدخل[أهل] (1)الضلال الجنة) (2).

و انما عني بهذا المؤمنين الذين قاموا في زمن الفتنة على الايتمام بالإمام الخفي،المكان المستور عن الأعيان،فهم بامامته مقرون، و بعودته مستمسكون،و لخروجه منتظرون موقنون غير شاكين صابرون مسلمون،و انما ضلوا عن مكان امامهم و عن معرفة شخصه.

يدل على ذلك ان الله تعالى اذ حجب عن عباده عين الشمس التي جعلها دليلا على اوقات الصلاة،فموسّع عليهم تأخير الوقت، ليتبين لهم الوقت بظهورها و يستيقنوا أنه قد زالت،فكذلك المنتظر).

ص: 69


1- الأصل(ساقطة).
2- ذكره الشيخ الطوسي في الغيبة/بلفظ آخر(غط/ابن أبي جيد عن ابن الوليد عن محمد بن أبي القسم عن أبي سمية عن حمادين عيسى عن إبراهيم بن عمر عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس الهلالي عن جابر بن عبد الله و عبد الله بن عباس قالا قال رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في وصيته لأمير المؤمنين عليه السّلام يا علي ان قريشا ستظاهر عليك و تجتمع كلمتهم على ظلمك و قهرك فان وجدت اعوانا فجاهدهم و ان لم تجد اعوانا فكف يدك و أحقن دمك فأن الشهادة من ورائك لعن الله قاتلك).

ليتبين لهم الوقت بظهورها و يستيقنوا أنه قد زالت،فكذلك المنتظر لخروج الإمام عليه السّلام المتمسك بإمامته موسّع عليه.جميع فرائض الله الواجبة عليه مقبولة منه بحدودها غير خارج عن معنى ما فرض عليه، فهو صابر محتسب لا تضره غيبة أمامه.

الوحي في القرآن

ثم سألوه(صلوات الله عليه)عن لفظ الوحي في كتاب الله تعالى فقال:منه وحي النبوة،و منه وحي الإلهام،و منه وحي الإشارة،و منه وحي أمر،و منه وحي كذب،و منه وحي تقدير،و منه وحي الرسالة، [و منه وحي الخبر] (1).

فأما تفسير وحي النبوة و الرسالة فهو قوله الله تعالى إِنّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ وَ النَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَ أَوْحَيْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَ إِسْماعِيلَ وَ إِسْحاقَ وَ يَعْقُوبَ (2)الى آخر الآية.

و أما وحي الإلهام فقوله عليه السّلام وَ أَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً وَ مِنَ الشَّجَرِ وَ مِمّا يَعْرِشُونَ (3)و مثله وَ أَوْحَيْنا إِلى [أُمِّ] 4مُوسى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ (4).

ص: 70


1- الأصل(ساقطة).
2- سورة النساء163/.
3- سورة النحل68/.
4- سورة القصص7/.

و أما وحي الإشارة فقوله عز و جلّ فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرابِ فَأَوْحى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً[وَ عَشِيًّا] (1) (2)أي أشار إليهم لقوله تعالى: أَلاّ تُكَلِّمَ النّاسَ ثَلاثَةَ أَيّامٍ إِلاّ رَمْزاً (3).

و أما وحي التقدير فقوله تعالى: وَ أَوْحى فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها (4)و قوله تعالى: وَ بارَكَ فِيها وَ قَدَّرَ فِيها أَقْواتَها (5).

و أما وحي الأمر فقوله سبحانه: وَ إِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَ بِرَسُولِي (6).

و أما وحي الكذب فقوله عز و جلّ: شَياطِينَ الْإِنْسِ وَ الْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ (7)الى آخر الآية.

و أما وحي الخبر فقوله سبحانه [وَ جَعَلْناهُمْ] 8أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَ أَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ وَ إِقامَ الصَّلاةِ وَ إِيتاءَ الزَّكاةِ وَ كانُوا لَنا عابِدِينَ (8)./.

ص: 71


1- الأصل(و أصيلا).
2- سورة مريم11/.
3- سورة آل عمران41/.
4- سورة فصلت12/.
5- سورة فصلت10/.
6- سورة المائدة111/.
7- سورة الأنعام112/.
8- سورة الأنبياء73/.

متشابه الخلق في القرآن

و سألوه(صلوات الله عليه)عن متشابه الخلق فقال:هو على ثلاثة أوجه و رابع فمنه:

خلق الاختراع (1)فقوله سبحانه: خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيّامٍ (2).

خلق الاستحالة (3)فقوله تعالى: يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُماتٍ ثَلاثٍ (4)و قوله تعالى: [فَإِنّا خَلَقْناكُمْ] 5مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَ غَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَ نُقِرُّ فِي الْأَرْحامِ ما نَشاءُ (5).

و أما خلق التقدير (6)فقوله لعيسى عليه السّلام [وَ إِذْ تَخْلُقُ] 8مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ (7)الى آخر الآية.

ص: 72


1- أي خلق الخلق عز و جلّ في الدنيا.
2- سورة الأعراف54/.
3- أي الخلق في الدنيا كقوله تعالى: خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ المؤمنون12/- يعني خلق الخلق حين خلقهم الله عز و جلّ في الدنيا..
4- سورة الزمر6/.
5- سورة الحج5/.
6- أي بمعنى التصوير:و هي عظمة أمر الخلق بتعلق العناية به،و مثله قوله تعالى: وَ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللّهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَ هُمْ يُخْلَقُونَ .النحل20/.
7- سورة المائدة110/.

و أما خلق التغيير (1)فقوله تعالى: وَ لَآمُرَنَّهُمْ[فَلَيُغَيِّرُنَّ] 2خَلْقَ اللّهِ (2).

متشابه الفتنة في القرآن

و سألوه عليه السّلام عن المتشابه في تفسير الفتنة فقال: الم* أَ حَسِبَ النّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ (3)و قوله لموسى عليه السّلام: وَ فَتَنّاكَ فُتُوناً (4).

و منه فتنة الكفر (5)و هو قوله تعالى: لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَ قَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتّى جاءَ الْحَقُّ وَ ظَهَرَ أَمْرُ اللّهِ (6).

و قوله تعالى: وَ الْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ (7)يعني هاهنا الكفر.و قوله سبحانه في الذين استأذنوا رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في غزوة تبوك ان يتخلفوا عنه من المنافقين فقال الله تعالى فيهم:

وَ مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَ لا تَفْتِنِّي أَلا[فِي] (8)

ص: 73


1- و تأتي بمعنى الدين أي الخروج عن حكم الفطرة و ترك الدين الحنيف كقوله تعالى: لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللّهِ .الروم30/.
2- سورة النساء119/.
3- سورة العنكبوت1/-2.
4- سورة طه40/.
5- أي السقوط في الكفر و مثله قوله تعالى: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ .سورة النور63/.أي ان يصيبهم الكفر و كذلك تأتي بمعنى الشرك.
6- سورة التوبة48/.
7- سورة البقرة217/.
8- الأصل(ساقطة).

اَلْفِتْنَةِ سَقَطُوا (1) يعني ائذن لي و لا تكفرني.فقال عز و جلّ: أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَ إِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ (2).

و منه فتنة العذاب (3)و هو قوله تعالى: يَوْمَ هُمْ عَلَى النّارِ يُفْتَنُونَ (4)أي يعذبون ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (5)أي ذوقوا عذابكم.و منه قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا (6)أي عذبوا المؤمنين.

و منه فتنة المحبة للمال و الولد كقوله تعالى: أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَ أَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ (7)أي انما حبكم لها فتنة لكم.و منه فتنة المرض (8)و هو قوله سبحانه: أَ وَ لا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لا يَتُوبُونَ وَ لا هُمْ يَذَّكَّرُونَ (9)أي يمرضون[و يعتلون] (10).).

ص: 74


1- سورة التوبة49/.
2- سورة التوبة49/.
3- أي العذاب في الدنيا و مثله في قوله تعالى: ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هاجَرُوا مِنْ بَعْدِ ما فُتِنُوا . سورة النحل110/.و قوله تعالى: فَإِذا أُوذِيَ فِي اللّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النّاسِ كَعَذابِ اللّهِ . سورة العنكبوت10/.أي عذاب الدنيا كعذاب الآخرة و قد نزلت في عباس بن أبي ربيعة أخي أبو جهل،و كان هذا من المستضعفين بمكة و هاجر الى الحبشة و الى المدينة ثم خدعه أبو جهل .تفسير القرطبي ج-328/13،الإصابة ج-75/4،تهذيب التهذيب ج-197/8.
4- سورة الذاريات13/.
5- سورة الذاريات14/.
6- سورة البروج10/.
7- سورة الأنفال28/.
8- أي البلاء و مثله أيضا في قوله تعالى: أَنْ يَقُولُوا آمَنّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ .سورة العنكبوت1/.أي لا يبتلون في إيمانهم و قوله لموسى عليه السّلام: وَ فَتَنّاكَ فُتُوناً .سورة طه40/ أي ابتليناك ابتلاء.
9- سورة التوبة126/.
10- الأصل(و يقتلون).

متشابه القضاء في القرآن

و سألوه(صلوات الله عليه)عن المتشابه في القضاء.فقال:هو عشرة أوجه مختلفة المعنى فمنه قضاء فراغ،و قضاء عهد،و منه قضاء اعلام، و منه قضاء فعل،و منه قضاء إيجاب،و منه قضاء كتاب،و منه قضاء اتمام،و منه قضاء حكم و فصل،و منه قضاء خلق،و منه قضاء نزول الموت.

أما تفسير قضاء الفراغ (1)من الشيء فهو قوله تعالى: وَ إِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمّا حَضَرُوهُ قالُوا أَنْصِتُوا فَلَمّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلى قَوْمِهِمْ (2)معنى فَلَمّا قُضِيَ أي فلما فرغ،و كقوله: فَإِذا قَضَيْتُمْ مَناسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللّهَ (3).

أما قضاء العهد (4)فقوله تعالى: وَ قَضى رَبُّكَ أَلاّ تَعْبُدُوا إِلاّ إِيّاهُ (5)أي عهد و مثله في سورة القصص وَ ما كُنْتَ بِجانِبِ[الْغَرْبِيِّ] 6إِذْ قَضَيْنا إِلى مُوسَى الْأَمْرَ (6)أي عهدنا إليه.

ص: 75


1- أي بمعنى الانتهاء و مثله قوله: فَإِذا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ .سورة النساء103/.أي اذا فرغتم من الصلاة المكتوبة.
2- سورة الأحقاف29/.
3- سورة البقرة200/.
4- أي بمعنى الوصايا.
5- سورة الأسراء23/.
6- سورة القصص44/.

أما قضاء الاعلام (1)فقوله تعالى: وَ قَضَيْنا إِلَيْهِ ذلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دابِرَ هؤُلاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ (2)و قوله سبحانه وَ قَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ [فِي] 3الْكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ (3)أي أعلمناهم في التوراة ما هم عاملون.

أما قضاء الفعل فقوله تعالى في سورة طه: فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ (4)أي أفعل ما أنت فاعل،و منه في سورة الأنفال لِيَقْضِيَ اللّهُ أَمْراً كانَ مَفْعُولاً (5)أي يفعل ما كان في عمله السابق،و مثل هذا في القرآن كثير.

أما قضاء الايجاب للعذاب كقوله تعالى في سورة إبراهيم عليه السّلام وَ قالَ الشَّيْطانُ لَمّا قُضِيَ الْأَمْرُ (6)أي لما وجب العذاب،و مثله في سورة يوسف عليه السّلام قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيانِ (7)معناه أي وجب الأمر الذي عنه تساءلان.

أما قضاء الكتاب و الحتم فقوله تعالى في قصة مريم وَ كانَ أَمْراً مَقْضِيًّا (8)أي معلوما. (9)ا.

ص: 76


1- أي الإخبار.
2- سورة الحجر66/.
3- سورة الأسراء4/.
4- سورة طه72/.
5- سورة الأنفال42/.
6- سورة إبراهيم22/.
7- سورة يوسف41/.
8- سورة مريم21/.
9- أي اذا وجب العذاب يوقع بأهل النار حتما.

و أما قضاء الإتمام فقوله تعالى في سورة القصص: فَلَمّا قَضى مُوسَى الْأَجَلَ (1)أي فلما أتم شرطه الذي شارطه عليه،و كقوله موسى عليه السّلام أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوانَ عَلَيَّ (2)معناه اذا أتممت.

و أما قضاء الحكم (3)فقوله تعالى: وَ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَ قِيلَ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (4)أي حكم بينهم،و قوله تعالى: وَ اللّهُ يَقْضِي [بينهم] (5)بِالْحَقِّ وَ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (6)و قوله سبحانه:(و اللّه يقضي بالحق و هو خير الفاصلين) (7)و قوله تعالى في سورة يونس: وَ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ (8).

و أما قضاء الخلق فقوله سبحانه: فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِي يَوْمَيْنِ (9)أي خلقهن./.

ص: 77


1- سورة القصص29/.
2- سورة القصص28/.
3- أي بمعنى الفصل.
4- سورة الزمر75/.
5- زائدة لا محل لها في الآية.
6- سورة غافر20/.
7- الآية في المصحف الشريف هكذا إِنِ الْحُكْمُ إِلاّ لِلّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَ هُوَ خَيْرُ الْفاصِلِينَ . سورة الأنعام57/.لكنه أيضا من القراءات المشهورة:قال الطبرسي:قرأ أهل الحجاز و عاصم(يقص الحق)و الباقون(يقضي الحق)،حجة من قرأ(يقضي الحق)قوله: وَ اللّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ .و حكي عن أبي عمرو أنه أستدل بقوله: وَ هُوَ خَيْرُ الْفاصِلِينَ في ان الفصل في الحكم ليس في القصص،و حجة من قرأ(يقص)قوله:(و الله يقول الحق)و قالوا: قد جاء الفصل في القول أيضا في نحو قوله:(أنه لقول فصل).
8- سورة يونس54/.
9- سورة فصلت12/.

و أما قضاء انزال الموت فكقول أهل النار في سورة الزخرف [وَ نادَوْا] 1يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ قالَ إِنَّكُمْ ماكِثُونَ (1)أي لينزل علينا الموت،و مثله لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَ لا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذابِها (2)أي لا ينزل عليهم الموت فيستريحوا و مثله في قصة سليمان بن داود عليه السّلام [فَلَمّا] 4قَضَيْنا عَلَيْهِ الْمَوْتَ ما دَلَّهُمْ عَلى مَوْتِهِ إِلاّ دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ (3)يعني تعالى لما أنزلنا عليه الموت./.

ص: 78


1- سورة الزخرف77/.
2- سورة فاطر36/.
3- سورة سبأ14/.

أقسام النور في القرآن

و سألوه(صلوات الله عليه)عن أقسام النور (1)في القرآن قال:النور- القرآن-،و النور-اسم من أسماء الله تعالى-،و النور-التوراة-، و النور-القمر-،و النور-ضوء المؤمن-و هو الموالاة التي يلبس لها نورا يوم القيامة،و النور في مواضع من التوراة و الإنجيل و القرآن

ص: 79


1- قسم النور في القرآن الى عشرة وجوه منها: 1.نور:يعني دين الإسلام،قوله تعالى: يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللّهِ بِأَفْواهِهِمْ سورة التوبة32/. 2.نور:يعني الإيمان، قوله تعالى: وَ جَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النّاسِ سورة الأنعام122/. 3.نور:يعني هدى،قوله تعالى: اَللّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ سورة النور35/. 4.نور:يعني نبيا أو وصيا،قوله تعالى: نُورٌ عَلى نُورٍ يَهْدِي اللّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ سورة النور35/. 5.نور:يعني ضوء النهار،قوله تعالى: وَ جَعَلَ الظُّلُماتِ وَ النُّورَ سورة الأنعام1/. 6.نور:يعني ضوء القمر،قوله تعالى: وَ جَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً سورة نوح16/. 7.نور:يعني ضوء المؤمنين على الصراط يوم القيامة،قوله تعالى: يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ سورة الحديد12/. 8.نور:يعني بيان الحلال و الحرام و الأحكام و المواعظ التي في التوراة،قوله تعالى: إِنّا أَنْزَلْنَا التَّوْراةَ فِيها هُدىً وَ نُورٌ سورة المائدة44/. 9.نور:يعني بيان الحلال و الحرام الذي في الفرقان(القرآن)،و قوله تعالى: فَآمِنُوا بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ النُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا سورة التغابن8/. 10.نور:يعني ضوء الرب عز و جلّ،قوله تعالى: وَ أَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها سورة الزمر69/. الأشباه و النظائر33/،الوجوه و النظائر339/،إصلاح الوجوه46/،وجوه القرآن291/، كشف السرائر272/.

حجة الله عليه السّلام على عباده،و هو المعصوم،و لما كلم الله تعالى ابن عمران عليه السّلام أخبر بني اسرائيل فلم يصدقوه،فقال لهم:ما الذي يصحح ذلك عندكم؟قالوا:[سماعه] (1)قال:فاختاروا سبعين رجلا من خياركم.فلما خرجوا معه،أوقفهم و تقدم فجعل[يناجي] (2)ربه سبحانه ،و يعظمه،فلما كلمه قال لهم:أسمعتم؟قالوا:بلى،و لكنا لا ندري أ هو كلام الله أم لا؟فليظهر لنا حتى نراه و نشهد لك عند بني اسرائيل، فلما،قالوا ذلك صعقوا فماتوا.

فلما أفاق موسى مما تغشاه،و رآهم،جزع و ظن أنهم إنما اهلكوا بذنوب بني اسرائيل فقال:يا رب أصحابي و إخواني أنست بهم، و أنسوا بي،و عرفتهم و عرفوني (3)أَ تُهْلِكُنا بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ مِنّا إِنْ هِيَ إِلاّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِها مَنْ تَشاءُ وَ تَهْدِي مَنْ تَشاءُ أَنْتَ وَلِيُّنا فَاغْفِرْ لَنا وَ ارْحَمْنا وَ أَنْتَ خَيْرُ الْغافِرِينَ (4).فقال تعالى: عَذابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ[أَشاءُ] 5وَ رَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ -الى قوله سبحانه- اَلنَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَ الْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ يُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَ يُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ وَ يَضَعُ عَنْهُمْ[إِصْرَهُمْ] 6وَ الْأَغْلالَ الَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَ عَزَّرُوهُ وَ نَصَرُوهُ وَ اتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)فالنور في هذا الموضع هو القرآن.7.

ص: 80


1- الأصل(أسمائه).
2- الأصل(ينا).
3- تفسير الميزان ج-283/9-289،الجامع لأحكام القرآن ج-294/3،الدر المنثور ج-128/3، تفسير ابن كثير ج-226/3.
4- سورة الأعراف155/.
5- سورة الأعراف156/-157.

و مثله في سورة التغابن قوله تعالى: فَآمِنُوا بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ النُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا (1)يعني سبحانه القرآن و جميع الأوصياء و المعصومين، حملت كتاب الله عز و جلّ،و خزنته و تراجمته،الذين نعتهم الله في كتابه فقال: وَ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَ الرّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا (2).

و هم المنعوتون الذين أنار الله بهم البلاد و هدى بهم العباد.قال الله تعالى في سورة النور اَللّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ الى آخر الآية.

فالمشكاة رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و المصباح الوصي و الأوصياء عليه السّلام و الزجاجة فاطمة عليها السّلام.و الشجرة المباركة رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،و الكوكب الدري القائم المنتظر الذي يملأ الأرض عدلا.

ثم قال تعالى: يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ أي ينطق به ناطق.

ثم قال تعالى: نُورٌ عَلى نُورٍ يَهْدِي اللّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ وَ يَضْرِبُ اللّهُ الْأَمْثالَ لِلنّاسِ وَ اللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (3)ثم قال عز و جلّ: فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ* رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ/.

ص: 81


1- سورة التغابن8/.
2- آل عمران7/.
3- سورة النور35/.

تِجارَةٌ وَ لا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللّهِ وَ إِقامِ الصَّلاةِ وَ إِيتاءِ الزَّكاةِ (1) و هم الأوصياء.

قال الله تبارك و تعالى في سورة الأنعام في ذكر التوراة،و أنها نور قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتابَ الَّذِي جاءَ بِهِ مُوسى نُوراً وَ هُدىً لِلنّاسِ (2)و قال الله تعالى في سورة يونس هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَ الْقَمَرَ نُوراً (3)و مثله في سورة نوح قوله تعالى: وَ جَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً (4)و قال سبحانه: اَلْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ جَعَلَ الظُّلُماتِ وَ النُّورَ (5)يعني الليل و النهار و قال سبحانه في سورة البقرة اَللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ (6)يعني من ظلمة الكفر الى نور الإيمان،فسمي الإيمان هاهنا نورا و مثله في سورة إبراهيم لِتُخْرِجَ النّاسَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ (7).

و قال عز و جلّ في سورة براءة يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللّهِ بِأَفْواهِهِمْ (8)يعني نور الاسلام بكفرهم و جحودهم،و قال سبحانه في سورة النساء:

وَ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً يَهْدِي اللّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ (9) ./.

ص: 82


1- سورة النور36/-37.
2- سورة الأنعام91/.
3- سورة يونس5/.
4- سورة نوح16/.
5- سورة الأنعام1/.
6- سورة البقرة257/.
7- سورة إبراهيم1/.
8- سورة التوبة32/.
9- سورة النساء174/.

و قال سبحانه في سورة الحديد في ذكر[المؤمنين] (1)يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ بِأَيْمانِهِمْ بُشْراكُمُ الْيَوْمَ جَنّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ (2)و فيها اُنْظُرُونا[نَقْتَبِسْ] 3مِنْ نُورِكُمْ (3)أي نمشي في ضوئكم،و مثل هذا في القرآن كثير./.

ص: 83


1- الأصل(المؤمن).
2- سورة الحديد12/.
3- سورة الحديد13/.

أقسام الأمة في القرآن

أقسام الأمة (1)في القرآن

و سألوه(صلوات الله عليه)عن أقسام الأمة في كتاب الله تعالى فقال:

قوله تعالى كانَ النّاسُ أُمَّةً واحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَ مُنْذِرِينَ (2)أي على مذهب واحد في الجهالة.

و منها الأمة أي الوقت الموقّت كقوله سبحانه في سورة يوسف:

وَ قالَ الَّذِي نَجا مِنْهُما وَ ادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ (3) أي بعد وقت.و قوله سبحانه

ص: 84


1- قسمت الأمة الى ثمانية وجوه: أمة:يعني عصبة،قوله تعالى: وَ مِنْ ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ سورة البقرة128/. أمة:يعني ملة،قوله تعالى: إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً .سورة الأنبياء92/ و سورة المؤمنون52/. أمة:يعني وقت و سنين،قوله تعالى: وَ ادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ .سورة يوسف45/. أمة:يعني قوم،قوله تعالى: أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبى مِنْ أُمَّةٍ .سورة النحل92/. أمة:يعني الإمام،قوله تعالى: إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً .سورة النحل120/. أمة:يعني الأمم الخالية من الكفار،قوله تعالى: وَ إِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلاّ خَلا فِيها نَذِيرٌ .سورة فاطر 24/. أمة:يعني أمة محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم المسلمين المؤمنين الصالحين خاصة،قوله تعالى: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ .سورة آل عمران110/. أمة:يعني أمة محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم للكفار و منهم خاصة،قوله تعالى: كَذلِكَ أَرْسَلْناكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِها أُمَمٌ .سورة الرعد30/ التصاريف150/،وجوه القرآن/ق 17،إصلاح الوجوه 42/،نزهة الأعين142/.
2- سورة البقرة213/.
3- سورة يوسف45/.

وَ لَئِنْ[أَخَّرْنا] 1عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ (1) أي الى وقت معلوم.

و الأمة هي الجماعة قال الله تعالى: وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النّاسِ يَسْقُونَ (2).

و الأمة[الواحد] (3)من المؤمنين قال الله تعالى: إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً (4).

و الأمة جمع دواب و جمع طيور قال الله تعالى وَ ما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَ لا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلاّ أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ (5)أي جماعات يأكلون و يشربون و يتناسلون و أمثال ذلك.8.

ص: 85


1- سورة هود8/.
2- سورة القصص23/.
3- الأصل(الواحدة).
4- سورة النحل120/.
5- سورة الأنعام 38.

الخاص و العام في القرآن

اشارة

و سألوه(صلوات الله عليه)عن الخاص و العام في كتاب الله تعالى، فقال:ان من كتاب الله تعالى آيات لفظها الخصوص و العموم،و منه آيات لفظها لفظ الخاص و معناه عام،و من ذلك لفظ عام يريد به الله تعالى العموم و كذلك الخاص أيضا.

ما لفظه عام و معناه خاص

فأما ما ظاهره العموم و معناه الخصوص فقوله عز و جلّ يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَ أَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ (1).

فهذا اللفظ يحتمل العموم و معناه الخصوص،لأنه تعالى إنما فضلهم على عالم أزمانهم بأشياء خصهم بها،مثل المن و السلوى، و العيون التي فجرها لهم من الحجر،و أشباه ذلك،و مثله قوله تعالى:

إِنَّ اللّهَ اصْطَفى آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ (2) أراد الله تعالى أنه فضلهم على عالمي زمانهم و كقوله تعالى:

[وَ أُوتِيَتْ] 3مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَ لَها عَرْشٌ عَظِيمٌ (3) يعني سبحانه بلقيس

ص: 86


1- سورة البقرة47/.
2- سورة آل عمران33/.
3- سورة النمل23/.

و هي مع هذا لم يؤت أشياء كثيرة مما فضل الله تعالى به الرجال على النساء و مثل قوله عز و جلّ تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّها (1)يعني الريح و قد تركت أشياء كثيرة لم تدمرها.

و مثل قوله عز و جلّ ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النّاسُ (2)أراد سبحانه بعض الناس و ذلك ان قريشا كانت في الجاهلية تفيض (3)من المشعر الحرام،و لا يخرجون الى عرفات كسائر العرب،فأمرهم الله سبحانه ان يفيضوا من حيث أفاض رسول الله صلى اللّه عليه و آله و سلّم و أصحابه،و هم في هذا الموضع الناس على الخصوص و أرجعوا عن سنتهم.

و قوله لِئَلاّ يَكُونَ لِلنّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ (4)يعني بالناس هاهنا اليهود فقط.و قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللّهَ وَ الرَّسُولَ وَ تَخُونُوا أَماناتِكُمْ وَ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (5)و هذه الآية نزلت في أبي [لبابة] (6)بن عبد المنذر (7).لي

ص: 87


1- سورة الأحقاف25/.
2- سورة البقرة199/.
3- تفيض:إفاضة:أي صدور الناس عن المكان جماعة.
4- سورة النساء165/.
5- سورة الأنفال27/.
6- الأصل(أمامه).
7- قال الكلبي و الزهري نزلت في أبي لبابة بن عبد المنذر الأنصاري و ذلك أن رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حاصر يهود قريضة احدى و عشرون ليلة فسألوا رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الصلح على ما صالح عليه أخواتهم من بني النضير على ان يسيروا الى أخواتهم الى أذرعات و أريحا من أرض الشام فأبى ان يعطيهم ذلك رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الا ان ينزلوا على حكم سعد بن معاذ فقالوا أرسل إلينا أبا لبابة و كان مناصحا لهم لأن عياله و ماله و ولده كانت عندهم فبعثه رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فأتاهم فقالوا ما ترى يا أبا لبابة أ ننزل على حكم سعد بن معاذ،فأشار أبو لبابة بيده الى حلقة أنه الذبح فلا تفعلوا فأتاه جبرائيل عليه السّلام فأخبره بذلك قال أبو لبابة فو الله ما زالت قدماي من مكانهما حتى عرفت أني قد خنت الله و رسوله فنزلت الآية فيه.فلما نزلت شد نفسه على سارية من سواري المسجد و قال و الله لا أذوق طعاما و لا شرابا حتى أموت أو يتوب الله علي

و قوله عز و جلّ: وَ آخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صالِحاً وَ آخَرَ سَيِّئاً (1)نزلت في أبي لبابة (2)و أنما هو رجل واحد.

و قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَ عَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ (3)نزلت في حاطب بن أبي بلتعة (4)و هو رجلنا

ص: 88


1- سورة التوبة102/.
2- عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال أنهم كانوا عترة من الأنصار منهم أبو لبابة و قيل سبعة نفر عن قتادة،و قيل كانوا ثلاثة عن أبي حمزة الثمالي منهم أبو لبابة بن عبد المنذر و ثعلبة بن وديعة و أوس بن حذام،تخلفوا عن رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عند مخرجه الى تبوك فلما بلغهم ما أنزل الله فيمن تخلف عن نبيه أيقنوا الهلاك و أوثقوا أنفسهم بسواري المسجد(السارية الأسطوانة)فلم يزالوا كذلك حتى قدم رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فسأل عنهم فذكر له أنهم أقسموا ان لا يحلون أنفسهم حتى يكون رسول الله صلى اللّه عليه و آله و سلّم يحلهم و قال رسول الله صلى اللّه عليه و آله و سلّم و أنا أقسم لا أكون أول من حلهم الا ان أؤمر فيهم بأمر فلما نزل عَسَى اللّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ عمد رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إليهم فحلهم فانطلقوا فجاءوا بأموالهم الى رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقالوا:هذه أموالنا التي خلفتنا عنك فخذها و تصدق بها عنا قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ما أمرت فيها فنزل خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً الآيات. و روى عن أبي جعفر الباقر عليه السّلام أنها نزلت في أبي لبابة فقط.مجمع البيان ج-67/5،تفسير الرازي ج-175/16،تفسير ابن كثير ج-447/3،الجامع لأحكام القرآن ج-242/8.
3- الممتحنة1/.
4- نزلت في حاطب بن أبي بلتعة و ذلك ان سارة مولاة أبي عمر بن صيفي بن هشام أتت رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من مكة الى المدينة بعد بدر بسنتين فقال لها رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أ مسلمة أنت؟قالت:لا. قال:أ مهاجرة جئت؟قالت:لا.قال:فما جاء بك؟قالت:كنتم الأصل و العشيرة و الموالي و قد ذهب موالي و قد احتجت حاجة شديدة عليكم لتعطوني و تكسوني و تحملوني.قال: فأين أنت من شبان مكة؟-و كانت مغنية نائحة-قالت:ما طلب مني بعد وقعة بدر، فحث رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عليها بني عبد المطلب فكسوها و حملوها و أعطوها نفقة،و كان رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يتجهز لفتح مكة فأتاها حاطب بن أبي بلتعة و كتب معها كتابا الى أهل مكة و أعطاها عشرة دنانير عن ابن عباس،و عشرة دراهم عن مقاتل بن حيان و كساها بردا على ان توصل الكتاب الى أهل مكة و كتب في الكتاب:من حاطب بن أبي بلتعة الى أهل مكة ان رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يريدكم فخذوا حذركم.فخرجت سارة و نزل جبرائيل فأخبر النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بما فعل فبعث رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عليا و عمارا و الزبير و طلحة و المقداد بن الأسود و أبا مرثد و كانوا كلهم فرسانا

واحد فلفظ الآية عام و معناه خاص و ان كانت جارية في الناس.

و قوله سبحانه: اَلَّذِينَ قالَ لَهُمُ النّاسُ إِنَّ النّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيماناً وَ قالُوا حَسْبُنَا اللّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ (1)فنزلت هذه الآية في نعيم بن مسعود (2)الأشجعي،و ذلك ان رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لما رجع من غزوة أحد و قد قتل عمه حمزة،و قتل من المسلمين من قتل،[و جرح9.

ص: 89


1- سورة آل عمران173/.
2- أختلف في قوله: اَلَّذِينَ قالَ لَهُمُ النّاسُ فقال عكرمة و مجاهد و مقاتل و الكلبي:هو نعيم بن مسعود الأشجعي،و اللفظ عام و معناه خاص و قال ابن إسحاق و جماعة:يريد بالناس ركب عبد القيس مروا بأبي سفيان فدسهم الى المسلمين ليثبطوهم.و قيل:الناس هنا المنافقون:قال السدي:لما تجهز النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و أصحابه للمسير الى بدر الصغرى لميعاد أبي سفيان أتاهم المنافقون و قالوا:نحن أصحابكم الذين نهيناكم عن الخروج إليهم و عصيتمونا، و قد قاتلوكم في دياركم و ظفروا،فأن أتيتموهم في ديارهم فلا يرجع منكم أحد:فقالوا: حَسْبُنَا اللّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ .و قال أبو معشر:دخل ناس من هديل من أهل تهامة المدينة، فسألهم أصحاب رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عن أبي سفيان فقالوا: قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ جموعا كثيرة فَاخْشَوْهُمْ أي خافوهم و احذروهم فإنه لا طاقة لكم بهم و من ذلك ازدادوا إيمانا في قوله تعالى: فَزادَهُمْ إِيماناً أي تصديقا في دينهم و اقامة على نصرتهم.تفسير ابن كثير ج -161/2،الجامع لأحكام القرآن ج-279/4،جامع البيان ج-178/4-179.

[و جرح من جرح] (1)،و انهزم من انهزم و لم ينله القتل و الجرح.

أوحى الله تعالى الى رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ان أخرج في وقتك هنا لطلب قريش،و لا تخرج معك من أصحابك إلا كل من كانت به جراحة فأعلمهم بذلك.فخرجوا معه على ما كان بهم من الجراح حتى نزلوا منزلا يقال له:حمراء الأسد (2)و كانت قريش قد[جدّت] (3)السير فرقا .فلما بلغهم خروج رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في طلبهم.خافوا فاستقبلهم رجل من أشجع يقال له نعيم بن مسعود يريد المدينة فقال له أبو سفيان صخر بن حرب،يا نعيم هل لك ان أضمن لك عشر قلائص (4)و تجعل طريقك على حمراء الأسد فتخبر محمدا أنه قد جاء مدد كثير من حلفائنا من العرب:كنانة و عشيرتهم و الأحابيش و تهوّل عليهم ما استطعت،فلعلهم يرجعون عنا.

فأجابه الى ذلك و قصد حمراء الأسد فأخبر رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بذلك، و ان قريشا يصبحون بجمعهم الذي لا قوام لكم به.فأقبلوا نصيحتي و أرجعوا.فقال أصحاب رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حسبنا الله و نعم الوكيل،أعلم2.

ص: 90


1- الأصل(و خرج من خرج).
2- حمراء الأسد:و هو مكان يبعد عن المدينة المنورة عشرة أميال على طريق العقيق متياسرة عن ذي الخليقة اذا أخذتها في الوادي.و قد غزاها رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بعد غزوة أحد و عودته منها المصادف يوم الأحد لثمان ليال خلون من شهر شوال على رأس اثنين و ثلاثين شهرا من مهاجره.طبقات ابن سعد ج-48/2.
3- الأصل(جد).
4- قلائص:قلص الشيء:أرتفع و كذا قلص تقليصا و تقلص،كله بمعنى أنضم و أنزوى. و قلص الثوب بعد الغسل أي انكمش.و شنت قالصة،و ظل قالص:إذ انقص.و القلوص من النوق:الشابة و هي بمنزلة الجارية من النساء و جمعها قلص و قلائص.المختار من الصحاح432/،القاموس المحيط ج-314/2.

أنّا[لا نبالي] (1)بهم،فأنزل الله سبحانه على رسوله اَلَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلّهِ وَ الرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَ اتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ * اَلَّذِينَ قالَ لَهُمُ النّاسُ إِنَّ النّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيماناً وَ قالُوا حَسْبُنَا اللّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ (2)و أنما كان القائل لهم نعيم بن مسعود فسمّاه الله تعالى باسم جميع الناس،و هكذا كلما جاء تنزيله بلفظ العموم و معناه الخصوص.

و مثله قوله تعالى: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (3).

ما لفظه خاص و معناه عام

و أما ما لفظه خصوص و معناه عموم فقوله عز و جلّ مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَتَبْنا عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّما قَتَلَ النّاسَ جَمِيعاً وَ مَنْ أَحْياها فَكَأَنَّما أَحْيَا النّاسَ جَمِيعاً (4)فنزل لفظ الآية خصوصا في بني إسرائيل و هو جار على جميع الخلق عاما لكل العباد، من بني اسرائيل و غيرهم من الأمم،و مثل هذا كثير في كتاب الله.

و قوله سبحانه: اَلزّانِي لا يَنْكِحُ إِلاّ زانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَ الزّانِيَةُ لا يَنْكِحُها إِلاّ زانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَ حُرِّمَ ذلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (5).

ص: 91


1- الأصل(لاماني).
2- سورة آل عمران172/،173.
3- سورة المائدة55/.
4- سورة المائدة32/.
5- سورة النور3/.

نزلت هذه الآية في نساء كنّ معروفات بالزنى منهنّ سارة و حنتمة و رباب حرم الله تعالى نكاحهن (1)،فالآية جارية في كل من كان من النساء مثلهن،و مثله قوله سبحانه: وَ جاءَ رَبُّكَ وَ الْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (2)و معناه جميع الملائكة.

ما لفظه ماض و معناه مستقبل

و أما ما لفظه ماض و معناه مستقبل،فمنه ذكره عز و جلّ أخبار القيامة و البعث و النشور و الحساب فلفظ الخبر ما قد كان،و معناه أنه سيكون،قوله: وَ نُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ مَنْ فِي الْأَرْضِ إِلاّ مَنْ شاءَ اللّهُ -الى قوله- وَ سِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً (3)فلفظه ماض و معناه مستقبل.

و مثله قوله سبحانه: وَ نَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ[لِيَوْمِ] 4الْقِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ[شَيْئاً] (4) (5)و أمثال هذا كثير في كتاب الله تعالى.

ص: 92


1- نزلت على سبب و هو ان رجلا من المسلمين أستأذن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في ان يتزوج أم مهزول و هي امرأة كانت تسافح و لها علامة على بابها تعرف بها فنزلت الآية،عن عبد الله بن عباس و ابن عمر و مجاهد و قتادة و الزهري.و المراد بالآية النهي و ان كان ظاهره الخبر و يؤيده ما روي عن أبي جعفر عليه السّلام و أبي عبد الله عليه السّلام أنهما قالا هم رجال و نساء كانوا على عهد رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مشهورين بالزنا فنهى الله عن أولئك الرجال و النساء و الناس على تلك المنزلة فمن شهر بشيء عن ذلك و أقيم عليه الحد فلا تزوجوه حتى تعرف توبته.مجمع البيان ج-125/7، تفسير ابن كثير ج-52/5،جامع البيان في تفسير القرآن ج-49/19.
2- سورة الفجر22/.
3- سورة الزمر68/-73.
4- الأصل(شاء).
5- سورة الأنبياء47/.

ما لفظه العموم لا يراد به غيره

و أما ما نزل بلفظ العموم و لا يراد به غيره،فقوله: يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1).

و قوله: يا أَيُّهَا النّاسُ إِنّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثى (2).

و قوله سبحانه: يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ (3).

و قوله اَلْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (4).

و قوله: كانَ النّاسُ أُمَّةً واحِدَةً (5)(6)أي على مذهب واحد، و ذلك كان قبل نوح عليه السّلام و لما بعثه الله اختلفوا ثم بعث النبيين مبشرين و منذرين.

ص: 93


1- سورة الحج1/.
2- سورة الحجرات13/.
3- سورة النساء1/.
4- سورة الفاتحة2/.
5- سورة البقرة213/.
6- الأصل(الجملة بأكملها ساقطة).

ما حرف من القرآن

و أما ما حرف (1)من كتاب الله فقوله: كنتم خير أئمّة أخرجت

ص: 94


1- المفهوم في لفظ التحريف هنا جاء على عدة معاني:- نقل الشيء عن موضعه و تحويله الى غيره،قوله تعالى: مِنَ الَّذِينَ هادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ سورة النساء46/.و لا خلاف بين المسلمين في وقوع مثل هذا التحريف في القرآن.النقص أو الزيادة في الحروف أو في الحركات مع حفظ القرآن و عدم ضياعه، و التحريف بهذا المعنى واقع في القرآن قطعا و قد ثبت ذلك في عدم تواتر القراءات. النقص أو الزيادة بكلمة أو كلمتين،مع التحفظ على نفس القرآن المنزل،و قد ذكره السيد الخوئي حيث قال:(و هذا التحريف وقع في صدر الإسلام و في زمن الصحابة قطعا و ذلك عند ما أمر عثمان بحرق كل مصحف غير الذي جمعه).البيان ج-198/1.و هذا دليل على ان باقي المصاحف فيها اختلاف مع ما جمعه،و هناك بعض العلماء ضبطوا موارد الاختلاف بينها و منهم عبد الله السجستاني صنف كتابا أسمه(كتاب المصاحف).و الشعراني حيث يقول في الكبريت الأحمر على هامش اليواقيت و الجوهر143/(و لو لا ما يسبق للقلوب الضعيفة و وضع الحكمة في غير أهلها لبينت للجميع ما سقط من مصحف عثمان). التحريف بالزيادة و النقيصة في الآية و السورة مع التحفظ على القرآن المنزل.و هذا المعنى واقع في القرآن قطعا،فالبسملة مثلا،مما تسالم المسلمون على ان النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قرأها قبل كل سورة غير سورة التوبة،حيث وقع الخلاف بين العلماء في كونها من القرآن،فمنهم من قال أنها ليست من القرآن،و منهم من قال بكراهة الإتيان بها قبل سورة الفاتحة في الصلاة و بعضهم من قال على جزئية البسملة من كل سورة غير سورة التوبة. التحريف بالزيادة على ان بعض المصحف الذي بأيدينا ليس من كلام الله.و هذا التحريف باطل بإجماع المسلمين. التحريف بالنقيصة أي ان المصحف الذي بأيدينا لا يشتمل على جميع القرآن الذي نزل من السماء،فقد ضاع بعضه على الناس،و هذا المعنى هو الذي وقع فيه الخلاف فأثبته بعض و نفاه آخرون،روح المعاني ج-24/1،مفاتيح الغيب ج-169/1،الدر المنثور ج-416/6، مباحث في علوم القرآن98/،تفسير القمي ج-24/1. و الحقيقة ان هذا المعنى من التحريف الذي وقع فيه النزاع لم يقع و لم يحصل أصلا في القرآن للدليل القاطع منه: 1.قوله تعالى: إِنّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنّا لَهُ لَحافِظُونَ .سورة الحجر9/. في هذه الآية دلالة على حفظ القرآن من التحريف و من الأيدي الجائرة التي تريد التلاعب فيه.

لِلنّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ تَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ (1) فحرفت الى خَيْرَ أُمَّةٍ :

و منهم الزناة و اللاطة و السراق و قطاع الطرق و الظلمة و شراب الخمر/.

ص: 95


1- 2.قوله تعالى: وَ إِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ .سورة فصلت41/-42. و هذه الآية دلت على نفي الباطل بجميع أقسامه عن القرآن،حيث ان النفي اذا ورد على الطبيعة أفاد العموم،و لذا نقول ان ما جاء من حديث التحريف هو حديث خيال لا يقوله إلا من ضعف عقله و تأمله. (89/1)مراد السيد المرتضى من هذا اللفظ(أئمة)هو في القراءات عند التنزيل استنادا الى قول الإمام علي بن أبي طالب عليه السّلام(ما تأويله مع تنزيله)و هذا ما تطرقنا إليه في فقرة النقص أو الزيادة في الحروف أو الحركات مع حفظ القرآن و عدم ضياعه. و هناك بعض الروايات استدلت على هذا المعنى من خلال مفهوم معنى الرواية حيث قال القاضي عبد الجبار أحمد في تنزيه القرآن عن المطاعن74/(ان ذلك إشارة الى أمة الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في أيامه و المراد ان الخيار فيهم أكثر و التفاضل اذا كان في جميع لا يراد به كل. و قد قيل أراد الله تعالى أهل الصلاح فيهم فلا يدخل من عداهم). و ذكره الطبرسي في مجمع البيان ج-486/4 قال(من أراد ان يكون خير هذه الأمة فليؤد شرط الله فيه من الايمان بالله و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و أختلف في المعنى بالخطاب فقيل هم المهاجرون خاصة عن ابن عباس و السدي و قيل نزلت في ابن مسعود و أبي بن كعب و معاذ بن جبل و سالم مولا أبي حذيفة عن عكرمة و قيل أراد بهم أصحاب رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم خاصة عن الضحاك و قيل هو خطاب للصحابة و لكنه يعم سائر الأمة). و ذكره العياشي في تفسيره ج-195/1(عن حماد بن عيسى عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليه السّلام في قراءة علي عليه السّلام كنتم خير أئمة أخرجت للناس قال:هم آل محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.. و عن أبي بصير قال:انما نزلت هذه الآية على محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فيه و في الأوصياء خاصة فقال: كنتم خير أئمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر هكذا و الله نزل بها جبرائيل و ما عنا بها إلا محمد و أوصيائه(صلوات الله عليهم). و ذكره أيضا البحراني في تفسير البرهان ج-309/1،و الحر العاملي في إثبات الهداة ج-46/3،و المجلسي في البحار ج-122/7 ط حجري،و الكاشاني في تفسير الصافي ج-289/1،و ذكره محمد جواد البلاغي في آلاء الرحمن ج-330/1 قال(و في بعض الروايات انها نزلت خير أئمة و المراد ان هذا المعنى مراد في التنزيل و ان كان اللفظ أمة) ما تقدم في الروايات إشارة الى معنى الأمة في تأويل الآية دليل على انها مجموعة من الناس الذين يتصفون بالايمان الحق و الاقرار بنبوة محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و هؤلاء هم الذين تشترط بهم الآية .الامرين بالمعروف و الناهين عن المنكر-و هذا قريب جدا الى مفهوم الأئمة الذين هم يتصفون بهذه الصفات. و ما تقدم تحت عنوان(ما حرف من القرآن)ليس الغرض منه إقرار السيد المرتضى بتحريف القرآن مثل ما يفهم و انما بيان أمثلة على ما فهم من لفظ التحريف في رواية أبي عبد الله النعماني.

و المضيعون لفرائض الله تعالى و العادلون عن حدوده.أ فترى الله تعالى مدح من هذه صفته؟!.

و منه قوله عز و جلّ في سورة النحل أن تكون أمّة هي[أربى] (1)من أئمّة (2)فجعلوها أمة.

و قوله في سورة يوسف: ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عامٌ فِيهِ يُغاثُ النّاسُ وَ فِيهِ يَعْصِرُونَ (3)أي يمطرون فحرفوه قالوا:يعصرون،و ظنّوا بذلك الخمر قال الله تعالى: وَ أَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجّاجاً (4).

و قوله تعالى: فلمّا خرّ تبيّنت الإنس أن لو كانت الجنّ يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين فحرفوها بأن قالوا فَلَمّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ ما لَبِثُوا فِي الْعَذابِ الْمُهِينِ (5).

و قوله تعالى في سورة هود: أ فمن كان على بيّنة من ربّه-يعني رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-و يتلوه شاهد منه-وصيه-إماما و رحمة و من قبله كتاب موسى أولئك يؤمنون به فحرفوا و قالوا أَ فَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ وَ مِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَ رَحْمَةً (6)فقدموا حرفا على حرف،فذهب معنى الآية./.

ص: 96


1- الأصل(أولى).
2- سورة النحل92/.
3- سورة يوسف49/.
4- سورة النبأ14/.
5- سورة سبأ14/.(هذا المفهوم تطرقنا إليه في فقرة النقص أو الزيادة بكلمة أو كلمتين مع التحفظ على القرآن المنزل نفسه فيما تقدم).
6- سورة هود17/.

و قال سبحانه في سورة آل عمران: ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذّبهم فإنّهم ظالمون-لآل محمد- (1)فحذفوا آل محمد (2).

و قوله تعالى: و كذلك جعلناكم أئمّة وسطا لتكونوا شهداء على النّاس و يكون الرّسول عليكم شهيدا (3)و معنى وسطا بين الرسول و بين الناس فحرفوها و جعلوها(أمة).

و مثله في سورة عم يتساءلون و يقول الكافر يا ليتني كنت ترابيا (4)فحرفوها و قالوا:ترابا،و ذلك ان رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كان يكثر من مخاطبتي بأبي تراب،و مثل هذا كثير./.

ص: 97


1- سورة آل عمران128/.
2- عن جابر بن الجعفي قال:قرأت عن أبي جعفر عليه السّلام قول الله تعالى: لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ قال:بلى و الله ان له من الأمر شيئا و شيئا و شيئا،ولي حيث ذهبت و لكني أخبرك ان الله تبارك و تعالى لما أمر نبيه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أن يظهر ولاية علي فكر في عداوة قومه له و معرفته بهم و ذلك الذي فضله الله به عليهم في جميع خصاله،كان أول من آمن برسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و بمن أرسله، و كان أنصر الناس لله و لرسوله،و أقتلهم لعدوهما و أشدهم بغضا لمن خالفهما،و فضل علمه الذي لم يساوه أحد،و مناقبه التي لا تحصى شرفا،فلما فكر النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في عداوة قومه له في هذه الخصال،و حسدهم له عليها ضاق عن ذلك صدره فأخبر الله أنه ليس له من هذا الأمر شيء،أنما الأمر فيه الى الله أن يصير عليا عليه السّلام وصيه و ولي الأمر بعده،فهذا على الله،و كيف لا يكون له من الأمر شيء و قد فوض الله إليه أن جعل ما أحل فهو حلال و ما حرم فهو حرام قوله: ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا سورة الحشر7/ تفسير البرهان ج-314/1،إثبات الهداة ج-541/3،تفسير الصافي ج-296/1،تفسير العياشي ج-197/1.
3- سورة البقرة143/.
4- سورة النبأ40/.

الآيات التي نصفها منسوخ و نصفها

متروك بحاله

و أما الآيات التي نصفها منسوخ و نصفها متروك بحاله لم ينسخ، و ما جاء من الرخصة بعد العزيمة قوله تعالى: وَ لا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكاتِ حَتّى يُؤْمِنَّ وَ لَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَ لَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَ لا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتّى يُؤْمِنُوا وَ لَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَ لَوْ أَعْجَبَكُمْ (1)و ذلك ان المسلمين كانوا ينكحون في أهل الكتاب من اليهود و النصارى و ينكحونهم،حتى نزلت هذه الآية نهيا ان ينكح المسلم من المشرك أو ينكحونه.

ثم قال تعالى في سورة المائدة ما نسخ هذه الآية فقال: وَ طَعامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حِلٌّ لَكُمْ وَ طَعامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَ الْمُحْصَناتُ مِنَ الْمُؤْمِناتِ وَ الْمُحْصَناتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ (2)فأطلق مناكحتهن بعد ان كان نهى،و ترك قوله وَ لا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتّى يُؤْمِنُوا (3)على حاله لم ينسخه.

ص: 98


1- سورة البقرة221/.
2- سورة المائدة5/.
3- سورة البقرة221/.

فأما الرخصة (1)التي هي الاطلاق بعد النهي فأن الله تعالى فرض الوضوء على عباده بالماء الطاهر.و كذا الغسل من الجنابة فقال: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَ أَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ وَ امْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَ أَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَ إِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا وَ إِنْ كُنْتُمْ مَرْضى أَوْ عَلى سَفَرٍ أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً (2).فالفريضة من الله عز و جلّ الغسل بالماء عند وجوده لا يجوز غيره،و الرخصة فيه اذا لم يجد الماء التيمم بالتراب من الصعيد الطيب.

و مثله قوله عز و جلّ حافِظُوا عَلَى[الصَّلَواتِ] 3وَ الصَّلاةِ الْوُسْطى وَ قُومُوا لِلّهِ قانِتِينَ (3)فالغرض ان يصلي الرجل الصلاة الفريضة على الأرض بركوع و سجود تام ثم رخّص للخائف فقال سبحانه فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجالاً أَوْ رُكْباناً (4).

و مثله قوله عز و جلّ فَإِذا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللّهَ قِياماً وَ قُعُوداً وَ عَلى جُنُوبِكُمْ (5)و معنى الآية ان الصحيح يصلي قائما و المريض يصلي قاعدا و من لم يقدر ان يصلي قاعدا صلى مضطجعا و يؤمي نائما،فهذه رخصة جاءت بعد العزيمة.

و مثله قوله تعالى: شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ -الى قوله/.

ص: 99


1- الرخصة:هي الاذن في الفعل مع قيام السبب المحرم لضرورة أو غيرها.
2- سورة المائدة6/.
3- سورة البقرة238/.
4- سورة البقرة239/.
5- سورة النساء103/.

تعالى- فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ (1)ثم رخص للمريض و المسافر بقوله سبحانه: فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيّامٍ أُخَرَ -الى قوله تعالى- يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَ لا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ (2)فانتقلت فريضة العزيمة[الدائمة] (3)للرجل الصحيح لموضع القدرة و زالت الضرورة تفضلا على العباد.

و أما الرخصة التي[ظاهرها خلاف باطنها] (4)فأن الله تعالى نهى المؤمن ان يتخذ الكافر وليا ثمّ منّ عليه بإطلاق الرخصة له عند التقية في الظاهر ان يصوم بصيامه و يفطر بإفطاره،و يصلي بصلاته،و يعمل بعمله،و يظهر له استعماله ذلك موسعا عليه فيه،و عليه ان يدين الله تعالى في الباطن بخلاف ما يظهر لمن يخافه من المخالفين المستولين على الأمة قال الله تعالى: لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَ مَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً وَ يُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ (5)فهذه رخصة تفضل الله بها على المؤمنين رحمة لهم ليستعملوها عند التقية في الظاهر،و قال رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم(ان الله يحب/.

ص: 100


1- سورة البقرة185/.
2- سورة البقرة184/،185.
3- الأصل(اللائمة).
4- الأصل(و أما الرخصة التي صاحبها فيها بالخيار)و الصحيح ما جاء في المتن أعلاه،لأن الرخصة التي صاحبها فيها بالخيار،ان شاء أخذ و ان شاء ترك فأن الله عز و جلّ رخص ان يعاقب الرجل على فعله به فقال: وَ جَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها فَمَنْ عَفا وَ أَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللّهِ سورة الشورى40/،فهذا بالخيار و قد ذكرها المؤلف في استمراره بمفهوم الرخصة.أما الرخصة التي ظاهرها خلاف باطنها-يعمل بظاهرها-و لا يدان بباطنها فأن الله تبارك و تعالى نهى أن يتخذ المؤمن الكافر وليا الى آخر كلامه.
5- سورة آل عمران28/.

ان يؤخذ برخصه كما يحب ان يؤخذ[بعزائمه] (1) (2).

و أما الرخصة التي صاحبها فيها بالخيار،فأن الله تعالى رخص ان يعاقب العبد على ظلمه فقال الله تعالى: وَ جَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها فَمَنْ عَفا وَ أَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللّهِ (3)و هذا هو فيه الخيار ان شاء عفا و ان شاء عاقب.

[و أما الرخصة التي ظاهرها خلاف باطنها] (4).

و المنقطع المعطوف في التنزيل هو ان الآية من كتاب الله عز و جلّ كانت تجيء بشيء ما،ثم تجيء منقطعة المعنى بعد ذلك،و تجيء بمعنى غيره،ثم تعطف بالخطاب على الأول مثل قوله تعالى: وَ إِذْ قالَ لُقْمانُ لاِبْنِهِ وَ هُوَ يَعِظُهُ يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (5)ثم انقطعت وصية لقمان لابنه فقال: وَ وَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلى وَهْنٍ -الى قوله- إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (6)ثم عطف بالخطاب على وصية لقمان لابنه فقال: يا بُنَيَّ إِنَّها إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّماواتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللّهُ إِنَّ اللّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (7)./.

ص: 101


1- الأصل(بعض أئمة).
2- بحار الأنوار ج-360/69 ب 38،و سائل الشيعة ج-107/1 ب 25 رواية263/.
3- سورة الشورى40/.
4- الأصل/هكذا كانت الجملة و هي لا تناسب في هذا المكان و أنما تناسب آية التقية كما ذكرناها مسبقا فلعلها كانت ساقطة عن المتن و مثبتة في الهامش،فألسقها النساخ بهذا الموضع غلطا.
5- سورة لقمان13/.
6- سورة لقمان14/-15.
7- سورة لقمان16/.

و مثل قوله عز و جلّ أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (1)ثم قال في موضع آخر عطفا على هذا المعنى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ (2)كلاما معطوفا على أولي الأمر منكم.و قوله تعالى: وَ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ (3)ثم قال تعالى في الأمر بالجهاد كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ وَ هُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَ عَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ (4).

و مثله قوله عز و جلّ في سورة المائدة وَ ما أَكَلَ السَّبُعُ إِلاّ ما ذَكَّيْتُمْ وَ ما ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَ أَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ ذلِكُمْ فِسْقٌ (5)ثم قطع الكلام بمعنى ليس يشبه هذا الخطاب فقال تعالى: اَلْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَ اخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (5)ثم عطف على المعنى الأول و التحريم الأول فقال سبحانه: فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5).

و كقوله عز و جلّ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (6)ثم أعترض تعالى بكلام آخر فقال: قُلْ لِمَنْ ما فِي/.

ص: 102


1- سورة النساء59/.
2- سورة التوبة119/.
3- سورة البقرة43/ و 110.
4- سورة البقرة216/.
5- سورة المائدة3/.
6- سورة الأنعام11/.

اَلسَّماواتِ وَ الْأَرْضِ قُلْ لِلّهِ كَتَبَ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ ثم عطف على الكلام الأول فقال عز و جلّ: اَلَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (1).

و كقوله في سورة العنكبوت وَ إِبْراهِيمَ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللّهَ وَ اتَّقُوهُ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ* إِنَّما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللّهِ[أَوْثاناً وَ تَخْلُقُونَ إِفْكاً إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللّهِ] 2لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً -الى قوله تعالى- وَ ما عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (2)ثم أستأنف القول بكلام غيره فقال سبحانه: أَ وَ لَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيرٌ* قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ* يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَ يَرْحَمُ مَنْ يَشاءُ وَ إِلَيْهِ تُقْلَبُونَ* وَ ما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَ لا فِي السَّماءِ وَ ما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَ لا نَصِيرٍ* وَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللّهِ وَ لِقائِهِ أُولئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (3)ثم عطف القول على الكلام الأول في وصف إبراهيم فقال تعالى: فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلاّ أَنْ قالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنْجاهُ اللّهُ مِنَ النّارِ (4)ثم جاء تعالى بتمام قصة إبراهيم عليه السّلام في آخر الآيات.

و مثله قوله عز و جلّ وَ لَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلى بَعْضٍ وَ آتَيْنا داوُدَ/.

ص: 103


1- سورة الأنعام12/.
2- سورة العنكبوت16/-18.
3- سورة العنكبوت19/-22.
4- سورة العنكبوت24/.

زَبُوراً (1) ثم قطع الكلام فقال: قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَ لا تَحْوِيلاً (2)ثم عطف على القول الأول فقال-تمامه في معنى ذكر الأنبياء و ذكر داود- أُولئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَ يَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَ يَخافُونَ عَذابَهُ إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ كانَ مَحْذُوراً (3).

و مثله قوله عز و جلّ آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَ الْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَ مَلائِكَتِهِ وَ كُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَ قالُوا سَمِعْنا وَ أَطَعْنا غُفْرانَكَ رَبَّنا وَ إِلَيْكَ الْمَصِيرُ (4)ثم أستأنف الكلام فقال: لا يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاّ وُسْعَها لَها ما كَسَبَتْ وَ عَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ ثم رجع و عطف تمام القول الأول فقال رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا (5)الى آخر السورة،و هذا و أشباهه كثير في القرآن.

مجيء حرف مكان حرف في القرآن

و أما ما جاء في أصل التنزيل حرف مكان حرف فهو قوله عز و جلّ لِئَلاّ يَكُونَ لِلنّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ (6)معناه-و لا الذين ظلموا منهم-و قوله تعالى: وَ ما كانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلاّ خَطَأً (7)

ص: 104


1- سورة الأسراء55/.
2- سورة الأسراء56/.
3- سورة الأسراء57/.
4- سورة البقرة285/-286.
5- سورة البقرة285/-286.
6- سورة البقرة150/.
7- سورة النساء92/.

معناه و لا خطاء و كقوله: يا مُوسى لا تَخَفْ إِنِّي لا يَخافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ* إِلاّ مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوءٍ (1)و إنما معناه:و لا من ظلم ثم بدل حسنا بعد سوء.

و قوله تعالى: لا يَزالُ بُنْيانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلاّ أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ (2)و إنما معناه الى ان تقطّع قلوبهم و مثله كثير في كتاب الله عز و جلّ.

[و أما ما هو متفق اللفظ مختلف المعنى قوله] (3)وَ سْئَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنّا فِيها وَ الْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنا فِيها (4)و أنما عني أهل القرية و أهل العير، و قوله تعالى: وَ تِلْكَ الْقُرى أَهْلَكْناهُمْ لَمّا ظَلَمُوا (5)و أنما عني أهل القرى.و قوله: وَ كَذلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذا أَخَذَ الْقُرى وَ هِيَ ظالِمَةٌ (6)يعني أهلها.

احتجاجه تعالى على الملحدين في القرآن

و أما احتجاجه تعالى على الملحدين في دينه و كتابه و رسله فأن الملحدين أقروا بالموت و لم يقروا بالخالق.فأقروا بأنهم لم يكونوا ثم كانوا،قال الله تعالى: ق وَ الْقُرْآنِ الْمَجِيدِ* بَلْ عَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقالَ الْكافِرُونَ هذا شَيْءٌ عَجِيبٌ* أَ إِذا مِتْنا وَ كُنّا تُراباً ذلِكَ رَجْعٌ

ص: 105


1- سورة النمل10/،11.
2- سورة التوبة110/.
3- الأصل(ساقطة)و أضيفت لاتفاقها مع الآيات موضوع البحث.
4- سورة يوسف82/.
5- سورة الكهف59/.
6- سورة هود102/.

بَعِيدٌ (1) و كقوله:عز و جلّ وَ ضَرَبَ لَنا مَثَلاً وَ نَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَ هِيَ رَمِيمٌ* قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ (2)و مثله قوله تعالى:

وَ مِنَ النّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ[وَ يَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطانٍ مَرِيدٍ] 3* كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلاّهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَ يَهْدِيهِ إِلى عَذابِ السَّعِيرِ (3) .

فرد الله تعالى عليهم ما يدلهم على صفة ابتداء خلقهم و أول نشئهم يا أَيُّهَا النّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَ غَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَ نُقِرُّ فِي الْأَرْحامِ ما نَشاءُ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَ مِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفّى وَ مِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً (4)فأقام سبحانه على الملحدين الدليل عليهم من أنفسهم ثم قال مخبرا لهم وَ تَرَى الْأَرْضَ هامِدَةً فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَ رَبَتْ وَ أَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ* ذلِكَ بِأَنَّ اللّهَ هُوَ الْحَقُّ وَ أَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتى وَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ* وَ أَنَّ السّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَ أَنَّ اللّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ (5).

و قال سبحانه: وَ اللّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَسُقْناهُ إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها كَذلِكَ النُّشُورُ (6)فهذا مثال اقامة/.

ص: 106


1- سورة ق1/.
2- سورة يس78/-79.
3- سورة الحج3/-4.
4- سورة الحج5/.
5- سورة الحج5/-7.
6- سورة فاطر9/.

الله عز و جلّ لهم الحجة في اثبات البعث و النشور بعد الموت.

و قال تعالى أيضا في الرد عليهم فَسُبْحانَ اللّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَ حِينَ تُصْبِحُونَ* وَ لَهُ الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ عَشِيًّا وَ حِينَ تُظْهِرُونَ* يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَ يُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَ كَذلِكَ تُخْرَجُونَ (1).

و مثله قوله عز و جلّ: وَ مِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَ جَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَ رَحْمَةً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ* وَ مِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَ أَلْوانِكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْعالِمِينَ* وَ مِنْ آياتِهِ مَنامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهارِ وَ ابْتِغاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ* وَ مِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَ طَمَعاً وَ يُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ ماءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ* وَ مِنْ آياتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّماءُ وَ الْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذا دَعاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ (2).

و أحتج سبحانه عليهم و أوضح الحجة و أبان الدليل،و أثبت البرهان عليهم من أنفسهم،و من الآفاق و من السماوات و الأرض بمشاهدة العيان،و دلائل البرهان،و واضح البيان،في تنزيل القرآن، كل ذلك دليل على الصانع القديم.المدبر الحكيم،الخالق العليم، الجبار العظيم.سبحان الله رب العالمين.5.

ص: 107


1- سورة الروم17/-19.
2- سورة الروم21/-25.

الرد على عبدة الأصنام و الأوثان

و أما الرد على عبدة الأصنام و الأوثان فقوله تعالى حكاية عن قول إبراهيم في الاحتجاج على أبيه يا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ ما لا يَسْمَعُ وَ لا يُبْصِرُ وَ لا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً (1).و قوله حين كسر الأصنام فقالوا له من كسرها؟! مَنْ فَعَلَ هذا بِآلِهَتِنا إِنَّهُ لَمِنَ الظّالِمِينَ -الى قوله- فَأْتُوا بِهِ عَلى أَعْيُنِ النّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ (2)و لما جاء قالوا له أَ أَنْتَ فَعَلْتَ هذا بِآلِهَتِنا يا إِبْراهِيمُ* قالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ* فَرَجَعُوا إِلى أَنْفُسِهِمْ فَقالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظّالِمُونَ* ثُمَّ نُكِسُوا عَلى رُؤُسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ ما هؤُلاءِ يَنْطِقُونَ (3)قال سبحانه: أَ تَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ* وَ اللّهُ خَلَقَكُمْ وَ ما تَعْمَلُونَ (4)فلما انقطعت حجتهم قالُوا حَرِّقُوهُ وَ انْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ (5)الى آخر القصص،فقال تعالى: يا نارُ كُونِي بَرْداً وَ سَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ (6).

و مثل ذلك قول الله عز و جلّ لقريش على لسان نبيه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إِنَّ الَّذِينَ [تَدْعُونَ] 7مِنْ دُونِ اللّهِ عِبادٌ أَمْثالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ* أَ لَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِها أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِها أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ

ص: 108


1- سورة مريم42/.
2- سورة الأنبياء59/-61.
3- سورة الأنبياء62/-65.
4- سورة الصافات95/-96.
5- سورة الأنبياء68/.
6- سورة الأنبياء69/.

يُبْصِرُونَ بِها أَمْ لَهُمْ آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها [أولئك كالأنعام بل هم أضل سبيلا] (1)(2).

و قوله سبحانه: قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ[دُونِهِ] 3فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَ لا تَحْوِيلاً (3)و مثل ذلك كثير.

الرد على الثنوية في القرآن

الرد على الثنوية (4)في القرآن

و أما الرد على الثنوية من الكتاب فقوله عز و جلّ: مَا اتَّخَذَ اللّهُ مِنْ وَلَدٍ وَ ما كانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ وَ لَعَلا بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ سُبْحانَ اللّهِ عَمّا يَصِفُونَ (5)فأخبر الله تعالى ان لو كان معه آلهة لأنفرد كل إله منهم بخلقه و لأبطل كل منهم فعل الآخر و حاول منازعته، فأبطل تعالى إثبات إلهين خلاّقين بالممانعة و غيرها.

و لو كان ذلك لثبت الاختلاف،و طلب كل اله ان يعلو على صاحبه،فإذا شاء أحدهم ان يخلق انسانا و شاء الآخر ان يخلق بهيمة

ص: 109


1- هذه ليست مكملة للآية أعلاه بل الأصح قُلِ ادْعُوا شُرَكاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلا تُنْظِرُونِ و يظهر ان الناسخ قد أخطأ في نسخها.
2- سورة الأعراف194/-195.
3- سورة الأسراء56/.
4- الثنوية:-و هي فرقة من الكفرة يقولون باثنينية الإله،قالوا نجد في العالم خيرا كثيرا و شرا كثيرا و ان الواحد لا يكون خيرا شريرا بالضرورة فلكل منهما فاعل على حدة و تبطله دلائل الوحدانية.و منع قولهم الواحد لا يكون خيرا شريرا بمعنى انه يوجد خيرا كثيرا و شرا كثيرا .ثم المأمونية و الديصانية من الثنوية قالوا فاعل الخير هو النور و فاعل الشر هو الظلمة و فساده ظاهر لأنهما عرضان فيلزم قدم الجسم و كون الإله محتاجا إليه و كأنهم أرادوا معنى آخر سوى التعارف فانهم قالوا النور حي عالم قادر سميع بصير.و المجوس منهم ذهبوا الى ان فاعل الخير هو(يزدان)و فاعل الشر هو(أهرمن)و يعنون به الشيطان كما في شرح المواقف في مبحث التوحيد.موسوعة اصطلاحات العلوم الإسلامية ج-179/1.
5- سورة المؤمنون91/.

اختلفا و تباينا في حال واحد و اضطرهما ذلك الى التضاد و الاختلاف و الفساد،و كل ذلك[معدوم] (1)،و اذا بطلت هذه الحال كذلك ثبت الوحدانية بكون التدبير واحدا،و الخلق متفق غير متفاوت و النظام مستقيم.

و أبان سبحانه لأهل هذه المقالة و من قاربهم ان الخلق لا يصلحون إلا بصانع واحد،فقال: لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلاَّ اللّهُ لَفَسَدَتا (2)ثم نزه نفسه فقال: سُبْحانَ اللّهِ عَمّا يَصِفُونَ (3)و الدليل على ان الصانع واحد،حكمة التدبير و بيان التقدير.

الرد على الزنادقة في القرآن

الرد على الزنادقة (4)في القرآن

و أما الرد على الزنادقة فقوله تعالى: وَ مَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَ فَلا يَعْقِلُونَ (5)فأعلمنا تعالى ان الذي ذهب إليه الزنادقة من قولهم:

ان العالم يتولد بدور ان الفلك و وقوع النطفة في الأرحام،لأن عندهم ان النطفة اذا وقعت تلقاها الأشكال التي تشاكلها فيتولد حينئذ بدوران القدرة (6)و الأشكال التي تتلقاها مرور الليل و النهار،و الأغذية

ص: 110


1- الأصل(معذرة).
2- سورة الأنبياء22/.
3- سورة المؤمنون91/.
4- الزنادقة:-الزنديق:القائل ببقاء الدهر،كلام فارسي معرب و هو بالفارسية(زندكراي)، الذي يقول بدوام بقاء الدهر.و الزندقة:الضيق،و قيل الزنديق منه لأنه ضيق على نفسه. و الزنديق:معروف من الثنوية و زندقته أنه لا يؤمن بالآخرة و وحدانية الخالق.و ليس في كلام العرب زنديق،و إنهما تقول العرب رجل زندق و زندقي إذا كان شديد البخل،فإذا أرادت العرب معنى ما تقوله العامة قالوا:ملحد و دهري،فإذا أرادوا معنى السن قالوا:دهري لسان العرب ج-147/10-باب القاف فصل الزاي تهذيب اللغة ج-404/9.
5- سورة يس68/.
6- أي الفلك.

و الأشربة و الطبيعة،فتتربى و تنتقل و تكبر،فعكس تعالى قولهم بقوله:

وَ مَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ (1) معناه ان من طال عمره و كبر سنه رجع الى مثل ما كان عليه في حال صغره و طفوليته،فيستولي عليه عند ذلك النقصان في جميع[آلاته] (2)،و يضعف في جميع حالاته، و لو كان الأمر كما زعموا من أنه ليس للعباد خالق مختار،لوجب ان يكون تلك النسمة أو ذلك الإنسان زائدا أبدا ما دامت الأشكال-التي أدعوا ان بها كان قوام ابتدائها-قائمة،و الفلك ثابت و الغذاء ممكن، و مرور الليل و النهار متصل.

و لما صح في العقول معنى قوله تعالى: وَ مَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ و قوله سبحانه [وَ مِنْكُمْ] 3مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً (3)علم ان هذا من تدبير الخالق المختار و حكمته و وحدانيته و ابتداعه للخلق فتثبت وحدانيته جلت عظمته.و هذا احتجاج لا يمكن الزنادقة دفعه بحال،و لا يجدون حجة في انكاره.

و مثله قوله تعالى: أَ وَ لَمْ يَرَ الْإِنْسانُ أَنّا خَلَقْناهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ* وَ ضَرَبَ لَنا مَثَلاً وَ نَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَ هِيَ رَمِيمٌ* قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ هُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (4)فرد سبحانه عليهم احتجاجهم بقوله: قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ هُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ9.

ص: 111


1- سورة يس68/.
2- الأصل(الإله).
3- سورة النحل70/.
4- سورة يس77/-79.

عَلِيمٌ الى آخر السورة.

الرد على الدهرية في القرآن

الرد على الدهرية (1)في القرآن

و أما الرد على الدهرية الذين يزعمون ان الدهر لم يزل أبدا على [حال] (2)واحد و انه ما من خالق،و لا مدبّر و لا صانع،و لا بعث،و لا نشور قال تعالى حكاية لقولهم: وَ قالُوا ما هِيَ إِلاّ حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَ نَحْيا وَ ما يُهْلِكُنا إِلاَّ الدَّهْرُ وَ ما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ (3)وَ قالُوا أَ إِذا كُنّا عِظاماً وَ رُفاتاً أَ إِنّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً* قُلْ كُونُوا حِجارَةً أَوْ حَدِيداً* أَوْ خَلْقاً مِمّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ (4)و مثل هذا في القرآن كثير.

و ذلك رد على من كان في حياة رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول هذه المقالة ممن أظهر له الايمان و أبطن الكفر و الشرك.و بقوا بعد رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و كانوا سبب هلاك الأمة فرد الله تعالى بقوله: يا أَيُّهَا النّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ -الى قوله تعالى- لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً (5)ثم ضرب للبعث و النشور مثلا فقال تعالى:

وَ تَرَى الْأَرْضَ هامِدَةً فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَ رَبَتْ [إِنَّ الَّذِي

ص: 112


1- الدهرية:-بالفتح و هي التي تقول بأن العالم موجود أزلا و أبدا و لا صانع له ان هي إلا حياتنا الدنيا نموت و نحيا و ما يهلكنا إلا الدهر.
2- الأصل(حل).
3- سورة الجاثية24/.
4- سورة الأسراء49/-51.
5- سورة الحج5/.

أَحْياها لَمُحْيِ الْمَوْتى] (1) (2) و ما جرى ذلك في القرآن و قوله سبحانه في سورة(ق)ردا على من قال: أَ إِذا مِتْنا وَ كُنّا تُراباً ذلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ* قَدْ عَلِمْنا ما تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ -الى قوله سبحانه- وَ أَحْيَيْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذلِكَ الْخُرُوجُ (3)هذا و أشباهه ردّ على الدهرية و الملحدة ممن أنكر البعث و النشور.

ما جاء على لفظ الخبر و معناه حكاية في القرآن

و أما ما جاء في القرآن على لفظ الخبر و معناه الحكاية فمن ذلك قوله عز و جلّ وَ لَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَ ازْدَادُوا تِسْعاً (4)و قد كانوا ظنوا انهم لبثوا يوما أو بعض يوم،ثم قال الله تعالى: قُلِ اللّهُ أَعْلَمُ بِما لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ (5)الآية.فخرجت ألفاظ هذه الحكاية على لفظ ليس معناه معنى الخبر و إنما هو حكاية لما قالوه،و الدليل على ذلك انه حكاية،قوله: سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ الى آخر الآية، و قوله عز و جلّ عند ذكر عدّتهم ما يَعْلَمُهُمْ إِلاّ قَلِيلٌ (6)مثل حكايته عنهم في ذكر المدة وَ لَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَ ازْدَادُوا تِسْعاً* قُلِ اللّهُ أَعْلَمُ

ص: 113


1- نسخ هذا النص خطا بل هو تكملة للآية 39 من سورة فصلت و الصحيح وَ أَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ..
2- سورة الحج5/.
3- سورة ق3/-10.
4- سورة الكهف25/.
5- سورة الكهف26/.
6- سورة الكهف22/.

بِما لَبِثُوا (1) فهذا معطوف على قوله: سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ فهذه الآية من المنقطع المعطوف،و هي على لفظ الخبر و معناه حكاية.

و مثله قوله عز و جلّ كُلُّ الطَّعامِ كانَ حِلاًّ لِبَنِي إِسْرائِيلَ إِلاّ ما حَرَّمَ إِسْرائِيلُ عَلى نَفْسِهِ (2)و انما خرج هذا على لفظ الخبر و هو حكاية عن قوم من اليهود أدعوا ذلك،فرد الله تعالى عليهم: قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْراةِ فَاتْلُوها إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (3)أي أنظروا في التوراة هل تجدون فيها تصديق ما ادعيتموه.

و مثله في سورة الزمر قوله تعالى: ما نَعْبُدُهُمْ إِلاّ لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللّهِ زُلْفى (4)فلفظ هذا خبر و معناه حكاية و مثله كثير.

الرد على النصارى في القرآن

و أما الرد على النصارى فأن رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أحتج على نصارى نجران لما قدموا عليه ليناظروه،فقالوا:يا محمد ما تقول في المسيح؟ قال:هو عبد الله يأكل و يشرب،و أنزل الله عليه إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ قالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (5)فسألهم عن آدم فقالوا نعم،قال:فأخبروني من أبوه فلم يجيبوه بشيء،و لزمتهم الحجة فلم يقروا بل لزموا السكوت،فأنزل الله تعالى عليه فَمَنْ

ص: 114


1- سورة الكهف25/-26.
2- سورة آل عمران93/.
3- سورة آل عمران93/.
4- سورة الزمر3/.
5- سورة آل عمران59/.

حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ (1) .

فلما دعاهم الى المباهلة قال علمائهم:لو باهلنا بأصحابه باهلناه، و لم يكن عندنا صادق في قوله،فأما ان يباهلنا بأهل بيته خاصة فلا نباهله...و أعطوه الرضا و شرط عليهم الجزية و السّلاح حقنا لدمائهم، و انصرفوا.

سبب بقاء الخلق في القرآن

و أما السبب الذي به بقاء الخلق فقد بين الله عز و جلّ في كتابه ان بقاء الخلق من أربعة وجوه:الطعام و الشراب و اللباس[و الكنّ] (2)و المناكح للتناسل مع الحاجة في ذلك كل الى الأمر و النهي.

1-فأما الأغذية فمن أصناف النبات و الأنعام المحلل أكلها قال الله تعالى في النبات: أَنّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا* ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا* فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا* وَ عِنَباً وَ قَضْباً* وَ زَيْتُوناً وَ نَخْلاً* وَ حَدائِقَ غُلْباً* وَ فاكِهَةً وَ أَبًّا* مَتاعاً[لَكُمْ] 3وَ لِأَنْعامِكُمْ (3)و قال تعالى: أَ فَرَأَيْتُمْ ما تَحْرُثُونَ* أَ أَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزّارِعُونَ (4)و قال سبحانه: وَ الْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ*

ص: 115


1- سورة آل عمران61/.
2- الكن:بالكسر وقاء كل شيء و ستره كالكينة و الكينان بكسرهما البيت قاموس المحيط ج-264/4 باب النون فصل الكاف.
3- سورة عبس25/-32.
4- سورة الواقعة63/-64.

فِيها فاكِهَةٌ وَ النَّخْلُ ذاتُ الْأَكْمامِ* وَ الْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَ الرَّيْحانُ (1) و هذا و شبهه مما يخرجه الله تعالى من الأرض سببا لبقاء الخلق.

و أما الأنعام فقوله تعالى: وَ الْأَنْعامَ خَلَقَها لَكُمْ فِيها دِفْءٌ وَ مَنافِعُ وَ مِنْها تَأْكُلُونَ* وَ لَكُمْ فِيها جَمالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَ حِينَ تَسْرَحُونَ (2)الآية و قوله سبحانه: وَ إِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَ دَمٍ لَبَناً خالِصاً سائِغاً لِلشّارِبِينَ (3).

2-و أما اللباس و الأكنان قوله تعالى: وَ اللّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمّا خَلَقَ ظِلالاً وَ جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبالِ أَكْناناً وَ جَعَلَ لَكُمْ سَرابِيلَ تَقِيكُمُ[الْحَرَّ وَ سَرابِيلَ تَقِيكُمْ] 4بَأْسَكُمْ كَذلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ (4)و قال تعالى: يا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ وَ رِيشاً وَ لِباسُ التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ ذلِكَ مِنْ آياتِ اللّهِ (5)و الخير هو البقاء و الحياة.

3-و أما المناكح فقوله تعالى: يا أَيُّهَا النّاسُ إِنّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثى وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّهِ أَتْقاكُمْ (6)و قال تعالى: يا أَيُّهَا النّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ (7)/.

ص: 116


1- سورة الرحمن10/-12.
2- سورة النحل5/-6.
3- سورة النحل66/.
4- سورة النحل81/.
5- سورة الأعراف26/.
6- سورة الحجرات13/.
7- سورة البقرة21/.

و قال سبحانه: يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَ خَلَقَ مِنْها زَوْجَها وَ بَثَّ مِنْهُما رِجالاً كَثِيراً وَ نِساءً وَ اتَّقُوا اللّهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَ الْأَرْحامَ إِنَّ اللّهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً (1)و قال عز و جلّ: وَ أَنْكِحُوا الْأَيامى مِنْكُمْ وَ الصّالِحِينَ مِنْ عِبادِكُمْ وَ إِمائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَراءَ يُغْنِهِمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ (2)الآية و قال تعالى [وَ مِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ] 3لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَ جَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَ رَحْمَةً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (3)و مثل هذا كثير في كتاب الله تعالى في معنى النكاح و سبب التناسل.

4-و الأمر و النهي وجه واحد:لا يكون معنى من معاني الأمر إلا و يكون بعد ذلك نهيا،و لا يكون وجه واحد من وجوه النهي إلا و مقرون به الأمر قال الله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلّهِ وَ لِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ (4)الى آخر الآية فأخبر سبحانه ان العباد لا يحيون إلا بالأمر و النهي كقوله تعالى: وَ لَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ[يا أُولِي الْأَلْبابِ] (5) (6)و مثل قوله تعالى: وَ اسْمَعُوا وَ أَطِيعُوا [وَ أَنْفِقُوا] 8خَيْراً (7)أي أفعلوا الخير فالخير هو سبب البقاء و الحياة./.

ص: 117


1- سورة النساء1/.
2- سورة النور32/.
3- سورة الروم21/.
4- سورة الأنفال24/.
5- الأصل(يا و الأولى).
6- سورة البقرة179/.
7- سورة التغابن16/.

و في هذا أوضح دليل على انه لا بدّ للأمة من امام يقوم بأمرهم، فيأمرهم و ينهاهم،و يقيم فيهم الحدود و يجاهد العدوّ و يقسم الغنائم، و يفرض الفرائض،و يعرّفهم أبواب ما فيه صلاحهم،و يحذرهم ما فيه مضارهم،إذ كان الأمر و النهي أحد اسباب بقاء الخلق و إلا سقطت[الرغبة] (1)و الرهبة،و لم يرتدع،و لفسد التدبير و كان ذلك سببا لهلاك العباد في أمر البقاء و الحياة في الطعام و الشراب و المساكن و الملابس و المناكح من النساء و الحلال و الحرام و الأمر و النهي إذ كان سبحانه لم يخلقهم بحيث يستغنون عن جميع ذلك،و وجدنا أول المخلوقين و هو آدم عز و جلّ لم يتم له البقاء و الحياة إلا بالأمر و النهي قال الله عز و جلّ يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَ زَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَ كُلا مِنْها رَغَداً حَيْثُ شِئْتُما وَ لا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ (2)فدلهما على ما فيه نفعهما و بقائهما و نهاهما عن سبب مضرّتهما ثم جرى الأمر و النهي في ذريتهما الى يوم القيامة و لهذا أضطر الخلق الى انه لا بدّ لهم من امام منصوص عليه من الله يأتي بالمعجزات،ثم يأمر الناس و ينهاهم.

و إن الله خلق الخلق على ضربين:

ناطق عاقل فاعل مختار.

و ضرب مستبهم.

فكلّف الناطق العاقل المختار.

و قال سبحانه خَلَقَ الْإِنْسانَ* عَلَّمَهُ الْبَيانَ (3)و قال سبحانه: اِقْرَأْ3.

ص: 118


1- الأصل (الرقبة).
2- سورة البقرة35/.
3- سورة الرحمن2/-3.

بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ* اِقْرَأْ وَ رَبُّكَ الْأَكْرَمُ* اَلَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ (1) ثم كلف،و وضع التكليف عن المستبهم لعدم العقل و التمييز.5.

ص: 119


1- سورة العلق1/-5.

الأسماء الحسنى في القرآن

و أما وضع الأسماء فإنه تبارك و تعالى أختار لنفسه الأسماء الحسنى فسمى نفسه اَلْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبّارُ الْمُتَكَبِّرُ (1)و غير ذلك،و كل اسم يسمى به فلعلّة ما،و لما تسمى بالملك أراد تصحيح معنى الاسم لمقتضى الحكمة،فخلق الخلق و أمرهم و نهاهم ليتحقق حقيقة الاسم و معنى الملك،و الملك له وجوه أربعة:

القدرة و الهيبة و السطوة و الأمر و النهي.

فأما القدرة فقوله تعالى إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْءٍ إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (2)فهذه القدرة التامة التي لا يحتاج صاحبها الى مباشرة الأشياء بل يخترعها كما يشاء سبحانه و لا يحتاج الى التروّي في خلق الشيء بل اذا أراده صار على ما يريده من تمام الحكمة،و استقام التدبير له بكلمة واحدة،و قدرة قاهرة بان بها من خلقه..

ثم جعل الأمر و النهي تمام دعائم الملك و ناهيته و ذلك ان الأمر و النهي يقتضيان الثواب و العقاب و الهيبة،و الرجاء و الخوف،و بهما بقاء الخلق،و بهما يصح المدح و الذم،و يعرف المطيع من العاصي، و لو لم يكن الأمر و النهي لم يكن للملك بهاء و لا نظام،و لبطل

ص: 120


1- سورة الحشر23/.
2- سورة النحل40/.

الثواب و العقاب،و كذلك جميع التأويل فيما اختاره سبحانه لنفسه من الأسماء.

و قد أعترض على ذلك بأن قيل:قد رأينا أصنافا من الحيوان لا يحصى عددها يبقى و يعيش بغير أمر و لا نهي.و لا ثواب لها و لا عقاب عليها،و اذا جاز ان يستقيم بقاء الحيوان المستبهم،و لا آمر له و لا ناهي،بطل قولكم:أنه لا بد للناطقين من آمر و ناه و إلاّ لم يبقوا.

و الردّ عليهم هو ان الله تعالى لما خلق الحيوان على ضربين:

مستبهم و ناطق أطلق للنوع المستبهم أمرين،جعل قوامه و بقائه بهما، و هو ادراك الغذاء و نيله و عرفانهم بالنافع و الضار بالشمّ و التنسيم، و إنما أنبت عليهم من الوبر و الصوف و الشعر و الريش ليكنّهم من البرد و الحر،و منعهم أمرين النطق و الفهم،و سخرهم للحيوان الناطق العاقل و غير العاقل ان يتصرفوا فيهم،و عليهم،كما يختارون، و يأمرون فيهم و ينهون.

و لم يجعل في الناطقين معرفة الضار من الغذاء،و النافع بالشمّ و التنسيم حتى أنّ أفهم الناس و أعقلهم لو جمعت الناس له ضروب الحشايش من النافع و الضار و الغذاء و السمّ لم يميز ذلك بعقله و فكره، بل من جهة موقف،فقد أحتاج العاقل الفطن البصير الى مؤدب موقف يوقفه على منافعه،و يعلمه ما يضرّه،و لما كانت بنية الناس و ما خلقهم الله بهذه الصفة لا بدّ ان يكون عندهم علم كثير من الأغذية التي تقوم بها أبدانهم لأنها سبب حياتهم و كأن البهائم في ذلك أهدى منهم ثبت ما أوردناه من الأمر و النهي اللّذين يتبعهما الثواب و العقاب.

ص: 121

قال المعترض:و قد وجدنا بعض البهائم يأكل ما يكون هلاكه فيه من السّمام القاتلة فلو كان هذا كما ذكرتم من انها تعرف الضار من النافع بالشمّ و التّنسيم لما أصابهم ذلك.

قيل:هذا الذي ذكرتم لا يكون على العموم و انما يكون في الواحد بعد الواحد لعلّه ما لأنه ربما أضطره الجوع الشديد الى اكل ما يكون فيه هلاكه،أو لاختلاط جميع أنواع الحشايش بعضها ببعض كما إنا قد نجد الرجل العاقل قد يقف على ما يضرّه من الأطعمة ثم يأكله أما لجوع غالب أو لعلة يحدث أو[سكر] (1)يزيل عقله، أو آفة من الآفات،فيأكل ما يعلم انه يسقمه و يضرّه،و ربما كان تلف نفسه فيه،و اذا كان هذا موجودا في الإنسان الفطن العاقل،فأحرى ان يجوّز مثله في البهائم.

و وجه آخر هو ان الله سبحانه اذا أراد قضاء أجله خلّى بينه و بين الحال التي بمثلها يتم عليه ذلك،و مثل هذا يعرض دون العادة العامّة، و لإنّا قد نرى الفراخ من الدجاج و ما يجري مجراها من أجناس الطير يخرج من البيضة فتلقى له السموم من الحبوب القاتلة مثل حب البنج و أشباهه،فيحتذر عنه و اذا ألقي عليه غداؤها بادرت إليه فأكلته و لم يتوقف عنه،فبطل الاعتراض.

و لما ثبت ان قوام الأمة بالأمر و النهي الوارد عن الله عز و جلّ صح لنا انه لا بد للناس من رسول من عند الله،فيه صفات يتميز بها من جميع الخلق منها العصمة من سائر الذنوب و إظهار المعجزات و بيان).

ص: 122


1- الأصل(شكر).

الدلالات لنفي الشبهات طاهر مطهر متصل بملكوت الله سبحانه غير منفصل،لانه لا يؤدّي عن الله عز و جلّ الى خلقه إلا من كانت هذه صفته، فلا يصح وضع المأمومين الذين لا عصمة لهم إلا بإمام عادل معصوم، يقيم حدود الله تعالى و أوامره فيهم و يجاهد بهم،و يقسّم غنائمهم، و لا يستقيم ان يقيم الحدود من في جنبه حدّ الله تعالى لأن الخبيث لا يطهر بالخبيث و انما يطهر الخبيث بالطاهر،الذي يدل على ما يقرب من الله تعالى و انما يحيون به الحياة الدنيا في حال معايشهم،مما يكون عاقبته الى حياة الأبد في الدار الاخرة،و لا بدّ ممن هذه صفته في عصر بعد عصر،و أوان بعد أوان و أمّة بعد أمّة،جاريا ذلك في الخلق ما داموا،و دام فرض التكليف عليهم لا يستقيم لهم الأمر،و لا يدوم لهم الحياة إلا بذلك.

و لو كان الامام بصفة المأمومين،لا يحتاج الى ما احتاجوا اليه، فيكون حينئذ إماما،و ليس في عدل الله تعالى و حكمه ان يحتج على خلقه بمن هذه صفته،و إنّما[إنّما] (1)إمام الإمام،الوحي الامر له و الناهي،فكل هذه الصفات المتفرقة في الأنبياء فأن الله سبحانه جمعها في نبينا و وجب لذلك بعد مضيّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ان يكون في وصيّه ثم الأوصياء.

اللهم إلاّ ان يدّعي مدّع ان الإمامة[مستغنية] (2)عمّن هذه [صفته] (3)فيكونون بهذه الدعوى مبطلين،بما تقدم من الأدلة و ثبت أنه).

ص: 123


1- الأصل(زائدة).
2- الأصل(مستقنية).
3- الأصل(صفقته).

لا بدّ من إمام عارف بجميع ما جاء محمد النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من كتاب الله تعالى بإقامة المقدّم ذكرها يجيب عنها و عن جميع المشكلات،و ينفي عن الأمة مواقع الشبهات،و لا يزلّ في حكمه عارف بدقيق الأشياء و جليلها، يكون فيه ثمان خصال يتميز بها عن المأمومين:أربع منها في نعت نفسه و نسبه[و أربع صفات ذاته و حالاته] (1).

[فأما التي في نعت نفسه] (2)فإنه ينبغي ان يكون معروف البيت، معروف النسب منصوصا عليه من النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بأمر من الله سبحانه،بمثله يبطل دعوى من يدّعي منزلته بغير نص من الله و رسوله،حتى اذا قدم الطالب من البلد القريب و البعيد أشارت اليه الأمة بالكمال و البيان.

و أما اللّواتي في صفات ذاته فإنه يجب ان يكون أزهد الناس، و أعلم الناس،و أشجع الناس،و أكرم الناس،و ما يتبع ذلك،لعلل [تقتضيه] (3).

لأنه اذا لم يكن زاهدا في الدنيا و زخرفها،دخل في المحضورات من المعاصي فاضطرّه ذلك ان يكتم على نفسه،فيخون الله تعالى في عباده فيحتاج الى من يطهره بإقامة الحد عليه،فهو حينئذ إمام مأموم.

و أما اذا لم يكن عالما بجميع ما فرضه الله تعالى في كتابه و غيره، قلب الفرائض فأحل ما حرم الله فضلّ و أضلّ،و اذا لم يكن أشجع الناس سقط فرض إمامته لأنه في الحرب فئة للمسلمين فلو فرّ لدخل).

ص: 124


1- الأصل(الجملة بأكملها ساقطة).
2- الأصل(الجملة ساقطة).
3- الأصل(تقيضه).

فيمن قال الله تعالى: وَ مَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاّ مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَةٍ فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللّهِ (1)و اذا لم يكن أكرم الناس نفسا دعاه البخل و الشح الى أن يمد يديه فيأخذ[فيء] (2)المسلمين،لانه خازنهم و أمينهم على جميع أموالهم من الغنائم و الخراج و الجزية و الفيء.

فبهذه العلل يتميز من سائر الأمة،و لم يكن الله ليأمر بطاعة من لا يعرف أوامره و نواهبه،و لا أن يولي عليهم الجاهل الذي لا علم له و لا ليجعل الناقص حجة على الفاضل و لو كان ذلك لجاز لأهل العلل و الأسقام ان يأخذوا[الأدوية] (3)ممّن ليس بعارف منافع الأجساد، [و مضارّها] (4)فتتلف أنفسهم و لو أن رجلا أراد ان يشتري ما يصلح به من متاع و غيره لكان من[الحزم] (5)الرأي ان يستعين بالتاجر البصير بالتجارة فيكون ذلك أحوط عليه.

و إذا كان جميع ذلك لا يصلح في هذه الأشياء الدنيوية فأحرى ان يقصد الإمام العادل في الأسباب كلها التي يتوصل بها الى أمور الآخرة،فيتميز بين الإمام العادل و الجاهل.

و روي[عن] (6)عمر بن الخطاب انه(اختصم اليه رجلان فحكم لأحدهما على الآخر فقال المحكوم له:بالله لقد حكمت بالحقّ،فعلاه).

ص: 125


1- سورة الأنفال16/.
2- الأصل(من).
3- الأصل(الادية).
4- الأصل(و مضادها).
5- الأصل(الحرم).
6- الأصل(في).

عمر[بدرّنة] (1)و قال له ثكلتك أمك و الله ما يدري عمر أصاب أم أخطأ،و انما رأي رأيته) (2).هذا مع ما تقدم من قول أبي بكر:

([ولّيتكم] (3)و لست بخيركم،و ان لي شيطانا يعتريني،فاذا ملت فقوّموني فاذا غضبت فاجتنبوني لا أمثل في أشعاركم و أبشاركم) (4)، فأحتج التابعون لهما لأنفسهم بأن قالوا:لنا أسوة بالسلف الماضي لمّا عجزوا من تأدية حقائق الأحكام،فلهذه العلّة وقع الاختلاف،و زال الايتلاف،لمخالفتهم الله تعالى.

قال الله سبحانه: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ (5)ثم جعل للصادقين علامات يعرفون بها فقال تعالى:

اَلتّائِبُونَ الْعابِدُونَ (6) الى آخر الآية و وصفهم أيضا فقال سبحانه: إِنَّ اللّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَ يُقْتَلُونَ (7)الى آخر الآية في مواضع كثيرة من الكتاب العزيز،/.

ص: 126


1- الأصل(بزرمته).
2- ذكره الحافظ عبد العظيم المنذري ج-172/3 من الترغيب و الترهيب:عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب(رضى الله عنه)ان مسلما و يهوديا اختصما الى عمر(رضى الله عنه)فرأى الحق لليهودي فقضى له عمر به.فقال له اليهودي:و الله لقد قضيت بالحق فضربه عمر بالدرة و قال:و ما يدريك؟فقال اليهودي:و الله إنا نجد في التوراة ليس قاض يقضي بالحق إلا كان عن يمينه ملك و عن شماله ملك ليسددانه و يوفقانه للحق ما دام مع الحق فاذا ترك الحق عرجا و تركاه.موطأ مالك632/ ط نور محمد/كراجي.
3- الأصل(وليكم).
4- وردت هذه الرواية بلفظ آخر في الإمامة و السياسة لابن قتيبة16/(و قال أعلموا أيها الناس فاذا رأيتموني قد استقمت فاتبعوني و ان زغت فقوموني و أعلموا ان لي شيطانا يعتريني). تأريخ الطبري ج-224/3،الكامل في التأريخ ج-224/2.
5- سورة التوبة119/.
6- سورة التوبة112/.
7- سورة التوبة111/.

و لا يصح ان يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر و يحافظ على حدود الله سبحانه إلا العارف بالأمر و النهي،دون الجاهل بهما.

ص: 127

معايش الخلق و أسبابها في القرآن

فأما ما جاء في القرآن من ذكر معايش الخلق و أسبابها فقد أعلمنا سبحانه ذلك من خمسة أوجه:وجه الإشارة،و وجه العمارة،[و وجه الاجارة] (1)،و وجه التجارة،و وجه الصدقات.

1.و أما وجه الاشارة فقوله تعالى: وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبى وَ الْيَتامى وَ الْمَساكِينِ (2)الآية فجعل الله لهم خمس الغنائم،و الخمس يخرج من(أربعة وجوه)،من الغنائم التي يصيبها المسلمون من المشركين،و من المعادن،و من الكنوز،و من الغوص،ثم جزّأ هذا الخمس على ستة أجزاء فيأخذ الامام عنها سهم الله تعالى و سهم الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و سهم ذي القربى ثم يقسم الثلاثة سهام الباقية بين يتامى[آل] (3)محمد و مساكينهم و أبناء سبيلهم.

ثم إنّ للقائم بأمور المسلمين بعد ذلك[الأنفال] (4)التي كانت لرسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.قال الله تعالى: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ قُلِ الْأَنْفالُ لِلّهِ

ص: 128


1- الأصل(ساقطة).
2- سورة الأنفال41/.
3- الأصل(الى).
4- الأصل(الأثقال).

وَ الرَّسُولِ (1) فحرّفوها و قالوا(ليسألونك عن الأنفال)و إنما سألوه الأنفال كلها ليأخذوها لأنفسهم،فأجابهم الله تعالى بما تقدم ذكره، و الدليل على ذلك قوله تعالى: فَاتَّقُوا اللّهَ[وَ أَصْلِحُوا] 2ذاتَ بَيْنِكُمْ وَ أَطِيعُوا اللّهَ وَ رَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (2)أي الزموا طاعة الله أن لا تطلبوا ما لا تستحقونه،فما كان لله تعالى و لرسوله فهو للإمام.

و له نصيب آخر من الفيء و الفيء يقسم قسمين،فمنه ما هو خاص للامام و هو قوله عز و جلّ في سورة الحشر ما أَفاءَ اللّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلّهِ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبى وَ الْيَتامى وَ الْمَساكِينِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ (3)و هي البلاد التي[لا يزحف] (4)عليها المسلمون بخيل و لا ركاب.

و الضرب الآخر ما رجع اليهم ممّا غضبوا عليه في الأصل قال الله تعالى: إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً (5)فكانت الدنيا بأسرها لآدم عليه السّلام إذ كان خليفة الله في أرضه،[ثم] (6)هي للمصطفين الذين اصطفاهم و عصمهم فكانوا هم الخلفاء في الأرض فلمّا غصبهم الظلمة على الحقّ الذي جعله الله و رسوله لهم،و حصل ذلك في أيدي الكفار صار في أيديهم على سبيل الغصب حتى بعث الله تعالى رسوله).

ص: 129


1- سورة الأنفال1/.
2- سورة الأنفال1/.
3- سورة الحشر7/.
4- الأصل(لا يرجف).
5- سورة البقرة30/.
6- الأصل(ساقطة).

محمدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فرجع له و لأوصيائه،فما كانوا غصبوا عليه،أخذوه منهم بالسيف،فصار ذلك مما أفاد الله به،أي مما أرجعه الله اليهم.

و الدليل على إنّ الفيء هو الراجح قوله تعالى: لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ [نِسائِهِمْ] 1تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فاؤُ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (1)أي رجعوا من الإيلاء الى المناكحة،و قوله عز و جلّ: وَ إِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ[اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا] 3بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتّى [تَفِيءَ] 4إِلى أَمْرِ اللّهِ (2)أي ترجع،و يقال لوقت الصلاة:فاذا فاء الفيء أي رجع الفيء فصلّوا.

2.و أما وجه العمارة فقوله تعالى: هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَ اسْتَعْمَرَكُمْ فِيها (3)فأعلمنا سبحانه انه قد أمرهم بالعمارة ليكون ذلك سببا لمعايشهم بما يخرج من الأرض من الحب و الثمرات،و مشاكل ذلك ممّا جعله الله تعالى معايش للخلق.

3.و أما وجه التجارة فقوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَدايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَ لْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كاتِبٌ بِالْعَدْلِ (4)الى آخر الآية فعرّفهم سبحانه كيف يشترون المتاع في السفر و الحضر،و كيف يتّجرون اذا كان ذلك من أسباب المعايش./.

ص: 130


1- سورة البقرة226/.
2- سورة الحجرات9/.
3- سورة هود61/.
4- سورة البقرة282/.

4.و أما وجه الإجارة فقوله عز و جلّ نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ رَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا وَ رَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمّا يَجْمَعُونَ (1)فأخبرنا سبحانه إنّ الإجارة أحد معايش الخلق،إذ خالف بحكمته بين هممهم و إرادتهم.و سائر حالاتهم،و جعل ذلك قوما لمعايش الخلق و هو الرجل يستأجر الرجل في صنعته و أعماله و أحكامه و تصرّفاته و أملاكه و لو كان الرجل منا مضطرا الى إنّ يكون بنّاء لنفسه أو نجّارا أو صانعا في شيء من جميع أنواع الصنائع لنفسه و يتولى جميع ما يحتاج اليه من إصلاح الثياب فما يحتاج اليه الملك.فمن دونه ما استقامت أحوال العالم بذلك،و لا اتسعوا له.و لعجزوا عنه،و لكنه تبارك و تعالى أتقن تدبيره،و أبان آثار حكمته لمخالفته بين هممهم و كلّ يطلب ما ينصرف اليه همّته ممّا يقوم به بعضهم لبعض،و ليستعين بعضهم ببعض من أبواب المعايش التي بها صلاح أحوالهم.

5.و أما وجه الصدقات،فأنّما هي لأقوام ليس لهم في الإمارة نصيب،و لا في العمارة خطّ و لا في التجارة مال،و لا في الإجارة معرفة و قدرة،ففرض الله تعالى في أموال الأغنياء ما تقوتهم و يقوم بأودهم،و بيّن سبحانه في كتابه،و كان سبب ذلك إنّ رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لمّا فتح عليه من بلاد العرب ما فتح،وافت اليه الصدقات منهم فقسمها في أصحابه ممن فرض الله لهم،فسخط أهل جدة من المهاجرين و الأنصار،و أحبوا أن يقسمها فيهم،فلزموه فيما بينهم و عابوه بذلك/.

ص: 131


1- سورة الزخرف32/.

فأنزل الله عز و جلّ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْها رَضُوا وَ إِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْها إِذا هُمْ يَسْخَطُونَ* وَ لَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا ما آتاهُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ قالُوا حَسْبُنَا[اللّهُ] 1سَيُؤْتِينَا اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ رَسُولُهُ إِنّا إِلَى اللّهِ راغِبُونَ (1).

ثم بيّن سبحانه لمن هذه الصدقات فقال: إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَ الْمَساكِينِ[وَ الْعامِلِينَ] 3عَلَيْها وَ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَ فِي الرِّقابِ وَ الْغارِمِينَ وَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ (2)الى آخر الآية؛فأعلمنا سبحانه إنّ رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لم يضع شيئا من الفرائض إلا في مواضعها بأمر الله تعالى عز و جلّ، و مقتضى الصلاح في الكثرة و القلة./.

ص: 132


1- سورة التوبة58/-59.
2- سورة التوبة60/.

الإيمان و الكفر و الشرك في القرآن

اشارة

و أما الإيمان و الكفر و الشرك و زيادته و نقصانه:

أولا:

فالإيمان (1)بالله تعالى هو أعلى الأعمال درجة،و أشرقها منزلة،

ص: 133


1- الإيمان:فسر على أربعة وجوه كما ذكره مقاتل بن سليمان في الأشباه و النظائر137/. و يحيى بن سلام في التصاريف108/.و ابن الجوزي في نزهة الأعين145/.و د.حاتم الضامن في الوجوه و النظائر25/. الإيمان:يعني الإقرار باللسان من غير تصديق،فذلك قوله عز و جلّ في سورة المنافقون3/ يذكرهم فيها بِأَنَّهُمْ آمَنُوا يعني أقروا باللسان في العلانية ثُمَّ كَفَرُوا في السر و لم يصدقوا بالنبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و ما جاء به.نظيرها فيها حديث يقول يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا يعني:أقروا باللسان من غير تصديق. لا تُلْهِكُمْ أَمْوالُكُمْ وَ لا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللّهِ الآية9/.و قال سبحانه في سورة الحديد16/ أَ لَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا يعني:أقروا.و في سورة الممتحنة13/ قوله تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا يعني:أقروا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِمْ . الإيمان:يعني التصديق:فذلك قوله عز و جلّ في سورة البينة7/ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ و قوله عز و جلّ في سورة الفتح5/ لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ و مثله كثير. (3).الإيمان:يعني التوحيد،فذلك قوله عز و جلّ في سورة المائدة5/ وَ مَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمانِ يعني: بالتوحيد فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ و قوله عز و جلّ في سورة المؤمن10/ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمانِ فَتَكْفُرُونَ يعني إذ تدعون الى التوحيد.و قوله في سورة النحل106/ إِلاّ مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ يعني:بالتوحيد. (4).الإيمان:إيمانا في الشرك،فذلك قوله في سورة يوسف106/ وَ ما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاّ

و أسماها حظا.

فقيل له عليه السّلام:الإيمان قول و عمل أم قول بلا عمل؟فقال:الإيمان تصديق بالجنات و إقرار باللسان،و عمل بالأركان و هو عمل كلّه.

و منه التام،و منه الكامل تمامه،و منه النّاقص البيّن نقصانه، و منه الزائد البيّن زيادته.

فرض الإيمان على الجوارح

إنّ الله تعالى ما فرض الإيمان على جارحة من جوارح الإنسان إلاّ و قد وكّلت بغير ما وكّلت به الأخرى،فمنها قلبه الذي يعقل به، و يفقه و يفهم و يحلّ و يعقد و يريد،و هو أمير البدن و إمام الجسد الذي لا تورد الجوارح و لا تصدر إلا عن رأيه و أمره و نهيه،و منها لسانه الذي ينطق به،و منها أذناه اللّتان يسمع بهما،و منها عيناه اللّتان يبصر بهما،و منها يداه اللّتان يبطش بهما،و منها رجلاه اللّتان يسعى بهما، و منها فرجه الذي ألباء من قبله،و منها رأسه الذي فيه وجهه.

و ليس جارحة من جوارحه إلا و هي مخصوصة بفريضة،ففرض على القلب غير ما فرض على السّمع،و فرض على السمع غير ما فرض على البصر،و فرض على البصر غير ما فرض على اليدين، و فرض على اليدين غير ما فرض على الرجلين،و فرض على الرجلين

ص: 134

غير ما فرض على الفرج،و فرض على الفرج غير ما فرض على الوجه،و فرض على الوجه غير ما فرض على اللسان.

1-فأما ما فرض على القلب من الايمان.فالإقرار و المعرفة و العقد عليه و الرضا بما فرضه عليه،و التسليم لأمره،و الذكر و التفكر و الانقياد الى كل ما جاء عن اللّه عز و جلّ في كتابه مع حصول المعجز.

فيجب عليه اعتقاده و ان يظهر مثل ما أبطن إلا للضرورة كقوله سبحانه إِلاّ مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ (1)و قوله تعالى: لا يُؤاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ وَ لكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ (2)و قال سبحانه: اَلَّذِينَ قالُوا آمَنّا[بِأَفْواهِهِمْ] 3وَ لَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ (3)و قوله تعالى: أَلا بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (4)و قوله سبحانه: وَ يَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلاً (5)و قوله تعالى: أَ فَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها (6)و قال عز و جلّ فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَ لكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (7)و مثل هذا كثير في كتاب الله تعالى و هو رأس الإيمان.

2-و أما ما فرضه الله على اللسان فقوله عز و جلّ في معنى التفسير لما/.

ص: 135


1- سورة النحل106/.
2- سورة البقرة225/.
3- سورة المائدة41/.
4- سورة الرعد28/.
5- سورة آل عمران191/.
6- سورة محمد24/.
7- سورة الحج46/.

عقد به القلب و أقرّ به أو جحده فقوله تعالى: قُولُوا آمَنّا بِاللّهِ وَ ما أُنْزِلَ إِلَيْنا وَ ما أُنْزِلَ إِلى إِبْراهِيمَ وَ إِسْماعِيلَ وَ إِسْحاقَ وَ يَعْقُوبَ (1)الآية و قوله سبحانه: قُولُوا لِلنّاسِ حُسْناً وَ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ (2)و قوله سبحانه: وَ لا[تَقُولُوا] 3ثَلاثَةٌ انْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلهٌ واحِدٌ (3)فأمر سبحانه بقول الحقّ و نهى عن قول الباطل.

3-و أما ما فرضه على الأذنين،فالاستماع لذكر الله و الإنصات الى ما يتلى من كتابه و ترك الإصغاء الى ما يسخطه فقال سبحانه: وَ إِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَ أَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (4).

و قال تعالى: وَ قَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ آياتِ اللّهِ يُكْفَرُ بِها وَ يُسْتَهْزَأُ بِها فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ (5)الآية.

ثم أستثنى برحمته لموضع النسيان فقال: وَ إِمّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرى مَعَ الْقَوْمِ الظّالِمِينَ (6).

و قال عز و جلّ فَبَشِّرْ عِبادِ* اَلَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولئِكَ الَّذِينَ هَداهُمُ اللّهُ وَ أُولئِكَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبابِ (7).8.

ص: 136


1- سورة البقرة136/.
2- سورة البقرة83/.
3- سورة النساء171/.
4- سورة الأعراف204/.
5- سورة النساء140/.
6- سورة الأنعام68/.
7- سورة الزمر17/-18.

و قال تعالى: وَ إِذا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَ قالُوا لَنا أَعْمالُنا وَ لَكُمْ [أَعْمالُكُمْ] 1سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجاهِلِينَ (1).

و في كتاب الله تعالى ما معناه معنى ما فرض الله سبحانه على السّمع و الإيمان.

4-و أما ما فرضه على العينين فمنه النظر الى آيات الله تعالى، و غضّ البصر عن محارم الله.

قال الله تعالى: أَ فَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ* وَ إِلَى السَّماءِ كَيْفَ رُفِعَتْ*[ وَ إِلَى الْجِبالِ كَيْفَ نُصِبَتْ*] 3وَ إِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (2).

و قال تعالى: أَ وَ لَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ ما خَلَقَ اللّهُ مِنْ شَيْءٍ (3).

و قال سبحانه: اُنْظُرُوا إِلى ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ وَ يَنْعِهِ (4).

و قال[سبحانه] (5)فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَ مَنْ عَمِيَ فَعَلَيْها (6).

و هذه الآيات جامعة لأبصار العيون،و أبصار القلوب.

قال الله تعالى: فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَ لكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي/.

ص: 137


1- سورة القصص55/.
2- سورة الغاشية17/-20.
3- سورة الأعراف185/.
4- سورة الأنعام99/.
5- الأصل(ساقطة).
6- سورة الأنعام104/.

اَلصُّدُورِ (1) و منه قوله تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَ يَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذلِكَ أَزْكى لَهُمْ (2)معناه لا ينظر أحدكم الى فرج أخيه المؤمن أو يمكنه من النظر الى فرجه.

ثم قال سبحانه: وَ قُلْ لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ وَ يَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ (3)أي ممن يلحقهن النظر كما جاء في حفظ الفرج،و النظر سبب إيقاع الفعل من الزنا و غيره.

ثم نظر تعالى ما فرض على السمع و البصر و الفرج في آية واحدة فقال: وَ ما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَ لا أَبْصارُكُمْ وَ لا جُلُودُكُمْ وَ لكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمّا تَعْمَلُونَ (4).يعني بالجلود هاهنا الفروج.

و قال تعالى: وَ لا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً (5).

فهذا ما فرض الله تعالى على العينين من تأمل الآيات،و الغضّ عن تأمل المنكرات و هو من الإيمان.

5-و أما ما فرض سبحانه على اليدين فالطّهور و هو قوله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَ أَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ/.

ص: 138


1- سورة الحج46/.
2- سورة النور30/.
3- سورة النور31/.
4- سورة فصلت22/.
5- سورة الأسراء36/.

وَ امْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَ أَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ (1) و فرض على اليدين الإنفاق في سبيل الله تعالى،فقال: أَنْفِقُوا[مِنْ طَيِّباتِ ما كَسَبْتُمْ] 2وَ مِمّا أَخْرَجْنا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ (2).

و فرض تعالى على اليدين الجهاد لأنه من عملها و علاجها،فقال:

فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ[الرِّقابِ] 4حَتّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثاقَ (3) و ذلك كله من الإيمان.

6-و أما ما فرضه الله على الرّجلين فالسعي بهما فيما يرضيه، و اجتناب السعي فيما يسخطه و ذلك قوله سبحانه: فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللّهِ وَ ذَرُوا الْبَيْعَ (4).

و قوله سبحانه: وَ لا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً (5).

و قوله[سبحانه] (6)وَ اقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَ اغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ (7).

و فرض الله عليهما القيام بالصلاة،فقال: وَ قُومُوا لِلّهِ قانِتِينَ (8).

ثم إنّ الرجلين من الجوارح التي تشهد يوم القيامة حتى تستنطق،/.

ص: 139


1- سورة المائدة6/.
2- سورة البقرة267/.
3- سورة محمد4/.
4- الجمعة9/.
5- سورة لقمان18/.
6- الأصل(ساقطة).
7- سورة لقمان19/.
8- سورة البقرة238/.

بقوله سبحانه: اَلْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ وَ تُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ وَ تَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما [كانُوا] 1يَكْسِبُونَ (1)و هذا مما فرضه الله تعالى على الرجلين في كتابه و هو من الإيمان.

7-و أما ما أفترضه الله تعالى على الرأس فهو إنّ[المسح] (2)من المقدمة بالماء في وقت الطهور للصلاة بقوله سبحانه: وَ امْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ (3)و هو من الإيمان.

و فرض على الوجه الغسل بالماء عند الطهور،و قال سبحانه: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ (4)و فرض عليه السجود و على اليدين و الركبتين و الرجلين الركوع و هو من الإيمان.

و قال فيما فرض على هذه الجوارح من الطهور و الصلاة و سمّاه في كتابه إيمانا حين تحويل القبلة من بيت المقدس الى الكعبة،فقال المسلمون:يا رسول الله[ذهبت] (5)صلاتنا الى بيت المقدس و طهورنا ضياعا؟فأنزل الله تعالى: وَ ما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها إِلاّ لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلى عَقِبَيْهِ وَ إِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَ ما كانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ (6)فسمى الصلاة و الطهور إيمانا./.

ص: 140


1- سورة يس65/.
2- في النسخة المقابلة(إن يمسح).
3- سورة المائدة6/.
4- سورة المائدة6/.
5- الأصل(ذهب).
6- سورة البقرة143/.

و قال رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم(من لقي الله كامل الإيمان[كان] (1)من أهل الجنة) (2).

و من كان مضيّعا لشيء مما فرضه الله تعالى في هذه الجوارح و تعدّى ما أمره اللّه و أرتكب ما نهاه عنه لقي الله تعالى ناقص الإيمان، قال الله عز و جلّ وَ إِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِيماناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزادَتْهُمْ إِيماناً وَ هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (3)و قال[تعالى] (4)إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَ إِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إِيماناً وَ عَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (5).

و قال سبحانه [إِنَّهُمْ] 6فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَ زِدْناهُمْ هُدىً (6).

و قال: وَ الَّذِينَ اهْتَدَوْا[زادَهُمْ] 8هُدىً وَ آتاهُمْ تَقْواهُمْ (7).

و قال: هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدادُوا إِيماناً مَعَ إِيمانِهِمْ (8)الآية.

فلو كان الإيمان كله واحدا لا زيادة فيه و لا نقصان،لم يكن لأحد فضل على أحد،و لتساوى الناس في تمام الإيمان و كماله دخل/.

ص: 141


1- الأصل(ساقطة).
2- جعله مسلم باب من أبواب الإيمان ج-41/1.
3- سورة التوبة124/-125.
4- الأصل(ساقطة).
5- سورة الأنفال2/.
6- سورة الكهف13/.
7- سورة محمد17/.
8- سورة الفتح4/.

[المؤمنون] (1)الجنّة.و نالوا الدرجات فيها،و بذهابه و نقصانه دخل الآخرون النار.).

ص: 142


1- الأصل(المؤمن).

درجات الإيمان و منازل المؤمنين

و كذلك السبق الى الإيمان قال الله تعالى: وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (1)و قال سبحانه: وَ السّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَ الْأَنْصارِ (2)و ثلّث بالتابعين.

و قال عز و جلّ تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللّهُ وَ رَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ وَ آتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَ أَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ (3).

و قال[سبحانه] (4): وَ لَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلى بَعْضٍ وَ آتَيْنا داوُدَ زَبُوراً (5).

و قال[سبحانه] (6): اُنْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ وَ لَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجاتٍ وَ أَكْبَرُ تَفْضِيلاً (7).

ص: 143


1- سورة الواقعة10/-11.
2- سورة التوبة100/.
3- سورة البقرة253/.
4- الأصل(ساقطة).
5- سورة الأسراء55/.
6- الأصل(ساقطة).
7- سورة الأسراء21/.

و قال[سبحانه] (1)[هُمْ] 2دَرَجاتٌ عِنْدَ اللّهِ وَ اللّهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ (2).

و قال سبحانه: وَ يُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ (3).

و قال سبحانه: اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ هاجَرُوا وَ جاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللّهِ (4).

و قال تعالى: لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَ قاتَلَ أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَ قاتَلُوا وَ كُلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنى (5).

و قال[تعالى] (6)فَضَّلَ اللّهُ الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً* دَرَجاتٍ مِنْهُ وَ مَغْفِرَةً وَ رَحْمَةً (7).

و قال[تعالى] (8)ذلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَ لا نَصَبٌ وَ لا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ لا يَطَؤُنَ مَوْطِئاً[يَغِيظُ] 10الْكُفّارَ وَ لا يَنالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إِلاّ كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صالِحٌ (9)./.

ص: 144


1- الأصل(ساقطة).
2- سورة آل عمران163/.
3- سورة هود3/.
4- سورة التوبة20/.
5- سورة الحديد10/.
6- الأصل(ساقطة).
7- سورة النساء95/-96.
8- الأصل(ساقطة).
9- سورة التوبة120/.

فهذه درجات الإيمان و منازلها عند الله سبحانه،و لن يؤمن بالله إلا من آمن برسوله و حجته في أرضه.قال الله تعالى: مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللّهَ (1)و ما كان الله عز و جلّ ليجعل لجوارح الانسان إماما في جسده ينفي عنه الشكوك و يثبت لها اليقين،و هو القلب،و يهمل ذلك في الحجج،و هو قوله تعالى: فَلِلّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ فَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ (2).

و قال[تعالى] (3): لِئَلاّ يَكُونَ لِلنّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ [الرُّسُلِ] (4) (5).

و قال تعالى: أَنْ تَقُولُوا ما جاءَنا مِنْ بَشِيرٍ وَ لا نَذِيرٍ (6).

و قال سبحانه: وَ جَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً[يَهْدُونَ] 7بِأَمْرِنا لَمّا صَبَرُوا (7).

الآية./.

ص: 145


1- سورة النساء80/.
2- سورة الأنعام149/.
3- الأصل(ساقطة).
4- الأصل(الرسول).
5- سورة النساء165/.
6- سورة المائدة19/.
7- سورة السجدة24/.

إطاعة ولاة الأمر القائمين بدين الله

ثم فرض الله على الأمة طاعة ولاة أمره،القوّام لدينه،كما فرض عليهم طاعة رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقال[سبحانه] (1)أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (2)ثم بيّن محلّ ولاة أمره من أهل العلم بتأويل كتابه،فقال عز و جلّ:

وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَ إِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ (3) و عجز كلّ أحد من الناس عن معرفة تأويل كتابه غيرهم، لأنهم هم الراسخون في العلم المأمونون على تأويل التنزيل قال الله تعالى: وَ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَ الرّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ (4)الى آخر الآية.

و قال سبحانه: بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ (5).

طلب العلم أفضل من العبادة

و طلب العلم أفضل من العبادة قال الله عز و جلّ:

ص: 146


1- الأصل(ساقطة).
2- سورة النساء59/.
3- سورة النساء83/.
4- سورة آل عمران7/.
5- سورة العنكبوت49/.

إِنَّما يَخْشَى اللّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ (1) لا يَعْصُونَ اللّهَ ما أَمَرَهُمْ وَ يَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ (2) .و بالعلم استحقّوا عند الله اسم الصدق و سمّاهم به صادقين،و فرض طاعتهم على جميع العباد بقوله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ[وَ كُونُوا] 3مَعَ الصّادِقِينَ (3)فجعلهم أولياءه و جعل ولايتهم ولايته،و حزبهم حزبه فقال: وَ مَنْ يَتَوَلَّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغالِبُونَ (4).

و قال: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (5).

و أعلموا رحمكم الله انما هلكت هذه الأمة و ارتدّت على أعقابها بعد نبيّها صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بركوبها طريق من خلا من الأمم الماضية،و القرون السّالفة الذين آثروا عبادة الأوثان على طاعة أولياء الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.و تقديمهم من يجهل على من يعلم،[فعنّفها] (6)الله تعالى بقوله: هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ (7)و قال في الذين استولوا على تراث رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بغير حق من بعد وفاته أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلاّ أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (8)./.

ص: 147


1- سورة فاطر28/.
2- سورة التحريم6/.
3- سورة التوبة119/.
4- سورة المائدة56/.
5- سورة المائدة55/.
6- الأصل(فعلقها).
7- سورة الزمر9/.
8- سورة يونس35/.

فلو جاز للأمة الايتمام بمن لا يعلم،أو بمن يجهل،لم يقل به إبراهيم عليه السّلام لأبيه لِمَ تَعْبُدُ ما لا يَسْمَعُ وَ لا يُبْصِرُ وَ لا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً (1).

فالناس أتباع من أتّبعوه من أئمة الحق و أئمة الباطل،قال الله عز و جلّ يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولئِكَ يَقْرَؤُنَ كِتابَهُمْ وَ لا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً (2)فمن ائتمّ بالصادقين حشر معهم،قال رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

(المرء مع من أحبّ) (3).قال إبراهيم عليه السّلام(القول لله على لسان إبراهيم): فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي (4).

أصل الإيمان العلم

و أصل الإيمان في العلم،و قد جعل الله تعالى له أهلا ندب الى طاعتهم و مسألتهم فقال: فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (5).

و قال جلّت عظمته وَ أْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها و البيوت في هذا الموضع اللاتي عظّم الله بنائها بقوله بُيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ

ص: 148


1- سورة مريم42/.
2- سورة الأسراء71/.
3- ذكره مسلم ج-42/8:جاء أعرابي الى النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقال:يا رسول الله متى الساعة؟فقال: و ما أعددت لها كثير،صلاة و صيام إلا أنني أحب الله و رسوله فقال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم(المرء مع من أحب)قال أنس:فما رأيت المسلمين فرحوا بشيء بعد الإسلام فرحهم بذلك.و رواه البخاري/أدب96/،و الترمذي/زهد50/،و حلية الأولياء ج 114/4،جامع السعادات ج-152/3.
4- سورة إبراهيم36/.
5- سورة النحل43/.

فِيهَا اسْمُهُ (1) ثم بين معناها لكيلا يظنّ أهل[الجاهلية] (2)انها بيوت مبنيّة فقال تعالى:: رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَ لا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللّهِ (3)فمن طلب العلم في هذه الجهة أدركه.

[و قال رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم(أنا) (4)مدينة الحكمة و علي بابها فمن أراد الحكمة فليأتها من بابها) (5).و كل هذا منصوص في كتابه تعالى ألا ان له أهلا يعلمون تأويله.

فمن عدل عنهم الى الذين ينتحلون ما ليس لهم.و يتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة و ابتغاء تأويله و هو تأويله بلا برهان و لا دليل و لا هدى.هلّك و أهلك و خسرت صفقته و ضلّ سعيه إِذْ[تَبَرَّأَ] 6الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا[وَ] 7رَأَوُا الْعَذابَ وَ تَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ (6)و أنما هو حق و باطل،و إيمان و كفر،و علم و جهل،و سعادة و شقوة، و جنة و نار.لن يجتمع الحق و الباطل في قلب إمرئ قال الله تعالى:

ما جَعَلَ اللّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ (7) ./.

ص: 149


1- سورة النور36/.
2- الأصل(الجهلية).
3- سورة النور37/.
4- الأصل(الجملة ساقطة).
5- رواه الترمذي في الناقب ج-171/13(حدثنا إسماعيل بن موسى حدثنا محمد بن عمر بن الرومي حدثنا شريك عن سلمة بن كهيل عن سويد بن غفلة عن الصنابحي عن علي عليه السّلام قال قال رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:أنا دار الحكمة و علي بابها).و رواه أبي نعيم الحافظ في حلية و الأولياء ج-64/1،كنز العمال ج-401/6،تاريخ بغداد ج-204/11.
6- سورة البقرة166/.
7- سورة الأحزاب4/.

و إنما هلك الناس حين ساووا بين أئمة الهدى،و بين أئمة الكفر.

و قالوا:ان الطاعة مرفوضة لكلّ من قام مقام النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم برا كان أو فاجرا،فأتوا من قبل ذلك (1).

قال الله سبحانه: أَ فَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ* ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (2).

و قال الله تعالى: هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَ الْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُماتُ وَ النُّورُ (3)و قال فيمن سمّوهم من أئمة الكفر بأسماء أئمة الهدى ممن غصب أهل الحق ما جعله الله لهم.و فيمن أعان أئمة الظلال على ظلمهم إِنْ هِيَ إِلاّ أَسْماءٌ سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَ آباؤُكُمْ ما أَنْزَلَ اللّهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ (4).

فأخبرهم الله سبحانه بعظيم افترائهم على جملة أهل الإيمان بقوله تعالى: إِنَّما يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللّهِ (5).

و قوله تعالى: وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللّهِ (6).

و بقوله سبحانه: أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ (7)./.

ص: 150


1- أي أتى هلاكهم من قبل ذلك حيث قال:أتى فلان من مأمنه إذا جاءه الهلاك من جهة أمنه.
2- سورة القلم35/.
3- سورة الرعد16/.
4- سورة النجم23/.
5- سورة النحل105/.
6- سورة القصص50/.
7- سورة السجدة18/.

و بقوله سبحانه: أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ (1).

و قوله تعالى: أَ فَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ (2).

فبيّن الله عز و جلّ بين الحق و الباطل في كثير من آيات القرآن.و لم يجعل للعباد عذرا في مخالفة أمره بعد البيّنات و البرهان،و لم يتركهم في لبس من أمرهم و لقد ركب القوم من الظلم و الكفر في اختلافهم بعد نبيّهم و تفريقهم الأئمة،و تشتيت أمر المسلمين[و اعتدائهم] (3)على أوصياء رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بعد ان تبيّن لهم من الثواب على الطاعة و العقاب على المعصية بالمخالفة،فاتّبعوا أهوائهم،و تركوا ما أمر الله به و رسوله.قال تعالى:: وَ ما تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ إِلاّ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ (4).

ثم أبان فضل المؤمنين فقال سبحانه: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (5).ثم وصف ما أعدّه من كرامته تعالى لهم.و ما أعدّه لمن أشرك به،و خالف أمره و عصى وليّه،من النقمة و العذاب،ففرّق بين صفات المهتدين و صفات المعتدين فجعل ذلك/.

ص: 151


1- سورة السجدة18/.
2- سورة محمد14/.
3- الأصل(و أعدائكم).
4- سورة البينة4/.
5- سورة البينة7/.

فترى من هو الإمام الذي يستحقّ هذه الصفة من الله عز و جلّ، المفروض على الأمة طاعته؟من لم يشرك بالله تعالى طرفة عين،و لم يعصه في دقيقه و لا جليله قط؟أم من أنفذ عمره و أكثر أيّامه في عبادة الأوثان،ثم أظهر الإيمان و أبطن النفاق؟و هل من صفة الحكيم أن يطهّر الخبيث بالخبيث،و يقيم الحدود على الأمة من في جنبه الحدود الكثيرة، و هو سبحانه يقول: أَ تَأْمُرُونَ النّاسَ بِالْبِرِّ وَ تَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَ أَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتابَ أَ فَلا تَعْقِلُونَ (1).

أ و لم يأمر الله عز و جلّ نبيه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بتبليغ ما عهده إليه في وصيه،و إظهار إمامته و ولايته بقوله: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ (2).فبلّغ الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ما قد سمع.

و أعلم ان الشياطين اجتمعوا الى إبليس فقالوا له:أ لم تكن أخبرتنا أنّ محمد إذا مضى نكثت أمّته بعهده و نقضت سنّته،و أنّ الكتاب الذي جاء به يشهد بذلك و هو قوله: وَ ما مُحَمَّدٌ إِلاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ (3)فكيف يتم هذا و قد نصّب لأمّته علما،و أقام لهم إماما؟فقال لهم إبليس:لا تجزعوا من هذا،فأن أمته ينقضون عهده،و يغدرون بوصيّه من بعده، و يظلمون أهل بيته،و يهملون ذلك لغلبة حبّ الدنيا على قلوبهم،/.

ص: 152


1- سورة البقرة44/.
2- سورة المائدة67/.
3- سورة آل عمران144/.

و تمكّن الحميّة و الضغائن في نفوسهم،و استكبارهم و عزّهم،فأنزل الله تعالى: وَ لَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلاّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (1).

ثانيا:

و أما الكفر المذكور في كتاب الله تعالى فخمسة وجوه:منها كفر الجحود و منها كفر فقط.و الجحود ينقسم على وجهين،و منها كفر الترك لما أمر الله تعالى به،و منه كفر البراءة،و منها كفر النعيم.

1.فأما كفر الجحود:

أ.فأحد الوجهين منه جحود الوحدانية (2)،و هو قول من يقول:لا ربّ و لا جنّة و لا نار و لا بعث و لا نشور،و هؤلاء صنف من الزنادقة و صنف من الدهريّة الذين يقولون(و ما يهلكنا إلا الدهر) و ذلك رأي و ضعوه لأنفسهم،استحسنوه بغير حجة فقال الله تعالى:

إِنْ هُمْ إِلاّ يَظُنُّونَ (3) و قال: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَ أَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (4)أي لا يؤمنون بتوحيد الله (5).

ب.و الوجه الآخر من الجحود هو الجحود مع المعرفة بتحقيقه (6)،قال تعالى: وَ جَحَدُوا بِها وَ اسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَ عُلُوًّا (7)/.

ص: 153


1- سورة سبأ20/.
2- أي الكفر بتوحيد الله و الإنكار له.قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ صَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللّهِ . سورة محمد32/-و سورة الحج4/يعني الذين كفروا بتوحيد الله.
3- سورة الجاثية24/.
4- سورة البقرة6/.
5- الوجوه و النظائر33/،وجوه القرآن/ق 125،إصلاح الوجوه405/.
6- الأشباه و النظائر95/،التصاريف104/،الوجوه و النظائر33/.
7- سورة النمل14/.

و قال سبحانه: وَ كانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكافِرِينَ (1)أي جحدوه بعد أن عرفوه.

2.و أما الوجه الثالث من الكفر،فهو كفر الترك لما أمر الله به (2)، و هو من المعاصي قال الله سبحانه: وَ إِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِماءَكُمْ وَ لا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَ أَنْتُمْ تَشْهَدُونَ* -الى قوله- أَ فَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتابِ وَ تَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ (3)فماتوا كفارا لتركهم ما أمر الله تعالى به،فنسبهم الى الإيمان بإقرارهم بألسنتهم على الظاهر دون الباطن،فلم ينفعهم ذلك قوله تعالى: فَما جَزاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ مِنْكُمْ إِلاّ خِزْيٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا (4)الى آخر الآية.

3.و أما الوجه الرابع من الكفر،فهو ما حكاه تعالى من قول إبراهيم عليه السّلام وَ بَدا بَيْنَنا وَ بَيْنَكُمُ الْعَداوَةُ وَ الْبَغْضاءُ أَبَداً حَتّى تُؤْمِنُوا بِاللّهِ وَحْدَهُ (5)فقوله كَفَرْنا بِكُمْ أي تبرأنا منكم (6).و قال سبحانه في قصة إبليس و تبرئه من أوليائه من الأنس يوم القيامة إِنِّي كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ (7)أي تبرأت منكم،و قوله تعالى: إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ/.

ص: 154


1- سورة البقرة89/.
2- نزهة الأعين515/،كشف السرائر33/،وجوه القرآن/ق 125.
3- سورة البقرة84/-85.
4- سورة البقرة85/.
5- سورة الممتحنة4/.
6- هذا الوجه هو(كفر البراءة)،الوجوه و النظائر34/،وجوه القرآن/ق 125.
7- سورة إبراهيم29/.

دُونِ اللّهِ أَوْثاناً مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا -الى قوله- يَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَ يَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً (1)الآية.

4.أما الوجه الخامس من الكفر و هو كفر النعم (2)،قال الله تعالى عن قول سليمان عليه السّلام: هذا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَ أَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ (3)الآية و قوله عز و جلّ: لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَ لَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ (4).و قال تعالى: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَ اشْكُرُوا لِي وَ لا[تَكْفُرُونِ] (5) (6).

ثالثا:

فأما ما جاء من ذكر الشرك في كتاب الله تعالى فمن أربعة وجوه:

1-[الوجه الأول] (7)قوله تعالى: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَ قالَ الْمَسِيحُ يا بَنِي إِسْرائِيلَ اعْبُدُوا اللّهَ رَبِّي وَ رَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَ مَأْواهُ النّارُ وَ ما لِلظّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ (8)فهذا شرك القول و الوصف (9)./.

ص: 155


1- سورة العنكبوت25/.
2- الأشباه و النظائر96/،كشف السرائر33/،التصاريف104/،و الوجوه و النظائر34/.
3- سورة النمل40/.
4- سورة إبراهيم7/.
5- الأصل(تكفرن).
6- سورة البقرة152/.
7- الأصل(ساقطة).
8- سورة المائدة72/.
9- أي الأشراك الذي يعدل به غيره و مثله في سورة النساء36/ قوله تعالى: وَ اعْبُدُوا اللّهَ وَ لا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً أي لا تعدلوا به غيره و قوله تعالى:في سورة النساء48/ و 116 إِنَّ اللّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ يعني من يعدل به غيره.وجوه القرآن/ق 86.اصلاح الوجوه262/.

2-و أما الوجه الثاني من الشرك فهو شرك الأعمال (1)قال الله تعالى وَ ما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاّ وَ هُمْ مُشْرِكُونَ (2)و قوله سبحانه:

اِتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَ رُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللّهِ (3) .على أنهم لم يصوموا لهم و لم يصلّوا،لكنهم أمروهم و نهوهم فأطاعوهم،و قد حرّموا عليهم حلالا و أحلّوا لهم حراما،فعبدوهم من حيث لا يعلمون فهذا شرك الأعمال و الطاعات.

3-و أما الوجه الثالث من الشرك شرك الزنا (4)قال الله تعالى:

[وَ شارِكْهُمْ] 5فِي الْأَمْوالِ وَ الْأَوْلادِ (5) فمن أطاع ناطقا قد عبده.فأن كان الناطق ينطق عن الله تعالى فقد عبد الله،و إن كان ينطق عن غير الله تعالى فقد عبد غير الله.

4-و أما الوجه الرابع من الشرك فهو شرك الرياء (6)قال الله تعالى: فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَ لا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً (7)فهؤلاء صاموا و صلوا و استعملوا أنفسهم بأعمال أهل الخير إلا أنهم يريدون به رياء الناس فأشركوا لما أتوه من الرياء./.

ص: 156


1- الأشباه و النظائر97/.التصاريف106/،الوجوه و النظائر35/.
2- سورة يوسف106/.
3- سورة التوبة31/.
4- إصلاح الوجوه262/،كشف السرائر35/،نزهة الأعين371/.
5- سورة الأسراء64/.
6- فهذا الوجه يفضل إن يتبع لوجه الأعمال.الأشباه و النظائر97/،وجوه القرآن/ق 86، التصاريف106/.
7- سورة الكهف110/.

أنهم يريدون به رياء الناس فأشركوا لما أتوه من الرياء.

فهذه جملة وجوه الشرك في كتاب الله تعالى.

ص: 157

وجوه الظلم في القرآن

وجوه الظلم (1)في القرآن

و أما ما ذكر من الظلم في كتابه فوجوه شتى فمنها ما حكاه الله تعالى عن قول لقمان لابنه يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (2).

و من الظلم مظالم الناس فيما بينهم من معاملات الدنيا (3)،و هي شتى قال الله تعالى: وَ لَوْ تَرى إِذِ الظّالِمُونَ فِي غَمَراتِ الْمَوْتِ وَ الْمَلائِكَةُ

ص: 158


1- وجه الظلم هنا يعني(الشرك)مثله قوله عز و جلّ في سورة الأنعام82/ اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ لَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ يعني(بشرك)ذكره الأشباه و النظائر120/.نزهة الأعين426/. الوجوه و النظائر102/.
2- سورة لقمان13/.
3- قسم الظلم الذي يعني مظالم الناس فيما بينهم على ثلاثة وجوه: أ.الظلم:يعني ظلم العبد لنفسه،فذلك قوله في سورة البقرة231/ وَ لا تُمْسِكُوهُنَّ ضِراراً لِتَعْتَدُوا وَ مَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ أي بمعصية من غير شرك.و قوله عز و جلّ في سورة الطلاق1/ وَ مَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ في امر الطلاق أيضا بمعصية من غير شرك.و مثلها في قوله تعالى:في سورة البقرة231/ وَ مَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ و قال تعالى:في سورة فاطر32/ فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ يعني أصحاب الكبائر من أهل التوحيد، ظلموا أنفسهم بالذنوب من غير شرك.التصاريف215/،إصلاح الوجوه208/،الوجوه و النظائر102/. ب.الظلم:يعني الذي يظلم الناس،فذلك قوله عز و جلّ في سورة الشورى40/ وَ جَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها فَمَنْ عَفا وَ أَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظّالِمِينَ .يعني من يبدأ بالظلم للناس. .لأشباه و النظائر121/،الوجوه و النظائر102/،إصلاح الوجوه308/. ج.الظلم:يعني النقص،فذلك قوله تعالى:في سورة الكهف32/ كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَها وَ لَمْ

باسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ بِما كُنْتُمْ تَقُولُونَ (1) الآية.

الرد على من أنكر زيادة الكفر

فأما الرد على من أنكر زيادة الكفر فمن ذلك قول الله عز و جلّ في كتابه إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ (2).

و قوله تعالى: وَ أَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ[فَزادَتْهُمْ] 3رِجْساً إِلَى [رِجْسِهِمْ] 4وَ ماتُوا وَ هُمْ كافِرُونَ (3).

و قوله[تعالى] (4)إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا[ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا] 7ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً (5)الآية،و غير ذلك في كتاب الله كثير.

الفرائض في القرآن

اشارة

و أما ما فرضه سبحانه من الفرائض في كتابه،فدعائم الإسلام

ص: 159


1- سورة الأنعام93/.
2- سورة التوبة37/.
3- سورة التوبة125/.
4- الأصل(ساقطة).
5- سورة النساء137/.

و هي خمسة دعائم و على هذه الفرائض الخمسة بني الإسلام،فجعل سبحانه لكلّ فريضة من هذه الفرائض أربع حدود[لا يسع] (1)أحدا جهلها:

أولها:الصلاة.

ثانيها:الزكاة.

ثالثها:الصيام.

رابعها:الحج.

خامسها:الولاية و هي خاتمتها،و الحافظة لجميع الفرائض و السنن.

1.الصلاة:

فحدود الصلاة أربعة:معرفة الوقت،و التوجه الى القبلة، و الركوع،و السجود،و هذه عوّام في جميع الناس،العالم و الجاهل، و ما يتصل بها من جميع أفعال الطهارة و الأذان و الإقامة و غير ذلك.

و لما علم الله سبحانه ان العباد لا يستطيعون ان يؤدّوا هذه الحدود كلها على حقائقها جعل فيها فرائض.و هي الأربعة المذكورة، و جعل ما فيها من هذه الأربعة من القراءة و الدعاء و التسبيح و التكبير و الأذان و الإقامة و ما شاكل ذلك سنّة واجبة،من أحبها يعمل بها اعمالا فهذا ذكر حدود الصلاة.

ص: 160


1- الأصل(لا يسمع).

2.الزكاة:

و أما حدود الزكاة فأربعة:

أولها:معرفة الوقت الذي يجب فيه الزكاة.

ثانيها:القيمة.

ثالثها:الموضع الذي توضع فيه الزكاة.

رابعها:العدد.

فأما معرفة العدد و القيمة،فإنه على الإنسان ان يعلم كم يجب من الزكاة في الأموال التي فرضها الله تعالى من الإبل و البقر و الغنم و الذهب و الفضّة و الحنطة و الشعير و التمر و الزبيب.فيجب ان يعرف كم يخرج من العدد و القسمة (1).و يتبعها الكيل و الوزن و المساحة فما كان من العدد،فهو من باب الإبل و البقر و الغنم،و أما المساحة فمن باب الأرضين و المياه،و ما كان من الكيل فمن باب الحبوب التي هي اقوات الناس في كلّ بلد،و أما الوزن فمن الذهب و الفضة و سائر ما يوزن من أبواب سلع التجارات مما لا يدخل في العدد و لا الكيل، فإذا عرف الإنسان ما يجب عليه في هذه الأشياء و عرف الوضع الذي توضع فيه كان مؤديا للزكاة على ما فرض الله تعالى.

3.الصيام:

و أما حدود الصيام فأربعة حدود:

ص: 161


1- في النسخة الثانية:(معرفة العدد و القيمة).و كأن ذكر القيمة لأنه قد يجوز أداء القيمة بدل العين،و ذكر المساحة لأنه قد يضمن العامل حصة الفقراء بعد الخرص قبل الحصاد، فيحتاج الى المساحة.

أولها:اجتناب الأكل و الشرب.

ثانيها:اجتناب النكاح.

ثالثها:اجتناب القيء متعمدا.

رابعها:اجتناب الارتماس في الماء و ما يتصل بها،و ما يجري مجراها من السنن كلها.

4.الحج:

و أما حدود الحج فأربعة و هي:

أولها:الأحرام.

ثانيها:الطواف بالبيت.

ثالثها:السعي بين الصفا و المروة.

رابعها:الوقوف بين الموقفين.

و ما يتبعها و يتصل بها فمن ترك هذه الحدود وجب عليه الكفارة و الإعادة.

و أما حدود الوضوء للصلاة،فغسل اليدين و الوجه و المسح على الرأس و على الرجلين و ما يتعلق و ما يتصل بها سنّة واجبة على من عرفها،و قدر على فعلها.

5.الولاية:

و أما حقوق الإمام المستحق للإمامة (1)فمنها:

ص: 162


1- الإمامة:لغة:أممت القوم في الصلاة إمامة،و أنتم به:اقتدى به،و جمعه أئمة و أصله أيمة على فاعله مثل أناة و آنية و آله و آلهة.و قد عرفها السيد المرتضى بأنها تجري.في اللغة علم اللغة معنى الأتباع و الاقتداء و الإجماع حاصل على هذه الجملة يعني ان الإمام مقتدى به.

[أولها] (1):أن يعلم الإمام المتولي عليه أنه معصوم من الذنوب كلها صغيرها و كبيرها،لا يزلّ في الفتيا و لا يخطئ في الجواب و لا يسهو و لا ينسى،و لا يلهو بشيء من أمر الدنيا.

ثانيها:أن يكون أعلم الناس بحلال الله و حرامه،و ضروب أحكامه و أمره و نهيه،و جميع ما يحتاج اليه الناس،فيحتاج الناس إليه و يستغني عنهم.

ثالثها:يجب ان يكون أشجع الناس لأنه فئة المؤمنين التي يرجعون اليها،إن انهزم من الزّحف انهزم الناس بانهزامه.

رابعها:يجب ان يكون أسخى الناس و إن بخل أهل الأرض كلّهم لأنه إن استولى الشحّ عليه شحّ على ما في يديه من أموال المسلمين.

خامسها:العصمة (2)من جميع الذّنوب،و بذلك يتميز من المأمومين الذين هم غير المعصومين،لأنه لو لم يكن معصوما لم يؤمن عليه ان يدخل فيما يدخل فيه الناس من موبقات الذّنوب المهلكات،/.

ص: 163


1- الصحاح ج-1865/5،لسان العرب ج-289/14. و عرفها اصطلاحا:بأنها:الولاية العامة على جميع أمور المسلمين و هي أعلى منازل الدين بعد النبوة.كتاب الأمالي65/-147.
2- العصمة:في اللغة بمعنى الحفظ أو المنع،يقال عصمته عن الطعام أي منعته عن تناوله.أما اصطلاحا فقد عرفها السيد المرتضى و العلامة الحلي بأنها(اللطف الحفي الذي يفعله الله تعالى فيختار العبد عنده الامتناع من فعل القبيح،فيقال على هذا ان الله عصمه بأن فعل له ما أختار عنده العدول عن القبيح).تنزيه الأنبياء53/،لسان العرب ج-404/12،باب الحادي عشر42/،نهج المسترشدين93/،كشف الحق76/-77،كشف الفوائد72/.

و الشهوات و اللذات،و لو دخل في هذه الأشياء لاحتاج الى من يقيم عليه الحدود،فيكون حينئذ إماما مأموما،و لا يجوز أن يكون الإمام بهذه الصفة.

و أما وجوب كونه أعلم الناس فإنه لو لم يكن عالما لم يؤمن ان يقلب الأحكام و الحدود،و يختلف عليه القضايا المشكّلة فلا يجيب عنها بخلافها،أما وجوب كونه أشجع الناس فيما قدّمناه،لأنه لا يصحّ أن ينهزم فيبوء بغضب من الله تعالى و هذه لا يصح ان يكون صفة الإمام.

و أما وجوب كونه أسخى الناس فيما قدّمناه و هذا يليق بالإمام.

و قد جعل الله عز و جلّ لهذه الأربعة فرائض دليلين أبان لنا بهما المشكلات و هما الشمس و القمر:أي النبيّ و وصيّه بلا فصل.

الزجر في القرآن

و أما الزجر في كتاب الله عز و جلّ فهو ما نهى الله سبحانه و وعد العقاب لمن خالفه مثل قوله تعالى: وَ لا تَقْرَبُوا الزِّنى إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً [و مقتا] (1)وَ ساءَ سَبِيلاً (2).

و قوله تعالى: وَ لا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ إِلاّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ (3).

و قوله سبحانه: لا تَأْكُلُوا الرِّبَوا أَضْعافاً مُضاعَفَةً (4).

ص: 164


1- الأصل(زائدة).
2- سورة الأسراء32/.
3- سورة الأنعام152/.
4- سورة آل عمران130/.

و قوله[تعالى] (1)وَ لا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاّ بِالْحَقِّ (2).

و مثل هذا كثير في كتاب الله تعالى.

الترغيب في القرآن

و أما ترغيب العبادة في كتاب الله تعالى وَ مِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً (3).

و قوله[تعالى] (4)مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً[طَيِّبَةً] 5وَ لَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (5).

و قوله[تعالى] (6)وَ مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيها بِغَيْرِ حِسابٍ (7).

و قوله[تعالى] (8)فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ* وَ مَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (9).

ص: 165


1- الأصل(ساقطة).
2- سورة الأنعام151/.
3- سورة الأسراء79/.
4- الأصل(ساقطة).
5- سورة النحل97/.
6- الأصل(ساقطة).
7- سورة غافر40/.
8- الأصل(ساقطة).
9- سورة الزلزلة7/-8.

و قوله[تعالى] (1)يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ* تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ (2).الآية.

و قوله[تعالى] (3)إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَ نُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً (4).

و أمثال ذلك كثير في كتاب الله تعالى.

الترهيب في القرآن

أما الترهيب في كتاب الله فقوله سبحانه: يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ -الى قوله- وَ لكِنَّ عَذابَ اللّهِ شَدِيدٌ (5).

و قوله عز و جلّ: وَ اتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفّى[كُلُّ] 6نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَ هُمْ لا يُظْلَمُونَ (6).

و قوله تعالى: يا أَيُّهَا[النّاسُ] 8اتَّقُوا [اللّه] رَبَّكُمْ وَ اخْشَوْا يَوْماً لا يَجْزِي والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَ لا مَوْلُودٌ هُوَ جازٍ عَنْ والِدِهِ شَيْئاً (7)الى آخر الآية.

ص: 166


1- الأصل(ساقطة).
2- سورة الصف10/،11.
3- الأصل(ساقطة).
4- سورة النساء31/.
5- سورة الحج1/-2.
6- سورة البقرة281/.
7- سورة لقمان31/.

و قوله تعالى: إِنَّ[الَّذِينَ] 1يَسْتَكْبِرُونَ[عَنْ] 2عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ (1)الآية.

الجدال و معانيه في القرآن

أما الجدال (2)و معانيه في كتاب الله[فقوله] (3)تعالى وَ إِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ* يُجادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ ما تَبَيَّنَ كَأَنَّما يُساقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَ هُمْ يَنْظُرُونَ (4).

و لما خرج رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الى بدر كان خروجه في طلب العدو، و قال لأصحابه:إن الله عز و جلّ قد وعدني أن[أظفر] (5)بالعير أو بقريش، فخرجوا معه على هذا فلما أقبلت العير و أمره الله بقتال قريش أخبر أصحابه فقال:إن قريشا قد أقبلت و قد وعدني الله سبحانه احدى الطائفتين انها لكم و أمرني بقتال قريش.

ص: 167


1- سورة غافر60/.
2- قسم الجدال الى وجهين: أ.منه يعني:الخصومة،في قوله تعالى:في سورة الرعد13/ وَ هُمْ يُجادِلُونَ فِي اللّهِ يعني:يخاصمن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في الله عز و جلّ.و قوله تعالى: يُجادِلُنا فِي قَوْمِ لُوطٍ سورة هود74/ يعني:يخاصمنا.و قوله في سورة الحج3/ وَ مِنَ النّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللّهِ . ب.و منه يعني:المراء،في قوله تعالى:في سورة هود32/ قالُوا يا نُوحُ قَدْ جادَلْتَنا يعني:ماريتنا فأكثرت جدالنا.و قال في سورة غافر4/ ما يُجادِلُ فِي آياتِ اللّهِ يعني: ما يمارئ.الأشباه و النظائر310/،وجوه القرآن63/،الوجوه و النظائر374/.
3- الأصل(ساقطة).
4- سورة الأنفال5/-6.
5- الأصل(أظهر).

قال:فجزعوا من ذلك و قالوا:يا رسول الله فانا لم نخرج على أهبة الحرب قال:و أكثر قوم منهم الكلام و الجدال،فأنزل الله تعالى وَ إِذْ يَعِدُكُمُ اللّهُ إِحْدَى الطّائِفَتَيْنِ أَنَّها لَكُمْ وَ تَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ -الى قوله- وَ يَقْطَعَ دابِرَ الْكافِرِينَ (1).و كقوله سبحانه قَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَ تَشْتَكِي إِلَى اللّهِ (2).و قوله سبحانه وَ جادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ (3).

و مثل هذا[كثير في كتاب الله تعالى] (4).

[و أما] (5)الاحتجاج على الملحدين و أصناف المشركين مثل قوله حكاية عن قول إبراهيم عليه السّلام أَ لَمْ تَرَ إِلَى[الَّذِي] 6حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتاهُ اللّهُ الْمُلْكَ (6)الى آخر الآية.

و قوله سبحانه عن الأنبياء في مجادلتهم لقومهم في سورة الأعراف و غيرها.و قوله تعالى:حكاية عن قوم نوح صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يا نُوحُ قَدْ جادَلْتَنا فَأَكْثَرْتَ جِدالَنا فَأْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصّادِقِينَ (7).

و مثل هذا كثير موجود في مجادلة الأمم للأنبياء./.

ص: 168


1- سورة الأنفال7/.
2- سورة المجادلة1/.
3- سورة النحل125/.
4- الأصل(ساقطة).
5- الأصل(ساقطة).
6- سورة البقرة258/.
7- سورة هود32/.

القصص في القرآن

(1) و أما في كتاب الله تعالى من القصص عن الأمم فإنه ينقسم على ثلاثة أقسام:فمنه ما مضى،و منه ما كان في عصره،و منه ما أخبر الله تعالى به أنه يكون بعده.

1.فأما ما معنى فما حكاه الله تعالى فقال: نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِما أَوْحَيْنا إِلَيْكَ هذَا الْقُرْآنَ (2).

و منه قول موسى لشعيب فَلَمّا جاءَهُ وَ قَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظّالِمِينَ (3).

و منه ما انزل الله من ذكر شرائع الأنبياء و قصصهم و قصص أممهم، حكاية عن آدم الى نبينا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و عليهم أجمعين.

ص: 169


1- لقد قسم الباحثون في فن كتابة القصص الى قسمين رئيسيين و هي القصة الواقعية و القصة الخيالية..لذا ان قصص القرآن الكريم-كلها بلا استثناء-تعتبر فريدة من نوعها،فهي تجمع بين الواقعية و الخيال في أعجاز تتقاصر عنه و تتضاءل آراءه قدرة أي كاتب قصصي مهما بلغ شأوة أو رسخت قدمه في ميدان التأليف القصصي،و ليس المقصود بالأسلوب الرومانتيكي في قصص القرآن هو ان بعض قصصه خيالية لا أساس لها من الواقع و لكن المقصود بلا شك انه على الرغم من واقعية هذه القصص فإنه أسلوبها المعجز أسبغ عليها من روعة التشبيهات ما جعلها فريدة من نوعها من حيث الجمع بين الخيالية و الواقعية.
2- سورة يوسف3/.
3- سورة القصص25/.

2.و أما الذي كان في عصر النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فمنه ما أنزل الله تعالى في مغازيه و أصحابه و توبيخهم و مدح من مدح منهم،و ذمّ من ذمّ منهم، و ما كان من خير و شر و قصة كل فريق منهم،مثل ما قص من قصة غزاة بدر،و أحد،و خيبر،و حنين،و غيرها من المواطن و الحروب، و مباهلة النصارى،و محاربة اليهود،و غيره،مما لو شرح لطال به الكتاب.

3.و أما قصص ما يكون بعده فهو كل ما حدث بعده مما أخبر النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم به و ما لم يخبر،و القيامة و أشراطها،و ما يكون من الثواب و العقاب،و أشباه ذلك.

الأمثال في القرآن

و أما ما في كتاب الله تعالى من ضرب الأمثال (1)فمثل قوله

ص: 170


1- أن أول من تحدث عن المثل القرآني و أقدم من حدد وجوه دلالته في الاستعمال القرآني هو مقاتل بن سليمان البلخي المتوفي عام 150 ه-،و قد تطرق الى هذا المعنى في كتابه الأشباه و النظائر في القرآن الكريم ج-207/1-208 و كتاب الصورة الفنية في المثل القرآني60/-61. لذا حدد المثل في القرآن على أربعة وجوه: 1.المثل:يعني الشبه،فذلك قوله تعالى:في سورة العنكبوت43/ وَ تِلْكَ الْأَمْثالُ يعني الأشبه نَضْرِبُها لِلنّاسِ يعني نصفها.و قوله في سورة النحل75/ وَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً أي وصف شبيها.و قوله في سورة الفتح29/ ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَ مَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ يعني شبههم. 2.المثل:يعني التسير،فذلك قوله في سورة البقرة214/ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَ لَمّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ يعني سير الذين خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ من الملأ يعني مؤمني الأمم الخالية. 3.المثل:يعني العبرة،فذلك قوله في سورة الزخرف56/ فَجَعَلْناهُمْ سَلَفاً وَ مَثَلاً يعني و عبرة.

تعالى: ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ (1)الى آخر الآية.

و قال تعالى: مَثَلُ ما يُنْفِقُونَ فِي هذِهِ الْحَياةِ الدُّنْيا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيها صِرٌّ أَصابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ (2)الآية.

و كقوله: اَللّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ (3)الى آخر الآية.

و إنما ضرب الله سبحانه هذه الأمثال للناس في كتابه ليعتبروا بها، و ليستبدلوا بها ما أراده منهم من الطاعة و هو كثير في كتاب الله تعالى.

التنزيل و التأويل في القرآن

اشارة

و أما ما في كتابه من معنى التنزيل (4)و التأويل 5فمنه ما تأويله في

ص: 171


1- للآخرين-أي لمن بعدهم.كقوله لعيسى عليه السّلام في سورة الزخرف59/ إِنْ هُوَ إِلاّ عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَيْهِ وَ جَعَلْناهُ مَثَلاً لِبَنِي إِسْرائِيلَ يعني غبرة لبني إسرائيل. 4.المثل:يعني العذاب،فذلك قوله في سورة الفرقان39/ وَ كُلاًّ ضَرَبْنا لَهُ الْأَمْثالَ يعني وصفنا له العذاب،فإنه زال بهم في الدنيا-يعني الأمم الخالية-نظيرها في سورة إبراهيم45/ حيث يقول وَ ضَرَبْنا لَكُمُ الْأَمْثالَ يعني وصفنا لكم العذاب.
2- سورة آل عمران117/.
3- سورة النور35/.
4- التنزيل:هو موضع الآيات القرآنية في موضع ضوء المفاهيم اللغوية مع ملاحظة موارد النزول و القراءات المحيطة به.

تنزيله،و منه ما تأويله قبل تنزيله،و منه ما تأويله مع تنزيله،و منه ما تأويله بعد تنزيله.

1- فأما[الذي] تأويله[في تنزيله] :

/1فأما[الذي] (1)تأويله[في تنزيله] (2):

فهو كل آية محكمة نزلت في تحريم شيء من الأمور المتعارفة التي كانت عن أيام العرب.تأويلها في تنزيلها فليس يحتاج فيها الى تفسير أكثر من تأويلها و ذلك قوله تعالى:في التحريم حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ وَ بَناتُكُمْ وَ أَخَواتُكُمْ (3)الآية.و قوله: إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَ الدَّمَ وَ لَحْمَ الْخِنْزِيرِ (4).و قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَ ذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا -الى قوله- وَ أَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَ حَرَّمَ الرِّبا (5)و قوله تعالى: قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاّ تُشْرِكُوا[بِهِ] 6شَيْئاً -الى قوله- لَعَلَّكُمْ

ص: 172


1- الأصل(الذين).
2- الأصل(ساقطة).
3- سورة النساء23/.
4- سورة البقرة173/.
5- 2.التأويل بمعنى العاقبة أو المصير:فذلك قوله في سورة النساء59/ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَ الرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ ذلِكَ خَيْرٌ وَ أَحْسَنُ تَأْوِيلاً ]أي عاقبة و مصيرا 3.التأويل بمعنى تعبير الرؤيا:فذلك قوله في سورة يوسف100/ هذا تَأْوِيلُ رُءْيايَ مِنْ قَبْلُ و قوله وَ ما نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلامِ بِعالِمِينَ .أي المقصود من الرؤيا و تعبيرها. و هناك اختلاف كبير بين علماء المسلمين في التمييز بين التفسير و التأويل فهل ان التفسير هو التأويل أو هما متغايران.دراسات في التفسير و رجاله17/-19.

تَذَكَّرُونَ (1) .و مثل ذلك في القرآن كثير مما حرم الله سبحانه،لا يحتاج المستمع الى مساءلة عنه.

و قوله عز و جلّ في معنى التحليل أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَ طَعامُهُ مَتاعاً لَكُمْ وَ لِلسَّيّارَةِ (2).

و قوله سبحانه: وَ إِذا حَلَلْتُمْ فَاصْطادُوا (3).

و قوله تعالى: يَسْئَلُونَكَ ما ذا أُحِلَّ[لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ] 4لَكُمُ الطَّيِّباتُ وَ ما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمّا عَلَّمَكُمُ اللّهُ (4)الآية.

و قوله تعالى: وَ طَعامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ (5).

و قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ إِلاّ ما يُتْلى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَ أَنْتُمْ حُرُمٌ (6).

و قوله تعالى: أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ (7).

و قوله تبارك: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللّهُ لَكُمْ (8).و مثل هذا كثير في كتاب الله تعالى./.

ص: 173


1- سورة الأنعام151/-152.
2- سورة المائدة96/.
3- سورة المائدة2/.
4- سورة المائدة4/.
5- سورة المائدة5/.
6- سورة المائدة1/.
7- سورة البقرة187/.
8- سورة المائدة87/.

2- و أما الذي تأويله قبل تنزيله:

فمثل قوله تعالى:في الأمور التي حدثت في عصر الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مما لم يكن الله أنزل فيها حكما مشروحا،و لم يكن عند النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فيها شيء،و لا عرف ما وجب فيها،مثل ذلك اليهود من بني قريظة و النضير،و ذلك ان رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لما هاجر الى المدينة كان بها ثلاثة بطون من اليهود من بني هارون منهم بني قريضة،و بنو النضير،و بنوا القينقاع فلما دخلت الأوس و الخزرج في الإسلام،جاءت اليهود الى رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقالوا:يا محمد قد أحببنا ان نهادنك الى ان نرى ما يصير اليه أمرك،فأجابهم رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم تكرّما و كتب إليهم كتابا أنه قد هادنهم و أقرّهم على دينهم لا يتعرّض لهم و أصحابهم[بأذيّة] (1)، و ضمّنوهم عن أنفسهم أنهم لا يكيدونه بوجه من الوجوه،و لا لأحد من أصحابه.

و كانت الأوس حلفاء بني قريظة،و الخزرج حلفاء بني النضير، و بنو النضير أكثر عددا من بني قريظة و أكثر أموالا،و كانت عدّتهم ألف مقاتل،و كان عدد بني قريظة مائة مقاتل،و كان اذا وقع بينهم قتل لم يرض بنو النضير ان يكون قتيل بقتيل بل يقولون نحن أشرف و أقوى و أعزّ.

ثم اتفقوا بعد ذلك ان يكتبوا بينهم كتابا شرطوا فيه:أيّما رجل من بني النضير قتل رجلا من بني قريظة دفع نصف الدّية،و حمّم وجهه،و معنى حمّم وجهه سخّم وجهه بالسواد-و معناه حمم بالفحم

ص: 174


1- الأصل(بأذنه).

-و يقعد على حمار و يحول وجهه الى ذنب الحمار،و نودي عليه في الحيّ و أيّما رجل من بني قريظة قتل رجلا من بني النضير كان عليه الدّية الكاملة،و قتل القاتل مع رفع الدّية.

فلما هاجر رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الى المدينة،و دخل الأوس و الخزرج في دين الإسلام،وثب رجل من بني قريظة على رجل من بني النضير فقتله،فبعث بنو النضير الى بني قريظة ابعثوا لنا بقاتل صاحبنا لنقتله، و ابعثوا لنا بالدّية،[فامتنعوا] (1)من ذلك و قالوا:ليس هذا حكم الله في التوراة و إنما هذا حكم ابتدعوه و ليس عليكم إلا الدّية أو القتل، فأن رضيتم بذلك و إلا بيننا محمد نتحاكم اليه جميعا.

قال:فبعث بنو النضير الى عبد الله بن أبي بن سلول و كان رأس المنافقين فقالوا:قد علمت ما بيننا من الحلف و الموادعة،و قد كنّا لكم يا معاشر الأنصار من الخزرج أنصارا على ما آذاكم و قد أمتنع علينا بنو قريظة بما شرطناه عليهم،و دعوناه الى حكم محمد و قد رضينا به، فأسأله ان لا ينقض شرطنا فقال لهم عبد الله بن أبي بن سلول:ابعثوا إليّ رجلا منكم ليحضر كلامي و كلام محمد فأن علمتم انه يحكم لكم و يقرّكم على ما كنتم عليه،فارضوا به،و ان لم يفعل فلا ترضوه لحكمه.

و جاء عبد الله بن أبي بن سلول الى رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و معه رجل من اليهود فقال:يا رسول الله ان هؤلاء اليهود لهم العدد و العدّة و المنعة و قد كانوا كتب بينهم كتاب شرط اتفقوا عليه فيما بينهم،و رضوا).

ص: 175


1- الأصل(فابتغوا).

جميعا به،و هم[صائرون] (1)إليك فلا تنقض عليهم شروطهم،فاغتمّ من كلامه و لم يجبه و دخل صلّى اللّه عليه و آله و سلّم منزله.

فأنزل الله عليه يا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قالُوا آمَنّا بِأَفْواهِهِمْ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ (2)يعني تعالى عبد الله بن أبي بن سلول.ثم قال سبحانه وَ مِنَ الَّذِينَ هادُوا سَمّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ (2)يعني به الرجل اليهودي الذي وافى مع عبد الله بن أبي بن سلول ليسمع ما يقول رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من الجواب لعبد الله.

و قال: لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ[مِنْ بَعْدِ] 4مَواضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هذا فَخُذُوهُ وَ إِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَ مَنْ يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً أُولئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ وَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ -الى قوله تعالى:- فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئاً (3).

و جعل سبحانه الأمر الى رسول الله إنّ شاء ان يحكم حكم بينهم،و ان شاء أعرض عنهم،ثم قال تعالى: وَ إِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ* وَ كَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَ عِنْدَهُمُ التَّوْراةُ فِيها[حُكْمُ اللّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَ ما أُولئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ* إِنّا أَنْزَلْنَا التَّوْراةَ فِيها] 6هُدىً وَ نُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هادُوا).

ص: 176


1- الأصل(صابرين).
2- سورة المائدة41/.
3- سورة المائدة41/،42.

وَ الرَّبّانِيُّونَ وَ الْأَحْبارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتابِ اللّهِ وَ كانُوا عَلَيْهِ[شُهَداءَ] 1فَلا تَخْشَوُا النّاسَ وَ اخْشَوْنِ وَ لا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَ مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ* وَ كَتَبْنا عَلَيْهِمْ فِيها أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَ الْعَيْنَ بِالْعَيْنِ [وَ الْأَنْفَ بِالْأَنْفِ] 2وَ الْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَ السِّنَّ بِالسِّنِّ وَ الْجُرُوحَ قِصاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفّارَةٌ لَهُ وَ مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الظّالِمُونَ* وَ قَفَّيْنا عَلى آثارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْراةِ وَ آتَيْناهُ الْإِنْجِيلَ (1) .

المظاهرة في القرآن

اشارة

و أما المظاهرة (2)في كتاب الله تعالى فأن العرب كانت اذا ظاهر رجل منهم امرأته حرمت عليه الى آخر[الأبد] (3).(فلما هاجر رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كان بالمدينة رجل من الأنصار يقال له:أوس بن الصّامت و كان أول رجل ظاهر في الإسلام و كان كبير السن به ضعف فجرى بينه و بين أهله كلام،و كانت امرأته تسمى خولة بنت ثعلبة الأنصاري فقال لها اوس:أنت عليّ كظهر أمي،ثمّ أنه ندم على ما كان منه،و قال، ويحك إنا كنّا في الجاهلية نحرّم علينا الازواج في مثل هذا من قبل

ص: 177


1- سورة المائدة42/-46.
2- المظاهر:قسم من أقسام الطلاق عند العرب الجاهلي حيث كان الرجل يقول لامرأته:أنت مني كظهر أمي فتنفصل عنه و تحرم عليه مؤبدة،لأن سنة الجاهلية كانت تلحق الزوج بالأم بسبب الظهار فتحرم على زوجها حرمة الأم على ولدها حرمة مؤبدة.
3- الأصل(الآية).

الإسلام فلو أتيت رسول الله تسأليه عن ذلك.

فجاءت خوله بنت ثعلبة الى رسول الله فقالت:يا رسول الله زوجي ظاهر مني و هو أبو أولادي و ابن عمي قد كان هذا الظهار في الجاهلية يحرّم الزوجات على الأزواج أبدا،فقال لها:ما أظنّك إلا إنّ حرمت عليه الى آخر الأبد فجزعت جزعا شديدا و بكت ثم قامت و رفعت يديها الى السماء و قالت:الى الله أشكو فراق زوجي، فرحمها أهل البيت و بكوا لبكائها،فأنزل الله على نبيه قَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَ تَشْتَكِي إِلَى اللّهِ وَ اللّهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ -الى قوله- وَ الَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِما قالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسّا [ذلِكُمْ] 1تُوعَظُونَ بِهِ وَ اللّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ* فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ[مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسّا] 2فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً (1)فقال لها رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:قولي لأوس بن الصّامت زوجك يعتق نسمة،فقالت:يا رسول الله و أنى له نسمة، لا و الله ما له خادم غيري،قال:فيصوم شهرين متتابعين قالت:انه شيخ كبير لا يقدر على الصيام،قال:فمريه أن يتصدّق على ستين مسكينا قالت:و أنى له الصدقة فو الله ما بيّن لابتيها أحوج منا،قال:

فقولي قال:فقولي فليمض الى أمّ المنذر (2)فليأخذ منها شطر وسق4.

ص: 178


1- سورة المجادلة1/-4.
2- أم المنذر:بنت قيس بن عمر بن عبيد بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار الأنصاري،قيل أسمها سلمى حديثها عند أهل المدينة روى عنها يعقوب بن أبي يعقوب.الإصابة ج-377/4، الإستيعاب ج-476/4.

تمر (1)،فليتصدّق على ستين مسكينا،قال:فعادت الى اوس،فقال لها:

ما وراك؟قالت:خير و أنت ذميم،ان رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يأمرك ان تمضي الى أمّ المنذر فتأخذ منها وسق تمر فلتصدّق به على ستين مسكينا) (2)و إن رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لما شكوا اليه الفقر أطلقه لهم.

و مثل ذلك في اللعان(ان رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لما رجع من غزاة تبوك قام إليه[عمر] (3)بن الحارث العجلاني فقال:يا رسول الله ان امرأتي [زنت] (4)بشريك بن السّمحاء فأعرض عنه فأعاد عليه القول فأعرض عنه،فأعاد ثالثة فقام رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و دخل فنزل اللعّان فخرج اليه فقال:ائتني بأهلك فقد أنزل الله فيكما قرآنا،فمضى و أتى بأهله معها قومها و كانت في شرف من الأنصار.

فوافوا رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم[و هو] (5)يصلي العصر،فلما فرغ أقبل عليهما و قال لهما:تقدّما الى المنبر فلاعنا،فتقدم عويمر الى المنبر فتلا عليهما رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم آية اللعّان (6)وَ الَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَداءُ إِلاّ أَنْفُسُهُمْ فَشَهادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهاداتٍ بِاللّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصّادِقِينَ... (7)فيما رماها به،فقال رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:و العني نفسكمن

ص: 179


1- الوسق:الجمع و الحمل،و سقه أي جمعه و حمله.محيط المحيط ج-225/2.
2- تفسير ابن كثير ج-572/6،جامع البيان ج-2/28-5،الميزان ج-181/19.
3- الأصح(أسمه عويمر بن الحارث العجلاني).
4- الأصح(ربت).
5- الأصل(ساقطة).
6- سورة النور6/.
7- هناك سقط قد وقع من أصل الرواية نورده نقلا من تفسير الميزان ج 85/15-86.(فقال عويمر:أشهد بالله أني لمن الصادقين فيما رميتها به فتقدم و قالها،فقال رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أعدها فعادها حتى فعل ذلك أربع مرات فقال له في الخامسة:عليك لعنة الله ان كنت من

بالخامسة فشهدت و قالت في الخامسة أَنَّ غَضَبَ اللّهِ عَلَيْها إِنْ كانَ مِنَ الصّادِقِينَ (1)فيما رماني به،فقال لهما رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:اذهبا و لن يحلّ لك و لن تحلّي له أبدا.فقال عويمر:يا رسول الله فالذي أعطيتها؟فقال له:إن كنت صادقا فهو لها بما استحللته من فرجها،و إن كنت كاذبا فهو أبعد لك منه.و فرق بينهما) (2).

(و مثله ان قوما من أصحاب رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ترهّبوا و حرموا أنفسهم من طيّبات الدنيا.و حلفوا على ذلك أنهم لا يرجعون الى ما كانوا عليه أبدا،و لا يدخلون فيه بعد وقتهم ذلك،منهم عثمان بن مظعون،و سلمان و تمام عشرة من المهاجرين و الأنصار،فأما عثمان بن مظعون فحرّم على نفسه النساء و الآخر حرّم الإفطار بالنهار الى غير ذلك من مشاق التكليف.

فجاءت امرأة عثمان بن مظعون الى بيت أمّ سلمة فقالت لها:لم عطلت نفسك من الطيب[و الصبغ و الخضاب] (3)و غيره؟فقالت:لأن عثمان بن مظعون زوجي ما قربني مذ كذا و كذا،قالت أم سلمة:و لم ذا؟قالت:لأنه قد حرّم على نفسه النساء و ترهب،فأخبرت أم سلمة).

ص: 180


1- سورة النور9/.
2- تفسير ابن كثير ج-57/5-59،جامع البيان ج-128/18،الميزان ج-85/15-86،مجمع البيان ج-128/5.
3- الأصل(و الصنع و الخراب).

رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بذلك و خرج الى أصحابه و قال:أ ترغبون عن النساء؟ إنّي آتي النساء،و أفطر بالنهار،و أنام الليل،فمن رغب عن سنتي فليس منّي،و أنزل الله تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللّهُ لَكُمْ وَ لا تَعْتَدُوا إِنَّ اللّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ* وَ كُلُوا مِمّا رَزَقَكُمُ اللّهُ حَلالاً طَيِّباً وَ اتَّقُوا اللّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ (1).

فقالوا:يا رسول الله إنا قد حلفنا على ذلك.فأنزل الله عز و جلّ لا يُؤاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ -الى قوله- ذلِكَ كَفّارَةُ أَيْمانِكُمْ إِذا حَلَفْتُمْ وَ احْفَظُوا أَيْمانَكُمْ (2)..) (3).

و مثله ان قوما من الأنصار و كانوا يعرفون ببني أبيرق[و كانوا] (4)منافقين قد أظهروا الإسلام و أسرّوا النفاق،و هم ثلاثة أخوة يقال لهم:

بشر و مبشر و بشير و كان بشر يكنى أبا طعمة،و كان رجلا حثيثا (5)شاعرا قال:نقبوا على رجل من الأنصار يقال له:رفاعة بن زيد بن عامر و كان عمّ قتادة بن النعمان الأنصاري،و كان قتادة ممن شهد بدرا،فأخذوا له طعاما كان قد أعده لعياله و سيفا و درعا.

فقال رفاعة لابن أخيه قتادة:أنّ بني أبيرق قد فعلوا بي كذا، فلما بلغ بني أبيرق ذلك جاءوا إليهما و قالوا لهما:إن هذا من عمل لبيد بن سهل،و كان لبيد بين سهل رجلا صالحا شجاعا بطلا إلا أنه فقيرا.

ص: 181


1- سورة المائدة87/-88.
2- سورة المائدة89/.
3- تفسير ابن كثير ج-626/2،تفسير الرازي ج-70/12،تفسير الميزان ج-112/6.
4- الأصل(و كان).
5- حثيثا،حثوثا،و ولى حثيثا:أي مسرعا حريفا.

لا مال له فبلغ لبيد قولهم فأخذ سيفه و خرج اليهم فقال لهم:با بني أبيرق أ ترموني بالسرقة،و أنتم أولى به منّي،و الله لتبيننّ أو لأمكننّ سيفي منكم،فلا يزالوا يلاطفونه حتى رجع عنهم و قالوا له:أنت بريء من هذا.

فجاء قتادة بن النعمان الى رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقال له:بأبي أنت و أمي إنّ أهل بيت منّا نقبوا على عمّي و أخذوا له كذا و كذا،و هم أهل بيت سوء و ذكرهم بقبيح فبلغ ذلك بني أبيرق فمشوا الى رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و معهم رجل من بني عمّهم يقال له:أشتر بن عروة و كان رجلا فصيحا خطيبا فقال:يا رسول الله ان قتادة بن النعمان عمد الى أهل بيت منّا لهم حسب و نسب و صلاح.فرماهم[بالسرق] (1)و ذكرهم بالقبيح و قال فيهم غير الواجب،قال رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:إن كان ما قلته حقا فبئس ما صنع.

فاغتمّ قتادة من ذلك و رجع الى عمّه فقال:يا ليتني متّ و لم أكن كلمت رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في هذا،فأنزل الله تعالى إِنّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ [بِالْحَقِّ] 2لِتَحْكُمَ بَيْنَ النّاسِ بِما أَراكَ اللّهُ وَ لا تَكُنْ [لِلْخائِنِينَ] 3خَصِيماً* وَ اسْتَغْفِرِ اللّهَ إِنَّ اللّهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً* وَ لا تُجادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كانَ خَوّاناً أَثِيماً* -الى قوله- وَ كانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً (2) (3).5.

ص: 182


1- الأصل(بالسوق).
2- سورة النساء105/-113.
3- تفسير ابن كثير ج-385/2-تفسير الرازي ج-32/11-مجمع البيان ج-105/5.

و مثله ان(قريشا كانوا إذا حجّوا و قفوا بالمزدلفة،و لم يقفوا بعرفات و كان تلبيتهم إذا أحرموا في الجاهلية(لبّيك اللّهم لبّيك.

لبيك لا شريك لك لبّيك إن الحمد و النعمة لك)فجاءهم إبليس في صورة شيخ و قال لهم:ليس هذا تلبية أسلافكم قالوا:كيف كانت تلبية أسلافنا؟فقال:كانت(اللهم لبيك لبيك إن الحمد و النعمة لك، و الملك لك لا شريك لك إلا شريكا هو لك).

فنفرت قريش من قوله،فقال:لا تنفروا من قولي و على رسلكم حتى آتي آخر كلامي،فقالوا له:قل:فقال:إلا شريك لك هو لك، تملكه و ما ملك.أ لا ترون أنه تملك الشريك و الشريك لا يملكه، فرضيت قريش بذلك فلمّا بعث الله سبحانه رسوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم نهاهم عن ذلك و قال:إن هذا شريك،فقالوا:ليس بشريك لأنه لا يملكه و ما ملك، فأنزل الله سبحانه ضَرَبَ لَكُمْ[مَثَلاً] 1مِنْ أَنْفُسِكُمْ [مثلا] (1)هَلْ لَكُمْ مِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ مِنْ شُرَكاءَ فِي ما رَزَقْناكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَواءٌ (2)الى آخر الآية.فأعلمهم أنهم لا يرضون بهذا فكيف ينسبون الى الله) (3).

و مثله حديث تميم الداريّ مع ابن مندي و ابن أبي مارية و ما كان من خبرهم في السفر(و كانا رجلين نصرانيّين و تميم الداريّ رجل من رءوس المسلمين خرجوا في سفر لهم،و كان مع تميم الداريّ خرج له6.

ص: 183


1- زائدة.
2- سورة الروم28/.
3- تفسير ابن كثير ج-358/5،جامع البيان ج-39/21،مجمع البيان ج-303/8،تفسير الميزان ج-186/16.

فيه متاع و آنية منقوشة بالذهب،و قلادة من ذهب أخرج معه ليبيعه في بعض أسواق العرب،فلمّا فصلوا عن المدينة اعتلّ تميم علّة شديدة فلما حضرته الوفاة دفع جميع ما كان معه الى ابن مندي و ابن أبي [مارية] (1)و أمرهما ان يوصلاه الى أهله و ذرّيته.

فلما قدما الى المدينة أخذا المتاع و الآنية و القلادة،فسألوهما هل مرض صاحبكما مرضا طويلا أنفق نفقة واسعة؟قالا:ما مرض إلا أياما[قلائل] (2)،قالوا:فهل سرق منه شيء من متاعه في سفره هذا؟ قالا:لم يسرق منه شيء،قالوا:فهل أتّجر معكما في سفره تجارة خسر فيها؟قالا:لم يتّجر في شيء،قالوا:فإنا افتقدنا أفضل شيء كان معه آنية منقوشة بالذهب،و قلادة من ذهب،فقالا:أما الذي دفعه إلينا فأدّيناه اليكم،فقدّموهما الى رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فأوجب عليهما اليمين، فحلفا و خلّي سبيلهما.

و إن تلك القلادة و الآنية ظهرت عليهما،فجاء أولياء تميم الى رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فأخبروه،فأنزل الله عز و جلّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنانِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ (3).فأطلق سبحانه شهادة أهل الكتاب على الوصيّة فقط إذا كان ذلك في السفر، و لم يجدوا أحدا من المسلمين عند حضور الموت./.

ص: 184


1- الأصل(رمانة).
2- الأصل(قالابل).
3- سورة المائدة106/.

ثم قال تعالى: [تَحْبِسُونَهُما] 1مِنْ بَعْدِ الصَّلاةِ -يعني صلاة العصر- فَيُقْسِمانِ بِاللّهِ (1)[أحق بذلك] (2)-يعني تعالى يحلفان بالله أنّهما أحقّ بهذه الدّعوى منهما،فإنهما كذبا فيما حلفا- لَشَهادَتُنا أَحَقُّ مِنْ شَهادَتِهِما وَ مَا اعْتَدَيْنا إِنّا إِذاً لَمِنَ الظّالِمِينَ (3).

فأمر رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أوليائهم ان يحلفوا بالله على ما أدعوه، فحلفوا،فلما حلفوا أخذ رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الآنية و القلادة من ابن مندي و ابن أبي مارية و ردّهما الى أولياء تميم.

ثم قال عز و جلّ: ذلِكَ أَدْنى أَنْ يَأْتُوا بِالشَّهادَةِ عَلى وَجْهِها أَوْ يَخافُوا أَنْ تُرَدَّ أَيْمانٌ بَعْدَ أَيْمانِهِمْ وَ اتَّقُوا اللّهَ وَ اسْمَعُوا (4) (5).

و منه الحديث في أمر عائشة(و ما رماها به عبد الله بن أبي بن سلول و حسان بن ثابت[و مسطح بن أثاثة] (6)فأنزل الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ (7)الآية) (8)فكل ما كان من هذا و شبهه في كتاب الله تعالى فهو تأويله2.

ص: 185


1- قد سقط من الآية نحو ما يلي إِنِ ارْتَبْتُمْ لا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَناً وَ لَوْ كانَ ذا قُرْبى وَ لا نَكْتُمُ شَهادَةَ اللّهِ إِنّا إِذاً لَمِنَ الْآثِمِينَ فهذه الشهادة الأولى التي حلفهما رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ثم قال عز و جلّ فَإِنْ عُثِرَ عَلى أَنَّهُمَا اسْتَحَقّا إِثْماً أي حلفا على كذب فَآخَرانِ يَقُومانِ مَقامَهُما يعني من أولياء المدعي مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيانِ الأولين فَيُقْسِمانِ بِاللّهِ أنهما أحق بذلك...
2- زائدة.
3- سورة المائدة106/-107.
4- سورة المائدة108/.
5- تفسير ابن كثير ج-674/2،تفسير الرازي ج-114/12،تفسير الميزان ج-213/6.
6- الأصل(و مسلخ بن أبانة).
7- سورة النور11/.الآية في المصحف و القراءات المشهورة التي عرفناها لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ .
8- حديث الافك:جامع البيان ج 86/18-87،تفسير ابن كثير ج 62/5،الجامع لأحكام القرآن ج 197/12.

قبل تنزيله و مثله في القرآن كثير في مواضع شتى.

3- و أما ما تأويله بعد تنزيله:

فهي الأمور التي أخبر الله عز و جلّ رسوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنها ستكون بعده،مثل ما أخبر به من أمور القاسطين و المارقين و الخوارج و قتل عمّار جرى ذلك المجرى،و أخبار الساعة و الرجعة و صفات القيامة،مثل قوله تعالى: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ (1)و قوله تعالى: لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً (2)و قوله تعالى:

يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنا مِنْ شُفَعاءَ فَيَشْفَعُوا لَنا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنّا نَعْمَلُ (3) الآية.و قوله سبحانه: وَ لَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصّالِحُونَ (4)و قوله تعالى: وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ* وَ نُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَ نُرِيَ فِرْعَوْنَ وَ هامانَ وَ جُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ (5)و قوله عز و جلّ: وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا[مِنْكُمْ] 6وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ (6)الى آخر الآية.

ص: 186


1- سورة الأعراف53/.
2- سورة الأنعام158/.
3- سورة الأعراف53/.و صدرها هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ الآية.و قد اختلط في النسخ بالآية السابقة.
4- سورة الأنبياء105/.
5- سورة القصص5/-6.
6- سورة النور55/.

و قوله: الم* غُلِبَتِ الرُّومُ* فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَ هُمْ مِنْ[بَعْدِ] 1غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ* فِي بِضْعِ سِنِينَ (1)فنزلت هذه و لم تكن غلبت،و غلبت بعد ذلك.

و مثله[قوله تعالى] (2)وَ قَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ (3)فهذه الآيات و أشباهها نزلت قبل تأويلها،و كل ذلك تأويله بعد تنزيله.

4- [و أما ما تأويله مع تنزيله] :

4- [و أما ما تأويله مع تنزيله] (4):

قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ (5).

فيحتاج من سمع هذا التنزيل من رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أن يعرف هؤلاء الصادقين الذين أسروا بالكينونيّة معهم،و يجب على الرسول ان يدلّ عليهم،و يجب على الأئمة حينئذ امتثال الأمر.

و مثله قوله تعالى: أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (6)فلم يستغن الناس في هذا المعنى بالتنزيل دون التفسير كما استغنوا بالآيات المتقدّمة التي ذكرت في آيات ما تأويله في تنزيله اللاتي

ص: 187


1- سورة الروم1/-2.
2- الأصل(ساقطة).
3- سورة الأسراء4/.
4- الأصل(ساقطة)،أضيفت من أصل مقدمة الموضوع.
5- سورة التوبة119/.
6- سورة النساء59/.

ذكرناها في الآيات المتقدمة حين بيّن لهم رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إن الولاة للأمر الذي فرض الله طاعتهم من عترته المنصوص عليهم.

و مثله قوله تعالى: وَ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ (1)فلم يستغن الناس عن بيان ذلك من رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،و حدود الصلاة كيف يصلّونها و عددها و ركوعها و سجودها و مواقيتها و ما يتصل بها،و كذلك الزكوة و الصوم و فرائض الحج و سائر الفرائض،إنما أنزلها الله و أمر بها في كتابه مجملة غير مشروحة للناس في معنى التنزيل و كان رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم هو المفسر لها و المعلم للأمة.كيف يؤدونها،و بهذه الطريقة وجب عليه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم تعريف الأمة الصادقين عن الله عز و جلّ وَ الشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَ نُخَوِّفُهُمْ فَما يَزِيدُهُمْ إِلاّ طُغْياناً كَبِيراً (2).

و مثله قوله سبحانه:في سورة التوبة وَ مِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَ يَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ (3).و مثله قوله تعالى: وَ مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَ لا تَفْتِنِّي أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَ إِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ (4).

و مثله قوله تعالى: وَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ (5).

و مثل قوله عز و جلّ: لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ/.

ص: 188


1- سورة البقرة43/-سورة النور56/.
2- سورة الأسراء60/.
3- سورة التوبة61/.
4- سورة التوبة49/.
5- سورة التوبة101/.

اَلْآخِرَةِ كَما يَئِسَ الْكُفّارُ مِنْ أَصْحابِ الْقُبُورِ (1) .

فوجب على الأمة ان يعرفوا هؤلاء المنزّل فيهم هذه الآيات من هم؟ممن غضب الله عليهم ليعرفوا بأسمائهم حتى يتبرّءوا منهم و لا يتولوهم.قال الله تعالى: وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النّارِ وَ يَوْمَ الْقِيامَةِ لا يُنْصَرُونَ (2).و مثل ذلك كثير في كتاب الله تعالى من الأمر بطاعة الأصفياء و نعتهم،و التبرّي ممن خالفهم،و قد خرج رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مما وجب عليه،و لم يمض من الدّنيا حتى بيّن للأمة حال الأولياء من أولي الأمر،و نص عليهم و أخذ البيعة على الأمة بالسمع لهم و الطاعة،و أبان لهم أيضا أسماء من نهاهم عن ولايتهم،فما أقلّ من اطاع ذلك و ما أكثر من عصى فيه، و مال الى الدنيا و زخرفها،فالويل لهم.

5- و أما ما أنزل الله تعالى في كتابه مما تأويله حكاية في نفس تنزيله:

و شرح معناه فمن ذلك قصة أهل الكهف(و ذلك إنّ قريشا بعثوا ثلاثة نفر نصر بن حارث بن كلدة و عقبة بن أبي معيط،و عامر بن وائل الى[سرب] (3)والى نجران ليتعلموا من اليهود و النصارى مسائل يلقونها على رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقال لهم علماء اليهود و النصارى:سلوه عن ثلاثة مسائل فأن أجابكم عنها فهو النبي المنتظر الذي أخبرت به

ص: 189


1- سورة الممتحنة13/.
2- سورة القصص41/.
3- الأصل(ترث).

التورية،ثم سلوه عن مسائل أخرى فأن أدعى علمها فهو كاذب،لأنه لا يعلم علمها إلا الله،فقالوا:و ما هذه الثلاث مسائل؟قالوا:سلوه عن فتية كانوا في الزمن الأول غابوا ثم ناموا كم مقدار ما ناموا الى أن أنتبهوا؟و كم كان عددهم؟و لما أنتبهوا ما الذي صنعوه و صنعه قومهم؟ و كم لهم من حيث أنتبهوا الى يومنا هذا؟و ما كانت قصتهم؟و سلوه عن موسى بن عمران كيف كان حاله مع العالم حين أتبعه و فارقه؟و سلوه عن طائف طاف الشرق و الغرب من مطلع الشمس الى مغربها من كان؟و كيف كان حاله؟ثم كتبوا لهم شرح حال الثلاث مسائل على ما عندهم في التوراة.

قالوا لهم:فما المسألة الأخرى؟قال:سلوه عن قيام الساعة.

فقدم الثلاثة نفر بالمسائل الى قريش و هم قاطعون ان لا علم لديه منها،فمشت قريش الى رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و هو في الحجر و عنده عمه أبو طالب،فقالوا يا أبا طالب إن ابن اخيك محمدا خالف قومه،و سفّه أحلامهم،و عاب آلهتهم،و سبّها و أفسد الشباب،من رجالهم، و فرق جماعتهم،و زعم إنّ أخبار السماء تأتيه،و قد جئنا بمسائل فأن أخبر بها علمنا انه صادق،و إن لم يخبرنا بها علمنا أنّه كاذب فقال لهم أبو طالب:دونكم فسلوه عمّا بدا لكم تجدوه مليا.

فقالوا:يا محمد أخبرنا عن فئة كانوا في الزمان الأول ثم غابوا ثم ناموا و أنتبهوا كم عددهم؟و كم ناموا؟و ما كان خبرهم مع قومهم؟ و أخبرنا عن موسى بن عمران و العالم الذي أتبعه كيف كانت قصته

ص: 190

معهم؟و أخبرنا عن طائف طاف الشرق و الغرب من مطلع الشمس الى مغربها؟و كيف كان خبره؟ فقال لهم رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:اني لا أخبركم بشيء إلا من عند ربّي و إنما أنتظر الوحي،يجيء به ثم أخبركم بهذا غدا،و لم يستثن إنشاء الله،فاحتبس الوحي عنه أربعين يوما حتى شكّ جماعة من أصحابه، و اغتمّ رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،و فرحت قريش بذلك و أكثر المشركون القول، فلما كان بعد أربعين صباحا نزل عليه الوحي بسورة الكهف و فيها قصص ثلاثة مسائل و المسألة الأخرى فتلاها عليهم.

فلما سمعوا[بهرهم] (1)ما سمعوه و قالوا:قد بيّنت فأحسنت إلا ان المسألة المفردة ما فهمنا الجواب عنها،فأنزل الله تعالى يَسْئَلُونَكَ عَنِ السّاعَةِ أَيّانَ مُرْساها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلاّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلاّ بَغْتَةً يَسْئَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْها -الى قوله سبحانه:- وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النّاسِ لا يَعْلَمُونَ (2) (3).

و مثل قصة عبد الله بن أبي بن سلول و ذلك(ان رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لمّا خرج في غزاة تبوك نزل في منصرفة منزلا قليل الماء،و كان عبد الله بن أبي بن سلول رجلا شريفا مطاعا في قومه،و كان يضرب قبّته وسط العسكر فيجتمع إليه قومه من الخزرج،و من كان على مثل رأيه من المنافقين.7.

ص: 191


1- الأصل(يهزمهم).
2- سورة الأعراف187/.
3- جامع البيان ج-138/9،تفسير ابن كثير ج-259/3،الجامع لأحكام القرآن ج-355/7.

فاجتمع الناس على بئر كانت في ذلك المنزل قليلة الماء،و كان في العسكر رجل من المهاجرين يقال له:جهجهان بن وبر،فأدلى دلوه و أدلى معه رجل يقال له:سنان بن عبد الله من الأنصار فتعلّق دلوه بدلو جهجهان شيئا فضرب به رأس سنان فشجّه شجة موضحة، و صاح جهجهان الى قريش و المهاجرين.

فسمع عبد الله بن أبي بن سلول نداء المهاجرين فقال:ما هذا؟ قالوا:جهجهان ينتدب المهاجرين و قريشا على الخزرج و الأوس، فقال:أو قد فعلوها؟قالوا:نعم،قال:أما و الله لقد كنت كارها لهذا المسير،ثم أقبل على قومه فقال لهم:قد قلت:لا تنفقوا عليهم حتى ينفضّوا و يخرجوا عنكم،أما و الله لئن رجعنا الى المدينة ليخرجنّ الأعزّ منها الأذل.

و لمّا سمع زيد بن أرقم ذلك جاء الى رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و كان ابن أرقم أصغرهم سنا فيمن كان بمجلس عبد الله بن أبي بن سلول،فقال زيد:يا رسول الله قد علمت حال عبد الله بن أبي بن سلول فينا و شرفه و لا يمنعني ذلك ان أخبرك بما سمعت،ثم أخبره بالخبر.

فأمر رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بالمسير فقال له أصحابه:و الله ما هذا وقت مسير.و أن ذلك لأمر حدث،و لما بلغ الأنصار ما قاله زيد بن أرقم لرسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لحق به سعد بن عبادة و قال يا رسول الله ان زيد بن أرقم كذب على عبد الله بن أبي بن سلول و إن كان عبد الله قال شيئا من هذا فلا تلمه فأنّا كنّا نظمنا له الجزع اليماني تاجا له لنتوجه فيكون ملكا علينا.

ص: 192

فلما وافيت يا رسول الله رأى أنك غلبته على أمر قد كان استتب له.

ثم أقبل سعد على زيد فقال:يا زيد عمدت الى شريفنا فكذبت عليه،فلما نزل رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم المنزل الثاني مشى قوم عبد الله بن أبي بن سلول إليه فقالوا له:أمض الى رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حتى يستغفر لك.

فلوّى عبد الله بن أبي بن سلول عنقه و استهزأ،فلم يزالوا به حتى صار معهم الى رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فحلف لرسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنه لم يقل من ذلك شيئا،و أن زيد بن أرقم كذب عليه.) (1).

فأنزل الله تعالى إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللّهِ وَ اللّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَ اللّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ* اِتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللّهِ إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ* -الى قوله- سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ (2)الى آخر السورة، و هذه أبواب التنزيل و التأويل.

خلق الجنة و النار في القرآن

و أما الرد على من أنكر خلق الجنة و النار فقال الله تعالى: عِنْدَ [سِدْرَةِ] 3الْمُنْتَهى* عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى (3).

ص: 193


1- جامع البيان ج-108/28-110،تفسير ابن كثير ج-17/7،الجامع لأحكام القرآن ج-121/18-127.
2- سورة النافقون1/-6.
3- سورة النجم14/-15.

و قال رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم(دخلت الجنّة فرأيت فيها قصرا من ياقوت أحمر،يرى داخله من خارجه،و خارجه من داخله من نوره فقلت:

يا جبرائيل!لمن هذا القصر؟فقال:لمن أطاب الكلام،و أدام الصيام، و أطعم الطعام،و تهجّد بالليل و الناس نيام.فقلت:يا رسول الله و في أمتك من يطيق هذا؟فقال لي:أدن منّي،فدنوت فقال:ما تدري ما إطابة الكلام؟فقالت:الله و رسوله أعلم،فقال:هو سبحان الله و الحمد لله،و لا إله إلا الله و الله أكبر،أ تدري ما إدامة الصيام؟ فقلت:الله أعلم و رسوله.فقال:من صام شهر رمضان و لم يفطر منه يوما،أ تدري ما إطعام الطعام؟فقلت:الله و رسوله أعلم،فقال:

من طلب لعياله ما يكفّ به وجوههم،أ تدري ما التهجّد بالليل و الناس نيام؟فقلت:الله و رسوله أعلم،فقال:من لا ينام حتى يصلي العشاء الاخرة،و يريد-بالناس-هاهنا اليهود و النصارى لأنهم ينامون بين الصلاتين) (1).

و قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم(لمّا أسري بي الى السماء دخلت الجنة فرأيت فيها [قيعان] (2)و رأيت فيها ملائكة يبنون لبنة من ذهب و لبنة من فضة،و ربما أمسكوا؟فقلت لهم:ما بالكم قد أمسكتم؟فقالوا حتى تجيئنا النفقة، فقلت:و ما نفقتكم؟قالوا قول المؤمن:سبحان الله،و الحمد لله،و لا إله إلا الله،و لله أكبر،فإذا قال:بنبيّنا،و أذا أسكت أمسكنا.و قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّمف.

ص: 194


1- جامع البيان ج-52/7-53،تفسير ابن كثير ج-450/6،الجامع لأحكام القرآن ج-94/17.
2- الأصل(قيعات).جمع قيع قيعة،و هي الأرض السهلة التي لا عوج فيها أي متساوية و متعادلة و قد انفرجت عنها الجبال قاموس المحيط ج 77/37،باب العين فصل القاف.

لمّا أسري بي الى سبع سماواته،و أخذ جبرائيل بيدي و أدخلني الجنة، و أجلسني على درنوك (1)من درانيك الجنة و ناولني سفرجلة فانفلقت نصفين،و خرجت حوراء منها،فقامت بين يدي،و قالت:السلام عليك يا محمد،السلام عليك يا أحمد السلام عليك يا رسول الله، فقلت:و عليك[السلام] (2)من أنت؟فقالت:أنا الراضية المرضيّة خلقني الجبّار من ثلاثة أنواع،أعلائي من الكافور و وسطي من العنبر و أسفلي من المسك،عجنت بماء الحيوان،قال لي ربّي كوني فكنت) (3).

و هذا و مثله دليل على خلق الجنّة،و بالعكس من ذلك الكلام في النار.

البداء في القرآن

و أما من أنكر البداء فقد قال الله في كتابه: فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَما أَنْتَ بِمَلُومٍ (4)و ذلك أنّ الله سبحانه أراد أنّ يهلك الأرض في ذلك الوقت، ثم تداركهم برحمته فبدا له في هلاكهم و أنزل على رسوله وَ ذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ (5).

و مثله قوله تعالى: وَ ما كانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِيهِمْ وَ ما كانَ اللّهُ

ص: 195


1- الدرنوك:الطنفسة:و هي البساطة و الثوب و الحصير من سعف عرضه ذراع محيط المحيط ج -1298/2.
2- الأصل(ساقطة).
3- الجامع لأحكام القرآن ج-206/10،تفسير ابن كثير ج-239/4-251.
4- سورة الذاريات54/.
5- سورة الذاريات55/.

مُعَذِّبَهُمْ وَ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ -ثم بدا له قوله-* وَ ما لَهُمْ أَلاّ يُعَذِّبَهُمُ اللّهُ وَ هُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ (1).

و كقوله: إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ [صابرة] (2)يَغْلِبُوا أَلْفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا (3).ثم بدا له تعالى،فقال:

اَلْآنَ خَفَّفَ اللّهُ عَنْكُمْ وَ عَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللّهِ وَ اللّهُ مَعَ الصّابِرِينَ (4) .

و هكذا يجري الأمر في الناسخ و المنسوخ و هو يدلّ على تصحيح البداء و قوله: يَمْحُوا اللّهُ ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ (5)فهل يمحو إلا ما كان،و هل يثبت إلا ما لم يكن،و مثل هذا كثير في كتاب الله عز و جلّ.

الثواب و العقاب في القرآن

الثواب و العقاب (6)في القرآن

و أما الرد على من أنكر الثواب و العقاب في الدنيا،و بعد الموت قبل القيامة فيقول الله تعالى: يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَ سَعِيدٌ* فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النّارِ لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَ شَهِيقٌ* خالِدِينَ فِيها

ص: 196


1- سورة الأنفال33/-34.
2- الأصل(زائدة).
3- سورة الأنفال65/.
4- سورة الأنفال66/.
5- سورة الرعد39/.
6- ذكره العلامة الحلي في كشف المراد433/ بأن الثواب يؤخذ بالمدح و المدح:ينبئ عن ارتفاع حال الغير مع القصد الى الرفع منه،و الثواب:هو النفع المستحق المقارن للتعظيم و الأجلال.أما العقاب فيؤخذ بالذم،و الذم:قول ينبئ عن اتضاع حال الغير مع قصده، و العقاب:هو الضرر المستحق المقارن للاستحقاق.

ما دامَتِ السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ -الآية- *وَ أَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ إِلاّ ما شاءَ رَبُّكَ (1).يعني السماوات و الأرض قبل القيامة،فإذا كانت القيامة بدّلت السماوات و الأرض.

و مثل قوله تعالى: وَ مِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (2)و هذا أمر بين أمرين،و هو الثواب و العقاب بين الدنيا و الاخرة.

و مثل قوله تعالى: اَلنّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَ عَشِيًّا وَ يَوْمَ تَقُومُ السّاعَةُ (3).و الغدوّ و العشي لا يكونان في القيامة التي هي دار الخلود، و إنما يكونان في الدنيا.

و قال الله تعالى:في أهل الجنّة وَ لَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَ عَشِيًّا (4).

و البكرة و العشي إنما يكونان من الليل و النهار في جنّة الحياة قبل يوم القيامة،قال الله تعالى: لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً وَ لا زَمْهَرِيراً (5).

و مثله قوله سبحانه: وَ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ* فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ يَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ (6).0.

ص: 197


1- سورة هود105/-108.
2- سورة المؤمنون100/.
3- سورة غافر46/.
4- سورة مريم62/.
5- سورة الإنسان13/.
6- سورة آل عمران169/-170.

المعراج في القرآن

و أما الرد على من أنكر المعراج فقوله تعالى: وَ هُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى* ثُمَّ دَنا فَتَدَلّى* فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى* فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى -إلى قوله- عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى (1)فسدرة المنتهى في السماء السابعة ثم قال سبحانه: وَ سْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا أَ جَعَلْنا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ (2).و إنما أمر رسوله ان يسأل الرسل في السماء،و مثله قوله تعالى: فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمّا[أَنْزَلْنا] 3إِلَيْكَ فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكَ (3)يعني الأنبياء عليهم السّلام.و هذا كله ليلة المعراج.

الرد على المجبّرة في القرآن

و أما الرد على المجبّرة (4)و هم الذين زعموا ان الأفعال إنما هي منسوبة الى العباد،مجازا لا حقيقة،و إنما حقيقتها لله لا للعباد.

و تأوّلوا في ذلك آيات من كتاب الله تعالى لم يعرفوا معناها كما في قوله تعالى: وَ لَوْ شاءَ اللّهُ ما أَشْرَكُوا (5)فردّ عليهم أهل الحق فقالوا لهم:

ص: 198


1- سورة النجم7/-15.
2- سورة الزخرف45/.
3- سورة يونس94/.
4- و هي فرقة من الفرق الإسلامية قالت بعدم القدرة للعبد أصلا لا مؤثرة و لا كاسبة بل هو بمنزلة الجمادات فيما يوجد فيها و الله لا يعلم الشيء و علمه حادث لا في محل و لا يتصف الله بما يوصف به غيره كالعلم و الحياة إذ يلزم منه التشبه و الجنة و النار تفنيان بعد دخول أهلها فيها حتى لا يبقى موجود سوى الله تعالى،و وافقوا المعتزلة في نفي الرؤية و خلق الكلام و إيجاب المعرفة بالعقل قبل ورود الشرع فهؤلاء هم المجبرة الخالصة.
5- سورة الأنعام107/.

إنّ قولكم ذلك بطلان الثواب و العقاب،إذا نسبتم أفعالكم الى الله تعالى عمّا يصفون،و كيف يعاقب مخلوقا على غير فعل منه.

قال الله تعالى: لا يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاّ وُسْعَها لَها ما كَسَبَتْ وَ عَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ (1)لا يجوز ان يكون إلا على الحقيقة لفعلها،و قوله تعالى:

فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ* وَ مَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (2) و قوله سبحانه: كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (3).

و قوله وَ لَتُسْئَلُنَّ عَمّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (4)و قوله تعالى: فَكُلاًّ أَخَذْنا بِذَنْبِهِ -إلى قوله- وَ ما كانَ اللّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَ لكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (5).

و مثل هذا كثير في كتاب الله و فيه بطلان ما أدعوه و نسبوه الى الله تعالى ان يأمر خلقه بما لا يقدرون أو ينهاهم عمّا ليس فيهم صنع و لا اكتساب.

و خالفهم فرقة أخرى في قولهم فقالوا:إنّ الأفعال نحن نخلقها عند فعلنا لها و ليس فيها صنع و لا اكتساب و لا مشيّة و لا إرادة،و يكون ما يشاء إبليس و لا يكون ما لا يشاء،فضادوا المجبّرة في قولهم و ادّعوا أنهم خلاّقون مع الله،و احتجوا بقوله: فَتَبارَكَ اللّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ (6)فقالوا قوله فَتَبارَكَ اللّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ يثبت خلاّقين غيره،فجهلوا هذه/.

ص: 199


1- سورة البقرة286/.
2- سورة الزلزلة7/-8.
3- سورة المدثر38/.
4- سورة النحل93/.
5- سورة العنكبوت40/.
6- سورة المؤمنون14/.

اللفظة.و لم يعرفوا معنى الخلق،و على كم وجه هو.

فسئل عليه السّلام عن ذلك و قيل له:هل فوّض الله تعالى الى العباد ما يفعلون؟فقال:الله أعزّ و أجلّ من ذلك،قيل:فهل يجبرهم على ما يفعلون؟قال:الله سبحانه أعدل من ان يجبرهم على فعل ثمّ يعذّبهم عليه،قيل:أبين الهاتين المنزلتين منزلة ثالثة؟فقال:نعم،كما بين السماء و الأرض،فقيل ما هي؟قال:سرّ من أسرار الله.

الرجعة في القرآن

الرجعة (1)في القرآن

و أما الرد على من أنكر الرجعة فقول الله عز و جلّ: وَ يَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا فَهُمْ يُوزَعُونَ (2)أي الى الدنيا.و أما معنى حشر الاخرة فقوله عز و جلّ: وَ حَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً (3).

و قوله سبحانه: وَ حَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ (4)في الرجعة،فأما في القيامة فانهم يرجعون.

و مثل قوله تعالى: وَ إِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَ حِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَ لَتَنْصُرُنَّهُ (5)و هذا لا يكون إلا في الرجعة.

و مثله ما خاطب الله تعالى به الأمة و عدّهم من النصر و الانتقام

ص: 200


1- الرجعة:و هي ان الله سبحانه و تعالى سوف يحيي بعض الموتى قبل يوم القيامة و يحاسبون و يعاقبون ثم يموتون قبل القيامة.
2- سورة النمل83/.
3- سورة الكهف47/.
4- سورة الأنبياء95/.
5- سورة آل عمران81/.

من أعدائهم فقال سبحانه: وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي[لا يُشْرِكُونَ] 1بِي شَيْئاً (1).و هذا إنّما يكون إذا رجعوا الى الدنيا.

و مثل قوله تعالى: وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ (2).

و قوله سبحانه: إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ (3)أي رجعة الدنيا.

و مثله قوله: أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَ هُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْياهُمْ (4)ثم ماتوا،و قوله عز و جلّ: وَ اخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِمِيقاتِنا (5)فردّهم الله تعالى بعد الموت الى الدنيا و شربوا و نكحوا و مثله خبر العزيز.

فضل رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في القرآن

و أما من أنكر فضل رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فالدليل على بطلان قوله:قول الله عز و جلّ وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَ أَشْهَدَهُمْ عَلى

ص: 201


1- سورة النور55/.
2- سورة القصص5/.
3- القصص85/.
4- البقرة243/.
5- سورة الأعراف155/.

أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى (1) .

[فأول من سبق من الرسل الى(بلى)] (2)محمد رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لأن روحه كانت أقرب الأرواح الى ملكوت الله تعالى،و الدّليل على ذلك قول جبرائيل عليه السّلام لمّا أسري برسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الى السماء السابعة قال :يا محمد تقدّم فأنك قد وطأت موطئا لم يطأ قبلك ملك مقرّب،و لا نبي مرسل،فلو لا أنّ روحه كانت من ذلك المكان لم يقدر أن يتجاوزه، و ذلك أنه اذا أمر الله تعالى فأول ما يصل أمره الى رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لقربه الى ملكوته،ثم سائر الأنبياء على طبقاتهم.

و يزيد ذلك بيانا قوله تعالى: وَ إِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَ مِنْكَ وَ مِنْ نُوحٍ وَ إِبْراهِيمَ وَ مُوسى وَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ (3)فأفضل الأنبياء "الخمسة"،و أفضل الخمسة محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و عليهم أجمعين،قال تعالى:

إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ* ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ* مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (4) .

و الدّليل على أنه أفضل الأنبياء ان الله سبحانه أخذ ميثاقه على سائر الأنبياء فقال سبحانه: وَ إِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَ حِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَ لَتَنْصُرُنَّهُ قالَ أَ أَقْرَرْتُمْ وَ أَخَذْتُمْ عَلى ذلِكُمْ إِصْرِي قالُوا أَقْرَرْنا قالَ فَاشْهَدُوا وَ أَنَا مَعَكُمْ مِنَ1.

ص: 202


1- سورة الأعراف172/.
2- الأصل(ساقطة).
3- سورة الأحزاب7/.
4- سورة التكوير19/-21.

اَلشّاهِدِينَ (1) فهذا بيان فضل رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم على سائر المرسلين و النبيّين،و نطق به الكتاب.

و لما أسري برسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الى السماء الرابعة،و دخل الى البيت المعمور جمع الله عز و جلّ له من النبيين من آدم فهلمّ حتى صلى بهم،قال الله تعالى: وَ سْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا أَ جَعَلْنا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ (2).و في هذا مقنع لمن تأمله./.

ص: 203


1- سورة آل عمران81/.
2- سورة الزخرف45/.

عصمة الأنبياء و المرسلين و الأوصياء

في القرآن

و أما عصمة الأنبياء و المرسلين و الأوصياء عليه السّلام[فقد قيل في ذلك أقاويل تختلف،قال بعض الناس:هو مانع من الله تعالى يمنعهم عن المعاصي] (1)فيما فرض الله عليهم من التبليغ عنه الى خلقه،و هو فعل الله دونهم،و قال آخرون:العصمة من فعلهم لأنهم يحمدون عليها،و قال آخرون:يجوز على الأنبياء و المرسلين و الأوصياء ما يجوز على غيرهم من الذنوب كلها[و الأول باطل] (2)،لقوله: وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا (3)و قوله تعالى: وَ لَقَدْ راوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ (4)أي أمتنع لأن العصم هو المنع،و قد غلط من أجرى الرسل و الأنبياء مجرى العباد لأن العباد يقع منهم الأفعال الذميمة من أربعة وجوه:من الحسد و الحرص و الشهوة و الغضب،فجميع تصرفات الناس هي من قبل الأجساد لا تحدث إلا من أحد هذه الوجوه

ص: 204


1- الأصل(الجملة بأكملها ساقطة و عند المقابلة أضيفت).
2- الأصل(إلا فعلهم)و الأصح ما جاء في المتن أعلاه لورودها في نسخة المقابلة.
3- سورة آل عمران103/.
4- سورة يوسف32/.

الأربعة.

و الأنبياء و الرسل و الأوصياء عليهم السّلام لا يقع منهم فعل من جهة الحسد لأن الحاسد إنما يحسد من هو فوقه،و ليس فوق الأنبياء و الرسل و الأوصياء أحد منزله أعلى من منازلهم فيحسدوه عليها،و لا يجوز ان يقع منهم فعل من جهة الحرص في الدنيا على شيء من أحوالهم لأن الحرص مقرون به الأمل،و حال الأمل منقطعة عنهم،لأنهم يعرفون مواضعهم من كرامة الله عز و جلّ.

و أما الشهوة فجعلها الله تعالى فيهم لما أراده من بقائهم في الدنيا، و انقطاع الخلائق لهم،و فاقتهم إليهم فلولا موضع الشهوة لما أكلوا.

فبطل قوة أجسامهم عن تكليفاتهم،و يبطل حال النكاح فلا يكون لهم نسل و لا ولد،و ما أجرى مجرى ذلك فالشهوة مركّبة فيهم لذلك، و هم معصومون ممّا يعرض لغيرهم من قبيح الشهوات.

و يكون الاصطبار و ترك الغضب فيهم،لأنهم لا يغضبون إلا في طاعة الله تعالى قال الله سبحانه: قاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفّارِ وَ لْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً (1)فالفصل يقع بين الأنبياء و الرسل و الأوصياء من جهة الغضب،و لا يكون غضبهم إلا لله تعالى و في الله سبحانه،فهذا معنى عصمة الله تعالى الأنبياء و الرسل و الأوصياء،فهم(صلوات الله عليهم) يجتمعون مع العباد في الشهوة و الغضب على الأسماء و يباينونهم في المعنى./.

ص: 205


1- سورة التوبة123/.

المشبّهة في القرآن

المشبّهة (1)في القرآن

و أما الرد على المشبّهة فقول الله عز و جلّ: وَ أَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى (2)فاذا انتهى[الكلام] (3)الى الله فأمسكوا و تكلّموا فيما دون ذلك من العرش فما دونه.

و أرجحوا الى الكلام في مخاطبة النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و المراد غيره فمن ذلك قول الله عز و جلّ: وَ لا تَجْعَلْ مَعَ اللّهِ إِلهاً آخَرَ فَتُلْقى فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً مَدْحُوراً (4)و المخاطبة لرسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و المراد بالخطاب الأمة.و منه قوله تعالى: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ (5)،و قوله تعالى: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللّهَ وَ لا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَ الْمُنافِقِينَ (6)و المخاطبة له،و المراد بالخطاب أمّته.

أما ما نزل في كتاب الله تعالى مما هو مخاطبة لقوم و المراد به قوم آخرون فقول الله عز و جلّ وَ قَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَ لَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً (7)و المعنى و الخطاب مصروف الى أمة محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و أصل التنزيل لبني إسرائيل.

ص: 206


1- المشبهة:و هي مجموعة من المحدثين من يسمون أنفسهم أهل السلف،حملت الصفات الخبرية الواردة في القرآن الكريم محملا انسانيا فشبهته تعالى بمخلوقاته،و عموما هو منهج غير مرضي عند جمهور العلماء.
2- سورة النجم42/.
3- الأصل(ساقطة).
4- سورة الأسراء39/.
5- سورة الطلاق1/.
6- سورة الأحزاب1/.
7- سورة الأسراء4/.

الاحتجاج على من أنكر حدوث العالم

و أما الاحتجاج على من أنكر الحدوث مع ما تقدّم،فهو إنّا لما رأينا هذا العالم المتحرّك متناهية أزمانه و أعيانه و حركاته و أكوانه، و جميع ما فيه،و وجدنا ما غاب عنّا من ذلك يلحقه النهاية،و وجدنا العقل يتعلّق بما لا نهاية،و لو لا ذلك لم يجد العقل دليلا يفرّق ما بينهما،و لم يكن لنا بدّ من إثبات ما لا نهاية له معلوما معقولا أبديا سرمديا ليس بمعلوم أنه مقصور القوى و لا مقدور و لا متجزئ و لا منقسم،فوجب عند ذلك ان يكون ما لا يتناهى مثل ما يتناهى.

و إن قد ثبت لنا ذلك،فقد ثبت في عقولنا أنّ ما لا يتناهى هو القديم الأزليّ و إذا ثبت شيء قديم و شيء محدث،فقد استغنى القديم الباري للأشياء عن المحدث الذي أنشأه و برأه و أحدثه،و صحّ عندنا بالحجّة العقلية أنه المحدث للأشياء و أنه لا خالق إلا هو،فتبارك الله المحدث لكلّ محدث،الصانع لكلّ مصنوع،المبتدع للأشياء من غير شيء.

و إذا صح أني لا اقدر أن أحدث مثلي استحال أن يحدثني مثلي، فتعالى المحدث للأشياء عمّا يقول الملحدون علوّا كبيرا.

و لمّا لم يكن الى إثبات صانع العالم طريق إلا بالعقل لأنّه لا يحسّ فيدركه العيان أو شيء من الحواس،فلو كان غير واحد بل اثنين أو أكثر لأوجب العقل عدّة صنّاع كما أوجب إثبات الصانع الواحد،و لو كان صانع العالم اثنين لم يجر تدبيرهما على نظام،و لم ينسق أحوالهما على أحكام،و لا تمام،لأنه معقول من الاثنين الاختلاف في

ص: 207

دواعيهما و أفعالهما.

و لا يجوز أن يقال إنهما متّفقان و لا يختلفان،لأنّ كلّ من جاز عليه الاتفاق جاز عليه الاختلاف،أ لا ترى ان المتفقين لا يخلو أن يقدر كلّ[منهما على ذلك أو لا يقدر كل منهما على] (1)ذلك فأن قدرا كانا جميعا عاجزين،و إن لم يقدرا كانا جاهلين،و العاجز و الجاهل لا يكون إلها و لا قديما.).

ص: 208


1- الأصل(ساقطة).

الرأي و القياس و الاستحسان و الاجتهاد

في القرآن

و أما الرد على من قال بالرأي (1)و القياس (2)و الاستحسان و الاجتهاد،و من يقول إن الاختلاف رحمة،فأعلم إنّا لما رأينا من قال بالرأي و القياس قد أستعمل شبهات الأحكام لمّا عرفوا عن عرفان إصابة الحكم،و قالوا:ما من حادثة إلا و لله فيها حكم و لا يخلو الحكم من وجهين إما أن يكون نصا أو دليلا و إذا رأينا الحادثة قد عدم نصّها فزعنا-أي رجعنا-الى الاستدلال عليها بأشباهها و نظائرها،لأنّا متى لم نفزع الى ذلك أخلناها من أن يكون لها حكم،و لا يجوز ان يبطل

ص: 209


1- الرأي:تم الكلام عنه في بداية الكتاب.
2- القياس:هو عبارة عن حمل الشيء على غيره في إثبات قبل حكمه له لاشتراكهما في علة الحكم.أما في اللغة فقد تم الكلام عنه في بداية الكتاب أيضا.و قد عرف بالإصلاح و بالاجتهاد تارة،كما ورد ذلك عن الشافعي و بذل الجهد لاستخراج الحق تارة أخرى. و لهذين التعريفين نظائر لا تستحق إطالة الكلام فيها لبعدها عن فنية التعريف،و هي أقرب الى الشروح اللفظية منها الى الحد المنطقي و الذي يقرب للمعنى هو ما ذكره القاضي أبو بكر الباقلاني من أنه(حمل معلوم على معلوم في إثبات حكم لها،أو نفيه عنهما بأمر جامع بينهما من حكمه أو صنفه)و يقول في المحصول(و أختاره جمهور المحققين منا)و قريب منه ما عرفه به الغزالي. و هناك اصطلاح آخر للقياس شاع استعماله على ألسنة أهل الرأي قديما و معناه(التماس العلل الواقعية للأحكام الشرعية من طريق الفعل و جعلها مقياسا لصحة النصوص التشريعية فما وافقها فهو حكم الله الذي يؤخذ به،و ما خالفها كان موضعا للرفض أو التشكيك.مبادئ الوصول214/،إرشاد الفحول198/،المستصفى ج-54/2،منهاج البراعة ج-278/3.

حكم الله في حادثة من الحوادث،لأنه سبحانه يقول: ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ (1)و لما رأينا الحكم لا يخلو و الحدث لا ينفك من الحكم التمسناه من النظائر لكي لا تخلو الحادثة من الحكم بالنص أو بالاستدلال و هذا جائز عندنا.

قالوا:و قد رأينا الله تعالى قاس في كتابه بالتشبيه و التمثيل،فقال خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ كَالْفَخّارِ* وَ خَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ (2)فشبه الشيء بأقرب الأشياء به شبها.

قالوا:و قد رأينا النّبي أستعمل الرأي و القياس بقوله للمرأة الخثعمية حين سألت عن حجها عن أبيها فقال:(أ رأيت لو كان على أبيك دين لكنت تقضينه عنه؟) (3)فقد أفتاها بشيء لم تسأل عنه، و قوله لمعاذ بن جبل حين أرسله الى اليمين:(أ رأيت يا معاذ إن نزلت بك حادثة لم تجد لها في كتاب الله عز و جلّ أثرا و لا في السنة ما أنت صانع؟ قال:أستعمل رأي فيها،فقال:الحمد لله الذي وفق رسوله الى ما يرضيه) (4).مد

ص: 210


1- سورة الأنعام38/.
2- سورة الرحمن14/-15.
3- ذكره الترمذي ج-238/3 بلفظ آخر:حدثنا أبو سعيد الأشبح حدثنا أبو خالد الأحمر عن الأعمش عن سلمة بن كهيل و مسلم البطين عن سعيد بن جبير و عطاء و مجاهد عن ابن عباس قال:جاءت امرأة الى النبي محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقالت:ان أختي ماتت و عليها صوم شهرين متتابعين، قال:أ رأيت لو كان على أختك دين أ كنت تقضيه،قالت:نعم:قال:فحق الله أحق.رواه مسلم ج-156/4 الحديث بلفظ(ان أمي ماتت...)،رواه ابن ماجة ج-559/1،النجاري ج-240/2.
4- ذكره الترمذي ج-68/6 أحكام بلفظ آخر:حدثنا هناد حدثنا وكيع عن شعبة عن أبي عون الثقفي عن الحارث بن عمرو عن رجال من أصحاب معاذ عن رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:بعث معاذا الى اليمن،فقال:كيف تقضي؟قال:أقضي بما في كتاب الله قال:فأن لم يكن في كتاب الله،قال: فبسنّة رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،قال:فأن لم يكن في سنة رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،قال:أجتهد رأي،قال:الحمد

قالوا:و قد أستعمل الرأي و القياس كثيرا من الصحابة و نحن على آثارهم مقتدون،و لهم احتجاج كثير في مثل هذا.

فقد كذبوا على الله تعالى في قولهم إنه أحتاج الى القياس، و كذبوا على رسوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قالوا عنه ما لم يقل من الجواب المستحيل.

فنقول لهم ردا عليهم:إن أصول أحكام العبادات و ما يحدث في الأمّة من النوازل و الحوادث،لمّا كانت موجودة عن السمع و النطق و النص المختص في كتاب ففروعها مثلها و إنّما أردنا بالأصول في جميع العبادات و المفترضات،التي نصّ الله عز و جلّ عليها و أخبرنا عن وجوبها،و عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و عن وصيّه المنصوص عليه بعده في البيان من أوقاتها و كيفيتها و أقدارها في مقاديرها عن الله عز و جلّ،مثل فرض الصلاة و الزكاة و الصيام و الحج و الجهاد و حد السرقة و أشباهها ممّا نزل في الكتاب مجملا بلا تفسير فكان رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم هو المفسّر و المعبّر عن جمل الفرائض فعرفنا ان فرض صلاة الظهر أربع،و وقتها بعد زوال الشمس بمقدار ما يقول الإنسان ثلاثين آية،و هذا الفرق بين صلاة الزوال و صلاة العصر و وقت صلاة العصر آخر وقت صلاة الظهر الى وقت مهبط الشمس.و ان المغرب ثلاث ركعات و وقتها حين وقت الغروب الى أدبار الشفق و الحمرة و إنّ وقت صلاة العشاء و هي أربع ركعات أوسع الأوقات و أول وقتها حين اشتباك النجوم و غيبوبة الشفق و انبساط الظلام و آخر وقتها ثلث الليل و روي نصفه،و الصبح ركعتان و وقتها طلوع الفجر الى إسفار الصبح.1.

ص: 211

و إن الزكاة تجب في مال دون مال،و مقدار دون مقدار،و وقت دون وقت،و كذلك جميع الفرائض التي أوجبها الله سبحانه على عباده بمبلغ الطاعات،و كنه الاستطاعات.

فلو لا ما ورد النصّ به من تنزيل كتاب الله تعالى و بيان ما أبان رسوله و فسر لنا و أبانه الأثر و صحيح الخبر لقوم آخرين،لم يكن لأحد من الناس المأمورين بأداء الفرائض ان يوجب ذلك بعقله،و إقامة معاني فروضه و بيان مراد الله تعالى في جميع ما قدّمنا ذكره على حقيقة شروطه،و لا تصحّ إقامة فروضه بالقياس و الرأي و لا ان تهتدي العقول على انفرادها.

أربعا دون خمس أو ثلاث،و لا يفصل أيضا بين قبل الزوال أو بعده و لا تقدّم السجود على الركوع و الركوع على السجود،أو حدّ زنا المحصن و البكر و لا بين العقارات و المال النقد في وجوب الزكاة، و لو خلّينا بين عقولنا و بين هذه الفرائض لم يصحّ فعل ذلك كله بالعقل على مجرده،و لم يفصل بين القياس ما فصلت الشريعة و النصوص إذا كانت الشريعة موجودة عن السمع و النطق الذي ليس لنا أن يتجاوز حدودها،و لو جاز ذلك و صحّ،لأستغنينا عن إرسال الرسل إلينا بالأمر و النهي منه تعالى،و لمّا كانت الأصول لا تجب على ما هي من بيان فرضها إلا بالسمع و النطق فكذلك الفروع و الحوادث التي تنوب و بتطرق منه تعالى لم يوجب الحكم فيها بالقياس دون النص.

و أما احتجاجهم و اعتلالهم بأن القياس هو التشبيه و التمثيل و أن الحكم جائز به،و ردّ الحوادث أيضا إليه،فذلك محال بيّن و مقال

ص: 212

شنيع لأنا نجد شيئا قد وفق الله تعالى بين أحكامها و إن كانت متفرقة و نجد أشياء قد فرّق الله بين أحكامها،و إن كانت متجمعة،فدلّنا ذلك من فعل الله تعالى على إنّ اشتباه الشيئين غير موجود لاشتباه الحكمين كما ادعاه مستحلّوا القياس و الرأي.

و ذلك أنه لما عجزوا عن إقامة الأحكام على ما أنزل في كتاب الله تعالى و عدلوا عن أخذها من أهلها ممّن فرض الله سبحانه طاعتهم على عباده،ممّن لا يزلّ و لا يخطئ و لا ينسى-الذين أنزل الله كتابه عليهم،و أمر الأمة بردّ ما اشتبه عليهم من الأحكام إليهم-و طلبوا الرّئاسة رغبة في حطام الدّنيا،و ركبوا طرائق أسلافهم ممن أدعى منزلة أولياء الله لزمهم العجز.فادعوا ان الرأي و القياس واجب فبان لذوي العقول عجزهم،و إلحادهم في دين الله تعالى،و ذلك إنّ العقل على مجرده و انفراده لا يوجب و لا يفصل بين أخذ شيء بغصب و نهب و بين أخذه بسرقة و إن كانا مشتبهين،و الواحد منهما يوجب القطع و الآخر لا يوجبه.

و يدلّ أيضا على فساد ما احتجوا به من رد الشيء في الحكم الى اعتبار نظائره و أشباهه،إنّا نجد الزنا من المحصن و البكر سواء و أحدهما يوجب الرجم و الآخر يوجب الجلد،فعلمنا إنّ الأحكام مأخذها من السمع و النطق على حسب ما يرد به التوقيف دون اعتبار النظائر و الأعيان،و هذه دلالة واضحة على فساد قولهم،و لو كان الحكم في الدين بالقياس،لكان باطن القدمين أولى بالمسح من ظاهرهما.

قال الله تعالى:حكاية عن إبليس في قوله بالقياس أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (1)فذمّه الله تعالى لما لم يدر ما بينهما، و قد ذم رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و الأئمة عليهم السّلام القياس،يرث ذلك بعضهم عن بعض،و يرويه عنهم أوليائهم.

ص: 213

قال الله تعالى:حكاية عن إبليس في قوله بالقياس أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (1)فذمّه الله تعالى لما لم يدر ما بينهما، و قد ذم رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و الأئمة عليهم السّلام القياس،يرث ذلك بعضهم عن بعض،و يرويه عنهم أوليائهم.

و أما الردّ على من قال بالاجتهاد:فأنهم يزعمون أنّ كلّ مجتهد مصيب على أنهم لا يقولون مع اجتهادهم أصابوا معنى حقيقة الحق عند الله عز و جلّ لأنهم في حال اجتهادهم ينتقلون من اجتهاد الى اجتهاد، و احتجاجهم أنّ الحكم به قاطع،قول باطل منقطع منتقض،فأيّ دليل أدلّ من هذا على ضعف اعتقاد من قال بالاجتهاد و الرأي إذ كان حالهم تؤول الى ما وصفناه.

و زعموا أيا أنه محال إنّ يجتهدوا فيذهب الحقّ من جماعتهم و قولهم بذلك فاسد لأنهم إنّ اجتهدوا فأختلفوا فالتقصير واقع بهم، و أعجب من هذا أنهم يقولون مع قولهم بالاجتهاد و الرأي:إن الله تعالى بهذا المذهب لم يكلفهم إلا بما يطيقونه و كلام النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

و احتجوا بقول الله تعالى: وَ حَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ (2)و هو بزعمهم وجه الاجتهاد،و غلطوا في هذا التأويل غلطا بيّنا.

قالوا:و من قول الرسول:ما قاله لمعاذ بن جبل،و ادّعوا أنه أجاز ذلك و الصحيح إنّ الله سبحانه لم يكلّف العباد اجتهادا قد نصب لهم أدلّة و أقام لهم أعلاما،و أثبت عليهم الحجّة فمحال ان/.

ص: 214


1- سورة الأعراف12/،سورة ص76/.
2- سورة البقرة144/.

يضطرّهم الى ما لا يطيقون بعد إرساله إليهم الرسل بتفصيل الحلال و الحرام،و لم يتركهم سدى،و مهما عجزوا عنه ردّوه الى الرّسل و الأئمة(صلوات الله عليهم)و هو و يقول ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ (1)،و يقول: لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي (2)،و يقول سبحانه:(فيه تبيان كل شيء) (3).

و من الدليل على فساد قولهم في الاجتهاد و الرأي و القياس أنه لن يخلو الشيء أن يكون تمثيلا على أصل أو يستخرج البحث عنه، فإن كان بحث عنه فإنه لا يجوز في عدل الله تعالى تكليف العباد ذلك، و إن كان تمثيلا على أصل،فلن يخلو الأصل أن يكون حرم لمصلحة الخلق،أو لمعنى في نفسه خاص،فأن كان حرم لمعنى حلالا ثم حرم بعد ذلك لمعنى فيه،بل لو كان العلّة المعنى لم يكن التحريم له أولى من التحليل،و لمّا فسد هذا الوجه من دعواهم،علمنا أنه لمعنى أنّ الله تعالى إنّما حرّم الأشياء لمصلحة الخلق لا للعلّة التي فيها،و نحن ننفي القول بالاجتهاد،لأنّ الحقّ عندنا ممّا قدّمنا ذكره من الأصول التي نصبها الله تعالى،و الدلائل التي أقامها لنا،كالكتاب و السنّة و الإمام و الحجة،و لن يخلو الخلق عندنا من أحد هذه الأربعة وجوه التي ذكرناها و ما خالفها فهو باطل.

و أما اعتلالهم بما اعتلّوا به من شطر المسجد الحرام و البيت .

ص: 215


1- سورة الأنعام38/.
2- سورة المائدة3/.
3- سورة النحل89/ و نصها الصحيح وَ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ .

فمستحيل بين الخطأ.لأن معنى"شطره"نحوه،فبطل الاجتهاد فيه، و زعموا أنّ على الذي لم يهتد الى الأدلّة و الأعلام المنصوص للقبلة أنّ يستعمل رأيه حتى يصيب بغاية اجتهاده،و لم يقولوا حتى يصيب نحو توجّهه إليه.

و قد قال الله عز و جلّ: وَ حَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ (1)يعني تعالى نصب من العلامات و الأدلة،و هي التي نصّ على حكمها بذكر العلامات و النجوم في ظاهر الآية،ثم قال تعالى: وَ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ (1)و لم يقل و إنّ الذين اضطروا الى الاجتهاد.

فدلّ على ان الله تعالى أوجب عليهم استعمال الدليل في التوجه،و عند الاشتباه عليهم لإصابة الحق فمعنى شطره نحوه بعني تعالى علاماته المنصوصة عليه،و معنى شطره نحوه إن كان مرئيا، و بالدليل و الأعلام إن كان محجوبا فلو علمت القبلة و الواجب استقبالها و التولي و التوجه إليها و لم يكن الدليل عليها موجودا حتى تستوي الجهات كلها حينئذ له ان يصلي بحال اجتهاده،و حيث أحبّ و أختار،حتى يكون على يقين من بيان الأدلة المنصوبة و العلامات المبثوثة،فأن مال عن هذا الموضع ما نكرناه حتى يكون على يقين من بيان الأدلة المنصوبة و العلامات المبثوثة،فأن حال عن هذا الموضع ما ذكرناه حتى يجعل الشرق غربا و الغرب شرقا زال معنى اجتهاده و فسد حال اعتقاده./.

ص: 216


1- سورة البقرة144/.

و قد جاء عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم خبر منصوص مجمع عليه أنّ الأدلة المنصوبة على بيت الله الحرام لا يذهب بكلّيتها بحادثة من الحوادث منا من الله عز و جلّ على عباده في إقامة ما أفترضه عليهم.

و زعمت طائفة ممن يقول بالاجتهاد أنه اذا أشكل عليه من جهة حتى تستوي عنده الجهات كلها،تحرّى و أتبع اجتهاده حيث بلغ به، فأن ذلك جائز بزعمهم و إن كان لم يصب وجه حقيقة القبلة،و زعموا أيضا أنه اذا كان على هذا السبيل مائة رجل لم يجز لأحد منهم أن يتبع اجتهاد الآخر،فهم بهذه الأقوال ينقضون أصل اعتقادهم.

و زعموا أنّ الضرير و المكفوف له ان يقتدي بأحد هؤلاء المجتهدين، فله ان ينتقل من قول الأول منهم الى قول الآخر،فجعلوا مع اجتهادهم كمن لم يجتهد،فلم يؤول بهم الاجتهاد،إلا الى حال الضلال،و الانتقال من حال الى حال فأيّ دين أبدع و أيّ قول أشنع من هذه المقالة أو أبين عجزا ممن يظن أنه من أهل السلام،و هو على مثل هذا الحال،نعوذ بالله من الضلالة بعد الهدى و أتباع الهوى و إياه نستعين على ما يقرب منه،أنه سميع مجيب.

ص: 217

ص: 218

فهرس الآيات القرآنية الكريمة

سورة الفاتحة ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ اَلْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ... \2\93 سورة البقرة ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَ الْمُؤْمِنُونَ.. \285\104 2.\ أَ تَأْمُرُونَ النّاسَ بِالْبِرِّ وَ تَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ... \44\152 3.\ أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ... \187\59\173 4.\ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ... \43\110\102-188 5.\ أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ... \258\168 6.\ أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَ هُمْ... \243\201 7.\ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَ لَمّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ... \214\170 8.\ أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّباتِ ما كَسَبْتُمْ وَ مِمّا أَخْرَجْنا... \267\139 9.\ إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَ رَأَوُا... \166\149 10.\ إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَ الدَّمَ وَ لَحْمَ... \173\172

ص: 219

ت\الآية\رقمها\الصفحة 11.\ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً... \30\129 12.\ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَ أَنْذَرْتَهُمْ أَمْ... \6\153 13.\ إِنَّ اللّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً ما... \26\66 14.\ تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ... \253\143 15.\ ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النّاسُ... \199\87 16.\ حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَ الصَّلاةِ الْوُسْطى... \238\99 17.\ رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا... \286\104 18.\ رَبَّنا وَ لا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ... \286\52-104 19.\ شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ... \185\100 20.\ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَ اشْكُرُوا لِي وَ لا... \152\155 21.\ فَإِذا قَضَيْتُمْ مَناسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللّهَ... \200\75 22.\ فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجالاً أَوْ رُكْباناً... \239\99 23.\ فَما جَزاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ مِنْكُمْ إِلاّ خِزْيٌ... \85\154 24.\ فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ... \184\100 25.\ قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ... \144\57 26.\ قُولُوا آمَنّا بِاللّهِ وَ ما أُنْزِلَ إِلَيْنا وَ ما أُنْزِلَ... \136\136 27.\ قُولُوا لِلنّاسِ حُسْناً وَ أَقِيمُوا الصَّلاةَ... \83\61-136 28.\ كانَ النّاسُ أُمَّةً واحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ... \213\84-93 29.\ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ وَ هُوَ كُرْهٌ لَكُمْ... \216\102 30.\ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنّاسِ تَأْمُرُونَ... \213\78-95

ص: 220

ت\الآية\رقمها\الصفحة 31.\ لِئَلاّ يَكُونَ لِلنّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ الَّذِينَ... \150\57-104 32.\ لا يُؤاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ وَ لكِنْ... \225\135 33.\ لا يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاّ وُسْعَها لَها ما... \286\104-199 34.\ لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ... \226\130 35.\ لِمَ تَعْبُدُ ما لا يَسْمَعُ وَ لا يُبْصِرُ وَ لا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً... \189\148 36.\ اَللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ... \257\82 37.\ وَ اتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفّى... \281\166 38.\ وَ أْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها... \189\148 39.\ وَ اسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجالِكُمْ فَإِنْ لَمْ... \282\65 40.\ وَ إِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِماءَكُمْ... \54\154 41.\ وَ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ... \144\216 42.\ وَ الَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَ يَذَرُونَ أَزْواجاً... \234\53 43.\ وَ الَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَ يَذَرُونَ أَزْواجاً وَصِيَّةً... \240\53 44.\ وَ الْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ... \217\73 45.\ وَ حَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ... \144\214-216 46.\ وَ قُومُوا لِلّهِ قانِتِينَ... \238\139 47.\ وَ كَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ... \143\97 48.\ وَ لا تُمْسِكُوهُنَّ ضِراراً لِتَعْتَدُوا وَ مَنْ يَفْعَلْ... \231\158 49.\ وَ لا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكاتِ حَتّى يُؤْمِنَّ وَ لَأَمَةٌ... \221\98 50.\ وَ لا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتّى يُؤْمِنُوا... \221\98

ص: 221

ت\الآية\رقمها\الصفحة 51.\ وَ لَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ يا أُولِي الْأَلْبابِ... \179\117 52.\ وَ ما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها إِلاّ لِنَعْلَمَ... \143\58-140 53.\ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ... \128\84 54.\ وَ مَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ... \231\158 55.\ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَ ذَرُوا ما بَقِيَ... \275\172 56.\ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَدايَنْتُمْ بِدَيْنٍ... \282\130 57.\ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصاصُ... \178\58 58.\ يا أَيُّهَا النّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ... \21\116 59.\ يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَ زَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَ كُلا... \35\118 60.\ يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ... \47\86 سورة آل عمران ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ أَلاّ تُكَلِّمَ النّاسَ ثَلاثَةَ أَيّامٍ إِلاّ رَمْزاً... \41\71 2.\ إِنَّ اللّهَ اصْطَفى آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ... \33\86 3.\ إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ... \59\114 4.\ اَلَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلّهِ وَ الرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما... \173\91 5.\ اَلَّذِينَ قالَ لَهُمُ النّاسُ إِنَّ النّاسَ قَدْ جَمَعُوا... \173\89 6.\ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما... \7\171 7.\ فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ... \61\115

ص: 222

ت\الآية\رقمها\الصفحة 8.\ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْراةِ فَاتْلُوها إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ... \93\114 9.\ كُلُّ الطَّعامِ كانَ حِلاًّ لِبَنِي إِسْرائِيلَ إِلاّ ما... \93\114 10.\ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنّاسِ تَأْمُرُونَ... \110\84-95 11.\ لا تَأْكُلُوا الرِّبَوا أَضْعافاً مُضاعَفَةً... \130\164 12.\ لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ... \28\100 13.\ لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ... \128\97 14.\ مَثَلُ ما يُنْفِقُونَ فِي هذِهِ الْحَياةِ الدُّنْيا كَمَثَلِ... \117\171 15.\ هُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ اللّهِ وَ اللّهُ بَصِيرٌ بِما... \163\144 16.\ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ... \7\63 17.\ وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا... \103\204 18.\ وَ إِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ... \81\200-202 19.\ وَ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ... \169-170\197 20.\ وَ ما مُحَمَّدٌ إِلاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ... \144\152 21.\ وَ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَ الرّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ.. \7\81-146 22.\ وَ يَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ رَبَّنا... \191\135 23.\ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ حَقَّ تُقاتِهِ... \102\60 سورة النساء ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ... \59\41-102- 146-187

ص: 223

ت\الآية\رقمها\الصفحة 2.\ أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ... \77-78\54 3.\ أُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ حَقًّا... \151\134 4.\ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا... \137\159 5.\ إِنَّ اللّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ... \48،116\155 6.\ إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ... \31\166 7.\ إِنّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ... \105-113\182 8.\ إِنّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ... \163\70 9.\ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ وَ بَناتُكُمْ... \23\64-172 10.\ فَإِذا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللّهَ قِياماً... \103\75-99 11.\ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ... \59\172 12.\ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ أَجْراً... \95-96\144 13.\ لِئَلاّ يَكُونَ لِلنّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ... \166\87-145 14.\ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللّهَ... \80\145 15.\ وَ اعْبُدُوا اللّهَ وَ لا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً... \36\155 16.\ وَ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً... \174\82 17.\ وَ إِذا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُوا الْقُرْبى وَ الْيَتامى... \8\60 18.\ وَ اللاّتِي يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ مِنْ نِسائِكُمْ... \15-16\53 19.\ وَ قَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ أَنْ إِذا... \140\136 20.\ وَ لَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ... \119\73 21.\ وَ لا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ إِنَّمَا... \171\136 22.\ وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَ إِلى أُولِي الْأَمْرِ... \83\146

ص: 224

ت\الآية\رقمها\الصفحة 23.\ وَ ما كانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلاّ خَطَأً... \92\105 24.\ يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ... \1\93-117 25.\ يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ... \11\60 سورة المائدة ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَ طَعامُهُ مَتاعاً لَكُمْ... \96\173 2.\ أَنْ تَقُولُوا ما جاءَنا مِنْ بَشِيرٍ وَ لا نَذِيرٍ... \19\145 3.\ إِنِ ارْتَبْتُمْ لا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَناً وَ لَوْ كانَ... \107\185 4.\ إِنّا أَنْزَلْنَا التَّوْراةَ فِيها هُدىً وَ نُورٌ... \44\74 5.\ إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا... \55\91-147 6.\ تَحْبِسُونَهُما مِنْ بَعْدِ الصَّلاةِ... \106-107\185 7.\ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَ الدَّمُ وَ لَحْمُ الْخِنْزِيرِ... \3\64 8.\ ذلِكَ أَدْنى أَنْ يَأْتُوا بِالشَّهادَةِ عَلى وَجْهِها... \108\185 9.\ اَلَّذِينَ قالُوا آمَنّا بِأَفْواهِهِمْ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ... \41\135 10.\ فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجانِفٍ... \3\102 11.\ لا يُؤاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ... \89\181 12.\ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ... \72\155 13.\ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي... \3\215 14.\ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَواضِعِهِ... \41\176

ص: 225

ت\الآية\رقمها\الصفحة 15.\ مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَتَبْنا عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ أَنَّهُ... \32\91 16.\ وَ امْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ... \6\140 17.\ وَ إِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ... \110\72 18.\ وَ إِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي... \111\71 19.\ وَ إِذا حَلَلْتُمْ فَاصْطادُوا... \2\173 20.\ وَ إِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ... \42-46\177 21.\ وَ طَعامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حِلٌّ لَكُمْ... \5\98-173 22.\ وَ كَتَبْنا عَلَيْهِمْ فِيها أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ... \45\58 23.\ وَ لا تَتَّبِعُوا أَهْواءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ... \77\67 24.\ وَ ما أَكَلَ السَّبُعُ إِلاّ ما ذَكَّيْتُمْ وَ ما ذُبِحَ... \3\102 25.\ وَ مِنَ الَّذِينَ هادُوا سَمّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمّاعُونَ... \41\176 26.\ وَ مَنْ يَتَوَلَّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ... \56\147 27.\ وَ مَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ... \5\133 28.\ وَ نَسُوا حَظًّا مِمّا ذُكِّرُوا بِهِ وَ لا تَزالُ تَطَّلِعُ... \63\47 29.\ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ... \1\173 30.\ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا \6\64-99-138 31.\ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما... \87-88\173-181 32.\ يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ... \67\152 33.\ يا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسارِعُونَ... \41\176 34.\ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ إِذا حَضَرَ... \106\184

ص: 226

ت\الآية\رقمها\الصفحة 35.\ يَسْئَلُونَكَ ما ذا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ وَ ما عَلَّمْتُمْ... \4\173 36.\ اَلْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا... \3\102 سورة الأنعام ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ اُنْظُرُوا إِلى ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ وَ يَنْعِهِ... \99\137 2.\ إِنِ الْحُكْمُ إِلاّ لِلّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَ هُوَ خَيْرُ... \57\77 3.\ اَلْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ... \1\82 4.\ اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ لَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ... \82\158 5.\ اَلَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ... \12\103 6.\ شَياطِينَ الْإِنْسِ وَ الْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ... \112\71 7.\ فَلِلّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ فَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ.. \149\145 8.\ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَ مَنْ عَمِيَ فَعَلَيْها... \104\137 9.\ قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاّ... \151\172 10.\ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا... \11\102 11.\ قُلْ لِمَنْ ما فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ قُلْ لِلّهِ... \11\102 12.\ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتابَ الَّذِي جاءَ بِهِ مُوسى... \91\82 13.\ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ... \158\186 14.\ ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ... \38\210-215 15.\ وَ إِمّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ... \68\136 16.\ وَ جَعَلَ الظُّلُماتِ وَ النُّورَ... \1\79

ص: 227

ت\الآية\رقمها\الصفحة 17.\ وَ جَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النّاسِ... \122\79 18.\ وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ... \153\67 19.\ وَ لا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاّ بِالْحَقِّ... \151\165 20.\ وَ لا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ إِلاّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ... \152\164 21.\ وَ لَوْ تَرى إِذِ الظّالِمُونَ فِي غَمَراتِ الْمَوْتِ... \93\159 22.\ وَ لَوْ شاءَ اللّهُ ما أَشْرَكُوا... \107\198 23.\ وَ ما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَ لا طائِرٍ يَطِيرُ... \38\85 سورة الأعراف ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ أَ تُهْلِكُنا بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ مِنّا إِنْ هِيَ إِلاّ... \155\80 2.\ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ... \12\213 3.\ أَ وَ لَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ... \185\137 4.\ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللّهِ عِبادٌ... \194-195\109 5.\ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيّامٍ... \54\72 6.\ عَذابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشاءُ وَ رَحْمَتِي... \156-157\80 7.\ قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ... \32\61 8.\ وَ اخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً... \155\201 9.\ وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ... \172\201 10.\ وَ إِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَ أَنْصِتُوا... \204\136

ص: 228

ت\الآية\رقمها\الصفحة 11.\ وَ يَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَ الْأَغْلالَ الَّتِي... \157\59 12.\ يا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي... \26\116 13.\ يَسْئَلُونَكَ عَنِ السّاعَةِ أَيّانَ مُرْساها قُلْ... \187\191 سورة الأنفال ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ اَلْآنَ خَفَّفَ اللّهُ عَنْكُمْ وَ عَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ... \66\55-196 2.\ أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَ أَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ... \28\74 3.\ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ يَغْلِبُوا... \65\55-196 4.\ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ... \2\141 5.\ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ هاجَرُوا وَ جاهَدُوا... \72\56 6.\ فَاتَّقُوا اللّهَ وَ أَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ وَ أَطِيعُوا... \1\129 7.\ لِيَقْضِيَ اللّهُ أَمْراً كانَ مَفْعُولاً... \42\76 8.\ وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ... \41\128 9.\ وَ إِذْ يَعِدُكُمُ اللّهُ إِحْدَى الطّائِفَتَيْنِ أَنَّها لَكُمْ... \7\168 10.\ وَ إِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها وَ تَوَكَّلْ عَلَى... \61\55 11.\ وَ إِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ يُجادِلُونَكَ... \5-6\167 12.\ وَ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ إِلاّ... \73\56 13.\ وَ ما كانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِيهِمْ وَ ما... \33-34\195 14.\ وَ مَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاّ مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ... \16\125 15.\ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلّهِ وَ لِلرَّسُولِ... \31\117

ص: 229

ت\الآية\رقمها\الصفحة 16.\ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللّهَ وَ الرَّسُولَ... \27\87 17.\ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ قُلِ الْأَنْفالُ لِلّهِ... \1\128 سورة التوبة ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ اِتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَ رُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ... \31\156 2.\ أَ وَ لا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عامٍ مَرَّةً... \126\74 3.\ إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَ الْمَساكِينِ وَ الْعامِلِينَ... \60\132 4.\ إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ... \37\159 5.\ اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ هاجَرُوا وَ جاهَدُوا فِي سَبِيلِ... \20\144 6.\ إِنَّ اللّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ... \111\126 7.\ اَلتّائِبُونَ الْعابِدُونَ الْحامِدُونَ السّائِحُونَ... \112\44-126 8.\ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَ لا نَصَبٌ وَ لا... \120\144 9.\ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ... \5\55 10.\ قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَ لا... \29\61 11.\ قاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفّارِ وَ لْيَجِدُوا... \123\205 12.\ لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَ قَلَّبُوا لَكَ... \48\73 13.\ وَ آخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً... \102\88 14.\ وَ أَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَتْهُمْ رِجْساً... \125\159 15.\ وَ إِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ... \124-125\141

ص: 230

ت\الآية\رقمها\الصفحة 16.\ وَ السّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ... \100\143 17.\ لا يَزالُ بُنْيانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ... \110\105 18.\ وَ ما كانَ اللّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ... \115\66 19.\ وَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفاقِ لا... \101\188 20.\ وَ مِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَ يَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ... \61\188 21.\ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَ لا تَفْتِنِّي... \48-49\74-188 22.\ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقاتِ فَإِنْ أُعْطُوا... \58-59\132 23.\ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَ كُونُوا مَعَ... \119\102-126- 147-187 24.\ يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللّهِ بِأَفْواهِهِمْ... \8\74-82 سورة يونس ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ... \35\147 2.\ فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ... \94\198 3.\ فَما ذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلالُ فَأَنّى تُصْرَفُونَ... \32\68 4.\ هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَ الْقَمَرَ نُوراً... \5\82 5.\ وَ أَوْحَيْنا إِلى مُوسى وَ أَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا... \87\57 6.\ وَ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ... \47،54\77

ص: 231

سورة هود ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ أَ فَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ... \17\96 2.\ وَ كَذلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذا أَخَذَ الْقُرى... \102\105 3.\ وَ لَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ... \8\85 4.\ وَ لا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلاّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ... \119\60 5.\ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَ اسْتَعْمَرَكُمْ فِيها... \61\130 6.\ وَ يُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ... \3\144 7.\ يا نُوحُ قَدْ جادَلْتَنا فَأَكْثَرْتَ جِدالَنا... \32\167-168 8.\ يُجادِلُنا فِي قَوْمِ لُوطٍ... \74\167 9.\ يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ... \105-108\196 سورة يوسف ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عامٌ فِيهِ يُغاثُ النّاسُ... \49\96 2.\ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيانِ... \41\76 3.\ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِما أَوْحَيْنا... \3\169 4.\ هذا تَأْوِيلُ رُءْيايَ مِنْ قَبْلُ... \6\172 5.\ وَ قالَ الَّذِي نَجا مِنْهُما وَ ادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ... \45\84 6.\ وَ لَقَدْ راوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ... \32\204 7.\ وَ ما نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلامِ بِعالِمِينَ... \44\172 8.\ وَ ما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاّ وَ هُمْ مُشْرِكُونَ... \106\133-156

ص: 232

ت\الآية\رقمها\الصفحة 9.\ وَ سْئَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنّا فِيها وَ الْعِيرَ الَّتِي... \82\105 سورة الرعد ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ أَلا بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ... \28\135 2.\ إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ... \7\66 3.\ كَذلِكَ أَرْسَلْناكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِها... \30\84 4.\ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَ الْبَصِيرُ أَمْ هَلْ... \16\150 5.\ وَ هُمْ يُجادِلُونَ فِي اللّهِ... \13\167 6.\ يَمْحُوا اللّهُ ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ... \39\196 سورة إبراهيم ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ إِنِّي كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ... \22\154 2.\ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ... \24\170 3.\ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي... \36\148 4.\ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَ لَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ... \7\155 5.\ لِتُخْرِجَ النّاسَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ... \1\82 6.\ وَ اجْنُبْنِي وَ بَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ... \36\65 7.\ وَ ضَرَبْنا لَكُمُ الْأَمْثالَ... \24\171 8.\ وَ قالَ الشَّيْطانُ لَمّا قُضِيَ الْأَمْرُ... \22\76

ص: 233

سورة الحجر ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ إِنّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنّا لَهُ لَحافِظُونَ... \9\94 2.\ وَ قَضَيْنا إِلَيْهِ ذلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دابِرَ هؤُلاءِ... \66\76 سورة النحل \الآية\رقمها\الصفحة 1.\ إِلاّ مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ... \106\135 2.\ إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً... \120\85 3.\ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبى مِنْ أُمَّةٍ... \92\84-96 4.\ إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْءٍ إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ... \40\120 5.\ إِنَّما يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ... \105\150 6.\ ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هاجَرُوا مِنْ بَعْدِ ما فُتِنُوا... \110\74 7.\ فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ... \43\42-43- 148 8.\ مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَ هُوَ مُؤْمِنٌ... \97\165 9.\ وَ أَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي... \68\70 10.\ وَ الْأَنْعامَ خَلَقَها لَكُمْ فِيها دِفْءٌ وَ مَنافِعُ... \5-6\116 11.\ وَ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللّهِ لا يَخْلُقُونَ... \20\72 12.\ وَ اللّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمّا خَلَقَ ظِلالاً... \81\116 13.\ وَ إِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمّا... \66\116

ص: 234

ت\الآية\رقمها\الصفحة 14.\ وَ جادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ... \125\168 15.\ وَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً... \75\170 16.\ وَ لَتُسْئَلُنَّ عَمّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ... \93\199 17.\ وَ مِنْ ثَمَراتِ النَّخِيلِ وَ الْأَعْنابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ... \67\61 18.\ وَ مِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لا... \70\111 19.\ وَ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ... \89\215 سورة الإسراء ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ اُنْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ... \21\143 2.\ أُولئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلى رَبِّهِمُ... \57\104 3.\ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا... \56\104-109 4.\ وَ الشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَ نُخَوِّفُهُمْ فَما... \60\188 5.\ وَ شارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَ الْأَوْلادِ... \64\156 6.\ وَ قالُوا أَ إِذا كُنّا عِظاماً وَ رُفاتاً أَ إِنّا... \49-51\112 7.\ وَ قَضى رَبُّكَ أَلاّ تَعْبُدُوا إِلاّ إِيّاهُ... \23\75 8.\ وَ قَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ... \4\76-187-206 9.\ وَ لا تَجْعَلْ مَعَ اللّهِ إِلهاً آخَرَ فَتُلْقى فِي جَهَنَّمَ... \39\206 10.\ وَ لا تَقْرَبُوا الزِّنى إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَ ساءَ... \32\164 11.\ وَ لا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ... \36\138 12.\ وَ لَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلى بَعْضٍ... \55\104-143

ص: 235

ت\الآية\رقمها\الصفحة 13.\ وَ مِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ عَسى... \79\165 14.\ يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ فَمَنْ... \71\148 سورة الكهف ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَ زِدْناهُمْ هُدىً... \13\141 2.\ سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ... \22\113 3.\ فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً... \110\156 4.\ قُلِ اللّهُ أَعْلَمُ بِما لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّماواتِ... \22\113 5.\ كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَها وَ لَمْ تَظْلِمْ... \32\158 6.\ وَ تِلْكَ الْقُرى أَهْلَكْناهُمْ لَمّا ظَلَمُوا... \59\105 7.\ وَ حَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً... \47\200 8.\ وَ لَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَ ازْدَادُوا... \25-26\113 سورة مريم ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرابِ فَأَوْحى... \11\71 2.\ وَ إِنْ مِنْكُمْ إِلاّ وارِدُها كانَ عَلى رَبِّكَ... \71\61 3.\ وَ كانَ أَمْراً مَقْضِيًّا... \21\76 4.\ وَ لا يُظْلَمُونَ شَيْئاً... \60\159 5.\ وَ لَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَ عَشِيًّا... \62\197 6.\ يا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ ما لا يَسْمَعُ وَ لا يُبْصِرُ... \60\108-148

ص: 236

سورة طه ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ... \72\76 2.\ وَ أَضَلَّهُمُ السّامِرِيُّ... \85\65 3.\ وَ أَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَ ما هَدى... \79\65 4.\ وَ فَتَنّاكَ فُتُوناً... \40\73 سورة الأنبياء ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ... \102\61 2.\ إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً... \92\84 3.\ فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ... 7\42 4.\ قالُوا حَرِّقُوهُ وَ انْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ... \68\108 5.\ لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلاَّ اللّهُ لَفَسَدَتا... \22\110 6.\ مَنْ فَعَلَ هذا بِآلِهَتِنا إِنَّهُ لَمِنَ الظّالِمِينَ... \59-65\108 7.\ وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَ أَوْحَيْنا... \73\71 8.\ وَ حَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ... \95\200 9.\ وَ لَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ... \105\186 10.\ وَ نَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ... \47\92-159 11.\ يا نارُ كُونِي بَرْداً وَ سَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ... \69\108

ص: 237

سورة الحج ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَ إِنَّ اللّهَ... \39\54 2.\ فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَ لكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ... \46\135-137 3.\ فَإِنّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ... \5\72 4.\ وَ تَرَى الْأَرْضَ هامِدَةً فَإِذا أَنْزَلْنا... \5-7\106\112 5.\ وَ مِنَ النّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ... \3-4\106-163 6.\ يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السّاعَةِ... \1\93-166 7.\ يا أَيُّهَا النّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ... \5\106-112 سورة المؤمنون ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً... \52\84 2.\ فَتَبارَكَ اللّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ... \14\199 3.\ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ... \12\72 4.\ سُبْحانَ اللّهِ عَمّا يَصِفُونَ... \91\110 5.\ مَا اتَّخَذَ اللّهُ مِنْ وَلَدٍ وَ ما كانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ إِذاً... \91\109 6.\ وَ مِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ... \100\197 سورة النور ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا... \11\185

ص: 238

ت\الآية\رقمها\الصفحة 2.\ أَنَّ غَضَبَ اللّهِ عَلَيْها إِنْ كانَ مِنَ الصّادِقِينَ... \9\180 3.\ رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَ لا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ... \37\149 4.\ اَلزّانِي لا يَنْكِحُ إِلاّ زانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَ الزّانِيَةُ... \3\91 5.\ اَلزّانِيَةُ وَ الزّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما... \2\53 6.\ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ... \63\73 7.\ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا... \36\76-149 8.\ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَ يَحْفَظُوا... \31\138 9.\ اَللّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ... \35\81-82- 171 10.\ وَ أَنْكِحُوا الْأَيامى مِنْكُمْ وَ الصّالِحِينَ مِنْ... \3\117 11.\ وَ الَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ... \9\179 12.\ وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا... \55\186-201 13.\ وَ قُلْ لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ... \31\138 سورة الفرقان ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ وَ كُلاًّ ضَرَبْنا لَهُ الْأَمْثالَ... \39\171 2.\ وَ يَوْمَ يَعَضُّ الظّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي... \27\44 3.\ يا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هذَا الْقُرْآنَ... \30\44 4.\ يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً... \29\44

ص: 239

سورة النمل ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ هذا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَ أَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ... \40\155 2.\ وَ أُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَ لَها عَرْشٌ عَظِيمٌ... \23\86 3.\ وَ جَحَدُوا بِها وَ اسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً... \14\153 4.\ وَ يَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ... \83\200 5.\ يا مُوسى لا تَخَفْ إِنِّي لا يَخافُ لَدَيَّ... \10\105 سورة القصص ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى... \85\201 2.\ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوانَ عَلَيَّ... \28\77 3.\ فَلَمّا جاءَهُ وَ قَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قالَ لا تَخَفْ... \25\169 4.\ فَلَمّا قَضى مُوسَى الْأَجَلَ... \29\77 5.\ وَ أَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى أَنْ أَرْضِعِيهِ... \7\70 6.\ وَ إِذا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَ قالُوا... \55\137 7.\ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النّاسِ يَسْقُونَ... \23\85 8.\ وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النّارِ وَ يَوْمَ... \41\189 9.\ وَ ما كُنْتَ بِجانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنا إِلى... \44\75 10.\ وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ... \50\150 11.\ وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي... \5-6\186-201

ص: 240

سورة العنكبوت ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ الم* أَ حَسِبَ النّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا... \1-2\73 2.\ أَنْ يَقُولُوا آمَنّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ... \1\74 3.\ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللّهِ أَوْثاناً مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ... \25\155 4.\ أَ وَ لَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ... \19-22\103 5.\ بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا... \49\146 6.\ فَإِذا أُوذِيَ فِي اللّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النّاسِ كَعَذابِ... \10\74 7.\ فَكُلاًّ أَخَذْنا بِذَنْبِهِ... \40\199 8.\ فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلاّ أَنْ قالُوا... \24\103 9.\ وَ إِبْراهِيمَ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللّهَ... \16-18\103 10.\ وَ تِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنّاسِ... \43\170 سورة الروم ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَ هُمْ مِنْ بَعْدِ \1-2\187 2.\ ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ ما... \28\183 3.\ فَسُبْحانَ اللّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَ حِينَ تُصْبِحُونَ... \17-19\107 4.\ لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللّهِ... \30\74 5.\ وَ مِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً \21-25\107-117

ص: 241

سورة لقمان ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ وَ اقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَ اغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ... \19\139 2.\ وَ إِذْ قالَ لُقْمانُ لاِبْنِهِ وَ هُوَ يَعِظُهُ... \40\101 3.\ وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ... \25\134 4.\ وَ لا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً... \18\139 5.\ وَ وَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ... \14-15\101 6.\ يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَ اخْشَوْا... \31\166 7.\ يا بُنَيَّ إِنَّها إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ... \16\101 8.\ يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللّهِ إِنَّ الشِّرْكَ... \13\158 سورة السجدة ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا... \18\150 2.\ أَ وَ لَمْ يَهْدِ لَهُمْ... \26\66 3.\ وَ جَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمّا صَبَرُوا... \24\145 سورة الأحزاب ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ ما جَعَلَ اللّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ... \4\149 2.\ اَلنَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ أَزْواجُهُ... \6\57 3.\ وَ إِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَ مِنْكَ وَ مِنْ... \7\202

ص: 242

4.\ يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللّهَ وَ لا تُطِعِ... \1\206 5.\ يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَ مُبَشِّراً... \45-48\54 سورة سبإ ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ فَلَمّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ... \14\96 2.\ فَلَمّا قَضَيْنا عَلَيْهِ الْمَوْتَ ما دَلَّهُمْ عَلى مَوْتِهِ... \14\78 3.\ وَ لَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ... \20\153 سورة فاطر ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ إِنَّما يَخْشَى اللّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ... \28\147 2.\ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ... \32\43 3.\ فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ... \32\158 4.\ لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَ لا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ... \36\78 5.\ وَ إِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلاّ خَلا فِيها نَذِيرٌ... \24\84 6.\ وَ اللّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً... \9\106 7.\ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ... \8\64 سورة يس ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ أَ وَ لَمْ يَرَ الْإِنْسانُ أَنّا خَلَقْناهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا... \77-79\111 2.\ وَ ضَرَبَ لَنا مَثَلاً وَ نَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ... \78-79\106

ص: 243

ت\الآية\رقمها\الصفحة 3.\ وَ مَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَ فَلا يَعْقِلُونَ... \68\110-111 4.\ اَلْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ وَ تُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ... \65\140 سورة الصافات ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ أَ تَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ... \95-96\108 سورة الزمر ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ فَبَشِّرْ عِبادِ اَلَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ... \18\136 2.\ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لا... \9\147 3.\ وَ أَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها... \69\79 4.\ وَ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَ قِيلَ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ... \75\77 5.\ ما نَعْبُدُهُمْ إِلاّ لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللّهِ زُلْفى... \3\114 6.\ وَ نُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ... \68-73\92 7.\ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ خَلْقاً... \6\72 سورة غافر"المؤمن" ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمانِ فَتَكْفُرُونَ... \10\133

ص: 244

ت\الآية\رقمها\الصفحة 2.\ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ... \60\167 3.\ ما يُجادِلُ فِي آياتِ اللّهِ... \4\167 4.\ مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَ هُوَ... \40\165 5.\ اَلنّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَ عَشِيًّا وَ يَوْمَ... \46\197 6.\ وَ اللّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَ الَّذِينَ يَدْعُونَ... \20\77 سورة فصلت ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِي يَوْمَيْنِ... \12\77 2.\ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى... \17\66 3.\ وَ إِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ... \41-42\95 4.\ وَ أَوْحى فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها... \12\71 5.\ وَ بارَكَ فِيها وَ قَدَّرَ فِيها أَقْواتَها... \10\71 6.\ وَ ما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ... \22\138 سورة الشورى ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ وَ جَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها فَمَنْ عَفا... \40\100-101-158

ص: 245

سورة الزخرف ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ إِنْ هُوَ إِلاّ عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَيْهِ وَ جَعَلْناهُ مَثَلاً... \59\171 2.\ فَجَعَلْناهُمْ سَلَفاً وَ مَثَلاً... \56\171 3.\ نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا... \32\131 4.\ وَ سْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا... \45\198-203 5.\ وَ نادَوْا يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ... \77\78 سورة الجاثية ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ إِنْ هُمْ إِلاّ يَظُنُّونَ... \24\153 2.\ وَ قالُوا ما هِيَ إِلاّ حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَ نَحْيا... \24\112 سورة الأحقاف ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّها... \25\87 2.\ وَ إِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ... \29\75 سورة محمد ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ أَ فَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها... \24\135-151 2.\ أَ فَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ... \14\151

ص: 246

ت\الآية\رقمها\الصفحة 3.\ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ صَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللّهِ... \32\153 4.\ فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ... \4\139 5.\ فَلا تَهِنُوا وَ تَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَ أَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ... \35\55 6.\ وَ الَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً وَ آتاهُمْ... \17\141 سورة الفتح ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَ مَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ... \29\170 2.\ لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ جَنّاتٍ تَجْرِي... \5\133 3.\ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ... \4\141 سورة الحجرات ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ وَ إِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا... \9\130 2.\ يا أَيُّهَا النّاسُ إِنّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثى... \13\93-116 سورة ق ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ أَ إِذا مِتْنا وَ كُنّا تُراباً ذلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ قَدْ... \3-10\106-113 2.\ ق*وَ الْقُرْآنِ الْمَجِيدِ بَلْ عَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ... \1-4\106

ص: 247

سورة الذاريات ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ... \14\74 2.\ فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَما أَنْتَ بِمَلُومٍ... \54\195 3.\ وَ ذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ... \55\195 4.\ وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلاّ لِيَعْبُدُونِ... \56\60 5.\ يَوْمَ هُمْ عَلَى النّارِ يُفْتَنُونَ... \13\74 سورة النجم ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ إِنْ هِيَ إِلاّ أَسْماءٌ سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَ آباؤُكُمْ... \23\150 2.\ عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى... \14-15\193 3.\ وَ أَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى... \42\206 4.\ وَ هُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى ثُمَّ دَنا فَتَدَلّى... \7-15\198 سورة الرحمن ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ خَلَقَ الْإِنْسانَ* عَلَّمَهُ الْبَيانَ... \2-3\118 2.\ خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ كَالْفَخّارِ... \14-15\210 3.\ وَ الْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ فِيها فاكِهَةٌ... \10-12\116

ص: 248

سورة الواقعة ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ أَ فَرَأَيْتُمْ ما تَحْرُثُونَ أَ أَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ... \63-64\115 2.\ وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ... \10-11\143 سورة الحديد ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ أَ لَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا... \16\133 2.\ اُنْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ... \13\83 3.\ لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ... \10\144 4.\ يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ... \12-13\83 سورة المجادلة ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ قَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها... \1-4\168-178 سورة الحشر ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ اَلْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ... \23\120 2.\ ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ... \7\97 3.\ ما أَفاءَ اللّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى... \7\129

ص: 249

سورة الممتحنة ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ كَفَرْنا بِكُمْ وَ بَدا بَيْنَنا وَ بَيْنَكُمُ الْعَداوَةُ... \4\154 2.\ لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا... \13\189 3.\ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي... \1\88 4.\ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ... \3\133 سورة الصف ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ... \10-11\166 سورة الجمعة ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللّهِ وَ ذَرُوا الْبَيْعَ... \9\139 سورة التغابن ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ فَآمِنُوا بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ النُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا... \8\81 2.\ فَاتَّقُوا اللّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ... \16\60 3.\ وَ اسْمَعُوا وَ أَطِيعُوا وَ أَنْفِقُوا خَيْراً... \16\117

ص: 250

سورة الطلاق ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ قَدْ أَنْزَلَ اللّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً رَسُولاً يَتْلُوا... \9-10\43 2.\ وَ مَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ... \1\158 3.\ يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَطَلِّقُوهُنَّ... \1\206 سورة التحريم ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ لا يَعْصُونَ اللّهَ ما أَمَرَهُمْ وَ يَفْعَلُونَ ما... \6\146 سورة القلم ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ أَ فَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ ما لَكُمْ كَيْفَ... \35\150 سورة نوح ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ وَ جَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً... \16\79-82 سورة المدثر ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ... \38\199 2.\ وَ لِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَ الْكافِرُونَ... \31\68

ص: 251

سورة الدهر-"الإنسان" ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً وَ لا زَمْهَرِيراً... \13\197 سورة النبا ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ وَ أَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجّاجاً... \14\96 2.\ وَ يَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً... \40\97 سورة عبس ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ أَنّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا* ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ... \25-32\115 سورة المنافقون ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ... \1-6\193 2.\ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوالُكُمْ... \9\133 سورة التكوير ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي... \19-21\202

ص: 252

سورة البروج ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ ثُمَّ لَمْ... \10\74 سورة الغاشية ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ أَ فَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ وَ إِلَى... \16\137 سورة الفجر ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ وَ جاءَ رَبُّكَ وَ الْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا... \22\92 سورة الضحى ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ وَ وَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدى... \7\65 سورة العلق ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ اِقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ... \1-5\62-119

ص: 253

سورة البيّنة ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ... \7\133-151 2.\ ما تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ إِلاّ مِنْ بَعْدِ... \4\151 سورة الزلزلة ت\الآية\رقمها\الصفحة 1.\ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَ مَنْ يَعْمَلْ... \7-8\165-199

ص: 254

فهرس الأحاديث النبوية الشريفة

ت\الحديث النبوي الشريف\رقمه\الصفحة 1.\قوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم للمرأة الخثعمية(أ رأيت لو كان على أبيك\3\210 دين لكنت تقضينه عنه؟).

2.\قوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لمعاذ(أ رأيت يا معاذ إن نزلت بك حادثة\1\210 لم تجد في كتاب الله عز و جلّ أثرا و لا في السنّة ما أنت صانع؟قال أستعمل رأي فيها فقال:الحمد لله الذي وفق رسوله الى ما يرضيه).

3.\قوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم(أنا مدينة الحكمة و عليّ بابها فمن أراد\2\149 الحكمة فليأتها من بابها).

4.\قوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم(أنا مدينة العلم و علي بابها فمن أراد العلم\6\43 فليأته من بابه).

5.\قوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم(أنزل القرآن على سبعة أحرف:أمرّ و زجرّ\1\49 و ترغيب و ترهيب و جدل و قصص و مثل).

6.\قوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لعمر بن الحارث و زوجته(اذهبا و لن يحلّ\3\179 لك و لن تحلّ له أبدا فقال عويمر:يا رسول الله فالذي أعطيته لها؟فقال له:إن كنت

ص: 255

صادقا فهو لها بما استحللته من فرجها...).

7.\قوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لقتادة بن النعمان(إن كان ما قلته حقا فبئس\4\183 ما صنع).

8.\قوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لليهود و النصارى(إنني لا أخبركم بشيء إلا\3\191 من عند ربي و إنما أنتظر الوحي يجيء به أخبركم به غدا) 9.\قوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم(إني مخلّف فيكم ما إن تمسكتم به لن تظلوا\3\42 الثقلين كتاب الله و عترتي أهل بيتي...).

10.\قوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم(إنّ الله يحب أنّ يؤخذ برخصه كما يحب\6\100 أن يؤخذ بعزائمه...).

11.\قوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم(المرء مع من أحب...).\1\148 12.\قوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم(دخلت الجنّة فرأيت فيها قصرا من ياقوت\1\194 أحمر يرى داخله من خارجه و خارجه من داخله...).

13.\قوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لخولة بنت ثعلبة(قولي لأوس بن الصامت\3\178 زوجك بعتق نسمة...) 14.\قوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم(لا تصلوا عليّ صلاة مبتورة اذا صليتم عليّ\4\67 بل صلوا على أهل بيتي....).

15.\قوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم(لما أسري بي الى السماء دخلت الجنّة\2\194 فرأيت فيها قيعان و رأيت فيها ملائكة....).

16.\قوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم(لما أسري بي الى سبع سماوات و أخذ\2\195 جبرائيل بيدي و أدخلني الجنّة و أجلسني

ص: 256

على درنوك....).

17.\قوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم(من لقي الله كامل الإيمان كان من أهل\5\141 الجنة).

18.\قوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم(و ما يدريك يا عمر لعل الله أطلع على أهل\2\89 بدر فغفر لهم فقال لهم أعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم).

19.\قوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم(يا علي ان وجدت فئة تقاتل بهم فأطلب\2\69 حقك).

20.\قوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لأبي لبابة(يجزيك الثلث ان تصدق\6\88 به....).

ص: 257

ص: 258

فهرست مصادر التحقيق

ت/اسم المؤلف/وفاته 1./القرآن الكريم/ 2./الآلوسي-شهاب الدين محمود\ت 1270 روح المعاني-إدارة الطباعة المنيرة-مصر/ه 3./الأزهري-أبي منصور محمد بن أحمد/ت 370 ه تحقيق عبد السلام هارون-الدار المصرية للتأليف 4./الأسترآبادي-ميرزا محمد بن علي/ت 1028 منهاج المقاتل في في أحوال الرجال-حجري/ه 5./الأصفهاني-الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله/ت 430 ه حلية الأولياء-مطبعة السعادة-مصر 1932 م 6./الأفندي-ميرزا عبد الله بن عيسى/ت 1130 رياض العلماء-مخطوط برقم(18/2/35)-ه مكتبة الإمام أمير المؤمنين( u )العامة في النجف 7./الأندلسي-أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم/ت 456 ه جمهرة أنساب العرب-تحقيق عبد السلام محمد هارون- دار المعارف-مصر 1962 م

ص: 259

ت/اسم المؤلف/وفاته 8./ابن أبي الحديد-عز الدين أبو حامد بن هبة الله بن محمد/ت 656 ه المدائني شرح نهج البلاغة-تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم- دار إحياء الكتب العربية 9./ابن الأثير-أبي الحسن علي بن محمد بن محمد الشيباني/ت 630 ه الكامل في التأريخ-إدارة مطبعة المنيرة-مصر-1348 ه 10./ابن الجوزي-عبد الرحمن بن علي بن محمد/ت 597 ه نزهة الأعين-تحقيق عبد الكريم راضي-بيروت-1984 المنتظم-مطبعة دائرة المعارف العثمانية- حيدرآباد الكدن-1375 ه 11./ابن العماد-محمد بن محمد بن علي/ت 887 ه كشف السرائر-تحقيق فؤاد عبد المنعم أحمد- الإسكندرية-1977 12./ابن زهرة-تاج الدين بن محمد بن حمزة غاية الاختصار-المطبعة الأميرية-بولاق- مصر المفريه-1310 ه 13./ابن سلاّم-يحيى/ت 200 ه التصاريف-تحقيق هند شبلي-الشركة التونسية للتوزيع-1979 14./ابن سليمان-مقاتل البلخي/ت 150 ه الأشباه و النظائر-تحقيق عبد الله محمود شحاتة- الهيئة المصرية العامة للكتب-مصر 1976

ص: 260

ت/اسم المؤلف/وفاته 15./ابن شهرآشوب-محمد بن علي المازندراني/ت 588 ه تشابهات القرآن و مختلفه-مطبعة شركة سامي- 1328 ه معالم العلماء-مطبعة فردين-طهران-1353 ه 16./ابن كثير-أبو الفداء إسماعيل القريشي/ت 774 ه تفسير القرآن العظيم-دار إحياء الكتب العربية- مطبعة عيسى البابي الحلبي-مصر 17./ابن منظور-جمال الدين محمد بن مكرم/ت 711 ه لسان العرب-المطبعة الميرية-بولاق-مصر-1300 ه 18./الباقلاني-أبي بكر محمد بن الطيب/ت 403 ه إعجاز القرآن-تحقيق عماد الدين أحمد- مؤسسة الكتب الثقافية-صيدا-1986 19./البحراني-الشيخ يوسف بن أحمد/ت 1186 لؤلؤة البحرين-تعليق محمد صالح بحر العلوم-ه مطبعة النعمان-النجف 20./البستاني-المعلم بطرس/ت 1301 محيط المحيط-المكتبة العمومية لإبراهيم-بيروت-/ه 1867 م 21./البغدادي-أبو بكر بن محمد بن علي الخطيب/ت 463 ه تاريخ بغداد-مطبعة السعادة-مصر-1131 ه 22./البلاغي-محمد جواد،آلاء الرحمن في تفسير/ت 1352 القرآن-مطبعة العرفان-صيدا-/1933ه

ص: 261

ت/اسم المؤلف/وفاته 23./الترمذي-أبو عيسى محمد بن عيسى/ت 279 ه سنن الترمذي-شرح ابن العربي المالكي- المطبعة المصرية بالأزهر-1936 24./التفليسي-حبيش بن إبراهيم/ت 629 ه وجوه القرآن-تحقيق د.مهدي محقق-ظهران 25./التهانوي-محمد أعلى بن علي/ت القرن الثاني موسوعة اصطلاحات العلوم الإسلامية-/الهجري منشورات شركة خياط الكتب و النشر- بيروت-1966 26./الثعالبي-أبو منصور عبد الملك بن محمد بن إسماعيل/ت 429 ه تتمة اليتيمة-مطبعة فردين-طهران-1353 ه 27./الجبوري-أبو اليقظان عطية دراسات في التفسير و رجاله-دار الحرية للطباعة- بغداد-1977 28./الجبوري-عبد الرحمن مطلك الوجوه و النظائر في القرآن الكريم-رسالة ماجستير- كلية الآداب بجامعة بغداد-1986 29./الجوهري-إسماعيل بن حماد/ت 393 ه الصحاح في اللغة-مقدمة أحمد عبد الغفور عطار- مطبعة دار الكتب العربية-مصر 30./الحسيني-جمال الدين أحمد بن علي/ت 828 ه عهدة الطالب-مطبعة الديوانية-بغداد-1987

ص: 262

ت/اسم المؤلف/وفاته 31./الحكيم-محمد تقي الأصول العامة للفقه المقارن-دار الأندلس للطباعة و النشر-بيروت-1963 32./الحلبي-علي بن برهان الدين/ت 1044 إنسان العيون في سيرة الأمين و المأمون(السيرة/ه الحلبية)-مكتبة و مطبعة مصطفى الحلبي- مصر.

33./الحلي-الحسن بن يوسف المطهر/ت 762 ه باب الحادي عشر-مطبوع مع النافع ليوم الحشر للسيوري-طهران-1319 ه نهج المسترشدين-مخطوطة-مكتبة الإمام أمير المؤمنين( U )برقم(5/943) كشف المراد-مطبعة الحكمة-قم كشف الحق-مطبعة دار السلام-بغداد-1344 ه مبادئ الوصول الى علم الأصول-تحقيق عبد الحسين محمد علي البقال-مطبعة الآداب- النجف-1970 34./الحموي-ياقوت/ت 626 ه معجم الأدباء-مراجعة دار المعارف العمومية- مطبعة عيسى البابي الحالبي و شركائه-مصر 35./الخوئي-السيد أبو القاسم الموسوي/ت 1413 البيان في تفسير القرآن-منشورات مؤسسة الأعلمي-/ه بيروت-1974 معجم رجال الحديث-مطبعة الآداب-النجف-ط الأولى

ص: 263

ت/اسم المؤلف/وفاته 36./الخوئي-حبيب الله الهاشمي/ت 1324 منهاج البراعة-المطبعة الإسلامية-طهران-/1377ه 37./الدارمي-أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن التميمي/ت 255 ه سنن الدارمي-مطبعة الاعتدال-دمشق 1349 ه 38./الدامغاني-أبو عبد الله محمد/ت 478 ه إصلاح الوجوه و النظائر-تحقيق عبد العزيز سيد الأهل-بيروت-197- 39./الذهبي-الحافظ محمد بن أحمد/ت 748 ه العبر في خبر من غبر-تحقيق صلاح الدين المنجد- دائرة المطبوعات و النشر-الكويت-1960 م 40./الرازي-أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسين القرشي/ت 606 ه التفسير الكبير-المطبعة البهية المصرية-1938 41./الرازي-محمد بن أبي بكر/ت 666 ه المختار من الصحاح-إخراج دائرة العاجم-مكتبة لبنان-بيروت 1986 42./رسائل الشريف المرتضى تقديم إشراف السيد أحمد الحسيني-منشورات مؤسسة النور للمطبوعات بيروت 1405 43./الرفاعي-محمد سراج الدين صحاح الأخبار 44./الزركشي-بدر الدين محمد بن عبد الله/ت 749 ه البرهان في علوم القرآن-تحقيق محمد أبو الفضل

ص: 264

إبراهيم-دار إحياء الكتب العربية-1957 ت/اسم المؤلف/وفاته 45./السيوطي-جلال الدين عبد الرحمن/ت 911 ه الأتقان في علوم القرآن-مطبعة حجازي-القاهرة- 1941 الدر المنثور-المطبعة الإسلامية-طهران-1377 ه 46./الشعراني-عبد الوهاب/ت 973 ه الطبقات الكبرى-مطبعة عبد الحميد أحمد ضيف- مصر 47./الشوكاني-محمد بن علي بن محمد/ت 1255 إرشاد الفحول-مطبعة مصطفى البابي و أولاده-/ه مصر-1937 48./الشيباني-أحمد بن حنبل/ت 241 ه مسند أحمد-شرح أحمد محمد شاكر- دار المعارف للطباعة و النشر-مصر-1929 49./الصالح-صبحي مباحث في علوم القرآن-مطبعة جامعة دمشق-1962 50./الصغير-د.محمد حسين علي الصورة الفنية في المثل القرآني-دار الرشيد- منشورات وزارة الثقافة و الأعلام-العراق-1981 51./الصفّار-رشيد المحامي مقدمة ديوان المرتضى دار إحياء الكتب العربية-1958

ص: 265

ت/اسم المؤلف/وفاته 52./الطباطبائي-محمد حسين/ت 1981 الميزان في تفسير القرآن-منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات-1973 53./الطبرسي-أبو علي الفضل بن الحسن/ت 548 ه مجمع البيان-تحقيق السيد هاشم المحلاتي- دار النشر العربي-بيروت 54./الطبري-محمد بن جرير/ت 310 ه تأريخ الطبري-تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم- دار المعارف-مصر-1967 جامع البيان في تأويل القرآن-المطبعة الميمنية-مصر 55./الطهراني-محمد محسن آقابزرگ/ت 1389 الذريعة-مطبعة الغري-النجف-1355 ه/ه 56./الطوسي-أبو جعفر محمد بن الحسن/ت 460 ه التبيان في تفسير القرآن-المطبعة العلمية-النجف-1957 الفهرست-تعليق محمد صالح بحر العلوم- مطبعة الحيدرية-النجف-1937 57./الطيالسي-أبو داود سليمان بن الأشعث/ت 255 ه سنن المصطفى-المطبعة التازية-مصر 58./العاملي-محسن الأمين الحسيني/ت 1371 أعيان الشيعة-مطبعة ابن زيدون-دمشق-/1938ه 59./العاملي-محمد بن الحسن الحر/ت 1104 وسائل الشيعة-دار إحياء التراث العربي-بيروت-/ه

ص: 266

1391 ه إثبات الهداة-تصحيح السيد هاشم المحلاتي- المطبعة العلمية-قم ت/اسم المؤلف/وفاته 60./عبد الباقي-محمد فؤاد المعجم المفهرس لألفاظ القرآن-مطبعة دار الكتب المصرية-القاهرة-1364 61./العتائقي-كمال الدين عبد الرحمن بن محمد الحلي/ت 796 ه الناسخ و المنسوخ-تحقيق عبد الهادي الفضلي-مطبعة الآداب-النجف 62./العسقلاني-أحمد بن علي بن محمد-ابن حجر-/ت 852 ه الإصابة في تمييز الصحابة-مطبعة مصطفى محمد- مصر-1939 تهذيب التهذيب-مطبعة مجلس دائرة المعارف النظامية-الهند-1325 ه الصواعق المحرقة-علق عليه عبد الوهاب عبد اللطيف- دار الطباعة المحمدية-مصر لسان الميزان-مطبعة مجلس دائرة المعارف النظامية- الهند-1329 ه- 63./العياشي-محمد بن مسعود السلمي/ت 320 ه كتاب التفسير-تحقيق السيد هاشم المحلاتي- المطبعة العلمية-قم 64./الغزالي-أبو حامد محمد بن محمد/ت 505 المستصفى في علم الأصول-مطبعة مصطفى محمد/ه

ص: 267

-مصر-1937 ت/اسم المؤلف/وفاته 65./ الفيروزآبادي-محمد بن يعقوب/ت 817 ه القاموس المحيط-المطبعة الحسينية المصرية-1330 ه 66./القاري-عبد الجليل الحسيني/ت 976 ه شرح الناسخ و المنسوخ-تعليق د.محمد جعفر إسلامي-منشورات مكتبة محمدي-طهران 67./القاضي-عبد الجبّار أحمد/ت 415 ه تنزيه القرآن عن المطاعن-المطبعة الجمالية-مصر- 1329 ه 68./قرطبي-أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري/ت 671 ه الجامع لأحكام القرآن-مطبعة و منشورات دار الكتب المصرية-القاهرة-1356 ه 69./القرطبي-يوسف بن عبد الله بن محمد/ت 463 ه الإستيعاب في معرفة الأصحاب-مطبعة مصطفى محمد-مصر-1939 م 70./القزويني-أبو عبد الله محمد بن يزيد-ابن ماجة-/ت 275 ه سنن ابن ماجة-تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي- دار الفكر للطباعة و النشر-بيروت 71./القشري-مسلم بن الحجاج بن مسلم/ت 261 صحيح مسلم-مطبوعات محمد صبيح و اولاده-/ه ميدان الأزهر-مصر

ص: 268

ت/اسم المؤلف/وفاته 72./القمي-علي بن إبراهيم الكوفي/ت 307 ه تفسير القرآن-صححه و علق عليه السيد طيب الجزائري-مطبعة النجف-1386 ه 73./القندوزي-الشيخ سليمان بن خوجة إبراهيم/ت 1270 ينابيع المودة-مطبعة أختر-إستانبول-1301 ه/ه 74./الكاشاني-محمد محسن الفيض/ت 1091 تفسير الصافي-المطبعة الإسلامية-طهران-1374 ه/ه المحجة البيضاء-منشورات المكتبة الإسلامية-طهران 75./الكراجكي-أبو الفتح محمد بن علي/ت 449 ه كنز الفوائد-حجري-1323 ه 76./الكركي-علي بن هلال/ت 909 ه قاطع اللجاج في حل الخراج-حجري-1313 ه 77./الكشي-محمد بن عبد العزيز-من أعلام القرن الرابع الهجري رجال الكشي-تحقيق السيد أحمد الحسيني- مؤسسة الأعلمي للمطبوعات-كربلاء 78./الكليني-أبو جعفر محمد بن يعقوب/ت 328- أصول الكافي-مؤسسة دار الكتب الإسلامية-طهران329/ ه 79./الماوردي-علي بن محمد البصري/ت 450 ه الأحكام السلطانية-شركة مكتبة و مطبعة مصطفى البابي الحلبي و أولاده-مصر-1960 م 80./المتقي الهندي-الشيخ علاء الدين علي بن حسام الدين/ت 975 ه

ص: 269

كنز العمال-مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية- حيدرآباد الدكن-الهند-1953 م ت/اسم المؤلف/وفاته 81./المجلسي-الشيخ محمد باقر/ت 1111 بحار الأنوار-دار الكتب الإسلامية-/ه مطبعة حيدري-1386 ه 82./المدني-صدر الدين علي خان/ت 1120 الدرجات الرفيعة-منشورات المكتبة الحيدرية/ه و مطبعتها-النجف-1962 م 83./المرتضى-علي بن الحسين/ت 436 ه الأمالي-صححه و علق عليه السيد محمد بدر الدين النعساني الحلبي-مطبعة السعادة-مصر- 1907 م إنقاذ البشر في الجد و القدر-مطبعة الراعي- النجف-1935 م 84./الموسوي-محمد باقر بن زين العابدين/ت 1313 روضات الجنان-المطبعة الحيدرية-طهران-1390 ه/ه 85./موسى-هارون/ت 170 ه الوجوه و النظائر في القرآن الكريم-تحقيق حاتم صالح الضامن-وزارة الثقافة و الأعلام- دائرة الآثار و التراث 1988 م 86./النجاري-محمد بن إسماعيل بن إبراهيم/ت 256 ه صحيح النجاري-المطبعة الكبرى الأميرية-بولاق-

ص: 270

مصر-1314 ه ت/اسم المؤلف/وفاته 87./النجاشي-أبو العباس أحمد بن علي/ت 450 ه كتاب الرجال-منشورات مركز نشر الكتب-طهران 88./النراقي-محمد مهدي بن أبي ذر/ت 1209 جامع السعادات-تحقيق محمد رضا المظفر-مطبعة/ه الزهراء-النجف-1040 م 89./النوري-الحاج ميرزا حسين/ت 1320 وسائل الشيعة و مستدركاتها-جمع محمد ميرزا/ه مهدي الشيرازي-دار العهد الجديد للطباعة- القاهرة 90./النيسابوري-أبو عبد الله محمد الحاكم/ت 405 ه المستدرك على الصحيحين-مكتبة و مطبعة النصر الحديثة-الرياض 91./اليافعي-أبو عبد الله محمد بن أسعد اليمني/ت 768 مرآة الجنان-مؤسسة الأعلمي للمطبوعات-/ه بيروت-197-م

ص: 271

ص: 272

الفهرست

ت/اسم الموضوع/الصفحة 1.الإهداء5/ 2.تقديم7/ 3.ترجمة المؤلف20/ 4.المقدمة41/ 5.رواية النعماني46/ 6.الناسخ و المنسوخ في القرآن52/ نسخ الحبس و الأذى في الزنا بالجلد53/ نسخ عدة المرأة في الوفاة من السنة الى الأربعة أشهر و عشرا53/ نسخ ترك الأذى بالقتال54/ نسخ المصابرة على القتال بالعشرة و الصبر على الاثنين55/ نسخ الإرث بالأخوة في الدين بالإرث بالأرحام56/ نسخ التوجه الى بيت المقدس في الصلاة بالتوجه الى الكعبة57/ نسخ التسوية في قصاص الذكر و الأنثى و الحر و العبد58/ بالتفضيل

ص: 273

نسخ التكاليف الغليظة58/ نسخ حرمة النكاح في ليالي شهر رمضان بالحل59/ نسخ خلق الخلق للعبادة بخلقهم للرحمة60/ نسخ ارتزاق ذي القربى من التركة بالإرث60/ نسخ وجوب حق التقوى بما يستطاع منها60/ نسخ اتخاذ الخمر بتحريمها61/ نسخ عموم ورود جهنم بإبعاد الخواص عنها61/ نسخ مهادنة اليهود بقتالهم61/ 7.أول ما أنزل الله من القرآن62/ 8.المحكم و المتشابه في القرآن63/ تفسير المحكم من القرآن63/ تفسير المتشابه من القرآن64/ 9.الوحي في القرآن70/ 10.متشابه الخلق في القرآن72/ 11.متشابه الفتنة في القرآن73/ 12.متشابه القضاء في القرآن75/ 13.أقسام النور في القرآن79/ 14.أقسام الأمة في القرآن84/ 15.الخاص و العام في القرآن86/ ما لفظه عام و معناه خاص86/ ما لفظه خاص و معناه عام91/

ص: 274

ما لفظه ماض و معناه مستقبل92/ ما لفظه العموم لا يراد به غيره93/ 16.ما حرّف من القرآن94/ 17.الآيات التي نصفها منسوخ و نصفها متروك بحاله98/ 18.مجيء حرف مكان حرف في القرآن104/ 19.احتجاجه تعالى على الملحدين في القرآن105/ 20.الرد على عبدة الأصنام و الأوثان في القرآن108/ 21.الرد على الثنوية في القرآن109/ 22.الرد على الزنادقة في القرآن110/ 23.الرد على الدهرية في القرآن112/ 24.ما جاء على لفظ الخبر و معناه حكاية في القرآن113/ 25.الرد على النصارى في القرآن114/ 26.سبب بقاء الخلق في القرآن115/ 27.الأسماء الحسنى في القرآن120/ 28.معايش الخلق و أسبابها في القرآن128/ 29.الإيمان و الكفر و الشرك في القرآن133/ فرض الإيمان على الجوارح134/ درجات الإيمان و منازل المؤمنين143/ إطاعة ولاة الأمر القائمين بدين الله146/ طلب العلم أفضل من العبادة146/ أصل الإيمان العلم148/

ص: 275

30.وجوه الظلم في القرآن158/ 31.الرد على من أنكر زيادة الكفر159/ 32.الفرائض في القرآن159/ 1.الصلاة160/ 2.الزكاة161/ 3.الصيام161/ 4.الحج162/ 5.الولاية162/ 33.الزجر في القرآن164/ 34.الترغيب في القرآن165/ 35.الترهيب في القرآن166/ 36.الجدال و معانية في القرآن167/ 37.القصص في القرآن169/ 38.الأمثال في القرآن170/ 39.التنزيل و التأويل في القرآن171/ فأما الذي تأويله في تنزيله172/ و اما الذي تأويله قبل تنزيله174/ 40.المظاهرة في القرآن177/ و اما ما تأويله بعد تنزيله186/ و اما ما تأويله مع تنزيله187/ و أما ما انزل الله تعالى في كتابه189/ 41.خلق الجنّة و النار في القرآن193/

ص: 276

42.البداء في القرآن195/ 43.الثواب و العقاب في القرآن196/ 44.المعراج في القرآن198/ 45.الرد على المجبّرة في القرآن198/ 46.الرجعة في القرآن200/ 47.فضل رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في القرآن201/ 48.عصمة الأنبياء و المرسلين و الأوصياء في القرآن204/ 49.المشبّهة في القرآن206/ 50.الاحتجاج على من أنكر حدوث العالم207/ 51.الرأي و القياس و الاستحسان و الاجتهاد في القرآن209/ 52.فهرس الآيات القرآنية الكريمة219/ 53.فهرس الأحاديث النبوية الشريفة255/ 54.فهرس المصادر259/ 55.فهرس الموضوعات273/

ص: 277

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَالَّذِینَ لَا یَعْلَمُونَ
الزمر: 9

عنوان المکتب المرکزي
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.