عنوان و نام پديدآور :... الغيبه/تاليف محمد بن ابراهيم النعماني
مشخصات نشر : طهران: مكتبه الصدوق، ××13
مشخصات ظاهری : 335 ص.
وضعيت فهرست نويسی : در انتظار فهرستنويسی (اطلاعات ثبت)
شماره كتابشناسی ملی : 2131590
ص: 1
«وعد اللّه الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم و ليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبد لنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً و من كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون».
النور : 54
«و لقد كتبنا في الزبور مين بعد الذكر أن
الأرض يرثها عبادي الصالحون * إِنَّ في هذا لبلاغاً لقوم عابدين».
الانبياء : 105
«و نريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض و نجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين».
القصص : 4
اللهم إنّا نرغب إليك في دولة كريمة تعز بها الاسلام و أهله، وتذل بها النفاق وأهله، و تجعلنا فيها من الدعاة إلى طاعتك، والقادة إلى سبيلك، و ترزقنا بها كرامة الدنيا و الآخرة.
ص: 2
الاهداء
-----
إلى صاحب الولاية الالهية الكبرى، و الخلافة العالمية العليا.
إلى علم النور الأجلى، و منار مهيع الحق الأسنى.
إلى من تنكشف بنور سعده دياجي الغياهب، و تقل بقيامه المرهفات القواضب.
إلى من يكون النصر قائده، و الرعب رائده.
إلى من به يعود الحق في نصابه، و يزول الباطل عن مقامه.
إلى من به تسكن الدهماء المضطربة، و تقر القلوب المنزعجة.
إلى المصلح العالمي المدخر لاصلاح هذا العالم المنغمس بغطرسة الظلم والفساد.
إلى المرتجى لازالة الطاغوتية الغاشمة، والسفيونية الملعونة.
إلى من يؤيد بأملاك السماء جنوده، و يصحب النصر العزيز بنوده.
إلى المؤمل لاحياء الكتاب بعد ما بدلت حدوده، وتعطلت أحكامه.
إلى محيي معالم الدين بعد ما انطمس مناره، و تعفت آثاره.
إلى المتخير لاعادة الملة و الشريعة، و المعد لقطع دابر الظلمة.
إلى من به يظهر جمال العدل في العالم، وتخفق في هضباته العالية راياته.
إلى من يفيض على الخلق أنعماً ومواهباً، ويكون للمسلمين ملاذاً و ملجأ.
إليك يا سليل رسول اللّه، يا ابن الحسن بأبي أنت وأمي، سيدي «أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر و جئنا ببضاعة مزجاة، فأوف لنا الكيل وتصدق علينا إنَّ اللّه يجزي المتصدقين».
ص: 3
«بِسْمِ اللّه الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ»
الحمد للّه على ما عرفنا من نفسه، و ألهمنا من شكره، وفتح لنا أبواب العلم بربوبيته، و دلّنا عليه من الاخلاص في توحيده وجنبنا من الشرك والالحاد في دينه، و من الشك في أمره.
والصلاة والسلام على محمد سيّد رسله، و أمينه على وحيه، و نجيه من خلقه، وصفيه من بريته، نبي الرحمة، وقائد الخير، و مفتاح البركة، وعلى آله وعترته البدور المنيرة، والسرج المضيئة، أصفياء آل أبي طالب، و سروات بني لؤي بن - غالب، قواعد العلم، وأعلام الدين الذين أذهب اللّه عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، لا سيما الكهف الحصين، وغياث المضطر المستكين، صاحب النقيبة الميمونة، وقاصف الشجرة الملعونة، نور اللّه المتألق، وضيائه المشرق، ناموس العصر، و مدار الدهر، و ولي الأمر، سيف اللّه الذي لا ينبو، و نوره الذي لا يخبو، المؤيد بكفاية اللّه و عصمته، الموفور حظه من عنايته ورحمته، ظلّ اللّه الوارف على رعيته، الذي يتلألأ نور الامامة بين أسارير جبهته، سر اللّه المكتوم المدخر، و وديعة النور المنتقل في الجباه الكريمة الغرر، حرز اللّه الحريز، و حصنه الحصين، ذخر اللّه -
ص: 4
العزيز و حبله المتين، ناشراً لوية الهدى، مؤلف شمل الصلاح والرضا، والسبب المتصل بين الأرض والسماء، وجه اللّه الذي إليه يتوجه الأولياء، سيدنا وإمامنا و هادينا، العدل المظفر، والقائم المنتظر، الحجة بن الحسن بن علي العسكري الملقب بالمهدي، الامام الثاني عشر الذي يملأ اللّه به الأرض قسطاً وعدلاً بعد ما ملئت ظلما وجوراً. اللهم عجل فرجه، وسهل مخرجه، و أمت به الجور، و أظهر به العدل، و أدحض به الباطل، و أقم به الحق، و أجل به الظلمة، واكشف عنا به الغمة، و اشعب به الصدع، و ارتق به الفتق، و أنعش به البلاد، وأصلح به العباد، و دمدم
على من نصب له، و دمر على من غشمه، و انصر ناصریه، و اخذل خاذليه اللهم افضض به رؤوس الضلالة، وشارعة البدع، و مميتة السنن، و المتعززين بالباطل، و أعز به أولياءك، وأذل به أعداءك الذين أضلوا عبادك، وحرفوا معاني كتابك، وبدلوا أحكامك، وجلسوا مجالس أصفيائك، وطهر اللهم به منهم بلادك، واشف به صدور عبادك و أطفىء به نيران الكفر والزندقة، وجد دبه ما امتحى من دينك حتى يعود على يديه غضاً جديداً لاعوج فيه ولا بدعة معه، آمين رب العالمين.
ص: 5
أمّا بعد : فلقد كان من امنيتي فيما لو أتيحت لي الفرصة وساعدني التوفيق أن أقوم باحياء هذا التراث القيم النفيس، و بعثه من مرقده، و نفض الغبار عن وجهه، وكشف الغمام عن بدره، لما فيه من فوائد جليلة، و منافع كثيرة، ولم يسمح لي الدهر بالفراغ، و عاقتني عن ذلك العوائق، فمرت على ذلك سنون، ولم أجد إلى المأمول سبيلاً، كما أني لم أو في تلك المدة من يقوم بأمره أو اعتنى بشأنه، أو يجنح إلى تصحيحه و نشره، ولا من يحنو عليه لأحيائه، أو يخطو خطوة لاصلاحه، ولا تنهض الهمة بأحد لتحقيقه وطبعه.
و كانت المطبوعة الحجرية منه كثيرة الأغلاط، مشوهة الخطوط، محرفة الألفاظ، ومن كثرة السقط و التحريف فيه صار سهله نقلاً، وحزنه جبلاً، فقد ينقضي اليوم واليومان ولا يجد الباحث إلى فهم بعض جمله سبيلاً ولا إلى المقصود دليلاً، وربما يجتهد طيلة ليل يطلب ربط جملتين أو يمضي يوماً تاماً في فهم عبارتين ولا يرجع إلا بخفي حنين، و قلما يوجد فيه سند سلم من التحريف، بل الغالب على أسانيده الاعضال بالتصحيف، و المظنون عندي أن الشيخ أبا الفرج القناني راوي الكتاب أو الذي أخذ عنه كان رديء الخط، و الناسخون لم يتمكنوا من استخراجه صحيحاً، ولذا شاع في النسخ الخطية من هذا الكتاب الابهام و الغموض، والمسخ والتحريف والاختلاف، ومصححها - مع كونه من العلماء - مهما جد واجتهد لم يقدر على إصلاح جل أخطاء الكتاب، و من جراء هذا الأمر صار هذا الأثر الثمين متروكاً مغفولاً عنه، و غار نجمه في ستار سخافة طبعه، وكثرة أغلاطه، و حجبت شمسه بسحاب غموض عباراته وتحريفاته، و سبب ذلك ابتعاد الناس عن دراسته، و انصرافهم عن قراءته، فترك الكتاب مهجوراً في زوايا المكتبات، مغموراً في خبايا الغرفات، تراه يتململ تململ السليم، ويستصرخ استصراخ الظليم (1)
ص: 6
ينتظر من يتنسّم به أرج الفضاء، و يتظلم من طول مكافحة الانزواء، و أتى عليه من الدهر ما شاء اللّه إلى أن قام في الآونة الأخيرة أحد من فضلاء الكتبيين و أما جد الناشرين قاصداً إلى طبعه للمرة الثانية، وذلك بعد ما عزت نسخه و كثر رواده لكن اتفق رأيه على طبعه بطريق الاوفست طبقاً للطبعة الأولى، و ذهل عما فيها الأخطاء، فجعلها أصلاً له، دون أي توضيح أو تطبيق مع نسخه الخطية الموجودة، أو تصحيح أو تحقيق، غير أنه أضاف إلى أوله مقدمة ضافية في ترجمة المؤلّف، وكلمة موجزة في عظمة الكتاب بقلم بعض أعلام العصر، و فهرساً موضوعياً في آخره فحسب، وأخرج كتاباً في قطع منقوص، و وجه مشوه منهوس (1) ، فلم یزد هذا الناشر - مع جهده - على الطبع الماضي إلا إبطال المقتضي، إذ الكتاب حينما كان مرغوباً فيه صار مرغوباً عنه، مع أن الكتاب كان من صميم تراثنا العلمي، و من أحسن ما ألف في موضوعه، و هو عند علمائنا الأعلام من ركائزنا الثابتة، و ذخائر نا التالدة، و مآثرنا الخالدة، و كان موضوعه من أهم المواضيع عندنا، بل هو الحجر الأساسي الذي عليه دعائمنا.
كيف لا، وقد نظم فيه مؤلّفه الفحل البطل - رضوان اللّه تعالى عليه - أخبار الامامة و الحجة في سلك منضد، وجمع الأحاديث الراجعة إلى الغيبة و الظهور و ما كان منها فاصلة بالموضوع في أبواب تراه كالسمط المنجد، على حد ما تتم به الحجة على الناظر فيه، وتوضح به المحجة لمعتنقيه، بحيث لا يمل القارىء بالتطويل، ولا يعوق الباحث بالاختصار عن مدارك التحصيل.
بل جاء في كل باب بالحجة والدليل من الرواية و الدراية على قدر ما بهما الكفاية، دون إسهاب ممل، أو إيجاز مخل، ولم أركتاباً يساويه، وإن وجد ما يوازيه، لكن إنك إن تنعم النظر في كل ما ألف في موضوعه لن تجد منها تأليفاً مستقلاً بنفسه مستغنياً عما ألّف من جنسه، بل تجد كل كتاب
ص: 7
يشتمل على مالا يشتمل عليه صاحبه، ويحتوي علماً لا يحتويه مضارعه، فإنَّ الكحل يغني عن الشنب (1) وإنما الفضل لمن سبق، وقد اعتنت بروايته و دراسته جماعة من العلماء في كل الأعصار، و عدوه من الأصول المعتبرة التي عليها المدار، من دون أي طعن فيه أو غمز في مؤلّفه، بل أنعقد إجماعهم دون محاشاة على اعتباره، وصحة جلّ أخباره، هذا شيخ الشيعة، وزعيمها الأكبر، ومعلمها المناضل المجاهد أبو عبد اللّه محمد بن محمد بن النعمان الملقب بالمفيد (رَحمهُ اللّه) كان يروي عنه في كتاب غيبته و يحتج برواياته، و ذاك شيخ الطائفة، ورئيس الفرقة الناجية أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي (رَحمهُ اللّه) كان ينقل منه ويعتقد صحته، وهكذا زمرة كبيرة من رجالات العلم و أئمة الحديث زينوا كتبهم بنقل أخباره و تبجيل مؤلّفه و سرد أقواله.
فاذا كان الكتاب ذا أهمية إلى هذه الدرجة فبالحري أن يحيا و ينشر، و حقيق بأن تتوفر نسخه، خليق بأن يحتفل على تدارسه، و باحيائه يحيا مؤلفه، و يظهر فضله، و يتبرز نبله، ولابد أن ينشر في ثوب قشيب، عرياً من الخلل والسقط والتحريف بحيث يليق بجلالة التأليف وشخصية المؤلف، فالتسامح في أمره يوجب الندم، و التقاعس عن مفروضه يوزث زوال النعم، و عدم الاعتناء بشأنه عد من الذنوب التي تنزل النقم، و الغفلة عنه تقود إلى الفوت لأن الحياة تجر إلى الموت، و إضاعة الفرص تنتهي إلى تجرع الغصص، والصحبة مركب الألم، والشيبة زورق يقطع إلى ساحل الهرم.
فكنت أغدو و أروح في فجوة الانتظار، أترقب الفرصة وفراغ البال، فما زالت العوائق تدفعني عن القيام بواجبه، و المشاغل تمنعني عن الاقدام بأمره، و كلما جنحت إلى الانفصال إليه حال بيني و بينه مانع يذودني عنه، و متى رمت المتاب إليه رددت، وكلما يممت الباب صددت، فكم من مأمول بين أثناء المحاذير مدبج، و محبوب في طي التقادير مدرج، فمرت على ضالتي المنشودة شهور
ص: 8
و أعوام، و ليال و أيام إلى أن شاءت العناية الالهية بتحقيق هذه الامنية الشائقة و أذن اللّه سبحانه لا يفائها، و إنما الأمور مرهونة بأوقاتها.
فبينما كنت ذات يوم في حجرتي مشغولاً بعملي في ترجمة كتاب ثواب الاعمال إذ دخل على شاب وقورٌ، حَسَن السَّمت و الهيئة، و بيده نسخة من كتاب الغيبة؛ فسلم و جلس، و استفسرت عن شأنه، فقال : جئت أذاكر كم في طبع هذا الكتاب و تكلم في ذلك قليلاً، فوجدته شائقاً بنشر الكتب التي ألفت في موضوع صاحب - العصر، و ذا اطلاع حول هذه الكتب ومؤلفيها، فسألته عن اسمه وعنوانه، فقال : اسمي «منصور» و شهرتي «بهلوان» و أنا من تلامذة الاستاذ «الشيخ محمود الحلبي، و هو الذي أمرنا بطبعه و رأى أن نسند تصحيحه إليك، ووصانا بالاعانة على مؤونة طبعه لديك، فرحبت به ودعوت له بالتوفيق والتأييد، ثم عظمت شأن أستاذه إذ هو جدير بالتعظيم، قمن بالتبجيل، و هو أحد أعلام الخطباء المصقعين في هذا العصر، بل جلّهم ولاسيما الخراسانيين منهم كانوا من أتباعه، يهتدون بنوره و يمشون على ضيائه و يغترفون من فيض علومه، وهو خطيب بحاث نقاد، عليم اللسان، فصيح البيان، كثير الحفظ، متبحر في العلوم النقلية والعقلية، و لقد رأيته على أعواد المنبر يتكلم في مباحث الامامة، فوجدته بحراً زاخراً، كشف لي النقاب عن بعض المعضلات و حل عقود بعض المشكلات أبقاه اللّه سيفاً صارماً للدين و مناراً للحق المستبين.
فانتهزت الفرصة، و لبيت الدعوة وأجبت الرغبة وشمرت عن ساق الجد و شرعت في العمل، و يسر اللّه لي أسبابه وفتح لي بابه، و أراني كيف أملك عنان المقصود، و من أي المآتي أسلك ميتان الطريق.
فقمت بحول المولى سبحانه وقوته نحو المأمول بما يجب أن أقوم، ولم آل جهداً، واجتهدت في تهذيب الكتاب عن عبث العابثين، وتحريف الناسخين، وقابلته مع ثلاث نسخ سيأتي وصفها، واستعنت على إصلاحه بمراجعة الكتب التي تكلمت
ص: 9
في موضوعه أو نقلت رواياته، و متى توقفت في كلمة مبهمة أو شيء من عباراته لعدم وضوحه أبقيته على حاله، وقلت في الهامش «كذا» إشارة إلى توقفي فيه، فوكلته إلى فهم القاري و عبقريته، وبذلت غاية الوسع في تصحيح أغلاطه و تقویم عوجه، و تفسیر مجمله، و شرح غریبه و بیان معضله و التعريف بما رأيت ضرورة التعريف من أعلامه و رجالاته، و تعيين المشترك من رواته، وغير ذلك مما يرغب فيه من تجويد الكتاب و إتقانه، ليسهل للباحث ارتشاف مناهله، و اقتطاف ثمار محاسنه، و لتذكي نار الفرائح بعد خمودها، وتجري أنهار الأفكار غب جمودها. فأحمد اللّه سبحانه لما نظر لي نظر الرحمة و أسبل علي نشر هذه النعمة.
و إني لا عتقد اعتقاداً جازماً أن بنشري هذا الكتاب في هذا الثوب الجديد قد قدمت لمحبي الأئمة الأطهار (عَلَيهِم السَّلَامُ) و معتنقي كتب الأخبار خدمة جليلة قلما تدانيها خدمة، كما أني تحملت في سبيل إحيائه عناء لا يدانيه عناء، و ما أنا بلائم نفسي في التأخير، ولا الزاري عليها في التقصير، إذ ما أرجأ الأمر من أراد صحته و إتقانه، وتجويده وإحكامه، و ما أخر العمل من ناطه بوقته، ولا أخطأ الطريق من أتى البيت من بابه، فسبحان الذي أمرنا بالدعاء ليجيب، و نبهنا من الغفلة و يهيب، و يجتبي إليه من يشاء و يهدي إليه من ينيب.
و في الختام أعتذر إلى القاريء الكريم مما فيه من خلل يراه، أو تعليق لا يرتضيه، فأنا كالمنكر لنفسه المغلوب على حدسه، فالمأمول أن ينظر إليه بعين، الاعضاء و يسد خلله، و يصلح زلله :، و يصفح عمّا فيه من قصور، و يسمح عمّا فيه من فطور، فقّلما يخلو إنسان من نسيان، و قلم من طغيان، و العصمة اللّه يخص بها من يشاء من عباده، وهم أنبياؤه و من اجتباهم من حججه عليهم صلواته و رضوانه و رحمته. فنسأله الالهام والسداد والتوفيق والرشاد.
خادم العلم و الدین
علی اکبر الغفاری 1397
ص: 10
هو أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم بن جعفر الكاتب النعماني وكان من كبار محدني الامامية في أوائل القرن الرابع، ويعرف بابن [أبي] زينب، كان مؤلفاً جيد النظر حسن الاستنباط، وافر السهم في معرفة الرجال وأحاديثهم، قرء على ثقة الاسلام محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني - رحمه اللّه - وأخذ عنه معظم علمه، وصار كاتباً له واشتهر بذلك، وحاز عنده المزية العظمى، والمحل الرفيع الأسمى، لازم مجالس إفاداته رائحاً وغادياً، وورد مناهل علومه العذبة ناهلاً، وصدر منها رياً سائغاً، حتى برع في العلم لاسيما الحديث ودرايته، ومعرفة رجاله ورواته، وعرفان صحيحه من مفتعله ومستقيمه من مختله إلى أن صار ابن بجدته، وهو أحد الأعلام الذين سافروا في طلب العلم والأخذ عن المشايخ فتى وكهلاً، وعكفوا على سماعه ليلاً ونهاراً، رحل إلى شيراز وأخذ بها عن العالم الجليل أبي القاسم موسى بن محمد الأشعري - ابن بنت سعد بن عبداللّه - سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة (1)، ثم رحل إلى بغداد وسمع بها من
جماعة كأحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة الكوفي الذي هو كوكب سماء الحديث،وشيخ العلم وحامل لوائه، وعد بن همام بن سهيل - وسمع منه سنة سبع وعشرين وثلاثمائة - (2)، وأبي على أحمد بن محمد بن يعقوب بن عمار الكوفي، وسلامة بن محمد بن إسماعيل الأرزني وغيرهم، كما نسرد في ذكر مشايخه أسماء هم، ثم رحل إلى بلاد الشام، فسمع بطبرية (3) - من أعمال الأردن - من محمد بن عبد اللّه بن المعمر الطبراني سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، وأبي الحارث عبداللّه بن عبدالملك بن سهل الطبرانيّ (4) ودخل دمشق وسمع بها من محمد بن عثمان بن علان الدهني البغدادي (5)، ثمّ غادرها
ص: 11
إلى مدينة حلب في أواخر عمره، فمد اللّه عليها ظله الوارف، وأعانه بها على نشر المعارف وسقاها ريق و بله، و كساها رونق نبله، فسطع بها بدره، ورفع قدره، فروى بها كتاب الغيبة (1) وقرءها على أبي الحسين محمد بن علي الشجاعي وأجازه فيها (2).
فلم يزل شيخنا المترجم له مشمولاً بالعنايات الخاصّة الالهيّة في حله وترحاله اللّه سبحانه مناه، فألقى بمدينة الشام عصاه، وأدركه بها حمامه، ووارته (3) نسأل اللّه تعالى الذي تغمده بنعمته أن يسبل عليه شآبيت رحمته إلى أن يسكنه بحبوحة جنته في جوار نبيه عمل و وعترته.
هذا ما استطعنا أن نجمعه من الأخبار عن شخصية النعماني من ناحية حياته العلميّة (4).
تآليفه القيمة
1 - كتاب الغيبة الذي هو بين يديك، وليس يحضرني كلام أفصح به عن عظمة هذا التأليف المنيف ومبلغ شأنه، ولا أدري بأي عبارة أصف براعة هذا الكتاب القيم الذي قد انفرد في بابه، وبأي يراعة أترجم عن جزالة ذلك الرقيم الذي عكف عليه
العلماء منذ يوم تأليفه (5).
2 - كتاب الفرائض
3 - كتاب الرَّد على الاسماعيلية.
ص: 12
4 - كتاب التفسير.
5 - كتاب التسلي(1).
وأظن أن هذه الكتب الأربعة الأخيرة لعبت بها يد الزمان فضاعت فيما ضاع. نعم قال الشيخ الحر العاملي على ما حكى عنه صاحب الذريعة رضوان اللّه عليهما - : إني قد رأيت قطعة من تفسيره» ولعل مراده من القطعة هي الروايات المبسوطة التي رواها النعماني باسناده إلى الامام الصادق (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وجعلها مقدمة تفسيره، وهي التي دونت مفردة مع خطبة مختصرة، وتسمى ب- (المحكم والمتشابه، وتنسب إلى السيد المرتضي - عليه الرحمة -، وطبع في الأواخر بايران، وقد أوردها بتمامها العلامة المجلسي - رحمه اللّه - في مجلد القرآن من البحار. (راجع الذريعة ج 4 (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) 318).
ص: 13
مشايخه
الذين روى عنهم في هذا الكتاب جماعة وإليك أسماء هم :
1 - أحمد بن محمد بن سعيد أبو العباس الكوفي المعروف بابن عقدة (1).
2 - أحمد بن نصر بن هوذة أبوسليمان الباهلي (2)
3 - أحمد بن محمد بن يعقوب بن عمار أبو علي الكوفي (3)
4 - الحسين بن محمد الباوري المكنى بأبي القاسم (4)
5 - سلامة بن محمد بن إسماعيل الأرزني نزيل بغداد (5).
6 - عبد العزيز بن عبداللّه بن يونس الموصلي (6)
7 - عبداللّه بن عبد الملك بن سهل أبو الحارث الطبراني (7)
8- عبدالواحد بن عبداللّه بن يونس أخو عبدالعزيز الموصلي (8)
9 - علي بن أحمد البند نيجي (9)
10 - علي بن الحسين [ المسعودي ] حدثه بقم (10)
ص: 14
11 - محمّد بن الحسن بن محمّد بن الجمهور العّمى (1).
12 - محمّد بن عبداللّه بن جعفر الحميريّ (2).
13 - محمد بن عبداللّه بن المعمر الطبراني (3).
14 - محمد بن عثمان بن علان الدهني البغدادي (4).
15 - محمد بن همام بن سهيل بن بيزان أبو علي الكاتب الاسكافي (5) المتوفي 336.
16 - محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني (6)
17 - موسى بن محمد أبو القاسم القميّ (7)
ولم أجد من روى عنه غير أبي الحسين محمد بن علي الشجاعي الكاتب، كمالم أجد تاريخ وفاته وموضع قبره بالشام على التحقيق.
ص: 15
جميع حقوق الطبع والتقليد بهذه الصورة المزدانة بالتقدمة و التعليق محفوظة للناشر
ص: 16
1 - نسخة مخطوطة كاملة ثمينة موجودة في خزانة (كتابخانه ملك) بتهران بالرقم 3617، وهي تقع في 226 صحيفة كل (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) 16 سطراً، طول الكتابة 15 وعرضها 10 سانتيمتراً، كاتبها محمد مؤمن الجر فادقاني، فرغ من كتابتها يوم الخميس 21 شهر رمضان المبارك من شهور سنة سبع وسبعين بعد الألف. وفي خلال سطورها ما يدل على أنها روجعت على نسخ أخر.
2- نسخة مخطوطة أخرى للمكتبة (كتابخانه ملك) أيضاً بالرقم 2671، تنقص من أولها ورقة. ومن أوسطها ورقة، ومن آخرها صحيفة، وهي نسخة نفيسة جداً عتيقة، ولم يعرف كاتبها ولا تاريخها للسقط، تقع في 312 صحيفة، كل صفحة 15 سطراً، طول كتابتها 14 س، وعرضها 8٫5 س. وشهد خطها بأن كتابتها قبل القرن العاشر أو في حدوده.
3- نسخة من المطبوعة قوبلت أسانيدها وبابين من آخرها بالنسخة الموجودة بالمكتبة المقدسة الرضوية سلام اللّه عليه بالرقم 187، قابلها العالم البارع المحقق الشريف السيد موسى الزنجاني أدام اللّه تعالى ظلّه، وكتب بخطه الشريف اختلافاتها في
ص: 1
هامش المطبوعة وبين سطورها وفوق كلماتها، وكتب في ظهر النسخة ما هذا نصه :
«في النسخة الموجودة من الكتاب بمكتبة القدس الرضوي سلام اللّه عليه بالرقم 187 بخط عتيق جداً (والظاهر أنه من خط ناسخ الكتاب) : «كتاب الغيبة تصنيف أبي عبداللّه محمد بن إبراهيم النعماني رحمه اللّه، صنفه في ذي الحجة سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة، وعلى ظهرها خطوط كثيرة تاريخ بعضها13 ذي القعدة 720، وبعضها بخط عتيق جدا هكذا «أنهاه قراءة وتصفحاً الفقير إلى رحمة اللّه تعالى... الفضل الحسين بن علي بن يحيى بن محمد بن محمد بن أحمد بن جعفر بن الحسن بن علي بن الحسين بن علي بن الحسن» ثم قال الاستاذ الزنجاني : يحتمل كون الحسين في الاخير مكبراً، والحسن في الأخير مصغراً، وقال : ولعل بعد الكلمة (عمر) - انتهى. وكتب أيضاً في هامش الصفحة الأخيرة ما نقلته في آخر الكتاب راجع هامش (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) 332، وحاصله تاريخ الكتابة في هامش هذه النسخة 577.
هذا وقد راجعت في عدة موارد من الكتاب نسخة (الاستاذ مشكوة) الموجودة في (كتابخانه مركزي دانشگاه تهران) بالرقم 578، وقابلت أبواباً من الكتاب بها، و هي تقع في 57 صحيفة، كل (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) 32 سطراً، قطع كتابتها 10×25 سانتيمتراً وهي نسخة نفيسة عريقة بالحواشي، وفيها ما يدل على مراجعتها على نسخ أخر، وعلى ظهرها خط العالم الجليل الحاج الميرزا حسين النوري (رَحمهُ اللّه) يعرف الكتاب ومؤلّفه استكتبها لنفسه سنة 1289.
وإليك الصور الفتوغرافية من هذه النسخ -
خادم العلم والدين
على اكبر الغفاري
ص: 2
الصورة

ص: 3
الصورة

ص: 4
الصورة

ص: 5
الصورة

ص: 6
الصورة

ص: 7
الصورة

ص: 8
اعلم أن الاعتقاد بالمهدي (عَلَيهِ السَّلَامُ) وظهوره في آخر الزمان وكونه من ولد الزهراء بنت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ليس منحصراً بالفرقة الامامية فحسب، ولا هو فكرة مستحدثة عندهم دفعهم إليها شدة الظلم والجور عليهم من الحكومات الجائرة كما ظنه بعض الحدثاء المغفلين أو الناكبين عن الحق، بل هي فكرة إسلامية اعتقدها جميع المسلمين لأخبار ثابتة عندهم عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) و عترته (عَلَيهِم السَّلَامُ) كما ستعرفها، غير أن الامامية مع زمرة كبيرة من أهل السنة والجماعة معتقدون بأن هذا المصلح العالمي المسمى في الرويات بالمهدي هو شخص معين معروف ولد سنة 256 وهو ابن الامام الحسن بن علي العسكري بلا واسطة، ولا يزال حياً مخفياً إلى أن أذن اللّه تعالى لظهوره في يوم موعود به من اللّه عز وجل. وأما الآخرون فيقولون لم يولد فيغيب إنما سيولد في آخر الزمان. فإن أردت أن تحيط بذلك خبراً فاستمع لما يتلى :
قال الاستاذ المحقق، والعالم البارع المدقق الشيخ لطف اللّه الصافي الگلپايگاني - مد ظله العالي - فيما كتبه في الرد على مخاريق بعض المعاندين وافتراء انه و تحامله على الفرقة الامامية الناجية، تحت عنوان «الايمان بالمهدي (عَلَيهِ السَّلَامُ) فكرة إسلامية، (1) ما هو نصه :
قال : «مما اتفق عليه المسلمون خلفاً عن سلف، وتواترت فيه الأخبار عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : أنّه لابد من إمام يخرج في آخر الزمان من
ص: 9
نسل علىّ وفاطمة يسمى باسم الرسول، و يلقب بالمهدي و يستولى على الأرض، ويملك الشرق والغرب، و يتبعه المسلمون، و يهزم جنود الكفر، ويملأ الأرض قسطا وعدلا بعد ما ملئت ظلما وجوراً، و ينزل عيسى، و يصلى خلفه....
و أخرج جمع من أعلام السنيين روايات كثيرة في أنه من عترة رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)، و من ولد فاطمة، و من ولد الحسين، وأنه يملأ الأرض عدلاً، و أن له غيبتين، إحديهما تطول، وأنه الخليفة الثاني عشر من الخلفاء الذين أخبر النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) بأنهم يملكون أمر هذه الأمة، وأنه لا يزال هذا الدين منيعاً إلى اثني عشر،و في شمائله، و خلقه، وخلقه.، و يته بين الناس و شدته على العمال، وجوده، و رحمته بالمساكين، و في اسم صاحب رايته، وما كتب فيها، وكيفية المبايعة معه بين الركن والمقام، وما يقع قبل ظهوره من الفتن، و ذهاب ثلثي الناس بالقتل و الموت، و خروج السفياني، واليماني، والدجال. و وقوع الخسف بالبيداء، وقتل النفس الزكية، وفي علائم ظهوره. وأنه ينادى ملك فوق رأسه: د هذا المهدي خليفة اللّه فاتبعوه»، و أنَّ شيعته يسيرون إليه من أطراف الأرض، و تطوى لهم طياً حتى يبايعوه، وأنه يستولى على الممالك والبلدان، و أن الأمة ينعمون في زمنه نعمة لم ينعموا مثلها، وغيرها من العلائم و الأوصاف التي اقتطفناها من روايات أهل السّنّة.
فراجع كتبهم المفردة في ذلك كأربعين الحافظ أبي نعيم الأصبهاني، والبيان في أخبار صاحب الزمان لأبي عبداللّه محمد بن يوسف الكنجي الشافعي المتوفى س 658، و البرهان في علامات مهدي آخر الزمان للعلامة المتقي صاحب منتخب کنز العمال المتوفى س975، والعرف الوردي في أخبار المهدي للسيوطي المتوفى س 911، والقول المختصر في علامات المهدي المنتظر لابن حجر المتوفى س974، وعقد الدرر في أخبار المنتظر للشيخ جمال الدين يوسف الدمشقي من أعلام القرن
ص: 10
السابع، والتوضيح في تواتر ما جاء في المهدي المنتظر، و الدجال، و المسيح للشوكاني المتوفى 1250.
أضف إلى ذلك روايات أخرجها أكابر المحدثين منهم في كتبهم و صحاحهم، و مسانيدهم كأحمد، و أبي داود، و ابن ماجة، والترمذي، ومسلم، والبخاري و النسائي، والبيهقي، والماوردي، والطبراني، والسمعاني، والروياني، و العبدري، و ابن عساكر، و الدار قطني، و أبي عمرو الداني، و ابن حبان، و البغوي، و ابن الأثير، و ابن الديبع، والحاكم النيشابوري، و السهيلي، و ابن عبدالبر، و الشبلنجي. و الصبان، و الشيخ منصور علي ناصف، وغيرهم ممن يطول الكلام بذكر أسمائهم.
ثم أضف إليها تصريحات جماعة من علمائهم بتواتر الأحاديث الواردة في المهدي (عَلَيهِ السَّلَامُ) (1).
فلا خلاف بين المسلمين في ظهور المهدي الذي يملأ الأرض عدلا..... و إنما الخلاف وقع بينهم في أنه ولد أو سيولد. فالشيعة الإمامية يقولون بولادته، وبوجوده و حياته، و غيبته، و أنه سيظهر باذن اللّه تعالى، وأنه الإمام الثاني عشر، و هو ابن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ)، و و رواياتهم في ذلك تجاوز حد التواتر، معتبرة في غاية الاعتبار، مؤيدة بعضها ببعض، وكثير منها من الصحاح، بل مقطوع الصدور،
ص: 11
رووها في جميع الطبقات الأثبات الثقات من الأجلاء الذين لا طريق للغمز فيهم، و إن شئت أن تعرف مقدار ذلك فراجع ما ألفه الحافظ الجليل الثقة أبو عبداللّه النعماني يعني هذا الكتاب بأسانيده العالية، وما ألفه الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي الامام في جميع العلوم الاسلامية، وكتاب كمال الدين و تمام النعمة تأليف الشيخ المحدث الكبير محمد بن علي بن الحسين الصدوق المتوفى س 381، و كتابنا منتخب الأثر، ومئات من الكتب المصنفة في ذلك.
و هذه الروايات مخرجة في أصول الشيعة وكتبهم المؤلفة قبل ولادة الإمام الحجة بن الحسن العسكري (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، بل قبل ولادة أبيه وجده.
منها كتاب المشيخة لا مام أهل الحديث الشيخ الثقة الثبت الحسن بن محبوب السراد الذي كتابه هذا في كتب الشيعة أشهر من كتاب المزني ى ونظرائه، و صنفه قبل ولادة المهدي بأكثر من مائة سنة، وذكر فيه أخبار الغيبة، فوافق الخبر المخبر، وحصل كلما تضمنه الخبر بلا اختلاف.
و أما ولادته (عَلَيهِ السَّلَامُ) :
فقد ثبت بأوكد ما يثبت به أنساب الجمهور من الناس إذ كان النسب يثبت بقول القابلة ومثلها من النساء اللاتي جرت عادتهن بحضور ولادة النساء، وتولى معونتهن عليه، و باعتراف صاحب الفراش وحده بذلك دون من سواه، و بشهادة رجلين من المسلمين على إقرار الأب بنسب الابن منه، وقد ثبتت أخبار عن جماعة من أهل الديانة، والفضل، والورع، والزهد والعبادة. والفقه عن الحسن بن علي (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) أنه اعترف بولادة المهدي، و آذنهم بوجوده، و نص لهم على إمامته من بعده، و بمشاهدة بعضهم له طفلاً، و بعضهم له يافعاً وشاباً كاملاً (1)
وهذا فضل بن شاذان العالم المحدث المتوفى قبل وفاة الامام أبي محمد الحسن العسكري (عَلَيهِ السَّلَامُ) روى عنه في كتابه في الغيبة خبر ولادة ابنه المهدي وكيفيتها
ص: 12
و تاريخها، وكانت ولادته (عَلَيهِ السَّلَامُ) بين الشّيعة وخواصّ أبيه من الأمور المعلومة المعروفة، وقد أمر أبوه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أن يعق عنه، وعرضه على أصحابه يوم الثالث من ولادته.
والأخبار الصّحيحة الواردة بأسانيد عالية في ذلك كثيرة متواترة جداً، وقد أحصى بعض العلماء أسماء جماعة ممن فازوا بلقائه في حياة أبيه وبعدها كما قد نقل عن بعض أهل السنة الاجتماع به (عَلَيهِ السَّلَامُ) بل أخرج بعض من حفاظهم مثل حافظ زمانه أحمد بن محمد بن هاشم البلاذري الحديث عنه (عَلَيهِ السَّلَامُ).
ولقد كان أبوه وشيعته يحفظون ولادته عن أعدائه من بني العباس وغيرهم. وكان السر في ذلك أنَّ بني العباس لما علموا من الأخبار المروية عن النبي والأئمة أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) أنَّ المهدي هو الثاني عشر من الأئمة، وهو الذي يملأ،الأرض عدلاً، ويفتح حصون الضلالة، ويزيل دولة الجبابرة أرادوا إطفاء نوره بقتله فلذا عينوا العيون والجواسيس للتفتيش عن بيت أبيه، ولكن أبى اللّه إلا أن يجري في حجته المهدي سنة نبيه موسى (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، وقد ورد في الروايات الكثيرة عن آبائه (عَلَيهِم السَّلَامُ) خفاء ولادته (عَلَيهِ السَّلَامُ) ، وشباهته في ذلك بموسی (عَلَيهِ السَّلَامُ) (1).
فعلى هذا لم ينبعث الايمان بظهور المهدي (عَلَيهِ السَّلَامُ) إلا من الايمان بنبوة جده محمد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)، وليس في الخصوصيات المذكورة أمر غير مألوف مما لم تجد مثله في هذه الأمة أو الأمم السالفة. فلا بد من يؤمن بالله وبالنبي الصادق المصدق بعد العلم بهذه الأخبار الكثيرة الإيمان بظهور المهدي المنتظر صاحب هذا النسب المعلوم والسمات والنعوت المشهورة، ولا يجوز مؤاخذة الشيعي بانتظار هذا الظهور، يصح دفع ذلك بمجرد الاستبعاد (2).
ص: 13
ووافق الامامية من أعلام السنيين في أن المهدي هو ابن الحسن العسكريّ (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) جمع كثير كصاحب روضة الأحباب، وابن صباغ مؤلّف «الفصول المهمة»، وسبط ابن الجوزي مؤلّف (تذكرة الخواص)،، والشيخ نور الدين عبد الرحمن الجامي الحنفي في كتاب «شواهد النبوة»، والحافظ محمد بن يوسف الكنجي الشافعي" مؤلف «البيان في أخبار صاحب الزمان،، والحافظ أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي الفقيه في (شعب الايمان)، فإنه يظهر منه على ما حكي عنه الميل إلى موافقه الشيعة بل اختيار قولهم، وذلك لأنه نقل عقيدة الشيعة ولم ينكرها، وكمال الدين محمد بن طلحة الشافعي المتوفى سنة 652، صرح بذلك في كتابيه «الدر المنظم» و «مطالب السؤل»، وله في مدحه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أبيات، والقاضي فضل بن اللّه روزبهان شارح الشمائل للترمذي، ومؤلف إبطال نهج الباطل، وابن الخشاب، والشيخ محيي الدين (1)، والشعراني والخواجه محمد پارسا، وملك العلماء القاضي
ص: 14
شهاب الدين دولت آبادي في «هداية السعداء»، والشيخ سليمان المعروف بخواجه كلان البلخي القندوزي في «ينابيع المودة»، والشيخ عامر بن عامر البصري صاحب القصيدة التانية المسماة بذات الأنوار، وغيرهم من العلماء ممن يطول، بذكرهم الكلام.
وقد صرح بولادته جماعة من علماء أهل السنة الأساتذه في النسب والتاريخ والحديث كابن خلكان في «الوفيات» وابن الأرزق في «تاريخ ميا فارقين» - على ما حكى عنه ابن خلكان - وابن طولون في «الشذرات الذهبية، وابن الورديّ على ما
ص: 15
نقل عنه في نور الأبصار - و السويدي مؤلف «سبائك الذهب»، وابن الأثير في الكامل»، وأبي الفداء في «المختصر»، وحمد اللّه المستوفي في «تاريخ گزیده»، والشبراوي الشافعي شيخ الأزهر في عصره في «الاتحاف»، والشبلنجي في «نور الابصار، بل يظهر منه اعتقاده بامامته، وأنه المهدي المبشر بظهوره، وإن شئت أن تقف على أكثر من ذلك فراجع كتابنا «منتخب الأثر» الباب الأول من الفصل الثالث منه - الخ».
أقول : قد ظهر لك من مقالة الاستاذ مدظله - أن حديث المهدي المنتظر (عَلَيهِ السَّلَامُ) وغيبته وظهوره في آخر الزمان ليس من مختصات الامامية بل هو متواتر عند جميع فرق المسلمين، والحمد للّه رب العالمين. (1)
ص: 16
كتابُ الغَيْبَةِ
تاليف الشیخ الأجل اِبن اَبی زینب محمد بن ابراهيم النعماني
من اعلام القرن الرابع
تحقیق : على اكبر الغفاري
ص: 17
بِسْمِ اللّه الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
حدثنا الشيخ أبو الفرج محمد بن علي بن يعقوب بن أبي قرة القناني (1) (رَحمهُ اللّه) قال حدثنا أبو الحسين محمد بن علي البجلي الكاتب و اللفظ من أصله و كتبت هذه النسخة و هو ينظر في أصله قال حدثنا أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم النعماني بحلب(2).
الْحَمْدُ للّه رَبِّ الْعالَمِينَ الهادي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ المستحق الشكر من عباده بإخراجه إياهم من العدم إلى الوجود و تصويره إياهم في أحسن الصور و إسباغه عليهم النعم ظاهِرَةً وَ باطِنَةً لا يحصيها العدد على طول الأمد كما قال عز و جل- إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللّه لا تُحْصُوها (3)و بما دلهم عليه و أرشدهم إليه من العلم بربوبيته و الإقرار بوحدانيته بالعقول الزكية (4)و الحكمة البالغة و الصنعة المتقنة و الفطرة
ص: 18
الصحيحة و الصبغة الحسنة و الآيات الباهرة و البراهين الظاهرة و شفعه ذلك ببعثه إليهم الخيرة من خلقه رسلا مصطفين مُبَشِّرِينَ وَ مُنْذِرِينَ دالين هادين مذكرين و محذرين و مبلغين مؤدين بالعلم ناطقين و بروح القدس مؤيدين و بالحجج غالبين و بالآيات لأهل الباطل قاهرين و بالمعجزات لعقول ذوي الألباب باهرين أبانهم من خلقه بما أولاهم من كرامته و أطلعهم على غيبه و مكنهم فيه من قدرته كما قال جل و عز- عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً. إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ رَصَداً (1)ترفعا لأقدارهم و تعظيما لشأنهم- لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّه حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ و لتكون حجة اللّه عليهم تامة غير ناقصة.
و الحمد للّه الذي من علينا بمحمد سابق بريته إلى الإقرار بربوبيته و خاتم أصفيائه إنذارا برسالته و أحب أحبائه إليه و أكرم أنبيائه عليه و أعلاهم رتبة لديه و أخصهم منزلة منه أعطاه جميع ما أعطاهم و زاده أضعافا على ما آتاهم و أحله المنزلة التي أظهر بها فضله عليهم فصيره إماما لهم إذ صلى في سمائه بجماعتهم و شرف مقامه على كافتهم و أعطاه الشفاعة دونهم و رفعه مستسيرا [مستزيدا] إلى علو ملكوته (2)حتى كلمه في محل جبروته بحيث جاز مراتب الملائكة المقربين و مقامات الكروبيين و الحافين.
و أنزل عليه كتابا جعله مهيمنا على كتبه المتقدمة و مشتملا على ما حوته من العلوم الجمة و فاضلا عليها بأن جعله كما قال تعالى- تِبْياناً لِكُلِّ شَيْ ءٍ(3) لم يفرط فيه من شي ء فهدانا اللّه عز و جل بمحمد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) من الضلالة و العمى و أنقذنا به من الجهالة و الردى و أغنانا به و بما جاء به من الكتاب المبين و ما أكمله لنا من
ص: 19
الدين و دلنا عليه من ولاية الأئمة الطاهرين الهادين عن الآراء و الاجتهاد و وفقنا به و بهم إلى سبيل الرشاد(1).
صلى اللّه عليه و على أخيه أمير المؤمنين تاليه في الفضل و مؤازره في اللأواء و الأزل (2) و سيف اللّه على أهل الكفر و الجهل و يده المبسوطة بالإحسان و العدل و السالك نهجه في كل حال (3) و الزائل مع الحق حيثما زال و الخازن علمه (4)و المستودع سره الظاهر على مكنون أمره و على الأئمة من آله الطاهرين الأخيار ا لطيبين الأبرار.
معادن الرحمة و محل النعمة و بدور الظلام و نور الأنام و بحور العلم و باب السلام الذي ندب اللّه عز و جل خلقه إلى دخوله و حذرهم النكوب عن سبيله حيث قال- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَ لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ أفضل صلواته و أشرفها و أذكاها و أنماها و أتمها و أعلاها و أسناها و سلم تسليما كثيرا كما هو أهله و كما محمد و آله (عَلَيهِم السَّلَامُ) أهله منه.
أما بعد فإنا رأينا طوائف من العصابة المنسوبة إلى التشيع المنتمية (5)إلى نبيها محمد و آله (عَلَيهِم السَّلَامُ) ممن يقول بالإمامة التي جعلها اللّه برحمته دين الحق و لسان الصدق و زينا لمن دخل فيها (6) و نجاة و جمالا لمن كان من أهلها و فاز بذمتها و تمسك بعقدتها و وفى لها بشروطها من المواظبة على الصلوات و إيتاء الزكوات و المسابقة
ص: 20
إلى الخيرات و اجتناب الفواحش و المنكرات و التنزه عن سائر المحظورات و مراقبة اللّه تقدس ذكره في الملإ و الخلوات و تشغل القلوب و إتعاب الأنفس و الأبدان في حيازة القربات قد تفرقت كلمها (1)و تشعبت مذاهبها و استهانت بفرائض اللّه عز و جل و حنت (2)إلى محارم اللّه تعالى فطار بعضها علوا و انخفض بعضها تقصيرا و شكوا جميعا إلا القليل في إمام زمانهم و ولي أمرهم و حجة ربهم التي اختارها بعلمه كما قال جل و عز- وَ رَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَ يَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ (3)من أمرهم للمحنة الواقعة بهذه الغيبة التي سبق من رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ذكرها و تقدم من أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) خبرها و نطق في المأثور من خطبه و المروي عنه من كلامه و حديثه بالتحذير من فتنتها و حمل أهل العلم و الرواية عن الأئمة من ولده (عَلَيهِ السَّلَامُ) واحدا بعد واحد أخبارها حتى ما منهم أحد إلا و قد قدم القول فيها و حقق كونها و وصف امتحان اللّه تبارك و تعالى اسمه خلقه بها بما أوجبته قبائح الأفعال و مساوي الأعمال و الشح المطاع و العاجل الفاني المؤثر على الدائم الباقي و الشهوات المتبعة و الحقوق المضيعة التي اكتسبت سخط اللّه عز و تقدس فلم يزل الشك و الارتياب قادحين في قلوبهم
كَمَا قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) فِي كَلَامِهِ لِكُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ فِي صِفَةِ طَالِبِي الْعِلْمِ وَ حَمَلَتِهِ أَوْ مُنْقَاداً لِأَهْلِ الْحَقِّ لَا بَصِيرَةَ لَهُ يَنْقَدِحُ الشَّكُّ فِي قَلْبِهِ لِأَوَّلِ عَارِضٍ مِنْ شُبْهَةٍ(4)
ص: 21
كَمَا رُوِّينَا عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (عَلَيهِما السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ مَنْ دَخَلَ فِي هَذَا الدِّينِ بِالرِّجَالِ أَخْرَجَهُ مِنْهُ الرِّجَالُ كَمَا أَدْخَلُوهُ فِيهِ وَ مَنْ دَخَلَ فِيهِ بِالْكِتَابِ وَ السُّنَّةِ زَالَتِ الْجِبَالُ قَبْلَ أَنْ يَزُولَ
و لعمري ما أتي من تاه و تحير و افتتن و انتقل عن الحق و تعلق بمذاهب أهل الزخرف و الباطل إلا من قلة الرواية و العلم و عدم الدراية و الفهم فإنهم الأشقياء لم يهتموا لطلب العلم و لم يتعبوا أنفسهم في اقتنائه و روايته من معادنه الصافية على أنهم لو رووا ثم لم يدروا لكانوا بمنزلة من لم يرو-
وَ قَدْ قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّادِقُ (عَلَيهِ السَّلَامُ) اعْرِفُوا مَنَازِلَ شِيعَتِنَا عِنْدَنَا عَلَى قَدْرِ رِوَايَتِهِمْ عَنَّا وَ فَهْمِهِمْ مِنَّا
فإن الرواية تحتاج إلى الدراية
خبر تدريه خير من ألف خبر ترويه
. و أكثر من دخل في هذه المذاهب إنما دخله على أحوال فمنهم من دخله بغير روية و لا علم فلما اعترضه يسير الشبهة تاه.
و منهم من أراده طلبا للدنيا و حطامها (1) فلما أماله الغواة و الدنياويون إليها مال مؤثرا لها على الدين مغترا مع ذلك بزخرف القول غرورا من الشياطين الذين وصفهم اللّه عز و جل في كتابه فقال- شَياطِينَ الْإِنْسِ وَ الْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً (2) و المغتر به فهو كصاحب السراب(3) الذي يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً يلمعه عند ظمائه لمعة ماء فإذا جاء لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً كما قال اللّه عز و جل(4).
و منهم من تحلى بهذا الأمر للرياء و التحسن بظاهره و طلبا للرئاسة و شهوة لها و شغفا بها (5) من غير اعتقاد للحق و لا إخلاص فيه فسلب اللّه جماله و غير
ص: 22
حاله و أعد له نكاله.
و منهم من دان به على ضعف من إيمانه و وهن من نفسه بصحة ما نطق به منه فلما وقعت هذه المحنة التي آذننا أولياء اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) بها مذ ثلاثمائة سنة تحير و وقف كما قال اللّه عز و جل من قائل- كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّه بِنُورِهِمْ وَ تَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ (1) و كما قال كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَ إِذا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قامُوا(2).
و وجدنا الرواية قد أتت عن الصادقين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) بما أمروا به من وهب اللّه عز و جل له حظا من العلم و أوصله منه إلى ما لم يوصل إليه غيره من تبيين ما اشتبه على إخوانهم في الدين و إرشادهم في الحيرة إلى سواء السبيل و إخراجهم عن منزلة الشك إلى نور اليقين.
فقصدت القربة إلى اللّه عز و جل بذكر ما جاء عن الأئمة الصادقين الطاهرين (عَلَيهِم السَّلَامُ) من لدن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) إلى آخر من روي عنه منهم في هذه الغيبة التي عمي عن حقيتها (3) و نورها من أبعده اللّه عن العلم بها و الهداية إلى ما أوتي عنهم (عَلَيهِم السَّلَامُ) فيها ما يصحح (4)لأهل الحق حقيقة ما رووه و دانوا به و تؤكد حجتهم بوقوعها و يصدق ما آذنوا به منها.
و إذا تأمل من وهب اللّه تعالى له حسن الصورة و فتح مسامع قلبه و منحه جودة القريحة (5) و أتحفه بالفهم و صحة الرواية بما جاء عن الهداة الطاهرين (عَلَيهِم السَّلَامُ)-
ص: 23
على قديم الأيام و حديثها من الروايات المتصلة فيها الموجبة لحدوثها المقتضية لكونها مما قد أوردناه في هذا الكتاب حديثا حديثا و روي فيه و فكر فكرا منعما (1) و لم يجعل قراءته و نظره فيه صفحا دون شافي التأمل و لم يطمح ببصره عن حديث منها يشبه ما تقدمه دون إمعان النظر فيه و التبيين له و لما يحوي من زيادة المعاني بلفظه من كلام الإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ) بحسب ما حمله واحد من الرواة عنه علم (2)أن هذه الغيبة لو لم تكن و لم تحدث مع ذلك و مع ما روي على مر الدهور فيها لكان مذهب الإمامة باطلا لكن اللّه تبارك و تعالى صدق إنذار الأئمة (عَلَيهِم السَّلَامُ) بها و صحح قولهم فيها في عصر بعد عصر و ألزم الشيعة التسليم و التصديق و التمسك بما هم عليه و قوى اليقين في قلوبهم بصحة ما نقلوه و قد حذر أولياء اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) شيعتهم من أن تميل بهم الأهواء أو تزيغ بهم و بقلوبهم الفتن و اللأواء في أيامها و وصفوا ما يشمل اللّه تعالى خلقه به من الابتلاء عند وقوعها بتراخي مدتها و طول الأمد فيها- لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَ يَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ
فَإِنَّهُ رُوِيَ عَنْهُمْ (عَلَيهِم السَّلَامُ) مَا حَدَّثَنَا بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ قَالَ حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ الْكُوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمِيثَمِيُّ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي عَبْدِ اللّه جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (عَلَيهِما السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ الَّتِي فِي سُورَةِ الْحَدِيدِ وَ لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَ كَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ فِي أَهْلِ زَمَانِ الْغِيبَةِ ثُمَّ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ- أَنَّ اللّه يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3) وَ قَالَ إِنَّمَا الْأَمَدُ أَمَدُ الْغِيبَةِ
فإنه أراد عز و جل يا أمة محمد أو يا معشر الشيعة لا تكونوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فتأويل هذه الآية جاء في
ص: 24
أهل زمان الغيبة و أيامها دون غيرهم من أهل الأزمنة و إن اللّه تعالى نهى الشيعة عن الشك في حجة اللّه تعالى أو أن يظنوا أن اللّه تعالى يخلي أرضه منها طرفة عين-
كَمَا قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) فِي كَلَامِهِ لِكُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ بَلَى اللَّهُمَّ لَا تَخْلُو الْأَرْضُ مِنْ حُجَّةٍ للّه إِمَّا ظَاهِرٍ مَعْلُومٍ أَوْ خَائِفٍ مَغْمُورٍ لِئَلَّا تَبْطُلَ حُجَجُ اللّه وَ بَيِّنَاتُهُ
و حذرهم من أن يشكوا و يرتابوا فيطول عليهم الأمد فتقسو قلوبهم
ثُمَّ قَالَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) (1) أَ لَا تَسْمَعُ قَوْلَهُ تَعَالَى فِي الْآيَةِ التَّالِيَةِ لِهَذِهِ الْآيَةِ- اعْلَمُوا أَنَّ اللّه يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ أَيْ يُحْيِيهَا اللّه بِعَدْلِ الْقَائِمِ عِنْدَ ظُهُورِهِ بَعْدَ مَوْتِهَا بِجَوْرِ أَئِمَّةِ الضَّلَالِ
و تأويل كل آية منها مصدق للآخر و على أن قولهم (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) لا بد أن يصح في شذوذ من يشذ و فتنة من يفتتن و نكوص من ينكص على عقبيه من الشيعة بالبلبلة و التمحيص (2) و الغربلة التي قد أوردنا ما ذكروه (عَلَيهِ السَّلَامُ) منه بأسانيد في باب ما يلحق الشيعة من التمحيص و التفرق و الفتنة إلا أنا نذكر في هذا الموضع حديثا أو حديثين من جملة ما أوردنا في ذلك الباب لئلا ينكر منكر ما حدث من هذه الفرق العاملة بالأهواء المؤثرة للدنيا.
وَ هُوَ مَا أَخْبَرَنَا بِهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ ابْنُ عُقْدَةَ الْكُوفِيُّ وَ هَذَا الرَّجُلُ مِمَّنْ لَا يُطْعَنُ عَلَيْهِ فِي الثِّقَةِ وَ لَا فِي الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ وَ الرِّجَالِ النَّاقِلِينَ لَهُ (3)قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ التَّيْمُلِيُّ (4) مِنْ تَيْمِ اللّه قَالَ حَدَّثَنِي أَخَوَايَ أَحْمَدُ وَ مُحَمَّدٌ ابْنَا الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِيهِمَا عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ أَبِي كَهْمَسٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مِيثَمٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ ضَمْرَةَ قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) لِشِيعَتِهِ كُونُوا فِي النَّاسِ كَالنَّحْلِ
ص: 25
فِي الطَّيْرِ لَيْسَ شَيْ ءٌ مِنَ الطَّيْرِ إِلَّا وَ هُوَ يَسْتَضْعِفُهَا وَ لَوْ يَعْلَمُ مَا فِي أَجْوَافِهَا لَمْ يَفْعَلْ بِهَا كَمَا يَفْعَلُ خَالِطُوا النَّاسَ بِأَبْدَانِكُمْ وَ زَايِلُوهُمْ بِقُلُوبِكُمْ وَ أَعْمَالِكُمْ فَإِنَّ لِكُلِّ امْرِئٍ مَا اكْتَسَبَ وَ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ مَنْ أَحَبَّ أَمَا إِنَّكُمْ لَنْ تَرَوْا مَا تُحِبُّونَ وَ مَا تَأْمُلُونَ يَا مَعْشَرَ الشِّيعَةِ حَتَّى يَتْفُلَ بَعْضُكُمْ فِي وُجُوهِ بَعْضٍ وَ حَتَّى يُسَمِّيَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً كَذَّابِينَ وَ حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْكُمْ عَلَى هَذَا الْأَمْرِ إِلَّا كَالْكُحْلِ فِي الْعَيْنِ وَ الْمِلْحِ فِي الطَّعَامِ وَ هُوَ أَقَلُّ الزَّادِ (1)وَ سَأَضْرِبُ لَكُمْ فِي ذَلِكَ مَثَلًا وَ هُوَ كَمَثَلِ رَجُلٍ كَانَ لَهُ طَعَامٌ قَدْ ذَرَاهُ (2) وَ غَرْبَلَهُ وَ نَقَّاهُ وَ جَعَلَهُ فِي بَيْتٍ وَ أَغْلَقَ عَلَيْهِ الْبَابَ مَا شَاءَ اللّه ثُمَّ فَتَحَ الْبَابَ عَنْهُ فَإِذَا السُّوسُ قَدْ وَقَعَ فِيهِ(3) ثُمَّ أَخْرَجَهُ وَ نَقَّاهُ وَ ذَرَاهُ ثُمَّ جَعَلَهُ فِي الْبَيْتِ وَ أَغْلَقَ عَلَيْهِ الْبَابَ مَا شَاءَ اللّه ثُمَّ فَتَحَ الْبَابَ عَنْهُ فَإِذَا السُّوسُ قَدْ وَقَعَ فِيهِ وَ أَخْرَجَهُ وَ نَقَّاهُ وَ ذَرَاهُ ثُمَّ جَعَلَهُ فِي الْبَيْتِ وَ أَغْلَقَ عَلَيْهِ الْبَابَ ثُمَّ أَخْرَجَهُ بَعْدَ حِينٍ فَوَجَدَهُ قَدْ وَقَعَ فِيهِ السُّوسُ فَفَعَلَ بِهِ كَمَا فَعَلَ مِرَاراً حَتَّى بَقِيَتْ مِنْهُ رِزْمَةٌ كَرِزْمَةِ الْأَنْدَرِ (4)الَّذِي لَا يَضُرُّهُ السُّوسُ شَيْئاً وَ كَذَلِكَ أَنْتُمْ تُمَحِّصُكُمُ الْفِتَنُ حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْكُمْ إِلَّا عِصَابَةٌ لَا تَضُرُّهَا الْفِتَنُ شَيْئاً
وَ رُوِيَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ وَ اللّه لَتُمَحَّصُنَّ وَ اللّه لَتَطِيرُنَّ يَمِيناً وَ شِمَالًا حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْكُمْ إِلَّا كُلُّ امْرِئٍ أَخَذَ اللّه مِيثَاقَهُ وَ كَتَبَ الْإِيمَانَ فِي قَلْبِهِ وَ أَيَّدَهُ بِرُوحٍ مِنْهُ وَ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى عَنْهُمْ (عَلَيهِم السَّلَامُ) حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْكُمْ عَلَى هَذَا الْأَمْرِ إِلَّا الْأَنْدَرُ فَالْأَنْدَرُ
و هذه العصابة التي تبقى على هذا الأمر و تثبت و تقيم على الحق هي التي أمرت بالصبر في حال الغيبة فمن ذلك-
مَا أَخْبَرَنَا بِهِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْبَنْدَنِيجِيُّ عَنْ
ص: 26
عُبَيْدِ اللّه بْنِ مُوسَى الْعَلَوِيِّ الْعَبَّاسِيِّ (1)عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ بُرَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْعِجْلِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَاقِرِ (عَلَيهِما السَّلَامُ) فِي مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا (2) قَالَ اصْبِرُوا عَلَى أَدَاءِ الْفَرَائِضِ وَ صابِرُوا عَدُوَّكُمْ وَ رابِطُوا إِمَامَكُمُ الْمُنْتَظَرَ
. و هذه العصابة القليلة هي التي قال أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) لها لَا تَسْتَوْحِشُوا فِي طَرِيقِ الْهُدَى لِقِلَّتِهَا فِيمَا
أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ ابْنُ عُقْدَةَ الْكُوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللّه جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللّه الْمُحَمَّدِيُّ مِنْ كِتَابِهِ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَ سِتِّينَ وَ مِائَتَيْنِ قَالَ حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْأَرْحَبِيُّ وَ يُعْرَفُ بِشَعِرٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُخَوَّلٌ عَنْ فُرَاتِ بْنِ أَحْنَفَ عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) عَلَى مِنْبَرِ الْكُوفَةِ يَقُولُ أَيُّهَا النَّاسُ أَنَا أَنْفُ الْإِيمَانِ أَنَا أَنْفُ الْهُدَى وَ عَيْنَاهُ أَيُّهَا النَّاسُ لَا تَسْتَوْحِشُوا فِي طَرِيقِ الْهُدَى لِقِلَّةِ مَنْ يَسْلُكُهُ إِنَّ النَّاسَ اجْتَمَعُوا عَلَى مَائِدَةٍ قَلِيلٍ شِبَعُهَا كَثِيرٍ جُوعُهَا- وَ اللّه الْمُسْتَعانُ وَ إِنَّمَا يَجْمَعُ النَّاسَ الرِّضَا وَ الْغَضَبُ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا عَقَرَ نَاقَةَ صَالِحٍ وَاحِدٌ فَأَصَابَهُمُ اللّه بِعَذَابِهِ بِالرِّضَا لِفِعْلِهِ وَ آيَةُ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ- فَنادَوْا صاحِبَهُمْ فَتَعاطى فَعَقَرَ. فَكَيْفَ كانَ عَذابِي
ص: 27
وَ نُذُرِ (1)وَ قَالَ فَعَقَرُوها فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاها وَ لا يَخافُ عُقْباها (2) أَلَا وَ مَنْ سُئِلَ عَنْ قَاتِلِي فَزَعَمَ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ فَقَدْ قَتَلَنِي أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ سَلَكَ الطَّرِيقَ وَرَدَ الْمَاءَ وَ مَنْ حَادَ عَنْهُ وَقَعَ فِي التِّيهِ ثُمَّ نَزَلَ
وَ رَوَاهُ لَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ جَمِيعاً عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ نُوحٍ عَنِ ابْنِ عُلَيْمٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ فُرَاتِ بْنِ أَحْنَفَ قَالَ أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) وَ ذَكَرَ مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ لَا تَسْتَوْحِشُوا فِي طَرِيقِ الْهُدَى لِقِلَّةِ أَهْلِهِ
وَ فِي قَوْلِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) مَنْ سَلَكَ الطَّرِيقَ وَرَدَ الْمَاءَ وَ مَنْ حَادَ عَنْهُ وَقَعَ فِي التَّيْهِ
بيان شاف لمن تأمله و دليل على التمسك بنظام الأئمة (3) و تحذير من الوقوع في التيه بالعدول عنها و الانقطاع عن سبيلها و من الشذوذ يمينا و شمالا و الإصغاء إلى ما يزخرفه المفترون المفتونون في دينهم من القول الذي هو كالهباء المنثور و كالسراب المضمحل كما قال اللّه عز و جل- الم أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ وَ لَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللّه الَّذِينَ صَدَقُوا وَ لَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ (4)و
كَمَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) أَنَّهُ قَالَ إِيَّاكُمْ وَ جِدَالَ كُلِّ مَفْتُونٍ فَإِنَّهُ مُلَقَّنٌ حُجَّتَهُ إِلَى انْقِضَاءِ مُدَّتِهِ فَإِذَا انْقَضَتْ مُدَّتُهُ أَلْهَبَتْهُ خَطِيئَتُهُ وَ أَحْرَقَتْهُ (5) أَخْبَرَنَا بِذَلِكَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ يُونُسَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْخَطَّابِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْغِفَارِيِّ (6)عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه عَنْ آبَائِهِ (عَلَيهِم السَّلَامُ) قَالَ قَالَ
ص: 28
رَسُولُ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَ ذَكَرَ الْحَدِيثَ
و قد جمعت في هذا الكتاب ما وفق اللّه جمعه من الأحاديث التي رواها الشيوخ عن أمير المؤمنين و الأئمة الصادقين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) في الغيبة و غيرها مما سبيله أن ينضاف إلى ما روي فيها بحسب ما حضر في الوقت إذ لم يحضرني جميع ما رويته في ذلك لبعده عني و أن حفظي لم يشمل عليه و الذي رواه الناس من ذلك أكثر و أعظم مما رويته و يصغر و يقل عنه ما عندي و جعلته أبوابا صدرتها بذكر ما روي في صون سر آل محمد (عَلَيهِم السَّلَامُ) عمن ليس من أهله و التأدب بآداب أولياء اللّه في ستر ما أمروا بستره عن أعداء الدين و النصاب المخالفين و سائر الفرق من المبتدعين و الشاكين و المعتزلة الدافعين لفضل أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه و آله أجمعين المجيزين تقديم المأموم على الإمام و الناقص على التام خلافا على اللّه عز و جل حيث يقول- أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (1)و إعجابا بآرائهم المضلة و قلوبهم العمية كما قال اللّه جل من قائل- فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَ لكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (2) و كما قال تبارك و تعالى- قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالًا. الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ هُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً (3) الجاحدين فضل الأئمة الطاهرين و إمامتهم (عَلَيهِم السَّلَامُ) المحلول في صدورهم لشقائهم ما قد تمكن فيها من العناد لهم بعد وجوب الحجة عليهم من اللّه بقوله عز و جل- وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّه جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا (4) و من رسوله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) بقوله في عترته إنهم الهداة و سفينة النجاة و إنهم أحد الثقلين اللذين أعلمنا تخليفه إياهما علينا و التمسك بهما
بِقَوْلِهِ إِنِّي مُخَلِّفٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ كِتَابَ اللّه وَ عِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي حَبْلٌ مَمْدُودٌ بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَ اللّه طَرَفٌ بِيَدِ اللّه وَ طَرَفٌ بِأَيْدِيكُمْ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا(5)
خذلانا من الله
ص: 29
شملهم به استخفافهم ذلك و بما كسبت أيديهم و بإيثارهم العمى على الهدى كما قال عز و جل- وَ أَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى (1) و كما قال أَ فَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَ أَضَلَّهُ اللّه عَلى عِلْمٍ(2) يريد على علم لعناده للحق (3) و استرخائه إياه و رده له و استمرائه الباطل و حلوه في قلبه و قبوله له و اللّه لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَ لكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ و هم المعاندون لشيعة الحق و محبي أهل الصدق و المنكرون لما رواه الثقات من المؤمنين عن أهل بيت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) الرادون العائبون لهم بجهلهم و شقوتهم القائلون بما رواه أعداؤهم العاملون به الجاعلون أئمتهم أهواءهم و عقولهم و آراءهم دون من اختاره اللّه بعلمه حيث يقول- وَ لَقَدِ اخْتَرْناهُمْ عَلى عِلْمٍ عَلَى الْعالَمِينَ (4) و نصبه و اصطفاه و انتجبه و ارتضاه المؤثرون الملح الأجاج على العذب النمير الفرات (5)فإن صون دين اللّه و طي علم خيرة اللّه سبحانه عن أعدائهم المستهزءين به أولى ما قدم و أمرهم بذلك أحق ما امتثل.
ثم ابتدأنا بعد ذلك بذكر حبل اللّه الذي أمرنا بالاعتصام به و ترك التفرق عنه بقوله- وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّه جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا (6)و ما روي في ذلك.
و أردفناه بذكر ما روي في الإمامة و أنها من اللّه عز و جل و باختياره كما قال تبارك و تعالى- وَ رَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَ يَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ (7) من أمرهم و أنها عهد من اللّه و أمانه يؤديها الإمام إلى الذي بعده.
ص: 30
ثم ما روي في أن الأئمة (عَلَيهِم السَّلَامُ) اثنا عشر إماما و ذكر ما يدل عليه من القرآن و التوراة و الإنجيل من ذلك بعد نقل ما روي من طريق العامة في ذكر الأئمة الاثني عشر.
ثم ما روي فيمن ادعى الإمامة و من زعم أنه إمام و ليس بإمام و أن كل راية ترفع قبل قيام القائم فصاحبها طاغوت.
ثم الحديث المروي من طرق العامة. (1)
ثم ما روي فيمن شك في واحد من الأئمة (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) أو بات ليلة لا يعرف فيها إمامه أو دان اللّه بغير إمام منه.
ثم ما روي في أن اللّه تعالى لا يخلي أرضه من حجة.
ثم ما روي في أنه لو لم يبق في الأرض إلا اثنان لكان أحدهما الحجة.
ثم ما روي في غيبة الإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ) و ذكر أمير المؤمنين و الأئمة صلوات اللّه عليهم أجمعين بعده لها و إنذارهم بها.
ثم ما روي فيما أمر به الشيعة من الصبر و الكف و الانتظار في حال الغيبة.
ثم ما روي فيما يلحق الشيعة من التمحيص و التفرق و التشتت عند الغيبة حتى لا يبقى على حقيقة الأمر إلا الأقل.
ثم ما روي في الشدة التي تكون قبل قيام القائم (عَلَيه السَّلَامُ).
ثم ما روي في صفته (عَلَيهِ السَّلَامُ) و سيرته.
ثم ما نزل من القرآن فيه (عَلَيهِ السَّلَامُ).
ثم ما روي من العلامات التي تكون قبل ظهوره تدل على قيامه و قرب أمره.
ثم ما جاء من المنع في التوقيت و التسمية لصاحب الأمر (عَلَيهِ السَّلَامُ).
ثم ما جاء فيما يلقى القائم منذ قيامه (عَلَيهِ السَّلَامُ) فيبتلي من جاهلية الناس.
ثم ما جاء في ذكر جيش الغضب و هم أصحاب القائم (عَلَيهِ السَّلَامُ) و عدتهم.
ص: 31
ثم ما جاء في ذكر السفياني و أن أمره من المحتوم الكائن قبل قيام القائم (عَلَيهِ السَّلَامُ).
ثم ما جاء في ذكر راية رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) و أنه لا ينشرها بعد يوم الجمل إلا القائم (عَلَيهِ السَّلَامُ) و صفتها.
ثم ما جاء في ذكر أحوال الشيعة عند خروج القائم (عَلَيهِ السَّلَامُ) و قبله و بعده.
ثم ما روي في أن القائم (عَلَيهِ السَّلَامُ) يستأنف دعاء جديدا و أن الإسلام بدأ غريبا و سيعود غريبا كما بدأ.
ثم ما روي في مدة ملك القائم (عَلَيهِ السَّلَامُ) بعد ظهوره.
ثم ما روي في ذكر إسماعيل بن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) و بطلان ما يدعيه المبطلون الذين هم عن السمع و العلم معزولون.
ثم ما روي في أن من عرف إمامه لم يضره تقدم هذا الأمر أم تأخر.
و نحن نسأل اللّه بوجهه الكريم و شأنه العظيم أن يصلي على الصفوة المنتجبين من خلقه و الخيرة من بريته و حبله المتين و عروته الوثقى التي لَا انْفِصامَ لَها محمد و آله الطاهرين و أن يثبتنا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ و أن يجعل محيانا و مماتنا و بعثنا على ما أنعم به علينا من دين الحق و موالاة أهله الذين خصهم بكرامته و جعلهم السفراء بينه و بين خلقه و الحجة على بريته و أن يوفقنا للتسليم لهم و العمل بما أمروا به و الانتهاء عما نهوا عنه و لا يجعلنا من الشاكين في شي ء من قولهم و لا المرتابين بصدقهم و أن يجعلنا من أنصار دينه مع وليه و الصادقين في جهاد عدوه حتى يجعلنا بذلك معهم و يكرمنا بمجاورتهم في جنات النعيم و لا يفرق بيننا و بينهم طرفة عين أبدا و لا أقل من ذلك و لا أكثر إنه جواد كريم
ص: 32
1- أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ ابْنُ عُقْدَةَ الْكُوفِيُّ (1) قَالَ
ص: 33
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْسُ بْنُ هِشَامٍ النَّاشِرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بْنُ جَبَلَةَ عَنْ سَلَّامِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ خَرَّبُوذَ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ (1) قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَ تُحِبُّونَ أَنْ يُكَذَّبَ اللّه وَ رَسُولُهُ حَدِّثُوا النَّاسَ بِمَا يَعْرِفُونَ وَ أَمْسِكُوا عَمَّا يُنْكِرُونَ
2- وَ حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَاوَرِيُّ (2) قَالَ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْمُقْرِئُ السَّقَطِيُّ بِوَاسِطٍ(3) قَالَ حَدَّثَنِي خَلَفٌ الْبَزَّازُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ (4)عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يَقُولُ لَا تُحَدِّثُوا النَّاسَ بِمَا لَا يَعْرِفُونَ أَ تُحِبُّونَ أَنْ يُكَذَّبَ اللّه وَ رَسُولُهُ
3- وَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ ابْنُ عُقْدَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ الْجُعْفِيُّ أَبُو الْحَسَنِ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مِهْرَانَ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ أَعْيَنَ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللّه جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) يَا عَبْدَ الْأَعْلَى إِنَّ احْتِمَالَ أَمْرِنَا لَيْسَ مَعْرِفَتَهُ وَ قَبُولَهُ إِنَّ احْتِمَالَ أَمْرِنَا
ص: 34
هُوَ صَوْنُهُ وَ سَتْرُهُ عَمَّنْ لَيْسَ مِنْ أَهْلِهِ فَأَقْرِئْهُمُ السَّلَامَ وَ رَحْمَةَ اللّه يَعْنِي الشِّيعَةَ وَ قُلْ قَالَ لَكُمْ رَحِمَ اللّه عَبْداً اسْتَجَرَّ مَوَدَّةَ النَّاسِ إِلَى نَفْسِهِ وَ إِلَيْنَا بِأَنْ يُظْهِرَ لَهُمْ مَا يَعْرِفُونَ وَ يَكُفَّ عَنْهُمْ مَا يُنْكِرُونَ ثُمَّ قَالَ مَا النَّاصِبُ لَنَا حَرْباً بِأَشَدَّ مَئُونَةً مِنَ النَّاطِقِ عَلَيْنَا بِمَا نَكْرَهُهُ
4- وَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللّه جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللّه مِنْ كِتَابِهِ فِي رَجَبٍ سَنَةَ ثَمَانٍ (1) وَ مِائَتَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ قَالَ حَدَّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ يَحْيَى عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ الصَّيْرَفِيِّ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ أَعْيَنَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (عَلَيهِما السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ لَيْسَ هَذَا الْأَمْرُ مَعْرِفَتَهُ وَ وَلَايَتَهُ فَقَطْ حَتَّى تَسْتُرَهُ عَمَّنْ لَيْسَ مِنْ أَهْلِهِ وَ بِحَسْبِكُمْ(2) أَنْ تَقُولُوا مَا قُلْنَا وَ تَصْمُتُوا عَمَّا صَمَتْنَا فَإِنَّكُمْ إِذَا قُلْتُمْ مَا نَقُولُ وَ سَلَّمْتُمْ لَنَا فِيمَا سَكَتْنَا عَنْهُ فَقَدْ آمَنْتُمْ بِمِثْلِ مَا آمَنَّا بِهِ قَالَ اللّه تَعَالَى- فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ ما آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا (3)قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) حَدِّثُوا النَّاسَ بِمَا يَعْرِفُونَ وَ لَا تُحَمِّلُوهُمْ مَا لَا يُطِيقُونَ فَتَغُرُّونَهُمْ بِنَا
5- وَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ يُونُسَ الْمَوْصِلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْخَطَّابِ (4)قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غِيَاثٍ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ أَعْيَنَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّه جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) إِنَ
ص: 35
احْتِمَالَ أَمْرِنَا لَيْسَ هُوَ التَّصْدِيقَ بِهِ وَ الْقَبُولَ لَهُ فَقَطْ إِنَّ مِنِ احْتِمَالِ أَمْرِنَا سَتْرَهُ وَ صِيَانَتَهُ عَنْ غَيْرِ أَهْلِهِ فَأَقْرِئْهُمُ السَّلَامَ وَ رَحْمَةَ اللّه يَعْنِي الشِّيعَةَ وَ قُلْ لَهُمْ يَقُولُ لَكُمْ رَحِمَ اللّه عَبْداً اجْتَرَّ مَوَدَّةَ النَّاسِ إِلَيَّ وَ إِلَى نَفْسِهِ يُحَدِّثُهُمْ بِمَا يَعْرِفُونَ وَ يَسْتُرُ عَنْهُمْ مَا يُنْكِرُونَ ثُمَّ قَالَ لِي وَ اللّه مَا النَّاصِبَةُ لَنَا حَرْباً أَشَدَّ مَئُونَةً عَلَيْنَا مِنَ النَّاطِقِ عَلَيْنَا بِمَا نَكْرَهُهُ وَ ذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ
6- وَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللّه قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رَبَاحٍ الزُّهْرِيُّ (1) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ الْحَسَنِيِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ الْبَطَائِنِيِّ عَنْ مُحَمَّدٍ الْخَزَّازِ (2) قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) مَنْ أَذَاعَ عَلَيْنَا حَدِيثَنَا هُوَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ جَحَدَنَا حَقَّنَا
7- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ السَّرِيِّ (3) قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) إِنِّي لَأُحَدِّثُ الرَّجُلَ الْحَدِيثَ فَيَنْطَلِقُ فَيُحَدِّثُ بِهِ عَنِّي كَمَا سَمِعَهُ فَأَسْتَحِلُّ بِهِ لَعْنَهُ وَ الْبَرَاءَةَ مِنْهُ
يريد (عَلَيهِ السَّلَامُ) بذلك أن يحدث به من لا يحتمله و لا يصلح أن يسمعه و يدل قوله على أنه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يريد أن يطوي من الحديث ما شأنه أن يطوى و لا يظهر
8- وَ بِهِ (4) عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنِ الْقَاسِمِ الصَّيْرَفِيِّ (5)عَنِ
ص: 36
ابْنِ مُسْكَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَقُولُ قَوْمٌ يَزْعُمُونَ أَنِّي إِمَامُهُمْ وَ اللّه مَا أَنَا لَهُمْ بِإِمَامٍ لَعَنَهُمُ اللّه كُلَّمَا سَتَرْتُ سِتْراً هَتَكُوهُ أَقُولُ كَذَا وَ كَذَا فَيَقُولُونَ إِنَّمَا يَعْنِي كَذَا وَ كَذَا إِنَّمَا أَنَا إِمَامُ مَنْ أَطَاعَنِي
9- وَ بِهِ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ كَرَّامٍ الْخَثْعَمِيِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَمَا وَ اللّه لَوْ كَانَتْ عَلَى أَفْوَاهِكُمْ أَوْكِيَةٌ (1)لَحَدَّثْتُ كُلَّ امْرِئٍ مِنْكُمْ بِمَا لَهُ وَ اللّه لَوْ وَجَدْتُ أَتْقِيَاءَ لَتَكَلَّمْتُ وَ اللّه الْمُسْتَعانُ
- يُرِيدُ بِأَتْقِيَاءَ مَنْ يَسْتَعْمِلُ التَّقِيَّةَ
10- وَ بِهِ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ (2)قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَقُولُ سِرٌّ أَسَرَّهُ اللّه إِلَى جَبْرَئِيلَ وَ أَسَرَّهُ جَبْرَئِيلُ إِلَى مُحَمَّدٍ وَ أَسَرَّهُ مُحَمَّدٌ إِلَى عَلِيٍّ وَ أَسَرَّهُ عَلِيٌّ إِلَى مَنْ شَاءَ اللّه وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ وَ أَنْتُمْ تَتَكَلَّمُونَ بِهِ فِي الطُّرُقِ
11- وَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامِ بْنِ سُهَيْلٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بْنُ الْعَلَاءِ الْمَذَارِيُّ(3) قَالَ حَدَّثَنَا إِدْرِيسُ بْنُ زِيَادٍ الْكُوفِيُّ (4) قَالَ حَدَّثَنَا بَعْضُ شُيُوخِنَا قَالَ قَالَ الْمُفَضَّلُ أَخَذْتُ بِيَدِكَ كَمَا أَخَذَ أَبُو عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) بِيَدِي وَ قَالَ لِي
ص: 37
يَا مُفَضَّلُ إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ لَيْسَ بِالْقَوْلِ فَقَطْ لَا وَ اللّه حَتَّى يَصُونَهُ كَمَا صَانَهُ اللّه وَ يُشَرِّفَهُ كَمَا شَرَّفَهُ اللّه وَ يُؤَدِّيَ حَقَّهُ كَمَا أَمَرَ اللَّهُ(1)
12- وَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ حَفْصِ بْنِ نَسِيبٍ فُرْعَانَ(2) قَالَ دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَيَّامَ قَتْلِ الْمُعَلَّى بْنِ خُنَيْسٍ مَوْلَاهُ فَقَالَ لِي يَا حَفْصُ حَدَّثْتُ الْمُعَلَّى بِأَشْيَاءَ فَأَذَاعَهَا فَابْتُلِيَ بِالْحَدِيدِ إِنِّي قُلْتُ لَهُ إِنَّ لَنَا حَدِيثاً مَنْ حَفِظَهُ عَلَيْنَا حَفِظَهُ اللّه وَ حَفِظَ عَلَيْهِ دِينَهُ وَ دُنْيَاهُ وَ مَنْ أَذَاعَهُ عَلَيْنَا سَلَبَهُ اللّه دِينَهُ وَ دُنْيَاهُ يَا مُعَلَّى إِنَّهُ مَنْ كَتَمَ الصَّعْبَ مِنْ حَدِيثِنَا جَعَلَهُ اللّه نُوراً بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَ رَزَقَهُ الْعِزَّ فِي النَّاسِ(3) وَ مَنْ أَذَاعَ الصَّعْبَ مِنْ حَدِيثِنَا لَمْ يَمُتْ حَتَّى يَعَضَّهُ السِّلَاحُ أَوْ يَمُوتَ مُتَحَيِّراً(4)
ص: 38
1- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ الْمُعَمَّرِ الطَّبَرَانِيُّ بِطَبَرِيَّةَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ ثَلَاثِينَ وَ ثَلَاثِمِائَةٍ وَ كَانَ هَذَا الرَّجُلُ مِنْ مَوَالِي يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَ مِنَ النُّصَّابِ(1) قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ وَ الْحُسَيْنُ بْنُ السَّكَنِ مَعاً (2) قَالا حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ(3) بْنُ هَمَّامٍ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ مِينَا مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللّه الْأَنْصَارِيِّ قَالَ وَفَدَ عَلَى رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) أَهْلُ الْيَمَنِ فَقَالَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) جَاءَكُمُ أَهْلُ الْيَمَنِ يَبُسُّونَ بَسِيساً (4) فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قَالَ قَوْمٌ رَقِيقَةٌ قُلُوبُهُمْ رَاسِخٌ إِيمَانُهُمْ وَ مِنْهُمُ الْمَنْصُورُ يَخْرُجُ فِي سَبْعِينَ أَلْفاً يَنْصُرُ
ص: 39
خَلَفِي وَ خَلَفَ وَصِيِّي حَمَائِلُ سُيُوفِهِمْ الْمِسْكُ(1) فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّه وَ مَنْ وَصِيُّكَ فَقَالَ هُوَ الَّذِي أَمَرَكُمُ اللّه بِالاعْتِصَامِ بِهِ فَقَالَ جَلَّ وَ عَزَّ وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّه جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا (2) فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّه بَيِّنْ لَنَا مَا هَذَا الْحَبْلُ فَقَالَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ- إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللّه وَ حَبْلٍ مِنَ النَّاسِ(3) فَالْحَبْلُ مِنَ اللّه كِتَابُهُ وَ الْحَبْلُ مِنَ النَّاسِ وَصِيِّي فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّه مَنْ وَصِيُّكَ فَقَالَ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ اللّه فِيهِ- أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ(4) - فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّه وَ مَا جَنْبُ اللّه هَذَا فَقَالَ هُوَ الَّذِي يَقُولُ اللّه فِيهِ- وَ يَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (5) هُوَ وَصِيِّي وَ السَّبِيلُ إِلَيَّ مِنْ بَعْدِي فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّه بِالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِيّاً أَرِنَاهُ فَقَدِ اشْتَقْنَا إِلَيْهِ فَقَالَ هُوَ الَّذِي جَعَلَهُ اللّه آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ الْمُتَوَسِّمِينَ فَإِنْ نَظَرْتُمْ إِلَيْهِ نَظَرَ مَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَ هُوَ شَهِيدٌ عَرَفْتُمْ أَنَّهُ وَصِيِّي كَمَا عَرَفْتُمْ أَنِّي نَبِيُّكُمْ فَتَخَلَّلُوا الصُّفُوفَ وَ تَصَفَّحُوا الْوُجُوهَ فَمَنْ أَهْوَتْ إِلَيْهِ قُلُوبُكُمْ فَإِنَّهُ هُوَ لِأَنَّ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ- فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ(6) أَيْ إِلَيْهِ وَ إِلَى ذُرِّيَّتِهِ (عَلَيهِم السَّلَامُ) ثُمَّ قَالَ فَقَامَ أَبُو عَامِرٍ الْأَشْعَرِيُّ فِي الْأَشْعَرِيِّينَ وَ أَبُو غِرَّةَ الْخَوْلَانِيُّ فِي الْخَوْلَانِيِّينَ وَ ظَبْيَانُ وَ عُثْمَانُ بْنُ قَيْسٍ فِي بَنِي قَيْسٍ وَ عُرَنَةُ الدَّوْسِيُّ (7) فِي الدَّوْسِيِّينَ وَ لَاحِقُ بْنُ عِلَاقَةَ فَتَخَلَّلُوا الصُّفُوفَ وَ تَصَفَّحُوا الْوُجُوهَ وَ أَخَذُوا بِيَدِ الْأَنْزَعِ الْأَصْلَعِ
ص: 40
الْبَطِينِ وَ قَالُوا إِلَى هَذَا أَهْوَتْ أَفْئِدَتُنَا يَا رَسُولَ اللّه فَقَالَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) أَنْتُمْ نَجَبَةُ اللّه حِينَ عَرَفْتُمْ وَصِيَّ رَسُولِ اللّه قَبْلَ أَنْ تُعَرَّفُوهُ فَبِمَ عَرَفْتُمْ(1) أَنَّهُ هُوَ فَرَفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ يَبْكُونَ وَ يَقُولُونَ يَا رَسُولَ اللّه نَظَرْنَا إِلَى الْقَوْمِ فَلَمْ تَحِنَّ لَهُمْ قُلُوبُنَا(2) وَ لَمَّا رَأَيْنَاهُ رَجَفَتْ قُلُوبُنَا ثُمَّ اطْمَأَنَّتْ نُفُوسُنَا وَ انْجَاشَتْ أَكْبَادُنَا وَ هَمَلَتْ أَعْيُنُنَا وَ انْثَلَجَتْ صُدُورُنَا (3) حَتَّى كَأَنَّهُ لَنَا أَبٌ وَ نَحْنُ لَهُ بَنُونَ فَقَالَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللّه وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ أَنْتُمْ مِنْهُمْ (4)بِالْمَنْزِلَةِ الَّتِي سَبَقَتْ لَكُمْ بِهَا الْحُسْنَى وَ أَنْتُمْ عَنِ النَّارِ مُبْعَدُونَ قَالَ فَبَقِيَ هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ الْمُسَمَّوْنَ حَتَّى شَهِدُوا مَعَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) الْجَمَلَ وَ صِفِّينَ فَقُتِلُوا بِصِفِّينَ رَحِمَهُمُ اللّه وَ كَانَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) بَشَّرَهُمْ بِالْجَنَّةِ وَ أَخْبَرَهُمْ أَنَّهُمْ يَسْتَشْهِدُونَ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ)
2- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامِ بْنِ سُهَيْلٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللّه جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَسَنِيُّ (5) قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحِمْيَرِيُّ (6)قَالَ
ص: 41
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّيْمِيُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) كَانَ رَسُولُ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ذَاتَ يَوْمٍ جَالِساً وَ مَعَهُ أَصْحَابُهُ فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ مِنْ هَذَا الْبَابِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ يَسْأَلُ عَمَّا يَعْنِيهِ فَطَلَعَ رَجُلٌ طُوَالٌ يُشْبِهُ بِرِجَالِ مُضَرَ فَتَقَدَّمَ فَسَلَّمَ عَلَى رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَ جَلَسَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّه إِنِّي سَمِعْتُ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ فِيمَا أَنْزَلَ- وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّه جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا فَمَا هَذَا الْحَبْلُ الَّذِي أَمَرَنَا اللّه بِالاعْتِصَامِ بِهِ وَ أَلَّا نَتَفَرَّقَ عَنْهُ فَأَطْرَقَ رَسُولُ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) مَلِيّاً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَ أَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) وَ قَالَ هَذَا حَبْلُ اللّه الَّذِي مَنْ تَمَسَّكَ بِهِ عُصِمَ بِهِ فِي دُنْيَاهُ وَ لَمْ يَضِلَّ بِهِ فِي آخِرَتِهِ فَوَثَبَ الرَّجُلُ إِلَى عَلِيٍّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) فَاحْتَضَنَهُ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِهِ وَ هُوَ يَقُولُ اعْتَصَمْتُ بِحَبْلِ اللّه وَ حَبْلِ رَسُولِهِ ثُمَّ قَامَ فَوَلَّى وَ خَرَجَ فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ النَّاسِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّه أَلْحَقُهُ فَأَسْأَلُهُ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لِي فَقَالَ رَسُولُ اللّه إِذاً تَجِدُهُ مُوَفَّقاً (1)فَقَالَ فَلَحِقَهُ الرَّجُلُ فَسَأَلَهُ أَنْ يَسْتَغْفِرَ اللّه لَهُ فَقَالَ لَهُ أَ فَهِمْتَ مَا قَالَ لِي رَسُولُ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَ مَا قُلْتُ لَهُ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَإِنْ كُنْتَ مُتَمَسِّكاً بِذَلِكَ الْحَبْلِ يَغْفِرُ اللّه لَكَ وَ إِلَّا فَلَا يَغْفِرُ اللّه لَكَ(2)
و لو لم يدلنا رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) على حبل اللّه الذي أمرنا اللّه عز و جل في كتابه بالاعتصام به و ألا نتفرق عنه لاتسع للأعداء المعاندين التأول فيه و العدول بتأويله و صرفه إلى غير من عنى اللّه به و دل عليه رسوله (عَلَيهِ السَّلَامُ) عنادا و حسدا لكنه
قال (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) في خطبته المشهورة التي خطبها في مسجد الخيف في حجة الوداع إِنِّي فَرَطُكُمْ (3) وَ إِنَّكُمْ وَارِدُونَ عَلَيَّ الْحَوْضَ حَوْضاً عَرْضُهُ مَا بَيْنَ بُصْرَى إِلَى
ص: 42
صَنْعَاءَ فِيهِ قِدْحَانٌ [أَقْدَاحٌ عَدَدَ نُجُومِ السَّمَاءِ أَلَا وَ إِنِّي مُخْلِفٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ الثَّقَلُ الْأَكْبَرُ الْقُرْآنُ وَ الثَّقَلُ الْأَصْغَرُ عِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي هُمَا حَبْلُ اللّه مَمْدُودٌ بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا سَبَبٌ مِنْهُ بِيَدِ اللّه وَ سَبَبٌ بِأَيْدِيكُمْ(1) إِنَّ اللَّطِيفَ الْخَبِيرَ قَدْ نَبَّأَنِي أَنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ كَإِصْبَعَيَّ هَاتَيْنِ وَ جَمَعَ بَيْنَ سَبَّابَتَيْهِ وَ لَا أَقُولُ كَهَاتَيْنِ وَ جَمَعَ بَيْنَ سَبَّابَتِهِ وَ الْوُسْطَى فَتَفْضُلَ هَذِهِ عَلَى هَذِهِ أَخْبَرَنَا بِذَلِكَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ يُونُسَ الْمَوْصِلِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى عَنْ حَرِيزٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِيٍّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) قَالَ خَطَبَ رَسُولُ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَ ذَكَرَ الْخُطْبَةَ بِطُولِهَا وَ فِيهَا هَذَا الْكَلَامُ وَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللّه عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ وَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) بِمِثْلِهِ وَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَاقِرِ (عَلَيهِما السَّلَامُ) بِمِثْلِهِ
فإن القرآن مع العترة و العترة مع القرآن و هما حبل اللّه المتين لا يفترقان كما قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) و في ذلك دليل لمن فتح اللّه مسامع قلبه و منحه حسن البصيرة في دينه على أن من التمس علم القرآن و التأويل و التنزيل و المحكم و المتشابه و الحلال و الحرام و الخاص و العام من عند غير من فرض اللّه طاعتهم و جعلهم ولاة الأمر من بعد نبيه و قرنهم الرسول (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) بأمر اللّه بالقرآن و قرن القرآن بهم
ص: 43
دون غيرهم و استودعهم اللّه علمه و شرائعه و فرائضه و سننه فقد تاه و ضل و هلك و أهلك.
و العترة (عَلَيهِم السَّلَامُ) هم الذين ضرب بهم رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) مثلا لأمته-
فَقَالَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) مَثَلُ أَهْلِ بَيْتِي فِيكُمْ كَمِثْلِ سَفِينَةِ نُوحٍ مَنْ رَكِبَهَا نَجَا وَ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا غَرِقَ
وَ قَالَ مَثَلُ أَهْلِ بَيْتِي فِيكُمْ كَمَثَلِ بَابِ حِطَّةٍ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّذِي مَنْ دَخَلَهُ غُفِرَتْ ذُنُوبُهُ وَ اسْتَحَقَّ الرَّحْمَةَ وَ الزِّيَادَةَ مِنْ خَالِقِهِ
كما قال اللّه عز و جل- ادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً وَ قُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ وَ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (1)و
قال أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) و أصدق الصادقين في خطبته المشهورة التي رواها الموافق و المخالف أَلَا إِنَّ الْعِلْمَ الَّذِي هَبَطَ بِهِ آدَمُ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ وَ جَمِيعَ مَا فُضِّلَتْ بِهِ النَّبِيُّونَ إِلَى خَاتَمِ النَّبِيِّينَ فِي عِتْرَةِ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ فَأَيْنَ يُتَاهُ بِكُمْ بَلْ أَيْنَ تَذْهَبُونَ يَا مَنْ نُسِخَ مِنْ أَصْلَابِ أَصْحَابِ السَّفِينَةِ هَذَا مَثَلُهَا فِيكُمْ فَكَمَا نَجَا فِي هَاتِيكَ مَنْ نَجَا فَكَذَلِكَ يَنْجُو مِنْ هَذِهِ مَنْ يَنْجُو وَيْلٌ لِمَنْ تَخَلَّفَ عَنْهُمْ
يَعْنِي عَنِ الْأَئِمَّةِ (عَلَيهِم السَّلَامُ)
وَ قَالَ إِنَّ مَثَلَنَا فِيكُمْ كَمَثَلِ الْكَهْفِ لِأَصْحَابِ الْكَهْفِ وَ كَبَابِ حِطَّةٍ وَ هُوَ بَابُ السِّلْمِ فَ ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً
وَ قَالَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) فِي خُطْبَتِهِ هَذِهِ وَ لَقَدْ عَلِمَ الْمُسْتَحْفَظُونَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ أَنَّهُ قَالَ إِنِّي وَ أَهْلَ بَيْتِي مُطَهَّرُونَ فَلَا تَسْبِقُوهُمْ فَتَضِلُّوا وَ لَا تَخَلَّفُوا عَنْهُمْ فَتَزِلُّوا (2)وَ لَا تُخَالِفُوهُمْ فَتَجْهَلُوا وَ لَا تُعَلِّمُوهُمْ فَإِنَّهُمْ أَعْلَمُ مِنْكُمْ هُمْ أَعْلَمُ النَّاسِ صِغَاراً وَ أَعْلَمُ النَّاسِ كِبَاراً فَاتَّبِعُوا الْحَقَّ وَ أَهْلَهُ حَيْثُمَا كَانَ وَ زَايِلُوا الْبَاطِلَ وَ أَهْلَهُ حَيْثُمَا كَانَ
. فترك الناس من هذه صفتهم و هذا المدح فيهم و هذا الندب إليهم و ضربوا عنهم صفحا (3) و طووا دونهم كشحا و اتخذوا أمر الرسول (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) هزوا و جعلوا
ص: 44
كلامه لغوا فرفضوا من فرض اللّه تعالى على لسان نبيه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) طاعته و مسألته و الاقتباس منه بقوله- فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (1)و قوله أَطِيعُوا اللّه وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (2)، و دل رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) على النجاة في التمسك به و العمل بقوله و التسليم لأمره و التعليم منه و الاستضاءة بنوره فادعوا (3)ذلك لسواهم و عدلوا عنهم إلى غيرهم و رضوا به بدلا منهم و قد أبعدهم اللّه عن العلم و تأول كل لنفسه هواه و زعموا أنهم استغنوا بعقولهم و قياساتهم و آرائهم عن الأئمة (عَلَيهِم السَّلَامُ) الذين نصبهم اللّه لخلقه هداة فوكلهم اللّه عز و جل بمخالفتهم أمره و عدولهم عن اختياره و طاعته و طاعة من اختاره لنفسه فولاهم إلى اختيارهم و آرائهم و عقولهم فتاهوا و ضَلُّوا ضَلالًا بَعِيداً و هلكوا و أهلكوا و هم عند أنفسهم كما قال اللّه عز و جل- قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالًا. الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ هُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً (4) حتى كان الناس ما سمعوا قول اللّه عز و جل في كتابه حكاية لقول الظالمين من هذه الأمة في يوم القيامة عند ندمهم على فعلهم بعترة نبيهم و كتاب ربهم حيث يقول- وَ يَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا. يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلًا فمن الرسول إلا محمد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) و من فلان هذا المكنى عن اسمه المذمومة (5)و خلته و مصاحبته و مرافقته في الاجتماع معه على الظلم ثم قال لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِي (6) أي بعد الدخول في الإسلام و الإقرار به فما هذا الذكر الذي أضله خليله عنه بعد إذ جاءه أ ليس هو القرآن و العترة اللذين وقع التوازر-
ص: 45
و التظافر على الظلم بهم و النبذ لهما فقد سمى اللّه تعالى رسوله ذكرا فقال- قَدْ أَنْزَلَ اللّه إِلَيْكُمْ ذِكْراً رَسُولًا (1) و قال- فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (2)فمن الذكر هاهنا إلا الرسول و من أهل الذكر إلا أهل بيته الذين هم محل العلم ثم قال عز و جل- وَ كانَ الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولًا فجعل مصاحبة خليله الذي أضله عن الذكر في دار الدنيا و خذله في الآخرة و لم تنفعه خلته و مصاحبته إياه حين تبرأ كل واحد من صاحبه مصاحبة الشيطان ثم قال عز و جل من قائل حكاية لما يقوله النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يوم القيامة عند ذلك- وَ قالَ الرَّسُولُ يا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً أي اتخذوا هذا القرآن الذي أمرتهم بالتمسك به و بأهل بيتي و ألا يتفرقوا عنهما مهجورا.
أ ليس هذا الخطاب كله و الذم بأسره للقوم الذين نزل القرآن على لسان الرسول إليهم و إلى الخلق ممن سواهم و هم الظالمون من هذه الأمة لعترة نبيهم محمد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) النابذون لكتاب اللّه الذين يشهد عليهم رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يوم القيامة بأنهم نبذوا قوله في التمسك بالقرآن و العترة و هجروهما وَ اتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ و آثروا عاجل الأمر و النهي و زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا على دينهم شكا في محمد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) و ما جاء به و حسدا لأهل بيت نبيه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) لما فضلهم اللّه به أو ليس قد روي عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ما لا ينكره أصحاب الحديث مما هو موافق لما أنزله اللّه تعالى من هذه الآيات
قوله إِنَّ قَوْماً مِنْ أَصْحَابِي يَخْتَلِجُونَ (3) دُونِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ ذَاتِ الْيَمِينِ إِلَى ذَاتِ الشِّمَالِ فَأَقُولُ يَا رَبِّ أُصَيْحَابِي أُصَيْحَابِي وَ فِي بَعْضِ الْحَدِيثِ أَصْحَابِي أَصْحَابِي-
ص: 46
فَيُقَالُ يَا مُحَمَّدُ إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ فَأَقُولُ بُعْداً بُعْداً سُحْقاً سُحْقاً(1)
و يصدق ذلك و يشهد به قول اللّه عز و جل- وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللّه شَيْئاً وَ سَيَجْزِي اللّه الشَّاكِرِينَ (2) و في هذا القول من اللّه تبارك اسمه أدل دليل على أن قوما ينقلبون بعد مضي النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) على أعقابهم و هم المخالفون أمر اللّه تعالى و أمر رسوله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) المفتونون الذين قال فيهم- فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ(3) يضاعف اللّه العذاب و الخزي لهم و أبعد و أسحق من ظلم آل محمد (عَلَيهِم السَّلَامُ) و قطع ما أَمَرَ اللّه بِهِ أَنْ يُوصَلَ فيهم و يدان به من مودتهم و الاقتداء بهم دون غيرهم حيث يقول- قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى(4) و يقول أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (5)و ليس بين الأمة التي تستحي و لا تباهت و تزيغ عن الكذب (6) و لا تعاند خلاف في أن وصي رسول اللّه أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) كان يرشد الصحابة في كل معضل و مشكل و لا يرشدونه إلى الحق و يهديهم و لا يهدي سواه و يفتقر إليه و يستغني هو عن كافتهم و يعلم العلم كله و لا يعلمونه.
و قد فعل بفاطمة بنت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ما دعاها إلى الوصية
ص: 47
بأن تدفن ليلا و لا يصلي عليها أحد من أمة أبيها إلا من سمته.
فلو لم يكن في الإسلام مصيبة و لا على أهله عار و لا شنار (1) و لا حجة فيه لمخالف لدين الإسلام إلا ما لحق فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ) حتى مضت(2) غضبى على أمة أبيها و دعاها ما فعل بها إلى الوصية بأن لا يصلي عليها أحد منهم فضلا عما سوى ذلك لكان عظيما فظيعا منبها لأهل الغفلة إلا من قد طبع اللّه على قلبه و أعماه لا ينكر ذلك و لا يستعظمه و لا يراه شيئا بل يزكي المضطهد لها (3) إلى هذه الحالة و يفضله عليها و على بعلها و ولدها و يعظم شأنه عليهم و يرى أن الذي فعل بها هو الحق و يعده من محاسنه و أن الفاعل له بفعله إياه من أفضل الأمة بعد رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) و قد قال اللّه عز و جل- فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَ لكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ(4). فالعمى يستمر على أعداء آل محمد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) و ظالميهم و الموالين لهم إلى يوم الكشف الذي قال اللّه عز و جل- لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (5)و يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَ لَهُمْ سُوءُ الدَّارِ(6). ثم أعجب من هذا ادعاء هؤلاء الصم العمي أنه ليس في القرآن علم كل شي ء من صغير الفرائض و كبيرها و دقيق الأحكام و السنن و جليلها و أنهم لما لم
ص: 48
يجدوه فيه احتاجوا إلى القياس و الاجتهاد في الرأي و العمل في الحكومة بهما و افتروا على رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) الكذب و الزور بأنه أباحهم الاجتهاد و أطلق لهم ما ادعوه عليه لقوله لمعاذ بن جبل (1)و اللّه يقول- وَ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْ ءٍ(2) و يقول ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْ ءٍ و يقول وَ كُلَّ شَيْ ءٍ (3) أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ (4) و يقول وَ كُلَّ شَيْ ءٍ أَحْصَيْناهُ كِتاباً (5)و يقول قل إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى إِلَيَ (6)و يقول وَ أَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللّه (7) فمن أنكر أن شيئا من أمور الدنيا و الآخرة و أحكام الدين و فرائضه و سننه و جميع ما يحتاج إليه أهل الشريعة ليس موجودا في القرآن الذي قال اللّه تعالى فيه- تِبْياناً لِكُلِّ شَيْ ءٍ فهو راد على اللّه قوله و مفتر على اللّه الكذب و غير مصدق بكتابه.
و لعمري لقد صدقوا عن أنفسهم و أئمتهم الذين يقتدون بهم(8) في أنهم لا
ص: 49
يجدون ذلك في القرآن لأنهم ليسوا من أهله و لا ممن أوتي علمه و لا جعل اللّه و لا رسوله لهم فيه نصيبا بل خص بالعلم كله أهل بيت الرسول (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) الذين آتاهم العلم و دل عليهم الذين أمر بمسألتهم ليدلوا على موضعه من الكتاب الذي هم خزنته(1) و ورثته و تراجمته.
و لو امتثلوا أمر اللّه عز و جل في قوله- وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَ إِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ (2) و في قوله فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ لأوصلهم اللّه إلى نور الهدى و علمهم ما لم يكونوا يعلمون و أغناهم عن القياس و الاجتهاد بالرأي و سقط الاختلاف الواقع في أحكام الدين الذين يدين به العباد و يجيزونه بينهم و يدعون على النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) الكذب أنه أطلقه و أجازه و القرآن يحظره و ينهى عنه حيث يقول جل و عز- وَ لَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللّه لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً (3)و يقول وَ لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَ اخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْبَيِّناتُ (4)و يقول وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّه جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا و آيات اللّه في ذم الاختلاف و الفرقة أكثر من أن تحصى و الاختلاف و الفرقة في الدين هو الضلال و يجيزونه و يدعون على رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) أنه أطلقه و أجازه افتراء عليه و كتاب اللّه عز و جل يحظره و ينهى عنه بقوله- وَ لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَ اخْتَلَفُوا.
فأي بيان أوضح من هذا البيان و أي حجة للخلق على اللّه بعد هذا الإيضاح و الإرشاد نعوذ باللّه من الخذلان و من أن يَكِلَنا إلى نفوسنا و عقولنا و اجتهادنا و آرائنا في ديننا و نسأله أن يثبتنا على ما هدانا له (5) و دلنا عليه
ص: 50
و أرشدنا إليه من دينه و الموالاة لأوليائه و التمسك بهم و الأخذ عنهم و العمل بما أمروا به و الانتهاء عما نُهُوا عنه حتى نلقاه عز و جل على ذلك غير مبدِّلين و لا شاكِّين و لا متقدمين لهم و لا متأخرين عنهم
فإن من تقدم عليهم مرَق و من تخلف عنهم غرَق و من خالفهم مُحِق و من لزمهم لحِق و كذلك قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)
1- أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ ابْنُ عُقْدَةَ الْكُوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللّه بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُسْتَوْرِدٍ الْأَشْجَعِيُّ(1) مِنْ كِتَابِهِ فِي صَفَرٍ سَنَةَ سِتٍّ وَ سِتِّينَ وَ مِائَتَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللّه الْحَلَبِيُّ (2)قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بْنُ بُكَيْرٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْأَشْعَثِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّه جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) يَقُولُ وَ نَحْنُ عِنْدَهُ فِي الْبَيْتِ نَحْوٌ مِنْ عِشْرِينَ رَجُلًا فَأَقْبَلَ عَلَيْنَا وَ قَالَ لَعَلَّكُمْ تَرَوْنَ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ فِي الْإِمَامَةِ إِلَى الرَّجُلِ مِنَّا يَضَعُهُ حَيْثُ يَشَاءُ وَ اللّه إِنَّهُ لَعَهْدٌ مِنَ اللّه نَزَلَ عَلَى رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) إِلَى رِجَالٍ مُسَمَّيْنَ رَجُلٍ فَرَجُلٍ حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى صَاحِبِهَا
2- وَ أَخْبَرَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ الْجُعْفِيُّ مِنْ كِتَابِهِ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مِهْرَانَ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِيهِ وَ وُهَيْبِ بْنِ حَفْصٍ جَمِيعاً عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) فِي قَوْلِ اللّه جَلَّ وَ عَزَّ- إِنَّ اللّه يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى
ص: 51
أَهْلِها وَ إِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّه نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ (1)قَالَ هِيَ الْوَصِيَّةُ يَدْفَعُهَا الرَّجُلُ مِنَّا إِلَى الرَّجُلِ
3- وَ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْبَنْدَنِيجِيُّ عَنْ عُبَيْدِ اللّه بْنِ مُوسَى الْعَلَوِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ(2) عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ مُعَاذِ بْنِ كَثِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (عَلَيهِما السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ الْوَصِيَّةُ نَزَلَتْ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) كِتَاباً مَخْتُوماً (3)وَ لَمْ يُنْزَلْ عَلَى رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) كِتَابٌ مَخْتُومٌ إِلَّا الْوَصِيَّةُ فَقَالَ جَبْرَئِيلُ (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَا مُحَمَّدُ هَذِهِ وَصِيَّتُكَ فِي أُمَّتِكَ إِلَى أَهْلِ بَيْتِكَ (4) فَقَالَ رَسُولُ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) أَيُّ أَهْلِ بَيْتِي يَا جَبْرَئِيلُ فَقَالَ نَجِيبُ اللّه مِنْهُمْ وَ ذُرِّيَّتُهُ (5)لِيُوَرِّثَكَ عِلْمَ النُّبُوَّةِ قَبْلَ إِبْرَاهِيمَ (6) وَ كَانَ عَلَيْهَا خَوَاتِيمُ فَفَتَحَ عَلِيٌّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) الْخَاتَمَ الْأَوَّلَ وَ مَضَى لِمَا أُمِرَ فِيهِ (7) ثُمَّ فَتَحَ الْحَسَنُ (عَلَيهِ السَّلَامُ) الْخَاتَمَ الثَّانِيَ وَ مَضَى لِمَا أُمِرَ بِهِ ثُمَّ فَتَحَ الْحُسَيْنُ (عَلَيهِ السَّلَامُ) الْخَاتَمَ الثَّالِثَ فَوَجَدَ فِيهِ أَنْ قَاتِلْ وَ اقْتُلْ وَ تُقْتَلُ(8) وَ اخْرُجْ بِقَوْمٍ لِلشَّهَادَةِ لَا شَهَادَةَ لَهُمْ إِلَّا مَعَكَ فَفَعَلَ ثُمَّ دَفَعَهَا إِلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ (عَلَيهِما السَّلَامُ) وَ مَضَى-
ص: 52
فَفَتَحَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْخَاتَمَ الرَّابِعَ فَوَجَدَ فِيهِ أَنْ أَطْرِقْ وَ اصْمُتْ(1) لِمَا حُجِبَ الْعِلْمُ ثُمَّ دَفَعَهَا إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ (عَلَيهمَا السَّلَامُ) فَفَتَحَ الْخَاتَمَ الْخَامِسَ فَوَجَدَ فِيهِ أَنْ فَسِّرْ كِتَابَ اللّه تَعَالَى وَ صَدِّقْ أَبَاكَ وَ وَرِّثِ ابْنَكَ الْعِلْمَ وَ اصْطَنِعِ الْأُمَّةَ (2)وَ قُلِ الْحَقَّ فِي الْخَوْفِ وَ الْأَمْنِ وَ لَا تَخْشَ إِلَّا اللّه فَفَعَلَ ثُمَّ دَفَعَهَا إِلَى الَّذِي يَلِيهِ فَقَالَ مُعَاذُ بْنُ كَثِيرٍ فَقُلْتُ لَهُ وَ أَنْتَ هُوَ فَقَالَ مَا بِكَ فِي هَذَا إِلَّا أَنْ تَذْهَبَ يَا مُعَاذُ فَتَرْوِيَهُ عَنِّي(3) نَعَمْ أَنَا هُوَ حَتَّى عَدَّدَ عَلَيَّ اثْنَيْ عَشَرَ اسْماً ثُمَّ سَكَتَ فَقُلْتُ ثُمَّ مَنْ فَقَالَ حَسْبُكَ
4- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْبَنْدَنِيجِيُّ عَنْ عُبَيْدِ اللّه بْنِ مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَلَانِسِيُّ (4) قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ (5)عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ
ص: 53
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) قَالَ دَفَعَ رَسُولُ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) إِلَى عَلِيٍّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) صَحِيفَةً مَخْتُومَةً بِاثْنَيْ عَشَرَ خَاتَماً وَ قَالَ فُضَّ الْأَوَّلَ وَ اعْمَلْ بِهِ وَ ادْفَعْهَا إِلَى الْحَسَنِ (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَفُضُّ الثَّانِيَ وَ يَعْمَلُ بِهِ وَ يَدْفَعُهَا إِلَى الْحُسَيْنِ (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَفُضُّ الثَّالِثَ وَ يَعْمَلُ بِمَا فِيهِ ثُمَّ إِلَى وَاحِدٍ وَاحِدٍ مِنْ وُلْدِ الْحُسَيْنِ ع
5- وَ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُبَيْدِ اللّه بْنِ مُوسَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى عَنْ حَرِيزٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ (عَلَيهِما السَّلَامُ) قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ- إِنَّ اللّه يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها وَ إِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ قَالَ أَمَرَ اللّه الْإِمَامَ مِنَّا أَنْ يُؤَدِّيَ الْإِمَامَةَ إِلَى الْإِمَامِ بَعْدَهُ لَيْسَ لَهُ أَنْ يَزْوِيَهَا عَنْهُ أَ لَا تَسْمَعُ إِلَى قَوْلِهِ- وَ إِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّه نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ هُمُ الْحُكَّامُ أَ وَ لَا تَرَى أَنَّهُ خَاطَبَ بِهَا الْحُكَّامَ
6- وَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ ابْنُ عُقْدَةَ الْكُوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مِهْرَانَ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ شُعَيْبٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَقُولُ لَا وَ اللّه لَا يَدَعُ اللّه هَذَا الْأَمْرَ إِلَّا وَ لَهُ مَنْ يَقُومُ بِهِ إِلَى يَوْمِ تَقُومُ السَّاعَةُ
7- وَ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُبَيْدِ اللّه بْنِ مُوسَى الْعَلَوِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْبَرْقِيِّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ حَدَّثَنِي الْمُفَضَّلُ بْنُ صَالِحٍ أَبُو جَمِيلَةَ عَنْ أَبِي [عَبْدِ اللَّهِ] عَبْدِ الرَّحْمَنِ (1)عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)
ص: 54
قَالَ إِنَّ اللّه جَلَّ اسْمُهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى كُلِّ إِمَامٍ عَهْدَهُ وَ مَا يَعْمَلُ بِهِ وَ عَلَيْهِ خَاتَمٌ فَيَفُضُّهُ وَ يَعْمَلُ بِمَا فِيهِ (1)وَ إِنَّ فِي هذا يَا مَعْشَرَ الشِّيعَةِ- لَبَلاغاً لِقَوْمٍ عابِدِينَ وَ بَيَاناً لِلْمُؤْمِنِينَ وَ مَنْ أَرَادَ اللّه تَعَالَى بِهِ الْخَيْرَ جَعَلَهُ مِنَ الْمُصَدِّقِينَ الْمُسَلِّمِينَ لِلْأَئِمَّةِ الْهَادِينَ بِمَا مَنَحَهُمُ اللّه تَعَالَى مِنْ كَرَامَتِهِ وَ خَصَّهُمْ بِهِ مِنْ خِيَرَتِهِ وَ حَبَاهُمْ(2) بِهِ مِنْ خِلَافَتِهِ عَلَى جَمِيعِ بَرِيَّتِهِ دُونَ غَيْرِهِمْ مِنْ خَلْقِهِ إِذْ جَعَلَ طَاعَتَهُمْ طَاعَتَهُ بِقَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ- أَطِيعُوا اللّه وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ وَ قَوْلِهِ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللّه(3) فَنَدَبَ الرَّسُولُ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) الْخَلْقَ إِلَى الْأَئِمَّةِ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ الَّذِينَ أَمَرَهُمُ اللّه تَعَالَى بِطَاعَتِهِمْ وَ دَلَّهُمْ عَلَيْهِمْ وَ أَرْشَدَهُمْ إِلَيْهِمْ بِقَوْلِهِ (عَلَيهِ السَّلَامُ) إِنِّي مُخَلِّفٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ كِتَابَ اللّه وَ عِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي حَبْلٌ مَمْدُودٌ بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَ اللّه مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا وَ قَالَ اللّه تَعَالَى مُحِثّاً لِلْخَلْقِ إِلَى طَاعَتِهِ (4)وَ مُحَذِّراً لَهُمْ مِنْ عِصْيَانِهِ فِيمَا يَقُولُهُ وَ يَأْمُرُ بِهِ- فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ(5) فَلَمَّا خُولِفَ رَسُولُ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَ نُبِذَ قَوْلُهُ وَ عُصِيَ أَمْرُهُ فِيهِمْ (عَلَيهِم السَّلَامُ) وَ اسْتَبَدُّوا بِالْأَمْرِ دُونَهُمْ وَ جَحَدُوا حَقَّهُمْ وَ مَنَعُوا تُرَاثَهُمْ وَ وَقَعَ التَّمَالِي عَلَيْهِمْ(6) بَغْياً وَ حَسَداً وَ ظُلْماً وَ عُدْوَاناً حَقَّ عَلَى الْمُخَالِفِينَ أَمْرَهُ وَ الْعَاصِينَ ذُرِّيَّتَهُ وَ عَلَى التَّابِعِينَ لَهُمْ وَ الرَّاضِينَ بِفِعْلِهِمْ مَا تَوَعَّدَهُمُ اللّه مِنَ الْفِتْنَةِ وَ الْعَذَابِ الْأَلِيمِ فَعَجَّلَ لَهُمُ الْفِتْنَةَ فِي الدِّينِ بِالْعَمَى عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ وَ الِاخْتِلَافِ فِي الْأَحْكَامِ وَ الْأَهْوَاءِ وَ التَّشَتُّتِ فِي
ص: 55
الْآرَاءِ وَ خَبْطِ الْعَشْوَاءِ (1)وَ أَعَدَّ لَهُمْ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ فِي الْمَعَادِ وَ قَدْ رَأَيْنَا اللّه عَزَّ وَ جَلَّ ذَكَرَ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ مَا عَاقَبَ بِهِ قَوْماً مِنْ خَلْقِهِ حَيْثُ يَقُولُ- فَأَعْقَبَهُمْ نِفاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِما أَخْلَفُوا اللّه ما وَعَدُوهُ وَ بِما كانُوا يَكْذِبُونَ(2) فَجَعَلَ النِّفَاقَ الَّذِي أَعْقَبَهُمُوهُ عُقُوبَةً وَ مُجَازَاةً عَلَى إِخْلَافِهِمُ الْوَعْدَ وَ سَمَّاهُمْ مُنَافِقِينَ (3)ثُمَّ قَالَ فِي كِتَابِهِ- إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ فَإِذَا كَانَتْ هَذِهِ حَالَ مَنْ أَخْلَفَ الْوَعْدَ فِي أَنَّ عِقَابَهُ النِّفَاقُ الْمُؤَدِّي إِلَى الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ (4) فَمَا ذَا تَكُونُ حَالَ مَنْ جَاهَرَ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ وَ رَسُولَهُ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) بِالْخِلَافِ عَلَيْهِمَا وَ الرَّدِّ لِقَوْلِهِمَا وَ الْعِصْيَانِ لِأَمْرِهِمَا وَ الظُّلْمِ وَ الْعِنَادِ لِمَنْ أَمَرَهُمُ اللّه بِالطَّاعَةِ لَهُمْ وَ التَّمَسُّكِ بِهِمْ وَ الْكَوْنِ مَعَهُمْ (5)حَيْثُ يَقُولُ- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّه وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (6) وَ هُمُ الَّذِينَ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللّه عَزَّ وَ جَلَّ عَلَيْهِ مِنْ جِهَادِ عَدُوِّهِ وَ بَذْلِ أَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِهِ وَ نُصْرَةِ رَسُولِهِ وَ إِعْزَازِ دِينِهِ حَيْثُ يَقُولُ- رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللّه عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَ ما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا(7) فَشَتَّانَ بَيْنَ الصَّادِقِ للّه وَعْدَهُ وَ الْمُوفِي بِعَهْدِهِ وَ الشَّارِي نَفْسَهُ(8) لَهُ وَ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِهِ وَ الْمُعِزِّ لِدِينِهِ النَّاصِرِ لِرَسُولِهِ وَ بَيْنَ الْعَاصِي وَ الْمُخَالِفِ رَسُولَهُ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَ الظَّالِمِ عِتْرَتَهُ وَ مَنْ فَعَلَهُ أَعْظَمُ مِنْ إِخْلَافِ الْوَعْدِ الْمُعْقِبِ لِلنِّفَاقِ الْمُؤَدِّي إِلَى الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْهَا
ص: 56
و هذه رحمكم اللّه حال كل من عدل عن واحد من الأئمة الذين اختارهم اللّه عز و جل و جحد إمامته و أقام غيره مقامه و ادعى الحق لسواه إذ كان أمر الوصية و الإمامة بعهد من اللّه تعالى و باختياره لا من خلقه و لا باختيارهم فمن اختار غير مختار اللّه و خالف أمر اللّه سبحانه ورد مورد الظالمين و المنافقين الحالين في ناره بحيث وصفهم اللّه عز و جل نعوذ بالله من خلافه و سخطه و غضبه و عذابه و نسأله التثبت على ما وهب لنا و ألا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا برحمته و رأفته
1- أَخْبَرَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ أَحْمَدُ بْنُ هَوْذَةَ أَبِي هَرَاسَةَ الْبَاهِلِيُّ (1)قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِيُّ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ سَبْعِينَ وَ مِائَتَيْنِ(2) قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللّه بْنُ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِيُّ سَنَةَ تِسْعٍ وَ عِشْرِينَ وَ مِائَتَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ شِمْرٍ عَنِ الْمُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ يَرْفَعُهُ قَالَ أَتَى جَبْرَئِيلُ النَّبِيَّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ يَأْمُرُكَ أَنْ تُزَوِّجَ فَاطِمَةَ مِنْ عَلِيٍّ أَخِيكَ فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) إِلَى عَلِيٍّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) فَقَالَ لَهُ يَا عَلِيُّ إِنِّي مُزَوِّجُكَ فَاطِمَةَ ابْنَتِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ وَ أَحَبَّهُنَّ إِلَيَّ بَعْدَكَ وَ كَائِنٌ مِنْكُمَا سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ الشُّهَدَاءُ الْمُضَرَّجُونَ (3)الْمَقْهُورُونَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِي وَ النُّجَبَاءُ الزُّهْرُ
ص: 57
الَّذِينَ يُطْفِئُ اللّه بِهِمُ الظُّلْمَ وَ يُحْيِي بِهِمُ الْحَقَّ وَ يُمِيتُ بِهِمُ الْبَاطِلَ عِدَّتُهُمْ عِدَّةُ أَشْهُرِ السَّنَةِ آخِرُهُمْ يُصَلِّي عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) خَلْفَهُ
2- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ يُونُسَ الْمَوْصِلِيُّ (1) قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ (2)قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو هَاشِمٍ دَاوُدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْجَعْفَرِيُّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ (عَلَيهِما السَّلَامُ) (3) عَنْ آبَائِهِ (عَلَيهِم السَّلَامُ) قَالَ أَقْبَلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ذَاتَ يَوْمٍ وَ مَعَهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ وَ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ وَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ مُتَّكِئٌ عَلَى يَدِ سَلْمَانَ رَضِيَ اللّه عَنْهُ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ فَجَلَسَ إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ حَسَنُ الْهَيْئَةِ وَ اللِّبَاسِ فَسَلَّمَ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ جَلَسَ بَيْنَ يَدَيْهِ وَ قَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَسْأَلُكَ عَنْ ثَلَاثِ مَسَائِلَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ سَلْنِي عَمَّا بَدَا لَكَ فَقَالَ الرَّجُلُ أَخْبِرْنِي عَنِ الْإِنْسَانِ إِذَا نَامَ أَيْنَ تَذْهَبُ رُوحُهُ وَ عَنِ الرَّجُلِ كَيْفَ يَذْكُرُ وَ يَنْسَى وَ عَنِ الرَّجُلِ كَيْفَ يُشْبِهُ وَلَدُهُ الْأَعْمَامَ وَ الْأَخْوَالَ فَالْتَفَتَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) إِلَى الْحَسَنِ وَ قَالَ أَجِبْهُ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ فَقَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) لِلرَّجُلِ أَمَّا مَا سَأَلْتَ عَنْهُ عَنْ أَمْرِ الرَّجُلِ إِذَا نَامَ أَيْنَ تَذْهَبُ رُوحُهُ فَإِنَّ رُوحَهُ مُعَلَّقَةٌ بِالرِّيحِ وَ الرِّيحُ بِالْهَوَاءِ مُعَلَّقَةٌ إِلَى وَقْتِ مَا يَتَحَرَّكُ صَاحِبُهَا بِالْيَقَظَةِ(4) فَإِنْ أَذِنَ اللّه تَعَالَى بِرَدِّ تِلْكَ الرُّوحِ عَلَى ذَلِكَ الْبَدَنِ(5) جَذَبَتْ تِلْكَ الرُّوحُ الرِّيحَ وَ جَذَبَتِ الرِّيحُ الْهَوَاءَ فَاسْتَكَنَتْ فِي بَدَنِ صَاحِبِهَا وَ إِنْ لَمْ يَأْذَنِ اللّه بِرَدِّ تِلْكَ الرُّوحِ عَلَى ذَلِكَ الْبَدَنِ جَذَبَ الْهَوَاءُ الرِّيحَ وَ جَذَبَتِ الرِّيحُ الرُّوحَ فَلَا تُرَدُّ عَلَى صَاحِبِهَا إِلَى وَقْتِ مَا يُبْعَثُ-
ص: 58
وَ أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ أَمْرِ الذُّكْرِ وَ النِّسْيَانِ فَإِنَّ قَلْبَ الْإِنْسَانِ فِي حُقٍّ (1) وَ عَلَى الْحُقِّ طَبَقٌ فَإِذَا هُوَ صَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَاةً تَامَّةً انْكَشَفَ ذَلِكَ الطَّبَقُ عَنْ ذَلِكَ الْحُقِّ فَأَضَاءَ الْقَلْبُ وَ ذَكَرَ الرَّجُلُ مَا نَسِيَ وَ إِنْ هُوَ لَمْ يُصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ أَوِ انْتَقَصَ مِنَ الصَّلَاةِ عَلَيْهِمْ وَ أَغْضَى عَنْ بَعْضِهَا (2) انْطَبَقَ ذَلِكَ الطَّبَقُ عَلَى الْحُقِّ فَأَظْلَمَ الْقَلْبُ وَ سَهَا الرَّجُلُ وَ نَسِيَ مَا كَانَ يَذْكُرُهُ وَ أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ أَمْرِ الْمَوْلُودِ يُشْبِهُ الْأَعْمَامَ وَ الْأَخْوَالَ فَإِنَّ الرَّجُلَ إِذَا أَتَى أَهْلَهُ فَجَامَعَهَا بِقَلْبٍ سَاكِنٍ وَ عُرُوقٍ هَادِئَةٍ (3)وَ بَدَنٍ غَيْرِ مُضْطَرِبٍ اسْتَكَنَتْ تِلْكَ النُّطْفَةُ فِي جَوْفِ الرَّحِمِ فَخَرَجَ الْمَوْلُودُ يُشْبِهُ أَبَاهُ وَ أُمَّهُ وَ إِنْ هُوَ أَتَى زَوْجَتَهُ بِقَلْبٍ غَيْرِ سَاكِنٍ وَ عُرُوقٍ غَيْرِ هَادِئَةٍ وَ بَدَنٍ مُضْطَرِبٍ اضْطَرَبَتْ تِلْكَ النُّطْفَةُ فَوَقَعَتْ فِي حَالِ اضْطِرَابِهَا عَلَى بَعْضِ الْعُرُوقِ فَإِنْ وَقَعَتْ عَلَى عِرْقٍ مِنْ عُرُوقِ الْأَعْمَامِ أَشْبَهَ الْمَوْلُودُ أَعْمَامَهُ وَ إِنْ وَقَعَتْ عَلَى عِرْقٍ مِنْ عُرُوقِ الْأَخْوَالِ أَشْبَهَ الْوَلَدُ أَخْوَالَهُ فَقَالَ الرَّجُلُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللّه وَ لَمْ أَزَلْ أَشْهَدُ بِهَا وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَ لَمْ أَزَلْ أَشْهَدُ بِهَا وَ أَقُولُهَا وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ وَصِيُّ رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَ الْقَائِمُ بِحُجَّتِهِ وَ لَمْ أَزَلْ أَشْهَدُ بِهَا وَ أَقُولُهَا وَ أَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) وَ قَالَ أَشْهَدُ أَنَّكَ وَصِيُّهُ وَ الْقَائِمُ بِحُجَّتِهِ وَ لَمْ أَزَلْ أَقُولُهَا وَ أَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى الْحَسَنِ (عَلَيهِ السَّلَامُ) وَ أَشْهَدُ عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ أَنَّهُ وَصِيُّهُ وَ الْقَائِمُ بِحُجَّتِهِ وَ لَمْ أَزَلْ أَقُولُهَا وَ أَشْهَدُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ أَنَّهُ الْقَائِمُ بِأَمْرِ الْحُسَيْنِ وَ أَشْهَدُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ أَنَّهُ الْقَائِمُ بِأَمْرِ عَلِيٍّ وَ أَشْهَدُ عَلَى جَعْفَرٍ أَنَّهُ الْقَائِمُ بِأَمْرِ مُحَمَّدٍ وَ أَشْهَدُ عَلَى مُوسَى أَنَّهُ الْقَائِمُ بِأَمْرِ جَعْفَرٍ وَ أَشْهَدُ عَلَى عَلِيٍ
ص: 59
أَنَّهُ وَلِيُّ مُوسَى (1)وَ أَشْهَدُ عَلَى مُحَمَّدٍ أَنَّهُ الْقَائِمُ بِأَمْرِ عَلِيٍّ وَ أَشْهَدُ عَلَى عَلِيٍّ أَنَّهُ الْقَائِمُ بِأَمْرِ مُحَمَّدٍ وَ أَشْهَدُ عَلَى الْحَسَنِ أَنَّهُ الْقَائِمُ بِأَمْرِ عَلِيٍّ وَ أَشْهَدُ عَلَى رَجُلٍ مِنْ وُلْدِ الْحُسَيْنِ لَا يُسَمَّى وَ لَا يُكَنَّى حَتَّى يُظْهِرَ اللّه أَمْرَهُ يَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا وَ قِسْطاً كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَ ظُلْماً وَ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَ رَحْمَةُ اللّه وَ بَرَكَاتُهُ ثُمَّ قَامَ فَمَضَى فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ لِلْحَسَنِ (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَا أَبَا مُحَمَّدٍ اتَّبِعْهُ فَانْظُرْ أَيْنَ يَقْصِدُ قَالَ فَخَرَجْتُ فِي أَثَرِهِ فَمَا كَانَ إِلَّا أَنْ وَضَعَ رِجْلَهُ خَارِجَ الْمَسْجِدِ حَتَّى مَا دَرَيْتُ أَيْنَ أَخَذَ مِنَ الْأَرْضِ فَرَجَعْتُ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) فَأَعْلَمْتُهُ فَقَالَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ تَعْرِفُهُ قُلْتُ لَا وَ اللّه وَ رَسُولُهُ وَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَعْلَمُ فَقَالَ هُوَ الْخَضِرُ ع
3- وَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْكُلَيْنِيُّ عَنْ عِدَّةٍ مِنْ رِجَالِهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللّه مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْبَرْقِيِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ الْجَرِيشِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ (عَلَيهِما السَّلَامُ) عَنْ آبَائِهِ (عَلَيهِم السَّلَامُ) أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) قَالَ لِابْنِ عَبَّاسٍ إِنَّ لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي كُلِّ سَنَةٍ وَ إِنَّهُ يُنْزَلُ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَمْرُ السَّنَةِ وَ مَا قُضِيَ فِيهَا وَ لِذَلِكَ الْأَمْرِ وُلَاةٌ بَعْدَ رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ مَنْ هُمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ أَنَا وَ أَحَدَ عَشَرَ مِنْ صُلْبِي أَئِمَّةٌ مُحَدَّثُونَ (2)
4- وَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قَابُوس
يَنْكُتُ فِي الْأَرْضِ فَقُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ تَنْكُتُ فِي الْأَرْضِ أَرَغْبَةً مِنْكَ فِيهَا (1)فَقَالَ لَا وَ اللّه مَا رَغِبْتُ فِيهَا وَ لَا فِي الدُّنْيَا سَاعَةً قَطُّ(2) وَ لَكِنَّ فِكْرِي فِي مَوْلُودٍ يَكُونُ مِنْ ظَهْرِي (3)هُوَ الْمَهْدِيُّ الَّذِي يَمْلَأُهَا قِسْطاً وَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً تَكُونُ لَهُ حَيْرَةٌ وَ غَيْبَةٌ(4) يَضِلُّ فِيهَا أَقْوَامٌ وَ يَهْتَدِي فِيهَا آخَرُونَ فَقُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَكَمْ تَكُونُ تِلْكَ الْحَيْرَةُ وَ الْغَيْبَةُ فَقَالَ سَبْتٌ مِنَ الدَّهْرِ (5)فَقُلْتُ إِنَّ هَذَا لَكَائِنٌ فَقَالَ نَعَمْ كَمَا أَنَّهُ مَخْلُوقٌ (6)قُلْتُ أُدْرِكُ ذَلِكَ الزَّمَانَ فَقَالَ أَنَّى لَكَ يَا أَصْبَغُ بِهَذَا الْأَمْرِ أُولَئِكَ خِيَارُ هَذِهِ الْأُمَّةِ مَعَ أَبْرَارِ هَذِهِ الْعِتْرَةِ فَقُلْتُ ثُمَّ مَا ذَا يَكُونُ بَعْدَ ذَلِكَ(7) قَالَ يَفْعَلُ اللّه ما يَشاءُ فَإِنَّ لَهُ إِرَادَاتٍ وَ غَايَاتٍ وَ نِهَايَاتٍ(8)
ص: 61
5- وَ حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُمِّيُّ أَبُو الْقَاسِمِ(1) بِشِيرَازَ سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَ ثَلَاثِمِائَةٍ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللّه الْأَشْعَرِيُّ عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (عَلَيهِما السَّلَامُ) قَالَ قَالَ أَبِي لِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللّه الْأَنْصَارِيِّ إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً فَمَتَى يَخِفُّ عَلَيْكَ أَنْ أَخْلُوَ بِكَ فِيهَا فَأَسْأَلَكَ عَنْهَا قَالَ جَابِرٌ فِي أَيِّ الْأَوْقَاتِ أَحْبَبْتَ فَخَلَا بِهِ أَبِي يَوْماً فَقَالَ لَهُ يَا جَابِرُ أَخْبِرْنِي عَنِ اللَّوْحِ الَّذِي رَأَيْتَهُ بِيَدِ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَ عَمَّا أَخْبَرَتْكَ أُمِّي فَاطِمَةُ بِهِ مِمَّا فِي ذَلِكَ اللَّوْحِ مَكْتُوبٌ فَقَالَ جَابِرٌ أُشْهِدُ اللّه لَا شَرِيكَ لَهُ أَنِّي دَخَلْتُ عَلَى أُمِّكَ فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ) فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فَهَنَّيْتُهَا بِوِلَادَةِ الْحُسَيْنِ (عَلَيهِ السَّلَامُ) وَ رَأَيْتُ فِي يَدِهَا لَوْحاً أَخْضَرَ ظَنَنْتُ أَنَّهُ مِنْ زُمُرُّدٍ وَ رَأَيْتُ فِيهِ كِتَابَةً بَيْضَاءَ شَبِيهَةً بِنُورِ الشَّمْسِ (2)فَقُلْتُ لَهَا بِأَبِي أَنْتِ وَ أُمِّي مَا هَذَا اللَّوْحُ فَقَالَتْ هَذَا لَوْحٌ أَهْدَاهُ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ إِلَى رَسُولِهِ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فِيهِ اسْمُ أَبِي وَ اسْمُ بَعْلِي وَ اسْمُ وَلَدَيَّ وَ اسْمُ الْأَوْصِيَاءِ مِنْ وُلْدِي أَعْطَانِيهِ أَبِي لِيُبَشِّرَنِي بِذَلِكَ(3) قَالَ جَابِرٌ فَدَفَعَتْهُ إِلَيَّ أُمُّكَ فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ) فَقَرَأْتُهُ وَ نَسَخْتُهُ فَقَالَ لَهُ أَبِي (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَا جَابِرُ فَهَلْ لَكَ أَنْ تَعْرِضَهُ عَلَيَّ قَالَ نَعَمْ فَمَشَى مَعَهُ أَبِي إِلَى مَنْزِلِهِ فَأَخْرَجَ أَبِي صَحِيفَةً مِنْ رَقٍّ (4)فَقَالَ يَا جَابِرُ انْظُرْ فِي كِتَابِكَ
ص: 62
حَتَّى أَقْرَأَ أَنَا عَلَيْكَ فَقَرَأَهُ أَبِي عَلَيْهِ فَمَا خَالَفَ حَرْفٌ حَرْفاً فَقَالَ جَابِرٌ فَأُشْهِدُ اللّه أَنِّي هَكَذَا رَأَيْتُهُ فِي اللَّوْحِ مَكْتُوباً- بِسْمِ اللّه الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ هَذَا كِتَابٌ مِنَ اللّه الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ لِمُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ وَ نُورِهِ وَ حِجَابِهِ (1)وَ سَفِيرِهِ وَ دَلِيلِهِ- نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ مِنْ عِنْدِ رَبِّ الْعَالَمِينَ يَا مُحَمَّدُ عَظِّمْ أَسْمَائِي وَ اشْكُرْ نَعْمَائِي وَ لَا تَجْحَدْ آلَائِي إِنِّي أَنَا اللّه لا إِلهَ إِلَّا أَنَا قَاصِمُ الْجَبَّارِينَ وَ مُدِيلُ الْمَظْلُومِينَ وَ دَيَّانُ يَوْمِ الدِّينِ (2)وَ إِنِّي أَنَا اللّه لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَمَنْ رَجَا غَيْرَ فَضْلِي أَوْ خَافَ غَيْرَ عَدْلِي (3)عَذَّبْتُهُ عَذاباً لا أُعَذِّبُهُ (4)أَحَداً مِنَ الْعالَمِينَ فَإِيَّايَ فَاعْبُدْ وَ عَلَيَّ فَتَوَكَّلْ(5) إِنِّي لَمْ أَبْعَثْ نَبِيّاً فَأُكْمِلَتْ أَيَّامُهُ وَ انْقَضَتْ مُدَّتُهُ إِلَّا جَعَلْتُ لَهُ وَصِيّاً وَ إِنِّي فَضَّلْتُكَ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ وَ فَضَّلْتُ وَصِيَّكَ
ص: 63
عَلَى الْأَوْصِيَاءِ وَ أَكْرَمْتُكَ بِشِبْلَيْكَ وَ سِبْطَيْكَ (1)الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ فَجَعَلْتُ الْحَسَنَ مَعْدِنَ عِلْمِي بَعْدَ انْقِضَاءِ مُدَّةِ أَبِيهِ وَ جَعَلْتُ حُسَيْناً مَعْدِنَ وَحْيِي (2)فَأَكْرَمْتُهُ بِالشَّهَادَةِ وَ خَتَمْتُ لَهُ بِالسَّعَادَةِ فَهُوَ أَفْضَلُ مَنِ اسْتُشْهِدَ فِيَّ وَ أَرْفَعُ الشُّهَدَاءِ دَرَجَةً عِنْدِي جَعَلْتُ كَلِمَتِيَ التَّامَّةَ مَعَهُ (3) وَ حُجَّتِيَ الْبَالِغَةَ عِنْدَهُ بِعِتْرَتِهِ أُثِيبُ وَ أُعَاقِبُ(4) أَوَّلُهُمْ عَلِيٌّ سَيِّدُ الْعَابِدِينَ وَ زَيْنُ أَوْلِيَائِيَ الْمَاضِينَ (5) وَ ابْنُهُ سَمِيُّ جَدِّهِ الْمَحْمُودِ مُحَمَّدٌ الْبَاقِرُ لِعِلْمِي وَ الْمَعْدِنُ لِحِكْمَتِي سَيَهْلِكُ الْمُرْتَابُونَ فِي جَعْفَرٍ الرَّادُّ عَلَيْهِ كَالرَّادِّ عَلَيَّ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأُكْرِمَنَّ مَثْوَى جَعْفَرٍ وَ لَأَسُرَّنَّهُ فِي أَشْيَاعِهِ وَ أَنْصَارِهِ وَ أَوْلِيَائِهِ(6) أُتِيحَتْ بَعْدَهُ فِتْنَةٌ عَمْيَاءُ حِنْدِسٌ لِأَنَّ خَيْطَ فَرْضِي لَا يَنْقَطِعُ (7) وَ حُجَّتِي لَا تَخْفَى وَ إِنَّ أَوْلِيَائِي
ص: 64
بِالْكَأْسِ الْأَوْفَى يُسْقَوْنَ أَبْدَالُ الْأَرْضِ (1)أَلَا وَ مَنْ جَحَدَ وَاحِداً مِنْهُمْ فَقَدْ جَحَدَنِي نِعْمَتِي وَ مَنْ غَيَّرَ آيَةً مِنْ كِتَابِي فَقَدِ افْتَرَى عَلَيَّ وَيْلٌ لِلْمُفْتَرِينَ الْجَاحِدِينَ عِنْدَ انْقِضَاءِ مُدَّةِ عَبْدِي مُوسَى وَ حَبِيبِي وَ خِيَرَتِي إِنَّ الْمُكَذِّبَ بِهِ كَالْمُكَذِّبِ بِكُلِّ أَوْلِيَائِي وَ هُوَ وَلِيِّي وَ نَاصِرِي وَ مَنْ أَضَعُ عَلَيْهِ أَعْبَاءَ النُّبُوَّةِ (2)وَ أَمْتَحِنُهُ بِالاضْطِلَاعِ بِهَ(3)ا وَ بَعْدَهُ خَلِيفَتِي عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَا يَقْتُلُهُ عِفْرِيتٌ مُسْتَكْبِرٌ يُدْفَنُ فِي الْمَدِينَةِ الَّتِي بَنَاهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ ذُو الْقَرْنَيْنِ خَيْرُ خَلْقِي يُدْفَنُ إِلَى جَنْبِ شَرِّ خَلْقِي حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأُقِرَّنَّ عَيْنَهُ بِابْنِهِ مُحَمَّدٍ وَ خَلِيفَتِهِ مِنْ بَعْدِهِ وَ وَارِثِ عِلْمِهِ وَ هُوَ مَعْدِنُ عِلْمِي وَ مَوْضِعُ سِرِّي وَ حُجَّتِي عَلَى خَلْقِي جَعَلْتُ الْجَنَّةَ مَثْوَاهُ وَ شَفَّعْتُهُ فِي سَبْعِينَ أَلْفاً مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ (4)كُلُّهُمْ قَدِ اسْتَوْجَبُوا النَّارَ وَ أَخْتِمُ بِالسَّعَادَةِ لِابْنِهِ عَلِيٍّ وَلِيِّي وَ نَاصِرِي-
ص: 65
وَ الشَّاهِدِ فِي خَلْقِي وَ أَمِينِي عَلَى وَحْيِي أُخْرِجُ مِنْهُ الدَّاعِيَ إِلَى سَبِيلِي وَ الْخَازِنَ لِعِلْمِيَ الْحَسَنَ ثُمَّ أُكْمِلُ ذَلِكَ بِابْنِهِ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ(1) عَلَيْهِ كَمَالُ مُوسَى وَ بَهَاءُ عِيسَى وَ صَبْرُ أَيُّوبَ تُسْتَذَلُّ أَوْلِيَائِي فِي زَمَانِهِ(2) وَ تُتَهَادَى رُءُوسُهُمْ كَمَا تُتَهَادَى رُءُوسُ التُّرْكِ وَ الدَّيْلَمِ (3) فَيُقْتَلُونَ وَ يُحْرَقُونَ وَ يَكُونُونَ خَائِفِينَ وَجِلِينَ مَرْعُوبِينَ تُصْبَغُ الْأَرْضُ مِنْ دِمَائِهِمْ وَ يَفْشُو الْوَيْلُ وَ الرَّنَّةُ فِي نِسَائِهِمْ(4) أُولَئِكَ أَوْلِيَائِي حَقّاً وَ حَقٌّ عَلَيَّ أَنْ أَرْفَعَ عَنْهُمْ كُلَّ عَمْيَاءَ حِنْدِسٍ (5) وَ بِهِمْ أَكْشِفُ الزَّلَازِلَ وَ أَرْفَعُ عَنْهُمُ الْآصَارَ وَ الْأَغْلَالَ(6)- أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ رَحْمَةٌ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ قَالَ أَبُو بَصِيرٍ لَوْ لَمْ تَسْمَعْ فِي دَهْرِكَ إِلَّا هَذَا الْحَدِيثَ الْوَاحِدَ لَكَفَاكَ فَصُنْهُ إِلَّا عَنْ أَهْلِهِ
6- وَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ ابْنُ عُقْدَةَ الْكُوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ شَيْبَانَ(7) مِنْ كِتَابِهِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ سَبْعِينَ وَ مِائَتَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ (عَلَيهِما السَّلَامُ) عَنْ آبَائِهِ (عَلَيهِم السَّلَامُ) قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) إِنَّ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي اثْنَيْ عَشَرَ مُحَدَّثاً(8)-
ص: 66
فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ عَبْدُ اللّه بْنُ زَيْدٍ (1)وَ كَانَ أَخَا عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ (عَلَيهِما السَّلَامُ) مِنَ الرَّضَاعَةِ سُبْحَانَ اللّه مُحَدَّثاً كَالْمُنْكِرِ لِذَلِكَ قَالَ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) فَقَالَ لَهُ أَمَا وَ اللّه إِنَّ ابْنَ أُمِّكَ كَانَ كَذَلِكَ يَعْنِي عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ ع
7- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي وَ عَبْدُ اللّه بْنُ جَعْفَرٍ الْحِمْيَرِيُّ قَالا حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ هِلَالٍ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَيْرٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَ مِائَتَيْنِ قَالَ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ غَزْوَانَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه عَنْ آبَائِهِ (عَلَيهِم السَّلَامُ) قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) إِنَّ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ اخْتَارَ مِنْ كُلِّ شَيْ ءٍ شَيْئاً اخْتَارَ مِنَ الْأَرْضِ مَكَّةَ وَ اخْتَارَ مِنْ مَكَّةَ الْمَسْجِدَ وَ اخْتَارَ مِنَ الْمَسْجِدِ الْمَوْضِعَ الَّذِي فِيهِ الْكَعْبَةُ وَ اخْتَارَ مِنَ الْأَنْعَامِ إِنَاثَهَا وَ مِنَ الْغَنَمِ الضَّأْنَ وَ اخْتَارَ مِنَ الْأَيَّامِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَ اخْتَارَ مِنَ الشُّهُورِ شَهْرَ رَمَضَانَ وَ مِنَ اللَّيَالِي لَيْلَةَ الْقَدْرِ وَ اخْتَارَ مِنَ النَّاسِ بَنِي هَاشِمٍ وَ اخْتَارَنِي وَ عَلِيّاً مِنْ بُنِي هَاشِمٍ وَ اخْتَارَ مِنِّي وَ مِنْ عَلِيٍّ الْحَسَنَ وَ الْحُسَيْنَ (2) وَ يُكْمِلُهُ اثْنَيْ عَشَرَ إِمَاماً مِنْ وُلْدِ الْحُسَيْنِ تَاسِعُهُمْ بَاطِنُهُمْ وَ هُوَ ظَاهِرُهُمْ وَ هُوَ أَفْضَلُهُمْ وَ هُوَ قَائِمُهُمْ(3) قَالَ عَبْدُ اللّه بْنُ جَعْفَرٍ فِي حَدِيثِهِ يَنْفُونَ عَنْهُ تَحْرِيفَ الْغَالِينَ وَ انْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ وَ تَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ وَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ هِلَالٍ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ
ص: 67
غَزْوَانَ(1) عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) إِنَّ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ اخْتَارَنِي الْحَدِيثَ
8- وَ مِنْ كِتَابِ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ الْهِلَالِيِّ (2)مَا رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ ابْنُ عُقْدَةَ(3) وَ مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامِ بْنِ سُهَيْلٍ وَ عَبْدُ الْعَزِيزِ وَ عَبْدُ الْوَاحِدِ ابْنَا عَبْدِ اللّه بْنِ يُونُسَ الْمَوْصِلِيِّ عَنْ رِجَالِهِمْ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ مَعْمَرِ بْنِ رَاشِدٍ (4)عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ وَ أَخْبَرَنَا بِهِ مِنْ غَيْرِ هَذِهِ الطُّرُقِ هَارُونُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللّه بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الْمُعَلَّى الْهَمْدَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَمْرُو بْنُ جَامِعِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَرْبٍ الْكِنْدِيُّ (5)قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بْنُ الْمُبَارَكِ شَيْخٌ لَنَا كُوفِيٌّ ثِقَة
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ شَيْخُنَا عَنْ مُعَمَّرٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ الْهِلَالِيِّ وَ ذَكَرَ أَبَانٌ أَنَّهُ سَمِعَهُ أَيْضاً عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ مَعْمَرٌ وَ ذَكَرَ أَبُو هَارُونَ الْعَبْدِيُّ أَنَّهُ سَمِعَهُ أَيْضاً عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ سُلَيْمٍ أَنَّ مُعَاوِيَةَ لَمَّا دَعَا أَبَا الدَّرْدَاءِ وَ أَبَا هُرَيْرَةَ وَ نَحْنُ مَعَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) بِصِفِّينَ فَحَمَّلَهُمَا الرِّسَالَةَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) وَ أَدَّيَاهُ إِلَيْهِ قَالَ قَدْ بَلَّغْتُمَانِي مَا أَرْسَلَكُمَا بِهِ مُعَاوِيَةُ فَاسْتَمِعَا مِنِّي وَ أَبْلِغَاهُ عَنِّي كَمَا بَلَّغْتُمَانِي قَالا نَعَمْ فَأَجَابَهُ عَلِيٌّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) الْجَوَابَ بِطُولِهِ حَتَّى إِذَا انْتَهَى إِلَى ذِكْرِ نَصْبِ رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) إِيَّاهُ بِغَدِيرِ خُمٍّ بِأَمْرِ اللّه تَعَالَى قَالَ لَمَّا نَزَلَ عَلَيْهِ- إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّه وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (1) فَقَالَ النَّاسُ يَا رَسُولَ اللّه أَ خَاصَّةٌ لِبَعْضِ الْمُؤْمِنِينَ أَمْ عَامَّةٌ لِجَمِيعِهِمْ فَأَمَرَ اللّه تَعَالَى نَبِيَّهُ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) أَنْ يُعَلِّمَهُمْ وَلَايَةَ مَنْ أَمَرَهُمُ اللّه بِوَلَايَتِهِ (2)وَ أَنْ يُفَسِّرَ لَهُمْ مِنَ الْوَلَايَةِ مَا فُسِّرَ لَهُمْ مِنْ صَلَاتِهِمْ وَ زَكَاتِهِمْ وَ صَوْمِهِمْ وَ حَجِّهِمْ قَالَ عَلِيٌّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) فَنَصَبَنِي رَسُولُ اللّه بِغَدِيرِ خُمٍّ وَ قَالَ إِنَّ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ أَرْسَلَنِي بِرِسَالَةٍ ضَاقَ بِهَا صَدْرِي وَ ظَنَنْتُ أَنَّ النَّاسَ مُكَذِّبُونِي فَأَوْعَدَنِي لَأُبَلِّغَنَّهَا أَوْ لَيُعَذِّبَنِي قُمْ يَا عَلِيُّ ثُمَّ نَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ بَعْدَ أَنْ أَمَرَ أَنْ يُنَادَى بِ الصَّلَاةَ جَامِعَةً فَصَلَّى بِهِمُ الظُّهْرَ ثُمَّ قَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللّه مَوْلَايَ وَ أَنَا مَوْلَى الْمُؤْمِنِينَ وَ أَنَا أَوْلَى بِهِمْ مِنْهُمْ بِأَنْفُسِهِمْ مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ(3) فَقَامَ إِلَيْهِ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّه وَلَاءُ مَا ذَا (4)فَقَالَ مَنْ كُنْتُ أَوْلَى بِهِ مِنْ نَفْسِهِ فَعَلِيٌّ أَوْلَى بِهِ مِنْ نَفْسِهِ فَأَنْزَلَ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ- الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ-
ص: 69
وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً(1) فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ يَا رَسُولَ اللّه أَ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَاتُ فِي عَلِيٍّ خَاصَّةً قَالَ بَلْ فِيهِ وَ فِي أَوْصِيَائِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّه بَيِّنْهُمْ لِي (2)قَالَ عَلِيٌّ أَخِي وَ وَصِيِّي وَ وَارِثِي (3) وَ خَلِيفَتِي فِي أُمَّتِي وَ وَلِيُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ بَعْدِي وَ أَحَدَ عَشَرَ إِمَاماً مِنْ وُلْدِهِ أَوَّلُهُمْ ابْنِي حَسَنٌ ثُمَّ ابْنِي حُسَيْنٌ ثُمَّ تِسْعَةٌ مِنْ وُلْدِ الْحُسَيْنِ وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ هُمْ مَعَ الْقُرْآنِ وَ الْقُرْآنُ مَعَهُمْ لَا يُفَارِقُونَهُ وَ لَا يُفَارِقُهُمْ حَتَّى يَرِدُوا عَلَيَّ الْحَوْضَ فَقَامَ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا مِنَ الْبَدْرِيِّينَ فَقَالُوا نَشْهَدُ أَنَّا سَمِعْنَا ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) كَمَا قُلْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ سَوَاءً لَمْ تُزَدْ وَ لَمْ تُنْقَصْ وَ قَالَ بَقِيَّةُ الْبَدْرِيِّينَ(4) الَّذِينَ شَهِدُوا مَعَ عَلِيٍّ صِفِّينَ قَدْ حَفِظْنَا جُلَّ مَا قُلْتَ وَ لَمْ نَحْفَظْ كُلَّهُ وَ هَؤُلَاءِ الِاثْنَا عَشَرَ خِيَارُنَا وَ أَفَاضِلُنَا فَقَالَ عَلِيٌّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) صَدَقْتُمْ لَيْسَ كُلُّ النَّاسِ يَحْفَظُ وَ بَعْضُهُمْ أَفْضَلُ مِنْ بَعْضٍ (5)وَ قَامَ مِنَ الِاثْنَيْ عَشَرَ أَرْبَعَةٌ أَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيِّهَانِ وَ أَبُو أَيُّوبَ وَ عَمَّارٌ وَ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ ذُو الشَّهَادَتَيْنِ (6) فَقَالُوا نَشْهَدُ أَنَّا قَدْ حَفِظْنَا قَوْلَ رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)
ص: 70
يَوْمَئِذٍ وَ اللّه إِنَّهُ لَقَائِمٌ وَ عَلِيٌّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) قَائِمٌ إِلَى جَانِبِهِ وَ هُوَ يَقُولُ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللّه أَمَرَنِي أَنْ أَنْصِبَ لَكُمْ إِمَاماً يَكُونُ وَصِيِّي فِيكُمْ وَ خَلِيفَتِي فِي أَهْلِ بَيْتِي وَ فِي أُمَّتِي مِنْ بَعْدِي وَ الَّذِي فَرَضَ اللّه طَاعَتَهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ فِي كِتَابِهِ وَ أَمَرَكُمْ فِيهِ بِوَلَايَتِهِ فَقُلْتُ يَا رَبِّ خَشِيتُ(1) طَعْنَ أَهْلِ النِّفَاقِ وَ تَكْذِيبَهُمْ فَأَوْعَدَنِي لَأُبَلِّغَنَّهَا أَوْ لَيُعَاقِبُنِي أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ أَمَرَكُمْ فِي كِتَابِهِ بِالصَّلَاةِ وَ قَدْ بَيَّنْتُهَا لَكُمْ وَ سَنَنْتُهَا لَكُمْ وَ الزَّكَاةَ وَ الصَّوْمَ فَبَيَّنْتُهُمَا لَكُمْ وَ فَسَّرْتُهُمَا وَ قَدْ أَمَرَكُمُ اللّه فِي كِتَابِهِ بِالْوَلَايَةِ وَ إِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ أَنَّهَا خَاصَّةٌ لِهَذَا وَ لِأَوْصِيَائِي مِنْ وُلْدِي وَ وُلْدِهِ أَوَّلُهُمُ ابْنِيَ الْحَسَنُ ثُمَّ الْحُسَيْنُ ثُمَّ تِسْعَةٌ مِنْ وُلْدِ الْحُسَيْنِ لَا يُفَارِقُونَ الْكِتَابَ حَتَّى يَرِدُوا عَلَيَّ الْحَوْضَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قَدْ أَعْلَمْتُكُمْ مَفْزَعَكُمْ بَعْدِي وَ إِمَامَكُمْ وَ وَلِيَّكُمْ وَ هَادِيَكُمْ بَعْدِي وَ هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَخِي وَ هُوَ فِيكُمْ بِمَنْزِلَتِي فَقَلِّدُوهُ دِينَكُمْ وَ أَطِيعُوهُ فِي جَمِيعِ أُمُورِكُمْ فَإِنَّ عِنْدَهُ جَمِيعَ مَا عَلَّمَنِي اللّه عَزَّ وَ جَلَّ أَمَرَنِي اللّه عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ أُعَلِّمَهُ إِيَّاهُ (2) وَ أَنْ أُعَلِّمَكُمْ أَنَّهُ عِنْدَهُ فَسَلُوهُ وَ تَعَلَّمُوا مِنْهُ وَ مِنْ أَوْصِيَائِهِ وَ لَا تُعَلِّمُوهُمْ وَ لَا
ص: 71
تَتَقَدَّمُوا عَلَيْهِمْ وَ لَا تَتَخَلَّفُوا عَنْهُمْ فَإِنَّهُمْ مَعَ الْحَقِّ وَ الْحَقُّ مَعَهُمْ لَا يُزَايِلُهُمْ وَ لَا يُزَايِلُونَهُ ثُمَّ قَالَ عَلِيٌّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) لِأَبِي الدَّرْدَاءِ وَ أَبِي هُرَيْرَةَ وَ مَنْ حَوْلَهُ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَ تَعْلَمُونَ أَنَّ اللّه تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَنْزَلَ فِي كِتَابِهِ- إِنَّما يُرِيدُ اللّه لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (1) فَجَمَعَنِي رَسُولُ اللّه وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَيْنَ فِي كِسَاءٍ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَحِبَّتِي وَ عِتْرَتِي وَ ثَقَلِي وَ خَاصَّتِي (2)وَ أَهْلُ بَيْتِي فَأَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهِّرْهُمْ تَطْهِيراً فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ وَ أَنَا فَقَالَ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) لَهَا وَ أَنْتِ إِلَى خَيْرٍ إِنَّمَا أُنْزِلَتْ فِيَّ وَ فِي أَخِي عَلِيٍّ وَ فِي ابْنَتِي فَاطِمَةَ وَ فِي ابْنَيَّ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ وَ فِي تِسْعَةٍ مِنْ وُلْدِ الْحُسَيْنِ خَاصَّةً لَيْسَ فِيهَا مَعَنَا أَحَدٌ غَيْرُنَا فَقَامَ جُلُّ النَّاسِ فَقَالُوا نَشْهَدُ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ حَدَّثَتْنَا بِذَلِكَ فَسَأَلْنَا رَسُولَ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فَحَدَّثَنَا كَمَا حَدَّثَتْنَا أُمُّ سَلَمَةَ فَقَالَ عَلِيٌّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ أَنْزَلَ فِي سُورَةِ الْحَجِ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَ اسْجُدُوا وَ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَ افْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. وَ جاهِدُوا فِي اللّه حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ وَ ما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَ فِي هذا (3) لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَ تَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ فَقَامَ سَلْمَانُ رَضِيَ اللّه عَنْهُ عِنْدَ نُزُولِهَا فَقَالَ.
ص: 72
يَا رَسُولَ اللّه مَنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَنْتَ شَهِيدٌ عَلَيْهِمْ وَ هُمْ شُهَدَاءُ عَلَى النَّاسِ الَّذِينَ اجْتَبَاهُمُ اللّه وَ لَمْ يَجْعَلْ عَلَيْهِمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةِ أَبِيهِمْ إِبْرَاهِيمَ فَقَالَ رَسُولُ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) عَنَى اللّه تَعَالَى بِذَلِكَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ إِنْسَاناً أَنَا وَ أَخِي عَلِيّاً وَ أَحَدَ عَشَرَ مِنْ وُلْدِهِ فَقَالُوا اللَّهُمَّ نَعَمْ قَدْ سَمِعْنَا ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فَقَالَ عَلِيٌّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ أَ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قَامَ خَطِيباً ثُمَّ لَمْ يَخْطُبْ بَعْدَ ذَلِكَ فَقَالَ أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ (1) لَنْ تَضِلُّوا مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا كِتَابَ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَهْلَ بَيْتِي فَإِنَّ اللَّطِيفَ الْخَبِيرَ قَدْ أَخْبَرَنِي وَ عَهِدَ إِلَيَّ أَنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا(2) حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ فَقَالُوا نَعَمْ اللَّهُمَّ قَدْ شَهِدْنَا (3) ذَلِكَ كُلَّهُ مِنْ رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فَقَامَ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا مِنَ الْجَمَاعَةِ/ فَقَالُوا نَشْهَدُ أَنَّ رَسُولَ اللّه حِينَ خَطَبَ فِي الْيَوْمِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ قَامَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ شِبْهَ الْمُغْضَبِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّه لِكُلِّ أَهْلِ بَيْتِكَ فَقَالَ لَا وَ لَكِنْ لِأَوْصِيَائِي مِنْهُمْ عَلِيٌّ أَخِي وَ وَزِيرِي وَ وَارِثِي وَ خَلِيفَتِي فِي أُمَّتِي وَ وَلِيُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ بَعْدِي وَ هُوَ أَوَّلُهُمْ وَ خَيْرُهُمْ ثُمَّ وَصِيُّهُ بَعْدَهُ ابْنِي هَذَا وَ أَشَارَ إِلَى الْحَسَنِ ثُمَّ وَصِيُّهُ ابْنِي هَذَا وَ أَشَارَ إِلَى الْحُسَيْنِ ثُمَّ وَصِيُّهُ ابْنِي بَعْدَهُ سَمِيُّ أَخِي ثُمَّ وَصِيُّهُ بَعْدَهُ سَمِيِّي ثُمَّ سَبْعَةٌ مِنْ وُلْدِهِ وَاحِدٌ بَعْدَ وَاحِدٍ حَتَّى يَرِدُوا عَلَيَّ الْحَوْضَ شُهَدَاءُ اللّه فِي أَرْضِهِ وَ حُجَجُهُ عَلَى خَلْقِهِ مَنْ أَطَاعَهُمْ أَطَاعَ اللّه وَ مَنْ عَصَاهُمْ عَصَى اللّه فَقَامَ السَّبْعُونَ الْبَدْرِيُّونَ وَ نَحْوُهُمْ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ فَقَالُوا ذَكَرْتُمُونَا مَا كُنَّا نَسِينَاهُ نَشْهَدُ أَنَّا قَدْ كُنَّا سَمِعْنَا ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فَانْطَلَقَ أَبُو الدَّرْدَاءِ وَ أَبُو هُرَيْرَةَ فَحَدَّثَا مُعَاوِيَةَ بِكُلِّ مَا قَالَ عَلِيٌّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) وَ مَا اسْتُشْهِدَ عَلَيْهِ وَ مَا رَدَّ عَلَيْهِ النَّاسُ وَ شَهِدُوا بِهِ
ص: 73
9- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ هَمَّامٍ قَالَ حَدَّثَنَا مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ الْهِلَالِيِّ قَالَ لَمَّا أَقْبَلْنَا مِنْ صِفِّينَ مَعَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) نَزَلَ قَرِيباً مِنْ دَيْرِ نَصْرَانِيٍّ (1)إِذْ خَرَجَ عَلَيْنَا شَيْخٌ مِنَ الدَّيْرِ جَمِيلُ الْوَجْهِ حَسَنُ الْهَيْئَةِ وَ السَّمْتِ(2) مَعَهُ كِتَابٌ حَتَّى أَتَى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ إِنِّي مِنْ نَسْلِ حَوَارِيِّ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَ كَانَ أَفْضَلَ حَوَارِيِّ عِيسَى الِاثْنَيْ عَشَرَ وَ أَحَبَّهُمْ إِلَيْهِ وَ آثَرَهُمْ عِنْدَهُ (3)وَ إِنَّ عِيسَى أَوْصَى إِلَيْهِ وَ دَفَعَ إِلَيْهِ كُتُبَهُ وَ عَلَّمَهُ حِكْمَتَهُ (4)فَلَمْ يَزَلْ أَهْلُ هَذَا الْبَيْتِ عَلَى دِينِهِ مُتَمَسِّكِينَ بِمِلَّتِهِ(5) لَمْ يَكْفُرُوا وَ لَمْ يَرْتَدُّوا وَ لَمْ يُغَيِّرُوا وَ تِلْكَ الْكُتُبُ عِنْدِي إِمْلَاءُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَ خَطُّ أَبِينَا بِيَدِهِ فِيهَا كُلُّ شَيْ ءٍ يَفْعَلُ النَّاسُ مِنْ بَعْدِهِ وَ اسْمُ مَلِكٍ مَلِكٍ مِنْ بَعْدِهِ مِنْهُمْ وَ إِنَّ اللّه تَبَارَكَ وَ تَعَالَى يَبْعَثُ رَجُلًا مِنَ الْعَرَبِ مِنْ وُلْدِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللّه مِنْ أَرْضٍ يُقَالُ لَهَا تِهَامَةُ مِنْ قَرْيَةٍ يُقَالُ لَهَا مَكَّةُ يُقَالُ لَهُ أَحْمَدُ لَهُ اثْنَا عَشَرَ اسْماً وَ ذَكَرَ مَبْعَثَهُ وَ مَوْلِدَهُ وَ مُهَاجَرَتَهُ وَ مَنْ يُقَاتِلُهُ وَ مَنْ يَنْصُرُهُ وَ مَنْ يُعَادِيهِ وَ مَا يَعِيشُ وَ مَا تَلْقَى أُمَّتُهُ بَعْدَهُ إِلَى أَنْ يَنْزِلَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ مِنَ السَّمَاءِ وَ فِي ذَلِكَ الْكِتَابِ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا مِنْ وُلْدِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللّه مِنْ خَيْرِ خَلْقِ اللّه وَ مِنْ أَحَبِّ خَلْقِ اللّه إِلَيْهِ وَ اللّه وَلِيٌّ لِمَنْ وَالاهُمْ وَ عَدُوٌّ لِمَنْ عَادَاهُمْ مَنْ أَطَاعَهُمُ اهْتَدَى وَ مَنْ عَصَاهُمْ ضَلَّ طَاعَتُهُمْ للّه طَاعَةٌ وَ مَعْصِيَتُهُمْ للّه مَعْصِيَةٌ مَكْتُوبَةٌ أَسْمَاؤُهُمْ وَ أَنْسَابُهُمْ وَ نُعُوتُهُمْ وَ كَمْ يَعِيشُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ وَاحِدٌ بَعْدَ وَاحِدٍ وَ كَمْ رَجُلٍ مِنْهُمْ يَسْتَتِرُ بِدِينِهِ
ص: 74
وَ يَكْتُمُهُ مِنْ قَوْمِهِ وَ مِنَ الَّذِي يَظْهَرُ مِنْهُمْ وَ يَنْقَادُ لَهُ النَّاسُ حَتَّى يَنْزِلَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) عَلَى آخِرِهِمْ فَيُصَلِّيَ عِيسَى خَلْفَهُ وَ يَقُولُ إِنَّكُمْ لَأَئِمَّةٌ لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَتَقَدَّمَكُمْ فَيَتَقَدَّمُ فَيُصَلِّي بِالنَّاسِ وَ عِيسَى خَلْفَهُ فِي الصَّفِّ أَوَّلَهُمْ وَ خَيْرَهُمْ وَ أَفْضَلَهُمْ وَ لَهُ مِثْلُ أُجُورِهِمْ وَ أُجُورِ مَنْ أَطَاعَهُمْ وَ اهْتَدَى بِهِمْ رَسُولُ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) اسْمُهُ مُحَمَّدٌ وَ عَبْدُ اللّه وَ يس وَ الْفَتَّاحُ وَ الْخَاتَمُ وَ الْحَاشِرُ وَ الْعَاقِبُ وَ الْمَاحِي وَ الْقَائِدُ وَ نَبِيُّ اللّه وَ صَفِيُّ اللّه وَ حَبِيبُ اللّه (1)وَ إِنَّهُ يُذْكَرُ إِذَا ذُكِرَ مِنْ أَكْرَمِ خَلْقِ اللّه عَلَى اللّه (2)وَ أَحَبِّهِمْ إِلَى اللّه لَمْ يَخْلُقِ اللّه مَلَكاً مُكْرَماً (3) وَ لَا نَبِيّاً مُرْسَلًا مِنْ آدَمَ فَمَنْ سِوَاهُ خَيْراً عِنْدَ اللّه وَ لَا أَحَبَّ إِلَى اللّه مِنْهُ يُقْعِدُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى عَرْشِهِ وَ يُشَفِّعُهُ فِي كُلِّ مَنْ يَشْفَعُ فِيهِ(4) بِاسْمِهِ جَرَى الْقَلَمُ (5) فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللّه وَ بِصَاحِبِ اللِّوَاءِ يَوْمَ الْحَشْرِ الْأَكْبَرِ أَخِيهِ وَ وَصِيِّهِ وَ وَزِيرِهِ وَ خَلِيفَتِهِ فِي أُمَّتِهِ وَ مِنْ أَحَبِّ خَلْقِ اللّه إِلَى اللّه بَعْدَهُ عَلِيٌّ ابْنُ عَمِّهِ لِأُمِّهِ وَ أَبِيهِ وَ وَلِيُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ بَعْدَهُ ثُمَّ أَحَدَ عَشَرَ رَجُلًا مِنْ وُلْدِ مُحَمَّدٍ وَ وُلْدِهِ أَوَّلُهُمْ يُسَمَّى بِاسْمِ ابْنَيْ هَارُونَ شَبَّرَ وَ شَبِيرٍ وَ تِسْعَةٌ مِنْ وُلْدِ أَصْغَرِهِمَا وَاحِدٌ بَعْدَ وَاحِدٍ آخِرُهُمُ الَّذِي يُصَلِّي عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ خَلْفَهُ وَ ذَكَرَ بَاقِيَ الْحَدِيثِ بِطُولِهِ
10- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مُعَمَّرٍ عَنْ أَبَانٍ عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ الْهِلَالِيِّ قَالَ قُلْتُ لِعَلِيٍّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) إِنِّي سَمِعْتُ مِنْ سَلْمَانَ وَ مِنَ الْمِقْدَادِ وَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ أَشْيَاءَ مِنْ تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ وَ مِنَ الرِّوَايَةِ عَنْ رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) غَيْرَ مَا فِي أَيْدِي النَّاسِ ثُمَّ سَمِعْتُ مِنْكَ تَصْدِيقاً لِمَا سَمِعْتُ مِنْهُمْ وَ رَأَيْتُ فِي أَيْدِي النَّاسِ أَشْيَاءَ كَثِيرَةً مِنْ تَفْسِيرِ
ص: 75
الْقُرْآنِ وَ مِنَ الْأَحَادِيثِ عَنْ رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يُخَالِفُونَهُمْ فِيهَا وَ يَزْعُمُونَ أَنَّ ذَلِكَ (1) كَانَ كُلُّهُ بَاطِلًا أَ فَتَرَى أَنَّهُمْ يَكْذِبُونَ عَلَى رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) مُتَعَمِّدِينَ وَ يُفَسِّرُونَ الْقُرْآنَ بِآرَائِهِمْ قَالَ فَأَقْبَلَ عَلِيٌّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) وَ قَالَ قَدْ سَأَلْتَ فَافْهَمِ الْجَوَابَ إِنَّ فِي أَيْدِي النَّاسِ حَقّاً وَ بَاطِلًا وَ صِدْقاً وَ كَذِباً وَ نَاسِخاً وَ مَنْسُوخاً وَ خَاصّاً وَ عَامّاً وَ مُحْكَماً وَ مُتَشَابِهاً وَ حِفْظاً وَ وَهَماً (2)وَ قَدْ كُذِبَ عَلَى رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) عَلَى عَهْدِهِ حَتَّى قَامَ خَطِيباً فَقَالَ أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ الْكَذَّابَةُ (3)فَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ (4)ثُمَّ كُذِبَ عَلَيْهِ مِنْ بَعْدِهِ وَ إِنَّمَا أَتَاكَ بِالْحَدِيثِ أَرْبَعَةٌ لَيْسَ لَهُمْ خَامِسٌ رَجُلٌ مُنَافِقٌ مُظْهِرٌ لِلْإِيمَانِ مُتَصَنِّعٌ لِلْإِسْلَامِ بِاللِّسَانِ-
ص: 76
لَا يَتَأَثَّمُ (1)وَ لَا يَتَحَرَّجُ أَنْ يَكْذِبَ عَلَى رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) مُتَعَمِّداً فَلَوْ عَلِمَ النَّاسُ(2) أَنَّهُ مُنَافِقٌ كَاذِبٌ مَا قَبِلُوا مِنْهُ وَ لَمْ يُصَدِّقُوهُ وَ لَكِنَّهُمْ قَالُوا هَذَا قَدْ صَحِبَ رَسُولَ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَ قَدْ رَآهُ وَ سَمِعَ مِنْهُ وَ أَخَذُوا عَنْهُ وَ هُمْ لَا يَعْرِفُونَ حَالَهُ (3) وَ قَدْ أَخْبَرَكَ اللّه عَنِ الْمُنَافِقِينَ بِمَا أَخْبَرَكَ (4)وَ وَصَفَهُمْ بِمَا وَصَفَهُمْ فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ إِذا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسامُهُمْ وَ إِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ(5) ثُمَّ بَقُوا بَعْدَ رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَ تَقَرَّبُوا إِلَى أَئِمَّةِ الضَّلَالِ وَ الدُّعَاةِ إِلَى النَّارِ بِالزُّورِ وَ الْكَذِبِ وَ الْبُهْتَانِ حَتَّى وَلَّوْهُمُ الْأَعْمَالَ وَ حَمَلُوهُمْ عَلَى رِقَابِ النَّاسِ (6) وَ أَكَلُوا بِهِمُ الدُّنْيَا وَ إِنَّمَا النَّاسُ مَعَ الْمُلُوكِ
ص: 77
وَ الدُّنْيَا إِلَّا مَنْ عَصَمَ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ فَهَذَا أَحَدُ الْأَرْبَعَةِ وَ رَجُلٌ سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) شَيْئاً وَ لَمْ يَحْفَظْهُ عَلَى وَجْهِهِ فَوَهِمَ فِيهِ وَ لَمْ
ص: 78
يَتَعَمَّدْ كَذِباً فَهُوَ فِي يَدَيْهِ وَ يَقُولُ بِهِ وَ يَعْمَلُ بِهِ وَ يَرْوِيهِ وَ يَقُولُ أَنَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فَلَوْ عَلِمَ الْمُسْلِمُونَ أَنَّهُ وَهِمَ فِيهِ لَمْ يَقْبَلُوا مِنْهُ وَ لَوْ عَلِمَ هُوَ أَنَّهُ وَهَمٌ لَرَفَضَهُ.
وَ رَجُلٌ ثَالِثٌ سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) شَيْئاً أَمَرَ بِهِ ثُمَّ نَهَى عَنْهُ وَ هُوَ لَا يَعْلَمُ أَوْ سَمِعَهُ يَنْهَى عَنْ شَيْ ءٍ ثُمَّ أَمَرَ بِهِ وَ هُوَ لَا يَعْلَمُ فَحَفِظَ الْمَنْسُوخَ وَ لَمْ يَحْفَظِ النَّاسِخَ وَ لَوْ عَلِمَ أَنَّهُ مَنْسُوخٌ لَرَفَضَهُ وَ لَوْ عَلِمَ النَّاسُ إِذَا سَمِعُوا مِنْهُ أَنَّهُ مَنْسُوخٌ لَرَفَضُوهُ (1). وَ رَجُلٌ رَابِعٌ لَمْ يَكْذِبْ عَلَى اللّه وَ لَا عَلَى رَسُولِهِ بُغْضاً لِلْكَذِبِ وَ خَوْفاً مِنَ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ وَ تَعْظِيماً لِرَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَ لَمْ يَسْهُ (2) بَلْ حَفِظَ الْحَدِيثَ عَلَى وَجْهِهِ فَجَاءَ بِهِ كَمَا سَمِعَهُ لَمْ يَزِدْ فِيهِ وَ لَمْ يَنْقُصْ مِنْهُ وَ حَفِظَ النَّاسِخَ وَ الْمَنْسُوخَ فَعَمِلَ بِالنَّاسِخِ وَ رَفَضَ الْمَنْسُوخَ وَ إِنَّ أَمْرَ رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَ نَهْيَهُ مِثْلُ الْقُرْآنِ نَاسِخٌ وَ مَنْسُوخٌ (3)
ص: 79
وَ عَامٌّ وَ خَاصٌّ وَ مُحْكَمٌ وَ مُتَشَابِهٌ قَدْ كَانَ يَكُونُ مِنْ رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) الْكَلَامُ لَهُ وَجْهَانِ كَلَامٌ عَامٌّ وَ كَلَامٌ خَاصٌّ (1) مِثْلُ الْقُرْآنِ قَالَ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ فِي كِتَابِهِ- وَ ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا (2) يَسْمَعُهُ مَنْ لَا يَعْرِفُ وَ لَمْ يَدْرِ (3) مَا عَنَى اللّه عَزَّ وَ جَلَّ وَ لَا مَا عَنَى بِهِ رَسُولُ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَ لَيْسَ كُلُّ أَصْحَابِ رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) كَانَ يَسْأَلُهُ عَنِ الشَّيْ ءِ فَيَفْهَمُ وَ كَانَ مِنْهُمْ مَنْ يَسْأَلُهُ وَ لَا يَسْتَفْهِمُ حَتَّى إِنَّهُمْ كَانُوا لَيُحِبُّونَ أَنْ يَجِي ءَ الْأَعْرَابِيُّ أَوِ الطَّارِي (4) فَيَسْأَلَ رَسُولَ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) حَتَّى يَسْمَعُوا وَ قَدْ كُنْتُ أَنَا أَدْخُلُ عَلَى رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) كُلَّ يَوْمٍ دَخْلَةً (5) وَ كُلَّ لَيْلَةٍ دَخْلَةً فَيُخْلِينِي فِيهَا خَلْوَةً أَدُورُ مَعَهُ حَيْثُ دَارَ وَ قَدْ عَلِمَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَصْنَعُ ذَلِكَ بِأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ غَيْرِي فَرُبَّمَا كَانَ ذَلِكَ فِي بَيْتِي يَأْتِينِي رَسُولُ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فِي بَيْتِي وَ كُنْتُ إِذَا دَخَلْتُ عَلَيْهِ بَعْضَ مَنَازِلِهِ أَخْلَانِي وَ أَقَامَ عَنِّي نِسَاءَهُ فَلَا يَبْقَى عِنْدَهُ غَيْرِي وَ إِذَا أَتَانِي لِلْخَلْوَةِ مَعِي فِي مَنْزِلِي لَمْ تَقُمْ عَنِّي فَاطِمَةُ وَ لَا أَحَدٌ مِنَ ابْنَيَّ وَ كُنْتُ إِذَا ابْتَدَأْتُ أَجَابَنِي وَ إِذَا سَكَتُّ عَنْهُ وَ فَنِيَتْ مَسَائِلِي ابْتَدَأَنِي وَ دَعَا اللّه أَنْ يُحَفِّظَنِي وَ يُفَهِّمُنِي فَمَا نَسِيتُ شَيْئاً قَطُّ مُذْ دَعَا لِي وَ إِنِّي قُلْتُ لِرَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يَا نَبِيَّ اللّه إِنَّكَ مُنْذُ دَعَوْتَ اللّه لِي بِمَا دَعَوْتَ لَمْ أَنْسَ مِمَّا عَلَّمْتَنِي شَيْئاً وَ مَا تُمْلِيهِ عَلَيَّ فَلَمْ تَأْمُرْنِي بِكَتْبِهِ أَ تَتَخَوَّفُ عَلَيَّ النِّسْيَانَ فَقَالَ يَا أَخِي لَسْتُ أَتَخَوَّفُ
ص: 80
عَلَيْكَ (1) النِّسْيَانَ وَ لَا الْجَهْلَ وَ قَدْ أَخْبَرَنِي اللّه عَزَّ وَ جَلَّ أَنَّهُ قَدِ اسْتَجَابَ لِي فِيكَ وَ فِي شُرَكَائِكَ الَّذِينَ يَكُونُونَ مِنْ بَعْدِكَ وَ إِنَّمَا تَكْتُبُهُ لَهُمْ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللّه وَ مَنْ شُرَكَائِي قَالَ الَّذِينَ قَرَنَهُمُ اللّه بِنَفْسِهِ وَ بِي فَقَالَ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّه وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ خِفْتُمْ تَنَازُعاً فِي شَيْ ءٍ فَأَرْجِعُوهُ إِلَى اللّه وَ إِلَى الرَّسُولِ وَ إِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (2) فَقُلْتُ يَا نَبِيَّ اللّه وَ مَنْ هُمْ قَالَ الْأَوْصِيَاءُ إِلَى أَنْ يَرِدُوا عَلَيَّ حَوْضِي كُلُّهُمْ هَادٍ مُهْتَدٍ لَا يَضُرُّهُمْ خِذْلَانُ مَنْ خَذَلَهُمْ هُمْ مَعَ الْقُرْآنِ وَ الْقُرْآنُ مَعَهُمْ لَا يُفَارِقُونَهُ وَ لَا يُفَارِقُهُمْ بِهِمْ تُنْصَرُ أُمَّتِي وَ يُمْطَرُونَ وَ يُدْفَعُ عَنْهُمْ بِعَظَائِمِ دَعَوَاتِهِمْ (3) قُلْتُ يَا رَسُولَ اللّه سَمِّهِمْ لِي فَقَالَ ابْنِي هَذَا وَ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِ الْحَسَنِ ثُمَّ ابْنِي هَذَا وَ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِ الْحُسَيْنِ ثُمَّ ابْنٌ لَهُ عَلَى اسْمِكَ يَا عَلِيُّ ثُمَّ ابْنٌ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى الْحُسَيْنِ وَ قَالَ سَيُولَدُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ فِي حَيَاتِكَ فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ ثُمَّ تُكَمِّلُهُ اثْنَيْ عَشَرَ إِمَاماً قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللّه سَمِّهِمْ لِي فَسَمَّاهُمْ رَجُلًا رَجُلًا مِنْهُمْ وَ اللّه يَا أَخَا بَنِي هِلَالٍ مَهْدِيُّ هَذِهِ الْأُمَّةِ (4) الَّذِي يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطاً وَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً
11- وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ قَالَ حَدَّثَنَا مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ إِنَّ عَلِيّاً (عَلَيهِ السَّلَامُ) قَالَ لِطَلْحَةَ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ عِنْدَ ذِكْرِ تَفَاخُرِ الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ بِمَنَاقِبِهِمْ وَ فَضَائِلِهِمْ يَا طَلْحَةُ أَ لَيْسَ قَدْ شَهِدْتَ رَسُولَ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) حِينَ دَعَانَا بِالْكَتِفِ لِيَكْتُبَ فِيهَا مَا لَا تَضِلُّ الْأُمَّةُ بَعْدَهُ وَ لَا تَخْتَلِفُ فَقَالَ صَاحِبُكَ مَا قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللّه يَهْجُرُ فَغَضِبَ رَسُولُ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَ تَرَكَهَا قَالَ
ص: 81
بَلَى قَدْ شَهِدْتُهُ قَالَ فَإِنَّكُمْ لَمَّا خَرَجْتُمْ أَخْبَرَنِي رَسُولُ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) بِالَّذِي أَرَادَ أَنْ يَكْتُبَ فِيهَا وَ يُشْهِدَ عَلَيْهِ الْعَامَّةَ وَ إِنَّ جَبْرَئِيلَ أَخْبَرَهُ بِأَنَّ اللّه تَعَالَى قَدْ عَلِمَ أَنَّ الْأُمَّةَ سَتَخْتَلِفُ وَ تَفْتَرِقُ ثُمَّ دَعَا بِصَحِيفَةٍ فَأَمْلَى عَلَيَّ مَا أَرَادَ أَنْ يَكْتُبَ فِي الْكَتِفِ وَ أَشْهَدَ عَلَى ذَلِكَ ثَلَاثَةَ رَهْطٍ سَلْمَانَ الْفَارِسِيَّ وَ أَبَا ذَرٍّ وَ الْمِقْدَادَ وَ سَمَّى مَنْ يَكُونُ مِنْ أَئِمَّةِ الْهُدَى الَّذِينَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِطَاعَتِهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَسَمَّانِي أَوَّلَهُمْ ثُمَّ ابْنِي هَذَا حَسَنٌ ثُمَّ ابْنِي هَذَا حُسَيْنٌ ثُمَّ تِسْعَةٌ مِنْ وُلْدِ ابْنِي هَذَا حُسَيْنٍ كَذَلِكَ يَا أَبَا ذَرٍّ وَ أَنْتَ يَا مِقْدَادُ قَالا نَشْهَدُ بِذَلِكَ عَلَى رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فَقَالَ طَلْحَةُ وَ اللّه لَقَدْ سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يَقُولُ لِأَبِي ذَرٍّ مَا أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ وَ لَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ ذَا لَهْجَةٍ أَصْدَقَ وَ لَا أَبَرَّ مِنْ أَبِي ذَرٍّ (1) وَ أَنَا أَشْهَدُ أَنَّهُمَا لَمْ يَشْهَدَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَ أَنْتَ أَصْدَقُ وَ أَبَرُّ عِنْدِي مِنْهُمَا
12- وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ مَعْمَرِ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) مَرَرْتُ يَوْماً بِرَجُلٍ سَمَّاهُ لِي فَقَالَ مَا مَثَلُ مُحَمَّدٍ إِلَّا كَمَثَلِ نَخْلَةٍ نَبَتَتْ فِي كباة [كِبَا] (2) فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَغَضِبَ رَسُولُ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَ خَرَجَ مُغْضَباً وَ أَتَى الْمِنْبَرَ فَفَرِغَتِ الْأَنْصَارُ إِلَى السِّلَاحِ (3) لِمَا رَأَوْا مِنْ غَضَبِ رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قَالَ فَمَا بَالُ أَقْوَامٍ يُعَيِّرُونِي بِقَرَابَتِي وَ قَدْ سَمِعُونِي أَقُولُ فِيهِمْ مَا أَقُولُ مِنْ تَفْضِيلِ اللّه تَعَالَى إِيَّاهُمْ وَ مَا اخْتَصَّهُمْ
ص: 82
بِهِ مِنْ إِذْهَابِ الرِّجْسِ عَنْهُمْ وَ تَطْهِيرِ اللّه إِيَّاهُمْ وَ قَدْ سَمِعُوا مَا قُلْتُهُ فِي فَضْلِ أَهْلِ بَيْتِي وَ وَصِيِّي وَ مَا أَكْرَمَهُ اللّه بِهِ وَ خَصَّهُ وَ فَضَّلَهُ مِنْ سَبْقِهِ إِلَى الْإِسْلَامِ وَ بَلَائِهِ فِيهِ وَ قَرَابَتِهِ مِنِّي وَ إِنَّهُ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى ثُمَّ يَمُرُّ بِهِ فَزَعَمَ أَنَّ مَثَلِي فِي أَهْلِ بَيْتِي كَمَثَلِ نَخْلَةٍ نَبَتَتْ فِي أَصْلِ حَشٍّ (1) أَلَا إِنَّ اللّه خَلَقَ خَلْقَهُ وَ فَرَّقَهُمْ فِرْقَتَيْنِ فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِ الْفِرْقَتَيْنِ وَ فَرَّقَ الْفِرْقَةَ ثَلَاثَ شُعَبٍ فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِهَا شَعْباً وَ خَيْرِهَا قَبِيلَةً ثُمَّ جَعَلَهُمْ بُيُوتاً فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِهَا بَيْتاً حَتَّى خَلَصْتُ فِي أَهْلِ بَيْتِي وَ عِتْرَتِي وَ بَنِي أَبِي (2) أَنَا وَ أَخِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ نَظَرَ اللّه سُبْحَانَهُ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ نَظْرَةً وَ اخْتَارَنِي مِنْهُمْ ثُمَّ نَظَرَ نَظْرَةً فَاخْتَارَ عَلِيّاً أَخِي وَ وَزِيرِي وَ وَارِثِي وَ وَصِيِّي وَ خَلِيفَتِي فِي أُمَّتِي وَ وَلِيُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ بَعْدِي مَنْ وَالاهُ فَقَدْ وَالَى اللّه وَ مَنْ عَادَاهُ فَقَدْ عَادَى اللّه (3) وَ مَنْ أَحَبَّهُ أَحَبَّهُ اللّه وَ مَنْ أَبْغَضَهُ أَبْغَضَهُ اللّه لَا يُحِبُّهُ إِلَّا كُلُّ مُؤْمِنٍ وَ لَا يُبْغِضُهُ إِلَّا كُلُّ كَافِرٍ هُوَ زِرُّ الْأَرْضِ بَعْدِي وَ [سَكَنِهَا] سَكُّهَا(4) وَ هُوَ كَلِمَةُ التَّقْوَى وَ عُرْوَةُ اللّه الْوُثْقَى- يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللّه بِأَفْواهِهِمْ وَ يَأْبَى اللّه إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ يُرِيدُ أَعْدَاءُ اللّه أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ أَخِي وَ يَأْبَى اللّه إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ أَيُّهَا النَّاسُ لِيُبَلِّغْ مَقَالَتِي شَاهِدُكُمْ غَائِبَكُمْ اللَّهُمَّ اشْهَدْ عَلَيْهِمْ ثُمَّ إِنَّ اللّه نَظَرَ نَظْرَةً ثَالِثَةً فَاخْتَارَ أَهْلَ
ص: 83
بَيْتِي مِنْ بَعْدِي وَ هُمْ خِيَارُ أُمَّتِي أَحَدَ عَشَرَ إِمَاماً بَعْدَ أَخِي وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ كُلَّمَا هَلَكَ وَاحِدٌ قَامَ وَاحِدٌ مِثْلَهُمْ فِي أُمَّتِي(1) كَمَثَلِ نُجُومِ السَّمَاءِ كُلَّمَا غَابَ نَجْمٌ طَلَعَ نَجْمٌ إِنَّهُمْ أَئِمَّةٌ هُدَاةٌ مَهْدِيُّونَ لَا يَضُرُّهُمْ كَيْدُ مَنْ كَادَهُمْ وَ لَا خِذْلَانُ مَنْ خَذَلَهُمْ بَلْ يُضِرُّ اللّه بِذَلِكَ مَنْ كَادَهُمْ وَ خَذَلَهُمْ هُمْ حُجَجُ اللّه فِي أَرْضِهِ وَ شُهَدَاؤُهُ عَلَى خَلْقِهِ (2) مَنْ أَطَاعَهُمْ أَطَاعَ اللّه وَ مَنْ عَصَاهُمْ عَصَى اللّه هُمْ مَعَ الْقُرْآنِ وَ الْقُرْآنُ مَعَهُمْ لَا يُفَارِقُهُمْ وَ لَا يُفَارِقُونَهُ حَتَّى يَرِدُوا عَلَيَّ حَوْضِي وَ أَوَّلُ الْأَئِمَّةِ أَخِي عَلِيٌّ خَيْرُهُمْ ثُمَّ ابْنِي حَسَنٌ ثُمَّ ابْنِي حُسَيْنٌ ثُمَّ تِسْعَةٌ مِنْ وُلْدِ الْحُسَيْنِ وَ ذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ
13- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ يُونُسَ الْمَوْصِلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رَبَاحٍ الزُّهْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحِمْيَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَيُّوبَ (3) عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ عَمْرٍو الْخَثْعَمِيِّ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) مَا مَعْنَى قَوْلِ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ- بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَ أَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً (4) قَالَ لِي إِنَّ اللّه خَلَقَ السَّنَةَ اثْنَيْ عَشَرَ شَهْراً وَ جَعَلَ اللَّيْلَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَاعَةً (5) وَ جَعَلَ النَّهَارَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَاعَةً وَ مِنَّا اثْنَيْ عَشَرَ مُحَدَّثاً وَ كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) مِنْ تِلْكَ السَّاعَاتِ
ص: 84
14- وَ بِهِ (1) عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ ثَابِتِ بْنِ شُرَيْحٍ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ الْبَاقِرَ (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) (2) يَقُولُ مِنَّا اثْنَا عَشَرَ مُحَدَّثاً
15- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللّه قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْخَطَّابِ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ الْكَلْبِيِّ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي السَّائِبِ (3) قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّه جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) اللَّيْلُ اثْنَتَا عَشْرَةَ سَاعَةً وَ النَّهَارُ اثْنَتَا عَشْرَةَ سَاعَةً وَ الشُّهُورُ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً وَ الْأَئِمَّةُ اثْنَا عَشَرَ إِمَاماً وَ النُّقَبَاءُ اثْنَا عَشَرَ نَقِيباً وَ إِنَّ عَلِيّاً سَاعَةٌ مِنَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَاعَةً وَ هُوَ قَوْلُ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ- بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَ أَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً
16- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ (4) قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْعَطَّارُ بِقُمَّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ الرَّازِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْكُوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ زَيْدٍ الشَّحَّامِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) وَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ الرَّازِيُّ (5) وَ حَدَّثَنَا بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْكُوفِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ زَيْدٍ الشَّحَّامِ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَيُّهُمَا أَفْضَلُ الْحَسَنُ أَوِ الْحُسَيْنُ قَالَ إِنَّ فَضْلَ أَوَّلِنَا يَلْحَقُ فَضْلَ آخِرِنَا وَ فَضْلَ آخِرِنَا يَلْحَقُ فَضْلَ أَوَّلِنَا (6) فَكُلٌّ لَهُ فَضْلٌ قَالَ قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَسِّعْ عَلَيَ
ص: 85
فِي الْجَوَابِ فَإِنِّي وَ اللّه مَا أَسْأَلُكَ إِلَّا مُرْتَاداً (1) فَقَالَ نَحْنُ مِنْ شَجَرَةٍ بَرَأَنَا اللّه مِنْ طِينَةٍ وَاحِدَةٍ فَضْلُنَا مِنَ اللّه وَ عِلْمُنَا مِنْ عِنْدِ اللّه وَ نَحْنُ أُمَنَاءُ اللّه عَلَى خَلْقِهِ وَ الدُّعَاةُ إِلَى دِينِهِ وَ الْحُجَّابُ فِيمَا بَيْنَهُ وَ بَيْنَ خَلْقِهِ أَزِيدُكَ يَا زَيْدُ قُلْتُ نَعَمْ فَقَالَ خَلْقُنَا وَاحِدٌ وَ عِلْمُنَا وَاحِدٌ وَ فَضْلُنَا وَاحِدٌ وَ كُلُّنَا وَاحِدٌ عِنْدَ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ فَقُلْتُ أَخْبِرْنِي بِعِدَّتِكُمْ فَقَالَ نَحْنُ اثْنَا عَشَرَ هَكَذَا حَوْلَ عَرْشِ رَبِّنَا جَلَّ وَ عَزَّ فِي مُبْتَدَإِ خَلْقِنَا أَوَّلُنَا مُحَمَّدٌ وَ أَوْسَطُنَا مُحَمَّدٌ وَ آخِرُنَا مُحَمَّدٌ
17- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْعَطَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ الرَّازِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ فُضَيْلٍ الرَّسَّانِ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَاقِرِ (عَلَيهِما السَّلَامُ) ذَاتَ يَوْمٍ فَلَمَّا تَفَرَّقَ مَنْ كَانَ عِنْدَهُ قَالَ لِي يَا أَبَا حَمْزَةَ مِنَ الْمَحْتُومِ الَّذِي لَا تَبْدِيلَ لَهُ عِنْدَ اللّه قِيَامُ قَائِمِنَا فَمَنْ شَكَّ فِيمَا أَقُولُ لَقِيَ اللّه سُبْحَانَهُ وَ هُوَ بِهِ كَافِرٌ وَ لَهُ جَاحِدٌ ثُمَّ قَالَ بِأَبِي وَ أُمِّي الْمُسَمَّى بِاسْمِي وَ الْمُكَنَّى بِكُنْيَتِي (2) السَّابِعُ مِنْ بَعْدِي بِأَبِي مَنْ يَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا وَ قِسْطاً كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً ثُمَّ قَالَ يَا أَبَا حَمْزَةَ مَنْ أَدْرَكَهُ فَلَمْ يُسَلِّمْ لَهُ فَمَا سَلَّمَ لِمُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) وَ قَدْ حَرَّمَ اللّه عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَ مَأْواهُ النَّارُ- وَ بِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ
و أوضح من هذا بحمد اللّه و أنور و أبين و أزهر لمن هداه اللّه و أحسن إليه قول اللّه عز و جل في محكم كتابه- إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللّه اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللّه يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ (3) و معرفة الشهور المحرم و صفر و ربيع و ما بعده و الحرم
ص: 86
منها هي رجب و ذو القعدة و ذو الحجة و المحرم لا تكون دينا قيما لأن اليهود و النصارى و المجوس و سائر الملل و الناس جميعا من الموافقين و المخالفين يعرفون هذه الشهور و يعدونها بأسمائها و إنما هم الأئمة (عَلَيهِم السَّلَامُ) و القوامون بدين اللّه و الحرم منها أمير المؤمنين علي الذي اشتق اللّه تعالى له اسما من اسمه العلي كما اشتق لرسوله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) اسما من اسمه المحمود و ثلاثة من ولده أسماؤهم علي علي بن الحسين و علي بن موسى و علي بن محمد فصار لهذا الاسم المشتق من اسم اللّه عز و جل حرمة به و صلوات اللّه على محمد و آله المكرمين المتحرمين به
18- أَخْبَرَنَا سَلَامَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ (1) قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْمَعْرُوفُ بِالْحَاجِيُّ (2) قَالَ حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ الْقَاسِمِ الْعَلَوِيُّ الْعَبَّاسِيُّ الرَّازِيُّ (3) قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَسَنِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ كَثِيرٍ (4) قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ مُوسَى الْأَسَدِيُّ عَنْ دَاوُدَ بْنِ كَثِيرٍ الرَّقِّيِّ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللّه جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (عَلَيهِما السَّلَامُ) بِالْمَدِينَةِ فَقَالَ لِي مَا الَّذِي أَبْطَأَ بِكَ يَا دَاوُدُ عَنَّا فَقُلْتُ حَاجَةٌ عَرَضَتْ بِالْكُوفَةِ فَقَالَ مَنْ خَلَّفْتَ بِهَا فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ خَلَّفْتُ بِهَا عَمَّكَ زَيْداً تَرَكْتُهُ رَاكِباً عَلَى فَرَسٍ مُتَقَلِّداً سَيْفاً (5) يُنَادِي بِأَعْلَى صَوْتِهِ سَلُونِي سَلُونِي قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِي فَبَيْنَ جَوَانِحِي عِلْمٌ جَمٌّ قَدْ عَرَفْتُ النَّاسِخَ مِنَ الْمَنْسُوخِ وَ الْمَثَانِيَ وَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ وَ إِنِّي الْعَلَمُ بَيْنَ اللّه وَ بَيْنَكُمْ فَقَالَ لِي يَا دَاوُدُ لَقَدْ ذَهَبَتْ بِكَ الْمَذَاهِبُ ثُمَّ نَادَى يَا سَمَاعَةَ بْنَ مِهْرَانَ ايتِنِي بِسَلَّةِ الرُّطَبِ فَأَتَاهُ بِسَلَّةٍ فِيهَا رُطَبٌ فَتَنَاوَلَ
ص: 87
مِنْهَا رُطَبَةً فَأَكَلَهَا وَ اسْتَخْرَجَ النَّوَاةَ مِنْ فِيهِ فَغَرَسَهَا فِي الْأَرْضِ فَفَلَقَتْ وَ أَنْبَتَتْ وَ أَطْلَعَتْ وَ أَغْدَقَتْ فَضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَى بُسْرَةٍ مِنْ عَذْقٍ فَشَقَّهَا وَ اسْتَخْرَجَ مِنْهَا رَقّاً أَبْيَضَ فَفَضَّهُ وَ دَفَعَهُ إِلَيَّ وَ قَالَ اقْرَأْهُ فَقَرَأْتُهُ وَ إِذَا فِيهِ سَطْرَانِ السَّطْرُ الْأَوَّلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللّه مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللّه وَ الثَّانِي إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللّه اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللّه يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ عَلِيُّ بْنُ مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ الْخَلَفُ الْحُجَّةُ ثُمَّ قَالَ يَا دَاوُدُ أَ تَدْرِي مَتَى كُتِبَ هَذَا فِي هَذَا قُلْتُ اللّه أَعْلَمُ وَ رَسُولُهُ وَ أَنْتُمْ فَقَالَ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ اللّه آدَمَ بِأَلْفَيْ عَامٍ
19- أَخْبَرَنَا سَلَامَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّيَّارِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ قَالَ وَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللّه الخبائي [الْجُبَّائِيُّ] (1) عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ مَيْمُونٍ الشَّعِيرِيِّ (2) عَنْ زِيَادٍ الْقَنْدِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا إِبْرَاهِيمَ مُوسَى بْنَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (عَلَيهِما السَّلَامُ) يَقُولُ إِنَّ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَ بَيْتاً مِنْ نُورٍ جَعَلَ قَوَائِمَهُ أَرْبَعَةَ أَرْكَانٍ كَتَبَ عَلَيْهَا أَرْبَعَةَ أَسْمَاءٍ (3) تَبَارَكَ وَ سُبْحَانَ وَ الْحَمْدَ وَ اللّه (4) ثُمَّ خَلَقَ مِنَ الْأَرْبَعَةِ أَرْبَعَةً وَ مِنَ الْأَرْبَعَةِ
ص: 88
أَرْبَعَةً (1) ثُمَّ قَالَ جَلَّ وَ عَزَّ- إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللّه اثْنا عَشَرَ شَهْراً
ص: 89
20- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ الرَّازِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ كَثِيرٍ الرَّقِّيِّ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللّه جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (عَلَيهِما السَّلَامُ) جُعِلْتُ فِدَاكَ أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (1) قَالَ نَطَقَ اللّه بِهَا يَوْمَ ذَرَأَ الْخَلْقَ فِي الْمِيثَاقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ الْخَلْقَ بِأَلْفَيْ عَامٍ فَقُلْتُ فَسِّرْ لِي ذَلِكَ فَقَالَ إِنَّ اللّه جَلَّ وَ عَزَّ لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْلُقَ الْخَلْقَ خَلَقَهُمْ مِنْ طِينٍ وَ رَفَعَ لَهُمْ نَاراً فَقَالَ ادْخُلُوهَا فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ دَخَلَهَا مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ وَ تِسْعَةٌ مِنَ الْأَئِمَّةِ إِمَامٌ بَعْدَ إِمَامٍ ثُمَّ أَتْبَعَهُمْ بِشِيعَتِهِمْ فَهُمْ وَ اللّه السَّابِقُونَ
21- حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ عَمَّارٍ الْكُوفِيُّ (2) قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ هِشَامٍ اللُّؤْلُؤِيُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْكَرْخِيِّ (3) قَالَ دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللّه جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (عَلَيهِما السَّلَامُ) فَإِنِّي عِنْدَهُ جَالِسٌ إِذْ دَخَلَ أَبُو الْحَسَنِ مُوسَى وَ هُوَ غُلَامٌ فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَقَبَّلْتُهُ وَ جَلَسْتُ فَقَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَا إِبْرَاهِيمُ أَمَا إِنَّهُ صَاحِبُكَ مِنْ بَعْدِي أَمَا لَيَهْلِكَنَّ فِيهِ أَقْوَامٌ وَ يَسْعَدُ آخَرُونَ فَلَعَنَ اللّه قَاتِلَهُ وَ ضَاعَفَ عَلَى رُوحِهِ الْعَذَابَ أَمَا لَيُخْرِجَنَّ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ صُلْبِهِ خَيْرَ أَهْلِ الْأَرْضِ فِي زَمَانِهِ سَمِيَّ جَدِّهِ وَ وَارِثَ عِلْمِهِ وَ أَحْكَامِهِ وَ قَضَايَاهُ وَ مَعْدِنَ الْإِمَامَةِ وَ رَأْسَ الْحِكْمَةِ يَقْتُلُهُ جَبَّارُ بَنِي فُلَانٍ بَعْدَ عَجَائِبَ طَرِيفَةٍ
ص: 90
حَسَداً لَهُ وَ لَكِنَ اللّه بالِغُ أَمْرِهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ يُخْرِجُ اللّه مِنْ صُلْبِهِ تَكْمِلَةَ اثْنَيْ عَشَرَ إِمَاماً مَهْدِيّاً اخْتَصَّهُمُ اللّه بِكَرَامَتِهِ وَ أَحَلَّهُمْ دَارَ قُدْسِهِ الْمُنْتَظِرُ لِلثَّانِي عَشَرَ الشَّاهِرُ سَيْفَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ كَانَ كَالشَّاهِرِ سَيْفَهُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يَذُبُّ عَنْهُ وَ دَخَلَ رَجُلٌ مِنْ مَوَالِي بَنِي أُمَيَّةَ فَانْقَطَعَ الْكَلَامُ فَعُدْتُ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) إِحْدَى عَشْرَةَ مَرَّةً أُرِيدُ أَنْ يَسْتَتِمَّ الْكَلَامَ فَمَا قَدَرْتُ عَلَى ذَلِكَ فَلَمَّا كَانَ قَابِلُ السَّنَةِ الثَّانِيَةِ دَخَلْتُ عَلَيْهِ وَ هُوَ جَالِسٌ فَقَالَ يَا إِبْرَاهِيمُ هُوَ الْمُفَرِّجُ لِلْكَرْبِ عَنْ شِيعَتِهِ بَعْدَ ضَنْكٍ شَدِيدٍ وَ بَلَاءٍ طَوِيلٍ وَ جَوْرٍ وَ خَوْفٍ فَطُوبَى لِمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ الزَّمَانَ حَسْبُكَ يَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ فَمَا رَجَعْتُ بِشَيْ ءٍ أَسَرَّ إِلَيَّ مِنْ هَذَا لِقَلْبِي وَ لَا أَقَرَّ لِعَيْنِي (1)
22- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللّه الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قِرَاءَةً عَلَيْهِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي قَيْسٍ عَنْ جَعْفَرٍ الرُّمَّانِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ ابْنِ أُخْتِ خَالِدِ بْنِ مَخْلَدٍ الْقَطَوَانِيِّ (2) قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ (عَلَيهمَا السَّلَامُ) أَنَّهُ نَظَرَ إِلَى حُمْرَانَ فَبَكَى ثُمَّ قَالَ يَا حُمْرَانُ عَجَباً لِلنَّاسِ كَيْفَ غَفَلُوا أَمْ نَسُوا أَمْ تَنَاسَوْا فَنَسُوا قَوْلَ رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) حِينَ مَرِضَ فَأَتَاهُ النَّاسُ يَعُودُونَهُ وَ يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ حَتَّى إِذَا غَصَّ بِأَهْلِهِ الْبَيْتُ (3) جَاءَ عَلِيٌّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) فَسَلَّمَ وَ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَتَخَطَّاهُمْ إِلَيْهِ (4) وَ لَمْ يُوَسِّعُوا لَهُ فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ذَلِكَ رَفَعَ مِخَدَّتَهُ (5) وَ قَالَ إِلَيَّ يَا عَلِيُّ فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ ذَلِكَ زَحَمَ
ص: 91
بَعْضُهُمْ بَعْضاً وَ أَفْرَجُوا حَتَّى تَخَطَّاهُمْ وَ أَجْلَسَهُ رَسُولُ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) إِلَى جَانِبِهِ ثُمَّ قَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ هَذَا أَنْتُمْ تَفْعَلُونَ بِأَهْلِ بَيْتِي فِي حَيَاتِي مَا أَرَى فَكَيْفَ بَعْدَ وَفَاتِي وَ اللّه لَا تَقْرُبُونَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي قُرْبَةً إِلَّا قَرُبْتُمْ مِنَ اللّه مَنْزِلَةً وَ لَا تَبَاعَدُونَ عَنْهُمْ خُطْوَةً وَ تُعْرِضُونَ عَنْهُمْ إِلَّا أَعْرَضَ اللّه عَنْكُمْ ثُمَّ قَالَ أَيُّهَا النَّاسُ اسْمَعُوا مَا أَقُولُ لَكُمْ أَلَا إِنَّ الرِّضَا وَ الرِّضْوَانَ وَ الْجَنَّةَ (1) لِمَنْ أَحَبَّ عَلِيّاً وَ تَوَلَّاهُ وَ ائْتَمَّ بِهِ وَ بِفَضْلِهِ وَ بِأَوْصِيَائِي بَعْدَهُ وَ حَقٌّ عَلَى رَبِّي أَنْ يَسْتَجِيبَ لِي فِيهِمْ إِنَّهُمْ اثْنَا عَشَرَ وَصِيّاً وَ مَنْ تَبِعَهُ (2) فَإِنَّهُ مِنِّي إِنِّي مِنْ إِبْرَاهِيمَ وَ إِبْرَاهِيمُ مِنِّي وَ دِينِي دِينُهُ وَ دِينُهُ دِينِي وَ نِسْبَتُهُ نِسْبَتِي وَ نِسْبَتِي نِسْبَتُهُ(3) وَ فَضْلِي فَضْلُهُ وَ أَنَا أَفْضَلُ مِنْهُ وَ لَا فَخْرَ يُصَدِّقُ قَوْلِي قَوْلُ رَبِّي- ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللّه سَمِيعٌ عَلِيمٌ (4).
23- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى الْقُوهِسْتَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا بَدْرُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ بَدْرٍ الْأَنْمَاطِيُّ فِي سُوقِ اللَّيْلِ بِمَكَّةَ وَ كَانَ شَيْخاً نَفِيساً مِنْ إِخْوَانِنَا الْفَاضِلِينَ وَ كَانَ مِنْ أَهْلِ قَزْوِينَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَ سِتِّينَ وَ مِائَتَيْنِ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي إِسْحَاقُ بْنُ بَدْرٍ قَالَ حَدَّثَنِي جَدِّي بَدْرُ بْنُ عِيسَى (5) قَالَ سَأَلْتُ أَبِي عِيسَى بْنُ مُوسَى وَ كَانَ رَجُلًا مَهِيباً فَقُلْتُ لَهُ مَنْ أَدْرَكْتَ مِنَ التَّابِعِينَ فَقَالَ مَا أَدْرِي مَا تَقُولُ لِي وَ لَكِنِّي كُنْتُ بِالْكُوفَةِ فَسَمِعْتُ شَيْخاً فِي جَامِعِهَا يَتَحَدَّثُ عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يَقُولُ قَالَ لِي رَسُولُ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يَا عَلِيُّ الْأَئِمَّةُ الرَّاشِدُونَ الْمُهْتَدُونَ
ص: 92
الْمَعْصُومُونَ (1) مِنْ وُلْدِكَ أَحَدَ عَشَرَ إِمَاماً وَ أَنْتَ أَوَّلُهُمْ وَ آخِرُهُمُ اسْمُهُ اسْمِي يَخْرُجُ فَيَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَ ظُلْماً يَأْتِيهِ الرَّجُلُ وَ الْمَالُ كُدْسٌ فَيَقُولُ يَا مَهْدِيُّ أَعْطِنِي فَيَقُولُ خُذْ
24 - حَدَّثَنَا أَبُو الْحَارِثِ عَبْدُ اللّه بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَهْلٍ الطَّبَرَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى الْبَغْدَادِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الرَّقِّيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ اللّه الدَّسْتُوَائِيُّ (2) قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ (3) عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ الْجُعْفِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَاقِرِ (عَلَيهِما السَّلَامُ) عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللّه بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللّه بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) إِنَّ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ أَوْحَى إِلَيَّ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي يَا مُحَمَّدُ مَنْ خَلَّفْتَ فِي الْأَرْضِ فِي أُمَّتِكَ وَ هُوَ أَعْلَمُ بِذَلِكَ قُلْتُ يَا رَبِّ أَخِي قَالَ يَا مُحَمَّدُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ قُلْتُ نَعَمْ يَا رَبِّ قَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنِّي اطَّلَعْتُ إِلَى الْأَرْضِ اطِّلَاعَةً فَاخْتَرْتُكَ مِنْهَا فَلَا أُذْكَرُ حَتَّى تُذْكَرُ مَعِي فَأَنَا الْمَحْمُودُ وَ أَنْتَ مُحَمَّدٌ ثُمَّ إِنِّي اطَّلَعْتُ إِلَى الْأَرْضِ اطِّلَاعَةً أُخْرَى فَاخْتَرْتُ مِنْهَا عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فَجَعَلْتُهُ وَصِيَّكَ فَأَنْتَ سَيِّدُ الْأَنْبِيَاءِ وَ عَلِيٌّ سَيِّدُ الْأَوْصِيَاءِ ثُمَّ شَقَقْتُ لَهُ اسْماً مِنْ أَسْمَائِي فَأَنَا الْأَعْلَى وَ هُوَ عَلِيٌّ يَا مُحَمَّدُ إِنِّي خَلَقْتُ عَلِيّاً وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَيْنَ وَ الْأَئِمَّةَ مِنْ نُورٍ وَاحِدٍ ثُمَّ عَرَضْتُ وَلَايَتَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَمَنْ قَبِلَهَا كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ وَ مَنْ جَحَدَهَا كَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ يَا مُحَمَّدُ لَوْ أَنَّ عَبْداً مِنْ عِبَادِي عَبَدَنِي حَتَّى يَنْقَطِعَ ثُمَّ لَقِيَنِي جَاحِداً
ص: 93
لِوَلَايَتِهِمْ أَدْخَلْتُهُ نَارِي ثُمَّ قَالَ يَا مُحَمَّدُ أَ تُحِبُّ أَنْ تَرَاهُمْ فَقُلْتُ نَعَمْ فَقَالَ تَقَدَّمْ أَمَامَكَ فَتَقَدَّمْتُ أَمَامِي فَإِذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ وَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ وَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ وَ عَلِيُّ بْنُ مُوسَى وَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ وَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ وَ الْحُجَّةُ الْقَائِمُ كَأَنَّهُ الْكَوْكَبُ الدُّرِّيُّ فِي وَسْطِهِمْ فَقُلْتُ يَا رَبِّ مَنْ هَؤُلَاءِ قَالَ هَؤُلَاءِ الْأَئِمَّةُ وَ هَذَا الْقَائِمُ مُحَلِّلٌ حَلَالِي وَ مُحَرِّمٌ حَرَامِي وَ يَنْتَقِمُ مِنْ أَعْدَائِي يَا مُحَمَّدُ أَحْبِبْهُ فَإِنِّي أُحِبُّهُ وَ أُحِبُّ مَنْ يُحِبُّهُ
25- وَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْكُلَيْنِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ غَزْوَانَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ (عَلَيهِما السَّلَامُ) قَالَ يَكُونُ تِسْعَةُ أَئِمَّةٍ بَعْدَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ تَاسِعُهُمْ قَائِمُهُمْ
26- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَمُّونٍ عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَصَمِّ عَنْ كَرَّامٍ (1) قَالَ حَلَفْتُ فِيمَا بَيْنِي وَ بَيْنَ نَفْسِي (2) أَلَّا آكُلَ طَعَاماً بِنَهَارٍ أَبَداً حَتَّى يَقُومَ قَائِمُ آلِ مُحَمَّدٍ فَدَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) فَقُلْتُ لَهُ رَجُلٌ مِنْ شِيعَتِكَ جَعَلَ للّه عَلَيْهِ أَلَّا يَأْكُلَ طَعَاماً بِنَهَارٍ أَبَداً حَتَّى يَقُومَ قَائِمُ آلِ مُحَمَّدٍ فَقَالَ صُمْ يَا كَرَّامُ وَ لَا تَصُمِ الْعِيدَيْنِ وَ لَا ثَلَاثَةَ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ(3) وَ لَا إِذَا كُنْتَ مُسَافِراً (4) فَإِنَّ الْحُسَيْنَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) لَمَّا قُتِلَ عَجَّتِ
ص: 94
السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ وَ مَنْ عَلَيْهِمَا وَ الْمَلَائِكَةُ (1) فَقَالُوا يَا رَبَّنَا أَ تَأْذَنُ لَنَا (2)فِي هَلَاكِ الْخَلْقِ حَتَّى نَجُذَّهُمْ مِنْ جَدِيدِ الْأَرْضِ بِمَا اسْتَحَلُّوا حُرْمَتَكَ (3)وَ قَتَلُوا صَفْوَتَكَ فَأَوْحَى اللّه إِلَيْهِمْ يَا مَلَائِكَتِي وَ يَا سَمَائِي وَ يَا أَرْضِي اسْكُنُوا ثُمَّ كَشَفَ حِجَاباً مِنَ الْحُجُبِ فَإِذَا خَلْفَهُ مُحَمَّدٌ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَ اثْنَا عَشَرَ وَصِيّاً لَهُ فَأَخَذَ بِيَدِ فُلَانٍ مِنْ بَيْنِهِمْ (4)فَقَالَ يَا مَلَائِكَتِي وَ يَا سَمَاوَاتِي وَ يَا أَرْضِي بِهَذَا أَنْتَصِرُ مِنْهُمْ لِهَذَا قَالَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ (5) وَ جَاءَ فِي غَيْرِ رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ الْكُلَيْنِيِّ بِهَذَا أَنْتَصِرُ مِنْهُمْ وَ لَوْ بَعْدَ حِينٍ
27- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ الْهِلَالِيِّ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللّه بْنَ جَعْفَرٍ الطَّيَّارَ يَقُولُ كُنَّا عِنْدَ مُعَاوِيَةَ أَنَا وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ وَ عَبْدُ اللّه بْنُ عَبَّاسٍ وَ عُمَرُ ابْنُ أُمِّ سَلَمَةَ (6) وَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ فَجَرَى بَيْنِي
ص: 95
وَ بَيْنَ مُعَاوِيَةَ كَلَامٌ فَقُلْتُ لِمُعَاوِيَةَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يَقُولُ أَنَا أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ثُمَّ أَخِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ فَإِذَا اسْتُشْهِدَ عَلِيٌّ فَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ثُمَّ ابْنِيَ الْحُسَيْنُ مِنْ بَعْدِهِ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ فَإِذَا اسْتُشْهِدَ فَابْنُهُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ سَتُدْرِكُهُ يَا عَلِيُّ (1) ثُمَّ ابْنُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ سَتُدْرِكُهُ يَا حُسَيْنُ (2) ثُمَّ تُكَمِّلُهُ اثْنَيْ عَشَرَ إِمَاماً تِسْعَةً مِنْ وُلْدِ الْحُسَيْنِ (3) قَالَ عَبْدُ اللّه بْنُ جَعْفَرٍ فَاسْتَشْهَدْتُ الْحَسَنَ وَ الْحُسَيْنَ وَ عَبْدَ اللّه بْنَ عَبَّاسٍ وَ عُمَرَ ابْنَ أُمِّ سَلَمَةَ (4) وَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ فَشَهِدُوا قَالَ سُلَيْمٌ وَ قَدْ سَمِعْتُ ذَلِكَ مِنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ وَ الْمِقْدَادِ وَ أَبِي ذَرٍّ وَ ذَكَرُوا أَنَّهُمْ سَمِعُوا ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ).
28- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ جَعْفَرٍ الْحِمْيَرِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ عُبَيْدِ بْنِ يَقْطِينٍ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ يَحْيَى الْحَلَبِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ كُنْتُ مَعَ أَبِي بَصِيرٍ وَ مَعَنَا مَوْلًى لِأَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ (عَلَيهِما السَّلَامُ) فَقَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَقُولُ مِنَّا اثْنَا عَشَرَ مُحَدَّثاً السَّابِعُ مِنْ بَعْدِي وَلَدِيَ الْقَائِمُ فَقَامَ
ص: 96
إِلَيْهِ أَبُو بَصِيرٍ فَقَالَ أَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَقُولُهُ مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً
و قال أبو الحسن الشجاعي رحمه اللّه هذان الحديثان مما استدركهما أبو عبد اللّه رحمه اللّه بعد فراغه و نسخي الكتاب
29- أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ ابْنُ عُقْدَةَ الْكُوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ قَيْسِ بْنِ رُمَّانَةَ الْأَشْعَرِيُّ (1) مِنْ كِتَابِهِ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مِهْزَمٍ قَالَ حَدَّثَنَا خَاقَانُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْخَزَّازُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى الْمَدَنِيِّ (2) عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ رَبِيبِ رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ قَالَ قَالا شَهِدْنَا الصَّلَاةَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ حِينَ مَاتَ فَبَيْنَمَا نَحْنُ قُعُودٌ حَوْلَ عُمَرَ وَ قَدْ بُويِعَ إِذْ جَاءَهُ فَتًى يَهُودِيٌّ مِنْ يَهُودِ الْمَدِينَةِ كَانَ أَبُوهُ عَالِمَ الْيَهُودِ بِالْمَدِينَةِ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ مَنْ وُلْدِ هَارُونَ فَسَلَّمَ عَلَى عُمَرَ وَ قَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَيُّكُمْ أَعْلَمُ بِكِتَابِكُمْ وَ سَنَةِ نَبِيِّكُمْ فَقَالَ عُمَرُ هَذَا وَ أَشَارَ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) وَ قَالَ هَذَا أَعْلَمُنَا بِكِتَابِنَا وَ سُنَّةِ نَبِيِّنَا فَقَالَ الْفَتَى أَخْبِرْنِي أَ أَنْتَ كَذَا قَالَ نَعَمْ سَلْنِي عَنْ حَاجَتِكَ فَقَالَ إِنِّي أَسْأَلُكَ عَنْ ثَلَاثٍ وَ ثَلَاثٍ وَ وَاحِدَةٍ قَالَ عَلِيٌّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَ فَلَا تَقُولُ أَسْأَلُكَ عَنْ سَبْعٍ فَقَالَ الْفَتَى لَا وَ لَكِنْ أَسْأَلُكَ عَنِ الثَّلَاثِ فَإِنْ أَصَبْتَ فِيهِنَّ سَأَلْتُكَ عَنِ الثَّلَاثِ الْأُخَرِ فَإِنْ أَصَبْتَ فِيهِنَّ سَأَلْتُكَ عَنِ الْوَاحِدَةِ فَإِنْ لَمْ تُصِبْ فِي الثَّلَاثِ الْأُوَلِ سَكَتُّ وَ لَمْ أَسْأَلْكَ عَنْ شَيْ ءٍ-
ص: 97
قَالَ لَهُ عَلِيٌّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَا يَهُودِيُّ فَإِنْ أَخْبَرْتُكَ بِالصَّوَابِ وَ بِالْحَقِّ تَعْلَمُ أَنِّي أَخْطَأْتُ أَوْ أَصَبْتُ قَالَ نَعَمْ قَالَ عَلِيٌّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) فَبِاللَّهِ لَئِنْ أَصَبْتُ فِيمَا تَسْأَلُنِي عَنْهُ لَتُسْلِمَنَّ وَ لَتَدَعَنَّ الْيَهُودِيَّةَ قَالَ نَعَمْ لَكَ اللّه عَلَيَّ لَئِنْ أَصَبْتَ لَأُسْلِمَنَّ وَ لَأَدَعَنَّ الْيَهُودِيَّةَ قَالَ فَاسْأَلْ عَنْ حَاجَتِكَ قَالَ أَخْبِرْنِي عَنْ أَوَّلِ حَجَرٍ وُضِعَ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ وَ أَوَّلِ شَجَرَةٍ نَبَتَتْ فِي الْأَرْضِ وَ أَوَّلِ عَيْنٍ أُنْبِعَتْ فِي الْأَرْضِ قَالَ عَلِيٌّ يَا يَهُودِيُّ أَمَّا أَوَّلُ حَجَرٍ وُضِعَ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ فَإِنَّ الْيَهُودَ يَقُولُونَ الصَّخْرَةُ الَّتِي فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَ كَذَبُوا وَ لَكِنَّهُ الْحَجَرُ الْأَسْوَدُ نَزَلَ بِهِ آدَمُ مِنَ الْجَنَّةِ فَوَضَعَهُ فِي الرُّكْنِ وَ الْمُؤْمِنُونَ يَسْتَلِمُونَهُ لِيُجَدِّدُوا الْعَهْدَ وَ الْمِيثَاقَ للّه عَزَّ وَ جَلَّ بِالْوَفَاءِ وَ أَمَّا قَوْلُكَ أَوَّلُ شَجَرَةٍ نَبَتَتْ فِي الْأَرْضِ فَإِنَّ الْيَهُودَ يَقُولُونَ الزَّيْتُونَةُ وَ كَذَبُوا وَ لَكِنَّهَا النَّخْلَةُ الْعَجْوَةُ نَزَلَ بِهَا آدَمُ مِنَ الْجَنَّةِ وَ بِالْفَحْلِ فَأَصْلُ الثَّمَرَةِ كُلِّهَا الْعَجْوَةُ (1) وَ أَمَّا الْعَيْنُ فَإِنَّ الْيَهُودَ يَقُولُونَ بِأَنَّهَا الْعَيْنُ تَحْتَ الصَّخْرَةِ وَ كَذَبُوا وَ لَكِنَّهَا عَيْنُ الْحَيَاةِ الَّتِي لَا يَغْمِسُ فِيهَا مَيِّتٌ إِلَّا حَيَّ وَ هِيَ عَيْنُ مُوسَى الَّتِي نَسِيَ عِنْدَهَا السَّمَكَةَ الْمَمْلُوحَةَ فَلَمَّا مَسَّهَا الْمَاءُ عَاشَتْ وَ انْسَرَبَتْ فِي الْبَحْرِ فَاتَّبَعَهَا مُوسَى وَ فَتَاهَ حِينَ لَقِيَا الْخَضِرَ فَقَالَ الْفَتَى أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ صَدَقْتَ وَ قُلْتَ الْحَقَّ وَ هَذَا كِتَابٌ وَرِثْتُهُ عَنْ آبَائِي إِمْلَاءُ مُوسَى وَ خَطُّ هَارُونَ بِيَدِهِ وَ فِيهِ هَذَا الْخِصَالُ السَّبْعُ وَ اللّه لَئِنْ أَصَبْتَ فِي بَقِيَّةِ السَّبْعِ لَأَدَعَنَّ دِينِي وَ أَتَّبِعَنَّ دِينَكَ فَقَالَ عَلِيٌّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) سَلْ فَقَالَ أَخْبِرْنِي كَمْ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا مِنْ إِمَامِ هُدًى لَا يَضُرُّهُمْ خِذْلَانُ مَنْ خَذَلَهُمْ وَ أَخْبِرْنِي عَنْ مَوْضِعِ مُحَمَّدٍ فِي الْجَنَّةِ أَيُّ مَوْضِعٍ هُوَ وَ كَمْ مَعَ مُحَمَّدٍ فِي مَنْزِلَتِهِ (2) فَقَالَ عَلِيٌّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَا يَهُودِيُّ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ اثْنَا عَشَرَ إِمَاماً مَهْدِيّاً كُلُّهُمْ هَادٍ مَهْدِيٌّ لَا يَضُرُّهُمْ خِذْلَانُ مَنْ خَذَلَهُمْ وَ مَوْضِعُ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فِي أَفْضَلِ مَنَازِلِ جَنَّةِ عَدْنٍ وَ أَقْرَبِهَا مِنَ اللّه وَ أَشْرَفِهَا
ص: 98
وَ أَمَّا الَّذِي مَعَ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فِي مَنْزِلَتِهِ فَالاثْنَا عَشَرَ الْأَئِمَّةُ الْمَهْدِيُّونَ قَالَ الْيَهُودِيُّ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ صَدَقْتَ وَ قُلْتَ الْحَقَّ لَئِنْ أَصَبْتَ فِي الْوَاحِدَةِ كَمَا أَصَبْتَ فِي السِّتَّةِ وَ اللّه لَأُسْلِمَنَّ السَّاعَةَ عَلَى يَدِكَ وَ لَأَدَعَنَّ الْيَهُودِيَّةَ قَالَ لَهُ اسْأَلْ قَالَ أَخْبِرْنِي عَنْ خَلِيفَةِ مُحَمَّدٍ كَمْ يَعِيشُ بَعْدَهُ وَ يَمُوتُ مَوْتاً أَوْ يُقْتَلُ قَتْلًا قَالَ يَعِيشُ بَعْدَهُ ثَلَاثِينَ سَنَةً وَ يُخْضَبُ هَذِهِ مِنْ هَذِهِ وَ أَخَذَ بِلِحْيَتِهِ وَ أَوْمَأَ إِلَى رَأْسِهِ فَقَالَ الْفَتَى أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللّه وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللّه وَ أَنَّكَ خَلِيفَةُ رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) عَلَى الْأُمَّةِ وَ مَنْ تَقَدَّمَ كَانَ مُفْتَرِياً ثُمَّ خَرَجَ
30- وَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ مِنْ كِتَابِهِ وَ قَرَأْتُهُ عَلَيْهِ قَالَ حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمِنْقَرِيُّ(1) عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نَجْرَانَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَلِيٍّ الْبَصْرِيِّ (2) عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْمُؤَدِّبِ عَنْ أَبِيهِ وَ كَانَ مُؤَدِّباً لِبَعْضِ وُلْدِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (عَلَيهِما السَّلَامُ) قَالَ قَالَ لَمَّا تُوُفِّيَ (3) رَسُولُ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) دَخَلَ الْمَدِينَةَ رَجُلٌ مِنْ وُلْدِ دَاوُدَ عَلَى دِينِ الْيَهُودِيَّةِ فَرَأَى السِّكَكَ خَالِيَةً فَقَالَ لِبَعْضِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَا حَالُكُمْ فَقِيلَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فَقَالَ الدَّاوُدِيُّ أَمَا إِنَّهُ تُوُفِّيَ فِي الْيَوْمِ الَّذِي هُوَ فِي كِتَابِنَا ثُمَّ قَالَ فَأَيْنَ النَّاسُ فَقِيلَ لَهُ فِي الْمَسْجِدِ فَأَتَى الْمَسْجِدَ فَإِذَا أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ وَ عُثْمَانُ وَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ وَ النَّاسُ قَدْ غَصَّ الْمَسْجِدُ بِهِمْ فَقَالَ أَوْسِعُوا حَتَّى أَدْخُلَ وَ أَرْشِدُونِي إِلَى الَّذِي خَلَّفَهُ نَبِيُّكُمْ فَأَرْشَدُوهُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ لَهُ إِنَّنِي مِنْ وُلْدِ دَاوُدَ عَلَى دِينِ الْيَهُودِيَّةِ وَ قَدْ
ص: 99
جِئْتُ لِأَسْأَلَ عَنْ أَرْبَعَةِ أَحْرُفٍ فَإِنْ خَبَّرْتَ بِهَا أَسْلَمْتُ فَقَالُوا لَهُ انْتَظِرْ قَلِيلًا وَ أَقْبَلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) مِنْ بَعْضِ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ فَقَالُوا لَهُ عَلَيْكَ بِالْفَتَى فَقَامَ إِلَيْهِ فَلَمَّا دَنَا مِنْهُ قَالَ لَهُ أَنْتَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ أَنْتَ فُلَانُ بْنُ فُلَانِ بْنِ دَاوُدَ قَالَ نَعَمْ فَأَخَذَ عَلِيٌّ يَدَهُ وَ جَاءَ بِهِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ لَهُ الْيَهُودِيُّ إِنِّي سَأَلْتُ هَؤُلَاءِ عَنْ أَرْبَعَةِ أَحْرُفٍ فَأَرْشَدُونِي إِلَيْكَ لِأَسْأَلَكَ قَالَ اسْأَلْ قَالَ مَا أَوَّلُ حَرْفٍ كَلَّمَ اللّه بِهِ نَبِيَّكُمْ لَمَّا أُسْرِيَ بِهِ وَ رَجَعَ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ وَ خَبِّرْنِي عَنِ الْمَلَكِ الَّذِي زَحَمَ نَبِيَّكُمْ (1) وَ لَمْ يُسَلِّمْ عَلَيْهِ وَ خَبِّرْنِي عَنِ الْأَرْبَعَةِ الَّذِينَ كَشَفَ عَنْهُمْ مَالِكٌ طَبَقاً مِنَ النَّارِ وَ كَلَّمُوا نَبِيَّكُمْ وَ خَبِّرْنِي عَنْ مِنْبَرِ نَبِيِّكُمْ أَيُّ مَوْضِعٍ هُوَ مِنَ الْجَنَّةِ قَالَ عَلِيٌّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَوَّلُ مَا كَلَّمَ اللّه بِهِ نَبِيَّنَا (عَلَيهِ السَّلَامُ) قَوْلُ اللّه تَعَالَى- آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ (2) قَالَ لَيْسَ هَذَا أَرَدْتُ قَالَ فَقَوْلُ رَسُولِ اللّه وَ الْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ قَالَ لَيْسَ هَذَا أَرَدْتُ قَالَ اتْرُكِ الْأَمْرَ مَسْتُوراً قَالَ لَتُخْبِرُنِي أَوْ لَسْتَ أَنْتَ هُوَ فَقَالَ أَمَّا إِذْ أَبَيْتَ فَإِنَّ رَسُولَ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) لَمَّا رَجَعَ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ وَ الْحُجُبُ تُرْفَعُ لَهُ قَبْلَ أَنْ يَصِيرَ إِلَى مَوْضِعِ جَبْرَئِيلَ نَادَاهُ مَلَكٌ يَا أَحْمَدُ قَالَ إِنَّ اللّه يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ اقْرَأْ عَلَى السَّيِّدِ الْوَلِيِّ مِنَّا السَّلَامَ فَقَالَ رَسُولُ اللّه مَنِ السَّيِّدُ الْوَلِيُّ فَقَالَ الْمَلَكُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَالَ الْيَهُودِيُّ صَدَقْتَ وَ اللّه إِنِّي لَأَجِدُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ أَبِي فَقَالَ عَلِيٌّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَمَّا الْمَلَكُ الَّذِي زَحَمَ رَسُولَ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فَمَلَكُ الْمَوْتِ جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ جَبَّارٍ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا قَدْ تَكَلَّمَ بِكَلَامٍ عَظِيمٍ فَغَضِبَ اللّه فَزَحَمَ رَسُولَ اللّه وَ لَمْ يَعْرِفْهُ فَقَالَ جَبْرَئِيلُ يَا مَلَكَ الْمَوْتِ هَذَا رَسُولُ اللّه أَحْمَدُ حَبِيبُ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فَرَجَعَ إِلَيْهِ فَلَصِقَ بِهِ وَ اعْتَذَرَ وَ قَالَ يَا رَسُولَ اللّه إِنِّي أَتَيْتُ مَلِكاً جَبَّاراً قَدْ تَكَلَّمَ بِكَلَامٍ عَظِيمٍ فَغَضِبْتُ وَ لَمْ أَعْرِفْكَ فَعَذَّرَهُ
ص: 100
وَ أَمَّا الْأَرْبَعَةُ الَّذِينَ كَشَفَ عَنْهُمْ مَالِكٌ طَبَقاً مِنَ النَّارِ فَإِنَّ رَسُولَ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) مَرَّ بِمَالِكٍ وَ لَمْ يَضْحَكْ مُنْذُ خُلِقَ قَطُّ فَقَالَ لَهُ جَبْرَئِيلُ يَا مَالِكُ هَذَا نَبِيُّ الرَّحْمَةِ مُحَمَّدٌ فَتَبَسَّمَ فِي وَجْهِهِ وَ لَمْ يَتَبَسَّمْ لِأَحَدٍ غَيْرِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) مُرْهُ أَنْ يَكْشِفَ طَبَقاً مِنَ النَّارِ فَكَشَفَ فَإِذَا قَابِيلُ وَ نُمْرُودُ وَ فِرْعَوْنُ وَ هَامَانُ فَقَالُوا يَا مُحَمَّدُ اسْأَلْ رَبَّكَ أَنْ يَرُدَّنَا إِلَى دَارِ الدُّنْيَا حَتَّى نَعْمَلَ صَالِحاً فَغَضِبَ جَبْرَئِيلُ فَقَالَ بِرِيشَةٍ(1) مِنْ رِيشِ جَنَاحِهِ فَرَدَّ عَلَيْهِمْ طَبَقَ النَّارِ وَ أَمَّا مِنْبَرُ رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فَإِنَّ مَسْكَنَ رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) جَنَّةُ عَدْنٍ وَ هِيَ جَنَّةٌ خَلَقَهَا اللّه بِيَدِهِ وَ مَعَهُ فِيهَا اثْنَا عَشَرَ وَصِيّاً وَ فَوْقَهَا قُبَّةٌ يُقَالُ لَهَا قُبَّةُ الرِّضْوَانِ وَ فَوْقَ قُبَّةِ الرِّضْوَانِ مَنْزِلٌ يُقَالُ لَهُ الْوَسِيلَةُ وَ لَيْسَ فِي الْجَنَّةِ مَنْزِلٌ يُشْبِهُهُ وَ هُوَ مِنْبَرُ رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قَالَ الْيَهُودِيُّ صَدَقْتَ وَ اللّه إِنَّهُ لَفِي كِتَابِ أَبِي دَاوُدَ يَتَوَارَثُونَهُ وَاحِدٌ بَعْدَ وَاحِدٍ حَتَّى صَارَ إِلَيَّ ثُمَّ أَخْرَجَ كِتَاباً فِيهِ مَا ذَكَرَهُ مَسْطُوراً بِخَطِّ دَاوُدَ ثُمَّ قَالَ مُدَّ يَدَكَ فَأَنَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللّه وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللّه وَ أَنَّهُ الَّذِي بَشَّرَ بِهِ مُوسَى (عَلَيهِ السَّلَامُ) وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ عَالِمُ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ وَصِيُّ رَسُولِ اللّه قَالَ فَعَلَّمَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ شَرَائِعَ الدِّينِ
فتأملوا يا معشر الشيعة رحمكم اللّه ما نطق به كتاب اللّه عز و جل و ما جاء عن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) و عن أمير المؤمنين و الأئمة (عَلَيهِم السَّلَامُ) واحد بعد واحد في ذكر الأئمة الاثني عشر و فضلهم و عدتهم من طرق رجال الشيعة الموثقين عند الأئمة فانظروا إلى اتصال ذلك و وروده متواترا فإن تأمل ذلك يجلو القلوب من العمى و ينفي الشك و يزيل الارتياب عمن أراد اللّه به الخير و وفقه لسلوك طريق الحق و لم يجعل لإبليس على نفسه سبيلا بالإصغاء إلى زخارف المموهين و فتنة المفتونين و ليس بين جميع الشيعة ممن حمل العلم و رواه عن الأئمة (عَلَيهِم السَّلَامُ) خلاف في أن كتاب سليم بن قيس الهلالي أصل من أكبر كتب الأصول التي رواها أهل العلم من حملة حديث
ص: 101
أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) و أقدمها لأن جميع ما اشتمل عليه هذا الأصل إنما هو عن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) و أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) و المقداد و سلمان الفارسي و أبي ذر و من جرى مجراهم ممن شهد رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) و أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) و سمع منهما و هو من الأصول التي ترجع الشيعة إليها و يعول عليها و إنما أوردنا بعض ما اشتمل عليه الكتاب و غيره من وصف رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) الأئمة الاثني عشر و دلالته عليهم و تكريره ذكر عدتهم و قوله
إِنَّ الْأَئِمَّةَ مِنْ وُلْدِ الْحُسَيْنِ تِسْعَةٌ تَاسِعُهُمْ قَائِمُهُمْ ظَاهِرُهُمْ بَاطِنُهُمْ وَ هُوَ أَفْضَلُهُمْ
و في ذلك قطع لكل عذر و زوال لكل شبهة و دفع لدعوى كل مبطل و زخرف كل مبتدع و ضلالة كل مموه و دليل واضح على صحة أمر هذه العدة من الأئمة لا يتهيأ لأحد من أهل الدعاوي الباطلة المنتمين إلى الشيعة و هم منهم براء أن يأتوا على صحة دعاويهم و آرائهم بمثله و لا يجدونه في شي ء من كتب الأصول التي ترجع إليها الشيعة و لا في الروايات الصحيحة- وَ الْحَمْدُ للّه رَبِّ الْعالَمِينَ
فصل في ما روي أن الأئمة اثنا عشر من طريق العامة و ما يدل عليه من القرآن و التوراة (1)
ثم إنا وجدنا أصحاب الحديث من العامة بعد هذا قد رووا في كتبها من طرق شتى ذكر الاثني عشر إماما أوردناها في هذا الباب على حسب ما انتهى إلينا منه زيادة في تأكيد الحجة على المخالفين و الشاكين على أنا لا نعول إلا على رواية الخاصة و لعل كل ما تضمن هذا الباب من الكتاب أن يطرق سمع بعض الناس ممن له عقل و تمييز فيعرف الحق و يعمل به
31- وَ مِنْ ذَلِكَ مَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَلَّانٍ الدُّهْنِيُّ الْبَغْدَادِيُّ بِدِمَشْقَ قَالَ حَدَّثَنَا
ص: 102
أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ (1) قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ قَالَ حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ (2) عَنْ زِيَادِ بْنِ خَيْثَمَةَ عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ سَعِيدٍ الْهَمْدَانِيِّ (3) قَالَ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يَقُولُ يَكُونُ بَعْدِي اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ أَتَتْهُ قُرَيْشٌ فَقَالُوا لَهُ ثُمَّ يَكُونُ مَا ذَا قَالَ ثُمَّ يَكُونُ الْهَرْجُ
32- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ قَالَ حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ وَ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ وَ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (4) كُلُّهُمْ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قَالَ يَكُونُ بَعْدِي اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً ثُمَّ تَكَلَّمَ بِشَيْ ءٍ لَمْ أَفْهَمْهُ فَقَالَ بَعْضُهُمْ سَأَلْتُ الْقَوْمَ فَقَالُوا قَالَ كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ
33- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ(5) قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللّه بْنُ عُمَرَ
ص: 103
قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ (1) عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ ذُكِرَ أَنَّ النَّبِيَّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قَالَ لَا يَزَالُ أَهْلُ هَذَا الدِّينِ يُنْصَرُونَ عَلَى مَنْ نَاوَاهُمْ إِلَى اثْنَيْ عَشَرَ خَلِيفَةً فَجَعَلَ النَّاسُ يَقُومُونَ وَ يَقْعُدُونَ وَ تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ لَمْ أَفْهَمْهَا فَقُلْتُ لِأَبِي أَوْ آخَرَ أَيَّ شَيْ ءٍ قَالَ قَالَ فَقَالَ كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ
34- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ قَالَ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مُعِينٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بْنُ صَالِحٍ قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ (2) عَنْ
ص: 104
خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ سَيْفٍ (1) قَالَ كُنَّا عِنْدَ شُفَيٍّ الْأَصْبَحِيِّ (2) قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللّه بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يَقُولُ يَكُونُ خَلْفِي اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً
35- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ حَدَّثَنَا عَفَّانُ وَ يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ السَّالَحِينِيُّ (3) قَالا حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بْنُ عُثْمَانَ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ (4) قَالَ قَالَ لِي عَبْدُ اللّه بْنُ عَمْرٍو يَا أَبَا الطُّفَيْلِ اعْدُدْ اثْنَيْ عَشَرَ مِنْ بَنِي كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ ثُمَّ يَكُونُ النَّقْفُ وَ النِّقَافُ (5)
ص: 105
36- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ حَدَّثَنَا الْمُقَدَّمِيُّ (1) عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مِقْدَامٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ فِطْرِ بْنِ خَلِيفَةَ عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْوَالِبِيِّ (2) قَالَ حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ سَمُرَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يَقُولُ لَا يَزَالُ هَذَا الْأَمْرُ ظَاهِراً لَا يَضُرُّهُ مَنْ نَاوَاهُ حَتَّى يَكُونَ اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ
37- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ (3) عَنْ مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ (4) عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ
ص: 106
كُنَّا عِنْدَ ابْنِ مَسْعُودٍ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ أَ حَدَّثَكُمْ نَبِيُّكُمْ كَمْ يَكُونُ بَعْدَهُ مِنَ الْخُلَفَاءِ فَقَالَ نَعَمْ وَ مَا سَأَلَنِي عَنْهَا أَحَدٌ قَبْلَكَ فَإِنَّكَ لَأَحْدَثُ الْقَوْمِ سِنّاً سَمِعْتُهُ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يَقُولُ يَكُونُ بَعْدِي عِدَّةُ نُقَبَاءِ مُوسَى (عَلَيهِ السَّلَامُ)
38- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ (1) قَالَ حَدَّثَنَا فِطْرٌ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْوَالِبِيُّ قَالَ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ السُّوَائِيَّ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) لَا يَضُرُّ هَذَا الدِّينَ مَنْ نَاوَاهُ حَتَّى يَمْضِيَ اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ
و الروايات في هذا المعنى من طرق العامة كثيرة (2) تدل على أن مراد رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ذكر الاثني عشر و أنهم خلفاؤه و في قوله في آخر الحديث الأول ثم الهرج أدل دليل على ما جاءت به الروايات متصلة من وقوع الهرج بعد مضي القائم (عَلَيهِ السَّلَامُ) خمسين سنة و على أن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) لم يرد بذكره الاثني عشر خليفة إلا الأئمة الذين هم خلفاؤه إذ كان قد مضى من عدد الملوك الذين ملكوا بعده منذ كون أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) إلى هذا الوقت أكثر من اثني عشر و اثني عشر-
ص: 107
فإنما معنى قول رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) في الاثني عشر النص على الأئمة الاثني عشر الخلفاء الذين هم مع القرآن و القرآن معهم لا يفارقونه حتى يردوا عليه حوضه.
و الحمد للّه على إظهار حجة الحق و إقامته على البراهين النيرة حمدا يكافئ نعمه و له الشكر على طيب المولد و الهداية إلى نوره بما يستحق من الشكر أبدا حتى يرضى.
و يزيد بإذن اللّه تعالى هذا الباب دلالة و برهانا و توكيدا تجب به الحجة على كل مخالف معاند و شاك و متحير بذكر ما ندب إليه في التوراة و غيرها من ذكر الأئمة الاثني عشر (عَلَيهِم السَّلَامُ) ليعلم القارئ لهذا الكتاب أن الحق كلما شرح أضاءت سرجه و زهرت مصابيحه و بهر نوره
فمما ثبت في التوراة مما يدل على الأئمة الاثني عشر (عَلَيهِم السَّلَامُ) ما ذكره في السفر الأول فيها من قصة إسماعيل بعد انقضاء قصة سارة و ما خاطب اللّه تعالى به إبراهيم (عَلَيهِ السَّلَامُ) في أمرها و ولدها قوله عز و جل و قد أجبت دعاءك في إسماعيل و قد سمعتك ما باركته و سأكثره جدا جدا و سيلد اثني عشر عظيما أجعلهم أئمة كشعب عظيم
أقرأني عبد الحليم بن الحسين السمري رحمه اللّه ما أملاه عليه رجل من اليهود بأرجان (1) يقال له الحسين بن سليمان من علماء اليهود بها (2) من أسماء الأئمة (عَلَيهِم السَّلَامُ) بالعبرانية و عدتهم و قد أثبته على لفظه و كان فيما قرأه أنه يبعث من ولد إسماعيل في التوراة أشموعيل يسمى مامد (3) يعني محمدا (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يكون سيدا و يكون من آله اثنا عشر رجلا أئمة و سادة يقتدى بهم و أسماؤهم تقوبيت قيذوا ذبيرا مفسورا مسموعا دوموه مثبو هذار يثمو بطور نوقس قيدموا(4).
ص: 108
و سئل هذا اليهودي عن هذه الأسماء في أي سورة هي فذكر أنها في مشلى سليمان يعني في قصة سليمان (عَلَيهِ السَّلَامُ) و قرأ منها أيضا قوله و ليشمعيل شمعتيخا هنيي برختي أوتو و هيفريتي أوتو و هيريتي أتو بمئدمئد شنيم عاسار نسيئيم يولد ونتتيو لغوي غادل.
و قال تفسير هذا الكلام أنه يخرج من صلب إسماعيل ولد مبارك عليه صلاتي و عليه رحمتي يلد من آله اثنا عشر رجلا يرتفعون و يبجلون (1) و يرتفع اسم هذا الرجل و يجل و يعلو ذكره
و قرأ هذا الكلام و التفسير على موسى بن عمران بن زكريا اليهودي فصححه و قال فيه إسحاق بن إبراهيم بن بختويه اليهودي الفسوي مثل ذلك و قال سليمان بن داود النوبنجاني مثل ذلك فما بعد شهادة كتاب اللّه عز و جل و رواية الشيعة عن نبيها و أئمتها و رواية العامة من طرقها عن رجالها و شهادة الكتب المتقدمة و أهلها بصحة أمر الأئمة الاثني عشر لمسترشد مرتاد طالب أو معاند جاحد من حجة تجب و برهان يظهر و حق يلزم أن
ص: 109
في هذا كفاية و مقنعا و معتبرا و دليلا و برهانا لمن هداه اللّه إلى نوره و دله على دينه الذي ارتضاه و أكرم به أولياءه و حرمه أعداءه بمعاندتهم من اصطفاه و إيثار كل امرئ هواه و إقامته عقله إماما و هاديا و مرشدا دون الأئمة الهادين الذين ذكرهم اللّه في كتابه لنبيه ص- إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (1) في كل زمان إمام يهدي به اللّه من اتبعه و اقتدى به دون من خالفه و جحده و اعتمد على عقله و رأيه و قياسه و أنه موكول إليها بإيثاره لها جعلنا اللّه بما يرتضيه عاملين و بحججه معتصمين و لهم متبعين و لقولهم مسلمين و إليهم رادين و منهم مستنبطين و عنهم آخذين و معهم محشورين و في مداخلهم مدخلين إنه جواد كريم
39- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنُ عُقْدَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَزْدِيِّ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ إِحْدَى وَ ثَمَانِينَ وَ مِائَتَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الطَّوِيلُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سَيْرٍ (2) عَنْ مُوسَى بْنِ بَكْرٍ الْوَاسِطِيِّ عَنِ الْفُضَيْلِ (3) عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) فِي قَوْلِهِ إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ قَالَ كُلُّ إِمَامٍ هَادٍ لِلْقَرْنِ الَّذِي هُوَ فِيهِمْ(4).
40- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنُ عُقْدَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَزْدِيُّ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ إِحْدَى وَ سِتِّينَ (5) وَ مِائَتَيْنِ قَالَ
ص: 110
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ رِبَاطٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْقَصِيرِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ (عَلَيهِما السَّلَامُ) فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى- إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ قَالَ رَسُولُ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) الْمُنْذِرُ وَ عَلِيٌّ الْهَادِي أَمَا وَ اللّه مَا ذَهَبَتْ مِنَّا وَ مَا زَالَتْ فِينَا إِلَى السَّاعَةِ
باب 5 دما روي فيمن ادعى الإمامة و من زعم أنه إمام و ليس بإمام و أن كل راية ترفع قبل قيام القائم فصاحبها طاغوت
1- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ ابْنُ عُقْدَةَ قَالَ حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمِنْقَرِيُّ قَالَ أَخْبَرَنِي شَيْخٌ بِمِصْرَ يُقَالُ لَهُ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ عَنْ يُونُسَ بْنِ ظَبْيَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) فِي قَوْلِ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ- وَ يَوْمَ الْقِيامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللّه وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَ لَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ (1) قَالَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ إِمَامٌ وَ لَيْسَ بِإِمَامٍ
2- وَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْأَشْعَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ زُرَارَةَ عَنْ مَرْزُبَانَ الْقُمِّيِّ عَنْ عِمْرَانَ الْأَشْعَرِيِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (عَلَيهِما السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ ثَلَاثَةٌ لا يَنْظُرُ اللّه إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَ لا يُزَكِّيهِمْ وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ إِمَامٌ وَ لَيْسَ بِإِمَامٍ وَ مَنْ زَعَمَ فِي إِمَامٍ حَقٍ
ص: 111
أَنَّهُ لَيْسَ بِإِمَامٍ وَ هُوَ إِمَامٌ وَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ لَهُمَا فِي الْإِسْلَامِ نَصِيباً
3- وَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي دَاوُدَ الْمُسْتَرِقِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ الصَّائِغِ عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَقُولُ ثَلَاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللّه يَوْمَ الْقِيامَةِ وَ لا يُزَكِّيهِمْ وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (1)مَنِ ادَّعَى مِنَ اللّه إِمَامَةً لَيْسَتْ لَهُ وَ مَنْ جَحَدَ إِمَاماً مِنَ اللّه وَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ لَهُمَا فِي الْإِسْلَامِ نَصِيباً
4- وَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْسُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بْنُ جَبَلَةَ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَيْمَنَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ تَمَّامٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) إِنَّ فُلَاناً يُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ اضْمَنْ لِيَ الشَّفَاعَةَ فَقَالَ أَ مِنْ مَوَالِينَا قُلْتُ نَعَمْ قَالَ أَمْرُهُ أَرْفَعُ مِنْ ذَلِكَ قَالَ قُلْتُ إِنَّهُ رَجُلٌ يُوَالِي عَلِيّاً وَ لَمْ يَعْرِفْ مَنْ بَعْدَهُ مِنَ الْأَوْصِيَاءِ قَالَ ضَالٌّ قُلْتُ أَقَرَّ بِالْأَئِمَّةِ جَمِيعاً وَ جَحَدَ الْآخِرَ قَالَ هُوَ كَمَنْ أَقَرَّ بِعِيسَى وَ جَحَدَ بِمُحَمَّدٍ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) أَوْ أَقَرَّ بِمُحَمَّدٍ وَ جَحَدَ بِعِيسَى نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ جَحْدِ حُجَّةٍ مِنْ حُجَجِهِ
فليحذر من قرأ هذا الحديث و بلغه هذا الكتاب أن يجحد إماما من الأئمة أو يهلك نفسه بالدخول في حال تكون منزلته فيها منزلة من جحد محمدا أو عيسى (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) نبوتهما(2)
5- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ ابْنُ عُقْدَةَ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ مِنْ كِتَابِهِ قَالَ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَامِرِ بْنِ رَبَاحٍ الثَّقَفِيُّ عَنْ أَبِي الْمَغْرَاءِ(3)
ص: 112
عَنْ أَبِي سَلَّامٍ عَنْ سَوْرَةَ بْنِ كُلَيْبٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَاقِرِ (عَلَيهِما السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ قَوْلُ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ- وَ يَوْمَ الْقِيامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللّه وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَ لَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ قَالَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ إِمَامٌ وَ لَيْسَ بِإِمَامٍ قُلْتُ وَ إِنْ كَانَ عَلَوِيّاً فَاطِمِيّاً قَالَ وَ إِنْ كَانَ عَلَوِيّاً فَاطِمِيّاً
6- وَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْسُ بْنُ هِشَامٍ النَّاشِرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بْنُ جَبَلَةَ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ قَطْرٍ (1)عَنْ زَيْدٍ الشَّحَّامِ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) هَلْ كَانَ رَسُولُ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يَعْرِفُ الْأَئِمَّةَ (عَلَيهِم السَّلَامُ) قَالَ قَدْ كَانَ نُوحٌ (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَعْرِفُهُمْ الشَّاهِدُ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ- شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً وَ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَ ما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَ مُوسى وَ عِيسى (2) قَالَ شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ يَا مَعْشَرَ الشِّيعَةِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً
7- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ ابْنُ عُقْدَةَ قَالَ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْسُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ جَبَلَةَ عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْمَكْفُوفِ
ص: 113
عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَنْبَغِي لِمَنِ ادَّعَى هَذَا الْأَمْرَ فِي السِّرِّ أَنْ يَأْتِيَ عَلَيْهِ بِبُرْهَانٍ فِي الْعَلَانِيَةِ قُلْتُ وَ مَا هَذَا الْبُرْهَانُ الَّذِي يَأْتِي فِي الْعَلَانِيَةِ قَالَ يُحِلُّ حَلَالَ اللّه وَ يُحَرِّمُ حَرَامَ اللّه وَ يَكُونُ لَهُ ظَاهِرٌ يُصَدِّقُ بَاطِنَهُ(1)
8- وَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ يُونُسَ الْمَوْصِلِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقُرَشِيُّ الْمَعْرُوفُ بِالرَّزَّازِ الْكُوفِيِّ (2) قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي سَلَّامٍ عَنْ سَوْرَةَ بْنِ كُلَيْبٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ (عَلَيهِما السَّلَامُ) فِي قَوْلِهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللّه وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَ لَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ قَالَ مَنْ قَالَ إِنِّي إِمَامٌ وَ لَيْسَ بِإِمَامٍ قُلْتُ وَ إِنْ كَانَ عَلَوِيّاً فَاطِمِيّاً قَالَ وَ إِنْ كَانَ عَلَوِيّاً فَاطِمِيّاً قُلْتُ وَ إِنْ كَانَ مِنْ وُلْدِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) قَالَ وَ إِنْ كَانَ مِنْ وُلْدِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (3)وَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي سَلَّامٍ عَنْ سَوْرَةَ بْنِ كُلَيْبٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) مِثْلَهُ سَوَاءً
9- وَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللّه قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رَبَاحٍ الزُّهْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ عِيسَى الْحُسَيْنِيُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَعْيَنَ الْجُهَنِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ (عَلَيهِما السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ كُلُّ رَايَةٍ تُرْفَعُ قَبْلَ رَايَةِ الْقَائِمِ (عَلَيهِ السَّلَامُ) صَاحِبُهَا طَاغُوتٌ
10- وَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ عَنِ ابْنِ رَبَاحٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحِمْيَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ أَيُّوبَ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ عَمْرٍو الْخَثْعَمِيِّ عَنْ أَبَانٍ عَنِ
ص: 114
الْفُضَيْلِ(1) قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّه جَعْفَرٌ (عَلَيهِ السَّلَامُ) مَنِ ادَّعَى مَقَامَنَا يَعْنِي الْإِمَامَةَ (2) فَهُوَ كَافِرٌ أَوْ قَالَ مُشْرِكٌ
11- وَ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْعَطَّارُ بِقُمَّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ الرَّازِيُّ (3)قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْكُوفِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَعْيَنَ الْجُهَنِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ الْبَاقِرَ (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) يَقُولُ كُلُّ رَايَةٍ تُرْفَعُ قَبْلَ قِيَامِ الْقَائِمِ (عَلَيهِ السَّلَامُ) صَاحِبُهَا طَاغُوتٌ
12- وَ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْبَنْدَنِيجِيُّ عَنْ عُبَيْدِ اللّه بْنِ مُوسَى الْعَلَوِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ مُسْكَانَ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَعْيَنَ الْجُهَنِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ الْبَاقِرَ (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) يَقُولُ كُلُّ رَايَةٍ تُرْفَعُ أَوْ قَالَ تَخْرُجُ قَبْلَ قِيَامِ الْقَائِمِ (عَلَيهِ السَّلَامُ) صَاحِبُهَا طَاغُوتٌ
13- وَ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُبَيْدِ اللّه بْنِ مُوسَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّه جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) يَقُولُ مَنْ خَرَجَ يَدْعُو النَّاسَ وَ فِيهِمْ مَنْ هُوَ أَفْضَلُ مِنْهُ فَهُوَ ضَالٌّ مُبْتَدِعٌ(4)وَ مَنِ ادَّعَى الْإِمَامَةَ مِنَ اللّه وَ لَيْسَ بِإِمَامٍ فَهُوَ كَافِرٌ
فما ذا يكون الآن ليت شعري حال من ادعى إمامة إمام ليس من اللّه و لا منصوصا عليه و لا هو من أهل الإمامة و لا هو موضعا لها بعد قولهم (عَلَيهِم السَّلَامُ)
ثَلَاثَةٌ لَا يَنْظُرُ اللّه إِلَيْهِمْ وَ هُمْ مَنِ ادَّعَى أَنَّهُ إِمَامٌ وَ لَيْسَ بِإِمَامٍ وَ مَنْ جَحَدَ إِمَامَةَ إِمَامٍ حَقٍّ وَ مَنْ
ص: 115
زَعَمَ أَنَّ لَهُمَا فِي الْإِسْلَامِ نَصِيباً
و بعد إيجابهم على مدعي هذه المنزلة و المرتبة و على من يدعيها له الكفر و الشرك نعوذ بالله منهما و من العمى و لكن الناس إنما أتوا من قلة الرواية و الدراية عن أهل البيت المطهرين الهادين نسأل اللّه عز و جل الزيادة من فضله و أن لا يقطع عنا مواد إحسانه و علمه و نقول كما أدب اللّه عز و جل نبيه في كتابه ربنا زدنا علما و اجعل ما مننت به علينا مستقرا ثابتا و لا تجعله مستودعا مستعارا برحمتك و طولك
باب - 6 الحديث المروي عن طرق العامة(1)
1- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الدُّهْنِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ كُنَّا عِنْدَ ابْنِ مَسْعُودٍ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ أَ حَدَّثَكُمْ نَبِيُّكُمْ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) كَمْ يَكُونُ بَعْدَهُ مِنَ الْخُلَفَاءِ فَقَالَ نَعَمْ وَ مَا سَأَلَنِي أَحَدٌ قَبْلَكَ وَ إِنَّكَ لَأَحْدَثُ الْقَوْمِ سِنّاً سَمِعْتُهُ يَقُولُ يَكُونُ بَعْدِي عِدَّةُ نُقَبَاءِ مُوسَى (عَلَيهِ السَّلَامُ) (2)
2- وَ رَوَاهُ جَمَاعَةٌ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ (3)وَ عَبْدِ اللّه بْنِ عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ الْأَشَجِّ وَ أَبِي كُرَيْبٍ وَ مَحْمُودِ بْنِ غَيْلَانَ وَ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدٍ قَالُوا جَمِيعاً(4)
ص: 116
حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ مُجَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَبْدِ اللّه بْنِ مَسْعُودٍ فَقَالَ أَ حَدَّثَكُمْ نَبِيُّكُمْ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) كَمْ يَكُونُ بَعْدَهُ مِنَ الْخُلَفَاءِ قَالَ نَعَمْ وَ مَا سَأَلَنِي عَنْهَا أَحَدٌ قَبْلَكَ وَ إِنَّكَ لَأَحْدَثُ الْقَوْمِ سِنّاً قَالَ يَكُونُ بَعْدِي عِدَّةُ نُقَبَاءِ مُوسَى (عَلَيهِ السَّلَامُ)
3- أَبُو كُرَيْبٍ وَ أَبُو سَعِيدٍ (1) قَالا حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ قَالَ حَدَّثَنَا الْأَشْعَثُ (2)عَنْ عَامِرٍ عَنْ عَمِّهِ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ كُنَّا جُلُوساً عِنْدَ عَبْدِ اللّه بْنِ مَسْعُودٍ يُقْرِئُنَا الْقُرْآنَ فَقَالَ رَجُلٌ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ هَلْ سَأَلْتُمْ رَسُولَ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) كَمْ يَمْلِكُ هَذِهِ الْأُمَّةَ مِنْ خَلِيفَةٍ بَعْدَهُ فَقَالَ مَا سَأَلَنِي عَنْهَا أَحَدٌ مُنْذُ قَدِمْتُ الْعِرَاقَ نَعَمْ سَأَلْنَا رَسُولَ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فَقَالَ اثْنَا عَشَرَ عِدَّةُ نُقَبَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ(3)
4- وَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ وَ أَبِي أَحْمَدَ وَ يُوسُفَ بْنِ مُوسَى الْقَطَّانِ وَ
ص: 117
سُفْيَانَ بْنِ وَكِيعٍ (1) قَالُوا حَدَّثَنَا جَرِيرٌ (2) عَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ سَوَّارٍ عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ عَنْ عَمِّهِ قَيْسِ بْنِ عَبْدٍ (3) قَالَ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَأَتَى عَبْدَ اللّه بْنَ مَسْعُودٍ وَ أَصْحَابُهُ عِنْدَهُ فَقَالَ فِيكُمْ عَبْدُ اللّه بْنُ مَسْعُودٍ فَأَشَارُوا إِلَيْهِ قَالَ لَهُ عَبْدُ اللّه قَدْ وَجَدْتَهُ فَمَا حَاجَتُكَ قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ شَيْ ءٍ إِنْ كُنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فَنَبِّئْنَا بِهِ أَ حَدَّثَكُمْ نَبِيُّكُمْ كَمْ يَكُونُ بَعْدَهُ مِنْ خَلِيفَةٍ قَالَ وَ مَا سَأَلَنِي عَنْ هَذَا أَحَدٌ مُنْذُ قَدِمْتُ الْعِرَاقَ نَعَمْ قَالَ الْخُلَفَاءُ بَعْدِي اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً كَعِدَّةِ نُقَبَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ(4)
5- وَ عَنْ مُسَدِّدِ بْنِ مُسْتَوْرِدٍ (5)قَالَ حَدَّثَنِي حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ مُجَالِدٍ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ كُنَّا جُلُوساً إِلَى ابْنِ مَسْعُودٍ بَعْدَ الْمَغْرِبِ وَ هُوَ يُعَلِّمُ الْقُرْآنَ فَسَأَلَهُ رَجُلٌ فَقَالَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَ سَأَلْتَ النَّبِيَّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) كَمْ يَكُونُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ مِنْ خَلِيفَةٍ فَقَالَ مَا سَأَلَنِي عَنْهَا أَحَدٌ مُنْذُ قَدِمْتُ الْعِرَاقَ نَعَمْ وَ قَالَ خُلَفَاؤُكُمُ اثْنَا عَشَرَ عِدَّةُ
ص: 118
نُقَبَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ
ما روي عن أنس بن مالك](1)
6- مَا رَوَاهُ عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ هَاشِمٍ الْبَزَّارُ (2)قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ مَوْلَى بَنِي مُجَاشِعٍ عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) لَنْ يَزَالَ هَذَا الْأَمْرُ قَائِماً إِلَى اثْنَيْ عَشَرَ قَيِّماً مِنْ قُرَيْشٍ ثُمَّ سَاقَ الْحَدِيثَ إِلَى آخِرِهِ (3)
قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) لَا تَزَالُ هَذِهِ الْأُمَّةُ مُسْتَقِيماً أَمْرُهَا ظَاهِرَةً عَلَى عَدُوِّهَا حَتَّى يَمْضِيَ اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ أَتَتْهُ وُفُودُ قُرَيْشٍ فَقَالُوا لَهُ ثُمَّ يَكُونُ مَا ذَا قَالَ يَكُونُ الْهَرْجُ وَ قَالَ حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ خَيْثَمَةَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ (1)عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ سَعِيدٍ الْهَمْدَانِيِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَ ذَكَرَ مِثْلَهُ
8- عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ(2) قَالَ حَدَّثَنِي جَرِيرٌ عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يَقُولُ يَقُومُ مِنْ بَعْدِي اثْنَا عَشَرَ أَمِيراً قَالَ ثُمَّ تَكَلَّمَ بِشَيْ ءٍ لَمْ أَسْمَعْهُ فَسَأَلْتُ الْقَوْمَ وَ سَأَلْتُ أَبِي وَ كَانَ أَقْرَبَ إِلَيْهِ مِنِّي فَقَالَ قَالَ كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ
9- عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ مُهَاجِرِ بْنِ مِسْمَارٍ (3)عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ كَتَبْتُ مَعَ غُلَامِي نَافِعٍ إِلَى جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ أَخْبِرْنِي بِشَيْ ءٍ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قَالَ فَكَتَبَ إِلَيَّ سَمِعْتُ رَسُولَ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يَقُولُ عَشِيَّةَ جُمُعَةٍ رُجِمَ الْأَسْلَمِيُّ (4)لَا يَزَالُ هَذَا الدِّينُ قَائِماً حَتَّى تَقُومَ
ص: 120
السَّاعَةُ أَوْ يَكُونُ عَلَى النَّاسِ اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ وَ ذَكَرَ الْحَدِيثَ إِلَى آخِرِهِ (1)وَ عَنْ عَبَّادِ بْنِ يَعْقُوبَ (2) قَالَ حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللّه بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ (3)عَنْ مُهَاجِرِ بْنِ مِسْمَارٍ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ
10- وَ عَنْ غُنْدَرٍ عَنْ شُعْبَةَ (4) قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ (5)عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يَقُولُ لَا يَزَالُ هَذَا الدِّينُ مُسْتَقِيماً حَتَّى يَقُومَ اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً ثُمَّ قَالَ كَلِمَةً لَمْ أَفْهَمْهَا فَسَأَلْتُ أَبِي فَقَالَ قَالَ كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ
ص: 121
11- وَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ زَيْدٍ (1) قَالَ حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عِلَاقَةَ قَالَ حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ سَمُرَةَ السُّوَائِيُّ قَالَ كُنْتُ مَعَ أَبِي عِنْدَ رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فَقَالَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَكُونُ بَعْدِي اثْنَا عَشَرَ أَمِيراً ثُمَّ أَخْفَى صَوْتَهُ فَسَأَلْتُ أَبِي فَقَالَ قَالَ كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ
12- وَ عَنْ خَلَفِ بْنِ الْوَلِيدِ اللُّؤْلُؤِيِّ (2) عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ سِمَاكٍ قَالَ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قَالَ يَقُومُ بَعْدَهُ أَوْ مِنْ بَعْدِهِ اثْنَا عَشَرَ أَمِيراً ثُمَّ تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ لَمْ أَفْهَمْهَا فَسَأَلْتُ الْقَوْمَ مَا قَالَ فَقَالُوا قَالَ كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ
13- وَ مِنْ حَدِيثِ خَلَفِ بْنِ هِشَامٍ الْبَزَّارِ (3) قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ السُّوَائِيِّ قَالَ خَطَبَ بِنَا رَسُولُ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) بِعَرَفَةَ فَقَالَ لَا يَزَالُ هَذَا الدِّينُ قَوِيّاً عَزِيزاً ظَاهِراً عَلَى مَنْ نَاوَاهُ (4) لَا يَضُرُّهُ مَنْ فَارَقَهُ أَوْ خَالَفَهُ حَتَّى يَمْلِكَ اثْنَا عَشَرَ قَالَ وَ تَكَلَّمَ النَّاسُ فَلَمْ أَفْهَمْ فَقُلْتُ لِأَبِي يَا أَبَتِ أَ رَأَيْتَ قَوْلَ رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) كُلُّهُمْ مَا هُوَ قَالَ كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ
وَ مِنْ حَدِيثِ النَّفِيلِيِّ الْحَرَّانِيِّ (5)قَالَ حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ خَيْثَمَةَ
ص: 122
قَالَ حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ سَعِيدٍ الْهَمْدَانِيُّ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) لَا تَزَالُ هَذِهِ الْأُمَّةُ مُسْتَقِيماً أَمْرُهَا ظَاهِرَةً عَلَى عَدُوِّهَا حَتَّى يَمْضِيَ اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ أَتَتْهُ وُفُودُ قُرَيْشٍ فَقَالُوا لَهُ ثُمَّ يَكُونُ مَا ذَا قَالَ يَكُونُ الْهَرْجُ(1)
14- وَ مِنْ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ الْجَعْدِ قَالَ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ وَ سِمَاكٍ وَ حُصَيْنٍ كُلُّهُمْ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قَالَ يَكُونُ بَعْدِي اثْنَا عَشَرَ أَمِيراً غَيْرَ أَنَّ حصين [حُصَيْناً قَالَ اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً ثُمَّ تَكَلَّمَ بِشَيْ ءٍ لَمْ أَفْهَمْهُ وَ قَالَ بَعْضُهُمْ فِي حَدِيثِهِ فَسَأَلْتُ أَبِي وَ قَالَ بَعْضُهُمْ فَسَأَلْتُ الْقَوْمَ فَقَالُوا قَالَ كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ
وَ عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ الْحَرَّانِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ خَيْثَمَةَ عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ سَعِيدٍ الْهَمْدَانِيِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) لَا تَزَالُ هَذِهِ الْأُمَّةُ مُسْتَقِيماً أَمْرُهَا ظَاهِرَةً عَلَى عَدُوِّهَا حَتَّى يَمْضِيَ مِنْهَا اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً(2)
15- وَ مِنْ حَدِيثِ مَعْمَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ (3) قَالَ سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ أَبِي خَالِدٍ(4) يَرْوِي عَنْ مُجَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ عَنِ النَّبِيِّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قَالَ لَا يَزَالُ هَذَا الدِّينُ ظَاهِراً لَا يَضُرُّهُ مَنْ نَاوَاهُ حَتَّى يَمْضِيَ اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً ثُمَّ قَالَ كَلِمَةً لَمْ أَفْهَمْهَا فَقُلْتُ لِأَبِي مَا قَالَ قَالَ قَالَ كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ
ص: 123
16- وَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ (1) وَ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ قَالا حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يَقُولُ لَا يَزَالُ هَذَا الْإِسْلَامُ عَزِيزاً إِلَى اثْنَيْ عَشَرَ خَلِيفَةً ثُمَّ قَالَ كَلِمَةً لَمْ أَفْهَمْهَا فَقُلْتُ لِأَبِي مَا قَالَ فَقَالَ قَالَ كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ
17- وَ مِنْ حَدِيثِ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ (2) قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ خَطَبَ بِنَا رَسُولُ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ لَا يَزَالُ هَذَا الْأَمْرُ عَزِيزاً مَنِيعاً ظَاهِراً مَنْ نَاوَاهُ حَتَّى يَمْلِكَ اثْنَا عَشَرَ كُلُّهُمْ ثُمَّ لَغَطَ الْقَوْمُ وَ تَكَلَّمُوا فَلَمْ أَفْهَمْ قَوْلَهُ بَعْدَ كُلُّهُمْ فَقُلْتُ لِأَبِي يَا أَبَتَاهْ مَا قَالَ بَعْدَ كُلُّهُمْ قَالَ قَالَ كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ
18- وَ مِنْ حَدِيثِ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللّه بْنُ عَمْرٍو (3)عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ دَخَلْتُ مَعَ أَبِي عَلَى النَّبِيِّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ لَنْ تَزَالَ الْأُمَّةُ عَلَى هَذَا مُتَمَسِّكِينَ حَتَّى يَقُومَ اثْنَا عَشَرَ أَمِيراً أَوِ اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً قَالَ وَ خَافَتَ بِكَلِمَةٍ وَ كَانَ أَبِي أَدْنَى مِنِّي فَلَمَّا خَرَجْتُ قُلْتُ مَا الَّذِي خَافَتَ بِهِ قَالَ قَالَ كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ
19- وَ مِنْ حَدِيثِ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَقِيقٍ(4)
ص: 124
قَالَ حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يَقُولُ يَقُومُ فِي أُمَّتِي بَعْدِي اثْنَا عَشَرَ أَمِيراً قَالَ ثُمَّ تَكَلَّمَ بِشَيْ ءٍ لَمْ أَسْمَعْهُ قَالَ فَسَأَلْتُ الْقَوْمَ وَ سَأَلْتُ أَبِي وَ كَانَ أَقْرَبَ مِنِّي فَقَالَ قَالَ كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ(1).
20- وَ عَنِ ابْنِ أَبِي فُدَيْكٍ قَالَ حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ مُهَاجِرِ بْنِ مِسْمَارٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّهُ أَرْسَلَ إِلَى ابْنِ سَمُرَةَ حَدِّثْنَا مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يَقُولُ لَا يَزَالُ هَذَا الدِّينُ قَائِماً حَتَّى يَكُونَ اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً مِنْ قُرَيْشٍ وَ سَاقَ الْحَدِيثَ إِلَى آخِرِهِ
ما رواه أبو جحيفة(2)
21- وَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ حَمَّادٍ أَبُو عَتَّابٍ الدَّلَّالُ(3) قَالَ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي يَعْفُورٍ (4) قَالَ حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ أَبِي جُحَيْفَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَ هُوَ يَخْطُبُ وَ عَمِّي جَالِسٌ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ
ص: 125
رَسُولُ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) لَا يَزَالُ أَمْرُ أُمَّتِي صَالِحاً حَتَّى يَمْضِيَ اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ
رَوَى عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ (1)عَنْ دَاوُدَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ (2)عَنِ النَّبِيِّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) نَحْوُ حَدِيثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ الَّذِي رَوَيْنَاهُ فِي صَدْرِ الْبَابِ رَوَاهُ عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ هَاشِمٍ الْبَزَّارُ
22- وَ مِنْ حَدِيثِ سُوَيْدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ(3) عَنْ هِشَامٍ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي الْخَيْرِ (4)عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ عَمْرٍو لَا جَرَمَ(5) مَكْتُومٌ فِي كِتَابِ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ اثْنَا عَشَرَ يَمْلِكُونَ النَّاسَ
23- مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الدُّهْنِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُعِينٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بْنُ صَالِحٍ قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ سَيْفٍ قَالَ كُنَّا عِنْدَ شُفَيٍّ الْأَصْبَحِيِّ فَقَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللّه بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يَقُولُ يَكُونُ خَلْفِي
ص: 126
اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً (1)
24- وَ عَنِ ابْنِ أَبِي خَيْثَمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا عَفَّانُ وَ يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ السَّيْلَحِينِيُّ قَالا حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بْنُ عُثْمَانَ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللّه بْنُ عَمْرٍو يَا أَبَا الطُّفَيْلِ اعْدُدْ اثْنَيْ عَشَرَ مِنْ بَنِي كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ ثُمَّ يَكُونُ النَّقْفُ وَ النِّقَافُ (2).
و الروايات في هذا المعنى من طرق العامة كثيرة تدل على أن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يذكر الاثني عشر و أنهم خلفاؤه
1- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ هَوْذَةَ الْبَاهِلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِيُّ بِنَهَاوَنْدَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ سَبْعِينَ وَ مِائَتَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بْنُ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِيُّ سَنَةَ تِسْعٍ وَ عِشْرِينَ وَ مِائَتَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه (3) قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللّه جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) يَا يَحْيَى بْنَ عَبْدِ اللّه مَنْ بَاتَ لَيْلَةً لَا يَعْرِفُ فِيهَا إِمَامَهُ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً
2- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ ابْنُ عُقْدَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْأَشْعَرِيُّ وَ سَعْدَانُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ سَعِيدٍ وَ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ (4) وَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْقَطَوَانِيُّ (5) قَالُوا جَمِيعاً حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ
ص: 127
مَحْبُوبٍ الزَّرَّادُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الثَّقَفِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ الْبَاقِرَ (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) يَقُولُ كُلُّ مَنْ دَانَ اللّه بِعِبَادَةٍ يُجْهِدُ فِيهَا نَفْسَهُ وَ لَا إِمَامَ لَهُ مِنَ اللّه تَعَالَى فَسَعْيُهُ غَيْرُ مَقْبُولٍ (1) وَ هُوَ ضَالٌّ مُتَحَيِّرٌ وَ اللّه شَانِئٌ لِأَعْمَالِهِ (2) وَ مَثَلُهُ كَمَثَلِ شَاةٍ مِنَ الْأَنْعَامِ ضَلَّتْ عَنْ رَاعِيهَا أَوْ قَطِيعِهَا فَتَاهَتْ ذَاهِبَةً وَ جَائِيَةً(3) وَ حَارَتْ يَوْمَهَا فَلَمَّا جَنَّهَا اللَّيْلُ بَصُرَتْ بِقَطِيعِ غَنَمٍ مَعَ رَاعِيهَا فَحَنَّتْ إِلَيْهَا (4)وَ اغْتَرَّتْ بِهَا فَبَاتَتْ مَعَهَا فِي رَبَضَتِهَا (5)فَلَمَّا أَصْبَحَتْ وَ سَاقَ الرَّاعِي قَطِيعَهُ أَنْكَرَتْ رَاعِيَهَا وَ قَطِيعَهَا فَهَجَمَتْ مُتَحَيِّرَة
فَقَدْ ضَلُّوا وَ أَضَلُّوا فَأَعْمَالُهُمُ الَّتِي يَعْمَلُونَهَا- كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عاصِفٍ لا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلى شَيْ ءٍ وَ ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ(1) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُبَيْدِ اللّه بْنِ مُوسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْقَلَانِسِيِّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ وَ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ جَمِيعاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) بِمِثْلِهِ فِي لَفْظِهِ
3- وَ بِالْإِسْنَادِ الْأَوَّلِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْخَزَّازِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) قَالَ قُلْتُ لَهُ أَ رَأَيْتَ مَنْ جَحَدَ إِمَاماً مِنْكُمْ مَا حَالُهُ فَقَالَ مَنْ جَحَدَ إِمَاماً مِنَ اللّه وَ بَرِئَ مِنْهُ وَ مِنْ دِينِهِ فَهُوَ كَافِرٌ مُرْتَدٌّ عَنِ الْإِسْلَامِ لِأَنَّ الْإِمَامَ مِنَ اللّه وَ دِينَهُ مِنْ دِينِ اللّه وَ مَنْ بَرِئَ مِنْ دِينِ اللَّهِ. فَدَمُهُ مُبَاحٌ فِي تِلْكَ الْحَالِ إِلَّا أَنْ يَرْجِعَ أَوْ يَتُوبَ إِلَى اللّه تَعَالَى مِمَّا قَالَ
4- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ شَيْبَانَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ سَبْعِينَ وَ مِائَتَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عَنِ الْأَئِمَّةِ فَقَالَ مَنْ أَنْكَرَ وَاحِداً مِنَ الْأَحْيَاءِ فَقَدْ أَنْكَرَ الْأَمْوَاتَ
5- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّى عَنِ ابْنِ جُمْهُورٍ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ قَالَ سَأَلْتُ الشَّيْخَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) (2) عَنِ الْأَئِمَّةِ (عَلَيهِم السَّلَامُ) قَالَ مَنْ أَنْكَرَ وَاحِداً مِنَ الْأَحْيَاءِ فَقَدْ أَنْكَرَ الْأَمْوَاتَ (3)
6- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ (4) مِنْ كِتَابِهِ
ص: 129
قَالَ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) مَنْ مَاتَ لَا يَعْرِفُ إِمَامَهُ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً (1)
7- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ حَدَّثَنِي عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ أَبِي نَصْرٍ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ (عَلَيهِ السَّلَامُ) فِي قَوْلِهِ تَعَالَى- وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللّه(2) قَالَ يَعْنِي مَنِ اتَّخَذَ دِينَهُ رَأْيَهُ بِغَيْرِ إِمَامٍ مِنْ أَئِمَّةِ الْهُدَى
8- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ (3)عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) قَالَ مَنْ أَشْرَكَ مَعَ إِمَامٍ إِمَامَتُهُ مِنْ عِنْدِ اللّه مَنْ لَيْسَتْ إِمَامَتُهُ مِنَ اللّه كَانَ مُشْرِكاً
9- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) رَجُلٌ قَالَ لِيَ اعْرِفِ الْآخِرَ مِنَ الْأَئِمَّةِ وَ لَا يَضُرُّكَ أَلَّا تَعْرِفَ الْأَوَّلَ قَالَ فَقَالَ لَعَنَ اللّه هَذَا فَإِنِّي أُبْغِضُهُ وَ لَا أَعْرِفُهُ وَ هَلْ عُرِفَ الْآخِرُ إِلَّا بِالْأَوَّلِ(4)
10- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ حَدَّثَنَا عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ
ص: 130
عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي وَهْبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ قَالَ سَأَلْتُهُ يَعْنِي أَبَا عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عَنْ قَوْلِ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ- وَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً قالُوا وَجَدْنا عَلَيْها آباءَنا وَ اللّه أَمَرَنا بِها قُلْ إِنَّ اللّه لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ أَ تَقُولُونَ عَلَى اللّه ما لا تَعْلَمُونَ (1) قَالَ فَقَالَ هَلْ رَأَيْتَ أَحَداً زَعَمَ أَنَّ اللّه أَمَرَهُ بِالزِّنَا وَ شُرْبِ الْخَمْرِ أَوْ شَيْ ءٍ مِنْ هَذِهِ الْمَحَارِمِ فَقُلْتُ لَا قَالَ فَمَا هَذِهِ الْفَاحِشَةُ الَّتِي يَدَّعُونَ أَنَّ اللّه أَمَرَهُمْ بِهَا قُلْتُ اللّه أَعْلَمُ وَ وَلِيُّهُ قَالَ فَإِنَّ هَذَا فِي أَوْلِيَاءِ أَئِمَّةِ الْجَوْرِ ادَّعَوْا أَنَّ اللّه أَمَرَهُمْ بِالايتِمَامِ بِقَوْمٍ لَمْ يَأْمُرْهُمُ اللّه بِالايتِمَامِ بِهِمْ فَرَدَّ اللّه ذَلِكَ عَلَيْهِمْ وَ أَخْبَرَ أَنَّهُمْ قَدْ قَالُوا عَلَيْهِ الْكَذِبَ وَ سَمَّى ذَلِكَ مِنْهُمْ فَاحِشَةً
11- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ حَدَّثَنَا عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي وَهْبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ قَالَ سَأَلْتُ عَبْداً صَالِحاً (سلام اللّه عليه) (2)عَنْ قَوْلِ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ- إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَ ما بَطَنَ(3) قَالَ فَقَالَ إِنَّ الْقُرْآنَ لَهُ ظَاهِرٌ وَ بَاطِنٌ (4)فَجَمِيعُ مَا حَرَّمَ اللّه فِي الْقُرْآنِ فَهُوَ حَرَامٌ عَلَى ظَاهِرِهِ كَمَا هُوَ فِي الظَّاهِرِ وَ الْبَاطِنُ مِنْ ذَلِكَ أَئِمَّةُ الْجَوْرِ وَ جَمِيعُ مَا أَحَلَّ اللّه تَعَالَى فِي الْكِتَابِ فَهُوَ حَلَالٌ وَ هُوَ الظَّاهِرُ وَ الْبَاطِنُ مِنْ ذَلِكَ أَئِمَّةُ الْحَقِ(5)
12- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) عَنْ قَوْلِ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ- وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللّه أَنْداداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّه (6)قَالَ
ص: 131
هُمْ وَ اللّه أَوْلِيَاءُ فُلَانٍ وَ فُلَانٍ اتَّخَذُوهُمْ أَئِمَّةً دُونَ الْإِمَامِ الَّذِي جَعَلَهُ اللّه لِلنَّاسِ إِمَاماً وَ لِذَلِكَ قَالَ- وَ لَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذابَ أَنَّ الْقُوَّةَ للّه جَمِيعاً وَ أَنَّ اللّه شَدِيدُ الْعَذابِ. إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَ رَأَوُا الْعَذابَ وَ تَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ. وَ قالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَما تَبَرَّؤُا مِنَّا كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللّه أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ وَ ما هُمْ بِخارِجِينَ مِنَ النَّارِ (1) ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) هُمْ وَ اللّه يَا جَابِرُ أَئِمَّةُ الظُّلْمِ وَ أَشْيَاعُهُمْ(2).
13- وَ بِهِ (3) عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ حَبِيبٍ السِّجِسْتَانِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) قَالَ قَالَ اللّه عَزَّ وَ جَلَ لَأُعَذِّبَنَّ كُلَّ رَعِيَّةٍ فِي الْإِسْلَامِ دَانَتْ بِوَلَايَةِ كُلِّ إِمَامٍ جَائِرٍ (4) لَيْسَ مِنَ اللّه وَ إِنْ كَانَتِ الرَّعِيَّةُ فِي أَعْمَالِهَا بَرَّةً تَقِيَّةً (5)وَ لَأَعْفُوَنَّ عَنْ كُلِّ رَعِيَّةٍ فِي الْإِسْلَامِ دَانَتْ بِوَلَايَةِ كُلِّ إِمَامٍ عَادِلٍ مِنَ اللّه وَ إِنْ كَانَتِ الرَّعِيَّةُ فِي أَعْمَالِهَا (6) ظَالِمَةً مُسِيئَةً.
14- وَ بِهِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعَبْدِيِّ عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ أَبِي يَعْفُورٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) إِنِّي أُخَالِطُ النَّاسَ فَيَكْثُرُ عَجَبِي مِنْ أَقْوَامٍ لَا يَتَوَلَّوْنَكُمْ وَ يَتَوَلَّوْنَ(7) فُلَاناً وَ فُلَاناً لَهُمْ أَمَانَةٌ وَ صِدْقٌ وَ وَفَاءٌ وَ أَقْوَامٍ يَتَوَلَّوْنَكُمْ لَيْسَ لَهُمْ تِلْكَ الْأَمَانَةُ وَ لَا الْوَفَاءُ وَ لَا الصِّدْقُ قَالَ فَاسْتَوَى أَبُو عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) جَالِساً وَ أَقْبَلَ عَلَيَّ كَالْمُغْضَبِ (8) ثُمَّ قَالَ لَا دِينَ لِمَنْ دَانَ بِوَلَايَةِ إِمَامٍ جَائِرٍ لَيْسَ مِنَ اللّه وَ لَا عَتْبَ عَلَى
ص: 132
مَنْ دَانَ بِوَلَايَةِ إِمَامٍ عَادِلٍ مِنَ اللّه(1) قُلْتُ لَا دِينَ لِأُولَئِكَ وَ لَا عَتْبَ عَلَى هَؤُلَاءِ قَالَ نَعَمْ لَا دِينَ لِأُولَئِكَ وَ لَا عَتْبَ عَلَى هَؤُلَاءِ ثُمَّ قَالَ أَ مَا تَسْمَعُ لِقَوْلِ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ- اللّه وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ يَعْنِي مِنْ ظُلُمَاتِ الذُّنُوبِ إِلَى نُورِ التَّوْبَةِ وَ الْمَغْفِرَةِ لِوَلَايَتِهِمْ كُلَّ إِمَامٍ عَادِلٍ مِنَ اللّه ثُمَّ قَالَ- وَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ فَأَيُّ نُورٍ يَكُونُ لِلْكَافِرِ فَيَخْرُجُ مِنْهُ إِنَّمَا عَنَى بِهَذَا أَنَّهُمْ كَانُوا عَلَى نُورِ الْإِسْلَامِ فَلَمَّا تَوَلَّوْا كُلَّ إِمَامٍ جَائِرٍ لَيْسَ مِنَ اللّه خَرَجُوا بِوَلَايَتِهِمْ إِيَّاهُمْ مِنْ نُورِ الْإِسْلَامِ إِلَى ظُلُمَاتِ الْكُفْرِ فَأَوْجَبَ اللّه لَهُمُ النَّارَ مَعَ الْكُفَّارِ فَقَالَ أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ(2)
15- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ جُمْهُورٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ إِنَّ اللّه لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يُعَذِّبَ أُمَّةً دَانَتْ بِإِمَامٍ لَيْسَ مِنَ اللّه وَ إِنْ كَانَتْ فِي أَعْمَالِهَا بَرَّةً تَقِيَّةً وَ إِنَّ اللّه يَسْتَحْيِي أَنْ يُعَذِّبَ أُمَّةً دَانَتْ بِإِمَامٍ مِنَ اللّه وَ إِنْ كَانَتْ فِي أَعْمَالِهَا ظَالِمَةً مُسِيئَةً
16- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللّه قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رَبَاحٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحِمْيَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ أَيُّوبَ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ عَمْرٍو الْخَثْعَمِيِّ عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ أَبِي يَعْفُورٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) رَجُلٌ يَتَوَلَّاكُمْ وَ يَبْرَأُ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَ يُحَلِّلُ حَلَالَكُمْ وَ يُحَرِّمُ حَرَامَكُمْ وَ يَزْعُمُ أَنَّ الْأَمْرَ فِيكُمْ لَمْ يَخْرُجْ مِنْكُمْ إِلَى غَيْرِكُمْ إِلَّا أَنَّهُ يَقُولُ إِنَّهُمْ قَدِ اخْتَلَفُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ-
ص: 133
وَ هُمُ الْأَئِمَّةُ الْقَادَةُ فَإِذَا اجْتَمَعُوا عَلَى رَجُلٍ فَقَالُوا هَذَا قُلْنَا هَذَا فَقَالَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) إِنْ مَاتَ عَلَى هَذَا فَقَدْ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً
17- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللّه قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ سَعْدَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) رَجُلٌ يَتَوَالَى عَلِيّاً وَ يَتَبَرَّأُ مِنْ عَدُوِّهِ وَ يَقُولُ كُلَّ شَيْ ءٍ يَقُولُ إِلَّا أَنَّهُ يَقُولُ إِنَّهُمْ قَدِ اخْتَلَفُوا بَيْنَهُمْ وَ هُمُ الْأَئِمَّةُ الْقَادَةُ فَلَسْتُ أَدْرِي أَيُّهُمُ الْإِمَامُ فَإِذَا اجْتَمَعُوا عَلَى رَجُلٍ أَخَذْتُ بِقَوْلِهِ وَ قَدْ عَرَفْتُ أَنَّ الْأَمْرَ فِيهِمْ قَالَ إِنْ مَاتَ هَذَا عَلَى ذَلِكَ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً ثُمَّ قَالَ لِلْقُرْآنِ تَأْوِيلٌ يَجْرِي كَمَا يَجْرِي اللَّيْلُ وَ النَّهَارُ وَ كَمَا تَجْرِي الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ فَإِذَا جَاءَ تَأْوِيلُ شَيْ ءٍ مِنْهُ وَقَعَ فَمِنْهُ مَا قَدْ جَاءَ وَ مِنْهُ مَا لَمْ يَجِئْ(1).
18- وَ أَخْبَرَنَا سَلَامَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ بَابَوَيْهِ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللّه عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْخَطَّابِ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ زَائِدَةَ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) مَنْ دَانَ اللّه بِغَيْرِ سَمَاعٍ مِنْ عَالِمٍ صَادِقٍ أَلْزَمَهُ اللّه التَّيْهَ إِلَى الْعَنَاءِ(2) وَ مَنِ ادَّعَى سَمَاعاً (3) مِنْ غَيْرِ الْبَابِ الَّذِي فَتَحَهُ اللّه لِخَلْقِهِ فَهُوَ مُشْرِكٌ بِهِ (4)وَ ذَلِكَ الْبَابُ هُوَ
ص: 134
الْأَمِينُ الْمَأْمُونُ عَلَى سِرِّ اللّه الْمَكْنُونِ(1)
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْكُلَيْنِيُّ عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ بْنِ عَبْدِ اللّه الْحَسَنِيِّ عَنْ مَالِكِ بْنِ عَامِرٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ زَائِدَةَ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) مَنْ دَانَ بِغَيْرِ سَمَاعٍ مِنْ صَادِقٍ...
وَ ذَكَرَ مِثْلَهُ سَوَاءً
19- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ شَيْبَانَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ سَبْعِينَ وَ مِائَتَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ أَنَّهُ قَالَ وَصَفْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) رَجُلًا يَتَوَالَى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) وَ يَتَبَرَّأُ مِنْ عَدُوِّهِ وَ يَقُولُ كُلَّ شَيْ ءٍ يَقُولُ إِلَّا أَنَّهُ يَقُولُ إِنَّهُمُ اخْتَلَفُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ وَ هُمُ الْأَئِمَّةُ الْقَادَةُ وَ لَسْتُ أَدْرِي أَيُّهُمُ الْإِمَامُ وَ إِذَا اجْتَمَعُوا عَلَى رَجُلٍ وَاحِدٍ أَخَذْنَا بِقَوْلِهِ وَ قَدْ عَرَفْتُ أَنَّ الْأَمْرَ فِيهِمْ رَحِمَهُمُ اللّه جَمِيعاً فَقَالَ إِنْ مَاتَ هَذَا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً وَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ سَيْفٍ عَنْ أَخِيهِ الْحُسَيْنِ عَنْ مُعَاذِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) مِثْلَهُ
فليتأمل متأمل من ذوي الألباب و العقول و المعتقدين لولاية الأئمة من أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) هذا المنقول عن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) و عن أبي جعفر الباقر و أبي عبد اللّه (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) فيمن شك في واحد من الأئمة (عَلَيهِم السَّلَامُ) أو بات ليلة لا يعرف فيها إمامه و نسبتهم إياه إلى الكفر و النفاق و الشرك و أنه إن مات على ذلك مات ميتة جاهلية نعوذ بالله منها و قولهم إن من أنكر واحدا من الأحياء فقد أنكر الأموات.
و لينظر ناظر بمن يأتم و لا تغويه الأباطيل و الزخارف و يميل به الهوى عن طريق الحق فإن من مال به الهوى هوى و انكسر انكسارا لا انجبار له و ليعلم من يقلد دينه و من يكون سفيره بينه و بين خالقه فإنه واحد و من سواه شياطين مبطلون مغرون فاتنون كما قال اللّه عز و جل- شَياطِينَ الْإِنْسِ وَ الْجِنِ
ص: 135
يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً (1) أعاذنا اللّه و إخواننا من الزيغ عن الحق و النكوب عن الهدى و الاقتحام في غمرات الضلالة و الردى بإحسانه إنه كانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً
1- مِنْ ذَلِكَ مَا رُوِيَ مِنْ كَلَامِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) لِكُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ النَّخَعِيِّ الْمَشْهُورِ حَيْثُ قَالَ أَخَذَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) بِيَدِي وَ أَخْرَجَنِي إِلَى الْجَبَّانِ (2)فَلَمَّا أَصْحَرَ تَنَفَّسَ الصُّعَدَاءَ(3) ثُمَّ قَالَ وَ ذَكَرَ الْكَلَامَ بِطُولِهِ حَتَّى انْتَهَى إِلَى قَوْلِهِ اللَّهُمَّ بَلَى وَ لَا تَخْلُو الْأَرْضُ مِنْ حُجَّةٍ قَائِمٍ للّه بِحُجَّتِهِ إِمَّا ظَاهِرٍ مَعْلُومٍ وَ إِمَّا خَائِفٍ مَغْمُورٍ (4)لِئَلَّا تَبْطُلَ حُجَجُ اللّه وَ بَيِّنَاتُهُ فِي تَمَامِ الْكَلَامِ
أ ليس في كلام أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) ظاهر معلوم بيان أنه يريد المعلوم الشخص و الموضع و قوله و إما خائف مغمور أنه الغائب الشخص المجهول الموضع- وَ اللّه الْمُسْتَعانُ
2- وَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ ابْنُ عُقْدَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ وَ سَعْدَانُ بْنُ إِسْحَاقَ وَ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَطْوَانِيُّ قَالُوا حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مَحْبُوبٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ
ص: 136
السَّبِيعِيِّ قَالَ سَمِعْتُ مَنْ يُوثَقُ بِهِ مِنْ أَصْحَابِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَقُولُ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) فِي خُطْبَةٍ خَطَبَهَا بِالْكُوفَةِ طَوِيلَةٍ ذَكَرَهَا اللَّهُمَّ فَلَا بُدَّ لَكَ مِنْ حُجَجٍ فِي أَرْضِكَ حُجَّةٍ بَعْدَ حُجَّةٍ عَلَى خَلْقِكَ يَهْدُونَهُمْ إِلَى دِينِكَ وَ يُعَلِّمُونَهُمْ عِلْمَكَ لِكَيْلَا يَتَفَرَّقَ أَتْبَاعُ أَوْلِيَائِكَ(1) ظَاهِرٍ غَيْرِ مُطَاعٍ أَوْ مُكْتَتِمٍ خَائِفٍ يُتَرَقَّبُ إِنْ غَابَ عَنِ النَّاسِ شَخْصُهُمْ فِي حَالِ هُدْنَتِهِمْ فِي دَوْلَةِ الْبَاطِلِ فَلَنْ يَغِيبَ عَنْهُمْ مَبْثُوثُ عِلْمِهِمْ وَ آدَابُهُمْ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ مُثْبَتَةٌ وَ هُمْ بِهَا عَامِلُونَ يَأْنَسُونَ بِمَا يَسْتَوْحِشُ مِنْهُ الْمُكَذِّبُونَ وَ يَأْبَاهُ الْمُسْرِفُونَ بِاللَّهِ كَلَامٌ يُكَالُ بِلَا ثَمَنٍ(2) لَوْ كَانَ مَنْ يَسْمَعُهُ بِعَقْلِهِ فَيَعْرِفُهُ وَ يُؤْمِنُ بِهِ وَ يَتَّبِعُهُ وَ يَنْهَجُ نَهْجَةً فَيُفْلِحُ بِهِ(3) ثُمَّ يَقُولُ فَمَنْ هَذَا وَ لِهَذَا يَأْرِزُ الْعِلْمُ إِذْ لَمْ يُوجَدْ حَمَلَةٌ يَحْفَظُونَهُ وَ يُؤَدُّونَهُ كَمَا يَسْمَعُونَهُ مِنَ الْعَالِمِ(4) ثُمَّ قَالَ بَعْدَ كَلَامٍ طَوِيلٍ فِي هَذِهِ الْخُطْبَةِ اللَّهُمَّ وَ إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّ الْعِلْمَ لَا يَأْرِزُ كُلُّهُ وَ لَا يَنْقَطِعُ مَوَادُّهُ فَإِنَّكَ لَا تُخْلِي أَرْضَكَ مِنْ حُجَّةٍ عَلَى خَلْقِكَ إِمَّا ظَاهِرٍ يُطَاعُ(5) أَوْ خَائِفٍ مَغْمُورٍ لَيْسَ بِمُطَاعٍ لِكَيْلَا تَبْطُلَ حُجَّتُكَ وَ يَضِلَّ أَوْلِيَاؤُكَ بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَهُمْ ثُمَّ تَمَامُ الْخُطْبَةِ وَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْكُلَيْنِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ وَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى وَ غَيْرُهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ وَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ جَمِيعاً عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) مِمَّنْ يُوثَقُ بِهِ قَالَ إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) تَكَلَّمَ بِهَذَا الْكَلَامِ وَ حَفِظَهُ عَنْهُ حِينَ خَطَبَ بِهِ عَلَى مِنْبَرِ الْكُوفَةِ اللَّهُمَّ وَ ذَكَرَ مِثْلَهُ(6).
ص: 137
3- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْكُلَيْنِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ وَ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ إِنَّ الْأَرْضَ لَا تَخْلُو إِلَّا وَ فِيهَا عَالِمٌ (1) كَيْمَا إِنْ زَادَ الْمُؤْمِنُونَ شَيْئاً رَدَّهُمْ وَ إِنْ نَقَصُوا شَيْئاً أَتَمَّهُ لَهُمْ
4- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُسْلِيِّ عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ سُلَيْمَانَ الْعَامِرِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ مَا زَالَتِ الْأَرْضُ إِلَّا وَ للّه فِيهَا حُجَّةٌ يَعْرِفُ الْحَلَالَ وَ الْحَرَامَ وَ يَدْعُو النَّاسَ إِلَى سَبِيلِ اللَّهِ
5- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) قَالَ قُلْتُ لَهُ تَبْقَى الْأَرْضُ بِغَيْرِ إِمَامٍ قَالَ لَا
6- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ يُونُسَ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) (2)أَنَّهُ قَالَ إِنَّ اللّه لَمْ يَدَعِ الْأَرْضَ بِغَيْرِ عَالِمٍ وَ لَوْ لَا ذَلِكَ لَمْ يُعْرَفِ الْحَقُّ مِنَ الْبَاطِلِ
7- وَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ (عَلَيهِما السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ وَ اللّه مَا تَرَكَ اللّه أَرْضَهُ مُنْذُ قَبَضَ اللّه آدَمَ إِلَّا وَ فِيهَا إِمَامٌ يُهْتَدَى بِهِ إِلَى اللّه وَ هُوَ حُجَّتُهُ عَلَى عِبَادِهِ وَ لَا تَبْقَى الْأَرْضُ بِغَيْرِ إِمَامٍ حُجَّةً للّه عَلَى عِبَادِهِ
8- وَ بِهِ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَ تَبْقَى الْأَرْضُ بِغَيْرِ إِمَامٍ (3)فَقَالَ لَوْ بَقِيَتِ الْأَرْضُ بِغَيْرِ إِمَامٍ لَسَاخَت(4)
ص: 138
9- وَ بِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ عَنِ الرِّضَا (عَلَيهِ السَّلَامُ) قَالَ قُلْتُ لَهُ أَ تَبْقَى الْأَرْضُ بِغَيْرِ إِمَامٍ قَالَ لَا قُلْتُ فَإِنَّا نُرَوَّى عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهَا لَا تَبْقَى بِغَيْرِ إِمَامٍ إِلَّا أَنْ يَسْخَطَ اللّه عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ أَوْ قَالَ عَلَى الْعِبَادِ فَقَالَ لَا تَبْقَى الْأَرْضُ بِغَيْرِ إِمَامٍ (1)وَ لَوْ بَقِيَتْ إِذاً لَسَاخَتْ
10- مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْكُلَيْنِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه الْمُؤْمِنِ عَنْ أَبِي هَرَاسَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ (عَلَيهِما السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ لَوْ أَنَّ الْإِمَامَ رُفِعَ مِنَ الْأَرْضِ سَاعَةً لَسَاخَتْ بِأَهْلِهَا وَ مَاجَتْ كَمَا يَمُوجُ الْبَحْرُ بِأَهْلِهِ(2).
11- مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْوَشَّاءِ قَالَ سَأَلْتُ الرِّضَا (عَلَيهِ السَّلَامُ) هَلْ تَبْقَى الْأَرْضُ بِغَيْرِ إِمَامٍ قَالَ لَا قُلْتُ إِنَّا نُرَوَّى أَنَّهَا لَا تَبْقَى إِلَّا أَنْ يَسْخَطَ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى الْعِبَادِ قَالَ لَا تَبْقَى إِذاً لَسَاخَتْ
1- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللّه قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْخَطَّابِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ عَنْ أَبِي عُمَارَةَ حَمْزَةَ بْنِ الطَّيَّارِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَقُولُ لَوْ لَمْ يَبْقَ فِي الْأَرْضِ إِلَّا اثْنَانِ لَكَانَ الثَّانِي مِنْهُمَا الْحُجَّةَ
2- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْكُلَيْنِيُّ عَنْ عِدَّةٍ مِنْ رِجَالِهِ وَ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِيسَ
ص: 139
وَ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى جَمِيعا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي عُمَارَةَ حَمْزَةَ بْنِ الطَّيَّارِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) قَالَ لَوْ بَقِيَ فِي الْأَرْضِ اثْنَانِ لَكَانَ أَحَدُهُمَا الْحُجَّةَ عَلَى صَاحِبِهِ (1)مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى مِثْلَهُ
3- وَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَى الْخَشَّابِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ كَرَّامٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) لَوْ كَانَ النَّاسُ رَجُلَيْنِ لَكَانَ أَحَدُهُمَا الْإِمَامَ وَ قَالَ إِنَّ آخِرَ مَنْ يَمُوتُ الْإِمَامُ لِئَلَّا يَحْتَجَّ أَحَدٌ عَلَى اللّه عَزَّ وَ جَلَّ أَنَّهُ تَرَكَهُ بِغَيْرِ حُجَّةٍ للّه عَلَيْهِ
4- مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ عَنْ عِدَّةٍ مِنْ رِجَالِهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْبَرْقِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ الطَّيَّارِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَقُولُ لَوْ لَمْ يَبْقَ فِي الْأَرْضِ إِلَّا اثْنَانِ لَكَانَ أَحَدُهُمَا الْحُجَّةَ أَوِ الثَّانِي الْحُجَّةَ الشَّكُّ مِنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ
5- مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنِ النَّهْدِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ لَوْ لَمْ يَكُنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا اثْنَانِ لَكَانَ أَحَدُهُمَا الْإِمَامَ
1- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ حَدَّثَنَا
ص: 140
إِسْحَاقُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ خَارِجَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ فُرَاتِ بْنِ أَحْنَفَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ (عَلَيهِم السَّلَامُ) قَالَ زَادَ الْفُرَاتُ عَلَى عَهْدِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) فَرَكِبَ هُوَ وَ ابْنَاهُ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ (عَلَيهِ السَّلَامُ) فَمَرَّ بِثَقِيفٍ فَقَالُوا قَدْ جَاءَ عَلِيٌّ يَرُدُّ الْمَاءَ فَقَالَ عَلِيٌّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَمَا وَ اللّه لَأُقْتَلَنَّ أَنَا وَ ابْنَايَ هَذَانِ وَ لَيَبْعَثَنَّ اللّه رَجُلًا مِنْ وُلْدِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ يُطَالِبُ بِدِمَائِنَا وَ لَيَغِيبَنَّ عَنْهُمْ تَمْيِيزاً لِأَهْلِ الضَّلَالَةِ حَتَّى يَقُولَ الْجَاهِلُ مَا للّه فِي آلِ مُحَمَّدٍ مِنْ حَاجَةٍ
2- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ جَمِيعاً عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) خَبَرٌ تَدْرِيهِ خَيْرٌ مِنْ عَشْرٍ تَرْوِيهِ إِنَّ لِكُلِّ حَقٍّ حَقِيقَةً وَ لِكُلِّ صَوَابٍ نُوراً ثُمَّ قَالَ إِنَّا وَ اللّه لَا نَعُدُّ الرَّجُلَ مِنْ شِيعَتِنَا فَقِيهاً حَتَّى يُلْحَنَ لَهُ (1) فَيَعْرِفَ اللَّحْنَ إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) قَالَ عَلَى مِنْبَرِ الْكُوفَةِ إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ فِتَناً مُظْلِمَةً عَمْيَاءَ مُنْكَسِفَةً لَا يَنْجُو مِنْهَا إِلَّا النُّوَمَةُ (2)قِيلَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَ مَا النُّوَمَةُ قَالَ الَّذِي يَعْرِفُ النَّاسَ وَ لَا يَعْرِفُونَهُ وَ اعْلَمُوا أَنَّ الْأَرْضَ لَا تَخْلُو مِنْ حُجَّةٍ للّه عَزَّ وَ جَلَّ وَ لَكِنَّ اللّه سَيُعْمِي خَلْقَهُ عَنْهَا بِظُلْمِهِمْ وَ جَوْرِهِمْ (3)وَ إِسْرَافِهِمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ خَلَتِ الْأَرْضُ سَاعَةً وَاحِدَةً مِنْ حُجَّةٍ للّه لَسَاخَتْ بِأَهْلِهَا وَ لَكِنَّ الْحُجَّةَ يَعْرِفُ النَّاسَ وَ لَا يَعْرِفُونَهُ-
ص: 141
كَمَا كَانَ يُوسُفُ يَعْرِفُ النَّاسَ وَ هُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ ثُمَّ تَلَا يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ ما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ(1).
3- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ ابْنُ عُقْدَةَ الْكُوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدِّينَوَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْكُوفِيُّ عَنْ عَمِيرَةَ بِنْتِ أَوْسٍ قَالَتْ حَدَّثَنِي جَدِّي الْحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (2)عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَمْرِو بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ يَوْماً لِحُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ يَا حُذَيْفَةُ لَا تُحَدِّثِ النَّاسَ بِمَا لَا يَعْلَمُونَ فَيَطْغَوْا وَ يَكْفُرُوا إِنَّ مِنَ الْعِلْمِ صَعْباً شَدِيداً مَحْمِلُهُ لَوْ حَمَّلْتَهُ الْجِبَالَ عَجَزَتْ عَنْ حَمْلِهِ إِنَّ عِلْمَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ سَيُنْكَرُ وَ يُبْطَلُ وَ تُقْتَلُ رُوَاتُهُ وَ يُسَاءُ (3)إِلَى مَنْ يَتْلُوهُ بَغْياً وَ حَسَداً لِمَا فَضَّلَ اللّه بِهِ عِتْرَةَ الْوَصِيِّ وَصِيِّ النَّبِيِّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يَا ابْنَ الْيَمَانِ إِنَّ النَّبِيَّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) تَفَلَ فِي فَمِي وَ أَمَرَّ يَدَهُ عَلَى صَدْرِي وَ قَالَ اللَّهُمَّ أَعْطِ خَلِيفَتِي وَ وَصِيِّي وَ قَاضِيَ دَيْنِي وَ مُنْجِزَ وَعْدِي وَ أَمَانَتِي وَ وَلِيِّي (4)وَ نَاصِرِي عَلَى عَدُوِّكَ وَ عَدُوِّي وَ مُفَرِّجَ الْكَرْبِ عَنْ وَجْهِي مَا أَعْطَيْتَ آدَمَ مِنَ الْعِلْمِ وَ مَا أَعْطَيْتَ نُوحاً مِنَ الْحِلْمِ وَ إِبْرَاهِيمَ مِنَ الْعِتْرَةِ الطَّيِّبَةِ وَ السَّمَاحَةِ وَ مَا أَعْطَيْتَ أَيُّوبَ مِنَ الصَّبْرِ عِنْدَ الْبَلَاءِ وَ مَا أَعْطَيْتَ دَاوُدَ مِنَ الشِدَّةِ عِنْدَ مُنَازَلَةِ الْأَقْرَانِ وَ مَا أَعْطَيْتَ سُلَيْمَانَ مِنَ الْفَهْمِ اللَّهُمَّ لَا تُخْفِ عَنْ عَلِيٍّ شَيْئاً مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى تَجْعَلَهَا كُلَّهَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ مِثْلَ الْمَائِدَةِ الصَّغِيرَةِ بَيْنَ يَدَيْهِ اللَّهُمَّ أَعْطِهِ جَلَادَةَ مُوسَى وَ اجْعَلْ فِي نَسْلِهِ شَبِيهَ عِيسَى (عَلَيهِ السَّلَامُ) اللَّهُمَّ إِنَّكَ خَلِيفَتِي عَلَيْهِ وَ عَلَى عِتْرَتِهِ وَ ذُرِّيَّتِهِ الطَّيِّبَةِ
ص: 142
الْمُطَهَّرَةِ الَّتِي أَذْهَبْتَ عَنْهَا الرِّجْسَ وَ النِّجْسَ وَ صَرَفْتَ عَنْهَا مُلَامَسَةَ الشَّيَاطِينِ اللَّهُمَّ إِنْ بَغَتْ قُرَيْشٌ عَلَيْهِ وَ قَدَّمَتْ غَيْرَهُ عَلَيْهِ فَاجْعَلْهُ بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِذْ غَابَ عَنْهُ مُوسَى ثُمَّ قَالَ لِي يَا عَلِيُّ كَمْ فِي وُلْدِكَ مِنْ وَلَدٍ فَاضِلٍ يُقْتَلُ وَ النَّاسُ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ لَا يُغَيِّرُونَ (1) فَقَبُحَتْ أُمَّةٌ تَرَى أَوْلَادَ نَبِيِّهَا يُقْتَلُونَ ظُلْماً وَ هُمْ لَا يُغَيِّرُونَ إِنَّ الْقَاتِلَ وَ الْآمِرَ وَ الشَّاهِدَ الَّذِي لَا يُغَيِّرُ كُلُّهُمْ فِي الْإِثْمِ وَ اللِّعَانِ سَوَاءٌ مُشْتَرِكُونَ يَا ابْنَ الْيَمَانِ إِنَّ قُرَيْشاً لَا تَنْشَرِحُ صُدُورُهَا وَ لَا تَرْضَى قُلُوبُهَا وَ لَا تَجْرِي أَلْسِنَتُهَا بِبَيْعَةِ عَلِيٍّ وَ مُوَالاتِهِ إِلَّا عَلَى الْكُرْهِ وَ الْعَمَى وَ الصَّغَارِ يَا ابْنُ الْيَمَانِ سَتُبَايِعُ قُرَيْشٌ عَلِيّاً ثُمَّ تَنْكُثُ عَلَيْهِ وَ تُحَارِبُهُ وَ تُنَاضِلُهُ وَ تَرْمِيهِ بِالْعَظَائِمِ وَ بَعْدَ عَلِيٍّ يَلِي الْحَسَنُ وَ سَيُنْكَثُ عَلَيْهِ ثُمَّ يَلِي الْحُسَيْنُ فَتَقْتُلُهُ أُمَّةُ جَدِّهِ فَلُعِنَتْ أُمَّةٌ تَقْتُلُ ابْنَ بِنْتِ نَبِيِّهَا وَ لَا تَعِزُّ مِنْ أُمَّةٍ وَ لُعِنَ الْقَائِدُ لَهَا وَ الْمُرَتِّبُ لِفَاسِقِهَا فَوَ الَّذِي نَفْسُ عَلِيٍّ بِيَدِهِ لَا تَزَالُ هَذِهِ الْأُمَّةُ بَعْدَ قَتْلِ الْحُسَيْنِ ابْنِي فِي ضَلَالٍ وَ ظُلْمٍ وَ عَسْفٍ وَ جَوْرٍ وَ اخْتِلَافٍ فِي الدِّينِ وَ تَغْيِيرٍ وَ تَبْدِيلٍ لِمَا أَنْزَلَ اللّه فِي كِتَابِهِ وَ إِظْهَارِ الْبِدَعِ وَ إِبْطَالِ السُّنَنِ وَ اخْتِلَالٍ وَ قِيَاسِ مُشْتَبِهَاتٍ(2) وَ تَرْكِ مُحْكَمَاتٍ حَتَّى تَنْسَلِخَ مِنَ الْإِسْلَامِ وَ تَدْخُلَ فِي الْعَمَى وَ التَّلَدُّدِ وَ التَّسَكُّعِ (3)مَا لَكِ يَا بَنِي أُمَيَّةَ لَا هُدِيتِ يَا بَنِي أُمَيَّةَ وَ مَا لَكِ يَا بَنِي الْعَبَّاسِ لَكِ الْإِتْعَاسُ فَمَا فِي بَنِي أُمَيَّةَ إِلَّا ظَالِمٌ وَ لَا فِي بَنِي الْعَبَّاسِ إِلَّا مُعْتَدٍ مُتَمَرِّدٌ عَلَى اللّه بِالْمَعَاصِي قَتَّالٌ لِوَلَدِي هَتَّاكٌ لِسِتْرِي وَ حُرْمَتِي فَلَا تَزَالُ هَذِهِ الْأُمَّةُ جَبَّارِينَ يَتَكَالَبُونَ عَلَى حَرَامِ الدُّنْيَا مُنْغَمِسِينَ فِي بِحَارِ الْهَلَكَاتِ وَ فِي أَوْدِيَةِ الدِّمَاءِ حَتَّى إِذَا غَابَ الْمُتَغَيِّبُ مِنْ وُلْدِي عَنْ عُيُونِ النَّاسِ وَ مَاجَ النَّاسُ بِفَقْدِهِ أَوْ بِقَتْلِهِ أَوْ بِمَوْتِهِ اطَّلَعَتِ الْفِتْنَةُ وَ نَزَلَتِ الْبَلِيَّةُ وَ الْتَحَمَتْ الْعَصَبِيَّةُ (4) وَ
ص: 143
غَلَا النَّاسُ فِي دِينِهِمْ وَ أَجْمَعُوا عَلَى أَنَّ الْحُجَّةَ ذَاهِبَةٌ وَ الْإِمَامَةَ بَاطِلَةٌ وَ يَحُجُّ حَجِيجُ النَّاسِ فِي تِلْكَ السَّنَةِ مِنْ شِيعَةِ عَلِيٍّ وَ نَوَاصِبِهِ (1)لِلتَّحَسُّسِ وَ التَّجَسُّسِ عَنْ خَلَفِ الْخَلَفِ(2) فَلَا يُرَى لَهُ أَثَرٌ وَ لَا يُعْرَفُ لَهُ خَبَرٌ وَ لَا خَلَفٌ فَعِنْدَ ذَلِكَ سُبَّتْ شِيعَةُ عَلِيٍّ سَبَّهَا أَعْدَاؤُهَا وَ ظَهَرَتْ عَلَيْهَا(3) الْأَشْرَارُ وَ الْفُسَّاقُ بِاحْتِجَاجِهَا حَتَّى إِذَا بَقِيَتِ الْأُمَّةُ حَيَارَى وَ تَدَلَّهَتْ (4)وَ أَكْثَرَتْ فِي قَوْلِهَا إِنَّ الْحُجَّةَ هَالِكَةٌ وَ الْإِمَامَةَ بَاطِلَةٌ فَوَ رَبِّ عَلِيٍّ إِنَّ حُجَّتَهَا عَلَيْهَا قَائِمَةٌ مَاشِيَةٌ فِي طُرُقِهَا (5)دَاخِلَةٌ فِي دُورِهَا وَ قُصُورِهَا جَوَّالَةٌ فِي شَرْقِ هَذِهِ الْأَرْضِ وَ غَرْبِهَا تَسْمَعُ الْكَلَامَ وَ تُسَلِّمَ عَلَى الْجَمَاعَةِ تَرَى وَ لَا تُرَى إِلَى الْوَقْتِ وَ الْوَعْدِ وَ نِدَاءِ الْمُنَادِي مِنَ السَّمَاءِ أَلَا ذَلِكَ يَوْمٌ فِيهِ سُرُورُ وُلْدِ عَلِيٍّ وَ شِيعَتِهِ
و في هذا الحديث عجائب و شواهد على حقية ما تعتقده الإمامية و تدين به و الحمد للّه فمن ذلك قول أمير المؤمنين (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) حتى إذا غاب المتغيب من ولدي عن عيون الناس أ ليس هذا موجبا لهذه الغيبة (6)و شاهدا على صحة قول من يعترف بهذا و يدين بإمامة صاحبها ثم قوله (عَلَيهِ السَّلَامُ) و ماج الناس بفقده أو بقتله أو بموته و أجمعوا على أن الحجة ذاهبة و الإمامة باطلة أ ليس هذا موافقا لما عليه كافة الناس الآن من تكذيب قول الإمامية في وجود صاحب الغيبة و هي محققة في وجوده و إن لم تره و قوله (عَلَيهِ السَّلَامُ) و يحج حجيج الناس في تلك السنة
ص: 144
للتجسس و قد فعلوا ذلك و لم يروا له أثرا و قوله فعند ذلك سبت شيعة علي سبها أعداؤها و ظهرت عليها الأشرار و الفساق باحتجاجها يعني باحتجاجها عليها في الظاهر و قولها فأين إمامكم دلونا عليه و سبهم لهم و نسبتهم إياهم إلى النقص و العجز و الجهل لقولهم بالمفقود العين و إحالتهم على الغائب الشخص و هو السب فهم في الظاهر عند أهل الغفلة و العمى محجوجون (1)و هذا القول من أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) في هذا الموضع شاهد لهم (2) بالصدق و على مخالفيهم بالجهل و العناد للحق ثم حلفه (عَلَيهِ السَّلَامُ) مع ذلك بربه عز و جل بقوله فو رب علي إن حجتها عليها قائمة ماشية في طرقها داخلة في دورها و قصورها جوالة في شرق هذه الأرض و غربها تسمع الكلام و تسلم على الجماعة و ترى و لا ترى أ ليس ذلك مزيلا للشك في أمره (عَلَيهِ السَّلَامُ) و موجبا لوجوده و لصحة ما ثبت في الحديث الذي هو قبل هذا الحديث من قوله إن الأرض لا تخلو من حجة للّه و لكن اللّه سيعمي خلقه عنها بظلمهم و جورهم و إسرافهم على أنفسهم ثم ضرب لهم المثل في يوسف (عَلَيهِ السَّلَامُ) أن الإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ) موجود العين و الشخص إلا أنه في وقته هذا يرى و لا يرى كما قال أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) إلى يوم الوقت و الوعد و نداء المنادي من السماء.
اللهم لك الحمد و الشكر على نعمك التي لا تحصى و على أياديك التي لا تجازى و نسألك الثبات على ما منحتنا من الهدى برحمتك
4- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدِّينَوَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْكُوفِيُّ (3) قَالَ حَدَّثْتَنَا عَمِيرَةُ بِنْتُ أَوْسٍ(4) قَالَتْ حَدَّثَنِي
ص: 145
جَدِّي الْحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ ضَمْرَةَ (1)عَنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ (2)أَنَّهُ قَالَ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ حُشِرَ الْخَلْقُ عَلَى أَرْبَعَةِ أَصْنَافٍ صِنْفٌ رُكْبَانٌ وَ صِنْفٌ عَلَى أَقْدَامِهِمْ يَمْشُونَ وَ صِنْفٌ مُكِبُّونَ وَ صِنْفٌ عَلَى وُجُوهِهِمْ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ وَ لَا يُكَلِّمُونَ وَ لا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ أُولَئِكَ الَّذِينَ تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَ هُمْ فِيها كالِحُونَ فَقِيلَ لَهُ يَا كَعْبُ مَنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلى وُجُوهِهِمْ وَ هَذِهِ الْحَالُ حَالُهُمْ فَقَالَ كَعْبٌ أُولَئِكَ كَانُوا عَلَى الضَّلَالِ وَ الِارْتِدَادِ وَ النَّكْثِ فَبِئْسَ ما قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ إِذَا لَقُوا اللّه بِحَرْبِ خَلِيفَتِهِمْ وَ وَصِيِّ نَبِيِّهِمْ وَ عَالِمِهِمْ وَ سَيِّدِهِمْ وَ فَاضِلِهِمْ وَ حَامِلِ اللِّوَاءِ وَ وَلِيِّ الْحَوْضِ وَ الْمُرْتَجَى وَ الرَّجَا دُونَ هَذَا الْعَالَمِ وَ هُوَ الْعَلَمُ الَّذِي لَا يُجْهَلُ(3) وَ الْمَحَجَّةُ الَّتِي مَنْ زَالَ عَنْهَا عَطِبَ (4)وَ فِي النَّارِ هَوَى ذَاكَ عَلِيٌّ وَ رَبِّ كَعْبٍ أَعْلَمُهُمْ عِلْماً وَ أَقْدَمُهُمْ سِلْماً (5)وَ أَوْفَرُهُمْ حِلْماً عَجِبَ كَعْبٌ مِمَّنْ قَدَّمَ عَلَى عَلِيٍّ غَيْرَهُ وَ مِنْ نَسْلِ عَلِيٍّ الْقَائِمُ(6) الْمَهْدِيُّ الَّذِي يُبَدِّلُ الْأَرْضَ غَيْرَ الْأَرْضِ وَ بِهِ يَحْتَجُّ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) عَلَى نَصَارَى الرُّومِ وَ الصِّينِ إِنَّ الْقَائِمَ الْمَهْدِيَّ مِنْ نَسْلِ عَلِيٍّ أَشْبَهُ النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ خَلْقاً وَ خُلُقاً وَ سَمْتاً (7)وَ هَيْبَةً يُعْطِيهِ اللّه جَلَ
ص: 146
وَ عَزَّ مَا أَعْطَى الْأَنْبِيَاءَ وَ يَزِيدُهُ وَ يُفَضِّلُهُ إِنَّ الْقَائِمَ مِنْ وُلْدِ عَلِيٍّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) لَهُ غَيْبَةٌ كَغَيْبَةِ يُوسُفَ وَ رَجْعَةٌ كَرَجْعَةِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ثُمَّ يَظْهَرُ بَعْدَ غَيْبَتِهِ مَعَ طُلُوعِ النَّجْمِ الْأَحْمَرِ وَ خَرَابِ الزَّوْرَاءِ وَ هِيَ الرَّيُّ وَ خَسْفِ الْمُزَوَّرَةِ وَ هِيَ بَغْدَادُ وَ خُرُوجِ السُّفْيَانِيِّ وَ حَرْبِ وُلْدِ الْعَبَّاسِ مَعَ فِتْيَانٍ أَرْمِينِيَّةٍ وَ آذَرْبِيجَانَ تِلْكَ حَرْبٌ يُقْتَلُ فِيهَا أُلُوفٌ وَ أُلُوفٌ كُلٌّ يَقْبِضُ عَلَى سَيْفٍ مُحَلَّى تَخْفِقُ عَلَيْهِ رَايَاتٌ سُودٌ تِلْكَ حَرْبٌ يَشُوبُهَا الْمَوْتُ الْأَحْمَرُ وَ الطَّاعُونُ الْأَغْبَرُ(1).
5- وَ بِهِ (2)عَنِ الْحُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَمْرِو بْنِ سَعْدٍ (3) قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) لَا تَقُومُ الْقِيَامَةُ حَتَّى تُفْقَأَ عَيْنُ الدُّنْيَا وَ تَظْهَرَ الْحُمْرَةُ فِي السَّمَاءِ وَ تِلْكَ دُمُوعُ حَمَلَةِ الْعَرْشِ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ حَتَّى يَظْهَرَ فِيهِمْ عِصَابَةٌ لا خَلاقَ لَهُمْ يَدْعُونَ لِوَلَدِي وَ هُمْ بِرَاءٍ مِنْ وَلَدِي تِلْكَ عِصَابَةٌ رَدِيئَةٌ لا خَلاقَ لَهُمْ عَلَى الْأَشْرَارِ مُسَلَّطَةٌ وَ لِلْجَبَابِرَةِ مُفَتِّنَةٌ وَ لِلْمُلُوكِ مُبِيرَةٌ (4)تَظْهَرُ فِي سَوَادِ الْكُوفَةِ يَقْدُمُهُمْ رَجُلٌ أَسْوَدُ اللَّوْنِ وَ الْقَلْبِ رَثُّ الدِّينِ لَا خَلَاقَ لَهُ (5) مُهَجَّنٌ زَنِيمٌ عُتُلٌّ تَدَاوَلَتْهُ
ص: 147
أَيْدِي الْعَوَاهِرِ مِنَ الْأُمَّهَاتِ (1)مِنْ شَرِّ نَسْلٍ لَا سَقَاهَا اللّه الْمَطَرَ (2) فِي سَنَةِ إِظْهَارِ غَيْبَةِ الْمُتَغَيِّبِ مِنْ وَلَدِي صَاحِبِ الرَّايَةِ الْحَمْرَاءِ وَ الْعَلَمِ الْأَخْضَرِ أَيُّ يَوْمٍ لِلْمُخَيَّبِينَ(3) بَيْنَ الْأَنْبَارِ وَ هِيتَ ذَلِكَ يَوْمٌ فِيهِ صَيْلَمُ الْأَكْرَادِ وَ الشُّرَاةِ (4)وَ خَرَابُ دَارِ الْفَرَاعِنَةِ وَ مَسْكَنِ الْجَبَابِرَةِ وَ مَأْوَى الْوُلَاةِ الظَّلَمَةِ وَ أُمَّ الْبِلَادِ وَ أُخْتِ الْعَادِ(5) تِلْكَ وَ رَبِّ عَلِيٍّ يَا عَمْرَو بْنَ سَعْدٍ بَغْدَادُ أَلَا لَعْنَةُ اللّه عَلَى الْعُصَاةِ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ وَ بَنِي الْعَبَّاسِ الْخَوَنَةِ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الطَّيِّبِينَ مِنْ وُلْدِي وَ لَا يُرَاقِبُونَ فِيهِمْ ذِمَّتِي وَ لَا يَخَافُونَ اللّه فِيمَا يَفْعَلُونَهُ بِحُرْمَتِي إِنَّ لِبَنِي الْعَبَّاسِ يَوْماً كَيَوْمِ الطَّمُوحِ (6)وَ لَهُمْ فِيهِ صَرْخَةٌ كَصَرْخَةِ الْحُبْلَى الْوَيْلُ لِشِيعَةِ وُلْدِ الْعَبَّاسِ مِنَ الْحَرْبِ الَّتِي سَنَحَ(7) بَيْنَ نَهَاوَنْدَ وَ الدِّينَوَرِ تِلْكَ حَرْبُ صَعَالِيكِ شِيعَةِ عَلِيٍّ يَقْدُمُهُمْ رَجُلٌ مِنْ هَمْدَانَ اسْمُهُ عَلَى اسْمِ النَّبِيِّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) مَنْعُوتٌ مَوْصُوفٌ بِاعْتِدَالِ الْخَلْقِ وَ حُسْنِ الْخُلُقِ وَ نَضَارَةِ اللَّوْنِ لَهُ فِي صَوْتِهِ ضِجَاجٌ وَ فِي أَشْفَارِهِ وَطَفٌ وَ فِي عُنُقِهِ سَطَعٌ أَفْرَقُ الشَّعْرِ مُفَلَّجُ الثَّنَايَا (8)عَلَى فَرَسِهِ كَبَدْرٍ تَمَامٍ إِذَا تَجَلَّى عِنْدَ الظَّلَامِ(9) يَسِيرُ بِعِصَابَةٍ خَيْرِ عِصَابَةٍ أَوَتْ وَ تَقَرَّبَتْ وَ دَانَتْ للّه بِدِينِ تِلْكَ الْأَبْطَالِ مِنَ الْعَرَبِ الَّذِينَ يَلْحَقُونَ (10) حَرْبَ الْكَرِيهَةِ وَ الدَّبْرَةُ(11)
ص: 148
يَوْمَئِذٍ عَلَى الْأَعْدَاءِ إِنَّ لِلْعَدُوِّ يَوْمَ ذَاكَ الصَّيْلَمَ وَ الِاسْتِئْصَالَ
و في هذين الحديثين من ذكر الغيبة و صاحبها ما فيه كفاية و شفاء للطالب المرتاد (1)و حجة على أهل الجحد و العناد و في الحديث الثاني إشارة إلى ذكر عصابة لم تكن تعرف فيما تقدم و إنما يبعث في سنة ستين و مائتين و نحوها و هي كما قال أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) سنة إظهار غيبة المتغيب و هي كما وصفها و نعتها و نعت الظاهر برايتها و إذا تأمل اللبيب الذي له قلب كما قال اللّه تعالى- أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَ هُوَ شَهِيدٌ هذا التلويح(2) اكتفى به عن التصريح نسأل اللّه الرحيم توفيقا للصواب برحمته
6- أَخْبَرَنَا سَلَامَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ دَاوُدَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحَجَّاجِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نَجْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ أُسَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ عَنْ أُمِّ هَانِئٍ قَالَتْ قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَاقِرِ (عَلَيهِما السَّلَامُ) مَا مَعْنَى قَوْلِ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ- فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ(3) فَقَالَ يَا أُمَّ هَانِئٍ إِمَامٌ يَخْنِسُ نَفْسَهُ حَتَّى يَنْقَطِعَ عَنِ النَّاسِ عِلْمُهُ سَنَةَ سِتِّينَ وَ مِائَتَيْنِ(4) ثُمَّ يَبْدُو كَالشِّهَابِ الْوَاقِدِ فِي اللَّيْلَةِ الظَّلْمَاءِ فَإِنْ أَدْرَكْتِ ذَلِكِ الزَّمَانَ(5) قَرَّتْ عَيْنُكِ
ص: 149
وَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيِّ عَنْ وَهْبِ بْنِ شَاذَانَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الرَّبِيعِ الْهَمْدَانِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ أُسَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ عَنْ أُمِّ هَانِئٍ مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ يَظْهَرُ كَالشِّهَابِ يَتَوَقَّدُ فِي اللَّيْلَةِ الظَّلْمَاءِ فَإِنْ أَدْرَكْتِ زَمَانَهُ قَرَّتْ عَيْنُكِ
7- مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ عَنْ عِدَّةٍ مِنْ رِجَالِهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللّه عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الرَّبِيعِ الْهَمْدَانِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ أُسَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ عَنْ أُمِّ هَانِئٍ قَالَتْ لَقِيتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ الْبَاقِرَ (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) فَسَأَلْتُهُ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ- فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ فَقَالَ الْخُنَّسُ إِمَامٌ يَخْنِسُ نَفْسَهُ فِي زَمَانِهِ عِنْدَ انْقِطَاعٍ مِنْ عِلْمِهِ عِنْدَ النَّاسِ(1) سَنَةَ سِتِّينَ وَ مِائَتَيْنِ ثُمَّ يَبْدُو كَالشِّهَابِ الْوَاقِدِ فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ فَإِذَا أَدْرَكْتِ ذَلِكِ قَرَّتْ عَيْنُكِ
8- مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَابُنْدَاذَ (2) قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَالِكٍ(3) قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ عَنِ الْكَاهِلِيِّ (4)عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ تَوَاصَلُوا وَ تَبَارُّوا وَ تَرَاحَمُوا فَوَ الَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ لَيَأْتِيَنَّ عَلَيْكُمْ وَقْتٌ لَا يَجِدُ أَحَدُكُمْ لِدِينَارِهِ وَ دِرْهَمِهِ مَوْضِعاً يَعْنِي لَا يَجِدُ عِنْدَ ظُهُورِ الْقَائِمِ (عَلَيهِ السَّلَامُ) مَوْضِعاً يَصْرِفُهُ فِيهِ لِاسْتِغْنَاءِ النَّاسِ جَمِيعاً بِفَضْلِ اللّه وَ فَضْلِ وَلِيِّهِ (5)
فَقُلْتُ وَ أَنَّى يَكُونُ ذَلِكَ-
ص: 150
فَقَالَ عِنْدَ فَقْدِكُمْ إِمَامَكُمْ فَلَا تَزَالُونَ كَذَلِكَ حَتَّى يَطْلُعَ عَلَيْكُمْ كَمَا تَطْلُعُ الشَّمْسُ آيَسَ مَا تَكُونُونَ فَإِيَّاكُمْ وَ الشَّكَّ وَ الِارْتِيَابَ وَ انْفُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الشُّكُوكَ وَ قَدْ حَذَّرْتُكُمْ (1) فَاحْذَرُوا أَسْأَلُ اللّه تَوْفِيقَكُمْ وَ إِرْشَادَكُمْ
فلينظر الناظر إلى هذا النهي عن الشك في صحة غيبة الغائب (عَلَيهِ السَّلَامُ) و في صحة ظهوره و إلى قوله بعقب النهي عن الشك فيه و قد حذرتكم (2) فاحذروا يعني من الشك نعوذ بالله من الشك و الارتياب و من سلوك جادة الطريق الموردة إلى الهلكة و نسأله الثبات على الهدى و سلوك الطريقة المثلى التي توصلنا إلى كرامته مع المصطفين من خيرته بمنه و قدرته
9- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ يُونُسَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رَبَاحٍ الزُّهْرِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْحِمْيَرِيِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَيُّوبَ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ عَمْرٍو الْخَثْعَمِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِصَامٍ قَالَ حَدَّثَنِي الْمُفَضَّلُ بْنُ عُمَرَ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) فِي مَجْلِسِهِ وَ مَعِي غَيْرِي فَقَالَ لَنَا إِيَّاكُمْ وَ التَّنْوِيهَ يَعْنِي بِاسْمِ الْقَائِمِ (عَلَيهِ السَّلَامُ) (3) وَ كُنْتُ أَرَاهُ يُرِيدُ غَيْرِي فَقَالَ لِي يَا أَبَا عَبْدِ اللّه إِيَّاكُمْ وَ التَّنْوِيهَ وَ اللّه لَيَغِيبَنَّ سَبْتاً مِنَ
ص: 151
الدَّهْرِ وَ لَيَخْمُلَنَّ (1) حَتَّى يُقَالَ مَاتَ أَوْ هَلَكَ بِأَيِّ وَادٍ سَلَكَ وَ لَتَفِيضَنَّ عَلَيْهِ أَعْيُنُ الْمُؤْمِنِينَ وَ لَيُكْفَأَنَّ كَتَكَفُّؤِ السَّفِينَةِ فِي أَمْوَاجِ الْبَحْرِ (2) حَتَّى لَا يَنْجُوَ إِلَّا مَنْ أَخَذَ اللّه مِيثَاقَهُ وَ كَتَبَ الْإِيمَانَ فِي قَلْبِهِ وَ أَيَّدَهُ بِرُوحٍ مِنْهُ وَ لَتُرْفَعَنَّ اثْنَتَا عَشْرَةَ رَايَةً مُشْتَبِهَةً لَا يُعْرَفُ أَيٌّ مِنْ أَيٍّ (3)قَالَ الْمُفَضَّلُ فَبَكَيْتُ فَقَالَ لِي مَا يُبْكِيكَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ كَيْفَ لَا أَبْكِي وَ أَنْتَ تَقُولُ تُرْفَعُ اثْنَتَا عَشْرَةَ رَايَةً مُشْتَبِهَةً لَا يُعْرَفُ أَيٌّ مِنْ أَيٍّ قَالَ فَنَظَرَ إِلَى كَوَّةٍ فِي الْبَيْتِ (4) الَّتِي تَطْلُعُ فِيهَا الشَّمْسُ فِي مَجْلِسِهِ فَقَالَ أَ هَذِهِ الشَّمْسُ مُضِيئَةٌ قُلْتُ نَعَمْ فَقَالَ وَ اللّه لَأَمْرُنَا أَضْوَأُ مِنْهَا
10- مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ وَ عَبْدُ اللّه بْنُ جَعْفَرٍ الْحِمْيَرِيُّ جَمِيعاً قَالا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْخَطَّابِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى وَ عَبْدُ اللّه بْنُ عَامِرٍ الْقَصَبَانِيُّ جَمِيعاً عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نَجْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسَاوِرٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ الْجُعْفِيِّ قَالَ سَمِعْتُ الشَّيْخَ يَعْنِي أَبَا عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَقُولُ إِيَّاكُمْ وَ التَّنْوِيهَ أَمَا وَ اللّه لَيَغِيبَنَّ سَبْتاً مِنْ دَهْرِكُمْ وَ لَيَخْمُلَنَّ حَتَّى يُقَالَ مَاتَ هَلَكَ بِأَيِّ وَادٍ سَلَكَ وَ لَتَدْمَعَنَّ عَلَيْهِ عُيُونُ الْمُؤْمِنِينَ وَ لَيُكْفَأَنَّ تَكَفُّؤَ السَّفِينَةِ فِي أَمْوَاجِ الْبَحْرِ فَلَا يَنْجُو إِلَّا مَنْ أَخَذَ اللّه مِيثَاقَهُ وَ كَتَبَ فِي قَلْبِهِ الْإِيمَانَ وَ أَيَّدَهُ
ص: 152
بِرُوحٍ مِنْهُ وَ لَتُرْفَعَنَّ اثْنَتَا عَشْرَةَ رَايَةً مُشْتَبِهَةً لَا يُدْرَى أَيٌّ مِنْ أَيٍّ قَالَ فَبَكَيْتُ ثُمَّ قُلْتُ لَهُ كَيْفَ نَصْنَعُ فَقَالَ يَا أَبَا عَبْدِ اللّه ثُمَّ نَظَرَ إِلَى شَمْسٍ دَاخِلَةٍ فِي الصُّفَةِ أَ تَرَى هَذِهِ الشَّمْسَ فَقُلْتُ نَعَمْ فَقَالَ لَأَمْرُنَا أَبْيَنُ مِنْ هَذِهِ الشَّمْسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْكُلَيْنِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نَجْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسَاوِرٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ وَ ذَكَرَ مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ فِي حَدِيثِهِ وَ لَيَغِيبَنَّ سِنِينَ مِنْ دَهْرِكُمْ
أ ما ترون زادكم اللّه هدى هذا النهي عن التنويه باسم الغائب (عَلَيهِ السَّلَامُ) و ذكره بقوله (عَلَيهِ السَّلَامُ) إياكم و التنويه و إلى قوله ليغيبن سبتا من دهركم و ليخملن حتى يقال مات هلك بأي واد سلك و لتفيضن عليه أعين المؤمنين و ليكفأن كتكفؤ السفينة في أمواج البحر يريد (عَلَيهِ السَّلَامُ) بذلك ما يعرض للشيعة في أمواج الفتن المضلة المهولة و ما يتشعب من المذاهب الباطلة المتحيرة المتلددة و ما يرفع من الرايات المشتبهة يعني للمدعين للإمامة من آل أبي طالب و الخارجين منهم طلبا للرئاسة في كل زمان فإنه لم يقل مشتبهة إلا ممن كان من هذه الشجرة ممن يدعي ما ليس له من الإمامة و يشتبه على الناس أمره بنسبة و يظن ضعفاء الشيعة و غيرهم أنهم على حق إذا كانوا من أهل بيت الحق و الصدق و ليس كذلك لأن اللّه عز و جل قصر هذا الأمر الذي تتلف نفوس ممن ليس له و لا هو من أهله ممن عصى اللّه في طلبه من أهل البيت و نفوس من يتبعهم على الظن و الغرور على صاحب الحق و معدن الصدق الذي جعله اللّه له لا يشركه فيه أحد و ليس لخلق من العالم ادعاؤه دونه فثبت اللّه المؤمنين مع وقوع الفتن و تشعب المذاهب و تكفؤ القلوب و اختلاف الأقوال و تشتت الآراء و نكوب الناكبين عن الصراط المستقيم على نظام الإمامة و حقيقة الأمر و ضيائه غير مغترين بلمع السراب و البروق الخوالب و لا مائلين مع الظنون الكواذب حتى يلحق اللّه منهم من يلحق بصاحبه (عَلَيهِ السَّلَامُ) غير مبدل و لا مغير و يتوفى من قضى نحبه منهم قبل ذلك غير شاك و لا مرتاب و يوفى كلا
ص: 153
منهم منزلته و يحله مرتبته في عاجله و آجله و اللّه جل اسمه نسأل الثبات و نستزيده علما فإنه أجود المعطين و أكرم المسئولين
11- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْكُلَيْنِيُّ رَحِمَهُ اللّه عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عِيسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِيهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ (عَلَيهِما السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ إِذَا فُقِدَ الْخَامِسُ مِنْ وُلْدِ السَّابِعِ (1) فَاللَّهَ اللّه فِي أَدْيَانِكُمْ لَا يُزِيلَنَّكُمْ عَنْهَا فَإِنَّهُ لَا بُدَّ لِصَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ مِنْ غَيْبَةٍ حَتَّى يَرْجِعَ عَنْ هَذَا الْأَمْرِ مَنْ كَانَ يَقُولُ بِهِ إِنَّمَا هِيَ مِحْنَةٌ مِنَ اللّه يَمْتَحِنُ اللّه بِهَا خَلْقَهُ وَ لَوْ عَلِمَ آبَاؤُكُمْ وَ أَجْدَادُكُمْ دِيناً أَصَحَّ مِنْ هَذَا الدِّينِ لَاتَّبَعُوهُ قَالَ قُلْتُ يَا سَيِّدِي مَنِ الْخَامِسُ مِنْ وُلْدِ السَّابِعِ فَقَالَ يَا بُنَيَّ عُقُولُكُمْ تَصْغُرُ عَنْ هَذَا وَ أَحْلَامُكُمْ تَضِيقُ عَنْ حَمْلِهِ وَ لَكِنْ إِنْ تَعِيشُوا فَسَوْفَ تُدْرِكُونَهُ
12- أَخْبَرَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ أَحْمَدُ بْنُ هَوْذَةَ الْبَاهِلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِيُّ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ سَبْعِينَ وَ مِائَتَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بْنُ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِيُّ سَنَةَ تِسْعٍ وَ عِشْرِينَ وَ مِائَتَيْنِ عَنْ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) قَالَ قَالَ لِي يَا أَبَا الْجَارُودِ إِذَا دَارَ الْفَلَكُ وَ قَالُوا مَاتَ أَوْ هَلَكَ وَ بِأَيِّ وَادٍ سَلَكَ وَ قَالَ الطَّالِبُ لَهُ أَنَّى يَكُونُ ذَلِكَ وَ قَدْ بَلِيَتْ عِظَامُهُ فَعِنْدَ ذَلِكَ فَارْتَجُوهُ وَ إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ فَأْتُوهُ وَ لَوْ حَبْواً عَلَى الثَّلْجِ
13- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ رَحِمَهُ اللّه قَالَ حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْمِيثَمِيِّ عَنْ زَائِدَةَ بْنِ قُدَامَةَ عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) قَالَ إِنَّ الْقَائِمَ إِذَا قَامَ يَقُولُ النَّاسُ أَنَّى ذَلِكَ وَ قَدْ بَلِيَتْ عِظَامُهُ
ص: 154
14- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ يُونُسَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رَبَاحٍ الزُّهْرِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْحِمْيَرِيِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَيُّوبَ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَلَّابِ قَالَ ذُكِرَ الْقَائِمُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) فَقَالَ أَمَا إِنَّهُ لَوْ قَدْ قَامَ لَقَالَ النَّاسُ أَنَّى يَكُونُ هَذَا وَ قَدْ بَلِيَتْ عِظَامُهُ مُذْ كَذَا وَ كَذَا
15- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْبَنْدَنِيجِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللّه بْنُ مُوسَى الْعَلَوِيُّ الْعَبَّاسِيُّ عَنْ مُوسَى بْنِ سَلَّامٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ الْخَشَّابِ (1)عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عَنْ آبَائِهِ (عَلَيهِم السَّلَامُ) قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) مَثَلُ أَهْلِ بَيْتِي مَثَلُ نُجُومِ السَّمَاءِ كُلَّمَا غَابَ نَجْمٌ طَلَعَ نَجْمٌ حَتَّى إِذَا نَجْمٌ مِنْهَا طَلَعَ فَرَمَقْتُمُوهُ بِالْأَعْيُنِ وَ أَشَرْتُمْ إِلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ أَتَاهُ مَلَكُ الْمَوْتِ فَذَهَبَ بِهِ(2) ثُمَّ لَبِثْتُمْ فِي ذَلِكَ سَبْتاً مِنْ دَهْرِكُمْ وَ اسْتَوَتْ بَنُو عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَ لَمْ يُدْرَ أَيٌّ مِنْ أَيٍّ فَعِنْدَ ذَلِكَ يَبْدُو نَجْمُكُمْ فَاحْمَدُوا اللّه وَ اقْبَلُوهُ
16- وَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ قَالَ حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ وَ عَبْدُ اللّه بْنُ جَعْفَرٍ الْحِمْيَرِيُّ قَالا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْخَطَّابِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى وَ عَبْدُ اللّه بْنُ عَامِرٍ الْقَصَبَانِيُّ جَمِيعاً عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نَجْرَانَ عَنِ الْخَشَّابِ عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ خَرَّبُوذَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) إِنَّمَا مَثَلُ أَهْلِ بَيْتِي فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ كَمَثَلِ نُجُومِ السَّمَاءِ كُلَّمَا غَابَ نَجْمٌ طَلَعَ نَجْمٌ حَتَّى إِذَا مَدَدْتُمْ إِلَيْهِ حَوَاجِبَكُمْ وَ أَشَرْتُمْ إِلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ أَتَاهُ مَلَكُ الْمَوْتِ فَذَهَبَ بِهِ ثُمَّ بَقِيتُمْ
ص: 155
سَبْتاً مِنْ دَهْرِكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيّاً مِنْ أَيٍّ فَاسْتَوَى فِي ذَلِكَ بَنُو عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَبَيْنَمَا أَنْتُمْ كَذَلِكَ إِذْ أَطْلَعَ اللّه عَلَيْكُمْ نَجْمَكُمْ فَاحْمَدُوهُ وَ اقْبَلُوهُ
17- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْكُلَيْنِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِيرٍ عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ خَرَّبُوذَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ إِنَّمَا نَحْنُ كَنُجُومِ السَّمَاءِ كُلَّمَا غَابَ نَجْمٌ طَلَعَ نَجْمٌ حَتَّى إِذَا أَشَرْتُمْ بِأَصَابِعِكُمْ وَ مِلْتُمْ بِحَوَاجِبِكُمْ (1) غَيَّبَ اللّه عَنْكُمْ نَجْمَكُمْ فَاسْتَوَتْ بَنُو عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَلَمْ يُعْرَفْ أَيٌّ مِنْ أَيٍّ(2) فَإِذَا طَلَعَ نَجْمُكُمْ فَاحْمَدُوا رَبَّكُمْ
18- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى (3)قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ الرَّازِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِيهِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ صَاحِبُ هَذَا الْأَمْرِ مِنْ وُلْدِي هُوَ الَّذِي يُقَالُ مَاتَ أَوْ هَلَكَ لَا بَلْ فِي أَيِّ وَادٍ سَلَكَ
19- وَ بِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ يَعْقُوبَ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) مَا عَلَامَةُ الْقَائِمِ قَالَ إِذَا اسْتَدَارَ الْفَلَكُ فَقِيلَ
ص: 156
مَاتَ أَوْ هَلَكَ فِي أَيِّ وَادٍ سَلَكَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ ثُمَّ يَكُونُ مَا ذَا قَالَ لَا يَظْهَرُ إِلَّا بِالسَّيْفِ
20- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ قَالَ حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ الْكُوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْمِيثَمِيِّ عَنْ زَائِدَةَ بْنِ قُدَامَةَ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ قَالَ ذُكِرَ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) الْقَائِمُ فَقَالَ أَنَّى يَكُونُ ذَلِكَ وَ لَمْ يَسْتَدِرِ الْفَلَكُ حَتَّى يُقَالَ مَاتَ أَوْ هَلَكَ فِي أَيِّ وَادٍ سَلَكَ فَقُلْتُ وَ مَا اسْتِدَارَةُ الْفَلَكِ فَقَالَ اخْتِلَافُ الشِّيعَةِ بَيْنَهُمْ
و هذه الأحاديث دالة على ما قد آلت إليه أحوال الطوائف المنتسبة إلى التشيع ممن خالف الشرذمة المستقيمة على إمامة الخلف بن الحسن بن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) لأن الجمهور منهم من يقول في الخلف أين هو و أنى يكون هذا و إلى متى يغيب و كم يعيش هذا و له الآن نيف و ثمانون سنة فمنهم من يذهب إلى أنه ميت و منهم من ينكر ولادته و يجحد وجوده بواحدة (1) و يستهزئ بالمصدق به و منهم من يستبعد المدة و يستطيل الأمد و لا يرى أن اللّه في قدرته و نافذ سلطانه و ماضى أمره و تدبيره قادر على أن يمد لوليه في العمر كأفضل ما مده و يمده لأحد من أهل عصره و غير أهل عصره و يظهر بعد مضي هذه المدة و أكثر منها فقد رأينا كثيرا من أهل زماننا ممن عمر مائة سنة و زيادة عليها و هو تام القوة مجتمع العقل فكيف ينكر لحجة اللّه أن يعمره أكثر من ذلك و أن يجعل ذلك من أكبر آياته التي أفرده بها من بين أهله لأنه حجته الكبرى التي يظهر دينه على كل الأديان و يغسل بها الأرجاس و الأدران(2) كأنه لم يقرأ في هذا القرآن قصة موسى في ولادته و ما جرى على النساء و الصبيان بسببه من القتل و الذبح حتى هلك في ذلك الخلق الكثير تحرزا من واقع قضاء اللّه و نافذ أمره حتى كونه اللّه عز و جل على رغم
ص: 157
أعدائه و جعل الطالب له المفني لأمثاله من الأطفال بالقتل و الذبح بسببه هو الكافل له و المربي و كان من قصته في نشوئه و بلوغه و هربه في ذلك الزمان الطويل ما قد نبأنا اللّه في كتابه حتى حضر الوقت الذي أذن اللّه عز و جل في ظهوره فظهرت سنة اللّه الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ و لن تجد لسنته تبديلا- فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ و اثبتوا أيها الشيعة الأخيار على ما دلكم اللّه عليه و أرشدكم إليه و اشكروه على ما أنعم به عليكم و أفردكم بالحظوة فيه فإنه أهل الحمد و الشكر
1- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْسُ بْنُ هِشَامٍ النَّاشِرِيُّ عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ جَبَلَةَ عَنْ فُضَيْلٍ الصَّائِغِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الثَّقَفِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ إِذَا فَقَدَ النَّاسُ الْإِمَامَ مَكَثُوا سنينا [سِنِينَ لَا يَدْرُونَ أَيّاً مِنْ أَيٍّ ثُمَّ يُظْهِرُ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ لَهُمْ صَاحِبَهُمْ
2- وَ بِهِ عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ جَبَلَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَكُونُ فَتْرَةٌ لَا يَعْرِفُ الْمُسْلِمُونَ فِيهَا إِمَامَهُمْ فَقَالَ يُقَالُ ذَلِكَ قُلْتُ فَكَيْفَ نَصْنَعُ قَالَ إِذَا كَانَ ذَلِكَ فَتَمَسَّكُوا بِالْأَمْرِ الْأَوَّلِ حَتَّى يُبَيَّنَ لَكُمُ الْآخِرُ.
3- وَ بِهِ عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ جَبَلَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ الصَّيْقَلِ عَنْ أَبِيهِ مَنْصُورٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) إِذَا أَصْبَحْتَ وَ أَمْسَيْتَ يَوْماً لَا تَرَى فِيهِ إِمَاماً مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ فَأَحْبِبْ مَنْ كُنْتَ تُحِبُّ وَ أَبْغِضْ مَنْ كُنْتَ تُبْغِضُ (1)وَ وَالِ مَنْ كُنْتَ تُوَالِي وَ انْتَظِرِ الْفَرَجَ صَبَاحاً وَ مَسَاءً وَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْكُلَيْنِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَطَّارِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مَنْصُورٍ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) مِثْلَهُ(2)
ص: 158
4- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بْنُ جَعْفَرٍ الْحِمْيَرِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى وَ الْحَسَنُ بْنُ ظَرِيفٍ جَمِيعاً عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ سِنَانٍ قَالَ دَخَلْتُ أَنَا وَ أَبِي عَلَى أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) فَقَالَ كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا صِرْتُمْ فِي حَالٍ لَا تَرَوْنَ فِيهَا إِمَامَ هُدًى وَ لَا عَلَماً يُرَى فَلَا يَنْجُو مِنْ تِلْكَ الْحَيْرَةِ إِلَّا مَنْ دَعَا بِدُعَاءِ الْغَرِيقِ فَقَالَ أَبِي هَذَا وَ اللّه الْبَلَاءُ فَكَيْفَ نَصْنَعُ جُعِلْتُ فِدَاكَ حِينَئِذٍ قَالَ إِذَا كَانَ ذَلِكَ وَ لَنْ تُدْرِكَهُ فَتَمَسَّكُوا بِمَا فِي أَيْدِيكُمْ حَتَّى يَتَّضِحَ لَكُمُ الْأَمْرُ
5- وَ بِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى وَ الْحَسَنِ بْنِ ظَرِيفٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِيرَةِ النَّصْرِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) قَالَ قُلْتُ لَهُ إِنَّا نُرَوَّى بِأَنَّ صَاحِبَ هَذَا الْأَمْرِ يُفْقَدُ زَمَاناً فَكَيْفَ نَصْنَعُ عِنْدَ ذَلِكَ قَالَ تَمَسَّكُوا بِالْأَمْرِ الْأَوَّلِ الَّذِي أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يُبَيَّنَ لَكُمْ
6- مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ بِإِسْنَادِهِ يَرْفَعُهُ إِلَى أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يُصِيبُهُمْ فِيهَا سَبْطَة(1) ٌ يَأْرِزُ الْعِلْمُ فِيهَا كَمَا تَأْرِزُ الْحَيَّةُ فِي جُحْرِهَا فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ طَلَعَ عَلَيْهِمْ نَجْمٌ قُلْتُ فَمَا السَّبْطَةُ قَالَ الْفَتْرَةُ قُلْتُ فَكَيْفَ نَصْنَعُ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ فَقَالَ كُونُوا عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يُطْلِعَ اللّه لَكُمْ نَجْمَكُمْ
7- وَ بِهِ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا وَقَعَتِ السَّبْطَةُ بَيْنَ الْمَسْجِدَيْنِ(2) فَيَأْرِزُ الْعِلْمُ فِيهَا كَمَا تَأْرِزُ الْحَيَّةُ فِي جُحْرِهَا وَ اخْتَلَفَتِ الشِّيعَةُ بَيْنَهُمْ وَ سَمَّى بَعْضُهُمْ بَعْضاً كَذَّابِينَ وَ يَتْفُلُ بَعْضُهُمْ فِي وُجُوهِ بَعْضٍ فَقُلْتُ مَا عِنْدَ ذَلِكَ مِنْ خَيْرٍ قَالَ الْخَيْرُ كُلُّهُ عِنْدَ ذَلِكَ يَقُولُهُ ثَلَاثاً يُرِيدُ قُرْبَ الْفَرَجِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْكُلَيْنِيُّ رَحِمَهُ اللّه عَنْ عِدَّةٍ مِنْ رِجَالِهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ
ص: 159
مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ (1)عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) كَيْفَ أَنْتَ إِذَا وَقَعَتِ الْبَطْشَةُ وَ ذَكَرَ مِثْلَهُ بِلَفْظِهِ(2).
8- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ هَوْذَةَ الْبَاهِلِيُّ أَبُو سُلَيْمَانَ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بْنُ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِيُّ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ يَا أَبَانُ يُصِيبُ الْعَالَمَ سَبْطَةٌ يَأْرِزُ الْعِلْمُ بَيْنَ الْمَسْجِدَيْنِ كَمَا تَأْرِزُ الْحَيَّةُ فِي جُحْرِهَا قُلْتُ فَمَا السَّبْطَةُ قَالَ دُونَ الْفَتْرَةِ فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ طَلَعَ لَهُمْ نَجْمُهُمْ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَكَيْفَ نَصْنَعُ وَ كَيْفَ يَكُونُ مَا بَيْنَ ذَلِكَ فَقَالَ لِي:(3) مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَكُمُ اللّه بِصَاحِبِهَا
هذه الروايات التي قد جاءت متواترة تشهد بصحة الغيبة و باختفاء العلم و المراد بالعلم الحجة للعالم و هي مشتملة على أمر الأئمة (عَلَيهِم السَّلَامُ) للشيعة بأن يكونوا فيها على ما كانوا عليه لا يزولون و لا ينتقلون بل يثبتون و لا يتحولون و يكونون متوقعين لما وعدوا به و هم معذورون في أن لا يروا حجتهم و إمام زمانهم في أيام الغيبة و يضيق عليهم في كل عصر و زمان قبله أن لا يعرفوه بعينه و اسمه و نسبه و محظور عليهم الفحص (4) و الكشف عن صاحب الغيبة و المطالبة باسمه أو موضعه أو غيابه أو الإشادة بذكره (5)فضلا عن المطالبة بمعاينته و قال لنا إياكم و التنويه و كونوا على ما أنتم عليه و إياكم و الشك فأهل الجهل الذين لا علم لهم بما أتى عن الصادقين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) من هذه الروايات الواردة للغيبة و صاحبها يطالبون بالإرشاد إلى شخصه و الدلالة على موضعه و يقترحون إظهاره لهم (6)و ينكرون غيبته لأنهم بمعزل
ص: 160
عن العلم (1)و أهل المعرفة مسلمون لما أمروا به ممتثلون له صابرون على ما ندبوا إلى الصبر عليه و قد أوقفهم العلم و الفقه مواقف الرضا عن اللّه و التصديق لأولياء اللّه و الامتثال لأمرهم و الانتهاء عما نهوا عنه حذرون ما حذر اللّه في كتابه من مخالفة رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) و الأئمة الذين هم في وجوب الطاعة بمنزلته لقوله- فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (2)و لقوله أَطِيعُوا اللّه وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (3) و لقوله وَ أَطِيعُوا اللّه وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ احْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّما عَلى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ(4).
و في قوله في الحديث الرابع من هذا الفصل حديث عبد اللّه بن سنان كيف أنتم إذا صرتم في حال لا ترون فيها إمام هدى و لا علما يرى دلالة على ما جرى و شهادة بما حدث من أمر السفراء الذين كانوا بين الإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ) و بين الشيعة من ارتفاع أعيانهم و انقطاع نظامهم لأن السفير بين الإمام في حال غيبته و بين شيعته هو العلم فلما تمت المحنة على الخلق ارتفعت الأعلام و لا ترى حتى يظهر صاحب الحق (عَلَيهِ السَّلَامُ) و وقعت الحيرة التي ذكرت و آذننا بها أولياء اللّه و صح أمر الغيبة الثانية التي يأتي شرحها و تأويلها فيما يأتي من الأحاديث بعد هذا الفصل نسأل اللّه أن يزيدنا بصيرة و هدى و يوفقنا لما يرضيه برحمته
1- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ رَجُلٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ أَقْرَبُ مَا يَكُونُ هَذِهِ الْعِصَابَةُ مِنَ اللّه وَ أَرْضَى مَا يَكُونُ عَنْهُمْ إِذَا افْتَقَدُوا حُجَّةَ اللّه فَحُجِبَ عَنْهُمْ وَ لَمْ يَظْهَرْ لَهُمْ وَ لَمْ يَعْلَمُوا بِمَكَانِهِ وَ هُمْ فِي ذَلِكَ يَعْلَمُونَ وَ يُوقِنُونَ أَنَّهُ لَمْ تَبْطُلْ حُجَّةُ اللَّهِ
ص: 161
وَ لَا مِيثَاقُهُ فَعِنْدَهَا تَوَقَّعُوا الْفَرَجَ صَبَاحاً وَ مَسَاءً (1)فَإِنَّ أَشَدَّ مَا يَكُونُ غَضَبُ اللّه عَلَى أَعْدَائِهِ إِذَا افْتَقَدُوا حُجَّتَهُ فَلَمْ يَظْهَرْ لَهُمْ وَ قَدْ عَلِمَ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ أَنَّ أَوْلِيَاءَهُ لَا يَرْتَابُونَ وَ لَوْ عَلِمَ أَنَّهُمْ يَرْتَابُونَ مَا غَيَّبَ حُجَّتَهُ طَرْفَةَ عَيْنٍ عَنْهُمْ وَ لَا يَكُونُ ذَلِكَ إِلَّا عَلَى رَأْسِ شِرَارِ النَّاسِ (2).
2- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْكُلَيْنِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ الْكُلَيْنِيُّ وَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعِبَادُ مِنَ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَرْضَى مَا يَكُونُ عَنْهُمْ إِذَا افْتَقَدُوا حُجَّةَ اللّه جَلَّ وَ عَزَّ وَ لَمْ يَظْهَرْ لَهُمْ وَ لَمْ يَعْلَمُوا بِمَكَانِهِ وَ هُمْ فِي ذَلِكَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ لَمْ تَبْطُلْ حُجَّةُ اللّه جَلَّ ذِكْرُهُ وَ لَا مِيثَاقُهُ فَعِنْدَهَا فَتَوَقَّعُوا الْفَرَجَ صَبَاحاً وَ مَسَاءً فَإِنَّ أَشَدَّ مَا يَكُونُ غَضَبُ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى أَعْدَائِهِ إِذَا افْتَقَدُوا حُجَّةَ اللّه فَلَمْ يَظْهَرْ لَهُمْ (3)وَ قَدْ عَلِمَ اللّه أَنَّ أَوْلِيَاءَهُ لَا يَرْتَابُونَ وَ لَوْ عَلِمَ أَنَّهُمْ يَرْتَابُونَ مَا غَيَّبَ حُجَّتَهُ عَنْهُمْ طَرْفَةَ عَيْنٍ وَ لَا يَكُونُ ذَلِكَ إِلَّا عَلَى رَأْسِ شِرَارِ النَّاسِ
ص: 162
و هذا ثناء الصادق (عَلَيهِ السَّلَامُ) على أوليائه في حال الغيبة بقوله أرضى ما يكون اللّه عنهم إذا افتقدوا حجة اللّه و حجب عنهم و هم مع ذلك يعلمون أنه لم تبطل حجة اللّه و وصفه أنهم لا يرتابون و لو علم اللّه أنهم يرتابون لم يغيب حجته طرفة عين و الحمد للّه الذي جعلنا من الموقنين غير المرتابين و لا الشاكين و لا الشاذين عن الجادة البيضاء إلى البليات و طرق الضلال المؤدية إلى الردى و العمى حمدا يقضي حقه و يمتري مزيده
3- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ وَ سَعْدَانُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ سَعِيدٍ وَ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ (1) وَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْقَطَوَانِيُّ جَمِيعاً عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ الْجَوَالِيقِيِّ عَنْ يَزِيدَ الْكُنَاسِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ الْبَاقِرَ (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) يَقُولُ إِنَّ صَاحِبَ هَذَا الْأَمْرِ فِيهِ شَبَهٌ مِنْ يُوسُفَ(2) ابْنُ أَمَةٍ سَوْدَاءَ يُصْلِحُ اللّه لَهُ أَمْرَهُ فِي لَيْلَةٍ (3).
4- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللّه بْنُ مُوسَى الْعَلَوِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ (4) عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نَجْرَانَ عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ عَنْ سَدِيرٍ الصَّيْرَفِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّه الصَّادِقَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَقُولُ إِنَّ فِي صَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ لَشَبَهاً مِنْ يُوسُفَ (5) فَقُلْتُ فَكَأَنَّكَ تُخْبِرُنَا بِغَيْبَةٍ أَوْ حَيْرَةٍ فَقَالَ مَا يُنْكِرُ هَذَا الْخَلْقُ الْمَلْعُونُ أَشْبَاهُ الْخَنَازِيرِ مِنْ ذَلِكَ إِنَّ إِخْوَةَ يُوسُفَ كَانُوا عُقَلَاءَ أَلِبَّاءَ أَسْبَاطاً أَوْلَادَ أَنْبِيَاءَ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَكَلَّمُوهُ وَ خَاطَبُوهُ وَ تَاجَرُوهُ وَ رَاوَدُوهُ وَ كَانُوا إِخْوَتَهُ وَ هُوَ
ص: 163
أَخُوهُمْ لَمْ يَعْرِفُوهُ حَتَّى عَرَّفَهُمْ نَفْسَهُ وَ قَالَ لَهُمْ أَنَا يُوسُفُ فَعَرَفُوهُ حِينَئِذٍ فَمَا تُنْكِرُ هَذِهِ الْأُمَّةُ الْمُتَحَيِّرَةُ أَنْ يَكُونَ اللّه جَلَّ وَ عَزَّ يُرِيدُ فِي وَقْتٍ مِنَ الْأَوْقَاتِ أَنْ يَسْتُرَ حُجَّتَهُ عَنْهُمْ لَقَدْ كَانَ يُوسُفُ إِلَيْهِ مُلْكُ مِصْرَ وَ كَانَ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ أَبِيهِ مَسِيرَةُ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ يَوْماً فَلَوْ أَرَادَ أَنْ يُعْلِمَهُ بِمَكَانِهِ لَقَدَرَ عَلَى ذَلِكَ وَ اللّه لَقَدْ سَارَ يَعْقُوبُ وَ وُلْدُهُ عِنْدَ الْبِشَارَةِ تِسْعَةَ أَيَّامٍ مِنْ بَدْوِهِمْ إِلَى مِصْرَ (1) فَمَا تُنْكِرُ هَذِهِ الْأُمَّةُ أَنْ يَكُونَ اللّه يَفْعَلُ بِحُجَّتِهِ مَا فَعَلَ بِيُوسُفَ وَ أَنْ يَكُونَ صَاحِبُكُمُ الْمَظْلُومُ الْمَجْحُودُ حَقَّهُ صَاحِبَ هَذَا الْأَمْرِ يَتَرَدَّدُ بَيْنَهُمْ وَ يَمْشِي فِي أَسْوَاقِهِمْ وَ يَطَأُ فُرُشَهُمْ وَ لَا يَعْرِفُونَهُ حَتَّى يَأْذَنَ اللّه لَهُ أَنْ يُعَرِّفَهُمْ نَفْسَهُ كَمَا أَذِنَ لِيُوسُفَ حِينَ قَالَ لَهُ إِخْوَتُهُ- إِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قالَ أَنَا يُوسُفُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجْرَانَ عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ عَنْ سَدِيرٍ الصَّيْرَفِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَقُولُ وَ ذَكَرَ نَحْوَهُ أَوْ مِثْلَهُ.
5- وَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُبَيْدِ اللّه بْنِ مُوسَى عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ جَبَلَةَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ الْبَاقِرَ (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) يَقُولُ فِي صَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ سُنَنٌ مِنْ أَرْبَعَةِ أَنْبِيَاءَ سُنَّةٌ مِنْ مُوسَى وَ سُنَّةٌ مِنْ عِيسَى وَ سُنَّةٌ مِنْ يُوسُفَ وَ سُنَّةٌ مِنْ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللّه عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ فَقُلْتُ مَا سُنَّةُ مُوسَى (2) قَالَ خَائِفٌ يَتَرَقَّبُ قُلْتُ وَ مَا سُنَّةُ عِيسَى فَقَالَ يُقَالُ فِيهِ مَا قِيلَ فِي عِيسَى قُلْتُ فَمَا سُنَّةُ يُوسُفَ قَالَ السِّجْنُ وَ الْغَيْبَةُ قُلْتُ وَ مَا سُنَّةُ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قَالَ إِذَا قَامَ سَارَ بِسِيرَةِ رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) إِلَّا أَنَّهُ يُبَيِّنُ آثَارَ مُحَمَّدٍ وَ يَضَعُ السَّيْفَ عَلَى عَاتِقِهِ ثَمَانِيَةَ أَشْهُرٍ هَرْجاً هَرْجاً (3) حَتَّى
ص: 164
رَضِيَ اللّه قُلْتُ فَكَيْفَ يَعْلَمُ رِضَا اللّه قَالَ يُلْقِي اللّه فِي قَلْبِهِ الرَّحْمَةَ
فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ الناظرة بنور الهدى و القلوب السليمة من العمى المشرقة بالإيمان و الضياء بهذا القول قول الإمامين الباقر و الصادق (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) في الغيبة و ما في القائم (عَلَيهِ السَّلَامُ) من سنن الأنبياء (عَلَيهِم السَّلَامُ) من الاستتار و الخوف و أنه ابن أمة سوداء يصلح اللّه له أمره في ليلة و تأملوه حسنا فإنه يسقط معه الأباطيل و الأضاليل التي ابتدعها المبتدعون الذين لم يذقهم اللّه حلاوة الإيمان و العلم و جعلهم بنجوة منه و بمعزل عنه و ليحمد هذه الطائفة القليلة النزرة (1) اللّه حق حمده على ما من به عليها من الثبات على نظام الإمامة و ترك الشذوذ عنها كما شذ الأكثر ممن كان يعتقدها و طار يمينا و شمالا و أمكن الشيطان منه و من قياده و زمامه يدخله في كل لون و يخرجه من آخر حتى يورده كل غي و يصده عن كل رشد و يكره إليه الإيمان و يزين له الضلال و يجلي في صدره قول كل من قال بعقله و عمل على قياسه و يوحش عنده الحق (2) و اعتقاد طاعة من فرض اللّه طاعته كما قال جل و عز في محكم كتابه حكاية لقول إبليس لعنه الله- فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ. إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (3) و قوله أيضا وَ لَأُضِلَّنَّهُمْ وَ لَأُمَنِّيَنَّهُمْ(4) و قوله لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (5) أ ليس أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول في خطبته أَنَا حَبْلُ اللّه الْمَتِينُ وَ أَنَا الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ وَ أَنَا الْحُجَّةُ للّه عَلَى خَلْقِهِ أَجْمَعِينَ بَعْدَ رَسُولِهِ الصَّادِقِ الْأَمِينِ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ).
ثم قال عز و جل حكاية لما ظنه إبليس وَ لَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ. (6)
ص: 165
فاستيقظوا رحمكم اللّه من سنة الغفلة و انتبهوا من رقدة الهوى (1) و لا يذهبن عنكم ما يقوله الصادقون (عَلَيهِما السَّلَامُ) صفحا باستماعكم إياه بغير أذن واعية و قلوب مفكرة و ألباب معتبرة متدبرة لما قالوا أحسن اللّه إرشادكم و حال بين إبليس لعنه اللّه و بينكم حتى لا تدخلوا في جملة أهل الاستثناء من اللّه بقوله جل و عز- إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغاوِينَ (2) و تدخلوا في أهل الاستثناء من إبليس لعنه اللّه بقوله- لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ و الحمد للّه رب العالمين
6- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ رَحِمَهُ اللّه قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ (3) عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْلَى عَنْ زُرَارَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَقُولُ إِنَّ لِلْقَائِمِ (عَلَيهِ السَّلَامُ) غَيْبَةً قَبْلَ أَنْ يَقُومَ فَقُلْتُ وَ لِمَ قَالَ يَخَافُ وَ أَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى بَطْنِهِ ثُمَّ قَالَ يَا زُرَارَةُ وَ هُوَ الْمُنْتَظَرُ وَ هُوَ الَّذِي يُشَكُّ فِي وِلَادَتِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ مَاتَ أَبُوهُ بِلَا خَلَفٍ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ حَمْلٌ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ غَائِبٌ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ وُلِدَ قَبْلَ وَفَاةِ أَبِيهِ بِسِنِينَ (4) وَ هُوَ الْمُنْتَظَرُ غَيْرَ أَنَّ اللّه يُحِبُّ أَنْ يَمْتَحِنَ قُلُوبَ الشِّيعَةِ فَعِنْدَ ذَلِكَ يَرْتَابُ الْمُبْطِلُونَ يَا زُرَارَةُ قَالَ زُرَارَةُ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ الزَّمَانَ أَيَّ شَيْ ءٍ أَعْمَلُ قَالَ يَا زُرَارَةُ مَتَى أَدْرَكْتَ ذَلِكَ الزَّمَانَ فَادْعُ بِهَذَا الدُّعَاءِ اللَّهُمَّ عَرِّفْنِي نَفْسَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي نَفْسَكَ لَمْ أَعْرِفْ نَبِيَّكَ اللَّهُمَّ عَرِّفْنِي رَسُولَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي رَسُولَكَ لَمْ أَعْرِفْ حُجَّتَكَ اللَّهُمَّ عَرِّفْنِي حُجَّتَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي حُجَّتَكَ ضَلَلْتُ عَنْ دِينِي ثُمَّ قَالَ يَا زُرَارَةُ لَا بُدَّ مِنْ قَتْلِ غُلَامٍ بِالْمَدِينَةِ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَ وَ لَيْسَ الَّذِي يَقْتُلُهُ جَيْشُ
ص: 166
السُّفْيَانِيِّ قَالَ لَا وَ لَكِنْ يَقْتُلُهُ جَيْشُ بَنِي فُلَانٍ يَخْرُجُ حَتَّى يَدْخُلَ الْمَدِينَةَ وَ لَا يَدْرِي النَّاسُ فِي أَيِّ شَيْ ءٍ دَخَلَ فَيَأْخُذُ الْغُلَامَ فَيَقْتُلُهُ فَإِذَا قَتَلَهُ بَغْياً وَ عُدْوَاناً وَ ظُلْماً لَمْ يُمْهِلُهُمُ اللّه فَعِنْدَ ذَلِكَ يُتَوَقَّعُ الْفَرَجُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْكُلَيْنِيُّ رَحِمَهُ اللّه حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَى الْخَشَّابِ عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ مُوسَى عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَقُولُ وَ ذَكَرَ مِثْلَهُ وَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ (1) عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ قَالَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عِيسَى عَنْ خَالِدِ بْنِ نَجِيحٍ عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَعْيَنَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) وَ ذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ بِعَيْنِهِ وَ الدُّعَاءَ وَ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ هِلَالٍ سَمِعْتُ هَذَا الْحَدِيثَ مُنْذُ سِتٍّ وَ خَمْسِينَ سَنَةً (2).
7- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ بِإِسْنَادٍ لَهُ عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ عَطَاءٍ الْمَكِّيِّ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) إِنَّ شِيعَتَكَ بِالْعِرَاقِ كَثِيرَةٌ وَ وَ اللّه مَا فِي أَهْلِ بَيْتِكَ مِثْلُكَ فَكَيْفَ لَا تَخْرُجُ فَقَالَ يَا عَبْدَ اللّه بْنَ عَطَاءٍ قَدْ أَخَذْتَ تَفْرُشُ أُذُنَيْكَ لِلنَّوْكَى (3) إِي وَ اللّه مَا أَنَا بِصَاحِبِكُمْ قُلْتُ فَمَنْ صَاحِبُنَا فَقَالَ انْظُرُوا مَنْ غُيِّبَتْ عَنِ النَّاسِ وِلَادَتُهُ فَذَلِكَ صَاحِبُكُمْ إِنَّهُ لَيْسَ مِنَّا أَحَدٌ يُشَارُ إِلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ وَ يُمْضَغُ بِالْأَلْسُنِ إِلَّا مَاتَ غَيْظاً أَوْ حَتْفَ أَنْفِهِ(4).
ص: 167
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْكُلَيْنِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ غَيْرُهُ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ مُوسَى بْنِ هِلَالٍ الْكِنْدِيِّ عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ عَطَاءٍ الْمَكِّيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) وَ ذَكَرَ مِثْلَهُ
8- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُبَيْدِ اللّه بْنِ مُوسَى الْعَلَوِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَلَانِسِيُّ بِمَكَّةَ سَنَةَ سَبْعٍ وَ سِتِّينَ وَ مِائَتَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ مُوسَى بْنِ هِلَالٍ عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ عَطَاءٍ الْمَكِّيِّ قَالَ خَرَجْتُ حَاجّاً مِنْ وَاسِطٍ فَدَخَلْتُ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ (عَلَيهِما السَّلَامُ) فَسَأَلَنِي عَنِ النَّاسِ وَ الْأَسْعَارِ فَقُلْتُ تَرَكْتُ النَّاسَ مَادِّينَ أَعْنَاقَهُمْ إِلَيْكَ لَوْ خَرَجْتَ لَاتَّبَعَكَ الْخَلْقُ فَقَالَ يَا ابْنَ عَطَاءٍ قَدْ أَخَذْتَ تَفْرُشُ أُذُنَيْكَ لِلنَّوْكَى لَا وَ اللّه مَا أَنَا بِصَاحِبِكُمْ وَ لَا يُشَارُ إِلَى رَجُلٍ مِنَّا بِالْأَصَابِعِ وَ يُمَطُّ إِلَيْهِ بِالْحَوَاجِبِ (1) إِلَّا مَاتَ قَتِيلًا أَوْ حَتْفَ أَنْفِهِ قُلْتُ وَ مَا حَتْفُ أَنْفِهِ قَالَ يَمُوتُ بِغَيْظِهِ عَلَى فِرَاشِهِ حَتَّى يَبْعَثَ اللّه مَنْ لَا يُؤْبَهُ لِوِلَادَتِهِ قُلْتُ وَ مَنْ لَا يُؤْبَهُ لِوِلَادَتِهِ فَقَالَ انْظُرْ مَنْ لَا يَدْرِي النَّاسُ أَنَّهُ وُلِدَ أَمْ لَا فَذَاكَ صَاحِبُكُمْ
9- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ حَدَّثَنَا عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللّه عَنْ أَيُّوبَ بْنِ نُوحٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا (عَلَيهِ السَّلَامُ) إِنَّا نَرْجُو أَنْ تَكُونَ صَاحِبَ هَذَا الْأَمْرِ وَ أَنْ يَسُوقَهُ اللّه إِلَيْكَ عَفْواً بِغَيْرِ سَيْفٍ (2) فَقَدْ بُويِعَ لَكَ وَ قَدْ ضُرِبَتِ الدَّرَاهِمُ بِاسْمِكَ فَقَالَ مَا مِنَّا أَحَدٌ اخْتَلَفَتِ الْكُتُبُ إِلَيْهِ وَ أُشِيرَ إِلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ (3) وَ سُئِلَ عَنِ الْمَسَائِلِ وَ حُمِلَتْ إِلَيْهِ الْأَمْوَالُ إِلَّا اغْتِيلَ (4) أَوْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ حَتَّى يَبْعَثَ اللّه لِهَذَا الْأَمْرِ غُلَاماً مِنَّا خَفِيَّ الْمَوْلِدِ وَ الْمَنْشَإِ غَيْرَ خَفِيٍّ فِي نَسَبِهِ(5).
ص: 168
10- وَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْلَى عَنْ أَبِي مَرْيَمَ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ عَطَاءٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ (عَلَيهِما السَّلَامُ) أَخْبِرْنِي عَنِ الْقَائِمِ (عَلَيهِ السَّلَامُ) فَقَالَ وَ اللّه مَا هُوَ أَنَا وَ لَا الَّذِي تَمُدُّونَ إِلَيْهِ أَعْنَاقَكُمْ وَ لَا يُعْرَفُ وِلَادَتُهُ (1) قُلْتُ بِمَا يَسِيرُ قَالَ بِمَا سَارَ بِهِ رَسُولُ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) هَدَرَ مَا قَبْلَهُ وَ اسْتَقْبَلَ
11- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بْنُ جَعْفَرٍ الْحِمْيَرِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ صَالِحِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ يَمَانٍ التَّمَّارِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) إِنَّ لِصَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ غَيْبَةً الْمُتَمَسِّكُ فِيهَا بِدِينِهِ كَالْخَارِطِ لِشَوْكِ الْقَتَادِ بِيَدِهِ (2) ثُمَّ أَطْرَقَ مَلِيّاً ثُمَّ قَالَ إِنَّ لِصَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ غَيْبَةً فَلْيَتَّقِ اللّه عَبْدٌ (3) وَ لْيَتَمَسَّكْ بِدِينِهِ
وَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْكُلَيْنِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى وَ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكُوفِيِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيِّ عَنْ صَالِحِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ يَمَانٍ التَّمَّارِ قَالَ كُنَّا جُلُوساً عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) فَقَالَ إِنَّ لِصَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ غَيْبَةً وَ ذَكَرَ مِثْلَهُ سَوَاءً
فمن صاحب هذه الغيبة غير الإمام المنتظر (عَلَيهِ السَّلَامُ) و من الذي يشك جمهور الناس في ولادته إلا القليل و في سنه و من الذي لا يأبه له كثير من الخلق و لا يصدقون بأمره و لا يؤمنون بوجوده إلا هو أ و ليس الذي قد شبه الأئمة الصادقون (عَلَيهِما السَّلَامُ) الثابت على أمره و المقيم على ولادته عند غيبته مع تفرق الناس عنه و يأسهم منه و استهزائهم بالمعتقد لإمامته و نسبتهم إياهم إلى العجز و هم الجازمون المحقون المستهزءون غدا بأعدائهم بخارط (4) شوك القتاد بيده و الصابر على شدته و هي
ص: 169
هذه الشرذمة المنفردة عن هذا الخلق الكثير المدعين للتشيع الذين تفرقت بهم الأهواء و ضاقت قلوبهم عن احتمال الحق و الصبر على مرارته و استوحشوا من التصديق بوجود الإمام مع فقدان شخصه و طول غيبته التي صدقها و دان بها و أقام عليها من عمل علىقول أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) لا تستوحشوا في طريق الهدى لقلة من يسلكه و استهان و أقل الحفل بما يسمعه من جهل (1) الصم البكم العمي المبعدين عن العلم فالله نسأل تثبيتا على الحق و قوة في التمسك به و بإحسانه
1- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ ابْنُ عُقْدَةَ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ التَّيْمُلِيُّ عَنْ عُمَرَ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ الصَّيْرَفِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَقُولُ لِلْقَائِمِ غَيْبَتَانِ إِحْدَاهُمَا طَوِيلَةٌ وَ الْأُخْرَى قَصِيرَةٌ (2) فَالْأُولَى يَعْلَمُ بِمَكَانِهِ فِيهَا خَاصَّةٌ مِنْ شِيعَتِهِ وَ الْأُخْرَى لَا يَعْلَمُ بِمَكَانِهِ فِيهَا إِلَّا خَاصَّةُ مَوَالِيهِ فِي دِينِهِ (3).
2- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) لِلْقَائِمِ غَيْبَتَانِ إِحْدَاهُمَا قَصِيرَةٌ وَ الْأُخْرَى طَوِيلَةٌ الْغَيْبَةُ الْأُولَى لَا يَعْلَمُ بِمَكَانِهِ فِيهَا إِلَّا خَاصَّةُ شِيعَتِهِ وَ الْأُخْرَى لَا يَعْلَمُ بِمَكَانِهِ فِيهَا إِلَّا خَاصَّةُ مَوَالِيهِ فِي دِينِهِ (4).
ص: 170
3- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي نَجْرَانَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ (1) عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ الْيَمَانِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَقُولُ إِنَّ لِصَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ غَيْبَتَيْنِ وَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ لَا يَقُومُ الْقَائِمُ وَ لِأَحَدٍ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ.
4- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) قَالَ يَقُومُ الْقَائِمُ (عَلَيهِ السَّلَامُ) وَ لَيْسَ لِأَحَدٍ فِي عُنُقِهِ عَقْدٌ وَ لَا عَهْدٌ وَ لَا بَيْعَةٌ(2).
5- وَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ حَازِمٍ مِنْ كِتَابِهِ قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْسُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ جَبَلَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُسْتَنِيرِ (3) عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ الْجُعْفِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه الصَّادِقِ (عَلَيهِ السَّلَامُ) قَالَ إِنَّ لِصَاحِبِ
ص: 171
هَذَا الْأَمْرِ غَيْبَتَيْنِ إِحْدَاهُمَا تَطُولُ حَتَّى يَقُولَ بَعْضُهُمْ مَاتَ وَ بَعْضُهُمْ يَقُولُ قُتِلَ وَ بَعْضُهُمْ يَقُولُ ذَهَبَ فَلَا يَبْقَى عَلَى أَمْرِهِ مِنْ أَصْحَابِهِ إِلَّا نَفَرٌ يَسِيرٌ لَا يَطَّلِعُ عَلَى مَوْضِعِهِ أَحَدٌ مِنْ وَلِيٍّ وَ لَا غَيْرِهِ إِلَّا الْمَوْلَى الَّذِي يَلِي أَمْرَهُ
و لو لم يكن يروى في الغيبة إلا هذا الحديث لكان فيه كفاية لمن تأمله
6- وَ بِهِ عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ جَبَلَةَ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ جَنَاحٍ عَنْ حَازِمِ بْنِ حَبِيبٍ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) فَقُلْتُ لَهُ أَصْلَحَكَ اللّه إِنَّ أَبَوَيَّ هَلَكَا وَ لَمْ يَحُجَّا وَ إِنَّ اللّه قَدْ رَزَقَ وَ أَحْسَنَ فَمَا تَقُولُ فِي الْحَجِّ عَنْهُمَا فَقَالَ افْعَلْ فَإِنَّهُ يُبَرِّدُ لَهُمَا ثُمَّ قَالَ لِي يَا حَازِمُ إِنَّ لِصَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ غَيْبَتَيْنِ يَظْهَرُ فِي الثَّانِيَةِ فَمَنْ جَاءَكَ يَقُولُ إِنَّهُ نَفَضَ يَدَهُ مِنْ تُرَابِ قَبْرِهِ (1) فَلَا تُصَدِّقْهُ
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللّه قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رَبَاحٍ الزُّهْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحِمْيَرِيُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَيُّوبَ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ السَّائِقِ (2) عَنْ حَازِمِ بْنِ حَبِيبٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) إِنَّ أَبِي هَلَكَ وَ هُوَ رَجُلٌ أَعْجَمِيٌّ وَ قَدْ أَرَدْتُ أَنْ أَحُجَّ عَنْهُ وَ أَتَصَدَّقَ فَمَا تَرَى فِي ذَلِكَ فَقَالَ افْعَلْ فَإِنَّهُ يَصِلُ إِلَيْهِ ثُمَّ قَالَ لِي يَا حَازِمُ إِنَّ لِصَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ غَيْبَتَيْنِ وَ ذَكَرَ مِثْلَ مَا ذَكَرَ فِي الْحَدِيثِ الَّذِي قَبْلَهُ سَوَاءً
7- أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ ابْنُ عُقْدَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ قَيْسٍ وَ سَعْدَانُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ سَعِيدٍ وَ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْقَطَوَانِيُّ قَالُوا جَمِيعاً حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مَحْبُوبٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ زِيَادٍ الْخَارِقِيِّ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) كَانَ أَبُو جَعْفَرٍ ع
ص: 172
يَقُولُ لِقَائِمِ آلِ مُحَمَّدٍ غَيْبَتَانِ إِحْدَاهُمَا أَطْوَلُ مِنَ الْأُخْرَى فَقَالَ نَعَمْ وَ لَا يَكُونُ ذَلِكَ حَتَّى يَخْتَلِفَ سَيْفُ بَنِي فُلَانٍ وَ تَضِيقَ الْحَلْقَةُ وَ يَظْهَرَ السُّفْيَانِيُّ وَ يَشْتَدَّ الْبَلَاءُ وَ يَشْمَلَ النَّاسَ مَوْتٌ وَ قَتْلٌ يَلْجَئُونَ فِيهِ إِلَى حَرَمِ اللّه وَ حَرَمِ رَسُولِهِ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)
8- عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللّه قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رَبَاحٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحِمْيَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَيُّوبَ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ عَمْرٍو عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِينٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الثَّقَفِيِّ عَنِ الْبَاقِرِ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ إِنَّ لِلْقَائِمِ غَيْبَتَيْنِ يُقَالُ لَهُ فِي إِحْدَاهُمَا هَلَكَ وَ لَا يُدْرَى فِي أَيِّ وَادٍ سَلَكَ
9- مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى وَ أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِيرٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَقُولُ إِنَّ لِصَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ غَيْبَتَيْنِ يَرْجِعُ فِي إِحْدَاهُمَا إِلَى أَهْلِهِ (1) وَ الْأُخْرَى يُقَالُ هَلَكَ فِي أَيِّ وَادٍ سَلَكَ قُلْتُ كَيْفَ نَصْنَعُ إِذَا كَانَ ذَلِكَ قَالَ إِنِ ادَّعَى مُدَّعٍ فَاسْأَلُوهُ عَنْ تِلْكَ الْعَظَائِمِ الَّتِي يُجِيبُ فِيهَا مِثْلُهُ (2)
هذه الأحاديث التي يذكر فيها أن للقائم (عَلَيهِ السَّلَامُ) غيبتين أحاديث قد صحت عندنا بحمد اللّه و أوضح اللّه قول الأئمة (عَلَيهِم السَّلَامُ) و أظهر برهان صدقهم فيها فأما الغيبة الأولى فهي الغيبة التي كانت السفراء فيها بين الإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ) و بين الخلق قياما منصوبين ظاهرين موجودي الأشخاص و الأعيان يخرج على أيديهم غوامض العلم (3) و عويص الحكم و الأجوبة عن كل ما كان يسأل عنه من المعضلات و المشكلات و
ص: 173
هي الغيبة القصيرة التي انقضت أيامها و تصرمت مدتها (1).
و الغيبة الثانية هي التي ارتفع فيها أشخاص السفراء و الوسائط للأمر الذي يريده اللّه تعالى و التدبير الذي يمضيه في الخلق و لوقوع التمحيص و الامتحان و البلبلة و الغربلة و التصفية على من يدعي هذا الأمر كما قال اللّه عز و جل- ما كانَ اللّه لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلى ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَ ما كانَ اللّه لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ(2) و هذا زمان ذلك قد حضر جعلنا اللّه فيه من الثابتين على الحق و ممن لا يخرج في غربال الفتنة فهذا معنى قولنا له غيبتان و نحن في الأخيرة نسأل اللّه أن يقرب فرج أوليائه منها و يجعلنا في حيز خيرته و جملة التابعين لصفوته و من خيار من ارتضاه و انتجبه لنصرة وليه و خليفته فإنه ولي الإحسان جواد منان (3).
10- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْسُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ جَبَلَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَارِثِ (4) عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ إِنَّ لِصَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ غَيْبَةً يَقُولُ فِيهَا- فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً وَ جَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ (5).
11- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ قَالَ حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْحَارِثِ الْأَنْمَاطِيُّ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ إِذَا قَامَ الْقَائِمُ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ- فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ
12- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ يُونُسَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
ص: 174
رَبَاحٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحِمْيَرِيُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَيُّوبَ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ عَمْرٍو الْخَثْعَمِيِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَارِثِ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ يَعْنِي أَبَا عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَاقِرُ (عَلَيهِما السَّلَامُ) إِذَا قَامَ الْقَائِمُ (عَلَيهِ السَّلَامُ) قَالَ- فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً وَ جَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ
هذه الأحاديث مصداق قوله إن فيه سنة من موسى (1) و إنه خائف يترقب
13- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ (2) قَالَ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ الْمُثَنَّى الْعَطَّارُ عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ زُرَارَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ يَفْتَقِدُ النَّاسُ إِمَاماً يَشْهَدُ الْمَوَاسِمَ (3) يَرَاهُمْ وَ لَا يَرَوْنَهُ
14- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ الْمُثَنَّى عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ زُرَارَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَقُولُ يَفْقِدُ النَّاسُ إِمَامَهُمْ يَشْهَدُ الْمَوَاسِمَ فَيَرَاهُمُ وَ لَا يَرَوْنَهُ
15- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللّه قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رَبَاحٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحِمْيَرِيُّ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ عَمْرٍو عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ وَ يَحْيَى بْنِ الْمُثَنَّى عَنْ زُرَارَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَقُولُ إِنَّ لِلْقَائِمِ غَيْبَتَيْنِ يَرْجِعُ فِي إِحْدَاهُمَا وَ فِي الْأُخْرَى لَا يُدْرَى أَيْنَ هُوَ يَشْهَدُ الْمَوَاسِمَ يَرَى النَّاسَ وَ لَا يَرَوْنَهُ
16- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْكُلَيْنِيُّ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ
ص: 175
عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَنْ يَحْيَى بْنِ الْمُثَنَّى عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ زُرَارَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ لِلْقَائِمِ غَيْبَتَانِ يَشْهَدُ فِي إِحْدَاهُمَا الْمَوَاسِمَ يَرَى النَّاسَ وَ لَا يَرَوْنَهُ فِيهِ (1).
17- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ رَحِمَهُ اللّه قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَابُنْدَاذَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ هِلَالٍ عَنْ مُوسَى بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْبَجَلِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِيهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ (عَلَيهِما السَّلَامُ) قَالَ قُلْتُ لَهُ مَا تَأْوِيلُ هَذِهِ الْآيَةِ- قُلْ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ (2) قَالَ إِذَا فَقَدْتُمْ إِمَامَكُمْ فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِإِمَامٍ جَدِيدٍ
وَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْكُلَيْنِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ الْآدَمِيِّ عَنْ مُوسَى بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْبَجَلِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِيهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ (عَلَيهِما السَّلَامُ) قَالَ قُلْتُ لَهُ مَا تَأْوِيلُ هَذِهِ الْآيَةِ مِثْلَهُ بِلَفْظِهِ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ إِذَا غَابَ عَنْكُمْ إِمَامُكُمْ مَنْ يَأْتِيكُمْ بِإِمَامٍ جَدِيدٍ
18- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْبَنْدَنِيجِيُّ عَنْ عُبَيْدِ اللّه بْنِ مُوسَى الْعَلَوِيِّ الْعَبَّاسِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْقَلَانِسِيِّ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيَى عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَقُولُ إِنَّ لِلْقَائِمِ (عَلَيهِ السَّلَامُ) غَيْبَةً وَ يَجْحَدُهُ أَهْلُهُ (3) قُلْتُ وَ لِمَ ذَلِكَ قَالَ يَخَافُ وَ أَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى بَطْنِهِ
19- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُبَيْدِ اللّه بْنِ مُوسَى الْعَلَوِيِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ (4) عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَعْيَنَ قَالَ سَمِعْتُ
ص: 176
أَبَا جَعْفَرٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَقُولُ إِنَّ لِلْقَائِمِ (عَلَيهِ السَّلَامُ) غَيْبَةً قَبْلَ أَنْ يَقُومَ قُلْتُ وَ لِمَ قَالَ يَخَافُ وَ أَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى بَطْنِهِ يَعْنِي الْقَتْلَ (1).
20- وَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ التَّيْمُلِيُّ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبَاحٍ عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ الْبَاقِرَ (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) يَقُولُ إِنَّ لِلْغُلَامِ غَيْبَةً قَبْلَ أَنْ يَقُومَ وَ هُوَ الْمَطْلُوبُ تُرَاثُهُ قُلْتُ وَ لِمَ ذَلِكَ قَالَ يَخَافُ وَ أَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى بَطْنِهِ يَعْنِي الْقَتْلَ
21- وَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللّه بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمُسْتَوْرِدِ الْأَشْجَعِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللّه أَبُو جَعْفَرٍ الْحَلَبِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بْنُ بُكَيْرٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّه جَعْفَراً (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَقُولُ إِنَّ لِلْقَائِمِ (عَلَيهِ السَّلَامُ) غَيْبَةً قَبْلَ أَنْ يَقُومَ قُلْتُ وَ لِمَ ذَلِكَ قَالَ إِنَّهُ يَخَافُ وَ أَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى بَطْنِهِ يَعْنِي الْقَتْلَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْكُلَيْنِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُعَاوِيَةَ (2) عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ جَبَلَةَ عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَقُولُ وَ ذَكَرَ مِثْلَهُ
ص: 177
22- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مِيثَمٍ عَنْ عُبَيْدِ اللّه بْنِ مُوسَى (1) عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ حُصَيْنٍ الثَّعْلَبِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ لَقِيتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) فِي حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ فَقُلْتُ لَهُ كَبِرَتْ سِنِّي وَ دَقَّ عَظْمِي فَلَسْتُ أَدْرِي يُقْضَى لِي لِقَاؤُكَ أَمْ لَا فَاعْهَدْ إِلَيَّ عَهْداً وَ أَخْبِرْنِي مَتَى الْفَرَجُ فَقَالَ إِنَّ الشَّرِيدَ الطَّرِيدَ الْفَرِيدَ الْوَحِيدَ الْمُفْرِدَ مِنْ أَهْلِهِ الْمَوْتُورَ بِوَالِدِهِ (2) الْمُكَنَّى بِعَمِّهِ هُوَ صَاحِبُ الرَّايَاتِ وَ اسْمُهُ اسْمُ نَبِيٍّ فَقُلْتُ أَعِدْ عَلَيَّ فَدَعَا بِكِتَابٍ أَدِيمٍ أَوْ صَحِيفَةٍ فَكَتَبَ لِي فِيهَا
23- وَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللّه يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ شَيْبَانَ مِنْ كِتَابِهِ قَالَ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ كُلَيْبٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ صَبَّاحٍ قَالَ حَدَّثَنَا سَالِمٌ الْأَشَلُّ عَنْ حُصَيْنٍ التَّغْلِبِيِّ (3) قَالَ لَقِيتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ
ص: 178
بْنَ عَلِيٍّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) وَ ذَكَرَ مِثْلَ الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ ثُمَّ نَظَرَ إِلَيَّ أَبُو جَعْفَرٍ عِنْدَ فَرَاغِهِ مِنْ كَلَامِهِ فَقَالَ أَ حَفِظْتَ أَمْ أَكْتُبُهَا لَكَ فَقُلْتُ إِنْ شِئْتَ فَدَعَا بِكُرَاعٍ مِنْ أَدِيمٍ أَوْ صَحِيفَةٍ فَكَتَبَهَا لِي ثُمَّ دَفَعَهَا إِلَيَّ وَ أَخْرَجَهَا حُصَيْنٌ إِلَيْنَا فَقَرَأَهَا عَلَيْنَا ثُمَّ قَالَ هَذَا كِتَابُ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ)
24- وَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ قَالَ حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ حَدَّثَنِي عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ الطَّائِيُّ عَنْ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ (عَلَيهِما السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ صَاحِبُ هَذَا الْأَمْرِ هُوَ الطَّرِيدُ الشَّرِيدُ (1) الْمَوْتُورُ بِأَبِيهِ الْمُكَنَّى بِعَمِّهِ الْمُفْرَدُ مِنْ أَهْلِهِ اسْمُهُ اسْمُ نَبِيٍ
25- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ قِرَاءَةً عَلَيْهِ مِنْ كِتَابِهِ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) وَ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ عَنْ سَالِمٍ الْمَكِّيِّ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ (2) قَالَ لِي عَامِرُ بْنُ وَاثِلَةَ إِنَّ الَّذِي تَطْلُبُونَ وَ تَرْجُونَ إِنَّمَا يَخْرُجُ مِنْ مَكَّةَ وَ مَا يَخْرُجُ مِنْ مَكَّةَ حَتَّى يَرَى الَّذِي يُحِبُّ وَ لَوْ صَارَ أَنْ يَأْكُلَ الْأَغْصَانَ أَغْصَانَ الشَّجَرَةِ
فأي أمر أوضح و أي طريق أفسح من الطريقة التي دل عليها الأئمة (عَلَيهِم السَّلَامُ) في هذه الغيبة و نهجوها لشيعتهم حتى يسلكوها مسلمين غير معارضين و لا مقترحين و لا شاكين و هل يجوز أن يقع مع هذا البيان الواقع في أمر الغيبة شك و أبين من هذا في وضوح الحق لصاحب الغيبة و شيعته ما الغيبة للنعماني 179 فصل..... (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : 170
26- حَدَّثَنَا بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَابُنْدَاذَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ هِلَالٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْقَيْسِيُّ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ الْمِيثَمِيِّ (3)عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (عَلَيهِما السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ إِذَا تَوَالَتْ ثَلَاثَةُ أَسْمَاءٍ مُحَمَّدٌ وَ عَلِيٌّ وَ الْحَسَنُ كَانَ
ص: 179
رَابِعُهُمْ قَائِمَهُمْ (1).
27- مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بْنُ جَعْفَرٍ الْحِمْيَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ الْبَلْخِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَا (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَقُولُ إِنَّكُمْ سَتُبْتَلَوْنَ بِمَا هُوَ أَشَدُّ وَ أَكْبَرُ تُبْتَلَوْنَ بِالْجَنِينِ فِي بَطْنِ أُمِّهِ وَ الرَّضِيعِ حَتَّى يُقَالَ غَابَ وَ مَاتَ وَ يَقُولُونَ لَا إِمَامَ وَ قَدْ غَابَ رَسُولُ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَ غَابَ وَ غَابَ (2) وَ هَا أَنَا ذَا أَمُوتُ حَتْفَ أَنْفِي
28- وَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَابُنْدَاذَ وَ عَبْدُ اللّه بْنُ جَعْفَرٍ الْحِمْيَرِيُّ قَالا حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ هِلَالٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مَحْبُوبٍ الزَّرَّادُ قَالَ قَالَ لِيَ الرِّضَا (عَلَيهِ السَّلَامُ) إِنَّهُ يَا حَسَنُ سَيَكُونُ فِتْنَةٌ صَمَّاءُ صَيْلَمٌ (3) يَذْهَبُ فِيهَا كُلُّ وَلِيجَةٍ وَ بِطَانَةٍ وَ فِي رِوَايَةٍ يَسْقُطُ فِيهَا كُلُّ وَلِيجَةٍ وَ بِطَانَةٍ وَ ذَلِكَ عِنْدَ فِقْدَانِ الشِّيعَةِ الثَّالِثَ مِنْ وُلْدِي يَحْزَنُ لِفَقْدِهِ (4) أَهْلُ الْأَرْضِ وَ السَّمَاءِ كَمْ مِنْ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ مُتَأَسِّفٍ مُتَلَهِّفٍ حَيْرَانَ حَزِينٍ لِفَقْدِهِ ثُمَّ أَطْرَقَ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَ قَالَ بِأَبِي وَ أُمِّي سَمِيُّ جَدِّي وَ شَبِيهِي وَ شَبِيهُ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ عَلَيْهِ جُيُوبُ النُّورِ (5) يَتَوَقَّدُ
ص: 180
مِنْ شُعَاعِ ضِيَاءِ الْقُدْسِ كَأَنِّي بِهِ آيَسَ مَا كَانُوا قَدْ نُودُوا نِدَاءً يَسْمَعُهُ مَنْ بِالْبُعْدِ كَمَا يَسْمَعُهُ مَنْ بِالْقُرْبِ يَكُونُ رَحْمَةً عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَ عَذَاباً عَلَى الْكَافِرِينَ فَقُلْتُ بِأَبِي وَ أُمِّي أَنْتَ وَ مَا ذَلِكَ النِّدَاءُ قَالَ ثَلَاثَةُ أَصْوَاتٍ فِي رَجَبٍ أَوَّلُهَا أَلا لَعْنَةُ اللّه عَلَى الظَّالِمِينَ وَ الثَّانِي أَزِفَتِ الْآزِفَةُ يَا مَعْشَرَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الثَّالِثُ يَرَوْنَ يَداً بَارِزاً (1) مَعَ قَرْنِ الشَّمْسِ يُنَادِي أَلَا إِنَّ اللّه قَدْ بَعَثَ فُلَاناً عَلَى هَلَاكِ الظَّالِمِينَ فَعِنْدَ ذَلِكَ يَأْتِي الْمُؤْمِنِينَ الْفَرَجُ وَ يَشْفِي اللّه صُدُورَهُمْ- وَ يُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ
29- مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَدِينِيُّ (2) قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَسْبَاطٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ كَثِيرٍ الرَّقِّيِّ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) جُعِلْتُ فِدَاكَ قَدْ طَالَ هَذَا الْأَمْرُ عَلَيْنَا حَتَّى ضَاقَتْ قُلُوبُنَا وَ مِتْنَا كَمَداً (3) فَقَالَ إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ آيَسَ مَا يَكُونُ مِنْهُ وَ أَشَدَّهُ غَمّاً يُنَادِي مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ بِاسْمِ الْقَائِمِ وَ اسْمِ أَبِيهِ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا اسْمُهُ فَقَالَ اسْمُهُ اسْمُ نَبِيٍّ وَ اسْمُ أَبِيهِ اسْمُ وَصِيٍ (4).
30- وَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ التَّيْمُلِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ وَ حَدَّثَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ بُزُرْجَ (5) عَنْ
ص: 181
إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ (عَلَيهِما السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ يَكُونُ لِصَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ غَيْبَةٌ فِي بَعْضِ هَذِهِ الشِّعَابِ وَ أَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى نَاحِيَةِ ذِي طُوًى (1) حَتَّى إِذَا كَانَ قَبْلَ خُرُوجِهِ أَتَى الْمَوْلَى الَّذِي كَانَ مَعَهُ حَتَّى يَلْقَى بَعْضَ أَصْحَابِهِ فَيَقُولُ كَمْ أَنْتُمْ هَاهُنَا فَيَقُولُونَ نَحْوٌ مِنْ أَرْبَعِينَ رَجُلًا فَيَقُولُ كَيْفَ أَنْتُمْ لَوْ رَأَيْتُمْ صَاحِبَكُمْ فَيَقُولُونَ وَ اللّه لَوْ نَاوَى بِنَا الْجِبَالُ لَنَاوَيْنَاهَا مَعَهُ ثُمَّ يَأْتِيهِمْ مِنَ الْقَابِلَةِ وَ يَقُولُ أَشِيرُوا إِلَى رُؤَسَائِكُمْ أَوْ خِيَارِكُمْ عَشَرَةً فَيُشِيرُونَ لَهُ إِلَيْهِمْ فَيَنْطَلِقُ بِهِمْ حَتَّى يَلْقَوْا صَاحِبَهُمْ وَ يَعِدُهُمُ اللَّيْلَةَ الَّتِي تَلِيهَا ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) وَ اللّه لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ وَ قَدْ أَسْنَدَ ظَهْرَهُ إِلَى الْحَجَرِ فَيَنْشُدُ اللّه حَقَّهُ ثُمَّ يَقُولُ يَا أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ يُحَاجُّنِي فِي اللّه فَأَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِاللَّهِ أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ يُحَاجُّنِي فِي آدَمَ فَأَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِآدَمَ أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ يُحَاجُّنِي فِي نُوحٍ فَأَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِ بِنُوحٍ أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ يُحَاجُّنِي فِي إِبْرَاهِيمَ فَأَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ يُحَاجُّنِي فِي مُوسَى فَأَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِمُوسَى أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ يُحَاجُّنِي فِي عِيسَى فَأَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ يُحَاجُّنِي فِي مُحَمَّدٍ فَأَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِمُحَمَّدٍ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ يُحَاجُّنِي فِي كِتَابِ اللّه فَأَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِكِتَابِ اللّه ثُمَّ يَنْتَهِي إِلَى الْمَقَامِ فَيُصَلِّي عِنْدَهُ رَكْعَتَيْنِ وَ يَنْشُدُ اللّه حَقَّهُ ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) وَ هُوَ وَ اللّه الْمُضْطَرُّ الَّذِي يَقُولُ اللّه فِيهِ- أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَ يَكْشِفُ السُّوءَ وَ يَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ (2) فِيهِ نَزَلَتْ وَ لَهُ
31- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُبَيْدِ اللّه بْنِ مُوسَى الْعَلَوِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي الْجَارُودِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَقُولُ لَا يَزَالُونَ وَ لَا تَزَالُ حَتَّى يَبْعَثَ اللّه لِهَذَا الْأَمْرِ مَنْ لَا يَدْرُونَ خُلِقَ أَمْ لَمْ يُخْلَقْ
ص: 182
32- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ قَالَ حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْخَطَّابِ وَ قَدْ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ جَعْفَرٍ الْحِمْيَرِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى قَالا جَمِيعاً حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ عَنْ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ (عَلَيهِما السَّلَامُ) قَالَ لَا تَزَالُونَ تَمُدُّونَ أَعْنَاقَكُمْ إِلَى الرَّجُلِ مِنَّا تَقُولُونَ هُوَ هَذَا فَيَذْهَبُ اللّه بِهِ حَتَّى يَبْعَثَ اللّه لِهَذَا الْأَمْرِ مَنْ لَا تَدْرُونَ وُلِدَ أَمْ لَمْ يُولَدْ خُلِقَ أَمْ لَمْ يُخْلَقْ
33- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُبَيْدِ اللّه بْنِ مُوسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْقَلَانِسِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي الْجَارُودِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (1) (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَقُولُ لَا يَزَالُ وَ لَا تَزَالُونَ تَمُدُّونَ أَعْيُنَكُمْ إِلَى رَجُلٍ تَقُولُونَ هُوَ هَذَا إِلَّا ذَهَبَ حَتَّى يَبْعَثَ اللّه مَنْ لَا تَدْرُونَ خُلِقَ بَعْدُ أَمْ لَمْ يُخْلَقْ
34- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ (2) قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْعَطَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ الرَّازِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ (3) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ لَا تَزَالُونَ وَ لَا تَزَالُ حَتَّى يَبْعَثَ اللّه لِهَذَا الْأَمْرِ مَنْ لَا تَدْرُونَ خُلِقَ أَمْ لَمْ يُخْلَقْ
أ ليس في هذه الأحاديث يا معشر الشيعة ممن وهب اللّه تعالى له التمييز و شافي التأمل و التدبر لكلام الأئمة (عَلَيهِم السَّلَامُ) بيان ظاهر و نور زاهر هل يوجد أحد من الأئمة الماضين (عَلَيهِ السَّلَامُ) يشك في ولادته و اختلف في عدمه و وجوده و دانت طائفة من الأمة به في غيبته و وقعت الفتن في الدين في أيامه و تحير من تحير في أمره و صرح أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) بالدلالة عليه بقوله إذا توالت ثلاثة أسماء محمد و علي و الحسن كان رابعهم قائمهم إلا هذا الإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ) الذي جعل كمال الدين به و على يديه و تمحيص الخلق و امتحانهم و تمييزهم بغيبته و تحصيل الخاص الخالص
ص: 183
الصافي منهم على ولايته (1) بالإقامة على نظام أمره و الإقرار بإمامته و أدانه اللّه بأنه حق و أنه كائن و أن أرضه لا تخلو منه و إن غاب شخصه تصديقا و إيمانا و إيقانا بكل ما قاله رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) و أمير المؤمنين و الأئمة (عَلَيهِم السَّلَامُ) و بشروا به من قيامه بعد غيبته بالسيف عند اليأس منه فليتبين متبين ما قاله كل واحد من الأئمة (عَلَيهِم السَّلَامُ) فيه فإنه يعينه على الازدياد في البيان و يلوح منه البرهان جعلنا اللّه و إخواننا جميعا أبدا من أهل الإجابة و الإقرار و لا جعلنا من أهل الجحود و الإنكار و زادنا بصيرة و يقينا و ثباتا على الحق و تمسكا به فإنه الموفق المسدد المؤيد (2).
35- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَالِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ (عَلَيهِما السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ صَاحِبُ هَذَا الْأَمْرِ أَصْغَرُنَا سِنّاً وَ أَخْمَلُنَا شَخْصاً قُلْتُ مَتَى يَكُونُ ذَاكَ قَالَ إِذَا سَارَتِ الرُّكْبَانُ بِبَيْعَةِ الْغُلَامِ فَعِنْدَ ذَلِكَ يَرْفَعُ كُلُّ ذِي صِيصِيَةٍ لِوَاءً فَانْتَظِرُوا الْفَرَجَ (3).
و لا يعرف فيمن مضى من الأئمة الصادقين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) أجمعين و لا في غيرهم ممن ادعيت له الإمامة بالدعاوي الباطلة من اؤتم به في صغر سن إلا هذا الإمام (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) الذي حباه اللّه الإمامة و العلم كما أوتي عيسى ابن مريم و يحيى بن زكريا الكتاب و النبوة و العلم و الحكم صبيا و الدليل على ذلك قول أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) فيه شبه من أربعة أنبياء (4) أحدهم عيسى ابن مريم (عَلَيهِ السَّلَامُ) لأنه أوتي الحكم صبيا
ص: 184
و النبوة و العلم و أوتي هذا (عَلَيهِ السَّلَامُ) الإمامة و في قولهم (عَلَيهِ السَّلَامُ) هذا الأمر في أصغرنا سنا و أخملنا ذكرا (1) دليل عليه و شاهد بأنه هو لأنه ليس في الأئمة الطاهرين (عَلَيهِ السَّلَامُ) و لا في غير الأئمة ممن ادعى له الدعاوي الباطلة من أفضى إليه الأمر بالإمامة في سنه لأن جميع من أفضيت إليه الإمامة (2) من أئمة الحق و ممن ادعيت له أكبر سنا منه فالحمد للّه الذي يحق الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ و يقطع دابِرَ الْكافِرِينَ (3).
36- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَابُنْدَاذَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ هِلَالٍ عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ عَلِيٍّ الْقَيْسِيِّ (4) قَالَ قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الرِّضَا (عَلَيهِ السَّلَامُ) مَنِ الْخَلَفُ بَعْدَكَ فَقَالَ ابْنِي عَلِيٌّ وَ ابنا علي ثُمَّ أَطْرَقَ مَلِيّاً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ ثُمَّ قَالَ إِنَّهَا سَتَكُونُ حَيْرَةٌ قُلْتُ فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَإِلَى أَيْنَ فَسَكَتَ ثُمَّ قَالَ لَا أَيْنَ حَتَّى قَالَهَا ثَلَاثاً (5) فَأَعَدْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَقُلْتُ أَيُّ الْمُدُنِ فَقَالَ مَدِينَتُنَا هَذِهِ وَ هَلْ مَدِينَةٌ غَيْرُهَا وَ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ هِلَالٍ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ أَنَّهُ حَضَرَ أُمَيَّةَّ بْنَ عَلِيٍّ الْقَيْسِيَّ وَ هُوَ يَسْأَلُ أَبَا جَعْفَرٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) عَنْ ذَلِكَ فَأَجَابَهُ بِهَذَا الْجَوَابِ وَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللّه بْنُ مُوسَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ (6)
ص: 185
عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ عَلِيٍّ الْقَيْسِيِّ وَ ذَكَرَ مِثْلَهُ
37- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللّه مُحَمَّدُ بْنُ عِصَامٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ الْآدَمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَظِيمِ بْنُ عَبْدِ اللّه الْحَسَنِيُّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الرِّضَا (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ إِذَا مَاتَ ابْنِي عَلِيٌّ بَدَا سِرَاجٌ بَعْدَهُ ثُمَّ خَفِيَ فَوَيْلٌ لِلْمُرْتَابِ وَ طُوبَى لِلْغَرِيبِ الْفَارِّ بِدِينِهِ ثُمَّ يَكُونُ بَعْدَ ذَلِكَ أَحْدَاثٌ تَشِيبُ فِيهَا النَّوَاصِي وَ يَسِيرُ الصُّمُّ الصِّلَابُ (1).
أي حيرة أعظم من هذه الحيرة التي أخرجت من هذا الأمر الخلق الكثير و الجم الغفير و لم يبق عليه ممن كان فيه إلا النزر اليسير و ذلك لشك الناس و ضعف يقينهم و قلة ثباتهم على صعوبة ما ابتلي به المخلصون الصابرون و الثابتون و الراسخون في علم آل محمد (عَلَيهِ السَّلَامُ) الراوون لأحاديثهم هذه العالمون بمرادهم فيها الدارون (2) لما أشاروا إليه في معانيها الذين أنعم اللّه عليهم بالثبات و أكرمهم باليقين- وَ الْحَمْدُ للّه رَبِّ الْعالَمِينَ
38- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْكُلَيْنِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِيسَ (3) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْخَزَّازِ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) فَقُلْتُ لَهُ أَنْتَ صَاحِبُ هَذَا الْأَمْرِ فَقَالَ لَا فَقُلْتُ فَوَلَدُكَ فَقَالَ لَا فَقُلْتُ فَوَلَدُ وَلَدِكَ فَقَالَ لَا قُلْتُ فَوَلَدُ وَلَدِ وَلَدِكَ قَالَ لَا قُلْتُ فَمَنْ هُوَ قَالَ الَّذِي يَمْلَأُهَا عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً لَعَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الْأَئِمَّةِ
ص: 186
يَأْتِي كَمَا أَنَّ النَّبِيَّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) بُعِثَ عَلى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ (1)
39- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الثَّالِثِ (عَلَيهِ السَّلَامُ) (2) أَنَّهُ قَالَ إِذَا رُفِعَ عَلَمُكُمْ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِكُمْ فَتَوَقَّعُوا الْفَرَجَ مِنْ تَحْتِ أَقْدَامِكُمْ (3)
40- مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ الْقَاسِمِ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ- فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ (4) قَالَ إِنَّ مِنَّا إِمَاماً مُسْتَتِراً فَإِذَا أَرَادَ اللّه عَزَّ ذِكْرُهُ إِظْهَارَ أَمْرِهِ نَكَتَ فِي قَلْبِهِ نَكْتَةً فَظَهَرَ فَقَامَ بِأَمْرِ اللّه عَزَّ وَ جَلَ (5)
ص: 187
41- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ حَدَّثَنَا عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ لَا بُدَّ لِصَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ مِنْ غَيْبَةٍ وَ لَا بُدَّ لَهُ فِي غَيْبَتِهِ مِنْ عُزْلَةٍ وَ نِعْمَ الْمَنْزِلُ طَيْبَةُ (1) وَ مَا بِثَلَاثِينَ مِنْ وَحْشَةٍ
42- وَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ عَنْ عِدَّةٍ مِنْ رِجَالِهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْخَزَّازِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَقُولُ إِنْ بَلَغَكُمْ عَنْ صَاحِبِكُمْ غَيْبَةٌ فَلَا تُنْكِرُوهَا (2).
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْخَزَّازِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ مِثْلَهُ
43- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْمَسْعُودِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْعَطَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ الرَّازِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ جَبَلَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ لَوْ قَدْ قَامَ الْقَائِمُ لَأَنْكَرَهُ النَّاسُ لِأَنَّهُ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ شَابّاً مُوفِقاً (3) لَا يَثْبُتُ عَلَيْهِ إِلَّا
ص: 188
مَنْ قَدْ أَخَذَ اللّه مِيثَاقَهُ فِي الذَّرِّ الْأَوَّلِ وَ فِي غَيْرِ هَذِهِ الرِّوَايَةِ أَنَّهُ قَالَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) وَ إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْبَلِيَّةِ أَنْ يَخْرُجَ إِلَيْهِمْ صَاحِبُهُمْ شَابّاً وَ هُمْ يَحْسَبُونَهُ شَيْخاً كَبِيراً
44- مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ طَرْخَانَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ (عَلَيهِما السَّلَامُ) عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (عَلَيهِما السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ الْقَائِمُ مِنْ وُلْدِي يُعَمَّرُ عُمُرَ الْخَلِيلِ عِشْرِينَ وَ مِائَةَ سَنَةٍ يُدْرَى بِهِ ثُمَّ يَغِيبُ غَيْبَةً فِي الدَّهْرِ وَ يَظْهَرُ فِي صُورَةِ شَابٍّ مُوفِقٍ ابْنِ اثْنَتَيْنِ وَ ثَلَاثِينَ سَنَةً حَتَّى تَرْجِعَ عَنْهُ طَائِفَةٌ مِنَ النَّاسِ يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطاً وَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً (1)
ص: 189
إن في قول أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) هذا لمعتبرا و مزدجرا عن العمى و الشك و الارتياب و تنبيها للساهي الغافل و دلالة للمتلدد الحيران أ ليس فيما قد ذكر و أبين من مقدار العمر و الحال التي يظهر القائم (عَلَيهِ السَّلَامُ) عليها عند ظهوره بصورة الفتى و الشاب ما فيه كفاية لأولي الألباب و ما ينبغي لعاقل ذي بصيرة أن يطول عليه الأمد و أن يستعجل أمر اللّه قبل أوانه و حضور أيامه بلا تغيير و لذكرا للوقت الذي ذكر أنه يظهر فيه مع انقضائه فإن قولهم (عَلَيهِ السَّلَامُ) الذي يروى عنهم في الوقت إنما هو على جهة التسكين للشيعة (1) و التقريب للأمر عليها إذ كانوا قد قالوا إنا لا نوقت و من روى لكم عنا توقيتا فلا تصدقوه و لا تهابوا أن تكذبوه و لا تعملوا عليه و إنما شأن المؤمنين أن يدينوا اللّه بالتسليم لكل ما يأتي عن الأئمة (عَلَيهِم السَّلَامُ) و كانوا أعلم بما قالوا لأن من سلم لأمرهم و تيقن أنه الحق سعد به و سلم له دينه و من عارض و شك و ناقض و اقترح على اللّه تعالى و اختار منع اقتراحه و عدم اختياره و لم يعط مراده و هواه و لم ير ما يحبه (2) و حصل على الحيرة و الضلال و الشك و التبلّد و التلدّد (3) و التنقل من مذهب إلى مذهب و من مقالة إلى أخرى و كان عاقبة أمره خسرا.
و إن إماما هذه منزلته من اللّه عز و جل و به ينتقم لنفسه و دينه و أوليائه و ينجز لرسوله ما وعده من إظهار دينه عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ حتى لا يكون في الأرض كلها إلا دينه الخالص به و على يديه لحقيق (4) بأن لا يدعي
ص: 190
أهل الجهل محله و منزلته و إلا يغوي أحد من الناس نفسه بادعاء هذه المنزلة لسواه و لا يهلكها بالايتمام بغيره فإنه إنما يوردها للهلكة و يصليها النار نعوذ بالله منها و نسأله الإجارة من عذابها برحمته
45- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْعَطَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ الرَّازِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْكُوفِيُّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ (1) عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ الْيَمَانِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ يَقُومُ الْقَائِمُ وَ لَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ لِأَحَدٍ
46- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ يَقُومُ الْقَائِمُ وَ لَيْسَ لِأَحَدٍ فِي عُنُقِهِ عَقْدٌ وَ لَا عَهْدٌ وَ لَا بَيْعَةٌ (2).
و مما يؤكد أمر الغيبة و يشهد بحقيتها و كونها و بحال الحيرة التي تكون للناس فيها و أنها فتنة لا بد من كونها و لن ينجو منها إلا الثابت على شدتها ما روي عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) فيها و هو ما
1- حَدَّثَنَا بِهِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْعَطَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ الرَّازِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ مُزَاحِمٍ الْعَبْدِيِّ عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ صَعْصَعَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ كَانَ عَلِيٌّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَقُولُ لَا تَنْفَكُّ هَذِهِ الشِّيعَةُ حَتَّى تَكُونَ بِمَنْزِلَةِ الْمَعْزِ لَا يَدْرِي الْخَابِسُ (3) عَلَى
ص: 191
أَيِّهَا يَضَعُ يَدَهُ (1) فَلَيْسَ لَهُمْ شُرَفٌ يُشْرِفُونَهُ وَ لَا سِنَادٌ يَسْتَنِدُونَ إِلَيْهِ فِي أُمُورِهِمْ (2).
2- وَ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي الْجَارُودِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَدْرٍ عَنْ عُلَيْمٍ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رَحِمَهُ اللّه تَعَالَى أَنَّهُ قَالَ لَا يَنْفَكُّ الْمُؤْمِنُونَ حَتَّى يَكُونُوا كَمَوَاتِ الْمَعْزِ (3) لَا يَدْرِي الْخَابِسُ عَلَى أَيِّهَا يَضَعُ يَدَهُ لَيْسَ فِيهِمْ شُرَفٌ يُشْرِفُونَهُ وَ لَا سِنَادٌ يُسْنِدُونَ إِلَيْهِ أَمْرَهُمْ
3- وَ بِهِ عَنْ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ عَبْدِ اللّه الشَّاعِرِ يَعْنِي ابْنَ عُقْبَةَ (4) قَالَ سَمِعْتُ عَلِيّاً (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَقُولُ كَأَنِّي بِكُمْ تَجُولُونَ جَوَلَانَ الْإِبِلِ تَبْتَغُونَ مَرْعًى وَ لَا تَجِدُونَهَا يَا مَعْشَرَ الشِّيعَةِ
4- وَ بِهِ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ الْمُثَنَّى الْعَطَّارِ عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ
ص: 192
بُكَيْرٍ وَ رَوَاهُ الْحَكَمُ (1) عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ كَيْفَ بِكُمْ إِذَا صَعِدْتُمْ فَلَمْ تَجِدُوا أَحَداً وَ رَجَعْتُمْ فَلَمْ تَجِدُوا أَحَداً
5- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللّه قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْخَطَّابِ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ عَنْ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ لَا تَزَالُونَ تَنْتَظِرُونَ حَتَّى تَكُونُوا كَالْمَعْزِ الْمَهُولَةِ الَّتِي لَا يُبَالِي الْجَازِرُ (2) أَيْنَ يَضَعُ يَدَهُ مِنْهَا لَيْسَ لَكُمْ شُرَفٌ تُشْرِفُونَهُ وَ لَا سَنَدٌ تُسْنِدُونَ إِلَيْهِ أُمُورَكُمْ
هل هذه الأحاديث رحمكم اللّه إلا دالة على غيبة صاحب الحق و هو الشرف الذي يشرفه الشيعة ثم على غيبة السبب (3) الذي كان منصوبا له (عَلَيهِ السَّلَامُ) بينه و بين شيعته و هو السناد الذي كانوا يسندون إليه أمورهم فيرفعها إلى إمامهم في حال غيبته (عَلَيهِ السَّلَامُ) و الذي هو شرفهم فصاروا عند رفعه كموات المعز و قد كان لهم في الوسائط بلاغ و هدى و مسكة للرماق (4) حتى أجرى اللّه تدبيره و أمضى مقاديره برفع الأسباب مع غيبة الإمام في هذا الزمان الذي نحن فيه لتمحص من يمحص و هلكة من يهلك و نجاة من ينجو بالثبات على الحق و نفي الريب و الشك و الإيقان بما ورد عن الأئمة (عَلَيهِم السَّلَامُ) من أنه لا بد من كون هذه الغمة ثم انكشافها عند مشيئة اللّه لا عند مشيئة خلقه و اقتراحهم جعلنا اللّه و إياكم يا معشر الشيعة المؤمنين المتمسكين بحبله المنتمين إلى أمره ممن ينجو من فتنة الغيبة التي يهلك فيها من اختار لنفسه و لم يرض باختيار ربه و استعجل تدبير اللّه سبحانه و لم يصبر كما أمر و أعاذنا اللّه و إياكم من الضلالة بعد الهدى إنه ولي قدير
ص: 193
هذا آخر ما حضرني من الروايات في الغيبة و هو يسير من كثير مما رواه الناس و حملوه و اللّه ولي التوفيق
1- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ ابْنُ عُقْدَةَ الْكُوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ الْجُعْفِيُّ أَبُو الْحَسَنِ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مِهْرَانَ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِيهِ وَ وُهَيْبِ بْنِ حَفْصٍ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) قَالَ إِنَّهُ قَالَ لِي أَبِي (عَلَيهِ السَّلَامُ) لَا بُدَّ لِنَارٍ مِنْ آذَرْبِيجَانَ لَا يَقُومُ لَهَا شَيْ ءٌ وَ إِذَا كَانَ ذَلِكَ فَكُونُوا أَحْلَاسَ بُيُوتِكُمْ(1) وَ أَلْبِدُوا مَا أَلْبَدْنَا (2)فَإِذَا تَحَرَّكَ مُتَحَرِّكُنَا فَاسْعَوْا إِلَيْهِ وَ لَوْ حَبْواً (3)وَ اللّه لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ بَيْنَ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ يُبَايِعُ النَّاسَ عَلَى كِتَابٍ جَدِيدٍ عَلَى الْعَرَبِ شَدِيدٌ وَ قَالَ وَيْلٌ لِطُغَاةِ الْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ
2- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُمَارَةَ الْكِنَانِيِّ (4)قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ عَنْ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) قَالَ قُلْتُ لَهُ (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَوْصِنِي فَقَالَ أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللّه وَ أَنْ تَلْزَمَ بَيْتَكَ وَ تَقْعُدَ فِي دَهْمَاءِ (5)هَؤُلَاءِ النَّاسِ وَ إِيَّاكَ وَ الْخَوَارِجَ مِنَّا (6)فَإِنَّهُمْ لَيْسُوا عَلَى شَيْ ءٍ وَ لَا إِلَى شَيْ ءٍ-
ص: 194
وَ اعْلَمْ أَنَّ لِبَنِي أُمَيَّةَ مُلْكاً لَا يَسْتَطِيعُ النَّاسُ أَنْ تَرْدَعَهُ (1)وَ أَنَّ لِأَهْلِ الْحَقِّ دَوْلَةً إِذَا جَاءَتْ وَلَّاهَا اللّه لِمَنْ يَشَاءَ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ فَمَنْ أَدْرَكَهَا مِنْكُمْ كَانَ عِنْدَنَا فِي السَّنَامِ الْأَعْلَى(2) وَ إِنْ قَبَضَهُ اللّه قَبْلَ ذَلِكَ خَارَ لَهُ وَ اعْلَمْ أَنَّهُ لَا تَقُومُ عِصَابَةٌ تَدْفَعُ ضَيْماً أَوْ تُعِزُّ دِيناً إِلَّا صَرَعَتْهُمُ الْمَنِيَّةُ وَ الْبَلِيَّةُ (3)حَتَّى تَقُومَ عِصَابَةٌ شَهِدُوا بَدْراً مَعَ رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) لَا يُوَارَى قَتِيلُهُمْ وَ يُرْفَعُ صَرِيعُهُمْ (4) وَ لَا يُدَاوَى جَرِيحُهُمْ قُلْتُ مَنْ هُمْ قَالَ الْمَلَائِكَةُ
3- وَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ التَّيْمُلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ وَ مُحَمَّدٌ ابْنَا عَلِيِّ بْنِ يُوسُفَ عَنْ أَبِيهِمَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْحَلَبِيِّ عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ عَنْ أَبِي الْجَارُودِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَقُولُ لَيْسَ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ أَحَدٌ يَدْفَعُ ضَيْماً وَ لَا يَدْعُو إِلَى حَقٍّ إِلَّا صَرَعَتْهُ الْبَلِيَّةُ حَتَّى تَقُومَ عِصَابَةٌ شَهِدَتْ بَدْراً لَا يُوَارَى قَتِيلُهَا وَ لَا يُدَاوَى جَرِيحُهَا قُلْتُ مَنْ عَنَى أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) بِذَلِكَ قَالَ الْمَلَائِكَةَ
4- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ جَمِيعاً عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ أَبِي الْجَارُودِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْوَلِيدِ الْهَمْدَانِيِّ عَنِ الْحَارِثِ الْأَعْوَرِ الْهَمْدَانِيِّ قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) عَلَى الْمِنْبَرِ إِذَا هَلَكَ الْخَاطِبُ (5)وَ زَاغَ صَاحِبُ الْعَصْرِ وَ بَقِيَتْ قُلُوبٌ تَتَقَلَّبُ فَمِنْ مُخْصِبٍ
ص: 195
وَ مُجْدِبٍ هَلَكَ الْمُتَمَنُّونَ وَ اضْمَحَلَّ الْمُضْمَحِلُّونَ وَ بَقِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَ قَلِيلٌ مَا يَكُونُونَ ثَلَاثُمِائَةٍ أَوْ يَزِيدُونَ تُجَاهِدُ(1) مَعَهُمْ عِصَابَةٌ جَاهَدَتْ مَعَ رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يَوْمَ بَدْرٍ لَمْ تُقْتَلْ وَ لَمْ تَمُتْ
معنى قول أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) و زاغ صاحب العصر أراد صاحب هذا الزمان الغائب الزائغ عن أبصار هذا الخلق لتدبير اللّه الواقع ثم قال و بقيت قلوب تتقلب فمن مخصب و مجدب و هي قلوب الشيعة المتقلبة عند هذه الغيبة (2) و الحيرة فمن ثابِتٍ منها على الحق مخصِبٍ و من عادِلٍ عنها إلى الضلال و زخرفِ المقال مُجْدِبٍ ثم قال هلك المتمنون ذما لهم و هم الذين يستعجلون أمر اللّه و لا يسلمون له و يستطيلون الأمد فيهلكون قبل أن يروا فرجا و يبقي اللّه من يشاء أن يبقيه من أهل الصبر و التسليم حتى يلحقه بمرتبته و هم المؤمنون و هم المخلصون القليلون الذين ذكر (عَلَيهِ السَّلَامُ) أنهم ثلاثمائة أو يزيدون ممن يؤهله اللّه بقوة إيمانه و صحة يقينه لنصرة وليه (عَلَيهِ السَّلَامُ) و جهاد عدوه و هم كما جاءت الرواية عماله و حكامه في الأرض عند استقرار الدار به و وضع الْحَرْبُ أَوْزارَها ثم قال أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) تجاهد معهم عصابة جاهدت (3)مع رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يوم بدر لم تقتل و لم تمت يريد أن اللّه عز و جل يؤيد أصحاب القائم (عَلَيهِ السَّلَامُ) هؤلاء الثلاث مائة و النيف الخلص بملائكة بدر و هم أعدادهم جعلنا اللّه ممن يؤهله لنصرة دينه مع وليه (عَلَيهِ السَّلَامُ) و فعل بنا في ذلك ما هو أهله
5- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ الْكُوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الصَّبَّاحِ بْنِ الضَّحَّاكِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ عَنْ سَيْفٍ التَّمَّارِ عَنْ أَبِي الْمُرْهِفِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) هَلَكَتِ الْمَحَاضِيرُ قَالَ قُلْتُ وَ مَا الْمَحَاضِيرُ-
ص: 196
قَالَ الْمُسْتَعْجِلُونَ وَ نَجَا الْمُقَرَّبُونَ(1) وَ ثَبَتَ الْحِصْنُ عَلَى أَوْتَادِهَا كُونُوا أَحْلَاسَ بُيُوتِكُمْ فَإِنَّ الْغَبَرَةَ عَلَى مَنْ أَثَارَهَا (2)وَ إِنَّهُمْ لَا يُرِيدُونَكُمْ بِجَائِحَةٍ إِلَّا أَتَاهُمُ اللّه بِشَاغِلٍ إِلَّا مَنْ تَعَرَّضَ لَهُمْ(3)
6- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ شَيْبَانَ قَالَ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ كُلَيْبٍ الْمَسْعُودِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِيرٍ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَضْرَمِيِّ قَالَ دَخَلْتُ أَنَا وَ أَبَانٌ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) وَ ذَلِكَ حِينَ ظَهَرَتِ الرَّايَاتُ السُّودُ بِخُرَاسَانَ فَقُلْنَا مَا تَرَى فَقَالَ اجْلِسُوا فِي بُيُوتِكُمْ فَإِذَا رَأَيْتُمُونَا قَدِ اجْتَمَعْنَا عَلَى رَجُلٍ فَانْهَدُوا إِلَيْنَا بِالسِّلَاحِ(4).
7- وَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ قَالَ حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ الْفَزَارِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ كُفُّوا أَلْسِنَتَكُمْ وَ الْزَمُوا بُيُوتَكُمْ فَإِنَّهُ لَا يُصِيبُكُمْ أَمْرٌ تُخَصُّونَ بِهِ أَبَداً وَ يُصِيبُ الْعَامَّة(5)كذا ولعله أحمد بن أبى أحمد الوراق الجرجانى الاتى.
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِيرٍ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَوْماً وَ عِنْدَهُ مِهْزَمٌ الْأَسَدِيُّ فَقَالَ جَعَلَنِيَ اللّه فِدَاكَ مَتَى هَذَا الْأَمْرُ الَّذِي تَنْتَظِرُونَهُ فَقَدْ طَالَ عَلَيْنَا فَقَالَ يَا مِهْزَمُ كَذَبَ الْمُتَمَنُّونَ وَ هَلَكَ الْمُسْتَعْجِلُونَ وَ نَجَا الْمُسَلِّمُونَ وَ إِلَيْنَا يَصِيرُونَ
9- عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُبَيْدِ اللّه بْنِ مُوسَى الْعَلَوِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) فِي قَوْلِ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ- أَتى أَمْرُ اللّه فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ (1) قَالَ هُوَ أَمْرُنَا أَمَرَ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ لَا تَسْتَعْجِلَ بِهِ حَتَّى يُؤَيِّدَهُ اللّه بِثَلَاثَةِ أَجْنَادٍ الْمَلَائِكَةِ وَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الرُّعْبِ وَ خُرُوجُهُ (عَلَيهِ السَّلَامُ) كَخُرُوجِ رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى- كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِ(2)
10- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ جَمِيعاً عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ صَالِحِ بْنِ مِيثَمٍ وَ يَحْيَى بْنِ سَابِقٍ (3)جَمِيعاً عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ (عَلَيهِما السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ هَلَكَ أَصْحَابُ الْمَحَاضِيرِ وَ نَجَا الْمُقَرَّبُونَ وَ ثَبَتَ الْحِصْنُ عَلَى أَوْتَادِهَا إِنَّ بَعْدَ الْغَمِّ فَتْحاً عَجِيباً
11- وَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ ابْنُ عُقْدَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ الْجُعْفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مِهْرَانَ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَيْمَنَ عَنْ ضُرَيْسٍ الْكُنَاسِيِّ عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْكَابُلِيِّ قَالَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) لَوَدِدْتُ أَنِّي تُرِكْتُ فَكَلَّمْتُ النَّاسَ ثَلَاثاً ثُمَّ قَضَى اللّه فِي مَا أَحَبَّ وَ لَكِنْ عَزْمَةٌ مِنَ اللّه أَنْ نَصْبِرَ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ- وَ لَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ(4) ثُمَّ تَلَا أَيْضاً قَوْلَهُ تَعَالَى- وَ لَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَ مِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيراً وَ إِنْ تَصْبِرُوا وَ تَتَّقُوا فَإِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ
ص: 198
الْأُمُورِ(1).
12- عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللّه بْنُ مُوسَى الْعَلَوِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ الْيَمَانِيِّ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ (عَلَيهِما السَّلَامُ) أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ بَعَثَ إِلَيْهِ مَنْ يَسْأَلُهُ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا (2) فَغَضِبَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) وَ قَالَ لِلسَّائِلِ وَدِدْتُ أَنَّ الَّذِي أَمَرَكَ بِهَذَا وَاجَهَنِي بِهِ ثُمَّ قَالَ نَزَلَتْ فِي أَبِي وَ فِينَا وَ لَمْ يَكُنِ الرِّبَاطُ الَّذِي أُمِرْنَا بِهِ بَعْدُ وَ سَيَكُونُ ذَلِكَ ذُرِّيَّةً مِنْ نَسْلِنَا الْمُرَابِطُ ثُمَّ قَالَ أَمَا إِنَّ فِي صُلْبِهِ يَعْنِي ابْنَ عَبَّاسٍ وَدِيعَةً ذُرِئَتْ لِنَارِ جَهَنَّمَ سَيُخْرِجُونَ أَقْوَاماً مِنْ دِينِ اللّه أَفْوَاجاً وَ سَتُصْبَغُ الْأَرْضُ بِدِمَاءِ فِرَاخٍ مِنْ فِرَاخِ آلِ مُحَمَّدٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) تَنْهَضُ تِلْكَ الْفِرَاخُ فِي غَيْرِ وَقْتٍ وَ تَطْلُبُ غَيْرَ مُدْرَكٍ وَ يُرَابِطُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ يَصْبِرُونَ وَ يُصَابِرُونَ حَتَّى يَحْكُمَ اللّه وَ هُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ
13- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُبَيْدِ اللّه بْنِ مُوسَى عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ بُرَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْعِجْلِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَاقِرِ (عَلَيهِما السَّلَامُ) فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ- اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا فَقَالَ اصْبِرُوا عَلَى أَدَاءِ الْفَرَائِضِ وَ صابِرُوا عَدُوَّكُمْ وَ رابِطُوا إِمَامَكُمُ الْمُنْتَظَرَ
14- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى الْحَضْرَمِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ زَيْدٍ (3)عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَاقِرِ (عَلَيهِما السَّلَامُ) قَالَ مَثَلُ خُرُوجِ الْقَائِمِ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ كَخُرُوجِ رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَ مَثَلُ مَنْ خَرَجَ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ قَبْلَ قِيَامِ الْقَائِمِ مَثَلُ فَرْخٍ طَارَ فَوَقَعَ مِنْ وَكْرِهِ(4) فَتَلَاعَبَتْ بِهِ الصِّبْيَانُ
ص: 199
15- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُبَيْدِ اللّه بْنِ مُوسَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ(1) عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ مُوسَى بْنِ أُكَيْلٍ النُّمَيْرِيِّ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ سَيَابَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (عَلَيهِما السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ مَنْ مَاتَ مِنْكُمْ عَلَى هَذَا الْأَمْرِ مُنْتَظِراً كَانَ كَمَنْ هُوَ فِي الْفُسْطَاطِ الَّذِي لِلْقَائِمِ (عَلَيهِ السَّلَامُ) (2).
16- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ ابْنُ عُقْدَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ الْجُعْفِيُّ أَبُو الْحَسَنِ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مِهْرَانَ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِيهِ وَ وُهَيْبِ بْنِ حَفْصٍ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ ذَاتَ يَوْمٍ أَ لَا أُخْبِرُكُمْ بِمَا لَا يَقْبَلُ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ مِنَ الْعِبَادِ عَمَلًا إِلَّا بِهِ فَقُلْتُ بَلَى فَقَالَ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللّه وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ الْإِقْرَارُ بِمَا أَمَرَ اللّه وَ الْوَلَايَةُ لَنَا وَ الْبَرَاءَةُ مِنْ أَعْدَائِنَا يَعْنِي الْأَئِمَّةَ خَاصَّةً وَ التَّسْلِيمَ لَهُمْ وَ الْوَرَعُ وَ الِاجْتِهَادُ وَ الطُّمَأْنِينَةُ وَ الِانْتِظَارُ لِلْقَائِمِ (عَلَيهِ السَّلَامُ) ثُمَّ قَالَ إِنَّ لَنَا دَوْلَةً يَجِي ءُ اللّه بِهَا إِذَا شَاءَ ثُمَّ قَالَ مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ الْقَائِمِ فَلْيَنْتَظِرْ وَ لْيَعْمَلْ بِالْوَرَعِ وَ مَحَاسِنِ الْأَخْلَاقِ وَ هُوَ مُنْتَظِرٌ فَإِنْ مَاتَ وَ قَامَ الْقَائِمُ بَعْدَهُ كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ أَدْرَكَهُ فَجِدُّوا وَ انْتَظِرُوا (3)هَنِيئاً لَكُمْ أَيَّتُهَا الْعِصَابَةُ الْمَرْحُومَةُ
17- عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُبَيْدِ اللّه بْنِ مُوسَى الْعَلَوِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ مُنَخَّلِ بْنِ جَمِيلٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ (عَلَيهِما السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ اسْكُنُوا مَا سَكَنَتِ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ أَيْ لَا تَخْرُجُوا عَلَى أَحَدٍ فَإِنَّ أَمْرَكُمْ لَيْسَ بِهِ خَفَاءٌ أَلَا إِنَّهَا آيَةٌ مِنَ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ لَيْسَتْ مِنَ النَّاسِ (4)
ص: 200
أَلَا إِنَّهَا أَضْوَأُ مِنَ الشَّمْسِ لَا تَخْفَى عَلَى بَرٍّ وَ لَا فَاجِرٍ أَ تَعْرِفُونَ الصُّبْحَ فَإِنَّهَا كَالصُّبْحِ لَيْسَ بِهِ خَفَاءٌ
انظروا رحمكم اللّه إلى هذا التأديب من الأئمة (عَلَيهِم السَّلَامُ) و إلى أمرهم و رسمهم في الصبر و الكف و الانتظار للفرج و ذكرهم هلاك المحاضير و المستعجلين و كذب المتمنين و وصفهم نجاة المسلمين و مدحهم الصابرين الثابتين و تشبيههم إياهم (1) على الثبات بثبات الحصن على أوتادها فتأدبوا رحمكم اللّه بتأديبهم و امتثلوا أمرهم و سلموا لقولهم و لا تجاوزوا رسمهم و لا تكونوا ممن أردته الهوى و العجلة و مال به الحرص عن الهدى و المحجة البيضاء وفقنا اللّه و إياكم لما فيه السلامة من الفتنة و ثبتنا و إياكم على حسن البصيرة و أسلكنا و إياكم الطريق المستقيمة الموصلة إلى رضوانه المكسبة سكنى جنانه مع خيرته و خلصائه بمنه و إحسانه
1- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ يَعْقُوبَ السَّرَّاجِ وَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ لَمَّا بُويِعَ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) بَعْدَ مَقْتَلِ عُثْمَانَ صَعِدَ الْمِنْبَرَ وَ خَطَبَ خُطْبَةً ذَكَرَهَا(2) يَقُولُ فِيهَا أَلَا إِنَّ بَلِيَّتَكُمْ قَدْ عَادَتْ كَهَيْئَتِهَا يَوْمَ بَعَثَ اللّه نَبِيَّهُ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ))(3) وَ الَّذِي
ص: 201
بَعَثَهُ بِالْحَقِّ لَتُبَلْبَلُنَّ بَلْبَلَةً وَ لَتُغَرْبَلُنَّ غَرْبَلَةً حَتَّى يَعُودَ أَسْفَلُكُمْ (1)أَعْلَاكُمْ وَ أَعْلَاكُمْ أَسْفَلَكُمْ وَ لَيَسْبِقَنَّ سَابِقُونَ كَانُوا قَصَّرُوا(2) وَ لَيُقَصِّرَنَّ سَبَّاقُونَ كَانُوا سَبَقُوا وَ اللّه مَا كَتَمْتُ وَسْمَةً(3) وَ لَا كَذَبْتُ كَذِبَةً وَ لَقَدْ نُبِّئْتُ بِهَذَا الْمَقَامِ وَ هَذَا الْيَوْمِ
2- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْكُلَيْنِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلَّادٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَقُولُ الم أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ (4)ثُمَّ قَالَ لِي مَا الْفِتْنَةُ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ الَّذِي عِنْدَنَا أَنَّ الْفِتْنَةَ فِي الدِّينِ (5)فَقَالَ يُفْتَنُونَ كَمَا يُفْتَنُ الذَّهَبُ ثُمَّ قَالَ يُخْلَصُونَ كَمَا يُخْلَصُ الذَّهَبُ.
3- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ يُونُسَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صَالِحٍ رَفَعَهُ إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَاقِرِ (عَلَيهِما السَّلَامُ) قَالَ قَالَ إِنَّ حَدِيثَكُمْ هَذَا لَتَشْمَئِزُّ مِنْهُ قُلُوبُ الرِّجَالِ فَانْبِذُوهُ إِلَيْهِمْ نَبْذاً فَمَنْ أَقَرَّ بِهِ فَزِيدُوهُ وَ مَنْ أَنْكَرَ فَذَرُوهُ إِنَّهُ لَا بُدَّ مِنْ أَنْ تَكُونَ فِتْنَةٌ يَسْقُطُ فِيهَا كُلُّ بِطَانَةٍ وَ وَلِيجَةٍ حَتَّى يَسْقُطَ فِيهَا مَنْ يَشُقُّ الشَّعْرَةَ بِشَعْرَتَيْنِ (6) حَتَّى لَا يَبْقَى إِلَّا
ص: 202
نَحْنُ وَ شِيعَتُنَا.
4- حَدَّثَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ أَحْمَدُ بْنُ هَوْذَةَ الْبَاهِلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِيُّ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ سَبْعِينَ وَ مِائَتَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بْنُ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِيُّ سَنَةَ تِسْعٍ وَ عِشْرِينَ وَ مِائَتَيْنِ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ دَخَلَ عَلَيْهِ بَعْضُ أَصْحَابِهِ فَقَالَ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّي وَ اللّه أُحِبُّكَ وَ أُحِبُّ مَنْ يُحِبُّكَ يَا سَيِّدِي مَا أَكْثَرَ شِيعَتُكُمْ فَقَالَ لَهُ اذْكُرْهُمْ فَقَالَ كَثِيرٌ فَقَالَ تُحْصِيهِمْ فَقَالَ هُمْ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَمَا لَوْ كَمُلَتِ الْعِدَّةُ الْمَوْصُوفَةُ ثَلَاثَمِائَةٍ وَ بِضْعَةَ عَشَرَ كَانَ الَّذِي تُرِيدُونَ وَ لَكِنْ شِيعَتُنَا مَنْ لَا يَعْدُو صَوْتُهُ سَمْعَهُ وَ لَا شَحْنَاؤُهُ بَدَنَهُ (1)وَ لَا يَمْدَحُ بِنَا مُعْلِناً (2)وَ لَا يُخَاصِمُ بِنَا قَالِياً (3)وَ لَا يُجَالِسُ لَنَا عَائِباً وَ لَا يُحْدِثُ لَنَا ثَالِباً (4)وَ لَا يُحِبُّ لَنَا مُبْغِضاً وَ لَا يُبْغِضُ لَنَا مُحِبّاً فَقُلْتُ فَكَيْفَ أَصْنَعُ بِهَذِهِ الشِّيعَةِ الْمُخْتَلِفَةِ الَّذِينَ يَقُولُونَ إِنَّهُمْ يَتَشَيَّعُونَ فَقَالَ فِيهِمُ التَّمْيِيزُ وَ فِيهِمُ التَّمْحِيصُ وَ فِيهِمُ التَّبْدِيلُ يَأْتِي عَلَيْهِمْ سِنُونَ تُفْنِيهِمْ وَ سَيْفٌ يَقْتُلُهُمْ وَ اخْتِلَافٌ يُبَدِّدُهُمْ(5) إِنَّمَا شِيعَتُنَا مَنْ لَا يَهِرُّ هَرِيرَ الْكَلْبِ وَ لَا يَطْمَعُ طَمَعَ الْغُرَابِ وَ لَا يَسْأَلُ النَّاسَ بِكَفِّهِ وَ إِنْ مَاتَ جُوعاً قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَأَيْنَ أَطْلُبُ هَؤُلَاءِ الْمَوْصُوفِينَ بِهَذِهِ الصِّفَةِ فَقَالَ اطْلُبْهُمْ فِي أَطْرَافِ الْأَرْضِ أُولَئِكَ الْخَفِيضُ عَيْشُهُم(6) الْمُنْتَقِلَةُ دَارُهُمْ الَّذِينَ إِنْ شَهِدُوا لَمْ يُعْرَفُوا وَ إِنْ غَابُوا لَمْ يُفْتَقَدُوا وَ إِنْ مَرِضُوا لَمْ يُعَادُوا-
ص: 203
وَ إِنْ خَطَبُوا لَمْ يُزَوَّجُوا وَ إِنْ مَاتُوا لَمْ يُشْهَدُوا أُولَئِكَ الَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ يَتَوَاسَوْنَ وَ فِي قُبُورِهِمْ يَتَزَاوَرُونَ وَ لَا تَخْتَلِفُ أَهْوَاؤُهُمْ وَ إِنِ اخْتَلَفَتْ بِهِمُ الْبُلْدَانُ
5- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ قَالَ حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ الْكُوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمِيثَمِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مِهْزَمٍ الْأَسَدِيِّ عَنْ أَبِيهِ مِهْزَمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) بِمِثْلِهِ إِلَّا أَنَّهُ زَادَ فِيهِ وَ إِنْ رَأَوْا مُؤْمِناً أَكْرَمُوهُ وَ إِنْ رَأَوْا مُنَافِقاً هَجَرُوهُ وَ عِنْدَ الْمَوْتِ لَا يَجْزَعُونَ وَ فِي قُبُورِهِمْ يَتَزَاوَرُونَ ثُمَّ تَمَامَ الْحَدِيثِ
6- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ الْجُعْفِيُّ أَبُو الْحَسَنِ مِنْ كِتَابِهِ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مِهْرَانَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِيهِ وَ وُهَيْبِ بْنِ حَفْصٍ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ مَعَ الْقَائِمِ (عَلَيهِ السَّلَامُ) مِنَ الْعَرَبِ شَيْ ءٌ يَسِيرٌ فَقِيلَ لَهُ إِنَّ مَنْ يَصِفُ هَذَا الْأَمْرَ مِنْهُمْ لَكَثِيرٌ قَالَ لَا بُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ أَنْ يُمَحَّصُوا (1) وَ يُمَيَّزُوا وَ يُغَرْبَلُوا وَ سَيَخْرُجُ مِنَ الْغِرْبَالِ خَلْقٌ كَثِيرٌ.
7- وَ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْعَطَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ الرَّازِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْكُوفِيُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ الزَّرَّادِ عَنْ أَبِي الْمَغْرَاءِ عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ أَبِي يَعْفُورٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ وَيْلٌ لِطُغَاةِ الْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ (2) قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ كَمْ مَعَ الْقَائِمِ مِنَ الْعَرَبِ قَالَ شَيْ ءٌ يَسِيرٌ فَقُلْتُ وَ اللّه إِنَّ مَنْ يَصِفُ هَذَا الْأَمْرَ مِنْهُمْ لَكَثِيرٌ (3)
ص: 204
فَقَالَ لَا بُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ أَنْ يُمَحَّصُوا وَ يُمَيَّزُوا وَ يُغَرْبَلُوا وَ يَخْرُجُ مِنَ الْغِرْبَالِ خَلْقٌ كَثِيرٌ (1)وَ حَدَّثَنَا بِذَلِكَ أَيْضاً بِلَفْظِهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْكُلَيْنِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى وَ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْأَنْبَارِيِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ (2) عَنْ أَبِي الْمَغْرَاءِ عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) وَ ذَكَرَ مِثْلَهُ
8- وَ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللّه بْنُ مُوسَى الْعَلَوِيُّ الْعَبَّاسِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ (3) عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَقُولُ وَ اللّه لَتُمَيَّزُنَّ وَ اللّه لَتُمَحَّصُنَّ وَ اللّه لَتُغَرْبَلُنَّ كَمَا يُغَرْبَلُ الزُّؤَانُ مِنَ الْقَمْحِ(4).
9- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْسُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ جَبَلَةَ عَنْ مِسْكِينٍ الرِّحَّالِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ عَنْ عَمِيرَةَ بِنْتِ نُفَيْلٍ قَالَتْ سَمِعْتُ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) (5)
ص: 205
يَقُولُ لَا يَكُونُ الْأَمْرُ الَّذِي تَنْتَظِرُونَهُ حَتَّى يَبْرَأَ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ وَ يَتْفُلُ بَعْضُكُمْ فِي وُجُوهِ بَعْضٍ وَ يَشْهَدَ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِالْكُفْرِ وَ يَلْعَنَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً فَقُلْتُ لَهُ مَا فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ مِنْ خَيْرٍ فَقَالَ الْحُسَيْنُ (عَلَيهِ السَّلَامُ) الْخَيْرُ كُلُّهُ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ يَقُومُ قَائِمُنَا وَ يَدْفَعُ ذَلِكَ كُلَّهُ
10- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللّه بْنُ مُوسَى الْعَلَوِيُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ جَبَلَةَ عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ لَا يَكُونُ ذَلِكَ الْأَمْرُ حَتَّى يَتْفُلَ بَعْضُكُمْ فِي وُجُوهِ بَعْضٍ وَ حَتَّى يَلْعَنَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً وَ حَتَّى يُسَمِّيَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً كَذَّابِينَ.
11- وَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ التَّيْمُلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ وَ أَحْمَدُ ابْنَا الْحَسَنِ (1)عَنْ أَبِيهِمَا عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ أَبِي كَهْمَسٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مِيثَمٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ ضَمْرَةَ قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَا مَالِكَ بْنَ ضَمْرَةَ كَيْفَ أَنْتَ إِذَا اخْتَلَفَتِ الشِّيعَةُ هَكَذَا وَ شَبَّكَ أَصَابِعَهُ وَ أَدْخَلَ بَعْضَهَا فِي بَعْضٍ فَقُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا عِنْدَ ذَلِكَ مِنْ خَيْرٍ قَالَ الْخَيْرُ كُلُّهُ عِنْدَ ذَلِكَ يَا مَالِكُ عِنْدَ ذَلِكَ يَقُومُ قَائِمُنَا فَيُقَدِّمُ سَبْعِينَ رَجُلًا يَكْذِبُونَ عَلَى اللّه وَ عَلَى رَسُولِهِ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فَيَقْتُلُهُمْ ثُمَّ يَجْمَعُهُمُ اللّه عَلَى أَمْرٍ وَاحِدٍ
12- وَ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللّه بْنُ مُوسَى الْعَلَوِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْأَشْعَرِيِّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ الْيَمَانِيِّ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ لَتُمَحَّصُنَّ يَا شِيعَةَ آلِ مُحَمَّدٍ تَمْحِيصَ الْكُحْلِ فِي الْعَيْنِ (2)وَ إِنَّ صَاحِبَ الْعَيْنِ يَدْرِي مَتَى يَقَعَ الْكُحْلُ فِي عَيْنِهِ وَ لَا يَعْلَمُ مَتَى يَخْرُجُ
ص: 206
مِنْهَا وَ كَذَلِكَ يُصْبِحُ الرَّجُلُ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنْ أَمْرِنَا وَ يُمْسِي وَ قَدْ خَرَجَ مِنْهَا وَ يُمْسِي عَلَى شَرِيعَةٍ مِنْ أَمْرِنَا وَ يُصْبِحُ وَ قَدْ خَرَجَ مِنْهَا
13- وَ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللّه بْنُ مُوسَى عَنْ رَجُلٍ (1)عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُسْلِيِّ مِنْ بَنِي مُسْلِيَةٍ (2) عَنْ مِهْزَمِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ الْأَسَدِيِّ وَ غَيْرِهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ وَ اللّه لَتُكْسَرُنَّ تَكَسُّرَ الزُّجَاجِ وَ إِنَّ الزُّجَاجَ لَيُعَادُ فَيَعُودُ كَمَا كَانَ وَ اللّه لَتُكْسَرُنَّ تَكَسُّرَ الْفَخَّارِ فَإِنَّ الْفَخَّارَ لَيَتَكَسَّرُ فَلَا يَعُودُ كَمَا كَانَ وَ وَ اللّه لَتُغَرْبَلُنَّ وَ وَ اللّه لَتُمَيَّزُنَّ وَ وَ اللّه لَتُمَحَّصُنَّ حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْكُمْ إِلَّا الْأَقَلُّ وَ صَعَّرَ كَفَّهُ(3).
فتبينوا يا معشر الشيعة هذه الأحاديث المروية عن أمير المؤمنين و من بعده من الأئمة (عَلَيهِم السَّلَامُ) و احذروا ما حذروكم و تأملوا ما جاء عنهم تأملا شافيا و فكروا فيها فكرا تنعمونه فلم يكن في التحذير شي ء أبلغ من قولهم إن الرجل يصبح على شريعة من أمرنا و يمسي و قد خرج منها و يمسي على شريعة من أمرنا و يصبح و قد خرج منها أ ليس هذا دليلا على الخروج من نظام الإمامة و ترك ما كان يعتقد منها إلى تبيان الطريق (4).
و في قوله (عَلَيهِ السَّلَامُ) و اللّه لتكسرن تكسر الزجاج و إن الزجاج ليعاد فيعود كما كان و اللّه لتكسرن تكسر الفخار فإن الفخار ليتكسر فلا يعود كما
ص: 207
كان فضرب ذلك مثلا لمن يكون على مذهب الإمامية فيعدل عنه إلى غيره بالفتنة التي تعرض له ثم تلحقه السعادة بنظرة من اللّه فتبين له ظلمة ما دخل فيه و صفاء ما خرج منه فيبادر قبل موته بالتوبة و الرجوع إلى الحق فيتوب اللّه عليه و يعيده إلى حاله في الهدى كالزجاج الذي يعاد بعد تكسره فيعود كما كان و لمن يكون على هذا الأمر فيخرج عنه و يتم على الشقاء بأن يدركه الموت و هو على ما هو عليه غير تائب منه و لا عائد إلى الحق فيكون مثله كمثل الفخار الذي يكسر فلا يعاد إلى حاله لأنه لا توبة له بعد الموت و لا في ساعته نسأل اللّه الثبات على ما من به علينا و أن يزيد في إحسانه إلينا فإنما نحن له و منه
14- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللّه بْنُ مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي أَحْمَدَ (1)عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هِلَالٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ (عَلَيهِ السَّلَامُ) جُعِلْتُ فِدَاكَ مَاتَ أَبِي عَلَى هَذَا الْأَمْرِ وَ قَدْ بَلَغْتُ مِنَ السِّنِينَ مَا قَدْ تَرَى أَمُوتُ وَ لَا تُخْبِرُنِي بِشَيْ ءٍ فَقَالَ يَا أَبَا إِسْحَاقَ أَنْتَ تَعْجَلُ فَقُلْتُ إِي وَ اللّه أَعْجَلُ وَ مَا لِي لَا أَعْجَلُ وَ قَدْ كَبِرَ سِنِّي وَ بَلَغْتُ أَنَا مِنَ السِّنِّ مَا قَدْ تَرَى فَقَالَ أَمَا وَ اللّه يَا أَبَا إِسْحَاقَ مَا يَكُونُ ذَلِكَ حَتَّى تُمَيَّزُوا وَ تُمَحَّصُوا وَ حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْكُمْ إِلَّا الْأَقَلُّ ثُمَّ صَعَّرَ كَفَّهُ
15- وَ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللّه بْنُ مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيَى قَالَ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا (عَلَيهِ السَّلَامُ) وَ اللّه لَا يَكُونُ مَا تَمُدُّونَ إِلَيْهِ أَعْيُنَكُمْ حَتَّى تُمَحَّصُوا وَ تُمَيَّزُوا وَ حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْكُمْ إِلَّا الْأَنْدَرُ فَالْأَنْدَرُ
16- وَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللّه جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
ص: 208
الْمُحَمَّدِيُّ مِنْ كِتَابِهِ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَ سِتِّينَ وَ مِائَتَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الصَّيْقَلُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ (عَلَيهِما السَّلَامُ) وَ (1)عِنْدَهُ جَمَاعَةٌ فَبَيْنَا نَحْنُ نَتَحَدَّثُ وَ هُوَ عَلَى بَعْضِ أَصْحَابِهِ مُقْبِلٌ إِذِ الْتَفَتَ إِلَيْنَا وَ قَالَ فِي أَيِّ شَيْ ءٍ أَنْتُمْ (2) هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لَا يَكُونُ الَّذِي تَمُدُّونَ إِلَيْهِ أَعْنَاقَكُمْ حَتَّى تُمَحَّصُوا هَيْهَاتَ وَ لَا يَكُونُ الَّذِي تَمُدُّونَ إِلَيْهِ أَعْنَاقَكُمْ حَتَّى تُمَيَّزُوا وَ لَا يَكُونُ الَّذِي تَمُدُّونَ إِلَيْهِ أَعْنَاقَكُمْ حَتَّى تُغَرْبَلُوا وَ لَا يَكُونُ الَّذِي تَمُدُّونَ إِلَيْهِ أَعْنَاقَكُمْ إِلَّا بَعْدَ إِيَاسٍ وَ لَا يَكُونُ الَّذِي تَمُدُّونَ إِلَيْهِ أَعْنَاقَكُمْ حَتَّى يَشْقَى مَنْ شَقِيَ وَ يَسْعَدَ مَنْ سَعِدَ(3).
وَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ وَ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ الصَّيْقَلِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ كُنْتُ أَنَا وَ الْحَارِثُ بْنُ الْمُغِيرَةِ وَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا جُلُوساً عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَسْمَعُ كَلَامَنَا(4) قَالَ وَ ذَكَرَ مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّهُ يَقُولُ فِي كُلِّ مَرَّةٍ لَا وَ اللّه مَا يَكُونُ مَا تَمُدُّونَ إِلَيْهِ أَعْيُنَكُمْ بِيَمِينٍ(5).
17- أَخْبَرَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ أَحْمَدُ بْنُ هُوذَةَ بْنِ أَبِي هَرَاسَةَ الْبَاهِلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بْنُ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِيُّ عَنْ صَبَّاحٍ الْمُزَنِيِّ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَصِيرَةَ عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ كُونُوا كَالنَّحْلِ فِي الطَّيْرِ لَيْسَ شَيْ ءٌ مِنَ الطَّيْرِ إِلَّا وَ هُوَ يَسْتَضْعِفُهَا وَ لَوْ
ص: 209
عَلِمَتِ الطَّيْرُ مَا فِي أَجْوَافِهَا مِنَ الْبَرَكَةِ لَمْ تَفْعَلْ بِهَا ذَلِكَ (1)خَالِطُوا النَّاسَ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَ أَبْدَانِكُمْ وَ زَايِلُوهُمْ بِقُلُوبِكُمْ وَ أَعْمَالِكُمْ (2)فَوَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا تَرَوْنَ مَا تُحِبُّونَ حَتَّى يَتْفُلَ بَعْضُكُمْ فِي وُجُوهِ بَعْضٍ وَ حَتَّى يُسَمِّيَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً كَذَّابِينَ وَ حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْكُمْ أَوْ قَالَ مِنْ شِيعَتِي إِلَّا كَالْكُحْلِ فِي الْعَيْنِ وَ الْمِلْحِ فِي الطَّعَامِ(3) وَ سَأَضْرِبُ لَكُمْ مَثَلًا وَ هُوَ مَثَلُ رَجُلٍ كَانَ لَهُ طَعَامٌ فَنَقَّاهُ وَ طَيَّبَهُ ثُمَّ أَدْخَلَهُ بَيْتاً وَ تَرَكَهُ فِيهِ مَا شَاءَ اللّه ثُمَّ عَادَ إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ قَدْ أَصَابَهُ السُّوسُ (4)فَأَخْرَجَهُ وَ نَقَّاهُ وَ طَيَّبَهُ ثُمَّ أَعَادَهُ إِلَى الْبَيْتِ فَتَرَكَهُ مَا شَاءَ اللّه ثُمَّ عَادَ إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ قَدْ أَصَابَتْهُ طَائِفَةٌ مِنَ السُّوسِ فَأَخْرَجَهُ وَ نَقَّاهُ وَ طَيَّبَهُ وَ أَعَادَهُ وَ لَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى بَقِيَتْ مِنْهُ رِزْمَةٌ كَرِزْمَةِ الْأَنْدَرِ لَا يَضُرُّهُ السُّوسُ شَيْئاً وَ كَذَلِكَ أَنْتُمْ تُمَيَّزُونَ حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْكُمْ إِلَّا عِصَابَةٌ لَا تَضُرُّهَا الْفِتْنَةُ شَيْئاً (5)حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ التَّيْمُلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ وَ أَحْمَدُ ابْنَا الْحَسَنِ عَنْ أَبِيهِمَا عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ أَبِي كَهْمَسٍ وَ غَيْرِهِ رَفَعَ الْحَدِيثَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) وَ ذَكَرَ مِثْلَهُ
و قد ذكر هذا الحديث في صدر هذا الكتاب(6).
18- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ يُونُسَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رَبَاحٍ الزُّهْرِيُّ الْكُوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ عِيسَى الْحَسَنِيُّ (7)عَنِ
ص: 210
الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَطَائِنِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَاقِرُ (عَلَيهِما السَّلَامُ) إِنَّمَا مَثَلُ شِيعَتِنَا مَثَلُ أَنْدَرٍ يَعْنِي بَيْدَراً فِيهِ طَعَامٌ (1)فَأَصَابَهُ آكِلٌ فَنُقِّيَ ثُمَّ أَصَابَهُ آكِلٌ فَنُقِّيَ حَتَّى بَقِيَ مِنْهُ مَا لَا يَضُرُّهُ الْآكِلُ وَ كَذَلِكَ شِيعَتُنَا يُمَيَّزُونَ وَ يُمَحَّصُونَ حَتَّى تَبْقَى مِنْهُمْ عِصَابَةٌ لَا تَضُرُّهَا الْفِتْنَةُ
19- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ ابْنُ عُقْدَةَ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللّه الْمُحَمَّدِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي شَرِيفُ بْنُ سَابِقٍ التَّفْلِيسِيُّ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ أَبِي قُرَّةَ التَّفْلِيسِيِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ الْمُؤْمِنُونَ يُبْتَلَوْنَ ثُمَّ يُمَيِّزُهُمُ اللّه عِنْدَهُ إِنَّ اللّه لَمْ يُؤْمِنِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ بَلَاءِ الدُّنْيَا وَ مَرَائِرِهَا وَ لَكِنْ آمَنَهُمْ فِيهَا مِنَ الْعَمَى وَ الشَّقَاءِ فِي الْآخِرَةِ ثُمَّ قَالَ كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَضَعُ قَتْلَاهُ بَعْضَهُمْ إِلَى بَعْضٍ ثُمَّ يَقُولُ قَتْلَانَا قَتْلَى النَّبِيِّينَ(2).
20- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْعَطَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ الرَّازِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بْنُ جَبَلَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ لَوْ قَدْ قَامَ الْقَائِمُ (عَلَيهِ السَّلَامُ) لَأَنْكَرَهُ النَّاسُ لِأَنَّهُ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ شَابّاً مُوفِقاً لَا يَثْبُتُ عَلَيْهِ إِلَّا مُؤْمِنٌ قَدْ أَخَذَ اللّه مِيثَاقَهُ فِي الذَّرِّ الْأَوَّلِ
و في هذا الحديث عبرة لمعتبر و ذكرى لمتذكر متبصر و هو قوله يخرج إليهم شابا موفقا لا يثبت عليه إلا مؤمن قد أخذ اللّه ميثاقه في الذر الأول فهل يدل هذا إلا على أن الناس يبعدون هذه المدة من العمر و يستطيلون المدى في ظهوره و ينكرون تأخره و يأيسون منه فيطيرون يمينا و شمالا كما قالوا (عَلَيهِ السَّلَامُ) تتفرق بهم المذاهب و تتشعب لهم طرق الفتن و يغترون بلمع السراب من كلام المفتونين فإذا ظهر لهم بعد السنين التي يوجب مثلها فيمن بلغه الشيخوخة و الكبر و حنو الظهر و ضعف القوى شابا موفقا أنكره من كان في قلبه مرض و ثبت عليه من سبقت له
ص: 211
من اللّه الحسنى بما وفقه عليه و قدمه إليه من العلم بحاله و أوصله إلى هذه الروايات من قول الصادقين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) فصدقها و عمل بها و تقدم علمه بما يأتي من أمر اللّه و تدبيره فارتقبه غير شاك و لا مرتاب و لا متحير و لا مغتر بزخارف إبليس و أشياعه و الحمد للّه الذي جعلنا ممن أحسن إليه و أنعم عليه و أوصله من العلم إلى ما لا يوصل إليه غيره إيجابا للمنة و اختصاصا بالموهبة حمدا يكون لنعمه كفاء و لحقه أداء
1- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللّه بْنُ مُوسَى الْعَلَوِيُّ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ مُوسَى بْنِ هَارُونَ بْنِ عِيسَى الْمَعْبَدِيِّ (1) قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ(2) قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) فَقَالَ لَهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ نَبِّئْنَا بِمَهْدِيِّكُمْ هَذَا فَقَالَ إِذَا دَرَجَ الدَّارِجُونَ وَ قَلَّ الْمُؤْمِنُونَ وَ ذَهَبَ الْمُجْلِبُونَ (3)فَهُنَاكَ هُنَاكَ فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مِمَّنِ الرَّجُلُ فَقَالَ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ مِنْ ذِرْوَةِ طَوْدِ الْعَرَبِ(4) وَ بَحْرِ مَغِيضِهَا إِذَا وَرَدَتْ وَ مَخْفِرِ أَهْلِهَا إِذَا أُتِيَتْ-
ص: 212
وَ مَعْدِنِ صَفْوَتِهَا إِذَا اكْتَدَرَتْ(1) لَا يَجْبُنُ إِذَا الْمَنَايَا هَكَعَتْ وَ لَا يَخُورُ إِذَا الْمَنُونُ اكْتَنَعَتْ (2)وَ لَا يَنْكُلُ إِذَا الْكُمَاةُ اصْطَرَعَتْ(3) مُشَمِّرٌ مُغْلَوْلِبٌ ظَفِرٌ ضِرْغَامَةٌ حَصِدٌ مُخْدِشٌ ذِكْرٌ (4) سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللّه رَأْسٌ قُثَمُ نَشُؤَ رَأْسُهُ فِي بَاذِخِ السُّؤْدَدِ-
ص: 213
وَ عَارِزٌ [غَارِزٌ مَجْدَهُ فِي أَكْرَمِ الْمَحْتِدِ (1)فَلَا يَصْرِفَنَّكَ عَنْ بَيْعَتِهِ صَارِفٌ عَارِضٌ يَنُوصُ إِلَى الْفِتْنَةِ كُلَّ مَنَاصٍ(2) إِنْ قَالَ فَشَرُّ قَائِلٍ وَ إِنْ سَكَتَ فَذُو دَعَائِرَ (3)ثُمَّ رَجَعَ إِلَى صِفَةِ الْمَهْدِيِّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) فَقَالَ أَوْسَعُكُمْ كَهْفاً وَ أَكْثَرُكُمْ عِلْماً وَ أَوْصَلُكُمْ رَحِماً اللَّهُمَّ فَاجْعَلْ بَعْثَهُ خُرُوجاً مِنَ الْغُمَّةِ وَ اجْمَعْ بِهِ شَمْلَ الْأُمَّةِ فَإِنْ خَارَ اللّه لَكَ فَاعْزِمْ وَ لَا تَنْثَنِ عَنْهُ إِنْ وُفِّقْتَ لَهُ (4)وَ لَا تَجُوزَنَّ عَنْهُ(5) إِنْ هُدِيتَ إِلَيْهِ هَاهْ وَ أَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى صَدْرِهِ شَوْقاً إِلَى رُؤْيَتِهِ
2- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللّه بْنُ مُوسَى الْعَلَوِيُّ عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ ظُهَيْرٍ (6)عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ نَظَرَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٌّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) إِلَى الْحُسَيْنِ (عَلَيهِ السَّلَامُ) فَقَالَ إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ كَمَا سَمَّاهُ رَسُولُ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) سَيِّداً وَ سَيُخْرِجُ اللّه مِنْ صُلْبِهِ رَجُلًا بِاسْمِ نَبِيِّكُمْ يُشْبِهُهُ فِي الْخَلْقِ وَ الْخُلُقِ يَخْرُجُ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنَ النَّاسِ وَ إِمَاتَةٍ لِلْحَقِ
ص: 214
وَ إِظْهَارٍ لِلْجَوْرِ وَ اللّه لَوْ لَمْ يَخْرُجْ لَضُرِبَتْ عُنُقُهُ (1)يَفْرَحُ بِخُرُوجِهِ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ وَ سُكَّانُهَا وَ هُوَ رَجُلٌ أَجْلَى الْجَبِينِ أَقْنَى الْأَنْفِ ضَخْمُ الْبَطْنِ أَزْيَلُ الْفَخِذَيْنِ بِفَخِذِهِ الْيُمْنَى شَأْمَةٌ أَفْلَجُ الثَّنَايَا(2) وَ يَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْرا
3- حَدَّثَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ أَحْمَدُ بْنُ هَوْذَةَ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بْنُ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بْنُ بُكَيْرٍ عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ (عَلَيهِما السَّلَامُ) جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّي قَدْ دَخَلْتُ الْمَدِينَةَ وَ فِي حَقْوَيَّ هِمْيَانٌ فِيهِ أَلْفُ دِينَارٍ وَ قَدْ أَعْطَيْتُ اللّه عَهْداً أَنَّنِي أُنْفِقُهَا بِبَابِكَ دِينَاراً دِينَاراً أَوْ تُجِيبَنِي فِيمَا أَسْأَلُكَ عَنْهُ فَقَالَ يَا حُمْرَانُ سَلْ تُجَبْ وَ لَا تُنْفِقَنَّ دَنَانِيرَكَ فَقُلْتُ سَأَلْتُكَ بِقَرَابَتِكَ مِنْ رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) أَنْتَ صَاحِبُ هَذَا الْأَمْرِ وَ الْقَائِمُ بِهِ قَالَ لَا قُلْتُ فَمَنْ هُوَ بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي فَقَالَ ذَاكَ الْمُشْرَبُ حُمْرَةً (3)الْغَائِرُ الْعَيْنَيْنِ الْمُشْرِفُ الْحَاجِبَيْنِ الْعَرِيضُ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ بِرَأْسِهِ حَزَازٌ وَ بِوَجْهِهِ أَثَرٌ رَحِمَ اللّه مُوسَى(4)
4- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللّه قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رَبَاحٍ الزُّهْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحِمْيَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ أَيُّوبَ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ
ص: 215
عَمْرٍو الْخَثْعَمِيِّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ جَرِيرٍ عَنْ حُجْرِ بْنِ زَائِدَةَ(1) عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) فَقُلْتُ لَهُ أَنْتَ الْقَائِمُ فَقَالَ قَدْ وَلَدَنِي رَسُولُ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَ أَنَّى الْمُطَالِبُ بِالدَّمِ- وَ يَفْعَلُ اللّه ما يَشاءُ ثُمَّ أَعَدْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ قَدْ عَرَفْتُ حَيْثُ تَذْهَبُ صَاحِبُكَ الْمُبْدَحُ الْبَطْنُ ثُمَّ الْحَزَازُ بِرَأْسِهِ ابْنُ الْأَرْوَاعِ رَحِمَ اللّه فُلَاناً(2).
5- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللّه قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رَبَاحٍ الزُّهْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحِمْيَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَيُّوبَ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ عَمْرٍو الْخَثْعَمِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عِصَامٍ قَالَ حَدَّثَنِي وُهَيْبُ بْنُ حَفْصٍ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَوْ أَبُو عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) الشَّكُّ مِنِ ابْنِ عِصَامٍ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ بِالْقَائِمِ عَلَامَتَانِ شَأْمَةٌ فِي رَأْسِهِ (3)وَ دَاءُ الْحَزَازِ بِرَأْسِهِ وَ شَأْمَةٌ بَيْنَ كَتِفَيْهِ مِنْ جَانِبِهِ الْأَيْسَرِ تَحْتَ كَتِفِهِ الْأَيْسَرِ وَرَقَةٌ مِثْلُ وَرَقَةِ الْآسِ(4).
6- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ الْعَلَاءِ الْهَمْدَانِيُّ رَفَعَهُ ](5)عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ كُنَّا مَعَ مَوْلَانَا الرِّضَا (عَلَيهِ السَّلَامُ) بِمَرْوَ فَاجْتَمَعْنَا وَ أَصْحَابَنَا فِي الْجَامِعِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي بَدْءِ مَقْدَمِنَا فَأَدَارُوا أَمْرَ الْإِمَامَةِ وَ ذَكَرُوا كَثْرَةَ الِاخْتِلَافِ فِيهَا(6) فَدَخَلْتُ عَلَى سَيِّدِي الرِّضَا (عَلَيهِ السَّلَامُ) فَأَعْلَمْتُهُ-
ص: 216
خَوْضَ النَّاسِ فِي ذَلِكَ فَتَبَسَّمَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) ثُمَّ قَالَ يَا عَبْدَ الْعَزِيزِ جَهِلَ الْقَوْمُ وَ خُدِعُوا عَنْ آرَائِهِمْ إِنَّ اللّه تَبَارَكَ اسْمُهُ لَمْ يَقْبِضْ رَسُولَهُ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (1) حَتَّى أَكْمَلَ لَهُ الدِّينَ فَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ فِيهِ تَفْصِيلُ كُلِّ شَيْ ءٍ (2) بَيَّنَ فِيهِ الْحَلَالَ وَ الْحَرَامَ وَ الْحُدُودَ وَ الْأَحْكَامَ وَ جَمِيعَ مَا يَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَيْهِ كَمَلًا فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ- ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْ ءٍ(3) وَ أَنْزَلَ عَلَيْهِ فِي حِجَّةِ الْوَدَاعِ وَ هِيَ آخِرُ عُمُرِهِ- الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (4)وَ أَمْرُ الْإِمَامَةِ مِنْ تَمَامِ الدِّينِ لَمْ يَمْضِ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) حَتَّى بَيَّنَ لِأُمَّتِهِ مَعَالِمَ دِينِهِمْ وَ أَوْضَحَ لَهُمْ سَبِيلَهُمْ وَ تَرَكَهُمْ عَلَى قَوْلِ الْحَقِّ (5) وَ أَقَامَ لَهُمْ عَلِيّاً (عَلَيهِ السَّلَامُ) عَلَماً وَ إِمَاماً وَ مَا تَرَكَ شَيْئاً يَحْتَاجُ إِلَيْهِ الْأُمَّةُ إِلَّا بَيَّنَهُ فَمَنْ زَعَمَ أَنَّ اللّه لَمْ يُكْمِلْ دِينَهُ فَقَدْ رَدَّ كِتَابَ اللّه وَ هُوَ كَافِرٌ بِهِ هَلْ يَعْرِفُونَ قَدْرَ الْإِمَامَةِ وَ مَحَلَّهَا مِنَ الْأُمَّةِ فَيَجُوزُ فِيهَا اخْتِيَارُهُمْ إِنَّ الْإِمَامَةَ أَجَلُّ قَدْراً وَ أَعْظَمُ شَأْناً وَ أَعْلَى مَكَاناً وَ أَمْنَعُ جَانِباً وَ أَبْعَدُ غَوْراً مِنْ أَنْ يَبْلُغَهَا النَّاسُ بِعُقُولِهِمْ أَوْ يَنَالُوهَا بِآرَائِهِمْ أَوْ يُقِيمُوا إِمَاماً بِاخْتِيَارِهِمْ إِنَّ الْإِمَامَةَ مَنْزِلَةٌ خَصَّ اللّه بِهَا إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) بَعْدَ النُّبُوَّةِ وَ الْخُلَّةِ مَرْتَبَةً ثَالِثَةً وَ فَضِيلَةً شَرَّفَهُ بِهَا وَ أَشَادَ بِهَا ذِكْرَهُ (6) فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً (7)فَقَالَ الْخَلِيلُ سُرُوراً بِهَا وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ اللّه تَعَالَى لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ فَأَبْطَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ إِمَامَةَ كُلِّ ظَالِمٍ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ(8) وَ صَارَتْ فِي الصَّفْوَةِ ثُمَّ أَكْرَمَهُ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ بِأَنْ جَعَلَهَا فِي ذُرِّيَّتِهِ أَهْلِ الصَّفْوَةِ وَ الطَّهَارَةِ فَقَالَ وَ وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَ يَعْقُوبَ نافِلَةً وَ كُلًّا جَعَلْنا صالِحِينَ وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَ أَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ
ص: 217
فِعْلَ الْخَيْراتِ وَ إِقامَ الصَّلاةِ وَ إِيتاءَ الزَّكاةِ وَ كانُوا لَنا عابِدِينَ(1). فَلَمْ تَزَلْ فِي ذُرِّيَّتِهِ يَرِثُهَا بَعْضٌ عَنْ بَعْضٍ قَرْناً فَقَرْناً حَتَّى وَرِثَهَا النَّبِيُّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (2) فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ- إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَ هذَا النَّبِيُّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ اللّه وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (3). فَكَانَتْ لَهُ خَاصَّةً فَقَلَّدَهَا (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) عَلِيّاً (عَلَيهِ السَّلَامُ) بِأَمْرِ اللّه عَزَّ اسْمُهُ عَلَى رَسْمِ مَا فَرَضَهُ اللّه فَصَارَتْ فِي ذُرِّيَّتِهِ الْأَصْفِيَاءِ الَّذِينَ آتَاهُمُ اللّه الْعِلْمَ وَ الْإِيمَانَ بِقَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ قالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَ الْإِيمانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتابِ اللّه إِلى يَوْمِ الْبَعْثِ(4) فَهِيَ فِي وُلْدِ عَلِيٍّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) خَاصَّةً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِذْ لَا نَبِيَّ بَعْدَ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فَمِنْ أَيْنَ يَخْتَارُ هَؤُلَاءِ الْجُهَّالُ الْإِمَامَ إِنَّ الْإِمَامَةَ هِيَ مَنْزِلَةُ الْأَنْبِيَاءِ وَ إِرْثُ الْأَوْصِيَاءِ إِنَّ الْإِمَامَةَ خِلَافَةُ اللّه وَ خِلَافَةُ الرَّسُولِ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَ مَقَامُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ مِيرَاثُ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ (عَلَيهِ السَّلَامُ) إِنَّ الْإِمَامَةَ زِمَامُ الدِّينِ وَ نِظَامُ أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ وَ صَلَاحُ الدُّنْيَا وَ عِزُّ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ الْإِمَامَةَ هِيَ أُسُّ الْإِسْلَامِ النَّامِي وَ فَرْعُهُ السَّامِي بِالْإِمَامِ تَمَامُ الصَّلَاةِ وَ الزَّكَاةِ وَ الصِّيَامِ وَ الْحَجِّ وَ الْجِهَادِ وَ تَوْفِيرُ الْفَيْ ءِ وَ الصَّدَقَاتِ (5) وَ إِمْضَاءُ الْحُدُودِ وَ الْأَحْكَامِ وَ مَنْعُ الثُّغُورِ وَ الْأَطْرَافِ الْإِمَامُ يُحِلُّ حَلَالَ اللّه وَ يُحَرِّمُ حَرَامَ اللّه وَ يُقِيمُ حُدُودَ اللّه وَ يَذُبُّ عَنْ دِينِ اللّه وَ يَدْعُو إِلَى سَبِيلِ رَبِّهِ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَ الْحُجَّةِ الْبَالِغَةِ الْإِمَامُ الشَّمْسُ الطَّالِعَةُ الْمُجَلِّلَةُ بِنُورِهَا لِلْعَالَمِ وَ هِيَ فِي الْأُفُقِ بِحَيْثُ لَا تَنَالُهَا الْأَيْدِي وَ الْأَبْصَارُ الْإِمَامُ الْبَدْرُ الْمُنِيرُ وَ السِّرَاجُ(6) الزَّاهِرُ وَ النُّورُ السَّاطِعُ وَ النَّجْمُ الْهَادِي فِي
ص: 218
غَيَاهِبِ الدُّجَى وَ أَجْوَازِ الْبُلْدَانِ وَ الْقِفَارِ (1) وَ لُجَجِ الْبِحَارِ الْإِمَامُ الْمَاءُ الْعَذْبُ عَلَى الظَّمَاءِ وَ النُّورُ الدَّالُّ عَلَى الْهُدَى وَ الْمُنْجِي مِنَ الرَّدَى الْإِمَامُ النَّارُ عَلَى الْيَفَاعِ الْحَارِّ لِمَنِ اصْطَلَى بِهِ (2) وَ الدَّلِيلُ فِي الْمَهَالِكِ مَنْ فَارَقَهُ فَهَالِكٌ الْإِمَامُ السَّحَابُ الْمَاطِرُ وَ الْغَيْثُ الْهَاطِلُ (3)وَ الشَّمْسُ الْمُضِيئَةُ وَ السَّمَاءُ الظَّلِيلَةُ وَ الْأَرْضُ الْبَسِيطَةُ (4)وَ الْعَيْنُ الْغَزِيرَةُ وَ الْغَدِيرُ وَ الرَّوْضَةُ الْإِمَامُ الْأَنِيسُ الرَّفِيقُ وَ الْوَالِدُ الشَّفِيقُ (5)وَ الْأَخُ الشَّقِيقُ وَ الْأُمُّ الْبَرَّةُ بِالْوَلَدِ الصَّغِيرِ وَ مَفْزَعُ الْعِبَادِ فِي الدَّاهِيَةِ النَّآدِ (6)الْإِمَامُ أَمِينُ اللّه فِي خَلْقِهِ وَ حُجَّتُهُ عَلَى عِبَادِهِ وَ خَلِيفَتُهُ فِي بِلَادِهِ وَ الدَّاعِي إِلَى اللّه وَ الذَّابُّ عَنْ حُرَمِ اللّه الْإِمَامُ الْمُطَهَّرُ مِنَ الذُّنُوبِ وَ الْمُبَرَّأُ عَنِ الْعُيُوبِ الْمَخْصُوصُ بِالْعِلْمِ الْمَوْسُومُ بِالْحِلْمِ نِظَامُ الدِّينِ وَ عِزُّ الْمُسْلِمِينَ وَ غَيْظُ الْمُنَافِقِينَ وَ بَوَارُ
ص: 219
الْكَافِرِينَ(1) الْإِمَامُ وَاحِدُ دَهْرِهِ لَا يُدَانِيهِ أَحَدٌ وَ لَا يُعَادِلُهُ عَالِمٌ وَ لَا يُوجَدُ مِنْهُ بَدَلٌ وَ لَا لَهُ مِثْلٌ وَ لَا نَظِيرٌ مَخْصُوصٌ بِالْفَضْلِ كُلِّهِ مِنْ غَيْرِ طَلَبٍ مِنْهُ لَهُ وَ لَا اكْتِسَابٍ بَلِ اخْتِصَاصٌ مِنَ الْمُفْضِلِ الْوَهَّابِ(2) فَمَنْ ذَا الَّذِي يَبْلُغُ مَعْرِفَةَ الْإِمَامِ أَوْ يُمْكِنُهُ اخْتِيَارُهُ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ ضَلَّتِ الْعُقُولُ وَ تَاهَتِ الْحُلُومُ وَ حَارَتِ الْأَلْبَابُ وَ خَسَأَتِ الْعُيُونُ وَ تَصَاغَرَتِ الْعُظَمَاءُ (3)وَ تَحَيَّرَتِ الْحُكَمَاءُ وَ تَقَاصَرَتِ الْحُلَمَاءُ وَ حَصِرَتِ الْخُطَبَاءُ وَ جَهِلَتِ الْأَلِبَّاءُ وَ كَلَّتِ الشُّعَرَاءُ وَ عَجَزَتِ الْأُدَبَاءُ وَ عَيِيَتِ الْبُلَغَاءُ (4) عَنْ وَصْفِ شَأْنٍ مِنْ شَأْنِهِ أَوْ فَضِيلَةٍ مِنْ فَضَائِلِهِ فَأَقَرَّتْ بِالْعَجْزِ وَ التَّقْصِيرِ وَ كَيْفَ يُوصَفُ بِكُلِّهِ أَوْ يُنْعَتُ بِكُنْهِهِ أَوْ يُفْهَمُ شَيْ ءٌ مِنْ أَمْرِهِ أَوْ يُوجَدُ مَنْ يَقُومُ مَقَامَهُ وَ يُغْنِي غِنَاهُ لَا كَيْفَ وَ أَنَّى وَ هُوَ بِحَيْثُ النَّجْمُ مِنْ يَدِ الْمُتَنَاوِلِينَ (5) وَ وَصْفِ الْوَاصِفِينَ فَأَيْنَ الِاخْتِيَارُ مِنْ هَذَا وَ أَيْنَ
ص: 220
الْعُقُولُ عَنْ هَذَا وَ أَيْنَ يُوجَدُ مِثْلُ هَذَا أَ تَظُنُّونَ أَنَّ ذَلِكَ يُوجَدُ فِي غَيْرِ آلِ الرَّسُولِ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) كَذَبَتْهُمْ وَ اللّه أَنْفُسُهُمْ وَ مَنَّتْهُمُ الْأَبَاطِيلُ (1)فَارْتَقَوْا مُرْتَقًى صَعْباً دَحْضاً تَزِلُّ عَنْهُ إِلَى الْحَضِيضِ أَقْدَامُهُمْ رَامُوا إِقَامَةَ الْإِمَامِ بِعُقُولٍ حَائِرَةٍ بَائِرَةٍ نَاقِصَةٍ (2) وَ آرَاءٍ مُضِلَّةٍ فَلَمْ يَزْدَادُوا مِنْهُ إِلَّا بُعْداً لَقَدْ رَامُوا صَعْباً وَ قَالُوا إِفْكاً وَ ضَلُّوا ضَلالًا بَعِيداً وَ وَقَعُوا فِي الْحَيْرَةِ إِذْ تَرَكُوا الْإِمَامَ عَنْ بَصِيرَةٍ- وَ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَ كانُوا مُسْتَبْصِرِينَ رَغِبُوا عَنِ اخْتِيَارِ اللّه وَ اخْتِيَارِ رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَ أَهْلِ بَيْتِهِ إِلَى اخْتِيَارِهِمْ وَ الْقُرْآنُ يُنَادِيهِمْ- وَ رَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَ يَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحانَ اللّه وَ تَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ(3) وَ يَقُولُ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ ما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَ لا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللّه وَ رَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ الْآيَةَ (4)وَ قَالَ ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ. أَمْ لَكُمْ كِتابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ. إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَما تَخَيَّرُونَ. أَمْ لَكُمْ أَيْمانٌ عَلَيْنا بالِغَةٌ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَما تَحْكُمُونَ. سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذلِكَ زَعِيمٌ. أَمْ لَهُمْ شُرَكاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكائِهِمْ إِنْ كانُوا صادِقِينَ (5)وَ قَالَ أَ فَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها (6) أَمْ طَبَعَ اللّه عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ(7) أَمْ قالُوا سَمِعْنا وَ هُمْ لا يَسْمَعُونَ. إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللّه الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ. وَ لَوْ
ص: 221
عَلِمَ اللّه فِيهِمْ خَيْراً لَأَسْمَعَهُمْ وَ لَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَ هُمْ مُعْرِضُونَ(1) أَمْ قالُوا سَمِعْنا وَ عَصَيْنا(2) بَلْ هُوَ فَضْلُ اللّه يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَ اللّه ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ فَكَيْفَ لَهُمْ بِاخْتِيَارِ الْإِمَامِ وَ الْإِمَامُ عَالِمٌ لَا يَجْهَلُ وَ رَاعٍ لَا يَنْكُلُ(3) مَعْدِنُ الْقُدْسِ وَ الطَّهَارَةِ وَ النُّسُكِ وَ الزَّهَادَةِ وَ الْعِلْمِ وَ الْعِبَادَةِ مَخْصُوصٌ بِدَعْوَةِ الرَّسُولِ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَ نَسْلِ الْمُطَهَّرَةِ الْبَتُولِ لَا مَغْمَزَ فِيهِ فِي نَسَبٍ (4)وَ لَا يُدَانِيهِ ذُو حَسَبٍ فِي الْبَيْتِ مِنْ قُرَيْشٍ (5)وَ الذِّرْوَةِ مِنْ هَاشِمٍ وَ الْعِتْرَةِ مِنَ الرَّسُولِ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَ الرِّضَا مِنَ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ شَرَفُ الْأَشْرَافِ وَ الْفَرْعُ عَنْ عَبْدِ مَنَافٍ نَامِي الْعِلْمِ كَامِلُ الْحِلْمِ مُضْطَلِعٌ بِالْإِمَامَةِ عَالِمٌ بِالسِّيَاسَةِ مَفْرُوضُ الطَّاعَةِ قَائِمٌ بِأَمْرِ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ نَاصِحٌ لِعِبَادِ اللّه حَافِظٌ لِدِينِ اللّه إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ وَ الْأَئِمَّةَ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يُوَفِّقُهُمُ اللّه وَ يُؤْتِيهِمْ مِنْ مَخْزُونِ عِلْمِهِ وَ حِكَمِهِ مَا لَا يُؤْتِيهِ غَيْرَهُمْ فَيَكُونُ عِلْمُهُمْ فَوْقَ عِلْمِ أَهْلِ الزَّمَانِ (6) فِي قَوْلِهِ تَعَالَى أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ
ص: 222
تَحْكُمُونَ (1) وَ قَوْلِهِ وَ مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً (2)وَ قَوْلِهِ فِي طَالُوتَ إِنَّ اللّه اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ وَ زادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَ الْجِسْمِ وَ اللّه يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشاءُ وَ اللّه واسِعٌ عَلِيمٌ (3) وَ قَالَ لِنَبِيِّهِ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) أَنْزَلَ اللّه عَلَيْكَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ عَلَّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَ كانَ فَضْلُ اللّه عَلَيْكَ عَظِيماً (4)وَ قَالَ فِي الْأَئِمَّةِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّهِ وَ عِتْرَتِهِ وَ ذُرِّيَّتِهِ صَلَوَاتُ اللّه عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ- أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللّه مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً. فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَ مِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَ كَفى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً (5)وَ إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا اخْتَارَهُ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ لِأُمُورِ عِبَادِهِ شَرَحَ صَدْرَهُ لِذَلِكَ وَ أَوْدَعَ قَلْبَهُ يَنَابِيعَ الْحِكْمَةِ وَ أَلْهَمَهُ الْعِلْمَ إِلْهَاماً فَلَمْ يَعْيَ بَعْدَهُ بِجَوَابٍ وَ لَا يُحَيَّرُ فِيهِ عَنْ صَوَابٍ(6) فَهُوَ مَعْصُومٌ مُؤَيَّدٌ مُوَفَّقٌ مُسَدَّدٌ قَدْ أَمِنَ مِنَ الْخَطَايَا وَ الزَّلَلِ وَ الْعِثَارِ (7) يَخُصُّهُ اللّه بِذَلِكَ لِيَكُونَ حُجَّتَهُ عَلَى عِبَادِهِ وَ شَاهِدَهُ عَلَى خَلْقِهِ وَ ذلِكَ فَضْلُ اللّه يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَ اللّه ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ فَهَلْ يَقْدِرُونَ عَلَى مِثْلِ هَذَا فَيَخْتَارُونَهُ أَوْ يَكُونُ مُخْتَارُهُمْ بِهَذِهِ الصِّفَةِ فَيُقَدِّمُونَهُ تَعَدَّوْا وَ بَيْتِ اللّه الْحَقَّ (8)وَ نَبَذُوا كِتابَ اللّه وَراءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ وَ فِي كِتَابِ اللّه الْهُدَى وَ الشِّفَاءُ فَنَبَذُوهُ وَ اتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ فَذَمَّهُمُ اللّه تَعَالَى وَ مَقَتَهُمْ وَ أَتْعَسَهُمْ فَقَالَ جَلَّ وَ عَزَّ- وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللّه إِنَّ اللَّهَ
ص: 223
لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (1) وَ قَالَ فَتَعْساً لَهُمْ وَ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ (2) وَ قَالَ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللّه وَ عِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذلِكَ يَطْبَعُ اللّه عَلى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ(3).
7- وَ عَنْ(4) مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ غَالِبٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (عَلَيهِما السَّلَامُ) فِي خُطْبَةٍ لَهُ يَذْكُرُ فِيهَا حَالَ الْأَئِمَّةِ (عَلَيهِم السَّلَامُ) وَ صِفَاتِهِمْ فَقَالَ إِنَّ اللّه تَعَالَى أَوْضَحَ بِأَئِمَّةِ الْهُدَى مِنْ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّهِ (5) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) عَنْ دِينِهِ وَ أَبْلَجَ بِهِمْ عَنْ سَبِيلِ مِنْهَاجِهِ وَ فَتَحَ لَهُمْ عَنْ بَاطِنِ يَنَابِيعِ عِلْمِهِ (6) فَمَنْ عَرَفَ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَاجِبَ حَقِّ إِمَامِهِ وَجَدَ طَعْمَ حَلَاوَةِ إِيمَانِهِ وَ عَلِمَ فَضْلَ طَلَاوَةِ إِسْلَامِهِ(7) لِأَنَّ اللّه تَعَالَى نَصَبَ الْإِمَامَ عَلَماً لِخَلْقِهِ وَ جَعَلَهُ حُجَّةً عَلَى أَهْلِ طَاعَتِهِ(8) أَلْبَسَهُ اللّه تَاجَ الْوَقَارِ وَ غَشَّاهُ مِنْ نُورِ الْجَبَّارِ يَمُدُّ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ (9) لَا يَنْقَطِعُ عَنْهُ مَوَادُّهُ وَ لَا يُنَالُ مَا عِنْدَ اللّه إِلَّا بِجِهَةِ أَسْبَابِهِ وَ لَا يَقْبَلُ اللَّهُ
ص: 224
الْأَعْمَالَ لِلْعِبَادِ (1) إِلَّا بِمَعْرِفَتِهِ فَهُوَ عَالِمٌ بِمَا يَرِدُ عَلَيْهِ مِنْ مُشْكِلَاتِ الدُّجَى(2) وَ مُعَمَّيَاتِ السُّنَنِ وَ مُشْتَبِهَاتِ الْفِتَنِ(3) فَلَمْ يَزَلِ اللّه تَعَالَى يَخْتَارُهُمْ لِخَلْقِهِ مِنْ وُلْدِ الْحُسَيْنِ (عَلَيهِ السَّلَامُ) مِنْ عَقِبِ كُلِّ إِمَامٍ فَيَصْطَفِيهِمْ كَذَلِكَ وَ يَجْتَبِيهِمْ (4)وَ يَرْضَى بِهِمْ لِخَلْقِهِ وَ يَرْتَضِيهِمْ لِنَفْسِهِ (5)كُلَّمَا مَضَى مِنْهُمْ إِمَامٌ نَصَبَ عَزَّ وَ جَلَّ لِخَلْقِهِ إِمَاماً (6) عَلَماً بَيِّناً وَ هَادِياً مُنِيراً (7) وَ إِمَاماً قَيِّماً (8)وَ حُجَّةً عَالِماً أَئِمَّةً مِنَ اللّه يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ حُجَجُ اللّه وَ دُعَاتُهُ وَ رُعَاتُهُ عَلَى خَلْقِهِ (9) يَدِينُ بِهُدَاهُمُ الْعِبَادُ وَ تَسْتَهِلُّ بِنُورِهِمُ الْبِلَادُ وَ يَنْمُو بِبَرَكَتِهِمُ التِّلَادُ (10)جَعَلَهُمُ اللّه حَيَاةً لِلْأَنَامِ وَ مَصَابِيحَ لِلظَّلَامِ وَ مَفَاتِيحَ لِلْكَلَامِ وَ دَعَائِمَ لِلْإِسْلَامِ جَرَتْ بِذَلِكَ فِيهِمْ مَقَادِيرُ اللّه عَلَى
ص: 225
مَحْتُومِهَا(1) فَالْإِمَامُ هُوَ الْمُنْتَجَبُ الْمُرْتَضَى وَ الْهَادِي الْمُجْتَبَى(2) وَ الْقَائِمُ الْمُرْتَجَى اصْطَفَاهُ اللّه بِذَلِكَ وَ اصْطَنَعَهُ عَلَى عَيْنِهِ(3) فِي الذَّرِّ حِينَ ذَرَأَهُ وَ فِي الْبَرِيَّةِ حِينَ بَرَأَهُ(4) ظِلًّا قَبْلَ خَلْقِهِ نَسَمَةً عَنْ يَمِينِ عَرْشِهِ مَحْبُوّاً بِالْحِكْمَةِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَهُ (5)اخْتَارَهُ بِعِلْمِهِ وَ انْتَجَبَهُ لِطُهْرِهِ(6) بَقِيَّةً مِنْ آدَمَ وَ خِيَرَةً مِنْ ذُرِّيَّةِ نُوحٍ وَ مُصْطَفًى مِنْ آلِ إِبْرَاهِيمَ وَ سُلَالَةً مِنْ إِسْمَاعِيلَ وَ صَفْوَةً مِنْ عِتْرَةِ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) لَمْ يَزَلْ مَرْعِيّاً بِعَيْنِ اللّه(7) يَحْفَظُهُ بِمَلَائِكَتِهِ (8)مَدْفُوعاً عَنْهُ وُقُوبُ الْغَوَاسِقِ وَ نُفُوثُ كُلِّ فَاسِقٍ مَصْرُوفاً عَنْهُ
ص: 226
قَوَارِفُ السُّوءِ مُبَرَّأً مِنَ الْعَاهَاتِ(1) مَحْجُوباً عَنِ الْآفَاتِ مَعْصُوماً مِنَ الزَّلَّاتِ مَصُوناً مِنَ الْفَوَاحِشِ كُلِّهَا مَعْرُوفاً بِالْحِلْمِ وَ الْبِرِّ فِي يَفَاعِهِ (2) مَنْسُوباً إِلَى الْعَفَافِ وَ الْعِلْمِ وَ الْفَضْلِ عِنْدَ انْتِهَائِهِ مُسْنَداً إِلَيْهِ أَمْرُ وَالِدِهِ صَامِتاً عَنِ الْمَنْطِقِ فِي حَيَاتِهِ فَإِذَا انْقَضَتْ مُدَّةُ وَالِدِهِ وَ انْتَهَتْ بِهِ مَقَادِيرُ اللّه إِلَى مَشِيَّتِهِ وَ جَاءَتِ الْإِرَادَةُ مِنْ عِنْدِ اللّه فِيهِ إِلَى مَحَبَّتِهِ (3)وَ بَلَغَ مُنْتَهَى مُدَّةِ وَالِدِهِ (عَلَيهِ السَّلَامُ) فَمَضَى صَارَ أَمْرُ اللّه إِلَيْهِ مِنْ بَعْدِهِ وَ قَلَّدَهُ اللّه دِينَهُ وَ جَعَلَهُ الْحُجَّةَ عَلَى عِبَادِهِ وَ قَيِّمَهُ فِي بِلَادِهِ وَ أَيَّدَهُ بِرُوحِهِ وَ أَعْطَاهُ عِلْمَهُ وَ اسْتَوْدَعَهُ سِرَّهُ وَ انْتَدَبَهُ لِعَظِيمِ أَمْرِهِ (4)وَ أَنْبَأَهُ فَصْلَ بَيَانِ عِلْمِهِ (5) وَ نَصَبَهُ عَلَماً لِخَلْقِهِ وَ جَعَلَهُ حُجَّةً عَلَى أَهْلِ عَالَمِهِ وَ ضِيَاءً لِأَهْلِ دِينِهِ وَ الْقَيِّمَ عَلَى عِبَادِهِ رَضِيَ اللّه بِهِ إِمَاماً لَهُمْ اسْتَحْفَظَهُ عِلْمَهُ وَ اسْتَخْبَاهُ حِكْمَتَهُ وَ اسْتَرْعَاهُ لِدِينِهِ (6) وَ أَحْيَا بِهِ مَنَاهِجَ سَبِيلِهِ وَ فَرَائِضَهُ وَ حُدُودَهُ فَقَامَ بِالْعَدْلِ عِنْدَ تَحَيُّرِ أَهْلِ الْجَهْلِ (7)وَ تَحْيِيرِ أَهْلِ الْجَدَلِ بِالنُّورِ السَّاطِعِ وَ الشِّفَاءِ الْبَالِغِ (8)بِالْحَقِّ الْأَبْلَجِ وَ الْبَيَانِ اللَّائِحِ
ص: 227
مِنْ كُلِّ مَخْرَجٍ عَلَى طَرِيقِ الْمَنْهَجِ الَّذِي مَضَى عَلَيْهِ الصَّادِقُونَ مِنْ آبَائِهِ (عَلَيهِم السَّلَامُ) فَلَيْسَ يَجْهَلُ حَقَّ هَذَا الْعَالِمِ إِلَّا شَقِيٌّ وَ لَا يَجْحَدُهُ إِلَّا غَوِيٌّ وَ لَا يَدَعُهُ إِلَّا جَرِيٌّ عَلَى اللَّهِ (1).
كونه (عَلَيهِ السَّلَامُ) (2) ابن سبية ابن خيرة الإماء
8- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ ابْنُ عُقْدَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ بْنِ قَيْسِ بْنِ رُمَّانَةَ الْأَشْعَرِيُّ وَ سَعْدَانُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ سَعِيدٍ وَ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَطَوَانِيُّ قَالُوا جَمِيعاً حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مَحْبُوبٍ الزَّرَّادُ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ يَزِيدَ الْكُنَاسِيِّ (3) قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ الْبَاقِرَ (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) يَقُولُ إِنَّ صَاحِبَ هَذَا الْأَمْرِ فِيهِ شَبَهٌ مِنْ يُوسُفَ (4) ابْنُ أَمَةٍ سَوْدَاءَ يُصْلِحُ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ أَمْرَهُ فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ
يريد بالشبه من يوسف الغيبة
9- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ يُونُسَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رَبَاحٍ الزُّهْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحِمْيَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَكَمُ أَخُو مُشْمَعِلٍّ الْأَسَدِيُّ (5) قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحِيمِ الْقَصِيرُ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) قَوْلُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) بِأَبِي ابْنُ خِيَرَةِ الْإِمَاءِ (6) أَ هِيَ فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ) فَقَالَ إِنَ
ص: 228
فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ) خِيَرَةُ الْحَرَائِرِ ذَاكَ الْمُبْدَحُ بَطْنُهُ(1) الْمُشْرَبُ حُمْرَةً رَحِمَ اللّه فُلَاناً
10- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْسُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ جَبَلَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ عَنْ أَبِي الصَّبَّاحِ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) فَقَالَ لِي مَا وَرَاءَكَ فَقُلْتُ سُرُورٌ مِنْ عَمِّكَ زَيْدٍ خَرَجَ يَزْعُمُ أَنَّهُ ابْنُ سَبِيَّةٍ وَ هُوَ قَائِمُ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ أَنَّهُ ابْنُ خِيَرَةِ الْإِمَاءِ فَقَالَ كَذَبَ (2) لَيْسَ هُوَ كَمَا قَالَ إِنْ خَرَجَ قُتِلَ
11- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ جُمْهُورٍ جَمِيعاً عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِي الْجَارُودِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْوَلِيدِ الْهَمْدَانِيِّ عَنِ الْحَارِثِ الْأَعْوَرِ الْهَمْدَانِيِّ قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) بِأَبِي ابْنُ خِيَرَةِ الْإِمَاءِ يَعْنِي الْقَائِمَ مِنْ وُلْدِهِ (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَسُومُهُمْ خَسْفاً وَ يَسْقِيهِمْ بِكَأْسٍ مُصَبَّرَةٍ (3)وَ لَا يُعْطِيهِمْ إِلَّا السَّيْفَ هَرْجاً (4) فَعِنْدَ ذَلِكَ تَتَمَنَّى فَجَرَةُ قُرَيْشٍ لَوْ أَنَّ لَهَا مُفَادَاةً مِنَ الدُّنْيَا وَ مَا فِيهَا لِيُغْفَرَ لَهَا لَا نَكُفُّ عَنْهُمْ حَتَّى يَرْضَى اللَّهُ
12- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ التَّيْمُلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ وَ أَحْمَدُ ابْنَا الْحَسَنِ عَنْ أَبِيهِمَا عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ خَرَجْتُ مِنَ الْكُوفَةِ فَلَمَّا قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَسَأَلَنِي هَلْ صَاحَبَكَ أَحَدٌ فَقُلْتُ نَعَمْ فَقَالَ أَ كُنْتُمْ تَتَكَلَّمُونَ
ص: 229
قُلْتُ نَعَمْ صَحِبَنِي رَجُلٌ مِنَ الْمُغِيرِيَّةِ (1) قَالَ فَمَا كَانَ يَقُولُ قُلْتُ كَانَ يَزْعُمُ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللّه بْنِ الْحَسَنِ هُوَ الْقَائِمُ وَ الدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ أَنَّ اسْمَهُ اسْمُ النَّبِيِّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (2)وَ اسْمَ أَبِيهِ اسْمُ أَبِي النَّبِيِّ فَقُلْتُ لَهُ فِي الْجَوَابِ إِنْ كُنْتَ تَأْخُذُ بِالْأَسْمَاءِ فَهُوَ ذَا فِي وُلْدِ الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ عَلِيٍّ فَقَالَ لِي إِنَّ هَذَا ابْنُ أَمَةٍ يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللّه بْنِ عَلِيٍّ وَ هَذَا ابْنُ مَهِيرَةٍ (3) يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللّه بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) فَمَا رَدَدْتَ عَلَيْهِ فَقُلْتُ مَا كَانَ عِنْدِي شَيْ ءٌ أَرُدُّ عَلَيْهِ فَقَالَ أَ وَ لَمْ تَعْلَمُوا أَنَّهُ ابْنُ سَبِيَّةٍ يَعْنِي الْقَائِمَ (عَلَيهِ السَّلَامُ)(4)
13- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ يُونُسَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رَبَاحٍ قَالَ
ص: 230
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحِمْيَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ أَيُّوبَ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبَانٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بْنُ عَطَاءٍ الْمَكِّيُّ عَنْ شَيْخٍ مِنَ الْفُقَهَاءِ يَعْنِي أَبَا عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ سِيرَةِ الْمَهْدِيِّ كَيْفَ سِيرَتُهُ فَقَالَ يَصْنَعُ كَمَا صَنَعَ رَسُولُ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ كَمَا هَدَمَ رَسُولُ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) أَمْرَ الْجَاهِلِيَّةِ وَ يَسْتَأْنِفُ الْإِسْلَامَ جَدِيداً
14- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْعَطَّارُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ الرَّازِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) قَالَ قُلْتُ لَهُ صَالِحٌ مِنَ الصَّالِحِينَ سَمِّهِ لِي أُرِيدُ الْقَائِمَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) فَقَالَ اسْمُهُ اسْمِي قُلْتُ أَ يَسِيرُ بِسِيرَةِ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قَالَ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ يَا زُرَارَةُ مَا يَسِيرُ بِسِيرَتِهِ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ لِمَ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) سَارَ فِي أُمَّتِهِ بِالْمَنِّ (1) كَانَ يَتَأَلَّفُ النَّاسَ وَ الْقَائِمُ يَسِيرُ بِالْقَتْلِ بِذَاكَ أُمِرَ فِي الْكِتَابِ الَّذِي مَعَهُ أَنْ يَسِيرَ بِالْقَتْلِ وَ لَا يَسْتَتِيبَ أَحَداً (2)وَيْلٌ لِمَنْ نَاوَاهُ (3).
15- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي هَاشِمٍ عَنْ أَبِي خَدِيجَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ إِنَّ عَلِيّاً (عَلَيهِ السَّلَامُ) قَالَ كَانَ لِي أَنْ أَقْتُلَ الْمُوَلِّيَ وَ أُجْهِزَ عَلَى الْجَرِيحِ وَ لَكِنِّي تَرَكْتُ
ص: 231
ذَلِكَ لِلْعَاقِبَةِ مِنْ أَصْحَابِي إِنْ جُرِحُوا لَمْ يُقْتَلُوا وَ الْقَائِمُ لَهُ أَنْ يَقْتُلَ الْمُوَلِّيَ وَ يُجْهِزَ عَلَى الْجَرِيحِ(1).
16- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ ابْنُ عُقْدَةَ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَيْمُونٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ هَارُونَ بَيَّاعِ الْأَنْمَاطِ(2) قَالَ كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) جَالِساً فَسَأَلَهُ الْمُعَلَّى بْنُ خُنَيْسٍ أَ يَسِيرُ الْقَائِمُ إِذَا قَامَ بِخِلَافِ سِيرَةِ عَلِيٍّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) فَقَالَ نَعَمْ وَ ذَاكَ أَنَّ عَلِيّاً سَارَ بِالْمَنِّ وَ الْكَفِّ لِأَنَّهُ عَلِمَ أَنَّ شِيعَتَهُ سَيُظْهَرُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَعْدِهِ وَ أَنَّ الْقَائِمَ إِذَا قَامَ سَارَ فِيهِمْ بِالسَّيْفِ وَ السَّبْيِ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ يَعْلَمُ أَنَّ شِيعَتَهُ لَمْ يُظْهَرْ عَلَيْهِمْ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً(3).
17- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ مُوسَى عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ عَطَاءٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ الْبَاقِرَ (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) فَقُلْتُ إِذَا قَامَ الْقَائِمُ (عَلَيهِ السَّلَامُ) بِأَيِّ سِيرَةٍ يَسِيرُ فِي النَّاسِ فَقَالَ يَهْدِمُ مَا قَبْلَهُ كَمَا صَنَعَ
ص: 232
رَسُولُ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَ يَسْتَأْنِفُ الْإِسْلَامَ جَدِيداً.
18- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْعَطَّارُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ الرَّازِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَقُولُ لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا يَصْنَعُ الْقَائِمُ إِذَا خَرَجَ لَأَحَبَّ أَكْثَرُهُمْ أَلَّا يَرَوْهُ مِمَّا يَقْتُلُ مِنَ النَّاسِ أَمَا إِنَّهُ لَا يَبْدَأُ إِلَّا بِقُرَيْشٍ فَلَا يَأْخُذُ مِنْهَا إِلَّا السَّيْفَ وَ لَا يُعْطِيهَا إِلَّا السَّيْفَ حَتَّى يَقُولَ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ لَيْسَ هَذَا مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ وَ لَوْ كَانَ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ لَرَحِمَ
19- وَ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ الْحَنَّاطِ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَقُومُ الْقَائِمُ بِأَمْرٍ جَدِيدٍ وَ كِتَابٍ جَدِيدٍ وَ قَضَاءٍ جَدِيدٍ (1)عَلَى الْعَرَبِ شَدِيدٌ لَيْسَ شَأْنُهُ إِلَّا السَّيْفَ لَا يَسْتَتِيبُ أَحَداً وَ لَا يَأْخُذُهُ فِي اللّه لَوْمَةُ لَائِمٍ
20- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِخُرُوجِ الْقَائِمِ فَوَ اللّه مَا لِبَاسُهُ إِلَّا الْغَلِيظُ وَ لَا طَعَامُهُ إِلَّا الْجَشِبُ (2)وَ مَا هُوَ إِلَّا السَّيْفُ وَ الْمَوْتُ تَحْتَ ظِلِّ السَّيْفِ(3).
ص: 233
21- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ ابْنُ عُقْدَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ أَبُو الْحَسَنِ الْجُعْفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مِهْرَانَ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِيهِ وَ وُهَيْبٍ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ إِذَا خَرَجَ الْقَائِمُ لَمْ يَكُنْ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ الْعَرَبِ وَ قُرَيْشٍ إِلَّا السَّيْفُ مَا يَأْخُذُ مِنْهَا إِلَّا السَّيْفَ وَ مَا يَسْتَعْجِلُونَ بِخُرُوجِ الْقَائِمِ وَ اللّه مَا لِبَاسُهُ إِلَّا الْغَلِيظُ وَ مَا طَعَامُهُ إِلَّا الشَّعِيرُ الْجَشِبُ وَ مَا هُوَ إِلَّا السَّيْفُ وَ الْمَوْتُ تَحْتَ ظِلِّ السَّيْفِ
22- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ شَيْبَانَ قَالَ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ كُلَيْبٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ الْحَنَّاطِ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَقُولُ لَوْ قَدْ خَرَجَ قَائِمُ آلِ مُحَمَّدٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) لَنَصَرَهُ اللّه بِالْمَلَائِكَةِ الْمُسَوِّمِينَ وَ الْمُرْدِفِينَ وَ الْمُنْزَلِينَ وَ الْكَرُوبِيِّينَ يَكُونُ جَبْرَئِيلُ أَمَامَهُ وَ مِيكَائِيلُ عَنْ يَمِينِهِ وَ إِسْرَافِيلُ عَنْ يَسَارِهِ وَ الرُّعْبُ يَسِيرُ مَسِيرَةَ شَهْرٍ أَمَامَهُ وَ خَلْفَهُ وَ عَنْ يَمِينِهِ وَ عَنْ شِمَالِهِ وَ الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ حِذَاهُ أَوَّلُ مَنْ يَتْبَعُهُ مُحَمَّدٌ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَ عَلِيٌّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) الثَّانِي (1) وَ مَعَهُ سَيْفٌ
ص: 234
مُخْتَرَطٌ (1) يَفْتَحُ اللّه لَهُ الرُّومَ وَ الدَّيْلَمَ وَ السِّنْدَ وَ الْهِنْدَ وَ كَابُلَ شَاهٍ (2) وَ الْخَزَرَ يَا أَبَا حَمْزَةَ لَا يَقُومُ الْقَائِمُ (عَلَيهِ السَّلَامُ) إِلَّا عَلَى خَوْفٍ شَدِيدٍ وَ زَلَازِلَ وَ فِتْنَةٍ وَ بَلَاءٍ يُصِيبُ النَّاسَ وَ طَاعُونٍ قَبْلَ ذَلِكَ وَ سَيْفٍ قَاطِعٍ بَيْنَ الْعَرَبِ وَ اخْتِلَافٍ شَدِيدٍ بَيْنَ النَّاسِ وَ تَشَتُّتٍ فِي دِينِهِمْ وَ تَغَيُّرٍ مِنْ حَالِهِمْ حَتَّى يَتَمَنَّى الْمُتَمَنِّي الْمَوْتَ صَبَاحاً وَ مَسَاءً مِنْ عِظَمِ مَا يَرَى مِنْ كَلَبِ النَّاسِ وَ أَكْلِ بَعْضِهِمْ بَعْضاً وَ خُرُوجُهُ إِذَا خَرَجَ عِنْدَ الْإِيَاسِ وَ الْقُنُوطِ فَيَا طُوبَى لِمَنْ أَدْرَكَهُ وَ كَانَ مِنْ أَنْصَارِهِ وَ الْوَيْلُ كُلُّ الْوَيْلِ لِمَنْ خَالَفَهُ وَ خَالَفَ أَمْرَهُ وَ كَانَ مِنْ أَعْدَائِهِ ثُمَّ قَالَ يَقُومُ بِأَمْرٍ جَدِيدٍ وَ سُنَّةٍ جَدِيدَةٍ وَ قَضَاءٍ جَدِيدٍ عَلَى الْعَرَبِ شَدِيدٌ لَيْسَ شَأْنُهُ إِلَّا الْقَتْلَ وَ لَا يَسْتَتِيبُ أَحَداً وَ لَا تَأْخُذُهُ فِي اللّه لَوْمَةُ لَائِمٍ
23- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْسُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ جَبَلَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بْنُ شَرِيكٍ الْعَامِرِيُّ عَنْ بِشْرِ بْنِ غَالِبٍ الْأَسَدِيِّ قَالَ قَالَ لِيَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَا بِشْرُ مَا بَقَاءُ قُرَيْشٍ إِذَا قَدَّمَ الْقَائِمُ الْمَهْدِيُّ مِنْهُمْ خَمْسَمِائَةِ رَجُلٍ فَضَرَبَ أَعْنَاقَهُمْ صَبْراً ثُمَّ قَدَّمَ خَمْسَمِائَةٍ فَضَرَبَ أَعْنَاقَهُمْ صَبْراً ثُمَّ خَمْسَمِائَةٍ فَضَرَبَ أَعْنَاقَهُمْ صَبْراً (3) قَالَ فَقُلْتُ لَهُ أَصْلَحَكَ اللّه أَ يُبْلَغُونَ ذَلِكَ فَقَالَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) إِنَّ مَوْلَى الْقَوْمِ مِنْهُمْ قَالَ فَقَالَ لِي بَشِيرُ بْنُ غَالِبٍ أَخُو بِشْرِ بْنِ غَالِبٍ أَشْهَدُ
ص: 235
أَنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) عَدَّ عَلَى أَخِي سِتَّ عَدَّاتٍ أَوْ قَالَ سِتَّ عَدَدَاتٍ (1) عَلَى اخْتِلَافِ الرِّوَايَةِ
24- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ زُرَارَةَ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِيرَةِ وَ ذَرِيحٍ الْمُحَارِبِيِّ قَالا قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) مَا بَقِيَ بَيْنَنَا وَ بَيْنَ الْعَرَبِ إِلَّا الذَّبْحُ وَ أَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى حَلْقِهِ
25- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْعَطَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ الرَّازِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَلَبِيِّ (2) عَنْ سَدِيرٍ الصَّيْرَفِيِّ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَزِيرَةِ كَانَ قَدْ جَعَلَ عَلَى نَفْسِهِ نَذْراً فِي جَارِيَةٍ وَ جَاءَ بِهَا إِلَى مَكَّةَ قَالَ فَلَقِيتُ الْحَجَبَةَ فَأَخْبَرْتُهُمْ بِخَبَرِهَا وَ جَعَلْتُ لَا أَذْكُرُ لِأَحَدٍ مِنْهُمْ أَمْرَهَا إِلَّا قَالَ لِي جِئْنِي بِهَا وَ قَدْ وَفَى اللّه نَذْرَكَ فَدَخَلَنِي مِنْ ذَلِكَ وَحْشَةٌ شَدِيدَةٌ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِنَا مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ فَقَالَ لِي تَأْخُذُ عَنِّي فَقُلْتُ نَعَمْ فَقَالَ انْظُرِ الرَّجُلَ الَّذِي يَجْلِسُ بِحِذَاءِ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ وَ حَوْلَهُ النَّاسُ وَ هُوَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ (عَلَيهِما السَّلَامُ) فَأْتِهِ فَأَخْبِرْهُ بِهَذَا الْأَمْرِ فَانْظُرْ مَا يَقُولُ لَكَ فَاعْمَلْ بِهِ قَالَ فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ رَحِمَكَ اللّه إِنِّي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَزِيرَةِ وَ مَعِي جَارِيَةٌ جَعَلْتُهَا عَلَيَّ نَذْراً لِبَيْتِ اللّه فِي يَمِينٍ كَانَتْ عَلَيَّ وَ قَدْ أَتَيْتُ بِهَا وَ ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلْحَجَبَةِ وَ أَقْبَلْتُ لَا أَلْقَى مِنْهُمْ أَحَداً إِلَّا قَالَ جِئْنِي بِهَا وَ قَدْ وَفَى اللّه نَذْرَكَ فَدَخَلَنِي مِنْ ذَلِكَ وَحْشَةٌ شَدِيدَةٌ فَقَالَ يَا عَبْدَ اللّه إِنَّ الْبَيْتَ لَا يَأْكُلُ وَ لَا يَشْرَبُ فَبِعْ جَارِيَتَكَ وَ اسْتَقْصِ وَ انْظُرْ أَهْلَ بِلَادِكَ مِمَّنْ حَجَّ هَذَا الْبَيْتَ فَمَنْ عَجَزَ مِنْهُمْ عَنْ نَفَقَتِهِ فَأَعْطِهِ حَتَّى يَقْوَى عَلَى الْعَوْدِ إِلَى بِلَادِهِمْ فَفَعَلْتُ ذَلِكَ ثُمَّ أَقْبَلْتُ لَا أَلْقَى أَحَداً مِنَ الْحَجَبَةِ إِلَّا قَالَ مَا فَعَلْتَ بِالْجَارِيَةِ فَأَخْبَرْتُهُمْ بِالَّذِي قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ)
ص: 236
فَيَقُولُونَ هُوَ كَذَّابٌ جَاهِلٌ لَا يَدْرِي مَا يَقُولُ فَذَكَرْتُ مَقَالَتَهُمْ لِأَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) فَقَالَ قَدْ بَلَّغْتَنِي تُبَلِّغُ عَنِّي فَقُلْتُ نَعَمْ فَقَالَ قُلْ لَهُمْ قَالَ لَكُمْ أَبُو جَعْفَرٍ كَيْفَ بِكُمْ لَوْ قَدْ قُطِعَتْ أَيْدِيكُمْ وَ أَرْجُلُكُمْ وَ عُلِّقَتْ فِي الْكَعْبَةِ ثُمَّ يُقَالُ لَكُمْ نَادُوا نَحْنُ سُرَّاقُ الْكَعْبَةِ فَلَمَّا ذَهَبْتُ لِأَقُومَ قَالَ إِنَّنِي لَسْتُ أَنَا أَفْعَلُ ذَلِكَ وَ إِنَّمَا يَفْعَلُهُ رَجُلٌ مِنِّي (1).
26- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ الرَّازِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ (عَلَيهِما السَّلَامُ) فَقَالَ لَهُ عَافَاكَ اللّه اقْبِضْ مِنِّي هَذِهِ الْخَمْسَمِائَةِ دِرْهَمٍ فَإِنَّهَا زَكَاةُ مَالِي فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) خُذْهَا أَنْتَ فَضَعْهَا فِي جِيرَانِكَ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ وَ الْمَسَاكِينِ مِنْ إِخْوَانِكَ الْمُؤْمِنِينَ (2) ثُمَّ قَالَ إِذَا قَامَ قَائِمُ أَهْلِ الْبَيْتِ قَسَمَ بِالسَّوِيَّةِ وَ عَدَلَ فِي الرَّعِيَّةِ فَمَنْ أَطَاعَهُ فَقَدْ أَطاعَ اللّه وَ مَنْ عَصَاهُ فَقَدْ عَصَى اللّه وَ إِنَّمَا سُمِّيَ الْمَهْدِيُّ مَهْدِيّاً لِأَنَّهُ يُهْدَى إِلَى أَمْرٍ خَفِيٍّ وَ يَسْتَخْرِجُ التَّوْرَاةَ وَ سَائِرَ كُتُبِ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ غَارٍ بِأَنْطَاكِيَةَ (3) وَ يَحْكُمُ بَيْنَ أَهْلِ التَّوْرَاةِ بِالتَّوْرَاةِ وَ بَيْنَ أَهْلِ الْإِنْجِيلِ بِالْإِنْجِيلِ وَ بَيْنَ أَهْلِ الزَّبُورِ بِالزَّبُورِ وَ بَيْنِ أَهْلِ الْقُرْآنِ بِالْقُرْآنِ وَ تُجْمَعُ إِلَيْهِ أَمْوَالُ الدُّنْيَا مِنْ بَطْنِ الْأَرْضِ وَ ظَهْرِهَا فَيَقُولُ لِلنَّاسِ تَعَالَوْا إِلَى مَا قَطَعْتُمْ فِيهِ الْأَرْحَامَ وَ سَفَكْتُمْ فِيهِ الدِّمَاءَ الْحَرَامَ وَ رَكِبْتُمْ فِيهِ مَا حَرَّمَ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ فَيُعْطِي شَيْئاً لَمْ يُعْطَهُ أَحَدٌ كَانَ قَبْلَهُ وَ يَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا وَ قِسْطاً وَ نُوراً-
ص: 237
كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً وَ شَرّاً
27- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ ابْنُ عُقْدَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ وَ سَعْدَانُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ سَعِيدٍ وَ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْقَطَوَانِيُّ قَالُوا جَمِيعاً حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ سِنَانٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَقُولُ عَصَا مُوسَى قَضِيبُ آسٍ مِنْ غَرْسِ الْجَنَّةِ أَتَاهُ بِهَا جَبْرَئِيلُ (عَلَيهِ السَّلَامُ) لَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقاءَ مَدْيَنَ وَ هِيَ وَ تَابُوتُ آدَمَ فِي بُحَيْرَةِ طَبَرِيَّةَ وَ لَنْ يَبْلَيَا وَ لَنْ يَتَغَيَّرَا حَتَّى يُخْرِجَهُمَا الْقَائِمُ (عَلَيهِ السَّلَامُ) إِذَا قَامَ
28- أَخْبَرَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ أَحْمَدُ بْنُ هَوْذَةَ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بْنُ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْجَارُودِ زِيَادُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) إِذَا ظَهَرَ الْقَائِمُ (عَلَيهِ السَّلَامُ) ظَهَرَ بِرَايَةِ رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَ خَاتَمِ سُلَيْمَانَ وَ حَجَرِ مُوسَى وَ عَصَاهُ ثُمَّ يَأْمُرُ مُنَادِيَهُ فَيُنَادِي أَلَا لَا يَحْمِلَنَّ رَجُلٌ مِنْكُمْ طَعَاماً وَ لَا شَرَاباً وَ لَا عَلَفاً فَيَقُولُ أَصْحَابُهُ إِنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَقْتُلَنَا وَ يَقْتُلَ دَوَابَّنَا مِنَ الْجُوعِ وَ الْعَطَشِ فَيَسِيرُ وَ يَسِيرُونَ مَعَهُ فَأَوَّلُ مَنْزِلٍ يَنْزِلُهُ يَضْرِبُ الْحَجَرَ فَيَنْبُعُ مِنْهُ طَعَامٌ وَ شَرَابٌ وَ عَلَفٌ فَيَأْكُلُونَ وَ يَشْرَبُونَ وَ دَوَابَّهُمْ حَتَّى يَنْزِلُوا النَّجَفَ بِظَهْرِ الْكُوفَةِ
29- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْجُمْهُورِ الْعَمِّيُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْجُمْهُورِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ (عَلَيهِما السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ إِذَا خَرَجَ الْقَائِمُ مِنْ مَكَّةَ يُنَادِي مُنَادِيهِ أَلَا لَا يَحْمِلَنَّ أَحَدٌ طَعَاماً وَ لَا شَرَاباً وَ يَحْمِلُ مَعَهُ حَجَرَ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ وَ هُوَ وِقْرُ بَعِيرٍ فَلَا يَنْزِلُ مَنْزِلًا إِلَّا نَبَعَتْ مِنْهُ عُيُونٌ فَمَنْ كَانَ جَائِعاً شَبِعَ وَ مَنْ كَانَ ظَمْآنَ رَوِيَ وَ رَوِيَتْ دَوَابُّهُمْ حَتَّى يَنْزِلُوا النَّجَفَ مِنْ ظَهْرِ الْكُوفَةِ
30- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ هَوْذَةَ الْبَاهِلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِيُ
ص: 238
قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بْنُ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِيُّ عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ كَأَنَّنِي بِدِينِكُمْ هَذَا لَا يَزَالُ مُتَخَضْخِضاً (1) يَفْحَصُ بِدَمِهِ ثُمَّ لَا يَرُدُّهُ عَلَيْكُمْ إِلَّا رَجُلٌ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ فَيُعْطِيكُمْ فِي السَّنَةِ عَطَاءَيْنِ وَ يَرْزُقُكُمْ فِي الشَّهْرِ رِزْقَيْنِ وَ تُؤْتَوْنَ الْحِكْمَةَ فِي زَمَانِهِ حَتَّى إِنَّ الْمَرْأَةَ لَتَقْضِي فِي بَيْتِهَا بِكِتَابِ اللّه تَعَالَى وَ سُنَّةِ رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (2)
31- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللّه قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رَبَاحٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ عِيسَى قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَطَائِنِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَقُولُ إِنَّ لِصَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ بَيْتاً يُقَالُ لَهُ بَيْتُ الْحَمْدِ فِيهِ سِرَاجٌ يَزْهَرُ مُنْذُ يَوْمَ وُلِدَ إِلَى يَوْمٍ يَقُومُ بِالسَّيْفِ لَا يُطْفَأُ
32- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ التَّيْمُلِيُّ عَنْ أَبِيهِ (3) عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يُوسُفَ وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ بَيْنَا الرَّجُلُ عَلَى رَأْسِ الْقَائِمِ يَأْمُرُهُ وَ يَنْهَاهُ (4) إِذْ قَالَ أَدِيرُوهُ فَيُدِيرُونَهُ إِلَى قُدَّامِهِ فَيَأْمُرُ بِضَرْبِ عُنُقِهِ فَلَا يَبْقَى فِي الْخَافِقَيْنِ شَيْ ءٌ إِلَّا خَافَهُ
33- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْبَنْدَنِيجِيُّ عَنْ عُبَيْدِ اللّه بْنِ مُوسَى الْعَلَوِيِّ عَنْ أَحْمَدَ
ص: 239
بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ بَيْنَا الرَّجُلُ عَلَى رَأْسِ الْقَائِمِ يَأْمُرُ وَ يَنْهَى إِذْ أَمَرَ بِضَرْبِ عُنُقِهِ فَلَا يَبْقَى بَيْنَ الْخَافِقَيْنِ شَيْ ءٌ إِلَّا خَافَهُ
34- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ ابْنُ عُقْدَةَ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ التَّيْمُلِيُّ فِي صَفَرٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَ سَبْعِينَ وَ مِائَتَيْنِ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ بُزُرْجَ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ حُمْرَانَ عَنْ سَالِمٍ الْأَشَلِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ الْبَاقِرَ (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) يَقُولُ نَظَرَ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ فِي السِّفْرِ الْأَوَّلِ إِلَى مَا يُعْطَى قَائِمُ آلِ مُحَمَّدٍ مِنَ التَّمْكِينِ وَ الْفَضْلِ فَقَالَ مُوسَى رَبِّ اجْعَلْنِي قَائِمَ آلِ مُحَمَّدٍ فَقِيلَ لَهُ إِنَّ ذَاكَ مِنْ ذُرِّيَّةِ أَحْمَدَ ثُمَّ نَظَرَ فِي السِّفْرِ الثَّانِي فَوَجَدَ فِيهِ مِثْلَ ذَلِكَ فَقَالَ مِثْلَهُ فَقِيلَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ نَظَرَ فِي السِّفْرِ الثَّالِثِ فَرَأَى مِثْلَهُ فَقَالَ مِثْلَهُ فَقِيلَ لَهُ مِثْلُهُ (1).
35- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ ابْنُ عُقْدَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ الْجُعْفِيُّ أَبُو الْحَسَنِ مِنْ كِتَابِهِ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مِهْرَانَ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِيهِ وَ وُهَيْبٍ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) فِي مَعْنَى قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَعَدَ اللّه الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً (2) قَالَ نَزَلَتْ فِي الْقَائِمِ وَ أَصْحَابِهِ(3).
ص: 240
36- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الصَّبَّاحِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ (1) عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) فِي قَوْلِهِ تَعَالَى(2) وَ لَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ (3)قَالَ الْعَذَابُ خُرُوجُ الْقَائِمِ (عَلَيهِ السَّلَامُ) وَ الْأُمَّةُ الْمَعْدُودَةُ عِدَّةُ أَهْلِ بَدْرٍ وَ أَصْحَابُهُ (4).
37- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مِهْرَانَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ وَ وُهَيْبٍ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) فِي قَوْلِهِ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللّه جَمِيعاً (5) قَالَ نَزَلَتْ فِي الْقَائِمِ وَ أَصْحَابِهِ يَجْتَمِعُونَ عَلَى غَيْرِ مِيعَادٍ
38- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْمَسْعُودِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْعَطَّارُ الْقُمِّيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ الرَّازِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْكُوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي نَجْرَانَ عَنِ الْقَاسِمِ (6) عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) فِي قَوْلِ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ- أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَ إِنَّ اللّه عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ قَالَ هِيَ فِي الْقَائِمِ (عَلَيهِ السَّلَامُ) وَ أَصْحَابِهِ (7)
ص: 241
39- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللّه بْنُ مُوسَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الدَّيْلَمِيِّ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) فِي قَوْلِهِ تَعَالَى يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيماهُمْ (1) قَالَ اللّه يَعْرِفُهُمْ وَ لَكِنْ نَزَلَتْ فِي الْقَائِمِ يَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ فَيَخْبِطُهُمْ بِالسَّيْفِ هُوَ وَ أَصْحَابُهُ خَبْطاً (2)
40- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُبَيْدِ اللّه بْنِ مُوسَى الْعَلَوِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيَى عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْمُكَارِي عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِيرَةِ النَّصْرِيِّ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) بِأَيِّ شَيْ ءٍ يُعْرَفُ الْإِمَامُ قَالَ بِالسَّكِينَةِ وَ الْوَقَارِ قُلْتُ وَ بِأَيِّ شَيْ ءٍ قَالَ وَ تَعْرِفُهُ بِالْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ (3) وَ بِحَاجَةِ النَّاسِ إِلَيْهِ وَ لَا يَحْتَاجُ إِلَى أَحَدٍ وَ يَكُونُ عِنْدَهُ سِلَاحُ رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قُلْتُ أَ يَكُونُ إِلَّا وَصِيّاً ابْنَ وَصِيٍّ دقَالَ لَا يَكُونُ إِلَّا وَصِيّاً وَ ابْنَ وَصِيٍ
41- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ جَمِيعاً عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِي الْجَارُودِ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) إِذَا مَضَى الْإِمَامُ الْقَائِمُ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ فَبِأَيِّ شَيْ ءٍ يُعْرَفُ مَنْ يَجِي ءُ بَعْدَهُ قَالَ بِالْهُدَى وَ الْإِطْرَاقِ (4) وَ إِقْرَارِ آلِ مُحَمَّدٍ لَهُ بِالْفَضْلِ وَ لَا يُسْأَلُ عَنْ شَيْ ءٍ بَيْنَ صَدَفَيْهَا إِلَّا أَجَابَ (5).
ص: 242
في صفة قميصه (عَلَيهِ السَّلَامُ) (1)
42- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ قَالَ حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ الْكُوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمِيثَمِيُّ عَنْ عَمِّهِ الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ أَ لَا أُرِيكَ قَمِيصَ الْقَائِمِ الَّذِي يَقُومُ عَلَيْهِ فَقُلْتُ بَلَى قَالَ فَدَعَا بِقِمَطْرٍ (2) فَفَتَحَهُ وَ أَخْرَجَ مِنْهُ قَمِيصَ كَرَابِيسَ فَنَشَرَهُ فَإِذَا فِي كُمِّهِ الْأَيْسَرِ دَمٌ فَقَالَ هَذَا قَمِيصُ رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) الَّذِي عَلَيْهِ يَوْمَ ضُرِبَتْ رَبَاعِيَتُهُ (3) وَ فِيهِ يَقُومُ الْقَائِمُ فَقَبَّلْتُ الدَّمَ وَ وَضَعْتُهُ عَلَى وَجْهِي ثُمَّ طَوَاهُ أَبُو عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) وَ رَفَعَهُ
في صفة جنوده و خيله (عَلَيهِ السَّلَامُ) (4)
43- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُبَيْدِ اللّه بْنِ مُوسَى الْعَلَوِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) فِي قَوْلِ اللّه عَزَّ وَ جَلَ أَتى أَمْرُ اللّه فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ (5) فَقَالَ هُوَ أَمْرُنَا أَمْرُ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ أَلَّا تَسْتَعْجِلَ بِهِ حَتَّى يُؤَيِّدَهُ اللّه بِثَلَاثَةِ أَجْنَادٍ الْمَلَائِكَةِ وَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الرُّعْبِ وَ خُرُوجُهُ كَخُرُوجِ رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ- كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَ إِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ (6)
ص: 243
44- حَدَّثَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ أَحْمَدُ بْنُ هَوْذَةَ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بْنُ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) إِذَا قَامَ الْقَائِمُ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) نَزَلَتْ مَلَائِكَةُ بَدْرٍ وَ هُمْ خَمْسَةُ آلَافٍ(1) ثَلَاثٌ عَلَى خُيُولٍ شُهْبٍ وَ ثَلَاثٌ عَلَى خُيُولٍ بُلْقٍ وَ ثَلَاثٌ عَلَى خُيُولٍ حُوٍّ قُلْتُ وَ مَا الْحُوُّ قَالَ هِيَ الْحُمْرُ(2).
45- وَ بِهِ عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ حَمَّادٍ عَنِ ابْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) قَالَ إِذَا قَامَ الْقَائِمُ نَزَلَتْ سُيُوفُ الْقِتَالِ عَلَى كُلِّ سَيْفٍ اسْمُ الرَّجُلِ وَ اسْمُ أَبِيهِ
فتأملوا يا من وهب اللّه له بصيرة و عقلا و منحه تمييزا و لبا هذا الذي قد جاء من الروايات في صفة القائم للّه بالحق و سيرته و ما خصه اللّه عز و جل به من الفضل و ما يؤيده اللّه به من الملائكة و ما يلزمه نفسه (عَلَيهِ السَّلَامُ) من خشونة الملبس و جشوبة المطعم و إتعاب النفس و البدن في طاعة اللّه تبارك و تعالى و الجهاد في سبيله و محو الظلم(3) و الجور و الطغيان و بسط الإنصاف و العدل و الإحسان و صفة من معه من أصحابه الذين جاءت الروايات بعدتهم و أنهم ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا و أنهم حكام الأرض و عماله عليها و بهم يفتح شرق الأرض و غربها مع من يؤيده اللّه به من الملائكة فانظروا إلى هذه المنزلة العظيمة و المرتبة الشريفة التي خصه اللّه عز و جل بها مما لم يعطه أحدا من الأئمة (عَلَيهِم السَّلَامُ) قبله فجعل تمام دينه و كماله و ظهوره على الأديان كلها و إبادة المشركين و إنجاز الوعد الذي وعد اللّه تعالى رسوله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) في إظهاره عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ على يده و حتى
ص: 244
أن أبا عبد اللّه جعفر بن محمد الصادق (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول فيه و في نفسه ما قال و هو ما رواه
46- عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْبَنْدَنِيجِيُّ عَنْ عُبَيْدِ اللّه بْنِ مُوسَى الْعَلَوِيِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُعَاوِيَةَ (1) عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ خَلَّادِ بْنِ الصَّفَّارِ (2) قَالَ سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) هَلْ وُلِدَ الْقَائِمُ (عَلَيهِ السَّلَامُ) فَقَالَ لَا وَ لَوْ أَدْرَكْتُهُ لَخَدَمْتُهُ أَيَّامَ حَيَاتِي
فتأملوا بعد هذا ما يدعيه المبطلون و يفتخر به الطائفة البائنة (3) المبتدعة من أن الذي هذا وصفه و هذا حاله و منزلته من اللّه عز و جل هو صاحبهم (4) و من الذي يدعون له فإنه بحيث هو في أربعمائة ألف عنان (5) و أن في داره أربعة آلاف خادم رومي و صقالبي (6) و انظروا هل سمعتم أو رأيتم أو بلغكم عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) و عن الأئمة
ص: 245
الطاهرين (عَلَيهِ السَّلَامُ) أن القائم بالحق هذه صفته التي يصفونه بها (1).
و إنه يظهر و يقوم بعد ظهوره بحيث هو في هذه السنين الطويلة (2) و هو في هذه العدة العظيمة يناقفه أبو يزيد الأموي (3) فمرة يظهر عليه و يهزمه و مرة يظهر هو على أبي يزيد و يقيم بعد ظهوره و قوته و انتشار أمره بالمغرب و الدنيا على ما هي عليه (4).
فإنكم تعلمون بعقولكم إذا سلمت من الدخل و تمييزكم إذا صفى من الهوى إن اللّه قد أبعد من هذه حاله عن أن يكون القائم للّه بحقه و الناصر لدينه و الخليفة في أرضه و المجدد لشريعة نبيه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) نعوذ بالله من العمى و البكم و الحيرة و الصمم فإن هذه لصفة مباينة لصفة خليفة الرحمن الظاهر على جميع الأديان و المنصور على الإنس و الجان المخصوص بالعلم و البيان و حفظ علوم القرآن و الفرقان و معرفة التنزيل و التأويل و المحكم و المتشابه و الخاص و العام و الظاهر و الباطن و سائر معاني القرآن و تفاسيره و تصاريفه و دقائق علومه و غوامض أسراره و عظام أسماء اللّه التي فيه و من يقول جعفر بن محمد الصادق (عَلَيهِ السَّلَامُ) ما قال فيه إني لو أدركته لخدمته أيام حياتي- وَ الْحَمْدُ للّه رَبِّ الْعالَمِينَ المستحق لغاية الحمد و نهاية الشكر على جميل الولاية
ص: 246
و نور الهداية و أسأله المزيد من مننه بطوله و كرمه (1).
1- حَدَّثَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ أَحْمَدُ بْنُ هَوْذَةَ الْبَاهِلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِيُّ بِنَهَاوَنْدَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ تِسْعِينَ وَ مِائَتَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بْنُ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِيُّ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ تِسْعٍ وَ عِشْرِينَ وَ مِائَتَيْنِ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّه جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) بَيْنَا رَسُولُ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ذَاتَ يَوْمٍ فِي الْبَقِيعِ حَتَّى أَقْبَلَ عَلِيٌّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) فَسَأَلَ عَنْ رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فَقِيلَ إِنَّهُ بِالْبَقِيعِ فَأَتَاهُ عَلِيٌّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَقَالَ رَسُولُ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) اجْلِسْ فَأَجْلَسَهُ عَنْ يَمِينِهِ ثُمَّ جَاءَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَسَأَلَ عَنْ رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فَقِيلَ لَهُ هُوَ بِالْبَقِيعِ فَأَتَاهُ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَأَجْلَسَهُ عَنْ يَسَارِهِ ثُمَّ جَاءَ الْعَبَّاسُ فَسَأَلَ عَنْ رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فَقِيلَ لَهُ هُوَ بِالْبَقِيعِ فَأَتَاهُ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَأَجْلَسَهُ أَمَامَهُ ثُمَّ الْتَفَتَ رَسُولُ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) إِلَى عَلِيٍّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) فَقَالَ أَ لَا أُبَشِّرُكَ أَ لَا أُخْبِرُكَ يَا عَلِيُّ فَقَالَ بَلَى يَا رَسُولَ اللّه فَقَالَ كَانَ جَبْرَئِيلُ (عَلَيهِ السَّلَامُ) عِنْدِي آنِفاً وَ أَخْبَرَنِي أَنَّ الْقَائِمَ الَّذِي يَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ فَيَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً مِنْ ذُرِّيَّتِكَ مِنْ وُلْدِ الْحُسَيْنِ فَقَالَ عَلِيٌّ يَا رَسُولَ اللّه مَا أَصَابَنَا خَيْرٌ قَطُّ مِنَ اللّه إِلَّا عَلَى يَدَيْكَ ثُمَّ الْتَفَتَ رَسُولُ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) إِلَى جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ يَا جَعْفَرُ أَ لَا أُبَشِّرُكَ أَ لَا أُخْبِرُكَ قَالَ بَلَى يَا رَسُولَ اللّه فَقَالَ كَانَ جَبْرَئِيلُ عِنْدِي آنِفاً فَأَخْبَرَنِي أَنَّ الَّذِي يَدْفَعُهَا (2) إِلَى الْقَائِمِ هُوَ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ أَ تَدْرِي مَنْ هُوَ قَالَ لَا قَالَ ذَاكَ الَّذِي وَجْهُهُ كَالدِّينَارِ (3)وَ أَسْنَانُهُ كَالْمِنْشَارِ(4) وَ سَيْفُهُ كَحَرِيقِ النَّارِ
ص: 247
يَدْخُلُ الْجُنْدَ ذَلِيلًا (1)وَ يَخْرُجُ مِنْهُ عَزِيزاً يَكْتَنِفُهُ جَبْرَئِيلُ وَ مِيكَائِيلُ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى الْعَبَّاسِ فَقَالَ يَا عَمَّ النَّبِيِّ أَ لَا أُخْبِرُكَ بِمَا أَخْبَرَنِي بِهِ جَبْرَئِيلُ (عَلَيهِ السَّلَامُ) فَقَالَ بَلَى يَا رَسُولَ اللّه قَالَ قَالَ لِي جَبْرَئِيلُ وَيْلٌ لِذُرِّيَّتِكَ مِنْ وُلْدِ الْعَبَّاسِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّه أَ فَلَا أَجْتَنِبُ النِّسَاءَ فَقَالَ لَهُ قَدْ فَرَغَ اللّه مِمَّا هُوَ كَائِنٌ
2- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْبَنْدَنِيجِيُّ عَنْ عُبَيْدِ اللّه بْنِ مُوسَى الْعَلَوِيِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُسْتَنِيرِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِيهِ (2) عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) لِأَبِي يَا عَبَّاسُ وَيْلٌ لِذُرِّيَّتِي مِنْ وُلْدِكَ وَ وَيْلٌ لِوُلْدِكَ مِنْ وُلْدِي فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّه أَ فَلَا أَجْتَنِبُ النِّسَاءَ أَوْ قَالَ أَ فَلَا أَجُبُّ نَفْسِي(3) قَالَ إِنَّ عِلْمَ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ مَضَى وَ الْأُمُورُ بِيَدِهِ وَ إِنَّ الْأَمْرَ سَيَكُونُ فِي وُلْدِي
3- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ ابْنُ عُقْدَةَ قَالَ حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ الْكُوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الصَّبَّاحِ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الضَّحَّاكِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِيفٍ عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ عَنْ عَلِيٍّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ يَأْتِيكُمْ بَعْدَ الْخَمْسِينَ وَ الْمِائَةِ أُمَرَاءُ كَفَرَةٌ وَ أُمَنَاءُ خَوَنَةٌ وَ عُرَفَاءُ فَسَقَةٌ فَتَكْثُرُ التُّجَّارُ وَ تَقِلُّ الْأَرْبَاحُ وَ يَفْشُو الرِّبَا وَ تَكْثُرُ أَوْلَادُ الزِّنَا وَ تَغْمُرُ السِّفَاحُ(4) وَ تَتَنَاكَرُ الْمَعَارِفُ وَ تُعَظَّمُ الْأَهِلَّةُ (5)وَ تَكْتَفِي النِّسَاءُ بِالنِّسَاءِ وَ الرِّجَالُ بِالرِّجَالِ-
ص: 248
فَحَدَّثَ رَجُلٌ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ حِينَ تُحَدِّثُ بِهَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ لَهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَ كَيْفَ نَصْنَعُ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ فَقَالَ الْهَرَبَ الْهَرَبَ فَإِنَّهُ لَا يَزَالُ عَدْلُ اللّه مَبْسُوطاً عَلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ مَا لَمْ يَمِلْ قُرَّاؤُهُمْ إِلَى أُمَرَائِهِمْ وَ مَا لَمْ يَزَلْ أَبْرَارُهُمْ يَنْهَى فُجَّارَهُمْ فَإِنْ لَمْ يَفْعَلُوا ثُمَّ اسْتَنْفَرُوا فَقَالُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللّه قَالَ اللّه فِي عَرْشِهِ كَذَبْتُمْ لَسْتُمْ بِهَا صَادِقِينَ(1).
4- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ فِي مَنْزِلِهِ بِبَغْدَادَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ سَبْعٍ وَ عِشْرِينَ وَ ثَلَاثِمِائَةٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مَابُنْدَاذَ سَنَةَ سَبْعٍ وَ ثَمَانِينَ وَ مِائَتَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ هِلَالٍ قَالَ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْجَرِيرِيُّ عَنْ أَبِيهِ (2)عَنْ أَبِي صَادِقٍ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ مُلْكُ بَنِي الْعَبَّاسِ يُسْرٌ لَا عُسْرَ فِيهِ لَوِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِمُ التُّرْكُ وَ الدَّيْلَمُ وَ السِّنْدُ وَ الْهِنْدُ وَ الْبَرْبَرُ وَ الطَّيْلَسَانُ(3) لَنْ يُزِيلُوهُ وَ لَا يَزَالُونَ فِي غَضَارَةٍ مِنْ مُلْكِهِمْ حَتَّى يَشِذَّ عَنْهُمْ مَوَالِيهِمْ وَ أَصْحَابُ دَوْلَتِهِمْ (4)وَ يُسَلِّطُ اللّه عَلَيْهِمْ عِلْجاً يَخْرُجُ مِنْ حَيْثُ بَدَأَ مُلْكُهُمْ لَا يَمُرُّ بِمَدِينَةٍ إِلَّا فَتَحَهَا وَ لَا تُرْفَعُ لَهُ رَايَةٌ إِلَّا هَدَّهَا وَ لَا نِعْمَةٌ إِلَّا أَزَالَهَا الْوَيْلُ ذلِمَنْ نَاوَاهُ(5) فَلَا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يَظْفَرَ وَ يَدْفَعَ بِظَفَرِهِ إِلَى رَجُلٍ مِنْ عِتْرَتِي يَقُولُ
ص: 249
بِالْحَقِّ وَ يَعْمَلُ بِهِ
قال أبو علي (1)يقول أهل اللغة العلج الكافر و العلج الجافي في الخلقة و العلج اللئيم و العلج الجلد الشديد في أمره-
وَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) لِرَجُلَيْنِ كَانَا عِنْدَهُ إِنَّكُمَا تُعَالِجَانِ عَنْ دِينِكُمَا وَ كَانَا مِنَ الْعَرَبِ(2).
5- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بْنُ جَعْفَرٍ الْحِمْيَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مَحْبُوبٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (عَلَيهِما السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ إِنَّ قُدَّامَ قِيَامِ الْقَائِمِ عَلَامَاتٍ بَلْوَى مِنَ اللّه تَعَالَى لِعِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ قُلْتُ وَ مَا هِيَ قَالَ ذَلِكَ قَوْلُ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ- وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْ ءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَ الْجُوعِ وَ نَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَ الْأَنْفُسِ وَ الثَّمَراتِ وَ بَشِّرِ الصَّابِرِينَ(3) قَالَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ يَعْنِي الْمُؤْمِنِينَ بِشَيْ ءٍ مِنَ الْخَوْفِ مِنْ مُلُوكِ بَنِي فُلَانٍ فِي آخِرِ سُلْطَانِهِمْ- وَ الْجُوعِ بِغَلَاءِ أَسْعَارِهِمْ وَ نَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ فَسَادِ التِّجَارَاتِ وَ قِلَّةِ الْفَضْلِ فِيهَا- وَ الْأَنْفُسِ قَالَ مَوْتٌ ذَرِيعٌ- (4) وَ الثَّمَراتِ قِلَّةِ رَيْعٍ مَا يُزْرَعُ وَ قِلَّةِ بَرَكَةِ الثِّمَارِ- وَ بَشِّرِ الصَّابِرِينَ عِنْدَ ذَلِكَ بِخُرُوجِ الْقَائِمِ (عَلَيهِ السَّلَامُ) ثُمَّ قَالَ لِي يَا مُحَمَّدُ هَذَا تَأْوِيلُهُ إِنَّ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ- وَ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللّه وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ(5).
6- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ ابْنُ عُقْدَةَ قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ أَبُو الْحَسَنِ الْجُعْفِيُّ مِنْ كِتَابِهِ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مِهْرَانَ عَنِ
ص: 250
الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) لَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ قُدَّامَ الْقَائِمِ سَنَةٌ يَجُوعُ فِيهَا النَّاسُ وَ يُصِيبُهُمْ خَوْفٌ شَدِيدٌ مِنَ الْقَتْلِ وَ نَقْصٌ مِنَ الْأَمْوَالِ وَ الْأَنْفُسِ وَ الثَّمَرَاتِ فَإِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللّه لَبَيِّنٌ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْ ءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَ الْجُوعِ وَ نَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَ الْأَنْفُسِ وَ الثَّمَراتِ وَ بَشِّرِ الصَّابِرِينَ
7- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُبَيْدِ اللّه بْنِ مُوسَى الْعَلَوِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) عَنْ قَوْلِ اللّه تَعَالَى- وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْ ءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَ الْجُوعِ الْآيَةَ فَقَالَ يَا جَابِرُ ذَلِكَ خَاصٌّ وَ عَامٌّ فَأَمَّا الْخَاصُّ مِنَ الْجُوعِ فَبِالْكُوفَةِ وَ يَخُصُّ اللّه بِهِ أَعْدَاءَ آلِ مُحَمَّدٍ فَيُهْلِكُهُمْ وَ أَمَّا الْعَامُّ فَبِالشَّامِ يُصِيبُهُمْ خَوْفٌ وَ جُوعٌ مَا أَصَابَهُمْ مِثْلُهُ قَطُّ وَ أَمَّا الْجُوعُ فَقَبْلَ قِيَامِ الْقَائِمِ (عَلَيهِ السَّلَامُ) وَ أَمَّا الْخَوْفُ فَبَعْدَ قِيَامِ الْقَائِمِ ع
8- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ قَيْسٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ قَالَ حَدَّثَنَا ثَعْلَبَةُ بْنُ مَيْمُونٍ عَنْ مَعْمَرِ بْنِ يَحْيَى عَنْ دَاوُدَ الدِّجَاجِيِّ (1)عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ (عَلَيهِما السَّلَامُ) قَالَ سُئِلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى- فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ مِنْ بَيْنِهِمْ (2) فَقَالَ انْتَظِرُوا الْفَرَجَ مِنْ ثَلَاثٍ فَقِيلَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَ مَا هُنَّ فَقَالَ اخْتِلَافُ أَهْلِ الشَّامِ بَيْنَهُمْ وَ الرَّايَاتُ السُّودُ مِنْ خُرَاسَانَ وَ الْفَزْعَةُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فَقِيلَ وَ مَا الْفَزْعَةُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فَقَالَ أَ وَ مَا سَمِعْتُمْ قَوْلَ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ فِي الْقُرْآنِ إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ(3) هِيَ آيَةٌ تُخْرِجُ الْفَتَاةَ
ص: 251
مِنْ خِدْرِهَا (1)وَ تُوقِظُ النَّائِمَ وَ تُفْزِعُ الْيَقْظَانَ
9- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ الْفَزَارِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ خَالِدٍ التَّمِيمِيُّ (2)قَالَ حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْخَزَّازِ عَنْ عُمَرَ بْنِ حَنْظَلَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ لِلْقَائِمِ خَمْسُ عَلَامَاتٍ ظُهُورُ السُّفْيَانِيِّ وَ الْيَمَانِيِّ وَ الصَّيْحَةُ مِنَ السَّمَاءِ وَ قَتْلُ النَّفْسِ الزَّكِيَّةِ وَ الْخَسْفُ بِالْبَيْدَاءِ
10- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ قَالَ حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ الْفَزَارِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ جَعْفَرِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَشَّاءُ عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ اللّه(3) عَنْ دَاوُدَ بْنِ سِرْحَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ الْعَامُ الَّذِي فِيهِ الصَّيْحَةُ قَبْلَهُ الْآيَةُ فِي رَجَبٍ قُلْتُ وَ مَا هِيَ قَالَ وَجْهٌ يَطْلُعُ فِي الْقَمَرِ وَ يَدٌ بَارِزَةٌ(4)
11- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْبَنْدَنِيجِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللّه بْنُ مُوسَى الْعَلَوِيُّ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ زِيَادِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ النِّدَاءُ مِنَ الْمَحْتُومِ وَ السُّفْيَانِيُّ مِنَ الْمَحْتُومِ وَ الْيَمَانِيُّ مِنَ الْمَحْتُومِ وَ قَتْلُ النَّفْسِ الزَّكِيَّةِ مِنَ الْمَحْتُومِ وَ كَفٌّ يَطْلُعُ مِنَ السَّمَاءِ مِنَ الْمَحْتُومِ قَالَ وَ فَزْعَةٌ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ تُوقِظُ النَّائِمَ وَ تُفْزِعُ الْيَقْظَانَ وَ تُخْرِجُ
ص: 252
الْفَتَاةَ مِنْ خِدْرِهَا
12- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ قَالَ حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ (1)عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ قَبْلَ هَذَا الْأَمْرِ السُّفْيَانِيُّ وَ الْيَمَانِيُّ وَ الْمَرْوَانِيُّ وَ شُعَيْبُ بْنُ صَالِحٍ فَكَيْفَ يَقُولُ هَذَا هَذَا(2).
13- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ ابْنُ عُقْدَةَ قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ أَبُو الْحَسَنِ الْجُعْفِيُّ مِنْ كِتَابِهِ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مِهْرَانَ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِيهِ وَ وُهَيْبِ بْنِ حَفْصٍ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ (عَلَيهِما السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ إِذَا رَأَيْتُمْ نَاراً مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ شِبْهَ الْهُرْدِيِّ الْعَظِيمِ(3) تَطْلُعُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ أَوْ سَبْعَةً فَتَوَقَّعُوا فَرَجَ آلِ مُحَمَّدٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) (4) إِنْ شَاءَ اللَّهُ
ص: 253
عَزَّ وَ جَلَّ- إِنَّ اللّه عَزِيزٌ حَكِيمٌ ثُمَّ قَالَ الصَّيْحَةُ لَا تَكُونُ إِلَّا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ لِأَنَّ شَهْرَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللّه وَ الصَّيْحَةُ فِيهِ هِيَ صَيْحَةُ جَبْرَئِيلَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) إِلَى هَذَا الْخَلْقِ ثُمَّ قَالَ يُنَادِي مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ بِاسْمِ الْقَائِمِ (عَلَيهِ السَّلَامُ) فَيَسْمَعُ مَنْ بِالْمَشْرِقِ وَ مَنْ بِالْمَغْرِبِ لَا يَبْقَى رَاقِدٌ إِلَّا اسْتَيْقَظَ وَ لَا قَائِمٌ إِلَّا قَعَدَ وَ لَا قَاعِدٌ إِلَّا قَامَ عَلَى رِجْلَيْهِ فَزِعاً مِنْ ذَلِكَ الصَّوْتِ فَرَحِمَ اللّه مَنِ اعْتَبَرَ بِذَلِكَ الصَّوْتِ فَأَجَابَ فَإِنَّ الصَّوْتَ الْأَوَّلَ هُوَ صَوْتُ جَبْرَئِيلَ الرُّوحِ الْأَمِينِ (عَلَيهِ السَّلَامُ) ثُمَّ قَالَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَكُونُ الصَّوْتُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فِي لَيْلَةِ جُمُعَةٍ لَيْلَةِ ثَلَاثٍ وَ عِشْرِينَ فَلَا تَشُكُّوا فِي ذَلِكَ وَ اسْمَعُوا وَ أَطِيعُوا وَ فِي آخِرِ النَّهَارِ صَوْتُ الْمَلْعُونِ إِبْلِيسَ يُنَادِي أَلَا إِنَّ فُلَاناً قُتِلَ مَظْلُوماً لِيُشَكِّكَ النَّاسَ وَ يَفْتِنَهُمْ فَكَمْ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنْ شَاكٍّ مُتَحَيِّرٍ قَدْ هَوَى فِي النَّارِ فَإِذَا سَمِعْتُمُ الصَّوْتَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فَلَا تَشُكُّوا فِيهِ أَنَّهُ صَوْتُ جَبْرَئِيلَ وَ عَلَامَةُ ذَلِكَ أَنَّهُ يُنَادِي بِاسْمِ الْقَائِمِ وَ اسْمِ أَبِيهِ حَتَّى تَسْمَعَهُ الْعَذْرَاءُ فِي خِدْرِهَا فَتُحَرِّضُ أَبَاهَا وَ أَخَاهَا عَلَى الْخُرُوجِ وَ قَالَ لَا بُدَّ مِنْ هَذَيْنِ الصَّوْتَيْنِ قَبْلَ خُرُوجِ الْقَائِمِ (عَلَيهِ السَّلَامُ) صَوْتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَ هُوَ صَوْتُ جَبْرَئِيلَ بِاسْمِ صَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ وَ اسْمِ أَبِيهِ وَ الصَّوْتِ الثَّانِي مِنَ الْأَرْضِ (1) وَ هُوَ صَوْتُ إِبْلِيسَ اللَّعِينِ يُنَادِي بِاسْمِ فُلَانٍ أَنَّهُ قُتِلَ مَظْلُوماً يُرِيدُ بِذَلِكَ الْفِتْنَةَ فَاتَّبِعُوا الصَّوْتَ الْأَوَّلَ وَ إِيَّاكُمْ وَ الْأَخِيرَ أَنْ تُفْتَنُوا بِهِ وَ قَالَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) لَا يَقُومُ الْقَائِمُ (عَلَيهِ السَّلَامُ) إِلَّا عَلَى خَوْفٍ سَدِيدٍ [شَدِيدٍ مِنَ النَّاسِ وَ زَلَازِلَ وَ فِتْنَةٍ وَ بَلَاءٍ يُصِيبُ النَّاسَ وَ طَاعُونٍ قَبْلَ ذَلِكَ وَ سَيْفٍ قَاطِعٍ بَيْنَ الْعَرَبِ وَ اخْتِلَافٍ شَدِيدٍ فِي النَّاسِ وَ تَشَتُّتٍ فِي دِينِهِمْ وَ تَغَيُّرٍ مِنْ حَالِهِمْ حَتَّى يَتَمَنَّى الْمُتَمَنِّي الْمَوْتَ صَبَاحاً وَ مَسَاءً مِنْ عِظَمِ مَا يَرَى مِنْ كَلَبِ النَّاسِ(2) وَ أَكْلِ بَعْضِهِمْ بَعْضاً فَخُرُوجُهُ
ص: 254
إِذَا خَرَجَ عِنْدَ الْيَأْسِ وَ الْقُنُوطِ مِنْ أَنْ يَرَوْا فَرَجاً فَيَا طُوبَى لِمَنْ أَدْرَكَهُ وَ كَانَ مِنْ أَنْصَارِهِ وَ الْوَيْلُ كُلُّ الْوَيْلِ لِمَنْ نَاوَاهُ وَ خَالَفَهُ وَ خَالَفَ أَمْرَهُ وَ كَانَ مِنْ أَعْدَائِهِ وَ قَالَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) إِذَا خَرَجَ يَقُومُ بِأَمْرٍ جَدِيدٍ وَ كِتَابٍ جَدِيدٍ وَ سُنَّةٍ جَدِيدَةٍ وَ قَضَاءٍ جَدِيدٍ عَلَى الْعَرَبِ شَدِيدٌ وَ لَيْسَ شَأْنُهُ إِلَّا الْقَتْلَ لَا يَسْتَبْقِي أَحَداً وَ لَا تَأْخُذُهُ فِي اللّه لَوْمَةُ لَائِمٍ(1) ثُمَّ قَالَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) إِذَا اخْتَلَفَ بَنُو فُلَانٍ فِيمَا بَيْنَهُمْ فَعِنْدَ ذَلِكَ فَانْتَظِرُوا الْفَرَجَ وَ لَيْسَ فَرَجُكُمْ إِلَّا فِي اخْتِلَافِ بَنِي فُلَانٍ فَإِذَا اخْتَلَفُوا فَتَوَقَّعُوا الصَّيْحَةَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ وَ خُرُوجَ الْقَائِمِ (عَلَيهِ السَّلَامُ) إِنَّ اللّه يَفْعَلُ ما يَشاءُ وَ لَنْ يَخْرُجَ الْقَائِمُ وَ لَا تَرَوْنَ مَا تُحِبُّونَ حَتَّى يَخْتَلِفَ بَنُو فُلَانٍ فِيمَا بَيْنَهُمْ فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ(2) طَمَعَ النَّاسُ فِيهِمْ وَ اخْتَلَفَتِ الْكَلِمَةُ وَ خَرَجَ السُّفْيَانِيُّ وَ قَالَ لَا بُدَّ لِبَنِي فُلَانٍ مِنْ أَنْ يَمْلِكُوا فَإِذَا مَلَكُوا ثُمَّ اخْتَلَفُوا تَفَرَّقَ مُلْكُهُمْ وَ تَشَتَّتَ أَمْرُهُمْ حَتَّى يَخْرُجَ عَلَيْهِمُ الْخُرَاسَانِيُّ وَ السُّفْيَانِيُّ هَذَا مِنَ الْمَشْرِقِ وَ هَذَا مِنَ الْمَغْرِبِ يَسْتَبِقَانِ إِلَى الْكُوفَةِ كَفَرَسَيْ رِهَانٍ (3)هَذَا مِنْ هُنَا وَ هَذَا مِنْ هُنَا حَتَّى يَكُونَ هَلَاكُ بَنِي فُلَانٍ عَلَى أَيْدِيهِمَا أَمَا إِنَّهُمْ لَا يُبْقُونَ مِنْهُمْ أَحَداً ثُمَّ قَالَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) خُرُوجُ السُّفْيَانِيِّ وَ الْيَمَانِيِّ وَ الْخُرَاسَانِيِّ فِي سَنَةٍ وَاحِدَةٍ فِي
ص: 255
شَهْرٍ وَاحِدٍ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ نِظَامٌ كَنِظَامِ الْخَرَزِ (1) يَتْبَعُ بَعْضُهُ بَعْضاً فَيَكُونُ الْبَأْسُ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ وَيْلٌ لِمَنْ نَاوَاهُمْ وَ لَيْسَ فِي الرَّايَاتِ رَايَةٌ أَهْدَى مِنْ رَايَةِ الْيَمَانِيِّ هِيَ رَايَةُ هُدًى لِأَنَّهُ يَدْعُو إِلَى صَاحِبِكُ(2) مْ فَإِذَا خَرَجَ الْيَمَانِيُّ حَرَّمَ بَيْعَ السِّلَاحِ عَلَى النَّاسِ وَ كُلِّ مُسْلِمٍ وَ إِذَا خَرَجَ الْيَمَانِيُّ فَانْهَضْ إِلَيْهِ فَإِنَّ رَايَتَهُ رَايَةُ هُدًى وَ لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَلْتَوِيَ عَلَيْهِ (3)فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لِأَنَّهُ يَدْعُو إِلَى الْحَقِّ وَ إِلى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ ثُمَّ قَالَ لِي إِنَّ ذَهَابَ مُلْكِ بَنِي فُلَانٍ كَقِصَعِ الْفَخَّارِ وَ كَرَجُلٍ(4) كَانَتْ فِي يَدِهِ فَخَّارَةٌ وَ هُوَ يَمْشِي إِذْ سَقَطَتْ مِنْ يَدِهِ وَ هُوَ سَاهٍ عَنْهَا فَانْكَسَرَتْ فَقَالَ حِينَ سَقَطَتْ هَاهْ شِبْهَ الْفَزَعِ فَذَهَابُ مُلْكِهِمْ هَكَذَا أَغْفَلَ مَا كَانُوا عَنْ ذَهَابِهِ وَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) عَلَى مِنْبَرِ الْكُوفَةِ إِنَّ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ ذِكْرُهُ قَدَّرَ فِيمَا قَدَّرَ وَ قَضَى وَ حَتَمَ بِأَنَّهُ كَائِنٌ لَا بُدَّ مِنْهُ أَنَّهُ يَأْخُذُ بَنِي أُمَيَّةَ بِالسَّيْفِ جَهْرَةً وَ أَنَّهُ يَأْخُذُ بَنِي فُلَانٍ بَغْتَةً (5)وَ قَالَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) لَا بُدَّ مِنْ رَحًى تَطْحَنُ فَإِذَا قَامَتْ عَلَى قُطْبِهَا وَ ثَبَتَتْ
ص: 256
عَلَى سَاقِهَا بَعَثَ اللّه عَلَيْهَا عَبْداً عَنِيفاً (1) خَامِلًا أَصْلُهُ يَكُونُ النَّصْرُ مَعَهُ أَصْحَابُهُ الطَّوِيلَةُ شُعُورُهُمْ أَصْحَابُ السِّبَالِ(2) سُودٌ ثِيَابُهُمْ أَصْحَابُ رَايَاتٍ سُودٍ وَيْلٌ لِمَنْ نَاوَاهُمْ يَقْتُلُونَهُمْ هَرْجاً وَ اللّه لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَ إِلَى أَفْعَالِهِمْ وَ مَا يَلْقَى الْفُجَّارُ مِنْهُمْ وَ الْأَعْرَابُ الْجُفَاةُ يُسَلِّطُهُمُ اللّه عَلَيْهِمْ بِلَا رَحْمَةٍ فَيَقْتُلُونَهُمْ هَرْجاً عَلَى مَدِينَتِهِمْ بِشَاطِئِ الْفُرَاتِ الْبَرِّيَّةِ وَ الْبَحْرِيَّةِ جَزَاءً بِمَا عَمِلُوا وَ ما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ
14- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مِهْرَانَ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ شُرَحْبِيلَ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) وَ قَدْ سَأَلْتُهُ عَنِ الْقَائِمِ (عَلَيهِ السَّلَامُ) فَقَالَ إِنَّهُ لَا يَكُونُ حَتَّى يُنَادِيَ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ يَسْمَعُ أَهْلُ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ حَتَّى تَسْمَعَهُ الْفَتَاةُ فِي خِدْرِهَا
15- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ زِيَادٍ الْقَنْدِيِّ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ قُلْنَا لَهُ السُّفْيَانِيُّ مِنَ الْمَحْتُومِ فَقَالَ نَعَمْ وَ قَتْلُ النَّفْسِ الزَّكِيَّةِ مِنَ الْمَحْتُومِ وَ الْقَائِمُ مِنَ الْمَحْتُومِ وَ خَسْفُ الْبَيْدَاءِ مِنَ الْمَحْتُومِ وَ كَفٌّ تَطْلُعُ مِنَ السَّمَاءِ مِنَ الْمَحْتُومِ وَ النِّدَاءُ مِنَ السَّمَاءِ مِنَ الْمَحْتُومِ فَقُلْتُ وَ أَيَّ شَيْ ءٍ يَكُونُ النِّدَاءُ فَقَالَ مُنَادٍ يُنَادِي بِاسْمِ الْقَائِمِ وَ اسْمِ أَبِيهِ ع
16- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ قَالَ حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي
ص: 257
يَعْفُورٍ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَمْسِكْ بِيَدِكَ هَلَاكَ الْفُلَانِيِّ اسْمُ رَجُلٍ مِنْ بَنِي الْعَبَّاسِ(1) وَ خُرُوجُ السُّفْيَانِيِّ وَ قَتْلُ النَّفْسِ وَ جَيْشُ الْخَسْفِ وَ الصَّوْتُ قُلْتُ وَ مَا الصَّوْتُ أَ هُوَ الْمُنَادِي فَقَالَ نَعَمْ وَ بِهِ يُعْرَفُ صَاحِبُ هَذَا الْأَمْرِ ثُمَّ قَالَ الْفَرَجُ كُلُّهُ هَلَاكُ الْفُلَانِيِّ مِنْ بَنِي الْعَبَّاسِ
17- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَيَابَةَ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مِيثَمٍ عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ الْأَسَدِيِّ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) وَ أَنَا خَامِسُ خَمْسَةٍ وَ أَصْغَرُ الْقَوْمِ سِنّاً فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ حَدَّثَنِي أَخِي رَسُولُ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) أَنَّهُ قَالَ إِنِّي خَاتَمُ أَلْفِ نَبِيٍّ وَ إِنَّكَ خَاتَمُ أَلْفِ وَصِيٍّ وَ كُلِّفْتُ مَا لَمْ يُكَلَّفُوا (2)فَقُلْتُ مَا أَنْصَفَكَ الْقَوْمُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ لَيْسَ حَيْثُ تَذْهَبُ بِكَ الْمَذَاهِبُ يَا ابْنَ أَخِي وَ اللّه إِنِّي لَأَعْلَمُ أَلْفَ كَلِمَةٍ لَا يَعْلَمُهَا غَيْرِي وَ غَيْرُ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَ إِنَّهُمْ لَيَقْرَءُونَ مِنْهَا آيَةً فِي كِتَابِ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ وَ هِيَ وَ إِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ (3) وَ مَا يَتَدَبَّرُونَهَا حَقَّ تَدَبُّرِهَا أَ لَا أُخْبِرُكُمْ بِآخِرِ مُلْكِ بَنِي فُلَانٍ قُلْنَا بَلَى يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ قَتْلُ نَفْسٍ حَرَامٍ فِي يَوْمٍ حَرَامٍ فِي بَلَدٍ حَرَامٍ عَنْ قَوْمٍ مِنْ قُرَيْشٍ وَ الَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ مَا لَهُمْ مُلْكٌ بَعْدَهُ غَيْرُ خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً قُلْنَا هَلْ قَبْلَ هَذَا أَوْ بَعْدَهُ مِنْ شَيْ ءٍ(4) فَقَالَ صَيْحَةٌ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ تُفْزِعُ الْيَقْظَانَ وَ تُوقِظُ النَّائِمَ
ص: 258
وَ تُخْرِجُ الْفَتَاةَ مِنْ خِدْرِهَا
18- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللّه يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ شَيْبَانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ يُوسُفُ بْنُ كُلَيْبٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ (عَلَيهِما السَّلَامُ) أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ لَا بُدَّ أَنْ يَمْلِكَ بَنُو الْعَبَّاسِ فَإِذَا مَلَكُوا وَ اخْتَلَفُوا وَ تَشَتَّتَ أَمْرُهُمْ خَرَجَ عَلَيْهِمُ الْخُرَاسَانِيُّ وَ السُّفْيَانِيُّ هَذَا مِنَ الْمَشْرِقِ وَ هَذَا مِنَ الْمَغْرِبِ يَسْتَبِقَانِ إِلَى الْكُوفَةِ كَفَرَسَيْ رِهَانٍ هَذَا مِنْ هَاهُنَا وَ هَذَا مِنْ هَاهُنَا حَتَّى يَكُونَ هَلَاكُهُمْ عَلَى أَيْدِيهِمَا أَمَا إِنَّهُمَا لَا يُبْقُونَ مِنْهُمْ أَحَداً أَبَداً(1).
ص: 259
19- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ التَّيْمُلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ (1) عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ سِنَانٍ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) فَسَمِعْتُ رَجُلًا مِنْ هَمْدَانَ يَقُولُ لَهُ إِنَّ هَؤُلَاءِ الْعَامَّةَ يُعَيِّرُونَّا(2) وَ يَقُولُونَ لَنَا إِنَّكُمْ تَزْعُمُونَ أَنَّ مُنَادِياً يُنَادِي مِنَ السَّمَاءِ بِاسْمِ صَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ وَ كَانَ مُتَّكِئاً فَغَضِبَ وَ جَلَسَ ثُمَّ قَالَ لَا تَرْوُوهُ عَنِّي وَ ارْوُوهُ عَنْ أَبِي وَ لَا حَرَجَ عَلَيْكُمْ فِي ذَلِكَ أَشْهَدُ أَنِّي قَدْ سَمِعْتُ أَبِي (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَقُولُ وَ اللّه إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ لَبَيِّنٌ حَيْثُ يَقُولُ إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ(3) فَلَا يَبْقَى فِي الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ أَحَدٌ إِلَّا خَضَعَ وَ ذَلَّتْ رَقَبَتُهُ لَهَا فَيُؤْمِنُ أَهْلُ الْأَرْضِ إِذَا سَمِعُوا الصَّوْتَ مِنَ السَّمَاءِ أَلَا إِنَّ الْحَقَّ فِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ
ص: 260
(عَلَيهِ السَّلَامُ) وَ شِيعَتِهِ قَالَ فَإِذَا كَانَ مِنَ الْغَدِ صَعِدَ إِبْلِيسُ فِي الْهَوَاءِ حَتَّى يَتَوَارَى عَنْ أَهْلِ الْأَرْضِ ثُمَّ يُنَادِي أَلَا إِنَّ الْحَقَّ فِي عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَ شِيعَتِهِ فَإِنَّهُ قُتِلَ مَظْلُوماً فَاطْلُبُوا بِدَمِهِ قَالَ فَ يُثَبِّتُ اللّه الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ عَلَى الْحَقِّ وَ هُوَ النِّدَاءُ الْأَوَّلُ وَ يَرْتَابُ يَوْمَئِذٍ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ* وَ الْمَرَضُ وَ اللّه عَدَاوَتُنَا فَعِنْدَ ذَلِكَ يَتَبَرَّءُونَ مِنَّا وَ يَتَنَاوَلُونَّا(1) فَيَقُولُونَ إِنَّ الْمُنَادِيَ الْأَوَّلَ سِحْرٌ مِنْ سِحْرِ أَهْلِ هَذَا الْبَيْتِ ثُمَّ تَلَا أَبُو عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) قَوْلَ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ- وَ إِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَ يَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (2)قَالَ وَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ وَ سَعْدَانُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ سَعِيدٍ وَ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْقَطَوَانِيُّ جَمِيعاً عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ سِنَانٍ مِثْلَهُ سَوَاءً بِلَفْظِهِ
20- قَالَ(3) وَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْسُ بْنُ هِشَامٍ النَّاشِرِيُّ عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ جَبَلَةَ عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ بَشِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (عَلَيهِما السَّلَامُ) وَ قَدْ سَأَلَهُ عُمَارَةُ الْهَمْدَانِيُّ فَقَالَ لَهُ أَصْلَحَكَ اللّه إِنَّ نَاساً (4) يُعَيِّرُونَّا وَ يَقُولُونَ إِنَّكُمْ تَزْعُمُونَ أَنَّهُ سَيَكُونُ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ فَقَالَ لَهُ لَا تَرْوِ عَنِّي وَ ارْوِهِ عَنْ أَبِي كَانَ أَبِي يَقُولُ هُوَ فِي كِتَابِ اللَّهِ- إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ فَيُؤْمِنُ أَهْلُ الْأَرْضِ جَمِيعاً لِلصَّوْتِ الْأَوَّلِ فَإِذَا كَانَ مِنَ الْغَدِ صَعِدَ إِبْلِيسُ اللَّعِينُ حَتَّى يَتَوَارَى مِنَ الْأَرْضِ
ص: 261
فِي جَوِّ السَّمَاءِ ثُمَّ يُنَادِي أَلَا إِنَّ عُثْمَانَ قُتِلَ مَظْلُوماً فَاطْلُبُوا بِدَمِهِ فَيَرْجِعُ مَنْ أَرَادَ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ سُوءاً وَ يَقُولُونَ هَذَا سِحْرُ الشِّيعَةِ وَ حَتَّى يَتَنَاوَلُونَا وَ يَقُولُونَ هُوَ مِنْ سِحْرِهِمْ وَ هُوَ قَوْلُ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ- وَ إِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَ يَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ
21- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْسُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بْنُ جَبَلَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّامِتِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) قَالَ قُلْتُ لَهُ مَا مِنْ عَلَامَةٍ بَيْنَ يَدَيْ هَذَا الْأَمْرِ فَقَالَ بَلَى قُلْتُ وَ مَا هِيَ قَالَ هَلَاكُ الْعَبَّاسِيِّ وَ خُرُوجُ السُّفْيَانِيِّ وَ قَتْلُ النَّفْسِ الزَّكِيَّةِ وَ الْخَسْفُ بِالْبَيْدَاءِ وَ الصَّوْتُ مِنَ السَّمَاءِ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَخَافُ أَنْ يَطُولَ هَذَا الْأَمْرُ فَقَالَ لَا إِنَّمَا هُوَ كَنِظَامِ الْخَرَزِ يَتْبَعُ بَعْضُهُ بَعْضاً
22- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ أَبُو الْحَسَنِ الْجُعْفِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مِهْرَانَ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِيهِ وَ وُهَيْبٍ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) قَالَ يَقُومُ الْقَائِمُ (عَلَيهِ السَّلَامُ) فِي وَتْرٍ مِنَ السِّنِينَ تِسْعٍ وَاحِدَةٍ ثَلَاثٍ خَمْسٍ وَ قَالَ إِذَا اخْتَلَفَتْ بَنُو أُمَيَّةَ وَ ذَهَبَ مُلْكُهُمْ ثُمَّ يَمْلِكُ بَنُو الْعَبَّاسِ فَلَا يَزَالُونَ فِي عُنْفُوَانٍ مِنَ الْمُلْكِ وَ غَضَارَةٍ مِنَ الْعَيْشِ حَتَّى يَخْتَلِفُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ فَإِذَا اخْتَلَفُوا ذَهَبَ مُلْكُهُمْ وَ اخْتَلَفَ أَهْلُ الْمَشْرِقِ وَ أَهْلُ الْمَغْرِبِ نَعَمْ وَ أَهْلُ الْقِبْلَةِ (1) وَ يَلْقَى النَّاسَ جُهْدٌ شَدِيدٌ مِمَّا يَمُرُّ بِهِمْ مِنَ الْخَوْفِ فَلَا يَزَالُونَ بِتِلْكَ الْحَالِ حَتَّى يُنَادِيَ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ فَإِذَا نَادَى فَالنَّفِيرَ النَّفِيرَ (2)فَوَ اللّه لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ بَيْنَ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ يُبَايِعُ النَّاسَ بِأَمْرٍ جَدِيدٍ وَ كِتَابٍ جَدِيدٍ وَ سُلْطَانٍ جَدِيدٍ مِنَ السَّمَاءِ(3) أَمَا إِنَّهُ لَا يُرَدُّ لَهُ
ص: 262
رَايَةٌ أَبَداً حَتَّى يَمُوتَ
23- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلَبِيِّ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُوسَى (1)عَنْ فُضَيْلِ بْنِ مُحَمَّدٍ مَوْلَى مُحَمَّدِ بْنِ رَاشِدٍ الْبَجَلِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ أَمَا إِنَّ النِّدَاءَ مِنَ السَّمَاءِ بِاسْمِ الْقَائِمِ فِي كِتَابِ اللّه لَبَيِّنٌ فَقُلْتُ فَأَيْنَ هُوَ أَصْلَحَكَ اللّه فَقَالَ فِي طسم تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ قَوْلِهِ إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ قَالَ إِذَا سَمِعُوا الصَّوْتَ أَصْبَحُوا وَ كَأَنَّمَا عَلَى رُءُوسِهِمُ الطَّيْرُ(2).
24- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ الْجُعْفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مِهْرَانَ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ إِذَا صَعِدَ الْعَبَّاسِيُّ أَعْوَادَ مِنْبَرِ مَرْوَانَ أُدْرِجَ مُلْكُ بَنِي الْعَبَّاسِ وَ قَالَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) قَالَ لِي أَبِي يَعْنِي الْبَاقِرَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) لَا بُدَّ لِنَارٍ مِنْ آذَرْبِيجَانَ لَا يَقُومُ لَهَا شَيْ ءٌ فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَكُونُوا أَحْلَاسَ بُيُوتِكُمْ وَ أَلْبِدُوا مَا أَلْبَدْنَا فَإِذَا تَحَرَّكَ مُتَحَرِّكُنَا فَاسْعَوْا إِلَيْهِ وَ لَوْ حَبْواً وَ اللّه لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ بَيْنَ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ يُبَايِعُ النَّاسَ عَلَى كِتَابٍ جَدِيدٍ عَلَى الْعَرَبِ شَدِيدٌ قَالَ وَ وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ
25- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ التَّيْمُلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ وَ أَحْمَدُ ابْنَا الْحَسَنِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَعْقُوبَ الْهَاشِمِيِّ عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ زُرَارَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ يُنَادَى بِاسْمِ الْقَائِمِ فَيُؤْتَى وَ هُوَ خَلْفَ الْمَقَامِ فَيُقَالُ لَهُ قَدْ نُودِيَ بِاسْمِكَ فَمَا تَنْتَظِرُ ثُمَّ يُؤْخَذُ بِيَدِهِ فَيُبَايَعُ-
ص: 263
قَالَ قَالَ لِي زُرَارَةُ الْحَمْدُ للّه قَدْ كُنَّا نَسْمَعُ أَنَّ الْقَائِمَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) يُبَايَعُ مُسْتَكْرَهاً فَلَمْ نَكُنْ نَعْلَمُ وَجْهَ اسْتِكْرَاهِهِ فَعَلِمْنَا أَنَّهُ اسْتِكْرَاهٌ لَا إِثْمَ فِيهِ
26- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْقَمَّاطِ عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ مِنَ الْمَحْتُومِ الَّذِي لَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ مِنْ قَبْلِ قِيَامِ الْقَائِمِ خُرُوجُ السُّفْيَانِيِّ وَ خَسْفٌ بِالْبَيْدَاءِ وَ قَتْلُ النَّفْسِ الزَّكِيَّةِ وَ الْمُنَادِي مِنَ السَّمَاءِ
27- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مِهْرَانَ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ وَ وُهَيْبِ بْنِ حَفْصٍ عَنْ نَاجِيَةَ الْقَطَّانِ(1) أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا جَعْفَرٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَقُولُ إِنَّ الْمُنَادِيَ يُنَادِي أَنَّ الْمَهْدِيَّ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ بِاسْمِهِ وَ اسْمِ أَبِيهِ فَيُنَادِي الشَّيْطَانُ إِنَّ فُلَاناً وَ شِيعَتَهُ عَلَى الْحَقِّ يَعْنِي رَجُلًا مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ
28- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبَاحٍ الثَّقَفِيِّ عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَعْيَنَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَقُولُ يُنَادِي مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ إِنَّ فُلَاناً هُوَ الْأَمِيرُ وَ يُنَادِي مُنَادٍ إِنَّ عَلِيّاً وَ شِيعَتَهُ هُمُ الْفَائِزُونَ قُلْتُ فَمَنْ يُقَاتِلُ الْمَهْدِيَّ بَعْدَ هَذَا (2) فَقَالَ إِنَّ الشَّيْطَانَ يُنَادِي إِنَّ فُلَاناً وَ شِيعَتَهُ هُمُ الْفَائِزُونَ لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ (3) قُلْتُ فَمَنْ يَعْرِفُ الصَّادِقَ مِنَ الْكَاذِبِ قَالَ يَعْرِفُهُ الَّذِينَ كَانُوا يَرْوُونَ حَدِيثَنَا وَ يَقُولُونَ إِنَّهُ يَكُونُ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ وَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُمْ هُمُ الْمُحِقُّونَ الصَّادِقُونَ
29- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ التَّيْمُلِيُ
ص: 264
عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يُوسُفَ عَنِ الْمُثَنَّى(1) عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَعْيَنَ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عَجِبْتُ أَصْلَحَكَ اللّه وَ إِنِّي لَأَعْجَبُ مِنَ الْقَائِمِ كَيْفَ يُقَاتَلُ مَعَ مَا يَرَوْنَ مِنَ الْعَجَائِبِ مِنْ خَسْفِ الْبَيْدَاءِ بِالْجَيْشِ وَ مِنَ النِّدَاءِ الَّذِي يَكُونُ مِنَ السَّمَاءِ فَقَالَ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَدَعُهُمْ حَتَّى يُنَادِيَ كَمَا نَادَى بِرَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يَوْمَ الْعَقَبَةِ(2).
30- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللّه (3)عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) إِنَّ الْجَرِيرِيَّ (4) أَخَا إِسْحَاقَ يَقُولُ لَنَا إِنَّكُمْ تَقُولُونَ هُمَا نِدَاءَانِ فَأَيُّهُمَا الصَّادِقُ مِنَ الْكَاذِبِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) قُولُوا لَهُ إِنَّ الَّذِي أَخْبَرَنَا بِذَلِكَ وَ أَنْتَ تُنْكِرُ أَنَّ هَذَا يَكُونُ هُوَ الصَّادِقُ(5).
31- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَقُولُ هُمَا صَيْحَتَانِ صَيْحَةٌ فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ وَ صَيْحَةٌ فِي آخِرِ اللَّيْلَةِ الثَّانِيَةِ قَالَ فَقُلْتُ كَيْفَ ذَلِكَ قَالَ فَقَالَ وَاحِدَةٌ مِنَ السَّمَاءِ وَ وَاحِدَةٌ
ص: 265
مِنْ إِبْلِيسَ فَقُلْتُ وَ كَيْفَ تُعْرَفُ هَذِهِ مِنْ هَذِهِ فَقَالَ يَعْرِفُهَا مَنْ كَانَ سَمِعَ بِهَا قَبْلَ أَنْ تَكُونَ(1).
32- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ التَّيْمُلِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَسْلَمَةَ الْجَرِيرِيِّ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) إِنَّ النَّاسَ يُوَبِّخُونَّا وَ يَقُولُونَ مِنْ أَيْنَ يُعْرَفُ الْمُحِقُّ مِنَ الْمُبْطِلِ إِذَا كَانَتَا فَقَالَ مَا تَرُدُّونَ عَلَيْهِمْ قُلْتُ فَمَا نَرُدُّ عَلَيْهِمْ شَيْئاً قَالَ فَقَالَ قُولُوا لَهُمْ يُصَدِّقُ بِهَا إِذَا كَانَتْ مَنْ كَانَ مُؤْمِناً يُؤْمِنُ بِهَا قَبْلَ أَنْ تَكُونَ قَالَ إِنَّ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ- أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ
33- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ التَّيْمُلِيُّ مِنْ كِتَابِهِ فِي رَجَبٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَ سَبْعِينَ وَ مِائَتَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ بَيَّاعُ السَّابِرِيِّ وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ خَالِدٍ الْخَزَّازُ جَمِيعاً عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ (2)عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ سِنَانٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَقُولُ إِنَّهُ يُنَادِي بِاسْمِ صَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ أَلَا إِنَّ الْأَمْرَ لِفُلَانِ بْنِ فُلَانٍ فَفِيمَ الْقِتَالُ
34- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ أَحْمَدُ بْنُ هَوْذَةَ الْبَاهِلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِيُّ بِنَهَاوَنْدَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ سَبْعِينَ وَ مِائَتَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بْنُ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِيُّ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ تِسْعٍ وَ عِشْرِينَ وَ مِائَتَيْنِ عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ سِنَانٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَقُولُ لَا يَكُونُ هَذَا الْأَمْرُ الَّذِي تَمُدُّونَ إِلَيْهِ أَعْنَاقَكُمْ حَتَّى يُنَادِيَ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ أَلَا إِنَّ فُلَاناً صَاحِبُ الْأَمْرِ فَعَلَامَ الْقِتَالُ
ص: 266
35- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ وَ سَعْدَانُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ سَعِيدٍ وَ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْقَطَوَانِيُّ قَالُوا جَمِيعاً حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مَحْبُوبٍ الزَّرَّادُ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بْنُ سِنَانٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَقُولُ يَشْمَلُ النَّاسَ مَوْتٌ وَ قَتْلٌ حَتَّى يَلْجَأَ النَّاسُ عِنْدَ ذَلِكَ إِلَى الْحَرَمِ فَيُنَادِي مُنَادٍ صَادِقٌ مِنْ شِدَّةِ الْقِتَالِ (1) فِيمَ الْقَتْلُ وَ الْقِتَالُ صَاحِبُكُمْ فُلَانٌ
36- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْسُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ جَبَلَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ (عَلَيهِما السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ السُّفْيَانِيُّ وَ الْقَائِمُ فِي سَنَةٍ وَاحِدَةٍ
37- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ الْجُعْفِيُّ أَبُو الْحَسَنِ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مِهْرَانَ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِيهِ وَ وُهَيْبِ بْنِ حَفْصٍ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) قَالَ بَيْنَا النَّاسُ وُقُوفٌ بِعَرَفَاتٍ إِذْ أَتَاهُمْ رَاكِبٌ عَلَى نَاقَةٍ ذِعْلِبَةٍ يُخْبِرُهُمْ بِمَوْتِ خَلِيفَةٍ يَكُونُ عِنْدَ مَوْتِهِ فَرَجُ آلِ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَ فَرَجُ النَّاسِ جَمِيعاً وَ قَالَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) إِذَا رَأَيْتُمْ عَلَامَةً فِي السَّمَاءِ نَاراً عَظِيمَةً مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ تَطْلُعُ لَيَالِيَ فَعِنْدَهَا فَرَجُ النَّاسِ وَ هِيَ قُدَّامَ الْقَائِمِ (عَلَيهِ السَّلَامُ) بِقَلِيلٍ
38- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْبَنْدَنِيجِيُّ عَنْ عُبَيْدِ اللّه بْنِ مُوسَى الْعَلَوِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي أَحْمَدَ الْوَرَّاقِ الْجُرْجَانِيِّ (2)عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
ص: 267
عَلِيٍّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ سَأَلَ ابْنُ الْكَوَّاءِ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) عَنِ الْغَضَبِ فَقَالَ هَيْهَاتَ الْغَضَبُ هَيْهَاتَ مَوْتَاتٌ بَيْنَهُنَّ مَوْتَاتٌ وَ رَاكِبُ الذِّعْلِبَةِ (1)وَ مَا رَاكِبُ الذِّعْلِبَةِ مُخْتَلِطٌ جَوْفُهَا بِوَضِينِهَا(2) يُخْبِرُهُمْ بِخَبَرٍ فَيَقْتُلُونَهُ ثُمَّ الْغَضَبُ عِنْدَ ذَلِكَ
39- حَدَّثَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ أَحْمَدُ بْنُ هَوْذَةَ الْبَاهِلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بْنُ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِيُّ عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْحَكَمِ عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَسْلَمَ الْمَكِّيِّ (3)عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ قَالَ يُقْتَلُ خَلِيفَةٌ مَا لَهُ فِي السَّمَاءِ عَاذِرٌ وَ لَا فِي الْأَرْضِ نَاصِرٌ وَ يُخْلَعُ خَلِيفَةٌ حَتَّى يَمْشِيَ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ لَيْسَ لَهُ مِنَ الْأَرْضِ شَيْ ءٌ وَ يُسْتَخْلَفُ ابْنُ السَّبِيَّةِ(4) قَالَ فَقَالَ أَبُو الطُّفَيْلِ يَا ابْنَ أُخْتِي لَيْتَنِي أَنَا وَ أَنْتَ
ص: 268
مِنْ كُورَةٍ(1) قَالَ قُلْتُ وَ لِمَ تَتَمَنَّى يَا خَالِ ذَلِكَ قَالَ لِأَنَّ حُذَيْفَةَ حَدَّثَنِي أَنَّ الْمُلْكَ يَرْجِعُ فِي أَهْلِ النُّبُوَّةِ
40- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ مِنْ كِتَابِهِ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مِهْرَانَ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِيهِ وَ وُهَيْبٍ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سُئِلَ أَبُو جَعْفَرٍ الْبَاقِرُ (عَلَيهِ السَّلَامُ) عَنْ تَفْسِيرِ قَوْلِ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ- سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَ فِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُ (2) فَقَالَ يُرِيهِمْ فِي أَنْفُسِهِمُ الْمَسْخَ وَ يُرِيهِمْ فِي الْآفَاقِ انْتِقَاصَ الْآفَاقِ عَلَيْهِمْ فَيَرَوْنَ قُدْرَةَ اللّه فِي أَنْفُسِهِمْ وَ فِي الْآفَاقِ وَ قَوْلِهِ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُ يَعْنِي بِذَلِكَ خُرُوجَ الْقَائِمِ هُوَ الْحَقُّ مِنَ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ يَرَاهُ هَذَا الْخَلْقُ لَا بُدَّ مِنْهُ
41- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ التَّيْمُلِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) قَوْلُ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ- عَذابَ الْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ (3) مَا هُوَ عَذَابُ خِزْيِ الدُّنْيَا فَقَالَ وَ أَيُّ خِزْيٍ أَخْزَى يَا أَبَا بَصِيرٍ مِنْ أَنْ يَكُونَ الرَّجُلُ فِي بَيْتِهِ وَ حِجَالِهِ وَ عَلَى إِخْوَانِهِ وَسْطَ عِيَالِهِ إِذْ شَقَّ أَهْلُهُ الْجُيُوبَ عَلَيْهِ وَ صَرَخُوا فَيَقُولُ النَّاسُ مَا هَذَا فَيُقَالُ مُسِخَ فُلَانٌ السَّاعَةَ فَقُلْتُ قَبْلَ قِيَامِ الْقَائِمِ (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَوْ بَعْدَهُ قَالَ لَا بَلْ قَبْلَهُ
ص: 269
42- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْبَنْدَنِيجِيُّ عَنْ عُبَيْدِ اللّه بْنِ مُوسَى الْعَلَوِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي أَحْمَدَ الْوَرَّاقِ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ السَّرَّاجِ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) مَتَى فَرَجُ شِيعَتِكُمْ قَالَ إِذَا اخْتَلَفَ وُلْدُ الْعَبَّاسِ وَ وَهَى سُلْطَانُهُمْ وَ طَمِعَ فِيهِمْ مَنْ لَمْ يَكُنْ يَطْمَعُ وَ خَلَعَتِ الْعَرَبُ أَعِنَّتَهَا (1) وَ رَفَعَ كُلُّ ذِي صِيصِيَةٍ صِيصِيَتَهُ وَ ظَهَرَ السُّفْيَانِيُّ وَ أَقْبَلَ الْيَمَانِيُّ وَ تَحَرَّكَ الْحَسَنِيُّ خَرَجَ صَاحِبُ هَذَا الْأَمْرِ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ بِتُرَاثِ رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قُلْتُ وَ مَا تُرَاثُ رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فَقَالَ سَيْفُهُ وَ دِرْعُهُ وَ عِمَامَتُهُ وَ بُرْدُهُ وَ رَايَتُهُ وَ قَضِيبُهُ وَ فَرَسُهُ وَ لَأْمَتُهُ (2) وَ سَرْجُهُ (3).
43- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ وَ سَعْدَانُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ سَعِيدٍ وَ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْقَطَوَانِيُّ قَالُوا جَمِيعاً حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مَحْبُوبٍ عَنْ يَعْقُوبَ السَّرَّاجِ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) مَتَى فَرَجُ شِيعَتِكُمْ فَقَالَ إِذَا اخْتَلَفَ وُلْدُ الْعَبَّاسِ وَ وَهَى سُلْطَانُهُمْ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِعَيْنِهِ حَتَّى انْتَهَى إِلَى ذِكْرِ اللَّأْمَةِ وَ السَّرْجِ وَ زَادَ فِيهِ حَتَّى يَنْزِلَ بِأَعْلَى مَكَّةَ فَيُخْرِجَ السَّيْفَ مِنْ غِمْدِهِ وَ يَلْبَسَ الدِّرْعَ وَ يَنْشُرَ الرَّايَةَ وَ الْبُرْدَةَ وَ يَعْتَمَّ بِالْعِمَامَةِ وَ يَتَنَاوَلَ الْقَضِيبَ بِيَدِهِ وَ يَسْتَأْذِنَ اللّه فِي ظُهُورِهِ فَيَطَّلِعُ عَلَى ذَلِكَ بَعْضُ مَوَالِيهِ فَيَأْتِي الْحَسَنِيُّ فَيُخْبِرُهُ الْخَبَرَ فَيَبْتَدِرُهُ الْحَسَنِيُّ إِلَى الْخُرُوجِ فَيَثِبُ عَلَيْهِ أَهْلُ مَكَّةَ فَيَقْتُلُونَهُ وَ يَبْعَثُونَ بِرَأْسِهِ إِلَى الشَّامِيِّ فَيَظْهَرُ عِنْدَ ذَلِكَ صَاحِبُ هَذَا الْأَمْرِ فَيُبَايِعُهُ النَّاسُ وَ يَتَّبِعُونَهُ وَ يَبْعَثُ عِنْدَ ذَلِكَ الشَّامِيُّ جَيْشاً إِلَى الْمَدِينَةِ فَيُهْلِكُهُمُ اللّه دُونَهَا وَ يَهْرُبُ مِنَ الْمَدِينَةِ يَوْمَئِذٍ مَنْ كَانَ بِالْمَدِينَةِ مِنْ وُلْدِ عَلِيٍّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) إِلَى مَكَّةَ فَيَلْحَقُونَ بِصَاحِبِ الْأَمْرِ وَ يُقْبِلُ صَاحِبُ الْأَمْرِ نَحْوَ الْعِرَاقِ وَ يَبْعَثُ جَيْشاً
ص: 270
إِلَى الْمَدِينَةِ فَيَأْمُرُ أَهْلَهَا فَيَرْجِعُونَ إِلَيْهَا
44- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ حَكِيمٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ قَالَ سَمِعْتُ الرِّضَا (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَقُولُ قَبْلَ هَذَا الْأَمْرِ بَيُوحٌ فَلَمْ أَدْرِ مَا الْبَيُوحُ فَحَجَجْتُ فَسَمِعْتُ أَعْرَابِيّاً يَقُولُ هَذَا يَوْمٌ بَيُوحٌ فَقُلْتُ لَهُ مَا الْبَيُوحُ فَقَالَ الشَّدِيدُ الْحَرُّ (1).
45- أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ التَّيْمُلِيُّ عَنْ أَحْمَدَ وَ مُحَمَّدٍ ابْنَيِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِيهِمَا عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ بَدْرِ بْنِ الْخَلِيلِ الْأَسَدِيِّ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَاقِرِ (عَلَيهِما السَّلَامُ) فَذَكَرَ آيَتَيْنِ تَكُونَانِ قَبْلَ قِيَامِ الْقَائِمِ (عَلَيهِ السَّلَامُ) لَمْ تَكُونَا مُنْذُ أَهْبَطَ اللّه آدَمَ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) أَبَداً وَ ذَلِكَ أَنَّ الشَّمْسَ تَنْكَسِفُ فِي النِّصْفِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ وَ الْقَمَرَ فِي آخِرِهِ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ يَا ابْنَ رَسُولِ اللّه لَا بَلِ الشَّمْسُ فِي آخِرِ الشَّهْرِ وَ الْقَمَرُ فِي النِّصْفِ (2) فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) إِنِّي لَأَعْلَمُ بِالَّذِي أَقُولُ إِنَّهُمَا آيَتَانِ لَمْ تَكُونَا مُنْذُ هَبَطَ آدَمُ
46- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْسُ بْنُ هِشَامٍ النَّاشِرِيُّ عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ جَبَلَةَ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَيْمَنَ عَنْ وَرْدٍ (3) أَخِي الْكُمَيْتِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ (عَلَيهِما السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ
ص: 271
إِنَّ بَيْنَ يَدَيْ هَذَا الْأَمْرِ انْكِسَافَ الْقَمَرِ لِخَمْسٍ تَبْقَى وَ الشَّمْسِ لِخَمْسَ عَشْرَةَ وَ ذَلِكَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ وَ عِنْدَهُ يَسْقُطُ حِسَابُ الْمُنَجِّمِينَ
47- وَ... (1) عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ عَلَامَةُ خُرُوجِ الْمَهْدِيِّ كُسُوفُ الشَّمْسِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فِي ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِنْهُ
48- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْخَطَّابِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ صَالِحِ بْنِ سَهْلٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (عَلَيهِما السَّلَامُ) فِي قَوْلِهِ تَعَالَى سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ (2) قَالَ تَأْوِيلُهَا فِيمَا يَأْتِي عَذَابٌ يَقَعُ فِي الثُّوَيَّةِ يَعْنِي نَاراً حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى الْكُنَاسَةِ كُنَاسَةِ بَنِي أَسَدٍ حَتَّى تَمُرَّ بِثَقِيفٍ لَا تَدَعُ وَتْراً لآِلِ مُحَمَّدٍ إِلَّا أَحْرَقَتْهُ وَ ذَلِكَ قَبْلَ خُرُوجِ الْقَائِمِ (عَلَيهِ السَّلَامُ)
49- حَدَّثَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ أَحْمَدُ بْنُ هَوْذَةَ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِيُّ عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) كَيْفَ تَقْرَءُونَ هَذِهِ السُّورَةَ قُلْتُ وَ أَيَّةُ سُورَةٍ قَالَ سُورَةُ سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ فَقَالَ لَيْسَ هُوَ سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ إِنَّمَا هُوَ سَالَ سَيْلٌ وَ هِيَ نَارٌ تَقَعُ فِي الثُّوَيَّةِ ثُمَّ تَمْضِي إِلَى كُنَاسَةِ بَنِي أَسَدٍ (3) ثُمَّ تَمْضِي إِلَى
ص: 272
ثَقِيفٍ فَلَا تَدَعُ وَتْراً لآِلِ مُحَمَّدٍ إِلَّا أَحْرَقَتْهُ (1).
50- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ أَخِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ (2) عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلَبِيِّ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُوسَى عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَامٍ عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْكَابُلِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ كَأَنِّي بِقَوْمٍ قَدْ خَرَجُوا بِالْمَشْرِقِ يَطْلُبُونَ الْحَقَّ فَلَا يُعْطَوْنَهُ ثُمَّ يَطْلُبُونَهُ فَلَا يُعْطَوْنَهُ فَإِذَا رَأَوْا ذَلِكَ وَضَعُوا سُيُوفَهُمْ عَلَى عَوَاتِقِهِمْ فَيُعْطَوْنَ مَا سَأَلُوهُ فَلَا يَقْبَلُونَهُ حَتَّى يَقُومُوا وَ لَا يَدْفَعُونَهَا إِلَّا إِلَى صَاحِبِكُمْ قَتْلَاهُمْ شُهَدَاءُ أَمَا إِنِّي لَوْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ لَاسْتَبْقَيْتُ نَفْسِي لِصَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ
51- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ زِيَادٍ الْقَنْدِيِّ عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ خَرَّبُوذَ قَالَ مَا دَخَلْنَا عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ (عَلَيهِما السَّلَامُ) قَطُّ إِلَّا قَالَ خُرَاسَانَ خُرَاسَانَ سِجِسْتَانَ سِجِسْتَانَ كَأَنَّهُ يُبَشِّرُنَا بِذَلِكَ (3)
ص: 273
52- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ وَ مُحَمَّدٌ ابْنَا عَلِيِّ بْنِ يُوسُفَ عَنْ أَبِيهِمَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلَبِيِّ (1) عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ عَنْ أَبِي الْجَارُودِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَقُولُ إِذَا ظَهَرَتْ بَيْعَةُ الصَّبِيِّ قَامَ كُلُّ ذِي صِيصِيَةٍ بِصِيصِيَتِهِ (2).
53- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللّه عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ مَا يَكُونُ هَذَا الْأَمْرُ حَتَّى لَا يَبْقَى صِنْفٌ مِنَ النَّاسِ إِلَّا وَ قَدْ وُلُّوا عَلَى النَّاسِ (3) حَتَّى لَا يَقُولَ قَائِلٌ إِنَّا لَوْ وُلِّينَا لَعَدَلْنَا ثُمَّ يَقُومُ الْقَائِمُ بِالْحَقِّ وَ الْعَدْلِ (4).
54- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) النِّدَاءُ حَقٌّ قَالَ إِي وَ اللّه حَتَّى يَسْمَعَهُ كُلُّ قَوْمٍ بِلِسَانِهِمْ وَ قَالَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) لَا يَكُونُ هَذَا الْأَمْرُ حَتَّى يَذْهَبَ تِسْعَةُ أَعْشَارِ النَّاسِ (5).
55- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللّه بْنُ مُوسَى الْعَلَوِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بْنُ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُبَيْدِ اللّه بْنِ الْعَلَاءِ (6) قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (عَلَيهِما السَّلَامُ) أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيهِ السَّلَامُ)
ص: 274
حَدَّثَ عَنْ أَشْيَاءَ تَكُونُ بَعْدَهُ إِلَى قِيَامِ الْقَائِمِ فَقَالَ الْحُسَيْنُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَتَى يُطَهِّرُ اللّه الْأَرْضَ مِنَ الظَّالِمِينَ فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) لَا يُطَهِّرُ اللّه الْأَرْضَ مِنَ الظَّالِمِينَ حَتَّى يُسْفَكَ الدَّمُ الْحَرَامُ ثُمَّ ذَكَرَ أَمْرَ بَنِي أُمَيَّةَ وَ بَنِي الْعَبَّاسِ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ ثُمَّ قَالَ إِذَا قَامَ الْقَائِمُ بِخُرَاسَانَ وَ غَلَبَ عَلَى أَرْضِ كُوفَانَ وَ مُلْتَانَ وَ جَازَ جَزِيرَةَ بَنِي كَاوَانَ (1) وَ قَامَ مِنَّا قَائِمٌ بِجِيلَانَ وَ أَجَابَتْهُ الْآبُرُ وَ الدَّيْلَمَانُ (2) وَ ظَهَرَتْ لِوَلَدِي رَايَاتُ التُّرْكِ مُتَفَرِّقَاتٍ فِي الْأَقْطَارِ وَ الْجَنَبَاتِ (3) وَ كَانُوا بَيْنَ هَنَاتٍ وَ هَنَاتٍ (4) إِذَا خَرِبَتِ الْبَصْرَةُ وَ قَامَ أَمِيرُ الْإِمْرَةِ بِمِصْرَ فَحَكَى (عَلَيهِ السَّلَامُ) حِكَايَةً طَوِيلَةً ثُمَّ قَالَ إِذَا جُهِّزَتِ الْأُلُوفُ وَ صُفَّتِ الصُّفُوفُ وَ قَتَلَ الْكَبْشُ الْخَرُوفَ (5) هُنَاكَ يَقُومُ الْآخِرُ وَ يَثُورُ الثَّائِرُ وَ يَهْلِكُ الْكَافِرُ ثُمَّ يَقُومُ الْقَائِمُ الْمَأْمُولُ وَ الْإِمَامُ الْمَجْهُولُ لَهُ الشَّرَفُ وَ الْفَضْلُ وَ هُوَ مِنْ وُلْدِكَ يَا حُسَيْنُ لَا ابْنَ مِثْلُهُ (6) يَظْهَرُ بَيْنَ الرُّكْنَيْنِ فِي ددَرِيسَيْنِ بَالِيَيْنِ (7) يَظْهَرُ عَلَى الثَّقَلَيْنِ وَ لَا يَتْرُكُ فِي الْأَرْضِ دَمَيْنِ (8)طُوبَى لِمَنْ أَدْرَكَ
ص: 275
زَمَانَهُ وَ لَحِقَ أَوَانَهُ وَ شَهِدَ أَيَّامَهُ
56- مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ الْفَزَارِيُّ الْكُوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ (1) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ ظَبْيَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) قَالَ إِذَا كَانَ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ أَهْبَطَ الرَّبُّ تَعَالَى مَلَكاً إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَإِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ جَلَسَ ذَلِكَ الْمَلَكُ عَلَى الْعَرْشِ فَوْقَ الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ (2) وَ نَصَبَ لِمُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ (عَلَيهِ السَّلَامُ) مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ فيَصْعَدُونَ عَلَيْهَا وَ تُجْمَعُ لَهُمُ الْمَلَائِكَةُ وَ النَّبِيُّونَ وَ الْمُؤْمِنُونَ وَ تُفَتَّحُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ فَإِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ قَالَ رَسُولُ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يَا رَبِّ مِيعَادَكَ الَّذِي وَعَدْتَ بِهِ فِي كِتَابِكَ وَ هُوَ هَذِهِ الْآيَةُ وَعَدَ اللّه الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً (3) ثُمَّ يَقُولُ الْمَلَائِكَةُ وَ النَّبِيُّونَ مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يَخِرُّ مُحَمَّدٌ وَ عَلِيٌّ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ سُجَّداً ثُمَّ يَقُولُونَ يَا رَبِّ اغْضَبْ فَإِنَّهُ قَدْ هُتِكَ حَرِيمُكَ وَ قُتِلَ أَصْفِيَاؤُكَ (4) وَ أُذِلَّ عِبَادُكَ الصَّالِحُونَ فَ يَفْعَلُ اللّه ما يَشاءُ وَ ذَلِكَ يَوْمٌ مَعْلُومٌ
57- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ يُونُسَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْخَطَّابِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ
ص: 276
عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ عَنْ خَالِدٍ الْقَلَانِسِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ إِذَا هُدِمَ حَائِطُ مَسْجِدِ الْكُوفَةِ مِنْ مُؤَخَّرِهِ مِمَّا يَلِي دَارَ ابْنِ مَسْعُودٍ فَعِنْدَ ذَلِكَ زَوَالُ مُلْكِ بَنِي فُلَانٍ أَمَا إِنَّ هَادِمَهُ لَا يَبْنِيهِ
58- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللّه قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رَبَاحٍ الزُّهْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحِمْيَرِيُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَيُّوبَ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ عَمْرٍو الْخَثْعَمِيِّ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ لَا يَقُومُ الْقَائِمُ حَتَّى يَقُومَ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا كُلُّهُ يُجْمِعُ عَلَى قَوْلِ أَنَّهُمْ قَدْ رَأَوْهُ فَيُكَذِّبُهُمْ
59- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ قَالَ حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمِيثَمِيُّ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَاذِ بْنِ مَطَرٍ (1) عَنْ رَجُلٍ قَالَ وَ لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا مِسْمَعاً أَبَا سَيَّارٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) قَبْلَ قِيَامِ الْقَائِمِ تَحَرَّكَ حَرْبُ قَيْسٍ (2).
60- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْعَطَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ الرَّازِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ زُرَارَةَ قَالَ ذُكِرَ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) السُّفْيَانِيُّ فَقَالَ أَنَّى يَخْرُجُ ذَلِكَ وَ لَمَّا يَخْرُجْ كَاسِرُ عَيْنَيْهِ بِصَنْعَاءَ (3).
61- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ الرَّازِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي الْبِلَادِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَعْلَمِ الْأَزْدِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ (4) قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) بَيْنَ
ص: 277
يَدَيِ الْقَائِمِ مَوْتٌ أَحْمَرُ وَ مَوْتٌ أَبْيَضُ وَ جَرَادٌ فِي حِينِهِ وَ جَرَادٌ فِي غَيْرِ حِينِهِ أَحْمَرُ كَالدَّمِ فَأَمَّا الْمَوْتُ الْأَحْمَرُ فَبِالسَّيْفِ وَ أَمَّا الْمَوْتُ الْأَبْيَضُ فَالطَّاعُونُ (1)
62- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ التَّيْمُلِيُّ مِنْ كِتَابِهِ فِي رَجَبٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَ سَبْعِينَ وَ مِائَتَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ بَيَّاعُ السَّابِرِيِّ وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ خَالِدٍ الْخَزَّازُ جَمِيعاً قَالا حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ سِنَانٍ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي الْبِلَادِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ سَمِعْتُ عَلِيّاً (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَقُولُ إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ الْقَائِمِ سِنِينَ خَدَّاعَةً يُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ وَ يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ وَ يُقَرَّبُ فِيهَا الْمَاحِلُ وَ فِي حَدِيثٍ وَ يَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ فَقُلْتُ وَ مَا الرُّوَيْبِضَةُ وَ مَا الْمَاحِلُ (2) قَالَ أَوَ مَا تَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ قَوْلَهُ- وَ هُوَ شَدِيدُ الْمِحالِ (3) قَالَ يُرِيدُ الْمَكْرَ فَقُلْتُ وَ مَا الْمَاحِلُ قَالَ يُرِيدُ الْمَكَّارَ
63- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللّه قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْخَطَّابِ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْمَنْصُورِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ إِنَّ للّه مَائِدَةً وَ فِي غَيْرِ هَذِهِ الرِّوَايَةِ مَأْدُبَةً (4) بِقِرْقِيسِيَاءَ يَطَّلِعُ مُطَّلِعٌ مِنَ السَّمَاءِ فَيُنَادِي يَا طَيْرَ السَّمَاءِ وَ يَا سِبَاعَ الْأَرْضِ هَلُمُّوا إِلَى الشِّبَعِ مِنْ لُحُومِ الْجَبَّارِينَ (5).
ص: 278
64- حَدَّثَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ أَحْمَدُ بْنُ هَوْذَةَ الْبَاهِلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بْنُ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِيُّ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) وَ قَالَ يُنَادَى بِاسْمِ الْقَائِمِ يَا فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ قُمْ
65- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ وَ سَعْدَانُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ سَعِيدٍ وَ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ جَمِيعاً عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ يَعْقُوبَ السَّرَّاجِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ يَا جَابِرُ لَا يَظْهَرُ الْقَائِمُ حَتَّى يَشْمَلَ النَّاسَ بِالشَّامِ فِتْنَةٌ يَطْلُبُونَ الْمَخْرَجَ مِنْهَا فَلَا يَجِدُونَهُ وَ يَكُونُ قَتْلٌ بَيْنَ الْكُوفَةِ وَ الْحِيرَةِ قَتْلَاهُمْ عَلَى سَوَاءٍ وَ يُنَادِي مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ
66- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ هَؤُلَاءِ الرِّجَالِ الْأَرْبَعَةِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِينٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ تَوَقَّعُوا الصَّوْتَ يَأْتِيكُمْ بَغْتَةً مِنْ قِبَلِ دِمَشْقَ فِيهِ لَكُمْ فَرَجٌ عَظِيمٌ
67- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ هَؤُلَاءِ الرِّجَالِ الْأَرْبَعَةِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ وَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْكُلَيْنِيُّ أَبُو جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ وَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى قَالَ وَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ غَيْرُهُ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ جَمِيعاً عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ قَالَ وَ (1) حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللّه الْمَوْصِلِيُّ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَاشِرٍ (2) عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ الْجُعْفِيِّ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَاقِرُ (عَلَيهِما السَّلَامُ) يَا جَابِرُ الْزَمِ الْأَرْضَ وَ لَا تُحَرِّكْ يَداً وَ لَا رِجْلًا حَتَّى تَرَى عَلَامَاتٍ أَذْكُرُهَا لَكَ إِنْ أَدْرَكْتَهَا أَوَّلُهَا اخْتِلَافُ بَنِي الْعَبَّاسِ وَ مَا أَرَاكَ تُدْرِكُ ذَلِكَ وَ لَكِنْ حَدِّثْ بِهِ مَنْ بَعْدِي عَنِّي وَ مُنَادٍ يُنَادِي مِنَ السَّمَاءِ وَ يَجِيئُكُمُ الصَّوْتُ مِنْ نَاحِيَةِ دِمَشْقَ بِالْفَتْحِ وَ تُخْسَفُ
ص: 279
قَرْيَةٌ مِنْ قُرَى الشَّامِ تُسَمَّى الْجَابِيَةَ (1) وَ تَسْقُطُ طَائِفَةٌ مِنْ مَسْجِدِ دِمَشْقَ الْأَيْمَنِ وَ مَارِقَةٌ (2) تَمْرُقُ مِنْ نَاحِيَةِ التُّرْكِ وَ يَعْقُبُهَا هَرْجُ الرُّومِ وَ سَيُقْبِلُ إِخْوَانُ التُّرْكِ حَتَّى يَنْزِلُوا الْجَزِيرَةَ وَ سَيُقْبِلُ مَارِقَةُ الرُّومِ حَتَّى يَنْزِلُوا الرَّمْلَةَ فَتِلْكَ السَّنَةُ يَا جَابِرُ فِيهَا اخْتِلَافٌ كَثِيرٌ فِي كُلِّ أَرْضٍ مِنْ نَاحِيَةِ الْمَغْرِبِ فَأَوَّلُ أَرْضٍ تَخْرَبُ أَرْضُ الشَّامِ (3) ثُمَّ يَخْتَلِفُونَ عِنْدَ ذَلِكَ عَلَى ثَلَاثِ رَايَاتٍ رَايَةِ الْأَصْهَبِ وَ رَايَةِ الْأَبْقَعِ وَ رَايَةِ السُّفْيَانِيِّ فَيَلْتَقِي السُّفْيَانِيُّ بِالْأَبْقَعِ فَيَقْتَتِلُونَ فَيَقْتُلُهُ السُّفْيَانِيُّ وَ مَنْ تَبِعَهُ ثُمَّ يَقْتُلُ الْأَصْهَبَ ثُمَّ لَا يَكُونُ لَهُ هِمَّةٌ إِلَّا الْإِقْبَالَ نَحْوَ الْعِرَاقِ يَمُرُّ جَيْشُهُ بِقِرْقِيسِيَاءَ (4) فَيَقْتَتِلُونَ بِهَا فَيُقْتَلُ بِهَا مِنَ الْجَبَّارِينَ مِائَةُ أَلْفٍ وَ يَبْعَثُ السُّفْيَانِيُّ جَيْشاً إِلَى الْكُوفَةِ وَ عِدَّتُهُمْ سَبْعُونَ أَلْفاً فَيُصِيبُونَ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ قَتْلًا وَ صُلْباً وَ سَبْياً فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ أَقْبَلَتْ رَايَاتٌ مِنْ قِبَلِ خُرَاسَانَ (5) وَ تَطْوِي الْمَنَازِلَ طَيّاً حَثِيثاً وَ مَعَهُمْ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ الْقَائِمِ ثُمَّ يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ مَوَالِي أَهْلِ الْكُوفَةِ فِي ضُعَفَاءَ فَيَقْتُلُهُ (6) أَمِيرُ جَيْشِ السُّفْيَانِيِّ بَيْنَ الْحِيرَةِ وَ الْكُوفَةِ وَ يَبْعَثُ السُّفْيَانِيُّ بَعْثاً إِلَى الْمَدِينَةِ فَيَنْفَرُ الْمَهْدِيُّ مِنْهَا إِلَى مَكَّةَ فَيَبْلُغُ أَمِيرَ جَيْشِ السُّفْيَانِيِّ أَنَّ الْمَهْدِيَّ قَدْ خَرَجَ إِلَى مَكَّةَ فَيَبْعَثُ جَيْشاً عَلَى أَثَرِهِ فَلَا يُدْرِكُهُ حَتَّى يَدْخُلَ مَكَّةَ خائِفاً يَتَرَقَّبُ عَلَى سُنَّةِ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) قَالَ فَيَنْزِلُ أَمِيرُ جَيْشِ السُّفْيَانِيِّ الْبَيْدَاءَ فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ يَا بَيْدَاءُ أَبِيدِي الْقَوْمَ (7) فَيَخْسِفُ بِهِمْ فَلَا يُفْلِتُ مِنْهُمْ إِلَّا ثَلَاثَةُ نَفَرٍ يُحَوِّلُ اللّه وُجُوهَهُمْ إِلَى
ص: 280
أَقْفِيَتِهِمْ وَ هُمْ مِنْ كَلْبٍ وَ فِيهِمْ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ- يا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ آمِنُوا بِما نَزَّلْنا مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّها عَلى أَدْبارِها الْآيَةَ (1).
قَالَ وَ الْقَائِمُ يَوْمَئِذٍ بِمَكَّةَ قَدْ أَسْنَدَ ظَهْرَهُ إِلَى الْبَيْتِ الْحَرَامِ مُسْتَجِيراً بِهِ فَيُنَادِي يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا نَسْتَنْصِرُ اللّه فَمَنْ أَجَابَنَا مِنَ النَّاسِ فَإِنَّا أَهْلُ بَيْتِ نَبِيِّكُمْ مُحَمَّدٍ وَ نَحْنُ أَوْلَى النَّاسِ بِاللَّهِ وَ بِمُحَمَّدٍ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فَمَنْ حَاجَّنِي فِي آدَمَ فَأَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِآدَمَ وَ مَنْ حَاجَّنِي فِي نُوحٍ فَأَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِنُوحٍ وَ مَنْ حَاجَّنِي فِي إِبْرَاهِيمَ فَأَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ وَ مَنْ حَاجَّنِي فِي مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فَأَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِمُحَمَّدٍ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَ مَنْ حَاجَّنِي فِي النَّبِيِّينَ فَأَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِالنَّبِيِّينَ أَ لَيْسَ اللّه يَقُولُ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ- إِنَّ اللّه اصْطَفى آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللّه سَمِيعٌ عَلِيمٌ (2) فَأَنَا بَقِيَّةٌ مِنْ آدَمَ وَ ذَخِيرَةٌ مِنْ نُوحٍ وَ مُصْطَفًى مِنْ إِبْرَاهِيمَ وَ صَفْوَةٌ مِنْ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللّه عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ أَلَا فَمَنْ حَاجَّنِي فِي كِتَابِ اللّه فَأَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِكِتَابِ اللّه أَلَا وَ مَنْ حَاجَّنِي فِي سُنَّةِ رَسُولِ اللّه فَأَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِسُنَّةِ رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فَأَنْشُدُ اللّه مَنْ سَمِعَ كَلَامِي الْيَوْمَ لَمَّا بَلَّغَ الشَّاهِدُ مِنْكُمُ الْغَائِبَ وَ أَسْأَلُكُمْ بِحَقِّ اللّه وَ حَقِّ رَسُولِهِ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَ بِحَقِّي فَإِنَّ لِي عَلَيْكُمْ حَقَّ الْقُرْبَى مِنْ رَسُولِ اللّه إِلَّا أَعَنْتُمُونَا (3) وَ مَنَعْتُمُونَا مِمَّنْ يَظْلِمُنَا فَقَدْ أُخِفْنَا وَ ظُلِمْنَا وَ طُرِدْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَ أَبْنَائِنَا وَ بُغِيَ عَلَيْنَا وَ دُفِعْنَا عَنْ حَقِّنَا وَ افْتَرَى أَهْلُ الْبَاطِلِ عَلَيْنَا (4) فَاللَّهَ اللّه فِينَا لَا تَخْذُلُونَا وَ انْصُرُونَا يَنْصُرْكُمُ اللّه تَعَالَى-
ص: 281
قَالَ فَيَجْمَعُ اللّه عَلَيْهِ أَصْحَابَهُ ثَلَاثَمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا وَ يَجْمَعُهُمُ اللّه لَهُ عَلَى غَيْرِ مِيعَادٍ قَزَعاً كَقَزَعِ الْخَرِيفِ (1) وَ هِيَ يَا جَابِرُ الْآيَةُ الَّتِي ذَكَرَهَا اللّه فِي كِتَابِهِ- أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللّه جَمِيعاً إِنَّ اللّه عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ (2) فَيُبَايِعُونَهُ بَيْنَ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ وَ مَعَهُ عَهْدٌ مِنْ رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قَدْ تَوَارَثَتْهُ الْأَبْنَاءُ عَنِ الْآبَاءِ وَ الْقَائِمُ يَا جَابِرُ رَجُلٌ مِنْ وُلْدِ الْحُسَيْنِ يُصْلِحُ اللّه لَهُ أَمْرَهُ فِي لَيْلَةٍ فَمَا أَشْكَلَ عَلَى النَّاسِ مِنْ ذَلِكَ يَا جَابِرُ فَلَا يُشْكِلَنَّ عَلَيْهِمْ وِلَادَتُهُ مِنْ رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَ وِرَاثَتُهُ الْعُلَمَاءُ عَالِماً بَعْدَ عَالِمٍ فَإِنْ أَشْكَلَ هَذَا كُلُّهُ عَلَيْهِمْ فَإِنَّ الصَّوْتَ مِنَ السَّمَاءِ لَا يُشْكِلُ عَلَيْهِمْ إِذَا نُودِيَ بِاسْمِهِ وَ اسْمِ أَبِيهِ وَ أُمِّهِ (3)
68- حَدَّثَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ أَحْمَدُ بْنُ هَوْذَةَ الْبَاهِلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بْنُ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِيُّ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ يَقُومُ الْقَائِمُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ
هذه العلامات التي ذكرها الأئمة (عَلَيهِم السَّلَامُ) مع كثرتها و اتصال الروايات بها و تواترها و اتفاقها موجبة ألا يظهر القائم إلا بعد مجيئها و كونها إذ كانوا قد أخبروا أن لا بد منها و هم الصادقون حتى إنه قيل لهم نرجو أن يكون ما نؤمل من أمر القائم (عَلَيهِ السَّلَامُ) و لا يكون قبله السفياني فقالوا بلى و اللّه إنه لمن المحتوم الذي لا بد منه.
ثم حققوا كون العلامات الخمس التي أعظم الدلائل و البراهين على ظهور الحق بعدها كما أبطلوا أمر التوقيت و قالوا من روى لكم عنا توقيتا فلا تهابوا أن تكذبوه كائنا من كان فإنا لا نوقت و هذا من أعدل الشواهد على بطلان أمر
ص: 282
كل من ادعى أو ادعي له مرتبة القائم و منزلته و ظهر قبل مجي ء هذه العلامات لا سيما و أحواله كلها شاهدة ببطلان دعوى من يدعي له و نسأل اللّه أن لا يجعلنا ممن يطلب الدنيا بالزخارف في الدين و التمويه على ضعفاء المرتدين و لا يسلبنا ما منحنا به من نور الهدى و ضيائه و جمال الحق و بهائه بمنه و طوله.
1- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ عُقْدَةَ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ التَّيْمُلِيُّ مِنْ كِتَابِهِ فِي صَفَرٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَ سَبْعِينَ وَ مِائَتَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَامِرِ بْنِ رَبَاحٍ الثَّقَفِيُّ عَنْ مُوسَى بْنِ بَكْرٍ عَنْ بَشِيرٍ النَّبَّالِ وَ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْبَنْدَنِيجِيُّ عَنْ عُبَيْدِ اللّه بْنِ مُوسَى الْعَلَوِيِّ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيَى عَنْ بَشِيرِ بْنِ أَبِي أَرَاكَةَ النَّبَّالِ وَ لَفْظُ الْحَدِيثِ عَلَى رِوَايَةِ ابْنِ عُقْدَةَ قَالَ لَمَّا قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ انْتَهَيْتُ إِلَى مَنْزِلِ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ (عَلَيهِما السَّلَامُ) فَإِذَا أَنَا بِبَغْلَتِهِ مُسْرَجَةً بِالْبَابِ فَجَلَسْتُ حِيَالَ الدَّارِ فَخَرَجَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَنَزَلَ عَنِ الْبَغْلَةِ (1) وَ أَقْبَلَ نَحْوِي فَقَالَ مِمَّنِ الرَّجُلُ فَقُلْتُ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ قَالَ مِنْ أَيِّهَا قُلْتُ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ فَقَالَ مَنْ صَحِبَكَ فِي هَذَا الطَّرِيقِ قُلْتُ قَوْمٌ مِنَ الْمُحْدِثَةِ فَقَالَ وَ مَا الْمُحْدِثَةُ قُلْتُ الْمُرْجِئَةُ(2) فَقَالَ وَيْحَ هَذِهِ الْمُرْجِئَةِ إِلَى مَنْ يَلْجَئُونَ غَداً إِذَا قَامَ قَائِمُنَا قُلْتُ إِنَّهُمْ يَقُولُونَ لَوْ قَدْ كَانَ ذَلِكَ كُنَّا وَ أَنْتُمْ فِي الْعَدْلِ سَوَاءٌ فَقَالَ مَنْ تَابَ تَابَ اللّه عَلَيْهِ وَ مَنْ أَسَرَّ نِفَاقاً فَلَا يُبْعِدُ اللّه غَيْرَهُ وَ مَنْ أَظْهَرَ شَيْئاً أَهْرَقَ اللَّهُ
ص: 283
دَمَهُ ثُمَّ قَالَ يَذْبَحُهُمْ وَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ كَمَا يَذْبَحُ الْقَصَّابُ شَاتَهُ وَ أَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى حَلْقِهِ قُلْتُ إِنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّهُ إِذَا كَانَ ذَلِكَ اسْتَقَامَتْ لَهُ الْأُمُورُ فَلَا يُهَرِيقُ مِحْجَمَةَ دَمٍ فَقَالَ كَلَّا وَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ حَتَّى نَمْسَحَ وَ أَنْتُمُ الْعَرَقَ وَ الْعَلَقَ(1) وَ أَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى جَبْهَتِهِ
2- وَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَزْدِيُّ مِنْ كِتَابِهِ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ إِحْدَى وَ سَبْعِينَ وَ مِائَتَيْنِ قَالَ أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الطَّوِيلُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ مُوسَى بْنِ بَكْرٍ الْوَاسِطِيِّ عَنْ بَشِيرٍ النَّبَّالِ قَالَ قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ وَ ذَكَرَ مِثْلَ الْحَدِيثِ الْمُتَقَدِّمِ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ لَمَّا قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) إِنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّ الْمَهْدِيَّ لَوْ قَامَ لَاسْتَقَامَتْ لَهُ الْأُمُورُ عَفْواً وَ لَا يُهَرِيقُ مِحْجَمَةَ دَمٍ فَقَالَ كَلَّا وَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوِ اسْتَقَامَتْ لِأَحَدٍ عَفْواً (2)لَاسْتَقَامَتْ لِرَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) حِينَ أُدْمِيَتْ رَبَاعِيَتُهُ وَ شُجَّ فِي وَجْهِهِ كَلَّا وَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ حَتَّى نَمْسَحَ نَحْنُ وَ أَنْتُمُ الْعَرَقَ وَ الْعَلَقَ ثُمَّ مَسَحَ جَبْهَتَهُ
3- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْبَنْدَنِيجِيُّ عَنْ عُبَيْدِ اللّه بْنِ مُوسَى الْعَلَوِيِّ الْعَبَّاسِيِّ (3)عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُعَاوِيَةَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عِيسَى بْنِ سُلَيْمَانَ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) وَ قَدْ ذَكَرَ الْقَائِمَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) فَقُلْتُ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ أَمْرُهُ فِي سُهُولَةٍ فَقَالَ لَا يَكُونُ ذَلِكَ حَتَّى تَمْسَحُوا الْعَلَقَ وَ الْعَرَقَ
ص: 284
4- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ يُونُسَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ رِبَاطٍ(1) قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَقُولُ إِنَّ أَهْلَ الْحَقِّ لَمْ يَزَالُوا مُنْذُ كَانُوا فِي شِدَّةٍ أَمَا إِنَّ ذَاكَ إِلَى مُدَّةٍ قَرِيبَةٍ وَ عَافِيَةٍ طَوِيلَةٍ وَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْكِنْدِيُّ (2) قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ رِبَاطٍ(3) قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَقُولُ وَ ذَكَرَ مِثْلَهُ
5- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْعَطَّارُ بِقُمَّ(4) قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ الرَّازِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْكُوفِيُّ عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلَّادٍ قَالَ ذُكِرَ الْقَائِمُ عِنْدَ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا (عَلَيهِ السَّلَامُ) فَقَالَ أَنْتُمُ الْيَوْمَ أَرْخَى بَالًا مِنْكُمْ يَوْمَئِذٍ قَالُوا وَ كَيْفَ قَالَ لَوْ قَدْ خَرَجَ قَائِمُنَا (عَلَيهِ السَّلَامُ) لَمْ يَكُنْ إِلَّا الْعَلَقُ وَ الْعَرَقُ وَ النَّوْمُ عَلَى السُّرُوجِ وَ مَا لِبَاسُ الْقَائِمِ (عَلَيهِ السَّلَامُ) إِلَّا الْغَلِيظُ وَ مَا طَعَامُهُ إِلَّا الْجَشِبُ(5)
ص: 285
6- أَخْبَرَنَا سَلَامَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دَاوُدَ الْقُمِّيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) قَالَ سَأَلَ نُوحٌ (عَلَيهِ السَّلَامُ) رَبَّهُ أَنْ يُنْزِلَ عَلَى قَوْمِهِ الْعَذَابَ فَأَوْحَى اللّه إِلَيْهِ أَنْ يَغْرِسَ نَوَاةً مِنَ النَّخْلِ فَإِذَا بَلَغَتْ فَأَثْمَرَتْ وَ أَكَلَ مِنْهَا أَهْلَكَ قَوْمَهُ وَ أَنْزَلَ عَلَيْهِمُ الْعَذَابَ فَغَرَسَ نُوحٌ النَّوَاةَ وَ أَخْبَرَ أَصْحَابَهُ بِذَلِكَ فَلَمَّا بَلَغَتِ النَّخْلَةُ وَ أَثْمَرَتْ وَ اجْتَنَى نُوحٌ مِنْهَا وَ أَكَلَ وَ أَطْعَمَ أَصْحَابَهُ قَالُوا لَهُ يَا نَبِيَّ اللّه الْوَعْدَ الَّذِي وَعَدْتَنَا فَدَعَا نُوحٌ رَبَّهُ وَ سَأَلَ الْوَعْدَ الَّذِي وَعَدَهُ فَأَوْحَى إِلَيْهِ أَنْ يُعِيدَ الْغَرْسَ ثَانِيَةً حَتَّى إِذَا بَلَغَ النَّخْلُ وَ أَثْمَرَ وَ أَكَلَ مِنْهُ أَنْزَلَ عَلَيْهِمُ الْعَذَابَ فَأَخَبَرَ نُوحٌ (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَصْحَابَهُ بِذَلِكَ فَصَارُوا ثَلَاثَ فِرَقٍ فِرْقَةٌ ارْتَدَّتْ وَ فِرْقَةٌ نَافَقَتْ وَ فِرْقَةٌ ثَبَتَتْ مَعَ نُوحٍ فَفَعَلَ نُوحٌ ذَلِكَ حَتَّى إِذَا بَلَغَتِ النَّخْلَةُ وَ أَثْمَرَتْ وَ أَكَلَ مِنْهَا نُوحٌ وَ أَطْعَمَ أَصْحَابَهُ قَالُوا يَا نَبِيَّ اللّه الْوَعْدَ الَّذِي وَعَدْتَنَا فَدَعَا نُوحٌ رَبَّهُ فَأَوْحَى إِلَيْهِ أَنْ يَغْرِسَ الْغَرْسَةَ الثَّالِثَةَ فَإِذَا بَلَغَ وَ أَثْمَرَ أَهْلَكَ قَوْمَهُ فَأَخْبَرَ أَصْحَابَهُ فَافْتَرَقَ الْفِرْقَتَانِ ثَلَاثَ فِرَقٍ(1) فِرْقَةٌ ارْتَدَّتْ وَ فِرْقَةٌ نَافَقَتْ وَ فِرْقَةٌ ثَبَتَتْ مَعَهُ حَتَّى فَعَلَ نُوحٌ ذَلِكَ عَشْرَ مَرَّاتٍ وَ فَعَلَ اللّه ذَلِكَ بِأَصْحَابِهِ الَّذِينَ يَبْقَوْنَ مَعَهُ فَيَفْتَرِقُونَ كُلُّ فِرْقَةٍ ثَلَاثَ فِرَقٍ عَلَى ذَلِكَ فَلَمَّا كَانَ فِي الْعَاشِرَةِ جَاءَ إِلَيْهِ رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِهِ الْخَاصَّةِ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالُوا يَا نَبِيَّ اللّه فَعَلْتَ بِنَا مَا وَعَدْتَ أَوْ لَمْ تَفْعَلْ فَأَنْتَ صَادِقٌ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ لَا نَشُكُّ فِيكَ وَ لَوْ فَعَلْتَ ذَلِكَ بِنَا(2) قَالَ فَعِنْدَ ذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِمْ أَهْلَكَهُمُ اللّه لِقَوْلِ نُوحٍ وَ أَدْخَلَ الْخَاصَّ مَعَهُ فِي السَّفِينَةِ فَنَجَّاهُمُ اللّه تَعَالَى وَ نَجَّى نُوحاً مَعَهُمْ بَعْدَ مَا صَفَوْا وَ هُذِّبُوا وَ ذَهَبَ الْكَدَرُ مِنْهُمْ(3)
7- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ يُونُسَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ أَحْمَدُ بْنُ
ص: 286
هَوْذَةَ الْبَاهِلِيُّ (1)قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بْنُ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِيُّ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) بِالطَّوَافِ فَنَظَرَ إِلَيَّ وَ قَالَ لِي يَا مُفَضَّلُ مَا لِي أَرَاكَ مَهْمُوماً مُتَغَيِّرَ اللَّوْنِ قَالَ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ نَظَرِي إِلَى بَنِي الْعَبَّاسِ وَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ مِنْ هَذَا الْمُلْكِ وَ السُّلْطَانِ وَ الْجَبَرُوتِ فَلَوْ كَانَ ذَلِكَ لَكُمْ لَكُنَّا فِيهِ مَعَكُمْ فَقَالَ يَا مُفَضَّلُ أَمَا لَوْ كَانَ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ إِلَّا سِيَاسَةُ اللَّيْلِ وَ سَبَاحَةُ النَّهَارِ (2)وَ أَكْلُ الْجَشِبِ وَ لُبْسُ الْخَشِنِ شِبْهَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) وَ إِلَّا فَالنَّارُ(3) فَزُوِيَ ذَلِكَ عَنَّا فَصِرْنَا نَأْكُلُ وَ نَشْرَبُ وَ هَلْ رَأَيْتَ ظُلَامَةً جَعَلَهَا اللّه نِعْمَةً مِثْلَ هَذَا!(4)
8- أَخْبَرَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بْنُ حَمَّادٍ (5) عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) فِي بَيْتِهِ وَ الْبَيْتُ غَاصٌّ بِأَهْلِهِ فَأَقْبَلَ النَّاسُ يَسْأَلُونَهُ فَلَا يَسْأَلُ عَنْ شَيْ ءٍ إِلَّا أَجَابَ فِيهِ
ص: 287
فَبَكَيْتُ مِنْ نَاحِيَةِ الْبَيْتِ فَقَالَ مَا يُبْكِيكَ يَا عَمْرُو قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ كَيْفَ لَا أَبْكِي وَ هَلْ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ مِثْلُكَ وَ الْبَابُ مُغْلَقٌ عَلَيْكَ وَ السِّتْرُ مُرْخًى عَلَيْكَ فَقَالَ لَا تَبْكِ يَا عَمْرُو نَأْكُلُ أَكْثَرَ الطَّيِّبِ وَ نَلْبَسُ اللَّيِّنَ وَ لَوْ كَانَ الَّذِي تَقُولُ لَمْ يَكُنْ إِلَّا أَكْلُ الْجَشِبِ وَ لُبْسُ الْخَشِنِ مِثْلَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) وَ إِلَّا فَمُعَالَجَةُ الْأَغْلَالِ فِي النَّارِ(1) ".
1- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يُوسُفَ وَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) قَالَ قُلْتُ لَهُ مَا لِهَذَا الْأَمْرِ أَمَدٌ يُنْتَهَى إِلَيْهِ وَ يُرِيحُ أَبْدَانَنَا (2)قَالَ بَلَى وَ لَكِنَّكُمْ أَذَعْتُمْ فَأَخَّرَهُ اللَّهُ
2- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ يُونُسَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْخَثْعَمِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي الضُّرَيْسُ عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْكَابُلِيِّ قَالَ لَمَّا مَضَى عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) دَخَلْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَاقِرِ (عَلَيهِما السَّلَامُ) فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَدْ عَرَفْتَ انْقِطَاعِي إِلَى أَبِيكَ وَ أُنْسِي بِهِ وَ وَحْشَتِي مِنَ النَّاسِ قَالَ صَدَقْتَ يَا أَبَا خَالِدٍ فَتُرِيدُ مَا ذَا قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ لَقَدْ وَصَفَ لِي أَبُوكَ صَاحِبَ هَذَا الْأَمْرِ بِصِفَةٍ لَوْ رَأَيْتُهُ فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ لَأَخَذْتُ بِيَدِهِ قَالَ فَتُرِيدُ مَا ذَا يَا أَبَا خَالِدٍ قُلْتُ أُرِيدُ أَنْ تُسَمِّيَهُ لِي حَتَّى أَعْرِفَهُ بِاسْمِهِ فَقَالَ سَأَلْتَنِي وَ اللّه يَا أَبَا خَالِدٍ عَنْ سُؤَالٍ مُجْهِدٍ وَ لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ أَمْرٍ مَا كُنْتُ مُحَدِّثاً بِهِ أَحَداً وَ لَوْ كُنْتُ مُحَدِّثاً بِهِ أَحَداً لَحَدَّثْتُكَ وَ لَقَدْ
ص: 288
سَأَلْتَنِي عَنْ أَمْرٍ لَوْ أَنَّ بَنِي فَاطِمَةَ عَرَفُوهُ حَرَصُوا عَلَى أَنْ يَقْطَعُوهُ بَضْعَةً بَضْعَةً(1).
3- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُبَيْدِ اللّه بْنِ مُوسَى الْعَبَّاسِيِّ (2)عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَا مُحَمَّدُ مَنْ أَخْبَرَكَ عَنَّا تَوْقِيتاً فَلَا تَهَابَنَّ أَنْ تُكَذِّبَهُ فَإِنَّا لَا نُوَقِّتُ لِأَحَدٍ وَقْتاً
4- أَخْبَرَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ أَحْمَدُ بْنُ هَوْذَةَ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِيُّ بِنَهَاوَنْدَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ سَبْعِينَ وَ مِائَتَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بْنُ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِيُّ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ تِسْعٍ وَ عِشْرِينَ وَ مِائَتَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بْنُ سِنَانٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (عَلَيهِما السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ أَبَى اللّه إِلَّا أَنْ يُخْلِفَ وَقْتَ الْمُوَقِّتِينَ
5- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُبَيْدِ اللّه بْنِ مُوسَى الْعَلَوِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْقَلَانِسِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَضْرَمِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَقُولُ إِنَّا لَا نُوَقِّتُ هَذَا الْأَمْرَ
6- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْعَطَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ الرَّازِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْكُوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بْنُ جَبَلَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) قَالَ قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَتَى خُرُوجُ الْقَائِمِ (عَلَيهِ السَّلَامُ) فَقَالَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ لَا نُوَقِّتُ وَ قَدْ
ص: 289
قَالَ مُحَمَّدٌ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) كَذَبَ الْوَقَّاتُونَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنَّ قُدَّامَ هَذَا الْأَمْرِ خَمْسَ عَلَامَاتٍ أُولَاهُنَّ النِّدَاءُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ وَ خُرُوجُ السُّفْيَانِيِّ وَ خُرُوجُ الْخُرَاسَانِيِّ وَ قَتْلُ النَّفْسِ الزَّكِيَّةِ وَ خَسْفٌ بِالْبَيْدَاءِ(1) ثُمَّ قَالَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنَّهُ لَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ قُدَّامَ ذَلِكَ الطَّاعُونَانِ الطَّاعُونُ الْأَبْيَضُ وَ الطَّاعُونُ الْأَحْمَرُ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ أَيُّ شَيْ ءٍ هُمَا فَقَالَ أَمَّا الطَّاعُونُ الْأَبْيَضُ فَالْمَوْتُ الْجَارِفُ(2) وَ أَمَّا الطَّاعُونُ الْأَحْمَرُ فَالسَّيْفُ وَ لَا يَخْرُجُ الْقَائِمُ حَتَّى يُنَادَى بِاسْمِهِ مِنْ جَوْفِ السَّمَاءِ فِي لَيْلَةِ ثَلَاثٍ وَ عِشْرِينَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ لَيْلَةِ جُمُعَةٍ قُلْتُ بِمَ يُنَادَى قَالَ بِاسْمِهِ وَ اسْمِ أَبِيهِ أَلَا إِنَّ فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ قَائِمُ آلِ مُحَمَّدٍ فَاسْمَعُوا لَهُ وَ أَطِيعُوهُ فَلَا يَبْقَى شَيْ ءٌ خَلَقَ اللّه فِيهِ الرُّوحَ إِلَّا يَسْمَعُ الصَّيْحَةَ فَتُوقِظُ النَّائِمَ وَ يَخْرُجُ إِلَى صَحْنِ دَارِهِ وَ تُخْرِجُ الْعَذْرَاءَ مِنْ خِدْرِهَا وَ يَخْرُجُ الْقَائِمُ مِمَّا يَسْمَعُ وَ هِيَ صَيْحَةُ جَبْرَئِيلَ (عَلَيهِ السَّلَامُ).
7- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُبَيْدِ اللّه بْنِ مُوسَى عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ (3)قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ يُونُسَ الْحَنَفِيُّ (4)قَالَ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَرَاسَةَ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَزَوَّرِ (5) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ قَالَ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ
ص: 290
رَضِيَ اللّه عَنْهُ يَقُولُ إِنَّ قَبْلَ رَايَاتِنَا رَايَةً لِآلِ جَعْفَرٍ وَ أُخْرَى لِآلِ مِرْدَاسٍ فَأَمَّا رَايَةُ آلِ جَعْفَرٍ فَلَيْسَتْ بِشَيْ ءٍ وَ لَا إِلَى شَيْ ءٍ فَغَضِبْتُ وَ كُنْتُ أَقْرَبَ النَّاسِ إِلَيْهِ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ قَبْلَ رَايَاتِكُمْ رَايَاتٍ قَالَ إِي وَ اللّه إِنَّ لِبَنِي مِرْدَاسٍ (1)مُلْكاً مُوَطَّداً لَا يَعْرِفُونَ فِي سُلْطَانِهِمْ شَيْئاً مِنَ الْخَيْرِ سُلْطَانُهُمْ عُسْرٌ لَيْسَ فِيهِ يُسْرٌ يُدْنُونَ فِيهِ الْبَعِيدَ وَ يُقْصُونَ فِيهِ الْقَرِيبَ حَتَّى إِذَا أَمِنُوا مَكْرَ اللّه وَ عِقَابَهُ (2)صِيحَ بِهِمْ صَيْحَةً لَمْ يَبْقَ لَهُمْ رَاعٍ يَجْمَعُهُمْ وَ لَا دَاعٍ يُسْمِعُهُمْ وَ لَا جَمَاعَةٌ(3) يَجْتَمِعُونَ إِلَيْهَا وَ قَدْ ضَرَبَهُمُ اللَّهُ
ص: 291
مَثَلًا فِي كِتَابِهِ(1) حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها وَ ازَّيَّنَتْ وَ ظَنَّ أَهْلُها أَنَّهُمْ قادِرُونَ عَلَيْها أَتاها أَمْرُنا لَيْلًا أَوْ نَهاراً الْآيَةَ (2)ثُمَّ حَلَفَ مُحَمَّدُ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ بِاللَّهِ إِنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِيهِمْ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ لَقَدْ حَدَّثْتَنِي عَنْ هَؤُلَاءِ بِأَمْرٍ عَظِيمٍ فَمَتَى يَهْلِكُونَ فَقَالَ وَيْحَكَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللّه خَالَفَ عِلْمُهُ وَقْتَ الْمُوَقِّتِينَ إِنَّ مُوسَى (عَلَيهِ السَّلَامُ) وَعَدَ قَوْمَهُ ثَلَاثِينَ يَوْماً وَ كَانَ فِي عِلْمِ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ زِيَادَةُ عَشَرَةِ أَيَّامٍ لَمْ يُخْبِرْ بِهَا مُوسَى فَكَفَرَ قَوْمُهُ وَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ لَمَّا جَازَ عَنْهُمُ الْوَقْتُ وَ إِنَّ يُونُسَ وَعَدَ قَوْمَهُ الْعَذَابَ وَ كَانَ فِي عِلْمِ اللّه أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَ كَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَا قَدْ عَلِمْتَ وَ لَكِنْ إِذَا رَأَيْتَ الْحَاجَةَ قَدْ ظَهَرَتْ وَ قَالَ الرَّجُلُ بِتُّ اللَّيْلَةَ بِغَيْرِ عَشَاءٍ وَ حَتَّى يَلْقَاكَ الرَّجُلُ بِوَجْهٍ ثُمَّ يَلْقَاكَ بِوَجْهٍ آخَرَ قُلْتُ هَذِهِ الْحَاجَةُ قَدْ عَرَفْتُهَا فَمَا الْأُخْرَى وَ أَيُّ شَيْ ءٍ هِيَ قَالَ يَلْقَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ فَإِذَا جِئْتَ تَسْتَقْرِضُهُ قَرْضاً لَقِيَكَ بِغَيْرِ ذَلِكَ الْوَجْهِ فَعِنْدَ ذَلِكَ تَقَعُ الصَّيْحَةُ مِنْ قَرِيبٍ
8- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ ابْنُ عُقْدَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ قَيْسِ بْنِ رُمَّانَةَ الْأَشْعَرِيُّ وَ سَعْدَانُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ سَعِيدٍ وَ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْقَطَوَانِيُّ قَالُوا جَمِيعاً حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مَحْبُوبٍ الزَّرَّادُ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ الصَّيْرَفِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَقُولُ قَدْ كَانَ لِهَذَا الْأَمْرِ وَقْتٌ (3)وَ كَانَ فِي سَنَةِ أَرْبَعِينَ وَ مِائَةٍ (4)فَحَدَّثْتُمْ بِهِ وَ أَذَعْتُمُوهُ فَأَخَّرَهُ اللّه عَزَّ وَ جَلَ
9- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ
ص: 292
إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَا أَبَا إِسْحَاقَ إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ قَدْ أُخِّرَ مَرَّتَيْنِ(1).
10- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْكُلَيْنِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ وَ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ الْبَاقِرَ (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) يَقُولُ يَا ثَابِتُ إِنَّ اللّه تَعَالَى قَدْ كَانَ وَقَّتَ هَذَا الْأَمْرَ فِي سَنَةِ السَّبْعِينَ (2)فَلَمَّا قُتِلَ الْحُسَيْنُ (عَلَيهِ السَّلَامُ) اشْتَدَّ غَضَبُ اللّه (3)فَأَخَّرَهُ إِلَى أَرْبَعِينَ وَ مِائَةٍ فَحَدَّثْنَاكُمْ بِذَلِكَ فَأَذَعْتُمْ وَ كَشَفْتُمْ قِنَاعَ السِّتْرِ فَلَمْ يَجْعَلِ اللّه لِهَذَا الْأَمْرِ بَعْدَ ذَلِكَ وَقْتاً عِنْدَنَا وَ يَمْحُوا اللّه ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ قَالَ أَبُو حَمْزَةَ فَحَدَّثْتُ بِذَلِكَ أَبَا عَبْدِ اللّه الصَّادِقَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) فَقَالَ قَدْ كَانَ ذَلِكَ(4).
ص: 293
11- وَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِيرٍ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ مِهْزَمٌ فَقَالَ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَخْبِرْنِي عَنْ هَذَا الْأَمْرِ الَّذِي نَنْتَظِرُهُ مَتَى هُوَ فَقَالَ يَا مِهْزَمُ كَذَبَ الْوَقَّاتُونَ وَ هَلَكَ الْمُسْتَعْجِلُونَ وَ نَجَا الْمُسَلِّمُونَ
12- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ عَنْ عِدَّةٍ مِنْ شُيُوخِهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الْقَائِمِ (عَلَيهِ السَّلَامُ) فَقَالَ كَذَبَ الْوَقَّاتُونَ إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ لَا نُوَقِّتُ ثُمَّ قَالَ أَبَى اللّه إِلَّا أَنْ يُخْلِفَ وَقْتَ الْمُوَقِّتِينَ
13- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْخَزَّازِ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ عَمْرٍو الْخَثْعَمِيِّ عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) قَالَ قُلْتُ لَهُ لِهَذَا الْأَمْرِ وَقْتٌ فَقَالَ كَذَبَ الْوَقَّاتُونَ كَذَبَ الْوَقَّاتُونَ إِنَّ مُوسَى (عَلَيهِ السَّلَامُ) لَمَّا خَرَجَ وَافِداً إِلَى رَبِّهِ وَاعَدَهُمْ ثَلَاثِينَ يَوْماً فَلَمَّا زَادَهُ اللّه عَلَى الثَّلَاثِينَ عَشْراً قَالَ قَوْمُهُ قَدْ أَخْلَفَنَا مُوسَى فَصَنَعُوا مَا صَنَعُوا فَإِذَا حَدَّثْنَاكُمْ بِحَدِيثٍ فَجَاءَ عَلَى مَا حَدَّثْنَاكُمْ بِهِ فَقُولُوا صَدَقَ اللّه وَ إِذَا حَدَّثْنَاكُمْ
ص: 294
بِحَدِيثٍ فَجَاءَ عَلَى خِلَافِ مَا حَدَّثْنَاكُمْ بِهِ فَقُولُوا صَدَقَ اللّه تُؤْجَرُوا مَرَّتَيْنِ(1).
14- وَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى وَ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِيسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنِ السَّيَّارِيّ(2)" تربى بالامانى " على بناء المفعول من باب التفعيل من التربية، أى تصلح أحوالهم وتثبت قلوبهم على الحق بالامانى بأن يقال لهم: الفرج ما أقربه وما أعجله، فان كل ما هو آت فهو قريب، كما قال تعالى: " اقتربت الساعة ".
والامانى جمع الامنية وهو رجاء المحبوب أو الوعد به.
(المرآة) وقوله " منذ مائتى سنة " أى منذ القرنين فلا اشكال بان يكون زمانه (عَلَيهِ السَّلَامُ) كان أنقص من المائتين بكثير لان قواعد أهل الحساب اتمام الكسور اذا كانت ازيد من النصف واسقاطها اذا كانت أقل منه.(3)يعنى قال السيارى، أوالحسين بن على بن يقطين.(4)قوله " يعنى " من كلام المؤلف وليس في الكافى.(5)كان يقطين من شيعة بنى العباس، وابنه على كان من شيعة أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ)، وحاصل كلام يقطين ان أئمتكم قالوا في خلافة بنى العباس وأخبروا عن كونها قبل كونها< فكانت كما قالوا، وقالوا لكم في الفرج وقربه وظهور الحق فلم يقع كما قالوا.
وحاصل جواب ابنه أن كليهما من مخرج واحد الا أن ما قالوا فيكم حضر وقته وما قالوا لنا لم يحضر وقته فاخبروكم بمحضه أى من غير ابهام واجمال، وأخبرونا مجملا بدون تعيين الوقت.
" فعللنا " على بناء المجهول من قولهم " علل الصبى بطعام أوغيره " اذا شغله به.
وهذا الجواب متين أخذه على عن موسى بن جعفر (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) كما رواه الصدوق في العلل باسناده عن على بن يقطين قال: قلت لابى الحسن موسى (عَلَيهِ السَّلَامُ): " ما بال ما روى فيكم من الملاحم ليس كما روى؟ وما روى في أعاديكم قد صح؟ فقال (عَلَيهِ السَّلَامُ): ان الذى خرج في أعدائنا كان من الحق فكان كما قيل، وأنتم عللتم بالامانى فخرجاليكم كما خرج ".
إلى مائتي سنة أو ثلاثمائة سنة لقست القلوب و لرجع عامة الناس عن الإيمان إلى الإسلام (1) و لكن قالوا ما أسرعه و ما أقربه تألفا لقلوب الناس و تقريبا للفرج
15- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْأَنْبَارِيِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مِهْزَمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) قَالَ ذَكَرْنَا عِنْدَهُ مُلُوكَ آلِ فُلَانٍ (2)فَقَالَ إِنَّمَا هَلَكَ النَّاسُ مِنِ اسْتِعْجَالِهِمْ لِهَذَا الْأَمْرِ (3)إِنَّ اللّه لَا يَعْجَلُ لِعَجَلَةِ الْعِبَادِ إِنَّ لِهَذَا الْأَمْرِ (4) غَايَةً يُنْتَهَى إِلَيْهَا فَلَوْ قَدْ بَلَغُوهَا لَمْ يَسْتَقْدِمُوا سَاعَةً وَ لَمْ يَسْتَأْخِرُوا
1- أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ بْنِ عُقْدَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
ص: 296
الْمُفَضَّلِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ زُرَارَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَقُولُ إِنَّ قَائِمَنَا إِذَا قَامَ اسْتَقْبَلَ مِنْ جَهْلِ النَّاسِ أَشَدَّ مِمَّا اسْتَقْبَلَهُ رَسُولُ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) مِنْ جُهَّالِ الْجَاهِلِيَّةِ قُلْتُ وَ كَيْفَ ذَاكَ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) أَتَى النَّاسَ وَ هُمْ يَعْبُدُونَ الْحِجَارَةَ وَ الصُّخُورَ وَ الْعِيدَانَ (1)وَ الْخُشُبَ الْمَنْحُوتَةَ وَ إِنَّ قَائِمَنَا إِذَا قَامَ أَتَى النَّاسَ وَ كُلُّهُمْ يَتَأَوَّلُ عَلَيْهِ كِتَابَ اللّه يَحْتَجُّ عَلَيْهِ بِهِ ثُمَّ قَالَ أَمَا وَ اللّه لَيَدْخُلَنَّ عَلَيْهِمْ عَدْلُهُ جَوْفَ بُيُوتِهِمْ كَمَا يَدْخُلُ الْحَرُّ وَ الْقُرُّ(2).
2- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ يُونُسَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَقُولُ إِنَّ صَاحِبَ هَذَا الْأَمْرِ لَوْ قَدْ ظَهَرَ لَقِيَ مِنَ النَّاسِ مِثْلَ مَا لَقِيَ رَسُولُ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَ أَكْثَرَ
3- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ قَالَ حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ الْكُوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمِيثَمِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ (3)عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ الْقَائِمُ (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَلْقَى فِي حَرْبِهِ مَا لَمْ يَلْقَ رَسُولُ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) إِنَّ رَسُولَ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) أَتَاهُمْ وَ هُمْ يَعْبُدُونَ حِجَارَةً مَنْقُورَةً (4)وَ خُشُباً مَنْحُوتَةً وَ إِنَّ الْقَائِمَ يَخْرُجُونَ عَلَيْهِ فَيَتَأَوَّلُونَ عَلَيْهِ كِتَابَ اللّه وَ يُقَاتِلُونَهُ عَلَيْهِ(5).
ص: 297
4- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللّه بْنُ مُوسَى الْعَلَوِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ قُتَيْبَةَ الْأَعْشَى عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ قَالَ سَمِعْتُ
ص: 298
أَبَا عَبْدِ اللّه جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) يَقُولُ إِذَا ظَهَرَتْ رَايَةُ الْحَقِّ لَعَنَهَا أَهْلُ الْمَشْرِقِ وَ أَهْلُ الْمَغْرِبِ أَ تَدْرِي لِمَ ذَاكَ قُلْتُ لَا قَالَ لِلَّذِي يَلْقَى النَّاسُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ قَبْلَ خُرُوجِهِ
5- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللّه قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ قُتَيْبَةَ الْأَعْشَى عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ إِذَا رُفِعَتْ رَايَةُ الْحَقِّ لَعَنَهَا أَهْلُ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ قُلْتُ لَهُ مِمَّ ذَلِكَ قَالَ مِمَّا يَلْقَوْنَ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ
6- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُبَيْدِ اللّه بْنِ مُوسَى وَ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْأَعْلَمِ قَالا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَدَقَةَ وَ ابْنِ أُذَيْنَةَ الْعَبْدِيِّ وَ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ جَمِيعاً عَنْ يَعْقُوبَ السَّرَّاجِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَقُولُ ثَلَاثَ عَشْرَةَ مَدِينَةً وَ طَائِفَةً يُحَارِبُ الْقَائِمُ أَهْلَهَا وَ يُحَارِبُونَهُ أَهْلُ مَكَّةَ وَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ وَ أَهْلُ الشَّامِ وَ بَنُو أُمَيَّةَ وَ أَهْلُ الْبَصْرَةِ وَ أَهْلُ دَسْتُمِيسَانَ (1)وَ الْأَكْرَادُ وَ الْأَعْرَابُ وَ ضَبَّةُ وَ غَنِيٌّ وَ بَاهِلَةُ وَ أَزْدٌ وَ أَهْلُ الرَّيِ
1- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ بْنِ عُقْدَةَ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ بْنِ
ص: 299
إِبْرَاهِيمَ بْنِ قَيْسِ بْنِ رُمَّانَةَ مِنْ كِتَابِهِ فِي رَجَبٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَ سِتِّينَ وَ مِائَتَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ قَالَ حَدَّثَنَا ثَعْلَبَةُ بْنُ مَيْمُونٍ أَبُو إِسْحَاقَ عَنْ عِيسَى بْنِ أَعْيَنَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ السُّفْيَانِيُّ مِنَ الْمَحْتُومِ وَ خُرُوجُهُ فِي رَجَبٍ وَ مِنْ أَوَّلِ خُرُوجِهِ إِلَى آخِرِهِ خَمْسَةَ عَشَرَ شَهْراً سِتَّةُ أَشْهُرٍ يُقَاتِلُ فِيهَا فَإِذَا مَلَكَ الْكُوَرَ الْخَمْسَ مَلَكَ تِسْعَةَ أَشْهُرٍ وَ لَمْ يَزِدْ عَلَيْهَا يَوْماً
2- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ حَازِمٍ مِنْ كِتَابِهِ قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْسُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ الْأَحْوَلِ عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ جَبَلَةَ عَنْ عِيسَى بْنِ أَعْيَنَ عَنْ مُعَلَّى بْنِ خُنَيْسٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَقُولُ مِنَ الْأَمْرِ مَحْتُومٌ وَ مِنْهُ مَا لَيْسَ بِمَحْتُومٍ وَ مِنَ الْمَحْتُومِ خُرُوجُ السُّفْيَانِيِّ فِي رَجَبٍ
3- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ ابْنُ عُقْدَةَ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ التَّيْمُلِيُّ فِي صَفَرٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَ سَبْعِينَ وَ مِائَتَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْخَزَّازِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ الْبَاقِرَ (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) يَقُولُ اتَّقُوا اللّه وَ اسْتَعِينُوا عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِالْوَرَعِ وَ الِاجْتِهَادِ فِي طَاعَةِ اللّه فَإِنَّ أَشَدَّ مَا يَكُونُ أَحَدُكُمْ اغْتِبَاطاً بِمَا هُوَ فِيهِ مِنَ الدِّينِ لَوْ قَدْ صَارَ فِي حَدِّ الْآخِرَةِ وَ انْقَطَعَتِ الدُّنْيَا عَنْهُ فَإِذَا صَارَ فِي ذَلِكَ الْحَدِّ عَرَفَ أَنَّهُ قَدِ اسْتَقْبَلَ النَّعِيمَ وَ الْكَرَامَةَ مِنَ اللّه وَ الْبُشْرَى بِالْجَنَّةِ وَ أَمِنَ مِمَّا كَانَ يَخَافُ وَ أَيْقَنَ أَنَّ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ هُوَ الْحَقُّ وَ أَنَّ مَنْ خَالَفَ دِينَهُ عَلَى بَاطِلٍ وَ أَنَّهُ هَالِكٌ فَأَبْشِرُوا ثُمَّ أَبْشِرُوا بِالَّذِي تُرِيدُونَ أَ لَسْتُمْ تَرَوْنَ أَعْدَاءَكُمْ يَقْتَتِلُونَ فِي مَعَاصِي اللّه وَ يَقْتُلُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً عَلَى الدُّنْيَا دُونَكُمْ وَ أَنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ آمِنُونَ فِي عُزْلَةٍ عَنْهُمْ وَ كَفَى بِالسُّفْيَانِيِّ نَقِمَةً لَكُمْ(1) مِنْ عَدُوِّكُمْ وَ هُوَ مِنَ الْعَلَامَاتِ لَكُمْ مَعَ أَنَّ الْفَاسِقَ لَوْ قَدْ خَرَجَ لَمَكَثْتُمْ شَهْراً أَوْ شَهْرَيْنِ بَعْدَ خُرُوجِهِ لَمْ يَكُنْ عَلَيْكُمْ بَأْسٌ حَتَّى يَقْتُلَ خَلْقاً كَثِيراً دُونَكُمْ فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ فَكَيْفَ نَصْنَعُ بِالْعِيَالِ إِذَا كَانَ ذَلِكَ قَالَ يَتَغَيَّبُ الرِّجَالُ(2)
ص: 300
مِنْكُمْ عَنْهُ فَإِنَّ حَنَقَهُ وَ شَرَهَهُ (1) إِنَّمَا هِيَ عَلَى شِيعَتِنَا وَ أَمَّا النِّسَاءُ فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ بَأْسٌ إِنْ شَاءَ اللّه تَعَالَى قِيلَ فَإِلَى أَيْنَ مَخْرَجُ الرِّجَالِ وَ يَهْرُبُونَ مِنْهُ فَقَالَ مَنْ أَرَادَ مِنْهُمْ أَنْ يَخْرُجَ يَخْرُجْ إِلَى الْمَدِينَةِ أَوْ إِلَى مَكَّةَ أَوْ إِلَى بَعْضِ الْبُلْدَانِ ثُمَّ قَالَ مَا تَصْنَعُونَ بِالْمَدِينَةِ وَ إِنَّمَا يَقْصِدُ جَيْشُ الْفَاسِقِ إِلَيْهَا وَ لَكِنْ عَلَيْكُمْ بِمَكَّةَ فَإِنَّهَا مَجْمَعُكُمْ وَ إِنَّمَا فِتْنَتُهُ حَمْلُ امْرَأَةٍ تِسْعَةُ أَشْهُرٍ (2)وَ لَا يَجُوزُهَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ
4- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَعْيَنَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَعْيَنَ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) فَجَرَى ذِكْرُ الْقَائِمِ (عَلَيهِ السَّلَامُ) فَقُلْتُ لَهُ أَرْجُو أَنْ يَكُونَ عَاجِلًا وَ لَا يَكُونَ سُفْيَانِيٌّ فَقَالَ لَا وَ اللّه إِنَّهُ لَمِنَ الْمَحْتُومِ الَّذِي لَا بُدَّ مِنْهُ
5- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْأَصَمِّ عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ (عَلَيهِما السَّلَامُ) فِي قَوْلِهِ تَعَالَى ثُمَّ قَضى أَجَلًا وَ أَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ(3) فَقَالَ إِنَّهُمَا أَجَلَانِ أَجَلٌ مَحْتُومٌ وَ أَجَلٌ مَوْقُوفٌ فَقَالَ لَهُ حُمْرَانُ مَا الْمَحْتُومُ قَالَ الَّذِي للّه فِيهِ الْمَشِيئَةُ قَالَ حُمْرَانُ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ أَجَلُ السُّفْيَانِيِّ مِنَ الْمَوْقُوفِ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) لَا وَ اللّه إِنَّهُ لَمِنَ الْمَحْتُومِ
6- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَزْدِيُّ مِنْ كِتَابِهِ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ إِحْدَى وَ سَبْعِينَ وَ مِائَتَيْنِ قَالَ حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الطَّوِيلُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمٍ عَنْ مُوسَى بْنِ بَكْرٍ عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) قَالَ إِنَّ مِنَ الْأُمُورِ أُمُوراً مَوْقُوفَةً وَ أُمُوراً مَحْتُومَةً وَ إِنَّ السُّفْيَانِيَّ مِنَ الْمَحْتُومِ الَّذِي لَا بُدَّ مِنْهُ
ص: 301
7- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ قَالَ حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ حَدَّثَنِي عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ حَدَّثَنَا خَلَّادٌ الصَّائِغُ (1)عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ السُّفْيَانِيُّ لَا بُدَّ مِنْهُ وَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا فِي رَجَبٍ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ يَا أَبَا عَبْدِ اللّه إِذَا خَرَجَ فَمَا حَالُنَا قَالَ إِذَا كَانَ ذَلِكَ فَإِلَيْنَا(2)
8- حَدَّثَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ أَحْمَدُ بْنُ هَوْذَةَ الْبَاهِلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِيُّ بِنَهَاوَنْدَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ سَبْعِينَ وَ مِائَتَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللّه بْنُ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِيُّ سَنَةَ تِسْعٍ وَ عِشْرِينَ وَ مِائَتَيْنِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ (3)عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ الْبَاقِرَ (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) عَنِ السُّفْيَانِيِّ فَقَالَ وَ أَنَّى لَكُمْ بِالسُّفْيَانِيِّ حَتَّى يَخْرُجَ قَبْلَهُ الشَّيْصَبَانِيُّ يَخْرُجُ مِنْ أَرْضِ كُوفَانَ يَنْبُعُ كَمَا يَنْبُعُ الْمَاءُ فَيَقْتُلُ وَفْدَكُمْ فَتَوَقَّعُوا بَعْدَ ذَلِكَ السُّفْيَانِيَّ وَ خُرُوجَ الْقَائِمِ ع
9- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَسَارٍ الثَّوْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ رَاشِدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ زَامَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) بَيْنَ مَكَّةَ وَ الْمَدِينَةِ فَقَالَ لِي يَوْماً يَا عَلِيُّ لَوْ أَنَّ أَهْلَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ خَرَجُوا عَلَى بَنِي الْعَبَّاسِ لَسُقِيَتِ الْأَرْضُ بِدِمَائِهِمْ حَتَّى يَخْرُجَ السُّفْيَانِيُّ قُلْتُ لَهُ يَا سَيِّدِي أَمْرُهُ مِنَ الْمَحْتُومِ قَالَ نَعَمْ ثُمَّ أَطْرَقَ هُنَيْئَةً(4) ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَ قَالَ مُلْكُ بَنِي الْعَبَّاسِ مَكْرٌ وَ خَدْعٌ يَذْهَبُ حَتَّى يُقَالَ لَمْ يَبْقَ مِنْهُ شَيْ ءٌ ثُمَّ يَتَجَدَّدُ حَتَّى يُقَالَ مَا مَرَّ بِهِ (5)شَيْ ءٌ
10- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللّه الْخَالَنْجِيُ(6)
ص: 302
قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو هَاشِمٍ دَاوُدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْجَعْفَرِيُّ قَالَ كُنَّا عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الرِّضَا (عَلَيهِ السَّلَامُ) فَجَرَى ذِكْرُ السُّفْيَانِيِّ وَ مَا جَاءَ فِي الرِّوَايَةِ مِنْ أَنَّ أَمْرَهُ مِنَ الْمَحْتُومِ فَقُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) هَلْ يَبْدُو للّه فِي الْمَحْتُومِ قَالَ نَعَمْ قُلْنَا لَهُ فَنَخَافُ أَنْ يَبْدُوَ للّه فِي الْقَائِمِ فَقَالَ إِنَّ الْقَائِمَ مِنَ الْمِيعَادِ وَ اللّه لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ(1).
11- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْبَنْدَنِيجِيُّ عَنْ عُبَيْدِ اللّه بْنِ مُوسَى الْعَلَوِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْقُرَشِيِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ(2) قَالَ قُلْتُ لِلرِّضَا (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَصْلَحَكَ اللّه إِنَّهُمْ يَتَحَدَّثُونَ أَنَّ السُّفْيَانِيَّ يَقُومُ وَ قَدْ ذَهَبَ سُلْطَانُ بَنِي الْعَبَّاسِ(3) فَقَالَ كَذَبُوا إِنَّهُ لَيَقُومُ وَ إِنَّ سُلْطَانَهُمْ لَقَائِمٌ
12- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ هَوْذَةَ الْبَاهِلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِيُّ عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِيِّ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ أَبِي يَعْفُورٍ قَالَ قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ الْبَاقِرُ (عَلَيهِ السَّلَامُ) إِنَّ لِوُلْدِ الْعَبَّاسِ وَ الْمَرْوَانِيِّ لَوَقْعَةً بِقِرْقِيسَاءَ
ص: 303
يَشِيبُ فِيهَا الْغُلَامُ الْحَزَوَّرُ (1)وَ يَرْفَعُ اللّه عَنْهُمُ النَّصْرَ وَ يُوحِي إِلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَ سِبَاعِ الْأَرْضِ اشْبَعِي مِنْ لُحُومِ الْجَبَّارِينَ ثُمَّ يَخْرُجُ السُّفْيَانِيُ
13- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ التَّيْمُلِيُّ مِنْ كِتَابِهِ فِي صَفَرٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَ سَبْعِينَ وَ مِائَتَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَامِرِ بْنِ رَبَاحٍ الثَّقَفِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الرَّبِيعِ الْأَقْرَعُ(2) عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (عَلَيهِما السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ إِذَا اسْتَوْلَى السُّفْيَانِيُّ عَلَى الْكُوَرِ الْخَمْسِ فَعُدُّوا لَهُ تِسْعَةَ أَشْهُرٍ وَ زَعَمَ هِشَامٌ أَنَّ الْكُوَرَ الْخَمْسَ دِمَشْقُ وَ فِلَسْطِينُ وَ الْأُرْدُنُّ وَ حِمْصٌ وَ حَلَبُ(3) ".
14- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُبَيْدِ اللّه بْنِ مُوسَى الْعَلَوِيِّ عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ عَنِ الْحَارِثِ الْهَمْدَانِيِّ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ الْمَهْدِيُّ أَقْبَلُ (4)جَعْدٌ بِخَدِّهِ خَالٌ يَكُونُ مَبْدَؤُهُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ (5)وَ إِذَا كَانَ ذَلِكَ خَرَجَ السُّفْيَانِيُّ فَيَمْلِكُ
ص: 304
قَدْرَ حَمْلِ امْرَأَةٍ تِسْعَةَ أَشْهُرٍ يَخْرُجُ بِالشَّامِ فَيَنْقَادُ لَهُ أَهْلُ الشَّامِ إِلَّا طَوَائِفُ مِنَ الْمُقِيمِينَ عَلَى الْحَقِّ يَعْصِمُهُمُ اللّه مِنَ الْخُرُوجِ مَعَهُ وَ يَأْتِي الْمَدِينَةَ بِجَيْشٍ جَرَّارٍ حَتَّى إِذَا انْتَهَى إِلَى بَيْدَاءِ الْمَدِينَةِ خَسَفَ اللّه بِهِ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ فِي كِتَابِهِ- وَ لَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَ أُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ(1).
15- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللّه بْنُ مُوسَى عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ الْيَمَانِيُّ وَ السُّفْيَانِيُّ كَفَرَسَيْ رِهَانٍ(2).
16- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُبَيْدِ اللّه بْنِ مُوسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى قَالَ أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي أَحْمَدَ الْمَعْرُوفُ بِأَبِي جَعْفَرٍ الْوَرَّاقِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ عَنْ مُهَاجِرِ بْنِ حَكِيمٍ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ (عَلَيهِما السَّلَامُ) (3) أَنَّهُ قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) إِذَا اخْتَلَفَ الرُّمْحَانِ بِالشَّامِ لَمْ تَنْجَلِ إِلَّا عَنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ اللّه قِيلَ وَ مَا هِيَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ(4) قَالَ رَجْفَةٌ تَكُونُ بِالشَّامِ يَهْلِكُ فِيهَا أَكْثَرُ مِنْ مِائَةِ أَلْفٍ يَجْعَلُهَا اللّه رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَ عَذَاباً عَلَى الْكَافِرِينَ فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَانْظُرُوا إِلَى أَصْحَابِ الْبَرَاذِينِ الشُّهْبِ الْمَحْذُوفَةِ (5) وَ الرَّايَاتِ الصُّفْرِ تُقْبِلُ مِنَ الْمَغْرِبِ حَتَّى تَحُلَّ بِالشَّامِ وَ ذَلِكَ عِنْدَ الْجَزَعِ الْأَكْبَرِ وَ الْمَوْتِ الْأَحْمَرِ فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَانْظُرُوا
ص: 305
خَسْفَ قَرْيَةٍ مِنْ دِمَشْقَ يُقَالُ لَهَا حَرَسْتَا (1)فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ خَرَجَ ابْنُ آكِلَةِ الْأَكْبَادِ مِنَ الْوَادِي الْيَابِسِ حَتَّى يَسْتَوِيَ عَلَى مِنْبَرِ دِمَشْقَ فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَانْتَظِرُوا خُرُوجَ الْمَهْدِيِّ (عَلَيهِ السَّلَامُ)
17- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ قَالَ حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ وَهْبٍ قَالَ حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي يَعْفُورٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَقُولُ إِذَا خَرَجَ السُّفْيَانِيُّ يَبْعَثُ جَيْشاً إِلَيْنَا وَ جَيْشاً إِلَيْكُمْ فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ فَأْتُونَا عَلَى كُلِّ صَعْبٍ وَ ذَلُولٍ
18- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الصَّبَّاحِ بْنِ الضَّحَّاكِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْخَزَّازِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ (عَلَيهِما السَّلَامُ) قَالَ السُّفْيَانِيُّ أَحْمَرُ أَشْقَرُ أَزْرَقُ لَمْ يَعْبُدِ اللّه قَطُّ وَ لَمْ يَرَ مَكَّةَ وَ لَا الْمَدِينَةَ قَطُّ يَقُولُ يَا رَبِّ ثَارِي وَ النَّارَ يَا رَبِّ ثَارِي وَ النَّارَ(2).
ص: 306
1- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَابُنْدَاذَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ هِلَالٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ أَبِي الْمَغْرَاءِ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) لَمَّا الْتَقَى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) وَ أَهْلُ الْبَصْرَةِ نَشَرَ الرَّايَةَ رَايَةَ رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فَزَلْزَلَتْ أَقْدَامُهُمْ فَمَا اصْفَرَّتِ الشَّمْسُ حَتَّى قَالُوا آمِنَّا يَا ابْنَ أَبِي طَالِبٍ فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ لَا تَقْتُلُوا الْأَسْرَى وَ لَا تُجْهِزُوا الْجَرْحَى(1) وَ لَا تَتْبَعُوا مُوَلِّياً وَ مَنْ أَلْقَى سِلَاحَهُ فَهُوَ آمِنٌ وَ مَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ فَهُوَ آمِنٌ وَ لَمَّا كَانَ يَوْمُ صِفِّينَ سَأَلُوهُ نَشْرَ الرَّايَةِ فَأَبَى عَلَيْهِمْ فَتَحَمَّلُوا عَلَيْهِ بِالْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ (عَلَيهِ السَّلَامُ) وَ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رَضِيَ اللّه عَنْهُ فَقَالَ لِلْحَسَنِ يَا بُنَيَّ إِنَّ لِلْقَوْمِ مُدَّةً يَبْلُغُونَهَا وَ إِنَّ هَذِهِ رَايَةٌ لَا يَنْشُرُهَا بَعْدِي إِلَّا الْقَائِمُ (عَلَيهِ السَّلَامُ)
2- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللّه يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ شَيْبَانَ عَنْ يُونُسَ بْنِ كُلَيْبٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) لَا يَخْرُجُ الْقَائِمُ (عَلَيهِ السَّلَامُ) حَتَّى يَكُونَ تَكْمِلَةُ الْحَلْقَةِ (2) قُلْتُ وَ كَمْ تَكْمِلَةُ الْحَلْقَةِ قَالَ عَشَرَةُ آلَافٍ جَبْرَئِيلُ عَنْ يَمِينِهِ وَ مِيكَائِيلُ عَنْ يَسَارِهِ ثُمَّ يَهُزُّ الرَّايَةَ وَ يَسِيرُ بِهَا فَلَا يَبْقَى أَحَدٌ فِي الْمَشْرِقِ وَ لَا فِي الْمَغْرِبِ إِلَّا لَعَنَهَا وَ هِيَ رَايَةُ رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) نَزَلَ بِهَا جَبْرَئِيلُ يَوْمَ بَدْرٍ ثُمَّ قَالَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ مَا هِيَ وَ اللّه قُطْنٌ وَ لَا كَتَّانٌ وَ لَا قَزٌّ وَ لَا حَرِيرٌ قُلْتُ فَمِنْ
ص: 307
أَيِّ شَيْ ءٍ هِيَ قَالَ مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ نَشَرَهَا رَسُولُ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يَوْمَ بَدْرٍ ثُمَّ لَفَّهَا وَ دَفَعَهَا إِلَى عَلِيٍّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) فَلَمْ تَزَلْ عِنْدَ عَلِيٍّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمُ الْبَصْرَةِ نَشَرَهَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) فَفَتَحَ اللّه عَلَيْهِ ثُمَّ لَفَّهَا وَ هِيَ عِنْدَنَا هُنَاكَ لَا يَنْشُرُهَا أَحَدٌ حَتَّى يَقُومَ الْقَائِمُ فَإِذَا هُوَ قَامَ نَشَرَهَا فَلَمْ يَبْقَ أَحَدٌ فِي الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ إِلَّا لَعَنَهَا وَ يَسِيرُ الرُّعْبُ قُدَّامَهَا شَهْراً وَ وَرَاءَهَا شَهْراً (1) وَ عَنْ يَمِينِهَا شَهْراً وَ عَنْ يَسَارِهَا شَهْراً ثُمَّ قَالَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنَّهُ يَخْرُجُ مَوْتُوراً غَضْبَانَ أَسِفاً لِغَضَبِ اللّه عَلَى هَذَا الْخَلْقِ يَكُونُ عَلَيْهِ قَمِيصُ رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) الَّذِي عَلَيْهِ يَوْمَ أُحُدٍ وَ عِمَامَتُهُ السَّحَابُ وَ دِرْعُهُ دِرْعُ رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) السَّابِغَةُ (2) وَ سَيْفُهُ سَيْفُ رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ذُو الْفَقَارِ يُجَرِّدُ السَّيْفَ عَلَى عَاتِقِهِ ثَمَانِيَةَ أَشْهُرٍ يَقْتُلُ هَرْجاً فَأَوَّلُ مَا يَبْدَأُ بِبَنِي شَيْبَةَ (3)فَيَقْطَعُ أَيْدِيَهُمْ وَ يُعَلِّقُهَا فِي الْكَعْبَةِ وَ يُنَادِي مُنَادِيهِ هَؤُلَاءِ سُرَّاقُ اللّه ثُمَّ يَتَنَاوَلُ قُرَيْشاً فَلَا يَأْخُذُ مِنْهَا إِلَّا السَّيْفَ وَ لَا يُعْطِيهَا إِلَّا السَّيْفَ وَ لَا يَخْرُجُ الْقَائِمُ (عَلَيهِ السَّلَامُ) حَتَّى يُقْرَأَ كِتَابَانِ كِتَابٌ بِالْبَصْرَةِ وَ كِتَابٌ بِالْكُوفَةِ بِالْبَرَاءَةِ مِنْ عَلِيٍّ (عَلَيهِ السَّلَامُ)
3- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ يُونُسَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْخَطَّابِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ قَالَ قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَا ثَابِتُ كَأَنِّي بِقَائِمِ أَهْلِ بَيْتِي قَدْ أَشْرَفَ عَلَى نَجَفِكُمْ هَذَا وَ أَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى نَاحِيَةِ الْكُوفَةِ فَإِذَا هُوَ أَشْرَفَ
ص: 308
عَلَى نَجَفِكُمْ نَشَرَ رَايَةَ رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فَإِذَا هُوَ نَشَرَهَا انْحَطَّتْ عَلَيْهِ مَلَائِكَةُ بَدْرٍ قُلْتُ وَ مَا رَايَةُ رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قَالَ عَمُودُهَا مِنْ عُمُدِ عَرْشِ اللّه وَ رَحْمَتِهِ وَ سَائِرُهَا مِنْ نَصْرِ اللّه لَا يَهْوِي بِهَا إِلَى شَيْ ءٍ إِلَّا أَهْلَكَهُ اللّه قُلْتُ فَمَخْبُوَّةٌ عِنْدَكُمْ حَتَّى يَقُومَ الْقَائِمُ (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَمْ يُؤْتَى بِهَا قَالَ لَا بَلْ يُؤْتَى بِهَا(1) قُلْتُ مَنْ يَأْتِيهِ بِهَا قَالَ جَبْرَئِيلُ (عَلَيهِ السَّلَامُ)
4- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ التَّيْمُلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ وَ مُحَمَّدٌ ابْنَا عَلِيِّ بْنِ يُوسُفَ عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَقُولُ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى الْقَائِمِ عَلَى نَجَفِ الْكُوفَةِ عَلَيْهِ خَوْخَةٌ (2) مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَ يَلْبَسُ دِرْعَ رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فَإِذَا لَبِسَهَا انْتَفَضَتْ بِهِ حَتَّى تَسْتَدِيرَ عَلَيْهِ ثُمَّ يَرْكَبُ فَرَساً لَهُ أَدْهَمَ أَبْلَقَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ شِمْرَاخٌ بَيِّنٌ (3) مَعَهُ رَايَةُ رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قُلْتُ مَخْبُوَّةٌ أَوْ يُؤْتَى بِهَا(4) قَالَ بَلْ يَأْتِيهِ بِهَا جَبْرَئِيلُ عَمُودُهَا مِنْ عُمُدِ عَرْشِ اللّه وَ سَائِرُهَا مِنْ نَصْرِ اللّه لَا يَهْوِي بِهَا إِلَى شَيْ ءٍ إِلَّا أَهْلَكَهُ اللّه
ص: 309
يَهْبِطُ بِهَا تِسْعَةُ آلَافِ مَلَكٍ وَ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ مَلَكاً فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ كُلُّ هَؤُلَاءِ مَعَهُ قَالَ نَعَمْ هُمُ الَّذِينَ كَانُوا مَعَ نُوحٍ فِي السَّفِينَةِ وَ الَّذِينَ كَانُوا مَعَ إِبْرَاهِيمَ حَيْثُ أُلْقِيَ فِي النَّارِ وَ هُمُ الَّذِينَ كَانُوا مَعَ مُوسَى لَمَّا فُلِقَ لَهُ الْبَحْرُ وَ الَّذِينَ كَانُوا مَعَ عِيسَى لَمَّا رَفَعَهُ اللّه إِلَيْهِ وَ أَرْبَعَةُ آلَافٍ مُسَوِّمِينَ كَانُوا مَعَ رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ مَلَكاً كَانُوا مَعَهُ يَوْمَ بَدْرٍ وَ مَعَهُمْ أَرْبَعَةُ آلَافٍ صَعِدُوا إِلَى السَّمَاءِ يَسْتَأْذِنُونَ فِي الْقِتَالِ(1) مَعَ الْحُسَيْنِ (عَلَيهِ السَّلَامُ) فَهَبَطُوا إِلَى الْأَرْضِ وَ قَدْ قُتِلَ فَهُمْ عِنْدَ قَبْرِهِ شُعْثٌ غُبْرٌ(2) يَبْكُونَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَ هُمْ يَنْتَظِرُونَ خُرُوجَ الْقَائِمِ (عَلَيهِ السَّلَامُ)
5- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ يُونُسَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ سَعْدَانَ عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ الْقَاسِمِ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) كَأَنِّي بِالْقَائِمِ (3)فَإِذَا اسْتَوَى عَلَى ظَهْرِ النَّجَفِ لَبِسَ دِرْعَ رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) الْأَبْيَضَ فَيَنْتَفِضُ هُوَ بِهَا فَيَسْتَدِيرُهَا عَلَيْهِ فَيَغْشَاهَا بِخَدَاعَةٍ مِنْ إِسْتَبْرَقٍ (4)، وَ يَرْكَبُ فَرَساً لَهُ أَدْهَمَ أَبْلَقَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ شِمْرَاخٌ فَيَنْتَفِضُ بِهِ انْتِفَاضَةً لَا يَبْقَى أَهْلُ بَلَدٍ إِلَّا وَ هُمْ يَرَوْنَ أَنَّهُ مَعَهُمْ فِي بَلَدِهِمْ وَ يَنْشُرُ رَايَةَ رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) عَمُودُهَا مِنْ عُمُدِ عَرْشِ اللّه(5) وَ سَائِرُهَا مِنْ نَصْرِ اللّه مَا يَهْوِي بِهَا إِلَى شَيْ ءٍ إِلَّا أَهْلَكَهُ اللّه قُلْتُ أَ مَخْبُوٌّ هِيَ أَمْ يُؤْتَى بِهَا قَالَ بَلْ يَأْتِي بِهَا جَبْرَئِيلُ (عَلَيهِ السَّلَامُ) فَإِذَا هَزَّهَا لَمْ يَبْقَ مُؤْمِنٌ إِلَّا صَارَ قَلْبُهُ أَشَدَّ مِنْ زُبَرِ الْحَدِيدِ وَ أُعْطِيَ قُوَّةَ أَرْبَعِينَ رَجُلًا وَ لَا يَبْقَى مُؤْمِنٌ مَيِّتٌ إِلَّا دَخَلَتْ عَلَيْهِ تِلْكَ الْفَرْحَةُ فِي قَبْرِهِ وَ ذَلِكَ حَيْثُ يَتَزَاوَرُونَ فِي قُبُورِهِمْ وَ يَتَبَاشَرُونَ بِقِيَامِ الْقَائِمِ (عَلَيهِ السَّلَامُ) وَ يَنْحَطُّ
ص: 310
عَلَيْهِ ثَلَاثَةَ عَشَرَ أَلْفاً وَ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ مَلَكاً قَالَ فَقُلْتُ كُلُّ هَؤُلَاءِ كَانُوا مَعَ أَحَدٍ قَبْلَهُ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ قَالَ نَعَمْ وَ هُمُ الَّذِينَ كَانُوا مَعَ نُوحٍ فِي السَّفِينَةِ وَ الَّذِينَ كَانُوا مَعَ إِبْرَاهِيمَ حَيْثُ أُلْقِيَ فِي النَّارِ وَ الَّذِينَ كَانُوا مَعَ مُوسَى حِينَ فُلِقَ الْبَحْرُ وَ الَّذِينَ كَانُوا مَعَ عِيسَى حِينَ رَفَعَهُ اللّه إِلَيْهِ وَ أَرْبَعَةُ آلَافٍ كَانُوا مَعَ النَّبِيِّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) مُرْدِفِينَ وَ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ مَلَكاً كَانُوا يَوْمَ بَدْرٍ وَ أَرْبَعَةُ آلَافٍ هَبَطُوا يُرِيدُونَ الْقِتَالَ مَعَ الْحُسَيْنِ (عَلَيهِ السَّلَامُ) فَلَمْ يُؤْذَنْ لَهُمْ فَرَجَعُوا فِي الِاسْتِيمَارِ فَهَبَطُوا وَ قَدْ قُتِلَ الْحُسَيْنُ (عَلَيهِ السَّلَامُ) فَهُمْ عِنْدَ قَبْرِهِ شُعْثٌ غُبْرٌ يَبْكُونَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَ رَئِيسُهُمْ مَلَكٌ يُقَالُ لَهُ مَنْصُورٌ فَلَا يَزُورُهُ زَائِرٌ إِلَّا اسْتَقْبَلُوهُ وَ لَا يُوَدِّعُهُ مُوَدِّعٌ إِلَّا شَيَّعُوهُ وَ لَا مَرِيضٌ إِلَّا عَادُوهُ وَ لَا يَمُوتُ مَيِّتٌ إِلَّا صَلَّوْا عَلَيْهِ وَ اسْتَغْفَرُوا لَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ فَكُلُّ هَؤُلَاءِ يَنْتَظِرُونَ قِيَامَ الْقَائِمِ ع
فصلى اللّه على من هذه منزلته و مرتبته و محله من اللّه عز و جل و أبعد اللّه من ادعى ذلك لغيره ممن لا يستحقه و لا يكون هو أهلا له و لا مرضيا له و أكرمنا بموالاته و جعلنا من أنصاره و أشياعه برحمته و منه
1- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ قَالَ حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ الْكُوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ غَالِبٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ عُلَيْمٍ عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ الْمُفَضَّلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ حَدَّثَنِي مَنْ رَأَى الْمُسَيَّبَ بْنَ نَجَبَةَ قَالَ وَ قَدْ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) وَ مَعَهُ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ ابْنُ السَّوْدَاءِ فَقَالَ لَهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ هَذَا يَكْذِبُ عَلَى اللّه وَ عَلَى رَسُولِهِ وَ يَسْتَشْهِدُكَ فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) لَقَدْ أَعْرَضَ وَ أَطْوَلَ(1) يَقُولُ
ص: 311
مَا ذَا فَقَالَ يَذْكُرُ جَيْشَ الْغَضَبِ فَقَالَ خَلِّ سَبِيلَ الرَّجُلِ أُولَئِكَ قَوْمٌ يَأْتُونَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَزَعٌ كَقَزَعِ الْخَرِيفِ وَ الرَّجُلُ وَ الرِّجْلَانِ وَ الثَّلَاثَةُ مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ حَتَّى يَبْلُغَ تِسْعَةً أَمَا وَ اللّه إِنِّي لَأَعْرِفُ أَمِيرَهُمْ وَ اسْمَهُ وَ مُنَاخَ رِكَابِهِمْ ثُمَّ نَهَضَ وَ هُوَ يَقُولُ بَاقِراً بَاقِراً بَاقِراً ثُمَّ قَالَ ذَلِكَ رَجُلٌ مِنْ ذُرِّيَّتِي يَبْقُرُ الْحَدِيثَ بَقْراً
2- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْمَسْعُودِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْعَطَّارُ بِقُمَّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ الرَّازِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْكُوفِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حَمَّادٍ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ اللّه الْأَشْعَرِيِّ (1)عَنْ عُتَيْبَةَ بْنِ سَعْدَانَ بْنِ يَزِيدَ عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى عَلِيٍّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) فِي حَاجَةٍ لِي فَجَاءَ ابْنُ الْكَوَّاءِ وَ شَبَثُ بْنُ رِبْعِيٍّ فَاسْتَأْذَنَا عَلَيْهِ فَقَالَ لِي عَلِيٌّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) إِنْ شِئْتَ فَأْذَنْ لَهُمَا فَإِنَّكَ أَنْتَ بَدَأْتَ بِالْحَاجَةِ قَالَ قُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَأْذَنْ لَهُمَا فَلَمَّا دَخَلَا قَالَ مَا حَمَلَكُمَا عَلَى أَنْ خَرَجْتُمَا عَلَيَّ بِحَرُورَاءَ قَالا أَحْبَبْنَا أَنْ نَكُونَ مِنْ جَيْشِ الْغَضَبِ (2)قَالَ وَيْحَكُمَا وَ هَلْ فِي وِلَايَتِي غَضَبٌ أَ وَ يَكُونُ الْغَضَبُ حَتَّى يَكُونَ مِنَ الْبَلَاءِ كَذَا وَ كَذَا ثُمَّ يَجْتَمِعُونَ قَزَعاً كَقَزَعِ الْخَرِيفِ (3) مِنَ الْقَبَائِلِ مَا بَيْنَ الْوَاحِدِ وَ الِاثْنَيْنِ وَ الثَّلَاثَةِ وَ الْأَرْبَعَةِ وَ الْخَمْسَةِ وَ السِّتَّةِ وَ السَّبْعَةِ وَ الثَّمَانِيَةِ وَ التِّسْعَةِ وَ الْعَشَرَةِ
3- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ بْنِ عُقْدَةَ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ التَّيْمُلِيُ
ص: 312
قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ وَ مُحَمَّدٌ ابْنَا عَلِيِّ بْنِ يُوسُفَ عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ رَجُلٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) إِذَا أُذِنَ الْإِمَامُ دَعَا اللّه بِاسْمِهِ الْعِبْرَانِيِّ فَأُتِيحَتْ لَهُ صَحَابَتُهُ (1)الثَّلَاثُمِائَةِ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ قَزَعٌ كَقَزَعِ الْخَرِيفِ فَهُمْ أَصْحَابُ الْأَلْوِيَةِ مِنْهُمْ مَنْ يُفْقَدُ مِنْ فِرَاشِهِ لَيْلًا(2) فَيُصْبِحُ بِمَكَّةَ وَ مِنْهُمْ مَنْ يُرَى يَسِيرُ فِي السَّحَابِ نَهَاراً يُعْرَفُ بِاسْمِهِ وَ اسْمِ أَبِيهِ وَ حِلْيَتِهِ وَ نَسَبِهِ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَيُّهُمْ أَعْظَمُ إِيمَاناً قَالَ الَّذِي يَسِيرُ فِي السَّحَابِ نَهَاراً وَ هُمُ الْمَفْقُودُونَ وَ فِيهِمْ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ- أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللّه جَمِيعاً(3).
4- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ يُونُسَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ ضُرَيْسٍ عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْكَابُلِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ أَوْ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ (عَلَيهمَا السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ الْفُقَدَاءُ قَوْمٌ يُفْقَدُونَ مِنْ فُرُشِهِمْ فَيُصْبِحُونَ بِمَكَّةَ وَ هُوَ قَوْلُ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ- أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللّه جَمِيعاً وَ هُمْ أَصْحَابُ الْقَائِمِ (عَلَيهِ السَّلَامُ)
5- حَدَّثَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ أَحْمَدُ بْنُ هَوْذَةَ الْبَاهِلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِيُّ بِنَهَاوَنْدَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ سَبْعِينَ وَ مِائَتَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بْنُ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِيُّ سَنَةَ تِسْعٍ وَ عِشْرِينَ وَ مِائَتَيْنِ عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ قَالَ كُنْتُ مَعَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (عَلَيهِما السَّلَامُ) فِي مَسْجِدٍ بِمَكَّةَ وَ هُوَ آخِذٌ بِيَدِي فَقَالَ يَا أَبَانُ سَيَأْتِي اللّه بِثَلَاثِمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا فِي مَسْجِدِكُمْ هَذَا يَعْلَمُ أَهْلُ مَكَّةَ أَنَّهُ لَمْ يُخْلَقْ آبَاؤُهُمْ وَ لَا أَجْدَادُهُمْ بَعْدُ عَلَيْهِمُ السُّيُوفُ مَكْتُوبٌ عَلَى كُلِّ سَيْفٍ اسْمُ الرَّجُلِ وَ اسْمُ أَبِيهِ وَ حِلْيَتُهُ وَ نَسَبُهُ ثُمَّ يَأْمُرُ مُنَادِياً فَيُنَادِي هَذَا الْمَهْدِيُّ يَقْضِي بِقَضَاءِ دَاوُدَ وَ سُلَيْمَانَ لَا
ص: 313
يَسْأَلُ عَلَى ذَلِكَ بَيِّنَةً
6- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُبَيْدِ اللّه بْنِ مُوسَى الْعَلَوِيِّ عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ الْكَاتِبِ الَّذِي كَانَ يُحَدِّثُ بِسُرَّ مَنْ رَأَى(1) عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ الطَّائِيِّ (2)عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) فِي قَوْلِهِ تَعَالَى أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ(3) قَالَ نَزَلَتْ فِي الْقَائِمِ (عَلَيهِ السَّلَامُ) وَ كَانَ جَبْرَئِيلُ (عَلَيهِ السَّلَامُ) عَلَى الْمِيزَابِ فِي صُورَةِ طَيْرٍ أَبْيَضَ فَيَكُونُ أَوَّلَ خَلْقِ اللّه مُبَايَعَةً لَهُ أَعْنِي جَبْرَئِيلَ وَ يُبَايِعُهُ النَّاسُ الثَّلَاثُمِائَةِ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ فَمَنْ كَانَ ابْتُلِيَ بِالْمَسِيرِ وَافَى فِي تِلْكَ السَّاعَةِ وَ مَنْ لَمْ يُبْتَلَ بِالْمَسِيرِ ](4)فُقِدَ مِنْ فِرَاشِهِ وَ هُوَ قَوْلُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) الْمَفْقُودُونَ مِنْ فُرُشِهِمْ وَ هُوَ قَوْلُ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ- فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللّه جَمِيعاً قَالَ الْخَيْرَاتُ الْوَلَايَةُ لَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ
7- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْعَطَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ الرَّازِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ سَيَبْعَثُ اللَّهُ
ص: 314
ثَلَاثَمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا إِلَى مَسْجِدٍ بِمَكَّةَ يَعْلَمُ أَهْلُ مَكَّةَ أَنَّهُمْ لَمْ يُولَدُوا مِنْ آبَائِهِمْ وَ لَا أَجْدَادِهِمْ عَلَيْهِمْ سُيُوفٌ مَكْتُوبٌ عَلَيْهَا أَلْفُ كَلِمَةٍ كُلُّ كَلِمَةٍ مِفْتَاحُ أَلْفِ كَلِمَةٍ وَ يَبْعَثُ اللّه الرِّيحَ مِنْ كُلِّ وَادٍ تَقُولُ هَذَا الْمَهْدِيُّ يَحْكُمُ بِحُكْمِ دَاوُدَ وَ لَا يُرِيدُ بَيِّنَةً
8- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ هَوْذَةَ أَبُو سُلَيْمَانَ قَالَ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِيُّ عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ (عَلَيهِما السَّلَامُ) قَالَ أَصْحَابُ الْقَائِمِ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا أَوْلَادُ الْعَجَمِ بَعْضُهُمْ يُحْمَلُ فِي السَّحَابِ نَهَاراً يُعْرَفُ بِاسْمِهِ وَ اسْمِ أَبِيهِ وَ نَسَبِهِ وَ حِلْيَتِهِ وَ بَعْضُهُمْ نَائِمٌ عَلَى فِرَاشِهِ فَيُوَافِيهِ فِي مَكَّةَ (1) عَلَى غَيْرِ مِيعَادٍ
9- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ الرَّازِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ (عَلَيهِما السَّلَامُ) أَنَّ الْقَائِمَ يَهْبِطُ مِنْ ثَنِيَّةِ ذِي طُوًى فِي عِدَّةِ أَهْلِ بَدْرٍ ثَلَاثِمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا حَتَّى يُسْنِدَ ظَهْرَهُ إِلَى الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ وَ يَهُزُّ الرَّايَةَ الْغَالِبَةَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِأَبِي الْحَسَنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ (عَلَيهِما السَّلَامُ) فَقَالَ كِتَابٌ مَنْشُورٌ(2).
10- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْعَطَّارُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ الرَّازِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي هَاشِمٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ ظَبْيَانَ عَنْ أَبِي تحيى [تِحْيٍ حُكَيْمِ بْنِ سَعْدٍ (3)قَالَ
ص: 315
سَمِعْتُ عَلِيّاً (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَقُولُ إِنَّ أَصْحَابَ الْقَائِمِ شَبَابٌ لَا كُهُولَ فِيهِمْ إِلَّا كَالْكُحْلِ فِي الْعَيْنِ أَوْ كَالْمِلْحِ فِي الزَّادِ وَ أَقَلُّ الزَّادِ الْمِلْحُ
11- أَخْبَرَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ أَحْمَدُ بْنُ هَوْذَةَ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بْنُ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّه جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) بَيْنَا شَبَابُ الشِّيعَةِ عَلَى ظُهُورِ سُطُوحِهِمْ نِيَامٌ إِذْ تَوَافَوْا إِلَى صَاحِبِهِمْ فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ عَلَى غَيْرِ مِيعَادٍ فَيُصْبِحُونَ بِمَكَّةَ
12- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ ابْنُ عُقْدَةَ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَمْزَةَ وَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالا حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ عُثْمَانَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ هَارُونَ الْعِجْلِيِّ قَالَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَقُولُ(1) إِنَّ صَاحِبَ هَذَا الْأَمْرِ مَحْفُوظَةٌ لَهُ أَصْحَابُهُ لَوْ ذَهَبَ النَّاسُ جَمِيعاً أَتَى اللّه لَهُ بِأَصْحَابِهِ وَ هُمُ الَّذِينَ قَالَ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ- فَإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ(2) وَ هُمُ الَّذِينَ قَالَ اللّه فِيهِمْ- فَسَوْفَ يَأْتِي اللّه بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ(3).
13- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْعَطَّارُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ الرَّازِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي هَاشِمٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) قَالَ إِنَّ أَصْحَابَ طَالُوتَ ابْتُلُوا بِالنَّهَرِ الَّذِي قَالَ اللّه تَعَالَى- مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ (4)وَ إِنَّ أَصْحَابَ الْقَائِمِ (عَلَيهِ السَّلَامُ) يُبْتَلَوْنَ بِمِثْلِ ذَلِكَ
ص: 316
1- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ بْنِ عُقْدَةَ قَالَ حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الصَّبَّاحِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ (1)عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ قَالَ أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَقُولُ إِذَا خَرَجَ الْقَائِمُ (عَلَيهِ السَّلَامُ) خَرَجَ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ مَنْ كَانَ يَرَى أَنَّهُ مِنْ أَهْلِهِ وَ دَخَلَ فِيهِ شِبْهُ عَبَدَةِ الشَّمْسِ وَ الْقَمَرِ(2).
2- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ أَبُو الْحَسَنِ الْجُعْفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مِهْرَانَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيِّ(3) عَنْ حَرِيزٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ (عَلَيهِما السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ إِذَا قَامَ الْقَائِمُ أَذْهَبَ اللّه عَنْ كُلِّ مُؤْمِنٍ الْعَاهَةَ وَ رَدَّ إِلَيْهِ قُوَّتَهُ
3- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ التَّيْمُلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ وَ مُحَمَّدٌ ابْنَا عَلِيِّ بْنِ يُوسُفَ عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ صَبَّاحٍ
ص: 317
الْمُزَنِيِّ (1)عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَصِيرَةَ عَنْ حَبَّةَ الْعُرَنِيِّ (2)قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى شِيعَتِنَا بِمَسْجِدِ الْكُوفَةِ قَدْ ضَرَبُوا الْفَسَاطِيطَ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ الْقُرْآنَ كَمَا أُنْزِلَ أَمَا إِنَّ قَائِمَنَا إِذَا قَامَ كَسَرَهُ وَ سَوَّى قِبْلَتَهُ
4- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْعَطَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ الرَّازِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْكُوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَجَّالُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ خَالِدٍ (3)عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ كَأَنِّي بِشِيعَةِ عَلِيٍّ فِي أَيْدِيهِمُ الْمَثَانِي يُعَلِّمُونَ النَّاسَ الْمُسْتَأْنَفَ(4).
5- حَدَّثَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ أَحْمَدُ بْنُ هَوْذَةَ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بْنُ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِيُّ عَنْ صَبَّاحٍ الْمُزَنِيِّ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَصِيرَةَ عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ سَمِعْتُ عَلِيّاً (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَقُولُ كَأَنِّي بِالْعَجَمِ فَسَاطِيطُهُمْ فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ الْقُرْآنَ كَمَا أُنْزِلَ قُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَ وَ لَيْسَ هُوَ كَمَا أُنْزِلَ فَقَالَ لَا مُحِيَ مِنْهُ سَبْعُونَ مِنْ قُرَيْشٍ بِأَسْمَائِهِمْ وَ أَسْمَاءِ آبَائِهِمْ وَ مَا تُرِكَ أَبُو لَهَبٍ إِلَّا إِزْرَاءً عَلَى رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) لِأَنَّهُ عَمُّهُ(5).
ص: 318
6- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْبَنْدَنِيجِيُّ عَنْ عُبَيْدِ اللّه بْنِ مُوسَى الْعَلَوِيِّ عَمَّنْ رَوَاهُ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ يَحْيَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (عَلَيهِما السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ كَيْفَ أَنْتُمْ لَوْ ضَرَبَ أَصْحَابُ الْقَائِمِ (عَلَيهِ السَّلَامُ) الْفَسَاطِيطَ فِي مَسْجِدِ كُوفَانَ ثُمَّ يُخْرَجُ إِلَيْهِمُ الْمِثَالَ الْمُسْتَأْنَفَ أَمْرٌ جَدِيدٌ عَلَى الْعَرَبِ شَدِيدٌ
7- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ قَالَ حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْوَرَّاقُ قَالَ حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ عِيسَى عَنْ أَبِي الصَّبَّاحِ الْكِنَانِيِّ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) فَدَخَلَ عَلَيْهِ شَيْخٌ وَ قَالَ قَدْ عَقَّنِي وَلَدِي وَ جَفَانِي إِخْوَانِي فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَ وَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ لِلْحَقِّ دَوْلَةً وَ لِلْبَاطِلِ دَوْلَةً كِلَاهُمَا ذَلِيلٌ فِي دَوْلَةِ صَاحِبِهِ فَمَنْ أَصَابَتْهُ رَفَاهِيَةُ الْبَاطِلِ(1) اقْتُصَّ مِنْهُ فِي دَوْلَةِ الْحَقِ
8- حَدَّثَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ أَحْمَدُ بْنُ هَوْذَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (عَلَيهِما السَّلَامُ) عَنْ أَبِيهِ (عَلَيهِ السَّلَامُ) قَالَ إِذَا قَامَ الْقَائِمُ بَعَثَ فِي أَقَالِيمِ الْأَرْضِ فِي كُلِّ إِقْلِيمٍ رَجُلًا يَقُولُ عَهْدُكَ فِي كَفِّكَ(2) فَإِذَا وَرَدَ عَلَيْكَ أَمْرٌ لَا تَفْهَمُهُ (3)وَ لَا تَعْرِفُ الْقَضَاءَ فِيهِ فَانْظُرْ إِلَى كَفِّكَ وَ اعْمَلْ بِمَا فِيهَا قَالَ وَ يَبْعَثُ جُنْداً إِلَى الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ فَإِذَا بَلَغُوا الْخَلِيجَ كَتَبُوا عَلَى أَقْدَامِهِمْ شَيْئاً وَ مَشَوْا عَلَى الْمَاءِ فَإِذَا نَظَرَ إِلَيْهِمُ الرُّومُ يَمْشُونَ عَلَى الْمَاءِ قَالُوا هَؤُلَاءِ أَصْحَابُهُ يَمْشُونَ عَلَى الْمَاءِ فَكَيْفَ هُوَ فَعِنْدَ ذَلِكَ
ص: 319
يَفْتَحُونَ لَهُمْ أَبْوَابَ الْمَدِينَةِ فَيَدْخُلُونَهَا فَيَحْكُمُونَ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ(1).
9- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ يُونُسَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ حَرِيزٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّه جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) يَقُولُ لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يُنَادِيَ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ يَا أَهْلَ الْحَقِّ اجْتَمِعُوا فَيَصِيرُونَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ ثُمَّ يُنَادِي مَرَّةً أُخْرَى يَا أَهْلَ الْبَاطِلِ اجْتَمِعُوا فَيَصِيرُونَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ قُلْتُ فَيَسْتَطِيعُ هَؤُلَاءِ أَنْ يَدْخُلُوا فِي هَؤُلَاءِ قَالَ لَا وَ اللّه وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ- ما كانَ اللّه لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلى ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ(2).
10- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ أَبُو الْحَسَنِ الْجُعْفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مِهْرَانَ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِيهِ وَ وُهَيْبٍ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) لَيُعِدَّنَّ أَحَدُكُمْ لِخُرُوجِ الْقَائِمِ وَ لَوْ سَهْماً فَإِنَّ اللّه تَعَالَى إِذَا عَلِمَ ذَلِكَ مِنْ نِيَّتِهِ رَجَوْتُ لِأَنْ يُنْسِئَ فِي عُمُرِهِ(3) حَتَّى يُدْرِكَهُ فَيَكُونَ مِنْ أَعْوَانِهِ وَ أَنْصَارِهِ
(وأن الاسلام بداغريبا وسيعود غريبا كما بدا) (4).
1- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ بْنِ عُقْدَةَ قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ
ص: 320
التَّيْمُلِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَخَوَايَ مُحَمَّدٌ وَ أَحْمَدُ ابْنَا الْحَسَنِ عَنْ أَبِيهِمَا عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَيْمُونٍ وَ عَنْ جُمَيْعٍ الْكُنَاسِيِّ (1) جَمِيعاً عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ كَامِلٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ إِنَّ قَائِمَنَا إِذَا قَامَ دَعَا النَّاسَ إِلَى أَمْرٍ جَدِيدٍ كَمَا دَعَا إِلَيْهِ رَسُولُ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَ إِنَّ الْإِسْلَامَ بَدَأَ غَرِيباً وَ سَيَعُودُ غَرِيباً كَمَا بَدَأَ فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ(2).
2- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ يُونُسَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْخَطَّابِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ الْإِسْلَامُ بَدَأَ غَرِيباً وَ سَيَعُودُ غَرِيباً كَمَا بَدَأَ فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ فَقُلْتُ اشْرَحْ لِي هَذَا أَصْلَحَكَ اللّه فَقَالَ [مِمَّا] يَسْتَأْنِفُ الدَّاعِي مِنَّا دُعَاءً جَدِيداً كَمَا دَعَا رَسُولُ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللّه بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) مِثْلَهُ
3- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ مُسْكَانَ عَنْ مَالِكٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) إِنَّا نَصِفُ صَاحِبَ هَذَا الْأَمْرِ بِالصِّفَةِ الَّتِي لَيْسَ بِهَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ(3) فَقَالَ لَا وَ اللّه لَا يَكُونُ ذَلِكَ أَبَداً حَتَّى يَكُونَ هُوَ الَّذِي يَحْتَجُّ عَلَيْكُمْ بِذَلِكَ وَ يَدْعُوكُمْ إِلَيْهِ
4- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ زُرَارَةَ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي عَمْرٍ [و] الْجَلَّابِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)
ص: 321
أَنَّهُ قَالَ إِنَّ الْإِسْلَامَ بَدَأَ غَرِيباً وَ سَيَعُودُ غَرِيباً كَمَا بَدَأَ فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ
5- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ يُونُسَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ الزُّهْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ عِيسَى الْحَسَنِيُّ (1)عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَطَائِنِيِّ عَنْ شُعَيْبٍ الْحَدَّادِ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) إِنَّ الْإِسْلَامَ بَدَأَ غَرِيباً وَ سَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ (2) فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ فَقَالَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِذَا قَامَ الْقَائِمُ (عَلَيهِ السَّلَامُ) اسْتَأْنَفَ دُعَاءً جَدِيداً كَمَا دَعَا رَسُولُ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قَالَ فَقُمْتُ إِلَيْهِ وَ قَبَّلْتُ رَأْسَهُ وَ قُلْتُ أَشْهَدُ أَنَّكَ إِمَامِي فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ أُوَالِي وَلِيَّكَ وَ أُعَادِي عَدُوَّكَ وَ أَنَّكَ وَلِيُّ اللّه فَقَالَ رَحِمَكَ اللَّهُ
1- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُبَيْدِ اللّه بْنِ مُوسَى قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ (عَلَيهِما السَّلَامُ) أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ الْأَمْرُ فِي أَصْغَرِنَا سِنّاً وَ أَخْمَلِنَا ذِكْراً (3)أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ الرَّازِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ (عَلَيهِما السَّلَامُ) مِثْلَهُ
2- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَابُنْدَاذَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ هِلَالٍ عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ أَبِي السَّفَاتِجِ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قُلْتُ لِأَحَدِهِمَا لِأَبِي عَبْدِ اللّه أَوْ لِأَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَ يَكُونُ أَنْ يُفْضِيَ هَذَا الْأَمْرُ (4) إِلَى
ص: 322
مَنْ لَمْ يَبْلُغْ قَالَ سَيَكُونُ ذَلِكَ قُلْتُ فَمَا يَصْنَعُ قَالَ يُوَرِّثُهُ عِلْماً وَ كُتُباً وَ لَا يَكِلُهُ إِلَى نَفْسِهِ(1).
3- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ يُونُسَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي الْجَارُودِ قَالَ قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) لَا يَكُونُ هَذَا الْأَمْرُ إِلَّا فِي أَخْمَلِنَا ذِكْراً وَ أَحْدَثِنَا سِنّاً
4- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَابُنْدَاذَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ هِلَالٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ صَبَّاحٍ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ إِنَّ هَذَا سَيُفْضِي إِلَى مَنْ يَكُونُ لَهُ الْحَمْلُ [الْخَمْلُ](2).
انظروا رحمكم اللّه يا معشر الشيعة (3)إلى ما جاء عن الصادقين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) في ذكر سن القائم (عَلَيهِ السَّلَامُ) و قولهم إنه وقت إفضاء أمر الإمامة إليه أصغر الأئمة سنا و أحدثهم و إن أحدا ممن قبله لم يفض إليه الأمر في مثل سنه و إلى قولهم و أخملنا ذكرا يشيرون بخمول ذكره إلى غيبة شخصه و استتاره و إذا جاءت الروايات متصلة متواترة بمثل هذه الأشياء قبل كونها و بحدوث هذه الحوادث قبل حدوثها ثم حققها العيان و الوجود وجب أن تزول الشكوك عمن فتح اللّه قلبه و نوره و هداه و أضاء له بصره و الحمد للّه الذي يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ من عباده بتسليمهم لأمره و أمر أوليائه و إيقانهم بحقيقة كل ما قاله واثقا بحقية كل ما يقوله الأئمة (عَلَيهِم السَّلَامُ) من غير شك فيه و لا ارتياب إذ كان اللّه عز و جل قد رفع منزلة حججه-
ص: 323
و خفض منزلة من دونهم أن يكونوا أغيارا عليهم و جعل الجزاء على التسليم لقولهم و الرد إليهم الهدى و الثواب (1) و على الشك و الارتياب فيه العمى و أليم العذاب و إياه نسأل الثواب على ما من به و المزيد فيما أولاه و حسن البصيرة فيما هدى إليه فإنما نحن به و له
1- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ ابْنُ عُقْدَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللّه جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللّه الْمُحَمَّدِيُّ مِنْ كِتَابِهِ فِي رَجَبٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَ سِتِّينَ وَ مِائَتَيْنِ قَالَ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ قَالَ حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ يَحْيَى عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ الصَّيْرَفِيِّ قَالَ وَصَفَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَمَّارٍ أَخِي لِأَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) دِينَهُ وَ اعْتِقَادَهُ فَقَالَ إِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللّه وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللّه وَ أَنَّكُمْ وَ وَصَفَهُمْ يَعْنِي الْأَئِمَّةَ وَاحِداً وَاحِداً حَتَّى انْتَهَى إِلَى أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) ثُمَّ قَالَ وَ إِسْمَاعِيلُ مِنْ بَعْدِكَ قَالَ أَمَّا إِسْمَاعِيلُ فَلَا
2- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ قَالَ حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْمِيثَمِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو نَجِيحٍ الْمِسْمَعِيُّ عَنِ الْفَيْضِ بْنِ الْمُخْتَارِ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا تَقُولُ فِي أَرْضٍ أَتَقَبَّلُهَا مِنَ السُّلْطَانِ ثُمَّ أُؤَاجِرُهَا مِنْ أَكَرَتِي عَلَى أَنَّ مَا أَخْرَجَ اللّه مِنْهَا مِنْ شَيْ ءٍ كَانَ لِي مِنْ ذَلِكَ النِّصْفُ أَوِ الثُّلُثُ وَ أَقَلُّ مِنْ ذَلِكَ أَوْ أَكْثَرُ هَلْ يَصْلُحُ ذَلِكَ قَالَ لَا بَأْسَ بِهِ فَقَالَ لَهُ إِسْمَاعِيلُ ابْنُهُ يَا أَبَتَاهْ لَمْ تَحْفَظْ قَالَ أَ وَ لَيْسَ كَذَلِكَ أُعَامِلُ أَكَرَتِي يَا بُنَيَّ أَ لَيْسَ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَثِيراً مَا أَقُولُ لَكَ الْزَمْنِي فَلَا تَفْعَلُ فَقَامَ إِسْمَاعِيلُ وَ خَرَجَ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَمَا عَلَى إِسْمَاعِيلَ أَنْ لَا يَلْزَمَكَ إِذْ كُنْتَ مَتَى مَضَيْتَ-
ص: 324
أُفْضِيَتِ الْأَشْيَاءُ إِلَيْهِ مِنْ بَعْدِكَ كَمَا أُفْضِيَتِ الْأَشْيَاءُ إِلَيْكَ مِنْ بَعْدِ أَبِيكَ فَقَالَ يَا فَيْضُ إِنَّ إِسْمَاعِيلَ لَيْسَ مِنِّي كَأَنَا مِنْ أَبِي قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَقَدْ كُنْتُ لَا أَشُكُّ فِي أَنَّ الرِّحَالَ تُحَطُّ إِلَيْهِ مِنْ بَعْدِكَ فَإِنْ كَانَ مَا نَخَافُ وَ إِنَّا نَسْأَلُ اللّه مِنْ ذَلِكَ الْعَافِيَةَ فَإِلَى مَنْ فَأَمْسَكَ عَنِّي فَقَبَّلْتُ رُكْبَتَهُ وَ قُلْتُ ارْحَمْ شَيْبَتِي فَإِنَّمَا هِيَ النَّارُ إِنِّي وَ اللّه لَوْ طَمِعْتُ(1) أَنْ أَمُوتَ قَبْلَكَ مَا بَالَيْتُ وَ لَكِنِّي أَخَافُ أَنْ أَبْقَى بَعْدَكَ فَقَالَ لِي مَكَانَكَ ثُمَّ قَامَ إِلَى سِتْرٍ فِي الْبَيْتِ فَرَفَعَهُ وَ دَخَلَ فَمَكَثَ قَلِيلًا ثُمَّ صَاحَ بِي يَا فَيْضُ ادْخُلْ فَدَخَلْتُ فَإِذَا هُوَ بِمَسْجِدِهِ قَدْ صَلَّى وَ انْحَرَفَ عَنِ الْقِبْلَةِ فَجَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَبُو الْحَسَنِ مُوسَى (عَلَيهِ السَّلَامُ) وَ هُوَ يَوْمَئِذٍ غُلَامٌ فِي يَدِهِ دِرَّةٌ فَأَقْعَدَهُ عَلَى فَخِذِهِ وَ قَالَ لَهُ بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي مَا هَذِهِ الْمِخْفَقَةُ الَّتِي بِيَدِكَ (2)فَقَالَ مَرَرْتُ بِعَلِيٍّ أَخِي وَ هِيَ فِي يَدِهِ وَ هُوَ يَضْرِبُ بِهَا بَهِيمَةً فَانْتَزَعْتُهَا مِنْ يَدِهِ فَقَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَا فَيْضُ إِنَّ رَسُولَ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) أُفْضِيَتْ إِلَيْهِ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ وَ مُوسَى فَائْتَمَنَ عَلَيْهَا عَلِيّاً ثُمَّ ائْتَمَنَ عَلَيْهَا عَلِيٌّ الْحَسَنَ ثُمَّ ائْتَمَنَ عَلَيْهَا الْحَسَنُ الْحُسَيْنَ أَخَاهُ وَ ائْتَمَنَ الْحُسَيْنُ عَلَيْهَا عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ ثُمَّ ائْتَمَنَ عَلَيْهَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ وَ ائْتَمَنَنِي عَلَيْهَا أَبِي فَكَانَتْ عِنْدِي وَ قَدِ ائْتَمَنْتُ ابْنِي هَذَا عَلَيْهَا عَلَى حَدَاثَتِهِ وَ هِيَ عِنْدَهُ فَعَرَفْتُ مَا أَرَادَ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ زِدْنِي فَقَالَ يَا فَيْضُ إِنَّ أَبِي كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ لَا تُرَدَّ لَهُ دَعْوَةٌ أَجْلَسَنِي عَنْ يَمِينِهِ وَ دَعَا فَأَمَّنْتُ فَلَا تُرَدُّ لَهُ دَعْوَةٌ وَ كَذَلِكَ أَصْنَعُ بِابْنِي هَذَا وَ قَدْ ذُكِرْتَ أَمْسِ بِالْمَوْقِفِ فَذَكَرْتُكَ بِخَيْرٍ قَالَ فَيْضٌ فَبَكَيْتُ سُرُوراً ثُمَّ قُلْتُ لَهُ يَا سَيِّدِي زِدْنِي فَقَالَ إِنَّ أَبِي كَانَ إِذَا أَرَادَ سَفَراً وَ أَنَا مَعَهُ فَنَعَسَ وَ كَانَ هُوَ عَلَى رَاحِلَتِهِ أَدْنَيْتُ رَاحِلَتِي مِنْ رَاحِلَتِهِ فَوَسَّدْتُهُ ذِرَاعِي الْمِيلَ وَ الْمِيلَيْنِ حَتَّى يَقْضِيَ وَطَرَهُ مِنَ النَّوْمِ (3)وَ كَذَلِكَ يَصْنَعُ بِي وَلَدِي هَذَا فَقُلْتُ لَهُ زِدْنِي جُعِلْتُ فِدَاكَ فَقَالَ يَا فَيْضٌ إِنِّي لَأَجِدُ
ص: 325
بِابْنِي هَذَا مَا كَانَ يَعْقُوبُ يَجِدُهُ بِيُوسُفَ فَقُلْتُ سَيِّدِي زِدْنِي فَقَالَ هُوَ صَاحِبُكَ الَّذِي سَأَلْتَ عَنْهُ قُمْ فَأَقِرَّ لَهُ بِحَقِّهِ فَقُمْتُ حَتَّى قَبَّلْتُ يَدَهُ وَ رَأْسَهُ وَ دَعَوْتُ اللّه لَهُ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَمَا إِنَّهُ لَمْ يُؤْذَنْ لِي فِي الْمَرَّةِ الْأُولَى مِنْكَ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أُخْبِرُ بِهِ عَنْكَ قَالَ نَعَمْ أَهْلَكَ وَ وُلْدَكَ وَ رُفَقَاءَكَ وَ كَانَ مَعِي أَهْلِي وَ وُلْدِي وَ كَانَ مَعِي يُونُسَ بْنُ ظَبْيَانَ مِنْ رُفَقَائِي فَلَمَّا أَخْبَرْتُهُمْ حَمِدُوا اللّه عَلَى ذَلِكَ وَ قَالَ يُونُسُ لَا وَ اللّه حَتَّى أَسْمَعَ ذَلِكَ مِنْهُ وَ كَانَتْ بِهِ عَجَلَةٌ فَخَرَجَ فَأَتْبَعْتُهُ فَلَمَّا انْتَهَيْتُ إِلَى الْبَابِ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَقُولُ وَ قَدْ سَبَقَنَا يُونُسُ الْأَمْرُ كَمَا قَالَ لَكَ فَيْضٌ اسْكُتْ وَ اقْبَلْ فَقَالَ سَمِعْتُ وَ أَطَعْتُ ثُمَّ دَخَلْتُ فَقَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) حِينَ دَخَلْتُ يَا فَيْضُ زرقه(1) قُلْتُ قَدْ فَعَلْتُ
3- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ بْنِ عُقْدَةَ قَالَ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ حَازِمٍ مِنْ كِتَابِهِ قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْسُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ دُرُسْتَ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ صَبِيحٍ قَالَ كَانَ بَيْنِي وَ بَيْنَ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ عَبْدُ الْجَلِيلِ كَلَامٌ فِي قِدَمٍ فَقَالَ لِي إِنَّ أَبَا عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَوْصَى إِلَى إِسْمَاعِيلَ قَالَ فَقُلْتُ ذَلِكَ لِأَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) إِنَّ عَبْدَ الْجَلِيلِ حَدَّثَنِي بِأَنَّكَ أَوْصَيْتَ إِلَى إِسْمَاعِيلَ فِي حَيَاتِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ بِثَلَاثِ سِنِينَ فَقَالَ يَا وَلِيدُ لَا وَ اللّه فَإِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ فَإِلَى فُلَانٍ يَعْنِي أَبَا الْحَسَنِ مُوسَى (عَلَيهِ السَّلَامُ) وَ سَمَّاهُ
4- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ يُونُسَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رَبَاحٍ الزُّهْرِيُّ الْكُوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحِمْيَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ أَيُّوبَ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ عَمْرٍو الْخَثْعَمِيِّ عَنْ جَمَاعَةَ الصَّائِغِ (2) قَالَ سَمِعْتُ الْمُفَضَّلَ بْنَ عُمَرَ يَسْأَلُ أَبَا عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) هَلْ يَفْرِضُ اللّه طَاعَةَ عَبْدٍ ثُمَّ يَكْتُمُهُ خَبَرَ السَّمَاءِ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) اللّه أَجَلُّ وَ أَكْرَمُ وَ أَرْأَفُ بِعِبَادِهِ وَ أَرْحَمُ مِنْ أَنْ
ص: 326
يَفْرِضَ طَاعَةَ عَبْدٍ ثُمَّ يَكْتُمَهُ خَبَرَ السَّمَاءِ صَبَاحاً وَ مَسَاءً قَالَ ثُمَّ طَلَعَ أَبُو الْحَسَنِ مُوسَى (عَلَيهِ السَّلَامُ) فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَ يَسُرُّكَ أَنْ تَنْظُرَ إِلَى صَاحِبِ كِتَابِ عَلِيٍّ فَقَالَ لَهُ الْمُفَضَّلُ وَ أَيُّ شَيْ ءٍ يَسُرُّنِي إِذاً أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ هُوَ هَذَا صَاحِبُ كِتَابِ عَلِيٍّ الْكِتَابِ الْمَكْنُونِ الَّذِي قَالَ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ- لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ(1).
5- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ قَالَ حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمِيثَمِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) فَسَأَلْتُهُ عَنْ صَاحِبِ الْأَمْرِ مِنْ بَعْدِهِ قَالَ لِي هُوَ صَاحِبُ الْبَهْمَةِ (2)وَ كَانَ مُوسَى (عَلَيهِ السَّلَامُ) فِي نَاحِيَةِ الدَّارِ صَبِيّاً وَ مَعَهُ عَنَاقٌ مَكِّيَّةٌ (3) وَ هُوَ يَقُولُ لَهَا اسْجُدِي للّه الَّذِي خَلَقَكِ
6- حَدَّثَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ أَحْمَدُ بْنُ هَوْذَةَ الْبَاهِلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِيُّ عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) فَرَأَيْتُ أَبَا الْحَسَنِ مُوسَى (عَلَيهِ السَّلَامُ) وَ لَهُ يَوْمَئِذٍ ثَلَاثُ سِنِينَ وَ مَعَهُ عَنَاقٌ مِنْ هَذِهِ الْمَكِّيَّةِ وَ هُوَ آخِذٌ بِخِطَامٍ عَلَيْهَا وَ هُوَ يَقُولُ لَهَا اسْجُدِي للّه الَّذِي خَلَقَكِ فَفَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَقَالَ لَهُ غُلَامٌ صَغِيرٌ يَا سَيِّدِي قُلْ لَهَا تَمُوتُ فَقَالَ لَهُ مُوسَى (عَلَيهِ السَّلَامُ) وَيْحَكَ أَنَا أُحْيِي وَ أُمِيتُ اللّه يُحْيِي وَ يُمِيتُ
7- وَ مِنْ مَشْهُورِ كَلَامِ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عِنْدَ وقُوُفِهِ عَلَى قَبْرِ إِسْمَاعِيلَ غَلَبَنِي الْحُزْنُ لَكَ عَلَى الْحُزْنِ عَلَيْكَ اللَّهُمَّ إِنِّي وَهَبْتُ لِإِسْمَاعِيلَ جَمِيعَ مَا قَصَّرَ عَنْهُ مِمَّا افْتَرَضْتَ عَلَيْهِ مِنْ حَقِّي فَهَبْ لِي جَمِيعَ مَا قَصَّرَ عَنْهُ فِيمَا افْتَرَضْتَ عَلَيْهِ مِنْ حَقِّكَ
8- وَ رُوِيَ عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَعْيَنَ أَنَّهُ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) وَ عَنْ يَمِينِهِ سَيِّدُ وُلْدِهِ مُوسَى (عَلَيهِ السَّلَامُ) وَ قُدَّامَهُ مَرْقَدٌ مُغَطًّى فَقَالَ لِي يَا زُرَارَةُ جِئْنِي بِدَاوُدَ بْنِ كَثِيرٍ الرَّقِّيِّ وَ حُمْرَانَ وَ أَبِي بَصِيرٍ وَ دَخَلَ عَلَيْهِ الْمُفَضَّلُ بْنُ عُمَرَ فَخَرَجْتُ
ص: 327
فَأَحْضَرْتُهُ مَنْ أَمَرَنِي بِإِحْضَارِهِ وَ لَمْ يَزَلِ النَّاسُ يَدْخُلُونَ وَاحِداً أَثَرَ وَاحِدٍ حَتَّى صِرْنَا فِي الْبَيْتِ ثَلَاثِينَ رَجُلًا فَلَمَّا حَشَدَ الْمَجْلِسُ (1) قَالَ يَا دَاوُدُ اكْشِفْ لِي عَنْ وَجْهِ إِسْمَاعِيلَ فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَا دَاوُدُ أَ حَيٌّ هُوَ أَمْ مَيِّتٌ قَالَ دَاوُدُ يَا مَوْلَايَ هُوَ مَيِّتٌ فَجَعَلَ يَعْرِضُ ذَلِكَ عَلَى رَجُلٍ رَجُلٍ حَتَّى أَتَى عَلَى آخِرِ مَنْ فِي الْمَجْلِسِ وَ انْتَهَى عَلَيْهِمْ بِأَسْرِهِمْ كُلٌّ يَقُولُ هُوَ مَيِّتٌ يَا مَوْلَايَ فَقَالَ اللَّهُمَّ اشْهَدْ ثُمَّ أَمَرَ بِغُسْلِهِ وَ حَنُوطِهِ وَ إِدْرَاجِهِ فِي أَثْوَابِهِ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْهُ قَالَ لِلْمُفَضَّلِ يَا مُفَضَّلُ احْسِرْ عَنْ وَجْهِهِ فَحَسَرَ عَنْ وَجْهِهِ فَقَالَ أَ حَيٌّ هُوَ أَمْ مَيِّتٌ فَقَالَ مَيِّتٌ قَالَ اللَّهُمَّ اشْهَدْ عَلَيْهِمْ ثُمَّ حُمِلَ إِلَى قَبْرِهِ فَلَمَّا وُضِعَ فِي لَحْدِهِ قَالَ يَا مُفَضَّلُ اكْشِفْ عَنْ وَجْهِهِ وَ قَالَ لِلْجَمَاعَةِ أَ حَيٌّ هُوَ أَمْ مَيِّتٌ قُلْنَا لَهُ مَيِّتٌ فَقَالَ اللَّهُمَّ اشْهَدْ وَ اشْهَدُوا فَإِنَّهُ سَيَرْتَابُ الْمُبْطِلُونَ يُرِيدُونَ إِطْفَاءَ نُورِ اللّه بِأَفْوَاهِهِمْ ثُمَّ أَوْمَأَ إِلَى مُوسَى (عَلَيهِ السَّلَامُ) وَ اللّه مُتِمُّ نُورِهِ... وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ثُمَّ حَثَوْنَا عَلَيْهِ التُّرَابَ ثُمَّ أَعَادَ عَلَيْنَا الْقَوْلَ فَقَالَ الْمَيِّتُ الْمُحَنَّطُ الْمُكَفَّنُ الْمَدْفُونُ فِي هَذَا اللَّحَدِ مَنْ هُوَ قُلْنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ اللَّهُمَّ اشْهَدْ ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِ مُوسَى (عَلَيهِ السَّلَامُ) وَ قَالَ هُوَ حَقٌّ وَ الْحَقُّ مِنْهُ إِلَى أَنْ يَرِثَ اللّه الْأَرْضَ وَ مَنْ عَلَيْها
و وجدت هذا الحديث عند بعض إخواننا فذكر أنه نسخه من أبي المرجي بن محمد الغمر التغلبي و ذكر أنه حدثه به المعروف بأبي سهل يرويه عن أبي الفرج وراق بندار القمي عن بندار عن محمد بن صدقة (2)و محمد بن عمرو عن زرارة و أن أبا المرجي ذكر أنه عرض هذا الحديث على بعض إخوانه فقال إنه حدثه به الحسن بن المنذر بإسناد له عن زرارة و زاد فيه أن أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال و اللّه ليظهرن عليكم صاحبكم و ليس في عنقه لأحد بيعة و قال فلا يظهر صاحبكم حتى يشك فيه أهل اليقين- قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ(3).
ص: 328
9- حَدَّثَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ أَحْمَدُ بْنُ هَوْذَةَ الْبَاهِلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بْنُ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِيُّ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مِهْرَانَ الْجَمَّالِ قَالَ سَأَلَ مَنْصُورُ بْنُ حَازِمٍ وَ أَبُو أَيُّوبَ الْخَزَّازُ أَبَا عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) وَ أَنَا حَاضِرٌ مَعَهُمَا فَقَالا جَعَلَنَا اللّه فِدَاكَ إِنَّ الْأَنْفُسَ يُغْدَى عَلَيْهَا وَ يُرَاحُ فَمَنْ لَنَا بَعْدَكَ فَقَالَ إِذَا كَانَ ذَلِكَ فَهَذَا فَضَرَبَ يَدَهُ إِلَى الْعَبْدِ الصَّالِحِ مُوسَى (عَلَيهِ السَّلَامُ) وَ هُوَ غُلَامٌ خُمَاسِيٌّ بِثَوْبَيْنِ أَبْيَضَيْنِ وَ قَالَ هَذَا وَ كَانَ عَبْدُ اللّه بْنُ جَعْفَرٍ حَاضِراً يَوْمَئِذٍ الْبَيْتَ
1- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ رَحِمَهُ اللّه قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى عَنْ حَرِيزٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) اعْرِفْ إِمَامَكَ فَإِنَّكَ إِذَا عَرَفْتَهُ لَمْ يَضُرَّكَ تَقَدَّمَ هَذَا الْأَمْرُ (1) أَوْ تَأَخَّرَ
2- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عَنْ قَوْلِ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ- يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ (2) فَقَالَ يَا فُضَيْلُ اعْرِفْ إِمَامَكَ فَإِنَّكَ إِذَا عَرَفْتَ إِمَامَكَ لَمْ يَضُرَّكَ تَقَدَّمَ هَذَا الْأَمْرُ أَوْ تَأَخَّرَ وَ مَنْ عَرَفَ إِمَامَهُ ثُمَّ مَاتَ قَبْلَ أَنْ يَقُومَ صَاحِبُ هَذَا الْأَمْرِ كَانَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ كَانَ قَاعِداً فِي عَسْكَرِهِ لَا بَلْ بِمَنْزِلَةِ مَنْ قَعَدَ تَحْتَ لِوَائِهِ قَالَ وَ رَوَاهُ
ص: 329
بَعْضُ أَصْحَابِنَا بِمَنْزِلَةِ مَنِ اسْتُشْهِدَ مَعَ رَسُولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)(1).
3- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ رَفَعَهُ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) جُعِلْتُ فِدَاكَ مَتَى الْفَرَجُ فَقَالَ يَا أَبَا بَصِيرٍ وَ أَنْتَ مِمَّنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا مَنْ عَرَفَ هَذَا الْأَمْرَ فَقَدْ فُرِّجَ عَنْهُ بِانْتِظَارِهِ(2).
4- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ صَالِحِ بْنِ السِّنْدِيِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِيرٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخُزَاعِيِّ قَالَ سَأَلَ أَبُو بَصِيرٍ أَبَا عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) وَ أَنَا أَسْمَعُ فَقَالَ تَرَانِي أُدْرِكُ الْقَائِمَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) فَقَالَ يَا أَبَا بَصِيرٍ أَ لَسْتَ تَعْرِفُ إِمَامَكَ فَقَالَ إِي وَ اللّه وَ أَنْتَ هُوَ وَ تَنَاوَلَ يَدَهُ فَقَالَ وَ اللّه مَا تُبَالِي يَا أَبَا بَصِيرٍ أَلَّا تَكُونَ مُحْتَبِياً بِسَيْفِكَ فِي ظِلِّ رِوَاقِ الْقَائِمِ (عَلَيهِ السَّلَامُ) (3).
5- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ حَدَّثَنَا عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَقُولُ مَنْ مَاتَ وَ لَيْسَ لَهُ إِمَامٌ فَمِيتَتُهُ مِيتَةٌ جَاهِلِيَّةٌ وَ مَنْ مَاتَ وَ هُوَ عَارِفٌ لِإِمَامِهِ لَمْ يَضُرَّهُ تَقَدَّمَ هَذَا الْأَمْرُ أَوْ تَأَخَّرَ وَ مَنْ مَاتَ وَ هُوَ عَارِفٌ لِإِمَامِهِ كَانَ كَمَنْ هُوَ قَائِمٌ مَعَ الْقَائِمِ فِي فُسْطَاطِهِ(4).
6- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَقُولُ
ص: 330
اعْرِفِ الْعَلَامَةَ (1) فَإِذَا عَرَفْتَهُ لَمْ يَضُرَّكَ تَقَدَّمَ هَذَا الْأَمْرُ أَوْ تَأَخَّرَ إِنَّ اللّه تَعَالَى يَقُولُ- يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ فَمَنْ عَرَفَ إِمَامَهُ كَانَ كَمَنْ هُوَ فِي فُسْطَاطِ الْمُنْتَظَرِ (عَلَيهِ السَّلَامُ)
7- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ شَيْبَانَ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ اعْرِفْ إِمَامَكَ فَإِذَا عَرَفْتَهُ لَمْ يَضُرَّكَ تَقَدَّمَ هَذَا الْأَمْرُ أَمْ تَأَخَّرَ فَإِنَّ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ- يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ فَمَنْ عَرَفَ إِمَامَهُ كَانَ كَمَنْ هُوَ فِي فُسْطَاطِ الْقَائِمِ (عَلَيهِ السَّلَامُ)
1- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ بْنِ عُقْدَةَ الْكُوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ التَّيْمُلِيُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يُوسُفَ عَنْ أَبِيهِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ (2)عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلَبِيِّ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ حُمْرَانَ عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ أَبِي يَعْفُورٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ يَمْلِكُ الْقَائِمُ (عَلَيهِ السَّلَامُ) تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً وَ أَشْهُراً
2- أَخْبَرَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ أَحْمَدُ بْنُ هَوْذَةَ الْبَاهِلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِيُّ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ سَبْعِينَ وَ مِائَتَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللّه بْنُ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِيُّ سَنَةَ تِسْعٍ وَ عِشْرِينَ وَ مِائَتَيْنِ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي يَعْفُورٍ (3)قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) مَلَكَ الْقَائِمُ مِنَّا تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً وَ أَشْهُراً
3- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ بْنِ عُقْدَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ بْنِ
ص: 331
إِبْرَاهِيمَ بْنِ قَيْسِ بْنِ رُمَّانَةَ الْأَشْعَرِيُّ وَ سَعْدَانُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ سَعِيدٍ وَ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الزَّيَّاتُ وَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْقَطَوَانِيُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ الْجُعْفِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَقُولُ وَ اللّه لَيَمْلِكَنَّ رَجُلٌ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ ثَلَاثَمِائَةِ سَنَةٍ وَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً وَ يَزْدَادُ تِسْعاً (1)قَالَ فَقُلْتُ لَهُ وَ مَتَى يَكُونُ ذَلِكَ قَالَ بَعْدَ مَوْتِ الْقَائِمِ (عَلَيهِ السَّلَامُ) قُلْتُ لَهُ وَ كَمْ يَقُومُ الْقَائِمُ (عَلَيهِ السَّلَامُ) فِي عَالَمِهِ حَتَّى يَمُوتَ فَقَالَ تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً مِنْ يَوْمِ قِيَامِهِ إِلَى يَوْمِ مَوْتِهِ
4- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْبَنْدَنِيجِيُّ عَنْ عُبَيْدِ اللّه بْنِ مُوسَى الْعَلَوِيِّ عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ إِسْحَاقَ(2) عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي شُعْبَةَ الْحَلَبِيِّ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ حُمْرَانَ عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ أَبِي يَعْفُورٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) قَالَ إِنَّ الْقَائِمَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) يَمْلِكُ تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً وَ أَشْهُراً
و إذ قد أتينا على الغرض الذي قصدنا له و انتهينا إلى ما أردنا منه(3) و فيه كفاية و بلاغ لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَ هُوَ شَهِيدٌ فإنا نحمد اللّه على إنعامه علينا و نشكره على إحسانه إلينا بما هو أهله من الحمد و مستحقه من الشكر و نسأله أن يصلي على محمد و آله (4) المنتجبين الأخيار الطاهرين و أن يثبتنا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ و يزيدنا هدى و علما و بصيرة و فهما و لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا و أن يهب لنا من لدنه رحمة إنه كريم وهاب(5)- وَ الْحَمْدُ للّه رَبِّ الْعالَمِينَ و صلى اللّه على محمد و آله الطاهرين و سلم تسليما كثيرا مباركا زاكيا ناميا طيبا
ص: 332
فهرس الکتاب
الصورة

ص: 333
الصورة

ص: 334
الصورة

ص: 335
الصورة

ص: 336
الصورة

ص: 337