اتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر

اشارة

سرشناسه : دمیاطی، شهاب الدین احمد

عنوان و نام پديدآور : اتحاف فضلاء البشر فی القراءات الاربعه عشر/ شهاب الدین احمد بن محمد بن عبد الغنی الدمیاطی ؛ وضع حواشیه : انس مهره

مشخصات نشر : بیروت: دار الکتب العلمیه، 1422ق=2001م=1380.

مشخصات ظاهری : 624ص.

وضعیت فهرست نویسی : در انتظار فهرستنویسی

شماره کتابشناسی ملی : 1122845

زبان: عربى

تعداد جلد: 1

ص: 1

اشارة

اتحاف فضلاء البشر فی القراءات الاربعه عشر

شهاب الدین احمد بن محمد بن عبد الغنی الدمیاطی ؛ وضع حواشیه : انس مهره

ص: 2

بين يدي الكتاب

اشارة

بين يدي الكتاب

بسم اللّه الرحمن الرحيم الحمد للّه رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله الطيبين الطاهرين و من تبعهم إلى يوم الدين و بعد:

فإن هذا الكتاب العظيم بكل ما يحوي من نكت في علم القراءات و ما يشتمل عليه من فوائد و لطائف حيث جمع بين أقوال العلماء المتقدمين ثم من تأخر بعدهم و حصرها في بوتقة الإتحاف لتكون كتابا يشع أنوارا علمية جديدة يبهر بها بصر كل ناظر و تستشفها روح كل قارئ.

و سعيت بعونه تعالى أن أوضّح قدر المستطاع بعض ما يستشكله القارئ الكريم حول علوم القراءات و عللها و تبعت ما يلي:- المحافظة على تعليقات الإمام الضباع محقق الكتاب عليه الرحمة من اللّه تعالى و جزاه عنا خير الجزاء.

- إبراز تراجم موجزة للقراء و لأهم الأعلام الوارد ذكرهم في الكتاب.

- و قمت بتخريج الآيات الكريمة بين [] داخل المتن، و الأحاديث الشريفة من مصادرها الأصلية و بأرقامها.

- و ضبطت الآيات بالشكل الذي أراده المؤلف و قصده على حسب وجه القراءة الذي يستشهد به، و لربما جعلت تشكيلا فوق آخر الكلمة للدلالة على وجهي القراءة.

- و تعليقات لكل ما يستشكله القارئ من غموض. و قد ميّزت ما أضفته من تعليقات عن تعليقات الإمام الضباع بالرمز: [أ] في آخر التعليق. و أتوجه للمولى تعالى أن يقبل هذا العمل و أن يكرمني بخدمة كتابه الكريم و حفّاظه المكرمين بجاه سيد المرسلين عليه أفضل الصلاة و أزكى التسليم و الحمد للّه رب العالمين.

أنس مهرة

ص: 3

نبذة يسيرة عن حياة المؤلف (1) رحمه اللّه تعالى

نبذة يسيرة عن حياة المؤلف (1) رحمه اللّه تعالى

هو الإمام العلامة فضيلة الشيخ: أحمد بن محمد بن عبد الغني الدمياطي، شهاب الدين. الشهير بالبناء.

ولد و نشأ في دمياط [و لم يذكر له تاريخ ولادة].

ثم أخذ عن علماء: القاهرة، و الحجاز، و اليمن.

و أقام بدمياط فكان رحمه اللّه تعالى عالما بالقراءات. و من فضلاء النقشبنديين.

توفي رحمه اللّه تعالى سنة 1117 ه- 1705 م و هو بالمدينة المنورة و كان قد قصد الحج إلى البيت الحرام و زيارة النبي عليه الصلاة و السلام، ثم دفن بالبقيع رحمه اللّه تعالى و نفعنا بعلمه.

من كتبه:

من كتبه:

- هذا الكتاب.

- اختصار السيرة الحلبية.

- حاشية على شرح المحلى على الورقات لإمام الحرمين.

ص: 4


1- هدية العارفين: (1/ 167/ 168)، الأعلام: (1/ 24).

المقدمة

اشارة

المقدمة

بسم اللّه الرحمن الرحيم الحمد للّه الذي جمع ببديع حكمته أشتات العلوم بأوجز كتاب، و فتح بمقاليد هدايته مقفلات الفهوم لأفصح خطاب، أنزله بأبلغ معنى و أحسن نظام، و أوجز لفظ و أفصح كلام، حلوا على ممر التكرار، جديدا على تقادم الأعصار، باسقا في إعجازه الذروة العليا، جامعا لمصالح الآخرة و الدنيا، و أشهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له، الذي بمشيئته تتصرف الأمور، و بإرادته تنقلب الدهور، و أشهد أن سيدنا محمدا عبده و رسوله الذي جعل كتابه خير كتاب، و صحابته أفضل أصحاب، تلقوه من فيه الكريم غضا، و واظبوا على قراءته تلاوة و عرضا، حتى أدوه إلينا خالصا مخلصا صلّى اللّه عليه و سلّم و على جميع الآل و الأصحاب، و على التابعين لهم بإحسان إلى يوم المآب.

و بعد: فلما كان عام اثنين و ثمانين بعد الألف و منّ اللّه تعالى بالرحلة إلى طيبة المنورة زادها اللّه تعالى نورا و شرفا و مهابة و المجاورة بها، صحبني فيها جماعة من فضلائها في قراءة القراء السبع و بعضهم في العشر بما تضمنته طيبة النشر لحافظ العصر أبي الخير محمد شمس الدين بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف الجزري (1) رضي اللّه تعالى عنه و أرضاه فخطر لي بعد ذلك أن ألخص ما صح و تواتر من القراءات العشر حسبما تضمنته الكتب المعتمدة المعول عليها في هذا الشأن ككتاب النشر في القراءات العشر و طيبته و تقريبه للشيخ المذكور الذي ترجموه بأنه لم تسمح الأعصار بمثله و وصف كتابه النشر بأنه لم يسبق بمثله، و كشرح طيبته للإمام أبي القاسم العقيلي الشهير بالنويري (2)، و ككتاب اللطائف للشهاب المحقق أحمد بن محمد بن أبي بكر القسطلاني (3) شارح البخاري، ثم وقع الأعراض عن ذلك فحثنى عليه شديدا بعض

ص: 5


1- هو الإمام الحافظ الشيخ محمد بن محمد بن علي بن يوسف بن الجزري يكنى أبا الخير. (ت 833 ه). [أ]. غاية النهاية: (2/ 247). الأعلام: (7/ 45).
2- أي أحد من شرح متن طيبة النشر في القراءات العشر لابن الجزري المذكور أعلاه و قد شرحها غيره من العلماء أيضا فتنبه. [أ].
3- هو الإمام أحمد بن محمد بن أبي بكر القسطلاني الأصل المصريّ. (ت 923 ه). [أ]. البدر الطالع: (1/ 102- 103).

إخواني فاستخرت اللّه تعالى و شرعت فيه مستعينا به تبارك و تعالى فجاء بحمد اللّه تعالى على وجه سهل يمكن و يتيسر معه وصول دقائق هذا الفن لكل طالب مع الاختصار الغير المخل ليسهل تحصيله مع زيادة فوائد و تحريرات تحصلت حال قراءتي على شيخنا المفرد بالفنون، و إنسان العيون محقق العصر أبي الضياء نور الدين على الشبراملسي (1) رحمه اللّه تعالى و هو مرادي بشيخنا عند الإطلاق فإن أردت غيره قيدت ثم جنح الخاطر لتتميم الفائدة بذكر قراءة الأربعة و هم: ابن محيصن، و اليزيدي، و الحسن، و الأعمش، و إن اتفقوا على شذوذها لما يأتي إن شاء اللّه تعالى من جواز تدوينها و التكلم على ما فيها (و سميت) مجموع ما ذكر من التلخيص و ما ضم إليه بإتحاف فضلاء البشر بالقراءات الأربعة عشر.

أو يقال: منتهى الأماني و المسرات في علوم القراءات و أرجو من اللّه تعالى متوسلا إليه برسوله سيدنا محمد صلى اللّه تعالى عليه و سلم و على آله و صحبه عموم النفع به، و أن يسهله على كل طالب إنه جواد كريم رءوف رحيم.

و هذه مقدمة ذكرها مهم قبل الخوض في المقصود

و هذه مقدمة ذكرها مهم قبل الخوض في المقصود

(2) ليعلم: أن علم القراءة علم يعلم منه اتفاق الناقلين لكتاب اللّه تعالى و اختلافهم في الحذف و الإثبات و التحريك و التسكين و الفصل و الوصل و غير ذلك من هيئة النطق و الإبدال و غيره من حيث السماع أو يقال: علم بكيفية أداء كلمات القرآن، و اختلافها معزوا لناقله.

و موضوعه: كلمات القرآن من حيث يبحث فيه عن أحوالها كالمد، و القصر، و النقل ...

و استمداده: من السنة، و الإجماع و فائدته: صيانته عن التحريف، و التغيير مع ثمرات كثيرة، و لم تزل العلماء تستنبط من كل حرف يقرأ به قارئ معنى لا يوجد في قراءة الآخر، و القراءة حجة الفقهاء في الاستنباط، و محجتهم في الاهتداء مع ما فيه من التسهيل على الأمة.

و غايته: معرفة ما يقرأ به كل من أئمة القراء.

و المقرئ: من علم بها أداء، و رواها مشافهة، فلو حفظ كتابا امتنع عليه إقراؤه بما

ص: 6


1- هو شيخ مؤلف هذا الكتاب رحمهما اللّه تعالى. [أ]. (لم أعثر له على ترجمة فيما توفر لدي من مراجع).
2- أي أكثر القراء يمهّدون بمقدمة قبل الخوض في غمار القراءات و وجوهها و كل ما يتعلق بها من خلافات. [أ].

فيه إن لم يشافهه من شوفه به مسلسلا لأن في القراءة شيئا لا يحكم إلا بالسماع و المشافهة، بل لم يكتفوا بالسماع من لفظ الشيخ فقط في التحمل و إن اكتفوا به في الحديث قالوا لأن المقصود هنا كيفية الأداء و ليس كل من سمع من لفظ الشيخ يقدر على الأداء «أي فلا بدّ من قراءة الطالب على الشيخ» بخلاف الحديث فإن المقصود المعنى، أو و اللفظ لا بالهيئات المعتبرة في أداء القرآن، و أما الصحابة فكانت فصاحتهم و طباعهم السليمة تقتضي قدرتهم على الأداء كما سمعوه منه صلّى اللّه عليه و سلّم لأنه نزل بلغتهم و أما الإجازة المجردة عن السماع و القراءة فالذي استقر عليه عمل أهل الحديث قاطبة العمل بها حتى صار إجماعا و هل يلتحق بها الإجازة بالقراءات قال الشهاب القسطلاني الظاهر نعم و لكن منعه الحافظ الهمداني و كأنه حيث لم يكن الطالب أهلا لأن في القراءة أمورا لا تحكمها إلا المشافهة و إلا فما المانع منه على سبيل المتابعة إذا كان المجاز قد أحكم القرآن و صححه كما فعل أبو العلاء نفسه يذكر سنده بالتلاوة ثم يردفه بالإجازة إما للعلو أو المتابعة و أبلغ من ذلك رواية الكمال الضرير شيخ القراء بالديار المصرية القراءات من المستنير لابن سوار عن الحافظ السلفي بالإجازة العامة و تلقاه الناس خلفا عن سلف.

و القارئ: المبتدئ من أفراد إلى ثلاث روايات، و المتوسط إلى أربع، أو خمس، و المنتهي: من عرف من القراءات أكثرها و أشهرها (1).

و القرآن و القراءات: حقيقتان متغايرتان، فالقرآن هو: الوحي المنزل للإعجاز، و البيان، و القراءات اختلاف ألفاظ الوحي المذكور في الحروف، أو كيفيتها من تخفيف و تشديد، و غيرهما، و حفظ القرآن فرض كفاية على الأمة، و معناه أن لا ينقطع عدد التواتر، فلا يتطرق إليه التبديل، و التحريف، و كذا تعليمه أيضا فرض كفاية، و تعلم القراءات أيضا، و تعليمها.

ثم ليعلم: أن السبب الداعي إلى أخذ القراءة عن القراء المشهورين دون غيرهم أنه لما كثر الاختلاف فيما يحتمله رسم المصاحف العثمانية التي وجه بها عثمان (2) رضي اللّه عنه إلى الأمصار «و الشام و اليمن و البصرة و الكوفة و مكة و البحرين» و حبس بالمدينة واحدا و أمسك لنفسه واحد الذي يقال له الإمام فصار أهل البدع و الأهواء يقرءون بما لا يحل تلاوته وفاقا لبدعتهم أجمع رأى المسلمين أن يتفقوا على قراءات أئمة ثقات تجردوا للاعتناء بشأن القرآن العظيم فاختاروا من كل مصر وجه إليها مصحف أئمة مشهورين بالثقة و الأمانة في النقل و حسن الدراية و كمال العلم أفنوا عمرهم في القراءة و الإقراء).

ص: 7


1- للمزيد انظر النشر لابن الجزري: (1/ من 2 إلى 37). [أ].
2- هو سيدنا عثمان بن عفان الخليفة الراشد الثالث رضي اللّه عنه و أرضاه توفي سنة: (35 ه). [أ]. صفة الصفوة: (1/ 154/ 159).

و اشتهر أمرهم و أجمع أهل مصرهم على عدالتهم و لم تخرج قراءتهم عن خط مصحفهم.

ثم: أن القراء الموصوفين بما ذكر بعد ذلك تفرقوا في البلاد و خلفهم أمم بعد أمم فكثر الاختلاف و عسر الضبط فوضع الأئمة لذلك ميزانا يرجع إليه و هو السند و الرسم و العربية فكل ما صح سنده و وافق وجها من وجوه النحو سواء كان أفصح أم فصيحا مجمعا عليه أو مختلفا فيه اختلافا لا يضر مثله و وافق خط مصحف من المصاحف المذكورة فهو من السبعة الأحرف المنصوصة في الحديث فإذا اجتمعت هذه الثلاثة في قراءة وجب قبولها سواء كانت عن السبعة أم عن العشرة أم عن غيرهم من الأئمة المقبولين نص على ذلك الداني (1) و غيره ممن يطول ذكرهم إلا أن بعضهم لم يكتف بصحة السند بل اشترط مع الركنين التواتر و المراد بالمتواتر ما رواه جماعة عن جماعة يمتنع تواطؤهم على الكذب من البداءة إلى المنتهى من غير تعيين عدد على الصحيح و قيل بالتعيين ستة أو اثنا عشر أو عشرون أو أربعون أو سبعون أقوال و قد رأى صاحب هذا القول أن ما جاء مجي ء الآحاد لا يثبت به قرآن و جزم بهذا القول أبو القاسم النويري في شرح طيبة شيخه متعقبا به لكلامه فقال عدم اشتراط التواتر قول حادث مخالف لإجماع الفقهاء و المحدثين و غيرهم لأن القرآن عند الجمهور من أئمة المذاهب الأربعة هو ما نقل بين دفتي المصحف نقلا متواترا و كل من قال بهذا الحد اشترط التواتر كما قال ابن الحاجب و حينئذ فلا بدّ من التواتر عند الأئمة الأربعة صرح بذلك جماعات كابن عبد البر و ابن عطية و النووي و الزركشي و السبكي و الأسنوي و الأذرعي و على ذلك أجمع القراء و لم يخالف من المتأخرين إلا مكي (2) و تبعه بعضهم انتهى ملخصا. و قد أجمع الأصوليون و الفقهاء و غيرهم على أن الشاذ ليس بقرآن لعدم صدق الحد عليه و الجمهور على تحريم القراءة به و إنه إن قرأ به غير معتقد أنه قرآن و لا يوهم أحدا ذلك بل لما فيه من الأحكام الشرعية عند من يحتج به أو الأحكام الأدبية فلا كلام في جواز قراءته و عليه يحمل من قرأ بها من المتقدمين قالوا و كذا يجوز تدوينه في الكتب و التكلم على ما فيه، و أجمعوا على أنه لم يتواتر شي ء مما زاد على العشرة المشهورة، و نقل الإمام البغوي (3) في تفسيره الاتفاق على جواز القراءة بقراءة يعقوب و أبي جعفر مع السبعة المشهورة و لم يذكر خلفا لأن قراءته لا تخرج عن قراءة الكوفيين كما حققه الحافظ الشمس ابن الجزري في نشره (4) و أطال في ذلك بما لا يجوز خروجه عنه و جزم بذلك الإمام الجليل المتقن المحقق التقي ].

ص: 8


1- هو الإمام أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان الداني الأمويّ القرطبي. (ت 444 ه). [أ]. غاية النهاية: (1/ 503، 505).
2- هو الإمام مكي بن أبي طالب القيسي صاحب كتاب التبصرة في القراءات السبع. النشر (1/ 60). [أ].
3- هو الإمام أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي. [أ]. غاية النهاية: (2/ 72).
4- انظر الصفحة (5) في بداية الكتاب. [أ].

السبكي في صفة الصلاة من شرح المنهاج ثم قال: و البغوي أولى من يعتمد عليه في ذلك لأنه مقرئ فقيه جامع للعلوم. و قال ولده المحقق تاج الأئمة (1) في فتاواه: القراءات السبع التي اقتصر عليها الشاطبي (2) و الثلاثة التي هي قراءة أبي جعفر و قراءة يعقوب و قراءة خلف متواترة معلوم من الدين بالضرورة أنه منزل على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لا يكابر في شي ء من ذلك إلا جاهل و ليس تواتر شي ء منها مقصورا على من قرأ بالروايات بل هي متواترة عند كل مسلم يقول أشهد أن لا إله إلا اللّه و أشهد أن محمدا رسول اللّه و لو كان مع ذلك عاميا جلفا لا يحفظ من القرآن حرفا. قال: و لهذا تقرير طويل و برهان عريض لا تسعه هذه الورقة و حظ كل مسلم و حقّه أن يدين للّه تعالى و تجزم نفسه بأن ما ذكرناه متواتر معلوم باليقين لا تتطرق الظنون و لا الارتياب إلى شي ء منه ا ه.

و الحاصل: أن السبع متواترة اتفاقا و كذا الثلاثة أبو جعفر و يعقوب و خلف على الأصح بل الصحيح المختار و هو الذي تلقيناه عن عامة شيوخنا و أخذنا به عنهم و به نأخذ أن الأربعة بعدها ابن محيصن و اليزيدي و الحسن و الأعمش شاذة اتفاقا.

فإن قيل: الأسانيد إلى الأئمة و أسانيدهم إليه صلّى اللّه عليه و سلّم على ما في كتب القراءات آحاد لا تبلغ عدد التواتر؟ أجيب بأن انحصار الأسانيد المذكورة في طائفة لا يمنع مجى ء القراءات عن غيرهم و إنما نسبت القراءات إليهم لتصديقهم لضبط الحروف و حفظ شيوخهم فيها و مع كل واحد منهم في طبقته ما يبلغها عدد التواتر ثم إن التواتر المذكور شامل للأصول و الفرش هذا هو الذي عليه المحققون و مخالفة ابن الحاجب في بعض ذلك تعقبها محرر الفن ابن الجزري و أطال في كتابه المنجد بما ينبغي الوقوف عليه (3).

باب أسماء الأئمة القراء الأربعة عشر و رواتهم و طرقهم

اشارة

باب أسماء الأئمة القراء الأربعة عشر و رواتهم و طرقهم

فأما القراء و رواتهم فهم نافع (4) من روايتي قالون و ورش عنه. و ابن كثير (5) من روايتي البزي و قنبل عن أصحابهما عنه. و أبو عمرو (6) من روايتي الدوري و السوسي عن

ص: 9


1- أي هو الإمام تاج الدين السبكي بن الإمام تقي الدين السبكي رحمهما اللّه تعالى. [أ].
2- هو الإمام القاسم بن فيّرة بن خلف الشاطبيّ الضرير. (ت 590 ه). [أ]. غاية النهاية: (2/ 20، 23).
3- انظر النشر: (1/ 56). [أ].
4- هو الإمام نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم أبو رويم. (ت 169 ه). [أ]. غاية النهاية: (2/ 330). معرفة القراء: (1/ 107).
5- هو الإمام عبد اللّه بن كثير بن المطلب أبو معبد (ت 120 ه) [أ]. غاية النهاية: (1/ 443) معرفة القراء: (1/ 86).
6- هو الإمام زبان بن العلاء بن عمار بن العريان (ت 154 ه) [أ]. غاية النهاية: (1/ 288). معرفة القراء: (1/ 100).

يحيى اليزيدي عنه. و ابن عامر (1) من روايتي هشام و ابن ذكوان عن أصحابهما عنه.

و عاصم (2) من روايتي أبي بكر شعبة بن عياش و حفص بن سليمان عنه، و حمزة (3) من روايتي خلف و خلاد عن سليم عنه و علي (4) بن حمزة الكسائي من روايتي أبي الحارث و الدوري عنه. و أبو جعفر (5) يزيد بن القعقاع من روايتي عيسى بن وردان و سليمان بن جماز عنه، و يعقوب (6) بن إسحاق الحضرمي من روايتي رويس و روح عنه، و خلف (7) بن هشام البزار من روايتي إسحاق الوراق و إدريس الحداد عنه، و ابن محيصن (8) محمد بن عبد الرحمن المكي من روايتي البزي السابق و أبي الحسن بن شنبوذ، و اليزيدي (9) يحيى ابن المبارك من روايتي سليمان بن الحكم، و أحمد بن فرح بالحاء المهملة، و الحسن البصري (10) من روايتي شجاع بن أبي نصر البلخي، و الدوري السابق ذكره و الأعمش سليمان بن مهران (11) من روايتي الحسن بن سعيد المطوعي و أبي الفرج بالجيم الشنبوذي الشطوي.

ثم إن لكل من رواة القراء العشرة طريقين: كل طريق من طريقين إن تأتى ذلك و إلا).

ص: 10


1- هو الأمير عبد اللّه بن عامر بن يزيد بن تميم بن ربيعة (ت 118 ه) [أ]. غاية النهاية: (1/ 423). معرفة القراء: (1/ 82).
2- هو الإمام عاصم بن بهدلة أبي النجود. (ت 129 ه). [أ]. غاية النهاية: (1/ 346). معرفة القراء: (1/ 88).
3- هو الإمام حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل أبو عمارة. (ت 156 ه). [أ]. غاية النهاية: (1/ 261). معرفة القراء: (1/ 111).
4- هو الإمام علي بن حمزة بن عبد اللّه أبو الحسن (ت 189 ه). [أ]. غاية النهاية: (1/ 535). معرفة القراء: (1/ 120).
5- هو الإمام يزيد بن القعقاع أبو جعفر المخزومي (ت 130 ه). [أ]. غاية النهاية: (2/ 382).
6- هو الإمام يعقوب بن إسحاق بن زيد بن عبد اللّه أبو محمد. (ت 205 ه). [أ]. غاية النهاية: (2/ 386). معرفة القراء: (1/ 157).
7- هو الإمام خلف بن هشام بن ثعلب بن خلف أبو محمد البزار البغدادي (ت 229 ه). [أ]. غاية النهاية: (1/ 272). معرفة القراء: (1/ 208).
8- هو الإمام محمد بن عبد الرحمن بن محيصن السهمي المكي. (ت 123 ه). [أ]. غاية النهاية: (2/ 167).
9- هو الإمام يحيى بن المبارك بن المغيرة أبو محمد اليزيدي. (ت 202 ه). [أ]. غاية النهاية: (2/ 375).
10- هو الإمام الحسن بن أبي الحسن يسار، أبو سعيد البصري. (ت 110 ه). [أ]. معرفة القراء: (1/ 65). سير أعلام النبلاء (4/ 563).
11- هو الإمام سليمان بن مهران الأعمش أبو محمد الأسدي. (ت 148 ه). [أ]. معرفة القراء: (1/ 94، 96). غاية النهاية: (1/ 315- 316).

فأربعة عن الراوي نفسه ليتم ثمانون طريقا عن الرواة العشرين و أما طرق رواة الأربعة فتأتي بعد إن شاء اللّه تعالى.

فأما قالون: (1) فمن طريقي أبي نشيط و الحلواني عنه فأبو نشيط من طريقي ابن بويان و القزاز عن أبي بكر الأشعث عنه فعنه و الحلواني من طريقي ابن أبي مهران و جعفر ابن محمد عنه فعنه.

و أما ورش: (2) فمن طريقي الأزرق و الأصبهاني فالأزرق من طريقي إسماعيل النحاس و ابن سيف عنه فعنه و الأصبهاني من طريق ابن جعفر و المطوعي عنه عن أصحابه فعنه.

و أما البزي: (3) فمن طريقي أبي ربيعة و ابن الحباب عنه فأبو ربيعة من طريقي النقاش و ابن بنان بضم الموحدة بعدها نون عنه فعنه و ابن الحباب من طريقي ابن صالح و عبد الواحد بن عمر عنه فعنه.

و أما قنبل: (4) فمن طريقي ابن مجاهد و ابن شنبوذ عنه فابن مجاهد من طريقي السامري و صالح عنه فعنه و ابن شنبوذ من طريقي أبي الفرج بالجيم و الشطوى عنه فعنه.

و أما الدوري: (5) فمن طريقي أبي الزعراء و ابن فرح بالحاء المهملة عنه فأبو الزعراء من طريقي ابن مجاهد و المعدل عنه فعنه و ابن فرح من طريقي ابن أبي بلال و المطوعي عنه فعنه.

و أما السوسي: (6) فمن طريقي ابن جرير و ابن جمهور عنه فابن جرير من طريقي عبد اللّه ابن الحسين و ابن حبش عنه فعنه و ابن جمهور من طريقي الشذائي و الشنبوذي عنه فعنه.

و أما هشام: (7) فعن طريقي الحلواني عنه و الداجونيّ عن أصحابه عنه فالحلواني من ).

ص: 11


1- هو الإمام عيسى بن منيا أبو موسى (ت 220 ه). [أ]. غاية النهاية: (1/ 615). معرفة القراء: (1/ 155).
2- هو الإمام عثمان بن سعيد أبو سعيد المصري (ت 197 ه). [أ]. غاية النهاية: (1/ 502). معرفة القراء: (1/ 152).
3- هو الإمام أحمد بن محمد بن عبد اللّه بن القاسم أبو الحسن البزي (ت 250 ه). [أ]. غاية النهاية: (1/ 146).
4- هو الإمام محمد بن عبد الرحمن بن خالد أبو عمر المكي. (ت 291 ه). [أ]. غاية النهاية: (2/ 165). معرفة القراء: (1/ 230).
5- هو الإمام حفص بن عمر الدوري أبو عمر (ت 246 ه). [أ]. النشر (1/ 134).
6- هو الإمام صالح بن زياد أبو شعيب السوسني (ت 261 ه). [أ]. غاية النهاية: (1/ 332). معرفة القراء: (1/ 193).
7- هو الإمام هشام بن عمار أبو الوليد السلمي الدمشقي. (ت 245 ه). [أ]. غاية النهاية: (2/ 355). معرفة القراء: (1/ 195).

طريقي ابن عبدان و الجمال عنه فعنه و الداجوني من طريقي زيد بن علي و الشذائي عنه عن أصحابه فعنه.

و أما ابن ذكوان: (1) فمن طريقي الأخفش و الصوري عنه فالأخفش من طريقي النقاش و ابن الأخرم عنه فعنه و الصوري من طريقي الرملي و المطوعي عنه فعنه.

و أما أبو بكر: (2) فمن طريقي يحيى بن آدم و يحيى العليمي عنه فابن آدم من طريقي شعيب و أبي حمدون عنه فعنه و العليمي من طريقي ابن خليع و الرزاز كلاهما عن أبي بكر الواسطي عنه فعنه.

و أما حفص: (3) فمن طريقي عبيد اللّه بن الصباح و عمرو بن الصباح عنه فعبيد من طريقي أبي الحسن الهاشمي و أبي طاهر بن أبي هاشم عن الأشناني عنه فعنه و عمر و من طريقي الفيل و زرعان عنه فعنه.

و أما خلف: (4) فمن طرق ابن عثمان و ابن مقسم و ابن صالح و المطوعي أربعتهم عن إدريس عنه.

و أما خلاد: (5) فمن طرق ابن شاذان و ابن الهيثم و الوزان و الطلحي أربعتهم عن خلاد.

و أما أبو الحارث: (6) فمن طريقي محمد بن يحيى و سلمة بن عاصم عنه فابن يحيى من طريقي البطي و القنطري عنه فعنه و سلمة من طريقي ثعلب و ابن الفرج عنه فعنه.

و أما الدوري: (7) فمن طريقي جعفر النصيبي و أبي عثمان الضرير عنه فالنصيبي من طريقي ابن الجلندا و ابن ديزوية عنه فعنه و أبو عثمان من طريقي ابن أبي هاشم و الشذائي عنه فعنه.).

ص: 12


1- هو الإمام عبد اللّه بن أحمد بن بشر بن ذكوان أبو عمرو. (ت 242 ه). [أ]. غاية النهاية: (1/ 404). معرفة القراء: (1/ 198).
2- هو الإمام شعبة بن عياش أبو بكر الحناط الأسدي الكوفي. (ت 193 ه). [أ]. غاية النهاية: (1/ 325). معرفة القراء: (1/ 134).
3- هو الإمام حفص بن سليمان، أبو عمر الكوفي (ت 180 ه). [أ]. غاية النهاية: (254). معرفة القراء: (1/ 140).
4- هو أبو محمد خلف بن هشام بن ثعلب البزاز البغدادي. (ت 229 ه). [أ]. غاية النهاية: (1/ 272). معرفة الراء: (1/ 208).
5- هو الإمام خلّاد بن خالد أبو عيسى الكوفيّ. (ت 220 ه). [أ]. غاية النهاية: (1/ 274). معرفة القراء: (1/ 210).
6- هو الإمام الليث بن خالد أبو الحارث البغدادي. (ت 240 ه). [أ]. غاية النهاية: (2/ 34). معرفة القراء: (1/ 211).
7- هو الإمام حفص بن عمر أبو عمر الدوري (ت 246 ه). [أ]. غاية النهاية: (1/ 255). معرفة القراء: (1/ 191).

و أما عيسى بن وردان: (1) فمن طريقي الفضل بن شاذان و هبة اللّه بن جعفر عن أصحابهما عنه فالفضل من طريقي ابن شبيب و ابن هارون عنه وهبة اللّه من طريقي الحنبلي و الحمامي عنه.

و أما ابن جماز: (2) فمن طريقي أبي أيوب الهاشمي و الدوري عن إسماعيل بن جعفر عنه فالهاشمي من طريقي ابن رزين و الأزرق الجمال عنه و الدوري من طريقي ابن النفاح بالحاء المهملة و ابن نهشل عنه.

و أما رويس: (3) فمن طرق النخاس بالمعجمة و أبي الطيب و ابن مقسم و الجوهري أربعتهم عن التمار عنه.

و أما روح: (4) فمن طريقي ابن وهب و الزبيري عنه فابن وهب من طريقي العدل و حمزة بن علي عنه فعنه و الزبيري من طريقي غلام بن شنبوذ و ابن حبشان عنه فعنه.

و أما إسحاق: (5) فمن طريقي السوسنجردي و بكر بن شاذان عن ابن أبي عمر عنه و من طريقي محمد بن إسحاق نفسه و البرصاطي عنه.

و أما إدريس: (6) فمن طرق الشطي و المطوعي و ابن بويان و القطيعي أربعتهم عنه.

فهذه ثمانون طريقا: عن الرواة العشرين و الطرق المتشعبة عن الثمانين استوعبها مفصلة في النشر و بها يكمل للأئمة العشرة تسعمائة طريق و ثمانون طريقا و فائدة تفصيلها و ذكر كتبها عدم التركيب في الوجوه المروية عن أصحابها و قد حرر ذلك الإمام الجليل الحافظ شيخ القراء و المحدثين في سائر بلاد المسلمين الشمس ابن الجزري في نشره الذي لم يسبق بمثله و لذا عوّلنا عليه في كتابنا هذا كما أخذناه عن شيوخنا قاطبة و هم عن شيوخهم كذلك أثابه اللّه بمنه و كرمه و قد ذكر فيه رحمه اللّه تعالى اتصال سنده بجميع ).

ص: 13


1- هو الإمام عيسى بن وردان أبو الحارث المدني الحذاء. (ت 160 ه). [أ]. غاية النهاية: (1/ 616). معرفة القراء: (1/ 111).
2- هو الإمام سليمان بن مسلم ابن جمّاز (ت 170 ه). [أ]. غاية النهاية (1/ 315).
3- هو الإمام محمد بن المتوكّل أبو عبد اللّه اللّؤلؤيّ. (ت 238 ه). [أ]. غاية النهاية: (2/ 234). معرفة القراء: (1/ 216).
4- هو الإمام روح بن عبد المؤمن أبو الحسن البصري النحوي. (ت 234 ه). [أ]. غاية النهاية: (1/ 285). معرفة القراء: (1/ 214).
5- هو الإمام إسحاق بن إبراهيم بن عثمان أبو يعقوب المروزيّ ثم البغداديّ ورّاق خلف. (ت 286 ه). [أ]. غاية النهاية: (1/ 155).
6- هو الإمام إدريس بن عبد الكريم الحدّاد. (ت 292 ه). [أ]. غاية النهاية: (1/ 154). معرفة القراء: (1/ 254).

الطرق المذكورة فلنذكر اتصال سندنا به لكونه الركن الأعظم فأقول قرأت القرآن العظيم من أوله إلى آخره بالقراءات العشر بمضمون طيبة النشر المذكور بعد حفظها على علامة العصر و الأوان الذي لم يسمح بنظيره ما تقدم من الدهور و الأزمان أبي الضياء النور على الشبراملسي بمصر المحروسة و قرأ شيخنا المذكور على شيخ القراء بزمانه الشيخ عبد الرحمن اليمني و قرأ اليمني على والده الشيخ شحاذة اليمني و على الشهاب أحمد بن عبد الحق السنباطي و قرأ السنباطي على الشيخ شحاذة المذكور و قرأ الشيخ شحاذة على الشيخ أبي النصر الطبلاوي و قرأ الطبلاوي على شيخ الإسلام زكريا الأنصاري و قرأ شيخ الإسلام على الشيخين البرهان القلقيلي و الرضوان أبي النعيم العقبي و قرأ كل منهما على إمام القراء و المحدثين محرر الروايات و الطرق أبي الخير محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن يوسف الجزري بأسانيده المذكورة في نشره (1).

و أما طرق القراء الأربعة: فالبزي و ابن شنبوذ عن ابن محيصن فعن شبل عنه من المبهج و مفردات الأهوازي و أما سليمان بن الحكم و أحمد بن فرح عن اليزيدي فمن المبهج و المستنير و أما المطوعي و الشنبوذي عن الأعمش فعن قدامة عنه من المبهج و أما البلخي و الدوري عن الحسن البصري فعن عيسى الثقفي عنه من مفردات الأهوازي و اللّه تعالى أعلم.

و لما كانت القراءات: بالنسبة إلى التواتر و عدمه ثلاثة أقسام. قسم اتفق على تواتره و هم السبعة المشهورة، و قسم اختلف فيه و الأصح بل الصحيح المختار المشهورة تواتره كما تقدم و هم الثلاثة بعدها و قسم اتفق على شذوذه و هم الأربعة الباقية- قدمت قراءة السبعة ثم الثلاثة ثم الأربعة على الترتيب السابق فإن تابع أحد من الثلاثة أحدا من السبعة عطفته بكذا أبو جعفر مثلا تبعا لكتاب اللطائف و هو مرادي بالأصل فإن وافق أحد من الأربعة قلت بعد استيفاء الكلام على تلك القراءة وافقهم الحسن مثلا فإن خالف قلت و عن الحسن كذا مثلا و هذا في الأصول أما الفرش فأسقط لفظ كذا غالبا إيثارا للاختصار.

فصل

فصل

في ذكر جملة من مرسوم الخط لكونه أحد أركان القرآن الثلاث على ما تقدم و نتبعه إن شاء اللّه تعالى بذكر مرسوم كل سورة آخرها لتتم الفائدة.

و قد سئل: مالك (2) رحمه اللّه تعالى هل يكتب المصحف على ما أحدثه الناس من

ص: 14


1- انظر الصفحة: (1/ 56) و ما بعدها. [أ].
2- هو الإمام مالك بن أنس الأصبحي أبو عبد اللّه إمام دار الهجرة. (ت 179 ه). [أ]. غاية النهاية: (2/ 35). سير الأعلام: (8/ 49). وفيات الأعيان: (4/ 137). [أ].

الهجاء فقال: لا إلا على الكتبة الأولى لكن قال بعضهم هذا كان في الصدر الأول و العلم غض حيّ و أما الآن فقد يخشى الالتباس، و كذا قال شيخ الإسلام العز بن عبد السلام: لا يجوز كتابة المصحف الآن على المرسوم الأول باصطلاح الأئمة لئلا يوقع في تغيير من الجهال، و هذا كما قال بعضهم: لا ينبغي إجراؤه على إطلاقه لئلا يؤدي إلى درس العلم و لا يترك شي ء قد أحكمه السلف مراعاة لجهل الجاهلين لا سيما، و هو أحد الأركان التي عليها مدار القراءات.

و هل يجوز كتابة القرآن بقلم غير العربي قال الزركشي لم أر فيه كلاما للعلماء و يحتمل الجواز لأنه قد يحسنه من يقرؤه بالعربية و الأقرب المنع كما تحرم قراءته بغير لسان العرب. و قد سئل عن ذلك المحقق ابن حجر المكي؟ فأجاب بأن قضية ما في المجموع عن الأصحاب التحريم، و أطال في بيان ذلك.

ثم إن الخط تصوير الكلمة بحروف هجائها بتقدير الابتداء بها، و الوقف عليها، و لذا حذفوا صورة التنوين، و أثبتوا صورة همزة الوصل، و الهجاء هو التلفظ بأسماء الحروف لا مسمياتها لبيان مفرداتها، و جاء الرسم على المسمى (1).

ثم: إن الرسم ينقسم إلى قياسي، و هو موافقة الخط اللفظ، و اصطلاحي، و هو مخالفته ببدل، أو زيادة، أو حذف، أو فصل، أو وصل للدلالة على ذات الحرف، أو أصله، أو رفع لبس أو نحو ذلك من الحكم و أعظم فوائد ذلك أنه حجاب منع أهل الكتاب أن يقرؤه على وجهه دون موقف.

و اعلم: أن موافقة المصاحف تكون تحقيقا كقراءة ملك يوم الدين الفاتحة [الآية 4] بالقصر و تقديرا كقراءة المد و هذا الاختلاف اختلاف تغاير و هو في حكم الموافق لا إختلاف تضاد و تناقض.

و تحقيقه: أن الخط تارة يحصر جهة اللفظ فمخالفه مناقض و تارة لا يحصرها بل يرسم على أحد التقادير فاللافظ به موافق تحقيقا و بغيره موافق تقديرا لتعدد الجهة إذ البدل في حكم المبدل و ما زيد في حكم العدم و ما حذف في حكم الثابت و ما وصل في حكم الفصل و ما فصل في حكم الوصل.

و حاصله: أن الحرف يبدل في الرسم و يلفظ به اتفاقا كاصطبر، و يرسم و لا يلفظ به اتفاقا كالصلوة، و يرسم، و يختلف في اللفظ به: كالغدوة، و يزاد و يلفظ به اتفاقا، كحسابيه، و يزاد و لا يلفظ به اتفاقا: كأولئك، و مائة، و يزاد و يختلف فيه: كسلطانية، و يحذف كذلك نحو: بسم اللّه، و يرب، و كالرحمن، و كالداع، و يوصل، و يتبعه اللفظ كمناسككم، و عليهم، و يخالفه نحو: كهيعص، و يبنؤم. و يختلف فيه نحو: ويكأنّ،].

ص: 15


1- و للمزيد انظر النشر: (1/ 224). [أ].

و يفصل و يوافق نحو: حم عسق و لا يوافق كإسرائيل، و يختلف فيه نحو مال و أكثر رسم المصاحف موافق لقواعد العربية إلا أنه قد خرجت أشياء عنها يجب علينا اتباع مرسومها فمنها ما عرف حكمه و منها ما غاب عنا علمه و لم يكن ذلك من الصحابة كيف اتفق بل عن أمر عندهم قد تحقق.

و قد انحصر: الرسم في الحذف و الزيادة و البدل و الوصل و الفصل و الهمز و ما فيه قراءتان يكتب على أحدهما.

الأول: في الحذف فحذفوا ألف: لكن مخففة، و مشدة كيف وقعت نحو: و لكنّ البر، و لكنّي أريكم، و ألف: أولئك، و أولئكم، و ألف لام إلى ء: كالئ يئسن، و ألف ذلك و ذلكم، و كذلك فذلكن، و ألف ها التنبيه نحو: ها أنتم هؤلاء، و ألف هذا و هذن و هاتين و الألف الندائية نحو: يرب، يأيها، يأيتها، يآدم، ينوح، يسماء، يأسفى، و ألف:

السّلم معرفا، و منكرا و ألف التي و المسجد منكرا و معرفا و ألف لام إله كيف جاء نحو لا إله إلا هو و إلهنا و إلهكم واحد و ألف لام الملائكة، و باء تَبارَكَ، الَّذِي الملك [الآية:

1] بارَكْنا حَوْلَهُ الإسراء [الآية: 1] و استثنى: و بارك فيها، و ألف ميم: الرحمن، و ألف: جاء سبحن الأقل سبحان ربي.

و حذفوا: ألف «بسم اللّه» و ألف «خللكم يبغونكم» و «خلل الديار» و ألف سين و «المسكين» (1) كيف جاء، و ألف لام: الضلل، نحو: في الضّللة، و ألف لام: الحلل، نحو: حللا طيّبا، هذا حلل، و لام كللة و ألف لام: هو الخلق، و قرأ المطوعي: هو الخلق، فوجه حذف الألف احتمال القراءتين و كذا حذفوا ألف سللة من طين و ألف غلم حيث وقع نحو: لي غلم، و كان لغلمين، غلمن لهم، و ألف الظلل نحو: و ظللهم، و أطرد حذفها إذا وقعت بين لامين نحو: الأغلل و في أعناقهم أغللا، و حذفوا أيضا الألف الدالة على الاثنين إعرابا و علامة في الاسم و ضميرا في الفعل مطلقا إذا كانت حشوا فإن تطرفت ثبتت نحو: قال رجلن، همت طائفتن، الفئتن، تراء الجمعن، قالوا ساحرن، و الذن يأتينها، هذن خصمن الذين أضلنا حتى إذا جاءنا فخانتهما، و ما يعلمن تذودن يلتقين، و نحو إلا أن يخافا إلا بما قدمت يداك، و كذا ألف الضمير المرفوع المتصل للمتكلم العظيم أو لمن معه إذا اتصل به ضمير المفعول مطلقا نحو: فرشنها، و لقد آتينك، و ثم جعلنكم، قد أنجينكم، و علمنه نجينهما زدنهم أنشأنهن، و أغوينهم، و كذا ألف عالم حيث جاء نحو: علم الغيب، و ألف لام بلغ، و ألف لام سلسل، و ألف طاء الشيطن كيف وقع، و ألف لام: لإيلف قريش، و حذف ألف طاء: سلطن حيث وقع، و لام اللعنون كيف أعرب نحو: وَ يَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (2) و لام: ألت، و ياء: القيمة حيث ].

ص: 16


1- حيث وقعت في كتاب اللّه تعالى و سيأتي بيان كل مفردة في موضعها من السور في باب فرش الحروف. [أ].
2- حيث وقعت هذه في الآيات الكريمة فهي سواء في الحكم. [أ].

جاء، و لام: خلئف، و هاء: الأنهر كيف أتى، و تاء: يتمى النساء، و نحوه و صاد:

نصرى، و عين: تعلى، و همزة: ألن الثانية نحو: ألن خفف اللّه عنكم إلا فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ [الآية: 9] لكن سيأتي إن شاء اللّه تعالى في باب وقف حمزة أن الألف في هذه إنما هي صورة الهمز بعد لام التعريف و الألف بعدها محذوفة على الأصل.

و كذا حذفوا ألف لام: ملقوا، حيث جاء: أنهم ملقوا اللّه، حتى يلقوا، فملقيه، و ألف باء، مبركا، و الألف من أسماء العدد كيف تصرفت نحو: ثلث مرات، ثلثين ليلة ثلاثمائة، ثمني حجج، ثمنين جلدة، و ألف عين: الميعد، بالأنفال، و اتفقوا على الإثبات في غيرها نحو: لا يخلف الميعاد، و ألف راء: تربا في قوله: كُنَّا تُراباً [الآية: 5] بالرعد و النمل [الآية: 67]، و كُنْتُ تُراباً بالنبإ [الآية: 40] و أثبتوا ما عداها نحو من تراب ...

و حذفوا: ألف ها من: أيه المؤمنون [الآية: 31]، و يا أيه الساحر [الآية:

49]، و أيه الثقلان [الآية: 31]، و أثبتوا ما عداها نحو: يأيها الناس (1).

و حذفوا: ألف تاء: الكتب كيف تصرف إلا أربعة لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ بالرعد [الآية: 38] كِتابٌ مَعْلُومٌ بالحجر [الآية: 4]، مِنْ كِتابِ رَبِّكَ بالكهف [الآية:

27] و كِتابٌ مُبِينٌ أول النمل [الآية: 1] فأثبتوا فيها الألف.

و كذا: حذفوا ألف آيت محكمات، آيتنا مبصرة، وَ آياتِهِ يُؤْمِنُونَ إلا موضعين بيونس [الآية: 15- 21]، وَ إِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا، إذا لهم مكر في آياتنا، فأثبتوا الألف فيهما و كذا حذفوها من قرءنا بيوسف [الآية: 2] و إنا جعلناه قرءنا بالزخرف [الآية: 3] و قيل إنها ثابتة فيهما في العراقية و ثبتت في غيرهما في الكل نحو فيه القرآن قرآنا عربيا و قال نصير الرسوم كلها على حذف ألف سحر في كل القرآن إلا فَقالُوا ساحِرٌ** بالذاريات [الآية: 52] فإنها ثابتة و قال نافع كلما في القرآن من ساحر فالألف قبل الحاء إلا بِكُلِّ سَحَّارٍ بالشعراء [الآية: 37] فإنه بعد الحاء.

و اتفقت الرسوم على حذف الألف المتوسطة في الاسم الأعجمي العلم الزائد على ثلاثة أحرف حيث جاء نحو: إبرهيم، و إسمعيل، و إسحاق، و هارون، و ميكئل، و عمرن، و لقمن، و على إثبات ألف: طالوت ملكا، فصل طالوت، و بجالوت و جنوده، جالوت، و آتاه و ألف: إن ياجوج و ماجوج، و فتحت ياجوج و ماجوج، و ألف داود حيث أتى لحذف، واوه و اختلف في: هارون، و ماروت، و قارون، و هامان، و إسرائيل حيث جاء لحذف يائه، فثبتت في أكثر المصاحف، و حذفت في أقلها و قد خرج نحو: آدم، و موسى، و عيسى، و زكريا، و نحو: يصالح، يمالك، و نحو: عاد.].

ص: 17


1- حيث وقعت. [أ].

و اتفقوا: على حذف ألف فاعل في الجمع الصحيح المذكر نحو: الظلمين، العلمين، و خسئين، إلا: طاغُونَ بالذاريات [الآية: 53] و الطور [الآية: 32] و كراما كاتبين و على حذف ألف الجمع في السالم المؤنث إن كثر دوره نحو؟ المؤمنت المتصدقت ثيبت ظلمت، و اتفقت المصاحف الحجازية، و الشامية على إثبات الألف في المشدد، و المهموز نحو: الضالين، و العادين، و حافين، و قائمون، و الصائمون، و السائلين (1).

و أكثر المصاحف العراقية و غيرها على حذف ألفي فاعل في الجمع الصحيح المؤنث حتى المشدد و المهموز و أقلها على حذف الأولى و إثبات الثانية نحو: الصلحت الحفظت قنتت تئبت سئحت صفت.

و اتفقوا على رسم ليكة بالشعراء [الآية: 176] و ص [الآية: 13] بلام من غير ألف قبلها و لا بعدها و رسمت الحجر [الآية: 78]، و ق ق [الآية: 14] الأيكة، بألفين مكتنفي اللام و على حذفها من كل جمع على مفاعل أو شبهه نحو: المسجد.

و اتفقوا: على رسم تراء الجمعان الشعراء [الآية: 61] بألف واحدة بعد الراء، و على رسم جاءَنا قالَ بالزخرف [الآية: 38] بألف واحدة بين الجيم و النون و على رسم كل كلمة لامها همزة مفتوحة بعد فتحة و ألف قبل ألف الاثنين أو التنوين بألف واحدة نحو: أن تبوآ خطا ملجأ لهن متكأ من السماء ماء دعاء و نداء فيذهب جفاء غثاء و على رسم نَأى ب «سبحان» [الإسراء الآية: 83] و [فصلت الآية: 51] بألف واحدة بعد النون و على رسم رءا الماضي الثلاثي اتصل بمضمر، أو ظاهر متحرك، أو ساكن حيث وقع بألف بعد الراء نحو: راء كوكبا، إلا رأى أول النجم، و ثالثها ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى ، لَقَدْ رَأى ، و أَساؤُا السُّواى النجم [الآية: 11، 18] و [الروم: 10] فإنهما رسمتا بالألف و ياء بعد الراء و الواو.

و اتفقوا: على رسم كل كلمة في أولها ألفان فصاعدا بألف واحدة و ضابطه: كل كلمة أولها همزة مقطوعة للاستفهام، أو غيره تليها همزة قطع، أو وصل على أي حركة محققة نحو: قُلْ، اللَّهِ خَيْرٌ، وَ آتَى الْمالَ، يا آدَمُ، آزَرَ، آمِّينَ، أَ أَنْذَرْتَهُمْ، أَ أَنْتَ قُلْتَ، أَ أَلِدُ، أَ إِلهٌ، أَ أُنْزِلَ عَلَيْهِ، أَ أُلْقِيَ، أَ أَمِنْتُمْ، آلِهَتُنا خَيْرٌ (2).

و اتفقت: المصاحف على حذف الألف الثانية من خطايا في جمع التكسير المضاف إلى ضمير المتكلم، أو المخاطب، أو الغائب حيث جاء نحو: نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ، يَغْفِرَ لَنا رَبُّنا خَطايانا، مِنْ خَطاياهُمْ و أكثر المصاحف على حذف الأولى، و أقلها على ثبوتها، و حذفوا في كل المصاحف الألف بعد واو الجمع من قوله تعالى: و جاء و حيث وقع ].

ص: 18


1- حيث وقعت. [أ].
2- حيث وقعت. [أ].

نحو: وَ جاؤُ عَلى قَمِيصِهِ، جاؤُ بِالْإِفْكِ و باؤُ حيث جاء نحو: وَ باؤُ بِغَضَبٍ، و فَإِنْ فاؤُ بالبقرة، و سَعَوْا فِي آياتِنا بسبإ، و عَتَوْا عُتُوًّا بالفرقان و الَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ بالحشر. و كذا حذفوها بعد واو الواحد في عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ بالنساء دون بقية لفظها في غيرها و أمثالها نحو: وَ يَعْفُوا بالبقرة، و يَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ بالشورى، و حذفوا لَنْ نَدْعُوَا مِنْ دُونِهِ، وَ نَبْلُوَا أَخْبارَكُمْ بالقتال [محمد صلّى اللّه عليه و سلّم الآية: 31] و تَرْجُوا أَنْ بالقصص، و ادْعُوا بمريم.

و أما حذف الياء: فاتفقوا على حذف الياء الواحدة المتطرفة بعد كسرة اجتزاء بالكسرة قبلها لاما و ضميرا لمتكلم فاصلة، و غيرها في الفعل الماضي، و المضارع، و الأمر، و النهي، و الاسم العاري من التنوين، و النداء، و المنقوص المنون المرفوع، و المجرور، و المنادى المضاف إلى ياء المتكلم.

فالأول: مائة و ثلاثة و ثلاثون نحو: و لا تكفرون و فارهبون و فاتقون و خافون و أن يؤتين و يشفين و يحيين و أكرمن.

و الثاني: و هو و المنقوص نحو: غواش و هار.

و الثالث: نحو يا عباد لا خوف و يا قيوم و يا رب.

قال في المقنع: حدثنا أحمد حدثني ابن الأنباري قال كل اسم منادى أضافه المتكلم إلى نفسه فياؤه ساقطة ثم قال إلا حرفين أثبتوا ياءهما في العنكبوت يا عِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا العنكبوت [الآية: 56] يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا الزمر [الآية: 53] و اختلف في حرف بالزخرف يا عِبادِ لا خَوْفٌ الزخرف [الآية: 68] ففي مصاحف المدينة بياء، و في مصاحفنا بغير ياء «أي مصاحف العراق» لأن ابن الأنباري من العراق.

و حذفوا: ياء إلفهم بقريش [الآية: 2].

و اتفقوا: على حذف إحدى كل ياءين واقعتين وسطا، أو طرفا خفيفتين، أو إحداهما أصليتين، أو زائدتين، أو إحداهما نحو: أثاثا و رءيا، و الحوارين، و الأمين، و ربانين، و النبين، و نحو: خطين، و متكين، و خسين، و المستهزين، و الصبين، و السيئات، و سيئاتكم، و نحو: من حي عن، و يحيي و يميت، و لا يستحي أن، و أنت ولي، و هل المحذوف الأولى، أو الثانية اختار الجعبري حذف الأولى في الأعراب، و الثانية في الآخر لكون اللام محل الإعلال، و استثنوا من صورة الهمز: هيئ لنا، و يهيئ لكم، و أرجيه، و السيئ، و سيئة نحو: مكر السيئ، و آخر سيئا، و لا السيئة، و نقل الغازي في هجاء السنة أن: هيأ لنا، و يهيأ لكم، و مكر السيأ، و المكر السيأ، بياء واحدة بعدها ألف فيها و هو يروي عن المدني لكنه لم يتابع عليه كما قال الشاطبي، و عبارته:

هيأ يهيأ مع السيأ بها ألف مع يائها رسم الغازي و قد نكرا

نعم قال السخاوي رأيتها في المصحف الشامي بالألف كقول الغازي قال الجعبري

ص: 19

فيقدمان على النافي لكونهما مثبتين، و استثنوا أيضا من الأعرابية: لفي عليين بالمطففين، فأجمعوا على كتبه بياءين و استثنوا أيضا ما اتصل به ضمير الجمع و المخاطب و الغائب نحو نحي الموتى ثم يحييكم و إذا حييتم ثم يحيين أ فعيينا قل يحييها فاتفقوا على رسمه بياءين.

و كتبوا في العراقية: بآية، و بآيات الواحد، و الجمع، المجرورين بالباء الموحدة كيف وقعا بياءين نحو: و إذا لم تأتهم بيية، و الذين كذبوا بآياتنا، و ما نرسل بالييت إلا، و ليس ذلك مشهورا، و في أكثرها كالبواقي بياء واحدة.

و أما حذف الواو: فاتفقوا على حذف إحدى كل واوين تلاصقتا في كلمة انضمت الأولى، أو انفتحت سواء كانت صورة الواو، أو الهمزة، أو الثانية زائدة لتكميل الصيغ المبينة للمعاني، أو لرفع المذكر السالم، أو ضميره نحو: داوُدُ، و يَؤُساً، و الموءودة، و يَؤُدُهُ، وَ الْغاوُونَ، و مُسْتَهْزِؤُنَ، و لا يَسْتَوُونَ، و يَدْرَؤُنَ، و فَادْرَؤُا، و لَيْسُوا، و لِيُطْفِؤُا، و انبؤني (1).

و كذا: حذفوا الواو من: وَ يَدْعُ الْإِنْسانُ الإسراء: [الآية: 11]، وَ يَمْحُ اللَّهُ بالشورى [الآية: 24]، و يَدْعُ الدَّاعِ القمر [الآية: 6] و سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ العلق [الآية: 18].

و اتفقوا: على رسم ما أوله لام لحقتها لام التعريف بلام واحدة من الذي و تأنيثه، و تثنيتهما، و جمعهما حيث جاءت نحو: الَّذِي جَعَلَ، وَ الَّذانِ يَأْتِيانِها، و أرنا الذين، و الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ و نحو: الْقِبْلَةَ الَّتِي، و اللَّائِي يَئِسْنَ، و اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ، و اللَّيْلِ حيث جاء، و على الإثبات فيما عدا ذلك نحو: بِاللَّغْوِ، و اللَّهْوِ، و اللُّؤْلُؤُ، و اللَّاتَ (2).

و أما الثاني و هو الزيادة: فاتفقوا على زيادة ألف بعد واو ضمير جمع المذكرين المتصل بالفعل الماضي، و المضارع، و الأمر، و النهي، و بعد واو الجمع، و الرفع في المذكر السالم المرفوع، و مضاهيه إذا تطرفت انضم ما قبلها، أو انفتح انفصلت عما قبلها كتابة، أو اتصلت، و بعد الواو التي هي لام في المضارع سكنت، أو انفتحت، و إن حذفا للساكنين لفظا ما لم يختصا نحو: آمَنُوا، وَ هاجَرُوا، وَ جاهَدُوا، و خَلَوْا إِلى ، عَمِلُوا، اشْتَرَوُا، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَ لَنْ تَفْعَلُوا، وَ لا تَهِنُوا و تَدْعُوا، وَ لا تَنْسَوُا الْفَضْلَ، وَ أْتَمِرُوا، وَ اخْشَوْا، وَ اتَّقُوا اللَّهَ و نحو: مُلاقُوا رَبِّهِمْ، كاشِفُوا الْعَذابِ، مُرْسِلُوا النَّاقَةِ، وَ أُولُوا الْعِلْمِ و نحو: وَ أَدْعُوا رَبِّي، يَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ بخلاف المفرد نحو: لَذُو عِلْمٍ يونس [الآية: 68].

و اتفقوا: على زيادة ألف بين الشين، و الياء من قوله تعالى: وَ لا تَقُولَنَّ لِشَيْ ءٍ إِنِّي فاعِلٌ ].

ص: 20


1- حيث وقعت في القرآن الكريم. [أ].
2- حيث وقعت. [أ].

بالكهف [الآية: 23] جعلوا الألف علامة فتحة الشين كما هو في الاصطلاح الأول.

و اختلفوا: فيما سواه، و الصحيح أنها لم تزد في غيره.

و كتبوا: في كل المصاحف بعد ميم مائة ألفا كيف جاءت موحدة، و مثناة، و واقعة موقع الجمع للفرق بينه، و بين منه نحو: مِائَةٌ صابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ، ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ (1).

و اثبتوا: ألف ابن، و ابنت حيث وقعا وصفا، أو خبرا، أو مخبرا عنه نحو:

عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ، وَ مَرْيَمَ ابْنَتَ، إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي، إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ، إِحْدَى ابْنَتَيَّ (1).

و كذا: كتبوا ألفا في الظُّنُونَا، و الرَّسُولَا، و السَّبِيلَا و لَأَذْبَحَنَّهُ، و لَأَوْضَعُوا، و لَإِلَى الْجَحِيمِ، وَ لا تَيْأَسُوا، أَ فَلَمْ يَيْأَسِ، و بين الجيم و الياء في جاي ء نحو: جاى بالنبيين، كما في مصاحف الأندلسيين، و هم يعولون على المدني.

و أما زيادة الياء: فاتفقوا على زيادتها على اللفظ في ملأ المجرور المضاف إلى مضمر نحو: إلى فرعون و ملائه من فرعون و ملائهم و في نبإى المرسلين و من آناء الليل بطه و تلقاءى نفسي بيونس و من وراءى حجاب بالشورى و إيتائ ذي القربى بالنحل بلقاءى ربهم و لقاءى الآخرة بالروم بأييكم المفتون بنيناها بأييد أ فإين مات أ فإين مت.

و أما زيادة الواو: فاتفقوا على زيادة واو ثانية على اللفظ الموضوع لجمع ذي بمعنى صاحب كيف تصرف إعرابه، و كذا المشار به كيف جاء نحو: وَ أُولُوا الْأَرْحامِ، يا أُولِي الْأَلْبابِ، غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ، و أُولاتُ الْأَحْمالِ، و أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (1).

و أما الثالث و هو البدل: فاتفقوا على رسم الألف المتطرفة ياء، و إن اتصلت بضمير، أو هاء تأنيث المنقلبة عن ياء، و إن لقيت ساكنة غير ياء، أو عن واو صائرة ياء، أو كالياء في الأسماء المتمكنة، و الأفعال نحو: الْهُدى ، و الْقُرى ، و فَتًى، و قرى، وَ الْمَوْتى ، و الْأَسْرى ، و شَتَّى، و أَدْنى ، و أَزْكى *، و الْأَعْلى ، و مُوسى ، و الْبُشْرى ، و الذِّكْرى ، و السَّلْوى ، و الْمُنْتَهى ، و أَكْدى ، و مَثْواهُ، و مَجْراها، و مُرْساها*، و إِحْداهُما، و إِحْداهُنَّ، ثُمَّ هَدى و سَعى ، و رَمى ، و أَغْنى ، و تردى، و اسْتَوى ، و أَبْقى ، و اعْتَدى ، و اسْتَعْلى ، و أَدْراكُمْ، و لا أَدْراكُمْ، و جَلَّاها، و أَرْساها، و فَسَوَّاهُنَّ، و تَصْلى ، و يُدْعى ، و يَرْضى ، و يَتَوَفَّاكُمْ، يَخْشى ، و تَتَمارى (1).

و استثنوا: من النوعين مواضع فاتفقوا على رسم ألفها ألفا.

منها: جزئية تذكر في محالها من أواخر السور إن شاء اللّه تعالى (2).].

ص: 21


1- حيث وقعت. [أ].
2- هذه الآيات كلها ستذكر في موضعها مفصلة من السور فليعلم. [أ].

و منها: كلية، و هي كل ألف جاورت ياء قبلها، أو بعدها، أو اكتنفاها نحو: الدنيا، و العليا و الحوايا، و رؤياك، و محياهم، ثم هداى، و مثواي، و بشراي، و نحو: محياي، و رؤياي، ثم: فأحياكم، فأحيا به، و من أحياها، و أمات و أحيا، إلا يحيى اسما، أو فعلا، و كذا: و سفيها بالشمس، فرسمت بالياء.

و اختلف: في نَخْشى أَنْ تُصِيبَنا ففي بعض المصاحف بالياء و في بعضها بالألف.

و رسموا: ألف: أنى، و عسى ياء كذلك حيث وقعا، و كذا: حتى، و بلى، و على، و هدى، و إلى حيث وقعن نحو: أنى شئتم، و عسى اللّه، و حتى يقول، و بلى من، و على هدى، و إلى السماء.

و اتفقوا: على رسم نون التأكيد الخفيفة ألفا في وَ لَيَكُوناً مِنَ الصَّاغِرِينَ، و لَنَسْفَعاً يوسف [الآية: 32] العلق [الآية: 15] و كذا نون إذا عاملة، و مهملة ألفا نحو: فَإِذاً لا يُؤْتُونَ، و إِذاً لَأَذَقْناكَ وَ إِذاً لا يَلْبَثُونَ و على رسم كأين بنون حيث وقعت نحو: وَ كَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ، وَ كَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ.

و كتبوا: بالواو و ألف الصلاة: و الزكوة و الحيوة، و الربوا غير مضافات، و الغدوة، و مشكوة، و النجوة، و منوة (1).

و رسموا: بالهاء هاء التأنيث إلا رَحْمَتَ بالبقرة، و الأعراف، و هود، و مريم، و الروم، و الزخرف، و نِعْمَتَ بالبقرة، و آل عمران، و المائدة، و إبراهيم، و النحل، و لقمان، و فاطر، و الطور و سُنَّتُ بالأنفال، و فاطر، و غافر، و امْرَأَتُ مع زوجها و كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنى فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ و الْخامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ و معصيت و شَجَرَةُ الزَّقُّومِ و قُرَّتُ عَيْنٍ و جَنَّاتٍ وَ نَعِيمٍ و بَقِيَّتُ اللَّهِ و يا أَبَتِ و أُولاتُ و مَرْضاتِ و هَيْهاتَ و ذاتَ و ابْنَتَ و فِطْرَتَ (2).

و أما الرابع: و هو الوصل و الفصل فنحو: فيما، و عما، و إن لم، فيأتي إن شاء اللّه تعالى أواخر السور، و في باب الوقف على المرسوم.

و أما الخامس و هو الهمز: فكتبوا صورته بالحرف الذي يؤول إليه في التخفيف أو يقرب منه و أهملوا المحذوفة فيه، و رسموا المبتدأة ألفا، و إليه أشار ابن معطى بقوله:

و كتبوا الهمز على التخفيف و أولا بالألف المعروف

فقياس الهمزة المبتدأة تحقيقا، أو تقديرا أن ترسم ألفا، و المتوسطة، و المتطرفة الساكنة حرفا- يجانس حركة سابقها، فيكون ألفا بعد الفتحة، و ياء بعد الكسرة، و واوا].

ص: 22


1- حيث وقعت. [أ].
2- سيأتي بيانها في موضعها. [أ].

بعد الضمة، و المتحركة الساكن ما قبلها صحيحا، أو معتلا أصلا، أو زائدا لا يرسم لها صورة إلا المضمومة، و المكسورة المتوسطتين بعد الألف، فتصور المكسورة ياء، و المضمومة واوا، و المتحرك ما قبلها تصور حرفا يجانس حركتها إلا المفتوحة بعد ضمة، فواو، و بعد كسرة فياء، و قد وقعت مواضع في الرسم على غير قياس لمعان تذكر إن شاء اللّه تعالى في باب وقف حمزة و هشام على الهمز.

و قد اتفقوا: على رسم همزة أولاء إذا اتصلت بها التنبيه واوا حيث جاءت نحو:

هؤلاء إن، و على رسم همزة: يومئذ، و حينئذ، و لئلا، و لئن بالياء.

و رسمت: الهمزة الثانية في اشْمَأَزَّتْ بالزمر [الآية: 45] و امْتَلَأْتِ ب ق [الآية: 30] ألفا في الحجازي، و الشامي، و أقل العراقية، و لم يرسم لها صورة في أكثرها.

و اتفقوا: على رسم همزة الوصل ألفا إن لم يدخل عليها أداة، أو دخلت نحو:

الْأَسْماءُ الْحُسْنى و نحو: بِاللَّهِ، و تَاللَّهِ إلا في خمسة أصول لم يرسم لها صورة:

الأول: همزة لام التعريف الداخل عليها لام الجر، و الابتداء نحو: وَ لَلدَّارُ الْآخِرَةُ.

الثاني: الهمزة الداخلة على همزة فاء الكلمة إذا دخلت عليها واو العطف نحو:

وَ أْتُوا الْبُيُوتَ، وَ أْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ أو فاء نحو: فَأْتُوا حَرْثَكُمْ.

الثالث: الهمزة الداخلة على أمر المخاطب من: سَأَلَ بعد واو العطف نحو:

وَ سْئَلُوا اللَّهَ، وَ سْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا أو فائه نحو: فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ.

الرابع: الهمزة الداخلة عليها همزة استفهام نحو: آلذَّكَرَيْنِ الأنعام: 143- 144].

الخامس: همزة اسم المجرور بالباء المضاف إلى اللّه نحو: بسم اللّه، و يأتي إن شاء اللّه تعالى بيان رسم الحروف التي لم تطرد في مواضعها.

السادس: الذي فيه قراءتان نحو: مُلْكِ، و يَخْدَعُونَ، و وَعَدَنا، و الرِّيحُ (1) و اللّه الموفق.

و أما الركن الثالث: و هو علم العربية فاعلم أنه لما كان إنزال القرآن العزيز إنما وقع بلسان العرب توقف الأمر في أدائه على معرفة كيفية النطق عندهم، و ذلك قسمان: معرفة: الإعراب المميز للخطأ من الصواب، و الثاني: معرفة كيفية نطقهم بكل حرف ذاتا، و صفة، و قد وضع لكل منهما كتب مخصوصة، فأضربنا عنهما إيثارا للاختصار.

فصل: لا بأس بذكر شي ء من آداب القرآن العظيم، و القارئ، و ما ينبغي لمريد].

ص: 23


1- انظر فرش الحروف الصفحة: (118) و ما بعدها. [أ].

علم القراءات، و ما يتعلق بذلك كالفرق بين القراءة، و الرواية، و الطريق، و الوجه، و كيفية جمع القراءات لمسيس الحاجة لجميع ذلك.

ليعلم: أن طلب حفظ القرآن العزيز و الاجتهاد في تحرير النطق بلفظه و البحث عن مخارج حروفه، و صفاتها، و نحو ذلك ... و إن كان مطلوبا حسنا لكن فوقه ما هو أهم منه، و أولى، و أتم، و هو فهم معانيه و التفكر فيه، و العمل بمقتضاه، و الوقوف عند حدوده، و التأدب بآدابه قال الغزالي (1) رحمه اللّه تعالى: أكثر الناس منعوا من فهم القرآن لأسباب، و حجب سد لها الشيطان على قلوبهم فعميت عليهم عجائب أسرار القرآن منها:

أن يكون الهم منصرفا إلى تحقيق الحروف بإخراجها من مخارجها، قال: و هذا يتولاه شيطان وكّل بالقراء ليصرفهم عن فهم معاني كلام اللّه تعالى، فلا يزال يحملهم على ترديد الحروف يخيل إليهم أنها لم تخرج من مخارجها، فهذا يكون تأمله مقصورا على ذلك، فأنى تنكشف له المعاني، و أعظم ضحكة للشيطان من كان مطيعا لمثل هذا التلبيس، ثم قال: و تلاوة القرآن حق تلاوته أن يشترك فيه اللسان، و العقل، و القلب، فحظ اللسان تصحيح الحروف، و حظ العقل تفسير المعاني، و حظ القلب الاتعاظ، و التأثر، و الانزجار، و الائتمار، فاللسان يرتل، و العقل ينزجر، و القلب يتعظ انتهى.

و في الجامع الكبير للسيوطي رحمه اللّه تعالى من حديث أبي بن كعب. أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم صلى بالناس، فقرأ عليهم سورة، فأغفل منها آية، فسألهم هل تركت شيئا، فسكتوا، فقال: ما بال أقوام يقرأ عليهم كتاب اللّه تعالى لا يدرون ما قرئ عليهم فيه، و لا ما ترك هكذا كانت بنو إسرائيل خرجت خشية اللّه من قلوبهم، فغابت قلوبهم، و شهدت أبدانهم، ألا و إن اللّه عزّ و جلّ لا يقبل من أحد عملا حتى يشهد بقلبه ما يشهد ببدنه-

و

في الحديث- هلك المتنطعون هم المتعمقون الغالون الذين يتكلمون بأقصى حلوقهم-

مأخوذ من النطع و هو ما ظهر من الغار الأعلى (2).

و إذا أراد القارئ: القراءة، فلينظف فمه بالسواك، و يتطهر، و يتطيب، و ليكن في مكان نظيف، و المسجد أفضل بشرطه، و المختار عدم الكراهة في الحمام، و الطريق ما لم يشتغل، و إلا كره كحش، و بيت الرحى، و هي تدور، أو فمه متنجس لا محدث، فلا يكره، و يسن الجهر بها إن أمن رياء، و تأذي أحد من نحو نائم، و مصل، و قارئ.

لحديث البياضي، و هو صحيح: «لا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن»

، و أما الحديث الدائر بين الناس «ما أنصف القارئ المصلى»، فقال الحافظ ابن حجر لا أعرفه و يغني ].

ص: 24


1- الغزالي هو: الإمام محمد بن محمد (أبو حامد). (ت 505 ه) (1111 م). [أ]. الأعلام: (7/ 22).
2- رواه السيوطي في الجامع الصغير عن ابن مسعود رضي اللّه عنه و رقمه: (9594). [أ].

عنه لا يجهر بعضكم الخ قال: و هو صحيح في الموطأ و غيره انتهى (1).

و إلا أسر، و الجلوس للقراءة لأنه أقرب إلى التوقير، و أن يكون مستقبلا متخشعا متدبرا بسكينة مطرقا رأسه غير متربع، و غير جالس على هيئة التكبر، و في الصلاة أفضل مع البكاء، و التباكي، و يساعده على ذلك التدبر، و يردد الآية له و لغيره كابتغاء تكثير الحسنات، و أن يحسن صوته بالقراءة، و يسن طلب القراءة من حسنه و الإصغاء لها، و إذا مرّ بآية رحمة سأل اللّه تعالى من فضله أو آية عذاب استعاذ، و إن مرت به آية فيها اسم محمد صلّى اللّه عليه و سلّم صلى عليه و سلم سواء القارئ و السامع و لو كان القارئ مصليا لكن بالضمير كصلى اللّه و سلم لا اللهم صلى على محمد للاختلاف في بطلان الصلاة بركن قولي، و يتأكد ذلك عند إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ الأحزاب [الآية: 56] و يقول بعد وَ يَزِيدُهُمْ خُشُوعاً الإسراء [الآية: 109] اللهم اجعلني من: الباكين إليك الخاشعين لك، و بعد سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى الأعلى [الآية: 1]، سبحان ربي الأعلى، و بعد بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ التين [الآية: 8]، بلى و أنا على ذلك من الشاهدين، رواه أبو داود مرفوعا (2)، و بعد آخر المرسلات، آمنا باللّه تعالى، و كان إبراهيم النخعي إذا قرأ نحو و قالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ و قالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ- خفض بها صوته، و أن يجتنب الضحك، و اللغط، و الحديث خلال القراءة، فيكره إلا لحاجة، قال الحليمي:

و يكره التحدث بحضورها لغير مصلحة، و لا يعبث بيده، و لا ينظر إلى ما يلهي قلبه عن التدبر، و إذا عرض له خروج ريح، فليمسك عن القراءة حتى يخرج، ثم يعود للقراءة، و كذا إذا تثاءب أمسك عنها، و يقطعها لابتداء السلام ندبا و لرده وجوبا، و كذا يقطعها ندبا للحمد بعد العطاس، و التشميت، و لإجابة المؤذن، و لا بأس بقيامه إذا ورد عليه من يطلب القيام له شرعا، و إذا مرّ بآية سجدة تلاوة سجد ندبا، و أوجبه الحنفية.

و يتأكد: عليه أن يتعاهد القرآن، فنسيان شي ء منه كبيرة كما أوضحه

ابن حجر المكي في كتابه: الزواجر لحديث أبي داود، و غيره عرضت علي ذنوب أمتي، فلم أر ذنبا أعظم من سورة، أو آية أوتيها رجل، ثم نسيها، و ليقل ندبا أنسيت كذا لا نسيته للنهي عنه في الحديث (3).

و يندب: تقبيل المصحف و تطييبه و جعله على كرسي، و القيام له كما قاله النووي، و كتبه، و إيضاحه إكراما له، و نقطه و شكله صيانة له عن التحريف، و أول من أحدث نقطة و شكله الحجاج بأمر عبد الملك بن مروان، و أما نقل قراءات شتى في مصحف واحد بألوان مختلفة فقال الداني: لا أستجيزه لأنه من أشد التخليط، و التغيير للمرسوم، و قال ].

ص: 25


1- الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده و رقمه: (18543). و لم أجده في الموطأ. [أ].
2- الحديث لم أجد لفظه و لكن معناه في سنن أبي داود: (2/ 80). [أ].
3- رواه أبو داود عن سعد بن عبادة رضي اللّه عنه و رقمه فيه: (1474). [أ].

الجرجاني في كتابه تفسير كلمات القرآن بين أسطره: من المذموم انتهى.

و قراءته في المصحف أفضل منها عن ظهر قلب لأن النظر في المصحف عبادة أخرى نعم إن زاد خشوعه، و حضور قلبه في القراءة عن ظهر القلب فهي أفضل قاله النووي رحمه اللّه تعالى تفقها، و اعتمده الأستاذ أبو الحسن البكري قدس سره، و يجب رفع ما كتب عليه شي ء من القرآن، و كذا كل اسم معظم، و

ورد أن الملائكة عليهم الصلاة و السلام لم يعطوا فضيلة قراءته، فهم حريصون على استماعه

، و قيل: إن مؤمني الجن يقرءونه، و يأتي إن شاء اللّه تعالى ما يتعلق بختمه آخر الكتاب.

و من أراد علم القراءات عن تحقيق: فلا بدّ له من حفظ كتاب كامل يستحضر به اختلاف القراء، ثم يفرد القراءات التي يريدها بقراءة راو راو، و شيخ شيخ، و هكذا، و كان السلف لا يجمعون رواية إلى أخرى، و إنما ظهر جمع القراءات في ختمة واحدة أثناء المائة الخامسة في عصر الداني، و استمر إلى هذه الأزمان لكنه مشروط بإفراد القراءات، و إتقان الطرق، و الروايات (1).

و اعلم: أن الخلاف إما أن يكون للشيخ كنافع، أو للراوي عنه كقالون، أو للراوي عن الراوي، و إن سفل كأبي نشيط عن قالون، و القزاز عن أبي نشيط أو لم يكن كذلك فإن كان للشيخ بكماله أي: مما اجتمعت عليه الروايات، و الطرق عنه فقراءة، و إن كان للراوي عن الشيخ، فراوية، و إن كان لمن بعد الرواة، و إن سفل، فطريق، و ما كان على غير هذه الصفة مما هو راجع إلى تخيير القارئ فيه فهو وجه (مثاله) إثبات البسملة بين السورتين قراءة ابن كثير، و من معه، و رواية قالون عن نافع، و طريق الأصبهاني عن ورش، و طريق صاحب الهادي (2) عن أبي عمرو، و طريق صاحب العنوان (3) عن ابن عامر، و أما الأوجه، فثلاثة الوقف على العالمين، و نحوه، و ثلاثة البسملة بين السورتين لمن بسمل، فلا تقل ثلاث قراءات، و لا ثلاث روايات، و لا ثلاث طرق، بل: ثلاثا أوجه، و تقول للأزرق في نحو: آدَمَ، و أُوتُوا ثلاث طرق، و الفرق بين الخلافين أن خلاف القراءات، و الروايات، و الطرق خلاف نص، و رواية، فلو أخل القارئ بشي ء منها كان نقصا في الرواية، و خلاف الأوجه ليس كذلك إذ هو على سبيل التخيير، فبأي وجه أتى القارئ أجزأ في تلك الرواية، و لا يكون إخلالا بشي ء منها، فلا حاجة لجمعها في موضع واحد بلا داع، و من ثمة كان بعضهم لا يأخذ منها إلا بالأصح، و يجعل الباقي مأذونا فيه، و بعضهم لا يلتزم شيئا، بل يترك القارئ يقرأ بما شاء، و بعضهم يقرأ بواحد في موضع، و بآخر في غيره ليجتمع الجميع بالمشافهة، و بعضهم بجمعها في أو].

ص: 26


1- للمزيد انظر النشر لابن الجزري: (1/ 33، 35). [أ].
2- هو الإمام ابن سفيان المالكي. ا ه النشر: (1/ 66). [أ].
3- هو الإمام إسماعيل بن خلف الأنصاري. ا ه النشر: (1/ 64). [أ].

موضع، أو موضع ما. و جمعها في كل موضع تكلف مذموم: و إنما ساغ الجمع بين الأوجه في نحو التسهيل في وقف حمزة لتدريب القارئ، فيكون على سبيل التعريف، فلذا لا يكلف العارف بها في كل محل.

و إذا تقرر ذلك: فليعلم أنه يشترط على جامع القراءات شروط أربعة: رعاية الوقف و الابتداء، و حسن الأداء، و عدم التركيب، و أما: رعاية الترتيب، و التزام تقديم قارئ بعينه، فلا يشترط، و كثير من الناس يرى تقديم قالون، أولا، ثم ورشا، و هكذا على حسب الترتيب السابق، ثم بعد إكمال السبعة يأتي بالثلاثة، و الماهر عندهم هو الذي، لا يلتزم تقديم شخص بعينه، فإذا وقف على وجه لقارئ يبتدئ لذلك القارئ بعينه، ثم يعطف الوجه الأقرب إلى ما ابتدأ به عليه، و هكذا إلى آخر الأوجه (1).

و اختلف: في كيفية الأخذ بالجمع، فمنهم من يرى الجمع بالوقف، و هي طريق الشاميين، و كيفيته أنه إذا أخذ في قراءة من قدمه لا يزال يقرأ حتى يقف على ما يحسن الابتداء بتاليه، ثم يعود إلى القارئ التالي إن لم يكن داخلا في سابقه ثم يفعل بكل قارئ حتى ينتهي الخلف، ثم يبتدئ مما بعد ذلك الوقف، و منهم من يرى الجمع بالحرف، و هي طريق المصريين بأن يشرع في القراءة فإذا مرّ بكلمة فيها خلف أعاد تلك الكلمة بمفردها حتى يستوفي ما فيها من الخلاف فإن كانت مما يسوغ الوقف عليه، وقف، و استأنف، و إلا وصلها بآخر وجه انتهى إليه حتى ينتهي إلى موقف فيقف، و إن كان الخلف مما يتعلق بكلمتين كمد المنفصل، و السكت على ذي كلمتين، وقف على الكلمة الثانية و استأنف الخلاف، و هذه أوثق في استيفاء أوجه الخلاف، و أسهل في الأخذ، و أخصر و الأول أشد في الاستحضار، و أسد في الاستظهار.

و للشمس ابن الجزري: وجه ثالث مركب من هذين و هو (2): أنه إذا ابتدأ بالقارئ ينظر إلى من يكون من القراء أكثر موافقة له فإذا وصل إلى كلمة بين القارئين فيها خلف وقف و أخرجه معه، ثم وصل حتى ينتهي إلى وقف سائغ، و هكذا حتى ينتهي الخلاف، و منهم من يرى كيفية التناسب فإذا ابتدأ بالقصر مثلا أتى بالمرتبة التي فوقه، ثم كذلك حتى ينتهي لآخر مراتب المد و كذا في عكسه، و إن ابتدأ بالفتح أتى بعده بالصغرى، ثم بالكبرى، و إن ابتدأ بالنقل أتى بعده بالتحقيق، ثم بالسكت القليل، ثم ما فوقه، و هذا لا يقدر على العمل به الأقوى الاستحضار (مهمة) هل يسوغ للجامع إذا قرأ كلمتين رسمتا في المصاحف كلمة واحدة و كانت ذات أوجه نحو هؤلاء يآدم مثلا و أراد استئناف بقية أوجهها أن يبتدئ بأول الكلمة الثانية فيقول آدم بالتوسط ثم بالقصر مثلا مع حذف أداة النداء لفظا للاختصار، قال في الأصل: لم أر في ذلك نقلا، و الذي يظهر عدم الجواز،].

ص: 27


1- للمزيد انظر النشر: (1/ 210). [أ].
2- انظر هذه الأوجه في النشر في القراءات العشر: (1/ 224). [أ].

قال: و يؤيده ما يأتي إن شاء اللّه تعالى في مرسوم الخط أنه لا يجوز الوقف على ما اتفق على وصله إلا برواية صحيحة كما نصوا عليه انتهى. و هذا هو الذي أخذناه عن شيخنا رحمه اللّه تعالى (1).

خاتمة: قال الإمام أبو الحسن السخاوي في كتابه جمال القراء. خلط هذه القراءات بعضها ببعض خطأ، و قال النووي رحمه اللّه تعالى. و إذا ابتدأ القارئ بقراءة شخص من السبعة، فينبغي أن لا يزال على تلك القراءة ما دام للكلام ارتباط، فإذا انقضى ارتباطه، فله أن يقرأ بقراءة أخرى، و الأولى دوامه على تلك القراءة ما دام في ذلك المجلس، و قال الجعبري:

و التركيب ممتنع في كلمة، و في كلمتين إن تعلقت إحداهما بالأخرى، و إلا كره، قال في النشر: قلت: و أجازه أكثر الأئمة مطلقا، و جعلوا خطأ مانعى ذلك محققا، قال، و الصواب عندنا في ذلك التفصيل فنقول إن كانت إحدى القراءتين مترتبة على الأخرى، فالمنع من ذلك منع تحريم كمن يقرأ فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ البقرة [الآية: 37] برفعهما، أو بنصبهما، و نحو: وَ كَفَّلَها زَكَرِيَّا آل عمران [الآية: 37] بالتشديد و الرفع، و أَخَذَ مِيثاقَكُمْ و شبهه مما لا تجيزه العربية، و لا يصح في اللغة، و أما ما لم يكن كذلك فإنا نفرق فيه بين مقام الرواية، و غيرها فإن قرأ بذلك على سبيل الرواية لم يجز أيضا من حيث إنه كذب في الرواية، و إن لم يكن على سبيل الرواية، بل على سبيل القراءة، و التلاوة، فإنه جائز صحيح مقبول لا منع منه، و لا حظر و إن كنا نعيبه على أئمة القراءات من حيث وجه تساوي العلماء بالعوام لا من وجه أن ذلك مكروه، أو حرام إذ كل من عند اللّه تعالى نزل به الروح الأمين على قلب سيد المرسلين صلى اللّه عليه و سلّم تخفيفا عن الأمة، و تسهيلا على أهل هذه الملة، فلو أوجبنا عليهم قراءة كل رواية على حدة لشق عليهم، و انعكس المقصود من التخفيف، و عاد الأمر بالسهولة إلى التكليف انتهى. ملخصا، و اللّه تعالى أعلم (2).

باب الاستعاذة

باب الاستعاذة

هي مستحبة عند الأكثر، و قيل واجبة، و به قال الثوري، و عطاء لظاهر الآية، و قال بعضهم: موضع الخلاف إنما هو في الصلاة خاصة أما في غيرها، فسنة قطعا، و على الأول هي سنة عين لا سنة كفاية، فلو قرأ جماعة جملة شرع لكل واحد الاستعاذة (3).

ص: 28


1- شيخه هو الشبراملسي انظر الصفحة: (6) و هذا الكلام منقول عن ابن الجزري في النشر من الصفحة (1/ 220) و ما بعدها فليعلم. [أ].
2- لقد تكلم المؤلف بإيجاز في هذه المقدمة الجامعة المانعة و إذا أردت الزيادة دونما ترك صغيرة و لا كبيرة فعليك بالنشر الكبير للعلامة شمس الدين محمد بن الجزري رحمه اللّه تعالى حيث أفاد بغزارة و شمل كل أخذ ورد في هذه المسائل المنصرمة. [أ].
3- انظر باب الاستعاذة في التبصرة لملكي العتيبي: (245). [أ]. و فى النشر: (1/ 243).

و الذي اتفق عليه الجمهور: قديما، و حديثا أنها قبل القراءة، و قيل بعدها، و نقل عن حمزة، و قيل قبلها بمقتضى الخبر، و بعدها بمقتضى القرآن جمعا بين الأدلة، و نقل الثاني عن مالك، و غيره لم يصح، و كذا الثالث، و المختار لجميع القراء في كيفيتها:

أعوذ باللّه من الشيطان الرجيم، و هو المأخوذ به عند عامة الفقهاء، و حكى فيه الإجماع لكنه تعقب بما روى من الزيادة، و النقص، فلا حرج على القارئ في الإتيان بشي ء من صيغ الاستعاذة مما صح عند أئمة القراء (1).

فمما ورد: في الزيادة على اللفظ المتقدم

أعوذ باللّه السميع العليم من الشيطان الرجيم نص عليه الداني في الجامع و رواه أصحاب السنن الأربعة عن أبي سعيد الخدري بإسناد جيد، و روى ذلك عن الحسن مع زيادة، إن اللّه هو السميع العليم مع الإدغام،

و عن الأعمش من رواية المطوعي: أعوذ باللّه من الشيطان الرجيم إن اللّه هو السميع العليم، و عن الشنبوذي كذلك لكن بالإدغام (2).

و مما ورد في النقص عنه: ما

في حديث جبير بن مطعم المروي في أبي داود أعوذ باللّه من الشيطان

فقط (3).

و يستحب: الجهر بها عند الجميع إلا ما صح من إخفائها من رواية المسيبي عن نافع، و لحمزة وجهان: الإخفاء مطلقا، و الجهر أول الفاتحة فقط، و المراد بالإخفاء الإسرار على ما صوبه في النشر، و محل الجهر حيث يجهر بالقراءة فإن أسر القراءة أسر الاستعاذة لأنها تابعة، و هذا في غير الصلاة أما فيها فالمختار الإسرار مطلقا. و قيد أبو شامة إطلاقهم اختيار الجهر بحضرة سامع، و يجوز الوقف على التعوذ، و وصله بما بعده بسملة كان أو غيرها من القرآن، و ظاهر كلام الداني: أن الأول وصلها بالبسملة و أما من لم يسم، فالأشبه الوقف على الاستعاذة، و يجوز الوصل، و عليه لو التقى مع الميم مثلها نحو الرجيم ما ننسخ أدغم من مذهبه الإدغام كما يجب حذف همزة الوصل في نحو الرجيم اعلموا أنما (4).

تتمة: إذا قطع القارئ القراءة لعارض من سؤال، أو كلام يتعلق بالقراءة لم يعده بخلاف ما إذا كان الكلام أجنبيا، و لو رد السلام فإنه يستأنف الاستعاذة، و كذا لو كان القطع إعراضا عن القراءة.].

ص: 29


1- انظر ما قاله ابن الجزري في هذا الحديث و رواته. النشر: (1/ 245). [أ].
2- الحديث مروي في سنن أبي داود عن أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه في أول باب من رأى الاستفتاح في الصلاة بسبحانك و رقمه: (775). [أ].
3- لم أجد في سنن أبي داود سوى الحديث السابق أعلاه و كذا حديث للسيدة عائشة رضي اللّه عنها و رقمه: (785) و فيه أنه صلّى اللّه عليه و سلّم قال: «أعوذ بالسميع العليم من الشيطان الرجيم». [أ].
4- إن في بحث الاستعاذة أخذ ورد في النصوص أسهب الكلام فيها العلامة محمد بن الجزري في نشره فانظر للمزيد: (1/ 243) و ما بعدها. [أ].

باب الإدغام

اشارة

باب الإدغام

جرى كثير على ذكره بعد الفاتحة لأجل الرحيم ملك، و مشى في الأصل، و تبعته على رسمهم في جعله أول الأصول لما ذكر، و أخرت سورة الفاتحة و معها البسملة لأول الفرش لتجتمع السور، و هو عندهم اللفظ بساكن، فمتحرك بلا فصل من مخرج واحد فقولهم اللفظ بساكن، فمتحرك جنس يشمل المظهر، و المدغم، و المخفي، و بلا فصل أخرج المظهر، و من مخرج أخرج المخفي، و هو قريب من قول النشر اللفظ بحرفين حرفا كالثاني لأن قوله بحرفين يشمل الثلاث، و قوله حرفا خرج به المظهر، و قوله كالثاني خرج به المخفي، و هو نوعان كبير و صغير، الأول الكبير، و هو ما كان الأول من المثلين، أو المتجانسين، أو المتقاربين متحركا.

ثم إن لأبي عمرو من روايتي الدوري و السوسي في هذا النوع أعني: الكبير مذهبين الإدغام، و الإظهار كما أن له من الروايتين في الهمز الساكن مذهبين التخفيف بالإبدال، و التحقيق، فيتركب من البابين ثلاثة مذاهب كل منها صحيح مقروء به (1) الإظهار مع الإبدال لأن تحقيق الهمز أثقل من إظهار المتحرك، فخفف الأثقل، و لا يلزم تخفيف الثقيل، و هو أحد وجهي التيسير من قراءته على الفارسي كالجامع من قراءته على أبي الحسن.

الثاني: الإدغام مع الإبدال للتخفيف و هو في جميع كتب أصحاب الإدغام من الروايتين جميعا، و هو عن السوسي في الشاطبية، و الثاني في التيسير، و هو المأخوذ به اليوم من طريق الحرز، و أصله، و به كان يقرئ الشاطبي رحمه اللّه كما ذكره السخاوي، و هو مستند أهل العصر في تخصيص السوسي بوجه واحد.

الثالث: الإظهار مع تحقيق الهمز عملا بالأصل الثابت عن أبي عمرو من جميع الطرق، و أما الإدغام مع الهمز، فلا يجوز عند أئمة القراء عن أبي عمرو لما فيه من تخفيف الثقيل دون الأثقل نعم يجوز ذلك ليعقوب كما هو قاعدته كما يأتي، فالأولى أن يحتج لأبي عمرو بالاتباع، و أما منع الإدغام مع مد المنفصل لأبي عمر، و أيضا، فلقوله في التيسير: إذا أدرج، أو أدغم لم يهمز، فخص الإدراج الذي هو الإسراع بالمد، و الإدغام بالإبدال، و سيعلم مما يأتي إن شاء اللّه تعالى جواز مد المنفصل مع الإبدال، فقول النويري في شرحه الطيبة هنا، و الإبدال لا يكون إلا مع القصر إن أراد به السوسي من طريق الحرز، فمسلم و إلا ففيه نظر لأن كلا من الدوري و السوسي روى عنه مد المنفصل، و تحقيق الهمز و الإبدال، و لم يصرح أحد من المصنفين من طريق الطيبة

ص: 30


1- و قد أكد ذلك أكثر أئمة الإقراء و على رأسهم العلامة محمد بن الجزري في نشرة: (1/ 274) و ما بعدها. [أ].

و أصلها التي هي طرق كتابنا هذا بمنع المد مع الإبدال، و إنما صرحوا بامتناع الإدغام مع تحقيق الهمز كما تقدم و مع مد المنفصل و ما ذكره أعني النويري في باب الهمز بناء على ما ذكره هنا، فليتفطن له. نبه عليه شيخنا رحمه اللّه تعالى مثال اجتماع الهمز مع الإدغام- يأتهم تأويله- كذلك كذب ففيه الثلاثة المتقدم بيانها، و يمتنع الرابع و مثال اجتماع الإدغام مع المد قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ الأنعام [الآية: 50] فيمتنع المد مع الإدغام و يجوز الثلاثة الباقية و مثال اجتماعها أعني الإدغام و الهمز و المد قالَ لا يَأْتِيكُما طَعامٌ تُرْزَقانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُما بِتَأْوِيلِهِ يوسف [الآية: 37] و يتحصل فيها ثمانية أوجه يمتنع منها ثلاثة، و هي الإدغام مع الهمز، و المد، و الإدغام مع الهمز، و القصر، و الإدغام مع البدل، و المد، و تجوز الخمسة الباقية.

ثم: إن للإدغام شروطا، و أسبابا، و موانع فشروطه في المدغم أن يلتقي الحرفان خطا سواء التقيا لفظا، أم لا، فدخل نحو: أنه هو فلا تمنع الصلة، و خرج نحو: أنا نذير، و في المدغم فيه كونه أكثر من حرف إن كان من كلمة ليدخل نحو: خَلَقَكُمْ و يخرج نحو: نَرْزُقُكَ، و خَلَقَكَ و أسبابه: التماثل، و هو أن يتحدا مخرجا، و صفة كالباء في الباء و الكاف في الكاف و التجانس و هو: أن يتفقا مخرجا، و يختلفا صفة كالدال في التاء و التاء في الطاء و الثاء في الذال و التقارب هو: أن يتقاربا مخرجا أو صفة، أو مخرجا و صفة و موانعه قسمان: متفق عليه، و مختلف فيه، فالمتفق عليه: ثلاثة. الأول:

كونه منونا أو مشددا أو تاء ضمير. فالمنون نحو: غَفُورٌ رَحِيمٌ، سَمِيعٌ عَلِيمٌ، سارِبٌ بِالنَّهارِ، نِعْمَةٌ تَمُنُّها، فِي ظُلُماتٍ ثَلاثٍ، رَجُلٌ رَشِيدٌ (1). لأن التنوين حاجز قوي جرى مجرى، الأصول، فمنع من التقاء الحرفين بخلاف صلة إِنَّهُ هُوَ لعدم القوة و لا تمنع زيادة الصفة في المدغم، و لذا أجمعوا على إدغام بَسَطْتَ المائدة [الآية: 28] و نحوها. و المشدد نحو: رَبِّ بِما، مَسَّ سَقَرَ، فَتَمَّ مِيقاتُ، الْحَقُّ كَمَنْ، أَشَدَّ ذِكْراً و وجه ضعف المدغم فيه عن تحمل المشدد لكونه بحرفين، و تاء الضمير متكلما، أو مخاطبا نحو: كُنْتُ تُراباً، أَ فَأَنْتَ تُكْرِهُ، كِدْتَ تَرْكَنُ، خَلَقْتَ طِيناً، جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً و سيأتي إن شاء اللّه تعالى جِئْتَ شَيْئاً بمريم [الآية: 27] و لا يخفي أن في إطلاقهم تاء الضمير على نحو: أَ فَأَنْتَ تُكْرِهُ تجوز إذا التاء فيه ليست ضميرا على الصحيح، بل حرف خطاب، و الضمير أن و المختلف فيه من الموانع الجزم، و قد جاء في المثلين في قوله تعالى: و يَخْلُ لَكُمْ، وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ، وَ إِنْ يَكُ كاذِباً و في المتجانسين وَ لْتَأْتِ طائِفَةٌ و ألحق به وَ آتِ ذَا الْقُرْبى (2) و في المتقاربين في قوله: وَ لَمْ يُؤْتَ سَعَةً و المشهور الإعتداد بهذا المانع في المتقاربين، و إجراء الوجهين في غيره، و موانع الإدغام عند الحسن البصري: التشديد، و التنوين فقط لإدغام تاء المتكلم، و المخاطب نحو:].

ص: 31


1- حيث وقعت. [أ].
2- حيث وقعت. [أ].

كُنْتُ تُراباً، أَ فَأَنْتَ تُكْرِهُ فإذا وجد الشرط، و السبب، و ارتفع المانع جاز الإدغام فإن كانا مثلين: أسكن الأول، و أدغم في الثاني، و إن كانا غير مثلين: قلب كالثاني، و أسكن، ثم أدغم، و ارتفع اللسان عنهما دفعة واحدة من غير وقف على الأول، و لا فصل بحركة، و لا روم، و ليس بإدخال حرف في حرف بل الصحيح أن الحرفين ملفوظ بهما كما حققنا طلبا للتخفيف قاله في النشر (1).

ثم إن: هذا النوع، و هو الإدغام الكبير ينقسم إلى مثلين، و غيره (2).

أما: المدغم من المثلين، فسبعة عشر حرفا الباء، و التاء، و الثاء، و الحاء، و الراء، و السنن، و العين، و الغين، و الفاء، و القاف، و الكاف، و اللام، و الميم، و النون، و الواو، و الهاء، و الياء نحو: لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ، الشَّوْكَةِ تَكُونُ، حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ، النِّكاحِ حَتَّى، شَهْرُ رَمَضانَ، النَّاسَ سُكارى ، يَشْفَعُ عِنْدَهُ، يَبْتَغِ غَيْرَ، خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ، الرِّزْقِ قُلْ، رَبَّكَ كَثِيراً، لا قِبَلَ لَهُمْ، الرَّحِيمِ مالِكِ، نَحْنُ نُسَبِّحُ، هُوَ وَ الَّذِينَ، فِيهِ هُدىً، يَأْتِيَ يَوْمٌ (3).

و اختلف: المدغمون فيما إذا جزم الأول و ذلك في قوله تعالى: وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ، و يَخْلُ لَكُمْ، وَ إِنْ يَكُ كاذِباً و الوجهان في الشاطبية و غيرها، و صححها في النشر (4) و كذا اختلفوا في آلَ لُوطٍ، و هي في أربعة مواضع اثنان في الحجر [الآية: 59، 61]، و الثالث في النمل [الآية: 56]، و الرابع في القمر [الآية: 34]، و علل الإظهار فيها بقلة الحروف، و لكن نقض ذلك بإدغام لَكَ كَيْداً و الأولى التعليل بتكرار إعلال عينه إذ أصل آل عند سيبويه أهل فقلبت الهاء همزة توصلا إلى الألف، ثم الهمزة ألفا لاجتماع الهمزتين لكن حمل صاحب النشر ما روي عن أبي عمرو من قوله لقلة حروفها على قلة دورها في القرآن قال: فإن قلة الدور، و كثرته معتبرة و كذا اختلفوا في الواو إذا وقع قبلها ضمة نحو: هُوَ وَ الَّذِينَ، هُوَ وَ الْمَلائِكَةُ و وقع في ثلاثة عشر موضعا، و بالإدغام أخذ أكثر المصريين، و المغاربة، و بالإظهار أخذ أكثر البغداديين، و اختاره ابن مجاهد، و من جعل علة الإظهار فيه المد عورض بإدغامهم يأتي يوم، و نحوه، و لا فرق بينهما قاله الداني في جامع البيان، و بالوجهين قرأت و أختار الإدغام لاطراده أما إذا أسكنت الهاء من هو، و ذلك في ثلاثة مواضع فَهُوَ وَلِيُّهُمُ، وَ هُوَ وَلِيُّهُمْ، وَ هُوَ واقِعٌ بِهِمْ فلا خلاف في الإدغام حينئذ خلافا لما وقع في شرح الإمام أبي عبد اللّه الموصلي المعروف بشعلة].

ص: 32


1- انظر الصفحة: (1/ 274) و ما بعدها. [أ].
2- كما ذكره العلامة محمد بن الجزري: (1/ 275). [أ].
3- حيث وقعت. [أ].
4- و ذكرها الطبري مفصلة في أواخر السور في كتابه التلخيص في القراءات الثمان و كذا الواسطي في الكنز. [أ].

للشاطبية قال في النشر: بعد أن نقل عن جامع البيان عدم الخلاف في إدغامه، و الصحيح أنه لا فرق بين وَ هُوَ وَلِيُّهُمْ و بين الْعَفْوَ وَ أْمُرْ و بين فَهِيَ يَوْمَئِذٍ إذ لا يصح نص عن أبي عمرو، و أصحابه بخلافه و اختلفوا أيضا في اللَّائِي يَئِسْنَ بالطلاق [الآية: 4] على وجه إبدال الهمزة ياء ساكنة، و قد ذكرها الداني في الإدغام الكبير، و تعقب بأن محلها الصغير لسكون الياء، و أجيب بأن وجه دخولها فيه قلبها عن متحرك، و قد ذهب الداني، و الشاطبي، و الصفراوي، و غيرهم إلى إظهار الياء فيها لتوالي الإعلال لأن أصلها اللَّائِي بياء ساكنة بعد الهمز كقراءة ابن عامر، و من معه، فحذفت الياء لتطرفها، و انكسار ما قبلها، فصارت كقراء قالون، و من معه، ثم أبدلت الهمزة ياء ساكنة على غير قياس لثقلها، فحصل في الكلمة إعلالان، فلا تعل ثالثا بالإدغام، و ذهب الآخرون إلى الإدغام قال في النشر، قلت و كل من وجهي الإظهار، و الإدغام ظاهر مأخوذ به، و بهما، قرأت على أصحاب أبي حيان عن قراءتهم بذلك عليه، و ليسا مختصين بأبي عمرو، بل يجريان لكل من أبدل معه، و هما البزي، و اليزيدي و اتفقوا على إظهار يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ من أجل الإخفاء قبله، و لم يدغم من المثلين في كلمة واحدة إلا قوله تعالى:

مَناسِكَكُمْ بالبقرة [الآية: 200] و ما سَلَكَكُمْ بالمدثر [الآية: 42] أظهر ما عداهما نحو جِباهُهُمْ، و وُجُوهُهُمْ، و أَ تُحَاجُّونَنا، و بِشِرْكِكُمْ خلافا للمطوعي عن الأعمش كما يأتي إن شاء اللّه تعالى و أما المدغم من المتجانسين، و المتقاربين فهو ضربان أيضا في كلمة اصطلاحية، و في كلمتين أما ما كان من كلمة، فلم يدغم منه إلا القاف في الكاف إذا تحرك ما قبل القاف، و كان بعد الكاف ميم جمع لتحقق الثقل بكثرة الحروف، و الحركات نحو: خَلَقَكُمْ، و رَزَقَكُمُ، و واثَقَكُمْ، و سَبَقَكُمْ لا ماضي غيرهن، و نحو:

نَخْلُقْكُمْ و نَرْزُقُكُمْ، نُغْرِقْهُمْ و لا مضارع غيرهن فإن سكن ما قبل القاف نحو:

مِيثاقَكُمْ، ما خَلْقُكُمْ أو لم يأت بعد الكاف ميم جمع نحو: خَلَقَكَ، و نَرْزُقُكَ فلا خلاف في إظهاره إلا إذا كان بعد الكاف نون جمع، و هو طلقكن فقط بالتحريم ففيه خلاف لكراهة اجتماع ثلاث تشديدات في كلمة قال صاحب النشر (1): و على إطلاق الوجهين فيها من علمناه من قراء الأمصار ا ه و أما ما كان من كلمتين فإن المدغم من الحروف في مجانسه، أو مقاربه بشرط انتفاء الموانع المتقدمة ستة عشر حرفا و هي الباء، و التاء، و الثاء، و الجيم، و الحاء، و الدال، و الذال، و الراء، و السين، و الشين و الضاد، و القاف، و الكاف و اللام، و الميم، و النون، و قد جمعت في قولك: رض سنشد حجتك بذل قثم فالباء: تدغم في الميم في قوله تعالى: يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ فقط، و هو في خمسة مواضع لاتحاد مخرجهما، و تجانسهما في الانفتاح، و الاستفال، و الجر، و ليس منه موضع آخر البقرة لسكون الباء، فمحاه الصغير، و فهم من تخصيص يُعَذِّبُ خروج ].

ص: 33


1- انظر: (1/ 275). [أ].

نحو: سَنَكْتُبُ ما قالُوا، و يَضْرِبَ مَثَلًا و التاء تدغم في عشرة أحرف: الثاء، و الجيم، و الذال، و الزاي، و السين، و الشين، و الصاد، و الضاد و الطاء، و الظاء ففي الثاء نحو بِالْبَيِّناتِ ثُمَّ، ذائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ و اختلف عنه في الزَّكاةَ ثُمَّ بالبقرة، و التَّوْراةَ ثُمَّ الجمعة [الآية: 5] لأنهما مفتوحان بعد ساكن، فروى إدغامهما ابن حبش من طريقي الدوري، و السوسي، و بذلك قرأ الداني من الطريقين، و روى أصحاب ابن مجاهد عنه الإظهار لخفة الفتحة بعد السكون، و في الجيم نحو: الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ، ورثة جَنَّاتِ النَّعِيمِ و في الذال نحو: الْآخِرَةِ ذلِكَ، الدَّرَجاتِ ذُو و اختلف في وَ آتِ ذَا الْقُرْبى ، فَآتِ ذَا الْقُرْبى كلاهما من أجل الجزم، أو ما في حكمه، و بالوجهين قرأ الداني، و أخذ الشاطبي، و أكثر المصريين و في الزاي نحو: بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا و في السين نحو الصَّالِحاتِ سَنُدْخِلُهُمْ و في الشين نحو بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ و اختلف في جِئْتِ شَيْئاً فَرِيًّا بمريم [الآية: 27] و علل الإظهار بكون تاء جئت للخطاب، و بحذف عينه الذي عبر عنه الشاطبي بالنقصان، و ذلك لأنهم لما حولوا فعل المفتوح العين الأجوف اليائي إلى فعل بكسرها عند اتصاله بتاء الضمير، و سكنوا اللام، و هي الهمزة هنا، و تعذر القلب نقلوا كسرة الياء إلى الجيم، فحذفت الياء للساكنين، و لكن ثقل الكسرة سوغ الإدغام، و بالوجهين أخذ الشاطبي، و سائر المتأخرين و في الصاد نحو: وَ الصَّافَّاتِ صَفًّا الصافات [الآية: 1] نحو: وَ الْعادِياتِ ضَبْحاً العاديات [الآية: 1] و في الطاء نحو:

الصَّلاةَ طَرَفَيِ هود [الآية: 114] و اختلف في وَ لْتَأْتِ طائِفَةٌ النساء [الآية: 102] لمانع الجزم لكن قوى الإدغام هنا للتجانس، و قوة الكسر، و الطاء و رواه الداني، و الأكثرون بالوجهين. و أما بَيَّتَ طائِفَةٌ النساء [الآية: 81] فأدغمه أبو عمرو وجها واحدا كما يأتي في محله إن شاء اللّه تعالى و في الظاء نحو: الْمَلائِكَةُ ظالِمِي و الثاء تدغم في خمسة أحرف: التاء، و الذال، و السين، و الشين، و الضاد ففي التاء نحو:

حَيْثُ تُؤْمَرُونَ و في الذال نحو: الْحَرْثِ ذلِكَ لا غير و في السين نحو: وَ وَرِثَ سُلَيْمانُ و في الشين نحو حَيْثُ شِئْتُما و في الضاد نحو حَدِيثُ ضَيْفِ فقط و الجيم تدغم في موضعين أحدهما في الشين في أَخْرَجَ شَطْأَهُ على خلاف بين المدغمين، و الثاني في التاء في ذِي الْمَعارِجِ تَعْرُجُ و الحاء تدغم في العين في حرف و هو زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ على خلاف فيه أيضا بين المدغمين و الدال تدغم في عشرة أحرف: التاء، و الثاء، و الجيم، و الذال، و الزاي، و السين، و الشين، و الصاد، و الضاد، و الظاء إلا أن تكون الدال مفتوحة، و قبلها ساكن فإنها لا تدغم إلا في التاء لقوة التجانس. ففي التاء نحو: الْمَساجِدِ تِلْكَ، بَعْدَ تَوْكِيدِها و في الثاء يُرِيدُ ثَوابَ و في الجيم نحو: داوُدُ جالُوتَ و في الذال نحو: الْقَلائِدَ ذلِكَ و في الزاي يَكادُ زَيْتُها و في السين نحو:

الْأَصْفادِ سَرابِيلُهُمْ و في الشين نحو: وَ شَهِدَ شاهِدٌ و في الصاد نَفْقِدُ صُواعَ الْمَلِكِ و في الضاد مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ و في الظاء مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ و الذال تدغم في السين

ص: 34

في قوله تعالى: فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ موضعي الكهف و في الصاد في قوله تعالى: مَا اتَّخَذَ صاحِبَةً فقط و الراء تدغم في اللام نحو: أَطْهَرُ لَكُمْ، الْمَصِيرُ لا يُكَلِّفُ، النَّهارِ لَآياتٍ فإن فتحت، و سكن ما قبلها أظهرت نحو الْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها النحل [الآية: 8] و تقدم التنبيه على أن زيادة الصفة في المدغم كالتكرير هنا لا تمنع إدغامه فيما دونه لإجماعهم على إدغام أَحَطْتُ مع قوة الطاء، و لو سلم، فالتكرير أمر عدمي عارض في الراء لا متأصل، فلا يقويها و السين تدغم في الزاي في قوله تعالى: وَ إِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ التكوير [الآية: 7] و في الشين في قوله تعالى: الرَّأْسُ شَيْباً مريم [الآية: 3] باختلاف بين المدغمين فيه، و أجمعوا على إظهار لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً لخفة الفتحة بعد السكون و الشين تدغم في حرف واحد، و هو السين من قوله تعالى: ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا على خلاف بين المدغمين و الضاد تدغم في الشين في قوله تعالى: لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ لا غير بخلاف أيضا و أما إدغام الْأَرْضَ شَقًّا فغير مقروء به لانفراد القاضي أبي العلاء به عن ابن حبش و القاف تدغم في الكاف إذا تحرك ما قبلها نحو: يُنْفِقُ كَيْفَ يَشاءُ و تقدم الكلام على نحو: خلقكم مع طلقكن، و نَرْزُقُكَ فإن سكن ما قبلها لم تدغم نحو: وَ فَوْقَ كُلِّ و الكاف تدغم في القاف إذا تحرك ما قبلها نحو: لَكَ قالَ فإن سكن ما قبلها لم تدغم نحو: وَ تَرَكُوكَ قائِماً و اللام تدغم في الراء إذا تحرك ما قبلها بأي حركة نحو: رُسُلُ رَبِّكَ، أَنْزَلَ رَبُّكُمْ، كَمَثَلِ رِيحٍ فإن سكن ما فيها أدغمها مكسورة، أو مضمومة فقط نحو: يَقُولُ رَبَّنا، إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ فإن انفتحت بعد الساكن نحو: فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ امتنع الإدغام لخفة الفتحة إلا لام قال نحو: قالَ رَبُّكَ، قالَ رَجُلانِ فإنها تدغم حيث وقعت لكثرة دورها و الميم تسكن عند الباء إذا تحرك ما قبلها، فتخفي بغنة نحو: بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ و ليس في الإدغام الكبير مخفي غير ذلك عند من أخفاه فإن سكن ما قبلها أظهرت نحو: إِبْراهِيمُ بَنِيهِ و نبه بتسكين الباء على أن الحرف المخفي كالمدغم يسكن، ثم يخفى لكنه يفرق بينهما بأنه في المدغم يقلب، و يشدد الثاني بخلاف المخفي و النون تدغم إذا تحرك ما قبلها في الراء، و اللام، نحو:

تَأَذَّنَ رَبُّكَ، نُؤْمِنَ لَكَ فإن سكن ما قبلها أظهرت عندهما نحو: يَخافُونَ، ربهم يكون لهم إلا النون من نَحْنُ فقط فإنها تدغم نحو: نَحْنُ لَكَ لثقل الضمة مع لزومها، و لكثرة دورها فهذا ما أدغمه أبو عمرو، و قد شاركه غيره فقرأ حمزة، وفاقا له بإدغام التاء في أربعة مواضع، و هي وَ الصَّافَّاتِ صَفًّا، فَالزَّاجِراتِ زَجْراً، فَالتَّالِياتِ ذِكْراً و الذَّارِياتِ ذَرْواً الصافات [الآية: 2- 3] و الذاريات [الآية: 1] بغير إشارة، و اختلف عن خلاد عنه في فَالْمُلْقِياتِ ذِكْراً، فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً و بالإدغام قرأ الداني على أبي الفتح، و الوجهان في الشاطبية (1).].

ص: 35


1- للإمام القاسم بن فيّرة الشاطبي و اسمها: حرز الأماني و وجه التهاني. و لكن شهرتها بمتن الشاطبية. [أ].

و قرأ يعقوب: بإدغام الباء في الباء في الصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ بالنساء [الآية: 36] و قرأ رويس بإدغام أربعة أحرف كأبي عمرو لكن بلا خلاف: نُسَبِّحَكَ كَثِيراً، وَ نَذْكُرَكَ كَثِيراً، إِنَّكِ كُنْتِ طه [الآية: 33] فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ المؤمنون [الآية: 101] و اختلف عنه في إدغام اثني عشر حرفا لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ بالبقر [الآية: 20] وَ جَعَلَ لَكُمْ (1) النحل [الآية: 72] جميع ما في النحل، و هو ثمانية، و لا قِبَلَ لَهُمْ النمل [الآية: 37] وَ أَنَّهُ هُوَ أَغْنى ، وَ أَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرى بالنجم [الآية: 49] كلاهما بالنجم، فأدغمها النخاس من جميع طرقه، و كذا الجوهري كلاهما عن التمار، و هو الذي لم يذكر الداني، و أكثر أهل الأداء عن رويس سواه، فهو الراجح، و رواها أبو الطيب، و ابن مقسم كلاهما عن التمار عنه بالإظهار، و اختلف عن رويس أيضا لكن من غير ترجيح في أربعة عشر حرفا ثلاثة بالبقرة فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ، وَ الْعَذابَ بِالْمَغْفِرَةِ، و نَزَّلَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ بعدها، و في الأعراف مِنْ جَهَنَّمَ مِهادٌ و في الكهف لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ و في مريم فَتَمَثَّلَ لَها و في طه وَ لِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي و في النحل وَ أَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ و في الزمر وَ أَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعامِ و في الروم كَذلِكَ كانُوا و في الشورى جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ و في النجم وَ أَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَ أَبْكى وَ أَنَّهُ هُوَ أَماتَ وَ أَحْيا الأولان، و في الانفطار رَكَّبَكَ كَلَّا و روى الأهوازي و ابن الفحام إدغام جَعَلَ لَكُمُ جميع ما في القرآن، و روى الحمامي التخيير فيها.

و روى أبو الكرم الشهرزوري صاحب المصباح عن يعقوب بكماله إدغام جميع ما أدغمه أبو عمرو من المثلين، و المتقاربين، و إليه الإشارة بقول الطيبة:

و قيل عن يعقوب ما لابن العلا و كذا ذكره أبو حيان في كتابه المطلوب في قراءة يعقوب، و به قرأ ابن الجزري عن أصحابه، و حكاه أبو الفضل الرازي، و استشهد به للإدغام مع تحقيق الهمزة قال شيخنا، و ذلك لأنهم لما أطلقوا الإدغام عنه، و لم يشترطوا له ما اشترطوا لأبي عمرو- دل على إدغامه بلا شرط. قال: و كما دل على الإدغام مع الهمز يدل عليه مع مد المنفصل، و هو كذلك كما تقدم التصريح به، و اختص يعقوب عن أبي عمرو بإدغام التاء من رَبِّكَ تَتَمارى بالنجم [الآية: 55] و رويس بإدغامها من ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا بسبإ [الآية: 46] و إذا ابتدءا بهاتين الكلمتين، فبتاءين مظهرتين موافقة للرسم، و الأصل بخلاف الابتداء بتاءات البزي الآتية إن شاء اللّه تعالى فإنها مرسومة بتاء واحدة فكان الابتداء بها كذلك.

وافق اليزيدي أبا عمرو على إدغام جميع الباب بقسميه اتفاقا و اختلافا و الحسن على إدغام المثلين في كلمتين فقط، و زاد تاء المتكلم، و المخاطب ك كُنْتُ تُراباً،].

ص: 36


1- و حيث وقعت. [أ].

أَ فَأَنْتَ تُكْرِهُ و ابن محيصن على ما ضم أوله من المثلين في كلمتين نحو: يَشْفَعُ عِنْدَهُ و يشير إلى ضم الحرف، و زاد من المفردة إدغام باقي المثلين إلا أنه أظهر ما اختلف فيه عن أبي عمرو ك يَخْلُ لَكُمْ و عنه إدغام القاف في الكاف نحو خَلَقَكُمْ، و رَزَقَكُمُ و عنه من المفردة إدغام جميع المتجانسين، و المتقاربين إلا أنه أظهر ما اختلف فيه عن أبي عمرو و زاد منها إدغام الضاد في التاء نحو: أَفَضْتُمْ وَ أَقْرَضْتُمُ و أدغم من المبهج، و المفردة الضاد في الطاء إذا اجتمعا في كلمة نحو: اضْطُرَّ، اضْطُرِرْتُمْ و الظاء في التاء من أَ وَعَظْتَ و يبقى صوت حرف الإطباق. و وافق الشنبوذي عن الأعمش على إدغام الباء في الباء، و على إخفاء الميم عند الباء نحو: بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ و باء يعذب عند ميم من و المطوعي على إدغام جميع المثلين في كلمتين و زاد مثلي كلمة في جميع القرآن نحو:

جِباهُهُمْ لتلاقي المثلين، و استثنى من إدغام التاء إِلَّا مَوْتَتَنَا و وافقه ابن محيصن على إدغام بِأَعْيُنِنا بالطور [الآية: 48]، و عنه، الإظهار من المبهج (1).

فصل يلتحق بهذا الباب خمسة أحرف

فصل يلتحق بهذا الباب خمسة أحرف

أولها: بَيَّتَ طائِفَةٌ بالنساء [الآية: 81] أدغم التاء منه في الطاء أبو عمرو و حمزة.

ثانيها: لا تَأْمَنَّا بيوسف [الآية: 11] أجمع الأئمة العشرة على إدغامه، و اختلفوا في اللفظ به، فقرأ أبو جعفر بإدغامه إدغاما محضا من غير إشارة و سيأتي له إبدال الهمزة الساكنة وافقه الشنبوذي عن الأعمش، و الباقون بالإشارة، و اختلفوا فيها فبعضهم، يجعلها روما فيكون ذلك إخفاء لا إدغاما صحيحا لأن الحركة لا تسكن رأسا بل يضعف صوت الحركة و بعضهم يجعلها إشماما، و هو عبارة عن ضم الشفتين إشارة إلى حركة الفعل مع الإدغام الصريح قالوا: و تكون الإشارة إلى الضمة بعد الإدغام، فيصح معه حينئذ الإدغام، و الروم اختيار الداني و بالإشمام قطع أكثر أهل الأداء قال ابن الجزري: و إياه أختار مع صحة الروم عندي وافقهم ابن محيصن، و الحسن، و اليزيدي، و عن المطوعي عن الأعمش الإظهار المحض، فينطق بنونين أولاهما: مضمومة و الثانية مفتوحة.

ثالثها: ما مَكَّنِّي الكهف [الآية: 95] قرأ ابن كثير بإظهار النون، و الباقون:

بالإدغام.

رابعها: أَ تُمِدُّونَنِ بالنمل [الآية: 36] أدغم النون في النون حمزة، و كذا يعقوب، و الباقون: بالإظهار، و هي بنونين في جميع المصاحف، و سيأتي حكم يائها في الزوائد إن شاء اللّه تعالى (2).

ص: 37


1- كتاب المبهج للإمام سبط الخياط. النشر: (1/ 83). [أ].
2- انظر الصفحة: (113). [أ].

خامسها: أَ تَعِدانِنِي بالأحقاف [الآية: 17] أدغم هشام النون في النون وافقه الحسن، و ابن محيصن بخلف عنه، و الباقون، بالإظهار، و هي كذلك في جميع المصاحف، و يأتي إن شاء اللّه تعالى جميع ذلك مبسوطا في محاله من الفرش.

فصل

فصل

تجوز الإشارة بالروم و الإشمام إلى حركة الحرف المدغم سواء كان مماثلا، أو مقاربا، أو مجانسا إذا كان مضموما، و بالروم فقط إذا كان مكسورا، و ترك الإشارة هو الأصل، و الإدغام الصحيح يمتنع مع الروم دون الإشمام، و الآخذون بالإشارة أجمعوا على استثناء الميم عند مثلها، و عند الباء، و على استثناء الباء عند مثلها، و عند الميم، و استثنى بعضهم الفاء عند الفاء، و ذلك نحو يَعْلَمُ ما، وَ هُوَ أَعْلَمُ بِما**، نُصِيبُ بِرَحْمَتِنا يُعَذِّبُ مَنْ، تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ تنبيهان الأول: كل من أدغم الراء في مثلها:

أو في اللام أبقى إمالة الألف قبلها نحو: وَ قِنا عَذابَ النَّارِ، و النَّهارِ لَآياتٍ لعروض الإدغام، و الأصل عدم الاعتداد به، و روى ابن حبش عن السوسي فتح ذلك حالة الإدغام اعتدادا بالعارض، و الأول مذهب ابن مجاهد، و أكثر القراء، و أئمة التصريف، و قد ترجح الإمالة عند من يأخذ بالفتح في قوله تعالى: فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ لوجود الكسر بعد الألف حالة الإدغام قاله في النشر قياسا (1).

الثاني: لا يخلوا ما قبل الحرف المدغم إما أن يكون متحركا، أو ساكنا فالأول: لا كلام فيه، و الثاني: إما أن يكون معتلا، أو صحيحا، فإن كان معتلا أمكن الإدغام معه، و حسن لامتداد الصوت به، و يجوز فيه ثلاثة أوجه: المد، و التوسط، و القصر كالوقف سواء كان المعتل حرف مد نحو: الرَّحِيمِ مالِكِ، فَقالَ لَهُمُ، يَقُولُ رَبَّنا أو حرف لين نحو: قَوْمُ مُوسى ، كَيْفَ فَعَلَ و المد أرجح و في النشر لو قيل باختيار المد في حرف المد، و التوسط في حرف اللين لكان له وجه لما يأتي في باب المد إن شاء اللّه تعالى (2)، و إن كان الساكن صحيحا عسر الإدغام معه لكونه جمعا بين ساكنين ليس أولهما حرف علة، و ذلك نحو: شَهْرُ رَمَضانَ، الْعَفْوَ وَ أْمُرْ، زادَتْهُ هذِهِ، الْمَهْدِ صَبِيًّا و فيه طريقان ثابتان صحيحان مأخوذ بهما: طريق المتقدمين إدغامه إدغاما صحيحا قال الحافظ البارع المتقن الشمس ابن الجزري: و الإدغام الصحيح هو الثابت عند قدماء الأئمة من أهل الأداء، و النصوص مجتمعة عليه الطريق الثاني: لأكثر المتأخرين أنه مخفي بمعنى مختلس الحركة، و هو المسمى بالروم المتقدم آنفا، و هو في الحقيقة مرتبة ثالثة لا إدغام، و لا إظهار، و ليس المراد الإخفاء المذكور في باب النون الساكنة، و التنوين، و فرارهم من

ص: 38


1- انظر الصفحة: (1/ 275). [أ].
2- انظر الصفحة: (37) من هذا الكتاب. [أ].

الإدغام الصحيح لما يلزم عليه من التقاء الساكنين على غير حده، و ذلك لأن قاعدة الصرفيين أنه لا يجمع بين ساكنين إلا إذا كان الأول حرف علة مدا أو لينا فإن كان صحيحا جاز وقفا لعروضه لا وصلا، فحصل من قاعدتهم أنه لا يجمع بين ساكنين، و الأول صحيح في الوصل، و قد ثبت عن القراء اجتماعهما، فخاض فيها الخائضون توهما منهم أن ما خالف قاعدتهم لا يجوز، و هو كما قاله جميع المحققين أنا لا أسلم أن ما خالف قاعدتهم غير جائز بل غير مقيس، و ما خرج عن القياس إن لم يسمع، فهو:

لحن (1)، و إن سمع، فهو: شاذ قياسا فقط، و لا يمتنع وقوعه في القرآن، و أيضا فهو ملحق بالوقف إذ لا فرق بين الساكن للوقف، و الساكن للإدغام، ثم نعود، و نقول دعواهم عدم جوازه، وصلا ممنوعة، و عدم وجدان الشي ء لا يدل على عدم وجوده في نفس الأمر فقد سمع التقاؤهما من أفصح العرب، بل أفصح الخلق على الإطلاق

صلّى اللّه عليه و سلّم فيما يروى «نعما المال الصالح للرجل الصالح» قاله أبو عبيدة

، و اختاره و ناهيك به، و تواتر ذلك عن القراء، و شاع، و ذاع، و لم ينكر، و هو إثبات مفيد للعلم، و ما ذكروه نفي مستنده الظن، فالإثبات العلمي أولى من النفي الظني، و لئن سلمنا أن ذلك غير متواتر فأقل الأمر أن يثبت لغة بدلالة نقل العدول له عمن هو أفصح ممن استدلوا بكلامهم، فبقي الترجيح في ذلك بالإثبات، و هو مقدم على النفي، و إذا حمل كلام المخالف على أنه غير مقيس أمكن الجمع بين قولهم، و القراءة المتواترة، و الجمع، و لو بوجه أولى، و قال ابن الحاجب بعد نقله التعارض بين قولي القراء، و النحويين ما نصه، و الأولى الرد على النحويين في منع الجواز، فليس قولهم بحجة إلا عند الإجماع، و من القراء جماعة من أكابر النحويين، فلا يكون إجماع النحويين حجة مع مخالفة القراء لهم، ثم و لو قدر أن القراء ليس فيهم نحوي، فإنهم ناقلون لهذه اللغة، و هم مشاركون للنحويين في نقل اللغة، فلا يكون إجماع النحويين حجة دونهم، و إذا ثبت ذلك كان المصير إلى قول القراء أولى لأنهم ناقلوها عمن ثبتت عصمته عن الغلط في مثله، و لأن القراءة ثبتت متواترة، و ما نقله النحويون آحاد، ثم لو سلم أنه ليس بمتواتر، فالقراء أعدل، و أكثر، فكان الرجوع إليهم أولى انتهى و اللّه أعلم (2).

النوع الثاني الإدغام الصغير: و هو ما كان الحرف المدغم منه ساكنا، و ينقسم إلى واجب، و ممتنع، و جائز.

الأول: إذا التقى حرفان أولهما ساكن نحو: رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ، يُدْرِكْكُمُ، يُوَجِّهْهُ، قالَتْ طائِفَةٌ، قَدْ تَبَيَّنَ، أَثْقَلَتْ دَعَوَا وجب إدغام الأول منهما بشروط ثلاثة الأول: أن لا يكون أول المثلين هاء سكت فإنها لا تدغم لأن الوقف على الهاء منوي نحو:].

ص: 39


1- أي خطأ لخروجه عن القياس. [أ].
2- للمزيد انظر النشر لابن الجزري: (1/ 292). [أ].

مالِيَهْ هَلَكَ و يأتي الكلام عليها في محلها إن شاء اللّه تعالى الثاني: أن لا يكون حرف مد نحو: قالُوا وَ هُمْ، فِي يَوْمٍ لئلا يذهب المد بالإدغام الثالث: أن لا يكون أول الجنسين حرف حلق نحو: فَاصْفَحْ عَنْهُمْ.

القسم الثاني: الممتنع، و هو أن يتحرك أولهما، و يسكن ثانيهما مثاله في كلمة ضللتم و في كلمتين قالَ الْمَلَأُ.

القسم الثالث: الجائز، و هو المراد هنا، و ينحصر في فصول ستة، و هي: إذ، و قد، و تاء التأنيث، و هل، و بل، و حروف قربت مخارجها، و أحكام النون الساكنة، و التنوين.

الفصل الأول في حكم ذال إذ

الفصل الأول في حكم ذال إذ

(1) اختلف في إدغامها في ستة أحرف، و هي حروف تجد و الصفير الصاد، و السين، و الزاي، فالتاء نحو: إِذْ تَبَرَّأَ البقرة [الآية: 166] و الجيم إِذْ جاءَ الصافات [الآية:

84] و الدال إِذْ دَخَلُوا الذاريات [الآية: 25] و الصاد إِذْ صَرَفْنا الأحقاف [الآية:

29] و لا ثاني له و السين إِذْ سَمِعْتُمُوهُ النور [الآية: 48] و الزاي وَ إِذْ زَيَّنَ الأنفال [الآية: 48] فقرأ أبو عمرو، و هشام بإدغام الذال في الستة وافقهما اليزيدي، و ابن محيصن، و أظهرها عند الستة نافع، و ابن كثير، و عاصم، و كذا أبو جعفر، و يعقوب، و اختلف عن ابن ذكوان في الدال، فأدغم الذال فيها من طريق الأخفش، و أظهرها من طريق الصوري كالخمسة الباقية، و قرأ حمزة، و كذا خلف بإدغامها في التاء، و الدال فقط، و بإظهارها عند الأربعة الباقية، و قرأ خلاد، و الكسائي بإدغامها في غير الجيم، وافقهما الحسن، و عن الأعمش إدغامها في الزاي، و الصاد، و السين، و زاد المطوعي عنه الجيم.

الفصل الثاني في حكم دال قد

الفصل الثاني في حكم دال قد

اختلف في إدغامها في ثمانية أحرف الأول: الجيم نحو: لَقَدْ جاءَكُمْ الثاني الذال: وَ لَقَدْ ذَرَأْنا ليس غيره، الثالث: الزاي وَ لَقَدْ زَيَّنَّا الرابع: السين: قَدْ سَأَلَها الخامس: الشين: قَدْ شَغَفَها فقط، السادس: الصاد وَ لَقَدْ صَرَّفْنا السابع:

الضاد قَدْ ضَلُّوا الثامن: لَقَدْ ظَلَمَكَ، فأدغمها فيهن أبو عمرو، و حمزة، و الكسائي، و هشام، و كذا خلف، وافقهم الأربعة لكن اختلف عن هشام في

ص: 40


1- للمزيد انظر النشر لابن الجزري: (2/ 2) حيث فصل الكلام أكثر من هذا الموجز. [أ].

لَقَدْ ظَلَمَكَ ص [الآية: 24] فالإظهار له في الشاطبية كأصلها وفاقا لجمهور المغاربة، و كثير من العراقيين، و هو في المبهج (1)، و غيره عنه من طريقيه، و الإدغام له في المستنير (2)، و غيره وفاقا لجمهور العراقيين، و بعض المغاربة، و أدغمها ورش في: الضاد و الظاء المعجمتين، و أظهرها عند الستة، و أدغمها ابن ذكوان في: الذال، و الضاد، و الظاء المعجمات فقط، و اختلف عنه في الزاي، فالإظهار رواية الجمهور عن الأخفش عنه، و الإدغام راويه الصوري عنه، و بعض المغاربة عن الأخفش، و الباقون بالإظهار، و هم:

ابن كثير، و عاصم، و قالون، و كذا: أبو جعفر، و يعقوب.

الفصل الثالث في حكم تاء التأنيث

الفصل الثالث في حكم تاء التأنيث

اختلف في إدغامها في ستة أحرف، أولها: الثاء نحو: كَذَّبَتْ ثَمُودُ، ثانيها:

الجيم وَجَبَتْ جُنُوبُها ثالثها: الزاي: خَبَتْ زِدْناهُمْ فقط، رابعها: السين فَكانَتْ سَراباً خامسها: الصاد لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ سادسها: الظاء حَمَلَتْ ظُهُورُهُما فأدغمها في الستة أبو عمرو، و حمزة، و الكسائي وافقهم الأربعة، و أدغمها في الظاء فقط ورش من طريق الأزرق، و أظهرها خلف في الثاء فقط، و أدغمها: ابن عامر في الظاء، و الصاد، و أدغمها هشام في الثاء، و اختلف عنه في حروف سجز السين، و الجيم، و الزاي، فالإدغام من طريق الداجوني، و ابن عبدان عن الحلواني، و الإظهار من باقي طرق الحلواني، و اختلف عن الحلواني عنه في لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ الحج [الآية: 40]، و أظهرها ابن ذكوان عند حروف سجز المتقدمة، و اختلف عنه في الثاء فروى عنه الصوري الإظهار، و روى عنه الأخفش الإدغام، و اختلف عنه أيضا في أَنْبَتَتْ سَبْعَ البقرة [الآية: 261] فأدغمها الصوري، و أظهرها الأخفش، و أما حكاية الشاطبي رحمه اللّه تعالى الخلاف عن ابن ذكوان في وَجَبَتْ جُنُوبُها الحج [الآية: 36]، فتعقبه في النشر بأنه لا يعرف خلافا عنه في إظهارها من هذه الطرق التي من جملتها طرق الشاطبية.

الفصل الرابع في حكم لام هل، و بل

الفصل الرابع في حكم لام هل، و بل

اختلف في إدغامها في ثمانية أحرف. أولها: التاء نحو: هَلْ تَنْقِمُونَ، بَلْ تَأْتِيهِمْ. ثانيها: الثاء هَلْ ثُوِّبَ فقط. ثالثها: الزاي بَلْ زُيِّنَ، بَلْ زَعَمْتُمْ فقط.

رابعها: السين بَلْ سَوَّلَتْ معا فقط، خامسها: الضاد بَلْ ضَلُّوا فقط، سادسها:

الطاء بَلْ طَبَعَ، سابعها: الظاء بَلْ ظَنَنْتُمْ فقط، ثامنها: النون هَلْ نَحْنُ،

ص: 41


1- كتاب المبهج للإمام سبط الخياط. النشر: (1/ 83). [أ].
2- كتاب المستنير للإمام ابن سوار. النشر: (1/ 82). [أ].

بَلْ نَقْذِفُ فاشترك: هل و بل في التاء، و النون، و اختصر هل بالثاء المثلثة، و بل بالخمسة الباقية، فقرأ بإدغام اللام في الأحرف الثمانية الكسائي وافقه ابن محيصن بخلف عنه في لام هل في النون. و قرأ حمزة بالإدغام في التاء، و الثاء، و السين، و اختلف عنه في: بل طبع، فأدغمه خلف من طريق المطوعي، و كذا رواه ابن مجاهد عن أصحابه عنه و أدغمه خلاد أيضا من طريق فارس بن أحمد، و كذا في التجريد من قراءته على الفارسي، و خص في الشاطبية الخلاف بخلاد و المشهورة عن حمزة الإظهار من الروايتين، و قرأ هشام بالإظهار عند الضاد، و النون، و اختلف عنه في الستة الباقية، و صوب في النشر الإدغام عنه فيها، و قال: إنه الذي عليه الجمهور، و تقتضيه أصول هشام، و استثنى أكثر رواة الإدغام عن هشام هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُماتُ بالرعد [الآية: 16] فأظهروها، و هو الذي في الشاطبية، و غيرها و لم يستثنها في الكفاية (1)، و استثناها في الكامل للحلواني (2) دون الداجوني، و نص في المبهج (3) على الوجهين من طريق الحلواني عنه، و الباقون:

بالإظهار في الثمانية إلا أن أبا عمرو أدغم لام هل في تاء تَرى بالملك [الآية: 3]، و الحاقة [الآية: 8] فقط وافقه الحسن، و اليزيدي، و اللّه أعلم.

الفصل الخامس في حكم حروف قربت مخارجها و هي سبعة عشر حرفا

الفصل الخامس في حكم حروف قربت مخارجها و هي سبعة عشر حرفا

الأول: الباء الساكنة عند الفاء في خمسة مواضع، يَغْلِبْ فَسَوْفَ، تَعْجَبْ فَعَجَبٌ، اذْهَبْ فَمَنْ، فَاذْهَبْ فَإِنَّ، يَتُبْ فَأُولئِكَ فأدغمها في الخمسة المذكورة أبو عمرو، و هشام، و خلاد و الكسائي، وافقهم الأربعة إلا أنه اختلف عن هشام، و خلاد، فأما هشام فالإدغام له من جميع طرقه رواه الهذلي، و رواه القلانسي من طريق الحلواني، و ابن سوار من طريق المفسر عن الداجوني عنه، و الإظهار في الشاطبية كأصلها كالجمهور، و عليه جميع المغاربة، و أما خلاد فالإدغام عنه ذكره الهذلي، و مكي، و المهدي كالجمهور، و عليه جميع المغاربة، و الإظهار عليه جميع العراقيين، و خص بعض المدغمين الخلاف عن خلاد بقوله تعالى:

يَتُبْ فَأُولئِكَ بالحجرات [الآية: 11] كالشاطبي، و الداني، و في العنوان إظهاره فقط.

و الثاني يُعَذِّبُ مَنْ بالبقرة أدغم الباء في الميم منه: أبو عمرو، و الكسائي، و كذا خلف وافقهم اليزيدي، و الأعمش، و اختلف عن ابن كثير، و حمزة، و قالون، فأما ابن كثير، فقطع له بالإدغام في التبصرة (4)، و العنوان (5)، و غيرهما، و قطع بالإظهار للبزي

ص: 42


1- كتاب الكفاية للإمام: سبط الخياط. النشر: (1/ 85). [أ].
2- كتاب الكامل في القراءات الخمسين للإمام: ابن جبارة النشر: (1/ 91). [أ].
3- كتاب المبهج لسبط الخياط رحمه اللّه تعالى. النشر: (1/ 83). [أ].
4- كتاب التبصرة للإمام مكي القيسي في القراءات السبع. النشر: (1/ 70). [أ].
5- كتاب العنوان للإمام: إسماعيل بن خلف الأنصاري. النشر: (1/ 64). [أ].

صاحب الإرشاد (1) و هو في التجريد (2) لقنبل من طريق ابن مجاهد و أطلق الخلاف عن ابن كثير في الشاطبية كأصلها و تعقبهما في النشر بأن مقتضى طرقهما الإظهار فقط، و أما حمزة: فقطع له بالإظهار صاحب العنوان، و المبهج، وفاقا لجمهور العراقيين، و بالإدغام جميع المغاربة، و كثير من العراقيين، و أما قالون، فالإدغام له عند الأكثرين من طريق أبي نشيط، و هو رواية المغاربة قاطبة عن قالون، و الإظهار له من طريقيه في الإرشاد، و الكفاية لسبط الخياط، و من طريق الحلواني في المبهج، و غيره، و قرأ من بقي من الجازمين، و هو ورش وحده بالإظهار.

الثالث: ارْكَبْ مَعَنا بهود [الآية: 42] أدغمه أبو عمرو، و الكسائي، و كذا يعقوب وافقهم الأربعة بخلف عن ابن محيصن، و الأعمش، و اختلف عن ابن كثير، و عاصم، و قالون، و خلاد، و الوجهان صحيحان عن كل منهم، و الباقون، و هم ورش، و ابن عامر، و خلف، و كذا أبو جعفر، و خلف بالإظهار.

الرابع: نَخْسِفْ بِهِمُ بسبإ [الآية: 9] أدغم الفاء في الباء الكسائي وحده، و أظهرها الباقون، و تضعيف الفارسي، و الزمخشري للإدغام فيها من حيث أنه أدغم الأقوى، و هو الفاء في الأضعف، و هو الباء رده أبو حيان، و غيره.

و الخامس: الراء الساكنة عند اللام نحو: يَغْفِرْ لَكُمْ (3)، وَ اصْبِرْ لِحُكْمِ آل عمران [الآية: 31] و الطور [الآية: 48] فقرأ بالإدغام أبو عمرو بخلاف عن الدوري عنه، وافقه ابن محيصن، و اليزيدي، و الخلاف للدوري كما في النشر مفرع على الإظهار في الإدغام الكبير، فمن أدغم الإدغام الكبير أدغم هذا وجها واحدا و من أظهر الكبير أجرى الخلاف في هذا، و الأكثر على الإدغام، و الوجهان صحيحان، و في المبهج الإظهار لابن محيصن، و به قرأ الباقون.

السادس: لام يفعل حيث وقع أدغمها في الذال أبو الحارث عن الكسائي و أظهرها الباقون.

السابع: الدال عند الثاء في وَ مَنْ يُرِدْ ثَوابَ معا بآل عمران [الآية: 145] فقرأ بالإدغام: أبو عمرو، و ابن عامر، و حمزة، و الكسائي، و كذا خلف، وافقهم الأربعة، و الباقون بالإظهار.

الثامن: الثاء عند الذال و هو يَلْهَثْ ذلِكَ الأعراف [الآية: 176] فقط فأظهرها:

نافع، و ابن كثير، و هشام، و عاصم، و كذا أبو جعفر بخلاف عنهم، و الباقون بالإدغام قال ابن ].

ص: 43


1- كتاب الإرشاد للإمام أبي العز القلانسي. النشر: (1/ 86). [أ].
2- كتاب التجريد للإمام لابن الفحام. النشر: (1/ 75). [أ].
3- و حيث وقعت. [أ].

الجزري: (و هو المختار عندي للجميع للتجانس، و حكى الإجماع عليه للجميع ابن مهران).

التاسع: الذال عند التاء من اتَّخَذْتُمُ، و أَخَذَتِ البقرة [الآية: 51] فاطر [الآية:

26] و ما جاء من لفظه، فأظهر الذال: ابن كثير، و حفص، و اختلف عن رويس، فروى الجمهور عن النخاس الإظهار، و روى، أبو الطيب، و ابن مقسم الإدغام، و روى الجوهري إظهار حرف الكهف فقط، و هو لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ الكهف [الآية: 77]، و إدغام الباقي، و كذا روى الكارزيني عن النخاس، و الباقون بالإدغام.

العاشر: الذال في التاء أيضا في فَنَبَذْتُها طه [الآية: 96] أدغمها أبو عمرو، و حمزة، و الكسائي، و كذا خلف وافقهم اليزيدي، و الحسن، و الأعمش، و اختلف عن هشام، فقطع له المغاربة قاطبة بالإظهار، و هو الذي في الشاطبية، و غيرها، و جمهور المشارقة بالإدغام، و رواه في التجريد (1) عنه من طريق الداجوني، و في المبهج (1) من طريق الحلواني، و وافقه ابن محيصن بخلفه أيضا و الباقون: بالإظهار.

الحادي عشر: الذال في التاء أيضا من عُذْتُ غافر [الآية: 27] معا فقرأه بالإدغام: أبو عمرو، و هشام بخلف عنه، و حمزة، و الكسائي، و كذا أبو جعفر، و خلف وافقهم. الأربعة بخلف عن ابن محيصن، و هو لهشام عند الهذلي، و غيره وفاقا لجمهور العراقيين، و الإظهار له في الشاطبية كأصلها، وفاقا لجميع المغاربة، و به قرأ الباقون.

الثاني عشر: الثاء في التاء من لَبِثْتُمْ، و لَبِثْتَ البقرة [الآية: 259] و طه [الآية: 40] و الشعراء [الآية: 18، 259] و يونس [الآية: 16] كيف جاء فأدغمه:

أبو عمرو، و ابن عامر، و حمزة، و الكسائي، و كذا أبو جعفر وافقهم الأربعة، و الباقون بالإظهار.

الثالث عشر: الثاء في التاء أيضا في أُورِثْتُمُوها بالأعراف [الآية: 43] و الزخرف [الآية: 72] فأدغمه: أبو عمرو، و هشام، و حمزة، و الكسائي، وافقهم الأربعة، و اختلف عن ابن ذكوان، فالصوري بالإدغام، و الأخفش بالإظهار، و به قرأ الباقون، و أدخل في الأصل هنا خلفا في اختياره في المدغمين، و فيه نظر، و لعله سبق قلم، بل يظهرها الحرف في السورتين كما تقرر قولا واحدا كما في النشر، و غيره.

الرابع عشر: الدال في الذال من كهيعص مريم [الآية: 1] ذكر أدغمها: أبو عمرو، و ابن عامر، و حمزة، و الكسائي و كذا: خلف، و الباقون، بالإظهار.

و الخامس عشر: النون في الواو من يس وَ الْقُرْآنِ يس [الآية: 1- 2] فأدغمه:

هشام، و الكسائي، و كذا يعقوب، و خلف وافقهم ابن محيصن، و الأعمش، و اختلف فيه عن نافع، و البزي، و ابن ذكوان، و عاصم فأما نافع، فقطع له بالإدغام من رواية قالون ].

ص: 44


1- انظر الصفحة (42). [أ].

جمهور العراقيين، و غيرهم بالإظهار صاحب التيسير (1)كتاب التجريد للإمام ابن الفحام. النشر: (1/ 75). [أ].(2)، و الشاطبية (3)، و جمهور المغاربة، و في الجامع للداني الإدغام من طريق الحلواني، و الإظهار من طريق أبي نشيط قال في النشر: و كلاهما صحيح عن قالون من الطريقين، و الإدغام لورش من طريق الأزرق رواية الجمهور، و قطع به في الشاطبية، و غيرها، و بالإظهار له من الطريق المذكور قطع في التجريد، و قطع بالإدغام من طريق الأصبهاني ابن سوار، و الأكثرون، و بالإظهار: ابن مهران، و الداني، و هما صحيحان عن ورش كما في النشر، و أما البزي، فروى عنه الإظهار أبو ربيعة و الإدغام ابن الحباب و هما صحيحان عنه كما في النشر و أما ابن ذكوان فروى عنه الإدغام الأخفش و الإظهار الصوري و هما صحيحان عنه أيضا و أما عاصم: فالوجهان صحيحان عنه من رواية أبي بكر من طريقيه كما في النشر (4) و روى عنه الإدغام من رواية حفص عمرو بن الصباح من طريق زرعان، و الإظهار من طريق الفيل، و هما صحيحان من طريق عمرو، و لم يختلف عن عبيد عنه أنه بالإظهار، و به قرأ الباقون، و هم قنبل، و أبو عمرو، و حمزة و كذا أبو جعفر، وافقهم اليزيدي، و الحسن.

السادس عشر: النون في الواو من ن وَ الْقَلَمِ القلم [الآية: 1] فقرأ قالون، و قنبل، و أبو عمرو، و حمزة، و كذا أبو جعفر بالإظهار، وافقهم الأربعة بخلف عن ابن محيصن، و الأعمش، و قرأ هشام، و الكسائي، و كذا يعقوب و خلف بالإدغام، و اختلف عن ورش، و البزي و ابن ذكوان و عاصم فالإدغام لورش من طريق الأزرق في التجريد (4) و غيره و الإظهار في العنوان (5)، و غيره و الوجهان في الشاطبية، و غيرها، و الخلاف عن البزي، و ابن ذكوان، و عاصم كالخلاف في يس سواء إلا أن سبط الخياط قطع لأبي بكر من طريق العليمي بالإدغام هنا، و الإظهار في يس و لم يفرق غيره بينهما.

السابع عشر: النون عند الميم من طسم أول الشعراء، و القصص، و فأدغمه نافع، و ابن كثير، و أبو عمرو، و ابن عامر، و عاصم، و الكسائي، و كذا يعقوب، و خلف وافقهم. الأربعة بخلف عن الأعمش، و أظهره حمزة، و كذا أبو جعفر على أنه لا حاجة إلى ذكره مع المظهر لأن مذهبه السكت على حروف الفواتح كما يأتي إن شاء اللّه تعالى، و من لازمه الإظهار تتمة وقع لأبي شامة رحمه اللّه تعالى النص على إظهار نون طس تِلْكَ أول النمل، و هو كما في النشر سبق قلم بل النون مخفاة عند التاء وجوبا بلا خلاف، و المشهور إخفاء نون عين عند الصاد للكل من كهيعص، و بعضهم يظهرها، و هو].

ص: 45


1- هو الإمام عثمان بن سعيد الداني انظر الصفحة:
2- . [أ].
3- هو الإمام القاسم بن فيرة الشاطبي انظر الصفحة: (24). [أ].
4- انظر النشر الصفحة: (2، 3 إلى 19). [أ].
5- كتاب العنوان للإمام إسماعيل بن خلف الأنصاري: (1/ 64). [أ].

مروي عن حفص لأنها حروف مقطعة و نظيرها نون عين عند السين من فاتحة الشورى و لم أر من نبه عليه فليراجع و أما أَ لَمْ نَخْلُقْكُمْ المرسلات [الآية: 20] فاجمعوا على إدغامه إلا أنهم اختلفوا في إبقاء صفة الاستعلاء في القاف فبالإدغام التام أخذ الداني و بإبقاء صفة الاستعلاء أخذ مكي و الأول أصح رواية و أوجه قياسا كما في النشر قال فيه بل ينبغي أن لا يجوز البتة غيره في قراءة أبي عمرو في وجه الإدغام الكبير لأنه يدغم المتحرك من ذلك إدغاما محضا، فالساكن أولى و أحرى (1).

الفصل السادس في أحكام النون الساكنة و التنوين

الفصل السادس في أحكام النون الساكنة و التنوين

أكثر مسائل هذا الفصل إجماعية؛ و إنما ذكروه هنا لكثرة دور مسائله، و الاختلاف في بعضها، و قيدوا النون بالسكون لتخرج المتحركة، و ترك ذلك في التنوين لأن وضعه السكون، و أكثرهم قسم أحكام الباب إلى أربعة: إظهار، و إدغام، و قلب، و إخفاء قيل:

و التحقيق أنها ثلاثة: إظهار، و إدغام محض، و غير محض، و إخفاء مع قلب، و بدونه، و دليل الحصر استقرائي لأن الحرف الواقع بعدهما إما أن يقرب من مخرجهما جدا أو لا الأول: واجب الإدغام، و الثاني: إما أن: يبعد جدا أولا، الأول: واجب الإظهار، و الثاني: واجب الإخفاء. فالإخفاء حينئذ حال بين الإدغام و الإظهار، و قيل: بل خمسة و الخلف لفظي.

الأول: الإظهار، و هو عند حروف الحلق الستة و هي: الهمزة نحو: يَنْأَوْنَ فقط مَنْ آمَنَ، عادٍ إِذْ و الهاء عَنْهُمُ، مِنْ هادٍ، امْرُؤٌ هَلَكَ و العين أَنْعَمْتَ، مِنْ عَمَلِ، حَقِيقٌ عَلى و الحاء وَ انْحَرْ، مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ و الغين فَسَيُنْغِضُونَ، مِنْ غِلٍّ، ماءٍ غَيْرِ الخاء الْمُنْخَنِقَةُ، فَإِنْ خِفْتُمْ، يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ فاتفق القراء على إظهار النون الساكنة و التنوين عند الستة لبعد المخرجين إلا أن أبا جعفر قرأ بإخفائهما عند الأخيرين الغين، و الخاء المعجمتين كيف وقعا لكن استثنى بعض أهل الأداء له فَسَيُنْغِضُونَ الإسراء [الآية: 51]، يَكُنْ غَنِيًّا النساء [الآية: 135] وَ الْمُنْخَنِقَةُ المائدة [الآية: 3] فأظهر فيها كالجمهور، و في النشر الاستثناء أشهر، و عدمه أقيس (2).

الثاني: الإدغام في ستة أحرف أيضا، و هي: النون نحو: عَنْ نَفْسٍ، مَلِكاً نُقاتِلْ و الميم مِنْ مالٍ، سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ و الواو مِنْ والٍ، رَعْدٌ وَ بَرْقٌ و الياء مَنْ يَقُولُ، فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ و اللام فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا، هُدىً لِلْمُتَّقِينَ، و الراء مِنْ رَبِّهِمْ، ثَمَرَةٍ رِزْقاً فاتفقوا على إدغامها في الستة مع إثبات الغنة مع النون، و الميم، و أما اللام، و الراء،

ص: 46


1- لقد طول البحث العلامة ابن الجزري في هذه المسائل و أراني لم أجد كتابا قد أعطى هذا الباب و المسائل الموجودة في خضمّه أكثر منه فللمزيد انظر أول المجلد الثاني حتى الصفحة (2). [أ].
2- انظر الصفحة: (1/ 223). [أ].

فحذفوا الغنة معهما، و هذا كما في النشر، و غيره مذهب الجمهور من أهل الأداء، و الجلة من أئمة التجويد، و عليه العمل عند أئمة الأمصار، و ذهب كثير من أهل الأداء، و غيرهم إلى الإدغام فيهما مع بقاء الغنة، و رووا ذلك عن أكثر القراء: نافع، و ابن كثير، و أبي عمرو و ابن عامر، و عاصم، و كذا أبو جعفر، و يعقوب، و غيرهم، و وردت عن كل القراء، و صحت من طرق النشر التي هي طرق هذا الكتاب نصا، و أداء عن أهل الحجاز، و الشام، و البصرة، و حفص، و أشار إلى ذلك في طيبته بقوله: و أدغم بلا غنة في لام، وراء و هي «أي الغنة» لغير صحبة أيضا ترى. لكن ينبغي كما في النشر تقييد ذلك في اللام بالمنفصل رسما نحو: أَنْ لا أَقُولَ، و أَنْ لا مَلْجَأَ أما المتصل رسما نحو: أَلَّنْ نَجْعَلَ بالكهف [الآية: 48] فلا غنة فيه للرسم، و أما الواو، و الياء، فاختلف فيهما، فقرأ: خلف عن حمزة بإدغام النون، و التنوين فيهما بغير غنة وافقه المطوعي عن الأعمش، و به قرأ الدوري عن الكسائي في الياء من طريق أبي عثمان الضرير، و روى الغنة عنه جعفر بن محمد، و كلاهما صحيح كما في النشر، و قرأ الباقون بالغنة فيهما، و هو الأفصح، و اختلفوا في الغنة الظاهرة مع الإدغام في الميم، فذهب بعضهم إلى أنها غنة النون، و الجمهور أنها غنة الميم، و هو الصحيح، و اتفقوا على أنها مع الواو، و الياء غنة المدغم، و مع النون غنة المدغم فيه.

و اتفقوا: أيضا على إظهار النون الساكنة إذا اجتمعت مع الياء، أو الواو في كلمة واحدة نحو: صِنْوانٌ الرعد [الآية: 4] و الدُّنْيا البقرة [الآية: 85] و بُنْيانٌ الصف [الآية: 4] خوف التباسه بالمضاعف (1).

تنبيه: التحقيق كما في الحلبي على مقدمة التجويد لابن الجزري أن الإدغام مع عدم الغنة محض كامل التشديد، و معها غير محض ناقص التشديد من أجل صوت الغنة الموجودة معه، فهو بمنزلة الإطباق الموجود مع الإدغام في أَحَطْتُ و بَسَطْتَ انتهى.

و مقتضاه أنه متى وجدت الغنة كان الإدغام غير محض ناقص التشديد سواء قلنا أنها للمدغم، أو للمدغم فيه، و مقتضى كلام الجعبري أنه محض كامل التشديد مع الغنة حيث كانت للمدغم فيه لا للمدغم نبه عليه شيخنا رحمه اللّه تعالى، و ما ذكر من أن الإدغام إذا صاحبته الغنة يكون إدغاما ناقصا هو الصحيح في النشر، و غيره خلافا لمن جعله إخفاء، و جعل إطلاق الإدغام عليه مجازا كالسخاوي، و يؤيد الأول، وجود التشديد فيه إذا التشديد ممتنع مع الإخفاء.م.

ص: 47


1- المضعف هو: الحرف المشدد. [أ]. فما يجب أن يخشاه القارئ إذا كان يقرأ (صنوان) [الرعد: 4] مثلا أن يصير في ذهنه بأن الواو الناشئة عند الإدغام هي واو مضعفة أصلية في الكلمة و أن أصل كلمة (صوّان) هو: (صووان) و اللّه أعلم.

الثالث: القلب، و هو: في الباء الموحدة فقط نحو: أَنْبِئْهُمْ، أَنْ بُورِكَ، عَلِيمٌ بِذاتِ فاتفقوا على قلب النون الساكنة، و التنوين ميما خالصة، و إخفائها بغنة عند الباء من غير إدغام، و حينئذ: فلا فرق في اللفظ بين أَنْ بُورِكَ، و أَمْ بِهِ جِنَّةٌ.

الرابع: الإخفاء عند باقي الحروف، و جملتها خمسة عشرة و هي القاف، و يَنْقَلِبُ مِنْ قَرارٍ، بِتابِعٍ قِبْلَتَهُمْ، و الكاف أَنْكالًا، إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ. و الجيم أَنْجَيْتَنا، وَ إِنْ جَنَحُوا، وَ لِكُلٍّ جَعَلْنا و الشين يُنْشِئُ، فَمَنْ شَهِدَ، غَفُورٌ شَكُورٌ. و الضاد مَنْضُودٍ، مِنْ ضَعْفٍ، وَ كُلًّا ضَرَبْنا و الطاء يَنْطِقُ، مِنْ طِينٍ، صَعِيداً طَيِّباً و الدال عِنْدَهُ، مِنْ دَابَّةٍ، عَمَلًا دُونَ و التاء كُنْتُمْ، وَ مَنْ تابَ، جَنَّاتٍ تَجْرِي و الصاد يَنْصُرْكُمُ، وَ لَمَنْ صَبَرَ، عَمَلًا صالِحاً و السين الْإِنْسانُ، أَنْ سَيَكُونُ، رَجُلًا سَلَماً و الزاي يُنَزِّلَ، مِنْ زَوالٍ، نَفْساً زَكِيَّةً و الظاء انْظُرْ، مِنْ ظَهِيرٍ، ظِلًّا ظَلِيلًا و الذال لِيُنْذِرَ، مِنْ ذَهَبٍ، وَكِيلًا ذُرِّيَّةَ و الثاء الْأُنْثى ، فَمَنْ ثَقُلَتْ، أَزْواجاً ثَلاثَةً. و الفاء يُنْفِقُ، مِنْ فَضْلِهِ، خالِدٌ فِي، فاتفقوا (1) على إخفائهما عند الخمسة عشر إخفاء تبقى معه صفة الغنة، فهو: حال بين الإظهار، و الإدغام كما تقدم، و الفرق بين المخفي و المدغم أن المدغم مشدد و المخفي مخفف، و لذا يقال أدغم في كذا، و أخفى عند كذا، و اللّه تعالى أعلم.

تتمة: يجب على القارئ أن يحترز من المد عند إخفاء النون نحو: كُنْتُمْ و عند الإتيان بالغنة في النون، و الميم في نحو: إِنَّ الَّذِينَ، وَ إِمَّا فِداءً و كثيرا ما يتساهل في ذلك من يبالغ في إظهار الغنة، فيتولد منها واو، و ياء، فيصير اللفظ كونتم، أين، أيما و هو خطأ قبيح، و تحريف، و ليحترز أيضا من الصاق اللسان فوق الثنايا العليا عند إخفاء النون، فهو خطأ أيضا، و طريق الخلاص منه تجافي اللسان قليلا عن ذلك و في النشر إذا قرئ بإظهار الغنة من النون الساكنة، و التنوين في اللام، و الراء عند أبي عمرو، فينبغي قياسا (2) إظهارها من النون المتحركة فيهما نحو: نُؤْمِنَ لَكَ، زُيِّنَ لِلَّذِينَ،نة

ص: 48


1- قوله فاتفقوا الخ: و إنما تعين الإخفاء لأن النون الساكنة و التنوين لم يقربا من هذه الحروف كقربهما من حروف الإدغام فيدغمان فيهن. و لم يبعدا منهن كبعدهما من حروف الحلق فيظهران عندهن فلذا تعين الإخفاء و كان على قدر قربهما منهن. فكلما قوي التناسب بالمخرج أو بالصفة قرب إلى الإدغام. و كلما قل قرب إلى الإظهار. قاله الجعبري. و هو معنى قول غيره فما قربا منه كانا عنده أخفى مما بعدا عنه. و اتفق أهل الأداء على أنه لا عمل للسان في النون و التنوين حالة الإخفاء كعمله فيهما مع ما يظهران عنده أو ما يدغمان فيه بغنة. و إنما يخرجان عند حروف الإخفاء من الخيشوم.
2- قوله فينبغي قياسا الخ: لا ينبغي أن يلتفت إلى هذا القياس لمصادمته للرواية الصحيحة الواردة على الأصل إذ النون من نحو لن نؤمن لك و تأذن ربك متحركة في الأصل و سكونها عارض للإدغام. و الأصل أن لا يعتد بالعارض. و لما فيه من قياس ما لا يروى على ما روي. و القراءة سنة متبعة يأخذها الآخر عن الأول. و القياس إنما يصار إليه عند عدم النص و غموض وجه الأداء. و هذا لا غموض فيه مع أنه حكي الإجماع على تركها في ذلك حيث قال في باب الإدغام الكبير ما نصه: و كذلك أجمعوا على إدغام النون في اللام و الراء إدغاما خالصا كاملا من غير غنة عند من روى الغنة

تَأَذَّنَ رَبُّكَ إذ النون من ذلك تسكن للإدغام قال: و بعدم الغنة قرأت عن أبي عمرو في الساكن، و المتحرك، و به آخذ، و يحتمل أن القارئ بإظهار الغنة إنما يقرأ بذلك في وجه الإظهار أي حيث لم يدغم الإدغام الكبير قال: في الأصل بعد نقله ما ذكر: لكن القراءة سنة متبعة فإن صح نقلا أتبع.

باب هاء الكناية (1)

باب هاء الكناية (1)

و يسميها البصريون ضميرا و هي التي يكنى بها عن المفرد الغائب و لها أحوال أربعة.

الأول: أن تقع بين متحركين نحو: إِنَّهُ هُوَ، لَهُ صاحِبَةٌ، فِي رَبِّهِ أَنْ و لا خلاف في صلتها حينئذ بعد الضم بواو، و بعد الكسر بياء لأنها حرف خفي إلا ما يأتي إن شاء اللّه تعالى.

الثاني: أن تقع بين ساكنين نحو: فِيهِ الْقُرْآنُ، آتَيْناهُ الْإِنْجِيلَ.

الثالث: أن تقع بين متحرك، فساكن نحو: لَهُ الْمُلْكُ، عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ و هذان لا خلاف في عدم صلتهما لئلا يجتمع ساكنان على غير حدهما.

الرابع: أن تقع بين ساكن، فمتحرك نحو: عَقَلُوهُ وَ هُمْ، فِيهِ هُدىً و هذا مختلف

ص: 49


1- و هي اسم مبني لشبهه بالحرف وضعا و افتقارا. و على حركة لتوحيده و كانت ضمة تقوية لها. و وصلت بمد لخفائها و انفرادها و كانت المدة واو اتباعا و كسرت الهاء مع الكسرة و الباء مجانسة فصارت الصلة ياء لذلك. و فتحت للمؤنث فصارت ألفا و حذفت الصلة وقفا تخفيفا. و بقيت الألف في المؤنث للدلالة على الفرعية و ذكرت بعد الإدغام لأنها أول أصل اختلف فيه بعد الإدغام الواقع في الفاتحة. و هو فيه هدى. إتحاف فضلاء البشر/ م 4

فيه فإن كثير يصل الهاء بياء وصلا إذا كان الساكن قبل الهاء ياء نحو: فِيهِ هُدىً البقرة [الآية: 2] و بواو إذا كان غير ياء نحو: فَخُذُوهُ، فَاعْتِلُوهُ، و اجْتَباهُ، وَ هَداهُ على الأصل وافقه ابن محيصن، و قرأ حفص فِيهِ مُهاناً بالفرقان [الآية: 69] بالصلة (1) وفاقا له، و الباقون بكسرها بعد الياء، و ضمها بعد غيرها مع حذف الصلة تخفيفا (2) إلا أن حفصا ضمها في أَنْسانِيهُ الكهف [الآية: 63] عَلَيْهُ اللَّهَ بالفتح [الآية: 10] و هذا من القسم الثاني وافقه ابن محيصن في موضع الفتح، و زاد ضم كل هاء ضمير مكسورة قبلها كسرة، أو ياء ساكنة إذا وقع بعدها ساكن نحو: بِهِ انْظُرْ، بِهِ اللَّهُ و قرأ الأصبهاني عن ورش بضم بِهِ انْظُرْ الأنعام [الآية: 46] كما يأتي في محله إن شاء اللّه تعالى.

و استثنوا من القسم الأول حروفا اختلف فيها، و جملتها اثنا عشر.

منها: أربعة أحرف في سبعة مواضع، و هي: يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ آل عمران [الآية: 75] نُؤْتِهِ مِنْها آل عمران [الآية: 145] و ثالِثُ الشورى [الآية: 20] و نُوَلِّهِ، وَ نُصْلِهِ بالنساء [الآية: 115] فسكن الأربعة في المواضع المذكورة: أبو عمرو، و هشام من طريق الداجوني، و أبو بكر، و حمزة، و كذا ابن وردان من طريق النهرواني عن ابن شبيب، و من طريق أبي بكر بن هارون كلاهما عن الفضل عنه، و ابن جماز من طريق الهاشمي وافقهم الحسن، و الأعمش، و قرأ قالون، و هشام من طريق الحلواني بخلف عنه، و ابن ذكوان من أكثر طرق الصوري، و كذا يعقوب، و ابن جماز من طريق الدوري، و ابن وردان من باقي طرقه باختلاس كسرة الهاء، و الباقون بإشباع الكسر، وافقهم اليزيدي، و ابن محيصن، و به قرأ هشام في أحد أوجهه من طريق الحلواني، و هو الثاني لابن ذكوان، فصار لهشام في الأربعة ثلاثة أوجه: الإسكان، و الصلة، و الاختلاس، و لابن ذكوان وجهان: القصر، و الإشباع، و لأبي جعفر وجهان: الإسكان، و القصر.

و منها: يَأْتِهِ مُؤْمِناً بطه [الآية: 75] فقرأه بالإسكان السوسي بخلاف عنه وافقه اليزيدي بخلفه أيضا، و قرأه بكسر الهاء مع حذف الصلة، و مع إثباتها قالون، و كذا ابن وردان، و رويس، و الباقون: بإثبات الصلة، و هم: ورش، و ابن كثير، و الدوري، و السوسي في وجهه الثاني، و ابن عامر، و عاصم، و حمزة، و الكسائي، و كذا ابن جماز، و روح، و خلف، وافقهم ابن محيصن، و الحسن، و الأعمش.

تنبيه: بما تقرر علم أن ابن عامر من أصحاب الصلة في هذا الحرف أعني يَأْتِهِ قولا واحدا و هذا هو الذي في الطيبة كالنشر، و تقريبه، و غيرهما لكن كلام الشاطبي رحمه اللّه تعالى يفهم بظاهره جريان الخلاف لهشام عنه بين الصلة و الاختلاس، و ذلك أنه قال:ي.

ص: 50


1- أي اتباعا للأثر و جمعا بين اللغتين. و قيل قصد بها مدّ الصوت تسميعا بحال العاصي.
2- أي اجتزاء بالكسرة قبلها. و وجهها بعضهم بأن الهاء لما كانت خفية يضعف حجزها و حذفت صلتها لتوهم التقاء الساكنين. و هو قول سيبويه كما ذكره الجعبري.

بعد ذكره يأته مع حروف أخر، و في الكل قصر الهاء بأن لسانه بخلف، فأثبت الخلاف لهشام في جميع ما ذكره من يَؤُدُهُ إلى يَأْتِهِ، و درج على ذلك شراح كلامه فيما وقفنا عليه، و لم أر من تنبه لذلك غير الإمام الحافظ الكبير أبي شامة رحمه اللّه تعالى فقال بعد أن قرر كلامه على ظاهره ما نصه: و ليس لهشام في حرف طه إلا الصلة لا غير و إن كانت عبارته صالحة أن يؤخذ له بالوجهين لقوله أولا: و في الكل قصر لكن لم يذكر أحد له القصر، فحمل كلامه على ما يوافق كلام الناس أولى انتهى.

بحروفه و لم ينبه عليه في النشر، و هو عجيب (1).

و منها: يَتَّقْهِ بالنور [الآية: 52] فقرأه باختلاس كسرة الهاء: قالون، و حفص، و كذا يعقوب، و قرأه بإسكان الهاء: أبو عمرو، و أبو بكر وافقهما اليزيدي، و الحسن، و الأعمش، و به قرأ هشام من طريق الداجوني، و خلاد فيما رواه ابن مهران، و غيره، و كذا ابن وردان من طريق الرازي، وهبة اللّه، و اختلف في الاختلاس عن هشام، و ابن ذكوان، و ابن جماز، فتلخص: أن لقالون، و حفص، و يعقوب الاختلاس فقط، و لأبي عمرو، و أبي بكر الإسكان فقط، وافقهما اليزيدي، و الحسن، و الأعمش، و لهشام ثلاثة أوجه: السكون عن الداجوني عنه، و الإشباع، و الاختلاس من طريق الحلواني، و لابن ذكوان، و كذا ابن جماز الإشباع، و الاختلاس، و لخلاد، و كذا ابن وردان الإسكان، و الإشباع، و للباقين، و هم: ورش، و ابن كثير، و خلف عن حمزة، و الكسائي، و كذا خلف الإشباع فقط، وافقهم ابن محيصن، و كلهم كسر القاف إلا حفصا فإنه سكنها تخفيفا ككتف، و كبد على لغة من قال:

و من يتق اللّه فإن اللّه معه و رزق اللّه من باد و غاد

و منها: فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ بالنمل [الآية: 28] فقرأه بالاختلاس قالون، و ابن ذكوان بخلف عنه، و كذا يعقوب، و قرأ بإسكان الهاء: أبو عمرو، و عاصم، و حمزة، و الداجوني عن هشام، و كذا ابن وردان، و ابن جماز بخلف عنهما وافقهم على الإسكان اليزيدي، و الحسن، و الأعمش، و اختلف عن الحلواني عن هشام في الاختلاس، و الإشباع، فتلخص أن لقالون، و كذا يعقوب الاختلاس فقط، و لأبي عمرو، و عاصم، و حمزة:

السكون فقط، وافقهم اليزيدي، و الحسن، و الأعمش، و لابن ذكوان: القصر، و الإشباع، و هما لهشام عن الحلواني، و له الإسكان عن الداجوني، فكمل لهشام ثلاثة، و لأبي جعفر السكون، و القصر، و الباقون: بالإشباع.].

ص: 51


1- لأن كتاب النشر أغزر كتاب بشموله لعلوم القراءات و عللها فمن العجب أن يفوت العلامة ابن الجزري مؤلفه هذه النكتة الطريفة التي ذكرها العلامة أبو شامة في كتابه إبراز المعاني من حرز الأماني و هو شرح عن حرز الأماني الشهير بالشاطبية. [أ].

و منها: يَرْضَهُ لَكُمْ بالزمر [الآية: 7] فقرأه باختلاس ضمة الهاء نافع، و حفص، حمزة، و كذا يعقوب وافقهم الأعمش، و اختلف فيه عن ابن ذكوان، و كذا ابن وردان، و الوجه الثاني لهما الإشباع، و قرأه بالإسكان: السوسي وافقه الحسن، و قول أبي حاتم:

إنه غلط تعقبه أبو حيان بأنه لغة بني عقيل، و غيرهم، و اختلف فيه أعني الإسكان عن الدوري، و هشام، و أبي بكر، و كذا عن ابن جماز وافقهم اليزيدي، و الوجه الثاني للدوري، و كذا ابن جماز الإشباع، و الوجه الثاني لهشام، و أبي بكر الاختلاس، و الباقون، و هم: ابن كثير، و الكسائي، و كذا خلف بالإشباع، وافقهم ابن محيصن، فتلخص أن لنافع، و حفص، و كذا يعقوب الاختلاس فقط وافقهم الأعمش، و لابن كثير، و الكسائي، و كذا خلف الإشباع وافقهم ابن محيصن، و للدوري، و ابن جماز الإسكان و الإشباع وافقهم اليزيدي، و للسوسي الإسكان فقط، وافقه الحسن، و لهشام، و أبي بكر الإسكان، و الاختلاس فقط، و لابن ذكوان، و ابن وردان الاختلاس، و الإشباع، و وقع لأبي القاسم النويري أنه ذكر لهشام هنا ثلاثة أوجه: فزاد الإشباع، و لعله سبق قلم.

و منها: أَرْجِهْ بالأعراف [الآية: 111] و الشعراء [الآية: 36] فقرأه بكسر الهاء بلا صلة: قالون، و ابن ذكوان، و كذا ابن وردان بخلف عنه، و قرأه بالصلة مع كسر الهاء ورش، و الكسائي، و كذا ابن جماز، و ابن وردان في وجهه الثاني، و خلف، و قرأ بضم الهاء مع الصلة: ابن كثير، و هشام من طريق الحلواني وافقهم ابن محيصن، و قرأ بضم الهاء بلا صلة: أبو عمرو، و الداجوني عن هشام، و أبو بكر من طريق أبي حمدون، و نفطويه، و كذا يعقوب وافقهم اليزيدي، و الحسن، و قرأه بإسكان الهاء عاصم من غير طريق أبي حمدون، و نفطويه عن أبي بكر، و حمزة وافقهما الأعمش، فهذا حكم الهاء، و أما الهمزة فيأتي حكمها مع الهاء مفصلا في الأعراف إن شاء اللّه تعالى (1).

و منها: أَنْ لَمْ يَرَهُ بالبلد [الآية: 7] و خَيْراً يَرَهُ، و شَرًّا يَرَهُ الزلزلة [الآية: 7- 8] فأما موضع البلد: فقرأه بالإسكان هشام من طريق الحلواني، و كذا ابن وردان، و يعقوب في وجههما الثاني و أما موضعا الزلزلة: فقرأهما بالإسكان هشام، و كذا ابن وردان من طريق النهرواني عن ابن شبيب و قرأهما بالاختلاس يعقوب بخلف عنه و ابن وردان من طريق ابن هارون، و ابن العلاف عن ابن شبيب و الباقون: بالإشباع، و به قرأ يعقوب في الوجه الثاني، و ابن وردان من باقي طرقه في وجهه الثالث.

و منها: بِيَدِهِ موضعي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ، بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ البقرة [الآية: 237- 249] و موضع قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ المؤمنين [الآية: 88]، و موضع الَّذِي بِيَدِهِ يس [الآية: 83] فقرأه رويس باختلاس كسرة الهاء في الأربعة، و الباقون بالإشباع فيها.].

ص: 52


1- انظر الصفحة: (280). [أ].

و منها: تُرْزَقانِهِ بيوسف [الآية: 37] فقرأه باختلاس كسرة الهاء: قالون، و ابن وردان بخلف عنهما، و الباقون بالإشباع، و به قرأ قالون، و كذا ابن وردان في وجههما الثاني.

و مما: استثنوه من القسم الثاني، و هو ما وقعت فيه الهاء بين ساكنين عَنْهُ تَلَهَّى في رواية تشديد التاء من تَلَهَّى عن البزي و وافقه ابن محيصن في أحد وجهيهما فإنهما يقرءانه بواو الصلة بين الهاء، و التاء مع المد لالتقاء الساكنين كما يأتي إن شاء اللّه تعالى.

باب المد و القصر

باب المد و القصر

و المراد بالمد الفرعي، و هو زيادة المد على المد الأصلي، و هو الطبيعي الذي لا تقوم ذات حرف المد إلا به، و القصر ترك تلك الزيادة، و حد المد مطلقا طول زمان صوت الحرف فليس بحرف، و لا حركة، و لا سكون، بل هو شكل دال على صورة غيره كالغنة في الأغن، فهو صفة للحرف، و لا بد للمد من شرط، و سبب فشرطه أحد حروفه الثلاثة الألف، و لا تكون إلا ساكنة، و لا يكون ما قبلها إلا مفتوحا، و الواو الساكنة المضموم ما قبلها، و الياء الساكنة المكسور ما قبلها، و أما حرفا اللين فهما: الواو، و الياء الساكنتان المفتوح ما قبلهما، و يصدق اللين على حرف المد فيقال حرف مد، و لين بخلاف العكس، فلا يوصف اللين بالمد على ما اصطلحوا عليه فبينهما مباينة حينئذ، و إن تساويا من حيث قبول حرف اللين للمد.

و أما سببه و يسمى موجبة فإما لفظي، و إما معنوي، و اللفظي: همز، أو سكون.

فالهمز: يكون بعد حرف المد، و قبله فإن كان بعده، فهو إما متصل مع حرف المد في كلمة واحدة، أو منفصل.

فأما المتصل: فنحو: جاءَ، و سِيئَتْ، وَ السُّوءَ و قد اتفق القراء على مده لأن حرف المد ضعيف خفي، و الهمز قوي صعب، فزيد في المد تقوية للضعيف، و قيل ليتمكن من النطق بالهمز على حقها، و ورد نصا عن ابن مسعود رضي اللّه عنه، فلذا أجمعوا عليه لا يعرف عنهم خلاف في ذلك حتى أن إمام المتأخرين محرر الفن الشمس ابن الجزري رحمه اللّه تعالى قال: تتبعت قصر المتصل، فلم أجده في قراءة صحيحة، و لا شاذة انتهى (1) لكنهم اختلفوا في مقداره و ذهب أكثر العراقيين، و كثير من المغاربة إلى مده لكل القراء قدرا واحدا مشبعا من غيرا فحاش،، و لا خروج عن منهاج العربية، و إليه أشار في الطيبة بقوله: «أو أشبع ما اتصل للكل عن بعض» (2)، و ذهب آخرون إلى تفاضل

ص: 53


1- انظر النشر: (1/ 312). [أ].
2- و رقمه في الطيبة: (164- 165). [أ]. و الأبيات هي: وسط و قيل دونهم نل ثم كل روى فباقيهم أو اشبع ما اتصل

المراتب فيه كتفاضلها في المنفصل، ثم اختلفوا في كمية المراتب، فالذي ذهب إليه الداني في جامعه أنها أربع طولي لحمزة، و ورش من طريق الأزرق، و ابن ذكوان من طريق الأخفش عند العراقيين وافقهم الشنبوذي عن الأعمش. و الثانية: دونها لعاصم.

الثالثة: دونها لابن عامر من غير طريق الأخفش المذكور، و الكسائي، و كذا خلف، وافقهم المطوعي عن الأعمش. الرابعة: دونها لقالون، و ورش من طريق الأصبهاني، و ابن كثير، و أبي عمرو، و كذا أبو جعفر، و يعقوب، و وافقهم ابن محيصن، و اليزيدي، و الحسن، و ليس دون هذه المرتبة الأقصر المنفصل، و ذهب آخرون إلى أنها مرتبتان طولي لحمزة، و من معه، و وسطي للباقين، و هو الذي استقر عليه رأي الأئمة قديما قال بعضهم: و هو الذي ينبغي أن يؤخذ به، و لا يمكن أن يتحقق غيره، و يستوي في معرفته أكثر الناس، و لذا صدر به في الطيبة، و به كان يقرئ الشاطبي كما حكاه عنه السخاوي، و علل عدوله عن المراتب الأربعة بأنها لا تتحقق، و لا يمكن الإتيان بها كل مرة على قدر السابقة، و هو ظاهر، و إن تعقبه الجعبري.

و أما المنفصل: عن حرف المد بأن وقع حرف المد آخر كلمة، و الهمز أول التالية نحو: بِما أُنْزِلَ، أَمْرُهُ إِلَى، بِهِ إِلَّا (1) و نحو: عَلَيْهِمْ أَ أَنْذَرْتَهُمْ يس [الآية: 10] عند من وصل الميم خَشِيَ رَبَّهُ، إِذا زُلْزِلَتِ [آخر سورة البينة و أول سورة الزلزلة].

عند من وصل فاختلف في مده، فقرأه ابن كثير، و كذا أبو جعفر بالقصر فقط وافقهما ابن محيصن، و الحسن، و اختلف فيه عن قالون من طريقيه، و ورش من طريق الأصبهاني، و عن أبي عمرو من روايتيه، و عن هشام من طريق الحلواني، و عن حفص من طريق عمرو، و كذا يعقوب وافقهم اليزيدي، فقطع به أعني القصر لقالون ابن مجاهد، و ابن مهران، و ابن سوار، و أبو العز من جميع طرقه، و سبط الخياط من طريقيه، و جمهور العراقيين، و بعض المغاربة، و من طريق الحلواني بن بليمة في كثيرين، و هو أحد الوجهين في الشاطبية، و أصلها، و قطع به للأصبهاني أكثر المشارقة، و المغاربة كالداني، و هو أحد الوجهين في الإعلان، و على القصر لأبي عمرو من روايتيه الأكثرون، و هو أحد الوجهين عنه بكماله عن ابن مجاهد، و قطع به من رواية السوسي فقط مكي، و الداني في التيسير، و الشاطبي، و سائر المغاربة، و هو أحد الوجهين للدوري في الشاطبية، و غيرها، و أما يعقوب: فقطع له به أعني القصر ابن سوار، و المالكي، و جمهور العراقيين، و الداني، و ابن شريح، و غيرهم، و القصر لهشام من طريق ابن عبدان عن الحلواني، و هو المشهور عند العراقيين عن الحلواني من سائر طرقه، بل قطع به ابن مهران لهشام بكماله، و كذا].

ص: 54


1- حيث وقعت. [أ].

في الوجيز، و لا خلاف عنه في المد من طريق المغاربة، و هو طريق الداجوني عنه، و هو أعني القصر لحفص من طريق زرعان عن عمرو بن الصباح، و هو المشهور عند العراقيين من طريق الفيل أيضا، و تقدم أن كل من أخذ بالإدغام الكبير لأبي عمرو يأخذ بالقصر في المنفصل وجها واحد، و التمثيل بقوله تعالى: بِهِ إِلَّا، وَ أَمْرُهُ إِلَى للإعلام بأن حروف الصلة معتبرة هنا كصلة الميم، و قرأ الباقون بالمد، و هم متفاوتون فيه على ما تقرر في المتصل.

و اختلفت عباراتهم في تقدير زيادة كل مرتبة عما دونها، فجعلها بعضهم نصف ألف، و بعضهم ألفا، و كل ذلك تقريب تضبطه المشافهة، و الإدمان بل يرجع الخلاف فيه إلى أن يكون لفظيا لأن مرتبة القصر إذا زيدت أقل زيادة صارت ثانية، و هلم جرا إلى أقصى ما قيل منه فالمقدر غير محقق، و المحقق إنما هو الزيادة، ثم إن الخلاف المذكور إنما هو في الوصل، و إذا وقف عاد الحرف إلى أصله، و سقط المد (1).

و أما إن كان الهمز قبل حرف المد: و اتصلا فأجمعوا على قصره لأنه إنما مد في العكس ليتمكن من لفظ الهمزة كما تقدم، و هنا قد لفظ بها قبل المد فاستغني عنه إلا ورشا من طريق الأزرق فإنه اختص بمده على اختلاف بين أهل الأداء في ذلك على ثلاثة أوجه: المد، و التوسط، و القصر سواء كانت الهمزة في ذلك محققة كآتي، وَ نَأى ، و لئلاف، و دُعائِي، و الْمُسْتَهْزِئِينَ، وَ أُتُوا، بؤسا، و رؤف*، و مُتَّكِؤُنَ (2) أو مغيرة بالتسهيل بين بين ك آمَنْتُمْ الأعراف [الآية: 123] في الثلاثة و آلِهَتِنا بالزخرف [الآية: 58] و جاءَ آلَ لُوطٍ بالحجر [الآية: 59] و القمر [الآية: 34]، أو بالبدل نحو: هؤُلاءِ آلِهَةً، مِنَ السَّماءِ آيَةً أو بالنقل نحو: الْآخِرَةَ، الْأَيْمانَ، الْآنَ، مَنْ آمَنَ، ابْنَيْ آدَمَ، أَلْفَوْا آباءَهُمْ، قُلْ أَيُّ، قَدْ أُوتِيتَ (3) فروى ابن سفيان و مكي و المهدي و ابن شريح و الهذلي، و الخزاعي، و ابن بليمة، و الأهوازي، و الحصري، و غيرهم زيادة المد في ذلك كله، ثم اختلفوا في قدرها، فذهب جمهور من ذكر إلى التسوية بينه، و بين ما تقدم على الهمز، و ذهب الداني، و الأهوازي، و ابن بليمة، و غلام الهراس إلى التوسط، و ذهب إلى القصر، طاهر بن غلبون، و به قرأ الداني عليه، و هو في تلخيص ابن بليمة، و اختاره الشاطبي، و الجعبري، و الثلاثة جميعا في إعلان الصفراوي، و الشاطبية، و ما ذكر عن الجمهور القائلين بالمد من التسوية بينه، و بين ما تقدم فيه حرف المد يعارض قول الجعبري المد هنا دون المتقدم، و المصير إلى قولهم أولى.

ثم: أن محل جواز الثلاثة المذكورة ما لم يجتمع مع السبب المذكور سبب أقوى ].

ص: 55


1- للمزيد انظر النشر: (1/ 314). [أ].
2- حيث وقعت. [أ].
3- حيث وقعت. [أ].

منه كالهمز المتأخر عن حرف المد و السكون اللازم نحو: رَأى أَيْدِيَهُمْ، وَ جاؤُ أَباهُمْ (1)، و صلا و نحو: آمِّينَ الْبَيْتَ المائدة [الآية: 2] فيجب المد وجها واحدا مشبعا عملا بأقوى السببين، و هو معنى قول الطيبة، و أقوى السببين يستقل فإن وقف على نحو جاءوا جازت له الثلاثة، و خرج بقيد اتصال الهمز بحرف المد نحو: أَوْلِياءَ، أُولئِكَ، جاءَ أَجَلُهُمْ، فِي السَّماءِ إِلهٌ، أَ أَمِنْتُمْ (2) من حالة إبدال الهمزة الثانية حرف مد، فلا يجوز المد بل يتعين القصر.

و قد استثنى القائلون بالمد، و التوسط هنا أصلين مطردين، و كلمة اتفاقا منهم.

أما: الأصلان فأحدهما أن يكون قبل الهمز ساكن صحيح متصل نحو: الْقُرْآنُ، و الظَّمْآنُ، و مَذْؤُماً، و مَسْؤُلًا، و مَسْؤُلُونَ لحذف صورة الهمز رسما، فيتعين القصر، و خرج المعتل سواء كان مدا نحو: فاؤُ أو لينا نحو: الْمَوَدَّةَ الثاني أن تكون الألف مبدلة من التنوين وقفا نحو: دُعاءً، وَ نِداءً، و هُزُواً، و مَلْجَأً فالقصر إجماعا لأنها غير لازمة.

و أما: الكلمة يُؤاخِذُ كيف وقعت، و هو استثناء من المغير بالبدل نحو: لا تُؤاخِذْنا، لا يُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ و قول الشاطبي، و بعضهم يُؤاخِذُكُمُ متعقب بأن رواة المد كلهم مجمعون على استثنائه، فلا خلاف في قصره، و اعتذر في النشر عنه بعدم ذكره في التيسير (3).

و اختلفوا في ثلاث كلم، و أصل مطرد، فأول الكلمات إسرائيل حيث وقعت فاستثناها صاحب التيسير، و من تبعه كالشاطبي، و نص على مدها صاحب العنوان (4)، و الهادي (5)، و الهداية (6)، و الكافي (7)، و غيرهم، ثانيها: آلْآنَ المستفهم بها في موضعي يونس [الآية: 91] فاستثناها الداني في الجامع، و ابن شريح، و ابن سفيان، و هو استثناء من المغير بالنقل، و لم يستثنها في التيسير، و الوجهان في الشاطبية، و الطيبة، و غيرهما و المراد الألف الأخيرة لأن الأولى ليست من هذا الأصل لأن مدها للساكن اللازم المقدر، و سيأتي بسط ذلك بيونس إن شاء اللّه تعالى، و خرج بقيد الاستفهام نحو:

الْآنَ جِئْتَ ثالثها: عاداً الْأُولى بالنجم [الآية: 50] و هي من المغير بالنقل استثناها].

ص: 56


1- حيث وقعت. [أ].
2- حيث وقعت. [أ].
3- انظر النشر الصفحة: (1/ 314). [أ].
4- هو الإمام إسماعيل بن خلف الأنصاري. النشر: (1/ 64). [أ].
5- هو الإمام ابن سفيان المالكي. النشر: (1/ 66). [أ].
6- هو الإمام المهدوي. النشر: (1/ 69). [أ].
7- هو الإمام ابن شريح. النشر: (1/ 67). [أ].

مكي، و ابن سفيان، و الداني، في جامعه، و لم يستثنها في التيسير، و الوجهان في الشاطبية، و غيرها.

تنبيه: إجراء الطول، و التوسط في المغير بالنقل، إنما ذلك حالة الوصل أما حالة الابتداء إذا وقع بعد لام التعريف، و لم يعتد بالعارض، و هو تحريك اللام، و ابتدئ بالهمزة، فالوجهان جائزان ك الْآخِرَةَ، وَ الْإِيمانَ، وَ الْأُولى فإن اعتد بالعارض، و ابتدئ باللام، فالقصر فقط نحو: لآخرة، ليمان لولى لقوة الاعتداد في ذلك نص عليه المحققون و الأصل المطرد: حرف المد الواقع بعد همز الوصل في الابتداء نحو:

ائْتِ بِقُرْآنٍ، ائْذَنْ لِي، اؤْتُمِنَ فنص على استثنائه في الشاطبية كالداني في جميع كتبه، و صححه في النشر، و أشار إليه في طيبته بقوله: «أو همز وصل» أي لا بعد همز وصل، فلا تمد له في الأصح، و أجرى الخلاف فيها في التبصرة (1)، و غيرها.

تنبيه: قال في النشر: و أما الوقف على نحو: رَأْيَ من رَأَى الْقَمَرَ، و رَأَى الشَّمْسَ، و تَراءَا الْجَمْعانِ فإنهم فيه على أصولهم المذكورة من الإشباع، و التوسط، و القصر عن الأزرق لأن الألف من نفس الكلمة، و ذهابها في الوصل عارض، و هذا مما نصوا عليه، و أما مِلَّةَ آبائِي إِبْراهِيمَ بيوسف دُعائِي إِلَّا بنوح حالة الوقف، و تَقَبَّلْ دُعاءِ رَبَّنَا بإبراهيم [الآية: 40] حالة الوصل، فكذلك هم فيها على أصولهم، و مذاهبهم عن ورش لأن الأصل في حرف المد من الأولين الإسكان، و الفتح فيهما عارض من أجل الهمز، و كذلك حرف المد في الثالثة عارض حالة الوصل اتباعا للرسم، و الأصل إثباتها، فجرت فيها مذاهبهم على الأصل، و لم يعتد فيها بالعارض، و كان حكمها حكم مِنْ وَراءِ مريم [الآية: 5] في الحالين قال: و هذا مما لم أجد فيه نصا لأحد بل قلته قياسا، و كذلك أخذته أداء عن الشيوخ في دُعاءً بإبراهيم، و ينبغي أن لا يعمل بخلافه انتهى.

النوع الثاني: من السبب اللفظي السكون و هو إما لازم، و هو الذي لا يتغير وقفا، و لا وصلا، أو عارض، و هو الذي يعرض للوقف، أو الإدغام، و كل منهما إما: مظهر، أو مدغم.

فاللازم المظهر قسمان: حرفي، و هو كما نقله شيخنا عن التحفة كل حرف هجاؤه ثلاثة أحرف أوسطها حرف مد و لين نحو «ميم ص ن» عن المظهر، و كلمي، و هو ما وقع فيه بعد حرف المد ساكن متصل في كلمة نحو: آلْآنَ في موضعي يونس [الآية: 51 و 91] على وجه الإبدال و مَحْيايَ في قراءة من سكن الياء و اللَّائِي عند من أبدل الهمزة ياء ساكنة و أَنْذَرْتَهُمْ، أَشْفَقْتُمْ، جاءَ أَمْرُنا، هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ عند من أبدل الهمزة ألفا، أو ياء،].

ص: 57


1- كتاب التبصرة في القراءات السبع لمكي القيسي. النشر: (1/ 70) .. [أ].

و اللازم المدغم قسمان: أيضا حرفي نحو لام من الم و كذا نحو: ص من فاتحة مريم عند من أدغمها في الذال، و كلمي نحو: الضَّالِّينَ، دَابَّةٍ، آلذَّكَرَيْنِ على الأبدال اللذان هذان عند من شدد تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ، أَ تَعِدانِنِي عند المدغم، و نحو: الصَّافَّاتِ صَفًّا عند حمزة، و نحو: أَنْسابَ بَيْنَهُمْ عند رويس وَ لا تَيَمَّمُوا، وَ لا تَعاوَنُوا عند البزي و ابن محيصن.

و أما: الساكن العارض المظهر فك الرَّحْمنِ، و نَسْتَعِينُ، و يُوقِنُونَ حالة الوقف بالسكون، أو الإشمام فيما يصح فيه، و العارض المدغم نحو: فَقالَ لَهُمُ، الرَّحِيمِ مالِكِ، الصَّافَّاتِ صَفًّا عند أبي عمرو إذا أدغم (1).

فأما: المد للساكن اللازم بأقسامه، فأجمع القراء على مده قدرا واحدا مشبعا من غير إفراط قال في النشر: لا أعلم بينهم في ذلك خلافا سلفا، و لا خلفا إلا ما ذكره في حلية القراء عن ابن مهران من اختلاف القراء في مقداره، قال: فالمحققون يمدون قدر أربع ألفات (2)، و منهم من يمد ثلاثا، و الحادرون يمدون الفين، ثم قال في النشر، و ظاهر عبارة التجريد أن المراتب تتفاوت كتفاوتها في المتصل، و فحوى كلام ابن بليمة تعطيه، و الآخذون من الأئمة بالأمصار على خلافه، ثم اختلفت آراء أهل الأداء في تعيين هذا القدر المجمع عليه، فالمحققون منهم على أنه الإشباع، و الأكثرون على إطلاق تمكين المد فيه، و عن بعضهم أنه دون ما للهمز يعنى به كما في النشر أنه دون أعلى المراتب و فوق التوسط من غير تفاوت في ذلك ثم إن الظاهر التسوية في مقدار المد في كل من المدغم، و غيره من الكلمي، و الحرفي، و في النشر أنه مذهب الجمهور، إذ الموجب واحد، و هو التقاء الساكنين، و عن بعضهم أن المد في المدغم أطول منه في المظهر، و عن بعضهم عكسه (3).

و أما المد: للساكن العارض بقسميه، فمنهم من أشبعه كاللازم بجامع السكون قال في النشر: و اختاره الشاطبي لجميع القراء، و اختاره بعضهم لأصحاب التحقيق كحمزة، و من معه، و منهم من وسطه لاجتماع الساكنين مع ملاحظة عروضه و اختاره الشاطبي للكل أيضا و اختير لأصحاب التوسط كابن عامر و من معه و منهم من قصره لعروض السكون، فلا يعتد به لأن الوقف يجوز فيه التقاء الساكنين مطلقا كما تقدم، و اختاره الجعبري (4)،].

ص: 58


1- أي الإدغام الكبير و قد تقدم الحديث عنه آنفا. [أ].
2- و مقدار مدّ الألف: حركتان، و مقدار الحركة: المدة الزمنية لقبض أصابع الكف، أو بسطها إن كانت مقبوضة فقبضها ثم بسطها أي أتى بحركتين و هما مقدار الألف و اللّه أعلم. [أ].
3- فكل من هذه الأوجه صحيح و لكن على القارئ أن يتنبه إلى الطريق الموصلة إلى ذلك الوجه احترازا عن اللحن و الإشكال. [أ].
4- الجعبري أحد شراح الشاطبية (حرز الأماني). النشر: (1/ 64). [أ].

و خصه بعضهم بأصحاب الحدر كأبي عمرو، و من معه، و الصحيح كما في النشر جواز كل من الثلاثة للجميع لعموم قاعدة الاعتداد بالعارض، و عدمه عن الجميع، و لا فرق عند الجمهور بين سكون الوقف و سكون الإدغام عند أبي عمرو خلافا لأبي شامة في تعيينه المد حالة الإدغام إلحاقا له باللازم، و الدليل على أن سكون إدغام أبي عمرو عارض إجراء أحكام الوقف عليه من الإسكان، و الروم، و الإشمام كما تقدم بخلاف نحو:

الصَّافَّاتِ لحمزة فإنها ملحقة باللازم كما نقدم في أمثلتنا، فهو عنده كالحاقة، و دَابَّةٍ و كذا نحو: أَنْسابَ بَيْنَهُمْ لرويس كما تقدم أيضا نص على جميع ذلك في النشر، و فرق شيخنا رحمه اللّه تعالى بين إدغام أبي عمرو، و إدغام غيره ممن ذكر بأن أبا عمرو يجوز عنده كل من الإدغام، و الإظهار بخلاف نحو حمزة فإن الإدغام لازم عنده، فكان المد معه. واجبا لذلك، ثم أورد عليه أن من روى الإدغام لأبي عمرو أوجبه له انتهى.

و لا يخفي أن قضية الفرق المذكور أن من روى عن يعقوب إدغام جميع ما أدغمه أبو عمرو كصاحب المصباح (1) يجري له الأوجه الثلاثة في نحو: الرَّحِيمِ مالِكِ الفاتحة [الآية: 3- 4] بالألف، و هو ظاهر لكني لم أر من نبه عليه، فلينظر.

الثاني من سببي المد السبب المعنوي، و هو قصد المبالغة في النفي، و هو قوى مقصود عند العرب لكنه أضعف من اللفظي عند القراء، و منه المد للتعظيم، و به قال بعضهم لأصحاب قصر المنفصل فيما نص عليه الطبري، و غيره قال ابن الجزري: و به قرأت، و هو أحسن، و إياه اختار نحو: لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ و يسمى مد التعظيم، و مد المبالغة لأنه طلب للمبالغة في نفي الألوهية عن سوى اللّه تعالى، و قد أشار إليه في الطيبة بقوله:

* و البعض للتعظيم عن ذي القصر مد (2)* و لذا استحب بعضهم مد الصوت بلا إله إلا اللّه لما فيه من التدبر، و

في مسند الفردوس، و ذكره في النشر من غير عزو و ضعفه عن ابن عمر رضي اللّه عنه مرفوعا (من قال لا إله إلا اللّه و مد بها صوته أسكنه اللّه دار الجلال دارا سمى بها نفسه، فقال: ذو الجلال، و الإكرام، و رزقه النظر إلى وجهه الكريم) و هو مروي عن حمزة

في نحو: لا رَيْبَ فِيهِ، لا شِيَةَ، لا جَرَمَ، فَلا مَرَدَّ لَهُ** هكذا اقتصر في ذكر الأمثلة في الأصل كغيره، و هو يفيد تقييد مدخول لا بالنكرة المبنية كما نبه عليه شيخنا رحمه اللّه تعالى، و به يصرح قول النشر لا التي للتبرئة (3) و يشكل عليه حينئذ تمثيل النويري بلا خوف، فليعلم،لا

ص: 59


1- صاحب المصباح هو الإمام: أبو الكرم الشهرزوري. النشر: (1/ 90). [أ].
2- و رقمها في متن الطيبة: (166). [أ].
3- قوله لا التي للتبرئة. و أفرادها الدائرة في القرآن ثلاثة و أربعون. و هي: (لا ريب، لا علم، لا شية، لا

و الحكمة فيه المبالغة في النفي لكنه لا يبلغ به الإشباع بل يقتصر فيه على التوسط لضعف سببه عن الهمز هذا ما تيسر من ذكر حكم المد في حروفه.

و أما حرفا اللين: الياء و الواو الساكنان المفتوح ما قبلهما، فاختلف في إلحاقهما بحروف المد لأن فيهما شيئا من الخفاء، و شيئا من المد، و إنما يسوغ الإلحاق بسببية الهمز مع الاتصال، أو السكون، فإذا وقع بعدهما همزة متصلة واحدة كشي ء كيف وقع، و كَهَيْئَةِ، و سَوْأَةَ، وَ السُّوءَ ففيه وجهان عن ورش من طريق الأزرق أولهما:

الإشباع، و إليه ذهب المهدوي و اختاره الحصري و هو أحد الوجهين في الهادي، و الكافي، و الشاطبية، و يحتمل في التجريد، الثاني: التوسط، و إليه ذهب مكي، و الداني، و به قرأ على أبي القاسم خلف و فارس بن أحمد، و هو الثاني في الكافي، و الشاطبية، و ظاهر التجريد، و ذكره الحصري أيضا في قصيدته، و خرج بقيد الاتصال نحو: خَلَوْا إِلى ، ابْنَيْ آدَمَ البقرة [الآية: 14] المائدة [الآية: 27]، تفريع: إذا اجتمع حرف اللين مع مد البدل حالة الجمع كقوله تعالى: وَ آتَيْناهُ مِنْ كُلِّ شَيْ ءٍ سَبَباً يحصل للأزرق أربعة أوجه القصر في مد البدل على التوسط في شي ء طريق مكي، و ابن بليمة و طاهر بن غلبون و التوسط على التوسط طريق مكي و ابن بليمة، و الداني، و الطويل في مد البدل عليه التوسط و الطويل في شي ء فالأول طريق مكي و الداني من قراءته على فارس واحد وجهي الهادي و الكافي و التجريد و الثاني طريق العنوان، و ثاني الهادي و الكافي، و التجريد و قس على ذلك نحو: إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئاً، يُرِيدُ اللَّهُ إلى قوله فِي الْآخِرَةِ فالتوسط في حرف اللين عليه الثلاثة في مد البدل في الْآخِرَةِ لما تقدم، و الطويل في مد البدل على الطويل في اللين فقط لما تقدم.

ثم: إنهم أجمعوا على استثناء كلمتين، و هما مَوْئِلًا بالكهف [الآية: 58] و الْمَوْؤُدَةُ بالتكوير [الآية: 8] أي الواو الأولى فيهما لعروض سكونهما لأنهما من:

وأل، و وأد.

و اختلف في واو سَوْآتِهِما، و سَوْآتِكُمْ الأعراف [الآية: 22] و طه [الآية: 121] فلم يستثنها الداني في شي ء من كتبه و لا الأهوازي في كتابه الكبير و استثناها صاحب الهداية

***-**

جناح، لا عدوان، فلا رفث، و لا فسوق، و لا جدال، لا طاقة، لا خلاق، لا غالب، لا خير، فلا كاشف، لا مبدل، لا شريك، فلا هادى، لا ملجأ، لا تبديل، فلا راد، لا جرم، لا عاصم، فلا كيل، لا تثريب، لا مرد، لا معقب، لا قوة، لا مساس، لا عوج، فلا كفران، لا برهان، لا بشرى، لا ضير، لا قبل، لا مقام، فلا فوت، فلا ممسك، فلا مرسل، فلا صريخ، لا ظلم، لا حجة، لا مولى، فلا ناصر، لا وزر) و ليس منها (لا خوف) و نحوه من المنون المرفوع لأن في المنون المرفوع خلافا بين النحويين في كونه تبرئة أو شبها لليس، و مذهب حمزة هو الثاني كما هو مذهب الجمهور ا ه.

ص: 60

و الهادي و الكافي و التبصرة، و الجمهور و وقع للجعبري فيها حكاية ثلاثة أوجه في الواو تضرب في ثلاثة الهمز فتبلغ تسعة، و تعقبه في النشر بأنه لم يجد أحدا روى إشباع اللين إلا و هو يستثني سوآت قال: فعلى هذا يكون الخلاف دائرا بين التوسط و القصر، قال: و أيضا من وسطها مذهبه في الهمز المتقدم التوسط فيكون فيها أربعة أوجه فقط، قصر الواو مع ثلاثة الهمزة، و التوسط فيهما، و نظمها رحمه اللّه تعالى في بيت فقال:

و سوآت قصر الواو و الهمز ثلثا و وسطهما فالكل أربعة فادر

(1) و ذهب آخرون إلى زيادة المد عن الأزرق في شي ء فقط كيف أتى مرفوعا، و منصوبا و مخفوضا و قصر باقي الباب كَهَيْئَةِ، و سوأة، و سُوءَ كطاهر بن غلبون و صاحب العنوان و الطرسوسي و ابن بليمة و الخزاعي و غيرهم و اختلف هؤلاء في قدر هذا المد فابن بليمة و الخزاعي و ابن غلبون يرونه التوسط و به قرأ الداني عليه، و الطرسوسي و صاحب العنوان يريانه الإشباع.

و اختلف: أيضا بعض الأئمة من المصريين و المغاربة في مد شَيْ ءٍ (2) أتى عن حمزة فذهب إلى مده أبو الطيب بن غلبون و ابن بليمة و صاحب العنوان، و غيرهم و ذهب الآخرون إلى أنه السكت، و عليه الداني و من تبعه و العراقيون قاطبة، و بالوجهين السكت، و المد قرأ صاحب الكافي، و هما أيضا في التبصرة، و المراد بالمد هنا التوسط قال في النشر: و به- أي التوسط- قرأت من طرق من روى المد، و لم يروه عنه إلا من روى السكت في غيره.

و أما: السكون بعد حرفي اللين فإما لازم، أو عارض، و كل منهما مشدد و غير مشدد فاللازم المشدد في حرفين هاتين بالقصص اللذين بفصلت في قراءة: ابن كثير بالتشديد و اللازم المخفف حرف واحد، و هو عين أول مريم، و الشورى، و العارض المشدد نحو: الْمَيِّتِ، و الْخَوْفِ، و الطَّوْلِ (3) حالة الوقف بالسكون أو الإشمام فيما يسوغ فيه.

فالأول: يجوز فيه لابن كثير ثلاثة الوقف و القصر مذهب الجهور كذا في النشر.

و أما: الثاني و هو عين ففيه الثلاثة أيضا كما نص عليه في الطيبة و غيرها و اختار الشاطبي الإشباع لأجل الساكنين، و ذهب صاحب العنوان، و ابن غلبون إلى التوسط، و هو الثاني في الشاطبية لفتح ما قبل الحرف و هذان الوجهان مختاران لجميع القراء عند المصريين و المغاربة و من تبعهم و القصر مذهب ابن سوار و سبط الخياط و الهمداني و اختيار متأخري العراقيين قاطبة لكن قال في النشر قلت: القصر في عين عن ورش من ].

ص: 61


1- انظر النشر: (1/ 346- 347). [أ].
2- حيث وقعت في القرآن الكريم. [أ].
3- حيث وقعت. [أ].

طريق الأزرق مما انفرد به ابن شريح، و هو مما ينافي أصوله إلا عند من لا يرى مد اللين قبل الهمز.

و أما: الثالث، و هو العارض المشدد ففيه الأوجه الثلاثة، و الجمهور على القصر.

و أما: الرابع، و هو العارض المخفف فيه للكل الأوجه الثلاثة أيضا حملا على حروف المد إلا أنه يمتنع القصر لورش من طريق الأزرق في متطرف الهمز نحو:

شَيْ ءٍ، فالإشباع مذهب من يأخذ بالتحقيق، و التوسط اختيار الداني و به كان يقرئ الشاطبي، و هو مذهب أكثر المحققين، و القصر مذهب الحذاق، و حكى الإجماع عليه و الثلاثة في الشاطبية كالطيبة، و التحقيق في ذلك كما في النشر أن الأوجه الثلاثة لا تجوز هنا إلا لمن أشبع حروف المد في هذا الباب. أما: القاصرون: فالقصر لهم هنا متعين.

و من وسط لا يجوز له هنا إلا التوسط، و القصر اعتد بالعارض أولا، و لا يجوز له الإشباع، فلذا كان الأخذ به في هذا النوع قليلا كما نص عليه في الطيبة، و لفظه، و في اللين يقل طول و قد تحصل للأزرق في نحو: شَيْ ءٍ، و سُوءَ وجهان: المد، و التوسط وصلا، و وقفا بالإسكان المجرد و مع الإشمام، و الروم بشرطهما فقول الشاطبي رحمه اللّه تعالى: بطول، و قصر وصل ورش و وقفه.

مراده بالقصر التوسط لقوله بعد و عنهم سقوط المد فيه و صدق القصر عليه بالنسبة للإشباع و للباقين فيهما ثلاثة أوجه المد و التوسط، و القصر وقفا على الهمز المتطرفة بالإسكان المجرد عن الإشمام، و معه القصر فقط وصلا، و وقفا على غير المتطرفة، و عليها بالروم.

تتمة: متى اجتمع سببان قوي و ضعيف عمل بالقوي، و ألغي الضعيف إجماعا كما مر في نحو: آمِّينَ الْبَيْتَ المائدة [الآية: 2] و جاؤُ أَباهُمْ فلا يجوز توسط، و لا قصر للأزرق، و إذا وقفت على نحو: نَشاءُ، و تَفِي ءَ، وَ السُّوءَ بالسكون لا يجوز فيه القصر عن أحد ممن همز و إن كان ساكنا للوقف، و كذا لا يجوز التوسط لمن مذهبه الإشباع وصلا بل يجوز عكسه، و هو الإشباع وقفا لمن مذهبه التوسط وصلا إعمالا للسبب الأصلي دون السبب العارض، فلو وقفت لأبي عمرو مثلا على السَّماءِ (1) بالسكون فإن لم تعتد بالعارض كان مثله حالة الوصل، و يكون كمن وقف له على الكتاب بالقصر، و إن اعتد بالعارض زيد في ذلك إلى الإشباع كان قرئ له وصلا بألف، و نصف زيد له التوسط بألفين، و الإشباع بثلاثة، و لو وقف عليه مثلا: للأزرق لم يجز له غير الإشباع لأن سبب المد لم يتغير بل ازداد قوة بسكون الوقف. و إذا وقف له أعني.

الأزرق على يَسْتَهْزِؤُنَ، و مُتَّكِئِينَ، و مآب* فمن روى عنه المد وصلا وقف كذلك اعتد].

ص: 62


1- حيث وقعت في القرآن الكريم. [أ].

بالعارض أولا، و من روى التوسط وصلا وقف به إن لم يعتد بالعارض، و بالمد إن اعتد به، و من روى القصر كطاهر بن غلبون وقف كذلك إن لم يعتد بالعارض، و بالتوسط أو الإشباع إن اعتد به.

و إذا: تغير سبب المد جاز المد و القصر مراعاة للأصل، و نظرا للفظ سواء كان السبب همزا، أو سكونا، و سواء كان التغير بين بين، أو بإبدال، أو حذف، أو نقل، و المد اختيار الداني و ابن شريح و الشاطبي و الجعبري، و غيرهم و التحقيق عند صاحب النشر التفصيل بين ما ذهب أثره كالتغير بالحذف، فالقصر نحو: هؤُلاءِ إِنْ البقرة [الآية: 31] عند من أسقط أولى الهمزتين، و ما بقي أثر يدل عليه، فالمد ترجيحا للموجود على المعدوم كقراءة قالون بتسهيل الهمزة المذكورة بين بين، و نص عليه في طيبته بقوله:

و المد أولى أن تغير السبب و بقي الأثر أو فأقصر أحب

(1) و يأتي التنبيه على جميع ذلك مفصلا في محاله من الفرش إن شاء اللّه تعالى (2).

و من فروع هذه القاعدة ما إذا قرئ لأبي عمرو و من معه هؤُلاءِ إِنْ بإسقاط إحدى الهمزتين، و قدرت الأولى على مذهب الجمهور فالقصر في المنفصل، و هو «ها» مع وجهي المد، و القصر في أُولاءِ على الاعتداد بالعارض، و هو الإسقاط، و عدمه فإن مدها تعين المد في أُولاءِ وجها واحدا لأن أُولاءِ إما أن يقدر منفصلا فيمد مع «ها»، أو متصلا فيمد مطلقا، فلا وجه حينئذ لمدها المتفق على انفصاله و قصر أولاء المختلف في اتصاله فالجائز ثلاثة أوجه: فقط فإن قرئت بالتسهيل لقالون، و من معه مثلا، فالأربعة المذكورة جائزة بناء على الاعتداد بالعارض، و عدمه في أُولاءِ سواء مد الأول، أو قصر، إلا أن مدها مع قصر أولاء يضعف لأن سبب الاتصال، و لو تغير أقوى من الانفصال لإجماع من رأى قصر المنفصل على جواز مد المتصل، و إن غير سببه دون العكس.

و من فروع القاعدة المذكورة ما إذا قرئ للأزرق نحو قوله تعالى: آمَنَّا بِاللَّهِ، وَ بِالْيَوْمِ الْآخِرِ البقرة [الآية: 8] فمن قصر آمَنَّا قصر الْآخِرِ مطلقا و من وسط آمَنَّا أو أشبعه سوى بينه و بين الْآخِرِ إن لم يعتد بالعارض، و هو النقل و قصر الْآخِرِ إن اعتد به.

باب الهمزتين المجتمعتين في كلمة

باب الهمزتين المجتمعتين في كلمة

و تأتي الأولى منهما للاستفهام و لا تكون إلا: مفتوحة، و لغير الاستفهام و تأتي

ص: 63


1- انظر متن الطيبة البيت: (175) باب المد و القصر. [أ].
2- أي في فرش الحروف حيث يفصل كل سورة على حدة. [أ].

الثانية متحركة و ساكنة فالمتحركة همزة قطع، و همزة وصل، فهمزة القطع بعد همزة الاستفهام تقع مفتوحة، و مكسورة، و مضمومة.

فالمفتوحة على ضربين ضرب اتفق القراء العشرة على قراءته بالاستفهام، و ضرب اختلفوا فيه فالمتفق عليه بعده ساكن صحيح، و حرف مد، و متحرك.

أما الذي بعده ساكن صحيح، فوقع في عشر كلم في ثمانية عشر موضعا، و هي أَ أَنْذَرْتَهُمْ بالبقرة [الآية: 6] و يس [الآية: 10] و أَ أَنْتُمْ بالبقرة [الآية: 140] و الفرقان [الآية: 17] و أربعة بالواقعة [الآية: 59، 64، 69، 72] و موضع بالنازعات [الآية: 27] و أَ أَسْلَمْتُمْ بآل عمران [الآية: 20] و أَ أَقْرَرْتُمْ آل عمران [الآية:

81] بها و أَ أَنْتَ بالمائدة [الآية: 116] و الأنبياء [الآية: 62] و أَ أَرْبابٌ بيوسف [الآية: 39] و أَ أَسْجُدُ بالإسراء [الآية: 61] و أَ أَشْكُرُ بالنمل [الآية: 40] و أَ أَتَّخِذُ بيس [الآية: 23] و أَ أَشْفَقْتُمْ بالمجادلة [الآية: 13] فقرأ قالون و أبو عمرو و هشام من طريق ابن عبدان و غيره عن الحلواني و كذا أبو جعفر بتسهيل الثانية منهما بين الهمزة و الألف مع إدخال ألف بينهما وافقهم اليزيدي، و قرأ ورش من طريق الأصبهاني، و ابن كثير، و كذا رويس بالتسهيل من غير إدخال ألف، و هو للأزرق عن ورش عند صاحب العنوان، و الطرسوسي، و الأهوازي، و غيرهم، و الأكثرون، على إبدالها له ألفا خالصة مع المد المشبع للساكنين و إنكار الزمخشري لهذا الوجه رده أبو حيان و غيره، و وافق ابن محيصن الأصبهاني إلا في أَ أَنْذَرْتَهُمْ معا فقرأه بهمزة واحدة و قرأ هشام من مشهور طرق الداجوني بالتحقيق من غير ألف، و به قرأ الباقون، و هم: ابن ذكوان، و عاصم، و حمزة و الكسائي و كذا خلف، و روح وافقهم الحسن، و الأعمش، و استثنى الصوري من جميع طرقه عن ابن ذكوان أَ أَسْجُدُ بالإسراء فسهّل الثانية منهما و قرأ هشام من طريق الجمال بالتحقيق، و إدخال ألف فتحصل لهشام ثلاثة أوجه: التسهيل مع الإدخال من طريق ابن عبدان، و غيره عن الحلواني و التحقيق مع الإدخال من طريق الجمال عن الحلواني و التحقيق من غير إدخال من مشهور طرق الداجوني و بقى وجه رابع ممتنع من الطريقين و هو التسهيل بلا ألف لكن صح هذا الوجه لهشام من طريق الداجوني في ءَ أَعْجَمِيٌّ بفصلت [الآية: 44] و إِنْ كانَ بن [الآية: 14] و أَذْهَبْتُمْ بالأحقاف [الآية: 20] فقط كما يأتي قريبا إن شاء اللّه تعالى، و تقدم لهشام قصر المنفصل، و مده عن الحلواني، و كذا عن الداجوني عن ابن مهران، و صاحب الوجيز، فتحصل لهشام ستة أوجه: إذا جمع هذا الهمز مع المنفصل في نحو أَ أَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَها أَمْ نَحْنُ الواقعة [الآية: 72] جمعها النويري في بيت فقال:

و سهل كأنتم بفصل و حققن معا لهشام كلها أمدده و اقصرن

قوله معا متعلق بحقق فقط أي حقق بالفصل، و عدمه معا و قوله كلها أي كل هذه الثلاثة مع مد المنفصل، و قصره، و بقي حرف واحد يلتحق بهذا الباب أَ إِنْ ذُكِّرْتُمْ

ص: 64

بيس [الآية: 19] قرأه أبو جعفر بفتح الهمزة الثانية و تسهيلها مع الإدخال و خرج بهمز القطع نحو: آلذَّكَرَيْنِ، آلْآنَ الأنعام [الآية: 143- 144] و بيونس [الآية: 51، 91].

و أما: الذي بعده حرف مد ففي موضع واحد و هو آلِهَتِنا بالزخرف [الآية: 58] فقرأه نافع و ابن كثير و أبو عمرو و ابن عامر و كذا أبو جعفر و رويس بتسهيل الثانية وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و الحسن و لم يبدلها أحد عن الأزرق بل اتفق أصحابه على تسهيلها بين بين لئلا يلتبس الاستفهام بالخبر باجتماع الألفين و حذف إحداهما و الباقون بتحقيقها، و هم: عاصم، و حمزة الكسائي، و كذا خلف، و روح وافقهم الأعمش و اتفقوا على عدم الفصل بينهما بألف كراهة توالي أربع متشابهات، و بيان ذلك أن (آلهة) جمع (إله) (كعماد) و (أعمدة) و الأصل أ آلهة** بهمزتين الأولى زائدة، و الثانية فاء الكلمة وقعت ساكنة بعد مفتوحة قلبت ألفا كآدم ثم دخلت همزة الاستفهام على الكلمة فالتقى همزتان في اللفظ الأولى للاستفهام و الثانية همزة أفعله فعاصم و من معه أبقوهما على حالهما و غيرهم خفف الثانية بالتسهيل بين بين فلو فصلوا بينهما بألف لصارت رابعة و هم يكرهون توالي أربع متشابهات كما تقدم و لم يقرأ أحد هذا الحرف بهمزة واحدة على لفظ الخبر فيما وصل إلينا و أما ما جاء عن ورش من رواية الأذفوي من إبدالها فضعيف قياسا و رواية مصادم لأصوله كما في النشر فلا يعول عليه.

و أما: الذي بعده متحرك، فحرفان أَلَدُّ بهود [الآية: 72] و آمَنْتُمْ بالملك [الآية: 16]، و القراء فيهما على أصولهم المتقدمة في نحو: أَ أَنْذَرْتَهُمْ لكن لا يجوز المد للأزرق حالة الإبدال على الألف المبدلة لعدم السبب و هو السكون فالمد فيها بقدر ألف فقط و هو الأصلي و لا يجوز أيضا أن يجعل من باب آمَنَ لعروض حرف المد بالإبدال و ضعف السبب بتقدمه على الشرط و خالف قنبل أصله في حرف الملك فأبدل الهمزة الأولى واوا من غير خلف و سهل الثانية من طريق ابن مجاهد من غير ألف و حققها من طريق ابن شنبوذ و هذا في الوصل فإن ابتدأ حقق الأولى و سهل الثانية على أصله.

و أما: الضرب المختلف فيه بين الاستفهام و الخبر و لا يكون بعده إلا ساكن و يكون صحيحا، و حرف مد فالساكن الصحيح وقع في آنذرتهم معا و آن يؤتي بآل عمران و أعجمي المرفوع بفصلت و آذهبتم طيباتكم بالأحقاف و آن كان بنون (1).

فأما آنذرتهم معا (2) فعن ابن محيصن بهمزة واحدة، و الجمهور بهمزتين.].

ص: 65


1- هذه الآيات هي نفسها التي تم تخريجها أعلاه فليعلم. [أ].
2- قوله معا أي: في الموضعين بآل عمران. [أ].

و أما: آن يؤتي فقرأه ابن كثير بهمزتين على الاستفهام الإنكار أي مع تسهيل الثانية بلا فصل بينهما وافقه ابن محيصن، و الأعمش و الباقون: بهمزة واحدة على الخبر.

و أما: أعجمي المرفوع (1) فقرأه قنبل من رواية ابن مجاهد من طريق صالح بن محمد، و غيره و هشام من طريق ابن عبدان عن الحلواني، و كذا رويس من طريق أبي الطيب بهمزة واحدة، و هو طريق صاحب التجريد عن الجمال عن الحلواني، و رواه صاحب المبهج عن الداجوني عن أصحابه عن هشام وافقهم الحسن و قرأ قالون و أبو عمرو و ابن ذكوان و كذا أبو جعفر بهمزتين على الاستفهام و تسهيل الثانية مع إدخال الألف لكن اختلف عن ابن ذكوان في الإدخال فنص له جمهور المغاربة و بعض العراقيين على الفصل و رده الداني و نص له على ترك الفصل غير واحد.

قال ابن الجزري: و قرأت له بكل من الوجهين، و أشار إليهما في طيبته بقوله:

ء أعجمي خلف مليا. و قرأ ورش من طريق الأصبهاني، و الأزرق في أحد وجهيه، و البزي، و حفص بتسهيل الثانية مع عدم الإدخال، و به قرأ قنبل في وجهه الثاني، و كذا رويس في ثانيه أيضا، وافقهم ابن محيصن، و الثاني للأزرق إبدالها ألفا خالصة مع المد للساكنين، و قرأ هشام من طريق الداجوني إلا من طريق المبهج بالتسهيل، و القصر، و قرأ أبو بكر، و حمزة، و الكسائي، و كذا خلف، و روح بالتحقيق مع القصر و قرأ هشام من طريق الجمال عن الحلواني إلا من طريق التجريد بالتسهيل، و المد، و خرج بقيد فصلت:

ءَ أَعْجَمِيٌّ بالنحل [الآية: 103] و فصلت [الآية: 44] و بالمرفوع منصوب، و تحصل لهشام ثلاثة أوجه القراءة بهمزة واحدة على الخبر، و بهمزتين محققة، فمسهلة مع:

القصر، و المد.

و أما أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فقرأه بهمزة واحدة على الخبر نافع، و أبو عمرو، و عاصم، و حمزة، و الكسائي، و كذا خلف وافقهم ابن محيصن بخلف عنه، و اليزيدي و الأعمش، و قرأ ابن كثير، و الداجوني عن هشام من طريق النهرواني، و كذا رويس بهمزتين على الاستفهام، و تسهيل الثانية مع القصر، وافقهم ابن محيصن في الثانية، و قرأ هشام من طريق المفسر، و الجمال بالتحقيق، و المد، و قرأ ابن ذكوان، و كذا روح بالاستفهام، و التحقيق مع القصر وافقهما ابن محيصن في ثالثه، و قرأ هشام من طريق ابن عبدان عن الحلواني، و كذا أبو جعفر بالمد، و التسهيل، فصار لهشام ثلاثة أوجه: تسهيل الثانية مع القصر، و المد، و تحقيقهما مع المد، و عن الحسن إبدال الثانية ألفا مع المد للساكنين.

و أما أَنْ كانَ ذا مالٍ فقرأه نافع و ابن كثير و أبو عمرو و حفص و الكسائي و كذا خلف بهمزة واحدة مفتوحة على الخبر على إنها أن المصدرية في موضع المفعول ].

ص: 66


1- انظر الصفحة السابقة. [أ].

مجرورة بلام مقدرة متعلقة بفعل النهي أي وَ لا تُطِعْ من هذه صفاته لأن كان متمولا وافقهم ابن محيصن، و اليزيدي، و المطوعي و قرأ هشام من طريق الحلواني و ابن ذكوان من طرق أكثر المغاربة و كذا أبو العلاء عن الصوري عنه و كذا أبو جعفر بهمزتين محققة فمسهلة مع المد و قرأ هشام من طريق المفسر بالتحقيق و المد منفردا به و لذا أسقطه من الطيبة و قرأ هشام من طرق الداجوني إلا المفسر و ابن ذكوان من باقي طرقه و كذا رويس وجها واحدا بتسهيل الثانية مع القصر و الباقون و هم أبو بكر و حمزة و كذا روح بتحقيقهما مع القصر وافقهم الشنبوذي عن الأعمش و عن الحسن إبدال الثانية ألفا مع المد للساكنين.

و أما: إن كان الساكن حرف مد من المختلف فيه فوقع في كلمة واحدة في ثلاثة مواضع، و هي: آمَنْتُمْ بالأعراف [الآية: 123] و طه [الآية: 71] و الشعراء [الآية:

49]. فقرأ قالون و ورش من طريق الأزرق و البزي، و أبو عمرو و ابن ذكوان، و هشام من طريق الحلواني و الداجوني من طريق زيد و كذا أبو جعفر بهمزة محققة، و أخرى مسهلة ثم ألف بعدها وافقهم اليزيدي، و لم يدخل أحد بين الهمزتين في هذه الكلمة الفا لما تقدم في (ء آلهتنا) و كذلك لم يبدل الثانية ألفا أحد عن الأزرق كما في آلِهَتِنا أيضا و قول الجعبري و ورش على بدله بهمزة محققة و ألف بدل الثانية و أخرى عن الثالثة ثم تحذف إحداهما للساكنين إلى آخر ما قاله تعقبه في النشر و نقله عنه في الأصل مقرا له على عادته و قرأ ورش من طريق الأصبهاني، و حفص و كذا رويس بهمزة واحدة محققة بعدها ألف في الثلاثة وافقهم ابن محيصن، و قرأ قنبل حرف الأعراف بإبدال الهمزة الأولى واو خالصة مفتوحة حالة الوصل كما فعل في النُّشُورُ**، أَ أَمِنْتُمْ** بالملك [الآية: 16] و حققها في الابتداء، و اختلف عنه في الهمزة الثانية فسهلها عنه ابن مجاهد و حققها ابن شنبوذ و قرأ طه [الآية: 71] بهمزة واحد على الخبر من طريق ابن مجاهد و بهمزتين محققة فمسهلة من طريق ابن شنبوذ و قرأ الشعراء [الآية: 49] بهمزة محققة و أخرى مسهلة و ألف بعدها و الباقون و هم هشام فيما رواه عنه الداجوني من طريق الشذائي و أبو بكر و حمزة و الكسائي و كذا روح و خلف بهمزتين محققتين و ألف بعدهما وافقهم الحسن، و الأعمش و اتفقوا على إبدال الهمزة الثالثة ألفا في الثلاثة.

الضرب الثاني من أقسام همزة القطع: الهمزة المكسورة و يأتي أيضا متفقا عليه بالاستفهام و مختلفا فيه فالمتفق عليه سبعة كلم في ثلاثة عشر موضعا أَ إِنَّكُمْ بالأنعام [الآية: 19] و النمل [الآية: 55] و فصلت [الآية: 9] أَ إِنَّ لَنا بالشعراء [الآية: 41] أَ إِلهٌ بالنمل [الآية: 60، 64] خمسة، أَ إِنَّا لَتارِكُوا، أَ إِنَّكَ لَمِنَ، أَ إِفْكاً الصافات [الآية: 36، 52، 86] أَ إِذا مِتْنا بقاف [الآية: 3] فقرأها قالون، و أبو عمرو و كذا أبو جعفر بالتسهيل بين الهمزة و الياء و الفصل بينهما بألف وافقهم اليزيدي، و قرأ ورش و ابن كثير و كذا رويس بالتسهيل كذلك لكن من غير فصل بألف وافقهم ابن محيصن و قرأ ابن

ص: 67

ذكوان و عاصم و حمزة و الكسائي و كذا روح و خلف بالتحقيق بلا فصل، و به قرأ الداجوني عن هشام في الباب كله عند جمهور العراقيين و غيرهم و هو الصحيح من طريق زيد عنه، و في المبهج من طريق الجمال عن الحلواني وافقهم الحسن و الأعمش الأحرف ق أَ إِذا عن الأعمش فبهمزة واحدة، و قرأ هشام من طريق ابن عبدان عن الحلواني و من طريق الجمال عن الحلواني في التجريد عنه بالتحقيق و المد في الجميع و هو المشهور عن الحلواني عند جمهور العراقيين و طريق الشذائي عن الداجوني واحد وجهي الشاطبية، و اختلف عن هشام في أَ إِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بفصلت فجمهور المغاربة على التسهيل وجها واحدا مع الفصل بالألف و جمهور العراقيين عنه على التحقيق مع الإدخال و عدمه كما تقدم و الوجهان في الشاطبية كجامع البيان و خص جماعة الفصل بالألف عن هشام من طريق الحلواني في سبعة مواضع بلا خلاف و هي أَ إِنَّ لَنا بالشعراء أَ إِنَّكَ، أَ إِفْكاً بالصافات أَ إِنَّكُمْ بفصلت، و هذه الأربعة مما تقدم و أَ إِنَّكُمْ، و إِنَّ لَنا بالأعراف و أَ إِذا ما مِتُّ بمريم [الآية: 66] و تركوا الفصل في غيرها و هو مذهب أبي الحسن و ابن غليون، و ابن شريح، و مكي و ابن بليمة و غيرهم و كذا اختلف عن رويس في أَ إِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ بالأنعام فحققه من طريق أبي الطيب خلافا لأصله و أجرى له الوجهين التسهيل، و الحقيق صاحب الغاية، و هو بالقصر على أصله (1).

تنبيه: أَ إِنْ ذُكِّرْتُمْ يس [الآية: 19] أجمعوا على قراءته بالاستفهام، و تقدم فتح همزته الثانية لأبي جعفر، فهو عنده ك أَنْذَرْتَهُمْ و الباقون: يكسرونها، فهو عندهم من هذا القسم.

و المختلف فيه: من المكسورة بين الاستفهام و الخبر نوعان مفرد، و مكرر.

فالمفرد: في خمسة مواضع أَ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ، إِنَّ لَنا لَأَجْراً كلاهما بالأعراف [الآية: 81، 113] أَ إِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ يوسف [الآية: 90] أَ إِذا ما مِتُّ بمريم [الآية: 66] إِنَّا لَمُغْرَمُونَ بالواقعة [الآية: 66].

فأما الأول: أَ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ فقرأه نافع، و حفص و كذا أبو جعفر بهمزة واحدة على الخبر و الباقون بهمزتين على الاستفهام، و هم على أصولهم المتقدمة تحقيقا، و تسهيلا، و فصلا.

و أما الثاني: إِنَّ لَنا لَأَجْراً فقرأه نافع و ابن كثير و حفص و كذا أبو جعفر بهمزة واحدة وافقهم ابن محيصن و الباقون بالاستفهام و هم على أصولهم كذلك و هما من السبعة التي خصها بعضهم بالمد عن الحلواني عن هشام.

و أما الثالث: أَ إِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ فقرأه ابن كثير و كذا أبو جعفر بهمزة واحدة].

ص: 68


1- صاحب الغاية هو العلامة ابن مهران النشر: (1/ 89). [أ].

على الخبر وافقهما ابن محيصن و الباقون بالاستفهام و هم على أصولهم.

و أما الرابع: أَ إِذا ما مِتُّ بمريم فقرأه ابن ذكوان من طريق الصوري بهمزة واحدة على الخبر أو حذف منه أداة الاستفهام للعلم بها و هو الذي عليه جمهور العراقيين من الطريقين و ابن الأخرم عن الأخفش وافقه الشنبوذي عن الأعمش و الباقون بهمزتين على الاستفهام و هم على أصولهم و به قرأ النقاش و غيره عن ابن ذكوان و الوجهان له في الشاطبية و غيرها.

و أما الخامس: إِنَّا لَمُغْرَمُونَ فقرأه أبو بكر بالاستفهام و التحقيق مع القصر، و الباقون: بالخبر.

النوع الثاني: الذي تكرر فيه الاستفهام، و وقع في أحد عشر موضعا في تسع سور في الرعد أَ إِذا كُنَّا تُراباً أَ إِنَّا الرعد [الآية: 5] موضعان أَ إِذا كُنَّا عِظاماً وَ رُفاتاً أَ إِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً الإسراء [الآية: 49 و 98] أَ إِذا مِتْنا وَ كُنَّا تُراباً وَ عِظاماً أَ إِنَّا لَمَبْعُوثُونَ المؤمنون [الآية: 82] أَ إِذا كُنَّا تُراباً وَ آباؤُنا أَ إِنَّا لَمُخْرَجُونَ النمل [الآية: 67] إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ، أَ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ العنكبوت [الآية: 28 و 29] أَ إِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ أَ إِنَّا السجدة [الآية: 10] موضعان أَ إِذا مِتْنا وَ كُنَّا تُراباً وَ عِظاماً أَ إِنَّا لَمَبْعُوثُونَ، أَ إِذا مِتْنا وَ كُنَّا تُراباً وَ عِظاماً أَ إِنَّا لَمَدِينُونَ الصافات [الآية: 16، 53] أَ إِذا مِتْنا وَ كُنَّا تُراباً وَ عِظاماً أَ إِنَّا لَمَبْعُوثُونَ الواقعة [الآية: 47] أَ إِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ، أَ إِذا كُنَّا عِظاماً النازعات [الآية: 10].

فأما: موضع الرعد، و موضعا سبحان، و موضع المؤمنون، و السجدة و ثاني الصافات فقرأها نافع، و الكسائي و كذا يعقوب بالاستفهام في الأول و بالإخبار في الثاني و قرأها ابن عامر و كذا أبو جعفر بالإخبار في الأول و الاستفهام في الثاني و الباقون بالاستفهام فيهما.

و أما: موضع النمل، فقرأه نافع و كذا أبو جعفر بالإخبار في الأول و الاستفهام في الثاني، و قرأه: ابن عامر و الكسائي بالاستفهام في الأول و بالإخبار في الثاني و بزيادة نون في أَ إِنَّا لَمُخْرَجُونَ و الباقون بالاستفهام فيهما.

و أما: موضع العنكبوت فقرأه: نافع، و ابن كثير، و ابن عامر، و حفص، و كذا أبو جعفر و يعقوب بالإخبار في الأول و الاستفهام في الثاني وافقهم ابن محيصن و الباقون بالاستفهام فيهما فلا خلاف عنهم في الاستفهام في الثاني منها.

و أما: الموضع الأول من الصافات فقرأه نافع و الكسائي، و كذا أبو جعفر و يعقوب بالاستفهام في الأول و الإخبار في الثاني، و قرأه: ابن عامر بالإخبار في الأول، و الاستفهام في الثاني، و الباقون: بالاستفهام فيهما.

و أما: موضع الواقعة فقرأه: نافع، و الكسائي و كذا أبو جعفر و يعقوب بالاستفهام

ص: 69

في الأول و الأخبار في الثاني و الباقون بالاستفهام فيهما فلا خلاف عنهم في الاستفهام في الأول كما تقدم في ثاني العنكبوت.

و أما: موضع النازعات فقرأه نافع و ابن عامر و الكسائي و كذا يعقوب بالاستفهام في الأول و الإخبار في الثاني و قرأ أبو جعفر وحده بالإخبار في الأول و الاستفهام في الثاني و الباقون بالاستفهام فيهما و كل من استفهم فهو على قاعدته المقررة في أ إنكم تحقيقا و تسهيلا و فصلا إلا أن الجمهور عن هشام على الفصل كما قطع به في الشاطبية كأصلها وفاقا لسائر المغاربة و أكثر المشارقة و أجرى الخلاف فيه كغيره من المتفق عليه من هذا الضرب سبط الخياط و الهذلي و الصفراوي و غيرهم و هو القياس كما في النشر.

الضرب الثالث: الهمزة المضمومة و لا تكون إلا بعد همزة الاستفهام و جاءت في ثلاثة مواضع متفق عليها و واحد مختلف فيه فالثلاث المتفق عليها قُلْ أَ أُنَبِّئُكُمْ آل عمران [الآية: 15] أَ أُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ ص [الآية: 8] أَ أُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ بالقمر [الآية: 25] فقرأ: قالون و أبو عمرو و كذا أبو جعفر بتسهيل الثانية و إدخال ألف بينهما وافقهم اليزيدي لكن اختلف في الفصل بالألف عن قالون و أبي عمرو فالفصل لقالون طريق أبي نشيط و الحلواني في جامع البيان من قراءته على أبي الحسن و عن أبي نشيط من قراءته على أبي الفتح، و عليه الجمهور من الطريقين، و روى عنه القصر من الطريقين ابن الفحام، و هو في الجامع للحلواني، و أما أبو عمرو فروى عنه الأدخال في الجامع و كذا غيره و روى عنه القصر جمهور العراقيين و المغاربة و لم يذكر في التيسير غيره و الوجهان في الشاطبية و غيرها و قرأ ورش و ابن كثير و كذا رويس بالتسهيل من غير فصل وافقهم ابن محيصن و الباقون بالتحقيق بلا فصل، و اختلف عن هشام في التسهيل، و التحقيق و الفصل و عدمه و وقع الخلاف عنه بالنسبة للسور الثلاث على ثلاثة أوجه الأول التحقيق مع القصر في الثلاثة كابن ذكوان و عليه الجمهور من طرق الداجوني، الثاني التحقيق مع المد فيها و هو في التجريد من طريق الجمال عن الحلواني و أحد وجهي التيسير و به قرأ مؤلفه على فارس يعني من طريق ابن عبدان عن الحلواني، الثالث التحقيق و القصر في آل عمران، و التسهيل و المد في ص، و القمر، و هو الثاني في التيسير و عليه جمهور المغاربة و الثلاثة في الشاطبية كالطيبة.

و الموضع المختلف فيه من المضمومة أَ شَهِدُوا خَلْقَهُمْ بالزخرف [الآية: 19] فقط فقرأه نافع و كذا أبو جعفر بهمزتين مفتوحة فمضمومة مسهلة بين بين و فصل بالألف أبو جعفر و اختلف عن قالون في المد و الوجهان عن أبي نشيط في الشاطبية كأصلها، و على المد من الطريقين ابن مهران و به قطع أبو العز و ابن سوار للحلواني من غير طريق الحمامي و قطع له «أي لقالون» بالقصر أكثر المؤلفين كقراءة ورش من طريقيه.

و أما همزة الوصل: الواقعة بعد همزة الاستفهام فتأتي على قسمين: مفتوحة،

ص: 70

و مكسورة، فالمفتوحة ضربان ضرب اتفقوا على قراءته بالاستفهام، و ضرب اختلفوا فيه.

فالمتفق عليه: ثلاث كلمات في ستة مواضع آلذَّكَرَيْنِ موضعي الأنعام [الآية:

143- 144] آلْآنَ معا بيونس [الآية: 51، 91] آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ يونس [الآية:

59] آللَّهُ خَيْرٌ بالنمل [الآية: 59] فاتفقوا على إثباتها و تسهيلها لكنهم اختلفوا في كيفية التسهيل فذهب كثير إلى إبدالها ألفا خالصة مع المد للساكنين و جعلوه لازما و منهم من رآه جائزا، و هو في التبصرة، و الهادي، و الكافي، و غيرها، و عليه جملة المغاربة، و المشارقة، و أرجح الوجهين في الحرز، و هو المشهور في الأداء القوي عند أهل التصريف كما قاله الجعبري (1)، و وجه البدل بأن حذفها يؤدي إلى التباس الاستفهام بالخبر و تحقيقها يؤدي إلى إثبات همزة الوصل وصلا و هو لحن و التسهيل فيه شي ء من لفظ المحققة فتعين البدل و كان ألفا لأنها مفتوحة انتهى. و ذهب آخرون إلى تسهيلها بين بين قياسا على سائر الهمزات المتحركات بالفتح إذا وليها همزة الاستفهام و هو مذهب صاحب العنوان و غيره، الوجهان في الحرز و أصله و لم يفصلوا بينهما بألف لضعفها عن همزة القطع.

و الضرب المختلف فيه: وقع في حرف واحد و هو بِهِ السِّحْرُ بيونس [الآية:

81] فقرأه أبو عمرو، و كذا أبو جعفر بالاستفهام، فيجوز لكل منهما وجهان البدل، و التسهيل بلا فصل كما ذكر وافقهما اليزيدي، و الشنبوذي عن الأعمش، و الباقون بهمزة وصل على الخبر، فتسقط وصلا، و تحذف ياء الصلة قبلها للساكنين.

و أما: همزة الوصل المكسورة بعد همزة الاستفهام نحو: افْتَرى عَلَى اللَّهِ، أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ، اصْطَفى ، أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا فاتفقوا على حذفها لعدم اللبس و يؤتي بهمزة الاستفهام وحدها على خلاف بين القراء في بعضها يأتي في محله إن شاء اللّه تعال و هنا انتهى الكلام على الهمزتين اللتين أولهما للاستفهام.

فإن كانت الأولى: لغير استفهام فإن الثانية تكون متحركة، و ساكنة فالمتحركة لا تكون إلا بالكسر و هي في كلمة في خمسة مواضع و هي أَئِمَّةَ بالتوبة [الآية: 12] و الأنبياء [الآية: 73] و موضعي القصص [الآية: 5، 41] و موضع السجدة [الآية: 24]، فقرأها قالون و ورش من طريق الأزرق و ابن كثير و أبو عمرو و كذا رويس بالتسهيل و القصر وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و قرأ ورش من طريق الأصبهاني بالتسهيل كذلك و المد في ثاني القصص و في السجدة كما نص عليه الأصبهاني في كتابه و هو المأخوذ به من جميع طرقه و في الثلاثة الباقية بالقصر كالأزرق و قرأ أبو جعفر بالتسهيل مع الفصل في الخمسة بلا خلف و اختلف عنهم في كيفية التسهيل، فذهب الجمهور من أهل الأداء إلى أنه بين ].

ص: 71


1- الإمام الجعبري صاحب كتاب شرح الشاطبية. النشر: (1/ 64). [أ].

بين و هو في الحرز كأصله و ذهب آخرون إلى أنه الإبدال ياء خالصة و في الشاطبية كالجامع و غيره أنه مذهب النحاة و ليس المراد أن كل القراء سهلوا و كل النجاة أبدلوا بل الأكثر من كل على ما ذكر و لا يجوز الفصل بينهما عن أحد حالة الإبدال كما نص عليه في النشر كغيره و قرأ ابن عامر و عاصم و حمزة و الكسائي و كذا روح و خلف بالتحقيق مع القصر في الخمسة وافقهم الحسن و الأعمش لكن اختلف عن هشام في المد و القصر فالمد له من طريق ابن عبدان و غيره عن الحلواني عند أبي العز و قطع به لهشام من طرقه أبو العلا و روى له القصر المهدوي (1) و غيره وفاقا لجمهور المغاربة و أصل الكلمة (أأممة) على وزن (أفعلة) جمع (إمام) نقلت كسرة الميم الأولى إلى الهمزة قبلها ليسكن أول المثلين فيدغم و كان القياس إبدال الهمزة ألفا لسكونها بعد فتح لكن لو قالوا أمة لالتبس بجمع أم بمعنى قاصد فأبدلوها باعتبار أصلها و كان ياء لانكسارها فطعن الزمخشري في قراءة الإبدال مع صحتها مبالغة منه كما في النشر قال فيه و الصحيح ثبوت كل من الوجوه الثلاثة أعني التحقيق و بين بين و الياء المحضة عن العرب و صحته في الرواية.

و أما الهمزة الساكنة بعد المتحركة لغير استفهام فأجمعوا على إبدالها بحركة الهمزة قبلها فتبدل ألفا في نحو: آدَمَ، و آسى ، وَ آتَى و واوا في نحو: أُوتِيَ، و أُوذِينا، و اؤْتُمِنَ و ياء في نحو: أَيْمانَ، و إيلاف، و ائْتِ بِقُرْآنٍ بلا خلاف عنهم، و اللّه أعلم (2).

باب الهمزتين المتلاصقتين في كلمتين

باب الهمزتين المتلاصقتين في كلمتين

و يعنون بهما همزتي القطع المتلاصقتين وصلا ليخرج نحو ما شاء اللّه لكون الثانية همزة وصل و نحو: السُّواى أَنْ [الروم: 10] لعدم التلاصق و بقيد الوصل ما إذا وقف على الأولى (و هما) قسمان متفقتان و مختلفتان.

فالمتفقتان إما بالكسر أو الفتح أو الضم فالمتفقتان بالكسر قسمان متفق عليه و وقع في خمسة عشر موضعا تأتي في محالها إن شاء اللّه تعالى من الفرش نحو: هؤُلاءِ إِنْ و مختلف فيه في ثلاثة مواضع لِلنَّبِيِّ إِنْ، بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا في قراءة نافع مِنَ الشُّهَداءِ أَنْ في قراءة حمزة، و المتفقتان بالفتح في تسعة و عشرين موضعا نحو: جاءَ أَحَدَكُمُ و المتفقتان بالضم في موضع فقط أَوْلِياءُ أُولئِكَ بالاحقاف [الآية: 32] فقرأ قالون و البزي بحذف الأولى منهما وصلا في المفتوحين خاصة، و بتسهيلها من المكسورتين بين الهمزة، و الياء و من المضمومتين بين الهمزة و الواو و اختلف عنهما في بِالسُّوءِ إِلَّا بيوسف [الآية: 53] فالجمهور من المغاربة و سائر العراقيين بإبدال الأولى منهما واوا

ص: 72


1- الإمام المهدوي صاحب كتاب الهداية. النشر: (1/ 69). [أ].
2- للمزيد عن هذا الباب انظر التفاصيل في النشر: (1/ 357). [أ].

مكسورة و إدغام الواو التي قبلها فيها و ذهب آخرون إلى تسهيل الأولى منهما طردا للباب و هو من زيادة الحرز على أصله و الإدغام هو المختار لهما و اختلف أيضا في لِلنَّبِيِّ إِنْ، و بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا عن قالون فالجمهور على الإدغام، و ضعف في النشر جعل الهمزة فيهما بين بين وافقهما ابن محيصن بخلفه، و قرأ ورش من طريق الأصبهاني، و كثير عنه من طريق الأزرق، و قنبل فيما رواه الجمهور عنه من طريق ابن مجاهد، و كذا رويس من غير طريق أبي الطيب بتحقيق الأولى، و تسهيل الثانية بين بين في الأنواع الثلاثة، و قرأ ورش من طريق الأزرق فيما رواه عنه الجمهور من المصريين، و من أخذ عنهم من المغاربة، و قنبل أيضا من طريق ابن شنبوذ فيما رواه عنه عامة المصريين و المغاربة بإبدالها حرف مد خالصا من جنس سابقها ففي الفتح ألفا و في الكسر ياء و في الضم واوا مبالغة في التخفيف و هو سماعي و اختلف عن الأزرق في قوله تعالى هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ، و الْبِغاءِ إِنْ فروى عنه بعضهم جعل الثانية ياء مختلسة الكسر مراعاة للأصل و هو في التيسير من قراءة مؤلفه على ابن خاقان عنه و قال أنه المشهور عنه في الأداء لكن عبر عن ذلك في جامعة بياء مكسورة محضة الكسر و أكثر من روى عنه هذا الوجه على إطلاق الياء المكسورة من غير تقييد بالخفيفة الكسر، أو بالاختلاس كما يفهم من النشر (1)، و لذا أطلقه في طيبته، و اقتصر في الشاطبية على الأول تبعا للداني في بعض كتبه، فتحصل للأزرق في ذلك ثلاثة أوجه، و قرأ أبو عمرو، و قنبل من طريق ابن شنبوذ من أكثر طرقه و كذا رويس من طريق أبي الطيب بحذف الأولى منهما في الأنواع الثلاثة مبالغة في التخفيف وافقهم اليزيدي و ابن محيصن في وجهه الثاني و ما ذكر من أن المحذوف هو الأولى هو الذي عليه الجمهور من أهل الأداء و ذهب سيبويه و أبو الطيب و ابن غلبون إلى أنها الثانية و تظهر فائدة الخلاف كما في النشر في المد فمن قال بالأول كان المد عنده من قبيل المنفصل و من قال بالثاني كان عنده من قبيل المتصل و قرأ الباقون و هم ابن عامر و عاصم و حمزة و الكسائي و كذا روح و خلف بتحقيق الهمزتين في الكل وافقهم الحسن، و الأعمش (2).

تنبيه: في النشر إذا أبدلت الثانية حرف مد للأزرق و قنبل فإن وقع بعده ساكن نحو:

هؤُلاءِ إِنْ، جاءَ أَمْرُنا زيد في حرف المد لأجل الساكن، و إن وقع بعده متحرك نحو:

فِي السَّماءِ إِلهٌ، جاءَ أَحَدَهُمُ، أَوْلِياءُ أُولئِكَ لم يزد على مقدار حرف المد فإن وقع بعد الثانية من المفتوحتين ألف، و ذلك في الموضعين جاءَ آلَ لُوطٍ، جاءَ آلَ فِرْعَوْنَ فهل تبدل الثانية فيهما كما في سائر الباب، أم تسهل فقط من أجل الألف بعدها؟ فقيل:

لا تبدل لئلا يجتمع ألفان، و اجتماعهما متعذر بل يتعين التسهيل، و قيل: تبدل كسائر الباب، ثم فيها بعد البدل وجهان: أحدهما: أن تحذف للساكنين، و الثاني: أن لا].

ص: 73


1- انظر النشر الصفحة: (1/ 368). [أ].
2- الحسن، و الأعمش تقدم ذكرهما في الصفحة: (10). [أ].

يحذف، و يزاد في المد فتفصل تلك الزيادة بين الساكنين، و تمنع من اجتماعهما كذا نقل الوجهين الداني.

ثم: قال في النشر: و قد أجاز بعضهم على وجه الحذف الزيادة في المد على مذهب من روى عن الأزرق المد لوقوعه بعد همز ثابت، فحكى فيه المد، و التوسط، و القصر، و في ذلك نظر لا يخفى انتهى، و حينئذ، فالمعول عليه وجهان فقط للأزرق حالة البدل أحدهما المد على وجه عدم الحذف، و الثاني القصر على وجه الحذف للألف، و لأوجه للتوسط (1).

و أما المختلفتان: فعلى خمسة أضرب الأول مفتوحة، فمكسورة، و ينقسم إلى متفق عليه، و هو سبعة عشر موضعا أولها شُهَداءَ إِذْ بالبقرة [الآية: 133] و يأتي باقيها في الفرش إن شاء اللّه تعالى، و مختلف فيه في موضعين زَكَرِيَّا إِنَّا بمريم و الأنبياء على قراءة غير حمزة و من معه.

الثاني: مفتوحة فمضمومة في موضع واحد جاءَ أُمَّةً بالمؤمنين [الآية: 44].

الثالث: مضمومة فمفتوحة، و ينقسم إلى متفق عليه في أحد عشر موضعا نحو:

السُّفَهاءُ أَلا بالبقرة [الآية: 13] و مختلف فيه في اثنين النَّبِيُّ أَوْلى ، أَرادَ النَّبِيُّ أَنْ بالأحزاب [الآية: 6، 50] على قراءة نافع.

الرابع: مكسورة فمفتوحة، و هو أيضا متفق عليه في خمسة عشر موضعا نحو:

مِنْ خِطْبَةِ النِّساءِ أَوْ و مختلف فيه في موضع واحد مِنَ الشُّهَداءِ أَنْ البقرة [الآية:

282] على قراءة غير حمزة.

الخامس: مضمومة فمكسورة، و هو أيضا قسمان متفق عليه في اثنين و عشرين موضعا نحو: يَشاءُ إِلى صِراطٍ بالبقرة [الآية: 142] و مختلف فيه في ستة مواضع زَكَرِيَّا إِنَّا بمريم [الآية: 7] في قراءة من همز زكريا (2). النَّبِيُّ إِنَّا معا بالأحزاب النَّبِيُّ إِذا بالممتحنة [الآية: 12] النَّبِيُّ إِذا بالطلاق [الآية: 1] أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بالتحريم [الآية: 3] على قراءة نافع في الخمسة.

و قد: اتفقوا على تحقيق الأولى في الأضرب الخمسة و اختلفوا في الثانية فقرأ نافع و ابن كثير و أبو عمرو و كذا أبو جعفر، و رويس بتسهيلها كالياء في الضرب الأول و كالواو في الضرب الثاني و بإبدالها واوا خالصة مفتوحة في الضرب الثالث، و ياء خالصة مفتوحة في الضرب الرابع وافقهم ابن محيصن، و اليزيدي، و اختلف عنهم في كيفية تسهيل الضرب الخامس فقال جمهور المتقدمين تبدل واوا خالصة مكسورة، فدبروها بحركتها،].

ص: 74


1- انظر النشر: (1/ 370). [أ].
2- أي: (زكريّاء ...). [أ].

و حركة ما قبلها قال الداني: و هو مذهب أكثر أهل الأداء و قال جمهور المتأخرين تسهل بين الهمزة، و الياء فدبروها بحركتها فقط، و هذا هو الوجه في القياس، و الأول آثر في النقل كما في النشر عن الداني و أما من سهلها كالواو فدبرها بحركة ما قبلها على رأي الأخفش، فتعقبه في النشر بعدم صحته نقلا، و عدم إمكانه لفظا، فإنه لا يتمكن منه إلا بعد تحويل كسرة الهمزة ضمة، أو تكلف إشمامها الضم، و كلاهما لا يجوز لا يصح، و إن ابن شريح أبعد، و أغرب حيث حكاه في كافيه، و لم يصب من وافقه، و قرأ الباقون، و هم: ابن عامر، و عاصم، و حمزة، و الكسائي، و كذا روح، و خلف بتحقيقهما في الأقسام الخمسة على الأصل وافقهم: الحسن، و الأعمش و اللّه أعلم (1).

باب الهمز المفرد

باب الهمز المفرد

و هو الذي لم يلاصق مثله و هو ثلاثة أنواع ما يبدل و ما ينقل و ما يسكت على الساكن قبله فالأول، و هو المبوب له ينقسم إلى ساكن و متحرك و يقع فاء و عينا و لاما.

القسم الأول: الساكن و يأتي بعد ضم نحو: يُؤْمِنُونَ، يُؤْتِي، رؤيا*، مؤتفكة، لُؤْلُؤٌ، تَسُؤْكُمْ يقول، ائْذَنْ لِي و بعد كسر نحو: بِئْسَ، و جِئْتَ، و شِئْتَ، و رئيا*، وَ هَيِّئْ، و الَّذِي اؤْتُمِنَ و بعد فتح نحو: فَأْتُوهُنَّ، فَأْذَنُوا، و أَمَرَ، مأوى*، اقْرَأْ، إِنْ يَشَأْ، الْهُدَى ائْتِنا فقرأ ورش من طريق الأصبهاني جميع ذلك بإبدال الهمزة في الحالين حرف مد من جنس سابقها في الأسماء و الأفعال فبعد الضم واوا و بعد الكسر ياء و بعد الفتح ألفا فدبرها بحركة ما قبلها (2) و استثنى من ذلك خمسة أسماء و هي: الْبَأْسِ، و الْبَأْساءِ، و اللُّؤْلُؤُ حيث وقع و رئيا* بمريم و كأس*، و الرَّأْسُ حيث وقعا و خمسة أفعال جِئْتَ و ما جاء منه نحو: جِئْناهُمْ، جِئْتُمُونا و نبإ* و ما جاء منه نحو:

أَنْبِئْهُمْ، وَ نَبِّئْهُمْ، نَبَّأْتُكُما، أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ و قرأت حيث جاء نحو قُرْآناً، و اقْرَأْ، و يُهَيِّئْ، و تؤى*، و تُؤْوِيهِ و أما من طريق الأزرق فخص الإبدال بالهمز الواقعة فاء من الفعل فقط (3) نحو: يُؤْمِنُونَ، يَأْلَمُونَ، و لِقاءَنَا ائْتِ و استثنى من ذلك ما جاء من باب الإيواء (4) نحو: الْمَأْوى ، و فَأْوُوا، و تؤي*، و تُؤْوِيهِ (5) و لم يبدل مما وقع عينا من الفعل إلا بِئْسَ كيف أتى و بِئْرٍ و الذِّئْبُ و حقق ما عدا ذلك و قرأ أبو عمرو من روايتيه جميعا و وافقه اليزيدي بخلاف عنهما بإبدال جميع ما تقدم إلا ما سكن للجزم أو البناء، و ما إبداله أثقل أو يلتبس بمعنى آخر أو لغة أخرى.

ص: 75


1- للمزيد انظر النشر: (1/ 370). [أ].
2- أي لتعذر تسهيلها و إخلال حذفها و لما يترتب على تدبيرها بحركة ما بعدها من اختلاف الأبنية.
3- أي لأنها تجري مجرى المبتدأة فألحقها بأصلها من النقل.
4- أي لأن التخفيف إذا أدى إلى التثقيل لزم الأصل و هو محقق في تؤوي للواوين و الضمة و الكسرة.
5- هذه الكلمات حيث وقعت في القرآن الكريم. [أ].

فأما: الأول، و هو: الجزم فوقع في ستة ألفاظ الأولى نُنْسِها بالبقرة [الآية:

106] خوف اللبس فإنها بالهمز من التأخير و بتركه من النسيان الثانية تسؤ في ثلاثة مواضع تَسُؤْهُمْ بآل عمران [الآية: 120] و التوبة [الآية: 50] و تَسُؤْكُمْ بالمائدة [الآية: 101] الثالثة يَشَأْ بالياء في عشرة مواضع إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ بالنساء [الآية:

133] و الأنعام [الآية: 133] و إبراهيم [الآية: 19] و فاطر [الآية: 16] مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ، وَ مَنْ يَشَأْ بالأنعام [الآية: 39] إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِنْ يَشَأْ بالإسراء [الآية:

54] فَإِنْ يَشَإِ اللَّهُ يَخْتِمْ، إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ بالشورى [الآية: 24] الرابعة نشأ* بالنون في ثلاثة مواضع إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ بالشعراء [الآية: 4] إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بسبإ [الآية: 9] وَ إِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ بيس [الآية: 43] الخامسة يُهَيِّئْ لَكُمْ بالكهف [الآية: 16] السادسة: أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بالنجم [الآية: 36].

و أما: الثاني و هو ما سكن للبناء فوقع في إحدى عشرة كلمة، و هي أَنْبِئْهُمْ بالبقرة و نَبِّئْنا بيوسف نَبِّئْ عِبادِي، وَ نَبِّئْهُمْ عَنْ بالحجر نَبِيُّهُمْ إِنَّ بالقمر أرجئه بالأعراف، و الشعراء وَ هَيِّئْ لَنا بالكهف اقْرَأْ كِتابَكَ بالإسراء اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ، اقْرَأْ وَ رَبُّكَ بالعلق.

و أما: الثالث، و هو النقل ففي كلمة في موضعين تُؤْوِي إِلَيْكَ بالأحزاب [الآية:

51] و تُؤْوِيهِ بالمعارج [الآية: 13] لأن إبداله أثقل من تحقيقه لاجتماع الواوين حالة البدل.

و أما: الرابع و هو الالتباس ففي موضع واحد و هو رئيا* بمريم [الآية: 74] لأن المهموز لما يرى من حسن المنظر و المشدد مصدر روى الماء: امتلأ.

و أما: الخامس و هو الخروج من لغة إلى أخرى ففي كلمة في موضعين مُؤْصَدَةٌ بالبلد [الآية: 20] و الهمزة [الآية: 8] لأن آصدت كآمنت بمعنى أطبقت مهموز الفاء و أوصدت كأوقيت معتلها و مؤصدة عند أبي عمرو من المهموز فحقق لينص على مذهبه مع الأثر و استثنوا أيضا بارئكم موضعي البقرة حالة قراءته بالسكون محافظة على ذات حرف الإعراب و انفرد أبو الحسن بن غلبون، و تبعه في التيسير بإبدالها و حكاه عنه الشاطبي قال في النشر: و ذلك غير مرضي لأن إسكان الهمزة عارض، فلا يعتد به.

و قرأ: أبو جعفر جميع هذا الضرب بالإبدال، و لم يستثن من ذلك كله إلا كلمتين أَنْبِئْهُمْ بالبقرة و نَبِّئْهُمْ بالحجر و اختلف عنه في نَبِّئْنا بيوسف و أطلق الخلاف عنه من الروايتين ابن مهران و اتفق الرواة عنه على قلب الواو المبدلة من همز رؤيا و الرؤيا و ما جاء منه ياء و إدغامها في الياء التي بعدها و إذا أبدل تؤي*، و تُؤْوِيهِ جمع بين الواوين مظهرا.

تنبيه: إذا لقيت الهمزة الساكنة ساكنا، فحركت لأجله كقوله تعالى: مَنْ يَشَأِ اللَّهُ

ص: 76

يُضْلِلْهُ بالأنعام فَإِنْ يَشَإِ اللَّهُ بالشورى حققت عند من أبدلها في نظيره قبل متحرك، و هو الأصبهاني عن ورش، و أبو جعفر، فإن فصلت من ذلك الساكن بالوقف أبدلت لسكونها. نقله في النشر عن نص الداني في جامعه، و إذا سكنت المتحركة للوقف نحو:

نشأ*، و يَسْتَهْزِئُ، و لِكُلِّ امْرِئٍ فهي محققة اتفاقا عند من يبدل الساكن كالأصبهاني، و أبي جعفر أما حمزة فعلى أصله في الوقف.

و هاهنا: حروف وافق بعض القراء فيها المبدلين، و هي سبعة ألفاظ أحدها:

الذِّئْبُ ثلاث بيوسف [الآية: 83، 14، 17] فقرأها ورش من طريقيه، و الكسائي و كذا خلف بالإبدال. ثانيها: يَأْجُوجَ وَ مَأْجُوجَ بالكهف [الآية: 94] و الأنبياء [الآية:

96] فقرأها بالهمز عاصم وافقه الأعمش و الباقون بغير همز. ثالثها: اللُّؤْلُؤُ، و لُؤْلُؤٌ قرأه بالإبدال أبو بكر كأبي عمرو، و أبي جعفر وافقهم اليزيدي. رابعها: الْمُؤْتَفِكَةَ، وَ الْمُؤْتَفِكاتِ (1) قرأه بالإبدال فيهما قالون من طريق أبي نشيط عند ابن سوار و صاحب الكفاية و أبي العلاء و غيرهم و هو الصحيح عن الحلواني و رواه الجمهور عن قالون بالهمز و الوجهان صحيحان عنه كما في النشر. خامسها: ضِيزى بالنجم [الآية: 22] قرأه ابن كثير بالهمز على أنه مصدر كذكرى وصف به وافقه ابن محيصن و الباقون بالإبدال على أنه صفة على وزن فعلى بضم الفاء كسرت لتصح الياء كما قاله أبو حيان أي لأن الصفات إنما جاءت بالضم أو الفتح و الكسر قليل ثم قال و يجوز أن تكون مصدرا أيضا وصف به و الضيزى الجائرة. سادسها: رئيا* بمريم [الآية: 74] قرأه بتشديد الياء من غير همز قالون و ابن ذكوان و كذا أبو جعفر و الباقون بالهمز. سابعها: مُؤْصَدَةٌ (2) معا قرأهما بالهمز أبو عمرو و حفص و حمزة و كذا يعقوب و خلف وافقهم اليزيدي و الحسن و الأعمش و الباقون بالإبدال و عن الأعمش من طريق الشنبوذي إبدال سُؤْلَكَ بطه و عن الحسن إبدال أنبئهم و نبئهم مع كسر الهاء و عن ابن محيصن إبدال نحو الْهُدَى ائْتِنا.

القسم الثاني: الهمز المتحرك، و هو ضربان: قبله متحرك، و ساكن.

أما الأول: فاختلف في تخفيف همزة على سبعة أحوال.

الأول: مفتوحة قبلها مضموم فإن كانت: فاء من الفعل نحو: يُؤَيِّدُ، يُؤاخِذُ، يُؤَلِّفُ، مُؤَجَّلًا، مُؤَذِّنٌ، فَلْيُؤَدِّ، الْمُؤَلَّفَةِ فقرأه ورش و كذا أبو جعفر بالإبدال واوا لكن اختلف عن ورش في مُؤَذِّنٌ بالأعراف [الآية: 44] و يوسف [الآية: 70] فأبدله من طريق الأزرق على أصله و حققه من طريق الأصبهاني و كذا اختلف عن ابن وردان في حرف واحد يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ بآل عمران [الآية: 13] فروى ابن شبيب، و ابن هارون كلاهما عن الفضل ابن شاذان و كذا الرهاوي عن أصحابه عن الفضل تحقيق الهمز فيه ].

ص: 77


1- حيث وقعت. [أ].
2- انظر الصفحة السابقة التعليق: (19- 20). [أ].

و كأنه روعى فيه وقوع الياء مشددة بعد الواو المبدلة فيجتمع ثلاثة أحرف من حروف العلة و روى سائر الرواة عنه الإبدال و إن كانت: عينا من الفعل فقرأه ورش من طريق الأصبهاني بالإبدال في حرف واحد و هو الْفُؤادَ، و فؤاد* بهود [الآية: 120] و الإسراء [الآية: 36] و الفرقان [الآية: 32] و القصص [الآية: 10] و النجم [الآية: 11] و الباقون بالتحقيق في ذلك كله و إن كانت لاما من الفعل فقرأ حفص بإبدالها واوا في هُزُواً المنصوب و هو في عشرة مواضع أولها أَ تَتَّخِذُنا هُزُواً بالبقرة [الآية: 67] و يأتي باقيها إن شاء اللّه تعالى، و في كُفُّوا و هو في الإخلاص [الآية: 4] الثاني: مفتوحة بعد مكسور فقرأها أبو جعفر بالإبدال ياء في رِئاءَ النَّاسِ البقرة [الآية: 264] و النساء [الآية: 38] و الأنفال [الآية: 47] و في خاسِئاً بالملك [الآية:

4] و في ناشِئَةَ اللَّيْلِ بالمزمل [الآية: 6] و في شانِئَكَ بالكوثر [الآية: 3] و في اسْتُهْزِئَ بالأنعام [الآية: 10] و الرعد [الآية: 32] و الأنبياء [الآية: 41] و في قُرِئَ* بالأعراف [الآية: 204] و الانشقاق [الآية: 21] و لَنُبَوِّئَنَّهُمْ بالنحل [الآية:

26] و العنكبوت [الآية: 58] و لَيُبَطِّئَنَّ بالنساء [الآية: 72] و مُلِئَتْ بالجن [الآية: 8] و خاطئة* و الخاطئة و مِائَةَ، و فِيهِ و تثنيتهما و اختلف عنه في مَوْطِئاً من روايتيه جميعا كما يفهم من النشر و وافقه الأصبهاني عن ورش في خاسِئاً، و ناشِئَةَ، و ملئت* و زاد فَبِأَيِّ و اختلف عنه فيما تجرد عن الفاء نحو: بِأَيِّ أَرْضٍ، بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ و الباقون بالتحقيق في الجميع، و اختص الأزرق عن ورش بإبدال الهمزة ياء مفتوحة في لئلا* بالبقرة، و النساء و الحديد وافقه الأعمش.

الثالث: مضمومة بعد مكسور، و بعدها واو فقرأه نافع بحذف الهمزة في الصَّابِئُونَ [الآية: 69] بالمائدة و ضم ما قبلها لأجل الواو و قرأ أبو جعفر جميع: الباب كذلك نحو (الصابون، متكون، مالون، ليواطوا، ليطفوا، مستهزون، قل استهزوا) لأنه لما أبدل الهمزة ياء استثقل الضمة عليها فحذفها ثم حذف الياء لالتقاء الساكنين ثم ضم ما قبلها لأجل الواو و اختلف عن ابن وردان في (المنشون) و الوجهان عنه صحيحان كما في النشر قال فيه و قد نص بعض أصحابنا على الألفاظ المتقدمة و لم يذكر (أنبئوني، و أ تنيؤن، و نبئوني، و يتكؤن، و يستنبئونك) و ظاهر كلام أبي العز و الهذلي العموم على أن الأهوازي، و غيره نص عليها و لا يظهر فرق سوى الرواية، و الباقون بالهمز، و كسر ما قبله.

الرابع: مضمومة بعد فتح و بعدها واو و هو (و لا يطون، لم تطوها، أن تطوهم) فقط فقرأه أبو جعفر بحذف الهمز فيهن قال في الدر أبدل همزة (يطأ) ألفا على غير قياس فلما أسند للواو التقى ساكنان فحذف أولهما و انفرد الحنبلي بتسهيلها بين بين في (رؤف) حيث وقع.

الخامس: مكسورة بعد كسر و بعدها ياء فقرأه نافع و كذا أبو جعفر بحذف الهمزة في

ص: 78

(الصابين) بالبقرة و الحج و زاد أبو جعفر حذف الهمزة من (متكين، و الخاطين، و خاطين، و المستهزين) حيث وقع و الباقون بالهمز و تعبير الأصل هنا بالبدل لا يظهر.

السادس: مفتوحة بعد فتح فقرأه قالون و ورش من طريق الأصبهاني و كذا أبو جعفر بالتسهيل بين بين في (أ رأيت) حيث وقع بعد همزة الاستفهام نحو (أ رأيتم، أرأيتكم، أ رأيت، أ فرأيت) و اختلف عن ورش من طريق الأزرق فأبدلها بعضهم عنه ألفا خالصة مع إشباع المد للساكنين، و هو أحد الوجهين في الشاطبية و الأشهر عنه التسهيل كالأصبهاني و عليه الجمهور، و هو الأقيس و قرأ الكسائي بحذف الهمز في ذلك كله، و الباقون بالتحقيق، و إذا وقف للأزرق في وجه البدل عليه على نحو (أ رأيت) و كذا (أءنت) تعين التسهيل بين بين لئلا يجتمع ثلاث سواكن ظواهر، و لا وجود له في كلام عربي، و ليس ذلك كالوقف على المشدد في نحو صَوافَّ [الآية: 36] لوجود الإدغام كما يأتي إن شاء اللّه تعالى آخر الوقف على أواخر الكلم، و قرأ الأصبهاني عن ورش رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً و رَأَيْتُهُمْ لِي، و رَآهُ مُسْتَقِرًّا و رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ، و رَآها تَهْتَزُّ، و رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ بالتسهيل في السنة و قرأ أيضا بتسهيل الهمزة الثانية في (أَ فَأَصْفاكُمْ رَبُّكُمْ، و في أَ فَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى ، أَ فَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ، أَ فَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ، أَ فَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا، أَ فَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ، و لا سادس لها) و كذلك سهلها في (أَ فَأَنْتَ، أَ فَأَنْتُمْ) و كذلك سهل الثانية من لَأَمْلَأَنَّ [الآية: 18] في الأعراف و هود [الآية: 119] و السجدة [الآية: 213] و ص [الآية: 85] و كذلك في كأن حيث أتت مشدة و مخففة نحو (كَأَنَّهُمْ، كَأَنَّكَ، كَأَنَّما، كَأَنَّهُ، وَيْكَأَنَّهُ، لَمْ يَلْبَثُوا) كذلك الهمزة في اطْمَأَنُّوا بِها [الآية: 7] في يونس و اطْمَأَنَّ بِهِ [الآية: 11] في الحج و كذلك همزة تَأَذَّنَ رَبُّكَ [الآية: 167] بالأعراف فقط بلا خلاف و اختلف عن البزي في رواية ابن كثير في لَأَعْنَتَكُمْ [الآية: 220] فالجمهور بالتسهيل عنه من طريق أبي ربيعة و روي صاحب التجريد عنه التحقيق من قراءته على الفارسي و به قرأ الداني من طريق ابن الحباب عنه و الوجهان صحيحان عن البزي و قرأ أبو جعفر بحذف همزة مُتَّكَأً [الآية: 31] بيوسف فيصير بوزن (متقى) أما السابع: و هو المكسور و قبله فتح فلا خلاف فيه من طريق هذا الكتاب إلا انفرد به الحنبلي عن هبة اللّه عن ابن وردان في (تطمئن و يئس) حيث وقع و لم يروه غيره و لذا لم يذكره في الطيبة.

الضرب الثاني المتحرك بعد ساكن إما ألف، أو ياء، أو زاي فأما الألف، فاختلف في (إسرائيل، و كأين)، في قراءة المد و (ها أنتم و اللاتي) (1).

فقرأ أبو جعفر بتسهيل (إسرائيل، و كأين) حيث وقعا وافقه المطوعي عن الأعمش في (إسرئيل).].

ص: 79


1- حيث وقعت في القرآن الكريم. [أ].

و أما ها أَنْتُمْ [الآية: 119] في موضعي آل عمران و في النساء [الآية: 109] و في القتال فقرأ نافع، و أبو عمرو، و كذا أبو جعفر بتسهيل الهمزة بين بين مع الألف وافقهم اليزيدي، و الحسن لكن اختلف عن ورش، فمذهب الجمهور عنه من الطريقين التسهيل مع حذف الألف بوزن (هعنتم) و روي آخرون عنه من الطريقتين إثبات الألف كقالون إلا أنه من طريق الأزرق يمد مدا مشبعا على أصله و روى بعضهم عنه من طريق الأزرق إبدال الهمزة ألفا فيمد للساكنين فيصير لقالون و أبي عمرو إثبات الألف مع المد و القصر لكونه منفصلا عند الجمهور و يتحصل لهما في (ها أنتم هؤلاء) من جمع المدين المنفصلين ثلاثة أوجه قصرهما و مدهما و قصر ها أنتم و مد (هؤلاء) ليكون الأول حرف مد قبل همز مغير، و للأزرق ثلاثة حذف الألف بوزن (هعنتم) و إبدال الهمزة ألفا فيمد للساكنين و إثبات الألف كقالون لكن مع المد المشبع و له القصر في هذا الوجه لتغير الهمزة بالتسهيل كما تقدم فيصير أربعة و للأصبهاني وجهان حذف الألف كالأول للأزرق و إثباتها مع المد و القصر لتغير الهمزة أيضا و لأبي جعفر وجه واحد و هو إثبات الألف مع القصر فقط و الكل مع التسهيل كمن مر و قرأ الباقون و هم ابن كثير و ابن عامر و عاصم و حمزة و الكسائي و كذا يعقوب و خلف بتحقيق الهمزة بعد الألف مثل (ما أنتم) و هم على مراتبهم في المنفصل من المد و القصر وافقهم الأعمش، و ابن محيصن بخلف عنه في حذف الألف و اختلف عن قنبل فروى عنه ابن مجاهد حذف الألف فيصير مثل (سألتم) كالوجه الأول عن ورش إلا إنه بالتحقيق، و روي عنه ابن شنبوذ إثباتها كالبزي، و اعلم أن ما ذكر في هذا الحرف هنا الحرف هنا هو المقروء به من طرق هذا الكتاب كالنشر الذي من جملة طرقهما طرق الشاطبية كأصلها و به يعلم أن البحث عن كون الهاء بدلا من همزة أو للتنبيه لا طائل تحته كما نبه عليه في النشر و تبعه النويري و غيره لأن قراءة كل قارئ منقولة ثابتة سواء ثبت عنه كونها للتنبيه أم لا و العمدة على نقل القراء نفسها لا على توجيهها قال فيه و يمنع احتمال الوجهين عن كل واحد من القراءة فإنه مصادم للأصول و مخالف للأداء و يأتي لذلك مزيد إيضاح في حرف القتال إن شاء اللّه تعالى (1).

تنبيه على قول الجمهور أن ها من (ها أنتم) للتنبيه لا يجوز فصلها منه لاتصالها رسما و ما وقع في جامع البيان من قوله إنهما كلمتان منفصلتان تعقبه في النشر بأنه مشكل يأتي تحقيقه في الموقف على المرسوم إن شاء اللّه تعالى (2).

و أما (اللائي) بالأحزاب [الآية: 4] و المجادلة [الآية: 2] و موضعي الطلاق [الآية:

4] فقرأ ابن عامر و عاصم و حمزة و الكسائي و كذا خلف بإثبات ياء ساكنة بعد الهمزة وافقهم الحسن و الأعمش و الباقون بحذفها و اختلف الذين حذفوا الياء في تحقيق الهمزة،].

ص: 80


1- انظر الصفحة: (506). [أ].
2- انظر الصفحة: (102). [أ].

و تسهيلها و إبدالها فحققها منهم قالون و قنبل و كذا يعقوب و قرأ ورش من طريقيه و كذا أبو جعفر بتسهيلها بين بين و اختلف عن أبي عمرو و البزي فقطع لهما بالتسهيل في المبهج و غيره و قرأ به الداني لهما على أبي الفتح و قطع لهما بإبدال ياء ساكنة في الهادي و غيره وفاقا لسائر المغاربة فيجمع ساكنان فيمد لهما و الوجهان صحيحان كما في النشر و هما في الشاطبية كجامع البيان وافقهما اليزيدي و كل من قرأ بالتسهيل إذا وقف قلبها ياء ساكنة و وجهه أنه إذا وقف سكن الهمزة فيمتنع تسهيلها بين بين لزوال حركتها فتقلب ياء كما نقله في النشر عن نص الداني و غيره فإن وقف بالروم فكالوصل.

و أما إن كان الساكن ياء قبل الهمزة المتحركة فاختلف فيه من ذلك في النَّسِي ءُ [الآية: 37] بالتوبة و في (بري ء، بريئون) حيث وقع و هَنِيئاً مَرِيئاً [الآية: 4] بالنساء و كَهَيْئَةِ [الآية: 49] و المائدة [الآية: 110] و يا يَئِسَ [الآية: 87] و يا أَبَتِ و هو بيوسف (استيأسوا منه، و لا تيأسوا، إنه لا ييأس، استيأس الرسل) و بالرعد أَ فَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا [الآية: 30].

فأما (النسي ء) فقرأه ورش من طريق الأزرق و كذا أبو جعفر بإبدال الهمزة ياء و إدغام الياء قبلها فيها و الباقون بالهمز.

و أما (بري ء) و (بريئون) حيث وقع و (هنيئا، و مريئا) فقرأه أبو جعفر بالبدل مع الإدغام بخلف عنه من الروايتين.

و أما (كهيئة الطير) (1) معا فاختلف فيه كذلك عن أبي جعفر أيضا، و قرأ الباقون ذلك بالهمز و وجه الإدغام في الكل أن قاعدة أبي جعفر فيه الإبدال فيجتمع مثلان أولاهما ساكن فيجب الإدغام.

و أما (ييئس) بيوسف، و الرعد فاختلف فيه عن البزي فأبو ربيعة من عامة طرقه عنه بتقديم الهمزة إلى موضع الياء مع إبدال الهمزة ألفا و تأخير الياء إلى موضع الهمزة وافقه المطوعي عن الأعمش في سورة الرعد و إنما جاز إبدال الهمزة ألفا لسكونها بعد فتحة كرأس و كأس و إن لم يكن من أصله ذلك و روى الآخرون عن أبي ربيعة و ابن الحباب كالباقين بالهمزة بعد الياء الساكنة من غير تأخير على الأصل فإن الياء من يئس فاء و الهمزة عين.

و أما إن كان الساكن زاء قبل الهمز المتحرك فهو واحد و هو جُزْءاً [الآية:

260] بالبقرة و بالحجر [الآية: 44] (جُزْءٌ مَقْسُومٌ) و بالزخرف مِنْ عِبادِهِ جُزْءاً [الآية:

15] فقرأه أبو جعفر بحذف الهمز و تشديد الزاي و هي لغة قرأ بها ابن شهاب الزهري و غيره و يأتي توجيهها في الفرش إن شاء اللّه تعالى و ذكر في سورة البقرة إن أبا جعفر يقرأ (هزوا) كذلك و لعله سبق قلم.].

ص: 81


1- أي في سورتي آل عمران و المائدة: (49)، (110). [أ].

و بقي من هذا الباب حروف اختلفوا في الهمز و عدمه فيها لغير قصد التخفيف و هي (النبي ء) و بابه و (يضاهئون، و بادئ، و ضئاء، و البريئة، و مرجئون، و ترجئ، و سأل) (1).

فأما (النبي ء) و بابه نحو (النبيئون، و الأنبئاء، و النبوة) فقرأه نافع بالهمز على الأصل و قد أنكره قوم لما

أخرجه الحاكم عن أبي ذر و صححه قال جاء أعرابي إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقال يا نبي ء اللّه فقال لست نبي ء اللّه و لكني نبي اللّه

قال أبو عبيد أنكر عدوله عن الفصحى أي فيجوز الوجهان و لكن الأفصح بغير همز، و به قرأ قالون في موضعي الأحزاب، و هما (لِلنَّبِيِّ إِنْ، و بُيُوتَ النَّبِيِّ) (2) إلا في الوصل، و يشدد الياء كالجماعة فإذا وقف همز.

و أما يُضاهِؤُنَ [الآية: 30] التوبة فقرأه عاصم بكسر الهاء ثم همزة مضمومة قبل الواو وافقه ابن محيصن و الباقون بضمة الهاء ثم واو من غير همز.

و أما بادِيَ [الآية: 27] بهود فقرأ أبو عمرو بهمزة بعد الدال وافقه اليزيدي و الحسن و الباقون بالياء.

و أما ضِياءً [الآية: 5] بيونس و الأنبياء [الآية: 48] و القصص [الآية: 71] فقرأه قنبل بهمزة مفتوحة بعد الضاد في الثلاثة على القلب بتقديم الهمزة على الواو إن قلنا إنه جمع أو على الياء إن قلنا إنه مصدر ضاء و زعم ابن مجاهد إن هذه القراءة غلط مع اعترافه أنّه قرأ كذلك على قنبل و قد خالف الناس ابن مجاهد فرووه عنه بالهمزة بلا خلاف و الباقون بالياء في الثلاثة مصدر ضاء لغة في أضاء أو جمع ضوء كحوض و حياض و أصله ضواء قلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها و سكونها في الواحد.

و أما البريئة موضعي لم يكن فقرأهما نافع و ابن ذكوان بهمزة مفتوحة بعد الياء لأنه من برأ اللّه الخلق أي اخترعه فهي فعيلة بمعنى مفعولة و الباقون بغير همز مع تشديد الياء تخفيفا.

و أما مُرْجَوْنَ [الآية: 106] بالتوبة و تُرْجِي [الآية: 51] بالأحزاب فقرأهما ابن كثير و أبو عمرو و ابن عامر و شعبة و كذا يعقوب بالهمزة من: أرجأ بالهمز لغة تميم وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و الحسن و الباقون بغير همز من أرجى المعتل لغة قيس و أسد.

و أما سَأَلَ [الآية: 1] بالمعارج فقرأه بالهمز ابن كثير و أبو عمرو و عاصم و حمزة و الكسائي و كذا يعقوب و خلف وافقهم الأربعة و الباقون بالألف (3).].

ص: 82


1- حيث وقعت. [أ].
2- تقدم تخريجها قريبا. [أ].
3- للمزيد انظر النشر: (1/ 390). [أ].

باب نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها

باب نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها

هو من أنواع تخفيف الهمز المفرد لغة لبعض العرب و أخر عن الساكن لخفته بناء على أن متحرك الهمز أخف من ساكنها بخلاف باقي الحروف فإنها بالعكس لكن صحح الجعبري أنها كغيرها.

و أعلم أن ورشا من طريقيه اختص بنقل حركة همزة القطع إلى الحرف الساكن الملاصق لها من آخر الكلمة التي قبلها فيتحرك الساكن بحركة الهمزة و تسقط الهمزة بشرط أن يكون الساكن غير حرف مد سواء كان تنوينا، أو لام تعرف، أو غير ذلك أصليا، أو زائدا نحو (متاع إلى، شي ء أحصيناه، خبير ألا تعبدوا، بعاد إرم، يوم أجلت، حامية ألهيكم) و نحو (الآخرة، الإيمان، الأولى، الآن جئت، فالآن باشروهن، الآن، و قد يستمع الآن) و نحو (من آمن، و من أوفى، الم أحسب، فحدّث أ لم نشرح) و نحو (خلو إلى، ابني آدم) و ذلك لقصد التخفيف و خرج بهمزة القطع (الم اللّه) خلافا لمدعيه، و بقيد السكون نحو (الكتاب أ فلا) و بغير حرف مد نحو (يأيها، قالوا آمنا، في أنفسكم) و دخل بزائد تاء التأنيث (قالت أوليهم) و أما ميم الجمع فيعلم عدم النقل إليها من مذهب ورش لأنه يصلها بواو قبل همز القطع، فلم تقع الهمزة إلا بعد حرف الصلة (1).

و ليعلم أن لام التعريف و إن اشتد اتصالها بمدخولها حتى رسمت معه هي في حكم المنفصل و هي عند سيبويه حرف تعريف بنفسها، و الهمزة قبلها للوصل تسقط في الدرج، و قال الخليل الهمزة للقطع، و حذفت وصلا تخفيفا لكثرة دورها و التعريف حصل بهما، و يتفرع عليه إذا ابتدأت بنحو (الأرض) على مذهب الناقل فعلى مذهب الخليل نبتدئ بالهمزة و بعدها اللام متحركة و على مذهب سيبويه إن اعتد بالعارض ابتدأ باللام و إن لم يعتد به ابتدأ بالهمز و هذان الوجهان يجريان في كل لام نقل إليها عند كل ناقل نص عليهما الداني و الشاطبي و غيرهما قال في النشر و بهما قرأنا لورش و غيره على وجه التخيير و اختلف عن ورش في حرف واحد من الساكن الصحيح و هو كِتابِيَهْ إِنِّي [الآية: 19، 20] بالحاقة فالجمهور عنه بإسكان الهاء و تحقيق الهمزة لكونها هاء سكت و لم يذكر في التيسير و غيره و رجحه في الحرز كالطبية و روي آخرون النقل طردا للباب و ضعفه الشاطبي و غيره قال في النشر، و ترك النقل فيه هو المختار عندنا و الأصح لدينا و الأقوى في العربية لأن هاء السكت حكمها السكون، فلا تحرك إلا لضرورة الشعر على ما فيه من قبح (2).

و اختلف في آلْآنَ وَ قَدْ كُنْتُمْ، آلْآنَ وَ قَدْ عَصَيْتَ [الآية: 51، 91] موضعي يونس

ص: 83


1- هذه الكلمات حيث وقعت في السور الكريمة نقلت حركة همزها إلى الحرف الساكن قبلها. [أ].
2- انظر النشر الصفحة: (1/ 404). [أ].

فقالون، و كذا ابن وردان بالنقل فيهما كورش وافقهم ابن محيصن بخلف عنه و اختلف عن ابن وردان في (آلآن) في باقي القرآن فروي النهرواني و ابن هارون من غير طريق هبة اللّه عن النقل و روي هبة اللّه و ابن مهران و الوزان و ابن العلاف عنه عدم النقل و كذا قرأ رويس بالنقل في مِنْ إِسْتَبْرَقٍ بالرحمن [الآية: 54] خاصة كورش وافقه ابن محيصن و خرج موضع (هل أتى).

و اختلف في عاداً الْأُولى [الآية: 50] بالنجم فقرأها نافع و أبو عمرو و كذا أبو جعفر و يعقوب بنقل حركة الهمزة المضمومة إلى اللام و إدغام التنوين قبلها فيها حالة الوصل من غير خلاف عن واحد منهم و اختلف عن قالون في همز الواو بعد اللام همزة ساكنة فروي عنه همزها من الطريق جماعة و روي عنه بغير همز جماعة من طريق أبي نشيط و صاحب التجريد عن الحلواني و عدمه أشهر عن نشيط و وجه الهمزة بأن الواو لما ضمت اللام قبلها همزت لمجاورة الضم كما همزت في (سؤق) أو على لغة من يقول لبأت في لبيت و ذلك لمؤاخاة بين الهمزة و حرف اللين كما وجه به قراءة ترئن بالهمزة هذا حكم الوصل و أما حكم الابتداء فيجوز لكل من نقل وجهان أحدهما الولي بإثبات همزة الوصل و ضم اللام بعدها و الثاني لولي بضم اللام و حذف همزة الوصل اعتدادا بالعارض على ما تقدم و يجوز لغير ورش وجه ثالث و هو الابتداء بالأصل فتأتي بهمزة الوصل و إسكان اللام و تحقيق الهمزة المضمومة بعدها الواو و هذه الأوجه الثلاثة لقالون في وجه همزة الواو أيضا إلا أن الوجه الثالث و هو الابتداء بالأصل لا يجوز همز الواو معه وافق أبا عمرو اليزيدي و الحسن و الباقون و هم ابن كثير و ابن عامر و عاصم و حمزة و الكسائي و كذا خلف بكسر التنوين قبلها و سكون اللام و تحقيق الهمزة من غير نقل فكسر التنوين لالتقاء الساكنين حالة الوصل و الابتداء بهمزة الوصل وافقهم ابن محيصن و الأعمش و يأتي لذلك مزيد في النجم إن شاء اللّه تعالى.

و ليعلم أنه إذا وقع قبل اللام المنقول إليها ساكن صحيح أو معتل نحو (يستمع الآن، من الأرض) و نحو (و ألقى الألواح، و أولي الأمر، قالوا الآن، لا تدركه الأبصار) وجب استصحاب تحريك الصحيح، و حذف المعتل لعروض تحريك اللام و هذا مما لا خلاف فيه.

و أما الابتداء بالاسم من قوله تعالى بِئْسَ الِاسْمُ [الآية: 11] فقال الجعبري إذا ابتدأت الاسم فالتي بعد اللام على حذفها للكل و أما التي قبلها فقياسها جواز الإتيان، و الحذف، و هو الأوجه لرجحان العارض الدائم على العارض المفارق و لكني سألت بعض شيوخي فقال الابتداء بالهمز و عليه الرسم ا ه. و تعقبه في النشر فقال و الوجهان جائزان مبنيان على ما تقدم في الكلام على لام التعريف و الأولى الهمز في الوصل، و النقل و لا اعتبار بعارض دائم، و لا مفارق بل الرواية، و هي بالأصل الأصل و كذلك رسمت ا ه.

ص: 84

و قوله و هي بالأصل أي في الرواية الابتداء، و هو الهمز، و عليه الرسم و اللّه أعلم.

فإن كان الساكن، و الهمز في كلمة واحدة فجاء النقل في كلمات مخصوصة و هي (الْقُرْآنُ، و ردأ*، و سل*، و مِلْ ءُ) فأما (القرآن) كيف وقع منكرا و معرفا فقرأه ابن كثير بالنقل وافقه ابن محيصن و الباقون بالهمز من غير نقل و أما ردأ*، يُصَدِّقُنِي [الآية: 34] بالقصص فقرأه بالنقل نافع و كذا أبو جعفر إلا أن أبا جعفر أبدل من التنوين ألفا في الحالين (1) على وزن إلى كأنه أجرى الوصل مجرى الوقف و وافقه نافع في الوقف و ليس من قاعدة نافع النقل في كلمة إلا هذه و لذا قيل إنه ليس نقلا، و إنما هو من أردأ على كذا أي زاد وافق على النقل ابن محيص بخلف عنه و أما (سئل) و ما جاء من لفظه إذا كان فعل أمر و قبل السين واو أو فاء نحو (و سئلوا اللّه من فضله، و سئل القربة، فسئل الذين، فسئلوهن) فقرأه بالنقل: ابن كثير، و الكسائي، و كذا خلف وافقهم ابن محيص، و الباقون بالهمز و أما مِلْ ءُ الْأَرْضِ آل عمران [الآية: 91] فقرأه ورش من طريق الأصبهاني و كذا ابن وردان بخلف عنهما بالنقل، و الوجهان من النقل، و عدمه صحيحان عن كل منهما كما في النشر و اللّه أعلم (2).

باب السكت على الساكن قبل الهمز و غيره

باب السكت على الساكن قبل الهمز و غيره

السكت قطع الصوت زمنا هو دون زمن الوقف عادة من غير تنفس، فلا يجوز معه تنفس كما حققه في النشر بخلاف الوقف فإنه كما يأتي قطع الصوت على الكلمة زمنا يتنفس فيه عادة و لا بد من التنفس فيه و لا يقع في وسط كلمة و لا فيما اتصل رسما بخلاف السكت فيهما فقول الأصل هنا هو أي السكت قطع الصوت آخر الكلمة تبع فيه النويري التابع للجعفري و فيه قصور و لا يجوز السكت إلا على ساكن و يقع بعد همز و غيره فالأول إما منفصل أو متصل و كل منهما حرف مد و غيره فالمنفصل غير حرف المد نحو (من آمن، خلوا إلى، ابني آدم، حامية ألهيكم) و نحو (الأرض، و الآخرة، الإيمان) مما اتصل خطا، و المنفصل بحرف المد (بما أنزل، قالوا آمنا، في أذانهم، بربه أحدا) لو اتصل رسما (كهؤلاء) و المتصل بغير حرف المد نحو (قرآن، و ظمئان، و شي ء، و شيأ، مسئولا، الخب ء، المرء، دف ء) و المتصل بحرف المد نحو (أولئك، إسرائيل، جاء، السماء، نباء، يضي ء، قروء، هني ء، مري ء) (3).

و قد ورد السكت عن حمزة و ابن ذكوان، و حفص، و إدريس إلا أن حمزة أشد القراء عناية به و لذا اختلف عنه الطرق و اضطربت الرواة و الذي تحصل حسبما صح عنه

ص: 85


1- أي: في حالة الوصل و في حالة الوقف سواء. [أ].
2- حيث وقعت في القرآن الكريم. [أ].
3- للمزيد انظر هذا الباب في كتاب النشر للعلامة ابن الجزري: (1/ 419). [أ].

و قرأنا به من طرق طيبة النشر التي هي طرق الكتاب سبع طرق.

أولهما السكت عنه من روايته على لام التعريف (و شي ء) كيف جاء مرفوعة، و منصوبة، و مجرورة و هو المعنى يقول بالطيبة و السكت عن حمزة في (شي ء) و أل و به أخذ صاحب الكافي و غيره، و هو أحد المذهبين في الشاطبية كأصلها و به قرأ الداني على أبي الحسن بن غليون إلا أن روايته في التذكرة، و إرشاد أبي الطيب و تخليص ابن بليمة هو المد في (شي ء) مع السكت على لام التعريف فقط.

ثانيهما السكت عنه من الروايتين على (أل، و شي ء) أيضا و الساكن المنفصل غير حرف المد، و هو المراد بقولها: و البعض معهما له فيما انفصل و عليه صاحب العنوان و شيخه الطرسوسي و نص عليه في الجامع و رواه بعضهم من رواية خلف خاصة و هو الثاني في الشاطبية كأصلها.

ثالثها السكت عنه من الروايتين مطلقا أي على (أل و شي ء) و الساكن المنفصل، و المتصل غير حرف المد، و هو مذهب ابن سوار، و ابن مهران و غيرهما، و إليه الإشارة بقولها: و البعض مطلقا.

رابعها السكت عنه من الروايتين على جميع ما ذكر و على حرف المد المنفصل، و هذا مذهب الهمداني و غيره.

خامسها السكت عنه منهما على جميع ذلك، و على المتصل أيضا، و عليه أبو بكر الشذائي، و الهذلي. و غيرهما، و إلى الطريقين الإشارة بقولها، و قيل: بعد مد لشموله لهما.

سادسها ترك السكت مطلقا عن خلاد، و هو مذهب فارس بن أحمد (1) و مكي (2) و ابن شريح (3) و غيرهم و ذكره صاحب التيسير من قراءته على أبي الفتح و تبعه الشاطبي، و غيره، و هو المعنى بقولها: أو ليس عن خلاد السكت أطرد.

سابعها عدم السكت مطلقا عن حمزة من روايتيه جميعا، و هو مذهب المهدوي، و شيخه ابن سفيان، و هو المراد بقولها: قيل و لا عن حمزة. قال في النشر: و بكل ذلك قرأت من طريق من ذكرت، ثم اختار السكت عن حمزة في غير حرف المد للنص الوارد عنه أن المد يجزي، عن السكت (4).

تنبيهان: الأول: في النشر من كان مذهبه عن حمزة السكت أو عدمه إذا وقف فإن ].

ص: 86


1- الإمام فارس بن أحمد شيخ الداني صاحب كتاب التيسير: النشر: (1/ 58). [أ].
2- الإمام مكي القيسي صاحب كتاب التبصرة: النشر: (1/ 70). [أ].
3- الإمام ابن شريح صاحب كتاب الكافي: النشر: (1/ 67). [أ].
4- انظر النشر: (1/ 422). [أ].

كان الساكن و الهمزة في كلمة فإن تخفيف الهمز الآتي إن شاء اللّه تعالى ينسخ السكت و التحقيق يعني فلا يكون له في نحو: مَسْؤُلًا، و مَذْؤُماً، و أَفْئِدَةُ (1) حالة الوقف سوى النقل، و يضعف جدا التسهيل بين بين و إن كان الساكن في كلمة، و الهمز أول أخرى فإن الذي مذهبه تخفيف المنفصل ينسخ تخفيفه سكته، و عدمه بحسب ما يقتضيه التخفيف، و كذلك لا يجوز له في نحو الْأَرْضِ، الْإِنْسانُ (1) سوى وجهين، و هما النقل، و السكت لأن الساكنين عنه على لام التعريف وصلا منهم من ينقل وقفا، و منهم من لا ينقل بل يسكت في الوقف أيضا، و أما من لم يسكت عنه فإنهم مجمعون على النقل وقفا ليس عنهم في ذلك خلاف، و يجي ء في نحو قَدْ أَفْلَحَ من أفلح، مَنْ آمَنَ، قُلْ أُوحِيَ (1) الثلاثة الأوجه أعني السكت، و عدمه، و النقل و كذا تجي ء الثلاثة في نحو (قالُوا آمَنَّا و فِي أَنْفُسِكُمْ، و ما أَنْزَلْنا) أما (يا أَيُّهَا، و هؤُلاءِ) فلا يجي ء فيه سوى وجهين التحقيق، و التسهيل، و يمتنع السكت لأن رواة السكت فيه مجمعون على تخفيفه وقفا فامتنع السكت عليه حينئذ.

الثاني لا يجوز مد (شي ء) لحمزة حيث قرئ به إلا مع السكت إما على لام التعريف فقط، أو على المنفصل كما في النشر، و تقدم ذلك في باب المد مع التنبيه على أن المراد بمد (شي ء) لحمزة التوسط لا الإشباع و اللّه أعلم هذا ما يتعلق بسكت حمزة.

و أما ابن ذكوان ففي المبهج السكت له بخلف عنه من جميع الطرق على ما ذكر مطلقا غير المد بقسميه و خصه صاحب الإرشاد و الحافظ أبو العلاء لطريق العلوي عن النقاش عن الأخفش إلا أن أبا العلاء خصه بالمنفصل، و لام التعريف (و شي ء، و شيأ) و جعله دون سكت حمزة و كذا رواه الهذلي من طريق السين عن ابن الأخرم عن الأخفش، و خصه بالكلمتين (و ليعلم) أن السكت لابن ذكوان من هذه الطرق كلها مع التوسط إلا من الإرشاد فمع المد الطويل، و الجمهور عنه على ترك السكت من جميع الطرق.

و أما حفص فاختلف أصحاب الأشناني عن عبيد اللّه بن الصباح في السكت عنه ففي الروضة على ما كان منفصلا و متصلا سوى المد و في التجريد من قراءته على الفارسي عن الحمامي عنه على المنفصل و لام التعريف و (شي ء) فقط قال في النشر و بكل من السكت و الإدراج يعني عدم السكت قرأت من طريقه يعني الأشناني و اللّه أعلم (و) لا يكون السكت لحفص إلا مع مد المنفصل لأن راوي السكت و هو الأشناني ليس له إلا مده و أما القصر فمن طريق الفيل عن عمرو عن حفص كما تقدم و ليس له سكت.

و أما إدريس عن خلف في اختياره فروى الشطي، و ابن بويان عنه السكت في ].

ص: 87


1- حيث وقعت. [أ].

المنفصل و لام التعريف و روى عنه المطوعي على ما كان من كلمة و كلمتين عموما نص عليه في المبهج و اتفقوا عنه عدم السكت في الممدود.

و قد تحصل لكل من ابن ذكوان و حفص، و إدريس ثلاث طرق الأولى السكت على ما عدا حرف المد الثانية السكت على ما عدا حرف المد و الساكن المتصل في كلمة (كالقرآن) الثالثة عدم السكت مطلقا و عليه الأكثر.

و أما السكت عن رويس في غير الممدود فهو مما انفرد به أبو العز القلانسي من طريق الواسطي عن النخاس عن التمار، و لم نقرأ به، و قد أسقطه من الطيبة لكونه انفرد به.

و أما السكت على الساكن، و لا همزة بعده فقسمان أصل مطرد و أربع كلمات فالأول حروف الهجاء في فواتح السور الم الر المر كهيعص طه طسم طس يس ص ق ن فسكت أبو جعفر على كل حرف منها، و يلزم منه إظهار المدغم، و المخفي منها، و قطع همزة الوصل، بين بهذا السكت أن الحروف كلها ليست للمعاني كالأدوات للأسماء و الأفعال، بل هي مفصولة و إن اتصلت رسما، و في كل واحد منها سر من أسرار اللّه تعالى استأثر اللّه تعالى بعلمه، و أوردت مفردة من غير عامل و لا عطف، فسكنت كأسماء العدد إذا وردت من غير عامل، و لا عطف تقول واحد اثنان ثلاثة و هكذا (1).

و أما الكلمات الأربع فعوجا [الآية: 1] أول الكهف و مَرْقَدِنا بيس [الآية:

52] و مَنْ راقٍ بالقيمة [الآية: 27] بَلْ رانَ بالمطففين [الآية: 14] فحفص بخلف عنه من طريقيه يسكت على الألف المبدلة من التنوين في (عوجا) ثم يقول (قيما) و كذا على الألف (من مرقدنا) ثم يقول هذا و كذا على النون من من ثم يقول (راق) و كذا على اللام من بل ثم يقول (ران) و السكت هو الذي في الشاطبية كأصلها و روي عدمه الهذلي و ابن مهران و غير واحد من العراقيين و غيرهم.

خاتمة الصحيح كما في النشر أن السكت مقيد بالسماع و النقل، فلا يجوز إلا فيما صحت الرواية به لمعنى مقصود بذاته، و حكى ابن سعدان عن أبي عمرو و الخزاعي عن ابن مجاهد أنه جائز في رءوس الآي مطلقا حالة الوصل لقصد البيان، و حمل بعضهم الحديث الوارد و هو

قول أم سلمة رضي اللّه عنها كان النبي صلى اللّه عليه و سلّم يقول: بسم اللّه الرحمن الرحيم، ثم يقف على ذلك

قال، و إذا صح حمل ذلك جاز، و اللّه أعلم أي إن صح الحمل المذكور جاز السكت على ما ذكر (2).].

ص: 88


1- فيصير وجه أبي جعفر في السكت على النحو التالي: (ا ل م، ا ل ر، ا ل م ر، ك ه ي ع ص، ط ه، ط س م، ط س، ي س، ص، ق، ن). [أ].
2- انظر كتاب النشر للعلامة محمد بن الجزري: (1/ 426). [أ].

باب وقف حمزة و هشام على الهمز، و موافقة الأعمش لهما

اشارة

باب وقف حمزة و هشام على الهمز، و موافقة الأعمش لهما

هذا الباب يعم أنواع التخفيف و لذا عسر ضبطه قال أبو شامة هو من أصعب الأبواب نثرا و نظما في تمهيد قواعده و فهم مقاصده قال الجعبري (1): و آكد أشكاله أن الطالب قد لا يقف عند قراءته على شيخه فيفوته أشياء فإذا عرض له وقف بعد ذلك أو سئل عنه لم يجد له أداء و قد لا يتمكن من إلحاقه بنظرائه فيتحير و من ثم ينبغي للشيخ أن يبالغ في توقيف من يقرأ عليه عند المرور بالمهموز صونا للرواية انتهى و قد أفرده غير واحد بالتأليف و اختص به حمزة ليناسب قراءته المشتملة على شدة الترتيل و المد و السكت و قد وافقه كثيرون كما في النشر، و غيره كجعفر بن محمد الصادق، و طلحة بن مصرف، و الأعمش في أحد وجهيه و سلام الطويل و لغة أكثر العرب ترك الهمزة الساكنة في الدرج و المتحركة عند الوقف كما في النشر و غيره و أما الحديث المروي عن ابن عمر رضي اللّه عنهما ما همز رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و لا أبو بكر و لا عمر، و لا الخلفاء، و إنما الهمز بدعة ابتدعوها من بعدهم، فلا يحتج بمثله كما قاله أبو شامة و أقره صاحب النشر، و غيره قالوا لأن في سنده موسى ابن عبيدة و هو ضعيف (2).

ثم إن لحمزة: في تخفيف الهمز مذهبين تصريفي، و هو الأشهر، و رسمي و إليه ذهب الداني في جماعة.

و تكون: الهمزة ساكنة و متحركة و الساكنة خمسة أقسام- الأول:- المتوسط بنفسه و يقع بعد الحركات الثلاث نحو: تَأْتُونِي، بِئْرٍ، يُؤْمِنُونَ- الثاني:- المتوسط بحرف، و يكون بعد فتح فقط نحو: فأوا- الثالث:- المتوسط بكلمة، و يقع بعد الحركات الثلاث نحو: الْهُدَى ائْتِنا، الَّذِي اؤْتُمِنَ، قالُوا ائْتِنا- الرابع:- المتطرف اللازم و يقع بعد فتح نحو: اقْرَأْ بعد كسر نحو: يُهَيِّئْ و ليس في القرآن ما قبله ضم، و مثاله لم يسوء- الخامس:- المتطرف و سكونه عارض للوقف، و يقع بعد الحركات الثلاث نحو: بَدَأَ، يَبْدَؤُا، إِنِ امْرُؤٌ فهذه أقسام الهمز الساكن، و حكمه عنده أن يخفف بإبداله من جنس حركة سابقه، فيبدل واوا بعد الضم، و ألفا بعد الفتح، و ياء بعد الكسر، و هذا محل وفاق عن حمزة إلا ما شذ فيه ابن سفيان، و من تبعه من تحقيق المتوسط بكلمة لانفصاله، و أجروا الوجهين في المتوسط بحرف لاتصاله قال في النشر: و هذا و هم منهم، و خروج عن الصواب، و أطال في بيانه، و اختلف عن هشام في الوقف على الهمز المتطرف فقط، فروى تسهيله في الباب كله على نحو ما سهله حمزة من غير فرق جمهور

ص: 89


1- أي قاله في كتابه شرح الشاطبية انظر النشر: (1/ 64). [أ].
2- أي عند أئمة الحديث قال الإمام أحمد لا تحل الرواية عنه و في رواية لا يكتب حديثه ا ه من النشر.

الشاميين و المصريين و المغاربة قاطبة عن الحلواني عنه، و هي رواية مكي (1) عن هشام، و روى العراقيون، و غيرهم عن هشام من جميع طرقه التحقيق كسائر القراء و الوجهان صحيحان كما في النشر و ليعلم أن نحو: شيأ* المنصوب و دُعاءً*، و مَلْجَأً، و مَوْطِئاً من قسم المتوسط لأن التنوين يقلب ألفا في الوقف بخلاف شَيْ ءٍ المرفوع، و المجرور، فمن قبيل المتطرف لحذف تنوينه في وافق حمزة الأعمش بخلف عنه في المتوسط، و المتطرف، و الباقون بالتحقيق فيهما.

و هاهنا تنبيهات: أولها: إذا وقف لحمزة على أَنْبِئْهُمْ بالبقرة [الآية: 33] و نَبِّئْهُمْ بالحجر [الآية: 51] و القمر [الآية: 28] بالإبدال ياء على ما تقرر، فاختلف في كسر الهاء، و ضمها، فكسرها ابن مجاهد، و ابن غلبون لمناسبة الياء، و ضمها الجمهور للأصل، و هو الأصح، و الأقيس كما في النشر.

ثانيها: إذا وقف على رئيا* مريم [الآية: 74] فتبدل الهمزة الساكنة ياء و حينئذ يجوز الإظهار مراعاة للأصل، و الإدغام مراعاة للفظ، و الرسم و كذلك الحكم في تُؤْوِيهِ، و تؤي* كما نص عليه في التيسير، و أهمله الشاطبي لما في رئيا* من التنبيه عليه.

ثالثها: الرُّؤْيَا حيث وقع أجمعوا على إبدال همزه واوا و اختلفوا في جواز قلب الواو ياء، و إدغامها في الياء بعدها كقراءة أبي جعفر، فأجازه الهذلي و غيره و ضعفه ابن شريح قال في النشر و هو و إن كان موافقا للرسم فإن الإظهار أولى و أقيس و عليه أكثر أهل الأداء أي و هو الذي في الشاطبية كأصلها.

رابعها: إذا خفف همز الْهُدَى ائْتِنا الأحقاف [الآية: 3] امتنعت الإمالة في الألف لأنها حينئذ بدل من الهمزة.

خامسها: إذا ابتدئ بائتنا، و اؤْتُمِنَ فبالإبدال ياء في الأول: (2) واوا في الثاني: (3) وجوبا لكل القراء.

النوع الثاني: الهمز المتحرك، و يكون قبله ساكن، و متحرك و كل منهما ينقسم إلى متطرف و متوسط فأما المتطرف الساكن ما قبله، فلا يخلو ذلك الساكن من أن يكون ألفا أو ياء، أو واوا زائدتين، أو غير ذلك و المراد بالزائد هنا ما زاد على الفاء و العين اللام فنحو: هيئة*، و شَيْ ءٍ الياء فيه أصلية لأن وزن هيئة (فعلة) و شَيْ ءٍ (فعل) نحو:

هَنِيئاً، و خَطِيئَةً الياء فيه زائدة لأن وزن هَنِيئاً فعيلا، و خَطِيئَةً فعيلة.].

ص: 90


1- مكي القيسي في كتابه التبصرة. النشر: (1/ 70). [أ].
2- فيقرأ: (ايتنا) بالابتداء به. [أ].
3- فيقرأ: (اؤتمن) بالابتداء به .. [أ].

فإن كان: ألفا نحو: جاءَ، و السُّفَهاءُ و منه الْماءُ، و عَلى سَواءٍ فيسكن للوقف، ثم يبدل ألفا من جنس ما قبله، فيجتمع ألفان، فيجوز حذف إحداهما للساكنين، فإن قدر المحذوف الأولى، و هو القياس قصر لأن الألف حينئذ تكون مبدلة من همزة ساكنة، فلا مد كألف تأمر و إن قدر الثانية جاز المد و القصر لأنها حرف مد قبل همز مغير بالبدل، ثم الحذف و يجوز إبقاؤهما للوقف فيمد لذلك مدا طويلا ليفصل بين الألفين و قدره ابن عبد الحق في شرحه للحرز بثلاث ألفات، و يجوز التوسط كما نص عليه أبو شامة و غيره من أجل التقاء الساكنين قياسا على سكون الوقف، فتحصل حينئذ ثلاثة أوجه: المد، و التوسط، و القصر.

و إن كان: الساكن قبل الهمز ياء أو واوا زائدتين و لم يأت منه إلا النَّسِي ءُ، و بَرِي ءٌ، و قُرُوءٍ و لا رابع لها إلا درى* في قراءة حمزة، فتخفيفه بالبدل من جنس الزائد، فيبدل ياء بعد الياء و واوا بعد الواو، ثم يدغم أول المثلين في الآخر.

و إن كان الساكن غير ذلك من سائر الحروف فإما أن يكون صحيحا، و وقع في سبعة مواضع أربعة الهمزة فيهما مضمومة، و هي دِفْ ءٌ، و مِلْ ءُ، و يَنْظُرُ الْمَرْءُ، و لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ و اثنان الهمزة فيهما مكسورة، و هما بَيْنَ الْمَرْءِ وَ زَوْجِهِ، و الْمَرْءِ وَ قَلْبِهِ و واحد الهمزة فيه مفتوحة و هو يُخْرِجُ الْخَبْ ءَ و إما أن يكون الساكن الواو و الياء المديتين الأصليتين نحو: الْمُسِي ءُ، لَتَنُوأُ أو اللينتين الأصليتين، فالياء في شَيْ ءٍ لا غير نحو: شَيْ ءٌ عَظِيمٌ، عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ (1) و الواو في نحو: مَثَلُ السَّوْءِ فتخفف الهمزة في ذلك كله بنقل حركتها إلى ذلك الساكن، فيحرك بها، ثم تحذف هي ليخف اللفظ و قد أجرى بعض النحاة الأصليين مجرى الزائدتين، فأبدل، و أدغم، و جاء منصوصا عن حمزة، و هو أحد الوجهين في الشاطبية كأصلها، و قرأ به الداني على أبي الفتح فارس، و ذكره أبو محمد في التبصرة، و ابن شريح.

و أما المتطرف المتحرك ما قبله: و هو الساكن العارض سكونه المتطرف نحو. بَدَأَ و يُبْدِئُ، و إِنِ امْرُؤٌ و قد تقدم حكمه ساكنا، و سيأتي إن شاء اللّه تعالى حكمه بالروم، و اتباع الرسم (2).

و أما المتوسط الساكن ما قبله: و يكون متوسطا بنفسه و متوسطا بغيره فالمتوسط بنفسه يكون الساكن قبله إما ألفا نحو: أَوْلِياؤُهُ، و جاؤُ، خائِفِينَ، الْمَلائِكَةِ، جاءَنا، دُعاءً، هاؤُمُ و إما ياء زائدة نحو: خَطِيئَةً، و هَنِيئاً مَرِيئاً و لم يقع في القرآن العزيز من هذا واو زائدة، و تخفيفه بعد الألف بينه، و بين حركته فالمفتوح بين الهمزة، و الألف، و المكسور بينه، و الياء، و المضموم بينه، و الواو، و يجوز في الألف حينئذ المد، و القصر].

ص: 91


1- حيث وقعت. [أ].
2- انظر الصفحة: (134). [أ].

لأنه حرف مد قبل همز مغير، و تخفيفه بعد الياء الزائدة بإبداله ياء، ثم يدغم أحد المثلين في الآخر على القاعدة فإن كان الساكن غير ذلك فإما أن يكون صحيحا و يأتي مضموما نحو: مَسْؤُلًا، مَذْؤُماً و مكسورا في الْأَفْئِدَةَ لا غير و مفتوحا نحو: الْقُرْآنُ، الظَّمْآنُ، شَطْأَهُ، يَجْأَرُونَ، هُزُواً، كُفُّوا على قراءة حمزة، و كذا (النشأة و جزءا) و إما أن يكون ياء، أو واوا أصليتين مديتين فالياء في سِيئَتْ الملك [الآية: 27] لا غير و الواو في السُّواى الروم [الآية: 10] لا غير أو لينتين فالياء نحو: كَهَيْئَةِ، استيئاس، و شَيْئاً حيث وقع و الواو في سَوْأَةَ أَخِيهِ، و سَوْآتِكُمْ، و مَوْئِلًا، و الْمَوْؤُدَةُ لا غير، و تخفيفه في كل ذلك بالنقل كما تقدم في المتطرف، و يجوز في الياء، و الواو الأصليتين الإدغام أيضا كما تقدم في المتطرف.

و أما المتوسط بغيره: من المتحرك الساكن ما قبله فإما أن يكون الساكن متصلا به رسما، أو منفصلا عنه فالأول يكون في موضعين يا النداء و ها التنبيه نحو: يا آدَمُ، يا أُولِي، يا أَيُّهَا كيف وقع و هؤُلاءِ، و ها أَنْتُمْ فتخفيف ذلك بالتسهيل بين بين و غير الألف في لام التعريف نحو الأرض الآخرة الأولى و تخفيفها في ذلك بالنقل و هذا مذهب الجمهور، و روي منصوصا عن حمزة، و كذا الحكم في سائر المتوسط بزائد، و هو ما انفصل حكما و اتصل رسما، و ذهب جماعة إلى الوقف بالتحقيق في القسمين، و الوجهان في الشاطبية كأصلها لكن وجه التحقيق في لام التعريف لا يكون إلا مع السكت لما تقدم في باب السكت عن النشر أن الوقف على نحو: الْأَرْضِ: بوجهين فقط النقل، و السكت، و تقدم وجهه ثم، الثاني: المنفصل رسما من المتوسط بغيره الساكن ما قبله و يكون الساكن قبله صحيحا، و حرف لين و حرف مد فالصحيح نحو:

مَنْ آمَنَ، قَدْ أَفْلَحَ، عَذابٌ أَلِيمٌ، يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ و حرف اللين نحو: خَلَوْا إِلى ، ابْنَيْ آدَمَ و اختلفوا في تسهيل ذلك و تحقيقه في النوعين فذهب كثير من أهل الأداء إلى تسهيله بالنقل إلحاقا له بما هو من كلمة و هو أحد الوجهين في الحرز، و استثنوا من ذلك ميم الجمع نحو عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ (1) فلم يجز أحد منهم النقل إليها لأن أصلها الضم، فلو تحركت بالنقل لتغيرت عن حركتها، و لذا آثر ورش صلتها عند الهمز لتعود إلى أصلها فلا تغير بغير حركتها، و ذهب الآخرون إلى تحقيقه فلم يفرقوا بين الوصل، و الوقف، و الوجهان صحيحان كما في النشر، و لا يجوز عنه غيرهما، و ما حكاه ابن سوار، و غيره في حرف اللين خاصة من قلب الهمز فيه من جنس ما قبله، ثم إدغامه فيه فضعيف لا يقرأ به، و أما حرف المد فيكون ألفا، و يكون ياء، و يكون واوا فإن كان ألفا نحو: بِما أُنْزِلَ اسْتَوى (2) إِلَى فبعضهم ممن سهل الهمز بالنقل بعد الساكن الصحيح سهل هذا بين ل.

ص: 92


1- أي: مع المد المنفصل لمن يصل الميم. [أ].
2- أشار بهذا المال إلى أن الإمالة لا تخرج الألف عن حكمها و إن كانت محضة ا ه- من هامش الأصل.

بين، و إليه ذهب ابن مهران، و ابن مجاهد، و غيرهما، و ذهب الجمهور إلى التحقيق في هذا، و في كل ما وقع فيه الهمز متحركا منفصلا قبله ساكن، أو متحرك، و اللّه أعلم. و إن كان ياء أو واو نحو: تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ، فِي أَنْفُسِكُمْ، بِتارِكِي آلِهَتِنا، ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ، نَفْسِي إِنْ و نحو: أَدْعُوا إِلَى، قالُوا آمَنَّا فسهله بالنقل و بالإدغام من سهل القسم قبله بعد الألف قال في النشر: و بمقتضى إطلاقهم يجري الوجهان يعني النقل، و الإدغام في الزائد للصلة نحو به أحدا أمره إلى أهله أجمعين، و القياس يقتضي الإدغام فقط، ثم قال:

و لكني آخذ في الياء، و الواو بالنقل إلا فيما كان زائدا صريحا لمجرد الصلة، فبالإدغام انتهى (1) و أما الهمز المتوسط المتحرك: و قبله متحرك، فهو أيضا قسمان متوسط بنفسه، و بغيره.

فالمتوسط بنفسه: تكون الهمزة فيه متحركة بالحركات الثلاث، و المتحرك قبله كذلك، فتحصل تسع صور الأولى: نحو: مُؤَجَّلًا، و فؤاد*، و سؤال، و لَوَلَّوْا الثانية:

نحو: مِائَةَ، و فِيهِ، و ناشِئَةَ، و نُنْشِئَكُمْ، و سيئات*، و لَيُبَطِّئَنَّ الثالثة: نحو: شَنَآنُ، و مَآرِبُ، و رَأَيْتَ الرابعة: نحو: سُئِلَ، و سئلوا* الخامسة: إِلى بارِئِكُمْ، و مُتَّكِئِينَ السادسة: نحو: لِتَطْمَئِنَّ، و جبرائيل السابعة: نحو: بِرُؤُسِكُمْ الثامنة: نحو:

يَسْتَهْزِؤُنَ، و أَنْبِئُونِي التاسعة: نحو: رؤف*، و يَدْرَؤُنَ، و يَكْلَؤُكُمْ فتخفيف الهمزة في الصورة الأولى، و هي المفتوحة بعد ضم بأن تبدل واوا، في الصورة الثانية، و هي المفتوحة بعد كسر بإبدالها ياء، و تخفيفها في الصور السبع الباقية بين الهمز، و ما منه حركتها، فتجعل المفتوحة بين الهمزة و الألف، و المكسورة بين الهمزة و الياء في حالاتها الثلاث، و المضمومة بين الهمزة و الواو في أحوالها الثلاث، و هذا مذهب سيبويه و جاء عن حمزة أنه كان يقف على نحو: مُسْتَهْزِؤُنَ، و مُتَّكِؤُنَ، و الْخاطِؤُنَ، و فَمالِؤُنَ، و لِيُواطِؤُا، و يَسْتَنْبِئُونَكَ، و لِيُطْفِؤُا مما همزته مضمومة بعد كسر بغير همز في الكل مع ضم الزاي، و الكاف، و الطاء، و اللام، و الفاء، و الباء، و هو صحيح في الأداء، و القياس كما في النشر، و أما حذف الهمزة، و إبقاء ما قبل الواو مكسورا على حاله، فغير صحيح قياسا، و رواية كما في النشر أيضا، و هو الوجه المخمل المشار إليه بقول الشاطبي:

و مستهزءون الحذف فيه و نحوه و ضم و كسر قبل قيل و أخملا

(2) فالضمير المستكن في أخملا للكسر فقط، و الألف للإطلاق، و لا يصح جعلها للضم مع الكسر لما تقدم من صحة الضم مع الحذف أداء، و قياسا فلا يوصف بالإخمال ].

ص: 93


1- انظر النشر: (1/ 428). [أ].
2- انظر متن حرز الأماني و وجه التهاني للإمام الشاطبي رحمه اللّه تعالى و رقم هذا البيت: (247). [أ].

و لو أراد ذلك لقال قيلا، و أخملا و حكى أبو حيان أن الأخفش النحوي أبدل المكسورة بعد الضم واوا، و المضمومة بعد الكسر ياء خالصتين فيقول في نحو: سُئِلَ، سول* و في نحو: مُسْتَهْزِؤُنَ، مستهزيون فدبروها بحركة ما قبلها، و نسبوه على إطلاقه للأخفش، و ذكره في الطيبة بقوله: و نقل: ياء كيطفئوا واوا و كسئل.

و هو ظاهر كلام الشاطبي، و الجمهور على إلغاء هذا المذهب، و الأخذ بالتسهيل بين الهمزة، و حركتها، و ذهب آخرون إلى التفصيل، فعملوا بمذهب الأخفش فيما وافق الرسم نحو: سَنُقْرِئُكَ و بمذهب سيبويه في نحو: سُئِلَ، و مُسْتَهْزِؤُنَ و هو اختيار الداني، و غيره لموافقة الرسم كما يأتي إن شاء اللّه تعالى.

و المتوسط بغيره: من المتحرك يكون أيضا متصلا رسما و منفصلا، فالمتصل يكون بدخول حرف من حروف المعاني عليه كحروف العطف و حروف الجر و لام الابتداء و همزة الاستفهام و غير ذلك و هو المسمى بالمتوسط بزائد، و تأتي الهمزة فيه بالحركات الثلاث، و قلب كل منها كسر، أو فتح فتصير ست صور مفتوحة بعد كسر نحو: بِآيَةٍ، و لِأَبَوَيْهِ فتبدل في هذه ياء و مفتوحة بعد فتح نحو: فَأَذَّنَ، كَأَنَّهُ و مكسورة بعد كسر نحو: لَبِإِمامٍ، لئلاف و مكسورة بعد فتح نحو: فَإِنَّهُ، فَإِنَّهُمْ و مضمومة بعد كسر نحو: لِأُولاهُمْ، لِأُخْراهُمْ و مضمومة بعد فتح نحو: فَإِنَّهُ، فَإِنَّهُمْ و مضمومة بعد كسر نحو: لِأُولاهُمْ، لِأُخْراهُمْ و مضمومة بعد فتح نحو: وَ أُوحِيَ، فَأُوارِيَ فتسهل في هذه الخمسة بين بين، و هذا مذهب الجمهور، و ذهب الآخرون إلى التحقيق في الستة، و الوجهان في الشاطبية، و غيرها، و المنفصل من المتوسط بغيره يكون أيضا متحركا بالحركات الثلاث، و يأتي قبله الحركات الثلاث أيضا، فتبلغ تسع صور مفتوحة بعد ضم نحو: يُوسُفُ أَيُّهَا و مفتوحة بعد كسر نحو: فِيهِ آياتٌ و مفتوحة بعد فتح نحو:

أَ فَتَطْمَعُونَ أَنْ و مكسورة بعد ضم نحو: يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ و مكسورة بعد كسر نحو:

مِنْ بَعْدِ إِكْراهِهِنَّ و مكسورة بعد فتح نحو: غَيْرَ إِخْراجٍ و مضمومة بعد ضم نحو:

الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ و مضمومة بعد كسر نحو: عَلَيْهِ أُمَّةً و مضمومة بعد فتح نحو كانَ أُمَّةً فتبدل المفتوحة بعد الضم واوا و بعد الكسر ياء و تسهل بين بين في الصور السبع الباقية و هذا مذهب من خفف المتوسط المنفصل الواقع بعد حرف المد من العراقيين، و الجمهور على التحقيق في التسع، و اللّه أعلم (1).

المذهب الثاني: التخفيف الرسمي، اعلم أنه جاء عن سليم عن حمزة أنه كان يتبع في الوقف على الهمز خط المصحف العثماني، و هو خاص بالهمز دون غيره فلا تحذف الألف التي بعد شين ما نَشاءُ بهود [الآية: 87] و لا يلفظ بالألف التي بعد الواو، و قد اختلف في الأخذ بتسهيل الهمز على الوجه الرسمي، فذهب جماعة إلى الأخذ به مطلقا، فأبدلوا الهمزة بما صورت به، و حذفوها فيما حذفت فيه، و هذا القول بعمومه لا].

ص: 94


1- سيأتي بيان كل موضع من بعد الصفحة: (134). [أ].

يجوز العمل به، و لا يؤخذ به، و ذهب مكي، و ابن شريح، و الداني، و شيخه فارس، و الشاطبي، و من تبعهم من المتأخرين إلى الأخذ به لكن بشرط صحته في العربية فإنه ربما يؤدي في الألف إلى اجتماع ثلاث سواكن مثلا نحو: رَأَيْتَ (1) و ربما يتعذر في بعضه و ذلك إذا كان قبل الألف التي هي صورة الهمز ساكن نحو: السُّواى فهذا و نحوه ...

لا تجوز القراءة به لمخالفته للغة و عدم صحته نقلا على أن سائر الأئمة من العراقيين قاطبة و المشارقة لم يعرجوا على التخفيف الرسمي، و لا ذكروه، و لا أشاروا إليه لكن لا ينبغي ترك العمل به بشرطه، اتباعا لخط المصحف، و هذا هو المختار، و عليه سائر المتأخرين، فتبدل الهمزة بالشرط المذكور بما صورت به، فما صور ألفا أبدله ألفا، و ما صور واوا أبدله واوا، و ما صور ياء أبدله ياء، و ما لم يصور حذفه ثم إنه تارة يوافق الرسم القياسي، و لو بوجه فيتحد المذهبان و تارة يختلفان و يتعذر اتباع الرسم كما تقدم فإن كان في التخفيف القياسي وجه راجح، و هو مخالف ظاهر الرسم، و كان الوجه الموافق ظاهره مرجوحا قياسا كان هذا أعني المرجوح هو المختار عندهم لاعتضاد بموافقة الرسم، و معرفة ذلك متوقفة على معرفة الرسم فالأصل أن تكتب صورة الهمزة بما تؤل إليه في التخفيف، أو يقرب منه فإن خففت ألفا، أو كالألف فقياسها أن تكتب ألفا أو ياء، أو كالياء أن تكتب ياء أو واوا، أو كالواو أن تكتب واوا أو حذفا بنقل أو إدغام، أو غيره أن تحذف ما لم تكن أولا، فتكتب حينئذ ألفا سواء اتصل بها زائد نحو: سَأَصْرِفُ أو لا نحو: آمَنُوا إشعارا بحالة الابتداء هذا هو القياس في العربية، و خط المصحف، و جاءت أحرف في الكتابة خارجة عن القياس لمعنى مقصود، و وجه مستقيم يعلمه من قدر للسلف قدرهم، و عرف لهم حقهم.

فما خرج: عن القياس من الهمز الساكن المتطرف فمن المكسور ما قبله هَيِّئْ، و يُهَيِّئْ لَكُمْ رسم في بعض المصاحف صور الهمز فيهما ألفا كراهة اجتماع المثلين، و كذا مَكْرَ السَّيِّئِ، و الْمَكْرُ السَّيِّئُ و إنكار الداني كتابة ذلك بالألف تعقبه السخاوي بأنه رآه كذلك في المصحف الشامي، و أيده صاحب النشر بمشاهدته فيه كذلك أيضا، و الوقف على ذلك كله على الوجه القياسي بإبدال الهمزة ياء لسكونها، و انكسار ما قبلها، فلا يجوز بالألف على الرسمي.

و من المتوسط: رئيا* بمريم [الآية: 74] كتبوها بياء واحدة، فحذفوا صورة الهمزة كراهة اجتماع المثلين لأنها لو صورت لكانت ياء.

و من المتوسط المضموم ما قبله تُؤْوِي إِلَيْكَ، و الَّتِي تُؤْوِيهِ كتبوها بواو واحدة خوف اجتماع المثلين كما فعلوه في نحو: داوُدُ فتبدل الهمزة في تؤى*، و تُؤْوِيهِ واوا و في رئيا* ياء مع الإظهار، و الإدغام، و كذلك حذفوها في باب الرؤيا المضموم الراء].

ص: 95


1- حيث وقعت. [أ].

خوف اشتباه الواو بالراء لقربهما شكلا في الخط القديم، أو لتشمل القراءتين، و هو الأحسن كما في النشر، و تسهيله على الوجه القياسي بإبدال الهمزة واوا كما تقدم، و على الرسمي بياء مشددة كقراءة أبي جعفر، و نقل في النشر جوازه عن الهذلي، و غيره، ثم قال: و هو و إن كان موافقا للرسم فإن الإظهار أولى، و أقيس، و عليه أكثر أهل الأداء، و أما حذف الهمزة، و الوقف بياء خفيفة، فلا يجوز.

و من المفتوح: ما قبله فَادَّارَأْتُمْ بالبقرة [الآية: 72] لم يثبتوا الألف بعد الراء و حذفوا الألف بعد الدال تخفيفا و الوقف عليه بوجه واحد و هو إبدال الهمزة ألفا على القياسي و لا يجوز بحذف الألف و كذا امْتَلَأْتِ حذفوا ألفها في أكثر المصاحف و اسْتَأْجِرْهُ، و اسْتَأْجَرْتَ، و يَسْتَأْخِرُونَ غيبة و خطابا للعلم بها كما في الصَّالِحاتِ و لا يجوز الوقف عليها بحذف الألف على الرسم بل بالبدل فقط على القياسي.

و مما خرج: من المتحرك بعد ساكن غير الألف النشأة في ثلاثة مواضع و يَسْئَلُونَ بالأحزاب [الآية: 20] و مَوْئِلًا بالكهف [الآية: 58] و السُّواى بالروم [الآية: 10] و أَنْ تَبُوءَ بالمائدة [الآية: 29] و لَيْسُوا بالأسراء [الآية: 7] لأن القياس حذف صورتها إذ تخفيفها القياسي بالنقل فرسموا النشأة بألف بعد الشين لتحمل القراءتين و كذا أثبتوها في يَسْئَلُونَ في بعض المصاحف، فيجوز الوقف بالألف للرسم على تقدير النقل قال في النشر: و هو وجه مسموع حكاه الحافظ أبو العلاء و هو قوي في النَّشْأَةَ، و يَسْئَلُونَ لرسمهما بالألف انتهى.

و أما: مَوْئِلًا فرسم بالياء اتفاقا و تخفيفه بالنقل، و بالإدغام فقط كما تقدم، و أما إبدالها ياء مكسورة على الرسم فضعيف كما في النشر، و أما: السُّواى فرسمت بالألف بعد الواو، و بعدها ياء هي ألف التأنيث على مراد الإمالة، و تخفيفها بالنقل، و بالإدغام كما تقدم، و أما بين بين فضعيف و أما أن تبوأ فرسمت بالألف و لم تصور متطرفة بعد ساكن بلا خلاف سوى هذه و تخفيفها بالنقل و بالإدغام على القياسي و أما:

لَيْسُوا فرسمت بالألف أيضا على قراءة حمزة و من معه و أما على قراءة نافع و من معه فالألف زائدة كألف قالوا و حذفت إحدى الواوين لاجتماع المثلين و يلحق بذلك هُزُواً، و كُفُّوا رسمت بالواو و تخفيفها بالنقل و بالواو للرسم، و أما لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ فذكره الشاطبي كالداني مما صورت الهمزة فيه ألفا مع وقوعها متطرفة بعد ساكن فتكون مما خرج عن القياس و تعقب بأن الألف زائدة كما كتبت في تَفْتَؤُا و صورة الهمزة محذوفة على القياس و أما لا تَيْأَسُوا، إِنَّهُ لا يَيْأَسُ، أَ فَلَمْ يَيْأَسِ فذكره بعضهم فيما خرج عن القياس و تعقب بأن الألف لا تعلق لها بالهمزة، بل يحتمل أن تكون أثبتت على قراءة البزي، أو زيدت للفرق بين هذه الكلمات و بين يَئِسُوا و يخفف بالنقل و بالإدغام على إجراء الأصلي مجرى الزائد و حكى الهذلي وجها آخر و هو الألف على القلب كالبزي.

ص: 96

و أما: الْمَوَدَّةَ (1) فكتبت بواو واحدة خوف اجتماع المثلين، و حذفت صورة الهمزة فيها على القياس، و تخفيفها بالنقل و بالإدغام لكن يضعف الإدغام للنقل كما في النشر، و كذا مَسْؤُلًا فيخفف بوجه واحد، و هو النقل.

و مما خرج من المتوسط المتحرك بعد الألف، و يكون مفتوحا نحو: أَبْناءَنا، وَ أَبْناءَكُمْ، وَ نِساءَنا، وَ نِساءَكُمْ و لم يرسم له صورة، و مضموما بعد واو نحو:

جاؤُكُمْ، و يُراؤُنَ و مكسورا بعده ياء نحو: إِسْرائِيلَ، وَ اللَّائِي على قراءة حمزة فرسموا بعد الألف في المضمومة واوا واحدة و في المكسورة ياء واحدة، فيحتمل أن تكون المحذوفة صورة الهمزة، و أن تكون الأخرى و اختلف في أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ بالبقرة [الآية: 257] و أَوْلِياؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ، و لَيُوحُونَ إِلى أَوْلِيائِهِمْ بالأنعام [الآية:

128، 121] إِلى أَوْلِيائِكُمْ مَعْرُوفاً بالأحزاب [الآية: 6] نَحْنُ أَوْلِياؤُكُمْ بفصلت [الآية: 31] ففي أكثر العراقية لم تصور و أثبتت في سائر المصاحف و اختلفوا أيضا في جَزاؤُهُ بيوسف [الآية: 74- 75] فعند الغازي لا صورة لها، و التخفيف في جميع ذلك بين بين فقط.

و اتفقوا: على رسم تراء الجمعان بألف واحدة، و اختلف في الثابتة هل هي الأولى، أو الثانية و تخفف بوجه واحد بين بين مع المد و القصر، و الإمالة للهمزة المسهلة لإمالة الألف بعدها المنقلبة عن ياء التي تحذف وصلا للساكنين، و هي لام تفاعل.

و أما المتطرف بعد الألف: و يكون مضموما و مكسورا فالمضموم فيكم شركؤا بالأنعام [الآية: 94] أم لهم شركؤا بالشورى [الآية: 21] في أموالنا ما نشؤا بهود [الآية: 87] فقال الضعفؤا بإبراهيم [الآية: 21] شفعؤا و كانوا بالروم [الآية: 13] و ما دعوا الكافرين بالطول [الآية: 50] لهو البلؤ المبين الصافات [الآية:

106] بلؤا مبين بالدخان [الآية: 33] إنا برؤا بالممتحنة [الآية: 3] جزؤا الظالمين، إنما جزؤا الأولان بالمائدة [الآية: 29، 33] جزؤا سيئة بالشورى [الآية: 40] جزؤا الظالمين بالحشر [الآية: 17] فرسموا صورة الهمز في هذه الثمانية ألفاظ واوا اتفاقا و زادوا بعدها ألفا و لم يرسموا الألف المتقدمة تخفيفا، و يأتي في تخفيفها اثنا عشر وجها تذكر في محالها من الفرش إن شاء اللّه تعالى.

و اختلف: في جزؤا المحسنين بالزمر و جزؤا من تزكى بطه و جزؤا الحسنى بالكهف و علمؤا بني إسرائيل بالشعراء من عباده العلمؤا بفاطر و أنبؤا ما كانوا بالأنعام و الشعراء.

و المكسور: صورة الهمز فيه ياء بعد الألف في الأربعة بلا خلاف و هي ].

ص: 97


1- حيث وقعت. [أ].

من تلقاءى نفسي بيونس و و إيتائ ذي القربى بالنحل من آناء الليل بطه من وراءى حجاب بالشورى إلا أن الألف قبل الياء حذفت من تلقاءى، و إيتائ في بعض المصاحف، و اختلف في بلقاءى ربهم، و لقاءى الآخرة كلاهما بالروم فنص الغازي بن قيس على الياء فيهما، و تخفيفها يأتي في محالها إن شاء اللّه تعالى (1).

و أما: اللائي في السور الثلاث فعلى صورة إلى الجارة كما تقدم لتحتمل القراءات الأربع قال في النشر: فالألف حذفت اختصارا، و بقيت صورة الهمزة عند من حذف الياء و حقق الهمزة أوسطها بين بين، و صورة الياء عند من أبدلها ياء ساكنة.

و أما: عند حمزة و من معه ممن أثبت الهمزة و الياء جميعا فحذفت إحدى الياءين لاجتماع الصورتين و الظاهر أن صورة الهمزة محذوفة، و الثابت هو الياء، و اللّه تعالى أعلم.

و مما خرج: عن القياس من الهمز المتحرك المتطرف المتحرك ما قبله بالفتح كلمات، و تكون الهمزة مضمومة، و مكسورة فالمضمومة رسمت واوا في عشرة تَفْتَؤُا بيوسف يَتَفَيَّؤُا بالنحل أَتَوَكَّؤُا، لا تَظْمَؤُا بطه يَدْرَؤُا عَنْهَا بالنور ما يَعْبَؤُا بِكُمْ بالفرقان الْمَلَؤُا الأول بالمؤمنين و ثلاثة بالنمل الملأ إني، الملأ أفتوني، الملأ أيكم، ينشؤا في الحلية بالزخرف نبؤا* في غير حرف براءة، و هو بإبراهيم، و التغابن نبؤا الذين و بص نبؤا عظيم، و نبؤا الخصم فيها إلا أنه كتب بغير واو في بعض المصاحف و ينبؤا الإنسان بالقيمة على اختلاف فيه، و زيدت الألف بعد هذه الواو في المواضع المذكورة كواو قالوا، فيوقف بالواو على التخفيف الرسمي كما يأتي (2).

و أما: المكسورة فموضع واحد من نبإى المرسلين بالأنعام [الآية: 34] كتب بألف بعدها ياء و صوب في النشر أن الياء صورة الهمزة، و حينئذ يوقف بالياء على الوجه الرسمي.

و خرج عن القياس: من المتوسط المتحرك بعد متحرك نحو: مُسْتَهْزِؤُنَ، و الصابئون، و مالئون، و يَسْتَنْبِئُونَكَ، و لِيُطْفِؤُا، بِرُؤُسِكُمْ، و يطؤن*، و رؤف* و نحو:

خاسِئِينَ، و صابئين*، و مُتَّكِئِينَ مما وقع بعد الهمز فيه واو، أو ياء، فلم يرسم له صورة كراهة اجتماع المثلين، أو لتحمل القراءتين إثباتا، و حذفا، فيوقف على نحو:

مُسْتَهْزِؤُنَ بواو واحدة مع ضم ما قبلها، و حذف الهمز على الرسمي، و على نحو:

خاسِئِينَ بياء واحدة مع الحذف.

و خرج من المفتوح بعد كسر سيئات* في الجمع نحو: كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ فحذفوا صورة الهمز لاجتماع المثلين، و عوضوا عنها إثبات الألف على غير قياسهم في ألفات جمع التأنيث، و أثبتوا صورتها في المفرد نحو: سَيِّئَةً.].

ص: 98


1- انظر الصفحة: (134) و ما بعدها. [أ].
2- انظر الصفحة: (137) و ما بعدها. [أ].

و أما: نحو: مِائَةَ، و مِائَتَيْنِ، و مَلَائِهِ، و مَلَائِهِمْ فرسمت بألف قبل الياء و الألف في ذلك زائدة و الياء فيه صورة الهمز قطعا قال في النشر و تعقب الداني و الشاطبي في نظمهما بزيادة الياء في ملائه و ملائهم.

و خرج: من المضموم بعد كسر نحو: وَ لا يُنَبِّئُكَ، و سَنُقْرِئُكَ فلم يرسم بواو على مذهب الجادة بل رسم بالياء على مذهب الأخفش، فيخفف على الوجه الرسمي بإبداله ياء، و رسم عكسه سُئِلَ، و سئلوا* على مذهب الجادة، و يخفف بوجهين بين الهمزة، و الياء على مذهب سيبويه، و عليه الجمهور، و بإبدالها واوا على مذهب الأخفش (1).

و اختلف: في المفتوح بعد فتح في اطْمَأَنُّوا و في لَأَمْلَأَنَّ أعني التي قبل النون، و في اشْمَأَزَّتْ فرسم في بعض المصاحف بالألف على القياس، و حذفت في أكثرها تخفيفا.

و اختلف: أيضا في أَ رَأَيْتَ، و أَ رَأَيْتُمْ، و أَ رَأَيْتَكُمْ في جميع القرآن فتكتب في بعض المصاحف بالإثبات و في بعضها بالحذف.

و أما رءا في جميع القرآن فبراء و ألف فقط فالألف صورة الهمز إلا في موضعين و هما ما رأى لقد رأى بالنجم فبألف بعدها ياء على لغة الإمالة.

و أما: نا* بسبحان [الآية: 83] و فصلت [الآية: 51] فرسم بالنون و ألف فقط ليحتمل القراءتين فعلى قراءة من قدم المد على الهمز ظاهر و على قراءة الجمهور الألف الثانية صورة الهمزة و الألف المنقلبة هي المحذوفة لاجتماع ألفين.

و خرج من الهمز الواقع أولا (أؤنبئكم) (2) فرسم بواو بعد ألف و كان القياس رسمها ألفا كسائر المبتدآت و لم ترسم واوا في نظيرها أَ أُلْقِيَ، أَ أُنْزِلَ بل كتبت بألف واحدة لئلا يجتمع ألفان و كذا سائر الباب مما اجتمع فيه ألفان نحو:

أَنْذَرْتَهُمْ، أَ أَنْتُمْ و كذا ما اجتمع فيه ثلاث ألفات لفظا نحو: أ آلهتنا* و كذا أَ إِذا، أَ إِنَّا إلا مواضع كتبت بالياء على مراد الوصل و يأتي إن شاء اللّه تعالى ما في جميع ذلك من الأوجه.

و كتبوا يبنؤم بطه [الآية: 94] بواو موصولة بنون ابن مع وصل ابن بيا النداء المحذوفة الألف، فالألف التي بعد الياء هي ألف ابن على الصواب كما في النشر، و أما موضع الأعراف فكتبت همزة أم ألفا مفصولة قلت: و هذا من المتوسط بغيره، فيوقف عليه بوجهين التحقيق، و التسهيل كالواو على القياسي.].

ص: 99


1- الأخفش هو هارون بن موسى (الأخفش الدمشقي). (ت 292 ه). النشر: (1/ 145). [أ].
2- حيث وقعت. [أ].

و كتبوا هؤُلاءِ (1) بواو موصولة بها التنبيه فحذف ألفه كما في يأيها، فتخفيفه القياسي كالواو، و الرسمي واو لكنه لا يجوز كما يأتي في محله.

و أما: ها أَنْتُمْ (1) فقال الجعبري دخل حرف التنبيه على المضمر، و الألف صورة الهمزة فتخفيفه على القياسي كالألف و على الرسمي ألف، فيجتمع ألفان كجاء و ربما منع إذ ليس طرفا، و يضعف على أصله جعلها بدلا عن همزة الاستفهام انتهى.

و أما: هاؤُمُ بالحاقة [الآية: 19] فليس من باب هؤُلاءِ لأن همزة هاؤُمُ متوسطة حقيقة لأنها تتمة كلمة (ها) بمعنى خذ و ليست من قبيل المتوسط بزائد، و هي اسم فعل بمعنى خذ، و تناول، فليس فيها إلا التسهيل كالواو، و قال مكي: أصلها هاوموا بواو و إنما كتبت على لفظ الوصل و لا يحسن الوقف عليها لأنه إن وقف على الأصل بالواو خالف الرسم و إن وقف بغيرها خالف الأصل و تعقب بأن الواو فيه ليست ضميرا و إنما هي صلة ميم الجمع و أصل ميم الجمع الضم، و الصلة و تسكن و تحذف تخفيفا، و رسم جميعه بغير واو و كذلك الوقف عليه فلا فرق بين هاؤُمُ اقْرَؤُا، وَ أَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ في الرسم، و الوقف، فتسهل همزة هاؤُمُ بين بين بلا خلاف، و يوقف على الميم من غير نظر.

و خرج: من المضموم بعد فتح و لاوصلبنكم بطه [الآية: 71]، و الشعراء [الآية: 49] فكتبت في بعضها بالواو بعد الألف و مثله سأوريكم ثم قيل الواو زائدة و الألف صورة الهمز و به قطع الداني كما في النشر ثم قال فيه و الظاهر أن الزائد في ذلك هو الألف و أن صورة الهمزة هو الواو قال و الدليل على ذلك زيادة الألف في نظير ذلك و هو لَأَذْبَحَنَّهُ، و لأاوضعوا.

و خرج: من المكسور بعد فتح لئن*، و يَوْمَئِذٍ، و حِينَئِذٍ فرسمت صورة الهمزة فيه ياء موصولة بما قبلها كلمة واحدة و كذا صورت في أَ إِنَّكُمْ بالأنعام، و النمل، و ثاني العنكبوت، و فصلت، و أَ إِنَّ لَنا، لَأَجْراً بالشعراء و أَ إِنَّا لَمُخْرَجُونَ بالنمل و أَ إِنَّا لَتارِكُوا بالصافات و أَ إِذا مِتْنا بالواقعة و أَ إِنْ ذُكِّرْتُمْ بيس أَ إِفْكاً بالصافات ففي مصاحف أهل العراق بالياء موصولة كذلك و في غيرها بألف واحدة و كذا سائر الباب و أما: أ فائن مات بآل عمران [الآية: 144] أ فائن مت بالأنبياء [الآية: 34] فرسمت بياء بعد الألف أيضا و صوب في النشر كون الياء صورة الهمز و الألف زائدة و أما أئمة فليست من هذا الباب لأن الهمزة فيه ليست أولا و إن كانت فاء.

و خرج: من المفتوح بعد لام التعريف آلن موضعي يونس، و في جميع القرآن فحذفت الهمزة في ذلك إجراء للمبتدأة مجرى المتوسطة و اختلف: في ].

ص: 100


1- حيث وقعت. [أ].

فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ بالجن [الآية: 9] ففي بعضها بالألف و هي صورة الهمز لأن الألف التي بعدها محذوفة على الأصل اختصارا.

و منه: أعني المفتوح بعد لام التعريف ليكة بالشعراء [الآية: 176] و ص [الآية: 13] ففي جميعها بغير ألف بعد اللام و قبلها لتحتمل القراءتين و خرج من المفتوح بعد كسر بائيكم المفتون، و بائيد فرسم بألف بعد الباء الموحدة و ياءين بعدها و الألف هي الزائدة كزيادتها في مائة و الياء بعدها صورة الهمزة على ما صوبه صاحب النشر.

و أما: بائية، و بائيتنا فرسم في بعضها بألف بعد الموحدة، و ياءين بعدها، فذهب جماعة إلى زيادة الياء الواحدة كذا في النشر أي: فتكون الألف صورة الهمز، و يأتي بيان الوقف على ذلك في محاله إن شاء اللّه تعالى.

فصل

فصل

يجوز الروم، و الإشمام في الهمز المخفف بأنواع التخفيف المتقدم ما لم تبدل الهمزة المتطرفة فيه حرف مد، و ذلك شامل لأربع صور (1).

الأولى: فيما نقل إليه حركة الهمز نحو: الْمَرْءِ، و دِفْ ءٌ، و سُوءَ، و شَيْ ءٍ فترام الحركة المنقولة و تشم بشرطه.

الثانية: فيما خفف بالإبدال ياء و أدغم فيه ما قبله نحو برى ء و النسي ء أو واوا و أدغم فيه ما قبله نحو: قُرُوءٍ، و سُوءَ، و شَيْ ءٍ عند من أدغمه ففيه: الروم، و الإشمام كذلك.

الثالثة: ما أبدلت الهمزة المتحركة فيه واوا، أو ياء على التخفيف الرسمي نحو الْمَلَؤُا، و الضعفؤا، و من نبإى المرسلين، و إيتائي.

الرابعة: ما أبدل كذلك على مذهب الأخفش نحو: لُؤْلُؤٌ، و يُبْدِئُ أما: المبدل حرف مد فإنه لا يدخله روم و لا إشمام نحو: اقْرَأْ، و نبي* مما سكونه لازم، و نحو:

يبدى*، و إِنِ امْرُؤٌ، مِنْ شاطِئِ، يَشاءُ من الذي سكونه عارض لأن هذه الحروف لا أصل لها في الحركة نعم يجوز الروم بالتسهيل في الهمز إذا كان طرفا متحركا و قبله متحرك نحو: يبدأ، و يبدى، و اللُّؤْلُؤُ و كذلك إذا كان طرفا متحركا و قبله ألف إذا كان مضموما أو مكسورا نحو: يَشَأْ، و الما، و الدعا، و من السما، و من ما* فإذا رمت حركة الهمزة في ذلك تسهلها بين بين تنزيلا للنطق ببعض الحركة و هو الروم منزلة النطق بجميعها فتسهل، و هو مذهب أبي الفتح فارس و سبط الخياط و الشاطبي، و كثير من القراء و بعض النحاة، و أنكره جمهورهم قالوا لأن سكون الهمز وقفا يوجب الإبدال حملا على الفتحة قبل الألف فهي تخفف تخفيف الساكن لا تخفيف المتحرك، فلا يجوز على هذا الإبدال قال به صاحب العنوان، و غيره، و ضعفه الشاطبي و من تبعه، و عدوه شاذا، و الصواب كما

ص: 101


1- للمزيد انظر النشر في القراءات العشر للعلامة محمد بن الجزري: (1/ 463). [أ].

في النشر: صحة الوجهين جميعا، و ذهب ابن شريح، و مكي في آخرين إلى التفصيل فأجازوه فيما صورت فيه الهمز واو، أو ياء دون غيره.

و تقدم: أن هشاما من طريق الحلواني بخلف عنه يسهل الهمز المتطرف خاصة وقفا في جميع الباب مثل ما يسهله حمزة من غير فرق و موافقة الأعمش بخلفه لحمزة في جميع الباب متطرفا، و غيره، و الباقون بالتحقيق في الحالين هذا ما قدر إيراده من هذا الباب على سبيل الإجمال، و سيأتي معظم مسائله مفصلة بوجوهها في محالها من الفرش إن شاء اللّه تعالى (1).

باب الفتح و الإمالة

اشارة

باب الفتح و الإمالة

الفتح هنا عبارة عن فتح الفم بلفظ الحرف إذ الألف لا تقبل الحركة و يقال له:

التفخيم و ربما قيل له النصب و ينقسم إلى شديد و هو نهاية فتح الفم بالحرف و يحرم في القرآن، و إنما يوجد في لغة العجم، و متوسط، و هو ما بين الشديد، و الإمالة المتوسطة، و الإمالة أن تنحي بالفتحة نحو الكسرة و بالألف نحو الياء كثيرا و هي المحضة و يقال لها الكبرى و الإضجاع و البطح و هي المرادة عند الإطلاق، و قليلا و هو بين اللفظين و يقال له: التقليل و بين و بين، و الصغرى و يجتنب في الإمالة المحضة القلب الخالص، و الإشباع المبالغ فيه.

ثم إن الفتح و الإمالة لغتان فصيحتان نزل بهما القرآن و الفتح لغة أهل الحجاز و الإمالة لغة عامة أهل نجد من تميم و أسد، و قيس و اختلف في الأولى منهما، و اختار الداني التقليل، و هل الإمالة فرع عن الفتح، أو كل منهما أصل ذهب إلى الأول جماعة و إلى الثاني آخرون، و الإمالة في الفعل أقوى منها في الاسم لتمكنها في التصريف، و هي دخيلة في الحرف لجموده، و لذا قلت فيه (2).

ص: 102


1- انظر الصفحة: (159) و ما بعدها.
2- و أسباب الإمالة ثمانية: كسرة موجودة في اللفظ قبلية أو بعدية كالناس و النار و الربا و كلاهما و مشكاة. أو عارضة في بعض الأحوال نحو طاب و جاء و شاء و زاد لأن الفاء تكسر منها إذا اتصل بها الضمير المرفوع. أو ياء موجودة في اللفظ نحو لا ضير فإن الترقيق قد يسمى إمالة. أو انقلاب عنها نحو رمى. أو تشبيه بالانقلاب عنها كألف التأنيث. أو تشبيه بما أشبه المنقلب عن الياء نحو موسى و عيسى. أو ما جاوره إمالة و تسمى إمالة لأجل إمالة نحو تراءى أعني ألفها الأولى و كذا إمالة نون نأى وراء رأى. أو تكون الألف رسمت ياء و إن كان أصلها الواو كضحى. و كلها ترجع إلى شيئين كسرة أو ياء. و وجوهها ترجع إلى مناسبة أو إشعار. فالمناسبة فيما أميل بسبب موجود في اللفظ و فيما أميل لإمالة غيره كأنهم أرادوا أن يكون عمل اللسان و مجاورة النطق بالحرف الممال و بسبب الإمالة من وجه واحد على نمط واحد. و الإشعار ثلاثة أقسام: إشعار بالأصل و ذلك في الألف المنقلبة عن ياء أو واو مكسورة. و إشعار بما يعرض في الكلمة في بعض المواضع من ظهور كسرة أو ياء حسبما تقتضيه

و القراء: فيها على أقسام منهم من أمال و منهم من لم يمل و الأول قسمان مقل، و هم: قالون، و الأصبهاني عن ورش، و ابن عامر، و عاصم، و مكثر و هم: الأزرق عن ورش، و أبو عمرو، و حمزة و الكسائي، و كذا خلف وافقهم، الأعمش، و أصل حمزة، و الكسائي، و كذا خلف الكبرى، وافقهم الأعمش، و أصل الأزرق الصغرى أما أبو عمرو فمتردد بينهما جمعا بين اللغتين.

فأما: حمزة و الكسائي و كذا خلف و وافقهم الأعمش فأمالوا كل ألف منقلبة عن ياء تحقيقا حيث وقعت في اسم، أو فعل إمالة كبرى من غير قلب خالص، و لا إشباع مفرط كما تقدم وصلا، و وقفا، فالأسماء نحو: الْهُدَى، و الْهَوى ، و الزنا، و مَأْواهُ، و مَثْواكُمْ و نحو: أَدْنى ، و أَزْكى ، و الْأَعْلى ، و الْأَتْقَى، وَ مُوسى ، وَ يَحْيى ، وَ عِيسى و الأفعال نحو: أَتَى، و أَبى ، و سَعى ، و يَخْشى ، و يَرْضى ، فَسَوَّى، و اجْتَباهُ، و اسْتَعْلى و قد خرج بقيد التحقيق نحو: الْحَياةِ، وَ مَناةَ للاختلاف في أصلهما و بمنقلبة الزائدة نحو:

قائِمٌ و بعن ياء نحو: عَصايَ، و دَعاهُ و تعرف ذوات الياء من الأسماء بالتثنية، و من الأفعال بإسناد الفعل إلى المتكلم، أو المخاطب فإن ظهرت الياء فهي أصل الألف، و إن ظهرت الواو فهي أصلها تقول في اليائي من الأسماء في نحو: فَتًى، فَتَيانِ و في هُدىً، هديان و في عُمْيٌ، عميان و في: مولى*، موليان و في: مَأْواهُ، مأويان ئ و في الواوي منها في: أب*، أبوان و في: أَخٌ، إِخْوانَ و صَفًّا، صَفْوانٍ و سَنا، سنوان، و عصا عصوان و تقول في اليائي من الأفعال في نحو: رَمى ، رَمَيْتَ، وَ سَعى ، سعيت، و سقى، سَقَيْتَ، و اشْتَرى ، اشتريت، و اسْتَعْلى ، استعليت، و ارْتَضى ، ارتضيت و في الواوي منها في نحو: دَعا، دَعَوْتُ، و في عَفا، عفوت، و نَجا، نَجَوْتَ، و دَنا، دنوت، و عَلا، علوت، و بَدا، بدوت، و خَلا، خلوت فلو زاد الواوي على ثلاثة أحرف فإنه يصير يائيا، و ذلك كالزيادة في الفعل بحروف المضارعة، و آلة التعدية نحو: يَرْضى مثلا لأن أصله يرضوا فلما وقعت الواو رابعة متطرفة قلبت ياء ثم قلبت الياء ألفا لتحركها، و انفتاح، ما قبلها و يُدْعى ، و يَتَزَكَّى، و زَكَّاها، و تَزَكَّى و نَجَّانَا، و أنجاه، و تُتْلى ، و تَجَلَّى، فَمَنِ اعْتَدى ، فَتَعالَى اللَّهُ، مَنِ اسْتَعْلى .

و كذا يميلون: أفعل في الأسماء نحو: أَدْنى ، و أَرْبى ، و أَزْكى ، و أعلى* لأن لفظ الماضي من ذلك كله يظهر فيه الياء إذا رددت الفعل إلى نفسك نحو: أركيت، و أنجيت، و ابتليت و أما فيما لم يسم فاعله نحو: يُدْعى فلظهور الياء في: دعيت، و يدعيان، فظهر أن الثلاثي المزيد يكون اسما نحو: أَدْنى ، و فعلا ماضيا نحو:

**-***

التصاريف دون الأصل كما في طاب و غزا. و إشعار بالشبه المشعر بالأصل و ذلك إمالة هاء التأنيث.

و فائدتها سهولة اللفظ. و ذلك أن اللسان يرتفع بالفتح و ينحدر بالإمالة و الانحدار أخف عليه من الارتفاع و من فتح فكان راعى الأصل أو كون الفتح أمكن. ا ه.

ص: 103

ابْتَلى ، و أنجى و مضارعا مبنيا للفاعل نحو: يَرْضى و للمفعول نحو: يُدْعى (1).

و كذا أمالوا: ألفات التأنيث و هي كل ألف زائدة رابعة، فصاعدا دالة على مؤنث حقيقي، أو مجازي، و تكون في فعلى بضم الفاء، أو كسرها، أو فتحها نحو: طُوبى ، وَ بُشْرى ، و قصوى، و الْقُرْبى ، وَ الْأُنْثى ، و الدُّنْيا، و إِحْدَى، وَ ذِكْرى ، و سيما، و ضِيزى ، و موتى، وَ يَرْضى ، وَ السَّلْوى ، وَ التَّقْوى ، و دعوى و ألحقوا بذلك مُوسى ، وَ عِيسى ، وَ يَحْيى إذ هي أعجمية، و إنما يوزن العربي لكنها مندرجة عند حمزة، و من معه تحت أصل ما رسم بالياء إنما الإشكال في تقليلها لأبي عمرو، و وجهه بعضهم بأنها قد توزن لكونها قربت من العربية بالتعريب فجرى عليها شي ء من أحكامها و عليه يحمل قول بعض شراح الحراز إنها فعلى و فعلى و فعلى.

و كذا أمالوا: ما كان على وزن فعالي بضم الفاء و فتحها نحو: أُسارى ، و سُكارى ، و كُسالى ، و يَتامَى، و نَصارى ، و الْأَيامى ، و الْحَوايا و كذا كل ألف متطرفة رسمت في المصاحف ياء في الأسماء، و الأفعال نحو: مَتى ، و بَلى ، و يا أَسَفى ، و يا وَيْلَتى ، يا حَسْرَتى ، وَ عَسى ، وَ أَنِّي الاستفهامية و تعرف بصلاحية كيف، أو أين، أو متى مكانها و استثنى: من ذلك خمس كلمات فلم تمل بحال، و هي لَدَى، و إِلى ، و حَتَّى، و عَلى ، و ما زَكى مِنْكُمْ.

و كذا أمالوا: من الواوي شَدِيدُ الْقُوى ، و الْعَلِيُّ، و الرِّبَوا كيف وقع و الضُّحى كيف جاء مما أوله مكسور، أو مضموم قيل لأن من العرب من يثنى ما كان كذلك بالياء و إن كان واويا فيقول ربيان ضحيان فرارا من الواو إلى الياء لأنها أخف حيث ثقلت الحركات بخلاف المفتوح (2) و اتفقوا: على فتح الثلاثي في غير ذلك نحو:

فَدَعا رَبَّهُ، عَلا فِي الْأَرْضِ، عَفَا اللَّهُ، خَلا بَعْضُهُمْ، إِنَّ الصَّفا، شَفا حُفْرَةٍ، سَنا بَرْقِهِ، أَبا أَحَدٍ لكونها واوية، و رسمها بالألف.

و كذا أمالوا: ألفات فواصل الآي المتطرفة تحقيقا، أو تقديرا واوية، أو يائية أصلية، أو زائدة في الأسماء، و الأفعال إلا ما يأتي إن شاء اللّه تعالى تخصيصه بالكسائي، و إلا المبدلة من التنوين مطلقا و ذلك في إحدى عشرة سورة: طه، و النجم، و سأل، و القيامة، و النازعات، و عبس، و سبح، و الشمس، و الليل، و الضحى، و العلق، و لكن هذه السور منها ثلاث عمت الإمالة فواصلها و هي: سبح، و الشمس، و في المدني الأول، فعقروها، رأس آية و لا يمال: و الليل، و باقي السور أميل منها القابل للإمالة، فالممال بطه من أولها إلى طغى قال: إلا وَ أَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي ثم من، يا مُوسى ).

ص: 104


1- هذه الكلمات حيث وقعت في القرآن الكريم فهي كما ذكرها المؤلف رحمه اللّه تعالى. [أ].
2- و قال مكي مذهب الكوفيين أن يثنوا ما كان من ذوات الواو مضموم الأول أو مكسورة بالياء. و قال في النشر. و قوى هذا السبب سبب آخر و هو الكسرة قبل الألف في الربا و كون الضحى و ضحاها و القوى و العلى رأس آية فأميل للتناسب. ا ه التبصرة في القراءات السبع (370).

إلى لِتَرْضى إلا عَيْنِي، و ذِكْرَى، و ما غَشِيَهُمْ ثم حَتَّى يَرْجِعَ، إِلَيْنا مُوسى ممال. ثم: من إلا إبليس أبى إلى آخرها إلا بصيرا، و في النجم: من أولها، إلى النذر الأولى إلا من الحق شيئا، و في سأل من، لظى إلى: فأوعى، و في القيامة من: صلى إلى: آخرها، و في النازعات من حديث موسى، إلى آخرها إلا لأنعامكم، و في عبس من أولها إلى تلهى، و في الضحى من أولها إلى فأغنى، و في العلق من: ليطغى إلى يرى (1).

ثم: إن كل مميل إنما يعتد بعدد بلده فحمزة، و الكسائي و خلف وافقهم الأعمش يعتبرون الكوفي و أبو عمرو، و من معه يعتبرون المدني الأول لعرضه على أبي جعفر فعند الكوفي طه. رأس آية وَ لَقَدْ أَوْحَيْنا إِلى مُوسى عدها الشامي فقط مِنِّي هُدىً، زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا المدنيان و المكي و البصري و الشامي وَ إِلهُ مُوسى المدني الأول و المكي عَنْ مَنْ تَوَلَّى الشامي مَنْ طَغى البصري و الشامي و الكوفي اسْتَغْنَى و يَسْعى كلاهما رأس آية الْأَشْقَى كذلك- مَنْ أَعْطى ليس برأس آية بل وَ اتَّقى ، وَ اسْتَغْنَى، و الْأَشْقَى، و الْأَتْقَى، و رَبِّهِ الْأَعْلى و كذا وَ الضُّحى رأس آية أَ رَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى عدها كلهم، إلا الشامي إذا علمت هذا فاعلم أن قوله في طه لتجزى كل نفس و فألقاها، و عصى آدم، و حشرتني أعمى، و في النجم إذ يغشى، و من تولى، و اعطى قليلا، و أغنى، و فغشاها، و في القيمة أولى لك و ثم أولى لك و في الليل من أعطى و لا يصليها يفتح جميع ذلك أبو عمر و لأنه ليس برأس آية ما عدا موسى عند من قلله له و الأزرق أيضا يفتح جميعه من طريق أبي الحسن بن غلبون و مكي و ابن بليمة و من سيذكر معهم و يقلله من طريق التيسير و العنوان و فارس بن أحمد و من يذكر معهم و يترجح له الفتح في لا يصلاها لتغليظ اللام كما يأتي في باب اللامات إن شاء اللّه تعالى (2).

فصل

فصل

اختص الكسائي وحده مما تقدم بإمالة أَحْياكُمْ، و فَأَحْيا بِهِ، و أَحْياها حيث وقع إذا لم يكن منسوقا أو نسق بثم، أو الفاء فقط فإن نسق بالواو فاتفق: حمزة، و الكسائي، و كذا خلف على إمالته و هو في موضع النجم فقط أَماتَ، و أَحْيَا وافقهم الأعمش و أمال الكسائي وحده أيضا الألف الثانية من خطايا حيث وقع نحو: خَطاياكُمْ، و خَطاياهُمْ، خَطايانا و هو جمع خَطِيئَةً (3)، و مَرْضاتِي، و مَرْضاتِ حيث وقع و هي

ص: 105


1- للمزيد انظر النشر في القراءات العشر: (2/ 32). [أ].
2- انظر الصفحة: (98). [أ].
3- أي المهموز فأصلها في أحد قولي سيبويه خطابي فهمزت الياء على حدّ صحائف فاجتمع همزتان فقلبت الثانية ياء لانكسار ما قبلها ثم فتحت الكسرة تخفيفا فانقلبت الياء ألفا لتحركها و انفتاح ما قبلها ثم قلبت الهمزة ياء. و قال الفراء جمع خطيّة المبدلة كهدية. و قال الكوفيون فعالى فهي مخصصة من ألف التأنيث ا ه.

مخصصة من ذوات الواو، و حَقَّ تُقاتِهِ بآل عمران و خرج منهم تُقاةً، و قَدْ هَدانِ بالأنعام، و خرج بقيد قد إِنَّنِي هَدانِي، و لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدانِي، و اجْتَباهُ وَ هَداهُ، وَ مَنْ عَصانِي بإبراهيم، و خرج وَ عَصى آدَمُ، و أَنْسانِيهُ بالكهف و خرج منه فَأَنْساهُ، و آتانِيَ الْكِتابَ بمريم فَما آتانِيَ اللَّهُ بالنمل، و هو مخصص من مزيد الياء و أَوْصانِي بِالصَّلاةِ بمريم، و هو مخصص من ذوات الياء، و خرج عنه وَ وَصَّى بِها، و مَحْياهُمْ بالجاثية و خرج مَحْيايَ، و دَحاها بالنازعات، و تَلاها، و طَحاها بالشمس و إِذا سَجى بالضحى.

و أمال: الكسائي أيضا و كذا خلف الرُّؤْيَا المعرف بأل بيوسف، و الصافات، و الفتح، و كذا موضع الإسراء إذا وقف عليه.

و أمال: الكسائي و كذا إدريس من طريق الشطي رؤياى المضاف إلى ياء المتكلم و هو موضعان بيوسف (1).

و أمال: الدوري عن الكسائي، و كذا إدريس من طريق الشطي رُؤْياكَ المضاف للكاف و هو أول يوسف، و خرج ذو اللام فخلف إدريس خاص بالمجرد من أل و إليه الإشارة بقول الطيبة:

و خلف إدريس برؤيا لا بأل (2) و أمال: الدروي فقط هُدايَ المضاف للياء، و هو بالبقرة و طه و مَثْوايَ المضاف للياء أيضا بيوسف و خرج عنه أكرمي مثواه، و مثواكم و هو مخصص من ذوات الياء و محياي المضاف للياء آخر الأنعام، و خرج مَحْياهُمْ و الألف الثانية من آذانِهِمْ المجرورة، و هو سبع مواضع بالبقرة، و الأنعام، و الإسراء، و موضعي الكهف، و بفصلت، و نوح، و آذانِنا بفصلت، و طغيانهم، و خرج طُغْياناً، و بارِئِكُمْ موضعي البقرة، وَ سارِعُوا بآل عمران فقط و نُسارِعُ لَهُمْ، و يُسارِعُونَ سبعة مواضع اثنان بآل عمران و ثلاثة بالمائدة، و في الأنبياء، و المؤمنين، و الجوار ثلاث بالشورى [الآية: 32] و الرحمن [الآية: 24] و التكوير [الآية: 16] و كَمِشْكاةٍ بالنور [الآية: 35].

و أمال: أيضا لكن بخلف عنه الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ بالحشر [الآية: 24] أجراه مجرى بارِئِكُمْ كذا رواه عنه جمهور المغاربة و هو الذي في الشاطبية و غيرها و رواه عنه بالفتح منصوصا أبو عثمان الضرير و هو الذي فيه أكثر الكتب و الوجهان صحيحان عن الدوري كما في النشر.

و اختلف: عنه أيضا في يُوارِي، و فَأُوارِيَ كلاهما بالمائدة [الآية: 31] و].

ص: 106


1- ستأتي الخلافات في فرش الحروف ص: (159) و ما بعدها. [أ].
2- و رقمه في متن الطيبة: (325). [أ].

يُوارِي بالأعراف [الآية: 26] و فَلا تُمارِ بالكهف [الآية: 22] فروى عنه أبو عثمان الضرير إمالتها نصا و أداء، و روى عنه الفتح جعفر بن محمد النصيبي، و جعفر هذا هو طريق التيسير، فذكره للإمالة في حرفي المائدة حكاية أراد بها مجرد الفائدة على عادته لكن تخصيصه لحرفي المائدة دون الأعراف لأوجه له كما في النشر، و لذا تعقب فيه الشاطبي في ذكره حرفي المائدة، ثم في تخصيصه لهما كالداني دون حرف الأعراف، و الحاصل أن إمالتهما ليست من طرق الشاطبية كأصلها إذ لا تعلق لطريق أبي عثمان الضرير بطريق التيسير كالحرز.

و أمال: الدوري أيضا من طريق أبي عثمان الضرير الألف الواقعة بعد عين فعالى لأجل إمالة الألف بعد اللام فهي إمالة لإمالة من يَتامَى، و كُسالى ، و أُسارى ، و نَصارى ، وَ النَّصارى ، و سُكارى (1) و فتحها الباقون عن الدوري في الألفاظ الخمسة.

تنبيه: قولهم هنا لأجل إمالة الألف الخ ... يؤخذ منه أنه إذا امتنع إمالة الألف الثانية لعارض كالتقاء الساكنين نحو: النَّصارى الْمَسِيحُ، و يَتامَى النِّساءِ حال الوصل يمتنع إمالة الألف الأولى بعد العين حينئذ لأنها إنما أميلت تبعا لما بعدها و صرح بذلك في الأصل تبعا للنشر لكن عورض ذلك بإمالة حمزة و خلف الراء من تراءى الجمعان وصلا مع أن إمالتها لأجل إمالة الألف التي هي لام الكلمة لانقلابها عن ياء إذ أصلها ترآءى كتفاعل و قد امتنعت الإمالة فيها أعني الألف الثانية لالتقاء الساكنين، و وجهوا إمالة الراء في الوصل باستصحاب حكم الوقف فكان قياسه إمالة الألف الأولى هنا عملا باستصحاب حكم الوقف أيضا، و أجاب عنه شيخنا رحمه اللّه تعالى بعد صحة الرواية بأن الراء خواص في هذا الباب ليست لغيرها كما يعلم ذلك من سير كلام في الباب، فقوى استصحاب حكم الوقف بها، و لا كذلك ما هنا.

فصل

فصل

و قرأ: أبو عمرو كحمزة، و الكسائي، و خلف بإمالة كل ألف بعد راء في فعل كاشترى، و تَرَى، و أَرَى، فَأَراهُ، يُفْتَرى ، تَتَمارى ، يَتَوارى أو اسم للتأنيث كبشرى، و ذِكْرَى، و أَسْرى ، و الْقُرى ، وَ النَّصارى ، و سُكارى ، و أُسارى إمالة كبرى وافقهم اليزيدي و الأعمش.

و اختلف: عن أبي عمرو و أبي بكر في يا بُشْرى بيوسف [الآية: 19] فالفتح عن أبي عمرو رواية عامة أهل الأداء و به قطع في التيسير، و رواه عن أبي بكر يحيى بن آدم من أكثر طرقه، و الإمالة المحضة عن أبي عمرو، و رواها عنه جماعة منهم ابن مهران، و الهذلي، و رواها عن أبي بكر العليمي من أكثر طرقه، و قلله عن أبي عمرو بعضهم، و هو

ص: 107


1- حيث وقعت. [أ].

أحد الوجهين له في: التذكرة، و التبصرة، و الثلاثة لأبي عمرو في الشاطبية كالطيبة، و في النشر الفتح أصح رواية، و الإمالة أقيس على أصله وافقه اليزيدي على الثلاثة.

و اختلف: عن ابن ذكوان في هذا الباب أعني الراء فأماله عنه الصوري و فتحه عنه الأخفش.

و اختلف: عن الأخفش عن ابن ذكوان في أدراك، و أَدْراكُمْ حيث وقع فأماله عنه ابن الأخرم، و هو الذي في الهداية، و غيرها، و فتحه عنه النقاش، و هو الذي في التجريد، و غيره.

و قرأ: أبو بكر بإمالة أَدْراكُمْ بيونس [الآية: 16] فقط و اختلف عنه في غيره فروى عنه العراقيون الفتح و روى عنه جميع المغاربة الإمالة.

و وافقهم: حفص على إمالة مَجْراها بهود [الآية: 41] و لم يمل في القرآن العظيم غيره للأثر.

فصل

فصل

و قرأ ورش من طريق الأزرق بالتقليل في جميع ما ذكر من ذوات الراء و اختلف: عنه في وَ لَوْ أَراكَهُمْ بالأنفال [الآية: 43] ففتحه عنه بعضهم لبعد ألفه عن الطرف و به قرأ الداني على ابن خاقان و ابن غلبون و قال في تمهيده إنه الصواب و أطلق الخلاف عنه في الشاطبية كالطيبة و صحح في النشر الوجهين عنه.

و قرأ: الأزرق أيضا باتفاق بالتقليل في ألفات رءوس الآي في فواصل السور الإحدى عشرة المتقدمة سواء كانت من ذوات الياء نحو الْهُدَى، و يَخْشى أو الواو نحو: الضُّحى ، و الْقَوِيُّ و استثنوا من الاتفاق ما اتصل به هاء مؤنث و ذلك في:

النازعات، و الشمس، سواء كان واويا نحو: دَحاها، و ضُحاها، و تَلاها، و طَحاها أو يائيا نحو: بَناها، و سَوَّاها فاختلف فيه فذهب جماعة كصاحب العنوان و فارس و الخاقاني إلى إطلاق التقليل فيها كغيرها من الفواصل، و ذهب آخرون كالمهدوي، و مكي، و ابن شريح، و ابن بليمة (1) و ابن غلبون، و غيرهم إلى الفتح، و به قرأ الداني على أبي الحسن، و هو الذي عول عليه في التيسير، و لا خلاف عنه في تقليل ما كان من ذلك رائيا. و هو: ذِكْراها النازعات [الآية: 43] و إلى جميع ذلك أشار في الطيبة بقوله:

ص: 108


1- هذا على ظاهر النشر و الذي وجدته في تلخيصه تقليل ذلك قولا واحدا إلا ما كان من ذلك في سورة أواخر آيها ها فالفتح و مذهبه التوسط و القصر في الهمز مطلقا. و على ذلك فما سيأتي في التفريع من القليل و القصر لا داعي إليه على التحقيق. و أيد ذلك العلامة المتولي في روضه فارجع إليه إن شئت.

و قلل الرا و رءوس الآي جف و ما به ها غير ذي الرا يختلف

(1) مع ذات ياء مع أراكهم و أما قول السخاوي إن هذا القسم ينقسم ثلاثة أقسام: ما لا خلاف عنه في إمالته نحو (ذكراها) و ما لا خلاف عنه في فتحه نحو (ضحاها) من ذوات الواو و ما فيه الوجهان و هو ما كان من ذوات الياء و تبعه على ذلك بعض شراح الحرز فتعقبه في النشر بأنه تفقه لا يساعده عليه رواية بل الرواية اطلاق الخلاف في الواوي و اليائي كما تقرر.

و اختلف أيضا عن ورش من طريق الأزرق في غير الفواصل من اليائي، و هو كل ألف انقلبت عن الياء، أو ردت إليها، أو رسمت بها مما أماله حمزة و الكسائي، أو انفرد به الكسائي أو أحد راوييه على أي وزن نحو (هدى، و الزنا، بالزاي، و نأى، و أتي، و رمى، و هداي و محياي، و أسفى، و أعمى، و خطايا، و تقاته، و متى، و أناه، و مثوى، و المأوى و الدنيا، و طوى، و الرؤيا، و موسى، و عيسى، و يحيى، و بلى، و كسالى، و يتامى) فروي عنه التقليل في ذلك كله صاحب العنوان، و المجتبي، و فارس، و ابن خاقان، و الداني في التيسير، و غيرهم، و روى عنه الفتح طاهر بن غلبون، و أبوه أبو الطيب، و مكي، و ابن بليمة (2) و صاحب الكافي، و الهادي، و الهداية، و التجريد، و غيرهم، و أطلق الوجهين الداني في جامعه، و غيره، و الشاطبي، و الصفراوي، و غيرهم، و تقدمت الإشارة إليهما بقول الطبية مع ذات ياء و صححهما في النشر، و أجمعوا له على الفتح (مرضاتي، و مرضات، و مشكاة) لكونهما واويين و أما (الربوا) بالموحدة، و كلاهما:

فالجمهور على فتحهما وجها واحدا لكون الربوا واويا، و إنما أميل ما أميل من الواوي لكونه رأس آية، و قد ألحق بعضهم (الربا) و كلاهما بنظائرهما من (القوى، و الضحى) فقالوا هما و هو صريح العنوان، و ظاهر جامع البيان لكن في النشر أن الفتح هو الذي عليه العمل، و لا يوجد نص بخلافه، و قد اختلف في ألف كلاهما، فقيل عن واو لإبدال الفاء منها في (كلتا) فلهذا رسمت ألفا و عللت إمالتها بكسرة الكاف و قيل عن ياء لقول سيبويه لو سميت بها لقلبت ألفها في التثنية ياء فالإمالة للدلالة عليها و يأتي التنبيه عليها في الإسراء و أما كلتا فسيأتي الكلام عليها إن شاء اللّه تعالى في الكهف.

و أجمع من روى الفتح عن الأزرق في اليائي على تقليل (رأى) و بابه فيما لم يكن بعده ساكن وجها واحدا إلحاقا له بذوات الراء لأجل إمالة الراء قبلها.

و الحاصل أن غير ذوات الراء للأزرق فيه ثلاث طرق: الأولى: التقليل مطلقا رءوس الآي، و غيرها سواء كان فيها ضمير، أو لم يكن، و هو مذهب صاحب العنوان،ه.

ص: 109


1- و رقمه في متن الطيبة: (300). [أ].
2- تقدم ما فيه فإن رجع إليه.

و شيخه، و أبي الفتح، و ابن خاقان الثانية: التقليل في رءوس الآي فقط سوى ما فيه ضمير و كذا ما لم يكن رأس آية، و هو مذهب أبي الحسن بن غلبون، و مكي، و جمهور المغاربة، الثالثة: التقليل مطلقا و رءوس الآي، و غيرها إلا أن يكون رأس آية فيها ضمير تأنيث، و هو مذهب الداني في التيسير، و هو مذهب مركب من مذهبي شيوخه، و أما الطريق الرابعة، و هي الفتح مطلقا و رءوس الآي، و غيرها التي ذكرها في الأصل تبعا للنشر، فانفرد بها صاحب التجريد، و خالف فيها سائر الرواة عن الأزرق، و لذا لم يعرج عليها في الطيبة، و لم يقرأ بها، فلذلك تركناها.

تنبيه للأزرق في نحو فَآتاهُمُ كقوله تعالى: وَ آتَى الْمالَ عَلى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبى خمس طرق بالنظر إلى تثليث مد البدل، و تقليل الألف المنقلبة عن الياء، و فتحها.

الأولى: قصر البدل و الفتح في الألف طريق وجيز الأهوازي واحد طريقي تلخيص العبارات و اختاره الشاطبي. الثانية: التوسط في الهمزة و الفتح في الألف طريق وجيز الأهوازي واحد طريقي تلخيص العبارات الثالثة: المد المشبع مع الفتح من كافي ابن شريح و هداية المهدوي و تجريد ابن الفحام و تبصرة مكي. الرابعة: المد المشبع مع التقليل من العنوان الخامسة: التوسط مع التقليل من التيسير و به قرأ الداني على ابن خاقان و أبي الفتح و بالطرق الخمس قرأنا من طرق الطيبة التي هي طرق الكتاب و منع شيخنا العلامة المتقن سلطان رحمه اللّه الطريق الثانية من طريق الحرز، و هي التوسط مع الفتح معللا لذلك بأن من رواه ليس من طرق الشاطبية، و أيد ذلك بما نقل عن العلامة عثمان الناشري قال: لنفسه شيخنا العلامة محمد بن الجزري:

كآتي لورش افتح بمد و قصره و قلل مع التوسيط و المد مكملا

لحرز و في التلخيص فافتح و وسطن و قصر مع التقليل لم يك للملا

و قوله و قصر مع التقليل الخ تصريح بامتناع الطريق السادس، و هي قصر البدل مع التقليل، فلا يصح من كلا الطريقين لأن كل من روى القصر في البدل لم يرو التقليل.

و قس على ذلك نظائره كقوله تعالى اشْتَرَوُا الْحَياةَ الدُّنْيا بِالْآخِرَةِ، فَتَلَقَّى آدَمُ فتأتي بالفتح مع كل من ثلاثة مد البدل، فهذه ثلاثة، بالتقليل مع التوسط، و الطويل تكملة للخمس طرق و يخرج عن طريق فحرز على ما حرره شيخنا المذكور التوسط على الفتح.

و أما قوله تعالى يا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً الآية (1) ففيها القصر في مد البدل على القصر في حرف اللين مع الفتح في (التقوى) و التوسط في مد البدل مع القصر في حرف اللين أيضا مع تقليل (التقوى) و كذا مع فتحها على طرق الطيبة، ثم بالتوسط في حرف اللين على التوسط في مد البدل مع تقليل (التقوى) و كذا مع فتحها على ما ذكر،].

ص: 110


1- للمزيد انظر النشر: (2/ 40). [أ].

ثم بالطويل في مد البدل على القصر في حرف اللين مع الفتح، و التقليل في (التقوى) فالكل سبعة من طرق الكتاب، و خمسة من طرق الشاطبية على ما حرره شيخنا المذكور.

و كذلك قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصاصُ [الآية: 178] فتأتي بالقصر في مد البدل، و هو آمَنُوا على الفتح في (الأنثى بالأنثى) على التوسط في حرف اللين في شي ء ثم بالتوسط في البدل على الفتح و التقليل على التوسط في حرف اللين، فهذه ثلاثة، ثم تأتي بالطويل في البدل على الفتح، و التقليل كلاهما مع التوسط، و الطويل في حرف اللين، فالكل سبعة على طرق الطيبة بناء على ما تقدم في باب المد حيث اجتمع مد البدل مع اللين، و قس على ذلك نظائره، و أما نحو قوله تعالى وَ عَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً [الآية: 216] فيجوز التوسط و الطويل في شَيْئاً على كل من الفتح و التقليل في عسى كما نص عليه ابن الجزري نفسه.

تنبيه آخر إذا علمت ما تقدم من اتفاقهم عن الأزرق على تقليل رءوس الآي غير ما فيه هاء الضمير فإذا قرأت قوله تعالى وَ هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى [الآية: 9] تأتي بالفتح، و التقليل في أَتاكَ على تقليل مُوسى فقط لأن من يقرأ بالفتح في غير رءوس الآي كابن غلبون، و من معه يقرءون بالتقليل في رءوس الآي.

و كذا قوله تعالى أَعْطى كُلَّ شَيْ ءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى [الآية: 50] فتأتي بالفتح و التقليل في أَعْطى على كل من التوسط و الطويل في (شي ء) مع التقليل في (هدى).

كذلك نحو قوله تعالى سَنُعِيدُها سِيرَتَهَا الْأُولى [الآية: 21] فتقرأ بثلاثة مد البدل على التقليل فقط لما تقدم من الاتفاق على تقليل رءوس الآي، و نحو قوله تعالى وَ عَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى فتأتي بالفتح في (عصى) على ثلاثة البدل في (آدم) مع التقليل في (غوى) ثم بالتقليل في (عصى) مع التوسط، و الطويل في (آدم) على التقليل في (غوى) يخرج منها على طريق الحرز وجه واحد و هو الفتح في (عصى) على التوسط في البدل على ما تقدم، و إنما أطلنا القول في هذا لما يترتب على عدم إتقانه من تخليط الطرق بعضها ببعض.

فصل

فصل

و قرأ أبو عمرو بالتقليل في ألفات فواصل السور الإحدى عشرة المذكورة سواء اتصل بها هاء مؤنث أم لا، واويا كان، أو يائيا ما عدا ذوات الراء منها، فبالكبرى و هذا هو الذي في الشاطبية كأصلها و التذكر و غيرها و عليه المغاربة قاطبة و جمهور المصريين و اختلف هؤلاء عنه في إمالة ألف التأنيث في فعلى كيف جاءت مما لم يكن رأس آية و لا من ذوات الراء (كنجوى، و رؤيا، و سيما) و ما ألحق به من (يحيى، و موسى، و عيسى) فذهب الجمهور منهم إلى تقليله و هو الذي في الشاطبية و أصلها و التبصرة و التذكرة و الإرشاد و التخلص و غيرها و ذهب الآخرون منهم إلى الفتح، و عليه أكثر العراقيين، و هو

ص: 111

الذي في العنوان، و غيره و روى جمهور العراقين، و بعض المصريين فتح جميع الفصل لأبي عمرو من الروايتين من رءوس الآي، و غير ما عدا الرائي من ذلك، و هو الذي في المستنير، و كامل الهذلي و غيرهما، فظهر أن الخلاف في فعلى اليائي مفرع على إمالة رءوس الآي، و به يعلم أن التقليل عن أبي عمرو في رءوس الآي أكثر منه في فعلى، و الفتح عنه في فعلى أكثر منه في رءوس الآي وافقه اليزيدي.

تفريع إذا قرئ نحو قوله تعالى قالُوا يا مُوسى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَ إِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقى [الآية: 65] لأبي عمرو فالفتح في يا مُوسى مع الفتح و التقليل في أَلْقى لكونه رأس آية و التقليل في مُوسى مع التقليل في أَلْقى وجها واحدا بناء على ما تقدم.

و أفاد بعضهم أن فعلى بضم الفاء في القرآن في مائة و اثنين و عشرين موضعا، و كلها محصورة في سبع عشرة كلمة (موسى، دنيا، أنثى، قربى، وسطى، وثقى، حسنى، أولى، سفلى، عليا، رؤيا، طوبى، مثلى، زلفى، سقيا، عقبى، و فعلى) بالفتح في تسعة و ستين موضعا في إحدى عشرة كلمة (سكرى، موتى، قتلى، تقوى، مرضى، نجوى، شتى، صرعى، طغوى، يحيى، اسما) و فعلى بالكسر في خمسة و ثلاثين موضعا في أربع كلمات (سيما، إحدى، ضيزى، عيسى).

و اختلف أيضا هؤلاء المطلقون للتقليل عن أبي عمرو في سبعة ألفاظ، و هي (بلى، و متى، و عسى، و أنّى) الاستفهامية و (يا ويلتا، و يا حسرتى، و يا أسفى) فأما (بلى، و متى) فروى تقليلها عنه من روايتيه ابن شريح و المهدوي، و صاحب الهادي (1)، و أما عسى فقللها له كذلك صاحب الهداية، و الهادي، و لكنهما لم يذكرا رواية السوسي من هذه الطرق، و أما أنى و يا ويلتا و يا حسرتى فروى تقليلها من رواية الدوري عنه صاحب التيسير و جماعة و تبعهم الشاطبي، و أما يا أسفى فروى تقليلها عن الدوري بلا خلاف صاحب الكافي و الهداية و الهادي و يحتمله ظاهر كلام الشاطبي و نص الداني على فتحها له دون أخواتها، و روي فتح الألفاظ السبعة عنه من روايتيه سائر أهل الأداء من المغاربة و غيرهم، و الوجهان صحيحان كما في النشر.

و اختلف عنه أيضا في تمحيض إمالة الدنيا فروى بكر بن شاذان و النهرواني عن زيد عن ابن فرح عن الدوري عنه إمالتها محضة حيث وقعت قال في النشر و هو صحيح مأخوذ به من الطرق المذكورة و إلى كل ذلك الإشارة بقول الطيبة:

و كيف فعلى مع رءوس الآي حد

خلف سوى ذي الرا و أنى ويلتا يا حسرتى الحلف طوى قيل متى

(2)].

ص: 112


1- صاحب الهادي هو الإمام ابن سفيان المالكي. النشر: (1/ 66). [أ].
2- و أرقام هذه الأبيات: (302- 303). [أ].

بلى عسى و أسفى عنه نقل و عن جماعة له دينا أمل

غير أنه سوى في الخلاف بين فعلى و رءوس الآي و تقدم ما فيه و ظاهر النظم قصر الخلاف في تقليل بلى و متى على رواية الدوري لأنه سوى بينهما و بين باقي الألفاظ السبعة و تقدم نقل تقليلها عن أبي عمر و من روايتيه جميعا عن ابن شريح و من معه و هو كذلك في النشر و تبعه الأصل خلافا للنويري التابع لظاهر النظم فليعلم ذلك (1).

فصل

فصل

اتفق أبو عمرو و الدوري عن الكسائي على إمالة كل ألف عين، أو زائدة بعدها راء متطرفة مكسورة نحو (الدار، الغار، القهار، الغفار، النهار، الديار، الكفار، الإبكار، بقنطار، أنصار، و أوبارها، و أشعارها، آثارها، آثاره، أبصارهم، ديارهم، حمارك) وافقهما اليزيدي و اختلف عن ابن ذكوان فروى الصوري عنه إمالة ذلك كله و روى الأخفش عنه الفتح و عليه المغاربة (و روى) الأزرق عن ورش تقليل جميع ما ذكر.

و خرج عن هذا الأصل ثمانية أحرف.

أولها: الْجارِ [الآية: 36] موضعي النساء فقرأه الدوري عن الكسائي بالإمالة مختصا به وافقه اليزيدي، و فتح أبو عمرو للأثر إلا أنه اختلف عنه من رواية الدوري فروى عنه الجمهور الفتح، و روى جماعة عن ابن فرح عنه الإمالة، و الباقون بالفتح إلا أنه اختلف عن الأزرق أيضا فيه، فالتقليل له من الكافي، و التيسير، و المفردات، و قطع له بالفتح صاحب الهداية، و الهادي، و التخليص، و غيرهم، و الوجهان في الشاطبية، و كلاهما صحيح كما في النشر، و إذا جمع للأزرق قوله تعالى الْيَتامى وَ الْمَساكِينِ وَ الْجارِ [الآية: 36] فالمتحصل من الطرق المذكورة مع ما تقدم في ذوات الياء الفتح و التقليل في الْجارِ على كل من الفتح، و التقليل في، اليتامى، فهي أربعة لكن نقل شيخنا العمدة سلطان بعد أن قرر ما ذكر عن ابن الجزري في أوجوبة المسائل التي وردت عليه من تبريز إنه يقرأ بالتقليل مع التقليل، و بالفتح مع الفتح، و نظير ذلك يا مُوسى إِنَّ فِيها قَوْماً جَبَّارِينَ [الآية: 22] كما يأتي.

الثاني: هارٍ [الآية: 109] بالتوبة فاتفق على إمالته كبرى أبو عمرو و أبو بكر و الكسائي وافقهم اليزيدي و اختلف عن قالون و ابن ذكوان و بالفتح لقالون قرأ الداني على أبي الحسن بن غلبون و بالإمالة على فارس و عليه المغاربة و كلاهما صحيح عن قالون من طريقيه و إما ابن ذكوان فأمال عنه الصوري و كذا ابن الأخرم عن الأخفش و فتحه الأخفش عنه من طريق النقاش و هما في الشاطبية كظاهر أصلها و قرأه الأزرق عن ورش بالتقليل

ص: 113


1- للمزيد انظر النشر: (2/ 40). [أ].

و الباقون بالفتح و أصل هار هاور عند الأكثر قلبت قلبا مكانيا فصار هارو ثم أعل إعلال غاز بأن قلبت الواو ياء ثم حذفت حركتها ثم الياء لالتقاء الساكنين فإعرابه تقديري بكسرة مقدرة على الياء المقدرة.

الثالث: حِمارِكَ [الآية: 259] بالبقرة و الْحِمارِ [الآية: 5] بالجمعة فاختلف فيهما عن الأخفش عن ابن ذكوان فرواه الجمهور بالإمالة من طريق ابن الأخرم و رواه آخرون بالفتح من طريق النقاش و بالإمالة لابن ذكوان بكماله قطع صاحب المبهج و صاحب التيسير و الباقون على أصولهم فأبو عمرو و الدوري عن الكسائي بالإمالة و الأزرق بالتقليل و باقيهم بالفتح.

الرابع) الْغارِ [الآية: 40] بالتوبة فاختلف فيه عن الدوري عن الكسائي فرواه عنه بالإمالة جعفر النصيبي و رواه عنه أبو عثمان الضرير بالفتح فخالف أصله فيه و الباقون على أصولهم كما تقدم.

الخامس و السادس: الْبَوارِ [الآية: 28] بإبراهيم و الْقَهَّارُ حيث وقع فاختلف فيهما عن حمزة فقللهما له جميع المغاربة و هو الذي في التيسير و الشاطبية و الكافي و الهادي و غيرهما و روى فتحها له العراقيون قاطبة و هو الذي في الإرشاد و الغايتين و التجريد و غيرها و الباقون على أصولهم على ما تقدم آنفا.

السابع: جَبَّارِينَ [الآية: 22] بالمائدة، و الشعراء [الآية: 130] فاختص بإمالته الدوري عن الكسائي و اختلف فيه عن الأزرق فقلله له في الكافي و الداني و التيسير و المفردات و به قرأ على الخاقاني و فارس و بالفتح قرأ على أبي الحسن بن غلبون و هو الذي في التذكرة و التبصرة و الكافي و الهادي و التجريد و غيرها و هما في الشاطبية قال في النشر و بهما قرأت و آخذ و الباقون بالفتح.

الثامن: (أنصاري) [الآية: 52] بآل عمران و الصف [الآية: 14] اختص بإمالته الدوري عن الكسائي، و فتحه الباقون، و راؤه مكسورة في موضع رفع لا مجرورة.

(فصل)

(فصل)

و ما كررت فيه الراء من هذا الباب بأن وقعت ألف التكسير بين راءين الأولى مفتوحة، و الثانية مجرورة، و هي ثلاثة أسماء الْأَبْرارِ المجرورة (من قرار، ذات قرار، دار القرار، من الأسرار) فأماله أبو عمرو و ابن ذكوان من طريق الصوري، و الكسائي، و كذا خلف وافقهم اليزيدي، و الأعمش، و قرأ الأزرق بالتقليل و اختلف عن حمزة، فروى الإمالة الكبرى عنه من روايتيه جماعة و هو الذي في الجامع، و العنوان و المبهج و غيرها و رواها عنه من رواية خلف فقط جمهور العراقيين و قطعوا الخلاد بالفتح و روى التقليل عنه من الروايتين جمهور المغاربة و المصريين و هو الذي في التيسير و الشاطبية و غيرهما فحصل لخلاد الإمالة المحضة و التقليل و الفتح و لخلف

ص: 114

المحضة و التقليل فقط و الباقون بالفتح و به قرأ الأخفش عن ابن ذكوان (1)

(فصل)

(فصل)

خالف بعض القراء أصله فوافق من أمال على إمالة بعض ذوات الياء في إحدى عشرة كلمة.

أولها: (بلى) قرأه بالإمالة شعبة حيث وقع من طريق أبي حمدون عن يحيى بن آدم كحمزة و الكسائي و خلف وافقهم الأعمش و فتحه شعيب و العليمي عن شعبة.

ثانيها: رَمى [الآية: 17] بالأنفال أمالها أبو بكر أيضا من جميع طرق المغاربة كحمزة و من معه و فتحها عنه جمهور العراقيين و هو يأتي لظهور الياء في رميت.

ثالثها: أَعْمى موضعي الإسراء أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى [الآية: 72] قرأهما أبو بكر أيضا من جميع طرقه بالإمالة كحمزة و من معه و قرأ أبو عمرو و كذا يعقوب بإمالة الأول محضة دون الثاني للأثر و فرقا بين الصفة و أفعل التفضيل وافقهما اليزيدي و خرج بقيد الإسراء حَشَرْتَنِي أَعْمى بطه فهو ممال لحمزة و من معه مقلل للأزرق بخلفه على القاعدة لكونه يائيا مفتوح لأبي عمرو كالباقين أما وَ نَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى بطه فبالتقليل للأزرق و أبي عمرو بخلفه لكونه رأس آية و بالكبرى لحمزة و من معه و وقع للنويري و صاحب الأصل في ذلك ما ينبغي التفطن له و لعله سبق قلم.

رابعها: مُزْجاةٍ بيوسف اختلف فيه عن ابن ذكوان فروى عنه إمالته صاحب التحرير من جميع طرقه كحمزة و من معه و الهذلي من طريق الصوري و كل من الفتح و الإمالة صحيح عن ابن ذكوان كما في النشر.

خامسها، و سادسها: أَتى أَمْرُ اللَّهِ [الآية: 1] أول النحل و يَلْقاهُ مَنْشُوراً [الآية: 13] بالإسراء قرأهما بالإمالة الأكثرون عن ابن ذكوان من طريق الصوري كحمزة و من معه و فتحها الأكثرون عن الأخفش و الوجهان فيهما صحيحان عن ابن ذكوان كما في النشر.

سابعها، و ثامنها: سُوىً [الآية: 58] بطه و سُدىً [الآية: 36] بالقيامة قرأهما بالإمالة عن شعبة المصريون، و المغاربة قاطبة في الوقف مع من أمال، و بالفتح قطع له فيهما أكثر النقلة، و هو طريق العراقيين، و صحح في النشر الوجهين عنه.

تاسعها: إِناهُ [الآية: 53] بالأحزاب قرأه بالإمالة كحمزة و من معه هشام من طريق الحلواني لانقلابه عن الياء و رواه الداجوني عن أصحابه عنه بالفتح.

عاشرها: نَأى [الآية: 83] الإسراء، و فصلت [الآية: 51] قرأه خلاد بالإمالة

ص: 115


1- للمزيد انظر النشر: (2/ 50). [أ].

الهمزة فقط في الموضعين، و قرأ الكسائي و خلف عن حمزة، و كذا في اختياره بإمالة النون، و الهمزة معا في الموضعين وافقهم المطوعي و قرأ ورش من طريق الأزرق بالفتح و التقليل في الهمزة مع فتح النون و قرأ أبو بكر بإمالة الهمزة فقط في الإسراء دون فصلت هذا هو المشهور عنه و اختلف عنه في النون من الإسراء فروى عنه العليمي و الحمامي و ابن شاذان عن أبي حمدون عن يحيى بن آدم عنه إمالتها مع الهمزة و روى سائر الرواة عن شعيب عن يحيى عنه فتحها و إمالة الهمزة و أما إمالة الهمزة في السورتين عن أبي بكر و كذا الفتح له في السورتين فكل منهما انفرادة و لذا أسقطهما من الطيبة و اقتصر على ما تقدم و هو الذي قرأنا به و كذا ما انفرد به فارس بن أحمد في أحد وجهيه عن السوسي من إمالة الهمزة في الموضعين و تبعه الشاطبي و لذا لم يعول عليه في الطيبة هنا و إن حكاه بقيل آخر الباب قال في النشر و أجمع الرواة عن السوسي من جميع الطرق على الفتح لا نعلم بينهم في ذلك خلافا و لذا لم يذكره في المفردات و لا عول عليه.

حادي عاشرها: رَأْيَ فعلا ماضيا و يكون بعده متحرك، و ساكن و الأول يكون ظاهر أو مضمرا فالظاهر سبعة مواضع رَأى كَوْكَباً [الآية: 76] بالأنعام رَأى أَيْدِيَهُمْ [الآية: 70] بهود رَأى قَمِيصَهُ، رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ [الآية: 24، 28] بيوسف رَأى ناراً [الآية: 10] بطه ما رَأى ، لَقَدْ رَأى [الآية: 11، 18] بالنجم، و المضمر ثلاث كلمات في تسعة مواضع راك الذين كفروا [الآية: 36] الأنبياء رَآها تَهْتَزُّ بالنمل [الآية: 10] و القصص [الآية: 31] رَآها معا بالنمل [الآية: 10] و بفاطر [الآية: 8]، و الصافات [الآية: 55]، و النجم [الآية: 13]، و التكوير [الآية: 23]، و العلق [الآية: 7]، فقرأ ورش من طريق الأزرق بالتقليل في الراء، و الهمزة معا في الكل بعده ظاهرا، أو مضمر، و قرأ أبو عمرو بالإمالة المحضة في الهمزة فقط مع فتح الراء في الجميع و ذكر الشاطبي رحمه اللّه تعالى الخلاف في إمالة الراء عن السوسي تعقبه في النشر بأنه ليس من طرقه و لا من طرق النشر لأن رواية ذلك عن السوسي من طريق أبي بكر القرشي و ليس من طرق هذا الكتاب و لذا لم يعرج عليه هنا في الطيبة و إن حكاه بقيل آخر الباب (1).

و قرأ ابن ذكوان بإمالة الراء، و الهمزة معا في السبعة التي مع الظاهر، و اختلف عنه فيما بعده مضمر، قالهما معا عنه جميع المغاربة، و جمهور المصريين، و لم يذكر في التيسير عن الأخفش من طريق النقاش سواء، و فتحهما عن ابن ذكوان جمهور العراقيين، و هو طريق ابن الأخرم عن الأخفش، و فتح الراء، و أمال الهمزة الجمهور عن الصوري و اختلف عن هشام في القسمين معا، فروى الجمهور عن الحلواني عنه الفتح في الراء، و الهمزة معا في الكل، و هو الأصح عنه و كذا روى الصقلي، و غيره عن الداجوني عنه،].

ص: 116


1- انظر البيت ذي الرقم: (329). [أ].

و روى الأكثرون عنه إمالتها، و الوجهان صحيحان عن هشام كما في النشر.

و اختلف عن أبي بكر فيما عدا الأولى، و هي رَأى كَوْكَباً بالأنعام [الآية: 76] فلا خلاف عنه في إمالة حرفيهما معا أما الستة الباقية التي مع الظاهر فأمال الراء، و الهمزة معا يحيى بن آدم و فتحهما العليمي و أما فتحهما في السبعة و فتح الراء و إمالة الهمزة في السبعة فانفرادتان لا يقرأ بهما و لذا تركهما في الطيبة و أما التسعة مع المضمر ففتح الراء و الهمزة معا في الجميع العليمي عنه و أمالهما يحيى بن آدم على ما تقدم و قرأ حمزة و الكسائي و كذا خلف بإمالة الراء و الهمزة معا في الجميع وافقهم الأعمش و الباقون بالفتح على الأصل.

و أما الذي بعده ساكن و هو في ستة مواضع رَأَى الْقَمَرَ، رَأَى الشَّمْسَ بالأنعام [الآية: 77، 78] رَأَى الَّذِينَ ظَلَمُوا بالنحل [الآية: 85] و فيها رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا [الآية: 86] و بالكهف وَ رَأَى الْمُجْرِمُونَ [الآية: 53] و بالأحزاب رَأَ الْمُؤْمِنُونَ الأحزاب [الآية: 22] فقرأ بإمالة الراء من ذلك و فتح الهمزة أبو بكر و حمزة و كذا خلف وافقهم الأعمش و الباقون بالفتح فيهما و حكاية الشاطبي رحمه اللّه تعالى الخلاف في إمالة الهمزة عن أبي بكر و في إمالة الراء و الهمزة معا عن السوسي تعقبها في النشر بأن ذلك لم يصح عن أبي بكر، و لا عن السوسي من طرق الشاطبية كأصلها بل، و لا من طرق النشر قال: و بعض أصحابنا ممن يعمل بظاهر الشاطبية يأخذ للسوسي في ذلك بأربعة أوجه، فتحهما، و إمالتهما، و فتح الراء، و إمالة الهمزة، و عكسه و لا يصح منها سوى الأول، و اللّه أعلم. هذا حكم الوصل، أما الوقف: فكل من القراء يعود إلى أصله في الذي بعده متحرك غير مضمر من الفتح، و الإمالة، و التقليل.

فصل في إمالة الألف التي هي فعل ماض ثلاثي

فصل في إمالة الألف التي هي فعل ماض ثلاثي

فقرأ بإمالتها حمزة في عشرة أفعال و هي زاد البقرة في خمسة عشر و شاءَ البقرة في مائة و ستة و جاءَ النساء في مائتين، و عشرين و خابَ إبراهيم بالموحدة في أربعة و رانَ بالمطففين [الآية: 14] فقط وَ خافَ البقرة بالفاء في ثمانية و طابَ بالنساء [الآية: 3] فقط، و ضاقَ هود خمسة وَ حاقَ هود عشرة و زاغَ في اثنين ما زاغَ الْبَصَرُ النجم فَلَمَّا زاغُوا [الآية: 5] و أجمعوا على استثناء زاغَتِ الْأَبْصارُ بالأحزاب [الآية: 10] و زاغَتْ عَنْهُمُ بص [الآية: 63] وافقه الأعمش و خرج بقيد الفعل نحو ضائِقٌ و بالماضي نحو يَخافُونَ و المراد بالثلاثي المجرد من الزيادة فيخرج نحو أَزاغَ، و فَأَجاءَهَا الْمَخاضُ لكن أماله الأعمش فخالف القراء و هذه الأفعال تسمى الجوف جمع: أجوف، كحمر، و أحمر، و هو ما عينه حرف علة، و عينات العشرة ياءات مفتوحة إلا شاء فياء مكسورة، و إلا خاف فواو مكسورة

ص: 117

أعلمت كلها بالقلب لتحركها، و انفتاح ما قبلها، و قرأ ابن ذكوان و كذا خلف بالإمالة كحمزة في شاءَ، و جاءَ كيف وقعا، و اختلف فيهما، و في زاد عن هشام فأمالها عنه الداجوني، و فتحها عنه الحلواني، و اختلف عن الداجوني عن هشام في خابَ بالموحدة في مواضعه الأربعة فأماله عنه صاحب التجريد، و الروضة، و المبهج، و غيرهم، و فتحه عنه أبو العز، و ابن سوار، و آخرون، و كذا اختلف فيها عن ابن ذكوان فأمالها عنه الصوري، و فتحها الأخفش، و أما زاد فلا خلاف عن ابن ذكوان في إمالة الأولى بالبقرة و هي فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً [الآية: 10] و اختلف عنه في باقي القرآن ففتحه عنه الأخفش من طريق ابن الأخرم و أماله الصوري و النقاش عن الأخفش و اتفق أبو بكر و حمزة و الكسائي و كذا خلف على إمالة بَلْ رانَ بالمطففين [الآية: 14] وافقهم الحسن و الباقون بالفتح و اللّه أعلم.

فصل في إمالة حروف مخصصة غير ما ذكر

فصل في إمالة حروف مخصصة غير ما ذكر

و هي خمسة عشر التَّوْراةَ حيث جاء و وَ الْكافِرِينَ بالياء حيث وقع و النَّاسِ مجرورا حيث جاء و ضِعافاً بالنساء [الآية: 9] و آتِيكَ موضعي النمل، و المحراب [الآية: 39، 40] حيث جاء و عِمْرانَ حيث أتى و الْإِكْرامِ، و إِكْراهِهِنَّ، و الْحَوارِيِّينَ بالمائدة [الآية: 111] و الصف لِلشَّارِبِينَ بالنحل [الآية: 66] و الصافات، [الآية: 46] و القتال و مَشارِبُ بيس [الآية: 73] و آنِيَةٍ بالغاشية [الآية: 5] و عابِدُونَ، و عابِدٌ بالكافرين [الآية: 3، 4، 5] و تَراءَا الْجَمْعانِ بالشعراء [الآية: 81].

فأما التورية فأماله أبو عمرو و ابن ذكوان و الكسائي و كذا خلف وافقهم اليزيدي و الأعمش و اختلف فيها عن قالون و ورش و حمزة فأما قالون فروى عنه التقليل المغاربة قاطبة و جماعة من غيرهم و هو الذي في الكفايتين و غيرهما و ذكر الوجهين الشاطبي و الصفراوي و غيرهما و أما ورش فروي عنه الإمالة المحضة الأصبهاني و لم يمل غيرها و روى عنه التقليل الأزرق و أما حمزة فروى عنه الإمالة المحضة من روايتيه العراقيون قاطبة و جماعة من غيرهم و هو الذي في المستنير و غيره و روى عنه التقليل جمهور المغاربة و غيرهم و لم يذكر في التيسير و الشاطبية غيره.

و أما الكافرين بالياء جرا، و نصبا بأل، و بدونها حيث جاء فقرأه روش من طريق الأزرق بالتقليل و قرأه بالإمالة الكبرى أبو عمرو، و ابن ذكوان من طريق الصوري و الدوري عن الكسائي و كذا رويس عن يعقوب وافقهم روح بالنمل فقط و هو مِنْ قَوْمٍ كافِرِينَ [الآية: 43] وافقهم اليزيدي، و الباقون بالفتح.

و أما الناس بالجر حيث وقع فاختلف فيه عن الدوري عن أبي عمرو فروى عنه

ص: 118

إمالته كبرى أبو طاهر عن أبي الزعراء عنه و هو الذي في التيسير و به كان يأخذ الشاطبي رحمه اللّه تعالى عنه وجها واحدا كما نقله السخاوي عنه و روى فتحه عنه سائر أهل الأداء و أطلق الخلاف فيه لأبي عمرو في الشاطبية و كذا في مختصرها لابن مالك قال في النشر و الوجهان صحيحان عندنا من رواية الدوري قرأنا بهما و بهما تأخذ وافقه اليزيدي و الباقون بالفتح و نبه الجعبري رحمه اللّه على أن أبا عمرو لم يمل كبرى مع غير الراء إلا النَّاسِ المجرور وَ مَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى [الآية: 72] الياء و الهاء من فاتحتي مريم، و طه، و لم يمل صغرى مع الراء إلا يا بُشْرى [الآية: 19] في وجه.

و أما ضعافا فقرأه بالإمالة حمزة من رواية خلف وافقه الأعمش، و اختلف عن خلاد، فقطع له بالفتح العراقيون و جمهور أهل الأداء، و قطع له بالإمالة ابن بليمة، و أطلق الوجهين له في الشاطبية كأصلها، و بهما قرأ الداني على أبي الحسن، و الباقون بالفتح.

أَنَا آتِيكَ موضعي النمل [الآية: 39، 40] فقرأه خلف عن حمزة و كذا في اختياره بالإمالة و اختلف عن خلاد فروى الإمالة عنه المغاربة قاطبة و بعض المصريين و روى الفتح جمهور العراقيين و غيرهم و أطلق له الوجهين في الشاطبية كأصلها و الباقون بالفتح.

و أما المحراب المجرور و هو في موضعين يُصَلِّي فِي الْمِحْرابِ بآل عمران [الآية: 39] مِنَ الْمِحْرابِ [الآية: 11] بمريم، فقرأه بالإمالة فيهما ابن ذكوان من جميع طرقه، و اختلف عنه في المنصوب و هو في موضعين أيضا زَكَرِيَّا الْمِحْرابَ بآل عمران [الآية: 37] إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ [الآية: 21] بص فأمالهما النقاش عن الأخفش عنه، و فتحهما ابن الأخرم عن الأخفش و الصوري و نص على الوجهين لابن ذكوان في الشاطبية كأصلها و الإعلان.

و أما عمران من قوله آلَ عِمْرانَ، و امْرَأَتُ عِمْرانَ، و ابْنَتَ عِمْرانَ (1) و الْإِكْرامِ و هو موضعان بالرحمن و إِكْراهِهِنَّ بالنور [الآية: 33] فاختلف في الثلاث عن ابن ذكوان فالإمالة فيهن من طريق هبة اللّه عن الأخفش و روى سائر أهل الأداء الفتح عنه، و الوجهان صحيحان عنه كما في النشر، و ذكرهما الشاطبي، و الصفراوي.

و أما لِلشَّارِبِينَ [الآية: 66] فقرأه ابن ذكوان بالإمالة من طريق الصوري و بالفتح من طريق الأخفش.

إِلَى الْحَوارِيِّينَ [الآية: 111] بالمائدة و الصف [الآية: 14] فقرأه ابن ذكوان بالإمالة فيهما من طريق الصوري على الصحيح خلافا لمن خصها بالصف و فتحهما الأخفش عنه.].

ص: 119


1- حيث وقعت. [أ].

و أما مَشارِبُ [الآية: 73] بيس فاختلف فيه عن ابن عامر من روايتيه فروى إمالته عن هشام جمهور المغاربة و كذا رواه الصوري عن ابن ذكوان و رواه الأخفش عنه بالفتح و كذا رواه الداجوني عن هشام.

و أما آنِيَةٍ بالغاشية [الآية: 5] فاختلف فيها عن هشام فروى الحلواني عنه إمالتها و لم تذكر المغاربة عن هشام سواه و سوى فتحه عند الداجوني و لم يذكر العراقيون عن هشام غيره و الممال فتحة الهمزة مع الألف بعدها عكس إمالة الكسائي لها وقفا فإنه يفتح الهمزة و الألف و يميل فتحة الياء مع الهاء.

و أما عابِدُونَ معا و عابِدٌ [الآية: 3، 4، 5] بالكافرون فأمالهما هشام من طريق الحلواني و فتحهما من طريق الداجوني و خرج نحو لنا عابدون.

و أما تراءى الجمعان بالشعراء [الآية: 61] فأما الراء دون الهمزة حال الوصل حمزة و كذا خلف و إذا وقفا أما لا الراء و الهمزة معا، و معهما الكسائي في الهمزة فقط على أصله المتقدم في ذوات الياء إذ أصله تراءى كتفاعل و كذا الأزرق عن ورش بالتقليل للهمزة وقفا بخلف عنه على أصله وافق حمزة الأعمش في الحالتين و الباقون بفتحهما في الحالين و تقدم حكم إمالة عين فعالى في يَتامَى، و كُسالى ، و نَصارى و ما ذكر معه لأبي عثمان الضرير عن الدوري عن الكسائي.

فصل

فصل

في إمالة أحرف الهجاء في فواتح السور و هي خمسة في سبع عشرة سورة:

أولها: الراء من الر أول يونس، و هود، و يوسف، و إبراهيم، و الحجر، و من المر أول الرعد فقرأ بإمالتها في الكل أبو عمرو و ابن عامر و أبو بكر و حمزة و الكسائي و كذا خلف وافقهم اليزيدي و الأعمش و بالتقليل ورش من طريق الأزرق.

ثانيها: الهاء من فاتحة مريم، و طه فأمالها من فاتحة مريم أبو عمرو و أبو بكر و الكسائي وافقهم اليزيدي، و اختلف عن قالون و ورش فأما قالون: فاتفق العراقيون على الفتح عنه من جميع الطرق، و كذا بعض المغاربة، و روي عنه التقليل جمهور المغاربة، و هو الذي في الشاطبية كأصلها، و أما ورش: فروى عنه الأصبهاني بالفتح، و اختلف عن الأزرق فقطع له بالتقليل في الشاطبية كأصلها، و التلخيص. و الكامل، و التذكرة، و بالفتح صاحب الهداية، و الهادي، و التجريد، و انفرد الهذلي بالتقليل عن الأصبهاني، و هو ظاهر متن الطيبة فإنه اطلق الخلاف فيها لنافع المرموز له بالألف في قوله:

و إذهابا اختلف لأنه لو أراد حصر الخلاف في الأزرق لرمز له بالجيم على قاعدته في الأصول

ص: 120

فيدخل الأصبهاني لكنه انفرادة للهذلي كما ترى على ما في النشر و اللّه أعلم (1).

و أما: الهاء من طه فأمالها أبو عمرو، و أبو بكر، و حمزة، و الكسائي، و كذا خلف وافقهم اليزيدي، و اختلف عن الأزرق، فالجمهور على الإمالة المحضة عنه، و هو الذي في الشاطبية كأصلها، و التذكرة، و العنوان، و الكامل، و غيرها، و لم يمل الأزرق محضة غيرها، و الوجه الثاني له التقليل، و هو الذي في تلخيص أبي معشر، و غيره.

و الثالث: الياء من أول مريم و يس فأمالها من فاتحة مريم ابن عامر و أبو بكر و حمزة و الكسائي و كذا خلف و هذا هو المشهور عن هشام و به قطع له ابن مجاهد و الهذلي و الداني من جميع طرقه في جامع البيان و غيره و روى عنه جماعة الفتح وافقهم الأعمش و اختلف عن نافع من روايتيه فأمالها عنه من أمال الهاء من فاتحة مريم و فتحها عنه من فتح على الاختلاف المذكور فيها و اختلف أيضا عن أبي عمرو و المشهور عنه فتحها من الروايتين و لذا قال في الطيبة: و الخلف قل: لثالث: (2) أي ذكر الخلف في إمالة الياء من فاتحة مريم قل من ذكره لثالث القراء و هو أبو عمرو و وردت إمالتها من طريق ابن فرح عن الدوري عنه كما في غاية ابن مهران و به قرأ الداني على فارس ابن أحمد و كذا وردت عن السوسي لكن ليست من طريق كتابنا كالنشر و طيبته. و ما في التيسير من أنه قرأ بها للسوسي على فارس ابن أحمد فليس من طريق أبي عمران التي هي طريق التيسير كما في النشر قال فيه و تبعه على ذلك الشاطبي و زاد وجه الفتح فأطلق الخلاف عن السوسي و هو معذور في ذلك.

و أما: الياء من يس فأمالها أبو بكر و حمزة و الكسائي و كذا خلف و روح وافقهم الأعمش و هذا هو المشهور عن حمزة و عليه الجمهور و روى عنه التقليل جماعة كما في العنوان و غيره و اختلف عن نافع فالجمهور عنه على الفتح و قطع بالتقليل ابن بليمة و الهذلي و غيرهما فيدخل فيه الأصبهاني.

الرابع: الطاء من: طه، و طسم الشعراء، و القصص، و طس النمل، فأمالها من طه أبو بكر و حمزة و الكسائي و كذا خلف وافقهم الأعمش و الباقون بالفتح لكن في كامل الهذلي تقليلها عن قالون و الأزرق و تبعه الطبري في تلخيصه و لم يعول عليه في الطيبة و أمالها من طسم و طس أبو بكر و حمزة و الكسائي و كذا خلف أيضا وافقهم الأعمش.

الخامس: الحاء من حم في السبع (3) فأمالها ابن ذكوان و أبو بكر و حمزة و الكسائي و كذا خلف وافقهم الأعمش و قرأ بالتقليل الأزرق عن ورش و اختلف عن أبي عمرو].

ص: 121


1- انظر النشر: (2/ 66- 67). [أ].
2- و رقمه في متن الطيبة: (321)، (322). [أ].
3- و هي السور: (غافر، فصلت، الشورى، الزخرف، و الدخان، الجاثية، الأحقاف) .. [أ].

فأمالها عنه بين بين صاحب التيسير و الشاطبية و سائر المغاربة و فتحها عنه صاحب المبهج و المستنير و سائر العراقيين وافقه اليزيدي بخلفه أيضا و الباقون بالفتح.

فصل

فصل

كل ما أميل كبرى، أو صغرى وصلا، فالوقف عليه كذلك بلا خلاف إلا ما أميل من أجل كسرة متطرفة بعد الألف كالدار، و الْحِمارِ، و هارٍ، و الْأَبْرارِ، و النَّاسِ فاختلف فيه فذهب قوم إلى إخلاص الفتح فيه اعتدادا بالعارض لزوال الكسرة بالسكون و ذهب الجمهور إلى الوقف بالإمالة كالوصل و هو الذي في الشاطبية و أصلها و العنوان قال في النشر و كلا الوجهين صحا عن السوسي نصا و أداء و ذهب بعضهم إلى التقليل في ذلك و بذلك تكمل ثلاثة أوجه لمن يمحض الإمالة وصلا و هي: الفتح، و التقليل، و الكبرى، و تقدم آخر الإدغام الكبير أن ابن الجزري يرجح الإمالة عند من يأخذ بالفتح في قوله تعالى: فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ غافر [الآية: 49] لوجود الكسرة حالة الإدغام ثم الصواب كما في النشر تقييد ذلك بالسكون فيخرج الروم و التعميم بحالتي الوقف و الإدغام إذ سكون كل منهما عارض نحو: الْأَبْرارِ رَبَّنا، الْغَفَّارُ لا جَرَمَ، الْفُجَّارَ لَفِي.

تنبيه: إذا وقع بعد الألف الممالة ساكن و سقطت الألف لذلك الساكن امتنعت الإمالة من أجل سقوط تلك الألف سواء كان ذلك الساكن تنوينا أو غيره فإذا زال ذلك الساكن بالوقف عادت الإمالة بنوعيها لمن هي له على ما تأصل و تقرر و التنوين يلحق الاسم المقصور مرفوعا نحو هدى للمتقين و أجل مسمى و مجرورا نحو في قرى و عن مولى و منصوبا نحو قرى ظاهرة كانوا غزى و غير التنوين نحو موسى الكتاب و القتلى الحر و جنا الجنتين و ذِكْرَى الدَّارِ، و طَغَى الْماءُ، و أَحْيَا النَّاسَ فالوقف بالمحضة أو التقليل لمن مذهبه ذلك هو المعمول به و المعول عليه و هو الثابت نصا و أداء و ذهب الشاطبي رحمه اللّه تعالى إلى حكاية الخلاف في المنون مطلقا حيث قال و قد فخموا التنوين وقفا و رققوا و تبعه السخاوي فقال و قد فتح قوم ذلك كله قال في النشر و لا أعلم أحدا من أئمة القراء ذهب إلى هذا القول و لا قال به و لا أشار إليه في كلامه، و إنما هو مذهب نحوى لا أدائي دعا إليه القياس لا الرواية ثم أطال في سوق كلام النحاة و غيرهم ثم قال فدل مجموع ما ذكرنا أن الخلاف في الوقف على المنون لا اعتبار به و لا عمل عليه و إنما هو خلاف نحوي لا تعلق للقراءة به و لذا قال في الشاطبية:

و ما بذي التنوين خلف يعتلى بل قبل ساكن بما أصل قف

و خرج بقيد المقصور نحو: هَمْساً، و أَمْتاً، و ذِكْراً، عُذْراً فالفتح لا غير.

و اختلف: عن السوسي في ذوات الراء الواقعة قبل الساكن غير المنون نحو:

ص: 122

الْقُرَى الَّتِي، ذِكْرَى الدَّارِ، نَرَى اللَّهَ، سَيَرَى اللَّهُ، النَّصارى الْمَسِيحُ فروى عنه الإمالة ابن جرير وصلا و به قرأ الداني على أبي الفتح عن أصحاب ابن جرير و به قطع في التيسير و روى ابن جمهور و غيره عن السوسي الفتح و هو الذي في أكثر الكتب و به قرأ الداني على أبي الحسن و الوجهان في الشاطبية و الطبية و يأتي الكلام على ترقيق اللام من نَرَى اللَّهَ حال الإمالة في باب اللامات إن شاء اللّه تعالى و قد اختلف في تَتْرا بالمؤمنين [الآية: 44] على قراءة أبي عمرو و من معه بالتنوين فأمالها له من جعل ألفها للإلحاق بجعفر كهي في أرطى و فتحها من جعلها بدلا من التنوين و المقروء به هو الثاني و إن جعلت للإلحاق لرسمها بالألف على مقتضى كلام النشر و يأتي إيضاحه إن شاء اللّه تعالى في محله. و عن الحسن إمالة ضَنْكاً بطه [الآية: 124] من غير تنوين وصلا، و وقفا، و عن المطوعي عن الأعمش إمالة بِضارِّينَ بِهِ بالبقرة [الآية: 102] و اللّه الموفق.

باب إمالة هاء التأنيث و ما قبلها في الوقف

باب إمالة هاء التأنيث و ما قبلها في الوقف

و هي الهاء التي تكون في الوصل تاء آخر الاسم نحو: رَحْمَةٌ، و نِعْمَةَ (1) فتبدل في الوقف هاء و إمالتها لغة ثابتة و اختلفوا هل هي ممالة مع ما قبلها، و إليه ذهب جماعة من المحققين، و عليه الداني، و الشاطبي، و غيرهما أو الممال ما قبلها فقط و هو مذهب الجمهور و الأول أقيس و الثاني أبين في اللفظ و أظهر في الصورة قال بعضهم و ينبغي أن لا يكون بين القولين خلاف فباعتبار حد الإمالة، و إنه تقريب الفتحة من الكسرة و الألف من الياء فهذه الهاء لا يمكن أن يدعى تقريبها من الياء، و لا فتحة فيها فتقرب من الكسرة و هذا لا يخالف فيه الداني و من معه و باعتبار أن الهاء إذا أميلت لا بدّ أن يصحبها حال من الضعف يخالف حالها إن لم يكن قبلها ممال فسمى ذلك المقدار إمالة، و لا يخالف فيه الآخرون فالنزاع لفظي و قد خرج بقيد التأنيث هاء السكت نحو: كِتابِيَهْ، و مالِيَهْ، و يَتَسَنَّهْ و الهاء الأصلية نحو: لَمَّا تَوَجَّهَ القصص [الآية: 22] فلا إمالة في ذلك، و استثنوا مما قبل هاء التأنيث الألف، فلا تمال إجماعا نحو: الصَّلاةَ، و الْحَياةِ، و الزَّكاةَ (2).

و قد: اختص الكسائي بإمالة هاء التأنيث سواء رسمت تاء نحو: نِعْمَتَ اللَّهِ أو هاء نحو: رَأْفَةٌ و تأتي على ثلاثة أقسام.

الأول: متفق على إمالته عنه بلا تفصيل و هو ما إذا كان قبل الهاء حرف من خمسة عشر حرفا يجمعها لفظ فجئت زينب لذود شمس فالفاء نحو: خَلِيفَةً، و رَأْفَةٌ و الجيم نحو: وَلِيجَةً، و بَهْجَةٍ و الثاء نحو: ثَلاثَةِ، مَبْثُوثَةٌ و التاء نحو: مَيْتَةً، بَغْتَةً

ص: 123


1- حيث وقعت. [أ].
2- حيث وقعت. [أ].

و الزاي نحو: أَعِزَّةٍ، بارِزَةً و الياء نحو: شِيَةَ، خَشْيَةِ و النون نحو سَنَةٍ، جَنَّةِ و الباء نحو: حُبِّهِ، شَيْبَةً و اللام نحو: لَيْلَةً، ثُلَّةٌ و الذال في لَذَّةٍ، و الْمَوْقُوذَةُ فقط، و الواو نحو: قُوَّةَ، و الْمَرْوَةَ و الدال نحو: بَلْدَةً، عِدَّةَ و الشين نحو: عِيشَةٍ، مَعِيشَةً و الميم نحو: رَحْمَةٌ، نِعْمَةَ و السين نحو: خَمْسَةٍ، و الْخامِسَةُ فاتفقوا على إمالة ذلك كله مطلقا لخلوه عن المانع (1).

و القسم الثاني: يوقف عليه بالفتح، و ذلك بعد عشرة أحرف، و هي: حاع و حروف الاستعلاء السبعة: قظ خص ضغط فالحاء نحو: النَّطِيحَةُ، أَشِحَّةً و الألف نحو:

الصَّلاةَ، الْحَياةِ و يلحق به هَيْهاتَ، و اللَّاتَ، و ذاتَ، و لاتَ كما يأتي في مرسوم الخط إن شاء اللّه تعالى و أما التَّوْراةَ، و تُقاةً و مَرْضاتِ فليس من هذا الباب بل من الباب الذي يمال ألفه في الحالين كما تقدم، و العين نحو: سَبْعَةٍ، طاعَةٌ و القاف نحو:

طاقَةَ، ناقَةُ و الظاء في غِلْظَةً، و مَوْعِظَةً، و حَفَظَةً و الخاء نحو الصَّاخَّةُ، نَفْخَةٌ و الصاد نحو: خالِصَةً، مَخْمَصَةٍ و الضاد نحو: بَعُوضَةً، رَوْضَةٍ و الغين نحو:

صِبْغَةَ، مُضْغَةٍ و الطاء نحو: حِطَّةٌ، بَسْطَةً فاتفقوا على فتحها عند الألف كما تقدم، و اتفق جمهورهم على الفتح عند التسعة الباقية أيضا.

القسم الثالث: فيه تفصيل فيمال في حال، و يفتح في أخرى، و ذلك عند أربعة أحرف يجمعها أكهر فإن كان قبل كل منها ياء ساكنة، أو كسرة متصلة، أو منفصلة بساكن أميلت و إلا فتحت و هذا مذهب الجمهور أيضا عنه و ذهب آخرون إلى إمالتها مطلقا، فالهمزة بعد الياء كَهَيْئَةِ، و خَطِيئَةً و بعد الكسرة نحو: مِائَةَ، و فِيهِ و بعد غير ذلك نحو: امْرَأَتُ و بَراءَةٌ و الكاف بعد الياء الْأَيْكَةِ و بعد الكسرة نحو: الْمَلائِكَةِ، و الْمُؤْتَفِكَةَ و بعد غير ذلك نحو: مَكَّةَ، و الشَّوْكَةِ و الهاء بعد الكسرة المتصلة إِلهَ، و فاكِهَةٌ و بعد المنفصلة وَجْهَهُ، و بعد غير ذلك سَفاهَةٍ و لم تقع بعد ياء ساكنة و الراء بعد الياء نحو: كَبِيرَةً، و صَغِيرَةً و بعد الكسرة المتصلة نحو: الْآخِرَةَ، و كافِرَةٌ و بعد المنفصلة نحو: عِبْرَةٌ، و سِدْرَةِ و بعد غير ذلك نحو: حَسْرَةً، و الْحِجارَةُ و مذهب الجمهور المتقدم هو اختيار الداني، و الشاطبي، و غيرهما، و عليه عمل القراء، و استثنى جماعة منهم فِطْرَتَ بالروم [الآية: 30] ففتحوها من أجل كون الفاصل حرف استعلاء، و إطباق كابن سوار، و ابن شريح و غيرهما و لم يستثنه الجمهور و ذهب جماعة من العراقيين إلى إجراء الهمزة و الهاء مجرى الأحرف العشرة المتقدمة فلم يميلوا عندهما بعد كسر أو لا لكونها من حروف الحلق و ذهب آخرون إلى إطلاق الإمالة عنه في جميع الحروف ما عدا الألف كما قدمنا و هو مذهب الخاقاني و فارس بن أحمد و به قرأ الداني عليه و المختار ما قدمناه و عليه العمل و به الأخذ كما في النشر (2).].

ص: 124


1- انظر النشر: (89- 90). [أ].
2- انظر الصفحة: (2/ 90). [أ].

و ذهب جماعة: من أهل الأداء إلى الإمالة عن حمزة من روايتيه، و رووا ذلك عنه كما رووه عن الكسائي كالهذلي، فإنه لم يحك عنه خلافا في ذلك، و آخرون ذكروا الخلاف له كأبي العز، و ابن سوار، و غيرهما من طريق النهرواني، و خصه ابن سوار برواية خلف، و أبي حمدون عن سليم عن حمزة.

و ما: ذكر من ذلك عن ابن عامر، و خلف في اختياره، و ورش إمالة محضة، و عن أبي عمرو، و غيره بين بين فانفرادات لا يقرأ بها، و الذي عليه العمل كما في النشر هو الفتح لجميع القراء إلا في قراءة الكسائي، و ما ذكر عن حمزة و اللّه أعلم.

باب مذاهبهم في ترقيق الراآت و تفخيمها

باب مذاهبهم في ترقيق الراآت و تفخيمها

الترقيق من، الرقة ضد السمن فهو عبارة عن إنحاف ذات الحرف، و نحو له و التفخيم من الفخامة، و هي. العظمة، و الكبر فهو عبارة عن ربو الحرف، و تسمينه فهو، و التغليظ واحد إلا أن المستعمل في الراء في ضد الترفيق لفظ التفخيم، و في اللام التغليظ و هو أعني التفخيم الأصل في الراء على ما ذهب إليه الجمهور لتمكنها في ظهر اللسان و قال آخرون ليس لها أصل في تفخيم و لا ترقيق، و إنما يعرض لها ذلك بحسب حركتها أو مجاورها قال في النشر و القولان محتملان و الثاني أظهر لورش من طرق المصريين.

ثم: إن الراء تكون متحركة، و ساكنة، فالمتحركة مفتوحة، و مضمومة، و مكسورة، و كل من الثلاثة مبتدأة، و متوسطة، و متطرفة فأما المفتوحة في أحوالها الثلاثة فيكون قبلها متحرك و ساكن و يكون الساكن، ياء و غيرها فالمتحرك نحو: وَ رَزَقَكُمْ، وَ قالَ رَبُّكُمُ، بِرَسُولِهِمْ، لِحُكْمِ رَبِّكَ و نحو: رُسُلُ رَبِّنا و نحو: فِراشاً، و كِراماً و نحو:

فَرَقْنا و نحو: غُراباً، و فُرادى و نحو: سَفَراً، و بُشْراً و مختصرا و نحو: الْبَقَرَ، و الْقَمَرَ و نحو: شاكِراً، و مُنْتَصِراً و نحو: بَصائِرُ، و لِيَغْفِرَ و نحو: نَشْراً، و نُذْراً و نحو: كَبُرَ، و لِيَفْجُرَ و الساكن نحو: فِي رَيْبٍ و نحو: بَلْ رانَ، عَلى رَجْعِهِ و نحو: حَيْرانَ، و الْخَيْراتِ و نحو: فَأَغْرَيْنا، و أَجْرَمُوا و نحو: الْإِكْرامِ، و مِدْراراً و نحو: خَيْراً و نحو، قَدِيراً، و خَبِيراً و نحو: الْخَيْرُ، و الطَّيْرِ و نحو، الْفَقِيرَ، و الكثير و نحو: أَجْراً، و بِداراً و نحو: فارَ و اخْتارَ و نحو: ذِكْراً، و سِتْراً و نحو: عُذْراً، و غَفُوراً و نحو: فَمَنِ اضْطُرَّ و نحو: الذَّكَرُ، و السِّحْرَ، و ذِكْرَكَ فهذه أقسام المفتوحة بجميع أنواعها (1).

و أجمع القراء: على تفخيم الراء في ذلك كله إلا إذا كانت متطرفة، أو متوسطة، و قبلها ياء ساكنة أو كسرة متصلة لازمة فقرأ الأزرق عن ورش بترقيقها إلا أن يكون بعد المتوسطة حرف استعلاء و وقع ذلك في كلمتين (صِراطَ) حيث جاء (و فِراقُ) في الكهف

ص: 125


1- هذه الكلمات حيث وقعت في القرآن الكريم رققت فيها الراء .. [أ].

و القيامة أو تتكرر الراء و وقع في ثلاث كلمات ضِراراً و فِراراً، و الْفِرارُ فتفخمها في ذلك كسائر القراء و خرج بقيد الكسرة نحو: يَرَوْنَ و بالمتصلة نحو: أَبُوكِ، أَمْراً و باللازمة باء الجر و لامه نحو: بِرَشِيدٍ، لِرَبِّهِ و كذا يرققها إذا حال بين الكسرة و بينها ساكن نحو: إِكْراهَ، و إِجْرامِي، و الذَّكَرُ، و السِّحْرَ لأنه حاجز غير حصين لكن بشرط أن لا يكون الساكن حرف استعلاء و لم يقع إلا في الصاد في إِصْراً بالبقرة [الآية:

286] و إِصْرَهُمْ بالأعراف [الآية: 157] و مِصْراً منونا بالبقرة [الآية: 61] و غير منون بيونس [الآية: 87] و يوسف [الآية: 21] و الزخرف [الآية: 51] و في الطاء في قِطْراً بالكهف [الآية: 96] و فِطْرَتَ اللَّهِ بالروم [الآية: 30] و في القاف، و قرأ بالذاريات فيفخمها كسائر القراء للتنافر و عدم التناسب و أما الخاء ففي إِخْراجُ حيث جاء فرقق راءه و أجرى الخاء مجرى الحروف المستفلة لضعفها بالهمس و إن وقع بعد الراء حرف استعلاء فإنه يفخمها أيضا و ذلك في إِعْراضاً بالنساء [الآية: 128] و إِعْراضُهُمْ بالأنعام [الآية: 35] و اختلف في الْإِشْراقِ كما يأتي قريبا إن شاء اللّه تعالى، و كذا يفخمها إذا تكررت، و وقع من ذلك بعد الساكن مِدْراراً، و إِسْراراً و كذا يفخمها إذا كانت في اسم أعجمي، و ذلك في ثلاثة: إِبْراهِيمَ، و عِمْرانَ، و إِسْرائِيلَ حيث وقعت.

و اختلف: الرواة عن الأزرق في ألفاظ مخصوصة و أصل مطرد فالألفاظ المخصوصة إِرَمَ بالفجر و سِراعاً، و ذِراعاً، و ذِراعَيْهِ، و افْتِراءً عَلَى اللَّهِ، و افْتِراءً عَلَيْهِ، و مِراءً، و لَساحِرانِ، و تَنْتَصِرانِ، و طَهِّرا و عَشِيرَتُكُمْ بالتوبة و حَيْرانَ، و وِزْرَكَ، و ذِكْرَكَ بألم نشرح و وِزْرَ أُخْرى ، و إِجْرامِي، و حِذْرَكُمْ، و لَعِبْرَةً، و كَبِّرْهُ، و الْإِشْراقِ بص و حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ.

فأما إِرَمَ الفجر [الآية: 7] فرققها صاحب العنوان و شيخه و مكي و فخمها الآخرون و هو الذي في الشاطبية كأصلها و الوجهان صحيحان.

و أما: سِراعاً، و ذِراعاً، و ذِراعَيْهِ (1) ففخمها طاهر ابن غلبون و ابن شريح و صاحب العنوان و شيخه و الطبري و رققها الآخرون و ذكر الوجهين ابن بليمة و الداني في جامعة.

و أما: افْتِراءً عَلَى اللَّهِ، و افْتِراءً عَلَيْهِ، و مِراءً (1) ففخمها ابن غلبون في التذكرة و ابن بليمة و أبو معشر و رققها الآخرون و الوجهان في الجامع.

و أما: لَساحِرانِ، و تَنْتَصِرانِ، و طَهِّرا بَيْتِيَ ففخمها من أجل ألف التثنية أبو معشر و ابن بليمة و أبو الحسن بن غلبون و رققها الآخرون و هم في جامع البيان.].

ص: 126


1- حيث وقعت .. [أ].

و أما: وَ عَشِيرَتُكُمْ بالتوبة [الآية: 24] ففخمها المهدوي و ابن سفيان و صاحب التجريد و رققها الآخرون.

و أما: حَيْرانَ بالأنعام [الآية: 71] ففخمها ابن خاقان و به قرأ الداني عليه و صاحب التجريد و رققها صاحب العنوان و التذكرة و أبو معشر و قطع به في التيسير و تعقبه في النشر بأنه خرج بذلك عن طريقيه فيه و هما في الشاطبية كجامع البيان.

و أما: وِزْرَكَ، و ذِكْرَكَ بألم نشرح [الآية: 2- 4] ففخمهما المهدوي و مكي و فارس و ابن سفيان و غيرهم و رققهما الآخرون و حكى الوجهين في جامع البيان.

و أما: وِزْرَ أُخْرى الإسراء [الآية: 15] ففخمه مكي و المهدوي و الصقلي و ابن سفيان و أبو الفتح و رققه الآخرون.

و أما: حِذْرَكُمْ النساء [الآية: 71، 102] ففخمه ابن سفيان و المهدوي و مكي و ابن شريح و رققه الآخرون.

و أما: لَعِبْرَةً، و كَبِّرْهُ آل عمران [الآية: 13] و النور [الآية: 11] ففخمها مكي و المهدوي و الصقلي و ابن سفيان و رققهما الآخرون.

و أما: الْإِشْراقِ ص [الآية: 18] فرققه من أجل كسر حرف الاستعلاء صاحب العنوان و شيخه الطرسوسي و هو أحد الوجهين في التذكرة و جامع البيان و فخمه الآخرون.

و أما: حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ النساء [الآية: 90] ففخمه وصلا من أجل حرف الاستعلاء بعد الصقلي و ابن سفيان و المهدوي و رققه الجمهور في الحالين و هو الأصح كما في النشر قال و لا اعتبار بوجود حرف الاستعلاء بعد لانفاصاله و للإجماع على ترقيق الذِّكْرَ صَفْحاً، و الْمُدَّثِّرُ قُمْ و لا خلاف في ترقيقها وقفا.

و بقي من أقسام المفتوحة مما اختص الأزرق بترقيقه الراء الأولى من بَشِّرِ بالمرسلات [الآية: 32] فذهب الجمهور إلى ترقيقه في الحالين من أجل الكسرة المتأخرة فهو خارج فيها عن أصله المتقدم و قطع بذلك في الشاطبية كأصلها و حكيا عليه اتفاق الرواة فهو ترقيق لترقيق كالإمالة للإمالة و ذهب الآخرون إلى تفخيمه كابن سفيان و المهدوي و صاحب العنوان و شيخه و ابن بليمة و لا خلاف عند هؤلاء في تفخيمه وقفا أيضا و كذا الراء التي بعدها إذ وقف بالسكون فإن وقف بالروم رققت عندهم مع تفخيم الأولى قال في النشر و قياس ترقيقه ترقيق الضرر قال و لا أعلم أحدا من أهل الأداء روى ترقيقه و أما الأصل المطرد المنون من الأقسام المتقدمة و هو على أقسام.

الأول: أن تكون الراء بعد كسرة مجاورة و هو في ثمانية عشر حرفا شاكِراً، صابِراً، ناصِراً، سامِراً، ظاهِراً، حاضِراً، طائرا، عاقِراً، مُدْبِراً، مُبْصِراً، فاجِراً، كافرا، ذاكرا، مُهاجِراً، مُبَشِّراً، مُنْتَصِراً، مُغَيِّراً، خَضِراً، مُقْتَدِراً.

ص: 127

الثاني: أن يحول بين الراء و الكسرة ساكن صحيح مظهرا أو مدغم في ثمانية أحرف ذِكْراً، سِتْراً، حِجْراً، وِزْراً، إسرا، صِهْراً، سِرًّا، مُسْتَقَرًّا.

الثالث: ان تكون الراء بعد ياء ساكنة و تكون حرف مد إما على وزن فعيل و هو اثنا عشر حرفا قَدِيراً، خَبِيراً، كَثِيراً، كَبِيراً، بَشِيراً، نَذِيراً، بَصِيراً، وَزِيراً، عَسِيراً، صَغِيراً، حَرِيراً، أَسِيراً و إما على غير ذلك و هو ثلاثة عشر تَقْدِيراً، تَطْهِيراً، تَبْذِيراً، تَفْجِيراً، تَكْبِيراً، تَتْبِيراً، تَدْمِيراً، تَفْسِيراً، قَوارِيرَا، قَمْطَرِيراً، مُسْتَطِيراً، زَمْهَرِيراً، مُنِيراً و حرف لين في ثلاثة سَيْراً، طَيْراً، خَيْراً (1).

فمنهم: من رقق الراء له في جميع ما ذكر مطلقا في الحالين على القياس كصاحب التذكرة، و العنوان، و التلخيص، و به قرأ للداني على أبي الحسن.

و منهم: من فخمه مطلقا في الحالين لأجل التنوين كأبي الطيب، و الهذلي، و جماعة و ذهب الجمهور إلى التفصيل بين ذِكْراً و بابه فيفخم ما عدا سِرًّا، و مُسْتَقَرًّا لذهاب الفاصل لفظا بالإدغام و من هؤلاء من استثنى من الكلمات الست صِهْراً فرققه ابن سفيان و ابن شريح و المهدوي و لم يستثنه الشاطبي كالداني و غيره ففخموه و بين غيره فيرقق.

و اختلف: هؤلاء الجمهور في غير ذِكْراً و بابه سواء كان ذلك الغير بعد ياء نحو: تَقْدِيراً، و خَبِيراً و خَيْراً و بعد كسرة نحو: شاكِراً و بابه فرققه بعضهم في الحالين كالداني، و الشاطبي، و ابن بليمة، و ابن الفحام، و فخمه الآخرون وصلا فقط لأجل التنوين، و رققوه وقفا كالمهدوي، و ابن سفيان، و أجمع الكل على: استثناء مِصْراً، و إِصْراً، و قِطْراً، و وَقْراً لأجل حرف الاستعلاء.

و الحاصل: أنه إذا جمع بين المسألتين و حكي فيهما الخلاف فيكون فيهما قول بالتفخيم مطلقا و قول بالترقيق مطلقا و قول بالفرق بين باب ذكرا فيفخم في الحالين في الألفاظ الست إلا صِهْراً الفرقان [الآية: 54] عند بعض منهم، و بين غيره فيرقق في الحالين، و قول كذلك يرقق في غير ذِكْراً و بابه لكن في الوقف دون الوصل، و في فهم ما ذكر من متن الطيبة خفاء، و الأقرب كما قال شيخنا رحمه اللّه تعالى أن يراد بقوله:

و جل تفخيم ما نون عنه الخ أنه عظم التفخيم في الوصل و قل في الوقف و ذلك لأن التفخيم في الوصل ثابت فيما ذكر عند القائلين بالتفخيم مطلقا و عند من قال به في الوصل فجلالته لثبوته من الطريقين و ليس المراد أنه جل بالنسبة للترقيق في الحالين فلا يشكل بأن الترقيق فيهما هو الأشهر انتهى.

تنبيه: ذهب أبو شامة (2) إلى التسوية في التفخيم بين ذكرا و بابه و بين المضموم الراء].

ص: 128


1- حيث وقعت. [أ].
2- في شرحه لمتن الشاطبية: (1/ 180). [أ].

نحو هذا ذِكْرُ و أخذه الجعبري منه مسلما، و تمحل لإخراج ذلك من كلام الحرز في قوله و تفخيمه ذِكْراً، و سِتْراً و بابه الخ ... فقال و مثالا الناظم لا على العموم، و فذكر مبارك مثال للمضموم و نصبها لإيقاع المصدر عليها، و لو حكاها لأجاد، ثم قال: و لو قال:

مثل كذكرا رقيق للأقل و شا كرا خبير الأعيان و سرا تعدلا

لنص على الثلاثة انتهى و تعقبه في النشر فقال هذا كلام من لم يطلع على مذاهب القوم في اختلافهم في ترقيق الراآت، و تخصيصهم المفتوحة بالترقيق دون المضمومة، و إن من مذهبه ترقيق المضمومة لم يفرق بين ذَكَرَ، و ساحِرٍ، و قادِرٌ، و مُسْتَمِرٌّ، و يَقْدِرُ، و يَغْفِرَ كما يأتي انتهى. و بقي من قسم المفتوحة ما أميل منها كبرى، أو صغرى نحو:

ذِكْرَى، و بُشْرى ، و سُكارى و حكمه الترقيق بلا خلاف، و اللّه أعلم.

و أما: الراء المكسورة فلا خلاف في ترقيقها لجميع القراء سواء كانت كسرتها لازمة، أو عارضة نحو: رِزْقِ، رِجالٌ، فارِضٌ، الطَّارِقِ، إِصْرِي، بِالزُّبُرِ، و الْفَجْرِ و نحو: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ، فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ النور [الآية: 63] و الطارق [الآية:

5] و نحو: وَ انْحَرْ إِنَّ، وَ انْتَظِرْ إِنَّهُمْ الكوثر [الآية: 2- 3] و السجدة [الآية: 30] حال النقل.

و أما: المضمومة فأجمعوا على تفخيمها في كل حال إلا أن الأزرق يرققها أيضا إذا كانت بعد ياء ساكنة، أو كسرة سواء كانت الراء وسطا، أو آخرا منونة، أو غير منونة نحو: سِيرُوا، كَبِيرُهُمْ، غَيْرَهُ، كافِرُونَ، يَنْتَصِرُونَ و نحو: قَدِيرٌ، و خَبِيرٌ، و حرير، و خَيْرٌ و كذا لو فصل بين الكسرة و الراء ساكن نحو: ذِكْرُكُمْ، و عِشْرُونَ، و ذَكَرَ، و السِّحْرَ هذا مذهب الجمهور من أهل الأداء من المصريين، و المغاربة كالداني و شيخه أبي الفتح، و الخاقاني و ابن بليمة و مكي و ابن الفحام و الشاطبي و غيرهم و صححه في النشر و أشار إليه في طيبته بقوله:

كذاك ذات الضم رقق في الأصح (1) و روى جماعة تفخيمها، و لم يجروها مجرى المفتوحة و هو مذهب طاهر بن غلبون و صاحب العنوان و شيخه و صاحب المجتبى و غيرهم و اختلف الآخذون بالترقيق في كلمتين عشرون و كبر ما هم ببالغيه ففخمها فيهما منهم مكي و ابن سفيان و المهدوي و غيرهم و رققها الداني و شيخاه أبو الفتح و الخاقاني و ابن بليمة و الشاطبي و غيرهم.

تفريع: إذا جمع بين ما ذكر في المضمومة، و بين ما تقدم من الخلاف في حِذْرَكُمْ في قوله تعالى: خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا النساء [الآية: 71] حصل ثلاثة أوجه تفخيم حِذْرَكُمْ و ترقيق فَانْفِرُوا لأن من نقل عنهم تفخيم الأول ينقل عن أحد].

ص: 129


1- انظر متن طيبة النشر: (342). [أ].

منهم تفخيم الثاني و الترقيق فيهما من طريق الداني و من معه و الترقيق في حِذْرَكُمْ و التفخيم في فَانْفِرُوا من طريق طاهر بن غلبون و من معه، أما تفخيمهما فلا يعلم للأزرق من الطرق المذكورة نبه عليه شيخنا رحمه اللّه تعالى ثم قال: لكن في النشر بعد الذين ذكرهم للتفخيم في المضمومة قوله و غيرهم و يحتمل أن يكون فيهم من يقول بالتفخيم في حِذْرَكُمْ** فلا يقطع حينئذ بنفي التفخيم فيهما.

و أما: الراء الساكنة، و تكون أيضا، أولا، و وسطا، و آخرا، و يكون قبلها فتح نحو:

وَ ارْزُقْنا، وَ ارْحَمْنا و نحو: بَرْقٌ، و الْعَرْشِ، و صَرْعى ، و مَرْيَمَ، و الْمَرْءِ و نحو:

يَغْفِرَ، و لا تَذَرْ، لا يَسْخَرْ، و لا يقهر و ضم نحو: ارْكُضْ و نحو: الْقُرْآنُ، وَ الْفُرْقانَ و نحو: فَانْظُرْ، و أَنْ أَشْكُرَ، فَلا تَكْفُرْ و كسر نحو: أَمِ ارْتابُوا، يا بُنَيَّ ارْكَبْ و نحو: فِرْعَوْنَ، شِرْعَةً، مِرْيَةٍ، أُحْصِرْتُمْ، و يَتَفَطَّرْنَ، وَ قَرْنَ و قد أجمع القراء على تفخيمها إذا توسطت بعد فتح نحو: الْعَرْشِ أو ضم كالقرآن و اختلف في ثلاث كلمات، و هي قَرْيَةً، و مَرْيَمَ حيث وقعا، و الْمَرْءِ وَ قَلْبِهِ بالأنفال مما قبله فتح فذهب بعضهم إلى الترقيق لكل القراء في الثلاث من أجل الياء و الكسرة كالأهوازي و غيره و ذهب ابن شريح و مكي و جماعة إلى ترقيق الأولين فقط من أجل الياء و غلط الحصري من فخمها فبالغ في ذلك و ذهب بعضهم إلى ترقيق الثلاث للأزرق فقط كابن بليمة و غيره، و الصواب كما في النشر التفخيم في الثلاث لكل القراء، و لا فرق بين الأزرق و غيره فيها.

و إن وقعت: الراء الساكنة بعد كسرة فإن كانت الكسرة عارضة فلا خلاف في تفخيمها أيضا نحو: أَمِ ارْتابُوا، رَبِّ ارْجِعُونِ، لِمَنِ ارْتَضى و إن كانت لازمة فلا خلاف في ترقيقها نحو: فِرْعَوْنَ، مِرْيَةٍ، أُحْصِرْتُمْ، اصْبِرُوا، لا تصاعر.

أما: إذا وقع بعدها حرف استعلاء متصل فلا خلاف في تفخيمها حينئذ، و الواقع منه في القرآن العظيم قِرْطاسٍ بالأنعام [الآية: 7] و فِرْقَةٍ، وَ إِرْصاداً بالتوبة [الآية:

122، 107] و مِرْصاداً بالنبإ [الآية: 21] و لَبِالْمِرْصادِ بالفجر [الآية: 14] و المراد بالكسرة اللازمة التي تكون على حرف أصلي، أو منزل منزلته يخل إسقاطه بالكلمة، و العارضة بخلاف ذلك، و هو باء الجر و لامه و همزة الوصل و قيل العارضة ما كانت على حرف زائد و تظهر فائدة الخلاف في مِرفَقاً بالكهف [الآية: 16] في قراءة كسر الميم و فتح الفاء فعلى الأول تكون لازمة فترقق الراء معها، و هو الصواب كما في النشر لإجماعهم على ترقيق الْمِحْرابَ للأزرق، و تفخيم مرصاد لأجل حرف الاستعلاء بعد لا من أجل عروض الكسرة قبل، و على الثاني تكون عارضة، فتفخم، و عليه الصقلي.

و اختلف: في فِرْقٍ بالشعراء [الآية: 63] فذهب إلى ترقيقه لضعف حرف

ص: 130

الاستعلاء بالكسر جمهور المغاربة و المصريين و ذهب إلى تفخيمه سائر أهل الأداء و الوجهان في الشاطبية و جامع البيان و الإعلان قال في النشر و الوجهان صحيحان إلا أن النصوص متوافرة على الترقيق و حكى غير واحد الإجماع عليه ثم قال و القياس إجراء الوجهين في فرقة حال الوقف لمن أمال هاء التأنيث و لا أعلم فيه نصا انتهى.

و خرج بقيد الاتصال في حرف الاستعلاء نحو فَاصْبِرْ صَبْراً، أَنْذِرْ قَوْمَكَ، تُصَعِّرْ خَدَّكَ فليس فيه إلا الترقيق هذا حكم الراء في الوصل فإن وقف على الراء المتطرفة بالسكون، أو الإشمام فإن كان قبلها كسرة نحو بَعِيرٍ أو ساكن بعد كسرة نحو الشِّعْرَ أو ياء ساكنة نحو: خَيْرٌ، و لا ضَيْرَ أو ألف ممالة بنوعيها نحو في الدار أو راء مرققة نحو: بِشَرَرٍ عند من رقق الأولى للأزرق رققت الراء في ذلك كله إلا إذا كان الساكن بعد الكسرة حرف استعلاء نحو: مِصْرَ، و عَيْنَ الْقِطْرِ فاختلف في ذلك فأخذ بالتفخيم جماعة كابن شريح، و هو قياس مذهب الأزرق من طريق المصريين، و أخذ آخرون بالترقيق نص عليه الداني في الجامع و كتاب الراآت له، و هو الأشبه بمذهب الجماعة، و اختار في النشر التفخيم في مصر و الترقيق في القطر قال نظرا للوصل و عملا بالأصل أي و هو الوصل.

و إن كان قبلها غير ذلك فخمت مكسورة في الوصل أولا نحو الْحَجَرَ، و لا وَزَرَ، و لِيَفْجُرَ، و النُّذُرُ، وَ الْفَجْرِ، و لَيْلَةِ الْقَدْرِ و جوز بعضهم ترقيق المكسورة من ذلك لعروض الوقف، و خص آخر ذلك بالأزرق، و الصحيح التفخيم للكل و إن وقفت عليها بالروم جرت مجراها في الوصل فإن كانت حركتها كسرة رققت للكل و إن كانت ضمة فإن كان قبلها كسرة أو ساكن قبله كسرة أو ياء ساكنة رققت للأزرق و فخمت لغيره و إن كان قبلها غير ذلك فخمت للكل.

خاتمة قوله أَنْ أَسْرِ إذا وقف عليه بالسكون في قراءة من وصل و كسر النون فإن الراء ترقق أما على القول بعروض الوقف فظاهر، و أما على القول الآخر، فإن الراء قد اكتنفها كسرتان، و إن زالت الثانية وقفا فإن الكسرة قبلها توجب الترقيق، فإن قيل هي عارضة، فينبغي التفخيم مثل أَمِ ارْتابُوا فالجواب أن يقال كما أن الكسر عارض فالسكون عارض، و لا أولوية لأحدهما، فيلغيان معا و يرجع إلى كونها في الأصل مكسورة فترقق و أما على قراءة الباقين و كذا (فَأَسْرِ) في قراءة من قطع و من وصل فمن لم يعتد بالعارض رقق أيضا و أما على القول الآخر أي و هو الصحيح كما تقدم فيحتمل التفخيم للعروض و يحتمل الترقيق فرقا بين كسرة الإعراب و كسرة البناء لأن الأصل أسري بياء حذفت الياء لبناء الفعل فيبقى الترقيق دلالة على الأصل و فرقا بين ما أصله الترقيق و ما عرض له و كذا الحكم في (وَ اللَّيْلِ إِذا يَسْرِ) في الوقف بالسكون على قراءة حذف الياء فحينئذ يكون الوقف عليه بالترقيق أولى و الوقف على (وَ الْفَجْرِ) بالتفخيم أولى قاله في النشر و قوله (وَ الْفَجْرِ) بالتفخيم أولى تقدم أن الصحيح فيه التفخيم للكل و مقابلة الواهي يعتبر عروض الوقف و اللّه تعالى أعلم(1).

ص: 131


1- للمزيد عن هذا الباب انظر كتاب النشر في القراءات العشر للعلامة محمد بن الجزري: (2/ 90، 110). [أ].

باب حكم اللامات تغليظا، و ترقيقا

باب حكم اللامات تغليظا، و ترقيقا

تغليظ اللام تسمينها لا تسمين حركتها و يرادفه التفخيم إلا أن المستعمل كما مر التغليظ في اللام، و التفخيم في الراء و الترقيق ضدهما و قولهم الأصل في اللام الترقيق أبين من قولهم الأصل في الراء التفخيم، و ذلك أن اللام لا تغلظ إلا لسبب، و هو مجاورتها حرف استعلاء، و ليس تغليظها مع وجوده بلازم، بل ترقيقها إذا لم تجاوره لازم كذا في النشر ثم إن تغليظ اللام متفق عليه، و مختلف فيه فالمتفق عليه: تغليظها من اسم اللّه تعالى و إن زيد عليه الميم بعد فتحة مخففة، أو ضمة كذلك نحو اللَّهِ رَبِّنا، شَهِدَ اللَّهُ، أَخَذَ اللَّهُ، سَيُؤْتِينَا اللَّهُ، رُسُلُ اللَّهِ، قالُوا اللَّهُمَّ قصدا لتعظيم هذا الاسم الأعظم فإن كان قبلها كسرة مباشرة محضة فلا خلاف في ترقيقها سواء كانت متصلة أو منفصلة عارضة أو لازمة نحو بِاللَّهِ، أَ فِي اللَّهِ، بِسْمِ اللَّهِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ، ما يَفْتَحِ اللَّهُ، قُلِ اللَّهُ، أَحَدٌ اللَّهُ لكسر التنوين و اختلف فيما وقع بعد الراء الممالة، و ذلك في رواية السوسي في نَرَى اللَّهَ، و سَيَرَى اللَّهُ فيجوز تفخيم اللام لعدم وجود الكسر الخالص قبلها، و ترقيقها لعدم وجود الفتح الخالص قبلها، و الأول اختيار السخاوي كالشاطبي، و نص على الثاني الداني في جامعه، و قال إنه القياس قال في النشر قلت: و الوجهان صحيحان في النظر ثابتان في الأداء انتهى.

و أما نحو قوله تعالى أَ فَغَيْرَ اللَّهِ، يُبَشِّرُ اللَّهُ إذا رققت راؤه للأزرق فإنهن يجب تفخيم اللام من اسم اللّه تعالى بعدها قولا واحدا لوجود الموجب، و لا اعتبار بترقيق الراء قبلها.

و أما المختلف فيه فكل لام مفتوحة مخففة، أو مشددة متوسطة، أو متطرفة قبلها صاد مهملة، أو طاء، أو ظاء سواء سكنت هذه الثلاث، أو فتحت خففت، أو شددت فأما الصاد المفتوحة مع اللام المخففة فوقع منها الصَّلاةَ، وَ صَلَواتِ، و صَلاتَكَ، و صَلاتِهِمْ، و صَلَحَ، و فُصِّلَتْ، و يُوصَلَ، و فَصَلَ، و مُفَصَّلًا، و مُفَصَّلاتٍ، وَ ما صَلَبُوهُ و مع اللام المشددة صَلَّى، و يُصَلِّي، و تَصْلى ، و يُصَلَّبُوا و وقع مفصولا بألف في موضعين

ص: 132

يا صالحا، و فِصالًا و أما الصاد الساكنة ففي القرآن العزيز منها يُصَلِّي و سَيَصْلى و يَصْلاها و سَيَصْلَوْنَ و يَصْلَوْنَها واصلوها فَيُصْلَبُ، مِنْ أَصْلابِكُمْ، وَ أَصْلَحَ، وَ أَصْلَحُوا، و إِصْلاحاً، و الْإِصْلاحَ، و فَصْلَ الْخِطابِ و أما الطاء المفتوحة مع اللازم المخففة ففي الطَّلاقَ، و انْطَلَقَ، و انْطَلِقُوا، و أَطَّلَعَ، فَاطَّلَعَ، و بَطَلَ، و مُعَطَّلَةٍ، و لَهُ طَلَباً و أما التي مع المشددة فالمطلقات، و طَلَّقْتُمُ، و طَلَّقَكُنَّ، و طلقهن و أما الطاء الساكنة ففي مَطْلَعِ الْفَجْرِ فقط و أما المفصول بينها و بين اللام بألف ففي طالَ و أما مع اللام الخفيفة ففي ظَلَمَ، ظَلَمُوا، وَ ما ظَلَمُونا و مع المشددة ظلام*، و ظَلَّلْنا، و ظَلْتَ، و ظَلَّ وَجْهُهُ و أما الظاء الساكنة ففي مَنْ أَظْلَمُ و إِذا أَظْلَمَ و لا يُظْلَمُونَ فَيَظْلَلْنَ.

و قد خرج بقيد المفتوحة في اللام المضمومة، و المكسورة، و الساكنة نحو لَأُصَلِّبَنَّكُمْ، صَلْصالٍ و بقيد القبلية نحو لَسَلَّطَهُمْ، و لَظى و بقيد سكون الثلاثة، أو فتحها نحو الظُّلَّةِ، و فُصِّلَتْ و بالثلاثة الضاد المعجمة نحو: أَضْلَلْتُمْ، أضللنا فلا تفخم معها لبعد مخرجها من اللام و قرأ ورش من طريق الأزرق بتغليظ اللام التالية لهذه الثلاثة من ذلك كله لكون هذه الحروف مطبقة مستعلية ليعمل اللسان عملا واحدا و خصه بعضهم بالصاد فقط فروى ترقيقها مع الطاء المهملة صاحب العنوان (1) و التذكرة (2) و المجتبى (3)، و به قرأ الداني على أبي الحسن بن غلبون و روى ترقيقها مع الظاء المعجمة الصقلي و هو أحد وجهي الكافي و الأصح التفخيم بعدهما كما في الطيبة كالتقريب و اختلف فيما إذا حال بينهما ألف و هو في ثلاثة مواضع موضعان مع الصاد فِصالًا، يصالحا و موضع مع الطاء، و هو طالَ بطه أَ فَطالَ و بالأنبياء حَتَّى طالَ عَلَيْهِمُ و بالحديد فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فروى كثير منهم ترقيقها للفاصل، و هو الذي في التيسير، و العنوان، و التبصرة، و غيرها، و روى آخرون تغليظها و هو الأقوى قياسا كما في: النشر، و قال الداني في جامعه إنه الأوجه و الوجهان في الشاطبية، و الكافي، و الجامع قال في النشر: و الوجهان صحيحان و الأرجح التغليظ.

و اختلف فيما إذا وقع بعد اللام ألف حمالة نحو صَلَّى، و يُصَلِّي، و يَصْلاها فأخذ بالتغليظ صاحب التبصرة، و التجريد، و غيرهما، و بالترقيق لأجل الإمالة صاحب المجتبى، و غيره، و الوجهان في الشاطبية، و غيرهما، و خص بعضهم الترقيق برءوس الآي للتناسب، و هو في ثلاث و لا صَلَّى بالقيامة [الآية: 31] اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى [الآية: 15] بسبح و إِذا صَلَّى [الآية: 10] بالعلق و التغليظ بغيرها و هو ستة مواضع ].

ص: 133


1- كتاب العنوان للعلامة إسماعيل بن خلف الأنصاري. النشر: (1/ 64). [أ].
2- كتاب التذكرة للعلامة طاهر بن غلبون. النشر: (1/ 73). [أ].
3- كتاب المجتبى للعلامة عبد الجبار الطرسوسي. النشر: (1/ 71). [أ].

مُصَلًّى [الآية: 125] حالة الوقف بالبقرة و يَصْلاها بالإسراء [الآية: 18] و الليل [الآية: 15] و يُصَلِّي بالانشقاق [الآية: 12] و تَصْلى بالغاشية [الآية: 4] و سَيَصْلى بالمسد [الآية: 3] و هو الذي في التبصرة و الاختيار في التجريد و الأرجح في الشاطبية و الأقيس في أصلها و رجحه أيضا في الطيبة.

و لا ريب أن التغليظ و الإمالة ضدان لا يجتمعان، فالتغليظ إنما يكون مع الفتح أما إذا أميلت الألف في ذلك فلا تكون الإمالة إلا مع الترقيق قال في النشر، و هذا ما لا خلاف فيه سواء كان رأس آية، أم لا انتهى، و بذلك مع ما تقدم في باب الإمالة في رءوس الآي من تقليلها فقط للأزرق يعلم أنه يقرأ له بوجه واحد في رءوس الآي الثلاث المتقدمة، و هو التقليل مع الترقيق فقط، و اللّه تعالى أعلم.

و اختلف أيضا في اللام المتطرفة إذا وقف عليها، و هي أَنْ يُوصَلَ بالبقرة [الآية: 27] و الرعد [الآية: 21، 25] و قَدْ فَصَّلَ بالأنعام [الآية: 119] و بَطَلَ بالأعراف [الآية: 118] و ظَلَّ [الآية: 58] بالنحل، و الزخرف [الآية: 17] و فَصْلَ الْخِطابِ [الآية: 20] بص فرواه بالترقيق وقفا في الهادي و الكافي و الهداية و التجريد و بالتغليظ في التذكرة و العنوان و غيرهما و هما في الشاطبية كأصلها صححهما في النشر و رجح التغليظ.

و اختلف أيضا في لام صَلْصالٍ بالحجر [الآية: 26، 28، 33] و الرحمن [الآية:

14] و إن كانت ساكنة لوقوعها بين صادين فقطع بالتغليظ صاحب الهادي و الهدية و تلخيص العبارات و قطع بالترقيق صاحب التيسير و العنوان و التذكرة و المجتبى و غيرهم و رجحه في الطيبة قال في النشر و هو الأصح رواية و قياسا حملا على سائر اللامات السواكن.

تنبيه اللام المشددة نحو يصلبون، وَ ظِلٍّ لا يقال إنه فصل بينها و بين حرف الاستعلاء فاصل فينبغي جريان الوجهين فيها لأن الفاصل هنا لام مدغمة في مثلها، فصارا حرفا فلم يخرج حرف الاستعلاء عن كونه ملاصقا لها فقد شذ بعضهم، فاعتبر ذلك فصلا نبه عليه في النشر، و اللّه تعالى أعلم (1).

باب الوقف على أواخر الكلم من حيث الروم و الإشمام

باب الوقف على أواخر الكلم من حيث الروم و الإشمام

و الوقف عبارة عن قطع النطق على الكلمة الوضعية زمنا يتنفس فيه عامة فيه استئناف القراءة و لا يأتي في وسط كلمة، و لا فيما اتصل رسما، و لا بد من التنفس معه

ص: 134


1- للمزيد انظر النشر في القراءات العشر: (1/ 111). [أ].

كما جرره صاحب النشر و الأصل فيه السكون لأن الواقف في الغالب يطلب الاستراحة، فأعين بالأخف، و في النشر كما عزاه لشرح الشافية الابتداء بالمتحرك ضروري و الوقف على الساكن استحساني انتهى قال شيخنا رحمه اللّه تعالى و هذا قد يدل على أن مرادهم بالخطإ فيما وقف على متحرك بالحركة الخطأ الصناعي حتى لو وقف بالحركة لم يحرم و به أفتى الشهاب الرملي من متأخري الشافعية ثم قال شيخنا و يمكن أن يراد بالاستحساني ما يقابل الضروري على معنى أن الابتداء بالساكن معتذر و اجتلاب الهمزة ضروري فيه بخلاف الوقف على المتحرك فإنه لا يعتذر فكان اختيار السكون فيه و لو على سبيل الوجوب استحسانيا إذا الواجب يقال له حسن انتهى و يجوز الروم و الإشمام بشرطه الآتي و ورد النص بهما عن أبي عمرو و الكوفيين و المختار الأخذ بهما للجميع.

أما الروم فهو الإتيان ببعض الحركة وقفا فلذا ضعف صوتها لقصر زمنها و يسمعها القريب المصغي و هو معنى قول التيسير هو تضعيفك الصوت بالحركة حتى يذهب معظم صوتها فتسمع لها صوتا خفيا و هو عند القراء غير الاختلاس و غير الإخفاء و الاختلاس و الإخفاء عندهم واحد و لذا عبروا بكل منهما عن الآخر و الروم يشارك الاختلاس في تبعيض الحركة و يخالفه في إنه لا يكون في فتح و لا نصب و يكون في الوقف فقط و الثابت فيه من الحركة أقل من الذاهب و الاختلاس يكون في كل الحركات كما في: أَرِنا، و أَمَّنْ لا يَهِدِّي، و يَأْمُرُكُمْ و لا يختص بالوقف و الثابت من الحركة فيه أكثر من الذاهب و قدره الأهوازي بثلثي الحركة، و لا يضبطه إلا المشافهة.

ثم إن الروم يكون في المرفوع و المضموم و المجرور و المكسور نحو اللَّهُ الصَّمَدُ، و يَخْلُقُ و نحو مِنْ قَبْلُ وَ مِنْ بَعْدُ، و يا صالِحُ و نحو دِفْ ءٌ، و الْمَرْءِ و إن وقف بالهمز، أو النقل و نحو مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ، و في الدار و نحو هؤلاء فَارْهَبُونِ و نحو بَيْنَ الْمَرْءِ، و مِنْ شَيْ ءٍ، ظَنَّ السَّوْءِ وقف بالهمز، أو النقل كما في وقف حمزة.

و أما الإشمام فهو حذف حركة المتحرك في الوقف فضم الشفتين بلا صوت إشارة إلى الحركة، و الفاء في فضم للتعقيب، فلو تراخى فإسكان مجرد لا إشمام، و هو معنى قول الشاطبي، و الإشمام إطباق الشفاه بعيد ما يسكن، و هو أتم من تعبير غيره ببعد لعدم إفادته التعقيب، و الأعمى يدرك الروم بسماعه (1) لا الإشمام لعدم المشاهدة إلا بمباشرة و يكون أولا و وسطا و آخرا خلافا لمكي في تخصيصه بالآخر كما في الجعبري و الإشمام يكون في المرفوع و المصموم فقط نحو اللَّهُ الصَّمَدُ، مِنْ قَبْلُ وَ مِنْ بَعْدُ و نحو دِفْ ءٌ، و الْمَرْءِ في وقف حمزة و لا يكون في كسرة و لا فتحة (2).

و لا يجوز الإشمام و لا الروم في الهاء المبدلة من تاء التأنيث نحو المحضة الموقوف ].

ص: 135


1- للمزيد انظر النشر: (2/ 120). [أ].
2- حيث وقعت. [أ].

عليها بالهاء نحو الْجَنَّةَ، وَ الْمَلائِكَةِ، و الْقِبْلَةَ، و لَعِبْرَةً، و مَرَّةً، و هُمَزَةٍ، و لُمَزَةٍ و خرج بقيد التأنيث نحو نَفَقَةٍ و بالمحضة لفظ لأن مجموع الصيغة للتأنيث لا مجرد الهاء و بالموقوف عليها بالهاء ما يوقف عليه بالتاء اتباعا للرسم فيما كتب بالتاء نحو بَقِيَّتُ، و فِطْرَتَ، و مَرْضاتِ اللَّهِ فيجوز الروم و الإشمام لأن الوقف حينئذ على الحرف الذي كانت الحركة لازمة له بخلاف الأولى فإنها بدل من حرف الإعراب، و يمتنعان أيضا في ميم الجمع على قراءة الصلة، و عدمها نحو عَلَيْهِمْ، و فِيهِمْ، و مِنْهُمْ (1) لأنها حركة عارضة لأجل الصلة فإذا ذهبت عادت إلى أصلها من السكون، و كذا يمتنعان في المتحرك بحركة عارضة نقلا كان نحو وَ انْحَرْ إِنَّ، و مِنْ إِسْتَبْرَقٍ أو غيره نحو قُمِ اللَّيْلَ، وَ أَنْذِرِ النَّاسَ، وَ لَقَدِ اسْتُهْزِئَ، لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ، اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ لعروضها، و منه يَوْمَئِذٍ، و حِينَئِذٍ لأن كسرة الذال إنما عرضت عند إلحاق التنوين، فإذا زال التنوين وقفا رجعت الذال إلى أصلها من السكون بخلاف غَواشٍ، و كُلِّ لأن التنوين دخل فيهما على متحرك، فالحركة فيهما أصلية، فكان الوقف عليهما بالروم حسنا.

و اختلف في هاء الضمير فذهب كثير منهم إلى جواز الإشارة بهما مطلقا، و هو الذي في التيسير، و التجريد، و التلخيص، و غيرها، و ذهب آخرون إلى المنع مطلقا، و هو كلام الشاطبي، وفاقا للداني في غير التيسير و المختار كما قاله ابن الجزري منعهما فيها إذا كان قبلها ضم أو واو ساكنة أو كسر أو ياء ساكنة نحو يَعْلَمْهُ، وَ أَمْرُهُ، و لِيَرْضَوْهُ، و بِهِ، و فِيهِ، و إِلَيْهِ و جوازهما إذا لم يكن قبلها ذلك بأن انفتح ما قبل الهاء، أو وقع ألف، ساكن صحيح نحو لَنْ تُخْلَفَهُ، و اجْتَباهُ، و هَداهُ، و مِنْهُ، و عَنْهُ، و أرجئه في قراءة الهمز وَ يَتَّقْهِ عند من سكن القاف قال في النشر، و هو أعدل المذاهب عندي (2).

تفريع: إذا وقع قبل الحرف الموقوف عليه حرف مد أو حرف لين ففي المرفوع نحو نَسْتَعِينُ الفاتحة [الآية: 5] فهو خير و المضموم نحو حَيْثُ سبعة أوجه ثلاثة منها مع السكون الخالص و هي: المد، و التوسط، و القصر، و ثلاثة كذلك مع الإشمام، و السابع الروم مع القصر و في المجرور نحو لِلرَّحْمنِ، و مِنْ خَوْفٍ و المكسورة ك مَتابِ أربعة ثلاثة مع السكون الخالص و الرابع الروم مع القصر و في المنصوب نحو لَكُمْ طالُوتَ و المفتوح كالعالمين و لا ضَيْرَ ثلاثة: المد، و القصر، و التوسط فقط مع السكون، و في نحو مِصْرَ الإسكان فقط، و نحو مِنَ الْأَمْرِ الإسكان، و الروم، و نحو نَعْبُدُ الإسكان، و الروم، و الإشمام.

تتمة من أحكام الوقف المتفق عليه في القرآن إبدال التنوين بعد فتح غير هاء التأنيث ].

ص: 136


1- يعنى لا يدركه من غيره لما ذكر و ليس المراد أن لا يحسنه، فلا يمكنه الإتيان به كما توهمه بعض الطلبة، بل قد يحسنه أكثر من البصير.
2- انظر النشر في القراءات العشر لابن الجزري: (2/ 125). [أ].

ألفا و حذفه بعد ضم و كسر و منه إبدال نون التوكيد الخفيفة بعد فتح ألفا نحو لَيَكُوناً، و لَنَسْفَعاً و كذا نون إِذاً لَأَذَقْناكَ و منه زيادة ألف في إِنَّا و من المختلف فيه إبدال تاء التأنيث هاء في الاسم الواحد و منه زيادة هاء السكت في مِمَّ، و عَمَّ و اخواتهما، و كذا عليهن، و إليهن، و نحوه و كذا نحو الْعالَمِينَ كما يأتي إن شاء اللّه تعالى.

خاتمة في النشر يتعين التحفظ من الحركة في الوقف على المشدد المفتوح نحو صَوافَّ، و يُحِقَّ الْحَقَّ، و عَلَيْهِنَّ و إن أدى ذلك إلى الجمع بين الساكنين فإنه في الوقف مغتفر مطلقا و كثير ممن لا يعرف يقف بالفتح لأجل الساكن و هو خطأ و إذا وقف على المشدد المتطرف، و كان قبله أحد حروف المد أو اللين نحو دواب*، و تُبَشِّرُونَ، و الَّذِينَ، و هاتَيْنِ وقف بالتشديد، و إن اجتمع في ذلك أكثر من ساكنين، و مد من أجل ذلك، و ربما زيد في مده لذلك خلافا لما في جامع البيان من التفرقة بين الألف، و غيرها، و اللّه أعلم (1).

باب الوقف على مرسوم الخط

باب الوقف على مرسوم الخط

و هو أعني الخط كما تقدم تصوير الكلمة بحروف هجائها بتقدير الابتداء بها، و الوقف عليها، و لذا حذفوا صورة التنوين، و أثبتوا صورة همزة الوصل، و مرادهم هنا خط المصاحف العثمانية التي أجمع عليها الصحابة رضى اللّه تعالى عنهم ثم إن طابق الخط اللفظ فقياسي و إن خالفه بزيادة أو حذف أو بدل و فصل أو وصل فاصطلاحي ثم الوقف إن قصد لذاته فاختياري و إلا فإن لم يقصد أصلا بل قطع النفس عنده فاضطراري و إن قصد لا لذاته بل لأجل حال القارئ فاختياري بالموحدة و قد أجمعوا على لزوم اتباع الرسم فيما تدعو الحاجة إليه اختيارا و اضطرارا و ورد ذلك نصا عن نافع و أبي عمرو و عاصم و حمزة و الكسائي و كذا أبو جعفر و خلف و رواه كذلك نص الأهوازي و غيره عن ابن عامر و اختاره أهل الأداء لبقية القراء بل رواه أئمة العراقيين نصا و اداء عن كل القراء.

ثم الوقف على المرسوم متفق عليه، و مختلف فيه و المختلف فيه انحصر في خمسة أقسام:

أولها الإبدال، و هو إبدال حرف بآخر، فوقف: ابن كثير، و أبو عمرو، و الكسائي، و كذا يعقوب وافقهم اليزيدي، و ابن محيصن، و الحسن بالهاء على هاء التأنيث المكتوبة بالتاء، و هي لغة قريش، وقعت في مواضع.

أولها: رحمت في المواضع السبعة بالبقرة و الأعراف و هود و أول مريم و في الروم و الزخرف معا.

ص: 137


1- للمزيد انظر تفصيل ذلك في كتاب النشر من الصفحة: (2/ 120) إلى: (2/ 130). [أ].

ثانيها: نِعْمَتَ في أحد عشر موضعا [الآية: 231] ثاني البقرة و في المائدة (1) [الآية: 11] و آل عمران [الآية: 103] و ثاني إبراهيم [الآية: 28، 34] و ثالثها و ثاني النحل [الآية: 53، 71، 72، 83] و ثالثها و رابعها (2) و في لقمان [الآية: 31] و فاطر [الآية: 3] و الطور [الآية: 29].

و ثالثها: سُنَّتُ في خمسة بالأنفال [الآية: 38] و غافر [الآية: 85] و ثلاثة بفاطر [الآية: 43].

و رابعها: امْرَأَتُ سبع بآل عمران [الآية: 35] واحد، و اثنان بيوسف [الآية:

30، 51] و في القصص [الآية: 9] واحد، و ثلاثة بالتحريم [الآية: 10، 11].

خامسها: بَقِيَّتُ اللَّهِ [الآية: 86] بهود سادسها: قُرَّتُ عَيْنٍ بالقصص [الآية:

9] سابعها: فِطْرَتَ اللَّهِ بالروم [الآية: 30] ثامنها: شَجَرَةُ الزَّقُّومِ بالدخان [الآية:

43] تاسعها: لَعْنَتَ موضعان بآل عمران [الآية: 61] و بالنور [الآية: 7] عاشرها:

جَنَّاتٍ وَ نَعِيمٍ بالواقعة فقط [الآية: 89] حادي عاشرها: ابْنَتَ عِمْرانَ بالتحريم [الآية: 12] ثاني عاشرها: معصيت موضعي المجادلة [الآية: 8، 9] ثالث عاشرها:

كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنى بالأعراف [الآية: 137] و وقف الباقون بالتاء موافقة لصريح الرسم و هي لغة طي ء.

و كذا الحكم فيما اختلف في إفراده و جمعه و هو كَلِمَتُ بالأنعام، و يونس، و غافر و آياتٌ لِلسَّائِلِينَ بيوسف و غَيابَتِ الْجُبِّ معا فيها و آياتٌ مِنْ رَبِّهِ بالعنكبوت و الْغُرُفاتِ آمِنُونَ بسبإ و عَلى بَيِّنَةٍ مِنْهُ بفاطر وَ ما تَخْرُجُ مِنْ ثَمَراتٍ بفصلت و جِمالَتٌ صُفْرٌ بالمرسلات و يأتي جميع ذلك في أماكنه من الفرش إن شاء اللّه تعالى (3) فيمن قرأه بالإفراد فهو في الوقف على أصله المذكور كما كتب في مصاحفهم، و من قرأه بالجمع وقف عليه بالتاء كسائر الجموع و قد فهم من تقييد المكتوبة بالتاء أن المرسومة بالهاء لا خلاف فيها بل هي تاء في الوصل هاء في الوقف و هل الأصل التاء أو الهاء قال بالأول سيبويه و بالثاني ثعلب في آخرين.

و يلحق بهذه الأحرف حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ بالنساء و في قراءة يعقوب بالنصب منونا على إنه اسم مؤنث و قد نص الداني و غيره على أن الوقف له عليه بالهاء، و ذلك على أصله في الباب، و نص ابن سوار، و غيره على أن الوقف عليه بالتاء لكلهم، و سكت آخرون عنه، و قال في المبهج: و الوقف بالتاء إجماع لأنه كذلك في المصحف قال:

و يجوز الوقف عليه بالهاء في قراءة يعقوب (4).].

ص: 138


1- أي: ثانيها.
2- الصواب: و رابع النحل، و خامسها، و سادسها.
3- انظر الصفحة: (18) و ما بعدها. [أ].
4- فتصير على هذا الوجه: (حصرته). [أ].

و اختلفوا أيضا في ست كلمات و هي يا أَبَتِ و هَيْهاتَ، و مَرْضاتِ، و لاتَ، و اللَّاتَ، و ذاتَ، و ذاتَ بَهْجَةٍ.

أما يا أَبَتِ و هو بيوسف [الآية: 4، 100] و مريم [الآية: 42] و القصص [الآية:

26] و الصافات [الآية: 102] فوقف عليه بالهاء ابن كثير و ابن عامر و كذا أبو جعفر و يعقوب لكونها تاء تأنيث لحقت الأب في باب النداء خاصة وافقهم ابن محيصن و الباقون بالتاء على الرسم.

و أما هَيْهاتَ موضعي المؤمنون [الآية: 36] فوقف عليها بالهاء البزي و قنبل بخلف عنه و الكسائي وافقهم ابن محيصن بخلف و الباقون بالتاء إلا إن الخلف عن قنبل في العنوان و التذكرة و التخليص لم يذكر في الأول و قطع له بالتاء فيهما في الشاطبية كأصلها و بالهاء فيهما كالبزي العراقيون قاطبة.

و أما مَرْضاتِ في موضعي البقرة [الآية: 207، 265] و في النساء [الآية:

114] و التحريم [الآية: 1] و لاتَ حِينَ بص [الآية: 3] و ذاتَ بَهْجَةٍ [الآية: 60] بالنمل و اللَّاتَ بالنجم [الآية: 19] فوقف الكسائي عليها بالهاء و الباقون بالتاء و خرج بذات بهجة ذات بينكم المتفق على التاء فيه وقفا.

القسم الثاني في الإثبات و هو في هاء السكت و تسمى الإلحاق و في حرف العلة المحذوف للساكن فأما هاء السكت فوقف البزي و كذا يعقوب بخلاف عنهما بها في الكلمات الخمس الاستفهامية المجرورة و هي عَمَّ، و فِيمَ، و بِمَ، و لِمَ، و مِمَّ عوضا عن الألف المحذوفة لأجل دخول حرف الجر على ما الاستفهامية و الخلف للبزي في الشاطبية وفاقا للداني في غير التيسير و بغير الهاء قرأ على فارس و عبد العزيز الفارسي و هو من المواضع التي خرج فيها في التيسير عن طرقه فإنه أسند رواية البزي فيه عن الفارسي و وقف يعقوب باتفاق بالهاء أيضا على و هُوَ، و هِيَ حيث وقعا و اختلف عنه في إلحاقها للنون المشددة في ضمير جمع المؤنث نحو فِيهِنَّ، و عَلَيْهِنَّ، و حَمْلَهُنَّ، و هُنَّ، و لَهُنَّ و خرج بقولنا في ضمير إلخ نحو وَ لا يَحْزَنَّ فإن النون و إن كانت مشددة إلا إنها ليست للنسوة بل نون النسوة هنا النون المخففة المدغمة فيها النون التي هي لام الفعل كما نبه عليه شيخنا رحمه اللّه تعالى قال في النشر و قد أطلقه يعني الجمع المؤنث بعضهم و أحسب أن الصواب تقييده بما كان بعد هاء كما مثلوا به و لم أجد أحدا مثل بغير ذلك.

و كذا اختلف عن يعقوب أيضا في المشدد المبني نحو تَعْلُوا عَلَيَّ، يُوحى إِلَيَّ، بِمُصْرِخِيَّ، الْقَوْلُ لَدَيَّ، خَلَقْتُ بِيَدَيَّ لكن الأكثر عنه ترك الهاء فيه قال في النشر و كلا الوجهين ثابت عن يعقوب و الظاهر أن ذلك مقيد بما إذا كان بالياء كما مثلنا به.

و كذا قرأ يعقوب بإلحاق الهاء في الوقف على النون المفتوحة في نحو الْعالَمِينَ، و الْمُفْلِحُونَ؛، و الَّذِينَ فيما رواه ابن سوار، و غيره و مقتضى تمثيله أعني ابن سوار بقوله تعالى: يُنْفِقُونَ شموله للأفعال، و الصواب كما في النشر تقييده

ص: 139

بالأسماء عند من أجازه، و الجمهور على عدم إثبات الهاء في هذا الفصل، و عليه العمل (1).

و اختلف عن رويس في أربع كلمات يا وَيْلَتى ، يا حَسْرَتى ، يا أَسَفى ، و ثمّ الظرف المفتوح الثاء فقطع له ابن مهران و غيره بإثبات الهاء، و رواه الآخرون بغير هاء كالباقين، و الوجهان صحيحان عن رويس كما في النشر (2).

و اتفقوا على الوقف بهاء السكت في سبع كلمات للرسم، و اختلفوا في إثباتها وصلا كما يأتي إن شاء اللّه تعالى، و هي يَتَسَنَّهْ بالبقرة [الآية: 259] فحذفها وصلا: حمزة، و الكسائي، و كذا خلف، و يعقوب وافقهم الأعمش و اليزيدي و ابن محيصن و اقْتَدِهْ بالأنعام كذلك بخلف عن ابن محيصن و كسر الهاء وصلا ابن عامر و قصرها هشام و أشبعها ابن ذكوان بخلف عنه و كِتابِيَهْ معا بالحاقة و حِسابِيَهْ فيها حذف الهاء منهن وصلا يعقوب وافقه ابن محيصن و مالِيَهْ و سُلْطانِيَهْ بالحاقة أيضا حذف الهاء منهما وصلا حمزة و كذا يعقوب وافقهما ابن محيصن و ما هِيَهْ بالقارعة حذفها وصلا حمزة و كذا يعقوب وافقهما ابن محيصن و الحسن و زاد ابن محيصن من رواية البزي سكون الياء في الحالين من المفردة.

و أما حروف العلة الثلاثة فأما الياء فمنها ما حذف للساكنين و منها ما هو لغير ذلك فأما المحذوف رسما للتنوين فنحو تَراضٍ، مُوصٍ و جملتها ثلاثون حرفا في سبعة و أربعين موضعا.

فقرأ ابن كثير بالياء في أربعة أحرف منها في عشرة مواضع و هي هادٍ في خمسة منها اثنان بالرعد و اثنان بالزمر [الآية: 23، 36] و الخامس بالطول [الآية: 7، 33] الرعد و واقٍ موضعي الرعد و موضع غافر [الآية: 33] واقٍ بالرعد [الآية: 34، 37] و غافر [الآية: 21] و باقٍ بالنحل [الآية: 96] وافقه ابن محيصن و عنه الوقف كدالك في فَإِنْ بالرحمن [الآية: 26] و راقٍ بالقيامة [الآية: 27] و أما المحذوفة لغير ذلك فأحد عشر حرفا في سبعة عشر موضعا وقف عليها يعقوب بالياء و هي و مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ [الآية: 269] على قراءته بكسر التاء و سَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ بالنساء [الآية: 146] و اخْشَوْنِ الْيَوْمَ بالمائدة [الآية: 3] و يَقُصُّ الْحَقَّ بالأنعام [الآية: 57] و نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ بيونس [الآية: 103] و بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ بطه [الآية: 12] و النازعات [الآية: 16] و وادِ النَّمْلِ بسورة النمل [الآية: 18] و الْوادِ الْأَيْمَنِ بالقصص [الآية: 30] و لَهادِ الَّذِينَ آمَنُوا بالحج [الآية: 54] و بِهادِ الْعُمْيِ بالروم [الآية: 53] و يُرِدْنِ الرَّحْمنُ بيس [الآية: 23] و صالِ الْجَحِيمِ بالصافات [الآية: 163] و يُنادِ الْمُنادِ بق [الآية:].

ص: 140


1- فيصير وجه القراءة: (العالمينه، المفلحونه، الذينه). [أ].
2- انظر النشر: (2/ 157). [أ].

41] و تُغْنِ النُّذُرُ [الآية: 5] بالقمر و الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ بالرحمن [الآية: 24] و الْجَوارِ الْكُنَّسِ بالتكوير [الآية: 16] هذا هو الصحيح عنه في الجميع قال ابن الجزري: و به قرأت و به آخذ و لا خلاف في حذف يا عِبادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا أول الزمر [الآية: 10] في الحالين إلا ما انفرد به الحافظ أبو العلا عن رويس من اثباتها وقفا فخالف سائر الناس و وقف له الكسائي كيعقوب بالياء على واد النمل فيما رواه الجمهور عنه و اختلف عنه في بِهادِ الْعُمْيِ بالروم [الآية: 53] فالوقف له بالياء في الشاطبية كأصلها و عليه أبو الحسن بن غلبون و الحذف عند مكي و ابن شريح و غيرهما و عليه جمهور العراقيين و الوجهان صحيحان نصا و أداء كما في النشر و اختلف فيه أيضا عن حمزة مع قراءته له تهدي و بالياء قطع له الداني في جميع كتبه و الحافظ أبو العلا و بحذفها قطع ابن سوار و غيره وافقه الشنبوذي بخلفه و لا خلاف في الوقف على موضع النمل بالياء في القراءتين موافقة للرسم و وقف ابن كثير على يُنادِ، من يُنادِ الْمُنادِ بالياء على قول الجمهور و هو الأصح و به ورد النص عنه كما في النشر و روى عنه آخرون الحذف و الوجهان في الشاطبية و الإعلان و الجامع و غيرها وافقه ابن محيصن بلا خلاف.

و أما ما حذف من الواو الساكن رسما ففي أربعة مواضع وقف عليها يعقوب بالواو على الأصل فيما انفرد به أبو عمرو و الداني و هي وَ يَدْعُ الْإِنْسانُ الإسراء [الآية: 11] و يَمْحُ اللَّهُ بالشورى [الآية: 24] و يَدْعُ الدَّاعِ بالقمر [الآية: 6] و سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ بالعلق [الآية: 17] و الوقف على الأربعة للجميع على الرسم بحذف الواو إلا ما انفرد به الداني من الوقف على الأصل و لم يذكر ذلك في الطيبة و لا عرج عليه لكونه انفرادة على عادته من قراءة الداني على أبي الفتح و أبي الحسن قال في النشر و قد قرأت به من طريقه و أما نَسُوا اللَّهَ [الآية: 67] فالوقف عليها بالواو للجميع على الرسم خلافا لبعضهم و أما وَ صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ [الآية: 4] فليس من هذا الباب إذ هو مفرد، فاتفق فيه اللفظ، و الرسم، و الأصل، و حكم هاؤُمُ [الآية: 19] كذلك كما تقدم في وقف حمزة، فيوقف على الميم مع حذف الصلة بلا خلاف كما يوقف على أَ وَ لَمْ يَرَ الَّذِينَ [الآية: 30] بحذف الألف بعد الراء اتفاقا و على وَ مَنْ تَقِ السَّيِّئاتِ، و مَنْ يَهْدِ اللَّهُ بحذف الياء لذلك، نبه عليه في النشر (1).

و أما ما حذف من الألفات لساكن ففي كلمة واحدة و هي أيه وقعت في ثلاثة مواضع: بالنور [الآية: 31] و الزخرف [الآية: 49] و الرحمن [الآية: 31] فوقف عليها بالألف أبو عمرو و الكسائي، و كذا يعقوب وافقهم الحسن و اليزيدي و وقف الباقون بغير ألف للرسم إلا أن ابن عامر ضم الهاء وصلا تبعا لضم الياء و فتحها الباقون.

القسم الثالث الحذف و هو في كَأَيِّنْ في سبعة مواضع بآل عمران [الآية: 146]].

ص: 141


1- انظر: (2/ 157). [أ].

و بيوسف [الآية: 105] و موضعي الحج [الآية: 60] و بالعنكبوت [الآية: 60] و القتال و الطلاق [الآية: 8] فوقف أبو عمرو و كذا يعقوب على الياء في السبعة وافقهما اليزيدي و الحسن و وقف الباقون على النون.

القسم الرابع المقطوع رسما و هو في حرفين أَيَّاماً بالإسراء [الآية: 110] في أربعة مواضع بالنساء [الآية: 78] و الكهف [الآية: 49] و الفرقان و سأل فوقف حمزة و الكسائي و كذا رويس على أيا دون ما كذا نص عليه الداني في التيسير و جماعة و ذكر هؤلاء الوقف على ما دون أيا* للباقين و لم يتعرض الجمهور لذكر ذلك بوقف و لا ابتداء فالأرجح و الأقرب للصواب كما في النشر جواز الوقف على كل من أيا و ما لكل القراء اتباعا للرسم لكونهما كلمتين انفصلتا رسما و إلى ذلك أشار في الطيبة بقوله: و عن كل كما الرسم أجل أي القول باتباع الرسم الذي عليه الجمهور هنا أجل و أقوى مما قدمه و أيا هنا شرطية منصوبة بمجزومها و تنوينها عوض المضاف أي، أي الأسماء و ما مؤكدة على حد قوله تعالى: فَأَيْنَما تُوَلُّوا و لا يمكن رسمه موصولا صورة لأجل الألف فيحتمل أن يكون موصولا في المعنى على حد أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ و أن يكون مفصولا كحيث ما و هو الظاهر للتنوين.

و أما مال* في المواضع الأربعة فوقف أبو عمرو فيها على ما دون اللام كما نص عليه الشاطبي كالداني و جمهور المغاربة و غيرهم وافقه اليزيدي و اختلف عن الكسائي في الوقف على ما أو على اللام و الوجهان ذكرهما له الشاطبي كالداني و ابن شريح و مقتضى كلام هؤلاء أن الباقين يقفون على اللام دون «ما» و به صرح بعضهم و الأصح جواز الوقف على «ما» لجميع القراء لأنها كلمة برأسها منفصلة لفظا و حكما قال في النشر و هو الذي أختاره و آخذ به و أما اللام فيحتمل الوقف عليها لانفصالها خطا و هو الأظهر قياسا و يحتمل أن لا يوقف عليها من أجل كونها لام جر و لام الجر لا تقطع مما بعدها ثم إذا وقف على «ما» اضطرارا أو اختيارا أو على اللام كذلك فلا يجوز الابتداء بقوله تعالى: لِهذا و لا هذَا.

القسم الخامس: قطع الموصول في ثلاثة أحرف وَيْكَأَنَّ اللَّهَ، وَيْكَأَنَّهُ بالقصص [الآية: 82] وقف فيهما الكسائي على الياء وافقه الحسن و ابن محيصن من المفردة و المطوعي و عن أبي عمرو الوقف على الكاف فيهما وافقه اليزيدي و ابن محيصن من المبهج و وقف الباقون على الكلمة برأسها و الابتداء عند الكسائي و من معه بالكاف و عند أبي عمرو و من معه بالهمزة و ما ذكر عن الكسائي و أبي عمرو في ذلك من الوقف و الابتداء حكاه جماعة و أكثرهم بصيغة التحريض و لم يذكر ذلك عنهما بصيغة الجزم غير الشاطبي و ابن شريح و الأكثرون لم يذكروا في ذلك شيئا فالوقف عندهم على الكلمة بأسرها لاتصالها رسما بالإجماع و هذا هو الأولى و المختار في

ص: 142

مذاهب الجميع اقتداء بالجمهور و أخذا بالقياس الصحيح قاله في النشر (1).

و أما الحرف الثالث و هو أَلَّا يَسْجُدُوا فسيأتي في سورة النمل [الآية: 25] إن شاء اللّه تعالى و كذا إِلْ ياسِينَ بالصافات [الآية: 130].

و أما القسم الثاني و هو المتفق عليه فاعلم أن الأصل في كل كلمة كانت على حرفين فصاعدا أن تكتب منفصلة من لاحقتها و يستثنى من ذلك كل ما دخل عليه حرف من حروف المعاني و كان على حرف نحو بِسْمِ اللَّهِ، و بِاللَّهِ، و لِلَّهِ، و لَرَسُولُهُ، و كَمِثْلِهِ، و لَأَنْتُمْ، و أبا لله، فَلَقاتَلُوكُمْ، و لَقَدْ و لام التعريف كأنها لكثرة دورها نزلت منزلة الجزء من مدخولها فوصلت و ياء النداء نحو يا آدَمُ، و يبنؤم و هاء التنبيه في هؤلاء و هذا، و كذا كل كلمة اتصل بها ضمير متصل سواء كان على حرف واحد أو أكثر نحو رَبِّيَ، و رَبَّكُمُ، و رُسُلِهِ، و رُسُلَنا، و رُسُلُكُمْ، و مَناسِكَكُمْ، و مِيثاقِهِ، فَأَحْياكُمْ، و يُمِيتُكُمْ، و يُحْيِيكُمْ و كذا حروف المعجم في فواتح السور نحو الم، الر، المص، كهيعص، طس، حم إلا حم*، عسق [أول سورة الشورى ] فإنه فصل فيها بين الميم، و العين و كذا إن كان أول الكلمة الثانية همزة، و صورت على مراد التخفيف واوا، أو ياء و نحو هؤُلاءِ و لئلا*، يَوْمَئِذٍ، و حِينَئِذٍ و كذا ما الاستفهامية إذا دخل عليها أحد حروف الجر نحو لِمَ، و بِمَ، و فِيمَ، و عَمَّ و أم مع ما نحو أَمَّا اشْتَمَلَتْ و أن المكسورة المخففة مع لا نحو إِلَّا تَفْعَلُوهُ، إِلَّا تَنْصُرُوهُ و كالُوهُمْ، و وَزَنُوهُمْ فكله موصول في القرآن و كذا أل المفتوحة في غير العشرة الآتية و اختلف في الأنبياء و إِنَّما في غير الأنعام [الآية: 178] نحو أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ و اختلف في النحل و إِنَّما غير الحج و لقمان نحو إِلَّا أَنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ و اختلف في أَنَّما غَنِمْتُمْ و إما غير الرعد نحو و إِمَّا تَخافَنَّ، و أَيْنَما بالبقرة و النحل و اختلف في النساء و الشعراء و الأحزاب و فَإِلَّمْ بهود و أَلَّنْ بالكهف، و القيامة، و عَمَّا في غير الأعراف نحو عَمَّا يَعْمَلُونَ، و مِمَّا في غير النساء، و الروم نحو مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ و اختلف في المنافقين وَ أَمِنَ في غير النساء و التوبة و الصافات، و فصلت نحو أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ و كلما غير إبراهيم نحو كُلَّما دَخَلَ عَلَيْها و اختلف في كُلَّما رُدُّوا بالنساء [الآية: 91] و كذا كُلَّما دَخَلَتْ بالأعراف [الآية: 38] كُلَّ ما جاءَ أُمَّةً بالمؤمنون [الآية: 44] كُلَّما أُلْقِيَ بالملك [الآية: 8] و المشهور الوصل في الثلاث و بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بالبقرة [الآية: 90] و بِئْسَما خَلَفْتُمُونِي بالأعراف [الآية: 150] و اختلف في قُلْ بِئْسَما يَأْمُرُكُمْ بِهِ (2)ه.

ص: 143


1- انظر النشر: (2/ 158). [أ].
2- و هو الأول بالبقرة و أما (و لبئس ما شروا به) فمن متفق القطع و الحاصل أن الأول من البقرة المذكور و بئسما خلفتموني موصولان اتفاقا و قل بئس ما يخلف و ما عدا ذلك مقطوع اتفاقا و منه موضعا آل عمران (فبئس ما يشترون) و رفع هنا في الأصل ما يتفطن له.

و فيما في غير الشعراء نحو فِيما فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ [الآية: 234] و اختلف في العشرة الآتية و كيلا* بآل عمران و الحج و الحديد و ثاني الأحزاب، و يَوْمِهِمْ في غير غافر و الذاريات نحو يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ فجميع ما كتب موصولا مما ذكر و غيره و لا يجوز الوقف فيه إلا على الكلمة الأخيرة منه لأجل الاتصال الرسمي و لا يجوز فصله بوقف إلا برواية صحيحة، و من ثم اختيار عدم فصل وَيْكَأَنَّ، وَيْكَأَنَّهُ كما تقدم مع وجود الرواية بفصله نعم روى قتيبة عن الكسائي للتوسع في ذلك و الوقف على الأصل لكن الذي استقر عليه عمل الأئمة، و مشايخ الإقراء ما تقدم من وجوب الوقف على الكلمة الأخيرة، و هو الأخرى، و الأولى بالصواب كما في النشر (1).

و أما المتفق على قطعه فثمانية عشر حرفا أَنْ لا بالأعراف موضعان، و التوبة، و هود موضعان، و الحج و يس، و الدخان، و الممتحنة، و ن (و إن ما) المكسورة المشددة بالأنعام (و إن ما) المشددة بالحج، و لقمان (و أن ما) المكسورة المخففة بالرعد (و أين ما) في غير البقرة و النحل (و أن لم) المفتوح كل ما في القرآن (و إن لم) المكسورة في غير هود (و أن لن) في غير الكهف و القيامة (و عن ما) بالأعراف (و من ما) بالنساء و التوبة و الصافات و فصلت (و عن من) بالنجم و النور (و حيث ما) كل ما في القرآن (و كل ما) بإبراهيم (و بئس ما) أربعة مواضع كلها بالمائدة (و في ما) في أحد عشر ثاني البقرة و بالمائدة و في الأنعام موضعان و الأنبياء و النور و الشعراء و الروم و الزمر موضعان و الواقعة و اختلف فيها إلا موضع الشعراء فمفصول قطعا و إلا كثر على الفصل في العشرة الباقية (و كي لا) في غير الأربعة السابقة (و يوم هم) بغافر و الذاريات (و لات حين) و كل ذلك يأتي إن شاء اللّه تعالى في مواضعه من الفرش فجميع ما كتب مفصولا اسما أو غيره يجوز الوقف فيه على الكلمة الأولى و الثانية عن كل القراء و اللّه تعالى أعلم (2).

و ليعلم أنه لا يجوز في الأداء تعمد الوقف على شي ء من ذلك اختيارا لفتحه، و إنما يجوز على سبيل الضرورة أو الامتحان أو التعريف لا غير و اللّه تعالى أعلم (3).

باب مذاهبهم في ياءات الإضافة

باب مذاهبهم في ياءات الإضافة

و هي ياء زائدة آخر الكلمة فليست بلام الفعل و تتصل بالاسم و تكون مجرورة المحل نحو: نَفْسِي، ذِكْرَى و بالفعل منصوبة المحل نحو: فَطَرَنِي، لَيَحْزُنُنِي و بالحرف منصوبته و مجرورته نحو: إِنِّي، وَلِيٍّ فإطلاق هذه التسمية عليها تجوز حيث

ص: 144


1- انظر النشر: (2/ 158). [أ].
2- ستأتي في الصفحة: (159) و ما عداها كل سورة على حدة.
3- أي عند انقطاع النفس مثلا يقف ثم يستأنف و يتابع لأن الوقف عليها قبيح لما فيه من إخلال و عدم ترابط بالمعنى في الآيات الكريمة. [أ].

جاءت منصوبة المحل كما ترى، و يصح أن تحذف، و أن يكون مكانها هاء الغائب، و كاف المخاطب، فتقول في نَفْسِي، و فَطَرَنِي نفس، و فطر، و نفسه و فطره، و نفسك و فطرك و قد خرج عن ذلك نحو: الدَّاعِيَ، و أَ تَهْتَدِي، و إِنْ أَدْرِي، و أُلْقِيَ إِلَيَّ، و قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ.

ثم إن: الفتح و الإسكان فيها لغتان فاشيتان في القرآن، و كلام العرب و الإسكان فيها هو الأصل الأول لأنها مبنية و الأصل في البناء السكون و الفتح أصل ثان لأنه اسم على حرف غير مرفوع فقوي بالحركة و كانت فتحة للتخفيف.

و قد: انحصر الكلام في هذه الياء في. قسمين- الأول: متفق عليه و هو ضربان- الأول: مجمع على إسكانه و هو الأكثر نحو: إِنِّي جاعِلٌ، وَ اشْكُرُوا لِي، وَ أَنِّي فَضَّلْتُكُمْ، فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي و جملته خمسمائة و ست و ستون- الثاني: ما أجمع على فتحه و ذلك لموجب و هو إما أن يكون بعدها ساكن لام تعريف، أو شبهه و وقع في إحدى عشرة كلمة في ثمانية عشر موضعا منها نِعْمَتِيَ الَّتِي، و حَسْبِيَ اللَّهُ، بِيَ الْأَعْداءَ أو يكون قبلها ألف نحو: هُدايَ و وقع في ست كلمات أو ياء نحو: إِلى ، و عَلى و وقع في تسع.

القسم الثاني: ما اختلف في إسكانه و فتحه و وقع في مائتين و ثنتي عشرة ياء و تنقسم باعتبار ما بعدها ستة أنواع لأنه إما همز أو غيره و الهمز إما قطع و هو ثلاثة باعتبار حركته أو وصل و هو إما مصاحب للام، أو مجرد عنه (1).

النوع الأول: و هو همزة القطع المفتوحة وقعت في مائة و ثلاث اختلف منها في تسع و تسعين موضعا تأتي إن شاء اللّه تعالى مفصلة في محالها، ثم مجملة آخر السور نحو: إِنِّي أَعْلَمُ، فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ فأصل نافع و ابن كثير و أبي عمرو و كذا أبو جعفر فتحهن وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و أصل الباقين تسكينهن إلا أنهم اختلفوا في خمسة و ثلاثين موضعا.

فقرأ: نافع، و أبو عمرو، و كذا أبو جعفر بفتح سبع ياءات من ذلك و هي مِنْ دُونِي أَوْلِياءَ بالكهف [الآية: 102] و إِنِّي أَرانِي الأولان بيوسف [الآية: 36] و يَأْذَنَ لِي أَبِي فيها و اجْعَلْ لِي آيَةً بآل عمران [الآية: 41] و مريم [الآية: 10] و ضَيْفِي أَ لَيْسَ بهود [الآية: 78] وافقهم اليزيدي.

و قرأ: هؤلاء بفتح يَسِّرْ لِي أَمْرِي بطه [الآية: 26] وافقهم الحسن.

و قرأ: ابن كثير و ورش من طريق الأصبهاني بفتح ذَرُونِي أَقْتُلْ بغافر [الآية: 26] وافقهم ابن محيصن.

و قرأ: نافع و البزي و أبو عمرو و كذا أبو جعفر إِنِّي أَراكُمْ بهود [الآية: 84]].

ص: 145


1- هذا ما ذكره العلامة محمد بن الجزري في نشره: (2/ 161). [أ].

و لكِنِّي أَراكُمْ بهود [الآية: 29] و الأحقاف [الآية: 23] بالفتح وافقهم اليزيدي.

و قرأ: هؤلاء بفتح تَحْتِي أَ فَلا بالزخرف [الآية: 51] وافقهم ابن محيصن.

و قرأ: نافع و ابن كثير و كذا أبو جعفر بفتح لَيَحْزُنُنِي أَنْ بيوسف [الآية: 13] و حَشَرْتَنِي أَعْمى بطه [الآية: 125] تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ بالزمر [الآية: 64] أَ تَعِدانِنِي أَنْ بالأحقاف [الآية: 17] وافقهم ابن محيصن في غير تَأْمُرُونِّي.

و قرأ: نافع و كذا أبو جعفر بالفتح في سَبِيلِي أَدْعُوا بيوسف [الآية: 108] و لِيَبْلُوَنِي أَ أَشْكُرُ النمل [الآية: 40] و قرأ: ابن كثير ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ بالطول [الآية: 60] بالفتح، و قرأ أيضا بالفتح فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ البقرة [الآية: 152] وافقه ابن محيصن.

و قرأ: ورش من طريق الأزرق و البزي بفتح أَوْزِعْنِي أَنْ بالنمل [الآية: 19] و الأحقاف [الآية: 15] وافقهما ابن محيصن.

و قرأ: نافع و أبو عمرو و كذا أبو جعفر بفتح عِنْدِي أَ وَ لَمْ بالقصص [الآية: 78] وافقهم اليزيدي و اختلف فيها عن ابن كثير فروى جمهور المغاربة و المصريين عنه الفتح من روايتيه و قطع جمهور العراقيين للبزي بالإسكان و لقنبل بالفتح و الإسكان لقنبل من هذه الطرق عزيز لكن رواه عنه جماعة و أطلق الخلاف عن ابن كثير الشاطبي و الصفراوي و غيرهما و كذا في الطيبة قال في النشر و كلاهما صحيح عنه غير أن الفتح عن البزي ليس من طرق الشاطبية و التيسير و كذا الإسكان عن قنبل انتهى.

و قرأ: نافع و ابن كثير و أبو عمرو و ابن عامر و كذا أبو جعفر بفتح لَعَلِّي بيوسف [الآية: 46] و طه [الآية: 10] و المؤمنون [الآية: 100] و موضعي القصص [الآية: 29] و غافر [الآية: 36] وافقهم ابن محيصن و اليزيدي.

و قرأ: هؤلاء و حفص بفتح مَعِيَ بالتوبة [الآية: 83] و الملك [الآية: 28] وافقهم الحسن في الملك.

و قرأ: نافع و ابن كثير و أبو عمرو و ابن عامر و كذا أبو جعفر بفتح ما لِي أَدْعُوكُمْ بغافر [الآية: 41] وافقهم ابن محيصن و اليزيدي لكن بخلف عن ابن ذكوان فالصوري عنه كذلك، و الأخفش بالإسكان.

و قرأ: هؤلاء بفتح أَ رَهْطِي أَعَزُّ بهود [الآية: 92] لكن بخلف عن هشام و الوجهان صحيحان عنه لكن الفتح أشهر و أكثر.

و اتفقوا: على إسكان يات الباقية و هي أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ بالأعراف [الآية: 143] و لا تَفْتِنِّي أَلا بالتوبة [الآية: 49] و تَرْحَمْنِي أَكُنْ بهود [الآية: 47] فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ بمريم [الآية: 43].

ص: 146

و اجمعوا: أيضا على فتح عَصايَ أَتَوَكَّؤُا، وَ إِيَّايَ أَ تُهْلِكُنا و نحو: بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ لضرورة الجمع بين الساكنين نبه عليه في النشر (1).

النوع الثاني: همزة القطع المكسورة و الواقع منها احدى و ستون ياء اختلف منها في اثنين و خمسين ياء تأتي كذلك أيضا إن شاء اللّه تعالى في مواضعها نحو: مِنِّي إِلَّا، أَنْصارِي إِلَى اللَّهِ و أصل فتح هذا النوع نافع و أبو عمرو و كذا أبو جعفر وافقهم اليزيدي و الباقون بالسكون إلا أنه وقع الخلاف على غير هذا الوجه في خمسة و عشرين ياء منها.

فقرأ: ورش من طريق الأزرق و كذا أبو جعفر بفتح إِخْوَتِي إِنَّ بيوسف [الآية:

100].

و قرأ: نافع و ابن كثير و أبو عمرو و ابن عامر و كذا أبو جعفر بفتح آبائِي إِبْراهِيمَ بيوسف [الآية: 38] و دُعائِي إِلَّا بنوح [الآية: 6] وافقهم ابن محيصن و اليزيدي.

و قرأ: نافع و أبو عمرو و ابن عامر و كذا أبو جعفر بفتح و ما تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ بهود [الآية: 88] و حُزْنِي إِلَى اللَّهِ بيوسف [الآية: 86] وافقهم اليزيدي.

و قرأ: هؤلاء و حفص بفتح أُمِّي إِلهَيْنِ بالمائدة [الآية: 116].

و قرأ: نافع و ابن عامر و كذا أبو جعفر بفتح وَ رُسُلِي إِنَّ اللَّهَ بالمجادلة [الآية:

21].

و قرأ: نافع و كذا أبو جعفر بفتح أَنْصارِي إِلَى بآل عمران [الآية: 52] و الصف [الآية: 14] و بِعِبادِي إِنَّكُمْ بالشعراء [الآية: 52] و سَتَجِدُنِي إِنْ بالكهف [الآية:

69] و القصص [الآية: 27] و الصافات [الآية: 102] و بَناتِي إِنْ بالحجر [الآية: 71] و لَعْنَتِي إِلى بص [الآية: 78].

و قرأ: نافع و أبو عمرو و ابن عامر و حفص و كذا أبو جعفر بفتح أَجْرِيَ إِلَّا بيونس [الآية: 72] و موضعي هود [الآية: 29] و خمسة في الشعراء [الآية: 109، 127، 145، 164، 180] و موضع بسبإ [الآية: 47] الجملة تسع وافقهم ابن محيصن و اليزيدي.

و قرأ: نافع و أبو عمرو و حفص و كذا أبو جعفر بفتح يَدِيَ إِلَيْكَ بالمائدة [الآية:

28] فهذه خمس و عشرون و الباقي سبع و عشرون هم فيها على أصولهم إلا أنه اختلف في إِلى رَبِّي إِنَّ بفصلت [الآية: 50] عن قالون فروى الجمهور عنه فتحها على أصله و روى الآخرون إسكانها و أطلق الخلاف عنه في الشاطبية كأصلها و الطيبة و التذكرة و غيرها و صحح الوجهين عنه في النشر قال غير أن الفتح أشهر و أكثر و أقيس.].

ص: 147


1- انظر النشر: (2/ 162). [أ].

و أجمعوا: على إسكان التسع الباقية من هذا النوع و هي يُصَدِّقُنِي بالقصص [الآية: 34] و أَنْظِرْنِي إِلى بالأعراف [الآية: 14] و فَأَنْظِرْنِي بالحجر [الآية: 36] و مثلها بص [الآية: 79] و يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ بيوسف [الآية: 33] و تدعوني إليه، و تَدْعُونَنِي إِلَى غافر [الآية: 41، 43] و ذُرِّيَّتِي إِنِّي بالأحقاف [الآية: 15] و أَخَّرْتَنِي إِلى بالمنافقين [الآية: 10].

و اتفقوا: أيضا على فتح أَحْسَنَ مَثْوايَ إِنَّهُ، و رُءْيايَ بيوسف [الآية: 23، 43] و نحو: فَعَلَيَّ إِجْرامِي هود [الآية: 35] كما تقدم.

النوع الثالث: همزة القطع المضمومة و الواقع منها اثنا عشر اختلف منها في عشر تأتي مفصلة واصل فتحها فيهن وصلا نافع، و كذا أبو جعفر وافقهما ابن محيصن من المفردة في إِنِّي أُرِيدُ، و فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ كلاهما بالمائدة [الآية: 29، 115] و الباقون بالسكون و اختلف عن أبي جعفر في أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ بيوسف [الآية: 59] و كلا الوجهين صحيح عنه من روايتيه جميعا كما في النشر.

و اتفقوا: على إسكان الياءين الباقيتين و هما: بِعَهْدِي أُوفِ بالبقرة [الآية: 40] و آتُونِي أُفْرِغْ بالكهف [الآية: 96].

النوع الرابع: همزة الوصل المصاحبة للام و الواقع منها اثنان و ثلاثون اختلف منها في أربعة عشرة تأتي كذلك نحو: و لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ، رَبِّيَ الَّذِي فسكنها كلها حمزة على أصله وافقه ابن محيصن في كلها، و المطوعي في مَسَّنِيَ الضُّرُّ، و عِبادِيَ الصَّالِحُونَ بالأنبياء و عِبادِيَ الشَّكُورُ بسبإ، و الحسن و المطوعي في رَبِّيَ الَّذِي بالبقرة و حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ بالأعراف و آتانِيَ الْكِتابَ بمريم و الأعمش في أَرادَنِيَ اللَّهُ بالزمر، و الأعمش، و الحسن في مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ بص و أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ بالملك.

و سكن: ابن عامر موافقة له أعني حمزة عَنْ آياتِيَ الَّذِينَ بالأعراف [الآية:

146] وافقهما المطوعي، و الحسن.

و سكن: حفص كذلك عَهْدِي الظَّالِمِينَ بالبقرة [الآية: 124] وافقهما الحسن، و المطوعي.

و سكن: ابن عامر و حمزة و الكسائي، و كذا روح كذلك قُلْ لِعِبادِيَ الَّذِينَ بإبراهيم [الآية: 31] وافقهم الحسن و الأعمش.

و سكن: أبو عمرو و حمزة و الكسائي و كذا يعقوب و خلف كذلك يا عِبادِيَ الَّذِينَ بالعنكبوت [الآية: 56] و الزمر [الآية: 53] وافقهم اليزيدي و الحسن و الأعمش.

و عن: ابن محيصن و الحسن إسكان نِعْمَتِيَ الَّتِي في المواضع الثلاث بالبقرة

ص: 148

[الآية: 40، 47، 122] و جاءَنِي الْبَيِّناتُ بالطول غافر [الآية: 66].

و عن: ابن محيصن و المطوعي إسكان يائي بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ بآل عمران [الآية: 40] و أَرُونِيَ الَّذِينَ بسبإ [الآية: 27].

و عن: ابن محيصن وحدة تسكين حَسْبِيَ اللَّهُ بالتوبة [الآية: 129] بلا خلاف، و عنه بخلف تسكين يائي شُرَكائِيَ الَّذِينَ بالنحل [الآية: 27] و حَسْبِيَ اللَّهُ بالزمر [الآية: 38] و الباقون بفتحها فيهن فهذه ثلاث و عشرون ياء اختلف فيها.

و اتفقوا: على فتح التسع الباقية من هذا النوع و هي بِيَ الْأَعْداءَ، مَسَّنِيَ الضُّرُّ، مَسَّنِيَ الْكِبَرُ، وَلِيِّيَ اللَّهُ، شُرَكائِيَ الَّذِينَ في الثلاثة غير النحل نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ، أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ.

و عن: ابن محيصن تسكين كل ياء اتصلت بأل في جميع القرآن.

النوع الخامس همزة الوصل: العارية عن اللام و وقعت في سبعة مواضع إلا عند ابن عامر و من معه فستة لقطعة همزة أَخِي اشْدُدْ كما يأتي إن شاء اللّه تعالى و هي إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ، أَخِي اشْدُدْ، لِنَفْسِي اذْهَبْ، ذِكْرِي اذْهَبا، يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ، قَوْمِي اتَّخَذُوا، مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ (1).

فقرأهن: أبو عمرو بالفتح في السبعة وافقه اليزيدي و قرأ ابن كثير كذلك في إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ، و أَخِي اشْدُدْ وافقهما ابن محيصن بخلف عنه (2).

و قرأ: نافع و ابن كثير و كذا أبو جعفر لِنَفْسِي اذْهَبْ، و ذِكْرِي اذْهَبا بالفتح أيضا وافقهم ابن محيصن.

و قرأ: نافع، و البزي و كذا أبو جعفر، و روح إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا بالفتح.

و قرأ: نافع و ابن كثير و أبو بكر و كذا أبو جعفر و يعقوب بَعْدِي اسْمُهُ بالفتح وافقهم الحسن و لم يأت في هذا النوع ياء اجمع على فتحها، أو إسكانها.

النوع السادس في الياء التي بعدها متحرك غير الهمزة: و وقعت في خمسمائة و ستة و تسعين موضعا المختلف فيه منها خمسة و ثلاثون موضعا تأتي إن شاء اللّه تعالى في محالها نحو: بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ، بِي لَعَلَّهُمْ، وَجْهِيَ لِلَّهِ.

فقرأ: نافع و هشام و حفص و كذا أبو جعفر بفتح بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ بالبقرة، و الحج و قرأ هشام و حفص كذلك بنوح (3).

و قرأ: ورش كذلك بِي لَعَلَّهُمْ بالبقرة [الآية: 186] و لِي فَاعْتَزِلُونِ بالدخان ].

ص: 149


1- انظر فرش الحروف من (159)، و ما بعدها. [أ].
2- أي مرة يفتح الياء (إني، أخي) و مرة يسكن (إني، أخي). [أ].
3- ستأتي في فرش الحروف ص (159) كل موضع في سورته فليعلم. [أ].

[الآية: 21] بالفتح (و به) قرأ نافع و كذا أبو جعفر مَماتِي لِلَّهِ بالأنعام [الآية: 162] و به قرأ نافع و ابن عامر و حفص و كذا أبو جعفر وَجْهِيَ لِلَّهِ بآل عمران [الآية: 120] و وَجْهِيَ لِلَّذِي بالأنعام [الآية: 79].

و قرأ: ابن عامر كذلك صِراطِي بالأنعام [الآية: 153] و أَرْضِي واسِعَةٌ بالعنكبوت [الآية: 56] وافقه الحسن في صِراطِي و به أيضا.

و قرأ: حفص مَعِيَ بالأعراف [الآية: 105] و التوبة [الآية: 83] و ثلاثة في الكهف [الآية: 67، 72، 75] و في الأنبياء [الآية: 24] و موضعي الشعراء [الآية: 62، 118] و في القصص [الآية: 34] فهي تسعة و لِي بإبراهيم [الآية: 22] و طه [الآية:

18] و موضعي ص [الآية: 23 د 69] و في الكافرون [الآية: 6] فهي خمسة و جملة ذلك أربعة عشر موضعا، و وافقه ورش من طريقيه في و مَنْ مَعِيَ بالشعراء [الآية: 118] و من طريق الأزرق في وَ لِيَ فِيها مَآرِبُ بطه [الآية: 18] و وافقه هشام بخلف عنه في وَ لِيَ نَعْجَةٌ ص [الآية: 23] فقطع له بالإسكان في العنوان، و الكافي و التبصرة و تلخيص ابن بليمة و الشاطبية كأصلها و سائر المغاربة و المصريين و قطع له بالفتح صاحب المبهج و المفيد و أبو معشر الطبري و غيرهم و الوجهان صحيحان عن هشام كما في النشر و وافقه نافع و هشام و البزي بخلف عنه و في: وَ لِيَ دِينِ بالكافرين وافقهم الحسن و الفتح للبزي رواه جماعة كصاحب العنوان و المجتبى و الكامل من طريق أبي ربيعة و ابن الحباب و هي رواية نصر بن محمد عن البزي و روى عنه الجمهور الإسكان، و به قطع العراقيون من طريق أبي ربيعة، و به قرأ الداني على الفارسي عن قراءته بذلك عن النقاش عن أبي ربيعة عنه، و هذا طريق التيسير، و قال فيه و هو المشهور، و به آخذ و قطع به أيضا أن بليمة، و غيره و بالوجهين جميعا صاحب الهداية، و التبصرة، و التذكرة، و الكافي، و الشاطبية، و غيرهم، و الوجهان صحيحان عنه، و الإسكان أكثر، و أشهر قاله في النشر (1).

و قرأ: ابن كثير بفتح يا أي مِنْ وَرائِي وَ كانَتِ بمريم [الآية: 5] و شُرَكائِي قالُوا بفصلت [الآية: 47] وافقه ابن محيصن.

و قرأ: ابن كثير، و هشام بخلف عنه، و عاصم، و الكسائي، و كذا ابن وردان بخلف عنه بفتح ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ بالنمل [الآية: 20] وافقهم ابن محيصن، و الفتح لهشام رواية الجمهور عنه، و هو رواية الحلواني عنه، و روى الآخرون عنه الإسكان، و هو رواية الداجوني عن أصحابه عنه، و نص على الوجهين جميعا من الطريقين جماعة كثيرون كصاحب الجامع، و المستنير، و الكفاية، و الصقلي، و غيرهم و أما ابن وردان، فالجمهور].

ص: 150


1- انظر النشر في القراءات النشر: (2/ 179). [أ].

عنه على الإسكان، و الآخرون عنه على الفتح، و هما صحيحان عنه غير أن الإسكان أكثر، و أشهر كما في النشر.

و قرأ: هشام بخلف عنه و حمزة و كذا يعقوب و خلف بإسكان ما لِيَ يس [الآية:

22] وافقهم الأعمش و الفتح لهشام من طريق الحلواني و عليه الجمهور بل لا تعرف المغاربة غيره و قطع له بالإسكان جمهور العراقيين من طريق الداجوني.

و قرأ: قالون و ورش من طريق الأصبهاني و كذا أبو جعفر بإسكان مَحْيايَ بالأنعام [الآية: 162] و تمد الألف حينئذ مدا مشبعا لأجل الساكنين، و كذا إذا وقفوا إما من فتحها وصلا فيقف بالأوجه الثلاثة لعروض السكون عندهم و اختلف عن ورش من طريق الأزرق فقطع له فيه بالإسكان صاحب العنوان و شيخه عبد الجبار و طاهر بن غلبون و الأهوازي، و المهدوي، و ابن سفيان، و غيرهم، و به قرأ الصقلي على عبد الباقي عن والده، و به قرأ الداني على الخاقاني، و طاهر قال الداني: و على ذلك عامة أهل الأداء من المصريين، و غيرهم، و هو الذي رواه ورش عن نافع أداء و سماعا، و الفتح اختيار منه لقوته في العربية قال: و به قرأت على أبي الفتح في رواية الأزرق عنه من قراءته على المصريين و بالفتح أيضا قرأ الصقلي على ابن نفيس عن أصحابه عن الأزرق و على عبد الباقي من قراءته على ابن عراك عن هلال كما في النشر قال فيه: و الوجهان صحيحان عن ورش من طريق الأزرق، إلا أن روايته عن نافع الإسكان، و الفتح اختياره لنفسه ثم تعقب من ضعف الإسكان عنه كأبي شامة و أطال في الرد عليه، و ممن قطع له بالخلاف صاحب التيسير و الشاطبية و التبصرة و الكافي و ابن بليمة و غيرهم.

و أما: يا عِبادِ لا خَوْفٌ بالزخرف [الآية: 68] فاختلفوا في إثبات يائها، و حذفها، و فتحها، و إسكانها لاختلاف المصاحف فيها فقرأها نافع و أبو عمرو و ابن عامر و كذا أبو جعفر و رويس من غير طريق أبي الطيب بإثبات الياء ساكنة وصلا و وقفوا عليها كذلك موافقة لمصحف المدينة و الشام وافقهم الحسن و قرأ بإثباتها مفتوحة وصلا أبو بكر و كذا رويس من طريق أبي الطيب و وقفا بالياء الساكنة و قرأ الباقون و هم ابن كثير و حفص و حمزة و الكسائي و كذا خلف و روح بحذفها في الحالين موافقة لمصاحفهم وافقهم ابن محيصن و اليزيدي فخالف أبا عمرو فهذه ثلاثون ياء و عن الحسن فتح الخمسة الباقية و هي لا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَ أَخِي، و سَوْأَةَ أَخِي الثلاثة بالمائدة [الآية: 25، 31] و اشْرَحْ لِي صَدْرِي بطه [الآية: 25] و قَوْمِي لَيْلًا بنوح [الآية: 5] و اتفقوا على إسكان ما بقي من هذا النوع، و هو خمسمائة و ستة و ستون ياء نحو: إِنِّي جاعِلٌ، وَ اشْكُرُوا لِي، وَ أَنِّي فَضَّلْتُكُمْ، فَمَنْ تَبِعَنِي، و مَنْ عَصانِي، الَّذِي خَلَقَنِي، و يُطْعِمُنِي، و يُمِيتُنِي، لِي عَمَلِي، يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي (1).].

ص: 151


1- ستأتي في فرش الحروف ما بعد الصفحة: (159). [أ].

باب مذاهبهم في ياءات الزوائد

باب مذاهبهم في ياءات الزوائد

و هي هنا ياء متطرفة زائدة في التلاوة على رسم المصاحف العثمانية، و تكون في الأسماء نحو: الدَّاعِ، و الْجَوارِ و في الأفعال نحو: يَأْتِ، و يَسِّرْ و هي في هذا، و شبهه لام الكلمة، و تكون أيضا ياء إضافة في موضع الجر، و النصب نحو: دُعائِي، و أَخَّرْتَنِي و أصلية و زائدة و كل منهما فاصلة و غير فاصلة فأما غير الفاصلة فخمس و ثلاثون الأصلية منها ثلاثة عشر نحو: الدَّاعِ بالبقرة وَ يَأْتِ بهود و غير الأصلية منها اثنان و عشرون و هي ياء المتكلم الزائدة نحو: إِذا دَعانِ، وَ اتَّقُونِ يا أُولِي، وَ مَنِ اتَّبَعَنِ، وَ قُلْ و أما الفاصلة فست و ثمانون الأصلية منها خمس و هي: الْمُتَعالِ بالرعد و التَّلاقِ، و التَّنادِ بالطول و يَسِّرْ، و بِالْوادِ بالفجر، و غير الأصلية هي ياء المتكلم الزائدة في إحدى و ثمانين نحو: فَارْهَبُونِ، فَاتَّقُونِ، و لا تَكْفُرُونِ، فَلا تُنْظِرُونِ، ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ، فَأَرْسِلُونِ، و لا تَقْرَبُونِ، أَنْ تُفَنِّدُونِ فالجملة مائة و احدى و عشرون ياء تأتي إن شاء اللّه تعالى مفصلة في محالها، ثم في آخر السور، و إذا أضيف إليها تَسْئَلْنِ بالكهف تصير مائة و اثنين و عشرين و اختلفوا في إثباتها، و حذفها و لهم في ذلك أصول، فنافع، و أبو عمرو، و حمزة، و الكسائي، و كذا أبو جعفر يثبتون ما أثبتوه منها في الوصل دون الوقف مراعاة للأصل، و الرسم وافقهم الأعمش، و اليزيدي، و الحسن و ابن كثير، و هشام بخلف، و يعقوب يثبتون في الحالين على الأصل، و هي لغة الحجازيين، و يوافق الرسم تقديرا إذ ما حذف لعارض كالموجود كألف الرحمن وافقهم ابن محيصن و ابن ذكوان، و عاصم، و كذا خلف يحذفون في الحالين تخفيفا، و هي لغة هذيل قال الكسائي:

العرب تقول: الوال، و الوالي، و القاض و القاضي.

تنبيه: ليس لهشام من الزوائد إلا كِيدُونِ بالأعراف [الآية: 195] على خلاف عنه يأتي إن شاء اللّه تعالى و ليس إثبات الياء هنا في الحالين، أو في الوصل بما يعد مخالفا للرسم خلافا يدخل به في حكم الشذوذ بل يوافق الرسم تقديرا لما تقدم أن ما حذف لعارض في حكم الموجود كألف نحو: الرَّحْمنِ و قد خرج بعض القراء في بعض ذلك عن أصله للأثر فأما غير الفاصلة.

فقرأ: نافع و ابن كثير و أبو عمرو و كذا أبو جعفر و يعقوب بإثبات الياء في عشر:

يَأْتِ بهود [الآية: 105] و أَخَّرْتَنِ بالإسراء [الآية: 62] و يَهْدِيَنِ، و نَبْغِ، و تُعَلِّمَنِ، و يُؤْتِيَنِ الأربعة بالكهف [الآية: 24، 64، 66، 40] و أَلَّا تَتَّبِعَنِ بطه [الآية: 93] و الْجَوارِ بالشورى [الآية: 32] و الْمُنادِ بقاف [الآية: 41] و إِلَى الدَّاعِ بالقمر [الآية: 8] وافقهم ابن محيصن و الزيدي و الحسن و بذلك قرأ الكسائي في يَأْتِ بهود و نَبْغِ بالكهف محافظة على حرف الإعراب و كل على أصله السابق فابن كثير و كذا يعقوب بإثباتها في الحالين وافقهما ابن محيصن و نافع و أبو عمرو و كذا أبو

ص: 152

جعفر بإثباتها وصلا فقط وافقهم اليزيدي، و الحسن إلا أن أبا جعفر فتح ياء أَلَّا تَتَّبِعَنِ بطه وصلا، و أثبتها وقفا ساكنة و خرج بتقييد نَبْغِ بالكهف ما نَبْغِي هذِهِ بيوسف [الآية: 65] و يأت* بهود أخرج نحو: يَأْتِي بِالشَّمْسِ، و إِلَى الدَّاعِ أخرج الداعي إلى بالقمر أيضا.

و قرأ: نافع و ابن كثير و أبو عمرو و حمزة و كذا أبو جعفرة و يعقوب بإثبات ياء أَ تُمِدُّونَنِ بالنمل على أصولهم المتقدمة إلا أن حمزة خالف أصله، فأثبتها في الحالين، و تقدم اتفاقه مع يعقوب على إدغام النون في الإدغام الكبير.

و قرأ: قالون، و ورش من طريق الأصبهاني، و ابن كثير، و أبو عمرو، و كذا: أبو جعفر، و يعقوب: إِنْ تَرَنِ أَنَا بالكهف [الآية: 39] و اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ بغافر [الآية:

38] بإثبات الياء فيهما على أصلهم المقرر وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و الحسن كذلك و الباقون بالحذف في الحالين (1).

و قرأ: ورش و ابن كثير و أبو عمرو و كذا يعقوب كَالْجَوابِ بسبإ [الآية: 13] بإثبات الياء على أصولهم وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و الحسن و قرأ هؤلاء و كذا أبو جعفر الْبادِ بالحج [الآية: 25] بالإثبات على أصولهم و الباقون بالحذف في الحالين.

و قرأ: ورش و أبو عمرو و كذا أبو جعفر و يعقوب الداعي إذا دعاني بإثبات الياء فيهما على أصولهم وافقهم اليزيدي و اختلف عن قالون فقطع له بالحذف فيهما جمهور المغاربة و بعض العراقيين و هو الذي في الكافي و الهادي و الهداية و التيسير الشاطبية و غيرها لكن قول الشاطبية و ليسا لقالون عن الغر سبلا و يفهم أن له في الوصل وجهين فيهما إذ معناه ليس إثبات الياءين منقولا عن الرواة المشهورين عنه بل عن رواة دونهم كما نبه عليه الجعبري و قطع بالإثبات فيهما له من طريق أبي نشيط الحافظ أبو العلاء في غايته و أبو محمد في مبهجه و قطع له بعضهم بالإثبات في الدَّاعِ و الحذف في دَعانِ و هو الذي في المستنير و التجريد و غيرهما من طريق أبي نشيط و عكس آخرون فقطع له بالحذف في الدَّاعِ و الإثبات في دَعانِ و هو الذي في التجريد من طريق الحلواني و به قطع أيضا صاحب العنوان و الوجهان صحيحان عن قالون كما في النشر قال إلا أن الحذف أكثر و أشهر و الباقون بالحذف فيهما (2).

و قرأ: ورش و البزي و أبو عمرو و كذا أبو جعفر و يعقوب الدَّاعِ إِلى و هو الأول بالقمر بإثبات الباء على أصولهم وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و الحسن و الباقون يحذفها في الحالين.].

ص: 153


1- أي: في حالتي الوصل و الوقف. [أ].
2- انظر النشر في القراءات العشر: (2/ 179). [أ].

و قرأ: نافع و أبو عمرو و كذا أبو جعفر و يعقوب الْمُهْتَدِي بالإسراء [الآية: 97] و الكهف [الآية: 17] و مَنِ اتَّبَعَنِي بآل عمران [الآية: 20] بالإثبات في الثلاث وافقهم اليزيدي و الحسن و كل على أصله و خرج فَهُوَ الْمُهْتَدِي بالأعراف لأنه من الثوابت.

و قرأ: ابن كثير، و أبو عمرو، و كذا: أبو جعفر، و يعقوب تُؤْتُونِ مَوْثِقاً بيوسف [الآية: 66] بإثبات الياء وافقهم ابن محيصن، و اليزيدي، و الحسن، و كل على أصله، و حذفها الباقون في الحالين.

و قرأ: أبو عمرو، و كذا أبو جعفر، و يعقوب بإثبات ثمان ياءات و هي وَ اتَّقُونِ يا أُولِي بالبقرة [الآية: 197] و خافُونِ إِنْ بآل عمران [الآية: 175] و اخْشَوْنِ وَ لا بالمائدة [الآية: 44] و قَدْ هَدانِ بالأنعام [الآية: 80] و ثُمَّ كِيدُونِ بالأعراف [الآية: 195] و لا تُخْزُونِ بهود [الآية: 78] بِما أَشْرَكْتُمُونِ بإبراهيم [الآية: 22] و اتَّبِعُونِ هذا بالزخرف [الآية: 61] وافقهم اليزيدي و الحسن في الكل، و ابن محيصن من المفردة في اتَّبِعُونِ بالزخرف و كل على أصله و وافقهم هشام في كِيدُونِ بالأعراف بخلف عنه فقطع له الجمهور بالياء في الحالين و هو الذي في طرق التيسير، فلا ينبغي أن يقرأ له من التيسير بسواه، و ذكره الخلاف فيه على سبيل الحكاية كما نبه عليه في النشر، و روى الآخرون عنه الإثبات في الوصل دون الوقف، و هو الذي لم يذكر عنه ابن فارس في الجامع سواه، و به قطع في المستنير، و الكفاية عن الداجوني، و هو الظاهر من عبارة الداني في المفردات، و على هذا ينبغي أن يحمل الخلاف المذكور في التيسير إن أخذ به، و بمقتضى هذا يكون الوجه الثاني في الشاطبية هو هذا على أن إثبات الخلاف من طريق الشاطبية في غاية البعد، و كأنه تبع فيه ظاهر التيسير فقط كذا في النشر، ثم قال: قلت و كلا الوجهين صحيح: نصا، و أداء حالة الوقف و أما حالة الوصل فلا آخذ بغير الإثبات من طرق كتابنا انتهى، و أما رواية بعضهم الحذف عنه في الحالين فقال في النشر لا أعلمه نصا من طرق كتابنا لأحد من أئمتنا و لكنه ظاهر التجريد من قراءاته على عبد الباقي يعني من طريق الحلواني و عن الحلواني قال رحلت إلى هشام بعد وفاة ابن ذكوان ثلاث مرات ثم رجعت إلى حلوان فورد على كتابه أني أخذت عليك ثُمَّ كِيدُونِ بالأعراف بياء في الوصل و هي بياء في الحالين.

و قرأ: رويس بخلف عنه بإثبات الياء في عِبادِي من قوله تعالى: يا عِبادِ فَاتَّقُونِ لمناسبة ما بعدها و لم يختلف في غيره من المنادى المحذوف، و هو رواية جمهور العراقيين و روى الآخرون عنه الحذف و هو القياس فإن الحذف في الحالين قاعدة الاسم المنادى و هو في مائة و ثلاثين منها يا رب و رب سبعة و ستون موضعا و يا قَوْمِ ستة و أربعون و يا بَنِي ستة و يا أَبَتِ ثمانية و يبنؤم، و ابْنَ أُمَّ، و يا عِبادِ الَّذِينَ

ص: 154

آمَنُوا، و يا عِبادِ فَاتَّقُونِ و الياء في هذا القسم ياء إضافة كلمة برأسها استغنى عنها بالكسرة و لم يثبت من ذلك في المصاحف سوى موضعين بلا خلاف يا عِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا بالعنكبوت [الآية: 56] و يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا بالزمر [الآية: 53] و موضع بخلاف و هو يا عِبادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ بالزخرف [الآية: 68] كما يأتي إن شاء اللّه تعالى (1).

و قرأ: قنبل بخلف عنه: نرتع و نلعب، و يَتَّقِ وَ يَصْبِرْ بإثبات الياء فيهما في الحالين، و هما فعلان مجزومان إجراء للفعل المعتل في الجزم مجرى الصحيح، و هي لغة قليلة، أو أشبعت الكسرة، فنشأت عنها الياء، و هي لغة لبعض العرب، و الإثبات في نرتع له رواية ابن شنبوذ عنه، و الحذف رواية ابن مجاهد، و الوجهان في الشاطبية كالتيسير إلا أن الإثبات ليس من طريقيهما كما نبه عليه في النشر و أما يَتَّقِي فأثبتها عنه في الحالين ابن مجاهد من جميع طرقه و لم يذكر في الشاطبية كأصلها غيره، و حذفها في الحالين ابن شنبوذ وافقه ابن محيصن على الإثبات في يتقي بخلف عنه، و الباقون بالحذف فيهما.

و قرأ: ورش أبو عمرو و كذا أبو جعفر و يعقوب تَسْئَلْنِ بهود [الآية: 46] بإثبات الياء وافقهم اليزيدي، و الحسن، و كل على أصله و الباقون بالحذف في الحالين، و خرج موضع الكهف الآتي قريبا إن شاء اللّه تعالى.

و قرأ: نافع و أبو عمرو و حفص و كذا أبو جعفر و رويس فَما آتانِيَ اللَّهُ بالنمل [الآية: 36] بإثبات الياء مفتوحة في الوصل و هو قياس ياء الإضافة وافقهم اليزيدي و الباقون بالحذف في الوصل لالتقاء الساكنين و أما حكمها في الوقف فأثبتها فيه وجها واحدا يعقوب و اختلف عن قالون و أبي عمرو و حفص و قنبل فأما قنبل فأثبتها عنه ابن شنبوذ و حذفها ابن مجاهد و أما الثلاثة فقطع لهم في الوقف بالياء مكي، و ابن بليمة و طاهر بن غلبون و غيرهم و قطع لهم بالحذف جمهور العراقيين و هو الذي في الإرشادين و المستنير و الجامع و العنوان و غيرها و أطلق لهم الخلاف في الشاطبية كأصلها و التجريد و غيرها وافقهم اليزيدي بخلفه أيضا و الباقون يحذفها وقفا و هم ورش و البزي و قنبل من طريق ابن مجاهد و ابن عامر و أبو بكر و حمزة و الكسائي و كذا أبو جعفر و خلف وافقهم ابن محيصن و الحسن و الأعمش.

و قرأ: أبو جعفر إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمنُ بيس [الآية: 23] بإثبات الياء مفتوحة في الوصل ساكنة في الوقف كوقف يعقوب عليها و الباقون بحذفها فيهما.

و قرأ: السوسي وحده بخلف عنه: فَبَشِّرْ عِبادِ الَّذِينَ بالزمر [الآية: 17- 18] بإثبات الياء مفتوحة في الوصل، ثم اختلف المثبتون عنه، فأثبتها منهم في الوقف أيضا].

ص: 155


1- أي في فرش الحروف من ص: (159) و ما بعدها حيث يتكلم عن كل سورة و ما فيها مفصلا. [أ].

ساكنة الجمهور كأبي الحسن بن فارس، و أبي العز، و سبط الخياط، و غيرهم، و رجحه الداني في المفردات و حذفها الآخرون فيه كصاحب التجريد و التيسير و ذهب جماعة عن السوسي إلى حذفها في الحالين كصاحب العنوان، و التذكرة و الكافي، و غيرهم قال في النشر: و هو الذي ينبغي أن يكون في التيسير فتحصل للسوسي فيها ثلاثة أوجه الإثبات في الحالين، و الحذف فيهما، و الإثبات وصلا مفتوحة لا وقفا، و الثلاثة في الطيبة و هذه الكلمات الثلاث أعني آتانِيَ اللَّهُ، و إِنْ يُرِدْنِ، فَبَشِّرْ عِبادِ مما وقعت فيه الياء قبل ساكن.

فهذا: ما وقع من الياءات المختلف فيها في غير الفواصل.

و أما: الفواصل بقسميها أعني الأصلية و الإضافية و هي كما سبق أول الباب ستة و ثمانون فقرأها كلها بإثبات الياء في الحالين يعقوب على أصله و وافقه غيره في سبع عشرة كلمة و هي: دُعاءً، و التَّلاقِ، و التَّنادِ، و أَكْرَمَنِ، و أَهانَنِ، و يَسِّرْ، و بِالْوادِ، و الْمُتَعالِ، و وَعِيدِ، و نَذِيرٍ، و نَكِيرِ، و يَكْذِبُونَ، و يُنْقِذُونِ، و لَتُرْدِينِ، و فَاعْتَزِلُونِ، و تَرْجُمُونِ، و نَذْرٍ.

و أما: دُعائِي بإبراهيم [الآية: 40] فقرأ بإثبات الياء فيها وصلا فقط ورش، و أبو عمرو و حمزة، و كذا أبو جعفر وافقهم اليزيدي، و الأعمش، و ابن محيصن بخلفه، و قرأها بالإثبات في الحالين البزي، و يعقوب و اختلف عن قنبل فروى عنه ابن مجاهد الحذف في الحالين، و روى عنه ابن شنبوذ الإثبات في الوصل، و الحذف في الوقف كأبي عمرو و من معه (1)- قال في النشر: و بكل من الحذف، و الإثبات قرأت عن: قنبل وصلا، و وقفا، و به آخذ و الباقون بالحذف فيهما، و هو الثاني لابن محيصن.

و أما: التَّلاقِ، و التَّنادِ بغافر [الآية: 15، 32] فقرأ ورش و كذا ابن وردان بإثبات الياء فيهما وصلا فقط وافقهما الحسن و قرأ ابن كثير بإثباتها في الحالين بلا خلاف كيعقوب وافقه ابن محيصن و انفرد أبو الفتح فارس من قراءته على عبد الباقي بن الحسن عن أصحابه عن قالون بالوجهين الحذف و الإثبات و أثبته في التيسير و تبعه الشاطبي على ذلك قال في النشر و قد خالف عبد الباقي في ذلك سائر الناس و لا أعلمه ورد من طريق من الطرق عن أبي نشيط و لا عن الحلواني و أطال في بيان ذلك.

و أما: أَكْرَمَنِ، و أَهانَنِ بالفجر [الآية: 15- 16] فقرأ نافع و كذا أبو جعفر بإثبات الياء فيهما وصلا و اختلف عن أبي عمرو فالجمهور عنه على التخيير بين الحذف و الإثبات و الآخرون بالحذف و عليه عول الداني و الشاطبي قال في النشر و الوجهان صحيحان مشهوران عن أبي عمرو و التخيير أكثر و الحذف أشهر وافقه اليزيدي بخلف أيضا و قرأ البزي بإثباتهما في الحالين كيعقوب وافقه ابن محيصن من المبهج.].

ص: 156


1- أي راوياه و هما: (الدوري، و السوسي). [أ].

و أما: يَسِّرْ بالفجر [الآية: 4] فقرأ نافع و ابن كثير و أبو عمرو و كذا أبو جعفر و يعقوب بإثبات الياء فيه وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و الحسن و كل على أصله و هذا موضع ذكره لأنه من الفواصل.

و أما: بِالْوادِ بالفجر [الآية: 9] أيضا فقرأ ورش و ابن كثير و كذا يعقوب بإثبات الياء فيه وافقهم ابن محيصن و كل على أصله لكن اختلف عن قنبل في الوقف و الإثبات له فيه هو طريق التيسير إذ هو من قراءة الداني على فارس بن أحمد و عنه أسند رواية قنبل في التيسير و في النشر كلا الوجهين صحيح عن قنبل حالة الوقف نصا و أداء و الباقون بالحذف في الحالين.

و أما: الْمُتَعالِ بالرعد [الآية: 9] فقرأه ابن كثير و كذا يعقوب بإثبات الياء في الحالين من غير خلف وافقهما ابن محيصن و الباقون بالحذف فيهما.

و أما: وَعِيدِ بإبراهيم [الآية: 14] و موضعي ق [الآية: 14، 45] و نَكِيرِ بالحج [الآية: 44] و سبأ [الآية: 45] و فاطر [الآية: 26] و الملك [الآية: 18] و نَذْرٍ ستة مواضع بالقمر [الآية: 16، 18، 21، 30، 37، 39] و أَنْ يُكَذِّبُونِ بالقصص [الآية: 34] و لا يُنْقِذُونِ بيس [الآية: 23] و لَتُرْدِينِ بالصافات [الآية: 56] و أَنْ تَرْجُمُونِ، و فَاعْتَزِلُونِ بالدخان [الآية: 20- 21] و نَذِيرٍ بالملك [الآية:

17] فقرأ ورش بإثبات الياء في التسع كلمات وصلا و يعقوب على أصله بإثباتها في الحالين فهذه سبع عشرة كلمة وافق فيها هؤلاء يعقوب على ما تقرر و ما بقي من رءوس الآي اختص بإثبات الياء فيه في الحالين يعقوب كما يأتي مفصلا في محله إن شاء اللّه تعالى و اللّه تعالى المعين (1).

خاتمة: اتفقت المصاحف على إثبات الياء رسما في مواضع خمسة عشر وقع نظيرها محذوفا مختلفا فيه فيما سبق هنا و هي وَ اخْشَوْنِي وَ لِأُتِمَّ، فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ كلاهما بالبقرة [الآية: 150، 258] فَاتَّبِعُونِي بآل عمران [الآية: 31] فَهُوَ الْمُهْتَدِي بالأعراف [الآية: 178] فَكِيدُونِي بهود [الآية: 55] ما نَبْغِي بيوسف [الآية: 65] مَنِ اتَّبَعَنِي، فَلا تَسْئَلْنِي بالكهف [الآية: 70] فَاتَّبِعُونِي وَ أَطِيعُوا بطه [الآية: 90] أَنْ يَهْدِيَنِي بالقصص [الآية: 22] يا عِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا بالعنكبوت [الآية: 56] و أَنِ اعْبُدُونِي بيس [الآية: 61] يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا بالزمر [الآية: 53] أَخَّرْتَنِي إِلى بالمنافقين [الآية: 10] دُعائِي إِلَّا بنوح [الآية: 6] و كذلك أجمع القراء على إثباتها إلا ما روى عن ابن ذكوان في تَسْئَلْنِي بالكهف من الخلف في إثبات يائها مع أن المشهور عنه الإثبات فيها].

ص: 157


1- انظر فرش الحروف ص: (159) و ما بعدها. [أ].

كالباقين كما يأتي في محله إن شاء اللّه تعالى من سورة الكهف (1).

و يلتحق: بهذه الياءات بِهادِي الْعُمْيِ بالنمل [الآية: 81] لثبوتها في جميع المصاحف كما تقدم بخلاف التي في الروم [الآية: 53] إذ هي محذوفة في جميعها كما تقدم أيضا في باب الوقف على المرسوم (2).

و هذا: آخر ما يسر اللّه تعالى من ذكر أصول القراء العشرة حسبما تضمنته الكتب المتقدم ذكرها و ما ألحق بها و الأربعة الزائدة عليها و يتلوه ذكر الفروع المسماة عند أهل هذا الشأن بفرش الحروف مصدر فرش نشر و هو إما أن تتكرر فيه الكلمة و يقع الخلاف فيها في كل موضع وقعت فيه أو أكثر المواضع أو لا تتكرر فالأول يضبط الخلاف فيه في أول موضع وقعت فيه تلك الكلمة و يضم إليها ما يشبهها ثم تعاد كلها أو أكثرها في محالها للإيضاح و عدم مشقة المراجعة و تنبيها للقارئ لئلا يذهل و يغتفر التكرار لمزيد الفائدة و تفصيل المجمل على أن التفصيل بعد الإجمال ليس تكرار أو هذا أعني التكرار إنما هو بالنسبة للقراء العشرة أما الأربعة فاكتفى لهم غالبا بما ذكر في أول موضع و بما تأصل لهم في الأصول المتقدمة و الثاني و هو الذي لا يتكرر يورد منشورا على حسب الترتيب القرآني كالسابق مع توجيه كل قراءة تتلوها مفتتحا كل سورة بعدد آيها مع ذكر الخلاف في ذلك مختتما بذكر ما فيها من مرسوم خط المصاحف العثمانية و من ياءات الإضافة و ياءات الزوائد بعد ذكرها مفصلة واحدة واحدة في محالها لتتم الفائدة و يحصل المقصود إذ الغرض كما تقدم إيصال دقائق هذا الفن مبينة لكل أحد على وجه سهل مع الاختصار ليسهل تحصيله لكل طالب و اللّه تعالى و لي كل نعمة.

فأقول: مستعينا باللّه تعالى، و عليه التكلان مفتتحا بأم القرآن.].

ص: 158


1- انظر الصفحة: (363). [أ].
2- انظر الصفحة: (137). [أ].

سورة الفاتحة مكية

سورة الفاتحة مكية (1)

و قيل مدنية (2) (و آيها) سبع متفق الإجمال و خلافها اثنان.

بسم اللّه الرحمن الرحيم: عدها مكي و كوفي و لم يعد أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ [الآية: 7] و عكسه مدني و بصري و شامي و فيها شبه الفاصلة إياك نعبد.

و سبب: الاختلاف في الآي أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم كان يقف على رءوس الآي للتوقيف فإذا علم محلها وصل للإضافة و التمام فيحسب السامع أنها ليست فاصلة و أيضا البسملة نزلت مع السور في بعض الأحرف السبعة فمن قرأ بحرف نزلت فيه عدها و من قرأ بغير ذلك لم يعدها (3).

القراءات: البسملة هي مصدر بسمل إذا قال: بسم اللّه، كحوقل إذا قال: لا حول و لا قوة إلا باللّه، و الكلام عليها في مباحث.

الأول: لا خلاف أنها بعض آية من النمل و اختلف فيها أول الفاتحة فذهب إمامنا

ص: 159


1- أي في قول ابن عباس و قتادة.
2- هو قول أبي هريرة و مجاهد و عطاء. و قيل نزلت مرتين مرة بمكة و مرة بالمدنية و الصحيح الأول و فائدة معرفة المكي و المدني معرفة الناسخ و المنسوخ لأن المدني ينسخ المكي.
3- و اعلم أن مدار العدد على أحد عشر رجلا من أهل الأمصار الخمسة: الكوفة و البصرة و المدينة و مكة و الشام، فمن أهل الكوفة أبو عبد الرحمن عبد اللّه بن حبيب السلمي، و من البصرة عاصم بن العجاج الجحدري و أيوب بن المتوكل، و من المدينة أبو جعفر يزيد بن القعقاع القاري، و أبو نصاح شيبة بن نصاح مولى أم سلمة زوج النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و أبو عبد الرحمن نافع بن أبي نعيم المدني، و أبو إبراهيم إسماعيل بن جعفر بن كثير الأنصاري، و من مكة مجاهد بن جبير، و من الشام أبو عمران عبد اللّه ابن عامر اليحصبي، و أبو عمرو يحيى بن الحارث الذماري و أبو حيوة شريح بن مزيد الحضرمي الحمصي. و العدد الكوفي: هو ما أضيف إلى أبي عبد الرحمن السلمي و العدد البصري هو ما أضيف إلى عاصم الجحدري و قيل ما أسند إلى أيوب. و العدد المدني عددان مدني أول، و هو ما أضيف إلى جماعة المدنيين بدون تعيين أحد منهم، و قيل ما أسند إلى غير إسماعيل، و العدد المكي هو ما أضيف إلى مجاهد و العدد الشامي عددان: دمشقي و هو ما أضيف إلى ابن عامر و يحيى، و حمصي و هو ما أضيف إلى شريح و إذا اتفق المدنيان مع المكي قيل حجازي أو حرمي و إذا اتفق الكوفي مع البصري قيل عراقي و إذا اتفق الدمشقي مع الحمصي قيل شامي.

الشافعي رضي اللّه تعالى عنه إلى أنها آية مستقلة من أول الفاتحة بلا خلاف عنده و لا عند أصحابه لحديث أم سلمة رضي اللّه تعالى عنها المروي في البيهقي و

صحيح ابن خزيمة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قرأ بسم اللّه الرحمن الرحيم في أول الفاتحة في الصلاة وعدها آية (1)

و أيضا فهي آية مستقلة منها في أحد الحروف السبعة المتفق على تواترها و عليه ثلاثة من القراء السبع ابن كثير و عاصم و الكسائي فيعتقدونها آية منها بل و من القرآن أول كل سورة و أما غير الفاتحة ففيها ثلاثة أقوال أولها أنها ليست بآية تامة من كل سورة بل بعض آية ثانيها أنها ليست بقرآن في أوائل السور خلا الفاتحة ثالثها أنها آية تامة من أول كل سورة سوى براء.

و ليعلم: أنه لا خلاف بينهم في إثباتها أول الفاتحة سواء وصلت بالناس أو ابتدئ بها لأنها و إن وصلت لفظا فإنها مبتدأ بها حكما.

الثاني في حكمها: بين السورتين فقالون و ورش من طريقي الأصبهاني و ابن كثير و عاصم و الكسائي و كذا أبو جعفر بالفصل بينهما بالبسملة لأنها عندهم آية لحديث (2) سعيد بن جبير وافقهم ابن محيصن و المطوعي.

و اختلف: عن ورش من طريق الأزرق و أبي عمرو و ابن عامر و كذا يعقوب في الوصل و السكت و بالبسملة بينهما جمعا بين الدليلين فالبسملة لورش في التبصرة و هو أحد الثلاثة في الشاطبية و الوصل بلا بسملة له من العنوان و المفيد و هو الثاني في الشاطبية و السكت له في التيسير و به قرأ الداني على جميع شيوخه و هو الثالث في الشاطبية (3) و هو لأبي عمرو في سائر كتب العراقيين لغير ابن حبش عن السوسي هو أحد الوجهين في الشاطبية و الهداية و اختاره الداني و لا يؤخذ من التيسير سواه عند التحقيق و قطع له بالوصل بلا بسملة صاحب العنوان و الوجيز هو الثاني في الشاطبية كجامع البيان و قطع له بالبسملة في الهادي و الهداية في الوجه الثالث و رواه ابن حبش عن السوسي و هي لابن عامر في العنوان وفاقا لسائر العراقيين و الوصل له من الهداية و هو أحد الوجهين في الشاطبية و السكت له من التبصرة و اختاره الداني و هو الثاني في الشاطبية و قطع به ليعقوب صاحب المستنير كسائر العراقيين و بالوصل صاحب الغاية و بالبسملة الداني وافقهم ة.

ص: 160


1- و في رواية إمامنا الشافعي قال: قالت قرأ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فاتحة الكتاب فعد بسم اللّه الرحمن الرحيم آية، الحمد للّه رب العالمين، آية، الرحمن الرحيم، آية، ملك يوم الدين، آية، إياك نعبد و إياك نستعين، آية، اهدنا الصراط المستقيم، آية، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم و لا الضالين، آية ، قال القسطلاني: و هذا استدلال جيد لو لا أن يقال إن عدها آية من فهم الراوي قال الذهبي في مختصر السنن إن كان العد بلسانه في الصلاة فذاك مناف للصلاة و إن كان بأصابعه فلا يدل على أنها آية من الفاتحة ا ه.
2- لفظه كان عليه الصلاة و السلام لا يعلم انقضاء السورة حتى ينزل عليه بسم اللّه الرحمن الرحيم . (3) و به قطع له ابن غلبون و ابن بليمة.

اليزيدي فالوصل لبيان ما في آخر السورة من إعراب و بناء و همزات وصل و نحو ذلك و السكت لأنهما آيتان و سورتان (1).

و اشترط: في السكت أن يكون من دون تنفس و اختلفت ألفاظهم في التأدية عن زمن السكت فقيل وقفة تؤذن بأسرار البسملة (2) و قيل سكتة يسيرة و قيل غير ذلك قال في النشر و الصواب حمل دون من قولهم دون تنفس على معنى غير و به يعلم أن السكت لا يكون إلا مع عدم التنفس (3) قل زمنه أم كثر.

ثم: ما ذكر من الخلاف بين السورتين هو عام بين كل سورتين سواء كانتا مرتبتين أم لا فلو وصل آخر الفاتحة بالأنعام مثلا جازت البسملة و عدمها على ما تقدم أما لو وصلت السورة بأولها كان كررت كما تكرر سورة الإخلاص فقال محرر الفن الشمس بن الجزري لم أجد فيه نصا و الذي يظهر البسملة قطعا فإن السورة و الحالة هذه مبتدأة كما لو صلت الناس بالفاتحة انتهى.

و إذا فصل: بين السورتين بالبسملة جاز لكل من رويت عنه ثلاثة أوجه وصلها بالماضية مع و فصلها عنهما لأن كلا من الطرفين وقف تام و فصلها عن الماضية و وصلها بالآتية قال الجعبري و هو أحسنها لإشعاره بالمراد و هو أنها للتبرك أو من السورة و يمتنع وصلها بالماضية و فصلها عن الآتية إذ هي لأوائل السور لا لأواخرها و المراد بالفصل و القطع الوقف (4).

و قرأ: حمزة و كذا خلف بوصل آخر السورة بأول التي تليها من غير بسملة لأن القرآن عندهما كالسورة الواحدة وافقهما الشنبوذي و الحسن.

و قد اختار: كثير من أهل الأداء عمن وصل لمن ذكر من ورش و أبي عمرو و ابن عامر و حمزة و كذا يعقوب السكت بين المدثر و القيامة و بين الانفطار و المطففين و بين الفجر و البلد و بين العصر و الهمزة كاختيار الآخذين بالسكت لورش أو أبي عمرو أو ابن عامر أو يعقوب الفصل بالبسملة بين السور المذكورة لبشاعة اللفظ بلا، و ويل و الأكثرون على عدم التفرقة (5) و هو مذهب المحققين.

الثالث: لا خلاف في حذف البسملة إذا ابتدأت براءة أو وصلتها بالأنفال على ل.

ص: 161


1- أي و فيه إشعار بالانفصال.
2- أي و هذا يدل على المهلة.
3- و يؤيده القول بأنه وقفة تؤذن بإسرار البسملة فإن الزمن الذي يؤذن بإسرارها أكثر من إخراج النفس بلا نظر ا ه.
4- أي كما نص عليه الشاطبي بقوله فلا تقفن الدهر فيها فتثقلا.
5- أي لأن فيما عدل إليه القائلون بالاختيار المذكور نظر لأنهم فروا من قبيح إلى أقبح منه لأن من وجوه البسملة الوصل فيلتصق معهم الرحيم بويل.

الصحيح و قد حاول بعضهم جوازها في أولها و قال السخاوي إنه القياس و وجهوا المنع بنزولها بالسيف قال ابن عباس رضي اللّه عنه بسم اللّه أمان و ليس فيها أمان و معناه أن العرب كانت تكتبها أول مراسلاتهم في الصلح فإذا نبذوا العهد لم يكتبوها قال السخاوي فيكون مخصوصا بمن نزلت فيه و نحن إنما نسمي للتبرك انتهى. و احتج للمنع بغير ذلك.

و أما: غير براءة فقد اتفق الكل على الإتيان بالبسملة في أول كل سورة ابتدءوا بها و لو حكما كأول الفاتحة حيث وصلت بالناس كما تقدم إلا الحسن فإنه يسمى أول الحمد فقط.

الرابع: يجوز البسملة و عدمها في الابتداء بما بعد أوائل السور و لو بكلمة لكل من القراء تخييرا كذا أطلق الشاطبي كالداني في التيسير و على اختيار البسملة جمهور العراقيين و على اختيار عدمها جمهور المغاربة و منهم من خص البسملة بمن فصل بها بين السورتين كابن كثير و من معه و بتركها من لم يفصل بها كحمزة و من معه.

و أما: الابتداء بما بعد أول براءة منها فلا نص للمتقدمين فيه و ظاهر اطلاق كثير كالشاطبي التخيير فيها و اختار السخاوي الجواز و إلى المنع ذهب الجعبري و الصواب كما في النشر أن يقال إن من ذهب إلى ترك البسملة في أوساط غير براءة لا إشكال في تركها عنده في أوساط براءة و كذا لا إشكال في تركها عند من ذهب إلى التفصيل إذ البسملة عندهم وسط السورة تبع لأولها و لا تجوز البسملة أولها فكذا وسطها و أما من ذهب إلى البسملة في الأجزاء مطلقا فإن اعتبر بقاء أثر العلة التي من أجلها حذفت أولها و هي نزولها بالسيف كالشاطبي لم يبسمل و إن لم يعتبر بقاء أثرها أو لم يرها علة بسمل بلا نظر و اللّه أعلم.

خاتمة: يعلم مما تقدم من التخيير في الابتداء بالإجراء مع ثبوت البسملة بين السور أنه لا يجوز وصل البسملة بجزء من أجزاء السورة لا مع الوقف و لا مع وصله بما بعده إذ القراءة سنة متبعة و ليس أجزاء السورة محلا للبسملة عند أحد و المنع من ذلك أولى من منع وصلها بآخر السورة و الوقف عليها إذ ذاك محل لها في الجملة و قد منعت لكون البسملة للأوائل لا للأواخر قال شيخنا رحمه اللّه تعالى هذا ما تيسر من الكلام على البسملة.

و عن الحسن: (الحمد للّه) حيث وقع بكسر الدال اتباعا لكسرة لام الجر بعدها (1) و الجمهور بالرفع على الابتداء و الخبر ما بعده أي متعلقة.

و قرأ الرَّحِيمِ مالِكِ [الآية: 3- 4] بإدغام الميم الأولى في الثانية أبو عمرو بخلف عنه من روايتيه و كذا يعقوب من المصباح مع مد مالك وافقهما ابن محيصن من المفردة و اليزيدي بخلف و الحسن و المطوعي و خص الشاطبي في إقرائه الإدغام بالسوسي و الإظهار بالدوري و يجوز المد و القصر و التوسط في حرف المد السابق قبل المدغم و نظائره.

و اختلف: في مُلْكِ [الآية: 4] فعاصم و الكسائي و كذا يعقوب و خلف بالألف ه.

ص: 162


1- و هي لغة تميم و بعض غطفان يتبعون الأول الثاني للتجانس و رويت عن زيد بن علي و غيره.

مدا على وزن سامع اسم فاعل من ملك ملكا بالكسر وافقهم الحسن و المطوعي و الباقون بغير ألف على وزن سمع صفة مشبهة أي قاضي يوم الدين.

و عن: المطوعي مالك بفتح الكاف نصبا على القطع (1) أو منادى مضافا توطئة لإياك نعبد و الجمهور بكسرها.

و عن: الحسن يعبد [الآية: 5] بالياء من تحت مضمومة مبنيا للمفعول استعار ضمير النصب للرفع و التفت إذ الأصل أنت تعبد (2).

و عن: المطوعي نَسْتَعِينُ [الآية: 5] بكسر حرف المضارعة و هي لغة مطردة في حرف المضارعة بشرطه (3).

و اختلف: في الصِّراطَ، و صِراطَ [الآية: 6- 7] فقنبل من طريق ابن مجاهد و كذا رويس بالسين حيث وقعا على الأصل لأنه مشتق من السرط و هو البلع و هي لغة عامة العرب وافقهما ابن محيصن (4) فيهما و الشنبوذي فيما تجرد عن اللام.

و قرأ: خلف عن حمزة بإشمام الصاد الزاي في كل القرآن و معناه مزج لفظ الصاد بالزاي (5) وافقه المطوعي.

و اختلف: عن خلاد على أربع طرق الأولى الإشمام في الأول من الفاتحة فقط (6) الثانية الإشمام في حرف الفاتحة فقط (7) الثالثة الإشمام في المعرف باللام خاصة هنا و في جميع القرآن (8) الرابعة عدم الإشمام في الجميع (9) و الأربعة مستفادة من قول الطيبة الأول أي بالإشمام قف. و فيه و الثاني و ذي اللام اختلف. (و الباقون) بالصاد كابن شنبوذ و باقي الرواة عن قنبل و هي لغة قريش.ن.

ص: 163


1- أي أمدح أو أعني.
2- أما استعارة ضمير النصب لضمير الرفع فسائغة و أما الالتفات فكان من حق هذا القارئ أن يقرأ إياك تعبد بالخطاب لكونه في جملة واحدة أفاده الشهاب القسطلاني.
3- و ذلك أن يكون حرف المضارعة نونا أو تاء و أن يكون المضارع مفتوح العين و ماضيه مكسورها أو يكون ماضيه زائدا على ثلاثة أحرف و مبدوءا بهمزة الوصل نحو (تعلمون و تفرح و تعثوا و تبخسوا و نطيع و نشتري) و لكن اختلف عنه في ثلاثة مواضع و هي (كي تقر عينها و لا تضحى) كلاهما بطه (و ألا تطغوا) بسورة الرحمن ا ه.
4- أي من المفردة.
5- و هي لغة قيس.
6- و هو الذي له في الشاطبية كأصلها و به قرأ له الداني على أبي الفتح فارس.
7- و هو الذي قطع له به صاحب العنوان و الطرسوسي من طريق ابن شاذان عنه و صاحب المستنير من طريق ابن البحتري عن الوزان عنه.
8- و هو الذي قطع له به أبو علي في الروضة وفاقا لجمهور العراقيين.
9- و هو الذي له في التبصرة و الكافي و الهداية وفاقا لجمهور المغاربة و به قرأ له للداني على أبي الحسن.

و عن: الحسن اهدنا صراطا مستقيما [الآية: 6] بالنصب و التنوين فيهما من غير أل.

و اختلف: في ضم الهاء و كسرها من عَلَيْهِمْ [الآية: 7] و إليهم و لديهم و عليها و إليهما و فيهما و عليهن و إليهن و فيهن و صياصيهم و بجنتيهم و ترميهم و ما نريهم و بين أيديهن و ما يشبه ذلك من ضمير التثنية و الجمع مذكرا أو مؤنثا.

فحمزة: و كذا يعقوب من عَلَيْهِمْ، و إِلَيْهِمْ، و لَدَيْهِمْ الثلاثة فقط حيث أتت بضم الهاء على الأصل لأن الهاء لما كانت ضعيفة لخفائها خصت بأقوى الحركات و لذا تضم مبتدأة و بعد الفتح و الألف و الضمة و الواو و السكون في غير الياء نحو هو و لهو و دعاه و دعوه و دعه و هي لغة قريش و الحجازيين وافقهما المطوعي في الثلاثة و الشنبوذي في عليهم فقط حيث وقع و زاد يعقوب فقرأ جميع ما ذكر و ما شابهه مما قبل الهاء ياء ساكنة بضم الهاء أيضا وافقه الشنبوذي في عليهما فقط و هذا كله إذا كانت الياء موجودة فإن زالت لعلة جزم نحو وَ إِنْ يَأْتِهِمْ وَ يُخْزِهِمْ أَ وَ لَمْ يَكْفِهِمْ أو بناء نحو فَاسْتَفْتِهِمْ فرويس وحده بضم الهاء في ذلك كله إلا قوله تعالى و من يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ بالأنفال فإنه كسرها من غير خلف و اختلف عنه في و يُلْهِهِمُ الْأَمَلُ بالحجر و يُغْنِهِمُ اللَّهُ في النور وَ قِهِمُ السَّيِّئاتِ، وَ قِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ موضعي غافر و الباقون: بكسر الهاء في ذلك كله في جميع القرآن لمجانسة الكسر لفظ الياء أو الكسر و هي لغة قيس و تميم و بني سعد.

و اختلف: في صلة ميم الجمع بواو و إسكانها إذا وقعت قبل محرك، و لو تقديرا نحو: أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لَا و مما رزقناهم ينفقون (فقالون) بخلف عنه (و ابن كثير) و كذا أبو جعفر بضم الميم و وصلها بواو في اللفظ اتباعا للأصل بدليل دَخَلْتُمُوهُ، أَ نُلْزِمُكُمُوها وافقهم ابن محيصن و الإسكان لقالون في الكافي و العنوان و الإرشاد و كذا في الهداية من طريق أبي نشيط و منها قرأ به الداني على أبي الحسن و من طريق الحلواني على أبي الفتح و الصلة له في الهداية للحلواني و بها قرأ الداني على أبي الفتح من الطريقين عن قراءته على عبد اللّه بن الحسين من طريق الجمال عن الحلواني (1).

و اشترطوا في الميم أن تكون قبل محرك و لو تقديرا ليندرج فيه كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ و فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ على التشديد و أن يكون المحرك منفصلا ليخرج عنه المتصل نحو دَخَلْتُمُوهُ و أَ نُلْزِمُكُمُوها فإنه مجمع عليه.

و قرأ ورش: من طريقيه بالصلة إذا وقع بعد ميم الجمع همزة قطع نحو: عَلَيْهِمْ، أَ أَنْذَرْتَهُمْ إيثارا للمد و عدل عن نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها الذي هو مذهبه لأنه لو أبقى الميم ساكنة لتحركت بسائر الحركات فرأى تحريكها بحركتها الأصلية أولى (2) و الباقون ن.

ص: 164


1- و أطلق التخيير له في الشاطبية وفاقا لجمهور أئمة العراقيين جمعا بين اللغتين.
2- هنا سقط و لعلة و عن الحسن قراءتها بالاتباع- يعني إن كان قبل الميم كسرة كسرها نحو عليهم غير و يناديهم أين و فيهم رسولا و إن كان قبلها ضم ضمها نحو ء أنذرتهم أم لم و فيكم رسولا و منهم أميون.

بالسكون في جميع القرآن للتخفيف (1) و أجمعوا على إسكانها وقفا لأنه محل تخفيف.

و اختلف: في ضم ميم الجمع و كسرها و ضم ما قبلها و كسره إذا كان بعد الميم ساكن و قبلها هاء مكسورة ما قبلها كسرة أو ياء ساكنة نحو: عَلَيْهِمُ الْقِتالُ، و يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ، و بِهِمُ الْأَسْبابُ، و فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ (فنافع) و ابن كثير و ابن عامر و عاصم و كذا أبو جعفر بضم الميم و كسر الهاء في ذلك كله و وجهه مناسبة الهاء بالياء و تحريك الميم بالحركة الأصلية و هي لغة بني أسد و أهل الحرمين وافقهم ابن محيصن (و قرأ أبو عمرو) بكسر الهاء لمجاورة الكسرة أو الياء الساكنة و كسر الميم أيضا على أصل التقاء الساكنتين وافقه اليزيدي و الحسن.

و قرأ: حمزة و الكسائي و كذا خلف بضمهما لأن الميم حركت للساكن بحركة الأصل و ضم الهاء اتباعا لها وافقهم الأعمش و قرأ يعقوب باتباع الميم الهاء على أصله فضمها حيث ضم الهاء في نحو: يُرِيهِمُ اللَّهُ لوجود ضم الهاء و كسرها في نحو:

قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ لوجود الكسرة.

و أما: الوقف فكلهم على إسكان الميم و هم على أصولهم في الهاء فحمزة بضم الهاء من نحو: عَلَيْهِمُ الْقِتالُ، و إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ و يعقوب بضم ذلك و نحو: يُرِيهِمُ اللَّهُ، و لا يَهْدِيهِمُ اللَّهُ و رويس في نحو: يُغْنِهِمُ اللَّهُ على أصله بالوجهين.

و اتفقوا: على ضم الميم المسبوقة بضم سواء كان في هاء أو كاف أو تاء نحو:

يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ، و يَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ، عَلَيْكُمُ الْقِتالُ، و أَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ و إذا وقفوا سكنوا الميم (و عن) ابن محيصن من المبهج غَيْرِ الْمَغْضُوبِ [الآية: 7] بنصب غير على الحال قيل من الذين و هو ضعيف، و قيل من الضمير في عليهم و عنه من المفردة الخفض كالجمهور على البدل من الذين بدل نكرة من معرفة أو من الضمير المجرور في عليهم.

المرسوم: اتفقوا على كتابة مُلْكِ [الآية: 4] بغير ألف ليحتمل القراءتين و كذا مالِكَ الْمُلْكِ بآل عمران [الآية: 26] كما في المقنع و لم يذكره في الرائية و مقتضاه أن ما عداه يكتب على لفظه و قد اصطلحوا على حذف ألف فاعل في الأعلام و قال ابن قتيبة ما كان من الأسماء أي الأعلام المنقولة من الصفات على فاعل و كثر استعماله نحو صالح و مالك و خالد فحذف ألفه أحسن من إثباتها فإن حليت باللام تعين الإثبات و اتفقوا أيضا على كتابة الصراط بالصاد معرفا و منكرا بأي إعراب كان للدلالة على البدل لأن السين هو الأصل كما تقدم و كذا و يبصط بالبقرة فخرج يبسط الرزق فإنه بالسين و كذا كتبوا بالصاد أم هم المصيطرون بالطور و بمصيطر بالغاشية.م.

ص: 165


1- أي لكثرة دور الضمائر مع أمن اللبس و عليه الرسم.

سورة البقرة

سورة البقرة

مدنية آيها مائتان و ثمانون و خمس حجازى و شامي و ست كوفي و سبع بصري اختلافها ثلاث عشرة (1) الم، كوفي، عَذابٌ أَلِيمٌ شامي و ترك إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ، إلا خائِفِينَ بصري، يا أُولِي الْأَلْبابِ مدني أخير و عراقي و شامي بخلف عنه، مِنْ خَلاقٍ الثاني تركها مدني أخير، وَ قِنا عَذابَ النَّارِ غير مكي بخلف عنه (2) ما ذا يُنْفِقُونَ حجازي إلا إياه (3) و لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ الأولى مدني أخير و كوفي و شامي، قَوْلًا مَعْرُوفاً بصري، الْحَيُّ الْقَيُّومُ حجازي إلا الأول (4) و بصري و عدها الكل أول آل عمران، و تركها بطه، مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ مدني أول، و فيها مشبه الفاصلة اثنا عشر من خلاق الأول وَ هُمْ يَتْلُونَ الْكِتابَ هُمْ فِي شِقاقٍ، و الْأَنْفُسِ وَ الثَّمَراتِ، فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ، طَعامُ مِسْكِينٍ، مِنَ الْهُدى وَ الْفُرْقانِ، و الْحُرُماتُ قِصاصٌ، عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ، ما ذا يُنْفِقُونَ الأول مِنْهُ تُنْفِقُونَ، و لا شَهِيدٌ و غلط من عزاها إلى المكي، و ما يشبه الوسط اثنان كُنْ فَيَكُونُ، لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَ هُمْ يَعْلَمُونَ (5).

القراءات قرأ: الم بالسكت على كل حرف من حروفها الثلاثة أبو جعفر و كذا ما تكرر من ذلك في فواتح السور نحو: المص، كهيعص لأنها ليست حروف المعاني بل هي مفصولة (6)، و إن اتصلت رسما و في كل واحد منها سر للّه تعالى أو كل حرف منها كناية عن اسم للّه تعالى فهو يجري مجرى كلام مستقل و حذف واو العطف لشدة الارتباط و العلم به.

و قرأ لا رَيْبَ فِيهِ البقرة [الآية: 2] بعد لا النافية حمزة بخلفه لكن لا يبلغ به

ص: 166


1- المواضع المذكورة اثنا عشر و الظاهر أن الثالث عشر هو و لا شهيد على القول بعده للمكي.
2- أي فمن هذه يسقط و لا شهيد و من تركه يعده و الصحيح الأول لأن التوقيف ورد بتعبير آية الدين بآية واحدة ا ه.
3- هكذا بالأصل و صوابه إلا المدني الأخير.
4- أي إلا المدني الأول.
5- سيأتي كل موضع في مكانه إن شاء اللّه تعالى. [أ].
6- أي يقرأ: (أ، ل، م- ك، ه، ي، ع، ص ...) و هكذا يفصل الإمام أبو جعفر هذه الآيات كل حرف على حدة في جميع المواضع. [أ].

حد الإشباع بل يقتصر فيه على التوسط كما تقدم (و عن) الحسن لا ريبا فيه بالتنوين حيث وقع بفعل مقدر أي لا أجد ريبا و الجمهور بغير تنوين مع البناء على الفتح.

و قرأ فِيهِ هُدىً البقرة [الآية: 2] بوصل الهاء بالهاء بياء لفظية على الأصل ابن كثير وافقه ابن محيصن و الباقون بالاختلاس و أدغم الهاء في الهاء أبو عمر و بخلف عنه و كذا يعقوب من المصباح مع المد و القصر و التوسط في حروف المد وافقهما ابن محيصن و اليزيدي بخلف عنهما و الحسن و المطوعي.

تنبيه: تقدمت الإشارة إلى أن هذه الأوجه الواردة على سبيل التخيير كالأوجه التي يقرأ بها بين السور و غيرها إنما المقصود منها معرفة جواز القراءة بكل منها فأي وجه قرئ به جاز فلا تستوعب الكل في موضع إلا لغرض صحيح و كذا الوقف بالسكون و الإشمام و الروم و بالمد الطويل و التوسط و القصر و كان بعض المحققين كما تقدم لا يأخذ إلا بالأقوى و يجعل الباقي مأذونا فيه و بعضهم يرى القراءة بواحد في موضع و بآخر في آخر و بعضهم يرى جمعها في أول موضع أو موضع ما على وجه التعليم و الأعلام و شمول الرواية أما الأخذ بالكل في كل موضع فلا يتعمده إلا متكلف غير عارف بحقيقة الخلاف نعم ينبغي أن يجمع بين أوجه تخفيف الهمزة في وقف حمزة لتدريب المبتدي و لا يكلف العالم بجميعها و مستند أهل هذا الشأن في الأوجه المذكورة أن أهل الأداء لما كانوا على الأثبات في النقل بحيث كانوا في الضبط و المحافظة على ألفاظ القرآن في الدرجة القصوى حتى كانوا لا يسامحون بعضهم في حرف واحد اتفقوا على منع القياس المطلق الذي ليس له أصل يرجع إليه أما إذا كان القياس على إجماع انعقد أو أصل يعتمد فإنه يجوز عند عدم النص و غموض وجه الأداء بل لا يسمى ما كان كذلك قياسا على الوجه الاصطلاحي لأنه في الحقيقة نسبة جزئي إلى كلي كما اختير في تخفيف بعض الهمزات لأهل الأداء و إثبات البسملة و عدمها و غير ذلك و حينئذ فيكفي في المستند النقل عن مثل هؤلاء الأئمة المعول عليهم في هذا الفن و أما كثرة الوجوه بحيث بلغت الألوف فإنما ذلك عند المتأخرين دون المتقدمين لأنهم كانوا يقرءون القراءات طريقا طريقا فلا يقع لهم إلا القليل من الأوجه و أما المتأخرون فقرءوها رواية رواية بل قراءة قراءة بل أكثر حتى صاروا يقرءون الختمة الواحدة للسبعة أو العشرة فتشعبت معهم الطرق و كثرت الأوجه و حينئذ يجب على القارئ الاحتراز من التركيب في الطرق و الأوجه و إلا وقع فيما لا يجوز و للشيخ العلامة النويري تألف مفيد نحو كراسة فيما ذكر و قد لخصه في شرحه الطيبة شيخه رحم اللّه تعالى الجميع (1) و إذا تقرر ذلك فليعلم أن الصحيح جواز كل من الثلاثة الوقف العارض لكل قارئ و إشمام المضموم و رومه و روم المكسور و وجهي الم اللّه للاعتبار بالعارض و عدمه و المد و التوسط و القصر مع إدغام نحو الرَّحِيمِ مالِكِ إلى غير].

ص: 167


1- و إذا أردت المزيد فانظر كتاب النشر في القراءات العشر للعلامة محمد بن الجزري: (2/ 194). [أ].

ذلك و كل هذه الأوجه صدق عليها أنها موافقة للرسم من جهة أنها لا تخالفه لأنها لم ترسم لها في المصحف صورة أصلا و موافقة للوجه العربي لأن النحاة نصوا على ذلك كله و كلها أيضا نقلت عن المتأخرين (1) و أمال (هدى) وقفا حمزة و الكسائي و كذا خلف وافقهم الأعمش و ورش من طريق الأزرق بالفتح و بين اللفظين و لا خلاف في فتحه وصلا و إدغام التنوين في لام لِلْمُتَّقِينَ بغير غنة إلا ما ذهب إليه كثير من أهل الأداء من إبقاء الغنة في ذلك و في النون عند اللام و الراء و التنوين عند الراء نحو: من له، مِنْ رَبِّكُمْ، غَفُورٌ رَحِيمٌ (2) و رووه عن نافع و ابن كثير و أبي عمرو و ابن عامر و حفص و كذا أبو جعفر و يعقوب.

و وقف: يعقوب بخلاف عنه بهاء السكت على نحو: عَلَى، و الْعالَمِينَ، و الَّذِينَ، و الْمُفْلِحُونَ، و بِمُؤْمِنِينَ (2) البقرة [الآية: 4] و ظاهر كلام بعضهم يشمل نون الأفعال كيؤمنون لكن صوب في النشر تقييده بالأسماء عند من جوزه و هو الذي قرأنا به (و أبدل) همزة (يؤمنون) واوا ورش من طريقيه و أبو عمر و بخلف عنه و أبو جعفر كوقف حمزة وافقهم اليزيدي بخلفه (و غلظ) ورش من طريق الأزرق لام الصَّلاةَ البقرة [الآية: 4] (و قصر) المد المنفصل من نحو: بِما أُنْزِلَ البقرة [الآية: 5] ابن كثير و كذا أبو جعفر إلغاء لأثر الهمز لعدم لزومه باعتبار الوقف وافقهما ابن محيصن و الحسن.

و اختلف: فيه عن قالون من طريقيه و ورش من طريق الأصبهاني و أبي عمرو من روايتيه و هشام و حفص من طريق عمرو و كذا يعقوب وافقهم اليزيدي و الباقون بالمد و هم متفاوتون فيه كالمتصل المجمع على مده لكل القراء و أطولهم فيهما ورش من طريق الأزرق و ابن ذكوان من طريق الأخفش و حمزة وافقهم الشنبوذي ثم التوسط للباقين في المتصل و لأصحاب المد في المنفصل على المختار و إذا وقف لحمزة على بِما أُنْزِلَ و نحوه ففيه أربعة تحقيق الهمزة و تسهيلها و فيه المد و القصر و السكت مع التحقيق.

و قرأ: وَ بِالْآخِرَةِ البقرة [الآية: 5] بالنقل ورش من طريقيه و من طريق الأزرق بترقيق الراء مع المد و القصر و التوسط على الألف المنقول همزها لعدم الاعتداد بالعارض فإن اعتد به قصر فقط.

و سكت: على لام التعريف حمزة بخلف عنه و كذا ابن ذكوان و حفص و إدريس بخلفهم على ما تقدم.

و يوقف: لحمزة عليه و نحو من المتوسط بزائد اتصل به رسما و لفظا نحو الْأَرْضِ الْأَيْمانَ، الْأُولى ، الْآزِفَةِ، الْإِسْلامُ بوجهين فقط النقل و السكت أما التحقيق من غير].

ص: 168


1- هكذا بالنسخة الموجودة بيدي و في نسخ أخرى عن المتقدمين.
2- حيث وقعت. [أ].

سكت الذي أجازه بعض شراح الحرز فقال في النشر لا أعلمه نصا في كتاب من الكتب و لا في طريق من الطرق.

و أما: فتحة رائها في الوقف محضة الكسائي و حمزة بخلفه و يوقف: على (أولئك) و نحوه مما وقعت فيه الهمزة متوسطة بعد ألف لحمزة بتسهيل الهمزة بين بين مع المد و القصر و أما الإبدال (1) فشاذ و كذا نحو: شُرَكاؤُنَا، و أَوْلِياؤُهُ، و أَحِبَّاؤُهُ، و إِسْرائِيلَ، و خائِفِينَ، و الْمَلائِكَةِ، و جاءَنا، و دُعاءً، و نِداءً (2) فلا يصح فيه إلا بين بين.

و قرأ: أَ أَنْذَرْتَهُمْ [الآية: 6] بتسهيل الثانية و إدخال ألف قالون و أبو عمرو و هشام من طريق ابن عيدان و غيره عن الحلواني و كذا أبو جعفر وافقهم اليزيدي و قرأ ورش من طريق الأصبهاني و ابن كثير و كذا رويس بتسهيلها أيضا من غير إدخال ألف و هو أحد الوجهين عن الأزرق و الثاني له إبدالها ألفا خالصة مع المد للساكنين و هما صحيحان و قرأ ابن ذكوان و هشام من مشهور طرق الداجوني عن أصحابه عنه و عاصم و حمزة و الكسائي و كذا روح و خلف بتحقيق الهمزتين بلا ألف بينهما وافقهم الحسن و الأعمش و قرأ هشام من طريق الجمال عن الحلواني بتحقيقهما و إدخال ألف بينهما فصار لهشام ثلاثة أوجه التسهيل مع الألف و التحقيق مع الألف و عدمها و أما الرابع و هو التسهيل بلا ألف فلا يجوز لهشام من الطريقين إلا في موضع واحد و هو أَذْهَبْتُمْ بالأحقاف كما يأتي في محله إن شاء اللّه تعالى (3).

و عن: ابن محيصن أنذرتهم بهمزة واحدة مقصورة.

و إذا وقف: على عَلَيْهِمْ أَ أَنْذَرْتَهُمْ لحمزة فله السكت على الميم و عدمه مع تسهيل الهمزة الثانية و تحقيقها فهي أربعة و أما إبدال الثانية ألفا (4) فضعيف و كذا حذف إحدى الهمزتين لاتباع الرسم وافقه الأعمش (5) و تقدم حكم صلة ميم الجمع هنا لورش و غيره.

و أمال: أَبْصارِهِمْ [الآية: 7] أبو عمرو و ابن ذكوان من طريق الصوري و الدوري عن الكسائي وافقهم اليزيدي و قلله الأزرق و الباقون بالفتح.

و عن: الحسن غِشاوَةٌ [الآية: 7] بعين مهملة مضمومة و عنه أيضا الضم و الفتح مع المعجمة و الجمهور بالغين المعجمة المكسورة و أدغم تنوين غشاوة في واو وَ لَهُمْ بغير غنة خلف عن حمزة وافقه المطوعي و كذا حكم من يقول و معهما في هذا الدوري م.

ص: 169


1- أي ياء خالصة للرسم مع المد و القصر.
2- حيث وقعت و سيأتي بيان كل شاهد في موضعه من السور إن شاء اللّه تعالى. [أ].
3- انظر ص: (503).
4- أي مع السكت و عدمه و كذا يقال في وجه حذف إحدى الهمزتين.
5- أي بخلف عنه كما تقدم.

عن الكسائي من طريق أبي عثمان الضرير و كذا حكم ما شابه ذلك و الباقون بالغنة فيهما.

و أمال: النَّاسِ [الآية: 8] المجرور الدوري عن أبي عمرو بخلف عنه وافقه اليزيدي و الباقون بالفتح.

و يقرأ: للأزرق نحو: آمَنَّا بِاللَّهِ وَ بِالْيَوْمِ الْآخِرِ [الآية: 8] بقصر الآخر مع قصر آمنا مطلقا فإن وسط آمنا أو أشبع فكذا الآخر إن لم يعتد بالعارض و هو النقل فإن اعتد بالعارض فبالقصر فيه فقط معهما أعني التوسط و الإشباع في آمنا نبه عليه في النشر و تقدم آخر باب المد.

و اختلف: في وَ ما يَخْدَعُونَ [الآية: 9] فنافع و ابن كثير و أبو عمرو بضم الياء و فتح الخاء و ألف بعدها و كسر الدال لمناسبة الأول (1) وافقهم اليزيدي و الباقون بفتح الياء و سكون الخاء و فتح الدال و المفاعلة هنا إما بمعنى فعل فيتحدان و إما بإبقاء المفاعلة على بابها فهم يخادعون أنفسهم أي يمنونها الأباطيل و أنفسهم تمنيهم ذلك أيضا و لا خلاف في الأول أنه بالضم و الألف و كذا حرف النساء لئلا يتوجه إلى اللّه تعالى بالتصريح بهذا الفعل القبيح فأخرج مخرج المفاعلة و أمال: فَزادَهُمُ اللَّهُ [الآية: 10] هنا حمزة و ابن ذكوان و هشام بخلف عنه وافقهم الأعمش و كذا حكم ما جاء من هذا الفعل و هو في خمسة عشر إلا أن ابن ذكوان اختلف عنه في غير الأول و يوقف لحمزة على نحو: عَذابٌ أَلِيمٌ، و مَنْ آمَنَ، و قَدْ أَفْلَحَ بالوجهين المتقدمين في نحو: الْآخِرَةَ و بثالث و هو عدم النقل، و السكت.

و اختلف: في يَكْذِبُونَ [الآية: 10] فعاصم و حمزة و الكسائي و كذا خلف بفتح الياء و سكون الكاف و تخفيف الذال من الكذب لإخبار اللّه تعالى عن كذبهم وافقهم الحسن و الأعمش و الباقون بضم الياء و فتح الكاف و تشديد الذال من التكذيب لتكذيبهم الرسل (2).

و اختلف: في الفعل الثلاثي الذي قلبت عينه ألفا في الماضي كقال إذا بني للمفعول و هو في قَبْلُ البقرة [الآية: 11، 13] حيث وقع وَ غِيضَ الْماءُ، و جِي ءَ بِالنَّبِيِّينَ، و جِي ءَ يَوْمَئِذٍ، و حِيلَ بَيْنَهُمْ، وَ سِيقَ هود [الآية: 44] و الزمر [الآية: 69] و الفجر [الآية: 23] و سبأ [الآية: 54] و الزمر [الآية: 71، 73] معا و سِي ءَ بِهِمْ، و سِيئَتْ وُجُوهُ هود [الآية: 77] و الملك [الآية: 27] فنافع و كذا أبو جعفر بإشمام الكسرة الضم و بياء بعدها نحو واو في سِي ءَ، و سِيئَتْ فقط اتباعا للأثر، و جمعا بين اللغتين وافقهما ابن محيصن من المفردة (3).ه.

ص: 170


1- أي هؤلاء يقرءون: (و ما يخادعون ...). [أ].
2- أي: (يكذّبون). [أ].
3- و كذا من المبهج في وجه.

و قرأ: ابن ذكوان كذلك في حِيلَ، و سِيقَ، و سِي ءَ، و سِيئَتْ الأربعة فقط.

و قرأ: هشام و الكسائي و كذا رويس بالإشمام كذلك في الأفعال السبعة و هو لغة قيس و عقيل و من جاورهم وافقهم الحسن و الشنبوذي و كيفية اللفظ به أن تلفظ بأول الفعل بحركة تامة مركبة من حركتين إفرازا لا شيوعا فجزء الضمة مقدم و هو الأقل و يليه جزء الكسرة و هو الأكثر و لذا تمحضت الياء و الباقون بإخلاص الكسرة و لا خلاف في قِيلًا في النساء و قِيلًا سَلاماً وَ أَقْوَمُ قِيلًا لأنها ليست أفعالا.

و قرأ: السُّفَهاءُ أَلا [الآية: 13] بتحقيق الأولى و إبدال الثانية واوا خالصة مفتوحة نافع و ابن كثير و أبو عمر و كذا أبو جعفر و رويس (1) و الباقون بالتحقيق و يوقف (على السفهاء) لحمزة و هشام بخلفه (2) بإبدال الهمزة ألفا مع المد و القصر و التوسط و يجوز رومها بالتسهيل مع المد و القصر فتصير خمسة و كذا كل همزة متطرفة مضمومة أو مكسورة لم ترسم لها صورة و يوقف لحمزة على (قالوا آمنا) بالتحقيق مع عدم السكت و بالسكت و بالنقل، و بالإدغام (3) و أما التسهيل بين بين فضعيف.

و اتفقوا: على أنه لا يجوز مد: خَلَوْا إِلى [الآية: 14] و ابْنَيْ آدَمَ لفقد الشرط باختلاف حركة ما قبله و ضعف السبب بالانفصال.

و قرأ: مُسْتَهْزِؤُنَ [الآية: 14] بحذف الهمزة و ضم الزاي وصلا و وقفا أبو جعفر و يوقف عليها لحمزة (4) بالتسهيل بين الهمزة و الواو و هو مذهب سيبويه و بالإبدال ياء و هو مذهب الأخفش و بالحذف مع ضم ما قبل الواو للرسم على مختار الداني فهي ثلاثة و أما تسهيلها بين الهمزة و الياء و هو المعضل و إبدالها واوا فكلاهما لا يصح و كذا الوجه الخامس و هو كسر الزاي مع الحذف و إذا وقف عليه للأزرق فمن روى عنه المد وصلا وقف كذلك اعتد بالعارض أم لا و من روى عنه التوسط وصلا وقف به إن لم يعتد بالعارض و بالمدان اعتد به و من روى القصر وقف كذلك إن لم يعتد بالعارض و بالتوسط و الإشباع أن اعتد به و عن ابن محيصن من المفردة في رواية البزي (يمدهم) بضم الياء و كسر الميم من أمد (5).

و أمال: طُغْيانِهِمْ [الآية: 15] الدوري عن الكسائي، و فتحها الباقون.

و أمال: بِالْهُدى [الآية: 16] حمزة و الكسائي و كذا خلف (6) و بالفتح و التقليل ش.

ص: 171


1- و وافقهم ابن محيصن و اليزيدي.
2- و كذا الأعمش بخلفه.
3- و أما الأعمش فيوقف له بالتحقيق من غير سكت و بالنقل و بالإدغام فله ثلاثة فقط.
4- أي و الأعمش في أحد وجهيه.
5- أي الرباعي ..
6- و كذا الأعمش.

الأزرق و يوقف لحمزة (1) على فَلَمَّا أَضاءَتْ [الآية: 17] بتحقيق الأولى و بتسهيلها مع المد و القصر و بالسكت مع التحقيق فأربعة و الكل مع تسهيل الثانية مع المد و القصر.

فتصح ستة لإخراج المد في الأول مع القصر في الثاني و عكسه حال التسهيل للتصادم و تجري الأربعة في كُلَّما أَضاءَ [الآية: 20] مع ثلاثة الإبدال في المتطرفة فتصير اثني عشر وجها و عن الحسن- ظُلُماتٍ [الآية: 17] بسكون اللام حيث وقع.

و أمال: الألف الثانية من آذانِهِمْ [الآية: 19] الدوري عن الكسائي و عن الحسن الصَّواعِقِ [الآية: 19] بتقديم القاف على العين (2).

و أمال: بِالْكافِرِينَ [الآية: 19] الجمع أبو عمرو و ابن ذكوان من طريق الصوري و الدوري عن الكسائي و كذا رويس (3) و قلله الأزرق و خرج نحو أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ و إن رواه صاحب المبهج عن الدوري عن الكسائي فإنه ليس من طرقنا نعم أمالها اليزيدي فيما خالف فيه أبا عمرو و عن الحسن يَخْطَفُ [الآية: 20] بكسر الياء و الخاء و الطاء المشددة (4) و عن المطوعي يخطف بفتح الياء و الخاء و كسر الطاء (5) و عن المطوعي إمالة أَضاءَ لَهُمْ [الآية: 20].

و أمال: شاءَ [الآية: 20] حمزة و ابن ذكوان و كذا حلف و اختلف عن هشام ففتحها عنه الحلواني و أمالها الداجوني و يوقف عليها لحمزة و هشام بخلفه بالبدل مع المد و القصر و التوسط و غلظ الأزرق لام (أظلم) بخلف عنه و أدغم لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ [الآية:

20] أبو عمرو بخلفه و كذا رويس و عن يعقوب بكماله في المصباح وافقهم الأربعة ما عدا الشنبوذي (6).

و قرأ: شَيْ ءٍ [الآية: 20] بالمد المشبع و التوسط ورش من طريق الأزرق و جاء التوسط فيه عن حمزة، وصلا بخلفه و إذا وقف عليه فله مع هشام بخلفه النقل مع الإسكان و الروم و له الإدغام معهما فتصير أربعة و أما المرفوع فتجري فيه الأربعة و يجوز الإشمام مع كل من النقل و الإدغام فتصير ستة و اتباع الرسم في ذلك متحد في وجه النقل مع الإسكان و نظمها المرادي فقال:

في شي ء المرفوع ستة أوجه نقل و إدغام بغير منازع ي.

ص: 172


1- و كذا الأعمش في أحد وجهيه و كذا يقال في كل ما سيأتي فلا تغفل.
2- و هي لغة تميم و بعض ربيعة.
3- أي و وافقهم اليزيدي.
4- أي فكسر الخاء اتباعا لكسرة الطاء و كسر الياء اتباعا لكسرة الخاء.
5- أي على أصل التقاء الساكنين.
6- هكذا في النسخة التي بيدي. و في نسخة وافقهم ابن محيصن من المفردة و اليزيدي و الحسن و المطوعي.

و كلاهما معه ثلاثة أوجه و الحذف مندرج فليس بسابع

و كذا الحكم في سوء المجرور المرفوع و أدغم: القاف من خَلَقَكُمْ [الآية: 21] أبو عمرو بخلف و كذا يعقوب من المصباح إدغاما كاملا تذهب معه صفة الاستعلاء (1) (و عن) ابن محيصن يَسْتَحْيِي [الآية: 26] بكسر الحاء و حذف الياء (2) (و غلظ) الأزرق لام (يوصل) في الوصل و اختلف عنه الوقف فروى الترقيق عنه جمع كصاحب الكافي و روى عنه التغليظ و ذكرهما الداني كالشاطبي و هما صحيحان و التغليظ أرجح (3) (و أمال) فَأَحْياكُمْ [الآية: 25] الكسائي و بالفتح و التقليل الأزرق.

و اختلف: في ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [الآية: 28] و بابه، و هو كل فعل أوله ياء، أو تاء المضارعة إذا كان من رجوع الآخرة نحو: إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ، و يُرْجَعُ الْأَمْرُ فنافع و ابن كثير و أبو عمرو و عاصم و كذا أبو جعفر تُرْجَعُ الْأُمُورُ حيث وقع و هو في ستة مواضع في:

البقرة، و آل عمران، و الأنفال، و الحج، و فاطر، و الحديد بضم التاء، و فتح الجيم مبنيا للمفعول وافقهم اليزيدي، و الشنبوذي، و قرأ أبو عمرو يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ آخر البقرة بفتح التاء، و كسر الجيم مبنيا للفاعل، و قرأ حمزة، و الكسائي، و كذا خلف، أَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ بالمؤمنين بفتح التاء كذلك وافقهم الحسن، و قرأ نافع و حمزة و الكسائي و كذا خلف بفتح الياء مبنيا للفاعل في أول القصص أَنَّهُمْ إِلَيْنا لا يُرْجَعُونَ وافقهم الحسن، و قرأ نافع، و حفص يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ آخر هود بضم الياء و فتح الجيم مبنيا للمفعول و قرأ يعقوب جميع الباب بفتح حرف المضارعة و كسر الجيم في جميع القرآن مبنيا للفاعل وافقه ابن محيصن و المطوعي و الباقون بضم الياء و فتح الجيم مبنيا للمفعول و وجهه إسناده للفاعل الحقيقي على الأصل من المتعدي و وجه المبني للفاعل إسناده للمجازي من اللازم و خرج بالتقييد برجوع الآخرة نحو أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ، أَنَّهُمْ إِلَيْنا لا يُرْجَعُونَ، عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ، ما ذا يَرْجِعُونَ لكن خالف ابن محيصن أصله في وَ لا إِلى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ في يس فبناه للمفعول، و الجمهور بنوه للفاعل (4).

و أما اسْتَوى و فَسَوَّاهُنَّ [الآية: 29] حمزة و الكسائي و كذا خلف (5) و بالفتح و التقليل الأزرق و كذا كل ما وقع منه و فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ و سَوَّاكَ بالكهف و سَوْأَةَ بالسجدة و فَسَوَّاكَ بالانفطار.ش.

ص: 173


1- و وافقهما اليزيدي بخلف أيضا.
2- من استحى يستحي فهو مستح كاستقى يستقي فهو مستق.
3- لأن السكون عارض و في التغليظ دلالة على حكم الوصل في مذهب من غلظ .. [أ].
4- أي الوجه الآخر لهذه الآية الكريمة: (ترجعون). [أ].
5- وافقهم الأعمش.

و اختلف: في هاء ضمير المذكر الغائب المنفصل المرفوع و كذا المؤنث إذا وقع بعد واو نحو: وَ هُوَ بِكُلِّ شَيْ ءٍ عَلِيمٌ [الآية: 29] و هِيَ تَجْرِي أو فاء نحو: فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ، فَهِيَ خاوِيَةٌ أو لام ابتداء نحو لَهِيَ الْحَيَوانُ أو ثم نحو ثُمَّ هُوَ و في يُمِلَّ هُوَ آخر البقرة فقالون و أبو عمرو و الكسائي و كذا أبو جعفر بإسكانها فيما عد الآخرين (1) وافقهم الحسن و اليزيدي و قرأ الكسائي و قالون و كذا أبو جعفر بخلاف عنهما ثم هو بالقصص بالإسكان أيضا و قرأ أيضا أعني قالون و أبو جعفر بإسكان الهاء في يُمِلَّ هُوَ آخر البقرة بخلف عنهما و الوجهان فيهما صحيحان عن قالون و أبي جعفر إلا أن الخلف فيهما عزيز عن أبي نشيط كما في النشر و الباقون بالضم في الجميع و لا خلاف في إسكان لَهْوَ الْحَدِيثِ إذ ليس بضمير و التحريك لغة الحجاز و التسكين لغة نجد و وقف يعقوب على و هو و هي بها السكت و تقدم قريبا وقف حمزة على بكل شي ء و فتح ياء إِنِّي أَعْلَمُ نافع و ابن كثير و أبو عمرو و كذا أبو جعفر وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و سكنها الباقون (و عن) الحسن وَ عَلَّمَ بضم العين، و كسر اللام مبنيا للمفعول، و آدَمَ بالرفع على النيابة عن الفاعل.

و قرأ أبو جعفر أَنْبِئُونِي [الآية: 31] بإسقاط الهمزة و ضم ما قبل الواو و قرأ:

هؤُلاءِ إِنْ [الآية: 31] بتسهيل الهمزة الأولى بين الهمزة و الياء و تحقيق الثانية قالون و البزي وافقهما ابن محيصن من المبهج (و لورش) ثلاثة أوجه أحدها طريق الأصبهاني عنه تحقيق الأولى و تسهيل الثانية بين بين و هو مروي عن الأزرق أيضا ثانيها إبدال الثانية حرف مد من جنس ما قبلها أي ياء ساكنة من طريق الجمهور عن الأزرق ثالثها ياء مكسورة للأزرق أيضا و لقنبل ثلاثة أوجه أحدها إسقاط الأولى و تحقيق الثانية من طريق ابن شنبوذ و ثانيها تحقيق الأولى و تسهيل الثانية بين بين (2) ثالثها إبدال الثانية ياء ساكنة كورش من طريق الأزرق و قرأ أبو عمرو و كذا رويس من طريق أبي الطيب بإسقاط الأولى و تحقيق الثانية وافقهما اليزيدي و ابن محيصن من المفردة و قرأ أبو جعفر و رويس من غير طريق أبي الطيب بتحقيق الأولى و تسهيل الثانية كالياء و قرأ ابن عامر و عاصم و حمزة و الكسائي و كذا روح و خلف بتحقيق الهمزتين وافقهم الحسن و الأعمش و لا يخفى كما تقدم أن لقالون قصرها من هؤلاء مع المد و القصر في أولاء ثم مدها مع المد في أولاء و أما مدها مع قصر أولاء فيضعف لما تقدم أن سبب الاتصال و لو مغيرا أقوى من سبب الانفصال لإجماع من رأى قصر المنفصل على جواز مد المتصل و أن تغير سببه دون ه.

ص: 174


1- لأن هذه الحروف لعدم استقلالها نزلت منزلة الجزء مما اتصلت به فصار المذكر كعضد و المؤنث ككتف فكما يجوز تسكين عين عضد و كتف يجوز تسكين هاء هو و هي إجراء للمنفصل مجرى المتصل لكثرة دورها معهما و لم يجروا ثم مجرى هذه لقيام ثم بنفسها و إمكان الوقف عليها.
2- و هو طريق ابن مجاهد عنه.

العكس و في ها لأبي عمرو و كذا رويس من طريق أبي الطيب القصر في ها لانفصاله و المد و القصر في أولاء لتغيره بالإسقاط فهما وجهان و الثالث مدهما معا و لا يجوز لهما مد الأول و قصر الثاني قولا واحدا لأن الثاني لا يخلو من أن يقدر متصلا أو مفصلا فإن قدر مد مع مد الأول و قصر مع قصره و إن قدر متصلا مد مطلقا و تجري الثلاثة فيما لو تأخر المنفصل عن المتصل المتغير كقوله تعالى: وَ يُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ فإذا مددت السَّماءَ أَنْ فلك في المنفصل و هو بِإِذْنِهِ إِنَّ المد و القصر و إذا قصرت السَّماءَ أَنْ تعين القصر في المنفصل بعد لما ذكر و هو ظاهر و لم ينبهوا عليه لظهوره و إذا وقف حمزة على هؤلاء فله تخفيف الأولى و تسهيلها بين بين مع المد و القصر لكونه متوسطا بغيره و في الثانية الإبدال ألفا مع المد و القصر و التوسط و الروم مع المد و القصر فهذه خمسة عشر حاصلة من ضرب ثلاثة الأولى في خمسة الثانية لكن يمتنع وجهان في وجه التسهيل بين بين كما نبه من عليه في النشر و هما مد الأول و قصر الثاني و عكسه لتصادم المذهبين و حكى في الأولى الإبدال واو للرسم مع المد و القصر فيكون الحاصل من خمسة الأولى في خمسة الثانية خمسة و عشرين و نظمها ابن أم قاسم (1) و لا يصح منها ما تقدم (2) و أما هشام فيسهل المتطرفة بخلفه فله أوجهها.

و أما أَنْبِئْهُمْ (3) [الآية: 33] فلم يبدل همزتها ورش من طريقيه و لا غيره فاتفق كل من القراء على تحقيقها إلا حمزة في الوقف على قاعدته و اختلف عنه مع إبدالها في ضم الهاء و كسرها فالجمهور عنه على الضم و ذهب جمع إلى الكسر و مر تفصيله وافقه الأعمش بخلفه و الحسن على البدل مع كسر الهاء إلا أنه عم الوصل و الوقف و فتح ياء الإضافة من إِنِّي أَعْلَمُ نافع و ابن كثير و أبو عمرو و كذا أبو جعفر وافقهم ابن محيصن و اليزيدي.

و اختلف في لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا [الآية: 34] و هو في خمسة مواضع هنا، و الأعراف [الآية: 11] و الإسراء [الآية: 61] و الكهف [الآية: 50] و طه [الآية: 116] فأبو جعفر من رواية ابن جماز و من غير طريق هبة اللّه و غيره عن ابن وردان بضم التاء حالة الوصل في الخمسة اتباعا لضم الجيم و لم يعتد بالساكن فاصلا وافقه الشنبوذي و روي هبة اللّه و غيره عن ابن وردان إشمام كسرتها الضم و صحح في النشر الوجهين عن ابن وردان و الباقون بالكسرة الخالصة على الجر بالحروف.].

ص: 175


1- أي في قوله: في هؤلاء إذا وقفت لحمزة عشرون وجها ثم خمس فاعرف أولاها سهل أو بدل معهما مدّ و قصر أو فحقق و اقتف و ترام بالوجهين ثانية و إن تبدل فتلك ثلاثة لا تختفي و بضرب خمس قد حوت أولاهما في خمسة الأخرى تتم لمنصف
2- و وافقه الأعمش بخلفه.
3- و أما المبدل فقرأ: (أنبيهم). [أ].

و أمال «أبي» حمزة، و الكسائي و كذا خلف وافقهم الأعمش. و بالفتح و التقليل الأزرق و تقدم قريبا حكم إمالة الكافرين و أدغم تاء (حيث) في شين (شئتما) مع إبدال الهمزة الساكنة أبو عمرو بخلف عنه من الروايتين و يمتنع له الإدغام مع الهمز فالجائز حينئذ ثلاثة أوجه الإدغام مع الإبدال و الإظهار مع الهمز و مع الإبدال (1) و أدغم فقط يعقوب من المصباح و المفردة و عن ابن محيصن هذِهِ الشَّجَرَةَ [الآية: 35] و ما جاء منه نحو هذِهِ الْقَرْيَةَ بياء من تحت ساكنة بدل الهاء تحذف للساكنين وصلا و هي لغة في هذه.

و اختلف في فَأَزَلَّهُمَا [الآية: 36] فحمزة بألف بعد الزاي مخففة اللام (2) وافقه الأعمش أي صرفهما أو نحاهما و الباقون بغير ألف مشددا أي أوقعهما في الزلة و يحتمل أن يكون من زل عن المكان إذا تنحى فيتحدان في المعنى.

و أمال فَتَلَقَّى [الآية: 37] حمزة و الكسائي و كذا خلف و بالفتح و التقليل الأزرق.

و اختلف في آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ [الآية: 37] فابن كثير بنصب آدَمَ و رفع كَلِماتٍ (3) على إسناد الفعل إلى الكلمات و إيقاعه على آدم فكأنه قال فجاءت كلمات و لم يؤنث الفعل لكونه غير حقيقي و للفصل وافقه ابن محيصن و الباقون (4) برفع آدم و نصب كلمات بالكسرة إسنادا له إلى آدم و إيقاعا له على الكلمات أي أخذها بالقبول و دعا بها و أدغم الميم في الميم أبو عمرو و بخلفه و يعقوب من المصباح و كتاب المطلوب (5) (و أمال) هُدايَ [الآية:

38] الدوري عن الكسائي و بالفتح و التقليل الأزرق.

و اختلف في التنوين فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ [الآية: 38] و كذا فَلا رَفَثَ، وَ لا فُسُوقَ، وَ لا جِدالَ، وَ لا بَيْعٌ، وَ لا خُلَّةٌ، وَ لا شَفاعَةٌ من هذه السورة و لا بَيْعٌ فِيهِ وَ لا خِلالٌ بإبراهيم و لا لَغْوٌ فِيها وَ لا تَأْثِيمٌ بالطور فيعقوب لا خوف حيث وقع بفتح الفاء و حذف التنوين مبنيا على الفتح على جعل لا للتبرئة وافقه الحسن و عن ابن محيصن بالرفع بلا تنوين تخفيفا.

و قرأ ابن كثير و أبو عمرو و كذا أبو جعفر و يعقوب فَلا رَفَثَ وَ لا فُسُوقَ بالرفع و التنوين وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و الحسن و قرأ أبو جعفر و لا جدال كذلك بالرفع و التنوين وافقه الحسن و وجه رفع الأولين مع التنوين أن الأول اسم لا المحمولة على ليس و الثاني عطف على الأول و لا مكررة للتأكيد و نفي الاجتماع و بناء الثالث على الفتح على معنى الإخبار بانتفاء الخلاف في الحج لأن قريشا كانت تقف بالمشعر الحرام فرفع و.

ص: 176


1- و وافقه اليزيدي.
2- أي: (فأزالهم). [أ].
3- أي: (آدم كلمات). [أ].
4- و وافقهم الأعمش.
5- و وافقهما اليزيدي و الحسن و ابن محيصن من المفردة و المطوعي عن الأعمش، و كذا الخلف في أنه هو.

الخلاف بأن أمروا أن يقفوا كغيرهم بعرفة و أما الأول فعلى معنى النهي أي لا يكونن رفث و لا فسوق.

و قرأ الباقون الثلاثة بالفتح بلا تنوين على أن لا لنفي الجنس عاملة عمل أن مركبة مع اسمها كما لو انفردت.

و قرأ ابن كثير و أبو عمرو و كذا يعقوب لا بَيْعٌ فِيهِ وَ لا خُلَّةٌ، وَ لا شَفاعَةٌ في هذه السورة و لا بَيْعٌ فِيهِ وَ لا خِلالٌ بإبراهيم و لا لَغْوٌ فِيها وَ لا تَأْثِيمٌ في الطور بالفتح من غير تنوين وافقهم ابن محيصن و الحسن و اليزيدي و الباقون بالرفع و التنوين في الكلمات السبع و يوقف لحمزة على بِآياتِنا [الآية: 39] بوجهين التحقيق و التسهيل بإبدال الهمزة ياء لأنه متوسط بغيره (1) و قس عليه نظائره.

و أمال النَّارَ [الآية: 39] أبو عمرو و ابن ذكوان من طريق الصورى و الدوري عن الكسائي وافقهم اليزيدي و بالتقليل الأزرق.

و قرأ أبو جعفر بتسهيل همزة (إسرائيل) [الآية: 40] مع المد و القصر لتغير السبب و إذا قرئ له بالإشباع على طريق العراقيين كما تقدم كمل له ثلاثة أوجه (و) اختلف في مد الياء فيها كنظائره للأزرق فنص بعضهم على مدها و استثناها الشاطبي و الوجهان في الطيبة و عن الحسن حذف الألف و الياء و هي إحدى اللغات فيها و يوقف لحمزة عليه بتحقيق الأولى من غير سكت على بَنِي و بالسكت و بالنقل و بالإدغام و أما التسهيل بين بين فضعيف و في الثانية و التسهيل مع المد و القصر فهي ثمانية أوجه (2) و روى المطوعي إسرائيل بتسهيل الهمزة التي بعد الألف و أسكن ياء نعمتي التي في الموضعين هنا و الثالث قبيل وَ إِذِ ابْتَلى ابن محيصن و الحسن (و أثبت) ياء فَارْهَبُونِ [الآية: 40] و فَاتَّقُونِ [الآية: 41] يعقوب في الحالين وافقه الحسن وصلا و غلظ الأزرق لام الصلاة [الآية: 43] و رقق راء لَكَبِيرَةٌ [الآية: 45] بلا خلف.

و اختلف في وَ لا يُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ [الآية: 48] فقرأ ابن كثير و أبو عمرو و كذا يعقوب بالتأنيث لإسناده إلى شفاعة و هي مؤنثة لفظا وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و الباقون بالتذكير لأن التأنيث غير حقيقي و حسنه الفصل بالظرف (و عن) ابن محيصن يُذَبِّحُونَ [الآية: 49] هنا و إبراهيم و يُذَبِّحُ بالقصص بفتح ضم الياء و سكون فتحة الذال و فتح كسرة الموحدة و تخفيفها.

و اختلف في واعَدْنا مُوسى [الآية: 51] هنا و الأعراف، [الآية: 142] و في طه [الآية: 14] و واعَدْناكُمْ جانِبَ الطُّورِ [الآية: 80] فأبو عمرو كذا أبو جعفر و يعقوب ى.

ص: 177


1- و وافقه الأعمش بخلفه.
2- و للأعمش في أحد وجهيه ثمانية لا تخفى.

بغير ألف بعد الواو لأن الوعد من اللّه تعالى وحده وافقهم اليزيدي و ابن محيصن (1) و الباقون بالألف (2) من المواعدة قال في البحر فاللّه وعد موسى الوحي وعد اللّه المجي ء (و) اتفقوا على قراءة أَ فَمَنْ وَعَدْناهُ بالقصص [الآية: 61] بغير ألف، و كذا حرف الزخرف [الآية: 42] أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْناهُمْ لعدم صحة المفاعلة.

و قرأ اتَّخَذْتُمُ [الآية: 51،] بإظهار الذال على الأصل ابن كثير و حفص و كذا رويس بخلف عنه و الباقون بالإدغام.

و أمال مُوسى [الآية: 51، 53] حمزة و الكسائي و كذا خلف وافقهم الأعمش و بالفتح و التقليل الأزرق و أبو عمرو و من روايتيه (و عن) ابن محيصن من المبهج يا قَوْمِ [الآية: 54] بضم كسر الميم و هو في سبعة و أربعين موضعا (3).

و أمال بارِئِكُمْ [الآية: 54] في الموضعين الدوري عن الكسائي و فتحها الباقون و كذا حكم البارئ في الحشر.

و اختلف في همز بارِئِكُمْ [الآية: 54] معا وراء يَأْمُرُكُمْ [الآية: 67] المتصل بضمير جمع المخاطب و تأمرهم، و يأمرهم مخاطب أو غائب متصل بضمير غائب وَ يَنْصُرْكُمْ مطلقا و يُشْعِرُكُمْ حيث وقع ذلك مرفوعا فأبو عمرو من أكثر الطرق بإسكان الهمزة و الراء (4) كما ورد عنه و عن أصحابه منصوصا، و عليه أكثر المؤلفين، و هي لغة بني أسد، و تميم، و بعض نجد طلبا للتخفيف عند اجتماع ثلاث حركات ثقال من نوع واحد ك يَأْمُرُكُمْ أو نوعين ك بارِئِكُمْ و إذا جاز إسكان حرف الإعراب و إذهابه في الإدغام للتخفيف فإسكانه و إبقاؤه أولى و الحكم منوط بالمتحرك في نوعيه فخرج نحو إِنْ يَنْصُرْكُمُ المجزوم و بالحركات الثقال نحو تَأْمُرُنا لخفة الفتحة و الصواب كما في النشر اختصاص الكلم المذكور أولا إذ النص فيها فخرج نحو يُصَوِّرُكُمْ، وَ يُحَذِّرُكُمُ، وَ نَحْشُرُهُمْ، و أُنْذِرُكُمْ، و يُسَيِّرُكُمْ، وَ يُطَهِّرَكُمْ خلافا لمن ذكرها و روى جماعة عنه من روايتيه الاختلاس فيهما و عبر عنه بالإتيان بثلثي الحركة قال الجعبري معناه بأكثرها بخلاف الروم فإنه الإتيان بأقلها و روى أكثرهم الاختلاس عن الدوري و الإسكان عن السوسي و عكس بعضهم و روى بعضهم الإتمام عن الدوري وحده و به قرأ الباقون فصاء للدوري ثلاثة و للسوسي الإسكان و الاختلاس و لذا قال في الطيبة بعد ذكر الألفاظ.

سكن أو اختلس حلا و الخلف طب ].

ص: 178


1- هكذا في النسخة التي بيدي فيشمل الطريقين. و أفادني شيخي أن القصر من المبهج و الذي في اللطائف القصر من المفردة، و المدّ من المبهج.
2- أي: (واعدنا ...) في الجميع. [أ].
3- و خصه صاحب المفردة بما بعده همزة وصل فقط نحو يا قوم ادخلوا.
4- أي: (يأمركم ...) و هكذا في جميع المواضع. [أ].

وافقه ابن محيصن على اختلاس بارئكم بخلف (1) و عنه الإسكان في الكلمات الخمس و نحوهن مما اجتمع فيه ضمتان أو ثلاث نحو يصوركم و يعلمكم و نطعمكم و الاختلاس في ذلك كله من المفردة و قال بعضهم يختلس ابن محيصن الحركة من كلمة اجتمع فيها ضمتان و هي ستة أحرف إذا لم يكن فيها تشديد أو ساكن نحو يَأْمُرُكُمْ و يَنْصُرْكُمُ و يَحْشُرُهُمْ و يُشْعِرُكُمْ يَذْرَؤُكُمْ يَكْلَؤُكُمْ و نحوهن انتهى و لا خلاف عن أبي عمرو في عدم إبدال همزة بارِئِكُمْ معا حال سكونها إلا ما انفرد به ابن غلبون و من تبعه من إبدالها ياء ساكنة قال في النشر و هو غير مرضي لأن سكون الهمزة عارض، فلا يعتد به و يوقف عليه لحمزة بالتسهيل بين بين و إبدالها ياء على الرسم ضعيف و أدغم أبو عمرو من روايتيه النون في اللام من نُؤْمِنَ لَكَ [الآية: 55] مع إبدال الهمز الساكن واوا و له الإظهار مع الهمز و عدمه فهي ثلاثة أوجه تقدم نظيرها في حَيْثُ شِئْتُما وافقه يعقوب في الإدغام من المصباح.

و أمال نَرَى اللَّهَ [الآية: 55] وصلا و نحوه ك سَيَرَى اللَّهُ و هو في ثلاثين موضعا السوسي بخلف عنه و اختلف عنه أيضا في ترقيق لام الجلالة من ذلك حال الإمالة و تفخيمها و كلاهما جائز منقول صحيح و عن ابن محيصن الصَّاعِقَةُ [الآية: 55] حيث جاء بحذف الألف و سكون العين و اختلف عنه في الذاريات (2) (و غلظ) الأزرق لام و ظللنا و ما ظلمونا بخلف عنه و أشار إلى ترجيح التغليظ في الطيبة بقوله و قيل عند الطاء و الظاء و الأصح تفخيمها و أمال السَّلْوى [الآية: 57] حمزة و الكسائي و كذا خلف (3) و قرأ أبو عمرو كالأزرق بالتقليل و الفتح و تقدم حكم حَيْثُ شِئْتُمْ [الآية: 58] إدغاما و إبدالا.

و اختلف في يَغْفِرَ [الآية: 58] هنا و الأعراف [الآية: 161] فابن عامر بالتأنيث فيهما، و قرأ نافع و كذا أبو جعفر بالتذكير (4) هنا، و التأنيث في الأعراف و كذا يعقوب بالتأنيث في الأعراف، و وجه الكل لا يخفى لأن الفعل مسند إلى مجازي التأنيث، و اتفق هؤلاء الأربعة على ضم حرف المضارعة، و فتح الفاء على البناء للمفعول، و الباقون بنون مفتوحة و فاء مكسورة في الموضعين على البناء للفاعل (5).ش.

ص: 179


1- أي بين الاختلاس و الإشباع. فالاختلاس من المبهج. و الإشباع من المفردة.
2- فقرأه كذلك من المبهج و قرأه من المفردة كالجمهور بالألف و كسر العين و ستأتي قراءة الكسائي في الذاريات.
3- و وافقهم الأعمش. و هكذا يقال في كل ما ماثله.
4- أي: ابن عامر: (تغفر). و المدنيان: (يغفر) و الباقون: (نغفر ...). [أ].
5- و وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و الحسن و الأعمش.

و قرأ أبو عمرو بخلف عن الدوري تغفر لكم [الآية: 58] بإدغام الراء في اللام (1) و في النشر تفريع الخلاف على الإدغام الكبير فإذا أخذ به أدغم هذا بلا خلاف و إلا فالخلاف متجه في هذا و الأكثرون على الإدغام و الباقون بالإظهار.

و اتفقوا هنا على خَطايانا [الآية: 58] كبقايا (2) و إمالة الكسائي وحده و بالفتح و التقليل الأزرق.

و قرأ قَوْلًا غَيْرَ [الآية: 59] بإخفاء التنوين عند الغين أبو جعفر و تقدم حكم إدغام قِيلَ لَهُمْ لأبي عمرو و يعقوب و اشمام كسرة القاف لهشام و الكسائي و رويس و كذا تغليظ الأزرق ظَلَمُوا بخلفه و عن ابن محيصن رِجْزاً [الآية: 59] بضم كسر الراء حيث وقع و هو لغة و عن الأعمش يَفْسُقُونَ [الآية: 59] بكسر ضم السين حيث جاء و هو لغة أيضا.

و أمال اسْتَسْقى [الآية: 60] حمزة و الكسائي و كذا خلف و الأعمش و بالفتح و التقليل الأزرق و عن المطوعي عن الأعمش عَشْرَةَ بكسر سكون الشين و عنه أيضا الإسكان و الفتح و كلها لغات و عن الحسن و الأعمش مِصْراً [الآية: 61] بلا تنوين غير منصرف و وقفا بغير ألف و هو كذلك في مصحف أبي بن كعب و ابن مسعود و أما من صرف فإنه يعني مصرا من الأمصار غير معين و استدلوا بالأمر بدخول القرية و بأنهم سكنوا الشام و قيل أراد بقوله مِصْراً و إن كان غير معين مصر فرعون من إطلاق النكرة مرادا بها المعين.

و أمال أَدْنى [الآية: 61] و كذلك الْأَدْنى حيث وقعا حمزة و الكسائي و الأعمش و كذا خلف و بالفتح و التقليل الأزرق.

و تقدم حكم عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ [الآية: 61] من حيث ضم الهاء و الميم و كسرهما في سورة الفاتحة و كذا مد باؤُ للأزرق.

و قرأ النَّبِيِّينَ [الآية: 61] و (النبيون، و الأنبياء، و النبي، و النبوة) بالهمزة (3) نافع على الأصل لأنه من النبأ و هو الخبر و الباقون بياء مشددة في المفرد و جمع السلامة و في جمع التكسير بياء مخففة في المصدر بواو مشددة مفتوحة و قرأ به قالون في موضعي الأحزاب في الوصل لأنه إذا همز على أصله اجتمع همزتان مكسورتان منفصلتان و مذهبه تخفيف الأولى فعدل عن التسهيل إلى البدل بعد الياء توصلا إلى الإدغام مبالغة في التخفيف و إذا وقف عاد إلى أصله بالهمز.].

ص: 180


1- و وافقه اليزيدي و ابن محيصن من المفردة.
2- في بعض النسخ بعده إلا الحسن فإنه قرأه خطيئاتكم بجمع السلامة.
3- أي: (النّبيئين ...). [أ].

و قرأ الصَّابِئِينَ [الآية: 62] هنا و الحج بحذف الهمزة نافع و كذا أبو جعفر (1) و الباقون بالهمز و يوقف عليه لحمزة بالتسهيل كالياء و بالحذف و إخباره الآخرون بالتخفيف الرسمي قيل و بالإبدال ياء ذكره الهذلي و ضعف (2) و كذا حكم الوقف على خاسِئِينَ و الْخاطِئِينَ.

و أمال الألف بعد الراء من النَّصارى [الآية: 62] أبو عمرو و ابن ذكوان من طريق الصوري و حمزة و الكسائي و كذا خلف و بالتقليل الأزرق و أمال الألف بعد الصاد منه الدوري عن الكسائي من طريق أبي عثمان الضرير اتباعا لإمالة الألف بعد الراء كما تقدم و عن المطوعي وَ اذْكُرُوا [الآية: 63] بفتح سكون الذال و فتح ضمة الكاف و تشديدهما (3).

و قرأ الأزرق بترقيق راء قِرَدَةً [الآية: 65] و أخفى تنوينها عند خاء خاسِئِينَ و ذكر هنا في الأصل أن أبا جعفر أبدل همزة خاسئين ياء و فيه نظر و الذي سبق له في باب الهمز المفرد تبعا للنشر و غيره إنه لا يحذف من هذا الباب إلا الصائبين و متكئين و مستهزئين و الخاطئين و خاطئين فقط و كذا في النشر و طيبته و تقريبه غير أنه ذكر فيه إن الهذلي انفرد عن النهرواني عن ابن وردان بالحذف في خاسئين و هو غير معمول عليه و يوقف عليه لحمزة بالتسهيل بين بين و بحذف الهمزة على اتباع الرسم و حكى الإبدال ياء و ضعف (4).

و قرأ هُزُواً [الآية: 67] حيث جاءوا كُفُّوا في سورة الإخلاص [الآية:

4] حفص بإبدال الهمزة فيهما واوا في الحالين (5) تخفيفا وافقه الشنبوذي و أسكن الزاي من هُزُواً حيث أتى حمزة و كذا خلف و أسكن الفاء من كُفُّوا حمزة، و كذا يعقوب، و خلف (6) و الباقون بضمهما (7) و أما قوله هنا في الأصل، و قرأ بحذف الهمزة و تشديد الزاي في هزوا أبو جعفر فلعله سبق قلم فإن ما كان من أقسام الهمز متحركا و قبله زاي اختص منه جزأ فقط منصوبا و مرفوعا فقرأه أبو جعفر بحذف الهمزة و تشديد الزاي كما تقدم فليس في هزوا ما ذكر لأبي جعفر و غيره و يوقف عليهما لحمزة بوجهين و هما النقل على القياس و الإبدال واوا اتباعا للرسم و حكى بين بين و أيضا تشديد الزاي على الإدغام و لا يقرأ بهما و تقدم وقف يعقوب بهاء السكت على ما هي قريبا و عن الحسن مُتَشابِهٍ بميم و تاء مرفوعة الهاء منونة في الوصل و تخفيف الشين و عن المطوعي تَشابَهَ عَلَيْنا [الآية: 70] مضارعا بالياء و تشديدن.

ص: 181


1- أي: (الصّابين ...). [أ].
2- وافقه الأعمش بخلفه و هكذا يقال في نظائره.
3- أي: (و اذكّروا). [أ].
4- و وافقه المطوعي.
5- الباقون: (هزؤا، كفؤا). [أ].
6- وافقهم في الموضعين المطوعي.
7- و الإسكان لغة تميم و أسد و عامة قيس و الضم لغة الحجازيين.

الشين مرفوع الهاء و أصله يتشابه فأدغم و أمال شاء حمزة و ابن ذكوان و هشام من طريق الداجوني و كذا خلف.

و قرأ الأزرق بترقيق راء تُثِيرُ [الآية: 71] على الأصح كما نقدم و أما لا شِيَةَ فبالياء المثناة التحتية من غير همز باتفاق أي لا لون فيها يخالف جلدها و كتبت بالهاء المربوطة و نقل همزة الآن ورش و كذا ابن وردان بخلف عنه و يوقف على فَادَّارَأْتُمْ [الآية: 72] لحمزة بإبدال الهمزة ألفا كأبي عمرو بخلفه و من وافقه في الحالين و عن المطوعي لَما يَتَفَجَّرُ، لَما يَشَّقَّقُ، لَما يَهْبِطُ [الآية: 74] بالتشديد في لما الثلاثة بخلاف في الأخيرين قال ابن عطية و هي قراءة غير متجهة و عنه يهبط بضم الياء و الجمهور بكسرها.

و اختلف في عَمَّا تَعْمَلُونَ أَ فَتَطْمَعُونَ [الآية: 74، 75] فابن كثير بالغيب وافقه ابن محيصن و الباقون بالخطاب (1) و عن ابن محيصن أَ وَ لا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ [الآية:

77] بالخطاب و اختلف عنه في ما يُسِرُّونَ وَ ما يُعْلِنُونَ [الآية: 77] (2).

و اختلف في إِلَّا أَمانِيَّ [الآية: 78] و بابه فأبو جعفر إِلَّا أَمانِيَّ و أَمانِيُّهُمْ و لَيْسَ بِأَمانِيِّكُمْ وَ لا أَمانِيِّ أَهْلِ الْكِتابِ فِي أُمْنِيَّتِهِ بتخفيف الياء فيهن مع إسكان الياء المرفوعة و المخفوضة من ذلك و بكسر الهاء من أمانيهم لكونها بعد ياء ساكنة و الأماني جمع أمنية و هي أفعولة أصلها أمنوية اجتمعت ياء و واو و سبقت احداهما بالسكون فقلبت الواو ياء و أدغمت الياء في الياء و هي من مني إذا قدر لأن المتمني يقدر في نفسه و يحرز ما يتمناه و جمعها بتشديد الياء لأنه أفاعيل و إذا جمعت على أفاعل خففت الياء و الأصل التشديد لأن الياء الأولى في الجمع هي الواو التي كانت في المفرد التي انقلبت فيه ياء فوجه قراءة التخفيف جمعه على أفاعل و لم يعتد بحرف المد الذي في المفرد كما يقال في جمع مفتاح مفاتيح و مفاتح وافقه الحسن و الباقون بالتشديد و إظهار الإعراب و أدغم الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ أبو عمرو و كذا رويس بخلف عنهما و يعقوب بكماله من المصباح (3).

و قرأ ابن كثير و حفص و كذا رويس بخلف عنه بإظهار ذال اتَّخَذْتُمُ [الآية: 80] و أدغم الكل نون لن في ياء (يخلف) مع الغنة الإخفاء عن حمزة فاسقط الغنة و مثله الدوري عن الكسائي بخلف عنه و أمال (بلى) حمزة و الكسائي و كذا خلف و شعبة من طريق أبي حمدون عن يحيى بن آدم عنه و بالفتح و التقليل أبو عمرو و صححها في النشر عنه من الروايتين لكنه اقتصر في طيبته في نقل الخلاف على الدوري و بهما قرأ الأزرق ه.

ص: 182


1- هنا سقط و لعله (و عن) المطوعي عن الأعمش (كلم اللّه) بغير ألف و كسر اللام اسم جنس واحده كلمة و قد يراد بالكلمة الكلام فتكون القراءتان بمعنى واحد.
2- فبالغيب من المبهج و بالخطاب من المفردة.
3- و موافقة الأربعة لهم لا تخفى و قس عليه ما أشبهه.

و الباقون بالفتح (و يوقف) لحمزة (1) على (سيئة) بإبدال الهمزة ياء مفتوحة.

و أمال هاء التأنيث منها الكسائي وفقا، و كذا حمزة بخلف عنه.

و اختلف: في خَطِيئَتُهُ [الآية: 81] فنافع و كذا أبو جعفر خطيآته على جمع السلامة و الباقون بالتوحيد و يوقف عليه لحمزة بإبدال همزته ياء من جنس الزائدة قبلها و إدغامها فيها وجها واحدا و حكى بين بين و ضعف و تقدم إمالة (النار) و تسهيل همزة إسرائيل و مد يائه و الوقف عليه قريبا.

و اختلف: في تَعْبُدُونَ [الآية: 83] فابن كثير و حمزة و الكسائي بالغيب لأن بني إسرائيل لفظ غيبة وافقهم ابن محيصن و الحسن و الأعمش و الباقون بالخطاب حكاية لما خوطبوا به و ليناسب قولوا للناس و يوقف لحمزة على (إحسانا) بالتحقيق و التسهيل كالياء لأنه متوسط بغيره المنفصل.

و أمال: الْقُرْبى [الآية: 83] حمزة و الكسائي و كذا خلف و بالفتح و التقليل الأزرق و أبو عمرو.

و أمال: الْيَتامى [الآية: 83] حمزة و الكسائي و كذا خلف و بالفتح و التقليل الأزرق.

و أمال: فتحة التاء مع الألف بعدها الدوري عن الكسائي من طريق أبي عثمان الضرير اتباعا لإمالة ألف التأنيث بعد.

و أمال (للناس) إمالة كبرى كما تقدم و هي المرادة عند الإطلاق الدوري بخلف عنه وافقه اليزيدي و الباقون بالفتح.

و اختلف (في حسنا) فحمزة و الكسائي و كذا يعقوب و خلف و وافقهم الأعمش بفتح الحاء و السين صفة لمصدر محذوف أي قولا حسنا و الباقون بضم الحاء و إسكان السين و ظاهره كما قال أبو حيان أنه مصدر و أنه كان في الأصل قولا حسنا إما على حذف مضاف أي ذا حسن و إما على الوصف بالمصدر لإفراط حسنه.

و عن الحسن: بغير تنوين بوزن القربى و العقبى أي كلمة أو مقالة حسنى و أدغم تاء (الزكوة) في ثاء (ثم) أبو عمرو بخلف عنه و كذا يعقوب بخلفه من المصباح و المفردة و أمال (دياركم) و (ديارهم) أبو عمرو و ابن ذكوان من طريق الصوري و الدوري عن الكسائي و قلله الأزرق و عن الحسن تَقْتُلُونَ هنا و بعده فَلِمَ تَقْتُلُونَ [الآية: 91] بضم التاء و فتح القاف و كسر التاء مشددة.

و اختلف في تَظاهَرُونَ عَلَيْهِمْ [الآية: 85] و تَظاهَرا عليه بالتحريم [الآية:س.

ص: 183


1- و كذا الأعمش في أحد وجهيه و قيس.

4] فعاصم و حمزة و الكسائي و كذا خلف بحذف إحدى التاءين تاء المضارعة، أو تاء التفاعل و اختاره في البحر، و تخفيف الظاء مبالغة في التخفيف و وافقهم الأعمش و الباقون: بإدغام التاء في الظاء لشدة (1) قرب المخرج و عن الحسن هنا تشديد الظاء و الهاء مع فتحهما و حذف الألف و معناها واحد، و هو التعاون و التناصر.

و اختلف: في أُسارى [الآية: 85] فحمزة بفتح الهمزة و سكون السين من غير ألف (2) و بالإمالة على وزن فعلى جمع أسير بمعنى مأسور وافقه الأعمش و كذا الحسن لكنه بالفتح و قرأ الباقون بضم الهمزة و فتح السين و بألف بعدها على وزن فعالى جمع أسرى كسكرى و سكارى و قيل جمع أسير أيضا و أماله أبو عمرو و الكسائي و ابن ذكوان بخلفه و كذا خلف و قلله الأزرق و أمال فتحة السين مع الألف بعدها الدوري عن الكسائي من طريق أبي عثمان الضرير.

و اختلف: في تُفادُوهُمْ [الآية: 85] فنافع و عاصم و الكسائي و كذا أبو جعفر و يعقوب بضم التاء و فتح الفاء و ألف بعدها (3) و هو جواب الشرط و لذا حذفت النون منه وافقهم الحسن و المطوعي و الباقون بفتح التاء و سكون الفاء بلا ألف و القراءتان بمعنى واحد أو المفاعلة على بابها يعطى الأسير المال و الأسير الإطلاق و رقق الأزرق راء (إخراجهم) و لم ينظر إلى حرف الاستعلاء و هو الخاء لضعفه بالهمس و أمال (الدنيا) حمزة و الكسائي و كذا خلف و بالفتح و التقليل الأزرق و أبو عمرو و عنه أيضا تمحيض إمالتها من رواية الدوري و هو المراد بقول الطيبة و عن جماعة له أي الدوري دنيا أمل.

و اختلف: في يَعْمَلُونَ أُولئِكَ [الآية: 85- 86] فنافع و ابن كثير و أبو بكر و كذا يعقوب و خلف بالغيب موافقة لقوله: اشْتَرَوُا وافقهم ابن محيصن و الباقون: بالخطاب مناسبة لقوله أخذنا ميثاقكم و إذا قرئ للأزرق (و لقد آتينا موسى) مع (و آتينا عيسى) فالقصر و التوسط و الطول في الثاني على قصر الأول على الاعتداد بالعارض و هو النقل فإن لم يعتد به وسطه معه و أشبعه كذلك و عن: ابن محيصن (آيدناه) كيف جاء بمد الهمزة و تخفيف الياء نحو آمن و بابه و عنه أيضا (غلف) بضم اللام جمع غلاف و الجمهور بإسكانها جمع أغلف.

و اختلف: في تسكين عين الْقُدُسِ و خُطُواتِ و الْيُسْرَ و الْعُسْرَ و جَزاءُ و الْأُكُلِ و الرُّعْبَ و رُسُلَنا و بابه و السُّحْتَ و الْأُذُنَ و قُرْبَةٌ و جُرُفٍ و سُبُلَنا و عُقْباً و نُكْراً و رُحْماً و شُغُلٍ و نُكُرٍ و عُرُباً و خُشُبٌ و سحقا و ثُلُثَيِ اللَّيْلِ و عُذْراً و نُذْراً فسكن دال القدس حيث جاء طلبا للتخفيف ابن كثير وافقه ابن محيصن و الباقون بالضم و روح القدس أراد به جبريل و قيل ].

ص: 184


1- أي: (تظّاهرن، تظّاهرا ...). [أ].
2- أي: (أسرى). [أ].
3- أي: (و تفادوهم). [أ].

روح عيسى و وصفها به لطهارته عن مس الشيطان أو لكرامته على اللّه تعالى و لذا أضافه إلى نفسه أو لأنه لم تضمه الأصلاب.

و أما: الطاء من خُطُواتِ [الآية: 168] أين أتى فأسكن طاءه نافع و البزي من طريق أبي ربيعة و أبو عمرو و أبو بكر و حمزة و كذا خلف و هو لغة تميم وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و الأعمش و الباقون بالضم لغة أهل الحجاز.

و أما: السين من الْيُسْرَ و الْعُسْرَ [الآية: 185] و بابهما فأسكنها كل القراء إلا أبا جعفر فضمها و اختلف عن ابن وردان عنه في فَالْجارِياتِ يُسْراً في الذاريات [الآية:

3] فأسكنها عنه النهرواني و ضمها غيره.

و أما: الزاي من جُزْءٌ فأسكنها كل القراء إلا شعبة فضمها، و هو ثلاثة منصوبان و مرفوع على كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً في البقرة [الآية: 260] مِنْ عِبادِهِ جُزْءاً بالزخرف [الآية: 15] جُزْءٌ مَقْسُومٌ بالحجر [الآية: 44].

و أما: الكاف من أُكُلَها، و أَكَلَهُ، و أُكُلٍ خَمْطٍ، و الْأُكُلِ، و أَكَلَ (1) المضاف إلى المضمر المؤنث و المذكر و إلى الظاهر و غير المضاف فأسكنها فيها نافع و ابن كثير وافقهما ابن محيصن و أسكنها كذلك أبو عمرو من أكلها المضاف إلى ضمير المؤنث خاصة و ضم غيره جمعا بين اللغتين وافقه اليزيدي و الحسن و الباقون بالضم.

و أما: عين الرُّعْبَ، و رُعْباً حيث وقعا فأسكنها كلهم إلا أبو عامر و الكسائي و كذا أبو جعفر و يعقوب فبالضم.

و أما: سين رُسُلَنا، و رُسُلُهُمْ، و رُسُلُكُمْ مما وقع مضافا إلى ضمير على حرفين فأسكنها أبو عمرو للتخفيف وافقه اليزيدي و الحسن و زاد فيما روى عنه نحو رسله و رسلك فعم المضاف إلى المضمر مطلقا (و عن) المطوعي إسكان ما تجرد عن الضمير معرفا و منكرا نحو رسل اللّه و يا أيها الرسل و الباقون بالضم.

و أما: الحاء من السُّحْتَ، و لِلسُّحْتِ بالمائدة [الآية: 42، 62- 63] فأسكنها نافع و ابن عامر و عاصم و حمزة و كذا خلف وافقهم الأعمش و الباقون بالضم.

و أما: ذال الْأُذُنَ و أَذِنَ كيف وقع نحو في أذنيه و قل أذن فأسكنها نافع و ضمها الباقون.

و أما: راء قُرْبَةٌ و هي بالتوبة [الآية: 99] فضمها ورش وافقه المطوعي و أسكنها الباقون.

و أما: راء جُرُفٍ بالتوبة [الآية: 109] فأسكنها ابن ذكوان و هشام من طريق الحلواني و أبو بكر و حمزة و كذا خلف وافقهم الحسن و الأعمش و ضمها الباقون.].

ص: 185


1- حيث وقعت. [أ].

و أما: باء سُبُلَنا بإبراهيم [الآية: 12] و العنكبوت [الآية: 69] فأسكنها أبو عمرو و وافقه اليزيدي و الحسن و ضمها الباقون.

و أما: قاف عُقْباً بالكهف [الآية: 44] فأسكنها عاصم و حمزة و كذا خلف وافقهم الحسن و الأعمش و ضمها الباقون.

و أما: كاف نُكْراً بالكهف [الآية: 74] و الطلاق [الآية: 8] فأسكنها ابن كثير و أبو عمرو و هشام و حفص و حمزة و الكسائي و كذا خلف وافقهم الأربعة و ضمها الباقون.

و أما: حاء رُحْماً بالكهف [الآية: 81] فأسكنها كل القراء إلا ابن عامر، و كذا أبو جعفر، و يعقوب.

و أما: غين شُغُلٍ بيس [الآية: 55] فأسكنها نافع و ابن كثير و أبو عمرو وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و الحسن و ضمها الباقون.

و أما: كاف نُكُرٍ بالقمر [الآية: 6] فأسكنها ابن كثير وافقه ابن محيصن و الباقون بالضم.

و أما: راء عُرُباً بالواقعة [الآية: 37] فأسكنها أبو عمرو و حمزة و كذا خلف و ضمها الباقون.

و أما: شين خُشُبٌ بالمنافقين [الآية: 4] فأسكنها قنبل من طريق ابن مجاهد و أبو عمرو و الكسائي و ضمها الباقون.

و أما: حاء فَسُحْقاً بالملك [الآية: 11] فأسكنها كلهم إلا الكسائي، و ابن جماز، و ابن وردان بخلف عنه و عن الكسائي.

و أما: لام ثُلُثَيِ بالمزمل [الآية: 20] فأسكنها هشام، و ضمها الباقون.

و أما: ذال عُذْراً بالمرسلات [الآية: 6] فأسكنها كل القراء عير روح وافقه الحسن.

و أما: ذال نُذْراً بالمرسلات [الآية: 6] أيضا فأسكنها أبو عمرو و حفص و حمزة و الكسائي و كذا خلف وافقهم اليزيدي و الأعمش و ضمها الباقون و عن الحسن ضم باء خبرا في موضعي الكهف وراء عُرْفاً في المرسلات (وجه) إسكان الباب كله أنه لغة تميم و أسد و عامة قيس و وجه الضم أنه لغة الحجازيين و قيل الأصل السكون و اتبع أو الضم و أسكن تخفيفا كرسلنا.

و أمال (جاءكم) ابن ذكوان و حمزة و كذا خلف وافقهم الأعمش و اختلف عن هشام فأمالها الداجوني و فتحها الحلواني كالباقين و كذا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا [الآية: 89] و جميع الباب.

و أمال: تَهْوى [الآية: 87] حمزة و الكسائي و كذا اخلف و وافقهم الأعمش

ص: 186

و بالفتح و التقليل الأزرق و أمال (الكافرين) أبو عمرو و ابن ذكوان من طريق الصوري و الدوري عن الكسائي و كذا رويس و قلله الأزرق و أبدل همزة بِئْسَمَا اشْتَرَوْا [الآية:

90] ياء ورش (1) من طريقيه و أبو عمرو بخلفه و أبو جعفر كوقف حمزة عليه و هي موصولة بلا خلاف و تقدم حكم إسقاط غنة النون عند الياء من نحو (أن ينزل اللّه) و (من يشاء).

و اختلف: في يُنَزِّلَ [الآية: 90] و بابه إذا كان فعلا مضارعا بغير همزة مضموم الأول مبنيا للفاعل أو المفعول حيث أتى فابن كثير و أبو عمرو و كذا يعقوب بسكون النون و تخفيف الزاي من أنزل إلا ما وقع الإجماع على تشديده و هو وَ ما نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ بالحجر [الآية: 21] وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و قرأ حمزة و الكسائي و كذا خلف بالتخفيف كذلك في ينزل الغيت بلقمان و الشورى كابن كثير و من معه وافقهم الأعمش و قد خالف أبو عمرو و كذا يعقوب أصلهما في قوله تعالى: عَلى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً بالأنعام [الآية: 37] (2) و لم يخففه سوى ابن كثير وافقه ابن محيصن و خالف ابن كثير أصله في موضعي الإسراء و هما وَ نُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ، و حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنا [الآية: 82، 93] فشددهما و لم يخففهما إلا أبو عمرو و يعقوب وافقهما اليزيدي و خالف يعقوب أصله في الموضع الأخير من النحل و هو و اللّه أعلم بما ينزل فشدده و لم يخففه سوى ابن كثير و أبي عمرو وافقهما ابن محيصن و اليزيدي و الباقون بتشديد الزاي مع فتح النون مضارع نزل المتعدي بالتضعيف و خرج بقيد المضارع الماضي نحو: (و ما أنزل اللّه)، و بغير همزة سَأُنْزِلُ و بالمضموم الأول وَ ما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ و أما مُنَزِّلُها بالمائدة فيأتي في محله و كذا يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بأول النحل إن شاء اللّه تعالى و تقدم إشمام (قيل) لهشام و للكسائي، و كذا رويس قريبا (و كذا) إدغام لامها في لام (لهم) لأبي عمرو بخلفه كذا يعقوب من المصباح.

و كذا: وقف البزي و كذا يعقوب بزيادة هاء السكت على (فلم) بخلف عنهما (و كذا) همز (أنبياء) لنافع (و أظهر) الدال من وَ لَقَدْ جاءَكُمْ [الآية: 92] نافع و ابن كثير و ابن ذكوان و عاصم و كذا أبو جعفر و يعقوب (و أمال) جاءكم ابن ذكوان و هشام بخلفه و حمزة و كذا خلف و أمال (موسى) حمزة و الكسائي و خلف و بالفتح و التقليل الأزرق و أبو عمرو و قرأ بإظهار الذال عند التاء ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ [الآية: 92] ابن كثير و حفص و رويس بخلفه (و ذكر) آنفا إبدال (بئسما) (كيأمركم) و الخلاف في تسكين رائه، و اختلاس حركتها لأبي عمرو و زيادة إتمامها للدوري (و كذا) إمالة (الناس) له بخلفه (و رقق) الأزرق راء (بصير) بخلفه.ر.

ص: 187


1- أي: (بيسما ...). [أ].
2- فشدداه جمعا بين اللغتين أو الأثر.

و اختلف: في بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ [الآية: 96] فيعقوب بالخطاب (1) على الالتفات و الباقون: بالغيب.

و اختلف: في لِجِبْرِيلَ** [الآية: 97- 98] هنا و في التحريم [الآية: 4] فنافع و أبو عمرو و ابن عامر و حفص و كذا أبو جعفر و يعقوب بكسر الجيم و الراء و حذف الهمزة و إثبات الياء و هي لغة الحجازيين وافقهم اليزيدي، و قرأ ابن كثير بفتح الجيم، و كسر الراء، و ياء ساكنة من غير همز (2) وافقه ابن محيصن، و قرأ حمزة و الكسائي و كذا خلف بفتح الجيم، و الراء، و همزة مكسورة، و ياء ساكنة (3)، وافقهم الأعمش، و اختلف عن أبي بكر فالعليمي عنه كحمزة، و من معه، و يحيى بن آدم عنه كذلك إلا أنه حذف الياء بعد الهمزة و عن الحسن جبرائل بألف قبل الهمزة، و حذف الياء، و عن ابن محيصن من المبهج كراوية يحيى بن آدم عن أبي بكر إلا أن اللام مشددة (4)، و كلها لغات و أمال بُشْرى أبو عمرو و ابن ذكوان من طريق الصوري، و حمزة، و الكسائي، و خلف، و قلله الأزرق.

و اختلف: في مِيكالَ [الآية: 98] فنافع و قنبل من طريق ابن شنبوذ، و كذا أبو جعفر بهمزة بعد الألف من غير ياء (5) و هي لغة لبعض العرب، و قرأ أبو عمرو، و حفص، و كذا يعقوب بحذف الهمزة، و الياء بعدها كمثقال و هي لغة الحجازيين وافقهم اليزيدي و الحسن و عن ابن محيصن بالهمز من غير ياء مع تخفيف اللام من المفردة (6) و تشديدها من المبهج (7) و قرأ الباقون و هم: البزي و قنبل من طريق ابن مجاهد و ابن عامر و أبو بكر و حمزة و الكسائي و كذا خلف بزيادة الهمزة و الياء بعد الألف (8) وافقهم الأعمش (9).

و وقف: حمزة على جبريل بالتسهيل بين بين فقط و كذا ميكال مع المد و القصر.

و قرأ: ورش من طريق الأصبهاني بتسهيل همزة (كأنهم و كأنك، و كأن لم) في جميع القرآن و عن الحسن عوهدوا ببنائه للمفعول و هي مخالفة للرسم و عنه أيضا (الشياطون) (10) و تعقبه.

و اختلف: في وَ لكِنَّ الشَّياطِينَ [الآية: 102] و في الأولين في الأنفال [الآية:ن.

ص: 188


1- أي: (تعملون). [أ].
2- أي: (جبريل). [أ].
3- أي: (جبرائيل). [أ].
4- أي: (جبرائلّ). [أ].
5- أي: (ميكائل). [أ].
6- أي: (ميكائل). [أ].
7- أي: (ميكائلّ). [أ].
8- أي: (ميكائيل). [أ].
9- و ابن محيصن من المفردة.
10- أي بالواو بدل الياء و فتح النون حيث جاء مرفوعا. قاسه على قول العرب بستان فلان حوله بساتون. رواه الأصمعي، قالوا: و الصحيح أن هذا الحسن فاحش. و قال أبو البقاء شبه فيه الياء قبل النون بياء جمع التصحيح و هو قريب من الغلط: و أسقط هذا الحرف كثير من المحققين.

17] وَ لكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ، و لكِنَّ اللَّهَ رَمى فابن عامر و حمزة و الكسائي و كذا خلف بتخفيف النون من (و لكن) كما هو لغة و كسرها وصلا و رفع ما بعدها على الابتداء وافقهم الأعمش عليها، و الحسن في ثاني الأنفال، و الباقون بالتشديد و نصب ما بعدها بها و أما وَ لكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ وَ لكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى و حرف يونس فيأتي في محله إن شاء اللّه تعالى، و يوقف لحمزة، و هشام بخلفه على: (المرء) بالنقل مع إسكان الراء للوقف على القياس، و يجوز الروم و عن المطوعي إمالة: بِضارِّينَ [الآية: 102] و أمال (اشتراه) أبو عمرو و حمزة و الكسائي و ابن ذكوان من طريق الصوري و كذا خلف و قلله الأزرق و أما الخلف في يُنَزِّلَ فسبق قريبا و كذا إخفاء النون عند الخاء لأبي جعفر في مِنْ خَلاقٍ [الآية: 102] و (من خير) و ترقيق الأزرق راء: (خير لو) بخلفه و عن ابن محيصن و الحسن راعِنا [الآية: 104] هنا و النساء بالتنوين على أنه صفة لمصدر محذوف أي قولا راعنا.

و اختلف: في نَنْسَخْ [الآية: 106] فابن عامر من غير طريق الداجوني عن هشام بضم نون المضارعة و كسر السين مضارع (1) انسخ و الباقون بفتحهما مضارع نسخ و به قرأ الداجوني عن أصحابه عن هشام.

و اختلف: في نُنْسِها [الآية: 106] فابن كثير و أبو عمرو بفتح النون و السين و همزة ساكنة تليها (2) من: النسأ و هو التأخير أي: نؤخر نسخها أي: نزولها، أو نمحها لفظا، و حكما وافقهما ابن محيصن، و اليزيدي، و الباقون بضم النون و كسر السين بلا همز من الترك أي نترك إنزالها قال الضحاك: و عن الحسن بالخطاب و قرأ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ [الآية: 106] بالمد المشبع و التوسط الأزرق عن ورش و جاء التوسط فيه عن حمزة بخلف و إذا وقف عليه فله النقل مع الإسكان و الروم و له الإدغام معهما فهي أربعة و هي لهشام بخلفه (3) (و إذا) وقف على (سئل) فبالتسهيل بين بين كالياء على مذهب سيبويه و هو قول الجمهور و بإبدال الهمزة واوا مكسورة على مذهب الأخفش و نص عليه الهذلي و القلانسي كما في النشر و نظيره سئلت و سئلوا.

و قرأ: بإظهار دال فقد عند الضاد من (ضل) قالون و ابن كثير و عاصم و أبو جعفر و يعقوب (و سبق) ذكر (شي ء) قريبا و كذا تغليظ لام (الصلاة) للأزرق و كذا (من خير) لأبي جعفر و ترقيق راء (بصير) للأزرق بخلفه و إمالة الألف بعد الصاد من (نصارى) للدوري عن الكسائي من طريق أبي عثمان الضرير و إمالة ألف التأنيث بعدها لأبي عمرو و ابن ذكوان بخلفه و حمزة و الكسائي و خلف و تقليله للأزرق.

و قرأ: أَمانِيُّهُمْ [الآية: 111] بسكون الياء و كسر الهاء أبو جعفر وافقه الحسن.ل.

ص: 189


1- أي: (ننسخ). [أ].
2- أي: (ننسأها). [أ].
3- و كذا الأعمش على ما مر فلا تغفل.

و أمال: (بلى) حمزة و الكسائي و خلف و شعبة من طريق أبي حمدون عن يحيى بن آدم عنه و بالفتح و التقليل أبو عمرو و صححهما عنه في النشر من روايتيه لكن قصر الخلاف على الدوري في طيبته و بهما قرأ الأزرق و تقدم حكم وَ لا خَوْفٌ ليعقوب و ابن محيصن و كذا عَلَيْهِمْ.

و أمال: سَعى [الآية: 114] حمزة و الكسائي و خلف (1) و بالفتح و التقليل الأزرق.

و قرأ: أبو عمرو بسكون الميم و إخفائها عند الباء بغنة من يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ [الآية:

113] بخلفه، و سبق تغليظ اللام (من أظلم) للأزرق بخلفه (و يوقف) لحمزة على:

خائِفِينَ [الآية: 114] بالتسهيل كالياء مع: المد، و القصر.

و أمال: الدُّنْيا [الآية: 114] حمزة و الكسائي و خلف و الدوري عن أبي عمرو من طريق ابن فرح و بالفتح. و التقليل الأزرق و أبو عمرو و عن الحسن فَأَيْنَما تُوَلُّوا بفتح التاء و اللام (2) و وقف رويس بخلف عنه بإثبات هاء السكت في فثم من فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ (3).

و اختلف: في عَلِيمٌ وَ قالُوا اتَّخَذَ [الآية: 115- 116] فابن عامر عَلِيمٌ قالُوا بغير واو على الاستئناف و الباقون بالواو عطف جملة على مثلها و اتفق المصاحف و القراء على حذف الواو من موضع يونس و أمال (قضى) حمزة و الكسائي و خلف و الأعمش و بالفتح و الصغرى الأزرق.

و اختلف: في كُنْ فَيَكُونُ [الآية: 117] (و قال) هنا و بآل عمران [الآية: 59- 60] فَيَكُونُ و نعلمه و في النحل [الآية: 40] فَيَكُونُ وَ الَّذِينَ و بمريم [الآية:

35] فَيَكُونُ وَ إِنَّ اللَّهَ و في يس [الآية: 82] فَيَكُونُ فَسُبْحانَ و في غافر [الآية: 68] فيكون أ لم تر فابن عامر بنصب فيكون في الستة و قرأ الكسائي كذلك في النحل و يس و قد وجهوا النصب بأنه بإضمار أن بعد الفاء حملا للفظ الأمر، و هو كن على الأمر الحقيقي وافقهما ابن محيصن في يس، و الباقون بالرفع في الكل على الاستئناف و اتفقوا على الرفع في قوله تعالى: فَيَكُونُ الْحَقُّ بآل عمران و كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ بالأنعام لكن عن الحسن نصبه.].

ص: 190


1- و وافقهم الأعمش و قس عليه نظائره.
2- و فيها وجهان أحدهما أن يكون مضارعا و الأصل تتولوا من التولية فحذف إحدى التاءين تخفيفا نحو ما ننزل الملائكة. و الثاني أن يكون ماضيا و الضمير للغائبين ردا على قولهم في الدنيا و لهم في الآخرة فتتناسق الضمائر و قال أبو البقاء ماضي و الضمير للغائبين و التقدير أينما يتولون يعني إنه و إن كان ماضيا لفظا فهو مستقبل معنى.
3- أي: (فثمّه). [أ].

و اختلفوا: في ترقيق راء بَشِيراً، وَ نَذِيراً [الآية: 119] و نحوه للأزرق ففخمها في ذلك و نحوه جماعة من أهل الأداء و رققها له الجمهور ثم اختلف هؤلاء الجمهور فرققها بعض منهم في الحالين كالداني و الشاطبي و ابن بليمة و فخمها الآخرون منهم وصلا فقط لأجل التنوين لا وقفا.

و اختلف: في وَ لا تُسْئَلُ [الآية: 119] فنافع و كذا يعقوب بفتح التاء و جزم اللام بلا الناهية بالبناء للفاعل و النهي هنا جاء على سبيل المجاز لتفخيم ما وقع فيه أهل الكفر من العذاب كقولك لمن قال لك كيف حال فلان أي لا تسأل عما وقع له أي حل به أمر عظيم غير محصور و أما جعله على حقيقته جوابا

لقوله صلّى اللّه عليه و سلّم: «ما فعل أبواي فغير مرضى»

و استبعده في المنتخب لأنه صلّى اللّه عليه و سلّم عالم بما آل إليه أمرهما من الإيمان الصحيح قال العلامة ابن حجر الهيثمي في شرح المشكاة: و حديث إحيائهما له صلّى اللّه عليه و سلّم حق آمنا به ثم توفيا حديث صحيح و ممن صححه القرطبي و الحافظ ابن ناصر الدين حافظ الشام و الطعن فيه ليس في محله إذ الكرامات و الخصوصيات من شأنهما أن تخرق القواعد و العوائد كنفع الإيمان هنا بعد الموت لمزيد كما لهما و أطال في ذلك و أما الحديث المذكور و هو (ما فعل أبواي) ففي الدر المنثور للسيوطي أنه حديث مرسل ضعيف الإسناد و قد ألف كتابا في صحة إحيائهما له صلّى اللّه عليه و سلّم فليراجع. و الباقون بضم التاء، و رفع اللام على البناء للمفعول بعد لا النافية، و الجملة مستأنفة قال أبو حيان: و هو الأظهر أي لا تسئل عن الكفار ما لهم لم يؤمنوا لأن ذلك ليس إليك إن عليك إلا البلاغ، و أمال تَرْضى [الآية: 120] حمزة و الكسائي و كذا خلف و الأعمش و بالفتح و التقليل الأزرق و كذا ابْتَلى [الآية: 124] هنا و ابتليه موضعي الفجر و كذا الْهُدى [الآية: 120] و تقدم حكم إمالة ألفي النَّصارى [الآية: 120] و خلاف الأزرق في ترقيق الراء من الخاسرون (و كذا) مدة (إسرائيل) و تسهيل همزة لأبي جعفر و الوقف عليه لحمزة و أجمعوا على الياء التحتية في وَ لا يُقْبَلُ مِنْها عَدْلٌ [الآية: 123] هنا.

و اختلف: في إِبْراهِيمَ [الآية: 124] في ثلاثة و ثلاثين موضعا، و هو كل ما في هذه السورة، و هو خمسة عشر و الثلاثة الأخيرة في النساء، و هي وَ اتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ، وَ اتَّخَذَ اللَّهُ إِبْراهِيمَ، وَ أَوْحَيْنا إِلى إِبْراهِيمَ النساء [الآية: 125، 163] و الأخير من الأنعام قِيَماً مِلَّةَ إِبْراهِيمَ الإنعام [الآية: 161] و الأخيران من التوبة اسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ، و إِنَّ إِبْراهِيمَ التوبة [الآية: 114] و موضع في سورته وَ إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ [الآية: 35] و موضعان في النحل إِبْراهِيمَ، و مِلَّةِ إِبْراهِيمَ النحل [الآية: 120، 123] و ثلاثة بمريم فِي الْكِتابِ إِبْراهِيمَ، عَنْ آلِهَتِي يا إِبْراهِيمُ، ذُرِّيَّةِ إِبْراهِيمَ بمريم [الآية: 41، 46، 58] و الموضع الأخير من العنكبوت رُسُلُنا إِبْراهِيمَ العنكبوت [الآية: 31] و في الشورى بِهِ إِبْراهِيمَ الشورى [الآية: 13] و في الذاريات ضَيْفِ إِبْراهِيمَ الذاريات [الآية: 24] و في النجم وَ إِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى النجم [الآية: 37] و الحديد و نُوحاً

ص: 191

وَ إِبْراهِيمَ و الحديد [الآية: 26] و الأول من الممتحنة أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْراهِيمَ الممتحنة [الآية: 4] فابن عامر سوى النقاش عن الأخفش عن ابن ذكوان بألف بدل الياء (1) و الباقون: بالياء و به قرأ النقاش عن الأخفش و كذا المطوعي عن الصوري و فصل بعضهم، فروى الألف في البقرة خاصة و هي رواية كثير عن ابن الأخرم عن الأخفش و هما لغتان و وجه خصوصية هذه المواضع أنها كتبت في المصاحف الشامية بحذف الياء منها خاصة و أما زيادة موضع آل عمران و الأعلى على ما ذكر فهو و هم كما نبه عليه في النشر و تقدم: إمالة (للناس) عن الدوري بخلفه (و عن) المطوعي (ذريتي) حيث جاء بكسر الذال لغة فيها (و أسكن) ياء عَهْدِي الظَّالِمِينَ [الآية: 124] حمزة و حفص (2) (و عن) المطوعي (مثابات) بالجمع، و كسر التاء (3) و قرأ: أبو عمرو و هشام بإدغام ذال (إذ) في جيم (جعلنا).

و اختلف: في وَ اتَّخِذُوا [الآية: 125] فنافع و ابن عامر بفتح الخاء على الخبر عطفا على ما قبله إما على مجموع إذ جعلنا فتضمر إذ و إما على نفس جعلنا فلا إضمار وافقهم الحسن و الباقون بكسرها على الأمر و المأمور بذلك قيل إبراهيم و ذريته و قيل نبينا صلى اللّه عليهما و أمته و عليهما فيكون معمولا لقول محذوف أي و قال اللّه لإبراهيم على الأول و قلنا اتخذوا على الثاني (و غلظ) الأزرق لام (مصلى) وصلا فإن وقف غلظها مع الفتح و رققها فقط مع التقليل و أمالها حمزة و الكسائي و خلف و الأعمش وقفا (و رقق) الأزرق راء (طهرا بيتي) بخلف عنه و من فخمها عنه راعى ألف التثنية و هما في جامع البيان (و فتح) بيتي لِلطَّائِفِينَ نافع و هشام و حفص و كذا أبو جعفر (و عن) ابن محيصن ضم باء (رب) المنادى المضاف إلى ياء المتكلم (4).

و اختلف في فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا [الآية: 126] فابن عامر بإسكان الميم، و تخفيف التاء مضارع: أمتع (5) المتعدي بالهمزة وافقه المطوعي و الباقون بالفتح و التشديد مضارع متع المعدى بالتضعيف و عن المطوعي ثُمَّ أَضْطَرُّهُ بوصل الهمزة و فتح الراء و عن ابن محيصن إدغام ضاد اضطر في طائه و عن الحسن مُسْلِمَيْنِ لَكَ على الجمع (6) (و تقدم) إبدال همزة (بئس) لورش و من معه.).

ص: 192


1- أي: (إبراهام) في جميع ما حدده أعلاه.
2- و وافقهما ابن محيصن و الحسن و المطوعي.
3- و وجه أنه مثابة لكل واحد من الناس.
4- و هو في سبعة و ستين موضعا هذا أولها. و عنه من المفردة بالكسر إلا رب احكم في الأنبياء و ما جاء منه مما هو متصل بهمزة الوصل فإنه وافق في ضمه صاحب المبهج.
5- أي: (فأمتعه ...). [أ].
6- أي بكسر الميم الثانية و فتح النون. دعاء لهما و للموجود من أهلها كهاجر أو التثنية من مراتب الجمع ا ه. فتصير: (مسلمين).

و اختلف في راء أَرِنا [الآية: 128] و أرني حيث وقعا فابن كثير و أبو عمرو بخلف عنه و كذا يعقوب بإسكانها للتخفيف وافقهم ابن محيصن و الوجه الثاني لأبي عمرو من روايتيه هو الاختلاس جمعا بين التخفيف و الدلالة قال في النشر و كلاهما ثابت من كل من الروايتين و بعضهم روى الاختلاس عن الدوري و الإسكان عن السوسي كالشاطبي و قرأ ابن ذكوان و هشام من غير طريق الداجوني و أبو بكر بإسكانها في فصلت و بالكسر الكامل في غيرها و به قرأ الباقون في الكل (و تقدم) ضم هاء (فيهم) و (يزكيهم) ليعقوب و (عليهم) لحمزة و كذا إمالة (الدنيا).

و اختلف في وَ وَصَّى بِها [الآية: 132] فنافع، و ابن عامر، و كذا أبو جعفر بهمزة مفتوحة بين الواوين و إسكان الثانية و تخفيف الصاد (1) و هو موافق لرسم المصحف المدني و الشامي و الباقون بالتشديد من غير همز معدى بالتضعيف موافقة لمصاحفهم و أمالها حمزة و الكسائي و خلف و بالفتح و الصغرى الأزرق و كذا حكم (اصطفى) و هو سبعة مواضع.

و قرأ شُهَداءَ إِذْ [الآية: 133] بتسهيل الثانية كالياء نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و رويس وافقهم اليزيدي و ابن محيصن و الباقون بتخفيفها (و عن) الحسن (و إله أبيك) بالإفراد فيكون إبراهيم بدلا منه و على قراءة الجمهور إبراهيم و ما بعده بدل من آبائك بدلا تفصيليا و أجيز أن يكون منصوبا بإضمار أعني، و عن ابن محيصن من المفردة إدغام أَ تُحَاجُّونَنا (2) و عن المطوعي إدغامه أيضا.

و تقدم حكم إمالة ألفي (نصارى) و كذا (موسى) و (عيسى) و همزة (النبيئون).

و تقدم في باب الإمالة تفصيل طرق الأزرق حيث اجتمع له مد البدل و الألف المنقلبة عن الياء نحو (أوتي موسى و عيسى) ذلك الفتح في موسى و عيسى على القصر في أوتي و ما بعده و كل من الفتح و التقليل على كل من التوسط و الإشباع في أوتي و ما بعده فهي خمسة أوجه بها قرأنا من طرق الكتاب كالنشر و منع بعض مشايخنا من طرق الشاطبية الفتح مع التوسط فتصير أربعة و تقدم إدغام نون (نحن) في لام (له) لأبي عمرو بخلفه و إن فيه طريقتين و كذا ما أشبهه نحو، شَهْرُ رَمَضانَ، الْعَفْوَ وَ أْمُرْ، زادَتْهُ هذِهِ، الْمَهْدِ صَبِيًّا.

و اختلف في أَمْ تَقُولُونَ [الآية: 140] فابن عامر و حفص و حمزة و الكسائي كذا رويس و خلف بالخطاب وافقهم الأعمش و الباقون بالغيب و تقدم حكم (3) (إبراهام) لهشام و ابن ذكوان بخلفه و كذا إمالة ألفي (نصارى) و قرأ قُلْ أَ أَنْتُمْ [الآية: 143] هنا].

ص: 193


1- أي: (و أوصى ...). [أ].
2- و إظهاره من المبهج كالجمهور.
3- انظر الصفحة: (191). [أ].

و الفرقان بتسهيل الثانية بين بين مع إدخال ألف بينهما قالون و أبو عمرو و هشام من طريق ابن عبدان و غيره عن الحلواني و كذا أبو جعفر (1) و قرأ ورش من طريق الأصبهاني و ابن كثير و رويس بالتسهيل من غير ألف بينهما (2) و به قرأ الأزرق و له أيضا إبدالها ألفا خالصة مع المد للساكنين و الباقون و منهم هشام من مشهور طرق الداجوني بالتحقيق بلا ألف (3) و قرأ الجمال عن هشام بالتحقيق مع إدخال الألف فتحصل لهشام ثلاثة أوجه و هي التحقيق مع الإدخال و عدمه و التسهيل مع الإدخال و تقدم نقل حركة الهمزة إلى اللام قبلها لورش (و إذا) وقف عليه لحمزة فبالسكت على اللام مع تحقيق الهمزة الأولى و تسهيل الثانية مع تحقيقها و بعدم السكت مع الوجهين المذكورين و بنقل حركة الهمزة الأولى إلى اللام مع تسهيل الثانية و لا يجوز مع التحقيق فهذه خمسة و لا يصح غيرها كما في النشر و تقدم تغليظ لام (أظلم) للأزرق بخلفه و اتفقوا على الخطاب في عما تعملون تلك أمة (سبق) إمالة (الناس) للدوري بخلفه (و أمال) (ما وليهم) حمزة و الكسائي و خلف و بالفتح و الصغرى الأزرق و تقدم الخلاف في ضم الهاء مع الميم و كذا الميم فقط في (قبلتهم التي) و قرأ (يشاء إلى) بتحقيق الأولى و إبدال الثانية واوا خالصة مكسورة نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و رويس و هذا مذهب أكثر المتقدمين و أكثر المأخرين على تسهيلها كالياء و حكى تسهيلها كالواو و قد يفهم جوازه من الحرز و أقره عليه الجعبري و غيره لكن تعقبه في النشر بأنه لا يصح نقلا و لا يمكن لفظا لأنه لا يتمكن منه إلا بعد تحريك كسر الهمزة أو تكلف إشمامها الضم و كلاهما لا يجوز و لا يصح (4) و الباقون و بالتحقيق (5) و يوقف لحمزة على يشاء إلى الثالثة المذكورة و هي التحقيق و التسهيل كالياء و الواو المحضة (و سبق) ذكر عدم غنة نون (عن) عند ياء (يشاء) و كذا سين (صراط) لقنبل من طريق ابن مجاهد و رويس و إشمام خلف عن حمزة (و كذا) إمالة (الناس) للدوري بخلفه و عن اليزيدي (لكبيرة) بالرفع فخالف أبا عمرو و خرجت على إن كان زائدة أو على أن كبيرة خبر لمحذوف أي هي كبيرة و الجملة محلها نصيب خبر لكان قال السمين و هو توجيه ضعيف و لكن لا توجه الشاذة بأكثر من ذلك.

و اختلف في رؤف* حيث وقع فأبو بكر و أبو عمرو و حمزة و الكسائي و كذا خلف و يعقوب بقصر الهمزة من غير واو على وزن (ندس) (6) وافقهم اليزيدي و المطوعي و الباقون بالمد: (كعطوف) و تسهيل همزة عن أبي جعفر و من رواية ابن وردان انفرد به الحنبلي، فلا يقرأ به، و لذا أسقطه من الطيبة على عادته في الانفرادات، و قول الأصل هنا و سهل همزه أبو جعفر كسائر الهمزات المضمومة بعد فتح نحو يطؤن لا يصح و لعله سبق ].

ص: 194


1- وافقهم اليزيدي.
2- وافقهم ابن محيصن.
3- وافقهم الحسن و الأعمش.
4- وافقهم ابن محيصن و اليزيدي.
5- وافقهم الحسن و الأعمش.
6- أي: (رؤف). [أ].

قلم فإن قاعدة أبي جعفر في المضمومة بعد الفتح الحذف لا التسهيل بين بين على أن الواقع منه يطؤن لم تطؤها و إن تطؤهم فقط كما في النشر و غيره فالتسهيل في رؤف إنما هي انفرادة للحنبلي في هذا اللفظ فقط كما تقرر و حمزة في الوقف على أصله من التسهيل بين بين و حكى إبدالها واوا على الرسم و لا يصح و أمال (نرى) في أربعة عشر موضعا أبو عمرو و حمزة و الكسائي و خلف (1) و ابن ذكوان من طريق الصوري و قلله الأزرق (و أمال) (ترضيها) حمزة و الكسائي و خلف و بالفتح و التقليل الأزرق.

و اختلف في وَ مَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ وَ لَئِنْ [الآية: 144، 145] فابن عامر و حمزة و الكسائي و كذا أبو جعفر و روح بالخطاب وافقهم الأعمش و الباقون بالغيب.

و اختلف في مُوَلِّيها [الآية: 148] فابن عامر بفتح اللام و ألف بعدها (2) اسم مفعول و فعله يتعدى إلى مفعولين فالأول هو الضمير المستتر المرفوع على النيابة عن الفاعل و الثاني هو الضمير البارز المتصل به عائد على وجهة و الباقون بكسر اللام و ياء بعدها على أنه اسم فاعل جملة مبتدأ و خبر في محل رفع صفة لوجهة و لفظة هو تعود على لفظ كل لا على معناها و لذا أفرد و المفعول الثاني محذوف أي موليها وجهه أو نفسه أو هو يعود على اللّه تعالى مولى القبلة ذلك الفريق (و سبق) ترقيق راء (الخيرات) للأزرق و مده و كذا توسطه لحمزة بخلفه.

و اختلف في عَمَّا تَعْمَلُونَ وَ مِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ [الآية: 149، 150] فأبو عمرو بالغيب وافقه اليزيدي و الباقون بالخطاب (و أبدل) همزة (لئلا) ياء الأزرق عن ورش وافقه الأعمش و بذلك وقف حمزة (و تقدم) اتفاقهم على إثبات الياء في (و اخشوني و لأتم) و فتح ابن كثير ياء (فاذكروني أذكركم) وافقه ابن محيصن و الباقون بالاسكان (و أثبت) الياء في (تكفرون) يعقوب في الحالين (3) (و سبق) للأزرق تفخيم لام (الصلاة) و كذا (صلوات) و أجمعوا على عدم إمالة (الصفا) لكونه واويا ثلاثيا مرسوما بالألف كما تقدم و اختلف في تَطَوَّعَ خَيْراً [الآية: 158] في الموضعين فحمزة و الكسائي و كذا خلف بالغيب و تشديد الطاء و إسكان العين مضارعا مجزوما عن الشرطية و أصله يتطوع كقراءة عبد اللّه فأدغم و قرأ يعقوب كذلك في الموضع الأول فقط و وافق أصله في الثاني، و هو فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وافقهم الأعمش في الموضعين و الباقون بالتاء المثناة فوق و تخفيف الطاء و فتح العين فعلا ماضيا موضعه جزم و يحتمل أن تكون من موصولة فلا موضع له و دخلت الفاء لما فيه من العموم و خيرا مفعول بعد إسقاط حرف الجر أي بخير و قيل نعت لمصدر محذوف أي تطوعا خيرا (و تقدم) ترقيق الراء من نحو (شاكر) للأزرق بخلفه و إمالة (للناس) للدوري بخلفه و عن ابن محيصن (يلعنهم) معا بسكون ة.

ص: 195


1- وافقهم اليزيدي و الأعمش. و كذا يقال في نظائره.
2- أي: (مولّاها ...). [أ].
3- و وافقه الحسن في الوصل خاصة.

النون بخلفه (و ذكر) تغليط اللام للأزرق في وَ أَصْلَحُوا و عن الحسن (عليهم لعنة اللّه و الملائكة و الناس أجمعون) بالرفع في الثلاث على إضمار فعل أي و تلعنهم الملائكة أو عطفا على لعنة على حذف مضاف أي و لعنة الملائكة فلما حذف المضاف أعرب المضاف إليه بإعرابه و مبتدأ حذف خبره أي و الملائكة إلخ يلعنونهم و أمال (النهار) أبو عمرو و ابن ذكوان من طريق الصوري و الدوري عن الكسائي (1) و بالتقليل الأزرق (و أمال) الكسائي وحده (فأحيا به) و بالفتح و الصغرى الأزرق.

و اختلف في الرِّياحِ [الآية: 164] إفرادا و جمعا هنا و الأعراف [الآية: 57] و إبراهيم [الآية: 18] و الحجر [الآية: 22] و الإسراء [الآية: 69] و الكهف [الآية: 45] و الأنبياء [الآية: 81] و الفرقان [الآية: 48] و النمل [الآية: 63] و ثاني الروم [الآية: 48] و سبأ [الآية: 12] و فاطر [الآية: 9] و ص [الآية: 36] و الشورى [الآية: 33] و الجاثية [الآية: 5] فنافع بالجمع فيما عدا الإسراء و الأنبياء و سبأ و ص و قرأ ابن كثير كذلك في البقرة و الحجر و الكهف و الجاثية وافقه ابن محيصن بخلفه (2) و أبو عمرو و ابن عامر و عاصم و كذا يعقوب بالجمع كذلك في البقرة و الأعراف و الحجر و الكهف و الفرقان و النمل و ثاني الروم و فاطر الجاثية و قرأ حمزة و كذا خلف بالجمع في الفرقان فقط وافقهما الأعمش و قرأ الكسائي بالجمع في الفرقان أيضا و في الحجر و قرأ أبو جعفر بالجمع في الخمسة عشر موضعا لاختلاف أنواعها جنوبا و دبورا و صبا و غير ذلك و أختص ابن كثير بالإفراد في الفرقان وافقه ابن محيصن و اختلف عن أبي جعفر في الحج (3) و اتفقوا على الجمع في أول الروم يُرْسِلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ [الآية: 46] و على الإفراد في الذاريات الرِّيحَ الْعَقِيمَ [الآية: 41] لأجل الجمع في مُبَشِّراتٍ و الإفراد في الْعَقِيمَ و عن الحسن الجمع في غير إبراهيم، و الإسراء، و ص، و الشورى.

و اختلف في وَ لَوْ يَرَى الَّذِينَ [الآية: 165] فنافع و ابن عامر و كذا ابن وردان من طريق النهرواني عن ابن شبيب عن الفضل بن شاذان عنه و يعقوب بالمثناة من فوق خطابا له صلّى اللّه عليه و سلّم و يرى إلى أمته و الذين نصب به و (إذ) ظرف ترى أو بدل اشتمال من الذين على حد قوله تعالى (إذ انتبذت) و جواب لو محذوف على القراءتين أي لرأيت أمر فظيعا وافقهم الحسن و الباقون بمثناة من تحت على إسناد الفعل إلى الظالم لأنه المقصود بالوعيد و الذين رفع به و إذ مفعوله (و أمال) يرى الذين وصلا السوسي بخلف عنه و وقفا أبو عمرو و ابن ذكوان من طريق الصوري و حمزة و الكسائي و خلف و بالصغرى الأزرق و اختلف في يَرَوْنَ الْعَذابَ [الآية: 165] فابن عامر بضم الياء على البناءى.

ص: 196


1- و وافقه اليزيدي و هكذا يقال في نظائره.
2- الجمع من المبهج و الإفراد من المفردة.
3- و عن الحسن الجمع في غير إبراهيم و الإسراء و ص و الشورى.

للمفعول على حد (يُرِيهِمُ اللَّهُ) و الباقون بفتحها على البناء للفاعل على حد وَ إِذا رَأَى الَّذِينَ و اختلف في أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً وَ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذابِ [الآية: 165] فأبو جعفر و يعقوب بكسر الهمزة فيها على تقدير إن جواب لو لقلت أن القوة للّه في قراءة الخطاب و لقالون في قراءة الغيب و يحتمل أن تكون على الاستئناف و الباقون بفتحهما و التقدير لعلمت أن القوة للّه و لعلموا و تقدم تفخيم لام (ظلموا) للأزرق بخلفه و أدغم الذال في التاء من (إذ تبرأ) أبو عمرو و هشام و حمزة و الكسائي و خلف (1) و الباقون بالإظهار و لا خلاف في الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا أن الأول مبنى للمفعول، و الثاني مبنى للفاعل إلا ما روي شاذا عن مجاهد بالعكس و تقدم حكم الهاء و الميم من (بهم الأسباب) و (يريهم اللّه) و إمالة (النار) و قرأ خُطُواتِ [الآية: 168] بإسكان الطاء حيث جاء نافع و البزي من طريق أبي ربيعة و أبو عمرو و أبو بكر و حمزة و خلف (2) و الباقون بالضم و عن الحسن فتح الخاء و سكون الطاء و قرأ يَأْمُرُكُمْ [الآية: 169] بإسكان الراء أبو عمرو من أكثر طرقه و له الاختلاس (3) و روى الإشمام للدوري عنه كما تقدم و سبق إبدال همزها لأبي عمرو بخلفه و ورش و أبي جعفر و كذا إشمام (قيل) و إدغامها و قرأ بَلْ نَتَّبِعُ [الآية: 170] بإدغام اللام في النون الكسائي وحده (4) و الباقون بالإظهار و ما وقع في الأصل هنا من ذكر الخلاف فيها لهشام و تصويب الإدغام عنه لعله سبق قلم (و سبق) مد (شيئا) للأزرق و كذا حمزة وصلا و أما وقفا فبالنقل و بالإدغام و يوقف له على (دعاء و نداء) و نحوهما مما وقعت فيه الهمزة متوسطة بالتنوين بعد ألف بالتسهيل بين بين مع المد و القصر هذا ما عليه الجمهور و اقتصر عليه في الطيبة و حكى آخران أحدهما إسقاط الهمزة انفرد به صاحب المبهج و الثاني إبدالها ألفا ثم تحذف إجراء للمنصوب مجرى المرفوع و المجرور و ليس من هذه الطرق و إن أطال في النشر الكلام عليه.

و اختلف في الْمَيْتَةَ هنا [الآية: 173] و في المائدة [الآية: 3] و النحل [الآية:

115] و يس [الآية: 33] و مَيْتَةً موضعي الأنعام [الآية: 139، 145] و مَيْتاً فيها، [الآية: 122] و الفرقان [الآية: 49] و الزخرف [الآية: 11] و الحجرات [الآية:

12] و ق [الآية: 11] و إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ بفاطر [الآية: 9] و لِبَلَدٍ مَيِّتٍ بالأعراف [الآية: 57] و الْمَيِّتِ المحلى بأل المنصوب و هو ثلاثة و المجرور، و هو خمسة فنافع بتشديد الياء مكسورة في الميتة بيس [الآية: 33] و ميتا بالأنعام [الآية: 122] و الحجرات [الآية: 12] و لبلد ميت، و إلى بلد ميت، و الميت المنصوب و المجرور و قرأ حفص ج.

ص: 197


1- وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و الحسن.
2- وافقهم الأربعة.
3- وافقه ابن محيصن من المبهج على الإسكان.
4- وافقه ابن محيصن من المبهج.

و حمزة و الكسائي و كذا خلف بالتشديد كذلك في لبلد ميت و إلى بلد ميت المنكر و الميت المعرف حيث وقع وافقهم الأعمش و قرأ كذلك يعقوب ميتا بالأنعام و الميت المعرف وافقه الحسن في الأنعام و قرأ رويس بالتشديد في الحجرات وافقه ابن محيصن (1) و قرأ أبو جعفر بالتشديد في جميع ذلك و الباقون بالسكون مخففا في ذلك كله و على القراءتين قوله:

ليس من مات فاستراح بميت إنما الميت ميت الأحياء

و اتفقوا على تشديد ما لم يمت نحو وَ ما هُوَ بِمَيِّتٍ، إِنَّكَ مَيِّتٌ وَ إِنَّهُمْ مَيِّتُونَ [الآية: 30].

و اختلف في فَمَنِ اضْطُرَّ [الآية: 173] و بابه مما التقى فيه ساكنان من كلمتين ثالث ثانيهما مضموم ضمة لازمة و يبدأ الفعل الذي يلى الساكن الأول بالضم و أول الساكنين أحد حروف (لتنود) و التنوين فاللام نحو قُلِ ادْعُوا و التاء نحو (قالت أخرج) و النون نحو فمن اضطر أن أغدوا و الواو (أو ادعوا) و الدال (و لقد استهزئ) و التنوين (فتيلا انظر) فأبو عمرو بكسر النون و التاء و الدال و التنوين على أصل التقاء للساكنين لا في واو أو أخرجوا أو ادعوا أو انقص و لام قل نحو (قل أدعوا قل انظروا) فبالضم فيهما الثقل الكسرة على الواو لضم القاف وافقه اليزيدي في الواو و اللام و قرأ عاصم و حمزة بالكسر في الستة على الأصل وافقهما المطوعي و الحسن و قرأ يعقوب بالكسر أيضا فيها كلها إلا في الواو فقط فضم و قرأ الباقون بالضم في الستة اتباعا لضم الثالث إلا أنه اختلف عن قنبل في التنوين إذا كان عن جر نحو (خبيثة اجتثت، عيون أدخلوها) فكسره ابن شنبوذ و ضمه ابن مجاهد كباقي أقسام التنوين و اختلف أيضا عن ابن ذكوان في التنوين فروى النقاش عن الأخفش كسره مطلقا و كذا نص أبو العلاء عن الرملي عن الصوري و كذا روى عن ابن الأخرم عن الأخفش و استثنى كثير عن ابن الأخرم (برحمة ادخلوا الجنة) بالأعراف (و خبيثة اجتثت) بإبراهيم و روى الصوري من طريقيه الضم مطلقا و الوجهان صحيحان عن ابن ذكوان من طريقيه كما في النشر و خرج بقيد الكلمتين ما فصل بينهما بأخرى نحو إن الحكم قل الروح غلبت الروم فإنه و إن صدق عليه أن الثالث مضموم ضما لازما لكن ال المعرفة فصلت بينهما و بقيد الضمة اللازمة نحو أن امشوا إذ أصله امشيوا و إن امرؤ لأن الضمة منقولة أي تابعة لحركة الإعراب و من أن اتقوا إذ أصله اتقيوا و غلام اسمه لأنها حركة إعراب.

و قرأ أبو جعفر اضْطُرَّ بكسر طائها حيث وقعت لأن الأصل اضطرر بكسر الراء الأولى فلما أدغمت الراء انتقلت حركتها إلى الطاء بعد سلبها حركتها و اختلف عن ابن ة.

ص: 198


1- من المفردة.

وردان في إلا ما اضطررتم إليه و الباقون بضمها على الأصل و تقدم ذكر خلاف رويس في إدغام الْعَذابَ بِالْمَغْفِرَةِ [الآية: 175] و الْكِتابَ بِالْحَقِّ و كذا أبو عمرو بل و يعقوب بكماله.

و اختلف في لَيْسَ الْبِرَّ [الآية: 177] فحمزة و حفص بنصب خبر ليس مقدما و إِنْ تَوَلَّوْا اسمها في تأويل مصدر لأن المصدر المؤول أعرف من المحلى لأنه يشبه الضمير لكونه لا يوصف به وافقهما المطوعي و الباقون بالرفع على أنه اسم ليس إذ الأصل أن يلي الفعل مرفوعه قبل منصوبه.

و اختلف في وَ لكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ، و لكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى [الآية: 177] و [الآية: 189] فنافع و ابن عامر بتخفيف نون لكن مخففة من الثقيلة جى ء بها لمجرد الاستدراك فلا عمل لها و برفع البر فيهما على الابتداء وافقهما الحسن و الباقون بتشديد النون و نصب البر فيهما و اتفقوا على رفع و ليس البر بأن لتعيين ما بعده بالخبر بدخول الباء عليه و تقدم التنبيه على تثليث مد البدل للأزرق في (النبيين) و على قصر من آمن (و اليوم الآخر) اعتدادا بالعارض و هو النقل و توسطه مع توسطهما و مده مع مدهما حيث لم يعتد به و تقدم له أيضا حكم مد و آتى مع وجهي القربى و خلاف أبي عمرو في تقليلها و إمالتها مع اليتامى لحمزة و الكسائي و خلف و كذا اعتدى مع تقليلهما و فتحهما للأزرق و مر أيضا إمالة فتحة التاء مع الألف بعدها من اليتامى لأبي عثمان الضرير و أبدل همزة البأساء الساكنة ألفا أبو عمر و بخلفه و أبو جعفر و لم يبدلها ورش من طريقيه و أمال خاف حمزة (1) و فتحه الباقون و اختلف في مُوصٍ [الآية: 182] فأبو بكر و حمزة و الكسائي و كذا يعقوب و خلف بفتح الواو و تشديد الصاد وافقهم الحسن و الأعمش و الباقون بالسكون و التخفيف و هما من وصى، و أوصى لغتان و تقدم للأزرق تفخيم لام أصلح كالصلوات.

و اختلف في فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ [الآية: 184] فنافع و ابن ذكوان و كذا أبو جعفر فِدْيَةٌ بغير تنوين طَعامٍ بالخفض على الإضافة و مساكين بالجمع و فتح النون بلا تنوين وافقهم الحسن و المطوعي و قرأ ابن كثير و أبو عمرو و عاصم و حمزة و الكسائي و كذا يعقوب و خلف فدية بالتنوين مبتدأ خبره في المجرور قبله طعام بالرفع بدل من فدية و مسكين بالتوحيد و كسر النون منونة وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و قرأ هشام فدية بالتنوين و طعام بالرفع و مساكين بالجمع و فتح النون (2) و عن الحسن شهر رمضان بالنصب بإضمار فعل أي صوموا و أدغم راء رمضان أبو عمرو بخلفه و كذا يعقوب من المصباح ا.

ص: 199


1- و وافقه الأعمش. و قس عليه نظائره.
2- هنا سقط و لعله: و عن الشنبوذي فدية بالتنوين طعام بالرفع مسكين بالتوحيد و الخفض منونا.

و تقدم آخر الإدغام أنه لا يلتفت إلى من استضعف ذلك من حيث اجتماع الساكنين على غير حدهما و نقل ابن كثير حركة الهمزة من القرآن معرفا و منكرا إلى الساكن قبلها مع حذفها وصلا و وقفا و به وقف حمزة و مر حكم إمالة (الناس) (و الهدى) و قرأ (اليسر و العسر) بضم السين فيهما أبو جعفر.

و اختلف في وَ لِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ [الآية: 185] فأبو بكر و كذا يعقوب بفتح الكاف و تشديد الميم (1) وافقهما الحسن من كمل و الباقون بإسكان الكاف و تخفيف الميم من أكمل و تقدم ترقيق الراء المضمومة من نحو (و لتكبّروا) للأزرق بخلفه و أمال (هداكم) حمزة و الكسائي و خلف و بالفتح و التقليل الأزرق و قرأ (الداع، دعان) بإثبات الياء فيهما وصلا فقط ورش و أبو عمرو و أبو جعفر (2) و اختلف عن قالون فاثبتهما له أي وصلا على قاعدته جماعة و حذفهما معا آخرون من طريق أبي نشيط و قطع بعضهم له بالإثبات في الداع و الحذف في دعان و عكس آخرون و الوجهان صحيحان عن قالون كما في النشر قال فيه إلا أن الحذف أكثر و أشهر و أثبتهما في الحالين يعقوب و الباقون بالحذف في الحالين (فتح ورش) ياء (بي لعلهم) و عن الأعمش (في المسجد) بالتوحيد (3) يريد الجنس (و نقل) همز فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ [الآية:

187] ورش من طريقيه و كذا ابن وردان بخلفه و وقف يعقوب على (باشروهنّ) بهاء السكت بخلف عن (و عن) ابن محيصن من المبهج (عن لهلّة) بإدغام النون في اللام و نقل حركة همزة الأهلة إلى لام التعريف و أدغم نون عن في لام التعريف لسقوط همزة الوصل في الدرج و كذا أدغم اللام في علنسان و كذا لمن لاثمين على نفسه فهى أربعة من و عن و على و بل و عن الحسن (الحجّ) بكسر الحاء كيف جاء و سيأتي إن شاء اللّه تعالى بآل عمران.

و اختلف في الْبُيُوتَ [الآية: 189] و (بيوت، و عيون، و العيون، و الغيوب، و جيوب، و شيوخ) فقرأ قالون و ابن كثير و ابن عامر و أبو بكر و حمزة و الكسائي و كذا خلف بكسر ياء بيوت و البيوت حيث جاء طلبا للتخفيف وافقهم الأعمش و ضمها ورش و أبو عمرو حفص و أبو جعفر و يعقوب على الأصل ككعب و كعوب وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و الحسن و قرأ أبو بكر و حمزة بكسر غين الغيوب حيث وقع وافقهما ابن محيصن بخلفه و الأعمش و ضمها الباقون (4) و قرأ ابن كثير و ابن ذكوان و أبو بكر و حمزة و الكسائي بكسر عين العيون و عيون حيث وقعا و جيوب في النور و شين شيوخ بغافر وافقهم ابن محيصن من المبهج و الأعمش و ضمها الباقون و اختلف عن أبي بكر في جيوب فضمها عنه العليمي و شعيب عن يحيى و كسرها أبو حمدون عن يحيى عنه (و ذكر قريبا) تخفيف لكن، و رفع (البرّ) لنافع و ابن عامر و أمال (اتقى) حمزة و الكسائي و خلف و بالفتح الصغرى الأزرق.ة.

ص: 200


1- أي: (و لتكمّلوا). [أ].
2- وافقهم اليزيدي.
3- الباقون: (المساجد). [أ].
4- و به قرأ ابن محيصن من المفردة.

و اختلف في «و لا تقتلوهم حتى يقتلوكم فإن قتلوكم» [الآية: 191] فحمزة و الكسائي و خلف بغير ألف (1) في الأفعال الثلاثة من القتل وافقهم الأعمش و الباقون بالألف من القتال و أمال (الكافرين) أبو عمرو و ابن ذكوان من طريق الصوري و الدوري عن الكسائي و رويس و قلله الأزرق (و عن) الحسن (الحرمات) بسكون الراء و عنه أيضا (العمرة) بالرفع على الابتداء و للّه الخبر أي متعلقة على أنها جملة مستأنفة (و أبدل) الهمزة من (رأسه) أبو عمرو بخلفه و أبو جعفر كحمزة وقفا و لم يبدله ورش من طريقيه كالباقين.

و قرأ فَلا رَفَثَ وَ لا فُسُوقَ [الآية: 197] بالرفع منونا فيهما ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و يعقوب (2) و زاد أبو جعفر وحده فرفع (و لا جدال) كذلك وافقه الحسن و تقدم توجيه ذلك عند قوله تعالى فلا خوف عليهم و الرفث بالفرج الجماع و باللسان المواعدة للجماع بالعين الغمز له و هو هنا مواعدة الجماع و التعريض للنساء به.

و أمال (التقوى) حمزة و الكسائي و خلف و بالفتح و التقليل الأزرق و أبو عمرو (و أثبت) ياء (اتقون يا أولي) أبو عمرو و أبو جعفر وصلا (3) و في الحالين يعقوب.

و أمال هَداكُمْ [الآية: 198] حمزة و الكسائي و خلف و بالفتح و الصغرى الأزرق (و تقدم) ترقيق راء (استغفروا) للأزرق بخلفه و أدغم الكاف في الكاف من مَناسِكَكُمْ [الآية: 200] أبو عمرو بخلفه و يعقوب من المصباح و كذا يقول ربنا، و تقدم حكم إمالة (الدنيا) و إخفاء النون عند الخاء في مِنْ خَلاقٍ [الآية: 200] (و كذا) إمالة النَّارَ و اتَّقى ، و تَوَلَّى سَعى [الآية: 205] (و عن) ابن محيصن و الحسن (و يشهد اللّه) بفتح الياء و الهاء و اللّه بالرفع فاعلا أي و يطلع اللّه على ما في قلبه من الكفر و عنهما أيضا وَ يُهْلِكَ [الآية: 205] بفتح الياء و كسر اللام من هلك الثلاثي (و الحرث) بالرفع فاعل (و النسل) عطف عليه و الجمهور بضم الياء من أهلك و الحرث و النسل بالنصب و تقدم الكلام على إشمام (قيل) و إمالة (الناس) و أمال (مرضات) الكسائي حيث جاء و فتحها الباقون و وقف عليه بالهاء الكسائي وحده و وقع في الأصل هنا إنه جعل معه خلفا في اختياره و لعله سبق قلم و الباقون بالتاء و ذكر قريبا الخلاف في قصر همزة (رؤف) و مده (و كذا) ضم الطاء من خطوات.

و اختلف في (السّلم) هنا و الأنفال و القتال فنافع و ابن كثير و الكسائي و أبو جعفر بفتح السين هنا وافقهم ابن محيصن و الباقون بالكسر و قرأ أبو بكر بالكسر في الأنفال وافقه ابن محيصن و الحسن و قرأ أبو بكر و حمزة و كذا خلف بالكسر أيضا في القتال وافقهم ابن محيصن و الأعمش فقيل هما بمعنى و هو الصلح و قيل بالكسر الإسلام و بالفتح الصلح و اتفقوا عن الأزرق على ترقيق لام (ظلل) لضم ما قبلها.ن.

ص: 201


1- أي: (تقتلوهم، يقتلوكم، قتلوكم). [أ].
2- وافقهم ابن محيصن.
3- وافقهم الحسن.

و اختلف في الْمَلائِكَةِ [الآية: 210] فأبو جعفر بالخفض عطفا على ظلل أو الغمام و الباقون بالرفع عطفا على اسم اللّه تعالى.

و اختلف تُرْجَعُ الْأُمُورُ [الآية: 210] بفتح حرف المضارعة على البناء للفاعل ابن عامر و حمزة و الكسائي و خلف و يعقوب (1) و الباقون ببنائه للمفعول و سبق تسهيل همز (إسرائيل) لأبي جعفر مع المد و القصر و الخلاف في مده للأزرق و يوقف لحمزة عليه بتحقيق الأولى من غير سكت على (بني) و بالسكت، و بالتقليل، و بالإدغام و تسهيلها بين بين ضعيف و أما الثانية فتسهل كالياء فقط مع المد و القصر فهى ثمانية أوجه و مر إمالة (جاءته) لحمزة و خلف و ابن ذكوان و هشام بخلف عنه.

و عن ابن محيصن زُيِّنَ [الآية: 212] مبنيا للفاعل (الحياة) بالنصب مفعول و الفاعل اللّه تعالى و عنه كذلك في (زيّن للناس حب) بآل عمران و الجمهور بالبناء للمفعول و رفع (الحياة و حب).

و اختلفوا في لِيَحْكُمَ [الآية: 213] هنا و في آل عمران و موضعي النور فأبو جعفر بضم الياء و فتح الكاف مبنيا للمفعول حذف فاعله لإدارة عموم الحكم من كل حاكم و الباقون ببنائها للفاعل أي ليحكم كل نبي [و تقدم الخلف ] في إمالة (جاءتهم).

و قرأ يَشاءُ إِلى [الآية: 213] بتحقيق الأولى و إبدال الثانية واوا خالصة مكسورة نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و رويس (2) و لهم في الثانية تسهيلها كالياء و أما تسهيلها كالواو فتقدم رده عن النشر و الباقون بتحقيقها و تقدم سين صِراطَ [الآية: 213] لقنبل بخلفه و رويس و إشمامها لخلف عن حمزة و إبدال همزة (البأساء) لأبي عمرو بخلفه و أبي جعفر و لم يبدلها ورش من طريقيه.

و اختلف في حَتَّى يَقُولَ [الآية: 214] فنافع بالرفع لأنه ماض بالنسبة إلى زمن الإخبار أو حال باعتبار حكاية الحال الماضية و الناصب يخلص للاستقبال فتنافيا و الباقون بالنصب لأن حتى من حيث هي حرف جر لا تلي الفعل إلا مؤولا بالاسم فاحتيج إلى تقدير مصدر فأضمرت أن و هي مخلصة للاستقبال فلا تعمل إلا فيه و يقول حينئذ مستقبل بالنظر إلى زمن الزلزال فنصبته مقدرة وجوبا.

و أمال (متى و عسى) حمزة و الكسائي و خلف و الأعمش و بالفتح و التقليل الأزرق و الدوري عن أبي عمرو و صريح قول الطيبة: قيل حتى بلى عسى و أسفى. عنه أي الدوري نقل يفيد قصر الخلاف على الدوري فيهما لكنه نقل في النشر تقليل متى عن أبي عمرو من روايتيه جميعا عن ابن شريح و غيره و أقره و وقف على رَحْمَتَ اللَّهِ ه.

ص: 202


1- وافقهم ابن محيصن و المطوعي و الحسن.
2- وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و كذا يقال في ما أشبهه.

[الآية: 218] بالهاء أبو عمرو و ابن كثير و الكسائي و يعقوب (1).

و اختلف في (إثم كبير) فحمزة و الكسائي بالتاء المثلثة (2) و الكثرة باعتبار الآثمين من الشاربين و المقامرين وافقهما الأعمش و الباقون بالموحدة أي إثم عظيم لأنه يقال لعظائم الفواحش كبائر.

و اختلف في قُلِ الْعَفْوَ [الآية: 218] فأبو عمرو بالرفع على أن ما استفهامية و ذا موصولة فوقع جوابها مرفوعا خبر مبتدأ محذوف أي الذي ينفقونه العفو وافقه اليزيدي و الباقون بالنصب على أن ما ذا اسم واحد فيكون مفعولا مقدما أي أي شي ء ينفقون فوقع الجواب منصوبا بفعل مقدر أي أنفقوا العفو.

و تقدّم حكم إمالة (الدنيا) و كذا (اليتامى) و (شيئا) و كذا تغليظ لام (إصلاح) و وقف حمزة على (فإخوانكم) بالتسهيل كالياء و بالتحقيق.

و قرأ لَأَعْنَتَكُمْ [الآية: 220] بتسهيل الهمزة البزي وصلا و وقفا بخلف عنه و يوقف لحمزة كذلك أي بالتسهيل و التحقيق لأنه متوسط بزائد أي و لو شاء اللّه إعناتكم لأعنتكم أي كلفكم ما يشق عليكم من العنت و هو المشقة و عن اليزيدي لعنتكم بلام و عين مهملة و نون مفتوحات و عن الحسن و المطوعي (و المغفرة) بالرفع مبتدأ أي حاصلة بإذنه و الجمهور بالجر عطفا على الجنة و بإذنه متعلق بيدعو (و إذا) وقف على (أذى) أميل الحمزة و من معه و قلل للأزرق بخلفه.

و اختلف في يَطْهُرْنَ فأبو بكر و حمزة و الكسائي و كذا خلف تفتح الطاء و الهاء مشددتين (3) مضارع تطهر اغتسل و الأصل يتطهرن كقراءة أبي و ابن مسعود رضي اللّه عنهما (4) و الباقون بسكون الطاء و ضم الهاء مخففة مضارع طهرت المرأة شفيت من الحيض و اغتسلت قال البيضاوي و يدل عليه صريحا قراءة حمزة و التزاما قوله فإذا تطهرن (و أمال) أَنَّى شِئْتُمْ [الآية: 223] حمزة و الكسائي و خلف و الأعمش و بالفتح و الصغرى الأزرق و الدوري و هي في ثمانية و عشرين موضعا للاستفهام و ضابطها أن يقع بعدها حرف من خمسة أحرف تجمعها (شليته) و تقدم إبدال شيتم (و أبدل) الهمزة من (لا يواخذكم، و يواخذكم) واوا مفتوحة، ورش من طريقيه و أبو جعفر و وقف حمزة كذلك و يوقف له مع هشام بخلقه على (قروء) بالإدغام لزيادة الواو بعد البدل واوا مع السكون و مع الروم فهما وجهان و اتباع الرسم متحد و تقدم سقوط الغنة على النون عند الياء في نحو أَنْ يَكْتُمْنَ ش.

ص: 203


1- وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و الحسن و قس عليه نظائره.
2- أي: (كثير ...). [أ].
3- أي: (يطّهّرن). [أ].
4- أي فأدغمت التاء في الطاء لاتحاد المخرج، وافقهم ابن محيصن و الأعمش.

[الآية: 228] لخلف عن حمزة و الدوري عن الكسائي بخلفه و كذا تغليظ لام (اصلاحا) للأزرق.

و اختلف في يَخافا [الآية: 229] فحمزة و كذا أبو جعفر و يعقوب بضم الياء على البناء للمفعول فحذف الفاعل و ناب عنه ضمير الزوجين ثم حذف الجار فموضع (أن لا يقيما) نصب عند سيبويه و جر بعلى المقدرة عند غيره و يجوز أن لا يقيما بدل اشتمال من ضمير الزوجين لأنه يحله محله و التقدير إلا أن يخاف عدم اقامتها حدود اللّه من المعدى لواحد وافقهم الأعمش و الباقون بفتحها على البناء للفاعل و إسناده إلى ضمير الزوجين المفهومين من السياق (غلظ) الأزرق لام (طلقها و طلقتم) في الأصحّ و عن المطوعي نبينها بالنون على الالتفات و قرأ الأزرق بتفخيم راء (ضرارا) كباقي القراء لتكرارها (و أدغم) لام (يفعل) في ذال (ذلك) الليث و أظهرها الباقون.

و أمال أَزْكى [الآية: 232] حمزة و الكسائي و خلف لظهور الياء في ماضيه ازكيت و بالتقليل الأزرق بخلفه (عن) ابن محيصن (تتم) بفتح الياء من تم (الرضاعة) بالرفع أسند الفعل إلى الرضاعة.

و اختلف في لا تُضَارَّ [الآية: 233] فابن كثير و أبو عمرو و كذا يعقوب برفع الراء مشددة لأنه مضارع لم يدخل عليه ناصب و لا جازم فرفع فلا نافية و معناه النهي للمشاكلة من حيث أنه عطف جملة خبرية على مثلها من حيث اللفظ وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و قرأ أبو جعفر بسكونها مخففة من رواية عيسى غير طريق ابن مهران عن ابن شبيب و ابن جماز من طريق الهاشمي و كذلك و لا يضار كاتب آخر السورة قيل من ضار يضير و يكون السكون لإجراء الوصل مجرى الوقف و روى ابن جماز من طريق الهاشمي و عيسى من طريق ابن مهران تشديد الراء و فتحها فيهما و لا خلاف عنهم في مد الألف للساكنين و عن الحسن براءين مفتوحة فساكنة و الباقون بفتحها مشددة على أن لا ناهية فهي جازمة فسكنت الراء الأخيرة للجزم و قبلها راء ساكنة مدغمة فالتقى ساكنان فحركنا الثاني لا الأول و إن كان الأصل للأول و كانت فتحة لأجل الألف إذ هي أختها (و غلظ) الأزرق لام (فصالا) بخلف عنه للفصل بالألف (و ضم) يعقوب الهاء من (عليهما).

و اختلف في ما آتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ [الآية: 233] هنا (و ما أتيتم من ربا) أول الروم فابن كثير بقصر الهمزة فيهما من باب المجي ء أي جئتم و فعلتم و الباقون بالمد من باب الإعطاء فهو متعد لاثنين و اتفقوا على مد ثاني الروم (و بوقف) لحمزة على (في أنفسهن، و في أنفسكم) بالتحقيق مع عدم السكت و مع السكت على الياء قبل الهمزة و بالنقل و بالإدغام فهى أربعة و أما التسهيل بين بين فضعيف (و مر) وقف يعقوب بالهاء على (أنفسهن) بخلفه و أبدل الهمزة الثانية ياء خالصة مفتوحة من (خطبة النساء أو) نافع و ابن

ص: 204

كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و رويس (1) و الباقون بالتخفيف و بهما وقف حمزة على أو (و سبق) الخلاف للأزرق في ترقيق راء (سرا) و كذا وقف حمزة على نحو: الْكِتابُ أَجَلَهُ [الآية: 235] بالتخفيف و بإبدال الهمزة واوا خالصة مفتوحة.

و اختلف في ما لَمْ تَمَسُّوهُنَّ [الآية: 236] معا هنا، و الأحزاب فحمزة و الكسائي و خلف بضم التاء و ألف بعد الميم (2) من باب المفاعلة وافقهم الأعمش و الباقون، بفتح التاء بلا ألف في الثلاثة، و وقف عليها يعقوب بهاء السكت بخلف عنه.

و اختلف في (قدره) في الموضعين فابن ذكوان و حفص و حمزة و الكسائي و كذا خلف و أبو جعفر بفتح الدال فيهما وافقهم الأعمش و الباقون بسكونها فيهما و هما بمعنى واحد و عليه الأكثر و قيل بالتسكين الطاقة و بالتحريك المقدار.

و قرأ في بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ [الآية: 236] باختلاس كسرة الهاء رويس و الباقون بالإشباع و كذا بيده فشربوا منه و بيده ملكوت بالمؤمنين و يس.

و أمال (التقوى، و الوسطى) حمزة و الكسائي و خلف و بالفتح و الصغرى الأزرق و أبو عمرو و أخفى النون عند الخاء من (فإن خفتم) أبو جعفر و عن ابن محيصن من المبهج (فرجالا) بضم الراء و تشديد الجيم.

و اختلف في وَصِيَّةً لِأَزْواجِهِمْ [الآية: 240] فنافع و ابن كثير و أبو بكر و الكسائي و كذا أبو جعفر و يعقوب و خلف بالرفع على أنه مبتدأ خبره لأزواجهم و المسوغ كونه موضع تخصيص كسلام عليكم وافقهم ابن محيصن (3) و المطوعي و الباقون بالنصب على أنه مفعول مطلق أي و ليوص الذين أو مفعول به أي كتب اللّه عليكم و الذين فاعل على الأول مبتدأ على الثاني (و رقق) راء غير إخراج الأزرق و لم يجعل الساكن و هو الخاء في إخراج حاجزا بل أجراه مجرى الحروف المستفلة لما فيه من الهمس.

و أمال (أحياهم) الكسائي وحده و بالفتح و التقليل الأزرق.

و أمال (الناس) الدوري عن أبي عمرو بخلفه.

و اختلف في فَيُضاعِفَهُ [الآية: 240] هنا و الحديد فابن عامر و عاصم و يعقوب بنصب الفاء فيهما على إضمار أن عطفا على المصدر المفهوم من يقرض معنى فيكون مصدرا معطوفا على تقديره من ذا الذي يكون منه إقراض فمضاعفه من اللّه أو على جواب الاستفهام و إن وقع عن المقرض لفظا فهو عن القرض معنى كانه قال أ يقرض اللّه أحد فيضاعفه له وافقهم الشنبوذي فيهما و الحسن في الحديد و الباقون بالرفع على الاستئناف أي فهو يضاعفه.ج.

ص: 205


1- وافقه ابن محيصن و اليزيدي و قس عليه ما ماثله.
2- أي: (تماشوهنّ). [أ].
3- من المبهج.

و اختلف في حذف الألف، و تشديد العين منهما، و من سائر الباب و جملته عشرة مواضع موضعي البقرة و مُضاعَفَةً [الآية: 130] بآل عمران و يُضاعِفْها [الآية:

40] بالنساء و يُضاعَفُ لَهُمُ [الآية: 20] بهود و يُضاعِفُ [الآية: 20] الفرقان و يُضاعَفْ لَهَا [الآية: 30] بالأحزاب فَيُضاعِفَهُ لَهُ، يُضاعَفُ لَهُمُ [الآية: 11، 18] بالحديد يُضاعِفْهُ [الآية: 17] بالتغابن فابن كثير و ابن عامر و كذا أبو جعفر و يعقوب بالتشديد مع حذف الألف في جميعها وافقهم ابن محيصن من المبهج في غير الحديد و النساء و الباقون بالتخفيف و المد و هما لغتان.

و اختلف في و يَبْسُطُ [الآية: 245] هنا و في الْخَلْقِ بَصْطَةً بالأعراف [69] فالدوري عن أبي عمرو و هشام و خلف عن حمزة، و كذا رويس، و خلف بالسين فيهما على الأصل وافقهم اليزيدي و الحسن و اختلف عن قنبل و السوسي و ابن ذكوان و حفص و خلاد فاما قنبل فابن مجاهد عنه بالسين و ابن شنبوذ عنه بالصاد و أما السوسي فابن حبش عن أبي جرير عنه بالصاد فيهما و كذا روى ابن جمهور عن السوسي و روى سائر الناس عنه السين فيهما و هو في الشاطبية و غيرها و أما ابن ذكوان فالمطوعي عن الصوري و الشذائي عن الرملي عن ابن ذكوان بالسين فيهما و روى زيد و القباب عن الرملي و سائر أصحاب الأخفش عنه الصاد فيهما إلا النقاش فإنه روى عنه السين هنا و الصاد في الأعراف و به قرأ الداني على عبد العزيز بن محمد و بالصاد فيهما قرأ على سائر شيوخه في رواية ابن ذكوان و لم يذكر وجه السين فيهما عن الأخفش إلا فيما ذكر و لم يقع ذلك للداني تلاوة كذا في النشر قال فيه و العجب كيف عول عليه أي على السين الشاطبي و لم يكن من طرقه و لا من طرق التيسير و عدل عن طريق النقاش الذي لم يذكر في التيسير غيرها و هذا الموضع مما خرج فيه عن التيسير و طرقه فليعلم و أما حفص فالولي عن الفيل و ذرعان كلاهما عن عمرو عن حفص بالصاد فيهما و روى عبيد عنه بالسين فيهما و نص له على الوجهين المهدوي و ابن شريح و غيرهما و أما خلاد فابن الهيثم من طريق ابن ثابت عنه بالصاد فيهما و روى ابن نصر عن ابن الهيثم و النقاش عن ابن شاذان كلاهما عن خلاد بالسين فيهما و عن ابن محيصن الخلف فيهما أيضا و الباقون بالصاد فيهما قال أبو حاتم و هما لغتان و رسمهما بالصاد تنبيها على البدل و اتفق على سين و زاده بسطة في العلم بالبقرة للرسم إلا ما رواه ابن شنبوذ عن قنبل من جميع الطرق عنه بالصاد و هو المراد من قول الطيبة و خلف العلم زر و لا إشمام لأحد في ذلك و لذا قال الشاطبي و بالسين باقيهم.

و قرأ وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [الآية: 245] بفتح التاء و كسر الجيم مبنيا للفاعل يعقوب و الباقون و بالبناء للمفعول و تقدم تسهيل همز (إسرائيل) و مده و إمالة (موسى) و همز (نبي ء).

ص: 206

و اختلف في عَسَيْتُمْ [الآية: 246] هنا، و القتال فنافع بكسر السين و هي لغة و الباقون بالفتح و هو الأصل للإجماع عليه في عسى و سبق إمالة (ديارنا) و ضم الهاء و كذا الميم من (عليهم القتال) و همز (نبئهم) و إمالة (فأنى، و اصطفيه) و كذا إمالة (و زاده بسطة) لابن ذكوان و هشام بخلف عنهما و حمزة و فتحها للباقين و غلظ الأزرق لام (فصل) وصلا و اختلف عنه وقفا و الأرجح التغليظ فيه أيضا و فتح ياء (مني) إلا نافع و أبو عمرو و أبو جعفر.

و اختلف في غُرْفَةً [الآية: 249] فنافع و ابن كثير و أبو عمرو و كذا أبو جعفر بفتح الغين على أنها مصدر للمرة وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و الشنبوذي و الباقون بالضم اسم للماء المغترف و أدغم أبو عمرو بخلفه و يعقوب من المصباح هاء (جاوزه) في هاء (هو) و كذا واو و هو في واو العطف بعدها (و أبدل) أبو جعفر همز (فئة) ياء مفتوحة في الحالين كحمزة وقفا (و مر) إمالة (الكافرين لأبي عمرو ابن ذكوان من طريق الصورى و رويس و تقليلها للأزرق و كذا ادغام الدال في الجيم من (داود جالوت) لأبي عمرو و يعقوب بخلفهما (و كذا) إمالة (و آتاه) لحمزة و الكسائي و خلف و تقليله للأزرق مع مد البدل و توسيطه و فتحه له مع تثليث مد البدل فهي خمسة كما تقدم و مر لبعض مشايخنا منع الفتح مع التوسط من طرق الحرز.

و اختلف في دَفْعُ اللَّهِ [الآية: 251] هنا و في الحج [الآية: 40] فنافع و أبو جعفر و يعقوب بكسر الدال و ألف بعد الفاء مصدر دفع ثلاثيا نحو: كتب كتابا، و يجوز أن يكون مصدر دافع كقاتل قتالا وافقهم الحسن و الباقون: بفتح الدال، و سكون الفاء (1) مصدر دفع ثلاثيا و عن المطوعي إسكان سين (الرسل) (و اتفق) القراء الأربعة عشر على رفع الجلالة من قوله تعالى (منهم من كلم اللّه) على الفاعلية و الضمير المحذوف العائد على الموصول هو المفعول و قرئ بالنصب على أن الفاعل ضمير مستكن عائد على الموصول أيضا و الجلالة نصب على التعظيم و تقدم تسكين دال (القدس) لابن كثير (2) و مد (أيدناه) لابن محيصن.

و قرأ ابن كثير و أبو عمرو و يعقوب لا بَيْعٌ فِيهِ وَ لا خُلَّةٌ وَ لا شَفاعَةٌ [الآية: 254] هنا بالفتح من غير تنوين على جعل لا جنسية و الباقون بالرفع و التنوين على جعلها ليسية و تقدم للأزرق ترقيق راء (الكافرون) بخلفه (و عن) الحسن هنا و في آل عمران (الحي القيوم) بنصبهما و عن المطوعي القيام كديور و ديار (و إذا) قرئ لحمزة نحو (لا إله، و لا إكراه) عند من وسط له لا ريب للمبالغة تعين المد المشبع هنا عملا بأقوى السببين كما تقدم و إذا قرئ لنحو قالون ممن له خلاف في المنفصل مع قوله عنده إلا فإن قصر الأول قصر الثاني و إن مد الأول مد الثاني و له قصره على مد الأول للسبب المعنوي و هون.

ص: 207


1- أي: (دفع). [أ].
2- و كذا ابن محيصن.

التعظيم (و مر) مد (شي ء) و توسطه للأزرق و كذا ورد توسطه لحمزة (و كذا) إمالة (شاء) لحمزة و هشام بخلف عنه و ابن ذكوان و خلف (و كذا) ترقيق راء (اكراه) للأزرق (و أجمعوا) على إدغام نحو (قد تبين) (و عن) الحسن (الرشد) بضم الشين كالعنق و عنه إسكان لام (الظلمات) (و تقدم) (إبراهام) بألف لابن عامر من غير طريق النقاش عن ابن ذكوان (و أسكن) ياء (ربي الذي يحيى) حمزة (1) (و تقدم) قريبا إمالة (آتاه) و كذا تقليلها مع الفتح للأزرق و تثليث مد البدل له.

و اختلف في إثبات الألف و حذفها من إِنَّا [الآية: 258] في الوصل إذا أتى بعدها همزة قطع مضمومة و هو موضعان (أنا أحي) بالبقرة (أنا أنبئكم) بيوسف أو مفتوحة و هو عشرة تأتي إن شاء اللّه تعالى أو مكسورة و هي ثلاثة (أنا إلا نذير) بالأعراف و الشعراء و الأحقاف (فنافع): و أبو جعفر بإثباتها عند المضمومة و المفتوحة و اختلف عن قالون عند المكسورة و الوجهان صحيحان عن قالون من طريق أبي نشيط كما في النشر و أما من طريق الحلواني فبالحذف فقط إلا من طريق أبي عون عنه فالإثبات كما يفهم من النشر و الباقون بحذف الألف في ذلك كله وصلا و لا خلاف في إثباتها وقفا للرسم و هو ضمير منفصل و الاسم منه أن عند البصريين و الألف زائدة لبيان الحركة في الوقف و فيه لغتان لغة تميم إثباتها وصلا و وقفا و عليها تحمل قراءة المدنيين و الثانية إثباتها وقفا فقط (و سبق) إمالة (أنى) (و أبدل) أبو جعفر همز (مائة) ياء مفتوحة وصلا و وقفا كحمزة وقفا (و أدغم) ثاء (لبثت) في تائها أبو عمرو و ابن عامر و حمزة و الكسائي و أبو جعفر (2).

و قرأ يَتَسَنَّهْ (3) [الآية: 259] بحذف الهاء وصلا و إثباتها وقفا على أنها للسكت حمزة و الكسائي و يعقوب و خلف (4) و الباقون بإثباتها وقفا و وصلا و هي للسكت أيضا و أجرى الوصل مجرى الوقف و يحتمل أن تكون أصلا بنفسها و أمال (حمارك) أبو عمرو و ابن ذكوان من أكثر طرقه و الدوري عن الكسائي و قلله الأزرق.

و اختلف في نُنْشِزُها [الآية: 259] فابن عامر و عاصم و حمزة و الكسائي و خلف بالزاي من النشز و هو الارتفاع أي يرتفع بعضها على بعض للتركيب وافقهم الأعمش و الباقون بالراء المهملة من أنشر اللّه الموتى أحياهم و منه (إذا شاء أنشره) و عن الحسن فتح النون و ضم الشين من نشر (5).].

ص: 208


1- و وافقه ابن محيصن و الحسن و المطوعي.
2- وافقهم الأربعة.
3- و في وجه الحذف: (يتسنّ و انظر ...). [أ].
4- وافقهم ابن محيصن و الأعمش و اليزيدي فخالف أبا عمرو.
5- أي: (ننشرها). [أ].

و اختلف في قالَ أَعْلَمُ [الآية: 259] فحمزة و الكسائي بالوصل و إسكان الميم على الأصل (1) و فاعل قال ضمير يعود على اللّه أو الملك أي قال اللّه أو الملك لذلك المار أعلم و يحتمل: عود الضمير على المار نفسه على سبيل التبكيت وافقهما الأعمش و إذا ابتدءوا كسروا همزة الوصل و الباقون بقطع الهمزة المفتوحة و رفع الميم خبرا عن المتكلم و عن ابن محيصن ضم باء (رب) المنادى.

و قرأ أَرِنِي [الآية: 260] بإسكان رائه أبو عمرو بخلفه و ابن كثير و يعقوب (2) و الوجه الثاني لأبي عمرو (3) الاختلاس و كلاهما ثابت عنه من روايتيه كما في النشر قال و بعضهم روى الاختلاس عن الدوري و الإسكان عن السوسي و عن المطوعي (قيل أو لم) مبنيا للمفعول و نائب الفاعل إما ضمير المصدر من الفعل و إما الجملة التي بعده.

و أما تسهيل همز لِيَطْمَئِنَّ [الآية: 260] لابن وردان فهي انفرادة للحنبلي عن هبة اللّه عنه و لذا لم يذكرها في الطيبة فلا يعنيا به و نظيره بئيس.

و أمال بَلى [الآية: 260] حمزة و الكسائي و خلف و أبو بكر من طريق أبي حمدون عن يحيى بن آدم عنه و بالفتح و الصغرى أبو عمرو و من روايتيه كما في النشر و إن اقتصر في طيبته على تخصيص الخلاف بالدوري و بهما قرأ الأزرق.

و اختلف في فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ [الآية: 260] فحمزة و أبو جعفر و رويس بكسر الصاد وافقهم الأعمش و الباقون بالضم قيل هما بمعنى واحد يقال صاره يصيره و يصوره بمعنى قطعه أو أماله و قيل الكسر بمعنى القطع و الضم بمعنى الإمالة.

و قرأ جزا [الآية: 260] بضم الزاي أبو بكر و بحذف همزته و تشديد زائه أبو جعفر و هي لغة قرأ بها الزهري و غيره و وجهت بأنه لما حذف الهمزة بعد نقل حركتها إلى الزاي تخفيفا وقف على الزاي ثم ضعفها ثم أجرى الوصل مجرى الوقف و وقف عليها حمزة بالنقل و أما الإبدال واوا قياسا على هزوا فشاذ لا يصح و بين بين ضعيف (و أدغم) التاء من (أنبتت) في سين (سبع) أبو عمرو و حمزة و الكسائي و خلف و اختلف عن هشام و ابن ذكوان و الإدغام لهشام من طريق الداجوني و ابن عبدان عن الحلواني و الإظهار من باقي طرق الحلواني و أما ابن ذكوان فأدغمها عنه الصورى و أظهرها عنه الأخفش و الباقون بالإظهار (و مر) لأبي جعفر إبدال (مائة) و كذا إمالة هاء التأنيث وقفا في (حبة) للكسائي و حمزة بخلفه و قرأ (يضاعف) بتشديد العين من غير ألف ابن كثير و ابن عامر و أبو جعفر و يعقوب (4) (و أمال) (اذى) وقفا حمزة و الكسائي و خلف و قللها الأزرق بخلفه.

و قرأ وَ لا خَوْفٌ [الآية: 262] بفتح الفاء و حذف التنوين يعقوب و ضم الهاء من ن.

ص: 209


1- أي: (قال أعلم). [أ].
2- وافقهم ابن محيصن و اليزيدي.
3- و كذا اليزيدي في ثانيه.
4- وافقهم ابن محيصن من المبهج و كذا الحسن.

(عليهم) كحمزة (و أبدل) همزة (رئاء الناس) ياء أبو جعفر (و أمال) (مرضات) الكسائي و فتحها غيره (و) وقف عليها بالهاء وحده (و مر) ترقيق الراء المضمومة في (لا يقدرون) للأزرق بخلفه و كذا مد (شي ء) و توسيطه له و توسيطه لحمزة بخلفه.

و اختلف في بِرَبْوَةٍ [الآية: 265] هنا و المؤمنين فابن عامر و عاصم (1) بفتح الراء على أحد لغاتها الثلاث وافقهما الحسن و عن المطوعى كسرها و الباقون بالضم لغة قريش.

و قرأ أُكُلَها [الآية: 265] بسكون الكاف نافع و ابن كثير و أبو عمرو و عن الحسن (و له جنات) بالجمع.

و اختلف في تشديد تاء التفعل و التفاعل في الفعل المضارع المرسوم بتاء واحدة في إحدى و ثلاثين موضعا و هي وَ لا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ [الآية: 267] هنا و لا تَفَرَّقُوا بآل عمران [الآية: 103] و تَوَفَّاهُمُ بالنساء [الآية: 97] و لا تَعاوَنُوا ثاني العقود [الآية: 2] و فَتَفَرَّقَ بالأنعام [الآية: 153] و تَلْقَفُ بالأعراف [الآية: 117] و لا تَوَلَّوْا، و لا تَنازَعُوا بالأنفال [الآية: 20، 46] و هَلْ تَرَبَّصُونَ في براءة [الآية: 52] و فَإِنْ تَوَلَّوْا، معا، و لا تَكَلَّمُ بهود [الآية: 57، 105] ما نُنَزِّلُ بالحجر [الآية:

8] يَمِينِكَ تَلْقَفْ بطه [الآية: 69] إِذْ تَلَقَّوْنَهُ، فَإِنْ تَوَلَّوْا بالنور [الآية: 15، 54] و هِيَ تَلْقَفُ، مَنْ تَنَزَّلُ بالشعراء [الآية: 45، 221، 222] لا تَبَرَّجْنَ، و لا أَنْ تَبَدَّلَ بالأحزاب [الآية: 33، 52] و لا تَناصَرُونَ بالصافات [الآية: 25] و لا تَنابَزُوا، و لا تَجَسَّسُوا، و لِتَعارَفُوا بالحجرات [الآية: 11، 12، 13] و أَنْ تَوَلَّوْهُمْ بالممتحنة [الآية: 9] و تَكادُ تَمَيَّزُ بالملك [الآية: 8] و لَما تَخَيَّرُونَ بنون [الآية:

38] و عَنْهُ تَلَهَّى بعبس [الآية: 10] و ناراً تَلَظَّى بالليل [الآية: 14] و شَهْرٍ تَنَزَّلُ بالقدر [الآية: 3، 4] فالبزي من طريقيه سوى الفحام و الطبري و الحمامي عن النقاش عن أبي ربيعة بتشديد التاء في هذه المواضع كلها وصلا قال الجعبري لأن الأصل تاءان تاء المضارعة و تاء التفاعل أو التفعل و ليست كما قيل من نفس الكلمة و استثقل اجتماع المثلين و تعذر إدغام الثانية في تاليها نزل اتصال الأولى بسابقها منزلة اتصالها بكلمتها فادغمت في الثانية تخفيفا مراعاة للأصل و الرسم انتهى، فإن كان قبل التاء حرف مد نحو و لا تيمموا و عنه تلهى وجب إثباته و إشباعه كما تقدم في باب المد و امتنع حذفه و إن كان قبلها حرف ساكن غير الألف جمع بينهما لصحة الرواية و استعماله عن القراء و العرب فلا يلتفت لطعن الطاعن فيه سواء كان الساكن تنوينا نحو من ألف شهر تنزل و نارا تلظى أو غير تنوين نحو هل تربصون فإن تولوا من تنزل و أما ما ذكره الديواني من تحريك التنوين بالكسر في نحو ناراً تَلَظَّى و عزاه لقراءته على الجعبري فرده في النشرن.

ص: 210


1- وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و الحسن.

فإن ابتدأ بهن خفف لامتناع الابتداء بالساكن و للرواية وافقه ابن محيصن (1) و روى الفحام و البزي و الحمامى عن النقاش عن أبي ربيعة عن البزي تخفيف التاء في ذلك كله و به قرأ الباقون إلا أن أبا جعفر وافق على تشديد التاء من لا تناصرون بالصافات و رويس كذلك في نارا تلظى بالليل و أما تشديد التاء من كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ بآل عمران [الآية: 143] و فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ بالواقعة [الآية: 65] عن البزي بخلفه على ما في الشاطبية كالتيسير فهو و إن كان ثابتا لكنه من رواية الزيني عن أبي ربيعة عن البزي و ليس من طرق الكتاب كالنشر و انفرد و بذلك الداني من الطريق المذكور فقط كما يفهم من النشر و أشار إلى ذلك بقوله في الطيبة: و بعد كنتم ظلمتم وصف ثمن اعتذر في النشر: عن ذكرهما بقوله و لو لا إثباتهما في التيسير و الشاطبية و التزامنا بذكر ما فيهما من الصحيح لما ذكرناهما لأن طريق الزينبي لم تكن في كتابنا و ذكر الدانيّ لهما اختيار و الشاطبي تبعه إذ لم يكونا من طريق كتابيهما و تقدم ذكر تسكين راء (يأمركم) مع الاختلاس عن أبي عمرو و زيادة الإتمام عن الدوري عنه.

و اختلف في وَ مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ [الآية: 269] فيعقوب بكسر التاء مبنيا للفاعل و الفاعل ضمير اللّه تعالى و من مفعول مقدم و الحكمة مفعول ثان و إذا وقف وقف بالياء (2) و الباقون بفتح التاء مبنيا للمفعول و نائب الفاعل ضمير من الشرطية و هو المفعول الأول و الحكمة مفعول ثان و يقفون عليها بالتاء الساكنة (و رقق) الأزرق الراء من (خيرا) و (كثيرا) بخلف عنه و له التقليل في (أنصار) و أمالها أبو عمرو و ابن ذكوان من طريق الصورى و الدوري عن الكسائي و اختلف في نِعِمَّا [الآية: 271] هنا و النساء [الآية: 58] فابن عامر و حمزة و الكسائي و خلف بفتح النون و كسر العين مشبعة على الأصل كعلم وافقهم الأعمش و الباقون بكسر النون اتباعا لكسر العين و هي لغة هذيل و قرأ أبو جعفر بإسكان العين وافقه اليزيدي و الحسن (و) اختلف عن أبي عمرو و قالون و أبي بكر فروى عنهم المغاربة إخفاء كسرة العين يريدون الاختلاس فرارا من الجمع بين الساكنين (3) و روى عنهم الإسكان أكثر أهل الأداء و هو صحيح رواية و لغة و قد اختاره أبو عبيدة أحد أئمة اللغة و ناهيك به و قال هو لغة النبي صلّى اللّه عليه و سلّم كما تقدم موضحا آخر باب الإدغام قال في النشر و الوجهان صحيحان غير أن النص عنهم بالإسكان و لا نعرف الاختلاس إلا من طرق المغاربة و من تبعهم كالمهدوي و الشاطبي مع أن الإسكان في التيسير و لم يذكره الشاطبي و الباقون بكسر العين ].

ص: 211


1- أي على التشديد فيهن من المبهج لكن بخلف و استثنى (كنتم تمنون) و (فظلتم تفكهون) و (إن تولوا) فخففها و (لتعارفوا) فشدده.
2- أي: (يؤتي) عند الوقف عليها. [أ].
3- أي: يخطف كسرة العين خطفا دونما إشباع. [أ].

و اتفق الكل على تشديد الميم فليعلم و نعم فعل ماض جامد جرد من الزمان لإنشاء المدح و لما لحقتها ما اجتمع مثلان فخفف بالإدغام و رسم متصلا لأجله و هي نكرة غير موصوفة و لا موصولة أي فنعم شيئا ابداؤها.

و اختلف في وَ نَكْفُرُ [الآية: 271] فنافع و حمزة و الكسائي و أبو جعفر و خلف بالنون و جزم الراء على أنه بدل من موضع فهو خير لكم وافقهم الشنبوذي عن الأعمش و قرأ ابن كثير و أبو عمرو و أبو بكر و يعقوب بالنون و رفع الراء على أنه مستأنف لا موضع له من الإعراب و الواو عاطفة جملة على جملة وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و قرأ ابن عامر و حفص بالياء و رفع الراء و الفاعل ضمير يعود على اللّه تعالى و عن المطوعي بالياء و عنه في فتح الفاء خلف فحيث فتحها جزم الراء و حيث كسرها رفع الراء.

و أمال هُداهُمْ [الآية: 272] حمزة و الكسائي و خلف و بالفتح و الصغرى الأزرق.

و اختلف في يَحْسَبُ [الآية: 273] المضارع حيث أتى نحو: (يحسبهم و لا تحسبن و هم يحسبون يحسبه أ يحسب) فابن عامر و عاصم و حمزة و أبو جعفر بفتح السين على الأصل كعلم يعلم و هو لغة تميم وافقهم الحسن و المطوعي و الباقون بالكسر لغة أهل الحجاز و أمال بِسِيماهُمْ [الآية: 273] حمزة و الكسائي و خلف و بالفتح و الصغرى الأزرق و أبو عمرو (و سبق) ترقيق راء (سرا) للأزرق بخلفه و كذا فتح فاء لا خَوْفٌ [الآية: 274] مع حذف تنوينه ليعقوب و ضم هاء (عليهم) له كحمزة و أمال (الربوا) حمزة و الكسائي و خلف و الباقون بالفتح و منهم الأزرق وجها واحدا و مثله كلاهما فالفتح فيهما له هو المختار في النشر و عن الحسن (الرباء) بالمد و الهمز كيف جاء و الجمهور بلا مد و لا همز و أمال (فانتهى) حمزة و الكسائي و خلف و بالفتح و الصغرى الأزرق و تقدم إمالة (جاءه) لحمزة و خلف و ابن ذكوان و هشام بخلفه و كذا (كفار) لأبي عمرو و ابن ذكوان بخلفه و الدوري عن الكسائي و تقليله للأزرق و مثله (النار) و عن الحسن (جاءته) بالتاء قبل الهاء (و بقي من الربوا) بسكون الياء و (نظرة) بسكون الظاء و كلها لغات و اختلف في فَأْذَنُوا [الآية: 279] فأبو بكر و حمزة بألف بعد الهمزة المقطوعة و كسر الذال (1) من آذنه بكذا أعلمه كقوله تعالى آذَنْتُكُمْ عَلى سَواءٍ وافقهم الأعمش و الباقون بوصل الهمزة و فتح الذال أمر من أذن بالشي ء إذا علم به و قرأ عُسْرَةٍ [الآية:

280] بضم السين أبو جعفر.

و اختلف في مَيْسَرَةٍ [الآية: 280] فنافع بضم السين وافقه ابن محيصن و الباقون ].

ص: 212


1- أي: (فآذنوا ...). [أ].

بالفتح و هو الأشهر لأن مفعلة بالفتح كثير و بالضم قليل جدا لأنها لغة أهل الحجاز و قد جاء منه نحو المقبرة و المسربة و المأدبة.

و اختلف في وَ أَنْ تَصَدَّقُوا [الآية: 280] فعاصم بتخفيف الصاد (1) على حذف إحدى التاءين و الباقون بتشديدها و مر للأزرق ترقيق راء (خير) بخلفه و أمال (توفى) حمزة و الكسائي و خلف و بالفتح و الصغرى الأزرق و مثلها مسمى وقفا.

و قرأ تُرْجَعُونَ [الآية: 281] مبنيا للفاعل أبو عمرو و يعقوب و الباقون بالبناء للمفعول.

و قرأ يُمِلَّ هُوَ [الآية: 282] بإسكان الهاء قالون و أبو جعفر بخلاف عنهما و تقدم عن النشر تصحيح الوجهين عنهما غير أن الخلف عزيز من طريق أبي نشيط عن قالون و عن الحسن (فليمل و ليتق اللّه) بكسر اللام فيهما و تقدم للأزرق مد (شيئا) و توسيطه و كذا جاء توسيطه لحمزة وصلا أما إذا وقف فبالنقل و بالإدغام وجهان.

و اختلف في أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما فَتُذَكِّرَ [الآية: 282] فقرأ حمزة بكسر إن على أنها شرطية و تضل جزم به و فتحت اللام للإدغام و جواب الشرط فتذكر فإنه يقرؤه بتشديد الكاف و رفع الراء فالفاء في جواب الشرط و رفع الفعل للتجرد عن الناصب و الجازم وافقه الأعمش و قرأ نافع و ابن عامر و عاصم و الكسائي و أبو جعفر و خلف أن بالفتح على أنها:

مصدرية لتضل و فتحته إعراب و تذكر بتشديد الكاف و نصب الراء عطفا على تضل و قرأ ابن كثير و أبو عمرو و يعقوب بفتح أن كذلك و نصب تذكر لكن بتخفيف الكاف من ذكر كنصر وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و الحسن.

و قرأ مِنَ الشُّهَداءِ أَنْ [الآية: 282] بابدال الهمزة الثانية ياء مفتوحة نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و رويس و أبدل هؤلاء الهمزة الثانية من الشُّهَداءُ إِذا [الآية:

282] واوا مكسورة و لهم فيها التسهيل كالياء فقط و أما كالواو فتقدم رده عن النشر و أمال إحداهما معا حمزة و الكسائي و خلف و بالفتح و التقليل الأزرق و أبو عمرو و كذا حكم (أدنى) غير أبي عمرو فبالفتح فيها و أمال الأخرى أبو عمرو و ابن ذكوان من طريق الصورى و حمزة و الكسائي و خلف و قللها الأزرق و كذا رقق للراء من (صغيرا أو كبيرا) لكن بخلفه.

و اختلف في تِجارَةً حاضِرَةً [الآية: 282] فعاصم بنصبهما فكان ناقصة و اسمها مضمر أي إلا أن تكون المعاملة أو التجارة و المبايعة و الباقون برفعهما على أنها تامة أي إلا تحدث أو تقع و قرأ لا يُضَارَّ بتخفيف الراء و إسكانها أبو جعفر بخلف عنه تقدم تفصيله مع توجيهه و الباقون بالتشديد مع الفتحة كالوجه الثاني له و عن ابن محيصن رفع ].

ص: 213


1- أي: (تصدّقوا). [أ].

الراء على أنه نفي و عن الحسن (كتاب) بضم الكاف و تاء مشددة بعدها ألف على الجمع.

و اختلف في فَرِهانٌ [الآية: 283] فابن كثير و أبو عمرو بضم الراء و الهاء من غير ألف جمع رهن كسقف و سقف وافقهما ابن محيصن و اليزيدي و الباقون بكسر الراء و فتح الهاء و ألف بعدها (1) جمع رهن أيضا نحو كعب و كعاب.

و أبدل ورش من طريقيه و أبو جعفر همز (فليؤد) واوا مفتوحة (و أبدل) همز الَّذِي اؤْتُمِنَ [الآية: 283] وصلا ياء من جنس سابقها ورش و أبو عمرو بخلفه و أبو جعفر و به وقف حمزة وجها واحدا و التحقيق ضعيف و إن علل بأن الهمزة فيه مبتدأة و أما تجويز أبى شامة زيادة المد على حرف المد المبدل و بنى عليه جواز الإمالة في الهدى ائتنا فتعقبه في النشر و أطال في رده (و أجمعوا) على الابتداء بهمزة مضمومة بعدها واو ساكنة لأن الأصل ائتمن مثل اقتدر وقعت الثانية بعد مضمومة فوجب قلبها واوا أما في الدرج فتذهب همزة الوصل فتعود الهمزة الساكنة إلى حالها لزوال موجب قلبها واوا حينئذ يبدلها مبدل الساكنة.

و اختلف في فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَ يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ [الآية: 284] فنافع و ابن كثير و أبو عمرو و حمزة و الكسائي و خلف بالجزم فيهما عطفا على الجزاء المجزوم وافقهم اليزيدي و الأعمش و الباقون برفع الراء و الباء على الاستئناف أي فهو يغفر أو عطف جملة فعلية على مثلها و أدغم الراء في اللام السوسي و الدوري بخلفه و هو من الإدغام الصغير و أدغم باء (يعذب) في ميم (من) قالون و ابن كثير و حمزة بخلف عنهم و أبو عمرو و الكسائي و خلف (2) و تقدم ذلك في الإدغام الصغير فصار قالون و ابن كثير بالجزم و إظهار الراء و كذا الباء بخلفهما و ورش كذلك بالجزم لكن مع إظهارهما و أبو عمرو بالجزم مع إدغامهما بخلف عن الدوري في الراء و ابن عامر و عاصم و أبو جعفر و يعقوب بضمهما (3) بلا إدغام فيهما و حمزة و الكسائي و خلف بالجزم فيهما مع إظهار الراء و إدغام الباء بخلف عن حمزة في الباء.

و اختلف في و كُتُبِهِ [الآية: 285] هنا و في التحريم [الآية: 12] فحمزة و الكسائي و كذا خلف بالتوحيد هنا على أن المراد القرآن أو الجنس وافقهم الأعمش و الباقون بالجمع (4).

و قرأ أبو عمرو و حفص و يعقوب موضع التحريم بالجمع وافقهم اليزيدي و الحسن و الباقون بالتوحيد.

و اختلف في لا نُفَرِّقُ [الآية: 285] فيعقوب وحده بالياء من تحت على أن ].

ص: 214


1- أي: (... فرهان ...). [أ].
2- وافقهم اليزيدي و الأعمش.
3- وافقهم الحسن.
4- أي: (كتبه). [أ].

الفعل لكل و الباقون بالنون و المراد نفي الفرق بالتصديق و الجملة على الأول محلها إما نصب على الحال أو رفع على أنها خبر بعد خبر و على الثاني محلها نصب بقول محذوف أي يقولون لا تفرق الخ أو و يقول مراعاة للفظ كل و هذا القول محله نصب على الحال، أو خبر بعد خبر.

و أبدل ورش من طريقيه و أبو جعفر همز لا تُؤاخِذْنا [الآية: 286] واوا مفتوحة و إبدالها ألفا (من أخطأنا) أبو عمرو بخلفه و الأصبهاني عن ورش و أبو جعفر كوقف حمزة (و معنى) الآية كما في البيضاوي لا تؤاخذنا بما أدى بنا إلى نسيان أو خطأ من تفريط و قلة مبالاة أو بأنفسهما إذ لا تمنع المؤاخذة بهما عقلا فإن الذنوب كالسموم فكما أن تناولها يؤدي إلى الهلاك و إن كان خطأ فتعاطى الذنوب لا يبعد أن يفضي إلى العقاب و إن لم يكن عزيمة لكنه تعالى وعد التجاوز عنه رحمة و تفضلا فيجوز أن يدعو الإنسان به استدامة و اعتدادا بالنعمة فيه و يؤيد ذلك مفهوم

قوله عليه الصلاة و السلام رفع عن أمتي الخطأ و النسيان

(و أدغم) وَ اغْفِرْ لَنا [الآية: 286] أبو عمرو بخلف عن الدوري و تقدم عن النشر أن الخلاف له مفرع على الإظهار في الكبير فمن أدغم عنه الكبير ادغم هذا وجها واحدا و من أظهر الكبير أجرى الخلاف في هذا.

و أمال لفظ مَوْلانا [الآية: 286] حمزة و الكسائي و خلف و بالفتح و الصغرى الأزرق و أمال (الكافرين) أبو عمرو و ابن ذكوان من طريق الصورى و الدوري عن الكسائي و رويس و قاله الأزرق.

المرسوم اتفقوا على حذف ألف ذلك كيف أتى نحو ذلكم و فذلكن و على كتابة الصلاة و الزكوة (1) بالواو و غير مضافات و كذا الحيوة و رسم المضاف منها بالألف و حذفت من أقل العراقية كصلاتي و صلاتهم و حياتنا و اكثرها كغيرها على رسمها واوا في المنكر نحو منه زكاة و من زكاة و على حيوة (و) اتفقت على واو المجموع منها مطلقا (و) اختلفت العراقية في صلوت الرسول و إن صلوتك سكن لهم و أ صلوتك تأمرك و على صلوتهم بالمؤمنين.

و اتفقوا على حذف ألف يخدعون معا و ألف لكن حيث وقع و ألف أولئك و أولئكم و ألف النداء نحو يأيها يآدم (2) و ألف التنبيه نحو هؤلاء و هذا و الألفين الأخيرين في ادرتم و ألف طعام مسكين موضع البقرة لا موضع المائدة (و) حذفوا ألف و لا تقتلوهم حتى يقتلوكم فإن قتلوكم و ألف و قتلوهم حتى و خرج نحو و لا يزالون يقاتلونكم و روى نافع حذف ألف وَعَدَنا بالبقرة [الآية: 51] و الأعراف [الآية: 142] و طه [الآية: 80] و كذا ألف فاخذتكم الصعقة و ألف ميكايل و رسم مكانها ياء بالإمام وفاقا لسائرها و كتبت ة.

ص: 215


1- أي حيث وقعا مفردتين محلاتين باللام.
2- الألف في نحو يآدم يأيها صورة الهمزة و التي قبلها محذوفة.

مصرا فإن بألف في الإمام كباقيها و روى نافع حذف تشبه علينا بالبقرة و ألف به خطيئة (1) و تفدوهم و حذفت بإبراهيم من الشامي و الكوفي و البصري في كل ما في البقرة و هو خمسة عشرة و الألف محذوفة من كلها و خرج غير البقرة و كتب في الإمام و المدني و الشامي و أوصى بألف بين الواوين و في الشامي قالوا اتخذ بلا واو و روى نافع حذف ألف و تصريف الريح و كتب و اخشوني و لأتم بالياء (و حذفوا) ألف أَ وَ كُلَّما عاهَدُوا، و دَفْعُ هنا و الحج، و رهان (2).

و اختلف المصاحف في فَيُضاعِفَهُ لَهُ، و يُضاعِفُ لِمَنْ، و يُضاعَفُ لَهُمُ بهود و يُضاعَفْ لَهُ الفرقان، و لَهَا بالأحزاب يُضاعَفْ، يُضاعَفُ لَهُمُ بالحديد فرسمت بالألف في بعضها و حذفت في الأخر.

و كتب في العراقية أولياءهم الطاغوت [الآية: 257] بلا واو بعد الألف مكان الهمزة و كتبوا فإن اللّه يأتي بالياء.

و اتفق على رسم واو و ألف بعد باء الربوا أين جاء و اختلف في آتَيْتُمْ مِنْ رِباً [الآية: 39] ففي بعضها بالألف و اختلف في حذف ألف و كتابه هنا و روى نافع الحذف في و كتبه بالتحريم و وجه الخلاف في الكل موافقة القراءتين رسما فالماد يوافق الإثبات صريحا و الحذف تقديرا و القاصر يوافق الحذف صريحا.

المقطوع و الموصول اتفق على قطع في عن ما في قوله تعالى في الشعراء في ما هاهنا و اختلف في عشرة فيما فعلن ثاني البقرة و موضع المائدة و موضعى الأنعام و موضع الأنبياء و النور و الروم و موضعي الزمر و موضع الواقعة و اتفق على وصل ما عدا ذلك نحو فيما فعلن أول البقرة و اتفق على وصل بئسما اشتروا هنا و بئسما خلفتموني بالأعراف و اختلف في قل بئسما يأمركم هنا و اتفق على قطع ما عدا ذلك و هي و لبئس ما شروا به هنا و أربعة بالمائدة لبئس ما كانوا معا لبئس ما قدمت فعلوه لبئس ما كانوا و بآل عمران فبئس ما يشترون و اتفق على قطع حيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره موضعي البقرة و على وصل فأينما تولوا فثم وجه اللّه و أينما يوجهه بالنحل و اختلف في موضع النساء و الشعراء و الأحزاب و على قطع ما عدا ذلك نحو الخيرات أين ما تكونوا أين ما كنتم أين ما كانوا.

هاء التانيث التي كتب تاء مَرْضاتِ حيث جاء يرجون رحمت اللّه هنا و رحمت بالأعراف، و هود و مريم، و الروم، و الزخرف معا، و ما عدا السبعة بالهاء نعمت اللّه عليكم ].

ص: 216


1- و في نسخة به خطيئته.
2- ما يذكره الآن المؤلف إنما هو إعادة لما مرّ من هذه الكلمات المختلف بها بين القراء و إنما جمعها على صعيد واحد زيادة تمكين و تنبيه. [أ].

و ما كآل عمران، و ثاني المائدة و موضعي إبراهيم و ثلاثة النحل و موضع لقمان و فاطر و الطور و ما عداها بالهاء.

يا آت الإضافة ثمان تقدم الكلام عليها إجمالا في بابها ثم تفصيلا في محالها، و هي إِنِّي أَعْلَمُ [الآية: 30، 33] معا عَهْدِي الظَّالِمِينَ [الآية: 124] بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ، [الآية: 125] فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ، [الآية: 152] وَ لْيُؤْمِنُوا بِي، [الآية: 186] مِنِّي إِلَّا، [الآية: 249] رَبِّيَ الَّذِي [الآية: 258].

يا آت الزوائد ست تقدمت إجمالا ثم تفصيلا كذلك و هي فَارْهَبُونِ، [الآية:

40]، فَاتَّقُونِ، [الآية: 41] تَكْفُرُونَ، [الآية: 152] الدَّاعِ إِذا دَعانِ، [الآية:

186]، وَ اتَّقُونِ يا أُولِي، [الآية: 197].

ص: 217

سورة آل عمران

سورة آل عمران

مدنية (1) و آيها مائتان متفق لإجمال الاختلاف سبع، الم كوفي، و أنزل الفرقان غيره، و أنزل التورية و الإنجيل غير شامي، و الحكمة و التورية و الإنجيل كوفي و لم يعدوه بالمائدة و الأعراف و الفتح، و رسولا إلى بني إسرائيل بصري و حمصي و لم يعد أحد لبني إسرائيل، مما تحبون حرمي و دمشقي غير أبي جعفر و لم يعدوا أراكم ما تحبون، مقام إبراهيم شامي و أبو جعفر، مشبه الفاصلة اثنا عشر لهم عذاب شديد، عند اللّه الإسلام:

و حصورا، إلا رمزا، بخلق من يشاء، في الأميين، سبيل أ فغير دين اللّه يبغون، لهم عذاب أليم، إليه سبيلا، يوم التقى الجمعان، أذى كثيرا، متاع قليل و عكسه ست، بالأسحار، يفعل ما يشاء، بقول له كن فيكون، قال له كن فيكون، و ليعلم المؤمنين، في البلاد.

القراءات و توجيهها قرأ الكل الم اللَّهُ [الآية: 1، 2] بإسقاط همزة الجلالة وصلا و تحريك الميم بالفتح للساكنين و كانت فتحة مراعاة لتفخيم الجلالة إذ لو كسرت الميم لرققت و يجوز لكل من القراء في ميم المد و القصر لتغير سبب المد فيجوز الاعتداد بالعارض و عدمه و كذا يجوز لورش و من وافقه على النقل في الم أحسب الناس الوجهان و رجح القصر من أجل ذهاب السكون بالحركة و أما قول بعضهم لو أخذ بالتوسط مراعاة لجانبي اللفظ و الحكم لكان وجها فممنوع لما حققه في النشر أنه لا يجوز التوسط فيما تغير فيه سبب المد كالم اللّه و يجوز فيما تغير فيه سبب القصر نحو نستعين وقفا و ذلك لأن المد في الأول هو الأصل ثم عرض تغير السبب و الأصل أن لا يعتد بالعارض فمد لذلك و حيث اعتد بالعارض و قصر سكونه ضدا للمد و القصر لا يتفاوت و أما الثاني و هو نستعين وقفا فالأصل فيه القصر لعدم الاعتداد بالعارض و هو سكون الوقف فإن اعتد به مد لكونه ضدا للقصر لكنه أعني المد يتفاوت طولا و توسطا فأمكن التفاوت و اطردت القاعدة المتقدمة و سكت أبو جعفر على ألف و لام و ميم (2) و تقدم عن الحسن الحي القيوم بالنصب و عن المطوعي القيام و عنه نزل عليك بتخفيف الزاي الكتاب بالرفع على أنها جملة مستأنفة و أما على قراءة الجمهور فتكون خبرا آخر للجلالة و تقدم مد (لا إله)

ص: 218


1- انظر الإتقان في علوم القرآن للسيوطي (2/ 1242). [أ].
2- أي: (أ، ل، م). [أ].

للسبب المعنوي و هو التعظيم لقاصر المنفصل و مده لحمزة قولا واحدا عند من وسط له لا ريب عملا باقوى السببين و أمال (التوراة) كبرى ورش من طريق الأصبهاني و أبو عمرو و ابن ذكوان و حمزة في أحد وجهيه و الكسائي و خلف و بالصغرى قالون في أحد وجهيه و الثاني له الفتح و حمزة في وجهه الثاني و الأزرق فخلاف حمزة بين الكبرى و الصغرى و خلاف قالون بين الصغرى و الفتح.

و عن الحسن الْإِنْجِيلَ [الآية: 3] بفتح الهمزة حيث وقع (1) و أمال (للناس) الدوري عن أبي عمرو بخلفه (و أمال) (لا يخفي) حمزة و الكسائي و خلف و بالفتح الصغرى الأزرق و مر للأزرق مد شي ء و توسيطه و جاء الثاني لحمزة وصلا فإن وقف فبالنقل و بالإدغام و يجوز الروم و الإشمام فيهما فهي ستة و تقدم ترقيق راء (يصوركم) للأزرق بخلفه (و وقف) يعقوب على هن بهاء السكت بخلفه و عن الحسن (جامع الناس) بالتنوين و نصب الناس.

و قرأ لا رَيْبَ فِيهِ [الآية: 9] بمد لا النافية حمزة بخلفه مدا متوسطا كما تقدم و أمال (النار) أبو عمرو و ابن ذكوان من طريق الصوري و الدوري عن الكسائي و قلله الأزرق.

و اختلف في سَتُغْلَبُونَ، و تُحْشَرُونَ [الآية: 12] فحمزة و الكسائي و خلف بالغيبة فيهما وافقهم الأعمش و الضمير للذين كفروا و الجملة محكية بقول آخر لا بقل أي قل لهم قولي سيغلبون الخ و الباقون بالخطاب (و أبدل الهمزة) من (بئس) ورش من طريقيه و أبو عمرو بخلفه و أبو جعفر (و أبدلها) من (فئتين و فئة) أبو جعفر وحده و من يؤيد ورش من طريقيه و أبو جعفر بخلف عن ابن وردان و وقف حمزة بالإبدال كذلك في الثلاث.

و اختلف في تَرَوْنَهُمْ [الآية: 13] فابن كثير و أبو عمرو و ابن عامر و عاصم و حمزة و الكسائي و كذا خلف بالغيبة وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و الأعمش و الباقون بالخطاب (و أبدل) الهمزة الثانية واوا مكسورة (من يشاء ان) نافع و ابن كثير و أبو عمرو و كذا أبو جعفر و رويس (2) و لهم تسهيلها كالياء و أما كالواو فتقدم رده و عن ابن محيصن (زين للناس) مبنيا للفاعل (حب) بالنصب و أمال (الدنيا) حمزة و الكسائي و خلف و بالفتح و الصغرى الأزرق و أبو عمرو و للدوري عنه الكبرى أيضا من طريق ابن فرح و يوقف لحمزة على (المآب) بالتسهيل بين بين فقط.

و قرأ أَ أُنَبِّئُكُمْ [الآية: 15] قالون و أبو عمرو و أبو جعفر بتسهيل الثانية مع إدخال ألف بينهما لكن اختلف في الإدخال عن قالون و أبي عمرو و قرأ ورش و ابن كثير و رويس ي.

ص: 219


1- قال الزمخشري و هذا بدل على أنه أعجمي لأن فعيلا بفتح الهمزة عديم في أوزان العرب. قال في الدر المصون بخلاف إفعيل بكسرها، فإنه موجود نحو: إجفيل، و إخريط.
2- وافقهم ابن محيصن و اليزيدي.

بالتسهيل بلا فصل و قرأ ابن ذكوان و عاصم و حمزة و الكسائي و روح و خلف بالتحقيق بلا فصل و اختلف عن هشام فالتحقيق مع القصر عنه من طريق الداجوني و مع المد من طريق الحلواني و ليس له هنا تسهيل.

و أما وقف حمزة عليها فليعلم أن فيها ثلاث همزات الأولى بعد ساكن صحيح منفصل رسما ففيها التحقيق و السكت و النقل و الثانية متوسطة بزائد و هي مضمومة بعد فتح ففيها التحقيق و التسهيل كالواو و إبدالها واوا على الرسم و الثالثة مضمومة بعد كسر ففيها التسهيل كالواو مذهب سيبويه و كالياء و هو المعضل و ياء محضة مذهب الأخفش فتضرب ثلاثة الأولى في ثلاثة الثانية ثم الحاصل في ثلاثة الثالثة تبلغ سبعة و عشرين كذا ذكره السمين و الجعبري و غيرهما لكن ضعف في النشر سبعة عشرة و ذلك لأن التسعة مع تسهيل: الأخيرة كالياء و هو الوجه المعضل لا تصح كما تقدم و إبدال الثانية واوا على الرسم في الستة لا يجوز و النقل في الأولى مع تحقيق الثانية بالوجهين لا يوافق فالصحيح المقروء به عشرة فقط أولها: السكت مع تحقيق الثانية و تسهيل الثالثة كالواو.

ثانيها: مثله مع إبدال الثالثة ياء على مذهب الأخفش.

ثالثها: عدم السكت مع تحقيق الأولى و الثانية و تسهيل الثالثة كالواو.

رابعها: مع إبدال الثالثة ياء.

خامسها: السكت مع تسهيل الثانية و الثالثة كالواو.

سادسها: مثله مع إبدال الثالثة ياء.

سابعها: عدم السكت و تسهيل الثانية و الثالثة كذلك.

ثامنها: مثله مع إبدال الثالثة ياء.

تاسعها: النقل مع تسهيل الثانية و الثالثة كذلك.

عاشرها: مثله مع إبدال الثالثة ياء و الحاصل أن النقل للأولى فيه وجهان فقط تسهيل الثانية فقط مع وجهي الثالثة أعني ياء و كالواو و إن السكت فيه أربعة تسهيل الثانية و تحقيقها و كلاهما مع وجهي الثالثة و إن عدم النقل و السكت للأولى فيه أربعة كذلك أعني تسهيل الثانية و تحقيقها مع وجهي الثالثة.

و اختلف في رِضْوانٌ [الآية: 15] حيث وقع فأبو بكر بضم الراء إلا من اتبع رضوانه ثاني المائدة فكسر الراء فيه من طريق العليمي و اختلف فيه عن يحيى بن آدم و الوجهان صحيحان عن يحيى بل عن أبي بكر كما في النشر و عن الحسن الضم في الجميع و الباقون بالكسر في الكل و هما لغتان (و أدغم) الراء في اللام من (فاغفرنا) السوسي و الدوري بخلفه و أمال (النار، و الأسحار) أبو عمرو و ابن ذكوان من طريق الصوري و الدوري عن الكسائي و بالتقليل الأزرق و عن الحسن (شهد اللّه أنه) بكسر الهمزة على إجراء شهد مجرى القول.

ص: 220

و اختلف في إِنَّ الدِّينَ [الآية: 19] فالكسائي بفتح الهمزة على أنه بدل كل من قوله إنه لا إله إلا هو أو اشتمال لأن الإسلام يشتمل على التوحيد أو عطف عليه بحذف الواو وافقه الشنبوذي و الباقون بالكسر على الاستئناف (و فتح) ياء الإضافة من (وجهي اللّه) نافع و ابن عامر و حفص و أبو جعفر و سكنها الباقون (و أثبت) ياء (من اتبعن) وصلا نافع و أبو عمرو و أبو جعفر و في الحالين يعقوب و قرأ (أسلمتم) بتسهيل الثانية و إدخال ألف قالون و أبو عمرو و أبو جعفر و هشام بخلفه المتقدم في ء أنذرتهم و قرأ ورش من طريق الأصبهاني و الأزرق في أحد وجهيه و ابن كثير و رويس بالتسهيل بلا إدخال ألف و الثاني للأزرق أبدلها ألفا مع المد للساكنين و الباقون و منهم هشام في ثانيه بالتحقيق بلا ألف و لهشام وجه ثالث و هو التحقيق مع الألف و تقدم تفصيل طرقه.

و اختلف في يَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ [الآية: 21] فحمزة بضم الياء و ألف بعد القاف، و كسر التاء (1) من المقاتلة و الباقون بفتح الياء و إسكان القاف فغير ألف و ضم التاء من القتل و تقدم بالبقرة لأبي جعفر ضم ياء (ليحكم) مع فتح الكاف و كذا مد (لا ريب) متوسطا لحمزة بخلفه و قرأ (الميت) في الموضعين هنا و حيث جاء و هو سبعة بتشديد الياء مكسورة نافع و حفص و حمزة و الكسائي و أبو جعفر و يعقوب و خلف (2) و الباقون بالتخفيف و أمال (الكافرين) أبو عمرو و ابن ذكوان بخلفه و الدوري عن الكسائي و رويس و قلله الأزرق (و أدغم) أبو الحارث عن الكسائي (يفعل ذلك) و اظهره الباقون.

و اختلف في تُقاةً [الآية: 28] فيعقوب تقية بفتح التاء و كسر القاف و تشديد الياء مفتوحة على وزن مطية و كذا رسمت في كل المصاحف وافقه الحسن و الباقون تقاة كرعاة و كلاهما مصدر يقال اتقى يتقي اتقاء و تقوى و تقاة و تقية و تاؤها عن واو و أصله وقاة مصدر على فعلة من الوقاية (و أماله) حمزة و الكسائي و خلف لأن الفه منقلبة عن ياء كما ذكر من أن أصله و قية و للأزرق فيه الفتح و التقليل و عن ابن محيصن (و يحذوكم) معابا بالإسكان و بالاختلاس و يوقف على (من سوء) لحمزة و هشام بخلفه بالنقل و حكى الإدغام أيضا و يجوز مع كل الإشارة بالروم فهي أربعة.

و قرأ رؤف [الآية: 30] بقصر الهمزة بلا واو أبو بكر و حمزة و الكسائي و خلف و يعقوب و الباقون بالمد كعطوف و تسهيل همزة عن أبي جعفر من رواية ابن وردان انفرد به الحنبلي فلا يقرأ به كما مر بالبقرة كسائر الهمزات المضمومات بعد فتح نحو يطؤن و حمزة في الوقف على أصله بين بين و حكى إبدالها واوا على الرسم و لا يصح (و سبق) قريبا (و يغفر لكم) و إمالة (الكافرين) و (اصطفى) و إمالة (عمران) حيث جاء لابن ذكوان من طريق هبة اللّه عن الأخفش و فتحه من طريق غيره كالباقين (و فخم) راءه الأزرق كغبرةش.

ص: 221


1- أي: (يقاتلون ...). [أ].
2- وافقهم الأعمش.

لكونه أعجميا كما تقدم و عن المطوعي كسر ذال (ذرية) و وقف على (امرأت) بالهاء ابن كثير.

و اختلف في وَضَعَتْ [الآية: 36] فابن عامر و أبو بكر و يعقوب بإسكان العين و ضم التاء للتكلم من كلام أم مريم، و الباقون: بفتح العين و بناء للتأنيث الساكنة من كلام البارئ تعالى و أمال (أنثى) حمزة و الكسائي و خلف و قللها الأزرق و أبو عمرو بخلف عنهما.

و اختلف في وَ كَفَّلَها [الآية: 37] فعاصم و حمزة و الكسائي و كذا خلف بتشديد الفاء على أن الفاعل هو اللّه تعالى و الهاء لمريم مفعوله الثاني و زكريا مفعوله الأول أي جعله كافلا لها و ضامنا لمصالحها وافقهم الأعمش و الباقون بالتخفيف (1) من الكفار وافقهم الأعمش على إسناد الفعل إلى زكريا و الهاء مفعوله و لا مخالفة بينهما لأن اللّه تعالى لما كفلها إياه كفلها.

و اختلف في زَكَرِيَّا [الآية: 37] فحفص و حمرة و الكسائي و كذا خلف بالقصر من غير همزة في جميع القرآن وافقهم الحسن و الأعمش و الباقون بالهمز و المد إلا أن أبا بكر نصبه هنا على أنه مفعول لكفلها كما تقدم لأنه يشدد و رفعه الباقون ممن خففه على الفاعلية و المد و القصر لغتان فاشيتان عن أهل الحجاز فصار حفص و حمزة و الكسائي و كذا خلف كفلها زكريا بالتشديد بلا همز وافقهم الأعمش و صار نافع و ابن كثير و أبو عمرو و ابن عامر و أبو جعفر و يعقوب بالتخفيف و الهمز و الرفع (2) وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و صار شعبة وحده بالتشديد و الهمز و النصب و الحسن بالتخفيف و القصر.

و يوقف على زكريا لهشام بخلفه بالبدل مع ثلاثته و بالروم مع وجهيه أما حمزة فوقفه عليه كوصله بالقصر فقط و أمال (المحراب) المجرور ابن ذكوان من جميع طرقه و هو في موضعين في المحراب هنا و من المحراب بمريم و أما المنصوب و هو أيضا بموضعين زَكَرِيَّا الْمِحْرابَ هنا تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ بص فأمالهما عنه النقاش عن الأخفش و فتحهما الصوري و ابن الأحزم عن الأخفش و رقق الأزرق راءه حيث وقع و أمال (أنى) حمزة و الكسائي و خلف و بالفتح و الصغرى الأزرق و الدوري عن أبي عمرو (و سبق) إسقاط الغنة من نحو (من يشاء) لخلف عن حمزة و الدوري عن الكسائي بخلفه.

و اختلف في فَنادَتْهُ الْمَلائِكَةُ [الآية: 39] فحمزة و الكسائي و كذا خلف بألف ممالة بعد الدال (3) على أصولهم وافقهم الأعمش، و الباقون بتاء التأنيث ساكنة بعدها، و الفتح. و الفعل مسند لجمع مكسر فيجوز فيه التذكير باعتبار الجمع و التأنيث باعتبار الجماعة.].

ص: 222


1- أي: (كفلها ...). [أ].
2- أي: (زكريّاء ...). [أ].
3- أي: (فناداه ...). [أ].

و اختلف في أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيى [الآية: 39] بعد قوله فنادته الملائكة فابن عامر و حمزة بكسر الهمزة إجراء للنداء مجرى القول على مذهب الكوفيين أو إضمار القول على مذهب البصريين وافقهما الأعمش و الباقون بالفتح على حذف حرف الجر أي بأن.

و اختلف في يُبَشِّرُكَ و نُبَشِّرُكَ و ما جاء منه فحمزة و الكسائي في الموضعين هنا وَ يُبَشِّرُ بسبحان [الآية: 9] و الكهف [الآية: 2] بفتح الياء، و إسكان الباء و ضم الشين مخففة (1) من البشر و هو البشارة وافقهما الأعمش و زاد حمزة فخفف يُبَشِّرُهُمْ بالتوبة [الآية: 21] و الأولى من الحجر [الآية: 54] إِنَّا نُبَشِّرُكَ و موضعي مريم [الآية:

7، 97] إِنَّا نُبَشِّرُكَ، و لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وافقه المطوعي و خفف ابن كثير، و أبو عمرو و حمزة و الكسائي و ذلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ بالشورى [الآية: 23] وافقهم الأربعة، و الباقون: بضم الياء، و فتح الباء، و كسر الشين مشددة في الجميع من بشر المضعف لغة الحجاز قال اليزيدي عن أبي عمرو إنه إنما خفف الشورى لأنها بمعنى ينضرهم إذ ليس فيه نكد أي يحسن وجوههم معدى لواحد فالمختلف فيه تسع كلمات كما ذكر و اتفقوا على تشديد فَبِمَ تُبَشِّرُونَ بالحجر [الآية: 54] و عن ابن محيصن و المطوعي تسكين ياء الإضافة من بلغني الكبر و هي زائدة على العدد و عن المطوعي رمزا بفتح الميم (2) و مرّ قريبا (اجعل لي آية) و كذا همز نبيا و أمال الإبكار أبو عمرو و ابن ذكوان بخلفه و الدوري عن الكسائي و قلله الأزرق و أمال (اصطفيك) معا حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه (و سهل) الهمزة الثانية كالياء من (يشاء إذا) و أبدلها واوا مكسورة نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و رويس و تسهيلها كالواو لا يصح كما تقدم.

و قرأ كُنْ فَيَكُونُ [الآية: 59] بنصب فيكون ابن عامر و تقدم توجيهه بالبقرة.

و اختلف في وَ يُعَلِّمُهُ [الآية: 48] فنافع و عاصم و أبو جعفر و يعقوب بياء الغيب مناسبة لقوله قضى و الباقون بالنون على أنه إخبار من اللّه بنون العظمة جبرا لقولها إني يكون الخ على الالتفات.

و تقدم إمالة (التورية) لأبي عمرو و ابن ذكوان و الأصبهاني و الكسائي و خلف و حمزة بخلفه و الثاني له التقليل كالأزرق و عن قالون التقليل أيضا و الفتح (و سهل) أبو جعفر همز (إسرائيل) منع المد و القصر و إن قرئ له بالإشباع على طريق العراقيين كمل له ثلاثة أوجه (و تقدم) الخلاف للأزرق في مد يائه و يوقف عليه لحمزة بتخفيف الأولى بلا سكت على بني و بالسكت و بالنقل و بالإدغام و أما التسهيل بين بين فضعيف و الأربعة على تسهيل الثانية مع المد و القصر فهي ثمانية.م.

ص: 223


1- أي: (يبشرك ...). [أ].
2- خرجه الزمخشري على أنه جمع رامز كخادم و خدم.

و اختلف في أَنِّي أَخْلُقُ [الآية: 49] فنافع و أبو جعفر بكسر الهمزة على إضمار القول أي فقلت إني أو الاستئناف و الباقون بالفتح بدل من أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ (و فتح) ياء الإضافة من أَنِّي أَخْلُقُ نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر.

و قرأ كَهَيْئَةِ [الآية: 49] بالمد و التوسط الأزرق و أبدل همزه ياء و أدغمها في الياء قبلها أبو جعفر بخلف عنه (و وقف) عليها حمزة بالنقل و بالإدغام تنزيلا للياء الأصلية منزلة الزائدة.

و اختلف في الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً هنا [الآية: 49] و في المائدة [الآية:

110] الطير فيكون طيرا بإذني فنافع و أبو جعفر و يعقوب بألف بعدها همزة مكسورة في طَيْراً المنكر من السورتين (1) على إرادة الواحد قيل لأنه لم يخلق إلا الخفاش وافقهما الحسن و قرأ أبو جعفر المعرفين من السورتين كذلك أيضا على الإفراد و الباقون بغير ألف و لا همز في السورتين فيحتمل أن يراد به اسم الجنس أي جنس الطير و يحتمل عليه أن يراد الواحد فما فوقه و يحتمل أن يراد به الجمع و خرج بتخصيص السورتين و لا طائر و الطير و ألنّا (و رقق) الأزرق بخلف عنه راء (تدخرون).

و قرأ بُيُوتِكُمْ [الآية: 49] بضم أوله ورش و أبو عمرو و حفص و أبو جعفر و يعقوب و كسره الباقون (و أبدل) همز (جئتكم) أبو عمرو بخلفه و أبو جعفر و حققها الباقون و منهم ورش من طريقيه (و أثبت) الياء في الحالين من (و اطيعون) يعقوب.

و تقدم سين صِراطَ [الآية: 51] لقنبل من طريق ابن مجاهد و رويس و الإشمام فيه لخلف عن حمزة (و أمال) (أنصاري) الدوري عن الكسائي و فتحه الباقون (و فتح) ياء الإضافة منه نافع و أبو جعفر و سكنها الباقون (و وقف) يعقوب بخلفه على (رافعك إلي) و (ثم إلى) بهاء السكت.

و اختلف في فَيُوَفِّيهِمْ [الآية: 57] فحفص و رويس بياء الغيبة على الالتفات وافقهما الحسن و الباقون بالنون جريا على ما تقدم (2).

و اتفقوا على الرفع في قوله تعالى فَيَكُونُ الْحَقُّ [الآية: 59، 60] (و أمال) (جاءك) حمزة و ابن ذكوان و هشام بخلفه و خلف و تقدم الخلاف في تسكين هاء (لهو) و وقف يعقوب عليها بهاء السكت باتفاق عنه و أما (هأنتم) فالقراء فيها على أربع مراتب:

الأولى: لقالون و أبي عمرو بألف بعد الهاء و همزة مسهلة بين بين مع المد و القصر و كذا قرأ أبو جعفر إلا أنه مع القصر قولا واحدا لأنه لا يمد المنفصل.

الثانية: للأزرق بهمزة مسهلة كذلك من غير ألف بوزن هعنتم و له وجه آخر و هو].

ص: 224


1- أي في الموضعين: (طائرا). [أ].
2- أي: (فنوفّيهم ...). [أ].

إبدال الهمزة ألفا بعد الهاء مع المد للساكنين و يوافقنا في هذين الشاطبي و للأزرق ثالث من طرق الكتاب و هو إثبات الألف كقالون إلا أنه مع المد المشبع و له القصر في هذا الوجه لتغير الهمزة بالتسهيل و أما الأصبهاني فله وجهان الأول مثل هعنتم كالأول للأزرق و الثاني إثبات الألف كقالون مع المد و القصر و الكل مع التسهيل.

الثالثة: تحقيق الهمزة مع حذف الألف على وزن فعلتم لقنبل من طريق ابن مجاهد الرابعة بهمزة محققة و ألف بعد الهاء لقنبل من طريق ابن شنبوذ و البزي و ابن عامر و عاصم و حمزة و الكسائي و يعقوب و خلف و هم على مراتبهم في المنفصل مع المد و القصر و هذا الوجه لقنبل ليس من طريق الشاطبية و يتحصل من جمع ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ لقالون و من معه ثلاثة أوجه قصرهما ثم قصر هأنتم مع مد هؤلاء لتغير الهمزة في الأول ثم مدهما على إجراء المسهلة مجرى المحققة، و اعلم أن ما ذكر هو المقروء به فقط من طرق هذا الكتاب كالنشر و من جملة طرقهما طرق الشاطبية و أما ما زاده الشاطبي رحمه اللّه تعالى بناء على احتمال أن الهاء مبدلة من همزة لابن عامر و عاصم و حمزة و الكسائي من جواز القصر لأن الألف حينئذ للفصل فيصير عنده في هأنتم هؤلاء لمن ذكر القصر في هأنتم مع المد على مراتبهم في هؤلاء ثم المد فيهما كذلك فتعقبه في النشر بأنه مصادم للأصول مخالف للأداء (و يوقف) لحمزة على هأنتم بالتحقيق و التسهيل بين بين مع المد و القصر لأنه متوسط بزائد و هي هنا مبتدأ و هؤلاء خبره و جملة حاججتم مستأنفة مبينة للجملة قبلها أي أنتم هؤلاء الحمقى و بيان حماقتكم أنكم الخ (و وقف) البزي و يعقوب بخلف عنهما على (فلم) بهاء السكت.

و قرأ ابن كثير أَنْ يُؤْتى [الآية: 73] بهمزتين ثانيتهما مسهلة بلا فصل لقصد التوبيخ (1) و عن الأعمش أن بكسر الهمزة على أنها نافية و الباقون بهمزة واحدة مفتوحة و أمال (قنطار) و كذا (دينار) أبو عمرو و ابن ذكوان من طريق الصوري و الدوري عن الكسائي و بالصغرى الأزرق (و أبدل) همزة (يؤده إليك) و (لا يؤده) واو لورش من طريقيه و أبو جعفر و كذا وقف عليه حمزة و قرأ بإسكان الهاء منهما أبو عمرو و هشام من طريق الداجوني و أبو بكر و حمزة و ابن وردان من طريق النهرواني و ابن جماز من طريق الهاشمي و قرأ قالون و يعقوب باختلاس الكسرة فيهما و اختلف عن هشام و ابن ذكوان و الحاصل كما تقدم أن لابن ذكوان القصر، و الإتمام و هما لهشام من طريق الحلواني و الإسكان من طريق الداجوني فله ثلاثة و لأبي جعفر السكون و القصر و لأبي عمرو و أبي بكر و حمزة السكون فقط و لقالون و يعقوب الاختلاس فقط و الباقون بالإشباع على الأصل و وجه القصر التخفيف بحذف المد و أما الإسكان فهو لغة ثابتة و لا نظر لمن طعن فيه و عن المطوعي (دمت) بكسر الدال و أمال (بلى) حمزة و الكسائي و خلف و شعبة من طريق أبي حمدون ].

ص: 225


1- أي: (أان يؤتى ...). [أ].

عن يحيى بن آدم عنه بالفتح و التقليل للأزرق و أبو عمرو و صححهما في النشر عنه من روايتيه و لكنه اقتصر في طيبته على نقل الخلاف عن الدوري و تقدم ليعقوب ضم الهاء في يُزَكِّيهِمْ [الآية: 77] و كذا الخلاف في (لتحسبوه) (و) همزة النبوة (و) إدغام تائها في تاء (ثم).

و اختلف في تُعَلِّمُونَ الْكِتابَ [الآية: 79] فابن عامر، و عاصم، و حمزة، و الكسائي، و كذا خلف، و يعقوب بضم حرف المضارعة، و فتح العين و كسر اللام مشددة (1) من علم فيتعدى الاثنين أولهما: محذوف أي تعلمون الناس أو الطالبين الكتاب وافقهم الأعمش و الباقون بفتح حرف المضارعة و تسكين العين و فتح اللام من علم يعلم فيتعدى لواحد (2).

و اختلف في وَ لا يَأْمُرَكُمْ [الآية: 80] فابن عامر و عاصم و حمزة و كذا يعقوب و خلف بنصب الراء أي و لا له أن يأمركم فإن مضمرة أو منصوب بالعطف على يؤتيه و الفاعل ضمير بشر وافقهم الحسن و اليزيدي و الأعمش و الباقون بالرفع على الاستئناف و فاعله ضمير اسم اللّه تعالى أو بشر (و سكن) أبو عمرو راءه كالذي بعده و اختلس ضمتها و للدوري عنه ثالث و هو الإتمام كالباقين.

و اختلف في لَما آتَيْتُكُمْ [الآية: 81] فحمزة بكسر اللام و تخفيف الميم على أنها لام الجر متعلقة بأخذ و ما مصدرية أي لأجل إيتائي إياكم بعض الكتاب و الحكمة ثم مجى ء رسول الخ وافقه الحسن و الأعمش و الباقون بالفتح على أنها لام الابتداء و يحتمل أن تكون للقسم لأن أخذ الميثاق في معنى الاستحلاف و ما شرطية منصوبة بآتيتكم و هو و معطوفه بثم جزم بها على ما اختاره سيبويه.

و اختلف في آتَيْتُكُمْ فنافع و كذا أبو جعفر بالنون و الألف بعدها بضمير المعظم نفسه (3) وافقهما الحسن و الباقون بتاء مضمومة بلا ألف.

و قرأ أَقْرَرْتُمْ [الآية: 81] بتسهيل الثانية مع إدخال ألف قالون و أبو عمرو و هشام من بعض طرقه و أبو جعفر (4) و قرأ ورش من طريق الأصبهاني و كذا من طريق الأزرق في أحد وجهيه و ابن كثير و رويس بالتسهيل بلا ألف (5) و أبد لها الأزرق ألفا في وجهه الثاني و مد مشبعا و لهشام وجه ثان و هو التحقيق و الإدخال و له ثالث و هو التحقيق بلا ألف و به قرأ الباقون و تقدم تفصيل ذلك في بابه و عند أنذرتهم و يوقف على قالَ أَ أَقْرَرْتُمْ لحمزة بتحقيق الهمزتين ثم بتسهيل الثانية مع تحقيق الأولى لتوسطها بزائد منفصل ثم بتسهيلهما لأن كلا متوسط بغيره و أظهر ذال (أخذتم) ابن كثير و حفص و رويس بخلفه و أدغمه الباقون.ن.

ص: 226


1- أي: (... تعلّمون ...). [أ].
2- أي: (تعلّمون ...). [أ].
3- أي: (آتيناكم). [أ].
4- وافقهم اليزيدي.
5- وافقهما ابن محيصن.

و اختلف في يَبْغُونَ [الآية: 83] فأبو عمرو، و حفص، و كذا يعقوب بالغيب، وافقهم اليزيدي، و الحسن، و الباقون بناء الخطاب على الالتفات.

و اختلف في يَرْجِعُونَ [الآية: 83] فحفص و كذا يعقوب بالغيب و يعقوب على أصله في فتح الياء و كسر الجيم و الباقون: بالخطاب على الالتفات و تقدم إمالة (موسى، و عيسى) و همز (النبيئون) و خلاف أبي عمرو في إدغام يَبْتَغِ غَيْرَ [الآية: 85] لجزمه و أمال (جاءهم) حمزة و خلف و ابن ذكوان و هشام بخلفه.

و قرأ ورش من طريق الأصبهاني و ابن وردان بخلفه عنهما بنقل حركة همز مِلْ ءُ [الآية: 91] إلى اللام و عن المطوعي وَ لَوِ افْتَدى [الآية: 91] بضم الواو و كذا لو اطلعت و ألّو استقاموا و نحوه و مر تسهيل (إسرائيل) لأبي جعفر و الخلاف في مده للأزرق و وقف حمزة عليه قريبا و كذا تخفيف (تنزل) لابن كثير و أبي عمرو و يعقوب و إمالة (التورية) أول السورة و كذا إمالة (الناس).

و اختلف في حَجَّ الْبَيْتَ [الآية: 97] فحفص و حمزة و الكسائي و كذا أبو جعفر و خلف (1) بكسر الحاء لغة نجد وافقهم الأعمش و عن الحسن كسره كيف أتى و الباقون بالفتح لغة أهل العالية و الحجاز و أسد و أمال و حَقَّ تُقاتِهِ [الآية: 102] و الكسائي و للأزرق الفتح و الصغرى: (و شدد) البزي بخلفه تاء وَ لا تَفَرَّقُوا [الآية: 103] و مد الألف قبلها للساكنين و تقدم اتفاقهم على فتح شَفا حُفْرَةٍ [الآية: 103] لكونه واويا مرسوما بالألف.

و قرأ تُرْجَعُ الْأُمُورُ [الآية: 109] بفتح التاء، و كسر الجيم مبنيا للفاعل ابن عامر و حمزة و الكسائي و كذا يعقوب و خلف (و مر) للأزرق خلاف في ترقيق راء (خيرا) و ترقيقه (خير أمة) وجها واحدا و إمالة (أذى) وقفا و الخلاف في ضم الهاء و الميم من (عليهم الذلة) و عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ [الآية: 112] و همز (الأنبياء) و عن المطوعي (لن يضروكم) بكسر الضاد و كذا فلن يضر اللّه و نحوه أسند إلى ظاهر له مضمر مفردا أو غيره (و أمال) وَ يُسارِعُونَ [الآية: 114] و سارعوا الدوري عن الكسائي.

و اختلف في وَ ما يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ [الآية: 115] فحفص و حمزة و الكسائي و كذا خلف بالغيب فيهما مراعاة لقوله تعالى من أهل الخ وافقهم الأعمش و الباقون بالخطاب على الرجوع إلى خطاب أمة محمد صلّى اللّه عليه و سلّم في قوله تعالى كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ و اختلف عن الدوري عن أبي عمرو فروي عنه من طريق ابن فرح بالغيب و روي عنه من طريق ابن مجاهد عن أبي الزعراء التخيير بين الغيب و الخطاب فيهما و صحح الوجهين ن.

ص: 227


1- وافقهم المطوعي و الحسن و ابن محيصن.

عنه في النشر قال إلا أن الخطاب أكثر و أشهر و سبق إمالة (الدنيا) و كذا (ها أنتم) (و أبدل) همز تسؤهم أبو جعفر و الأصبهاني.

و اختلف في يَضُرُّكُمْ [الآية: 120] فنافع و ابن كثير و أبو عمرو و كذا يعقوب بكسر الضاد و جزم الراء جواب للشرط من ضاره يضيره و الأصل يضيركم كيغلبكم نقلت كسرة الياء إلى الضاد فحذفت الياء للساكنين و الكسرة دالة عليها وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و الباقون بضم الضاد و رفع الراء مشددة (1) على أن الفعل مرفوع لوقوعه بعد فاء مقدرة و الجملة جواب الشرط على حد: من يفعل الحسنات اللّه يشكرها، أي فاللّه و جعله الجعبري و تبعه النويري مجزوما و الضمة ليست إعرابا كلم يرد إذ الأصل يضرركم كينصركم نقلت ضمة الراء الأولى إلى الضاد ليصح الإدغام ثم سكنت للجزم فالتقى ساكنان فحركت الثانية له لكونها طرفا و كانت ضمة للاتباع (و عن) الحسن و المطوعي بِما يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ [الآية: 120] بالخطاب التفاتا أو التقدير قل لهم (و عن) الحسن وحده ألف في الموضعين على الإفراد.

و اختلف في مُنْزَلِينَ [الآية: 124] هنا و مُنْزِلُونَ بالعنكبوت [الآية: 34] فابن عامر بتشديد الزاي مع فتح النون و الباقون: بالتخفيف مع سكون النون (2) و هما لغتان أو الأول من نزل و الثاني من أنزل و لا خلاف في فتح الزاي هنا و كسرها في العنكبوت إلا عن الحسن فإنه يكسرها هنا مخففة و تقدم إمالة (بلى) قريبا.

و اختلف في مُسَوِّمِينَ [الآية: 125] فابن كثير و أبو عمرو و عاصم و كذا يعقوب بكسر الواو اسم فاعل من سوم أي مسومين أنفسهم أو خيلهم و كانوا بعمائم صفر مرخيات على أكتافهم وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و الباقون بالفتح اسم مفعول و الفاعل اللّه تعالى و أمال (الربوا) حمزة و الكسائي و خلف و فتحه الباقون و منهم الأزرق و قرأ مُضاعَفَةً [الآية: 130] بالتشديد بلا ألف ابن كثير و ابن عامر و أبو جعفر و يعقوب و تقدم إمالة (الكافرين) لأبي عمر و ابن ذكوان بخلفه و الدوري عن الكسائي و رويس و تقليلها للأزرق.

و اختلف في وَ سارِعُوا [الآية: 133] فنافع و ابن عامر و أبو جعفر بغير واو قبل السين (3) على الاستئناف و الباقون بالواو عطف أمرية على مثلها (و أمال) وَ سارِعُوا الدوري عن الكسائي فقط.

و اختلف في إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ [الآية: 140] أصابهم القرح فأبو بكر و حمزة و الكسائي و خلف بضم القاف في الثلاث وافقهم الأعمش و الباقون بالفتح ].

ص: 228


1- أي: (يضرّكم). [أ].
2- أي: (منزلين ...). [أ].
3- أي: (سارعوا إلى ...). [أ].

فيها و هما لغتان كالضعف و الضعف و معناه الجرح و قيل المفتوح الجرح و المضموم ألمه و عن الحسن (و يعلم الصابرين) بكسر الميم عطفا على ما يعلم المجزوم بلما و هي قراءة يحيى بن يعمر أيضا و أبدل همزة (مؤجلا) واوا مفتوحة ورش من طريقيه و أبو جعفر و به وقف حمزة و أدغم (يرد ثواب) معا هنا أبو عمرو و ابن عامر و حمزة و الكسائي و خلف (1) و عن المطوعي نُؤْتِهِ و سَنَجْزِي [الآية: 145] بياء الغيبة فيهما و الضمير للّه تعالى (و أسكن) هاء (نؤته) معا هنا و في الشورى أبو عمرو و هشام من طريق الداجوني و أبو بكر و حمزة و ابن وردان من طريق النهرواني و ابن جماز من طريق الهاشمي و قرأ قالون و يعقوب بكسر الهاء بلا صلة و اختلف عن ابن ذكوان و هشام من طريق الحلواني و أبي جعفر و حاصله أن لهشام ثلاثة أوجه السكون و إشباع كسرة الهاء و قصرها و لابن ذكوان وجهين القصر و الإشباع و لأبي جعفر وجهين السكون و القصر و الباقون بالإشباع.

و اختلف في كَأَيِّنْ [الآية: 146] حيث وقع و هو في سبعة فابن كثير و أبو جعفر بألف ممدودة بعد الكاف بعدها همزة مكسورة و هو إحدى لغاتها وافقهما الحسن فيما عدا الحج و تقدم تسهيل همزها لأبي جعفر (و وقف) أبو عمرو و يعقوب على الباء و الباقين على النون و عن ابن محيصن كان بهمزة واحدة مفتوحة بوزن كعن في السبعة وافقه الحسن في الحج.

و اختلف في قاتَلَ مَعَهُ [الآية: 146] فنافع و ابن كثير و أبو عمر و كذا يعقوب بضم القاف و كسر التاء بلا ألف مبنيا للمفعول وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و الباقون قاتل بفتح القاف و التاء و ألف بينهما بوزن فاعل و عن الحسن (ربيون) بضم الراء فيكون من تغيير النسب إن كان منسوبا إلى الرب فإن كان منسوبا إلى الربة و هي الجماعة فلا تغيير و فيها لغتان الكسر و الضم كما في الدر (و عن الحسن) أيضا (وهنوا) بكسر الهاء و هي لغة كالفتح و هن يهن كوعد يعد وهن يوهن كوجل يوجل و عن الشنبوذي (إلى ما أصابهم) بإلى موضع اللام و عن الحسن (و ما كان قولهم) بالرفع على أنه اسم كان و الخبر أن و ما في حيزها و قراءة الجمهور بالنصب أولى لأن أن و ما في حيزها أعرف لما تقدم أنها أشبهت المضمر من حيث أنها لا توصف و لا يوصف بها فيكون اسمها و أدغم (اغفر لنا) أبو عمرو بخلف عن الدوري و أمال (الدنيا، و مولاكم، و مأواهم) حمزة و الكسائي و خلف و قللها الأزرق بخلفه و وافقه أبو عمرو في الدنيا و له الكبرى أيضا من طريق ابن فرح عن الدوري عنه (و قرأ) (الرعب) حيث جاء معرفا و منكرا بضم العين ابن عامر و الكسائي و كذا أبو جعفر و يعقوب و الباقون بإسكانها لغتان فصيحتان و تقدم الخلاف في تخفيف (ينزّل) كإبدال همز (بئس) لأبي عمرو و ورش من طريقيه و أبي جعفر (و أدغم) دال (قد) في صاد (صدقكم) أبو عمرو و هشام و حمزة و الكسائي و خلف و أظهر ذال إذ من إِذْ تَحُسُّونَهُمْ ش.

ص: 229


1- وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و الحسن و الأعمش.

[الآية: 152] و إِذْ تُصْعِدُونَ [الآية: 153] نافع و ابن كثير و ابن ذكوان و عاصم و أبو جعفر و يعقوب و أمال (أراكم) أبو عمرو و ابن ذكوان بخلفه و حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق و اتفقوا على فتح عَفا عَنْكُمْ [الآية: 152] لكونه واويا مرسوما بالألف (و عن) الحسن (تصعدون) بفتح التاء و العين من صعد في الجبل إذا رقى و الجمهور بضم التاء و كسر العين من أصعد في الأرض ذهب (و عنه) أيضا (و لا تلون) بضم اللام و واو ساكنة و عن ابن محيصن بالغيب في الفعلين و بفتح الياء و العين من الأول عنه أيضا (أمنة) هنا و الأنفال بسكون الميم.

و اختلف في يَغْشى طائِفَةً [الآية: 154] فحمزة و الكسائي و كذا خلف بالإمالة و التاء المثناة من فوق إسنادا إلى ضمير أمنة وافقهم الأعمش و الباقون: بالتذكير إسنادا إلى ضمير النعاس و قلله الأزرق و له الفتح كالباقين و الجملة مستأنفة على الأولى على ما في الدر جوابا لسؤال مقدر كأنه قيل ما حكم هذه الأمنة فأخبر بقوله تغشى الخ صفة لنعاس على الثانية.

و اختلف في كُلَّهُ لِلَّهِ [الآية: 154] فأبو عمرو و كذا يعقوب بالرفع على الابتداء و متعلق للّه خبره و الجملة خبر إنّ نحو إن مالك كله عندي وافقهما اليزيدي و الباقون بالنصب تأكيدا لاسم إن.

و قرأ بُيُوتِكُمْ [الآية: 154] بكسر الباء قالون و ابن كثير و ابن عامر و أبو بكر و حمزة و الكسائي و كذا خلف و ضمها الباقون و تقدم الخلاف في ضم الهاء و الميم من عَلَيْهِمُ الْقِتالُ [الآية: 156] و عن الحسن (كانوا غزى) بتخفيف الزاي قيل أصله غزاة كقضاة حذفت التاء للاستغناء عنها لأن نفس الصيغة دالة على الجمع و الجمهور على التشديد جمع غاز و قياسه غزاة ككرام و رماة و لكنهم حملوا المعتل على الصحيح في نحو ضارب و ضرب و صائم و صوم و أماله وقفا حمزة و الكسائي و خلف و بالفتح و الصغرى الأزرق و هذا هو المعول عليه كما في النشر و نقل الشاطبي رحمه اللّه تعالى الخلاف فيه و في نظائره.

و اختلف في وَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ [الآية: 156] فابن كثير و حمزة و الكسائي و كذا خلف بالغيب ردا على الذين كفروا وافقهم ابن محيصن و الحسن و الأعمش و الباقون بالخطاب ردا على قوله و لا تكونوا خطابا للمؤمنين.

و اختلف في مُتُّمْ [الآية: 157] و مِتْنا، و مِتَّ الماضي المتصل بضمير التاء أو النون أو الميم حيث جاء فنافع و حفص و حمزة و الكسائي و كذا خلف بكسر الميم في ذلك كله إلا أن حفصا ضم الميم هنا في الموضعين فقط وافقهم الأعمش و ابن محيصن بخلفه و الباقون بالضم في الجميع و به قرأ حفص هنا وجه الكسر أنه من لغة من يقول مات يمات كخاف يخاف و الأصل موت بكسر عينه كخوف فمضارعه بفتح العين فإذا

ص: 230

أسند إلى التاء أو إحدى أخواتها قيل مت بالكسر ليس إلا و هو أنا نقلنا حركة الواو إلى الميم بعد سلب حركتها دلالة على الأصل ثم حذفت الواو للساكنين و وجه الضم أنه من فعل بفتح العين من ذوات الواو و قياسه الضم للفاء إذا أسند إلى تاء المتكلم و أخواتها أما من أول وهلة أو بأن تبدل الفتحة ضمة ثم تنقل إلى الفاء نحو قلت أصله قولت بضم عينه نقلت ضمة العين إلى الفاء فبقيت ساكنة و بعدها ساكن فحذفت و حفص جمع بين اللغتين.

و اختلف في مِمَّا يَجْمَعُونَ [الآية: 157] فحفص بالغيب التفاتا أو راجعا للكفار و الباقون بالخطاب جريا على قتلتم و أدغم (و استغفر لهم) السوسي و الدوري بخلفه و أسكن راء (ينصركم من بعده) أبو عمرو و اختلس حركتها و للدوري عنه الإتمام أيضا كالباقين.

و اختلف في يَغُلَّ [الآية: 161] فابن كثير و أبو عمرو و عاصم بفتح الياء و ضم الغين من غل مبنيا للفاعل أي لا يصح أن يقع من نبي صلّى اللّه عليه و سلّم غلول البتة وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و الباقون بضم الياء و فتح الغين (1) مبنيا للمفعول إما من غل ثلاثيا أي ما صح لنبي أن يخونه غيره فهو نفى في معنى النهي أي لا يغله أحد أو من أغل رباعيا إما من أغله أي نسبه للغلول كاكذبته نسبته الكذب فيكون نفيا في معنى النهي كالأول أو من أغله أي وجده غالا كأحمدته أي وجدته محمودا (و أمال) (توفى كل) حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه و كذا حكم (أنى هذا) غير أن الدوري عن أبي عمرو كالأزرق فيه و قرأ (رضوان) بضم الراء أبو بكر و يوقف لحمزة على نحو (من عند أنفسكم) بوجهين التحقيق و إبدال الهمزة باء مفتوحة لأنه متوسط بغير المنفصل و سبق ذكر الإشمام في (قيل لهم).

و اختلف في لَوْ أَطاعُونا ما قُتِلُوا [الآية: 168] و بعده قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ [الآية: 169] و آخر السورة وَ قاتَلُوا وَ قُتِلُوا [الآية: 195] و في الأنعام [الآية: 140] قَتَلُوا أَوْلادَهُمْ و في الحج [الآية: 58] ثُمَّ قُتِلُوا، أَوْ ماتُوا فهشام من طريق الداجوني شدد التاء (2) من الأول و اختلف عنه فيه من طريق الحلواني فالتشديد طريق المغاربة عنه و التخفيف طريق المشارقة عنه و به قرأ الباقون و أما الحرف الثاني و حرف الحج فشدد التاء فيهما ابن عامر و أما آخر السورة و حرف الأنعام فشددهما ابن كثير و ابن عامر وافقهما ابن محيصن و الباقون بالتخفيف على الأصل و أما التشديد فللتكثير و لا خلاف في تخفيف الأول هنا و هو ما ماتوا و ما قتلوا.

و اختلف في تَحْسَبَنَّ [الآية: 169] فهشام من طريق الداجوني بالغيب و اختلف ].

ص: 231


1- أي: (يغلّ). [أ].
2- أي: (قتّلوا ...). [أ].

عنه من طريق الحلواني و بفتح السين على اصله و الفاعل على الغيب ضمير الرسول أو من يصلح للحسبان فالذين مفعول أول و أمواتا ثان أو فاعله الذين و المفعول الأول محذوف أي و لا يحسبن الشهداء أنفسهم أمواتا وافقه ابن محيصن و الباقون بالخطاب أي يا محمد أو يا مخاطب (و فتح) سينه ابن عامر و عاصم و حمزة و أبو جعفر (و سبق) فتح (لا خوف) ليعقوب مع ضمه كحمزة ها (عليهم).

و اختلف في وَ أَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ [الآية: 171] فالكسائي بكسر الهمزة على الاستئناف و الباقون بالفتح عطفا على نعمة أي و عدم إضاعة اللّه أجر المؤمنين و تقدم ذكر (القرح) قريبا و أظهر دال (قد جمعوا) نافع و ابن كثير و ابن ذكوان و عاصم و أبو جعفر و يعقوب.

و أمال فَزادَهُمُ [الآية: 173] حمزة و خلف و هشام و ابن ذكوان بخلفهما و فتحها الباقون (و يوقف) على (سوء) لحمزة و هشام بخلفه بالنقل على القياس و بالإدغام و تجوز الإشارة فيهما بالروم و الإشمام فهي ستة و لا يصح غيرها (و أثبت) ياء (و خافون إن) أبو عمرو و أبو جعفر وصلا و في الحالين يعقوب (و مر) ضم راء (رضوان) لشعبة (و يوقف) لحمزة على (يخوف أولياءه) بتسهيل الثانية مع المد و القصر كلاهما مع تخفيف الأولى و إبدالها واوا مفتوحة.

و اختلف في يَحْزُنْكَ [الآية: 176] و يَحْزُنُهُمُ، و يَحْزُنْكَ الَّذِينَ، و لَيَحْزُنُنِي حيث وقع فنافع بضم حرف المضارعة و كسر الزاي (1) من أحزن رباعيا إلا حرف الأنبياء لا يحزنهم ففتحه و ضم الزاي كقراءة الباقين في الكل من حزن ثلاثيا إلا أبا جعفر وحده في حرف الأنبياء فقط فضم و كسر و عن ابن محيصن الضم في الكل (و أمال) (يسارعون) الدوري عن الكسائي.

و اختلف في وَ لا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا، و لا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ [الآية: 178، 180] فحمزة بالخطاب فيهما وافقه المطوعي، و الخطاب له صلّى اللّه عليه و سلّم أو لكل أحد و الذين كفروا مفعول أول إنما نملي بدل منه سد مسد المفعولين و لا يلزم منه أن تكون عملت في ثلاثة إذ المبدل منه في نية الطرح و ما موصولة أو مصدرية أي لا تحسبن أن الذي نمليه للكفار أو املأنا لهم خيرا لهم و أما الثاني فيقدر فيه مضاف أي لا تحسبن بخل الذين يبخلون خيرا فبخل و خيرا مفعولاه و الباقون بالغيب فيهما مسندا إلى الذين فيهما و إنما في الأول سدت مسد المفعولين و يقدر في الثاني مفعول دل عليه يبخلون أي لا يحسبن الباخلون بخلهم خيرا لهم.

و اختلف في حَتَّى يَمِيزَ [الآية: 179] هنا و في الأنفال [الآية: 37]].

ص: 232


1- أي: (يحزنك ...). [أ].

لِيَمِيزَ اللَّهُ فحمزة و الكسائي و كذا يعقوب و خلف بضم الياء و فتح الميم و كسر الياء الثانية مشددة فيهما (1) من ميز وافقهما الحسن و الأعمش و الباقون بفتح الياء و كسر الميم و سكون الياء بعدها من ماز يميز و هما لغتان.

و اختلف في وَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ [الآية: 180] فابن كثير و أبو عمرو و كذا يعقوب بالغيب جريا على يبخلون وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و الباقون بالخطاب على الالتفات (و أظهر) دال قد من (قد سمع) نافع و ابن كثير و ابن ذكوان و عاصم و ابو جعفر و يعقوب.

و اختلف في سَنَكْتُبُ، و قَتْلَهُمُ، و نَقُولُ [الآية: 181] فحمزة بياء مضمومة و فتح تائه مبنيا للمفعول و رفع لام قتل عطفا على الموصولة النائبة عن الفاعل و يقول بياء الغيبة وافقه الشنبوذي و الباقون بالنون المفتوحة و ضم التاء بالبناء للفاعل و نصب قتل بالعطف على ما المنصوبة المحل على المفعولية و عن المطوعي كذلك إلا أنه بالياء في نكتب و نقول (و أظهر) دال قد من (قد جاءكم) نافع و ابن كثير و ابن ذكوان و عاصم و أبو جعفر و يعقوب.

و أمال (جاءكم) حمزة و خلف و ابن ذكوان و هشام بخلفه و وقف على (فلم) بهاء السكت البزي و يعقوب بخلف عنهما.

و اختلف في وَ الزُّبُرِ وَ الْكِتابِ [الآية: 184] فابن عامر في و الزبر بزيادة باء موحدة بعد الواو (2) كرسمه في الشامية و هشام بخلف عنه بزيادتها أيضا في و بالكتاب و الباء ثابتة في مصحف المدينة في الأولى محذوفة في الثانية و الحذف عن هشام من جميع طرق الدجوني إلا من شذ و الإثبات عنه من جميع طرق الحلواني إلا من شذ و هو الأصح عن هشام كما في النشر و عن المطوعي (ذائقة) بالتنوين الْمَوْتِ [الآية: 185] بالنصب و عنه حذف التنوين مع نصب الموت و حذفه لالتقاء الساكنين مع إرادته و تقدم الخلف عن أبي عمرو في إدغام (زحزح عن) و كذا يعقوب من المصباح و كذا إمالة (الدنيا).

و اختلف في لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَ لا تَكْتُمُونَهُ [الآية: 187] فابن كثير و أبو عمرو و أبو بكر بالغيب فيهما إسنادا لأهل الكتاب وافقهم ابن محيصن و الباقون بالخطاب على الحكاية أي و قلنا لهم و نظيره و إذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا اللّه.

و اختلف في لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ، فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ [الآية: 188] فابن كثير و أبو عمر و بالغيب فيهما و فتح الباء في الأولى و ضمها في الثاني وافقهم ابن محيصن ].

ص: 233


1- أي: (يميّز).
2- أي: (بالزّبر). [أ].

و اليزيدي و الفعل الأول مسند إليه صلّى اللّه عليه و سلّم أو غيره و الذين مفعول أول و الثاني بمفازة أي لا يحسبن الرسول الفرحين ناجين و الفعل الثاني مسند إلى ضمير الذين و من ثمة ضمت الباء لتدل على واو الضمير المحذوفة لسكون النون بعدها فمفعوله الأول و الثاني محذوف تقديره كذلك أي فلا يحسبن الفرحون أنفسهم ناجية و الفاء عاطفة و قرأ عاصم و حمزة و الكسائي و يعقوب و خلف بتاء الخطاب فيهما و فتح الباء فيهما معا وافقهم الأعمش إسناد فيها للمخاطب و الثاني تأكيد للأول و الفاء زائدة أي لا تحسبن الفرحين ناجين لا تحسبنهم كذلك و قرأ نافع، و ابن عامر و أبو جعفر بياء الغيب في الأول و تاء الخطاب في الثاني و فتح الموحدة فيهما إسناد للأول إلى الذين و الثاني إلى المخاطب وافقهم الحسن (و فتح) السين في الفعلين ابن عامر و عاصم و حمزة و أبو جعفر و أدغم أبو عمرو (فاغفر لنا) بخلف عن الدوري و يوقف لحمزة على نحو (سيئاتنا) بإبدال الهمزة ياء مفتوحة فقط و أمال (مع الأبرار) و (للأبرار) أبو عمرو و ابن ذكوان من طريق الصوري و الكسائي و خلف و قلله الأزرق و اختلف عن حمزة فروى الكبرى عنه من روايتيه جماعة و رواها عن خلف جمهور العراقيين و قطعوا لخلاد بالفتح و روى التقليل عنه من الروايتين جمهور المغاربة و المصريين و هو الذي في الشاطبية و غيرها فحصل لخلاد ثلاثة الكبرى و الصغرى و الفتح و لخلف الكبرى و الصغرى فقط و الباقون بالفتح و كذا حكم الأشرار بص و قرار بإبراهيم و قد أفلح و غافر و المرسلات.

و اختلف في وَ قاتِلُوا، و قتلوا [الآية: 195] و في التوبة فَيَقْتُلُونَ وَ يُقْتَلُونَ [الآية: 111] فحمزة و الكسائي و خلف ببناء الأول للمفعول و الثاني للفاعل فيهما (1) إما لأن الواو لا تفيد الترتيب، أو يحمل ذلك على التوزيع أي منهم من قتل و منهم من قاتل وافقهم المطوعي و الباقون: ببناء الأول للفاعل و الثاني للمفعول لأن القتال قبل القتل و يقال قتل ثم قتل و مر قريبا تشديد (قتلوا) لابن كثير و ابن عامر.

و اختلف في لا يَغُرَّنَّكَ [الآية: 196] هنا و يَحْطِمَنَّكُمْ بالنمل [الآية: 18] و يَسْتَخِفَّنَّكَ بالروم [الآية: 60] فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ، أَوْ نُرِيَنَّكَ [الزخرف: 41، 42] فرويس بتخفيف النون مع سكونها في الخمسة (2) و اتفق على الوقف له على نذهبن بالألف بعد الباء على أصل نون التأكيد الخفيفة، وافقه الأعمش في رواية الشنبوذي على لا يَحْطِمَنَّكُمْ فقط و الباقون بالتشديد في الكل.

و اختلف في لكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا [الآية: 198] هنا، و في الزمر [الآية: 20] فأبو جعفر بتشديد النون (3) فيهما فالموصول محله نصب و الباقون بالتخفيف ].

ص: 234


1- أي: (و قتلوا و قاتلوا) و (فيقتلون و يقتلون). [أ].
2- أي: (لا يغرّنك، يحطمنكم، يستخفّنك ...). [أ].
3- أي: (الذين). [أ].

فالموصول رفع بالابتداء، و عند يونس يجوز إعمالها مخففة.

و تقدم إمالة (مأواهم) لحمزة و الكسائي و خلف و تقليلها للأزرق بخلفه و كذا إبدال همزها لأبي عمرو بخلفه و الأصبهاني و أبي جعفر و مثلها (بئس) و يوافقهم على إبدالها الأزرق كصاحبه الأصبهاني و عن الحسن و المطوعي (نزلا) بسكون الزاي لغة.

المرسوم اتفقوا على رسم الهمزة الثانية واوا في (أؤنبئكم) و كتب وَ يَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ بألف بعد القاف في بعض المصاحف (1) و خرج بالقيد يَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ المتفق على حذفه، فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ بالياء، روى نافع فَيَكُونُ طَيْراً هنا و بالمائدة بحذف ألفه في المدني (2) و خرج بفيكون كهيئة الطير المتفق على حذفه، منهم تقية بياء بدل الألف و اختلفت العراقية في اتقوا اللّه حق تقاته ففي بعضها بالألف و بعضها بالحذف، سارعوا إلى مغفرة بواو قبل السين في المكي و الكوفي و البصري و بحذفها في المدني و الشامي و الإمام، أ فائن مات بياء بين الألف و النون، بالزبر بياء الجر في الزبر في الشامي و بالكتاب في بعض الشامية بالباء و بلا باء فيهما في الخمس المصاحف روى نافع و قاتلوا آخر السورة بالألف (3) و كتبوا في بعضها لإلى اللّه تحشرون بزيادة ألف بين الألف المعانقة للام و اللام.

المقطوع، و الموصول اتفق على وصل لكيلا تحزنوا كالحج و الأحزاب و الحديد و ما عداها مقطوع نحو كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً.

هاء التأنيث نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إذ بالتاء و كذا امْرَأَتُ عِمْرانَ [الآية: 35]، و كذا كل امرأة مع زوجها، و كذا لَعْنَتَ اللَّهِ هنا (4) [الآية: 61، 87] و بالنور [الآية: 9].

ياءات الإضافة ست وَجْهِيَ لِلَّهِ [الآية: 20]، مِنِّي إِنَّكَ [الآية: 35]، و لِي آيَةً [الآية: 41]، إِنِّي أُعِيذُها [الآية: 36]، أَنْصارِي إِلَى اللَّهِ [الآية: 52]، أَنِّي أَخْلُقُ [الآية: 49]، و تقدم عن ابن محيصن و المطوعي تسكين ياء الإضافة من بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ [الآية: 40] فتكون سابعة.

الزوائد ثلاث وَ مَنِ اتَّبَعَنِ، [الآية: 20]، وَ أَطِيعُونِ، [الآية: 50] وَ خافُونِ [الآية: 175].ء.

ص: 235


1- و في بعضها بالحذف. و وجه الخلاف قصد موافقة كل قراءة رسما صريحا.
2- و وجهه احتمال القراءتين فقراءة القصر قياسية و قراءة المد اصطلاحيه.
3- و رواه جماعة بحذفها و وجهه احتمال قراءتي القصر و المد تصريحا، و تقديرا.
4- كان من حقه أن يقيده بفنجعل ليخرج الموضع الثاني: أن عليهم لعنة المتفق على رسمه بالهاء.

سورة النساء

سورة النساء

مدنية آيها مائة و سبعون و خمس حجازي و بصري و ست كوفي و سبع شامي اختلافها آيتان: (أن تضلوا السبيل) كوفى و شامى، (عذابا أليما) شامى مشبه الفاصلة ثمانية (احديهن قنطار، عليهن سبيلا، أجل قريب، للناس رسولا، لمن ليبطئن، يكتب ما يبيتون، ملة إبراهيم حنيفا، المقربون)، و عكسه أربعة: (ألا تعولوا، مريئا، أجرا عظيما، ليهديهم طريقا).

القراءات تقدم الإدغام مع ذهاب صفة الاستعلاء في خَلَقَكُمْ [الآية: 1] لأبي عمرو بخلفه و كذا يعقوب و إسقاط الغنة لخلف عن حمزة (في نفس واحدة) و ترقيق راء (كثيرا) للأزرق بخلفه.

و اختلف في تَسائَلُونَ [الآية: 1] فعاصم و حمزة و الكسائي و كذا خلف بتخفيف السين على حذف إحدى التاءين الأولى أو الثانية على الخلاف وافقهم الحسن و الأعمش و الباقون بالتشديد (1) على إدغام تاء التفاعل في السين.

و اختلف في وَ الْأَرْحامَ [الآية: 1] فحمزة بخفض الميم عطفا على الضمير المجرور في به على مذهب الكوفيين أو أعيد الجار و حذف للعلم به و جر على القسم تعظيما للأرحام حثا على صلتها رجوا به اللّه الخ وافقه المطوعي و الباقون بالنصب عطفا على لفظ الجلالة أو على محل به كقولك مررت به و زيدا و هو من عطف الخاص على العام إذ المعنى اتقوا مخالفته و قطع الأرحام مندرج فيها فنبه سبحانه و تعالى بذلك و بقرنها باسمه تعالى على أن صلتها بمكان منه و أمال الْيَتامى [الآية: 2، 3] حمزة و الكسائي و خلف و قلله بخلفه ورش و أمال فتحة التاء مع الألف بعدها الدوري عن الكسائي من طريق أبي عثمان الضرير اتباعا لإمالة التأنيث و عن ابن محيصن تبدلوا [الآية: 2] بتاء واحدة مشددة كالبزي في و لا تيمموا و عنه تخفيفها و عنه بتاءين كالباقين.

و عن الحسن حُوباً [الآية: 2] بفتح الحاء لغة تميم في المصدر يقال حاب حوبا و حوبا و حابا و حوبة و حبابة و قيل المفتوح مصدر و المضموم اسم و أصله من حوب الإبل أي زجرها سمي به الإثم لأنه يزجر به و يطلق على الذئب لأنه يزجر عنه (و أخفى) أبو

ص: 236


1- أي: (تسّاءلون ...). [أ].

جعفر النون عند الخاء من (و إن خفتم) و أمال طابَ [الآية: 3] حمزة و فتحه الباقون و أمال (مثنى) و (أدنى) حمزة و الكسائي و خلف و بالفتح و الصغرى الأزرق.

و اختلف فَواحِدَةً [الآية: 3] فأبو جعفر بالرفع على الابتداء و المسوغ اعتمادها على فاء الجزاء و الخبر محذوف أي كافية أو خبر محذوف أي فالمقنع واحدة أو فاعل بمحذوف أي فيكفي واحدة و الباقون بالنصب أي فاختاروا أو انكحوا و يوقف لحمزة على (هنيئا) و (مريئا) بالإبدال ياء مع الإدغام لزيادة الياء و قرأهما أبو جعفر كذلك في الحالين بخلف عنه من روايتيه (و أسقط) الهمزة الأولى من (السفهاء أموالكم) قالون و البزي و أبو عمرو و رويس من طريق أبي الطيب و سهل الثانية الأصبهاني عن ورش و أبو جعفر و رويس من غير طريق أبي الطيب و به قرأ الأزرق في أحد وجهيه و الثاني عنه إبدالها ألفا مع إشباع المد للساكنين و قرأ قنبل بإسقاط الأولى كالبزي من طريق ابن شنبود و من غير طريقه بتسهيل الثانية و بإبدالها ألفا كالأزرق و الباقون بتحقيقها.

و عن الحسن اللَّاتِي [الآية: 15] مطابقة للفظ الجمع.

و اختلف في لَكُمْ قِياماً [الآية: 5] فنافع و ابن عامر بغير ألف هنا (1) و به قرأ ابن عامر وحده في المائدة و هو قياما للناس على أن قيما مصدر كالقيام و ليس مقصورا منه و الباقون بالألف فيهما مصدر قام أي التي جعلها اللّه تعالى سبب قيام أبدانكم أي بقائها و سبق إمالة ألفي (اليتامى) و نحو (كفى) و ضم هاء (عليهم و إليهم) و عن الحسن (و ليخش) و (فليتقوا و ليقولوا) بكسر اللام في الثلاثة و عن ابن محيصن بخلف (2) (ضعفا) بضم الضاد و العين و التنوين و عنه ضم الضاد و فتح العين و المد و الهمز بلا تنوين و أمال (ضعافا) حمزة و كذا خافُوا [الآية: 9] بخلف عن خلاد في الأول و فتحهما الباقون.

و اختلف في وَ سَيَصْلَوْنَ [الآية: 10] فابن عامر و أبو بكر بضم الياء مبنيا للمفعول من الثلاثي وافقهما الحسن و الباقون بالفتح من صلى النار لازمها.

و اختلف في وَ إِنْ كانَتْ واحِدَةً [الآية: 11] فنافع و أبو جعفر بالرفع على أن كان تامة و الباقون بالنصب على أنها ناقصة.

و اختلف في أَمْ [الآية: 11] المضاف للمفرد من فَلِأُمِّهِ [الآية: 11] معا فِي أُمِّها بالقصص [الآية: 59] فِي أُمِّ الْكِتابِ بالزخرف [الآية: 4] فحمزة و الكسائي بكسر الهمزة في الأربعة لمناسبة الكسرة أو الياء و لذلك لا يكسرانها في الأخيرين إلا وصلا فإذا ابتدءا ضماها وافقهم الأعمش و الباقون بضمها في الحالين و أما المضاف للجمع و ذلك في أربعة مواضع: في «بطون أمهاتكم» بالنحل و الزمر و «بيوت ة.

ص: 237


1- أي: (قيما ...). [أ].
2- الأول من الكتابين و الثاني من المفردة.

أمهاتكم» بالنور «بطون أمهاتكم» بالنجم فكسر الهمزة و الميم معا في الأربعة حمزة اتبع حركة الميم حركة الهمزة فكسرت الميم تبع التبع كالإمالة للإمالة و لذا إذا ابتدأ بها ضم الهمزة و فتح الميم وافقه الأعمش و كسر الكسائي الهمزة وحدها و الباقون بضم الهمزة و فتح الميم في الأربعة على الأصل و هذا في الدرج أما في الابتداء بهمزة أم و أمهات فلا خلاف في ضمها و خرج بقيد الحصر نحو: «و عنده أم الكتاب» «فؤاد أم موسى» «و أمهاتكم اللاتي» فلا خلاف في ضمه.

و اختلف في يُوصِي [الآية: 11، 12] في الموضعين فابن كثير و ابن عامر و أبو بكر بفتح الصاد فيهما على البناء للمفعول و بها في محل رفع نائب الفاعل و قرأ حفص بالفتح في الأخيرة فقط لاتباع الأثر وافقهم ابن محيصن فيهما و الباقون بالكسر فيهما على البناء للفاعل أي يوصى المذكور أو الموروث و بها في محل نصب و عن الحسن يُوصِي بفتح الواو و كسر الصاد مشددة فيهما و عنه و المطوعي يُورَثُ بفتح الواو و كسر الراء مشددة مبنيا للفاعل و كلالة نصب على الحال إن أريد بها الميت و المفعولان محذوفان أي يورث وارثا ماله حال كونه كلالة و عن الحسن أيضا (مضار) بغير تنوين (وصية) بالخفض بالإضافة (1) و قرأه الجمهور بالنصب مصدرا مؤكد أي يوصيكم اللّه بذلك وصية.

و اختلف في يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ [الآية: 13] و يُدْخِلْهُ ناراً [الآية: 14] و يُدْخِلْهُ و يُعَذِّبْهُ في الفتح [الآية: 17] و يُكَفِّرْ عَنْهُ، و يُدْخِلْهُ في التغابن [الآية: 9] و يُدْخِلْهُ في الطلاق [الآية: 11] فنافع و ابن عامر و كذا أبو جعفر بنون العظمة في السبعة وافقهم الحسن هنا و الفتح و وافقهم المطوعي في الطلاق و التغابن و الباقون بالياء فيهن (و أخفى) التنوين عند الخاء من (نارا خالدا) أبو جعفر و أمال يَتَوَفَّاهُنَّ [الآية:

15] حيث جاء و كذا (أفضى) حمزة و الكسائي و خلف و بالفتح و الصغرى الأزرق.

و اختلف في الَّذانِ يَأْتِيانِها [الآية: 16] هنا و إن هذين بطه و هذان خصمان بالحج ابنتي هاتين و فذانك كلاهما بالقصص و أرنا اللذين بفصلت فابن كثير بتشديد النون فيها كلها و قرأ أبو عمرو و رويس بالتشديد في فذانك وافقهما الحسن و اليزيدي و الشنبوذي و تسمى هذه الأسماء مبهمات مبنية للافتقار فالتشديد في الموصول على جعل إحدى النونين عوضا عن الياء المحذوفة التي كان ينبغي أن تبقى و ذلك أن الذي مثل القاضي تثبت ياؤه في التثنية فكان حق ياء الذي و التي كذلك و لكنهم حذفوها إما لأن هذه تثنية على غير قياس و إما لطول الكلام بالصلة و وجه تشديد فذانك أن إحدى النونين للتثنية و الأخرى خلف عن لام ذلك أو بدل منها و الباقون بالتخفيف فيهن (و غلظ) الأزرق لام ن.

ص: 238


1- أي بإضافة اسم الفاعل إلى وصية، و المضارة لا تقع بالوصية بل بالورثة لكن لما وصى اللّه تعالى لورثة جعل المضرة الواقعة بهم كأنها واقعة بنفس الوصية مبالغة في ذلك. أفاده السمين.

(و أصلحا) (و نقل) حركة همز (ألان) ورش من طريقيه و ابن وردان بخلف عنه.

و اختلف في كَرْهاً [الآية: 19] هنا و التوبة [الآية: 53] و الأحقاف [الآية: 15] فحمزة و الكسائي و كذا خلف بضم الكاف فيهن و قرأ ابن ذكوان و عاصم و يعقوب كذلك في الأحقاف و اختلف فيه عن هشام وافقهم على الثلاث الحسن و الأعمش و الباقون بالفتح و هما لغتان و عن الفراء الفتح بمعنى الإكراه و الضم ما يفعله الإنسان كارها من غير إكراه مما هو فيه مشقة.

و اختلف في بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ [الآية: 19] هنا و الأحزاب [الآية: 30] و الطلاق [الآية:

1] و مُبَيِّناتٍ وَ مَثَلًا و مُبَيِّناتٍ وَ اللَّهُ يَهْدِي بالنور [الآية: 34، 46] آياتِ اللَّهِ مُبَيِّناتٍ بالطلاق [الآية: 11] فنافع و أبو عمرو و كذا أبو جعفر و يعقوب بكسر الياء في مبينة الواحد و فتحها في مبينات الجمع وافقهم اليزيدي، و قرأ ابن كثير و شعبة بفتح الياء في الستة وافقهما ابن محيصن بخلف في الجمع و قرأ ابن عامر و حفص و حمزة و الكسائي و كذا خلف بالكسر فيها كلها وافقهم الأعمش و عن الحسن الفتح في المفرد و الكسر في الجمع عكس نافع فالفتح فيهما على أنه اسم مفعول من المتعدي فمعنى الواحد بينها من يدعيها و معنى الجمع أن اللّه بينها و الكسر اسم فاعل إما من بين المتعدي و المفعول محذوف أي مبينة حال مرتكبها أو من اللازم يقال بإن الشي ء و أبان و استبان و بين و تبين بمعنى واحد أي ظهر.

و أمال (عسى) حمزة و الكسائي و خلف و قللها الأزرق و الدوري عن أبي عمر و بخلف عنهما (و عن) ابن محيصن (آتيتم إحديهن) بكسر الميم بنقل حركة الهمزة إليها و كذا همزة إحدى و إنها لإحدى بوصل همزة إحدى تخفيفا و سهّل الهمزة الأولى كالياء (من النساء إلا) موضعي هذه السورة و نحوه قالون و البزي مع المد و القصر و سهل الثانية كالياء ورش من طريقيه و أبو جعفر و رويس من غير طريق أبي الطيب و للأزرق إبدالها أيضا يا ساكنة فيشبع المد للساكنين و أسقط الأولى مع المد و القصر أبو عمرو و رويس من طريق أبي الطيب و قنبل من طريق ابن شنبوذ و لقنبل وجهان آخران و هما تسهيل الثانية كالباء و إبدالها ياء كالأزرق فهما و الباقون بتحقيقهما و أظهر دال (قد سلف) نافع و ابن كثير و ابن ذكوان و عاصم و أبو جعفر و يعقوب.

و اختلف في الْمُحْصَناتُ [الآية: 24] و (محصنات) معرفا و منكرا حيث جاء فالكسائي بكسر الصاد لأنهن يحصن أنفسهن بالعفاف أو فروجهن بالحفظ إلا الأول هنا فقرأه بالفتح لأن المراد به المزوجات (و عن) الحسن الكسر في الكل و الباقون بالفتح أسند الإحصان إلى غيرهن من زوج أو ولي أو اللّه تعالى.

و اختلف في وَ أُحِلَّ لَكُمْ [الآية: 24] فحفص و حمزة و الكسائي و كذا أبو جعفر و خلف بضم الهمزة و كسر الحاء مبنيا للمفعول وافقهم الحسن و المطوعي، و الباقون بالفتح فيهما مبنيا للفاعل.

ص: 239

و اتفق على كسر صاد مُحْصِنِينَ [الآية: 24] (و يوقف) لحمزة على نحو:

(متخذات أخدان) بوجهين التخفيف و إبدال الهمزة ياء مفتوحة (1) و أخدان بدال مهملة اتفاقا أي أخلاء في السر.

و اختلف في أُحْصِنَّ [الآية: 25] فأبو بكر و حمزة و الكسائي و خلف بفتح الهمزة و الصاد مبنيا للفاعل أي أحصن فروجهن و أزواجهن وافقهم الحسن و الأعمش و الباقون بضم الهمزة و كسر الصاد على البناء للمفعول على أن المحصن لهن الزوج و ضم الهاء من (عليهن) يعقوب و وقف بخلفه بهاء السكت.

و اختلف في تِجارَةً عَنْ تَراضٍ [الآية: 29] فعاصم و حمزة و الكسائي و كذا خلف بنصب تجارة على أن كان ناقصة و اسمها ضمير الأموال وافقهم الحسن و الأعمش و الباقون بالرفع على أنها تامة و عن تراض صفة لتجارة فموضعه رفع أو نصب و عن الحسن و المطوعي (و لا تقتّلوا) بضم التاء الأولى و فتح القاف و كسر الثانية مشددة على التكثير (و أدغم) لام (يفعل) في ذال (ذلك) أبو الحارث عن الكسائي (و عن) المطوعي (نصليه) بفتح النون من صليه يصليه و منه شاة مصلية (و يكفر عنكم و يدخلكم) بياء الغيبة للّه تعالى.

و اختلف في مُدْخَلًا [الآية: 31] هنا فنافع و الحج و أبو جعفر بفتح الميم فيهما فيقدر له فعل ثلاثي مطاوع ليدخلكم أي و يدخلكم فتدخلون مدخلا و خرج رب أدخلني مدخل صدق المتفق على ضمه و الباقون بالضم اسم مصدر من الرباعي كاسم المفعول و المدخول فيه حينئذ محذوف أي و يدخلكم الجنة إدخالا أو اسم مكان أي ندخلكم مكانا كريما فنصبه إما على الظرف و عليه سيبويه أو أنه مفعول به و عليه الأخفش و هكذا كل مكان بعد دخل و هي قراءة واضحة لأن اسم المصدر و المكان جاريان على فعليهما و قرأ (و اسئلوا) أمر المخاطب إذا تقدمه واو أو فاء بنقل حركة الهمزة إلى السين ابن كثيرة و الكسائي و خلف فإن لم يتقدمه ذلك فالكل على النقل نحو سل بني إسرائيل و إن كان لغائب فالكل بالهمز نحو و ليسألوا ما أنفقوا إلا حمزة وقفا.

و اختلف في عَقَدَتْ [الآية: 33] فعاصم و حمزة و الكسائي و كذا خلف بغير ألف (2) وافقهم الأعمش أسند الفعل إلى الإيمان و حذف المفعول أي عهودهم و الباقون بالألف من باب المفاعلة أي ذوو أيمانكم ذوي أيمانهم أو تجعل الأيمان معاقدة و معاقدة و المعنى عاقدتهم و ماسحتهم أيديكم كان الحليف يضع يمينه في يمين صاحبه و يقول دمي دمك و ثاري ثارك و حربي حربك و ترثني و أرثك فكان يرث السدس من مال حليفه فنسخ بقوله تعالى: و أولى الأرحام الخ و عن المطوعي تشديد القاف.].

ص: 240


1- أي: (يخدان ...). [أ].
2- أي: (عقدت ...). [أ].

و اختلف في بِما حَفِظَ اللَّهُ [الآية: 34] فأبو جعفر بفتح هاء الجلالة و ما موصولة أو نكرة موصوفة و في حفظ ضمير يعود إليها على تقدير مضاف إذ الذات المقدسة لا يحفظها أحد أي بالبر الذي، أو بشي ء حفظ حق اللّه أو دينه أو أمره و منه الحديث أحفظ اللّه يحفظك و الباقون بالرفع و ما إما مصدرية أو موصولة أي بحفظ اللّه إياهن أو بالذي حفظه اللّه لهن و عن المطوعي (في المضجع) بلا ألف و عنه أيضا (و الجار الجنب) بفتح الجيم و سكون النون كرجل عدل.

و أمال الْجارِ [الآية: 36] معا الدوري عن الكسائي و عن أبي عمرو من طريق ابن فرح و قلله الأزرق بخلفه (و تقدم) له الخلف في تقليل (القربى و اليتامى) و إنه إذا جمع له هذان مع الجار فله الفتح و الصغرى فيهما على كل من الفتح و الصغرى في الجار فهي أربعة لكن نقل شيخنا العمدة سلطان عن ابن الجزري أنه يقرأ بالصغرى مع الصغرى و بالفتح مع الفتح فقط و نطيره يا موسى إن فيها قوما جبارين و تقدم ذكر إمالة ألف القربى و ألفي اليتامى و تقدم إدغام يعقوب (بالصاحب بالجنب) كأبي عمرو بخلفه.

و اختلف في البخل [الآية: 37] هنا و الحديد [الآية: 24] فحمزة و الكسائي و كذا خلف بفتح الباء و الخاء على إحدى لغاته وافقهم الأعمش و كذا ابن محيصن بخلف في الحديد و الباقون بالضم و السكون كالحزن و الحزن و العرب و العرب.

و أمال لِلْكافِرِينَ [الآية: 37] أبو عمرو و ابن ذكوان من طريق الصوري و الدوري عن الكسائي و رويس و قلله الأزرق.

و أبدل أبو جعفر همز رِئاءَ النَّاسِ [الآية: 38] ياء مفتوحة في الحالين.

و اختلف في تَكُ حَسَنَةً [الآية: 40] فنافع و ابن كثير و أبو جعفر برفعها على أن كان تامة وافقهم ابن محيصن و الشنبوذي و الباقون بالنصب خبر كان الناقصة و اسمها يعود على مثقال و أنت حملا على المعنى أي زنة ذرة أو لإضافته إلى مؤنث.

و قرأ يُضاعِفْها [الآية: 40] بالقصر و التشديد ابن كثير و ابن عامر و أبو جعفر و يعقوب و عن الحسن القصر و التخفيف.

و اختلف في تُسَوَّى [الآية: 42] فحمزة و الكسائي و خلف بفتح التاء و تخفيف السين (1) مع الإمالة وافقهم الأعمش و قرأ نافع و ابن عامر و أبو جعفر بفتح التاء و تشديد السين بلا إمالة إلا الأزرق فبالفتح كالتقليل وافقهم الحسن و الباقون بضم التاء بلا إمالة و تخفيف السين مبنيا للمفعول (2).

و أمال سُكارى [الآية: 43] حمزة و الكسائي و خلف و أبو عمرو و ابن ذكوان بخلفه و أمال فتحة الكاف مع الألف بعدها الدوري عن الكسائي من طريق أبي عثمان ].

ص: 241


1- أي: (تسوّى ...). [أ].
2- أي: (تسوّى ...). [أ].

الضرير و قلله الأزرق و عن المطوعي سكرى بضم السين و سكون الكاف أي جماعة سكرى و تقدم إمالة: (مرضى).

و قرأ جاءَ أَحَدٌ [الآية: 43] بإسقاط الأولى مع المد، و القصر، و هو أولى لزوال الأثر قالون، و البزي، و أبو عمرو و رويس بخلفه و قرأ ورش من طريقيه و أبو جعفر و رويس في ثانيه بتسهيل الثانية بين بين و للأزرق أيضا إبدالها ألفا بلا مد مشبع لعدم الساكن بعد و لقنبل ثلاثة أوجه إسقاط الأولى كالبزي و تسهيل الثانية و إبدالها ألفا كالأزرق فيهما.

و اختلف في لامَسْتُمُ [الآية: 43] هنا و المائدة [الآية: 6] فحمزة و الكسائي و كذا خلف بغير ألف فيهما وافقهم الأعمش و الباقون بالألف (1) فيهما أي ماسستم بشرة النساء ببشرتكم و قيل جامعتموهن و قيل لمس جامع و لامس لما دون الجماع و قال البيضاوي و استعماله أي لمستم كناية عن الجماع أقل من الملامسة و عن الحسن (أن يضلوا) بالغيب من أضل و عن ابن محيصن من المبهج (يحرفون الكلم) بفتح اللام و بالألف هنا و موضعي المائدة و من المفردة في المائدة كذلك و في النساء بالكسر بلا ألف كالجمهور في الثلاثة (و عن) الحسن و ابن محيصن بخلفه (راعنا) بالتنوين.

و أمال أَدْبارِها [الآية: 47] أبو عمرو و ابن ذكوان من طريق الصوري و الدوري عن الكسائي (2) و قلله الأزرق و قرأ (فتيلا انظر) بكسر التنوين وصلا أبو عمرو و عاصم و حمزة و يعقوب و اختلف عن ابن ذكوان و الوجهان صحيحان عنه كما تقدم عن النشر و الباقون بالضم.

و قرأ هؤُلاءِ أَهْدى [الآية: 51] بإبدال الهمزة الثانية ياء مفتوحة نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و رويس.

و أمال أَهْدى [الآية: 51] حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه و كذا (و كفى) و ألقى و نحوه كأتاهم.

و تقدم في الإمالة للأزرق مع مد البدل و أدغم تاء: نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ [الآية:

56] أبو عمرو و حمزة و الكسائي و خلف و اختلف عن هشام و أظهرها نافع و ابن كثير و عاصم و ابن ذكوان و أبو جعفر و يعقوب و قرأ يَأْمُرُكُمْ [الآية: 58] أبو عمرو بإسكان الراء و اختلاس ضمتها و للدوري إتمام الحركة كالباقين.

و ابدل همزتها ألفا ورش و أبو عمرو بخلفه و أبو جعفر.

و ابدل الهمزة من تُؤَدُّوا [الآية: 59] واوا مفتوحة ورش من طريقيه و أبو جعفر.ي.

ص: 242


1- أي: (لامستم). [أ].
2- وافقهم اليزيدي.

و قرأ نِعِمَّا [الآية: 58] بفتح النون و كسر العين كسرة تامة ابن عامر و حمزة و الكسائي و كذا خلف (1) و الباقون بكسر النون و قرأ أبو جعفر بإسكان العين (2) و اختلف عن أبي عمرو و قالون و أبي بكر فروى عنهم المغاربة إخفاء كسرة العين يريدون الاختلاس فرارا من الجمع بين ساكنين و روى أكثر أهل الأداء عنهم الإسكان (3) و هما صحيحان عنهم كما في النشر قال غير أن النص عنهم الإسكان و لا نعرف الاختلاس إلا من طرق المغاربة و من تبعهم و الباقون بكسر النون و العين و اتفقوا على تشديد الميم و مر ذكر شي ء للأزرق و حمزة و ترقيق نحو خير للأزرق بخلفه و إشمام قيل لهشام و الكسائي و رويس و إمالة (جاءوك) لحمزة و خلف و ابن ذكوان و هشام بخلفه.

و قرأ أَنِ اقْتُلُوا [الآية: 66] بكسر النون وصلا أبو عمرو و عاصم و حمزة و يعقوب و ضمها الباقون و كسر الواو من أَوِ اخْرُجُوا [الآية: 66] عاصم و حمزة فقط و ضمها الباقون.

و اختلف في إِلَّا قَلِيلٌ [الآية: 66] فابن عامر بالنصب (4) على الاستثناء و الباقون بالرفع بدل من فاعل فعلوه و هو المختار و الكوفيون يجعلونه عطفا على الضمير بإلا لأنها تعطف عندهم و أشم صاد (صراطا) خلف عن حمزة و بالسين قرأ قنبل بخلفه و رويس و أثبت في الأصل هنا الخلف فيها لخلاد و فيه نظر و كذا في قطعه لقنبل بالسين فليعلم.

و قرأ النَّبِيِّينَ [الآية: 69] بالهمز نافع و أبدل همز لَيُبَطِّئَنَّ [الآية: 72] ياء مفتوحة أبو جعفر كوقف حمزة و رقق الأزرق رائي (حذركم و انفروا) بخلف عنه فيهما فإن جمع بينهما تحصل له بحسب الطرق ثلاثة أوجه تفخيم الأول و ترقيق الثاني و عكسه و ترقيقهما أما تفخيمهما فلا يعلم له طريق عنه حرره شيخنا رحمه اللّه تعالى.

و اختلف في كَأَنْ لَمْ تَكُنْ [الآية: 73] فابن كثير و حفص و رويس بالتاء وافقهم ابن محيصن و الشنبوذي و الباقون بالتذكير و أدغم باء (يغلب فسوف) أبو عمرو و هشام و خلاد بخلف عنهما و الكسائي و عن الشنبوذي (يؤتيه) بالياء و الجمهور بالنون (5).

و اختلف في وَ لا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا أَيْنَما [الآية: 77] فابن كثير و حمزة و الكسائي و أبو جعفر و روح من طريق أبي الطيب و خلف بالغيب وافقهم ابن محيصن و الأعمش و الباقون بالخطاب و اتفق على غيب الأول و هو قوله تعالى يُزَكِّي مَنْ يَشاءُ وَ لا يُظْلَمُونَ [الآية: 77، 78] و وقف على ما من مال في مواضعه الأربعة أبو عمرو دون اللام على ما نص عليه الشاطبي و جمهور المغاربة و اختلف فيه عن الكسائي فيه على اللام أو ما و مقتضى كلام هؤلاء أن الباقين يقفون على اللام دون ما و به صرح بعضهم و الأصح جواز).

ص: 243


1- وافقهم الأعمش.
2- أي: (نعمّا ...). [أ].
3- و وافقهم عليه اليزيدي و الحسن
4- أي: (إلا قليلا). [أ].
5- في بعض النسخ: و عن ابن محيصن حذف هاء (هذه القرية).

الوقف على ما لجميع القراء لأنها كلمة برأسها منفصلة لفظا و حكما كما اختاره في النشر و أما اللام فيحتمل الوقف عليها لانفصالها خطا و هو الأظهر قياسا و يحتمل أن لا يوقف عليها لكونها لام جر كما في النشر ثم إذا وقف على ما أو اللام اضطرارا أو اختيارا بالموحدة (1) امتنع الابتداء بقوله تعالى لهذا و هذا و إنما يبتدأ فمال هؤلاء و أمال تَوَلَّى [الآية: 80] حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه و كذا كفى (و أدغم) تاء (بيت طائفة) أبو عمرو و حمزة و الباقون بفتح التاء مع الإظهار و قطع أبو عمرو بإدغامه مع أنه من الكبير لأن قياسه بيتت لإسناده لمؤنث فلما حذفت التاء لكونه مجازيا صارت اللام مكان تاء تأنيث فسكنت لضرب من النيابة و لذا وافقه حمزة و عن ابن محيصن إدغام يكتب ما يبيتون و نقل القرآن ابن كثير و تقدم مد (لا ريب فيه) مدا متوسطا لحمزة بخلفه.

و اختلف في أَصْدَقُ [الآية: 87] و بابه و هو كل صاد ساكنة بعدها دال و هو في اثني عشر موضعا وَ مَنْ أَصْدَقُ [الآية: 87، 122] معا هنا هُمْ يَصْدِفُونَ، الَّذِينَ يَصْدِفُونَ، كانُوا يَصْدِفُونَ بالإنعام [الآية: 46، 157] و تَصْدِيَةً بالأنفال [الآية: 35] و لكِنْ تَصْدِيقَ يونس [الآية: 37] و يوسف [الآية: 111] فَاصْدَعْ بالحجر [الآية: 94] قَصْدُ السَّبِيلِ بالنحل [الآية: 9] يُصْدِرَ الرِّعاءُ بالقصص [الآية: 23] يَصْدُرُ النَّاسُ بالزلزلة [الآية: 6] فحمزة و الكسائي و خلف و رويس بخلف عنه بإشمام الصاد الزاي للمجانسة و الخفة و لا خلاف عن رويس في إشمام يصدر معا وافقهم الأعمش و الباقون بالصاد الخالصة على الأصل و هي رواية أبي الطيب و ابن مقسم عن رويس و الإشمام طريق الجوهري و النخاس عنه و أبدل أبو جعفر همز (فئتين) ياء مفتوحة كوقف حمزة.

و اختلف في حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ [الآية: 90] فيعقوب بنصب التاء منونة على الحال (2) بوزن تبعة وافقه الحسن و الباقون بسكون التاء فعلا ماضيا على أصله في الوقف بالهاء فيما رسم بالتاء وافقه الحسن (و رقق) راءها الأزرق و أدغم التاء في الصاد أبو عمرو و ابن عامر و حمزة و الكسائي و خلف و أظهرها الباقون و عن الحسن (فلقتلوكم) بغير ألف و عن المطوعي (خطاء) معا بوزن سماء و لا خلاف في فتح الخاء و الطاء.

و اختلف في فتبيّنوا في الموضعين هنا، و في الحجرات [الآية: 94، 60] فحمزة و الكسائي و خلف بثاء مثلثة بعدها باء موحدة بعدها تاء مثناة فوقية (3) من الثبت، أو التثبت وافقهم الحسن و الأعمش، و الباقون بباء موحدة و ياء مثناة تحت و نون من التبين و هما متقاربان يقال تثبت في الشي ء تبينه و أمال (ألقى) حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه و كذا ألقاها و ألقيه و توفيهم و كذا الدنيا و بوجهي الأزرق قرأ أبو عمرو فيها و جاء عن الدوري عنه فيها الإمالة المحضة أيضا.].

ص: 244


1- قوله (بالموحدة) كذا في الأصل و لا معنى لها هنا و لعلها زائدة.
2- أي: (حصرة). [أ].
3- أي: (فتثبّتوا). [أ].

و اختلف في إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ [الآية: 94] فنافع و ابن عامر و حمزة و أبو جعفر و خلف بفتح اللام من غير ألف بعدها من الانقياد فقط و الباقون بالألف (1)، و الظاهر أنه التحية و قيل الانقياد.

و اختلف في لَسْتَ مُؤْمِناً [الآية: 94] فأبو جعفر بخلف عنه من روايتيه بفتح الميم الثانية اسم مفعول أي لا نؤمنك في نفسك و الباقون بكسرها اسم فاعل أي إنما فعلت ذلك متعوذا.

و اختلف في غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ [الآية: 95] فابن كثير و أبو عمرو و عاصم و حمزة و يعقوب برفع الراء على البدل من القاعدون أو الصفة له وافقهم اليزيدي و الحسن و الأعمش و الباقون بنصبها على الاستثناء أو الحال من القاعدون و قرأ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي [الآية: 97] بتشديد التاء البزي بخلفه و أدغم تاء الملائكة في الظاء أبو عمرو بخلفه و مثله يعقوب من المصباح و وقف اليزيدي و يعقوب بخلف عنهما بهاء السكت على (فيم كنتم) (2) و عن الحسن (فلتقم) بكسر اللام و أدغم أبو عمرو بخلفه (و لتأت طائفة) و مثله يعقوب كذلك (و تقدم) ترقيق راء (حذرهم) للأزرق و إمالة (مرضى) و يرضى و (للكافرين) و (الناس) و تغليظ لام (الصلاة) و إصلاح و تقدم اختلافهم في (ها أنتم) قريبا بآل عمران و أمال (نجواهم) حمزة و الكسائي و خلف و بالفتح و الصغرى الأزرق و أبو عمرو و أدغم لام (يفعل ذلك) أبو الحارث و أظهرها الباقون و أمال (مرضات) الكسائي و وقف عليها بالهاء على أصله و بالتاء وقف الباقون.

و اختلف في فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً وَ مَنْ [الآية: 114] فأبو عمرو و حمزة و خلف يؤتيه بالياء المثناة تحت وافقهم اليزيدي و الشنبوذي و الباقون بنون العظمة.

و قرأ نُوَلِّهِ و نُصْلِهِ [الآية: 115] بإسكان الهاء فيهما أبو عمرو و أبو بكر و حمزة و اختلف عن هشام و ابن وردان و ابن جماز و قرأ قالون و يعقوب و أبو جعفر في وجهه الثاني بكسر الهاء بلا صلة و الباقون بالصلة بخلف عن ابن ذكوان و عن هشام أيضا فتحصل لهشام ثلاثة أوجه الإسكان و القصر و الإشباع و لابن ذكوان وجهان القصر و الإشباع و لأبي جعفر الإسكان و القصر و عن الحسن (إلا أنثى) بالإفراد على إرادة الجنس و عن الأعمش (يعدهم) بسكون الدال تخفيفا و أدغم دال (فقد ضل) ورش و أبو عمرو و ابن عامر و حمزة و الكسائي و خلف و تقدم إشمام (أصدق) قريبا.

و قرأ بِأَمانِيِّكُمْ [الآية: 123] و إِلَّا أَمانِيَّ [الآية: 78] من سورة البقرة بتخفيف الياء مع تسكينها (3) أبو جعفر كأنه جمع على فعالل دون فعاليل كما قالوا في قرقور قراقر و قراقير.].

ص: 245


1- أي: (السّلام). [أ].
2- أي: (فيمه كنتم). [أ].
3- أي: (أماني). [أ].

و اختلف في يَدْخُلُونَ [الآية: 124] هنا، و مريم [الآية: 60]، و طه (1)، و فاطر [الآية: 33]، و موضعي غافر [الآية: 40]، فابن كثير، و أبو عمرو، و أبو بكر، و أبو جعفر و روح بضم حرف المضارعة و فتح الخاء مبينا للمفعول في هذه السورة و مريم و أول غافر وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و قرأ أبو عمرو كذلك في فاطر فقط وافقه اليزيدي و الحسن و كذا قرأ رويس في مريم و الأول من غافر و قرأ كذلك في ثاني غافر و هو سيدخلون جهنم ابن كثير و أبو بكر بخلاف عنه و كذا أبو جعفر و رويس وافقهم ابن محيصن و الباقون بفتح حرف المضارعة و ضم الخاء مبنيا للفاعل في الخمسة.

و قرأ إِبْراهِيمَ [الآية: 125] الثلاثة الأواخر من هذه السورة و هي و اتبع ملة إبراهيم و اتخذ اللّه إبراهيم و أوحينا إلى إبراهيم بألف بدل الياء ابن عامر بخلف عن ابن ذكوان و أمال (يتلى) حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه و كذا حكم لليتامى و كذا يتامى وقفا و زاد الدوري عن الكسائي من طريق أبي عثمان الضرير فأمال فتحة التاء مع الألف بعدها (و فخم) الأزرق كغيره راء (إعراضا) من أجل حرف الاستعلاء بعد و كذا إعراضهم بالأنعام، و ضم يعقوب هاء (عليهما).

و اختلف في أَنْ يُصْلِحا [الآية: 128] فعاصم و حمزة و الكسائي، و خلف بضم الياء و إسكان الصاد، و كسر اللام من غير ألف من أصلح وافقهم الأعمش، و الباقون بفتح الياء، و الصاد مشددة، و بألف بعدهما، و فتح اللام (2) على أن أصلها يتصالحا فأبدلت التاء صادا و أدغمت و غلظ الأزرق لامها لكن بخلف عنه لفصلها عن الصاد بالألف و كذا طال و فصالا كما تقدم و أمال (أولى بهما) حمزة و الكسائي و خلف و بالفتح و الصغرى الأزرق و كذا الهوى و هواه بالكهف و الفرقان و القصص و الجاثية و كذا حكم كسالى و زاد الدوري عن الكسائي من طريق أبي عثمان الضرير فأمال فتحة السين مع الألف بعدها.

و اختلف في وَ إِنْ تَلْوُوا [الآية: 135] فابن عامر و حمزة تلوا بضم اللام و واو ساكنة بعدها (3) على وزن تفوا قيل من الولاية أي و إن وليتم إقامة الشهادة أو تعرضوا عنها وافقهما الأعمش و لا عبرة بطعن الطاعن فيها مع تواترها و صحة معناها و الباقون بإسكان اللام و إثبات الواو المضمومة قبل الساكنة من لوى يلوي و الأصل تلويوا حذفت الضمة على الياء لثقلها ثم الياء للالتقاء الساكنين و ضمت الواو لأجل واو الضمير.

و اختلف في وَ الْكِتابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلى رَسُولِهِ وَ الْكِتابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ [الآية: 136] فابن كثير و أبو عمرو و ابن عامر بضم النون و الهمز و كسر الزاي فيهما على بنائهما للمفعول و النائب ضمير الكتاب وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و الحسن ].

ص: 246


1- لا توجد هذه الكلمة في سورة طه البتة فليعلم أنه سبق قلم أو خطأ مطبعي و اللّه أعلم. [أ].
2- أي: (أن يصّالحا). [أ].
3- أي: (تلوا). [أ].

و الباقون بفتح النون و الهمز و الزاي فيهما (1) على بنائهما للفاعل و هو اللّه تعالى.

و اختلف في وَ قَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ [الآية: 140] فعاصم و يعقوب بفتح النون و الهمز و الزاي على بنائه للفاعل و أن ما بعدها نصب بنزل و الفاعل ضمير اللّه تعالى و الباقون:

بضم النون و كسر الزاي (2) مبنيا للمفعول و النائب أن و ما في حيزها أي نزل عليكم المنع من مجالستهم عند سماعكم الكفر بالآيات و الاستهزاء بها (و مر) قريبا إمالة (كسالى) مع إمالة فتحة السين للضرير عن الدوري عن الكسائي.

و اختلف في الدَّرْكِ [الآية: 145] فعاصم و حمزة و الكسائي و خلف بإسكان الراء وافقهم الأعمش و الباقون بفتحها و هما لغتان و قيل بالفتح جمع دركة كبقر و بقرة و بالسكون مصدر و لا خلاف في قوله تعالى لا يخاف دركا في طه أنه بفتح الراء إلا ما روي من سكونه عن أبي حيوة (و وقف) يعقوب على (يؤت اللّه) بالياء و الباقون بالحذف تبعا للرسم قال أبو عمرو ينبغي أن لا يوقف عليها لأنه أن وقف بالحذف خالف النحويين و إن وقف بالياء خالف المصحف انتهى قال السمين و لا بأس بما قال فإن اضطر تابع الرسم لأن الأطراف قد كثر حذفها و يشبه ذلك و من تق السيئات لأنه إن وقف بغير هاء السكت خالف الصناعة النحوية لأن الفعل عندهم إذا بقي على حرف واحد و وقف عليه ألحق هاء السكت وجوبا نحو قه و عه و لم يقه و لم يعه و لا يعتد بحرف المضارعة لزيادته و إن وقف بهاء السكت خالف المصحف انتهى ملخصا و عن الحسن (من ظلم) ببنائه للفاعل استثناء منقطع أي لكن الظالم يجهر به أو لكن الظالم يجهر له به أي يذكر ما فيه من المساوي في وجهه ليرتدع و عنه إسكان سين رسله.

و اختلف في سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ [الآية: 146] فحفص بالياء و الضمير للّه تعالى في قوله تعالى: و الذين آمنوا باللّه و الباقون بنون العظمة التفاتا و تقدم تخفيف (تنزل) لابن كثير و أبي عمرو و يعقوب و أدغم دال فَقَدْ سَأَلُوا [الآية: 153] أبو عمرو و هشام و حمزة و الكسائي و خلف و أظهرها الباقون و ضم الهاء من نؤتيهم و سنؤتيهم يعقوب (و سكن) راء أَرِنا [الآية: 153] ابن كثير و أبو عمرو بخلفه و يعقوب و الثاني لأبي عمرو الاختلاس من روايتيه و الباقون بالكسرة الكاملة كما مر بالبقرة و عن ابن محيصن الصَّاعِقَةُ [الآية: 153] بلا ألف مع سكون العين.

و اختلف في تَعْدُوا [الآية: 154] فقالون بخلف عنه و أبو جعفر بإسكان العين مع تشديد الدال و هو رواية العراقيين عن قالون من طريقيه و تقدم آخر الإدغام الجواب عنه من حيث الجمع فيه بين ساكنين على غير حدهما و الوجه الثاني لقالون اختلاس حركة العين مع التشديد للدال أيضا و عبر عنه بالإخفاء فرارا من ذلك و هي رواية المغاربة عنه ].

ص: 247


1- أي: (نزّل، أنزل). [أ].
2- أي: (نزّل). [أ].

و لم يذكروا غيره و روى الوجهين عنه الداني و قال إن الإخفاء أقيس و الإسكان آثر و قرأ ورش بفتح العين و تشديد الدال و أصلها على هذا تعتدوا نقلت حركة تاء الافتعال إلى العين لأجل الإدغام و قلبت دالا و أدغمت و الباقون: بإسكان العين و تخفيف الدال (1) من عدا يعدو كغزا يغزو و الأصل تعدو و حذفت ضمة الواو الأولى التي هي لام الكلمة ثم حذفت هي للالتقاء الساكنين فوزنه تفعوا و لا خلاف في تخفيف موضع الأعراف و تقدم همز (الأنبياء) لنافع و أدغم لام (بل طبع) هشام و حمزة بخلف عنهما و الكسائي و صوب في النشر الإدغام عن هشام و خص الشاطبي الخلاف بخلاد و المشهور عن حمزة الإظهار من روايتيه و غلظ الأزرق لام (صلبوه) و تقدم ضم الميم و حدها أو مع الهاء من (و أخذهم الربوا) و أماله أعني الربوا حمزة و الكسائي و خلف و فتحه الباقون و منهم الأزرق وجها واحدا على المختار له و كذا كلاهما كما في النشر و اتفق الجمهور على قراءة (و المقيمين) بالياء منصوبا على القطع المفيد للمدح كما في قطع النعوت إشعارا بفضل الصلاة أو مجرورا عطفا على ضمير منهم أو على الكاف في إليك و قيل غير ذلك و قد روي بالواو في قراءة جماعة منهم أبو عمرو في رواية يونس و هارون عنه.

و اختلف في سَنُؤْتِيهِمْ [الآية: 162] فحمزة و خلف بالياء وافقهما المطوعي و الباقون بالنون و ضم الهاء يعقوب و تقدم همز (النبيين) لنافع، و كذا (إبراهام) لابن عامر بخلف عن ابن ذكوان و أمال (عيسى) كموسى حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق و أبو عمرو بخلفهما.

و اختلف في زَبُوراً [الآية: 163] هنا و الإسراء [الآية: 55] و الزّبور بالأنبياء [الآية: 150] فحمزة و خلف بضم الزاي جمع زبر نحو فلس و فلوس و الباقون بفتحها على الإفراد كالحلوب اسم مفعول (و أبدل همز) (لئلا) ياء الأزرق فقط و تقدم إمالة (الناس) و كذا (كفى) و عن الحسن (أنزل إليك) بالبناء للمفعول و عنه (فسنحشرهم) بالنون (و أظهر) دال (قد ضلوا) قالون و ابن كثير و عاصم و أبو جعفر و يعقوب و كذا من (قد جاءكم) و معهم ورش و ابن ذكوان (و تقدم) إمالة (جاءكم) لحمزة و ابن ذكوان و هشام بخلف و كذا خلف (و) وقف حمزة بالتسهيل بين بين مع المد و القصر و سبق إمالة (ألقاها) قريبا و كذا (كفى) (و ضم) الهاء من (فيوفيهم) يعقوب و كذا (يهديهم) و نحوه (و وقف) على (أن امرؤا) حمزة و هشام بخلفه بتخفيف الهمزة بحركة ما قبلها، فتبدل واوا ساكنة، و بحركة نفسها فتبدل واوا مضمومة، فإذا سكنت للوقف اتحد مع الوجه الأول، و يتحد معهما وجه اتباع الرسم، و إن وقف بالإشارة جاز الروم و الإشمام فهذه ثلاثة أوجه و الرابع تسهيلها بين بين على تقدير روم حركة الهمزة و كذا تفتؤا و أتوكؤ كما في النشر (و سبق) ذكر (شي ء) مدا و توسطا للأزرق، توسطا لحمزة].

ص: 248


1- أي: (تعدوا). [أ].

بخلفه وصلا فإن وقف، فبالنقل و الإدغام مع الإسكان، و الروم، و مثله هشام بخلفه.

المرسوم في الإمام الخاص ما طابَ لَكُمْ بياء موضع الألف و باقي المدني و العراقي كلها بالألف، نافع حذف ألف ثلث و ربع و ذرية ضعفا و كتب اللّه عليكم و الذين عقدت أيمانكم و خرج عنه أجنحة مثنى و ثلاث و رباع بفاطر على نقل نافع و إلا فهما محذوفان من قاعدة كل ذي عدد و كذا خرج عاقدتم بالمائدة في نقل نافع و اتفق على رسم واو و ألف بعد راء إن امرؤا هلك، روى نافع حذف ألف لمستم النساء هنا و بالمائدة فلقاتلوكم و مرغما و نقل بعضهم عن مصاحف الكوفة أن الجار ذي القربى بالألف و أنكره الداني لكن تعقبه الجعبري، و في الشامي إلا قليلا بالألف و بلا ألف في الخمسة.

المقطوع و الموصول اتفق على قطع أَمْ مَنْ، أَمْ مَنْ يَكُونُ هنا [الآية: 109] و في التوبة (1) [الآية: 239] و الصافات (2) [الآية: 267] و فصلت (3)، [الآية: 380] و على قطع من في قوله تعالى فَمِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ هنا و فَمِنْ ما مَلَكَتْ بالروم و اختلف في المنافقين و اختلف في قطع لام كل في كل ما ردوا هنا و الأعراف و الملك و المؤمنين و اتفقوا على قطع موضع إبراهيم و اختلفوا في أينما تكونوا يدرككم الموت و الأكثر على القطع و اتفقوا على قطع لام الجر من فمال هؤلاء و الكهف و الفرقان و سأل.].

ص: 249


1- انظر ص (301). [أ].
2- انظر ص (471). [أ].
3- انظر ص (488). [أ].

سورة المائدة

سورة المائدة

مدنية (1) إلا اليوم أكملت لكم دينكم فبعرفة عشيتها آيها مائة و عشرون كوفي و اثنان حرمي و شامي و ثلاث بصري اختلافها بالعقود و عن كثير غير كوفى، فإنكم غالبون بصري (مشبه الفاصلة) سبعة، نقيبا. جبارين. لقوم آخرين، شرعة و منهاجا. الجاهلية يبغون عليهم الأولين.

القراءات أمال (يتلى) حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه و عن الحسن وَ أَنْتُمْ حُرُمٌ بسكون الراء لغة تميم و يجب إشباع مد (آمّين) للكل لأجل السكون اللازم بعد الألف و يمتنع قصره و توسطه للأزرق عملا بأقوى السببين كما تقدم و عن المطوعي (و لا آمّي البيت الحرام) بحذف النون وجه البيت و الحرام بالإضافة.

و قرأ رِضْواناً [الآية: 2] بضم الراء حيث جاء أبو بكر إلا أنه اختلف عنه في الثاني من هذه السورة (و عن) الأعمش يَجْرِمَنَّكُمْ معا هنا و في هود [الآية: 89] بضم الياء من أجرم.

و اختلف في شَنَآنُ [الآية: 2، 8] في الموضعين فابن عامر و أبو بكر و ابن وردان و ابن جماز بخلف عنه بإسكان النون و هي رواية الهاشمي و غيره عن ابن جماز وافقهم الحسن و الباقون بفتحها و هي رواية سائر الرواة عن ابن جماز و هما بمعنى واحد مصدر شنأه بالغ في بغضه أو الساكن مخفف من المفتوح و قيل الساكن صفة كبغضان بمعنى بغيض قوم و فعلان أكثر في النعت.

و اختلف في أَنْ صَدُّوكُمْ [الآية: 2] فابن كثير و أبو عمر و بكسر الهمزة على أنها شرطية وافقهما ابن محيصن و اليزيدي و الباقون بالفتح على أنها علة للشنآن و أمال (التقوى) حمزة و الكسائي و خلف و قللها الأزرق و أبو عمر و بخلفهما (و شدد) تاء (و لا تعاونوا) البزي بخلفه و عليه يجب إشباع المد للساكنين (و شدد) أبو جعفر ياء (الميتة) بلا خلاف و أخفى نون (المنخنقة) بخلف عنه و عن الحسن (على النصب) بفتح النون و سكون الصاد (و وقف) يعقوب على (و اخشون اليوم) بزيادة ياء بعد النون و حذفها الباقون في

ص: 250


1- انظر الإتقان للسيوطي (2/ 1245). [أ].

الحالين (و ضم) نون (فمن اضطر) نافع، و ابن كثير، و ابن عامر، و الكسائي، و كذا أبو جعفر و خلف (و سبق) عن ابن محيصن إدغام الضاد في الطاء و كسر طاء اضطر أبو جعفر و سبق توجيهه في البقرة (و عن) الحسن (مكلبين) بسكون الكاف و تخفيف اللام و عن المطوعي (محصنين) بفتح الصاد.

و قرأ الكسائي و الْمُحْصَناتُ [الآية: 5] بكسر الصاد و الباقون بالفتح و يوقف على (برءوسكم) لحمزة بوجهين بالتسهيل بين بين و بالحذف قال في النشر و هو الأولى عند الآخذين باتباع الرسم و قد نص عليه.

و اختلف في وَ أَرْجُلَكُمْ [الآية: 6] فنافع و ابن عامر و حفص و الكسائي و يعقوب بنصب اللام عطفا على أيديكم فإن حكمها الغسل كالوجه و عن الحسن بالرفع على الابتداء و الخبر محذوف أي مغسولة و على الأول يكون و امسحوا جملة معترضة بين المتعاطفين و هو كثير في القرآن و كلام العرب و الباقون بالخفض عطفا على رءوسكم لفظا و معنى ثم نسخ بوجوب الغسل أو بحمل المسح على بعض الأحوال و هو لبس الخف و للتنبيه على عدم الإسراف في الماء لأنها مظنة لصب الماء كثيرا فعطفت على الممسوح و المراد الغسل أو خفض على الجوار قال القاضي و نظيره كثير لكن قال بعضهم لا ينبغي التخريج على الجوار لأنه لم يرد إلا في النعت أو ما شذ من غيره و أمال (مرضى) حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق و أبو عمرو بخلفهما (و مر قريبا) حكم همزتي (جاء أحد منكم) بالنساء (و قصر) لمستم حمزة و خلف و عن المطوعي (اذكروا) بفتح الذال مشددتين و وقف (على نعمت اللّه عليكم إذ هم) بالهاء ابن كثير و أبو عمرو و الكسائي و يعقوب (و سهل) همز (إسرائيل) أبو جعفر مع المد و القصر و الخلاف في مده للأزرق و وقف حمزة عليه مر أول البقرة كتغليظ لام (الصلاة) للأزرق و أدغم دال قد من (فقد ضل) ورش و أبو عمرو و ابن عامر و حمزة و الكسائي و خلف.

و اختلف في قاسِيَةً [الآية: 13] فحمزة و الكسائي بحذف الألف و تشديد الياء (1) وافقهما الأعمش إما مبالغة، أو بمعنى ردية من قولهم درهم قسى مغشوش و الباقون بالألف و التخفيف اسم فاعل من قسى يقسو و عن ابن محيصن (على خائنة) بكسر الخاء، و زيادة ياء مفتوحة قبل الألف و حذف الهمزة (2) و تقدم إمالة ألفي (النصارى).

و قرأ الْبَغْضاءَ إِلى [الآية: 14] بتسهيل الثانية كالياء نافع، و ابن كثير، و أبو عمرو، و أبو جعفر، و رويس، و كذا وقف حمزة و بالتحقيق و أدغم الدال من (قد جاءكم) أبو عمرو و هشام و حمزة و الكسائي و خلف و أمال (جاء) حمزة و خلف و ابن ذكوان و هشام بخلفه (و مر) للأزرق ترقيق راء (كثيرا) بخلفه (و عن) ابن محيصن (به اللّه) بضم الهاء و كذا به انظر و عليه اللّه ].

ص: 251


1- أي: (قسيّة). [أ].
2- أي: (خيانة). [أ].

و عليه الذكر و قرأ الأصبهاني به انظر كذلك و حفض عليه اللّه بالفتح و أنسانيه و بالكهف منفردا بها و حمزة لأهله امكثوا بطه و القصص كذلك (و ضم الهاء) (يهديهم) يعقوب.

و قرأ صِراطٍ [الآية: 16] بالسين على الأصل قنبل بخلفه، و رويس و أشم الصاد زاء خلف عن حمزة و حكى في الأصل الخلاف عن خلاد هنا و فيه نظر (و يوقف) لحمزة على (و أحباؤه) بتسهيل الثانية كالواو مع المد و القصر و كلاهما مع تحقيق الأولى و تسهيلها بين بين لتوسطها بزائد فهي أربعة و تقدم إمالة ألفي النصارى (و وقف) على (قل فلم) بهاء السكت البزي و يعقوب بخلفهما (و مر) حكم (قد جاءكم) إدغاما و إمالة و أدغم ذال (إذ جعل) أبو عمرو و هشام و أمال (و أتاكم) حمزة و الكسائي و خلف و قللها الأزرق مع إشباع البدل و توسطه و له الفتح مع ثلاثة البدل فهي خمسة و منع بعض شيوخنا من طرق الحرز الفتح مع التوسط و تقدم إيضاحه في باب الإمالة بما لا نظير له في كتب الخلاف و أمال جَبَّارِينَ [الآية: 22] هنا و الشعراء الدوري عن الكسائي و قلله الأزرق بخلف عنه (و إذا جمع) له بين (يا موسى) و بين (جبارين) فالفتح على الفتح و التقليل على التقليل على ما ذكره ابن الجزري في أجوبة المسائل التي وردت عليه من تبريز (و ضم) هاء عليهما و (عليهم) يعقوب و معه حمزة في الثانية في الحالين (و كسر) الهاء و الميم من (عليهم الباب) وصلا أبو عمرو و ضمهما حمزة و الكسائي و خلف و يعقوب و ضم الميم فقط الباقون و عن الحسن فتح ياء الإضافة من نَفْسِي، و أَخِي [الآية: 25] و (سوأة أخي) و سكنها الجمهور (و يوقف) لحمزة على و أخي بتسهيل الهمزة بين بين و بالتحقيق لتوسطه بزائد و اتباع الرسم متحد مع القياس (و عن) الحسن (فتقبل) بالياء المثناة التحتية موضع الفوقية و فتح الموحدة مخففة و رفع اللام (و فتح) ياء الإضافة من (يدي إليك) نافع و أبو عمرو و حفص و أبو جعفر (و ياء) (إني أخاف) نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر (إني أريد) نافع و أبو جعفر (و يوقف) لحمزة و هشام بخلفه على (أن تبوء) بالنقل على القياس و بالإدغام المحكى عن بعضهم (و يوقف) لهما على (جزاؤا) (إنما جزوا) و نحوه مما رسم بواو باثنى عشر وجها خمسة على القياس إبدالها ألفا مع المد و القصر و التوسط و بين بين مع المد و القصر و سبعة على الرسم و هي المد و القصر و التوسط مع سكون الواو مع إشمامها و السابع روم حركتها مع القصر و أمال (يواري) و (فأواري) الدوري عن الكسائي من طريق أبي عثمان الضرير و فتحه من طريق جعفر التي هي طريق الشاطبية كأصلها فحكاية الشاطبي للإمالة تعقبها في النشر بأنها ليست من طرقه و مثله يواري بالأعراف و تمار بالكهف و عن الحسن (يا ويلتي) حيث جاء بكسر التاء و بياء بعدها و وقف على ويلتي بهاء السكت بعد الألف رويس بخلف عنه و أمالها حمزة و الكسائي و خلف و قللها الأزرق و الدوري عن أبي عمرو بخلفهما و كذا حكم يا حسرتي و عن الحسن أَ عَجَزْتُ [الآية: 31] بكسر الجيم، و هي لغة شاذة و اتفق على فتح ياء فَأُوارِيَ عطفا على أَكُونَ.

ص: 252

و قرأ الأزرق سوأة بالتوسط و الإشباع على قاعدته و وقف حمزة بالنقل على القياس و بالإدغام إلحاقا للأصلي بالزائد.

و اختلف في مِنْ أَجْلِ ذلِكَ [الآية: 32] فأبو جعفر بكسر الهمزة و نقل حركتها إلى النون وافقه الحسن و الباقون بفتحها و هما لغتان و ورش على قاعدته بنقل حركة الهمزة المفتوحة إلى النون و سهل همز إسرائيل أبو جعفر و أمال (أحياها) الكسائي و قلله الأزرق بخلفه (و مر) قريبا حكم (و لقد جاءتهم) و أسكن سين (رسلنا) و رُسُلُكُمْ و رُسُلُهُمْ أبو عمرو و ضمها الباقون و عن ابن محيصن و الحسن (أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع) بالسكون و التخفيف و يوقف لحمزة على (يشاء) بالبدل مع ثلاثة البدل و بروم حركة الهمزة مع المد و القصر و يندرج معه هشام بخلفه في الخمسة غير أن مد حمزة حالة الروم أطول.

و قرأ لا يَحْزُنْكَ [الآية: 41] بضم الياء، و كسر الزاي نافع (1) و أمال يُسارِعُونَ [الآية: 41] الدوري عن الكسائي و أمال الدنيا حمزة و الكسائي و خلف و قللها الأزرق و أبو عمرو بخلفهما و للدوري عن أبي عمرو إمالتها كبرى أيضا و أسكن حاء السُّحْتَ [الآية: 42] نافع و ابن عامر و عاصم و حمزة و خلف (و تقدم) الخلاف في إمالة التورية غير مرة و أثبت ياء وَ اخْشَوْنِ وَ لا [الآية: 44] وصلا أبو عمرو و أبو جعفر و في الحالين يعقوب و حذفها الباقون فيهما.

و اختلف في وَ الْعَيْنَ وَ الْأَنْفَ وَ السِّنَّ وَ الْأُذُنَ وَ الْجُرُوحَ [الآية: 45] فالكسائي بالرفع في الخمسة فالواو عاطفة جملا اسميه على أن و ما في حيزها باعتبار المعنى فالمحل مرفوع كأنه قيل كتبنا عليهم النفس بالنفس و العين بالعين الخ فإن الكتابة و القراءة يقعان على الجمل كالقول و قال الزجاج عطف على الضمير في الخبر يعنى بالنفس و حينئذ يكون الجار و المجرور حالا مبينة للمعنى و قرأ أبو عمرو و ابن كثير و ابن عامر و أبو جعفر بالنصب فيما عدا الجروح فإنهم يرفعونها قطعا لها عما قبلها مبتدأ و خبره قصاص وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و الشنبوذي و الباقون بنصب الكل عطفا على اسم أن لفظا و الجار بعده خير و قصاص و هو من عطف الجمل عطف الاسم على الاسم و الخبر على الخبر نحو إن زيدا قائم و عمرا قاعد و سكن ذال (الأذن) حيث جاء نافع و أمال: (آثارهم) أبو عمرو و ابن ذكوان من طريق الصوري و الدوري عن الكسائي و قلله الأزرق (و تقدم) حكم (التوراة) و كذا (جاءك) و (آتيكم).

و اختلف في وَ لْيَحْكُمْ [الآية: 47] فحمزة بكسر اللام و نصب الميم جعلها لام كي فأضمر إن بعدها وافقه الأعمش و الباقون بالسكون و الجزم على أنها لام الأمر سكنت ].

ص: 253


1- أي: (يحزنك). [أ].

ككتف و أصلها الكسر و قرئ به كما مر و عن ابن محيصن وَ مُهَيْمِناً بفتح الميم الثانية و عليه في موضع رفع على النيابة إن كان حالا من الكتاب فإن كان حالا من كاف إليك فنائب الفاعل ضمير مستتر يعود إليه صلّى اللّه عليه و سلّم و الجمهور على كسرها اسم فاعل و عن المطوعي أَ فَحُكْمَ بفتح الحاء و الكاف و الميم (1) يراد به الجنس.

و اختلف في يَبْغُونَ [الآية: 50] فابن عامر بتاء الخطاب (2)، و الباقون: بياء الغيب (و أسقط) الغنة من النون عند الياء في نحو (لقوم يوقنون) خلف عن حمزة و الدوري عن الكسائي بخلفه و تقدم إمالة ألفي (النصارى) و أمال (فترى الذين) وصلا السوسي بخلفه و فتحه الباقون و أمال (يسارعون) الدوري عن الكسائي و أمال (تخشى) حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه.

و اختلف في وَ يَقُولُ الَّذِينَ [الآية: 53] فنافع و ابن كثير و ابن عامر و أبو جعفر يقول بغير واو (3) قبل الياء و رفع اللام جملة مستأنفة على أنه جواب قائل يقول فما ذا يقول المؤمنون (وافقهم) ابن محيصن و قرأ أبو عمرو و يعقوب بإثبات الواو و نصب اللام عطفا على أن يأتي باعتبار المعنى فكأنه قال عسى أن يأتي بالفتح و يقول أو عطفا على فيصبحوا على جعله منصوبا بأن في جواب الترجي على مذهب الكوفيين وافقهما اليزيدي بالواو و الباقون بالواو و الرفع و هي واضحة.

و اختلف في مَنْ يَرْتَدَّ [الآية: 54] فنافع و ابن عامر و أبو جعفر بدالين مكسورة فمجزومة (4) بفك الإدغام على الأصل لأجل الجزم و عليها الرسم المدني، و الشام، و الإمام، و الباقون: بدال واحدة مفتوحة مشددة بالإدغام لغة تميم للتخفيف و الأولى لغة الحجاز، و اتفق على حرف البقرة و مَنْ يَرْتَدِدْ أنه بدالين لإجماع المصاحف عليه كذلك.

و قرأ هُزُواً [الآية: 58] حفص بإبدال الهمزة واوا في الحالين، و أسكن الزاي حمزة، و خلف، و ضمّها الباقون (و تقدم) بالبقرة التنبيه على ما وقع في الأصل من نسبة التشديد لأبي جعفر و وقف حمزة بوجهين النقل على القياس و الإبدال واوا اتباعا للرسم و أما بين بين تشديد الزاي فلا يقرأ به.

و اختلف في وَ الْكُفَّارَ [الآية: 57] فأبو عمرو و الكسائي و يعقوب بخفض الراء عطفا على الموصول المجرور بمن و أمالها أبو عمرو و الدوري عن الكسائي وافقهما اليزيدي و الباقون بالنصب بلا إمالة عطفا على الموصول الأول و المفعول لتتخذوا و عن المطوعي (تنقمون) حيث جاء بفتح القاف لغة حكاها الكسائي نقم ينقم كعلم يعلم ].

ص: 254


1- أي: (أ فحكم). [أ].
2- أي: (تبغون). [أ].
3- أي: (يقل). [أ].
4- أي: (يرتدد). [أ].

و الجمهور على الفصحى نقم ينقم كضرب يضرب و لذا أجمعوا على الفتح في و ما نقموا منهم و عن الحسن (مثوبة) بسكون الثاء و فتح الواو و الجمهور بضم الثاء و سكون الواو.

و اختلف في عَبَدَ الطَّاغُوتَ [الآية: 60] فحمزة بضم الباء و فتح الدال، و خفض الطَّاغُوتَ على أن عبد واحد يراد به الكثرة على حد و إن تعدوا نعمت اللّه لا تحصوها و ليس بجمع عبد إذ ليس من صيغ التكثير و الطاغوت مجرور بإضافته إليه أي: و جعل منهم عبد الطاغوت أي خدمه وافقه المطوعي و عن الحسن فتح العين و الدال و سكون الباء و خفض الطاغوت و عن الشنبوذي ضم العين و الباء و فتح الدال و خفض الطاغوت جمع عبيد و الباقون بفتح العين و الباء على أنه فعل ماض و نصب الطاغوت مفعولا به (و كسر) الهاء و الميم من قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ، و أَكْلِهِمُ السُّحْتَ [الآية: 62] أبو عمرو و يعقوب و ضمها حمزة و الكسائي و خلف، و كسر الهاء و ضم الميم الباقون و تقدم تسكين حاء السحت قريبا و أمال يَنْهاهُمُ [الآية: 63] حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه، و كذا ينهى، و تنهانا.

إرشاد من الأدب كما تقدم خفض الصوت قليلا بقوله تعالى وَ قالَتِ الْيَهُودُ إلى قوله مَغْلُولَةٌ ثم رفعه عند قوله تعالى غُلَّتْ على سنن القراءة السابقة و نقل عن فعل إبراهيم النخعي رحمه اللّه تعالى (و سهل) الثانية من (البغضاء إلى) بين بين نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و رويس (و سبق) إمالة (التوراة).

و اختلف في رسالته فنافع و ابن عامر و أبو بكر و أبو جعفر و يعقوب بالألف و كسر التاء على الجمع وافقهم الحسن و الباقون بغير ألف و نصب التاء على التوحيد و مر إمالة (الناس) للدوري عن أبي عمرو بخلفه (و إمالة) (الكافرين) لأبي عمرو و ابن ذكوان من طريق الصوري و الدوري عن الكسائي و رويس و تقليله للأزرق (و عن) ابن محيصن (و الصابئين) بالياء بدل الواو عطفا على لفظ اسم إن قبل و مخالفتها للرسم بسيرة لها نظائر و الجمهور بالواو كما في المصاحف رفع بالابتداء و خبره محذوف أي كذلك لدلالة الأول عليه نحو إن زيدا و عمرو قائم و النية به التأخير عما في خبران و تقدم ضم بائه مع حذف همزه لنافع و أبي جعفر.

و قرأ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ [الآية: 69] بفتح الفاء بلا تنوين يعقوب و ضم هاء عليهم كحمزة و كذا إليهم (و) تقدم تسهيل (إسرائيل) و مد همزه و الوقف عليه و سبق إمالة (تهوى) و (جاءهم).

و اختلف في أَلَّا تَكُونَ [الآية: 71] فأبو عمرو، و حمزة، و الكسائي، و يعقوب، و خلف برفع النون على أن أن مخففة من الثقيلة و اسمها ضمير الشأن محذوف أي أنه و لا نافية و تكون تامة و فتنة فاعلها و الجملة خبر أن و هي مفسرة لضمير الشأن و حسب حينئذ للتيقن لا للشك لأن أن المخففة لا تقع إلا بعد تيقن وافقه اليزيدي

ص: 255

و الأعمش، و الباقون بالنصب على أن الناصبة للمضارع دخلت على فعل منفى بلا و لا لا تمنع أن يعمل ما قبلها فيما بعدها من ناصب و جازم و جار و حسب حينئذ على بابها من الظن لأن الناصبة لا تقع بعد علم و المخففة لا تقع بعد غيره و أمال أَنَّى يُؤْفَكُونَ [الآية: 75] حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق، و الدوري عن أبي عمرو بخلفهما و أدغم دال (قد ضلوا) أبو عمرو و ورش و ابن عامر و حمزة و الكسائي و خلف كإمالة ألفي نصارى و كذا (جاءنا) (و أبدل) همز (لا يؤاخذكم) واوا ورش من طريقيه و أبو جعفر.

و اختلف في عَقَّدْتُمُ [الآية: 89] فابن ذكوان بالألف، و تخفيف القاف على وزن (1) قاتلتم قيل و هو بمعنى فعل و قرأ أبو بكر و حمزة و الكسائي و كذا خلف عقدتم بالقصر و التخفيف على الأصل وافقهم الأعمش و قرأ الباقون بالقصر و التشديد على التكثير.

و اختلف في فَجَزاءٌ مِثْلُ [الآية: 95] فعاصم و حمزة و الكسائي و يعقوب و خلف فجزاء بالتنوين و الرفع على الابتداء و الخبر محذوف أي فعليه جزاء أو على أنه خبر لمحذوف أي: فالواجب جزاء أو فاعل لفعل محذوف أي فيلزمه جزاء و مثل برفع اللام صفة لجزاء وافقهم الأعمش و الحسن و الباقون برفع جَزاءُ من غير تنوين مثل بخفض اللام فجزاء مصدر مضاف لمفعوله أي فعليه لن يجزى المقتول من الصيد مثله من النعم ثم حذف المفعول الأول لدلالة الكلام عليه و أضيف المصدر إلى ثانيها، أو مثل مقحمة كقولك مثلى لا يقول كذا أي إني لا أقول و المعنى فعليه أن يجزي مثل ما قتل أي يجزي ما قتل فلا يرد أن الجزاء للمقتول لا لمثله.

و اختلف في كَفَّارَةٌ طَعامُ [الآية: 95] فنافع و ابن عامر و أبو جعفر كفارة بغير تنوين طعام بالخفض على الإضافة للتبيين كخاتم فضة و الباقون بالتنوين و رفع طعام بدل من كفارة أو عطف بيان لها أو خبر لمحذوف أي هي طعام و اتفقوا على الجمع في (مساكين) هنا و عن الحسن طعم و ضم الطاء و سكون العين بلا ألف و اتفقوا على فتح (عفا اللّه) وقفا و كذا (عاد) لكونهما واويا لم يرسما بالياء و عن المطوعي كسر دال (دمتم) لغة من يقول دام يدام كخاف يخاف.

و قرأ قِياماً [الآية: 97] بالقصر بوزن عنب ابن عامر (2)، و مر بالنساء (و يوقف) لحمزة على و (القلائد) بين بين مع المد و القصر فقط و إبدالها ياء على الرسم شاذ لا يؤخذ به (و سهل) الثانية كالياء من (أشياء إن) نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و رويس و أبدل همز (تسؤكم) الأصبهاني و أبو جعفر كحمزة وقفا و أسكن نون (ينزل) مع تخفيف الزاي ابن كثير و أبو عمرو و يعقوب و أدغم دال (قد سألها) أبو عمرو و هشام ].

ص: 256


1- أي: (عاقدتم). [أ].
2- أي: (قيما). [أ].

و حمزة و الكسائي و خلف و تقدم إمالة (كافرين) و كذا إشمام قيل لهشام و الكسائي و رويس و عن الحسن (لا يضركم) بكسر الضاد و جزم الراء مخففة قيل على جواب الأمر في عليكم.

و اختلف في اسْتَحَقَّ [الآية: 107] فحفص بفتح التاء، و الحاء مبنيا للفاعل و إذا ابتدأ كسر الهمزة وافقه الحسن و الباقون بضم الطاء و كسر الحاء مبنيا للمفعول و إذا ابتدءوا ضموا الهمزة.

و اختلف في الْأَوْلَيانِ [الآية: 107] فأبو بكر، و حمزة و يعقوب و خلف بتشديد الواو و كسر اللام بعدها و فتح النون جمع أو المقابل لآخر مجرور صفة للذين أو بدل منه أو من الضمير في عليهم وافقهم الأعمش و عن الحسن أوّلان بتشديد الواو و فتح اللام مثنى أول مرفوع باستحق و الباقون الأوليان بإسكان الواو و فتح اللام و كسر النون مثنى أولى أي الأحقان بالشهادة لقرابتهما و معرفتهما هو خبر محذوف أي و هما الأوليان أو خبر آخران أو بدل منهما أو من الضمير في يقومان و تقدم حكم ضم هاء (عليهم) و كذا الميم إذا وصلت بالأوليان و أمال (أدنى) حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه و كسر غين (الغيوب) أبو بكر و حمزة و مر تسهيل (إسرائيل) لأبي جعفر كخلاف الأزرق في مده و كذا إمالة (التوراة) و تسكين دال (القدس) و أدغم ذال وَ إِذْ تَخْلُقُ أبو عمرو و هشام و حمزة و الكسائي و خلف و الأزرق على أصله في وجهي (كهيئة) و أما حمزة وقفا فبالنقل و له الإدغام و إن كانت الياء أصلية و قرأ (فيكون طيرا بإذني) بألف بعد الطاء ثم همزة مكسورة نافع و أبو جعفر و يعقوب و زاد أبو جعفر فقرأ الأول كذلك بالإفراد كما مر و أدغم ذال (و إذ تخرج) أبو عمرو و هشام و حمزة و الكسائي و خلف (و أدغمها) من (إذ جئتهم) أبو عمرو و هشام.

و اختلف في إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ [الآية: 110] هنا و أول يونس [الآية: 2] و هود [الآية: 7] و الصف [الآية: 6] فحمزة و الكسائي و خلف بالألف بعد السين و كسر الحاء في الأربعة (1) اسم فاعل و قرأ ابن كثير و عاصم كذلك في يونس و الباقون بكسر السين و إسكان الحاء من غير ألف في الأربعة على المصدر أي ما هذا الخارق إلا سحر أو بمعنى ذو سحر أو جعلوه نفس السحر كرجل عدل.

و اختلف في هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ [الآية: 112] فالكسائي بتاء الخطاب لعيسى مع إدغام اللام من هل في التاء (2) على قاعدته و بك بالنصب على التعظيم أي هل تستطيع سؤال ربك و الباقون: بياء الغيب ربك بالرفع على الفاعلية أي هل يفعل بمسألتك أو هل يطيع ربك أي هل يجيبك و استطاع بمعنى أطاع و يجوز أن يكونوا سألوه سؤال ].

ص: 257


1- أي: (ساحر) في جميع المواضع المذكورة أعلاه. [أ].
2- أي: (تستطيع). [أ].

مستخبر هل ينزل أم لا و ذلك لأنهم لا يشكون في قدرة اللّه تعالى لأنهم مؤمنون خلافا للزمخشري و تقدم تخفيف (ينزل) قريبا و يوقف لحمزة على تَطْمَئِنَّ بالتسهيل كالياء فقط و عن المطوعي (و تعلم أن) بالتاء من فوق و الفاعل ضمير القلوب و عنه أيضا (تكون لنا) بحذف الواو و سكون النون جزما جوابا لأنزل و عن ابن محيصن (لأولينا، و أخرانا) مؤنث أول و آخر (و إنه منك) بهمزة مكسورة مقصورة و نون مفتوحة مشددة و هاء مضمومة راجعة للعبد أو للإنزال (و أدغم) دال (أن قد صدقتنا) أبو عمرو و هشام و حمزة و الكسائي و خلف.

و قرأ مُنَزِّلُها [الآية: 115] بفتح النون و تشديد الزاي نافع و ابن عامر و عاصم و أبو جعفر وافقهم الحسن و الباقون بالتخفيف فقيل هما بمعنى و قيل الأول للتكثير لما قيل إنها نزلت مرات متعددة.

و قرأ بفتح ياء بالإضافة من فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ [الآية: 115] نافع و أبو جعفر و تقدم الخلاف في همز (أ أنت) أ أنذرتهم أول البقرة و كذا إمالة (للناس) و فتح ياء الإضافة من (أمي إلهين) نافع و أبو عمرو و ابن عامر و حفص و أبو جعفر و فتحها من (ما يكون لي أن) نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر (و كسر) غين (الغيوب) أبو بكر و حمزة.

و قرأ بكسر نون أَنِ اعْبُدُوا [الآية: 117] أبو عمرو و عاصم و حمزة و يعقوب و سبق ضم الهاء من (عليهم) و كذا إدغام راء (تغفر لهم).

و اختلف في هذا يَوْمُ [الآية: 119] فنافع بالنصب على الظرف و هذا إشارة لقول اللّه تعالى أ أنت مبتدأ خبره متعلق الظرف أي هذا القول واقع يوم ينفع فهو معمول الخبر فالفتحة إعراب و الكوفيون يجعلون يوم خبر المبتدأ و بني على الفتح لإضافته لجملة فعلية و إن كان معربة و البصريون يشترطون في البناء تصديرا الجملة بفعل ماض و ينفع محله خفض بالإضافة وافقه ابن محيصن و الباقون بالرفع على المبتدأ و الخبر أي هذا اليوم يوم ينفع و الجملة محلها نصب بالقول (و ضم) يعقوب الهاء من (فيهن) بلا خلاف و وقف عليها بهاء السكت بخلف عنه و تقدم الخلاف في هاء (و هو) و كذا مد (شي ء) و توسيطه للأزرق و كذا توسيطه لحمزة و وقفه عليه لهشام بخلفه و ترقيق راء (قدير) للأزرق بخلفه و الأصح الترقيق.

المرسوم اتفقوا على رسم أن تبوأ بألف بعد الواو، روى نافع و حذف ألف سبل السلم هنا و الأنعام و حذف ألف بلغت رسالته و يجعل رسالته بهما و المراد الألف الثانية و كذا ألف أكلون للسحت و هديا بلغ الكعبة و قيما و عليهم الأولين، و كتب في الإمام و المدني و الشامي يرتدد بدالين و في غيرها بدال واحدة و كتب طعام مسكين في بعضها بألف و خرج عشرة مسكين المتفق على حذفه. و كتب سحر هنا و يونس و هود في بعضها

ص: 258

بألف و يقول الذين بواو العطف في الكوفي و البصري و اتفقوا على كتابة إنما جزوا الذين و ذلك جزوا الظالمين و ذلك جزوا المحسنين بواو بعد الزاي صورة الهمزة المتطرفة و زيادة ألف بعدها و حذف التي قبلها.

المقطوع و الموصول اختلفوا في قطع في عن ما في قوله تعالى لِيَبْلُوَكُمْ فِي ما آتاكُمْ هو ثان المواضع العشرة المختلف فيها و اتفقوا علي كتابة نعمت اللّه عليكم إذ هم بالتاء.

ياءات الإضافة للجماعة ست: يَدِيَ إِلَيْكَ [الآية: 18] إِنِّي أَخافُ [الآية:

28]، لِي أَنْ أَقُولَ [الآية: 116]، إِنِّي أُرِيدُ [الآية: 29]، فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ [الآية:

115]، أُمِّي إِلهَيْنِ [الآية: 116] و للحسن وحده ثلاث: نَفْسِي، و أَخِي، و سَوْأَةَ أَخِيهِ و تقدمت في محالها مفصلة (1).

و فيها ياء واحدة زائدة وَ اخْشَوْنِ وَ لا [الآية: 44].].

ص: 259


1- انظر الصفحة: (252). [أ].

سورة الأنعام

سورة الأنعام

مكية (1) إلا ست آيات قل تعالوا أتل الآيات الثلاث و قوله و ما قدروا اللّه حق قدره و قوله و من أظلم ممن افترى الآيتين و آيها مائة و ستون و خمس و كوفي و ست شامي و بصري و سبع حرمي خلافها خمس: و جعل الظلمات و النور، حرمي، من طين مدني أول. بوكيل كوفي. فيكون و ربي إلى صراط مستقيم غيره (شبه الفاصلة) خمس: من طين. يستجيب الذين يسمعون. و منذرين. ربك مستقيما. فسوف تعلمون و لا عكس.

القراءات عن الحسن (الحمد للّه) الدال، و تقدم، و عنه إسكان لام (الظلمات) و عن البزي عن ابن محيصن من المفردة (لقضى أجلا) بلام مكسورة بعدها ياء من تحت بدلا من ثم مع إسكان القاف و كسر الضاد و أمال (قضى) حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه (و رقق) راء (سركم) و مر الخلف في (و هو) (و مر) إمالة (جاءهم) لحمزة و خلف و ابن ذكوان و هشام بخلفه (و يوقف) لحمزة و هشام بخلفه على (انبوا) على رسمه بواو في بعض المصاحف باثني عشر وجها خمسة على القياس و هي إبدالها ألفا مع المد و القصر و التوسط و التسهيل بين بين مع المد و القصر و سبعة على إبدال الهمزة واوا على الرسم و هي المد و التوسط و القصر مع سكون الواو و مع إشمامها و السابع روم حركتها مع القصر و إذا سكت حمزة على الميم من يأتيهم فله الاثنا عشر المذكورة فتصير أربعة و عشرين (و ضم) يعقوب هاء (يأتيهم) (و تقدّم) أول البقرة وقف حمزة على (يستهزءون) و عن البزي عن ابن محيصن (و لبسنا) بلام واحدة هي فاء الفعل و عن ابن محيصن من المبهج كذلك لكن مع تشديد الباء للمبالغة و عنه أيضا تشديد اللام على إدغامها في اللام مع تخفيف الباء (يلبسون) بضم الياء و فتح اللام و تشديد الباء (2) (و كسر) دال (و لقد استهزئ) وصلا أبو عمرو و عاصم و حمزة و يعقوب و ضمها الباقون و أبدل همزة (استهزئ) باء مفتوحة أبو جعفر و أمال فَحاقَ [الآية: 10] حمزة و فتحه الباقون.

و قرأ (لا ريب) بالمد المتوسط حمزة بخلفه و عن الحسن و المطوعي (و لا يطعم) بفتح الياء و العين بمعنى و لا يأكل و فتح ياء الإضافة من (إني أمرت) نافع و أبو جعفر (و فتحها) من (إني أخاف) نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر.

ص: 260


1- انظر الإتقان للسيوطي: (2/ 1245). [أ].
2- أي: (يلبّسون). [أ].

و اختلف في مَنْ يُصْرَفْ [الآية: 16] فأبو عمرو و حمزة و الكسائي و يعقوب و خلف بفتح الياء و كسر الراء (1) بالبناء للفاعل و المفعول محذوف ضمير العذاب وافقهم الحسن و الأعمش و الباقون بضم الياء و فتح الراء بالبناء للمفعول و النائب ضمير العذاب و الضمير في عنه يعود على من.

و قرأ أَ إِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ [الآية: 19] بتسهيل الهمزة الثانية كالياء مع الفصل بالألف قالون و أبو عمرو و أبو جعفر و قرأ ورش و ابن كثير بالتسهيل كذلك لكن بلا فصل و قرأ ابن ذكوان و عاصم و حمزة و الكسائي و خلف و روح بالتحقيق بلا فصل و به قرأ هشام من طريق الداجوني و من طريق الجمال عن الحلواني و قرأ بالمد مع التحقيق من طريق ابن عبدان عن الحلواني و جاء أيضا من طريق الجمال عنه و من طريق الشذائي عن الداجوني و كذا اختلف عن رويس في هذا الموضع فحققه من طريق أبي الطيب فخالف أصله و أجرى له الوجهين التحقيق و التسهيل في الطيبة و غيرها و هو بالقصر على أصله و يوقف لحمزة و هشام بخلفه على بَرِي ءٌ [الآية: 19] للإدغام فقط، و تجوز الإشارة بالروم، و الإشمام.

و اختلف في نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ [الآية: 22] هنا و في سبأ [الآية: 40] فيعقوب بياء الغيبة فيها و الفاعل هو اللّه تعالى وافقه ابن محيصن و المطوعي و قرأ حفص كذلك في سبأ فقط و الباقون بنون العظمة فيهما في السورتين.

و اختلف في تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ [الآية: 23] فنافع و أبو عمرو و شعبة من غير طريق العليمي و أبو جعفر و خلف في اختياره بتاء التأنيث (2) فِتْنَتُهُمْ بالنصب خبر مقدم و إلا أن قالوا اسم مؤخر لأنه أعرف و أنث الفعل لتأنيث الخبر على حد من كانت أمك أو قولهم في قوة مقالتهم وافقهم اليزيدي و الشنبوذي و قرأ ابن كثير و ابن عامر و حفص بالتأنيث و الرفع على أن فتنتهم اسم تكن و لذا أنث الفعل و إلا أن قالوا خبرها وافقهم ابن محيصن و قرأ أبو بكر من طريق العليمي و حمزة و الكسائي و يعقوب بالتذكير و النصب و هي أفصح وافقهم المطوعي.

و اختلف في وَ اللَّهِ رَبِّنا [الآية: 23] فحمزة و الكسائي و خلف بنصب الباء إما على النداء و إما على المدح أو إضمار أعني و على كل فالجملة معترضة بين القسم و جوابه وافقهم الأعمش و الباقون: بالجر نعت أو بدل أو عطف بيان.

و اختلف في وَ لا نُكَذِّبَ وَ نَكُونَ [الآية: 27] فحفص و حمزة و يعقوب بنصب الباء و النون منهما على إضمار أن بعد واو المعية في جواب التمني و إن و مدخولهما في تأويل مصدر معطوف بالواو على مصدر متوهم من الفعل أي يا ليتنا لنا رد و انتفاء تكذيب و كون من المؤمنين أي يا ليتنا لنا رد مع هذين الأمرين وافقهم الأعمش و قرأ ابن عامر برفع ].

ص: 261


1- أي: (يصرف ...). [أ].
2- الباقون: (ثم لم يكن فتنتهم ...). [أ].

الأول و نصب الثاني و عن الشنبوذي عكسه و الباقون برفعهما عطفا على نرد أي يا ليتنا نرد و نوفق للتصديق و الإيمان أو الواو للحال و المضارع خبر لمحذوف و الجملة حال من مرفوع نرد أي نرد غير مكذبين و كائنين من المؤمنين فيكون معني الرد مقيدا بهاتين الحالتين فيدخلان في التمني و عن المطوعي وَ لَوْ رُدُّوا [الآية: 31] بكسر الراء و عن الحسن (بغتة) بفتح الغين حيث جاء.

و أمال (بلى) حمزة و الكسائي و خلف و شعبة من طريق أبي حمدون عن يحيى بن آدم عنه و بالفتح و الصغرى الأزرق و أبو عمرو و صححهما عنه في النشر من روايتيه لكن قصر الخلاف في طيبته على الدوري و كذا حكم (الدنيا) غير شعبة فله الفتح فقط و إن أبا عمرو له الفتح و الصغرى و للدوري عنه الكبرى أيضا.

و اختلف في وَ لَلدَّارُ الْآخِرَةُ [الآية: 32] فابن عامر بلام واحدة كما هي في المصحف الشامي و هي لام الابتداء. و تخفيف الدال (1) و الْآخِرَةِ بخفض التاء على الإضافة إما على حذف الموصوف أي لدار الحياة أو الساعة الآخرة كمسجد الجامع أي المكان الجامع و إما للاكتفاء باختلاف لفظ الموصوف و صفته في جواز الإضافة و الباقون بلامين لام الابتداء و لام التعريف مع التشديد للإدغام و رفع الآخرة على أنها صفة للدار و خير خبرها و عليه بقية الرسوم و لا خلاف في حرف يوسف أنه بلام واحدة لاتفاق الرسوم عليه.

و اختلف في أَ فَلا تَعْقِلُونَ [الآية: 32] هنا و الأعراف [الآية: 169] و يوسف [الآية: 109] و يس [الآية: 68] فنافع و أبو جعفر و يعقوب بتاء الخطاب في الأربعة على الالتفات وافقهم هنا الحسن و قرأ ابن عامر و حفص كذلك هنا و الأعراف و يوسف و قرأ أبو بكر كذلك في يوسف و اختلف عن ابن عامر في يس فالداجوني من أكثر طرقه عن هشام و الأخفش كذلك عن ابن ذكوان بالخطاب و قرأ الباقون بالغيب في الأربعة و به قرأ الحلواني عن هشام و الشذائي عن الداجوني عن أصحابه عنه و الصوري عن ابن ذكوان من طريق زيد في موضع يس خاصة.

و قرأ لَيَحْزُنُكَ [الآية: 33] بضم الياء و كسر الزاي من أحزن الرباعي نافع (2).

و اختلف في لا يُكَذِّبُونَكَ [الآية: 33] فنافع و الكسائي بالتخفيف (3) من أكذب و الباقون بالتشديد من كذب قيل هما بمعنى كنزل و أنزل و قيل بالتشديد نسبة الكذب إليه و التخفيف نسبة الكذب إلى ما جاء به، روي أن أبا جهل كان يقول ما نكذبك و إنك عندنا لصادق و إنما نكذب ما جئتنا به و أمال (آتاهم) حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه ].

ص: 262


1- أي: (و لدار الآخرة). [أ].
2- أي: (ليحزنك). [أ].
3- (يكذبونك). [أ].

و كذا كل ما وقع من هذا اللفظ بقصر الهمزة بمعنى المجي ء نحو أتاكم أتاها أتى أتاك فأتاهم أتانا الجملة سبع كلمات و أدغم دال (و لقد جاءك) أبو عمرو و هشام و حمزة و الكسائي و خلف و أمال جاء حمزة و خلف و ابن ذكوان و هشام بخلفه و يوقف لحمزة و هشام على من (نبإى) بإبدال الهمزة ألفا لوقوعها ساكنة للوقف بعد فتح و بإبدالها ياء ساكنة لأنها رسمت بياء بعد الألف و صوب في النشر أن الياء صورة الهمزة و بياء مكسورة بحركة نفسها فإذا سكنت للوقف اتحد مع ما قبله و تجوز الإشارة بالروم و بالتسهيل بين بين فهي أربعة و تقدم للأزرق تفخيم راء (إعراضهم) من أجل حرف الاستعلاء بعد.

و قرأ يعقوب يَرْجِعُونَ [الآية: 36] بفتح الياء و كسر الجيم مبنيا للفاعل و خفف أَنْ يُنَزِّلَ [الآية: 37] ابن كثير وحده وافقه ابن محيصن و قرأ (صراط) بالسين (1) قنبل من طريق ابن مجاهد و رويس و بالإشمام خلف عن حمزة.

و قرأ أَ رَأَيْتَكُمْ [الآية: 40] و بابه و هو رأى الماضي المسبوق بهمزة الاستفهام المتصل بتاء الخطاب بتسهيل الهمزة الثانية بين بين قالون و ورش من طريقيه و أبو جعفر و لورش من طريق الأزرق وجه آخر و هو إبدالها ألفا خالصة مع إشباع المد للساكنين و تقدم أن الجمهور عنه على الأول كالأصبهاني و قرأ الكسائي بحذف الهمزة الثانية في ذلك كله و هي لغة فاشية و الباقون بإثباتها محققة على الأصل و يوقف عليه لحمزة بوجه واحد بين بين و أدغم ذال (إذ جاءهم) أبو عمرو و هشام.

و اختلف في فَتَحْنا [الآية: 44] هنا و الأعراف [الآية: 96] و القمر [الآية: 11] فُتِحَتْ بالأنبياء [الآية: 96] فابن عامر و ابن وردان بتشديد التاء في الأربعة للتكثير (2) و وافقهما ابن جماز و روح في القمر و الأنبياء و رويس في الأنبياء فقط و اختلف عنه في الثلاثة الباقية فروى النخاس عنه تشديدها و روى أبو الطيب التخفيف و اختلف عن ابن جماز هنا و الأعراف فروى الأشناني عن الهاشمي عن إسماعيل تشديدهما و كذا روى ابن حبيب عن قتيبة كلاهما عنه و روى عنه الباقون التخفيف و به قرأ الباقون في الأربعة.

و قرأ بِهِ انْظُرْ [الآية: 46] بضم الهاء الأصبهاني عن ورش.

و قرأ يَصْدِفُونَ [الآية: 46] بإشمام الصاد الزاي حمزة، و الكسائي، و خلف، و رويس بخلفه و عن ابن محيصن (يهلك) بفتح الياء و كسر اللام مبنيا للفاعل.

و قرأ يعقوب لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ [الآية: 48] بفتح الفاء على البناء كما مر و ضم مع حمزة هاء (و عليهم) و أمال (يوحى) حيث جاء حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه و كذا (الأعمى).

و اختلف في بِالْغَداةِ [الآية: 52] هنا و الكهف [الآية: 28] فابن عامر بضم ].

ص: 263


1- أي: (سراط). [أ].
2- أي: (فتّحنا ...). [أ].

الغين و إسكان الدال و واو مفتوحة و الأشهر أنها معرفة بالعلمية الجنسية كأسامة في الأشخاص فهي غير مصروفة و لا يلتفت إلى من طعن في هذه القراءة بعد تواترها من حيث كونها أعني غدوة علما وضع للتعريف فلا تدخل عليها أل كسائر الأعلام و أما كتابتها بالواو فكالصلوة و الزكوة و جوابه أن تنكير غدوة لغة ثابتة حكاها سيبويه و الخليل تقول أتيتك غدوة بالتنوين على أن ابن عامر لا يعرف اللحن لأنه عربي و الحسن يقرأ بها و هو ممن يستشهد بكلامه فضلا عن قراءته و قرأ الباقون بفتح الغين و الدال و بالألف (1) لأن غداة اسم لذلك الوقت ثم دخلت عليها لام التعريف و عن الحسن (فتّنّا) بتشديد التاء.

و اختلف في أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ [الآية: 54] فنافع و ابو جعفر بفتح الهمزة في الأولى و الكسر في الثانية (2) و ابن عامر و عاصم و يعقوب بالفتح فيهما وافقهم الحسن و الشنبوذي و الباقون: بالكسر فيهما ففتح الأولى على أنها بدل من الرحمة بدل شي ء من شي ء أو على الابتداء و الخبر محذوف أي عليه أنه الخ أو على تقدير حرف الجر اللام و فتح الثانية على أن محلها رفع مبتدأ و الخبر محذوف أي فغفرانه و رحمته حاصلان و كسر الأولى على أنها مستأنفة و إن الكلام قبلها تام و كذا كسر الثانية بمعنى أنها في صدر جملة وقعت خبرا لمن الموصولة أو جوابا لها أن جعلت شرطا.

و اختلف في وَ لِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ [الآية: 55] فنافع و كذا أبو جعفر بتاء الخطاب سبيل بالنصب و ابن كثير و أبو عمرو و ابن عامر و حفص و كذا يعقوب بتاء التأنيث و الرفع وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و الحسن و عنه سكون لام لتستبين و أبو بكر و حمزة و الكسائي و كذا خلف بياء التذكير و الرفع وافقهم الأعمش وجه الأولى أنه من استبنت الشي ء المعدي أي و لتستوضح يا محمد و سبيل مفعوله و وجه الثانية أن الفعل لازم من استبان الصبح ظهر و أسند إلى السبيل على لغة تأنيثه على حد هذه سبيلي و الثالثة كذلك لكن على لغة تذكيره على حد سبيل الرشد لا يتخذوه و أدغم دال (قد ضللت) ورش و أبو عمرو و ابن عامر و حمزة و الكسائي و خلف.

و اختلف في يَقُصُّ الْحَقَّ [الآية: 57] فنافع و ابن كثير و عاصم و كذا أبو جعفر بالصاد المهملة المشددة المرفوعة من قص الحديث أو الأثر تتبعه وافقهم ابن محيصن و الباقون بقاف ساكنة و ضاد معجمة مكسورة (3) من القضاء و لم ترسم إلا بضاد كأن الياء حذفت خطأ تبعا للفظ للساكنين كما في تغن النذر و كحذف الواو في سندع الزبانية و يمح اللّه و نصب الحق بعده صفة لمصدر محذوف أي القضاء الحق أو ضمن معنى يفعل فعداه للمفعول به أو قضى بمعنى صنع فيتعدى بنفسه بلا تضمين أو على إسقاط الباء أي يقضي بالحق على حد يمرون الديار و وقف عليه يعقوب بالياء].

ص: 264


1- أي: (بالغداة). [أ].
2- أي: (أنه ... فإنه ...). [أ].
3- أي: (يقض ...). [أ].

و أمال (يتوفاكم)، و (ليقضى) حمزة و الكسائي و خلف و بالفتح و الصغرى الأزرق.

و أما جاءَ أَحَدَكُمُ [الآية: 61] فهمزتان مفتوحتان من كلمتين تقدم حكمهما في جاء أحد منكم بالنساء.

و اختلف في تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا [الآية: 61] فحمزة بألف ممالة بعد الفاء (1) و هو إما فعل مضارع فأصله نتوفاه حذفت إحدى التاءين كتنزل و بابه و إما ماض و هو الأظهر و حذفت منه تاء التأنيث لكونه مجازيا أو للفصل بالمفعول وافقه الأعمش و في الدر للعلامة السمين و قرأ الأعمش يتوفاه بياء الغيب فليراجع، و الباقون: بتاء ساكنة من غير ألف و لا إمالة و أسكن سين (رسلنا) أبو عمرو (2) (و عن) الحسن (مولاهم الحق) بالنصب على المدح.

و اختلف في قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ، قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ [الآية: 63] و [الآية: 64] بعدها، و في يونس [الآية: 92] فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ و نُنَجِّي رُسُلَنا، و نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ [الآية: 103] و في الحجر [الآية: 59] إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ و في مريم [الآية: 72] ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا و في العنكبوت [الآية: 32، 33] لَنُنَجِّيَنَّهُ، و إِنَّا مُنَجُّوكَ و في الزمر [الآية: 61] وَ يُنَجِّي اللَّهُ و في الصف [الآية: 10] تُنْجِيكُمْ فنافع و ابن كثير و أبو عمرو و ابن ذكوان بتسكين النون و تخفيف الجيم في الثاني من هذه السورة فقط وافقهم ابن محيصن (3) و الكسائي و حفص كذلك في ثالث يونس وافقهما المطوعي و قرأ حمزة و الكسائي و كذا خلف كذلك في الحجر و الأول من العنكبوت وافقهم المطوعي و قرأ الكسائي كذلك في موضع مريم وافقه ابن محيصن بخلف (4) و قرأ ابن كثير و أبو بكر و حمزة و الكسائي و كذا خلف الثاني من العنكبوت كذلك وافقهم ابن محيصن و الأعمش و قرأ يعقوب بتخفيف ما عدا الزمر و الصف و هي تسعة أحرف و أما موضع الزمر فخففه روح وحده و الباقون بالتشديد في سائرهن و أما حرف الصف فشدده ابن عامر و خففه الباقون و ذلك من نجى بالتضعيف و أنجى بالهمز (5).

و اختلف في خُفْيَةً [الآية: 63] هنا و الأعراف [الآية: 55] فأبو بكر بكسر الخاء و الباقون بضمها و هما لغتان كإسوة و أسوة و أما خيفة آخر الأعراف فليس من هذا بل هو من الخوف.

و اختلف في أَنْجَيْتَنا مِنْ هذِهِ [الآية: 63] فحمزة و الكسائي و كذا خلف بألف ف.

ص: 265


1- أي: (توفّاه ...). [أ].
2- و وافقه الحسن.
3- و انفرد المفسر بذلك عن زيد عن الداجوني عن أصحابه عن هشام.
4- أي من المبهج و أما المفردة ففيها التخفيف فقط.
5- أي و التضعيف و الهمزة كلاهما للتعدية فالمثقلون التزموا التعدية بالتضعيف.

ممالة بعد الجيم من غير ياء و لا تاء (1) بلفظ الغيبة وافقهم الأعمش و قرأ عاصم كذلك لكنه بغير إمالة و الباقون بياء ساكنة بعد الجيم بعدها تاء مفتوحة على الخطاب حكاية لدعائهم و أبدل همز (باس) أبو عمرو بخلفه و أبو جعفر و حققه الباقون و منهم الأصبهاني و قرأ بكسر التنوين من (بعض انظر) أبو عمرو و عاصم و حمزة و يعقوب و قنبل من طريق ابن شنبوذ و ابن ذكوان من طريق النقاش عن الأخفش عنه.

و اختلف في يُنْسِيَنَّكَ [الآية: 68] فابن عامر بتشديد السين و فتح النون من نسى (2) و قرأ الباقون بتخفيفها و سكون النون من أنسى و هما لغتان و المفعول الثاني محذوف أي ما أمرت به من ترك مجالسة الخائضين فلا تقعد بعد ذلك معهم (و سبق) إمالة (الدنيا) (و هدانا).

و اختلف في اسْتَهْوَتْهُ [الآية: 71] فحمزة بألف ممالة بعد الواو (3) وافقه الأعمش و الباقون بالتاء الساكنة من غير ألف و عن المطوعي (الشيطان) بالتوحيد (4) و عن الحسن بالواو و فتح النون و هي لغة ردية (و رقق) الأزرق الراء من (حيران) بخلف عنه و قطع به في التيسير و تعقبه في النشر بأنه خرج به عن طريقه و ذكر الخلاف في الشاطبية (و يوقف) لحمزة على (الهدى ائتنا) بإبدال الهمزة ألفا بلا إمالة فهو وجه واحد و نقل في النشر عن الداني احتمالا في الإمالة على أنها ألف الهدى دون المبدلة من الهمزة و الأقيس أنها يعني الألف الموجودة في اللفظ هي المبدلة من الهمز قال و الحكم في وجه الإمالة للأزرق كذلك و الصحيح المأخوذ به عنهما الفتح و عن الحسن فَيَكُونُ [الآية: 73] بالنصب و عنه (الصور) حيث جاء بفتح الواو و الجمهور بسكونها فقيل جمع صورة كصوف و صوفة و ثوم و ثومة و ليس هذا جمعا صناعيا و إنما هو اسم جنس و قيل الصور القرن.

و اختلف في آزَرَ [الآية: 74] فيعقوب بضم الراء على أنه منادى و يؤيده ما في مصحف أبي يا آزر بإثبات حرف النداء وافقه الحسن و الباقون بفتحها نيابة عن الكسرة للعلمية أو الوصفية و العجمة و هو بدل من أبيه أو عطف بيان له إن كان لقبا و نعت لأبيه أو حال إن كان وصفا بمعنى المعوج أو المخطئ أو الشيخ الهرم و قيل اسم صنم فنصبه بفعل تقديره أتعبد و فتح ياء الإضافة من (إني أراك) نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر (5) و أمال (أراك) أبو عمرو و حمزة و الكسائي و خلف و ابن ذكوان من طريق الصوري (6) و قلله الأزرق.ف.

ص: 266


1- أي: (أنجانا). [أ].
2- أي: (ينسّينّك). [أ].
3- أي: (استهواه). [أ].
4- قال الكسائي و هي كذلك في مصحف ابن مسعود.
5- وافقهم اليزيدي و الحسن.
6- وافقهم اليزيدي و الأعمش. و كذا الخلف في (أرى ما لا ترون) بالأنفال (و لكني أراكم، و إني أراكم) بهود (و أراني أحمل، و أرى سبع) بيوسف و (أسمع و أرى) بطه و (أرى في المنام) في الصافات و (إلا ما أرى) بغافر و (لكني أراكم) بالأحقاف.

و أما رَأْيَ [الآية: 76، 77، 78] الماضي و يكون بعده متحرك و ساكن و الأول يكون ظاهرا أو مضمرا فالظاهر سبعة مواضع رأى كوكبا هنا و باقيها تقدم في باب الإمالة مفصلا و المضمر تسعة نحو رآك بالأنبياء و ذكرت ثمة و أما الذي بعده ساكن ففي ستة مواضع رأى القمر رأى الشمس هنا و الباقي سبق ثمة فالأزرق بالتقليل في الراء و الهمزة معا في القسمين الأولين الظاهر و المضمر قبل متحرك و أبو عمرو بفتح الراء و إمالة الهمزة في القسمين و ما ذكره الشاطبي رحمه اللّه تعالى من الخلاف عن السوسي في إمالة الراء فتقدم عن النشر أنه ليس من طرقه فضلا عن طرق الشاطبية و لذا تركه في الطيبة و إن حكاه بقيل في آخر الباب و قرأ ابن ذكوان بإمالتهما معا مع المظهر و أما مع المضمر فأمالهما النقاش عن الأخفش عنه و فتحهما ابن الأخرم عن الأخفش و أمال الهمزة و فتح الراء الجمهور عن الصوري و اختلف عن هشام فالجمهور عن الحلواني بفتحهما معا في القسمين فالأكثرون عن الداجوني بإمالتهما فيهما و الوجهان صحيحان عن هشام كما تقدم و اختلف عن أبي بكر فيما عدا الأولى و هي رَأى كَوْكَباً [الآية: 76] هنا فلا خلاف عنه في إمالة حرفيها معا أما الستة الباقية التي مع الظاهر فأمال الراء و الهمزة معا يحيى بن آدم و فتحهما العليمي أما فتحها في السبعة و فتح الراء و إمالة الهمزة في السبعة فانفرادتان لا يؤخذ بهما و لذا لم يعرج عليهما في الطيبة و أما التسعة مع المضمر ففتح الراء و الهمزة معا فيها العليمي عنه و أمالهما يحيى بن آدم و قرأ حمزة و الكسائي و خلف بإمالة الراء و الهمزة معا في الجميع وافقهم الأعمش و الباقون بالفتح و أما الذي بعده ساكن فأمال الراء و فتح الهمزة أبو بكر و حمزة و خلف و الباقون بالفتح و ما حكاه الشاطبي رحمه اللّه تعالى من الخلاف في إمالة الهمزة عن أبي بكر و في إمالة الراء و الهمزة معا عن السوسي تعقبه صاحب النشر بأن ذلك لم يصح عنهما من طرق الشاطبية بل و لا من طرق النشر و إن حكاه بقيل آخر الباب من طيبته و اللّه تعالى أعلم.

و وقف حمزة و هشام بخلفه على بَرِي ءٌ [الآية: 78] بالبدل مع الإدغام فقط لزيادة الياء و تجوز الإشارة بالروم و الإشمام و فتح ياء الإضافة من وجهي للذي [الآية:

79] نافع و ابن عامر و حفص و أبو جعفر.

و اختلف في أَ تُحاجُّونِّي [الآية: 80] فنافع و ابن ذكوان و هشام من طريق ابن عبدان عن الحلواني و الداجوني من جميع طرقه إلا المفسر عن زيد عنه و أبو جعفر بنون خفيفة (1) و الباقون بنون ثقيلة على الأصل لأن الأولى نون الرفع و الثانية نون الوقاية و فيها لغات ثلاث الفك مع تركهما و الإدغام و الحذف لإحداهما و المحذوفة هي الأولى عند سيبويه و من تبعه و الثانية عند الأخفش و من تبعه و بذلك قرأ الجمال عن الحلواني و المفسر وحده عن الداجوني و أمال الكسائي وحده (هدان) و قلله ].

ص: 267


1- أي: (أ تحاجّوني). [أ].

الأزرق بخلفه و أثبت الياء بعد نونها وصلا أبو عمرو و أبو جعفر (1) و في الحالين يعقوب.

و قرأ ما لَمْ يُنَزِّلْ [الآية: 81] بالتخفيف ابن كثير و أبو عمرو و يعقوب، و عن الحسن (يرفع) و (يشاء) بياء الغيبة فيهما و الباقون بنون العظمة.

و اختلف في دَرَجاتٍ [الآية: 83] هنا، يوسف [الآية: 76] فعاصم و حمزة و الكسائي و كذا خلف بالتنوين فيهما فيحتمل النصب على الظرف و من مفعول أي نرفع من نشاء مراتب و منازل أو على أنه مفعول ثان قدم على الأول بتضمين نرفع معنى فعل يتعدى لاثنين و هو نعطي مثلا أي نعطي بالرفع من نشاء درجات أي رتبا فالدرجات هي المرفوعة و إذا رفعت رفع صاحبها أو على إسقاط حرف الجر إلى أو على الحال أي ذوي درجات وافقهم الأعمش و قرأ يعقوب بالتنوين هنا فقط و الباقون: بغير تنوين (2) فيهما على الإضافة فدرجات مفعول ترفع.

و قرأ مَنْ نَشاءُ إِنَّ [الآية: 83] بتحقيق الهمزة الأولى و إبدال الثانية واوا مكسورة و بتسهيلها كالياء نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و رويس و أما تسهيلها كالواو فتقدم رده عن النشر غير مرة.

و قرأ زَكَرِيَّا [الآية: 85] بلا همز حفص و حمزة و الكسائي و خلف و الباقون بالهمز.

و اختلف في الْيَسَعَ [الآية: 86] هنا، و في ص [الآية: 48] فحمزة و الكسائي و كذا خلف بتشديد اللام المفتوحة و إسكان الياء (3) في الموضعين على أن أصله ليسع كضيغم و قدر تنكيره فدخلت ال للتعريف ثم أدغمت اللام في اللام وافقهم الأعمش و الباقون بتخفيفها و فتح الياء فيهما على أنه منقول من مضارع و الأصل يوسع كيوعد وقعت الواو بين ياء مفتوحة و كسرة تقديرية لأن الفتح إنما جي ء به لأجل حرف الحلق فحذفت كحذفها في يدع و يضع و يهب و بابه.

و قرأ صِراطٍ (4) [الآية: 87] بالسين قنبل من طريق ابن مجاهد و رويس و بالإشمام خلف عن حمزة.

و قرأ النُّبُوَّةَ [الآية: 89] بالهمز (5) نافع و اتفقوا على إثبات هاء السكت في اقْتَدِهْ [الآية: 90] وقفا على الأصل سواء قلنا أنها للسكت، أو للضمير و اختلفوا في إثباتها وصلا فأثبتها فيه ساكنة نافع و ابن كثير و أبو عمرو و عاصم و كذا أبو جعفر وافقهم ].

ص: 268


1- وافقهما اليزيدي و الحسن.
2- أي: (درجات). [أ].
3- أي: (اليسع). [أ].
4- و قرأ قنبل: (سراط). [أ].
5- أي: (النبوءة). [أ].

الحسن و ابن محيصن من المبهج و أثبتها مكسورة مقصورة هشام و أشبع الكسرة ابن ذكوان بخلف و الإشباع رواية الجمهور عنه و الاختلاس رواية زيد عن الرملي عن الصوري عنه كما في النشر قال فيه و قد رواها الشاطبي: رحمه اللّه تعالى عنه و لا أعلمها وردت عنه من طريقه و لا شك في صحتها عنه لكنها عزيزة من طرق كتابنا انتهى و وجه الكسر أنها ضمير الاقتداء المفهوم من اقتده أو ضمير الهدى و قرأ بحذف الهاء وصلا حمزة و الكسائي و خلف و يعقوب على أنها للسكت فمحلها الوقف وافقهم الأعمش و ابن محيصن من المفردة و اليزيدي و عن الحسن (حق قدره) بفتح الدال (و مر) حكم إمالة (ذكرى) (و) كذا (جاء موسى) (و للناس).

و اختلف في تَجْعَلُونَهُ قَراطِيسَ تُبْدُونَها وَ تُخْفُونَ [الآية: 91] فابن كثير و أبو عمرو بالغيب في الثلاثة على إسناده للكفار مناسبة لقوله تعالى و ما قدروا اللّه حق قدره الخ وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و الباقون بالخطاب فيهن أي قل لهم ذلك.

و اختلف في وَ لِتُنْذِرَ [الآية: 92] فأبو بكر بياء الغيبة و الضمير للقرآن أو للرسول للعلم به عليه الصلاة و السلام و الباقون بتاء الخطاب للرسول عليه الصلاة و السلام (و أمال) (القربى) أبو عمرو و حمزة و الكسائي و خلف و ابن ذكوان من طريق الصوري و قلله الأزرق و كذا (نرى) (و عن) الحسن (صلواتهم) بالجمع (و أدغم) دال (و لقد جئتمونا) أبو عمرو و حمزة و الكسائي و خلف و هشام (و أمال) (فرادى) حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه (و يوقف) لحمزة و هشام بخلفه على (فيكم شركؤا) و نحوه مما رسمت الهمزة فيه واوا باثني عشر وجها تقدمت في أنبؤا أول السورة.

و اختلف في تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ [الآية: 94] فنافع و حفص و الكسائي و كذا أبو جعفر بنصب النون ظرف لتقطع و الفاعل مضمر يعود على الاتصال لتقدم ما يدل عليه و هو لفظ شركاء أي تقطع الاتصال بينكم وافقهم الحسن و الباقون بالرفع على أنه اتسع في هذا الظرف فأسند الفعل إليه فصار اسما و يقويه هذا فراق بيني و بينك و من بيننا و بينك حجاب فاستعمله مجرورا أو على أن بين اسم غير ظرف و إنما معناه الوصل أي تقطع وصلكم (و أمال) (النوى) حمزة و الكسائي و خلف و بالفتح الصغرى الأزرق.

و قرأ الْمَيِّتِ [الآية: 95] بتشديد الياء المكسورة نافع و حفص و حمزة و الكسائي و كذا أبو جعفر و يعقوب و خلف (1) و الباقون بالتخفيف و عن المطوعي فالِقُ الْحَبِّ [الآية: 95] بفتح اللام و القاف بلا ألف فعلا ماضيا و نصب الحب و عن الحسن و الْإِصْباحِ [الآية: 96] بفتح الهمزة و هو جمع صبح كقفل و أقفال و الجمهور بالكسر على المصدر.ش.

ص: 269


1- وافقهم الأعمش.

و اختلف في وَ جَعَلَ اللَّيْلَ [الآية: 96] فعاصم، و حمزة و الكسائي، و كذا خلف بفتح العين، و اللام من غير ألف فعلا ماضيا (1) و اللَّيْلِ بالنصب مفعول به مناسبة لما بعده من جعل لكم النجوم الخ وافقهم الأعمش و الباقون بالألف و كسر العين و رفع اللام و خفض الليل بالإضافة فجاعل محتمل للمضي و هو الظاهر و الماضي عند البصريين لا يعمل إلا مع ال خلافا لبعضهم في منع إعمال المعرف بها فسكنا منصوب بفعل دل عليه جاعل لا به لما ذكر أو به على أن المراد جعل مستمر في الأزمنة المختلفة و عن ابن محيصن وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ [الآية: 96] بالرفع فيهما على الابتداء و الخبر محذوف أي مجعولان و الجمهور بالنصب عطفا على محل الليل حملا على معنى المعطوف عليه و الأحسن نصبها يجعل مقدرا.

و اختلف في فَمُسْتَقَرٌّ [الآية: 98] فابن كثير و أبو عمرو و كذا روح بكسر القاف اسم فاعل مبتدأ و الخبر محذوف أي فمنكم شخص قار في الأصلاب أو البطون أو القبور وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و الحسن و الباقون بفتحها مكانا أو مصدرا أي فلكم مكان تستقرون فيه أو استقرار و عن الحسن ضم تاء (فمستقر) و فتحها الجمهور و عن المطوعي (يخرج منه) بالياء مبنيا للمفعول و (حب) بالرفع على النيابة و عنه أيضا (قنوان) بضم القاف و عنه و عن الحسن (و جنات من أعناب) بالرفع على الابتداء و الخبر محذوف أي ثم أو من الكرم أو لهم أواخر جناها.

و قرأ بكسر التنوين من مُتَشابِهٍ انْظُرُوا [الآية: 99] أبو عمرو و عاصم و حمزة و كذا يعقوب و اختلف عن قنبل فكسره ابن شنبوذ عنه و ضمه ابن مجاهد و اختلف أيضا عن ابن ذكوان فكسره النقاش عن الأخفش و الرملي عن الصوري فيما رواه أبو العلاء و ضمه الصوري من طريقيه.

و اختلف في إِلى ثَمَرِهِ [الآية: 99] موضعي هذه السورة و في يس من ثمره فحمزة و الكسائي و خلف بضم الثاء و الميم جمع كخشبة و خشب وافقهم الأعمش و الباقون بفتحهما فيهن اسم جنس كشجر و شجرة و بقر و بقرة و خرز و خرزة و أما موضعا الكهف فيأتيان إن شاء اللّه تعالى و عن ابن محيصن (و ينعه) بضم الياء لغة.

و اختلف في وَ خَرَقُوا [الآية: 100] فنافع و أبو جعفر بتشديد الراء للتكثير (2)، و الباقون: بالتخفيف بمعنى الاختلاق يقال خلق الإفك و خرقه و اختلقه و افتراه و افتعله بمعنى كذب (و أمال) (و تعالى) حيث جاء حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه و كذا (أنى) إلا أن الدوري عن أبي عمرو فيها كالأزرق بالفتح و الصغرى (و سبق) قريبا حكم (قد جاءكم).].

ص: 270


1- أي: (جعل). [أ].
2- أي: (خرّقوا). [أ].

و اختلف في دَرَسْتَ [الآية: 105] فابن كثير و أبو عمرو بألف بعد الدال و سكون السين و فتح التاء (1) على وزن قابلت أي دارست غيرك وافقهما ابن محيصن و اليزيدي و قرأ ابن عامر و كذا يعقوب بغير ألف و فتح السين و سكون التاء بزنة ضربت أي قدمت و بلت وافقهما الحسن إلا أنه ضم الراء و الباقون بغير ألف و سكون السين و فتح التاء أي حفظت و أتقنت بالدرس أخبار الأولين و تقدم إمالة (شاء) لحمزة و خلف و ابن ذكوان و هشام بخلفه و ضم هاء (عليهم) لحمزة و يعقوب (2).

و اختلف في عَدُوًّا [الآية: 108] فيعقوب بضم العين، و الدال، و تشديد الواو (3)، وافقه الحسن و الباقون بالفتح و السكون و الخف يقال عدا عدوا و عداء و عدوانا و نصبه على المصدر أو مفعول لأجله أو لوقوعه موقع الحال المؤكدة لأنه لا يكون إلا عدوا و قرأ يُشْعِرُكُمْ [الآية: 109] بإسكان الراء و باختلاس حركتها أبو عمرو من روايتيه و روى الإتمام للدوري عنه كالباقين.

و اختلف في أَنَّها إِذا [الآية: 109] فابن كثير و أبو عمرو و أبو بكر بخلف عنه و يعقوب و خلف في اختياره بكسر همزة إنها و هي رواية العليمي عن أبي بكر و أحد الوجهين عن يحيى عنه قال في الدر و هي قراءة واضحة لأن معناها استئناف أخبار بعدم إيمان من طبع على قلبه و لو جاءتهم كل آية وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و الحسن و الباقون بالفتح و هو رواية العراقيين قاطبة عن أبي بكر من طريق يحيى على أنها بمعنى لعل و هي في مصحف أبي كذلك أو على تقدير لام العلة و التقدير إنما الآيات التي يقترحونها عند اللّه لأنها إذا جاءت لا يؤمنون و ما يشعركم اعتراض بين العلة و المعلول.

و اختلف في لا يُؤْمِنُونَ [الآية: 109] فابن عامر و حمزة بالخطاب مناسبة ليشعركم على أنها للمشركين وافقهما الأعمش و قرأ الباقون بالغيب على توجيه الكاف للمؤمنين و الياء للمشركين و حرف الجاثية يأتي في محله إن شاء اللّه تعالى (و عن) المطوعي و (تقلب) بالتأنيث مبنيا للمفعول و (أفئدتهم و أبصارهم) بالرفع للنيابة (و عن) الأعمش (و يذرهم) بياء الغيبة و الجزم عطفا على يؤمنوا و المعنى و نقلب الخ جزاء على كفرهم و إنه لم يذرهم في طغيانهم بل بين لهم (و أمال) (طغيانهم) الدوري عن الكسائي (و ضم) هاء (إليهم) حمزة و يعقوب في الحالين وافقهما وصلا الكسائي و خلف و كسر الميم أبو عمرو وصلا و ضمها الباقون.

و اختلف في قُبُلًا [الآية: 111] فنافع و ابن عامر و كذا أبو جعفر بكسر القاف و فتح الباء بمعنى مقابلة أي معاينة و نصب على الحال و قيل بمعنى ناحية وجهة فنصبه على ].

ص: 271


1- أي: (دارست). [أ].
2- هنا سقط و لعله و عن الحسن (و لنبينه لقوم) بالياء.
3- أي: (عدوّا). [أ].

الظرف نحو في قبل زيد دين و الباقون بضم القاف و الباء (1) جمع قبيل بمعنى كبيل كرغيف و رغف و نصبه على الحال أيضا و قيل بمعنى جماعة جماعة و صنفا صنفا أي حشرنا عليهم كل شي ء فوجا فوجا و نوعا نوعا من سائر المخلوقات و يأتي حرف الكهف في محله إن شاء اللّه تعالى و تقدم همز (نبي) لنافع و إمالة شاء و أمال (لتصغى) حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه و يوقف لحمزة على (إليه أفئدة) بتحقيق الهمزة الأولى و إبدالها ياء مفتوحة كلاهما مع نقل الثانية إلى الفاء و عن الحسن (و ليرضوه، و ليقترفوا) بسكون اللام فيهما على أنها لام الأمر (2).

و اختلف في مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ [الآية: 114] فابن عامر و حفص بتشديد الزاي و الباقون بتخفيفها (3).

و اختلف في كَلِمَتُ رَبِّكَ [الآية: 115] هنا و يونس [الآية: 33، 96] و غافر [الآية: 6] فعاصم و حمزة و الكسائي و كذا يعقوب و خلف بغير ألف على التوحيد (4) في الثلاثة على إرادة الجنس وافقهم الحسن و الأعمش و قرأ ابن كثير و أبو عمرو كذلك في غافر و يونس وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و وقف الكسائي و يعقوب على الثلاث بالهاء ممالة للكسائي و ابن كثير و أبو عمرو كذلك بالهاء في الأخيرين (5) و الباقون بالجمع في الثلاث لأن كلماته تعالى متنوعة أمرا و نهيا و غير ذلك و قد أجمع على الجمع في لا مبدل لكلماته و لا مبدل لكلمات اللّه (و عن) الحسن (يضل عن سبيله) بضم الياء.

و اختلف في فَصَّلَ لَكُمْ ما حَرَّمَ عَلَيْكُمْ [الآية: 119] فابن كثير و كذا أبو عمرو و ابن عامر بضم الفعلين على بنائهما للمفعول وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و قرأ نافع و حفص و أبو جعفر و يعقوب بالفتح فيهما على البناء للفاعل وافقهم الحسن و قرأ الأول بالفتح و الثاني بالضم أبو بكر و حمزة و الكسائي و كذا خلف وافقهم الأعمش و لم يقرأ بالعكس و غلظ الأزرق لام فصل وصلا و اختلف عنه في الوقف كما تقدم و قرأ اضْطُرِرْتُمْ بكسر الطاء ابن وردان بخلف عنه كما مر بالبقرة.

و اختلف في لَيُضِلُّونَ [الآية: 119] هنا و رَبَّنا لِيُضِلُّوا عَنْ [الآية: 88] بيونس فعاصم و حمزة و الكسائي و كذا خلف بضم الياء فيهما وافقهم الحسن و المطوعي في يونس ففتحه و الباقون بالفتح فيهما يقال ضل في نفسه و أضل غيره ن.

ص: 272


1- أي: (قبلا). [أ].
2- و قيل على أنها لام كي و إنما سكنت إجراء لها مع ما بعدها مجرى كبد و ثمر قال ابن جني و هو قوي في القياس شاذ في السماع.
3- أي: (منزل ...). [أ].
4- أي: (كلمة ...). [أ].
5- وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و الحسن.

فالمفعول محذوف على قراءة الضم و قرأ (ميتا) بتشديد الياء نافع و أبو جعفر و يعقوب.

و اختلف في رِسالَتَهُ [الآية: 124] فابن كثير و حفص بالإفراد مع نصب التاء وافقهما ابن محيصن و الباقون بالجمع مكسور التاء (1).

و اختلف في ضَيِّقاً [الآية: 125] هنا و الفرقان فابن كثير بسكون الياء مخففا، و الباقون بالكسر مشددا (2) و هما لغتان كميت و ميت و قيل التشديد في الأجرام و التخفيف في المعاني و وزن المشدد فيعل كميت و سيد ثم أدغم و يجوز تخفيفه.

و اختلف في حَرَجاً [الآية: 125] فنافع و أبو بكر و كذا أبو جعفر بكسر الراء مثل دنف وافقهم ابن محيصن و الحسن و الباقون بفتحها و هما بمعنى و قيل المفتوح مصدر و المكسور اسم فاعل و قيل المكسور أضيق الضيق.

و اختلف في يَصَّعَّدُ [الآية: 125] فابن كثير بإسكان الصاد، تخفيف العين بلا ألف (3) مضارع صعد ارتفع وافقه ابن محيصن من المفردة و قرأ أبو بكر يصاعد بتشديد الصاد و بعده ألف و تخفيف العين و أصلها يتصاعد أي يتعاطى الصعود و يتكلفه فأدغم التاء في الصاد تخفيفا، و عن المطوعي بتاء بعد الياء و تخفيف الصاد و تشديد العين في أحد وجهيه (4) و الباقون بفتح الصاد مشددة و بتشديد العين دون ألف بينهما من تصعد تكلف الصعود وافقهم ابن محيصن من المبهج و المطوعي في وجهه الثاني و تقدم سين (صراط) و إشمام صادها.

و اختلف في وَ يَوْمَ نَحْشُرُهُمْ [الآية: 127] هنا و ثاني يونس [الآية: 96] يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ فحفص بالياء فيهما مسندا إلى ضمير اللّه تعالى وافقهم ابن محيصن و المطوعي و قرأ روح بالياء هنا فقط و الباقون بالنون فيهما إسنادا إلى اسم اللّه تعالى على وجه العظمة و خرج أول يونس نحشرهم جميعا المتفق عليه بالنون لأجل فزيلنا إلا ما يأتي عن ابن محيصن و المطوعي و أمال (مثواكم) حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه و أمال (كافرين) أبو عمرو و ابن ذكوان بخلفه و الدوري عن الكسائي و رويس و قلله الأزرق.

و اختلف في عَمَّا يَعْمَلُونَ [الآية: 132] هنا و آخر هود [الآية: 123] و النمل [الآية: 93] فابن عامر بالخطاب في الثلاثة مراعاة هنا لقوله يذهبكم وافقه الحسن هنا و هود و قرأ نافع و حفص و كذا أبو جعفر و يعقوب بالخطاب في هود و النمل و الباقون:

بالغيب فيهن لقوله هنا و لكل درجات و عن ابن محيصن ضم ميم (يا قوم اعملوا).].

ص: 273


1- أي: (رسالاته). [أ].
2- أي: (ضيّقا). [أ].
3- أي: (يصعد). [أ].
4- أي: (يتصعّد). [أ].

و اختلف في مَكانَتِهِمْ [الآية: 67] من سورة يس و مَكانَتِكُمْ [الآية: 135] حيث وقعا و هو هنا و هود [الآية: 93، 121] معا و يس [الآية: 67] و الزمر [الآية: 39] فأبو بكر بألف على الجمع فيها (1) ليطابق المضاف إليه و هو ضمير الجماعة و لكل واحد مكانة وافقه الحسن و الباقون بالإفراد على إرادة الجنس.

و اختلف في تَكُونَ لَهُ [الآية: 135] هنا و القصص [الآية: 37] فحمزة و الكسائي كذا خلف بالتذكير فيهما وافقه الأعمش و الباقون بالتأنيث و هما ظاهران إذ التأنيث غير حقيقي.

و اختلف في بِزَعْمِهِمْ [الآية: 136، 138] في الموضعين فالكسائي بضم الزاي فيهما لغة بني أسد وافقه الشنبوذي و الباقون بفتحها لغة أهل الحجار فقيل هما بمعنى و قيل المفتوح مصدر و المضموم اسم.

و اختلف في وَ كَذلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكاؤُهُمْ [الآية:

137] فابن عامر زين بضم الزاي و كسر الياء بالبناء للمفعول قَتْلَ برفع اللام على النيابة عن الفاعل أَوْلادِهِمْ بالنصب على المفعول بالمصدر شُرَكاؤُهُمْ بالخفض على إضافة المصدر إليه فاعلا و هي قراءة متواترة صحيحة و قارئها ابن عامر أعلى القراء السبعة سندا، و أقدمهم هجرة من كبار التابعين الذين أخذوا عن الصحابة كعثمان بن عفان، و أبي الدرداء، و معاوية، و فضالة بن عبيد، و هو مع ذلك عربي صريح من صميم العرب، و كلامه حجة، و قوله دليل لأنه كان قبل أن يوجد اللحن، فكيف و قد قرأ بما تلقى، و تلقن و سمع و رأى، إذ هي كذلك في المصحف الشامي، و قد قال بعض الحفاظ إنه كان في حلقته بدمشق أربعمائة عريف يقومون عليه بالقراءة قال و لم يبلغنا عن أحد من السلف أنه أنكر شيئا على ابن عامر من قراءته و لا طعن فيها و حاصل كلام الطاعنين كالزمخشري أنه لا يفصل بين المتضايفين إلا بالظرف في الشعر لأنهما كالكلمة الواحدة أو أشبها الجار و المجرور و لا يفصل بين حروف الكلمة و لا بين الجار و مجروره انتهى و هو كلام غير معول عليه و إن صدر عن أئمة أكابر لأنه طعن في المتواتر و قد انتصر لهذه القراءة من يقابلهم و أوردوا من لسان العرب ما يشهد لصحتها نثرا و نظما بل نقل بعض الأئمة الفصل بالجملة فضلا عن المفرد في قولهم غلام إن شاء اللّه أخيك و قرئ شاذا مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ بنصب وعده و خفض رسله و صح

قوله صلّى اللّه عليه و سلّم: فهل أنتم تاركو إليّ صاحبي

، ففصل بالجار و المجرور، و قال في التسهيل: و يفصل في السعة بالقسم مطلقا و بالمفعول إن كان المضاف مصدرا نحو أعجبني دق الثوب القصار و قال صاحب المغرب يجوز فصل ].

ص: 274


1- أي: (مكاناتكم، مكاناتهم). [أ].

المصدر المضاف إلى فاعله بمفعوله لتقدير التأخير و أما في الشعر فكثير بالظرف و غيره منها قوله:

فسقناهم سوق البغال الأداجل و قوله:

سقاها الحجى سقي الرياض السحائب و قوله:

للّه در اليوم من لامها و قوله:

فزججتها بمزجة زجّ القلوس أبي مزادة

و قد علم بذلك خطأ من قال إن ذلك قبيح أو خطأ أو نحوه و أما من زعم أنه لم يقع في الكلام المنثور مثله فلا يعول عليه لأنه ناف و من أسند هذه القراءة مثبت و هو مقدم على النفي اتفاقا و لو نقل إلى هذا الزاعم عن بعض العرب و لو أمة أو راعيا أنه استعمله في النثر لرجع إليه فكيف و فيمن أثبت تابعي عن الصحابة عمن لا ينطق عن الهوى صلّى اللّه عليه و سلّم فقد بطل قولهم و ثبتت قراءته سالمة من المعارض و للّه الحمد.

و قرأ الباقون زَيَّنَ بفتح الزاي، و الياء مبنيا للفاعل و نصب قَتْلَ به أَوْلادِهِمْ بالخفض على الإضافة شُرَكاؤُهُمْ بالرفع على الفاعلية بزين و هي واضحة أي زين لكثير من المشركين شركاؤهم إن قتلوا أولادهم بنحرهم لآلهتهم أو بالوأد خوف العار و العيلة و عن المطوعي حِجْرٌ بضم الحاء و الجيم أما مصدر كحكم أو جمع حجر بالفتح أو الكسر كسقف و سقف و جذع و جذع و عن الحسن حجرا بضم الحاء و سكون الجيم مخفف المضموم.

و قرأ حُرِّمَتْ ظُهُورُها [الآية: 138] بإدغام التاء في الظاء أبو عمرو و الأزرق و ابن عامر و حمزة و الكسائي و خلف (و رقق) الأزرق راء (افتراء عليه) و (افتراء على اللّه) بخلفه و الوجهان في جامع البيان (و ضم) الهاء (من سيجزيهم) يعقوب و عن المطوعي خالِصَةً برفع الصاد و الهاء و بحذف التنوين على أنه مبتدأ و لذكورنا خبره و الجملة خبر الموصول و الجمهور خالصة بالتأنيث إما حملا على المعنى لأن الذي في بطونها أنعام ثم حمل على اللفظ في قوله و محرم و إما للمبالغة كعلّامة و نسّابة.

و اختلف في وَ إِنْ يَكُنْ مَيْتَةً [الآية: 141] فنافع و أبو عمرو و حفص و حمزة و الكسائي و كذا يعقوب و خلف يكن بالتذكير ميتة بالنصب، وافقهم اليزيدي، و الأعمش و قرأ ابن عامر من غير طريق الداجوني عن هشام و كذا أبو جعفر تكن بالتأنيث ميتة بالرفع وافقهما ابن محيصن و أبو جعفر على أصله في تشديد ميتة و قرأ ابن كثير و الداجوني من

ص: 275

أشهر طرقه عن هشام يكن بالتذكير ميتة بالرفع فلا خلاف عن هشام في رفع ميتة و قرأ أبو بكر تكن بالتأنيث ميتة بالنصب وافقه الحسن و التذكير و التأنيث واضحان (1) و من نصب ميتة فعلى خبر كان الناقصة و من رفع فعلى جعلها تامة و يجوز أن يكون خبرها محذوفا أي و إن يكن هناك ميتة فتكون ناقصة أيضا (و ضم) الهاء من (سيجزيهم) يعقوب.

و قرأ قَتَلُوا [الآية: 140] بتشديد التاء ابن كثير و ابن عامر (2) و أدغم دال (قد ضلوا) ورش و أبو عمرو و ابن عامر و حمزة و الكسائي و خلف.

و قرأ أُكُلُهُ [الآية: 141] بإسكان الكاف نافع و ابن كثير (3).

و قرأ مِنْ ثَمَرِهِ [الآية: 141] بضم التاء و الميم حمزة و الكسائي و خلف (4).

و اختلف في حَصادِهِ [الآية: 141] فأبو عمرو و ابن عامر و عاصم و كذا يعقوب بفتح الحاء وافقهم اليزيدي و الباقون بالكسر و هما لغتان في المصدر كقولهم جداد و جداد.

و قرأ خُطُواتِ [الآية: 142] بالضم قنبل و البزي بخلفه و ابن عامر و حفص و الكسائي و أبو جعفر و يعقوب.

و اختلف في وَ مِنَ الْمَعْزِ [الآية: 143] فابن كثير و أبو عمرو و ابن ذكوان و هشام من غير طريق الداجوني و يعقوب بفتح العين وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و الحسن و روى الداجوني عن أصحابه عن هشام بسكون العين و به قرأ الباقون و هما لغتان في جمع ماعز كخادم و خدم و تاجر و تجر و يجمع أيضا على معزى (و اتفقوا) على تسهيل (آلذكرين) معا هنا و اختلفوا في كيفيته فالجمهور كما تقدم على إبدال همزة الوصل الواقعة بعد همز الاستفهام ألفا خالصة مع إشباع المد للساكنين للكل و هو المختار و ذهب آخرون إلى تسهيلها بين بين و هما صحيحان في الشاطبية و غيرها و كذا الحكم في آلآن موضعي يونس و اللّه بها و النمل و تقدم في الهمز المفرد الكلام على (نبوني بعلم) من حيث حذف همزه مع ضم ما قبل الواو لأبي جعفر و إنه كمتكؤن في ذلك كما نقله في النشر عن نص الأهوازي و غيره.

و قرأ شُهَداءَ إِذْ [الآية: 144] بتسهيل الثانية كالياء نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و رويس و أمال (وصيكم ذلكم وصيكم) حمزة و الكسائي و خلف و بالفتح و التقليل الأزرق.ش.

ص: 276


1- لأن ميتة تأنيث مجازي لأنها تقع على الذكر و الأنثى من الحيوان فمن أنّث فباعتبار اللفظ و من ذكّر فباعتبار المعنى هذا عند من يرفع ميتة بيكن أما من ينصبها فإنه يسند الفعل حينئذ إلى ضمير فيذكر باعتبار لفظ ما في قوله ما في بطون و يؤنث باعتبار معناها.
2- وافقهما ابن محيصن.
3- وافقهما ابن محيصن.
4- وافقهم الأعمش.

و اختلف في إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً [الآية: 145] فنافع و أبو عمرو و عاصم و الكسائي و كذا يعقوب و خلف في اختياره بالتذكير ميتة بالنصب و اسم يكون يعود على قوله محرما وافقهم اليزيدي و الحسن و الأعمش لكن التذكير من غير طريق المطوعي و قرأ ابن عامر و أبو جعفر بالتأنيث و الرفع على أنها تامة بمعنى توجد ميتة و قرأ ابن كثير و حمزة بالتأنيث و النصب على أن اسمها ضمير يعود على مجرما أو الماكول و أنث الفعل لتأنيث الخبر وافقهما ابن محيصن.

و قرأ فَمَنِ اضْطُرَّ [الآية: 145] بكسر النون أبو عمرو و عاصم و حمزة و كذا يعقوب (1) و قرأ بكسر طائه أبو جعفر.

و عن الحسن ظُفُرٍ [الآية: 146] بسكون الفاء لغة و أدغم تاء (حملت ظهورهما) أبو عمرو و الأزرق و ابن عامر و حمزة و الكسائي و خلف و أمال. الحوايا حمزة و الكسائي و خلف و بالفتح و الصغرى الأزرق.

و اختلف في تَذَكَّرُونَ [الآية: 152] حيث وقع إذا كان بالتاء فقط خطابا فحفص و حمزة و الكسائي و كذا خلف بتخفيف الذال حيث وقع على حذف إحدى التاءين لأن الأصل تتذكرون وافقهم الأعمش و الباقون بتشديدها فأدغموا التاء في الذال.

و اختلف في وَ أَنَّ هذا [الآية: 153] فحمزة و الكسائي و كذا خلف بكسر الهمزة و تشديد النون على الاستئناف و هذا محله نصب اسمها و صراطي خبرها و فاء فاتبعوه عاطفة للجمل و قرأ ابن عامر و يعقوب بفتح الهمزة و تخفيف النون (2) و الباقون بفتح الهمزة و تشديد النون على تقدير اللام أي و لأن هذا و قال القراء معمولة اتل و أجاز جرها بتقدير وصيكم به و بأن فتكون نسقا على المضمر على طريق الكوفيين و وجه قراءة ابن عامر أنها خففت من الثقيلة على اللغة القليلة.

و قرأ صِراطِي [الآية: 153] بالسين قنبل (3) من طريق ابن مجاهد و رويس و بالإشمام خلف عن حمزة و فتح ياء الإضافة منها ابن عامر و سكنها الباقون.

و قرأ فَتَفَرَّقَ [الآية: 153] بتشديد التاء البزي بخلفه (4) و عن الحسن و الأعمش (الذي أحسن) بالرفع على أنه خبر محذوف أي هو أحسن فحذف العائد و إن لم تطل الصلة و هو نادر و عن ابن محيصن من المفردة (و أن تقولوا، أو تقولوا) بالغيب فيهما و أمال (أهدى منهم) حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه و أدغم دال (فقد جاءكم) أبو عمرو و هشام و حمزة و الكسائي و خلف و (مر) إمالة (جاء) غير مرة و غلظ الأزرق لام (أظلم) بخلفه (و) اشم صاد (يصدفون) حمزة و الكسائي و خلف و رويس بخلفه.].

ص: 277


1- وافقهم اليزيدي و الحسن و المطوعي.
2- أي: (أن هذا). [أ].
3- أي: (سراطي). [أ].
4- أي: (فتّفرّق). [أ].

و اختلف في تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ [الآية: 158] هنا و النحل [الآية: 33] فحمزة و الكسائي و خلف بالياء على التذكير فيهما و الباقون بالتأنيث لأن لفظه مؤنث.

و اختلف في فَرَّقُوا [الآية: 159] هنا و الروم [الآية: 32] فحمزة و الكسائي بألف بعد الفاء و تخفيف الراء (1) من المفارقة و هي الترك لأن من آمن بالبعض و كفر بالبعض فقد ترك الدين القيم أو فاعل بمعنى فعل من التفرقة و التجزئة أي آمنوا ببعضه وافقهما الحسن و الباقون بتشديد الراء بلا ألف فيهما.

و اختلف في فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها [الآية: 160] فيعقوب عشر بالتنوين أمثالها بالرفع صفة لعشر. و عن الأعمش عشر بالتنوين أمثالها بالنصب و الباقون و عشر بغير تنوين أمثالها بالخفض على الإضافة و أمال (يجزى) حيث جاء حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه.

و قرأ رَبِّي إِلى [الآية: 161] بفتح ياء الإضافة نافع و أبو عمرو و أبو جعفر و تقدم الخلف في (صراط) قريبا.

و اختلف في دِيناً قِيَماً [الآية: 161] فابن عامر و عاصم و حمزة و الكسائي و كذا خلف بكسر القاف و فتح الياء مخففا كالشبع مصدر قام دام وافقهم الأعمش لي دينا دائما و الباقون بفتح القاف و كسر الياء مشددة (2) كسيد مصدر على فيعل فاصله قيوم اجتمعت الواو و الياء و سبقت إحداهما بالسكون قلبت الواو ياء و أدغمت أي دينا مستقيما و قرأ (إبراهيم) بالألف هشام و ابن ذكوان بخلفه و عن الحسن (و نسكى) بسكون السين (و سكن) ياء الإضافة من (محياي) نافع و أبو جعفر لكن بخلف عن الأزرق و الوجهان صحيحان عنه خلافا عنه خلافا لمن ضعف الإسكان عنه كما تقدم و أماله الدوري عن الكسائي و قلله الأزرق بخلفه و إذا وقف من فتح الياء فله ثلاثة الوقف لعروض السكون أما من سكنها فبإشباع المد للساكنين وصلا و وقفا للزوم السكون (و فتح) ياء الإضافة من (مماتي للّه) نافع و أبو جعفر و تقدم لحمزة مد لا التي للتبرئة في نحو (لا شريك له) مدا وسطا.

و قرأ وَ أَنَا أَوَّلُ [الآية: 163] بالمد نافع و أبو جعفر و تقدم غير مرة أن للأزرق في نحو (أتاكم) طرقا خمسة من تثليث مد البدل و فتح الألف و تقليلها فراجعها إن شئت و تقدم أيضا الخلف له في ترقيق راء (وزر) و الوجهان في جامع البيان.

المرسوم اتفق على رسم الهمزة المكسورة ياء في أئنكم لتشهدون. و كتب أ رأيتم أرأيتكم في بعضها بألف بعد الراء و في بعضها بلا ألف. و اختلف في أنبؤا ما كانوا].

ص: 278


1- أي: (فارقوا). [أ].
2- أي: (قيّما ...). [أ].

فرسمت الهمزة في بعضها واوا مع زيادة ألف بعدها و حذف الألف قبلها و جعله في الأصل هنا من المتفق عليه بالواو مع أنه قدم في وقف حمزة تبعا للنشر أنه من المختلف فيه أما فيكم شركوا فمن المتفق عليه بالواو. و كتبوا و لدار الآخرة بلام واحدة في الشامية و بلامين في بقيتها. و اتفقوا على رسم من نبإى المرسلين بياء بعد الألف و صوب في النشر أنها صورة الهمزة. و كتبوا في الكل بالغدوة هنا و الكهف بالواو (1)، و كتبوا لئن لم يهدني بالياء و كذا أ تحاجوني و يوم يأتي و هذا روى نافع عن المدني حذف ألف و لا طئر و ذريتهم و ألف قرية أكبر. و كتبوا فالق الحب و جعل الليل سكنا بألف في بعضها و في بعضها بالحذف. و كتبوا لئن أنجينا بثنتين في الكوفي و بثلاث في بقيتها و كتب في العراقية إلى أولياهم و قال أولياهم بحذف الياء و الواو و كذا أولياءكم بالأحزاب و نحن أولياءكم بفصلت. و كتبوا أولادهم شركائهم بالياء في الشامي و بواو في غيره، و كتبوا في الكل فرقوا دينهم بلا ألف بعد الفاء هنا و في الروم (2).

المقطوع و الموصول اتفقوا على قطع إن عن لم حيث جاء نحو إِنْ لَمْ يَكُنْ، و كَأَنْ لَمْ تَغْنَ و على وصل أم بما الاسمية نحو: أَمَّا اشْتَمَلَتْ، و اختلف في قطع في عن ما في قوله فيما أوحى و ليبلوكم فيما آتيكم إن و يأتي بقية العشر إن شاء اللّه تعالى. و اتفق على قطع أن المكسورة عن ما هنا فقط إن ما توعدون لآت و اختلف في إنما عند اللّه بالنحل. و اتفقوا على كتابه و تمت كلمت بالتاء كأول يونس و اخلف في ثانيه كموضع غافر.

آيات الإضافة ثمان إِنِّي أُمِرْتُ [الآية: 14]، إِنِّي أَخافُ [الآية: 15]، إِنِّي أَراكَ [الآية: 74]، وَجْهِيَ لِلَّهِ [الآية: 79]، صِراطِي مُسْتَقِيماً [الآية: 153]، رَبِّي إِلى صِراطٍ [الآية: 161]، مَحْيايَ وَ مَماتِي [الآية: 162].

الزوائد واحدة وَ قَدْ هَدانِ [الآية: 80] و ذكر كل في محله.ا.

ص: 279


1- أي الدالة على الألف لأنه من غدا يغدو فقراءة الواو قياسية و قراءة الياء اصطلاحية و قول السخاوي رسمت واوا على مراد التفخيم كقول صاحب الكشاف في الصلاة قال الجعبري غير مستقيم لأنه ألف مرقعة بإجماع القراء و النحاة.
2- أي ليحتمل القراءتين فالقاصر يوافق صريحا و الماد تقديرا.

سورة الأعراف

سورة الأعراف

مكية (1) إلا ثمان آيات من وَ سْئَلْهُمْ إلى و إِذْ نَتَقْنَا و آيها مائتان و خمس بصري و شامي و ست حرمي و كوفي خلافها خمس: المص كوفي، و تعودون كوفي أيضا، له الدين بصري و شامي، ضعفا من النار و الحسنى على بني إسرائيل حرمي و قيل يستضعفون مدني أول. (شبه الفاصلة) تسعة فدليهما بغرور، سم الخياط، و الإنس في النار، صراط توعدون، فرعون بالسنين، و موسى صعقا و لا ليهديهم سبيلا، عذابا شديدا و رابع بني إسرائيل و عكسه ستة: من طين. فسوف تعلمون، ثم لأصلبنكم أجمعين و ثلاثة من بني إسرائيل الأول.

القراءات تقدم السكت لأبي جعفر على كل حرف من (المص) (2) و أمال (ذكرى) أبو عمرو و ابن ذكوان من طريق الصوري و حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق.

و اختلف في قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ [الآية: 3] فابن عامر بياء قبل التاء مع تخفيف الذال و الباقون بتاء فوقية بلا ياء قبلها و خفف الذال حفص و حمزة و الكسائي و خلف على أصلهم (3) و الباقون بالتشديد (4) و تقدم إمالة (جاء) لحمزة و خلف و ابن ذكوان و هشام بخلفه (و أدغم) ذال (إذ جاءهم) أبو عمرو و هشام و اتفق على قراءة (معايش) بالياء بلا همز لأن ياؤها أصلية جمع معيشة من العيش و أصلها معيشة مفعلة متحركة الياء فلا تنقلب في الجمع همزة كما في الصحاح قال و كذا مكايل و مبايع و نحوهما و ما رواه خارجة عن نافع من همزها فغلط فيه إذ لا يهمز إلا ما كانت الياء فيه زائدة نحو صحائف و مدائن و أمال (دعويهم) حمزة و الكسائي و خلف و أبو عمرو و الأزرق بخلفهما و قرأ (للملائكة اسجدوا) بضم التاء وصلا أبو جعفر بخلف عن ابن وردان و الوجه الثاني له إشمام كسرتها الضم كما مر بالبقرة عن المطوعي (مذموما) بواو واحدة بلا همز في الحالين و هو تخفيف مَذْؤُماً في قراءة الجمهور بالنقل و حذف الهمز و وقف حمزة عليه كذلك بالنقل و أما بين بين فضعيف جدا (و سهل) الهمزة الثانية من (لأملأنّ) الأصبهاني عن ورش و تقدم لأبي عمرو (في حيث شيتما) ثلاثة أوجه إدغام الثاء من حيث في شين شيتما مع الإبدال

ص: 280


1- انظر الإتقان للسيوطي: (2/ 1248). [أ].
2- أي: (أ، ل، م، ص). [أ].
3- أي: (تذكّرون). [أ].
4- أي: (تذّكّرون). [أ].

و مع الهمز أما الإدغام مع الهمز فيمتنع لكنه ليعقوب من المصباح كما تقدم و عن الحسن (سوآتهما، و سوآتكم) بالإفراد حيث جاء و تقدم الخلاف في مدهما عن الأزرق و ما وقع للجعبري من جعل ثلاثة الواو مضروبة في ثلاثة الهمزة فتبلغ تسعة تعقبه في النشر كما مر بأنه لم يجد أحدا روى الإشباع في اللين إلا و هو يستثنى سوآت فالخلاف بين التوسط و القصر و كل من وسطها مذهبه في البدل التوسط فعليه يكون فيها أربعة فقط توسط الواو مع توسط الهمزة و ثلاثة الهمزة مع قصر الواو و نظمها:

و سوآت قصر الواو و الهمز ثلثا و وسطهما فالكل أربعة فادر

و وقف عليها حمزة بالنقل على القياس و بالإدغام إلحاقا للواو الأصلية بالزائدة و أما بين فضعيف و أمال (ما نهيكما) حمزة و الكسائي و كذا خلف و قلله الأزرق بخلفه و كذا نهاكم بالحشر و كذا فدليهما بغرور و ناديهما و عن الحسن يَخْصِفانِ بكسر الياء و الخاء و تشديد الصاد و الأصل يختصفان و أدغم راء (تغفر لنا) أبو عمرو بخلف عن الدوري.

و اختلف في وَ مِنْها تُخْرَجُونَ [الآية: 25] هنا و في الروم [الآية: 19] و كَذلِكَ تُخْرَجُونَ و هو الأول منها و في الزخرف [الآية: 11] و آخر الجاثية [الآية: 35] فحمزة و الكسائي و خلف بفتح الحرف الأول و ضم الراء مبنيا للفاعل وافقهم الأعمش في الأربعة و قرأ ابن ذكوان و يعقوب كذلك هنا وافقهما الحسن و قرأ ابن ذكوان أيضا في الزخرف كذلك و اختلف عنه في الروم فروى الطبري و أبو القاسم الفارسي عن النقاش عن الأخفش عنه كذلك و كذا هبة اللّه عن الأخفش و به قرأ الداني على الفارسي عن النقاش قال في النشر و لا ينبغي أن يؤخذ من التيسير بسواه و روى سائر الرواة عن ابن ذكوان بضم التاء و فتح الراء مبنيا للمفعول و به قرأ الباقون (1) في الأربعة غير أن الحسن وافق ابن ذكوان في حرف الزخرف و لا خلاف في بناء الفاعل للكل في ثان الروم و هو إذا أنتم تخرجون و كذا حرف الحشر لا يخرجون معهم قال في النشر و عبارة الشاطبي موهمة له لو لا ضبط الرواية لأن منع الخروج منسوب إليهم و كذا اتفقوا على يوم يخرجون من الأجداث بسأل حملا على قوله تعالى يوفضون و عن الحسن (رياشا) بفتح الياء و ألف بعدها جمع ريش كشعب و شعاب و أمال (يواري) الدوري عن الكسائي من طريق أبي عثمان الضرير و فتحها من طريق جعفر كالباقين فيقرأ له بالوجهين كموضعي المائدة كما تقدم و لذا أطلق في الطيبة فقال تمار مع أوار مع يوار.

و اختلف في وَ لِباسُ التَّقْوى [الآية: 26] فنافع و ابن عامر و الكسائي و كذا أبو جعفر بنصب السين عطفا على لباسا وافقهم الحسن و الشنبوذي و الباقون بالرفع إما مبتدأ و ذلك ثان و خير خبر الثاني و هو و خبره خبر الأول و الرابط اسم الإشارة و إما خبر].

ص: 281


1- أي: (تخرجون). [أ].

محذوف أي و هو أو ستر العورة لباس التقوى (و يوقف) لحمزة على (يا بني آدم) بالتخفيف مع عدم السكت و بالسكت على الياء و بالنقل و بالإدغام فهي أربعة و هو متوسط بغيره المنفصل و أمال (يراكم) أبو عمرو و ابن ذكوان من طريق الصوري و حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق (و ابدل) الثانية من (بالفحشاء أ تقولون) ياء مفتوحة نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و رويس و ضم الهاء (من عليهم الضلالة) حمزة و يعقوب في الحالين و ضمها معهما وصلا و الكسائي و خلف أما الميم فكسرها وصلا أبو عمرو و ضمها الباقون (و فتح) سين (يحسبون) ابن عامر عامر و حمزة و أبو جعفر.

و اختلف في خالِصَةً [الآية: 32] فنافع بالرفع خبر هي و للذين آمنوا متعلق بخالصة و جعلها القاضي خبرا بعد خبر و الباقون: بالنصب على الحال من الضمير المستقر في الظرف و هو أعني الظرف خبر المبتدأ و فتح ياء الإضافة من (حرم ربي الفواحش) غير حمزة.

و قرأ يُنَزِّلَ [الآية: 33] بالتخفيف ابن كثير، و أبو عمرو، و يعقوب (1) و أسقط الهمزة الأولى من (جاء أجلهم) قالون، و البزي، و أبو عمرو، و رويس من طريق أبي الطيب (2)، و سهل الثانية: ورش و أبو جعفر و رويس من غير طريق أبي الطيب و لورش من طريق الأزرق ثان و هو إبدالها ألفا خالصة و لا يجوز له المد كآمنوا لعروض حرف المد بالإبدال و ضعف السبب بتقدمه على الشرط و لقنبل ثلاثة إسقاط الأولى من طريق ابن شنبوذ و تسهيل الثانية من طريق غيره و الثالث له إبدالها ألفا كالأزرق و الباقون بتحقيقها (و أسكن) سين (رسلنا) أبو عمرو و عن المطوعي (تداركوا) بتاء مفتوحة موضع همزة الوصل و أمال (أخراهم) أبو عمرو و ابن ذكوان بخلفه و حمزة و الكسائي و خلف.

و قلله الأزرق و أمال (لأوليهم) و (أولاهم) حمزة و الكسائي و خلف و بالفتح و الصغرى أبو عمرو و الأزرق.

و قرأ هؤُلاءِ أَضَلُّونا [الآية: 38] بإبدال الثانية ياء مفتوحة نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و رويس.

و اختلف في وَ لكِنْ لا تَعْلَمُونَ [الآية: 38] فأبو بكر بالغيب و الضمير يعود على الطائفة السائلة أو عليهما و الباقون بالخطاب إما للسائلين و إما لأهل الدنيا (و اتفق) على الخطاب في (و أن تقولوا على اللّه ما لا تعلمون).

و اختلف في لا تُفَتَّحُ لَهُمْ [الآية: 40] فأبو عمرو بالتأنيث و التخفيف (3) وافقه ].

ص: 282


1- الباقون: بالتشديد: (ينزّل). [أ].
2- أي يدغم كلا الهمزتين لتصير واحدة: (جا أجلهم ...). [أ].
3- أي: (لا يفتح ...). [أ].

ابن محيصن و عن اليزيدي بفتح الفوقية مبنيا للفاعل و نصب أبواب فخالف أبا عمرو و قرأ حمزة و الكسائي و كذا خلف بالتذكير و التخفيف وافقهم الحسن و الأعمش بخلف عن المطوعي في التذكير و الباقون بتاء التأنيث و التشديد و كلهم ضم حرف المضارعة إلا الحسن فإنه فتحه كاليزيدي و إلا المطوعي فإنه فتح مع التذكير فقط و من فتحه نصب أبواب على المفعولية و أدغم (جهنم مهاد) رويس بخلف عنه كأبي عمرو و أدغمه يعقوب بكماله من المصباح كسائر المثلين و عن ابن محيصن (الجمل) بضم الجيم و تشديد الميم مفتوحة و هو كالقلس و الفلس حبل عظيم يفتل من حبال كثيرة للسفينة.

و اختلف في وَ ما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللَّهُ [الآية: 43] فابن عامر بغير واو (1) على أن الجملة الثانية موضحة و مبينة للأولى و الباقون بإثبات الواو للاستئناف أو حالية و أمال (هدانا) حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه و أدغم دال (لقد جاءت) أبو عمرو و هشام و حمزة و الكسائي و خلف و أدغم تاء (أورثتموها) أبو عمرو و ابن ذكوان بخلفه و هشام و حمزة و الكسائي و تقدم قريبا إمالة (نادى).

و اختلف في نِعْمَ [الآية: 44] فالكسائي بكسر العين حيث جاء و هو أربعة هنا موضعان و في الشعراء و الصافات لغة صحيحة لكنانة و هذيل خلافا لم طعن فيها وافقه الشنبوذي و الباقون بالفتح لغة باقي العرب و أبدل همز مؤذن واوا مفتوحة الأزرق و أبو جعفر و كذا وفق حمزة.

و اختلف في أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ [الآية: 44] فنافع و أبو عمرو و عاصم و يعقوب بإسكان النون مخففة و رفع لعنة على أن أن مخففة من الثقيلة اسمها ضمير الشأن و لعنة مبتدأ و الظرف بعده خبره و الجملة خبر أن وافقهم اليزيدي و ابن محيصن من المفردة و اختلف عن قنبل فروى عنه ابن مجاهد و الشطوي عن ابن شنبوذ كذلك و روى عنه ابن شنبوذ إلا الشطوي عنه بتشديد النون و نصب لعنة و به قرأ الباقون (2) و فتحت أن لوقوع الفعل عليها أي بأن و لعنة اسمها و الظرف خبرها و يأتي موضع النور في محله إن شاء اللّه تعالى.

و تقدم إمالة (سيماهم) بالبقرة و أما (تلقاء أصحاب) فهمزتان مفتوحتان تقدم حكمهما قريبا في جاء أجلهم غير أن من أبدل الهمزة الثانية عن الأزرق و قنبل يشبع المد هنا للساكن بعد و أمال (و نادى) و (ما أغنى) و (ننساهم) حمزة و الكسائي و خلف و بالفتح و الصغرى و الأزرق و (أبدل) الثانية من (الماء أو) ياء مفتوحة نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و رويس (و كسر) التنوين من (برحمة ادخلوا) أبو عمرو و عاصم و حمزة و يعقوب و اختلف فيه عن قنبل لكونه عن جر فكسره ابن شنبوذ و ضمه ابن مجاهد].

ص: 283


1- أي: (ما كنا لنهتدي ...) بغير الواو أولا. [أ].
2- أي: (أنّ لعنة). [أ].

و اختلف أيضا عن ابن ذكوان فروى النقاش عن الأخفش كسره و كذا الرملي عن الصوري و روى الصوري من سائر طرقه الضم و هما صحيحان عن ابن ذكوان من طريقيه كما في النشر و بالضم قرأ الباقون و أدغم دال (و لقد جئناهم) أبو عمرو و هشام و حمزة و الكسائي و كذا خلف (و عن) ابن محيصن (فضلناه) بالضاد المعجمة أي على غيره (و عن) الحسن (فنعمل) برفع اللام أي فنحن نعمل و نصبه الجمهور على ما انتصب عليه فيشفعوا و اتفق على رفع (نردّ) على أنه عطف فعلية على اسمية و هي هل لنا الخ.

و اختلف في يُغْشِي اللَّيْلَ [الآية: 54] هنا و الرعد [الآية: 3] فأبو بكر و حمزة و الكسائي و كذا يعقوب و خلف بفتح الغين و تشديد الشين (1) من غشي المضاعف وافقهم الحسن و الأعمش و الباقون بسكون الغين و تخفيف الشين فيهما من أغشى.

و اختلف في وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ وَ النُّجُومَ مُسَخَّراتٍ [الآية: 54] هنا، و في النحل [الآية: 12] فابن عامر فيهما برفع الشمس ما عطف عليها و رفع مسخرات على الابتداء و الخبر و قرأ حفص برفع النجوم مسخرات بالنحل لأن الناصب ثمة سخر فلو نصب النجوم و مسخرات لصار اللفظ سخرها مسخرات فيلزم التأكيد و قرأ الباقون بالنصب في الموضعين و النصب في مسخرات بالكسرة فوجهه هنا أنه عطف على السموات و مسخرات حال من هذه المفاعيل و في النحل على الحال المؤكدة و هو مستفيض أو على إضمار فعل قبل النجوم أي و جعل الخ.

و قرأ أبو بكر خُفْيَةً [الآية: 55] بكسر الخاء كما مر بالأنعام (و غلظ) الأزرق لام (إصلاحا) و قرأ (الريح) بالجمع نافع و أبو عمرو و ابن عامر و عاصم و أبو جعفر و يعقوب.

و اختلف في بُشْراً [الآية: 57] هنا و الفرقان [الآية: 48] و النمل [الآية: 63] فقرأ عاصم بالباء الموحدة المضمومة و إسكان الشين في الثلاثة جمع بشير كنذير و نذر و قرأ ابن عامر بالنون مضمومة و إسكان الشين و هي مخففة من قراءة الضم و قرأ حمزة و الكسائي و خلف بالنون المفتوحة، و سكون الشين مصدر واقع موقع الحال بمعنى ناشرة أو منشورة أو ذات نشر وافقهم الأعمش و قرأ نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و يعقوب بضم النون و الشين (2) جمع ناشر كنازل و نزل و شارف و شرف وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و أدغم (أقلت سحابا) أبو عمرو و حمزة و الكسائي و خلف و هشام من طريق الداجوني و ابن عبدان عن الحلواني و أظهرها عنه الحلواني من باقي طرقه كالباقين.

و قرأ مَيِّتٍ [الآية: 57] بالتشديد نافع و حفص و حمزة و الكسائي و أبو جعفر و خلف و قرأ (تذكرون) بتخفيف الذال حفص و حمزة و الكسائي و خلف.].

ص: 284


1- أي: (يغشّي ...). [أ].
2- أي: (نشرا). [أ].

و اختلف في إِلَّا نَكِداً [الآية: 58] فأبو جعفر بفتح الكاف و عن ابن محيصن سكونها و هما مصدران و الباقون بكسرها اسم فاعل أو صفة مشبهة.

و اختلف في مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ [الآية: 59] هنا و في هود [الآية: 61] و المؤمنون [الآية: 23] فالكسائي و أبو جعفر بخفض الراء و كسر الهاء بعدها على النعت أو البدل من إله لفظا وافقهما المطوعي و ابن محيصن بخلف و الثاني له نصب الراء و ضم الهاء على الاستثناء و الباقون برفع الراء و ضم الهاء على النعت أو البدل من موضع إله لأن من مزيدة فيه و موضعه رفع أما بالابتداء أو الفاعلية (و فتح) ياء الإضافة من (إني أخاف) نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و يوقف لحمزة و هشام بخلف عنه على (قال الملأ) كل ما في هذه السورة و نحوه مما كتب بالألف بإبدال الهمزة ألفا لفتح ما قبلها و بتسهيلها بين بين على الروم فهما وجهان و لا يجوز إبدالها واوا بحركة نفسها لمخالفة الرسم و عدم صحته رواية كما في النشر.

و اختلف في أُبَلِّغُكُمْ [الآية: 62، 68] معا هنا، و في الأحقاف [الآية: 23] فأبو عمرو بسكون الباء و تخفيف اللام (1) في الثلاثة وافقه اليزيدي و الباقون بالفتح و التشديد (و عن) المطوعي (و اذكروا) بفتح الذال و الكاف و تشديدهما و أمال (و زادكم في الخلق بسطة) حمزة و هشام و ابن ذكوان بخلفهما و الباقون بالفتح.

و قرأ بَصْطَةً [الآية: 69] بالسين الدوري عن أبي عمرو و هشام و خلف عن حمزة و كذا رويس و خلف و اختلف عن قنبل و السوسي و ابن ذكوان و حفص و خلاد و تقدم تفصيل طرقهم بالبقرة (و عن) الأعمش (و إلى ثمود) بكسر الدال منونة و عن الحسن (و تنحتون) بفتح الحاء و ألف بعدها في هذه السورة خاصة (و أدغم) دال (قد جاءتكم) أبو عمرو و هشام و حمزة و الكسائي و خلف (و أدغم) (إذ جعلكم) أبو عمرو و هشام.

و قرأ بُيُوتاً [الآية: 74] بكسر الباء قالون و ابن كثير و ابن عامر و أبو بكر و حمزة و الكسائي و خلف.

و اختلف في قالَ الْمَلَأُ [الآية: 75] بعد مفسدين في قصة صالح فابن عامر بزيادة واو للعطف قبل قال (2) و الباقون بغير واو اكتفاء بالربط المعنوي و قرأ (أئنكم لتأتون الرجال) بهمزة واحدة على الخبر نافع و حفص و أبو جعفر و الباقون بهمزتين على الاستفهام فابن كثير و رويس بتسهيل الثانية بلا ألف و أبو عمرو بالتسهيل مع الألف و الباقون بالتحقيق مع الألف و لهشام وجه ثان و هو التحقيق مع الألف و تقدم (إله غيره) و كذا (قد جاءتكم).].

ص: 285


1- أي: (أبلغكم). [أ].
2- أي: (و قال الملأ ...). [أ].

و قرأ صِراطَ [الآية: 86] بالسين قنبل (1) من طريق ابن مجاهد و رويس و بالإشمام خلف عن حمزة و إثبات الخلاف هنا في الأصل لخلاد غير مقروء به لأنه انفرادة عن ابن عبيد و لذا لم يعول عليه في الطيبة و كذا كل منكر ما عدا حرف الفاتحة كما تقدم بها (و أمّال) (إذ نجانا) و (آسى) حمزة و الكسائي و خلف و قللهما الأزرق بخلفه.

و قرأ (نبي ء) بالهمز نافع و أبدل همز (البأساء) أبو عمرو بخلفه و أبو جعفر.

و قرأ (لفتحنا) بالتشديد ابن عامر و ابن وردان و ابن جماز و رويس بخلفهما و مر تفصيله بالأنعام.

و اختلف في أَ وَ أَمِنَ [الآية: 98] فنافع و ابن كثير و ابن عامر و أبو جعفر بسكون الواو على أن أو حرف عطف للتقسيم أي أ فأمنوا إحدى العقوبتين وافقهم ابن محيصن و الباقون بفتحها على أن واو العطف دخلت عليها همزة الإنكار مقدمة عليها لفظا، و إن كانت بعدها تقدير أي أ فأمنوا مجموع العقوبتين و ورش على أصله في النقل.

و قرأ نَشاءُ أَصَبْناهُمْ [الآية: 100] بإبدال الثانية واوا مفتوحة نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و رويس (و تقدم) (و لقد جاءتهم) آنفا.

و قرأ رُسُلُهُمْ [الآية: 101] بسكون السين أبو عمرو.

و اختلف في حَقِيقٌ عَلى أَنْ [الآية: 105] فنافع بفتح الياء مشددة دخل حرف الجر على ياء المتكلم فقلبت الفها ياء و أدغمت فيها و فتحت وافقه الحسن و الباقون بالألف على أن عَلى التي هي حرف جر دخلت على أن و تكون على بمعنى الباء أي حقيق بقول الحق ليس إلا أو يضمن حقيق معنى حريص قال القاضي أو للأعراف في الوصف بالصدق و المعنى إنه حق واجب علي القول الحق لأن أكون أنا قائلة لا يرضى إلا بمثلي ناطقا به انتهى و مثله في الكشاف (و تقدم) نظير (و قد جئتكم) غير مرة (و فتح) ياء الإضافة من (فأرسل معي) حفص وحده و أمال (فألقى) حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه.

و قرأ أَرْجِهْ [الآية: 111] هنا و في الشعراء [الآية: 36] بهمزة ساكنة ابن كثير و أبو عمرو و ابن عامر و يعقوب و أبو بكر من طريق أبي حمدون و نفطويه وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و الحسن و الباقون بغير همز فيهما (2) و هما لغتان يقال أرجأت و أرجيته أي أخرته كتوضأت و توضيت و الحاصل من اختلافهم في الهمز و هاء الكناية فيها ست قراءات متواترة ثلاثة مع الهمز و ثلاثة مع تركه فأما التي مع تركه فأولها قراءة قالون و ابن وردان من طريق ابن هارون و هبة اللّه أرجه بكسر الهاء مختلسة بلا همز ثانيها قراءة ورش و الكسائي و ابن جماز و ابن وردان من طريق ابن شبيب و خلف في اختياره أرجهي بإشباع ].

ص: 286


1- أي: (سراط). [أ].
2- أي: (أرجه). [أ].

كسرة الهاء بلا همز ثالثها قراءة عاصم من غير طريق نفطويه و أبي حمدون عن أبي بكر و حمزة أرجه بسكون الهاء بلا همز وافقهما الأعمش و أما الثلاثة التي مع الهمز فأولها قراءة ابن كثير و هشام من طريق الحلواني ارجئهو بضم الهاء مع الإشباع و الهمز وافقهما ابن محيصن الثانية قراءة أبي عمرو و هشام من طريق الداجوني و أبي بكر من طريق أبي حمدون و نفطويه و يعقوب أرجئه باختلاس ضمة الهاء مع الهمز وافقهم اليزيدي و الحسن الثالثة قراءة ابن ذكوان أرجئه بالهمز و اختلاس كسرة الهاء فلهشام وجهان اختلاس ضمة الهاء و إشباعها كلاهما مع الهمز و لأبي بكر وجهان أيضا ترك الهمز مع إسكان الهاء و الهمز مع اختلاس ضمتها و لابن وردان وجهان ترك الهمز مع اختلاس كسرة الهاء و مع إشباعها و قد طعن في قراءة ابن ذكوان بأن الهاء لا تكسر إلا بعد كسر أو ياء ساكنة و اجيب بأن الفاصل بينها و بين الكسرة الهمزة الساكنة و هو حاجز غير حصين و اعتراض أبي شامة رحمة اللّه تعالى على هذا الجواب متعقب.

و اختلف في بِكُلِّ ساحِرٍ [الآية: 112] هنا و يونس [الآية: 79] فحمزة و الكسائي و خلف بتشديد الحاء و ألف بعدها (1) فيهما على وزن فعال للمبالغة (و إمالة) الدوري عن الكسائي و الباقون بألف بعد السين و كسر الحاء خفيفة كفاعل من غير إمالة:

لا خلاف في تشديد موضع الشعراء و مر إمالة (جاء).

و قرأ أَ إِنَّ [الآية: 113] بهمزة واحدة على الخبر (2) نافع و ابن كثير و حفص و أبو جعفر و الباقون بهمزتين على الاستفهام و هم على أصولهم السابق تقريرها قريبا في أئنكم و تقدم إمالة (الناس) للدوري عن أبي عمرو من طريق أبي الزعراء.

و اختلف في تَلْقَفُ [الآية: 117] هنا، و في طه [الآية: 69] و الشعراء [الآية:

45] فحفص بسكون اللام و تخفيف القاف في الثلاثة من لقف كعلم يعلم يقال لقفت الشي ء أخذته بسرعة فأكلته و ابتلعته و الباقون بفتح اللام و تشديد القاف (3) فيهن من تلقف و تقدم تشديد تائه للبزي بخلفه (و غلظ) الأزرق لام (بطل) وصلا على الأصح و اختلف عنه في الوقف كما مر (و أما ءامنتم) هنا و طه و الشعراء فالقراء فيها على أربع مراتب الأولى قراءة قالون و الأزرق و البزي و أبي عمرو و ابن ذكوان و هشام من طريق الحلواني و الداجوني من طريق زيد و أبي جعفر بهمزة محققة و أخرى مسهلة و ألف بعدها في الثلاث و للأزرق فيها ثلاثة البدل و إن تغير الهمز كما مر و لم يبدل أحد عنه الثانية ألفا فقول الجعبري و ورش على بدله بهمزة محققة و ألف بدل عن الثانية و ألف أخرى عن الثالثة ثم تحذف إحداهما للساكنين تعقبه في النشر ثم قال و لعل ذلك و هم من بعضهم حيث رأى بعض الرواة عن ورش يقرؤها بالخبر فظن أن ذلك على وجه البدل و ليس كذلك بل هي رواية الأصبهاني و رواية أحمد بن صالح و يونس و أبي الأزهر كلهم عن ورش يقرءونها].

ص: 287


1- أي: (سحّار). [أ].
2- أي: (إنّ ...). [أ].
3- أي: (تلقّف). [أ].

بهمزة كحفص فمن كان من هؤلاء يرى المد لما بعد الهمز عد ذلك فيكون مثل آمنوا إلا أنه بالاستفهام و أبدل و حذف انتهى و نقله في الأصل و أقره على عادته قال فظهر أن من يقرأ عن ورش بهمزة واحدة إنما يقرأ بالخبر، المرتبة الثانية لورش من طريق الأصبهاني و حفص و رويس بهمزة محققة بعدها ألف في الثلاث و هي تحتمل الخبر المحض و الاستفهام و حذف الهمزة اعتمادا على قرينة التوبيخ، المرتبة الثالثة لقنبل و هو يفرق بين السور الثلاث فهنا أبدل همزتها الأولى واوا خالصة حالة الوصل و اختلف عنه في الهمزة الثانية فسهلها عنه ابن مجاهد و حققها مفتوحة ابن شنبوذ و أما إذا ابتدأ فبهمزتين ثانيتهما مسهلة كرفيقه البزي و أما طه و الشعراء فسبق و يأتي الحكم فيهما إن شاء اللّه تعالى، المرتبة الرابعة لهشام فيما رواه عنه الداجوني من طريق الشذائي و أبي بكر و حمزة و الكسائي و روح و خلف بهمزتين محققتين و ألف بعدهما من غير إدخال ألف بينهما في الثلاث و لم يختلفوا في إبدال الثالثة ألفا لأنها فاء الكلمة أبدلت لسكونها بعد فتح و ذلك أن أصل هذه الكلمة أ أمنتم بثلاث همزات الأولى للاستفهام الإنكاري و الثانية همزة أفعل و الثالثة فاء الكلمة فالثالثة يجب قلبها ألفا على القاعدة و الأولى محققة ليس إلا غير أن حمزة إذا وقف يسهلها بين بين في وجه لكونها حينئذ من المتوسط بغيره المنفصل و أما الثانية ففيها الخلاف و لم يدخل أحد من القراء ألفا بين الهمزتين في هذه الكلمة لئلا يجتمع أربع متشابهات كما تقدم في باب بيانه و عن ابن محيصن و الحسن (لأقطعنّ و لأصلبنكم) هنا و طه و الشعراء بفتح الهمزة و سكون القاف و الصاد و تخفيف اللام و الطاء و فتح الأولى و ضم الثانية من قطع و صلب الثلاثي و عن الحسن (و يذرك) بالرفع عطفا على أ تذر أو استئناف و عن ابن محيصن و الحسن و (إلهتك) بكسر الهمزة و فتح اللام و بعدها ألف على أنه مصدر بمعنى عبادتك (1).

و اختلف في سَنُقَتِّلُ [الآية: 127] فنافع و ابن كثير و أبو جعفر بفتح النون و إسكان القاف و ضم التاء مخففة وافقهم ابن محيصن و الباقون بضم النون و فتح القاف و كسر التاء مشددة للتكثير لتعدد المحال (2) و عن الحسن (يورّثها) بفتح الواو و تشديد الراء على المبالغة و عنه أيضا (طيرهم) بياء ساكنة بعد الطاء بلا ألف و لا همز اسم جمع و قيل جمع و عنه (و القمل) بإسكان الميم و تخفيفها و تقدم حكم (عليهم الطوفان عليهم الرجز) من حيث ضم الهاء و الميم و كسرهما و وقف على (كلمت ربك) بالهاء ابن كثير و أبو عمرو و الكسائي و إمالة الكسائي وقفا و سهل همز (إسرائيل) أبو جعفر مع المد و القصر و ثلث الأزرق همزة بخلفه و مر وقف حمزة عليه أوائل البقرة.].

ص: 288


1- أرى على أنه اسم للمعبود و يكون المراد بها معبود فرعون فقد قيل إنه كان يعبد الشمس و هي يسمى إلاهة علما عليها و لذلك منعت الصرف للعلمية و التأنيث.
2- أي: (سنقتّل). [أ].

و اختلف في يَعْرِشُونَ [الآية: 137] هنا و النحل [الآية: 68] فابن عامر و أبو بكر بضم الراء فيهما و هما لغتان يقال عرش الكرم يعرشه بضم الراء و كسرها و هو أفصح.

و اختلف في يَعْكُفُونَ [الآية: 138] فحمزة و الكسائي و الوراق عن خلف و المطوعي و ابن مقسم و القطيعي عن ادريس عنه بكسر الكاف لغة أسد وافقهم الحسن و الأعمش و روى الشطي عن إدريس ضمها و به قرأ الباقون لغة بقية العرب.

و اختلف في وَ إِذْ أَنْجَيْناكُمْ [الآية: 141] فابن عامر بألف بعد الجيم من غير ياء، و لا نون (1) مسندا إلى ضمير اللّه تعالى و الباقون بياء و نون و ألف بعدها مسندا إلى المعظم قال في النشر و العجب أن ابن مجاهد لم يذكر هذا الحرف في كتابه السبعة.

و اختلف في يُقَتِّلُونَ أَبْناءَكُمْ [الآية: 141] فنافع بفتح الياء و سكون القاف و ضم التاء مخففة على الأصل و الباقون بضم الياء و فتح القاف و كسر التاء مشددة للمبالغة.

و قرأ وَعَدَنا [الآية: 142] بغير ألف أبو عمرو و يعقوب و أبو جعفر (2) و عن ابن محيصن (رب أرني) بضم الباء بخلفه (و أسكن) راء أرني ابن كثير و أبو عمرو و يعقوب و لأبي عمرو اختلاس كسرة الراء أيضا من روايتيه كما مر بالبقرة (و اتفقوا) على إثبات ياء (تراني) معا في الحالين و أمالها أبو عمرو و ابن ذكوان من طريق الصوري و حمزة و الكسائي و خلف و قللها الأزرق و كسر النون وصلا من (و لكن انظر) أبو عمرو و عاصم و حمزة و يعقوب و ضمها الباقون و أمال (تجلى) و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه.

و اختلف في دَكَّاءَ [الآية: 143] هنا و الكهف [الآية: 98] فحمزة و الكسائي و خلف بالمد و الهمز من غير تنوين فيهما بوزن حمراء من قولهم ناقة دكاء أي منبسطة السنام غير مرتفعة أي أرضا مستوية و قرأ عاصم كذلك في الكهف فقط وافقهم فيهما الأعمش و الباقون بالتنوين بلا مد و لا همز (3) مصدر واقع موقع المفعول به أي مدكوكا مفتتا قال ابن عباس صار ترابا و قال الحسن ساح في الأرض و هو مفعول ثان لجعل على المشهور فيهما.

و قرأ وَ أَنَا أَوَّلُ [الآية: 143] بالمد نافع و أبو جعفر (و فتح) ياء الإضافة من (إني اصطفيتك) ابن كثير و أبو عمرو.

و اختلف في بِرِسالاتِي [الآية: 144] فنافع و ابن كثير و أبو جعفر و روح بالتوحيد و المراد به المصدر أي بإرسالي إياك أو المراد بتبليغ رسالتي وافقهم ابن محيصن و قرأ الباقون بالألف على الجمع (4) يعني أسفار التوراة (و عن) المطوعي (و بكلمي) بكسر اللام (5) (و فتح) ياء الإضافة من (آياتي الذين) غير ابن عامر و حمزة.ة.

ص: 289


1- أي: (نجّاكم). [أ].
2- الباقون: (واعدنا). [أ].
3- أي: (دكّا). [أ].
4- أي: (رسالاتي). [أ].
5- أي على أنه جمع كلمة.

و اختلف في سَبِيلَ الرُّشْدِ [الآية: 146] فحمزة و الكسائي و خلف بفتح الراء و الشين وافقهم الأعمش و الباقون بضم الراء و سكون الشين (1) لغتان في المصدر كالبخل و البخل.

و اختلف في حُلِيِّهِمْ [الآية: 148] فحمزة و الكسائي بكسر الحاء و اللام و تشديد الياء مكسورة على الاتباع لكسرة اللام وافقهما ابن محيصن (2) و قرأ يعقوب بفتح الحاء و سكون اللام و تخفيف الياء (3) إما مفرد أريد به الجمع أو اسم جمع مفرده حلية كقمح و قمحة و الباقون بضم الحاء و كسر اللام و تشديد الياء مكسورة جمع حلى كفلس و فلوس و الأصل حلوى اجتمعت الواو و الياء و سبقت إحداهما بالسكون قلبت الواو ياء و ادغمت في الياء (و ضم) هاء (يهديهم) يعقوب و كذا (أيديهم) (و أدغم) دال (قد ضلوا) ورش و أبو عمرو و ابن عامر و حمزة و الكسائي و خلف.

و اختلف في يَرْحَمْنا رَبُّنا وَ يَغْفِرْ لَنا [الآية: 149] فحمزة و الكسائي و خلف بالخطاب فيهما و نصب الباء من ربنا على النداء وافقهم الأعمش و الباقون بالغيب فيهما و رفع ربنا على أنه فاعل و أدغم راء (يغفر لنا) أبو عمرو بخلف عن الدوري و فتح ياء الإضافة (من بعدي أ عجلتم) نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر.

و اختلف في ابْنَ أُمَّ [الآية: 150] هنا و في طه [الآية: 94] فابن عامر و أبو بكر و حمزة و الكسائي و خلف بكسر الميم فيهما كسر بناء عند البصريين لأجل ياء المتكلم (4) و الباقون بفتحها فيهما لتركيبهما تركيب خمسة عشر بالشبه اللفظي عندهم فعلى هذا ليس ابن مضافا لأم بل مركب معها و مذهب الكوفيين أن ابن مضاف لأم و أم مضافة للياء قلبت الياء ألفا تخفيفا فانفتحت الميم كقوله: «يا بنت عما لا تلومي و اهجعي» ثم حذفوا الألف و بقيت الفتحة دالة عليها و يوقف عليه لحمزة بالتحقيق و التسهيل كالواو و عن ابن محيصن تشمت بفتح التاء و الميم جعله لازما فرفع به الأعداء على الفاعلية و عنه ضم باء (رب اغفر) و مر إدغام الراء في اللام و أبدل الهمزة الثانية واوا مفتوحة (من تشاء أنت) نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و رويس و فتح ياء الإضافة من (عذابي أصيب) نافع و أبو جعفر و أمال (الدنيا) حمزة و الكسائي و خلف و بالفتح و الصغرى الأزرق و أبو عمرو و عن الدوري عنه الكبرى أيضا و عن الحسن (من أشاء) بسين مهملة و فتح الهمزة على المضي لكن قال الداني لا تصح هذه القراء عن الحسن و همز (النبي ء) نافع.

و أمال التَّوْراةَ [الآية: 157] بين بين قالون و حمزة بخلفهما و الأزرق و أمالها كبرى الأصبهاني و أبو عمرو و ابن ذكوان و حمزة في ثانيه و الكسائي و خلف و الثاني لقالون الفتح و قرأ (يأمرهم) بالسكون و الاختلاس أبو عمرو و روى الإتمام عن الدوري عنه ن.

ص: 290


1- أي: (الرّشد). [أ].
2- هكذا بالأصل و صوابه و الأعمش و لعله سبق قلم.
3- أي: (حليهم). [أ].
4- وافقهم الأعمش و الحسن.

كالباقين و تقدم حكم (عليهم الخبائث) و اختلف في (إصرهم) فابن عامر بفتح الهمزة و مدها و فتح الصاد و ألف بعدها على الجمع (1) و الباقون بكسر الهمزة و القصر و إسكان الصاد بلا ألف على الإفراد اسم جنس و عن المطوعي (عشرة) بكسر الشين و عنه إسكانها لغة الحجاز و به قرأ الجمهور.

و أمال اسْتَسْقاهُ [الآية: 160] حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه و عن المطوعي (ما رزقتكم) بالتاء مضمومة على الإفراد.

و قرأ (قيل لهم) بالإشمام هشام و الكسائي و رويس.

و قرأ نَغْفِرْ [الآية: 161] بالتأنيث مبنيا للمفعول نافع و ابن عامر و أبو جعفر و يعقوب و الباقون بالنون مبنيا للفاعل (2).

و اختلف في خَطِيئاتِكُمْ [الآية: 161] فنافع و أبو جعفر و يعقوب خَطِيئاتِكُمْ بجمع السلامة و رفع التاء (3) على النيابة عن الفاعل، و قرأ ابن عامر بالإفراد و رفع التاء كذلك و هو واقع موقع الجمع لفهم المعنى (4)، و قرأ أبو عمرو خطاياكم على وزن عطاياكم بجمع التكسير مفعولا لنغفر وافقه اليزيدي و ابن محيصن بخلفه و الباقون بجمع السلامة و كسر التاء نصبا على المفعولية و أما موضع نوح فأبو عمرو بوزن قضايا و الباقون بجمع السلامة مخفوضا بالكسرة و اتفقوا على خطاياكم بالبقرة للرسم.

و تقدم إشمام (قيل) (و غلظ) لام (ظلموا) الأزرق بخلفه و قرأ (و اسئلهم) بنقل حركة الهمزة إلى السين ابن كثير و الكسائي و خلف في اختياره و كذا يقف حمزة و أدغم ذال (إذ تأتيهم) أبو عمرو و هشام و حمزة و الكسائي و خلف (و ضم) هاء تأتيهم يعقوب و كذا (لا تأتيهم).

و عن الحسن (لا يسبتون) بضم الياء و كسر الباء و عن المطوعي بفتح الياء و ضم الموحدة (و وقف) على (لم) بهاء السكت البزي و يعقوب بخلفهما.

و اختلف في مَعْذِرَةً [الآية: 164] فحفص بالنصب على المفعول من أجله أي وعظناهم لأجل المعذرة أو على المصدر أي تعتذر معذرة أو على المفعول به لأن المعذرة تتضمن كلاما و حينئذ تنصب بالقول كقلت خطبة وافقه اليزيدي فخالف أبا عمرو و الباقون بالرفع خبر مبتدأ محذوف أي موعظتنا أو هذه معذرة و العذر التنصل من الذنب.

و اختلف في بَئِيسٍ [الآية: 165] فنافع و أبو جعفر و زيد عن الداجوني عن هشام بكسر الباء الموحدة و ياء ساكنة بعدها من غير همز (5) مثل: عيس، و قرأ ابن ذكوان و هشام من طريق زيد عن الداجوني كذلك إلا أنه بالهمز الساكن بلا ياء (6) على أنه صفة].

ص: 291


1- أي: (آصارهم). [أ].
2- أي: (نغفر). [أ].
3- أي: (خطيآتكم). [أ].
4- أي: (خطيئتكم). [أ].
5- أي: (بيس). [أ].
6- أي: (بئس). [أ].

على فعل كحذر نقلت كسرة الهمزة إلى الباء ثم سكنت و وجه قراءة نافع كذلك أي أن أصله ما ذكر ثم أبدل الهمزة ياء: و اختلف عن أبي بكر فالجمهور عن يحيى بن آدم عنه بباء مفتوحة ثم ياء ساكنة ثم همزة مفتوحة على وزن ضيغم صفة على فيعل و هو كثير في الصفات و روى الجمهور عن العليمي عنه بفتح الباء و كسر الهمزة و ياء ساكنة على وزن رئيس وصف على فعيل كشديد للمبالغة و به قرأ الباقون و عن الحسن كسر الباء و همزة ساكنة و فتح السين بلا تنوين.

و يوقف عليها لحمزة بالتسهيل كالياء و إبدالها ياء ضعيف و عن الأعمش (يفسقون) بكسر السين و مر ترقيق راء (قردة) للأزرق و إخفاء أبي جعفر تنوينها عند الخاء بعدها بالبقرة و ذكر الأصل أن أبا جعفر أبدل همزة (خاسين) و ليس كذلك و تقدم ما فيه (و يوقف) عليه لحمزة بالتسهيل بين بين و بحذف الهمزة اتباعا للرسم و الإبدال ياء ضعيف (و سهل) الأصبهاني عن ورش همزة (تأذن) بلا خلف و اختلف عنه في تأذن ربكم بإبراهيم كما مر (و تقدم) قريبا إدغام إذ في التاء و عن الحسن وَرِثُوا بضم الواو و تشديد الراء مبنيا للمفعول (و ضم) رويس هاء (إن يأتهم).

و قرأ تَعْقِلُونَ [الآية: 169] بالخطاب نافع و ابن عامر و حفص و يعقوب و الباقون بالغيب.

و اختلف في يُمَسِّكُونَ [الآية: 170] فأبو بكر بسكون الميم و تخفيف السين (1) من أمسك و هو متعدّ فالمفعول محذوف أي دينهم أو أعمالهم بالكتاب و الباء للحال أو الآلة و الباقون بالفتح و التشديد من مسك بمعنى نمسك فالباء للآلة كهي في تمسكت بالحبل.

و اختلف في ذُرِّيَّاتِهِمْ [الآية: 172] هنا و يس [الآية: 41] و الأول و الثاني من الطور [الآية: 21] فابن كثير و عاصم و حمزة و الكسائي و خلف بالإفراد (2) في الأربعة مع ضم تاء أول الطور و فتحها في الثلاثة وافقهم ابن محيصن و الأعمش و قرأ نافع و أبو جعفر بإفراد أول الطور و الجمع في الثلاثة مع كسر التاء فيها و ضمها أول الطور و قرأ أبو عمرو بالجمع هنا و موضعي الطور مع كسر التاء في الثلاثة و بالإفراد في يس مع فتح تائه وافقه اليزيدي و قرأ ابن عامر و يعقوب بالجمع في الأربعة مع رفع التاء أول الطور و كسرها في الثلاثة و عن الحسن كأبي عمرو إلا أنه رفع أول الطور فكلهم رفع تاء أول الطور إلا أبا عمرو و اليزيدي فكسراها و ظهر على قراءة التوحيد هنا أن ذريتهم مفعول يأخذ على حذف مضاف أي ميثاق ذريتهم أما على الجمع فيحتمل أن يكون ذرياتهم بدلا من ضمير ظهورهم كما أن من ظهورهم بدل من بني آدم بدل بعض و مفعول أخذ محذوف و التقدير].

ص: 292


1- أي: (يمسكون). [أ].
2- أي: (ذرّيّتهم). [أ].

و إذ أخذ ربك من ظهور ذريات بني آدم ميثاق التوحيد قال الجعبري

في الخبر مسح اللّه ظهر آدم بيده فاستخرج من هو مولود إلى يوم القيامة كهيئة الذر فقال يا آدم هؤلاء ذريتك أخذت عليهم العهد بأن يعبدوني و لا يشركون شيئا و على رزقهم ثم قال لهم أ لست بربكم فقالوا بلى فقالت الملائكة شهدنا فقطع عذرهم يوم القيامة انتهى (1).

و أمال (بلى) حمزة و الكسائي و خلف و شعبة من طريق أبي حمدون عن يحيى و بالفتح و الصغرى الأزرق و أبو عمرو و صححهما في النشر عنه من روايتيه لكنه اقتصر في طيبته في ذكر الخلاف على الدوري.

و اختلف في أَنْ تَقُولُوا أَوْ تَقُولُوا [الآية: 172، 173] فأبو عمرو بالغيب فيهما جريا على ما تقدم أي أشهدهم لئلا يعتذروا يقولوا ما شعرنا أو الذنب لأسلافنا وافقه ابن محيصن و اليزيدي و الباقون بالخطاب على الالتفات (و أظهر) ثاء (يلهث) نافع و ابن كثير و هشام و عاصم و أبو جعفر بخلف عنهم و الباقون بالإدغام و اختاره للجميع صاحب النشر و حكى ابن مهران الإجماع عليه و أدغم ذال (و لقد ذرأنا) أبو عمرو و ابن عامر و حمزة و الكسائي و خلف و يوقف لحمزة على و للّه الأسماء و نحوه بالنقل و السكت في الهمزة الأولى و بالبدل في الثانية مع المد و التوسط و القصر و فيها الروم بالتسهيل مع المد و القصر فهي عشرة و يمتنع عدم السكت و النقل في الأولى لعدم صحته رواية كما مر بالبقرة.

و اختلف في يُلْحِدُونَ [الآية: 180] هنا و النحل [الآية: 103] و فصّلت [الآية:

40] فحمزة بفتح الياء و الحاء (2) في الثلاثة من لحد ثلاثيا وافقه الأعمش و قرأ الكسائي و خلف عن نفسه كذلك في النحل و الباقون بضم الياء و كسر الحاء في الثلاثة من ألحد و قيل هما بمعنى و هو الميل و منه لحد القبر لأنه يمال بحفرة إلى جانبه بخلاف الضريح فإنه يحفر في وسطه و أمال (عسى) حمزة و الكسائي و خلف و بالفتح و الصغرى الأزرق و الدوري عن أبي عمرو (و أبدل) الأصبهاني همزة (فبأي) ياء مفتوحة و به مع التحقيق وقف حمزة.

و اختلف في وَ نَذَرُهُمْ [الآية: 186] فنافع و ابن كثير و ابن عامر و أبو جعفر بنون العظمة و رفع الراء على الاستئناف وافقهم ابن محيصن و قرأ أبو عمرو و عاصم و يعقوب بالياء على الغيبة و رفع الراء وافقهم اليزيدي و الحسن و قرأ حمزة و الكسائي و خلف بالياء و جزم الراء عطفا على محل قوله تعالى فلا هادي له وافقهم الأعمش و أمال (طغيانهم) الدوري عن الكسائي وحده و أمال (مرسيها) حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه و مثله (تغشيها) و قرأ (السوء إن) بإبدال الثانية واوا مكسورة].

ص: 293


1- هذا ما ذكره الإمام القرطبي و يسنده للإمام مالك في الموطأ عن سيدنا عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه. للمزيد انظر الجامع لأحكام القرآن (تفسير القرطبي): (7/ 314- 315- 316). [أ].
2- أي: (يلحدون). [أ].

بتسهيلها كالياء نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و رويس و أما تسهيلها كالواو فتقدم رده.

و قرأ (إن أنا إلا) بالمد قالون بخلف عنه و اتفق الكل على إدغام (أثقلت دّعوا اللّه).

و اختلف في جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ [الآية: 190] فنافع و أبو بكر و أبو جعفر بكسر الشين و إسكان الراء و تنوين الكاف من غير همز اسم مصدر أي ذا شرك أي إشراك و قيل بمعنى النصب وافقهم ابن محيصن و الباقون بضم الشين و فتح الراء و بالمد و الهمز بلا تنوين جمع شريك (1).

و اختلف في لا يَتَّبِعُوكُمْ [الآية: 193] هنا و يَتَّبِعُهُمُ في الشعراء [الآية:

224] فنافع بسكون التاء و فتح الباء الموحدة فيهما وافقه الحسن و الباقون بفتح التاء مشددة و كسر الموحدة فيهما (2) و هما لغتان.

و اختلف في يَبْطِشُونَ [الآية: 195] هنا و يَبْطِشَ بالذي بالقصص [الآية:

19] و نَبْطِشُ بالدخان [الآية: 16] فأبو جعفر بضم الطاء في الثلاثة وافقه الحسن و الباقون بالكسر فيهن و البطش الأخذ بالقوة و الماضي بطش بالفتح فيهما كخرج يخرج و ضرب يضرب و كسر اللام من (قل ادعوا) عاصم و حمزة و يعقوب و ضمها الباقون (و أثبت) الياء في (كيدون) وصلا أبو عمرو و هشام من طريق الداجوني و أبو جعفر و في الحالين قنبل من طريق ابن شنبوذ من طريق الحلواني و يعقوب (و أثبتها) في (فلا تنظرون) في الحالين يعقوب (3).

و اختلف في إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ [الآية: 196] فابن حبش عن السوسي بياء واحدة مفتوحة مشددة (4) و كذا روى أبو نصر الشذائي عن ابن جمهور عن السوسي و شجاع عن أبي عمرو و أبو خلاد عن اليزيدي عن أبي عمرو نصا و عبد الوارث عن أبي عمرو أداء و وجهت على أن ياء فعيل مدغمة في ياء المتكلم و الياء التي هي لام الكلمة محذوفة و هذا أحسن ما قيل في تخريجها أو أن ولي اسم نكرة غير مضاف و الأصل إن وليا اللّه فوليا اسم إن و اللّه خبرها ثم حذف التنوين لالتقاء الساكنين و لم يبق إلا كون اسمها نكرة و الخبر معرفة و هو وارد و منه:

«و إن حراما إن أسب مجاشعا». قال في النشر و بعضهم يعبر بالإدغام و هو خطأ إذ المشدد لا يدغم في المخفف وافقه الحسن بلا خلاف عنه و روى الشنبوذي عن ابن جمهور عن السوسي كسر الياء المشددة بعد الحذف و هي قراءة عاصم و الجحدري و غيره و يلزم منه ترقيق الجلالة و وجه في النشر ذلك بأن المحذوف ياء المتكلم لملاقاتها ساكنا كما تحذف آيات الإضافة لذلك قال فقيل على هذا إنما يكون هذا الحذف حالة الوصل فإذا وقف أعادها و ليس كذلك ].

ص: 294


1- أي: (شركاء). [أ].
2- أي: (لا يتّبعوكم، يتّبعوهم). [أ].
3- أي: في الوصل و الوقف. [أ].
4- أي: (إنّ وليّ ...). [أ].

بل الرواية الحذف فيهما و أجرى الوقف مجرى الوصل كما في اخشون اليوم و يقض الحق و يحتمل أن يخرج على قراءة حمزة في مصرخي الآتي إن شاء اللّه تعالى و قرأ الباقون بياءين مشددة مكسورة فمخففة مفتوحة.

و اختلف في طائِفٌ [الآية: 201] فابن كثير و أبو عمرو و الكسائي و يعقوب بياء ساكنة من غير ألف و لا همز على وزن ضيف مصدر من طاف يطيف كباع يبيع وافقهم اليزيدي و الشنبوذي و الباقون بألف و همزة مكسورة من غير ياء اسم فاعل من طاف يطوف (1).

و اختلف في يَمُدُّونَهُمْ [الآية: 202] فنافع و أبو جعفر بضم الياء و كسر الميم من أمد و قرأ الباقون بفتح الياء و ضم الميم (2) من مد و أبدل همزة (قرئ) ياء مفتوحة أبو جعفر و نقل همز (قرآن) ابن كثير.

المرسوم ما تَذَكَّرُونَ بياء قبل التاء في الشامي بعض المصاحف و رياشا بألف بعد الياء و قبل الشين، و اتفق على الياء في يأتي تأويله و إن تراني و فسوف تراني و استضعفوني و كادوا يقتلونني فهو المهتدي، و كتب في الشامي ما كنا لنهتدي بلا واو، بصطة هنا بالصاد اتفاقا بخلافها في البقرة فإنها بالسين و كتب في الشامي و قال الملوا بقصة صالح بواو، بكل سحار هنا و آخر يونس بألف بعد الحاء في بعض المصاحف و في بعضها قبلها، و اتفق على كتابة ضحى و هم بالياء بدل الألف المنقلبة عن الواو، و نقل نافع حذف ألف طئرهم عند اللّه هنا و ألف و بطل ما كانوا يعملون قال و باطل ما كانوا يعملون أ فمن و خرج و يبطل الباطل بالأنفال، و كتب في الشامي و إذا نجيناكم بياء بين الجيم و الكاف و في باقي المصاحف بياء و نون و ألف صورتها بينهما، نافع عن المدني يؤمن باللّه و كلمته بلا ألف و كذا لكلمته و بكلمته بالكهف و بالشورى، و روى نافع أيضا خطيتكم هنا و نوح بلا ألف و فيهما صورتا ياء و تاء، و نقل أيضا عليهم الخبيث هنا و التي كانت تعمل الخبيث بالأنبياء بلا ألف، و كتب في أكثرها سأوريكم دار بزيادة واو بعد الألف. و كتب في بعضها طيف بغير ألف بعد الطاء.

المقطوع و الموصول اتفقوا على قطع أن عن لا في عشرة منها حقيق على أن لا و أن لا يقولوا على اللّه هنا و على قطع عن في قوله عن ما نهوا و اختلف في قطع لام كلما دخلت أمة (هاء التأنيث) أن رَحْمَتَ اللَّهِ بالتاء كالبقرة و ما يأتي، و كذا كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنى .

ياءات الإضافة سبع رَبِّيَ الْفَواحِشَ [الآية: 33]، إِنِّي أَخافُ [الآية: 59]، بَعْدِي أَ عَجِلْتُمْ [الآية: 150]، فَأَرْسِلْ مَعِيَ [الآية: 105]، إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ [الآية: 44]، آياتِيَ الَّذِينَ [الآية: 146]، عَذابِي أُصِيبُ [الآية: 156].

و من الزوائد ثنتان ثُمَّ كِيدُونِ [الآية: 195]، فَلا تُنْظِرُونِ [الآية: 195].].

ص: 295


1- أي: (طائف). [أ].
2- أي: (يمدّونهم). [أ].

سورة الأنفال

سورة الأنفال

قيل هي أول المدني (1) و اختلف في و ما كان اللّه ليعذبهم. و آيها سبعون و خمس كوفي و ست حجازي و بصري و سبع شامي، اختلافها ثلاث: ثم يغلبون بصري و شامي، كان مفعولا الأولى غير كوفي، و بالمؤمنين غير بصري (شبه الفاصلة) ثمانية: أولئك هم المؤمنون، رجز الشيطان. فوق الأعناق. المسجد الحرام إلا المتقون. يوم الفرقان.

التقى الجمعان. و ثاني كان مفعولا.

القراءات عن ابن محيصن بخلف عنه (علنفال) بإدغام النون في اللام كما مر في البقرة (و ضم) هاء (عليهم) حمزة و يعقوب و أمال (زادتهم) هشام و ابن ذكوان بخلف عنهما و حمزة و الباقون بالفتح و عن ابن محيصن (يعدكم اللّه إحدى) بوصل الهمزة و كذا فجاءته احديهما و ما جاء منه و أمال (الكافرين) أبو عمرو و ابن ذكوان بخلفه و الدوري عن الكسائي و رويس و أدغم ذال (إذ تستغيثون) أبو عمرو و هشام و حمزة و الكسائي و خلف.

و اختلف في مُرْدِفِينَ [الآية: 9] فنافع و أبو جعفر و يعقوب بفتح الدال اسم مفعول أي مردفين بغيرهم و الباقون بالكسر اسم فاعل أي مردفين مثلهم و ما روي عن قنبل من طريق ابن مجاهد أنه يقرأ كنافع فليس بصحيح عن ابن مجاهد كما في النشر.

و اختلف في يُغَشِّيكُمُ النُّعاسَ [الآية: 11] فابن كثير و أبو عمرو بفتح الياء و سكون الغين و فتح الشين و ألف بعدها لفظا (2) النُّعاسَ بالرفع على الفاعلية من غشى يغشى وافقهما ابن محيصن و اليزيدي، و قرأ نافع و أبو جعفر بضم الياء و سكون الغين و بياء بعدها (3) من أغشى النعاس بالنصب مفعول به و فاعله ضمير الباري تعالى وافقهما الحسن، و الباقون بضم الياء و فتح الغين و كسر الشين مشددة و بياء بعدها و نصب النعاس من غشى بالتشديد و عن ابن محيصن تسكين ميم (أمنة).

و قرأ وَ يُنَزِّلُ [الآية: 11] بسكون النون و تخفيف الزاي ابن كثير و أبو عمرو و يعقوب.

و قرأ الرُّعْبَ [الآية: 12] بضم العين ابن عامر و الكسائي و أبو جعفر و يعقوب

ص: 296


1- للمزيد انظر الإتقان للسيوطي: (2/ 1250). [أ].
2- أي: (يغشاكم). [أ].
3- أي: (يغشيكم). [أ].

(و عن) الحسن (دبره) بسكون الباء كقولهم عنق في عنق (و كسر) يعقوب بكماله كغيره الهاء من (و من يولهم) فاستثناها من المجزوم.

و قرأ وَ لكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ، و لكِنَّ اللَّهَ رَمى [الآية: 17] بتخفيف النون و رفع الجلالة الشريفة فيهما (1) ابن عامر و حمزة و الكسائي و خلف و أمال رَمى شعبة من جميع طرق المغاربة و حمزة و الكسائي و خلف و قللها الأزرق بخلفه و الباقون بالفتح و هو رواية جمهور العراقيين عن شعبة.

و اختلف في مُوهِنُ كَيْدِ [الآية: 18] فابن عامر و شعبة و حمزة و الكسائي و يعقوب و خلف بسكون الواو و تخفيف الهاء و التنوين (2) على أنه اسم فاعل من أوهن كأكرم معدّى بالهمزة و التنوين على الأصل في اسم الفاعل و كيد بالنصب على المفعولية به وافقهم الأعمش و قرأ حفص بالتخفيف من غير تنوين و كيد بالخفض على الإضافة وافقه الحسن و الباقون بفتح الواو و تشديد الهاء و بالتنوين و نصب كيد مفعول به أيضا و أدغم دال (فقد جاءكم) أبو عمرو و هشام و حمزة و الكسائي و خلف و أمال (جاء) حمزة و خلف و ابن ذكوان و هشام بخلفه و رقق الأزرق بخلفه راء (خير).

و اختلف في وَ أَنَّ اللَّهَ مَعَ [الآية: 19] فنافع و ابن عامر و حفص بفتح همزة أن على تقدير لام العلة و الباقون بالكسر على الاستئناف و شدد تاء (و لا تولوا) وصلا البزي بخلفه و اتفقوا على فتح (دعاكم) و أمال (فآواكم) حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه و كذا (تتلى) و أدغم راء (و يغفر لكم) السوسي و الدوري بخلفه (و أدغم) دال (قد سمعنا) أبو عمرو و هشام و حمزة و الكسائي و خلف و عن المطوعي (هو الحقّ) بالرفع على أن هو مبتدأ و الحق خبره و الجملة خبر كان.

و قرأ مِنَ السَّماءِ أَوِ [الآية: 32] بإبدال الهمزة الثانية ياء خالصة مفتوحة نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و رويس.

و ضم هاء (فيهم) يعقوب و أشم صاد (تصدية) حمزة و الكسائي و خلف و رويس بخلف عنه.

و قرأ لِيَمِيزَ اللَّهُ [الآية: 37] بضم الياء الأولى و فتح الميم و كسر الثانية مشددة (3) حمزة و الكسائي و يعقوب و خلف (4) و الباقون بفتح الياء و كسر الميم و سكون الياء الثانية (و أدغم) دال (قد سلف) أبو عمرو و هشام و حمزة و الكسائي و خلف (و أدغم) تاء (مضت سنت) أبو عمرو و حمزة و الكسائي و خلف و وقف على سنت بالهاء ابن كثير و أبو عمرو و الكسائي و يعقوب و عن المطوعي (و يكون) بالرفع على الاستئناف.ش.

ص: 297


1- أي: (و لكن اللّه) في الموضعين .. [أ].
2- أي: (موهّن). [أ].
3- أي: (ليميّز). [أ].
4- وافقهم الحسن و الأعمش.

و اختلف في بِما يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ [الآية: 39] فرويس بالخطاب وافقه الحسن و الباقون بالغيب و سبق إمالة ألف (القربى) و ألفي (اليتامى).

و اختلف في بِالْعُدْوَةِ [الآية: 42] معا فابن كثير و أبو عمرو و يعقوب بكسر العين فيهما وافقهم الحسن و اليزيدي و ابن محيصن و الباقون بالضم فيهما و هما لغتان لأهل الحجاز و إنكار أبي عمر و الضم محمول على أنه لم يبلغه (و مر) إمالة (الدنيا) (القصوى) و كذا (يحيى).

و اختلف في مَنْ حَيَّ [الآية: 42] فنافع و البزي و قنبل من طريق ابن شنبوذ و أبو بكر و أبو جعفر و يعقوب و خلف عن نفسه بكسر الياء الأولى مع فك الإدغام و فتح الثانية (1) وافقهم ابن محيصن بخلفه و الباقون بياء مشددة مفتوحة و به قرأ قنبل من طريق ابن مجاهد و هما لغتان مشهورتان في كل ما آخره ياءان من الماضي أولاهما مكسورة نحو عي وحي.

و أمال أَراكَهُمْ [الآية: 43] أبو عمرو و حمزة و الكسائي و خلف و ابن ذكوان من طريق الصوري و الأزرق بالفتح و الصغرى و لم يقرأ الأزرق بوجهين من الرائي إلا هذه فقط و بالأول قطع له صاحب العنوان و بالثاني صاحب التيسير و أطلق الشاطبي الوجهين في الحرز و هما صحيحان كما في النشر.

و قرأ تُرْجَعُ الْأُمُورُ [الآية: 44] بالبناء للفاعل ابن عامر و حمزة و الكسائي و يعقوب و خلف و شدد البزي بخلفه تاء (و لا تنازعوا) مع إشباع الألف قبلها و أبدل همز (فئة و فئتان و رئاء الناس) ياء في الثلاثة أبو جعفر و عن الحسن (فتفشلوا) بكسر الشين فقيل إنه غير معروف و قيل بل هو لغة ثابتة و عن المطوعي وَ تَذْهَبَ رِيحُكُمْ [الآية: 46] بالجزم عطفا على فعل النهي قبله و أدغم ذال (و إذ زّين) أبو عمرو و هشام و حمزة و الكسائي و خلف و أبدل أبو جعفر همزة (بري ء) ياء و أدغم الياء في الياء بخلف عنه في الروايتين و فتح ياءي الإضافة من إِنِّي أَرى و إِنِّي أَخافُ [الآية: 48] نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر.

و اختلف في إِذْ يَتَوَفَّى [الآية: 50] فابن عامر بالتاء على التأنيث (2)، و هشام على أصله في إدغام الذال في التاء، و الباقون بالتذكير لكون الفاعل مجازي التأنيث، و للفصل و عن المطوعي (فشرّذ) بالذال المعجمة قيل هذه المادة مهملة في لغة العرب و قيل ثابتة و من قال إنها كذلك في مصحف ابن مسعود رضي اللّه تعالى عنه تعقبه في الدر بأن النقط و الشكل أمر حادث أحدثه يحيى بن يعمر.

و اختلف في وَ لا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا [الآية: 59] هنا و النور [الآية: 56] فابن ].

ص: 298


1- أي: (من حيي ...). [أ].
2- أي: (تتوفّى). [أ].

عامر و حمزة بالغيب فيهما و اختلف عن إدريس عن خلف فروى الشطي عنه كذلك فيهما و رواهما عنه المطوعي و ابن مقسم و القطيعي بالخطاب و به قرأ الباقون وافق أبا عمرو الأعمش و اليزيدي فيهما و وافق حمزة الحسن و وافق أبا جعفر ابن محيصن و الذين مفعول أول على قراء الخطاب و سبقوا ثان و المخاطب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و الفاعل على قراءة الغيب ضمير يعود على الرسول أو يفسره السياق أي قتيل المؤمنين و إن جعل الذين فاعلا فالمفعول الأول محذوف أي أنفسهم و الثاني سبقوا و فتح سين يَحْسَبَنَّ ابن عامر و عاصم و حمزة و أبو جعفر.

و اختلف في إِنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَ [الآية: 59] فابن عامر بفتح الهمزة على إسقاط لام العلة (1) و الباقون بكسرها على الاستئناف و عن ابن محيصن (يعجزون) بكسر النون و شددها بخلف عنه فأدغم نون الرفع في نون الوقاية و حذف ياء المتكلم مجتزيا عنها بالكسرة و أثبتها بخلف عنه في الحالين و عن الحسن (رباط) بضم الراء و الباء من غير ألف نحو كتاب و كتب.

و اختلف في تُرْهِبُونَ [الآية: 60] فرويس بتشديد الهاء من (2) رهب المضاعف و الباقون بتخفيفها من أرهب و عن الحسن يرهبون بالغيب و التخفيف و ضمير الفاعل يرجع إلى مرجع لهم فإنهم إذا خافوا خوفوا من ورائهم.

و قرأ لِلسَّلْمِ [الآية: 61] بكسر السين شعبة و همز (النبي) نافع و رقق الأزرق راء (عشرون) كما نص عليه الداني و الشاطبي و ابن بلمة و غيرهم و فخمه عنه مكى في جماعة.

و اختلف في وَ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا [الآية: 65] و فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صابِرَةٌ [الآية: 66] فعاصم و حمزة و الكسائي و خلف بالياء من تحت فيهما للفصل بالظرف و لأن التأنيث مجازي وافقهم الأعمش و قرأ أبو عمرو و يعقوب بالتذكير في الأول لما ذكر و التأنيث في الثاني لأن وصفه بالمؤنث و هو صابرة قواه وافقهما اليزيدي و الحسن و الباقون بالتأنيث فيهما لأجل اللفظ و خرج بإسناده إلى المائة إن يكن منكم عشرون و إن يكن منكم ألف المتفق على تذكيرهما.

و اختلف في أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً [الآية: 66] فعاصم و حمزة و خلف بفتح الضاد وافقهم الأعمش بخلفه و الباقون بضمها و كلاهما مصدر و قيل الفتح في العقل و الرأي و الضم في البدن و قرأ أبو جعفر بفتح العين و المد و الهمزة مفتوحة بلا تنوين جمعا على فعلاء كظريف و ظرفاء و لا يصح كما في النشر ما روي عن الهاشمي من ضم الهمزة وافقه المطوعي و الباقون بإسكان العين و التنوين بلا مطّ و لا همز.].

ص: 299


1- أي: (أنّهم). [أ].
2- أي: (ترهّبون). [أ].

و اختلف في (ما كان لنبي أن يكون) [الآية: 67] فأبو عمرو و يعقوب بالتأنيث مراعاة لمعنى الجماعة وافقهم اليزيدي و الحسن و الباقون بالتذكير اعتبارا للفظ.

و اختلف في لَهُ أَسْرى [الآية: 67] و مِنَ الْأَسْرى [الآية: 70] فأبو عمرو بفتح الهمزة و سكون السين في الأول و ضم الهمزة و فتح السين و بالألف بعدها في الثاني (1) مع الإمالة فيهما وافقه اليزيدي و قرأ حمزة و الكسائي و خلف بغير ألف مع الإمالة فيهما وافقهم الأعمش و قرأ أبو جعفر بضم الهمزة فيهما و فتح السين على وزن فعالى بلا إمالة (2) و الباقون بفتح الهمزة و سكون السين بلا ألف على وزن فعلى و هو قياس فعيل بمعنى مفعول لكن قللهما الأزرق و قرأ (أخذتم) بإظهار الذال ابن كثير و حفص و رويس بخلفه و عن الحسن و المطوعي (أخذ منكم) بفتح الهمزة و الخاء مبنيا للفاعل و هو اللّه تعالى و مر إدغام (يغفر لكم).

و اختلف في مِنْ وَلايَتِهِمْ [الآية: 72] هنا و الكهف [الآية: 44] فحمزة بكسر الواو فيهما وافقه الأعمش و قرأ الكسائي و كذا خلف كذلك في الكهف و الباقون بفتح الواو لغتان أو الفتح من النصرة و النسب و الكسر من الإمارة و وقع للنويري أنه جعل خلفا هنا كحمزة و قد علم أنه إنما يوافقه في حرف الكهف و أسقط في الأصل هنا خلفا من حرف الكهف فلعله من الكتاب فليعلم.

المرسوم نقل نافع عن المدني و تخونوا أمانتكم هنا لأمانتهم بقد أفلح بغير ألف بعد النون و كلام الرائية كالمقنع عام في الألفين لكن قال السخاوي المراد هنا ألف الجمع قال الجعبري فلعله ظفر بتخصيص رواية نافع أبو شافهه به الناظم و اتفقوا على حذف الألف بعد العين في لاختلفتم في الميعد هنا خاصة و إثباتها فيما عداه نحو لا يخلف الميعاد.

المقطوع و الموصول اختلف في قطع إنما غنمتم هنا و اتفق على قطع موضعي الحج و لقمان و على وصل ما عدا ذلك نحو إلا أنما أنا نذير.

هاء التأنيث رسموا بالتاء سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ [الآية: 38] كثلاثة فاطر [الآية: 43] و آخر غافر [الآية: 85] فقط.

ياءات الإضافة إِنِّي أَرى ، [الآية: 48] إِنِّي أَخافُ [الآية: 48] و ليس فيها زائدة للجماعة و مر زيادة في لا يُعْجِزُونَ لابن محيصن بخلفه.].

ص: 300


1- أي: (أسارى) في الموضع الثاني فقط. [أ].
2- أي: (أسارى) فيهما. [أ].

سورة التوبة

سورة التوبة

مدنية (1) و آيها مائة و تسع و عشرون كوفي و ثلاثون في الباقي، خلافها خمس: من المشركين معا المعلى عن الجحدري عد الأول لا الثاني و شهاب عنه بالعكس. الدين القيم حمصي. يعذبكم عذابا أليما دمشقي و قيل شامي و عاد ثمود حرمي و فيها مشبه الفاصلة ستة عشر: من المشركين عند من لم يعدها: و قاتلوا المشركين. من اللّه و رضوان. لك الأمور في الرقاب. و يؤمن للمؤمنين. في الصدقات. ثاني عذابا أليما. من سبيل يجدوا ما ينفقون. من المهاجرين و الأنصار بين المؤمنين و يقتلون المشركين. ما يتقون أنهم يفتنون و عكسه ثنتان. من المشركين عند من عده. و قوم مؤمنين.

القراءات: يوقف لحمزة على براءة بالتسهيل كالألف مع المد و القصر و اتفقوا على الياء وقفا في غير (معجزي) لثبوتها في المصاحف و أمال (الكافرين) أبو عمرو و ابن ذكوان بخلفه و الدوري عن الكسائي و رويس و قلله الأزرق و عن الحسن كسر همزة (إن اللّه بري ء) على إضمار القول و أدغم بري ء أبو جعفر بخلفه و عن الحسن (من المشركين) معا بكسر نون من على أصل التخلف من الساكنين و اتفقوا على الرفع في (و رسوله) عطفا على الضمير المستكن في بري ء أو على محل أن و اسمها في قراءة من كسر إن، نعم روى زيد عن يعقوب النصب عطفا على اسم إن و ليس من طرفنا.

و قرأ أَئِمَّةَ [الآية: 12] هنا و الأنبياء و القصص معا و السجدة بالتسهيل مع القصر قالون و الأزرق و ابن كثير و أبو عمرو و كذا رويس و قرأ الأصبهاني بالتسهيل كذلك لكن مع المد في ثاني القصص و في السجدة و قرأ أبو جعفر كذلك أعني بالتسهيل و المد في الخمسة بلا خلف و اختلف عنهم في كيفية التسهيل فالجمهور أنه بين بين و الآخرون أنه الإبدال ياء خالصة و لا يجوز الفصل بلا ألف حالة الإبدال عن أحد و قرأ هشام بالتحقيق و اختلف عنه في المد و القصر فالمد له من طريق الحلواني عند أبي العز و قطع به لهشام من طرقه أبو العلا و روى له القصر المهدوي و غيره وفاقا لجمهور المغاربة و به قرأ الباقون و هم ابن ذكوان و عاصم و حمزة و الكسائي و روح و خلف أما الأربعة فتقدم التنبيه على أنا اكتفينا بذكر مذاهبهم في الأصول و في الأول في الفرش مما تكرر و تقدم أيضا ثبوت كلّ

ص: 301


1- انظر الإتقان للسيوطي (2/ 1253). [أ].

من التحقيق و بين بين و الإبدال ورد طعن الزمخشري و من تبعه كالبيضاوي في وجه الإبدال.

و اختلف في لا أَيْمانَ لَهُمْ [الآية: 12] فابن عامر بكسر الهمزة مصدر آمن و الباقون بالفتح جمع يمين و أجمعوا على فتح الثانية (و ضم) هاء (يخزهم) رويس (و عن) الحسن (و يتوب) بالنصب على إضمار أن على أن التوبة داخله في جواب الأمر من طريق المعنى.

و اختلف في أَنْ يَعْمُرُوا مَساجِدَ اللَّهِ [الآية: 17] فابن كثير و أبو عمرو و يعقوب بالتوحيد (1) وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و الباقون بالجمع أي جميع المساجد و يدخل المسجد الحرام دخولا أولويا و قيل هو المراد و جمع لأنه قبلة المساجد و هذان الاحتمالان على قراءة التوحيد أيضا و خرج بالقيد إنما يعمر مساجد اللّه الثاني المتفق على جمعه عند الجمهور لأنه يريد جميع المساجد لكن ورد عن ابن محيصن توحيده كالأول.

و قرأ ابن وردان فيما انفرد به الشطوي عن ابن هارون سقاة الحج [الآية: 19] بضم السين و حذف الياء جمع ساق كرام و رماة (و عمرة) بفتح العين و حذف الألف جمع عامر مثل صانع و صنعة و لم يعرج على هذه القراءة في الطيبة لكونها انفرادة على عادته.

و قرأ يُبَشِّرُهُمْ [الآية: 21] بالفتح و السكون و التخفيف حمزة و سبق بآل عمران كضم راء (رضوان) لأبي بكر و سهل الثانية كالياء من (أولياء أن) نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و رويس.

و اختلف في عَشِيرَتُكُمْ [الآية: 24] فأبو بكر بالألف بعد الراء جمع سلامة لأن لكلّ منهم عشيرة و عن الحسن عشائركم جمع تكسير و الباقون بغير ألف على الإفراد (2) أي عشيرة كلّ منكم و أجمع على إفراد موضع المجادلة من هذه الطرق و أمال (ضاقت عليكم) حمزة (و أدغم) تاء (رحبت) في ثاء (ثم) أبو عمرو و هشام و ابن ذكوان من طريق الأخفش و حمزة و الكسائي و أمال (شاء) ابن ذكوان و هشام بخلفه و حمزة و خلف و قوله تعالى (شاء إن) مثل أولياء إن.

و اختلف في عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ [الآية: 30] فعاصم و الكسائي و يعقوب بالتنوين مكسورا وصلا على الأصل و هو عربي من التعزير و هو التعظيم فهو اسم أمكن مخبر عنه بابن لا موصوف به و قيل عبراني و اختلف هل هو مكبر كسليمان أو مصغر عزر كنوح و عليه فصرفه لكونه ثلاثيا ساكن الوسط و لا نظر لياء التصغير و لا يجوز ضم تنوينه على قاعدة الكسائي في نحو محظورا انظر لأن الضمة في ابن هنا ضمة إعراب كما مر فهي غير لازمة وافقهم الحسن و اليزيدي و الباقون بغير تنوين (3) إما لكونه غير منصرف للعجمة].

ص: 302


1- أي: (مسجد). [أ].
2- أي: (عشرتكم ...). [أ].
3- أي: (عزير). [أ].

و التعريف أو للالتقاء الساكنين تشبيها للنون بحرف المد أو أن ابن صفة لعزير و الخبر محذوف أي نبينا أو معبودنا و قد تقرر أن لفظ ابن متى وقع صفة بين علمين غير مفصول بينه و بين موصوفة حذفت ألفه خطأ و تنوينه لفظا إلا لضرورة.

و أمال السوسي بخلفه فتحة الراء من (النصارى المسيح) وصلا و بالفتح الباقون و منهم أبو عثمان الضرير فلا يميل فتحة الصاد مع الألف بعدها لما تقدم أن إمالتها لأجل إمالة الألف الأخيرة و قد امتنعت إمالتها لحذفها لأجل الساكن بعدها أما إذا وقف عليها فكلّ على أصله و مثلها يتامى النساء و إنما أمال السوسي الألف الأخيرة لعروض حذفها فلم يعتد بالعارض و لذا فتح كغيره الراء من نحو أو لم ير الذين وصلا و وقفا لأن الألف حذفت للجازم و قرأ (يضاهون) بكسر الهاء و همزة مضمومة بعدها (1) فواو عاصم و الباقون بضم الهاء و واو بعدها و معناهما واحد و هو المشابهة ففيه لغتان الهمز و تركه و قيل الياء فرع الهمز كقرأت و قريت و توضأت و توضيت و أمال (أني) حمزة و الكسائي و خلف و بالفتح و الصغرى الأزرق و الدوري عن أبي عمرو و قرأ (يطفوا) بحذف الهمزة مع ضم ما قبلها أبو جعفر و مثله (ليواطوا) و يوقف عليه لحمزة بثلاثة أوجه التسهيل كالواو و الحذف كأبي جعفر و إبدالها ياء محضة و أمال (الأحبار) أبو عمرو و الدوري عن الكسائي و ابن ذكوان من طريق الصوري و قلله الأزرق و عن الحسن (تحمى) بالتأنيث أي النار و أمالها و (فتكوى) حمزة و الكسائي و خلف و بالفتح و التقليل الأزرق.

و اختلف في اثنا عشر و أحد عشر و تسعة عشر [الآية: 36]، فأبو جعفر بإسكان العين من الثلاثة و لا بد من مد ألف اثنا للساكنين و كره ذلك بعضهم من حيث الجمع بين ساكنين على غير حدهما لكن في النشر أنه فصيح مسموع من العرب قال و انفرد النهر و إني عن زيد في رواية ابن وردان بحذف الألف و هي لغة أيضا انتهى و الباقون بفتح العين في الكل (و ضم) هاء (فيهن) يعقوب و وقف بخلفه عليها بهاء السكت.

و قرأ النَّسِي ءُ [الآية: 37] بإبدال الهمزة ياء مع الإدغام الأزرق و أبو جعفر كوقف حمزة و هشام بخلفه مع السكون و مع الروم و الإشمام فهي ثلاثة أوجه.

و اختلف في يُضِلُّ بِهِ [الآية: 37] فحفص و حمزة و الكسائي و خلف بضم الياء و فتح الضاد مبنيا للمفعول من أضل معدى ضل وافقهم الشنبوذي و قرأ يعقوب بضم الياء و كسر الضاد مبنيا للفاعل من أضل وافقه الحسن و المطوعي و فاعل يضل ضمير الباري تعالى أو الذين كفروا و المفعول حينئذ محذوف أي: أتباعهم و الباقون بفتح الياء و كسر الضاد (2) بالبناء للفاعل من ضل و فاعله الموصول.

و قرأ سُوءُ أَعْمالِهِمْ [الآية: 37] بإبدال الثانية واوا مفتوحة: نافع، و ابن كثير،].

ص: 303


1- أي: (يضاهئون). [أ].
2- أي: (يضلّ). [أ].

و أبو عمرو، و أبو جعفر، و رويس و مر قريبا حذف همز (ليواطوا) لأبي جعفر مع ضم ما قبلها كيطفوا و وقف حمزة عليهما كذلك على مختار الداني باتباع الرسم و بتسهيل الهمزة كالواو على مذهب سيبويه كالجمهور و بإبدالها ياء على مذهب الأخفش فهذه ثلاثة مقروء بها أما تسهيلها كالياء و هو المعضل و إبدالها واوا و كسر ما قبل الهمز مع حذفه و هو الوجه الخامس فثلاثتها غير مقروء بها كما مر و أشم (قيل لكم) هشام و الكسائي و رويس (و عن) المطوعي (تثاقلتم) على الأصل.

و أمال الْغارِ [الآية: 40] أبو عمرو و ابن ذكوان من طريق الصوري و الدوري عن الكسائي من طريق جعفر و فتحه من طريق الضرير و قلله الأزرق.

و اختلف في (و كلمة اللّه) فيعقوب بنصب التاء عطفا على كلمة الذين وافقه الحسن المطوعي و الباقون بالرفع على الابتداء و هو أبلغ كما في البيضاوي لما فيه من الإشعار بأن كلمة اللّه عالية في نفسها و إن فاق غيرها فلا ثبات لتفوقه و لا اعتبار و لذا وسط الفصل (و تقدم) نظير (عليهم الشقة) كثيرا و كذا وقف البزي و يعقوب على (لم) بهاء السكت بخلفهما.

و أمال ما زادُوكُمْ [الآية: 47] حمزة و هشام و ابن ذكوان بخلف عنهما (و أبدل) همز (يقول ائذن لي) واوا ساكنة وصلا ورش و أبو عمرو بخلفه و أبو جعفر أما إذا ابتدئ بقوله ائذن فالكل بهمزة مكسورة بعدها ياء ساكنة كما مر (و أبدل) الهمزة الساكنة من (تسؤهم) الأصبهاني و أبو جعفر فقط كوقف حمزة (و شدد) تاء (هل تربصون) وصلا البزي بخلفه (و أدغم) لام هل في التاء حمزة و الكسائي و هشام بخلفه لكن صوب في النشر الإدغام عنه.

و قرأ كَرْهاً [الآية: 53] بضم الكاف حمزة و الكسائي و خلف و مر بالنساء.

و اختلف في تُقُبِّلَ مِنْهُمْ [الآية: 54] فحمزة و الكسائي و خلف بالتذكير لأن التأنيث غير حقيقي وافقهم الشنبوذي و عن المطوعي بنون العظمة مفتوحة (نفقتهم) بالإفراد و النصب على المفعولية و الباقون بالتأنيث (و تقدم) إمالة ألفي كسالى (و يوقف) لحمزة على (ملجأ) بوجه واحد و هو التسهيل بين بين.

و اختلف في مُدْخَلًا [الآية: 57] فيعقوب بفتح الميم و إسكان الدال مخففة من دخل وافقه الحسن و ابن محيصن بخلفه و الباقون بالضم و التشديد (1) مفتعل من الدخول و الأصل مدتخل أدغمت الدال في تاء الافتعال كادراء.

و اختلف في يَلْمِزُكَ [الآية: 58] و يَلْمِزُونَ [الآية: 79] و لا تَلْمِزُوا [الآية: 11] من الحجرات فيعقوب بفتح حرف المضارعة و ضم الميم في الثلاثة وافقه الحسن و الباقون بفتح حرف المضارعة أيضا و كسر الميم فيها و هما لغتان في المضارع ].

ص: 304


1- أي: (مدّخلا). [أ].

و عن المطوعي ضم حرف المضارعة و فتح اللام و تشديد الميم في الثلاثة (و سكّن) ذال (أذن) و همز (النبي ء) نافع و عن الحسن (أذن خير) بتنوين الاسمين و رفع خير وصف لأذن أو خبر بعد خبر و الجمهور بغير تنوين و خفض خير على الإضافة.

و اختلف في وَ رَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا [الآية: 61] فحمزة بخفض رحمة عطفا على خير و الجملة حينئذ معترضة بين المتعاطفتين أي (أذن خير و رحمة) وافقه المطوعي و الباقون بالرفع نسقا و قيل عطفا على يؤمن لأنه في محل رفع صفة لأذن أي أذن مؤمن و رحمة أو خبر محذوف أي و هو رحمة (و حذف) أبو جعفر همز (قل استهزوا) مع ضم الزاي و به وقف حمزة على مختار الداني للرسم و له تسهيلها كالواو على مذهب سيبويه و إبدالها ياء على مذهب الأخفش و هذه الثلاثة صحيحة و حكي فيها ثلاثة أخرى تقدم أنها غير صحيحة و كذا (يستهزون) و مع ثلاثة الوقف تصير تسعة و مر أول البقرة حكم وقف الأزرق عليه و إذا وقف على استهزءوا جرت له ثلاثة البدل فإن وصل فالإشباع فقط عملا بأقوى السببين كما مر.

و اختلف في إِنْ نَعْفُ، نُعَذِّبْ [الآية: 66] فعاصم نَعْفُ بنون العظمة مفتوحة و فاء مضمومة بالبناء للفاعل و عن طائفة محله نصب به و نُعَذِّبْ بنون العظمة و كسر الذال طائفة الثاني منصوب مفعول به و الباقون يعف بياء مضمومة و فتح الفاء مبنيا للمفعول تعذب بتاء مضمومة و فتح الذال كذلك طائفة بالرفع نائب الفاعل و نائب الفاعل في الأول الظرف بعده (و يوقف) لحمزة و هشام بخلفه على (نبأ الذين) هنا بالإبدال ألفا لفتح ما قبله و بين بين على الروم فقط (و أبدل) همز المؤتفكات قالون من طريق أبي نشيط كما في الكفاية و غيرها و هو الصحيح عن الحلواني و صحح الوجهين عن قالون في النشر و أشار إليهما قوله في الطيبة: «وافق في مؤتفك بالخلف يره». و ورش من طريقيه و أبو عمرو بخلفه و كذا أبو جعفر و الجمهور عن قالون بالهمز (و أسكن) سين (رسلهم) أبو عمرو.

و قرأ رِضْوانٌ [الآية: 72] بضم الراء أبو بكر و عن الحسن (و بما كانوا يكذبون) بضم الياء و فتح الكاف و تشديد الذال و أمال (نجواهم) حمزة و الكسائي و خلف و بالفتح و الصغرى الأزرق و أبو عمرو (و كسر) غين (الغيوب) شعبة و حمزة و فتح ياء الإضافة من (معي أبدا) نافع و ابن كثير و أبو عمرو و ابن عامر و حفص و أبو جعفر (و فتحها) من (معي عدوا) حفص و أدغم تاء (أنزلت سورة) أبو عمرو و هشام من طريق الداجوني و ابن عبدان عن الحلواني و حمزة و الكسائي و خلف.

و اختلف في وَ جاءَ الْمُعَذِّرُونَ [الآية: 90] فيعقوب بسكون العين و كسر الذال مخففة (1) من أعذر يعذر كأكرم يكرم وافقه الشنبوذي و الباقون بفتح العين و تشديد الذال ].

ص: 305


1- أي: (المعذرون). [أ].

إما من فعل مضعفا بمعنى التكلف و المعنى أنه يوهم أن له عذرا و لا عذر له أو من افتعل و الأصل اعتذر فأدغمت التاء في الذال (و عن) الحسن (كذّبوا اللّه) مشددا.

و أمال مِنْ أَخْبارِكُمْ [الآية: 94] أبو عمرو و ابن ذكوان بخلفه و الدوري عن الكسائي و قلله الأزرق.

و أمال وَ سَيَرَى اللَّهُ [الآية: 94] وصلا السوسي بخلفه و له على وجه الإمالة ترقيق لام الجلالة و تفخيمها و كلاهما صحيح كما مر عن النشر.

و اختلف في دائِرَةُ السَّوْءِ [الآية: 98] هنا و ثاني الفتح [الآية: 6] فابن كثير و أبو عمرو بضم السين فيهما وافقهما ابن محيصن و اليزيدي و الباقون و بالفتح فيهما و هو للذم و معنى المضموم العذاب و الضرر و البلاء و الأزرق على قاعدته فيه من الإشباع و التوسط (و وقف) عليه حمزة و هشام بخلفه بالنقل على القياس و عن بعضهم الإدغام أيضا إلحاقا للواو الأصلية بالزائدة.

و قرأ قُرْبَةٌ [الآية: 99] بضم الراء ورش و الباقون بسكونها.

و اختلف في وَ الْأَنْصارِ وَ الَّذِينَ [الآية: 100] فيعقوب برفع الراء على أنه مبتدأ خبره رضي اللّه عنهم أو عطف على و السابقون وافقه الحسن و الباقون بالخفض نسقا على المهاجرين.

و اختلف في تَجْرِي تَحْتَهَا [الآية: 100] فابن كثير بمن الجارة و خفض تَحْتِهَا (1) لها كسائر المواضع وافقه ابن محيصن و الباقون: بحذف من و فتح تحتها على المفعولية فيه (و عن) الحسن (تطهّرهم) بجزم الراء جوابا للأمر.

و اختلف في إِنَّ صَلاتَكَ [الآية: 103] هنا و أَ صَلاتُكَ [الآية: 87] بهود فحفص و حمزة و الكسائي و خلف بالتوحيد و فتح التاء هنا و المراد بها الجنس وافقهم الأعمش و الباقون بالجمع فيهما و كسر التاء هنا (2) و عن الحسن (أ لم تعلموا) بالخطاب للمتخلفين.

و قرأ مُرْجَوْنَ [الآية: 106] بهمزة مضمومة بعدها واو ساكنة ابن كثير و أبو عمرو و ابن عامر و أبو بكر و يعقوب و الباقون بترك الهمزة و هما لغتان يقال أرجأ كأنيأ و أرجى كأعطى.

و اختلف في وَ الَّذِينَ اتَّخَذُوا [الآية: 107] فنافع و ابن عامر و أبو جعفر بغير واو قبل الذين كمصاحفهم (3)، فالذين مبتدأ خبره محذوف أي و فيمن وصفنا و قال الداني خبره لا يزال بنيانهم و قيل لا تقم فيه أبدا و الباقون بالواو كمصاحفهم عطفا على ما تقدم ].

ص: 306


1- أي: (من تحتها). [أ].
2- أي: (أ صلواتك). [أ].
3- أي: (الذين اتّخذوا ...). [أ].

من القصص نحو و آخرون أو مستأنف و الذين مبتدأ على ما تقدم في قراءة الحذف (و تقدم) تفخيم (ضرارا) للأزرق كغيره لتكرارها و كذا (إرصادا) لحرف الاستعلاء.

و اختلف في أَسَّسَ بُنْيانَهُ [الآية: 109] في الموضعين فنافع و ابن عامر بضم الهمزة و كسر السين فيهما على البناء للمفعول و رفع النون فيهما على النيابة عن الفاعل و الباقون بفتحهما على البناء للفاعل (1) و نصب بُنْيانَهُ بعدهما مفعول به و الفاعل ضمير من و ضم راء (رضوان) شعبة و اتفقوا على فتح (شفا) لكونه واويا بدليل تثنيته على شفوان و رسمه بالألف.

و قرأ جُرُفٍ [الآية: 109] بسكون الراء ابن ذكوان و هشام بخلفه و أبو بكر و حمزة و خلف و الباقون بالضم.

و أمال هارٍ [الآية: 109] قالون و ابن ذكوان بخلفه عنهما و أبو عمرو و أبو بكر و الكسائي و قلله الأزرق و الوجهان صحيحان عن قالون من طريقيه كما في النشر و الإمالة لابن ذكوان من طريق الصوري و ابن الأخرم عن الأخفش.

و اختلف في إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ [الآية: 110] فيعقوب بتخفيف اللام على أنها حرف جر (2) وافقه الحسن و المطوعي و الباقون بتشديدها على أنها حرف استثناء و المستثنى منه محذوف أي لا يزال بنيانهم ريبة في كل وقت إلا وقت تقطيع قلوبهم أو في كل حال إلا حال تقطيعها بحيث لا يبقى لها قابلية الإدراك و الإضمار.

و اختلف في تُقَطَّعَ [الآية: 110] فابن عامر و حفص و حمزة و أبو جعفر و يعقوب بفتح التاء مبني للفاعل و أصله تنقطع مضارع تقطع حذفت منه إحدى التاءين وافقهم الحسن و الأعمش و الباقون بضمها بالبناء للمفعول مضارع قطع بالتشديد (3).

و قرأ فَيَقْتُلُونَ، و يَقْتُلُونَ [الآية: 111] ببناء الأول للمفعول و الثاني للفاعل حمزة و الكسائي و خلف و الباقون ببناء الأول للفاعل و الثاني للمفعول و تقدم بآل عمران (4).

و أمال (التوراة) الأصبهاني و أبو عمرو و ابن ذكوان و حمزة في أحد وجهيه و الكسائي و خلف و قللها الأزرق و حمزة في وجهه الثاني و قالون في أحد وجهيه و الثاني له الفتح (و نقل) و (القرآن) ابن كثير.

و قرأ إبراهام الأخيرين اسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ [الآية: 114] و إن إبراهام [الآية: 114] بألف هشام و ابن ذكوان بخلفه و ضم أبو جعفر سين (العسرة) و سكنها الباقون و مر بالبقرة كقصر همز (رؤف) لأبي عمرو و أبي بكر و حمزة و الكسائي و يعقوب و خلف و تسهيله لأبي جعفر بين و وقف حمزة عليه بالتسهيل بين بين مع تضعيف إبدالها واوا على الرسم.

و اختلف في كادَ يَزِيغُ [الآية: 117] فحفص و حمزة بالياء على التذكير و اسم ].

ص: 307


1- أي: (أسّس بنيانه). [أ].
2- أي: (إلى أن ...). [أ].
3- أي: (تقطّع). [أ].
4- انظر الصفحة: (218). [أ].

كاد حينئذ ضمير الشأن و قلوب مرفوع بيزيغ و الجملة نصب خبرا لها وافقهما الأعمش و الباقون بالتأنيث و عليها فيحتمل التوجيه المذكور و يحتمل أن يكون قلوب اسم كاد و يزيع خبرا مقدما لأن الفعل مؤنث و إنما قدر هذا الإعراب لأن الفعل إذا دخل عليه الفعل قدر اسم بينهما.

و أمال ضاقَتْ [الآية: 118] حمزة (و سبق) نظير (عليهم الأرض) غير مرة (و حذف) همز (يطون) أبو جعفر (و وقف) عليه حمزة ببين بين و حكى فيه الحذف كقراءة أبي جعفر نص عليه الهذلي و غيره و أقره في النشر (و أبدل) همز (موطيا) ياء مفتوحة أبو جعفر بخلف من روايتيه كما يفهم من النشر (و عن المطوعي) (غلظة) بفتح الغين و هي لغة الحجاز (و أدغم) تاء (أنزلت سورة) أبو عمرو و هشام بخلفه و حمزة و الكسائي و خلف.

و أمال (زادته) و (فزادتهم) ابن ذكوان و هشام بخلاف عنهما و حمزة و الباقون بالفتح.

و اختلف في أَ وَ لا يَرَوْنَ [الآية: 126] فحمزة و يعقوب بالخطاب للمؤمنين على جهة التعجب وافقهما الأعمش و الباقون بالغيب رجوعا على الذين في قلوبهم مرض و أدغم دال (لقد جاءكم) أبو عمرو و هشام و حمزة و الكسائي و خلف.

و أمال (جاء) حمزة و خلف و ابن ذكوان و هشام بخلفه و عن ابن محيصن من غير المفردة (من أنفسكم) بفتح الفاء من النفاسة أي من أشرفكم و الجمهور بضمها صفة للرسول صلّى اللّه عليه و سلّم أي من صميم العرب و عنه أيضا تسكين ياء الإضافة من (حسبي اللّه) و فتحها الجمهور و عنه أيضا (رب العرش العظيم) هنا و في قد أفلح العرش العظيم العرش الكريم و في النمل العرش العظيم برفع الميم في الأربعة نعتا لرب و الجمهور بالجر فيهن صفة للعرش و مر آنفا قصر همز (رؤف) و تسهيله و وقف حمزة عليه.

المرسوم اتفقوا على حذف ألف مسجد حيث كان و لو بأل و نقل نافع عن المدني كالباقي حذف ألف أن يعمروا مسجد اللّه و هو الأول من هذه السورة و كتب في العراقية الهمزة الثانية في أئمة الخمسة بالياء و كتب سقية الحاج و عمرة في المصاحف القديمة محذوفتي الألف و رسم عزير ابن و نحوه بالألف و روى نافع عن المدني كغيره حذف ألف خلف رسول اللّه و كتب أكثر النقلة للرسوم في و لا أوضعوا بزيادة ألف بين الألف المعانقة للام و الواو و لم يزدها أقلهم و زادها كلهم في لأذبحنّه بالنمل و بعضهم في لإلى اللّه تحشرون بآل عمران و لإلى الجحيم بالصافات و كتب في المكي من تحتها المتقدم ذكرها بزيادة من الجارة قبل تحتها و حذفت من باقيها و كتب في الشامي و المدني الذين اتخذوا بلا واو قبل الذين و الصحيح ثبوت واو نسوا اللّه فنسيهم هنا في الكل (المقطوع) اتفق على قطع أن عن لا ملجأ و هو ثالث العشرة و على قطع أم عن من أسس و هو ثاني الأربعة. ياءات الإضافة: مَعِيَ أَبَداً، [الآية: 83] مَعِيَ عَدُوًّا [الآية: 83] و لابن محيصن حَسْبِيَ اللَّهُ و اللّه تعالى أعلم.

ص: 308

سورة يونس عليه السلام

سورة يونس عليه السلام

مكية (1) و آيها مائة و تسع غير شامي و عشر فيه اختلافها ثلاث له الدين شامي لما في الصدور شامي أيضا و ترك من الشاكرين (شبه المفاصلة) ثلاث الر، متاع في الدنيا، بني إسرائيل، و عكسه موضع على اللّه الكذب لا يفلحون القراءات أمال الراء من (الر) هنا و هود و يوسف و إبراهيم و الحجر و المر أوّل الرعد أبو عمرو و ابن عامر و أبو بكر و حمزة و الكسائي و خلف إجراء لألفها مجرى المنقلبة عن الياء قاله القاضي و قللها الأزرق و فتحها الباقون (و سكت) أبو جعفر على كل حرف من حروف الر.

و أمال (للناس) كبرى الدوري من أبي عمرو من طريق أبي الزعراء (و رقق) (الكافرون) الأزرق بخلفه.

و قرأ لَساحِرٌ [الآية: 2] بالألف و كسر الحاء ابن كثير و عاصم و حمزة و الكسائي و خلف و الباقون بغير ألف مع سكون الحاء (2) و مر آخر المائدة (3).

و قرأ تَذَكَّرُونَ [الآية: 3] بالتخفيف حفص و حمزة و الكسائي، و خلف.

و اختلف في إِنَّهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ [الآية: 4] فأبو جعفر بفتح الهمزة على أنه معمول للفعل الناصب وعد اللّه أي وعد اللّه بدأ الخلق ثم إعادته و المعنى إعادة الخلق بعد بدئه أو على حذف لام الجر وافقه الأعمش و الباقون بالكسر على الاستئناف.

و قرأ ضِياءً [الآية: 5] هنا، و الأنبياء [الآية: 48]، و القصص [الآية: 71] قنبل بقلب الياء همزة و أولت على أنه مقلوب قدمت لامه التي هي همزة إلى موضع عينه و أخرت عينه التي هي واو إلى موضع اللام فوقعت الياء ظرفا بعد ألف زائدة فقلبت همزة على حد رداء و الباقون بالياء قبل الألف و بعد الضاد جمع ضوء كسوط و سياط و الياء عن واو و يجوز كونه مصدر ضاء ضياء كعاد عيادا.

و اختلف في يُفَصِّلُ الْآياتِ [الآية: 5] فابن كثير و أبو عمرو و حفص و يعقوب بياء الغيب جريا على اسم اللّه تعالى وافقهم اليزيدي و الحسن و الباقون بنون العظمة (4)

ص: 309


1- انظر الإتقان للإمام السيوطي: (1/ 1253). [أ].
2- أي: (لسحر). [أ].
3- انظر الصفحة: (257). [أ].
4- أي: (نفصّل). [أ].

(و سهل) همز (اطمأنوا) الأصبهاني (و ضم) هاء (يهديهم) الثانية يعقوب و ضم الهاء و الميم من (تحتهم الأنهار) وصلا حمزة و الكسائي و خلف و كسرهما أبو عمرو و يعقوب و كسر الهاء و ضم الميم الباقون (و عن) ابن محيصن (إن الحمد للّه) بتشديد النون و نصب الحمد اسما لها و هو يؤيد أنها المخففة في قراءة الجمهور و عن الحسن كسر دال الحمد.

و اختلف في لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ [الآية: 11] فابن عامر و يعقوب بفتح القاف و الضاد، و قلب الياء ألفا [الآية: 16] مبنيا للفاعل أجلهم بالنصب مفعولا به وافقهما المطوعي و الباقون: بضم القاف و كسر الضاد و فتح الياء مبنيا للمفعول أجلهم بالرفع على النيابة و أمال (طغيانهم) الدوري عن الكسائي (و أسكن) سين (رسلهم) أبو عمرو (و يوقف) لحمزة و هشام بخلفه على (تلقاي) و نحوه مما رسم بياء بعد الألف بإبدال الهمزة ألفا مع المد و القصر و التوسط و بتسهيلها كالياء مع المد و القصر فهي خمسة و إذا أبدلت ياء على الرسم فالمد و التوسط و القصر مع سكون الياء و القصر مع روم حركتها فتصير تسعة (و فتح) ياء الإضافة من (لي أن) و (إني أخاف) نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر (و فتحها) من (نفسي أن أتبع) نافع و أبو عمرو و أبو جعفر.

و اختلف في وَ لا أَدْراكُمْ بِهِ [الآية: 16] و لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ [الآية: 1] فابن كثير من غير طريق ابن الحباب عن البزي بحذف الألف التي بعد اللام جعلها لام ابتداء فتصير لام توكيد (1) أي لو شاء اللّه ما تلوته عليكم و لا علّمكم به على لسان غيري و عن الشنبوذي و لأنذرتكم به بنون ساكنة و ذال معجمة مفتوحة وراء ساكنة و تاء مضمومة من الإنذار و عن الحسن و لا درأتكم بهمزة ساكنة و تاء مرفوعة على أن الهمزة مبدلة من الألف و الألف منقلبة عن ياء لانفتاح ما قبلها على لغة من يقول أعطأتك في أعطيتك و قيل الهمزة أصلية من الدرء و هو الدفع و الباقون بإثبات الألف على أنها لا النافية مؤكدة أي و لو شاء اللّه ما قرأته عليكم و لا أعلمكم به على لساني فالأول و الثاني منفيان و يأتي توجيه موضع سورة القيمة فيها إن شاء اللّه تعالى و بإثبات الألف قرأ ابن الحباب عن البزي فيهما و كذا روى المغاربة و المصريون قاطبة عن البزي من طرقه و خرج بقيد القيمة المتفق البلد و ثاني القيمة المتفق على الإثبات فيهما لأنها فيهما نافية كأنه يقول إذ الأمر أوضح من أن يحتاج إلى قسم و جعلها القاضي لتأكيد القسم قال و إدخالها على القسم شائع كقولهم لا و أبيك و أمال (أدراكم) أبو عمرو و ابن ذكوان من طريق الصوري و من طريق ابن الأخرم عن الأخفش و ما في الأصل هنا فيه قصور و أبو بكر و حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق و كذا حكم أدرى حيث وقع إلا أنه اختلف عن أبي بكر فيما عدا هذه السورة فأخذ العراقيون له بالفتح و المغاربة بالإمالة و أدغم (لبثت) أبو عمرو و ابن عامر و حمزة و الكسائي و أبو جعفر و ذكر في الأصل هنا الخلاف عن ابن ذكوان و لعله سبق قلم (و غلظ)].

ص: 310


1- أي: (لأدراكم). [أ].

الأزرق بخلفه لام (أظلم) و قرأ أبو جعفر (أ تنبؤن اللّه) بحذف الهمزة و ضم الباء قبلها على ما نص عليه الأهوازي و غيره و ظاهر عموم كلام أبي العز و الهذلي و تقدم ما فيه.

و اختلف في عَمَّا يُشْرِكُونَ [الآية: 18] هنا و موضع النحل [الآية: 1، 3] و في الروم [الآية: 40] فحمزة و الكسائي و خلف بالخطاب جريا على ما سبق وافقهم الأعمش و الباقون بالغيب في الأربعة استأنف فنزه نفسه عن إشراكهم (و يوقف) لحمزة على (في آياتنا) بعدم السكت مع تحقيق الهمزة و بالسكت قبل الهمز و بالنقل و بالإدغام (و أسكن) سين (رسلنا) أبو عمرو.

و اختلف في ما تَمْكُرُونَ [الآية: 21] فروح بالغيب جريا على ما مر وافقه الحسن و الباقون بالخطاب التفاتا لقوله قل اللّه أي قل لهم فناسب الخطاب.

و اختلف في يُسَيِّرُكُمْ [الآية: 22] فابن عامر و أبو جعفر ينشركم بفتح الياء و بنون ساكنة بعدها فشين معجمة مضمومة من النشر ضد الطي أي يفرقكم وافقهما الحسن و الباقون بضم الياء و سين مهملة مفتوحة بعدها ياء مكسورة مشددة أي يحملكم على السير و يمكنكم منه و التضعيف للتعدية و أمال (فلما أنجاهم) حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه و مثله أَنْجاكُمْ، و أنجاه.

و اختلف في مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا [الآية: 23] فحفص بنصب العين على أنه مصدر مؤكد أي تتمتعون متاع أو ظرف زماني نحو مقدم الحاج أي زمن متاع و العامل فيه الاستقرار الذي في على أنفسكم أو مفعول به بمقدر أي تبغون متاع أو من أجله أي لأجل متاع وافقه الحسن و الباقون بالرفع على أنه خبر بغيكم و على أنفسكم صلته أي بغي بعضكم على بعض انتفاع قليل المدة ثم يضمحل و يشقى ببغيه قاله الجعيري كغيره أو خبر محذوف أي ذلك أو هو متاع و على أنفسكم خبر بغيكم و عن الحسن (و ازينت) بهمزة قطع و زاي ساكنة و تخفيف الياء أي صارت ذات زينة و عن المطوعي و تزينت بتاء مفتوحة و فتح الزاي و تشديد الياء و الجمهور بوصل الهمزة و تشديد الزاي و الياء و عن الحسن (كأن لم يغن) بالتذكير على عود الضمير إلى الحصيد و قرأ (يشاء إلى) بتسهيل الثانية كالياء و بإبدالها واوا مكسورة نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و رويس و لا يصح تسهيلها كالواو لما مر و قرأ (صراط) بالسين قنبل من طريق ابن مجاهد و رويس و بالإشمام خلف عن حمزة (و عن) الحسن و المطوعي (فتر) بسكون التاء كقدر و قدر.

و اختلف في قِطَعاً [الآية: 27] فابن كثير و الكسائي و يعقوب بإسكان الطاء قيل هي ظلمة آخر و قيل سواد الليل و الباقون بفتحها جمع قطعة كدمنة و دمن (و عن ابن) محيصن و المطوعي (نحشرهم جميعا ثم نقول) بالياء.

و اختلف في تَبْلُوا [الآية: 30] فحمزة و الكسائي و خلف بتاءين من فوق (1) أي ].

ص: 311


1- أي: (تتلوا) [أ].

تطلب و تتبع ما أسلفته من أعمالها أو المراد تقرأ كل نفس ما عملته مسطرا في مصحف الحفظة لقوله تعالى اقرأ كتابك وافقهم الأعمش و الباقون بالتاء من فوق و الباء الموحدة من البلاء أي تختبر ما قدمت من عمل فتعاين قبحه و حسنه.

و قرأ الْمَيِّتِ معا [الآية: 31] بالتشديد نافع و حفص و حمزة و الكسائي و أبو جعفر و يعقوب و خلف.

و أمال فَأَنَّى تُصْرَفُونَ [الآية: 32] و فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ [الآية: 34] حمزة و الكسائي و خلف و بالفتح و التقليل الأزرق و الدوري عن أبي عمرو.

و قرأ كَلِمَةُ رَبِّكَ [الآية: 33] بالتوحيد (1) ابن كثير و أبو عمرو و عاصم و حمزة و الكسائي و خلف و يعقوب و مر بالأنعام.

و اختلف في أَمَّنْ لا يَهِدِّي [الآية: 35] فأبو بكر بكسر الياء و الهاء (2) و قرأ حفص و يعقوب بفتح الياء و كسر الهاء و تشديد الدال قرأ ابن كثير و ابن عامر و ورش بفتح الياء و الهاء و تشديد الدال (3) وافقهم الحسن و قرأ أبو جعفر كذلك إلا أنه بإسكان الهاء (4) بخلف عن ابن جماز في الهاء، و قرأ حمزة و الكسائي و خلف بفتح الياء و إسكان الهاء و تخفيف الدال (5) وافقهم الأعمش و قرأ قالون و أبو عمرو بفتح الياء و تشديد الدال و اختلف في الهاء عنهما و عن ابن جماز فأما أبو عمرو فروى المغاربة قاطبة و كثير من العراقيين عنه اختلاس فتحة الهاء و عبر عنه بالإخفاء و بالإشمام و بالإشارة و بتضعيف الصوت و هو عسير في النطق جدا و هو الذي لم يقرأ الداني على شيوخه بسواه و لم يأخذ إلا به و روى عنه أكثر العراقيين إتمام فتحة الهاء كابن كثير و من معه و أما قالون فروى عنه أكثر المغاربة و بعض المصريين الاختلاس كأبي عمرو سواء و هو اختيار الداني الذي لم يأخذ بسواه مع نصه عنه بالإسكان و روى العراقيون قاطبة و بعض المغاربة و المصريين عنه الإسكان و هو المنصوص عنه و عن أكثر رواه نافع و أما ابن جماز فأكثر أهل الأداء عنه على الإسكان كرفيقه ابن وردان و روى كثير منهم له الاختلاس و لم يذكر الهذلي عنه سواه فخلافه كقالون دائر بين الإسكان و الاختلاس و خلاف أبي عمرو دائر بين الفتح الكامل و بين الاختلاس و وافقه اليزيدي عليه فقط و عنه الإسكان و ما ذكره في الأصل من الإسكان لأبي عمرو فانفراده لصاحب العنوان و لذا لم يعرج عليه في الطيبة و استشكلت قراءة سكون الهاء مع تشديد الدال من حيث الجمع بين الساكنين قال النحاس لا يقدر أحد أن ينطق به و قال المبرد من رام هذا لا بد أن يحرك حركة خفيفة و أجاب عنه القاضي بأن المدغم في حكم المتحرك و قال السمين لا بعد فيه فقد قرئ به في نعما و تعدوا و تقدم ].

ص: 312


1- أي: (كلمة). [أ].
2- أي: (يهدّي). [أ].
3- أي: (يهدّي). [أ].
4- أي: (يهدّي). [أ].
5- أي: (يهدي). [أ].

إيضاحه آخر الإدغام و وجه كسر الهاء التخلص من الساكنين لأن أصله يهتدي فلما سكنت التاء لأجل الإدغام و الهاء قبلها ساكنة فكسرت للساكنين و من فتحها نقل فتحة التاء إليها ثم قلبت التاء دالا و أدغمت في الدال و أبو بكر أتبع الياء للهاء في الكسر ليعمل اللسان عملا واحدا و كلهم كسر الدال.

و أمال إِلَّا أَنْ يُهْدى [الآية: 35] حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه (و نقل) (القران) ابن كثير (و أشم) صاد (تصديق) حمزة و الكسائي و خلف و رويس بخلفه و تقدّم لحمزة بخلفه مد لا التبرئة مدا متوسطا في (لا ريب فيه) و نحوه.

و أمال (يفترى) و افْتَراهُ [الآية: 38] أبو عمرو و ابن ذكوان من طريق الصوري و الكسائي و حمزة و خلف و بالصغرى الأزرق (و ضم) رويس الهاء من (و لما يأتهم) (و يوقف) لحمزة على نحو (بريئون) وجه واحد و هو البدل مع الإدغام لزيادة الياء و أما بين بين فضعيف.

و قرأ وَ لكِنَّ النَّاسَ [الآية: 44] بتخفيف النون و رفع الناس حمزة و الكسائي و خلف و تكسر النون وصلا ضرورة و مر بالبقرة.

و قرأ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ [الآية: 45] بالياء حفص و الباقون بالنون و سبق أواخر الأنعام و تقدم نظير جاءَ أَجَلُهُمْ بالنساء جاء أحد منكم.

و أمال (متى) حمزة و الكسائي و خلف و قللها الأزرق بخلفه و كذا أبو عمرو من روايتيه كما يفيده النشر و لكن قضية الطيبة قصر الخلاف على الدوري عنه.

و قرأ أَ رَأَيْتُمْ [الآية: 50] بتسهيل الثانية نافع و أبو جعفر و للأزرق أيضا إبدالها ألفا مع إشباع المد الساكنين و قرأ الكسائي بحذف الهمزة و اتفقوا على الاستفهام في آلْآنَ [الآية: 51] معا هنا و إثبات همزة الوصل و تسهيلها و اختلفوا في كيفية التسهيل فذهب كثير إلى إبدالها ألفا مع المد للساكنين و آخرون إلى جعلها بين بين و من كل من الفريقين من جعل ما ذهب إليه لازما و منهم من جعله جائزا فإذا قرئ لنافع و أبي جعفر من رواية ابن وردان بالوجه الأول و هو الإبدال و نقل حركة الهمزة إلى اللام جاز لهما في هذه الألف المبدلة المد و القصر عملا بقاعدة الاعتداد بالعارض و عدمه فإن وقف لهما عليها كان مع كل واحد من هذين ثلاثة سكون الوقف و للأزرق و بالنظر إلى مد الهمزتين على القول بلزوم البدل و جوازه أوجه فعلى القول بلزومه يلتحق بباب حرف المد الواقع بعد الهمز فيجري فيها الثلاثة كآمن و على القول بجواز البدل يلتحق بباب أ أنذرتهم و ء ألد فإن اعتددنا بالعارض فالقصر و إن لم نعتد فالمد كأنذرتهم و لا يكون من باب آمن فلا يسوغ التوسط على هذا التقدير فإذا قرئ بالمد في الأولى جاز في الثانية ثلاثة المد و القصر و التوسط و إذا قرئ بالتوسط في الأولى جاز في الثانية التوسط و القصر و امتنع المد و إذا قرئ بقصر الأولى فالقصر في الثانية فقط فالجملة ستة أوجه لا يجوز غيرها

ص: 313

عند من أبدل كما حققه صاحب النشر و نظمها في قوله رحمه اللّه رحمة واسعة:

للأزرق في الآن ستة أوجه على وجه إبدال لدى وصله تجري

فمد و ثلث ثانيا ثم وسطا به و بقصر ثم بالقصر مع قصري

و أما على وجه تسهيلها فيظهر له ثلاثة أوجه في الألف الثانية المد و التوسط و القصر لكن القصر غريب في طرق الأزرق لأن طاهر بن غلبون و ابن بليمة اللذين رويا عنه القصر في باب أمن مذهبهما في همز الوصل الإبدال لا التسهيل لكنه ظاهر من كلام الشاطبي و هو طريق الأصبهاني عن ورش و هو أيضا لقالون و أبي جعفر (و إذا ركبت مع آمنتم) تحصل للأزرق حالة الوصل على وجه الإبدال فقط اثنا عشر وجها (نظمها) شيخنا رحمه اللّه في (قوله):

للأزرق في آمنتم حيث ركبت مع الآن بالإبدال وجهان مع عشري

فإن تقصر آمنتم فمد أو اقصرن لأول مدى لأن و الثان بالقصري

و إن وسطت فالثاني أقصر و وسطن مع المد و التوسيط و القصر ذا فادري

و مع مدها مد و قصر و عكسه و قصرهما و المد ذا ظاهر النشر

قوله رحمه اللّه تعالى فإنه تقصر آمنتم الخ يعني إذا قرأت بقصر البدل في آمنتم فلك في الآن وجهان الأول مد و الألف المبدلة مع قصر الثاني يعني الألف الواقعة بعد الهمزة المنقول حركتها إلى اللام و الثاني قصرهما و قوله و إن وسطت الخ أي إذا قرأت بتوسط البدل في آمنتم فلك في الآن ستة أوجه المد و التوسط و القصر في الأول و على كل منها التوسط و القصر في الثاني (و قوله) و مع مدها الخ يعني إذا قرأت بالمد في آمنتم فلك في الآن أربعة أوجه مد الأول و قصر الثاني ثم مدهما ثم قصرهما ثم قصر الأول و مد الثاني و أفاد شيخنا رحمه اللّه تعالى أنه ينبغي أن يبدأ بالقصر في آمنتم ثم بمد الأول في الآن و بقصر الثاني ثم يقصران ثم يؤتي بالتوسط في آمنتم ثم بمد الأول في الآن مع توسط الثاني ثم قصره ثم بتوسط الأول في الآن مع توسط الثاني و قصره كذلك ثم بقصر الأول منها مع ما ذكر من التوسط و القصر في الثاني ثم بمد آمنتم مع مد كل من حرفي الآن ثم بمد الأول منها و قصر الثاني ثم بعكسه ثم بقصرهما (و قوله) ذا ظاهر النشر وجه ذلك كما يفيده ما تقدم عن النشر أنه إذا قرئ بقصر آمنتم جاز في الأول من الآن وجهان القصر سواء جعل من باب أمنتم أو من باب ألد و المد على أنه من باب ألد و عدم الاعتداد بالعارض و عليهما القصر في الثاني فقط و ذلك لأن مده على جعله من باب أمنتم و الفرض أنه مقروء فيه بالقصر و أنه إذا قرئ بتوسط آمنتم جاز في الأول من الآن القصر على جعله من باب آلد مع الاعتداد بالعارض و التوسط على جعله من باب آمنتم و المد على جعله من باب ء أنذرتهم لعدم الاعتداد بالعارض و على كل من الثلاثة ففي الثاني التوسط على أنه من باب آمنتم عند من لم يستثنه و القصر عند من استثناه و أنه إذا قرئ بمد آمنتم جاز في

ص: 314

الأول من الآن المد سواء جعل من باب أمنتم و قد قرئ به أو من باب ء أنذرتهم لعدم الاعتداد بالعارض و القصر على أنه من باب ألد و قد اعتد بالعارض و على كل منهما ففي الثاني القصر و المد على ما مر فالجملة اثنا عشر وجها و على وجه البدل (أما) على التسهيل لهمزة الوصل فجملة ما فيها حينئذ خمسة أوجه القصر في ألف آن على قصر في آمنتم و التوسط و القصر في ألف آن على التوسط في آمنتم و المد و القصر فيها على المد في أمنتم بناء على ما مر من الاستثناء و عدمه (و إذا) وقف عليها منفردة عن أمنتم تحصل فيها اثنا عشر وجها ثلاثة مع التسهيل كحالة الوصل و تسعة مع الإبدال لا تخفى و ذلك لأنه إذا وقف عليها كان للمد سببان السكون العارض و البدل فإذا قصر الأول ففي الثاني ثلاثة القصر سواء اعتبر سكون الوقف أو الإبدال و سواء جعل الأول من باب أمنتم أو آلد و التوسط و الطول على جعل الأول من باب ألد و اعتد بالعارض سواء أيضا اعتبر في الثاني سكون الوقف أو الإبدال و كذا على جعل الأول من باب أمنتم و اعتبر في الثاني سكون الوقف و إذا وسط الأول جاز في الثاني القصر عند من استثناه و التوسط عند من لم يستثنه و الطول لسكون الوقف و إذا مد الأول فإن جعل من باب ألد و لم يعتد بالعارض فثلاثة الثاني ظاهر و إن جعل من باب أمنتم فالمد في الثاني ظاهر و توسطه و قصره عند من استثناه مع اعتبار سكون الوقف و يوقف عليها لحمزة على وجه تسهيل همزة الوصل بالسكت على اللام و بالنقل فقط فإن ضربت في ثلاثة الوقف صارت ستة أما على وجه إبدالها ففيه السكت أيضا و عليه ثلاثة الوقف و فيه النقل و حينئذ يجوز المد و القصر في الألف المبدلة كنافع و تضرب في ثلاثة الوقف بستة هذا كله على تدبير الهمزة الثانية أما الأولى و هي همزة الاستفهام ففيها أربعة أوجه التحقيق مع عدم السكت على الياء الحاصلة عن إشباع كسرة الهاء في به ثم النقل ثم الإدغام غير أن صاحب النشر اختار الإدغام على النقل كما مر.

و قرأ (قيل) بالإشمام هشام و الكسائي و رويس و أدغم لام هَلْ تُجْزَوْنَ [الآية:

52] حمزة و الكسائي و هشام على ما صوبه عنه في النشر.

و قرأ أبو جعفر وَ يَسْتَنْبِئُونَكَ [الآية: 53] بحذف الهمزة مع ضم الياء على ما نص عليه الأهوازي و غيره كما مر في أ تنبون (و وقف) (عليه) حمزة بالتسهيل كالواو على مذهب سيبويه و بالإبدال ياء على مذهب الأخفش و بالحذف مع ضم الباء كأبي جعفر على اتباع الرسم و فتح ياء الإضافة من (ربي إنه) نافع و أبو عمرو و أبو جعفر.

و قرأ تُرْجَعُونَ [الآية: 56] بفتح أوله و كسر الجيم مبنيا للفاعل يعقوب و عن الحسن قراءته بالغيب (و أدغم) دال (قد جاءتكم) أبو عمرو و هشام و حمزة و الكسائي و خلف.

و اختلف في فَلْيَفْرَحُوا [الآية: 58] فرويس بتاء الخطاب وافقه الحسن

ص: 315

و المطوعي و هي قراءة أبي و أنس رضي اللّه تعالى عنهما و رفعها في النشر إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و هي لغة قليلة لأن الأمر باللام إنما يكثر في الغائب كقراءة الباقين و المخاطب المبني للمفعول نحو لتعن بحاجتي يا زيد و يضعف الأمر باللام للمتكلم نحو لأقم و لنقم و منه

قوله صلّى اللّه عليه و سلّم قوموا فلأصل لكم

و الباقون بالغيب و كلهم سكن اللام إلا الحسن فكسرها.

و اختلف في مِمَّا يَجْمَعُونَ [الآية: 58] فابن عامر و أبو جعفر و رويس بالخطاب على الالتفات و توافق قراءة رويس وافقهم الحسن و الباقون بالغيب (و سبق) قريبا حكم (أ رأيتم) و كذا إبدال همزة الوصل و تسهيلها بعد همزة الاستفهام للكل من آللَّهُ أَذِنَ [الآية: 59] كموضع النمل اللَّهِ خَيْرٌ [الآية: 59] و لم يفصلوا بين الهمزتين هنا بألف حال التسهيل لضعفها عن همزة القطع و أدغم ذال إِذْ تُفِيضُونَ [الآية: 61] أبو عمرو و هشام و حمزة و الكسائي و خلف.

و اختلف في وَ ما يَعْزُبُ [الآية: 61] هنا، و سبا فالكسائي بكسر الزاي وافقه الأعمش و الباقون بضمها لغتان في مضارع عزب.

و اختلف في وَ لا أَصْغَرَ وَ لا أَكْبَرَ [الآية: 61] هنا لحمزة و يعقوب و خلف في اختياره برفع الراء فيهما عطفا على محل مثقال لأنه مرفوع بالفاعلية و من مزيدة فيه على حد و كفى باللّه و منع صرفهما للوزن و الوصف وافقهم الحسن و الأعمش و الباقون بالفتح عطفا على لفظ مثقال أو ذرة فهما مجروران بالفتحة لمنع صرفهما كما مر و خرج بالتقييد بهنا موضع سبأ المتفق على الرفع فيهما فيه لكن في المصطلح لابن الفاصح نصبهما عن المطوعي.

و قرأ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ [الآية: 62] بفتح الفاء يعقوب و ضم الهاء مع حمزة.

و قرأ يَحْزُنْكَ [الآية: 65] نافع بضم الياء و كسر الزاي (1).

و قرأ شُرَكاءَ إِنْ بتسهيل الثانية كالياء: نافع، و ابن كثير، و أبو عمرو، و أبو جعفر، و رويس.

و اختلف في فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ [الآية: 71] فرويس من طريق أبي الطيب و القاضي أبو العلا عن النخاس بالمعجمة كلاهما عن التمار عنه بوصل الهمزة و فتح الميم من جمع ضد فرق و قيل جمع و أجمع بمعنى و الباقون بقطع الهمزة مفتوحة و كسر الميم و به قرأ رويس من باقي طرقه من أجمع يقال أجمع في المعاني و جمع في الأعيان كأجمعت أمري، و جمعت الجيش.

و اختلف في وَ شُرَكاءَكُمْ [الآية: 71] فيعقوب برفع الهمزة عطفا على الضمير المرفوع المتصل بأجمعوا و حسنه الفصل بالمفعول و يجوز أن يكون مبتدأ حذف خبره أي كذلك و الباقون بالنصب نسقا على أمركم.].

ص: 316


1- الباقون: (يحزنك). [أ].

و قرأ تَنْظُرُونَ [الآية: 71] بإثبات الياء في الحالين يعقوب (و فتح) ياء الإضافة من (أجري إلا) نافع و أبو عمرو و ابن عامر و حفص و أبو جعفر.

و اختلف في وَ تَكُونَ لَكُمَا [الآية: 78] فأبو بكر من طريق العليمي بالتذكير لأنه تأنيث مجازي و الباقون بالتأنيث نظرا للفظ و به قرأ أبو بكر من طريق يحيى بن آدم و غيره و قرأ (ساحر) بوزن فاعل نافع و ابن كثير و أبو عمرو و ابن عامر و عاصم و أبو جعفر و يعقوب و الباقون بتشديد الحاء و ألف بعدها على وزن فعال.

و قرأ السِّحْرَ [الآية: 81] بهمزة قطع للاستفهام و بعدها ألف بدل همزة الوصل الداخلة على لام التعريف أبو عمرو و أبو جعفر فيجوز لكل منهما الوجهان من البدل مع إشباع المد و التسهيل بلا فصل بألف كما مر فما استفهامية مبتدأ و جئتم به خبره و السحر خبر مبتدأ محذوف أي أيّ شي ء أتيتم به أ هو السحر أو السحر بدل من ما وافقهما اليزيدي و الشنبوذي و عن المطوعي سحر بحذف ال و إثبات التنوين و الباقون بهمزة وصل على الخبر تسقط وصلا و تحذف ياء الصلة بعد الهاء للساكنين و ما موصولة مبتدأ و جئتم به صلتها. و السحر خبره أي الذي جئتم به السحر و أما ما حكي عن إبدال همز (تبوء) في الوقف ياء لحفص فغير صحيح كما صرح به الشاطبي رحمه اللّه تعالى في قوله: «لم يصح فيحملا». أي لم يثبت فينقل و أما وقف حمزة عليه فبتسهيل الهمزة كالألف.

و قرأ الْبُيُوتَ [الآية: 87] و (بيوت) بكسر الباء قالون و ابن كثير و ابن عامر و أبو بكر و حمزة و الكسائي و خلف.

و قرأ لِيُضِلُّوا [الآية: 88] بضم الياء عاصم و حمزة و الكسائي و خلف.

و اختلف عن ابن عامر في وَ لا تَتَّبِعانِّ [الآية: 89] فروى ابن ذكوان و الداجوني عن أصحابه عن هشام بفتح التاء و تشديدها و كسر الباء و تخفيف النون (1) على أن لا نافية و معناه النهي نحو لا تُضَارَّ أو يجعل حالا من فاستقيما أي فاستقيما غير متبعين و قيل نون التوكيد الثقيلة خففت و قيل أكد بالخفيفة على مذهب يونس و الفراء و انفرد ابن مجاهد عن ابن ذكوان بتخفيف التاء الثانية و إسكانها و فتح الباء مع تشديد النون و رواه سلامة بن هارون أداء عن الأخفش عن ابن ذكوان و الوجهان في الشاطبية لن في النشر نقلا عن الداني أنه غلط من أصحاب ابن مجاهد سلامة لأن جميع الشاميين رووا عن ابن ذكوان بتخفيف النون و تشديد التاء ثم ذكر أنها صحت من طرق أخرى و بينها ثم قال و ذلك كله ليس من طرقنا و لذا لم يعرج عليها في الطيبة على عادته في الانفرادات و روى الحلواني عن هشام بتشديد التاء الثانية و فتحها و كسر الباء و تشديد النون و به قرأ الباقون فتكون لا للنهي و لذا أكد بالنون لأن تأكيد النفي ضعيف (و سهل) أبو جعفر همز (إسرائيل) مع المد].

ص: 317


1- أي: (و لا تّبعان). [أ].

و القصر و اختلف في مدها عن الأزرق كما مر (و عن) الحسن (و جوزنا) بالقصر و التشديد من فعل المرادف لفاعل و عنه أيضا (فاتبعهم) بالوصل و تشديد التاء.

و اختلف في آمَنْتُ أَنَّهُ [الآية: 90] فحمزة و الكسائي و خلف بكسر همزة إنه على الاستئناف وافقهم الأعمش و الباقون بفتحها على أن محلها نصب مفعولا به لآمنت لأنه بمعنى صدقت أو بإسقاط الباء أي بأنه و تقدم الْآنَ [الآية: 91] و كذا تخفيف نُنَجِّيكَ [الآية: 92] و (ثم ننجي) ليعقوب بالأنعام و (ننجي المؤمنين) لحفص و الكسائي و يعقوب كذلك و وقف يعقوب على ننج المؤمنين بالياء و الباقون بغير ياء للرسم و قيل لا يوقف عليه لمخالفة الأصل أو الرسم و لا خلاف في ثبوت ياء نُنَجِّي رُسُلَنا.

و قرأ فَسْئَلِ [الآية: 94] بالنقل ابن كثير و الكسائي و كذا خلف.

و قرأ بإدغام دال لَقَدْ جاءَكَ [الآية: 94] أبو عمرو و هشام و حمزة و الكسائي و خلف و قرأ (كلمت) بالإفراد بن كثير و أبو عمرو و عاصم و حمزة و الكسائي و يعقوب و خلف كما مر بالأنعام.

و وقف بالهاء ابن كثير و أبو عمرو و الكسائي و يعقوب (و سهل) (أ فأنت) الأصبهاني كوقف حمزة و اختلف في (و يجعل) فأبو بكر بنون العظمة مناسبة لكشفنا و الباقون بياء الغيبة لقوله بإذن اللّه.

و قرأ قُلِ انْظُرُوا [الآية: 101] بكسر اللام عاصم و حمزة و يعقوب و سكن سين (رسلنا) أبو عمرو و أمال (يتوفيكم) حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه و كذا حكم (اهتدى) و حكم دال (قد جاءكم) ذكر قريبا.

المرسوم كتب في الشامي يسيركم بتقديم الحرف المطول و هو النون و في سائرها بتأخيره و اتفق على حذف ألف ياء آيت كيف أتت إلا في موضعين في هذه السورة و إذا تتلى عليهم آياتنا مكر في آياتنا و نقل بعضهم حذف ثاني نوني لننظر كيف هنا و إنا لننصر بغافر تنبيها على أنها مخفاة و روى نافع حقت كلمت ربك حقت عليهم كلمت ربك بحذف الألف و اتفقوا على كتابة من تلقاي نفسي بياء بعد الألف و لكن الألف محذوفة في بعضها كما في النشر.

التاءات كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا [الآية: 33، 96] بالتاء و اختلف في حقت عليهم كلمت و كذا موضع غافر. ياءات الإضافة خمس لِي أَنْ، إِنِّي أَخافُ، نَفْسِي إِنْ [الآية: 15]، وَ رَبِّي إِنَّهُ [الآية: 53] إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا [الآية: 72] و ياء زائدة تَنْظُرُونَ [الآية: 71].

ص: 318

سورة هود مكية

سورة هود مكية (1)

و آيها مائة و عشرون و واحدة حرمي و بصري إلا المدني الأول و ثنتان فيه و شامي و ثلاث كوفي خلافها سبع مما تشركون كوفي و حمصي في قوم لوط حرمي و كوفي و دمشقي من سجيل مدني أخير و مكي منضود و إنا عاملون غيرهما إن كنتم مؤمنين حمصي و حرمي مختلفين غيره (مشبه الفاصلة) تسعة الر و ما يعلنون إنما أنت نذير فسوف تعلمون سوف تعلمون و فار التنور فينا ضعيفا يوم مجموع و عكسه واحد كما تسخرون القراءات سكت على كل حرف من (الر) أبو جعفر (2) و أمال راءها أبو عمرو و ابن عامر و أبو بكر و حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق و عن ابن محيصن (يمتعكم) بسكون الميم و تخفيف التاء من أمتع كقراءة ابن عامر فأمتعه (و شدد) البزي بخلفه (و إن تولوا) (و عن) ابن محيصن تولوا بضم التاء و الواو و اللام مبنيا للمفعول على أنه فعل ماض و ضم ثانيه كأوله لكونه مفتتحا بتاء المطاوعة و ضمت اللام أيضا و إن كان أصلها الكسر لأجل الواو بعدها و الأصل توليوا كتدحرجوا حذفت ضمة الياء ثم الياء فبقي ما قبل واو الضمير مكسورا فضم لأجل الواو فوزنه تفعوا بحذف لامه (و فتح) ياء الإضافة من (إني أخاف) نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و عن ابن محيصن (و يعلم مستقرها و مستودعها) ببناء الفعل للمفعول و رفع الاسمين و عن المطوعي (أنكم مبعوثون) بفتح الهمزة على أنها بمعنى لعل أو يضمن القول معنى ذكرت.

و قرأ إِلَّا سِحْرٌ [الآية: 7] على وزن فاعل حمزة و الكسائي و خلف و الباقون سحر بلا ألف و فتح ياء الإضافة من (عني أنه) نافع و أبو عمرو و أبو جعفر و عن الحسن و المطوعي (يوف إليهم) بياء الغيب و الجمهور بنون العظمة (3) و سبق ضم هاء (لديهم) و (عليهم) لحمزة و يعقوب و عن الحسن (مرية) بضم الميم لغة أسد، و تميم.

و قرأ يُضاعِفُ [الآية: 20] بالتشديد و القصر ابن كثير و ابن عامر و أبو جعفر و يعقوب و مد (لا جرم) وسطا حمزة بخلفه للمبالغة.

ص: 319


1- انظر الإتقان للسيوطي: (2/ 1254). [أ].
2- أي: (أ، ل، ر). [أ].
3- أي: (نوف). [أ].

و أمال (كالأعمى) حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه.

و قرأ تَذَكَّرُونَ [الآية: 24] بتخفيف الذال حفص و حمزة و الكسائي و خلف.

و اختلف في إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ [الآية: 25] فنافع و ابن عامر و عاصم و حمزة بكسر الهمزة على إضمار القول وافقهم الأعمش و الباقون بالفتح على تقدير حرف الجر أي بأني (و فتح) ياء الإضافة (من إني أخاف) نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر.

و أمال (ما نريك) و (ما نري) و (لنريك) أبو عمرو و ابن ذكوان من طريق الصوري و حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق.

و قرأ بادِيَ [الآية: 27] بالهمز أبو عمرو أي أول الرأي بلا روية و تأمل بل من أول وهلة و الباقون بغير همز و يحتمل أن يكون كما ذكر و أن يكون من بدأ ظهر أي ظاهر الرأي دون باطنه أي لو تأمل لظهر و هو في المعنى كالأول (و أدغم) لام (بل نظنكم) الكسائي.

و قرأ أَ رَأَيْتُمْ [الآية: 27] بتسهيل الثانية نافع و أبو جعفر و للأزرق أيضا إبدالها ألفا فيشبع المد و حذفها الكسائي.

و اختلف في فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ [الآية: 28] هنا فقرأ حفص و حمزة و الكسائي و خلف بضم العين و تشديد الميم أي عماها اللّه عليكم، و قرأ به أبيّ وافقهم الأعمش، و الباقون بفتح العين و تخفيف الميم (1) مبنيا للفاعل، و هو ضمير أي خفيت و خرج بهنا موضع القصص المتفق على تخفيفه و فتح ياء الإضافة من (أجري إلا) نافع و أبو عمرو و ابن عامر و حفص و أبو جعفر و من (و لكني أراكم) نافع و البزي و أبو عمرو و أبو جعفر و من (إذا) و (نصحي إن أردت) نافع و أبو عمرو و أبو جعفر (و خفف) ذال (تذكّرون) حفص و حمزة و الكسائي و خلف (و أدغم) دال (قد جادلتنا) أبو عمرو و هشام و حمزة و الكسائي و خلف.

و قرأ تُرْجَعُونَ [الآية: 34] بفتح أوله و كسر الجيم يعقوب (2).

و قرأ (بري ء) بالإبدال مع الإدغام أبو جعفر بخلفه و بذلك وقف حمزة و هشام بخلفه و تجوز إشارة بالروم و الإشمام و حكى الحذف و لا يصح.

و قرأ (جاء أمرنا) بإسقاط الأولى قالون و البزي و أبو عمرو و رويس من طريق أبي الطيب قرأ ورش و أبو جعفر و رويس من غير طريق أبي الطيب بتحقيق الأولى و تسهيل الثانية بين بين و للأزرق وجه ثان و هو إبدالها ألفا فيشبع المد و قرأ قنبل من طريق ابن شنبوذ بإسقاط الأولى و من طريق غيره تحقيقها و تسهيل الثانية و بإبدالها كالأزرق و الباقون بتحقيقهما.].

ص: 320


1- أي: (فعميت). [أ].
2- الباقون: (ترجعون). [أ].

و اختلف في مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ [الآية: 40] هنا، و قد أفلح [الآية: 27] فحفص بتنوين كل فيهما على تقدير محذوف رضي عنه التنوين أي من كل حيوان و زوجين مفعول باحمل وافقه الحسن و المطوعي و الباقون بغير تنوين على إضافة كل إلى زوجين فاثنين مفعول احمل و من كل زوجين محله نصب على الحال من المفعول كأنه كان صفة للنكرة فلما قدم عليها نصب حالا.

و اختلف في مَجْراها [الآية: 41] فحفص و حمزة و الكسائي و خلف بفتح الميم مع الإمالة من جرى ثلاثي و لم يمل حفص في القرآن العزيز غيرها كما تقدم وافقهم الشنبوذي و الباقون بالضم (1) من أجرى أمالها منهم أبو عمرو و ابن ذكوان من طريق الصوري و قلله الأزرق و أمال (مرساها) حمزة و الكسائي و خلف و قللها الأزرق بخلفه على قاعدته كما صوبه في النشر و إن اقتضى كلام العنوان فتحها فقط (و عن) المطوعي فتح الميمين مع الإمالة من جرى و رسى و عن الحسن مجريها و مرسيها بياء ساكنة فيهما بدل الألف مع كسر الراء و السين اسما فاعلين من أجرى و أرسى بدلان من اسم اللّه تعالى.

و اختلف في يا بَنِي [الآية: 42] هنا و يوسف [الآية: 5] و في لقمان ثلاثة [الآية:

13، 16، 17] و في الصافات [الآية: 102] فحفص بفتح الياء في الستة ذلك لأن أصل ابن بنو صغر على بنيو فاجتمعت الواو و الياء و سبقت إحداهما بالسكون قلبت الواو ياء و أدغمت فيها ثم لحقها ياء الإضافة فاستثقل اجتماعها مع الكسرة فقلبت ألفا ثم حذفت الألف اجتزاء عنها بالفتحة و قرأ أبو بكر هنا كذلك بالفتح و قرأ ابن كثير الأول من لقمان يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ بسكون الياء مخففة و اختلف عنه في الأخير منها يا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ فرواه عنه البزي كحفص و رواه عنه قنبل بالتخفيف مع السكون كالأول وافقه ابن محيصن على التخفيف فيهما و عن المطوعي كذلك في هود و لا خلاف عن ابن كثير في كسر الياء مشددة في الأوسط من لقمان يا بُنَيَّ إِنَّها و به قرأ الباقون في الستة و أدغم باء ارْكَبْ [الآية: 42] في ميم مَعَنا أبو عمرو و الكسائي و يعقوب و اختلف عن ابن كثير و عاصم و قالون و خلاد و الوجهان صحيحان عن كل منهم و الباقون بالإظهار و أشم (قيل، و غيض) هشام و الكسائي و رويس و قرأ (يا سماء أقلعي) بإبدال الثانية واو مفتوحة نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و رويس و عن المطوعي (الجودي) بسكون الياء مخففة لغة فيه.

و اختلف في إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ [الآية: 46] فالكسائي و يعقوب بكسر الميم و فتح اللام فعلا ماضيا من باب علم و نصب غير مفعولا به أو نعتا لمصدر محذوف أي عملا غير و الضمير لابن نوح عليه السلام و الباقون بفتح الميم و رفع اللام منونة (2) على أنه خبر].

ص: 321


1- أي: (مجراها). [أ].
2- أي: (إنه عمل غير ...). [أ].

إن و غير بالرفع صفة على معنى أنه ذو عمل أو جعل ذاته ذات العمل مبالغة في الذم على حد رجل عدل فالضمير حينئذ لابن نوح و يحتمل عوده لترك الركوب أي إن تركه لذلك و كونه مع الكافرين عمل غير صالح و أما من جعله عائدا إلى السؤال المفهوم من النداء ففيه خطر عظيم ينبغي تنزيه الرسل عنه و لذا ضعفه الزمخشري.

و اختلف في فَلا تَسْئَلْنِ [الآية: 46] فنافع و ابن كثير و ابن عامر و أبو جعفر بفتح اللام و تشديد النون (1) و فتحها (2) منهم ابن كثير و الداجوني عن هشام وافقهما ابن محيصن و الباقون بإسكان اللام و تخفيف النون و كلهم كسر النون سوى ابن كثير و الداجوني كما مر فوجه التشديد مع الفتح أنها المؤكدة و لذا بنى الفعل و مع الكسر أنها المؤكدة الخفيفة أدغمت في نون الوقاية و وجه التخفيف و الكسر أنها نون الوقاية و الفعل مجزوم بالناهية فسكنت اللام و الياء مفعوله الأول و من حذفها فللتخفيف و ما مفعوله الثاني بتقدير عن و اثبت الياء فيها وصلا أبو عمرو و أبو جعفر و ورش و في الحالين يعقوب و الوقف لحمزة بالنقل و أما بين بين فضعيف جدا يأتي موضع الكهف في محله إن شاء اللّه تعالى و فتح ياء الإضافة من (إني أعظك) و (إني أعوذ بك) نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و اتفقوا على تسكين (ترحمني أكن) و تقدم إدغام (تغفر لي) لأبي عمرو بخلف عن الدوري و كذا إشمام قيل و قرأ (من إله غيره) بخفض الراء و كسر الهاء الكسائي و أبو جعفر كما مر بالأعراف و فتح ياء الإضافة من (أجري إلا) نافع و أبو عمرو و ابن عامر و حفص و أبو جعفر و من (فطرني أ فلا) نافع و البزي و أبو جعفر و من (إني أشهد اللّه) نافع و أبو جعفر.

و أمال (اعتراك) أبو عمرو و ابن ذكوان من طريق الصوري و حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق (و يوقف) لحمزة و هشام بخلفه على (برى ء) بالإبدال ثم الإدغام فقط لزيادة الياء و بذلك قرأ أبو جعفر في الحالين بخلف عنه كما مر (و أثبت) الياء في (لا تنظرون) في الحالين يعقوب و اتفقوا على إثبات ياء (فكيدوني) للرسم.

و قرأ صِراطٍ (3) [الآية: 56] بالسين قنبل من طريق ابن مجاهد و رويس و بالإشمام خلف عن حمزة (و شدد) البزي بخلفه تاء (فإن تولوا) و تقدم قريبا حكم (جاء أمرنا).

و أمال (كل جبار) أبو عمرو و ابن ذكوان بخلفه و الدوري عن الكسائي و قلله الأزرق (و عن) الأعمش (و إلى ثمود) بالكسر على إرادة الحي و الجمهور على منع صرفه للعلمية و التأنيث على إرادة القبيلة.

و قرأ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ [الآية: 61] بخفض الراء الكسائي و أبو جعفر و ذكر قريبا.].

ص: 322


1- أي: (تسألنّ). [أ].
2- أي: (تسألنّ). [أ].
3- أي: (سراط). [أ].

و قرأ (أ رأيتم) بتسهيل الثانية قالون و الأصبهاني و أبو جعفر و الأزرق و له إبدالها ألفا خالصة مع إشباع المد و حذفها الكسائي و مر آنفا حكم (جاء أمرنا).

و اختلف في وَ مِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ [الآية: 66] و في سأل [الآية: 11] عَذابِ يَوْمِئِذٍ فنافع و الكسائي و أبو جعفر بفتح الميم فيهما على أنها حركة بناء لإضافته إلى غير متمكن وافقهم الشنبوذي، و الباقون: بالكسر فيهما إجراء لليوم مجرى الأسماء فأعرب و إن أضيف إلى إذ لجواز انفصاله عنها و أما مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ فيأتي في محله بالنمل إن شاء اللّه تعالى.

و اختلف في أَلا إِنَّ ثَمُودَ [الآية: 68] هنا و في الفرقان [الآية: 38] وَ عاداً وَ ثَمُودَ و في العنكبوت [الآية: 38] وَ ثَمُودَ وَ قَدْ و في النجم [الآية: 51] وَ ثَمُودَ فَما أَبْقى فحفص و حمزة و كذا يعقوب بغير تنوين في الأربعة للعلمية و التأنيث على إرادة القبيلة و يقفون بلا ألف كما جاء نصا عنهم و إن كانت مرسومة وافقهم الحسن و قرأ أبو بكر كذلك في النجم فقط و الباقون بالتنوين مصروفا على إرادة الحي (1).

و اختلف في أَلا بُعْداً لِثَمُودَ [الآية: 68] فالكسائي بكسر الدال مع التنوين وافقه الأعمش و الباقون بغير تنوين مع فتحها و أدغم دال (و لقد جاءت) أبو عمرو و هشام و حمزة و الكسائي و خلف.

و أمال (جاء) حمزة و خلف و ابن ذكوان و هشام بخلفه و أسكن سين (رسلنا) أبو عمرو.

و اختلف في قالَ سَلامٌ [الآية: 69] هنا، و الذاريات [الآية: 25] فحمزة و الكسائي بكسر السين و سكون اللام بلا ألف (2) فيهما و قرأ الباقون و هم نافع و ابن كثير و أبو عمرو و ابن عامر و عاصم و أبو جعفر و يعقوب و خلف بفتح السين و اللام و بألف بعدها فيهما و هما لغتان كحرم و حرام و خرج بقيد قال قالوا سلاما اتفق عليه ما عدا الأعمش فعنه بالكسر و السكون فيهما و رفع الميمين و الجمهور على نصب الميم في الحرفين الأولين من السورتين و رفع الثانيين منهما و النصب على المصدر أي سلمنا عليك سلاما أو بقالوا على معنى ذكروا سلاما و رفع الثاني أما خبر المحذوف أي أمركم أو جوابي أو مبتدأ حذف خبره أي و عليكم سلام.

و أمال حرفي (رأى) ابن ذكوان و حمزة و الكسائي و خلف و الأكثرون عن الداجوني عن هشام و أبو بكر في رواية الجمهور عن يحيى و قللهما الأزرق و أمال الهمزة و فتح الراء أبو عمرو و تقدم تضعيف نقل الخلاف عن السوسي في الراء و أنه ليس من طرق الكتاب و الباقون بفتحهما و بذلك قرأ الجمهور عن الحلواني عن هشام و كذا العليمي عن أبي بكر].

ص: 323


1- أي: (ثمودا). [أ].
2- أي: (سلم). [أ].

في رواية الجمهور أيضا و أما فتح الراء و إمالة الهمزة عن شعيب عن يحيى عنه فانفراده كما مر لا يقرأ بها و إذا وقف عليها الأزرق هنا جازت له ثلاثة البدل لتقدم الهمز على حرف المد فإن وصلها بأيديهم تعين المد المشبع عملا بأقوى السببين و هو الهمز بعد حرف المد.

و اختلف في يَعْقُوبَ قالَتْ [الآية: 71] فحفص و ابن عامر و حمزة بفتح الباء علامة جر عطفا على لفظ إسحاق أو نصب بفعل مقدر يفسره ما دل عليه الكلام أي و وهبنا يعقوب وافقهم المطوعي و الباقون بالرفع على أنه مبتدأ خبره الظرف قبله و قرأ (و من وراء إسحاق) بتسهيل الأولى قالون و البزي مع المد و القصر و قرأ ورش و أبو جعفر و رويس من غير طريق أبي الطيب بتسهيل الثانية و للأزرق وجه ثان و هو إبدالها ياء ساكنة من جنس سابقتها فيشبع المد للساكنين و قرأ أبو عمرو و قنبل من طريق ابن شنبوذ و رويس من طريق أبي الطيب بحذف الأولى مع المد و القصر و لقنبل من طريق الأكثرين تسهيل الثانية و إبدالها ياء كالأزرق فيكمل له ثلاثة أوجه و الباقون بتحقيقهما.

و أمال يا وَيْلَتى [الآية: 72] حمزة و الكسائي و خلف لأن الظاهر انقلاب ألفها عن ياء المتكلم و بالفتح و الصغرى الأزرق و الدوري عن أبي عمرو و وقف عليها رويس بهاء السكت بخلف عنه.

و قرأ أَ أَلِدُ [الآية: 72] بتسهيل الثانية و إدخال ألف قالون و أبو عمرو و أبو جعفر و هشام من طريق الحلواني غير الجمال و قرأ ورش و ابن كثير و رويس بتسهيلها بلا ألف و للأزرق وجه ثان و هو إبدالها ألفا مع القصر فقط لعروض حرف المد بالإبدال و ضعف السبب بتقدمه و قرأ الجمال عن الحلواني عن هشام بالتحقيق مع الإدخال و الوجه الثالث له التحقيق بلا إدخال من مشهور طرق الداجوني و به قرأ الباقون و عن المطوعي (شيخ) بالرفع خبر بعد خبر و الجمهور على الحال من فاعل أ ألد أي كيف تقع الولادة في هاتين الحالتين أو العامل فيه معنى الإشارة و وقف على (رحمت) بالهاء ابن كثير و أبو عمرو و الكسائي و يعقوب و أدغم دال (قد جاء) أبو عمرو و هشام و حمزة و الكسائي و خلف (و أسكن) سين (رسلنا) أبو عمرو (و أشم) سين (سي ء بهم) نافع و ابن عامر و الكسائي و أبو جعفر و رويس (و يوقف) عليه لحمزة و هشام بخلفه بالإبدال ياء و بالإدغام أيضا إجراء للأصلي مجرى الزائد.

و أمال (و ضاق) حمزة وافقه الأعمش فقط (و أثبت) ياء (و لا تخزون) وصلا أبو عمرو و أبو جعفر و في الحالين يعقوب (و فتح) ياء الإضافة من (ضيفي أ ليس) نافع و أبو عمرو و أبو جعفر.

و اختلف في (فأسر) هنا [الآية: 81] و في الحجر [الآية: 65] و في الدخان [الآية:

23] فَأَسْرِ بِعِبادِي و في طه [الآية: 77] و الشعراء [الآية: 52] أَنْ أَسْرِ فنافع و ابن

ص: 324

كثير و أبو جعفر بهمزة وصل تثبت ابتداء مكسورة (1) مع كسر نون إن للساكنين وافقهم ابن محيصن و الباقون بهمزة قطع مفتوحة تثبت درجا و ابتداء يقال سرى و أسرى للسير ليلا و قيل أسرى لأول الليل و سرى لآخره و أما سار فمختص بالنهار.

و اختلف في إِلَّا امْرَأَتَكَ [الآية: 81] هنا فابن كثير و أبو عمرو برفع التاء بدل من أحد و استشكل ذلك بأنه يلزم منه أنهم نهوا عن الالتفات إلا المرأة فإنها لم تنه عنه و هذا لا يجوز و لذا جعله في المغني مرفوعا بالابتداء و الجملة بعده خبر و المستثنى الجملة قال و نظيره لست عليهم بمسيطر إلا من تولى و كفر فيعذبه اللّه وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و الحسن و الباقون بالنصب مستثنى من بأهلك و جعله في المغني استثناء منقطعا لئلا تكون قراءة الأكثرين مرجوحة على أن المراد بالأهل المؤمنون و إن لم يكونوا من أهل بيته و مر حكم (جاء أمرنا) و كذا (من إله غيره) و فتح ياء الإضافة من (إني أراكم بخير) نافع و البزي و أبو عمرو و أبو جعفر (و مر) حكم إمالة أراكم (و فتح) الياء من (إني أخاف) نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر (و عن) المطوعي (تبخسوا) و (تعثوا) بكسر التاء فيهما (و عن) الحسن (تقيت اللّه) بالتاء المثناة فوق قال القاضي هي تقواه التي تكف عن المعاصي و الجمهور بالموحدة أي ما أبقاه لكم من الحلال (و وقف) عليها بالهاء ابن كثير و أبو عمرو و الكسائي و يعقوب و الباقون بالتاء للرسم.

و قرأ أَ صَلاتُكَ [الآية: 87] بالإفراد (2) حفص و حمزة و الكسائي و كذا خلف و لا خلاف في رفع التاء هنا و مر بالتوبة.

و قرأ ما نَشؤُا إِنَّكَ [الآية: 87] بتسهيل الثانية كالياء و بإبدالها واوا مكسورة نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و رويس و نقل ابن شريح جعلها كالواو مردود كما مر (و يوقف) لحمزة و هشام بخلفه على (نشاء) و نحوه مما رسم بالواو باثني عشر وجها تقدمت في أنبؤا ما كانوا بأول الأنعام و تقدم قريبا حكم (أ رأيتم) و أمال (أنهاكم عنه) حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه (و غلظ) الأزرق لام (الإصلاح) و فتح ياء الإضافة من (توفيقي إلا باللّه) نافع و أبو عمرو و ابن عامر و أبو جعفر و عن الأعمش ضم ياء لا يَجْرِمَنَّكُمْ [الآية: 89] من أجرم (و فتح) ياء الإضافة من (شقاقي أن) نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر (و من) (أ رهطي أعز) نافع و ابن كثير و أبو عمرو و ابن ذكوان و أبو جعفر و هشام بخلفه (و أظهر) ذال (اتخذتموه) ابن كثير و حفص و رويس بخلفه.

و قرأ مَكانَتِكُمْ [الآية: 93] بالجمع أبو بكر و مرّ بالأنعام و تقدم حكم (جاء أمرنا) و أدغم تاء (بعدت ثمود) أبو عمرو و ابن عامر بخلف عن ابن ذكوان فالإظهار طريق الصوري و الإدغام طريق الأخفش و حمزة و الكسائي (3).ة.

ص: 325


1- أي: (فاسر). [أ].
2- أي: (أ صلاتك). [أ].
3- وافقهم الأربعة.

و أمال (زادوهم) حمزة و هشام و ابن ذكوان بخلفهما.

و أمال (خاف) حمزة وحده و أثبت ياء (يأت لا تكلم) وصلا نافع و أبو عمرو و الكسائي و أبو جعفر و في الحالين ابن كثير و يعقوب و الباقون بالحذف فيهما لقصد التخفيف على حد لا أدر اكتفاء بالكسرة (و شدد) تاء (لا تكلم) وصلا البزي بخلفه و عن الحسن (شقوا) بضم الشين استعمله متعديا يقال أشقاه اللّه و شقاه و الجمهور بفتحها من شقى فعل قاصر.

و اختلف في سُعِدُوا [الآية: 108] فحفص و حمزة و الكسائي و كذا خلف بضم السين بالبناء للمفعول من سعده اللّه بمعنى أسعده وافقهم الأعمش و الباقون بفتحها مبنيا للفاعل من اللازم (و عن) ابن محيصن (لموفوهم) بسكون الواو و تخفيف الفاء من أوفى.

و اختلف في وَ إِنَّ كُلًّا [الآية: 111]، و في (لما) هنا [الآية: 111]، و يس [الآية:

32]، و الزخرف [الآية: 35]، و الطارق [الآية: 4]، فنافع و ابن كثير بتخفيف نون إِنْ و ميم لَمَّا هنا على أعمال أن المخففة و هي لغة ثابتة سمع إن عمرا لمنطلق و أما لما فاللام فيها هي الداخلة في خبر إن و ما موصولة أو نكرة موصوفة و لام ليوفينّهم لام القسم و جملة القسم مع جوابه صلة الموصول أو صفة لما و التقدير على الأول و إن كلا للذين و اللّه ليوفينهم و على الثاني و إن كلا الخلق أو لفريق و اللّه ليوفينهم و الموصول أو الموصوف خبر لأن وافقهما ابن محيصن و قرأ أبو عمرو و الكسائي و يعقوب و خلف عن نفسه بتشديد إِنْ و تخفيف لَمَّا قال في الدر و هي واضحة جدا فإن المشددة عملت عملها و اللام الأولى للابتداء دخلت على خبر أن و الثانية جواب قسم محذوف أي و إن كلا للذين و اللّه ليوفينهم وافقهم اليزيدي و قرأ ابن عامر و حفص و حمزة و أبو جعفر بتشديدهما فإن على حالها و أما لما فقيل أصلها لمن ما على أنها من الجارة دخلت على ما الموصولة أو الموصوفة أي لمن الذين و اللّه الخ أو لمن خلق و اللّه الخ أدغمت النون الساكنة في الميم على القاعدة فصار في اللفظ ثلاث ميمات فخففت الكلمة بحذف أحدها فصار اللفظ كما ترى وافقهم الشنبوذي و قرأ أبو بكر بتخفيف النون و تشديد الميم جعل إن نافية و لما كإلا و كلا منصوب بمفسر بقوله ليوفينهم أو بتقدير أمري وافقه الحسن و عن المطوعي تخفيف إن و رفع كل و تشديد لما على أن إن نافية و كل مبتدأ و لما بمعنى إلا و هي ظاهرة و حكم لما بالطارق حكم هود تشديدا و تخفيفا و يأتي موضع يس كالزخرف إن شاء اللّه تعالى (1).

و اختلف في وَ زُلَفاً [الآية: 114] فأبو جعفر بضم اللام للاتباع جمع زلفة نحو بسرة و بسر بالضم وافقه الشنبوذي و عن الحسن و ابن محيصن بإسكان اللام و عنه في وجه من المبهج ترك التنوين على وزن حبلى.].

ص: 326


1- انظر الصفحة: (465) و (494). [أ].

و اختلف في بقية [الآية: 116] فابن جماز بكسر الباء و إسكان القاف و تخفيف الياء (1) و الباقون بفتح الباء و كسر القاف و تشديد الياء (و سهل) همزة (لأملان) الثانية الأصبهاني عن ورش و كذلك أبدل همزة (فؤادك) واوا مفتوحة و كذا فؤاد بسبحان و غيرها و لم يبدله الأزرق لكونه عين الكلمة لا فاؤها.

و قرأ عَلى مَكانَتِكُمْ [الآية: 121] بألف بعد النون على الجمع أبو بكر و مر بالأنعام (2).

و قرأ وَ إِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ [الآية: 123] بالبناء للمفعول نافع و حفص.

و قرأ تَعْمَلُونَ [الآية: 123] بالخطاب نافع و ابن عامر و حفص و كذا أبو جعفر و يعقوب و الباقون بالغيب كما مر بالأنعام.

المرسوم إن ثمودا في الإمام و غيره بالألف (3) فكيدوني بالياء كذلك و كتبوا الهمزة واوا في نشؤا إنك مع حذف الألف قبلها و زيادة ألف بعدها و كتبوا يا وليتي بالياء بدل الألف و في مصحف أبي جاء أمر ربك بياء و ألف بعد الجيم و كذا جاءتهم المسند إلى مؤنث متصل بضمير الغائبين و كذا كتب في المكي جاء مع ضمير المذكرين الغائبين المرفوع و المنصوب نحو جاءوا و جاءهم و كتب يوم يأتي بالياء في بعضها قال السمين و هو الوجه لأنها لام الكلمة و حذفت في بعضها اجتزاء بالكسرة عن الياء.

المقطوع و الموصول اتفق على قطع أن لا إله إلا هو و أن لا تعبدوا إلا اللّه و على وصل إن الشرطية بلم في فإلّم يستجيبوا و على قطع ما عداها (الهاء) رحمت اللّه بالتاء بقيت اللّه كذلك هنا فخرج و بقية بالبقرة و بقية ينهون. ياءات الإضافة ثمان عشرة إِنِّي أَخافُ [الآية: 3، 26، 84] ثلاث إِنِّي أَعِظُكَ [الآية: 46] إِنِّي أَعُوذُ [الآية:

47]، شِقاقِي أَنْ [الآية: 89]، عَنِّي إِنَّهُ [الآية: 10]، إِنِّي إِذاً [الآية: 31]، نُصْحِي إِنْ [الآية: 34]، ضَيْفِي أَ لَيْسَ [الآية: 78]، أَجْرِيَ إِلَّا معا [الآية:

29، 51] أَ رَهْطِي أَعَزُّ [الآية: 92]، فَطَرَنِي أَ فَلا [الآية: 51]، و لكِنِّي أَراكُمْ [الآية: 29] و إِنِّي أَراكُمْ [الآية: 84]، إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ [الآية: 54] تَوْفِيقِي إِلَّا [الآية: 88]. الزوائد أربع فَلا تَسْئَلْنِ [الآية: 46]، ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ [الآية: 55]، و لا تُخْزُونِ [الآية: 78]، يَوْمَ يَأْتِ [الآية: 105] و ذكر كل في محله.م.

ص: 327


1- أي: (بقية ...). [أ].
2- أي الباقون: (مكانتكم). [أ].
3- قوله بالألف. أي في جميع الرسوم، و هذا مما رسم على اللفظ فوجه الألف فيه الدلالة على جواز الصرف و عدمها في غيره على منعه فالمنون قياسي و غيره اصطلاحي. و كذا يقال في الفرقان و العنكبوت و النجم.

سورة يوسف عليه السلام

سورة يوسف عليه السلام

مكية (1) و آيها مائة و أحد عشر و فيها (مشبه الفاصلة) اثنا عشر الر. سكينا. السجن فتيان. يابسات معا. حمل بعير. كيل بعير. فصبر جميل معا يأت بصيرا. لأولى الألباب. و عكسه عشاء يبكون بضع سنين القراءات سبق سكت أبي جعفر (2) على حروف (الر) كإمالة الر لأبي عمرو و ابن عامر و أبي بكر و حمزة و الكسائي و خلف و تقليلها للأزرق و نقل (قرانا) و (القرآن) لابن كثير.

و اختلف في يا أَبَتِ [الآية: 4] هنا و مريم [الآية: 42، 43، 44، 45] و القصص [الآية: 26] و الصافات [الآية: 102] فابن عامر و أبو جعفر بفتح التاء في السور الأربعة و الباقون بالكسر فيهن و أصله يا أبي فعوض عن الياء تاء التأنيث فالكسر ليدل على الياء و الفتح لأنها حركة أصلها (و وقف) بالهاء ابن كثير و ابن عامر و أبو جعفر و يعقوب (و سهل) همز (رأيت) و (رأيتهم) الأصبهاني.

و قرأ أَحَدَ عَشَرَ [الآية: 4] بسكون العين أبو جعفر كأنه نبه بذلك على أن الاسمين جعلا اسما واحدا و مر بالتوبة (و سبق) فتح (يا بنيّ) لحفص و الكسر للباقين بهود و أبدل همز (رؤياك) الأصبهاني و أبو عمرو بخلفه و كذا أبو جعفر لكنه إذا أبدل قلب الواو المبدلة ياء و أدغمها في الياء بعدها و أمالها الدوري عن الكسائي و إدريس من طريق الشطي عن خلف قال في الطيبة:

و خلف إدريس برؤيا لا بأل و بالفتح الصغرى أبو عمرو و الأزرق (و يوقف) عليه لحمزة بإبدال الهمزة واوا على القياسي و على الرسمي بياء مشددة كأبي جعفر و نقل في النشر جوازه عن الهذلي و غيره ثم ذكر أن الإظهار أولى و أقيس و عليه أكثر أهل الأداء.

و اختلف في آياتٌ لِلسَّائِلِينَ [الآية: 6] فابن كثير بالإفراد (3) على إرادة الجنس وافقه ابن محيصن و الباقون بالجمع تصريحا بالمراد (و كسر) التنوين من (مبين اقتلوا)

ص: 328


1- انظر الصفحة: (2/ 1255) من الإتقان للسيوطي. [أ].
2- أي: (أ، ل، ر). [أ].
3- أي: (آية). [أ].

وصلا أبو عمرو و عاصم و حمزة و يعقوب و قنبل من طريق ابن شنبوذ و ابن ذكوان من طريق الأخفش.

و اختلف في غَيابَتِ [الآية: 10، 15] معا فنافع و أبو جعفر بالجمع في الحرفين (1) كأنه كان لتلك الجب غيابات و هي أي الغيابة قعره أو حفرة في جانبه و الباقون بالإفراد لأنه لم يلق إلا في واحدة و الجب البئر التي لم تطو و عن الحسن كسر الغين و سكون الياء بلا ألف فيهما و (تلتقطه) بالتاء من فوق لإضافته لمؤنث يقال قطعت بعض أصابعه.

و اختلف في لا تَأْمَنَّا [الآية: 11] فأبو جعفر بالإدغام المحض بلا إشمام و لا روم فينطق بنون مفتوحة مشددة و تقدم أنه يبدل الهمزة الساكنة قولا واحدا، و الباقون:

الإدغام مع الإشارة و اختلفوا فيها فبعضهم يجعلها روما، فيكون حينئذ إخفاء فيمتنع معه بالإدغام الصحيح لأن الحركة لا تسكن رأسا، و إنما يضعف صوت الحركة و بعضهم يجعلها إشماما فيشير بضم شفيته إلى ضم النون بعد الإدغام فيصح معه حينئذ كمال الإدغام و بالأول قطع الشاطبي و اختاره الداني و بالثاني قطع سائر الأئمة و اختاره صاحب النشر قال لأني لم أجد نصا يقتضي خلافه، و لأنه أقرب إلى حقيقة الإدغام و أصرح في اتباع الرسم و به ورد نص الأصبهاني و انفرد ابن مهران عن قالون بالإدغام المحض كأبي جعفر و الجمهور على خلافه و لم يعول عليه في الطيبة على عادته.

و اختلف في يَرْتَعْ وَ يَلْعَبْ [الآية: 12] فنافع و أبو جعفر بالياء من تحت فيهما (2) إسنادا إلى يوسف عليه السلام و كسر عين يرتع من غير ياء جزم بحذف حرف العلة من ارتعى افتعل من الرباعي و الفعلان مجزومان على جواب الشرط المقدر و قرأ عاصم و حمزة و الكسائي و يعقوب و خلف بالياء كذلك فيهما لكن مع سكون العين وافقهم الحسن و الأعمش و قرأ أبو عمرو و ابن عامر بالنون فيهما و سكون العين مضارع رتع انبسط في الخصب فيكون صحيح الآخر جزمه بالسكون وافقهما اليزيدي و قرأ البزي بالنون فيهما و كسر العين من غير ياء و قرأ قنبل كذلك إلا أنه أثبت الياء من طريق ابن شنبوذ وصلا و وقفا على لغة من يثبت حرف العلة في الجزم و يقدر حذف الحركة المقدرة على حرف العلة واصلة من رعي فوزنه يفتعل و حذفها من طريق ابن مجاهد و الوجهان في الشاطبية كأصلها لكن الإثبات ليس من طريقهما كما نبه عليه في النشر لأن طريقهما عن قنبل إنما هو طريق ابن مجاهد و عن ابن محيصن يرتع بضم الياء و كسر التاء و سكون العين.

و قرأ لَيَحْزُنُنِي [الآية: 13] بضم الياء و كسر الزاي نافع (3) (و فتح) ياء الإضافة منها نافع و ابن كثير و أبو جعفر (و أبدل) همز (الذئب) ورش من طريقيه و أبو عمرو بخلفه ].

ص: 329


1- أي: (غيابات). [أ].
2- أي: (يرتع و يلعب). [أ].
3- الباقون: (ليحزنني). [أ].

و الكسائي و خلف عن نفسه و كذا وقف حمزة و عن الحسن و المطوعي (عشاء) بضم العين من العشوة بالضم و الكسر و هي الظلام و عن الحسن (كدب) بالدال المهملة قيل هو الدم الكدر و أدغم لام (بل سولت) خلف و هشام على ما صوبه في النشر (و أدغم) تاء (و جاءت سيارة) أبو عمرو و حمزة و الكسائي و خلف و هشام بخلفه.

و أمال فَأَدْلى دَلْوَهُ [الآية: 19] حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه.

و اختلف في يا بُشْرى [الآية: 19] فعاصم و حمزة و الكسائي، و خلف يا بشرا بغير ياء إضافة نداء للبشرى أي أقبلي وافقهم الأعمش و هم بالإمالة المحضة على أصلهم ما عدا عاصما ففتحها عنه حفص و أبو بكر من أكثر طرق يحيى بن آدم و أمالها من أكثر طرق العليمي و الباقون بياء مفتوحة بعد الألف إضافة إلى نفسه و فتحت الياء على القياس.

و أمال الراء ابن ذكوان من طريق الصوري، و قللها الأزرق و عن أبي عمرو ثلاثة أوجه الفتح و عليه عامة أهل الأداء و الإمالة المحضة رواها جماعة منهم الهذلي و ابن مهران و الصغرى كما نص عليها ابن جبير و الثلاثة في الشاطبية كالطيبة و في النشر الفتح أصح رواية و الإمالة أقيس وافقه اليزيدي.

و أمال (مثواه) حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه.

و اختلف في هَيْتَ [الآية: 23] فنافع و ابن ذكوان و أبو جعفر بكسر الهاء و ياء ساكنة و تاء مفتوحة ففتح الهاء و كسرها لغتان و من فتح التاء بناها عليه نحو كيف و أين و لهشام فيها خلف فالحلواني من جميع طرقه عنه بكسر الهاء و فتح التاء كنافع إلا أنه همز و هي قراءة صحيحة كما في النشر و غيره خلافا لمن وهّم الحلواني و معناها تهيأ لي أمرك و أحسنت هيئتك و لك متعلق بمحذوف على سبيل البدل كأنها قالت القول لك و روى الداجوني كسر الهاء مع الهمز و ضم التاء قال الداني و هذا هو الصواب و جمع الشاطبي بين الوجهين ليجري على الصواب و إن خرج بذلك عن طرقه و قرأ ابن كثير بفتح الهاء و ياء ساكنة و ضم التاء تشبيها بحيث و عن ابن محيصن كنافع و عنه فتح الهاء و سكون الياء و كسر التاء على أصل التقاء الساكنين و الباقون بفتح الهاء و سكون التاء و فتح التاء و الجمهور على أنها عربية اسم فعل كلمة حث و إقبال بمعنى هلم و فيها لغات فتح الهاء بالياء مع تثليث حركة التاء كحيث و كسر الهاء و فتح التاء مع الياء و الهمز و الكسر و الضم معه و عليها جاءت القراءات الأربع و لام لك متعلق بمقدر أي أقول أو الخطاب لك قال في النشر و ليست فعلا و لا التاء فيها ضمير متكلم و لا مخاطب (و فتح) ياء الإضافة من (ربي أحسن) نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر.

و أمال مَثْوايَ [الآية: 23] الدوري عن الكسائي و قلله الأزرق بخلفه على قاعدته كما صوبه في النشر خلافا لمن تعلق بظاهر عبارة التيسير فقطع له بالفتح فقط و الباقون بالفتح و خرج حمزة و من معه عن أصلهم للتنبيه على رسمها بالألف.

ص: 330

و أمال حرفي (رأي) في الموضعين ابن ذكوان، و حمزة و الكسائي و خلف، و الأكثرون عن الداجوني عن هشام و أبو بكر في رواية الجمهور عن يحيى و قللهما الأزرق مع تثليث الهمزة و أمال الهمزة و فتح الراء أبو عمر و الخلاف عن السوسي في الراء ليس من طرق الكتاب كما مر و الباقون بفتحهما و به قرأ الجمهور عن الحلواني عن هشام و كذا العليمي عن أبي بكر و أما فتح الراء عنه مع إمالة الهمزة فانفراده كما مر (و سهل) الثانية كالياء من (الفحشاء إنه) نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و رويس.

و اختلف في الْمُخْلَصِينَ [الآية: 24] حيث جاء بأل و في مُخْلَصاً بمريم [الآية: 51] فعاصم و حمزة و الكسائي و خلف بفتح اللام منهما اسم مفعول وافقهم الأعمش و قرأ نافع و أبو جعفر بفتح لام المخلصين خاصة و الباقون بالكسر فيهما اسم فاعل و عن الحسن (دبر) الثلاث و (قبل) بسكون الباء و هي لغة الحجاز و أسد و عنه (را قميصه) بألف من غير همز في هذه الكلمة للاتباع (و وقف) على (امرأت) معا بالهاء ابن كثير و أبو عمرو و الكسائي و يعقوب و أمال (فتاها) هنا و لفتاه معا بالكهف حمزة و الكسائي و خلف و بالفتح و الصغرى الأزرق و أدغم دال (قد شغفها) أبو عمرو و هشام و حمزة و الكسائي و خلف (و عن) الحسن و ابن محيصن شعفها بالعين المهملة قيل الشعف الجنون و قيل من شعف البعير إذا حناه بالقطران فأحرقه و الجمهور بالغين المعجمة أي حرق شغاف قلبها و أمال (لنراها) أبو عمرو و ابن ذكوان بخلفه و حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق و قرأ أبو جعفر (متّكا) بتنوين الكاف و حذف الهمزة بوزن متقي خفف بترك الهمزة كقولهم توضيت في توضأت (و عن) المطوعي متكأ بسكون التاء و بالهمز (و عن) الحسن بالتشديد و المد قبل الهمز أشبع الفتحة فتولد منها ألف و الباقون بتشديد التاء و الهمز مع القصر و كسر التاء من (و قالت أخرج) أبو عمرو و عاصم و حمزة و يعقوب و ضم الهاء من (عليهن) يعقوب و عنه خلف في الوقف عليها و كذا (لهن و أيديهن و كيدهن) بهاء السكت.

و اختلف في حاشَ لِلَّهِ [الآية: 31، 51] معا فأبو عمرو بألف بعد الشين وصلا فقط (1) على أصل الكلمة وافقه اليزيدي و ابن محيصن و المطوعي و عن الحسن حاش الإله فيهما و الباقون بالحذف و اتفقوا على الحذف وقفا اتباعا للرسم إلا ما رواه الجعبري عن الأعمش من إثباتها في الحالين و هو خلاف ما في المصطلح و تقدم ضم هاء (إليهن) ليعقوب مع خلفه في الوقف عليها بهاء السكت (و اختلف) في (قال رب السجن) فيعقوب بفتح السين هنا خاصة على أنه مصدر أي الحبس و إلى متعلق بأحب و ليس أفعل هنا على بابه لأنه لم يحب ما يدعونه إليه قط و الباقون بالكسر و اتفقوا على كسر السين في (و دخل معه السّجن، و يا صاحبي السّجن) معا و (لبث في السجن) لأن المراد بها المكان و لا يصح أن يراد بها المصدر بخلاف الأول و عن الحسن (لتسجننه) بالخطاب و فتح باء].

ص: 331


1- أي: (حاشا للّه ...). [أ].

الإضافة من (إني) معا السابقين لأراني نافع و أبو عمرو و أبو جعفر و من أراني أعصر و أرني أحمل نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر.

و أمال (أراني)، و (نريك) أبو عمرو و ابن ذكوان بخلفه و حمزة و الكسائي و خلف و بالصغرى الأزرق و أبدل همز (نبئنا) أبو جعفر بخلف عنه و أطلق ابن مهران الخلاف عنه من روايتيه.

و قرأ تُرْزَقانِهِ [الآية: 37] باختلاس كسرة الهاء قالون من طريقيه و ابن وردان بخلف عنهما و الباقون بالإشباع (و فتح) ياء الإضافة من (ربي إنه) نافع و أبو عمرو و أبو جعفر و (من آبائي إبراهيم) نافع و ابن كثير و أبو عمرو و ابن عامر و أبو جعفر و عن المطوعي آبائي بتسهيل الهمزة الثانية (و سهل) الثانية مع إدخال ألف من (أأرباب) قالون و أبو عمرو و أبو جعفر و هشام في أحد أوجه و قرأ ورش ابن كثيرون و رويس كذلك لكن بلا إدخال و للأزرق أيضا إبدالها ألفا مع المد للساكنين و الثاني لهشام التحقيق مع الإدخال و الثالث التحقيق بلا إدخال و به قرأ الباقون و مر تفصيل الطرق غير مرة (و فتح) ياء الإضافة من (إني أرى) نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر (و أبدل) الثانية واوا مفتوحة من (الملأ أفتوني) نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و رويس.

و أمال رُءْيايَ [الآية: 43] الكسائي و الشطي عن إدريس عن خلف و خلف إدريس برؤياي لا بأل و أمال (للرؤيا) الكسائي فقط و قللهما الأزرق و أبو عمرو بخلفهما (و تقدم) لأبي جعفر قلب الواو ياء و إدغامها في الياء.

و اتفقوا على عدم إمالة (نجا) لأنه واوي ثلاثي مرسوم بالألف (و عن) الحسن (و اذكر) بذال معجمة و عنه أيضا (بعد أمة) بفتح الهمزة و تخفيف الميم و بهاء منونة من الأمة و هو النسيان و عنه أيضا (أنبئكم آتيكم) بهمزة مفتوحة ممدودة بعدها تاء مكسورة و ياء ساكنة مضارع آتي (و مد) (أنا أنبئكم) وصلا نافع و أبو جعفر (و أثبت) يعقوب الياء في (فأرسلون) في الحالين (و يوقف) لحمزة على (يوسف أيها) و نحوه مثل (الصديق أفتنا) بالتحقيق و بإبدال الهمزة واوا مفتوحة لأنه متوسط بغير المنفصل (و فتح) ياء الإضافة من (لعلي أرجع) نافع و ابن كثير و أبو عمرو و ابن عامر و أبو جعفر.

و اختلف في دَأَباً فحفص بفتح الهمزة و الباقون بسكونها و هما لغتان في مصدر دأب يدأب داوم و لازم.

و اختلف في يَعْصِرُونَ [الآية: 49] فحمزة و الكسائي و خلف بالخطاب وافقهم الأعمش و الباقون بالغيب و هما واضحتان و أبدل همزة الملك (ايتوني) و قال (ايتوني) من جنس ما قبلها أبو عمرو بخلفه و ورش و أبو جعفر وصلا فإن ابتدئ بايتوني فالكل على إبدالها ياء من جنس حركة همزة الوصل (و نقل) همزة (فسله) للسين ابن كثير و الكسائي و خلف عن نفسه (و وقف) يعقوب بهاء السكت بخلفه على (أيديهن) و (بكيدهن) و قرأ

ص: 332

(الآن) بالنقل ورش على أصله و ابن وردان من طريق النهرواني و ابن هارون من طريق هبة اللّه (و عن) الحسن (حصحص) بضم الحاء الأولى و كسر الثانية مبنيا للمفعول (و فتح) ياء الإضافة من (نفسي أن) نافع و أبو عمرو و أبو جعفر و قرأ (بالسوء إلا) بتسهيل الأولى كالياء قالون و البزي مع المد و القصر و الذي عليه الجمهور عنهما إبدالها واوا مكسورة و إدغام التي قبلها فيها قال في النشر و هذا هو المختار رواية مع صحته في القياس و قرأ ورش و أبو جعفر و قنبل و رويس بتسهيل الثانية بين بين و للأزرق و قنبل إبدالها حرف مد مع إشباع المد و لقنبل وجه ثالث و هو إسقاط الأولى مع المد و القصر و به قرأ أبو عمرو و رويس في وجهه الثاني و الباقون بتحقيقهما و فتح ياء الإضافة من (ربي إن) نافع و أبو عمرو و أبو جعفر.

و اختلف في حَيْثُ نَشاءُ [الآية: 56] فابن كثير بالنون على أنها نون العظمة للّه تعالى وافقه الحسن و الشنبوذي و الباقون بالياء و الضمير ليوسف و خرج بحيث نصيب برحمتنا من نشاء المتفق عليه بالنون (و سهل) الثانية من (جاء إخوة) كالياء نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و رويس (و فتح) ياء الإضافة من (أني أوف) نافع و أبو جعفر بخلفه (و أثبت) يعقوب ياء (تقربون) في الحالين.

و اختلف في لِفِتْيانِهِ [الآية: 61] فحفص و حمزة و الكسائي و خلف بألف بعد الياء و نون مكسورة بعدها (1) جمع كثرة لفتى وافقهم الحسن و الأعمش و الباقون بغير ألف و بتاء مثناة بدل النون جمع قلة له فالتكثير بالنسبة للمأمورين و القلة بالنسبة للمتناولين.

و اختلف في نَكْتَلْ [الآية: 63] فحمزة و الكسائي و خلف بالياء من تحت و الباقون بالنون.

و اختلف في خَيْرٌ حافِظاً [الآية: 64] فقرأ حفص و حمزة و الكسائي و خلف حافِظاً بفتح الحاء و ألف بعدها و كسر الفاء تمييزا و حال وافقهم ابن محيصن بخلفه و الشنبوذي و الباقون حفظا بكسر الحاء و سكون الفاء و النصب على التمييز فقط (و عن) المطوعي خبر حافظ بلا تنوين على الإضافة و بالألف مع الخفض و عن الحسن كسر راء (ردت) و هي لغة (و أثبت) ياء (تؤتون) وصلا أبو عمرو و أبو جعفر و في الحالين ابن كثير و يعقوب.

و اتفقوا على إثبات ما نَبْغِي [الآية: 65] و أمال (قضاها) و (آوى) حمزة و الكسائي و خلف و قللهما الأزرق بخلفه (و فتح) ياء الإضافة من (إني أنا) نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر (و مد) الألف بعد النون وصلا من (أنا أخوك) نافع و أبو جعفر (و أبدل) الأزرق و أبو جعفر همز (مؤذن) واوا و به وقف حمزة (و عن) ابن محيصن (تاللّه)].

ص: 333


1- أي: (لفتيانه). [أ].

باللّه بالباء الموحدة و كذا كل قسم بالتاء (و عن) الحسن (وعاء) حيث جاء بضم الواو لغة فيه (و أبدل) الثانية من (وعاء أخيه) ياء مفتوحة نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و رويس.

و اختلف في نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ [الآية: 76] فيعقوب بالياء فيهما و الفاعل اللّه و الباقون بالنون و قرأ درجات بالتنوين عاصم و حمزة و الكسائي و خلف و مر بالأنعام (و أدغم) ذال (فقد سرق) أبو عمرو و هشام و حمزة و الكسائي و خلف.

و قرأ اسْتَيْأَسُوا [الآية: 80] و تَيْأَسُوا مِنْ [الآية: 87] و لا يَيْأَسُ [الآية:

87] إِذَا اسْتَيْأَسَ [الآية: 110] و في الرعد [الآية: 31] أَ فَلَمْ يَيْأَسِ البزي من عامة طرق أبي ربيعة بتقديم الهمزة إلى موضع الياء و تأخير الياء إلى موضع الهمزة ثم يبدل الهمزة ألفا (1) و روى الآخرون عن أبي ربيعة و ابن الحباب عنه بالهمز بعد الياء بلا تأخير كالجماعة و موافقة ابن وردان من طريق هبة اللّه للبزي في الإبدال التي ذكرها في الأصل انفرادة للحنبلي لا يقرأ بها و لذا أسقطها في الطيبة (و يوقف) لحمزة (على يياس) و بابه بالنقل، و بالإدغام على إجراء الياء الأصلية مجرى الزائدة و حكي وجه آخر و هو القلب مع الإبدال كالبزي نقله في النشر عن الهذلي و سكت عليه و أما بين بين فضعيف.

و اتفقوا على رفع مِنْ قَبْلُ ما فَرَّطْتُمْ [الآية: 80] على نية معنى المضاف إليه أي من قبل هذا، و ما مزيدة (و فتح) ياء الإضافة من (يأذن لي أبي) نافع و أبو عمرو و أبو جعفر و من (أبي أو يحكم اللّه) نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر (و نقل) همزة (وسل) إلى السين ابن كثير و الكسائي و خلف عن نفسه (و أدغم) لام (بل سولت) حمزة و الكسائي و هشام على ما صوبه في النشر و عن الحسن (يا أسفي) بكسر الفاء و ياء ساكنة و الجمهور بفتح الفاء و ألف بعدها و هي ياء المتكلم (و وقف) عليها رويس بخلفه بهاء السكت.

و أمال حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق و الدوري عن أبي عمرو بخلقها و كذا حكم (تولى) غير أن الدوري يفتحه فقط على قاعدته (و يوقف) لحمزة و هشام بخلفه على (تفتو) المرسوم بالواو بإبدال الهمزة ألفا لانفتاح ما قبلها على القياسي و بتخفيفها بحركة نفسها فتبدل واوا مضمومة ثم تسكن و يتحد معه وجه اتباع الرسم و يجوز الروم و الإشمام فهذه أربعة و الخامس تسهيلها كالواو مع الروم (و عن) الحسن (حتى يكون) بالغيب (حرضا) بضم الحاء و الراء لغة و الجمهور بفتحهما و هو الإشفاء على الموت (و عنه) (و حزني) بفتحتين (و فتح) ياء الإضافة منها نافع و أبو عمرو و أبو جعفر و ابن عامر (و عن) الحسن (من روح اللّه) معا بضم الراء و الجمهور على الفتح و هو رحمته و تنفسه لغتان و قيل معنى الأول من حيي معه روح للّه فإنه يرجى.].

ص: 334


1- أي: (استأيسوا). [أ].

و أمال مُزْجاةٍ [الآية: 88] حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه.

و قرأ أ إنك لأنت يوسف [الآية: 105] بهمزة واحدة ابن كثير و أبو جعفر (1) و الباقون بهمزتين على الاستفهام التقريري و هم على أصولهم فقالون و أبو عمرو بتسهيل الثانية مع الفصل بالألف و ورش و رويس كذلك لكن بلا فصل و قرأ الحلواني من مشهور طرقه عن هشام و كذا الشذائي عن الداجوني بالتحقيق مع الفصل و قرأ الداجوني غير الشذائي عنه بالتحقيق بلا فصل و به قرأ الباقون.

و قرأ يَتَّقِي [الآية: 43] بإثبات الياء وصلا و وقفا قنبل من طريق ابن مجاهد من جميع طرقه و لم يذكر في الشاطبية غيره و وجه بأنه على لغة إثبات حرف العلة مع الجازم كقوله.

أ لم يأتيك و الأنباء تنمي و مذهب سيبويه أن الجزم بحذف الحركة المقدرة و حذف حرف العلة للتفرقة بين المرفوع و المجزوم و قيل هو مرفوع و من موصولة و جزم يصير المعطوف عليه للتخفيف كينصركم في قراءة أبي عمرو أو للوقف ثم أجرى الوصل مجراه و روى ابن شنبوذ حذفها في الحالين و الوجهان صحيحان عنه وافقه فيهما ابن محيصن (و حذف) همز (خاطين) و (الخاطين) أبو جعفر و وقف به حمزة و اختاره الآخذون باتباع الرسم و بالتسهيل بين بين و حكى إبدالها ياء و ضعف و مد لا النافية للجنس في (لا تثريب) وسطا حمزة بخلفه (و أثبت) الياء في (تفندون) في الحالين يعقوب و فتح ياء الإضافة (من إني أعلم) نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر (و أدغم) راء (استغفر لنا) أبو عمرو و بخلف عن الدوري و فتح ياء الإضافة من (ربي إنه) نافع و أبو عمرو و أبو جعفر.

و قرأ ابن عامر و أبو جعفر يا أَبَتِ [الآية: 100] بفتح التاء و الباقون بالكسر و وقف عليها بالهاء ابن كثير و ابن عامر و أبو جعفر و يعقوب كما مر أول سورة البقرة و أبدل همز (روياي) الأصبهاني و أبو عمرو بخلفه و أبو جعفر لكن مع إدغام الواو بعد قلبها ياء في الياء و يوقف عليه لحمزة بإبدال الهمز واوا على القياسي و على الرسمي بياء مشددة كأبي جعفر فيقول رياي و نقل في النشر جوازه عن الهذلي و غيره ثم رجح الإظهار و أما الحذف فضعيف و أمالها الكسائي و الشطي عن إدريس و بالفتح و الصغرى أبو عمرو و الأزرق و أدغم دال (قد جعلها) أبو عمرو و هشام و حمزة و الكسائي و خلف (و اتفقوا) على تفخيم راء (مصر) وصلا و اختلفوا فيه وقفا كالوقف على عين القطر فأخذ بالتفخيم فيهما جماعة كابن شريح نظرا لحرف الاستعلاء و أخذ بالترقيق آخرون منهم الداني و اختار في النشر التفخيم في مصر و الترقيق في القطر قال نظرا للوصل و عملا بالأصل أي و هو].

ص: 335


1- أي: (إنّك). [أ].

الوصل (و فتح) ياء الإضافة من (بي إذ) نافع و أبو عمرو و أبو جعفر و من (إخوتي أن) الأزرق و أبو جعفر (و سهل) الثانية كالياء من (يشاء إنه) نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و رويس و لهم إبدالها واوا مكسورة و تقدم رد تسهيلها كالواو.

و أمال (الدنيا) حمزة و الكسائي و خلف و بالفتح و الصغرى الأزرق و أبو عمر و للدوري عنه تمحيضها من طريق ابن فرح قال في النشر و هو صحيح (و ضم) هاء (لديهم) حمزة و يعقوب.

و قرأ وَ كَأَيِّنْ [الآية: 105] بألف ممدودة بعد الكاف بعدها همزة مكسورة (1) ابن كثير و كذا أبو جعفر لكنه سهل الهمزة مع المد و القصر و وقف على الياء أبو عمرو و يعقوب و الباقون بالنون (و فتح) ياء الإضافة من (سبيلي أدعوا) نافع و أبو جعفر و اتفقوا على إثبات الياء في (و من اتبعني).

و اختلف في نُوحِي إِلَيْهِمْ [الآية: 109] هنا و في النحل [الآية: 43] و أول الأنبياء [الآية: 7] و نُوحِي إِلَيْهِ ثاني الأنبياء [الآية: 25] فحفص وحده بنون العظمة و كسر الحاء في الأربعة مبنيا للفاعل و قرأ حمزة و الكسائي و خلف كذلك في ثاني الأنبياء و الباقون بضم الياء من تحت و فتح الحاء مبنيا للمفعول و خرج بقيد إليهم و إليه نحو يوحي إليك.

و قرأ تَعْقِلُونَ [الآية: 109] بالخطاب نافع و ابن عامر و عاصم و أبو جعفر و يعقوب و سبق بالأنعام (و تقدم) (استيأس) و بابه للبزي و وقف حمزة عليه.

و اختلف في كَذَّبُوا [الآية: 110] فعاصم و حمزة و الكسائي و أبو جعفر و خلف بالتخفيف وافقهم الأعمش و رويت عن عائشة رضي اللّه عنها و روي عنها إنكارها و قد وجهت بوجوه فها و هو المشهور عن ابن عباس رضي اللّه عنهما و غيره أن الضمائر كلها ترجع إلى المرسل إليهم أي و ظن المرسل إليهم أن الرسل قد كذبوهم فيما ادعوا من النبوة و فيما يوعدون به من لم يؤمن من العقاب و يحكى أن سعيد بن جبير لما أجاب بذلك فقال الضحاك و كان حاضرا لو رحلت في هذه المسألة إلى اليمن كان قليلا و الباقون بالتشديد على عود الضمائر كلها على الرسل أي و ظن الرسل أنهم قد كذبهم أممهم فيما جاءوا به لطول البلاء عليهم.

و اختلف في فَنُجِّيَ مَنْ نَشاءُ فابن عامر و عاصم و يعقوب بنون واحدة و تشديد الجيم و فتح الياء على أنه فعل ماض مبني للمفعول و من نائب فاعل (و عن) ابن محيصن (نجا) بفتح النون و الجيم الخفيفة فعلا ماضيا و الباقون بنونين مضمومة فساكنة فجيم مكسورة مخففة فياء ساكنة (2) مضارع أنجى و من مفعوله (و أبدل) همز (باسنا) و الباس ].

ص: 336


1- أي: (و كائن). [أ].
2- أي: (فننجي). [أ].

و الباساء أبو عمرو بخلفه و أبو جعفر كوقف حمزة و حققه الباقون و منهم ورش من طريقيه.

و قرأ (تصديق) بإشمام الصاد زاء حمزة و الكسائي و رويس بخلفه و خلف.

المرسوم كتب قرانا بحذف الألف كالزخرف و في المقنع بسنده إلى نافع آياتٌ لِلسَّائِلِينَ، غَيابَتِ الْجُبِّ بحذف الألفين أي ألفي الجمع و الألف بعد الياء محذوفة أيضا لا تأمنا بنون واحدة و اتفق على حذف الواو التي هي صورة الهمز في باب الربا مطلقا لدا الباب بألف بعد الدال و اختلف في لدى الحناجر بغافر و الأكثر على الياء فيها تنبيها على أن مآلها للياء نحو لدينا و أبو عبيد حاش للّه بلا ألف ما نبغي و من اتبعني بالياء فيهما تنبيها فنجي بنون واحدة في الكل و كذا ننجي المؤمنين بالأنبياء فوجه الحذف على قراءة النونين التخفيف (الهاء) امرأت العزيز معا بالتاء آيت بالتاء كموضع العنكبوت غيبت معا بالتاء و كذا يأبت حيث وقع ياءات الإضافة اثنان و عشرون لَيَحْزُنُنِي أَنْ، [الآية: 13]، رَبِّي أَحْسَنَ [الآية: 23]، إِنِّي أَرانِي [الآية: 36]، معا أَرانِي [الآية: 36]، معا إِنِّي أَنَا [الآية: 69]، أَبِي أَوْ [الآية: 80]، لَعَلِّي أَرْجِعُ [الآية: 46]، إِنِّي أَعْلَمُ [الآية: 96]، أَبى [الآية: 80]، أَنِّي أُوفِي [الآية: 59]، حُزْنِي إِلَى [الآية: 86]، إِخْوَتِي إِنَّ [الآية: 100]، سَبِيلِي أَدْعُوا [الآية: 108]، رَبِّي إِنِّي [الآية: 37]، نَفْسِي إِنْ [الآية: 53]، رَحِمَ رَبِّي [الآية: 53]، إِنَّ رَبِّي [الآية: 53]، رَبِّي إِنَّهُ [الآية: 98]، بِي إِذْ [الآية: 100]، آبائِي إِبْراهِيمَ [الآية: 38]، الزوائد ست فَأَرْسِلُونِ [الآية: 45]، وَ لا تَقْرَبُونِ [الآية: 60]، تُفَنِّدُونِ [الآية: 94]، تُؤْتُونِ [الآية: 66]، يَرْتَعْ [الآية: 12]، مَنْ يَتَّقِ [الآية: 90].

ص: 337

سور الرعد

سور الرعد

مكية (1) و قيل مدنية إلا و لا يزال الذين كفروا و آيها أربعون و ثلاث كوفي و أربع حرمي و خمس بصري و سبع شامي خلافها ست خلق جديد و النور غير كوفي و البصير دمشقي و الباطل حمصي لهم سوء الحساب شامي كل باب عراقي و شامي (شبه الفاصلة) خمسة المر. تغيض الأرحام. تزداد. لربهم الحسنى. يكفرون بالرحمن و عكسه يضرب اللّه الأمثال القراءات سبق السكت على حروف (المر) لأبي جعفر كإمالة رائها لأبي عمرو و ابن عامر و أبي بكر و حمزة و الكسائي و خلف و تقليلها للأزرق.

و قرأ يَغْشى [الآية: 3] بفتح الغين و تشديد الشين أبو بكر و حمزة و الكسائي و كذا خلف و يعقوب و الباقون بالسكون و التخفيف (2) من أغشى كما مر بالأعراف و عن الحسن (ندبر) بالنون و عنه (قطعا متجاورات و جنات) بالنصب في الثلاثة على إضمار جعل وافقه المطوعي على جنات و الجمهور على الرفع في الثلاثة على الابتداء و الفاعلية بالجار قبله.

و أمال (مسمى) وقفا حمزة و الكسائي و خلف و بالفتح و الصغرى الأزرق.

و اختلف في زَرْعٌ وَ نَخِيلٌ، و صِنْوانٌ وَ غَيْرُ [الآية: 4] فابن كثير و أبو عمرو و حفص و يعقوب برفع الأربعة فرفع زرع و نخيل بالعطف على قطع و رفع صنوان لكونه تابعا لنخيل و غير لعطفه عليه وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و الباقون بالخفض تبعا لأعناب.

و اختلف في تسقى [الآية: 4] فابن عامر و عاصم و يعقوب بالياء من تحت وفقهم ابن محيصن و الحسن أي يسقى ما ذكر و الباقون بالتأنيث مراعاة للفظ ما تقدم (و أمالها) حمزة و الكسائي و خلف و قللها الأزرق بخلفه.

و اختلف في وَ نُفَضِّلُ [الآية: 4] فحمزة و الكسائي و خلف بالياء من تحت وافقهم ابن محيصن و الأعمش و الباقون بالنون.

و قرأ الْأُكُلِ [الآية: 4] بسكون الكاف نافع و ابن كثير (و أدغم) باء (تعجب) في

ص: 338


1- انظر الإتقان للسيوطي: (2/ 1255). [أ].
2- أي: (يغشي). [أ].

فاء (فعجب) أبو عمرو و الكسائي و هشام و خلاد بخلف عنهما و مر تفصيله في الإدغام الصغير و أسقط ذكر الخلاف لهشام هنا في الأصل فليعلم.

و قرأ أَ إِذا كُنَّا تُراباً أَ إِنَّا [الآية: 5] بالاستفهام في الأول و الأخبار في الثاني نافع و الكسائي و يعقوب و كل على أصله فقالون بالتسهيل و المد و ورش و رويس بالتسهيل و القصر و الكسائي و روح بالتخفيف و القصر و قرأ ابن عامر و أبو جعفر بالإخبار في الأول و الاستفهام في الثاني و كل على أصله أيضا فابن عامر بالتحقيق بلا فصل بالألف غير أن أكثر الطرق عن هشام على الفضل و أما أبو جعفر فبالتسهيل و المد و الباقون بالاستفهام فيهما فابن كثير بالتسهيل بلا فصل و أبو عمرو بالتسهيل و الفصل و أما عاصم و حمزة و خلف فبالتحقيق و القصر (و كسر) الهاء و الميم وصلا (من قبلهم المثلات) أبو عمرو و يعقوب و ضمها حمزة و الكسائي و خلف و ضم الميم فقط و الباقون و مثلها (لربهم الحسنى) (و أثبت) الياء وقفا من (هاد) كلاهما (و وال و واق) كلاهما ابن كثير على الأصل (و أثبتها) في الحالين في الْمُتَعالِ [الآية: 9] ابن كثير و يعقوب من غير خلاف كما في النشر و ما ورد عن قنبل من حذفها في الحالين أو في الوقف فغير مأخوذ به و أظهر ذال (فاتخذتم) ابن كثير و حفص و رويس بخلفه.

و أمال الْأَعْمى [الآية: 16] حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه.

و اختلف في أَمْ هَلْ تَسْتَوِي [الآية: 16] الثانية فأبو بكر و حمزة و الكسائي و خلف بالياء من تحت وافقهم الأعمش و الباقون بالتاء و لم يدغم أحد لام هل في تاء تستوي لأن المدغم يقرأ بالتذكير و ورد كل من الإظهار و الإدغام عن هشام و الأكثر عنه على الإظهار كما مر مفصلا في محله و عن ابن محيصن الإدغام (و ضم) الهاء من (عليهم) حمزة كيعقوب عن الحسن و المطوعي (بقدرها) بسكون الدال.

و اختلف في تُوقِدُونَ [الآية: 17] فحفص و حمزة و الكسائي و خلف بالياء من تحت وافقهم ابن محيصن بخلفه المطوعي و الباقون بالتاء على الخطاب (و غلظ) الأزرق لام (يوصل) و اختلف عنه في الوقف و رجح في النشر التغليظ (و أثبت) ياء (مآب) معا و (عقاب، متاب) في الحالين يعقوب و عن ابن محيصن (و حسن) بالنصب عطفا على طوبى المنصوب بإضمار جعل (و مر) نظير (عليهم الذي) كنقل (قرآنا) لابن كثير (و سبق) (أ فلم ييأس) للبزي بخلفه بسورة يوسف كالهمز المفرد و وقف حمزة عليه (و قرأ) كسر دال (و لقد استهزئ) وصلا أبو عمرو و عاصم و حمزة و يعقوب (و أظهر) ذال (أخذتهم) ابن كثير و حفص و رويس بخلفه و أدغم لام (بل زين) الكسائي و هشام على ما صوبه عنه في النشر و اختلف في وَ صَدُّوا [الآية: 33] هنا و غافر [الآية: 37] وَ صَدٌّ عَنْ فعاصم و حمزة و الكسائي و خلف بضم الصاد فيهما على بناء للمفعول وافقهم الحسن و الباقون بالفتح فيهما على البناء للفاعل أما من صد أعرض و تولى فيكون لازما أو صد غيره أو

ص: 339

نفسه فيكون متعديا و عن الأعمش كسر الصاد أجراه كقيل (و تقدم) وقف ابن كثير على (هاد) بالياء و كذا (واق) معا (و قرأ) (أكلها) بسكون الكاف نافع و ابن كثير و أبو عمرو و مر ياء (مآب) ليعقوب في الحالين (1).

و اختلف في وَ يُثَبِّتَ [الآية: 39] فابن كثير و أبو عمرو و عاصم و يعقوب بسكون الثاء و تخفيف الباء الموحدة من أثبت وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و الحسن و الشنبوذي و الباقون بالفتح و التشديد (2) و مفعوله محذوف إليهما أي ما يشاء.

و اختلف في وَ سَيَعْلَمُ و الْكافِرُ [الآية: 42] فابن عامر و عاصم حمزة و الكسائي و كذا خلف بضم الكاف و تقديم الفاء و فتحها جمع تكسير (3) وافقهم الأعمش و الحسن و الباقون بفتح الكاف و تأخير الفاء مع كسرها على الإفراد (و عن الحسن) و المطوعي (و من عنده) جار و مجرور خبر مقدم و علم مبتدأ مؤخر و الجمهور من اسم موصول عطف على الجلالة و الجملة بعده صلته أي كفى باللّه و بالذي عنده الخ من مؤمني أهل الكتاب عبد اللّه بن سلام و أما قراءة من عنده بالجر و علم بالبناء للمفعول و الكتاب رفع به فليس من طرق هذا الكتاب.

المرسوم اتفقوا على حذف ألف ترابا من أئذا كنا تربا هنا و النمل و كنت تربا بالنبإ و على إثبات ألف كتاب من لكل أجل كتاب هنا و لها كتاب بالحجر و كتاب ربك بالكهف و آيات الكتاب بالنمل و في الإمام كغيره و سيعلم الكفر بلا ألف و كتب هاد و واق و وال بغير ياء و يمحوا بواو و ألف. المقطوع اتفقوا على قطع أن الشرطية عن ما المزيدة من و إن ما نرينك و وصل ما عداها. ياءات الزوائد أربع الْمُتَعالِ [الآية: 9]، مَآبِ [الآية:

29]، مَتابِ [الآية: 30]، عِقابِ [الآية: 32] و مرت بأحكامها.].

ص: 340


1- أي: في حال الوصل و في حال الوقف. [أ].
2- أي: (يثبّت). [أ].
3- أي: (الكفّار). [أ].

سورة إبراهيم عليه الصلاة و السلام

سورة إبراهيم عليه الصلاة و السلام

مكية (1) قيل إلا آيتين في كفار قتلى قريش ببدر أ لم تر إلى الذين بدلوا إلى آخرهما و آيها إحدى و خمسون بصري و اثنان كوفي و أربع حرمي و خمس شامي خلافها سبع إلى النور معا حرمي و شامي و عاد و ثمود حرمي و بصري بخلق جديد كوفي و دمشقي و مدني أول و فرعها في السماء تركها غير أول و غير بصري و سخر لكم الليل و النهار شامي يعمل الظالمون شامي (مشبه الفاصلة) سبعة الر الظالمين. دائبين. يأتيهم العذاب. قريب.

و السموات من قطران و عكسه ثلاثة ما يشاء. فيها سلام. هواء القراءات سبق سكت أبي جعفر على حروف (الر) كإمالة الراء و تقليلها بأول يونس و غيرها.

و اختلف في قراءة اللَّهَ الَّذِي [الآية: 2] فنافع و ابن عامر و أبو جعفر برفع الجلالة الشريفة وصلا، و ابتدأ بها على أنه مبتدأ خبره الموصول بعده، أو خبر مضمر أي هو اللّه، و كذا قرأ رويس في الابتداء فقط وافقهم الحسن في الحالين، و الباقون بالجر على البدل مما قبله أو عطف البيان لأنه جرى مجرى الأسماء الأعلام لغلبته على المعبود بحق (و عن) الحسن (و يصدون) بضم الياء و كسر الصاد من أصد (و عن) المطوعي (بلسن قومه) بفتح اللام و سكون السين.

و أمال صَبَّارٍ [الآية: 5] أبو عمرو و ابن ذكوان من طريق الصوري و الدوري عن الكسائي و قلله الأزرق و مر إمالة (أنجاكم) لحمزة و الكسائي و خلف و تقليله للأزرق بخلفه (و يوقف) لحمزة و هشام بخلفه على (نبؤا) المرسوم بالواو بإبدال الهمزة ألفا لانفتاح ما قبلها على القياس و بتخفيفها بحركة نفسها فتبدل واوا مضمومة ثم تسكن للوقف و يتحد معه وجه اتباع الرسم و يجوز الروم و الإشمام فهذه أربعة و الخامس تسهيلها كالواو مع الروم (و أدغم) ذال (إذ تأذن) أبو عمرو و هشام و حمزة و الكسائي و خلف (و سهل) همز (تأذن) بين بين الأصبهاني بخلف عنه (و أسكن) سين (رسلهم) و باء (سبلنا) أبو عمرو و أمال (جاءتهم) حمزة و خلف و ابن ذكوان و هشام بخلفه و أمال (فأوحى) حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه.

ص: 341


1- انظر الإتقان للسيوطي: (2/ 1257). [أ].

و أمال (خاف) حمزة (و أثبت) ياء (وعيد) وصلا ورش و في الحالين يعقوب (و عن) ابن محيصن (و استفتحوا) بكسر التاء الثانية على صيغة الأمر.

و أمال (و خاب) حيث جاء حمزة و الداجوني عن هشام من طريق التجريد و الروضة و المبهج و غيرها و ابن ذكوان من طريق الصوري و فتحه الباقون و به قرأ الحلواني و ابن سوار و غير عن الداجوني عن هشام و الأخفش عن ابن ذكوان و قرأ (الرياح) بالجمع نافع و أبو جعفر (1).

و اختلف في خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ [الآية: 19]، و خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ في النور [الآية: 45] فحمزة و الكسائي و خلف بألف بعد الخاء و كسر اللام و رفع القاف (2) اسم فاعل و خفض السَّماواتِ على الإضافة و الأرض على العطف عليه كُلِّ في النور على الإضافة أيضا وافقهم الحسن و الأعمش و الباقون بفتح الخاء و اللام بلا ألف و فتح القاف فعلا ماضيا و نصب السموات بالكسرة و الأرض و كل على المفعولية و فتح ياء الإضافة من (لي عليكم) حفص وحده.

و اختلف في بِمُصْرِخِيَّ [الآية: 22] فحمزة بكسر الياء وافقه الأعمش لغة بني يربوع و أجازها قطرب و الفراء و إمام النحو و اللغة و القراءة أبو عمرو بن العلاء و هي متواترة صحيحة و الطاعن فيها غالط قاصر و نفي النافي لسماعها لا يدل على عدمها فمن سمعها مقدم عليه إذ هو مثبت و قرأ بها أيضا يحيى بن وثاب و حمران بن أعين و جماعة من التابعين و قد وجهت بوجوه منها أن الكسرة على أصل التقاء الساكنين و أصله مصرخين حذفت النون للإضافة فالتقى ساكنان ياء الإعراب و ياء الإضافة و هي ياء المتكلم و أصلها السكون فكسرت للتخلص من الساكنين و الباقون بفتح الياء لأن الياء المدغم فيها تفتح أبدا (و أثبت) ياء (أشركتمون) وصلا أبو عمرو و أبو جعفر و في الحالين يعقوب (و عن) الحسن (و أدخل الذين) برفع اللام مضارعا و قرأ (أكلها) بسكون الكاف نافع و ابن كثير و أبو عمرو و مر بالبقرة ككسر تنوين (خبيثة اجتثت) لقنبل و ابن ذكوان بخلفهما و أبي عمرو و عاصم و حمزة و يعقوب.

و أمال مِنْ قَرارٍ [الآية: 26] أبو عمرو و ابن ذكوان من طريق الصوري و الكسائي و كذا خلف و بالصغرى الأزرق و أما حمزة فعنه الكبرى و الصغرى من روايتيه و الفتح من رواية خلاد و به قرأ الباقون (و أبدل) الثانية واوا مفتوحة من (ما يشاء أ لم) نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و رويس و أمال (البوار) أبو عمرو و ابن ذكوان من طريق الصوري و الدوري عن الكسائي و قلله الأزرق و حمزة من روايتيه كما في الشاطبية و عليه المغاربة جميعا و الفتح له رواية العراقيين قاطبة (و وقف) (على نعمت) بالهاء ابن كثير و أبو عمرو و الكسائي و يعقوب.].

ص: 342


1- الباقون: (الرّيح). [أ].
2- أي: (خالق). [أ].

و اختلف في لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ [الآية: 30] و في الحج [الآية: 9] لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ و في لقمان [الآية: 6] لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ و في الزمر [الآية: 8] لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ فابن كثير، و أبو عمرو بفتح الياء في الأربعة، و قرأ رويس كذلك في غير لقمان من غير طريق أبي الطيب و روى عنه أبو الطيب بعكس ذلك ففتح الياء في لقمان و ضمها في الباقي وافقهم ابن محيصن و اليزيدي في الأربعة و الحسن في الزمر و الباقون بالضم في الأربعة من أضل رباعيا و اللام للجر مضمرة أن بعدها و هي للعاقبة حيث كان مآلهم إلى ذلك أو للتعليل و فتح ياء الإضافة من (قل لعبادي الذين) نافع و ابن كثير و أبو عمرو و عاصم و رويس و أبو جعفر و خلف عن نفسه و قرأ (لا بيع فيه و لا خلال) بالرفع و التنوين نافع و ابن عامر و عاصم و حمزة و الكسائي و أبو جعفر و خلف و سبق حكم (و آتاكم) للأزرق من حيث مد البدل و التقليل و الفتح و عن الحسن و الأعمش (من كلّ) بتنوين كل و ما بعدها إما نافية أو موصولة فالجمهور على إضافة كل إلى ما و تكون من تبعيضية أي بعض جميع ما سألتموه يعني من كل شي ء سألتموه شيئا فإن الموجود من كل صنف بعض ما في قدرة اللّه تعالى قاله القاضي و قرأ إبراهام هنا بالألف ابن عامر سوى النقاش عن الأخفش و كذلك المطوعي عن الصوري كلاهما عن ابن ذكوان.

و أمال (عصاني) الكسائي، و قلله الأزرق بخلفه و فتح ياء الإضافة من: (إني أسكنت) نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر.

و اختلف في أَفْئِدَةُ [الآية: 37] هنا فهشام من جميع طرق الحلواني بياء بعد الهمزة (1) لغرض المبالغة على لغة المشبعين من العرب على حد الدراهم و الصياريف و ليست ضرورة بل لغة مستعملة معروفة و لم ينفرد بهما الحلواني عن هشام و لا هشام عن ابن عامر كما بينه في النشر فالطعن فيها مردود و روى الداجوني من أكثر الطرق عن هشام بغير ياء و به قرأ الباقون جمع فؤاد كغراب و أغربه و خرج بهنا نحو و أفئدتهم هواء المجمع على أنها بغير ياء أي قلوبهم فارغة من العقول (و ضم) هاء (إليهم) حمزة و يعقوب و أمال (ما يخفى) حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه و عن ابن محيصن (وهبني على الكبر) بالنون عوضا من اللام و أثبت الياء في (دعاء) وصلا ورش و أبو عمرو و حمزة و أبو جعفر و قنبل من طريق ابن شنبوذ و حذفها في الحالين من طريق ابن مجاهد و هذا هو طريق النشر الذي هو طريق كتابنا و ورد أيضا إثباتها وقفا أيضا من طريق ابن شنبوذ قال في النشر و بكل من الحذف و الإثبات قرأت عن قنبل وصلا و وقفا و به أخذ في الحالين البزي و يعقوب.

و قرأ تَحْسَبَنَّ [الآية: 42] بفتح السين ابن عامر و عاصم و حمزة و أبو جعفر (و عن) الحسن (إنما نؤخرهم) بنون العظمة و بذلك انفرد القاضي أبو العلا عن النخاس ].

ص: 343


1- أي: (أفئيدة). [أ].

عن رويس و لم يعول على ذلك في الطيبة على عادته و ضم هاء (يأتيهم) الْعَذابِ وصلا و وقفا يعقوب و ضم الميم معها وصلا و ضمهما حمزة و الكسائي و خلف وصلا و كسرهما كذلك أبو عمرو و كسر الهاء و ضم الميم الباقون.

و اختلف في لِتَزُولَ [الآية: 46] فالكسائي بفتح اللام الأولى و رفع الثانية (1) على أن أن مخففة من الثقيلة و الهاء مقدرة و اللام الأولى هي الفارقة بين المخففة و النافية و الفعل مرفوع أي و إنه كان مكرهم وافقه ابن محيصن و الباقون بكسر الأولى و نصب الثانية على أنها نافية و اللام لام الجحود و الفعل منصوب بعدها بأن مضمرة و يجوز جعلها أيضا مخففة من الثقيلة و المعنى إنهم مكروا ليزيلوا ما هو كالجبال الثابتة ثباتا و تمكنا من آيات اللّه تعالى و شرائعه قاله القاضي و عن الحسن (رسله) بإسكان السين و مر قريبا (تحسبن).

و أمال الْقَهَّارُ [الآية: 48] أبو عمرو و ابن ذكوان من طريق الصوري و الدوري عن الكسائي و قلله الأزرق و حمزة بخلف عنه تقدم تفصيله في البوار.

و أمال وَ تَرَى الْمُجْرِمِينَ [الآية: 49] وصلا السوسي بخلفه.

و أمال وَ تَغْشى [الآية: 50] حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه.

المرسوم به الريح بلا ألف و اختلف في الريح لواقح بالحجر باييم اللّه بياء بين المشددة و الميم في بعض المصاحف و في بعض بألف مكانها فلا تلوموني فمن تبعني بالياء فيها و قال الضعفؤا بواو بعد الفاء و زيادة ألف بعدها و كذا نبؤا بواو بعد الباء فألف عصاني بالياء. (المقطوع) اتفقوا على قطع لام من كل ما سألتموه فقط (الهاء) نعمت اللّه معا بالتاء. ياءات الإضافة ثلاث لِي عَلَيْكُمْ [الآية: 22]، لِعِبادِيَ الَّذِينَ [الآية:

31]، إِنِّي أَسْكَنْتُ [الآية: 37] و الزوائد ثلاث أيضا وَعِيدِ [الآية: 14]، أَشْرَكْتُمُونِ [الآية: 22]، دُعاءً [الآية: 40].].

ص: 344


1- أي: (لتزول). [أ].

سورة الحجر

سورة الحجر

مكية و آيها تسع و تسعون (مشبه الفاصلة) موضع الر القراءات سبق السكت على (الر) لأبي جعفر كإمالة الراء و تقليلها و نقل (قران) لابن كثير كوقف حمزة و السكت له وصلا على الراء بخلفه كابن ذكوان و حفص و إدريس عن خلف.

و اختلف في رُبَما [الآية: 2] فنافع و عاصم و أبو جعفر بتخفيف الباء الموحدة و الباقون بتشديدها (1) لغتان.

و قرأ وَ يُلْهِهِمُ الْأَمَلُ [الآية: 3] بضم الهاء الثانية رويس بخلفه و تقدم حكم ضم الميم وصلا وحدها أو مع الهاء غير مرة.

و اختلف في ما نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ [الآية: 8] فأبو بكر بضم التاء و فتح النون و الزاي مشددة مبنيا للمفعول الْمَلائِكَةِ بالرفع نائب الفاعل، و قرأ حفص و حمزة و الكسائي و خلف بنونين الأولى مضمومة و الأخرى مفتوحة و كسر الزاي مشددة مبنيا للفاعل (2) الْمَلائِكَةِ بالنصب مفعولا به وافقهم الأعمش و عن ابن محيصن بنونين مضمومة فساكنة مع كسر الزاي مخففة و الباقون بفتح التاء و النون و الزاي مشددة مبنيا للفاعل مسند للملائكة و أصله تتنزل حذفت إحداهما تخفيفا الملائكة بالرفع فاعله و قرأ بتشديد تائه موصولة بما البزي بخلفه أدغم التاء المحذوفة لغيره في تاليها بعد أن نزلها منزلة الجزء من الكلمة السابقة لتوقف الإدغام على تسكين المدغم و تعذر التسكين في المبدوء به و اتفقوا على تشديد (و ما ننزله إلا بقدر) و أدغم تاء (و قد خلت سنة) أبو عمرو و هشام من طريق الداجوني و ابن عبدان عن الحلواني و حمزة و الكسائي و خلف و عن المطوعي (يعرجون) بكسر الراء لغة هذيل و اختلف في سُكِّرَتْ [الآية: 15] فابن كثير بالبناء للمفعول مع تخفيف الكاف (3) من سكرت الماء في مجاريه إذا منعته من الجري فهو متعدّ فلا يشكل بأن المشهور أن سكر لازم فكيف يبنى للمفعول لأن اللازم من سكر الشراب، أو الريح فقط وافقه ابن محيصن و الحسن و الباقون كذلك إلا أنهم شددوا الكاف.

ص: 345


1- أي: (ربّما). [أ].
2- أي: (ننزّل). [أ].
3- أي: (سكرت). [أ].

و قرأ (بل نحن) بإدغام اللام في النون الكسائي و أدغم دال (و لقد جعلنا) أبو عمرو و هشام و حمزة و الكسائي و خلف و تقدم اتفاقهم على قراءة (معايش) بالياء بالأعراف.

و قرأ (الرّيح لواقح) بالأفراد حمزة و خلف (1) (و غلظ) الأزرق لام (صلصال) بخلف عنه و الأصح ترقيقها كما في النشر لسكون اللام.

و أمال (أبي) حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه و عن الحسن (و الجان) بهمزة مفتوحة بعد الجيم بلا ألف حيث وقع و فتح لام (المخلصين) نافع و عاصم و حمزة و الكسائي و أبو جعفر و خلف كما مر بيوسف.

و قرأ صِراطَ بالسين قنبل (2) من طريق ابن مجاهد و رويس و أشمها خلف عن حمزة.

و اختلف في عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ [الآية: 41] فيعقوب بكسر اللام و ضم الياء منونة (3) من علو الشرف وافقه الحسن و الباقون بفتح اللام و الياء بلا تنوين أي من مر عليه مر علي و المعنى أنه أي المشار إليه بهذا طريق على يؤدي إلى الوصول إلي و يجوز أن يكون المراد حق علي أن أراعيه نحو و كان حقا علينا نصر المؤمنين.

و قرأ جُزْءٌ [الآية: 44] بضم الزاي أبو بكر و حذف أبو جعفر الهمز و شدد الزاي و كأنه ألقى حركة الهمزة على الزاي و وقف عليها فشددها على حد قولهم خالد بتشديد الدال ثم أجرى الوصل مجرى الوقف (و يوقف) عليها لحمزة و هشام بخلفه بالنقل مع الإسكان و الروم و الإشمام فهي ثلاثة كما في النشر و أما التشديد فشاذ.

و قرأ عُيُونٍ [الآية: 45] بكسر العين ابن كثير و ابن ذكوان و أبو بكر و حمزة و الكسائي (و كسر) تنوينه أبو عمرو و قنبل و ابن ذكوان بخلفهما و عاصم و حمزة و روح.

و قرأ رويس فيما رواه القاضي و ابن العلاف و الكارزيني ثلاثتهم عن النخاس بالمعجمة و أبو الطيب و الشنبوذي عن التمار عنه بضم تنوين عيون (و كسر) خاء (ادخلوها) مبنيا للمفعول من أدخل رباعيا فالهمزة للقطع نقلت حركتها إلى التنوين ثم حذفت و روى السعيدي و الحمامي كلاهما عن التمار عن النخاس و هبة اللّه كلاهما عن رويس بضم الخاء فعل أمر و كذلك قرأ الباقون و لا خلاف في الابتداء في الابتداء في القراءتين بضم الهمزة (و أبدل) همز (نبي ء) أبو جعفر في الحالين كوقف حمزة و أما (نبئهم) فلم يبدلها أبو جعفر كأنبئهم و وقف حمزة عليها بالبدل و اختلف عنه في الهاء كما مر فكسرها ابن مجاهد و ابن غلبون و ضمها الجمهور و مال إليه في النشر (و فتح) ياء الإضافة من (عبادي) و من (إني أنا) نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر (و أدغم) ذال (إذ دخلوا) أبو عمرو و هشام و ابن ذكوان من طريق الأخفش و حمزة و الكسائي و خلف (و عن) الحسن (لا توجل) بضم التاء مبنيا للمفعول.].

ص: 346


1- الباقون: (الرّياح). [أ].
2- أي: (سراط). [أ].
3- أي: (عليّ). [أ].

و قرأ يُبَشِّرُكَ [الآية: 53] بالتخفيف (1) حمزة و اختلف في تبشرون فنافع بكسر النون مخففة و الأصل تبشرونني الأولى للرفع و الثانية للوقاية حذفت نون الوقاية للثقل ثم حذفت الياء على حد أكرمني مجتزيا عنها بالكسرة المنقولة إلى النون الأولى و قيل المحذوف الأولى و عليه سيبويه و قرأ ابن كثير بكسر النون مشددة أدغم الأولى في الثانية تخفيفا و حذف ياء الإضاقة اكتفاء بالكسرة وافقه ابن محيصن و الباقون بفتحها مخففة.

تنبيه في النشر إذا وقف على المشدد بالسكون نحو صواف و دواب و تبشرون عند من شدد النون فمقتضى إطلاقهم لا فرق في قدر هذا المد وقفا و وصلا و لو قيل بزيادة في الوقف على قدره في الوصل لم يكن بعيدا فقد قال كثير منهم بزيادة ما شدد على غير المشدد و زادوا مد لام من الم على مد ميم من أجل التشديد فهذا أولى لاجتماع ثلاث سواكن انتهى و عن (الحسن القانطين) بغير ألف كفرحين.

و اختلف في وَ مَنْ يَقْنَطُ [الآية: 56] هنا و يَقْنَطُونَ بالروم [الآية: 36] و لا تَقْنَطُوا بالزمر [الآية: 53] فأبو عمرو و الكسائي و كذا يعقوب و خلف بكسر النون وافقهم اليزيدي و الحسن و الأعمش و الباقون بفتحها كعلم يعلم لغة فيه و الأول كضرب يضرب لغة أهل الحجاز و أسد و هي الأكثر و لذا أجمعوا على الفتح في الماضي في قوله تعالى من بعد ما قنطوا.

و قرأ لَمُنَجُّوهُمْ [الآية: 59] بالتخفيف (2) حمزة و الكسائي و يعقوب و خلف كما مر بالأنعام.

و اختلف في قَدَّرْنا [الآية: 60] هنا و النمل [الآية: 57] فأبو بكر بتخفيف الدال (3) و الباقون بتشديدها و هما لغتان بمعنى التقدير لا القدرة أي كتبنا و أسقط الهمزة الأولى من (جاء آل) قالون و البزي و أبو عمرو و رويس من طريق أبي الطيب و قنبل من طريق ابن شنبوذ و سهل الثانية بين بين ورش و أبو جعفر و قنبل و رويس من غير طريقهما المذكورين و للأزرق وجه ثان و هو إبدالها ألفا و كذا قنبل في وجهه الثالث لكن سبق في باب الهمزتين من كلمتين عن النشر أن بعضهم اقتصر على التسهيل لهما و منع البدل في ذلك و نظيره و هو جاء آل فرعون و ذلك لأن بعدها ألفا فيجتمع ألفان حالة البدل و اجتماعهما متعذر و قيل تبدل فيهما كسائر الباب ثم فيهما بعد البدل وجهان أحدهما أن تحذف الألف للساكنين و الثاني أن لا تحذف و يزاد في المد فتفصل تلك الزيادة بين الساكنين قال و قد أجاز بعضهم على وجه الحذف الزيادة في المد على مذهب من روى المد عن الأزرق لوقوع حرف المد بعد همز ثابت فحكى فيه المد و التوسط و القصر و فيه نظر و حينئذ فالمعول عليه حالة البدل وجهان القصر على تقدير حذف الألف و المد على ].

ص: 347


1- و التخفيف أي: (يبشرك). [أ].
2- أي: (لمنجوهم). [أ].
3- أي: (قدرنا). [أ].

عدم الحذف للفصل بين الساكنين و يمتنع التوسط للأزرق و أما على وجه التسهيل فالثلاثة جارية له كما تقدم و تقدم الخلاف عن أبي عمرو في إدغام (آل لوط) و كذا يعقوب.

و قرأ فَأَسْرِ [الآية: 65] بهمزة وصل (1) نافع و ابن كثير و أبو جعفر و الباقون بهمزة قطع مفتوحة (و تقدم) نظير (جاء أهل المدينة) (و أثبت) الياء (تفضحون) و في (تخزون) في الحالين يعقوب (و فتح) ياء الإضافة من (بناتي أن) نافع و أبو جعفر (و عن) المطوعي (سكرتهم) بضم السين (و عن) الحسن (ينحتون) هنا و الشعراء بفتح الحاء و رويت عن أبي حيوة و قرأ (بيوتا) بضم الباء ورش و أبو عمرو و حفص و أبو جعفر و يعقوب و أمال (أغنى) حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه (و عن) المطوعي (هو الخالق) بكسر اللام و الجمهور الخلاق بالفتح و التشديد (و مر) نقل (القرآن) لابن كثير (و فتح) ياء الإضافة من (أني أنا) نافع و ابن كثير و أبو جعفر.

و قرأ فَاصْدَعْ [الآية: 94] بإشمام الصاد الزاي حمزة و الكسائي و خلف و رويس بخلفه.

المرسوم اختلف في حذف الألف من الريح لواقح و اتفقوا على إثباتها في كتاب و كتبوا بالياء أ بشرتموني و المثاني. ياءات الإضافة أربع عِبادِي [الآية: 49]، إِنِّي أَنَا [الآية: 49]، بَناتِي إِنْ [الآية: 71]، إِنِّي أَنَا [الآية: 89] و من الزوائد ثنتان فَلا تَفْضَحُونِ [الآية: 68]، وَ لا تُخْزُونِ [الآية: 69].].

ص: 348


1- أي: (فاسر). [أ].

سورة النحل

سورة النحل

مكية (1) غير ثلاث و إن عاقبتم إلى آخرها و آيها مائة و عشرون و ثمان آيات شبه الفاصلة اثنا عشر قصد السبيل. و ما يشعرون. ما تسرون و ما يعلنون. ما يشاؤن. طيبين.

ما يكرهون. يؤمنون. هل يستوون. و باق قليل و عكسه خمسة ما لا تعلمون. و ما تعلنون. و هم مستكبرون. فيكون. لا يفلحون. القراءات أمال (أتى) ابن ذكوان في رواية الأكثرين عن الصوري عنه و حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه و مثله (سبحانه و تعالى) إلا أن ابن ذكوان بفتحه.

و قرأ عَمَّا يُشْرِكُونَ [الآية: 1، 3] معا بتاء الخطاب حمزة و الكسائي و خلف و سبق بيونس.

و اختلف في يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ [الآية: 2] فروح بالتاء من فوق مفتوحة و فتح الزاي المشددة مثل تُنَزَّلَ في سورة القدر المتفق عليه الْمَلائِكَةِ بالرفع على الفاعلية وافقه الحسن و الباقون بالياء مضمومة و كسر الزاي و نصب الملائكة و هم في تشديد الزاي على أصولهم فابن كثير و أبو عمرو و رويس بسكون النون و تخفيف الزاي و الباقون بفتح النون مع التشديد للزاي (و أثبت) الياء في (فاتقون) في الحالين يعقوب و وقف حمزة و هشام بخلفه على (دف ء) بالنقل مع إسكان الفاء و الروم و الإشمام.

و اختلف في بِشِقِّ الْأَنْفُسِ [الآية: 7] فأبو جعفر بفتح الشين وافقه اليزيدي فخالف أبا عمرو و الباقون بكسرها مصدران بمعنى واحد المشقة و قيل الأول مصدر و الثاني اسم و قيل بالكسر نصب الشي ء قال القاضي كأنه ذهب نصف قوته بالتعب.

و قرأ رؤف [الآية: 7] بقصر الهمز أبو عمرو و أبو بكر و حمزة و الكسائي و خلف و يعقوب (و أشم) قصد السبيل حمزة و الكسائي و خلف و رويس بخلفه.

و أمال (شاء) حمزة و خلف و ابن ذكوان و هشام بخلفه.

و اختلف في يُنْبِتُ [الآية: 11] فأبو بكر بالنون (2) و الباقون بياء الغيبة.

ص: 349


1- انظر الإتقان للسيوطي: (2/ 1260). [أ].
2- أي: (ننبت). [أ].

و قرأ وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ [الآية: 12] برفعهما ابن عامر و قرأ هو و حفص (و النجوم مسخرات) بالرفع فيهما، و مر بالأعراف.

و أمال وَ تَرَى الْفُلْكَ [الآية: 14] وصلا السوسي بخلفه و عن الحسن (و بالنّجم) بضم النون، و سكون الجيم هنا، و في سورة النجم على أنها مخففة من قراءة ابن وثاب بضم النون و الجيم أو لغة مستقلة و الجمهور على فتح النون و سكون الجيم فقيل المراد به كوكب بعينه كالجدي و الثريا و قيل هو اسم جنس.

و قرأ أَ فَلا تَذَكَّرُونَ [الآية: 17] بتخفيف الذال حفص و حمزة و الكسائي و خلف و مر بالأنعام.

و اختلف في وَ الَّذِينَ تَدْعُونَ [الآية: 20] فعاصم و يعقوب بياء الغيبة على الالتفات من خطاب عام للمؤمنين إلى غيب خاص للكافرين وافقهما الحسن و الباقون بتاء الخطاب مناسبة لتسرون التفاتا من الخطاب العام إلى الخاص (و أشم) قاف (قيل) هشام و الكسائي و رويس.

و أمال (أوزار) أبو عمرو و ابن ذكوان من طريق الصوري و الدوري عن الكسائي و قلله الأزرق و تقدم نظير (عليهم السقف) و عن ابن محيصن السقف بضم السين و القاف على الجمع.

و اختلف في شُرَكائِيَ الَّذِينَ [الآية: 27] فالبزي بخلف عنه بحذف الهمزة (1) على لغة قصر الممدود ذكره الداني في التيسير و تبعه الشاطبي لكن قال في النشر و هو وجه ذكره الداني حكاية لا رواية و بين ذلك و أنه ثبت من طرق أخرى عن البزي ثم قال:

و ليس في ذلك شي ء يؤخذ به من طرق كتابنا أي فضلا عن طرق الشاطبية و أصلها و لذا لم يعرج عليه في طيبته قال: و لو لا حكاية الداني له عن النقاش لم نذكره، و كذلك لم يذكره الشاطبي إلا تبعا لقول التيسير للبزي بخلف عنه و هو خروج منهما عن طرقهما المبني عليهما كتابهما و قد طعن في هذه الرواية من حيث أن قصر الممدود لا يكون إلا في ضرورة الشعر و الحق أنها ثبتت عن البزي من الطرق المتقدمة لا من طرق التيسير و لا الشاطبية و لا من طرقنا فينبغي أن يكون قصر الممدود جائز في الكلام على قلته كما قال بعض أئمة النحو انتهى ملخصا و الباقون بإثبات الهمزة قال في النشر و هو الذي لا يجوز من طرق كتابنا غيره و عن الحسن بالحذف كهذه الرواية عن البزي إلا أنه عم كلما كان مثله و عن ابن محيصن إسكان يائه هنا من المبهج و فتحها من المفردة كالباقين.

و اختلف في تُشَاقُّونَ [الآية: 27] فنافع بكسر النون مخففة و الأصل ].

ص: 350


1- أي: (شركائي). [أ].

تشاقونني فحذف مجتزيا بالكسر كما تقدم في تُبَشِّرُونَ و الباقون بفتحها مخففة أيضا و المفعول محذوف أي المؤمنين أو اللّه.

و أمال (الكافرين) أبو عمرو و ابن ذكوان بخلفه و الدوري عن الكسائي و رويس و قلله الأزرق.

و اختلف في تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ [الآية: 28، 32] في الموضعين هنا فحمزة و خلف بالياء فيهما على التذكير وافقهما الأعمش و الباقون بالتاء على التأنيث و هم في الفتح و الإمالة على أصولهم.

و قرأ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ [الآية: 33] حمزة و الكسائي و خلف بالياء على التذكير و الباقون بالتأنيث كما مر بالأنعام.

و أمال (و حاق) حمزة وحده (و كسر نون) (أن اعبدوا اللّه) أبو عمرو و عاصم و حمزة و يعقوب.

و اختلف في لا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ [الآية: 37] فعاصم و حمزة و الكسائي و خلف بفتح الياء و كسر الدال على البناء للفاعل أي لا يهدي اللّه من يضله فمن مفعول بيهدي و يجوز أن يكون يهدي بمعنى يهتدي فمن فاعله وافقهم الحسن و الأعمش و الباقون بضم الياء و فتح الدال (1) على البناء للمفعول و من نائب الفاعل و العائد محذوف.

و قرأ فَيَكُونُ وَ الَّذِينَ [الآية: 40] بالنصب ابن عامر و الكسائي (و أبدل) همز (لنبوئنهم) ياء مفتوحة أبو جعفر كوقف حمزة عليه و قرأ (يوحي إليهم) بالنون مبنيا للفاعل حفص و تقدم بيوسف كنقل (فسئلوا) لابن كثير و الكسائي و كذا خلف و تسهيل الأصبهاني همزة (أ فأمن) الثانية و مر حكم (بهم الأرض) (و قصر) همز (لرؤف) أبو عمرو و أبو بكر و حمزة و الكسائي و خلف و يعقوب.

و اختلف في أَ وَ لَمْ يَرَوْا إِلى ما خَلَقَ اللَّهُ [الآية: 71] فحمزة و الكسائي و خلف بالخطاب لقوله فإن ربكم وافقهم الأعمش و الباقون بالغيب لقوله أ فأمن الذين.

و اختلف في يَتَفَيَّؤُا [الآية: [الآية: 48] فأبو عمرو و يعقوب بالتأنيث لتأنيث الجمع وافقهما اليزيدي و الباقون بالتذكير لأن تأنيثه مجازي و يوقف عليه لحمزة و هشام بخلفه بإبدال الهمزة ألفا لكونها بعد فتح على القياسي و بتخفيفها بحركة نفسها فتبدل واوا مضمومة ثم تسكن للوقف و يتحد مع الرسم و يجوز الروم و الإشمام فهذه أربعة و يجوز خامس و هو بين بين على تقدير روم حركة الهمزة و أثبت ياء (فارهبون) في الحالين و يعقوب (و بوقف) لحمزة على (تجأرون) بالنقل فقط (و غلظ) الأزرق لام (ظل) وصلا و اختلف عنه في الوقف و كذا حكي عنه الخلاف وصلا و الأرجح التغليظ فيهما.].

ص: 351


1- أي: (يهدى). [أ].

و أمال (يتوارى) أبو عمرو و ابن ذكوان بخلف و حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق.

و أمال الْأَعْلى حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق فيهما بخلفه (و أما) (جاء أجلهم) من حيث الهمزتان فتقدم حكمه غير مرة و نظيره جاء أحد بالنساء.

و قرأ (لا جرم) بمد لا متوسطا حمزة بخلف عنه.

و اختلف في مُفْرَطُونَ [الآية: 62] فنافع بكسر الراء مخففة اسم فاعل من أفرط إذا تجاوز و قرأ أبو جعفر بكسرها مشددة من فرط قصر و الباقون بالفتح مع التخفيف اسم مفعول من أفرطته خلفي أي تركته و نسيته.

و أمال (فأحيا به) الكسائي و قلله الأزرق بخلفه.

و اختلف في نُسْقِيكُمْ [الآية: 66] هنا و قَدْ أَفْلَحَ [الآية: 64] فنافع و ابن عامر و أبو بكر و يعقوب بالنون المفتوحة فيهما مضارع سقي و عليه قوله تعالى و سقيهم ربهم وافقهم اليزيدي و الحسن و الشنبوذي و قرأ ابن كثير و أبو عمرو و حفص و حمزة و الكسائي و خلف بالنون المضمومة من أسقى و منه قوله تعالى فأسقيناكموه وافقهم ابن محيصن و قرأ أبو جعفر بالتاء المفتوحة على التأنيث (1) مسندا للأنعام و لا ضعف فيها من حيث أنه أنث نسقيكم و ذكر بطونه لأن التذكير و التأنيث باعتبارين قاله أبو حيان و اتفقوا على ضم نُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنا بالفرقان [الآية: 49] إلا ما يأتي عن المطوعي في فتحه (و للشاربين) ذكر خلفه في الإمالة لابن ذكوان.

و قرأ بُيُوتاً [الآية: 68] بكسر أوله قالون و ابن كثير و ابن عامر و أبو بكر و حمزة و الكسائي و خلف (و ضم) راء (يعرشون) ابن عامر و أبو بكر و مر بالأعراف.

و اختلف في يَجْحَدُونَ [الآية: 71] فأبو بكر و رويس بالخطاب و الباقون بالغيبة (و عن) ابن محيصن بخلفه توجهه بالخطاب.

و قرأ صِراطٍ [الآية: 76] بالسين قنبل (2) من طريق ابن مجاهد و رويس و أشم الصاد زاء خلف عن حمزة (و أدغم) رويس (جعل لكم) كل ما في هذه السورة و هو ثمانية بخلف عنه كأبي عمرو و يعقوب بكماله من المصباح (و كسر) حمزة الهمز و الميم (من بطون أمهاتكم) وصلا و الكسائي الهمزة فقط.

و اختلف في أَ لَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ [الآية: 79] فابن عامر و حمزة و يعقوب و خلف بالخطاب لقوله و اللّه أخرجكم وافقهم الحسن و الأعمش و الباقون بالغيب قوله و يعبدون الخ (و مر) قريبا حكم (بيوتكم).].

ص: 352


1- أي: (نسقيكم). [أ].
2- أي: (سراط). [أ].

و اختلف في ظَعْنِكُمْ [الآية: 80] فابن عامر و عاصم و حمزة و الكسائي و خلف بإسكان العين وافقهم الأعمش و الباقون بفتحها و هما لغتان بمعنى كالنهر و النهر.

و أمال (و أوبارها و أشعارها) أبو عمرو و ابن ذكوان بخلفه و الدوري عن الكسائي و بالصغرى الأزرق و وقف حمزة على (و أشعارها أثاثا) بتخفيف الهمزة في الكلمتين و بتسهيل الأولى بين بين مع تخفيف الثانية و تسهيلها بين بين مع المد و القصر و له السكت على حرف المد مع التخفيف فقط فمد الثانية في وجهي التحقيق فهي ستة أوجه و كلاهما متوسط بغيره غير أن الثاني منفصل و على (من الجبال أكنانا) بوجهين أولهما التحقيق و ثانيهما إبدال الهمزة ياء مفتوحة (و يوقف) بالهاء على (يعرفون نعمت) لابن كثير و أبي عمرو و الكسائي و يعقوب و مثلها و بنعمت اللّه المتقدمة.

و أمال الراء و فتح الهمزة من (رأ الذين ظلموا) و (رأ الذين أشركوا) أبو بكر و حمزة و خلف و الباقون بالفتح هذا هو المقروء به و ما حكاه الشاطبي رحمه اللّه تعالى من الخلاف في الهمز عن أبي بكر و فيها و في الراء عن السوسي متعقب كما تقدم في الأنعام (و مر) حكم نظير (إليهم القول) (و وقف) حمزة و هشام بخلفه على (و إيتاي) و نحوه مما رسم بياء بعد الألف بإبدال الهمزة الثانية ألفا مع المد و القصر و التوسط و بالتسهيل كالياء مع المد و القصر فهي خمسة و إذا أبدلته ياء على الرسمي فالمد و التوسط و القصر مع سكون الياء و القصر مع روم حركتها فتصير تسعة و في الهمزة الأولى التحقيق و بين بين لتوسطها بزائد فصارت ثمانية عشر.

و أمال (و ينهى) و (أربى) حمزة و الكسائي و خلف و بالفتح و الصغرى الأزرق.

و قرأ تَذَكَّرُونَ [الآية: 90] بالتخفيف حفص و حمزة و الكسائي و خلف (1) (و أدغم) دال (و قد جعلتم) أبو عمرو و هشام و حمزة و الكسائي و خلف (و وقف) ابن كثير على (باق) بالياء.

و اختلف في وَ لَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ [الآية: 96] فابن كثير و ابن عامر بخلف عنه و عاصم و أبو جعفر بنون العظمة مراعاة لما قبله وافقهم ابن محيصن و هي رواية النقاش عن الأخفش و المطوعي عن الصوري كلاهما عن ابن ذكوان و كذا رواه الرملي عن الصوري من غير طريق الكارزيني و كذا رواه الداجوني عن أصحابه عن هشام و قد قطع الداني بوهم من روى النون عن ابن ذكوان و تعقبه الجعبري و غيره قال في النشر قلت و لا شك في صحة النون عن هشام و ابن ذكوان جميعا من طرق العراقيين قاطبة فقد قطع بذلك عنهما أبو العلاء الهمداني كما رواه سائر المشارقة و الباقون بالياء على الغيب و هو نص المغاربة قاطبة من جميع طرقهم عن هشام و ابن ذكوان جميعا وجها واحدا و اتفقوا على النون في (و لنجزينّهم) لأجل فَلَنُحْيِيَنَّهُ قبله.].

ص: 353


1- الباقون: (تذّكّرون). [أ].

و قرأ بِما يُنَزِّلُ [الآية: 101] بسكون النون و تخفيف الزاي ابن كثير و أبو عمرو و خالف أصله يعقوب هنا فشدد (1) و إليه الإشارة بقول الطيبة:

و النحل لأخرى (ح) ز (د) فا فما في الأصل هنا لعله سبق قلم مر بالبقرة كتسكين دال (القدس) لابن كثير و نقله همز (القرآن) كوقف حمزة و سكنه وصلا على الراء كابن ذكوان و حفص و إدريس وصلا و وقفا بخلفهم.

و قرأ يُلْحِدُونَ [الآية: 103] بفتح الياء و الحاء حمزة و الكسائي و خلف و الباقون بالضم و الكسر و مر بالأعراف (و ضم) الهاء الثانية من (لا يهديهم اللّه) في الحالين يعقوب و أتبعها الميم وصلا و كسرهما وصلا أبو عمرو و ضمهما وصلا حمزة و الكسائي و خلف و ضم الميم فقط كذلك الباقون.

و اختلف في ما فُتِنُوا [الآية: 110] فابن عامر بفتح الفاء و التاء مبنيا للفاعل أي فتنوا المؤمنين بإكراههم على الكفر أو أنفسهم ثم أسلموا كعكرمة و عمه و سهل بن عمرو و الباقون بضم الفاء و كسر التاء (2) مبنيا للمفعول أي فتنتهم الكفار بالإكراه على التلفظ بالكفر و قلوبهم مطمئنة بالإيمان كعمار بن ياسر و عن الحسن (و الخوف) بالنصب عطفا على لباس و مر قريبا حكم (و لقد جاءهم) و كذا الوقف على نعمت و شدد (الميتة) أبو جعفر و عن الحسن (الكذب) بالخفض بدل من الموصول و الجمهور على النصب مفعول به و ناصبه نصف و ما مصدرية و جملة هذا حلال الخ مقول القول و لما تصف علة النهي و كسر نون (فمن اضطر) أبو عمرو و عاصم و حمزة و يعقوب.

و قرأ أبو جعفر بكسر طاء اضْطُرَّ [الآية: 115] و سبق توجيهه بالبقرة كقراءة إن إبراهام و ملة إبراهام بالألف فيهما لابن عامر غير النقاش عن الأخفش عن ابن ذكوان.

و أمال (اجتباه، و هديه) حمزة و الكسائي و خلف و بالفتح و الصغرى الأزرق (و عن) الحسن و المطوعي (جعل) بالبناء للفاعل و (السبت) بالنصب مفعول به.

و اختلف في ضَيْقٍ [الآية: 127] هنا و النمل [الآية: 70] فابن كثير بكسر الضاد وافقه ابن محيصن بخلفه و الباقون بالفتح لغتان بمعنى في هذا المصدر كالقول و القيل أو الكسر مصدر ضاق بيته و نحوه و الفتح مصدر ضاق صدره و نحوه.

المرسوم يوم تأتي بالياء و إيتاي ذي بياء بعد الألف يتفيؤا بواو و ألف بعدها المقطوع و الموصول اختلف في قطع إِنَّما عِنْدَ اللَّهِ و اتفقوا على وصل أَيْنَما يُوَجِّهْهُ الهاء بِنِعْمَتِ اللَّهِ، يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ، وَ اشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ بالتاء فيها زائدتان فَارْهَبُونِ [الآية: 51] فَاتَّقُونِ [الآية: 2] و مرا ليعقوب.].

ص: 354


1- أي: (ينزّل). [أ].
2- أي: (فتنوا). [أ].

سورة الإسراء

سورة الإسراء

مكية (1) و آيها مائة و عشر آيات في غير الكوفي و إحدى عشرة فيها اختلافها آية للأذقان سجدا كوفي (مشبه الفاصلة) أربعة عشر لبني إسرائيل. بأس شديد. و يبشر المؤمنين. السنين و الحساب. لم نريد. إحسانا. قتل مظلوما، سلطانا. بها الأولون.

عذابا شديدا. و رحمة للمؤمنين. و صمّا. و بالحق نزل. يبكون. و عكسه اثنان الجبال طولا. لفيفا. القراءات أمال (أسرى) أبو عمرو و ابن ذكوان من طريق الصوري و حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق و عن الحسن (لنريه) بفتح النون كما في المصطلح و الإيضاح و بالياء من تحت في الدر للسمين (و سهل) أبو جعفر همز (إسرائيل) مع المد و القصر و اختلف في مده عن الأزرق (و يوقف) عليه لحمزة بتحقيق الأولى بلا سكت على بني و بالسكت و بالنقل و بالإدغام و أما بين بين فضعيف و في الثانية التسهيل بين بين مع المد و القصر فهي ثمانية أوجه.

و اختلف في أَلَّا تَتَّخِذُوا [الآية: 2] فأبو عمرو بالغيب وافقه اليزيدي و الباقون بالخطاب (2) على الالتفات.

و أمال (أولاهما) حمزة و الكسائي و خلف و قللها أبو عمرو و الأزرق بخلفهما (و عن) الحسن (عبيدا لنا) على وزن فعيلا و الجمهور عبادا على وزن فعال و عنه أيضا (خلل الديار) بفتح الخاء بلا ألف.

و اختلف في لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ [الآية: 7] فقرأ الكسائي بنون العظمة و فتح الهمزة (3) و الفعل منصوب بأن مضمرة بعد لام كي، و قرأ ابن عامر و أبو بكر و حمزة و خلف بالياء و فتح الهمزة (4) و الفاعل هو اللّه وافقهم الأعمش و الباقون بالياء و ضم الهمزة و بعدها واو ضمير الجمع العائد على العباد أو النفير و هو موافق لقوله تعالى و ليدخلوا الخ و قرأ (و يبشر) بفتح الياء و سكون الباء الموحدة و ضم الشين مخففة حمزة و الكسائي و سبق بآل عمران و اتفقوا على حذف الواو من (و يدع) في الحالين للرسم إلا ما انفرد به الداني عن يعقوب من الوقف بالواو و لم يذكره في الطيبة فما

ص: 355


1- انظر الإتقان للسيوطي: (2/ 1260) .. [أ].
2- أي: (تتّخذوا). [أ].
3- أي: (لنسوء). [أ].
4- أي: (ليسوء). [أ].

في الأصل هنا ليس على إطلاقه و مع ذلك فيه نظر ظاهر و عن الحسن (ألزمنا طيره) بغير ألف.

و اختلف في وَ نُخْرِجُ لَهُ [الآية: 13] فأبو جعفر بالياء المثناة من تحت مضمومة و فتح الراء (1) مبنيا للمفعول، و نائب الفاعل ضمير الطائر و قرأ يعقوب بالياء المفتوحة و ضم الراء (2) مضارع خرج وافقه ابن محيصن و الحسن و الفاعل ضمير الطائر أيضا و الباقون بنون العظمة مضمومة و كسر الراء و اتفقوا على نصب (كتابا) على المفعول به في الأخيرة و على الحال في السابقتين.

و اختلف في يَلْقاهُ [الآية: 13] فابن عامر و أبو جعفر بضم الياء و فتح اللام و تشديد القاف (3) مضارع لقى بالتشديد و الباقون بالفتح و السكون و التخفيف مضارع لقي.

و أمال ابن ذكوان من طريق الصوري في رواية الأكثرين و حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه (و أبدل) همز (اقرأ) أبو جعفر كوقف حمزة و هشام بخلفه.

و اختلف في أَمَرْنا مُتْرَفِيها [الآية: 16] فيعقوب بمد الهمزة (4) من باب فاعل الرباعي و رويت عن ابن كثير و أبي عمرو و عاصم و نافع من غير هذه الطرق وافقه الحسن من المصطلح و الباقون بالقصر.

و أمال (يصلاها) حمزة و الكسائي و خلف و أما الأزرق فله الفتح مع تغليظ اللام و التقليل مع ترقيقها كما مر عن النشر (و كسر) تنوين (محظورا انظر) و (مسحورا انظر) أبو عمرو و ابن ذكوان من طريق الأخفش و عاصم و حمزة و يعقوب (و عن) المطوعي (و قضاء ربك) بالمد و الهمز مصدرا مرفوعا بالابتداء و ربك بالجر على الإضافة و أن لا تعبدوا خبره.

و أمال أَوْ كِلاهُما حمزة و الكسائي و خلف و اختلف فيه عن الأزرق فألحقه بعضهم بنظائره من القوى و الضحى فقلله و هو صريح العنوان و ظاهر جامع البيان و الجمهور على فتحه له وجها واحدا كالربا بالموحدة كما في النشر قال و هو الذي نأخذ به ثم قال و هذا هو الذي عليه العمل عند أهل الأداء قاطبة و لا يوجد نص أحد منهم بخلافه انتهى و ذلك لأن ألفها منقلبة عن واو لإبدال التاء منها في كلتا و لدار رسمت ألفا و المميل يعلل بكسر الكاف و قيل عن ياء لقول سيبويه لو سميت بها لقلبت ألفها في التثنية ياء.

و اختلف في إِمَّا يَبْلُغَنَّ [الآية: 23] فحمزة و الكسائي و خلف يبلغان بألف التثنية قبل نون التوكيد الشديدة المكسورة على أن الألف ضمير الوالدين و أحدهما بدل ].

ص: 356


1- أي: (و يخرج). [أ].
2- أي: (و يخرج). [أ].
3- أي: (يلقّاه). [أ].
4- أي: (آمرنا). [أ].

منه بدل بعض و كلاهما عطف عليه بدل كل و لو لا أحدهما لكان كلاهما توكيدا للألف وافقهم المطوعي و الباقون بغير ألف و فتح النون على التوحيد لأنها تفتح مع غير الألف و أحدهما فاعله و كلاهما عطف عليه.

و اختلف في (أفّ) هنا و الأنبياء و الأحقاف فنافع و حفص و أبو جعفر بتشديد الفاء مع كسرها منونة في الثلاثة للتنكير وافقهم الحسن و قرأ ابن كثير و ابن عامر و يعقوب بفتح الفاء (1) من غير تنوين فيها للتخفيف وافقهم ابن محيصن و الباقون بكسرها (2) بلا تنوين على أصل التقاء الساكنين و لقصد التعريف و هو صوت يدل على تضجر و لغة الحجاز الكسر بالتنوين و عدمه و لغة قيس الفتح و عن الحسن (إنّ المبذرين) بسكون الباء و تخفيف الذال.

و اختلف في (خطأ) فابن كثير بكسر الخاء و فتح الطاء و المد (3) وافقه ابن محيصن مصدر خاطأ يخاطئ خطاء كقاتل يقاتل قتالا و قرأ ابن ذكوان و هشام من طريق الداجوني غير المفسر و أبو جعفر بفتح الخاء و الطاء (4) اسم مصدر من أخطأ و قيل مصدر خطئ خطأ كورم و ربما بمعنى إثم و لم يصب و عن الحسن بفتح الخاء و سكون الطاء (5) مصدر خطئ بالكسر و الباقون بكسر الخاء و سكون الطاء من غير مد و به قرأ هشام من طريق الحلواني و المفسر عن الداجوني مصدر خطئ خطأ إذا لم يتعمد كأثم إثما.

و أمال (الزنا) بالزاي حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه.

و اختلف في فَلا يُسْرِفْ [الآية: 33] فحمزة و الكسائي و خلف بالخطاب للإنسان أو القاتل ابتدأ بالقتل العدوان أو القاتل استيفاء أو ولي القتل بعد نحو الدية أو يقتل غير القاتل كعادة الجاهلية وافقهم الأعمش و الباقون بالغيب حملا على الإنسان أو الولي.

و اختلف في بِالْقِسْطاسِ [الآية: 35] هنا و الشعراء [الآية: 182] فحفص و حمزة و الكسائي و خلف بكسر القاف فيهما وافقهم الأعمش و الباقون بالضم هما لغتان.

الضم لغة الحجاز. و الكسر لغة غيرهم و يوقف لحمزة على مَسْؤُلًا بالنقل فقط و أما بين بين فضعيف.

و اختلف في كانَ سَيِّئُهُ [الآية: 38] فابن عامر و عاصم و حمزة و الكسائي و خلف بضم الهمز و الهاء و إشباع ضمتها على الإضافة و التذكير اسم كان و مكروها خبرها أي كل ما ذكر مما أمرتم به و نهيتم عنه كان سيئة و هو ما نهيتم عنه خاصة أمرا مكروها و هذا أحسن ما يقدر في هذا الموضع كما في الدر وافقهم الحسن و الأعمش و الباقون بفتح الهمزة و نصب تاء التأنيث مع التنوين (6) على التوحيد خبر كان و أنث حملا على معنى كل ].

ص: 357


1- أي: (أفّ). [أ].
2- أي: (أفّ). [أ].
3- أي: (خطاء). [أ].
4- أي: (خطأ). [أ].
5- أي: (خطأ). [أ].
6- أي: (سيّئة). [أ].

و مكروها حملا على لفظها و اسم كان ضمير الإشارة و يوقف عليه لحمزة بوجهين التسهيل كالواو على رأي سيبويه و الإبدال ياء مضمومة على رأي الأخفش و حكى ثالث كالياء و هو المعضل و رابع و هو الإبدال واوا و كلاهما لا يصح و أمال (أوحى) و (فتلقى و أ فأصفيكم) و (تعالى) حمزة و الكسائي و خلف و قللها الأزرق بخلفه و سهل الهمزة الثانية من أ فأصفاكم الأصبهاني عن ورش (و أدغم) دال (و لقد صرفنا) أبو عمرو و هشام و حمزة و الكسائي و خلف و عن الحسن صرفنا بتخفيف الراء.

و اختلف في لِيَذَّكَّرُوا [الآية: 41] هنا و الفرقان [الآية: 50] أَ وَ لا يَذْكُرُ الْإِنْسانُ بمريم [الآية: 67] و يَذَّكَّرَ أَوْ أَرادَ بالفرقان [الآية: 62] فحمزة و الكسائي و خلف بإسكان الذال و ضم الكاف مخففة في الموضعين الأولين (1) من الذّكر وافقهم الأعمش و الباقون بفتح الذال و الكاف مع تشديدهما و الأصل ليتذكروا فأدغم و هو من الاعتبار و التدبير و قرأ حمزة و خلف أن يذكر موضع الفرقان بالتخفيف وافقهما الأعمش و قرأ نافع و ابن عامر و عاصم أو لا يذكر بمريم بالتخفيف وافقهما الحسن و الباقون بالتشديد في السورتين.

و اختلف في كَما يَقُولُونَ [الآية: 42] فابن كثير و حفص بالغيب وافقهما ابن محيصن و الشنبوذي و الباقون بالخطاب.

و اختلف في عَمَّا يَقُولُونَ [الآية: 43] فحمزة و الكسائي و خلف و رويس من طريق أبي الطيب عن التمار بالخطاب وافقهم الأعمش و الباقون بالغيب.

و اختلف في تُسَبِّحُ لَهُ [الآية: 44] فنافع و ابن كثير و ابن عامر و أبو بكر و أبو جعفر و رويس من طريق أبي الطيب عن التمار بالياء على التذكير وافقهم ابن محيصن و عن المطوعي سبحت فعلا ماضيا مع تاء التأنيث الساكنة و الباقون بالتاء على التأنيث.

و أمال الألف الثانية من (آذانهم) الدوري عن الكسائي و قرأ (أئذا أئنا) في الموضعين من هذه السورة بالاستفهام في الأول و الإخبار في الثاني نافع و الكسائي و يعقوب و كل على أصله فقالون بالتسهيل و المد و ورش و رويس بالتسهيل و القصر و الكسائي و روح بالتخفيف و القصر و قرأ ابن عامر و أبو جعفر بالإخبار في الأول و الاستفهام في الثاني و كل على أصله أيضا فابن عامر بالتحقيق من غير فصل إلا أن الجمهور على الفصل لهشام على ما مر و أبو جعفر بالتسهيل و المد و الباقون بالاستفهام في الأول و الثاني فيهما فابن كثير بتسهيلهما من غير فصل و أبو عمرو بتسهيلهما مع المد و الباقون بتحقيقهما مع القصر و تقدم أن بعضهم يخفي النون عند الغين من (فسينغضون) لأبي جعفر و الجمهور على استثنائها عنه (و يوقف) لحمزة على (رءوسهم) بالتسهيل بين بين و بالحذف و هو الأولى عند آخرين باتباع الرسم كما في النشر.].

ص: 358


1- أي: (يذكروا). [أ].

و أمال (متى) و (عسى) حمزة و الكسائي و خلف و بالفتح و الصغرى الأزرق و الدوري عن أبي عمرو على ما في الطيبة و نقل في النشر تقليل متى عن أبي عمرو من روايتيه جميعا عن ابن شريح و غيره و أقره (و أدغم) ثاء (لبثتم) أبو عمرو و ابن عامر و حمزة و الكسائي و أبو جعفر.

و قرأ النَّبِيِّينَ بالهمز نافع و ضم زاي زَبُوراً حمزة و خلف (و كسر) لام (قل ادعوا) عاصم و حمزة و يعقوب و كسر الهاء و الميم وصلا من (ربهم الوسيلة) أبو عمرو و يعقوب و ضمهما كذلك حمزة و الكسائي و خلف و كسر الهاء و ضم الميم الباقون (و أبدل) همز (الرؤيا) الأصبهاني و أبو عمرو بخلفه و كذا أبو جعفر لكنه قلب الواو ياء و أدغمها في الياء بعدها و أمالها وقفا الكسائي و قللها الأزرق و أبو عمرو و بخلفهما و يوقف عليها لحمزة بإبدال الهمزة واوا و أجاز الهذلي و غيره قلبها ياء و إدغامها في الياء كقراءة أبي جعفر و الأول أولى و أقيس كما في النشر و أما حذفها اتباعا للرسم فلا يجوز (و عن) المطوعي (و يخوفهم) بالياء.

و قرأ لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا [الآية: 61] بضم التاء وصلا أبو جعفر بخلف عن ابن وردان و الوجه الثاني له إشمام كسرتها الضم و مر بالبقرة و سهل الثانية مع إدخال الألف في أَ أَسْجُدُ [الآية: 61] قالون و أبو عمرو و هشام من طريق الحلواني غير الحمال و أبو جعفر و قرأ ورش و ابن كثير و رويس و الصوري من جميع طرقه عن ابن ذكوان بالتسهيل بلا ألف و للأزرق أيضا إبدالها ألفا مع المد للساكنين و قرأ الجمال عن الحلواني عن هشام بتحقيقهما مع المد و قرأ ابن ذكوان من غير طريق الصوري و هشام من مشهور طرق الداجوني و عاصم حمزة و الكسائي و روح و خلف بتحقيقهما من غير ألف و خلاف ابن ذكوان هنا أشار به في الطيبة بقوله أ أسجد الخلاف مر.

و قرأ أَ رَأَيْتَكَ [الآية: 62] بتسهيل الهمزة الثانية نافع و أبو جعفر و عن الأزرق أيضا إبدالها ألفا خالصة مع إشباع المد للساكنين و حذفها الكسائي و حققها الباقون و أثبت ياء المتكلم من أخرتني وصلا نافع و أبو عمرو و أبو جعفر وافقهم الحسن و اليزيدي و قرأ ابن كثير و يعقوب بإثباتها في الحالين وافقهم ابن محيصن و الباقون بحذفها في الحالين و اتفقوا على إثباتها في (لو لا أخرتني) بالمنافقين في الحالين لثبوتها رسما و أدغم باء (اذهب فمن) أبو عمرو و هشام و خلاد بخلف عنهما و الكسائي.

و اختلف في رَجِلِكَ [الآية: 64] فحفص بكسر الجيم مفرد أريد به الجمع لغة في رجل بمعنى راجل أي ماش كحذر و حاذر و تعب و تاعب و الباقون بسكون الجيم (1) اسم جمع راجل كالصحب و الركب و سهل الهمزة الثانية من أَ فَأَمِنْتُمْ الأصبهاني.].

ص: 359


1- أي: (رجلك). [أ].

و اختلف في أَنْ يَخْسِفَ، أَوْ يُرْسِلَ، أَنْ يُعِيدَكُمْ، فَيُرْسِلَ فَيُغْرِقَكُمْ [الآية: 69] فابن كثير و أبو عمرو بنون العظمة في الخمسة على الالتفات من الغيبة وافقهما ابن محيصن و قرأ أبو جعفر و رويس فتغرقكم فقط بالتأنيس إسناد الضمير للريح و الباقون بالياء في الخمسة على الغيبة و انفرد الشطوي عن ابن هارون عن الفضل عن ابن وردان بتشديد الراء و لم يعرج عليها في الطيبة على عادته.

و قرأ مِنَ الرِّيحِ [الآية: 69] بالجمع (1) أبو جعفر و الباقون بالإفراد و عن الحسن (ثم لا يجدوا) بالياء من تحت و عنه (يدعوا) بالياء كذلك و كل بالرفع على الفاعلية.

و أمال (أعمى) معا هنا أبو بكر و حمزة و الكسائي و خلف لأنهما من ذوات الياء و قللهما الأزرق بخلفه و قرأ أبو عمرو و يعقوب بإمالة الأول محضة لكونه ليس أفعل تفضيل فألفه متطرفة لفظا و تقديرا و الأطراف محل التغيير غالبا و فتحا الثاني لأنه للتفضيل و لذا عطف عليه و أضل فألفه في حكم المتوسطة لأن من الجارة للمفعول كالملفوظة بها و هي شديدة الاتصال بأفعل و أما و نحشره يوم القيامة أعمى قال رب لم حشرتني أعمى فحكمها مختلف يأتي بيانه في محله بطه إن شاء اللّه تعالى و تقدم ففي إطلاق الأصل هنا نظر ظاهر.

و اختلف في لا يَلْبَثُونَ [الآية: 76] فروح من طريق العلاف عن أصحابه عن المعدل عن ابن وهب عنه بضم الياء و فتح اللام و تشديد الباء (2) و هي انفرادة للعلاف خالف فيها جميع سائر أصحاب روح و أصحاب المعدل و أصحاب ابن وهب كما نبه عليه في النشر و أسقطه من طيبته فلا يقرأ من طريق الكتاب و هي قراءة عطاء و الباقون بفتح الياء و سكون اللام و تخفيف الباء و لا خلاف في فتحها كما في النشر.

و اختلف في خِلافَكَ [الآية: 76] فنافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو بكر و أبو جعفر بفتح الخاء و إسكان اللام بلا ألف (3) وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و قرأ ابن عامر و حفص و حمزة و الكسائي و يعقوب و خلف بكسر الخاء و فتح اللام و ألف بعدها وافقهم الحسن و الأعمش و هما بمعنى أي بعد خروجك.

و قرأ رُسُلِنا [الآية: 77] بإسكان السين أبو عمرو و نقل همز (قرآن) ابن كثير كوقف حمزة و سبق كسكته عليه وصلا و سكت ابن ذكوان و حفص و إدريس في الحالين بخلفهم و مر قريبا إمالة (عسى) و عن الحسن مُدْخَلَ صِدْقٍ و مُخْرَجَ صِدْقٍ بفتح الميم فيهما و تقدم الكلام عليه في النساء (4).

و قرأ تُنَزَّلَ و حَتَّى تُنَزِّلَ بالتخفيف فيهما أبو عمرو و يعقوب (5).].

ص: 360


1- أي: (الرّياح). [أ].
2- أي: (يلبّثون). [أ].
3- أي: (خلفك). [أ].
4- انظر الصفحة: (236). [أ].
5- الباقون: (تنزّل). [أ].

و اختلف في وَ نَأى بِجانِبِهِ [الآية: 83] هنا و فصلت [الآية: 51] فابن ذكوان و أبو جعفر بتقديم الألف على الهمز (1) على وزن شاء من ناء ينوء نهض و الباقون بتقديم الهمزة على حرف العلة على وزن فعل من النأي و هو البعد و أمال الهمزة و النون في الموضعين الكسائي و خلف عن حمزة و عن نفسه و أمال الهمزة فقط فيهما خلاد و بالفتح و التقليل الأزرق في الهمزة فقط في الموضعين مع فتح النون و أمال أبو بكر الهمزة فقط في الإسراء فقط هذا هو المشهور عنه و اختلف عنه في النون من الإسراء فروى العليمي و الحمامي و ابن شاذان عن أبي حمدون عن يحيى بن آدم عنه إمالتها مع الهمزة و روى سائر الرواة عن شعيب عن يحيى عنه فتحها و إمالة الهمزة أما إمالة الهمزة في السورتين عن أبي بكر و كذا الفتح له في السورتين فكل منهما انفرادة و لذا أسقطهما من الطيبة و اقتصر على ما تقدم و هو الذي قرأنا به و كذا ما انفرد به فارس ابن أحمد في أحد وجهيه عن السوسي من إمالة الهمزة في الموضعين و تبعه الشاطبي قال في النشر و أجمع الرواة عن السوسي من جميع الطرق على الفتح لا نعلم بينهم في ذلك خلافا و لذا لم يعول عليه في الطيبة في محله و إن حكاه بقيل آخر الباب منها و يوقف عليها لحمزة بوجه واحد و هو بين بين و لا يصح سواه كما في النشر.

و أمال أَهْدى ، وَ أَبى حمزة و الكسائي و خلف و قللهما الأزرق بخلفه (و أدغم) دال (و لقد صرفنا) أبو عمرو و هشام و حمزة و الكسائي و خلف.

و اختلف في حَتَّى تَفْجُرَ لَنا [الآية: 90] فعاصم و حمزة و الكسائي و يعقوب و خلف بفتح التاء و سكون الفاء و ضم الجيم مخففة مضارع فجر الأرض شقها وافقهم الحسن و الأعمش و الباقون بضم التاء و فتح الفاء و كسر الجيم مشددة (2) مضارع فجر للتكثير و خرج بحتى فتفجر الأنهار المتفق على تشديدها للتصريح بمصدرها.

و اختلف في كِسَفاً [الآية: 92] هنا و الشعراء [الآية: 187] و الروم [الآية: 48] و سبأ [الآية: 9] فنافع و ابن عامر و عاصم و أبو جعفر بفتح السين هنا خاصة جمع كسفة كقطعة و قطع و الباقون بإسكانها جمع كسفة أيضا كسدرة و سدر و يأتي كل من موضع الشعراء و الروم و سبأ في محله إن شاء اللّه تعالى (و اتفقوا) على إسكان يروا كسفا بالطور لوصفه بساقطا و مال (ترقى) حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه و كذا حكم (كفى باللّه) و اختلف في (قل سبحان ربي) فابن كثير و ابن عامر قال بصيغة الماضي إخبارا عن الرسول صلّى اللّه عليه و سلّم وافقهما ابن محيصن و الباقون قل بصيغة الأمر من اللّه تعالى لنبيه صلّى اللّه عليه و سلّم (و أدغم) ذال (إذ جاءهم) أبو عمرو و هشام و أثبت الياء في (المهتدي) وصلا نافع و أبو جعفر و أبو عمرو و في الحالين يعقوب و أدغم تاء (خبت زدناهم) أبو عمرو و حمزة و الكسائي و خلف و هشام من طريق الداجوني و ابن عبدان عن الحلواني و أما أَ إِذا كُنَّا فمر قريبا.].

ص: 361


1- أي: (ناء ...). [أ].
2- أي: (تفجّر). [أ].

و قرأ لا رَيْبَ فِيهِ بمده وسطا حمزة بخلفه و فتح ياء الإضافة من (ربي إذا) نافع و أبو عمرو و أبو جعفر.

و قرأ فَسْئَلِ بنقل حركة الهمزة إلى السين ابن كثير و الكسائي و خلف عن نفسه (و مر) آنفا (إذ جاءهم).

و اختلف في لَقَدْ عَلِمْتَ [الآية: 102] فالكسائي بضم التاء مسندا لضمير موسى وافقه الأعمش و الباقون بالفتح على جعل الضمير للمخاطب و هو فرعون و سهل الأولى من (هؤلاء إلا) قالون و البزي مع المد و القصر في المتصل و قرأ ورش و قنبل في أحد أوجهه و أبو جعفر و رويس من غير طريق أبي الطيب بتسهيل الثانية كالياء و للأزرق و قنبل إبدالها ياء ساكنة مع المد للساكنين و الثالث لقنبل من طريق ابن شنبوذ إسقاط الأولى مع المد و القصر و به قرأ أبو عمرو و رويس من طريق أبي الطيب و الباقون بتحقيقهما و تقدم حكم مد المنفصل منها و قصره في حرف البقرة مفصلا و مر تسهيل همز إِسْرائِيلَ لأبي جعفر و مده للأزرق بخلفه و عن ابن محيصن (فرقناه) بتشديد الراء و كسر اللام و الواو من (قل ادعوا اللّه أو ادعوا) عاصم و حمزة و كسر يعقوب اللام فقط و الباقون بضمهما و وقف على الياء من (أياما) دون ما حمزة و الكسائي و رويس و الباقون على ما نص عليه الداني في جماعة و لم يتعرض الجمهور لوقف و لا ابتداء فالأرجح كما في النشر جواز الوقف لكل القراء على كل من أيا و ما اتباعا للرسم.

المرسوم اتفقوا على حذف ألف سُبْحانَ حيث جاء و اختلف في قُلْ سُبْحانَ رَبِّي و اتفقوا على كتابه الأقصا بالألف و روى نافع حذف ألف طائره و اختلف في أو كلاهما ففي بعضها بألف بعد اللام و في بعضها بالحذف، و لم تصور بياء في شي ء من الرسوم و اتفقوا على كتابة و يدع الإنسان بحذف الواو و اختلف في ألف قال من قل سبحان ربي ففي المكي و الشامي ثابتة و في المدني و العراقي محذوفة ياء الإضافة واحدة رَبِّي إِذاً [الآية: 100]. الزوائد ثنتان لَئِنْ أَخَّرْتَنِ [الآية: 62]، فَهُوَ الْمُهْتَدِي [الآية: 97].

ص: 362

سورة الكهف

سورة الكهف

مكيه (1) و آيها مائة و خمس حرمي و ست شامي و عشر كوفي و إحدى عشرة بصري خلافها إحدى عشرة و زدناهم هدى غير شامي إلا قليل مدني أخير غدا غيره بينهما زرعا من كل شي ء سببا مدني أخير و عراقي و شامي هذه أبدا مدني أول و مكي و عراقي فأتبع سببا ثم أتبع سببا معا عراقي عندها قوما غير مدني أخير و كوفي بالأخسرين أعمالا عراقي و شامي مشبه الفاصلة قيما شديد المؤمنين رقود بنيانا بين ظاهرا خضرا منه شيأ صفا و قرأ من دونهما قوما. القراءات تقدم كسر دال (الحمد للّه) عن الحسن و سكت حفص بخلف عنه من طريقيه على الألف المبدلة من التنوين في عِوَجاً [الآية: 1] سكتة لطيفة من غير تنفس إشعارا بأن قيما ليس متصلا بعوجا و سكت أيضا على ألف مرقدنا و يبتدئ هذا لئلا يوهم أنه صفة لمرقدنا و على نون من و يبتدئ راق لئلا يتوهم أنها كلمة واحدة و سكت أيضا على لام بل و يبتدئ ران و من لازمه عدم الإدغام و الباقون بغير سكت على الأصل في الأربعة.

و اختلف في مِنْ لَدُنْهُ [الآية: 2] فأبو بكر بإسكان الدال مع إشمامها الضم و كسر النون و الهاء وصلتها بها لفظية فتصير لدنهي فتسكين الدال تخفيفا كتسكين عين عضد فالتقت مع النون الساكنة فكسرت النون و تبعه كسر الهاء و كان حقه أن يكسر أول الساكنين إلا أنه يلزم منه العود إلى ما فر منه و وصلت بهما لأنها بين متحركين و السابق كسر و إشمام الدال للتنبيه على أصلها في الحركة و هو هنا عبارة عن ضم الشفتين مع الدال بلا نطق قال الفارسي و غيره كمكي و من تابعه هو تهيئة العضو بلا صوت فليس هو حركة و تجوز الأهوازى بتسميته اختلاسا و الباقون بضم الدال و سكون النون و ضم الهاء و ابن كثير أبدلها بواو على أصله.

و قرأ وَ يُبَشِّرُ [الآية: 2] بالتخفيف (2) حمزة و الكسائي و خلف و مر بآل عمران (و عن) ابن محيصن الحسن (كبرت كلمة) بالرفع على الفاعلية و الجمهور بالنصب على التمييز و هو أبلغ و معنى الكلام بها تعجب أي ما أكبرها كلمة (و أبدل) همز (هيئ لنا) و (يهيئ لكم) أبو جعفر فتصير ياءين الثانية خفيفة (و يوقف) عليه لحمزة و هشام بخلفه بوجه واحد فقط كما

ص: 363


1- انظر الإتقان للسيوطي: (2/ 1262). [أ].
2- أي: (يبشر). [أ].

في النشر و هو إبدالها ياء كأبي جعفر و أما تخفيفها لعروض السكون فلا يصح و كذا إبدالها ألفا للرسم كحذف حرف المد المبدل فهي أربعة و المقروء به الأول.

و أمال الألف الثانية من آذانِهِمْ [الآية: 11، 57] الدوري عن الكسائي.

و أمال أَحْصى و (أحصاها) و أحصاهم بمريم أحصاه بالمجادلة حمزة و الكسائي و خلف و بالفتح و الصغرى الأزرق (و أبدل) همز (فأوا) ألفا الأصبهاني و أبو عمرو بخلفه و أبو جعفر كوقف حمزة و مر إدغام الراء في اللام من نحو (ينشر لكم) لأبي عمرو بخلف عن الدوري.

و اختلف في مِرفَقاً [الآية: 16] فنافع و ابن عامر و أبو جعفر بفتح الميم و كسر الفاء (1) و الباقون بكسر الميم و فتح الفاء قيل هما بمعنى واحد و هو ما يرتفق به و قيل بفتح الميم مصدر كالمرجع و بكسرها للعضو و من فتح الميم فخم الراء حتما و من كسر رققها على الصواب كما في النشر خلافا للصقلي لأنه يجعل الكسرة عارضة كما مر.

و أمال وَ تَرَى الشَّمْسَ وصلا السوسي بخلفه و فتحه الباقون و في الوقف كل على أصله.

و اختلف في تَتَزاوَرُ [الآية: 17] فابن عامر و يعقوب بإسكان الزاي و تشديد الراء بلا ألف (2) كتحمرّ و أصله الميل و الأزور المائل بعينه و بغيرها و قرأ عاصم و حمزة و الكسائي و خلف بفتح الزاي مخففة و ألف بعدها و تخفيف الراء مضارع تزاور و أصله تتزاور حذفت إحدى التاءين تخفيفا وافقهم الأعمش و الباقون بفتح الزاي مشددة و ألف بعدها و تخفيف الراء على إدغام التاء في الزاي (و أثبت) ياء (المهتدي) وصلا نافع و أبو عمرو و أبو جعفر في الحالين يعقوب:

و قرأ بفتح سين وَ تَحْسَبُهُمْ [الآية: 18] ابن عامر و عاصم و حمزة و أبو جعفر و عن الحسن (و تقلبهم) بتاء مفتوحة و قاف ساكنة و لا مخففة مضارع قلب مخففا و عن المطوعي (لو اطلعت) بضم الواو و تقدم تفخيم راء (فرارا) للأزرق كغيره من أجل التكرير.

و اختلف في وَ لَمُلِئْتَ مِنْهُمْ [الآية: 18] فنافع و ابن كثير و أبو جعفر بتشديد اللام الثانية للمبالغة (3) وافقهما ابن محيصن و الباقون بتخفيفها و أبدل همزها ياء ساكنة أبو عمرو بخلفه و الأصبهاني و أبو جعفر كوقف حمزة و قرأ (رعبا) بضم العين ابن عامر و الكسائي و أبو جعفر و يعقوب و أدغم ثاء لَبِثْتُمْ أبو عمرو و ابن عامر و حمزة و الكسائي و أبو جعفر.].

ص: 364


1- أي: (مرفق). [أ].
2- أي: (تزّاور). [أ].
3- أي: (و لملّئت ...). [أ].

و اختلف في بِوَرِقِكُمْ [الآية: 19] فنافع و ابن كثير و ابن عامر و حفص و الكسائي و أبو جعفر و رويس بكسر الراء وافقهم ابن محيصن و الحسن و عن ابن محيصن إدغام القاف في الكاف و الباقون بإسكان الراء و الكسر هو الأصل و الإسكان تخفيف منه كنبق و نبق.

و قرأ حمزة بخلفه بمد لا رَيْبَ متوسطا كما مر و عن الحسن غَلَبُوا بضم الغين و كسر اللام مبنيا للمفعول و عن ابن محيصن من المبهج (خمسة) بكسر الميم و عنه كسر الخاء و الميم و في المفردة عنه إدغام التنوين في السين بغير غنة (و فتح) ياء الإضافة من رَبِّي أَعْلَمُ نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر.

و أمال فَلا تُمارِ الدوري عن الكسائي من طريق أبي عثمان الضرير و فتحه من طريق جعفر كالباقين (و رقق) الأزرق راء (مراء) بخلفه و الوجهان في جامع البيان.

و أمال عَسى حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق و الدوري عن أبي عمرو بخلفهما.

و اختلف في ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ [الآية: 25] فحمزة و الكسائي و خلف بغير تنوين (1) على الإضافة أوقعوا الجمع في سنين موقع المفرد و مائة واحد وقع موقع الجمع لأن مميز الثلاثة إلى العشرة مجموع مجرور كثلاثة أيام فقياسه ثلاث مئات أو مئين لكن وحد اعتمادا على العقد السابق و مميز المائة موحد مجرور فقياسه مائة سنة و جمع تنبيها على الأصل قال الفراء في العرب من يضع سنين موضع سنة وافقهم الحسن و الأعمش و الباقون بالتنوين لأنه لما عدل عن قياسه عدل عن إضافته فيكون سنين بدلا من ثلاثمائة أو عطف بيان عند الكوفيين و أبدل أبو جعفر همز (مائة) ياء مفتوحة و عن الحسن (تسعا) هنا و تِسْعَ بص و تِسْعُونَ بها بفتح التاء.

و اختلف في وَ لا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ [الآية: 26] فابن عامر بالتاء على الخطاب و جزم الكاف على النهي وافقه المطوعي و الحسن و الباقون بالغيب و رفع الكاف على الخبر (2).

و قرأ ابن عامر بِالْغَداةِ [الآية: 28] بضم الغين و إسكان الدال و قلب الألف واوا (3) و مر بالأنعام و عن الحسن (و لا تعد عيناك) بضم التاء و فتح العين و كسر الدال مشددة (4) هنا من عدى عينيك بالنصب على المفعولية و الجمهور بفتح التاء و سكون العين و ضم الدال مخففة و عيناك مرفوع بالألف على الفاعلية و مفعوله محذوف تقديره النظر (و كسر) ميم (تحتهم الأنهار) مع الهاء وصلا أبو عمرو و يعقوب و ضمهما حمزة و الكسائي ].

ص: 365


1- أي: (ثلاثمائة ...). [أ].
2- أي: (... يشرك ...). [أ].
3- الباقون: (بالغداة). [أ].
4- أي: (تعدّو ...). [أ].

و خلف و كسر الهاء و ضم الميم الباقون و عن ابن محيصن (و استبرق) حيث جاء بوصل الهمزة و فتح القاف بلا تنوين قال أبو حيان جعله فعلا ماضيا على وزن استفعل من البريق و عنه في سورة الإنسان خلف وافقه الحسن في سورة الإنسان و الجمهور على قطع الهمزة و التنوين في الكل لأنه اسم جنس فعومل معاملة المتمكن من الأسماء في الصرف و هو عربي غليظ الديباج و السندس رقيقة و جمع بينهما للدلالة على أن فيها ما تشتهي الأنفس و حذف أبو جعفر همز (متكين) كوقف حمزة على الوجه الرسمي و القياسي بين بين و أما الإبدال ياء فضعيف جدا.

و اختلف في إمالة كِلْتَا وقفا فنص على إمالتها لأصحاب الإمالة العراقيون قاطبة كأبي العز، و ابن سوار و ابن فارس و سبط الخياط و غيرهم و عللوه بما ذهب إليه البصريون أن الألف للتأنيث وزنها فعلى كإحدى و سيما و التاء مبدلة من واو و الأصل كلوى و الجمهور على الفتح على أن ألفها للتثنية و واحد كلتا كلت و هو مذهب الكوفيين فعلى الأول تقلل لأبي عمرو بخلفه كالأزرق قال في النشر و الوجهان جيدان و لكني إلى الفتح أجنح فقد جاء به منصوصا عن الكسائي و ابن المبارك (و سكن) الكاف من (أكلها) نافع و ابن كثير و أبو عمرو و عن الأعمش (و فجّرنا خلالهما) بتخفيف الجيم (1).

و اختلف في وَ كانَ لَهُ ثَمَرٌ، و أُحِيطَ بِثَمَرِهِ [الآية: 34] فعاصم و أبو جعفر و روح بفتح الثاء و الميم يعني حمل الشجر وافقهم ابن محيصن من المفردة و قرأ رويس الأول كذلك فقط و قرأ أبو عمرو بضم التاء و إسكان الميم فيهما تخفيفا أو جمع ثمرة كبدنة و بدن وافقه الحسن و اليزيدي و الباقون بضم التاء و الميم جمع ثمار.

و قرأ (أنا أكثر) و (أنا أقل) بالمد نافع و أبو جعفر.

و اختلف في خَيْراً مِنْها [الآية: 36] فنافع و ابن كثير و ابن عامر و أبو جعفر بزيادة ميم بعد الهاء (2) على التثنية و عود الضمير إلى الجنتين و عليه مصاحفهم وافقهم ابن محيصن و الباقون بغير ميم على الإفراد و عود الضمير على الجنة المدخولة و هي واحدة و عليه مصاحف الكوفة و البصرة.

و اختلف في لكِنَّا هُوَ اللَّهُ [الآية: 38] فابن عامر و أبو جعفر و رويس بإثبات الألف بعد النون وصلا و وقفا و الأصل لكن أنا فنقل حركة همزة أنا إلى نون و لكن و حذفت الهمزة و أدغم أحد المثلين في الآخر فإثبات الألف في الوصل لتعويضها عن الهمزة أو لإجراء الوصل مجرى الوقف و الباقون بحذفها وصلا و إثباتها وقفا على حد أنا يوسف فالوقف محل وفاق للرسم و عن الحسن (لكن) بتخفيف النون و زيادة أنا على ].

ص: 366


1- أي: (و فجرنا). [أ].
2- أي: (منهما). [أ].

الأصل بلا نقل و لا إدغام و فتح ياء الإضافة من بِرَبِّي أَحَداً في الموضعين و ربي ان نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر (و أدغم) دال (إذ دخلت) أبو عمرو و هشام و ابن ذكوان من طريق الأخفش و حمزة و الكسائي و خلف و أثبت ياء تَرَنِ أَنَا وصلا قالون و الأصبهاني و أبو عمرو و أبو جعفر و في الحالين ابن كثير و يعقوب و أثبت ياء أَنْ يُؤْتِيَنِ وصلا نافع و أبو عمرو و أبو جعفر و في الحالين ابن كثير و يعقوب.

و اختلف في وَ لَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ [الآية: 50] فحمزة و الكسائي و خلف بالياء على التذكير لأن تأنيث فئة مجازي وافقهم الأعمش و الباقون بالتاء على التأنيث و أبدل أبو جعفر همز فئة ياء مفتوحة كوقف حمزة.

و قرأ الْوَلايَةُ [الآية: 44] بكسر الواو حمزة و الكسائي و كذا خلف و ذكر بالأنفال.

و اختلف في لِلَّهِ الْحَقِّ [الآية: 44] فأبو عمرو و الكسائي برفع الحق صفة للولاية أو خير مضمر أي هو الحق أو مبتدأ خبره محذوف أي الحق ذلك أي ما قلناه وافقهم اليزيدي و الباقون بالجر صفة للجلالة الشريفة.

و قرأ عُقْباً [الآية: 44] بسكون القاف عاصم و حمزة و خلف و ضمهما الباقون.

و قرأ الرِّياحِ [الآية: 45] بالتوحيد (1) حمزة و الكسائي و خلف.

و اختلف نُسَيِّرُ الْجِبالَ [الآية: 47] فابن كثير و أبو عمرو و ابن عامر بضم التاء المثناة فوق و فتح الياء المثناة تحت مشددة على البناء للمفعول الجبال بالرفع لقيامه مقام الفاعل و حذف الفاعل للعلم به و هو اللّه تعالى أو من يأمره من الملائكة و عن ابن محيصن تسير بفتح التاء المثناة فوق و كسر السين و سكون الياء (2) الْجِبالَ بالرفع على الفاعلية، و الباقون بنون العظيمة مضمومة و فتح السين و كسر الياء مشددة من سير بالتشديد الْجِبالَ بالنصب مفعول به لقوله و حشرناهم (3).

و أمال وَ تَرَى الْأَرْضَ وصلا السوسي بخلفه و فتحه الباقون و أدغم دال لَقَدْ جِئْتُمُونا أبو عمرو و هشام و حمزة و الكسائي و خلف و أدغم لام بَلْ زَعَمْتُمْ الكسائي، و هشام على ما صوبه عنه في النشر.

و أمال فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ السوسي وصلا بخلفه (و وقف) على ما من (مال هذا) أبو عمرو و الكسائي بخلفه كما ذكره لهما الشاطبي كالداني و جمهور المغاربة و مقتضى كلام هؤلاء أن الباقين يقفون على اللام دون ما و الأصح كما مر عن النشر جواز الوقف على ما للكل و أما اللام فيحتمل الوقف عليها لانفصالها رسما و يحتمل المنع لكونها لام جر و تقدم ما فيه و مر إمالة (أحصيها) و تقليلها.].

ص: 367


1- أي: (الرّيح). [أ].
2- أي: (تسير). [أ].
3- أي: (نسيّر). [أ].

و قرأ لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا [الآية: 50] بضم التاء أبو جعفر و له من رواية ابن وردان إشمام الكسرة الضم و الوجهان صحيحان عنه كما مر.

و اختلف في ما أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ [الآية: 51] فأبو جعفر بنون و ألف على الجمع للعظمة (1) و الباقون: بالتاء المضمومة ضمير المتكلم بلا ألف.

و اختلف في وَ ما كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ [الآية: 51] فأبو جعفر بفتح التاء خطابا للنبي صلّى اللّه عليه و سلّم ليعلم أمته أنه لم يزل محفوظا من أول نشأته لم يعتضد بمضل و لا مال إليه صلّى اللّه عليه و سلّم وافقه الحسن و الباقون بالضم إخبارا من اللّه تعالى عن ذاته المقدسة و عن الحسن (عضدا) بفتح الضاد لغة فيه.

و اختلف في وَ يَوْمَ يَقُولُ [الآية: 52] فحمزة بنون العظمة لقوله و جعلنا وافقه الأعمش و الباقون بياء الغيبة أي اذكر يا محمد يوم يقول اللّه نادوا.

و أمال الراء فقط من رَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ أبو بكر و حمزة و خلف و الباقون بفتحها كالهمزة هذا هو الصواب كما في النشر و أما حكاية الخلاف في إمالة الحرفين معا للسوسي و لشعبة في الهمز فتعقبه في النشر كما مر في باب الإمالة و غيره فإن وقف على رأي فكل على أصله فيما بعده متحرك كما تقدم و أدغم دال (و لقد صرفنا) أبو عمرو و هشام و حمزة و الكسائي و خلف و نقل همز (القرآن) ابن كثير.

و قرأ قُبُلًا [الآية: 55] بضم القاف و الباء (2) عاصم و حمزة و الكسائي و أبو جعفر و خلف جمع قبيل أي أنواعا و ألوانا وافقهم الأعمش و الباقون بكسر القاف و فتح الباء أي عيانا و قيل الضم لغة فيه.

و قرأ هُزُواً [الآية: 56] حفص بإبدال همزه واوا في الحالين و أسكن الزاي منه حمزة و خلف و ضمها الباقون و ما نبه في الأصل لأبي جعفر في هذا الحرف تقدم التنبيه عليه في سورة البقرة (3) و يوقف عليه لحمزة بوجهين النقل على القياسي و الإبدال واوا اتباعا للرسم و مر إمالة (آذانهم) للدوري عن الكسائي و أبدل همز (يواخذهم) واوا مفتوحة ورش و أبو جعفر و قصره الأزرق وجها واحدا كما مر (و يوقف) على (موئلا) لحمزة بالنقل و بالإدغام فقط و حكي ثالث و هو إبدالها ياء مكسورة على الرسم و ضعفه في النشر و حكي فيها ثلاثة أخرى أولها بين بين ثانيها إبدالها ياء ساكنة و كسر الواو قبلها ثالثها إبدالها واوا بلا إدغام و هو أضعفها و كلها ضعيفة.

و اختلف في لِمَهْلِكِهِمْ [الآية: 59] هنا و مَهْلِكَ أَهْلِهِ بالنمل [الآية: 49] فأبو بكر بفتح الميم و اللام التي بعد الهاء فيهما مصدر هلك، أو اسم زمان منه أي ].

ص: 368


1- أي: (ما أشهدناهم). [أ].
2- أي: (قبلا). [أ].
3- انظر الصفحة: (166). [أ].

لهلاكهم، كمشهد و هو مضاف للفاعل، أو المفعول عنده معدية بنفسه، و هم التميميون على حد ليهلك من هلك قاله الجعبري و تبعه النويري و غيره و قرأ حفص بفتح الميم و كسر اللام فيهما مصدرا أو اسم زمان من هلك على غير قياسه كمرجع و الباقون بضم الميم و فتح اللام فيهما (1) على جعله مصدرا ميميما لأهلك مضافا للمفعول كمخرج أو اسم زمان منه أي لإهلاكهم و ما شهدنا إهلاك أهله أو لوقته.

و أمال لِفَتاهُ حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه.

و قرأ (أ رأيت) بتسهيل الثانية نافع و أبو جعفر و للأزرق وجه ثان إبدالها ألفا مع المد للساكنين و حذفها الكسائي و حققها الباقون.

و أمال أَنْسانِيهُ [الآية: 63] الكسائي فقط و قلله الأزرق بخلفه و وصل الهاء ابن كثير بياء على قاعدته و ضم الهاء حفص من غير صلة وصلا و كذا ضم هاء عليه اللّه بالفتح و الباقون بالكسر (و أثبت) ياء (نبغ) وصلا نافع و أبو عمرو و الكسائي و أبو جعفر و في الحالين ابن كثير و يعقوب (و أثبتها) في (تعلمن) وصلا نافع و أبو عمرو و أبو جعفر و في الحالين ابن كثير و يعقوب.

و اختلف في مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً [الآية: 66] فأبو عمرو و يعقوب بفتح الراء و الشين وافقهما الحسن و اليزيدي و الباقون بضم الراء و سكون الشين و مر بالأعراف أنهما لغتان كالبخل و البخل و خرج بالقيد هيئ لنا من أمرنا رشدا و لأقرب من هذا رشدا المتفق على الفتح فيهما (و فتح) ياء الإضافة من (معي صبرا) في الثلاثة حفص وحده و سكنها الباقون و عن الحسن (خبرا) معا بضم الباء (و فتح) ياء الإضافة من (ستجدني إن شاء اللّه) نافع و أبو جعفر.

و قرأ فَلا تَسْئَلْنِي [الآية: 70] نافع و ابن عامر و أبو جعفر بفتح اللام و تشديد النون و الأصل تسألنني حذفت نون الوقاية لاجتماع النونات و كسرت الشديدة للياء و الباقون بإسكان اللام و تخفيف النون (2) على أن النون للوقاية و اتفقوا على إثبات الياء بعد النون في الحالين إلا ما روي عن ابن ذكوان من الخلف فروى الحذف عنه في الحالين جماعة من طريقيه حملا للرسم على الزيادة تجاوزا للرسم في حروف المد و نص في جامع البيان على أنه قرأ بالحذف و الإثبات على ابن غلبون و بالإثبات على فارس و على الفارسي عن النقاش عن الأخفش و هي طريق التيسير و قد ذكر بعضهم الحذف في الوصل فقط و المشهور عنه الإثبات في الحالين كالباقين كما في التبصرة و غيرها و الوجهان في الشاطبية و الكافي و غيرهما قال في النشر و الحذف و الإثبات كلاهما صحيح عن ابن ذكوان نصا و أداء.].

ص: 369


1- أي: (لمهلكهم). [أ].
2- أي: (تسألني ...). [أ].

و اختلف عن الأزرق في ترقيق ذِكْراً، و سِتْراً، و أَمْراً و بابه فرققه جماعة في الحالين و فخمه آخرون كذلك و الجمهور على تفخيمه في الحالين.

و اختلف في لِتُغْرِقَ أَهْلَها [الآية: 71] فحمزة و الكسائي و خلف بفتح الياء المثناة من تحت و فتح الراء على الغيب (1) أَهْلِها بالرفع على الفاعلية وافقهم الأعمش و الباقون بضم التاء المثناة من فوق و كسر الراء مخففة مع سكون الغين على الخطاب و أهلها بالنصب على المفعولية و عن الحسن بضم التاء المثناة من فوق و كسر الراء المشددة للتكثير و يلزم منه فتح الغين و أهلها بالنصب و مر إبدال همز (لا تؤاخذني) واوا لورش و أبي جعفر.

و اختلف في زَكِيَّةً [الآية: 74] فنافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و رويس بألف بعد الزاي و تخفيف الياء اسم فاعل من زكا أي طاهرة من الذنوب و وصفها بهذا الوصف لأنه لم يرها إذ ثبت قبل أو لأنها صغيرة لم تبلغ الحنث وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و الباقون بتشديد الياء من غير ألف (2) أخرج إلى فعيلة للمبالغة.

و قرأ نُكْراً [الآية: 74] في الموضعين بضم الكاف نافع و أبو بكر و ابن ذكوان و أبو جعفر و يعقوب و الباقون بالسكون فيهما و ذكر بالبقرة (و اتفقوا) على (فلا تصاحبني) إلا ما انفرد به هبة اللّه عن المعدل عن روح من فتح التاء و إسكان الصاد و فتح الحاء من صحبه يصحبه و أسقطها من الطيبة على قاعدته.

و اختلف في مِنْ لَدُنِّي [الآية: 76] فنافع و أبو جعفر بضم الدال و تخفيف النون (3) و هو أحد لغاتها قال في البحر و هي نون لدن اتصلت بياء المتكلم و هو القياس لأن أصل الأسماء إذا أضيفت إلى ياء المتكلم لم تلحق نون الوقاية نحو غلامي و فرسي انتهى. و قرأ أبو بكر بتخفيف النون و اختلف عنه في ضمة الدال فأكثر أهل الأداء على إشمامها الضم بعد إسكانها و هو الإيماء بالشفتين إلى الضمة بعد سكون الدال و هو الذي في الكافي و التذكرة و غيرهما و لم يذكر في الشاطبية كالتيسير غيره و ذهب كثير إلى اختلاس ضمة الدال كالهذلي و غيره و الوجهان في جامع البيان و غيره و يحتمل في هذه القراءة أن تكون النون أصلية فالسكون حينئذ تخفيف كضاد عضد و أن تكون للوقاية و الباقون بضم الدال و تشديد النون دخلت نون الوقاية على لدن لتقيها من الكسر محافظة على سكونها كما حوفظ على نون من و عن فقيل مني و عني بالتشديد فأدغمت النون الأولى في نون الوقاية المتصلة بياء المتكلم و عن ابن محيصن و المطوعي يُضَيِّفُوهُما بكسر الضاد و سكون الياء مخففة من أضافه و عن المطوعي

أَنْ يَنْقَضَّ بضم الياء].

ص: 370


1- أي: (ليغرق). [أ].
2- أي: (زكيّة). [أ].
3- أي: (لدني). [أ].

و تخفيف الضاد مبنيا للمفعول و هي مروية عنه صلّى اللّه عليه و سلّم

كما في البحر و الجمهور على فتح الياء و تشديد الضاد أي يسقط فوزنه انفعل نحو انجر.

و اختلف في لَاتَّخَذْتَ [الآية: 77] فابن كثير و أبو عمرو و يعقوب بتاء مفتوحة مخففة و خاء مكسورة بلا ألف وصل (1) من تخذ بكسر عينه يتخذ بفتحها كعتب يعتب وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و الحسن و الباقون بهمزة وصل و تشديد التاء و فتح الخاء افتعل من اتخذ أدغمت التاء التي هي فاء الكلمة في تاء الافتعال و أظهر ذالها ابن كثير و حفص و رويس بخلفه.

و اختلف في أَنْ يُبْدِلَهُما [الآية: 81] هنا و في التحريم [الآية: 5] أَنْ يُبْدِلَهُ و في نون [الآية: 32] أَنْ يُبْدِلَنا فنافع و أبو عمرو و أبو جعفر بفتح الموحدة و تشديد الدال (2) في الثلاثة من بدل وافقهم اليزيدي و الباقون بسكون الموحدة و تخفيف الدال من أبدل في الثلاثة.

و قرأ رُحْماً [الآية: 81] بضم الحاء ابن عامر و أبو جعفر و يعقوب و الباقون بالسكون و سبق بالبقرة.

و اختلف في فَأَتْبَعَ سَبَباً، ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً [الآية: 85، 89، 92] في الثلاثة فابن عامر و عاصم و حمزة و الكسائي و خلف بقطع الهمزة و إسكان التاء في الكل وافقهم الأعمش و الباقون بوصل الهمزة و تشديد التاء مفتوحة (3) و القراءتان بمعنى واحد و الفعل متعد لواحد و قيل أتبع بالقطع متعد لاثنين حذف أحدهما أي أتبع أمره سببا.

و اختلف في عَيْنٍ حَمِئَةٍ [الآية: 86] فنافع و ابن كثير و أبو عمرو و حفص و يعقوب بالهمز من غير ألف صفة مشبهة يقال حمئت البئر تحمأ حمأ فهي حمئة إذا صار فيها الطين و في التوراة تغرب في وئاط و هو الحمأة وافقهم اليزيدي و الباقون بألف بعد الخاء و إبدال الهمزة ياء مفتوحة (4) اسم فاعل من حمى يحمي أي حارة و لا تنافي بينهما لجواز أن تكون العين جامعة للوصفين الحرارة و كونها من طين و ضم يعقوب هاء (فيهم).

و اختلف في فَلَهُ جَزاءً الْحُسْنى [الآية: 88] فحفص، و حمزة، و الكسائي، و خلف، و يعقوب بفتح الهمزة منونة منصوبا على مصدر في موضع الحال نحو في الدار قائما زيد و قيل إنه مصدر مؤكد أي يجزى جزاء وافقهم الأعمش و الباقون بالرفع من غير تنوين (5) على الابتداء و الخبر الظرف قبله و الحسنى مضاف إليها.

و أمال الحسنى حمزة و الكسائي و خلف و يعقوب بفتح الهمزة منونة منصوبا على أنه ].

ص: 371


1- أي: (لتخذت). [أ].
2- أي: (يبدّلهما). [أ].
3- أي: (فاتّبع، ثمّ اتّبع). [أ] ..
4- أي: (حامية). [أ].
5- أي: (جزاء). [أ].

مصدر في موضع الحال نحو في الدار قائما زيد و قيل إنه مصدر مؤكد أي يجزى جزاء وافقهم الأعمش و الباقون بالرفع من غير تنوين على الابتداء و الخبر الظرف قبله و الحسنى مضاف إليها و أمال الحسنى حمزة و الكسائي و خلف و قللها الأزرق و أبو عمرو بخلفهما (و عن) ابن محيصن و الحسن (مطلع) بفتح اللام و هو القياس و الجمهور بكسرها قال السمين و المضارع يطلع بالضم فكان القياس فتح اللام في الفعل و لكنها مع أخوات لها سمع فيها الكسر.

و اختلف في بَيْنَ السَّدَّيْنِ [الآية: 93] فابن كثير و أبو عمرو و حفص بفتح السين وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و الباقون بضمها لغتان بمعنى واحد و قيل المضموم لما خلقه اللّه تعالى و المفتوح لما عمله الناس و تعقب.

و اختلف في يَفْقَهُونَ [الآية: 93] فحمزة و الكسائي و خلف بضم الياء و كسر القاف من أفقه غيره معدى بالهمزة فالمفعول الأول محذوف قال في البحر أي لا يفقهون السامع كلامهم وافقهم الأعمش و الباقون بفتح الباء و القاف من فقه الثلاثي فيتعدى إلى واحد أي لا يفقهون كلام غيرهم لجهلهم بلسان من يخاطبهم و قلة فطنتهم.

و قرأ يَأْجُوجَ وَ مَأْجُوجَ [الآية: 94] هنا و الأنبياء [الآية: 96] بهمزة ساكنة فيهما عاصم لغة بني أسد و الباقون بألف خالصة بلا همز و هما ممنوعان للعلمية و العجمة أو و التأنيث لأنهما اسما قبيلة على أنهما عربيان (و أدغم) لام (فهل نجعل) الكسائي وافقه ابن محيصن بخلفه.

و اختلف في خَرْجاً [الآية: 94] هنا و الأول من قَدْ أَفْلَحَ [الآية: 72] فحمزة و الكسائي و خلف بفتح الراء و ألف بعدها (1) فيهما وافقهم الحسن و الأعمش و الباقون بإسكان الراء بلا ألف فيهما و قرأ ابن عامر ثاني قد أفلح و هو فخراج ربك خير بإسكان الراء و الباقون بالألف بعد الفتح و هما بمعنى كالنول و النوال أو بالألف ما ضرب على الأرض كل عام و بغيرها بمعنى الجعل و قيل الخرج المصدر و الخراج اسم لما يعطى.

و اختلف في سَدًّا هنا و موضعي يس [الآية: 9] فحفص و الكسائي و خلف بفتح السين في الثلاثة وافقهم الأعمش و قرأ ابن كثير و أبو عمرو كذلك في الكهف فقط وافقهما ابن محيصن و اليزيدي و الباقون بضمها في الثلاثة و مر توجيهه قريبا.

و قرأ مَكَّنِّي [الآية: 95] ابن كثير وحده بنونين خفيفتين الأولى مفتوحة و الثانية مكسورة (2) على الإظهار على الأصل و الباقون بنون واحدة مشددة مكسورة بإدغام النون التي هي لام الفعل في نون الوقاية.

و اختلف في رَدْماً آتُونِي و قالَ ائْتُونِي [الآية: 95، 96] فأبو بكر من طريق ].

ص: 372


1- أي: (خراجا). [أ].
2- أي: (مكّنني). [أ].

العليمي و أبي حمدون عن يحيى عنه بهمزة ساكنة مع كسر التنوين قبلها في الأول وصلا و بهمزة ساكنة بعد اللام في الثاني وصلا أيضا أمر من الثلاثي بمعنى المجي ء و الابتداء حينئذ بكسر همزة الوصل و إبدال الهمزة التي هي فاء الكلمة ياء ساكنة في الكلمتين و بذلك قرأ الداني على فارس بن أحمد و اختاره في المفردات و لم يذكر في العنوان غيره و روى شعيب عن يحيى عن أبي بكر بقطع الهمزة و مدها فيهما في الحالين من آتى الرباعي بمعنى أعطى و به قطع العراقيون قاطبة و الابتداء حينئذ بهمزة مفتوحة كالوصل و روى عنه بعضهم الأول بوجهين و الثاني بالقطع وجها واحدا و به قرأ الداني على أبي الحسن و قطع له بعضهم بالوصل في الأول و في الثاني بالوجهين و هو الذي في الشاطبية كأصلها و أطلق بعضهم له الوجهين في الحرفين جميعا و الصواب هو الأول قاله في النشر و قرأ حمزة الثاني بهمزة ساكنة بعد اللام من الإتيان كالوجه الأول لأبي بكر و يبتدئ مثله وافقه المطوعي و الباقون بقطع الهمزة و مدها فيهما في الحالين (1) من الإعطاء كالوجه الثاني لأبي بكر.

و اختلف في الصَّدَفَيْنِ [الآية: 96] فابن كثير و أبو عمرو و ابن عامر و يعقوب بضم الصاد و الدال لغة قريش وافقهم اليزيدي و ابن محيصن من المبهج و الحسن و قرأ أبو بكر بضم الصاد و إسكان الدال تخفيف من القراءة قبلها وافقه ابن محيصن من المبهج أيضا و المفردة و الباقون بفتحهما لغة الحجاز.

و اختلف في فَمَا اسْطاعُوا [الآية: 97] فحمزة بتشديد الطاء أدغم التاء فيها (2) لاتحاد المخرج و طعن الزجاج و أبي علي فيها من حيث الجمع بين الساكنين مردود بأنها متواترة و الجمع بينهما في مثل ذلك سائغ جائز مسموع في مثله كما سبق موضحا آخر باب الإدغام و مما يقوي ذلك و يسوغه كما في النشر نقلا عن الداني أن الساكن الثاني لما كان اللسان عنده يرتفع عنه و عن المدغم ارتفاعة واحدة صار بمنزلة حرف متحرك فكان الساكن الأول قد ولى متحركا انتهى و قرأ الباقون بتخفيفها بحذف التاء مخففا و ما استطاعوا المجمع على إظهاره.

و قرأ دَكَّاءَ [الآية: 98] بالمد و الهمز ممنوع الصرف عاصم و حمزة و الكسائي و خلف و الباقون بتنوين الكاف بلا همز (3) دككته قال في البحر و الظاهر أن جعله بمعنى صيره فدكا مفعول ثان و مر بالأعراف و عن ابن محيصن (أ فحسب) بسكون السين أي إفكا فيهم و رفع الباء على الابتداء و أن يتخذوا خبره و المعنى أن ذلك لا يكفيهم و لا ينفعهم عند اللّه و الجمهور بكسر السين و فتح الباء فعلا ماضيا و أن يتخذوا ساد مسد المفعولين و الاستفهام للإنكار (و فتح) ياء الإضافة من (دوني أولياء) نافع و أبو عمرو و أبو جعفر].

ص: 373


1- أي: (آتوني). [أ].
2- أي: (اسطاعوا). [أ].
3- أي: (دكّا). [أ].

و سهل الثانية كالياء من أولياء أن نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و رويس و أدغم لام (هل ننبئكم) الكسائي و تقدم إمالة (الدنيا) لحمزة و الكسائي و خلف و تقليلها للأزرق و أبي عمرو بخلفهما و عن الدوري عن أبي عمرو و تمحيضها أيضا من طريق ابن فرح و صححه في النشر.

و قرأ يَحْسَبُونَ بفتح السين على الأصل ابن عامر و عاصم و حمزة و أبو جعفر و الباقون بكسرها و أبدل همز (هزوا) واوا خالصة في الحالين حفص و أسكن حمزة و خلف الزاي و يوقف عليها حمزة كما مر بوجهين النقل عن القياس و الإبدال واوا مفتوحة على وجه الرسم.

و اختلف في أَنْ تَنْفَدَ [الآية: 6] فحمزة و الكسائي و خلف بالياء المثناة تحت على التذكير وافقهم الأعمش و الباقون بالتاء من فوق و وجههما بين لأن التأنيث مجازي (و عن) ابن محيصن و المطوعي (بمثله مدادا) بكسر الميم و ألف بين الدالين و نصبه على التمييز أو على المصدر كما نقل عن الرازي بمعنى و لو أمددناه بمثله إمدادا ثم ناب المدد مناب الإمداد مثل أنبتكم من الأرض نباتا و يوقف لحمزة على (ربه أحدا) بالتحقيق مع عدم السكت و بالسكت على الياء قبل الهمزة و بالإدغام فقط فهي ثلاثة و هو متوسط بغيره المنفصل و أما النقل بلا إدغام فلم يأخذ به صاحب النشر قال لأن الياء زائدة لمجرد الصلة أي بخلاف نحو في أنفسكم ففيه النقل أيضا كما مر في بابه.

المرسوم نافع كبقية الرسوم على حذف ألف تزور لتحتمل القراءتين و كذا زكية و لتخذت و لكلمت ربي و أن تنفد كلمت ربي و اتفقوا على إثبات ألف كتاب ربك و على رسلا كلتا الجنتين بالألف و في بعض المصاحف تذروه الرياح بألف و في بعضها بحذفها و كذلك خرجا هنا و تسألهم خرجا بالمؤمنين و اتفقوا على إثبات فخراج ربك بالمؤمنين و في المدني فلا تصاحبني بلا ألف و كتبوا ردما أتوني و قال أتوني بألف و تاء من غير ألف ثانية و كتبوا لأجدن خيرا منها بغير ميم بعد الهاء في الكوفي و البصري و بميم في المدني و المكي و الشامي و كتبوا فإن اتبعتني فلا تسألني بالياء و مكنني بنونين في المكي و كتبوا مويلا بياء بعد الواو و كتب في الكوفي و البصري فله جزاوا بواو و ألف. المقطوع و الموصول اتفقوا على وصل ألن نجعل هنا ألن نجمع بالقيامة و اتفقوا على قطع لام الجر في مال هذا الكتاب كالنساء و الفرقان و سأل. ياءات الإضافة تسع رَبِّي أَعْلَمُ [الآية: 22]، بِرَبِّي أَحَداً [الآية: 38]، فَعَسى رَبِّي أَنْ [الآية: 40]، سَتَجِدُنِي إِنْ [الآية: 69] مَعِيَ صَبْراً [الآية: 67، 72، 75]، ثلاثة دُونِي أَوْلِياءَ [الآية: 102]، و الزوائد ست الْمُهْتَدِ [الآية: 17]، أَنْ يَهْدِيَنِ [الآية: 24]، أَنْ يُؤْتِيَنِ [الآية: 66]، و أَنْ تُعَلِّمَنِ [الآية: 66]، إِنْ تَرَنِ [الآية: 39]، ما كُنَّا نَبْغِ [الآية: 64]، و أما تَسْئَلْنِي [الآية: 70] فليست من الزوائد.

ص: 374

سورة مريم عليها الصلاة و السلام

سورة مريم عليها الصلاة و السلام

مكية (1) قيل إلا آية السجدة فمدنية و آيها تسعون و ثمان عراقي و شامي و مدني أول تسع مكي و مدني أخير خلافها ثلاث كهيعص كوفي و ترك له الرحمن مدا في الكتاب إبراهيم مكي و مدني أخير مشبه الفاصلة أربعة الرأس شيبا و قرى عينا للرحمن صوما اهتدوا هدى. القراءات أمال الهاء و الياء من (كهيعص) أبو بكر و الكسائي و قللهما قالون و الأزرق بخلف عنهما تقدم تفصيله في بابها و أما الأصبهاني فالمشهور عنه الفتح قولا واحدا و القليل عنه من انفرادات الهذلي و قرأ أبو عمرو بإمالة الهاء محضة و أما الياء فالمشهور عنه فتحها من روايتيه و هو المراد بقول الطيبة و الخلف يعني في الياء قل لثالث و قد روي عنه إمالتها من طريق ابن فرح عن الدوري و أما السوسي فقد وردت عنه عن غير طرق كتابنا التي هي طرق النشر و ما في التيسير من أنه قرأ بها للسوسي على فارس بن أحمد ليس من طريق أبي عمران التي هي طريق التيسير و العذر للشاطبي في اتباعه كما بينه في النشر و قرأ ابن عامر و حمزة و خلف بفتح الهاء و إمالة الياء محضة بخلف عن هشام في إمالة الياء و المشهور عنه إمالتها و هو الذي قطع به ابن مجاهد و الهذلي و الداني من جميع طرقه و الباقون و هم ابن كثير و حفص و أبو جعفر و يعقوب بفتحهما مهمة تقدم التنبيه على أن أبا عمرو لم يمل كبرى غير الراء إلا الناس المجرور و من كان في هذه أعمى و الياء من فاتحتي مريم و طه و سكن أبو جعفر على حروف هجائها و أظهر دال صاد عند ذال ذر نافع و ابن كثير و عاصم و أبو جعفر و يعقوب و أدغمها الباقون و مر آخر الإدغام الكبير أن المشهور إخفاء نون عين عند الصاد و بعضهم يظهرها لكونها حروفا مقطوعة و يجوز في عين المد لأجل الساكن و التوسط لفتح ما قبل الياء و هو الثاني في الشاطبية و القصر إجراءها مجرى الحرف الصحيح و الثلاثة في الطيبة و عن الحسن ضم الهاء من كهيعص و في البحر و الدر عنه ضم كاف كأنه جعلها معربة و منعها الصرف للعلمية و التأنيث قال الداني معنى الضم في الهاء إشباع التفخيم و ليس المراد بالضم الذي يوجب القلب و الجمهور على تسكين أواخر هذه الحروف المنقطعة و وقف على (رحمت) بالهاء ابن

ص: 375


1- انظر الإتقان للإمام السيوطي: (2/ 1262). [أ].

كثير و أبو عمرو و الكسائي و يعقوب و سهل الثانية من (زكريا إذ) نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و رويس.

و قرأ زَكَرِيَّا [الآية: 2] بالقصر بلا همز حفص و حمزة و الكسائي و خلف (1) و أمال (نادى) حمزة و الكسائي و خلف و قللهما الأزرق بخلفه.

و قرأ أبو جعفر بإخفاء تنوين (نداء) عند خاء (خفيّا) (و فتح) ياء الإضافة (من ورائي و كانت) ابن كثير.

و اختلف في يَرِثُنِي وَ يَرِثُ [الآية: 6] فأبو عمرو و الكسائي بجزمهما (2) فالأول على جواب الدعاء أو جواب شرط مقدر و الثاني عطف عليه وافقهما اليزيدي و الشنبوذي و الباقون بالرفع فيهما الأول صفة لوليا أي وارثا و الثاني عطف عليه و قرأ (يا زكريا إنا) بتسهيل الثاني كالياء و بإبدالها واوا مكسورة نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و رويس و أما تسهيلها كالواو فتقدم منعه عن النشر و قرأ ابن عامر و أبو بكر و روح تحقيق و الباقون زكريا بالقصر كما مر و قرأ (نبشرك) بالتخفيف حمزة.

و أمال أَنَّى يَكُونُ [الآية: 8] معا حمزة و الكسائي و خلف و قللهما الأزرق و الدوري عن أبي عمرو بخلفهما.

و اختلف في عِتِيًّا [الآية: 8، 9] و جِثِيًّا [الآية: 68، 72] و صِلِيًّا [الآية: 70] و بُكِيًّا [الآية: 58] فحمزة و الكسائي بكسر أوائل الأربعة وافقهم الأعمش و قرأ حفص كذلك إلا في بكيا جمعا بين اللغتين و الباقون بضمها على الأصل (و عن) الحسن (على هين) بكسر ياء المتكلم و هو شبيه بقراءة حمزة مصرخي.

و اختلف في وَ قَدْ خَلَقْتُكَ [الآية: 9] فحمزة و الكسائي بنون مفتوحة و ألف (3) على لفظ الجمع وافقهم الأعمش و الباقون بالتاء المضمومة بلا ألف على التوحيد (و فتح) ياء الإضافة من (لي آية) نافع و أبو عمرو و أبو جعفر.

و أمال (مِنَ الْمِحْرابِ) ابن ذكوان و رقق الراء منه الأزرق و عن الحسن بَرًّا في الحرفين بكسر الباء أي ذا بر أو على المبالغة (و فتح) ياء (إني أعوذ) نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر.

و اختلف في لِأَهَبَ لَكِ [الآية: 19] فقالون بخلف عنه من طريقيه كما هو صريح النشر و ورش و أبو عمرو و يعقوب بالياء بعد اللام و الضمير للرب أي ليهب لك الذي استعذت به منى لأنه الواهب على الحقيقة وافقهم الحسن و اليزيدي و الباقون بالهمز و الضمير للمتكلم (4) و هو الملك أسنده لنفسه على طريق المجاز و يحتمل أن يكون محكيا].

ص: 376


1- الباقون: (زكريّاء). [أ].
2- أي: (يرثني، و يرث من ...). [أ].
3- أي: (خلقناك). [أ].
4- أي: (لأهب). [أ].

بقول محذوف أي قال لأهب (و عن) الحسن (فأجاءها) بغير همز بعد الجيم و إمالة الألف و مد الجيم عن الأعمش وحده كما مر (و) قرأ (مت) بكسر الميم نافع و حفص و حمزة و الكسائي و خلف و مر بآل عمران.

و اختلف في نَسِيا [الآية: 23] فحفص و حمزة بفتح النون و الباقون بكسرها لغتان كالوتر و الوتر و الكسر أرجح و معناه الشي ء المتروك.

و أمال فَناداها حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه.

و اختلف في مِنْ تَحْتِهَا [الآية: 24] فنافع و حفص و حمزة و الكسائي و أبو جعفر و روح و خلف بكسر الميم و جر (تحتها) و الفاعل مضمر قيل جبريل و قيل عيسى و معنى كون جبريل تحتها أي في مكان أسفل منها لأنه كان تحت أكمة و الجار متعلق بالنداء وافقهم ابن محيصن بخلفه و الحسن و الأعمش و الباقون بفتح الميم و نصب (1) (تحتها) فمن موصولة و الظرف صلتها (و أدغم) دال (قد جعل) أبو عمرو و هشام و حمزة و الكسائي و خلف.

و اختلف في تُساقِطْ [الآية: 25] فحمزة بفتح التاء من فوق على التأنيث و القاف و تخفيف السين (2) و الأصل يتساقط فحذف إحدى التاءين تخفيفا وافقه الأعمش و قرأ حفص بضم التاء من فوق و تخفيف السين و كسر القاف مضارع ساقطت متعد و رطبا مفعوله أو بقدر تساقط ثمرها فرطبا تمييز وافقه الحسن و قرأ أبو بكر من طريق العليمي و الخياط عن شعيب عن يحيى عنه و كذا يعقوب بالياء من تحت مفتوحة على التذكير و تشديد السين و فتح القاف (3) و الفعل عليه مسند إلى الجذع و الباقون بفتح التاء من فوق و تشديد السين و فتح القاف (4) أدغموا التاء الثانية في السين و الفعل على هذه و الأولى لازم و فاعله مضمر أي تساقط النخلة أو ثمرتها و رطبا تمييز أو حال و هي رواية سائر أصحاب يحيى عنه عن أبي بكر و أدغم دال (لقد جئت) أبو عمرو و هشام و حمزة و الكسائي و خلف و تقدم خلاف أبي عمرو في إدغام التاء من جئت في الشين و كذا يعقوب و يوقف على (أمرأ) و نحوه مما همزته مفتوحة بعد فتح لحمزة و هشام بخلفه بإبدالها ألفا فقط.

و أمال (آتاني)، و (أوصاني) الكسائي وحده و قللهما الأزرق بخلفه و تقدم غير مرة حكم تثليث همزة آتاني للأزرق مع التقليل و الفتح و سكن ياء الإضافة من (آتاني الكتاب) حمزة و فتحها الباقون.

و قرأ (نبيئا) بالهمز نافع.

و اختلف في قَوْلَ الْحَقِّ [الآية: 34] فابن عامر و عاصم و يعقوب بنصب اللام ].

ص: 377


1- أي: (من تحتها). [أ].
2- أي: (تساقط). [أ].
3- أي: (يسّاقط). [أ].
4- أي: (تسّاقط). [أ].

على أنه مصدر مؤكد لمضمون الجملة أي هذا الإخبار عن عيسى أنه ابن مريم ثابت صدق ليس منسوبا لغيرها أي أقول قول الحق فالحق الصدق و هو من إضافة الموصوف إلى صفته أي القول الحق أو على المدح إن أريد بالحق الباري تعالى و الموصوف صفة للقول مراد به عيسى و سمي قولا كما سمي كلمة لأنه عنها نشأ و قيل بإضمار أعني و قيل على الحال من عيسى وافقهم الحسن و الشنبوذي و الباقون بالرفع خبره مبتدأ محذوف أي هو أي نسبته إلى أمه فقط قول الحق أو بدل من عيسى و ابن مريم نعت أو بدل أو بيان أو خبر ثان (و عن) المطوعي فيه (تمترون) بتاء الخطاب و الجمهور بياء الغيب.

و قرأ كُنْ فَيَكُونُ [الآية: 35] بالنصب ابن عامر.

و اختلف في وَ إِنَّ اللَّهَ رَبِّي [الآية: 36] فنافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و رويس بفتح الهمزة على حذف حرف الجر اللام متعلقا بما بعده و المعنى لوحدانيته أطيعوه أو عطفا على الصلاة أي بالصلاة و بأن اللّه. وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و الحسن و الباقون بكسرها على الاستئناف.

و قرأ صِراطٌ [الآية: 36] بالسين (1) قنبل من طريق ابن مجاهد و رويس و أشم الصاد زاء خلف عن حمزة.

و قرأ يُرْجَعُونَ [الآية: 40] بالياء من تحت مبنيا للفاعل يعقوب و الباقون بالياء من تحت أيضا مبنيا للمفعول و مر بالبقرة (كقراءة) (إبراهام) بالألف في الثلاثة لهشام و ابن ذكوان بخلفه.

و قرأ (يا أبت) بفتح التاء ابن عامر و أبو جعفر و وقف عليها بالهاء ابن كثير و ابن عامر و أبو جعفر و يعقوب (و فتح) ياء الإضافة من (إني أخاف) نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و فتح لام مُخْلَصاً عاصم و حمزة و الكسائي و خلف و سهل همز (إسرائيل) أبو جعفر مع المد و القصر و مر خلف الأزرق في مد البدل فيها مع وقف حمزة عليها و عن الحسن أَضاعُوا الصَّلاةَ بالجمع و نصب التاء بالكسرة.

و قرأ يَدْخُلُونَ [الآية: 60] بضم الياء و فتح الخاء مبنيا للمفعول ابن كثير و أبو عمرو و أبو بكر و أبو جعفر و يعقوب و سبق بالنساء و عن الحسن جَنَّاتِ عَدْنٍ بالتوحيد و الرفع و عن المطوعي كذلك إلا أنه نصب التاء و عن الشنبوذي بالألف على الجمع مع رفع التاء على أنه خبر لمضمر أي تلك أو هي أو على أنه مبتدأ و التي وعد خبره و الجمهور بالجمع و النصب بدل من الجنة.

و اختلف في نُورِثُ [الآية: 63] فرويس بفتح الواو و تشديد الراء (2) من ورث مضعفا وافقه الحسن و المطوعي و الباقون بسكون الواو و تخفيف الراء مضارع أورث ].

ص: 378


1- أي: (سراط). [أ].
2- أي: (نورّث). [أ].

و أدغم لام (هل تعلم) حمزة و الكسائي و هشام على ما صوبه عنه في النشر.

و قرأ أَ إِذا ما مِتُّ [الآية: 66] بهمزة واحدة على الخبر ابن ذكوان من طريق الصوري و عليه جمهور العراقيين من طريقه و ابن الأحزم عن الأخفش عنه من التبصرة و غيرها وفاقا لجمهور المغاربة و هو أحد الوجهين في الشاطبية و غيرها و رواه النقاش عن الأخفش عنه بهمزتين على الاستفهام و به قرأ الباقون و هم على أصولهم فقالون و أبو عمرو و أبو جعفر بتسهيل الثانية مع المد و ورش و ابن كثير و رويس بالتسهيل و القصر و هشام في أحد وجهيه و ابن ذكوان من طريق النقاش و عاصم و حمزة و الكسائي و روح و خلف بالتحقيق و القصر و الثاني لهشام التحقيق مع المد و روى كثيرون المد هنا عن هشام من طريق الحلواني بلا خلف هو أحد السبعة.

و قرأ مِتَّ [الآية: 66] بكسر الميم نافع و حفص و حمزة و الكسائي و خلف.

و قرأ أَ وَ لا يَذْكُرُ [الآية: 67] بتخفيف الذال و الكاف المضمومة نافع و ابن عامر و عاصم مضارع ذكر و الباقون بالتشديد مع فتح الكاف (1) مضارع تذكر و الأصل يتذكر أدغمت التاء في الذال و سبق بالإسراء و مر قريبا و كسر (جثيا) لحفص و حمزة و الكسائي.

و قرأ ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ [الآية: 72] بالتخفيف من أنجى الكسائي و يعقوب (2) كما مر بالأنعام و عن ابن محيصن (يتلى) بالياء من تحت على التذكير و الجمهور بالتاء على التأنيث.

و اختلف في مَقاماً [الآية: 73] فابن كثير بضم الميم وافقه ابن محيصن مصدر أقام أو اسم مكان منه أي خير إقامة أو مكان إقامة و الباقون بفتحها مصدر قام أو اسم مكانه و نصبه على التمييز.

و قرأ أَثاثاً وَ رِءْياً [الآية: 74] بتشديد الياء بلا همز قالون و ابن ذكوان و أبو جعفر فيحتمل أن يكون مهموز الأصل إشارة إلى حسن البشرة كأنه قال و نضارة فسهلت الهمز بإبدالها ياء ثم أدغمت الياء في الياء و يحتمل أن يكون من الري مصدر روى يروي ريا إذا امتلأ من الماء لأن الريان له من الحسن و النضارة ما يستحسن و الباقون بالهمز (3) من رؤية العين فعل بمعنى مفعول إذ هو حسن المنظر (و وقف) عليه حمزة بالبدل ياء مع الإظهار اعتبارا بالأصل و بالإدغام و رجح الأول صاحب الكافي و غيره و رجح الثاني الداني في الجامع قال لأنه جاء منصوصا عن حمزة و لموافقته الرسم و أطلق في التيسير الوجهين على السواء و تبعه الشاطبي و حكي ثالث و هو التحقيق لما قيل من صعوبة الإظهار و إيهام الإدغام إنها مادة أخرى و هو الري بمعنى الامتلاء قال في النشر و لا يؤخذ به لمخالفته ].

ص: 379


1- أي: (يذّكّر). [أ].
2- الباقون: (ينجّي). [أ].
3- أي: (رئيا). [أ].

النص و الأداء و حكي رابع و هو الحذف فيقف بياء واحدة مخففة على الرسم و لا يصح و لا يحل كما في النشر قال و اتباع الرسم متحد مع الإدغام فالمقروء به الوجهان الأولان فقط و قرأ (أ فرأيت) بتسهيل الثانية نافع و أبو جعفر و للأزرق أيضا إبدالها ألفا خالصة مع المد للساكنين و حذفها الكسائي و حققها الباقون و مر بالأنعام و يوقف عليه لحمزة ببين بين.

و اختلف في وَلَداً [الآية: 77] هنا و هو أربعة: مالا و ولدا، و قالوا اتخذ الرحمن ولدا، أن دعوا للرحمن ولدا، و ما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا [الآية: 88، 91، 92] و في الزخرف إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ [الآية: 81] فحمزة و الكسائي بضم الواو و سكون اللام (1) في الأربعة جمع ولد كأسد و أسد و الباقون بفتح الواو و اللام فيهن اسم مفرد قائم مقام الجمع و قيل هما لغتان بمعنى كالعرب و العرب و يذكر حرف نوح في موضعه إن شاء اللّه تعالى (و يوقف) لحمزة على (توزهم) بالتسهيل بين بين فقط و أما إبدالها واوا مضمومة للرسم فلا يصح و عن الحسن (يحشر المتقون) بضم الياء من تحت و فتح الشين مبنيا للمفعول و المتقون بالرفع بالواو نيابة عن الفاعل و كذا (و يساق المجرمون) و أدغم دال (لقد جئتم) أبو عمرو و هشام و حمزة و الكسائي و خلف (و أبدل) الهمزة الساكنة من جئتم أبو عمر بخلفه و أبو جعفر كوقف حمزة و حققها ورش من طريقيه كالباقين.

و اختلف في تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ [الآية: 90] هنا فنافع و الكسائي يكاد بالياء من تحت على التذكير يتفطرن بفتح الياء من تحت و التاء من فوق و الطاء مشددة (2) من فطره إذا شققه مرة بعد أخرى و قرأ ابن كثير و حفص و أبو جعفر كذلك لكن بالتاء من فوق في تكاد وافقهم ابن محيصن و الحسن و المطوعي.

و قرأ أبو عمرو و ابن عامر و شعبة و حمزة و يعقوب و خلف تكاد كذلك بالتأنيث يَتَفَطَّرْنَ بالياء و نون ساكنة و كسر الطاء مخففة من فطره شقه وافقهم اليزيدي و الشنبوذي و يأتي موضع الشورى في محله إن شاء اللّه تعالى.

و قرأ لِتُبَشِّرَ بِهِ [الآية: 97] بالتخفيف حمزة (3) سبق بآل عمران و أدغم لام هَلْ تُحِسُّ حمزة و الكسائي و هشام و صوبه عنه في النشر و عليه الجمهور.

المرسوم كتبوا خلقتك من قبل بغير ألف قبل الكاف في الكل نافع كبقية الرسوم تسقط بحذف الألف و كتبوا لأهب لك بلام و ألف في الإمام كغيره و كتب أيهم الياء متصلة بالهاء (هاء التأنيث) ذكر رحمت ربك بالتاء يا أبت بالتاء أيضا. ياءات الإضافة ست وَرائِي وَ كانَتِ [الآية: 5]، لِي آيَةً [الآية: 10]، وَ إِنِّي أَخافُ [الآية: 45]، إِنِّي [الآية: 43] آتانِيَ الْكِتابَ [الآية: 30] رَبِّي إِنَّهُ [الآية: 47]، و ليس فيها زائدة.].

ص: 380


1- أي: (ولدا). [أ].
2- أي: (يكاد، يتفطّرن). [أ].
3- أي: (لتبشر). [أ].

سورة طه

سورة طه

مكية (1) و آيها مائة و ثلاثون و آيتان بصري و أربع حجازي و خمس كوفي و ثمان حمصي و أربعون دمشقي اختلافها أربع و عشرون آية طه كوفي و مثلها ما غشيهم. و إذ رأيتهم ضلوا.

و ترك مني هدى. و زهرة الحياة الدنيا غيره و الحمصي في اليم ضنكا. نسبحك كثيرا و نذكرك كثيرا غيره بصري محبة مني حجازي و دمشقي و لا تحزن شامي و مثلها في أهل مدين و معنى بني إسرائيل. و لقد أوحينا إلى موسى. فتونا بصري و شامي و اصطنعتك لنفسي كوفي و شامي و غضبان أسفا مكي و مدني أول و مثلها و إله موسى فنسي غيرهما وعدا حسنا إليهم قولا مدني أخير قيل رشامي ألقى السامري غيره قاعا صفصفا عراقي و شامي مشبه الفاصلة تسعة فاعبدوني بآياتي. ما أنت قاض: عليكم غضبي ثم ائتوا صفا. و بينك موعدا و لا برأسي. لا مساس منها جميعا (الممال منها) أعني رءوس الآي من أولها إلى طغى قال رب إلا و أقم الصلاة لذكرى ثم من يا موسى إلى لنرضى إلا عيني و ذكري و ما غشيهم ثم موسى من حتى يرجع إلينا موسى ثم من إلا إبليس أبى إلى آخرها إلا بصيرا فائدة شتى غير منون و يمال و أمتا منون و لا يمال كهمسا و ضحى منون و يمال و علة ذلك ان شتى و ضحى ألفهما للتأنيث بخلاف أمتا و همسا فألفهما بدل عن التنوين. القراءات أمال الطاء و الهاء من (طه) أبو بكر و حمزة و الكسائي و خلف و أمال الهاء فقط محضة أيضا أبو عمرو و للأزرق فيها وجهان الأول تمحيضها كأبي عمرو و عليه الجمهور و هو الذي في الشاطبية كأصلها و لم يمل محضة من هذه الطرق إلا هذه و الثاني التقليل و فتحهما الباقون لكن في كامل الهذلي تقليل الطاء عن قالون و الأزرق و لم يعول عليه في الطيبة و سكت أبو جعفر على الطاء و الهاء و عن الحسن سكون الهاء من غير ألف بعد الطاء على أن الأصل طأ بالهمز أمر من وطئ يطأ ثم أبدل الهمزة هاء كإبدالهم لها في هرقت و نحوه و نقل (القران) ابن كثير.

و أمال لِتَشْقى حمزة و الكسائي، و خلف، و كذا جميع فواصل هذه السورة على ما تقدم كالنجم و غيرها من السور المتقدم ذكرها و قرأ الأزرق بالتقليل سواء كان من ذوات الواو أو الياء إلا ما سيجي ء من نحو ضحيها و تلاها و سواها مما فيه هاء فله فيه الفتح مع التقليل و به يصرح قول الطيبة:

ص: 381


1- انظر الإتقان في علوم القرآن للإمام السيوطي: (2/ 1265). [أ].

و قلل الرا و رءوس الآي خلف و ما به ها غير ذي الرا يختلف

و أما أبو عمرو فله فيها التقليل و الفتح واويا كان أو يائيا إلا ذوات الراء فالإمالة المحضة وجها واحدا كما مر لكن تقدم في باب الإمالة أن التقليل عن أبي عمرو في رءوس الآي أكثر منه في فعلى و الفتح عنه في فعلى أكثر منه في رءوس الآي.

تنبيه:

طه ليست فاصلة عند المدني و البصري و قد أمالها الأزرق و أبو عمرو باعتبار كونها حرف هجاء و لذا محضاها و زهرة الحيوة الدنيا و مني هدى ليستا فاصلتين عند الكوفي و قد أمالهما حمزة و الكسائي و من معهما باعتبار فعلى و الياء و أما إمالة (رأى) فتقدم الكلام عليها في بابها و الأنعام و غيرها مفصلا و قرأ (لأهله امكثوا) هنا و القصص بضم هاء الضمير حمزة و كسر الباقون و فتح ياء الإضافة من (إني آنست) نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و فتحها من لَعَلِّي آتِيكُمْ نافع و ابن كثير و أبو عمرو و ابن عامر و أبو جعفر.

و اختلف في إِنِّي أَنَا رَبُّكَ [الآية: 12] فابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر بفتح الهمزة من إِنِّي على تقدير الباء أي بأني وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و الباقون بالكسر على إضمار القول أو تأويل نودي بقيل (و فتح) ياء الإضافة من إني أنا نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و وقف يعقوب على (بالواد) بالياء.

و اختلف في طُوىً [الآية: 12] هنا و النازعات [الآية: 16] فابن عامر و عاصم و حمزة و الكسائي و خلف بضم الطاء مع التنوين فيهما مصروفا لأنه أول بالمكان وافقهم ابن محيصن و عن الحسن و الأعمش كسر الطاء مع التنوين و هو رأس آية إمالة وقفا حمزة و الكسائي و خلف و قرأ الباقون بالضم بلا تنوين على عدم صرفه للتأنيث باعتبار البقعة و التعريف أو للعجمة و العلمية و قلله الأزرق و بالصغرى مع الفتح أبو عمرو و اختلف في (و أنا اخترتك) فحمزة و أنا بفتح الهمزة و تشديد النون اخترناك بنون مفتوحة و بعدها ألف ضمير المتكلم المعظم نفسه وافقه الأعمش و الباقون بتخفيف نون أنا مع فتح الهمزة أيضا اخترتك بالتاء مضمومة من غير ألف على لفظ الواحد حملا على ما قبله و فتح ياء الإضافة من (إنني أنا) نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و فتحها من (لذكري إن) نافع و أبو عمرو و أبو جعفر و يوقف لحمزة و هشام بخلفه على أَتَوَكَّؤُا بإبدال الهمزة ألفا على القياسي و بتخفيفها بحركة نفسها فتبدل واو مضمومة ثم تسكن للوقف و يتحد معه اتباع الرسم و تجوز الإشارة بالروم و الإشمام فهذه أربعة و الخامس التسهيل كالواو مع الروم كما مر في تفتؤا بيوسف و فتح ياء الإضافة من (لي فيها) الأزرق و حفص و أمال (الكبرى اذهب) وصلا السوسي بخلفه و أماله وقفا أبو عمرو و ابن ذكوان بخلفه و حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق و تقدم عن الحسن فتح ياء (لي صدري) (و فتح) ياء الإضافة من (لي أمري) نافع و أبو عمرو و أبو جعفر.

ص: 382

و اختلف في أَخِي اشْدُدْ [الآية: 31] و في أَشْرِكْهُ [الآية: 32] فابن عامر و ابن وردان فيما رواه النهرواني عن أصحابه عن شبيب عن الفضل و كذا الهذلي عن الفضل من جميع طرقه عن ابن وردان بقطع همزة أشدد مع فتحها لأنه من فعل ثلاثي و همزة المضارع قطع و حكمها أن تثبت في الحالين مفتوحة و جزم الفعل جوابا للدعاء و أشركه بضم الهمزة مع القطع لأنه فعل مضارع من رباعي و جزم بالعطف على ما قبله وافقهما الحسن و الباقون بوصل همزة أشدد و ضمها في الابتداء و فتح همزة أشركه على جعلهما أمرين بمعنى الدعاء من موسى عليه السّلام بشد الأزر و تشريك هارون عليه السلام في النبوة أو تدبير الأمر و همزة الأمر من شد وصل تضم في الابتداء لضم العين من الفعل و هو الذي رواه باقي أصحاب ابن وردان عنه و فتح الياء من (أخي) ابن كثير و أبو عمرو قال في النشر و مقتضى أصل أبي جعفر فتحها لمن قطع الهمزة عنه و لكني لم أجده منصوصا انتهى و أبدل همزة سُؤْلَكَ الأصبهاني و أبو عمرو بخلفه و أبو جعفر و تقدم عن رويس إدغام نُسَبِّحَكَ كَثِيراً، و نَذْكُرَكَ كَثِيراً، إِنَّكِ كُنْتِ [الآية: 33، 34، 35] و في المصباح عن يعقوب بكماله كأبي عمرو.

و اختلف في وَ لِتُصْنَعَ عَلى [الآية: 39] فأبو جعفر بسكون اللام و جزم العين على أن اللام للأمر و الفعل مجزوم بها فيجب عنده الإدغام و قول الأصل فعل أمر فيه تجوز و سبق لرويس و ليعقوب بكماله عن بعضهم كأبي عمرو إدغام العين و الباقون بكسر اللام و نصب الفعل بأن مضمرة بعد لام كي أي لتربي و يحسن إليك قال النخاس عطف على علة محذوفة أي ليتلطف بك و لتصنع الخ (و فتح) ياء الإضافة من (عيني إذ) نافع و أبو عمرو و أبو جعفر و أدغم تاء (لبثت) أبو عمرو و ابن عامر و حمزة و الكسائي و أبو جعفر و أثبت في الأصل هنا لابن ذكوان و فيه نظر و لعله اشتباه بأورثتموها و فتح يائى الإضافة من (لنفسي اذهب) و من (ذكرى اذهبا) نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و عن ابن محيصن (أن يفرط) بضم حرف المضارعة و فتح الراء (و أدغم) دال (قد جئناك) أبو عمرو و هشام و حمزة و الكسائي و خلف و أمال (أعطى) حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه و كذا موضع النجم و الليل (و عن) المطوعي كُلَّ شَيْ ءٍ خَلْقَهُ بفتح اللام فعلا ماضيا و عن ابن محيصن لا يَضِلُّ رَبِّي بضم الياء أي لا يضل ربي الكتاب أي لا يضيعه فربي فاعل و الجمهور بالفتح أي لا يضل عن معرفته الأشياء.

و اختلف في الْأَرْضَ مِهاداً [الآية: 53] هنا و الزخرف [الآية: 10] فعاصم و حمزة و الكسائي و خلف بفتح الميم و إسكان الهاء بلا ألف فيهما (1) وافقهم الأعمش و الباقون بكسر الميم و فتح الهاء و ألف بعدها فيهما و هما مصدران بمعنى يقال مهدته مهدا و مهادا أو الأول الفعل و الثاني الاسم، أو (مهادا) جمع (مهد) نحو: (كعب، و كعاب).].

ص: 383


1- أي: (مهدا). [أ].

و اتفقوا على موضع النبأ أنه بالكسر مع ألف مناسبة لرءوس الآي بعده.

و اختلف في لا نُخْلِفُهُ [الآية: 58] فأبو جعفر بإسكان الفاء جزما على جواب الأمر و يلزم من ذلك منع الصلة له و الباقون بالرفع على الصفة لموعد أو يلزم منه الصلة له منهم.

و اختلف في سُوىً [الآية: 58] فابن عامر و عاصم و حمزة و يعقوب و خلف بضم السين و التنوين وافقهم الأعمش و أماله في الوقف أبو بكر من طرق المصريين و المغاربة قاطبة و حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق و بالتقليل و الفتح: أبو عمرو، و أكثر النقلة عن أبي بكر على الفتح، و صحح الوجهين عنه في النشر و عن الحسن ضم السين بلا تنوين أجرى الوصل مجرى الوقف، و لا يقال منع صرفه للعدل كعمر لأن ذلك في الأعلام أما الصفات كحطم و لبد فمصروفة قاله في الدر كالبحر و الباقون بكسر السين مع التنوين و هما لغتان بمعنى واحد و عن الحسن و المطوعي: (يوم الزينة) بنصب يوم أي كائن يوم الزينة نحو السفر غدا و الجمهور على الرفع خبرا لموعدكم فإن جعل موعدكم زمانا لم يحتج إلى تقدير مضاف أي زمان الوعد يوم الزينة و إن جعل مصدرا فعلى حذف مضاف أي وعدكم وعد يوم الزينة.

و اختلف في فَيُسْحِتَكُمْ [الآية: 61] فحفص و حمزة و الكسائي و رويس و خلف بضم الياء و كسر الحاء من أسحت رباعيا لغة نجد و تميم وافقهم الأعمش و الباقون بفتح الياء و الحاء من سحته ثلاثيا لغة الحجاز.

و أمال خاب حمزة و هشام من طريق الداجوني فيما رواه عنه في الروضة، و التجريد، و غيرهما، و ابن ذكوان من طريق الصوري.

و اختلف في إِنْ هذانِ لَساحِرانِ [الآية: 63] فنافع و ابن عامر و أبو بكر و حمزة و الكسائي و أبو جعفر و يعقوب و خلف بتشديد إنّ و هذان بالألف و تخفيف النون وافقهم الشنبوذي و الحسن و فيها أوجه أحدها أن إن بمعنى نعم و هذان مبتدأ و لساحران خبره الثاني اسمها ضمير الشأن محذوف و جملة هذان لساحران خبرها الثالث أن هذان اسمها على لغة من أجرى المثنى بالألف دائما و اختاره أبو حيان و هو مذهب سيبويه و قرأ ابن كثير وحده بتخفيف إن و هذان بالألف مع تشديد النون و قرأ حفص كذلك إلا أنه خفف نون هذان وافقه ابن محيصن و هاتان القراءتان أوضح القراءات في هذه الآية معنى و لفظا و خطا و ذلك أن إن المخففة من الثقيلة أهملت و هذان مبتدأ و لساحران الخبر و اللام للفرق بين النافية و المخففة على رأي البصريين و قرأ أبو عمرو إن بتشديد النون و هذين بالياء مع تخفيف النون و هذه القراءة واضحة من حيث الإعراب و المعنى لأن هذين اسم أن نصب بالياء و لساحران خبرها و دخلت اللام للتأكيد لكن استشكلت من حيث خط المصحف و ذلك أن هذين رسم بغير ألف و لا ياء و لا يرد بهذا على أبي عمرو و كم جاء في الرسم

ص: 384

مما هو خارج عن القياس مع صحة القراءة به و تواترها و حيث ثبت تواتر القراءة فلا يلتفت لطعن الطاعن فيها وافقه اليزيدي و المطوعي.

و اختلف في فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ [الآية: 64] فأبو عمرو يوصل الهمزة و فتح الميم من جمع ضد فرق وافقه اليزيدي و الباقون بقطع الهمزة مفتوحة و كسر الميم من أجمع رباعيا أي أعزموا كيدكم و اجعلوه مجمعا عليه.

تنبيه تقدم أن التقليل عن أبي عمرو في رءوس الآي أكثر منه في فعلى فيتفرغ على ذلك ما لو قرئ له نحو: قالُوا يا مُوسى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ، و إِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقى [الآية: 65] فالفتح في يا موسى مع الفتح و التقليل في ألقى لكونه رأس آية التقليل في موسى مع التقليل في ألقى وجها واحدا بناء على ما ذكر و عن الحسن (و عصيهم) حيث جاء بضم العين و هو الأصل و الجمهور على كسرها اتباعا للصاد و كسر الصاد للياء و الأصل عضو و فاعل كما ترى بقلب الواوين ياءين و كسرت الصاد لتصح الياء و كسرت العين اتباعا.

و اختلف في يُخَيَّلُ [الآية: 66] فابن ذكوان و روح بالتاء من فوق على التأنيث على إسناده لضمير العصى و الحبال و أنها تسعى بدل اشتمال من ذلك الضمير وافقهما الحسن و الباقون بالياء من تحت على التذكير (1) لإسناده إلى أنها تسعى أي يخيل سعيها و لم يذكر ابن مجاهد كصاحبه ابن أبي هاشم هذا الحرف فتوهم بعضهم الخلاف لابن ذكوان فيه و ليس فيه خلاف كما نبه عليه صاحب النشر رحمه اللّه تعالى.

و اختلف في تَلْقَفُ [الآية: 69] فابن ذكوان بفتح اللام و تشديد القاف و رفع الفاء (2) على الاستئناف أي فإنها تلقف أو حال مقدرة من المفعول و قرأ حفص بإسكان اللام و الفاء مع تخفيف القاف من لقف يلقف كعلم يعلم و الباقون بالتشديد و الجزم على جواب الأمر و شدد تاءها وصلا البزي بخلف عنه.

و اختلف في كَيْدُ ساحِرٍ [الآية: 69] فحمزة و الكسائي و خلف بكسر السين و إسكان الحاء بلا ألف (3) أي كيد ذي سحر أوهم نفس السحر على المبالغة وافقهم الأعمش و الباقون بفتح السين و بالألف و كسر الحاء فاعل من سحر و أفرد من حيث أن فعلهم نوع واحد من السحر.

و قرأ آمَنْتُمْ [الآية: 71] بهمزة واحدة على الخبر الأصبهاني و قنبل من طريق ابن مجاهد و حفص و رويس و قرأ قالون و الأزرق و البزي و قنبل من طريق ابن شنبوذ و أبو عمرو و ابن ذكوان و هشام من طريق الحلواني و الداجوني من طريق زيد و أبو جعفر بهمزتين الأولى ].

ص: 385


1- أي: (يخيّل). [أ].
2- أي: (تلقّف). [أ].
3- أي: (سحر). [أ].

محققة و الثانية مسهلة ثم ألف و لم تبدل الثانية ألفا عن الأزرق و أما الثالثة فاتفقوا على إبدالها ألفا و قرأ هشام فيما رواه الداجوني من طريق الشذائي و أبو بكر و حمزة و الكسائي و روح و خلف بهمزتين محققتين و عن ابن محيصن و الحسن فَلَأُقَطِّعَنَّ و لَأُصَلِّبَنَّكُمْ بفتح الهمزة فيهما و سكون القاف و الصاد و فتح الطاء و تخفيفها مع قطع و صلب الثلاثي و اتفقوا على نصب الْحَياةِ الدُّنْيا على الظرفية لتقضي و مفعوله محذوف أي تقضي غرضك أو أمرك أو على أنه مفعوله به اتباعا و يدل له قراءة أبي حيوة (تقضي) بالبناء للمفعول الحياة بالرفع اتسع في الظرف فأجري مجرى المفعول به كما تقول صيم يوم الجمعة.

و قرأ يَأْتِهِ مُؤْمِناً [الآية: 75] بإسكان الهاء السوسي فيما رواه الداني من جميع طرقه و كذا صاحب الكافي و الشاطبية و سائر المغاربة و روى عنه الصلة ابن مهران و ابن سوار و غيرهما وفاقا لسائر العراقيين.

و اختلف (عن قالون و ابن وردان و رويس) في الاختلاس و الصلة فأما قالون فروى الاختلاس عنه صاحب التجريد و التذكرة و غيرهما و هي طريق صالح عن أبي نشيط و ابن أبي مهران عن الحلواني و روى عنه الإشباع صاحب الهداية و الكامل من جميع طرقهما و هي طريق الطبري و غلام الهراس عن ابن بويان و طريق جعفر عن الحلواني و أطلق الخلاف عنه في الشاطبية كأصلها و أما ابن وردان فروى الاختلاس عنه هبة اللّه بن جعفر و العلاف و الوراق و ابن مهران عن أصحابهم عن الفضل و روى عنه الإشباع النهرواني من جميع طرقه و الرازي و أما رويس فروى الاختلاس عنه العراقيون قاطبة و روى عنه الصلة طاهر بن غلبون و الداني من طريقه و سائر المغاربة و بذلك قرأ الباقون و عم ابن كثير و ورش و الدوري عن أبي عمرو و ابن عامر و عاصم و حمزة و الكسائي و خلف و ابن جماز و روح فيكون لكل من قالون و ابن وردان و رويس الاختلاس و الإشباع و للسوسي وجهان فقط الإسكان و الإشباع فما في الأصل هنا من ذكر الاختلاس للسوسي لعله سبق قلم و يوقف لحمزة و هشام (على جزؤا) من المرسوم بواو و ألف بعدها في الكوفي و البصري باثني عشر وجها مر بيانها بالأنعام في انبؤا ما كانوا.

و قرأ أَنْ أَسْرِ [الآية: 77] بهمزة وصل ساقطة درجا (1) ثابتة مكسورة ابتداء (2) نافع و ابن كثير و أبو جعفر و الباقون بهمزة قطع مفتوحة في الحالين كما مر بهود و عن الحسن (يبسا) بسكون الباء و الجمهور بفتحها مصدران أو بالإسكان المصدر و بالتحريك الاسم.

و اختلف في لا تَخافُ [الآية: 77] فحمزة بالقصر و الجزم (3) على أنه جواب الأمر أو مجزوم بلا الناهية (و لا تخشى) رفع على الاستئناف أو جزم بحذف الحركة تقديرا إجراء له مجرى الصحيح أو بحذف حرف العلة و هذه الألف إشباع لمناسبة].

ص: 386


1- أي: (أن اسر ...). [أ].
2- أي: (إسر ...). [أ].
3- أي: (لا تخف). [أ].

الفواصل وافقه الأعمش و الباقون بالمد و الرفع على الاستئناف فلا محل له أو محله نصب على الحال من فاعل اضرب أي اضرب غير خائف (و لا تخش) عطف عليه و عن المطوعي فغشاهم من اليم ما غشاهم [الآية: 78] بفتح الشين مشددة و ألف بعدها في الكلمتين أي غطاهم (و سهل) أبو جعفر همز (إسرائيل) مع المد، و القصر، و مر خلاف الأزرق فيها مع وقف حمزة عليها أوائل البقرة.

و اختلف في فَأَنْجَيْناكُمْ، و وَعَدْتُكُمْ، و رَزَقْناكُمْ [الآية: 80، 81] فحمزة و الكسائي و خلف بتاء المتكلم من غير ألف في الثلاثة مناسبة لقوله تعالى فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وافقهم الأعمش و الباقون: بنون العظمة مفتوحة و ألف بعدها فيهن (1)، و قرأ واعَدْناكُمْ بغير ألف أبو عمرو و أبو جعفر و يعقوب و مر بالبقرة.

و اختلف في فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَ مَنْ يَحْلِلْ [الآية: 81] فالكسائي بضم الحاء من فيحل و اللام (2) من يحلل من حل يحل إذا نزل و منه أو تحل قريبا من دارهم وافقه الشنبوذي و الباقون بكسرهما من حل عليه كذا أي وجب من حل الدين يحل بالكسر وجب قضاؤه و منه يبلغ الهدى محله و اتفقوا على كسر حاء (أم أردتم أن يحلّ) لأن المراد به الوجوب لا النزول و عن الحسن (أولاء على أثرى) بتسهيل همزة أولاء قال ابن الفاصح بكسرة مليئة من غير همز و لا مد و لا ياء و قال في الدر كالبحر بياء مكسورة.

و اختلف في عَلى أَثَرِي [الآية: 84] فرويس بكسر الهمزة و سكون المثلثة (3) و الباقون بفتحها (و غلظ) الأزرق لام (أ فطال) بخلف عنه للفصل بالألف و الوجهان في الشاطبية و غيرها و صححهما و رجح التغليظ.

و اختلف في بِمَلْكِنا [الآية: 87] فنافع و عاصم و أبو جعفر بفتح الميم و قرأ حمزة و الكسائي و خلف بضمها وافقهم الحسن و الأعمش و الباقون بكسرها فقيل لغات بمعنى و قيل المضموم معناه لم يكن لنا ملك فنخلف موعدك لسلطانه و إنما أخلفناه بنظر أدى إليه فعل السامري و فتح الميم مصدر من ملك أمره أي ما فعلناه بأنا ملكنا الصواب بل غلبتنا أنفسنا و كسر الميم أكثر استعماله فيما تحوزه اليد و لكنه يستعمل فيما يبرمه الإنسان من الأمور و معناه كالذي قبله.

و اختلف في حُمِّلْنا [الآية: 87] فنافع و ابن كثير و ابن عامر و حفص و أبو جعفر و رويس بضم الحاء و كسر الميم مشددة عدي بالتضعيف إلى آخر و بني للمفعول و الضمير المتصل نائب الفاعل وافقهم ابن محيصن و الباقون بفتح الحاء و الميم مخففة (4) مبنيا للفاعل متعديا لواحد و الأوزار الأثقال أطلق على ما استعاروا من القبط برسم التزيين أوزارا لثقلها و عن الحسن وَ إِنَّ رَبَّكُمُ بفتح الهمزة و أثبت الياء في (تتبعن) وصلا نافع ].

ص: 387


1- أي: (أنجيناكم، واعدناكم، رزقناكم). [أ].
2- أي: (فيحلّ). [أ].
3- أي: (إثري). [أ].
4- أي: (حملنا). [أ].

و أبو عمرو و في الحالين ابن كثير و أبو جعفر و يعقوب قال في النشر إلا أن أبا جعفر فتحها وصلا و أثبتها في الوقف و قدرهم ابن مجاهد حيث ذكر ذلك عن الحلواني عن قالون كما و هم في جامعه حيث جعلها ثابتة لابن كثير في الوصل دون الوقف.

و قرأ يبنؤم [الآية: 94] بكسر الميم ابن عامر و أبو بكر و حمزة و الكسائي و خلف و يوقف عليه لحمزة بوجهين التحقيق و التسهيل كالواو إذ هو متوسط بغيره و فتح ياء الإضافة من (برأسي إني) نافع و أبو عمرو و أبو جعفر و عن المطوعي (بصرت) بكسر الصاد (بما لم يبصروا) بفتحها.

و اختلف في يَبْصُرُوا بِهِ [الآية: 96] فحمزة و الكسائي و كذا خلف بالتاء من فوق خطابا لموسى و قومه وافقهم الأعمش و الباقون بالياء على الغيبة مسندا للغائبين بالنسبة إليه بما لم ير بنو إسرائيل و عن الحسن فَقَبَضْتُ قَبْضَةً بالصاد المهملة فيهما و هي القبض بأطراف الأصابع و بضم القاف من الكلمة الثانية كالغرفة و الجمهور على المعجمة فيهما و فتح القاف و هو القبض بجميع الكف و أدغم الضاد المعجمة في تاء المتكلم مع إبقاء صفة الإطباق و التشديد ابن محيصن كما مر و أدغم ذال (فنبذتها) أبو عمرو و هشام فيما رواه جمهور المشارقة عنه و حمزة و الكسائي و خلف و الإظهار عن هشام رواية المغاربة قاطبة و هو الذي في الشاطبية و غيرها و أدغم باء (فاذهب) في فاء (فإن) أبو عمرو و الكسائي و هشام و خلاد بخلف عنهما تقدم تفصيله في محله و اختلف في (لن تخلفه) فابن كثير و أبو عمرو و يعقوب بضم التاء و كسر اللام مبنيا للفاعل متعديا لمفعولين أحدهما الهاء ضمير الوعد و الثاني محذوف أي لن تخلفه اللّه وافقه ابن محيصن و اليزيدي و الحسن و الباقون بفتح اللام على البناء للمفعول متعديا لاثنين أيضا أحدهما الضمير المستتر المرفوع على النيابة و الثاني الهاء أي لن يخلفك اللّه إياه و عن المطوعي ظلت بكسر الظاء.

و اختلف في لَنُحَرِّقَنَّهُ [الآية: 97] فأبو جعفر بإسكان الحاء، و تخفيف الراء (1) و اختلف راوياه، فابن وردان بفتح النون، وافقه الأعمش من باب خرج يخرج و ابن جماز بضم النون و كسر الراء (2) وافقه الحسن من باب أخرج يخرج و الباقون بضم النون و فتح الحاء و كسر الراء (3) مشددة من حرقة بالتشديد و أدغم دال (قد سبق) أبو عمرو و هشام و حمزة و الكسائي و خلف.

و اختلف في يُنْفَخُ فِي الصُّورِ [الآية: 102] فأبو عمرو بنون العظمة مفتوحة مبنيا للفاعل مسندا إلى الآمر به و النافخ إسرافيل و الباقون بالياء من تحت مضمومة و فتح الفاء (4) بالبناء للمفعول و نائب الفاعل الجار و المجرور بعده و قد خالف فيه اليزيدي أبا عمرو و وافق الباقين و عن الحسن (و يحشر) بالياء من تحت مبنيا للمفعول المجرور نائبه و أدغم ثاء (لبثتم)].

ص: 388


1- أي: (لنحرقنّه). [أ].
2- أي: (لنحرقنّه). [أ].
3- أي: (لنحرّقنّه). [أ].
4- أي: (ينفخ). [أ].

أبو عمرو و حمزة و الكسائي و أبو جعفر و مر عدم إمالة (أمتا) للكل كهمسا.

و أمال خابَ [الآية: 111] حمزة و ابن عامر بخلف عنه من روايتيه تقدم تفصيله قريبا.

و اختلف في فَلا يَخافُ [الآية: 112] فابن كثير بالقصر و الجزم (1) على النهي وافقه ابن محيصن و الباقون بالمد و الرفع خبر المحذوف أي فهو لا يخاف و الموضع عليهما جزم جواب الشرط.

و اختلف في يُقْضى إِلَيْكَ وَحْيُهُ [الآية: 114] فيعقوب بنون العظمة مفتوحة و كسر الضاد (2) مبنيا للفاعل و فتح الياء نصبا بأن وحيه بالنصب مفعول به وافقه الحسن و الأعمش لكن في الدر كالبحر تسكين الياء عن الأعمش و قال استثقل الحركة على حرف العلة و إن كانت خفيفة و الباقون بالياء من تحت مضمومة و فتح الضاد مبنيا للمفعول و وحيه بالرفع نائب الفاعل.

و قرأ لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا [الآية: 116] بضم التاء أبو جعفر بخلف عن ابن وردان و الوجه الثاني له إشمام كسرتها الضم كما مر بالبقرة.

و اختلف في وَ أَنَّكَ لا تَظْمَؤُا [الآية: 119] فنافع و أبو بكر بكسر الهمزة عطفا على إن لك أو على الاستئناف و الباقون بفتحها على المصدر المنسبك من لا تجوع أي انتفاء جوعك و انتفاء ظمئك أو التقدير و بأنك و تقدم خلاف الأزرق في مد واو (سوآتهما) بالأعراف و غيرها و أنه لا يسوغ فيها إلا أربعة أوجه توسط الواو مع توسط الهمزة و قصر الواو مع ثلاثة الهمز و يوقف لحمزة عليها بالنقل على القياس و بالإدغام إلحاقا للواو الأصلية بالزائدة و عن الحسن يَخْصِفانِ بكسر الخاء و تشديد الصاد.

و أمال اتَّبَعَ هُدايَ [الآية: 123] الدوري عن الكسائي و قلله الأزرق بخلفه و عن الحسن ضَنْكاً بألف بغير تنوين مع الإمالة المحضة (و فتح) ياء الإضافة من (حشرتني أعمى) نافع، و ابن كثير، و أبو جعفر و سبق إمالة أعمى في بابها لحمزة، و الكسائي، و خلف، و تقليل الأزرق بخلفه لكونه ليس برأس آية أما وَ نَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى [الآية: 124] فهو رأس آية ممال لحمزة و من معه مقلل فقط للأزرق و مقلل مع الفتح لأبي عمرو و ذكر في الأصل هنا التقليل لأبي عمرو و في حشرتني أعمى و فيه نظر و لعله سبق قلم و مر التنبيه عليه في باب الإمالة و يوقف على (و من آنائ الليل) و نحوه مما كتب بياء بعد الألف لحمزة و هشام بخلفه بالبدل ألفا في الهمزة الثانية مع المد و التوسط و القصر و بالتسهيل بين بين مع المد و القصر فهذه خمسة و إذا أبدلت ياء على الرسم فالمد و التوسط و القصر مع سكون الياء و القصر مع روم حركتها فتصير تسعة و لحمزة في الأولى ].

ص: 389


1- أي: (فلا يخف). [أ].
2- أي: (نقضي). [أ].

السكت و عدمه و النقل تصير سبعة و عشرين من ضرب الثلاثة الأولى في التسعة الثانية و عن الحسن (و أطراف النهار) بالجر عطفا على آناء الليل و الجمهور على نصبه عطفا على محل و من آناء.

و اختلف في تَرْضى [الآية: 130] فأبو بكر و الكسائي بضم التاء مبنيا للمفعول و حذف الفاعل للعلم به أي لعل اللّه يعطيك ما يرضيك أو لعله يرضاك و الباقون بفتحها مبنيا للفاعل أي لعلك ترضى بها.

و اختلف في زَهْرَةَ الْحَياةِ [الآية: 131] فيعقوب بفتح الهاء وافقه الحسن و الباقون بسكونها و هما بمعنى واحد كنهر و نهر ما يروق من النور و سراج زاهر لبريقه.

و اختلف في أَ وَ لَمْ تَأْتِهِمْ [الآية: 133] فقرأ نافع، و أبو عمرو، و حفص، و يعقوب، و ابن جماز، و ابن وردان فيما رواه العلاف، و ابن مهران من طريق ابن شبيب عن الفضل عنه بالتاء من فوق على التأنيث وافقهم اليزيدي و الحسن و الباقون بالياء على التذكير لأن التأنيث مجازي و هي رواية النهرواني عن ابن شبيب و ابن هارون كلاهما عن الفضل و الحنبلي عن هبة اللّه كلاهما عنه.

و قرأ الصِّراطَ [الآية: 135] بالسين قنبل (1) من طريق ابن مجاهد و رويس و بالإشمام حمزة بخلف عن خلاد لكونه باللام.

المرسوم أتوكوا بواو و ألف بعد الكاف اخترتك بغير ألف مهدا حيث وقع بعد الأرض بحذف الألف فيما رواه نافع و كتبوا في الكوفي و البصري جزوا من بواو و ألف بعد الزاي أنجيتكم بحذف الألف و كتبوا بالياء أن أسر بعبادي. فاتبعوني و أطيعوا أمري.

و الناس ضحى و اتفقوا على كتابه آنائ الليل بالياء و في بعض المصاحف و لاوصلبنكم بواو بين الألف و الصاد و كذا في الشعراء و اتفقوا على رسم همز أم من يبنؤم واوا موصولة بالنون و سبق موضع الأعراف و في بعضها لا تخاف دركا بألف و في بعضها بلا ألف و لا تظموا بواو و ألف بعد الميم في الكل. ياءات الإضافة ثلاث عشرة إِنِّي آنَسْتُ [الآية:

10]، إِنِّي أَنَا رَبُّكَ [الآية: 12]، إِنَّنِي أَنَا [الآية: 14]، لِنَفْسِي اذْهَبْ [الآية:

41، 42]، ذِكْرِي اذْهَبا [الآية: 42، 43]، لَعَلِّي آتِيكُمْ [الآية: 10]، وَ لِيَ فِيها [الآية: 18]، لِذِكْرِي إِنَّ [الآية: 14، 15]، يَسِّرْ لِي أَمْرِي [الآية: 26]، عَلى عَيْنِي إِذْ [الآية: 39، 40]، بِرَأْسِي إِنِّي [الآية: 94]، أَخِي اشْدُدْ [الآية:

30، 31]، حَشَرْتَنِي أَعْمى [الآية: 125]، عن الحسن وحده فتح لي صدري. و فيها زائدة واحدة تَتَّبِعَنِ أَ فَعَصَيْتَ [الآية: 93]، و حكم كل في محله (2).].

ص: 390


1- أي: (سراط). [أ].
2- أي في موضعه من الآيات أو في بابه حيث تكلم عنه مجملا و مفصلا. ص (144). [أ].

سورة الأنبياء عليهم الصلاة و السلام

سورة الأنبياء عليهم الصلاة و السلام

مكية (1) و آيها مائة و إحدى عشرة غير الكوفي و اثنا عشرة فيه خلافها آية و لا يضركم كوفي. (مشبه الفاصلة) أربعة أكثرهم لا يعلمون. و لا يشفعون و لما تعبدون. إنكم و ما تعبدون. القراءات أمال (النجوى الذين) وقفا حمزة و الكسائي و خلف و قللها الأزرق و أبو عمرو بخلفهما.

و اختلف في قالَ رَبِّي [الآية: 4] فحفص و حمزة و الكسائي و كذا خلف قال بفتح القاف و ألف (2) على الخبر و الضمير للرسول صلّى اللّه عليه و سلّم وافقهم الأعمش و الباقون بضم القاف بلا ألف على الأمر له صلّى اللّه عليه و سلّم و تأتي الأخيرة في محلها إن شاء اللّه تعالى و قرأ (نوحي إليهم) بنون العظمة مع البناء للفاعل حفص أي نحن و إليهم محله نصب و المفعول محذوف أي القرآن و الذكر و الباقون بالياء من تحت و فتح الحاء على البناء للمفعول و إليهم محله رفع على النيابة عن الفاعل و مر بيوسف و قرأ (فسلوا) بالنقل ابن كثير و الكسائي و كذا خلف و أدغم تاء (كانت ظالمة) الأزرق و أبو عمرو و ابن عامر و عاصم و ابن و الكسائي و خلف و أدغم لام (بل نقذف) الكسائي و عن الحسن (ينشرون) بفتح الياء من تحت من نشر و الجمهور بضمه من أنشر قال في المفتاح و كلهم بكسر الشين و قال السمين قرأ الحسن بفتح الياء و ضم الشين (و فتح) ياء الإضافة من (معي) حفص وحده و سكنها الباقون و عن ابن محيصن بخلفه (الحق فهم) بالرفع خبر محذوف و الجمهور بالنصب مفعول لا يعلمون.

و قرأ نُوحِي إِلَيْهِ [الآية: 7] بالنون مبنيا للفاعل حفص و حمزة و الكسائي و خلف وافقهم الأعمش و الباقون بضم الياء (3) من تحت و فتح الحاء مبنيا للمفعول و قللها الأزرق بخلفه و سبق بيوسف و أثبت الياء في (فاعبدون) معا في الحالين يعقوب و أمال (ارتضى) حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه و فتح ياء الإضافة من (إني له) نافع و أبو عمرو و أبو جعفر و سكنها الباقون.

و اختلف في أَ وَ لَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا [الآية: 30] فابن كثير أ لم بحذف الواو

ص: 391


1- انظر الإتقان في علوم القرآن للإمام السيوطي: (2/ 1265). [أ].
2- أي: (قال ...). [أ].
3- أي: (يوحي). [أ].

بعد همزة الاستفهام التوبيخي وافقه ابن محيصن و الباقون بإثباتها عطفا على السابق و اتفقوا على خفض حي من (كل شي ء حي) صفة لشي ء و قرئ شاذا من غير قراءتنا بالنصب مفعولا ثانيا لجعلنا و الجار و المجرور حينئذ لغو و قرأ (أ فائن مت) بكسر الميم نافع و حفص و حمزة و الكسائي و خلف و مر بآل عمران و عن المطوعي (ذائقة الموت) بالتنوين و نصب الموت على الأصل و عنه أيضا حذف التنوين مع نصب الموت حذفه لالتقاء الساكنين.

و قرأ تُرْجَعُونَ [الآية: 35] بالبناء للفاعل يعقوب و مر بالبقرة (1)، و قرأ (راك) و نحوه مما اتصل بمضمر بإمالة الراء و الهمزة معا حمزة و الكسائي و خلف و قللهما الأزرق معا و أمال الهمزة فقط أبو عمرو و ذكر الشاطبي رحمه اللّه تعالى الخلاف عن السوسي في إمالة الراء تقدم ما فيه و اختلف عن هشام فالجمهور عن الحلواني على فتحهما معا عنه و كذا الصقلي عن الداجوني و الأكثرون عن الداجوني عنه على إمالتها معا و الوجهان صحيحان عن هشام كما في النشر و اختلف أيضا عن ابن ذكوان على ثلاثة أوجه الأول إمالتها معا عنه رواية المغاربة و جمهور المصريين الثاني فتحهما عن رواية جمهور العراقيين الثالث فتح الراء و إمالة الهمزة رواية الجمهور عن الصوري و أما أبو بكر ففتحهما عنه معا العليمي و أمالهما معا يحيى ابن آدم و الباقون بالفتح فيهما.

و قرأ هُزُواً [الآية: 36] بضم الزاي و إبدال الهمزة واوا حفص، و قرأ حمزة و خلف بإسكان الزاي و بالهمزة (2) و الباقون بضم الزاي و بالهمز (3) و وقف عليه حمزة بالنقل على القياس و إبدال الهمزة واوا على الرسم و أما تشديد الزاي فضعيف كبين بين و أثبت الياء في فَلا تَسْتَعْجِلُونِ في الحالين يعقوب و أدغم لام (بل تأتيهم) حمزة و الكسائي و هشام كما صححه عنه في النشر (و كسر) دال (و لقد استهزئ) أبو عمرو و عاصم و حمزة و يعقوب و أبدل أبو جعفر همز استهزئ ياء مفتوحة و مر أوائل البقرة حكم يستهزءون لحمزة و غيره و غلظ الأزرق لام (حتى طال) بخلف عنه للفصل بالألف و الوجهان صحيحان و الأرجح في النشر التغليظ.

و اختلف في وَ لا يَسْمَعُ الصُّمُّ [الآية: 45] فابن عامر تسمع بضم التاء من فوق و كسر الميم (4) و الفاعل ضمير المخاطب و هو الرسول صلّى اللّه عليه و سلّم الصم بالنصب على المفعولية و الدعاء ثان وافقه الحسن و الباقون يسمع بفتح الياء من تحت الميم الصم بالرفع على الفاعلية و الدعاء مفعول به و يذكر كل من موضع النمل و الروم في محله إن شاء اللّه تعالى و سهل الثانية من (الدعاء إذا) كالياء نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و رويس.].

ص: 392


1- انظر الصفحة: (166) [أ].
2- أي: (هزءا). [أ].
3- أي: (هزءا). [أ].
4- أي: (يسمع). [أ].

و اختلف في مِثْقالَ [الآية: 47] هنا و لقمان فنافع و أبو جعفر بالرفع على أن كان تامة أي وجد مثقال و الباقون بالنصب على أنها ناقصة و اسمها مضمر أي و إن كان العمل أو الظلم مقدار حبة و من خردل صفة حبة.

و قرأ وَ ضِياءً [الآية: 48] بهمزة مفتوحة بدل الياء قنبل (1) و مر توجيهه آخر باب الهمز المفرد.

و اختلف في جُذاذاً [الآية: 58] فالكسائي بكسر الجيم وافقه الأعمش و ابن محيصن بخلف عنه و الباقون بالضم و هما لغتان في متفرق الأجزاء و المكسور جمع جذيذ كخفيف و خفاف أو جذاذة و المضموم جمع جذاذة كقرادة و قراد و قيل هي في لغاتها كلها مصدر (و سهل) الثانية مع الفصل بالألف في (أ أنت فعلت) قالون و أبو عمرو و هشام من طريق ابن عبدان عن الحلواني و أبو جعفر و قرأ ورش و ابن كثير و رويس بالتسهيل لكن من غير إدخال ألف و للأزرق ثان إبدالها ألفا مع المد للساكنين و قرأ هشام من مشهور طرق الداجوني و ابن ذكوان و عاصم و حمزة و الكسائي و خلف و روح بتحقيقهما بلا ألف و قرأ الجمال عن الحلواني عن هشام بتحقيقهما مع إدخال الألف فلهشام ثلاثة و قرأ (فسلوهم) بالنقل ابن كثير و الكسائي و خلف.

و قرأ أُفٍّ [الآية: 67] بكسر الفاء منونة نافع و حفص و أبو جعفر و بفتح الفاء من غير تنوين ابن كثير و ابن عامر و يعقوب و كسرها بلا تنوين الباقون و مر بالإسراء.

و قرأ أَئِمَّةً [الآية: 73] بالتسهيل للثانية بين بين و بإبدالها ياء خالصة نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و رويس و كلهم بالقصر على الوجهين غير أبي جعفر فيدخل الفاء بينهما حال تسهيله فقط كما مر و الباقون بتحقيقهما مع القصر بخلف عن هشام فيه أعني القصر كما سبق تفصيله.

و اختلف في لِتُحْصِنَكُمْ [الآية: 80] فابن عامر و حفص و أبو جعفر بالتاء على التأنيث و الفاعل يعود على الصنعة أو اللبوس لأنه يراد بها الدروع وافقهم الحسن و قرأ أبو بكر و رويس بنون العظمة (2) لمناسبة و علمناه و الباقون بالياء (3) من تحت و الفاعل يعود على اللّه تعالى أو داود عليه السّلام أو التعليم أو اللبوس.

و قرأ وَ لِسُلَيْمانَ الرِّيحَ [الآية: 81] بالجمع (4) أبو جعفر و مر بالبقرة.

و أمال (نادى) و (فنادى) حمزة و الكسائي و خلف و بالفتح و الصغرى الأزرق (و أسكن) ياء الإضافة من (مسني الضر) حمزة و فتحها الباقون.

و اختلف في أَنْ لَنْ يَقْدِرَ [الآية: 87] فيعقوب بالياء المضمومة من تحت و دال ].

ص: 393


1- أي: (ضئاء). [أ].
2- أي: (لنحصنكم). [أ].
3- أي: (ليحصنكم). [أ].
4- أي: (الرياح). [أ].

مفتوحة مبنيا للمفعول و الباقون بنون العظمة المفتوحة و كسر الدال على البناء للفاعل و المفعول محذوف أي لن نضيق عليه الجهات و الأماكن و عن الحسن (الظلمات) بسكون اللام.

و اختلف في نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ [الآية: 88] فابن عامر و أبو بكر بحذف إحدى النونين و تشديد الجيم (1) و اختارها أبو عبيد لموافقة المصاحف و قد طعن فيها لمنع الإدغام في المشدد و أجيب عنه بأجوبة أحسنها كما في الدر أن الأصل ننجي بنونين مضمومة فمفتوحة مع تشديد الجيم فاستثقل توالي المثلين فحذفت الثانية كما حذفت في نزول الملائكة تنزيلا و الباقون بضم النون الأولى و سكون الثانية و تخفيف الجيم من أنجى (و سهل) الثانية من (زكريا إذ) نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و رويس و قرأ ابن عامر و أبو بكر و روح بتحقيقهما و قرأ حفص و حمزة و الكسائي و خلف زكريا بالقصر بلا همز.

و أمال يُسارِعُونَ الدوري عن الكسائي و فتحه الباقون و عن الأعمش رَغَباً وَ رَهَباً [الآية: 90] بضم رائهما و سكون الغين و الهاء و رويت عن أبي عمرو من غير طريق الكتاب قال في البحر و أشهر عن الأعمش بضمتين فيهما و عن الحسن أُمَّةً واحِدَةً بالرفع فيهما على أن أمتكم خبر إن و أمة واحدة بدل منها بدل نكرة من معرفة خبر محذوف أي هي أمة و الجمهور على نصبهما على الحال أي غير مختلفة فيما بين الأنبياء.

و اختلف في وَ حَرامٌ [الآية: 95] فأبو بكر و حمزة و الكسائي بكسر الحاء و سكون الراء بلا ألف (2) وافقهم الأعمش و الباقون بفتح الحاء و الراء و بألف بعدهما و هما لغتان كالحل و الحلال (و تقدم) اتفاقهم على قراءة (لا يرجعون) ببنائه للفاعل.

و قرأ فُتِحَتْ [الآية: 96] بالتشديد ابن عامر و أبو جعفر و يعقوب و مر بالأنعام.

و قرأ عاصم يَأْجُوجَ وَ مَأْجُوجَ [الآية: 96] بالهمز فيهما و الباقون بالألف (3) (و عن) ابن محيصن بخلفه (حصب جهنّم) بسكون الصاد مصدر بمعنى المفعول أي المحصوب أو على المبالغة و الجمهور على فتحها و هو ما يحصب به أي يرمى في النار فلا يقال له حصب إلا و هو في النار و قيل ذلك حطب و به قرئ و أبدل الثانية ياء مفتوحة من (هؤلاء آلهة) نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و رويس.

و قرأ لا يَحْزُنُهُمُ [الآية: 103] بضم الياء و كسر الزاي (4) مضارع أحزن أبو جعفر و سبق بآل عمران.

و اختلف في نَطْوِي السَّماءَ [الآية: 104] فأبو جعفر بضم التاء من فوق على ].

ص: 394


1- أي: (نجّي). [أ].
2- أي: (و حرم). [أ].
3- أي: (ياجوج و ماجوج). [أ].
4- أي: (لا يحزنهم). [أ].

التأنيث و فتح الواو (1) مبنيا للمفعول و السماء بالرفع نائب الفاعل و الباقون بنون العظمة و السماء بالنصب مفعول به و عن الحسن (السجل) بسكون الجيم و تخفيف اللام و الجمهور بكسر الجيم و تشديد اللام لغتان.

و اختلف في لِلْكُتُبِ [الآية: 104] فحفص و حمزة و الكسائي و خلف بضم الكاف و التاء بلا ألف على الجمع وافقهم الأعمش و الباقون بكسر الكاف، و فتح التاء مع الألف على الإفراد (2) و الرسم يحتملها.

و قرأ حمزة و خلف الزَّبُورِ بضم الزاي و مر بالنساء (و أسكن) ياء الإضافة من (عبادي الصالحون) حمزة و وقف يعقوب بخلفه على (يوحى إلى) بهاء السكت.

و اختلف في قالَ رَبِّ [الآية: 112] فحفص قالَ بصيغة الماضي خبرا عن الرسول عليه الصلاة و السلام و الباقون قل بصيغة الأمر.

و اختلف في رَبِّ احْكُمْ [الآية: 112] فأبو جعفر بضم الباء على أحد اللغات الجائزة في المضاف لياء المتكلم نحو يا غلامي تبنيه على الضم و تنوي الإضافة و ليس منادى مفردا لأنه ليس من نداء النكرة المقبل عليها وافقه ابن محيصن و الباقون بكسر الباء اجتزأه بالكسرة عن ياء الإضافة و هي الفصحى.

و اختلف في ما تَصِفُونَ [الآية: 112] فابن ذكوان من طريق الصوري بالياء من تحت على الغيب وافقه الأعمش و الباقون بالتاء من فوق على الخطاب و هي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.

المرسوم في مصحف الكوفة قال رب الأول بالألف و باقي المصاحف بلا ألف و في المكي أو لم ير الذين بغير واو و في سائرها بواو العطف و روى نافع عن المدني كالبقية حذف ألف جذذا الأول و ألف يسرعون و كتبوا في الكل و حرم بحذف الألف و اتفقوا على كتابة أ فإين مت بياء بين الألف و النون و كتبوا في أكثرها سأوريكم آياتي بزيادة واو بين الألف و الراء. المقطوع اختلفوا في قطع أن عن لا في قوله تعالى أن لا إله إلا أنت و كذا اختلفوا في قطع في عن ما في قوله تعالى فيما اشتهت أنفسهم. ياءات الإضافة أربع إِنِّي إِلهٌ [الآية: 29]، وَ مَنْ مَعِيَ [الآية: 24]، مَسَّنِيَ الضُّرُّ [الآية: 83]، عِبادِيَ الصَّالِحُونَ [الآية: 105]. الزوائد ثلاث فَاعْبُدُونِ [الآية: 25، 92] معا فَلا تَسْتَعْجِلُونِ [الآية: 37].].

ص: 395


1- أي: (تطوى). [أ].
2- أي: (للكتاب). [أ].

سورة الحج

سورة الحج

مكية (1) إلا هذان خصمان إلى ثلاث آيات و قيل أربع، و قيل مدنية قيل إلا وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ إلى عَقِيمٍ و قال الجمهور منها مكي و منها مدني و آيها سبعون و أربع شامي و خمس حمصي و ست مدني و سبع مكي و ثمان كوفي خلافها خمس الجحيم و الخلود كوفي عاد و ثمود تركها شامي و قوم لوط حجازي و كوفي سماكم المسلمين مكي. شبه الفاصلة أربعة ثياب من نار و النار فأمليت للكافرين معجزين و عكسه ما يشاء من حديد تقوى القلوب. القراءات أمال وَ تَرَى النَّاسَ وصلا السوسي بخلف عنه.

و اختلف في سُكارى وَ ما هُمْ بِسُكارى [الآية: 2] فحمزة و الكسائي و خلف بفتح السين و إسكان الكاف مع حذف الألف و الإمالة (2) جمع سكران و هو مطرد لكل ذي عاهة في بدنه كمرضى أو عقله كحمقى و قيل جمع سكر كزمن و زمنى وافقهم الأعمش و الباقون بضم السين و فتح الكاف مع الألف على وزن كسالى فهو جمع سكران أيضا و قيل اسم جمع و أمالها أبو عمرو و ابن ذكوان من طريق الصوري و قللهما الأزرق و عن المطوعي (إنه من تولاه فإنه) بكسر الهمزة فيهما على إضمار قيل أو على أن كتب بمعنى قيل و الجمهور بالفتح فيهما فالأولى في موضع نائب الفاعل و الفاء جواب من إن جعلت شرطية أو الداخلة في حيز من إن كانت موصولة و فإنه على تقدير فشأنه إضلاله أو فله إضلاله و عن الحسن (البعث) بفتح العين لغة فيه كالجلب في الجلب.

و قرأ ما نَشاءُ إِلى بتسهيل الثانية كالياء و بإبدالها واوا مكسورة نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و رويس و يمتنع جعلها كالواو كما مر.

و أمال يَتَوَفَّى حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه.

و أمال وَ تَرَى الْأَرْضَ وصلا السوسي بخلفه.

و اختلف في وَ رَبَتْ [الآية: 5] هنا و حم السجدة فأبو جعفر بهمزة مفتوحة بعد

ص: 396


1- انظر الإتقان في علوم القرآن للإمام السيوطي: (2/ 1265). [أ].
2- أي: (سكرى، بسكرى). [أ].

الموحدة فيهما (1) أي ارتفعت و أشرفت يقال فلأن يربأ بنفسه عن كذا أي يرتفع و الباقون بحذف الهمزة فيهما أي زادت من ربا يربو و مد (لا ريب فيه) حمزة مدا متوسطا بخلف عنه و عن الحسن (ثاني عطفه) بفتح العين مصدر بمعنى التعطف.

و قرأ لِيُضِلَّ [الآية: 9] بفتح الياء ابن كثير و أبو عمرو و رويس أي ليضل هو في نفسه و الباقون بضمها و المفعول محذوف أي ليضل غيره و مر بإبراهيم و سهل همزة (اطمأنّ) الأصبهاني كما سبق في الهمز المفرد و انفرد ابن مهران عن روح بإثبات ألف في (خاسر) على وزن فاعل اسم منصوب على الحال و الآخرة بالجر عطفا على (الدنيا) المجرورة بالإضافة و لم يعرج عليها في الطيبة على طريقته و هي مروية عن الجحدري و غيره و الجمهور بحذف الألف فعلا ماضيا و نصب (الآخرة) عطفا على الدنيا المنصوبة على المفعولية.

و اختلف في ثُمَّ لْيَقْطَعْ [الآية: 15] و ثُمَّ لْيَقْضُوا [الآية: 29] فورش و أبو عمرو و ابن عامر و رويس بكسر اللام فيهما على الأصل في لام الأمر فرقا بينهما و بين لام التأكيد وافقهم اليزيدي فيهما و قرأ قنبل كذلك في لْيَقْضُوا فقط جمعا بين اللغتين مع الأثر وافقه ابن محيصن من المفردة و الباقون بالسكون للتخفيف و قرأ (الصابئين) بحذف الهمزة نافع و أبو جعفر.

و أمال النَّصارى أبو عمرو و ابن ذكوان من طريق الصوري و حمزة و الكسائي و خلف و زاد الدوري عن الكسائي من طريق الضرير فأمال الألف بعد الصاد لأجل إمالة الألف الأخيرة كما مر فهي إمالة لإمالة و قرأ هذانِ بتشديد النون ابن كثير كما في النساء و عن الحسن يصهر بفتح الصاد و تشديد الهاء مبالغة و الصهر الإذابة و سمى الصهر صهرا لامتزاجه بإصهاره.

و اختلف في لَوَلَّوْا [الآية: 23] هنا و فاطر [الآية: 33] فنافع و عاصم و أبو جعفر بالنصب عطفا على محل من أساور أي يحلون أساور و لؤلؤا بتقدير فعل أي و يؤتون لؤلؤا و قرأ يعقوب كذلك هاهنا فقط و الباقون بالجر فيهما عطفا على أساور و أبدل همزته الأولى واوا ساكنة أبو عمرو بخلفه و أبو بكر و أبو جعفر و لم يبدله ورش من طريقيه و يوقف عليه لحمزة بإبدال الهمزة الأولى و أما الثانية فأبدلها واوا ساكنة لسكونها بعد ضم على القياس و أبدلها واوا مكسورة على مذهب الأخفش فإذا سكنت للوقف اتحد مع الأول و إذا وقف بالروم فيصير وجهين و يجوز تسهيلها كالياء على مذهب سيبويه فهي ثلاثة و أما تسهيلها كالواو فهو المعضل و هشام بخلفه كذلك في الثانية و قرأ صراط بالسين قنبل من طريق ابن مجاهد و رويس و أشم الصاد زاء خلف عن حمزة.].

ص: 397


1- أي: (ربأت). [أ].

و اختلف في سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ [الآية: 25] فحفص بنصب سَواءٌ على أنه مفعول ثان لجعل إن عدي لمفعولين أو على الحل من هاء جعلناه إن عدي لمفعول و عليهما فالعاكف مرفوع به على الفاعلية لأنه مصدر وصف به فهو في قوة اسم الفاعل المشتق تقديره جعلناه مستويا فيه العاكف و الباد و الباقون بالرفع على أنه خبر مقدم و العاكف و الباد مبتدأ و وحّد الخبر لكونه في الأصل مصدرا وصف به و أما سواء محياهم بالجاثية فيأتي في محله إن شاء اللّه تعالى و أثبت ياء و الباد وصلا ورش و أبو عمرو و أبو جعفر و في الحالين ابن كثير و يعقوب و فتح ياء الإضافة من بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ نافع و هشام و حفص و أبو جعفر و عن ابن محيصن من المفردة وَ أَذِّنْ فِي النَّاسِ بتخفيف الذال فعل ماض و عن الحسن بِالْحَجِّ بكسر الحاء.

و اختلف في وَ لْيُوفُوا وَ لْيَطَّوَّفُوا [الآية: 29] فابن ذكوان بكسر اللام فيهما على الأصل و الباقون بالسكون فيهما على التخفيف و قرأ أبو بكر و ليوفوا بفتح الواو و تشديد الفاء مضارع و في مضعف القصد التكثير و الباقون بالإسكان و التخفيف مضارع، أوفى لغة، في وفّى.

و اختلف في فَتَخْطَفُهُ [الآية: 31] فنافع و أبو جعفر بفتح الخاء و الطاء مشددة مضارع تخطفه و الأصل فتخطفه حذفت إحدى التاءين على حد تكلم أو مضارع اختطفه و أصله فتختطفه نقلت فتحة تاء الأفعال إلى الخاء ثم أدغمت في الطاء و فتحت لثقل التضعيف و عن الحسن كسر الخاء و الطاء و تشديدها (1) و عن المطوعي فتح الخاء و كسر الطاء و تشديدها (2) و الباقون بسكون الخاء و فتح الطاء مخففة (3) مضارع خطف و كلهم رفع الفاء إلا المطوعي فنصبها.

و أمال تَقْوَى الْقُلُوبِ وقفا حمزة و الكسائي و خلف و قللها الأزرق و أبو عمرو بخلفهما.

و قرأ الريح بالجمع (4) أبو جعفر بخلف عنه.

و اختلف في مَنْسَكاً [الآية: 34] هنا و آخر السورة فحمزة و الكسائي و خلف بكسر السين فيهما وافقهم الأعمش و الباقون بفتحها فيهما قبل هما بمعنى واحد و المراد به مكان النسك أو المصدر و قيل المكسور مكان المفتوح مصدر و عن ابن محيصن بخلفه و المقيمين بإثبات النون الصلاة بالنصب على الأصل و عن الحسن وَ الْبُدْنَ بضم الدال و هي الأصل و الجمهور بسكونها تخفيفا من الضم أو كل منهما أصل و عن الحسن صَوافَّ [الآية: 36] بكسر الفاء مخففة و بعدها ياء مفتوحة (5) جمع صافية أي خوالص ].

ص: 398


1- أي: (فتخطّفه). [أ].
2- أي: (فتخطّفه). [أ].
3- أي: (فتخطفه). [أ].
4- أي: (الرّياح). [أ].
5- أي: (صوافي). [أ].

لوجه اللّه تعالى و رويت عن جماعة و الجمهور بفتح الفاء و تشديدها و مد الألف قبلها من غير ياء نصبها على الحال أي مصطفة و تقدم في المد و سورة الحجر حكم الوقف عليها من حيث المد لاجتماع ثلاث سواكن و أدغم تاء وجبت جنوبها أبو عمرو و هشام بخلف عنه و حمزة و الكسائي و خلف و الباقون بالإظهار و منهم ابن ذكوان و حكاية الشاطبي رحمه اللّه الخلاف فيها عنه تعقبها في النشر كما مر.

و اختلف في لَنْ يَنالَ اللَّهَ، و لكِنْ يَنالُهُ [الآية: 37] فيعقوب بالتاء من فوق على التأنيث فيهما اعتبارا باللفظ و رويت عن الزهري و الأعرج و غيرهما و الباقون بالياء من تحت فيهما على التذكير لأن التأنيث مجازي.

و اختلف في إِنَّ اللَّهَ يُدافِعُ [الآية: 38] فابن كثير و أبو عمرو و يعقوب بفتح الياء و الفاء و إسكان الدال بلا ألف كيسأل أسند إلى ضمير اسم اللّه تعالى لأنه الدافع وحده وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و الباقون يضم الياء و فتح الدال و ألف بعدها مع كسر الفاء (1) كيقاتل إسنادا إليه تعالى على جهة المفاعلة مبالغة أي يبالغ في الدفع عنهم.

و اختلف في أُذِنَ [الآية: 39] فنافع و أبو عمرو و عاصم و أبو جعفر و يعقوب و إدريس من طريق الشاطبي عن خلف بضم الهمزة مبنيا للمفعول و إسناده إلى الجار و المجرور وافقهم الحسن و اليزيدي و الباقون بفتحها مبنيا للفاعل مسندا لضمير اسم اللّه تعالى.

و اختلف في يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ [الآية: 39] فنافع و ابن عامر و حفص و أبو جعفر بفتح التاء مبنيا للمفعول لأن المشركين قاتلوهم و الباقون بكسرها مبنيا للفاعل أي يقاتلون المشركين و المأذون فيه و هو القتال محذوف لدلالة يقاتلون عليه.

و قرأ دَفْعُ [الآية: 40] بكسر الدال و فتح الفاء و ألف بعدها (2) نافع و أبو جعفر و يعقوب وافقهم الحسن و مر بالبقرة.

و اختلف في لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ [الآية: 40] فنافع و ابن كثير و أبو جعفر بتخفيف الدال وافقهم ابن محيصن و الشنبوذي و الباقون بالتشديد للتكثير و أدغم التاء من لهدمت في الصاد أبو عمرو و ابن عامر بخلف عن الحلواني عن هشام و حمزة و الكسائي و خلف و أظهرها الباقون.

و أمال لِلْكافِرِينَ أبو عمرو و ابن ذكوان بخلفه و الدوري عن الكسائي و رويس و قلله الأزرق و أظهر ذال أخذتهم ابن كثير و حفص و رويس بخلفه و أثبت ياء نكير ورش وصلا و في الحالين يعقوب.

و قرأ فَكَأَيِّنْ [الآية: 45، 48] معا هنا على وزن فاعل (3) ابن كثير، و أبو جعفر].

ص: 399


1- أي: (يدافع). [أ].
2- أي: (دفاع). [أ].
3- أي: (و كائن). [أ].

لكنه يسهل الهمزة مع المد، و القصر و الباقون بهمزة مفتوحة و ياء مكسورة مشددة بلا ألف على الأصل و وقف على الياء منها أبو عمرو و يعقوب و الباقون على النون.

و اختلف في أَهْلَكْناها [الآية: 45] فأبو عمرو و يعقوب بالتاء من فوق مضمومة بلا ألف لقوله فأمليت و أخذتها وافقهما اليزيدي و الحسن و الباقون بنون العظمة مفتوحة و بعدها ألف على حد أهلكناها فجاءها و أبدل همز بئر ورش من طريقيه و أبو عمرو بخلفه و أبو جعفر كوقف حمزة.

و اختلف في تَعُدُّونَ [الآية: 47] هنا فابن كثير و حمزة و الكسائي و خلف بالياء تحت لقوله و يستعجلونك وافقهم ابن محيصن و الأعمش و الباقون بالتاء من فوق على الخطاب لعموم المسلمين و غيرهم و خرج بهنا موضع الم السجدة المتفق على الخطاب فيه و أظهر ذال أخذتها ابن كثير و حفص و رويس بخلفه.

و اختلف في مُعاجِزِينَ [الآية: 51] هنا و موضعي سبأ [الآية: 5، 38] فابن كثير و أبو عمرو بالقصر و تشديد الجيم في الثلاثة اسم فاعل من عجزه معدى عجز أي قاصدين التعجيز بالإبطال مشطين قاله الجعبري وافقهما اليزيدي و عن ابن محيصن كذلك هنا و ثاني سبأ و هو أحد الوجهين من المفردة و عنه منها كذلك الأول من سبأ و الباقون بالمد و التخفيف (1) في الثلاثة اسم فاعل من عاجزه فأعجزه و عجزه إذا سابقه فسبقه لأن كلا من الفريقين يطلب إبطال حجج خصمه.

و أمال تمنى حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه.

و قرأ أبو جعفر فِي أُمْنِيَّتِهِ [الآية: 52] بتخفيف الياء (2) و الباقون بتشديدها و الأمنية القراءة و يوقف لحمزة على نحو يحكم اللّه آياته بالتحقيق و بإبدال الهمزة واو مفتوحة و هو متوسط بغير المنفصل و وقف يعقوب على لهاد الذين بالياء.

و قرأ قُتِلُوا [الآية: 58] بتشديد التاء ابن عامر و مر بآل عمران و قرأ مُدْخَلًا بفتح الميم نافع و أبو جعفر و مر بالنساء.

و اختلف في أَنَّ ما يَدْعُونَ [الآية: 62] هنا و لقمان [الآية: 30] فأبو عمرو و حفص و الكسائي و يعقوب و خلف بالياء من تحت على الغيب وافقهم اليزيدي و الحسن و الأعمش و الباقون بالتاء من فوق على الخطاب للمشركين الحاضرين.

و قرأ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ [الآية: 65] بإسقاط الأولى قالون و البزي و أبو عمرو و قنبل بخلفه و رويس من طريق أبي الطيب و قرأ ورش و قنبل في الثاني عنه و أبو جعفر و رويس من غير طريق أبي الطيب بتحقيق الأولى و تسهيل الثانية بين بين و للأزرق أيضا و قنبل إبدال الثانية ألفا مع المد للساكنين و تقدم في البقرة عند هؤلاء أن حكم مد السماء مع ].

ص: 400


1- أي: (معاجزين). [أ].
2- أي: (أمنيته). [أ].

المنفصل بعده أعني بِإِذْنِهِ إِنَّ لأبي عمرو و من معه إذا جمع فراجعه و قصر همز لرءوف أبو عمرو و أبو بكر و حمزة و يعقوب و خلف.

و أمال وَ هُوَ الَّذِي أَحْياكُمْ [الآية: 66] الكسائي وحده و قلله الأزرق بخلفه و مر منسكا قريبا.

و قرأ ما لَمْ يُنَزِّلْ [الآية: 71] بسكون النون و تخفيف الزاي ابن كثير و أبو عمرو و يعقوب.

و اختلف في إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ [الآية: 73] فيعقوب بالياء من تحت على الغيب و الباقون بالتاء من فوق على الخطاب، و أما إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما يَدْعُونَ بالعنكبوت فيأتي إن شاء اللّه تعالى في محله (1) و لا خلاف في موضع الرعد أنه بالغيب و ضم يعقوب الهاء من بين أيديهم.

و قرأ ابن عامر و حمزة و الكسائي و يعقوب و خلف تُرْجَعُ الْأُمُورُ [الآية: 76] ببنائه للفاعل.

و أمال سَمَّاكُمُ حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه و كذا مواليكم و المولى.

المرسوم سكرى معا بحذف الألف و لؤلؤا بألف متطرفة في الكل من غير خلف و اختلف في و لؤلؤ بفاطر معجزين معا بحذف الألف يقتلون بأنهم بحذف الألف تخفيفا لأنه متفق المد و كتبوا إن اللّه يدفع في بعض المصاحف بالألف و في بعضها بغير ألف و أجمعوا على الألف في من تولاه.

المقطوع و الموصول اتفقوا على قطع أن عن لا من قوله تعالى أن لا نشرك و على قطع أن ما تدعون من دونه هو الباطل و موضع لقمان و على وصل كي بلا في لكيلا يعلم من بعد فيها ياء الإضافة بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ [الآية: 26] فقط و زائدتان الْبادِ، نَكِيرِ [الآية: 25، 44].].

ص: 401


1- انظر الصفحة: (439). [أ].

سورة المؤمنون

سورة المؤمنون

مكية (1) آيها مائة و ثمان عشرة كوفي و حمصي و تسع عشرة في الباقي خلافها آية و أخاه هارون تركها غيرهما. مشبهة الفاصلة ثلاث مما تأكلون. و فار التنور. عذاب شديد. القراءات نقل حركة همزة قد أفلح إلى الدال قبلها ورش من طريقيه على قاعدته كحمزة وقفا مع السكت و عدمه و إهماله وصلا و ورد الوجهان أيضا عن ابن ذكوان و حفص و إدريس وصلا و وقفا كما مر في بابه.

و أمال فَمَنِ ابْتَغى [الآية: 7] هنا، و سأل حمزة [الآية: 31] و الكسائي و خلف بالفتح و الصغرى الأزرق.

و اختلف في لِأَماناتِهِمْ [الآية: 8] هنا و المعارج [الآية: 32] فابن كثير بغير ألف فيهما على الإفراد (2) وافقه ابن محيصن و الباقون بالألف على الجمع و خرج بالقيد النساء و الأنفال المجمع على جمعهما.

و اختلف في صَلَواتِهِمْ يُحافِظُونَ [الآية: 9] و هو الثاني هنا فحمزة، و الكسائي و خلف بالإفراد على إرادة الجنس وافقهم الأعمش و الباقون بالجمع (3) على إرادة الخمس أو غيرها كالرواتب و خرج بالثاني الأول و هو قوله تعالى فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ المتفق على إفراده كالأنعام و المعارج.

و اختلف في عِظاماً فَكَسَوْنَا الْعِظامَ [الآية: 14] فابن عامر و أبو بكر بفتح العين و إسكان الظاء بلا ألف فيهما على التوحيد إرادة للجنس على حد و هن العظم مني وافقهما في الأول المطوعي و الباقون بالجمع فيهما على الأصل على حد و انظر إلى العظام.

و اختلف في طُورِ سَيْناءَ [الآية: 20] فنافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر بكسر السين بالهمز كحرباء لغة بني كنانة و هو جبل موسى عليه السّلام بين أيلة و مصر و قيل بفلسطين و منع صرفه قيل للتأنيث المعنوي و العلمية لأنه اسم بقعة بعينها و قيل للعجمة معها وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و عن المطوعي كسر السين و التنوين بلا مد (4) على وزن دينا و الباقون بالفتح و الهمزة لغة أكثر العرب و منع الصرف حينئذ لألف التأنيث

ص: 402


1- انظر الإتقان للسيوطي: (2/ 1266). [أ].
2- أي: (لأمانتهم). [أ].
3- أي: (صلواتهم). [أ].
4- أي: (سينا). [أ].

اللازمة فوزنه فعلاء كصفراء لإفعلال إذ ليس في كلامهم كما قاله البيضاوي.

و اختلف في تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ [الآية: 20] فابن كثير و أبو عمرو و رويس بضم التاء و كسر الموحدة مضارع أنبت بمعنى نبت فيكون لازما و قيل معدى بالهمزة و بالدهن مفعوله و الباء زائدة أو حال و المفعول محذوف أي تنبت زيتونها أو جناها و معه الدهن وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و الباقون بفتح التاء و ضم الباء (1) مضارع نبت لازم و بالدهن حال الفاعل أي تنبت ملتبسة بالدهن و عن المطوعي صبغا بالنصب عطفا على موضع بالدهن و الجمهور على الجر نسقا على الدهن قيل إنها أعني شجرة الزيتون أول شجرة نبتت بعد الطوفان.

و قرأ نُسْقِيكُمْ [الآية: 21] بالنون المفتوحة نافع و ابن عامر و أبو بكر و يعقوب و أبو جعفر بالتاء من فوق مفتوحة على التأنيث و الباقون بالنون المضمومة و سبق توجيه ذلك بالنحل.

و قرأ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ [الآية: 23] بخفض الراء و كسر الهاء بعدها الكسائي و أبو جعفر و الباقون بالرفع (وقف) حمزة و هشام بخلفه على فَقالَ الْمَلَأُ في قصة نوح المرسوم بالواو كثلاثة النمل بإبدال الهمزة ألفا على القياس و بتخفيفها بحركة نفسها فتبدل واوا مضمومة فإذا سكنت للوقف اتحد معه اتباع الرسم و تجوز الإشارة بالروم و الإشمام فهذه أربعة و الخامس بين بين على تقدير روم الحركة الهمزة (و أثبت) الياء في كذبون معا في الحالين يعقوب و أما حكم همزتي جاء أمرنا فسبق قريبا آخر السابقة في السماءان.

و قرأ مِنْ كُلِّ بالتنوين حفص و ذكر بهود.

و اختلف في أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا [الآية: 29] فأبو بكر بفتح الميم و كسر الزاي (2) أي مكان نزول و الباقون بضم الميم و فتح الزاي فيجوز أن يكون مصدرا أو مكانا أي إنزالا أو موضع إنزال (و كسر) نون أَنِ اعْبُدُوا أبو عمرو و عاصم و حمزة و يعقوب و مر قريبا إِلهٍ غَيْرُهُ للكسائي و أبو جعفر و وقف حمزة و هشام بخلفه علي وَ قالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ المرسوم بالألف كالأعراف بإبدال الهمزة ألفا و بتسهيلها بين بين على الروم.

و قرأ مِتُّمْ [الآية: 35] بكسر الميم نافع و حفص و حمزة و الكسائي و خلف و الباقون بالضم.

و اختلف في هَيْهاتَ هَيْهاتَ [الآية: 36] معا فأبو جعفر بكسر التاء من غير تنوين فيهما لغة تميم و أسد و رويت عن شيبة و غيره و الباقون بالفتح فيهما بلا تنوين أيضا لغة الحجاز و هو اسم فعل لا يتعدى يرفع الفاعل ظاهرا أو مضمرا و هنا لم يظهر تقديره هو].

ص: 403


1- أي: (تنبت ...). [أ].
2- أي: (منزلا). [أ].

أي إخراجكم و لام لما للبيان كهي في سقيا لك يا ابنت المستبعد و وقف عليها بالهاء البزي و قنبل بخلفه و الكسائي و الباقون بالتاء و هو الذي لقنبل في الشاطبية و غيرها و لم يذكر الخلف عنه الأول في العنوان و التذكرة و التلخيص.

و قرأ رُسُلَنا [الآية: 44] بإسكان السين أبو عمرو.

و اختلف في تَتْرا [الآية: 44] فابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر بالتنوين منصرفا فقيل وزنه فعل كنصر و الألف بدل من التنوين ورد ذلك بأنه لم يحفظ جريان حركة الإعراب على رأيه فيقال هذا تتر و رأيت تترا و مررت بتتر و قيل ألفه للإلحاق بجعفر كهي في أرطى فلما نون ذهبت للساكنين قال في الدار هذا أقرب لو قبله و لكن يلزم منه وجود ألف الإلحاق في المصادر و هو نادر وافقهم اليزيدي و على الأول لا تمال في قف لأبي عمرو لأن ألفها حينئذ كألف عوجا و أمتا قال الداني و عليه القراء و أهل الأداء على الثاني تمال له و المقروء به هو الأول فقد قال في النشر بعد ذكره ما تقدم و نصوص أكثر أئمتنا تقضي فتحها لأبي عمرو و إن كانت للإلحاق من أجل رسمها بالألف فقط شرط مكي و ابن بليمة و صاحب العنوان و غيرهم في إمالة ذوات الراء له تكون الألف مرسومة ياء و لا يريدون بذلك إلا إخراج تترا انتهى و الباقون بالألف بلا تنوين لأنه مصدر مؤنث كدعوى (و أمالها) منهم حمزة و الكسائي و خلف في الحالين و قللها الأزرق بخلفه قال أبو حيان و هو منصوب على الحال أي متواترين واحدا بعد واحد (و سهل) الهمزة الثانية كالواو من (جاء أمة) نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و رويس و ليس في القرآن مضمومة بعد مفتوحة من كلمتين غيرهما و مر إمالة (جاء) لحمزة و خلف و ابن ذكوان و هشام بخلفه.

و قرأ رَبْوَةٍ [الآية: 50] بفتح الراء عامر و عاصم و عن المطوعي كسرها.

و اختلف في وَ إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ [الآية: 52] فنافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و يعقوب بفتح الهمزة و تشديد النون على تقدير اللام أي و لأن وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و الحسن و قرأ ابن عامر وحده بفتح الهمزة و تخفيف النون على أنها المخففة من الثقيلة و هذه رفع و قرأ عاصم و حمزة و الكسائي و خلف بكسر الهمزة و تشديد النون على الاستئناف أو عطفا على أن وافقهم الأعمش و أمة منصوب على الحال في القراءات الثلاث (ضم هاء) (لديهم) حمزة و يعقوب و أثبت ياء فَاتَّقُونِ في الحالين يعقوب.

و قرأ أَ يَحْسَبُونَ [الآية: 55] بفتح السين و ابن عاصم و حمزة و أبو جعفر.

و أمال نُسارِعُ، و يُسارِعُونَ و طُغْيانِهِمْ الدوري عن الكسائي و عن ابن محيصن سامِراً بضم السين بلا ألف بعدها و فتح الميم مشددة جمع سامر و هو مقيس و قرأ به جماعة لكن الأفصح الإفراد قراءة الجمهور لأنه يقع على ما فوق الواحدة تقول قوم سامر.

و اختلف في تَهْجُرُونَ [الآية: 67] فنافع بضم التاء و كسر الجيم (1) من أهجر].

ص: 404


1- أي: (تهجرون). [أ].

إهجارا أي أفحش في منطقة وافقه ابن محيصن و الباقون بفتح التاء و ضم الجيم أما من الهجر بسكون الجيم القطع و الصدأ و الهجر بفتحها و هو الهذيان.

و قرأ خراجا [الآية: 72] الأول بفتح الراء و ألف بعدها حمزة و الكسائي و خلف، و الباقون بإسكان الراء بلا ألف (1).

و قرأ فَخَراجُ رَبِّكَ [الآية: 72] بإسكان الراء ابن عامر و الباقون بالألف بعد الراء المفتوحة (2).

و قرأ صِراطٍ [الآية: 73] بالسين قنبل (3) من طريق ابن مجاهد و رويس و بالإشمام خلف عن حمزة.

و قرأ أَ إِذا مِتْنا أَ إِنَّا لَمَبْعُوثُونَ [الآية: 82] بالاستفهام في الأول و الإخبار في الثاني (4) نافع و الكسائي و يعقوب و كل في الاستفهام على أصله فقالون بالتسهيل و المد و ورش و رويس بالتسهيل و القصر و الكسائي و روح بالتحقيق و القصر و قرأ الإخبار في الأول و الاستفهام في الثاني ابن عامر و أبو جعفر و كل على أصله فابن عامر بالتحقيق و القصر إلا أن أكثر الطرق عن هشام على المد كما في الشاطبية وفاقا لسائر المغاربة و أبو جعفر بالتسهيل و المد و الباقون بالاستفهام فيهما فابن كثير بتسهيلهما مع القصر و أبو عمرو بتسهيلهما مع المد و عاصم و حمزة و الكسائي و خلف بتحقيقهما مع القصر و قرأ تَذَكَّرُونَ بتخفيف الذال و حفص و حمزة و الكسائي و خلف و عن ابن محيصن رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ برفع الميم نعتا لرب.

و اختلف في سَيَقُولُونَ لِلَّهِ [الآية: 87، 89] الأخيرين فأبو عمرو و يعقوب بإثبات ألف الوصل قبل اللام و رفع هاء الجلالتين و الابتداء بهمزة مفتوحة لمطابقة الجواب السؤال حينئذ لفظا لأن المسئول به مرفوع المحل و هو من فجاء جوابه مرفوعا مبتدأ لخبر محذوف تقديره اللّه ربهما بيده وافقهما اليزيدي و الباقون لِلَّهِ بغير ألف و جر الهاء فيهما جواب على المعنى لأنه لا فرق بين من رب السموات و بين لمن السموات كقولك من رب هذه الدار فيقال زيد و إن شئت قلت لزيد و خرج الأول المتفق على أنه للّه بغير ألف موافقة للرسم.

و قرأ قُلْ مَنْ بِيَدِهِ باختلاس كسرة الهاء رويس و الباقون بالإشباع.

و أمال فَإِنِّي حمزة و الكسائي و خلف و قللها الأزرق و الدوري عن أبي عمرو بخلفهما و اتفقوا على فتح وَ لَعَلا بَعْضُهُمْ لكونه ثلاثيا واويا مرسوما بالألف كما مر.].

ص: 405


1- أي: (تهجرون). [أ].
2- أي: (خرجا). [أ].
3- أي: (فخراج). [أ].
4- أي: (سراط). [أ].

و اختلف في عالِمُ الْغَيْبِ [الآية: 92] فنافع و أبو بكر و حمزة و الكسائي و خلف و أبو جعفر برفع الميم على القطع أي هو عالم وافقهم الحسن و المطوعي و اختلف عن رويس في الابتداء فروى الجوهري و ابن مقسم عن التمار الرفع في الابتداء و كذا روى أبو العلاء و الكارزيني كلاهما عن النخاس بالمعجمة عنه و روى باقي أصحاب رويس الخفض في الحالين و به قرأ الباقون صفة للّه تعالى كأنه محض الإضافة فتعرف المضاف قاله الزمخشري و تقدم إمالة (فتعالى) و تقليلها و أثبت ياء يَحْضُرُونِ و كذا باء ارْجِعُونِ في الحالين يعقوب و فتح ياء لعلي أعمل نافع و ابن كثير و أبو عمرو و ابن عامر و أبو جعفر و أدغم فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ رويس كأبى عمرو و كذا روح من المصباح.

و اختلف في قوله: شِقْوَتُنا [الآية: 106] فحمزة و الكسائي و خلف بفتح الشين و القاف و ألف بعدها (1) وافقهم الحسن و الأعمش و الباقون بكسر الشين و إسكان القاف بلا ألف و هما مصدران بمعنى واحد و هي سوء العاقبة أو الهوى و قضاء اللذات لأنه يؤدي إلى الشقوة و أطلق اسم المسبب على السبب و أثبت ياء وَ لا تُكَلِّمُونِ في الحالين يعقوب و أظهر ذال فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ ابن كثير و حفص و رويس بخلفه.

و اختلف في سِخْرِيًّا [الآية: 110] هنا و ص [الآية: 63] فنافع و حمزة و الكسائي و أبو جعفر و خلف بضم السين فيهما وافقهم الأعمش و الباقون بكسرها فيهما و هما لغتان بمعنى واحد مصدرا سخر منه استهزأ به و سخره استبعده لأنهم سخروهم في العمل و سخروا منهم استهزءوا و قيل الضم من العبودية و منه السخرة و الكسر من الاستهزاء و منه السخر و الياء في سخريا للنسب للدلالة على قوة الفعل فالسخري أقوى من السخر (و أجمعوا) على ضم السين في حرف الزخرف لأنه من السخرة إلا ما نقل عن ابن محيصن من كسره.

و اختلف في إِنَّهُمْ هُمُ [الآية: 111] فحمزة و الكسائي بكسر الهمزة على الاستئناف و ثاني مفعولي جزيتهم محذوف أي الخبر أو النعيم أو نحوه و الباقون بالفتح مفعول ثان لجزيتهم أي جزيتهم فوزهم أو بتقدير لأنهم أو بأنهم.

و اختلف في قالَ كَمْ لَبِثْتُمْ [الآية: 112] فابن كثير و حمزة و الكسائي بغير ألف على الأمر (2) وافقهم ابن محيصن و الأعمش و الباقون بألف على الخبر عن اللّه أو الملك و أدغم ثاء لَبِثْتُمْ أبو عمرو و ابن عامر و حمزة و الكسائي و أبو جعفر و ذكر الخلاف فيه عن ابن ذكوان في الأصل و لعله سبق قلم أو اشتباه بأورثتموها.

و قرأ فَسْئَلِ [الآية: 113] بنقل حركة الهمز إلى السين (3) ابن كثير و الكسائي ].

ص: 406


1- أي: (شقاوتنا). [أ].
2- أي: (قل). [أ].
3- أي: (فسل ...). [أ].

و خلف عن نفسه و عن الحسن (العادين) بتخفيف الدال جمع عاد اسم فاعل من عدا.

و اختلف في قالَ إِنْ لَبِثْتُمْ [الآية: 114] أيضا فقرأ حمزة و الكسائي بغير ألف على الأمر (1) وافقهما الأعمش و الباقون قال على الخبر.

و قرأ لا تُرْجَعُونَ [الآية: 115] ببنائه للفاعل حمزة و الكسائي و يعقوب و خلف و مر بالبقرة (و عن) ابن محيصن (الكريم) برفع الميم نعت رب (و عن) الحسن (إنه لا يفلح) بفتح الياء و قال في الدر كالبحر بفتح الياء و اللام مضارع فلح بمعنى أفلح.

المرسوم عظما فكسونا العظم بحذف الألف فيهما و كذا أولى سمرا و كتبوا صورة الهمز في الملوا في قصة نوح كثلاثة النمل واوا مع زيادة ألف بعدها و كتبوا تترا بالألف و كتبوا في الإمام و البصرى اللّه قل أ فلا تتقون. اللّه قل فأنى تسحرون بألف أول الجلالتين و في الحجازي و الكوفي و الشامي بحذف الألف فيهما و في الكوفي قال كم لبثتم و قال إن قل بلا ألف فيهما و في مصاحف مكة و المدينة و الشام و البصرة قال بالألف فيهما.

المقطوع و الموصول اتفقوا على قطع من عما بعدها في نحو مال و بنين و من مارج.

و من ماء و على وصلها بمن الموصولة نحو ممن افترى و ممن كذب. و ممن دعا و اختلف في قطع كلما جاء أمة و كتبوا هيهات بالتاء فيهما اتفاقا. ياء الإضافة واحدة لَعَلِّي أَعْمَلُ [الآية: 100] و الزوائد ست بِما كَذَّبُونِ معا، فَاتَّقُونِ، يَحْضُرُونِ، ارْجِعُونِ، و لا تُكَلِّمُونِ [الآية: 110، 26، 39، 52، 92، 99، 801].].

ص: 407


1- أي: (فسل ...). [أ].

سورة النور

سورة النور

مدنية (1) و آيها ستون و اثنتان حجازي و ثلاث حمصي و أربع عراقي خلافها ثلاث و الآصال بالأبصار عراقي و شامي لأولى الأبصار غير حمصي مشبه الفاصلة اثنان عذاب أليم تمسه نار و عكسه إن كنتم مؤمنين. القراءات نقل همزة أنزلناها إلى ما قبلها ورش كحمزة وقفا مع السكت و عدمه و قد وردا عن ابن ذكوان و حفص و إدريس على ما تقدم.

و اتفقوا على رفع سورة خبر محذوف أي هذه سورة و عن أبي عمرو و ابن محيصن من غير طرقنا بالنصب أي اتلوا سورة و أنزلناها في موضع الصفة.

و اختلف في وَ فَرَضْناها فابن كثير و أبو عمرو بتشديد الراء للمبالغة فيه (2) وافقهما ابن محيصن و اليزيدي و الباقون بالتخفيف بمعنى جعلناها واجبة مقطوعا بها.

و قرأ تَذَكَّرُونَ [الآية: 27] بتخفيف الذال حفص و حمزة و الكسائي و خلف و عن المطوعي وَ لا تَأْخُذْكُمْ بِهِما بالياء من تحت على التذكير لأن تأنيث الرأفة مجازي و فصل بالمفعول و الظرف.

و اختلف في رَأْفَةٌ [الآية: 2] هنا و الحديد [الآية: 27] فقنبل بفتح الهمزة هنا و اختلف فيه عن البزي فروى عنه أبو ربيعة فتح الهمزة كقنبل و روى ابن الحباب إسكانها و أما موضع الحديد فابن شنبوذ عن قنبل بفتح الهمزة و ألف بعدها بوزن رفاعة و رواه ابن مجاهد بالسكون و به قرأ الباقون فيهما و كلها لغات في مصادر رأف يرؤف أبدلها الأصبهاني و أبو عمرو بخلفه أبو جعفر كحمزة وقفا و أمال هاءها مع الفتحة الكسائي وقفا أيضا كحمزة بخلفه.

و قرأ الْمُحْصَناتُ [الآية: 4] بكسر الصاد الكسائي و مر بالنساء و أبدل الثانية واوا مكسورة من شهداء إلا نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و رويس و لهم تسهيلها كالياء و أما كالواو فتقدم رده عن النشر.

و اختلف في أَرْبَعُ شَهاداتٍ [الآية: 6] الأولى فحفص و حمزة و الكسائي و خلف برفع العين على أنه خبر المبتدأ و هو قوله فشهادة وافقهم الأعمش و الباقون بنصبها على

ص: 408


1- انظر الإتقان للسيوطي: (2/ 1267). [أ].
2- أي: (فرّضناها). [أ].

المصدر و حينئذ شهادة خبر مبتدأ أي فالحكم أو الواجب أو مبتدأ مضمر الخبر أي فعليه شهادة أو شهادة كافية أو واجبة.

و اختلف في أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ [الآية: 7] فنافع بإسكان إن فيهما مخففة و لعنة اللّه برفع التاء و جر هاء الجلالة و أن غضب اللّه بكسر الضاد و فتح الباء فعلا ماضيا و رفع الجلالة على الفاعلية و أن المخففة من الثقيلة و اسمها ضمير الشأن المقدر و قرأ يعقوب بإسكان أَنَّ فيهما أيضا و رفع لَعْنَتَ و جر الجلالة (1) و غَضَبَ بفتح الضاد و رفع الباء و جر هاء الجلالة وافقه الحسن و عليها فغضب مبتدأ مضاف إلى فاعله و الظرف بعده خبره و كذا لعنة اللّه عليه عندهما و الباقون بتشديد أن فيهما (2) على الأصل و نصب لَعْنَتَ، و غَضَبَ اسمها مضافا إلى الجلالة و الظرف بعدها خبر.

و اختلف في الْخامِسَةَ [الآية: 9] الأخيرة فحفص بالنصب عطفا على أربع قبلها أو مفعولا مطلقا أي و يشهد الشهادة الخامسة و الباقون بالرفع على الابتداء و ما بعده الخبر و خرج الخامسة الأولى المتفق على رفعها و قرأ لا تَحْسَبُوهُ و تَحْسَبُونَهُ [الآية: 11] بفتح السين ابن عامر و عاصم و حمزة و أبو جعفر و يوقف لحمزة، و هشام بخلفه على لكل امرئ بإبدال الهمزة ياء ساكنة لكسر ما قبلها على القياس و ياء مكسورة بحركة نفسها على مذهب التميميين و إذا سكنت للوقف اتخذ مع ما قبله و يجوز الروم فهما وجهان و الثالث تسهيل الهمزة بين بين على روم حركة الهمزة.

و أمال (تولى) حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه.

و اختلف في كَبِّرْهُ [الآية: 11] فيعقوب بضم الكاف و هي قراءة أبي رجاء و سفيان الثوري و يزيد و رويت عن محبوب عن أبي عمرو و الباقون بكسرها و هما لغتان في مصدر كبر الشي ء عظم لكن غلب المضموم في السن و المكانة و قيل بالضم معظم الإفك و بالكسر البداءة أو الإثم أدغم ذال إذا سمعتموه أبو عمرو و هشام و خلاد و الكسائي و أدغم ذال (إذ تلقونه) أبو عمرو و هشام و حمزة و الكسائي و خلف و شدد التاء من تلقّونه و كذا فَإِنْ تَوَلَّوْا وصلا البزي بخلفه و مر ذلك عند و لا تيمموا بالبقرة لكنه سهل في تيمموا لسبق حرف اللين بخلافه هنا فإنه عسر لاجتماع الساكنين و تقدم ما فيه و قرأ رءوف بالقصر أبو عمرو و أبو بكر و حمزة و الكسائي و خلف و يعقوب و سبق كتثليث الأزرق همزة و وقف عليه حمزة بالتسهيل بين بين و أما ما وقع في الأصل هنا من قطعه لأبي جعفر بتسهيله ففيه نظر ظاهر بل هي انفرادة للحنبلي لا يقرأ بها و لذا تركها في الطيبة و قوله على قاعدته في المضمومة بعد الفتح عجب و خلاف ما تقرر في الأصول لأن قاعدة أبي جعفر في المضمومة بعد فتح الحذف مع اختصاصه بيطئون و تطؤوها و أن تطؤهم و عبارة النشر].

ص: 409


1- أي: (أن لعنة، أن غضب). [أ].
2- أي: (أنّ لعنة، أنّ غضب). [أ].

ثم الرابع أن تكون مضمومة بعد فتح فإن أبا جعفر بحذفها و الواقع منه و لا يطئون و لم تطؤوها و أن تطؤهم و انفرد الحنبلي بتسهيلها بين بين في رءوف حيث وقع انتهت بحروفها.

و قرأ خُطُواتِ [الآية: 21] بضم الطاء البزي من غير طريق أبي ربيعة و قنبل و ابن عامر و حفص و الكسائي و يعقوب و أبو جعفر و سكنه الباقون و عن الحسن فتح الخاء مع سكون الطاء و عنه (ما زكّى) بتشديد الكاف و أما ضم الزاي مع تشديد الكاف مكسورة فانفراده لابن مهران عن هبة اللّه عن أصحابه عن روح كما في النشر لا يقرأ بها و لذا تركها في الطيبة و اتفقوا على عدم إمالتها كما مر تنبيها على أصلها لأنها من ذوات الواو و ما في البحر من إمالتها لحمزة و الكسائي فليس من طرقنا.

و اختلف في وَ لا يَأْتَلِ [الآية: 22] فأبو جعفر يتأل بهمزة مفتوحة بين التاء و اللام و تشديد اللام و فتحها على وزن يتفعل مضارع تألى بمعنى حلف وافقه الحسن و هي قراءة ابن عياش بن ربيعة بن زيد بن أسلم و الباقون بهمزة ساكنة بين الياء و التاء و كسر اللام مخففة من ألوت قصرت أو مضارع ائتلى افتعل من الألية و هي الحلف فالقراءتان حينئذ بمعنى أبدل همزته الساكنة ورش من طريقيه و أبو عمرو بخلفه على قاعدتهما و عن الحسن وَ لْيَعْفُوا وَ لْيَصْفَحُوا بكسر اللام فيهما و تقدم حكم الْمُحْصَناتُ قريبا.

و اختلف في يَوْمَ تَشْهَدُ [الآية: 24] فحمزة و الكسائي و خلف بالياء من تحت و الباقون بالتاء من فوق وجه التذكير أن التأنيث مجازي و فصل بينهما أيضا و ضم الهاء من يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ يعقوب في الحالين و مر حكمها مع الميم وصلا كضم باء (بيوتا) لورش و أبي عمرو و حفص و أبي جعفر و يعقوب و إشمام (قيل) لهشام و الكسائي و رويس (و إمالة) أَزْكى لَكُمْ لحمزة و من معه و تقليلها للأزرق بخلفه و قرأ جُيُوبِهِنَّ بكسر الجيم ابن كثير و ابن ذكوان و أبو بكر بخلفه و حمزة و الكسائي و الباقون بالضم و اختلف في (غير أولى) فابن عامر و أبو جعفر و أبو بكر بنصب الراء على الاستثناء و الباقون بالجر نعتا أو بدلا أو بيانا.

و قرأ أيه المؤمنون [الآية: 31] بضم الهاء وصلا ابن عامر لأن الألف لما حذفت للساكنين استحقت الفتحة على حرف خفي فضمت الهاء اتباعا للياء (و وقف) عليها بالألف على الأصل أبو عمرو و الكسائي و يعقوب كموضع الرحمن و الزخرف و الباقون بحذف الألف مع سكون الهاء اتباعا للرسم.

و أمال الْأَيامى [الآية: 32] حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه و عن الحسن مِنْ عِبادِكُمْ بفتح العين و كسر الموحدة (و ضم) الهاء من يُغْنِهِمُ اللَّهُ رويس بخلفه وقفا فإن وصل اتبع الميم الهاء فإن ضم الهاء ضم الميم معها كحمزة و الكسائي و خلف و إن كسر الهاء كسر الميم كأبي عمرو و روح و الباقون يكسرون الهاء و يضمون الميم و سهل الأولى كالياء من (البغاء أن) قالون و البزي مع المد و القصر و سهل الثانية

ص: 410

ورش و أبو جعفر و قنبل و رويس بخلف عنهما و عن الأزرق فالثاني عنه إبدالها ياء ساكنة مع المد للساكنين و هو ثان لقنبل أيضا و الثالث للأزرق إبدالها ياء خفيفة الكسر و قرأ أبو عمرو و قنبل في ثالثة و رويس في ثانية بإسقاط الأولى مع المد و القصر و الباقون بتحقيقهما.

و أمال إِكْراهِهِنَّ [الآية: 33] ابن ذكوان من طريق هبة اللّه عن الأخفش و ليس من طريق التيسير و هو أحد الوجهين له في الشاطبية.

و قرأ مُبَيِّناتٍ [الآية: 34] معا بفتح الياء نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو بكر و أبو جعفر و يعقوب.

و أمال كَمِشْكاةٍ [الآية: 35] الدوري عن الكسائي لتقدم الكسرة و إن وجد الفاصل و فتحها الباقون.

و اختلف في دُرِّيٌّ [الآية: 35] فنافع و ابن كثير و ابن عامر و حفص و أبو جعفر و يعقوب و خلف عن نفسه بضم الدال و تشديد الياء من غير مد و لا همز نسبة إلى الدر لصفائها وافقهم الحسن و ابن محيصن و قرأ أبو عمرو و الكسائي بكسر الدال و الراء بعدها همزة ممدودة صفة كوكب على المبالغة و هو بناء كثير في الأسماء نحو سكين و في الأوصاف نحو سكير وافقهما اليزيدي و قرأ أبو بكر و حمزة بضم الدال ثم ياء ساكنة ثم همزة ممدودة من الدرء بمعنى الدفع أي يدفع بعضها بعضا أو يدفع ضوؤها خفاءها و وزنه فعيل وافقهما المطوعي و الشنبوذي إلا أنه فتح الدال و يوقف عليه لحمزة بإبدال الهمزة ياء و إدغامه في الياء و يجوز الإشارة بالروم و الإشمام.

و اختلف في توقد [الآية: 35] فنافع و ابن عامر و حفص بياء من تحت مضمومة مع إسكان الواو و تخفيف الفاء و رفع الدال على التذكير مبنيا للمفعول من أوقد أي المصباح و قرأ ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و يعقوب بتاء من فرق مفتوحة و فتح الواو و الدال و تشديد القاف على وزن تفعل فعلا ماضيا فيه ضمير يعود على المصباح وافقهم اليزيدي و قرأ أبو بكر و حمزة و الكسائي و خلف بالتاء من فوق مضمومة و إسكان الواو و تخفيف القاف و رفع الدال على التأنيث مضارع أوقد مبني للمفعول و نائب الفاعل ضمير يعود زجاجة على حد أوقدت القنديل وافقهم الأعمش و عن ابن محيصن و الحسن بتاء من فوق مفتوحة و ضم الدال و فتح الواو و القاف مشددة و الأصل تتوقد بتاءين حذفت إحداهما كتذكر و الزجاجة القنديل و المصباح السراج و المشكاة الطاقة غير النافذة أي الأنبوبة في القنديل.

و اختلف في يُسَبِّحُ [الآية: 36] فابن عامر و أبو بكر بفتح الموحدة مبنيا للمفعول و نائب الفاعل له و هو أولى من الأخيرين و رجال حينئذ مرفوع بمضمر و كأنه جواب سؤال كأنه قبل من يسبحه فقيل رجال و يجوز أن يكون خبر محذوف أي المسبح

ص: 411

رجال و الوقف في هذه القراءة على الآصال و الباقون بكسرها على البناء للفاعل و فاعله رجال و لا يوقف حينئذ على الآصال (و عن) ابن محيصن من رواية البزي من المفردة (يوما تقلب) بتاء واحدة مشددة على الإدغام على حد و لا تيمموا للبزي عن ابن كثير و يبتدئ بتاء واحدة و عنه من المبهج بتاءين خفيفتين كالجمهور.

و قرأ يَحْسَبُهُ [الآية: 39] بفتح السين ابن عامر و عاصم و حمزة و أبو جعفر (و يوقف) لحمزة على (الظمآن) بالنقل فقط و بين بين ضعيف.

و أمال (فوفاه) و (يغشيه) حمزة و الكسائي و خلف و قللهما الأزرق بخلفه.

و اختلف في سَحابٌ ظُلُماتٌ [الآية: 40] فالبزي سَحابٌ بغير تنوين ظُلُماتٍ بالجر على الإضافة كسحاب رحمة وافقه ابن محيصن من المفردة و قرأ قنبل سحاب بالتنوين ظلمات بالجر بدلا من ظلمات الأولى و يكون بعضها فوق بعض مبتدأ و خبر في موضع الصفة لظلمات و الباقون بالتنوين و الرفع فيهما أي هذه أو تلك ظلمات و سحاب في الثلاث مبتدأ خبره من فوقه و عن الحسن ظلمات بسكون اللام و عنه أيضا (تفعلون) بالتاء من فوق و فيه وعيد و تخويف و أبدل همز (يؤلف) واوا ورش من طريقيه و أبو جعفر كوقف حمزة و أثبت هنا في الأصل الخلف فيه عن ابن وردان و لعله سبق قلم و ليس عنه خلف في هذا الباب إلا في حرف واحد و هو يؤيد بنصره بآل عمران كما مر في بابه.

و أمال فَتَرَى الْوَدْقَ [الآية: 43] وصلا السوسي بخلفه و فتحه الباقون أما الوقف فكل على أصله (و عن) الأعمش (خلاله) بفتح الخاء بلا ألف (1) على الإفراد و اختلف هل خلال مفرد كحجاب أو جمع كجبال جمع جبل.

و قرأ وَ يُنَزِّلُ [الآية: 43] بالتخفيف ابن كثير و أبو عمرو و يعقوب (و تقدم) اتفاقهم على فتح (سنا برقه).

و اختلف في يَذْهَبُ بِالْأَبْصارِ [الآية: 43] فأبو جعفر بضم الياء و كسر الهاء (2) من أذهب فقيل الياء زائدة على حد تنبت بالدهن و قيل بمعنى من و المفعول محذوف تقديره يذهب النور من الأبصار و الباقون بفتح الياء و الهاء.

و أمال بِالْأَبْصارِ أبو عمرو و ابن ذكوان من طريق الصوري و الدوري عن الكسائي و قلله الأزرق.

و قرأ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ [الآية: 45] بألف بعد الخاء و كسر اللام و رفع القاف و جر كُلِّ على الإضافة حمزة و الكسائي و خلف (3) و مر بإبراهيم و سهل الثانية كالياء و أبدلها].

ص: 412


1- أي: (خلله). [أ].
2- أي: (يذهب). [أ].
3- الباقون: (خلق كلّ). [أ].

أيضا واوا مكسورة من يشاء إن نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و رويس و تقدم رد تسهيلها كالواو و كذا حكم (يشاء إلى) و تقدم (مبيّنات) قريبا.

و قرأ صِراطٍ (1) [الآية: 46] بالسين قنبل من طريق ابن مجاهد و رويس و بالإشمام خلف عن حمزة و أمال (ثم يتولى) حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه و عن الحسن (قول المؤمنين) برفع اللام على أنه اسم كان و أن و ما في حيزها الخبر و الجمهور على نصبه خبر لكان و الاسم أن المصدرية و ما بعدها و هو الأرجح لأنه متى اجتمع معرفتان فالأولى جعل الأعرف اسم و إن كان سيبويه خير بين معرفتين و لم يفرق هذه التفرقة و قرأ (ليحكم) في الموضعين بالبناء للمفعول أبو جعفر و نائب الفاعل ضمير المصدر أي ليحكم هو أي الحكم و المعنى ليفصل الحكم بينهم قاله أبو حيان و مر بالبقرة و قرأ (يتقه) بكسر الهاء بلا إشباع قالون و حفص و يعقوب و قرأ أبو عمرو و أبو بكر و هشام في أحد أوجهه الثلاث بإسكانها و الثاني لهشام الإشباع و الثالث الاختلاس و قرأ ابن ذكوان و ابن جماز بالإشباع و الاختلاس و قرأ خلاد و ابن وردان بالإسكان و الإشباع و الباقون و هم ورش و ابن كثير و خلف عن حمزة و عن نفسه و الكسائي بالإشباع بلا خلاف و قرأ حفص بسكون القاف مع اختلاس الهاء كما مر.

و قرأ فَإِنْ تَوَلَّوْا [الآية: 54] بتشديد التاء وصلا البزي بخلفه.

و اختلف في كَمَا اسْتَخْلَفَ [الآية: 55] فأبو بكر بضم التاء و كسر اللام (2) مبنيا للمفعول فالموصول نائب الفاعل و يبتدئ بهمزة الوصل مضمومة وافقه الأعمش و الباقون بفتحها مبنيا للفاعل و هو ضمير الجلالة وعد اللّه و الذين مفعوله و إذا ابتدءوا كسروا همزة الوصل و قرأ وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ بسكون الموحدة، و تخفيف الدال من أبدل ابن كثير، و أبو بكر، و يعقوب و مر بالكهف.

و قرأ وَ لا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا [الآية: 56] بالغيب ابن عامر و حمزة و إدريس بخلفه أي لا يحسبن حاسب أو أحد و الموصول و معجزين مفعولا هاء و به يرد على من استشكلها زاعما فاعليه الموصول و لم يكن في اللفظ إلا مفعول واحد و هو معجزين و ذكرت بالأنفال (و عن) المطوعي (الحلم) معا بسكون اللام فيهما لغة تميم.

و اختلف في ثَلاثُ عَوْراتٍ [الآية: 58] فأبو بكر و حمزة و الكسائي و خلف ثلاث بالنصب بدل من قوله ثلاث مرات المنصوب على الظرفية الزمانية أي ثلاث أوقات أو على المصدرية أي ثلاث استئذانات أو على إضمار فعل أي اتقوا و احذروا ثلاث وافقهم الحسن و الأعمش و الباقون برفعها خبر محذوف أي هن ثلاث و خرج بالقيد ثلاث مرات المتفق على نصبه و قرأ بُيُوتِكُمْ و بُيُوتَ، بيوتا بضم الموحدة ورش و أبو].

ص: 413


1- أي: (سراط). [أ].
2- أي: (استخلف). [أ].

عمرو و حفص و أبو جعفر و يعقوب و قرأ (إمهاتكم) بكسر الهمزة و الميم معا حمزة و كسر الهمزة وحدها الكسائي و عن الحسن لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ [الآية: 63] بتقديم النون على الموحدة المكسورة بعدها ياء مشددة مخفوضة (1) مكان بينكم الظرف و قرأ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ بفتح الياء مبنيا للفاعل يعقوب و الباقون بالبناء للمفعول (2).

المرسوم كتبوا الزاني بالياء و كذا يعبدونني و يدروا بواو و ألف مشكوة بواو بدل الألف كالصلاة ما زكى بالياء مع كونه من ذوات الواو كغزا مناسبة ليزكى و اتفقوا على حذف ألف أية هنا كالزخرف و الرحمن.

المقطوع اتفقوا على قطع عن من من و يصرفه من يشاء (الهاء) لعنت بالتاء كآل عمران (3).].

ص: 414


1- أي: (نبيّكم). [أ].
2- أي: (يرجعون). [أ].
3- و ليس فيها من ياءات الإضافة أو الزوائد أو الثوابت شي ء. [أ].

سورة الفرقان

سورة الفرقان

مكية (1) قيل إلا ثلاث آيات و الذين و لا يدعون مع اللّه إلى رحيما و قيل مدنية إلا من أولها إلى نشور و آيها سبع و سبعون بلا خلاف (مشبه الفاصلة) تسعة و لم يتخذ ولدا. و هم يخلقون. قوم آخرون. أساطير الأولين وعد المتقون ما يشاءون. خالدين. صرفا و لا نصرا. في السماء بروجا. هونا و عكسه موضعان ضلوا السبيل. ظلما و زورا القراءات أدغم دال (فقد جاءوا) أبو عمرو و هشام و حمزة و الكسائي و خلف.

و أمال (جاؤ) ابن ذكوان و هشام بخلفه و حمزة و ثلث همزها الأزرق (و وقف) عليه حمزة بين بين مع المد و القصر و أما إبدالها واو فشاذ.

و أمال تُمْلى [الآية: 5] حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه (و وقف) على ما (من مال هذا) أبو عمرو و اختلف عن الكسائي في الوقف على ما أو اللام كما ذكره الداني و الشاطبي و غيرهما و مقتضاه أن الباقين يقفون على اللام فقط و الأصح كما في النشر جواز الوقف على ما لجمع القراء قال فيه و أما اللام فيحتمل الوقف عليها لانفصالها خطأ و هو الأظهر قياسا و يحتمل أن لا يوقف عليها من أجل كونها لام جر و إذا وقف على أحدهما لنحو اختيار امتنع الابتداء بهذا أو هذا.

و اختلف في جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْها [الآية: 8] فحمزة بنون الجمع وافقهم الأعمش و الباقون بالياء من تحت على إسناده إلى الرسول عليه السلام أي يأكل هو منها و يستغني عن طعامنا.

و قرأ مَسْحُوراً انْظُرْ [الآية: 8، 9] بكسر التنوين أبو عمرو و ابن ذكوان بخلفه و عاصم و حمزة و يعقوب و مر بالبقرة.

و اختلف في وَ يَجْعَلْ لَكَ [الآية: 10] فأبو بكر و ابن كثير و ابن عامر برفع اللام على الاستئناف أي و هو يجعل أو سيجعل أو عطفا على موضع جعل إذ الشرط إذا وقع ماضيا جاز في جوابه الجزم و الرفع لكن تعقب ذلك بأنه ليس مذهب سيبويه وافقهم ابن

ص: 415


1- انظر الإتقان للإمام السيوطي: (2/ 1267). [أ].

محيصن و الباقون يجزمها عطفا على محل جعل لأنه جواب الشرط و يلزم منه وجوب الإدغام لاجتماع مثلين أولاهما ساكن.

و قرأ ضَيِّقاً [الآية: 13] بسكون الياء ابن كثير.

و اختلف في وَ يَوْمَ يَحْشُرُهُمْ فَيَقُولُ [الآية: 17] فابن عامر بنون العظمة فيهما التفاتا من الغيبة إلى التكلم وافقه الحسن و الشنبوذي و قرأ ابن كثير و حفص و أبو جعفر و يعقوب بالياء من تحت فيهما مناسبة لقوله كان على ربك و الباقون بالنون في الأول و بالياء في الثاني مناسبة لما قبله و التفاتا من تكلم من إلى غيبة (و سهل) الثانية من (أأنتم) مع الفصل بالألف قالون و أبو عمرو و هشام من طريق ابن عبدان و غيره عن الحلواني و أبو جعفر و سهلها بلا فصل ورش و ابن كثير و رويس و للأزرق أيضا إبدالها ألفا مع المد للساكنين و روى الجمال عن الحلواني عن هشام التحقيق مع الفصل بالألف و الباقون بالتحقيق بلا فصل و هى طريق الداجوني عن هشام فله ثلاثة أوجه (و أبدل) الثانية ياء مفتوحة من (هؤلاء أم) نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و رويس.

و اختلف في أَنْ نَتَّخِذَ [الآية: 18] فأبو جعفر بضم النون و فتح الخاء (1) مبنيا للمفعول و هو يتعدى تارة لواحد نحو أم اتخذوا آلهة من الأرض و تارة لاثنين من اتخذ إلهه هواه فقيل ما هنا منه فالأول ضمير نتخذ النائب عن الفاعل و الثاني من أولياء و من تبعيضية أي بعض أولياء أو زائدة لكن تعقب بأنها لا تزاد في المفعول الثاني و الأحسن ما قاله ابن جنى و غيره أن من أولياء حال و من مزيدة لتأكيد النفي و المعنى ما كان لنا أن نعبد من دونك و لا نستحق الولاية وافقه الحسن و الباقون بفتح النون و كسر الخاء على البناء للفاعل و من أولياء مفعوله و من مزيدة و حسن زيادتها انسحاب النفي على نتخذ لأنه معمول لينبغي و إذا انتفى الابتغاء انتفى متعلقه و هو اتخاذ الأولياء.

و اختلف في فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِما تَقُولُونَ [الآية: 19] فروى ابن قنبل بالياء على الغيب أي فقد كذبكم الآلهة بما يقولون سبحانك ما كان ينبغي لنا و قيل المعنى فقد كذبتكم أيها المؤمنون الكفار بما يقولون من الافتراء عليكم وافقه المطوعي و رواه ابن مجاهد عن قنبل بالتاء على الخطاب كالباقين و المعنى فقد كذبكم المعبودون بما تقولون من أنهم أضلوكم.

و اختلف في فَما تَسْتَطِيعُونَ [الآية: 19] فحفص بالتاء من فوق على خطاب العابدين وافقه الأعمش و الباقون بالياء على الغيب على إسناده إلى المعبودين و عن المطوعي وَ يَقُولُونَ حِجْراً بضم الحاء و الجيم و عن الحسن ضم الحاء فقط و الجمهور على كسر الحاء و سكون الجيم و كلها لغات و ذكره سيبويه في المصادر المنصوبة غير].

ص: 416


1- أي: (نتّخذ). [أ].

المنصرفة بمضمر وجوبا من حجره منعه لأن المستفيد طالب من اللّه أن يمنع عنه المكروه فكأنه سأل اللّه أن يمنعه منعا و يحجره حجرا و الحجر العقل لأنه يأبى إلا الفضائل.

و اختلف في تَشَقَّقُ السَّماءُ [الآية: 25] هنا و تَشَقَّقُ الْأَرْضُ [الآية: 44] في فأبو عمرو و عاصم و حمزة و الكسائي و خلف بتخفيف الشين فيهما على حذف تاء المضارعة أو تاء التفعل على الخلاف وافقهم الأعمش و اليزيدي و الباقون بتشديدها (1) فيهما على إدغام تاء التفعل في الشين لتنزله بالتفشي منزلة المتقارب.

و اختلف في وَ نُزِّلَ الْمَلائِكَةُ [الآية: 25] فابن كثير بنون مضمومة ثم ساكنة مع تخفيف الزاي المكسورة و رفع اللام (2) مضارع أنزل و الْمَلائِكَةِ بالنصب مفعول به و حينئذ كان من حق المصدر إنزالا قال أبو علي لما كان أنزل و نزل يجريان مجرى واحدا أجزأ مصدر أحدهما عن الآخر وافقه ابن محيصن و الباقون بنون واحدة و كسر الزاي المشددة و فتح اللام ماضيا مبنيا للمفعول و الملائكة بالرفع نائب الفاعل و أمال (الكافرين) أبو عمرو و ابن ذكوان من طريق الصوري و الدوري عن الكسائي و رويس و قلله الأزرق و فتح ياء (يا ليتني اتخذت) أبو عمرو (و أظهر) زال (اتخذت) ابن كثير و حفص و رويس بخلفه و أمال (يا ويلتي) حمزة و الكسائي و خلف بالفتح و الصغرى الأزرق و الدوري عن أبي عمرو و وقف عليها بهاء السكت بعد الألف و رويس بخلفه و عن الحسن (يا ويلتي) بكسر التاء و ياء بعدها على الأصل (و أدغم) و أبو عمرو و هشام ذال (إذ جاءني) و أمال (جاءني) ابن ذكوان و هشام بخلفه و حمزة و خلف (فتح) ياء (قومي اتخذوا) نافع و البزي و أبو عمرو و أبو جعفر و روح و نقل (القرآن) ابن كثير كوقف حمزة و قرأ (نبي ء) بالهمز نافع (و أبدل) همز (فؤادك) واوا مفتوحة الأصبهاني عن ورش و قرأ (و ثمودا) بغير تنوين حفص و حمزة و يعقوب ممنوعا من الصرف للعلمية و التأنيث مرادا به القبيلة و الباقون بالتنوين مصروفا على إرادة الحي (و أبدل) الهمزة الثانية ياء محضة من (مطر السوء أ فلم) نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و رويس و للأزرق إشباع مد الواو و التوسط و أبدل همز (هزوا) واوا حفص و أسكن الزاي حمزة و خلف (وقف) حمزة بالنقل على القياس و بإبدال الهمزة واوا مفتوحة على الرسم أما بين بين و تشديد الزاي فلا يقرأ بهما كما مر بالبقرة مع التنبيه على ما وقع في الأصل ثمة و قرأ (أ رأيت) بتسهيل الثانية قالون و ورش من طريقيه و أبو جعفر و للأزرق وجه آخر و هو إبدالها ألفا خالصة مع إشباع المد و قرأ الكسائي بحذف الهمزة و مر بالأنعام (و سهل) الهمزة الثانية من (أ فأنت) الأصبهاني (و فتح) السين من (أم تحسب) ابن عامر و عاصم و حمزة و يعقوب و أبو جعفر على الأصل و قرأ (الرّيح) بالتوحيد ابن كثير (3).].

ص: 417


1- أي: (تشّقّق). [أ].
2- أي: (ننزل الملائكة). [أ].
3- الباقون: (الرّياح). [أ].

و قرأ نَشْراً [الآية: 48] بضم النون و الشين جمع ناشر نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و يعقوب و قرأ ابن عامر بضم النون و إسكان الشين و قرأ عاصم بالموحدة المضمومة و إسكان الشين و قرأ حمزة و الكسائي و خلف بالنون مفتوحة و سكون الشين و تقدم بالأعراف و شدد ياء مَيْتاً أبو جعفر و عن المطوعي (و نسقيه) بفتح النون و قرأ لِيَذَّكَّرُوا بسكون الذال و تخفيف الكاف مضمومة حمزة و الكسائي و خلف و سبق في الإسراء و عدم ذكر الكسائي هنا في الأصل لعله سبق قلم أو اشتباه بقوله تعالى أن يذكر الآتي قريبا (و أسقط) الهمزة الأولى من (شاء أن) قالون و البزي و أبو عمرو و رويس بخلفه و قرأ ورش و أبو جعفر و رويس في وجهه الثاني بتسهيل الثانية بين بين و للأزرق إبدالها ألفا مع إشباع المد و قرأ قنبل كوجهي الأزرق و له ثالث و هو إسقاط الأولى كالبزي و الباقون بتحقيقهما.

و أمال شاء ابن ذكوان و هشام بخلفه و حمزة و خلف و قرأ (فسل) بالنقل ابن كثير و الكسائي و كذا خلف كحمزة وقفا.

و قرأ هشام و الكسائي و رويس (قيل لهم) بإشمام كسر القاف الضم و مر بالبقرة و اختلف في لِما تَأْمُرُنا [الآية: 60] فحمزة و الكسائي بالياء من تحت وافقهما الأعمش و الباقون بالخطاب و الإسناد عليهما إليه صلّى اللّه عليه و سلّم و أما (و زادهم) هشام من طريق الداجوني و ابن ذكوان من طريق الصوري و النقاش عن الأخفش و حمزة.

و اختلف في سِراجاً [الآية: 61] فحمزة و الكسائي و خلف بضم السين و الراء بلا ألف على الجمع الشمس و الكواكب و ذكر القمر تشريفا وافقهم الأعمش و الباقون بكسر السين و فتح الراء و ألف بعدها (1) على التوحيد و هو الشمس فقط و عن الأعمش (قمر) بضم القاف و إسكان الميم لغة فيه كالرشد و الرشد و عن الحسن بفتح القاف و سكون الميم و قرأ (أن يذكر) بسكون الذال و ضم الكاف مخففة حمزة و خلف و سبق بالإسراء.

و اختلف في وَ لَمْ يَقْتُرُوا [الآية: 67] فنافع و ابن عامر و أبو جعفر بضم الياء و كسر التاء (2) من أقتر و إنكار أبي حاتم مجيئه هنا من الرباعي لكونه بمعنى افتقرا و منه و على المقتر قدره مردود بحكاية الأصمعي و غيره أقتر بمعنى ضيق و قرأ ابن كثير و أبو عمرو و يعقوب بفتح الياء و كسر التاء كيحمل وافقهم ابن محيصن و الحسن و اليزيدي و الباقون بفتح الياء و ضم التاء كيقتل و الإقتار التقليل ضد الإسراف و هو مجاوزة الحد في النفقة و إن جل و التضييع في المعصية و إن قل أدغم لام (يفعل ذلك) أبو الحارث.

و اختلف في يُضاعِفُ وَ يَخْلُدْ [الآية: 69] فابن عامر و أبو بكر برفع الفعلين فيضاعف على الحال و الاستئناف كأنه جواب ما الآثام و يخلد بالعطف عليه و الباقون ].

ص: 418


1- أي: (سراجا). [أ].
2- أي: (يقتروا). [أ].

بجزمهما بدلا من يلق لأنه من معناه إذ لقيه جزاء الإثم تضعيف عذابه.

و قرأ يضعف [الآية: 69] بالقصر و تشديد عينه ابن كثير و ابن عامر و أبو جعفر و يعقوب.

و قرأ فِيهِ مُهاناً [الآية: 69] بصلة هاء فيه ابن كثير و حفص.

و اختلف في ذُرِّيَّتِنا فأبو عمرو و أبو بكر و حمزة و الكسائي و خلف بالإفراد على إرادة الجنس وافقهم اليزيدي و الحسن و الأعمش و الباقون بجمع (1) السلامة بيانا للمعنى.

و اختلف في وَ يُلَقَّوْنَ [الآية: 75] فأبو بكر و حمزة و الكسائي و خلف بفتح الياء و سكون اللام و تخفيف القاف من لقى يلقى مبنيا للفاعل معدى لواحد و هو تحية وافقهم الأعمش و الباقون بضم الياء و فتح اللام و تشديد القاف من (2) الرباعي مبنيا للمفعول معدى لاثنين أحدهما ناب عن الفاعل فارتفع و هو الواو و الثاني تحية (و يوقف) لحمزة و هشام على (ما يعبؤا) المرسوم بالواو بإبدال الهمزة ألفا على القياس و بتخفيفها بحركة نفسها فتبدل واوا مضمومة ثم تسكن للوقف و يتحد معه وجه اتباع الرسم و يجوز الروم و الإشمام فهذه أربعة و الخامس تسهيلها كالواو على تقدير روم الحركة و هذا أحد المواضع العشر المرسومة بالواو المتقدمة.

المرسوم في الإمام كالبقية و ثمودا هنا كالعنكبوت و النجم بالألف الريح بألف في بعضها و بالحذف في بعض و في المكي و ننزل الملائكة بنونين و في غيره بواحدة و في بعض المصاحف سراجا بألف و روى نافع عن المدني كالبواقي و ذريتنا بغير ألف بعد الياء و اتفقوا على كتابة ما يعبوا بواو و ألف. المقطوع اتفقوا على فصل اللام من مال هذا الرسول. ياءات الإضافة ثنتان يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ، قَوْمِي اتَّخَذُوا [الآية: 27، 30].].

ص: 419


1- أي: (ذرّيّاتنا). [أ].
2- أي: (و يلقّون). [أ].

سورة الشعراء

سورة الشعراء

«مكية» (1) إلا أربع آيات من الشعراء إلى آخرها و آيها مائتان و عشرون و ست بصري و مكي و مدني أخير و سبع كوفي و شامي و مدني أول خلالها أربع طسم كوفي و ترك فلسوف تعلمون أينما كنتم تعبدون تركها بصري الشياطين تركها مكي و مدني أخير. مشبه الفاصلة موضع وليدا و عكسه موضعان معنا بني إسرائيل من عمرك سنين القراءات أمال طاء (طسم) أبو بكر و حمزة و الكسائي و خلف و فتحها الباقون و سكت أبو جعفر على ط و س و م و أظهر السين منها عند الميم حمزة و الباقون بالإدغام و تقدم إبدال الهمزة الساكنة ألفا من (إن نشأ) للأصبهاني و أبي جعفر كوقف حمزة و هشام كإبدال الثانية ياء (من السماء آية) لنافع و ابن كثير و أبي عمرو و أبي جعفر و رويس.

و قرأ ابن كثير و أبو عمرو و يعقوب نُنَزِّلُ [الآية: 4] بسكون النون مع تخفيف الزاي و يوقف لحمزة و هشام بخلفه على (انبؤني ما كانوا) على رسمه بواو و ألف في الكوفي و البصري باثني عشر وجها ذكرت في نظيره بأول الأنعام (فتح) ياء (إني أخاف) معا نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر (و أثبت) الياء في (يكذبون) في الحالين يعقوب و كذا (في يقتلون).

و اختلف في وَ يَضِيقُ صَدْرِي وَ لا يَنْطَلِقُ فيعقوب بنصب القاف منهما عطفا على يكذبون و الباقون بالرفع على الاستئناف (و سهل) أبو جعفر همز (إسرائل) مع المد و القصر و اختلف في مدها عن الأزرق و يوقف عليها لحمزة بتحقيق الأولى من غير سكت على (بني) و بالسكت و بالنقل و بالإدغام و أما التسهيل فضعيف و في الثانية مع المد و القصر فهى ثمانية أوجه و أدغم ثاء (لبثت) أبو عمرو و هشام و ابن ذكوان و حمزة و الكسائي و أبو جعفر و ذكر الخلف هنا لابن ذكوان في الأصل سبق قلم أو اشتباه بأورثتموها و عن المطوعي (لما خفتكم) بكسر الام و تخفيف الميم أي لخوفي منكم و عن ابن محيصن إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ بفتح الهمزة (و أظهر) ذال (اتخذت) ابن كثير و حفص و رويس بخلفه.

و أما أَرْجِهْ فتقدم بالأعراف اختلافهم فيها من حيث الهمز و تركه و من حيث هاء الكناية و عن الأعمش بِكُلِّ سَحَّارٍ بوزن فاعل و الجمهور بوزن فعال و أماله أبو عمرو

ص: 420


1- انظر الإتقان في علوم القرآن للإمام السيوطي: (1/ 25). [أ].

و ابن ذكوان بخلفه و الدوري عن الكسائي و قلله الأزرق و يوقف لحمزة على نحو (و أخاه) بالتحقيق و بين بين بوجهين (و سهل) الثانية من (أئن لنا) مع الفصل بالألف قالون و أبو عمرو و أبو جعفر و بالتسهيل بلا فصل ورش و ابن كثير و رويس.

و قرأ هشام من طريق الحلواني بتحقيقهما مع الفصل و من طريق الداجوني بتحقيقهما مع القصر و به قرأ الباقون.

و قرأ الكسائي نِعْمَ [الآية: 42] بكسر العين (و شدد) البزي بخلفه التاء من فَإِذا هِيَ تَلْقَفُ [الآية: 45] وصلا و قرأها حفص بإسكان اللام و تخفيف القاف (1).

و قرأ آمَنْتُمْ [الآية: 49] بهمزة واحدة على الخبر الأصبهاني و حفص و رويس و قرأ قالون و الأزرق و ابن كثير و أبو عمرو و ابن ذكوان و هشام بخلفه و أبو جعفر بهمزة محققة فمسهلة ثم ألف (2) و للأزرق فيها ثلاثة البدل و إن كان الهمز مغير كما مر و لا يجوز له إبدال الثانية ألفا كما تبدل في أَ أَنْذَرْتَهُمْ كما سبق موضحا بالأعراف مع ما وقع للجعبري فراجعه و قرأ هشام في وجهه الثاني و أبو بكر و حمزة و الكسائي و روح و خلف بهمزتين محققتين ثم ألف.

و أمال الكسائي وحده خَطايانا (3) [الآية: 51] و قلله الأزرق بخلفه.

و قرأ أَنْ أَسْرِ بالوصل نافع و ابن كثير و أبو جعفر و فتح ياء الإضافة من بِعِبادِي إِنَّكُمْ نافع و أبو جعفر.

و اختلف في حاذِرُونَ [الآية: 56] فابن ذكوان و هشام من طريق الداجوني و عاصم و حمزة و الكسائي و خلف بألف بعد الحاء وافقهم الأعمش و الباقون بحذفها (4) و هما بمعنى أو الحذر المتيقظ و الحاذر الخائف أو الحذر المجبول على الحذر و الحاذر ما عرض فيه.

و قرأ عُيُونٍ [الآية: 57] بكسر العين ابن كثير و ابن ذكوان و أبو بكر و حمزة و الكسائي (و مر) حكم (إسرائيل) قريبا و عن الحسن فَأَتْبَعُوهُمْ بوصل الهمزة و تشديد التاء بمعنى اللحاق.

و أمال راء تَراءَا الْجَمْعانِ [الآية: 61] وصلا دون الهمزة حمزة و خلف و الباقون بفتحهما فيه و للأزرق إذا وقف التقليل و الفتح في الهمزة فقط أما الكسائي فيميلها فيه كبرى على أصله في اليائي و أما حمزة فيسهل الهمز بين بين و يمليها من أجل إمالة الألف بعدها و هي لام تفاعل لأنها منقلبة عن الياء و يجوز مع ذلك في الألف التي قبل الهمزة المد و القصر لتغير الهمزة على القاعدة و يميل الراء أيضا فينطق حينئذ بهمزة مسهلة].

ص: 421


1- أي: (تلقف). [أ].
2- أي: (أاامنتم). [أ].
3- أي: (أن اسر ...). [أ].
4- أي: (حذرون). [أ].

بين ممالين و هذا هو الوجه الصحيح الذي لا يجوز غيره و لا يؤخذ بخلافه و هو القياسي و ذكر فيها وجهان آخران احداهما حذف الألف الأخيرة لحذفها رسما فتصير متطرفة فتبدل الفاء فيجي ء فيها ثلاثة جاء و شاء و أجروا هشاما مجراه حينئذ في هذا الوجه قال في النشر و هذا وجه لا يصح و لا يجوز و أطال في رده الثاني قلب الهمزة ياء فيقول ترايا حكاه الهذلي و غيره و هو ضعيف أيضا و إن كان أخف مما قبله لعدم صحة الرواية به و أمالهما معا فيه أعني الوقف خلف عن نفسه و الباقون بالفتح و فتح الياء من مَعِي رَبِّي حفص و أثبت ياء (سيهدين) في الحالين يعقوب.

و اختلف في فِرْقٍ [الآية: 63] فجمهور المغاربة و المصريين على ترقيق رائه للكل من أجل كسر القاف و الأكثرون على تفخيمه لحرف الاستعلاء و في النشر تصحيح الوجهين قال إلا أن النصوص متوافرة على الترقيق و حكى غير واحد الإجماع عليه.

و قرأ رويس بخلفه ثُمَّ وقفا بإثبات هاء السكت (1) و قطع به له ابن مهران (و سهل) الثانية كالياء من نَبَأَ إِبْراهِيمَ نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و رويس و أدغم ذال (إذ تدعون) أبو عمرو و هشام و حمزة و الكسائي و خلف (و سهل) الهمزة الثانية من (أ فرأيتم) قالون و ورش و أبو جعفر و للأزرق وجه آخر و هو إبدالها ألفا خالصة مع إشباع المد للساكنين و قرأ الكسائي بحذفها و الباقون بإثباتها محققة و فتح الياء من عَدُوٌّ لِي إِلَّا نافع و أبو عمرو و أبو جعفر و أثبت الياء في يَهْدِيَنِ و يَسْقِينِ و يَشْفِينِ و يُحْيِينِ في الحالين يعقوب و عن الحسن خطاياي بفتح الطاء و ألف بعدها و ياء مفتوحة و ألف بعدها ياء مفتوحة جمع تكسير و الجمهور خَطِيئَتِي بالإفراد و فتح ياء الإضافة من (لأبي إنه) نافع و أبو عمرو و أبو جعفر و أثبت ياء (و أطيعون) في الثمانية هنا في الحالين يعقوب و كذا (كذبون) و فتح ياء الإضافة من أَجْرِيَ إِلَّا في خمس مواضع هنا نافع و أبو عمرو و ابن عامر و حفص و أبو جعفر.

و اختلف في وَ اتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ [الآية: 11] فيعقوب بقطع الهمزة و سكون التاء و بألف بعد الباء و رفع العين (2) جمع تابع كصاحب و أصحاب أو تبيع كشريف و أشراف أما مبتدأ خبره الأرذلون و الجملة حال أو عطف على ضمير أ نؤمن للفصل بلك و رويت هذه القراءة عن ابن عباس و أبي حيوة و غيرهما و الباقون بوصل الهمزة مع تشديد التاء و فتح العين بلا ألف فعلا ماضيا و هي جملة حالية من كاف لك و أثبت الألف من (أنا إلا) وصلا قالون بخلفه و الوجهان صحيحان عنه من طريق أبي نشيط و أما من طريق الحلواني فبالحذف فقط إلا من طريق أبي عون عنه فبالإثبات كما يفهم من النشر و الباقون بحذفها وصلا و لا خلاف في إثباتها وقفا كما مر بالبقرة (و فتح) ياء وَ مَنْ مَعِيَ ورش و حفص و أمال (جبارين) الدوري عن الكسائي و للأزرق التقليل و الفتح و هما في الحرز و غيره قال ].

ص: 422


1- أي: (ثمّة). [أ].
2- أي: (و أتباعك). [أ].

في النشر و بهما قرأت و بهما آخذ (و مر) آنفا حكم وَ عُيُونٍ و فتح ياء إِنِّي أَخافُ نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر.

و اختلف في خُلُقُ الْأَوَّلِينَ [الآية: 137] فنافع و ابن عامر و عاصم و حمزة و خلف بضم الخاء و اللام أي ما هذا إلا عادة آبائنا السابقين وافقهم الأعمش و الباقون بفتح الخاء و سكون اللام (1) أي إلا كذب الأولين و أدغم التاء من (كذبت ثمود) أبو عمرو و هشام و ابن ذكوان من طريق الأخفش و حمزة و الكسائي و خلف و مر عُيُونٍ قريبا و قرأ بُيُوتاً بكسر التاء قالون و ابن كثير و ابن عامر و أبو بكر و حمزة و الكسائي و خلف.

و اختلف في فارِهِينَ [الآية: 149] فابن عامر و عاصم و حمزة و الكسائي و خلف بألف بعد الفاء (2) أي حاذقين وافقهم الأعمش و الباقون بغير ألف صفة مشبهة بمعنى أشرين.

و اختلف في أَصْحابُ الْأَيْكَةِ [الآية: 176] هنا و ص [الآية: 13] فنافع و ابن كثير و ابن عامر و أبو جعفر ليكة بلام مفتوحة بلا ألف وصل قبلها و لا همز بعدها و فتح تاء التأنيث غير منصرفة للعلمية و التأنيث كطلحة مضاف إليه لأصحاب و كذلك رسما في جميع المصاحف وافقهم ابن محيصن و الباقون بهمزة وصل و سكون اللام و بعدها همزة مفتوحة و بكسر التاء فيهما (3) و الأيكة و ليكة مترادفان غيضة تنبت ناعم الشجر و قيل ليكة اسم للقرية التي كانوا فيها و الأيكة اسم للبلد كله و قد أنكر جماعة و تبعهم الزمخشري على وجه ليكة و تجرءوا على قرائها زعما منهم أنهم إنما أخذوها من خط المصاحف دون أفواه الرجال و كيف يظن ذلك بمثل أسن القراء و أعلاهم إسنادا و الأخذ للقرآن عن جملة من الصحابة كأبي الدرداء و عثمان و غيرهما رضي اللّه عنهم و بمثل إمام المدينة و إمام الشام فما هذا إلا تجرؤ عظيم و قد أطبق أئمة أهل و الأداء أن القراء إنما يتبعون ما ثبت في النقل و الرواية فنسأل اللّه حسن الظن بأئمة الهدى خصوصا و غيرهم عموما و خرج بالقيد موضع الحجر و ق المتفق فيهما على الأيكة بالهمزة لإجماع المصاحف على ذلك و قرأ بِالْقِسْطاسِ حفص و حمزة و الكسائي و خلف بالكسر و الباقون بالضم لغتان كما مر بالإسراء و عن الحسن (و الجبلة) بضم الجيم و الباء و الجمهور بكسرها لغتان (و مر) نظير الهمزتين في مِنَ السَّماءِ إِنْ كُنْتَ في نحو على البغاء أن بالنور (و فتح) ياء (ربي أعلم) نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر.

و اختلف في كِسَفاً [الآية: 187] فحفص بفتح السين و الباقون بسكونها و مرّ توجيه ذلك في الإسراء.].

ص: 423


1- أي: (خلق). [أ].
2- أي: (فارهين). [أ].
3- أي: (الأيكة). [أ].

و اختلف في نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ [الآية: 193] فنافع و ابن كثير و أبو عمرو و حفص و أبو جعفر بتخفيف الزاي الروح الأمين بالرفع فيهما على إسناد الفعل للروح و الأمين نعته وافقهم ابن محيصن و الباقون بالتشديد (1) مبنيا للفاعل الحقيقي و هو اللّه تعالى و الرُّوحُ، و الْأَمِينُ منصوبان الروح على المفعولية و الأمين صفته أيضا.

و اختلف في أَ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً [الآية: 197] فابن عامر تكن بالتاء من فوق آيَةٍ بالرفع فاعل تكن على أنها تامة و لهم متعلق بها و أن يعلمه بدل من آية أو خبر محذوف أي أو لم يحدث لهم آية علم علماء بني إسرائيل فإن كانت ناقصة فاسمها ضمير القصة و آية خبر مقدم و أن يعلمه مبتدأ مؤخر و الجملة خبر تكن أو لهم خبر مقدم و آية مبتدأ مؤخر و الجملة خبر تكن و أن يعلمه أما بدل من آية أو خبر مضمر أي هي أن يعلمه و التأنيث للفظ القصة أو الآية و الباقون بتاء التذكير و نصب آية على جعل أن يعلمه اسمها و آية خبرها أي علم علماء بني إسرائيل بنبوة محمد صلّى اللّه عليه و سلّم من التوراة آية تدلهم عليه (و يوقف) لحمزة و هشام بخلفه على عَلِمُوا على رسمه بواو و ألف بعدها باثني عشر وجها تقدم بيانها أول الأنعام في أنبؤا ما كانوا و عن الحسن (الأعجميين) بياءين مكسورة مشددة فساكنة جمع أعجمي و الجمهور بياء واحدة ساكنة جمع أعجمي بالتخفيف قيل و لو لا هذا التقدير لم يجمع جمع سلامة قال السمين و كان سبب جمعه أنه من باب أفعل فعلاء كأحمر حمراء و البصريون لا يجيزون جمعه جمع سلامة إلا ضرورة فلذا قدروه منسوبا مخفف الياء و عنه (فتأتيهم بغتة) بالتأنيث و فتح الغين و عنه أيضا (الشياطون) و أدغم اللام من (هل نحن) الكسائي وافقه ابن محيصن بخلفه و مر (أ فرأيت) قريبا.

و اختلف في وَ تَوَكَّلْ [الآية: 217] فنافع و ابن عامر و أبو جعفر بالفاء جعلوا ما بعدها كالجزاء لما قبلها و الباقون بالواو (2) على مجرد عطف جملة على أخرى و عليه الرسم العراقي و المكي و قرأ البزي بخلفه على (من تنزل) بتشديد التاء و كذا شددها من (الشياطين تنزل على) و الإدغام في الأول صعب لسكون ما قبل التاء و هو نون من لكنه سائغ كما مرّ بالبقرة.

و قرأ يَتَّبِعُهُمُ [الآية: 224] بسكون التاء و فتح الباء الموحدة نافع و سبق بالأعراف (3).

المرسوم في الكوفى و البصرى فسيأتيهم أنبؤا بواو و ألف حذرون و فرهين بلا ألف فيهما في أكثر المصاحف و اتفقوا على رسم الهمزة ياء في أئن و على رسمها واوا و زيادة ألف بعدها مع حذف الألف قبلها في علمؤا بني إسرائل و على رسم ليكة هنا و ص باللام ].

ص: 424


1- أي: (نزّل به الرّوح الأمين). [أ].
2- أي: (و توكّل ...). [أ].
3- انظر الصفحة: (280). [أ].

فقط فتوكل بالفاء في المدني و الشامي و اتفقوا على قطع في عن ما في في ما هاهنا آمنين و اختلفوا في قطع أين ما كنتم تعبدون. ياءات الإضافة ثلاث عشرة إِنِّي أَخافُ [الآية:

12، 135] معا. رَبِّي أَعْلَمُ، بِعِبادِي إِنَّكُمْ، لِي إِلَّا، لِأَبِي إِنَّهُ، إِنَّ مَعِي، مَنْ مَعِيَ، أَجْرِيَ إِلَّا [الآية: 188]، [الآية: 52]، [الآية: 77]، [الآية: 86]، [الآية: 62]، [الآية: 118]، [الآية: 109، 127، 145، 164، 180]، خمسة الزوائد ست عشر أَنْ يُكَذِّبُونِ. يَقْتُلُونَ. سَيَهْدِينِ. فَهُوَ يَهْدِينِ. يَسْقِينِ. يَشْفِينِ. يُحْيِينِ. كذبون.

وَ أَطِيعُونِ [الآية: 12]، [الآية: 14]، [الآية: 62]، [الآية: 78]، [الآية:

79]، [الآية: 80]، [الآية: 81]، [الآية: 117]، [الآية: 108، 110، 126، 137، 144، 150، 163، 179] ثمانية.

ص: 425

سورة النمل

سورة النمل

مكية (1) و آيها تسعون و ثلاث كوفي و أربع بصري و شامي و خمس حجازي خلافها بأس شديد حجازي قوارير تركها كوفي (مشبه الفاصلة) طس غير بعيد. و ما يشعرون القراءات (آمال) طاء (طس) أبو بكر و حمزة و الكسائي و خلف و مرّ ذلك كسكت أبي جعفر على طاوس و تقدم التنبيه على إخفاء النون من س عند التاء من تلك خلافا لأبي شامة و نقل (قران) لابن كثير و فتح ياء الإضافة من إِنِّي آنَسْتُ نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر.

و اختلف في بِشِهابٍ قَبَسٍ [الآية: 7] فعاصم و حمزة و الكسائي و يعقوب و خلف بالتنوين على القطع عن الإضافة و قبس بدل منه أو صفة له بمعنى مقتبس أو مقبوس وافقهم الأعمش و الباقون بغير تنوين (2) لبيان النوع أي من قبس كخاتم فضة.

و قرأ (فلما رآها) بالتسهيل الأصبهاني و أما حكم الإمالة فمرّ نظيره في و إذا رآك بالأنبياء كما فصل بالأنعام.

و أمال (ولي مدبرا) [الآية: 10] حمزة و الكسائي و خلف و بالفتح و الصغرى الأزرق (و وقف) يعقوب بخلفه على (لديّ) بهاء السكت و تقدم تغليظ لام (أظلم) للأزرق بخلفه و عن المطوعي (بدل حسنا) بفتح الحاء و السين (و وقف) الكسائي و يعقوب على وادِ النَّمْلِ بالياء، و الباقون بحذفها.

و اختلف في لا يَحْطِمَنَّكُمْ [الآية: 18] فرويس بسكون نون التأكيد (3) وافقه الشنبوذي و مرّ بآل عمران و عن المطوعي بضم الياء و فتح الحاء و تشديد الطاء و النون (4) و فتح ياء (أوزعني أن) الأزرق و البزي و وقف يعقوب بخلفه على (على) بهاء السكت (5) و أمال: (ترضاه) حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه و فتح ياء (ما لي لا أرى) ابن كثير و عاصم و الكسائي و اختلف عن هشام و ابن وردان.

و أمال أَرَى الْهُدْهُدَ وصلا السوسي بخلفه.

ص: 426


1- انظر الإتقان للسيوطي: (1/ 25). [أ].
2- أي: (بشهاب ...). [أ].
3- أي: (لا يحطمنكم). [أ].
4- أي: (لا يحطمنّكم). [أ].
5- أي: (عله). [أ].

و اختلف في لَيَأْتِيَنِّي [الآية: 21] فابن كثير بنون التأكيد المشددة و بعدها نون الوقاية (1) على الأصل و عليه الرسم المكي و الباقون بحذف نون الوقاية للاستغناء عنها بالمؤكدة و لذا كسرت مثل كأني و عليه بقية الرسوم.

و اختلف في فَمَكَثَ [الآية: 22] فعاصم و روح بفتح الكاف و الباقون بضمها لغتان كطهر و اتفقوا على إدغام الطاء مع بقاء صفتها في التاء من (أحطت) و إن زيادة الصفة في المدغم لا تمنع.

و اختلف في مِنْ سَبَإٍ [الآية: 22] هنا و في سورة سبأ [الآية: 15] فالبزي و أبو عمرو بفتح الهمزة من غير تنوين ممنوعا من الصرف للعلمية و التأنيث اسم للقبيلة أو البقعة وافقهما ابن محيصن و اليزيدي و قرأ قنبل بسكون الهمزة كأنه نوى الوقف و أجرى الوصل مجراه كيتسنه. و عوجا. و الباقون بالكسر و التنوين فهو مصروف لإرادة الحي.

و اختلف في أَلَّا يَسْجُدُوا [الآية: 25] فالكسائي و كذا رويس و أبو جعفر بهمزة مفتوحة و تخفيف اللام (2) على أن ألا للاستفتاح ثم قيل يا حرف تنبيه و جمع بينه و بين إلا تأكيدا و قيل النداء و المنادي محذوف أي يا هؤلاء أو يا قوم و رجح الأول لعدم الحذف و لهم الوقف ابتداء على ألا يا معا و الابتداء اسجدوا بهمزة مضمومة فعل أمر و حذفت همزة الوصل خطأ على مراد الوصل كما حذفت لذلك في يبنؤم بطه كما قاله الداني و تعقبه في النشر بأنه رآه في الإمام و مصاحف الشام بإثبات إحدى الألفين ثم اعتذر عنه باحتمال أنه رآه كذلك محذوفا في بعض المصاحف و لهم الوقف اختبارا أيضا على ألا وحدها و على يا وحدها لأنهما حرفان منفصلان و قد سمع في النثر ألا يا ارحمونا ألا يا أصدقوا علينا و في النظم كثيرا نحو فقالت ألا يا اسمع أعظك بخطبة. وافقهم الحسن و الشنبوذي و كذا المطوعي في أحد وجهيه و الثاني عنه هلا يسجد بقلب الهمزة هاء و تشديد اللام و الباقون بالهمزة و تشديد اللام و أصلها أن لا فإن ناصبة للفعل و لذا سقطت نون الرفع منه و النون مدغمة في لا المزيدة للتأكيد إن جعلت أن و ما بعدها في موضع مفعول يهتدون بإسقاط إلى أي إلى أن يسجدوا أو بدلا من السبيل فإن جعلت بدلا من أعمالهم و ما بين المبدل منه و البدل اعتراض أي و زين لهم الشيطان عدم السجود للّه أو خبرا لمحذوف أي أعمالهم ألا يسجدوا فلا نافية حينئذ لا مزيدة و قد كتبت إلا بلا نون فيمتنع وقف الاختبار في هذه القراءة على أن وحدها (و وقف) على (الخب ء) بالنقل مع إسكان الباء للوقف على القياس حمزة و هشام بخلفه و حكى فيه الحافظ أبو العلاء وجها آخر و هو الخبا بالألف قال في النشر و له وجه في العربية و هو الإشباع.

و اختلف في ما تُخْفُونَ وَ ما تُعْلِنُونَ [الآية: 25] فحفص و الكسائي بالتاء على الخطاب ].

ص: 427


1- أي: (ليأتينّني). [أ].
2- أي: (ألا يسجدوا ...). [أ].

وافقهما الشنبوذي و الباقون بالياء من تحت فيهما و عن ابن محيصن (العظيم) برفع الميم نعتا للرب.

و قرأ فَأَلْقِهْ [الآية: 28] بكسر الهاء مع القصر قالون و ابن ذكوان بخلفه و يعقوب و قرأ بإسكان الهاء أبو عمرو و عاصم و حمزة و الداجوني عن هشام و ابن وردان و ابن جماز بخلف عنهما (و) اختلف عن الحلواني عن هشام في الاختلاس و الحاصل أن قالون و يعقوب بالقصر فقط و أن أبا عمرو و عاصما و حمزة بالسكون فقط و ابن ذكوان بالقصر و الإشباع و أن هشاما بالسكون و الإشباع و أن هشاما بالسكون و الإشباع و القصر و أن أبا جعفر بالسكون و القصر و قرأ الباقون بالإشباع و قرأ (الملأ إني) بتسهيل الثانية كالياء و بإبدالها واوا مكسورة نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و رويس و وقف حمزة و هشام بخلفه على الملأ الثلاثة من هذه السورة كالأول من المؤمنين بإبدال الهمزة ألفا على القياسي و يجوز تسهيلها كالواو على تقدير روم حركة الهمزة و بتخفيفها بحركة نفسها فتبدل واوا مضمومة ثم تسكن للوقف فيتحد معه اتباع الرسم و يجوز معه الروم و الإشمام فهي خمسة أوجه و فتح ياء إِنِّي أُلْقِيَ نافع و أبو جعفر و أبدل الثانية واوا مفتوحة من (الملأ أفتوني) نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و رويس و أثبت الياء في (تشهدون) في الحالين يعقوب.

و اختلف في أَ تُمِدُّونَنِ بِمالٍ فَما آتانِيَ [الآية: 36] فنافع و أبو عمرو و أبو جعفر أ تمدونني بنونين خفيفتين مفتوحة فمكسورة بعدها ياء وصلا فقط آتانِي بياء مفتوحة وصلا و اختلف عن قالون و أبي عمرو في حذفها وقفا وافقهم اليزيدي و حذفها وقفا ورش و أبو جعفر بلا خلاف و قرأ ابن كثير أ تمدونني كذلك بنونين مع إثبات الياء في الحالين آتان بحذف الياء وصلا و كذا وقفا بخلاف عن قنبل وافقه ابن محيصن و قرأ ابن عامر و شعبة أ تمدونني بنونين أيضا لكن مع حذف الياء في الحالين و كذا ياء آتان (1) و قرأ حفص أ تمدونني كذلك إلا أنه أثبت الياء في آتان مفتوحة وصلا (2) و اختلف عنه و قرأ حمزة أ تمدوني بإدغام نون الرفع في نون الوقاية و إثبات الياء بعدها وصلا و وقفا آتان، بحذف الياء في الحالين وافقه الأعمش و قرأ الكسائي أ تمدونني بنونين و حذف الياء في الحالين آتان بالإمالة مع حذف الياء في الحالين، كذا خلف لكن بغير إمالة و قرأ يعقوب أ تمدوني بالإدغام و بالياء في الحالين أتاني بإثبات الياء وقفا و أما وصلا ففتحها رويس و حذفها روح و تقدم للأزرق في أتان بالنظر لمد البدل مع التقليل و الفتح خمس طرق الأولى قصر البدل و الفتح الثانية التوسط و الفتح الثالثة المد المشبع و الفتح الرابعة المد مع التقليل الخامسة التوسط مع التقليل و بالطرق الخمسة قرأنا من طرق الطيبة التي هي طرق كتابنا و تقدم في الإمالة منع بعض مشايخنا للطريق الثانية من طرق الحرز و كذا].

ص: 428


1- أي: (أ تمدّونن، آتان). [أ].
2- أي: (أ تمدّونن، آتاني ...). [أ].

حكم (أتاكم) غير أن حمزة و خلفا أمالاه مع الكسائي (و مد) (أنا آتيك) وصلا نافع و أبو جعفر.

و أمال آتِيكَ بِهِ [الآية: 36] معا حمزة و خلف بخلف عن خلاد (و سهل) (رآه مستقرا و رأته) الأصبهاني عن ورش و مرّ حكم إمالة رآه و تقليله مفصلا بالأنعام و غيرها كالأنبياء عند و إذا رآك الذين كفروا و هي نظير ما هنا فراجعها (و فتح) ياء (ليبلوني) نافع و أبو جعفر و أما (أ أشكر) فنظير أنذرتهم و أمال (كافرين) أبو عمرو و ابن ذكوان بخلفه و الدوري عن الكسائي و يعقوب بكماله و لم يمل روح من هذا اللفظ سوى هذه و قللها الأزرق و مرّ إشمام (قيل) لهشام و الكسائي و رويس.

و اختلف في ساقَيْها [الآية: 44] و بِالسُّوقِ بص [الآية: 33] عَلى سُوقِهِ [الآية: 29] بالفتح فقنبل بهمزة ساكنة بدل الألف و الواو (1) لغة فيها و هي أصلية على الصحيح و قيل فرعية كهمز يَأْجُوجَ، و مَأْجُوجَ و روي عن قنبل وجه آخر و هو زيادة واو بعد الهمزة في السوق بص، و سُوقِهِ بالفتح لأن ساقا يجمع على سئوق كطل و طلول و استغربت عن قنبل و قيل إنه انفرد بها الشاطبي عنه و ليس كذلك فقد نص الهذلي كما في النشر أنها طريق بكار عن ابن مجاهد و أبي أحمد السامري عن ابن شنبوذ قال و قد أجمع الرواة عن بكار عن ابن مجاهد على ذلك في بالسوق و الأعناق انتهى و لم يذكر ذلك في التيسير وفاقا لابن مجاهد و حاصله كما في الجعبري أن لابن مجاهد عن قنبل وجهين الشنبوذي عنه على فعل و بكار عنه على فعول و الباقون بترك الهمز و الواو في الثلاثة على الأصل السالم عن كثرة التغيير و خرج بالقيد يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ، السَّاقُ بِالسَّاقِ المتفق على ترك الهمز فيه و كسر نون أَنِ اعْبُدُوا وصلا أبو عمرو و عاصم و حمزة و يعقوب.

و اختلف في لَنُبَيِّتَنَّهُ وَ أَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ [الآية: 49] فحمزة و الكسائي و خلف بتاء الخطاب المضمومة و ضم التاء المثناة الفوقية و هي لام الكلمة في الفعل الأول و بتاء الخطاب و ضم اللام في الثاني (2) على إسناد الخطاب من بعض الحاضرين إلى بعض وافقهم الأعمش و الباقون بنون التكلم و فتح التاء في الفعل الأول و بنون التكلم أيضا و فتح اللام في الثاني إخبارا عن أنفسهم و قرأ مَهْلِكَ أَهْلِهِ بفتح الميم و اللام أبو بكر و قرأ حفص بفتح الميم و كسر اللام و الباقون بضم الميم و فتح اللام من أهلك و مرّ بالكهف و الأخيرة تحتمل المصدر و الزمان و المكان أي ما شهدنا إهلاك أهله أو زمان إهلاكهم أو مكانه و قراءة حفص تقتضي أن يكون للزمان و المكان أي زمان هلاكهم و لا مكانه و قراءة أبي بكر تقتضي المصدر أي ما شهدنا هلاكه قاله في البحر.].

ص: 429


1- أي: (سأقيها، السؤق، سؤقه). [أ].
2- أي: (لتبيّتنّه، كتقولنّ ...). [أ].

و اختلف في أَنَّا دَمَّرْناهُمْ [الآية: 51] فعاصم و حمزة و الكسائي و يعقوب و خلف بفتح الهمزة على تقدير حرف الجر و كان تامة و عاقبة فاعلها و كيف حال أو أنا دمرناهم بدل من عاقبة أي كيف حدث تدميرنا إياهم أو أنا دمرناهم خبر محذوف أي هي أي العاقبة تدميرنا إياهم و تجري الأوجه الثلاثة مع جعلها ناقصة و يجعل كيف خبرها و تزيد الناقصة جواز جعل عاقبة اسمها و أنا دمرناهم خبرها و كيف حال وافقهم الأعمش و الحسن و الباقون بكسرها على الاستئناف و هو تفسير للعاقبة و كان يجوز فيها التمام و النقصان و الزيادة للتأكيد و كيف و ما في حيزها في محل نصب على إسقاط الخافض إلى لتعلقه بأنظر.

و قرأ بُيُوتُهُمْ [الآية: 51] بضم الباء ورش و أبو عمرو و حفص و أبو جعفر و يعقوب و هذه البيوت هي التي

قال فيها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عام تبوك لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين

و في التوراة لا تظلم يخرب بيتك و سهل الثانية من (أئنكم) مع الفصل قالون و أبو عمرو و أبو جعفر و بلا فصل ورش و ابن كثير و رويس و حققها بالفصل الحلواني عن هشام من طريق ابن عبدان و من طريق الجمال عنه في التجريد و من طريق الشذائي عن الداجوني و بلا فصل الداجوني عنه الجمهور و في المبهج من طريق الجمال عن الحلواني و به قرأ الباقون و عن الحسن كان جواب هنا و العنكبوت بالرفع اسم كان و إلا أن قالوا خبر و هو ضعيف و الجمهور بالنصب خبرا مقدما و إلا الخ في موضع الاسم.

و قرأ قَدَّرْناها [الآية: 57] بالتخفيف ابو بكر كما في الحجر.

و أمال: اصْطَفى [الآية: 59] حمزة و الكسائي و خلف و بالفتح و الصغرى الأزرق (و اتفقوا) على إثبات همزة الوصل بعد همزة الاستفهام و على تسهيلها في (آللّه) السابق ذكره بيونس مع ذكر اختلافهم في كيفية التسهيل عند آلآن بها و الأكثر على إبدالها ألفا مع إشباع المد و هو المشهور و ذهب آخرون إلى أنه بين بين من غير فصل بالألف لضعفها عن همزة القطع (و أما) (أ إله) في خمسة مواضع هنا من حيث الهمزتان فتقدم نظيره قريبا و هو أئنكم.

و اختلف في أَمَّا يُشْرِكُونَ [الآية: 59] فأبو عمرو و عاصم و يعقوب بالياء من تحت وافقهم الحسن و اليزيدي و الباقون بالخطاب و خرج بقيد أما عما يشركون المتفق الغيب و وقف على (ذات) بالهاء الكسائي و الباقون بالتاء و عن المطوعي (أمن خلق) و أخواتها الأربعة بتخفيف الميم.

و اختلف في قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ [الآية: 62] فأبو عمرو و هشام و روح بالغيب وافقهم اليزيدي و الباقون بالخطاب و خفف الذال حفص و حمزة و الكسائي و خلف.

و قرأ الرِّياحِ بالجمع بُشْراً [الآية: 63] بضم الشين و النون نافع و أبو عمرو

ص: 430

و أبو جعفر و يعقوب و بالإفراد و ضم النون و الشين ابن كثير و بالجمع و ضم النون و إسكان الشين ابن عامر و بالجمع و بشرا بالموحدة المضمومة مع إسكان الشين عاصم و بالتوحيد و النون المفتوحة و سكون الشين حمزة و الكسائي و خلف.

و اختلف في بَلِ ادَّارَكَ [الآية: 66] فنافع و ابن عامر و عاصم و حمزة و الكسائي و خلف بوصل الهمزة و تشديد الدال و ألف بعدها و الأصل تدارك بمعنى تتابع فأريد إدغام التاء في الدال فأبدلت دالا و سكنت فتعذر الابتداء بها فاجتلبت همزة الوصل فصارا أدارك فانتقل من تفاعل إلى افتعال وافقهم الأعمش و الباقون بهمزة واحدة مقطوعة و سكون الدال مخففة بلا ألف بوزن أفعل قيل هو بمعنى تفاعل فتتحد القراءتان و قيل أدرك بمعنى بلغ و انتهى و فني من أدركت الثمرة لانتهاء غايتها التي عندها تعدم و عن ابن محيصن أادرك بهمزة ثم ألف بعدها.

و قرأ أَ إِذا كُنَّا، أَ إِنَّا لَمُخْرَجُونَ (1) بالإخبار في الأول و الاستفهام في الثاني نافع و أبو جعفر و سهل الثانية مع المد قالون و أبو جعفر و مع القصر ورش و قرأ ابن عامر و الكسائي بالاستفهام في الأول و الإخبار في الثاني مع زيادة نون فيه و كلّ على أصله لكن أكثر الطرق عن هشام على المد و أجرى الخلاف له فيه كغيره الهذلي و غيره و هو القياس كما في النشر و الباقون بالاستفهام فيهما فابن كثير و رويس بالتسهيل و القصر و أبو عمرو بالتسهيل و المد و عاصم و حمزة و روح و خلف بالتحقيق و القصر فيهما.

و قرأ ضَيْقٍ [الآية: 70] بكسر الضاد ابن كثير و مرّ بالنحل و عن ابن محيصن ما تُكِنُّ هنا و القصص بفتح تاء المضارعة و ضم الكاف من كن الشي ء ستره و الجمهور من أكنه أخفاه (و سهل) همز (إسرائيل) أبو جعفر مع المد و القصر و ثلث الأزرق مد همزه بخلفه و تقدم ما فيه مع وقف حمزة عليه أوائل البقرة.

و قرأ و لا تُسْمِعُ الصُّمَّ [الآية: 80] هنا و الروم [الآية: 52] بالغيب و فتح الميم و رفع الصُّمُّ ابن كثير وافقه ابن محيصن (و سهل) الثانية من (الدعاء إذا) كالياء نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و رويس.

و اختلف في بِهادِي الْعُمْيِ [الآية: 81] هنا و الروم [الآية: 53] فحمزة بالتاء من فوق مفتوحة و إسكان الهاء بلا ألف (2) فعلا مضارعا للمخاطب العمي بالنصب مفعول به وافقه الشنبوذي و عن المطوعي بكسر الباء الموحدة و فتح الهاء و ألف و تنوين الدال (3) العمي بالنصب مفعول به و الباقون كذلك لكن بغير تنوين مضافا للعمي إضافة لفظية نحو].

ص: 431


1- أي: (إذا، أئنّا ...) ابن عامر و الكسائي: (أئذا، إننا). [أ].
2- أي: (تهدي العمي). [أ].
3- أي: (بهاد). [أ].

بالغ الكعبة و اتفقوا على الوقف بالياء على (بهادي) هنا موافقة لخط المصحف الكريم و اختلفوا في الروم فوقف حمزة و الكسائي بخلاف عنهما و يعقوب بالياء أما حمزة فلأنه يقرؤها تهدي فعلا مضارعا مرفوعا فياؤه ثابتة و أما الكسائي فبالحمل على هادي في هذه السورة و فيه مخالفة للرسم و يعقوب على أصله.

و اختلف في أَنَّ النَّاسَ [الآية: 82] فعاصم و حمزة و الكسائي و يعقوب و خلف بفتح الهمزة على نزع الخافض أي بأن و هذه الباء تحتمل التعدية و السببية أي تحدثهم بأن إلخ ...، أو بسبب انتفاء الإيمان وافقهم الأعمش و الحسن و الباقون بالكسر على الاستئناف و عن الحسن الصُّورِ بفتح الواو.

و اختلف في أَتَوْهُ [الآية: 87] فحفص و حمزة و خلف بقصر الهمزة و فتح التاء فعلا ماضيا على حد فزع و الهاء مفعوله وافقهم الأعمش و الباقون بالمد و ضم التاء (1) اسم فاعل مضافا للضمير حملا على معنى كل على حد و كلهم آتيه و أصله آتيون نقلت ضمة الياء إلى التاء قبلها بعد تجريدها ثم حذفت الياء للساكنين ثم النون للإضافة و لا يصح فعليته و عن الحسن داخِرِينَ بلا ألف.

و أمال وَ تَرَى الْجِبالَ وصلا السوسي بخلفه و الباقون بالفتح.

و قرأ تَحْسَبُها [الآية: 88] بفتح السين على الأصل ابن عامر و عاصم و حمزة و أبو جعفر و كسرها الباقون على لغة الحجاز و هذا الحال للجبال عقب النفخ في الصور و هي أول أحوالها تموج و تسير ثم ينسفها اللّه فتصير كالعهن ثم تكون هباء منبثا في آخر الأمر.

و اختلف في تَفْعَلُونَ [الآية: 88] فابن كثير و أبو عمرو و يعقوب بالياء وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و اختلف عن هشام و ابن ذكوان و أبي بكر فأما هشام فرواه عنه كذلك بالغيب الحلواني من طريق ابن عبدان و هي رواية أحمد و الحسن عن الحلواني عنه و كذا روى ابن مجاهد عن الأزرق الجمال و روى النقاش و ابن شنبوذ عن الأزرق بالخطاب و هي قراءة الداني على شيخه الفارسي و رواه له أيضا عن الحلواني و كذا رواه الداجوني عن أصحابه عن هشام و أما ابن ذكوان فروى الصوري عنه بالغيب و كذا العطار عن النهرواني عن النقاش عن الأخفش و كذا روى ابن عبد الرزاق و هبة اللّه عن الأخفش و كذا ابن هارون عن الأخفش و كذا ابن مجاهد عن أصحابه عنه و كذا الثعلبي عنه و روى سائر الرواة عن الأخفش عن ابن ذكوان بالخطاب و أما أبو بكر فروى عنه العليمي بالغيب و روى عنه يحيى بن آدم بالخطاب و به قرأ الباقون.

و قرأ مِنْ فَزَعٍ [الآية: 89] بالتنوين عاصم و حمزة و الكسائي و خلف على أعمال ].

ص: 432


1- أي: (آتوه). [أ].

المصدر في الظرف بعده و هو يَوْمَئِذٍ و يجوز أن يكون العامل في الظرف آمنون أو الظرف في موضع الصفة لفزع أي كائن ذلك في ذلك الوقت و فتح ميمه نافع و عاصم و حمزة و الكسائي و أبو جعفر و خلف فعلى قراءة نافع و أبي جعفر فتحة الميم بناء لإضافته إلى غير متمكن و على قراءة أبي عمرو و من معه كسرة الميم إعراب بإضافة فزع إلى يوم على الوجه الآخر فأعرب و إن أضيف إلى إذ لجواز انفصاله عنها و أدغم لام (هل تجزون) حمزة و الكسائي و اختلف عن هشام و صوب في النشر عنه الإدغام و قال إنه الذي عليه الجمهور عنه و تقتضيه أصول هشام (و عن) ابن محيصن (هذه البلدة) بالياء بدل الهاء.

و قرأ: تَعْمَلُونَ [الآية: 93] بالخطاب نافع و ابن عامر و حفص و أبو جعفر و يعقوب و الباقون بالغيب.

المرسوم: اتفقوا على حذف ألف و كتب مبين و في المكي أو ليأتينني بنونين و في الباقي بنون واحدة و اتفقوا على حذف ألف تربا هنا كالنبإ آيتنا مبصرة طيركم بل أدرك بحذف الألف و اتفقوا على كتابة الملأ اني و الملأ أفتوني و الملأ أيكم بواو و ألف في الثلاثة و كتبوا أئنا لمخرجون بحرفين بين الألفين و كتب بهادي العمي هنا بالياء في الكل و بحذفها في الروم و أما الألف فيهما فثابتة في بعض المصاحف و محذوفة في بعضها و كذا ألف فناظرة. أئنكم لتأتون بالياء (الموصول) ألا يسجدوا بلا نون قبل اللام و هو مرادهم بالوصل. التاءات اتفقوا على كتابة ذات بالتاء حيث وقعت نحو ذات بهجة. ذات البروج ذات لهب. ياءات الإضافة خمس إِنِّي آنَسْتُ، أَوْزِعْنِي أَنْ، ما لِيَ لا أَرَى، إِنِّي أُلْقِيَ، لِيَبْلُوَنِي أَ أَشْكُرُ [الآية: 7]، [الآية: 19]، [الآية: 20]، [الآية: 29]، [الآية: 40]. الزوائد ثلاث أَ تُمِدُّونَنِ، أتان، حَتَّى تَشْهَدُونِ [الآية: 36]، [الآية: 36]، [الآية: 32].

ص: 433

سورة القصص

سورة القصص

مكية (1) قيل إلا قوله تعالى الذين آتيناهم الكتاب إلى الجاهلين فمدني و قال ابن سلام إن الذي فرض عليك القرآن بالجحفة وقت الهجرة إلى المدنية و آيها ثمان و ثمانون خلافها اثنان طسم كوفي و ترك يسقون زاد الجعبري على الطين حمصي و ترك أن يقتلون.

(مشبه الفاصلة) تذودان و عكسه من خير فقير (القراءات) قد سبق إمالة طاء (طسم) لأبي بكر و حمزة و الكسائي و خلف كسكت أبي جعفر على حروفها و إظهار نون سين لحمزة و لأبي جعفر أيضا بسبب السكت و إمالة موسى لحمزة و الكسائي و خلف و تقليله للأزرق و أبي عمرو بخلفهما و مرّ اتفاقهم على عدم إمالة (علا في الأرض) و عن ابن محيصن يُذَبِّحُ بفتح الياء و الباء و سكون الذال.

و قرأ أَئِمَّةً [الآية: 5] في الموضعين هنا بتسهيل الثانية منهما مع القصر قالون و الأزرق و ابن كثير و أبو عمرو و رويس و الأصبهاني كذلك لكن مع المد في ثاني هذه السورة كموضع السجدة و يقرأ الأول كالأزرق و قرأ أبو جعفر بالتسهيل و المد بلا خلف و اختلف عن هؤلاء في كيفية التسهيل فالجمهور على أنه بين بين و الآخرون على أنه الإبدال ياء خالصة و لا يجوز الفصل بالألف حالة الإبدال عن أحد و قرأ هشام بالتحقيق و اختلف عنه في المد فقطع له به من طرقه أبو العلاء و من طريق الحلواني أبو العز و روى له القصر المهدوي و غيره وفاقا لجمهور المغاربة و به قرأ الباقون و تقدم الرد على من طعن في وجه الإبدال.

و اختلف في وَ نُرِيَ فِرْعَوْنَ وَ هامانَ وَ جُنُودَهُما [الآية: 6] فحمزة و الكسائي و خلف بياء مفتوحة وراء مفتوحة ممالة مضارع رأى (2)، و فِرْعَوْنَ بالرفع فاعله، و هامانَ وَ جُنُودَهُما بالرفع عطفا عليه وافقهم الحسن و الأعمش لكن الحسن لا يميل و الباقون بالنون مضمومة و كسر الراء و فتح الياء عطفا على المنصوب قبله و فرعون بالنصب مفعوله و هامان و جنودهما كذلك عطفا عليه.

و اختلف في حَزَناً [الآية: 8] فحمزة و الكسائي و خلف بضم الحاء و إسكان الزاي وافقهم الأعمش و الباقون بفتح الحاء و الزاي لغة قريش و هما بمعنى كالعدم و العدم

ص: 434


1- انظر الإتقان للسيوطي: (1/ 25). [أ].
2- أي: (يرى). [أ].

و على كلّ جاء مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً و عَيْناهُ مِنَ الْحُزْنِ و وقف على (امرأت فرعون) و (قرت) بالهاء ابن كثير و أبو عمرو و الكسائي و يعقوب (1).

و أمال (استوى) حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه و مثله (فقضى و يسعى و أقصى) وقفا (و عن) الحسن فاستعانه بالعين المهملة و النون و عن ابن محيصن بخلفه ضم باء رَبِّ المنادى جميع ما في هذه السورة.

و قرأ يَبْطِشَ [الآية: 19] بضم الطاء أبو جعفر و مرّ بالأعراف (و فتح) ياء الإضافة من (ربي أن) نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر (و تقدم) حكم ضم الميم و كسرها و كذا الهاء قبلها من (دونهم امرأتين).

و اختلف في يُصْدِرَ [الآية: 23] فنافع و ابن كثير و عاصم و حمزة و الكسائي و يعقوب و خلف بضم الياء و كسر الدال مضارع أصدر معدى بالهمزة و المفعول محذوف أي حتى ترد الرعاء مواشيهم وافقهم ابن محيصن و الأعمش و الأزرق على أصله في ترقيق الراء و الباقون بفتح الياء و ضم الدال (2) من صدر يصدر كأخذ يأخذ قاصر و الرعاء فاعله أي يرجع الرعاء بمواشيهم و سبق بالنساء إشمام صاد يصدر لحمزة و الكسائي و رويس و خلف.

و أمال (فسقى) حمزة و الكسائي و خلف و بالفتح و الصغرى الأزرق.

و قرأ يا أَبَتِ [الآية: 26] بفتح التاء ابن عامر و أبو جعفر و وقف عليها بالهاء ابن كثير و ابن عامر و أبو جعفر و يعقوب (و فتح) يائي (إني أريد) و (ستجدني إن) نافع و أبو جعفر (و شدد) النون من (هاتين) ابن كثير كما مرّ بالنساء (و عن) الحسن (أيما الأجلين) بياء ساكنة.

و قرأ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا بضم الهاء حمزة (و فتح) ياء إِنِّي آنَسْتُ نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و فتح ياء لَعَلِّي آتِيكُمْ من ذكر و ابن عامر.

و اختلف في جَذْوَةٍ [الآية: 29] فعاصم بفتح الجيم و قرأ حمزة و خلف بضمها وافقهما الأعمش و الباقون بكسرها و هي لغات ثلاث في الفاء كالرشوة و الربوة و الجذوة العود الغليظ و إن خلا عن النار أو الذي هي فيه أو الشعلة منها قاله أبو عبيد و ليس المراد هنا إلا ما في رأسه نار (و وقف) حمزة و هشام بخلفه على (شاطي) بإبدال الهمزة ياء ساكنة على القياسي و ياء مكسورة بحركة نفسها على مذهب التميميين فإن سكنت للوقف اتحد مع ما قبله لفظا و إن وقفت بالإشارة وقفت بالروم يصير وجهين و الثالث التسهيل بين بين على روم حركة الهمزة و فتح ياء إِنِّي أَنَا اللَّهُ نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و اتفقوا على فتح (عصاك) لكونها واوية مرسومة بالألف (و سهل) همزة (رآها تهتز)].

ص: 435


1- أي: (قرّته). [أ].
2- أي: (يصدر). [أ].

الأصبهاني و مرّ حكم إمالة الراء و الهمزة في و إذا رآك بالأنبياء و سبق تفصيله بالأنعام و غيرها.

و أمال وَلَّى مُدْبِراً كقضى حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه.

و اختلف في الرَّهْبِ [الآية: 32] فابن عامر و أبو بكر و حمزة و الكسائي و خلف بضم الراء و سكون الهاء وافقهم الشنبوذي و قرأ حفص بفتح الراء و سكون الهاء و الباقون بفتحهما (1) لغات بمعنى الخوف.

و قرأ: فَذانِكَ [الآية: 32] بتشديد النون و ابن كثير و أبو عمرو و رويس و مرّ بالنساء و أثبت الياء في يَقْتُلُونِ في الحالين يعقوب و فتح ياء معي حفص وحده و نقل همز رِدْءاً إلى الدال نافع و أبو جعفر إلا أنه أبدل من التنوين ألفا في الحالين كنافع في الوقف و مرّ في النقل.

و اختلف في يُصَدِّقُنِي [الآية: 34] فحمزة و عاصم برفع القاف على الاستئناف أو الصفة لردءا أو الحال من الضمير في أرسله و الباقون بالجزم جواب لمقدر على الأصح دل عليه أرسله و فتح ياء إِنِّي أَخافُ نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و أثبت الياء في يَكْذِبُونَ وصلا ورش و في الحالين يعقوب و عن الحسن (عضدك) بفتح الضاد و الجمهور بضمها و أمال مُفْتَرىً وقفا أبو عمرو و ابن ذكوان من طريق الصوري و حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق.

و اختلف في وَ قالَ مُوسى [الآية: 37] فابن كثير بغير واو على الاستئناف (2) وافقه ابن محيصن و الباقون بإثبات الواو عطفا للجملة على ما فيها و فتح ياء رَبِّي أَعْلَمُ معا نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و قرأ وَ مَنْ تَكُونُ لَهُ بالياء من تحت حمزة و الكسائي و خلف و مرّ وجهه بالأنعام و فتح ياء لَعَلِّي أَطَّلِعُ نافع و ابن كثير و أبو عمرو و ابن عامر و أبو جعفر و قرأ لا يُرْجَعُونَ ببنائه للفاعل نافع و حمزة و الكسائي و يعقوب و خلف و مرّ بالبقرة و أما أَئِمَّةً فذكرت أول السورة و أمال (الدنيا) حمزة و الكسائي و خلف و بالفتح و الصغرى الأزرق و أبو عمرو و عن الدوري عنه من طريق ابن فرح تمحيضها و مرّ للأزرق خمس طرق في الْأُولى و نحوها من حيث تثليث البدل و التقليل و عدمه (و تقدم) حكم حركة الهاء و الميم من عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ.

و اختلف في سِحْرانِ [الآية: 48] فعاصم و حمزة و الكسائي و خلف بكسر السين و سكون الحاء بلا ألف (3) أي القرآن و التوراة أو موسى و هارون أو موسى و محمد عليهم الصلاة و السلام على المبالغة أو حذف المضاف وافقهم المطوعي و الباقون بفتح السين ].

ص: 436


1- أي: (الرّهب). [أ].
2- أي: (قال موسى) بدون الواو أولا. [أ].
3- أي: (سحران). [أ].

و ألف بعدها و كسر الحاء أي موسى و هارون أو موسى و محمد عليهما الصلاة و السلام و رقق الأزرق راءه بخلف عنه و التفخيم من أجل ألف التثنية و عن الحسن وَصَّلْنا بتخفيف الصاد.

و اختلف في يُجْبى [الآية: 57] فنافع و أبو جعفر و رويس بالتاء من فوق و الباقون بالياء من تحت و وجههما ظاهر لأن التأنيث في الفاعل مجازي.

و قرأ في أُمِّها [الآية: 59] بكسر الهمزة في الوصل حمزة و الكسائي كما في النساء.

و اختلف في تَعْقِلُونَ [الآية: 60] فأبو عمرو بخلف عن السوسي بالياء من تحت و الباقون بالتاء من فوق و صحح الوجهين في النشر عن أبي عمرو من روايتيه لكنه قال إن الأشهر عنه الغيب و بهما أخذ في رواية السوسي لثبوت ذلك عندي نصا و أداء انتهى و لذلك قصر في طيبته نقل الخلاف عن السوسي و قرأ ثُمَّ هُوَ بسكون الهاء قالون و الكسائي و أبو جعفر بخلف عنه و عن قالون و مرّ بالبقرة أن الخلف عنه عزيز من طريق أبي نشيط و تقدم التنبيه على نحو: عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ و عَلَيْهِمُ الْأَنْباءُ من حيث حركة الهاء و الميم و كذا (قيل) من حيث إشمام القاف كضم هاء يُنادِيهِمْ ليعقوب و مرّ أيضا بهود اتفاقهم على تخفيف فَعُمِّيَتْ هنا و أمال (فعسى) حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق و الدوري عن أبي عمرو بخلفهما و قرأ تُرْجَعُونَ بفتح التاء و كسر الجيم مبنيا للفاعل يعقوب و قرأ قُلْ أَ رَأَيْتُمْ معا بتسهيل الهمزة نافع و أبو جعفر و للأزرق وجه آخر إبدالها ألفا ممدودة للساكنين و حذفها الكسائي كما في الأنعام و قرأ بِضِياءٍ بهمزة مفتوحة بعد الضاد قنبل و الباقون بالياء و مرّ في الهمز المفرد.

و أمال فَبَغى و تَعالى حمزة و الكسائي و خلف و بالفتح و الصغرى الأزرق و يوقف لحمزة و هشام بخلفه على لَتَنُوأُ بالنقل على القياس و بالإدغام على جعل الأصلي كالزائد و يجوز عليهما الروم و الإشمام فهي ستة و لا يصح غيرها كما في النشر و فتح ياء عِنْدِي أَ وَ لَمْ نافع و ابن كثير بخلاف عنه و أبو عمرو و أبو جعفر قال في النشر و كلاهما صحيح عنه يعني ابن كثير غير أن الفتح عن البزي ليس من طرق الشاطبية و التيسير و كذا الإسكان عن قنبل انتهى و أبدل همز فئة ياء أبو جعفر و وقف على الياء من قوله: وَيْكَأَنَّ اللَّهَ و وَيْكَأَنَّهُ الكسائي و وقف أبو عمرو على الكاف و الباقون على الكلمة كلها و هذا كله في وقف الاختبار و الاضطرار و الابتداء في قراءة الكسائي بكأن و أبي عمرو بالهمز و مرّ في الوقف على المرسوم عن النشر أن المختار للجميع الوقف على الكلمة بأسرها لاتصالها رسما بالإجماع.

و اختلف في لَخَسَفَ [الآية: 82] فحفص و يعقوب بفتح الخاء و السين مبنيا

ص: 437

للفاعل و هو اللّه وافقهما الحسن و الباقون بضم الحاء و كسر السين (1) مبنيا للمفعول و بنا نائب الفاعل و فتح الياء رَبِّي أَعْلَمُ نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و قرأ تُرْجَعُونَ بفتح التاء و كسر الجيم على بنائه للفاعل يعقوب.

المرسوم: روى نافع قالوا سحران بحذف ألف فاعل و كتب فرغا بحذف الأولى اتفاقا و كتب في المكي قال موسى بغير واو و كتبوا أن يهديني بالياء و اتفقوا على رسم ألف بعد الواو في لتنؤا و على كتابة أقصا المدينة بالألف كموضع يس و اتفقوا على وصل ويكأن و ويكأنه و على كتابة امرأت فرعون بالتاء و كذا قرت عين. ياءات الإضافة اثنا عشر رَبِّي أَنْ [الآية: 22]، إِنِّي آنَسْتُ [الآية: 29]، إِنِّي أَنَا [الآية:

30]، إِنِّي أَخافُ [الآية: 34] رَبِّي أَعْلَمُ معا [الآية: 37، 85]، لَعَلِّي معا [الآية: 29، 38]، إِنِّي أُرِيدُ [الآية: 27]، سَتَجِدُنِي [الآية: 27]، مَعِي رِدْءاً [الآية: 34]، عِنْدِي أَ وَ لَمْ [الآية: 78] و فيها زائدتان أَنْ يَقْتُلُونِ، أَنْ يُكَذِّبُونِ [الآية: 33- 34].].

ص: 438


1- أي: (لخسف). [أ].

سورة العنكبوت

سورة العنكبوت

مكية (1) و قيل مدنية و قيل إلا من أولها إلى المنافقين و آيها تسع و ستون غير حمصي و سبعون فيه خلافها خمس الم كوفي و تقطعون السبيل حرمي و حمصي له الدين بصري و دمشقي أ فبالباطل يؤمنون حمصي في ناديكم المنكر مدني أول بخلف القراءات تقدم سكت أبي جعفر على حروف (2) الم كنقل همزة (أَ حَسِبَ) لورش و يجوز له حينئذ المد و القصر و في الميم من الم و مرّ عن النشر امتناع التوسط لكون المتغير هنا بسبب المد بخلاف ما تغير فيه سبب القصر كنستعين وقفا.

و أمال خَطاياكُمْ و خَطاياهُمْ الكسائي و بالفتح و الصغرى الأزرق (و عن) ابن محيصن وَ لْنَحْمِلْ بكسر لام الأمر و الجمهور على إسكانها.

و قرأ تُرْجَعُونَ [الآية: 17] ببنائه للفاعل يعقوب.

و اختلف: في أَ وَ لَمْ يَرَوْا كَيْفَ [الآية: 19] فأبو بكر من طريق يحيى بن آدم و حمزة و الكسائي و خلف بالتاء من فوق على خطاب إبراهيم عليه الصلاة و السلام لقومه وافقهم الشنبوذي و روى العليمي عن أبي بكر بالغيب ردا على الأمم المكذبة و به قرأ الباقون و يوقف على كَيْفَ يُبْدِئُ و كذا يُنْشِئُ لحمزة و هشام بخلفه بإبدال الهمزة ياء ساكنة (3) على القياس و بإبدالها ياء مضمومة على ما نقل عن الأخفش فإذا سكنت للوقف اتحد مع ما قبله لفظا و إن وقف بالإشارة جاز الروم و الإشمام فهذه ثلاثة و الرابع تسهيلها كالواو على مذهب سيبويه و أما الخامس و هو تسهيلها كالواو على مذهب سيبويه و أما الخامس و هو تسهيلها كالياء بحركة سابقها لا بحركتها فهو الوجه المعضل.

و اختلف في النَّشْأَةَ [الآية: 20] و هنا و النجم [الآية: 47]، و الواقعة [الآية:

62] فابن كثير و أبو عمرو بفتح الشين فألف (4) وافقهما ابن محيصن و اليزيدي و الباقون بسكون الشين بلا ألف و لا مد لغتان كالرأفة و الرءافة و رسمها بالألف يقوي قراءة المد (و سكت) على الشين حمزة و ابن ذكوان و حفص و إدريس عن خلف بخلف عنهم و إذا

ص: 439


1- انظر الإتقان للسيوطي: (1/ 25، 2/ 1267) .. [أ].
2- أي: (أ، ل، م). [أ].
3- أي: (يبدي، ينشي). [أ].
4- أي: (النّشاءة ...). [أ].

وقف حمزة فبالنقل فقط و حكي وجه آخر و هو إبدالها ألفا على الرسم و في النشر إنه مسموع قوي.

و أمال فَأَنْجاهُ اللَّهُ حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه و أظهر ذال اتَّخَذْتُمُ ابن كثير و حفص و رويس بخلفه.

و اختلف في مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ [الآية: 25] فابن كثير و أبو عمرو و الكسائي و رويس برفع مَوَدَّةٌ بلا تنوين خبر أن على حذف المضاف أي سبب أو ذات مودة أو نفس المودة مبالغة و ما موصولة و عائدها الهاء المحذوفة و هو المفعول الأول و أوثانا ثان و بينكم بالخفض على الإضافة اتساعا في الظرف كيا سارق الليلة الثوب و يجوز أن تكون ما مصدرية أي أن سبب اتخاذكم أوثانا إرادة مودة بينكم أو كافة و مودة خبر محذوف أي انعكافكم مودة أو مبتدأ و خبره في الحياة وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و قرأ حفص و حمزة و روح بنصب مَوَدَّةٌ من غير تنوين مفعولا له أي اتخذتموها لأجل المودة فيتعدى لواحد أو مفعولا ثانيا أي أوثانا مودة نحو اتخذوا أيمانهم جنة و بينكم بالخفض وافقهم الأعمش و الباقون بنصب مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ بالنصب على الأصل في الظرف و فتح ياء رَبِّي إِنَّهُ نافع و أبو عمرو و أبو جعفر.

و قرأ: النبوءة بالهمز نافع.

و قرأ أَ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ، أَ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ [الآية: 28] بالإخبار في الأول و الاستفهام في الثاني (1) نافع و ابن كثير و ابن عامر و حفص و أبو جعفر و يعقوب و الباقون بالاستفهام فيهما فلا خلاف عنهم في الاستفهام في الثاني هنا و كل من استفهم على قاعدته فقالون و أبو عمرو و أبو جعفر بالتسهيل و المد و ورش و ابن كثير و رويس بالتسهيل و القصر و الباقون بالتحقيق و القصر إلا أن أكثر الطرق عن هشام على المد و أسكن سين رُسُلُنا أبو عمرو و قرأ إبراهيم الأخير و هو و لما جاءت رسلنا إبراهيم بألف بدل الياء ابن عامر سوى النقاش عن الأخفش عن ابن ذكوان و قرأ لَنُنَجِّيَنَّهُ بالتخفيف حمزة و الكسائي و خلف و يعقوب و خفف مُنَجُّوكَ ابن كثير و أبو بكر و حمزة و الكسائي و يعقوب و خلف كما في الأنعام و أشم سِي ءَ نافع و ابن عامر و الكسائي و أبو جعفر و رويس و وقف عليها حمزة و هشام بخلفه بالنقل و بالإدغام أيضا إجراء له مجرى الزائد و أمال حمزة وَ ضاقَ و شدد مُنْزِلُونَ ابن عامر و مرّ بآل عمران و قرأ وَ ثَمُودَ بغير تنوين حفص و حمزة و يعقوب و قرأ الْبُيُوتَ بضم الباء و ورش و أبو عمرو و حفص و أبو جعفر و يعقوب.

و اختلف في ما يَدْعُونَ [الآية: 42] فأبو عمرو و عاصم و يعقوب بياء الغيب ].

ص: 440


1- أي: (إنّكم لتأتون، أئنّكم لتأتون الرّجال). [أ].

وافقهم اليزيدي و الباقون بالخطاب و أمال تَنْهى حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه.

و اختلف في آياتٌ مِنْ رَبِّهِ [الآية: 50] فابن كثير و أبو بكر و حمزة و الكسائي و خلف بالتوحيد (1) على إرادة الجنس وافقهم ابن محيصن و الباقون بالجمع.

و أمال يُتْلى و كَفى و يَغْشاهُمُ حمزة و الكسائي و خلف و بالفتح و الصغرى الأزرق.

و اختلف في وَ نَقُولُ ذُوقُوا [الآية: 55] فنافع و عاصم و حمزة و الكسائي و خلف بالياء من تحت وافقهم الأعمش و الباقون بالنون للعظمة (و فتح) ياء الإضافة من يا عِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا نافع و ابن كثير و ابن عامر و عاصم و أبو جعفر و فتحها من أَرْضِي واسِعَةٌ ابن عامر فقط و أثبت الياء في فَاعْبُدُونِ في الحالين يعقوب.

و اختلف في تُرْجَعُونَ [الآية: 57] فأبو بكر بالغيب و الباقون بالخطاب و قرأ يعقوب بالبناء للفاعل و عن المطوعي بالغيب مبنيا للفاعل و يأتي حرف الروم ثم إليه يرجعون في محله إن شاء اللّه تعالى.

و اختلف في لَنُبَوِّئَنَّهُمْ [الآية: 58] فحمزة و الكسائي و خلف بمثلثة ساكنة بعد النون الأولى و ياء مفتوحة بعد الواو المخففة (2) يقال ثوى أقام و أثويته أنزلته موضع الإقامة قال الزمخشري ثوى أقام فتعديه الهمزة إلى واحد فنصب غرفا لتضمنه معنى أنزلته أو على حذف في أو شبه الظرف المكاني المختص بالمبهم فوصل إليه الفعل فيكون مفعولا فيه وافقهم الأعمش و الباقون بموحدة مفتوحة بعد النون و تشديد الواو و همزة مفتوحة بعدها و هو إما بمعنى الأول أو بمعنى لنعطينهم و كل يتعدى لاثنين و الثاني غرفا و من ثم حكم بزيادة لام بوأنا لإبراهيم و أبدل همز لنبوئنهم ياء مفتوحة أبو جعفر كوقف حمزة عليه و مر ذلك بالهمز المفرد كالنمل و قرأ (كائن) بوزن ماء ابن كثير و كذا أبو جعفر إلا أنه سهل همزتها مع المد و القصر و عن ابن محيصن كان بهمزة مكسورة بلا ألف و أمال (فأنى) حمزة و الكسائي و خلف و بالفتح و الصغرى الأزرق و الدوري عن أبي عمرو.

و أمال فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ الكسائي فقط و قلله الأزرق بخلفه.

و اختلف في وَ لِيَتَمَتَّعُوا [الآية: 66] فقالون و ابن كثير و حمزة و الكسائي و خلف بسكون اللام على أنها للأمر لا لام كي إذ لا تسكن لضعفها و الباقون بكسرها إما للأمر أو لام كي كما جاز في ليكفروا و الأصل في كل الكسر.

و أمال مَثْوَى وقفا حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه و ضم باء].

ص: 441


1- أي: (آية). [أ].
2- أي: (لنثوينّهم ...). [أ].

سُبُلَنا نافع و ابن كثير و ابن عامر و عاصم و حمزة و الكسائي و أبو جعفر و خلف و يعقوب.

المرسوم رسموا النشأة هنا و النجم و الواقعة بألف بعد الشين و اتفقوا على الياء في أئنكم لتأتون الرجال و ثمودا بالألف في الإمام كالبقية لو لا أنزل عليه آيت بغير ألف و اتفقوا على كتابتها بالتاء و أجمعوا على إثبات الياء في يا عبادي الذين آمنوا كحرف الزمر يا عبادي الذين أسرفوا بخلاف حرف الزمر كما يأتي إن شاء اللّه تعالى. ياءات الإضافة رَبِّي إِنَّهُ، يا عِبادِيَ الَّذِينَ، أرضي الذين، أَرْضِي واسِعَةٌ [الآية: 26]، [الآية: 56]، [الآية: 56]، [الآية: 56]. فيها زائدة واحدة فَاعْبُدُونِ.

ص: 442

سورة الروم

سورة الروم

مكية (1) و آيها تسع و خمسون مكي و مدني أخير و ستون في الباقي خلافها خمس الم كوفي غلبت الروم غير مكي و مدني أخير بضع سنين غيره و كوفي سيغلبون غير مكي بخلف يقسم المجرمون مدني أول. (القراءات) قد مرّ سكت أبي جعفر على حرف الم (2) كإمالة الدُّنْيا لحمزة و الكسائي و خلف و الدوري عن أبي عمرو بخلفه و تقليلها للأزرق و أبي عمرو بخلفهما و قرأ رُسُلُهُمْ بسكون السين أبو عمرو.

و اختلف في عاقِبَةُ الَّذِينَ [الآية: 10] الثاني فنافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و يعقوب بالرفع اسما لكان و خبرها السوأى و هو تأنيث الأسوأ أفعل من السوء و أن كذبوا مفعول من أجله متعلق بالخبر لا بأساءوا للفصل حينئذ بين الصلة و متعلقها بالخبر و هو ممتنع وافقهم اليزيدي و الحسن و الباقون بالنصب خبرا لكان و الاسم السوأى أو السوأى مفعول أسائوا و إن كذبوا الاسم و خرج بالثاني الأول و الثالث كيف كان عاقبة المتفق على رفعهما و أمال السُّواى حمزة و الكسائي و خلف و قللها الأزرق و أبو عمرو بخلفهما و يمد همزها الأزرق وصلا مدا مشبعا عملا بأقوى السببين و هو المد لأجل الهمز بعدها كما مرّ فإن وقف عليها جازت الثلاثة له بسبب تقدم الهمز و ذهاب سببية الهمز بعد و يوقف عليها لحمزة بنقل حركة الهمزة إلى الواو على القياس و بالإبدال و الإدغام إجراء للأصلي مجرى الزائد و حكي ثالث و هو التسهيل بين بين لكنه ضعيف كما في النشر و قرأ أبو جعفر يَسْتَهْزِؤُنَ بحذف الهمزة و ضم الزاي وصلا و وقفا و يوقف عليه لحمزة بالتسهيل كالواو على مذهب سيبويه و الجمهور بإبدال الهمزة ياء على رأي الأخفش و بالحذف مع ضم الزاي كأبي جعفر للرسم على مختار الداني فهذه ثلاثة لا يصح غيرها و أما التسهيل كالياء و هو المعضل و إبدالها واوا فكلاهما لا يصح و كذا الوجه الخامل و هو الحذف مع كسر الزاي كما حقق في النشر و إذا وقف عليه للأزرق فمن روى عنه المد وصلا وقف كذلك مطلقا و من روى عنه التوسط وقف به إن لم يعتد بالعارض و بالمد أن اعتد به و من روى عنه القصر وقف كذلك إن لم يعتد بالعارض و بالتوسط و الإشباع إن اعتد به و يوقف لحمزة و هشام بخلفه على يَبْدَؤُا بإبدال الهمزة ألفا على القياسي و يجوز

ص: 443


1- انظر الإتقان للسيوطي: (1/ 25). [أ].
2- أي: (أ، ل، م). [أ].

تسهيلها كالواو و على الرسم تبدل واوا مضمومة ثم تسكن للوقف و يجوز الإشارة إلى حركتها بالروم و الإشمام فهذه خمسة كلها تقدمت في الملأ بالنمل المرسوم بالواو.

و اختلف في ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [الآية: 11] فأبو عمرو و أبو بكر و روح بالغيب وافقهم اليزيدي و الباقون بالخطاب و قرأ بالبناء للفاعل يعقوب و يوقف لحمزة و هشام بخلفه على شفعؤا المرسوم بالواو بإبدالها ألفا على القياس مع المد و التوسط و القصر و بين بين مع المد و القصر فهذه خمسة و على الرسم تبدل واوا مع المد و القصر و التوسط حال سكون الواو و تجوز الثلاثة مع الإشمام و القصر مع الروم تصير اثني عشر وجها خمسة على القياسي و سبعة على الرسمي و قرأ الْمَيِّتِ بالتشديد نافع و حفص و حمزة و الكسائي و خلف و أبو جعفر و يعقوب و قرأ وَ كَذلِكَ تُخْرَجُونَ الأول من هذه السورة بالبناء للفاعل حمزة و الكسائي و خلف و ابن ذكوان بخلف عنه تقدم تفصيله بالأعراف و الباقون بالبناء للمفعول و خرج الثاني إذا أنتم تخرجون المتفق على بنائه للفاعل كموضع الحشر.

و اختلف في لِلْعالَمِينَ [الآية: 22] فحفص بكسر اللام قبل الميم جمع عالم ضد الجاهل لأنه المنتفع بالآيات على حد و ما يعقلها إلا العالمون و الباقون بفتحها جمع عالم و هو كل موجود سوى اللّه لأنها لا تكاد تخفى على أحد و هو اسم جمع و إنما جمع باعتبار الأزمان و الأنواع و مرّ تغليظ لام ظَلَمُوا للأزرق بخلفه (كالوقف) على فِطْرَتَ بالهاء لابن كثير و أبي عمرو و الكسائي و يعقوب (1) و قرأ فَرَّقُوا بألف بعد الفاء و تخفيف الراء حمزة و الكسائي و سبق بالأنعام (2) و قرأ يَقْنَطُونَ بكسر النون أبو عمرو و الكسائي و يعقوب و خلف في اختياره و الباقون بفتحها و سبق بالحجر و قرأ آتَيْتُمْ مِنْ رِباً بقصر الهمزة ابن كثير وحده أي و ما جئتم و الباقون بالمد بمعنى الإعطاء و مرّ بالبقرة و خرج بالقيد آتيتم من زكاة المتفق على مده.

و أمال مِنْ رِباً وقفا حمزة و الكسائي و خلف و تقدم في الإمالة أن الجمهور على فتحه للأزرق وجها واحدا لكونه واويا.

و اختلف في لِيَرْبُوَا [الآية: 39] فنافع و أبو جعفر و يعقوب بالتاء من فوق و ضمها و سكون الواو على إسناده لضمير المخاطبين و هو مضارع أربى معدى بالهمزة فمضارعه مضموم حذفت منه نون الرفع لنصبه بأن مقدرة بعد لام كي وافقهم الحسن و الباقون بياء الغيب و فتحها و فتح الواو لإسناد الفعل إلى ضمير يربو و هو مضارع ربا زاد فواوه لام الكلمة و فتحت علامة للنصب لأنها حرف الإعراب و خرج فلا يربو المتفق على غيبته و قرأ عَمَّا يُشْرِكُونَ بالغيب نافع و ابن كثير و أبو عمرو و ابن عامر و عاصم و أبو جعفر و يعقوب و مرّ بيونس.].

ص: 444


1- أي: (فطرة). [أ].
2- انظر الصفحة: (260). [أ].

و اختلف في لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ [الآية: 41] فروح بالنون للعظمة و اختلف فيه عن قنبل فابن مجاهد عنه بالنون كذلك و كذا أبو الفرج عن ابن شنبوذ فانفرد بذلك عنه و روى الشطوي كباقي أصحابه عن ابن شنبوذ عنه بالياء من تحت و به قرأ الباقون و خرج بالقيد الثاني المتفق على غيبته.

و قرأ: الرِّياحَ فَتُثِيرُ [الآية: 48] بالتوحيد ابن كثير و حمزة و الكسائي و خلف و خرج الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ المتفق على جمعه لوصفه بمبشرات و قرأ كِسَفاً بفتح السين نافع و ابن كثير و أبو عمرو و هشام من طريق الداجوني و به قرأ الداني من طريق الحلواني على شيخه فارس و عاصم و حمزة و الكسائي و خلف و يعقوب وافقهم الأربعة و هو جمع كسفة كقطعة و قطع و قرأ ابن ذكوان و هشام من جميع طرق ابن مجاهد و أبو جعفر بالإسكان جمع كسفة أيضا كسدرة و سدر و صحح في النشر الوجهين عن هشام من طريقيه.

و أمال فَتَرَى الْوَدْقَ [الآية: 48] وصلا السوسي بخلف عنه، و قرأ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ بسكون النون و تخفيف الزاي ابن كثير و أبو عمرو و يعقوب.

و اختلف في آثارِ رَحْمَتِ فابن عامر و حفص و حمزة و الكسائي و خلف بالجمع (1) لتعدد أثر المطر المعبر عنه بالرحمة و تنوعه وافقهم الحسن و الأعمش و أمالها ابن ذكوان من طريق الصوري و الدوري عن الكسائي و الباقون بالتوحيد و وقف على رحمة بالهاء ابن كثير و أبو عمرو و الكسائي و يعقوب و قرأ وَ لا تُسْمِعُ الصُّمَّ بفتح الياء من تحت و فتح الميم و رفع الصم على الفاعلية ابن كثير وافقه ابن محيصن و الباقون بضم التاء الفوقية مع كسر الميم و نصب الصم على المفعولية و سهل الثانية من الدُّعاءَ إِذا كالياء نافع و ابن كثير و أبو عمر و أبو جعفر و رويس و قرأ بِهادِي بفتح التاء من فوق و إسكان الهاء بلا ألف الْعُمْيَ بالنصب حمزة و الباقون بكسر الموحدة و فتح الهاء و ألف بعدها مضافا للعمي فتكسر الياء و مرّ ذلك مع توجيهه بالنمل و إنه يوقف عليه بالياء لحمزة و الكسائي بخلفهما و يعقوب.

و اختلف في ضِعْفٌ [الآية: 54] في الثلاثة فأبو بكر و حفص بخلف عنه و حمزة بفتح الضاد وافقهم الأعمش و الباقون بضمها في الثلاث و هو الذي اختاره حفص لحديث ابن عمر فيه و عن حفص أنه قال ما خالفت عاصما إلا في هذا الحرف و قد صح عنه الفتح و الضم قال في النشر و بالوجهين قرأت له و بهما آخذ قيل هما بمعنى و قيل الضم في البدن و الفتح في العقل و أدغم لَبِثْتُمْ أبو عمرو و ابن عامر و حمزة و الكسائي و أبو جعفر و ذكر الأصل خلافا عنه عن ابن ذكوان و تقدم التنبيه.

و اختلف في يَنْفَعُ [الآية: 57] هنا و الطول [الآية: 52] فعاصم و حمزة].

ص: 445


1- أي: (آثار). [أ].

و الكسائي و خلف بالتذكير فيهما لأن تأنيث المعذرة غير حقيقي أو بمعنى العذر وافقهم الحسن و الأعمش و وافقهم نافع في الطول و الباقون بالتأنيث فيهما مراعاة للفظ و قرأ وَ لا يَسْتَخِفَّنَّكَ [الآية: 60] بتخفيف نون التوكيد و رويس و مرّ بآل عمران.

المرسوم: قال الغازي بلقاي و بهم و لقاي الآخرة بالياء بعد الألف و اتفقوا على رسم ألف بعد واو السوأى و على رسم واو بدل الألف مع ألف بعدها في شفعؤا و كانوا و على رسم يبدأ بواو و ألف و اتفقوا على حذف الياء في بهاد العمي و اختلفوا في حذف ألفها و اختلفوا في قطع من عن ما في قوله تعالى من ما ملكت أيمانكم و أجمعوا على التاء في رحمت اللّه و فطرت اللّه (1).].

ص: 446


1- و لا يوجد فيها شي ء من الياءات. [أ].

سورة لقمان

سورة لقمان

مكية (1) قيل إلا ثلاث آيات أولهن و لو أن ما في الأرض و آيها ثلاث و ثلاثون حرمي و أربع فيما سواه خلافها ثنتان الم كوفي له الدين بصري و شامي مشبه الفاصلة في الدنيا معروفا و عكسه الحمير القراءات تقدم سكت أبي جعفر على الم.

و اختلف في هُدىً وَ رَحْمَةً [الآية: 3] فحمزة بالرفع عطفا على هدى و هو خبر ثان أو خبر هو محذوفا وافقه الأعمش و الباقون بالنصب بالعطف أيضا على هدى على أنها حال من آيات أو الكتاب لأن المضاف جر المضاف إليه العامل ما في اسم الإشارة من معنى الفعل.

و قرأ لِيُضِلَّ [الآية: 6] بفتح الياء ابن كثير و أبو عمرو و رويس من طريق أبي الطيب و الباقون بالضم و به قرأ رويس من غير طريق أبي الطيب من أضل رباعيا و مرّ بإبراهيم و أهمل في الأصل هنا ذكر خلاف رويس.

و اختلف في وَ يَتَّخِذَها [الآية: 6] فحفص و حمزة و الكسائي و خلف بالنصب عطفا على ليضل تشريكا في العلة وافقهم الأعمش و الباقون بالرفع عطفا على يشتري تشريكا في الصلة أو استئنافا و قرأ هُزُواً حفص بإبدال همزتها واوا في الحالين و سكن الزاي حمزة و خلف و يوقف عليها لحمزة بالنقل على القياس و بالإبدال واوا مفتوحة للرسم و أما تشديد الزاي فلا يصح و أمال وَ لِيَ ك تُتْلى حمزة و الكسائي و خلف و بالفتح و الصغرى الأزرق و سهل همز كَأَنْ لَمْ الأصبهاني عن ورش و قرأ نافع بإسكان ذال أُذُنَيْهِ و قرأ يا بَنِي بفتح الياء في المواضع الثلاثة حفص و قرأ البزي كذلك في يا بني أقم الصلاة فقط و سكن قنبل الياء من هذا الموضع مخففة و سكن ابن كثير بكماله ياء الأول يا بني لا تشرك و لا خلاف عنه في تشديد الياء مكسورة في الوسط يا بني إنها كما مرّ بهود مع توجيهه و عن الحسن (و فصاله) بفتح الفاء و سكون الصاد بلا ألف قال البيضاوي و فيه دليل على أن أقصى مدة الرضاع حولان.

ص: 447


1- انظر الإتقان للسيوطي: (1/ 25)، (2/ 1268). [أ].

و قرأ أَنْ أَشْكُرَ [الآية: 12] بكسر النون أبو عمرو و عاصم و حمزة و يعقوب و قرأ مِثْقالَ بالرفع نافع و أبو جعفر و مرّ بالأنبياء.

و اختلف في وَ لا تُصَعِّرْ [الآية: 18] فنافع أبو عمرو و الكسائي و خلف بألف بعد الصاد و تخفيف العين لغة الحجاز وافقهم اليزيدي و الأعمش و الباقون بتشديد العين بلا ألف (1) لغة تميم من الصعر داء يلحق الإبل في أعناقهم فيميلها أي لا تمل خدك للناس أي لا تعرض عنهم بوجهك إذا كلموك تكبرا.

و اختلف في عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ [الآية: 20] فنافع و أبو عمرو و حفص و أبو جعفر بفتح العين و هاء مضمومة غير منونة جمع نعمة كسدرة و الهاء ضمير اسم اللّه تعالى و ظاهرة حال منها وافقهم الحسن و اليزيدي و الباقون بسكون العين و تاء منونة (2) اسم جنس يراد الجمع فظاهرة نعت لها أو يراد الوحدة لأنها في تفسير ابن عباس الإسلام.

و قرأ بإشمام (قيل) هشام و رويس و الكسائي و أدغم الكسائي لام بَلْ نَتَّبِعُ في النون (و عن) الأعمش و مَنْ يُسْلِمْ بفتح السين و تشديد اللام مضارع سلم بالتشديد و أمال الْوُثْقى حمزة و الكسائي و خلف و بالفتح و الصغرى الأزرق و أبو عمرو و قرأ يَحْزُنْكَ بضم الياء و كسر الزاي من أحزن نافع.

و اختلف في وَ الْبَحْرِ [الآية: 27] فأبو عمرو و يعقوب بالنصب عطفا على اسم أن و هو ما و يمده الخبر أو بمفسر بيمده و الجملة حينئذ حالية وافقهما اليزيدي و الباقون بالرفع عطفا على محل أن و معمولها و في أن الواقعة بعد لو مذهبان مذهب سيبويه الرفع على الابتداء و مذهب المبرد على الفاعل بفعل مقدر (و عن) الحسن يَمُدُّهُ بضم الياء و كسر الميم من أمده و قرأ وَ أَنَّ ما يَدْعُونَ بالغيب أبو عمرو و حفص و الكسائي و يعقوب و خلف و سبق بالحج و عن المطوعي بِنِعْمَتِ اللَّهِ بفتح النون و العين و ألف بعد الميم على الجمع.

و أمال صَبَّارٍ [الآية: 31] و خَتَّارٍ [الآية: 32] أبو عمرو و ابن ذكوان من طريق الصوري و الدوري عن الكسائي و بالصغرى الأزرق و أمال نَجَّاهُمْ حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه و قرأ يُنَزِّلُ الْغَيْثَ بالتخفيف ابن كثير و أبو عمرو و حمزة و الكسائي و يعقوب و خلف و قرأ الأصبهاني عن ورش بخلفه بإبدال همزة بِأَيِّ أَرْضٍ بياء مفتوحة.

المرسوم: و فصله بغير ألف بعد الصاد و كذا تصعر و اتفقوا على قطع و أن ما تدعون كالحج و على كتابة بنعمت اللّه بالتاء (3).].

ص: 448


1- أي: (تصعّر). [أ].
2- أي: (نعمة). [أ].
3- ليس فيها من الياءات شي ء .. [أ].

سورة السجدة

سورة السجدة

مكية (1) قيل إلا خمس آيات تتجافى إلى يكذبون و قيل إلا ثلاثا أ فمن كان مؤمنا و آيها تسع و عشرون بصري و ثلاثون في الباقي خلافها ثنتان الم كوفي جديد حجازي و شامي. (مشبه الفاصلة) ثلاثة طين يستوون إسرائيل. القراءات تقدم سكت أبي جعفر على الم (2) كمد لا رَيْبَ وسطا لحمزة بخلفه و أمال أتيهم و اسْتَوى حمزة و الكسائي و خلف و قللها الأزرق بخلفه و سهل الهمزة الأولى كالياء من السَّماءِ إِلَى قالون و البزي مع المد و القصر و سهل الثانية كالياء أيضا الأصبهاني و أبو جعفر و رويس بخلفه و هو أحد وجهي الأزرق و الثاني له من إبدالها ياء ساكنة بلا إشباع لتحرك ما بعدها و هما لقنبل و له ثالث إسقاط الأولى كأبي عمرو و رويس في وجهه الثاني و الباقون بتحقيقهما (و عن) الحسن و المطوعي مِمَّا تَعُدُّونَ بالياء من تحت.

و اختلف في خَلَقَهُ [الآية: 7] فنافع و عاصم و حمزة و الكسائي و خلف بفتح اللام فعلا ماضيا موضعه نصب صفة كل أو جر صفة شي ء وافقهم الحسن و الأعمش و الباقون بسكونها بدل من كل بدل اشتمال أي أحسن خلق كل شي ء فالضمير في خلقه يعود على كل و قيل يعود على اللّه فيكون حينئذ منصوبا نصب المصدر المؤكد لمضمون الجملة قبله كقوله تعالى صنع اللّه أي خلقه خلقا و هو قول سيبويه و رجح بأنه أبلغ في الامتنان لأنه إذا قيل أحسن كل شي ء كان أبلغ من أحسن خلق كل شي ء لأنه قد يحسن الخلق و لا يكون الشي ء في نفسه حسنا و معنى أحسن حسن إذ ما من خلق إلا و هو مرتب على ما تقتضيه الحكمة فالكل حسن و إن تفاوتت فيه الأفراد.

و قرأ أَ إِذا، أَ إِنَّا [الآية: 10] بالاستفهام في الأول و الإخبار في الثاني (3) نافع و الكسائي و يعقوب و قرأ ابن عامر و أبو جعفر بالإخبار في الأول و الاستفهام في الثاني (4) و الباقون بالاستفهام فيهما و كل مستفهم على أصله فقالون و أبو عمرو و أبو جعفر بالتسهيل مع الفصل و ورش و ابن كثير و رويس بالتسهيل بلا فصل و الباقون بالتخفيف بلا فصل غير أن أكثر الطرق عن هشام على الفصل كما مرّ و ناصب الظرف محذوف أي انبعث إذا

ص: 449


1- انظر الإتقان للسيوطي: (1/ 25). [أ].
2- أي: (أ، ل، م). [أ].
3- أي: (أئذا، إنّا). [أ].
4- أي: (إذا، أئنّا). [أ].

ضللنا و من قرأ إذا بالخبر فجواب إذا محذوف أي إذا ضللنا نبعث و يكون إخبارا منهم على طريق الاستهزاء و كذا من قرأ إنا على طريق الخبر و عن الحسن صللنا بصاد مهملة أي صرنا بين الصلة و هي الأرض الصلبة.

و أمال يَتَوَفَّاكُمْ و تَتَجافى حمزة و الكسائي و خلف و قللهما الأزرق بخلفه و قرأ تُرْجَعُونَ بالبناء للفاعل يعقوب.

و قرأ الأصبهاني لَأَمْلَأَنَّ [الآية: 13] بتسهيل الهمزة الثانية كوقف حمزة مع تحقيق الأولى و تسهيلها.

و اختلف في أَخْفى [الآية: 17] فحمزة و يعقوب بإسكان الياء فعلا مضارعا مسندا لضمير المتكلم مرفوعا تقديرا و لذا سكنت ياؤه و عن ابن محيصن و الأعمش بفتح الهمزة و الفاء ماضيا (1) مبنيا للفاعل و أبدال التاء ألفا ابن محيصن و الشنبوذي عن الأعمش و سكنها المطوعي عنه و زاد بعدها تاء المتكلم فصارت أخفيت و الباقون بضم الهمزة و كسر الفاء و فتح الياء مبنيا للمفعول و عن الأعمش من قرأت جمعا بالألف و التاء و أبدل همز الْمَأْوى الأصبهاني و أبو عمرو بخلفه و أبو جعفر كحمزة وقفا (و أماله) حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه و مرّ إشمام (قيل) قريبا لهشام و الكسائي و رويس و قرأ إِسْرائِيلَ بالتسهيل أبو جعفر مع المد و القصر و ثلث همزة الأزرق بخلفه و مرّ ذلك كوقف حمزة عليه و سهل الثانية من (أئمة) مع القصر قالون و الأزرق و ابن كثير و أبو عمرو و رويس و سهله مع المد الأصبهاني و أبو جعفر و اختلف في كيفية التسهيل فقيل بين بين و قيل هو الإبدال ياء مكسورة و لا يجوز الفصل بالألف حالة الإبدال عن أحد كما مرّ مفصلا و الباقون بالتحقيق و القصر بخلف عن هشام في المد.

و اختلف في لَمَّا صَبَرُوا [الآية: 24] فحمزة و الكسائي و رويس بكسر اللام و تخفيف الميم على أنها جارة معللة متعلقة بجعل و ما مصدرية أي جعلناهم أئمة هادين لصبرهم وافقهم و الأعمش و الباقون بفتح اللام و تشديد الميم (2) كلمة واحدة تضمنت معنى المجازاة و هي التي تقتضي جوابا أي لما صبروا جعلناهم الخ أو ظرفية أي جعلناهم أئمة حين صبروا (و سهل) الثانية كالياء من (الماء إلى) نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و رويس و أمال (متى) حمزة و الكسائي و خلف و قللها الأزرق بخلفه و كذا أبو عمرو من روايتيه جميعا كما نقله في النشر عن ابن شريح و من معه و أقره و إن قصر الخلاف في الطيبة على الدوري فقط (3).].

ص: 450


1- أي: (أخفى). [أ].
2- أي: (لمّا ...). [أ].
3- و لا يوجد في هذه السورة الكريمة شي ء من الياءات. [أ].

سورة الأحزاب

سورة الأحزاب

مدنية (1) و آيها ثلاث و سبعون. مشبه الفاصلة أولياؤكم معروفا. القراءات قرأ نافع (النبي ء) بالهمز.

و أمال (الكافرين) أبو عمرو و ابن ذكوان بخلفه و الدوري عن الكسائي و رويس و قلله الأزرق.

و اختلف في بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً [الآية: 2] و بِما تَعْمَلُونَ بَصِيراً [الآية: 9] فأبو عمرو بياء الغيب فيهما على أن الواو للكافرين و المنافقين وافقه الحسن و اليزيدي و الباقون بالخطاب بإسناده للمؤمنين و أمره صلّى اللّه عليه و سلّم بالتقوى تفخيما لشأنه أو الخطاب له صلّى اللّه عليه و سلّم لفظا و لأمته معنى.

و قرأ اللَّائِي [الآية: 9] هنا و المجادلة [الآية: 2] و موضعي الطلاق [الآية: 4] ابن عامر و عاصم و حمزة و الكسائي و خلف بإثبات ياء ساكنة بعد الهمزة (2) بوزن القاضي على الأصل و الباقون بحذفها و اختلف الحاذقون في الهمزة فحققها منهم قالون و قنبل و يعقوب و سهلها بين بين ورش من طريقيه و أبو جعفر و اختلف عن أبي عمرو و البزي فقطع لهما بالتسهيل في المبهج و غيره و قطع لهما بالإبدال ياء ساكنة في الهادي و غيره وفاقا لسائر المغاربة فيجتمع ساكنان فيشبع المد و الوجهان صحيحان كما في النشر و هما في الشاطبية كجامع البيان و كل من سهل الهمزة إذا وقف يقلبها ياء ساكنة كما نقله في النشر عن نص الداني و غيره لتعذر الوقف على المسهلة فإن وقف بالروم فكالوصل.

و اختلف في تَظاهَرُونَ [الآية: 4] هنا و موضع المجادلة [الآية: 2] فنافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و يعقوب بفتح التاء و الهاء و تشديدها مع تشديد الظاء بلا ألف هنا وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و قرأ ابن عامر بفتح التاء و الهاء و تشديد الظاء و بعده ألف و قرأ عاصم بضم التاء و فتح الظاء و ألف بعدها و كسر الهاء (3) مخففة بوزن تقاتلون و قرأ حمزة و الكسائي و خلف بفتح التاء و تخفيف الظاء بعدها ألف مع

ص: 451


1- انظر الإتقان في علوم القرآن للإمام السيوطي: (1/ 25)، (2/ 1268). [أ].
2- أي: (اللّائي ...). [أ].
3- أي: (تظاهرون). [أ].

فتح الهاء مخففة (1) وافقهم الأعمش و عن الحسن ضم التاء و فتح الظاء مخففة و تشديد الهاء مكسورة بلا ألف (2) و أما موضع المجادلة فعاصم كقراءته هنا وافقه الحسن و قرأ ابن عامر و حمزة و الكسائي و أبو جعفر و خلف بفتح الياء و تشديد الظاء و ألف بعدها و فتح الهاء مخففة كقراء ابن عامر هنا و الباقون كذلك لكن بتشديد الهاء بلا ألف كقراءتهم هنا أما وجه قراءة عاصم فجعله مضارع ظاهر و أما الفتح و التشديد مع الألف فمضارع تظاهر و الأصل تتظاهرون أدغمت التاء في الظاء و من خفف حذف إحدى التاءين و أما التشديد مع حذف الألف فمضارع تظهر و أصله تتظهر فأدغم.

و قرأ نافع النَّبِيُّ أَوْلى [الآية: 6] بتحقيق همزة النبي ء و إبدال همزة أولى واوا مفتوحة و قلله الأزرق بخلفه و أماله حمزة و الكسائي و خلف و يوقف عليه لحمزة بوجهين التحقيق و الإبدال واوا مفتوحة لكونه متوسطا بغير المنفصل و أدغم ذال إِذْ جاءَتْكُمْ و كذا إِذْ جاؤُكُمْ أبو عمرو و هشام و مرّ حكم إمالة جاء و أدغم ذال إِذْ زاغَتِ أبو عمرو و هشام و خلاد و الكسائي و اتفقوا على عدم إمالة زاغت هنا و ص.

و اختلف في الظُّنُونَا هُنالِكَ [الآية: 10] و الرَّسُولَا وَ قالُوا [الآية: 66] و السَّبِيلَا رَبَّنا [الآية: 67] فنافع و ابن عامر و أبو بكر و أبو جعفر بألف بعد النون و اللام وصلا و وقفا في الثلاثة للرسم و أيضا هذه الألف تشبه هاء السكت و قد ثبتت وصلا إجراء له مجرى الوقف فكذا هذا الألف وافقهم الحسن و الأعمش و قرأ ابن كثير و حفص و الكسائي و خلف عن نفسه بإثباتها في الوقف دون الوصل إجراء للفواصل مجرى القوافي في ثبوت ألف الإطلاق وافقهم ابن محيصن و الباقون بحذفها في الحالين لأنها لا أصل لها قال السمين قولهم تشبيها للفواصل بالقوافي لا أحب هذه العبارة فإنها منكرة لفظا و خرج (السبيل ادعوهم) المتفق على حذف ألف في الحالين.

و اختلف في لا مُقامَ [الآية: 13] فحفص بضم الميم الأولى اسم مكان من أقام أي لا مكان إقامة أو مصدرا منه أي لا إقامة و قرأ بالضم في ثاني الدخان أن المتقين في مقام نافع و ابن عامر و أبو جعفر وافقهم الأعمش و الباقون بالفتح فيهما مصدر قام أي لا قيام أو اسم مكان منه أي لا مكان و اجمعوا على فتح الأول من الدخان و مقام كريم و ذكر همز النبي ء لنافع قريبا و ضم بُيُوتَنا ورش و أبو عمرو و حفص و أبو جعفر و يعقوب و عن الحسن عَوْرَةٌ معا بكسر الواو اسم فاعل من عور المنزل يعور عورا و رويت عن جماعة و الجمهور بسكون الواو أي ذات عورة و قيل غير حصينة و أمال (أقطارها) أبو عمرو و ابن ذكوان من طريق الصوري و الدوري عن الكسائي و قلله الأزرق و عن الحسن سُئِلُوا الْفِتْنَةَ بواو ساكنة بدل الهمزة و يوقف عليها لحمزة بالتسهيل كالياء على مذهب ].

ص: 452


1- أي: (تظاهرون). [أ].
2- أي: (تظهّرون). [أ].

سيبويه و الجمهور و بالإبدال واوا على مذهب الأخفش نص عليه الهذلي و غيره و مرّ التنبيه عليه بالبقرة.

و اختلف في لَآتَوْها [الآية: 14] فنافع و ابن كثير و ابن ذكوان من طريق الصوري و هي طريق سلامة ابن هارون عن الأخفش و أبو جعفر بقصر الهمزة أي بحذف الألف من الإتيان المتعدي لواحد بمعنى جاءوها و الباقون بمدها (1) الإيتاء المتعدي لاثنين بمعنى أعطوها و تقدير المفعول الثاني السائل و هي طريق عن ابن ذكوان و تقدم عن الأزرق تفخيم راء (فرارا) و (الفرار) كالجماعة من أجل التكرير و أمال (يغشى) حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه و فتح سين يَحْسَبُونَ ابن عامر و عاصم و حمزة و أبو جعفر.

و اختلف في يَسْئَلُونَ عَنْ أَنْبائِكُمْ [الآية: 20] فرويس بتشديد السين المفتوحة و ألف بعدها (2) و أصلها يتساءلون فأدغم التاء في السين أي يسأل بعضهم بعضا و رويت عن زيد بن علي و قتادة و غيرهما و الباقون بسكون السين بعدها همزة بلا ألف و يوقف عليه لحمزة بالنقل فقط و حكي إبدال الهمزة ألفا و هو مسموع قوى لرسمها بالألف كما في النشر.

و اختلف في أُسْوَةٌ [الآية: 21] هنا و موضعي الممتحنة [الآية: 4، 6] فعاصم بضم الهمزة في الثلاثة وافقه الأعمش و هي لغة قيس و تميم و الباقون بكسرها لغة الحجاز و الأسوة الاقتداء اسم وضع موضع المصدر و هو الايتساء كالقدوة من الاقتداء.

و أمال الراء فقط من (رأى المؤمنون) مع فتح الهمزة أبو بكر و حمزة و خلف و فتحها الباقون و ما حكاه الشاطبي رحمه اللّه تعالى من الخلاف في إمالة الهمزة عن أبي بكر و في إمالة الراء و الهمزة معا عن السوسي تعقبه في النشر كما تقدم بعدها صحة ذلك عنهما من طرق الشاطبية كأصلها بل و من طرق النشر هذا حكم الوصل أما الوقف فكل يعود إلى أصله في الذي بعده متحرك غير مضمر على ما مرّ غير مرة.

و أمال (زادهم) ابن ذكوان و هشام بخلفهما و حمزة.

و أمال (شاء) ابن ذكوان و هشام بخلفه و حمزة و خلف و يوقف عليه لحمزة و هشام بخلفه بالإبدال ألفا مع المد و القصر و التوسط و أما همزها مع همز أو فتقدم غير مرة نحو تلقاء أصحاب بالأعراف (و ضم) عين (الرعب) ابن عامر و الكسائي و أبو جعفر و يعقوب كما في البقرة.

و قرأ أبو جعفر تَطَؤُها [الآية: 27] بواو ساكنة بعد الطاء المفتوحة بلا همز (3).].

ص: 453


1- أي: (لآتوها). [أ].
2- أي: (يسّاءلون ...). [أ].
3- الباقون: (تطؤوها). [أ].

و قرأ (مبيّنة) بفتح الياء التحتية ابن كثير و أبو بكر.

و اختلف في يُضاعَفْ لَهَا [الآية: 30] فابن كثير و ابن عامر بنون العظمة و تشديد العين مكسورة بلا ألف قبلها على البناء للفاعل (العذاب) بالنصب مفعولا به وافقهم ابن محيصن و قرأ أبو عمرو و أبو جعفر و يعقوب بالياء من تحت و تشديد العين و فتحها بلا ألف قبلها على البناء للمفعول (1) الْعَذابِ بالرفع على النيابة عن الفاعل وافقهم اليزيدي و الحسن و الباقون بالياء من تحت و تخفيف العين و ألف قبلها مبنيا للمفعول (2) الْعَذابِ بالرفع نائب الفاعل و عن ابن محيصن من المفردة بالنون و المد و التخفيف و نصب الْعَذابِ.

و اختلف في وَ تَعْمَلْ صالِحاً نُؤْتِها [الآية: 31] فحمزة و الكسائي و خلف بياء التذكير فيهما على إسناد الأول إلى لفظ من و الثاني لضمير الجلالة لتقدمها وافقهم الأعمش و الباقون بتاء التأنيث في يعمل على إسناده لمعنى من وهن النساء و نؤتها بالنون مسندا للمتكلم العظيم حقيقة و أما (من النساء أن) فهما همزتان متفقتان بالكسر من كلمتين و مرّ حكمهما غير مرة لكن على وجه إبدال الثانية للأزرق و قنبل من جنس ما قبلها حرف مد ياء ساكنة يجوز لهما وجهان حينئذ و هما المد المشبع إن لم يعتد بالعارض و هو تحريك النون بالكسر لالتقاء الساكنين و القصر إن اعتد به و الوجهان صحيحان نص عليهما في النشر في التنبيه التاسع و آخر باب المد و القصر فاقتصار الأصل هنا على المد تفهم تعينه و قد علمت ما فيه و عن ابن محيصن (فيطمع) بكسر الميم مع فتح الياء و هو شاذ حيث توافق الماضي و المضارع في الكسر و رويت عن الأعرج أيضا.

و اختلف في وَ قَرْنَ [الآية: 33] فنافع و عاصم و أبو جعفر بفتح القاف أمر من قررن بكسر الراء الأولى يقررن بفتحها فالأمر منه أقررن حذفت الراء الثانية الساكنة لاجتماع الراءين ثم نقلت فتحة الأولى إلى القاف و حذفت همزة الوصل للاستغناء عنها فصار قرن فوزنه حينئذ فعن فالمحذوف اللام و قيل المحذوف الأولى لأنها نقلت حركتها إلى القاف بقيت ساكنة مع سكون الراء بعدها فحذفت الأولى للساكنين فوزنه حينئذ فلن و الباقون بالكسر من قر بالمكان بالفتح في الماضي و الكسر في المضارع و هي الفصيحة و يجي ء فيها الوجهان من حذف الراء الثانية أو الأولى و يلغز به فيقال راء يفخمها الأزرق بلا خلف و يرققها أكثر القراء بلا خلف و مرّ باء (بيوتكن) لورش و أبي عمرو و حفص و أبي جعفر و يعقوب و قرأ وَ لا تَبَرَّجْنَ بتشديد التاء البزي بخلفه و مرّ وجوب إشباع المد حينئذ للساكنين.

و اختلف في يَكُونَ لَهُمُ [الآية: 36] فهشام و عاصم و حمزة و الكسائي و خلف ].

ص: 454


1- أي: (يضعّف). [أ].
2- أي: (يضاعف). [أ].

بالياء من تحت لأن تأنيث الخيرة مجازي و للفصل أو تؤول بالاختبار وافقهم الأعمش و الحسن و الباقون بالتاء من فوق مراعاة للفظ و أظهر دال (فقد ضل) قالون و ابن كثير و عاصم و أبو جعفر و يعقوب و أدغم ذال (و إذ تقول) أبو عمرو و هشام و حمزة و الكسائي و خلف.

و أمال (تخشاه) حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه و مثله (قضى، و كفى) و تقدم اتفاقهم على فتح (أبا أحد) لكونه واويا مرسوما بالألف.

و اختلف في وَ خاتَمَ النَّبِيِّينَ فعاصم بفتح التاء اسم للآلة كالطابع و القالب وافقه الحسن و الباقون بكسرها اسم فاعل.

و قرأ يا أيها النبي ء إنا أرسلناك، و النبي ء إنا أحللنا لك [الآية: 45، 50] بهمزتين مخففة فمسهلة كالياء نافع وحده و بإبدالها واوا مكسورة و تقدم رد تسهيلها كالواو و الباقون بترك الهمزة الأولى و تشديد الياء و أمال (أذيهم) حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه و قرأ تَمَسُّوهُنَّ بضم التاء و المد حمزة و الكسائي و خلف أي تجامعوهن و مرّ بالبقرة و عن الحسن (أن وهبت) بفتح الهمزة بدل من امرأة بدل اشتمال أو على حذف لام العلة أي لأن و قرأ (للنبيّ أن) و (بيوت النبي إلا) بإبدال الهمزة ياء مشددة قالون في الوصل على المختار و الوجه الثاني له و هو جعل الهمزتين بين بين فيهما ضعفه في النشر و لذا قال في الطيبة بالسوء و النبي الإدغام اصطفى فإن وقف فبالهمزة و قرأ تُرْجِي [الآية: 51] بالهمز ابن كثير و أبو عمرو و ابن عامر و أبو بكر و يعقوب (1) و أبدل الهمزة من تُؤْوِي [الآية: 51] واوا ساكنة مظهرة أبو جعفر (2) فيجمع بين المبدلة و الأصلية و لم يبدلها ورش من طريقيه و لا أبو عمر للثقل كما مرّ و وقف عليها حمزة بالإبدال واوا كذلك مع الإظهار و مع الإدغام نص له عليهما غير واحد و عن ابن محيصن تَقَرَّ بضم التاء و كسر القاف من أقر و أَعْيُنُهُنَّ بالنصب.

و اختلف في لا يَحِلُّ [الآية: 52] فأبو عمرو و يعقوب بالتاء من فوق لأن الفاعل حقيقي التأنيث وافقهما اليزيدي و الحسن و الباقون بالياء من تحت للفصل (و شدد) البزي بخلفه التاء من (أن تّبدّل) و أمال (أتاه) هشام من طريق الحلواني و حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه و فتحه الداجوني عن هشام كالباقين و قرأ فَسْئَلُوهُنَّ بنقل حركة الهمزة إلى السين ابن كثير و الكسائي و خلف عن نفسه (و سهل) الأولى من (أبناء إخوانهن) قالون و البزي و سهل الثانية ورش و أبو جعفر و رويس بخلفه و للأزرق وجه ثان إبدالها ياء ساكنة مع المد للساكنين و (بهما) قرأ قنبل و له ثالث إسقاط الأولى مع المد و القصر (و به) قرأ أبو عمرو و رويس في وجهه الثاني و حققهما الباقون و أبدل الثانية ياء].

ص: 455


1- أي: (ترجئ). [أ].
2- أي: (و توّي). [أ].

محضة مفتوحة من (أبناء أخواتهن) نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و رويس و عن الحسن (تقلب) بفتح التاء أي تتقلب و وجوههم فاعل.

و اختلف في سادَتَنا [الآية: 67] فابن عامر و يعقوب بالجمع بالألف بعد الدال مع كسر التاء (1) جمع سادة وافقهما ابن محيصن و الحسن و الباقون بفتح التاء بلا ألف على التكسير جمع سيد على فعلة و مرّ حكم (الرَّسُولَا) و السَّبِيلَا.

و اختلف في كَبِيراً [الآية: 68] فهشام من طريق الداجوني و عاصم بالباء الموحدة من الكبر (2) أي أشد اللعن أو أعظمه وافقهما الحسن و الباقون بالمثلثة من الكثرة أي مرة بعد أخرى و عن المطوعي (و كان عبد اللّه) بفتح العين فباء موحدة مع تنوين الدال منصوبة من العبودية للّه بالجر و وجيها صفة عبدا و عنه أيضا (و يتوب) بالرفع على الاستئناف.

المرسوم اتفقوا على حذف الألف بعد اللام من إلى هنا و بالطلاق و بياء بعدها كإلى الجارة و هي و إلى تظهرون. و إلى يئسن. و إلى لم يحضن. و على حذف الألف من تظهرون و كتبوا. باللّه الظنونا. و أطعنا الرسولا. و فأضلونا السبيلا. بألف متطرفة في الإمام كالبقية و كتبوا يسلون عن أنبائكم بلا ألف بعد السين في أكثرها و اتفقوا على قطع لكي لا يكون على المؤمنين حرج و على وصل لكيلا يكون عليك حرج.

و اختلف في قطع أينما اتفقوا (3).ت.

ص: 456


1- أي: (ساداتنا). [أ].
2- أي: (كبيرا). [أ].
3- و ليس فيها شي ء من الياءات.

سورة سبأ

سورة سبأ

مكية (1) قيل إلا قوله تعالى و يرى الذي فمدينة و آيها خمسون و أربع فيما عدا الشامي و خمس فيه خلافها و شمال شامي. مشبه الفاصلة أربعة معجزين معا كالجواب ما يشتهون و عكسه موضع من نذير. القراءات أمال (بلى) حمزة و الكسائي و خلف و شعبة من طريق أبي حمدون عن يحيى بن آدم عنه و بالفتح و الصغرى الأزرق و كذا أبو عمرو من روايتيه على ما نقله في النشر عن ابن شريح و غيره و إن قصر في طيبته الخلاف فيه على الدوري فقط.

و اختلف في قراءة عالِمُ الْغَيْبِ [الآية: 3] فنافع و ابن عامر و أبو جعفر و رويس بوزن فاعل و رفع الميم أي هو عالم أو مبتدأ خبره لا يعزب لما تقرر أن كل صفة يجوز أن تتعرف بالإضافة إلا الصفة المشبهة و ما نقل عن الحوفي أنه مبتدأ خبره مضمر أي هو استبعده السمين وافقهم الحسن و قرأ ابن كثير و أبو عمرو و عاصم و روح و خلف عن نفسه عالِمُ بوزن فاعل أيضا و خفض الميم صفة لربي أو بدل منه و إذا جعل صفة فلا بد من تقدير تعريفه و قد تقرر جواز ذلك آنفا وافقهم الشنبوذي و ابن محيصن و اليزيدي و قرأ حمزة و الكسائي علام بتشديد اللام بوزن فعال للمبالغة و خفض الميم على ما مرّ وافقهما المطوعي (و كسر) الكسائي زاي (يعزب) و مر بيونس و عن المطوعي فتح راء (أصغر) و (أكبر) على نفي الجنس و الجمهور بالرفع على الابتداء و الخبر إلا في كتاب أو عطفا على مثقال و يكون إلا في كتاب توكيدا لما تضمن النفي أي لكنه في كتاب و قرأ معجزين معا هنا بالقصر و التشديد ابن كثير و أبو عمرو و مرّ إيضاحه بالحج.

و اختلف في مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ [الآية: 5] هنا و الجاثية [الآية: 11] فابن كثير و حفص و يعقوب برفع الميم فيهما نعتا لعذاب وافقهم ابن محيصن و الباقون بخفضه فيهما نعتا لرجز و هو العذاب السيئ.

و أمال و (يرى الذين) السوسي وصلا بخلفه و أدغم لام (هل ندلّكم) الكسائي وافقهم ابن محيصن بخلفه و اتفقوا على قطع همزة (جديد افترى) مفتوحة للاستفهام

ص: 457


1- انظر الإتقان للإمام السيوطي: (1/ 25)، (2/ 1269). [أ].

و استغنى بها عن همزة الوصل و ورش على أصله في نقل حركتها إلى ما قبلها و ضم يعقوب الهاء من (أيديهم) و ما شابهه مما قبل الهاء ياء ساكنة.

و اختلف في إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ [الآية: 9] فحمزة و الكسائي و خلف بالياء من تحت في الثلاثة إسنادا لضمير اللّه تعالى وافقهم الأعمش و الباقون بنون العظمة و أبدل همز نشأ ألفا الأصبهاني و أبو جعفر كوقف حمزة و هشام بخلفه و أدغم الكسائي وحده فاء نخسف بهم في الباء بعدها و مرّ حكم الهاء و الميم من بِهِمُ الْأَرْضُ ضما و كسرا وصلا (و كذا) (من السماء أن) من حيث الهمزتان قريبا عند النظير في أبناء أخواتهن.

و قرأ كِسَفاً [الآية: 9] بفتح السين حفص و سكنها الباقون و عن الحسن يا جِبالُ أَوِّبِي بوصل الهمزة و سكون الواو مخففة من آب رجع و الابتداء حينئذ بضم الهمزة و الجمهور بقطع الهمزة و تشديد الواو من التأويب و هو الترجيع أي يسبح هو و ترجع هي معه التسبيح (و أما) ما روي عن روح من رفع الراء من (و الطير) نسقا على لفظ جبال أو على الضمير المستكن في أوبي للفصل بالظرف فهي انفرادة لابن مهران عن هبة اللّه بن جعفر عن أصحابه عنه لا يقرأ بها و لذا أسقطها صاحب الطيبة على عادته رحمه اللّه تعالى و المشهور عن روح النصب كغيره عطفا على محل جبال.

و اختلف في الرِّيحُ [الآية: 17] فأبو بكر بالرفع على الابتداء و الخبر في الظرف قبله و هو لسليمان أي تسخير الريح وافقه ابن محيصن و الباقون بالنصب على إضمار فعل أي و سخرنا لسليمان الريح و قرأ الرياح بالجمع أبو جعفر كما مرّ بالبقرة و اتفقوا على ترقيق راء (القطر) وصلا و اختلفوا فيه وقفا كالوقف على مصر فأخذ بالتفخيم فيهما جماعة نظرا لحرف الاستعلاء و أخذ بالترقيق آخرون منهم الداني و اختار في النشر التفخيم في مصر و الترقيق في القطر قال نظرا للوصل و عملا بالأصل (و أثبت) الياء في (كالجواب) وصلا ورش و أبو عمرو و ابن وردان من طريق الحنبلي و في الحالين ابن كثير و يعقوب لكن إثباتها لابن وردان انفرد به الحنبلي عنه فلا يقرأ له به على ما تقرر في نظيره و لذا لم يعول عليه في الطيبة و لم نذكره في الأصول و إنما ذكرته هنا تبعا للأصل للتنبيه على ما يقع له من ذكر بعض الانفرادات من غير تنبيه عليها فليتفطن له (و سكن) حمزة ياء عِبادِيَ الشَّكُورُ.

و اختلف في مِنْسَأَتَهُ [الآية: 14] فنافع و أبو عمرو و أبو جعفر بألف بعد السين من غير همزة (1) لغة الحجاز و هذه الألف بدل من الهمزة و هو مسموع على غير قياس وافقهم اليزيدي و الحسن و قرأ ابن ذكوان و الداجوني عن هشام بهمزة ساكنة تخفيفا و هو ثابت مسموع خلافا لما طعن فيه و روى الحلواني عن هشام بالهمز المفتوحة و به قرأ الباقون على الأصل لأنها مفعلة كمكنسة و هي العصاة.].

ص: 458


1- أي: (منساته). [أ].

و اختلف في تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ فرويس بضم التاء الأولى و الموحدة و كسر الياء التحتية المشددة (1) على البناء للمفعول و النائب الجن و الباقون بفتح الثلاثة على البناء للفاعل مسندا إلى الجن أي علمت الجن بعد التباس الأمر عليهم و يحتمل أن يكون من تبين بمعنى بأن أي ظهرت الجن و أن و ما في حيزها بدل من الجن أي ظهر عدم علمهم الغيب للناس.

و قرأ لِسَبَإٍ [الآية: 15] بفتح الهمزة بلا تنوين البزي و أبو عمرو و سكنها قنبل و الباقون بالكسر و التنوين و مرّ مع توجيهه بالنمل و إذا وقف عليه حمزة و هشام بخلفه أبدلا الهمزة ألفا على القياس و لهما أيضا بين بين على وجه الروم فهما وجهان.

و اختلف في مَسْكَنِهِمْ [الآية: 15] فحفص و حمزة بسكون السين و فتح الكاف بلا ألف على الإفراد (2) بمعنى المصدر أي في سكناهم أو موضع السكنى و قرأ الكسائي و خلف بالتوحيد و كسر الكاف لغة فصحاء اليمن و إن كان غير مقيس موضع السكنى أو الموضع أيضا و قيل الكسر للاسم و الفتح للمصدر وافقهما الأعمش و الباقون بفتح السين و ألف و كسر الكاف على الجمع و هو الظاهر لإضافته إلى الجمع فلكل مسكن.

و اختلف في أُكُلٍ [الآية: 16] فنافع و ابن كثير بسكون الكاف و بالتنوين على قطع الإضافة و جعله عطف بيان على مذهب الكوفيين القائلين بجواز عطف البيان في النكرة و البصريون يشترطون التعريف فيها وافقهما ابن محيصن و قرأ ابن عامر و عاصم و حمزة و الكسائي و أبو جعفر و خلف بضم الكاف مع التنوين أيضا وافقهم الأعمش و قرأ أبو عمرو و يعقوب بضم الكاف من غير تنوين على إضافته إلى خمط من إضافة الشي ء إلى جنسه كثوب خز أي ثمر خمط وافقهما اليزيدي و الحسن و الأكل الثمر المأكول و الخمط شجر الأراك أو كل شجر مرّ و الأثل الطرفاء.

و اختلف في وَ هَلْ نُجازِي إِلَّا الْكَفُورَ [الآية: 17] فنافع و ابن كثير و أبو عمرو و ابن عامر و أبو بكر و أبو جعفر يجازى بالياء المضمومة و فتح الزاي مبنيا للمفعول و رفع الكفور على النيابة وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و الحسن، و للأزرق في نُجازِي الفتح و التقليل و الباقون: بنون العظمة و كسر الزاي و نصب الْكَفُورَ مفعولا به و أدغم الكسائي لام هل في النون.

و أمال (القرى التي) وصلا السوسي بخلفه.

و اختلف في فَقالُوا رَبَّنا باعِدْ [الآية: 14] فابن كثير و أبو عمرو و هشام بنصب ربنا على النداء و بعد بكسر العين المشددة بلا ألف و عليه صريح الرسم فعل طلب اجتراء منهم و بطرا وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و قرأ يعقوب رَبَّنا بضم الباء على الابتداء و باعِدْ بالألف و فتح العين و الدال خبر على أنه شكوى منهم لبعد سفرهم إفراطا في الترفه و عدم ].

ص: 459


1- أي: (تبيّنت ...). [أ].
2- أي: (مسكنهم ...). [أ].

الاعتداد بما أنعم اللّه به عليهم و الباقون رَبَّنا بالنصب باعِدْ بالألف و كسر العين و سكون الدال و على هذه كالأولى فبين مفعول به لأنهما فعلان متعديان و ليس ظرفا.

و أمال أَسْفارِنا أبو عمرو و ابن ذكوان من طريق الصوري و الدوري عن الكسائي و قلله الأزرق و غلظ لام (ظلموا) لكن بخلف عنه.

و اختلف في صَدَّقَ فعاصم و حمزة و الكسائي و خلف بتشديد الدال معدى بالتضعيف فنصب (ظنّه) على أنه المفعول به و المعنى أن ظن إبليس ذهب إلى شي ء فوافق فصدق هو ظنه على المجاز و مثله كذبت ظني و نفسي و صدقتهما و صدقاني و كذباني و هو مجاز شائع وافقهم الأعمش و الباقون بتخفيفها (1) ف ظَنَّهُ منصوب على المفعول به أيضا كقولهم أصبت ظني أو على المصدر بفعل مقدر أي يظن ظنه أو على نزع الخافض أي في ظنه و كسر اللام من (قل ادعوا) عاصم و حمزة و يعقوب (و ضم) الهاء من (فيهما) يعقوب كما مرّ في الفاتحة.

و اختلف في أَذِنَ لَهُ [الآية: 23] فأبو عمرو و حمزة و الكسائي و خلف بضم الهمزة مبنيا للمفعول و له نائب الفاعل وافقهم الأعمش و اليزيدي و الحسن و الباقون بفتحها مبنيا للفاعل و هو اللّه تعالى.

و اختلف في فُزِّعَ [الآية: 23] فابن عامر و يعقوب بفتح الفاء و الزاي مبنيا للفاعل و الضمير للّه تعالى أي أزال اللّه تعالى الفزع عن قلوب الشافعين و المشفوع لهم بالإذن أو الملائكة و عن الحسن فرغ بإهمال الزاي و إعجام العين مبنيا للمفعول من الفراغ و الباقون فزع بضم الفاء و كسر الزاي مشددة (2) مبنيا للمفعول و النائب الظرف بعده و عن ابن محيصن و المطوعي تسكين ياء (أروني الذين) و حذفها وصلا، و أمال (متى) حمزة و الكسائي و خلف و قللها الأزرق بخلفه و كذا أبو عمرو من روايتيه على ما نقله في النشر عن ابن شريح و غيره و إن قصر الخلاف في طيبته عن الدوري فقط.

و قرأ ابن كثير (القرآن) بالنقل و أدغم ذال إِذْ جاءَكُمْ أبو عمرو و هشام و أدغم ذال إِذْ تَأْمُرُونَنا أبو عمرو و هشام و حمزة و الكسائي و خلف و عن الحسن (تقربكم) بألف بعد القاف مع تخفيف الراء.

و اختلف في جَزاءُ الضِّعْفِ [الآية: 37] فرويس جزاء بالنصب على الحال من الضمير المستقر في الخبر المقدم مع التنوين و كسره وصلا و رفع الضِّعْفِ بالابتداء كقولك في الدار قائما زيد و التقدير لهم الضعف جزاء و حكاها الداني عن قتادة كما في البحر و الباقون برفع جزاء و خفض الضعف بالإضافة.].

ص: 460


1- أي: (صدق). [أ].
2- أي: (فزّع). [أ].

و اختلف في الْغُرُفاتِ [الآية: 37] فحمزة وحده بسكون الراء بلا ألف على التوحيد مرادا به الجنس (و عن) المطوعي و الحسن بسكون الراء و جمع السلامة و الباقون بضمها و جمع السلامة (و مرّ) التنبيه على مُعاجِزِينَ أول السورة و عن المطوعي (و يقدّر له) بضم أوله و فتح القاف و تشديد الدال من التقدير و الجمهور بفتح أوله و سكون ثانيه و تخفيف ثالثه من التضييق مقابل يبسط و قرأ يَحْشُرُهُمْ و ثُمَّ يَقُولُ بالياء من تحت فيهما حفص و يعقوب و مرّ أول الأنعام (و أما الهمزتان) المكسورتان من (هؤُلاءِ إِيَّاكُمْ) فتكرر نظيره بالأحزاب و غيرها.

و أمال (مفترى) وقفا أبو عمرو و ابن ذكوان بخلفه و حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق و تقدم ضم هاء (إليهم) لحمزة و يعقوب و أثبت الياء في (نكير) وصلا ورش و في الحالين يعقوب.

و قرأ رويس ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا [الآية: 46] بإدغام التاء في التاء (1) و وافقه روح في رَبِّكَ تَتَمارى بالنجم [الآية: 55] وصلا فيهما فإن ابتدأ فبتاءين مظهرتين موافقة للرسم و الأصل كما مرّ في الإدغام الكبير بخلاف الابتداء بتاءات البزي فإنها مرسومة بتاء واحدة فكان الابتداء بها كذلك و فتح ياء الإضافة من (أجرى إلا) نافع و أبو عمرو و ابن عامر و حفص و أبو جعفر و كسر الغين من (الغيوب) أبو بكر و حمزة و فتح الياء من (ربّي أنه) نافع و أبو عمرو و أبو جعفر.

و أمال (و أني لهم) حمزة و الكسائي و خلف و بالفتح و الصغرى الأزرق و الدوري عن أبي عمرو.

و اختلف في التَّناوُشُ [الآية: 52] فأبو عمرو و أبو بكر و حمزة و الكسائي و خلف بالهمز المضموم (2) مصدر تناءش من ناش تناول من بعد و الباقون بواو مضمومة بلا همز مصدر ناش أجوف أي تناول و قيل الهمز عن الواو كوقتت و أقتت قال الزجاج كل واو مضمومة ضمة لازمة فأنت فيه بالخيار إن شئت همزتها و إن شئت تركت همزها على حدّ ثلاث أدور بالهمز و الواو و المعنى من أين لهم تناول ما طلبوه من الإيمان بعد فوات وقته.

و قرأ (حيل) بإشمام الحاء ابن عامر و الكسائي و رويس.

المرسوم: علم الغيب بلا ألف اتفاقا و كذا بعد و في مسكنهم و يجزي إلا و اتفقوا على كتابة في الغرفات بالتاء. ياءات الإضافة ثلاث للجماعة عِبادِيَ الشَّكُورُ [الآية:

13]، أَجْرِيَ إِلَّا [الآية: 47]، رَبِّي إِنَّهُ [الآية: 50] و مرّ لابن محيصن و المطوعي أَرُونِيَ الَّذِينَ و الزوائد ثنتان كَالْجَوابِ [الآية: 13] نَكِيرِ [الآية: 45].].

ص: 461


1- أي: (ثمّ تّفكّروا ...). [أ].
2- أي: (التّناؤش). [أ].

سورة فاطر

سورة فاطر

مكية (1) و آيها أربعون و أربع حمصي و خمس حرمي إلا الأخير و ست دمشقي و مدني أخير خلافها سبع عذاب شديد بصري و شامي تشركون إلا نذير غير حمصي بخلق جديد غير بصري و حمصي الأعمى و البصير و لا النور بصري في القبور غير دمشقي أن تزولا بصري تبديلا بصري و مدني أخير و شامي. القراءات أمال (مثنى) حمزة و الكسائي و خلف و قللها الأزرق بخلفه (و سهل) الثانية كالياء و أبدلها واوا مكسورة (ما يشاءان) نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و رويس و أمال الدوري عن أبي عمرو (للناس) محضة بخلفه و الوجهان صحيحان عنه كما في النشر و وقف على (نعمت) بالهاء (2) ابن كثير و أبو عمرو و الكسائي و يعقوب.

و اختلف في غَيْرُ اللَّهِ [الآية: 3] فحمزة و الكسائي و أبو جعفر و خلف بجر غير نعتا لخالق على اللفظ وافقهم ابن محيصن و الأعمش و الباقون بالرفع صفة على المحل و من مزيدة للتأكيد و خالق مبتدأ و الخبر عليهما يرزقكم أو يرزقكم صفة أخرى و الخبر مقدر أي موجود أو لكم و أمال (فإني) حمزة و الكسائي و خلف و بالفتح و الصغرى الأزرق و الدوري عن أبي عمرو قرأ تُرْجَعُ الْأُمُورُ بضم التاء و فتح الجيم مبنيا للمفعول نافع و ابن كثير و أبو عمرو و عاصم و أبو جعفر و قرأ (فرآه) بإمالة الراء و الهمزة معا حمزة و خلف و قللهما الأزرق معا و أمال أبو عمرو الهمزة فقط و ذكر الشاطبي رحمه اللّه الخلاف عن السوسي في إمالة الراء تقدم ما فيه و اختلف عن هشام فالجمهور عن الحلواني على فتحهما معا عنه و كذا الصقلي عن الداجوني و الأكثرون عن الداجوني عنه على إمالتهما معا و الوجهان صحيحان عن هشام و اختلف أيضا عن ابن ذكوان على ثلاثة أوجه الأول إمالتهما معا عنه رواية المغاربة و جمهور المصريين الثاني فتحهما عنه رواية جمهور العراقيين الثالث فتح الراء و إمالة الهمزة رواية الجمهور عن الصوري و أما أبو بكر ففتحهما معا عنه العليمي و أمالهما معا يحيى بن آدم و الباقون بفتحهما و نظيره فرآه في سواء الجحيم بالصافات.

و اختلف في فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ [الآية: 8] فأبو جعفر بضم التاء و كسر الهاء (3)

ص: 462


1- انظر الإتقان للسيوطي: (1/ 25). [أ].
2- أي: (نعمة). [أ].
3- أي: (تذهب). [أ].

من أذهب و نَفْسُكَ بالنصب مفعول و عليهم متعلق بتذهب نحو هلك عليه حبا وافقه ابن محيصن و الشنبوذي و الباقون بفتح التاء و الهاء مبنيا للفاعل من ذهب و نفسك فاعل و قرأ الرِّياحَ بالتوحيد (1) ابن كثير و حمزة و الكسائي و خلف و أبو جعفر بالجمع على أصله و قرأ ميت بتشديد الياء نافع و حفص و حمزة و الكسائي و أبو جعفر و خلف و مرّ بالبقرة.

و اختلف في وَ لا يُنْقَصُ [الآية: 11] فيعقوب بخلف عن رويس بفتح الياء التحتية و ضم القاف (2) مبنيا للفاعل و هو ضمير المعمر و هي رواية رويس من طريق الحمامي و السعيدي و أبي العلا كلهم عن النخاس عن التمار عنه وافقه الحسن و المطوعي و الباقون بضم الياء و فتح القاف مبنيا للمفعول و النائب مستتر يعود على المعمر أيضا و عن المطوعي (من عمره) بسكون الميم هنا خاصة و أمال (و ترى الفلك) وصلا السوسي بخلفه و عن الحسن (و الذين يدعون) بالياء من تحت و يوقف لحمزة على (ينبئك) بالتسهيل كالواو على مذهب سيبويه و بالإبدال ياء على مذهب الأخفش و هو المختار عند الآخذين بالرسم و أما تسهيلها كالياء و هو المعضل و إبدالها واوا فكلاهما لا يصح كما في النشر و سهل الثانية كالياء و أبدلها واوا مكسورة من (الفقراء إلى) نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و رويس و نظيره (العلماء إن) و أبدل همز (إن يشأ) ألفا الأصبهاني و أبو جعفر كوقف حمزة و أمال (تزكى) و (يتزكى) حمزة و الكسائي و خلف و قللهما الأزرق بخلفه و قرأ رُسُلُهُمْ بسكون السين (أبو عمرو) و أظهر ذال (أخذت) ابن كثير و حفص و رويس بخلفه (و أثبت) الياء في (نكير) وصلا ورش و في الحالين يعقوب و (يوقف) لحمزة و هشام بخلفه على (العلمؤا) على رسمه بواو باثني عشر وجها مرّ بيانها أول الأنعام في أنبؤا ما كانوا و تقدم خلاف الأزرق في ترقيق راء (سرا) كمستقرا و قرأ يَدْخُلُونَها بضم الياء و فتح الخاء بالبناء للمفعول أبو عمرو و مرّ بالنساء و قرأ وَ لُؤْلُؤاً بالنصب نافع و عاصم و أبو جعفر و الباقون بالجر و أبدل همزته الساكنة أبو عمرو بخلفه و أبو بكر و أبو جعفر و لم يبدله ورش من طريقيه و يوقف عليه لحمزة بإبدال الأولى واوا و أما الثانية فتبدل واوا ساكنة على القياس و تبدل واوا مكسورة على مذهب الأخفش فإذا سكنت للوقف اتحد مع ما قبله و يجوز الروم فهما وجهان و يجوز تسهيلها كالياء على مذهب سيبويه فهي ثلاثة و هشام بخلفه كذلك في الثانية و مرّ ذلك بالحج.

و اختلف نَجْزِي كُلَّ [الآية: 36] فأبو عمرو بالياء التحتية مضمومة و فتح الزاي (3) بالبناء للمفعول و كُلَّ مرفوع على النيابة وافقه الحسن و اليزيدي و الباقون بنون العظمة مفتوحة و كسر الزاي بالبناء للفاعل و نصب كُلَّ به و قرأ أَ رَأَيْتُمْ بتسهيل ].

ص: 463


1- الباقون: (الرّياح). [أ].
2- أي: (ينقص ...). [أ].
3- أي: (يجزى). [أ].

الثانية نافع و أبو جعفر و للأزرق وجه آخر إبدالها ألفا خالصة مع المد المشبع و حذفها الكسائي.

و اختلف في بَيِّنَةٍ مِنْهُ [الآية: 40] فابن كثير و أبو عمرو و حفص و حمزة و خلف بلا ألف على الإفراد (1) وافقهم المطوعي و ابن محيصن و اليزيدي و الباقون بالألف على الجمع و أمال (أهدى) حمزة و الكسائي خلف و قلله الأزرق بخلفه و كذا حكم (إحدى الأمم) وقفا و وافق أبو عمرو و الأزرق فيه بوجهيه.

و اختلف في وَ مَكْرَ السَّيِّئِ [الآية: 43] فحمزة بسكون الهمزة وصلا إجراء له مجرى الوقف لتوالي الحركات تخفيفا كبارئكم لأبي عمرو وافقه الأعمش و قد أكثر الأستاذ أبو علي في الاستشهاد لها من كلام العرب ثم قال فإذا ساغ ما ذكر في هذه القراءة لم يسغ أن يقال لحن و قال ابن القشيري ما ثبت بالاستفاضة أو التواتر أنه قرئ به فلا بدّ من جوازه و لا يجوز أن يقال لحن انتهى و هي مروية كما في النشر عن أبي عمرو و الكسائي قال فيه و ناهيك بإمامي القراءة و النحو أبي عمرو و الكسائي و قرأ الباقون بالهمزة المسكورة و وقف عليها حمزة و هشام بخلفه بإبدالها ياء خالصة و زاد هشام الإشارة إلى الكسرة بالروم بين بين بخلاف حمزة فإنها ساكنة عنده فلا روم و تقدم حكم همزتي (السيئ إلا) قريبا و وقف على (سنت) الثلاثة بالهاء ابن كثير و أبو عمرو و الكسائي و يعقوب و أما (جاء أجلهم) فسبق نظيره أول الأعراف جاء أجلهم لا يستأخرون.

المرسوم: في المدني و عن الكوفي وَ لُؤْلُؤاً [الآية: 33] بإثبات الألف و قيل بحذفها في الإمام كمصاحف الأمصار و كتب في بعض المصاحف العلمؤا أن بواو و ألف بعدها مع حذف التي قبلها و اتفقوا على التاء في نعمت اللّه و سنت في الثلاثة كالأنفال و آخر غافر و على بينت منه (2). فيها زائدة نَكِيرِ [الآية: 26].].

ص: 464


1- أي: (بيّنة ...). [أ].
2- أي تقدم في سورة الأنفال الصفحة: (296). [أ].

سورة يس

سورة يس

و هي قلب القرآن مكية (1) قيل إلا قوله تعالى و إذا قيل لهم أنفقوا الآية و آيها ثمانون و ثنتان غير كوفي و ثلاث فيه خلافها آية يس كوفي. مشبه الفاصلة موضع رجل يسعى و عكسه اثنان من العيون فيكون. القراءات أمال الياء من (يس) أبو بكر و حمزة و الكسائي و خلف و روح و هذا هو المشهور عن حمزة و عليه الجمهور و روى عنه التقليل صاحب العنوان في جماعة و الوجهان في الطيبة و غيرها و اختلف عن نافع فالجمهور عنه على الفتح و قطع له بالتقليل الهذلي و ابن بليمة و غيرهما فيدخل فيه الأصبهاني (و سكت) أبو جعفر على ي و س و أدغم النون في واو (و القرآن) هشام و الكسائي و يعقوب و خلف عن نفسه و أظهرها أبو عمر و قنبل و حمزة و أبو جعفر و اختلف عن نافع و البزي و ابن ذكوان و عاصم و مرّ تفصيله في الإدغام الصغير و عن الحسن بكسر النون على أصل التقاء الساكنين و قرأ و القرآن بالنقل ابن كثير و قرأ (صراط) بالسين قنبل (2) من طريق ابن مجاهد و رويس (و أشم) الصاد زاء خلف عن حمزة.

و اختلف في تَنْزِيلَ [الآية: 5] فابن عامر و حفص و حمزة و الكسائي و خلف بنصب اللام على المصدر بفعل من لفظه وافقهم الأعمش و عن الحسن بالجر بدل من القرآن و الباقون بالرفع خبر لمقدر أي هو أو ذلك أو القرآن تنزيل.

و قرأ سَدًّا [الآية: 9] معا بفتح السين حفص و حمزة و الكسائي و خلف و مرّ بالكهف كهمزتي أَ أَنْذَرْتَهُمْ أول البقرة مع الوقف عليها لحمزة و عن الحسن فَأَغْشَيْناهُمْ بعين مهملة و أدغم ذال (إذ جاءها) أبو عمرو و هشام و أمال (جاء) هشام بخلفه و ابن ذكوان و حمزة و خلف و ضم الهاء و الميم وصلا من (إليهم اثنين) حمزة و الكسائي و يعقوب و خلف و كسرهما أبو عمرو و كسر الهاء و ضم الميم الباقون أما وقفا فحمزة و يعقوب بضم الهاء و الباقون بالكسر.

و اختلف في فَعَزَّزْنا [الآية: 14] فأبو بكر بتخفيف الزاي (3) من عز غلب فهو

ص: 465


1- انظر الإتقان في علوم القرآن للإمام السيوطي: (1/ 25). [أ].
2- أي: (سراط) [الآية: 4]. [أ].
3- أي: (فعززنا). [أ].

متعد و مفعوله محذوف أي فغلبنا أهل القرية بثالث و منه و عزني في الخطاب و الباقون بتشديدها من عز يعز قوي فهو لازم عدى بالتضعيف و مفعوله أيضا محذوف أي فقوينا الرسولين هما يحيى و عيسى فيما قاله البيضاوي و صادق و صدوق و فيما قاله وهب و كعب بثالث و هو شمعون و عن الحسن (طيركم) بسكون الياء بلا ألف.

و اختلف في أَ إِنْ ذُكِّرْتُمْ [الآية: 19] فأبو جعفر بفتح الهمزة الثانية و تسهيلها و إدخال ألف بينهما على حذف لام العلة أي لأن ذكرتم علته تطيرتم فتطيرتم هو المعلول و إن ذكرتم وافقه المطوعي لكنه حقق الهمزة و لم يدخل ألفا و الباقون بهمزتين الأولى للاستفهام و الثانية مكسورة همزة إن الشرطية فقالون و أبو عمرو بالتسهيل مع الفصل و ورش و ابن كثير و رويس بالتسهيل بلا فصل و الباقون بالتحقيق بلا فصل و لهشام وجه آخر و هو التحقيق مع الفصل كما مرّ تفصيله.

و اختلف في ذُكِّرْتُمْ [الآية: 19] فأبو جعفر بتخفيف الكاف (1) أي طائركم معكم حيث جرى ذكرتم و هو أبلغ وافقه المطوعي و ابن محيصن من المبهج و الباقون بتشديدها و سكن ياء وَ ما لِيَ لا أَعْبُدُ هشام بخلفه و حمزة و يعقوب و خلف و الباقون بالفتح و عليه الجمهور لهشام و هنا نكتة لطيفة نقلها في الأصل هي أن أبا عمرو بن العلا سئل عن حكمة تسكينه ما لي لا أرى بالنمل و فتحه ما لي لا أعبد فأجاب بما معناه أن التسكين ضرب من الوقف فلو سكن هنا لكان كالمستأنف بلا أعبد و فيه ما فيه و لا كذلك موضع النمل و أما الهمزتان من (أأتخذ) فك أ أنذرتهم و أثبت الياء في إِنْ يُرِدْنِ في الحالين أبو جعفر و فتحها وصلا قال في البحر هي ياء الإضافة المحذوفة خطا و نطقا لالتقاء الساكنين و أثبتها وقفا يعقوب و الباقون بالحذف في الحالين و تقدم أن أبا جعفر بفتح ياء تتبعن أ فعصيت بطه وصلا و يقف بالياء ساكنة فهي عنده كيردن هنا و أثبت الياء في (ينقذون) وصلا ورش و في الحالين يعقوب و فتح الياء من إِنِّي إِذاً نافع و أبو عمرو و أبو جعفر و من إِنِّي آمَنْتُ نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و أثبت الياء في (فَاسْمَعُونِ) في الحالين يعقوب (و أشم) كسرة (قيل) الضم هشام و الكسائي و رويس.

و اختلف في إِنْ كانَتْ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً [الآية: 29] في الموضعين فأبو جعفر برفعهما فيهما على أن كان تامة أي ما حدثت أو وقعت إلا صيحة و كان الأصل عدم لحوق التاء في كانت نحو ما قام إلا هند فلا يجوز ما قامت إلا في الشعر لكن جوزه بعضهم نثرا على قلة و الباقون بالنصب في الموضعين على أنها ناقصة و اسمها مضمر أي إن كانت الأخذة إلا صيحة واحدة صاح بها جبريل عليه السلام و خرج بالقيد ما ينظرون إلا صيحة واحدة المتفق على نصبه لأنها مفعول ينظرون و عن الحسن (يا حسرة العباد)].

ص: 466


1- أي: (ذكرتم). [أ].

بغير تنوين و حذف على على الإضافة و عنه (من القرون أنهم) بالكسر على الاستئناف (و مرّ) حكم يَسْتَهْزِؤُنَ للأزرق و غيره في البقرة و غيرها.

و قرأ لَمَّا [الآية: 32] بتشديد الميم ابن عامر و عاصم و حمزة و ابن جماز على أنها بمعنى إلا و أن نافية و كل رفع بالابتداء خبره تاليه و جميع فعيل بمعنى مفعول و لدينا ظرف له أو لمحضرون وافقهم الحسن و الأعمش و الباقون بتخفيفها (1) على أن أن مخففة من الثقيلة و ما مزيدة للتأكيد و اللام هي الفارقة أي إن كل لجميع و وقع في الأصل التعبير بأبي جعفر بدل ابن جماز و لعله سبق قلم فإن ابن وردان يخفف كالجماعة و قرأ الْمَيْتَةَ [الآية: 33] بالتشديد نافع و أبو جعفر و قرأ الْعُيُونِ بكسر العين ابن كثير و ابن ذكوان أبو بكر و حمزة و الكسائي و مرا بالبقرة و قرأ مِنْ ثَمَرَةٍ بضم المثلثة و الميم حمزة و الكسائي و خلف و مرّ موجها بالأنعام (2).

و اختلف في وَ ما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ [الآية: 35] فأبو بكر و حمزة و الكسائي و خلف عملت بغير هاء موافقة لمصاحفهم وافقهم المطوعي و الباقون بالهاء موافقة لمصاحفهم إلا حفصا فخالف مصحفه و ما موصولة أو موصوفة أو نافية فإن كانت موصولة فالعائد محذوف في القراءة الأولى و كذا إن كانت موصوفة أي و من الذي عملته أو شي ء عملته فالهاء لما و إن كانت نافية فعلى الأولى لا ضمير و على الثانية الضمير يعود على ثمره.

و اختلف في وَ الْقَمَرَ [الآية: 39] فنافع و ابن كثير و أبو عمرو و روح بالرفع على الابتداء وافقهم الحسن و اليزيدي و الباقون بالنصب بإضمار فعل على الاشتغال و قرأ ذُرِّيَّتَهُمْ [الآية: 41] بالجمع مع كسر التاء (3) نافع و ابن عامر و أبو جعفر و يعقوب و الباقون بالتوحيد مع فتح التاء و مرّ بالأعراف (و مرّ) إبدال همز (و إن نشأ) ألفا للأصبهاني و أبي جعفر و عن الحسن نُغْرِقْهُمْ [الآية: 43] بفتح الغين و تشديد الراء (4) و مرّ آنفا إشمام (قيل) و أمال (متى) حمزة و الكسائي و خلف و بالفتح و الصغرى الأزرق و الدوري عن أبي عمرو كما هو صريح الطيبة لكن نقل في النشر التقليل عن أبي عمرو من الروايتين عن ابن شريح و غيره و أقره.

و اختلف في يَخِصِّمُونَ [الآية: 49] فقالون بخلف عنه و أبو جعفر بفتح الياء و إسكان الخاء و تشديد الصاد (5) فيجمع بين ساكنين و تقدم مثله في باب الإدغام و عليه العراقيون قاطبة عن قالون و قرأ قالون في وجهه الثاني و أبو عمرو في أحد وجهيه باختلاس فتحة الخاء تنبيها على أن أصله السكون مع تشديد الصاد و هو الذي أجمع عليه المغاربة لأبي عمرو و لم يذكر الداني عنه غيره و قرأ ورش و ابن كثير و قالون في وجهه ].

ص: 467


1- أي: (لما). [أ].
2- انظر الصفحة: (260). [أ].
3- أي: (ذرّياتهم). [أ].
4- أي: (نغرّقهم). [أ].
5- أي: (يخصّمون). [أ].

الثالث و أبو عمرو في وجهه الثاني و هشام من طريق الحلواني بفتح الياء و إخلاص فتحة الخاء مع تشديد الصاد و أصلها عندهم يختصمون أدغمت التاء في الصاد و نقلت فتحتها إلى الخاء الساكنة وافقهم ابن محيصن و الحسن و هذا الوجه لقالون في تلخيص ابن بليمة و غيره و لأبي عمرو عند العراقيين و قرأ ابن ذكوان و هشام من طريق الداجوني و أبو بكر بخلف عنه من طريقيه و حفص و الكسائي و يعقوب و خلف عن نفسه بفتح الياء و كسر الخاء و تشديد الصاد وافقهم الأعمش حذفوا حركتها فالتقى ساكنان فكسر أولهما و قرأ أبو بكر في وجهه الثاني من طريقيه بكسر الياء و الخاء معا و قرأ حمزة بفتح الياء و سكون الخاء و تخفيف الصاد من خصم أي يخصم بعضهم بعضا فالمفعول محذوف فتلخص لقالون ثلاثة إسكان الخاء مع تشديد الصاد كأبي جعفر و اختلاس فتحة الخاء كأبي عمرو و إتمام حركتها كورش و لأبي عمرو وجهان الاختلاس كقالون و الإتمام كورش و ابن كثير و لهشام وجهان فتح الخاء كابن كثير و كسرها كابن ذكوان و لأبي بكر أيضا وجهان فتح الياء مع كسر الخاء كحفص و كسر الياء و الخاء معا فتحصل ست قراءات و عن ابن محيصن (أهلهم يرجعون) بالبناء للمفعول و قرأ مِنْ مَرْقَدِنا بالسكت على ألفه حفص بخلف عنه من طريقيه و يبتدئ هذا لئلا يوهم أنه صفة لمرقدنا (و ضم) الغين من (شغل) ابن عامر و عاصم و حمزة و الكسائي و أبو جعفر و يعقوب و خلف و سكنها الباقون كما مرّ في البقرة.

و اختلف في فاكِهُونَ [الآية: 55] و فاكِهِينَ [الآية: 55] هنا و الدخان [الآية: 27] و الطور [الآية: 18] و المطففين [الآية: 31] فأبو جعفر بلا ألف بعد الفاء (1) فيها كلها صفة مشبهة من فكه بمعنى فرح أو عجب أو تلذذ أو تفكه وافقه الحسن هنا و الدخان و قرأ حفص كذلك في المطففين و اختلف فيه عن ابن عامر و الباقون بالألف في الجميع اسم فاعل بمعنى أصحاب فاكهة كلابن و تامر و لاحم.

و اختلف في ظِلالٍ [الآية: 56] فحمزة و الكسائي و خلف بضم الظاء و حذف الألف جمع ظلة نحو غرفة و غرف و حلة و حلل وافقهم الأعمش و الباقون بكسر الظاء و الألف (2) جمع ظل كذئب و ذئاب أو جمع ظلة كقلة و قلال.

و قرأ مُتَّكِؤُنَ [الآية: 56] بحذف الهمزة مع ضم الكاف (3) أبو جعفر و مرّ في الهمز المفرد (4) و يوقف عليه لحمزة بالتسهيل كالواو و بالحذف كقراءة أبي جعفر و بالإبدال ياء مضمومة على مذهب الأخفش و أما كالياء و إبدالها واوا مضمومة فكلاهما لا يصح و كذا الوجه الخامل و هو كسر الكاف مع الحذف (و كسر) نون (و أن اعبدوني) وصلا أبو عمرو و عاصم و حمزة و يعقوب.].

ص: 468


1- أي: (فكهون). [أ].
2- أي: (ظلال). [أ].
3- أي: (متّكون). [أ].
4- انظر الصفحة: (75). [أ].

و قرأ صِراطٍ [الآية: 70] بالسين قنبل (1) بخلفه و رويس و اسم الصاد زاء خلف عن حمزة.

و اختلف في جِبِلًّا [الآية: 62] فنافع و عاصم و أبو جعفر بكسر الجيم و الباء و تشديد اللام و قرأ ابن كثير و حمزة و الكسائي و رويس و خلف جبلا بضمتين و تخفيف اللام (2) وافقهم ابن محيصن و الحسن و الأعمش و قرأ روح بضمهما و تشديد و الباقون أبو عمرو و ابن عامر بضم الجيم و سكون الباء و تخفيف اللام و كلها لغات و معناها الخلق و ضم الهاء من (أيديهم) يعقوب و أمال (فأنى) حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق و الدوري عن أبي عمرو بخلفهما و قرأ مَكانَتِهِمْ بالألف على الجمع (3) أبو بكر و مرّ بالأنعام.

و اختلف في نُنَكِّسْهُ [الآية: 68] فعاصم و حمزة بضم الأول و فتح الثاني و تشديد الثالث و كسره مضارع نكس للتكثير تنبيها على تعدد الرد من الشباب إلى الكهولة إلى الشيخوخة إلى الهرم وافقهما الأعمش و الباقون بفتح الأول و إسكان الثاني و ضم الثالث و تخفيفه (4) مضارع نكسه كنصره أي و من نطل عمره نرده من قوة الشباب و نضارته إلى ضعف الهرم و نحولته و هو أرذل العمر الذي تختل فيه قواه حتى يعدم الإدراك و قرأ أَ فَلا يَعْقِلُونَ بالخطاب نافع و أبو جعفر و يعقوب و اختلف عن ابن عامر فروى الداجوني عن أصحابه عن هشام من غير طريق الشذائي و روى الأخفش و الصوري من غير طريق زيد كلاهما عن ابن ذكوان كذلك بالخطاب و روى الحلواني عن هشام و الشذائي عن الداجوني و زيد عن الرملي عن الصوري بالغيب و به قرأ الباقون.

و اختلف في لِيُنْذِرَ [الآية: 70] هنا و الأحقاف [الآية: 12] فنافع و ابن عامر و أبو جعفر و يعقوب بالخطاب للرسول صلّى اللّه عليه و سلّم في الموضعين و للبزي خلاف في حرف الأحقاف يأتي تفصيله إن شاء اللّه تعالى و الباقون بالغيب و الضمير للقرآن أو النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و عن الحسن و المطوعي رَكُوبُهُمْ بضم الراء مصدر على حذف مضاف أي ذو ركوبهم.

و أمال مَشارِبُ ابن عامر بخلف عنه من روايتيه و هي رواية جمهور المغاربة عن هشام و كذا الصوري عن ابن ذكوان و فتحه عن الأخفش و كذا الداجوني عن هشام كالباقين و قرأ (فلا يحزنك) بضم الياء و كسر الزاي نافع من أحزن.

و اختلف في بِقادِرٍ [الآية: 81] هنا و الأحقاف [الآية: 33] فرويس يقدر بياء تحتية مفتوحة و إسكان القاف بلا ألف و ضم الراء فيهما فعلا مضارعا من قدر كضرب و وافقه روح في الأحقاف و الباقون بموحدة مكسورة و فتح القاف و ألف بعدها و خفض ].

ص: 469


1- أي: (سراط). [أ].
2- أي: (جبلا ...). [أ].
3- أي: (مكاناتهم ...). [أ].
4- أي: (ننكسه). [أ].

الراء منونة اسم فاعل و به قرأ روح هنا و خرج بقادر بسورة القيامة المتفق فيه على الألف لرسمه بها في بعض المصاحف بخلاف يس و الأحقاف فإنها محذوفة فيهما في الكل و أمال (بلى) حمزة و الكسائي و خلف و شعبة من طريق أبي حمدون عن يحيى بن آدم و قلله الأزرق بخلفه و كذا أبو عمرو من روايتيه كما في النشر و إن قصر الخلاف على الدوري من طيبته و عن الحسن (الخالق) بألف بعد الخاء كعالم اسم فاعل و الجمهور بوزن علام بصيغة المبالغة و قرأ (فيكون) بالنصب ابن عامر و الكسائي على جواب لفظ كن لأنه جاء بلفظ الأمر فشبه بالأمر الحقيقي و قرأ رويس (بيده) باختلاس كسرة الهاء و الباقون بإشباعها و عن المطوعي (ملكة) بفتح الكاف و حذف الواو على وزن شجرة أي ضبط كل شي ء و القدرة عليه و الجمهور ملكوت و قرأ تُرْجَعُونَ بالنباء للفاعل يعقوب و مرّ بالبقرة.

المرسوم: في الكوفي عملته بغير هاء و في البقية بالهاء فاكهون و فاكهين في الثلاث المتقدمة بألف في بعضها و يحذفها في باقيها كما مرّ و كتبوا أن اعبدوني بالياء و في العراقية أين ذكرتم بالياء و اتفقوا على كتابة أقصا بالألف و على قطع أن لا تعبدوا الشيطان. ياءات الإضافة ثلاث ما لِيَ لا أَعْبُدُ [الآية: 22]، إِنِّي إِذاً [الآية: 24]، إِنِّي آمَنْتُ [الآية: 25]. الزوائد ثلاث يُرِدْنِ الرَّحْمنُ [الآية: 24]، لا يُنْقِذُونِ [الآية: 23]، فَاسْمَعُونِ [الآية: 25].

ص: 470

سورة الصافات

سورة الصافات

مكية (1) و آيها مائة و ثمانون و آية بصري و أبو جعفر و اثنان في غيره خلافها أربع من كل جانب غير حمصي دحورا له و ما كانوا يعبدون غير بصري و إن كانوا ليقولون غير أبي جعفر. مشبه الفاصلة ستة الملأ الأعلى. أمن خلقنا. ما ذا ترى. ما تؤمر و على إسحاق الجنة نسبا و عكسه ثلاثة للجبين يا إبراهيم كيف تحكمون. القراءات أدغم التاء في الصاد و الزاي و الذال من وَ الصَّافَّاتِ صَفًّا، فَالزَّاجِراتِ زَجْراً، فَالتَّالِياتِ ذِكْراً أبو عمرو بخلفه و حمزة و كذا يعقوب من المصباح.

و اختلف في بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ [الآية: 6] فأبو بكر بزينة منونا و نصب الْكَواكِبِ فيحتمل أن تكون الزينة مصدرا و الكواكب مفعول به كقوله تعالى أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما و الفاعل محذوف أي بأن زين اللّه الكواكب في كونها مضيئة حسنة في أنفسها أو أن الزينة اسم لما يزان به كالليقة اسم لما تلاق به الدواة فالكواكب حينئذ بدل منها على المحل أو نصب باعني أو بدل من السماء الدنيا بدل اشتمال أي كواكب السماء و قرأ حفص و حمزة بتنوين زينة و جر الكواكب على أن المراد بالزينة ما يتزين به و قطعها عن الإضافة و الكواكب عطف بيان أو بدل بعض و يجوز أن تكون مصدرا و جعلت الكواكب نفس الزينة مبالغة وافقهما الحسن و الأعمش و الباقون بحذف التنوين على إضافة زينة للكواكب إضافة الأعم إلى الأخص فهي للبيان كثوب خز أو من إضافة المصدر إلى مفعوله أي بأن زينا الكواكب فيها كما مرّ أو لا أو إلى فاعله أي بأن زينتها الكواكب و اختلف في لا يَسْمَعُونَ [الآية: 8] فحفص و حمزة و الكسائي و خلف بتشديد السين و الميم و الأصل يتسمعون فأدغمت التاء وافقهم الأعمش و الباقون بالتخفيف (2) فيهما و أمال (الأعلى) حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه و عن الحسن خَطِفَ [الآية: 10] بفتح الخاء و تشديد الطاء مكسورة و عنه كسر الخاء أيضا و الأصل اختطف فلما أريد الإدغام أسكنت التاء و قبلها الخاء ساكنة فكسرت الخاء لالتقاء الساكنين ثم كسرت الطاء تبعا لكسرة الخاء و بذلك يعلم إشكال قراءته الأولى لأن كسر الطاء إنما كان لكسر الخاء و هو مفقود و قد وجهت على التوهم مع شذوذه بأنهم لما نقلوا حركة التاء إلى

ص: 471


1- انظر الإتقان للسيوطي: (1/ 25). [أ].
2- أي: (لا يسمعون). [أ].

الخاء ففتحت توهموا كسرها للساكنين على ما مرّ فاتبعوا الطاء لحركة الخاء المتوهمة و اختلف في عَجِبْتَ [الآية: 12] فحمزة و الكسائي و خلف بتاء المتكلم المضمومة أي قل يا محمد بل عجبت أنا أو أن هؤلاء من رأى حالهم يقول عجبت لأن العجب لا يجوز عليه تعالى على الحقيقة لأنه انفعال النفس من أمر عظيم خفي سببه و إسناده له تعالى في بعض الأحاديث مؤول بصفة تليق بكماله مما يعلمه هو كالضحك و التبشبش و نحوهما فاستحالة إطلاق ما ذكر عليه تعالى محمولة على تشبيهها بصفات المخلوقين و حينئذ فلا إشكال في إبقاء التعجب هنا على ظاهره مسندا إليه تعالى على ما يليق به منزها عن صفات المحدثين كما هو طريق السلف الأسلم الأسهل وافقهم الأعمش و الباقون بفتحها و الضمير للرسول صلّى اللّه عليه و سلّم أي بل عجبت من قدرة اللّه تعالى هذه الخلائق العظيمة و هم يسخرون منك مما تريهم من آثار قدرة اللّه تعالى أو من إنكارهم البعث مع اعترافهم بالخالق و قرأ أَ إِذا مِتْنا، أَ إِنَّا لَمَبْعُوثُونَ [الآية: 16] بالاستفهام في الأول و الإخبار في الثاني (1) نافع و الكسائي و أبو جعفر و يعقوب و قرأ ابن عامر بالإخبار في الأول و الاستفهام في الثاني (2) و الباقون بالاستفهام فيهما و كل من استفهم فهو على أصله فقالون و أبو عمرو و أبو جعفر بالتسهيل و الفصل بالألف و ورش و ابن كثير و رويس كذلك لكن بلا فصل و الباقون بالتحقيق بلا فصل غير أن أكثر الطرق عن هشام على الفصل كما مرّ و جواب أئذا على الاستفهام محذوف أي نبعث و يدل عليه لمبعوثون قاله في البحر و قرأ مِتْنا معا بكسر الميم نافع و حفص و حمزة و الكسائي و خلف كما مرّ بآل عمران و اختلف في (أو آباؤنا) هنا و الواقعة فقالون و ابن عامر و أبو جعفر بإسكان الواو فيهما على أنها العاطفة التي لأحد الشيئين و قرأ الأصبهاني كذلك فيهما إلا أنه ينقل حركة الهمزة بعدها إلى الواو على قاعدته و الباقون بفتحها فيهما على أن العطف بالواو أعيدت معها همزة الإنكار و آباؤنا عليهما مبتدأ خبره محذوف أي مبعوثون لدلالة ما قبله عليه قاله أبو حيان و تعقب الزمخشري حيث جعله عطفا على محل أن و اسمها أو على ضمير مبعوثون و قرأ نَعَمْ بكسر العين الكسائي و مرّ بالأعراف و قرأ صِراطِ [الآية: 23] بالسين قنبل (3) بخلفه و رويس و بالإشمام خلف عن حمزة و يوقف لحمزة على (مسئولون) بوجه واحد و هو نقل حركة الهمزة إلى السين و أما بين بين فضعيف جدا كما في النشر و قرأ لا تَناصَرُونَ بتشديد التاء وصلا البزي بخلفه و أبو جعفر كما مرت موافقته للبزي بالبقرة كرويس في نارا تلظى بالليل و يشبع المد للساكنين و قرأ (قيل) بالإشمام هشام و الكسائي و رويس و سهل الثانية من أَ إِنَّا لَتارِكُوا مع الفصل قالون و أبو عمرو و أبو جعفر و بلا فصل رويس و ورش و ابن كثير و الباقون بالتحقيق بلا فصل ما عدا هشاما من طريق الحلواني من طريق ].

ص: 472


1- أي: (أئذا .. إنّا ...). [أ].
2- أي: (إذا ... أ إنّا ...). [أ].
3- أي: (سراط). [أ].

ابن عبدان فبالفصل و كذا الحكم في أَ إِنَّكَ لَمِنَ، أَ إِفْكاً إلا أن ابن بليمة و ابن شريح في جماعة ذكروا الفصل فيهما عن هشام من طريق الحلواني بلا خلاف فيهما من السبعة و عن الحسن (و صدق) بتخفيف الدال المرسلون رفعا بالواو فاعلا به و قرأ الْمُخْلَصِينَ بفتح اللام نافع و عاصم و حمزة و الكسائي و أبو جعفر و خلف (و أبدل) همز (بكأس) أبو عمرو بخلفه و أبو جعفر و لم يبدلها ورش من طريقيه.

و أمال (للشاربين) ابن ذكوان من طريق الصوري و فتحها من طريق الأخفش كالباقين.

و اختلف في يُنْزَفُونَ [الآية: 47] هنا و الواقعة [الآية: 19] فحمزة و الكسائي و خلف بضم الياء و كسر الزاي في الموضعين من أنزف الرجل ذهب عقله من السكر أو نفد شرابه وافقهم الأعمش و قرأ عاصم كذلك في الواقعة فقط للأثر و الباقون بضم الياء و فتح الزاي فيهما من نزف الرجل ثلاثيا مبنيا للمفعول بمعنى سكر و ذهب عقله أيضا أو من قولهم نزفت الركية نزحت ماءها أي لا تذهب خمورهم بل هي باقية أبدا و به قرأ عاصم هنا و قرأ أَ إِذا مِتْنا، أَ إِنَّا لَمَدِينُونَ [الآية: 36] بالاستفهام في الأول و الإخبار في الثاني نافع و الكسائي و يعقوب و قرأ ابن عامر و أبو جعفر بالإخبار في الأول و الاستفهام في الثاني و الباقون بالاستفهام فيهما و المستفهم على أصله فقالون أبو عمرو و أبو جعفر بالتسهيل و الفصل و ورش و ابن كثير و رويس بالتسهيل بلا فصل و الباقون بالتحقيق بلا فصل إلا أن أكثر الطرق عن هشام على الفصل و عن ابن محيصن (مطلعون) بسكون الطاء (فأطلع) بقطع الهمزة مضمومة و سكون الطاء و كسر اللام مبنيا للمفعول و أما حكم إمالة (فرآه) فسبق قريبا أول فاطر عند فرآه حسنا و أثبت الياء وصلا في (لتردين) ورش و في الحالين يعقوب (و يوقف) لحمزة على (رءوس) بالتسهيل بين بين و بالحذف و هو الأولى عند الآخذين بالرسم و على (مالئون) بثلاثة أوجه التسهيل كالواو و الحذف مع ضم اللام و إبدال الهمزة ياء و غير ذلك لا يصح كما مرّ قريبا في متكئون بيس و قرأ بحذفها مع ضم اللام كالوجه الثاني أبو جعفر و أدغم دال و (لقد ضل) ورش و أبو عمرو و ابن عامر و حمزة و الكسائي و خلف و مرّ حكم (المخلصين) آنفا و أمال (نادينا) حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه و أدغم ذال (إذ جاء) أبو عمرو و هشام و تقدم قريبا حكم (أئفكا) و اختلف في يَزِفُّونَ [الآية: 94] فحمزة الياء من أزف الظليم و هو ذكر النعام دخل في الزفيف و هو الإسراع فالهمزة ليست للتعدية وافقه الأعمش و الباقون بفتحها من زفّ الظليم عدا بسرعة و أثبت الياء في (سيهدين) في الحالين يعقوب و قرأ (يا بنيّ) بفتح الياء حفص و مرّ بهود (و فتح) ياءي إِنِّي أَرى ، أَنِّي أَذْبَحُكَ نافع و ابن كثير و أبو عمر و أبو جعفر.

و اختلف في ما ذا تَرى [الآية: 102] فحمزة و الكسائي و خلف بضم التاء و كسر

ص: 473

الراء و بعدها ياء (1) أي ما ذا تريه من صبرك أو أي شي ء الذي ترينه أي ما ذا تحملني عليه من الاعتقاد فالمفعولان محذوفان وافقهم الأعمش و الباقون بفتح الياء و الراء و ألف بعدها من رأى اعتقد أو أمر لا من رأى أبصر و لا علم و يتعدى لواحد فما استفهام ركبت مع ذا مفعوله أو ما بمعنى أي شي ء مبتدأ و ذا بمعنى الذي خبره و ترى صلته و العائد محذوف أي شي ء الذي تراه.

و أمال فتحة الراء أبو عمرو و ابن ذكوان بخلفه و قلله الأزرق و قرأ يا أَبَتِ [الآية: 102] بفتح التاء ابن عامر و أبو جعفر و مرّ بيوسف و وقف عليه بالهاء (2) ابن كثير و ابن عامر و أبو جعفر و يعقوب و فتح ياء (ستجدني إن) نافع و أبو جعفر و عن الحسن و المطوعي (أسلما) بحذف الألف الأولى و تشديد اللام (3) أي فوضا و أدغم دال (و قد صدقت) أبو عمرو و هشام و حمزة و الكسائي و خلف و أمال (الرؤيا) الكسائي فقط و قلله أبو عمرو و الأزرق بخلفهما و قرأ أبو جعفر بقلب همزه ياء و إدغامها في الياء بعدها (و أبدل) همزه واوا ساكنة الأصبهاني و أبو عمرو بخلفه كوقف حمزة على القياسي و على الرسمي بالقلب و الإدغام كقراءة أبي جعفر و نقل جوازه في النشر عن الهذلي و غيره ثم رجح الإظهار و أما الحذف فضعيف (و يوقف) له كهشام بخلفه على (لهو البلؤا) و نحوه مما رسم بالواو باثني عشر وجها بينت أول الأنعام و قرأ (نبيئا) بالهمز نافع و ضم الهاء من (عليهما) يعقوب.

و اختلف في وَ إِنَّ إِلْياسَ [الآية: 123] فابن عامر بخلاف عنه بوصل همزة إلياس فيصير اللفظ بلام ساكنة بعد إن و يبتدئ بهمزة مفتوحة وافقه ابن محيصن من المفردة و الحسن و الباقون بقطع الهمزة مكسورة بدأ و وصلا و به قرأ ابن عامر في وجهه الثاني و روى الوجهين الكارزيني عن المطوعي عن محمد بن القاسم عن ابن ذكوان و ذكرهما في الشاطبية له كذلك و كذا رواه أبو الفضل الرازي عن ابن عامر بكماله و أكثرهم على استثناء الحلواني فقط عن هشام و أطلق الخلاف عن هشام و ابن ذكوان في الطيبة قال في النشر و بهما أي الوصل و القطع آخذ في رواية ابن عامر اعتمادا على نقل الثقات و استنادا إلى وجهه في العربية و ثبوته بالنص انتهى و وجه القراءتين أن إلياس اسم أعجمي سرياني تلاعبت به العرب فقطعت همزته تارة و وصلتها أخرى و الأكثر على وجه الوصل أن أصله ياس دخلت عليه أل المعرفة كما دخلت على اليسع و يبنى على الخلاف حكم الابتداء فعلى الأول يبتدأ بهمزة مكسورة و على الثاني بهمزة مفتوحة و هو الصواب كما في النشر قال لأن وصل همزة القطع لا يجوز إلا ضرورة و لنصبهم على الفتح دون غيره و اختلف في نصب اللَّهَ رَبَّكُمْ وَ رَبَّ [الآية: 126] فحفص و حمزة و الكسائي و يعقوب ].

ص: 474


1- أي: (ما ذا تري). [أ].
2- أي: (أبته). [أ].
3- أي: (سلّما) [الآية: 103]. [أ].

و خلف بنصب الأسماء الثلاثة فالأول بدل من أحسن و ربكم نعته و رب عطف عليه وافقهم الأعمش و الباقون برفع الثلاثة على أن الجلالة الكريمة مبتدأ و ربكم خبره و رب عطف عليه أو خبر هو و مرّ ذكر (المخلصين) في السورة.

و اختلف في إِلْ ياسِينَ [الآية: 130] فنافع و ابن عامر و يعقوب بفتح الهمزة و كسر اللام و ألف بينهما و فصلها عما بعدها فأضافوا آل إلى ياسين فيجوز قطعها وقفا و المراد ولد ياسين و أصحابه و الباقون بكسر الهمزة و سكون اللام بعدها و وصلها بما بعدها كلمة واحدة في الحالين جمع الياس المتقدم باعتبار أصحابه كالمهالبة في المهلب و بنيه أو على جعله اسما للنبي المذكور صلّى اللّه عليه و سلّم و هي لغة كطور سيناء و سينين و هي حينئذ كلمة واحدة و إن انفصلت رسما فلا يجوز قطع احديهما عن الأخرى و يمتنع اتباع الرسم فيها وقفا و لم يقع لها نظير.

و اختلف في أَصْطَفَى [الآية: 153] فالأصبهاني عن ورش و أبو جعفر بوصل الهمزة في الوصل على حذف همزة الاستفهام للعلم بها و الابتداء في هذه القراءة بهمزة مكسورة و الباقون بهمزة مفتوحة في الحالين على الاستفهام الإنكاري و أماله وقفا حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه و قرأ تَذَكَّرُونَ بتخفيف الذال حفص و حمزة و الكسائي و خلف و وقف على (صال الجحيم) بالياء يعقوب و عن الحسن صال بضم اللام بلا واو و عنه بالواو و مرّ حكم (المخلصين) و أدغم دال (و لقد سبقت) أبو عمرو و هشام و حمزة و الكسائي و خلف.

المرسوم: اتفقوا على حذف ألف يهرعون و على كتابة إيتا بالياء و في العراقية أيفكا بالياء و اتفقوا على كتابة لهو البلؤا بواو و ألف بعدها و على كتابة آل ياسين بقطع اللام من الياء و اتفقوا على قطع أم عن من في أم من خلقنا. ياءات الإضافة ثلاث إِنِّي أَرى [الآية: 102]. أَنِّي أَذْبَحُكَ [الآية: 102]. سَتَجِدُنِي إِنْ [الآية: 102] و زائدتان:

سَيَهْدِينِ [الآية: 99]، لَتُرْدِينِ [الآية: 56].

ص: 475

سورة ص

سورة ص

مكية (1) و آيها ثمانون و خمس للجحدري و ست حرمي و شامي و أيوب و ثمان كوفي خلافها خمس آيات ذي الذكر كوفي و غواص غير بصري نبأ عظيم غير حمصي و الحق أقول كوفي و حمصي و أيوب. مشبه الفاصلة أربعة من ذكرى. و قوم نوح و عاد و قوم لوط. لداود سليمان. القراءات سكت على (ص) أبو جعفر و عن الحسن صاد بكسر الدال لالتقاء الساكنين و قرأ (القرآن) بالنقل ابن كثير و وقف على (لات) بالهاء الكسائي على أصله في تاء التأنيث و الباقون بالتاء للرسم.

و اتفقوا على كسر النون في أَنِ امْشُوا [الآية: 6] لعدم لزوم الضمة إذ الأصل امشيوا (و سهل) الثانية كالواو من أَ أُنْزِلَ عَلَيْهِ [الآية: 8] مع الفصل بالألف قالون و أبو عمرو بخلف عنهما في الفصل و أبو جعفر و بلا فصل ورش و ابن كثير و رويس و اختلف عن هشام على ثلاثة أوجه الأول التحقيق مع المد من طريق الجمال عن الحلواني و أحد وجهي التيسير و به قرأ مؤلفه على فارس يعني من طريق ابن عبدان عن الحلواني الثاني التسهيل مع المد و هو الثاني في التيسير و عليه جمهور المغاربة الثالث التحقيق مع القصر و عليه الجمهور و به قرأ الباقون و الثلاثة في الشاطبية كالطيبة و نظيره أءلقي بالقمر و أثبت الياء في (عذاب أم) و (عقاب و ما) يعقوب و قرأ الْأَيْكَةِ بلام مفتوحة بلا ألف وصل قبلها و لا همز بعدها مع فتح التاء غير منصرف نافع و ابن كثير و ابن عامر و أبو جعفر و الباقون الأيكة بلام التعريف كما تقدم مبينا بالشعراء (2) و سهل الأولى من (هؤلاء إلا) قالون و البزي و سهل الثانية ورش و أبو جعفر و رويس بخلفه و للأزرق وجه ثان إبدالها من جنس ما قبلها ياء ساكنة مع المد للساكنين و الوجهان لقنبل و له ثالث إسقاط الأولى و به قرأ أبو عمرو و رويس في وجهه الثاني و الباقون بالتحقيق و اختلف في فَواقٍ [الآية:

15] فحمزة و الكسائي و خلف بضم الفاء و هي لغة تميم و أسد و قيس وافقهم الأعمش و الباقون بفتحها لغة الحجاز و هو الزمان بين حلبتي الحالب و رضعتي الراضع (و رقق) الأزرق راء الْإِشْراقِ [الآية: 18] بخلفه من أجل كسر حرف الاستعلاء (و غلظ)

ص: 476


1- انظر الإتقان في علوم القرآن للإمام السيوطي: (1/ 25). [أ].
2- انظر الصفحة: (420). [أ].

الأزرق لام (فصل) وصلا و اختلف عنه وقفا و الأرجح التغليظ و يوقف على (نبؤا) على رسمه بالواو لحمزة و هشام بخلفه بإبدال الهمزة ألفا لانفتاح ما قبلها على القياس و بتخفيفها بحركة نفسها فتبدل واوا مضمومة ثم تسكن للوقف و يتحد معه وجه اتباع الرسم و يجوز الروم و الإشمام فهذه أربعة و الخامس تسهيلها كالواو (و أدغم) ذال إذ في التاء من (إذ تسوّروا) و في الدار من (إذ دخلوا) أبو عمرو و هشام و حمزة و الكسائي و خلف لكن اختلف عن ابن ذكوان في إذ دخلوا فأدغمها من طريق الأخفش و أظهرها من طريق الصوري و أمال (المحراب) ابن ذكوان من طريق النقاش عن الأخفش عنه و فتحها عنه الصوري و ابن الأخرم عن الأخفش و رقق الراء الأزرق و عن الحسن وَ لا تُشْطِطْ بضم التاء و ألف من المفاعلة و الجمهور بغير ألف و سكون الشين و الشطط مجاوزة الحد و قرأ الصِّراطَ [الآية: 22] بالسين قنبل (1) من طريق ابن مجاهد و رويس و أشم الصاد زاء حمزة بخلف عن خلاد و الإشمام له في الروضة لأبي علي و عليه جمهور العراقيين و عن الحسن (تسع و تسعون) بفتح التاء و هي لغة (و فتح) ياء الإضافة من (ولي نعجة) هشام بخلفه و حفص و الوجهان صحيحان عن هشام كما في النشر و أدغم دال (لقد ظلمك) ورش و أبو عمرو و ابن عامر بخلف عن هشام و حمزة و الكسائي و خلف و الإدغام لهشام في المستنير و غيره وفاقا لجمهور العراقيين و بعض المغاربة و الإظهار له في الشاطبية كأصلها وفاقا لجمهور المغاربة و كثير من العراقيين و هو في المبهج و غيره عنه من طريقيه (و عن) الشنبوذي (فتنّاه) بتخفيف النون فالألف ضمير الخصمين و اختلف في (ليدبروا) فأبو جعفر بالتاء من فوق و تخفيف الدال على حذف إحدى التاءين على الخلاف فيها أ هي تاء المضارعة أم التالية لها و الأصل لتتدبروا و الباقون بياء الغيب و تشديد الدال و الأصل ليتدبروا أدغمت التاء في الدال (و فتح) ياء (إني أحببت) نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر.

و قرأ بِالسُّوقِ [الآية: 33] بهمزة ساكنة بدل الواو قنبل و عنه أيضا زيادة واو ساكنة بعد الهمزة المضمومة و تقدم ما فيه بالنمل (2) و فتح ياء (بعدي إنك) نافع و أبو عمرو و أبو جعفر و قرأ الرِّيحُ [الآية: 36] بالجمع (3) أبو جعفر و سكن ياء (مسني) حمزة و اختلف في بِنُصْبٍ فأبو جعفر بضم النون و الصاد و قرأ يعقوب بفتحهما وافقه الحسن و الباقون بضم النون و إسكان الصاد و كلها بمعنى واحد و هو التعب و المشقة و قرأ بكسر تنوين (عذاب اركض) أبو عمرو و قنبل و ابن ذكوان بخلفهما و عاصم و حمزة وصلا و أجمعوا على ضم الهمزة في الابتداء و اختلف في وَ اذْكُرْ عِبادَنا إِبْراهِيمَ [الآية: 45] فابن كثير عبدنا بغير ألف على التوحيد و المراد الجنس أو الخليل و إبراهيم بدل أو].

ص: 477


1- أي: (سراط). [أ].
2- انظر الصفحة: (426). [أ].
3- أي: (الرّياح). [أ].

عطف بيان وافقه ابن محيصن و الباقون بالجمع على إرادة الثلاثة و إبراهيم و ما عطف عليه بدل أو بيان و عن المطوعي (أولي الأيد) بغير ياء في الحالين اجتزاء عنها بالكسرة و اختلف في بِخالِصَةٍ ذِكْرَى [الآية: 46] فنافع و الحلواني عن هشام و أبو جعفر بغير تنوين مضافا للبيان لأن الخالصة تكون ذكرى و غير ذكرى كما في بشهاب قبس و يجوز أن تكون مصدرا كالعاقبة بمعنى الإخلاص و أضيف لفاعله أي بأن خلصت لهم ذكرى الدار الآخرة أو لمفعوله و الفاعل محذوف أي بأن أخلصوا ذكرى الدار و تناسوا ذكرى الدنيا و الباقون بالتنوين و عدم الإضافة و ذكرى بدل فهو جر أي خصصناهم بذكر معادهم أو بأن يثنى عليهم في الدنيا و على جعل خالصة مصدرا يكون ذكرى منصوبا به أو خبرا لمحذوف أو منصوبا بأعني و بذلك قرأ الداجوني عن هشام و أمال (ذكرى الدار) وصلا السوسي بخلفه و أمال (الدار) و (الأخيار) أبو عمرو و ابن ذكوان بخلفه و الدوري عن الكسائي و قللهما الأزرق و قرأ (و اليسع) بتشديد اللام المفتوحة و إسكان الياء بعدها حمزة و الكسائي و خلف وافقهم الأعمش و الباقون بتخفيفها و فتح الياء و مرّ بالأنعام و قرأ (متكين) بحذف الهمزة أبو جعفر و وقف عليه حمزة كذلك و بالتسهيل كالياء و اختلف في (هذا ما توعدون) هنا و ق فابن كثير بالياء من تحت فيهما على الغيب وافقه ابن محيصن و قرأ أبو عمرو بالغيب هنا فقط وافقه اليزيدي و الباقون بالخطاب فيهما و به قرأ عمرو و في ق وافقه اليزيدي و اختلف فيه (غسّاق) هنا و في النبأ فحفص و حمزة و الكسائي و خلف بتشديد السين فيهما صفة كالضراب مبالغة لأن فعالا في الصفات أغلب منه في الأسماء فموصوفه محذوف وافقهم الأعمش و الباقون بالتخفيف فيهما اسم لا صفة لأن فعالا مخففا في الأسماء كالعذاب أغلب منه في الصفات و هو الزمهرير أو صديد أهل النار أو القيح يسيل منهم فيسقونه و عن الحسن عذاب لا يعمله إلا اللّه تعالى إذ الناس أخفوا للّه طاعة فأخفى لهم ثوابا في قوله تعالى فلا تعلم نفس ما أخفي الخ و أخفوا معصية فأخفى لهم عقوبة.

و اختلف في وَ آخَرَ [الآية: 58] فأبو عمرو و يعقوب بضم الهمزة مقصورة (1) جمع أخرى كالكبرى و الكبر لا ينصرف للعدل عن قياسه و الوصف و هو مبتدأ و من شكله في موضع الصفة و أزواج بمعنى أجناس خبرا و صفة و الخبر محذوف أي لهم أو أزواج مبتدأ و من شكله خبره و الجملة خبر آخر وافقهما اليزيدي و الباقون بالفتح و المد على الإفراد لا ينصرف أيضا للوزن الغالب و الصفة.

و أمال (من الأشرار) أبو عمرو و ابن ذكوان من طريق الصوري و الكسائي و خلف عن نفسه و قلله الأزرق و أما حمزة فعنه الإمالة الكبرى و الصغرى من روايتيه و عنه الفتح من رواية خلاد و مرّ تفصيله في باب الإمالة كآل عمران.

و اختلف في أَتَّخَذْناهُمْ [الآية: 63] فأبو عمرو و حمزة و الكسائي و يعقوب ].

ص: 478


1- أي: (و أخر). [أ].

و خلف بوصل الهمزة بما قبلها و يبتدأ لهم بكسر همزة على الخبر و تكون الجملة في محل نصب صفة ثانية لرجالا و أم منقطعة أي بل أ زاغت كقولك إنها لا بل أم شاء أي بل شاء وافقهم الأعمش و اليزيدي و الباقون بقطع الهمزة مفتوحة وصلا و ابتداء على الاستفهام و أم متصلة لتقدم الهمزة و قرأ سِخْرِيًّا بضم السين نافع و حمزة و الكسائي و أبو جعفر و خلف و الباقون بكسرها و سبق مبينا بالمؤمنين و مرّ اتفاقهم على عدم إمالة (زاغت) (و حكم) الوقف لحمزة و هشام على (نبؤا عظيم) تقدم في نبؤا الخصم أول السورة و فتح ياء (ما كان لي من) حفص.

و اختلف في إِلَّا أَنَّما أَنَا [الآية: 70] فأبو جعفر بكسر الهمزة من إِنَّما على الحكاية أي ما يوحى إلي إلا هذه الجملة و الباقون بفتحها على أنها و ما في حيزها نائب الفاعل أي ما يوحى إلي إلا الإنذار أي إلا كوني نذيرا مبنيا و يحتمل أن يكون نصب أو جر بعد إسقاط لام العلة و نائب الفاعل حينئذ الجار و المجرور أي ما يوحى إلي إلا للإنذار و عن ابن محيصن بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ بوصل الهمزة على الخبر أو حذفت همزة الاستفهام لدلالة أم عليها و الجمهور بالقطع و الفتح في الحالين استفهام إنكار و توبيخ فأم متصلة عادلت الهمزة وافقهم ابن محيصن من المفردة و يبتدئ على القراءة الأولى بالكسر و فتح ياء لَعْنَتِي إِلى نافع و أبو جعفر.

و قرأ الْمُخْلَصِينَ [الآية: 83] بفتح اللام نافع و عاصم و حمزة و الكسائي و أبو جعفر و خلف و مر بيوسف.

و اختلف في قالَ فَالْحَقُّ [الآية: 84] فعاصم و حمزة و خلف بالرفع على الابتداء و لأملأن خبره أو مني أو قسمي أو يميني أو على الخبرية أي أنا الحق أو قولي الحق و عن المطوعي رفعهما فالأول على ما مر و الثاني بالابتداء و خبره الجملة بعده على غير التقدير الأول و قولي أو نحوه عليه و حذف العائد على الأول كقراءة ابن عامر و كل وعد اللّه الحسنى و الباقون بنصبهما فالأول إما مفعول مطلق أي أحق الحق أو مقسم به حذف منه حرف القسم فانتصب و لأملأن جواب القسم و يكون قوله و الحق أقول معترضا أو على الإغراء أي الزموا الحق و الثاني منصوب بأقول بعده و سهل الهمزة الثانية من (لأملأن) الأصبهاني و يوقف عليه لحمزة بتخفيف الأولى و تسهيلها مع تسهيل الثانية.

المرسوم كتبوا أولي الأيدي بالياء و في مصحف عثمان الخاص كما قال أبو عبيدة و لا تحين التاء متصلة بحين و باقي الرسوم بالفصل بل أنكر الأول و اتفقوا على كتابة نبؤا عظيم بواو و ألف و كذا نبؤا الخصم في بعض المصاحف. ياءات الإضافة ست: وَ لِيَ نَعْجَةٌ [الآية: 23]، إِنِّي أَحْبَبْتُ [الآية: 35]، بَعْدِي إِنَّكَ [الآية: 35]، لَعْنَتِي إِلى [الآية: 78]، لِي مِنْ [الآية: 69]، مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ [الآية: 41]، و زائدتان عِقابِ [الآية: 14]، و عَذابِ [الآية: 8].

ص: 479

سورة الزمر

سورة الزمر

مكية (1) قيل إلا اللّه الذي نزل، و قيل يا عبادي الذين، و ايها سبعون و ثنتان حجازي و بصري و ثلاث شامي و خمس كوفي خلافها سبع فيه يختلفون تركها كوفي و عدله ديني و فما له من هاد الثاني و فسوف تعلمون مخلصا له الدين الثاني كوفي و دمشقي فبشر عباد تركها مكي و مدني أول و عدّا تجري من تحتها الأنهار. مشبه الفاصلة خمس الدين الخالص بما كنتم تعملون. كلمة العذاب متشاكسون حين و عكسه موضع له الدين الأولى. القراءات أمال (زلفى) حمزة و الكسائي و خلف و بالفتح و الصغرى الأزرق و أبو عمرو و كذا (لاصطفى) لغير أبي عمرو فإنه يفتحها مع الباقين.

و قرأ في بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ [الآية: 6] بكسر الهمزة و الكسائي و زاد حمزة كسر الميم و هذا في الدرج أما في الابتداء فلا خلاف في ضم الهمزة و فتح الميم كما مر بالنساء و أمال (فإني) حمزة و الكسائي و خلف و بالفتح و التقليل الأزرق و الدوري عن أبي عمرو و كذا (يرضى) غير الدوري المذكور فإنه بفتحها و قرأ يَرْضَهُ [الآية: 7] باختلاس ضمة الهاء نافع و حفص و حمزة و يعقوب و اختلف فيه عن ابن ذكوان و ابن وردان و الثاني لهما الإشباع و قرأ السوسي بسكون الهاء و اختلف فيه أعني الإسكان عن الدوري و هشام و أبي بكر و ابن جماز و الثاني للدوري و ابن جماز الإشباع و الثاني لهشام و أبي بكر الاختلاس و الباقون و هم ابن كثير و الكسائي و خلف عن نفسه بالإشباع فقط و للسوسي الإسكان فقط و للدوري و ابن جماز الإسكان و الإشباع و لهشام و أبي بكر الإسكان و الاختلاس و لابن ذكوان و ابن وردان الاختلاس و الإشباع و مر الخلف للأزرق في ترقيق (وزر) و الوجهان له في جامع القرآن و قرأ لِيُضِلَّ عَنْ [الآية: 8] بفتح الياء ابن كثير و أبو عمرو و رويس بخلف و اختلف في أَمَّنْ هُوَ [الآية: 9] فنافع و ابن كثير و حمزة بتخفيف الميم (2) على أنها موصولة دخلت عليها همزة الاستفهام التقريري و يقدر معادل دل عليه هل يستوي أي أمن هو قانت الخ كمن جعل للّه أندادا وافقهم الأعمش

ص: 480


1- انظر الإتقان في علوم القرآن للإمام السيوطي: (1/ 25)، (2/ 1270). [أ].
2- أي: (أ من). [أ].

و الباقون بالتشديد فهي أم المتصلة دخلت على من الموصولة أيضا و المعادل محذوف قبلها أي هذا الكافر خير أم الذي هو قانت لكن تعقبه أبو حيان بأن حذف المعادل الأول يحتاج إلى سماع و لذا قيل إنها منقطعة و التقدير بل أم من هو قانت كغيره و اتفقوا على حذف الياء من يا عِبادِ الَّذِينَ آمَنُوا [الآية: 10] إلا ما انفرد به أبو العلاء عن رويس من إثباتها وقفا فخالف سائر الناس كما مر في المرسوم و فتح ياء إِنِّي أُمِرْتُ [الآية: 11] نافع و أبو جعفر وَ إِنِّي أَخافُ [الآية: 13] نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و أما (يا عِبادِ فَاتَّقُونِ) فأثبت الياء في الحالين من فاتقون يعقوب بكماله و اختلف عن رويس في يا عباد فجمهور العراقيين على إثباتها عنه كذلك و الآخرون على الحذف و هو القياس فإنه قاعدة الاسم المنادى و أثبت ياء (فبشر عباد) وصلا مفتوحة السوسي بخلف و اختلف المثبتون عنه في الوقف فأثبتها عنه الجمهور منهم فيه و حذفها آخرون أما من حذفها وصلا فيحذفها وقفا قطعا فتحصل للسوسي ثلاثة أوجه الإثبات في الحالين و الحذف فيهما و الإثبات وصلا مفتوحة لا وقفا و الثلاثة في الطيبة و وقف عليها يعقوب بالياء على أصله و الباقون بالحذف في الحالين و قرأ أبو جعفر (لكنّ) بتشديد النون فالذين بعده موضعه نصب كما مر بآل عمران و وقف على (من هاد) بالياء ابن كثير و قرأ (قيل) بالإشمام هشام و الكسائي و رويس و أدغم دال (و لقد ضربنا) ورش و أبو عمرو و ابن عامر و حمزة و الكسائي و خلف و قرأ ابن كثير (قرانا) بالنقل و اختلف في وَ رَجُلًا سَلَماً [الآية: 29] فابن كثير و أبو عمرو و يعقوب بالألف و كسر اللام (1) اسم فاعل أي خالصا من الشركة وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و الحسن و الباقون بفتح السين و اللام بلا ألف مصدر وصف به مبالغة في الخلوص من الشركة و عن ابن محيصن و الحسن (إنك مائت، و إنهم مائتون) بألف بعد الميم و بعدهما همزة مكسورة فيهما و أدغم ذال (إذ جاءه) أبو عمرو و هشام و اختلف في بِكافٍ عَبْدَهُ [الآية: 36] فحمزة و الكسائي و أبو جعفر و خلف عباده بألف على الجمع على إرادة الأنبياء و المطيعين من المؤمنين وافقهم الأعمش و الباقون بغير ألف أي كافيك يا محمد أمر الكفار فالمفعول الثاني فيهما محذوف و وقف ابن كثير على من (هاد) بالياء و قرأ (قل أ فرأيتم) بتسهيل الثانية قالون و ورش و للأزرق عنه أيضا إبدالها ألفا خالصة مع إشباع المد للساكنين و حذفها الكسائي كما مر بالأنعام و غيرها (و سكن) ياء (إن أرادني اللّه) حمزة و اختلف في كاشِفاتُ ضُرِّهِ [الآية: 38] و مُمْسِكاتُ رَحْمَتِهِ [الآية: 38] فأبو عمرو و يعقوب بتنوين كاشفات و ممسكات و نصب ضره، و رحمته اسم فاعل بشرطه فيعمل عمل فعله و يتعدى لواحد لنفسه و إلى آخر بعن أي عني وافقهم اليزيدي و الحسن و ابن محيصن من المفردة و الباقون بغير تنوين فيهما و جر ضره و رحمته على الإضافة اللفظية و عن ابن محيصن من المبهج تسكين ياء].

ص: 481


1- أي: (سالما). [أ].

حَسْبِيَ اللَّهُ و قرأ (مكاناتكم) بالجمع أبو بكر و اختلف في قَضى عَلَيْهَا الْمَوْتَ [الآية: 42] فحمزة و الكسائي و خلف بضم القاف و كسر الضاد و فتح الياء (1) مبنيا للمفعول و الْمَوْتِ بالرفع نائب الفاعل وافقهم الأعمش و الباقون بفتح القاف و الضاد مبنيا للفاعل و الموت بالنصب مفعوله و للأزرق فيه الفتح و التقليل و قرأ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [الآية: 44] بالبناء للفاعل يعقوب و يوقف لحمزة على (اشمأزت) بالتسهيل بين بين فقط و حكى إبدالها ألفا و حذفها و هما ضعيفان و فتح (يا عبادي الذين أسرفوا) نافع و ابن كثير و ابن عامر و عاصم و أبو جعفر و سكنها الباقون و قرأ لا تَقْنَطُوا [الآية: 53] بكسر النون أبو عمرو و الكسائي و يعقوب و خلف الباقون بفتحها و مر بالحجر.

و اختلف في يا حَسْرَتى [الآية: 56] فأبو جعفر بألف بعد التاء و ياء بعدها مفتوحة (2) من رواية ابن جماز و اختلف عن ابن وردان في إسكان الياء و فتحها و كلاهما صحيح عنه كما في النشر جمعا بين العوض و المعوض عنه أو أنه تثنية حسرة مضاف لياء المتكلم و عورض بأنه كان ينبغي أن يقال حسرتي بإدغام ياء النصب في باء الإضافة و يجوز أن يكون راعى لغة من يقول رأيت الزيدان و عن الحسن يا حسرتي بكسر التاء و ياء بعدها و الباقون بالتاء المفتوحة و بعدها ألف بدل من ياء الإضافة و وقف عليها بهاء السكت بعد الألف رويس بخلفه و أمالها حمزة و الكسائي و خلف و قللها الأزرق و الدوري عن أبي عمرو بخلفهما (ترى العذاب) وصلا السوسي بخلفه.

و أمال (بلى) شعبة بخلفه و حمزة و الكسائي و خلف و بالفتح و الصغرى الأزرق و أبو عمرو و صححهما عنه في النشر و إن قصر في طيبته الخلاف على الدوري (و أدغم) دال (قد جاءتك) أبو عمرو و هشام و حمزة و الكسائي و خلف و عن الحسن قَدْ جاءَتْكَ بوزن جعتك فيحتمل أن يكون قصرا كقراءة قنبل أن راه.

و أمال (ترى الذين) وصلا السوسي بخلفه و قرأ وَ يُنَجِّي اللَّهُ بتخفيف الجيم مع سكون النون روح وحده كما مر بالأنعام (3) [الآية: 205].

و اختلف في بِمَفازَتِهِمْ [الآية: 61] فأبو بكر و حمزة و الكسائي و خلف بالألف على الجمع (4)، وافقهم الأعمش و الباقون بغير ألف على التوحيد.

و اختلف في تَأْمُرُونِّي [الآية: 64] فنافع و أبو جعفر بنون خفيفة على حذف إحدى النونين (5) و المختار مذهب سيبويه أنها نون الرفع و قيل نون الوقاية و كلاهما فتح الياء و قرأ ابن عامر بخلف عن ابن ذكوان بنونين خفيفتين مفتوحة فمكسورة على الأصل (6) و هو الذي عليه أكثر الرواة عن ابن ذكوان من طريقيه و رواه ابن شاذان عن زيد].

ص: 482


1- أي: (قضي). [أ].
2- أي: (يا حسرتاي). [أ].
3- انظر الصفحة: (260). [أ].
4- أي: (بمفازاتهم). [أ].
5- أي: (تأمروني). [أ].
6- أي: (تأمرونني). [أ].

عن الرملي عن الصوري عن ابن ذكوان بنون واحدة مخففة كنافع و كذا رواه ابن هارون عن الأخفش و تقدم لابن عامر سكون الياء و الباقون بنون مشددة أدغمت نون الرفع في نون الوقاية و فتح الياء منهم ابن كثير و عن المطوعي حَقَّ قَدْرِهِ بفتح الدال من التقدير و عن الحسن (قبضته) بالنصب على الظرفية بتقدير في و تقدم عنه (الصور) بفتح الواو.

و قرأ بإشمام (جى ء) و (سيق) و (قيل) هشام و الكسائي و رويس وافقهم ابن ذكوان في سيق (و يوقف) لحمزة و هشام بخلقه على جي ء و نحوه كسي ء بالنقل على القياس ثم تسكن الياء بالإدغام أيضا إجراء للأصلي مجرى الزائد، و قرأ (بالنبيين) بالهمز نافع (1).

و اختلف في فُتِحَتْ [الآية: 71، 73] معا هنا و في النبأ [الآية: 19] فعاصم و حمزة و الكسائي و خلف بتخفيف التاء في الثلاثة وافقهم الأعمش و الباقون بالتشديد (2) على التكثير و مر قريبا إمالة (بلى).

و أمال (و ترى الملائكة) وصلا السوسي بخلفه.

المرسوم في بعض المصاحف بكاف عباده بإثبات ألف عباده و في الشامي تأمرونني بنونين و في مصاحف الأندلسيين و جاي ء بالنبيين بزيادة ألف بين الجيم و الياء و اعتمادهم فيها على المصحف المدني العام و اتفقوا على الياء في أ فمن يتقي. و إن اللّه هداني و على كتابة يحسرتي بياء بدل الألف و كتب أمن هو بميم واحدة و اختلفوا في قطع فيما في الموضعين فيما هم فيه. و فيما كانوا فيه. ياءات الإضافة ست إِنِّي أَخافُ [الآية: 13]، إِنِّي أُمِرْتُ [الآية: 11]، عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا [الآية:

53]، تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ [الآية: 64]، أَرادَنِيَ اللَّهُ [الآية: 38]، حَسْبِيَ اللَّهُ [الآية: 38] عن ابن محيصن كما مر. الزوائد ثلاث يا عِبادِ فَاتَّقُونِ [الآية: 16]، فَبَشِّرْ عِبادِ [الآية: 17].].

ص: 483


1- أي: (النبيئين). [أ].
2- أي: (فتّحت). [أ].

سورة المؤمن

سورة المؤمن

(1) مكية (2) و آيها ثمانون و ثنتان بصري و أربع حجازي و حمصي و خمس كوفي و ست دمشقي خلافها تسع حم كوفي و ترك كاظمين يوم التلاق تركها دمشق و عد بارزون إسرائيل الكتاب غير مدني أخير و بصري الأعمي و البصير دمشقي و مدني أخير يسحبون كوفي و مدني أخير في الحميم مكي و مدني أول كنتم تشركون كوفي و دمشقي. (مشبه الفاصلة) ثمانية شديد العقاب. له الدين معا. لدى الحناجر. من حميم و لا شفيع.

و هامان و قارون مدبرين يتحاجون في النار و السلاسل و عكسه موضعان يطاع يقول الإشهاد. القراءات أمال الحاء من (حم) في السور السبع ابن ذكوان و أبو بكر و حمزة و الكسائي و خلف و قللها الأزرق و اختلف عن أبي عمرو فقللها عنه صاحب التيسير و الشاطبية و سائر المغاربة و فتحها عنه صاحب المبهج و المستنير و سائر العراقيين و الوجهان في الطيبة و سكت أبو جعفر على الحاء و الميم في كلها و أظهر ذال فَأَخَذَتْهُمُ و ابن كثير و حفص و رويس بخلفه و أثبت الياء في عِقابِ [الآية: 5] في الحالين يعقوب (3) و قرأ كَلِمَةُ [الآية: 6] بالتوحيد (4) ابن كثير و أبو عمرو و عاصم و حمزة و الكسائي و يعقوب و خلف و مر بالأنعام و قرأ وَ قِهِمْ في الموضعين بضم الهاء رويس بخلفه كما مر في الفاتحة و حكم الميم مع الهاء في الثاني و هو و قهم السيئات وصلا وقع التنبيه عليه غير مرة و أدغم ذال (إذ تدعون) أبو عمرو و هشام و حمزة و الكسائي و خلف و قرأ يُنَزِّلَ [الآية: 13] بالتخفيف ابن كثير و أبو عمرو و يعقوب (5) و عن الحسن لِيُنْذِرَ بالتاء الفوقانية و أثبت الياء في (التلاق) و (التناد) وصلا فقط ورش و ابن وردان و في الحالين ابن كثير و يعقوب و أما ذكر الخلاف فيهما لقالون الذي أثبته في التيسير و تبعه الشاطبي فتقدم أنه انفرادة لفارس من قراءته على عبد الباقي قال في النشر و لا أعلمه يعني الخلاف عن قالون ورد من طريق من الطرق عن أبي نشيط و لا عن الحلواني و أطال في بيان ذلك و لذا حكاه في طيبته بصيغة التمريض فقال و قيل الخلف (بر) و أمال (لا يخفى) حمزة و الكسائي

ص: 484


1- و اسمها في المصاحف الحديثة الطبع (غافر). [أ].
2- انظر الإتقان للسيوطي: (1/ 25). [أ].
3- أي: في حال الوصل و في حال الوقف. [أ].
4- أي: (كلمة). [أ].
5- الباقون: (ينزّل). [أ].

و خلف و قلله الأزرق بخلفه و أمال (القهار) أبو عمرو و ابن ذكوان من طريق الصوري و الدوري عن الكسائي و قلله الأزرق و حمزة بخلفه و هو الذي في الشاطبية كأصلها وفاقا لجميع المغاربة و فتحه له العراقيون قاطبة.

و اختلف في وَ الَّذِينَ يَدْعُونَ [الآية: 20] فنافع و هشام و ابن ذكوان بخلفه بالخطاب على الالتفات أو إضمار قل و هو رواية المطوعي عن الصوري و عن ابن ذكوان و كذا رواه أبو الفضل و الصيدلاني و سلامة عن الأخفش عن ابن ذكوان و رواه الجمهور عن الصوري و الأخفش بالغيب و به قرأ الباقون.

و اختلف في أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً [الآية: 21] الأول فابن عامر منكم بالكاف موضع الهاء التفاتا إلى الخطاب و الباقون منهم بضمير الغيب لقوله أو لم يسيروا و وقف على (واق) و (هاد) بالياء ابن كثير و اتفقوا على تنوينه وصلا و قرأ رُسُلُهُمْ بإسكان السين أبو عمرو و فتح ياء (ذروني أقتل) ورش من طريق الأصبهاني و ابن كثير (و فتح) ياء (إني أخاف) الثلاثة نافع و ابن كثير و أبو عمر و أبو جعفر.

و اختلف في أَوْ أَنْ يُظْهِرَ [الآية: 26] فنافع و أبو عمرو و أبو جعفر بواو النسق و يظهر بضم الياء و كسر الهاء من أظهر معدى ظهر و فاعله ضمير موسى عليه الصلاة و السلام و (الفساد) بالنصب على المفعول به وافقهم اليزيدي و قرأ ابن كثير و ابن عامر بواو النسق أيضا يُظْهِرَ بفتح الياء و الهاء من ظهر لازم فالفساد بالرفع فاعله وافقهما ابن محيصن.

و قرأ حفص و يعقوب أو أن بزيادة همزة مفتوحة قبل الواو مع سكون الواو على أنها أو الإبهامية التي لأحد الشيئين و يُظْهِرَ بضم الياء و كسر الهاء و نصب الْفَسادَ.

و قرأ أبو بكر و حمزة و الكسائي و خلف بأو أيضا و يُظْهِرَ بفتح الياء و الهاء و رفع الْفَسادَ وافقهم الأعمش و الحسن (و أظهر) ذال (عذت) نافع و ابن كثير و هشام بخلفه و ابن ذكوان و عاصم و يعقوب (و أدغم) دال (و قد جاءكم) أبو عمرو و هشام و حمزة و الكسائي و خلف و مر قريبا (إني أخاف) معا و كذا: التناد، و هاد و عن الأعمش (ثمود) بالجر و التنوين.

و اختلف في عَلى كُلِّ قَلْبِ [الآية: 35] فأبو عمرو و ابن عامر بخلفه بالتنوين في الياء الموحدة على قطع قلب عن الإضافة و جعل التكبر و الجبروت صفته إذ هو منبعهما و قال الجعبري و تبعه النويري لأنه أي القلب مدير الجسد و النفس مركزه لا القلب خلافا لمدعيه وافقهما اليزيدي و ابن محيصن من المفردة و هي رواية هشام من طريق الداجوني و ابن ذكوان من طريق الأخفش و روى الحلواني عن هشام و الصوري عن ابن ذكوان بغير تنوين و به قرأ الباقون بإضافة قلب إلى ما بعده أي على كل قلب كل شخص متكبر و فتح ياء (لعلي أبلغ) نافع و ابن كثير و أبو عمرو و ابن عامر و أبو جعفر.

ص: 485

و اختلف في فَاطَّلَعَ [الآية: 37] فحفص بنصب العين بتقدير أن بعد الأمر في ابن لي و قيل في جواب الترجي في لعلي حملا على التمني على مذهب الكوفيين أما البصريون فيمنعون و الباقون بالرفع عطفا على أبلغ و قرأ (و صدّ) بضم الصاد عاصم و حمزة و الكسائي و يعقوب و خلف و الباقون بالفتح و سبق بالرعد و أثبت الياء في (اتبعوني أهدكم) وصلا قالون و الأصبهاني و أبو عمرو و أبو جعفر و في الحالين ابن كثير و يعقوب و مر نظير (القرار) و بآل عمران في الإبرار و بص في الإشرار و قرأ (يدخلون) بضم الياء و فتح الحاء مبنيا للمفعول ابن كثير و أبو عمرو و أبو بكر و أبو جعفر و يعقوب و مر بالنساء و فتح ياء (ما لي أدعوكم) نافع و ابن كثير و أبو عمرو و ابن ذكوان من طريق الصوري و هشام و أبو جعفر و قرأ (و أنا أدعوكم) بإثبات الألف نافع و أبو جعفر و قرأ (لا جرم) بالمد المتوسط حمزة بخلفه (و فتح) ياء (أمري إلى اللّه) نافع و أبو عمرو و أبو جعفر.

و أمال (فوقيه) حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه.

و اختلف في (الساعة أدخلوا) فابن كثير و أبو عمرو و ابن عامر و أبو بكر بوصل همزة ادخلوا و ضم الخاء أمرا من دخل الثلاثي و الواو ضمير آل فرعون و نصب آل على النداء و الابتداء بهمزة مضمومة وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و الحسن و الباقون بقطع الهمزة المفتوحة في الحالين و كسر الخاء أمر للخزنة من أدخل رباعيا معدى لاثنين و هما آل و أشد و يوقف لحمزة و هشام بخلفه على (فيقول الضعفاء) و مثله (و ما دعؤا الكافرين) باثني عشر وجها مبينة أول الأنفال و قرأ (رسلكم) بسكون السين أبو عمرو و كذا (رسلنا) و (رسلهم) و أمال (بلى) شعبة بخلفه و حمزة و الكسائي و خلف و بالفتح و الصغرى الأزرق و أبو عمرو و صححهما عنه في النشر و قصر الخلاف في طيبته على الدوري و قرأ (يوم لا ينفع) بالتذكير نافع و عاصم و حمزة و الكسائي و خلف و مر بالروم و قرأ (إسرائل) بالتسهيل أبو جعفر و مر بأول البقرة مع خلف الأزرق في مده كوقف حمزة عليه (و رقق) الأزرق راء (كبر ما هم) فيما نص عليه الداني و الشاطبي و ابن بليمة و فخمه عنه مكي في جماعة و مثله عشرون (و يوقف) لحمزة و هشام بخلف على (المسي ء) بالنقل و بالإدغام إجراء للياء الأصلية مجرى الزائد و يجوز الروم و الإشمام مع كل منهما تصير ستة.

و اختلف في ما تَتَذَكَّرُونَ [الآية: 58] فعاصم و حمزة و الكسائي و خلف بتاءين من فوق على الخطاب (1) وافقهم الأعمش و الباقون بالياء من تحت و تاء من فوق على الغيب و قرأ (لا ريب) بالمد المتوسط حمزة بخلفه و فتح ياء (ادعوني أستجب) ابن كثير فقط، و قرأ سَيَدْخُلُونَ [الآية: 60] بضم الياء و فتح الخاء ابن كثير و أبو بكر بخلفه و أبو جعفر و رويس كما مر في النساء و الوجهان عن أبي بكر من طريق يحيى بن آدم و روى عنه العليمي بالفتح الياء و الضم للخاء كالباقين (2).].

ص: 486


1- أي: (تتذكّرون). [أ].
2- أي: (سيدخلون). [أ].

و أمال (فأني) حمزة و الكسائي و خلف و قللها الأزرق و الدوري عن أبي عمرو بخلفهما و عن الحسن و الأعمش (صوركم) بكسر الصاد فرارا من الضمة قبل الواو و عن ابن محيصن و الحسن تسكين (جاءني البينات) و ضم شين (شيوخا) نافع و أبو عمرو و هشام و حفص و أبو جعفر و يعقوب و خلف عن نفسه و مر بالبقرة كنصب (فيكون) لابن عامر و قرأ (قيل) بالإشمام هشام و الكسائي و رويس و قرأ (فإلينا يرجعون) بفتح الياء و كسر الجيم مبنيا للفاعل يعقوب و تقدم نظير (جاء أمر اللّه) من حيث الهمزتان بهود و غيرها و أبدل همز (بأسنا) أبو عمرو بخلفه كوقف حمزة و وقف على (سنت) (1) بالهاء ابن كثير و أبو عمرو و الكسائي و يعقوب.

المرسوم أشد منهم في الشامي بالكاف و في غيره بالهاء و كتب في الكوفي أو أن يظهر بألف قبل الواو و روى نافع كغيره حذف ألف كلمت ربك على الذين كفروا و اتفقوا على رسم فيقول الضعفؤا بواو و ألف بعدها مع حذف الألف قبلها و كذا و ما دعؤا الكافرين و على كتابة إلى النجوة بواو بدل الألف و اتفقوا على قطع يوم هم بارزون و على كتابة سنت آخر السورة و هي سنت اللّه التي قد خلت في عباده بالتاء و اختلف في حقت كلمت ربك ففي أكثر المصاحف بالتاء. ياءات الإضافة تسع إِنِّي أَخافُ [الآية: 26، 30، 32]، في ثلاثة، ذَرُونِي أَقْتُلْ [الآية: 26]، ادْعُونِي أَسْتَجِبْ [الآية: 60]، لَعَلِّي أَبْلُغُ [الآية: 36]، ما لِي أَدْعُوكُمْ [الآية: 41]، أَمْرِي إِلَى اللَّهِ [الآية: 44]، جاءَنِي الْبَيِّناتُ [الآية: 28]، لابن محيصن و الحسن، و الزوائد أربع عِقابِ [الآية:

5]، التَّلاقِ [الآية: 15]، و التَّنادِ [الآية: 32]، اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ [الآية: 38].].

ص: 487


1- أي: (سنّة). [أ].

سورة فصلت

سورة فصلت

مكية (1) و آيها خمسون و ثنتان بصري و شامي و ثلاث حجازي و أربع كوفى خلافها اثنان حم كوفي و عاد و ثمود حجازي و كوفي. مشبه الفاصلة موضعان عذابا شديدا. هدى و شفاء.

القراءات تقدم أول غافر إمالة (حم) و سكت أبي جعفر على حرفها و قرأ ابن كثير و قرآنا بالنقل و أمال (آذاننا) الدوري عن الكسائي و عن المطوعي (قل إنّما) بفتح القاف و ألف بعدها فعلا ماضيا و عنه أيضا (يوحي) بكسر و قرأ ورش و ابن كثير و رويس بالتسهيل بلا فصل و اختلف عن هشام فجمهور المغاربة عنه على التسهيل مع الفصل و جمهور العراقيين عنه على التحقيق مع الفصل و عدمه و ذهب جماعة إلى الفصل عن هشام من طريق الحلواني بلا خلاف فهو من جملة السبعة المتقدم بيانها و الباقون بالتحقيق مع عدم الفصل.

و اختلف في سَواءٌ [الآية: 10] فأبو جعفر بالرفع خبر المبتدأ مضمر أي هي سواء و قرأ يعقوب بالجر صفة للمضاف أو المضاف إليه وافقه الحسن و الباقون بالنصب على المصدر بفعل مقدر أي استوت استواء أو على الحال من ضمير أقواتها و أمال (فقضاهن) حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه و مثله (أوحى) و استوى و أدغم ذال (إذ جاءتهم) أبو عمرو و هشام و اختلف في نَحِساتٍ [الآية: 16] فابن عامر و عاصم و حمزة و الكسائي و أبو جعفر و خلف بكسر الحاء على القياس لأنه صفة لأيام جمع بالألف و التاء و قياس الصفة من فعل بالكسر وافقهم الأعمش و الباقون بالسكون مخفف من فعل المكسور و لا حاجة إلى حكاية إمالة فتحة السين من نحسات عن أبي الحارث كما فعل الشاطبي رحمه اللّه تعالى تبعا لأصله فإنه لو صح لم يكن من طرقهما و لا من طرقنا كما قاله صاحب النشر رحمه اللّه تعالى و أمال (أخرى) حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه و مثله (العمى) و (الهدى) و عن الحسن (و أما ثمود) بفتح الدال بلا تنوين وافقه المطوعي هنا خاصة بخلفه و عنه أيضا بالرفع و التنوين وافقه الشنبوذي فيه و الجمهور على ضم الدال بلا تنوين على الابتداء و الجملة بعده خبره و هو متعين عند الجمهور لأن أما لا يليها الابتداء فلا يجوز فيه الاشتغال إلا على قلة كما قاله السمين.

ص: 488


1- انظر الإتقان للسيوطي: (1/ 25). [أ].

و اختلف في يُحْشَرُ أَعْداءُ اللَّهِ [الآية: 19] فنافع و يعقوب بنون العظمة المفتوحة و ضم الشين (1) مبنيا للفاعل و أعداء بالنصب مفعول به أي نحشر نحن و الباقون بياء الغيب مضمومة مع فتح الشين مبنيا للمفعول و أعداء بالرفع على النيابة و قرأ (تُرْجَعُونَ) بفتح التاء و كسر الجيم مبنيا للفاعل يعقوب، و أمال (أَرْداكُمْ) حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه و كذا (مَثْوىً) وقفا و ضم يعقوب الهاء من (أَيْدِيهِمْ) و مر حكم الهاء و الميم من (عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ) ضما و كسرا و أبدل الهمزة الثانية واوا مفتوحة من (جَزاءُ أَعْداءِ) نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و رويس و قرأ (أَرِنَا) بإسكان الراء ابن كثير و أبو عمرو بخلفه و هشام في غير رواية الداجوني و ابن ذكوان و أبو بكر و يعقوب و الوجه الثاني لأبي عمرو من روايتيه الاختلاس و الباقون بالكسر و منهم هشام في وجهه الثاني و قصر في الأصل هنا نقل الاختلاس على الدوري عن أبي عمرو و فيه نظر و لعله سبق قلم و قرأ (للذين) بتشديد النون ابن كثير و تقدم حكم (عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ) ضما و كسرا للهاء و الميم و يوقف لحمزة على (ما تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ) و نحوه المتوسط بغيره المنفصل بعد الياء بالتحقيق ثم بالسكت على الياء ثم بالنقل ثم بالإدغام و اتفقوا على عدم إمالة (دَعا إِلَى اللَّهِ) لكونه واويا مرسوما بالألف و أمال (يُلَقَّاها) معا حمزة و الكسائي و خلف و قللهما الأزرق بخلفه و يوقف لحمزة على (يسامون) بوجه واحد و هو النقل و حكى بين بين و هو ضعيف و أمال (تَرَى الْأَرْضَ) وصلا السوسي بخلفه و قرأ (و ربأت) بهمزة قبل التاء أبو جعفر و مر بأول الحج و أمال (أَحْياها) الكسائي و قللها الأزرق بخلفه و قرأ يُلْحِدُونَ بفتح الياء و الحاء حمزة و قرأ (قيل) بالإشمام هشام و الكسائي و رويس و قرأ ء أعجميا [الآية: 44] بهمزتين على الاستفهام مع تسهيل الثانية و الفصل قالون و أبو عمرو و أبو جعفر و ابن ذكوان بخلف عنه في الفصل و الأكثر على عدمه قال في النشر و قرأت له بكل من الوجهين و أشار إليه في الطيبة بقوله أعجمي خلف (مليا) و قرأ ورش و البزي و حفص بتسهيل الثانية مع القصر و به قرأ قنبل و رويس في أحد وجهيهما و للأزرق وجه آخر إبدالها ألفا مع المد على قاعدته و قرأ قنبل و رويس نفي وجههما الثاني و هشام في أحد أوجهه الثلاثة بهمزة واحدة على الخبر و الثاني لهشام بهمزتين مخففة فمسهلة مع المد و الثالث له كذلك لكن مع القصر و به مع التحقيق قرأ الباقون و هم أبو بكر و حمزة و الكسائي و خلف و روح و تقدم تفصيل الطرق في الأصول و أمال (آذانهم) الدوري عن الكسائي و أمال (عمى)، (هدى) وقفا حمزة و الكسائي و خلف و قللهما الأزرق بخلفه.

و اختلف في مِنْ ثَمَراتِ [الآية: 47] فنافع و ابن عامر و حفص و أبو جعفر بالألف على الجميع وافقهم الحسن و الباقون بغير ألف على التوحيد (2) (و) ضم الهاء من (يناديهم) يعقوب (و فتح) ياء الإضافة من (شركائي) ابن كثير و فتح ياء (ربي إن) أبو عمرو].

ص: 489


1- أي: (نحشر). [أ].
2- أي: (ثمرة). [أ].

و أبو جعفر و نافع بخلف عن قالون و الفتح عن قالون رواية الجمهور و أطلق الخلاف عنه في الشاطبية كأصلها و الطيبة و صحح الوجهين في النشر قال غير أن الفتح عنه أكثر و أشهر و أقيس و قرأ (و ناء) [الآية: 51] بتقديم الألف على الهمزة (1) على وزن جاء ابن ذكوان و أبو جعفر و الباقون بتقديم الهمزة على الألف و أمال الهمزة و النون معا الكسائي و خلف عن حمزة و عن نفسه و أمال الهمزة فقط خلاد و بالفتح و الصغرى الأزرق في الهمزة مع فتح النون و له ثلاثة البدل على ما مر و أما إمالة الهمزة هنا لأبي بكر و للسوسي في السورتين فانفرادتان لا يقرأ بهما و لذا أسقطهما من الطيّبة كما سبق إيضاحه بالإسراء و يوقف عليه لحمزة بوجه واحد بين بين و لا يصح سواه كما في النشر و به يعلم ما أطلقه في الأصل هنا (و) ضم الهاء من سنريهم يعقوب.

المرسوم كتبوا سبع سموت و نحوه بحذف الألفين نافع عن المدني كغيره من ثمرت بحذف الألف و بالتاء المجرورة و اتفقوا على رسم الهمزة ياء من أئنكم و على قطع أم عن من في أم من يأتي آمنا. ياءات الإضافة ثنتان من شُرَكائِيَ [الآية: 47]، قالوا رَبِّي إِنَّ [الآية: 50].].

ص: 490


1- أي: (ناء ...). [أ].

سورة الشورى

سورة الشورى

مكية (1) إلا أربع آيات من قل لا أسئلكم إلى أربع فبالمدينة و آيها تسع و أربعون بصري بخلف و خمسون حجازي و دمشقي و آية حمصي و ثلاث كوفي خلافها أربع حم و عسق كالإعلام كوفي و حمصي في اتفاق و قال أيوب أبدل بعض البصريين عن كثير الأول بكا لأعلام. مشبه الفاصلة ستة أن أقيموا الدين كبر على المشركين من كتاب طرف خفي عليهم حفيظا عقيما. القراءات تسبق حكم إمالة (حم) و سكت أبي جعفر على الحروف الخمسة (2) و تقدم التنبيه على إخفاء نون عين عند السين آخر الإدغام الصغير و لم أر من نبه عليه فلينظر و في عين من عسق المد المشبع لأجل الساكن و التوسط لفتح ما قبل الياء مع رعاية الساكن و هما في الشاطبية و القصر إجراء لها مجرى الحروف الصحيحة و الثلاثة في الطيبة.

و اختلف في يُوحى إِلَيْكَ [الآية: 3] فابن كثير بفتح الحاء مبنيا للمفعول و النائب إما إليك و إما ضمير يعود إلى ذلك لأنه مبتدأ أي مثل ذلك الإيحاء يوحي هو إليك كذا في الدر و جعله ضمير المصدر المقدر ضعيف و اسم اللّه تعالى فاعل بمقدر مفسر كأنه قيل من يوحي؟ قيل يوحي اللّه و تالياه صفتاه وافقه ابن محيصن و الباقون بكسر الحاء مبنيا للفاعل و هو اللّه تعالى و إليك في محل النصب أي مثل ما أوحى إلى الأنبياء المتقدمين صلوات اللّه على نبينا و عليهم و قيل في هذه السورة أوحيت إلى كل نبي قبله و قرأ (يكاد) بالياء على التذكير نافع و الكسائي و الباقون بتاء التأنيث.

و اختلف في يَتَفَطَّرْنَ [الآية: 5] فأبو عمرو و شعبة و يعقوب بنون ساكنة بعد الياء و كسر الطاء مخففة مضارع انفطر انشق وافقهم اليزيدي و الشنبوذي و الباقون بتاء فوقية مفتوحة مكان النون و فتح الطاء مشددة (3) مضارع تفطر تشقق و قرأ (قرانا) بالنقل ابن كثير و مد (لا ريب) متوسطا حمزة بخلفه و قرأ (به إبراهيم) بالألف ابن عامر بخلف عن ابن ذكوان و قرأ (نؤته منها) بإسكان الهاء أبو عمرو و هشام من طريق الداجوني و أبو بكر

ص: 491


1- انظر الإتقان للسيوطي: (1/ 25)، (2/ 1273). [أ].
2- أي: (ح، م، ع، س، ق). [أ].
3- أي: (يتفطّرن). [أ].

و حمزة و ابن وردان من طريق النهرواني عن ابن شبيب و ابن جماز من طريق الهاشمي و قرأ قالون و هشام من طريق الحلواني بخلفه و ابن ذكوان من أكثر طرق الصوري و يعقوب و ابن وردان من باقي طرقه و ابن جماز من طريق الدوري باختلاس كسرة الهاء و الباقون بالإشباع و به قرأ هشام من طريق الحلواني فتلخص لهشام ثلاثة الإسكان و القصر و الصلة و لأبي جعفر وجهان القصر و الإسكان و لقالون و يعقوب الاختلاس فقط و لأبي عمرو و أبي بكر و حمزة الإسكان فقط و للباقين الصلة فقط (و يوقف) لحمزة و هشام بخلفه على (أم لهم شركؤا) باثني عشر وجها مرت في النظير مما رسم بواو كأنبؤا أول الأنعام و أمال (تَرَى الظَّالِمِينَ) وصلا السوسي بخلفه و قرأ (يُبَشِّرُ) بفتح الياء و سكون الموحدة و ضم الشين مخففة من بشر الثلاثي ابن كثير و أبو عمرو و حمزة و الكسائي و الباقون بالتشديد للتكثير لا للتعدية و مر بآل عمران و يوقف للكل على (وَ يَمْحُ اللَّهُ) بحذف الواو للرسم و ما ذكره في الأصل هنا من القطع ليعقوب بالوقف بالواو فهو مما انفرد به الداني و لم يتابع عليه فلا يقرأ به و كذا ما ذكره من إثبات الواو لقنبل في أحد وجهيه لا يقرأ به و لا يعول عليه إذ هو مما انفرد به فارس عن ابن شنبوذ عن قنبل فخالف سائر الناس كما في النشر و لذا أسقط جميع ذلك من الطيبة على عادته و مثل يمح و يدع الإنسان و يدع الداع بالقمر و سندع بالعلق فالوقف في الكل للكل على الرسم كما مر في بابه.

و اختلف في ما تَفْعَلُونَ [الآية: 25] فحفص و حمزة و الكسائي و خلف و رويس بخلف عنه بالتاء من فوق وافقهم الحسن و الأعمش و الباقون بالياء من تحت و به قرأ رويس من غير طريق أبي الطيب و قرأ (ينزل الغيث) بالتخفيف ابن كثير و أبو عمرو و حمزة و الكسائي و يعقوب و خلف و عن الأعمش (قنطوا) بكسر النون لغة (و ضم) الهاء من (فيهما) يعقوب و اختلف في فَبِما كَسَبَتْ [الآية: 30] فنافع و ابن عامر و أبو جعفر بما بغير فاء (1) على جعل ما في ما أصابكم موصولة مبتدأ و بما كسبت خبره و على جعلها شرطية تكون الفاء محذوفة نحو قوله تعالى و إن أطعتموهم إنكم و الباقون بالفاء فما شرطية و هو الأظهر أي فهي بما كسبت أو موصولة و الفاء تدخل في حيز الموصول إذا أجري مجرى الشرط و أثبت الياء في (الْجَوارِ) وصلا نافع و أبو عمرو و أبو جعفر و في الحالين ابن كثير و يعقوب و أمالها الدوري عن الكسائي و كذا الجوار بالرحمن و التكوير و قرأ الرِّيحَ [الآية: 23] بالجمع (2) نافع و أبو جعفر، و اختلف في وَ يَعْلَمَ الَّذِينَ [الآية:

35] فنافع و ابن عامر و أبو جعفر برفع الميم على القطع و الاستئناف بجملة فعلية و الباقون بنصبها قال أبو عبيد و الزجاج على الصرف أي صرف العطف على اللفظ إلى العطف على المعنى و ذلك أنه لما لم يحسن عطف و يعلم مجزوما على ما قبله إذ يكون المعنى إن يشاء يعلم عدل إلى العطف على مصدر الفعل الذي قبله بإضمار أن ليكون في تأويل ].

ص: 492


1- أي: (بما كسبت). [أ].
2- أي: (الرّياح). [أ].

مصدر و الكوفيون يجعلون الواو نفسها ناصبة و جعله القاضي تبعا للزمخشري عطفا على علة مقدرة مثل لينتقم و يعلم و اختلف في كَبائِرَ الْإِثْمِ [الآية: 37] هنا و في النجم [الآية: 32] فحمزة و الكسائي و خلف كبير بكسر الباء بلا ألف، و لا همز بوزن قدير على التوحيد في الموضعين على إرادة الجنس وافقهم الأعمش و الباقون بفتح الباء و ألف بعدها ثم همزة مكسورة فيهما جمع كبيرة و يوقف لحمزة و هشام بخلفه على (و جزاء سيئة) باثني عشر وجها بينت أول الأنعام و غيرها في النظير و سهل الثانية كالياء من (يشاء إناثا) و أبدلها واوا مكسورة نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و رويس و نظيره يشاء إنه الآتي قريبا و يوقف لحمزة و هشام بخلفه على (من و رأى) بتسعة أوجه مبينة في النظير من تلقاى ء بيونس.

و اختلف في أَوْ يُرْسِلَ فَيُوحِيَ [الآية: 51] فنافع و ابن ذكوان بخلف عنه من طريقيه برفع اللام من يرسل و سكون الياء من فيوحي خبر أي هو يرسل أو مستأنف أو حال عطفا على متعلق من وراءة و وحيا مصدر في موضع الحال عطف عليه ذلك المتعلق و التقدير إلا موحيا أو مسمعا من وراء حجاب أو مرسلا فيوحي رفع تقديرا بالعطف عليه و الباقون بنصبهما بأن مضمرة و هي و مدخولها عطف على وحيا و هو حال أي إلا موحيا أو مرسلا و فيوحي عطف عليه و قرأ (صراط) بالسين قنبل (1) بخلفه و رويس و بالإشمام خلف عن حمزة.

المرسوم كتب فيما رواه نافع كبير الإثم بحذف الألف و كذا يسكن الريح و في مصاحف المدينة و الشام بما كسبت بلا فاء و في غيرها بها و اتفقوا على رسم من وراي بالياء بعد الألف و يمح اللّه بحذف الواو و على رسم و جزوا سيئة و أم لهم شركؤا بواو بعد الزاي و الكاف و ألف بعدها. فيها زائدة الْجَوارِ [الآية: 32].].

ص: 493


1- أي: (سراط). [أ].

سورة الزخرف

سورة الزخرف

مكية (1) و أيها ثمانون و ثمان شامي و تسع في الباقي خلافها اثنان حم كوفي مهين حجازي و بصري. (مشبه الفاصلة) واحد عن السبيل و عكسه اثنان مقرنين قرين. القراءات قد مر ذكر إمالة (حم) كالسكت على حرفيها و نقل (قرانا) و قرأ (في أمّ) بكسر الهمزة حمزة و الكسائي وصلا فإن ابتدءا ضماها كالباقين في الحالين.

و اختلف في إِنْ كُنْتُمْ [الآية: 5] فنافع و حمزة و الكسائي و أبو جعفر و خلف بكسر الهمزة على أنها شرطية و إن كان إسرافهم محققا على سبيل المجاز كقول الأجير إن كنت عملت فوفني حقي مع علمه و تحققه لعله و جوابه مقدر يفسره أ فنضرب أي إن أسرفت نترككم وافقهم الحسن و الأعمش و الباقون بالفتح على العلة مفعولا لأجله أي لأن كنتم و قرأ (نبي ء) بالهمز نافع و قرأ (يستهزون) بحذف الهمزة و ضم الزاي أبو جعفر و مر أول البقرة حكم وقف حمزة عليه.

و أمال (و مضى) حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه و قرأ (مهدا) بفتح الميم و سكون الهاء مع القصر عاصم و حمزة و الكسائي و خلف كما مر بطه (2) و قرأ (ميتا) بتشديد الياء أبو جعفر و مر بالبقرة، و قرأ تُخْرِجُونَ [الآية: 11] بالبناء للفاعل ابن ذكوان و حمزة و الكسائي و خلف و سبق بالأعراف (3) و ما في الأصل هنا لعله سبق قلم و قرأ (جزء) بضم الزاي أبو بكر و قرأ أبو جعفر بحذف الهمزة و تشديد الزاي و مر توجيهها بالبقرة و يوقف عليها لحمزة بالنقل فقط و أما الإبدال واوا قياسا على هزوا فشاذ و بين بين ضعيف.

و اختلف في يُنَشَّؤُا [الآية: 18] فحفص و حمزة و الكسائي و خلف بضم الياء و فتح النون و تشديد الشين مضارع نشأ معدى بالتضعيف مبنيا للمفعول أي يربي وافقهم الأعمش و عن الحسن (يناشؤ) بضم الياء و الألف بعد النون تخفيف الشين مبنيا للمفعول و الباقون بفتح الياء و سكون النون و تخفيف الشين (4) من نشأ لازم مبني للفاعل.

و اختلف في عِبادُ الرَّحْمنِ [الآية: 19] فأبو عمرو و عاصم و حمزة و الكسائي

ص: 494


1- انظر الإتقان للسيوطي: (1/ 25). [أ].
2- انظر ص: (381). [أ].
3- انظر الصفحة: (280). [أ].
4- أي: (ينشأ ...). [أ].

و خلف بالألف بعد الموحدة المفتوحة و رفع الدال (1) جمع عبد وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و الشنبوذي و عن المطوعي كذلك لكن فتح الدال على إضمار خلقوا و الباقون بالنون الساكنة و فتح الدال بلا ألف ظرفا.

و قرأ (أشهدوا) بهمزتين مفتوحة فمضمومة مسهلة كالواو مع سكون الشين نافع و أبو جعفر فأدخلا همزة التوبيخ على أشهدوا فعلا رباعيا مبنيا للمفعول و فصل بين الهمزتين بالألف قالون بخلف عنه من طريقيه و أبو جعفر و قطع بالقصر لقالون أكثر المؤلفين كورش و الباقون بهمزة الاستفهام داخله على شهدوا مفتوح الشين ماضيا مبنيا للفاعل أي أحضروا و عن الحسن (شهادتهم) بالجمع.

و اختلف في قالَ أَ وَ لَوْ [الآية: 24] فابن عامر و حفص قال ماضيا و الباقون قل بغير ألف على الأمر.

و اختلف في جِئْتُكُمْ [الآية: 24] فأبو جعفر بالنون موضع التاء و ألف بعدها على الجمع (2) و الباقون بتاء المتكلم و كل على أصله من الصلة و أبدل همزه أبو عمرو بخلفه و أبو جعفر كوقف حمزة و عن المطوعي (إنني) بنون واحدة مشددة دون نون الوقاية (3) (بري ء) بكسر الراء بعدها ياء فهمزة لغة نجد و يثنى و يجمع و يؤنث و الجمهور إنني بنونين براء بفتح الراء و بعدها ألف فهمزة مصدر يستوي فيه المفرد و المذكر و مقابلهما يقال نحن البراء منك و لا يثنى و لا يجمع و لا يؤنث كالمصادر في الغالب و أثبت ياء (سيهدين) في الحالين يعقوب و اتفقوا على بناء الفاعل في لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ معا لأنه ليس من رجوع الآخرة و نقل (القران) ابن كثير و عن ابن محيصن فقط (سخريا) بكسر السين و وقف على (رحمت) معا بالهاء ابن كثير و أبو عمرو و الكسائي و يعقوب و قرأ (لبيوتهم) معا بضم الياء على الأصل ورش و أبو عمرو و حفص و أبو جعفر و يعقوب و اختلف في (سقفا) فابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر بفتح السين و إسكان القاف بالإفراد على إرادة الجنس وافقهم الحسن و ابن محيصن و الباقون بضمها على الجمع كرهن في جمع رهن و قرأ (يتّكون) بحذف الهمزة و ضم الكاف أبو جعفر و الوقف لحمزة عليها كيستهزون و مر و اختلف في (لما متاع) فعاصم و حمزة و ابن جماز بتشديد الميم بمعنى الأوان نافية و اختلف عن هشام فروى عنه المشارقة و أكثر المغاربة كذلك بالتشديد و به قرأ الداني على أبي الحسن و بالتخفيف قرأ على أبي الفتح من رواية الحلواني و ابن عباد عن هشام و به قرأ الباقون فإن هي المخففة و اللام فارقة كما مر و ما مزيدة للتأكيد.

و اختلف في (نقيّض) فأبو بكر من طريق العليمي و يعقوب بالياء من تحت و كذا رواه خلف و الصريفيني عن يحيى وافقهما المطوعي و الباقون بنون العظمة و هي رواية].

ص: 495


1- أي: (عباد). [أ].
2- أي: (جئناكم). [أ].
3- أي: (إنّي). [أ].

يحيى من سائر طرقه و قرأ (و يحسبون) معا بفتح السني ابن عامر و عاصم و حمزة و أبو جعفر.

و اختلف في جاءَنا [الآية: 38] فنافع و ابن كثير و ابن عامر و أبو بكر و أبو جعفر بألف بعد الهمزة (1) على التثنية و هما العاشي و قرينه وافقهم ابن محيصن و الباقون بغير ألف و الضمير يعود على لفظ من و هو العاشي و قرأ (أ فأنت) بتسهيل الهمزة الثانية للأصبهاني و قرأ (نذهبنّ بك) و (نرينّك) بتخفيف النون فيهما رويس و اتفقوا على الوقف له بالألف بعد الباء في نذهبن على الأصل في نون التوكيد الخفيفة كما مر آخر آل عمران و قرأ (و سل) بالنقل ابن كثير و الكسائي و خلف عن نفسه و أسكن سين (رسلنا) أبو عمرو و ضم هاء (نريهم) يعقوب و قرأ (يا أيه) بضم الهاء وصلا ابن عامر و وقف عليها بالهاء بلا ألف نافع و ابن كثير و ابن عامر و عاصم و حمزة و أبو جعفر و خلف و فتح ياء الإضافة من (تحتي أ فلا) نافع و البزي و أبو عمرو و أبو جعفر و اختلف في (أسورة) فحفص و يعقوب بسكون السين بلا ألف جمع سوار كأخمرة و خمار وافقهما الحسن و هو جمع قلة و عن المطوعي بفتح السين و ألف و رفع الراء (2) من غير تاء و الباقون كذلك لكن بفتح الراء و بتاء التأنيث (3) على جعل جمع الجمع كأسقية و أساقي أو جمع أساور بمعنى سوار و الأصل أساوير عوض عن الياء تاء التأنيث كزنادقة و اختلف في (سلفا) فحمزة و الكسائي بضم السين و اللام جمع سليف كرغيف و رغف أو جمع سلف كأسد و أسد وافقهم الأعمش و الباقون بفتحهما جمعا لسالف كخادم و خدم و هو في الحقيقة اسم جمع لا جمع إذ ليس في أبنية التكسير صيغة فعل أو على أنه مصدر يطلق على الجماعة من سلف الرجل يسلف سلفا تقدم و سلف الرجل آباؤه المتقدمون جمعه أسلاف و سلاف و اختلف في (يصدون) فنافع و ابن عامر و الكسائي و أبو جعفر و خلف عن نفسه بضم الصاد من صد يصد كمد يمد أعرض وافقهم الحسن و الأعمش و الباقون بكسرها كحد يحد و وقع في النويري جعل الكسر لنافع و من معه و الضم للباقين و لعله سبق قلم و قرأ (أألهتنا) بتسهيل الثانية بين بين نافع و ابن كثير و أبو عمرو و ابن عامر و أبو جعفر و رويس و لم يبدلها أحد من الأزرق بل الكل على تسهيلها عنه لما يلزم من التباس الاستفهام بالخبر باجتماع الألفين و حذف إحداهما و الباقون و هم عاصم و حمزة و الكسائي و روح و خلف بتخفيفهما و اتفقوا على عدم الفصل بينهما بالف قال في النشر لئلا يصير اللفظ في تقدير أربع ألفات همزة الاستفهام و ألف الفصل و همزة القطع و المبدلة من الهمزة الساكنة و هو إفراط و مر إيضاح ذلك في الهمزتين من كلمة و تسهيل همز (اسرائل) مع مده و قصره لأبي جعفر و عن الأعمش (و إنه لعلم) بفتح العين و اللام الثانية أي شرط و علامة و أثبت الياء (في اتبعون ].

ص: 496


1- أي: (جاءانا). [أ].
2- أي: (أساور). [أ].
3- أي: (أساورة) .. [أ].

هذا) وصلا أبو عمرو و أبو جعفر و في الحالين يعقوب و أدغم دال (قد جئتكم) أبو عمرو و هشام و حمزة و الكسائي و خلف و أثبت الياء في (أطيعون) في الحالين يعقوب و سكن ياء (يا عبادي لا خوف) وصلا و وقفا نافع و أبو عمرو و ابن عامر و أبو جعفر و رويس من غير طريق أبي الطيب و فتحها أبو بكر و رويس من طريق أبي الطيب و سكناها وقفا و الباقون بحذفها في الحالين و قرأ (لا خوف) بالفتح بلا تنوين يعقوب على لا التبرئة و الباقون بالرفع و التنوين على الابتداء.

و اختلف في ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ [الآية: 71] فنافع و ابن عامر و حفص و يعقوب بهاء بعد الياء (1) يعود على ما الموصولة و الباقون بحذفها لأنه مفعول و عائده جائز الحذف كقوله تعالى أ هذا الذي بعث اللّه رسولا و أدغم ثاء أُورِثْتُمُوها أبو عمرو و هشام و ابن ذكوان من طريق الصوري و حمزة و الكسائي و أدخل في الأصل خلفا في اختياره في المدغمين هنا و فيما مر و فيه نظر و لعله سبق قلم إذ لا خلاف عنه في الإظهار هنا كالأعراف (تكلمة) لا تنافي بين باء قوله تعالى بما كنتم تعملون و باء

قوله صلّى اللّه عليه و سلّم لن يدخل أحد منكم الجنة بعمله

لأن باء الآية سببية و باء الحديث باء المعاوضة و أما (لقد جئناكم) فنظير قد جئتكم و مر فتح سين (يحسبون) و تسكين (رسلنا) آنفا كإمالة (بلى) و كذا ضم هاء (لديهم) لحمزة و يعقوب.

و اختلف في وَلَدٌ [الآية: 81] فحمزة و الكسائي بضم الواو و سكون اللام و الباقون بفتحها و سبق أواخر مريم موجها.

و قرأ بمد (فأنا أول) نافع و أبو جعفر كما في البقرة و اختلف في يُلاقُوا [الآية: 83] هنا و الطور [الآية: 45] و المعارج [الآية: 42] فأبو جعفر بفتح الياء، و القاف، و سكون اللام بينهما بلا ألف (2) في الثلاثة مضارع لقي وافقه ابن محيصن و الباقون بضم الياء و فتح اللام ثم ألف و ضم القاف فيهن من الملاقاة وافقهم ابن محيصن في الطور من المفردة و قرأ (في السماء إله) بتسهيل الأولى قالون و البزي و بتسهيل الثانية ورش و أبو جعفر و رويس بخلفه و للأزرق وجه آخر إبدالها ياء ساكنة بلا مد و الوجهان لقنبل و له ثالث و هو إسقاط الأولى و به قرأ أبو عمرو و رويس في وجهه الثاني و الباقي بتحقيقهما.

و اختلف في وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ فنافع و أبو عمرو و ابن عامر و عاصم و أبو جعفر و روح بالخطاب وافقهم اليزيدي و الحسن و الباقون بالغيب و يعقوب على أصله في فتح حرف المضارعة و كسر الجيم على البناء للفاعل (3).].

ص: 497


1- أي: (تشتهيه). [أ].
2- أي: (يلقوا). [أ].
3- أي: (يرجعون). [أ].

و أمال (فأني) حمزة و الكسائي و خلف و بالفتح و الصغرى الأزرق و الدوري عن أبي عمرو.

و اختلف في وَ قِيلِهِ [الآية: 88] فعاصم و حمزة بخفض اللام و كسر الهاء مع للصلة بياء عطفا على الساعة أي و عنده علم قيله أي قول محمد أو عيسى عليهما الصلاة و السلام و القول و القال و القيل مصادر بمعنى واحد وافقهما الأعمش و الباقون بفتح اللام و ضم الهاء وصلتها بواو عطفا على محل الساعة أي و عنده أن يعلم الساعة و يعلم قيله كذا أو عطفا على سرهم و نجواهم أو على مفعول يكتبون المحذوف أي يكتبون ذلك و يكتبون قيله كذا أيضا أو على مفعول يعلمون المحذوف أي يعلمون ذلك و قيله أو على أنه مصدر أي قال قيله أو بإضمار فعل أي اللّه يعلم قيل رسوله محمد صلّى اللّه عليه و سلّم.

و اختلف في فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ [الآية: 89] فنافع و ابن عامر و أبو جعفر بالخطاب على الالتفات وافقهم الحسن و الباقون بالغيب.

و المرسوم في العثمانية قرنا هنا و يوسف بغير ألف و قيل بثبوتها في العراقية و روى نافع مهدا بغير ألف بعد الهاء و كذا سورة و في المدني و الشامي ما تشتهيه بهاء بعد الياء و المكي و العراقي بحذفها و في المدني و الشامي أيضا يا عبادي لا خوف بياء و في المكي و العراقي بحذفها و في كل المصاحف حذف ألف عند الرحمن و كذا يلقوا يومهم في الثلاث و في بعض المصاحف أو من ينشؤا بواو و ألف بعد الشين و اتفقوا على رسم رحمت ربك معا هنا بالتاء. ياءات الإضافة ثنتان تَحْتِي أَ فَلا [الآية: 51] يا عِبادِ لا خَوْفٌ [الآية: 68]، الزوائد ثلاث سَيَهْدِينِ [الآية: 27]، وَ أَطِيعُونِ [الآية:

63]، وَ اتَّبِعُونِ هذا [الآية: 61].

ص: 498

سورة الدخان

سورة الدخان

مكية (1) و آيها خمسون و ست حجازى و شامي و سبع بصري و تسع كوفي خلافها أربع حم و ليقولون كوفي الزقوم مكي و حمصي و مدني أخير البطون تركها دمشقي و مدني أول. مشبه الفاصلة آيتان يحيي و يميت بني إسرائيل. القراءات مر حكم (حم) إمالة و سكتا و اختلف في الباء من قوله تعالى رَبُّ السَّماواتِ [الآية: 7] فعاصم و حمزة و الكسائي و خلف يخفضونها بدلا من ربك أو صفة وافقهم ابن محيصن و الحسن و الباقون بالرفع على إضمار مبتدأ أي هو رب أو مبتدأ خبره لا إله إلا هو و عن ابن محيصن (ربّكم و ربّ) بالجر فيهما على البدل أو النعت لرب السموات.

و أمال (أني) حمزة و الكسائي و خلف و قللها الأزرق و الدوري عن أبي عمرو بخلفهما و أدغم دال (و قد جاءهم) أبو عمرو و هشام و حمزة و الكسائي و خلف.

و قرأ نَبْطِشُ [الآية: 16] بضم الطاء أبو جعفر لغة فيه كما مر بالأعراف و عن الحسن (يبطش) بالياء المضمومة مبنيا للمفعول و البطشة بالرفع على النيابة (و فتح) الياء من (إني أتيكم) نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و أدغم ذال (عذب) أبو عمرو و هشام بخلفه و حمزة و الكسائي و أبو جعفر و خلف و أثبت الياء في (ترجمون) و (فاعتزلون) وصلا ورش و في الحالين يعقوب و فتح الياء من (تؤمنوا لي) ورش و اتفقوا على عدم إمالة (فدعا) لكونه واويا مرسوما بالألف.

و قرأ فَأَسْرِ [الآية: 23] بهمزة وصل نافع و ابن كثير و أبو جعفر و مر بهود و قرأ (و عيون) معا بكسر العين ابن كثير و ابن ذكوان و أبو بكر و حمزة و الكسائي و قرأ (فكهين) بالقصر أبو جعفر و مر بيس (و مر) حكم الهاء و الميم من (عليهم السماء) ضما و كسرا و قرأ (إسرائل) بتسهيل الثانية أبو جعفر مع المد و القصر كما مر بالبقرة مع خلف الأزرق في مد همزها و وقف حمزة عليها و يوقف لحمزة و هشام بخلفه على (ما فيه بلؤا) باثني عشر وجها مرت مبينة أول الأنعام و ذلك لرسمه بالواو في جميع المصاحف و وقف على (شجرت) بالهاء ابن كثير و أبو عمرو و الكسائي و يعقوب و عن الحسن (كالمهل) بفتح الميم فقط لغة فيه.

ص: 499


1- انظر الإتقان في علوم القرآن للإمام السيوطي: (2/ 12874). [أ].

و اختلف في يَغْلِي [الآية: 45] فابن كثير و حفص و رويس بالياء على التذكير و فاعله يعود إلى الطعام وافقهم ابن محيصن بخلفه و الباقون بالتأنيث و الضمير للشجرة.

و اختلف في فَاعْتِلُوهُ [الآية: 47] فنافع و ابن كثير و ابن عامر و يعقوب بضم التاء وافقهم ابن محيصن و الحسن و الباقون بكسرها لغتان في مضارع عتله ساقه بجفاء و غلظة.

و اختلف في ذُقْ إِنَّكَ [الآية: 49] فالكسائي بفتح الهمزة على العلة أي لأنك وافقه الحسن و الباقون بكسرها على الاستئناف المفيد للعلة فيتحدان أو محكي بالقول المقدر أي اعتلوه و قولوا له كيت و كيت.

و اختلف في مَقامٍ أَمِينٍ [الآية: 51] فنافع و ابن عامر و أبو جعفر بضم الميم الأولى بمعنى الإقامة وافقهم الأعمش و الباقون بفتحها موضع الإقامة و خرج بقيد أمين و مقام كريم أول السورة المتفق على فتح ميمه و مر حكم (و عيون) قريبا و عن ابن محيصن (و استبرق) بوصل الهمزة و فتح قافه بلا تنوين جعله فعلا ماضيا كما قاله أبو حيان.

المرسوم كتبوا فَأَسْرِ بِعِبادِي بالياء و اتفقوا على رسم ما فِيهِ بَلؤُا بواو بعد اللام ثم ألف و اتفقوا على قطع أن عن لا في وَ أَنْ لا تَعْلُوا. ياءات الإضافة ثنتان إِنِّي آتِيكُمْ [الآية: 19]، تُؤْمِنُوا لِي [الآية: 21]، و زائدتان تَرْجُمُونِ [الآية: 20]، فَاعْتَزِلُونِ [الآية: 21].

ص: 500

سورة الجاثية

سورة الجاثية

مكية (1) و قيل إلا قوله قل للذين الآية فمدنية و آيها ثلاثون و ست في غير الكوفي و سبع فيه خلافها حم كوفي. (مشبه الفاصلة) واحد هو للذين. القراءات مر حكم إمالة (حم) و السكت على حرفيها (2).

و اختلف في آياتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ [الآية: 4] و آياتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ [الآية: 5] الثاني و الثالث فحمزة و الكسائي و يعقوب بكسر التاء منصوبة فيهما عطفا على اسم إن أي و إن في خلقكم و إن في اختلاف و الخبر و قوله و في خلقكم و في اختلاف أو كرر آيات تأكيد للأول أي إن في السموات و في خلقكم و في اختلاف الليل لآيات و يكون في خلقكم عطفا على في السموات كرر معه حرف العطف توكيدا وافقهم الأعمش و الباقون برفعهما على الابتداء و الظرف قيل هو الخبر و هي حينئذ جملة معطوفة على جملة مؤكدة بأن و يحتمل أن تكون آيات عطفا على محل أن و معمولها و هو رفع بالابتداء إن عطفت عطف المفرد و بتقدير هو أن عطفت عطف الجمل و خرج بالقيد المذكور الأول المتفق على كسره لأنه اسم أن و أمال (فأحيا به) الكسائي و قلله الأزرق بخلفه.

و قرأ وَ تَصْرِيفِ الرِّياحِ [الآية: 5] بالتوحيد حمزة و الكسائي و خلف (3)، و أبدل همزة (فبأي) ياء مفتوحة الأصبهاني و سهل همزة (كان لم يسمعها) كما سبق في الهمز المفرد (4).

و اختلف في وَ آياتِهِ يُؤْمِنُونَ [الآية: 6] فنافع و ابن كثير و أبو عمرو و حفص و أبو جعفر و روح بالغيب وافقهم الحسن و اليزيدي و الباقون بتاء الخطاب و قرأ (هزوا) معا بإبدال الهمزة واوا في الحالين حفص و قرأ حمزة و خلف بسكون الزاي و يوقف عليه لحمزة بالنقل على القياس و بإبدال الهمزة واوا مفتوحة على الرسم و أما بين بين و التشديد فكلاهما ضعيف لا يقرأ به.

و قرأ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ [الآية: 11] برفع الميم نعتا لعذاب ابن كثير و حفص و يعقوب و مر بسبإ و عن ابن محيصن بخلفه (جميعا منه) بتشديد النون و بعدها تاء تأنيث منونة منصوبة (5) مصدر من يمن منة.

ص: 501


1- انظر الإتقان للإمام السيوطي: (1/ 25). [أ].
2- لأبي جعفر (ح، م). [أ].
3- الباقون: (الرّياح). [أ].
4- انظر الصفحة: (75). [أ].
5- أي: (منّة). [أ].

و اختلف في لِيَجْزِيَ قَوْماً [الآية: 12] فنافع و ابن كثير و أبو عمرو و عاصم و يعقوب بالياء من تحت مبنيا للفاعل أي ليجزي اللّه وافقهم اليزيدي و الحسن و الأعمش و قرأ أبو جعفر بالياء المضمومة و فتح الزاي مبنيا للمفعول (1) مع نصب قَوْماً أي ليجزي الخير و الشر أو الجزاء أي ما يجزى به لا المصدر فإن الإسناد إليه سيما مع وجود المفعول به ضعيف قاله القاضي و قيل النائب الظرف و هو بما قاله السمين و في هذه حجة للأخفش و الكوفيين حيث يجوزون نيابة غير المفعول به مع وجوده و الباقون بنون العظمة مفتوحة مبنيا للفاعل (2).

و قرأ تُرْجَعُونَ [الآية: 15] بفتح التاء و كسر الجيم يعقوب و سهل أبو جعفر همز (إسرائل) و مر أول البقرة خلاف الأزرق في مده و وقف حمزة عليه كهمزة النبوة لنافع.

و قرأ سَواءً مَحْياهُمْ [الآية: 21] بالنصب حمزة و حفص و الكسائي و خلف و تقدم بالحج و أمال محياهم الكسائي فقط و قلله الأزرق بخلفه و قرأ (أ فرأيت) بتسهيل الثانية نافع و أبو جعفر و للأزرق وجه آخر إبدالها ألفا خالصة مع إشباع المد لأجل الساكن بعدها و حذفها الكسائي و مر ما فيه بالأنعام و غيرها.

و اختلف في غِشاوَةٌ [الآية: 23] فحمزة و الكسائي و خلف بفتح الغين و سكون الشين بلا ألف (3) وافقهم الأعمش و عنه أيضا كسر الغين و الباقون بكسر الغين و فتح الشين و ألف بعدها لغتان بمعنى غطاء و قرأ (تذكّرون) بتخفيف الذال حفص و حمزة و الكسائي و خلف و مر حكم إمالة (الدنيا) غير مرة و عن الحسن (ما كان حجتهم) بالرفع اسم كان (و إلا أن قالوا) الخبر و الجمهور بالنصب على أنها الخبر و هو الراجح و قرأ (لا ريب) معا بالمد المتوسط حمزة بخلفه.

و اختلف في كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعى [الآية: 28] فيعقوب بنصب كل على البدل من كل أمة الأولى بدل نكرة موصوفة من مثلها و الباقون بالرفع على الابتداء و تدعى خبرها.

و أمال (تدعى و تتلى) حمزة و الكسائي و خلف و قللهما الأزرق بخلفه و أشم (قيل) هشام و الكسائي و رويس.

و اختلف في السَّاعَةُ [الآية: 32] فحمزة بالنصب عطفا على وعد اللّه وافقه الأعمش و الباقون بالرفع على الابتداء خبره لا ريب فيها أو عطفا على محل إن و اسمها أو على المرفوع في حق.

و أمال (و حاق) حمزة و مر حكم (يستهزءون) لأبي جعفر و غيره و أظهر ذال (اتخذتم) ابن كثير و حفص و رويس بخلفه و مر التنبيه على (هزوا) و قرأ (لا يخرجون) بفتح الياء و ضم الراء حمزة و الكسائي و خلف و مر بالأعراف (4).].

ص: 502


1- أي: (ليجزى). [أ].
2- أي: (لنجزي). [أ].
3- أي: (غشوة). [أ].
4- انظر الصفحة: (280). [أ].

سورة الأحقاف

سورة الأحقاف

مكية (1) قيل إلا قل أ رأيتم إن كان و فاصبر كما صبر الآيتين فبالمدينة و آيها ثلاثون و أربع في غير الكوفي و خمس فيه خلافا آية حم كوفي. (مشبه الفاصلة) اثنان عذاب الهون ما يوعدون. القراءات مر حكم إمالة (حم) و السكت عليها (2).

و قرأ (أ رأيتم) بتسهيل الثانية نافع و أبو جعفر و للأزرق أيضا إبدالها ألفا مع المد، و سهلها الكسائي و أبدل ورش و أبو عمرو بخلفه و أبو جعفر الهمزة الساكنة وصلا (من السموات ائتوني) ياء ساكنة أما في الابتداء فالكل بياء ساكنة بعد همزة الوصل مكسورة (3) و قرأ بمد (أنا إلا نذير قالون بخلفه و سهل إسرائل أبو جعفر و مر أول البقرة خلاف الأزرق في مده كوقف حمزة عليه.

و قرأ لِيُنْذِرَ [الآية: 12] بالخطاب للرسول عليه الصلاة و السلام نافع و ابن عامر و البزي بخلفه و أبو جعفر و يعقوب و هي رواية النقاش من طريق الشنبوذي و به قرأ الداني من طريق أبي ربيعة فإطلاق الخلاف في التيسير خروج عن طريقه كما في النشر و الباقون بالغيب و هي رواية الطبري و الفحام و الحمامي عن النقاش و ابن بنان بضم الباء و بالنون عن أبي ربيعة.

و قرأ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ [الآية: 13] بفتح الفاء بلا تنوين و ضم الهاء يعقوب.

و اختلف في إِحْساناً [الآية: 15] فعاصم و حمزة و الكسائي و خلف إِحْساناً بزيادة همزة مكسورة فحاء ساكنة و فتح السين و ألف بعدها مصدرا حذف عامله أي وصيناه أن يحسن إليهما إحسانا و قيل مفعول به على تضمين وصينا معنى ألزمنا فيتعدى لاثنين إحسانا ثانيهما وافقهم الأعمش و الباقون بضم الحاء و سكون السين بلا همز و لا ألف مفعولا به على تقدير مضاف و موصوف أي أمرا ذا حسن و اتفقوا على أن موضع العنكبوت كقفل و مواضع البقرة و النساء و الأنعام و الإسراء كإكرام.

و قرأ كَرْهاً [الآية: 15] بفتح الكاف نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر

ص: 503


1- انظر الإتقان للسيوطي: (1/ 25). [أ].
2- أي: (ح، م). [أ].
3- أي: (ايتوني). [أ].

و هشام بخلفه و الباقون بالضم لغتان بمعنى و قيل بالضم المشقة و بالفتح الغلبة و القهر و الضم لهشام من رواية الداجوني من جميع طرقه إلا المفسر و الفتح من رواية الحلواني من جميع طرقه و المفسر عن الداجوني و سبق بالنساء.

و اختلف في وَ فِصالُهُ [الآية: 8] فيعقوب بفتح الفاء و سكون الصاد بلا ألف (1) و عن الحسن بضم الفاء و ألف بعد الصاد (2) و الباقون كذلك لكن مع كسر الفاء قيل هما مصدران كالعظم و العظام و فتح ياء الإضافة من (أوزعني أن) ورش من طريق الأزرق و البزي.

و أمال (ترضيه) حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه.

و اختلف في نَتَقَبَّلُ، و نَتَجاوَزُ أَحْسَنَ [الآية: 16] فنافع و ابن كثير و أبو عمرو و ابن عامر و أبو بكر و أبو جعفر و يعقوب بياء مضمومة في الفعلين (3) على البناء للمفعول و رفع أَحْسَنَ على النيابة وافقهم ابن محيصن و الحسن و اليزيدي و عن المطوعي فتح الياء من تحت و أحسن بالنصب، و الباقون بالنون المفتوحة فيهما مبنيين للفاعل، و أحسن بالنصب على المفعول به.

و قرأ أُفٍّ [الآية: 17] بالكسر للفاء منونة نافع و حفص و أبو جعفر و قرأ ابن كثير و ابن عامر و يعقوب بفتح الفاء بلا تنوين و الباقون بكسرها بلا تنوين و مر بالإسراء (4).

و اختلف في أَ تَعِدانِنِي [الآية: 17] فهشام بنون واحدة مشددة على إدغام نون الرفع في نون الوقاية (5) وافقه الحسن و ابن محيصن بخلفه و الباقون بنونين مكسورتين خفيفتين نون الرفع فنون الوقاية و مر ذلك في الإدغام و فتح ياؤها نافع و ابن كثير و أبو جعفر و عن الحسن و الأعمش (أن أخرج) بالبناء للفاعل.

و اختلف في وَ لِيُوَفِّيَهُمْ [الآية: 19] فابن كثير و أبو عمرو و الحلواني عن هشام و عاصم و يعقوب بالياء من تحت وافقهم الحسن و اليزيدي و ابن محيصن و الباقون بنون العظمة و هي رواية الداجوني عن هشام.

و قرأ أَذْهَبْتُمْ [الآية: 20] بهمزة واحدة على الخبر أي فيقال لهم أذهبتم أو على الاستفهام الساقط أداته نافع و أبو عمرو و عاصم و حمزة و الكسائي و خلف و قرأ ابن كثير و الداجوني عن هشام من طريق النهرواني و رويس بهمزتين محققة فمسهلة مع عدم الفصل و الثاني لهشام من طريق ابن عبدان عن الحلواني التسهيل مع الفصل و به قرأ أبو جعفر و الثالث لهشام التحقيق مع الفصل طريق المفسر و قرأ ابن ذكوان و روح بتحقيقهما بلا].

ص: 504


1- أي: (و فصله ...). [أ].
2- أي: (فصاله). [أ].
3- أي: (يتقبّل، و يتجاوز). [أ].
4- انظر الصفحة: (355). [أ].
5- أي: (أ تعدانّي ...). [أ].

فصل و عن الحسن بهمزة واحدة مع المد للساكنين و فتح (إني أخاف) نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و قرأ أبو عمرو (أبلغكم) بسكون الباء الموحدة و تخفيف اللام كما مر بالأعراف و فتح ياء (و لكني أراكم) نافع و البزي و أبو عمرو و أبو جعفر.

و اختلف في لا يُرى إِلَّا مَساكِنُهُمْ [الآية: 25] فعاصم و حمزة و يعقوب و خلف بياء من تحت مضمومة بالبناء للمفعول مساكنهم بالرفع نائب الفاعل وافقهم الأعمش و بالإمالة حمزة و خلف على أصلهما و عن الحسن بضم التاء من فوق (1) مبنيا للمفعول مَساكِنِهِمْ بالرفع و عن المطوعي يَرَى كعاصم مسكنهم بالتوحيد و الرفع و الباقون بفتح التاء مَساكِنِهِمْ بالنصب مفعولا به و أبو عمرو و الكسائي و ابن ذكوان من طريق الصوري بالإمالة و بالصغرى الأزرق.

و أمال (و حاق) حمزة و أدغم لام (بل ضلوا) الكسائي وحده و أدغم ذال (و إذ صرفنا) أبو عمرو و هشام و خلاد و الكسائي و نقل (القران) ابن كثير.

و قرأ (أولياء أولئك) بتسهيل الأولى كالواو قالون و البزي مع المد و القصر و سهل الثانية كالواو ورش و قنبل من طريق ابن مجاهد و أبو جعفر و رويس بخلفه و للأزرق أيضا إبدالها واوا و لا يجوز له حينئذ المد كما يجوز له في نحو آمن لعروض حرف المد بالإبدال و ضعف السبب لتقدمه على الشرط كما حقق في النشر و هذا الوجه هو الثاني لقنبل و الثالث له إسقاط الأولى مع المد و القصر و به قرأ أبو عمرو و رويس في وجهه الثاني و الباقون بتحقيقهما و عن الحسن يعي بكسر الياء الثانية و الجمهور على فتحها مضارع عيي يعيا بالفتح فلما دخل الجازم حذف الألف و قرأ يعقوب (بقادر) يقدر بياء مثناة تحت مفتوحة و إسكان القاف بلا ألف و ضم الراء و سبق بيس.

و أمال (بلى) أبو بكر بخلفه و حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه و مثله أبو عمرو من روايتيه على ما صححه في النشر و إن قصر الخلف في الطيبة على الدوري و عن الحسن (بلاغا) بالنصب على المصدر و الجمهور بالرفع خبر محذوف أي تلك الساعة بلاغ و عنه أيضا (يهلك) بضم الياء و كسر اللام و الفاعل اللّه تعالى و عن ابن محيصن فتح الياء و كسر اللام من هلك يهلك كيضرب و الجمهور بضم الياء و فتح اللام مبنيا للمفعول.

المرسوم في مصحف الكوفي إحسانا بألف قبل الحاء و أخرى بعد السين و في غيره حسنا بحذفهما و كتبوا أثرة من علم بحذف الألف و كذا بقدر. ياءات الإضافة أربع أَوْزِعْنِي أَنْ [الآية: 15]، إِنِّي أَخافُ [الآية: 21]، وَ لكِنِّي أَراكُمْ [الآية:

23]، أَ تَعِدانِنِي أَنْ [الآية: 17].].

ص: 505


1- أي: (ترى). [أ].

سورة محمد صلّى اللّه عليه و سلّم

سورة محمد صلّى اللّه عليه و سلّم (1)

مدنية (2) عند الأكثر قيل إلا آية و كأين من قرية و قيل مكية و آيها ثلاثون و ثمان كوفي و تسع حجازي و دمشقي و أربعون بصري و حمصي خلافها سبع أوزارها غير كوفي و حمصي فضرب الرقاب. فشدوا الوثاق لانتصر منهم حمصي و ترك بالهم و يثبت أقدامكم و للشاربين بصري معه. (مشبه الفاصلة) سبعة ينصركم فتعسا لهم. الذين من قبلهم. دمر اللّه عليهم. قال آنفا. لأريناكهم. بسيماهم. القراءات عن ابن محيصن (و إما فداء) بغير مد و لا همزة و رويت عن ابن كثير في رواية شبل عنه لغة فيه.

و اختلف في وَ الَّذِينَ قُتِلُوا [الآية: 4] فأبو عمرو و حفص و يعقوب بضم القاف و كسر التاء بلا ألف مبنيا للمفعول و عن الحسن بفتح القاف و تشديد التاء بلا ألف (3) و الباقون قاتلوا بفتح القاف و تخفيف التاء و ألف بينهما من المفاعلة قيل نزلت في قتلى أحد و عن ابن محيصن (عرّفها) بتخفيف الراء و الجمهور بتشديدها من التعريف ضد الجهل.

و أمال (الكافرين) أبو عمرو و ابن ذكوان بخلفه و الدوري و الكسائي و رويس و قللهما الأزرق.

و أمال (لا مولى لهم) حمزة و الكسائي و خلف و قللها الأزرق بخلفه و كذا (مثوى) وقفا.

و قرأ (و كائن) بألف ممدودة بعد الكاف ثم همزة مكسورة ابن كثير و كذا أبو جعفر لكن مع التسهيل بالمد و القصر كما مر بآل عمران مع حكم الوقف عليه.

و اختلف في آسِنٍ [الآية: 15] فابن كثير بغير مد بعد الهمزة صفة مشبهة من أسن الماء بالكسر كحذر يأسن فهو آسن كحذر تغير وافقه ابن محيصن بخلفه و الباقون بالمد على وزن ضارب آسن فاعل من آسن الماء بالفتح يأسن بالكسر و الضم أسونا و أمال مصفى وقفا حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه و اختلف في آنفا فالبزي من قراءة الداني على أبي الفتح عن السامري عن أصحابه عن أبي ربيعة بقصر الهمزة قال في النشر

ص: 506


1- و ذكرها في النشر باسم (سورة القتال). [أ].
2- انظر الإتقان للإمام السيوطي: (1/ 25). [أ].
3- أي: (قتّلوا). [أ].

و قد انفرد بذلك أبو الفتح فكل أصحاب السامري لم يذكروا القصر عن البزي ثم قال و على تقدير أن يكونوا رووا القصر فلم يكونوا من طرق التيسير فلا وجه لإدخال هذا الوجه في طرق الشاطبية و التيسير نعم روى سبط الخياط القصر من طريق النقاش عن أبي ربيعة عن البزي و رواه ابن سوار عن ابن فرح عن البزي و رواه ابن مجاهد عن نص عن البزي وافقه ابن محيصن بخلفه و روى ابن الحباب و سائر أصحاب البزي عنه المد و به قرأ الباقون و هما لغتان بمعنى الساعة كحاذر و حذر إلا أنه لم يستعمل أنهما فعل مجرد بل المستعمل ايتنف يأتنف و استأنف يستأنف قال الجعبري روي أن المنافقين كانوا يحضرون خطبة النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أو مجلسه فإذا خرجوا قالوا للصحابة رضي اللّه تعالى عنهم أي شي ء قال محمد في الساعة المتقدمة استهزاء و إيذانا أنهم يحضرون و قلوبهم غائبة لاهية عن قوله فعاقبهم اللّه بالطبع عليها فلن يهتدوا إذا أبدا.

و أمال (زادهم) حمزة و هشام من طريق الداجوني و ابن ذكوان من طريق الصوري و النقاش عن الأخفش.

و أمال (و آتاهم تقواهم) و (و هدى) وقفا حمزة و الكسائي و خلف و بالفتح و الصغرى الأزرق و كذا أبو عمرو في تقويهم بالفتح و الصغرى كالأزرق و أما (جاء أشراطها) من حيث الهمزتان فمر غير مرة نحو تلقاء أصحاب بالأعراف (1).

و أمال (فأنّى) حمزة و الكسائي و خلف و قللها الأزرق و الدوري عن أبي عمرو بخلفهما و أدغم التاء من نزلت سورة (فإذا أنزلت سورة) أبو عمرو و هشام بخلفه و حمزة و الكسائي و خلف.

و قرأ عَسَيْتُمْ [الآية: 22] بكسر السين نافع و مر بالبقرة.

و اختلف في إِنْ تَوَلَّيْتُمْ [الآية: 22] فرويس بضم التاء و الواو و كسر اللام مبنيا للمفعول أي و إن وليتم أمور الناس و رويت عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و بها قرأ علي رضي اللّه عنه و الباقون بالفتح فيهن (2) إما بمعنى الأول أو من الإعراض.

و اختلف في وَ تُقَطِّعُوا [الآية: 22] و يعقوب بفتح التاء و سكون القاف و فتح الطاء مخففة (3) وافقه ابن محيصن و الباقون بضم التاء و فتح القاف و كسر الطاء مشددة على التكثير.

و أمال (و أعمى) حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه و نقل (القران) ابن كثير.

و اختلف في وَ أَمْلى لَهُمْ [الآية: 25] فأبو عمرو بضم الهمزة و كسر اللام و فتح الياء (4) مبنيا للمفعول و نائب الفاعل لهم و قيل ضمير الشيطان و قرأ يعقوب كذلك لكنه سكن الياء مضارعا أي و أملي أنا لهم أو ماضيا سكنت ياؤه تخفيفا وافقه المطوعي ].

ص: 507


1- انظر الصفحة: (280). [أ].
2- أي: (تولّيتم). [أ].
3- أي: (و تقطعوا). [أ].
4- أي: (و أملي). [أ].

و الباقون بفتح الهمزة و اللام و بالألف مبنيا للفاعل ضمير الشيطان و قيل للباري تعالى.

و اختلف في إِسْرارَهُمْ [الآية: 26] فحفص و حمزة و الكسائي و خلف بكسر الهمزة مصدر أسر وافقهم الأعمش و الباقون بالهمزة المفتوحة جمع سر و عن المطوعي (توفيهم) بالتذكير بلا تاء و قرأ (رضوانه) بضم الراء أبو بكر.

و اختلف في وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ، نَبْلُوَا [الآية: 31] فأبو بكر بالياء التحتية في الثلاثة و الباقون بنون العظمة و اختلف في نبلو فرويس بإسكان الواو تخفيفا أو بتقدير و نحن نبلو و انفرد به ابن مهران عن روح و الباقون بفتحها عطفا على ما قبله.

و قرأ السَّلْمِ [الآية: 35] بكسر السين أبو بكر و حمزة و خلف و مر بالبقرة (1) و عن ابن محيصن (و يخرج) بفتح الياء و ضم الراء (أضغانكم) بالرفع فاعلا و أما (ها أنتم) فمن ذكرها غير مرة و حاصل ما في النشر و غيره كما لخصه شيخنا رحمه اللّه تعالى أن القراء فيه على مذاهب فقالون و أبو عمرو و أبو جعفر هانتم بإثبات ألف بعد الهاء ثم همزة مسهلة فيصير مدا منفصلا عندهم ففيه القصر لكلهم و المد لمن يمد منهم كقالون و أبي عمرو و يتحصل من ها أنتم هؤلاء من جمع المدين المنفصلين ثلاثة أوجه قصرهما ثم قصر هأنتم و مد هؤلاء لتغير سبب المد في هأنتم ثم مدهما بناء على إجراء المسهلة مجرى المخففة و الأزرق من طرق كتابنا كالنشر ثلاثة أوجه حذف الألفين مع همزة مسهلة على وزن فعلتم و الثاني إبدال الهمزة ألفا بعد الهاء فتمد مدا مشبعا مثل أنذرتهم في أحد وجهيه و يوافقنا في هذين الشاطبي رحمه اللّه تعالى و الثالث إثبات الألف مع الهمزة المسهلة كقالون و حينئذ المد المشبع و القصر لتغيير الهمزة كما مر و للأصبهاني وجهان حذف الألف مع تسهيل الهمزة و إثباتها كذلك و يجي ء على الثاني المد و القصر كما مر للأزرق و قرأ البزي بإثبات الألف ثم همزة محققة مع القصر مثل ها أنتم و قرأ قنبل بوجهين أحدهما من طرق الكتاب كالنشر كالبزي و الثاني من الطرق المذكورة كالشاطبية بحذفها مع همزة محققة مثل فعلتم و الباقون و هم ابن عامر و عاصم و حمزة و الكسائي و خلف و يعقوب بتخفيف الهمزة مع الألف و هم على مراتبهم في المنفصل من القصر و المد و أما ما زاده الشاطبي رحمه اللّه تعالى بناء على أن الهاء مبدلة من همزة لابن عامر و من معه من جواز القصر لأن الألف حينئذ للفصل فيصير عنده في ها أنتم هؤلاء لمن ذكر القصر في هانتم مع المد على مراتبهم في هؤلاء ثم المد فيها كذلك فتعقبه في النشر كما مر بأنه مصادم للأصول مخالف للأداء و يوقف عليها لحمزة بالتحقيق و التسهيل بين بين مع المد و القصر لأنه متوسط بزائد و مر الوقف على هؤلاء (2).].

ص: 508


1- انظر الصفحة: (166). [أ].
2- و لا يوجد فيها شي ء من الياءات. [أ].

سورة الفتح

سورة الفتح

مدنية (1) و الصحيح أنها نزلت بالطريق من صرفه صلّى اللّه عليه و سلّم من الحديبية سنة ست و لذا عدت في المدني و آيها عشرون و تسع. مشبه الفاصلة خمس بأس شديد. أو يسلمون.

آمنين مقصرين لا تخافون. القراءات قرأ صِراطاً مُسْتَقِيماً (2) [الآية: 2] بالسين قنبل بخلفه و رويس (و أشم) الصاد زاء خلف عن حمزة و هي لغة قيس.

و قرأ دائِرَةُ السَّوْءِ [الآية: 6] بضم السين ابن كثير و أبو عمرو و خرج ظن السوء الأول و الثالث المتفق على فتحهما و مر بالتوبة مع وقف حمزة عليه و الأزرق على أصله من الإشباع و التوسط.

و اختلف في قراءة لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ تُعَزِّرُوهُ وَ تُوَقِّرُوهُ وَ تُسَبِّحُوهُ [الآية: 9] فابن كثير و أبو عمرو بالياء من تحت في الأربعة وافقهما ابن محيصن و اليزيدي و الحسن و الباقون بالخطاب.

و قرأ عَلَيْهُ اللَّهَ [الآية: 10] بضم الهاء حفص كما في هاء الكناية (3) و يتبعه تفخيم لام الجلالة.

و اختلف في فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً [الآية: 10] فأبو عمرو و عاصم و حمزة و الكسائي و رويس و خلف بالياء من تحت و انفرد بذلك ابن مهران عن روح وافقهم اليزيدي و الباقون بنون العظمة (4).

و اختلف في ضَرًّا [الآية: 11] فحمزة و الكسائي و خلف بضم الضاد وافقهم الأعمش و الباقون بفتحها لغتان كالضعف و الضعف و أدغم الكسائي لام بَلْ ظَنَنْتُمْ و اختلف عن هشام و صوب في النشر عنه بالإدغام و قال إنه الذي عليه الجمهور.

و اختلف في مدّ كَلامَ اللَّهِ [الآية: 15] فحمزة و الكسائي و خلف بكسر اللام بلا ألف جمع كلمة (5) اسم جنس وافقهم الأعمش و الباقون بفتح اللام و ألف بعدها على جعله اسما للجملة و أدغم لام (بل تحسدوننا) حمزة و الكسائي و هشام في المشهور عنه.

ص: 509


1- انظر الإتقان للسيوطي: (2/ 1275). [أ].
2- أي: (سراطا). [أ].
3- انظر الصفحة: (49). [أ].
4- أي: (فسنؤتيه). [أ].
5- أي: (كلم). [أ].

و قرأ يُدْخِلْهُ [الآية: 17]، و نعذبه [الآية: 17] بنون العظمة نافع و ابن عامر و أبو جعفر و مر بالنساء و عن الحسن (وَ أَثابَهُمْ فَتْحاً) و أتاهم بمد الهمزة و تاء مثناة فوقية بلا باء من الإيتاء و الجمهور من الإثابة و تقدم حكم صراطا آنفا و وقف على (سنت) بالهاء (1) ابن كثير و أبو عمرو و الكسائي و يعقوب.

و اختلف في بِما تَعْمَلُونَ بَصِيراً [الآية: 24] فأبو عمرو بالياء على الغيب و الباقون بالخطاب.

و قرأ تَطَؤُهُمْ [الآية: 25] بحذف الهمزة أبو جعفر (2) و يوقف به لحمزة كما نقله صاحب النشر عن نص الهذلي و غيره و القياس بين بين فهما وجهان و أدغم ذال (إِذْ جَعَلَ) أبو عمرو و هشام و دال (لَقَدْ صَدَقَ) أبو عمرو و هشام و حمزة و الكسائي و خلف و أبدل همز (الرويا) واوا ساكنة الأصبهاني عن ورش و أبو عمرو بخلفه و كذا أبو جعفر لكنه يقلب الواو ياء و يدغمها في الياء بعدها و قول الأصل و لم يبدلها يعني همزة الرؤيا ورش من طريقيه ليس كذلك بل يبدلها من طريق الأصبهاني من غير خلاف كما تقرر هنا و الصافات و الإسراء و يوسف و أمالها الكسائي و قللها الأزرق و أبو عمرو بخلفهما و يوقف عليه لحمزة بالإبدال واوا ساكنة على القياسي و بياء مشددة كقراءة أبي جعفر و نقل في النشر جوازه عن الهذلي و غيره لكن قال إن الإظهار أولى و أقيس و عليه أكثر أهل الأداء و يوقف له على (رءوسكم) بالتسهيل بين بين على القياس و بالحذف قاله في النشر و هو الأولى عند الآخذين باتباع الرسم و عن الحسن (أَشِدَّاءُ) و (رُحَماءُ) بالنصب على المدح أو الحال من الضمير المستكن في معه لوقوعه صلة و خبر المبتدأ و حينئذ تراهم و ركعا سجدا حالان لأن الرؤية بصرية.

و قرأ (رضوان) بضم الراء أبو بكر.

و أمال (سِيماهُمْ) حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق و أبو عمرو بخلفهما و عن الحسن (آثار) بالجمع و مر حكم إمالة (التَّوْراةِ) في بابها و أول آل عمران و عن الحسن (الْإِنْجِيلِ) بفتح الهمزة و قرأ بالنقل ورش كحمزة وقفا و له السكت في الحالين كعدمه وصلا و ورد أيضا عن ابن ذكوان و حفص و إدريس بخلفهم.

و اختلف في شَطْأَهُ [الآية: 29] فابن كثير و ابن ذكوان بفتح الطاء وافقهما ابن محيصن من المفردة و الباقون بإسكانها و هما أختان كالسمع و السمع يقال أشطأ الزرع أي أخرج فراخه و هو سنبل يخرج حول السنبلة الأصلية و شط الشجر أغصانها و يوقف عليه لحمزة بالنقل فقط.

و اختلف في فَآزَرَهُ [الآية: 29] فابن ذكوان و هشام من طريق الداجوني بقصر].

ص: 510


1- أي: (سنّة). [أ].
2- الباقون: (تطؤوهم). [أ].

الهمزة و الباقون بالمد لغتان و وزن المقصور فعله و الممدود أفعله عند الأخفش و فاعله عند غيره لكن قال في الدر غلّطوا من قال إنه فاعل بأنه لم يسمع توازر بل توزر و يوقف عليه لحمزة بالتحقيق و التسهيل بين بين لأنه متوسط بغيره.

و أمال (فاستوى) حمزة و الكسائي و خلف وافقهم الأعمش و بالفتح و الصغرى الأزرق.

و قرأ سُوقِهِ [الآية: 29] بالهمز قنبل و روى له زيادة واو بعد الهمزة كما بين في النمل و ضم الهاء و الميم من (بِهِمُ الْكُفَّارَ) حمزة و الكسائي و خلف وصلا و كسرهما أبو عمرو و يعقوب و كسر الهاء و ضم الميم الباقون.

المرسوم نافع كغيره بما عهدوا بحذف الألف تخفيفا و اتفقوا على الألف في سِيماهُمْ (1).].

ص: 511


1- و ليس فيها شي ء من الياءات. [أ].

سورة الحجرات

سورة الحجرات

مدنية (1)، و آيها ثماني عشر. القراءات اختلف في لا تُقَدِّمُوا [الآية: 1] فيعقوب بفتح التاء فوق و الدال (2) و الأصل لا تقدموا حذف إحدى التاءين و الباقون بضم التاء و كسر الدال على أنه متعد و حذف مفعوله إما اقتصار نحو يعطي و يمنع و كلوا و اشربوا و إما اختصارا للدلالة عليه أي لا تقدموا ما لا يصلح أو أمرا أي لا تقطعوا أمرا قبل أن يحكم به و قيل المراد بين يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و ذكر اللّه تعظيما له و إشعارا بأنه من اللّه بمكان يوجب إجلاله قال السمين و يحتمل أن يكون الفعل لازما نحو وجه و توجه و أشار إليه البيضاوي و قال و منه مقدمة الجيش لمتقدميهم.

و اختلف في الْحُجُراتِ [الآية: 4] فأبو جعفر بفتح الجيم و الباقون بضمها لغتان في جمع حجرة و هي القطعة من الأرض المحجورة بحائط و مر ضم هاء (إِلَيْهِمْ) لحمزة و يعقوب.

و قرأ فَتَبَيَّنُوا [الآية: 6] بثاء مثلثة فموحدة ثم مثناة فوقية حمزة و الكسائي و خلف و الباقون بموحدة ثم مثناة تحتية فنون (3) من البيان و ذكر بالنساء و سهل الثانية كالياء من تفي ء إلى نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و رويس.

و اختلف في بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ [الآية: 10] فيعقوب إخوتكم بكسر الهمزة و سكون الخاء و تاء مثناة من فوق مكسورة بالإضافة و عن الحسن بكسر الهمزة و سكون الخاء و ألف بعد الواو ثم نون بدل الياء جمعا على فعلان و الباقون بفتح الهمزة و الخاء و ياء ساكنة بعد الواو تثنية أخ و خص الاثنين بالذكر لأنهما أقل من يقع بينهما الشقاق.

و أمال (عسى) حمزة و الكسائي و خلف و قللهما الأزرق و الدوري عن أبي عمرو بخلفهما.

و قرأ وَ لا تَلْمِزُوا [الآية: 11] بضم الميم يعقوب وافقه الحسن و كسرها الباقون لغتان في المضارع كما مر بالتوبة و تقدم في النقل التنبيه على الابتداء بالاسم من بِئْسَ الِاسْمُ من جواز الإتيان بالهمز الأول و حذفه كالمنقول و ترجيح الأول و أدغم الياء في

ص: 512


1- انظر الإتقان للسيوطي: (2/ 1275). [أ].
2- أي: (لا تقدّموا). [أ].
3- أي: (فتبيّنوا). [أ].

الفاء من قوله (يَتُبْ فَأُولئِكَ) أبو عمرو و الكسائي و هشام و خلاد بخلفهما و مر تفصيله و قرأ البزي بخلفه (و لا تنابزوا و لا تّجسسوا لتّعارفوا) بتشديد التاء في الثلاثة وصلا و عن الحسن و لا تحسسوا بالحاء المهملة من الحس الذي هو أثر الحس و غايته و قرأ (ميّتا) بتشديد الياء نافع و أبو جعفر و رويس و مر بالبقرة (1).

و أمال أَتْقاكُمْ حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه.

و اختلف في لا يَلِتْكُمْ [الآية: 14] فأبو عمرو و يعقوب بهمزة ساكنة بعد الياء و قبل اللام (2) وافقهما اليزيدي و الحسن و يبدلها أبو عمرو بخلفه على أصله وافقه اليزيدي من ألته بالفتح يألته بالكسر كصدف يصدق لغة غطفان و الباقون بكسر اللام من غير همز من لاته يليته كباعه يبيعه لغة الحجاز و عليها صريح الرسم.

و اختلف في بِما تَعْمَلُونَ فابن كثير بالياء من تحت وافقه ابن محيصن و الباقون بالتاء من فوق (3).].

ص: 513


1- انظر الصفحة: (166). [أ].
2- أي: (لا يألتكم). [أ].
3- و ليس فيها شي ء من الياءات. [أ].

سورة ق

سورة ق

مكية و آيها خمس و أربعون. مشبه الفاصلة ثلاثة ق للعباد عليهم بجبار و عكسه موضعان و ثمود و إخوان لوط. القراءات عن الحسن قاف بكسر الفاء بلا تنوين على الجر بحرف قسم مقدر.

و قرأ (أئذا) بتسهيل الثانية كالياء مع الفصل قالون و أبو عمرو و أبو جعفر و بلا فصل ورش و ابن كثير و رويس و لهشام وجهان أحدهما التحقيق مع الفصل و الثاني التحقيق مع القصر و به قرأ الباقون و عن الأعمش بهمزة واحدة و كسر ميم متنا نافع و حفص و حمزة و الكسائي و خلف.

و قرأ مَيْتاً [الآية: 11] بالتشديد أبو جعفر و مر بالبقرة و أثبت الياء في وعيد وصلا ورش و في الحالين يعقوب و لا خلاف في الأيكة هنا أنها بأل إنما الخلاف في الشعراء و ص كما مر و أدغم تاء (وَ جاءَتْ سَكْرَةُ) أبو عمرو و هشام من طريق الداجوني و ابن عبدان عن الحلواني و حمزة و الكسائي و خلف و عن الحسن (الصُّورِ) بفتح الواو و عنه الفاء بهمزة مكسورة و بألف ممدودة بعد القاف و همزة منصوبة منونة مصدر ألقى و اختلف في نقول فنافع و أبو بكر بالياء من تحت و الضمير للّه تعالى و عن الحسن يقال بياء مضمومة و بألف بعد القاف مبنيا للمفعول و الباقون بنون العظمة.

و قرأ ما تُوعَدُونَ [الآية: 32] بالياء من تحت ابن كثير و مر بص (1) و كسر تنوين من (مُنِيبٍ ادْخُلُوها) أبو عمرو و قنبل و ابن ذكوان بخلفهما المفصل في البقرة و عاصم و حمزة و يعقوب و عن الحسن (فَنَقَّبُوا) بكسر القاف أمرا لأهل مكة بذلك.

و اختلف في وَ أَدْبارَ السُّجُودِ [الآية: 41] فنافع و ابن كثير و حمزة و أبو جعفر و خلف بكسر الهمزة على أنه مصدر أدبر مضى و نصب على الظرفية بتقدير زمان أي وقت انقضاء السجود وافقهم ابن محيصن و الأعمش و الباقون بفتحها جمع دبر و هو آخر الصلاة و عقبها و جمع باعتبار تعدد السجود و خرج بقيد السجود الطور المتفق على كسره إلا ما يأتي عن المطوعي إن شاء اللّه تعالى و وقف على (يناد) بثبوت الياء

ص: 514


1- انظر الصفحة: (476). [أ].

ابن كثير بخلفه و يعقوب على الأصل و وقف الباقون بحذفها للرسم و تقدم في الوقف على المرسوم و أثبت الياء في (المنادي) وصلا نافع و أبو عمرو و أبو جعفر و في الحالين ابن كثير و يعقوب.

و قرأ يَوْمَ تَشَقَّقُ [الآية: 44] بتخفيف الشين أبو عمرو و عاصم و حمزة و الكسائي و خلف (1) و مر بالفرقان (2) و أثبت الياء في (وعيد) وصلا ورش و في الحالين يعقوب. زوائدها ثلاث وَعِيدِ [الآية: 45] معا الْمُنادِ [الآية: 41].].

ص: 515


1- الباقون: (تشّقّق). [أ].
2- انظر الصفحة: (415). [أ].

سورة الذاريات

سورة الذاريات

مكية (1) و آيها ستون إجماعا. القراءات أدغم تاء (و الذاريات ذروا) أبو عمرو بخلفه و حمزة و كذا يعقوب من المصباح كما مر.

و قرأ يُسْراً [الآية: 3] بضم السين أبو جعفر بخلف عن ابن وردان و مر بالبقرة و عن الحسن (الْحُبُكِ) بكسر الحاء و الباء و رويت عن أبي عمرو و هو اسم مفرد لا جمع لأن فعل ليس من أبنية الجموع فينبغي أن تعد مع إبل فيما جاء على فعل بكسر الفاء و العين و عن المطوعي (أَيَّانَ) بكسر الهمزة و كسر عين (عُيُونٍ) ابن كثير و ابن ذكوان و أبو بكر و حمزة و الكسائي و مر بالبقرة.

و أمال (ما أتاهم) حمزة و الكسائي و خلف و مر للأزرق في نظيرها خمس طرق بالنظر إلى تثليث مد البدل و تقليل الألف المنقلبة عن الياء و فتحها الأولى قصر البدل مع فتح الألف الثانية التوسط مع الفتح الثالثة المد مع الفتح الرابعة المد مع التقليل الخامسة التوسط مع التقليل و مر في الإمالة تفصيل الطرق و عن ابن محيصن من المبهج من رواية البزي (و في السماء رازقكم) اسم فاعل و هو نظير ينزل ربنا إلى سماء الدنيا الحديث فلا ينافي في تعاليه سبحانه عن الجهة و عنه من رواية غير البزي من المفردة أرزاقكم جمع رزق.

و اختلف في مِثْلَ ما [الآية: 23] فأبو بكر و حمزة و الكسائي و خلف بالرفع صفة لحق و لا يضر تقدير إضافتها إلى معرفة لأنها لا تتعرف بذلك لإبهامها أو خبر ثان أو أنه مع ما قبله خبر واحد نحو هذا حلو حامض وافقهم الأعمش و الباقون بالنصب على الحال من المستكن في لحق لأنه من المصادر التي لا توصف و العامل فيها حق أو الوصف لمصدر محذوف أي لأنه لحق حقا مثل نطقكم و قيل هو نعت لحق و بني على الفتح لإضافته إلى غير متمكن و هو ما إن كانت بمعنى شي ء و إن و ما في حيزها إن جعلت مزيدة للتأكيد.

و قرأ إِبْراهِيمَ [الآية: 24] بالألف ابن عامر بخلف عن ابن ذكوان و أدغم ذال

ص: 516


1- انظر الإتقان للسيوطي: (2/ 1275). [أ].

(إِذْ دَخَلُوا أبو عمرو و هشام و ابن ذكوان من طريق الأخفش و حمزة و الكسائي و خلف و قرأ سلام بكسر السين و سكون اللام بلا ألف حمزة و الكسائي و الباقون سلام بفتح السين و اللام و ألف و مر بهود و كسر الهاء و الميم من (عليهم الريح) وصلا أبو عمرو و ضمهما كذلك حمزة و الكسائي و يعقوب و خلف و كسر الهاء و ضم الميم الباقون و ضم الهاء وقفا حمزة و يعقوب و أشم القاف من (قيل) هشام و الكسائي و رويس.

و اختلف في الصَّاعِقَةُ [الآية: 44] فالكسائي بحذف الألف و سكون العين على إرادة الصوت الذي يصحب الصاعقة وافقه ابن محيصن بخلف عنه و عن الحسن الصواعق بتقديم القاف على العين و الباقون بالألف بعد الصاد و كسر العين (1) على إرادة النار النازلة من السماء للعقوبة.

و اختلف في وَ قَوْمَ نُوحٍ [الآية: 46] فأبو عمرو و حمزة و الكسائي و خلف بجر الميم عطفا على الهاء في و تركنا فيها آية كالتوابع أو على أحدها و جعل في الأصل عطفه على ثمود أولى لقربه وافقهم اليزيدي و الحسن و الأعمش و ابن محيصن بخلفه و الباقون بنصبها أي أهلكنا قوم نوح لأن ما قبله يدل عليه أو اذكر و يجوز أن يكون عطفا على مفعول فأخذناه أو على معنى فأخذتهم أي فأهلكناهم و أهلكنا قوم نوح و يوقف لحمزة على (باييد) بوجهين التخفيف و التسهيل بإبدال الهمزة ياء مفتوحة لأنه متوسط بزائد.

و قرأ تَذَكَّرُونَ [الآية: 49] بتخفيف الدال حفص و حمزة و الكسائي و خلف.

و أمال ما أَتَى [الآية: 52] وقفا حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه و أثبت الياء في (لِيَعْبُدُونِ) في الحالين يعقوب و عن ابن محيصن بخلفه (هو الرازق) بوزن فاعل و أثبت الياء في (يُطْعِمُونِ) في الحالين يعقوب و عن الأعمش (الْمَتِينُ) بالجر صفة للقوة و ذكر الوصف للتأنيث غير حقيقي و قيل إنها في معنى الأيد و الجمهور بالرفع صفة للرزاق و أثبت الياء في (فلا يستعجلونك) في الحالين يعقوب.

المرسوم اتفقوا على كتابة بنيناها بأييد بياءين قبل الدال و على قطع يوم هم على النار يفتنون. زوائدها ثلاث لِيَعْبُدُونِ [الآية: 56] أَنْ يُطْعِمُونِ [الآية: 57] فَلا يَسْتَعْجِلُونِ [الآية: 59].].

ص: 517


1- أي: (الصّاعقة). [أ].

سورة الطور

سورة الطور

مكية (1) و آيها أربع و سبع حجازي و ثمان بصري و تسع كوفي و شامي خلافها اثنان و الطور عراقي و شامي جهتم دعا كوفي و شامي. مشبه الفاصلة موضعان (يدعون، سرر، موصوفة) و عكسه ثلاث (لواقع و لكم البنون) حين تقوم.

القراءات قرأ فاكِهِينَ [الآية: 18] بلا ألف بعد الفاء أبو جعفر كما مر (بيس) و حذف همز (مُتَّكِئِينَ) أبو جعفر و وقف عليه حمزة بالتسهيل كالياء (2) و بالحذف للرسم و أما الإبدال فضعيف.

و اختلف في وَ اتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ [الآية: 21] فنافع و أبو جعفر و اتبعتهم بوصل الهمزة و تشديد التاء و فتح العين بعدهما تاء فوقية ساكنة ذريتهم الأول بالتوحيد و ضم التاء رفعا على الفاعلية و الثاني بالجمع و كسر التاء نصبا (3) مفعولا ثانيا و قرأ ابن كثير و عاصم و حمزة و الكسائي و خلف كذلك إلا أنهم قرءوا بالتوحيد في ذريتهم الثاني كالأول مع نصب التاء مفعولا أيضا وافقهم ابن محيصن و الأعمش لكن المطوعي عنه بكسر الذال فيهما و قرأ ابن عامر و يعقوب اتَّبَعَتْهُمْ كذلك ذرياتهم كلاهما بالجمع مع رفع الأول على ما مر و نصب الثاني بالكسر مفعولا ثانيا كما مر وافقهما الحسن و قرأ أبو عمرو و أتبعناهم بقطع الهمزة مفتوحة و إسكان التاء و العين و نون فألف بعدها ذرياتهم بالجمع فيهما مع كسر التاء نصبا على المفعولية كما مر وافقه اليزيدي.

و اختلف في أَلَتْناهُمْ [الآية: 21] فابن كثير بكسر اللام من ألت يالت كعلم يعلم وافقه ابن محيصن و اختلف عن قنبل في حذف الهمزة فروى ابن شنبوذ عنه إسقاط الهمزة و اللفظ بلام مكسورة كبعناهم يقال لاته يليته كباعه يبيعه و هي رواية الحلواني عن القواس وافقه الحسن و روى ابن مجاهد عنه إثباتها كالبزي و بذلك قرأ الباقون مع فتح اللام و كلها لغات ثابتة بمعنى نقص.

و قرأ لا لَغْوٌ فِيها وَ لا تَأْثِيمٌ [الآية: 23] بالرفع نافع و ابن عامر و عاصم و حمزة

ص: 518


1- انظر الإتقان في علوم القرآن للإمام السيوطي (2/ 1275). [أ].
2- أي: (متّكين). [أ].
3- أي: (ذرّيّاتهم). [أ].

و الكسائي و أبو جعفر و خلف و الباقون بالفتح بلا تنوين و مر بالبقرة.

و قرأ لُؤْلُؤٌ [الآية: 24] بإبدال همزته الأولى واوا ساكنة أبو عمرو بخلفه و أبو بكر و أبو جعفر (1) و لم يبدله ورش من طريقيه و وقف عليه حمزة بإبدال الأولى كأبي عمرو و أما الثانية فإبدالها واوا ساكنة لسكونها بعد ضمة على القياسي أو واوا مضمومة على مذهب التميميين كما مر ثم تسكن للوقف فيتحد مع ما قبله لفظا و يجوز الروم و الإشمام و يجوز رابع و هو بين بين على تقدير روم حركة الهمزة و هشام بخلف كذلك في الثانية.

و اختلف في نَدْعُوهُ إِنَّهُ [الآية: 28] فنافع و الكسائي و أبو جعفر بفتح الهمزة على التعليل أي لأنه وافقهم الحسن و الباقون بالكسر على الاستئناف و وقف على (بنعمت) بالهاء ابن كثير و الكسائي و أبو عمرو و يعقوب.

و قرأ تَأْمُرُهُمْ [الآية: 32] بإسكان الراء و باختلاسها أبو عمرو و روى الإتمام عن الدوري كالباقين.

و اختلف في الْمُصَيْطِرُونَ [الآية: 37] هنا بِمُصَيْطِرٍ في الغاشية [الآية: 22] فهشام بالسين فيهما على الأصل (2) وافقه ابن محيصن هنا بخلفه و اختلف عن قنبل و ابن ذكوان و حفص و السين فيهما لقنبل من طريق ابن شنبوذ من المستنير و ابن مجاهد و الصاد له من طريق ابن شنبوذ من المبهج و نص له على السين في المصيطرون و على الصاد في بمصيطر جمهور العراقيين و المغاربة و هو الذي في الشاطبية و التيسير و السين فيهما لابن ذكوان عند ابن مهران و ابن الفحام من طريق الفارسي عن النقاش و هي أيضا رواية ابن الأخرم و غيره عن الأخفش و الصاد رواية الجمهور عن النقاش و هو الذي في الشاطبية كأصلها و السين فيهما لحفص من طريق زرعان عن عمرو و هو نص الهذلي عن الأشناني عن عبيد و نص له على الصاد فيهما ابن غلبون و ابن مهران وفاقا للجمهور و قطع له بالخلاف في المصيطرون و بالصاد في بمصيطر في التيسير و الشاطبية و قرأ حمزة بخلفه عن خلاد بإشمام الصاد الزاي فيهما و هو الذي عليه جمهور المشارقة فيهما لخلاد و أثبت له الخلاف في التيسير و تبعه الشاطبي و الصاد الخالصة هي رواية الحلواني و البزار عن خلاد و به قرأ الباقون.

و قرأ يلقوا بفتح الياء و سكون اللام و فتح القاف بلا ألف أبو جعفر و مر بالزخرف (3).

و اختلف في يُصْعَقُونَ [الآية: 45] فابن عامر و عاصم بضم الياء مبنيا].

ص: 519


1- أي: (لؤلؤا). [أ].
2- أي: (المسيطرون، بمسيطر). [أ].
3- انظر ص: (494). [أ].

للمفعول إما من صعق ثلاثيا معدى بنفسه من قولهم صعقته الصاعقة أو من أصعق رباعيا يقال أصعقه فهو مصعق و المعنى أن غيرهم أصعقهم وافقهما الحسن و الباقون بفتحها مبنيا للفاعل و الصعق العذاب و هو عند النفخة الأولى أو يوم القيامة و عن ابن محيصن من المفردة و المطوعي إدغام النون الأولى من (بأعيننا) في الثانية كما مر و عن المطوعي (إِدْبارَ النُّجُومِ) بفتح الهمزة أي أعقابها و آثارها إذا غربت و الجمهور على الكسر مصدرا.

المرسوم اتفقوا على الصاد في الْمُصَيْطِرُونَ، و بِمُصَيْطِرٍ كما مر و على التاء في بِنِعْمَةِ رَبِّكَ (1).].

ص: 520


1- و ليس فيها شي ء من الياءات. [أ].

سورة النجم

سورة النجم

مكية (1) و آيها ستون و آية غير كوفي و حمصي و اثنان فيهما خلافها ثلاث من الحق شيئا كوفي عن من تولى شامي إلا الحياة الدنيا غير دمشقي. مشبه الفاصلة و تضحكون.

القراءات عن الحسن (و النجم) بضم النون و أمال رءوس الآي في هذه السورة حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق قولا واحدا مطلقا كما مر و أما أبو عمرو فله في الرائي الإمالة المحضة كحمزة و من معه و في غيره الفتح و الصغرى. تنبيه عن من تولى رأس آية في الشامي فيفتحها أبو عمرو و أما (رأى و رآه) فتقدم حكمهما في الأنعام و غيرها.

و اختلف في ما كَذَبَ [الآية: 11] فهشام و أبو جعفر بتشديد الذال (2) أي ما رآه سيدنا محمد صلّى اللّه عليه و سلّم بعينه صدقه قلبه و لم ينكره و ما موصولة مفعول به و العائد محذوف وافقهما الحسن و الباقون بتخفيفها على جعله لازما معدى بقي و ما الأولى نافية و الثانية مصدرية أو موصولة منصوبة بالفعل بعد إسقاط الجر و قيل متعد لواحد أي صدق قلب محمد صلّى اللّه عليه و سلّم في رؤية ربه تعالى في قول ابن عباس رضي اللّه عنه أو صدق قلبه في رؤية عينه عند ربه في قول و جبرائيل في آخر بل صح عن ابن عباس أنه صلّى اللّه عليه و سلّم رأى ربه تعالى بعيني رأسه و عليه الجمهور قال الإمام الكبير الرباني أحمد الرزاز في كتابه الشهاب الثاقب و لقد أعجب لمن إذا ذكرت له رؤية النبي صلّى اللّه عليه و سلّم ليلة الإسراء يؤول ذلك و يحتج لقصور علمه لاستحالة رؤية الحق في الدنيا و أين ذلك الحال الشريف من الدنيا و حالها الأدنى و لقد بلغ صلّى اللّه عليه و سلّم إلى مقام من القرب يتعالى عن حكم الدارين فما الدنيا و الآخرة بمحل لمثل ما وقع له إذ ذاك فالمقام الذي وصل إليه صلّى اللّه عليه و سلّم في تداني القرب أعز و أجل مما يكون به الواحد منا في الدار الآخرة أهلا للرؤيا و المكالمة انتهى ملخصا.

و اختلف في أَ فَتُمارُونَهُ [الآية: 12] فحمزة و الكسائي و يعقوب و خلف بفتح التاء و سكون الميم بلا ألف (3) من مريته إذا علمته و جحدته و عدي بعلى لتضمنه معنى الغلبة وافقهم الأعمش و الباقون بضم التاء و فتح الميم و ألف بعدها من ماراه يماريه مراء جادله و أمال حمزة وحده (ما زاغَ) و كذا زاغوا بالصف و فتحهما الباقون.

ص: 521


1- انظر الإتقان في علوم القرآن للإمام السيوطي: (2/ 1276). [أ].
2- أي: (ما كذّب). [أ].
3- أي: (أ فتمرونه). [أ].

و قرأ (أَ فَرَأَيْتُمُ) بتسهيل الثانية نافع و للأزرق أيضا إبدالها مع المد للساكنين و حذفها الكسائي و أثبتها الباقون مخففة.

و اختلف في اللَّاتَ فرويس بتشديد التاء مع المد للساكنين (1) و رويت عن ابن عباس رضي اللّه عنه و ابن كثير و مجاهد و طلحة قال ابن عباس كان رجلا بسوق عكاظ يلت السمن و السويق عند صخرة و يطعمه الحاج فلما مات عبدوا الحجر الذي كان عنده إجلالا لذلك الرجل و سموه باسمه قال في الدر فهو اسم فاعل في الأصل غلب على هذا الرجل و الباقون بتخفيفها اسم صنم لثقيف بالطائف و وقف على تائها بالهاء الكسائي و اختلف في مَناةَ [الآية: 20] فابن كثير بهمزة مفتوحة بعد الألف فيمد مدا متصلا (2) وافقه ابن محيصن و الباقون بغير همزة و هما لغتان و قيل الأولى من النوء و هو المطر لأنهم كانوا يستمطرون عندها الأنواء تبركا به فوزنها حينئذ مفاعلة و ألفها منقلبة عن واو و همزتها أصلية و ميمها زائدة و الثانية مشتقة من منى يمني صب لصب دماء النحائر عندها و هي صخرة على ساحل البحر تعبدها هذيل و خزاعة و وقف عليها الجميع بالهاء للرسم و قرأ ضئزى بهمزة ساكنة ابن كثير و الباقون بياء مكان الهمزة كما مر في الهمز المفرد و أدغم دال (وَ لَقَدْ جاءَهُمْ) أبو عمرو و هشام و حمزة و الكسائي و خلف و عن ابن محيصن بخلفه (ليجزي الذين، و يجزي) بنون العظمة فيهما و الجمهور بياء الغيب.

و قرأ كَبائِرَ [الآية: 32] بكسر الباء الموحدة بلا ألف و لا همز على التوحيد (3) حمزة و الكسائي و خلف و الباقون بفتح الباء ثم ألف فهمزة على الجمع و سبق بالشورى.

و قرأ أُمَّهاتِكُمْ [الآية: 32] بكسر الهمزة و الميم وصلا حمزة و كسر الكسائي الهمزة فقط فإن ابتدءا ضما الهمزة و فتحا الميم كالباقين فيهما و مر بالنساء.

و أمال (تولى، و أعطى) حمزة و الكسائي و خلف و قللهما الأزرق بخلفه في أعطى لكونها ليست برأس آية و أبو عمرو على قاعدته في تولى و أبدل أبو جعفر (أم لم ينبأ) وحده كوقف حمزة و هشام بخلفه.

و قرأ إِبْراهِيمَ [الآية: 37] بالألف (4) هشام و ابن ذكوان بخلفه و عن ابن محيصن (الَّذِي وَفَّى) بتخفيف الفاء و تقدم خلف الأزرق في ترقيق راء (وِزْرَ) و أدغم رويس هاء (أَنَّهُ هُوَ) في الأربعة هنا بخلف عنه موافقة لأبي عمرو و يترجح الإدغام عنه في اثنين منها (وَ أَنَّهُ هُوَ أَغْنى ، وَ أَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرى ) و وافقه في الكل روح من المصباح.

و قرأ النَّشْأَةَ [الآية: 47] بألف بعد الشين و المد (5) ابن كثير و أبو عمرو و الباقون بسكون الشين بلا ألف و مرت بالعنكبوت.].

ص: 522


1- أي: (اللّات). [أ].
2- أي: (مناءة). [أ].
3- أي: (كبير). [أ].
4- أي: (إبراهام). [أ].
5- أي: (النّشاءة). [أ].

و قرأ عاداً الْأُولى [الآية: 50] بإدغام التنوين في اللام بعد نقل حركة الهمزة إليها وصلا (1) نافع و أبو عمرو و أبو جعفر و يعقوب و اختلف عن قالون من طريقيه في همز الواو غير أن الهمز أشهر عن الحلواني و عدمه أشهر عن أبي نشيط كما في النشر و أما حكم الابتداء فلكل منهم وجهان أحدهما الولى بإثبات همزة الوصل و ضم اللام بعدها و الثاني بضم اللام و حذف همزة الوصل اعتدادا بالعارض على ما تقدم و يجوز لغير ورش وجه ثالث و هو الابتداء بالأصل فتأتي بهمزة الوصل مع تسكين اللام و تخفيف الهمزة المضمومة بعدها الواو و هذه الأوجه الثلاثة لقالون في وجه همز الواو أيضا إلا أن الوجه الثالث و هو الابتداء بالأصل لا يجوز همز الواو معه فتلخص لقالون خمسة أوجه حالة الابتداء و لورش وجهان و لباقي الناقلين ثلاثة و سبق في باب المد الخلاف في استثنائها للأزرق من المغير بالنقل و الوجهان في الشاطبية كالطيبة و على عدم الاستثناء فثلاثة البدل حالة الوصل سائغة له أما في الابتداء فإن لم نعتد بالعارض و ابتدأنا بهمزة الوصل فهي سائغة أيضا فإن اعتد بالعارض و ابتدئ باللام مضمومة فالقصر فقط لقوة الاعتداد في ذلك كما مر تحقيقه عن النشر و الباقون و هم ابن كثير و ابن عامر و عاصم و حمزة و الكسائي و خلف بكسر التنوين و سكون اللام و تخفيف الهمزة من غير نقل فكسر التنوين لالتقاء الساكنين وصلا و الابتداء بهمزة الوصل و عاد الأولى هم قوم هود و عاد الأخرى آدم و قيل غير ذلك.

و قرأ وَ ثَمُودَ [الآية: 51] بغير تنوين عاصم و حمزة و يعقوب الباقون بالتنوين و مر بهود و تقدم لقالون إبدال همزة (الْمُؤْتَفِكَةَ) في أحد وجهيه من طريقيه وفاقا لورش من طريقيه و أبو جعفر و أبو عمرو بخلفه و عن الحسن (و المؤتفكات) بالجمع و كسر التاء و الجمهور على الإفراد و فتح التاء و أبدل الهمزة المفتوحة ياء مفتوحة من (فَبِأَيِّ) الأصبهاني و أدغم يعقوب التاء الأولى في الثانية من رَبِّكَ تَتَمارى [الآية: 55] وصلا (2) أما في الابتداء فبتاءين مظهرتين كالباقين.

المرسوم اتفقوا على كتابة منوة بواو بدل الألف و في الإمام كغيره و ثمودا فما بالألف و اتفقوا على قطع عن من تولى و على كتابة اللَّاتَ بالتاء و على مَناةَ بالهاء (3).].

ص: 523


1- أي: (عاد لّولى). [أ].
2- أي: يدغم فتصير: (ربّك تّماري). [أ].
3- و ليس في هذه السورة الكريمة شي ء من الياءات. [أ].

سورة القمر

سورة القمر

مكية (1) عند الجمهور و قيل إلا ثلاث آيات أولها أم يقولون نحن إلى و أمر و آيها خمس و خمسون إجماعا. القراءات اختلف في مُسْتَقَرٌّ [الآية: 3] فأبو جعفر بخفض الراء صفة إلى واو رفع كل حينئذ بالعطف على الساعة كما قاله القاضي تبعا للزمخشري و قيل بالابتداء و الخبر أي بالغوه لدلالة ما قبله عليه أي و كل أمر مستقر لهم في القدر بالغوه و الباقون بالرفع خبر كل أي منته إلى غاية و أدغم دال وَ لَقَدْ جاءَهُمْ أبو عمرو و هشام و حمزة و الكسائي و خلف و وقف يعقوب على تُغْنِ بالياء و يوقف للكل على يَوْمَ يَدْعُ بحذف الواو للرسم و ما ذكره في الأصل هنا من القطع ليعقوب بالواو و لقنبل بخلفه تقدم التنبيه عليه في الشورى عند و يمح اللّه و أثبت الياء في الدَّاعِ إِلى وصلا ورش و أبو عمرو و أبو جعفر و في الحالين البزي و يعقوب و قرأ نكر بسكون الكاف ابن كثير و مر بالبقرة و اختلف في خشعا فأبو عمرو و حمزة و الكسائي و يعقوب و خلف بفتح الخاء و ألف بعدها و كسر الشين مخففة بالإفراد و هي الفصحى من حيث أن الفعل و ما جرى مجراه إذا قدم على الفاعل وحد وافقهم اليزيدي و الحسن و الأعمش و الباقون بضم الخاء و فتح الشين و تشديدها بلا ألف و هو فصيح أيضا كثير لكونه جمع تكسير و هو كالواحد بجامع الإعراب بالحركة فلا يخرج على لغة أكلوني البراغيث و أثبت الياء في (الداع) وصلا نافع و أبو عمرو و أبو جعفر و في الحالين ابن كثير و يعقوب و اتفقوا على فتح (فدعا ربه) لكونه واويا مرسوما بالألف.

و قرأ فَتَحْنا [الآية: 11] بتشديد التاء (2) و ابن عامر و أبو جعفر و روح و رويس من طريق النحاس كما مر بالأنعام.

و قرأ عُيُوناً [الآية: 12] بكسر العين ابن كثير و ابن ذكوان و أبو بكر و حمزة و الكسائي و ضمهما الباقون و عن المطوعي إدغام النون الأولى من بِأَعْيُنِنا في الثانية و أثبت في الياء في نذر في السنة وصلا ورش و في الحالين يعقوب و عن الحسن في (يوم نحس) بتنوين ميمه و وصفه بنجس و أدغم تاء (كذبت ثمود) أبو عمرو و هشام و ابن ذكوان

ص: 524


1- انظر الإتقان للسيوطي: (1/ 25). [أ].
2- أي: (فتّحنا). [أ].

من طريق الأخفش و حمزة و الكسائي و سهل الثانية من أ ألقى مع إدخال ألف بينهما قالون و أبو عمرو بخلفهما في الإدخال و أبو جعفر و قرأ ورش و ابن كثير و رويس بالتسهيل بلا فصل و لهشام ثلاثة أوجه الأول التسهيل مع المد و الثاني التحقيق مع المد و الثالث التحقيق مع القصر و به قرأ الباقون و مر تفصيله.

و اختلف في سَيَعْلَمُونَ [الآية: 26] فابن عامر و حمزة و بالتاء من فوق وافقهما الأعمش و الباقون بالغيب من تحت و أمال فَتَعاطى حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه و عن الحسن (كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ) بفتح الظاء فقيل مصدر بمعنى الاحتظار و قيل اسم مكان و قيل اسم مفعول و الجمهور بكسرها اسم فاعل و أدغم دال (وَ لَقَدْ صَبَّحَهُمْ) أبو عمرو و هشام و حمزة و الكسائي و خلف و كذا حكم (وَ لَقَدْ جاءَ) و أما (جاءَ آلَ فِرْعَوْنَ) فسبق الكلام عليه في فلما جاءَ آلَ لُوطٍ بالحجر مفصلا (1) و عن ابن محيصن من المفردة و نهر بضمتين بالتحريك كأسد أو جمع ساكن كسقف و سقف و الجمع مناسب لجمع جنات و الجمهور على فتحها على الإفراد اسم جنس.

المرسوم خشعا بحذف الألف بعد خاء و في بعضها بإثباتها و اتفقوا على حذف الواو من يدع الداع، و الزوائد ثمان الدَّاعِ [الآية: 6] إِلَى الدَّاعِ [الآية: 8] وَ نُذُرِ [الآية: 16، 18، 21، 30، 37، 39] ستة و أما تُغْنِ [الآية: 5] ليعقوب فليست من الزوائد المصطلح عليها كما في المرسوم.].

ص: 525


1- انظر ص: (345). [أ].

سورة الرحمن عز و جل

سورة الرحمن عز و جل

مكية (1) في قول الجمهور مدنية و آيها سبعون و ست بصري و سبع حجازي و ثمان كوفي و شامي خلافها خمس الرحمن كوفي و شامي خلق الإنسان الأول تركها مدني للأنام تركها مكي شواظ من نار حجازي بها المجرمون تركها بصري. مشبه الفاصلة اثنان خلق الإنسان الثاني رب المشرقين و عكسه خلق الإنسان الأول. القراءات نقل الْقُرْآنَ ابن كثير.

و اختلف في وَ الْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَ الرَّيْحانُ [الآية: 12] فابن عامر بالنصب في الثلاثة (2) على إضمار فعل أي أخص أو خلق أو عطفا على الأرض و ذا صفة الحب و قرأ حمزة و الكسائي و خلف برفع الأولين أعني الحب و ذو و جر الريحان عطفا على العصف وافقهم الأعمش و الباقون بالرفع في الثلاثة عطفا على المرفوع قبله أي فيها فاكهة و فيها الحب و ذو صفته و أبدل الأصبهاني همز فَبِأَيِّ ياء مفتوحة جميع ما في هذه السورة و سبق الخلاف عن الأزرق في تغليظ لام صَلْصالٍ و إن كانت ساكنة لوقوعها بين صادين و رجح الترقيق في الطيبة قال في النشر و هو الأصح رواية و قياسا حملا على سائر اللامات السواكن.

و أمال كَالْفَخَّارِ أبو عمرو و ابن ذكوان بخلفه و الدوري عن الكسائي و قلله الأزرق و عن الحسن الْجَانَّ كل ما في هذه السورة بحذف الألف و بالهمزة بعد الجيم و مر بالحجر.

و اختلف في يَخْرُجُ [الآية: 22] فنافع و أبو عمرو و أبو جعفر و يعقوب بضم الياء و فتح الراء (3) مبنيا للمفعول وافقهم اليزيدي و الباقون بفتح الياء و ضم الراء مبنيا للفاعل على المجاز و أبدل همزة (اللؤلؤ) الأولى واوا ساكنة أبو عمرو بخلف و أبو بكر و أبو جعفر و يوقف عليه لحمزة بإبدال الأولى كأبي عمرو و أما الثانية فكذلك على القياس أو واوا مضمومة كما مر ثم تسكن للوقف فيتحدان لفظا و يجوز الروم و الإشمام على ما تقدم و الرابع بين بين على ما تقدير روم حركة الهمزة و كذا هشام بخلفه في الثانية.

ص: 526


1- انظر الإتقان للسيوطي: (2/ 1277). [أ].
2- أي: (الحبّ ذا العصف). [أ].
3- أي: (يخرج). [أ].

و أمال الْجَوارِ الدوري عن الكسائي و وقف يعقوب عليها بالياء و عن الحسن رفع رائه و الجمهور على كسرها لأنه منقوص على فواعل و الياء محذوفة لالتقاء الساكنين و قراءة الرفع لتناسي المحذوف.

و اختلف في الْمُنْشَآتُ [الآية: 24] فحمزة و أبو بكر بخلف عنه بكسر الشين (1) اسم فاعل من أنشأ أوجد أي منشئ الموج أو السير على الاتساع أو من أنشأ شرع في الفعل أي المبتدآت أو الرافعات الشرع وافقهم الأعمش و الباقون بالفتح اسم مفعول أي أنشأ اللّه أو الناس و به قرأ أبو بكر من طريق العلمي و قطع له بالأول جمهور العراقيين من طريقيه و بالوجهين جميعا جمهور المغاربة و المصريين و هما في الشاطبية كأصلها و الطيبة و عن ابن محيصن (فان) بالياء بعد النون وقفا و أمال (وَ يَبْقى ) حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه و أمال (الْإِكْرامِ) معا ابن ذكوان من طريق هبة اللّه عن الأخفش و أبدل همز (شَأْنٍ) الأصبهاني و أبو عمرو بخلفه و أبو جعفر كوقف حمزة.

و اختلف في سَنَفْرُغُ لَكُمْ [الآية: 31] فحمزة و الكسائي و خلف بالياء على أنه مسند إلى ضمير اسم اللّه تعالى المتقدم وافقهم الأعمش و الباقون بالنون على أنه مسند للمتكلم العظيم.

و قرأ أَيُّهَ الثَّقَلانِ [الآية: 31] بضم الهاء وصلا ابن عامر و وقف عليها بالألف (2) على الأصل أبو عمرو و الكسائي و يعقوب و الباقون بحذف الألف مع سكون الهاء للرسم.

و اختلف في شُواظٌ [الآية: 35] فابن كثير بكسر الشين وافقه ابن محيصن و الأعمش و الباقون بضمها لغتان.

و اختلف في وَ نُحاسٌ [الآية: 365] فابن كثير و أبو عمرو و روح بخفض السين عطفا على نار وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و الحسن و عن الحسن و نحس بفتح النون و سكون الحاء بلا ألف و الباقون كقراءة ابن كثير لكن برفع السين عطفا على شواظ و عن الشنبوذي يَطُوفُونَ [الآية: 44] بفتح الطاء و الواو المشددتين و أمال (خاف) حمزة و حذف أبو جعفر همز (متكين) كوقف حمزة و القياس بين بين و أما الإبدال فضعيف و ضم يعقوب الهاء من فيهما في المواضع الأربعة و قرأ رويس بالنقل مِنْ إِسْتَبْرَقٍ موافقة لورش أي بنقل كسر الهمزة إلى النون قبلها فيلفظ بها مكسورة و أمال (وَ جَنَى الْجَنَّتَيْنِ) وقفا حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه.

و اختلف في لَمْ يَطْمِثْهُنَّ [الآية: 56] في الموضعين فالكسائي بضم الميم في الأول فقط فيما رواه كثير من الأئمة عنه من روايتيه و خصه آخرون بالدوري و روى آخرون ].

ص: 527


1- أي: (المنشآت). [أ].
2- أي: (أيّها). [أ].

كسر الأول و ضم الثاني عن أبي الحارث و روى بعضهم عن أبي الحارث الكسر فيهما معا و روى بعضهم عنه ضمهما و روى ابن مجاهد الضم و الكسر فيهما لا يبالي كيف يقرؤهما و روى الأكثرون التخيير في إحداهما عن الكسائي من روايتيه بمعنى أنه إذا ضم الأول كسر الثاني و إذا كسر الأول ضم الثاني و الوجهان من التخيير و غيره ثابتان عن الكسائي نصا و أداء كما في النشر قال الجعبري و حاصله أنه نقل عن الكسائي ثلاثة مذاهب ضم الأول و كسر الثاني من الروايتين و التخيير بينهما و كسر الأول و ضم الثاني من رواية الليث و إذا أردت جمعها في التلاوة فاقرأ الأول بالضم ثم بالكسر و الثاني بالكسر ثم بالضم و الباقون بكسرها فيهما و هما لغتان في مضارع طمث كلمز و أصل الطمث الجماع المؤدي إلى خروج دم البكر ثم أطلق على كل جماع و قيل الطمث دم الحيض و المعنى أن الإنسيات لا يمسها إنس و لا الجنيات لا يمسها جن لأن الجن لهم قاصرات الطرف من نوعهم في الجنة نفي الافتضاض عن الإنسيات و الجنيات و ضم الهاء من (فيهن) معا يعقوب و يقف عليها بهاء السكت لكن بخلف عنه و مر التنبيه على ضمة هاء (فيهما) و عن ابن محيصن (على رفارف) بفتح الفاء و ألف بعدها و كسر الراء الثانية و فتح الفاء من غير تنوين غير منصرف بصيغة منتهى الجموع (عباقري) بألف بعد الباء و كسر القاف و فتح الباء بلا تنوين ممنوعا من الصرف و كأنه لمجاورة رفارف و إلا فلا مانع من تنوين ياء النسب كما نبه عليه السمين.

و اختلف في ذِي الْجَلالِ [الآية: 78] آخر السورة فابن عامر ذو بالواو صفة للاسم و الباقون بالياء صفة للرب فإنه هو الموصوف بذلك و خرج الأول المتفق على قراءته لأنه نعت للوجه و اتفقت عليه المصاحف و مر قريبا التنبيه على إمالة (الإكرام) لابن ذكوان بخلفه.

المرسوم الجحدري كل لؤلؤ في القرآن بألف في الإمام سوى البقية و كتب في الشامي ذا العصف بألف و كتب فيه أيضا ذو الجلال آخر السورة بالواو و اختلف في إثبات ألف تكذبان كل ما في الرحمن و كتبوا في العراقية المنشيت بياء بغير ألف بين الشين و التاء و في غيرها بلا ياء و لا ألف و كتبوا بالتواصي بالياء (1).].

ص: 528


1- و ليس فيها شي ء من الياءات .. [أ].

سورة الواقعة

سورة الواقعة

مكية (1) و آيها تسعون و ست كوفي و سبع بصري و تسع حجازي و شامي خلافها خمس عشرة فأصحاب الميمنة غير كوفي و حمصي و أصحاب المشئمة مدني أول موضونة حجازي و كوفي و أباريق مكي و مدني و أخير (وَ حُورٌ عِينٌ) مدني و أخير و لا تأثيما غير مكي و المدني الأول و أصحاب اليمين غير كوفي معه إنشاء تركها بصري و حميم غير كوفي كانوا يقولون له آباؤنا الأولون غير حمصي قل إن الأولين و الآخرين تركها الشامي و مدني أخير و عد المجموعون و ريحان دمشقي. (مشبه الفاصلة) تسعة خافضة و أول السابقون و اليمين و الشمال في سموم أن الأولين و الآخرين لمجموعون الضالون لآكلون المكذبين و عكسه ثلاثة الواقعة كاذبة ثلاثة. (القراءات) عن اليزيدي خافِضَةٌ رافِعَةٌ [الآية: 3] بالنصب فيهما (2) على الحالين من الضمير في كاذبة أو من فاعل وقعت و الجمهور بالرفع فيهما خبر مضمر أي هي خافضة قوما إلى النار رافعة آخرين إلى الجنة فالمفعول محذوف أو هي ذوات خفض و رفع نحو محيي و مميت و أبدل همز (كأس) أبو عمرو بخلفه و أبو جعفر.

و قرأ يُنْزِفُونَ [الآية: 19] بضم الياء و كسر الزاي عاصم و حمزة و الكسائي و خلف و مر بالصافات (3).

و اختلف في وَ حُورٌ عِينٌ [الآية: 22] فحمزة و الكسائي و أبو جعفر بالجر فيهما عطفا على جَنَّةُ نَعِيمٍ كأنه قيل هم في جنات و فاكهة و لحم و حور أي مصاحبة حورا و على بأكواب إذ معنى يطوف إلخ ينعمون إلخ بأكواب إلخ وافقهم الحسن و الأعمش و الباقون برفعهما عطفا على ولدان أو مبتدأ محذوف الخبر أي فيهم أو لهم أو خبر المضمر أي نساؤهم حور عين و أبدل همزة (كأمثال اللؤلؤ) الأولى كأبي عمرو بخلفه و لا يبدله ورش من طريقيه و أبو بكر و أبو جعفر و يوقف عليه لحمزة بإبدال الأولى كأبي عمرو و كذا الثانية على القياس و بإبدال الثانية واوا مكسورة ثم تسكن للوقف فيتحدان و يجوز الروم و التسهيل كالياء على تقدير روم حركة الهمزة كما مر فهي ثلاثة.

ص: 529


1- انظر الإتقان: (2/ 1277). [أ].
2- أي: (خافضة، رافعة). [أ].
3- انظر ص: (471). [أ].

و قرأ عُرُباً [الآية: 37] بسكون الراء أبو بكر و حمزة و خلف و مر بالبقرة (1) و قرأ (أئذا) و (أئنا) بالاستفهام في الأول و الإخبار في الثاني (2) نافع و الكسائي و أبو جعفر و يعقوب و الباقون بالاستفهام فيهما فالكل على الاستفهام في الأول هنا و كل مستفهم على أصله فقالون و أبو عمرو و أبو جعفر بالتسهيل مع المد و ورش و ابن كثير و رويس كذلك مع القصر و الباقون بالتخفيف مع القصر غير أن هشاما من أكثر الطرق عنه على المد كما مر.

و قرأ مِتْنا [الآية: 47] بكسر الميم نافع و حفص و حمزة و الكسائي و خلف.

و قرأ أَ وَ آباؤُنَا [الآية: 48] بإسكان الواو و ابن عامر و أبو جعفر و به قرأ الأصبهاني لكن مع نقل حركة الهمزة فتحذف هي أي الهمزة و مر بالصافات.

و قرأ فَمالِؤُنَ [الآية: 53] أبو جعفر بحذف الهمز مع ضم اللام.

و اختلف في شُرْبَ الْهِيمِ [الآية: 55] فنافع و عاصم و حمزة و أبو جعفر بضم الشين وافقهم الحسن و الأعمش و الباقون بفتحها و هما مصدر شرب كالأكل و قيل المصدر و الضم الاسم.

و قرأ أَ فَرَأَيْتُمْ [الآية: 58] بتسهيل الثانية نافع و أبو جعفر أيضا إبدالها ألفا مع المد للساكنين و حذفها الكسائي و سهل الثانية من (أأنتم) في الأربعة مع إدخال ألف قالون و أبو عمرو و هشام بخلفه أبو جعفر بلا إدخال ورش و ابن كثير و رويس و للأزرق أيضا إبدالها ألفا مع المد للساكنين و بالتخفيف مع المد هشام في وجهه الثاني و الثالث له التحقيق مع القصر و به قرأ الباقون.

و اختلف في قَدَّرْنا [الآية: 60] فابن كثير بتخفيف الدال (3) وافقه ابن محيصن و الباقون بالتشديد لغتان.

و قرأ النَّشْأَةَ [الآية: 62] بألف بعد الشين و المد (4) ابن كثير و أبو عمرو و الباقون بسكون الشين بلا ألف و لا مد و مر بالعنكبوت.

و قرأ تَذَكَّرُونَ [الآية: 62] بتخفيف الذال حفص و حمزة و الكسائي و خلف و عن المطوعي (فظللتم) على الأصل بلامين مكسورة فساكنة و أما تشديد التاء من فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ عن البزي بخلفه على ما في الشاطبية كالتيسير فهو و إن كان ثابتا لكنه ليس من طرق كتابنا كالنشر و انفرد بذلك الداني قال في النشر و لو لا إثباتهما يعني كنتم تمنون بآل عمران و فظلتم تفكهون هنا في التيسير و الشاطبية و التزامنا بذكر و لو لا ما فيهما من الصحيح لما ذكرناهما لأن طريق الزينبي لم تكن في كتابنا و ذكر الداني لهما اختيار].

ص: 530


1- انظر ص: (166). [أ].
2- أي: (أئذا، إنّا). [أ].
3- أي: (قدرنا). [أ].
4- أي: (النّشاءة). [أ].

و الشاطبي تبعه إذا لم يكونا من طريق كتابهما و أشار لذلك بقوله في الطيبة:

و بعد كنتم ظلمتم وصف و قرأ إِنَّا لَمُغْرَمُونَ [الآية: 66] بهمزتين على الاستفهام مع التحقيق بلا ألف (1) أبو بكر و الباقون بهمزة واحدة على الخبر.

و قرأ الْمُنْشِؤُنَ [الآية: 72] بحذف الهمزة مع ضم الشين (2) أبو جعفر و بخلف عن ابن وردان.

و اختلف في بِمَواقِعِ [الآية: 75] فحمزة و الكسائي و خلف بإسكان الواو بلا ألف مفرد (3) بمعنى الجمع لأنه مصدر وافقهم الحسن و الأعمش و ابن محيصن بخلفه و الباقون بفتح الواو و ألف على الجمع و نقل ابن كثير (القران) و اختلف في

فَرَوْحٌ [الآية: 89] هنا فرويس بضم الراء فسرت بالرحمة أو الحياة و انفرد بذلك ابن مهران عن روح و رويت عن أبي عمرو و ابن عباس عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم من حديث عائشة كما في سنن أبي داود

و الباقون بالفتح فله استراحة و قيل الفرح و قيل المغفرة و الرحمة و قيل غير ذلك و خرج وَ لا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ المتفق على الفتح لأن المراد به الفرح و الرحمة و ليس المراد به الحياة الذاهبة و وقف على (جنت نعيم) بالهاء (4) ابن كثير و أبو عمرو و الكسائي و يعقوب.

المرسوم في بعض المصاحف بمواقع بألف و في بعضها بحذفها و اتفقوا على كتابة أئذا متنا بياء و اختلف في قطع في عن ما في قوله تعالى فِي ما لا تَعْلَمُونَ [الآية: 61] و كتبوا جَنَّاتٍ وَ نَعِيمٍ بالتاء (5).].

ص: 531


1- أي: (أ إنّا). [أ].
2- أي: (المنشون). [أ].
3- أي: (بموقع). [أ].
4- أي: (فجنّة). [أ].
5- و ليس فيها شي ء من الياءات. [أ].

سورة الحديد

سورة الحديد

مدنية (1) و قيل مكية و آيها عشرون و ثمان غير عراقي و تسع فيه (خلافها) ثنتان من قبله العذاب كوفي و آتيناه الإنجيل بصري. (مشبه الفاصلة) خمسة نورا بسورة الصديقون عذاب شديد بأس شديد (القراءات) قرأ وَ هُوَ مَعَكُمْ بسكون الهاء قالون و أبو عمرو و الكسائي و أبو جعفر.

و قرأ تُرْجَعُ الْأُمُورُ [الآية: 5] بفتح التاء و كسر الجيم (2) ابن عامر و حمزة و الكسائي و خلف و يعقوب و اختلف في أَخَذَ مِيثاقَكُمْ [الآية: 8] فأبو عمرو بضم الهمزة و كسر الخاء مبنيا للمفعول و ميثاقكم بالرفع على النيابة وافقه اليزيدي و الحسن و الباقون بفتح الهمزة و الخاء مبنيا للفاعل و هو اللّه تعالى و ميثاقكم بالنصب على المفعولية و الجملة في موضع الحال من مفعول يدعوكم.

و قرأ يُنَزِّلُ [الآية: 9] بسكون النون و تخفيف الزاي ابن كثير و أبو عمرو و يعقوب و مر بالبقرة و قصر همز (رؤف) أبو عمرو و أبو بكر و حمزة و الكسائي و يعقوب و خلف و أما تسهيل همزه فقد تقدم أنها انفرادة للحنبلي عن ابن وردان فلا يقرأ بها حمزة في الوقف على أصله من التسهيل بين بين و حكي إبدالها واوا و لا يصح.

و اختلف في وَ كُلًّا وَعَدَ اللَّهُ [الآية: 10] هنا فابن عامر برفع اللام على أنه مبتدأ و وعد اللّه الخبر و العائد محذوف أي وعده اللّه قال أبو حيان و قد أجازه القراء و هشام و ورد في السبعة فوجب قبوله انتهى و البصريون لا يجيزون هذا إلا في الشعر قال السمين لكن نقل ابن مالك إجماع الكوفيين و البصريين عليه إذا كان المبتدأ كلا أو ما أشبهها في الافتقار و العموم و الباقون بالنصب مفعولا أول لوعد تقدم على فعله أي وعد اللّه كلهم الحسنى و خرج بالتقييد بهنا موضع النساء المتفق على نصبه لإجماع المصاحف عليه.

و قرأ فَيُضاعِفَهُ [الآية: 11] بألف بعد الضاد و رفع الفاء على الاستئناف نافع و أبو عمرو و حمزة و الكسائي و خلف و قرأ ابن كثير و أبو جعفر بغير ألف و تشديد العين و رفع

ص: 532


1- انظر الإتقان للسيوطي: (1/ 25). [أ].
2- أي: (ترجع). [أ].

الفاء (1) و قرأ ابن عامر و يعقوب كذلك لكن بنصب الفاء (2) على إضمار أن و قرأ عاصم بالألف و تخفيف العين و نصب الفاء كما مر بالبقرة (3).

و أمال تَرَى الْمُؤْمِنِينَ [الآية: 12] وصلا السوسي بخلفه و قرأ الباقون بالفتح و به قرأ السوسي في وجهه الثاني و أماله وقفا أبو عمرو و حمزة و الكسائي و كذا خلف و ابن ذكوان من طريق الصوري و وافقهم الأعمش و قرأ ورش من طريق الأزرق بالتقليل و اختلف في انْظُرُونا [الآية: 13] فحمزة بقطع الهمزة المفتوحة في الحالين و كسر الظاء (4) من الإنظار أي أمهلونا وافقه المطوعي و الباقون بوصل الهمزة و ضم الظاء من نظر بمعنى انتظر كالقراءة الأولى و ذلك أنه يسرع بالخلص إلى الجنة على نجب فيقول المنافقون انتظرونا لأنا مشاة و لا نستطيع لحوقكم و يجوز أن يكون من النظر و هو الإبصار و أشم (قيل) هشام و الكسائي و رويس.

و أمال (بلى) حمزة و الكسائي و خلف و شعبة بخلفه و بالفتح و الصغرى الأزرق و أبو عمرو من روايتيه كما مر و أن قصر الخلاف في الطيبة على الدوري.

و قرأ الْأَمانِيُّ [الآية: 14] بتخفيف الياء مع سكونها أبو جعفر و تقدم اتفاقهم على فتح حتى و أسقط الأولى (من جاء أمر) قالون و البزي و أبو عمرو و رويس بخلفه و سهل ورش و قنبل و أبو جعفر و رويس في ثانية و للأزرق أيضا إبدالها ألفا مع إشباع المد و كذا قنبل و له ثالث إسقاط الأولى كالبزي و الباقون بتحقيقهما.

و اختلف في لا يُؤْخَذُ [الآية: 15] فابن عامر و أبو جعفر و يعقوب بالتاء من فوق لتأنيث فاعله لفظا وافقهم الحسن و الباقون بالياء من تحت لكونه مجازيا و عن الحسن (أ لمّا يأن) بفتح الميم مشددة و بعدها ألف.

و اختلف في وَ ما نَزَلَ [الآية: 16] فنافع و حفص و رويس من طريق أبي الطيب عن التمار عنه بتخفيف الزاي ثلاثيا لازما مبنيا للفاعل و هو الضمير العائد لما الموصولة و الباقون بتشديدها (5) معدى بالتضعيف مسندا لضمير اسم اللّه تعالى و عن الأعمش بضم النون و كسر الزاي مشددة مبنيا للمفعول.

و اختلف في وَ لا يَكُونُوا [الآية: 16] فرويس بالتاء من فوق على الخطاب للالتفات و الباقون بياء الغيب على السياق و تقدم الخلف عن الأزرق في تغليظ لام (فطال) للفصل بالألف و إن رجح التغليظ كما في النشر.].

ص: 533


1- أي: (فيضعّفه). [أ].
2- أي: (فيضعّفه). [أ].
3- انظر ص: (166). [أ].
4- أي: (أنظرونا). [أ].
5- أي: (ما نزّل). [أ].

و اختلف في الْمُصَّدِّقِينَ وَ الْمُصَّدِّقاتِ [الآية: 18] فابن كثير و أبو بكر بتخفيف الصاد فيهما (1) من التصديق أي صدقوا الرسول صلّى اللّه عليه و سلّم أي آمنوا بما جاء به وافقهما ابن محيصن و الباقون بالتشديد فيهما من تصدق أعني الصداقة و الأصل المتصدقين و المتصدقات أدغم التاء في الصاد.

و قرأ يُضاعِفُ [الآية: 18] بتشديد العين بلا ألف ابن كثير و ابن عامر و أبو جعفر و يعقوب و الباقون بالألف مع التخفيف (2).

و أمال الدُّنْيا حمزة و الكسائي و خلف و بالفتح و الصغرى الأزرق و أبو عمرو و عن الدوري عنه تمحيضها و قرأ (رضوان) بضم الراء أبو بكر.

و اختلف في بِما آتاكُمْ [الآية: 23] فأبو عمرو بقصر الهمزة من الإتيان أي بما جاءكم و فاعله ضمير ما وافقه الحسن و الباقون بالمد (3) من الإيتاء أي بما أعطاكم اللّه إياه ففاعله ضمير اسم اللّه المقدم و المراد الفرح الموجب للبطر و الاختيال و لذا عقبه بقوله لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ و أمالها حمزة و الكسائي و خلف و قللها الأزرق بخلفه و يتحصل له من تثليث مد البدل مع ذلك خمس طرق تقدم بيانها في الإمالة و غيرها.

و قرأ بِالْبُخْلِ [الآية: 24] بفتح الباء و الخاء و حمزة و الكسائي و خلف و الباقون بالضم و السكون و اختلف في إثبات و هو في فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ فنافع و ابن عامر و أبو جعفر بحذفها (4) على جعل الغني خبر إن و الباقون بإثباتها فصلا بين الاسم و الخبر كما هو الأكثر و يسميه البصريون فصلا أي يفصل الخبر عن الصفة و الكوفيون عمادا و أعرب بعضهم هو مبتدأ و خبره الغني و الجملة خبر إن و استحسن أبو على كونه فصلا فقط لا مبتدأ لأن حذف المبتدأ غير سائغ أي رجح فصليته لحذف في القراءة الأخرى و أسكن أبو عمرو سين (رسلنا).

و قرأ إِبْراهِيمَ [الآية: 26] بالألف مكان الياء ابن عامر بخلف عن ابن ذكوان.

و قرأ النُّبُوَّةَ بالهمزة نافع (5) و فتح همز رَأْفَةٌ ممدودة على وزن رعافة قنبل من طريق ابن شنبوذ و سكنها كالباقين من طريق ابن مجاهد كما مر بالنور و أبدل همزها الأصبهاني و أبو عمرو بخلفه و أبو جعفر و أمال هاءها مع الفتحة قبلها الكسائي وقفا كحمزة بخلفه و تقدم ضم راء رِضْوانَ اللَّهِ لشعبة و أبدل همز (لئلّا) ياء مفتوحة الأزرق.

المرسوم في المدني و الشامي فإن اللّه الغني بغير هو و في المكي و العراقي بإثباتها و في الشامي و كل وعد اللّه بلا ألف و اتفقوا على وصل ياء لكي بلا لكيلا تأسوا (6).].

ص: 534


1- أي: (المصدّقين، و المصدّقات). [أ].
2- أي: (يضاعف). [أ].
3- أي: (آتاكم). [أ].
4- أي: (إنّ اللّه الغنيّ ...). [أ].
5- أي: (النّبوءة). [أ].
6- و ليس فيها شي ء من الياءات. [أ].

سورة المجادلة

سورة المجادلة

مدنية (1) قيل إلا قوله تعالى: ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم و قيل العشر الأول منها مدني و باقيها مكي (و آيها) عشرون و آية مكي و مدني و أخير و اثنان في الباقي.

(خلافها) آية في الأذلين تركها مكي و مدني أخير. (مشبه الفاصلة) عذابا شديدا.

(القراءات) أدغم دال (قد سمع) أبو عمرو و هشام و حمزة و الكسائي و خلف.

و قرأ يَظْهَرُونَ [الآية: 2] في الموضعين هنا بفتح الياء و تشديد الهاء مفتوحتين بلا ألف (2) نافع و ابن كثير و أبو عمرو و يعقوب و قرأ ابن عامر و حمزة و الكسائي و أبو جعفر و خلف بفتح الياء و بتشديد الظاء و ألف بعدها و فتح الهاء مخففة (3) و قرأ عاصم بضم الياء و تخفيف الظاء و ألف بعدها و كسر الهاء بعد الألف و إنما خالف حمزة و من معه قراءتهم في الأحزاب لعدم المسوغ لأن الحذف إنما كان لاجتماع التاءين و هنا ياء تحتية ثم تاء فوقية فلم يجتمع المثلان و قرأ اللائي بإثبات ياء ساكنة بعد الهمزة ابن عامر و عاصم و حمزة و الكسائي و خلف و الباقون بحذفها و حققها منهم أعني الحاذقين قالون و قنبل و يعقوب و سهلها بين بين ورش و أبو جعفر و به قرأ أبو عمرو و البزي من طريق العراقيين و الوجه الثاني لهما إبدال الهمزة ياء ساكنة و عليه سائر المغاربة و يشبع المد للساكنين و كل من سهل إذا وقف يقلبها ياء ساكنة كما مر بتوجيهه.

و أمال أَحْصاهُ حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه.

و اختلف في ما يَكُونُ [الآية: 7] فأبو جعفر بالتاء من فوق (4) الباقون بالتذكير.

و اختلف في وَ لا أَكْثَرَ [الآية: 7] فيعقوب بالرفع عطفا على محل نجوى لأنه مجرور بمن الزائدة للتأكيد وافقه الحسن و زاد فقرأ بالموحدة بدل المثلثة و الباقون بالفتح مجرورا على لفظ نجوى.

و اختلف في يَتَناجَوْنَ [الآية: 8] فحمزة و رويس ينتجون بنون ساكنة بعد الياء و ضم الجيم بلا ألف على وزن ينتهون من النجوى و هو السر و أصله ينتجيون نقلت ضمة الياء لثقلها إلى الجيم ثم حذفت لسكونها مع سكون الواو وافقهما الأعمش و الباقون

ص: 535


1- انظر الإتقان للسيوطي: (1/ 125). [أ].
2- أي: (يظّهّرون). [أ].
3- أي: (يظّاهرون). [أ].
4- أي: (تكون). [أ].

بتاء و نون مفتوحتين و ألف و فتح الجيم من التناجي من النجوى أيضا.

و اختلف في فَلا تَتَناجَوْا [الآية: 9] فرويس تنتجوا بوزن تنتهوا كذلك و عن ابن محيصن (فلا تناجوا) بتاء واحدة خفيفة و عنه تشديدها و الباقون تتناجوا بتاءين خفيفتين و نون و ألف و جيم مفتوحة و وقف على (معصيت) بالهاء ابن كثير و أبو عمرو و يعقوب.

و قرأ لِيَحْزُنَ [الآية: 11] بضم الياء و كسر الزاي نافع و مر بآل عمران و أشم قاف (قيل) معا هشام و الكسائي و رويس.

و اختلف في تَفَسَّحُوا فِي الْمَجالِسِ [الآية: 11] فعاصم المجالس بالجمع وافقه الحسن و عنه تفاسحوا بألف بعد الفاء و تخفيف السين و الباقون المجلس بالتوحيد.

و اختلف في انْشُزُوا فَانْشُزُوا [الآية: 11] فنافع و ابن عامر و حفص و أبو بكر فيما رواه عنه الجمهور و أبو جعفر بضم الشين فيهما و الباقون بالكسر و كذلك و الوجهان صحيحان عن أبي بكر و هما لغتان كيعكف و يعكف و يحرص و يحرص و سهل الثانية و أدخل الفاء في (أ أشفقتم) قالون و أبو عمرو و هشام بخلفه و أبو جعفر و بلا ألف ورش و ابن كثير و رويس و للأزرق إبدالها ألفا مع المد المشبع و الثاني لهشام تحقيقها مع المد و الثالث له تحقيقها مع القصر و به قرأ الباقون و إذا وقف حمزة عليه فله في الثانية التحقيق و التسهيل لأنه متوسط بزائد و فتح سين (و يحسبون) ابن عامر و عاصم و حمزة و أبو جعفر.

و أمال فَأَنْساهُمْ [الآية: 19] حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه و فتح ياء الإضافة (من رسلي إن) نافع و ابن عامر و أبو جعفر.

المرسوم اتفقوا على كتابة معصيت معا بالتاء. ياءات الإضافة واحدة وَ رُسُلِي إِنَّ [الآية: 21].

ص: 536

سورة الحشر

سورة الحشر

مدنية (1) و آيها أربعة و عشرون. مشبه الفاصلة خمسة لَمْ يَحْتَسِبُوا، و أَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ، و لا رِكابٍ، أَحَداً أَبَداً، بَيْنَهُمْ، شَدِيدُ.

القراءات: أمال فَأَتاهُمُ اللَّهُ حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه و هو مقصور وفاقا لأنه بمعنى المجي ء و قرأ في (قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ) بكسر الهاء و الميم أبو عمرو و يعقوب و ضمها حمزة و الكسائي و خلف و كسر الهاء و ضم الميم و الباقون و مثله لِإِخْوانِهِمُ الَّذِينَ و كذا (و عَلَيْهِمُ الْجَلاءَ) إلا أن يعقوب كحمزة فيها و ضم عين (الرُّعْبَ) ابن عامر و الكسائي و أبو جعفر و يعقوب و مر بالبقرة.

و اختلف يُخْرِبُونَ [الآية: 2] فأبو عمرو بفتح الخاء و تشديد الراء (2) وافقه الحسن و اليزيدي و الباقون بسكون الخاء و تخفيف الراء و هما بمعنى عداه و أبو عمرو بالتضعيف و غيره بالهمزة لكن حكي عن أبي عمرو أنه قال إن خرب بالتشديد هدم و أفسد و أخرب ترك الموضع خرابا و ذهب عنه.

و قرأ بُيُوتَهُمْ [الآية: 2] بكسر الباء قالون و ابن عامر و أبو بكر و حمزة و الكسائي و خلف و عن الحسن (الجلاء) بلا مد و لا همز.

و اختلف في يَكُونَ دُولَةً [الآية: 7] فأبو جعفر و هشام من أكثر طرق الحلواني عنه تكون بتاء التأنيث دولة بالرفع على أن كان تامة و هي طريق ابن عبدان عن الحلواني و روى الجمال و غيره التذكير مع رفع دولة لكون الفاعل مجازي التأنيث و لم يختلف عن الحلواني في رفع دولة و روى الداجوني عن أصحابه عن هشام التذكير مع النصب و به قرأ الباقون على أن كان ناقصة و اسمها ضمير الفي ء و دولة خبرها و لا يجوز النصب مع التأنيث و إن توهمه بعض شراح الشاطبية من ظاهر كلام الشاطبي رحمه اللّه لانتفاء صحته رواية و معنى كما نبه عليه في النشر قال الجعبري و إنما امتنع التأنيث مع النصب لأن الفاعل مذكر فلا يجوز تأنيث فعله قال أبو عمرو و الدولة بالضم ما ينتقل من النعم من قوم إلى آخرين و بالفتح الظفر و الاستيلاء في الحرب.

ص: 537


1- انظر الإتقان للسيوطي: (1/ 25). [أ].
2- أي: (يخرّبون). [أ].

و أمال آتاكُمُ و نَهاكُمْ حمزة و الكسائي و خلف و قللهما الأزرق بخلفه و مر للأزرق طرق خمسة في أتاكم.

و قرأ وَ رِضْواناً [الآية: 8] بضم الراء أبو بكر و قرأ (رؤف) بالقصر بلا واو أبو عمرو و أبو بكر و حمزة و الكسائي و يعقوب و خلف.

و أمال قُرىً مُحَصَّنَةٍ وقفا أبو عمرو و ابن ذكوان بخلفه و حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق.

و اختلف في جُدُرٍ [الآية: 14] فابن كثير و أبو عمرو جدار بكسر الجيم و فتح الدال و ألف بعدها على التوحيد وافقهما اليزيدي و ابن محيصن بخلفه و عنه فتح الجيم و سكون الدال بلا الألف لغة فيه و عن الحسن ضم الجيم و سكون الدال مع حذف الألف و الباقون بضم الجيم و الدال على الجمع و أماله أبو عمرو.

و قرأ تَحْسَبُهُمْ [الآية: 14] بكسر السين نافع و ابن كثير و أبو عمرو و الكسائي و يعقوب و خلف عن نفسه و مر بالبقرة و أمال (شَتَّى) حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه و أبو عمرو كذلك.

و قرأ بَرِي ءٌ [الآية: 16] بالإبدال و الإدغام أبو جعفر و وقف عليه حمزة و هشام بخلفه كذلك و يجوز فيه الروم و الإشمام و فتح ياء الإضافة من (إِنِّي أَخافُ) نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و عن الحسن (عاقِبَتَهُما) بالرفع اسما لكان و أن و ما في حيزها خبر و الجمهور عكسوا و هو الراجح كما مر و عن المطوعي (خالدان) بالألف رفعا خبر أن و الظرف لغو و نقل (القرآن) ابن كثير و يوقف لحمزة و هشام بخلفه على (ذلك جزؤا) و نحو مما رسم بواو بعد الزاي و ألف باثني عشر وجها مرت مبنية في بعض النظائر منها أنبؤا ما كانوا أول الأنعام.

و أمال الْبارِئُ الدوري عن الكسائي و الباقون بالفتح و عن ابن محيصن بخلفه بياء مضمومة بدل الهمزة و عنه أيضا (الْمُصَوِّرُ) بفتح الراء على القطع أي أمدح و عن الحسن فتح الواو و الراء مفعولا بالبارئ أي خالق الشي ء المصور أمام آدم أو هو و بنوه قال السمين و عليها يحرم الوقف على المصور بل يحب الوصل ليظهر النصب في الراء لئلا يتوهم منه في الوقف ما لا يجوز.

المرسوم اتفقوا على كتابة و ذلك جزؤا الظالمين بواو بعد الزاي و ألف. ياءات الإضافة واحدة إِنِّي أَخافُ [الآية: 16].

ص: 538

سورة الممتحنة

سورة الممتحنة

مدنية (1) و آيها ثلاث عشرة آية. (القراءات) مرّ ضم الهاء من (إِلَيْهِمْ) لحمزة و يعقوب و أمال الكسائي (مَرْضاتِي) و فتحها الباقون.

و قرأ وَ أَنَا أَعْلَمُ [الآية: 1] بالمد نافع و أبو جعفر و أدغم دال فَقَدْ ضَلَّ ورش و أبو عمرو و ابن عامر و حمزة و الكسائي و خلف.

و اختلف في يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ [الآية: 3] فنافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و هشام من طريق الداجوني بضم الياء و سكون الفاء و فتح الصاد مخففا (2) مبنيا للمفعول و النائب ضمير المصدر المفهوم من يفصل أي الفصل أو بينكم لكنه مبني على الفتح لإضافته إلى مبني نحو لقد تقطع بينكم عند من فتح وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و قرأ ابن عامر إلا الداجوني عن هشام بضم الياء و فتح الفاء و الصاد المشددة مبنيا للمفعول أيضا و قرأ عاصم و يعقوب بفتح الياء و إسكان الفاء و كسر الصاد مخففة مبنيا للفاعل و هو اللّه تعالى أي يحكم أو يفرق وصلكم وافقهما الحسن و قرأ حمزة و الكسائي و خلف بضم الياء و فتح الفاء و كسر الصاد المشددة مبنيا للفاعل أيضا أي يفرق بإدخال المؤمن الجنة و الكافر النار وافقهم الأعمش.

و قرأ أُسْوَةٌ [الآية: 4] معا بضم الهمزة عاصم كما مرّ بالأحزاب (3).

و قرأ إِبْراهِيمَ [الآية: 4] الأول و هو قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم بالألف ابن عامر سوى النقاش عن الأخفش عن ابن ذكوان و يوقف لحمزة على (براؤا) بتسهيل الأولى بين بين على القياس و لا يصح إبدالها واوا في النشر و كذا حذفها و أما الثانية فتبدل ألفا مع المد و القصر و التوسط و تسهل كالواو مع المد و القصر فقط فهي خمسة و تبدل واوا ساكنة للرسم مع المد و القصر و التوسط و له الإشمام مع الثلاث و الروم مع القصر فالجملة اثنا عشر وجها وافقه هشام بخلفه مع تحقيق الأولى و أبدل الثانية من

ص: 539


1- انظر الإتقان للسيوطي: (2/ 1280). [أ].
2- أي: (يفصل). [أ].
3- انظر ص: (451). [أ].

(وَ الْبَغْضاءُ أَبَداً) واوا مفتوحة نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و رويس.

و أمال (عسى) وقفا حمزة و الكسائي و خلف و قللها الأزرق و الدوري عن أبي عمرو بخلفهما و كذا حكم (لا ينهيكم إنما ينهيكم) خلا الدوري المذكور فبالفتح فيهما و شدد البزي بخلفه التاء في (أَنْ تَوَلَّوْهُمْ) و وقف يعقوب بخلفه بهاء السكت على نون جمع النسوة المشددة بعد الهاء من فامتحنوهن و جميع ما بعده إلى قوله لهن اللّه و اختلف في وَ لا تُمْسِكُوا [الآية: 10] فأبو عمرو و يعقوب بضم التاء و فتح الميم و تشديد السين (1) من مسك رباعيا مضعفا وافقهما اليزيدي و عن الحسن بفتح التاء و الميم و تشديد السين المفتوحة و الأصل تتمسكوا حذفت إحدى التاءين و الباقون بضم التاء و سكون الميم و تخفيف السين من أمسك كأكرم.

و قرأ وَ سْئَلُوا، ما أَنْفَقْتُمْ [الآية: 10] بالنقل ابن كثير و الكسائي و خلف عن نفسه و عن الحسن (فعقّبتم) بالقصر و تشديد القاف.

و قرأ النَّبِيُّ إِذا [الآية: 12] بهمزة النبي ء مضمومة فيسهل التي بعدها كالياء و يبدلها واوا مكسورة.

المرسوم: اتفقوا على كتابة صورة الهمزة المضمومة في براؤا واوا و حذف الألف قبلها و زيادة ألف بعدها و أما المفتوحة فصورتها محذوفة كما في النشر و غيره (2).].

ص: 540


1- أي: (تمسّكوا). [أ].
2- انظر النشر: (2/ 387). [أ].

سورة الصف

سورة الصف

مدنية (1) و قيل مكية و آيها أربع عشر. مشبه الفاصلة و فَتْحٌ قَرِيبٌ. القراءات وقف البزي و يعقوب بخلفهما على (لم) بهاء السكت و عن ابن محيصن (يا قوم) بضم الميم و أمال (فَلَمَّا زاغُوا) حمزة و اتفقوا على عدم إمالة (أَزاغَ) و سهل أبو جعفر همزة إسرائل مع المد و القصر و مرّ خلف الأزرق في تثليث الهمزة كوقف حمزة عليها أول البقرة و أمال (من التورية) الأصبهاني و أبو عمرو و ابن ذكوان و حمزة في أحد وجهيه و الكسائي و خلف و قللها الأزرق و حمزة في وجهه الثاني و قالون بخلفه و الثاني له الفتح و فتح ياء الإضافة (من بعدي اسمه) نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو بكر و أبو جعفر و يعقوب و قرأ (ساحر) بألف بعد السين و كسر و الحاء حمزة و الكسائي و خلف و مرّ آخر المائدة (2).

و أمال (يدعى) حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه و قرأ (لِيُطْفِؤُا) بحذف الهمزة مع ضم الفاء أبو جعفر و يوقف عليه لحمزة بثلاثة أوجه التسهيل كالواو و الحذف كقراءة أبي جعفر و الإبدال ياء محضة و اختلف في مُتِمُّ نُورِهِ [الآية: 8] فابن كثير و حفص و حمزة و الكسائي و خلف متم بغير تنوين نوره بالخفض على إضافة اسم الفاعل للتخفيف فلا يعرف لأنها من إضافة الصفة إلى معمولها و الباقون بالتنوين و النصب على أعمال اسم الفاعل كما هو الأصل.

و قرأ تُنْجِيكُمْ [الآية: 10] بالتشديد ابن عامر وحده (3) و مرّ بالأنعام (4).

و اختلف في كُونُوا أَنْصارَ اللَّهِ فابن عامر و عاصم و حمزة و الكسائي و خلف و يعقوب أَنْصارَ غير منون مضافا إلى لفظ الجلالة بلا لام جر وافقهم الأعمش، و الباقون أنصارا منونا للّه بلام الجر و اللام إما مزيدة في المفعول للتقوية إذ الأصل أنصار اللّه أو غير مزيدة و يكون الجار و المجرور نعتا لأنصارا و الأول أظهركما في الدر و فتح ياء الإضافة من (أَنْصارِي إِلَى اللَّهِ) نافع و أبو جعفر و أمال ألفها الدوري عن الكسائي و فتحها الباقون.

المرسوم: كتب لم تؤذونني و يأتي من بعدي بالياء. ياءات الإضافة ثنتان مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ [الآية: 6] أَنْصارِي إِلَى اللَّهِ [الآية: 14].

ص: 541


1- انظر الإتقان للسيوطي: (1/ 25). [أ].
2- انظر ص: (250). [أ].
3- أي: (تنجّيكم). [أ].
4- انظر ص: (260). [أ].

سورة الجمعة

سورة الجمعة

مدنية (1) و آيها إحدى عشرة آية. القراءات ضم الهاء من يُزَكِّيهِمْ [الآية: 2] يعقوب و سبق حكم (التورية) إمالة و تقليلا في السابقة و أمال (الْحِمارِ) أبو عمرو و ابن ذكوان بخلفه و الدوري عن الكسائي و هي رواية الجمهور عن الأخفش عن ابن ذكوان من طريق ابن الأخرم و رواه آخرون بالفتح من طريق النقاش و بالإمالة لابن ذكوان بكماله قطع صاحب المبهج و صاحب التيسير و قلله الأزرق و عن ابن محيصن فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ [الآية: 6] بكسر الواو على أصل التقاء الساكنين و عن المطوعي الْجُمُعَةِ [الآية: 9] بسكون الميم لغة تميم (2).

ص: 542


1- انظر الإتقان للسيوطي: (1/ 25). [أ].
2- للمزيد انظر النشر: (2/ 388). [أ].

سورة المنافقين

سورة المنافقين

مدنية و آيها إحدى عشرة. مشبه الفاصلة أجل قريب. القراءات أمال (جاءَكَ) هشام من طريق الداجوني و ابن ذكوان و حمزة و خلف و عن الحسن (أَيْمانَهُمْ جُنَّةً) بكسر الهمزة مصدر آمن و لا نعلم خلافا في موضع المجادلة و سهل الأصبهاني الهمزة من (رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ) و من (كَأَنَّهُمْ).

و قرأ خُشُبٌ [الآية: 4] بسكون الشين قنبل بخلفه و أبو عمرو و الكسائي و مرّ بالبقرة و فتح سين (يَحْسَبُونَ) ابن عامر و عاصم و حمزة و أبو جعفر و أمال (أَنَّى) حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق و الدوري عن أبي عمرو بخلفهما و أشم قاف (قِيلَ) هشام و الكسائي و رويس.

و اختلف في لَوَّوْا [الآية: 5] فنافع و روح بتخفيف الواو الأولى (1) من لوى مخففا و الباقون بالتشديد على التكثير من لوى الرباعي و انفرد النهرواني عن ابن شبيب عن الفضل عن ابن وردان بمد همز (2) (أَسْتَغْفَرْتَ) قال في النشر و لم يتابعه عليه أحد إلا أن الناس أخذوه عنه و لم يعول عليه في الطيبة و وجه بأن المد إشباع لهمزة الاستفهام للإظهار و البيان لا لقلب همزة الوصل ألفا أي لأنها مكسورة بخلاف آلسحر، و آللَّهُ أَذِنَ و الجمهور بهمزة واحدة مفتوحة، و مقطوعة بلا مد، و هي همزة التسوية التي أصلها الاستفهام و عن الحسن (لنخرجنّ) بنون العظمة و كسر الراء و نصب الأعز مفعولا به و نصب الأذل حينئذ على الحال بتقدير مضاف أي كخروج أو كإخراج أو مثل و أدغم لام (يَفْعَلْ ذلِكَ) أبو الحارث عن الكسائي و اتفقوا على تسكين الياء من (أخرتني إلى) كما مرّ.

و اختلف في وَ أَكُنْ [الآية: 10] فأبو عمرو بالواو بعد الكاف و نصب النون عطفا على فأصدق المنصوب بأن بعد جواب التمني و هو لو لا أخرتني وافقه الحسن و اليزيدي و ابن محيصن بخلفه و الباقون بحذف الواو لالتقاء الساكنين و بجزم النون (قال الزمخشري) عطفا على محل فأصدق كأنه قيل إن أخرتني أصدق و أكن (و حكى) سيبويه عن الخليل أنه

ص: 543


1- أي: (لووا ...). [أ].
2- أي: (آستغفرت). [أ].

جزم على توهم الشرط الذي يدل عليه التمني إذ لا محل هنا لأن الشرط ليس بظاهر و إنما يعطف على المحل حيث يظهر الشرط كقوله تعالى من يضلل اللّه فلا هادي له و يذرهم فمن جزم عطف على موضع فلا هادي لأنه لو وقع هناك فعل لا نجزم قال السمين و هذا هو المشهور عند النحويين و يلغز بهذا فيقال مع نية صالحة أين أتى حرف أظهره أبو عمرو و أدغمه الباقون و مرّ حكم (جاء أجلها) من حيث الهمزتان في نظيره جاء أحد بالنساء (1).

و اختلف في وَ اللَّهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ [الآية: 11] فأبو بكر بالغيب و الباقون بالخطاب.

المرسوم: كتبوا لَوْ لا أَخَّرْتَنِي بالياء و روى أبو عبيد عن مصحف عثمان رضي اللّه عنه و أَكُنْ بحذف الواو و قال الحلواني أحمد عن خالد قال رأيت في الإمام عثمان و أكون بالواو و رأيته ممتليا دما (قال الجعبري): و قد تعارض نقل هذين العدلين فلا بدّ من جامع فيحتمل أن النافي رآه بعد دثور ما بعد الكاف فبقي بعدها حرف هو النون و تكون الواو دثرت، و اللّه أعلم.].

ص: 544


1- انظر ص: (236). [أ].

سورة التغابن

سورة التغابن

مدنية في قول الأكثرين و قيل مكية (1) إلا ثلاث آيات يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم و اللتان بعدها فمدنية و آيها ثماني عشرة. مشبه الفاصلة ثلاث ما تسرون و ما تعلنون التغابن. القراءات عن الحسن و الأعمش (صوّركم) بكسر الصاد (و أسكن) سين (رسلهم) أبو عمرو و أمال (قُلْ بَلى ) شعبة بخلفه و حمزة و الكسائي و خلف و بالفتح و الصغرى الأزرق و أبو عمرو من روايتيه كما صحح في النشر و إن اقتصر في الطيبة على الدوري.

و اختلف في يَجْمَعُكُمْ [الآية: 9] فيعقوب بنون العظمة و الباقون بالياء و قرأ يُكَفِّرْ عَنْهُ، و يُدْخِلْهُ [الآية: 9] بنون العظمة نافع و ابن عامر و أبو جعفر و مرّ بالنساء و قرأ يُضاعِفْهُ [الآية: 17] بالقصر و التشديد ابن كثير و ابن عامر، و أبو جعفر، و يعقوب و عن ابن محيصن بسكون الضاد بلا ألف (2)، و الباقون بالمد و التخفيف (3).

المرسوم: اتفقوا على كتابة نبؤا بواو ثم ألف بعدها (4).

ص: 545


1- انظر الإتقان للسيوطي: (1/ 25). [أ].
2- أي: (يضعفه). [أ].
3- أي: (يضاعفه). [أ].
4- للمزيد انظر النشر في القراءات البشر لابن الجزري: (2/ 389). [أ].

سورة الطلاق

سورة الطلاق

مدنية و آيها إحدى عشرة بصري و ثنتا عشرة حجازي و كوفي و دمشقي و ثلاث عشرة حمصي خلافها أربعة و اليوم الآخر دمشقي مخرجا كوفي و حمصي و مدني أخير يأولي الألباب مدني أول قدير حمصي. مشبه الفاصلة خمسة ثلاثة أشهر حسابا شديدا إلى النور شي ء قدير عكسه موضع له أخرى. القراءات قرأ نافع (النبي ء إذا) بهمز النبي ء و بتسهيل الثانية كالياء و بإبدالها واوا و يوقف حمزة على إذا بالتحقيق و التسهيل كالياء لأنه متوسط بغيره المنفصل.

و قرأ بُيُوتِهِنَّ [الآية: 1] بضم الموحدة ورش و أبو عمرو و حفص و أبو جعفر و يعقوب.

و قرأ مُبَيِّنَةٍ [الآية: 1] بكسر الياء نافع و أبو عمرو و ابن عامر و حفص و حمزة و الكسائي و خلف و أبو جعفر و يعقوب و مرّ بالنساء و أدغم دال فَقَدْ ظَلَمَ ورش و أبو عمرو و ابن عامر و حمزة و الكسائي و خلف.

و اختلف في بالِغُ أَمْرِهِ [الآية: 3] فحفص بالِغُ بغير تنوين أَمْرِهِ بالجر مضاف إليه على التخفيف مثل مُتِمُّ نُورِهِ و الباقون بالتنوين و النصب (1) على الأصل في إعمال اسم الفاعل و أدغم دال (قَدْ جَعَلَ) أبو عمرو و هشام و حمزة و الكسائي و خلف.

و قرأ اللَّائِي [الآية: 4] في الموضعين بحذف الياء مع تحقيق الهمزة (2) قالون و قنبل و يعقوب و قرأ ورش و أبو عمرو و البزي بخلفهما و أبو جعفر بتسهيل الهمزة كالياء مع حذف الياء و الثاني لأبي عمرو و البزي إبدال الهمزة ياء ساكنة مع إشباع المدّ و الباقون بالمد و الهمز المحقق و بعده ياء ساكنة و مرّ إيضاحه و تقدم عن النشر في الإدغام الكبير أن أبا عمرو في وجه الإبدال و من معه و هو البزي و اليزيدي إذا وصلوها بيئسن جاز لهم الإظهار و الإدغام و أن كلاهما صحيح و لا يخفى أنه من قبيل الإدغام الصغير و إنما ذكر في الكبير لحكمة ذكرت ثمة.

و اختلف في مِنْ وُجْدِكُمْ [الآية: 6] فروح بكسر الواو و الباقون بضم الواو لغتان

ص: 546


1- أي: (بالغ أمره). [أ].
2- أي: (اللّاء). [أ].

بمعنى الوسع و أمال (أتاه اللّه ما آتاها) حمزة و الكسائي و خلف و قللهما الأزرق بخلفه و له فيهما طرق خمسة تقدمت.

و قرأ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً [الآية: 7] بضم السين فيهما أبو جعفر.

و قرأ وَ كَأَيِّنْ [الآية: 8] بالمد ابن كثير و كذا أبو جعفر لكن مع تسهيل همزه مع المد و القصر و مرّ حكم الوقف عليه بآل عمران كالأصول (1).

و قرأ نُكْراً [الآية: 8] بإسكان كافها ابن كثير و أبو عمرو و هشام و حفص و حمزة و الكسائي و خلف.

و قرأ مُبَيِّناتٍ [الآية: 11] بفتح الياء نافع و ابن كثير و أبو عمرو و شعبة و أبو جعفر و يعقوب.

و قرأ ندخله [الآية: 11] بنون العظمة نافع و ابن عامر و أبو جعفر و مرّ بالنساء (2).

المرسوم: كتبوا إلى يَئِسْنَ بحذف الألف اتفاقا بصورة الجارة.].

ص: 547


1- انظر ص: (218). [أ].
2- انظر ص: (236). [أ].

سورة التحريم

سورة التحريم

مدنية و آيها اثنا عشرة في غير الحمصي و ثلاث فيه خلافها آية الأنهار حمصي. مشبه الفاصلة و صالح المؤمنين. القراءات قرأ نافع بهمز (النبي ء) و وقف البزي و يعقوب بخلفهما على (لم) بهاء السكت (1) و أمال (مرضات) الكسائي وحده و وقف عليها بالهاء وحده أيضا و هي مخصصة من ذوات الواو و لذا فتحها الأزرق و قرأ نافع (النبي ء إلى) بهمزتين محققة فمسهلة كالياء و بإبدالها واوا.

و اختلف في عَرَّفَ بَعْضَهُ [الآية: 3] فالكسائي بتخفيف الراء (2) على معنى المحازاة أي حاز على بعض و أعرض عن بعض تكرما و حلما و الباقون بتشديدها فالمفعول الأول محذوف أي عرف الرسول صلّى اللّه عليه و سلّم حفصة بعض ما فعلت و أدغم دال (فقد صغت) أبو عمرو و هشام و حمزة و الكسائي و خلف.

و قرأ تَظاهَرا [الآية: 4] بتخفيف الظاء على حذف إحدى التاءين عاصم و حمزة و الكسائي و خلف و الباقون بتشديدها (3) بإدغام التاء في الظاء كما مرّ في البقرة (4) و سبق فيها حكم (جبريل) و أمال (عسى) معا حمزة و الكسائي و خلف و قللهما الأزرق و الدوري عن أبي عمرو بخلفهما و تقدم الخلاف لأبي عمرو في إدغام (طلّقكنّ) في بابه.

و قرأ أَنْ يُبْدِلَهُ [الآية: 5] بفتح الموحدة و تشديد الدال (5) نافع و أبو عمرو و أبو جعفر و الباقون بالسكون و التخفيف و مرّ بالكهف (6).

و اختلف في نَصُوحاً [الآية: 8] فأبو بكر بضم النون مصدر نصح نصحا و نصوحا وافقه الحسن و الباقون بفتحها صيغة مبالغة كضروب أسند النصح إليها مبالغة و هو صفة التائب فإنه ينصح نفسه بالتوبة فيأتي بها على طريقتها و نصبها في القراءة الأولى على المفعول له أي لأجل نصح صاحبها أو نعتا على الوصف بالمصدر أي ذات نصح على ابن عباس رضي اللّه عنه هي اليقين بالقلب و الاستغفار باللسان و الإقلاع بالجوارح

ص: 548


1- أي: (لمه). [أ].
2- أي: (عرف). [أ].
3- أي: (تظّاهرا). [أ].
4- انظر ص: (166). [أ].
5- أي: (يبدّله). [أ].
6- انظر ص: (363). [أ].

و الاطمئنان على الترك و وقف على (امرأت) الثلاث كابنة بالهاء ابن كثير و أبو عمرو و الكسائي و يعقوب.

و قرأ (قيل) بالإشمام هشام، و الكسائي و رويس و أمال عمران بن ذكوان من طريق هبة اللّه عن الأخفش.

و قرأ وَ كُتُبِهِ [الآية: 12] بالجمع أبو عمرو و حفص و يعقوب و الباقون بالتوحيد (1).

المرسوم: روى نافع كالبقية تظهرون بحذف الألف بعد الظاء و اتفقوا على رسم مرضات بالتاء (و كذا) امرأت الثلاث و ابْنَتَ عِمْرانَ.].

ص: 549


1- أي: (كتابه). [أ].

سورة الملك

سورة الملك

مكية (1) و آيها ثلاثون في جميع العدد سوى المكي و شيبة و نافع و إحدى و ثلاثون عندهم خلافها آية قد جاءنا نذير مكي و شيبة و نافع. مشبه الفاصلة ثلاث الشياطين و هي تفور يأتكم نذير. القراءات اختلف في (تفوت) فحمزة و الكسائي بتشديد الواو بلا ألف وافقهما الأعمش و الباقون بتخفيفها بعد الألف لغتان كالتعهد و التعاهد و أدغم لام (هل ترى) أبو عمرو و حمزة و الكسائي و هشام في المشهور عنه و أبدل (خاسئا) ياء مفتوحة الأصبهاني و أبو جعفر و أدغم دال (و لقد زيّنّا) أبو عمرو و هشام و ابن ذكوان بخلفه و حمزة و الكسائي و خلف.

و قرأ تَكادُ تَمَيَّزُ [الآية: 8] بتشديد التاء وصلا البزي (2) بخلفه و أمال (بلى) بخلفه و حمزة و الكسائي و خلف و بالفتح و الصغرى الأزرق و أبو عمرو على ما تقدم و أدغم دال (قد جاء) أبو عمرو و هشام و حمزة و الكسائي و خلف.

و قرأ فَسُحْقاً [الآية: 11] بضم الخاء الكسائي و ابن وردان بخلفهما، و ابن جماز و نصب على المصدر أي سحقهم اللّه سحقا.

و قرأ وَ إِلَيْهِ النُّشُورُ أَ أَمِنْتُمْ [الآية: 15] بتسهيل الثانية و إدخال ألف قالون و أبو عمرو و أبو جعفر و هشام بخلفه و بتسهيلها بلا ألف ورش و البزي و رويس و للأزرق أيضا إبدالها ألفا خالصة مع القصر فقط لعروض حرف المد بالإبدال و ضعف السبب بتقدمه على الشرط و قرأ قنبل في الوصل بالنشور بإبدال الهمزة الأولى واوا من غير خلف و بتسهيل الثانية بلا ألف من طريق ابن مجاهد و بتحقيقهما كذلك من طريق ابن شنبوذ فإذا ابتدأ حقق الأولى و سهل الثانية فقط بلا ألف و الوجه الثاني لهشام للتحقيق مع الفصل و الثالث له التحقيق مع القصر و به قرأ الباقون و هم ابن ذكوان و عاصم و حمزة و الكسائي و روح و خلف (و أبدل) الثانية ياء مفتوحة من (السماء أن) معا نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و رويس و أثبت الياء في (نكير و نذير) وصلا ورش و في الحالين يعقوب (3).

ص: 550


1- انظر الإتقان للسيوطي: (1/ 25). [أ].
2- أي: (تكاد تميّز). [أ].
3- أي: في الوصل و الوقف. [أ].

و قرأ يَنْصُرُكُمْ [الآية: 20] بسكون الراء و باختلاسها أبو عمرو و روى الإتمام عنه الدوري.

و قرأ صِراطٍ [الآية: 22] بالسين قنبل (1) من طريق ابن مجاهد و رويس و بالإشمام خلف عن حمزة و أمال (متى) حمزة و الكسائي و خلف و قللها الأزرق و أبو عمرو و بخلفهما و قصر في الطيبة الخلف فيها على الدوري و الأول صححه في النشر عن ابن شريح و غيره و أشم (سيئت) نافع و ابن عامر الكسائي و أبو جعفر و رويس و يوقف عليها لحمزة بالنقل على القياس و بالبدل مع الإدغام عند من ألحقه بالزائد و أما بين بين فضعيف و أشم (قيل) هشام و الكسائي و رويس.

و اختلف في بِهِ تَدَّعُونَ [الآية: 27] فيعقوب بسكون الدال مخففة من الدعاء أي تطلبون و تستعجلون وافقه الحسن و رويت عن عصمة عن أبي بكر و الأصمعي عن نافع، و الباقون بالفتح، و التشديد (2)، تفتعلون من الدعاء أيضا أو من الدعوى أي تدعون أنه لا جنة و لا نار.

و قرأ أَ رَأَيْتُمْ معا بتسهيل الثانية نافع و أبو جعفر زاد الأزرق إبدالها ألفا مع المد و حذفها الكسائي و أثبتها الباقون محققة و فتح ياء الإضافة من أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ [الآية: 28] كلهم إلا حمزة فسكنها و سكنها من مَعِيَ أَوْ أبو بكر و حمزة و الكسائي و يعقوب و خلف.

و اختلف في فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ [الآية: 29] فالكسائي بالياء من تحت و الباقون بالتاء من فوق و خرج فستعلمون كيف نذير المتفق على خطابه.

المرسوم: اختلف في قطع كل ما ألقى. ياءات الإضافة اثنتان إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ، وَ مَنْ مَعِيَ أَوْ [الآية: 28] و زائدتان نَذِيرِ [الآية: 17]، و نَكِيرِ [الآية: 18].].

ص: 551


1- أي: (سراط). [أ].
2- أي: (تدّعون). [أ].

سورة ن

سورة ن

مكية (1) و آيها اثنتان و خمسون. مشبه الفاصلة ثلاثة ن كذلك العذاب الحوت و عكسه موضعان مصبحين و لا يستثنون. القراءات أدغم (ن) في واو (وّ القلم) ورش و البزي و ابن ذكوان و عاصم بخلف عنهم و هشام و الكسائي و يعقوب و خلف عن نفسه وافقهم ابن محيصن من المفردة و الشنبوذي و في الأصل قال في الدر كالبحر و نقل عمن أدغم الغنة و عدمها قال الفراء و إظهارها أي النون أعجب أي لأنها هجاء و الهجاء كالموقوف عليه و إن اتصل انتهى فلينظر و الباقون بالإظهار و سكت على ن أبو جعفر و عن الحسن ن بكسرها لالتقاء الساكنين.

و قرأ بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ [الآية: 6] بإبدال الهمزة ياء مفتوحة الأصبهاني (2) بخلفه و يوقف عليه لحمزة كذلك و بالتحقيق لأنه متوسط بزائد و عن الحسن (عتل) بالرفع أي هو عتل.

و قرأ أَنْ كانَ [الآية: 14] بهمزة واحدة مفتوحة على الخبر نافع و ابن كثير و أبو عمرو و حفص و الكسائي و خلف عن نفسه و الباقون بهمزتين على الاستفهام (3) و هم ابن عامر و أبو بكر و حمزة و أبو جعفر و يعقوب و حقق الهمزتين منهم أبو بكر و حمزة و روح و سهل الثانية ابن عامر و أبو جعفر و رويس و فصل بالألف أبو جعفر و الحلواني عن هشام و اختلف في الفصل عن ابن ذكوان و الأكثرون على عدمه و منهم الداني و قواه في النشر لكن قال إنه قرأ بالوجهين له كما مرّ في أعجمي بفصلت و أشار إليهما في الطيبة بقوله:

إن كان أعجمي خلف (مليا) و انفرد المفسر عن الداجوني عن هشام بالتحقيق و المد و عن الحسن (إذا تتلى) بهمزة واحدة ممدودة على الاستفهام التوبيخي على قوله: أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ لما تليت عليه آيات اللّه و عنه إِنَّ لَكُمْ فِيهِ [الآية: 38] بهمزة ممدودة على الاستفهام أيضا و الجمهور بهمزة واحدة مكسورة على الخبر (4).

ص: 552


1- انظر الإتقان للإمام السيوطي: (2/ 1280). [أ].
2- أي: (بييّكم ...) و اللّه أعلم. [أ].
3- أي: (أ أن كان ...). [أ].
4- أي: (إنّ لكم ...). [أ].

و قرأ أَنِ اغْدُوا [الآية: 22] بكسر النون أبو عمرو و عاصم و حمزة و يعقوب و أدغم لام (بل نحن) الكسائي و أمال (عسى) حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق و الدوري عن أبي عمرو بخلفهما.

و قرأ أَنْ يُبْدِلَنا [الآية: 32] بالتشديد (1) نافع و أبو عمرو و أبو جعفر و مرّ بالكهف (2)، و شدد البزي بخلفه تاء لَما تَخَيَّرُونَ [الآية: 38] وصلا عن الحسن (بالغة) بالنصب على الحال من أيمان لتخصصه بالعمل أو بالوصف أو من الضمير في علينا إن جعلناه صفة و عنه أيضا (يكشف) بكسر الشين من اكشف و عنه أيضا (تداركه) على أن الأصل تتداركه فأدغم و أمال (فاجتبيه) كنادى حمزة و الكسائي و خلف، و قللهما الأزرق بخلفه.

و اختلف في لَيُزْلِقُونَكَ [الآية: 51] فنافع و أبو جعفر بفتح الياء (3) من زلقت الرجل و هو فعل يتعدى مفتوح العين لا مكسورها مثل حزن و حزنته و الباقون بضمها من أزلقه معدى بالهمزة أي أزل رجله قال الحسن دواء من أصابه العين أن يقرأ هذه الآية و إن يكاد الخ ...

المرسوم: اتفقوا على كتابة بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ بياءين بين الألف و الكاف و على قطع أَنْ لا يَدْخُلَنَّهَا و هو آخر العشرة المقطوعة.].

ص: 553


1- أي: (يبدّلنا). [أ].
2- انظر ص: (363). [أ].
3- أي: (ليزلقونك). [أ].

سورة الحاقة

سورة الحاقة

مكية (1) و آيها خمسون و آية بصرى و دمشقي و ثنتان في الباقي خلافها ثلاث الحاقة الأول كوفي حسوما حمصي بشماله حجازي. مشبه الفاصلة موضعان صرعى بيمينه.

القراءات أمال (أدراك) أبو عمرو و ابن ذكوان و أبو بكر بخلفهما و حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق و الإمالة لابن ذكوان من طريق الصوري و ابن الأخرم عن الأخفش و لأبي بكر جميع رواة المغاربة و أدغم تاء (كذّبت ثمود) أبو عمرو و هشام و ابن ذكوان من طريق الأخفش و حمزة و الكسائي و عن الأعمش تنوين ثمود المرفوع و أمال (فترى القوم) وصلا السوسي بخلفه و أمال (صرعى) حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق و أبو عمرو بخلفهما و أدغم لام (فهل ترى) أبو عمرو و هشام في المشهور عنه و حمزة و الكسائي.

و اختلف في وَ مَنْ قَبْلَهُ [الآية: 9] فأبو عمرو و الكسائي و يعقوب بكسر القاف الموحدة أي جناده و أهل طاعته وافقهم الحسن و اليزيدي و الباقون بفتح القاف و سكون الباء (2) ظرف زمان أي و من تقدمه من الأمم و أبدل همز (المؤتفكات) قالون بخلفه و ورش من طريقيه و أبو عمرو بخلفه و أبو جعفر و أبدل همز (بالخاطئة) ياء مفتوحة أبو جعفر وحده كوقف حمزة.

و أمال (طغى) وقفا حمزة و الكسائي و خلف و قللها الأزرق بخلفه و اتفقوا على كسر عين (تعيها) مع فتح الياء مخففة مضارع وعى حفظ و هو منصوب بالعطف على لنجعلها و ما ذكره في البحر من إسكانها لقنبل و إخفاء حركتها لحمزة فليس من طرقنا و المعنى و تحفظها أذن من شأنها أن تحفظ المواضع و تعتبرها.

و قرأ أُذُنٌ بسكون الذال نافع وحده، و عن المطوعي وَ حُمِلَتِ الْأَرْضُ [الآية:

14] بتشديد الميم للتكثير.

و اختلف في لا تَخْفى [الآية: 18] فحمزة و الكسائي و خلف بالياء من تحت لأن التأنيث مجازي و للفصل و أمالوا ألفها وافقهم الأعمش و الباقون بالتاء للتأنيث اللفظي و قللها الأزرق بخلفه و يوقف لحمزة على (هاؤم) بالتسهيل كالواو على القياس وجها

ص: 554


1- انظر الإتقان للسيوطي: (1/ 25). [أ].
2- أي: (من قبله). [أ].

واحدا لأنه ليس من قبيل المتوسط بزائد لأن هاؤم اسم فعل بمعنى خذ واوها فيه جزء ليست للتنبيه و قول مكي أصلها هاوموا بواو و كتبت على لفظ الوصل تعقبه الأستاذ أبو شامة كما بين في آخر وقف حمزة و هشام على الهمز.

و قرأ مالِيَهْ، سُلْطانِيَهْ [الآية: 28- 29] بحذف الهاء منهما وصلا (1) حمزة و يعقوب و أثبتاهما وقفا.

و قرأ كِتابِيَهْ [الآية: 19، 25] كلاهما و حِسابِيَهْ [الآية: 20، 26] معا بحذف هاء السكت وصلا (2) يعقوب و الباقون بالإثبات في الحالين فلا خلاف في إثباتها وقفا و مرّ في باب النقل الخلف لورش في نقل همزة إني إلى هاء كتابيه و أن الجمهور على ترك النقل قال في النشر و ترك النقل فيه هو المختار عندنا الخ و اختلف أيضا في إدغام هاء (ماليه) في هاء (هلك) فمنهم من أخذ بإظهارها لكونها هاء سكت أيضا و قد قال مكي في التبصرة له يلزم من ألقى الحركة في (كتابيه إني) أن يدغم ماليه هلك لأنه أجراها مجرى الأصلي حين ألقى الحركة عليها و قدر ثبوتها في الوصل قال و بالإظهار قرأت و عليه العمل و هو الصواب قال أبو شامة يعني بالإظهار أن يقف على ماليه وقفة لطيفة و أما إن وصل فلا يمكن غير الإدغام أو التحريك قال: و إن خلا اللفظ من أحدهما كان القارئ واقفا و هو لا يدري لسرعة الوصل قال في النشر بعد نقله ما ذكر و غيره و ما قاله أبو شامة أقرب إلى التحقيق و أحرى بالدراية و التدقيق و قد سبقه إلى النص عليه أستاذ هذه الصناعة أبو عمرو الداني قال في جامعه فمن روى التحقيق يعني في كتابيه لزمه أن يقف على الهاء في قوله ماليه هلك وقفة لطيفة في حال الوصل من غير قطع لأنه واصل بنية واقف فيمتنع بذلك من أن يدغم في الهاء التي بعدها قال و من روى الإلقاء لزمه أن يصلها و يدغمها في الهاء التي بعدها لأنها عنده كالحرف اللازم الأصلي انتهى و هو الصواب انتهى كلام النشر و هذا ما تقدم الوعد به أول الإدغام الصغير.

و اختلف في قَلِيلًا ما تُؤْمِنُونَ، و قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ [الآية: 41- 42] فابن كثير و هشام و يعقوب و ابن ذكوان من طريق الصوري و من أكثر طرق الأخفش عند العراقيين بالياء من تحت فيهما وافقهم ابن محيصن و الحسن و الباقون بالتاء من فوق و هي رواية النقاش عن الأخفش و خفف ذال (تذكّرون) حفص و حمزة و الكسائي و خلف.

المرسوم: اتفقوا على الألف في طغا الماء [الآية: 11].].

ص: 555


1- أي: (مالي، سلطاني). [أ].
2- أي: (كتابي، حسابي). [أ].

سورة سأل

سورة سأل

و تسمى المعارج، و الواقعة: مكية (1) و آيها أربعون و ثلاث دمشقي و أربع في الباقي (خلافها) آية أَلْفَ سَنَةٍ تركها دمشقي.

القراءات: اختلف في سَأَلَ [الآية: 1] فنافع و ابن عامر و أبو جعفر بألف بلا همز (2) بوزن قال و هي لغة قريش فهو من السؤال أبدلت همزته على غير قياس عند سيبويه و القياس بين بين أو من السيلان فألفه عن ياء كباع و المعنى سال وادي بعذاب و الباقون بالهمز من السؤال فقط و هي اللغة الفاشية و يوقف عليه لحمزة بالتسهيل فقط و اختلف في تَعْرُجُ [الآية: 4] فالكسائي بالياء من تحت و الباقون بالتاء من فوق.

و اختلف في وَ لا يَسْئَلُ [الآية: 10] فالبزي من طريق ابن الحباب و أبو جعفر بضم الياء مبنيا للمفعول و نائبه حميم و حميما نصب بنزع الخافض عن و كذا رواه الزينبي عن أصحابه عن أبي ربيعة و الباقون بفتح الياء مبنيا للفاعل أي لا يسأل قريب قريبا عن حاله أو لا يسأله نصرة و لا منفعة لعلمه أنه لا يجد ذلك عنده و هي رواية أبي ربيعة عن البزي.

و قرأ يَوْمِئِذٍ [الآية: 11] بفتح الميم نافع و الكسائي و أبو جعفر كما في هود و أبدل أبو جعفر همزة (تؤويه) واوا ساكنة فجمع بين الواوين الأصلية و المبدلة بلا إدغام و الباقون بالإظهار و يوقف عليه لحمزة بالإبدال بلا إدغام و بالإدغام و هما في الشاطبية و غيرها و أمال رءوس آي هذه السورة و هي أربعة (لظى، و للشّوى، و تولى، فأوعى) حمزة و الكسائي و خلف و قللها الأزرق و أبو عمرو بخلفه غير أن التقليل عنه أكثر من الفتح كما مرّ و اختلف في نَزَّاعَةً [الآية: 16] فحفص بالنصب على الحال من الضمير المستكن في لظى لأنها و إن كانت علما جارية مجرى المشتقات بمعنى المتلظي أو على الاختصاص و الباقون بالرفع خبر ثان و أمال (ابتغى) حمزة و الكسائي و خلف و قللها الأزرق بخلفه و قرأ لِأَماناتِهِمْ [الآية: 32] بالتوحيد (3) ابن كثير وافقه ابن محيصن و مرّ بالمؤمنين.

ص: 556


1- انظر الإتقان للسيوطي: (2/ 1281). [أ].
2- أي: (سأل ...). [أ].
3- أي: (لأمانتهم). [أ].

و اختلف في بِشَهاداتِهِمْ [الآية: 33] فحفص و يعقوب بألف بعد الدال على الجمع اعتبارا بتعدد الأنواع و الباقون بلا ألف على التوحيد على إرادة الجنس و تقدم في الوقف على المرسوم حكم الوقف على (فمال) و الابتداء بها، و في محالها الثلاثة، و عن ابن محيصن (ربّ المشرق و المغرب) بالتوحيد فيها.

و قرأ حتى يلقوا [الآية: 42] بفتح الياء و سكون اللام بلا ألف أبو جعفر (1) كما في الزخرف و مرّ اتفاقهم على فتح حتى، و اختلف في إِلى نُصُبٍ [الآية: 43] فابن عامر و حفص بضم النون و الصاد جمع نصب كسقف و سقف أو جمع نصاب ككتب و كتاب و عن الحسن بفتح النون و الصاد (2) فعل بمعنى مفعول و الباقون بفتح النون و إسكان الصاد (3) اسم مفرد بمعنى المنصوب للعبادة أو العلم و قال أبو عمرو و هي شبكة الصائد يسرع إليها عند وقوع الصيد فيها خوف انقلابه.

المرسوم: نافع عن المدني المشرق، و المغرب بحذف ألفهما و قيل ثابتتان في العراقية و اتفقوا على فصل لام فمال كالنساء، و الكهف، و الفرقان.].

ص: 557


1- أي: (يلقوا). [أ].
2- أي: (نصب). [أ].
3- أي: (نصب). [أ].

سورة نوح عليه الصلاة و السلام

سورة نوح عليه الصلاة و السلام

مكية (1) و آيها عشرون و ثمان كوفي و تسع بصري و دمشقي و ثلاثون حجازي و حمصي. (خلافها) خمس فيهن نورا حمصي و سواعا غيره فادخلوا نارا و نسرا كوفي و حمصي و مدني أخيرا ضلوا كثيرا مكي و مدني أول. القراءات قرأ (أن اعبدوا اللّه) بكسر النون أبو عمرو و عاصم و حمزة و يعقوب و أثبت الياء في (و أطيعون) في الحالين يعقوب و أبدل الهمزة واوا مفتوحة في وَ يُؤَخِّرْكُمْ، و لا يُؤَخَّرُ ورش من طريقيه و أبو جعفر كوقف حمزة و فتح ياء (دعائي إلا) نافع و ابن كثير و أبو عمرو و ابن عامر و أبو جعفر و كذا (إني أعلنت لهم) غير ابن عامر فسكنها كالباقين و عن الحسن فتح ياء (قومي) و مر للأزرق تفخيم الراء من (فرارا) كالجماعة لأجل تكرارها و ضم يعقوب الهاء من (فيهن نورا) بلا خلاف و وقف عليها بهاء السكت بخلفه.

و اختلف في وَ وَلَدُهُ [الآية: 21] فنافع و ابن عامر و عاصم و أبو جعفر بفتح الواو و اللام و عن الحسن بكسر الواو و سكون اللام (2) و الباقون بضم الواو و سكون اللام (3) قيل الفتح و الضم لغتان كالبخل و البخل و قيل المضموم جمع المفتوح كأسد و أسد و عن ابن محيصن (كبارا) بكسر الكاف و تخفيف الباء جمع كبير، و اختلف في وَدًّا [الآية: 23] فنافع و أبو جعفر بضم الواو و الباقون بفتحها لغتان في اسم صنم في عهد نوح و عن المطوعي (يغوثا، و يعوقا) بالتنوين مصروفين للتناسب نحو: سلاسل.

و قرأ خطاياهم [الآية: 25] بوزن قضاياهم أبو عمرو و الباقون خَطِيئاتِهِمْ بالألف و التاء المكسورة جرا و وقف يعقوب بخلفه على (و لوالديّ) بهاء السكت (4) و فتح ياء (بيتي) هشام و حفص و سكنها الباقون. ياءات الإضافة أربعة قَوْمِ [الآية: 2] للحسن دُعائِي إِلَّا [الآية: 6] إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ [الآية: 9] بَيْتِيَ مُؤْمِناً [الآية:

28] و فيها زائدة وَ أَطِيعُونِ [الآية: 3].

ص: 558


1- انظر الإتقان للسيوطي: (1/ 25). [أ].
2- أي: (و ولده). [أ].
3- أي: (و ولده). [أ].
4- أي: (والديّه). [أ].

سورة الجن

سورة الجن

مكية (1) و آيها عشرون و ثمان آيات و سبع عند البزي (خلافها) ثنتان من اللّه أحد مكي و ترك من دونه ملتحدا. القراءات نقل ابن كثير قرآنا.

و اختلف في همز وَ أَنَّهُ تَعالى [الآية: 3] و ما بعده إلى قوله سبحانه وَ أَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ [الآية: 14] و جملته اثنا عشر فابن عامر و حفص و حمزة و الكسائي و خلف بفتح الهمزة فيهن عطفا على مرفوع أوحى قاله أبو حاتم و عورض بأن أكثرها لا يصح دخوله تحت معمول أوحى و هو ما كان فيه ضمير المتكلم نحو لمسنا و قيل عطفا على الضمير في به من فآمنا به من غير إعادة الجار على مذهب الكوفيين و قواه مكي بكثرة حذف حرف الجر مع أن و جعله القاضي تبعا للزمخشري عطفا على محل به كأنه قال صدقناه و صدقنا أنه تعالى و أنه كان يقول و كذا البواقي و قرأ أبو جعفر بالفتح في ثلاثة منها و هي وَ أَنَّهُ تَعالى ، وَ أَنَّهُ كانَ يَقُولُ، وَ أَنَّهُ كانَ رِجالٌ [الآية: 3، 4، 6] جمعا بين اللغتين وافقهم الحسن و الأعمش و الباقون بالكسر فيها كلها عطفا على قوله أنا سمعنا فيكون الكل مقولا للقول.

و اختلف أيضا في وَ أَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللَّهِ [الآية: 19] فنافع و أبو بكر بكسرها و الباقون بفتحها و توجيهها معلوم من السابق و لا خلاف في فتح (أنه استمع و أن المساجد) و اتفقوا على فتح جيم (جد) و رفع دالة مضافا إلى ربنا أي عظمته أو سلطانه أو غناه.

و اختلف في أَنْ لَنْ تَقُولَ [الآية: 5] فيعقوب بفتح القاف و تشديد الواو (2) مضارع تقول أي تكذب و الأصل تتقول فحذف أحد التاءين و انتصب كذبا حينئذ على المصدر لأن التقول كذب نحو قعدت جلوسا و الباقون بضم القاف و سكون الواو مضارع قال و انتصب كذبا بتقول لأنه نوع من القول و أمال (فزادوهم) حمزة و هشام من طريق الداجوني و ابن ذكوان من طريق الصوري و النقاش عن الأخفش و أبدل همز (ملئت) ياء مفتوحة الأصبهاني و أبو جعفر.

و اختلف في يَسْلُكْهُ [الآية: 17] فعاصم و حمزة و الكسائي و يعقوب و خلف بياء الغيبة وافقهم الأعمش و الباقون بنون العظمة.

ص: 559


1- انظر الإتقان للسيوطي: (1/ 25). [أ].
2- أي: (تقوّل). [أ].

و اختلف في عَلَيْهِ لِبَداً [الآية: 19] فهشام من طريق ابن عبدان عن الحلواني بضم اللام و لم يذكر في التيسير غيره و به قرأ صاحب التجريد على الفارسي من طريق الحلواني و الداجوني معا و هو جمع لبدة بالضم نحو غرفة و غرف و الباقون بكسرها جمع لبدة بالكسر أي كاد يركب بعضهم بعضا لكثرتهم للإصغاء و الاستماع لما يقوله و هي رواية الفضل عن الحلواني و رواية النقاش عن الجمال عن الحلواني و زيد عن الداجوني و الوجهان صحيحان عن هشام كما في النشر و هما في الشاطبية كالطيبة عن ابن محيصن ضم اللام و تشديد الباء مفتوحة و عنه بتخفيفها مضمومة (1).

و اختلف في قُلْ إِنَّما أَدْعُوا [الآية: 20] فعاصم و حمزة و أبو جعفر بضم القاف و سكون اللام بلفظ الأمر وافقهم الأعمش و الباقون قال بلفظ الماضي على الخبر عن عبد اللّه و هو محمد صلّى اللّه عليه و سلّم و فتح ياء الإضافة من (ربي أمدا) نافع و ابن كثير و أبو جعفر و أبو عمرو.

و اختلف في لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ [الآية: 28] فرويس بضم الياء مبنيا للمفعول و الباقون بفتحها مبنيا للفاعل أي ليعلم النبي الموحى إليه صلّى اللّه عليه و سلّم و مر التنبيه على ضم هاء (لديهم) لحمزة و يعقوب و على إمالة (أحصى).

المرسوم في بعض المصاحف قُلْ إِنَّما بلا ألف و في بعضها بألف و اتفقوا على حذف ألف الن في جميع القرآن نحو فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ إلا فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ هنا فبالإثبات في بعض المصاحف و اتفقوا على قطع أَنْ لَنْ تَقُولَ. ياءات الإضافة واحدة رَبِّي أَمَداً [الآية: 25].].

ص: 560


1- أي: (لبّدا)، أو (لبدا). [أ].

سورة المزمل

سورة المزمل

مكية قيل إلا آيتين و اصبر على ما يقولون و تاليتها و قيل إلا إن ربك إلى آخرها (و آيها) ثماني عشرة مدني أخير و تسع بصري و حمصي و عشرون في الباقي خلافها أربع المزمل كوفي و دمشقي و مدني أول جحيما غير حمصي إليكم رسولا مكي و نافع شيبا غير مدني أخير. مشبه الفاصلة قرضا حسنا.

القراءات: قرأ أَوِ انْقُصْ [الآية: 3] بكسر الواو عاصم و حمزة وصلا و نقل ابن كثير (القرآن) و أبدل همز ناشئة ياء مفتوحة الأصبهاني و أبو جعفر.

و اختلف في أَشَدُّ وَطْئاً [الآية: 6] فأبو عمرو و ابن عامر بكسر الواو و فتح الطاء و ألف ممدودة بعدها همزة بوزن قتال مصدر واطأ لمواطأة القلب اللسان فيهما أو موافقته لما يراد من الإخلاص و الخضوع و لذا فضلت صلاة الليل على صلاة النهار وافقهم اليزيدي و الحسن و ابن محيصن بخلفه و الثاني له كذلك مع فتح الواو و الباقون بفتح الواو و سكون الطاء بلا مد مصدر وطئ أي أشد ثبات قدم و أبعد من الزلل أو أثقل من صلاة النهار أو أشد نشاطا للمصلي أو أشد قياما أو أثبت قياما و قراءة أو أثبت للعمل و أدوم لمن أراد الاستكثار من العبادة و يوقف عليه لحمزة و هشام بخلفه بالنقل فقط.

و اختلف في باء رَبُّ الْمَشْرِقِ [الآية: 9] فابن عامر و أبو بكر و حمزة و الكسائي و يعقوب و خلف بخفضها صفة لربك أو بدل أو بيان وافقهم الأعمش و ابن محيصن و الباقون بالرفع على الابتداء و الخبر الجملة من قوله لا إله إلا هو أو خبر مضمر أي هو رب و أمال فَعَصى حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه.

و قرأ مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ [الآية: 20] بسكون اللام هشام و ضمها الباقون كما في البقرة و خرج ثلث المفرد المتفق على ضم لامه.

و اختلف في نِصْفَهُ، وَ ثُلُثَهُ [الآية: 20] فابن كثير و عاصم و حمزة و الكسائي و خلف بنصب الفاء و الثاء و ضم الهاءين عطفا على أدنى المنصوب ظرفا بتقوم وافقهم ابن محيصن و الأعمش و الباقون بخفض الفاء و الثاء و كسر الهاءين عطفا على ثلثي الليل المجرور بمن و خرج بنصفه الملاصق لثلثه نصفه أول السورة المتفق على فتحه.

ص: 561

سورة المدثر

سورة المدثر

مكية و آيها خمسون و خمس مكي و دمشقي و مدني أخير و ست في الباقي (خلافها) ثنتان يتساءلون تركها مدني أخير عن المجرمين تركها مكي و دمشقي و نافع. مشبه الفاصلة اثنان و المؤمنون بهذا مثلا.

القراءات: و اختلف في وَ الرُّجْزَ [الآية: 5] فحفص و أبو جعفر و يعقوب بضم الراء لغة الحجاز وافقهم ابن محيصن و الحسن و الباقون بكسرها لغة تميم و عن الحسن تَسْتَكْثِرُ [الآية: 6] بالجزم بدلا من الفعل قبله و الجمهور بالرفع على أنه في موضع الحال أي لا تمنن مستكثرا ما أعطيت أو على حذف أن على أن الأصل أن تستكثر فلما حذفت أن ارتفع و أمال (أدراك) أبو عمرو و ابن ذكوان و أبو بكر بخلفهما و حمزة و الكسائي و خلف و قللها الأزرق و مر تفصيلها قريبا أول الحاقة.

و قرأ تِسْعَةَ عَشَرَ [الآية: 30] بسكون العين أبو جعفر تخفيفا و مر في براءة.

و اختلف في وَ اللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ [الآية: 33] فنافع و حفص و حمزة و يعقوب و خلف بإسكان الذال ظرفا لما مضى من الزمان أدبر بهمزة مفتوحة و دال ساكنة على وزن أكرم وافقهم ابن محيصن و الحسن و الباقون بفتح الدال ظرفا لما يستقبل و بفتح دال دبر على وزن ضرب لغتان بمعنى يقال دبر الليل و أدبر و قيل أدبر تولى و دبر انقضى و الرسم يحتملهما (1) و أمال (أتانا)، و (أن يؤتى) حمزة و الكسائي و خلف و قللهما الأزرق بخلفه.

و اختلف في مُسْتَنْفِرَةٌ [الآية: 50] فنافع و ابن عامر و أبو جعفر بفتح الفاء اسم مفعول أي ينفرها القناص و الباقون بكسرها بمعنى نافرة قال الزمخشري كأنها تطلب النفار في نفوسها في جمعها له و حملها عليه انتهى فأبقى السين على بابها قال السمين و هو معنى حسن.

و اختلف في وَ ما يَذْكُرُونَ [الآية: 56] فنافع بالخطاب و الباقون بالغيب.

ص: 562


1- أي: (إذا دبر). [أ].

سورة القيامة

سورة القيامة

مكية (1) و آيها ثلاثون و تسع في غير الكوفي و الحمصي و أربعون فيهما (خلافها) آية لِتَعْجَلَ بِهِ لهما. مشبه الفاصلة بصيرة معاذيره.

القراءات: و قرأ لا أُقْسِمُ [الآية: 1] الأولى بحذف الألف من غير لا (2) البزي من طريق أبي ربيعة و قنبل كما مر بيونس و وجهت بأن اللام لام للتأكيد أو جواب قسم مقدر دخلت على مبتدأ محذوف أي لأنا أقسم و إذا كان الجواب اسمية أكد باللام و إذا كان خبرها مضارعا جاز أن يكون للحال لأن البصريين يمنعون أن يقع فعل الحال جوابا للقسم فإن ورد ما ظاهره ذلك كما هنا جعل الفعل خبر المضمر فيعود الجواب جملة اسمية التقدير و اللّه لأنا أقسم كما مر و الباقون بإثبات الألف و هي رواية ابن الحباب عن البزي بجعل لا نافية لكلام مقدر كأنهم قالوا إنما أنت مفتر في الأخبار عن البعث فرد عليهم بلا ثم ابتدأ فقال أقسم و قيل نفي للقسم بمعنى أن الأمر أعظم و قيل زائدة تأكيدا على حد لئلا يعلم و هو شائع كقولهم لا و أبيك و على هذا اقتصر القاضي و خرج بالأولى و لا أقسم بالنفس كالبلد المتفق على الألف فيهما كالرسم و قرأ أَ يَحْسَبُ [الآية: 3] بكسر السين نافع و ابن كثير و أبو عمرو و الكسائي و يعقوب و خلف عن نفس و أمال (بلى) أبو بكر بخلفه و حمزة و الكسائي و خلف و بالفتح و الصغرى الأزرق و أبو عمرو.

و اختلف في بَرِقَ [الآية: 7] فنافع و أبو جعفر بفتح الراء و الباقون بكسرها لغتان في التحير و الدهشة و عن الحسن (المفر) بكسر الفاء اسم مكان الفرار و عن ابن محيصن (بلنسان) بالإدغام و أمال (ألقى) حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه و مثله (أولى فأولى) و نقل ابن كثير (قرآنه) معا.

و اختلف في تُحِبُّونَ و تَذَرُونَ [الآية: 20] فنافع و عاصم و حمزة و الكسائي و أبو جعفر و خلف بالخطاب فيهما و الباقون بالغيب و سكت حفص بخلفه من طريقيه على نون (من راق) سكتة لطيفة من غير تنفس لئلا يتوهم أنها كلمة، و مر بالكهف (3) و وقف عليه

ص: 563


1- انظر الإتقان للسيوطي: (1/ 25). [أ].
2- أي: (لأقسم ...). [أ].
3- انظر ص: (363). [أ].

بالياء ابن محيصن و أمال رءوس الآي من (صلى) الخ حمزة و الكسائي و خلف و قللها أبو عمرو و الأزرق و رقق لام صلى وجها واحدا حيث قللها كذلك لما تقدم أن الإمالة و التغليظ ضدان لا يجتمعان و وافق أبو بكر حمزة و من معه على إمالة (سدى) وقفا من طريق المصريين و المغاربة و صحح في النشر عنه الوجهين.

و اختلف في يُمْنى [الآية: 37] فهشام من طريق الشنبوذي عن النقاش عن الجمال عن الحلواني و كذا من طريق المفسر و الشذائي عن الداجوني و حفص و يعقوب بالياء من تحت على جعل الضمير عائدا على مني أي يصب فالجملة محلها جر صفة لمني وافقهم ابن محيصن و الحسن و الباقون بالتاء من فوق على أن الضمير (للنطفة).

المرسوم كتب في بعض المصاحف يُنَبَّؤُا بواو و ألف و اتفقوا على وصل أَلَّنْ نَجْمَعَ.

ص: 564

سورة الإنسان

سورة الإنسان

مكية (1) و قيل مدنية إلا آية و لا تطع الخ و قيل من فاصبر الخ و آيها إحدى و ثلاثون.

مشبه الفاصلة خمسة السَّبِيلَ، و قَوارِيرَا الثاني مُخَلَّدُونَ، نَعِيماً و عكسه قوارير الأول. القراءات أمال (أتى) حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه.

و اختلف في سَلاسِلَ [الآية: 4] فنافع و هشام من طريق الحلواني و الشذائي عن الداجوني و أبو بكر و الكسائي و أبو جعفر و رويس عن طريق أبي الطيب بالتنوين للتناسب لأن ما قبله منون منصوب و قال الكسائي و غيره من الكوفيين إن بعض العرب يصرفون جميع ما لا ينصرف إلا أفعل التفضيل و عن الأخفش يصرفون مطلقا و هم بنو أسد لأن الأصل في الأسماء الصرف و الوقف في هذه القراءة بالألف بدل التنوين و عن الحسن و الشنبوذي كذلك و الباقون بالمنع من الصرف على الأصل بلا تنوين لكونه جمع تكسير بعد ألفه حرفان كمساجد و هو رواية زيد عن الداجوني و هؤلاء في الوقف على ثلاث فرق منهم من وقف بالألف بلا خلاف و هو أبو عمرو و روح من طريق المعدل وافقه اليزيدي و منهم من وقف بغير ألف كذلك و هم حمزة و خلف و زيد عن الداجوني عن هشام و رويس من غير طريق أبي الطيب و روح من غير طريق المعدل وافقهم المطوعي و اختلف عن الباقين و هم ابن كثير و ابن ذكوان و حفص وافقهم ابن محيصن فروى الحمامي عن النقاش عن أبي ربيعة و ابن الحباب عن البزي و ابن شنبوذ عن قنبل و غالب العراقيين عن ابن ذكوان و أكثر المغاربة عن حفص كل هؤلاء بالألف عمن ذكر و وقف عنهم بغير ألف باقي أصحاب النقاش عن أبي ربيعة عن البزي و ابن مجاهد عن قنبل و النقاش عن الأخفش عن ابن ذكوان و العراقيون عن حفص و أطلق الوجهين عنهم في التيسير و أمال (فوقاهم اللّه) و (لقّاهم) و (جزاهم) و تسمى و (سقاهم) و حمزة و الكسائي و خلف و بالفتح و الصغرى الأزرق و حذف أبو جعفر همز (متكئين) كوقف حمزة في أحد وجهيه و الثاني بين بين على القياس.

و اختلف في قَوارِيرَا قَوارِيرَا [الآية: 15] فنافع و أبو بكر و الكسائي و أبو جعفر بتنوينهما (2) معا لأنهما كسلاسل جمعا و توجيها غير أن السلاسل على مفاعل و قوارير على مفاعيل و وقفوا عليهما بالألف للتناسب موافقة لمصاحفهم وافقهم الحسن و الأعمش و عن

ص: 565


1- انظر الإتقان للسيوطي: (1/ 25). [أ].
2- أي: (قواريرا، قواريرا). [أ].

الأعمش وجه آخر رفعهما بلا تنوين على إضمار مبتدأ أي هي و قرأ ابن كثير و خلف عن نفسه بالتنوين في الأول و بدونه في الثاني مناسبة لرءوس الآي في الأول و وقفا بالألف في الأول و بدونها في الثاني وافقهما ابن محيصن و قرأ أبو عمرو و ابن عامر و حفص و روح بغير تنوين فيهما و وقفوا على الأول بالألف لكونه رأس آية بخلف عن روح في الوقف و على الثاني بدونها إلا هشاما فاختلف عنه في الثاني من حيث الوقف من طريق الحلواني فوقف عليه بالألف عنه المغاربة و بدونها عنه المشارقة وافقهم اليزيدي و قرأ حمزة و رويس بغير تنوين فيهما أيضا و وقفا بغير ألف فيهما و مرضم هاء (عليهم) لحمزة و يعقوب و يوقف لحمزة على (لؤلؤا) بوجه واحد و هو إبدال الأولى واوا ساكنة و الثانية واوا مفتوحة وافقه في الأولى أبو عمرو بخلفه و أبو بكر و أبو جعفر و يوقف لرويس على ثم بهاء السكت بخلفه.

و اختلف في عالِيَهُمْ [الآية: 21] فنافع و حمزة و أبو جعفر بسكون الياء (1) خبر مقدم و ثياب مبتدأ مؤخر وافقهم ابن محيصن و الحسن و عن المطوعي كذلك مع ضم الهاء و الباقون بفتح الياء و ضم الهاء على أنه حال من الضمير المجرور في عليهم أو من مفعول حسبتهم أو على الظرفية خبرا مقدما لثياب كأنه قيل فوقيهم.

و اختلف في خُضْرٌ وَ إِسْتَبْرَقٌ [الآية: 21] فنافع و حفص بالرفع فيهما فرفع خُضْرٌ على النعت لثياب وَ إِسْتَبْرَقٌ نسقا على ثياب على حذف مضاف أي و ثياب إستبرق وافقهما الحسن لكنه بغير تنوين في إستبرق و همزة القطع و قرأ ابن كثير و أبو بكر بخفض الأول و رفع الثاني (2) فخضر نعت لسندس و فيه وصف المفرد بالجمع و أجازه الأخفش و أجيب عنه بأنه اسم جنس و قيل جمع لسندسة و اسم الجنس يوصف بالجمع قال تعالى السحاب الثقال (و إستبرق) نسق على ثياب على ما مر وافقهما ابن محيصن إلا أنه لم ينونه و عنه بخلف وصل همزة القطع و قرأ أبو عمرو و ابن عامر و أبو جعفر و يعقوب برفع الأول و خفض الثاني (3) فخضر نعت لثياب و إستبرق نسق على سندس أي ثياب خضر من سندس و من إستبرق وافقهم اليزيدي و قرأ حمزة و الكسائي و خلف بخفضهما (4) فخضر نعت لسندس على ما مر و إستبرق نسق على سندس وافقهم الأعمش.

و اختلف في وَ ما تَشاؤُنَ [الآية: 30] هنا فابن كثير و أبو عمر و ابن عامر بخلف عنه من روايتيه بالياء من تحت وافقهم ابن محيصن و الحسن و اليزيدي و الباقون بالتاء من فوق و الوجهان صحيحان عن ابن عامر من روايتي هشام و ابن ذكوان كما في النشر أي من طريقي كل منهما كما يفهم منه و خرج موضع التكوير المتفق على الخطاب فيه.

المرسوم في كل الرسوم سلاسلا و كانَتْ قَوارِيرَا بألف مكان التنوين و اختلفوا في قَوارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ ففي بعضها بألف و في بعضها بدونها و اتفقوا على حذف ألف عَلَيْهِمْ.].

ص: 566


1- أي: (عليهم). [أ].
2- أي: (خضر و إستبرق). [أ].
3- أي: (خضر، و إستبرق). [أ].
4- أي: (خضر و إستبرق). [أ].

سورة المرسلات

سورة المرسلات

مكية (1) قيل إلا و إذا قيل لهم الآية و آيها خمسون. مشبه الفاصلة شامخات عذرا.

القراءات عن الحسن (عرفا) بضم الراء و أدغم تاء (فَالْمُلْقِياتِ ذِكْراً) خلاد بخلفه كأبي عمرو و يعقوب.

و قرأ عُذْراً [الآية: 6] بضم الذال روح وافقه الحسن (و سكن) الذال من (نذرا) أبو عمرو و حفص و حمزة و الكسائي و خلف وافقهم اليزيدي و الأعمش كما مر و اختلف في أُقِّتَتْ [الآية: 11] فأبو عمرو بواو مضمومة مع تشديد القاف (2) على الأصل لأنه من الوقت و الهمز بدل من الواو وافقه اليزيدي و قرأ ابن وردان و ابن جماز من طريق الهاشمي عن إسماعيل بالواو و تخفيف القاف و روى الدوري عن إسماعيل، عن ابن جماز بالهمز و التشديد و به قرأ الباقون و أمال (أدراك) أبو عمرو و ابن ذكوان و شعبة بخلفهما و حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق و تقدم حكم (قرار) في المكرر الأول بآخر آل عمران و هو مَعَ الْأَبْرارِ فراجعه (3).

و اختلف في فَقَدَرْنا [الآية: 25] فنافع و الكسائي و أبو جعفر بتشديد الدال من التقدير وافقهم الحسن و الباقون بالتخفيف (4) من القدرة و تقدم آخر الإدغام الصغير اتفاقهم على إدغام قاف (نَخْلُقْكُمْ) في الكاف و اختلافهم في إبقاء صفة الاستعلاء و ترجيح الإدغام التام عن النشر قال فيه بل لا ينبغي أن يجوز غيره في قراءة أبي عمرو في باب الإدغام الكبير (5).

و اختلف في انْطَلِقُوا إِلى ظِلٍّ [الآية: 30] فرويس بفتح اللام من انطلق فعلا ماضيا على الخبر كأنهم لما أمروا بالأول امتثلوا إذ الأمر هناك ممتثل قطعا و الباقون بكسرها أمرا متكررا بيانا للمنطلق إليه و اتفقوا على تفخيم الراء الأولى المفتوحة من (بشرر) إلا الأزرق فرققها عنه الجمهور في الحالين و حيث رققها وقفا يرقق الثانية تبعا لها و الأولى إنما رققها بسبب كسر الثانية فهو خارج عن أصله في ذلك الحرف و أما غيره

ص: 567


1- انظر الإتقان للسيوطي: (1/ 25). [أ].
2- أي: (وقّتت). [أ].
3- انظر ص: (218). [أ].
4- أي: (قدرنا). [أ].
5- انظر ص: (30). [أ].

فوقف بالتفخيم على القاعدة إلا عند الروم فبالترقيق و على هذا الحكم من فخم الأولى عن الأزرق كابن بليمة و من معه.

و اختلف في جِمالَتٌ [الآية: 33] فحفص و حمزة و الكسائي و خلف بكسر الجيم بلا ألف (1) بوزن رسالة وافقهم الأعمش جمع جمل كحجر و حجارة و قيل اسم جمع و قرأ رويس بضم الجيم و بألف بعد اللام (2) و هي الحبال الغليظة من حبال السفينة و الباقون بكسر الجيم مع الألف على الجمع و هي الإبل إما جمعا لجمالة القراءة الأولى أو لجمال فيكون جمع الجمع و عن المطوعي (هذا يوم) بالنصب ظرفا وقع خبرا لهذا و فتحته بناء أو إعراب قولان و ثبت الياء في (كيدون) يعقوب في الحالين و عن المطوعي في (ظلل) بلا ألف جمع ظلة و كسر عين (عيون) ابن كثير و ابن ذكوان و أبو بكر و حمزة و الكسائي و قرأ قيل بالإشمام هشام و الكسائي و رويس و أبدل همز فبأي ياء مفتوحة الأصبهاني كوقف حمزة و له التحقيق لأنه متوسط بزائد.

المرسوم في بعضها جِمالَتٌ بلا ألف بعد الميم و في بعضها بالألف و اتفقوا على حذفها بعد اللام و اتفقوا أيضا على كتابتها بالتاء فيها زائدة فَكِيدُونِ [الآية: 39].].

ص: 568


1- أي: (جمالت). [أ].
2- أي: (جمالات). [أ].

سورة النبأ

سورة النبأ

مكية و آيها أربعون خلا البصري و المكي و إحدى و أربعون فيهما خلافها عذابا قريبا مكي و بصري. القراءات وقف على (عمّ) بهاء السكت (1) عوضا عن ألف ما الاستفهامية البزي و يعقوب بخلفهما و يوقف لحمزة و هشام بخلفه على (النبأ) بإبدال الهمزة ألفا لسكونها بعد فتح و بالتسهيل كالياء على روم حركة الهمزة و اتفقوا على الألف في (مهادا) كما مر بطه (2).

و قرأ وَ فُتِحَتِ [الآية: 19] بتخفيف التاء عاصم و حمزة و الكسائي و خلف و سبق بالزمر و أدغم تاء (فَكانَتْ سَراباً) أبو عمرو و هشام بخلفه و حمزة و الكسائي و خلف.

و اختلف في لابِثِينَ [الآية: 23] فحمزة و روح بلا ألف بحمله على الصفة المشبهة و هي تدل على الثبوت فاللبث الذي صار له اللبث سجية كحذر و فرح وافقهما الأعمش و الباقون بالألف اسم فاعل من لبث أقام.

و قرأ غَسَّاقاً [الآية: 25] بتشديد السين حفص و حمزة و الكسائي و خلف و مر بص (3) و اتفقوا على تشديد ذال (وَ كَذَّبُوا بِآياتِنا كِذَّاباً).

و اختلف في وَ لا كِذَّاباً [الآية: 35] فالكسائي بتخفيف الذال (4) مصدر كاذب كقاتل قتالا أو مصدر كذب ككتب كتابا و الباقون بتشديدها مصدر كذب تكذيبا و كذابا.

و اختلف في باء رَبِّ السَّماواتِ [الآية: 37] و نون (الرحمن) من قوله رب السموات و الأرض و ما بينهما الرحمن فنافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر برفعهما على أنهما خبر مضمر أي هو رب و الرحمن كذلك وافقهم اليزيدي و الحسن و قرأ ابن عامر و عاصم و يعقوب بخفضهما على البدل من ربك بدل الكل أو البيان و الرحمن عطف بيان لأحدهما وافقهم ابن محيصن و الأعمش و قرأ حمزة و الكسائي و خلف بخفض الأول على التبعية و رفع الثاني على الابتداء و الخبر الجملة الفعلية أو على أنه خبر مضمر.

المرسوم عن نافع و لا كذبا بحذف الألف بعد الذال.

ص: 569


1- أي: (عمّه). [أ].
2- انظر ص: (381). [أ].
3- انظر ص: (476). [أ].
4- أي: (كذابا). [أ].

سورة النازعات

سورة النازعات

مكية (1) و آيها أربعون و خمس خلا الكوفي و ست فيه. (خلافها) اثنان و لأنعامكم كوفي و حجازي من طغى عراقي و شامي. القراءات قرأ أَ إِنَّا لَمَرْدُودُونَ أَ إِذا [الآية: 10] بالاستفهام في الأول و بالإخبار في الثاني (2) نافع و ابن عامر و الكسائي و يعقوب و قرأ أبو جعفر بالإخبار في الأول و الاستفهام في الثاني (3) و الباقون بالاستفهام فيهما و كل مستفهم على أصله فقالون و أبو عمرو و أبو جعفر بالتسهيل و المد و ورش و ابن كثير و رويس بالتسهيل و القصر و الباقون بالتحقيق و القصر إلا أن أكثر الطرق عن هشام على المد.

و اختلف في نَخِرَةً [الآية: 11] فأبو بكر و حمزة و الكسائي و خلف و رويس بألف بعد النون (4) وافقهم الأعمش قال في النشر هذا الذي عليه العمل عن الكسائي و به نأخذ و روى كثير من المشارقة و المغاربة عن الدوري التخيير بين الوجهين و جرى عليه في الطيبة و قال ابن مجاهد في السبعة عنه كان لا يبال كيف قرأها بألف و بلا ألف و روى عنه جعفر بن محمد بغير ألف و إن شئت بألف و الباقون بغير ألف و هما بمعنى كحذر و حاذر أي بالية و وقف على (بالواد) بالياء يعقوب.

و قرأ طُوىً [الآية: 16] بضم الطاء مع التنوين مصروفا ابن عامر و عاصم و حمزة و الكسائي و خلف و إمالة وقفا حمزة و الكسائي و خلف و الباقون بلا تنوين و قلله الأزرق و أبو عمرو بخلفه و هو رأس آية و أمال رءوس الآي و هي من قوله (حديث موسى) إلى آخرها حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق إلا ما فيه هاء مؤنث و هي تسع كلمات بَناها، فَسَوَّاها، ضُحاها، دَحاها، مَرْعاها، أَرْساها، مُنْتَهاها، يَخْشاها، ضُحاها [الآية: 27، 28، 29، 30، 31، 32، 44، 45، 46] فله فيها الفتح مع التقليل كأبي عمرو و في جميع رءوس الآي ما عدا الرائي نحو: ذِكْراها [الآية: 43] فمحضه وجها واحدا غير أن الفتح عنه في اليائي من رءوس الآي أقل منه في غيرها كما مر.

و اختلف في إِلى أَنْ تَزَكَّى [الآية: 18] فنافع و ابن كثير و أبو جعفر و يعقوب

ص: 570


1- انظر الإتقان في علوم القرآن للإمام السيوطي: (1/ 25). [أ].
2- أي: (أئنا، إذا ...). [أ].
3- أي: (إنّا، أئذا ...). [أ].
4- أي: (ناخرة). [أ].

بتشديد الزاي (1) و الأصل تتزكى فأدغموا التاء في الزاي وافقهم ابن محيصن و الباقون بتخفيفها فحذفوا التاء الأولى.

و أمال (فأراه) أبو عمرو و ابن ذكوان من طريق الصوري و حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق و الكبرى معا من الفواصل و يوافق الصوري فيها أبا عمرو و من معه و كذا حكم (لمن يرى و من ذكريها).

و قرأ (ء أنتم) بتسهيل الثانية مع الفصل بلا ألف قالون و أبو عمرو و أبو جعفر و هشام في أحد أوجهه و بلا فصل ورش و ابن كثير و رويس زاد الأزرق إبدالها ألفا مع المد الساكنين و الثاني لهشام التحقيق مع الفصل و الثالث له التحقيق بلا فصل و به قرأ الباقون و عن الحسن (و الأرض، و الجبال) برفعهما على الابتداء و الجمهور على نصبهما بإضمار فعل مفسر بما بعده و أما (دحاها) فهي رأس آية و مر حكمها غير أن الكسائي اختص بإمالتها عن حمزة كما مر.

و اختلف في مُنْذِرٌ [الآية: 45] فأبو جعفر بالتنوين و من مفعوله قال الزمخشري و هو الأصل و الإضافة تخفيف وافقه ابن محيصن و الحسن و الباقون بإضافة الصفة لمعمولها تخفيفا.

المرسوم كتبوا و أخرج ضُحاها بالياء و كذا دَحاها.].

ص: 571


1- أي: (تزّكّى). [أ].

سورة عبس

سورة عبس

مكية و آيها أربعون دمشقي و آية بصري و حمصي و أبو جعفر و آيتان كوفي و مكي و شيبة. (خلافها) ثلاث إلى طعامه تركها أبو جعفر و لأنعامكم كوفي و حجازي الصاخة تركها دمشقي. مشبه الفاصلة نطفة خلقه و عنبا و زيتونا عكسه موضعان أي شي ء خلقه حبا القراءات أمال رءوس آيها إلى (تلهّى) و هي عشرة حمزة و الكسائي و خلف و بالتقليل الأزرق و أبو عمرو بخلفه إلا في الذكرى فيمحضها فقط و يوافقه فيها الصوري عن ابن ذكوان و عن الحسن (آن جاءه) بمدة بعد الهمزة على الاستفهام.

و اختلف في فَتَنْفَعَهُ [الآية: 4] فعاصم بنصب العين بأن مضمرة بعد الفاء على جواب الترجي مثل فاطلع بغافر لكنه مذهب كوفي و قيل في جواب التمني المفهوم من أو يذّكر قاله ابن عطية و أقره عليه السمين و الباقون بالرفع عطفا على يذكر و شدد البزي بخلفه تاء (عنه تلهّى) وصلا مع صلة الهاء قبلها بواو و إشباع المد للساكنين كما مر بالبقرة (1).

و اختلف في لَهُ تَصَدَّى [الآية: 26] فنافع و ابن كثير و أبو جعفر بتشديد الصاد (2) أدغموا التاء الثانية في الصاد تخفيفا وافقهم ابن محيصن و الباقون بالتخفيف فحذفوا التاء الأولى و مر نظائر (شاء أنشره) من حيث الهمزتان نحو تِلْقاءَ أَصْحابِ بالأعراف (3).

و اختلف في أَنَّا صَبَبْنَا [الآية: 25] فعاصم و حمزة و الكسائي و خلف بفتح الهمزة في الحالين على تقدير لام العلة أي لأنا و قيل بدل اشتمال من طعامه بمعنى أن صب الماء سبب في إخراج الطعام فهو مشتمل عليه وافقهم الأعمش و قرأ رويس بفتحها في الوصل فقط و الباقون بكسرها مطلقا على الاستفهام و به قرأ رويس في الابتداء و يوقف لحمزة و هشام بخلفه على (لكلّ امرئ) بإبدال الهمزة ياء ساكنة على القياسي و بياء مكسورة بحركة نفسها على مذهب التميميين فإذا سكنت للوقف اتحد مع السابق لفظا و إن وقف بالروم فهو ثان و الثالث التسهيل بين بين على روم الحركة نفسها و يتحد معه الرسم على مذهب مكي و ابن شريح و عن ابن محيصن (يغنيه) بفتح الياء و العين مهملة من عناني الأمر فصدني و الجمهور بالضم و المعجمة من الإغناء أي يغنيه عن النظر في شأن غيره.

ص: 572


1- انظر الصفحة: (166). [أ].
2- أي: (تصّدّى ...). [أ].
3- انظر الصفحة: (280). [أ].

سورة التكوير

سورة التكوير

مكية (1) و آيها عشرون و ثمان في عد أبي جعفر و تسع في غيره. (خلافها) آية فأين تذهبون تركها أبو جعفر. القراءات اختلف في سُجِّرَتْ [الآية: 6] فابن كثير و أبو عمرو و يعقوب بخلف عن رويس بتخفيف الجيم على الأصل وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و الباقون بتشديدها (2) على التكثير و هي رواية أبي الطيب عن رويس و أبدل همز (بأي) يا مفتوحة الأصبهاني بخلفه كما مر في بأي أرض و بأيكم بخلاف ما فيه الفاء نحو فبأي فإنه لا خلاف عنه في إبداله و لم ينبه في الأصل هنا على الخلاف عن المطوعي (المودة) بحذف الهمزة على وزن الموزة و يوقف عليها لحمزة بالنقل فيصير اللفظ بواوين أولاهما مضمومة و الثانية ساكنة كمعونة و بالإبدال مع الإدغام إجراء للأصلي مجرى الزائد على وزن بلوطة لكنه يضعف للثقل كما في النشر و حكم حذف الهمزة و الواو بين بين و هما ضعيفان و يوقف له على (سئلت) بالتسهيل كالياء و بالإبدال واوا مكسورة على مذهب الأخفش.

و اختلف في قُتِلَتْ [الآية: 9] فأبو جعفر بتشديد التاء (3) على التكثير و الباقون بتخفيفها.

و اختلف في نُشِرَتْ [الآية: 10] فنافع و ابن عامر و عاصم و أبو جعفر و يعقوب بتخفيف الشين و الباقون بتشديدها للمبالغة (4).

و اختلف في سُعِّرَتْ [الآية: 12] فنافع و ابن ذكوان و حفص و أبو بكر من طريق العليمي و رويس بتشديد العين (5) و الباقون بتخفيفها و هي رواية يحيى عن أبي بكر و أمال (الجوار) الدوري عن الكسائي فقط و وقف بالياء عليه يعقوب كما مر في الوقف على المرسوم و مر حكم حرفي (رآه) في نظيره مما اتصل بمضمر نحو وَ إِذا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بالأنبياء فراجعه (6).

و اختلف في بِضَنِينٍ [الآية: 24] فابن كثير و أبو عمرو و الكسائي و رويس بالظاء

ص: 573


1- انظر الإتقان للإمام السيوطي: (1/ 25)، (2/ 1282). [أ].
2- أي: (سجّرت). [أ].
3- أي: (قتّلت). [أ].
4- أي: (نشّرت). [أ].
5- أي: (سعّرت). [أ].
6- انظر ص: (391). [أ].

المثالة فعيل بمعنى مفعول من ظننت فلان اتهمته و يتعدى لواحد أي و ما محمد على الغيب و هو ما يوحي اللّه إليه بمتهم أي لا يزيد فيه و لا ينقص منه و لا يحرف وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و الباقون بالضاد (1) بمعنى بخيل بما يأتيه من قبل ربه اسم فاعل من ضن بخل.

المرسوم بضنين بالضاد في الكل قال أبو عبيد نختار قراءة الظاء لأنهم لم يبخلوه بل كذبوه و لا مخالفة في الرسم إذ لا مخالفة بينهما إلا في تطويل رأس الظاء على الضاد قال الجعبري وجه بضنين أنه رسم برأس معوجة و هو غير طرف فاحتمل القراءتين و في مصحف ابن مسعود بالظاء.].

ص: 574


1- أي: (بضنن). [أ].

سورة الانفطار

سورة الانفطار

مكية (1) و آيها تسع عشرة، مشبه الفاصلة موضع فسواك. القراءات اختلف في فَعَدَلَكَ [الآية: 7] فعاصم و حمزة و الكسائي و خلف بتخفيف الدال وافقهم الحسن و الأعمش و الباقون بتشديدها (2) أي سوى خلقك و عدله و جعلك متناسب الأطراف و قراءة التخفيف تحتمل هذا أي عدل بعض أعضائك ببعض.

و اختلف في بَلْ تُكَذِّبُونَ [الآية: 9] فأبو جعفر بالياء من تحت (3) وافقهم الحسن و الباقون بالتاء من فوق خطابا للكفار و أدغم لام بل تكذبون حمزة و الكسائي و هشام عند الجمهور و صوبه عنه في النشر و أمال (أدراك) أبو عمرو و ابن ذكوان و أبو بكر بخلفهما و حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه.

و اختلف في يَوْمَ لا تَمْلِكُ [الآية: 19] فابن كثير و أبو عمرو و يعقوب برفع الميم خبر مبتدأ مضمر أي هو يوم وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و الباقون بالنصب على الظرف حركة إعراب عند البصريين و يجوز عند الكوفيين أن تكون حركة بناء و على التقدير في موضع رفع خبرا لمحذوف أي الجزاء يوم لا تملك أو في موضع نصب على الظرف أي يدانون يوم لا تملك أو مفعول به أي أذكر و يجوز على رأي من بنى أن يكون في موضع رفع خبرا لمحذوف أي هو يوم.

ص: 575


1- انظر الإتقان للإمام السيوطي: (2/ 1282). [أ].
2- أي: (فعدّلك). [أ].
3- أي: (يكذّبون). [أ].

سورة المطففين

سورة المطففين

مكية (1) و قيل مدنية قيل إلا من إن الذين أجرموا إلى آخرها فمكي و آيها ست و ثلاثون.

القراءات عن الحسن (إذا يتلى) بمد الهمز على الاستفهام الإنكاري و تتلى بالياء من تحت و مر آخر السابقة حكم إمالة (إدراك) معا و أمال (بل ران) شعبة و حمزة و الكسائي و خلف و فتحه الباقون (و سكت) حفص على لام بل سكتة لطيفة بلا تنفس وصلا و يبتدئ ران و من لازمه إظهار اللام المتفق على إدغامها إلا ما حكاه في الأصل عن المبهج عن قالون من إظهار اللام عند الراء نحو بل رفعه و هو غير مقروء به و الران الصدأ و قال الحسن الذنب على الذنب حتى يموت عليه و قال السدي حتى يسود القلب أعاذنا اللّه منه بمنه و كرمه و مر حكم إمالة (كتاب الأبرار) في أول المكرر بآخر آل عمران مع الأبرار (2).

و اختلف في تَعْرِفُ [الآية: 24] فأبو جعفر و يعقوب بضم التاء و فتح الراء مبنيا للمفعول و (نَضْرَةَ) بالرفع نائب الفاعل و الباقون بفتح التاء و كسر الراء (3) مبنيا للفاعل نَضْرَةَ بالنصب مفعوله أي تعرف يا محمد أو كل من صح منه المعرفة.

و اختلف في خِتامُهُ [الآية: 26] فالكسائي خاتمه بفتح الخاء و ألف بعدها ثم تاء مفتوحة جعله اسما لما يختم به الكأس على معنى عاقبته و آخره مسك و الباقون بكسر الخاء و بعدها تاء و بعدها ألف بوزن فعال على معنى الختام الذي هو الطين الذي يختم به الشي ء جعل بدله المسك و قيل خلطه و قيل مقطع شربه توجد فيه رائحة المسك و قرأ (فكهين) بغير ألف حفص و أبو جعفر و اختلف عن ابن عامر من روايتيه فرواه أبو العلاء الهمداني عن الداجوني عن هشام كذلك و كذا رواه الرملي عن الصوري و الشذائي عن ابن الأخرم عن الأخفش كلاهما عن ابن ذكوان و رواه بالألف كالباقين الحلواني و باقي أصحاب الداجوني عن هشام و كذا رواه المطوعي عن الصوري و الأخفش كلاهما عن ابن ذكوان و أدغم لام (هل ثوب) حمزة و الكسائي و هشام في المشهور عنه.

المرسوم ختمه بحذف الألف فيما رواه نافع و كتبوا كالوهم أو وزنوهم بواو و لا ألف بعدها فيهما فهم مفعول به على الصواب.

ص: 576


1- انظر الإتقان للإمام السيوطي: (1/ 25)، (2/ 1282). [أ].
2- انظر ص: (218). [أ].
3- أي: (تعرف). [أ].

سورة الانشقاق

سورة الانشقاق

مكية و آيها عشرون و ثلاث بصري و دمشقي و أربع حمصي و خمس حجازي و كوفي.

(خلافها) كادح و كدحا حمصي فملاقيه غيره بيمينه حجازي و كوفي و مثلها وراء ظهره.

القراءات: و اختلف في وَ يَصْلى سَعِيراً [الآية: 12] فنافع و ابن كثير و ابن عامر و الكسائي بضم الياء و فتح الصاد و تشديد اللام (1) مضارع صلى مبنيا للمفعول معدى بالتضعيف إلى مفعولين الأول الضمير النائب و الثاني سعيرا وافقهم ابن محيصن و الحسن و الباقون بفتح الياء و سكون الصاد و تخفيف اللام من صلى مخففا مبنيا للفاعل معدى لواحد و هو سعيرا و أمالها حمزة و الكسائي و خلف و قللها الأزرق بخلفه و إذا قلل رقق اللام حتما لما مر أن التغليظ و الإمالة ضدان و أمال (بلى) أبو بكر بخلفه و حمزة و الكسائي و خلف بالفتح و الصغرى الأزرق و أبو عمرو بكماله على ما مر و قصره في الطيبة على الدوري.

و اختلف في لَتَرْكَبُنَّ [الآية: 19] فابن كثير و حمزة و الكسائي و خلف بفتح الباء (2) على خطاب الواحد روى فيه خطاب الإنسان المتقدم الذكر أي لتركبن هولا بعد هول وافقهم ابن محيصن و الأعمش و الباقون بضمها على خطاب الجمع روعي فيها معنى الإنسان إذ المراد به الجنس و ضمة الباء تدل على واو الجمع و أبدل أبو جعفر همزة (قرى) ياء مفتوحة و إدخال الأصبهاني معه في ذلك الواقع في الأصل هنا سهو أو سبق قلم و نقل (القرآن) ابن كثير.

ص: 577


1- أي: (و يصلّى). [أ].
2- أي: (لتركبنّ). [أ].

سورة البروج

سورة البروج

مكية (1) و آيها اثنان و عشرون. القراءات عن الحسن قُتِلَ [الآية: 4] بالتشديد و عنه الْوَقُودِ [الآية: 5] بضم الواو.

و اختلف في دال الْمَجِيدُ [الآية: 15] فحمزة و الكسائي و خلف بخفضها نعتا إما للعرش و إما لربك في إن بطش ربك وافقهم الحسن و الأعمش و الباقون برفعها خبر بعد خبر أو نعت لذو و أمال (أتيك) حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه.

و اختلف في مَحْفُوظٍ [الآية: 22] فنافع بالرفع نعتا لقرآن قال اللّه تعالى و إنا له لحافظون و الباقون بالكسر نعتا للوح.

ص: 578


1- انظر الإتقان للإمام السيوطي: (2/ 1284). [أ].

سورة الطارق

سورة الطارق

مكية و آيها ست عشرة مدني أول و سبع عشرة في الباقي خلافها آية يكيدون كيدا تركها مدني أول. القراءات أمال (أدراك) أبو عمرو و ابن ذكوان و أبو بكر بخلفه و حمزة و الكسائي و خلف و قللها الأزرق.

و قرأ لَمَّا [الآية: 4] بتشديد الميم ابن عامر و عاصم و حمزة و أبو جعفر و ذكر بهود و هي بمعنى إلا لغة مشهورة في هذيل تقول العرب أقسمت عليك لما فعلت كذا أي إلا فعلت فإن نافية أي ما كل نفس إلا عليها حافظ و أمال (الكافرين) أبو عمرو و ابن ذكوان بخلفه و الدوري عن الكسائي و رويس و قلله الأزرق.

ص: 579

سورة الأعلى

سورة الأعلى

مكية (1) و قيل مدنية و آيها تسع عشرة. القراءات أمال رءوس آيها غير الرائي حمزة و الكسائي و خلف و قللها الأزرق و أبو عمرو بخلفه و منها (فصلى) و حيث قللها الأزرق وجها واحدا يرقق لامها كذلك لما مر أن التغليظ و الإمالة ضدان و أما الرائي و هو ثلاثة (لليسرى) (الذكرى) و (الكبرى) فأماله أبو عمرو و حمزة و الكسائي و خلف و الصوري عن ابن ذكوان و أهله في الأصل هنا و في مواضع كثيرة مرت تركنا التنبيه عليها خوف الإطالة و قلله الأزرق.

و اختلف في قَدَّرَ [الآية: 3] فالكسائي وحده بتخفيف الدال (2) من القدرة و الباقون بتشديدها من القدر أو من التقدير و الموازنة بين الأشياء قال الزمخشري قدر لكل حيوان ما يصلحه و عرفه وجه الانتفاع به.

و اختلف في بَلْ تُؤْثِرُونَ [الآية: 16] فأبو عمرو بالياء من تحت وافقه اليزيدي و الباقون بالخطاب و أدغم لام بل في التاء حمزة و الكسائي و هشام فيما عليه الجمهور و اتفقوا على الياء في إبراهيم هنا و ما انفرد به ابن مهران من إجراء الخلاف فيه لابن عامر و هم منه كما نص عليه في النشر.

ص: 580


1- انظر الإتقان للإمام السيوطي: (2/ 1284). [أ].
2- أي: (قدر). [أ].

سورة الغاشية

سورة الغاشية

مكية و آيها ست و عشرون مشبه غير الفاصلة ضريع جوع. القراءات أمال (أتاك) و (تصلى) و (تسقى) و (تولى) حمزة و الكسائي و خلف و قللها الأزرق بخلفه و أمال هاء التأنيث و ما قبلها في (الغاشية) و (عاملة) و (ناصبة و (حامية) و (آنية) و (ناعمة) و (راضية) و (عالية) و (لاغية) و (جارية) و (مصفوفة) و (مبثوثة) في الوقف الكسائي و حمزة بخلفه و أما خاشعة و مرفوعة و موضوعة [الآية: 13، 14] فالمختار فيها الفتح لهما و ذهب بعضهم إلى الإمالة فيها عنهما و لم يستثن سوى الألف نحو الصلاة و هما في الطيبة لهما كالشاطبية للكسائي و عن ابن محيصن و اليزيدي عاملة ناصبة بنصبهما على الحال.

و اختلف في تَصْلى ناراً [الآية: 4] فأبو عمرو و أبو بكر و يعقوب بضم التاء (1) مبنيا للمفعول من أصلاه اللّه تعالى وافقهم الحسن و اليزيدي و الباقون بفتحها مبنيا للفاعل و الضمير عليها للوجوه و أمال همز (آنية) هشام من طريق الحلواني و فتحها عنها الداجوني كالباقين.

و اختلف في لا تَسْمَعُ فِيها لاغِيَةً [الآية: 11] فنافع بالتاء من فوق مضمومة (2) بالبناء للمفعول لاغِيَةً بالرفع على النيابة أي كلمة لاغية أو لغو فيكون مصدرا كالعاقبة وافقه ابن محيصن بخلفه و قرأ ابن كثير و أبو عمرو و رويس بياء من تحت مضمومة (3) بالبناء للمفعول أيضا لاغِيَةً بالرفع على ما تقدم وافقهم ابن محيصن في ثانيه و الحسن و اليزيدي و التذكير تابع لإسناده إلى مجازى التأنيث و الباقون بفتح التاء من فوق و نصب لاغِيَةً على المفعولية.

و قرأ بِمُصَيْطِرٍ [الآية: 22] بالسين على الأصل هشام (4) و اختلف عن قنبل و ابن

ص: 581


1- أي: (تصلّى). [أ].
2- أي: (لا تسمع). [أ].
3- أي: (لا يسمع ...). [أ].
4- أي: (بمسيطر). [أ].

ذكوان و حفص و تقدم في الطور طريق الخلاف مفصلة مبينة و قرأ بالإشمام حمزة بخلفه عن خلاد كما بين ثمة و الباقون بالصاد.

و اختلف في إِيابَهُمْ [الآية: 25] فأبو جعفر بتشديد الياء (1) قيل مصدر أيب على وزن فيعل كبيطر يبيطر فاجتمعت الياء و الواو و سبقت إحداهما بالسكون فقلبت الواو ياء و أدغمت الياء المزيدة فيها و إياب على وزن فيعال و قيل غير ذلك و الباقون بالتخفيف مصدر آب يئوب إيابا رجع كقام يقوم قياما.].

ص: 582


1- أي: (إيّابهم). [أ].

سورة الفجر

سورة الفجر

مكية و قيل مدنية و آيها عشرون و تسع بصري و ثلاثون شامي و كوفي و آيتان حجازي (خلافها) خمس و نعمه حجازي و حمصي و مثلها رزقه حجازي أكرمن غير حمصي بجهنم حجازي و شامي في عبادي كوفي. مشبه الفاصلة موضع عذاب. القراءات أثبت الياء بعد الراء وصلا في (يسر) نافع و أبو عمرو و أبو جعفر و في الحالين ابن كثير و يعقوب و إثباتها هو الأصل لأنها لام فعل مضارع مرفوع و حذفها الباقون موافقة لخط المصحف الكريم و رءوس الآي و من فرق بين حالتي الوقف و الوصل فلأن الوقف محل استراحة و تقدم آخر باب الراآت عن النشر أن الوقف على يسر بالترقيق أولى عند من حذف الياء و أن الوقف على و الفجر بالتفخيم أولى و تقدم توجيه ذلك ثمة و أن الصحيح تفخيم نحو الفجر للكل و مقابلة الواهي يعتبر عروض الوقف.

و اختلف في وَ الْوَتْرِ [الآية: 3] فحمزة و الكسائي و خلف بكسر الواو وافقهم الحسن و الأعمش و الباقون بفتحها لغتان الفتح لقريش و الكسر لتميم و عن الحسن (بعاد) بفتح الدال غير مصروف بمعنى القبيلة و أثبت الياء في (بالواد) وصلا ورش و في الحالين ابن كثير و يعقوب لكن اختلف عن قنبل في الوقف و الإثبات له فيه طريق التيسير إذ هو من قراءة الداني على فارس و عنه أسند رواية قنبل فيه و في النشر كلا الوجهين صحيح عن قنبل في الوقف نصا و أداء و الباقون بالحذف فيهما.

و أمال (ابتليه) معا حمزة و الكسائي و خلف و بالفتح و الصغرى الأزرق و فتح ياء الإضافة من (ربي) معا نافع و ابن كثير و أبو عمرو و أبو جعفر و أثبت الياء في (أكرمن) وصلا نافع و أبو جعفر و في الحالين فيهما البزي و يعقوب و اختلف فيهما عن أبي عمرو وصلا و الذي عليه الجمهور التخيير و الآخرون بالحذف و عليه عول الداني و الشاطبي قال في النشر و الوجهان صحيحان مشهوران عن أبي عمرو و التخيير أكثر و الحذف أشهر.

و اختلف في فَقَدَرَ [الآية: 16] فابن عامر و أبو جعفر بتشديد الدال و الباقون بتخفيفها (1) لغتان بمعنى التضييق.

ص: 583


1- أي: (فقدر). [أ].

و اختلف في تُكْرِمُونَ، و تَحَاضُّونَ، و تَأْكُلُونَ، و تُحِبُّونَ [الآية: 17] فأبو عمرو و يعقوب سوى الزبيري عن روح بالياء من تحت في الأربعة حملا على معنى الإنسان المتقدم وافقهما اليزيدي و الباقون بالخطاب للإنسان المراد به الجنس التفاتا و معهم الزبيري عن روح وافقهم الحسن و ابن محيصن بخلفه و أثبت الألف بعد الحاء في تحضون مع فتحها و المد للساكنين (1) عاصم و حمزة و الكسائي و أبو جعفر و خلف و الأصل تتحاضون بتاءين حذفت إحداهما تخفيفا وافقهم الأعمش و ابن محيصن في وجه له و عنه ضم التاء مع الألف و الحث الحض و الإغراء و أشم الجيم من (جي ء) هشام و الكسائي و رويس و أمال (و أني) حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق و الدوري عن أبي عمرو بخلفهما.

و اختلف في يُعَذِّبُ و يُوثِقُ [الآية: 25، 26] فالكسائي و يعقوب بفتح الذال و المثلثة مبنيين للمفعول و النائب أحد وافقهما الحسن و الباقون بكسرهما مبنيين للفاعل و الهاء للّه تعالى أي لا يتولى عذابه و وثاقه سواه إذ الأمر كله له أو للإنسان أي لا يعذب أحد من الزبانية مثل ما يعذبونه.

المرسوم و جي ء يومئذ بزيادة ألف بين الجيم و الياء كما في مصحف الأندلسيين معولين على المدني العام في عبدي بحذف الألف فيما رواه نافع و كتبوه بالياء و عن ابن عباس و سعد بن أبي وقاص عبدي بالتوحيد. ياءات الإضافة ثنتان رَبِّي أَكْرَمَنِ، رَبِّي أَهانَنِ [الآية: 15، 16]. و الزوائد أربع يَسْرِ، بِالْوادِ، أَكْرَمَنِ، أَهانَنِ [الآية: 4، 9، 15، 16].].

ص: 584


1- أي: (تحاضّون). [أ].

سورة البلد

سورة البلد

مكية و قيل مدنية و آيها عشرون. القراءات اختلف في لُبَداً [الآية: 6] فأبو جعفر بتشديد الباء مفتوحة و عن الحسن ضمها مخففة و الباقون بفتحها مخففة و قرأ (أ يحسب) معا بفتح السين ابن عامر و عاصم و حمزة و أبو جعفر.

و قرأ أَنْ لَمْ يَرَهُ [الآية: 7] بسكون الهاء هشام من طريق الداجوني و قرأ ابن وردان و يعقوب بخلفهما بقصر الهاء و بالإشباع الباقون (و به) قرأ هشام من طريق الحلواني و ابن وردان و يعقوب في الوجه الثاني و أمال (أدراك) أبو عمرو و ابن ذكوان و أبو بكر بخلفهما و حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق.

و اختلف في فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعامٌ [الآية: 13، 14] فابن كثير و أبو عمرو و الكسائي فَكُّ بفتح الكاف فعلا ماضيا رَقَبَةٍ بالنصب مفعوله و أطعم بفتح الهمزة و الميم فعلا ماضيا أيضا و الفعل بدل من قوله اقتحم فهو تفسير و بيان له كأنه قيل فلا فك الخ وافقهم ابن محيصن و اليزيدي و الحسن و الباقون برفع الكاف اسما رَقَبَةٍ بالجر مضافا إليه أو إِطْعامٌ بكسر الهمزة و ألف بعد العين و رفع الميم منونة و فك خبر محذوف أي هو فك رقبة أو إطعام على معنى الإباحة و في الكلام حذف مضاف أي و ما أدراك ما اقتحام العقبة العقبة عنق رقبة أو إطعام يتيم ذي قرابة و مسكين ذي فقر في يوم ذي مجاعة و عن الحسن (ذا مسغبة) بالألف مفعولا (1) أي إنسانا ذا مسغبة و يتيما بدل منه و الجمهور ذي بالياء نعت ليوم مجازا و يوقف لحمزة على (المشئمة) بالنقل فقط و بين بين ضعيف.

و قرأ مُؤْصَدَةٌ [الآية: 20] بالهمز أبو عمرو و حفص و حمزة و يعقوب و خلف من آصدت الماء أغلقته فهو مؤصد وافقهم اليزيدي و الحسن و الأعمش و الباقون بالإبدال واوا (2) كحمزة وقفا من أوصد يوصد و مر أنها لا تبدل لأبي عمرو على وجه إبدال الهمزة الساكن.

المرسوم اتفقوا على قطع أن لن يقدر و على قطع أن لم.

ص: 585


1- أي: (مساغبة). [أ].
2- أي: (موصدة). [أ].

سورة الشمس

سورة الشمس

مكية (1) و آيها خمس عشرة في غير مدني أول قيل و مكي و ست عشرة فيهما.

خلافها ثنتان فعقروها مدني أول و حمصي فسواها غيره. القراءات أمال رءوس الآي سوى تلاها و طحاها حمزة و الكسائي و خلف أما (تلاها) و (طحاها) فأمالهما الكسائي وحده و قلل الجميع الأزرق و أبو عمرو بخلفهما معا كما مر إيضاحه في محله فاقتصار الأصل هنا على التقليل للأزرق مع اتصاله بهاء المؤنث لعله سهو قلم و أما (عقروها) فلا تمال بحال و عن الحسن بطغواها بضم الطاء مصدر كالرجعى و الحسنى و أدغم تاء (كذبت ثمود) أبو عمرو و هشام و ابن ذكوان من طريق الأخفش و حمزة و الكسائي.

و اختلف في وَ لا يَخافُ [الآية: 15] فنافع و ابن عامر و أبو جعفر بالفاء (2) للمساواة بينه و بين ما قبله من قوله فقال لهم فكذبوه و الباقون بالواو ما للحال أو لاستئناف الإخبار.

المرسوم و لا يخاف بالفاء في المدني و الشامي و بالواو في المكي و العراقي و اتفقوا على كتابة تليها و طحيها بالياء.

ص: 586


1- انظر الإتقان للإمام السيوطي: (1/ 25)، (2/ 1285). [أ].
2- أي: (فلا ...). [أ].

سورة الليل

سورة الليل

مكية و قيل مدنية و آيها إحدى و عشرون. مشبه الفاصلة. أعطى. القراءات. أمال فواصلها اليائية و هي تسع عشرة حمزة و الكسائي و خلف و قللها الأزرق و أما أبو عمرو فله الفتح و التقليل و أمال (الأشقى) و (الأتقى) وقفا لكونهما من الفواصل و أمال (لليسرى) و (العسرى) أبو عمرو و حمزة و الكسائي و خلف و ابن ذكوان من طريق الصوري و قللهما الأزرق (و أما من أعطى) فليس برأس آية و أماله حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه و مثلها (يصليها) و مر عن الأزرق أنه حيث قللها رقق اللام حتما و حيث فتحها غلظها كذلك لما مر أن التغليظ و الإمالة ضدان.

و قرأ لِلْيُسْرى و لِلْعُسْرى [الآية: 7، 10] بضم السين فيهما أبو جعفر و مر بالبقرة.

و قرأ ناراً تَلَظَّى بتشديد التاء (1) البزي بخلفه و رويس و هو شائع و إن كان فيه عسر للجمع بين ساكنين لصحة الرواية به و استعماله عن العرب و القراء فلا يلتفت لطعن الطاعن فيه و أما ما ذكره الديواني من تحريك النون هنا بالكسر و عزاه لقراءته على الجعبري فرده في النشر كما مر.

ص: 587


1- أي: (تّلظّى). [أ].

سورة الضحى

سورة الضحى

مكية و آيها إحدى عشرة. القراءات أمال فواصلها الثمانية و منها (و الضحى) سوى (سجى) حمزة و الكسائي و خلف و قللهما الأزرق و أبو عمرو بخلفه و أما سجى فأمالها الكسائي وحده و قللها الأزرق و أبو عمرو بخلفه و قرأ و (للآخرة) بالنقل ورش كحمزة وقفا في أحد وجهيه و ثانيهما السكت و ثلث الأزرق مد الألف بعد اللام لعدم الاعتداد بالعارض و هو النقل مع ترقيق رائها وجها واحدا بخلاف المضمومة في خير لك فله فيها الترقيق و عدمه غير أن الأصح الترقيق كما مر و سكت على اللام حمزة و ابن ذكوان و حفص و رويس و إدريس عن خلف بخلفهم المتقدم و يوقف لحمزة على (فآوى و فأغنى) بالتسهيل بين بين و بالتحقيق لكونه متوسطا بزائد.

المرسوم اتفقوا على كتابة و الضحى و سجى بالياء.

ص: 588

سورة الانشراح

سورة الانشراح

مكية (1) و آيها ثمان و قرأ الأزرق وِزْرَكَ و ذِكْرَكَ [الآية: 2، 4] بترقيق الراء فيهما بخلف عنه و الوجهان صحيحان عنه في جامع البيان و غيره.

و قرأ الْعُسْرِ و يُسْراً [الآية: 5، 6] بضم السين في الأربعة أبو جعفر.

ص: 589


1- انظر الإتقان للسيوطي: (1/ 25)، (2/ 1286). [أ].

سورة التين

سورة التين

مكية و آيها ثمان يوقف لحمزة على قوله تعالى (في أحسن) بأربعة أوجه الأول التحقيق بلا سكت الثاني مع السكت على حرف المد و الثالث نقل حركة الهمزة ما قبلها بلا إدغام. الرابع النقل مع الإدغام و أما بين بين فضعيف كما في النشر و هو من المتوسط بغيره المنفصل.

ص: 590

سورة العلق

سورة العلق

مكية و آيها ثمان عشرة دمشقي و تسع عشرة عراقي و عشرون حجازي خلافها آيتان ينهى تركها شامي لئن لم ينته حجازي. مشبه الفاصلة موضعان ناصبة كاذبة عكسه ناديه و أبدل همزة اقْرَأْ معا أبو جعفر وحده كوقف حمزة و هشام بخلفه و أمال رءوس آيها التسعة من (ليطغى) إلى (يرى) حمزة و الكسائي و خلف وافقهم في يرى أبو عمرو و ابن ذكوان من طريق الصوري و قلل الكل الأزرق وجها واحدا و حينئذ يرقق لام (صلّى) كذلك وافقه أبو عمرو على تقليل غير يرى بخلفه.

و اختلف في أَنْ رَآهُ [الآية: 7] فقنبل من رواية ابن شنبوذ و ابن مجاهد و أكثر الرواة عنه بقصر الهمزة بلا ألف (1) وافقه ابن محيصن و الباقون بالمد و هو رواية الزينبي عن قنبل و تغليظ ابن مجاهد لقنبل في رواية القصر رده الناس عليه و الذي ارتضاه في النشر أنه إن أخذ عن قنبل بغير طريق ابن مجاهد و الزينبي كابن شنبوذ و أبي ربيعة و غيرهما فبالقصر وجها واحدا بلا ريب و إن أخذ عنه بطريق الزينبي فبالمد كالجماعة وجها واحد و إن أخذ بطريق ابن مجاهد فبالوجهين و هما صحيحان عنه في الكافي و تلخيص ابن بليمة و غيرهما قال أعني صاحب النشر و لا شك أن القصر أثبت و أصح عنه من طريق الأداء و المد أقوى من طريق النص و الأداء أخذ من طريقيه جمعا بين النص و الأداء و من زعم أن ابن مجاهد لم يأخذ بالقصر فقد أبعد في الغاية و خالف في الرواية و قد وجه الحذف بأن بعض العرب يحذف لام مضارع رأى تخفيفا و منه قولهم أصاب الناس جهد و لو تر أهل مكة بل قيل إنها لغة عامة و حيث صحت الرواية به وجب قبوله و تقدم الكلام على إمالة حرفي رآه و مر نظيره في الأنبياء و هو و إذا رآك لاتصاله بمضمر كما هنا.

و قرأ (أ رأيت) بتسهيل الثانية نافع و أبو جعفر زاد الأزرق إبدالها ألفا مع المد للساكنين و حذفها الكسائي و أثبتها محققة الباقون و يوقف على (سندع) بحذف الواو للكل للرسم و ما في الأصل من القطع ليعقوب بالواو و من الخلاف لقنبل سبق رده في سورة الشورى عند الكلام على و يمح اللّه.

المرسوم اتفق على كتابة سندع بحذف الواو.

ص: 591


1- أي: (رأه). [أ].

سورة القدر

سورة القدر

مدنية و قيل مكية و آيها خمس مدني و عراقي و ست مكي و شامي خلافها آية ليلة القدر الثالث مكي و شامي و أمال (أدراك) أبو عمرو و ابن ذكوان و أبو بكر بخلفهما و حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق.

و قرأ شَهْرٍ تَنَزَّلُ [الآية: 3، 4] بتشديد التاء وصلا البزي بخلفه و لا يجوز كسر التنوين في شهر بل يجمع بين سكونه و سكون التاء كما تقدم و فيه عسر.

و اختلف في مَطْلَعِ [الآية: 5] فالكسائي و خلف عن نفسه بكسر اللام (1) وافقهما الأعمش و ابن محيصن بخلفه و الباقون بفتحها و هو القياس و الكسر سماع و هما مصدران أو المكسور اسم مكان و غلظ الأزرق لامها في أصح الوجهين.

ص: 592


1- أي: (مطلع). [أ].

سورة لم يكن

سورة لم يكن

مدنية و آيها ثمان حجازي و كوفي و تسع بصري و شامي. خلافها آية له الدين بصري و شامي. (مشبه الفاصلة) موضعان المشركين معا و أمال (جاءتهم) ابن ذكوان و هشام بخلفه و حمزة و خلف و عن الحسن مُخْلِصِينَ [الآية: 5] بفتح اللام و نصب الدين حينئذ على إسقاط الجار فيه و أبدل همز (البريّة) معا ياء مع التشديد كلهم إلا نافعا و ابن ذكوان و مر في الهمز المفرد (1).

ص: 593


1- انظر ص: (75). [أ].

سورة الزلزلة

سورة الزلزلة

مدنية و آيها ثمان كوفي و مدني أول و تسع في الباقي خلافها أشتاتا تركها كوفي و مدني أول.

و قرأ يَصْدُرُ [الآية: 6] بإشمام الصاد الزاي حمزة و الكسائي و خلف و رويس و مر بالنساء.

و قرأ يَرَهُ [الآية: 7، 8] معا بإسكان الهاء هشام و ابن وردان من طريق النهرواني عن ابن شبيب و قرأهما بالاختلاس من يعقوب بخلفه و ابن وردان من طريق ابن هارون و العلاف من ابن شبيب و الباقون بالإشباع و به قرأ يعقوب في الوجه الثاني و ابن وردان من باقي طرقه في الوجه الثالث.

ص: 594

سورة العاديات

سورة العاديات

مكية و آيها إحدى عشرة و أدغم تاء (العاديات) في الضاد و تاء فَالْمُغِيراتِ [الآية:

3] في الصاد أبو عمرو بخلفه كيعقوب من المصباح و وافقهما في الثانية مع الخلف خلاد و أثبت في الأصل هنا الخلاف في الأولى لخلاد كالثانية و فيه نظر فإنها انفرادة لابن خيرون عن خلاد لا يقرأ بها و لذا أسقطها من الطيبة.

ص: 595

سورة القارعة

سورة القارعة

مكية و آيها ثمان بصري و شامي و عشر حجازي و إحدى عشرة كوفي خلافها ثلاث القارعة الأولى كوفي موازينه معا حجازي و كوفي و مر قريبا إمالة (أدراك).

و قرأ ما هِيَهْ [الآية: 10] بحذف الهاء وصلا و إثباتها وقفا حمزة و يعقوب و الباقون بإثباتها في الحالين.

ص: 596

سورة التكاثر

سورة التكاثر

مكية و قال البخاري مدنية و آيها ثمان و أمال (ألهاكم) حمزة و الكسائي و خلف و قلله الأزرق بخلفه.

و اختلف في لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ [الآية: 6] فابن عامر و الكسائي بضم التاء مبنيا للمفعول مضارع أرى معدى رأى البصرية بالهمز لاثنين رفع الأول على النيابة و بقي الثاني و هو الجحيم منصوبا و أصله لترأيون كتكرمون نقلت حركة الهمزة إلى الراء فانقلبت الياء ألفا لتحركها و انفتاح ما قبلها ثم حذفت للساكنين و دخلت النون الثقيلة و حذفت نون الرفع و حركت الواو للساكنين و لم تحذف لأنها علامة جمع و قبلها فتحة و لو كانت ضمة لحذفت نحو و لا يصدنك عن آيات اللّه و عن الحسن (لترؤن ثمّ لترؤنها) بهمزة الواوين استثقل الضمة على الواو فهمز كما همز أقتت و الباقون بفتح التاء مبنيا للفاعل مضارع رأى و خرج بالقيد ثم لترونها المتفق على فتح تائه لأن المعنى فيه أنهم يرونها أولا ثم يرونها بأنفسهم.

ص: 597

سورة العصر

سورة العصر

مكية و آيها ثلاثة (خلافها) ثنتان و العصر تركها مدني أخير وعد بالحق. مشبه الفاصلة الصالحات نقل ورش من طريقيه حركة همزة الْإِنْسانَ [الآية: 2] كحمزة وقفا و سكت على اللام حمزة و ابن ذكوان و حفص و إدريس بخلفهم و كذا (خُسْرٍ إِلَّا).

ص: 598

سورة الهمزة

سورة الهمزة

مكية و آيها تسع: مشبه الفاصلة موضع هُمَزَةٍ.

و اختلف في جَمَعَ [الآية: 4] فابن عامر و حمزة و الكسائي و أبو جعفر و روح و خلف بتشديد الميم (1) على المبالغة وافقهم الأعمش و الباقون بتخفيفها و عن الحسن (و عدّده) بتخفيف الدال الأولى (2) أي و جمع عدد ذلك المال و فتح سين (يحسب) ابن عامر و عاصم و حمزة و أبو جعفر عن ابن محيصن و الحسن (لينبذان) بألف و كسر النون على التثنية أي هو و ماله و مر إمالة (أدراك) قريبا.

و قرأ مُؤْصَدَةٌ [الآية: 8] بالهمز أبو عمرو و حفص و حمزة و يعقوب و خلف و الباقون بالواو (3) كوقف حمزة و سبق في سورة البلد.

و اختلف في عَمَدٍ [الآية: 9] فأبو بكر و حمزة و الكسائي و خلف بضم العين و الميم جمع عمود كرسول و رسل أو عماد ككتاب و كتب وافقهم الحسن و الأعمش و الباقون بفتحتين فقيل اسم جمع كعمود و قيل بل هو جمع له.

ص: 599


1- أي: (جمّع). [أ].
2- أي: (عدده ...). [أ].
3- أي: (موصدة). [أ].

سورة الفيل

سورة الفيل

مكية و آيها خمس و تقدم ضم الهاء في (عليهم) لحمزة و يعقوب و في (ترميهم) ليعقوب كإبدال همزة (مأكول) لورش من طريقيه و أبي عمرو بخلفه و أبي جعفر و لحمزة وقفا.

ص: 600

سورة قريش

سورة قريش

قال الجمهور مكية و قيل مدنية و آيها أربع عراقي و دمشقي و خمس حجازي و حمصي خلافها من جوع حجازي، و حمصي.

و اختلف في لِإِيلافِ [الآية: 1] فابن عامر بالهمزة من غير ياء بوزن لعلاف (1) مصدر ألف ثلاثيا ككتب كتابا قال ألف الرجل ألفا و إلافا و قرأ أبو جعفر بياء ساكنة بلا همز (2) و ذلك أنه لما أبدل الثانية ياء حذف الأولى على غير قياس و الباقون بهمزة مكسورة بعدها ياء ساكنة (3) مصدر آلف رباعيا على وزن أكرم.

و اختلف في إِيلافِهِمْ [الآية: 2] فأبو جعفر بهمزة مكسورة بلا ياء كقراءة ابن عامر في الأولى (4) فهو ألف ثلاثيا و الباقون بالهمزة و ياء ساكنة بعدها (5) فكلهم على إثبات الياء في الثاني غير أبي جعفر.

المرسوم أجمع المصاحف على إثبات الياء في ليلف و حذفها في الفهم و حذف الألف قبل الفاء فيهما.

ص: 601


1- أي: (لئلاف). [أ].
2- أي: (ليلاف). [أ].
3- أي: (لإيلاف). [أ].
4- أي في التعليق (2) أعلاه. [أ].
5- أي: (إيلافهم). [أ].

سورة أ رأيت

سورة أ رأيت

مكية و آيها ست حجازي و دمشقي و سبع عراقي و حمصي خلافها آية يراءون عراقي و حمصي.

و قرأ (أ رأيت) بتسهيل الثانية نافع و أبو جعفر زاد الأزرق إبدالها ألفا مع المد للساكنين و حذفها الكسائي و وقف حمزة بالتسهيل بين بين فقط (و غلظ) الأزرق لام (صلاتهم) و يوقف لحمزة على (يراءون) بالتسهيل كالواو مع المد و القصر و الرسم متحد حيث لم تصور فلا يوقف بالواو.

المرسوم (أ رأيت) بحذف الألف بعد الراء في بعض المصاحف.

ص: 602

سورة الكوثر

سورة الكوثر

مدنية و قيل مكية و آيها ثلاث و قرأ شانِئَكَ [الآية: 3] بإبدال الهمزة ياء مفتوحة أبو جعفر كوقف حمزة (1).

ص: 603


1- الباقون: (شانئك). [أ].

سورة الكافرون

سورة الكافرون

مكية و قيل مدنية و آيها ست مر للأزرق ترقيق الراء المضمومة في نحو (الكافرون) في أصح الوجهين و أمال (عابدون) و (عابد) كل ما فيها هشام من طريق الحلواني و فتحه من طريق الداجوني كالباقين و فتح ياء الإضافة من (ولي دين) نافع و البزي بخلفه و هشام و حفص و الوجهان للبزي في الشاطبية و غيرها و صححهما في النشر لكن قال إن الإسكان أكثر و أشهر و أثبت الياء من دين يعقوب في الحالين وافقه الحسن وصلا ففيها ياء إضافة و زائدة وَ لِيَ دِينِ [الآية: 6].

ص: 604

سورة النصر

سورة النصر

مدنية و عن أبي عمرو في أوسط أيام التشريق بمنى في حجة الوداع و آيها ثلاث.

فواصلها الفتح أفواجا توابا. أمال (جاءَ) هشام بخلفه و ابن ذكوان و حمزة و خلف و يوقف لحمزة على نحو (أَفْواجاً) بالتحقيق و بإبدالها ياء مفتوحة لأنه متوسط بغيره المنفصل.

ص: 605

سورة تبت

سورة تبت

مكية (1) و آيها خمس.

و اختلف في لَهَبٍ [الآية: 1] الأول فابن كثير بإسكان الهاء وافقه ابن محيصن و الباقون بفتحها لغتان كالنهر و النهر و الفتح أكثر استعمالا و خرج بالأول الثاني المتفق على الفتح و أمال ما أَغْنى و سَيَصْلى [الآية: 3] حمزة و الكسائي و خلف و بالفتح و الصغرى الأزرق و حيث فتح سيصلى غلظ لامها و حيث قلل رققها حتما فيهما لما مر أن التغليظ و الإمالة ضدان.

و اختلف في حَمَّالَةَ [الآية: 4] فعاصم بالنصب على الذم و قيل على الحال من و امرأته لأنها فاعل لعطفها عليه و حمالة حينئذ نكرة حيث أريد بها الاستقبال أي حالها في النار كذلك وافقه ابن محيصن و الباقون بالرفع خبر محذوف أو خبر امرأته و في جيدها خبر ثان و من جعله صفة لامرأته قدر المضي فيه لأنه قد وقع على الحقيقة فتتعرف حينئذ بالإضافة و جعلها بعضهم بدل كل منها.

ص: 606


1- انظر الإتقان للإمام السيوطي: (1/ 25). [أ].

سورة الإخلاص

سورة الإخلاص

مكية في قول الحسن و مجاهد و قتادة مدنية في قول ابن عباس و غيره و آيها أربع عراقي و مدني و خمس مكي و شامي (خلافها) آية لم يلد مكي و شامي و قرأ كُفُواً [الآية: 4] بإبدال الهمزة واوا في الحالين حفص و الباقون بالهمز و أسكن الفاء حمزة و يعقوب و خلف (1) و ضمها الباقون (2) لغتان و يوقف عليه لحمزة بالنقل على القياس المطرد و بالإبدال واوا مفتوحة مع إسكان الفاء على الرسم و الوجهان صحيحان و حكي ثالث بين بين و هو ضعيف و رابع ضم الفاء مع إبدال الهمزة واوا كقراءة حفص و العمل على خلافه كما في النشر نقلا عن الداني.

ص: 607


1- أي: (كفؤا). [أ].
2- أي: (كفؤا). [أ].

سورة الفلق

سورة الفلق

مكية و قيل مدنية قيل و هو الصحيح و آيها خمس.

و اختلف في النَّفَّاثاتِ [الآية: 4] فرويس من طريق النخاس بالمعجمة و الجوهري كلاهما عن التمار عنه النافثات بألف بعد النون و كسر الفاء مخففة بلا ألف بعدها و هي قراءة عاصم عن الجحدري و غيره و رويت عن الكسائي و قطع بها لرويس في المبهج و التذكرة و انفرد أبو الكرم في مصباحه عن روح بضم النون و تخفيف الفاء (1) نفاثة و هو ما تنفثه من فيك و عن الحسن بضم النون و تشديد الفاء و فتحها و ألف بعدها بلا ألف بعد النون (2) كالتفاحات و الباقون كذلك لكن بفتح النون (3) جمع نفاثة و هي رواية ما في أصحاب التمار عنه عن رويس و الرسم محتمل للقراآت الأربع لحذف الألفين في جميع المصاحف و الكل مأخوذ من النفث و هو شبه النفخ يكون في الرقية و لا ريق معه فإن كان معه ريق فهو الثفل.

ص: 608


1- أي: (النّفاثات). [أ].
2- أي: (النّفّاثات). [أ].
3- أي: (النّفّاثات). [أ].

سورة الناس

سورة الناس

مكية (1) و قيل مدنية و آيها ست مدني و عراقي و سبع مكي و شامي و خلافها آية الوسواس مكي و شامي و أمال (الناس) الخمس محضة الدوري عن أبي عمرو من طريق أبي الزعراء عنه و هو الذي في التيسير و به كان يأخذ الشاطبي عنه وجها واحدا و روى فتحه عنه سائر أهل الأداء قال في النشر و الوجهان صحيحان عندنا من رواية الدوري وافقه اليزيدي و الباقون بالفتح و اللّه تعالى أعلم.

ص: 609


1- انظر الإتقان للإمام السيوطي: (1/ 25)، (2/ 1288). [أ].

باب التكبير

باب التكبير

الأكثرون على ذكره هنا و هو الأنسب كما ذكره صاحب النشر (1) لتعلقه بالختم و الدعاء و غير ذلك و ذكره بعضهم كالهذلي و صاحب الأصل مع البسملة و بعضهم عند سورة الضحى كابن شريح و سبب التكبير ما

رواه الحافظ أبو العلاء بإسناده عن البزي أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم انقطع عنه الوحي فقال المشركون قلى محمدا ربّه فنزلت سورة و الضحى فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم اللّه أكبر تصديقا لما كان ينتظر من الوحي و تكذيبا للكفار و أمر صلّى اللّه عليه و سلّم أن يكبر إذا بلغ الضحى مع خاتمة كل سورة

حتى يختم تعظيما للّه تعالى و استصحابا للشكر و تعظيما لختم القرآن و هو أعنى التكبير سنة ثابتة لما ذكر و لقول البزي أيضا عن الشافعي وضي اللّه عنه قال لي إن تركت التكبير فقد تركت سنة من سنن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و قال الإمام أبو الطيب هو سنة مأثورة عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و عن الصحابة و التابعين و هذا عام خارج الصلاة و داخلها كما يأتي النص عليه إن شاء اللّه تعالى و أعلم أن التكبير صح عن أهل مكة قرائهم و علمائهم و أئمتهم و من روى عنهم صحة استفاضت و ذاعت و انتشرت حتى بلغت حد التواتر قاله الحافظ الشمس ابن الجزري رحمه اللّه تعالى قال أبو الطيب ابن غلبون و التكبير سنة بمكة لا يتركونها و لا يعتبرون رواية البزي و غيره و قال الأهوازي و التكبير عند أهل مكة سنة مأثورة يستعملونه في قراءتهم و الدرس و الصلاة و قد رواه الحاكم في مستدركه من حديث أبي بن كعب مرفوعا و قال حديث صحيح الإسناد قال الحافظ ابن الجزري قلت لم يرفع أحد حديث التكبير سوى البزي و سائر الناس و رووه موقوفا عن ابن عباس و مجاهد و غيرهما و روينا عن الإمام الشافعي رضي اللّه عنه أنه قال إن تركت التكبير فقد تركت سنة من سنن نبيك صلّى اللّه عليه و سلّم و هذا يقتضي تصحيحه كما قاله شيخنا الحافظ ابن كثير و انتهى (2).

و قد صح عن ابن كثير من روايتي البزي و قنبل و ورد عن أبي عمرو من رواية السوسي و كذا عن أبي جعفر لكن من رواية العمري وافقه ابن محيصن فأما البزي فلم يختلف عنه و فيه و اختلف عن قنبل فالجمهور من المغاربة على عدم التكبير له و هو الذي

ص: 610


1- انظر النشر: (2/ 405). [أ].
2- جميع هذه الأقوال مأخوذة من كتاب النشر لابن الجزري: (2/ 405 إلى 429). [أ].

في التيسير و غيره و روى التكبير عنه جمهور العراقين و بعض المغاربة و الوجهان في الشاطبية و غيرها و أما السوسي فقطع له الحافظ أبو العلاء من جميع طرقه و قطع له به في التجريد من طريق ابن حبيش من أول أ لم نشرح إلى آخر الناس، و روي عنه سائر الرواة ترك التكبير كالجماعة و قد أخذ بعضهم بالتكبير لجميع القراء و هو الذي عليه العمل عند أهل الأمصار في سائر الأقطار و كان بعضهم يأخذ به في جميع سور القرآن ذكره الحافظ أبو العلاء و الهذلي عن الخزاعي قال الهذلي و عند الدينوري كذلك يكبر من أول كل سورة لا يختص بالضحى و غيرها للجمع و إليه أشار في طيبة (1) النشر بقوله: «و روي عن كلهم أول كل يستوي» و الحاصل أن الآخذين به لجميع القراء منهم من أخذ به في جميع سور القرآن و منهم من أخذ به خاتمة و الضحى و هو ما تقدم (2)، و أما صيغة التكبير فأعلم أنهم اتفقوا على أن لفظه اللّه أكبر قبل البسملة و الجمهور على تعيين هذا اللفظ بعينه للبزي من غير زيادة و لا نقصان و قد زاد جماعة قبله التهليل و لفظه لا إله إلا اللّه و اللّه كبر. و هي طريق ابن الحباب عنه من جميع طرقه و طريق هبة اللّه عن أبي ربيعة و ابن فرح أيضا عن البزي، و

قد روى النسائي في سننه الكبرى بإسناد صحيح عن الأغر قال أشهد على أبي هريرة و أبي سعيد أنهما شهدا على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و أنا أشهد عليهما أنه قال إن العبد إذا قال لا إله إلا اللّه و اللّه أكبر صدقه ربه

و زاد بعض الآخذين بالتهليل مع التكبير و للّه الحمد و هي طريق عبد الواحد عن ابن الحباب و طريق ابن فرح عن البزي، و أما قنبل فقطع له جمهور المغاربة بالتكبير فقط و هو الذي في الشاطبية و تلخيص أبي معشر و زاد التهليل له أكثر المشارقة و به قطع العراقيون من طريق ابن مجاهد و قطع ابن فارس له به من طريق ابن مجاهد و ابن شنبوذ و غيرهما قال الداني في جامعه و الوجهان يعني التكبير وحده و مع التهليل عن البزي و قنبل صحيحان جيدان و هو معنى قول الطيبة: و الكل للبزي و رووا قنبلا من دون حمد إلا أن أبا الكرم روى عن ابن الصباح عن قنبل و عن أبي ربيعة عن البزي لا إله إلا اللّه و اللّه أكبر و للّه الحمد كذا في النشر (3).

قال في التقريب و لم يروه أي التهليل أحد فيما نعلم عن السوسي و قد كان تكبيره صلّى اللّه عليه و سلّم آخر قراءة جبرائيل و أول قراءته صلّى اللّه عليه و سلّم و من ثمة تشعب الخلاف في محله فمنهم من قال به من أول أ لم نشرح ميلا إلى أنه لأول السورة أو آخر الضحى ميلا إلى أنه لآخر السورة و في التيسير وفاقا لأبي الحسن بن غلبون كوالده أبي الطيب أنه من آخر الضحى و في المستنير من أول أ لم نشرح و كذا في إرشاد أبي العز و غيره و منهم من قال به من أول الضحى كأبي علي البغدادي في روضته. و أما انتهاؤه فمبنى على ما تقدم فمن ذهب إلى ].

ص: 611


1- و هو في متن الطيبة ص: (118). [أ].
2- أي ما يعزوه للنشر: (2/ 405). [أ].
3- انظر النشر: (2/ 410). [أ].

أنه لأول السورة لم يكبر في آخر الناس سواء كان ابتداء التكبير عنده من أول أ لم نشرح أو من أول الضحى و من جعل الابتداء من آخر الضحى كبر في آخر الناس و أما قول الشاطبي رحمه اللّه تعالى إذا كبروا في آخر الناس مع قوله و بعض له من آخر الليل أي من أول الضحى المقتضى ظاهرة أن يكون ابتداء التكبير من أول الضحى و انتهاؤه آخر الناس فيخالف ما تأصل فيتعين حمله على تخصيص التكبير آخر الناس بمن قال به من آخر الضحى كما هو مذهب صاحب التيسير و غيره و يكون معنى قوله إذا كبروا في آخر الناس أي إذا كبر من يقول بالتكبير في آخر الناس يعني الذين قالوا به من آخر الضحى و يأتي على ما تقدم من كون التكبير لأول السورة أو آخرها حال وصل السورة بالسورة ثمانية أوجه اثنان منها على تقدير أن يكون التكبير لآخر السورة و اثنان على تقدير أن يكون لأولها ثلاثة محتملة على التقديرين و الثامن ممتنع وفاقا و هو وصل التكبير بآخر السورة و البسملة مع القطع عليها لما مر في باب البسملة فأما الوجهان المبنيان على تقدير كونه لآخر السورة فأولهما وصل التكبير بآخر السورة و القطع عليه و وصل البسملة بأول السورة نص عليه في التيسير و غيره و هو ظاهر كلام الشاطبي ثانيهما وصل التكبير بآخر السورة و الوقف عليه و الوقف على البسملة نص عليه أبو معشر (1) و الفاسي (2) و الجعبري (3) و غيرهم.

و أما الوجهان المبنيان على تقدير كون التكبير لأول السورة فأولهما قطع التكبير عن آخر السورة و وصله بالبسملة و وصلها بأول السورة نص عليه ابن سوار و غيره و لم يذكر في الكفاية سواه و ثانيهما قطعه عن آخر السورة و وصله بالبسملة مع القطع عليها و الابتداء بأول السورة و هو ظاهر كلام الشاطبية و نص عليه الفاسي في شرحه و ابن مؤمن و منعه الجعبري.

قال في النشر (4) و لا وجه لمنعه إلا على تقدير أن يكون التكبير لآخر السورة و إلا فعلى أن يكون لأولها لا يظهر لمنعه وجه إذ غايته أن يكون كالاستعاذة و لا شك في جواز وصلها بالبسملة و قطع البسملة عن القراء كما مر.

و أما الثلاثة المحتملة فأولها وصل التكبير بآخر السورة و بالبسملة و بأول السورة نص عليه الداني و صاحب الهداية و اختاره الشاطبي ثانيها قطعه عن آخر السورة و عن البسملة و وصل البسملة بأول السورة نص عليه أبو معشر و ابن مؤمن و يظهر من كلام الشاطبي ].

ص: 612


1- أي الطبري في كتابه التلخيص. النشر: (1/ 77). [أ].
2- أي الفاسي في كتابه شرح الشاطبية. النشر: (1/ 64). [أ].
3- أي الجعبري في كتابه شرح الشاطبية. النشر: (1/ 64). [أ].
4- انظر: (2/ 429). [أ].

و نص عليه الفاسي و الجعبري و غيرهما ثالثها القطع عن آخر السورة و عن البسملة و قطع البسملة عن أول السورة نص عليه ابن مؤمن و الفاسي و الجعبري و هو ظاهر من كلام الشاطبي و منعه مكي و لا وجه لمنعه على كلا التقديرين كما في النشر و المراد بالقطع هنا الوقف المعروف لا القطع الذي هو الإعراض و لا السكت الذي هو دون تنفس و هذا هو الصواب كما نبه عليه في النشر متعقبا للجعبري في القطع السكت المعروف بأنه شي ء انفرد به لم يوافقه أحد عليه فإن وقع آخر السورة ساكن أو منون كسر للساكنين نحو فارغب اللّه أكبر لخبر اللّه أكبر ثوابا اللّه أكبر مسد اللّه كبر و إن كان محركا ترك على حاله و حذفت همزة الوصل لملاقاته نحو الأبتر اللّه أكبر و تحذف صلة الضمير من نحو ربه اللّه أكبر و إذا وصلته بالتهليل أبقيته على حاله (و إن كان منونا أدغم في اللام نحو حامية لا إله إلا اللّه) و يجوز المد للتعظيم عند من أحذ به لأصحاب القصر كما مر بل كان بعض المحققين يأخذون به هنا مطلقا و يقولون المراد به هنا الذكر فنأخذ بما نختار و هو المد للتعظيم مبالغة في النفي ذكره في النشر.

و ليعلم أن التهليل مع التكبير مع الحمد عند من رواه حكمه حكم التكبير لا يفصل بعضها من بعض بل يوصل جملة واحدة هكذا لا إله إلا اللّه و اللّه أكبر و للّه الحمد فلا يتأتى فيه إلا الأوجه السبعة المتقدمة بين السورتين و لا يجوز الحمدلة مع التكبير إلا أن يكون التهليل معه قال الشمس ابن الجزري (1) و لا أعلمني قرأت بالحمدلة سوى الأوجه الخمسة مع تقدير كون التكبير لأول السورة و يمتنع وجه الحمدلة من أول الضحى لأن صاحبه لم يذكره فيه و لا يجوز التكبير في رواية السوسي إلا في وجه البسملة بين السورتين لأن راوي التكبير لا يجيز بين السورتين سوى البسملة و يحتمل معه كل من الأوجه السابقة إلا أن القطع على الماضية أحسن في مذهبه لأن البسملة عنده ليست آية كما هي عند ابن كثير بل هي عنده للتبرك و كذا لا يجوز له التكبير من أول الضحى لأنه خلاف روايته كما مر و لو قرئ لحمزة بالتكبير عند من رواه فلا بد من البسملة معه لأن القارئ ينوي الوقف على آخر السورة فيصير مبتدئا للسورة التالية و حيث ابتدأ بها فلا بد من البسملة و إذا قرئ برواية التكبير و أريد القطع على آخر سورة فإن قلنا إن التكبير لآخر السورة كبر و قطع القراءة و إذا أراد بعد ذلك بسمل للسورة بلا تكبير و إن قلنا إنه لأول السورة فإنه يقطع على أخر السورة بلا تكبير و إذا ابتدأ بالتالية كبر إذا لا بدّ من التكبير إما لآخر السورة و إما لأولها حتى لو سجد آخر العلق فإنه يكبر أولا لآخر السورة ثم يكبر للسجدة على القول بأنه للآخر و أما على القول بأنه للأول فإنه يكبر للسجدة فقط و يبتدئ بالتكبير لسورة القدر (2).].

ص: 613


1- أي: في كتابه النشر كما تقدم .. [أ].
2- هذه الأقوال كلها من كتاب النشر في القراءات العشر محمد بن الجزري: (2/ 405 إلى 429). [أ].

و ليس الاختلاف في الأوجه السبعة السابقة اختلاف رواية حتى يحصل الخلل بعدم استيعابها بين كل سورتين في الرواية بل هو اختلاف تخيير لكن الإيتان بوجه منها مختص يكون التكبير لآخر السورة و بوجه مما يختص بكونه لأولها و بوجه مما يحتملها متعين إذ الاختلاف في ذلك اختلاف رواية فلا بد منه إذا قصد جمع الطرق كما في النشر قال الجعبري و ليس في إثبات التكبير مخالفة للرسم لأن مثبته لم يلحقه بالقرآن كالاستعاذة و أما حكمه في الصلاة فقد روينا عن الحافظ الجليل أبي الخير شمس الدين محمد بن الجزري بسنده المتصل إلى الإمام عبد الحميد بن جريج عن مجاهد أنه كان يكبر من و الضحى إلى الحمد قال ابن جريح فأرى أن يفعله الرجل إماما كان أو غير إمام و روى الحافظ الثاني بسنده إلى الحميدي قال سألت سفيان يعني ابن عيينة قلت يا أبا محمد أ رأيت شيئا مما فعله الناس عندنا يكبر القارئ في شهر رمضان إذا ختم يعني في الصلاة فقال رأيت صدقة بن عبد اللّه بن كثير الأنصاري يؤم الناس منذ أكثر من سبعين سنة فكان إذا ختم القرآن كبر و روى السخاوي عن أبي محمد الحسن بن محمد بن عبد اللّه القرشي أنه صلّى بالناس التراويح خلف المقام بالمسجد الحرام فلما كانت ليلة الختم كبر من خاتمة الضحى إلى آخر القرآن في الصلاة فلما سلم إذا بالإمام أبي عبد اللّه محمد بن إدريس الشافعي رضى اللّه عنه قد صلّى وراءه قال فلما أبصرني قال لي أحسنت أصبت السنة و قال الإمام المحقق أبو الحسن علي بن جعفر في التبصرة: ابن كثير يكبر من خاتمة الضحى إلى أن قال في الصلاة و غيرها و قد مر ما أسنده البزي عن الإمام الشافعي إن تركت التكبير فقد تركت سنة من سنن نبيك محمد صلّى اللّه عليه و سلّم قال في النشر بعد أن أطال في بيان ذلك: فقد ثبت التكبير في الصلاة عن أهل مكة فقهائهم و قرائهم و ناهيك بالإمام الشافعي و سفيان بن عيينة و ابن جريح و ابن كثير و غيرهم قال و أما غيرهم فلم نجد عنهم في ذلك نصا حتى أصحاب الشافعي مع ثبوته عن إمامهم و إنما ذكره استطرادا السخاوي و الجعبري و كلاهما من أئمة الشافعية و العلامة أبو شامة و هو من أكبر أصحاب الشافعي بل هو ممن وصل إلى رتبة الاجتهاد قلت و كذا العلامة خاتمة المجتهدين سيدي محمد البكري صاحب الكنز كما نقله عنه بعض أجلاء أصحابه و لفظه رضي اللّه عنه: و يستحب إذا قرأ في الصلاة سورة الضحى أو بعدها إلى آخر القرآن أن يقول بعدها لا إله إلا اللّه و اللّه أكبر و للّه الحمد قياسا على خارج الصلاة فإن العلة قائمة و هي تعظيم اللّه و تكبيره و الحمد على قمع أعداء اللّه و أعداء رسوله صلّى اللّه عليه و سلّم قال و هل يأتي ذلك سرا أو جهرا أو يقال فيها ما قيل في السورة إن كانت الصلاة جهرية جهر أو سرية أسر ثم قال و ينبغي أن يسر به مطلقا و تكون السكتة التي قبل الركوع بعد هذا فإذا فرغ منه قال اللهم إني أسألك من فضلك انتهى و ظاهره ندب ذلك أعني التكبير في الصلاة في الختم و غيره حتى لو قرأ أي سورة من سور التكبير كالكافرون و الإخلاص مثلا في ركعتين كبر و هو واضح للعلة السابقة لكن قوله: و ينبغي أن يسر به يخالفه ما نقله ابن العماد من استحباب الجهر بالتكبير بين السور

ص: 614

و لم يقيد بخارج الصلاة و كذا نقله ابن حجر الهيتمي في شرح الكتاب عن البدر الزركشي و أقره و هو أيضا ظاهر النصوص السابقة و الذين ثبت عنهم التكبير في الصلوات منهم من كان إذا قرأ الفاتحة و أراد الشروع في السورة كبر و بسمل ثم ابتدأ السورة و منهم من كان يكبر إثر كل سورة ثم يكبر للركوع حتى ينتهي إلى آخر الناس فإذا قام في الركعة الثانية قرأ الفاتحة و ما تيسر من أول سورة البقرة قال في النشر رأيت في الوسيط للإمام الكبير أبي الفضل الرازي الشافعي رحمه اللّه ما هو نص على التكبير في الصلاة فالقصد أني تتبعت كلام الفقهاء من أصحابنا فلم أر لهم نصا غير ما ذكرت و كذا لم أر للحنفية و لا للمالكية و أما الحنابلة فقال الفقيه الكبير أبو عبد اللّه محمد بن مفلح في كتاب الفروع له و هل يكبر لختمه من الضحى أو أ لم نشرح آخر كل سورة روايتان و لم تستحبه الحنابلة لقراءة غير ابن كثير و قيل و يهلل انتهى (1).].

ص: 615


1- انظر النشر: (2/ 429). [أ].

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَالَّذِینَ لَا یَعْلَمُونَ
الزمر: 9

عنوان المکتب المرکزي
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.