مُسنَدُ الاِمَامِ امِيرِالمُؤمِنِينِ
ابِي الحَسَنِ عَلِيِّ ابنِ ابِي طَالِب علیه السلام
الجزء الثاني
جمعه و رتّبه الشيخ عزیز الله العطاردي
بطاقة تعريف: العطاردي قوچانی، عزیزالله، 1307 .
عنوان المؤلف واسمه: مسند الامام امیرالمؤمنين علي بن ابي طالب علیه السلام / جمعه و رتبه عزيز الله العطاردي قوچاني.
تفاصيل النشر: طهران عطارد 1386.
مواصفات المظهر: 26 ج.
شابک : (ج.24) 6-53-7237-964-978 : (دوره) 8-46-7237-964-978
حالة الاستماع: فیپا
ملحوظة: العربية
ملحوظة: کتابنامه
موضوع : علي بن ابي طالب (علیه السلام) امام ،اول 23 قبل از هجرت - - 40 ق .
موضوع : علي بن ابي طالب (علیه السلام) امام ،اول 23 قبل از هجرت - - 40 ق. - - احادیث .
تصنيف الكونجرس: 5 م 6 ع / 37 BP
تصنيف ديوي: 951 / 297
رقم الببليوغرافيا الوطنية: 1064192
ص: 1
سرشناسه:عطاردی قوچانی، عزیزالله، 1307 -
عنوان و نام پديدآور: مسندالامام امیرالمومنین علی بن ابی طالب علیه السلام/ جمعه و رتبه عزیرالله العطاردی.
مشخصات نشر:تهران: عطارد، 1386.
مشخصات ظاهری:ج.
شابک: (ج. 2) 1 - 45 - 7237-964-978 ؛ (دوره) 8 - 46 - 7237 - 964 - 978
وضعیت فهرست نویسی:فاپا
يادداشت:عربی.
یادداشت:کتابنامه.
موضوع:علی بن ابی طالب (علیه السلام)، امام اول، 23 قبل از هجرت - 40 ق.
موضوع:علی بن ابی طالب (علیه السلام)، امام اول، 23 قبل از هجرت - 40ق - احادیث
رده بندی کنگره:5م 6ع / 37 BP
رده بندی دیویی:297/951
شماره کتابشناسی ملی:1 0 6 4 1 9 2
انتشارات عطار
مرکز فرهنگی خراسان
79
اسم الكتاب مسند الامام امیرالمؤمنين على بن ابى طالب علیه السلام
(ج 2)
المؤلّف: الشيخ عزيز الله العطاردى
الناشر: نشر عطارد
المطبعة: افست • الطبعة الاولى: 1386
العدد: 3000
مرکز پخش تجریش خیابان در بند نبش خیابان جعفرآباد، پلاک 340 و 342
تلفن: 22703362 - تلفکس: 22709053
«حقوق الطبع محفوظة للمؤلف»
شابک : (ج. 2) 1 - 45 - 7237-964-978 ؛ (دوره) 8 - 46 - 7237 - 964 - 978
ص: 2
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - قال الشيخ أبو عبد الله المفيد ما كان في يوم خيبر من انهزام من انهزم و قد أهل الجليل المقام بحمل الراية فكان بانهزامه من الفساد ما لا خفاء به على الألباء ثم أعطى صاحبه الراية من بعده فكان من انهزامه مثل الذي سلف من الأول و خيف في ذلك على الإسلام و شأنه ما كان من الرجلين في الانهزام فأكبر ذلك رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم و أظهر النكير له و المساءة .به
ثم قال معلنا لأعطين الراية غدا رجلا يحبه الله و رسوله و يحب الله و رسوله كرارا غير فرار لا يرجع حتى يفتح الله على يديه.
فأعطاها أمير المؤمنين علیه السلام فكان الفتح على يديه. و دل فحوى كلامه علیه السلام على خروج الفرارين من الصفة التي أوجبها لأمير المؤمنين علیه السلام كما خرجا بالفرار من صفة الكر و الثبوت للقتال و في تلافي أمير المؤمنين بخيبر ما فرط من غيره دليل على توحده من الفضل فيه بما لم يشركه فيه
من عداه. و في ذلك يقول حسان بن ثابت الأنصاري:
وكان علي أرمد العين يبتغي***دواء فلما لم يحس مداويا
شفاه رسول الله منه بتفلة***فبورك مرقيا و بورك راقيا
و قال سأعطي الراية اليوم صارما***كميا محبا للإله مواليا
ص: 3
يحب إلهي و الإله يحبه***به يفتح الله الحصون الأوابيا
فأصفى بها دون البرية كلها***عليا و سماه الوزير المواخيا
2- عنه روى إسماعيل بن علي العمي عن نائل بن نجيح عن عمرو ابن شمر عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر عن أبيه علیه السلام قال انقطع شسع نعل رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فدفعها إلى علي علیه السلام يصلحها ثم مشى في نعل واحدة غلوة أو نحوها و أقبل على أصحابه فقال إن منكم من يقاتل على التأويل كما قاتل معي على التنزيل فقال أبو بكر أنا ذاك يا رسول الله قال لا فقال عمر، فأنا يا رسول الله.
قال لا فأمسك القوم و نظر بعضهم إلى بعض فقال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم لكنه خاصف النعل و أومأ إلى علي بن أبي طالب علیه السلام و إنه المقاتل على التأويل إذا تركت سنتي و نبذت و حرف کتاب الله و تكلم في الدين من ليس له ذلك فيقاتلهم علي علیه السلام على إحياء دين الله تعالى.
3- عنه قال و كان الفتح فيها لأمير المؤمنين علیه السلام ارتياب و ظهر من فضله في هذه الغزاة ما اجتمع على نقله الرواة وتفرد فيها من المناقب بما لم يشركه فيه أحد من الناس.
4- عنه روى يحيى بن محمد بن الأزدي عن مسعدة بن اليسع و عبيد الله بن عبد الرحيم عن عبد الملك بن هشام و محمد بن إسحاق و غيرهم من أصحاب الآثار قالوا لما دنا رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم من خيبر قال للناس قفوا فوقف الناس فرفع يديه إلى السماء وقال اللهم رب السماوات السبع و ما أظللن و رب الأرضين السبع و ما أقللن أقللن و رب الشياطين و ما و أضللن أسألك خير هذه القرية و خير ما فيها و أعوذ بك من شرها وشر ما فيها.
ص: 4
ثم نزل تحت شجرة في المكان فأقام وأقمنا بقية يومنا و من غده. فلما كان نصف النهار نادانا منادي رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فاجتمعنا إليه فإذا عنده رجل جالس فقال إن هذا جاءني و أنا نائم فسل سيفي و قال يا محمد من يمنعك مني اليوم قلت الله منك يمنعني فشام السيف و هو جالس كما ترون لا حراك به.
فقلنا يا رسول الله لعل في عقله شيئا فقال رسول الله نعم دعوه ثم صرفه و لم يعاقبه. و حاصر رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم خيبر بضعا و عشرين ليلة و كانت الراية يومئذ لأمير المؤمنين علیه السلام فلحقه رمد أعجزه عن الحرب و كان المسلمون يناوشون اليهود من بين أيدي حصونهم و جنباتها.
فلما كان ذات يوم فتحوا الباب و قد كانوا خندقوا على أنفسهم خرج مرحب برجله يتعرض للحرب.
فدعا رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم أبا بكر فقال له خذ الراية فأخذها في جمع من المهاجرين فاجتهد و لم يغن شيئا فعاد يؤنب القوم الذين اتبعوه و يؤنبونه. فلما كان من الغد تعرض لها عمر فسار بها غير بعيد ثم رجع يجبن أصحابه و يجبنونه فقال النبي صلی الله علیه و آله وسلم ليست هذه الراية لمن حملها جيئوني بعلي بن أبي طالب فقيل له إنه أرمد قال أرونيه تروني رجلا يحب الله و رسوله و يحبه الله و رسوله يأخذها بحقها ليس بفرار فجاءوا بعلي علیه السلام يقودونه إليه.
فقال له النبي صلی الله علیه و آله وسلم ما تشتكي يا علي قال رمد ما أبصر معه وصداع برأسي فقال له اجلس و ضع رأسك على فخذي ففعل علي علیه السلام ذلك فدعا له النبي صلی الله علیه و آله وسلم و تفل في يده فمسح بها على عينيه و رأسه فانفتحت عيناه و سكن ما كان يجده من الصداع و قال في دعائه.
اللهم قه الحر والبرد و أعطاه الراية وكانت راية بيضاء و قال له خذ
ص: 5
الراية و امض بها فجبرئيل معك و النصر أمامك و الرعب مبثوث في صدور القوم و اعلم يا علي أنهم يجدون في كتابهم أن الذي يدمر عليهم اسمه آليا فإذا لقيتهم فقل أنا علي فإنهم يخذلون إن شاء الله.
قال علي علیه السلام فمضيت بها حتى أتيت الحصون فخرج مرحب و عليه مغفر و حجر قد ثقبه مثل البيضة على رأسه و هو يرتجز و يقول.
قد علمت خيبر أني مرحب***شاكي السلاح بطل مجرب
فقلت:
أنا الذي سمتني أمي حيدرة***كليث غابات شدید قسورة
أكيلكم بالسيف كيل السندرة
و اختلفنا ضربتين فبدرته فضربته فقددت الحجر و المغفر و رأسه حتى وقع السيف في أضراسه فخر صريعا.
5- عنه جاء في الحديث أن أمير المؤمنين علیه السلام لما قال أنا علي بن أبي طالب قال حبر من أحبار القوم غلبتم و ما أنزل على موسى فدخل قلوبهم من الرعب ما لم يمكنهم معه الاستيطان به و لما قتل أمير المؤمنين علیه السلام مرحبا رجع من كان معه و أغلقوا باب الحصن عليهم دونه فصار أمير المؤمنين علیه السلام إليه فعالجه حتى فتحه و أكثر الناس من جانب الخندق لم يعبروا معه فأخذ أمير المؤمنين باب الحصن فجعله على الخندق جسرا لهم حتى عبروا فظفروا بالحصن و نالوا الغنائم.
فلما انصرفوا من الحصون أخذه أمير المؤمنين بيمناه فدحا به أذرعا من الأرض و كان الباب يغلقه عشرون رجلا منهم. ولما فتح أمير المؤمنين علیه السلام الحصن و قتل مرحبا و أغنم الله المسلمين أموالهم استأذن حسان بن ثابت رسول الله أن يقول شعرا فقال له قل فأنشأ يقول:
ص: 6
وكان علي أرمد العين يبتغي***دواء فلما لم يحس مداويا
شفاه رسول الله منه بتفلة***فبورك مرقيا و بورك راقيا
و قال سأعطي الراية اليوم صارما***کمیا محبا للرسول مواليا
يحب إلهي والإله يحبه***به يفتح الله الحصون الأوابيا
فأصفى بها دون البرية كلها***عليا وسماه الوزير المؤاخيا
6- عنه قد روى أصحاب الآثار عن الحسن بن صالح عن الأعمش عن أبي إسحاق عن أبي عبد الله الجدلي قال سمعت أمير المؤمنين علیه السلامريقول لما عالجت باب خيبر جعلته مجنا لي و قاتلت القوم فلما أخزاهم الله وضعت الباب على حصنهم طريقا ثم رميت به في خندقهم فقال له رجل لقد حملت منه ثقلا فقال ما كان إلا مثل جنتي التي في يدي في غير ذلك المقام.
و ذكر أصحاب السير أن المسلمين لما انصرفوا من خيبر راموا حمل الباب فلم يقله منهم إلا سبعون رجلا. و في حمل أمير المؤمنين علیه السلام الباب يقول الشاعر.
إن امرأ حمل الرتاج بخيبر***يوم اليهود بقدرة لمؤيد
حمل الرتاج رتاج باب قموصها***فالمسلمون و أهل خيبر حشد
فرمی به و لقد تکلف رده***سبعون شخصا كلهم يتشدد
ردوه بعد تكلف و مشقة***و مقال بعضهم لبعض ارددوا
7 -عنه فيه أيضا قال شاعر من شعراء الشيعة يمدح أمير المؤمنين علیه السلام ويهجو أعداءه على ما رواه أبو محمد الحسن بن محمد بن جمهور قال قرأت على أبي عثمان المازني:
بعث النبي براية منصورة***عمر بن حنتمة الدلام الأدلما
فضى بها حتى إذا برزوا له***دون القموص نبا و هاب و أحجمها
ص: 7
فأتى النبي براية مردودة***ألا تخوف عارها فتذمما
فبكى النبي له و أنبه بها***و دعى امرأ حسن البصيرة مقدما
فغدا بها في فيلق و دعا له***ألا يصد بها و ألا يهزما
فزوى اليهود إلى القموص وقد كسا***كبش الكتيبة ذا غرار مخذما
و ثنى بناس بعدهم فقراهم***و بحب من والاهم مني الدما
طلس الذئاب و كل نسر قشعما***ساط الإله بحب آل محمد
8- الصدوق: حدثنا أحمد بن محمد بن صقر الصائغ قال حدثنا محمد ابن العباس بن بسام قال حدثنا محمد بن خالد بن إبراهيم قال حدثنا سويد ابن عزيز الدمشقي عن عبد الله بن لهيعة عن ابن قنبل عن عبد الله بن عمرو ابن العاص قال:
إن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم الدفع الراية يوم خيبر إلى رجل من أصحابه فرجع منهزما فدفعها إلى آخر فرجع يجبن أصحابه و يجبنونه قد رد الراية منهزما فقال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله و رسوله و يحبه الله و رسوله لا يرجع حتى يفتح الله على يديه فلما أصبح قال ادعوا إلي عليا فقيل له يا رسول الله هو رمد فقال ادعوه فلما جاء تفل رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم في عينيه وقال اللهم ادفع عنه الحر والبرد ثم دفع الراية إليه و علي له مضى فما رجع إلى رسول الله إلا بفتح خيبر.
ثم قال إنه لما دنا من الغموص أقبل أعداء الله من اليهود يرمونه بالنبل و الحجارة فحمل عليهم علي علیه السلام حتى دنا من الباب فثنى رجله ثم نزل مغضبا إلى أصل عتبة الباب فاقتلعه ثم رمى به خلف ظهره أربعين ذراعا قال ابن عمرو ما عجبنا من فتح الله خيبر على يدي علي و لكنا عجبنا من قلعه الباب و رميه خلفه أربعين ذراعا و لقد تكلف حمله أربعون رجلا فما
ص: 8
أطاقوه. فأخبر النبي صلی الله علیه و آله وسلم بذلك فقال والذي نفسي بيده لقد أعانه عليه أربعون ملكا.
فروي أن أمير المؤمنين علیه السلام قال في رسالته إلى سهل بن حنيف ره و الله ما قلعت باب خیبر و رمیت به خلف ظهري أربعين ذراعا بقوة جسدية و لا حركة غذائية لكني أيدت بقوة ملكوتية و نفس بنور ربها مضيئة و أنا من أحمد كالضوء من الضوء و الله لو تظاهرت العرب على قتالي لما وليت و لو مكنتني الفرصة من رقابها لما بقيت و من لم يبال متى حتفه عليه ساقط فجنانه في الملمات رابط.
حدثني بذلك وبجميع الرسالة التي فيها هذا الفصل علي بن أحمد بن موسی الدقاق، قال حدثنا محمد بن هارون الصوفي عن أبي بكر عبيد ابن موسى الحبال الطبري قال حدثنا محمد بن الحسين الخشاب قال حدثنا محمد بن محصن عن يونس بن ظبيان عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن جده علیه السلام.
9 - أبو عبد الله المفيد: عن علي بن محمد بن علي بن سعد، عن حمدان بن سليمان النيشابوري قال: حدثني عبد الله بن محمد اليماني، عن منيع عن يونس عن علي بن أعين عن أبيه عن جده عن أبي رافع قال: لما دعا رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم عليا علیه السلام يوم خيبر فتفل في عينيه:
قال له: إذا أنت فتحتها فقف بين الناس، فإن الله أمرني بذلك، قال أبو رافع فمضى على علیه السلام و أنا معه فلما أصبح بخيبر و افتتحها وقف بين الناس. فأطال الوقوف فقال أناس : إن عليا يناجي ربه فلما مكث ساعة أمر بانتهاب المدينة التي فتحها.
فأتيت رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فقلت يا رسول الله إن عليا وقف بين الناس
ص: 9
كما أمرته فسمعت قوما منهم يقولون: إن الله ناجاه فقال نعم إن الله ناجاه يوم الطائف و يوم عقبة و يوم خيبر.
حدثنا
10 - الطوسي: حدثنا أبو الطيب، قال حدثنا علي بن ماهان، قال حدثنا عمي، قال حدثنا محمد بن عمر قال حدثنا ثور بن يزيد عن مكحول، قال لما كان يوم خيبر خرج رجل من اليهود يقال له مرحب، و كان طويل القامة عظيم الهامة و كانت اليهود تقدمه لشجاعته ويساره قال فخرج في ذلك اليوم إلى أصحاب رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فما واقفه قرن إلا قال أنا مرحب.
ثم حمل عليه فلم يثبت له. قال و كانت له ظئر، و كانت كاهنة، و
كانت تعجب بشبابه و عظم خلقته، و كانت تقول له قاتل كل من قاتلك غالب كل من غالبك إلا من تسمى عليك بحيدرة، فإنك إن وقفت له هلکت.
قال فلما كثر مناوشته و بعل الناس بمقامه شكوا ذلك إلى النبي صلی الله علیه و آله وسلم و سألوه أن يخرج إليه علياء علیه السلام ، فدعا النبي عليا علیه السلام ، و قال له يا علي اكفني ،مرحبا ، فخرج إليه أمير المؤمنين علیه السلام ، فلما بصر به مرحب أسرع إليه فلم يره يعبأ به، فأنكر ذلك و أحجم عنه، ثم أقدم و هو يقول:
أنا الذي سمتني أمي مرحب.
فأقبل على علیه السلام بالسيف، و هو يقول:
أنا الذي سمتني أمي حيدرة
فلما سمعها منه مرحب هرب و لم يقف خوفا مما حذرته منه ظئره فتمثل له إبليس في صورة حبر من أحبار اليهود، فقال إلى أين يا مرحب فقال قد تسمى على هذا القرن بحيدرة. فقال له إبليس فما حيدرة فقال إن
ص: 10
فلانة ظئري كانت تحذرني من مبارزة رجل اسمه حيدرة، و تقول إنه قاتلك.
فقال له إبليس شوها لك، لو لم يكن حيدرة إلا هذا وحده لما كان مثلك يرجع عن مثله، تأخذ بقول النساء وهن يخطئن أكثر مما يصبن، و حيدرة في الدنيا كثير، فارجع فلعلك تقتله، فإن قتلته سدت قومك و أنا في ظهرك أستصرخ اليهود لك. فرده فو الله ما كان إلا كفواق ناقة حتى ضربه علي علیه السلام ضربة سقط منها لوجهه و انهزم اليهود و هم يقولون قتل مرحب، قتل مرحب. قال وفي ذلك يقول الكميت بن زيد الأسدي (رحمه الله) في مدحه العالي علیه السلام .
سقى جرع الموت ابن عثمان بعد ما***تعاورها منه ولید و مرحب
فالوليد هو ابن عتبة خال معاوية بن أبي سفيان، و عثمان بن طلحة من ،قریش و مرحب من اليهود .
11 - الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمد الطوسي، قال: أخبرنا والدي، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص المقرئ المعروف بابن الحمامي قراءة عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن سلمان بن الحسن الفقيه قراءة عليه، قال حدثنا معاذ بن المثنى، قال حدثنا مسدد، قال حدثنا أبو عوانة، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال:
قال رسول الله لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله و رسوله و يحبه الله و رسوله، لا يرجع حتى يفتح الله عليه. قال عمر ما أحببت الإمارة قبل يومئذ، فدعا علياء الله فبعثه، فقال اذهب فقاتل حتى يفتح الله (عز وجل) عليك، و لا تلتفت فمشى ساعة أو قال قليلا ثم وقف و لم يلتفت،
فقال يا رسول الله على ما أقاتل الناس قال قاتلهم حتى يشهدوا أن
ص: 11
لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم و أموالهم إلا بحقها، و حسابهم على الله (عز وجل).
12- قال الطبرسي: أن النبي تفل في عينه يوم خيبر و دعا له بأن لا يصيبه حر ولا قر فكان بعد ذلك لا يجد حرا و لا قرا و لا ترمد عينه و لا يصدع فكفى بهذه الخصلة شرفا.
13 - عنه روي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أن الناس قالوا له قد أنكرنا من أمير المؤمنين علیه السلام أنه يخرج بالبرد في ثوبين خفيفين و في الصيف في ثوب الثقيل و المحشو فهل سمعت أباك يذكر أنه سمع من أمير المؤمنين علیه السلام ذلك شيئا قال لا قال و كان أبي يسمر مع أمير المؤمنين بالليل فسألته قال فسأله عن ذلك فقال يا أمير المؤمنين عليك السلام إن الناس قد أنكروا و أخبره بالذي قالوا.
قال أو ما كنت معنا بخيبر قال بلى قال فإن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم بعث أبا بكر و عقد له لواءه فرجع و قد انهزم هو و أصحابه ثم عقد لعمر فرجع منهزما مع الناس فقال رسول الله و الذي نفسي بيده لأعطين الراية رجلا يحب الله و رسوله و يحبه الله و رسوله ليس بفرار يفتح الله على يده و الله على يده و أرسل إلي و أنا أرمد و تفل في عيني و قال اللهم اكفه أذى الحر والبرد فما وجدت بعده حرا و لا بردا .
14 - عنه في رواية أخرى فنفث في عيني فما اشتكيتها بعد و هز الراية فدفعها إلي فانطلقت ففتح لي و دعا لي أن لا يضرني حر ولا قر.
و في ذلك يقول حسان بن ثابت:
و كان علي أرمد العين يبتغي***دواء فلما لم يحس مداويا
شفاه رسول الله منه بتفلة***فبورك مرقيا و بورك راقيا
ص: 12
و قال سأعطي الراية اليوم صارما***كميا محبا للرسول مواليا
يحب إلهي و الإله يحبه***به يفتح الله الحصون الأوابيا
فأصفى بها دون البرية كلها***عليا و سماه الوزير المؤاخيا
15 - الطبري الامامي: كتب أمير المؤمنين علیه السلام فيما كتب إلى سهل بن حنيف و الله ما قلعت باب خيبر و قذفت بها أربعين ذراعا لم يحس به أعضائي بقوة جسدية ولا حركة غذائية و لكني أيدت بقوة ملكوتية و نفس بنور ربها مضيئة فأنا من أحمد كالضوء من الضوء و الله لو تظاهرت العرب على قتالي لما وليت و لو أمكنتني الفرصة من الفرار و من لم يبال متى حتفه عليه ساقط فجنانه في الملمات رابط.
16 - عنه روي بسنده عن أبي رافع مولى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم قال خرجنا مع علي علیه السلام حين بعثه رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم برايته فلما دنا من الحصن خرج إليه أهله فقاتلهم فضربه رجل من اليهود فطرح ترسه من يده فتناول علي علیه السلام بابا كان عند الحصن فرمى به عن نفسه فلم يزل في يده و هو يقاتل حتى فتح الله على يديه. ثم القاه من يده حين فرغ فلقد رأيتني في نفر سبعة أناثا منهم نجهد على أن نقلب الباب فلم نقلبه ذكره أحمد بن حنبل في مسنده.
7 - عنه بالإسناد قال حدثنا يحيى بن سابق عن أبي حازم قال سمعت سهلا يقول قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم يوم خيبر لأعطين الراية غدا رجلا يفتح الله تعالى على يديه قال فبات الناس يخوضون ليلتهم أيهم يعطاها قال فلما أصبح الناس غدو على رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم كلهم يرجون أن يعطوها فقال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم أين علي بن أبي طالب قالوا يشتكي عينيه قال أرسلوا إليه قال فبصق في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع قال فأعطي
ص: 13
الراية.
قال فقال علي علیه السلام يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا قال فقال أنفذ أحسنه على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام و أخبرهم بما عليهم فيه فو الله لئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم.
18- قال الاربلي: كانت في سنة سبع للهجرة قال ابن طلحة و تلخيص المقصد فيها على ما ذكره أبو محمد عبد الملك بن هشام في كتاب السيرة النبوية يرفعه بسنده عن ابن الأكوع قال:
بعث النبي صلی الله علیه و آله وسلم أبا بكر برايته وكانت بيضاء إلى بعض حصون خيبر فقاتل ثم رجع و لم يكن فتح و قد جهد ثم بعث عمر بن الخطاب فكان كذلك، فقال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله رسوله و يحبه الله و رسوله يفتح الله على يديه ليس بفرار قال سلمة:
فدعا عليا و هو أرمد فتفل في عينيه ثم قال خذ هذه الراية فامض بها حتى يفتح الله عليك فخرج يهرول و أنا خلفه نتبع أثره حتى ركز رايته في رضم من حجارة تحت الحصن فاطلع عليه يهودي من الحصن فقال: من أنت قال: أنا علي بن أبي طالب فقال اليهودي علوتم حصننا و ما أنزل على موسى أو كما قال فما رجع حتى فتح الله على يديه.
19- قال ابن شهر آشوب: أركبه رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم يوم خيبر و عممه الله بيده و ألبسه ثيابه و أركبه بغلته ثم قال امض يا علي و جبرئيل عن يمينك و ميكائيل عن يسارك و عزرائيل أمامك وإسرافيل ورائك و نصر الله فوقك و دعائي خلفك.
و خبر النبي صلی الله علیه و آله وسلم رميه باب خيبر أربعين ذراعا فقال صلی الله علیه و آله وسلم و الذي
ص: 14
نفسي بيده لقد أعانه عليه أربعون ملكا.
و يقول علي في كتابه والله ما قلعت باب خيبر بقوة جسدية و لا بحركة غذائية و لكني أيدت بقوة ملكوتية و نفس بنور ربها مضيئة.
20- عنه أبو كريب و محمد بن يحيى الأزدي في أماليها و محمد بن إسحاق و العمادي في مغازيهما و النطنزي و البلاذري في تاريخيها و الثعلبي و الواحدي في تفسيريها و أحمد بن حنبل و أبو يعلى الموصلي في مسنديها و أحمد و السمعاني و أبو السعادات في فضائلهم و أبو نعيم في حليته و الأشنهى في اعتقاده .
و أبو بكر البيهقي في دلائل النبوة و الترمذي في جامعه و ابن ماجة في
سننه و ابن بطة في إبانته من سبع عشرة طريقا عن عبد الله بن عباس و عبد الله بن عمر و سهل بن سعد سعد و سلمة بن الأكوع و بريدة الأسلمي و
عمران بن الحصين و عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه و أبو سعيد الخدري جابر الأنصاري و سعد بن أبي وقاص و أبي هريرة.
أنه لما خرج مرحب برجله بعث النبي أبا بكر برايته مع المهاجرين في راية بيضاء فعاد يؤنب قومه و يؤنبونه ثم بعث عمر من بعده فرجع يجبن أصحابه و يجبنونه حتى ساء النبي صلی الله علیه و آله وسلم ذلك فقال لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله و رسوله و يحبه الله و رسوله كرارا غير فرار يأخذها عنوة و في
رواية يأخذها بحقها و في رواية لا يرجع حتى يفتح الله على يده.
21- عنه عن البخاري و مسلم أنه قال لما قال النبي صلی الله علیه و آله وسلم الحديث الراية بات الناس يذكرون ليلتهم أيهم يعطاها فلما أصبح الصبح غدوا على رسول الله كلهم يرجو أن يعطاها فقال أين علي بن أبي طالب علیه السلام فقال هو يشتكي عينيه فقال فأرسلوا إليه فأتي به فتفل النبي في عينيه و دعا له فبرأ
ص: 15
فأعطاه الراية.
22- عنه في رواية ابن جرير و محمد بن إسحاق فغدت قريش يقول بعضهم لبعض أما علي فقد كفيتموه فإنه أرمد لا يبصر موضع قدمه فلما أصبح قال ادعوا لي عليا فقالوا به رمد فقال أرسلوا إليه و ادعوه فجاء على بغلته و عينه معصوبة بخرقة برد قطري فأخذ سلمة بن الأكوع بيده و أتى به إلى النبي القصة.
23- عنه في رواية الخدري أنه بعث إليه سلمان و أبا ذر فجاءا به يقاد فوضع النبي رأسه على فخذه و تفل في عينيه فقام و كأنها جزعان فقال له خذ الراية و امض بها فجبرئيل معك و النصر أمامك و الرعب مثبوت في صدور القوم و اعلم يا علي أنهم يجدون في كتابهم أن الذي يدمر عليهم اسمه إليا فإذا لقيتهم فقل أنا على فإنهم يخذلون إن شاء الله تعالى.
24 - عنه عن فضائل السمعاني إنه قال سلمة فخرج أمير المؤمنين بها يهرول هرولة حتى ركز رايته في رضخ من حجارة تحت الحصن فاطلع إليه يهودي فقال من أنت فقال أنا علي بن أبي طالب فقال اليهودي غلبتم و ما أنزل على موسى.
25- عنه عن كتاب ابن بطة عن سعد و جابر و سلمة فخرج يهرول هرولة وسعد يقول يا أبا الحسن أربع يلحق بك الناس فخرج إليه مرحب في عامة اليهود و عليه مغفر و حجر قد ثقبه مثل البيضة على أم رأسه و هو يرتجز و يقول:
قد علمت خيبر أني مرحب***شاك سلاحي بطل مجرب
أطعن أحيانا و حينا أضرب***إذا الليوث أقبلت تلتهب
فقال علي علیه السلام
ص: 16
أنا الذي سمتني أمي حيدرة***ضرغام آجام و ليث قسورة
على الأعادي مثل ريح صرصرة***أكيلكم بالسيف كيل السندرة
أضرب بالسيف رقاب الكفرة
26- عنه قال مكحول فأحجم عنه مرحب لقول ظئر له غالب كل غالب الحيدر بن أبي طالب فأتاه إبليس في صوره شيخ فحلف أنه ليس
بذلك الحيدر و الحيدر في العالم كثير فرجع.
27- عنه قال الطبري و ابن بطة روى بريدة أنه ضربه على مقدمه فقد الحجر و المغفر و نزل في رأسه حتى وقع فى الأضراس و أخذ المدينة.
28- عنه عن الطبري في التأريخ و المناقب و أحمد في الفضائل و مسند الأنصار أنه سمع أهل العسكر صوت ضربته و في مسلم لما فلق علي رأس مرحب كان الفتح. ابن ماجة في السنن أن عليا علیه السلام لما قتل مرحب أتى برأسه إلى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم.
29 - عنه عن السمعاني في حديث ابن عمر أن رجلا جاء إلى فقال يا رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم اليهود قتلوا أخي فقال لأعطين الراية الخبر. قال ابن عمر فما تتأم آخرنا حتى فتح لأولنا فأخذ علي قاتل الأنصاري فدفعه إلى أخيه فقتله.
30- عنه عن الواقدي فو الله ما بلغ عسكر النبي أخيراه حتى دخل علي علیه السلام حصون اليهود كلها و هي قموص و ناعم و سلالم و وطیخ و حصن المصعب بن معاد و غنم و كانت الغنيمة نصفها لعلي و نصفها لسائر الصحابة.
31- عنه عن شعبة وقتادة و الحسن و ابن عباس أنه نزل جبرئيل على النبي صلی الله علیه و آله وسلم فقال له إن الله تبارك و تعالى يأمرك يا محمد و
ص: 17
يقول لك إني بعثت جبرئيل إلى علي لينصره و عزتي وجلالي ما رمى علي حجرا إلى أهل خيبر إلا رمى جبرئيل حجرا فادفع يا محمد إلى علي سهمين من غنائم خيبر سهما له و سهم جبرئيل معه.
فأنشأ خزيمة بن ثابت هذه الأبيات:
و كان علي أرمد العين يبتغي***دواء فلما لم يحس مداويا
شفاه رسول الله منه بتفلة***فبورك مرقيا و بورك راقيا
و قال سأعطي الراية اليوم صارما*** کميا محبا للإله مواليا
يحب إلإله والإله يحبه***يفتح الله الحصون الأوابيا
فأصفى بها دون البرية كلها***عليا و سماه الوزير المواخيا
32- قال المجلسي روى علماء التاريخ مثل محمد بن يحيى الأزدي و ابن جرير الطبري و الواقدي و محمد بن إسحاق و أبي بكر البيهقي في دلائل النبوة و أبي نعيم في كتاب حلية الأولياء و الأشنهي في الاعتقاد عن عبد الله بن عمر و سهل بن سعد سعد و سلمة بن الأكوع و أبي سعيد الخدري و جابر
الأنصاري.
أن النبي صلی الله علیه و آله وسلم بعث أبا بكر برايته مع المهاجرين هي رايته البيضاء فعاد يؤنب قومه و يؤنبونه ثم بعث عمر من بعده فرجع يجبن أصحابه و يجبنونه حتى ساء ذلك النبي صلی الله علیه و آله وسلم فقال لأعطين الراية غدا رجلا يحبه الله و رسوله و يحب الله و رسوله كرارا غير فرار لا يرجع حتى يفتح الله على يديه فأعطاها عليا ففتح على يديه.
33- عنه رواه الثعلبي في تفسير قوله تعالى «وَ يَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً وَ يَنْصُرَكَ اللهُ نَصْراً عَزِيزاً» و ذلك في فتح خيبر قال حاصر رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم أهل خيبر حتى أصابتنا مخمصة شديدة و أن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم
ص: 18
أعطى اللواء عمر بن الخطاب و نهض من نهض معه من الناس فلقوا أهل خيبر فانكشف عمر و أصحابه و رجعوا إلى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم لا يجبنه أصحابه و يجبنهم وكان رسول الله الله قد أخذته الشقيقة.
فلم يخرج إلى الناس فأخذ أبو بكر راية رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ثم نهض فقاتل ثم رجع فأخذها عمر فقاتل ثم رجع فأخبر بذلك رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فقال أنا والله لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله و رسوله و يحبه الله رسوله يأخذها عنوة وليس ثم علي.
فلما كان الغد تطاول إليها أبو بكر و عمر و رجال من قريش رجاء كل واحد منهم أن يكون هو صاحب ذلك فأرسل رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم السلمة ابن الأكوع إلى علي علیه السلام فجاءه على بعير له حتى أناخ قريبا من رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم و و هو أرمد قد عصب عينيه بشقة برد قطري قال سلمة فجئت به أقوده إلى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فقال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ما لك قال رمدت قال ادن مني فدنا منه فتفل في عينيه فما شكا وجعها بعد حتى مضى لسبيله ثم أعطاه الراية فنهض بالراية.
ثم ذكر الثعلبي صورة حال الحرب بين علي و بين مرحب و كان على رأس مرحب مغفر مصفر و حجر قد ثقبه مثل البيضة على رأسه ثم قال فاختلفا ضربتين فبدره علي علیه السلام بضربة فقد الحجر و المغفر و فلق رأسه حتى أخذ السيف في الأضراس و أخذ المدينة و كان الفتح على يده.
34 - عنه روى السيد المرتضى في كتاب الشافي عن أبي سعيد سعيد الخدري أن النبي صلی الله علیه و آله وسلم أرسل عمر إلى خيبر فانهزم و من معه فقدم على رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم يجين أصحابه و يجبنونه فبلغ ذلك من رسول الله كل مبلغ فبات ليلته مهموما فلما أصبح خرج إلى الناس و معه الراية فقال لأعطين
ص: 19
الراية اليوم رجلا يحب الله و رسوله و يحبه الله و رسوله کرارا غیر فرار فتعرض لها جميع المهاجرين والأنصار.
فقال صلی الله علیه و آله وسلم أين علي فقالوا يا رسول الله هو أرمد فبعث إليه أبا ذر و سلمان فجاءا به يقاد لا يقدر على فتح عينيه من الرمد فلما دنا من رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم تقل في عينيه و قال اللهم أذهب عنه الحر و البرد و انصره على عدوه فإنه عبدك يحبك و يحب رسولك غير فرار ثم دفع إليه الراية و استأذنه حسان بن ثابت أن يقول فيه شعرا فأذن فأنشأ يقول:
و كان علي أرمد العين يبتغي***دواء فلما لم يحس مداويا
شفاه رسول الله منه بتفلة***فبورك مرقيا و بورك راقيا
و قال سأعطي الراية اليوم صارما***كميا محبا للإله مواليا
يحب إلهي و الإله يحبه***به يفتح الله الحصون الأوابيا
فأصفى بها دون البرية كلها***عليا و سماه الوزير المواخيا
و يقال إن أمير المؤمنين علیه السلام لم يجد بعد ذلك أذى حر و برد.
35- عنه روى سعيد بن جبير عن ابن عباس هذا الخبر على وجه آخر قال بعث رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم أبا بكر إلى خيبر فرجع و قد انهزم و انهزم الناس معه ثم بعث من الغد عمر فرجع و قد جرح في رجليه و انهزم الناس معه فهو يجين أصحابه و أصحابه يجبنونه فقال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله و رسوله و يحبه الله و رسوله ليس بقرار و لا يرجع حتى يفتح الله عليه.
و قال ابن عباس فأصبحنا متشوقين نرائي وجوهنا رجاء أن يكون يدعى رجل منا فدعا رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم العليا علیه السلام و هو أرمد فتفل في عينيه و دفع إليه الراية ففتح بابه عليه.
ص: 20
36- قال ابن هشام قال ابن اسحاق وحدثني بريدة بن سفيان بن فروة الأسلمي عن أبيه سفيان عن سلمة بن عمرو بن الأكوع قال بعث رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم أبا بكر برايته وكانت بيضاء فيما قال ابن هشام الى بعض حصون خيبر فقاتل فرجع ولم يك فتح وقد جهد ثم بعث الغد عمر بن الخطاب فقاتل ثم رجع ولم يك فتح وقد جهد.
فقال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم لأعطين الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه ليس بفرار قال يقول سلمة فدعا رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم عليها رضوان الله عليه وهو أرمد فتفل في عينه ثم قال خذ هذه الراية فامض بها حتى يفتح الله عليك.
قال: يقول سلمة: فخرج والله بها يانج يهرول هرولة وإنا لخلفه نتبع أثره حتى ركز رايته في رضم من حجارة تحت الحصن فاطلع إليه يهودي من رأس الحصن فقال من أنت قال أنا علي بن أبي طالب قال يقول اليهودي علوتم وما أنزل على موسى أو كما قال قال فما رجع حتى فتح الله على يديه.
37- عنه قال ابن اسحاق حدثني عبدالله بن الحسن عن أبي رافع مولى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم: قال : خرجنا مع علي بن ابي طالب علیه السلام حين بعثه رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم برايته فلما دنا من الحصن خرج إليه أهله فقاتلهم فضربه رجل من يهود فطاح ترسه من يده فتناول علي علیه السلام بابا كان عند الحصن فترس به عن نفسه فلم يزل في يده وهو يقاتل حتى فتح الله عليه ثم ألقاه من يده حين فرغ فلقد رأيتني في نفر سبعة معي أنا ثامنهم نجهد على أن نقلب ذلك الباب فما نقلبه.
38- عبدالله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي ثنا قتيبة بن سعيد ثنا
ص: 21
هاشم بن إسماعيل عن بكير بن مسمار عن عامر بن سعد عن أبيه قال سمعت رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم يقول له و خلفه في بعض مغازيه، فقال علي علیه السلام أتخلفنى مع النساء و الصيبان قال يا علي أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لانبوة ،بعدي و سمعته يقول: يوم خيبر: لأعطين الراية رجلا يحب الله و رسوله و يحبه الله و رسوله فتطاولنا لها فقال ادعو إلى علي علیه السلام فانى به أرمد فبصق في عينه و دفع الراية اليه ففتح الله عليه و لما نزلت هذه الآية: «نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَ أَبْنَاءَكُمْ»، دعا رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم علياً و فاطمة و حسنا و حسینا رضوان الله عليهم اجمعين، فقال اللهم هؤلاء أهلي.
39 - عنه عبدالله حدثني أبي ثنا يعقوب ثنا أبي عن محمد بن اسحاق قال حدثنى عبدالله بن حسن عن بعض أهله عن أبي رافع مولى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ، قال خرجنا مع على حين بعثه رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم برايته فلما دنا الحصن خرج اليه أهله، فقاتلهم فضربه رجل من يهود فطرح ترسه من يده فتناول على الله بابا كان عند الحصن فترس به نفسه فلم يزل في يده و هو يقاتل حتى فتح الله عليه ثم ألقاء من يده حين فرغ فلقد رأيتني في أناثا سبعة منهم نجهد على أن نقلب ذلك الباب فلم نقلبه.
40- قال البخاري: حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز عن أبي حازم عن سهل بن سعد ان رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم قال لأعطين الراية غدا رجلا يفتح الله تعالى على يديه، فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها فلما أصبح الناس غدو على رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم كلهم يرجو أن يعطاها، فقال أين علي بن أبي طالب قالوا يشتكي عينيه يا رسول الله قال فأرسلوا إليه فأتوني به فلما جاء بصق في عينيه و دعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية.
ص: 22
فقال: يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا فقال أنفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام و أخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم.
41- عنه حدثنا قتيبة حدثنا حاتم عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة
قال كان عليّ قد تخلف عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم في خيبر و كان به رمد، فقال أنا أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فخرج فلحق بالنبي فلما ان مساء الليلة التي فتحها الله في صباحها، قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم لأعطين الراية أو ليأخذن الراية غداً رجلا يحبه الله و رسوله، أو بحب الله و رسوله يفتح الله عليه، فاذا نحن بعلي و ما نرجوه فقالوا هذا فاعطاه رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم ففتح الله عليه.
42- مسلم حدثنا قتيبة بن سعيد و محمد بن عبّاد (وتقاربا فى اللفظ ) قالا حدثنا حاتم (هو ابن إسماعيل) عن بكير بن مسمار عن عامر بن سعد ابن أبي وقاص، عن أبيه، قال: أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً فقال: ما منعك أن تسب أبا التراب ؟ فقال امّا ما ذكرت ثلاثة قالهن له رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم ، فلن أسبه لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلى من حمر النعم.
سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يقول له، علي: يا رسول الله خلفنى مع النساء و الصيبان؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبوة بعدى و سمعته يقول يوم خيبر: لأعطين الراية رجلا يحبّ الله و رسوله و يحبه الله و رسوله فتطاولنا لها فقال: أدعو إلى علي علیه السلام فانى به أرمد فبصق في عينه و دفع الراية اليه ففتح الله عليه و لما نزلت هذه الآية:
«فَقُلْ تَعَالَوْانَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ» دعا رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم علياً وفاطمة و حسنا و حسینا علیهم السلام، فقال اللهم هؤلاء أهلي.
ص: 23
43- الترمذي حدثنا قتيبة حدثنا حاتم ابن إسماعيل عن بكير بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، قال: أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً فقال: ما منعك أن تسب أبا التراب؟ قال: اما ما ذكرت ثلاثة قالهن له رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم ، فلن أسبه. لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلى من حمر النعم.
سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يقول لعلي و خلفه في بعض يا رسول الله! تخلفنى مع النساء النساء و الصيبان؟ فقال: رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي، و سمعته يقول ي--وم خيبر: لأعطين الراية رجلا يحبّ الله و رسوله و يحبه الله و رسوله، قال: فتطاولنا لها.
فقال: ادع لى عليا علیه السلام فاتاه به ، أرمد، فبصق في عينه و دفع الراية اليه، ففتح الله عليه و لما نزلت هذه الآية: «فَقُلْ تَعَالَوْانَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ» الآية، دعا رسول الله لا ال عليا و فاطمة و حسنا و حسينا علیهم السلام ، فقال اللهم هؤلاء أهلي.
44- قال الطبري: حدثنا ابن بشار قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا عوف عن ميمون أبي عبدالله أن عبدالله بن بريدة حدث عن بريدة الأسلمي قال لما كان حين نزل رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم بحصن أهل خيبر أعطى رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم اللواء عمر بن الخطاب ونهض من نهض معه من فلقوا أهل خيبر فانكشف عمر وأصحابه فرجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يجبنه أصحابه ويجبنهم فقال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم لاعطين اللواء غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله فلما كان من الغد تطاول لها أبو بكر وعمر فدعا عليا علیه السلام وهو أرمد فتفل في عينيه وأعطاه اللواء ونهض معه من الناس من
ص: 24
نهض قال فلق أهل خيبر فإذا مرحب يرتجز ويقول:
قد علمت خيبر أني مرحب***شاكي السلاح بطل مجرب
أطعن أحيانا وحينا أضرب***إذا الليوث أقبلت تلهب
فاختلف هو وعلي ضربتين فضربه عليه على هامته حتى عض السيف منه بأضراسه وسمع أهل العسكر صوت ضربته فما تتام آخر الناس مع علي علیه السلام حتى فتح الله له ولهم.
45- عنه حدثنا أبو كريب قال حدثنا يونس بن بكير قال حدثنا المسيب بن مسلم الأودي قال حدثنا عبد الله بن بريدة عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم ربما أخذته الشقيقة فيلبث اليوم واليومين لا يخرج فلما نزل رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم خيبر أخذته الشقيقة فلم يخرج إلى الناس وإن أبا بكر أخذ راية رسول الله ثم نهض فقاتل قتالا شديدا.
ثم رجع فأخدها عمر فقاتل قتالا شديدا هو أشد من القتال الأول ثم رجع فأخبر بذلك رسول الله فقال أما والله لأعطينها غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يأخذها عنوة قال وليس ثم علي علیه السلام فتطاولت لها قريش ورجا كل واحد منهم أن يكون صاحب ذلك فأصبح فجاء علي علیه السلام على بعير له حتى أناخ قريبا من خباء رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم وهو أرمد وقد عصب عينيه بشقة برد قطري.
فقال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم مالك قال رمدت بعد فقال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم ادن مني فدنا فتفل في عينيه فما وجعهما حتى مضى لسبيله ثم أعطاه الراية فنهض بها معه وعليه حلة أرجوان حمراء قد اخرج خملها فأتى مدينة خيبر وخرج مرحب صاحب الحصن وعليه مغفر معصفر يمان وحجر قد ثقبه مثل البيضة على رأسه وهو يرتجز ويقول:
ص: 25
قد علمت خيبر أني مرحب***شاكي السلاح بطل مجرب
فقال على:
أنا الذي سمتني أمي حيدرة***أكيلكم بالسيف ك-ي-ل السندره
ليث بغابات شدید قسوره
فاختلفا ضربتين فبدره علي فضربه فقد الحجر والمغفر ورأسه حتى وقع في الأضراس وأخذ المدينة.
46- عنه حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن عبدالله بن الحسن عن بعض أهله عن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم قال خرجنا مع علي بن أبي طالب حين بعثه رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم برايته فلما دنا من الحصن خرج إليه أهله فقاتلهم فضربه رجل من اليهود.
فطرح ترسه من يده فتناول علي علیه السلام بابا كان عند الحصن فتترس به عن نفسه فلم يزل في يده وهو يقاتل حتى فتح الله عليه ثم ألقاه من يده حين فرغ فلقد رأيتني في نفر سبعة أنا ثامنهم نجهد على أن نقلب ذلك الباب
فما نقلبه
47- الحاكم: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب يعقوب ثنا محمد بن سنان القزاز ثنا عبيد الله بن عبدالمجيد الحنفي و أخبرني أحمد بن جعفر القطيمي ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا ابوبكر الحنفي ثنا بكير بن مسمار قال سمعت عامر بن سعد يقول قال معاوية لسعد بن أبي وقاص ما يمنعك أن تسب ابن ابي طالب قال فقال: لا اسب ما ذكرت ثلاثة قالهن له رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم ، لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلى من حمر النعم. قال له
معاوية ما هن يا ابا اسحاق .
قال لا اسبه ما ذكرت حين نزل عليه الوحى فاخذ عليا و ابنیه و
ص: 26
فاطمة علیها السلام فادخلهم تحت ثوبه ثم قال رب ان هولاء اهل بيتي. لا اسبه ما ذكرت حين خلفه في غزوة تبوك غزاها رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم ، فقال له علي خلفتني مع النساء و الصيبان؟ قال الا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبوة ،بعدي و لا اسبه ما ذكرت حين يوم خيبر: قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم .
لأعطين الراية رجلا يحب الله و رسوله و يفتح الله على يديه، فتطاولنا لرسول الله صلى الله عليه و آله وسلم ، فقال : اين علي علیه السلام قالوا هو أرمد، فقال ادعو فدعوه فبصق في وجهه، ثم اعطاه الراية ففتح الله عليه، قال فلا والله ما ذكره معاوية بحرف حتى خرج من المدينة. هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه بهذه السياقة و قد أتفقاً جميعا على اخراج حديث المواخاة و حديث الرأية.
48- قال ابن الاثير: قال بريدة الأسلمى: كان رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم ربما أخذته الشقيقة فيلبث اليوم واليومين لا يخرج فلما نزل خيبر أخذته فلم يخرج إلى الناس فأخذ أبو بكر الراية من رسول الله ثم نهض فقاتل قتالا شديدا .
ثم رجع فأخذها عمر فقاتل قتالا شديدا هو اشد من القتال الاول، ثم رجع فأخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم ، فقال : أما والله لأعطينها غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يأخذها عنوة، وليس ثم علي علیه السلام ، كان قد تخلف بالمدينة لرمد لحقه، فلما قال رسول الله ، مقالته هذه تطاولت لها قريش فأصبح فجاء على الله على بعير له حتى أناخ قريبا من خباء رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم وهو أرمد وقد عصب عينيه.
فقال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم ما لك؟ قال: رمدت بعدك فقال له: ادن مني.
ص: 27
فدنا منه، فتفل في عينيه فما شكا و جعا حتى مضى لسبيله ثم أعطاه الراية، فنهض بها معه وعليه حلة حمراء، فأتى خيبر، فأشرف عليه رجل من يهود فقال: من أنت؟
قال: علي بن أبي طالب. فقال اليهودي: غلبتم يا معشر يهود، وخرج مرحب صاحب الحصن وعليه مغفر يماني قد ثقبه مثل البيضة على رأسه و
هو و يقول:
قد علمت خيبر أني مرحب***شاكي السلاح بطل مجرب
فقال علي علیه السلام:
أنا الذي سمتني أمي حيدرة***أكيلكم بالسيف كيل السندره
ليث بغابات شدید قسوره
فاختلفا ضربتين فبدره على فضربه فقد الحجفة والمغفر و رأسه حتى وقع في الأرض، وأخذ المدينة.
قال أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم خرجنا مع علي علیه السلام حين بعثه رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم برايته إلى خيبر، فلما دنا من الحصن خرج إليه أهله فقاتلهم فضربه رجل من اليهود فطرح ترسه من يده فتناول علي علیه السلام بابا كان عند الحصن فتترس به عن نفسه فلم يزل في يده و هو يقاتل حتى فتح الله عليه، ثم ألقاه من يده، فلقد رأيتني في نفر سبعة أثا ثامنهم نجهد على أن نقلب الباب فلم نقلبه. و كان فتحها في صفر.
49- ابن عساكر: أخبرني خالي القاضي أبو المعالي محمد بن يحيي، أنبأنا علي بن الحسن بن الحسين، أنبأنا أبو محمد بن زريق الكوفي قراءة عليه و أنا أسمع، أنبأنا إسماعيل بن يعقوب المعروب بابن الحراب البغدادي أنبأنا السرى بن يحيى عن الحسن، عن سمرة بن جندب.
ص: 28
قال: كان رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يعجبه الفأل الحسن فسمع علياً علیه السلام و هو
يقول: هذه خضرة فقال : يا لبيك قد أخذنا فألك من فيك فاخرجوا بنا إلى خضرة. قال فخرجوا إلى خيبر، فما سرّ فيها بسيف الآ بسيف علي بن أبي
طالب علیه السلام .
50- عنه أخبرنا أبو العز بن كادش، أنبأنا أبو محمد الحسن بن علي ابن محمد بن أحمد بن نصر، أنبأنا أبو يعقوب إسحاق بن عبدالله بن إبراهيم الكوفي البزار، أنبأنا يحيى بن معلى بن منصور، أنبأنا معلى بن منصور، أنبأنا معلى بن عبد الرحمان، عن عبد الحميد بن جعفر بن يحيى بن سعيد:
عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم اليوم خيبر : لأعطين الراية رجلا يحب الله و رسوله و يحبه الله رسوله فقال عمر: ما شئت الإمارة إلا يومئذ فدعا النبي صلى الله عليه و آله وسلم علي بن أبي طالب فدفعها إليه.
51- عنه أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو الحسن بن سعيد أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا محمد بن طلحة النعالي أنبأنا محمد بن عمر بن محمد بن أسلم ،الحافظ، أنبأنا الحسين بن أحمد عصمة الوكيل من أصل كتابه، أنبأنا محمد بن سهل الرباطي أنبأنا حبيب كاتب مالك حدثنا مالك:
عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم لأعطين الرّاية رجلا يحب الله و رسوله و بحبه الله و رسوله فدعا علياً، فأعطاه إياها، وقال: اذهب فإن الله يفتح عليك فذهب بها ففتح الله عليه .
قال ابن عساكر: هذا حديث غريب من حديث مالك تفرد به حبيب كاتبه عنه، و لم يقع إلى بعلو من حديث مالك و وقع إلى بعلو من حديث
ص: 29
يعقوب بن عبد الرحمان الإسكندراني و جرير بن عبد الحميد ، و حماد بن سلمة و عبدالعزيز بن المختار و خالد الطحان عن سهيل.
52- عنه فأما حديث يعقوب حديث يعقوب: فأخبرناه أبو عبدالله محمد بن الفضل الفراوي أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن جعفر البجيري أنبأنا أبو
العباس محمد بن إسحاق السراج.
حيلولة - و أخبرنا أبو عبدالله الحسين بن عبد الملك، أنبأنا سعيد بن أحمد بن محمد بن نعيم، أنبأنا عبيد الله بن محمد الفامي أنبأنا محمد بن إسحاق الثقفي أنبأنا قتيبة بن سعيد، أنبأنا يعقوب بن عبدالرحمان - زاد الفامي الإسكندراني - عن سهيل - زاد الفامي: ابن أبي صالح - عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم قال يوم خيبر : لأعطين هذه الراية رجلا يحب الله و رسوله و يحبه الله و رسوله، ثم يفتح الله عليه.
قال عمر بن الخطاب فما أحببت الإمارة الا يومئذ قال: فتشارفت أنا رجاء أن أدعى لها. قال فدعا رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم علي بن أبي طالب علیه السلام فأعطاها إياه وقال: امش ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك. قال فسار عليّ شيئاً ثم وقف و لم يلتفت، فصرخ برسول الله صلى الله عليه و آله وسلم ، على ماذا أقاتل، قال قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها، و حسابهم على الله عز وجل.
53- عنه أمّا حديث جرير فأخبرناه أبو عبدالله الخلال، أنبأنا إبراهيم بن منصور أنبأنا أبوبكر ابن المقري أنبأنا أحمد بن علي التميمي أنبأنا زهير أنبأنا جرير، عن سهيل أبيه عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم: لأعطين الراية غداً رجلا يحب الله و رسوله، يفتح الله على يديه.
قال سهيل أحسبه قال يوم خيبر، قال عمر: و ما اجيبت الامارة
ص: 30
حتى قبل يومئذ قال: فدعا علياً فبعثه، ثم قال: اذهب فقاتل حتى يفتح الله عليك. قال ولا تلتفت. قال: فمضى علي ما شاء الله ثم وقف و لم يلتفت فقال علام أقاتل؟ قال: قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله عز وجل. 54- أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو طاهر الفقيه، أنبأنا أبو محمد حاجب بن أحمد الطوسي أنبأنا عبدالرحيم بن منيف أنبأنا جرير بن عبدالحميد أنبأنا سهيل بن أبي صالح عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم لأعطين الراية غداً رجلا يحب الله و رسوله، يفتح الله عليه.
قال :عمر فما أحببت الإمارة قط حتى يومئذ. قال: فدعا علياً فبعثه، ثم قال: اذهب فقاتل حتى يفتح الله عليك؛ ولاتلتفت بحال (فقال) علي: علام أقاتل الناس؟ قال: قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله و أن محمدا عبده و رسوله فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم و أموالهم إلا بحقها، و حسابهم على الله .
55- عنه أمّا حديث حماد: فأخبرناه أبو بكر محمد بن الحسين، أنبأنا أبو الغنائم بن المأمون، أنبأنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن حبّابة.
- حيلولة - و أخبرناه أبو القاسم بن الحصين السمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن ،النقور، أنبأنا أحمد بن محمد بن عمران.
- حيلولة - و أخبرناه أبو سهل محمد بن إبراهيم، أنبأنا عبدالرحمان.
- حيلولة - و أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا أبو الحسين محمد بن مكي بن عثمان قالا: أنبأنا
ص: 31
أبو مسلم محمد بن أحمد بن علي قالوا: أنبأنا عبد الله بن محمد، أنبأنا أبو نصر التمار، أنبأنا حماد بن سلمه:
عن سهيل بن أبي صالح عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم لأدفعنّ اللواء غدا رجل يفتح الله عليه، قال فقال عمر: ما أحببت الإمارة قبل يومئذ، و قال ابن مكي إلا يومئذ - فتطاولت لها فقال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم قم يا علي فدفع إليه اللواء فقال: اذهب و لا تلتفت. حتى يفتح الله عليك، فمشى عليّ هنيئة - و قال ابن مكي: هنيهة - و لم يلتفت للعزمة :فقال يا رسول الله علام أقاتل الناس؟ قال: قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله و أني رسول الله فإذا قالوها منعوا مني.
و قال ابن عمران عصموا منى - دماءهم وأموالهم إلا بحقها و حسابهم على الله.
56- عنه أما حديث عبد العزيز ، فأخبرناه أبو غالب أحمد بن الحسن، أنبأنا محمد بن أحمد بن حسنون، أنبأنا علي بن عمر بن محمد، أنبأنا القاضي أبو عبدالله محمد بن عبدة بن حرب، أنبأنا إبراهيم بن الحجاج، أنبأنا عبد العزيز بن المختار:
أنبأنا سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول صلی الله علیه و آله وسلم يوم خيبر : لأدفع الراية إلى رجل يحب الله و رسوله فقال عمر:
ما أحببت الإمارة قبل يومئذ، فتطاولت لها و استشرفت رجاء أن يدفعها إليّ فلمّا كان الغد دعا عليّاً فدفعها فقال: قاتل و لا تلتفت حتى يفتح الله عليك، فسار قريباً ثم نادى يا رسول الله علام أقاتلهم؟ قال: قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله و أن محمداً رسول الله فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله
ص: 32
57- عنه و أما حديث خالد فأخبرناه أبو عبدالله محمد بن الفضل أنبأنا سعيد بن محمّد المزكى:
- حيلولة - و أخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا أحمد بن محمد بن أحمد، أنبأنا محمد بن عبد الله بن الحسين بن هارون، أنبأنا يحيى بن محمد، أنبأنا صاعد، أنبأنا الحسين بن الحسن، أنبأنا خالد بن عبد الله.
- حيلولة - و أخبرنا أبو عبدالله الحسين بن عبدالله أنبأنا إبراهيم ابن منصور أنبأنا أبو بكر بن المقري أنبأنا أبو يعلى بن علي أنبأنا وهب بن بقية، أنبأنا خالد:
عن سهيل - زاد وهب ابن أبي صالح - عن أبيه، عن أبي هريرة :قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم لأعطين الراية رجلا يحب الله و رسوله يفتح الله على يديه. و في حديث وهب بن بقية: عليه فقال عمر: ما أحببت الإمارة قط إلا يومئذ. و في حديث وهب قبل يومئذ – فدعا علي بن أبي طالب
فدفعها إليه، فقال: اذهب ولا تلتفت. و في حديث إسحاق: فدعا علياً فبعثه.
فقال: اذهب فقاتل حتى يفتح الله على يديك، لاتلفت حتى ساعة و في حديث وهب فقاتل حتى يفتح الله عليك - فمشى علي علیه السلام هنيئة و قالا: ثم وقف و لم يلتفت فقال: يا رسول الله علام أقاتل الناس؟ قال: قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله و أن محمداً رسول الله فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله.
و رواه سهل بن سعد الساعدي عن النبي صلی الله علیه و آله وسلم.
58- عنه أخبرنا أبو عبد الله بن الفضل، أنبأنا سعيد بن محمد البجيري أنبأنا جدي أحمد بن محمد بن جعفر، أنبأنا محمد بن إسحاق الثقفي أنبأنا قتيبة بن سعيد، أنبأنا يعقوب، عن أبى حازم.
ص: 33
- حيلولة – و أخبرناه أبو عبدالله الحسين بن أحمد بن علي و أب-و القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنبأنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف.
- حيلولة - و أخبرناه أبو عبد الله محمد بن الفضل و الحسين بن عبدالملك أنبأنا سعيد بن أحمد العيار، قالا: أنبأنا أبو الفضل عبيد الله بن محمد القاضي أنبأنا محمد بن إسحاق الثقفي أنبأنا قتيبة بن سعيد، أنبأنا يعقوب بن عبد الرحمان و عبد العزيز بن أبي حازم - و هذا حديث يعقوب -.
عن أبي حازم أحمد بن سهل بن سعد أن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم قال يوم خيبر: لأعطين هذه الراية رجلا يفتح الله على يديه، يحب الله و رسوله و يحبه الله و رسوله. قال: فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها، فلما أصبح الناس غدو على رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم كلهم يرجو أن يعطاها، فقال أين علي بن أبي طالب فقالوا: يشتكي عينيه.
قال: فأرسلوا إليه فأتي به فبصق رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم في عينيه و دعا له فبرا حتى كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية، فقال: يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ قال أغد على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه فوالله لأن يهدى الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم.
59- عنه أخبرناه أبو القاسم غانم بن خالد بن عبدالواحد، أنبأنا عبدالرزاق بن عمر بن موسى بن شمه، أنبأنا أبو بكر بن المقرىء، أنبأنا محمد بن محمد بن الأشعث المصري أنبأنا أبو الشريك يحيى بن بريد بن ضاد أنبأنا يعقوب بن عبد الرحمان الإسكندراني عن أبي حازم عن سهل ان رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم قال يوم خيبر : لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله و
ص: 34
رسوله و يحبّه الله ورسوله يفتح الله عزّو جلّ عليه، فتطاول الناس لها.
فقال: أين علي بن أبي طالب؟ فقالوا: هو يا رسول الله يشتكي عينيه. فأرسلوا إليه فأتي به فبصق في عينيه و دعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية.
فقال: يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال: أنفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام و أخبرهم بما كتب عليهم من حق الله فيه فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم.
60- عنه أخبرنا أبو عبدالله الفراوي و أبو المظفر القشيري قالا: أنبأنا أبو سعد الأديب، أنبأنا أبو عمرو بن حمدان.
- حيلولة – و أخبرناه أبو عبدالله الخلال، و أم المجتبى فاطمة بنت ،ناصر، قالا: أنبأنا أبو القاسم إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقرىء :قالا أنبأنا أبو يعلى أنبأنا سويد بن سعيد:
أنبأنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل بن سعد، قال: سمعت رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم يقول يوم خيبر : لأعطين الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه. فبات الناس يدكون - أيهم يعطى فلما أصبح الناس غدوا إلى - و قال ابن حمدان: على - رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم كلهم يرجو أن يعطاها فقال رسول الله : أين علي بن أبي طالب؟ فقالوا: يا رسول الله يشتكي عينيه. و أمر به فدعي فبصق في عينيه -.
قال ابن المقرىء في عينه - و دعا له فبرأ حتى كأنه لم يكن به شيء فدفع الراية إليه. فقال علي علیه السلام : يا رسول الله علام نقاتلهم ؟ فقال صلی الله علیه و آله وسلم: على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الله و إلى رسوله حتى يكونوا
ص: 35
مثلنا و أخبرهم بما يجب عليهم فيه من الحق فوالله لأن يهدي الله بهداك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم.
قالا: و أنبأنا أبو يعلى أنبأنا إبراهيم الترجماني أنبأنا إسماعيل بن إبراهيم أنبأنا عبد العزيز، عن أبيه، أبيه، عن سهل بن سعد، أنه
عن سهل سمع رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم يقول : لأعطين الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه. قال: فبات الناس يدكون لذلك و يرون أنهم يعطاها فلما أصبح الناس غدوا رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم كلهم يرجو أن يعطاها، فقال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : أين علي ابن أبي طالب ؟
فقالوا: يا رسول الله - زاد ابن حمدان هو فقالا - يشتكي عينيه فأمر به فدعي فبصق في عينيه - و دعا له، فبرأ حتى كأنه لم يكن به شيء فأعطاه الراية، فقال: يا رسول الله أنقاتلهم؟ حتى يكونوا مثلنا؟ فقال صلی الله علیه و آله وسلم : على رسلك حتى إذا نزلت بساحتهم فادعهم إلى الإسلام ، وأخبرهم بما يجب عليهم فيه من الحق، فوالله لأن يهدي الله بهداك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم.
61- عنه أخبرناه أبو المظفر، أنبأنا أبو سعد أنبأنا ابن حمدان.
- حيلولة - و أخبرناه أبو سهل بن سعدويه، أنبأنا إبراهيم سبط بحرويه، أنبأنا أبو بكر بن المقرىء، قالا: أنبأنا أبو يعلى الموصلي أنبأنا عبيد الله - هو ابن عمر - أنبأنا فضيل بن سليمان النميري:
أنبأنا أبو حازم، أنبأنا سهل بن سعد، قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : لأعطين الراية رجلا يفتح الله على يديه. قال: فغدا الناس إلى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم كلهم يرجو أن يعطه الراية فقال: أين علي ابن أبي طالب؟ قالوا: هو شاكي العين يا رسول الله قال: ادعوه. قال: فجيء به فبصق في عينيه و
ص: 36
دعا له فبرأ.
ثم أعطاه الراية، ثم قال: - زاد ابن حمدان: ادع عليّاً فجاء، ثم قال: وانكفاً فقال له: - يا عليّ لا تلتفت حتى تنزل بالقوم فتدعوهم. فقال: يا رسول الله أنقاتلهم؟ حتى يقولوا: لا إله إلا الله ؟ قال: على رسلك إذا جئتهم فادعهم إلى الله فوالله لأن يسلم علي يديك رجل واحد خير لك من أن يكون لك حمر النعم.
62- عنه أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، و أبو نصر بن رضوان، و أبو غالب بن البناء، قالوا: أنبأنا أبو محمد الجوهرى، أنبأنا أبو بكر بن مالك، أنبأنا على بن طيفور بن غالب أنبأنا قتيبة بن سعيد، أنبأنا يحيى بن سابق. عن أبي حازم سمعت سهلاً يقول: قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم رسول : يوم خيبر:
لأعطين الراية رجلا يفتح الله على يديه.
قال: فبات الناس يخوضون ليلتهم أيهم يعطاها، قال: فلما اصبح الناس غدوا على رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم كلهم يرجو أن يعطاها، فقال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم: أين علي ابن أبي طالب؟ قالوا: يشتكي عينيه. فقال: أرسلوا إليه فأتوني به فأرسلوا إليه.
فأتي النبي صلی الله علیه و آله وسلم قال: فبصق في عينيه و دعا له فبرأ حتى كأن لم ير به وجع قال: فأعطاه الراية، قال: علي يا رسول الله أنقاتلهم حتى تكونوا مثلنا؟ قال فقال: انفذ - أحسبه قال - على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم فيه، فوالله لأن يهدى الله بك رجلا واحداً خير لك من أن يكون لك حمر النعم.
و رواه (أيضاً) سلمة بن الأكوع عن النبي صلی الله علیه و آله وسلم.
63- عنه أخبرناه أبو عبدالله الخلال، أنبأنا سعيد بن أحمد العيار ،
ص: 37
قالا: أنبأنا عبدالله بن محمد الفامي، أنبأنا أبو العباس السراج، أنبأنا قتيبة ابن سعيد حدثنا حالد بن إسماعيل عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع، قال: كان علي علیه السلام قد تخلف عن النبي صلی الله علیه و آله وسلم - و قال لعيار: عن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم - في خيبر، و كان رمد العين - و قال العيار: رمداً -
فقال: أنا أتخلف عن ر رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ، فخرج علي فلحق - و قال العيار: حتى لحق بالنبي صلی الله علیه و آله وسلم - فلما كان مساء الليلة التي فتح الله صباحها، قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : لأعطين الراية غدا رجلا يحبّه الله ورسوله أو قال: يحب الله و رسوله - يفتح الله عليه فإذا نحن بعلي و ما نرجوه، فقالوا: هذا على فاعطاه رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم الراية ففتح الله عليه.
64- عنه أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر فيما قرأت عليه، عن أبى سعيد الجنزرودي أنبأنا الحاكم أبو أحمد، أنبأنا محمد بن مروان بدمشق، أنبأنا هشام بن عمار، أنبأنا سعيد بن يحيي، أنبأنا موسى بن عبيدة عن أياس بن سلمة عن أبيه، قال لما كان اليوم الأول أعطى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم اللواء عمر بن الخطاب.
فخرج بالناس و رجع يقول له الناس يقول لهم فقال النبي صلی الله علیه و آله وسلم لأعطين هذا اللواه رجلا يحب الله و رسوله أو هو من أهل الجنة - وكان على أرمد، فدعاه فبصق في عينيه ودعا له، ثم أعطاه اللواء، فخرج بالناس حتى لقى القوم، فجعل يحاربهم و يستبقى حتى إذا جعل بينه و بين حصنهم ربوة ركب أكتافهم و منحه الله دماءهم فكان الفتح: فتح خيبر على يديه.
65- عنه و أخبرناه أبو سهل محمد بن إبراهيم، أنبأنا أبو الفضل الرازي أنبأنا محمد بن هارون أنبأنا عمرو بن علي أنبأنا عبدالله بن هارون حدثني أبي حدثني محمد بن إسحاق، حدثني بريدة بن سفيان بن أبي فروة
ص: 38
الأسلمى، عن أبيه:
عن سلمة، عن عمرو بن الأكوع، قال: بعث رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم إلى أبي بكر برايته إلى بعض حصون خيبر فقاتل، ثم رجع ولم يكن فتح وقد جهد فقال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله و رسوله يفتح الله على يديه ليس بفرار. قال سلمة: فدعا عليا و هو أرمد فتفل في عينيه، ثم قال: خذ هذه الراية فأمض بها حتى يفتح الله على عليك.
قال (الراوى) يقول سلمة: فخرج علي بها والله يهرول هرولة و أنا خلفه نتبع أثره، حتى ركز رايته في رخم من حجارة تحت الحصن. فاطلع إليه يهودي من الحصن و قال: من أنت؟ فقال: علي بن أبي طالب قال: فقال اليهودي: غلبتم و ما أنزل التوراة على موسى أو كما قال قال: فما رجع حتى فتح الله على يديه.
66- عنه أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور، أنبأنا عيسى بن علي أنبأنا عبدالله بن محمد، أنبأنا داوود بن عمرو، أنبأنا المثنى بن زرعة أبو راشد، عن محمد بن إسحاق، حدثني بريدة بن سفيان بن فروة الأسلمى، عن أبيه، عن سلمة عن عمرو بن الأكوع، قال: بعث رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم إلى أبى بكر بن أبي قحافة برايته إلى بعض حصون خيبر.
فقاتل، فرجع و لم يك فتحاً و قد جهد، ثم بعث عمر بن الخطاب الغد فقاتل ثم رجع و لم يك فاتحاً وقد جهد فقال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : لأعطين
الراية غدا رجلا يحب الله و رسوله، يفتح الله على يديه ليس بفرار. قال سلمة: فدعا رسول الله عليا صلی الله علیه و آله وسلم و هو أرمد فتفل في عينيه، ثم قال: خذ هذه الراية فأمض بها حتى يفتح الله عليك.
ص: 39
قال: يقول سلمة: فخرج برايته يهرول هرولة وإنا لخلفه نتبع أثره حتى ركز رايته في رخم من حجارة تحت الحصن فاطلع إليه يهودي من رأس الحصن قال من أنت؟ قال: علي بن أنت؟ قال: علي بن أبي طالب، قال: يقول اليهودي: غلبتم وما أنزل التوراة على موسى أو كما قال قال: فما أو كما قال، قال: فما رجع حتى فتح الله على يديه.
67- عنه أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور ، أنبأنا عيسى بن علي أنبأنا عبدالله بن ،محمد انبانا داوود بن عمرو أنبأنا المثنى بن زرعة أبو راشد عن محمد بن إسحاق، حدثني بريدة بن سفيان بن فروة الأسلمى، عن أبيه، عن سلمة عن عمرو بن الأكوع، قال: بعث رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم أبى بكر بن أبي قحافة برايته إلى بعض حصون خيبر. فقاتل، فرجع و لم يك فتحاً و قد جهد ، ثم بعث عمر بن الخطاب الغد فقاتل ثم رجع و لم يك فاتحاً و قد جهد.
فقال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله و رسوله يفتح الله على يديه ليس بفرار قال سلمة: فدعا رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم عليا و هو أرمد فتفل في عينيه ثم قال له خذ هذه الراية فأمض بها حتى يفتح على يديك. قال: يقول سلمة : فخرج والله بها يهرول هرولة وإنا لخلفه نتبع أثره حتى ركز رايته في رخم من حجارة تحت الحصن.
فاطلع إليه يهودي من رأس الحصن فقال: من أنت؟ قال: أنا علي بن أبي طالب. قال: يقول اليهودي غلبتم وما أنزل التوراة على موسى أو كما قال ، قال: فما رجع حتى فتح الله على يديه.
68- عنه أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا أحمد بن جعفر، أنبأنا عبدالله ، أنبأنا عبدالله بن أحمد، حدثني أبي، أنبأنا أبو النضر،
ص: 40
حدثني عكرمة حدثني أياس بن سلمة، قال: قال سلمة: إن النبي صلی الله علیه و آله وسلم أرسلني إلى علي فقال: لأعطين الراية اليوم رجلا يحبّ الله و رسوله، أو يحبّه اللهُ و رسوله. قال: فجئت به أقوده أرمد فبصق نبي الله صلی الله علیه و آله وسلم في عينه ثم أعطاه الراية. فخرج مرحب يخطر بسيفه فقال:
قد علمت خيبر أني مرحب***شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الحروب اقبلت تلهب
فقال على بن ابي طالب علیه السلام:
أنا الذي سمتني أمي حيدرة***كليث غابات كريه المنظرة
أو فيهم بالصاع كيل السندرة
ففلق رأس مرحب بالسيف، و كان الفتح على يديه.
69- عنه أخبرنا أبو غالب بن البناء، أنبأنا أبو الحسين بن النرسي، أنبأنا بن سلمان بن موسى بن عيسى بن عبدالله عبدالله السراج، أنبأنا عبدالله الأشعث، أنبأنا أحمد بن محمد بن عمر أنبأنا النصر بن محمد الحرشيّ أنبأنا عكرمة بن عمار: أنبأنا عطاء مولي السائب، عن سلمة بن الأكوع، قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم لأعطين الراية اليوم رجلا يحبّ الله و رسوله - أو يحبه الله و رسوله - قال: فبعثني رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم إلى علي فجئته به، قال كان أرمد فتفل في عينيه.
و رواه (أيضاً) بريدة بن الحصيب الأسلمي عن النبي صلی الله علیه و آله وسلم
70- أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي التيمي، أنبأنا أبو بكر بن مالك، أنبأنا عبدالله بن أحمد بن حنبل، أنبأنا محمد بن إسماعيل أنبأنا علي بن الحسن بن شقيق، أنبأنا الحسين بن واقد: عن عبدالله بن بريدة، عن أبيه، عن أبى هريرة أن النبي صلی الله علیه و آله وسلم تفل في عين علي و هو أرمد فبرأ ففتح
ص: 41
71- عنه أخبرناه بتمامه أبو علي الحسن بن المظفر، أنبأنا محمد بن علي بن على الدجاجي أنبأنا أبو الحسين علي بن معروف بن محمد البزار، أنبأنا عبدالله بن سليمان بن داود، أنبأنا محمد بن عقيل، أنبأنا علي بن الحسين بن واقد حدثني أبي حدثني ابن بريدة، قال: قال: سمعت أبي بريدة يقول: حاصرنا خيبر فأخذ اللواء أبو بكر فانصرف و لم يفتح، ثم أخذه من الغد عمر فانصرف و لم يفتح له و لقي الناس يومئذ شدّة وجهد.
فقال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم: إني دافع اللواء غداً إلى رجل يحبّ الله و رسوله و يحبه الله و رسوله، لن يرجع حتى يفتح له قال: وبينا طيبة أنفسنا أن الفتح غداً، فلما أصبح رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم صلى لنا الغداة ثم قام قائماً و دعا باللواء و الناس على مصافهم.
فقلما من أحد كانت له منزلة عند رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم و هو يرجو أن يكون صاحب اللواء. قال وقال بريدة: وأنا ممن تطاول لها قال: فدعا عليّاً بن أبي طالب علیه السلام و هو أرمد فتفل في عينية وفتح عنها فدفع إليه اللواء و فتح.
72- عنه أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا عبدالله بن جعفر، أنبأنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، أنبأنا زيد بن الحباب حدثني الحسين بن واقد، حدثني عبدالله بن بريدة، حدثني أبى بريدة، قال: حاصرنا خيبر فأخذ اللواء أبو بكر فانصرف و لم يفتح، ثم أخذه من الغد عمر فخرج فرجع و لم يفتح له و أصاب الناس يومئذ شدّة و جهد.
فقال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم: إني دافع اللواء غداً إلى رجل يحبه الله
ص: 42
عزّوجلّ و رسوله و يحبّ الله و رسوله، لا يرجع حتى يفتح له قال بريده وبتنا طيبة أنفسنا أن الفتح غداً، فلما أن أصبح رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم الغداة ثم قام قائماً و دعا باللواء و الناس على مصافهم.
فدعا عليّاً و هو أرمد فتفل في عينية و دفع إليه اللواء وفتح له، و قال بريدة و أنا فيمن تطاول فيها.
73- عنه أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم، أنبأنا أبو الفضل الرازي أنبأنا جعفر بن عبد الله، أنبأنا محمد بن بشار، أنبأنا محمد أنبأنا عوف عن ميمون أبى عبدالله أن عبد الله بن بريدة حدثه عن بريدة الأسلمي قال؛ لما كان حيث نزل رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم بحضرة أهل خيبر أعطى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم اللواء عمر ونهض معه شيء نهض معه من الناس و لقوا أه--ل خيبر فانكشف عمر و أصحابه فرجعوا إلى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم يجبنه أصحابه و يجبنهم.
قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم لأعطين اللواء غداً رجلا يحب الله و رسوله و بجبنه الله و رسوله، فلما كان الغد تصادر لها أبو بكر و عمر، فدعا عليّاً و هو أرمد فتفل في عينه و أعطاء اللواء ونهض معه من الناس من نهض، قال: فتلق أهل خيبر فإذا مرحب يرتجز ويقول:
قد علمت خيبر أني مرحب***شاكي السلاح بطل مجرب
أطعن أحيانا وحينا أضرب***إذا الليوث أقبلت تلهب
فاختلف هو وعلي ضربتين فضربه عليه على هامته حتى ع-ض السيف منه بيض راسه وسمع أهل العسكر صوت ضربته فما تتام آخر الناس مع علي علیه السلام حتى فتح الله لهم و له.
74- عنه أخبرتنا أمّ المجتبي العلوية قالت: قريء علي إبراهيم بن
ص: 43
منصور أنبأنا أبو بكر بن المقريء أنبأنا أبو يعلى، أنبأنا عبيد الله بن معاد العنبري أنبأنا أبي أنبأنا ،عوف عن ميمون أبي عبدالله عن عبدالله بن بريدة عن أبيه، قال ؛ لما نزل رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم بحضرة خيبر، ماج أهلها بعضهم في بعض و فزعوا فقال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين. قال: و إنّه عقد اللواء لعمر بن الخطاب، فنهد بالناس إليهم، فكشف عمر و أصحابه.
فرجعوا إلى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فقال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : لأعطين اللواء غداً رجلا يحب الله و رسوله و يحبّه الله و رسوله، فلما كان الغد تصادر لها أبو بكر و عمر، فدعا عليّاً و هو أرمد فتفل في عينه و أرمد فتفل في عينه و أعطاء اللواء و نهد
بالناس فلقيه مرحب الخيبري في أوّل أصحابه و هو يرتجز ويقول:
قد علمت خيبر أني مرحب***شاكي السلاح بطل مجرّب
إذا الليوث أقبلت تلهب***أطعن أحيانا وحينا أضرب
فتلقاه على فاختلفا ضربتين فضربه على هامته ضربة سم-ع أه-ل العسكر ضربته و عض السيف بالأضراس، قال: و ما تتام اوّل الناس حتى فتح الله عزّ و جلّ على آخرهم.
75- عنه أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا أحمد بن جعفر، أنبأنا عبدالله بن أحمد، حدثني أبي، أنبأنا أنبأنا محمد محمد بن جعفر، و روح المعنى قالا: أنبأنا عوف عن ميمون أبي عبدالله قال روح الكردى: عن عبدالله بن بريدة عن أبيه بريدة الأسلمي قال؛ لما نزل رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم بحصن أهل خيبر أعطى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم اللواء عمر ابن الخطاب ونهض معه من نهض من المسلمين فلقوا أهل خيبر.
قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم لأعطين اللواء غداً رجلا يحب الله و رسوله و
ص: 44
يحبّه الله و رسوله، فلما كان الغد دعا عليّاً و هو أرمد فتفل في عينه و أعطاء اللواء و نهض معه الناس فتلقي أهل خيبر و إذا مرحب يرتجز بين أيديهم و
أذا هو يقول:
قد علمت خيبر أني مرحب***شاكي السلاح بطل مجرّب
أطعن أحيانا وحينا أضرب***إذا الليوث أقبلت تلهب
فاختلف هو وعلي ضربتين فضربه عليّ على هامته حتى عض السيف منها بأضراسه و سمع أهل العسكر صوت ضربته، قال: وما تتام آخر الناس مع علي علیه السلام حتى فتح الله له ولهم.
قال ابن عساکر و رواه عمر عن النبي صلی الله علیه و آله وسلم
76- حدثناه أبو عبدالله يحيى بن الحسن لفظاً، و أبو القاسم بن السمر قندى قراءة قالا: أنبأنا أبو الحسين بن النقور، أنبأنا محمد بن عبد الله ابن الحسين الدقاق، أنبأنا أبو على إسماعيل بن العباس الوراق، أنبأنا حماد ابن الحسن أبو عبدالله الوراق، أنبأنا أبى، أنبأنا هشيم.
- حيلولة -: و أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر، أنبأنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح، أنبأنا أبو الحسين بن سمعون إملاء، أنبأنا أبو بكر محمد بن جعفر المطيري، أنبأنا حماد بن الحسن، أنبأنا أبي، عن هشيم عن العوام بن حوشب عن حبيب بن أبي ثابت، عن ابن عمر قال جاء رجل من الأنصار إلى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم - و قال إسماعيل: إن رجلا من الأنصار جاء إلى النبي - فقال يا رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم إن اليهود قتلوا أخي. فقال: لأدفعن الراية غدا -
قال هبة الله الغداة - إلى - رجل يحبّ الله و رسوله و يحبّه الله و رسوله فيفتح الله عليه فيمسكته - وقال أبو القاسم: فيمكنه الله - من قتل
ص: 45
أخيك، فبعث إلى علي - و في حديث ابن البناء و ابن السمرقندي فتطاول لها أبو بكر و عمر و أصحاب النبي صلی الله علیه و آله وسلم فارسل و قالوا: - إلى علي فعقد له اللواء فقال: يا رسول الله إني أرمد كماترى - وكان يومئذ أرمد - فتفل فيه عينيه قال - وفي حديث ابن البناء و ابن السمرقندي:
فتفل النبي صلی الله علیه و آله وسلم في عينيه فقال علي: فما رمدت بعد يومئذ - زاد ابن البناء و ابن السمر قندى فمضى عليّ لذلك الوجه و قالوا - قال العوام
السمرقندى: فحدثني جبلة بن سحيم أو حبيب – زاد أبو القاسم ابن أبي ثابت، و قال: عن ابن عمر - قال: - زاد أبو القاسم فمضى علي بذلك الوجه. و قالوا: - ما تتام آخرنا حتى فتح لأوّلنا - وقال أبو القاسم: حتى فتح الله على أولنا، فأخذ على قاتل الأنصاري فدفعه إلى أخيه فقتله.
77- أخبرنا أبو البركات عمر بن إبراهيم بن محمد، أنبأنا محمد بن أحمد بن علان، أنبأنا أبو الحسن محمد بن جعفر، أنبأنا محمد بن القاسم بن زكريا، أنبأنا عباد ابن يعقوب أنبأنا عبد الرحمان، عن كثير النواء عن جميع بن عمير، عن ابن عمر قال: يسرك أن أحدثك عن علي قلت: نعم. قال: أنا جلوس عند رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم إذ قال لأعطين الراية اليوم رجلا يحب الله و رسوله و يحبّه الله و رسوله.
ثم قال: ادعوا لي علياً. فقال بعض القوم: يا رسول الله إنه أرمد ما يبصر شيئا شيئاً. فجاء به غلام يقوده حتى أقامه بين يديه، فتفل في عينه و أعطاه الراية، فبسرنا مع علي و بيعة رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ، قال فوالذي نفسي بیده ما صعد آخرنا حتى فتح الله على أوّلنا.
ثم قال ابن عمر أحدثك عن علي؟ قلت: نعم. قال آخی رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم بين أصحابه و آخى بين أبى بكر و عمر و بین فلان و فلان حتى
ص: 46
بقي عليّ و كان رجلاً شجاعاً و ماضياً على أمره إذا أراد شيئاً، فقال: يا رسول الله بقيت أنا فقال: أما ترضى أن أكون أخاك؟ قال: بلى. قال فأنت أخي في الدنيا و الآخرة.
قال: قلت فأنت تشهد بهذا على ابن عمر؟ قال: نعم. قال: فشهد ثلاث مرات بالله الذي لا اله إلا هو لسمعه من ابن عمر.
و رواه أيضا ابن عباس عن النبي صلی الله علیه و آله وسلم:
78- عنه أخبرناه أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، أنبأنا أبو الحسين محمد بن مكي بن عثمان الأزدي المصري. أنبأنا أبو مسلم محمد بن أحمد الكاتب أنبأنا أبو بكر عبدالله بن سليمان بن الأشعث السجستاني، أنبأنا محمد بن علي الثقفي، أنبأنا المنجاب بن الحرث حدثني عبدالله بن حكيم بن جبير، عن أبيه:
عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: بعث رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ابابكر إلى خيبر، فهزم فرجع ثم بعث عمر فهزم فرجع يجبن أصحابه و يجبنه أصحابه، فقال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : لأدفع الراية إلى رجل يحب الله و رسوله و يحبّه الله و رسوله، يفتح الله عليه ، فدعا عليّاً فقيل له: إنه أرمد، قال: ادعوه. فدعوه فجاءه فدفع إليه الراية ففتح الله عليه.
79- عنه أخبرتنا به أم البهاء فاطمة بنت محمد، قالت: قرىء على إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقرىء، أنبأنا أبو يعلى، أنبأنا يحيى ابن عبد الحميد، أنبأنا أبو عوانة عن أبي بلج: عن عمرو بن ميمون، عن ابن عباس قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله و رسوله و يحبّه الله و رسوله. فقال: أين علي؟ قالوا: يطحن. قال: و ما كان أحد منهم يرضى أن يطحن ؟ فأتي به فدفع إليه الراية، فجاه بصفية بنت
ص: 47
حيى.
80- عنه أخبرنا بتمامه أبو القاسم بن السمر قندي: أنبأنا أبو محمد بن أبي عثمان، أبو طاهر القصاري.
- حيلولة - وأخبرنا أبو عبدالله بن القصاري، أنبأنا أبى أبو طاهر :قالا أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن الحسين بن هشام: أنبأنا أبو عبدالله الحسين بن إسماعيل المحاملي، أنبأنا أبو موسى محمد بن المثنى، أنبأنا يحيى بن حماد، أنبأنا الوضاح، أنبأنا يحيى أبو بلج أنبأنا عمرو بن ميمون، قال: إني لمجالس إلى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا: إمّا أن تقوم معنا يا ابن عباس و إما أن تخلونا هؤلاء قال و هو يومئذ صحيح قبل أن يعمى - قال: بل أقوم معكم فانتدبوا فتحدثوا فلا أدري ما قالوا، فجاء ابن عباس و هو ينفض ثوبه و هو يقول:
أف نف، يقعون في رجل له عشر و قعوا في رجل قال له رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : لأبعثن رجلا يحب الله و رسوله و لا يخزيه الله ابداً. قال: فاستشرف لها من استشرف. فقال أين علي؟ قالوا: هو في الرحا يطحن. قال و ما كان أحدكم ليطحن ؟ فدعاه و هو أرمد ما يكاد أن يبصر، فنفث في عينه ثم هزّ الراية ثلاثاً فدفعها إليه، فجاه بصفية بنت حيي.
81- عنه أخبرتنا به أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت: أنبأنا إبراهيم ابن ،منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقرىء، أنبأنا أبو يعلى أنبأنا زهير، أنبأنا يحيى ابن حماد، أنبأنا أبو عوانة، عن أبى :بلج: عن عمرو بن ميمون، قال: إنّي لجالس عند ابن عباس اذ اتاه سبعة رهط فقالوا يابن عباس، إما أن تقوم معنا و إمّا أن (تخلو بنا من بين) هؤلاء قال: فقال ابن عباس: بل أقوم معكم - قال و هو يومئذ صحيح قبل أن يعمى - فانتدبوا فتحدثوا فلا
ص: 48
يدري ما قالوا، فجاء فنفض ثوبه و هو يقول: إن أولئك وقعو في رجل له عشر فضائل ليست لأحد غيره.
قال له النبي صلی الله علیه و آله وسلم: لأ بعثن رجلا لا يخزيه الله ابداً. يحب الله و رسوله. قال: فاستشرف لها من استشرف. فقال: أين علي؟ قالوا: هو في الرحا يطحن قال و ما كان أحدكم ليطحن؟ قال: فجاه و هو أرمد لا يكاد أن يبصر، قال: فنفت في عينه ثلاثاً ثم هزّ الراية، فأعطاه إياه، فجاءه بصفية بنت حيي.
82- عنه أخبرنا أبو القاسم بن السمر قندي و أبو البركات الانماطي :قالا أنبأنا أبو الحسين بن النقور، أنبأنا أبو طاهر المخلص، أنبأنا أبو حامد محمد بن هارون الحضرمي أنبأنا محمد بن إسماعيل البخاري أنبأنا عمر بن عبدالوهاب الرياحي، أنبأنا معتمر بن سليمان، عن أبيه سليمان التيمي عن منصور:
عن ربعي عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : لأدفعن الراية إلى رجل يحب الله و رسوله و يحبه الله و رسوله. فبعث إلى علي علیه السلام فجاء و هو ارمد، فتفل في عينيه و أعطاه الراية فما ردّ وجهه حتى فتح ،عليه و ما اشتكاها بعد.
83- عنه أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أنبأنا أبو عبدالله بن أبي الحديد، أنبأنا عبد الرحمان بن عبدالعزيز بن أحمد السراج، أنبأنا أبو عبدالله محمد بن عيسى التميمي أنبأنا محمد بن يونس - و هو الكديمي - أنبأنا عمر ابن عبدالوهاب الرياحي أنبأنا المعتمر بن سليمان، قال:
سمعت أبي يحدث عن منصور بن المعتمر: عن ربعي بن حراش، عن عمران بن حصيف قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم: لأدفعنّ الراية إلى رجل
ص: 49
يحب الله و رسوله و يحبه الله و رسوله فأرسل إلى على بن أبي طالب علیه السلام فجاء و هو ارمد، فتفل في عينيه فبرأ فدفعها إليه فسار حتى فتح الله عليه. 84- عنه أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي: أنبأنا أبو محمد ابن أبي عثمان أبو طاهر القصاري.
- حيلولة - وأخبرنا أبو عبدالله بن القصاري أنبأنا أبى قالا:
- حيلولة -: وأخبرنا أبو منصور سعيد بن محمد بن عمرو الرزاز، و - أبو الطيب سعيد بن يخلف بن ميمون الكتامي و أبو الحسن سعد الخير بن محمد بن سهل، و أبو محمد أحمد بن عبدالله بن الحسين بن الآمدي، و أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد الخياط المقري و أبو البيضاء سعد بن عبدالله الحبشي مولى موسى بن جعفر الحجيي قالوا: أنبأنا أبو الخطاب نصر بن أحمد بن البطر.
قالا: أنبأنا أبو عبد الله بن عبد الله بن يحيى البيع، قالا: أنبأنا أبو عبدالله المحاملي أنبأنا إبراهيم بن هاني أنبأنا أبو نعيم الطحان، أنبأنا علي بن هاشم، عن محمد بن علي السلمي عن منصور بن المعتمر، عن ربعي بن احراش قال: محمد و لو قلت: أني :قلت أني سمعته من ربعي لصدقت - عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : لأعطين الراية إلى رجل يحب الله و رسوله و يحبه الله و رسوله. فأعطاها علياً و فتح خيبر.
85- عنه أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين ب-ن النقور، أنبأنا أبو عيسى بن الوزير، أنبأنا عبدالله بن محمد البغوي أنبأنا أبو موسى القروي و هو إسحاق بن إبراهيم، أنبأنا علي بن هاشم، عن محمد بن علي عن منصور عن ربعي عن عمران بن حصين قال قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : لأعطين الراية رجلا يحب الله و رسوله و يحبه الله و رسوله لا
ص: 50
يردّها حتى يفتح عليه. قال فدفعها إلى العلي علیه السلام.
و رواه (أيضاً) أبو سعيد الخدرى:
86- عنه أخبرناه أبو القاسم الشيباني أنبأنا أبو بكر بن مالك، أنبأنا عبد الله بن أحمد، أنبأنا مصعب بن المقدام و حجين بن المثنى قالا: أنبأنا إسرائيل:
أنبأنا عبدالله بن عصمة العجلي قال: سمعت أبا سعيد الخدرى يقول: إن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم لو أخذ الراية فهزها ، ثم قال: من يأخذها بحقها؟ فجاء فلان فقال: أنا فقال: أمط، ثم جاء رجل آخر فقال: أنا فقال: أمط! ثم قال النبي صلی الله علیه و آله وسلم و الذي اكرم وجه محمّد لأعطينها رجلاً لا يفرّ بها؟ هاك يا علي فانطلق حتى فتح الله عليه فدك و خيبر، و جاء بعجوتها و قديدها. و قال ابن حمدان حتى فتح الله فدك.
87- عنه أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنبأنا أبو سعد الأديب، أنبأنا أبو سعد بن حمدان.
و اخبرتنا أم المجتبى (العلوية قالت): قرىء على إبراهيم بن منصور أنبأنا أبو بكر بن المقري، أنبأنا أبو يعلي أنبأنا زهير، أنبأنا حسين بن محمد أنبأنا اسرائيل، عن عبدالله بن عصمة، قال: سمعت أبا سعيد يقول: أخذ رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم الراية فهزها ثم قال: من يأخذها بحقها؟ فجاء الزبير فقال:
أنا فقال: أمط - ثم اتفقا فقالا فقال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : و الذي كرم - و قال ابن همدان: أكرم وجه محمّد لأعطينها رجلاً لا يفرّ بها؟ هاك يا على. فقبضها علي علیه السلام . ثم انطلق حتى فتح الله عليه فدك و خيبر، و جاء بعجوتها و قدیدها و قال ابن حمدان حتى فتح الله فدك.
ص: 51
و رواة أيضاً أبو ليلى الأنصارى عن النبي صلی الله علیه و آله وسلم.
88- أخبرنا أبو عبدالله الفراوي أنبأنا أبو القاسم القشيري أنبأنا أبو بكر أحمد بن منصور خلف، قالا: أنبأنا السيد أبو الحسن محمد بن الحسين ابن داود العلوي أنبأنا أبو نصر محمد بن حمدويه بن سهل، أنبأنا عبدالله بن حماد، أنبأنا محمد بن عمران بن محمد بن عبدالرحمان، حدثني أبي حدثنى ابن أبي ليلي:
عن المنهال بن عمرو، عن عبدالرحمان بن أبي ليلى عن... قال: كنا مع رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فى غزاة فدعا علياً، ثم قال: لأعطين الراية اليوم رجلا
في يحب الله و رسوله يفتح عليه الله ليس بفرار فتطاول الناس لها و رفعوا رؤسهم - وقال مرّة: فتشرف الناس لها - فجاء عليّ فدفع إليه الراية فتوجه فقتل مرحباً اليهودي و فتح الله عليه.
قال في هذا الحديث و المحفوظ أنّ أبا ليلى رواه عن علي عليه السلام
89- عنه أخبرناه أبو على بن السبط ، أنبأنا أبو محمد الجوهري.
- حيلولة -: و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أحمد بن جعفر أنبأنا عبدالله بن أحمد، حدثني أبي ابن أبي ليلى عن المنهال، عن عبد الرحمان بن أبي ليلى قال: كان أبي يسمر مع علي عليه السلام و كان عليّ يلبس ثياب الصيف في الشتاء و ثياب الشتاء في الصيف فقيل له: لو سألته. فسأله.
فقال: إن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم بعث الله إلىّ و أنا أرمد العين يوم خيبر فقلت: يا رسول الله أني أرمد العين فتفل في عيني فقال: اللهم أذهب عنه الحرّ و البرد. (فما وجدت حرّاً و لابرداً منذ يومئذ وقال لأعطين الراية رجلا يحب الله و رسوله) و يحبّه الله و رسوله ليس بفرار، فتشرف لها أصحاب
ص: 52
النبي صلی الله علیه و آله وسلم فأعطانيها.
90- عنه أخبرناه أبو القاسم الشحامي، أنبأنا أبو نصر عبد الرحمان ابن عليّ أنبأنا يحيى بن إسماعيل، أنبأنا عبد الله بن محمد بن الحسن، أنبأنا عبدالله بن هاشم، أنبأنا وكيع، أنبأنا أبى ابن أبي ليلى عن المنهال، عن عبد الرحمان بن أبي ليلى قال: كان علي علیه السلام يلبس ثياب الشتاء في الصيف و ثياب الصيف في الشتاء فقيل له لو سألته فسأله فقال: إن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم بعث إلى وكنت أرمد العين يوم خيبر.
فقلت: يا رسول الله أني أرمد العين فتفل في عيني وقال: اللهم أذهب عنه الحرّ و البرد. فما وجدت حرّاً و لابرداً منذ يومئذ قال: وقال: لأعطين الراية اليوم رجلا يحبّه الله و رسوله و يحبّ الله و رسوله ليس بفرار، قال: فتشرف لها الناس فبعث علي عليه السلام فأعطاها الرأية.
و رواه یونس بن بكير، عن محمد بن عبدالرحمان، فزاد في بينه.
91- عنه أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور، أنبأنا أبو طاهر المخلص، أنبأنا رضوان بن أحمد، أنبأنا أحمد بن عبد الجار، أنبأنا يونس بن بكير، عن محمد بن عبدالرحمن ابن أبي ليلى: عن المنهال بن عمرو و الحكم، عن عبدالرحمان بن ابي ليلى قال:
كان علي علیه السلام يلبس في الحر الشديد القباء المحشو الثخين و ما يبالي الحرّ فأتاني أصحابي فقالوا: أنا قد رأينا من أمير المؤمنين علیه السلام شيئاً فهل رأيته؟ فقلت: و ما هو ؟ قالوا رأيناه يخرج علينا في الحر الشديد في القباء المحشوّ الثخين و ما يبالي الحرّ ويخرج علينا في البرد الشديد في الثوبين الخفيفين و ما يبالي البرد فهل سمعت في ذلك شيئاً؟ فقلت: لا ما سمعت فيه بشيء .
ص: 53
فقالوا: سل لنا أباك من ذلك فإنه يسمر معه، فأتيته فسألته و أخبرته ما قال الناس، فقال: ما سمعت في ذلك شيئاً. قلت: فإنهم قد أمروني أن أسألك، فدخل على عليّ فسمر معه ثم قال: يا أمير المومنين إن الناس قد يعقدوا منك شيئاً و سألوني عنه فلم أدر ما هو؟
فقال علي علیه السلام و ما ذلك ؟ فقال : يزعمون انك تخرج عليهم في الحرّ الشديد و عليك القباء المحشوّ الثخين لا تبالي بالحرّ، وتخرج عليهم في البرد الشديد عليك الثوبان الخفيفان لا تبالي البرد! فقال: أو ما شهدت معنا خیبر؟
فقلت: بلى قال: فما رأيت رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم حين دعا أبا بكر فعقد له و بعثه إلى القوم فانطلق ثم جاء بالناس و قد هزموا؟! فقال: بلى قال: ثم بعث إلى عمر فعقد له ثم بعثه إلى القوم. فانطلق و لقي القوم فقاتلهم ثم رجع و قد ،هزم فقال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم عند ذلك: لأعطين الراية اليوم رجلا يحبّ الله و رسوله و يفتح عليه غير فرّار فدعاني فأعطاني الراية ثم قال: انطلق. فقلت يا رسول الله إنى أرمد والله ما أبصر شيئاً .
و رواه أيضا عبيد الله بن موسى العيسى، عن أبن أبي ليلى فقرن بالمنهال الحكم بن عتيبة كما فرّق بينها.
92- أخبرناه أبو المطهر عبد المنعم بن أحمد بن يعقوب بن أحمد بن على أنبأنا جدّي لأمي أبو طاهر بن محمود الثقفي فيها قرىء عليه و أنا حاضر، أنبأنا أبوبكر محمد عبیدالله الحسن بن محمد العدل، أنبأنا محمد بن عمر بن عبدالله بن الحسن بن أحمد بن منصور.
أنبأنا عبيد الله بن موسى، أنبأنا ابن أبي ليلي عن الحكم والمنهال، عن عبدالرحمان بن أبي ليلى عن أبيه أنه قال لعلي - و كان يسمر معه -: إن
ص: 54
الناس قد أنكروا منك أن تخرج في البرد في الملاءتين، و في الحر في الحشو و الثوب الثقيل، قال: فقال علي علیه السلام:
ألم تكن معنا بخيبر ؟ قال بلى قال: فإن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم بعث أبا بكر و عقد له لواء فرجع و قد انهزم فبعث عمر و عقد له لواء فرجع منهزماً بالناس، فقال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : لأعطين الراية رجلا يحبّه الله و رسوله و يحب الله و رسوله يفتح الله له ليس فرار ! قال: فأرسل إلى و أنا أرمد فقلت: إلي أرمد فتفل في عيني ثم قال: اللهم أكفه أذى الحر والبرد، قال فما وجدت حرّاً بعده و لابرداً.
و رواه معاوية بن ميسرة العبدي عن الحكم.
93- عنه أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله، أنبأنا أبو بكر عبدالله، الخطيب.
- حيلولة - و أخبرنا أبوبكر اللفتواني و أبو صالح عبدالصمد بن عبدالرحمان، قالا: أنبأنا أبو محمد التميمي قالا: أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن حماد الواعظ، أنبأنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة الكوفي إملاء أنبأنا أحمد بن عبد الرحمان بن سراج أبو عبد الله الكندي حدثني مخلد بن أبى قريش الطحان، أنبأنا معاوية بن بشر العبدي:
حدثني الحكم بن عتبة أنه سمع عبد الرحمان بن أبي ليلي يقول: كان أبو ليلى يسمر مع علي قال: اجتمع إلي القوم من أهل المسجد فقالوا: أن--ا ننكر من أمير المؤمنين علیه السلام لباس في الشتاء الثوب الواحد، و في الصيف القباء المحبش فلو سألت أباك أن تسأله إذا سمر عنده قال عبد الرحمان فدخلنا عليه فسأله أبو ليلى فقال:
أما كنت معنا بخيبر ؟ قال بلى قال فإن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم قال:
ص: 55
لأعطينَّ الراية رجلا يحبّ الله و رسوله و يحبّه الله و رسوله لا يرجع حتى يفتح الله على يديه. فتشوف له أصحاب رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فقال: أين علي؟ فقيل له: أنه أرمد. فدعاني فتفل في عيني و قال: اللهم أذهب عنه الحرّ و البرد، و أعطاني الراية ففتح الله علي، فما وجدت بعدها حرّاً و لابرداً و هذا
اللفظ للخطيب.
و رواه أيضاً بكير بن سعد، عن ابن أبي ليلى.
94- عنه أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن عبدالله أنبأنا أبو - الحسن علي بن محمد بن أحمد الحسن ،آبادي، أنبأنا أحمد بن محمد بن الصلت، أنبأنا أحمد بن محمد بن سعيد، أنبأنا الحسين بن عبدالرحمان بن محمد الأزدي، أنبأنا أبي، حدثني فضيل بن عثمان، عن أمّي الصيرفي:
عن بكير بن سعد، عن عبدالرحمان بن أبي ليلى قال: كان أبو ليلي مع علي بن أبي طالب و سمر معه فأنكر قوم من أهل المسجد لباس عليّ في الشتاء الثوب الرقيق و في الصيف الثوب الكثيف، فقالوا لي قل لأبي ليلى يسأله إذا سمر معه فذكر ذلك لأبي ليلي فذكره له، فقال له أمير المؤمنين علیه السلام : أو ما كنت معنا بخيبر ؟ قال بلى قال: أفلا تعلم أن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم قال:
لأعطينَّ الراية رجلا يحبّ الله و رسوله و يحبّه الله و رسوله لا يرجع حتى يفتح الله عليه فتشرف لها من تشرف فأرسل إلى أصحاب رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فقال: أين على؟ فقيل له: أنه أرمد. فدعاني فتفل و أنا أرمد، فتفل في عيني و دعا لي فأعطاني رايته ففتح الله عليّ ،به قال أبو ليلي: بلى قال: فإنّي والله ما وجدت بعد دعوة رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم حر و لا برداً حتى جلست مجلسي هذا.
ص: 56
95- عنه أخبرنا أبو على السبط، أنبأنا أبو محمد الجوهري.
- حيلولة -: و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي التميمي قالا: أنبأنا أبو بكر القطيعي أنبأنا عبدالله بن أحمد، حدثني أبي أنبأنا معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن مغيرة.
- حيلولة -: و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا عمر بن عبيد الله بن عمرو أبو محمد، و أبو الغنائم أبي عثمان.
- حيلولة - و أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنبأنا أبو الغنائم بن أبي عثمان قالوا: أنبأنا عبد الله بن عبيد الله بن يحيى، أنبأنا أبو عبدالله المحاملي أنبأنا يوسف، أنبأنا جرير عن المغيرة عن أم موسى قالت: سمعت عليّاً يقول: ما ومدت ولا صدعت منذ مسح رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم وجهى و تفل في عيني يوم خيبر حين أعطاني الراية.
96- عنه أخبرنا أبو المظفر ابن القشيري، أنبأنا سعيد الجنزودي أنبأنا أبو عمرو بن حمدان.
- حيلولة -: أخبرنا أبو منصور الحسين بن طلحة بن الحسين، أنبأنا إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر المقري قالا: أنبأنا أبو يعلى، أنبأنا زهير أنبأنا جرير عن مغيرة عن أم موسى قالت: سمعت عليّاً يقول: ما رمدت و لا صدعت مسح رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم وجهی و تفل في عيني يوم خيبر حين أعطاني الراية.
97- عنه أخبرنا أبو القا أخبرنا أبو القاسم بن مندويه عبد الصمد الصمد بن بن محمد بن عبدالله أنبأنا أبو الحسن الحسن آبادي، أنبأنا أحمد بن محمد بن الصلت أنبأنا أحمد ابن محمد بن سعيد، أنبأنا محمد بن علي بن عبيد الرحمان أنبأنا أبي، أنبأنا أنبأنا محمد بن محمد بن صبيح السماك، عن عبد الكريم الحرار - قال ابن عقدة:
ص: 57
هو عبد الكريم بن عبد الله البجلي - عن أبي إسحاق، عن عبدالرحمان ابن عبدالله أبي ليلى عن علي علیه السلام قال مارمدت ولا صدعت منذ دعا رسول
الله صلی الله علیه و آله وسلم.
98- أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا أبو الحسين ب-ن النقور، أنبأنا عبد الرحمان بن محمد بن العباس، أنبأنا رضوان بن أحمد.
- حيلولة - و أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنبأنا أبو بكر البيهق أنبأنا أبو عبدالله الحافظ، أنبأنا أبو العباس محمد بن يعقوب، قالا: أنبأنا أحمد بن عبد الجبار، أنبأنا يونس بن بكير، عن أبي إسحاق حدثني عبدالله ابن الحسن عن بعض أهله عن أبي رافع مولى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم قال:
خرجنا مع علي الا حين بعثه رسول الله برايته، فلما دنا الحصن خرج إليه أهله فقاتلهم فضربه رجل من يهود فطرح ترسه من يده فتناول علي الا بابا من عند الحصن فتترس به عن نفسه فلم يزل في يده و هو يقاتل حتى فتح الله عليه، ثم ألقاه من يده، فلقد رأيتني في نفر - يعني سبعة و أنا ثامنهم - نجهد على أن نقلب ذلك البابب فما استطعنا أن نقلبه.
و سقط من حديث البيهقي عن عبد الله بن الحسن.
99- عنه أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن علي، أنبأنا قاسم بن زكريا المطرز اسماعيل بن موسى أنبأنا المطلب بن زياد.
- حيلولة -: و أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين، أنبأنا أبو الحسين ابن المهتدي أنبأنا أبو الحسن الحربي، أنبأنا العباس بن أحمد البرتي أنبأنا إسماعيل، أنبأنا المطلب بن زياد عن ليث، عن أبي جعفر عن جابر – و قال أبو بكر: حدثني جابر - بن عبد الله أن علياً حمل الباب - زاد أبو بكر: على
ص: 58
ظهره و قالا - يوم خيبر حتى صعد المسلمون عليه ففتحوها و انه و قال أبو بكر: فإنهم جربوه - فلم يحمله إلا أربعون جربوه بعد ذلك رجلا.
100- عنه أخبرنا أبو طالب علي بن عبدالرحمان، أنبأنا أبو الحسن الخلعي، أنبأنا أبو محمد بن النحاس، أنبأنا أبو سعيد بن الأعرابي أنبأنا محمد ابن سلمان بن بنت مطر، أنبأنا أبو معاوية، أنبأنا موسى بن مسلم عن ابن سابط عن سعد قال: سمعت النبي صلی الله علیه و آله وسلم يقول: لأعطين الراية رجلا يحبّه الله ما
و رسوله و يحب الله و رسوله. قال: فدفعها إلى علي علیه السلام.
101- عنه أخبرنا أبو عبدالله الحسين بن عبدالملك، أنبأنا سعيد بن أحمد بن محمد العيار.
- حيلولة -: و أخبرنا أبو عبدالله الحسين، بن أحمد بن علي، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنبأنا أحمد بن منصور خلف، قالا: أنبأنا أبو الفضل عبيد الله بن محمد بن عبدا عبدالله القاضي أنبأنا أبو العباس السراج أنبأنا قتيبة بن سعيد، أنبأنا حاتم بن إسماعيل، عن بكير بن مسمار:
عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال: أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً فقال: ما منعك أن تسب أبا تراب؟! فقال: اما ما ذكرت ثلاثة قالهن له رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ، فلن أسبه. فلأن تكون لي ،واحدة منهن أحب إلى من حمر النعم. سمعت رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم يقول - و خلّفه في بعض مغازيه فقال له علي:
يا رسول الله تخلفنى مع النساء و الصيبان؟ فقال له رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدى، و سمعته يقول يوم خيبر: لأعطين الراية رجلا يحبّ الله و رسوله و يحبّه الله و
ص: 59
رسوله، قال: فتطاول لها أصحابه، ثم قال: ادعو إلى علي علیه السلام فأتى به أرمد فبصق في عينه - قال العيّار: في عينه - و دفع الراية اليه ففتح الله عليه و لما نزلت هذه الآية: «نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَ أَبْنَاءَكُمْ» دعا رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم علياً وفاطمة و حسنا و حسینا علیهم السلام ، فقال اللهم هؤلاء أهلي.
102- عنه أخبرنا أبو محمد هبة الله بن سهل و أبو القاسم تميم بن أبي سعيد ابن أبى العباس، قالا: أنبأنا أبو بكر محمد بن مروان بن عبد الملك.
- حيلولة - و أخبرنا أبو محمد السيدي، أنبأنا أبو سعد الجنزرودي أنبأنا الحاكم أبو أحمد، أنبأنا أبو بكر محمد بن محمد الباغندي، قالا: أنبأنا هشام بن عمار، أنبأنا حاتم بن إسماعيل، أنبأنا بكير بن مسمار:
عن عامر بن سعد عن أبيه قال مر معاوية - وقال الباغندي: مرّ رجل بسعد؛ فقال له: ما منعك أن تسب أبا تراب؟! فقال - زاد ابن مروان سعد وقالا - اما ما ذكرت ثلاثة قالهن له رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ، فلا أسبه. و لأن تكون منهن أحب إلى من حمر النعم. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول - زاد ابن مروان: له. و قالا: - و خلفه في بعض مغازيه فقال له علي:
يا رسول الله اتخلفنى مع النساء و الصيبان؟ فقال له رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لانبي
ال بعدی و قال ابن مروان إلا أنه لا نبوة ،بعدى و سمعته يقول: لأعطين الراية - زاد ابن مروان غدا و :قالا : رجلا يحبّ الله و رسوله و يحبّه الله و رسوله - :قال فتطاولنا - وقال الباغندي: فتطاولنا لها - فقال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم: ادعوا عليا علیه السلام فأتى به أرمد فبصق في عينه و دفع الراية اليه ففتح الله عليه.
قال: فلما نزلت - و قال :الباغندي و قال: لما نزلت - هذه الآية: «إنما
ص: 60
يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً» دعا رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم علياً و فاطمة و حسنا و حسینا علیهم السلام ، فقال اللهم أهلي - زاد الباغندي: اللهم هؤلاء أهلي.
103 - عنه أخبرنا أبو محمد بن طاوس إملاء، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأنا أبو الحسن بن مخلد.
- حيلولة-: قال: أنبأنا أبو الغنائم بن أبي الحسين محمد بن أحمد بن القاسم الباهلي الضبي قال: و أنبأنا أبو عبدالله الحسين بن أحمد بن محمد ابن طلحة، أنبأنا أبو الحسين بن رزقويه.
-حيلولة- قال: أنبأنا أبو الفتح عبد الرزاق بن عبد الكريم الحسن آبادي أنبأنا أصبهان، أنبأنا أبو الفضل القطان، قالوا: أنبأنا إسماعيل بن محمد ابن إسماعيل بن محمد الصفار، أنبأنا الحسن بن عروة، أنبأنا علي بن ثابت الجزري، عن بكير بن مسمار مولى عامر بن سعد قال:
سمعت عامر بن سعد يقول: قال سعد: لعلي ثلاث لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلى من حمر النعم. نزل على رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم الوحي
فأدخل علياً وفاطمة و ابنيهما تحت ثوبه و قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي. و قال له حين خلفه في غزاه غزاها - فقال له علي : أتخلفني مع النساء و الصبيان يا رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لانبوة.
و قال له يوم خيبر : لأعطين الراية رجلا يحبّه الله ورسوله و يحبّ الله و رسوله يفتح الله على يديه فتطاول المهاجرون لرسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ليراهم فقال: أين علي؟ قالوا: هو أرمد و قال ابن الفضل: قيل له: هو أرمد - قال: ادعوه. فدعوه فبصق في عينيه ففتح على يديه.
ص: 61
104- عنه كتب إلى أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان، و أخبرنا خالي أبو المكارم سلطان بن يحيى القرشي، و أبو سليمان داوود بن محمد الأربلي عنه أنبأنا أبو الحسن بن مخلد، أنبأنا إسماعيل بن محمد الصفار، أنبأنا الحسن بن عرفة، أنبأنا علي بن ثابت الجروي، عن بكير بن مسمار م--ول-ى عامر بن سعد قال: سمعت عامر بن سعد يقول: قال سعد: سعد يقول: قال سعد: لعليّ ثلاث لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلى من حمر النعم.
نزل على رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم الوحى فأدخل علياً و فاطمة وابنيهما علیهما السلام تحت ثوبه و قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي و قال له حين خلّفه في غزاة غزاها - فقال له علي علیه السلام : يا رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : خلفتني مع النساء و الصبيان. فقال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم:
ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لانبي. و قوله يوم خيبر : لأعطين الراية رجلا يحبّ الله و رسوله يفتح الله على يديه. فتطاول المهاجرون لرسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ليراهم فقال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : أين علي؟ قالوا: هو أرمد. قال: ادعوه. فدعوه فبصق في عينيه ففتح على يديه.
105- عنه أخبرنا أبو الفضل محمد بن إسماعيل الفضيلي، أنبأنا أبو القاسم أحمد بن محمد الخليلي، أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن الحسن الخزاعي أنبأنا أبوسعيد الهيثم بن كليب بن شريح الشاشي، أنبأنا محمد بن عبيد الله المناوي أنبأنا إبراهيم بن المنذر، أنبأنا إبراهيم بن المهاجر بن مسمار عن أبيه.
عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، قال: قال سعد: أما والله إني لأعرف عليّاً و ما قال له رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم و أشهد انه قال لعلي يوم غدير خم و نحن قعود معه فأخذ بضبعه ثم قال: أيها الناس من مولاكم. قالوا: الله و
ص: 62
رسوله :قال من كنت مولاه فعلى مولاه، اللهم عاد من عاداه و وال من والاه.
ثم قال في غزوة أراد يخلفه رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : يا رسول الله أتخلفني في النساء و الذراري. ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لانبي بعدي و قال يوم خيبر لأعطين هذه الراية رجلا و خرج بها في يده يحبّ الله و رسوله و يحبه الله و رسوله يفتح الله على يديه ليس بفرار. فجثم الناس على الركب، فالتفت إلى علي فلم يره فقال: أين علي؟ فقيل يشتكى عينيه فدخل عليه فتفل في عينيه و سحرهما، ثم خرج به و أعطاه الراية.
106- عنه أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنبأنا أبو محمد الحسن ابن علي، أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن ثابت، أنبأنا القاسم بن زنجويه المطرز، أنبأنا إسماعيل بن موسى أنبأنا عبد عبد السلام بن حرب عن موسى الصغير، عن عبّاد، عن عبد الرحمان بن سابط، عن محمد بن سعد.
أخبرنا أبو طاهر ،قراءة، أنبأنا ابن الأسعد، أنبأنا أبو محمد الحسن ابن على، أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن ثابت، أنبأنا ابن المطرز، أنبأنا إسماعيل بن موسى أنبأنا عبد السلام بن حرب، عن موسى الصغير، عن عبّاد، أبو محمد بن سعد، قال: كنت جالساً عند فلان فذكروا عليّاً فتنقصوه.
فقلت لابن أبي سفيان: سمعت رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم يقول له ثلاثا لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلى من حمر النعم. سمعته يقول له: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي. و سمعته يقول: لأعطين الراية رجلا يحبّ الله و رسوله و يحبه الله و رسوله ليس بفرار و سمعته يقول له : من كنت مولاه فعلي مولاه.
107- عنه أخبرنا أبو علي ابن السبط، و أبو عبدالله الحسن بن محمد
ص: 63
عن عبد الوهاب و أم البهاء فاطمة بنت علي بن الحسين بن جدا، قالوا: أنبأنا محمد بن علي بن حسن الدجاجي، أنبأنا أبو الحسن على بن معروف ابن محمد البزاز، أنبأنا أبو عيسى محمد بن الهيثم بن خالد الوراق، أنبأنا الحسن ابن عرفة العبدي، أنبأنا محمد بن حازم أبو معاوية الضرير عن موسى بن مسلم الشيباني، عن عبدالرحمان بن سابط، عن سعد بن أبي وقاص.
قال: قدم معاوية في بعض حجاته، قال سعد بن أبي وقاص فذكروا علياً علیه السلام ، فقال سعد: سمعت رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : يقول لعلي ثلاث خصال لأن تكون لي ،واحدة منهن أحب إلى من الدنيا، سمعت رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم يقول: من كنت مولاه فعلى مولاه سمعت رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم يقول: لأعطين الراية رجلا يحبّ الله و رسوله و يحبه الله و رسوله سمعت رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم يقول: أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لانبي بعدي.
108- عنه أخبرنا أبو الفضل الفضيلي، أنبأنا أبو القاسم الخليلي، أنبأنا أبو القاسم الخزاعي، أنبأنا الهثيم بن كليب الشاشي، أنبأنا أحمد بن شداد الترمذي، أنبأنا علي بن ،قادم، أنبأنا إسرائيل، عن عبدالله بن شريك، عن الحرث بن مالك، قال: أتيت مكة فلقيت سعد بن أبي وقاص، فقلت: هل سمعت لعلي منقبة. قال: قد شهدت له اربعاً لأن تكون لي واحدة منهنّ أحب إلى من الدنيا أعمر فيها مثل عمر نوح علیه السلام:
إن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم يبعث أبا بكر ببراءة إلى مشركي قريش فسار بها يوماً و ليلة ثم قال لعلي اتبع أبا بكر فخذها و بلغها. ورد علي أبابكر فرجع أبو بكر فقال: يا رسول الله أنزل في شيء. قال: لا إلا خيراً، إلا أنه ليس يبلغ عني إلا أنا أو رجل مني أو قال: من أهل بيتى.
ص: 64
قال سعد: فكنا مع النبي صلی الله علیه و آله وسلم في المسجد فنودي فينا ليلاً: ليخرج من في المسجد إلا آل رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم و آل علي عیهم السلام قال: فخرجنا نجر نعالنا، فلما اصبحنا أتى العباس النبي : فقال: يا رسول الله أخرجت أعمامك وأصحابك و اسكنت هذا الغلام فقال رسول الله ما أنا أمرت بإخراجكم و لا اسكان هذا الغلام إن الله هو أمر به.
قال: و الثالثة ان نبي صلی الله علیه و آله وسلم بعث عمرا و سعداً إلى خيبر فخرج سعد و رجع عمر، فقال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : لأعطين الراية رجلا يحبّ الله و رسوله و يحبه الله و رسوله في ثناء كثيراً، خشي أن أحصي فدعا علياً فقالوا له: إنه أرمد فجيء به يقاد فقال له: افتح عينيك. فقال: لا أستطيع. فقال: فتفل في عينيه من ريقه و دلكها بإبهامه و أعطاه الراية.
و الرابعة يوم غدير خم، قام رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فأبلغ ثم قال: أيها الناس ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم - ثلاث مرات - قالوا: بلى قال: ادن يا علي فرفع يده و رفع رسول الله يده حتى نظرت إلى بياض إبطيه قال: من كنت مولاه فعلي مولاه - حتى قالها ثلاث مرات -.
و الخامسة من مناقبه أن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم عزا على ناقته الحمراء و خلّف علياً، فنفست ذلك عليه ،قريش و قالوا: انه إنما خلف انه استثقله كره صحبته. فبلغ ذلك عليّاً، قال: فجاء حتى أخذ بغرز الناقة فقال: زعمت قريش أنّك إنما خلفتني انك تسنثقلني و كرهت صحبتي. قالك وبكى علي، قال:
فنادی رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم في الناس فاجتمعوا ثم قال: أيها الناس ما منكم أحد إلا و له حامة، أما ترضى ابن أبي طالب أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي... فقال علي رضيت عن الله و
ص: 65
رسوله.
109- عنه أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأنا أبو حامد أحمد بن الحسن بن محمد، أنبأنا أبو محمد الحسن بن الحسن بن أحمد بن محمد المخلدي، أنبأنا أبو عمران موسى بن العباس، أنبأنا ابن أبى الحسين، أنبأنا أحمد بن مفضل، عن يحيى بن سلمة بن كهيل، عن مسلم الملائي عن خيثمة بن عبدالرحمان، قال: قلت لسعد بن أبي وقاص: ما خلفك عن علي، اشيء رأيته أو سمعته من رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم قال: لا بل شيء رأيته اما انى سمعت من رسول الله ثلاثة لو تكون واحدة لي منها أحبّ إلي مما طللعت عليه الشمس و من الدنيا و ما فيها.
الأول منها: لما كانت غزوة تبوك خلف رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم علياً في أهله. قال فوجد علي في نفسه، فقال: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه ليس بعدي نبوة.
الثانية قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم يوم خيبر: لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله و رسوله و يحبه الله و رسوله ليس بفرار و لا يرجع حتى يفتح الله عليه. فما أصبح صلى الفجر ثم نظر في وجوه القوم فرأى علياً منكسراً في ناحية القوم يشتكي عينيه، قال: فدعاه فقال يا رسول الله إني أرمد قال: فأخذه إليه فمسح عينيه و دعا له.
قال علي علیه السلام : فوالذي بعثه بالحق ما شكيتها بعد. قال: ثم اعطاه الراية، قال: فمضي بها واتبعه الناس من خلفه، قال: فما تكامل الناس من خلفه حتى لقي حتى لقي مرحب فاتقاه بالرمح فقتله، ثم مضى إلى الباب حتى أخذ بحلقة الباب، ثم قال: انزلوا يا أعداء الله على حكم الله و حكم رسوله و على كل بيضاء وصفراء.
ص: 66
قال: فجاء رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فجلس على الباب، فجعل علي يخرجهم على حكم الله و حكم رسوله فبايعهم و هو آخذ بید رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ، قال : فخرج حي بن أخطب قال: فقال له رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : برئت منك ذمة الله إذا كتمتني شيئاً. قال: نعم. و كانت له سقاية في الجاهلية فقال له رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : ما فعلت سقايتكم التي كانت لكم في الجاهلية.
قال: فقال: يا رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم أجلينا يوم النضير فاستهلكناها لما نزل بنا من الحاجة. قال: فبرئت منك ذمة الله و ذمة رسوله إن كذبتني. :قال: نعم قال فأتاه الملك فأخبره فدعاه رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فقال: أذهب إلي جذوع نخلة كذا و كذا فإنَّه قد نفرها و جعل السقاية في جوفها. قال: فاستخرجها فجاء بها، قال فلما جاء بها قال لعلي: قم فاضرب عنه قال فقام إليه فضرب عنقه و ضرب عنق ابن أبي الحقيق و كان زوج صفية بنت حتى و كان عروساً بها. قال فأصابها رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم.
قال: والثالثة قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم يوم غدير خم و رفع بيد علي فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه.
110- عنه أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، أنبأنا عبدالعزيز الكناني، أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر، أنبأنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم ابن هاشم الأذرعي أنبأنا أبو ذرعة عبد الرحمان بن أبي نجيح، عن عمرو، أنبأنا أحمد بن خالد الوهبي أبو سعيد.
أنبأنا محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي نجيح، عن أبيه، قال: لما حج معاوية أخذ بيد سعد بن أبي وقاص، فقال: يا أبا إسحاق إنا قوم قد أجفانا هذا الغزو عن الحج حتى كدنا ننسى بعض سننه فطف نطف بطوافك. قال:
ص: 67
فلما فرغ أدخله في دار الندوة فأجلسه معه على سريره ثم ذكر علي ابن أبي طالب علیه السلام فوقع فيه قال: أدخلتني دارك و أقعدتني على سريرك ثم وقعت فيه تشتمه والله لأن أكون في أحد خلاله الثلاث. أحب إلي من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس و لأن يكون قال لي ما قال له - حين رآه غزا تبوكاً -
ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لانبي بعدى، أحبّ إلي من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس، و لأن يكون قال لي ما قال له يوم خيبر: لأعطين الراية رجلا يحبّ الله و رسوله يفتح الله على يديه ليس بفرار. أحب إلي من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس، و لأن أكون صهره على ابنته ولي منها من الولد أحب إلي من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس.
ثم قال لمعاوية لا أدخل عليك داراً بعد اليوم. ثم نفض رداءه ثم خرج.
111- أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم، أنبأنا إبراهيم بن منصور أنبأنا أبو بكر المقري، أنبأنا أبو يعلي، أنبأنا عبيدالله بن عمر، أنبأنا عبدالله ابن جعفر، أخبرني سهل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة.
قال: قال عمر بن الخطاب لقد أعطي علي بن أبي طالب ثلاث خصال، لأن تكون لي خصلة منها أحب إلي من أن أعطى حمر النعم. قيل: و ما هنّ يا أمير المؤمنين. قال: تزويجه فاطمة بنت رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم سكناه المسجد مع رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم لا يحل لي فيه ما يحلّ له و الراية يوم خيبر.
112- عنه أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد في كتابه - ثم حدثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد المعدل عنه - أنبأنا أبو
ص: 68
نعيم أحمد بن عبدالله بن أحمد الحافظ، أنبأنا عبدالله بن محمد بن محمد ابن إبراهيم، أنبأنا عبيد الله بن محمد بن عطاء، أنبأنا محمد بن إبراهيم بن أبان، أنبأنا الحسن بن حفص.
أنبأنا هشام بن سعيد أنبأنا عمر بن اسید، عن ابن عمر قال كنا على عهد - وفي حديث ابن إبراهيم في زمان - رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ، خير الناس، ثم أبو بكر، ثم عمر وقد اعطى علي ثلاثا لان اكون اعطيتهن أحب الي من حمر النعم زوجه رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فاطمة فولدت له و أعطي الراية يوم خيبر، و سدّت أبواب الناس إلاّ بابه - و في حديث عبد الرحمان بن محمد إلا باب علي و فيه أيضا و لقد أعطى علي بن أبي طالب. و فيه خير الناس رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم. و الباقى مثله.
113- أخبرنا أبو البركات عمر بن إبراهيم بن محمد، أنبأنا محمد بن أحمد، أنبأنا محمد بن علان، أنبأنا أبو عبدالله محمد بن عبدالله بن الحسين الجعفي، أنبأنا علي بن محمد بن هارون الحيري، أنبأنا إبراهيم بن إسحاق بن أبي القيس الزهري، أنبأنا جعفر بن عون و أبو نعيم، عن هشام بن سعد، عن عمر بن أسيد، عن ابن عمر.
قال: كنا نقول في زمان رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : خير الناس أبو بكر ثم عمر و لقد أوتي علي بن أبي طالب ثلاثا لأن اكون اعطيتهن أحب الي من حمر النعم زوجه رسول الله فاطمة فولدت منه، و الراية يوم خيبر، و ترك بابه في المسجد و سد ابواب الناس.
114- عنه أخبرنا أبو عبدالله الفراوي و أبو المظفر القشيري قالا: أنبأنا أبو سعد الأديب، أنبأنا أبو عمرو بن حمدان.
-حيلولة -: و أخبرنا أبو عبد الله الخلال، أنبأنا إبراهيم بن منصور
ص: 69
أنبأنا أبو بكر بن المقري، قالا: أنبأنا أبو يعلى، أنبأنا نصر بن علي، أنبأنا ابن داوود - سماه ابن حمدان عبدالله - عن هشام بن سعد، عن عمر بن أسيد،
عن ابن عمر قال:
كنا نقول على عهد رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : النبي صلی الله علیه و آله وسلم ، ثم أبو بكر، ثم عمر، و لقد أعطي ابن ابي طالب - و في حديث ابن حمدان: علي بن أبي طالب - ثلاث خصال لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم؛ تزویج فاطمة و ولدت له و أغلق - وقال ابن حمدان و غلق - الأبواب غير بابه ، و دفع الراية إليه يوم خيبر.
115- عنه أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي الحسن بن على التميمي، أنبأنا أحمد بن جعفر، أنبأنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، أنبأنا وكيع، عن هشام بن سعد، عن عمر بن أسيد، عن ابن عمر قال: كنا نقول في زمن النبي صلی الله علیه و آله وسلم ، رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم خير الناس، ثم أبو بكر، ثم عمر، و لقد أوتي علي ابن ابي طالب علیه السلام ثلاث خصال لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم؛ زوجه رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ابنته و ولدت له، و سدّ الأبواب إلا باب المسجد و اعطاء الراية يوم خيبر.
116- عنه أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي، أنبأنا الحسن بن أحمد بن أبي الحديد، أنبأنا عبد الرحمان بن عبد العزيز بن أحمد بن الطبير أنبأنا أبو عبدالله محمد بن عيسى التميمي، أنبأنا أبو محمد بن يونس بن داوود الخولاني، عن هشام بن سعد، عن عمر بن أسيد،
قال: سمعت ابن عمر يقول: لقد أعطى علي ابن ابي طالب علیه السلام ثلاث خصال لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم؛ تزوج فاطمة
بنت رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فولدت الحسن و الحسين سبطي رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم و
ص: 70
حبيبي رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ، و سد الأبواب كلها إلا باب علي علیه السلام و دفع إليه الراية يوم خيبر.
117- عنه أخبرناه مختصراً أبو القاسم بن السمر قندي، أنبأنا أبو محمد أحمد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان، أنبأنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد بن أحمد بن أبي مسلم الفرضي، أنبأنا أبو بكر محمد بن جعفر بن أحمد المطيري أنبأنا أبو منصور نصر بن داوود بن طون الخلنجي،أبو نعيم، أنبأنا هشام بن سعد، عن عمر بن أسيد عن ابن عمر قال: سد النبي صلی الله علیه و آله وسلم الأبواب كلّها إلا باب علي.
118- عنه أخبرنا الأمين أبو عمر محمد بن محمد بن القاسم العبشمي، و أبو الفتح محمد بن على بن عبدالله المصري بهراة، قالا: أنبأنا أبو عبدالله محمد ابن أبي مسعود الفارسي أنبأنا أبو محمد عبد الرحمان بن أبي شريح، أنبأنا يحيى بن محمد صاعد، أنبأنا حماد بن الحسن بن عنبسة النهشلي ، أنبأنا أبي، أنبأنا هشيم عن العوام بن حوشب:
عن حبيب بن أبي ثابت عن ابن عمر قال: جاء رجل من الأنصار إلى النبي صلی الله علیه و آله وسلم فقال : يا رسول الله إن اليهود قتلوا أخي. فقال: لادفعن الراية غدا إلى رجل يحب الله و رسوله و يحبه الله و رسوله فيفتح الله عزوجل عليه فيمكنك من قاتل أخيك فاستشرف لها أصحاب رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فبعث إلى علي فعقد له اللواء، فقال: يا رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم إني أرمد کماترى - و كان يومئذ أرمد -
قال: فتفل في عينيه قال علي علیه السلام : فما رمدت بعد يومئذ. فنهض عليّ لذلك الوجه. قال العوام، فأخبرني جبلة بن سحيم، أو حبيب بن أبي ثابت عن ابن عمر قال: فما تتام آخرنا حتى فتح عليّ أوّلنا، فأخذ على قاتل ذلك
ص: 71
الأنصاري فدفعه إلى أخيه فقتله.
119- أخبرنا ابن السمرقندي، أخبرنا أبو القاسم الجرجاني، أخبرنا أبو عمرو الفارسي، أنبأنا أبو أحمد بن عدي، أنبأنا ابن سعيد، أنبأنا محمد بن الحسن بن معاوية ابن هشام قال: وجدت في كتاب جدي: أنبأنا عمر بن زياد الهلالي عن الأسود بن قيس، عن نبيح سود بن قيس، عن نبيح العنزي عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : لأعطين الراية رجلاً يحبه الله و رسوله و يحب الله و رسوله. فأعطاها عليّا.
120- ابن العضائري أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر بن أحمد العطار الفقيه الشافعي، سنة أربع وثلاثين و أربعمائة أخبرنا أبو محمد عبدالله بن محمد بن عثمان المزني الملقب باين السفاء الحافظ أخبرنا أبو خليفة الفضل بن الحباب حدثنا أبو الوليد حدثنا عكرمة ابن عمار حدثنا إناس بن سلمة عن أبيه قال: خرجنا إلى خيبر فكان عامر يرنجز و يقول:
والله لو لا الله ما اهتدينا***ولاتصدقتا ولا صلّينا
و نحن عن فضلك ما استغنينا***فثبت الأقدام إن لاقينا
و أنزلن سكينة علينا
فقال النبي صلی الله علیه و آله وسلم : من هذا؟ فقالوا: عامر، فقال: غفر لك ذنبك يا عامر و ما استغفر رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم الرجل فصبر إلا استشهد فقال عمر يا رسول الله : لو متعتنا بعامر! فلما قدم خيبر خرج مرحب يخطر بسيفه و هو ملكهم و هو يقول:
قد علمت خيبر أني مرحب***شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الحروب اقبلت تلهب
فبرز عامر فقال:
ص: 72
قد علمت خيبر أني عامر***شاكي السلاح بطل مغاور
فاختلفا ضربتين فوقع سيف مرحب في ترس عامر فذهب يسفل له فرجع سيفه على نفسه فقطع أكحله، فكانت فيها نفسه. فاذا نفر من أصحاب رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم يقولون: بطل عمل عامر قتل نفسه فأتيت رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم و أنا أبكى فقلت: يا رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم بطل عمل عامر، فقال رسول الله : من قال هذا؟ قلت: أناس من أصحابك، قال: كذب من قال ذلك. بل له أجره مرتين.
ثم أرسلنى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم إلى علي بن أبي طالب فانتبه و هو أرمد. فقال: لأعطين الراية اليوم رجلا يحبّ الله و رسوله، أو يحبّه الله ورسوله. فجئت به أقوده و هو أرمد حتى أتيت به النبي ، فبصق في عينه فبرأ ثم أعطاه الراية. و خرج مرحب يخطر بسيفه فقال:
قد علمت خيبر أني مرحب***شاك السلاح بطل مجرب
إذا الحروب أقبلت تلهب
فقال علي علیه السلام:
أنا الذي سمتني أمي حيدرة***كليث غابات كريه المنظرة
أوفيكم بالصاع كيل السندرة
قال: فضربه ففلق رأس مرحب و كان الفتح على يد علي علیه السلام. قال أبو محمد عبد الله بن مسلم سألت بعض آل أبي طالب عن قوله:
«أنا الذي سمتني أمي حيدرة» فذكر أنّ أمّ على كانت فاطمة بنت أسد فلما ولدت عليّاً و أبو طالب غائب سمته أسداً باسم أبيها. فلما قدم أبو طالب كره هذا الاسم الذي سمته به أمه و سماه عليّاً.
فلما رجز علي يوم خيبر ذكر الاسم الذى سمته أمه. و حيدرة اسم من
ص: 73
أسماء الأسد، و السندرة شجرة يعمل منها القسي، و السندرة في الحديث يحتمل أن يكون مكيالاً يتخذ من هذه الشجرة و يحتمل السندرة أيضاً أن يكون امراة تكيل كيلاً وافياً.
121- أخبرنا القاضى أبو الخطاب عبد الرحمن بن عبدالله الاسكافي الشافعي قدم علينا واسطاً أخبرنا عبدالله بن عبيد الله بن يحيى حدثنا أب-و عبد الله الحسين بن محمد المحاملي حدثنا يوسف حدثنا جرير عن المغيرة عن أم موسى قالت: سمعت عليا الله يقول ما رمت و لا صدعت منذ مسبح رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم وجهى و تفل في عيني يوم خيبر، و أعطاني الراية.
122- عنه أخبرنا أبو طالب محمد أحمد بن عثمان أخبرنا أبو بن الحسين محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى الحافظ البغدادي إذنا حدثنا الحسين حدثنا عباد بن يعقوب حدثنا علي بن هشام عن محمد بن علي السملي عن منصور بن المعتمر عن ربعي بن حراش - قال محمد بن علي: و لو قلت لك: إنّي سمعته من ربعي صدقت - عن عمران بن حصين.
قال: بعث رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم عمر إلى أهل خيبر فرجع فقال: لأعطين الراية رجلا يحب الله و رسوله و يحبه الله و رسوله، ليس بفرار و لا يرجع حتى يفتح الله على يديه، قال: فدعا عليا الله فأعطاه الراية فسار بها ففتح الله عليه.
123- عنه أخبرنا القاضي أبو الخطاب عبد الرحمن بن عبد الله أخبرنا عبدالله ابن عبيد الله بن يحيى حدثنا القاضي أبو عبدالله الحسين الله الحسين بن محمد المحاملي حدثنا إبراهيم بن هاني حدثنا أبو نعيم الطحان حدثنا علي بن هشام عن محمد بن علي السلمى عن منصور بن المعتمر عن ربعي بن حراش - قال محمد و لو قد قلت أني سمعته من ربعي سمعته من ربعي لصدقت - عن
ص: 74
عمران بن حصون قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : لأعطين الراية رجلا يحب الله و رسوله و يحبّه الله ورسوله، فأعطاها علياً وفتح الله عزّو جلّ خيبر.
124- عنه أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان أخبرنا أبو الحسين محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى الحافظ إذنا حدثنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن نضير الضبعي قال: حدثني إدريس بن الحكم أبو يحيي حدثنا يوسف بن عطية ،الصفار، حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: بعث رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم أبا بكر إلى خيبر فلم يفتح عليه.
ثم بعث عمر فلم يفتح عليه ، فقال صلی الله علیه و آله وسلم : لأعطين الراية كراراً غير فرار يحب الله و رسوله و يحبّه الله و رسوله. فدعا علي بن أبي طالب و هو أرمد العين، فتفل في عينيه، و كأنه لم يرمد قطّ قال: خذ هذه الراية فأمض بها حتى يفتح الله على عليك.
فخرج يهرول وإنا خلف أثره حتى ركز رايته في رضم تحت الحصن. فاطلع رجل يهودي من رأس الحصن قال من أنت؟ قال: علي بن أبي طالب قال: يقول اليهودي غلبتم وما أنزل التوراة على موسى :قال فوالله ما رجع حتى فتح الله عليه.
125- عنه أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي حدثنا أبو عبدالله محمد بن علي السقطي إملاءً حدثنا أبو محمد يوسف بن سهل القاضي حدثنا الحضرمي حدثنا عبد الله بن الحكم حدثنا أبو النضر حدثنا عكرمة قال أخبرني أياس بن سلمة قال: أخبرني أبي قال: إن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم أرسلني إلى عليّ وقال لأعطين الراية اليوم رجلا يحبّ الله و رسوله، أو يحبّه الله و رسوله. قال: فجئت به أقوده أرمد فبصق نبی صلی الله علیه و آله وسلم في عينه ثم أعطاه الراية. فخرج مرحب يخطر بسيفه فقال:
ص: 75
قد علمت خيبر أني مرحب***شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الحروب اقبلت تلهب
فقال علي علیه السلام:
أنا الذي سمتني أمي حيدرة***كليث غابات كريه المنظرة
أكيلكم بالسيف كيل السندرة
ففلق رأس مرحب بالسيف.
126- عنه أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الوهاب بن طاوان السمار أخبرنا أبو أحمد عمر بن أحمد بن عمر بن شوذب حدثنا أبو بكر محمد بن موسی حدثنا يونس حدثنا محمد بن الحسن ابن المعلّى، حدثنا أبو عوانة عن الأعمش عن الحكم عن الحكم عن مصعب بن سعد عن أبيه قال سمعت النبي صلی الله علیه و آله وسلم يقول لعلي: أنت منى بمنزلة هارون من إلا أنه لا نبي بعدى، و لقد رأيته بارزاً يوم بدر و هو يحمحم كما يحمحم الفرس، و هو يقول:
بازل عامين حديث سنىّ***سنحنح الليل كأني جنّي
لمثل هذا ولدثنى أمّى
فما رجع حتى خضب سيفه دماً.
127- أخبرني أبو القاسم عمر بن على الميموني و أحمد بن محمد بن عبد الوهاب بن طاوان الواسطيان بقراءتي عليهما فأقرا به أن أبا إسحاق إبراهيم بن بن محمد الطبري أجاز لهما قال: حدثنا عبدالله بن إبراهيم حدثنا الحسن بن عليل.
قال حدثني محمد بن عبد الرحمن الذارع حدثنا قيس بن حفص الدارمي حدثنا علي بن الحسن العبدي عن أبى هارون عن أبي
ص: 76
الخدري قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم - حيث كان أرسل عمر بن الخطاب إلى خيبر فانهزم هو و من معه، فرجعوا إلى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم. فبات تلك الليلة و به من الغم غير قليل.
فلما أصبح خرج إلى الناس و معه الراية فقال: لأعطين الراية رجلا حب الله و رسوله و يحبه الله و رسوله غیر فرار فعرض لها جميع المهاجرين و الأنصار. فقال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : أين علي حيث فقده فقالوا: يا رسول الله هو أرمد، فأرسل إليه أبا ذر و سلمان فجاءه هو يقاد لا يقدر على فتح
عينيه .
ثم قال: اللهم أذهب عنه الرمد الحر والبرد و انصره على عدوه. وافتح عليه، فإنه عبدك يحبك و يحب رسولك غير فرار، ثم دفع إليه الراية. فاستأذنه حسان بن ثابت في أن يقول فيه شعرا، فقال له: قل! فأنشأ يقول:
و كان علي أرمد العين يبتغي***دواء فلما لم يحس مداويا
شفاه رسول الله منه بتفلة***فبورك مرقيا و بورك راقيا
و قال سأعطي الراية اليوم صارما***كميا محبا للرسول مواليا
يحب إلهي و الإله يحبه***به يفتح الله الحصون الأوابيا
فأصفى بها دون البرية كلها***عليا و سماه الوزير المواخيا
قال أبو الحسن علي بن عمر بن مهدي الدار قطني الحافظ : هذا حديث غريب من حديث أبى هارون العبدي عنه، و لم يروه عنه بهذه الألفاظ غير قيس بن حفص الدارمي.
128- عنه أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب بن طاوان أخبرنا القاضي أبو الفرج أحمد بن علي بن جعفر بن محمد المعلى الخيوطي، حدثنا أبو عبدالله محمّد الله محمد بن الحسين بن محمد الزعفراني المعدل، حدثنا أبو بكر يحيى
ص: 77
بن جعفر بن أبي طالب، أخبرنا علي بن عاسم أخبرنا سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم الأعطين الراية غدا رجلا يحبّ الله و رسوله و يحبّه الله و رسوله فاستشرف لها أصحاب رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فدفعها إلى علي بن أبي طالب علیه السلام . 129- أخبرنا أحمد بن محمد أخبرنا القاضي أبو الفرج أحمد بن علي بن جعفر حدثنا محمد بن الحسين بن محمد الزعفراني حدثنا يحيى بن أبي طالب، حدثنا روح بن عبادة أخبرنا عوف عن ميمون عن عبدالله بن بريدة عن أبيه أن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم نزل بحضرة أهل خيبر و قال:
لأعطين اللواء اليوم رجلا يحب الله و رسوله و يحبّه الله و رسوله، فلما كان الغد صادف أبو بكر و عمر، فدعا عليا علیه السلام و هو أرمد العين فتفل في عینه أعطاء اللواء و نهض معه من الناس. قال: فلقوا أهل خيبر و إذا مرحب بين أيديهم يرتجز و هو يقول:
قد علمت خيبر أني مرحب***شاك السلاح بطل مجرب
إذا الليوث أقبلت تلهب***أطعن أحيانا وحينا أضرب
قال: فاختلف هو و علي ضربتين قال: فضربه علي علیه السلام على رأسه حتى عض السيف بأصراسه وسمع أهل العسكر ضربته، فما تتام آخر الناس حتى فتح اولاهم.
130- روى الرافعي القزويني: عن أحمد بن حسنوية بن نوح أب-و الوزير القزويني، كان قد يتسمي بمحمد و استقر على أحمد، و كان قد سمع أحاديث الأشج من أبي الفتوح محمد بن الفضل ابن محمد الاسفرائني بروايته عن القاضي هجيم الروياني عن الأشج و فيها سمعت عليّاً علیه السلام يقول: ما رمدت و لا صدعت مذ دفع رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم الراية يوم خيبر.
ص: 78
131- إبراهيم بن محمد الجويني أخبرنا الشيخ الصالح المسند عبدالله ابن أبي القاسم بن على بن ورخر البغدادي، بسماعي عليه ببغداد، قيل له: أخبركم الشيخ عبد العزيز بن محمود بن المبارك بن الأخضر بسماعك عليه، قال: أنبأنا أبو الفتح عبد الملك ابن أبي القاسم ابن أبي سهل الكروخي الهروي سماعاً عليه أنبأنا المشايخ الثلاثة القاضي أبو عامر ابن محمود بن القاسم الأزدي و أبو نصر عبد العزيز بن محمد الترياقي و أبو بكر أحمد بن عبد الصمد الغورجي.
عن أبي محمد عبد الجبار بن محمد الجراحي عن أبي العباس محمد بن أحمد المحبوبي عن الإمام الحافظ أبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي، قال حدثنا قتيبة، قال حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن بكير بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه قال:
أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً فقال: ما منعك أن تسب أبا تراب؟ :قال اما ما ذكرت ثلاثة قالهن له رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ، فلن أسبه. - لأن تكون لي ،واحدة منهن أحب إلى من حمر النعم - سمعت رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم يقول لعلي علیه السلام و خلّفه في بعض مغازيه.
فقال له علي علیه السلام : يا رسول الله ! تخلفنى مع النساء و الصيبان؟ فقال له رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه ليس بعدى نبي.
و سمعته يوم خيبر يقول: لأعطين الراية رجلا يحبّ الله و رسوله و يحبّه الله ورسوله فتطاولنا لها فقال: ادعو لي علياء علیه السلام . قال فدعوناه فاتاه و به رمد فبصق في عينه و دفع الراية اليه ففتح الله عليه.
و انزلت هذه الآية: «فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَ
ص: 79
نِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ»، فدعا رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم علياً و فاطمة و حسنا و حسينا علیهم السلام ، فقال: اللهم هؤلاء أهلي.
132- قال ابن الاثير: أنبأنا أبو البركات الحسن بن محمد بن هبة الله الدمشقي أنبأنا أبو العشائر محمد بن الخليل القيسي أنبأنا أبو القاسم علي بن محمد بن على بن أبي العلاء المصيصي، أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان ابن القاسم أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أبي ثابت حدثنا يحيى بن أبي طالب أنبأنا زيد بن الحباب. حدثنا الحسين بن واقد عن عبدالله بن بريدة عن أبيه قال لما كان يوم خيبر أخذ أبو بكر اللواء، فلما كان من الغد أخذ أخذ عمر وقيل محمد مسلمة بن فقال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم الأدفعن لوائى الى رجل لم يرجع حتى بفتح الله عليه فصلى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم صلاة الغداة.
ثم دعا باللواء فدعا عليّاً و هو يشتكى عينيه فمسحها ثم دفع الي-ه اللواء ففتح قال فسمعت عبد الله بن بريده يقول حدثني أبى انه كان صاحب مرحب يعني عليا و أخباره في حروبه كثيرة لانطوّل بذكرها.
133- عنه أنبأنا أبو الفرج محمد بن عبد الرحمن بن أبي العلاء الواسطى و أبو عبدالله الحسين بن أبي صالح بن فناخسر و الديلمي التكريتي و عيرهما بإسنادهم الى محمد ابن اسماعيل حدثنا قتيبة حدثنا يعقو بن عبد الرحمن عن أبى :حازم قال أخبرني سهل بن سعد ان رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم . قال لأعطين الراية رجلا يفتح الله على يديه، يحب الله و رسوله و يحبّه الله و ،رسوله قال فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها.
فقال أين علي بن أبي طالب قالوا يشتكي عينيه، قال فأرسلوا إليه
ص: 80
فأتي فبصق في عينيه و دعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية فقال علي: يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا فقال انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام و أخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فوالله لان يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم.
134- الحافظ أبو نعيم عن إبراهيم بن محمد بن يحيى ثنا محمد ب-ن اسحاق الثقفي ثنا قتيبة بن سعيد ثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم عن سهل بن سعد ان رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم قال يوم خيبر : لأعطين هذه الراية رجلا يفتح الله على يديه يحب الله و رسوله .
قال: فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها فقال: أين علي بن أبي طالب؟ فقالوا يا رسول الله يشتكي عينه. قال: فأرسلوا إليه قال: فأتي به قال فبصق رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم في عينيه و دعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية.
فقال: علي يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا. قال: أنفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام و أخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فوالله لئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم.
رواه سعد بن أبي وقاص، و أبو هريرة وسلمة بن الأكوع نحوه في المحبة.
135- عنه حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا داود و عمرو ثنا المثنى بن زرعة - أبو راشد عن محمد بن اسحاق - قال ثنا بريدة بن سفيان الاسلمي عن أبيه عن سلمة بن الأكوع. قال: بعث رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم أبا بكر برايته إلى بعض حصون خيبر يقاتل، فرجع ولم يكن فتح
ص: 81
و قد جهد ثم بعث عمر الغد.
فقاتل، فرجع و لم يكن فتح و قد جهد. فقال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله و رسوله يفتح الله على يديه ليس بفرار. قال سلمة: فدعا عليا و هو أرمد فتفل في عينيه، فقال: هذه الراية امض بها حتى يفتح الله على يديك، قال سلمة فخرج بها والله يهرول هرولة و أنا خلفه أثره، حتى ركز رايته في رضم من حجارة تحت الحصن.
فاطلع إليه يهودي من الحصن فقال: من أنت؟ فقال: أنا علي بن أبي طالب، فقال اليهودي: غلبتم و لما نزل على موسى - أو كما قال - فما رجع حتى فتح الله على يديه.
المنابع:
(1) الارشاد 28 - 56 ، (2) امالي الصدوق: 307
(3) الاختصاص: 327 - 328، (4) امالی الطوسي: 2/1 - 389
-390 ، (5) اعلام الورى 187 (6) بشارة المصطفي: 235 - 238
(7) كشف الغمة: 212/18 (8) مناقب ابن شهر آشوب 404/1 - 595 ، (9) بحار الانوار: 9/39 الی 19
(10) سيرة ابن هشام: 349/3 ، (11) مسند احمد: 185/1، 8/6 (12) صحيح البخاري 22/5، (13) صحیح مسلم: 1871/4،
(14) صحيح الترمذي: 22/5، (15) تاریخ الطبری: 12/3،
(16) المستدرك: 109/3، (17) كامل التواريخ : 219/2
(18) ترجمة الامام أمير المؤمنين: 156/1، الى 183، 205، الى
ص: 82
225 ، (19) مناقب ابن المغازلي: 176 الی 189 ، (20) التدوين في اخبار قزوین 163/2 (21) فرائد السمطين: 278/1
(22) اسد الغابة : 21/4-28، (23) حلية الأولياء: 62/1.
ص: 83
1- قال ابن الاثير لما عاد رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم من خيبر أقام بالمدينة جماديين و رجب و شعبان و رجب و شعبان و رمضان و شوالا يبعث السرايا، ثم خرج في ذى الحجة معتمراً عمرة القضاء و ساق معه سبعين بدنة و خرج معه المسلمون ممن كان معه في عمرته الأولى. فلما سمع به أهل مكة خرجوا عنه و تحدثت قريش بينها أن النبي صلی الله علیه و آله وسلم و أصحابه في عسر و جهد، فاصطفوا له عند دار الندوة.
فلما دخلها اضطبع بردائه فأخرج عضده اليمنى ثمّ قال: رحم الله امراً أراهم اليوم من نفسه قوة ثم استلم الركن و خرج يهرول و يهرول أصحابه معه، و كان بين يديه لما دخل مكة عبدالله بن رواحة آخذاً بخطام ناقته هو يقول:
خلوا بني الكفار عن سبيله***خلوا فكل الخير في رسوله
یا رب إني مؤمن بقيله***أعرف حق الله في قبوله
نحن قتلناكم على تأويله***كما قتلناكم على تنزيله
ضربا يزيل الهام عن مقيله***و يذهل الخليل عن خليله
و تزوج النبي صلی الله علیه و آله وسلم ، في سفره هذا بميمونة بنت الحارث و أقام بمكة ثلاثاً، فأرسل المشركون إليه مع عليّ بن أبى طالب ليخرج عنهم. فقال: ما
ص: 84
عليهم لو أعرست بين أظهرهم و صنعنا لهم طعاماً فحضروه معنا ؟ فقالوا: لاحاجة لنا في طعامه. فخرج عنهم و بنى بميمونة بسرف، ثم انصرف إلى المدينة فأقام بها بقية ذى الحجة و المحرم و صفر وشهر ربيع، و بعث جيشه الذي أصيب بمؤتة، و ولى تلك الحجة المشركون.
2- قال الطبرسي ثم كانت غزوة عمرة القضاء سنة سبع اعتمر رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم و الذين شهدوا معه الحديبية و لما بلغ قريشا ذلك خرجوا
متبددين فدخل مكة و طاف بالبيت على بعيره بيده محجن يستلم به الحجر و عبد الله بن رواحة أخذ بخطامه و هو يقول.
خلوا بني الكفار عن سبيله***خلوا فكل الخير في رسوله
قد أنزل الرحمن في تنزيله***نضربكم ضربا على تأويله
كما ضربناكم على تنزيله***ضربا يزيل الهام عن مقيله
يا رب إني مؤمن بقيله
و أقام بمكة ثلاثة أيام وتزوج بها ميمونة بنت الحارث الهلالية ثم خرج فابتنى بها بسرف و رجع إلى المدينة فأقام بها حتى دخلت سنة ثمان. ثم كانت غزوة مؤتة في جمادى من سنة ثمان.
3- قال الطبري: حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال لما رجع رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم إلى المدينة من خيبر أقام بها شهر ربيع الأول وشهر ربيع الآخر وجمادى الأولى وجمادى الآخرة ورجب وشعبان وشهر رمضان وشوالا يبعث فيما بين ذلك من غزوه وسراياه.
ثم خرج في ذي القعدة في الشهر الذي صده فيه المشركون معتمرا عمرة القضاء مكان عمرته التي صدوه عنها وخرج معه المسلمون ممن كان معه سنة وهي سبع فلما سمع به أهل مكة خرجوا عنه
ص: 85
وتحدثت قريش بينها أن محمدا وأصحابه في عسر وجهد وحاجة.
4- عنه حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن الحسن بن عمارة عن الحكم بن عتيبة عن مقسم عن ابن عباس قال اصطفوا لرسول الله صلی الله علیه و آله وسلم عند دار الندوة لينظروا إليه وإلى أصحابه فلما دخل رسول الله المسجد اضطبع بردائه وأخرج عضده اليمنى.
ثم قال رحم الله امرأ أراهم اليوم من نفسه قوة ثم استلم الركن وخرج يهرول ويهرول أصحابه معه حتى إذا واراه البيت منهم واستلم الركن اليماني مشى حتى يستلم الأسود ثم هرول كذلك ثلاثة أطواف ومشى سائرها.
وكان ابن عباس يقول: كان الناس يظنون أنها ليست عليهم، وذلك أن رسول الله إنما صنعها لهذا الحي من قريش للذي بلغه عنهم حتى حج حجة الوداع فرملها فمضت السنة بها.
5- عنه حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن اسحاق عن عبدالله بن أبي بكر أن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم حين دخل مكة في تلك العمرة
دخلها وعبد الله بن رواحة آخذ بخطام ناقته وهو يقول:
خلوا بني الكفار عن سبيله***إني شهيد أنه رسوله
خلوا فكل الخير فى رسوله***یا رب إني مؤمن بقيله
اعرف حق الله في قبوله***نحن قتلناكم على تأويله
كما قتلناكم على تنزيله***ضربا يزيل الهام عن مقيله
ويذهل الخليل عن خليله
6- عنه حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن أبان بن صالح وعبد الله بن أبي نجيح عن عطاء بن رباح ومجاهد عن ابن وعبدالله عباس أن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم تزوج ميمونة بنت الحارث في سفره ذلك وهو
ص: 86
حرام وكان الذي زوجه إياها العباس بن عبد المطلب.
عنه قال ابن إسحاق فأقام رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم بمكة ثلاثا فأتاه حويطب بن عبدالعزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل في نفر من قريش في اليوم الثالث وكانت قريش وكلته بإخراج رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم من مكة فقالوا له إنه قد انقضى أجلك فاخرج عنا فقال لهم رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ما عليكم لو تركتموني فأعرست بين أظهركم فصنعنا لكم طعاما فحضر تموه!
قالوا لا حاجة لنا في طعامك فاخرج طعامك فاخرج عنا فخرج رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم وخلف أبا رافع مولاه على ميمونة حتى أتاه بها بسرف فبنى عليها رسول الله هنالك وأمر رسول الله أن يبدلوا الهدي وأبدل معهم فعزت عليهم الإبل فرخص لهم في البقر ثم انصرف رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم إلى المدينة في ذي الحجة فأقام بها بقية ذي الحجة.
المنابع:
(1) كامل التواريخ 227/20 (2) اعلام الوری: 110
(3) تاريخ الطبري: 23/3.
ص: 87
1- قال المفيد: وقد كان من أمير المؤمنين علیه السلام في غزوة وادي الرمل و يقال إنها كانت تسمى بغزوة السلسلة ما حفظه العلماء ودونه الفقهاء و
في نقله أصحاب الآثار و رواه نقلة الأخبار مما ينضاف إلى مناقبه علیه السلام الغزوات و يماثل فضائله في الجهاد و ما توحد به في معناه من كافة العباد و ذلك أن أصحاب السير ذكروا أن النبي صلی الله علیه و آله وسلملو كان ذات يوم جالسا إذ جاءه أعرابي فجثا بين يديه.
ثم قال إني جئتك لأنصحك قال و ما نصيحتك قال قوم من العرب قد عملوا على أن يثبتوك بالمدينة و وصفهم له قال فأمر أمير المؤمنين علیه اسلام أن ينادي بالصلاة جامعة فاجتمع المسلمون فصعد المنبر فحمد الله و أثنى عليه .
ثم قال أيها الناس إن هذا عدو الله وعدوكم قد أقبل إليكم يزعم يثبتكم بالمدينة فمن للوادي فقام رجل من المهاجرين فقال أنا له يا رسول الله فناوله اللواء وضم إليه سبعمائة رجل و قال له امض على اسم الله فمضى فوافى القوم ضحوة فقالوا له من الرجل قال أنا رسول لرسول الله إما أن تقولوا لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله أو لأضر بنكم بالسيف.
قالوا له ارجع إلى صاحبك فإنا في جمع لا تقوم له فرجع الرجل
ص: 88
فأخبر رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم بذلك فقال النبي صلی الله علیه و آله وسلم من الوادي فقام رجل من المهاجرين فقال أنا له يا رسول الله قال فدفع إليه الراية ومضى ثم عاد لمثل ما عاد صاحبه الأول فقال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم أين علي بن أبي طالب.
فقام أمير المؤمنين علیه السلام فقال أنا ذا يا رسول الله قال امض إلى الوادي قال نعم و كانت له عصابة لا يتعصب بها حتى يبعثه النبي صلی الله علیه و آله وسلم في وجه شديد فمضى إلى منزل فاطمة سلام اللخ علیها فالتمس العصابة منها فقالت أين تريد أين بعثك أبي قال إلى وادي الرمل فبكت إشفاقا عليه فدخل النبي صلی الله علیه و آله وسلم و هي على تلك الحال فقال لها ما لك تبكين أتخافين أن يقتل بعلك كلا إن شاء الله فقال له العلي علیه السلام.
لا تنفس علي بالجنة يا رسول الله ثم خرج و معه لواء النبي صلی الله علیه و آله وسلم فمضى حتى وافى القوم بسحر فأقام حتى أصبح ثم صلى بأصحابه الغداة و صفهم صفوفا و اتكأ على سيفه مقبلا على العدو فقال لهم يا هؤلاء أنا رسول رسول الله إليكم أن تقولوا لا إله إلا الله و أن محمدا عبده و رسوله و إلا ضربتكم بالسيف.
قالوا ارجع كما رجع صاحباك قال أنا أرجع لا والله حتى تسلموا أو أضربكم بسيفي هذا أنا علي بن أبي طالب بن عبد المطلب فاضطرب القوم لما عرفوه ثم اجترءوا على مواقعته فواقعهم علیه السلام فقتل منهم ستة أو سبعة و انهزم المشركون و ظفر المسلمون و حازوا الغنائم و توجه إلى النبي صلی الله علیه و آله وسلم
2- عنه روي عن أم سلمة رحمة الله عليها قالت كان نبي الله صلی الله علیه و آله وسلم قائلا في بيتي إذ انتبه فزعا من منامه فقلت له الله جارك قال صدقت الله جاري لكن هذا جبرئيل يخبرني أن عليا قادم ثم خرج إلى الناس فأمرهم أن يستقبلوا عليا علیه السلام او قام المسلمون له صفين مع رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فلما بصر
ص: 89
بالنبي صلی الله علیه و آله وسلم الترجل عن فرسه و أهوى إلى قدميه يقبلها.
فقال له علیه السلام اركب فإن الله تعالى ورسوله عنك راضيان فبكى أمير المؤمنين علیه السلام فرحا و انصرف إلى منزله و تسلم المسلمون الغنائم فقال النبي صلی الله علیه و آله وسلم البعض من كان معه في الجيش كيف رأيتم أميركم قالوا لم ننكر منه شيئا إلا أنه لم يؤم بنا في صلاة إلا قرء بنا فيها بقل هو الله أحد.
فقال النبي صلی الله علیه و آله وسلم سأسأله عن ذلك فلما جاءه قال له لم لم تقرأ بهم في فرائضك إلا بسورة الإخلاص فقال يا رسول الله أحببتها قال له النبي صلی الله علیه و آله وسلم فإن الله قد أحبك كما أحببتها ثم قال له يا علي لو لا أنني أشفق أن تقول فيك طوائف ما قالت النصارى في عيسى ابن مريم لقلت فيك اليوم مقالا لا تمر بملا منهم إلا أخذوا التراب من تحت قدميك.
فكان الفتح في هذه الغزاة لأمير المؤمنين علیه السلام خاصة بعد أن كان من غيره فيها من الإفساد ما كان و اختص علي علیه السلام من مديح النبي صلی الله علیه و آله وسلم بها بفضائل لم يحصل منها شيء لغيره. و قد ذكر كثير من أصحاب السيرة أن في هذه الغزاة نزل على النبي صلی الله علیه و آله وسلم و العاديات ضبحا إلى آخرها فتضمنت ذكر الحال فيما فعله أمير المؤمنين علیه السلام فيها.
3- عنه قال في رواية اخرى عن غزاة السلسلة و ذلك أن أعرابيا جاء إلى النبي صلی الله علیه و آله وسلم فجثا بين يديه و قال له جئتك لأنصح لك قال و ما نصيحتك قال قوم من العرب قد اجتمعوا بوادي الرمل و عملوا على أن يبيتوك بالمدينة و وصفهم له فأمر النبي صلی الله علیه و آله وسلم أن ينادى بالصلاة جامعة فاجتمع المسلمون وصعد المنبر فحمد الله و أثنى عليه ثم قال:
أيها الناس إن هذا عدو الله و عدوكم قد عمل على تبييتكم فمن لهم فقام جماعة من أهل الصفة فقالوا نحن نخرج إليهم يا رسول الله فول علينا
ص: 90
من شئت فأقرع بينهم فخرجت القرعة على ثمانين رجلا منهم و من غيرهم فاستدعى أبا بكر فقال له خذ الراية وامض إلى بني سليم فإنهم قريب من الحرة.
فمضى و معه القوم حتى قارب أرضهم وكانت كثيرة الحجارة و الشجر و هم ببطن الوادي و المنحدر إليه صعب.
فلما صار أبو بكر إلى الوادي و أراد الانحدار خرجوا إليه فهزموه و قتلوا من المسلمين جمعا كثيرا و انهزم أبو بكر من القوم. فلما قدموا على النبي صلی الله علیه و آله وسلم عقد لعمر بن الخطاب و بعثه إليهم فكمنوا له تحت الحجارة و الشجر فلما ذهب ليهبط خرجوا إليه فهزموه.
فساء رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ذلك فقال له عمرو بن العاص ابعثني يا رسول الله إليهم فإن الحرب خدعة فلعلي أخدعهم فأنفذه مع جماعة و وصاه فلما صار إلى الوادي خرجوا إليه فهزموه و قتلوا من أصحابه جماعة. و مكث رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم أياما يدعو عليهم.
ثم دعى أمير المؤمنين علیه السلام فعقد له ثم قال أرسلته كرارا غیر فرار و رفع يديه إلى السماء و قال اللهم إن كنت تعلم أني رسولك فاحفظني فيه و افعل به و افعل فدعا له ما شاء الله. و خرج علي بن أبي طالب علیه السلام و خرج رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم لتشييعه و بلغ معه إلى مسجد الأحزاب و علي علیه السلام على فرس أشقر مهلوب.
علیه بردان يمانيان و في يده. قناة خطية فشيعه رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم أنفذ معه فيمن أنفذ أبا بكر و عمر و عمرو بن العاص فسار بهم الا نحو العراق متنكبا للطريق حتى ظنوا أنه يريد بهم غير ذلك الوجه ثم أخذ بهم على محجة غامضة فسار بهم حتى استقبل الوادي من فمه و كان يسير الليل
ص: 91
و يكمن النهار . فلما قرب من الوادي أمر أصحابه أن يكعموا الخيل و وقفهم مكانا وقال لا تبرحوا و انتبذ أمامهم فأقام ناحية منهم.
فلما رأى عمرو بن العاص ما صنع لم يشك أن الفتح يكون له فقال لأبي بكر أنا أعلم بهذه البلاد من علي و فيها ما هو أشد علينا من بني سليم و هي الضباع و الذئاب فإن خرجت علينا خشيت أن تقطعنا فكلمه يخل عنا نعلو الوادي قال فانطلق أبو بكر فكلمه فأطال فلم يجبه أمير المؤمنين علیه السلام حرفا واحدا فرجع إليهم فقال لا و الله ما أجابني حرفا. فقال عمرو بن العاص لعمر بن الخطاب أنت أقوى عليه فانطلق عمر فصنع به مثل ما صنع بأبي بكر فرجع إليهم.
فأخبرهم أنه لم يجبه. فقال عمرو بن العاص أنه لا ينبغي أن نضيع أنفسنا انطلقوا بنا نعلو الوادي فقال له المسلمون لا والله لا نفعل أمرنا رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ولو أن نسمع لعلي و نطيع فنترك أمره و نسمع لك و نطيع. فلم يزالوا كذلك حتى أحس أمير المؤمنين علیه السلام الفجر فكبس القوم و هم غارون فأمكنه الله منهم و نزلت على النبي صلی الله علیه و آله وسلم«وَ الْعادِياتِ ضَبْحاً» إلى آخرها.
فبشر النبي صلی الله علیه و آله وسلم أصحابه بالفتح و أمرهم أن يستقبلوا أمير المؤمنين علیه السلام فاستقبلوه و النبي صلی الله علیه و آله وسلم يقدمهم فقاموا له صفين فلما بصر بالنبي صلی الله علیه و آله وسلم وترجل عن فرسه فقال له النبي صلی الله علیه و آله وسلم اركب فإن الله و رسوله راضيان عنك فبكى أمير المؤمنين علیه السلام فرحا .
فقال له النبي صلی الله علیه و آله وسلم يا علي لو لا أنني أشفق أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في المسيح عيسى ابن مريم لقلت فيك اليوم مقالا لا تمر بملإ من الناس إلا أخذوا التراب من تحت قدميك.
و كان الفتح في هذه الغزاة لأمير المؤمنين علیه السلام خاصة بعد أن كان من
ص: 92
غيره فيها من الإفساد ما كان و اختص علیه السلام من مديح النبي صلی الله علیه و آله وسلم فيها بفضائل لم يحصل منها شيء لغيره و بان له من المنقبة فيها ما لم يشركه فيه من سواء.
4- قال الطبرسي و من مقاماته المشهورة في غزوة وادي الرمل و يقال إنهما تسمى غزوة السلسلة و معه لواء النبي صلی الله علیه و آله وسلم بعد أن خرج غيره إليهم و رجع عنهم خائبا ثم خرج صاحبه و عاد بما عاد به الأول فمضى علي الا حتى وافى القوم بسحر وصلى بأصحابه صلاة الغداة وصفهم صفوفا و اتكأ على سيفه مقبلا على العدو و قال.
يا هؤلاء أنا رسول رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم أن تقولوا لا إله إلا الله محمد رسول الله و إلا ضربتكم بالسيف فقالوا له ارجع كما رجع صاحبك قال أنا أرجع لا و الله حتى تسلموا أو لأضر بنكم بسيفي هذا أنا علي بن أبي طالب بن عبد المطلب فاضطرب القوم و واقعهم فانهزموا و ظفر المسلمون و حازوا الغنائم.
فروت أم سلمة قالت كان نبي الله صلی الله علیه و آله وسلم قائلا في بيتي إذ انتبه فزعا من منامه فقلت الله جارك قال صدقت الله جاري و لكن هذا جبرئيل يخبرني أن عليا قادم ثم خرج إلى الناس فأمرهم أن يستقبلوا عليا و ق-ام المسلمون صفين مع رسول الله فلما بصر به علي ترجل من فرسه و أهوى إلى قرب قدميه يقبلها فقال له النبي صلی الله علیه و آله وسلم اركب فإن الله و رسوله عنك راضيان فبكى علي الله فرحا و انصرف إلى منزله و قد ذكر بعض أصحاب
السير أن في هذا الغزاة نزل على النبي وَ الْعَادِياتِ ضَبْحاً إلى آخرها.
5- قال ابن شهر آشوب فيما ظهر منه علیه السلام في غزاة السلاسل: السلاسل اسم ماء روى أبو القاسم بن شبل الوكيل و أبو الفتح الحفار
ص: 93
بإسنادهما عن الصادق علیه السلام و مقاتل و الزجاج و وكيع و الثوري و السدي و أبو صالح و ابن عباس أنه أنفذ النبي صلی الله علیه و آله وسلم يا أبا بكر في سبعمائة رجل.
فلما صار إلى الوادي و أراد الانحدار فخرجوا إليه فهزموه و قتلوا من المسلمين جمعا كثيرا فلما قدموا على النبي بعث عمر فرجع منهزما فقال عمرو بن العاص ابعثني يا رسول الله فإن الحرب خدعة و لعلي أخدعهم فبعثه فرجع منهزما.
6- عنه في رواية أنه أنفذ خالدا فعاد كذلك فساء النبي ذلك فدعا عليا وقال أرسلته كرارا غير فرار فشيعه إلى مسجد الأحزاب فسار بالقوم متنكبا عن الطريق يسير بالليل و يكمن بالنهار ثم أخذ على محجة غامضة فسار بهم حتى استقبل الوادي من فيه ثم أمرهم أن يعكموا الخيل و أوقفهم في مكان و قال لا تبرحوا و انتبذ أمامهم و أقام ناحية منهم.
7- عنه في رواية قال عمر أنزلنا هذا الغلام في واد كثير الحيات و الهوام و السباع إما سبع يأكلنا أو يأكل دوابنا و إما حيات تعقرنا وتعقر دوابنا و إما يعلم بنا عدونا فيأتينا و يقتلنا فكلموه نعلو الوادي فكلمه أبو بكر فلم يجبه فكلمه عمر فلم يجبه فقال عمرو بن العاص إنه لا ينبغي أن نضيع أنفسنا انطلقوا بنا نعلو الوادي فأبى ذلك المسلمون.
8- عنه من روايات أهل البيت علیهم السلام أنه أبت الأرض أن تحملهم قالوا فلما أحس علیه السلام الفجر قال اركبوا بارك الله فيكم و طلع الجبل حتى إذا انحدر على القوم و أشرف عليهم قال لهم اتركوا عكمة دوابكم قال فشمت الخيل ريح الإناث فصلت فسمع القوم صهيل خيلهم فولوا هاربين.
9- عنه في رواية مقاتل و الزجاج أنه كبس القوم و هم غادون فقال يا هؤلاء أنا رسول رسول الله إليكم أن تقولوا لا إله إلا الله و أن محمدا
ص: 94
رسول الله و إلا ضربتكم بالسيف فقالوا انصرف عنا كما انصرف ثلاثة فإنك لا تقاومنا فقال علیه السلام إنني لا أنصرف أنا علي بن أبي طالب فاضطربوا و خرج إليه الأشداء السبعة و ناصحوه و طلبوا الصلح.
فقال علیه السلام إما الإسلام و إما المقاومة فبرز إليه واحد بعد واحد و كان أشدهم آخرهم و هو سعد بن مالك العجلي و هو صاحب الحصن فقتلهم فانهزموا و دخل بعضهم في الحصن و بعضهم استأمنوا و بعضهم أسلموا و أتوه بمفاتيح الخزائن قالت أم سلمة انتبه النبي من القيلولة فقلت الله جارك ما لك فقال أخبرني جبرئيل بالفتح و نزلت «وَ الْعَادِياتِ ضَبْحاً».
10- قال الاربلي: ثم كانت غزاة السلسلة؛ جاء أعرابي إلى النبي صلی الله علیه و آله وسلم و قال إن قوما من العرب قد اجتمعوا بوادي الرمل يريدون أن يبيتوك بالمدينة فأمر بالصلاة جامعة فاجتمعوا و عرفهم و قال من لهم فانتدب جماعة من أهل الصفة عدتهم ثمانون منهم و من غيرهم فاستدعى أبا بكر وقال له خذ اللواء و امض إلى بني سليم فإنهم قريب من الحرة فمضى و معه القوم حتى قارب أرضهم وكانت كثيرة الحجارة و الشجر و هم بالوادي والمنحدر إليهم صعب.
فلما صار أبو بكر إلى الوادي و أراد الانحدار خرجوا إليه فهزموه و قتلوا من المسلمين جمعا فلما رجعوا إلى النبي صلی الله علیه و آله وسلم عقد لعمر لواء و سيره إليهم فكمنوا له تحت الحجارة و الشجر فلما ذهب ليهبط خرجوا إليه فهزموه .
فساء ذلك رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فقال عمرو بن العاص ابعثني إليهم يا رسول الله فإن الحرب خدعة و لعلي أخدعهم فأنفذه مع جماعة و وصاه فلما صار إلى الوادي خرجوا إليه فهزموه و قتلوا من أصحابه جماعة.
ص: 95
و مكث رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم أياما يدعو عليهم ثم دعا أمير المؤمنين علیه السلام فعقد له ثم قال أرسلته كرارا غير فرار ورفع يديه إلى السماء و قال اللهم إن كنت تعلم أني رسولك فاحفظني فيه و افعل به و افعل فدعا له ما شاء و خرج علي علیه السلام و خرج رسول الله يشيعه و بلغ معه مسجد الأحزاب فشيعه و دعا له و أنفذ معه أبا بكر و عمر و عمرو بن العاص فسار بهم نحو العراق متنكبا عن الطريق حتى ظنوا أنه يريد بهم غير ذلك الوجه.
ثم أخذ بهم على طريق غامضة و استقبل الوادي من فمه و كان يسير الليل و يكمن النهار فلما قرب من الوادي أمر أصحابه أن يخفوا حسهم و وقفهم مكانا و أقام أمامهم ناحية منهم ورأى عمرو بن العاص صنيعه فلم يشك أن الفتح يكون له فأراد إفساد الحال و خوف أبا بكر و عمر من وحوش الوادي و ذئابه و أن المصلحة أن تعلوا الوادي فكلما عليا علیه السلام في ذلك فلم يجبهما.
فقال عمر لا نضيع أنفسنا انطلقوا بنا نعلو الوادي فقال المسلمون إن النبي صلی الله علیه و آله وسلمأمرنا أن لا نخالف عليا فكيف نخالفه و نسمع قولك فما زالوا
حتى أحس علي الفجر فكبس القوم و هم غافلون فأمكنه الله منهم و نزلت «وَ الْعَادِياتِ ضَبْحاً فَالْمُورِياتِ قَدْحاً» إلى آخرها.
فيشر رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم أصحابه بالفتح و أمرهم باستقبال علي علیه السلام فاستقبلوه و النبي صلی الله علیه و آله وسلم و يقدمهم فقاموا صفين فلما بصر بالنبي صلی الله علیه و آله وسلم ترجل عن فرسه فقال له اركب فإن الله و رسوله عنك راضيان فبكى أمير المؤمنين فرحا فقال له النبي صلی الله علیه و آله وسلم يا علي لو لا أنني أشفق أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في المسيح عيسى ابن مريم لقلت فيك اليوم مقالا لا تمر بملإ من الناس إلا أخذوا التراب من تحت قدميك.
ص: 96
11- قال علي بن إبراهيم القمى في تفسير قوله تعالى: «بسم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَ الْعَادِيَاتِ ضَبْحاً فَالْمُورِياتِ قَدْحاً فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً»:
حدثنا جعفر بن مد عن عبد الله بن بن موسى قال حدثنا الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله علیه السلام في قوله «وَ الْعَادِياتِ ضَبْحاً فَالْمُورِياتِ قَدْحاً»، قال هذه السورة نزلت في أهل وادي اليابس قال قلت و ما كان حالهم وقصتهم.
قال إن أهل وادي اليابس اجتمعوا اثنى عشر ألف فارس و تعاقدوا و تعاهدوا و تواثقوا على أن لا يتخلف رجل عن رجل ولا يخذل أحد أحدا و لا يفر رجل عن صاحبه حتى يموتوا كلهم على حلف واحد أو يقتلوا محمدا صلی الله علیه و آله وسلم و علي بن أبي طالب علیه السلام .
فنزل جبرئيل على محمد صلی الله علیه و آله وسلم و أخبره بقصتهم و ما تعاقدوا عليه و تواثقوا و أمره أن يبعث فلانا إليهم في أربعة آلاف فارس من المهاجرين والأنصار، فصعد رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم المنبر فحمد الله و أثنى عليه ثم قال:
«يا معشر المهاجرين والأنصار إن جبرئيل أخبرني أن أهل وادي اليابس اثني عشر ألف فارس قد استعدوا وتعاقدوا و تعاهدوا أن لا يغدر رجل بصاحبه و لا يفر عنه و لا يخذله حتى يقتلوني و أخي علي بن أبي طالب و قد أمرني أن أسير إليهم فلانا في أربعة آلاف فارس فخذوا في أمركم و استعدوا لعدوكم وانهضوا إليهم على اسم الله و بركته يوم الإثنين إن شاء الله تعالى».
فأخذ المسلمون عدتهم و تهيئوا و أمر رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فلانا بأمره و كان فيما أمره به أنه إذا رآهم أن يعرض عليهم الإسلام فإن تابعوه و إلا
ص: 97
واقعهم فيقتل مقاتليهم ويسبي ذراريهم.
و يستبيح أموالهم و يخرب ضياعهم و ديارهم، فمضى فلان و من معه من المهاجرين والأنصار في أحسن عدة و أحسن هيئة يسير بهم سيرا رفيقا حتى انتهوا إلى أهل وادي اليابس.
فلما بلغ القوم نزول القوم عليهم و نزل فلان و أصحابه قريبا منهم خرج إليهم من أهل وادي اليابس مائتا رجل مدججين بالسلاح، فلما صادفوهم قالوا لهم من أنتم و من أين أقبلتم و أين تريدون ليخرج إلينا صاحبكم حتى نكلمه فخرج إليهم فلان في نفر من أصحابه المسلمين فقال لهم أنا فلان صاحب رسول الله، قالوا ما أقدمك علينا.
قال أمرني رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم أن أعرض عليكم الإسلام فإن تدخلوا فيها دخل فيه المسلمون لكم ما لهم و عليكم ما عليهم وإلا فالحرب بيننا و بينكم، قالوا له أما واللات والعزى لو لا رحم بيننا و قرابة قريبة لقتلناك و أصحابك قتلة تكون حديثا لمن يكون بعدكم فارجع أنت و من معك و اربحوا العافية فإنا إنما نريد صاحبكم بعينه و أخاه علي بن أبي طالب علیه السلام .
فقال فلان لأصحابه يا قوم القوم أكثر منكم أضعافا وأعد منكم وقد نأت داركم عن إخوانكم من المسلمين فارجعوا نعلم رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم بحال
القوم، فقالوا له جميعا خالفت یا فلان قول رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم و ما أمرك به فاتق الله و واقع القوم و لا تخالف رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم، فقال إني أعلم ما لا تعلمون الشاهد يرى ما لا يرى الغائب فانصرف و انصرف الناس أجمعون.
فأخبر رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم بمقالة القوم و ما رد عليهم فلان فقال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم یا فلان خالفت أمري و لم تفعل ما أمرتك و كنت لي و الله عاصيا فيما أمرتك فقام النبي صلی الله علیه و آله وسلم و صعد المنبر فحمد الله و أثنى عليه.
ص: 98
ثم قال يا معشر المسلمين إني أمرت فلانا أن يسير إلى أهل وادي اليابس و أن يعرض عليهم الإسلام ويدعوهم إلى الله فإن أجابوه و إلا واقعهم و أنه سار إليهم وخرج إليه منهم مائتا رجل فإذا سمع كلامهم و ما استقبلوه به انتفخ صدره و دخله الرعب منهم و ترك قولي و لم يطع أمري .
و إن جبرئيل أمرني عن الله أن أبعث إليهم فلانا مكانه في أصحابه في أربعة آلاف فارس فسر يا فلانا على اسم الله و لا تعمل كما عمل أخوك
فإنه قد عصى الله و عصاني و أمره بما أمر به الأول فخرج و خرج معه المهاجرون و الأنصار الذين كانوا مع الأول.
يقتصد بهم في سيرهم حتى شارف القوم وكان قريبا منهم بحيث يراهم و يرونه و خرج إليهم مائتا رجل فقالوا له و لأصحابه مثل مقالتهم للأول فانصرف و انصرف الناس معه و كاد أن يطير قلبه مما رأى من عدة القوم و جمعهم و رجع يهرب منهم.
فنزل جبرئيل فأخبر محمد صلی الله علیه و آله وسلم بما صنع هذا و أنه قد انصرف و انصرف المسلمون معه فصعد النبي صلی الله علیه و آله وسلم المنبر فحمد الله و أثنى عليه أخبر بما صنع هذا و ما كان منه و أنه قد انصرف و انصرف المسلمون معه مخالفا لأمري عاصيا لقولي، فقدم عليه فأخبره مثل ما أخبره به صاحبه. فقال له يا فلان عصيت الله في عرشه و عصيتني و خالفت قولي و عملت برأيك ألا قبح الله رأيك و أن جبرئيل قد أمرني أن أبعث علي بن أبي طالب علیه السلام في هؤلاء المسلمين و أخبرني أن الله يفتح عليه و على أصحابه، فدعا عليا علیه السلام و أوصاه بما أوصى به الأول و الثاني و أصحابه الأربعة آلاف فارس و أخبره أن الله سيفتح عليه و على أصحابه.
فخرج علي علیه السلام و معه المهاجرون والأنصار فسار بهم سيرا غير
ص: 99
سیر فلان و فلان و ذلك أنه أعنف بهم في السير حتى خافوا أن ينقطعوا من التعب و تحفى دوابهم فقال لهم لا تخافوا فإن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم قد أمرني بأمر و أخبرني أن الله سيفتح علي و عليكم فأبشروا فإنكم على خير، و إلى خير.
فطابت نفوسهم وقلوبهم و ساروا على ذلك السير و التعب حتى إذا كانوا قريبا منهم حيث يرونهم و يراهم أمر أصحابه أن ينزلوا و سمع أهل وادي اليابس بقدوم علي بن أبي طالب و أصحابه فخرجوا إليه منهم مائتا رجل شاكين بالسلاح ، فلما رآهم علي علیه السلام خرج إليهم في نفر من أصحابه فقالوا لهم من أنتم و من أين أنتم و من أين أقبلتم و أين تريدون قال أنا علي بن أبي طالب ابن عم رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم و أخوه و رسوله إليكم.
أدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله و لكم إن آمنتم ما للمسلمين و عليكم ما عليهم من خير و شر، فقالوا له إياك أردنا و أنت طلبتنا قد سمعنا مقالتك و ما عرضت علينا هذا ما لا يوافقنا فخذ حذرك و استعد للحرب العوان و اعلم أنا قاتلوك وقاتلوا أصحابك و الموعد فيما بيننا و بينك غدا ضحوة، و قد أعذرنا فيما بيننا و بينكم.
فقال لهم علي علیه السلام ويلكم تهددوني بكثرتكم وجمعكم فأنا أستعين بالله وملائكته و المسلمين عليكم و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم فانصرفوا إلى مراكزهم و انصرف علي علیه السلام إلى مركزه فلما جنه الليل أمر الليل أصحابه أن يحسنوا إلى دوابهم و يقضموا و يسرجوا.
فلما انشق عمود الصبح صلى بالناس بغلس ثم أغار عليهم بأصحابه فلم يعلموا حتى وطئتهم الخيل فيما أدرك آخر أصحابه حتى قتل مقاتليهم و سبی ذراريهم و استباح أموالهم و خرب ديارهم و أقبل بالأسارى و الأموال معه و نزل جبرئيل فأخبر رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم بما فتح الله
ص: 100
بعلي علیه السلام و جماعة المسلمين، فصعد رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم المنبر.
فحمد الله و أثنى عليه و أخبر الناس بما فتح الله على المسلمين و أعلمهم أنه لم يصب منهم إلا رجلين و نزل فخرج يستقبل عليا في جميع أهل المدينة من المسلمين حتى لقيه على ثلاثة أميال لقيه على ثلاثة أميال من المدينة، فلما رآه علي ال مقبلا نزل عن دابته و نزل النبي صلی الله علیه و آله وسلم حتى التزمه و قبل ما بين
المقبلا عينيه، فنزل جماعة المسملين إلى علي علیه السلام حيث نزل رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم و أقبل بالغنيمة و الأسارى و ما رزقهم الله به من أهل وادي اليابس.
ثم قال جعفر بن محمد علیهما السلام : ما غنم المسلمون مثلها قط إلا أن يكون من خيبر فإنها مثل ذلك و أنزل الله تبارك و تعالى في ذلك اليوم هذه السورة «وَ الْعَادِياتِ ضَبْحاً» يعنى بالعاديات الخيل تعدو بالرجال، و الضبح صيحتها في أعنتها و لجمها «فَالمُورِياتِ قَدْحاً فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً» فقد أخبرتك أنها أغارت عليهم صبحا. قلت قوله «فَأَثَرْنَ بِهِ نَقعاً» قال الخيل يأثرن بالوادي نقعا «فَوَسَطْنَ بِهِ جمعاً» قلت قوله «إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ» قال لكفور «وَ إِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ» قال يعنيها جميعا قد شهدا جميعا وادي اليابس و كانا لحب الحياة لحريصين قلت قوله «أَفَلا يَعْلَمُ إِذا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ» قال نزلت الآيتان فيها خاصة كانا يضمران ضمير السوء و يعملان به فأخبر الله خبرهما و فعالها فهذه قصة أهل وادي اليابس و تفسير العاديات.
ثم قال علي بن إبراهيم في قوله «وَ الْعَادِياتِ ضَبْحاً» أي عدوا عليهم في الضبح ضباح الكلاب صوتها فالمورِياتِ قَدْحاً كانت بلادهم فيها حجارة فإذا وطئتها سنابك الخيل كان تنقدح منها النار «فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً»
ص: 101
أي صبحتهم بالغارة «فَأَثَرْنَ بِهِ نَقعاً» قال ثورة الغبرة من ركض الخيل «فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً».
قال توسط المشركين بجمعهم «إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ» أي كفور و هما اللذان أمرا و أشارا على أمير المؤمنين علیه السلام أن يدع الطريق بما حسداه و كان علي علیه السلام أخذ بهم على غير الطريق الذي أخذا فيه فعلها أنه يظفر بالقوم فقال عمرو بن العاص لفلان إن عليا غلام حدث لا علم له بالطريق و هذا طريق مسبع لا يؤمن فيه السباع، فمشيا إليه و قالا له:
يا أبا الحسن هذا الطريق الذي أخذت فيه طريق مسبع فلو رجعت إلى الطريق فقال لهما أمير المؤمنين علیه السلام الزما رحالكما وكفا عما لا يعنيكما و اسمعا و أطيعا فإني أعلم بما أصنع فسكتا و قوله وَ إِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ أَي على العداوة «وَ إِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ» يعني حب الحياة حيث خافا السباع على أنفسهما فقال الله تعالى «أَ فَلا يَعْلَمُ إذا بُعثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ وَ حُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ» أي يجمع و يظهر «إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ».
12- قال الطبرسي: قيل بعث رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم سرية إلى حي من كنانة فاستعمل عليهم المنذر بن عمرو الأنصاري أحد النقباء فتأخر رجوعهم فقال المنافقون قتلوا جميعا فأخبر الله تعالى عنها بقوله «وَ الْعَادِياتِ ضَبْحاً» عن مقاتل وقيل نزلت السورة لما بعث النبي صلی الله علیه و آله وسلم عليا علیه السلام إلى ذات السلاسل فأوقع بهم وذلك بعد أن بعث إليهم مرارا غيره من الصحابة فرجع كل منهم إلى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم.
و هو المروي عن أبي عبد الله علیه السلام في حديث طويل قال و سميت هذه الغزوة ذات السلاسل لأنه أسر منهم و قتل و سبى و شد أساراهم في الحبال مكتفين كأنهم في السلاسل و لما نزلت السورة خرج رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم إلى
ص: 102
الناس فصلى بهم الغداة وقرأ فيها «وَ الْعَادِياتِ» فلما فرغ من صلاته قال أصحابه هذه السورة لم نعرفها فقال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم و نعم إن عليا قد ظفر بأعداء الله و بشرني بذلك جبرئيل في هذه الليلة فقدم علي علیه السلام بعد أيام بالغنائم والأسارى.
13- فرات بن إبراهيم الكوفي معنعنا عن ابن عباس رضي الله عنه قال دعا النبي صلی الله علیه و آله وسلم يا أبا بكر إلى غزوة ذات السلاسل فأعطاه الراية فردها ثم دعا عمر فأعطاه الراية فردها ثم دعا خالد بن الوليد فأعطاه الراية فرجع فدعا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام فأمكنه من الراية فسيرهم معه و أمرهم أن يسمعوا له و يطيعوه.
قال فانطلق أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام بالعسكر و هم معه حتى انتهى إلى القوم فلم يكن بينه و بينهم إلا جبل قال فأمرهم أن ينزلوا في أسفل الجبل فقال لهم اركبوا دوابكم فقال خالد بن الوليد يا أبا بكر و أنت يا عمر ما ترون إلى هذا الغلام أين أنزلنا أنزلنا في واد كثير الحيات كثير الهام كثير السباع نحن منه على إحدى ثلاث خصال.
إما سبع يأكلنا ويأكل دوابنا و إما حيات تعقرنا و تعقر دوابنا و إما يعلم بنا عدونا فيقتلنا قوموا بنا إليه قال فجاءوا إلى علي فقالوا يا علي أنزلتنا في واد كثير السباع كثير الهام كثير الحيات نحن منه على إحدى ثلاث خصال.
قال فقال لهم علي أليس قد أمركم رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم أن تسمعوا لي و تطيعوني قالوا بلى قال فانزلوا فرجعوا فأبت تحملهم الأرض فاستفزهم خالد بن الوليد قال قوموا بنا إليه فردوا عليه ذلك الكلام فقال أليس قد أمركم رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم أن تسمعوا لي وتطيعوني قالوا بلى قال فارجعوا
ص: 103
قال فأبوا أن ينقادوا و استفزهم خالد بن الوليد ثالثة.
فقالوا مثل ذلك الكلام فقال لهم أليس قد أمركم رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم أن تسمعوا لي وتطيعوا أمري قالوا بلى قال فانزلوا بارك الله فيكم ليس عليكم بأس قال فنزلوا و هم مرعوبين قال و ما زال علي علیه السلام ليلته قائما يصلي حتى إذا كان في السحر قال لهم اركبوا بارك الله فيكم قال فركبوا و اطلع الجبل حتى إذا انحدر على القوم و أشرف عليهم قال لهم انزعوا أكمة دوابكم.
قال فشمت الخيل ريح الإناث قال فصهلت يسمع الخيل صهيل خيولهم فولوا هاربين قال فقتل مقاتلتهم وسبي ذراريهم قال فهبط جبرئيل على النبي صلی الله علیه و آله وسلم فقال يا محمد «وَ الْعَادِياتِ ضَبْحاً فَالمُورِياتِ قَدْحاً فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً فَأَثَرْنَ بِهِ نَقعاً فَوَسَطنَ بِهِ جَمْعاً» الآية؛ قال فقال رسول الله لا تخالط القوم و رب الكعبة قال و جاءه البشارة.
14- فرات حدثني الحسين بن سعيد و جعفر بن محمد الفزاري معنعنا أبي ذر الغفاري و غيرهم رضي الله عنهم، أن النبي صلی الله علیه و آله وسلم أقرع بين أهل الصفة فبعث منهم ثمانين رجلا و من غيرهم إلى بني سليم و ولى عليهم و انهزموا مرة بعد مرة فلبث بذلك أياما يدعو عليهم قال ثم دعا بلالا فقال له ائتني ببردي النجراني و قبائي الخطية فأتاه بهما فدعا عليا فبعثه في جيش إليهم و قال لقد وجهته كرارا غير فرار.
قال فسار علي و خرج معه النبي صلی الله علیه و آله وسلم يشيعه فكأني أنظر إليه عند الأحزاب و علي علیه السلام على فرس أشقر و هو يوصيه ثم ودعه و النبي صلی الله علیه و آله وسلم و انصرف قال و سار علي فيمن معه متوجها نحو العراق و ظنوا أنه يريد بهم غير ذلك الوجه حتى أتاهم الوادي ثم جعل يسير الليل و
ص: 104
يكمن النهار فلما دنا من القوم أمر أصحابه فعلوا الجبل وأوقفهم.
فقال لا تبرحوا إذا نبذ بإمامهم فرام بعض أصحابه الخلاف و أبى بعض حتى إذا طلع الفجر أغار عليهم علي علیه السلام فمنحه الله أكتافهم و أظهره عليهم فأنزل الله على نبيه محمد صلی الله علیه و آله وسلم «وَ الْغادِياتِ ضَبْحاً» قال فخرج النبي صلی الله علیه و آله وسلم الصلاة الفجر و هو يقول ضبح و الله جمع القوم ثم صلى بالمسلمين فقرأ «وَالْعَادِياتِ ضَبْحاً» قال فقتل منهم مائة وعشرين رجلا و كان رئيس القوم الحارث بن بشر و سبى منهم مائة وعشرين ناهدا.
15- فرات حدثني علي بن محمد بن علي بن عمر الزهري معنعنا عن سلمان الفارسي قال بينما نحن أجمع كنا حول النبي صلی الله علیه و آله وسلم ما خلا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام فإنه كان في منبر في الحار إذ أقبل أعرابي بدوي يتخطى صفوف المهاجرين والأنصار حتى جثى بين يدي رسول
الله صلی الله علیه و آله وسلم و هو يقول:
السلام عليك فداك أبي وأمي يا رسول الله فقال النبي صلی الله علیه و آله وسلم و عليك السلام من أنت يا أعرابي قال رجل من بني لجيم يا رسول الله فقال ما النبي صلی الله علیه و آله وسلم وراك يا أخا لجيم قال يا رسول الله خلفت ختعما و قد تهيئوا و عبئوا كتائبهم و خلفت الرايات تخفق فوق رءوسهم يقدمهم الحارث بن مكيدة الخثعمي في خمسمائة من رجال خثعم يتألون باللات والعزى أن لا يرجعوا حتى يردوا المدينة فيقتلونك و من معك يا رسول الله.
قال فدمعت عينا النبي صلی الله علیه و آله وسلم حتى أبكى جميع أصحابه ثم قال معاشر الناس سمعتم مقالة الأعرابي قالوا كل قد سمعنا يا رسول الله قال فمن منكم يخرج إلى هؤلاء القوم قبل أن يطئونا في ديارنا و حريمنا لعل الله يفتح على يديه و أضمن له على الله الجنة قال فو الله ما قال أحدنا يا رسول الله قال
ص: 105
فقام النبي صلی الله علیه و آله وسلم على قدميه و هو يقول معاشر أصحابي هل سمعتم مقالة الأعرابي.
قالوا كل قد سمعنا يا رسول الله قال فمن منكم يخرج إليهم قبل أن يطئونا في ديارنا و حريمنا لعل الله أن يفتح على يديه و أضمن له على الله اثني عشر قصرا في الجنة قال فو الله ما قال أحدنا يا رسول الله قال فبينا النبي صلی الله علیه و آله وسلم واقف إذ أقبل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام فلما نظر إلى
النبي و هو واقف و دموعه تنحدر كأنها جمان انقطع سلكه على خديه لم يتمالك أن يرمي بنفسه عن بعيره إلى الأرض.
أقبل يسعى نحو النبي صلی الله علیه و آله وسلم يمسح بردائه الدموع عن وجه رسول لله صلی الله علیه و آله وسلم و هو يقول ما الذي أبكاك لا أبكى الله عينيك يا حبيب الله هل نزل في أمتك شيء من السماء قال يا علي ما نزل فيهم إلا خير و لكن هذا الأعرابي حدثني عن رجال خثعم بأنهم قد عبئوا كتائبهم و خفقت الرايات فوق رءوسهم يكذبون قولي و يزعمون بأنهم لا يعرفون ربي.
يقدمهم الحارث بن مكيدة الخثعمي في خمسمائة من رجال خثعم يتألون باللات والعزى لا يرجعون حتى يردوا المدينة فيقتلوني و من معي و إني قلت لأصحابي من منكم يخرج إلى هؤلاء القوم من قبل أن يطئونا في ديارنا و حريمنا لعل الله أن يفتح على يديه و أضمن له على الله اثني عشر قصرا في الجنة.
فقال علي علیه السلام فداك أبي وأمي يا رسول الله صف لي هذه القصور فقال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم يا علي بناء هذه القصور لبنة من ذهب و لبنة من فضة ملاطها المسك الأذف-ر و العنبر حصبائها الدر و الياقوت ترابها الزعفران و كثيبها الكافور في صحن كل قصر من هذه القصور أربعة أنهار
ص: 106
نهر من عسل و نهر من خمر و نهر من لبن و نهر من ماء.
محفوف بالأشجار و المرجان على حاوي كل نهر من هذه الأنهار و خلق فيها خيمة من درة بيضاء لا قطع فيها ولا فصل قال لها كوني فكانت يرى باطنها من ظاهرها و ظاهرها من باطنها في كل خيمة سرير مفضض بالياقوت الأحمر قوائمه من الزبرجد الأخضر على كل سرير حوراء من الحور العين على كل حوراء سبعون حلة خضراء و سبعون حلة صفراء.
يرى مخ ساقها خلف عظامها و جلدها و حلیها و حللها كما ترى الخمرة الصافية في الزجاجة البيضاء مكللة بالجوهر لكل حوراء سبعون ذوابة كل ذوابة بيد وصيف و بيد كل وصيف مجمر تبخر تلك الذوابة يفوح من ذلك المجمر بخار لا يفوح بنار و لكن بقدرة الجبار.
قال فقال علي علیه السلام فداك أبي وأمي يا رسول الله أنا لهم فقال النبي صلی الله علیه و آله وسلم يا علي هذا لك و أنت له أنجد إلى القوم فجهزه النبي صلی الله علیه و آله وسلم في خمسمائة رجل من الأنصار والمهاجرين.
فقام ابن عباس فقال فداك أبي وأمي يا رسول الله تجهز ابن عمي في خمسمائة من العرب وفيهم الحارث بن مكيدة يعد بخمسمائة فارس فقال النبي صلی الله علیه و آله وسلم أمط عني یا ابن عباس فو الذي بعثني بالحق لو كانوا على عدد الثرى و علي وحده لأعطى عليا عليهم حتى ده لأعطى عليا عليهم حتى يأتينا بسبيهم أجمعين.
فجهزه النبي صلی الله علیه و آله وسلم و هو يقول اذهب يا حبيبي حفظ الله من من تحتك و من فوقك و عن يمينك و عن شمالك و الله خليفتي عليك فسار علي بمن معه حتى نزلوا بواد خلف المدينة بثلاثة أميال يقال له وادي ذي خشب قال فوردوا الوادي ليلا فضلوا الطريق قال فرفع علي رأسه إلى السماء و ه-و يقول:
ص: 107
يا مهدي كل ضال و یا منقذ کل غریق و یا مفرج كل مغموم لا تقو علينا ظالما و لا تظفر بنا عدونا و اهدنا إلى سبيل الرشاد قال فإذا الخيل
تقدح بحوافرها من الحجارة النار حتى عرفوا الطريق فسلكوه فأنزل الله على نبيه محمد صلی الله علیه و آله وسلم «وَ الْعَادِياتِ ضَبْحاً» يعني الخيل «فَالْمورِياتِ قَدْحاً» قال قدحت الخيل بحوافرها من الحجارة النار «فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً».
قال صبحهم علي علیه السلام مع طلوع الفجر و كان لا يسبقه أحد إلى الأذان فلما سمع المشركون الأذان قال بعضهم لبعض ينبغي أن يكون راع في رءوس هذه الجبال يذكر الله فلما أن قال أشهد أن محمدا رسول الله قال بعضهم لبعض ينبغي أن يكون الراعي من أصحاب الساحر الكذاب و كان علي علیه السلام لا يقاتل حتى تطلع الشمس وتنزل ملائكة النهار.
قال فلما أن ترجل النهار التفت علي علیه السلام إلى صاحب راية النبي صلی الله علیه و آله وسلم فقال له ارفعها فلما أن رفعها و رآها المشركون عرفوها و قال بعضهم لبعض هذا عدوكم الذي جئتم تطلبونه هذا محمد و أصحابه قال قال فخرج غلام من المشركين من أشدهم بأسا و أكثرهم كفرا فنادى أصحاب النبي صلی الله علیه و آله وسلم يا أصحاب الساحر الكذاب أيكم محمد فليبرز إلي.
فخرج إليه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام و هو يقول ثكلتك أمك و أنت الساحر الكذاب محمد جاء بالحق من عند الحق قال له من أنت قال أنا علي بن أبي طالب علیه السلام أخو رسول الله و ابن عمه و زوج ابنته قال لك هذه المنزلة من محمد قال له علي نعم قال فأنت و محمد شرع واحد ما
كنت أبالي لقيتك أو لقيت محمدا ثم شد على علي علیه السلام و هو يقول:
لاقيت ليثا يا علي ضيغما***قرما كريما في الوغى مشرما
لينا شديدا من رجال خثعما***ينصر دينا معلما و محكما
ص: 108
من يلقني يلق غلاما طال ما***کاد القروم فأتته سلما
فأجابه علي علیه السلام:
لاقیت قرما هاشميا ضيغما***ليثا شديدا فى الوغى غشمشما
انا علي سأبين خثعما***بكل خطي يرى النقع دما
و كل صارم ضروب قمما
ثم حمل كل واحد منهما على صاحبه فاختلف بينهما ضربتان فضربه علي علیه السلام ضربة فقتله و عجل الله بروحه إلى النار ثم نادى علي هل من مبارز فبرز أخ للمقتول و هو يقول:
أقسم باللات والعزى قسم***اني لدى الحرب صبور ما أرم
من يلقني أذقه أنواع الألم
فأجابه علي علیه السلام:
بالله ربي إنني لأقسم***قسم حق ليس فيه مأثم
إنكم من شرنا لن تسلموا
و حمل كل واحد منهما على صاحبه فضربه علي ضربة فقتله و عجل الله بروحه إلى النار ثم نادى على هل من مبارز فبرز له الحارث بن مكيدة و كان صاحب الجمع و هو يعد بخمسمائة فارس و هو الذي أنزل الله تعالى فيه «إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ» قال كفور «وَ إِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ» قال شهيد عليه بالكفر «وَ إِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ» قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام يعني باتباعه محمد صلی الله علیه و آله وسلم قال فبرز الحارث و هو يحرض على الله و على رسوله و هو يقول:
أن لنصر اللات نصرا حقا***بكل عضب و أزال الحلقا
و كل خطي يزيل الحلفا
ص: 109
فأجابه علیه السلام:
أذودكم بالله عن محمد***بكل سيف قاطع مهند
أرجو بذاك فوز قدحى في غد
ثم حمل كل واحد منهما على صاحبه فضربه علي ضربة قتله و عجل الله بروحه إلى النار ثم نادى علي هل من مبارز فبرز إليه ابن عم له يقال له عمرو بن الفتاك و هو يقول:
إني عمرو و أبي الفتاك***و في يدي مخذم بتاك
اطلب حتي ان اتى العراك
فأجابه علیه السلام:
دوانکها مترعة دهاقا كأساً دهاقا***مزجت زعاقا
إني أنا المرء الذي أن لاقى***أقد هاما و يجذ ساقا
ثم حمل كل واحد منهما على صاحبه فضربه علي ضربة فقتله و عجل الله بروحه إلى النار ثم نادى علي هل من مبارز فلم يبرز إليه أحد فشد على أمير المؤمنين علیه السلام حتى توسط جمعهم فذلك قول الله «فَوَسَطنَ بِهِ جَمْعاً» فقتل علي مقاتليهم و سبى ذراريهم و أخذ أموالهم و أقبل بسبيهم إلى النبي صلی الله علیه و آله وسلم.
فبلغ ذلك النبي صلی الله علیه و آله وسلم فخرج و جميع أصحابه حتى استقبل عليا علیه السلام على ثلاثة أميال من المدينة و أقبل النبي صلی الله علیه و آله وسلم يمسح الغبار عن وجه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بردائه و يقبل بين عينيه و يبكي و هو يقول: الحمد لله يا علي الذي شد بك أزري و قوى بك ظهري.
يا علي فإنني سألت الله فيك كما سأل أخي موسى بن عمران علیه السلام و أن يشرك هارون في أمره و قد سألت ربي أن يشد بك أزري ثم التفت إلى
ص: 110
أصحابه و هو يقول معاشر أصحابي لا تلوموني في حبي علي بن أبي طالب علیه السلام فإنما حبي عليا من أمر الله.
و الله أمرني أن أحب عليا و أدنيه يا علي من أحبك فقد أحبني و من أحبني فقد أحب الله و من أحب الله أحبه الله وكان حقيقا على الله أن يسكن محبيه في الجنة يا علي من أبغضك فقد أبغضني و من أبغضني فقد أبغض الله و من أبغض الله أبغضه الله و لعنه وكان حقيقا على الله أن يوقفه يوم القيامة موقف البغضاء و لا يقبل منه صرف و لا عدل و لا إجارة.
المنابع:
(1) الارشاد: 52 - 75 (2) اعلام الوری: 196
(3) مناقب ابن شهر آشوب 602/1، (4) كشف الغمة: 230/1.
(5) تفسير القمى: 434/2 ، (6) مجمع البيان: 529/10.
(7) تفسير فرات: 221.
ص: 111
1- قال الشيخ المفيد: أن النبي صلی الله علیه و آله وسلم لما أراد فتح مكة سأل الله جل اسمه أن يعمي أخباره على قريش ليدخلها بغتة و كان صلی الله علیه و آله وسلم قد بنى الأمر في مسيره إليها على الاستسرار بذلك فكتب حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكة يخبرهم بعزيمة رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم على فتحها و أعطى الكتاب امرأة سوداء كانت وردت المدينة تستميح بها الناس و تستبرهم و جعل لها جعلا على أن توصله إلى قوم سماهم لها من أهل مكة و أمرها أن تأخذ على غير الطريق.
فنزل الوحي على رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم بذلك فاستدعى أمير المؤمنين علیه السلام و قال له إن بعض أصحابي قد كتب إلى أهل مكة يخبرهم بخبرنا و قد كنت سألت الله أن يعمي أخبارنا عليهم و الكتاب مع امرأة سوداء قد أخذت على غير الطريق فخذ سيفك و ألحقها و انتزع الكتاب منها و خلها وصر به إلي ثم استدعى الزبير بن العوام و قال له امض مع علي بن أبي طالب في هذا الوجه.
فمضيا و أخذا على غير الطريق فأدركا المرأة فسبق إليها الزبير فسألها عن الكتاب الذي معها فأنكرت و حلفت أنه لا شيء معها و بكت فقال الزبير ما أرى يا أبا الحسن معها كتابا فارجع بنا إلى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم
ص: 112
لنخبره ببراءة ساحتها فقال له أمير المؤمنين علیه السلام يخبرني رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم أن معها كتابا و يأمرني بأخذه منها و تقول أنت أنه لا كتاب معها.
ثم اخترط السيف و تقدم إليها فقال أما والله لئن لم تخرجي الكتاب لأكشفنك ثم لأضر بن عنقك فقالت له إذا كان لا بد من ذلك فأعرض يا ابن أبي طالب بوجهك عني فأعرض علیه السلام بوجهه عنها فكشفت قناعها و أخرجت الكتاب من عقيصتها فأخذه أمير المؤمنين علیه السلام وصار به إلى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فأمر أن ينادى بالصلاة جامعة فنودي في الناس فاجتمعوا إلى المسجد حتى امتلأ بهم.
ثم صعد رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم المنبر و أخذ الكتاب بيده و قال أيها الناس إني كنت سألت الله عز و جل أن يخفي أخبارنا عن قريش و إن رجلا منكم كتب إلى أهل مكة يخبرهم بخبرنا فليقم صاحب الكتاب و إلا فضحه الوحي فلم يقم أحد فأعاد رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم مقالته ثانية و قال ليقم صاحب الكتاب و إلا فضحه الوحي فقام حاطب بن أبي بلتعة و هو يرعد كالسعفة في يوم ريح العاصف.
فقال يا رسول الله أنا صاحب الكتاب و ما أحدثت نفاقا بعد إسلامي و لا شكا بعد يقيني فقال له النبي صلی الله علیه و آله وسلم فما الذي حملك على أن كتبت هذا الكتاب قال يا رسول الله إن لي أهلا بمكة و ليس لي بها عشيرة فأشفقت أن يكون الدائرة لهم علينا فيكون كتابي هذا كفا لهم عن أهلي و يدا لي عندهم و لم أفعل ذلك لشك في الدين فقال عمر بن الخطاب يا رسول الله مرني بقتله فإنه قد نافق.
فقال النبي صلی الله علیه و آله وسلم إنه من أهل بدر و لعل الله تعالى اطلع عليهم فغفر لهم أخرجوه من المسجد قال فجعل الناس يدفعون في ظهره حتى أخرجوه
ص: 113
و هو يلتفت إلى النبي صلی الله علیه و آله وسلم ليرق عليه فأمر النبي صلی الله علیه و آله وسلم برده و قال له قد عفوت عنك و عن جرمك فاستغفر ربك و لا تعد بمثل ما جنيت.
و هذه المنقبة لاحقة بما سلف من مناقبه علیه السلام وفيها أن به علیه السلام تم الرسول الله التدبير في دخول مكة وكفي مئونة القوم و ما كان يكرهه من معرفتهم بقصده إليهم حتى فجأهم بغتة و لم يثق في استخراج الكتاب من المرأة إلا بأمير المؤمنين علیه السلام و لا استنصح في ذلك سواه و لا عول لى غيره.
و كان به علیه السلام كفايته المهم و بلوغه المراد و انتظام تدبيره و صلاح أمر المسلمين و ظهور الدين و لم يكن في إنفاذ الزبير مع أمير المؤمنين علیه السلام فضل يعتد به لأنه لم يكف مهما و لا أغنى بمضيه شيئا و إنما أنفذه رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم لأنه في عداد بني هاشم من جهة أمه صفية بنت عبد المطلب.
فأراد علیه السلام أن يتولى العمل بما استسر به من تدبيره خاص أهله و كانت للزبير شجاعة و فيه إقدام مع النسب الذي بينه و بين أمير المؤمنين علیه السلام فعلم أنه يساعده على ما بعثه له إذ كان تمام الأمر لهما فراجع إليهما بما يخصهما مما يعم بني هاشم من خير أو شر.
فكان الزبير تابعا لأمير المؤمنين علیه السلام و وقع منه فيها أنفذه فيه ما لم يوافق صواب الرأي فتداركه أمير المؤمنين علیه السلام. وفيما شرحناه في هذه الميلاد القصة بيان اختصاص أمير المؤمنين علیه السلام من المنقبة والفضيلة بما لم يشركه فيه غيره و لا داناه سواه بفضل يقاربه فضلا عن أن يكافيه و الله المحمود.
2- عنه أن النبي صلی الله علیه و آله وسلم أعطى الراية في يوم الفتح سعد بن عبادة و أمره أن يدخل بها مكة أمامه فأخذها سعد و جعل يقول:
اليوم يوم الملحمة***اليوم تسبى الحرمة
ص: 114
فقال بعض القوم للنبي صلی الله علیه و آله وسلم أما تسمع ما يقول سعد بن عبادة و الله إنا نخاف أن يكون له اليوم صولة في قريش.
فقال علیه السلام لأمير المؤمنين علیه السلام أدرك يا علي سعدا و خذ الراية منه و كن أنت الذي تدخل بها.
فاستدرك رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم بأمير المؤمنين علیه السلام ما كاد يفوت من صواب التدبير بتهجم سعد و إقدامه على أهل مكة.
و علم أن الأنصار لا ترضى أن يأخذ أحد من الناس من سيدها سعد الراية و يعزله عن ذلك المقام إلا من كان في مثل حال النبي صلی الله علیه و آله وسلم جلالة القدر و رفيع المكان وفرض الطاعة و من لا يشين سعدا الانصراف به عن تلك الولاية. و لو كان بحضرة النبي صلی الله علیه و آله وسلم و من يصلح لذلك سوى أمير المؤمنين علیه السلام لعدل بالأمر إليه و كان مذكورا هناك بالصلاح بمثل ما قام به أمير المؤمنين علیه السلام.
و إذا كانت الأحكام إنما تجب بالأفعال الواقعة و كان ما فعله النبي صلی الله علیه و آله وسلم بأمير المؤمنين علیه السلام من التعظيم والإجلال و التأهيل لما أهله له من إصلاح الأمور و استدراك ما كان يفوت بعمل غيره على ما ذكرناه وجب القضاء القضاء في هذه المنقبة بما يبين بها ممن سواه و يفضل بشرفها على
كافة عداه.
3- عنه لما دخل أبو سفيان المدينة لتجديد العهد بين رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم و بين قريش عند ما كان من بني بكر في خزاعة وقتلهم من قتلوا
منها فقصد أبو سفيان ليتلافى الفارط من القوم و قد خاف من نصرة رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم لهم و أشفق مما حل بهم يوم الفتح فأتى النبي صلی الله علیه و آله وسلم و كلمه في ذلك فلم يردد عليه جوابا. فقام من عنده فلقيه أبو بكر فتشبث به وظن أنه
ص: 115
يوصله إلى بغيته من النبي صلی الله علیه و آله وسلم فسأله كلامه له.
فقال ما أنا بفاعل لعلم أبي بكر بأن سؤاله في ذلك لا يغني شيئا. فظن أبو سفيان بعمر بن خطاب ما ظنه بأبي بكر فكلمه في ذلك فدفعه بغلظة فظاظة كادت أن تفسد الرأي على النبي صلی الله علیه و آله وسلم. فعدل إلى بيت أمير المؤمنين علیه السلام فاستأذن عليه فأذن له و عنده فاطمة و الحسن و الحسين علیهم السلام فقال له يا علي إنك أمس القوم بي رحما و أقربهم مني قرابة وقد جئتك فلا أرجعن كما جئت خائبا اشفع لي إلى رسول الله فيما قصدته.
فقال له ويحك يا با سفيان لقد عزم رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم على أمر ما نستطيع أن نكلمه فيه فالتفت أبو سفيان إلى فاطمة علیها السلام فقال لها يا بنت محمد هل لك أن تأمري ابنيك أن يجيرا بين الناس فيكونا سيدي العرب إلى آخر الدهر فقالت ما بلغ بنياي أن يجيرا بين الناس و ما يجير أحد على رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم.
فتحير أبو سفيان و سقط في يده ثم أقبل علي أمير المؤمنين علیه السلام فقال با با الحسن أرى الأمور قد التبست علي فانصح لي فقال له أمير المؤمنين علیه السلام ما أرى شيئا يغني عنك و لكنك سيد بني كنانة فقم و أجر بين الناس ثم الحق بأرضك.
قال فترى ذلك مغنيا عني شيئا قال لا و الله ما أظن و لكني لا أجد لك غير ذلك. فقام أبو سفيان في المسجد فقال أيها الناس إني قد أجرت بين الناس ثم ركب بعيره فانطلق.
فلما قدم على قريش قالوا ما وراءك قال جئت محمدا فكلمته فو الله ما رد علي شيئا ثم جئت ابن أبي قحافة فلم أجد فيه خيرا ثم لقيت ابن الخطاب فوجدته فظا غليظا لا خير فيه ثم أتيت عليا فوجدته ألين القوم لي
ص: 116
و قد أشار علي بشيء فصنعته و الله ما أدري يغني عني شيئا أم لا فقالوا بما أمرك قال أمرني أن أجير بين الناس ففعلت فقالوا له هل أجاز ذلك محمد
قال لا قالوا ويلك والله ما زاد الرجل على أن لعب بك فما يغني عنك.
فقال أبو سفيان لا والله ما وجدت غير ذلك. و كان الذي فعله أمير المؤمنين علیه السلام بأبي سفيان من أصوب رأي لتمام أمر المسلمين و أصح تدبير و به تم للنبي صلی الله علیه و آله وسلم في القوم ما تم ألا ترى أنه علیه السلام صدق أبا سفيان عن الحال ثم لان له بعض اللين حتى خرج عن المدينة و هو يظن أنه على شيء فانقطع بخروجه على تلك الحال مواد كيده التي كان يتشعث بها الأمر على النبي صلی الله علیه و آله وسلم و ذلك.
أنه لو خرج آیسا حسب ما أيأسه الرجلان لتجدد للقوم من الرأي في حربه علیه السلام و التحرز منه ما لم يخطر لهم ببال مع مجيء أبي سفيان إليهم بما جاء أو كان يقيم بالمدينة على التمحل لتمام مراده بالاستشفاع إلى النبي صلی الله علیه و آله وسلم فيتجدد بذلك أمر يصد النبي صلی الله علیه و آله وسلم عن قصد قريش أو يثبطه عنهم تثبيطا يفوته معه المراد فكان التوفيق من الله تعالى مقارنا لرأي أمير المؤمنين علیه السلام فيما رآه من تدبير الأمر مع أبي سفيان حتى انتظم بذلك للنبي من فتح مكة ما أراد.
4- عنه قال: لما أمر رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم سعد بن عبادة بدخول مكة بالراية غلظ على القوم وأظهر ما في نفسه من الحنق عليهم و دخل و هو
يقول:
اليوم يوم الملحمة***اليوم تسبى الحرمة.
فسمعها العباس رضي الله عنه فقال للنبي صلی الله علیه و آله وسلم أما تسمع يا رسول الله ما يقول سعد بن عبادة إني لا آمن أن يكون له في قريش صولة فقال
ص: 117
النبي صلی الله علیه و آله وسلم لأمير المؤمنين علیه السلام أدرك يا علي سعدا فخذ الراية منه و كن أنت الذي يدخل بها مكة فأدركه أمير المؤمنين علیه السلام فأخذها منه و لم يمتنع عليه سعد من دفعها. فكان تلافي الفارط من سعد في هذا الأمر بأمير المؤمنين علیه السلام.
و لم ير رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم أحدا من المهاجرين والأنصار يصلح لأخذ الراية من سيد الأنصار سوى أمير المؤمنين علیه السلام و علم أنه لو رام ذلك غيره لامتنع سعد عليه فكان في امتناعه فساد التدبير و اختلاف الكلمة بين الأنصار و المهاجرين و لما لم يكن سعد يخفض جناحه لأحد من المسلمين و
كافة الناس سوى النبي صلی الله علیه و آله وسلم.
و لم يكن وجه الرأي تولي رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم أخذ الراية منه بنفسه ولى ذلك من يقوم مقامه و لا يتميز عنه و لا يعظم أحد من المقرين بالملة عن الطاعة له و لا يراه دونه في الرتبة و في هذا من الفضل الذي تخصص به أمير المؤمنين علیه السلام ما لم يشركه فيه أحد ولا ساواه في نظير له مساو.
و كان علم الله تعالى ورسوله صلی الله علیه و آله وسلم في تمام المصلحة بإنفاذ أمير المؤمنين علیه السلام دون غيره ما كشف عن اصطفائه لجسيم الأمور كما كان علم الله تعالى فيمن اختاره للنبوة و كمال المصلحة ببعثته كاشفا عن كونهم أفضل الخلق أجمعين.
5- عنه كان عهد رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم إلى المسلمين عند توجهه إلى مكة أن لا يقتلوا بها إلا من قاتلهم و آمن من تعلق بأستار الكعبة سوى نفر كانوا يؤذونه صلی الله علیه و آله وسلم منهم مقيس بن سبابة و ابن خطل و ابن أبي سرح و قينتان كانتا تغنيان بهجاء رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم و بمراثى أهل بدر فقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام إحدى القينتين و أفلتت الأخرى حتى
ص: 118
استومن لها بعد فضربها فرس بالأبطح في أمارة عمر بن الخطاب فقتلها.
و قتل أمير المؤمنين علیه السلام الحويرث بن نفيل بن كعب و كان ممن يؤذي رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم بمكة . و بلغه علیه السلام أن أخته أم هانئ قد آوت ناسا من بني مخزوم منهم الحارث بن هشام و قيس بن السائب فقصد علیه السلام نحو دارها مقنعا بالحديد فنادى أخرجوا من آويتم قال فجعلوا يذرقون و الله كما تذرق الحبارى خوفا منه.
فخرجت أم هانئ و هي لا تعرفه فقالت يا عبد الله أنا أم هانئ بنت عم رسول الله و أخت علي بن أبي طالب انصرف عن داري فقال أمير المؤمنين لالالالا أخرجوهم فقالت والله لأشكونك إلى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فنزع المغفر عن رأسه فعرفته فجاءت تشتد حتى التزمته و قالت فديتك حلفت لأشكونك إلى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم.
فقال لها اذهبي فبري قسمك فإنه بأعلى الوادي. قالت أم هانئ فجئت إلى النبي صلی الله علیه و آله وسلم و هو في قبة يغتسل و فاطمة علیها السلام تستره فلما سمع رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم كلامي قال مرحبا بك يا أم هانئ و أهلا قلت بأبي أنت و أمي أشكو إليك ما لقيت من علي اليوم فقال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم قد أجرت من أجرت.
فقالت فاطمة علیها السلام إنما جئت يا أم هانئ تشتكين عليا في أنه أخاف أعداء الله و أعداء رسوله فقال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم قد شكر الله لعلي سعيه و أجرت من أجارت أم هانئ لمكانها من علي بن أبي طالب و لما دخل رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم المسجد وجد فيه ثلاثمائة وستين صنما بعضها مشدود إلى ببعض بالرصاص.
فقال لأمير المؤمنين علیه السلام أعطني يا علي كفا من الحصى فقبض له أمير
ص: 119
المؤمنين كفا فناوله فرماها به و هو يقول «قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً» فما بقى منها صنم إلا خر لوجهه ثم أمر بها فأخرجت من المسجد فطرحت و کسرت
6- قال الطبرسي: من مقاماته قبل الفتح أن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم دبر الأمر في ذلك بالكتمان و سأل الله عز وجل أن يطوي خبره عن أهل مكة حتى يفاجأهم بدخولها فكان المؤتمن على هذا السر أمير المؤمنين علیه السلام ثم أنماه إلى جماعة من بعد فكتب حاطب بن أبي بلتعة كتابا إلى أهل مكة يطلعهم فيه على سر رسول الله في المسير إليهم.
و أعطى الكتاب امرأة سوداء و أمرها أن تأخذها على غير الطريق فنزل ملك بذلك الوحي فدعا النبي أمير المؤمنين علیه السلام وقال إن بعض أصحابي قد كتب إلى أهل مكة يخبرهم بخبرنا و الكتاب مع امرأة سوداء قد أخذت على غير الطريق فخذ سيفك و ألحقها و انتزع الكتاب منها و بعث معه الزبير بن العوام فمضيا على غير الطريق.
فأدركا المرأة فسبق إليها الزبير وسألها عن الكتاب فأنكرته وحلفت على أنه لا شيء معها و بكت فقال الزبير يا أبا الحسن ما أرى معها كتابا فقال أمير المؤمنين علیه السلام يخبرني رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم أن معها كتابا و يأمرني بأخذه منها و تقول أنت لا كتاب معها ثم اخترط السيف وقال أما والله لئن لم تخرجي الكتاب لأكشفنك.
ثم لأضرب عنقك فقالت له إذا كان لا بد من ذلك فأعرض يا ابن أبي طالب عني بوجهك فأعرض عنها فكشفت قناعها فأخرجت الكتاب من عقيصتها فأخذه أمير المؤمنين علیه السلام و صار به إلى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم.
7- عنه من مقاماته علیه السلام أن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم أعطى الراية سعد بن
ص: 120
عبادة يوم الفتح و أمره أن يدخل بها مكة فأخذها سعد و جعل يقول.
اليوم يوم الملحمة***اليوم تسبى الحرمة
فقال علیه السلام أدرك يا علي سعدا و خذ الراية فكن أنت الذي تدخل بها فاستدرك النبي صلی الله علیه و آله وسلم ما كان يفوت من صواب التدبير بإقدام سعد على أهل مكة و علم أن الأنصار لا ترضى أن يأخذ أحد من الناس الراية من سيدها سعد و يعزله عن ذلك المكان إلا من كان في مثل حال النبي من رفعة الشأن و جلال المكان.
8- عنه من مواقفه أنه لما دخل رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم المسجد الحرام وجد فيه ثلاثمائة وستين صنما بعضها مشدود ببعض فقال لأمير المؤمنين علیه السلام أعطني يا علي كفا من الحصى فقبض أمير المؤمنين علیه السلام له كفا من الحصى فرماها به و هو يقول: «جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً» فما بقي منها صنم إلا خر لوجهه ثم أمر بها فأخرجت من المسجد.
9- قال الاربلي غزوة الفتح: هي التي توطد أمر الإسلام بها و تمهد الدين بما من الله سبحانه على نبيه فيها و إنجاز وعده في قوله إِذا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَ الْفَتْحُ إلى آخرها و قوله تعالى لَتَدْخُلُنَّ المَسْجِدَ الْحَرَامَ الآية و كانت الأعين إليها ممتدة و الرقاب متطاولة و كتم النبي صلی الله علیه و آله وسلم أمره حين أرادها و أخبر به عليا الا لو كان شريكه في الرأي و أمينه على السر ثم عرف أبا بكر و جماعة من أصحابه بعد ذلك وجرى الأمر في ذلك على حال ما زال أمير المؤمنين منفردا بالفضل فيها.
فمن ذلك أن حاطب بن أبي بلتعة وكان من أهل مكة و شهد بدرا كتب إلى أهل مكة كتابا يطلعهم على سر رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم مسيره إليهم
ص: 121
فجاء الوحي إلى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم بما فعل و كان أعطى الكتاب امرأة سوداء كانت وردت المدينة مستميحة و أمرها أن تأخذ على غير الطريق فاستدعى صلی الله علیه و آله وسلم عليا صلی الله علیه و آله وسلم و قال إن بعض أصحابي قد كاتب أهل مكة يخبرهم بخبرنا و قد كنت سألت الله أن يعمي أخبارنا عليهم و الكتاب مع امرأة سوداء و قد أخذت على غير الطريق.
فخذ سيفك و الحقها و انتزع الكتاب منها وخلها وعد إلي و أنفذ الزبير معه فمضيا و أدركا الامرأة وسبق إليها الزبير وسألها عن الكتاب فأنكرته و حلفت فقال الزبير ما أرى معها كتابا يا أبا الحسن فارجع بنا إلى رسول الله بخيره ببراءة ساحتها.
فقال أمير المؤمنين يخبرني رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم أن معها كتابا و يأمرني بأخذه وتقول لا كتاب معها ثم اخترط سيفه و قال و الله لئن لم تخرجي الكتاب لأضر بن عنقك فقالت إذا كان كذلك فأعرض عني حتى أخرجه فأعرض بوجهه فكشفت وجهها و أخرجته من عقيصتها فأخذه أمير المؤمنين الله و صار به إلى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم.
فأمر أن ينادى بالصلاة جامعة فنودي و اجتمعوا ثم صعد المنبر و أخذ الكتاب فقال أيها الناس إني كنت سألت الله اسمه أن يخفي أخبارنا عن قريش و إن رجلا كتب إلى أهله يخبرهم خبرنا فليقم صاحب الكتاب و إلا فضحه الوحي فلم يقم أحد فأعاد ثانية فقام حاطب و ه-و ي-رعد كالسعفة و قال أنا صاحب الكتاب و ما أحدثت نفاقا بعد إسلامي و لا شكا بعد يقيني.
فقال له صلی الله علیه و آله وسلم فما الذي حملك على ذلك فقال إن لي أهلا بمكة و لا عشيرة لي بها و خفت أن تكون الدائرة لهم علينا فيكون الكتاب كفا لهم
ص: 122
عن أهلي و يدا لي عليهم و لم يكن لشك مني في الدين فقال عمر يا رسول الله مرني بقتله فقد نافق.
فقال إنه من أهل بدر و لعل الله اطلع عليهم فغفر لهم أخرجوه من المسجد فجعل الناس يدفعونه في ظهره و يخرجونه و هو يلتفت إلى رسول الله ليرق له فرده و قال قد عفوت عنك فاستغفر ربك و لا تعد لمثل ما جنيت.
و هذه المنقبة لاحقة بمناقبه علیه السلام و فيها من جده في إخراج الكتاب من الامرأة و عزيمته في ذلك و أن النبي صلی الله علیه و آله وسلم لم يثق في ذلك إلا به و أنفذ الزبير معه لأنه في عداد بني هاشم من قبل أمه صفية بنت عبد المطلب فأراد أن يتولى سره أهله و كان للزبير شجاعة و فيه إقدام و نسبه متصل بنسب
أمير المؤمنين علیه لسلام.
فعلم أنه يساعده على أمره و كان الزبير تابعا لعلي مع أنه خالف الصواب في تنزيهها من الكتاب فتدارك ذلك علي علیه السلام و في ذلك من الفضيلة و المنقبة ما تفرد به و لم يشاركه فيه أحد و قد ذكر هذه القضية بقريب من هذه الألفاظ جماعة غير المفيد.
و كان النبي صلی الله علیه و آله وسلم أعطى الراية يوم الفتح سعد بن عبادة و أمره أن يدخل بها مكة أمامه فأخذها سعد و هو يقول:
اليوم يوم الملحمة***اليوم تستحل الحرمة
فقال بعض القوم للنبي صلی الله علیه و آله وسلم أما تسمع ما يقول سعد و الله إنا نخاف أن تكون له اليوم صولة في قريش فقال صلی الله علیه و آله وسلم أدرك يا علي سعدا فخذ الراية منه و ادخل بها أنت.
10- عنه ذكر أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في تاريخه فاستدرك
ص: 123
به صلی الله علیه و آله وسلم ما كاد يفوت من صواب التدبير بتهجم سعد وإقدامه على أهل مكة و علم أن الأنصار لا توافق على عزل سيدها و أخذ الراية منه إلا بمثل علي الله و لأن حاله في ذلك كما لو أخذها النبي صلی الله علیه و آله وسلم في جلالة قدره و رفيع مكانه و هذا عزل خير من ولاية.
فإن من كان بحيث لا يقوم مقامه ولا يسد مسده إلا علي علیه السلام فله أن يطاول الأفلاك و يفاخر الأملاك و لو كان في الصحابة من يوافق الأنصار على عزل صاحبها به لاختاره لذلك و ندبه إليه و لكنه أبو الحسن علیه السلام القائم مقام نفسه المشارك له في نوعه و جنسه صلى الله عليهما و آلهما الطاهرين.
11- عنه كان عهد رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم أن لا يقاتلوا بمكة إلا من قاتلهم سوى نفر كانوا يؤذونه فقتل أمير المؤمنين علیه السلام منهم الحويرث بن نفيل بن كعب وكان يؤذي رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم بمكة و بلغه علیه السلام أن أخته أم هانئ قد آوت ناسا من بني مخزوم فيهم الحرث بن هشام و قيس بن السائب فقصد علیهالسلام دارها و هو مقنع بالحديد فنادى أخرجوا من آويتم.
فخرجت إليه أم هانئ و هي لا تعرفه فقالت يا عبد الله أنا أم هانئ بنت عم رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم و أخت علي بن أبي طالب انصرف عن داري فقال أخرجوهم فقالت والله لأشكونك إلى رسول الله فرفع المغفر عن رأسه فعرفته فجاءت تشتد حتى التزمته وقالت فديتك حلفت لأشكونك إلى رسول الله فقال اذهبي فبري قسمك فإنه بأعلى الوادي.
قالت فجئت إلى النبي صلی الله علیه و آله وسلم و هو في قبة يغتسل و فاطمة تستره فلما سمع رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم كلامي قال مرحبا بك يا أم هانئ و أهلا قلت بأبي أنت و أمي أشكو إليك ما لقيت من علي اليوم فقال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم قد
ص: 124
أجرت من أجرت فقالت فاطمة إنما جئت يا أم هانى تشكين عليا في أنه أخاف أعداء الله و أعداء رسوله فقال النبي صلی الله علیه و آله وسلم قد شكر الله سعي علي و أجرت من أجارت أم هانئ لمكانها من علي.
و لما دخل صلی الله علیه و آله وسلم المسجد وجد فيه ثلاثمائة وستين صنما بعضها مشدود ببعض بالرصاص فقال: أعطني يا علي كفا من الحصى فناوله كفا فرماها به و هو يقول: جاء الحق و زهق الباطل إن الباطل كان زهوقا. فلم يبق فيها صنم إلاخر لوجهه و أخرجت من المسجد و كسرت.
12- قال ابن شهر آشوب كانت غزوة الفتح: لليلتين مضتا من شهر رمضان و قيل لثلاث عشرة خلت منه ذلك أنه خرج في نحو من عشرة آلاف رجل و أربعمائة فارس و كان نزل «لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ» ثم نزل «إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ» و نزل «إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ» و استصرخه خزاعة فأجمع على المسير إليها وقال اللهم خذ العيون عن قريش حتى نأتيها في بلادها وكان المؤتمن على هذا السر علي علیه السلام ثم نماه إلى جماعة من بعد.
13- عنه قال أبان لما انتهى الخبر إلى أبي سفيان و هو بالشام مشاجرة كنانة وخزاعة أقبل حتى دخل على النبي صلی الله علیه و آله وسلم فقال يا محمد احقن قومك و احرس قريشا و زدنا في المدة قال غدرتم يا أبا سفيان فلقي الشيخين فلم يؤجرا فدخل على أم حبيبة فذهب ليجلس على الفراش فطوته فقال يا بنية أرغبت بهذا الفراش عني قالت نعم هذا فراش رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ما كنت لتجلس عليه و أنت رجس مشرك.
ثم استجار فاطمة و السبطين فلم يجب فقال لعلي علیه السلام أنت أمس القوم بي رحما و قد التبست علي فانصح لي قال أنت شيخ قريش فقم فاستجر بين الناس ثم الحق بأهلك قال فترى ذلك نافعي قال لا أدري فقال أيها
ص: 125
الناس إني استجرت بكم ثم ركب بعيره و انطلق فقدم على قريش فقالوا ما وراك فقص عليهم فقالوا فهل أجاز محمد مقالة علي علیه السلام قال لا قالوا لعب
بك الرجل.
ثم سار علیه السلام حتى نزل مر الظهران فخرج في تلك الليلة أبو سفيان و حكيم بن حزام و بدیل بن ورقاء هل يسمعون خبرا و قد كان العباس يتلقى النبي صلی الله علیه و آله وسلم و معه أبو سفيان بن الحارث و عبد الله بن أمية و قد تلقاه بثنية العقاب و النبي صلی الله علیه و آله وسلم في فتية فدخل العباس عليه و قال بأبي أنت و أمي هذا ابن عمك قد جاء تائبا و ابن عمتك قال لا حاجة لي فيهما إن ابن انتهك عرضي و أما ابن عمتي فهو الذي يقول بمكة لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا.
فنادى أبو سفيان كن لنا كما قال العبد الصالح «لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ» فدعا لهما و قبل منهما وقال العباس هو و الله هلاك قريش إن دخلها عنوة فركب بغلة النبي صلی الله علیه و آله وسلم البيضاء ليطلب الخطابة أو صاحب لين يأمره أن يأتي قريشا فيركبون إليه و يستأمنون إليه إذ سمع أبا سفيان يقول لبديل و حكيم ما هذه النيران.
قال هذه خزاعة قال خزاعة أقل من هذه فلعل هذه تميم أو ربيعة فعرف العباس صوت أبي سفيان و ناداه و عرفه الحال قال فما الحيلة قال تركب في عجز هذه البغلة فاستأمن لك رسول الله ففعل فكان يجتاز على نار بعد نار فانتهى إلى عمر فسبقهما إلى النبي صلی الله علیه و آله وسلم و قال هذا أبو سفيان و قد امكنك الله منه بغير عهد فدعنى أضرب عنقه.
فقال العباس يا رسول الله أبو سفيان و قد اجرته قال أدخله فدخل، فقال ويحك يا أبا سفيان أما أن لك أن تشهد أن لا إله إلا الله و أني رسول الله
ص: 126
و يتلجلج لسانه و علي يقصده بسيفه و النبي صلی الله علیه و آله وسلم محدق بعلي علیه السلام فقال العباس يضرب والله عنقك الساعة أو تشهد الشهادتين فأسلم اضطرارا فقال له النبي صلی الله علیه و آله وسلم عند من تكون الليلة قال عند أبي الفضل فسلمه إليه.
فلما أصبح سمع بلالا يؤذن قال ما هذا المنادي و رأى النبي صلی الله علیه و آله وسلم و هو يتوضأ و أيدي المسلمين تحت شعره يستشفون بالقطرات فقال تالله إن رأيت كاليوم كسرى و قيصر فلما صلى النبي صلی الله علیه و آله وسلم قال يا رسول الله إني أحب أن تأذن لي أن أذهب إلى قومي فأنذرهم و أدعوهم إلى الحق فأذن له.
فقال العباس إن أبا سفيان رجل يحب الفخر فلو خصصته بمعروف فقال صلی الله علیه و آله وسلم من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ثم قال و من أغلق بابه فهو
لها آمن فلما ذهب أبو سفيان قال النبي صلی الله علیه و آله وسلم للعباس أدركه و احبسه في مضايق الوادي حتى تمر به جنود الله فرأى خالد بن الوليد في المقدمة و الزبير في جهينة و أشجع و أبا عبيدة في أسلم و مزينة و النبي صلی الله علیه و آله وسلم في الأنصار و سعد بن عبادة في يده راية النبي صلی الله علیه و آله وسلم فقال يا أبا حنظلة
اليوم يوم الملحمة***اليوم تستحل الحرمة
يا معشر الأوس والخزرج ثاركم يوم الجبل فأتى العباس النبي صلی الله علیه و آله وسلم و أخبره بمقالة سعد فقال لا ليس بما قال سعد شيء ثم قال لعلي أدرك سعدا فخذ الراية منه و أدخلها إدخالا رفيقا فقال سعد لولاك لما أخذ مني و مني و قال أبو سفيان يا أبا الفضل إن ابن أخيك قد كنف ملكا عظيما.
فقال العباس ويحك هذه نبوة و أقبل أبو سفيان من أسفل الوادي يركض فاستقبله قریش و قالوا ما وراك و ما هذا الغبار قال محمد في خلق ثم صاح يا آل غالب البيوت البيوت من دخل داري فهو آمن فعرفت هند فأخذت تطردهم.
ص: 127
قالت اقتلوا الشيخ الخبيث من وافد قوم وطلية قوم قال ويلك إني رأيت ذات القرون و رأيت فارس أبناء الكرام و رأيت ملوك كندة و فتيان حمير يسلمون آخر النهار ويلك اسكتي فقد و الله جاء الحق و ذهبت البلية.
14- عنه كان قد عهد النبي صلی الله علیه و آله وسلم أن لا يقتلوا منها إلا من قاتلهم سوى عشرة الحويرث بن نفیل بن کعب و مقیس بن ضبابة وقرينة المغنية قتلهم أمير المؤمنين علیه السلام و عبد الله بن خطل قتله عمار أو بريدة أو سعيد بن حبیب المخزومي و صفوان بن أمية هرب إلى جده أمية هرب إلى جده فاستأمنه عبد الله بن وهب و أنفذ إليه عمامة النبي و أسلم و عكرمة بن أبي جهل هرب إلى اليمن و أسلم وعبد الله بن أبي سرح عرف أمير المؤمنين علیه السلام أنه في دار عثمان فأتى عثمان إلى النبي صلی الله علیه و آله وسلم الشافعا فيشفع .
فلما انصرف قال النبي صلی الله علیه و آله وسلم في قتله فقال سعد بن عبادة لو رمزت فقال النبي صلی الله علیه و آله وسلم لا رمز من النبي صلی الله علیه و آله وسلم وسارة مولاة بني عبد المطلب وجدت قتيلا و هند دخلت دار أبي سفيان فتكلم أبو سفيان في بيعة النساء و عاونته أم الفضل و قرأت يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ فقبل منهن البيعة و قرينا انفلتت و استومن لها فرمحها فرس في الأبطح في أمارة عمر.
15- عنه قال أبو هريرة رأى النبي صلی الله علیه و آله وسلم أوباش قريش فأمر بحصدهم فقتلنا منهم عددا و انهزم الباقون واستشهد من المسلمين ثلاثة نفر دخلوا
من أسفل مكة و أخطئوا الطريق فقتلوا.
16 - عنه عن بشير بن النبال مرفوعا قال النبي صلی الله علیه و آله وسلم عند من المفتاح قالوا عند أم شيبة فدعا شيبة فقال اذهب إلى أمك فقل لها ترسل بالمفتاح قالت له قتلت مقاتلينا وتريد أن تأخذ منا مكرمتنا فقال لترسلن به أو لأقتلنك فوضعته في يد الغلام فأخذه و دعا عمر و قال «هذا تأويل
ص: 128
رؤياي» ثم قام ففتحه و ستره فمن يومئذ يستر ثم دعا الغلام فبسط ردائه و جعل فيه المفتاح و قال رده إلى أمك و أخذ بعضادتي الباب.
ثم قال لا إله إلا الله وحده وحده أنجز وعده و نصر عبده و أعز جنده و غلب الأحزاب وحده وكانت صناديد قريش يظنون أن السيف لا يرفع عنهم فأنبهم ثم قال ألا أن كل دم و مال و مأثرة كانت في الجاهلية فإنها موضوعة تحت قدمي إلا سدانة الكعبة وسقاية الحاج.
فإنهما مردودتان إلى أهليهما إلا أن مكة محرمة بتحريم الله لم تحل لأحد كان قبلي و لم تحل لي إلا ساعة من نهار فهي محرمة إلى أن تقوم الساعة لا يختلى خلاها ولا يقطع شجرها ولا ينفر صيدها ولا تحل لقطتها إلا لمنشد.
ثم قال ألا بئس جيران النبي صلی الله علیه و آله وسلم كنتم لقد كذبتم و طردتم و أخرجتم وفللتم ثم ما رضيتم حتى جئتموني في بلادي تقاتلوني فاذهبوا فأنتم الطلقاء فدخلوا في الإسلام فأذن بلال على الكعبة فكره عكرمة و قال عتاب بن الأسيد الحمد لله الذي أكرم أبا عتاب من هذا اليوم و قال سهيل ابن عمر و كلاما و قال الحرث بن هشام.
أما وجد محمد غير هذا الغراب الأسود مؤذنا فقال أبو سفيان إني لا أقول شيئا و الله لو نطقت لظننت أن هذه الجدر تخبر به محمدا و بعث صلی الله علیه و آله وسلم إليهم فأخبرهم بما قالوا فاستغفر عتاب و أسلم و ولاه النبي مكة و كان فيها ثلاثمائة وستون صنما بعضها مشدودا ببعض بالرصاص.
فأنفذ أبو سفيان من ليلته مناة إلى الحبشة و منها إلى الهند فهيئوا لها دارا من مغناطيس فتعلقت في الهواء إلى أيام محمود سبكتكين فلما غزاه-ا أخذها وكسرها و نقلها إلى أصفهان و جعلت تحت مارة الطريق فلما دخل
ص: 129
النبي صلی الله علیه و آله وسلم قال يا علي أعطني كفا من الحصى الخبر.
ثم بعث النبي صلی الله علیه و آله وسلم عمرو بن أمية إلى بني الديل و بعبد الله بن سهيل إلى بني محارب و بخالد بن الوليد إلى بني جذيمة بن عامر و كانوا بالغميصاء فشن عليهم بعد العهد فأسر منهم فتبرأ النبي صلی الله علیه و آله وسلم من فعله.
17- شاذان بن جبرئيل: قال بعض الثقات اجتمع أصحاب رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم في عام فتح مكة فقالوا يا رسول الله إن من شأن الأنبياء إذا استقام أمرهم أن يدلوا على وصي من بعدهم فيقوم بأمرهم فقال صلی الله علیه و آله وسلم إن الله تعالى قد وعدني أن يبين لي هذه الليلة الوصي من بعدي و الخليفة الذي يقوم بأمري بآية من السماء.
فلما فرغ الناس من صلاة العشاء الآخرة من تلك الليلة و دخل الناس البيوت و كانت ليلة ظلماء لا قمر فيها فإذا نجم قد نزل من السماء بدوي عظيم و شعاع هائل حتى وقف على ذروة حجرة علي بن أبي طالب علیه السلام و صارت الحجرة كالنهار أضاءت الدور بشعاعه ففزع الناس و جاءوا يهرعون إلى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم و يقولون.
إن الآية التي وعدتنا بها نزلت و هو بخم قد نزل على ذروة دار علي ابن أبي طالب علیه السلام فقال النبي صلی الله علیه و آله وسلم فهو الخليفة من بعدي و القائم م-ن بعدي و الوصي من بعدي و الولي بأمر الله تعالى فأطيعوه و لا تخالفوه فخرجوا من عنده فقال الأول للثاني ما يقول في ابن عمه إلا بالهوى و قد ركبته الغواية فيه حتى لو أراد أن يجعله نبيا من بعده لفعل فأنزل الله تعالى و النَّجْمِ إِذا هَوى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَ ما غَوىٰ وَ مَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى السورة.
18 - عنه خبر آخر روي عن الإمام الصادق علیه السلام أنه كان جالسا في
ص: 130
الحرم في مقام إبراهيم علیه السلام فجاءه رجل شيخ كبير قد فني عمره في المعصية فنظر إلى الصادق علیه السلام فقال نعم الشفيع إلى الله للمذنبين ثم أخذ بأستار الكعبة و أنشأ يقول:
بحق جلاء وجهك يا وليي***بحق الهاشمي الأبطحي
بحق الذكر إذ يوحى إليه***بحق وصيه البطل الكمي
بحق أئمة سلفوا جميعا***على منهاج جدهم النبي
بحق القائم المهدي إلا***غفرت خطيئة العبد المسيء
قال فسمع هاتفا يقول يا شيخ كان ذنبك عظيما و لكن غفرنا لك جميع ذنوبك لحرمة شفعائك فلو سألتنا ذنوب أهل الأرض لغفرنا لهم غير عاقر
الناقة و قتلة الأنبياء و الأئمة الطاهرين.
19- في البحار قوله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوّي و عَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ» نزلت في حاطب بن أبي بلتعة و لفظ الآية عام و معناه خاص و كان سبب ذلك أن حاطب بن أبي بلتعة كان قد أسلم و هاجر إلى المدينة و كان عياله بمكة و كانت قريش يخاف أن يغزوهم رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فصاروا إلى عيال حاطب وسألوهم أن يكتبوا إلى حاطب يسألوه عن خبر محمد صلی الله علیه و آله وسلم.
هل يريد أن يغزو مكة فكتبوا إلى حاطب يسألونه عن ذلك فكتب إليهم حاطب أن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم يريد ذلك ودفع الكتاب إلى امرأة تسمى
صفية فوضعته في قرونها و مرت فنزل جبرئيل على رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فأخبره بذلك فبعث رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم أمير المؤمنين علیه السلام و الزبير بن العوام في طلبها فلحقاها.
فقال أمير المؤمنين علیه السلام أين الكتاب فقالت ما معي شيء ففتشاها فلم
ص: 131
يجدا معها شيئا فقال الزبير ما نرى معها شيئا فقال أمير المؤمنين علیه السلام والله ما كذبنا رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ولا كذب رسول الله على جبرئيل و لا كذب جبرئيل على الله جل ثناؤه والله لتظهرن الكتاب أو لأوردن رأسك إلى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم.
فقالت تنحيا حتى أخرجه فأخرجت الكتاب من قرونها فأخذه أمير المؤمنين علیه السلام وجاء به إلى رسول الله فقال رسول الله يا حاطب ما هذا فقال حاطب و الله يا رسول الله ما نافقت و لا غيرت و لا بدلت و إني أشهد أن لا إله إلا الله و أنك رسول الله حقا و لكن أهلي وعيالي كتبوا إلي بحسن صنيع قريش إليهم. فأحببت أن أجازي قريشا بحسن معاشرتهم فأنزل الله جل ثناؤه على رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ إلى قوله لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَ لا أَوْلادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ».
20- قال ابن هشام ثم خرج أبو سفيان حتى ق-دم ع-ل-ى رس-ول الله المدينة فدخل على ابنته أم حبيبة بنت أبي سفيان فلما ذهب
الله ليجلس على فراش رسول الله الطوته عنه فقال يا بنية ما أدري أرغبت بي عن هذا الفراش أم رغبت به عني قالت بل هو فراش رسول الله وأنت رجل مشرك نجس ولم أحب أن تجلس على فراش رسول الله الله قال والله لقد اصابك يا بنية بعدي شر.
ثم خرج حتى أتى رسول الله فكلمه فلم يرد عليه شيئا ثم ذهب إلى أبي بكر فكلمه أن يكلم له رسول الله الله فقال ما أنا بفاعل ثم أتى : عمر بن الخطاب فكلمه فقال أنا أشفع لكم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوالله لو
133
ص: 132
لم أجد إلا الذر الجاهدتكم به ثم خرج فدخل على علي بن أبي طالب رضوان الله عليه وعنده فاطمة بنت رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ورضي عنها وعندها حسن بن علي غلام يدب بين يديها.
فقال يا علي إنك أمس القوم بي رحما وإني قد جئت في حاجة ف--لا أرجعن كما جئت خائبا فاشفع لي إلى رسول الله فقال ويحك يا أبا سفيان والله لقد عزم رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم على أمر ما نستطيع أن نكلمه فيه فالتفت إلى فاطمة فقال يابنة محمد هل لك أن تأمري بنيك هذا فيجير بين الناس فيكون سيد العرب الى آخر الدهر؟
قالت والله ما بلغ بني ذلك أن يجير بين الناس وما يجير أحد على رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم قال يا أبا الحسن اني أرى الأمور قد اشتدت علي فانصحني قال والله ما أعلم لك شيئا ولكنك سيد بني سيد بني كنانة كنانة فقم فأجر بين الناس ثم الحق بأرصك قال أو ترى ذلك مغنيا عني شيئا قال لا والله م-ا أظنه ولكني لا أجد لك غير ذلك.
فقام أبو سفيان في المسجد فقال أيها الناس إني أجرت بين الناس ثم ركب بعيره فانطلق فلما قدم على قريش قالوا ما وراءك قال جئت محمدا فكلمته فوالله ما رد علي شيئا ثم جئت ابن أبي قحافة فلم أجد فيه خيرا ثم جئت ابن الخطاب فوجدته أدنى العدو.
ثم جئت عليا فوجدته ألين القوم وقد أشار علي بشيء صنعته فوالله ما أدري هل يغني ذلك شيئا أم لا قالوا وبم أمرك قال أمرني أن أجير بين الناس ففعلت قالوا فهل أجاز لك محمد ؟ قال: لا قالوا ويلك والله إن زاد الرجل على أن لعب بك فما يغني عنك ما قلت قال لا والله ما وجدت غير ذلك.
ص: 133
21- عنه قال ابن إسحاق وحدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير وغيره من علمائنا قالوا لما أجمع رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم المسير إلى مكة كتب حاطب بن أبي بلتعة كتابا إلى قريش يخبرهم بالذي أجمع عليه رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم من الأمر في السير إليهم ثم أعطاه امرأة زعم محمد بن جعفر أنها من مزينة وزعم لي غيره أنها سارة مولاة لبعض بني عبدالمطلب وجعل لها جعلا على أن تبلغه قريشا فجعلته فى رأسها.
ثم فتلت عليه قرونها ثم خرجت به الخبر من السماء بما فعل حاطب وأتى رسول الله لصلی الله علیه و آله وسلم الخبر من السماء بما صنع حاطب فبعث علي بن أبي طالب اللام والزبير بن العوام، فقال أدركا امرأة قد كتب معها حاطب بن أبي بلتعة بكتاب إلى قريش يحذرهم ما قد أجمعنا له في أمرهم فخرج-ا ح-تى أدركاها بالخليقة خليقة بني أبي أحمد فاستنزلاها فالتمساه في رحلها فلم يجدا شيئا.
فقال لها علي بن أبي طالب إني أحلف بالله ما كذب رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ولا كذبنا ولتخرجن لنا هذا الكتاب أو لنكشفنك فلما رأت الجد منه قالت أعرض فأعرض فحلت قرون رأسها فاستخرجت الكتاب منها فدفعته إليه فأتى به رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فدعا رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم حاطبا فقال يا حاطب ما حملك على هذا؟
فقال: یا رسول الله أما والله إني لمؤمن بالله ورسوله ما غيرت ولا بدلت ولكني كنت امرء ا ليس لي في القوم من أصل ولا عشيرة وكان لي بين أظهرهم ولد وأهل فصانعتهم عليهم. فقال عمر بن الخطاب يا رسول الله دعني فلأضرب عنقه فإن الرجل قد نافق فقال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم وما يدريك يا عمر لعل الله قد اطلع إلى أصحاب بدر فقال اعملوا ما شتم فقد
ص: 134
غفرت لكم فأنزل الله تعالى في حاطب.
«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمُوَدَّةِ» إلى قوله «لقد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا براء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده» إلى آخر القصة.
22- عنه قال ابن اسحاق فزعم بعض أهل العلم أن سعدا حين وجه داخلا قال اليوم يوم الملحمة اليوم تستحل الحرمة فسمعها رجل من المهاجرين قال ابن هشام هو عمر بن الخطاب فقال يا رسول الله اسمع ما قال سعد بن عبادة ما نأمن أن يكون له في قريش صولة فقال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم لعلي بن أبي طالب علیه السلام أدركه فخذ الراية منه فكن أنت الذى تدخل بها.
23- عنه قال ابن اسحاق وحدثني سعيد بن ابي هند عن أبي مرة مولى عقيل ابن ابي طالب أن أم هانئ بنت ابي طالب قالت لما نزل رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم بأعلى مكة فر إلى رجلان من أحمائي من بني مخزوم وكانت عند هبيرة بن أبي وهب المخزومي قالت فدخل علي علي بن أبي طالب أخي فقال والله لأقتلنهما فأغلقت عليهما باب بيتي.
ثم جئت رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم وهو بأعلى مكة فوجدته يغتسل من جفنة إن فيها لأثر العجين وفاطمة ابنته تستره بثوبه فلما اغتسل أخذ ثوبه فتوشح به ثم صلى ثمانى ركعات من الضحى ثم انصرف إلي فقال مرحبا وأهلا يا أم هانىء ما جاء بك فأخبرته خبر الرجلين وخبر علي فقال قد أجرنا م-ن أجرت وأمنا من أمنت فلا يقتلها.
24- عنه قال ابن اسحاق فحدثني بعض أهل العلم ان رسول
ص: 135
الله صلی الله علیه و آله وسلم المقام على باب الكعبة فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده ألا كل مأثرة أو دم أو مال يدعى فهو تحت قدمي هاتين إلا سدانة البيت وسقاية الحاج ألا وقتيل الخطأ شبه العمد بالسوط والعصا ففيه الدية مغلظة مائة من الإبل أربعون منها في بطونها أولادها.
يا معشر قريش إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظمها بالآباء الناس من آدم وآدم من تراب ثم تلا هذه الآية «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم» الآية كلها ثم قال يا معشر قريش ما تروني أني فاعل فيكم قالوا خيرا أخ كريم وابن اخ كريم قال اذهبوا فأنتم الطلقاء.
ثم جلس رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم في المسجد فقام إليه علي بن أبي طالب ومفتاح الكعبة في يده فقال يا رسول الله اجمع لنا الحجابة مع السقاية صلى الله عليك فقال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم أين عثمان بن طلحة فدعي له فقال ه-اك مفتاحك يا عثمان اليوم يوم بر ووفاء.
25- عنه قال ابن هشام وذكر سفيان بن عيينة أن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلمقال لعلي إنما أعطيكم ما ترزءون لا ما ترزءون.
26- قال ابن هشام وحدثني بعض أهل العلم أن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم دخل البيت يوم الفتح فرأى فيه صور الملائكة وغيرهم فرأى إبراهيم علیه السلام مصورا في يده الأزلام يستقسم بها فقال قاتلهم الله جعلوا شيخنا يستقسم بالأزلام ما شأن إبراهيم والأزلام «ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنفيا مسلما وما كان من المشركين» ثم امر بتلك الصور كلها فطمست
ص: 136
27 - عنه قال ابن إسحاق: فحدثني حكيم بن حكيم عن أبي جعفر محمد بن علي علیه السلام قال ثم دعا رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم علي بن أبي طالب رضوان الله عليه فقال يا علي اخرج الى هؤلاء القوم فانظر في امرهم واجعل أمر الجاهلية تحت قدميك فخرج علي علیه السلام حتى جاءهم ومعه مال قد بعث به رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فودى لهم الدماء وما أصيب لهم من الأموال حتى أنه ليدي لهم ميلغة الكلب حتى إذا لم يبق شيء من دم ولا مال إلا وداه بقيت معه بقية من المال.
فقال لهم علي رضوان الله عليه حين فرغ منهم هل بقي لكم بقية من دم أو مال لم يود لكم قالوا لا قال فإني أعطيكم هذه البقية من هذا المال احتياطا لرسول الله صلی الله علیه و آله وسلم مما يعلم ولا تعلمون ففعل ثم رجع الى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم علي فأخبره الخبر.
صلی الله علیه و آله وسلم فقال أصبت وأحسنت قال ثم قام رسول الله فاستقبل القبلة قائما شاهرا يديه حتى إنه ليرى مما تحت منكبيه يقول اللهم إني أبرأ إليك مما
صنع خالد بن الوليد ثلاث مرات.
28- قال الطبري: ومضى بديل بن ورقاء وأصحابه فلقوا أبا سفيان بعسفان قد بعثته قريش إلى رسول الله ليشدد العقد ويزيد في المدة وقد رهبوا الذي صنعوا فلما لقي أبو سفيان بديلا قال من أين أقبلت ي-ا ب-ديل وظن أنه قد أتى رسول الله قال سرت في خزاعة في الساحل وفي بطن هذا الوادي قال أو ما أتيت محمدا؟ قال لا.
قال فلما راح بديل إلى مكة قال أبو سفيان لئن كان جاء المدينة لقد علف بها النوى فعمد إلى مبرك ناقته فأخذ من بعرها ففته فرأى فيه النوى فقال أحلف بالله لقد جاء بديل محمدا.
ص: 137
ثم خرج أبو سفيان حتى قدم على رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم المدينة فدخل على ابنته أم حبيبة بنت أبي سفيان فلما ذهب ليجلس على فراش رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم طوته عنه فقال يا بنية والله ما أدري أرغبت بي عن هذا الفراش أم رغبت به عني قالت بل هو فراش رسول الله وأنت رجل مشرك نجس فلم أحب أن تجلس على فراش رسول الله قال والله لقد أصابك يا بنية بعدي شر.
ثم خرج حتى أتى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فكلمه فلم يردد عليه شيئا ثم ذهب إلى أبي بكر فكلمه أن يكلم له رسول الله فقال ما أنا بفاعل ثم أتى عمر بن الخطاب فكلمه فقال أنا أشفع لكم إلى رسول الله فوالله لو لم أجد إلا الذر الجاهدتكم ثم خرج فدخل على علي بن أبي طالب علیه السلام وعنده فاطمة
ابنة رسول الله وعندها الحسن بن علي علیهم السلام غلام يدب بين يديها فقال:
علي يا علي إنك أمس القوم بي رحما وأقربهم مني قرابة وقد جئت في حاجة فلا أرجعن كما جئت خائبا اشفع لنا إلى رسول الله قال ويحك يا أبا سفيان والله لقد عزم رسول الله على أمر ما نستطيع أن نكلمه فيه فالتفت إلى فاطمة فقال يا ابنة محمد هل لك أن تأمري بنيك هذا فيجير بين الناس فيكون سيد العرب إلى آخر الدهر قالت والله ما بلغ ببني ذلك.
أتاني ولم أشهد ببطحاء مكة***رجال بني كعب تحز رقابها
بأيدي رجال لم يسلوا سيوفهم***وقتلى كثير لم تجن ثيابها
ألا ليت شعري هل تنالن نصرتي***سهيل بن عمرو حرها وعقابها
وصفوان عودا حز من شفر استه***فهذا أوان الحرب شد عصابها
فلا تأمننا يأبن أم مجالد***إذا احتلبت صرفا وأعصل نابها
فلا تجزعوا منها فإن سيوفنا***لها وقعة بالموت يفتح بابها
ص: 138
وقول حسان:
بأيدى رجال لم يسلوا سيوفهم
يعني قريشا وابن أم مجالد يعني عكرمة بن أبي جهل.
29- عنه حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير وغيره من علمائنا قالوا لما أجمع رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم المسير إلى مكة كتب حاطب بن أبي بلتعة كتابا إلى قريش يخبرهم بالذي أجمع عليه رسول الله من الأمر في السير إليهم.
ثم أعطاه امرأة يزعم محمد بن جعفر أنها من مزينة وزعم غيره أنها سارة مولاة لبعض بني عبد المطلب وجعل لها جعلا على أن تبلغه قريشا فجعلته في رأسها ثم قتلت عليه قرونها ثم خرجت به وأتى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم الخبر من السماء بما صنع حاطب فبعث علي بن ابي طالب والزبير بن العوام فقال أدركا امرأة. قد كتب معها حاطب بكتاب إلى قريش يحذرهم ما قد أجمعنا له في أمرهم فخرجا حتى أدركاها بالحليفة حليفة ابن ابي أحمد فاستنزلاها فالتمسا في رحلها فلم يجدا شيئا فقال لها علي بن أبي طالب إني أحلف ما كذب رسول الله ولا كذبنا ولتخرجن إلي هذا الكتاب أو لنكشفنك فلما رأت الجد منه قالت أعرض عنى فأعرض عنها.
فحلت قرون رأسها فاستخرجت الكتاب منه فدفعته إليه فجاء به إلى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فدعا رسول الله حاطبا فقال يا حاطب ما حملك على هذا فقال يا رسول الله أما والله إني لمؤمن بالله ورسوله ما غيرت ولا بدلت ولكني كنت امرأ ليس لي في القوم أصل ولا عشيرة وكان لي بين أظهرهم
ص: 139
أهل وولد فصانعتهم عليهم فقال عمر بن الخطاب.
يا رسول الله دعني فلأضرب عنقه فإن الرجل قد نافق فقال رسول صلی الله علیه و آله وسلم وما يدريك يا عمر لعل الله قد اطلع إلى أصحاب بدر يوم بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم فأنزل الله عز وجل في حاطب «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ» إلى قوله: «وإليك أنبنا» إلى آخر القصة.
30- عنه حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي نجيح أن النبي صلی الله علیه و آله وسلم الحين فرق جيشه من ذي طوى أمر الزبير أن يدخل في بعض الناس من كدى وكان الزبير على المجنبة اليسرى فأمر سعد بن عبادة أن يدخل في بعض الناس من كداء.
فزعم بعض أهل العلم أن سعدا قال حين وجه داخلا اليوم يوم الملحمة اليوم تستحل الحرمة فسمعها رجل من المهاجرين فقال يا رسول الله اسمع ما قال سعد بن عبادة وما نأمن أن تكون له في قريش صولة فقال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم لعلي بن أبي طالب علیه السلام أدركه فخذ الراية فكن أنت الذي
تدخل بها.
31- عنه حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال حدثني بعض أهل العلم عن رجل من بني جذيمة قال لما أمرنا خالد بوضع السلاح قال رجل منا يقال له جحدم ويلكم يا بني جذيمة إنه خالد.
والله ما بعد وضع السلاح إلا الإسار ثم ما بعد الإسار إلا ضرب الأعناق والله لا أضع سلاحي أبدا قال فأخذه رجال من قومه فقالوا يا جحدم أتريد أن تسفك دماءنا إن الناس قد أسلموا ووضعت الحرب وأمن الناس فلم يزالوا به حتى نزعوا سلاحه ووضع القوم السلاح لقول خالد
ص: 140
فلما وضعوه أمر بهم خالد عند ذلك فكتفوا ثم عرضهم على السيف فقتل من قتل منهم.
فلما انتهى الخبر إلى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم و رفع يديه إلى السماء ثم قال اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد ثم دعا علي بن أبي طالب علیه السلام فقال يا علي اخرج إلى هؤلاء القوم فانظر في أمرهم واجعل أمر الجاهلية تحت قدميك فخرج حتى جاءهم ومعه مال قد بعثه رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم به.
فودى لهم الدماء وما أصيب من الأموال حتى إنه ليدي ميلغة الكلب حتى إذا لم يبق شيء من دم ولا مال إلا وداه بقيت معه بقية من المال فقال لهم علي الله حين فرغ منهم هل بقي لكم دم أو مال لم يود إليكم قالوا لا قال فإني أعطيكم هذه البقية من هذا المال احتياطا لرسول الله صلی الله علیه و آله وسلم مما لا يعلم ولا تعلمون.
ففعل ثم رجع إلى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فأخبره الخبر فقال أصبت وأحسنت ثم قام رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فاستقبل القبلة قائما شاهرا يديه حتى إنه ليرى بياض ما تحت منكبيه وهو يقول اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد ثلاث مرات.
32- قال ابن الاثير: و أقام رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ، بعد غزوة مؤتة جمادى الآخرة و رجباً، ثم إنّ بني بكر بن عبد مناة عدت علي خزاعة و هم على ماء لهم بأسفل مكة يقال له الوتير، وكانت خزاعة في عهد رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم و بكر في عهد قريش في صلح الحديبية؛ و كان سبب ذلك أن رجلاً من بني الحضرمي اسمه مالك بن عباد و كان حليفاً للأسود بن رزن الدئلي ثم البكري في الجاهلية خرج تاجراً.
فلما كان بأرض خزاعة قتلوه و أخذوا ماله، فعدت بنو بكر على
ص: 141
رجل من خزاعة فقتلوه، فعدت خزاعة على بنى الأسود بن رزن و هم سلمی و کلثوم و ذؤيب فقتلوهم بعرفة و كانوا من أشراف بنى بكر، فبينما خزاعة و بكر على ذلك جاء الإسلام و اشتغل الناس به.
فلما كان صلح الحديبية و دخلت خزاعة في عهد النبي صلی الله علیه و آله وسلم و دخلت بكر في عهد قريش اغتنمت بكر تلك الهدنة و أرادوا أن يصيبوا من خزاعة ثارهم بقتل بني الاسود فخرج نوفل بن معاوية الدئلي بمن تبعه من بكر حتى بيت خزاعة على ماء الوتير.
و قيل: كان سبب ذلك أن رجلاً من خزاعة سمع رجلاً من بكر ينشد هجاء النبي صلی الله علیه و آله وسلم فشجه فهاج الشرّ بينهم و ثارت بكر بخزاعة حتى بيتوهم بالوتير، و أعانت قريش بني بكر على خزاعة بسلاح و دواب و قاتل معهم جماعة من قريش مخفين منهم صفوان بن أمية و عكرمة ابن أبى جهل و سهل بن عمرو، فانحازت خزاعة إلى الحرم و قتل منهم نفر.
فلما دخلت خزاعة الحرم قالت بكر يا نوفل إنا قد دخلنا الحرم إلهك إلهك ! فقال: لا إله له اليوم يا بني بكر أصيبوا تاركم فلعمري إنكم لتسرفون في الحرم، أفلا تصيبون ثاركم فيه؟
فلما نقضت بكر وقريش العهد الذي بينهم و بين النبي صلی الله علیه و آله وسلم ، خرج عمرو بن سالم الخزاعي ثم الكعبي حتى قدم على رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم المدينة فوقف عليه ثم قال:
لا هم إني ناشد محمدا***حلف أبينا و أبيه الأتلدا
فوالدا كنا و كنت ولدا***ثمت أسلمنا و لم تنزع يدا
فانصر رسول الله نصرا أعيدا***و ادع عباد الله يأتوا مددا
فيهم رسول الله قد تجردا***أبيض مثل البدر ينمى صعدا
ص: 142
إن سيم خسفا وجهه تربدا***في فيلق كالبحر يجري مزبدا
إن قريشا أخلفوك الموعدا***و نقضوا ميثاقك المؤكدا
و جعلوا لي في كداء رصدا***و زعموا أن لست تدعو أحدا
وهم أذل و أقل عددا***هم بيتونا بالوتير هجدا
و قتلونا ركعا و سجدا
فقال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم: قد نصرت یا عمرو بن سالم ثم عرض الرسول الله الله عنان من السماء فقال: إن هذه السحابة لتستهل بنصر بني كعب و كان بين عبد المطلب و خزاعة حلف ،قديم، فلهذا قال عمرو بن سالم: حلف أبينا و أبيه الأتلدا. ثم خرج بديل بن ورقاء في نفر من خزاعة حتى قدموا
على النبي صلی الله علیه و آله وسلم المدينة فنادوه و هو يغتسل.
فقال: يا لبيكم! و خرج اليهم، فاخبروه الخبر: ثم انصرفوا راجعين إلى مكة و كان رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم قد قال: كأنكم بأبي سفيان قد جاء ليجدّد العهد خوفاً و يزيد في المدة. و مضى بديل فلقي أبا سفيان بعسفان بريد النبي ليجدد العهد خوفاً منه.
فقال لبديل: من أين أقبلت؟ قال: من خزاعة في الساحل و بطن هذا الوادي. قال: أو ما أتيت محمداً؟ قال: لا فقال أبو سفيان لأصحابه لما راح بدیل انظروا بعر ،ناقته فإن جاء المدينة لقد علف النوى. فنظرو بعر الناقة فرأوا فيه النوى.
ثم خرج أبو سفيان حتى أتى النبي صلی الله علیه و آله وسلم فدخل على ابنته أم حبيبة زوج النبي، فلما أراد أن يجلس على فراش رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم طوته عنه فقال: أرغبت به عني أم رغبت به عنه ؟ قالت: هو فراش رسول الله وأنت رجل مشرك نجس فلم أحب أن تجلس عليه، فقال: لقد أصابك يا بعدي شر.
ص: 143
ثم خرج حتى أتى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فكلمه فلم يردد عليه شيئا ثم إتى أبي بكر فكلمه ليكلم له رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فقال ما أنا بفاعل ثم أتى عمر فكلمه فقال أنا أشفع لكم إلى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم والله لو لم أجد إلا الذر لجاهدتكم به.
ثم خرج حتى أتى علياً وعنده فاطمة والحسن غلام فكلمه في ذلك، فقال له: والله لقد عزم رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم على أمر ما نستطيع أن نكلمه فيه. فقال لفاطمة: يا بنت محمد هل لك أن تأمري ابنك هذا أن يجير بين الناس فيكون سيد العرب؟
فقالت: ما بلغ ابني أن يجير بين الناس و ما يجير على رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم أحد. فالتفت إلى علي علیه السلام فقال له: أرى الأمور قد اشتدت علي فانصحني قال: أنت سيد كنانة فقم فأجر بين الناس و الحق بأرضك فقام أبو سفيان فى المسجد.
فقال: أيها الناس قد أجرت بين الناس ثم ركب بعيره و قدم مكة و أخبر قريشاً ما جرى له و ما أشار به عليّ عليه. فقالوا له: و الله ما زاد على أن يسخر بك.
ثم ان رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم تجهز و أمر الناس بالتجهز إلى مكة و قال: اللهم خذ العيون و الأخبار عن قريش حتى نبغتها في بلادها. فكتب حاطب بن أبي بلتعة كتاباً إلى قريش يعلمهم الخبر و سيره مع امرأة من مزينة اسمها كنود، وقيل مع سارة مولاة لبني المطلب.
فأرسل رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم عليّاً و الزبير فأدركاها و أخذا منها الكتاب وجاءا به إلى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فأحضر حاطباً وقال له ما حملك على هذا؟ فقال: والله إني لمؤمن بالله و رسوله ما بدلت و لاغيرت و لكن لي
ص: 144
بين اظهرهم أهل و ولد و ليس لي عشيرة فصانعتهم عليهم. فقال عمر: دعني أضرب عنقه فإنه قد نافق.
فقال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم وما يدريك يا عمر؟ لعل الله قد اطلع إلى أصحاب بدر فقال اعملوا ما شتم فقد غفرت لكم. و أنزل الله تعالى في حاطب «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيهِم بِالْمَوَدَّةِ» إلى آخر الآية.
ثم مضى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم و استخلف على المدينة أبا رهم كلثوم بن حصين الغفارى و خرج لعشر مضين من رمضان و فتح مكة لعشر بقين منه، فصام حتى بلغ ما بين عسفان و أج فأفطروا و استوعب معه المهاجرون و الأنصار، فعبئت سليم و التفت مزينة في كل القبائل عدد و إسلام.
و أدركه عيينة بن حصن الفزاري و الأقرع بن حابس، و لقيه العباس ابن عبد المطلب بالسقيا، وقيل بدى الحليفة و مهاجراً، فأمره رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم أن يرسل رحله إلى المدينة و يعود معه و قال له: أنت آخر المهاجرين، أنا آخر الأنبياء.
و لقيه أيضاً مخرمة بن نوفل و أبو سفيان بن الحارث بن عبدالمطلب ، و عبدالله بن أمية بنيق العقاب فالتمسا الدخول على رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم كلمته أم سلمة فيهما وقالت له: ابن عمك و ابن عمتك. قال: لاحاجة لي بهما، أما ابن عمي فهتك عرضي.
و أما ابن عمي فهو الذي قال بمكة ما قال. فلما سمعاً ذلك و كان مع أبي سفيان ابن له اسمه جعفر فقال: والله ليأذن لي أو لآخذن بيد ابني هذا ثم لنذهبن في الارض حتى نموت عطشاً و جوعاً. فرق لهما رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم
ص: 145
فأدخلهما إليه فأسلما.
و قيل: إن عليّاً قال لأبي سفيان بن الحارث: إيت رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم من قبل وجهه فقل له ما قال إخوة يوسف ليوسف: «تَاللهِ لَقَدْ آتَرَكَ اللهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ» فإنه لا يرضى أن يكون أحد أحسن منه فعلا و لا قولاً، ففعل ذلك فقال له رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم: «لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ الله لَكُمْ وَ هُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ» و «قربها فأسلما و أنشده أبو سفيان قوله في إسلامه و اعتذاره مما مضي:
لمعرك إني يوم أحمل راية***لتغلب خيل اللات خيل محمد
لكالمدلج الحيران أظلم ليله***فهذا أواني حين أهدى و أهتدي
و هاد هداني غير نفسي و***مع الله من طردت كل مطرد
فضرب رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم صدره و قال صلی الله علیه و آله وسلم: حياء منه.
و قدم رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم من الظهران في عشرة الآف فارس، من بنى غفار أربعمائة من مزينة ألف وثلاثة نفر، و من بني سليم سبعمائة و م-ن جهيئة ألف وأربعمائة و سائرهم من قريش و الأنصار و حلفائهم وطوائف من العرب، ثم من تميم و أسد و قيس.
33- ابن ابي شيبة: حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة قال : لما وادع رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم أهل مكة وكانت خزاعة حلفاء رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم في الجاهلية؛ وكانت بنو بكر حلفاء قريش فدخلت خزاعة في صلح رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم و دخلت بنو بكر في صلح قريش.
فكان بين خزاعة و بين بني بكر قتال فأمدتهم قريش بسلاح و طعام، وظللوا عليهم، فظهرت بنو بكر على خزاعة، وقتلوا منهم، فخافت
ص: 146
قريش أن يكونوا نقضوا فقالوا لابي سفيان: اذهب إلى محمد فأجر الحلف و أصلح بين الناس، فانطلق أبو سفيان حتى قدم المدينة.
فقال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم: قد جاءكم أبو سفيان و سيرجع راضياً بغير حاجته، فأتى أبا بكر فقال: يا أبا بكر، أجر الحلف و أصلح بين الناس، أو قال: بين قومك، قال: ليس الأمر إلى الأمر إلى الله و إلى رسوله، قال: و قد قال له فيما قال ليس من قوم ظللوا على قوم و أمدوهم بسلاح وطعام أن
يكونو نقضوا.
فقال أبوبكر: الأمر إلى الله و إلى رسوله، ثم أتى عمر بن الخطاب فقال له نحوا مما قال لأبي بكر، قال: فقال له :عمر أنقضتم فما كان منه جديداً فأبلاه الله و ما كان منه شديداً أو متينا فقطعه الله فقال أبو سفيان ما رأيت كاليوم شاهد عشيرة، ثم اتى فاطمة فقال: يا فاطمة هل لك في امر تسودين فيه نساء قومك ثم ذكر لها نحوا مما ذكر لأبي بكر فقالت: ليس الأمر إلى الأمر إلى الله و إلى رسوله.
ثم أتى علياً فقال له نحوا مما قال لأبي بكر، فقال له علي ما رأيت كاليوم رجلا أضل، أنت سيد الناس فأجر الحلف و أصلح بين الناس :قال فضرب أحدى يديه على الأخرى و قال: قد أجرت الناس بعضهم من بعض، ثم ذهب حتى قدم على مكة فأخبرهم بما صنع.
فقالوا و الله ما رأينا كاليوم وافد قوم والله ما أتيتنا بحرب فنحدر، و لا اتيتنا بصلح فنأ من ارجع قال: و قدم وافد خزاعة على رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فأخبرهم بما صنع القوم و دعا إلى النصرة و أنشده في ذلك شعراً.
لاهم إني ناشد محمدا***حلف أبينا و أبيه الأتلدا
و والدا كنت وكنا ولدا***إن قريشا أخلفوك الموعدا
ص: 147
و نقضوا ميثاقك المؤكدا***و جعلوا لي بكداء مرصدا
و زعمت أن لست تدعو أحدا***فهم أذل و أقل عددا
هم بيتونا بالوتير هجدا***تتلو القرآن ركعا و سجدا
ثمت أسلمنا و لم تنزع يدا***فانصر رسول الله نصرا أعيدا
و ابعث جنود الله تأتى مددا***في فيلق كالبحر يجري مزبدا
فيهم رسول الله قد تجردا***إن سیم خسفا وجهه تربدا
34- قال حماد: هذا الشعر بعضه عن ايوب و بعضه عن يزيد بن حازم و أكثره عن محمد بن إسحاق، ثم رجع إلى حديث أيوب عن عكرمة قال: قال حسان بن ثابت:
أتاني ولم أشهد ببطحاء مكة***رجال بني كعب تحز رقابها
وصفوان عودا حز من ودق استه***فذاك أوان الحرب شد عصابها
فلا تجر عن يابن أم مجالد***فقد صرحت صرفا و عصل نابها
فيا ليت شعري هل تنالن مرة***سهيل بن عمرو حرها وعقابها
قال: فأمر رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم بالرحيل فارتحلوا، فساروا حتى نزلوا مرا، قال: و جاء أبو سفيان حتى نزل مرا ليلا قال فرأى العسكر و النيران فقال: من هؤلاء؟ فقيل: هذه تميم محلت بلادها و انتجعت بلادكم، قال: و الله لهؤلاء اكثر من أهل مني، فلما علم أنه النبي صلی الله علیه و آله وسلم قال: قال: دلوني على العباس.
فأتى العباس فأخبره الخبر و ذهب به إلى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم و رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم في قبة له، فقال له: يا أبا سفيان أسلم تسلم فقال : كيف أصنع باللات والعزى ؟ قال أيوب: فحدثني أبو الخيل عن سعيد بن جبير، قال: قال له عمر بن الخطاب و هو خارج من القبة فى عنقه السيف أخر عليها.
ص: 148
اما والله أن لو كنت خارجاً من القبة ما قلتها أبدا.
قال: قال أبو سفيان من هذا؟ قالوا عمر بن الخطاب، ثم رجع إلى حديث أيوب عن عكرمة، فأسلم أبو سفيان و ذهب به العباس إلى منزله، فلما أصبحوا ثار الناس لطهورهم، قال: فقال أبو سفيان يا أبا الفضل ما للناس أمروا بشيء؟ قال: لا، ولكنهم قاموا إلى الصلاة، قال: فأمره العباس فتوضاً ثم ذهب به إلى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم.
فلما دخل رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم الصلاة كبر، فكبر الناس ثم ركع فركعوا ثم رفع فرفعوا فقال أبو سفيان رأيت كاليوم طاعة قوم جمعهم من ههنا و ههنا و لا فارس و لا الروم و ذات القرون بأطوع منهم له، قال حماد: و زعم يزيد بن حازم عن عكرمة أن أبا سفيان قال:
يا أبا الفضل أصبح ابن اخيك و الله عظيم الملك، قال: فقال له العباس: إنه ليس بملك و لكنها النبوة، قال: أو ذاك؟ أو ذاك؟ ثم رجع إلى حديث أيوب عن عكرمة قال: قال أبو سفيان و اصباح ،قریش، قال: فقال العباس: يا رسول الله لو أذنت لي فأتيتهم فدعوتهم فأمننهم، و جعلت لأبي سفيان شيئاً يذكر به فأنطلق العباس فركب بغلة رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم الشهباء، و أنطلق.
فقال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : ردوا على أبي، ردوا على أبى فان عم الرجل صنو أبيه، إنى أخاف أن تفعل به قريش ما فعلت ثقيف بعروة بن مسعود، دعاهم إلى الله فقتلوه، أما والله لئن ركبوها مه لأخر منها عليهم ناراً، فانطلق العباس حتى قدم مكة.
فقال: يا أهل مكة أسلموا تسلموا، قد استبطنتم باشهب باذل، و قد كان رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم و بعث الزبير من قبل أعلى مكة، و بعث خالد بن الوليد
ص: 149
من قبل أسفل مكة، فقال لهم العباس هذا الزبير من قبل أعلى مكة، و هذا خالد من قبل أسفل مكة، وخالد ما خالد؟ خزاعة المجدعة الأنوف.
ثم قال: من ألقى سلاحه فهو آمن ثم قدم رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فتراموا بشيء من النبل ثم إن رسول الله ظهر عليهم فأمن الناس إلا خزاعة من بني بكر، فذكر اربعة مقبس بن صبابة و عبد الله بن أبي سرح، و ابن ،خطل و سارة مولاة بنى هاشم.
قال حماد: سارة - في حديث أيوب وفي حديث غيره: قال: فقتلهم خزاعة إلى نصف النهار، وأنزل الله «أ لا تُقَاتِلُونَ قَوْماً نَكَنُوا أَيْمَانَهُمْ وَ هَمُّوا بإخراج الرَّسُولِ وَ هُمْ بَدَؤُكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَ تَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَ يَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَ يُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ» قال خزاعة و يتوب على من يشاء.
35- ابن ابي الحديد: قال الواقدي فكتب إلى جميع الناس في أقطار الحجاز وغيرها يأمرهم أن يكونوا بالمدينة في رمضان من سنة ثمان للهجرة فوافته الوفود و القبائل من كل جهة فخرج من المدينة بالناس يوم الأربعاء لعشر خلون من رمضان في عشرة آلاف.
فكان المهاجرون سبعمائة ومعهم من الخيل ثلاثمائة فرس و كانت الأنصار أربعة آلاف معهم من الخيل خمسمائة و كانت مزينة ألفا فيها من الخيل مائة فرس وكانت أسلم أربعمائة فيها من الخيل ثلاثون فرسا و كانت جهينة ثمانمائة معها خمسون فرسا و من سائر الناس تمام عشرة آلاف.
و هم بنو ضمرة و بنو غفار و أشجع و بنو سليم و بنو كعب بن عمرو و غيرهم و عقد للمهاجرين ثلاثة ألوية لواء مع علي علیه السلام و لواء مع الزبير
ص: 150
و لواء مع سعد بن أبي وقاص وكانت الرايات في الأنصار وغيرهم وكتم عن الناس الخبر فلم يعلم به إلا خواصه.
و أما قريش بمكة فندمت على ما صنعت بخزاعة و عرفت أن ذلك انقضاء ما بينهم و بين النبي صلی الله علیه و آله وسلم من العهد و مشى الحارث بن هشام و عبد الله بن أبي ربيعة إلى أبي سفيان فقالا له إن هذا أمر لا بد له أن يصلح و الله إن لم يصلح لا يروعكم إلا محمد في أصحابه و قال أبو سفيان قد رأت هند بنت عتبة رؤيا كرهتها وأفظعتها وخفت من شرها.
قالوا: ما رأت؟ قال رأت كان دما أقبل من الحجون يسيل حتى وقف بالخندمة مليا ثم كان ذلك الدم لم يكن فكره القوم ذلك و قالوا هذا شر.
36- عنه قال الواقدي فلما رأى أبو سفيان ما رأى من الشر قال هذا و الله أمر لم أشهده و لم أغب عنه لا يحمل هذا إلا علي و لا والله ما شوورت و لا هونت حيث بلغني و الله ليغزونا محمد إن صدق ظني و هو صادق و ما لي بد أن آتي محمدا فأكلمه أن يزيد في الهدنة و يجدد العهد قبل أن يبلغه هذا الأمر.
قالت قريش قد و الله أصبت و ندمت قريش على ما صنعت بخزاعة و عرفت أن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم لا بد أن يغزوها فخرج أبو سفيان وخرج معه مولى له على راحلتين و أسرع السير و هو يرى أنه أول من خرج من مكة إلى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم.
37- عنه قال الواقدي حدثني المنذر بن سعد عن يزيد بن رومان قال لما أجمع رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم المسير إلى قريش و علم بذلك من علم من الناس كتب حاطب بن أبي بلتعة إلى قريش يخبرهم بالذي أجمع عليه رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم في أمرهم و أعطى الكتاب امرأة من مزينة و جعل لها على
ص: 151
ذلك جعلا على أن تبلغه قريشا فجعلت الكتاب في رأسها.
ثم فتلت عليه قرونها و خرجت به و أتى الخبر إلى النبي صلی الله علیه و آله وسلم من السماء بما صنع حاطب فبعث علياء علیه السلام و الزبير فقال أدركا امرأة من مزينة قد كتب معها حاطب كتابا يحذر قريشا فخرجا و أدركاها بذي الحليفة فاستنزلاها و التمسا الكتاب في رحلها فلم يجدا شيئا فقالا لها نحلف بالله ما
كذب رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم و لا كذبنا و لتخرجن الكتاب أو لنكشفنك.
فلما رأت منهما الجد حلت قرونها و استخرجت الكتاب فدفعته إليهما فأقبلا به إلى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فدعا حاطبا و قال له ما حملك على هذا فقال يا رسول الله والله إني لمسلم مؤمن بالله و رسوله ما غیرت و لا بدلت و لكني كنت امرأ ليس لي في القوم أصل ولا عشيرة و كان لي بين أظهرهم أهل و ولد فصانعتهم فقال عمر قاتلك الله ترى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم يأخذ بالأنقاب و تكتب إلى قريش تحذرهم دعني يا رسول الله أضرب عنقه فإنه
قد نافق.
فقال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم و ما يدريك يا عمر لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم.
38- عنه قال الواقدي فلما خرج رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم من المدينة بالألوية المعقودة و الرايات بعد العصر من يوم الأربعاء لعشر خلون من شهر رمضان لم يحل عقده حتى انتهى إلى الصلصل و المسلمون يقودون الخيل و قد امتطوا الإبل و قدم أمامه الزبير بن العوام في مائتين قال فلما كان بالبيداء نظر إلى عنان السماء فقال إني لأرى السحاب تستهل بنصر بني كعب يعني خزاعة.
39 عنه قال الواقدي و أما الحويرث بن معبد و هو من ولد قصي -
ص: 152
ابن كلاب فإنه كان يؤذي رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم بمكة فأهدر دمه فبينما هو في منزله يوم الفتح و قد أغلق عليه بابه جاء علي علیه السلام يسأل عنه فقيل له هو في البادية و أخبر الحويرث أنه جاء يطلبه و تنحى علي علیه السلام عن بابه فخرج الحويرث يريد أن يهرب من بيت إلى بيت آخر فتلقاه علي علیه السلام فضرب عنقه.
المنابع:
(1) الارشاد: 25 إلى 62 ، (2) اعلام الوری: 197 - 198،
(3) كشف الغمة: 216/1 ، (4) مناقب ابن شهر آشوب 143/1
(5) فضائل ابن شاذان 65 (6) البحار 112/21 (7) سيرة ابن هشام: 319/4 إلى 72 ، (8) تاريخ الطبري: 46/3 - 48 - 56 - 67،
(9) كامل التواريخ : 239/2 (10) مصنف ابن ابي شيبة: 14 - 480، (11) شرح نهج البلاغة : 259/17 ، الى 274 و 13/18 .
I
ص: 153
1- قال الشيخ المفيد: كانت غزاة حنين حين استظهره رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فيها بكثرة الجمع فخرج صلی الله علیه و آله وسلم متوجها إلى القوم في عشرة آلاف من المسلمين فظن أكثرهم أنهم لن يغلبوا لما شاهدوه من جمعهم وكثرة عدتهم وسلاحهم وأعجب أبا بكر الكثرة يومئذ فقال لن نغلب اليوم من قلة فكان الأمر في ذلك بخلاف ما ظنوه و عانهم أبو بكر بعجبه بهم.
فلما التقوا مع المشركين لم يلبثوا حتى انهزموا بأجمعهم فلم يبق منهم مع النبي صلی الله علیه و آله وسلم إلا عشرة أنفس تسعة من بني هاشم خاصة وعاشرهم أيمن ابن أم أيمن فقتل أيمن رحمه الله و ثبت التسعة الهاشميون حتى ثاب إلى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم من كان انهزم.
فرجعوا أولا فأولا حتى تلاحقوا وكانت الكرة لهم على المشركين و في ذلك أنزل الله تعالى و في إعجاب أبي بكر بالكثرة «وَ يَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ ثٌمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ ثُمَّ أَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ».
يعني أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام و من ثبت معه من بني هاشم يومئذ و هم ثمانية أمير المؤمنين التاسعهم العباس بن عبد المطلب عن يمين رسول الله. و الفضل بن العباس بن عبد المطلب عن يساره. و أبو
ص: 154
سفيان بن الحارث ممسك بسرجه عند نفر بغلته. و أمير المؤمنين علیه السلام بين يديه بالسيف و نوفل بن الحارث و ربيعة بن الحارث و عبد الله بن الزبير ابن عبد المطلب و عتبة و معتب ابنا أبي لهب حوله. و قد ولت الكافة مدبرين سوى من ذكرناه و في ذلك يقول مالك بن عبادة الغافق.
لم يواس النبي غير بني***هاشم عند السيوف يوم حنين
هرب الناس غير تسعة رهط***فهم يهتفون بالناس أين
ثم قاموا مع النبي على الموت***فآبوا زينا لنا غير شين
و ثوى أيمن الأمين من القوم***شهيدا فاعتاض قرة عين
و قال العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه في هذا المقام.
نصرنا رسول الله في الحرب تسعة***وقد فر من قد فر عنه فأقشعوا
و قولي إذا ما الفضل شد بسيفه***على القوم أخرى يا بني ليرجعوا
و عاشرنا لاقى الحمام بنفسه***لما ناله في الله لا يتوجع
يعني به أيمن ابن أم أيمن. و لما رأى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم لهزيمة القوم عنه قال للعباس رضي الله عنه و كان رجلا جهوريا صيتا ناد في القوم و ذكرهم العهد فنادى العباس بأعلى صوته يا أهل بيعة الشجرة يا أصحاب سورة البقرة إلى أين تفرون.
اذكروا العهد الذي عاهدتم عليه رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم و القوم على وجوههم قد ولوا مدبرين و كانت ليلة ظلماء و رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم في الوادي و المشركون قد خرجوا عليه من شعاب الوادي و جنباته و مضایقه
ص: 155
مصلتين بسيوفهم و عمدهم و قسيهم.
2- عنه قالوا فنظر رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم إلى الناس ببعض وجهه في الظلماء فأضاء كأنه القمر ليلة البدر ثم نادى المسلمين أين ما عاهدتم الله عليه فأسمع أولهم و آخرهم فلم يسمعها رجل إلا رمى بنفسه إلى الأرض فانحدروا إلى حيث كانوا من الوادي حتى لحقوا بالعدو فواقعوه.
3- عنه قالوا و أقبل رجل من هوازن على جمل له أحمر بيده راية سوداء في رأس ربح طويل أمام القوم إذا أدرك ظفرا من المسلمين أكب عليهم و إذا فاته الناس رفعه لمن وراءه من المشركين فاتبعوه و هو يرتجز و يقول:
أنا أبو جرول لا براح***حتى نبيح القوم أو نباح
فصمد له أمير المؤمنين علیه السلام فضرب عجز بعيره فصرعه، ثم ضربه فقطره ثم قال:
قد علم القوم لدى الصباح***أني في الهيجاء ذو نصاح
فكانت هزيمة المشركين بقتل أبي جرول لعنه الله. ثم التأم المسلمون و صفوا للعدو فقال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم اللهم إنك أذقت أول قريش نكالا فأذق آخرها نوالا و تجالد المسلمون والمشركون فلما رآهم النبي صلی الله علیه و آله وسلم قام في ركابي سرجه حتى أشرف على جماعتهم وقال الآن حمي الوطيس
أنا النبي لا كذب*** أنا بن عبد المطلب
فما كان بأسرع من أن ولى القوم أدبارهم و جيء بالأسرى إلى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم مكتفين.
و لما قتل أمير المؤمنين علیه السلام أبا جرول و خذل القوم لقتله وضع المسلمون سيوفهم فيهم و أمير المؤمنين علیه السلام يقدمهم حتى قتل أربعين رجلا
ص: 156
من القوم ثم كانت الهزيمة و الأسر حينئذ و كان أبو سفيان صخر بن حرب بن أمية في هذه الغزاة فانهزم في جملة من انهزم من المسلمين.
4- عنه روي عن معاوية بن أبي سفيان أنه قال لقيت أبي منهزما مع بني أبيه من أهل مكة فصحت به يا ابن حرب و الله ما صبرت مع ابن عمك و لا قاتلت عن دينك ولا كففت هؤلاء الأعراب عن حريمك فقال من أنت قلت معاوية قال ابن هند قلت نعم قال بأبي أنت و أمي ثم وقف فاجتمع معه أناس من أهل مكة وانضممت إليهم ثم حملنا على القوم فضعضعناهم و ما زال المسلمون يقتلون المشركين و يأسرون منهم حتى ارتفع النهار.
فأمر رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم بالكف عنه و نادى أن لا يقتل أسير من القوم. و كانت هذيل بعثت رجلا يقال له ابن الأكوع أيام الفتح عينا على النبي صلی الله علیه و آله وسلم حتى علم علمه فجاء إلى هذيل بخبره فأسر يوم حنين فمر به عمر بن الخطاب.
فلما رآه أقبل على رجل من الأنصار و قال عدو الله الذي كان عينا علينا ها هو أسير فاقتله فضرب الأنصاري عنقه و بلغ ذلك النبي صلی الله علیه و آله وسلم فكرهه و قال ألم آمركم أن لا تقتلوا أسيرا و قتل بعده جميل بن معمر بن زهير و هو أسير.
فبعث رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم إلى الأنصار و هو مغضب فقال ما حملكم على قتله و قد جاءكم الرسول ألا تقتلوا أسيرا فقالوا إنما قتلنا بقول عمر فأعرض رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم حتى کلمه عمير بن وهب في الصفح عن ذلك. و قسم رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم غنائم حنين في قريش خاصة و أجزل القسم للمؤلفة قلوبهم.
كأبي سفيان بن حرب و عكرمة بن أبي جهل وصفوان بن أمية و
ص: 157
الحارث بن هشام و سهيل بن عمرو و زهير بن أبي أمية و عبد الله بن أبي أمية و معاوية بن أبي سفيان و هشام بن المغيرة و الأقرع بن حابس و عيينة بن حصن في أمثالهم.
5- عنه قيل أنه جعل للأنصار شيئا يسيرا و أعطى الجمهور لمن سميناه فغضب قوم من الأنصار لذلك و بلغ رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم سخطه.
فنادى فيهم فاجتمعوا ثم قال لهم اجلسوا و لا يقعد معكم أحد من غيركم فلما قعدوا جاء النبي صلی الله علیه و آله وسلم يتبعه أمير المؤمنين علیه السلام حتى جلس وسطهم فقال لهم إني سائلكم عن أمر فأجيبوني عنه فقالوا قل يا رسول الله قال ألستم كنتم ضالين فهداكم الله بي فقالوا بلى فلله المنة و لرسوله.
قال ألم تكونوا على شفا حفرة من النار فأنقذكم الله بي قالوا بلى فلله المنة و لرسوله قال ألم تكونوا قليلا فكثركم الله بي قالوا بلى فلله المنة و لرسوله قال ألم تكونوا أعداء فألف الله بين قلوبكم بي قالوا بلى فلله المنة و لرسوله.
ثم سكت النبي صلی الله علیه و آله وسلم هنيهة ثم قال ألا تجيبوني بما عندكم قالوا بم نجيبك فداك آباؤنا وأمهاتنا قد أجبناك بأن لك الفضل والمن والطول علينا قال أم لو شئتم لقلتم و أنت قد كنت جئتنا طريدا فآويناك و جئتنا خائفا فآمناك و جئتنا مكذبا فصدقناك فارتفعت أصواتهم بالبكاء وقام شيوخهم و ساداتهم إليه فقبلوا يديه و رجليه.
ثم قالوا رضينا بالله و عنه وبرسوله و عنه و هذه أموالنا بين يديك فإن شئت فاقسمها على قومك و إنما قال من قال منا على غير وغر صدر و غل في قلب و لكنهم ظنوا سخطا عليهم و تقصيرا تقصيرا بهم و قد استغفروا الله
ص: 158
من ذنوبهم فاستغفر لهم يا رسول الله فقال النبي صلی الله علیه و آله وسلم .
اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار ولأبناء أبناء الأنصار يا معشر الأنصار أما ترضون أن يرجع غيركم بالشاة و النعم و ترجعون أنتم و في سهمكم رسول الله قالوا بلى رضينا فقال النبي صلی الله علیه و آله وسلم الأنصار كرشي و عيبتي لو سلك الناس واديا وسلكت الأنصار شعبا لسلكت شعب الأنصار اللهم اغفر للأنصار.
و قد كان رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم أعطى العباس بن مرداس أربعا من الإبل يومئذ فسخطها وأنشأ يقول:
أتجعل نهبي و نهب العبيد***بين عيينة و الأقرع
فما كان حصن و لا حابس***يفوقان شيخي في المجمع
و ما كنت دون امرئ منهما***و من تضع اليوم لا يرفع
فبلغ النبي صلی الله علیه و آله وسلم قوله فاستحضره و قال له أنت القائل:
أتجعل نهبي ونهب العبيد***بين الأقرع و عيينة
فقال له أبو بكر بأبي أنت و أمي لست بشاعر قال و كيف قال قال بين عيينة و الأقرع فقال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم لأمير المؤمنين علیه السلام قم يا علي إليه فاقطع لسانه قال فقال العباس بن مرداس فو الله لهذه الكلمة كانت أشد علي من يوم ختعم حين أتونا في ديارنا فأخذ بيدي علي بن أبي طالب علیه السلام فانطلق بي و لو أرى أن أحدا يخلصني منه لدعوته.
فقلت يا علي إنك لقاطع لساني قال إني لممض فيك ما أمرت قال ثم مضى بي فقلت يا علي إنك لقاطع لساني قال إني لممض فيك ما أمرت قال فما زال بي حتى أدخلني الحظائر فقال لي اعتد ما بين أربع إلى مائة قال فقلت بأبي أنت وأمي ما أكرمكم وأحلمكم و أعلمكم قال فقال إن رسول
ص: 159
الله صلی الله علیه و آله وسلم أعطال كل أربعا وجعلك مع المهاجرين فإن شئت فخذها و إن شئت فخذ المائة و كن مع أهل المائة قال قلت أشر علي قال فإني آمرك أن تأخذ ما أعطاك و ترضى و ترضى قلت فإني أفعل.
6- عنه لما قسم رسول الله لا غنائم حنين أقبل رجل طوال أدم أجناً بين عينيه أثر السجود فسلم و لم يخص النبي صلی الله علیه و آله وسلم ثم قال قد رأيتك و ما صنعت في هذه الغنائم قال وكيف رأيت قال لم أرك عدلت فغضب رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم.
و قال ويلك إذا لم يكن العدل عندي فعند من يكون فقال المسلمون ألا نقتله فقال دعوه سيكون له أتباع يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية يقتلهم الله على يد أحب الخلق إليه من بعدي.
فقتله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام فيمن قتل يوم النهروان من الخوارج.
7- قال الطبرسي و من مقاماته في غزوة حنين أن المسلمين انهزموا بأجمعهم فلم يبق مع النبي إلا عشرة أنفس تسعة من بني هاشم خاصة و عاشرهم أيمن ابن أم أيمن فقتل أيمن و ثبت التسعة الهاشميون حتى ثاب إلى رسول الله من كان انهزم و كانت الكرة لهم على المشركين و ذلك قوله تعالى «ثُمَّ أَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ».
يعني عليا علیه السلام و من ثبت معه من بني هاشم و هم ثمانية العباس بن عبد المطلب عن يمين رسول الله و الفضل بن عباس عن يساره و أبو سفيان بن الحارث يمسك بسرجه عند نفر بغلته و أمير المؤمنين علیه السلام بين يديه بالسيف و نوفل بن الحارث و ربيعة بن الحارث و عبد الله بن الزبير بن عبد المطلب و معتب و عتبة ابنا أبي لهب حوله و لما رأى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم هزيمة
ص: 160
القوم عنه.
قال للعباس و كان جهوريا صيتا ناد في القوم و ذكرهم العهد فنادى العباس بأعلى صوته يا أهل بيعة الشجرة يا أصحاب سورة البقرة إلى أين تفرون اذكروا العهد الذي عاهدكم عليه رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فلم يسمعها أحد بنفسه الأرض و انحدروا حتى لحقوا بالعدو و أقبل رجل من بني
هوازن على جمل له أحمر بيده راية سوداء و هو يرتجز.
أنا أبو جرول لا براح***حتى نبيح القوم أو نباح
فصعد إليه أمير المؤمنين فضرب عجز بعيره فصرعه ثم ضربه فقطره و كانت الهزيمة بقتل أبي جرول و لما قتله وضع المسلمون سيوفهم فيهم و أمير المؤمنين علیه السلام يقدمهم حتى قتل أربعين رجلا من القوم ثم كانت الهزيمة و الأسر حينئذ.
و لما قسم رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم غنائم حنين أقبل رجل طوال أدم بين عينيه أثر السجود فسلم و لم يخص النبي الله ثم قال قد رأيتك و م-ا صنعت في هذه الغنائم فقال وكيف رأيت قال لم أرك عدلت فغضب رسول صلی الله علیه و آله وسلم و قال ويلك إذا لم يكن العدل عندي فعند من يكون.
فقال المسلمون ألا تقتله قال دعوه فإنه سيكون له أتباع يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية يقتلهم الله على يد أحب الخلق إليه من بعدي فقتلهم أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه فيمن قتل من الخوارج.
8- ابن شهر آشوب قال: لما أمر النبي صلی الله علیه و آله وسلم العتاب بن أسيد على مكة فات الحج من فساد هوازن في وادي حنين فخرج علیه السلام في ألفين من مكة و عشرة آلاف كانوا معه و كان النبي صلی الله علیه و آله وسلم استعار من صفوان بن أمية
ص: 161
مائة درع و هو رئيس جشم فعانهم أبو بكر لعجبه بهم فقال لن نغلب اليوم عن قلة.
فنزلت «وَ يَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ» الآية و أقبل مالك بن عوف النضري فيمن معه من قبائل قيس و ثقیف و سمع عبد الله بن أبي حدرد عين رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ابن عوف يقول يا معشر هوازن إنكم أحد العرب و أعدهم و إن هذا الرجل لم يلق قوما يصدقونه القتال فإذا لقيتموه فاكسروا جفون سيوفكم و احملوا عليه حملة رجل واحد.
9- عنه قال الصادق علیه السلام كان مع هوازن دريد بن الصمة خرجوا به - شيخا كبيرا يتيمنون به فلما نزلوا بأوطاس قال نعم مجال الخيل لا حزن ضرس و لا سهل دهس ما لي أسمع روغاء البعير ونهاق الحمير و بكاء الصغير و ثغاة الشاة و خوار البقر فقال لابن عوف في ذلك فقال أردت أن أجعل خلف كل رجل أهله وماله فيقاتل عنهم.
قال ويحك لم تصنع شيئا قدمت بيضة هوازن في نحور الخيل و هل يرد وجه المنهزم شيء أنها إن كانت لك لم ينفعك إلا رجل بسيفه و رمحه و إن كانت عليك فضحت في أهلك و مالك ثم قال حرب عوان يا ليتني فيها جذع أخب فيها و أضع قال إنك كبرت و ذهب علمك.
10- عنه قال جابر كان القوم قد كمنوا في شعاب الوادي ومضائقه فما راعنا إلا كتائب الرجال فانهزم من وراءهم بنو سليم و كانوا على المقدمة و انهزم من وراءهم و بقي علي و معه الراية فقال مالك بن عوف أروني محمدا فأروه فحمل عليه فلقيه أيمن بن عبيدة و هو ابن أم أيمن فالتقيا فقتله مالك قال الشاعر.
وثوى أيمن الأمين من القوم***شهيدا فاعتاض قرة عين
ص: 162
11- عنه فقال النبي صلی الله علیه و آله وسلم للعباس و كان جهوريا ناد في القوم و ذكرهم العهد يعنى قوله «وَ لَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللهَ مِنْ قَبْلُ» فنادى يا أهل
بيعة الشجرة إلى أين تفرون اذكروا العهد و القوم على وجوههم و أول ليلة من شوال قال فنظر النبي صلی الله علیه و آله وسلم إلى الناس ببعض وجهه في الظلماء
فأضاء كأنه القمر ليلة البدر و كان علي بين الشعبين حتى لم يبق فيها مقتول و عاونه بعض الأنصار.
فقام النبي صلی الله علیه و آله وسلم في ركاب سرجه حتى أشرف عليهم و قال الآن الوطيس أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب.
و ما زال المسلمون يقتلون المشركين و يأسرون منهم حتى ارتفع النهار فأمر النبي صلی الله علیه و آله وسلم بالكف .
12- عنه عن الصادق علیه السلام سی رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم يوم حنين أربعة آلاف رأس و اثني عشر ألف ناقة سوى ما لا يعلم من الغنائم. قال الزهري ستة آلاف من الذراري و النساء و من البهائم ما لا يحصى و لا يدرى.
13- الكليني عن حميد بن زياد عن عبيد الله بن أحمد الدهقان عن علي بن الحسن الطاطري عن محمد بن زياد بياع السابري عن عجلان أبي صالح قال سمعت أبا عبد الله علیه السلام يقول قتل علي بن أبي طالب علیه السلام بيده يوم حنين أربعين.
14- قال ابن هشام قال ابن إسحاق حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن عبدالرحمن بن جابر عن أبيه جابر بن عبدالله قال لما استقبلنا وادي حنين انحدرنا في واد من أودية تهامة أجوف حطوط إنما نتحدر فيه انحدارا قال وفي عماية الصبح وكان القوم قد سبقونا إلى الوادي فكمنوا لنا في شعابه وأحنائه ومضايقه وقد أجمعوا وتهيئوا وأعدوا فوالله ما راعنا ونحن منحطون
ص: 163
إلا الكتائب قد شدوا علينا شدة رجل واحد وانشمر الناس راجعين لا يلوي أحد على أحد.
وانحاز رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ذات اليمين ثم قال أين أيها الناس هلموا إلى أنا رسول الله أنا محمد بن عبد الله قال فلا شيء حملت الإبل بعضها على بعض فانطلق الناس إلا أنه قد بقي مع رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم نفر من المهاجرين والأنصار وأهل بيته.
وفيمن ثبت معه من المهاجرين أبو بكر وعمر ومن أهل بيته علي بن أبي طالب والعباس بن عبد المطلب وأبو سفيان بن الحارث وابنه والفضل بن العباس وربيعة بن الحارث وأسامة بن زيد وأيمن بن عبيد قتل يومئذ.
15- عنه قال ابن اسحاق وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن عبد الرحمن بن جابر عن أبيه جابر بن عبدالله قال بينا ذلك الرجل من هوازن صاحب الراية على جمله يصنع ما يصنع إذ هوى له علي بن أبي طالب رضوان الله عليه ورجل من الأنصار يريدانه.
قال فيأتيه على بن أبي طالب من خلفه فضرب عرقوبي الجمل فوقع على عجزه ووثب الأنصاري على الرجل فضربه ضربة اطن قدمه بنصف ساقه فانجعف عن رحله قال واجتلد الناس فوالله ما رجعت راجعة الناس من هزيمتهم حتى وجدوا الأسارى مكتفين عند رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم.
16- عنه قال ابن اسحاق وحدثني أبو وجزة يزيد بن عبيد السعدي: أن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم أعطى علي بن أبي طالب علیه السلام جارية يقال لها ريطة بنت هلال بن حيان بن عميرة بن هلال بن ناصرة بن قصية بن نصر ابن سعد بن بكر وأعطى عثمان بن عفان جارية يقال لها زينب بنت حيان بن عمرو
بن حيان وأعطى عمر بن الخطاب جارية فوهبها لعبد الله بن عمر ابنه.
ص: 164
17- قال الطبري: حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة عن عبدالرحمن بن جابر عن أبيه قال لما استقبلنا وادي حنين انحدرنا في واد من أودية تهامة أجوف حطوط إنما ننحدر فيه انحدارا قال وفي عماية الصبح وكان القوم قد سبقوا إلى الوادي فكمنوا لنا في شعابه وأحنائه ومضايقه قد أجمعوا وتهيؤوا وأعدوا.
فوالله ما راعنا ونحن منحطون إلا الكتائب قد شدت علينا شدة رجل واحد وانهزم الناس أجمعون فانشمروا لا يلوي أحد على أحد وانحاز رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ذات اليمين ثم قال أين أيها الناس هلم إلي أنا رسول الله أنا محمد بن عبد الله قال فلا شيء احتملت الإبل بعضها بعضا.
فانطلق الناس إلا أنه قد بقى مع رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم نفر من المهاجرين والأنصار وأهل بيته وممن ثبت معه من المهاجرين أبو بكر وعمر ومن أهل بيته علي بن أبي طالب والعباس بن عبدالمطلب وابنه الفضل وأبو سفيان بن الحارث وربيعة بن الحارث وأيمن بن عبيد وهو أيمن بن أم أيمن وأسامة بن زيد بن حارثة.
قال ورجل من هوازن على جمل له أحمر بيده راية سوداء في رأس رح طويل أمام الناس وهوازن خلفه إذا أدرك طعن برمحه وإذا فاته الناس رفع رمحه لمن وراءه فاتبعوه ولما انهزم الناس ورأى من كان مع رسول الله صلی الله علیه و آله وسلممن جفاة أهل مكة الهزيمة تكلم رجال منهم بما في أنفسهم من الضغن.
فقال أبو سفيان بن حرب لا تنتهي هزيمتهم دون البحر والأزلام معه في كنانته وصرخ كلدة بن الحنبل وهو مع أخيه صفوان بن أمية بن خلف وكان أخاه لأمه وصفوان يومئذ مشرك في المدة التي جعل له رسول الله
ص: 165
فقال ألا بطل السحر اليوم فقال له صفوان اسكت فض الله فاك.
فوالله لأن يربني رجل من قريش أحب إلي من أن يربني رجل من هوازن وقال شيبة بن عثمان بن أبي طلحة أخو بني عبدالدار اليوم أدرك ثأري وكان أبوه قتل يوم أحد اليوم أقتل محمدا قال فأردت رسول الله لأقتله فأقبل شيء حتى تغشى فؤادي فلم أطق ذلك وعلمت أنه قد منع مني.
18- عنه حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن عاصم بن عمر بن بن عمر بن قتادة عن عبدالرحمن بن جابر عن أبيه جابر بن عبدالله قال بينا ذلك الرجل من هوازن صاحب الراية على جمله يصنع ما يصنع إذ هوى له علي بن أبي طالب ورجل من الأنصار يريدانه فيأتيه علي من خلفه فيضرب عرقوبي الجمل. فوقع على عجزه ووثب الأنصاري على الرجل فضربه ضربة أطن قدمه بنصف ساقه فانجعف عن رحله قال واجتلد الناس فوالله ما رجعت راجعة الناس من هزيمتهم حتى وجدوا الأسارى مكتفين وقد التفت رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم إلى أبي سفيان بن الحارث بن عبدالمطلب.
وكان ممن صبر يومئذ مع رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم وكان حسن الإسلام حين أسلم وهو آخذ بثفر بغلته فقال من هذا قال ابن أمك يا رسول الله. 19- قال ابن الاثير غزوة حنين كانت في شوال و سببها أنه لما سمعت هوازن بما فتح الله على رسوله من مكة جمعها مالك بن عوف النضري من بنى نضر بن معاوية بن بكر، و كانوا مشفقين من أن يغزوهم رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم بعد فتح مكه و قالوا لا مانع له من غزونا و الرأي أن نغزوه قبل أن يغزونا.
ص: 166
و اجتمع إليه ثقيف يقودها قارب ب-ن الأس-ود ب-ن مس-ع-ود س-ي-د الأحلاف، و ذو الخمار سبيع بن الحارث و أخوه الأحمر بن الحارث سيد بني مالك، و لم يحضرها من قيس عيلان إلا نصر و جشم و سعد بن بكر و ناس من بنى هلال و لم يحضرها كعب و لاكلاب و فى جشم دريد بن الصمة شيخ كبير ليس فيه شيء إلا التيمن برأيه و كان شيخاً مجربا.
فلما أجمع مالك بن عوف المسير الى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم. حط مع الناس أموالهم ونساءهم، فلما نزلوا أوطاس جمع الناس، و فيهم دريد بن الصمة فقال دريد بأي واد أنتم؟ فقالوا بأوطاس. قال: نعم مجال الخيل لا حزن ضرس ولا سهل دهس ما لي أسمع رغاء البعير و نهاق الحمير، و يعار الشاء وبكاء الصغير ؟ قالوا ساق مالك مع الناس ذلك.
فقال: يا مالك إنّ هذا يوم له ما بعده ما حملك على ما صنعت؟ قال: سقتهم مع الناس ليقاتل كل إنسان عن حريمه و ماله. قال دريد: راع-ي ضأن و الله هل يردّ المنهزم شيء ؟ انها إن كانت لك لم ينفعك إلا رجل بسيفه و رمحه، و إن كانت عليك فضحت في أهلك و مالك. وقال: ما فعلت کعب و کلاب؟
قالوا: لم يشهدها أحد منهم. قال: غاب الجد و الحد، لو كان يوم علاء و رفعة لم تغب عنه كعب ولا كلاب و وددت أنكم فعلتم ما فعلا ثم قال: يا مالك ارفع من معك إلى عليا بلادهم ثم الق الصبء على الخيل، فإن كانت لك لحق بك من وراءك و إن كانت عليك كنت قد أحرزت أهلك و مالك:
قال مالك: و الله لا أفعل ذلك إنك قد كبرت و كبر علمك و الله لتطيعنّني يا معشر هوازن أو لاتكين على هذا السيف حتى يخرج من
ص: 167
ظهرى و كره أن يكون لدريد فيها ذكر.
فقال درید: هذا يوم لم أشهده و لم يفتني. ثم قال مالك: أيها الناس إذا رأيتم القوم فاكسروا جفون سيوفكم و شدّوا عليهم شدّة رجل واحد.
و بعث مالك عيونه ليأتوه بالخبر، فرجعوا إليه و قد تفرقت أوصالهم، فقال: ما شأنكم؟ قالوا رأينا رجالا بيضا على خيل بلق، فوالله ما تماسكنا أن حل بنا ماترى، فلم ينهه ذلك عن وجهه أن مضى على ما يريد.
20- عنه لما يلغ رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم خبر هوازن أجمع المسير إليهم، و والعلم بلغه أن عند صفوان بن أميه أدراعاً و سلاحاً، فارسل إليه رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ، و هو يومئذ مشرك : أعرنا سلاحك نلق فيه عدونا فقال له صفوان أغصباً يا محمد؟ فقال: بل عارية مضمونة نؤديها إليك.
قال: ليس بهذا ،بأس، فأعطاه مائة درع بما يصلحها من السلاح. ثم سار النبي صلی الله علیه و آله وسلم، ومعه ألفان من مسلمة الفتح مع عشرة آلاف من
أصحابه، فكانوا أثنى عشر ألفاً.
فلما رأى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ، كثرة من معه قال: لن نغلب اليوم من قلة و ذلك قوله تعالى: «وَ يَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً»: وقيل : إنما قالها رجل من بكر.
و استعمل رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم على من بمكة عتاب بن أسيد قال جابر: فلما استقبلنا وادي حنين انحدرنا في واد أجوف حطوط، إنما ننحدر فيه انحداراً في عماية الصبح و كان القوم قد سبقونا إلى الوادي فكمنوا لنا في شعابه و مضايقه قد تهيأوا و أعدّوا فوالله ما راعنا و نحن منحطون إلاّ الكتائب قد شدّت علينا شدة رجل واحد.
فانهزم الناس اجمعون لايلوى أحد على أحد، وانحاز رسول
ص: 168
الله صلی الله علیه و آله وسلم ذات اليمين ثم قال: أيها الناس هلموا إلى أنا رسول الله، أنا محمد ابن عبدالله، قاله ثلاثا ثم احتملت الإبل بعضها بعضا، إلا أنه قد بقي مع النبي صلی الله علیه و آله وسلم نفر من المهاجرين والأنصار و أهل بيته منهم.
أبو بكر و عمر و علي و العباس و ابنه الفضل و أبو سفيان بن الحارث و ربيعة بن الحارث و أيمن ابن أم أيمن وأسامة بن زيد قال : وكان رجل من هوازن على جمل أحمر بيده راية سوداء أمام الناس، فإذا أدرك رجلا طعنه ثم رفع رايته لمن وراءه فاتبعوه، فحمل عليه علي فقتله.
و لما انهزم الناس تكلّم رجال من أهل مكة بما في أنفسهم من الضعن فقال أبو سفيان بن حرب لاتنتهي هزيمتهم دون البحر و الأزلام معه. و قال كلدة بن الحنبل، و هو أخو صفوان بن أمية لأمه، و كان صفوان ابن أمية يومئذ مشركاً: الآن بطل السحر.
فقال له صفوان: اسكت فض الله فاك، فوالله لأن يربني رجل من قريش أحب إلي من أن يربني رجل من هوازن، و قال شيبة بن عثمان: اليوم أدرك ثاري من محمد ، و كان أبوه قتل بأحد قال فأدرت به لاقتله فأقبل شيء حتى تغشي فؤادي فلم أطبق ذلك.
المنابع:
(1) الارشاد: 64 ، (2) اعلام الوری 199 .
(3) مناقب ابن شهر آشوب 146/1 - 406،
(4) الكافي : 376/8 (5) سيرة ابن هشام: 85/4 - 86 - 132.
(6) تاريخ الطبري: 74/3 - 76 (7) كامل التواريخ : 261/2
ص: 169
1- قال الشيخ المفيد: و لما فض الله تعالى جمع المشركين بحنين تفرقوا فرقتين فأخذت الأعراب و من تبعهم إلى أوطاس و أخذت ثقيف و من تبعها إلى الطائف فبعث النبي صلی الله علیه و آله وسلم أبا عامر الأشعري إلى أوطاس في جماعة منهم أبو موسى الأشعري.
و بعث أبا سفيان صخر بن حرب إلى الطائف. فأما أبو عامر فإنه تقدم بالراية و قاتل حتى قتل فقال المسلمون لأبي موسى أنت ابن عم الأمير و قد قتل فخذ الراية حتى نقاتل دونها فأخذها أبو موسى فقاتل المسلمون حتى فتح الله عليهم.
و أما أبو سفيان فإنه لقيته ثقيف فضربوه على وجهه فانهزم و رجع إلى النبي صلی الله علیه و آله وسلم فقال بعثتني مع قوم لا يرقع بهم الدلاء من هذيل و
الأعراب فما أغنوا عني شيئا فسكت النبي صلی الله علیه و آله وسلم عنه. ثم سار بنفسه إلى الطائف فحاصرهم أياما و أنفذ أمير المؤمنين الا فى خيل و أمره أن يطأ ما وجد و يكسر كل صنم وجده.
فخرج حتى لقيته خيل خثعم في جمع كثير فبرز له رجل من القوم يقال له شهاب في غبش الصبح فقال هل من مبارز فقال أمير المؤمنين علیه السلام من له فلم يقم أحد فقام إليه أمير المؤمنين علیه السلام فوتب أبو العاص بن الربيع
ص: 170
زوج بنت رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فقال تكفاه أيها الأمير فقال لا و لكن إن قتلت فأنت على الناس فبرز إليه أمير المؤمنين علیه السلام و هو يقول.
إن على كل رئيس حقا***أن يروى الصعدة أو تدقا
ثم ضربه فقتله ومضى في تلك الخيل حتى كسر الأصنام و عاد إلى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم و هو محاصر لأهل الطائف فلما رآه النبي صلی الله علیه و آله وسلم كبر للفتح و أخذ بيده فخلا به و ناجاه طويلا.
2- عنه روي عبد الرحمن بن سيابة و الأجلح جميعا عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله الأنصاري أن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم لما خلا بعلي علیه السلام اليوم الطائف أتاه عمر بن عمر بن الخطاب فقال أتناجيه دوننا و تخلو به دوننا فقال یا ما أنا انتجيته بل الله انتجاه قال فأعرض عمر و هو يقول هذا كما قلت لنا قبل الحديبية «لَتَدْخُلُنَّ المَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللهُ آمِنِينَ» فلم ندخله و صددنا عنه فناداه النبي صلی الله علیه و آله وسلم لم أقل لكم إنكم تدخلونه في ذلك العام.
ثم خرج من حصن الطائف نافع بن غيلان بن معتب في خيل من ثقيف فلقيه أمير المؤمنين علیه السلام ببطن وج فقتله وانهزم المشركون و لحق القوم الرعب فنزل منهم جماعة إلى النبي صلی الله علیه و آله وسلم فأسلموا و كان حصار النبي صلی الله علیه و آله وسلم الطائف بضعة عشر يوما.
3- عنه في هذه الغزاة أيضا مما خص الله تعالى فيها أمير المؤمنين علیه السلام بما انفرد به من كافة الناس وكان الفتح فيها على يده و قتل من قتل من خثعم به دون سواه و حصل له من المناجاة التي أضافها رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم إلى الله عز اسمه ما ظهر به من فضله و خصوصيته من الله تعالى بما بان به من كافة الخلق وكان من عدوه فيها ما دل على باطنه و كشف الله تعالى به عن حقيقة سره و ضميره و في ذلك عبرة لأولي الألباب.
ص: 171
4- قال الطبرسي: من يوم الطائف أن النبي أمره أن يطأ ما وجد و يكسر كل صنم وجده فخرج فلقيه خيل من خثعم في جمع كثير فبرز له رجل من القوم يقال له شهاب في غبش من الصبح فقال هل من مبارز فقتله أمير المؤمنين علیه السلام و مضى في تلك الخيل حتى كسر الأصنام عاد إلى رسول الله لا و هو محاصر أهل الطائف فلما رآه رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم كبر للفتح و أخذ بيده فخلا به و ناجاه طويلا.
ثم خرج من حصن الطائف نافع بن غيلان في خيل من ثقيف فقتله أمير المؤمنين علیه السلام و انهزم المشركون و لحق القوم الرعب فنزل منهم جماعة إلى النبي صلی الله علیه و آله وسلم فأسلموا.
5- روى المفيد عن محمد بن عيسى بن عبيد عن القاسم بن عروة عن عاصم بن حميد عن معاوية بن عمار عن أبي الزبير عن جابر بن عبد لله قال لما كان يوم الطائف انتجى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم عليا علیه السلام فقال أبو بكر و عمر انتجيته دوننا فقال ما أنا انتجيته بل الله انتجاه.
6- عنه عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن جعفر بن بشير و الحسن بن علي بن فضال عن المثنى بن الوليد الحناط عن منصور بن حازم عن أبي عبد الله علیه السلام قال إن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم انتجي عليا علیه السلام يوم الطائف فقال أصحابه يا رسول الله انتجيت عليا من بيننا و هو أحدثنا سنا فقال ما أنا أناجيه بل الله يناجيه.
7- عنه بهذا الإسناد عن أبي عبد الله علیه السلام قال قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم لأهل الطائف يا أهل الطائف لأبعثن إليكم رجلا كنفسي يفتح الله به الخير سيفه سوطه فيشرف الناس له فلما أصبح دعا عليا علیه السلام فقال اذهب إلى الطائف ثم أمر الله النبي صلی الله علیه و آله وسلم و أن يرحل إليها بعد دخول علي علیه السلام فلما صار
ص: 172
إليها كان علي علیه السلام على رأس الجبل . فقال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ما اثبت فثبت فسمعنا صوتا مثل صرير الزجل فقال يا رسول الله ما هذا فقال إن الله عز و جل يناجي عليا علیه السلام تم الخبر.
8- قال ابن شهر آشوب في حرب أوطاس و خثعم و ثقيف فأخذت الثقيف إلى الطائف و الأعراب إلى أوطاس فبعث النبي صلی الله علیه و آله وسلم أبا عامر الأشعري إلى أوطاس فقاتل حتى قتل فأخذ الراية أبو موسى الأشعري و هو ابن عمه ففتح عليه و بعث أبا سفيان إلى ثقيف فضربوه على وجهه فانهزم و تعلل ثم سار النبي صلی الله علیه و آله وسلم بنفسه إلى الطائف فحاصرهم أياما ثم أنفذ عليها الا في خيل فبرز شهاب بن عبيس.
فقام إليه علي علیه السلام فوتب أبو العاص بن الربيع زوج بنت النبي صلی الله علیه و آله وسلم فقال أنا كفؤه أيها الأمير فقال لا و لكن إن قتلت فأنت على الناس فبرز إليه علي علیه السلام فقتله و مضى حتى كسر الأصنام فلما انصرف إلى النبي صلی الله علیه و آله وسلم ناجاه القصة.
9- عنه قال محمد بن إسحاق كان حاصرهم ثلاثين ليلة فنزل منهم أبو بكرة و المبيعث و فدان في جماعة و أسلموا فلما قدم وفد الطائف قالوا رد علينا رقيقنا الذين أتوك فقال علیه السلام أولئك عتقاء الله.
10- قال في البحار ثم كانت غزوة الطائف سار رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم إلى الطائف في شوال سنة ثمان فحاصرهم بضعة عشر يوما و خرج نافع بن غيلان بن معتب في خيل من ثقيف فلقيه علي علیه السلام في خيله فالتقوا ببطن وج فقتله علي علیه السلام لو انهزم المشركون و نزل من حصن الطائف إلى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم جماعة من أرقائهم منهم أبو بكرة وكان عبدا للحارث بن كلدة و المنبعث و كان اسمه المضطجع.
ص: 173
فسماه رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم المنبعث و وردان و كان عبدا لعبد الله بن ربیعة فأسلموا فلما قدم وفد الطائف على رسول الله فأسلموا قالوا يا رسول الله رد علينا رقيقنا الذين أتوك فقال لا أولئك عتقاء الله.
و ذكر الواقدي عن شيوخه قال شاور رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم أصحابه في حصن الطائف فقال له سلمان الفارسي يا رسول الله أرى أن تنصب المنجنيق على حصنهم فأمر رسول الله الله فعمل منجنيق و يقال قدم بالمنجنيق يزيد بن زمعة و دبابتين و يقال خالد بن سعيد فأرسل عليهم ثقيف سكك الحديد محماة بالنار فأحرقت الدبابة.
فأمر رسول الله بقطع أعنابهم و تحريقها فنادى سفيان ب-ن ع-ب-د الثقفي لم تقطع أموالنا إما أن تأخذها إن ظهرت علينا و إما أن تدعها الله و الرحم فقال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فإني أدعها الله و الرحم فتركها.
و أنفذ رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم عليا في خيل عند محاصرته أهل الطائف و أمر أن يكسر كل صنم وجده فخرج فلقيته جمع كثير من خثعم فبرز له رجل من القوم و قال هل من مبارز فلم يقم أحد فقام إليه علي علیه السلام فوتب أبو العاص بن الربيع زوج بنت النبي صلی الله علیه و آله وسلم فقال تكفاه أيها الأمير فقال لا و لكن إن قتلت فأنت على الناس فبرز إليه علي علیه السلام و هو يقول:
إن على كل رئيس حقا***أن تروي الصعدة أو تندقا
ثم ضربه فقتله ومضى حتى كسر الأصنام و انصرف إلى رسول الله والله و هو بعد محاصر لأهل الطائف ينتظره فلما رآه كبر و أخذ بيده و خلابه
11- عنه روى جابر بن عبد الله قال لما خلا رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم بعلي ابن أبي طالب الا طالب علیه السلام يوم الطائف أتاه عمر بن الخطاب فقال أتناجيه دوننا و
ص: 174
تخلو به دوننا فقال يا عمر ما أنا انتجيته بل الله انتجاه قال فأ فأعرض و هو يقول هذا كما قلت لنا يوم الحديبية لَتَدْخُلُنَّ المَسْجِدَ الحَرامَ إِنْ شَاءَ الله آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ فلم ندخله و صددنا عنه فناداه صلی الله علیه و آله وسلم لم أقل لكم إنكم تدخلونه ذلك العام.
قال فلما قدم علي فكأنما كان رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم على وجل فارتحل فنادى سعيد بن عبيد ألا أن الحي مقيم فقال لا أقمت و لا ظعنت فسقط
فانكسر فخذه.
12- عنه عن محمد بن إسحاق قال حاصر رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم أهل الطائف ثلاثين ليلة أو قريبا من ذلك ثم انصرف عنهم و لم يؤذن فيهم فجاءه وفده في شهر رمضان فأسلموا.
المنابع:
(1) الارشاد: 70 - 71،
(2) اعلام الوری 123
(3) الاختصاص 200 ،
(4) مناقب ابن شهر آشوب 147/1،
(5) بحار الانوار: 168/21
ص: 175
1- قال الطبرسي روي عن عمار بن ياسر قال: كنت أنا و علي بن أبي طالب رفيقين في غزوة العشيرة، فقال لي علي علیه السلام هل لك يا أبا اليقظان في هذه الساعة من بني مدلج يعملون في عين لهم ننظر كيف يعملون فأتيناهم فنظرنا إليهم ساعة ثم غشينا النوم فعمدنا إلى صور من النخل في دقعاء من الأرض فنمنا فيه فو الله ما أهبنا إلا رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم بقدمه.
فجلسنا و قد تتربنا من تلك الدقعاء فيومئذ قال لعلي يا أبا تراب - مما عليه من التراب - فقال: ألا أخبركم بأشقى الناس؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: أحيمر ثمود الذي عقر الناقة و الذي يضربك يا علي على هذه و وضع رسول الله يده على رأسه حتى يبل منها هذه و وضع يده على لحيته.
2- البخاري: حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه أن رجلا جاء إلى سهل بن سعد فقال هذا فلان أمير المدينة يدعو عليا عند المنبر، قال فيقول ماذا قال؟ يقول له أبا تراب فضحك و قال و الله ما سماه إلا النبي صلی الله علیه و آله وسلم و ما كان له اسم أحب إليه منه فاستطعمت الحديث سهلا.
فقلت يا أبا عباس كيف؟ قال دخل علي على فاطمة سلام الله علیها ثم خرج فاضطجع في المسجد فقال النبي صلی الله علیه و آله وسلم أين ابن عمك قالت في المسجد
ص: 176
فخرج إليه فوجد رداءه قد سقط عن ظهره و خلص التراب إلى ظهره فجعل يمسح التراب عن ظهره فيقول اجلس يا أبا تراب مرتين.
3- مسند ابن حنبل حدثنا عبدالله حدثني أبي ثنا على بن بحر ثنا عيسى بن يونس ثنا يونس ثنا محمد بن إسحاق حدثني يزيد بن محمد بن خيثم المحاربي عن محمد بن كعب القرظي عن محمد بن خيثم أبي يزيد عن عمار بن ياسر قال:
كنت أنا و علي ابن أبي طالب علیه السلام رفيقين في غزوة ذات العشيرة فلما نزلها رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم و أقام بها رأينا ناسا من بني مدلج يعملون في عين لهم في نخل فقال لي علي علیه السلام يا أبا اليقظان هل لك أن نأتي هؤلاء فننظر كيف يعملون؟ فجئناهم فنظرنا إلى عملهم ساعة.
ثم غشينا النوم، فانطلقت أنا و علي علیه السلام فاضطجعنا في صور من النخل في دقعاء من التراب فنمنا فو الله ما أهبنا إلا رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم يحركنا برجله و قد تتربنا من تلك الدقعاء فيومئذ قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم لعلي: يا أبا تراب!؟ لما یری عليه من التراب، قال ألا أحدثكما بأشق الناس رجلين؟ قلنا: بلى يا رسول الله قال أحمير ثمود الذي عقر الناقة و الذي يضربك يا علي على هذه - يعنى قرنه - حتى تبل منه هذه - يعني لحيته -
4- صحيح مسلم حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز يعني ابن أبي حازم عن أبي حازم عن سهل بن سعد، قال: استعمل على المدينة رجل من آل مروان. قال فدعا سهل بن سعد فأمره أن يشتم عليا. قال فأبى سهل. فقال له: أما إذا أبيت فقل: لعن الله أبا التراب. فقال سهل: ما كان لعلي اسم أحب إليه من أبي تراب و إن كان ليفرح إذا دعي بها. فقال له: أخبرنا عن قصته لم سمي أبا تراب؟
ص: 177
قال: جاء رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم بيت فاطمة. فلم يجد عليا في البيت. فقال «أين ابن عمك؟» فقالت: كان بيني و بينه شيء. فغاضبني عليه فخرج و لم يقل عندي. فقال رسول الله لإنسان «انظر أين هو؟» فجاء فقال: يا رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم هو في المسجد راقد. فجاءه رسول الله لا و هو مضطجع قد سقط رداؤه عن شقه فأصابه تراب فجعل رسول الله يمسحه عنه و يقول «قم أبا التراب! قم أبا التراب!».
5- قال ابن هشام قال ابن إسحاق حدثني يزيد بن محمد بن خيثم المحاربي عن محمد بن كعب القرظي عن محمد بن خيثم أبي يزيد عن عمار ابن ياسر قال: كنت أنا و علي ابن أبي طالب علیه السلام الرفيقين في غزوة العشيرة فلما نزلها رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم و أقام بها، رأينا اناس من بني مدلج يعملون في عين لهم في نخل؛
فقال لي علي بن ابي طالب علیه السلام : يا أبا اليقظان، هل لك أن نأتي هؤلاء القوم، فننظر كيف يعملون؟ قال: قلت إن شئت قال: فجئناهم فنظرنا إلى عملهم ساعة، ثم غشينا النوم. فانطلقت أنا و علي علیه السلام حتى اضطجعنا في صور من النخل في دقعاء من التراب فنمنا، فو الله ما أهبنا إلا رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم يحركنا برجله و قد تتربنا من تلك الدقعاء التي نمنا فيها.
فيومئذ قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم العلي بن أبي طالب ما لك يا أبا تراب!؟ لما يرى عليه من التراب ثم قال ألا أحدثكما بأشق الناس رجلين؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال أحمير ثمود الذي عقر الناقة و الذي يضربك يا علي على هذه - و وضع يده على قرنه - حتى تبل منها هذه و أخذ لحيته.
6- قال الجويني: أخبرني الشيخ عفيف الدين أبو محمد عبدالسلام ابن محمد بن مزروع وغيره إجازة قالوا: أنبأنا الشيخ أبو الحسن علي بن
ص: 178
معالي بن أبي عبد الله الرصافي قال أنبأنا الشيخ أبو محمد عبدالخالق بن هبة بن القاسم بن البندار قراءة عليه و أنا أسمع.
قال أنبأنا الشيخ الاجل الرئيس أمين الحضرة أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين الشيباني بقراءة أبي العلاء الحسن بن أحمد
العطار ببغداد في سنة خمس و عشرين و خمسأة في صفر في مسجده.
قال: أنبأنا الأمين السيد أبو محمد الحسن بن عيسى بن المقتدر بالله قراءة عليه في داره بالحرم الطاهري في ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين و أربعماة قال أنبأنا أبو العباس أحمد بن منصور اليشكري المعروف بالأغر، و كان مؤذناً له: إملاء سنة ست و خمسين و ثلاث مأة، قال: حدثنا الصولي؛ قال: حدثنا أبو علي هشام بن علي العطّار، قال: حدثنا عمر بن عبيد الله التيمي قال: حدثنا حفص بن جميع:
قال: حدثني سماك بن حرب، قال: قلت لجابر: إنّ هؤلاء القوم يدعونني إلى شتم علي قال: و ما عسيت أن تشتم به؟ قال: أكنيه بأبي تراب. قال: فوالله ما كانت لعلي كنية أحب إليه من أبي تراب إن النبي صلی الله علیه و آله وسلم آخى بين الناس و لم يواخ بينه و بين أحد.
فخرج مغضبا حتى أتى كثيباً من الرمل فنام عليه؛ فأتاه النبي صلی الله علیه و آله وسلمفقال: قم یا ابا تراب و جعل ينفض التراب عن ظهره و بردته و يقول: قم
يا أبا تراب أغضبت أن آخيت بين الناس و لم أواخ بينه و بين أحد؟ قال: نعم. فقال: أنت أخي و أنا أخوك.
7- عنه ذكر الطبري: حدثني به محمد بن عبيد المحاربي قال حدثنا عبدالعزيز بن أبي حازم عن عن أبيه قال: قيل لسهل بن سعد: إن أمير المدينة يريد أن يبعث إليك لتسب عليا عند المنبر. قال: كيف أقول ؟ قال : تقول أبا
ص: 179
تراب. فقال والله ما سماه بذلك إلا رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم قال قلت وكيف ذلك يا أبا العباس؟ قال: دخل علي على فاطمة، ثم خرج من عندها فاضطجع في في المسجد قال: فجاءه رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم.
فوجده قد سقط رداؤه عن ظهره وخلص التراب إلى ظهره فجعل يمسح التراب الى ظهره ويقول: اجلس أبا تراب فوالله ما سماه به إلا رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم والله ما كان له اسم أحب إليه منه.
8- قال ابن عبدالبر روی ابن وهب عن حفض بن ميسرة عن عامر بن عبد الله بن الزبير أنه سمع ابنا له يتنقص علياً، فقال: إياك والعودة إلى ذلك، فإن بني مروان شتموه ستين سنة، فلم يرده الله بذلك إلا رفعة، و إن الدين لم يبن شيئاً فهدمته الدنيا و إن الدنيا لم تبن شيئاً إلى عاودت على ما بنت فهمدمته.
المنابع:
(1) اعلام الوری 83 (2) صحيح البخاري: 23/5.
(3) مسند أحمد : 263/4، (4) سيرة ابن هشام 249/2.
(5) فرائد السمطين: 117/1 ، (6) الاستيعاب: 1118/3.
ص: 180
1- قال الطبرسي كانت غزوة علي بن أبي طالب علیه السلام إلى بني عبد بن سعد من أهل فدك و ذلك أنه بلغ رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم أن لهم جمعا يريدون أن يمدوا يهود خيبر.
2- قال الطبري: سرية علي بن أبي طالب علی السلام إلى فدك في شعبان قال وحدثني عبدالله بن جعفر عن يعقوب بن عقبة قال خرج علي بن أبي طالب في مائة رجل إلى فدك إلى حي من بني سعد بن بكر وذلك أنه بلغ رسول الله أن لهم جمعا يريدون أن يمدوا يهود خيبر فسار إليهم الليل وكمن النهار وأصاب عينا فأقر لهم أنه بعث إلى خيبر يعرض عليهم نصرهم على أن يجعلوا لهم ثمر خيبر.
3- قال المقدسي: ثم سرية علي بن أبي طالب علیه السلام إلى فدك فاحتازها، ثم سريه زيد بن حادثة إلى أم قرفة.
قال العطاردي: قد أوردنا أخبار فدك و احتجاج فاطمة الزهراء عليها السلام مع أبى بكر في مسند فاطمة الزهراء و باب ما وقع بين أمير المؤمنين علیه السلام و
اصحاب السقيفة في هذا الكتاب.
المنابع:
(1) اعلام الوری 104 ، (2) تاريخ الطبري: 42/2.
(3) البدء و التاريخ: 222/4.
ص: 181
-1 قال الطبرسي روى الزهري عن عروة بن الزبير و سعيد بن المسيب و غيرهما عن عائشة أنها قالت كان رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم إذا أراد سفرا
الله أقرع بين نسائه فأيهن خرج سهمها خرج بها فأقرع بيننا في غزوة غزاها فخرج فيها سهمي و ذلك بعد ما أنزل الحجاب فخرجت مع رسول الله حتى فرغ من غزوة و قفل و روي أنها كانت غزوة بني المصطلق من خزاعة قالت و دنونا من المدينة فقمت حين أذنوا بالرحيل فمشيت حتى جاوزت الجيش.
فلما قضيت شأني أقبلت إلى الرحل فلمست صدرتي فإذا عقد م-ن جزع ظفار قد انقطع فرجعت فالتمست عقدي فحبسني ابتغاؤه و أقبل الرهط الذي كانوا يرحلونني فحملوا هودجي على بعيري الذي كنت أركب و هم يحسبون أني فيه و كانت النساء إذا ذاك خفافا لم يهبلهن اللحم (و لم يغشهن اللحم) إنما يأكلن العلقة من الطعام فبعثوا الجمل و ساروا و وجدت عقدي و جئت منازلهم وليس بها داع و لا مجيب فسموت منزلي الذي كنت فيه وظننت أن القوم سيفقدوني فيرجعون إلي.
فبينا أنا جالسة إذ غلبتني عيناي فنمت و كان صفوان بن المعطل السلمي قد عرس من وراء الجيش فأصبح عند منزلي فرأى سواد إنسان
ص: 182
نائم فعرفني حين رآني فخمرت وجهي بجلبابي و و الله ما كلمني بكلمة حتى أناخ راحلته فركبتها فانطلق يقود الراحلة حتى أتينا الجيش بعد ما نزلوا موغرين في حر الظهيرة فهلك من هلك في و كان الذي تولى كبره منهم عبد الله بن أبي سلول.
فقدمنا المدينة فاشتكيت حين قدمتها شهرا والناس يفيضون في قول أهل الإفك و لا أشعر بشيء من ذلك و هو يرثيني في وجعي غير أني لا أعرف من رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم اللطف الذي كنت أرى منه حين اشتكى إنما يدخل فيسلم ثم يقول كيف تيكم فذلك يحزنني و لا أشعر بالس-ر ح-تى خرجت بعد ما نقهت و خرجت معي أم مسطح قبل المصانع و هو متبرزنا و لا نخرج إلا ليلا إلى ليل وذلك قبل أن نتخذ الكنف و أمرنا أمر العرب الأول في التنزه.
و كنا نتأذى بالكنف أن نتخذها عند بيوتنا وانطلقت أنا و أم مسطح و أمها بنت ضخرة بن عامر خالة أبي فعثرت أم مسطح في مرطها فقالت تعس مسطح فقلت لها بئس ما قلت أتسبين رجلا قد شهد بدرا فقالت أي بنتاه ألم تسمعي ما قال قلت و ما ذا قال فأخبرتني بقول أهل الإفك فازددت مرضا إلى مرضي فلما رجعت إلى بيتي دخل علي رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم.
ثم قال كيف تيكم قلت تأذن لي أن آتي أبوي قالت و أنا أريد أن أتيقن الخبر من قبله فأذن لي رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فجئت أبوي و قلت لأمي يا أماه ما ذا يتحدث الناس فقالت أي بنية هوني عليك فو الله لقل ما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها و لها ضرائر إلا أكثرن عليها.
قلت سبحان الله أو قد يحدث الناس بهذا قالت نعم فمكثت تلك الليلة
ص: 183
حتى أصبحت لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم ثم أصبحت أبكي و دعا رسول الله أسامة بن زيد و علي بن أبي طالب علیه السلام حين استلبث الوحي يستشيرهما في فراق أهله فأما أسامة فأشار على رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم بالذي علم من براءة أهله و بالذي يعلم في نفسه لهم من الود.
فقال يا رسول الله هم أهلك و لا نعلم إلا خيرا فأما علي بن أبي طالب عليه أفضل الصلوات فقال لم يضيق الله عليك و النساء سواها كثيرة و إن تسأل الجارية تصدقك فدعا رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم بريرة فقال يا بريرة هل رأيت شيئا يريبك من عائشة قالت بريرة و الذي بعثك بالحق إن رأيت عليها أمرا قط أغمضه عليها أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها.
قالت وأنا والله أعلم أني بريئة و ما كنت أظن أن ينزل في شأني وحي يتلى و لكني كنت أرجو أن يرى رسول الله رؤيا يبرئني الله بها فأنزل الله تعالى على نبيه و أخذه ما كان يأخذه من برحاء الوحي حتى أنه لينحدر عنه مثل الجمان من العرق في اليوم الثاني من ثقل القول الذي أنزل عليه.
فلما سرى عن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم قال أبشري يا عائشة أما الله فقد برأك فقالت لي أمي قومي إليه فقلت والله لا أقوم إليه و لا أحمد إلا الله فهو الذي أنزل براءتي فأنزل الله تعالى «إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُ بِالْإِفْكِ» الآيات العشر.
2- قال ابن هشام كان رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه فلما كانت غزوة بني المصطلق اقرع بين نسائه كما كان يصنع فخرج سهمي عليهن معه فخرج بي رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم.
قالت وكان النساء إذ ذاك إنما يأكلن العلق لم يهجهن اللحم فيثقلن
ص: 184
وكنت إذا رحل لي بعيري جلست في هودجي ثم يأتي القوم الذين يرحلون لي ويحملونني فيأخذون بأسفل الهودج فيرفعونه فيضعونه على ظهر البعير فيشدونه بحباله ثم يأخذون برأس البعير فينطلقون به.
قالت فلما فرغ رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم من سفره ذلك وجه قافلا حتى إذا كان قريبا من المدينة فنزل منزلا فبات به بعض الليل ثم أذن في الناس بالرحيل فارتحل الناس وخرجت لبعض حاجتي وفي عنق عقد لي فيه جزع ظفار فلما فرغت انسل من عنق ولا أدري فلما رجعت الى الرحل ذهبت ألتمسه في عنقي فلم أجده وقد أخذ الناس في الرحيل.
فرجعت الى مكاني الذي ذهبت إليه فالتمسته حتى وجدته وج-اء القوم خلافي الذين كان يرحلون لي البعير وقد فرغوا من رحلته فأخذوا الهودج وهم يظنون أني فيه ثم اخذوا برأس البعير فانطلقوا به فرجعت الى العسكر وما فيه من داع ولا مجيب قد انطلق الناس.
قالت فتلفعت بجلبابي ثم اضطجعت في مكاني وعرفت أن لو ق-د افتقدت لرجع إلي قالت فوالله إني لمضطجعة إذ مر بي صفوان بن المعطل السلمي وقد كان تخلف عن العسكر لبعض حاجته فلم بيت مع الناس فرأى سوادى فأقبل حتى وقف علي وقد كان يراني قبل أن يضرب علينا الحجاب.
فلما رآني قال إنا لله وإنا إليه راجعون ظعينة رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم وأنا متلففة في ثيابي قال ما خلفك يرحمك الله قالت فما كلمته ثم قرب البعير فقال اركبي واستأخر عني قالت فركبت وأخذ برأس البعير فانطلق سريعا يطلب الناس فوالله ما ادركنا الناس وما افتقدت حتى أصبحت ونزل الناس فلما أطمأنوا طلع الرجل يقود بي فقال أهل الإفك ما قالوا فارتعج العسكر
ص: 185
ووالله ما أعلم بشيء من
ثم قدمنا المدينة فلم ألبث أن اشتكيت شكوى شديدة ولا يبلغني من ذلك شيء وقد انتهى الحديث إلى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم وإلى أبوي لا يذكرون لي منه قليلا ولا كثيرا إلا أني قد أنكرت من رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم بعض لطفه بي كنت إذا اشتكيت رحمني ولطف بي فلم يفعل ذلك بي في شكواي تلك.
فأنكرت ذلك منه كان إذا دخل علي وعندي أمي تمرضني - قال ابن هشام وهي أم رومان واسمها زينب بنت عبد دهمان احد بني فراس بن غنم بن مالك بن كنانة قال كيف تيكم لا يزيد على ذلك.
3- عنه قال ابن اسحاق قالت حتى وجدت في نفسي فقلت يا رسول الله حين رأيت ما رأيت من جفائه لي لو أذنت لي فانتقلت إلى أمي فمرضتني قال لا عليك قالت فانتقلت الى أمي ولا علم لي بشيء مما كان حتى نقهت من وجعي بعد بضع وعشرين ليلة وكنا قوما عربا لا نتخذ في بيوتنا هذه الكنف التي تتخذها الأعاجم نعافها ونكرهها إنما كنا نذهب في فسح المدينة إنما كانت النساء يخرجن كل ليلة في حوائجهن.
فخرجت ليلة لبعض حاجتي ومعي أم مسطح بنت أبي رهم بن المطلب بن عبد مناف وكانت أمها بنت صخر بن عامر بن كعب ابن تيم خالة أبي بكر، قالت فوالله إنها لتمشي معي إذ عثرت في مرطها فقالت تعس مسطح ومسطح لقب واسمه عوف قالت قلت بئس لعمر الله ما قلت لرجل من المهاجرين قد شهد بدرا.
قالت أو ما بلغك الخبر يا بنت ابي بكر ؟ قالت قلت وما الخبر؟ فأخبرتني بالذي كان من قول أهل الإفك قالت قلت أوقد كان هذا قالت نعم والله فقد كان قالت فوالله ما قدرت علي ان أقضي حاجتي ورجعت
ص: 186
فوالله ما زلت أبكي حت ظننت أن البكاء سيصدع كبدي قالت وقلت لأمي يغفر الله لك تحدث الناس بما تحدثوا به ولا تذكرين لي من ذلك شيئا!
قالت أي بنية خفضي عليك الشأن فوالله لقلما كانت أمرأة حسناء عند رجل يحبها لها ضرائر إلا كثرن وكثر الناس عليها، قالت وقد قام رسول الله في الناس يخطبهم ولا أعلم بذلك فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس ما بال رجال يؤذونني في اهلي ويقولون عليهم غير الحق والله ما علمت منهم إلا خيرا ويقولون ذلك لرجل والله ما علمت منه إلا خيرا وما يدخل بيتا من بيوتي إلا وهو معي.
قالت وكان كبر ذلك عند عبدالله ابن ابي ابن سلول في رجال من الخزرج مع الذي قال مسطح وحمنة بنت جحش وذلك أن أختها زينب مَدَ اللهُ عَلَ بنت جحش كانت عند رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ولم تكن من نسائه امرأة تناصيني في المنزلة عنده غيرها فأما زينب فعصمها الله تعالى بدينها فلم تقل إلا خيرا وأما حمنة بنت جحش فأشاعت من ذلك ما اشاعت تضادني لأختها فشقيت بذلك.
فلما قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم على تلك المقالة قال أسيد بن حضير يا رسول الله إن يكونوا من الأوس نكفكهم وإن يكونوا من إخواننا من الخزرج فمرنا بأمرك فوالله إنهم لأهل أن تضرب أعناقهم قالت فقام سعد بن عبادة، وكان قبل ذلك يرى رجلا صالحا فقال كذبت لعمر الله، لا نضرب أعناقهم.
أما والله ما قلت هذه المقالة إلا أنك قد عرفت أنهم من الخزرج، ولو كانوا من قومك ما قلت هذا فقال :اسيد كذبت لعمر الله ولكنك منافق تجادل من المنافقين؛ قالت وتساور الناس حتى كاد يكون بين هذين الحيين من الأوس والخزرج شرّ ونزل رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم و فدخل علي.
ص: 187
قالت فدعا علي بن ابي طالب رضوان الله عليه وأسامة بن زيد فاستشارهما فأما أسامة فأثني علي خيرا وقاله ثم قال يا رسول الله أهلك ولا نعلم منهم إلا خيرا وهذا الكذب والباطل وأما علي فإنه قال يا رسول الله إن النساء لكثير وإنك لقادر على ان تستخلف وسل الجارية فإنها ستصدقك . فدعا رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم بريرة ليسألها؛
قالت فقام إليها علي بن ابي طالب فضربها ضربا شديدا ويقول اصدقي رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم قالت فتقول والله ما أعلم إلا خيرا وما كنت أعيب على عائشة شيئا إلا أني كنت أعجن عجيني فأمرها أن تحفظه فتنام عنه فتأتي الشاة فتأكله.
قالت ثم دخل علي رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم وعندي أبواي وعندي امرأة من الأنصار وأنا أبكي وهي تبكي معي فجلس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يا عائشة إنه قد كان ما قد بلغك من قول الناس فاتق الله وإن كنت قد قارفت سوءا مما يقول الناس فتوبي الى الله فأن الله يقبل التوبة عن عباده.
قالت: فوالله ما هو إلا أن قال لي ذلك فقلص دمعي حتى ما أحس منه شيئا وانتظرت أبوي أن يجيبا عني رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فلم يتكلما قالت وايم الله لأنا كنت أحقر في نفسي وأصغر شأنا من ان ينزل الله في قرآنا يقرأ به في المساجد ويصلي به ولكني قد كنت أرجوا أن يرى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم في نومه شيئا يكذب به الله عني لما يعلم من براءتي أو يخبر خبرا؛
فأما قرآن ينزل في فوالله لنفسي كانت احقر عندي من ذلك. قالت فلما لم أر أبوي يتكلمان قالت قلت لهما ألا تجيبان رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم قالت فقالا والله ما ندري بماذا نجيبه قالت والله ما أعلم أهل بيت دخل عليهم ما دخل على آل أبي بكر في تلك الأيام قالت فلما أن استعجها علي استعبرت
ص: 188
فبکیت.
ثم قلت والله لا أتوب الى الله مما ذكرت أبدا والله إني لأعلم لئن أقررت بما يقول الناس والله يعلم أني منه بريئة لأقولن ما لم يكن ولئن أنا أنكرت ما يقولون لا تصدقونني. قالت ثم التمست اسم يعقوب فما أذكره فقلت ولكن سأقول كما قال أبو يوسف «فَصَبْرٌ جَمِيلٌ، وَاللهُ الْمُسْتَعَانُ عَلى ما تَصِفُونَ»
قالت فوالله ما برح رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم مجلسه حتى تغشاه الله ما كان يتغشاه فسجي بثوبه ووضعت له وسادة من أدم تحت رأسه فأما أنا حين رأيت من ذلك ما رأيت فوالله ما فزعت ولا باليت قد عرفت أني بريئة وأن الله عز وجل غير ظالمي وأما أبواي فوالذي نفس عائشة بيده ما سري عن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم.
حتى ظننت لتخرجن أنفسهما فرقا من ان يأتي من الله تحقيق ما قال الناس، قالت ثم سري عن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فجلس وإنه ليتحدر منه مثل الجمان في يوم شات فجعل يمسح العرق عن جبينه ويقول أبشري يا عائشة فقد أنزل الله براءتك قالت قلت بحمد الله. ثم خرج الى الناس فخطبهم وتلا عليهم ما أنزل الله عليه من القرآن في ذلك ثم أمر بمسطح بن أثاثة وحسان بن ثابت وحمنة بنت حجش وكانوا ممن افصح بالفاحشة فضربوا حدهم.
4- محمد بن اسماعيل البخارى عن عبد العزيز بن عبدالله حدثنا إبراهيم ابن سعد عن صالح عن ابن شهاب قال حدثني عروة بن الزبير و سعيد بن المسيب و علقمة بن وقاص و عبيد الله بن عبدالله بن عتبة بن مسعود عن عائشة زوج النبي صلی الله علیه و آله وسلم حين قال لها أهل الافك ما قالوا، و كلهم حدثني طائفة حديثها و بعضهم كان أوعى لحديثها من بعض، و اثبت
ص: 189
له افتصاصا و قد وعيت عن كل رجل منهم حديث الذي حدثني عن عائشة، و بعض حديثهم يصدق بعضها، و ان كان بعضهم أوعى له من بعض.
قالوا: قالت عائشة كان رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه فأيهن خرج سهمها خرج بها رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم قالت عائشة فأقرع بيننا في غزوة غزاها فخرج فيها سهمي فخرجت مع رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ما أنزل الحجاب، فكنت أحمل في هودجى و أنزل فيه فسرنا حتى إذا فرغ رسول الله الله من غزوة تلك و قفل.
دنونا من المدينة ،قافلين آذن ليلة بالرحيل، فقمت حين آذنوا بالرحيل فميشت حتى جاوزت الجيش فلما قضيت شأني أقبلت إلى رحلى. فلمست صدرتي فإذا عقد من جزع ظفار قد انقطع فرجعت فالتمست عقدي فحبسني ابتغاؤه.
قالت و أقبل الرهط الذين كانوا يرحلونني فحملوا هودجي فرحلوه على بعيري الذي كنت أركب عليه و هم يحسبون أني فيه و كانت النساء إذا ذاك خفافا لم يهبلهن اللحم إنما يأكلن العلقة من الطعام.
فلم يستنكر للقوم خفة الهودج حين رفعوه و حملوه و كنت جارية حديثة السن. فبعثوا الجمل فساروا و وجدت عقدي بعد ما استمر الجيش فجئت منازلهم و ليس بها منهم داع و لا مجيب فتيممت منزلي الذي كنت به و ظننت أنهم سيفقدوني فيرجعون إلي فبينا أنا جالسة إذ غلبتني عيناي فنمت و كان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني من وراء الجيش.
فأصبح عند منزلي فرأى سواد إنسان نائم فعرفني حين رآني و كان رآنى قبل الحجاب فاستيقظت باسترجاعه حين عرفنى فخمرت وجهي
ص: 190
بجلبابي و و الله ما تكلمنا بكلمة غير استرجاعه و هوى حتى أناخ راحلته فوطئ على يدها.
فقمت إليها فركبتها، فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش موغرين في نحر الظهيرة و هم نزول قالت فهلك من هلك، وكان الذي تولى كبر الافك عبد الله بن أبي سلول قال عروة أخبرت أنه كان يشاع و يتحدث به عنده فیقره و یستمعه و بستوشیه.
و قال عروة أيضاً لم يسم من أهل الافك أيضاً إلا حسان بن ثابت و مسطح بن اثاثة و حمنة بنت جحش فى ناس آخرين، لا علم لى بهم، غير أنهم عصبة كما قال الله تعالى: وَ إِنَّ كُبَرَ ذلك، يقال عبدالله بن أبى ابن سلول قال عروة كانت عائشة تكره أن يسب عندها حسان، تقول إنه الذي قال:
فإن أبى و والده و عرضی***لعرض محمد منكم وقاه
قالت عائشة فقدمنا المدينة فاشتكيت حين قدمت شهرا، و الناس يفيضون في قول أصحاب الإفك و لا أشعر بشيء من ذلك و هو يريبني في وجعي غير أني لا أعرف من رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم اللطف الذي كنت أرى منه حين اشتكى إنما يدخل فيسلم ثم يقول كيف تيكم.
فذلك يريبني و لا أشعر بالشر حتى خرجت بعد ما نقهت و خرجت مع أم مسطح قبل المصانع و كان متبرزنا و كنا لا نخرج إلا ليلا إلى ليل، و ذلك قبل أن نتخذ الكنف قريباً من بيوتنا قالت وأمرنا أمر العرب الأول في الترية قبل الغائط و كنا نتأذى بالكنف أن نتخذها عند بيوتنا.
قالت فانطلقت أنا و أم مسطح و هى أبنة أبى رهم بن المطلب بن عبد مناف، و أمها بنت صخر بن عامر خالة أبي بكر و ابنها مسطح بن أثاثة بن عباد بن المطلب، فأقبلت أنا و ام مسطح، قبل بيتى حين فرغنا من شأننا
ص: 191
فعثرت أم مسطح في مرطها فقالت تعس مسطح.
فقلت لها بئس ما قلت أتسبين رجلا شهد بدرا! فقالت أى هنتاه و لم تسمعي ما قال قلت و ما قال فأخبرتني بقول أهل الإفك، قالت فازددت مرضا إلى مرضي فلما رجعت إلى بيتي دخل علي رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم. فسلم ثم قال كيف تيكم، فقلت له أتأذن لي أن آتي أبوي قالت و أريد أن أستيقن الخبر من قبلهما قالت فأذن لي رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم.
فقلت لأمي يا أمتاه ما ذا يتحدث الناس فقالت يا بنية هوني عليك فو الله لقلما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها و لها ضرائر إلا أكثرن عليها قالت سبحان الله أو لقد يحدث الناس بهذا قالت فبكبت تلك الليلة حتى أصبحت لا يرقأ لي دمع و لا أكتحل بنوم ثم أصبحت أبكي و دعا رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم علي بن أبي طالب علیه السلام و اسامة بن زيد، حين استلبث الوحي يستشيرهما في فراق أهله.
فأما أسامة فأشار على رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم بالذي يعلم من براءة أهله بالذي يعلم في نفسه، فقال أسامة أهلك و لا نعلم إلا خيراً. و أما علي علیه السلام فقال يا رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم لم يضيق الله عليك و النساء سواها كثير و سل الجارية تصدقك قالت فدعا رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم بريرة فقال اى بريرة هل رأيت شيئا يريبك؟
قالت له بريرة و الذي بعثك بالحق ما رأيت عليها أمرا قط أغمضه غير انها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها حتى تأتي الداجن فتأكله، قالت فقام رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم من يومه فاستعذر من عبدالله بن أبي و هو على المنبر.
فقال يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل قد بلغني عنه أذاه في
ص: 192
أهلي فوالله ما علمت على أهلي إلا خيرا، و لقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلا خيرا و ما كان يدخل على أهلي إلا معي قالت فقام سعد بن معاذ أخو بنى عبد الاشهل فقال يا رسول الله أعذرك فإن كان من الأوس ضربت عنقه، و إن كان من إخواننا من الخزرج، أمرتنا فعلناه أمرك.
قالت: فقام رجل من الخزرج، و كانت أم حسان بنت عمه من فخذه و هو سعد بن عبادة و هو سيد الخزرج قالت وكان قبل ذلك رجلا صالحا، و لكن أحتملته الحمية، فقال لسعد كذبت لعمر الله لا تقدر على قتله ، من رهطك ما أجببت أن يقتل فقام أسيد بن حضير و هو ابن عم سعد.
فقال لسعد بن عبادة كذبت لعمر الله لنقتلنه فإنك منافق تجادل عن المنافقين، قالت فئار الحيان الأوس والخزرج حتى هموا أن يقتتلوا، و رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم قائم على المنبر، قالت فلم يزل رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم يخفضهم حتى سكتوا و سكت قالت فبكيت يومي ذلك كله لا يرقأ لي دمع و
لا اكتحل بنوم.
قالت و اصبح أبواى عندى و قد بكيت ليلتين و يوماً لا يرقا لى دمع و لا اكتحل بنوم حتى انى لاظن أن البكاء فالق كبدي، فبينا أبواى جالسان عندي و أنا أبكي فاستأذن على أمرأة من الانصار فأذنت لها، فجلست تبكى معى قالت فبينا نحن على ذلك دخل علينا رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم علينا
فسلم ثم جلس.
قالت و لم يجلس عندي منذ قيل في ما قيل و لقد لبث شهرا لا يوحي إليه في شأني بشيء، قالت فتشهد رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم الحسين ،جلس ، ثم قال: أما بعد يا عائشة إنه بلغني عنك كذا وكذا فإن كنت بريئة فسيبرئك الله تعالى و
ص: 193
إن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله و توبي إليه، فإن العبد إذا اعترف.
ثم تاب تاب الله عليه قالت فما قضى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم مقالته، فاض دمعي حتى ما أحس منه قطرة، فقلت لأبي أجب عني رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فقال فيما قال فقال أبى و الله ما أدرى ما أقول لرسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فقلت لأمي أجنبي رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فيما قال قالت أمي و الله ما أدري ما أقول لرسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ، فقلت و أنا جارية حديثة السن لا أقرأ من القرآن كثيرا.
إني والله لقد علمت لقد سمعتم هذا الحديث حتى استقر في أنفسكم و صدقتم به فلئن قلت لكم إني بريئة لا تصدقوني و لئن اعترفت لكم بأمر و الله يعلم أني بريئة لتصدقوني فوالله لا أجد لي و لكم مثلا إلا أبا يوسف حين قال: «فَصَبْرٌ جَمِيلٌ، وَ اللهُ المُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ».
ثم تحولت و اضطجعت على فراشي، يعلم أني حيئنذ بريئة و أن و الله مبرئى يبرئني و لكن و الله ما كنت أظن الله منزل في شأني وحيا يتلى لشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله في بأمر و لكن كنت أرجو أن يرى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم في النوم رؤيا يبرئني الله بها.
فو الله ما رام رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم مجلسه و لا خرج من أهل البيت حتى أنزل عليه فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء حتى إنه ليتحدر منه من العرق مثل الجمان و هو في اليوم شات من ثقل القول الذي أنزل عليه قالت فسرى عن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم و هو يضحك فكانت أوّل كلمة تكلم بها أن قال: يا عائشة. أما والله لقد برأك قالت فقلت لي أمي قومي إليه.
فقلت والله لا أقوم إليه فإني و لا أحمد أحدا إلا الله عز وجل قالت أنزل الله تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ» العشر آيات، ثم أنزل الله هذا في براءتي قال أبو بكر و كان ينفق على مسطح ابن أثاثة لقرابته منه
ص: 194
و فقره والله لا أنفق على مسطح شيئاً ابدا بعد الذي قال عائشه ما قال، فأنزل الله:
«وَ لا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ» إلى قوله: «غَفُورٌ رَحيمٌ». قال أبو بكر بلى و الله إني لأحب أن يغفر الله لي فرجع إلى مسطح النفقة التي كان ينفق عليه و قال والله لا انزعها منه أبدا قالت عائشة و كان رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم سأل زينب بنت جحش عن أمرى.
فقال لزينب ماذا علمت أو رأيت فقالت يا رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم أحمى سمعی و بصرى والله ما علمت إلا خيراً، قالت عائشة و هي التي كانت تسامينى من ازواج النبي صلی الله علیه و آله وسلم و فعصمها الله بالورع قالت وطفقت أختها حمنة تحارب لها، فهلكت فيمن هلك.
قال ابن شهاب، فهذا الذى بلغنى من حديث هؤلاء الرهط .
ثم قال عروة قالت عائشة و الله إن الرجل الذي قيل له ما قبل ليقول سبحان الله، فوالذي نفسي بيده ما كشفت من كنف أنثى قط، قالت ثم قتل بعد ذلك في سبيل الله.
5- عنه عن عبدالله بن محمد قال أملى على هشام بن يوسف من حفظه أخبرنا معمر عن الزهرى قال قال لي الوليد بن عبدالملك ابلغك أن علياً كان فيمن قذف عائشة ؟ قلت لا و لكن قد أخبرني رجلان من قومك أبو سلمة بن عبدالرحمن و أبو بكر بن عبدالرحمن بن الحارث أنّ عائشة قالت لهما كان على مسلماً في شأنها. 6- قال الطبري: قالت عائشة: وقد قام رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم في الناس يخطبهم ولا أعلم بذلك ثم قال أيها الناس ما بال رجال يؤذونني في أهلي ويقولون عليهن غير الحق والله ما علمت منهن إلا خيرا ويقولون ذلك
ص: 195
لرجل والله ما علمت منه إلا خيرا وما دخل بيتا من بيوتي إلا وهو معي قالت وكان كبر ذلك عند عبد الله بن أبي بن سلول في رجال من الخزرج مع الذي قال مسطح وحمنة بنت جحش.
وذلك أن أختها زينب بنت جحش كانت عند رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ولم تكن من نسائه امرأة تناصبني في المنزلة عنده غيرها فأما زينب فعصمها الله وأما حمنة بنت جحش فأشاعت من فأشاعت من ذلك ما أشاعت تضارني لأختها زينب بنت جحش فشقيت بذلك.
فلما قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم تلك المقالة قال أسيد بن حضير أخو بني عبد الأشهل يا رسول الله إن يكونوا من الأوس نكفكهم وإن يكونوا من إخواننا من الخزرج فرنا بأمرك فوالله إنهم لأهل أن تضرب أعناقهم قالت فقام سعد بن عبادة وكان قبل ذلك يرى رجلا صالحا فقال كذبت لعمر الله لا تضرب أعناقهم!
أما والله ما قلت هذه المقالة إلا أنك قد عرفت أنهم من الخزرج ولو كانوا من قومك ما قلت هذا قال أسيد كذبت لعمر الله ولكنك منافق تجادل عن المنافقين قالت وتثاوره الناس حتى كاد أن يكون بين هذين الحيين من الأوس والخزرج شر ونزل رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم.
فدخل علي قالت فدعا علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد فاستشارهما فأما أسامة فأثنى خيرا وقاله ثم قال يا رسول الله أهلك ولا نعلم عليهن إلا خيرا وهذا الكذب والباطل وأما علي فإنه قال يا رسول الله إن النساء لكثير وإنك لقادر على أن تستخلف وسل الجارية فإنها تصدقك.
فدعا رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم بربرة يسألها قالت فقام إليها علي فضربها ضربا شديدا وهو يقول اصدقي رسول الله قالت فتقول والله ما أعلم إلا
ص: 196
خيرا وماكنت أعيب على عائشة إلا أني كنت أعجن عجيني فآمرها أن تحفظه فتنام عنه فيأتي الداجن فيأكله.
ثم دخل علي رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم وعندي أبواي وعندي امرأة من الأنصار وأنا أبكي وهي تبكي معي فجلس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يا عائشة إنه قد كان ما بلغك من قول الناس فاتقي الله وإن كنت قارفت سوءا مما يقول الناس فتوبي إلى الله فإن الله يقبل التوبة عن عباده.
قالت فوالله ما هو إلا أن قال ذلك تقلص دمعي حتى ما أحس منه شيئا وانتظرت أبوي أن يجيبا رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فلم يتكلما قالت وأيم الله لأنا كنت أحقر في نفسي وأصغر شأنا من أن ينزل الله عز وجل في قرآن يقرأ به في المساجد ويصلى به ولكني قد كنت أرجو أن يرى رسول الله في نومه شيئا يكذب الله به عني لما يعلم من براءتي أو يخبر خبرا.
فأما قرآن ينزل في فوالله لنفسي كانت أحقر عندي من ذلك فلما لم أر أبوي يتكلمان قالت قلت ألا تجيبان رسول الله قالت فقالا لي والله ما ندري بماذا نجيبه قالت وأيم الله ما أعلم أهل بيت دخل عليهم ما دخل على آل أبي بكر في تلك الأيام قالت فلما استعجها علي استعبرت فبكيت.
ثم قلت والله لا أتوب إلى الله مما ذكرت أبدا والله لئن أقررت بما يقول الناس والله يعلم أني منه بريئة لتصدقني لأقولن ما لم يكن ولئن أنا أنكرت ما تقولون لا تصدقونني قالت ثم التمست اسم يعقوب فما أذكره ولكني أقول كما قال أبو يوسف «فَصَبْرٌ جَمِيلٌ، وَ اللهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ».
قالت فوالله ما برح رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم مجلسه حتى تغشاه من الله ما كان يتغشاه فسجي بثوبه ووضعه- وسادة من أدم تحت رأسه فأما انا ، حين رأيت من ذلك ما رأيت فوالله ما فزعت كثيرا ولا باليت قد عرفت أني
ص: 197
بريئة وأن الله غير ظالمي وأما أبواي فوالذي نفس عائشة بيده ما سري عن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم حتى ظننت لتخرجن أنفسهما فرقا أن يأتي من الله تحقيق ما قال الناس.
قالت ثم سري عن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فجلس وإنه ليتحدر منه مثل الجمان في يوم شات فجعل يمسح العرق عن جبينه ويقول أبشري يا عائشة فقد أنزل الله براءتك قالت فقلت بحمد الله وذمكم ثم خرج الى الناس. فخطبهم وتلا عليهم ما أنزل الله عز وجل من القرآن في ثم أمر بمسطح بن أثاثة وحسان بن ثابت وحمنة بنت جحش وكانوا ممن أفصح بالفاحشة فضربوا حدهم.
7- قال فخر الدين الرازي: أما سبب النزول: فقد روى الزهري عن سعيد بن المسيب و عروة بن الزبير و علقمة بن أبي وقاص و عبيد الله بن عبد الله بن عقبة بن مسعود كلهم رووا عن عائشة قالت: «كان رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه فأيتهن خرج اسمها خرج بها معه قالت فأقرع بيننا في / غزوة غزاها قبل غزوة بني المصطلق فخرج فيها اسمي فخرجت مع رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم و ذلك بعد نزول آية الحجاب فحملت في هودج.
فلما انصرف رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم و قرب من المدينة نزل منزلا ثم أذن بالرحيل فقمت حين أذنوا بالرحيل و مشيت حتى جاوزت الجيش فلما قضيت شأني و أقبلت إلى رحلي فلمست صدري فإذا عقد لي من جزع أظفار قد انقطع فرجعت و التمست عقدي و حبسني طلبه، و أقبل الرهط الذين كانوا يرحلونني فحملوا هودجي و هم يحسبون أني فيه لخفتي، فإني كنت جارية حديثة السن فظنوا أني في الهودج و ذهبوا بالبعير،
ص: 198
فلما رجعت لم أجد في المكان أحدا فجلست و قلت لعلهم يعودون في طلبي فنمت و قد كان صفوان بن المعطل يمكث في العسكر يتتبع أمتعة الناس فيحمله إلى المنزل الآخر لئلا يذهب منهم شيء فلما رآني عرفني، و قال ما خلفك عن الناس ؟ فأخبرته الخبر فنزل و تنحى حتى ركبت، ثم قاد البعير و افتقدني الناس حين نزلوا و ماج الناس في ذكري، فبينا الناس كذلك إذ هجمت عليهم.
فتكلم الناس وخاضوا في حديثي و قدم رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم المدينة لحقني وجع، ولم أر منه صلی الله علیه و آله وسلم ما عهدته من اللطف الذي كنت أعرف منه حين أشتكى، إنما يدخل رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ثم يقول كيف تيكم فذاك الذي يريبني، و لا أشعر بعد بما جرى حتى نقهت فخرجت في بعض الليالي مع أم مسطح لمهم لنا.
ثم أقبلت أنا و أم مسطح قبل بيتي حين فرغنا من شأننا فعثرت أم مسطح في مرطها فقالت تعس مسطح فأنكرت ذلك و قلت أتسبين رجلا شهد بدرا فقالت و ما بلغك الخبر! فقلت و ما هو فقالت أشهد أنك من المؤمنات الغافلات، ثم أخبرتني بقول أهل الإفك فازددت مرضا على مرضي فرجعت أبكي، ثم دخل على رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم و قال كيف تيكم، فقلت ائذن لي أن آتي أبوي فأذن لي فجئت أبوي و قلت لأمي يا أمه ماذا يتحدث الناس؟
قالت يا بنية هوني عليك فو الله لقلما كانت امرأة وضيئة عند رجل يحبها و لها ضرائر إلا أكثرن عليها، ثم قالت ألم تكوني علمت ما قيل حتى الآن؟ فأقبلت أبكي فبكيت تلك الليلة ثم أصبحت أبكي فدخل علي أبي و أنا أبكي فقال لأمي ما يبكيها؟ قالت لم تكن علمت ما قيل فيها حتى الآن
ص: 199
فأقبل يبكي.
ثم قال اسكتي يا بنية و دعا رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم علي بن أبي طالب علیه السلامو أسامة بن زید و استشارهما في فراق أهله فقال أسامة يا رسول الله هم أهلك و لا نعلم إلا خيرا، و أما علي فقال لم يضيق الله عليك و النساء سواها كثير، و إن تسأل الجارية تصدقك فدعا رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم بريرة وسألها عن أمري قالت بريرة يا رسول الله و الذي بعثك بالحق إن رأيت عليها أمرا قط أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها حتى تأتي الداجن فتأكله.
قالت فقام النبي صلی الله علیه و آله وسلم خطيبا على المنبر، فقال يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل قد بلغني أذاه في أهلي يعني عبد الله بن أبي فوالله ما علمت على أهلي إلا خيرا، و لقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلا خيرا و ما كان يدخل على أهلي إلا معي.
فقام سعد بن معاذ فقال أعذرك يا رسول الله منه إن كان من الأوس ضربت عنقه، و إن كان من إخواننا من الخزرج فما أمرتنا فعلناه، فقام سعد بن عبادة و هو سيد الخزرج / و كان رجلا صالحا و لكن أخذته الحمية فقال لسعد بن معاذ كذبت والله لا تقدر على قتله، فقام أسيد بن حضير و هو ابن عم سعد بن معاذ وقال كذبت لعمر الله لنقتلنه وإنك لمنافق تجادل عن المنافقين.
فثار الحيان الأوس والخزرج حتى هموا أن يقتتلوا، و رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم على المنبر فلم يزل يخفضهم حتى سكتوا، قالت و مكنت يومي ذلك لا يرقأ لي دمع و أبواي يظنان أن البكاء فالق كبدي، فبينا هما جالسان عندي و أنا أبكي إذ دخل علينا رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم و سلم ثم جلس ،
ص: 200
قالت ولم يجلس عندي منذ قيل في ما قيل و لقد لبث شهرا لا يوحي الله إليه في شأني شيئا.
ثم قال: أما بعد يا عائشة فإنه بلغني عنك كذا و كذا فإن كنت بريئة فسيبرئك الله تعالى و إن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله و توبي إليه، فإن العبد إذا تاب تاب الله عليه قالت فما قضى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم مقالته، فاض دمعي ثم قلت لأبي أجب عني رسول الله، فقال والله ما أدري ما أقول.
فقلت لأمي أجنبي عني رسول الله فقالت والله لا أدري ما أقول فقلت و أنا جارية حديثة السن ما أقرأ من القرآن كثيرا إني والله لقد عرفت أنكم قد سمعتم بهذا حتى استقر في نفوسكم و صدقتم به فإن قلت لكم إني بريئة لا تصدقوني و إن اعترفت لكم بأمر.
و الله يعلم أني بريئة لتصدقوني و الله لا أجد لي و لكم مثلا إلا كما قال العبد الصالح أبو يوسف و لم أذكر اسمه «فَصَبْرٌ جَمِيلٌ، وَ اللهُ المُسْتَعَانُ عَلى ما تَصِفُونَ» قالت ثم تحولت و اضطجعت على فراشي و أنا و الله تعالى يبرئني.
و لكن و الله ما كنت أظن أن ينزل في شأني وحيا يتلى فشأني كان أحقر في نفسي من أن يتكلم الله في بأمر يتلى، و لكن كنت أرجو أن يرى رسول الله في النوم رؤيا يبرئني الله بها.
قالت فو الله ما قام رسول الله من مجلسه و لا خرج من أهل البيت أحد حتى أنزل الله الوحي على نبيه فأخذه ما كان يأخذه عند نزول الوحي حتى إنه ليتحدر عنه مثل الجمان من العرق في اليوم الشاتي من ثقل الوحي.
فسجي بثوب و وضعت و سادة تحت رأسه فو الله ما فرغت و لا باليت لعلمي ببراءتي و أما أبواي فو الله ما سرى عن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم
ص: 201
حتى ظننت أن نفسي أبوي ستخرجان فرقا من أن يأتي الله بتحقيق ما قال الناس، فلما سرى عنه و هو يضحك فكان أول كلمة تكلم بها أن قال: ابشري يا عائشة.
أما و الله لقد برأك الله. فقلت بحمد الله لا بحمدك و لا بحمد أصحابك فقالت أمي قومي إليه، فقلت والله لا أقوم إليه و لا أحمد أحدا إلا الله أنزل براءتي، فأنزل الله تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ» العشر آيات فقال أبو بكر و الله لا أنفق على مسطح بعد هذا و كان ينفق عليه لقرابته منه و فقره.
فأنزل الله تعالى: «وَ لا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ» إلى قوله: «أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ» فقال أبو بكر : بلى والله إني لأحب أن يغفر الله لي فرجع النفقة على مسطح قالت فلما نزل عذري قام رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم على المنبر فذكر ذلك و تلا القرآن فلما نزل ضرب عبد الله بن أبي و مسطحا و حمنة و حسان الحد.
8- قال أبو جعفر الطوسي في قوله تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ جَارُّ بِالْإِفْكِ مِنْكُمْ»، قال ابن عباس منهم عبد الله بن أبي سلول و هو الذي تولى كبره و هو من رؤساء المنافقين و مسطح بن اثاثة و حسان بن ثابت و جمنة بنت جحش و كان سبب الافك ان عائشة ضاع عقدها في غزوة بني المصطلق و كانت تباعدت لقضاء الحاجة.
فرجعت تطلبه و حملت هودجها على بعيرها ظنا منهم بانها فيها فلما صارت الى الموضع وجدتهم قد رحلوا عنه وكان صفوان بن المعطل السلمى الذكواني من وراء الجيش فتربها فلما عرفها اناخ بعيره حتى ركبته و هو يسوفه حتى اتى الجيش بعد ما نزلوا فى قائم الظهيرة هكذا رواه
ص: 202
الزهري.
9- قال علي بن إبراهيم في تفسيره: قوله تعالى «إِنَّ الَّذِينَ جاؤ بالْإِفْكِ» ، فإن العامة رووا أنها نزلت في عائشة و ما رميت به في غزوة بني المصطلق من خزاعة و أما الخاصة فإنهم رووا أنها نزلت في مارية القبطية و ما رمتها به عائشة.
المنابع:
(1) مجمع البيان: 130/7، (2) سيرة ابن هشام: 310/3.
(3) صحيح البخاري: 148/5 ، (4) تاريخ الطبري: 615/2.
(5) مفاتيح الغيب 175/23 (6) التبيان: 415/7.
(7) تفسير القمي: 99/2.
ص: 203
1- الصدوق: حدثنا أحمد بن عيسى المكتب قال حدثنا أحمد بن محمد الوراق قال حدثني بشر بن سعيد بن قيلويه المعدل بالمرافقة قال حدثنا عبد الجبار بن كثير التميمي اليماني قال سمعت محمد بن حرب الهلالي أمير المدينة يقول سألت جعفر بن محمد علیهما السلام فقلت له:
يا ابن رسول الله في نفسى مسألة أريد أن أسألك عنها فقال إن شئت أخبرتك بمسألتك قبل أن تسألني و إن شئت فسل قال فقلت له يا ابن رسول الله و بأي شيء تعرف ما في نفسي قبل سؤالي عنه قال بالتوسم و التفرس أما سمعت قول الله عز و جل «إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ» و قول رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله عز و جل قال قلت له يا ابن رسول الله فأخبرني بمسألتي.
قال أردت أن تسألني عن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم لم لم يطلق حمله علي علیه السلام عند حطه الأصنام من سطح الكعبة مع قوته و شدته و ما ظهر منه في قلع باب القموص بخيبر والرمي بها وراءه أربعين ذراعا و كان لا يطيق حمله أربعون رجلا و قد كان رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم يركب الناقة و الفرس و البغلة و الحمار و ركب البراق ليلة المعراج و كل ذلك دون علي علیه السلام في القوة و الشدة.
قال فقلت له عن هذا والله أردت أن أسألك يا ابن رسول الله
ص: 204
فأخبرني فقال إن عليا علیه السلام برسول الله شرف و به ارتفع و به وصل إلى إطفاء نار الشرك و إبطال كل معبود دون الله عز و جل و لو علا النبي صلی الله علیه و آله وسلم لحط الأصنام لكان بعلي علیه السلام مرتفعا و شريفا و واصلا إلى حط الأصنام و لو كان ذلك كذلك لكان أفضل منه.
ألا ترى أن عليا علیه السلام قال لما علوت ظهر رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم شرفت و ارتفعت حتى لو شئت أن أنال السماء لنلتها أما علمت أن المصباح هو الذي يهتدى به في الظلمة و انبعاث فرعه من أصله و قد قال علي علیه السلام أنا من أحمد كالضوء من الضوء.
أما علمت أن محمدا و علياء علیهما الیلام كانا نورا بين يدي الله جل جلاله قبل خلق الخلق بألفي عام و إن الملائكة لما رأت ذلك النور رأت له أصلا قد انشعب فيه شعاع لامع.
فقالت إلهنا وسيدنا ما هذا النور فأوحى الله عز و جل إليهم هذا نور من نوري أصله نبوة و فرعه إمامة أما النبوة فلمحمد عبدي و رسولي و أما الإمامة فلعلي حجتي و وليي و لولاهما ما خلقت خلقي أما علمت أن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم رفع يدي علي علیه السلام بغدير خم حتى نظر الناس إلى بياض
البغدير إبطيها فجعله مولى المسلمين و إمامهم و قد احتمل صلی الله علیه و آله وسلم الحسن و الحسين علیهما السلام يوم حظيرة بني النجار.
فلما قال له بعض أصحابه ناولني أحدهما يا رسول الله قال نعم الحاملان و نعم الراكبان و أبوهما خير منهما.
2- عنه روي في خبر آخر أن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم حمل الحسن و حمل للحمل جبرئيل الحسين فلهذا قال نعم الحاملان و إنه صلی الله علیه و آله وسلم كان يصلي بأصحابه فأطال سجدة من سجداته فلما سلم قيل له يا رسول الله لقد أطلت هذه
ص: 205
السجدة فقال صلی الله علیه و آله وسلم و نعم إن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى ينزل و إنما أراد الا بذلك رفعهم وتشريفهم فالنبي صلی الله علیه و آله وسلم و رسول بني آدم و علي علیه السلام إمام ليس بنبي و لا رسول فهو غير مطيق لحمل أثقال النبوة.
قال محمد بن حرب الهلالي فقلت له زدني يا ابن رسول الله فقال إنك لأهل للزيادة إن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم حمل عليا على ظهره يريد بذلك أنه أبو ولده و إمام الأئمة من صلبه كما حول رداءه في صلاة الاستسقاء و أراد أن يعلم أصحابه بذلك أنه قد تحول الجدب خصبا.
قال فقلت له زدني يا ابن رسول الله فقال احتمل رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم عليا يريد بذلك أن يعلم قومه أنه هو الذي يخفف عن ظهر رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ما عليه من الدين والعدات و الأداء عنه من بعده.
قال فقلت له يا ابن رسول الله زدني فقال إنه احتمله ليعلم بذلك أنه قد احتمله و ما حمل لأنه معصوم لا يحتمل وزرا فتكون أفعاله عند الناس حكمة وصوابا و قد قال النبي صلی الله علیه و آله وسلم لعلي علیه السلام يا علي إن الله تبارك و تعالى حملني ذنوب شيعتك ثم غفرها لي و ذلك قوله عز و جل: «لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ ما تَأَخَّرَ» و لما أنزل الله تبارك و تعالى عليه: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ».
قال النبي صلی الله علیه و آله وسلم يا أيها الناس «عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ» و علي نفسي و أخي أطيعوا عليا فإنه مطهر معصوم لا يضل و لا يشقى ثم تلا هذه الآية: «قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَ مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا البَّلَاغُ المُبِينُ».
قال محمد بن حرب الهلالي ثم قال لي جعفر بن محمد علیهما السلام أيها الأمير
ص: 206
لو أخبرتك بما في حمل النبي صلی الله علیه و آله وسلم عليا علیه السلام عند حط الأصنام من سطح الكعبة من المعاني التي أرادها به لقلت أن جعفر بن محمد المجنون فحسبك من ذلك ما قد سمعته فقمت إليه و قبلت رأسه و قلت الله أعلم حيث يجعل رسالته.
3- قال المفيد: كان عهد رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم إلى المسلمين عند توجهه إلى مكة أن لا يقتلوا بها إلا من قاتلهم و آمن من تعلق بأستار الكعبة سوى نفر كانوا يؤذونه صلی الله علیه و آله وسلم منهم مقيس بن سبابة و ابن خطل عبد العزى و ابن أبي سرح و قينتان كانتا تغنيان بهجاء رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم و بمراثي أهل بدر فقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب الا إحدى القينتين و أفلتت الأخرى حتى استومن لها بعد فضربها فرس بالأبطح في أمارة عمر بن الخطاب فقتلها.
و قتل أمير المؤمنين علیه السلام الحويرث بن نقيل بن كعب و كان ممن يؤذي رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم بمكة . و بلغه صلی الله علیه و آله وسلم أن أخته أم هانى قد آوت ناسا من بني مخزوم منهم الحارث بن هشام و قيس بن السائب فقصد صلی الله علیه و آله وسلم نحو دارها مقنعا بالحديد فنادى أخرجوا من آويتم قال فجعلوا يذرقون و الله كما تذرق الحبارى خوفا منه فخرجت أم هانى و هي لا تعرفه فقالت يا عبد الله أنا أم هاني بنت عم رسول الله و أخت علي بن أبي طالب انصرف عن داري.
فقال أمير المؤمنين علیه السلام أخرجوهم فقالت والله لأشكونك إلى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فنزع المغفر عن رأسه فعرفته فجاءت تشتد حتى التزمته و قالت فديتك حلفت لأشكونك إلى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فقال لها اذهبي فبري قسمك فإنه بأعلى الوادي. قالت أم هانى فجئت إلى النبي صلی الله علیه و آله وسلم و هو في قبة
ص: 207
يغتسل و فاطمة سلام الله علیها تستره.
فلما سمع رسول الله كلامي قال مرحبا بك يا أم هانى و أهلا قلت بأبي أنت وأمي أشكو إليك ما لقيت من علي اليوم فقال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم قد أجرت من أجرت فقالت فاطمة سلام الله علیها إنما جئت يا أم هاني تشتكين عليا في أنه أخاف أعداء الله و أعداء رسوله.
فقال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم و قد شكر الله لعلى سعيه و أجرت من أجارت أم هانى لمكانها من علي بن أبي طالب.
و لما دخل رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم المسجد وجد فيه ثلاثمائة وستين صنما بعضها مشدود ببعض بالرصاص فقال لأمير المؤمنين علیه السلام أعطني يا علي کفا من الحصى فقبض له أمير المؤمنين كفا فناوله فرماها به و هو يقول «قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً» فما بقي منها صنم إلا خر لوجهه ثم أمر بها فأخرجت من المسجد فطرحت و كسرت.
4- قال الطبرسي: ذكر الواقدي عن شيوخه قال شاور رسول الله أصحابه في حصن الطائف فقال له سلمان الفارسي رحمه الله يا رسول الله أرى أن تنصب المنجنيق على حصنهم فأمر رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فعمل منجنيق و يقال قدم بالمنجنيق يزيد بن زمعة و دبابتين و يقال خالد بن سعيد فأرسل عليهم ثقيف سكك الحديد محماة بالنار فاحترقت الدبابة فأمر رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم بقطع أعنابهم و تحريقها.
فنادی سفیان بن عبد الله الثقفي لم تقطع أموالنا إما أن تأخذها إن ظهرت علينا و إما أن تدعها الله و الرحم فقال رسول الله فإني أدعها الله الرحم فتركها و أنفذ رسول الله الله عليها الله فى خيل عند محاصرة أهل الطائف و أمره أن يكسر كل صنم وجده فخرج فلقيه جمع كثير من خثعم
ص: 208
فبرز له رجل من القوم و قال هل من مبارز فلم يقم إليه أحد فقام إليه علي علیه السلام فوتب أبو العاص بن الربيع زوج بنت النبي فقال تكفاه أيها الأمير فقال لا و لكن إن قتلت فأنت على الناس فبرز إليه علي علیه السلام و هو يقول :
إن على كل رئيس حقا***أن يروي الصعدة أو تدقا
ثم ضربه فقتله ومضى حتى كسر الأصنام و انصرف إلى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم و هو بعد محاصر لأهل الطائف ينتظره فلما رآه كبر و أخذ به و
خلا به.
5- عنه روى ابن شاذان عن ابن عباس عن علي علیه السلام: قال دعاني رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ذات ليلة من الليالي و هي ليلة مدلهمة سوداء فقال لي خذ سيفك و مر في جبل أبي قبيس فكل من رأيته فاضربه على رأسه بهذا السيف فقصدت الجبل فلما علوته وجدت عليه رجلا أسود هائل المنظر كأن عينيه جمرتان فهالني منظره.
فقال إلي يا علي إلي يا علي فدنوت إليه و ضربته بالسيف فقطعته نصفين فسمعت الضجيج من بيوت مكة بأجمعها ثم أتيت رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم و هو بمنزل خديجة فأخبرته بالخبر فقال أتدري من قتلت يا علي قلت الله و رسوله أعلم قال قتلت اللات والعزى و الله لا عادت تعبد بعدها.
6- عنه علیه السلام قال : دعاني رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم و هو بمنزل خديجة رضى الله الله عنها ذات ليلة فلما صرت إليه قال اتبعني يا علي فما زال يمشي و أنا خلفه و نحن نخرق دروب مكة حتى أتينا الكعبة و قد أنام الله تعالى كل عين فقال لي رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم يا علي قلت لبيك يا رسول الله قال اصعد على كتفى ثم انحنى النبي.
فصعدت على كتفه فقلبت الأصنام على رءوسها و نزلت و خرجنا
ص: 209
من الكعبة حتى أتينا منزل خديجة رضى الله عنها فقال لي أول من كسر الأصنام جدك إبراهيم علیه السلام.
ثم أنت يا علي آخر من كسر الأصنام فلما أصبح أهل مكة وجدوا الأصنام منكوسة مكبوبة على رءوسها فقالوا ما فعل هذا بآلهتنا إلا محمد و ابن عمه ثم لم يقم في الكعبة صنم.
7- ابن شهر آشوب عن أحمد في المسند و الفضائل و أبو يعلى في المسند و ابن بطة في الإبانة و الزمخشري في الفائق و اللفظ لأحمد قال علي علیه السلام كنا مع رسول الله في جنازة فقال من يأت المدينة فلا يدع قبرا إلا سواه و لا صورة إلا لطخها و لا صنما إلا كسره.
فقام رجل فقال أنا ثم هاب أهل المدينة فجلس فانطلقت ثم جئت فقلت يا رسول الله لم أدع بالمدينة قبرا إلا سويته و لا صورة إلا لطختها و لا وثنا إلا كسرته قال فقال علیه السلام من عاد فصنع شيئا من ذلك فقد كفر بما أنزل الله على محمد.
8- عنه عن أبي بكر الشيرازي في نزول القرآن في شأن أمير المؤمنين علیه السلام عن قتادة عن ابن المسيب عن أبي هريرة قال قال لي جابر بن عبد الله دخلنا مع النبي مكة و في البيت و حوله ثلاثمائة و ستون صنما فأمر بها رسول الله فألقيت كلها لوجوهها و كان على البيت صنم طويل يقال له هبل فنظر النبي إلى علي و قال له يا علي تركب علي أو أركب عليك لألقي هبل عن ظهر الكعبة.
قلت یا رسول الله بل تركبني فلما جلس على ظهري لم أستطع حمله لنقل الرسالة قلت يا رسول الله بل أركبك فضحك و نزل و طأطأ لي ظهره و استويت عليه فو الذي فلق الحبة و برأ النسمة لو أردت أن أمسك السماء
ص: 210
لأمسكتها بيدي فألقيت هبل عن ظهر الكعبة فأنزل الله تعالى «وَ قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً».
9- عنه روى أحمد بن حنبل و أبو بكر الخطيب في كتابيهما بالإسناد عن نعيم بن حكيم المدائني قال حدثني أبو مريم عن علي بن أبي طالب علیه السلام قال انطلق بي رسول الله إلى الأصنام فقال اجلس فجلست إلى جنب الكعبة ثم صعد رسول الله على منكبي ثم قال لي انهض بي إلى الصنم فنهضت به فلما رأى ضعفي عنه قال اجلس فجلست و أنزلته عني و أنزلته عني و جلس لي رسول الله.
ثم قال لي اصعد يا علي فصعدت على منكبه ثم نهض بي رسول الله فلما نهض بي خيل لي أني لو شئت نلت السماء و صعدت على الكعبة و تنحى رسول الله فألقيت صنمهم الأكبر صنم قريش و كان من نحاس موتدا بأوتاد من حديد إلى الأرض.
و في رواية الخطيب فإنه تخيل إلى أني لو شئت لنلت أفق السماء.
10- عنه حدثني أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي عن إسماعيل بن أحمد الواعظ عن أبي بكر البيهق بإسناده عن أبي مريم عن أمير المؤمنين الله قال قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم احملني لنطرح الأصنام عن الكعبة فلم أطق حمله فحملني فلو شئت أتناول السماء فعلت.
11- عنه و في خبر والله لو شئت أن أنال السماء بيدي لنلتها.
12- عنه روى القاضي أبو عمرو عثمان بن أحمد عن شيوخ بإسناده عن ابن عباس قال قال النبي صلی الله علیه و آله وسلم لعلي قم بنا إلى صنم في أعلى الكعبة
لنكسره فقاما جميعا فلما أتياه قال له النبي الا قم على عاتقي حتى أرفعك عليه فأعطاه على ثوبه فوضعه رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم على عاتقه.
ص: 211
ثم رفعه حتى وضعه على البيت فأخذ علي علیه السلام الصنم و هو من نحاس فرمى به من فوق الكعبة فنادى رسول الله انزل فوتب من أعلى الكعبة كأنما كان له جناحان و يقال إن عمر كان تمنى ذلك فقال لا إن الذي عبده لا يقلعه.
13- عنه لما صعد أبو بكر المنبر نزل مرقاة فلما صعد عمر نزل مرقاة فلما صعد عثمان نزل مرقاة فلما صعد علي علیه اسلام صعد إلى موضع يجلس عليه رسول الله فسمع من الناس ضوضاء فقال ما هذه الذي أسمعها قالوا الصعودك إلى موضع رسول الله الذي لم يصعده الذي تقدمك فقال سمعت رسول الله يقول من قام مقامي و لم يعمل بعملي أكبه الله في النار و أنا و الله العامل بعمله الممتثل قوله الحاكم بحكمه فلذلك قمت هنا ثم ذكر في خطبته.
معاشر الناس قمت مقام أخي و ابن عمي لأنه أعلمني بسري و ما يكون مني فكأنه قال أنا الذي وضعت قدمي على خاتم النبوة فما هذه الأعواد أنا من محمد و محمد مني.
14- عنه قال علیه السلام في خطبة الافتخار أنا كسرت الأصنام أنا رفعت الأعلام أنا بنيت الإسلام.
15- عنه قال ابن نباتة حتى شد به أطناب الإسلام و هد به أحزاب الأصنام فأصبح الإيمان فاشيا بأقياله و البهتان متلاشيا بصياله و لمقام إبراهيم شرف على كل حجر لكونه مقام لقدم إبراهيم فيجب أن يكون قدم علي أكرم من رءوس أعدائه لأن مقامه كتف النبوة. و الغالية و المشبهة تقول أكثر من هذا.
16- عنه حديث الارتقاء مثل حديث المعراج سواء و قد روي كل واحد منهما من وجهين في زمانين مختلفين فيدل هذا على أن كل واحد منهما
ص: 212
كان مرتين.
17- عنه عن مسند أبي يعلى أبو مريم قال علي انطلقت مع رسول الله ليلا حتى أتينا الكعبة فقال لي اجلس فجلست فصعد رسول الله على منكبي ثم نهضت به فلما رأى ضعفي عنه قال اجلس فجلست فنزل رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم و جلس لي و قال اصعد على منكبي ثم صعدت عليه ثم نهض بي حتى أنه ليخيل إلي لو شئت نلت أفق السماء و صعدت على البيت فأتيت صنم قريش و هو بمثال رجل من صفر أو نحاس الحديث.
18- عنه روى إسماعيل بن محمد الكوفي في خبر طويل عن ابن عباس أنه كان صنم الخزاعة من فوق الكعبة فقال له النبي صلی الله علیه و آله وسلم يا أبا الحسن
انطلق بنا نلقي هذا الصنم عن البيت فانطلقا ليلا فقال له يا أبا الحسن ارق على ظهري و كان طول الكعبة أربعين ذراعا فحمله رسول الله فقال انتهيت يا علي.
قال و الذي بعثك بالحق لو هممت أن أمس السماء بيدي لمسستها و احتمل الصنم و جلد به الأرض فتقطع قطعا ثم تعلق بالميزاب و تخلى بنفسه إلى الأرض فلما سقط ضحك فقال النبي صلی الله علیه و آله وسلم ما يضحكك يا علي أضحك الله سنك.
قال ضحكت يا رسول الله تعجبا من أني رميت بنفسي من فوق البيت إلى الأرض فما ألمت و لا أصابني وجع فقال كيف تألم يا أبا الحسن أو يصيبك وجع إنما رفعك محمد و أنزلك جبرئيل.
19 - عنه في أربعين الخوارزمي في خبر طويل فانطلقت أنا والنبي و خشينا أن يرانا أحد من قريش أو غيرهم فقذفته فتكسر و نزوت من فوق الكعبة.
ص: 213
20- في البحار عن الصدوق عن السناني و الدقاق و المكتب و الوراق و القطان جميعا عن ابن زكريا القطان عن ابن حبيب عن ابن بهلول عن أبيه عن أبي الحسن العبدي عن سليمان بن مهران قال قلت لجعفر بن محمد علیهما السلام كم حج رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فقال عشرين حجة مستسرا في كل حجة يمر بالمأزمين فينزل فيبول.
فقلت يا ابن رسول الله و لم كان ينزل هناك فيبول قال لأنه أول ضع عبد فيه الأصنام و منه أخذ الحجر الذي نحت منه هبل الذي رمى به علي علیه السلام من ظهر الكعبة لما علا ظهر رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فأمر بدفنه عند باب بني شيبة فصار الدخول إلى المسجد من باب بني شيبة سنة لأجل ذلك الخبر.
21- عنه عن جعفر بن محمد علیهما السلام أنه قال لا يجوز لأحد أن يقول فى دين الله برأيه أو يأخذ فيه بقياسه ويح أصحاب الكلام يقولون هذا يقاس و هذا لا يقاس إن أول من قاس إبليس لعنه الله حين قال قال «أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ» فرأى في نفسه و قال بشركه إن النار أعظم قدرا من الطين.
ففتح له بالقياس أن لا يسجد الأعظم للأدنى فلعن من أجل ذلك و صير شيطانا مريدا و لو جاز القياس لكان كل قائس مخطى في سعة إذ القياس مما يتم به الدين فلا حرج على أهل الخلاف كان يكون و أن أمر بني إسرائيل لم يزل معتدلا حتى نشأ فيهم المولدون من أبناء سبايا الأمم فأخذوا بالرأي و القياس وتركوا سنن الأنبياء فضلوا و أضلوا.
22-عنه قال صلی الله علیه و آله وسلم أنه قال لبعض أصحابه إياك و خصلتين مهلكتين تفتي الناس برأيك و تدين بما لا تعلم إن أول من قاس إبليس و إن أول من
ص: 214
سن لهذه الأمة القياس المعروف.
23- عنه عن جعفر بن محمد علیهما السلام أنه قال إذا تبين للقاضي أنه قد حكم بغير الحق نقض حكمه و حكم بالحق و إن رفع إليه حكم لغيره كذلك نقضه و حكم بالحق.
24- روى الشيخ أحمد بن فهد في المهذب و غيره بأسانيدهم عن المعلى بن خنيس عن أبي عبد الله علیه السلام قال يوم النيروز هو اليوم الذي حمل فيه رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم أمير المؤمنين علیه السلام على منكبه حتى رمى أصنام قريش من فوق بيت الله الحرام و هشمها.
25- عنه عن ابن المغازلي عن أحمد بن موسى الطحان عن أحمد بن علي الحنوطي عن محمد بن الحسن عن محمد بن غياث عن هدية بن خالد عن حماد بن زيد عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول صلى الله عليه و آله وسلم يوم فتح مكة لعلي علیه السلام أما ترى هذا الصنم يا علي على الكعبة قال بلى يا رسول الله قال فأحملك تتناوله قال بل أنا أحملك يا رسول الله.
فقال لو أن ربيعة و مضر جهدوا أن يحملوا مني بضعة و أنا حي ما قدروا و لكن قف يا علي قال فضرب رسول الله يديه إلى ساقي علي علیه السلام فوق القربوس ثم اقتلعه من الأرض بيده فرفعه حتى تبين بياض إبطيه ثم قال له ما ترى يا علي قال أرى أن الله عز و جل قد شرفني بك حتى لو أردت أن أمس السماء بيدي لمسستها.
فقال له تناول الصنم يا علي فتناوله علي علیه السلام فرمی به ثم خرج رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم تحت علي و ترك رجليه فسقط على الأرض فضحك
من فقال له ما أضحكك يا على فقال سقطت من أعلى الكعبة فما أصابني شيء فقال له رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم كيف يصيبك و إنما حملك محمد و أنزلك جبرئيل.
ص: 215
26- عنه عن ابن المغازلي عن أبي هريرة إلى قوله فرمى به. ثم قال و روى هذا الحديث الحافظ عندهم محمد بن موسى في كتابه الذي استخرجه التفاسير الاثني عشر في تفسير قوله تعالى «قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً» بأتم من هذه الألفاظ و المعاني و أرجح في تعظيم علي بن أبي طالب علیه السلام.
27- عنه ذكر محمد بن علي المازندراني في كتاب البرهان في أسباب نزول القرآن تخصيص النبي صلى الله عليه و آله وسلم لعلي علیه السلام بحمله على ظهره و رميه الأصنام و تشريفه بذلك على غيره من سائر الأنام.
رواه أحمد بن حنبل و أبو يعلى الموصلي في مسنديها و أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد و محمد بن صباح الزعفراني في الفضائل والحافظ أبو بكر البيهقي و القاضي أبو عمر و عثمان بن أحمد في كتابيهما و الثعلبي في تفسيره و ابن مردويه في المناقب و ابن مندة في المعرفة و النطنزي في الخصائص و الخطيب الخوارزمي في الأربعين و أبو أحمد الجرجاني في التاریخ.
و رواه شعبة عن قتادة عن الحسن و قد صنف في صحته أبو عبد الجعل و أبو القاسم الحسكاني و أبو الحسن شاذان مصنفات و اجتمع أهل البيت علیهم السلام على صحتها هذا آخر لفظ ما ذكره محمد بن علي المازندراني في كتابه المذكور في هذا المعنى وجميع هؤلاء من علماء الأربعة المذاهب.
28- قال ابن هشام فحدثني بعض أهل العلم أن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم بعث إليها علي بن أبي طالب فهدمها فوجد فيها سيفين يقال لأحدهما الرسوب وللآخر المخدم فأتى بهما رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فوهبها له فهما سيفا علي علیه السلام.
ص: 216
29- الموفق الخوارزمي: أخبرنا الشيخ الزاهد أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي أخبرني شيخ القضاة اسماعيل بن أحمد الواعظ أخبرني والدي أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي أخبرني أبو عبدالله الحافظ حدثني أبوبكر أبو بكر أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة القاضي أملاء حدثني عبد الله بن روح الفرايضى حدثنى شبابه بن سواد حدثني نعيم بن حليم عن أبي مريم عن علي بن أبي طالب علیه السلام قال: انطلق بي رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم حتى أتى بي الكعبة.
فقال لي اجلس فجلست إلى جنب الكعبة فصعد رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم على منكبي ثم قال لي انهض فنهضت فلما رأى ضعفي تحته قال لي اجلس فنزل و جلس فقال لي: يا علي اصعد على منكبي فصعدت على منكبه ثم نهض بي رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فلما نهض بي خيل لي لو شئت نلت أفق السماء فصعدت فوق الكعبة و تنحى رسول الله و قال لي ألق صنمهم الأكبر و كان من نحاس موتدا بأوتاد من حديد إلى الأرض.
فقال لي رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم عالجه و رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يقول: إيه إيه «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً» فلم أزل أعالجه حتى استمكنت منه فقال لي اقذفه فقذفته فتكسر و نزوت من فوق الكعبة فانطلقت أنا و النبي صلى الله عليه و آله وسلم نسعى و خشينا من ابتداء الفتنة أن يرانا أحد من قریش و غيرهم. قال على الله : فما صعدته حتى الساعة.
المنابع:
(1) معاني الاخبار: 350 (2) الإرشاد: 63 ، (3) اعلام الوری:
ص: 217
124 ، (4) فضائل ابن شاذان 97 (5) مناقب ابن شهر آشوب 328/1 ،332 الى 336 ، (6) بحار الانوار: 398/21 و 38 / 86، (7) سيرة ابن هشام: 881 - 89 (8) مناقب الخوارزمي: 71
ص: 218
-1- فرات حدثنا الحسين بن الحكم معنعنا عن ابن عباس «بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ» نزلت في مشركي العرب غير بني ضمرة و قوله «وَ أَذَانٌ مِنَ اللهِ وَ رَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجّ الْأَكْبَرِ» و المؤذن يومئذ عن الله و رسوله علي بن أبي طالب علیه السلام أذن بأربع كلمات بأن لا يدخل الجنة إلا مؤمن و لا يطوف بالبيت عريان و من كان بينه و بين النبي صلى الله عليه و آله وسلم لأجل فأجله إلى مدته و لكم أن تسيحوا في الأرض أربعة أشهر.
2- فرات قال حدثني علي بن محمد بن علي بن عمر الزهري معنعنا
عن عيسى بن عبد الله القمي قال سمعت أبا أبا عبد الله علیه السلام يقول إن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم بعث أبا بكر ببراءة فسار حتى إذا بلغ الجحفة بعث رسول صلى الله عليه و آله وسلم عليا في طلبه فأدركه قال فقال أبو بكر لعلي أنزل في شيء قال لا و لكن لا يؤدي إلا نبيه أو رجل منه و أخذ علي الصحيفة و أتى الموسم و كان يطوف في الناس و معه السيف.
فيقول «بَرَاءَةٌ مِنَ اللهِ وَ رَسُولِهِ..» الى قوله: «غَيْرُ مُعْجِزِي الله» فلا يطوف بالبيت بعد عامنا هذا عريان و لا مشرك فمن فعل فإن معاتبتنا إياه بالسيف قال وكان يبعثه إلى الأصنام فكسرها و يقول لا يؤدي عني إلا أنا و أنت فقال لي يوم لحقه علي بالخندق في غزوة تبوك فقال له رسول
ص: 219
الله صلى الله عليه و آله وسلم يا علي أما ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي و أنت خليفتي في أهلي و أنه لا يصلح إلا أنا و أنت.
3- على بن إبراهيم في تفسير قوله تعالى: «بَراءَةٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ» قال حدثني أبي عن محمد بن الفضيل عن أبي الصباح الكناني عن أبي عبد الله علیه السلام قال نزلت هذه الآية بعد ما رجع رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم من غزوة تبوك في سنة سبع من الهجرة قال و كان رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم لما فتح مكة لم يمنع المشركين الحج في تلك السنة و كان سنة في العرب في الحج أنه من دخل مكة و طاف بالبيت في ثيابه لم يحل له إمساكها و كانوا يتصدقون بها و لا يلبسونها بعد الطواف.
و كل من وافى مكة يستعير ثوبا ويطوف فيه ثم يرده و من لم يجد عارية اكترى ثيابا و من لم يجد عارية و لا كراء و لم يكن له إلا ثوب واحد طاف بالبيت عريانا فجاءت امرأة من العرب وسيمة جميلة فطلبت ثوبا عارية أو كراء فلم تجده، فقالوا لها إن طفت في ثيابك احتجت أن تتصدقي بها فقالت وكيف أتصدق بها و ليس لي غيرها فطافت بالبيت عريانة، و أشرف عليها الناس فوضعت إحدى يديها على قبلها و الأخرى على دبرها فقالت مرتجزة:
اليوم يبدو بعضه أو كله***فما بدا منه فلا أحله
و لما فرغت من الطواف خطبها جماعة فقالت إن لي زوجا. وكانت سيرة رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم قبل نزول سورة البراءة أن لا يقاتل إلا من قاتله و لا يحارب إلا من حاربه و أراده و قد كان نزل عليه في ذلك من الله عز و جل «فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَما جَعَلَ اللهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا».
ص: 220
فكان رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يقاتل أحدا قد تنحى عنه و اعتزله حتى نزلت عليه سورة البراءة و أمره الله بقتل المشركين من اعتزله و من لم يعتزله إلا الذين قد كان عاهدهم رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يوم فتح مكة إلى مدة.
منهم صفوان بن أمية و سهيل بن عمرو، فقال الله عز و جل «بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ» ثم يقتلون حيث ما وجدوا فهذه أشهر السياحة عشرون من ذي الحجة و المحرم و صفر و شهر ربيع الأول و عشرة من شهر ربيع الآخر.
فلما نزلت الآيات من أول براءة دفعها رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم إلى أبي بكر و أمره أن يخرج إلى مكة و يقرأها على الناس بمنى يوم النحر، فلما خرج أبو بكر نزل جبرئيل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد لا يؤدي عنك إلا رجل منك.
فبعث رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم أمير المؤمنين علیه السلام في طلبه فلحقه بالروحاء فأخذ منه الآيات فرجع أبو بكر إلى رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فقال يا رسول الله اأنزل الله في شيء قال لا إن الله أمرني أن لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل مني.
4- الصدوق: حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق قال حدثنا أحمد ابن يحيى بن زهير قال حدثنا يوسف بن موسى قال حدثنا مالك بن إسماعيل قال حدثنا منصور بن أبي الأسود قال حدثنا كثير أبو إسماعيل عن جميع بن عمير قال صليت في المسجد الجامع فرأيت ابن عمر جالسا فجلست إليه فقلت حدثني عن علي فقال بعث رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم أبا بكر ببراءة فلما أتى ذا الحليفة أتبعه علياء الله فأخذها منه.
قال أبو بكر يا علي ما لي أنزل في شيء قال لا و لكن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم قال لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل من أهل بيتي قال فرجع إلى
ص: 221
رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فقال يا رسول الله أنزل في شيء قال لا و لكن لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل من أهل بيتي قال كثير قلت لجميع أتشهد على ابن عمر بهذا قال نعم ثلاثا.
5- عنه حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق قال حدثنا محمد بن جرير الطبري قال حدثنا سليمان بن عبد الجبار قال حدثنا علي بن قادم قال أخبرنا إسرائيل عن عبد الله بن شريك عن الحرث بن مالك قال خرجت إلى مكة فلقيت سعد بن مالك فقلت له هل سمعت لعلي علیه السلام منقبة.
قال قد شهدت له أربعة لأن تكون لي إحداهن أحب إلي من الدنيا أعمر فيها عمر نوح إحداها أن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم بعث أبا بكر ببراءة إلى
مشركي قريش فسار بها يوما و ليلة ثم قال لعلي علیه السلام اتبع أبا بكر فبلغها و رد أبا بكر فقال يا رسول الله أنزل في شيء قال لا إلا أنه لا يبلغ عني إلا أنا
أو رجل مني.
6- عنه حدثنا أحمد بن محمد بن إسحاق الدينوري قال أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز قال حدثنا أحمد بن منصور قال حدثنا أبو سلمة قال حدثنا حماد بن سلمة عن سماك بن حرب عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه و آله وسلم بعث ببراءة إلى أهل مكة مع أبي بكر فبعث عليا علیه السلام قال لا يبلغها إلا رجل من أهل بيتي. صلى الله عليه و آله وسلم
7- قال المفيد: جاء في قصة براءة و قد دفعها النبي صلى الله عليه و آله وسلم إلى أبي بكر لينبذ بها عهد المشركين فلما سار غير بعيد نزل جبرئيل على النبي صلى الله عليه و آله وسلم فقال له إن الله يقرئك السلام و يقول لك لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك فاستدعى رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم عليا علیه السلام و قال له اركب ناقتي العضباء و الحق أبا بكر فخذ براءة من يده و امض بها إلى مكة فانبذ عهد
ص: 222
المشركين إليهم و خير أبا بكر بين أن يسير مع ركابك أو يرجع إلي.
فركب أمير المؤمنين ناقة رسول الله العضباء و سار حتى لحق أبا بكر فلما رآه فزع من لحوقه به و استقبله و قال فيم جئت يا أبا الحسن أسائر معي أنت أم لغير ذلك فقال له أمير المؤمنين علیه السلام إن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم أمرني أن ألحقك فأقبض منك الآيات من براءة و أنبذ بها عهد المشركين إليهم و
أمرني أن أخيرك بين أن تسير معي أو ترجع إليه.
فقال بل أرجع إليه و عاد إلى النبي صلى الله عليه و آله وسلم فلما دخل عليه قال يا رسول الله إنك أهلتني لأمر طالت الأعناق فيه إلي فلما توجهت له رددتني عنه ما لي أنزل في قرآن فقال له النبي صلى الله عليه و آله وسلم لا و لكن الأمين هبط إلي عن الله جل جلاله بأنه لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك و علي مني و لا يؤدي عني إلا علي.
8- عنه في حديث مشهور. فكان نبذ العهد مختصا بمن عقده أو بمن يقوم مقامه في فرض الطاعة وجلالة القدر و علو الرتبة وشرف المقام و من لا يرتاب بفعاله ولا يعترض في مقاله و من هو كنفس العاقد و أمره أمره فإذا حكم بحكم مضى و استقر به و أمن الاعتراض فيه و كان بنبذ العهد قوة الإسلام و كمال الدين وصلاح أمر المسلمين و تمام فتح مكة و اتساق أحوال الصلاح.
فأحب الله تعالى أن يجعل ذلك على يد من ينوه باسمه و يعلي ذكره و ينبه على فضله و يدل على علو قدره و یبینه به ممن سواه فكان ذلك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب اللا . و لم يكن لأحد من القوم فضل يقارب الفضل الذي وصفناه و لا شركه فيه أحد منهم على ما بيناه و أمثال ما عددناه كثير إن عملنا على إيراده طال به الكتاب و اتسع به الخطاب و فيا
ص: 223
أثبتناه منه في الغرض الذي قصدناه كفاية لذوي الألباب.
9- عنه عن علي بن محمد بن علي بن سعد عن حمدان بن سليمان النيسابوري قال حدثني عبد الله بن محمد اليماني عن منيع عن يونس عن علي بن أعين عن أبيه عن جده عن أبي رافع قال لما بعث رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم ببراءة مع أبي بكر أنزل الله تبارك و تعالى عليه.
تترك من ناجيته غير مرة و تبعث من لم أناجه فأرسل رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فأخذ البراءة منه و دفعها إلى علي علیه السلام فقال له علي علیه السلام أوصني يا رسول الله فقال له رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم إن الله يوصيك و يناجيك فناجاه يوم البراءة من قبل صلاة الأولى إلى صلاة العصر.
10- قال الطوسي: قرأ براءة على الناس يوم النحر بمكة علي بن أبي طالب علیه السلام لأن أبا بكر كان على الموسم في تلك السنة فاتبعه النبي صلى الله عليه و آله وسلم بعلي علیه السلام ، و قال: لا يبلغ عني الا رجل منى - في قول الحسن و قتادة و مجاهد و الجبائي -.
11- عنه روى أصحابنا ان النبي صلى الله عليه و آله وسلم و كان ولاه ايضاً الموسم، وأنه حين أخذ البراءة من أبي بكر رجع أبو بكر فقال: يا رسول الله انزل في قرآن؟ فقال: لا، و لكن لا يؤدي إلا أنا أو رجل مني.
12- عنه روى الشعبي عن محرز بن أبي هريرة قال: قال ابو هريرة: كنت أنادي مع علي علیه السلام حين أذن المشركين فكان إذا اضمحل صوته مما ينادي دعوت مكانه قال فقلت يا ابه اي شيء كنتم تقولون؟ قال: كنا نقول لا يحج بعد عامنا هذا مشرك -
قال و ما حج بعد عامنا مشرك - و لا يطوف بالبيت عريان و لا يدخل الجنة الا مؤمن و من كانت بينه و بين رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم لمدة فان
ص: 224
اجله الى اربعة أشهر فإذا انقضت اربعة أشهر فان الله بريء من المشركين و رسوله و فتحت مكة سنة ثمان و نزلت براءة سنة تسع و حج رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم حجة الوداع سنة عشر.
13- قال الطبرسي: أجمع المفسرون و نقلة الأخبار، أنه لما نزلت براءة دفعها رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم إلى أبي بكر ثم أخذها منه و دفعها إلى علي بن أبي طالب علیه السلام و اختلفوا في تفصيل ذلك فقيل أنه بعثه وأمره أن يقرأ عشر آيات من أول هذه السورة و أن ينبذ إلى كل ذي عهد عهده ثم بعث عليا خلفه ليأخذها و يقرأها على الناس فخرج على ناقة رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم العضباء حتى أدرك أبا بكر بذي الحليفة فأخذها منه.
14- عنه قيل أن أبا بكر رجع فقال هل نزل في شيء فقال صلى الله عليه و آله وسلم لا إلا خيرا و لكن لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل مني.
15- عنه قيل أنه قرأ علي براءة على الناس و كان أبو بكر أميرا على الموسم.
16- عنه عن الحسن وقتادة وقيل أنه صلى الله عليه و آله وسلم أخذها من أبي بكر قبل الخروج و دفعها إلى علي علیه السلام و قال لا يبلغ عني إلا أنا أو رجل مني.
17- عنه عن عروة بن الزبير و أبي سعيد الخدري و أبي هريرة و روى أصحابنا أن النبي صلى الله عليه و آله وسلم ولاه أيضا الموسم و أنه حين أخذ البراءة من أبي بكر رجع أبو بكر.
18- عنه روى الحاكم أبو القاسم الحسكاني بإسناده عن سماك بن حرب عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم بعث ببراءة مع أبي بكر إلى أهل مكة فلما بلغ ذا الحليفة بعث إليه فرده و قال لا يذهب بهذا إلا رجل من أهل بيتي فبعث عليا علیه السلام.
ص: 225
19- عنه روى الشعبي عن محرز بن أبي هريرة عن أبي هريرة قال كنت أنادي مع علي حين أذن المشركين فكان إذا صحل صوته فيما ينادي دعوت مكانه قال فقلت يا أبت أي شيء كنتم تقولون قال كنا نقول لا يحج بعد عامنا هذا مشرك و لا يطوفن بالبيت عريان و لا يدخل البيت إلا مؤمن و من كانت بينه و بین رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم لمدة فإن أجله إلى أربعة أشهر فإذا انقضت الأربعة الأشهر فإن الله بريء من المشركين ورسوله.
20- عنه روى عاصم بن حميد عن أبي بصير عن أبي جعفر علیه السلام قال خطب علي علیه السلام الناس و اخترط سيفه فقال لا يطوفن بالبيت عريان و لا يحجن البيت مشرك و من كانت له مدة فهو إلى مدته و من لم يكن له مدة فمدته أربعة أشهر. و كان خطب يوم النحر وكانت عشرون من ذي الحجة و المحرم و صفر و شهر ربيع الأول و عشر من شهر ربيع الآخر و قال يوم النحر يوم الحج الأكبر.
21- عنه ذكر أبو عبد الله الحافظ بإسناده عن زيد بن نفيع قال سألنا عليا علیه السلام بأي شيء بعثت في ذي الحجة قال بعثت بأربعة لا يدخل الكعبة إلا نفس مؤمنة ولا يطوف بالبيت عريان ولا يجتمع مؤمن و كافر في المسجد الحرام بعد عامه هذا و من كان بينه و بين رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم عهد فعهده إلى مدته و من لم يكن له عهد فأجله أربعة أشهر.
22- عنه روي أنه علیه السلام قام عند جمرة العقبة و قال يا أيها الناس إني رسول رسول الله إليكم بأن لا يدخل البيت كافر و لا يحج البيت مشرك و لا يطوف بالبيت عريان و من كان له عهد عند رسول الله فله عهده إلى أربعة أشهر و من لا عهد له فله مدة بقية الأشهر الحرم و قرأ عليهم سورة براءة.
ص: 226
23- عنه قيل قرأ عليهم ثلاث عشرة آية من أول براءة.
24- عنه روي أنه علیه السلام لما نادى فيهم «أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ» أي من كل مشرك قال المشركون نحن نتبرأ من عهدك و عهد ابن عمك ثم لما كانت السنة المقبلة و هي سنة عشر حج النبي صلى الله عليه و آله وسلم حجة الوداع و قفل إلى المدينة و مكث بقية ذي الحجة الحرام والمحرم و صفر و ليالي من شهر
ربیع الأول حتى لحق بالله عز وجل.
25- قال ابن شهر آشوب ولاه رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم في أداء سورة براءة و عزل به أبا بكر بإجماع المفسرين و نقلة الأخبار.
رواه الطبري و البلاذري والترمذي والواقدي و الشعبي والسدي و الثعلبي و الواحدي و القرطبي و القشيري و السمعاني و أحمد بن حنبل و ابن بطة و محمد بن إسحاق و أبو يعلى الموصلي و الأعمش و سماك بن حرب في كتبهم عن عروة بن الزبير و أبي هريرة و أنس و أبي رافع و زيد بن نقیع و ابن عمر و ابن عباس و اللفظ له إنه لما نزل «بَراءَةٌ مِنَ اللهِ وَ رَسُولِهِ» إلى تسع آيات أنفذ النبي صلى الله عليه و آله وسلم أبا بكر إلى مكة لأدائها. فنزل جبرئيل فقال إنه لا يؤديها إلا أنت أو رجل منك فقال النبي لأمير المؤمنين اركب ناقتي العضباء و ألحق أبا بكر و خذ براءة من يده قال و لما رجع أبو بكر إلى النبي جزع و قال يا رسول الله إنك أهلتني لأمر طالت الأعناق فيه فلما توجهت له رددتني عنه فقال صلى الله عليه و آله وسلم الأمين هبط إلي عن الله تعالى أنه لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك و علي مني و لا يؤدي عني إلا علي علیه السلام.
26- عنه في خبر إن عليا علیه السلام قال له إنك خطيب و أنا حديث السن فقال لا بد من أن تذهب بها أو أذهب بها قال أما إذا كان كذلك فأنا أذهب
ص: 227
بها يا رسول الله قال اذهب فسوف يثبت الله لسانك و يهدي قلبك.
27- عنه أبو بصير عن أبي جعفر علیه السلام قال خطب علي علیه السلام الناس فاخترط سيفه وقال لا يطوفن بالبيت عريان و لا يحجن البيت مشرك و من كان له مدة فهو إلى مدته و من لم يكن له مدة فمدته أربعة أشهر زيادة.
28- عنه عن مسند الموصلي و لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة و هذا الذي أمر الله تعالى به إبراهيم حين قال وَ طَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمينَ وَ الرُّكَّعِ السُّجُودِ فكان الله تعالى أمر إبراهيم الخليل بالنداء أولا قوله وَ أَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِ و أمر الولي بالنداء آخرا قوله وَ أَذَانُ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ.
29- عنه قال السدي و أبو مالك و ابن عباس و زين العابدين الأذان علي بن أبي طالب الذي نادى به.
30- عنه عن تفسير القشيري إن رجلا قال لعلي بن أبي طالب فمن أراد منا أن يلقى رسول الله في بعض الأمور بعد انقضاء الأربعة فليس له عهد قال علي بلى إن الله تعالى قال وَ إِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ إلى آخر الآية.
31- أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس قدس الله روحه و نور ضريحه حيث قد ذكرنا آيات براءة فينبغي أن نذكر بعض ما رويناه من شرح الحال.
فمن ذلك ما رواه حسن بن أشناس رحمه الله قال حدثنا ابن أبي الثلج الكاتب قال حدثنا جعفر بن محمد العلوي قال حدثنا علي بن عبدل الصوفي قال حدثنا طريف مولى محمد بن إسماعيل بن موسى و عبيد الله بن يسار عن عمرو بن أبي المقدام عن أبي إسحاق السبيعي عن الحارث الهمداني و عن جابر عن أبي جعفر عن جعفر عن محمد بن الحنفية عن علي علیه السلام.
ص: 228
أن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم لما فتح مكة أحب أن يعذر إليهم و أن يدعوهم إلى الله عز و جل أخيرا كما دعاهم أولا فكتب إليهم كتابا يحذرهم بأسه و ينذرهم عذاب ربه و يعدهم الصفح و يمنيهم مغفرة ربهم و نسخ لهم أول سورة براءة ليقرأ عليهم ثم عرض على جميع أصحابه المضي إليهم فكلهم يرى فيه التثاقل فلما رأى ذلك منهم ندب إليهم رجلا ليتوجه به.
فهبط إليه جبرئيل فقال يا محمد إنه لا يؤدي عنك إلا رجل منك فأنبأني رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم ذلك و وجهني بكتابه و رسالته إلى أهل مكة فأتيت مكة و أهلها من قد عرفت ليس منهم أحد إلا أن لو قدر أن يضع على كل جبل مني إربا لفعل و لو أن يبذل في ذلك نفسه و أهله و ولده و ماله.
فأبلغتهم رسالة النبي صلى الله عليه و آله وسلم و قرأت كتابه عليهم و كل يلقاني بالتهديد و الوعيد و يبدي البغضاء و يظهر لي الشحناء من رجالهم و نسائهم فلم تنيني ذلك حتى نفذت لما وجهني رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم.
32- عنه روى الطبري في تاريخه في حوادث سنة ست من هجرة الخطاب النبي صلى الله عليه و آله وسلم لما أراد النبي القصد لمكة القصد لمكة و منعه أهلها أن عمر بن الخطاب كان قد أمره النبي صلى الله عليه و آله وسلم أن يمضي إلى مكة فلم يفعل و اعتذر فقال الطبري ما هذا لفظه ثم دعا عمر بن الخطاب ليبعثه إلى مكة فيبلغ عنه أشراف قريش ما حاله فقال يا رسول الله إني أخاف قريشا على نفسي.
أقول فانظر حال مولانا علي علیه السلام من حال من تقدم عليه كيف كان يفدي رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم بنفسه في كل ما يشير به إليه و كيف كان غيره يؤثر نفسه و من ذلك، شرح أبسط مما ذكرنا.
33- عنه روى حسن بن أشناس رحمه الله فى كتابه أيضا فقال حدثنا
ص: 229
أحمد بن محمد قال حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا قال حدثنا مالك ابن إبراهيم النخعي قال حدثنا حسين بن زيد قال حدثني جعفر بن محمد عن أبيه علیهم السلام قال لما سرح رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم أبا بكر بأول سورة براءة إلى أهل مكة أتاه جبرئيل فقال يا محمد إن الله يأمرك أن لا تبعث هذا و أن تبعث علي بن أبي طالب و أن لا يؤديها عنك غيره فأمر النبي صلى الله عليه و آله وسلم علي ابن أبي طالب علیه السلام.
فلحقه و أخذ منه و قال ارجع إلى النبي صلى الله عليه و آله وسلم فقال أبو بكر هل حدث فيَّ شيء فقال علي علیه السلام سيخبرك رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فرجع أبو بكر إلى فقال النبي صلى الله عليه و آله وسلم فقال يا رسول الله ما كنت ترى أني مؤد عنك هذه الرسالة فقال له النبي صلى الله عليه و آله وسلم أبى الله أن يؤديها إلا علي بن أبي طالب فأكثر أبو بكر عليه من الكلام.
فقال له النبي صلى الله عليه و آله وسلم و كيف تؤديها و أنت صاحبي في الغار قال فانطلق علي علیه السلام حتى قدم مكة ثم وأتى عرفات ثم رجع إلى جمع ثم إلى مني و ذبح و حلق و صعد على الجبل المشرف المعروف بالشعب فأذن ثلاث مرات ألا تسمعون يا أيها الناس إني رسول رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم إليكم.
ثم قال: «بَرَاءَةٌ مِنَ اللهِ وَ رَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَ اعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَ أَنَّ اللهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ وَ أَذَانٌ مِنَ اللهِ وَ رَسُولِهِ إلى قوله إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ» تسع آيات من أولها ثم بلغ بسيفه و أسمع الناس وكررها.
فقال الناس من هذا الذي ينادي في الناس فقالوا علي بن أبي طالب علیه السلام و قال من عرفه من الناس هذا ابن عم محمد صلى الله عليه و آله وسلم و ما كان يجترئ على هذا غير عشيرة محمد فأقام أيام التشريق ثلاثة ينادي بذلك و
ص: 230
يقرأ على الناس غدوة و عشية فنادته الناس من المشركين أبلغ ابن عمك أن ليس له عندنا إلا ضربا بالسيف وطعنا بالرماح.
ثم انصرف علي علیه السلام إلى النبي صلى الله عليه و آله وسلم و يقصد في السير و أبطأ الوحي عن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم في أمر علي علیه السلام و ما كان منه فاغتم النبي صلى الله عليه و آله وسلم لذلك غما شديدا حتى رأى ذلك في وجهه و كف عن النساء من الهم والغم فقال بعضهم لبعض لعل قد نعيت إليه نفسه أو عرض له مرض فقالوا لأبي ذر قد نعلم منزلتك من رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم و قد رسول الله و قد ترى ما به فنحن نحب أن يعلم لنا أمره فسأل أبو ذر رحمه الله النبي صلى الله عليه و آله وسلم عن ذلك.
فقال النبي صلى الله عليه و آله وسلم ما نعيت إلى نفسي و إني لميت و ما وجدت في أمتي إلا خيرا و ما بي من مرض و لكن من شدة وجدي لعلي بن أبي طالب و إبطاء الوحي عني في أمره و إن الله عز و جل قد أعطاني في علي تسع خصال ثلاثة لدنياي و اثنتان لآخرتي و اثنتان أنا منهما آمن و اثنتان أنا منهما خائف و قد كان رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم إذا صلى الغدوة استقبل القبلة بوجهه إلى طلوع الشمس يذكر الله عز وجل.
يتقدم علي بن أبي طالب علیه السلام خلف النبي صلى الله عليه و آله وسلم و يستقبل الناس بوجهه فيستأذنون في حوائجهم و بذلك أمرهم رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فلما توجه علي علیه السلام إلى ذلك الوجه لم يجعل رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم مكان علي لأحد و كان رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم إذا صلي و سلم استقبل القبلة بوجهه فأذن للناس فقام أبو ذر فقال يا رسول الله لي حاجة.
قال انطلق في حاجتك فخرج أبو ذر من المدينة يستقبل علي بن أبي طالب علیه السلام فلما كان ببعض الطريق إذا هو براكب مقبل على ناقته فإذا هو علي علیه السلام فاستقبله و التزمه و قبله و قال بأبي أنت و أمي اقصد في مسيرك
ص: 231
حتى أكون أنا الذي أبشر رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فإن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم من أمرك في غم شديد و هم فقال له علي علیه السلام نعم.
فانطلق أبو ذر مسرعا حتى أتى النبي صلى الله عليه و آله وسلم فقال البشرى قال و ما بشراك يا با ذر قال قدم علي بن طالب فقال له لك بذلك الجنة ثم ركب النبي الله و ركب معه الناس أناخ ناقته و نزل رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فتلقاه و التزمه و عانقه و وضع خده على منكب علي و بكى النبي فرحا بقدومه و بكي علي علیه السلام معه .
ثم قال له رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم ما صنعت بأبي أنت وأمي فإن الوحي أبطأ علي في أمرك فأخبره بما صنع فقال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم كان الله عز و جل أعلم بك مني حين أمرني بإرسالك.
34- عنه عن كتاب ابن أشناس البزاز من طريق رجال أهل الخلاف في حديث آخر أنه لما وصل مولانا علي علیه السلام إلى المشركين بآيات براءة لقيه خراش بن عبد الله أخو عمرو بن عبد الله و هو الذي قتله علي علیه السلام المبارزة يوم الخندق و شعبة بن عبد الله أخوه.
فقال لعلي علیه السلام ما تيسرنا يا علي أربعة أشهر بل برئنا منك و من ابن عمك إن شئت إلا من الطعن و الضرب وقال شعبة ليس بيننا و بين ابن عمك إلا السيف والرمح و إن شئت بدا بك فقال علي علیه السلام أجل أجل إن شئت .فهلموا.
35- عنه حديث آخر من الكتاب قال و كان علي علیه السلام ينادي في المشركين بأربع لا يدخل مكة مشرك بعد مأمنه ولا يطوف بالبيت عريان و لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة و من كان بينه و بين رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم عهد فعهدته إلى مدته و قال في حديث آخر وكانت العرب في الجاهلية
ص: 232
تطوف بالبيت عراة ويقولون لا يكون علينا ثوب حرام و لا خالطه إثم و لا نطوف إلا كما ولدتنا أمهاتنا.
36- عنه قال بعض نقلة هذا الحديث إن قول النبي صلى الله عليه و آله وسلم في الحديث الثاني لأبي بكر أنت صاحبي في الغار لما اعتذر من إنفاذه إلى الكفار معناه إنك كنت معي في الغار فجزعت ذلك الجزع حتى أني سكنتك و قلت لك لا تحزن و ما كان قد ناشز لقاء المشركين و ما كان لك أسوة بنفسي فكيف تقوى على لقاء الكفار بسورة براءة و ما أنا معك و أنت وحدك و لم يكن النبي صلى الله عليه و آله وسلم ممن يخاف على أبي بكر من الكفار أكثر من خوفه على علي علیه السلام.
لأن أبا بكر ما كان جرى منه أكثر من الهرب منهم و لم يعرف له قتيل فيهم ولا جريح و إنما كان علي علیه السلام هو الذي يحتمل في المبيت على الفراش حتى سلم النبي صلى الله عليه و آله وسلم منهم و هو الذي قتل منهم في كل حرب فكان الخوف على علي علیه السلام من القتل أقرب إلى العقل أقول و قد مضى في الحديث الأول أن مولانا عليا علیه السلام بعثه النبي صلى الله عليه و آله وسلم لرد أبي بكر و تأدية آيات براءة بعد فتح مكة.
فينبغي أن نذكر كيف أحوج الحال إلى هذا الإرسال بعد فتح مكة فنقول إننا وجدنا في كتب من التواريخ وغيرها أن النبي صلى الله عليه و آله وسلم واله وسلم فتح مكة سنة ثمان من الهجرة واستعمل على أهلها عتاب بن أسيد بن العيص بن أمية بن عبد شمس ثم اجتمعت هوازن و قدموا لحربه علیه السلام.
فخرج من مكة إلى هوازن فغنم أموالهم ثم مضى إلى الطائف ثم رجع من الطائف إلى الجعرانة فقسم بها غنائم.
ثم دخل مكة ليلا معتمرا فطاف بالبيت و سعى بين الصفا والمروة و
ص: 233
قضى عمرته و عاد إلى الجعرانة و منها توجه إلى المدينة و لم يحج علیه السلام تلك السنة فلما حج الناس سنة ثمان و لم يحج النبي صلى الله عليه و آله وسلم فيها حج المسلمون و عليهم عتاب بن أسيد لأنه أمير مكة و حج المشركون من أهل مكة و غيرها ممن أراد الحج من الذين كان لهم عهدته مع النبي صلى الله عليه و آله وسلم و من انضم إليهم من الكفار و متقدمهم أبو سيارة العدواني على أتان أعور أسنها ليف.
فلما دخلت سنة تسع من الهجرة و قرب وقت الحج فيها أمر الله جل جلاله رسوله صلى الله عليه و آله وسلم أن ينابذ المشركين و يظهر إعزاز الإسلام و المسلمين فبعث علياء علیه السلام لرد أبي بكر كما رويناه والمسلمون من أهل مكة بين حاسد لمولانا علي علیه السلام و بين مطالب له بقتل من قتلهم من أهلهم و المشركون في موسم الحج أعداء له علیه السلام فتوجه وحده لكلهم فأعز الله جل جلاله و رسوله أمر الإسلام على يد مولانا علي علیه السلام وأذل رقاب الكفار و الطغاة.
فلما دخلت سنة عشر و قرب وقت الحج خرج النبي صلى الله عليه و آله وسلم الحجة الوداع و إبلاغ ما أمره الله جل جلاله بإبلاغه فأقام الناس سنن الحج و الإسلام و نص فيها على مولانا علي علیه السلام في عوده من الحج بغدير خم و خلافته بعده على سائر الأنام و توجه إلى المدينة ثم دعاه الله جل جلاله إلى دار السلام في ذلك العام.
قال السيد الإمام العالم العامل الفقيه العلامة رضي الدين ركن الإسلام جمال العارفين أفضل السادة أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد ابن الطاوس اعلم أن الله جل جلاله قد كان عالما قبل أن يتوجه أبو بكر بسورة براءة أنه لا يصلح لتأديتها و أنه ينزل على نبيه صلى الله عليه و آله وسلم جبرئيل و يأمره بإعادة أبي بكر و أن أبا بكر يعزل عن ذلك المقام.
فظهر من هذا لذوي الأفهام إن قد كان مراد الله جل جلاله إظهار أن
ص: 234
أبا بكر لا يصلح لهذا الأمر الجزئي من أمور الرئاسة، فكيف يصلح للأمر الكلي و أنه لا ينفعه اختيار صاحب لحمل الآيات معه فكيف ينفعه اختيار بعض أهل السقيفة له و أن الله لم يستصلحه لآيات من كتابه فكيف يستصلح لجمع الشتات و أن الله أظهر عزله على اليقين.
فكيف يجوز الاختيار لولايته على الظن من بعض المسلمين و أنه لم يصلح للإبلاغ عن الله تعالى و رسوله صلى الله عليه و آله وسلم الفريق من الناس فكيف يصلح لجميعهم و أنه لم يصلح لبلد واحد فكيف يصلح لسائر البلاد و في هذا الحديث المعلوم كشف لأهل العلوم أن علي بن أبي طالب علیه السلام يسد مسد
رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم.
فيما لا يمكن القيام فيه بغير نفسه الشريف وفيه تنبيه و تصريح صريح على ولاية علي علیه السلام من الله و فيه تنبيه على ما اشتملت عليه تلك الولاية من إعزاز دين الله و إظهار ناموس الإسلام و رفع التقية و الذل عما ك-ان مستورا من تلك الشرائع والأحكام.
37- في البحار عن تفسير فرات عن علي بن العباس البجلي معنعنا عن ابن عباس في قوله تعالى: «بَرَاءَةٌ مِنَ اللهِ وَ رَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ المُشْرِكِينَ يقول بَرَاءَةٌ مِنَ اللهِ وَ رَسُولِهِ من العهد إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ المُشْرِكِينَ»، غير أربعة أشهر فلما كان بين النبي صلى الله عليه و آله وسلم و بين المشركين ولت من عقود فأمر الله رسوله أن ينبذ إلى كل ذي عهد عهدهم إلا من أقام الصلاة وآتى الزكاة.
فلما كانت غزوة تبوك و دخلت سنة تسع في شهر ذي الحجة الحرام من مهاجرة رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم نزلت هذه الآيات و كان رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم حين فتح مكة لم يؤمر أن يمنع المشركين أن يحجوا و كان المشركون يحجون
ص: 235
مع المسلمين على سنتهم في الجاهلية و على أمورهم التي كانوا عليها في طوافهم بالبيت عراة و تحريمهم الشهور الحرم و القلائد و وقوفهم بالمزدلفة فأراد الحج فكره أن يسمع تلبية العرب لغير الله و الطواف بالبيت عراة.
فبعث النبي صلى الله عليه و آله وسلم أبا بكر إلى الموسم و بعث معه بهؤلاء الآيات من براءة و أمره أن يقرأها على الناس يوم الحج الأكبر و أمره أن يرفع الحمس من قريش و كنانة وخزاعة إلى عرفات فسار أبو بكر حتى نزل بذي الحليفة فنزل جبرئيل على النبي صلى الله عليه و آله وسلم فقال إن الله يقول إنه لن يؤدي عني غيرك أو رجل منك يعني علي بن أبي طالب علیه السلام.
فبعث النبي عليا في أثر أبي بكر ليدفع إليه هؤلاء الآيات من براءة و أمره أن ينادي بهن يوم الحج الأكبر و هو يوم النحر و أن يبرئ ذمة الله و رسوله من كل أهل عهد و حمله على ناقته العضباء.
فسار أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام على ناقة رسول الله صلى الله عليه و آله وسلمفأدركه بذي الحليفة فلما رآه أبو بكر قال أمير أو مأمور فقال علي علیه السلام بعثني النبي صلى الله عليه و آله وسلم لتدفع إلي براءة قال فدفعها إليه و انصرف أبو بكر إلى رسول الله فقال يا رسول الله ما لي نزعت مني براءة أنزل في شيء.
فقال النبي صلى الله عليه و آله وسلم إن جبرئيل نزل علي فأخبرني أن الله يأمرني أنه لن يؤدي عني غيري أو رجل مني فأنا و علي من شجرة واحدة و الناس من شجر شتى أما ترضى يا أبا بكر أنك صاحبي في الغار قال بلى يا رسول الله فلما كان يوم الحج الأكبر و فرغ الناس من رمي الجمرة الكبرى قام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام عند الجمرة فنادى في الناس.
فاجتمعوا إليه فقرأ عليهم الصحيفة بهؤلاء الآيات بَراءَةٌ مِنَ اللهِ وَ رَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ إلى قوله فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ثم نادى ألا
ص: 236
لا يطوف بالبيت عريان و لا يحجن مشرك بعد عامه هذا و إن لكل ذي عهد عهده إلى مدته و إن الله لا يدخل الجنة إلا من كان مسلما و إن أجلكم أربعة أشهر إلى أن تبلغوا بلدانكم.
فهو قوله تعالى فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ و أذن الناس كلهم بالقتال إن لم يؤمنوا فهو قوله وَ أَذَانُ مِنَ اللهِ وَ رَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ قال إلى أهل العهد خزاعة و بني مدلج و من كان له عهد غيرهم يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ قال فالأذان أمير المؤمنين على بن أبي طالب علیه السلام النداء الذي نادى به قال فلما قال «فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ».
قالوا و على ما تسيرنا أربعة أشهر فقد برئنا منك و من ابن عمك إن شئت الآن الطعن والضرب ثم استثنى الله منهم فقال إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ المُشْرِكِينَ فقال العهد من كان بينه و بين النبي صلى الله عليه و آله وسلم ولث من عقود على الموادعة من خزاعة و غيرهم و أما قوله «فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ»
لكي يتفرقوا عن مكة وتجارتها.
فيبلغوا إلى أهلهم ثم إن لقوهم بعد ذلك قتلوهم و الأربعة الأشهر التي حرم الله فيها دماءهم عشرون من ذي الحجة و المحرم و صفر و ربيع الأول و عشر من ربيع الآخر فهذه أربعة أشهر المسيحات من يوم قراءة الصحيفة التي قرأها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام.
ثم قال وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَ أَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ يا نبي الله قال فيظهر نبيه عليه و آله الصلاة و السلام قال ثم استثنى فنسخ منها فقال إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ هؤلاء بنو ضمرة و بنو مدلج حيان من بني كنانة كانوا حلفاء النبي في غزوة بني العشيرة من بطن ينبع «ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئاً» يقول لم ينقضوا عهدهم بغدر «وَ لَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَداً»
ص: 237
قال لم يظاهروا عدوكم عليكم. «فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ» يقول أجلهم الذي شرطتم لهم «إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ» قال الذين يتقون الله فيما حرم عليهم و يوفون بالعهد قال فلم يعاهد النبي صلى الله عليه و آله وسلم بعد هؤلاء الآيات أحدا قال ثم نسخ ذلك فأنزل «فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ قال هذا الذي ذكرنا منذ يوم قرأ علي بن أبي طالب علیه السلام عليهم الصحيفة يقول.
فإذا مضت الأربعة الأشهر قاتلوا الذين انقضى عهدهم في الحل و الحرم حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ» إلى آخر الآية قال ثم استثنى فنسخ منهم فقال «وَ إِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ» قال من بعث إليك من أهل الشرك يسألك لتوء منه حتى يلقاك فيسمع ما تقول و یسمع ما أنزل إليك فهو آمن «فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللهِ» و هو كلامك بالقرآن:
«ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ» يقول حتى يبلغ مأمنه من بلاده ثم قال «كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَ عِنْدَ رَسُولِهِ» إلى آخر الآية فقال هما بطنان بنو ضمرة و بنو مدلج فأنزل الله هذا فيهم حين غدروا ثم قال تعالى «كَيْفَ وَ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلَّا وَ لا ذِمَّةٌ» إلى ثلاث آيات قال هم قريش نكثوا عهد النبي اليوم الحديبية و كانوا رءوس العرب في كفرهم ثم قال «فَقَاتِلُوا أَعْةَ الْكُفْرِ إِلى يَنْتَهُونَ».
38- عنه في خبر أن عليا قال له إنك خطيب و أنا حديث السن فقال لا بد من أن تذهب بها أو أذهب بها قال أما إذا كان كذلك فأنا أذهب يا رسول الله قال اذهب فسوف يثبت الله لسانك و يهدي قلبك.
39- عنه أبو بصير عن أبي جعفر علیه السلام قال خطب علي الناس
ص: 238
فاخترط سيفه وقال لا يطوفن بالبيت عريان ولا يحجن البيت مشرك و من كان له مدة فهو إلى مدته و من لم يكن له مدة فمدته أربعة أشهر زيادة في مسند الموصلي و لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة.
و هذا هو الذي أمر الله تعالى به إبراهيم حين قال وَ طَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَ الْقَائِمِينَ وَ الرُّكَّعِ السُّجُودِ فكان الله تعالى أمر إبراهيم الخليل بالنداء أولا قوله وَ أَذَّنْ فِي النَّاسِ بِالحَج و أمر الولي بالنداء آخرا قوله و أَذَانُ مِنَ اللهِ وَ رَسُولِهِ قال السدي و أبو مالك و ابن عباس و زين العابدين علیه السلام الأذان علي بن أبي طالب الذي نادى به.
40- عنه عن تفسير القشيري إن رجلا قال لعلي بن أبي طالب فمن أراد منا أن يلقى رسول الله في بعض الأمر بعد انقضاء الأربعة فليس له عهد قال علي علیه السلام بلى لأن الله تعالى قال: «وَ إِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ» إلى آخر الآيات.
41- عنه في الحديث عن الباقرين علیهما السلام قالا قام خداش و سعيد أخوا عمرو بن عبد ود فقالا و على ما تسيرنا أربعة أشهر بل برئنا منك و من ابن عمك و ليس بيننا و بين ابن عمك إلا السيف والرمح و إن شئت بدأنا بك فقال على علیه السلام ثم قال فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي الله إلى قوله إلى مُدَّتهم.
42- عنه عن تفسير الثعلبي قال المشركون نحن نبرأ من عهدك و عهد ابن عمك إلا من الطعن و الضرب وطفقوا يقولون اللهم إنا منعنا أن نبرك.
43- عنه في رواية عن النسابة بن الصوفي أن النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال في خبر طويل إن أخي موسى ناجى ربه على جبل طور سيناء فقال في آخر الكلام
ص: 239
امض إلى فرعون وقومه القبط و أنا معك لا تخف فكان جوابه ما ذكره الله تعالى إنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ و هذا علي قد أنفذته ليسترجع براءة و يقرأها على أهل مكة و قد قتل منهم خلقا عظيما فما خاف و لا توقف و لم تأخذه في الله لومة لائم.
44- عنه في رواية فكان أهل الموسم يتلهفون عليه وما فيهم إلا من قتل أباه أو أخاه أو حميمه فصدهم الله عنه و عاد إلى المدينة عاد إلى المدينة وحده سالما و كان علي علیه السلام أنفذه أول يوم من ذي الحجة سنة تسع من الهجرة و أداها إلى الناس يوم عرفة و يوم النحر و أما قول الجاحظ إنه كان عادة العرب في عقد الحلف و حل العقد أنه كان لا يتولى ذلك إلا السيد منهم أو رجل من رهطه فإنه أراد أن يذمه فمدحه.
45- عنه روى أحمد بن حنبل في مسنده من طرق جماعة فمنها عن أنس بن مالك أن رسول صلى الله عليه و آله وسلم بعث ببراءة مع أبي بكر إلى أهل مكة فلمها
لا بلغ إلى ذي الحليفة بعث إليه فرده فقال لا يذهب بها إلا رجل من أهل بيتي فبعث عليا
46- عنه من مسند أحمد بن حنبل عن سماك عن حبيش يرفعه قال لما نزلت عشر آيات من سورة براءة على النبي صلى الله عليه و آله وسلم دعا النبي صلى الله عليه و آله وسلم أبا بكر فبعثه بها ليقرأها على أهل مكة ثم دعا النبي صلى الله عليه و آله وسلم عليا علیه السلام فقال له أدرك أبا بكر فحيث ما لحقته فخذ الكتاب منه.
فاذهب به إلى أهل مكة و اقرأه عليهم قال فلحقه بالجحفة فأخذ الكتاب منه فرجع أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه و آله وسلم و قال يا رسول الله أنزل في شيء قال لا و لكن جبرئيل الله جاءني فقال لم يكن يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك.
ص: 240
47- عنه بالإسناد عن أنس قال أرسل رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم أبا بكر ببراءة يقرؤها على أهل مكة فنزل جبرئيل على محمد فقال يا محمد لا يبلغ
عن الله تعالى إلا أنت أو رجل منك فلحقه علي علیه السلام فأخذها منه.
48- عنه روى ابن بطريق عن الكتاب المذكور ما يؤدي هذا المعنى من أربعة طرق من كتاب فضائل الصحابة للسمعاني و كتاب المغازي لمحمد بن إسحاق و من خمسة طرق من كتاب أحمد بن حنبل و من طريق من صحيح البخاري و طريقين من تفسير الثعلبي و طريقين من الجمع بين الصحاح الستة لرزين العبدري و طريق من سنن أبي داود و طريق من صحيح الترمذي.
49- عنه روى البخاري في صحيحه في نصف الجزء الخامس في باب «وَأَذَانٌ مِنَ اللهِ وَ رَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَ رَسُولُهُ» حديث سورة براءة و زاد فيه فأذن علي في أهل منى يوم النحر ألا لا يحج بعد العام مشرك و لا يطوف بالبيت عريان.
و رواه أيضا في الجمع بين الصحاح الستة في الجزء الثاني في تفسير سورة براءة من صحيح أبي داود وصحيح الترمذي في حديث يرفعونه إلى عبد الله بن عباس.
قال بعث رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم أبا بكر و أمره أن ينادي في الموسم ببراءة ثم أردفه عليا فبينا أبو بكر في بعض الطريق إذ سمع رغاء ناقة رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم العضباء فقام أبو بكر فزعا فظن أنه حدث أمر فدفع إليه علي كتابا من رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم.
أن عليا ينادي بهؤلاء الكلمات فإنه لا ينبغي أن يبلغ عني إلا رجل من أهل بيتي فانطلقا فقام علي أيام التشريق ينادي ذمة الله و رسوله بريئة
ص: 241
من كل مشرك فسيحوا في الأرض أربعة أشهر ولا يحجن بعد هذا العام مشرك و لا يطوف بالبيت بعد العام عريان و لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة.
50- عنه روى الثعلبي في تفسيره في تفسير سورة براءة و شرح الثعلبي كيف نقض المشركون العهد الذي عاهدهم النبي صلى الله عليه و آله وسلم في الحديبية ثم قال الثعلبي في أواخر حديثه ما هذا لفظه فبعث رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم أبا بكر في تلك السنة على الموسم ليقيم للناس الحج و بعث معه أربعين آية من صدر براءة ليقرأها على أهل الموسم.
فلما سار دعا رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم عليا علیه السلام فقال اخرج بهذه القصة و اقرأ عليهم من صدر براءة و أذن بذلك في الناس إذا اجتمعوا فخرج ل على الله على ناقة رسول الله الا الله العضباء حتى أدرك أبا بكر بذي الحليفة فأخذها منه.
فرجع أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه و آله وسلم فقال يا رسول الله بأبي أنت و أمي أنزل في شأني شيء فقال لا و لكن لا يبلغ عني إلا أنا أو رجل مني ثم ذكر
الثعلبي صورة نداء العليا لله و إبلاغه لما أمره الله به ورسوله.
51- عنه روى ابن بطريق ما رواه السيد و غيره من صحاحهم و تفاسيرهم في العمدة بأسانيده لا نطيل الكلام بإيرادها.
52- عنه روى السيوطي في الدر المنثور قال أخرج عبد الله بن أحمد ابن حنبل في زوائد المسند و أبو الشيخ و ابن مردويه عن علي علیه السلام قال لما نزلت عشر آيات من براءة على النبي صلى الله عليه و آله وسلم و ساق الحديث نحو ما مر من رواية سماك، ثم قال وأخرج ابن أبي شيبة و أحمد والترمذي و أبو الشيخ و ابن مردويه عن أنس قال بعث النبي صلى الله عليه و آله وسلم ببراءة مع أبي بكر ثم دعا فقال
ص: 242
لا ينبغي لأحد أن يبلغ هذا إلا رجل من أهلي فدعا عليا فأعطاه إياه.
53- عنه أخرج ابن مردويه عن سعد بن أبي وقاص أن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم بعث أبا بكر ببراءة إلى أهل مكة ثم بعث عليا علیه السلام على أثره فأخذها منه فقال أبو بكر وجد في نفسه فقال النبي صلى الله عليه و آله وسلم يا أبا بكر إنه لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل مني.
54- عنه أخرج أحمد والنسائي و ابن المنذر و ابن مردويه عن أبي هريرة قال كنت مع على حين بعثه رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم إلى مكة ببراءة فكان ينادي أنه لا يدخل الجنة إلا مؤمن و لا يطوف بالبيت عريان و من كان بينه و بين رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم عهد فإن أجله إلى أربعة أشهر فإذا مضت الأربعة الأشهر فإن الله بريء من المشركين و رسوله و لا يحج هذا البيت بعد العام مشرك.
55- عنه أخرج ابن مردويه عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه و آله وسلم بعث أبا بكر بسورة التوبة و بعث عليا علیه السلام على أثره فقال أبو بكر لعل الله أمر نبيه سخطا على فقال على لا إن نبي الله قال لا ينبغي أن يبلغ عني إلا رجل مني.
56- عنه أخرج ابن حيان و ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري و ذكر بعث علي علیه السلام على أثر أبي بكر و رده و في آخره لا يبلغ غيري أو رجل مني.
57- عنه أخرج ابن مردويه عن أبي رافع قال بعث رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم أبا بكر ببراءة إلى الموسم فأتى جبرئيل فقال له إنه لا يؤديها عنك إلا أنت أو رجل منك فبعث عليا في أثره حتى لحقه بين مكة والمدينة فأخذها فقرأ على الناس في الموسم.
58- عنه عنه أخرج ابن أبي حاتم عن حكيم بن حميد قال قال لي علي بن
ص: 243
الحسين عليه السلام إن لعلى في كتاب الله اسما و لكن لا تعرفونه قلت و ما هو قال ألم تسمع قول الله وَ أَذَانٌ مِنَ اللهِ وَ رَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ هو و الله الأذان انتهى ما نقلناه عن السيوطي.
59- عنه قال صاحب الصراط المستقيم في ذكر فضائل أمير المؤمنين علیه السلام منها توليتها صلى الله عليه و آله وسلم على أداء سورة براءة بعد بعث النبي صلى الله عليه و آله وسلم أبا بكر بها فلحقه بالجحفة و أخذها منه و نادى في الموسم بها ذكر ذلك أحمد بن حنبل في مواضع من مسنده و الثعلبي في تفسيره و الترمذي في صحيحه و أبو داود في سننه و مقاتل في تفسيره و الفراء في مصابيحه و الجوزي في تفسيره و الزمخشري في كشافه و ذكره البخاري في الجزء الأول من صحيحه في باب ما يستر العورة.
و في الجزء الخامس في باب أذان من الله و رسوله و ذكر الطبري و البلاذري و الواقدي و الشعبي والسدي و الواحدي و القرطبي و القشيري و السمعاني و الموصلي و ابن بطة و ابن إسحاق و الأعمش و ابن سماك في كتبهم انتهى.
60- عنه ذكر ابن الأثير في الكامل في أحداث سنة تسع من الهجرة أن فيها حج أبو بكر بالناس و معه عشرون بدنة لرسول الله صلى الله عليه و آله وسلم و لنفسه خمس بدنات و كان في ثلاثمائة رجل فلما كان بذي الحليفة أرسل رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم في أثره عليا علیه السلام و أمره بقراءة سورة براءة على المشركين فعاد أبو بکر و قال يا رسول الله أنزل في شيء قال لا و لكن لا يبلغ عني إلا أنا أو رجل مني انتهى.
61- عنه روى صاحب جامع الأصول بإسناده عن أنس قال بعث النبي صلى الله عليه و آله وسلم ببراءة مع أبي بكر ثم دعاه فقال لا ينبغي لأحد أن يبلغ هذا إلا
ص: 244
رجل من أهلي فدعا عليا علیه السلام فأعطاه إياه ثم قال و زاد رزین و هو العبدري فإنه لا ينبغي أن يبلغ عني إلا رجل من أهل بيتي ثم اتفقا و انطلقا انتهى.
62- عبدالله قال حدثني أبي قال ثنا وكيع قال قال أبو اسحاق عن زيد بن يشيع عن أبي بكر ان النبي صلى الله عليه و آله وسلم بعثه ببراءة لاهل مكة لا يحج بعد العام مشرك و لا يطوف بالبيت عريان و لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة و من كان بينه و بين رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم لمدة فاجله إلى مدته و «اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ المُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ».
قال فسار بها ثلاثا ثم قال لعلي علیه السلام الحقه فرد علي أبابكر و بلغها أنت قال ففعل، قال فلما قدم على النبي صلى الله عليه و آله وسلم أبا بكر بكي، قال يا رسول الله حدث في شيء قال ماحدث فيك الا خير و لكن أمرت أن لا يبلغه الا أنا أو رجل مني.
63- قال ابن هشام: قال ابن اسحاق وحدثني حكيم ابن حكيم بن عباد بن حنيف عن أبي جعفر محمد بن علي علیهما السلام أنه قال لما نزلت براءة على رسول الله له وقد كان بعث أبا بكر ليقيم للناس الحج قيل له يا رسول الله لو بعثت بها إلى أبي بكر فقال لا يؤدي عني إلا رجل من أهل بيتي.
ثم دعا علي بن أبي طالب علیه السلام فقال له أخرج بهذه القصة من صدر براءة وأذن في الناس يوم النحر إذا اجتمعوا بمنى أنه لا يدخل الجنة كافر ولا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان ومن كان له عند رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم عهد فهو له إلى مدته.
فخرج علي بن أبي طالب رضوان الله عليه على ناقة رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم
ص: 245
العضباء حتى أدرك أبا بكر بالطريق فلما رآه ابو بكر بالطريق قال أأمير أم مأمور فقال بل مأمور ثم مضيا فأقام أبو بكر للناس الحج والعرب إذ ذاك في تلك السنة على منازلهم من الحج التي كانوا عليها في الجاهلية حتى إذا كان يوم النحر قام علي بن أبي طالب علیه السلام.
فأذن في الناس بالذي أمره به رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فقال أيها الناس إنه لا يدخل الجنة كافر ولا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان ومن كان له عند رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم عهد فهو إلى مدته وأجل الناس أربعة أشهر من يوم أذن فيهم ليرجع كل قوم إلى مأمنهم أو بلادهم.
ثم لا عهد لمشرك ولا ذمة إلا أحد كان عند رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم عهد الى مدة فهو له إلى مدته فلم يحج بعد ذلك العام مشرك ولم يطف بالبيت عريان ثم قدما على رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم.
64- قال الطبري: وفيها حج أبو بكر بالناس ثم خرج أبو بكر من المدينة في ثلاثمائة وبعث معه رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم بعشرين بدنة وساق أبو بكر خمس بدنات وحج فيها عبد الرحمن بن عوف وأهدى.
وبعث رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم علي بن أبي طالب علیه السلام على أثر أبي بكر فأدركه بالعرج فقرأ علي علیه السلام البراءة يوم النحر عند العقبة فحدثني محمد بن الحسين قال حدثنا أحمد بن المفضل قال حدثنا أسباط عن السدي قال لما نزلت هذه الآيات إلى رأس الأربعين. يعني من سورة براءة.
فبعث بهن رسول الله مع أبي بكر وأمره على الحج فلما سار فبلغ الشجرة من ذي الحليفة أتبعة بعلي فأخذها منه فرجع أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه و آله وسلم فقال يا رسول الله بأبي أنت وأمي أنزل في شأني شيء قال لا ولكن لا يبلغ عني غيري أو رجل مني أما ترضى يا أبا بكر أنك كنت معي
ص: 246
في الغار وأنك صاحبي على الحوض قال بلى يا رسول الله.
فسار أبو بكر على الحج وسار علي يؤذن فقام يوم الأضحى فآذن فقال لا يقربن المسجد الحرام مشرك بعد عامه هذا ولا يطوفن بالبيت عريان ومن كان بينه وبين رسول الله عهد فله عهده إلى مدته وإن هذه أيام أكل وشرب وإن الله لا يدخل الجنة إلا من كان مسلما فقالوا نحن نبرأ من عهدك وعهد ابن عمك إلا من الطعن والضرب.
فرجع المشركون فلام بعضهم بعضا وقالوا ما تصنعون وقد أسلمت قريش فأسلموا.
65- قال المسعودي في سنة تسع حج أبوبكر بالناس، وقرأ على بن أبي طالب عليهم سورة براءة، و أمر أن لا يحج مشرك، و أنه لا يطوف بالبيت عريان، وفيها كانت وفاة أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم.
66- قال البلاذري: حدثنا القاسم بن سلام أبو عبيد، حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة المغيرة عن الشعبي، عن محرر بن أبي هريرة، عن أبيه قال:
كنت مؤذن علي حين بعثه رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم البراءة إلى مكة قال: فناديت حتى صحل صوتي. قلت بماذا ناديت؟ قال ناديتهم إنه لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة، لا يحج بعد العام مشرك و لا يطوف بالبيت عريان، و من كان بينه و بين رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم عهد فأجله أربعة أشهر، فإذا مضت الأربعة الأشهر فإن الله بريء من المشركين و رسوله.
67- عنه حدثنا القاسم بن سلام أبو عبيد، حدثنا أبو نوح عن يونس بن أبي إسحاق عن أبيه عن يزيد بن يشيع كذا قال: بعث رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم أبا بكر ببراءة، ثم أتبعه علياً، فلما قدم أبو بكر قال: يا رسول
ص: 247
الله صلى الله عليه و آله وسلم أنزل في شيء؟ قال: لا ولكني أمرت أن أبلغها أنا أو رجل من أهل بيتي.
68- الحافظ الحسكاني أخبرنا أبو عبدالرحمان محمد بن أحمد القاضى بقراءتي عليه في داري من اصله، أخبرنا أبو الحسن محمد بن جعفر ابن النجار بالكوفة أخبرنا أبو العباس إسحاق بن محمد بن مروان بن زیاد القطان عن أبي إسحاق بن يزيد عن حكيم بن جبير، عن علي بن الحسين قال: إنّ لعلي أسماء في كتاب الله لا يعلمه الناس، قلت: و ما هو؟ قال: «و أذان من الله و رسوله» علي والله الأذان يوم الحج الأكبر.
و رواه عن حكيم قيس بن الربيع و حسين الأشعر، و أبو جارود. و رواه ابن ابي ذيب عن الزهري عن زين العابدين علیه السلام مثله و الاخبار متظاهرة بأن هذا المبلغ هو علي علیه السلام.
69- عنه أخبرنا الحاكم الوالد أبو محمد، أخبرنا أبو حفص عمر بن احمد ببغداد، أخبرنا عثمان بن أحمد، أخبرنا الحسن بن علي، أخبرنا إسماعيل بن عيسى عن المسيب، عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: كان بين نبي الله صلى الله عليه و آله وسلم و بين قبائل من العرب عهد فأمر الله نبيه ان ينبذ إلى كل ذى عهد إلا من اقام الصلاة المكتوبة والزكاة المفروضة.
فبعث علي بن أبي طالب علیه السلام بتسع آيات متواليات من أول براءة، و أمره رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم ان ينادى بهن يوم النحر، و هو يوم الحج الأكبر، و ان يبرى ذمة رسول الله من أهل كل عهد فقام على بن أبي طالب علیه السلام يوم النحر عند الجمرة الكبرى فنادى بهؤلاء الآيات.
70- عنه أخبرنا الشيخ جدي أبو نصر أخبرنا أبو عمرو المزكي أخبرنا أبو خليفة البصري محمد بن عبد الله الخزاعي، أخبرنا حماد بن سلمه
ص: 248
عن سماك بن حرب:
عن أنس بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم بعث ببراءة مع أبي بكر إلى أهل مكة، فلما بلغ ذا الحليفة بعث إليه فرده و قال: لا يذهب إلا رجل من أهل بيتى فبعث عليّاً. رواه جماعة عن حماد بن سلمه كذلك.
71- عنه أخبرنا أبو عبدالله الجرجاني، أخبرنا أبو طاهر السلفي، أخبرنا أبو بكر جدي أخبرنا محمد بن بشار، أخبرنا عفان ابن مسلم و عبد الصمد :قالا حدثنا حماد بن سلمة عن سماك، عن أنس قال: بعث النبي صلى الله عليه و آله وسلم ببراءة مع أبي بكر. ثم دعاء فقال: لا ينبغي أن يبلغ هذا إلا رجل من أهلي، فدعا عليا فأعطاه إياه.
72- عنه أخبرناه علي بن أحمد أخبرنا أحمد بن عبيده أخبرنا تمتام أخبرنا عفان بن مسلم أبو عثمان الصفار أخبرنا حماد بن سلمة، عن سماك: عن أنس أن النبي صلى الله عليه و آله وسلم الله بعث ببراءة مع أبي بكر ألى أهل مكة، فلما أدبر ، دعاء و أرسل علياً و قال: لا يبلغها إلا رجل من قومي.
73- عنه حدثنا الحاكم أبو عبدالله الحافظ قراءة و املاء، أخبرنا أبو - الحسن علي بن محمد بن عقبة الشيباني بالكوفة أخبرنا الحسين بن الحكم الحبري أخبرنا عفان و أخبرنا أبو علي السجستاني أخبرنا أبو على الرفاء أخبرنا علي بن عبدالعزيز بمكة، أخبرنا عفان بن مسلم عن حماد بن سلمة، عن سماك. عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم مبعث براءة مع أبي بكر ألى أهل مكة، فلما أن قفاء، دعاء فبعث علياً و قال: لا يبلغها إلا رجل من قومي. لفظاً واحداً إلا ما غيرت.
قال الحاكم: يقول به حماد عن سماك و عنه ضيق بمرة.
74- عنه أخبرناه محمد بن موسى بن الفضل أخبرنا محمد بن يعقوب
ص: 249
أخبرنا محمد بن إسحاق أخبرنا عفان أخبرنا حماد عن سماك بن حرب عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم بعث ببراءة مع أبي بكر ألى أهل مكة، ثم دعاء فبعث علياً فقال: لا يبلغها إلا رجل من أهلي. و قال عفان: أحسبه قال: أخبرنا سماك قال: سمعت أنس بن مالك.
75- عنه حدثني الاستاذ أبو طاهر الزيادي حدثنا أبو طاهر المحمد آبادي حدثنا أبو قلابة الرقاشي حدثنا عبد الصمد و موسى ابن إسماعيل :قال حدثنا حماد سلمة عن سماك بن حرب: عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه و آله وسلم بعث سورة براءة مع أبي بكر، ثم أرسل إليه فأخذها و دفعها إلى علي و قال: لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل من أهل بيتي.
76- عنه أخبرنا أبو عبدالله الجرجاني أخبرنا أبو طاهر السلمي أخبرنا جدي أبو بكر أخبرنا عبدالوارث بن عبد الصمد، قال حدثني أبى حماد، عن سماك: عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه و آله وسلم بعث ببراءة مع أبي بكر، فلما بلغ ذا الحليفة، قال: لا يؤذن بها إلا أنا أو رجل من أهل بيتي فبعث علياء علیه السلام.
77- عنه أخبرنا أبو عبد الرحمان محمد بن عبدالله البالوي أخبرنا أبو سعید عبدالله بن محمد القرشي أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن عاصم الرازي أخبرنا أبو عبدالله محمد بن أبي بكر المقدمي عن عبدالصمد عن سماك عن أنس قال بعث رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم بسورة براءة مع أبي بكر فلما بلغ ذا الحليفة أرسل إليه فرده، و أخذ منه فدفعها إلى عليّ و قال: لا يقيم بها إلا أنا أو رجل من أهل بيتى.
78- عنه أخبرنا أبو القاسم منصور بن خلف المقري أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبدان أخبرنا محمد بن موسى عن إسماعيل بن يحيى الكرماني بن
ص: 250
عمرو عن حماد عن سماك عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم بعث بالبراءة ة مع أبي بكر ثم قال: لا يخطب بها إلا أنا أو رجل من أهلي. فبعث بها مع علي علیه السلام و روي في الباب عن أمير المؤمنين علیه السلام.
79- أخبرنيه الحاكم الوالد أبو محمد أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد الواعظ ببغداد، قال: حدثني أبي حدثنا العباس بن محمد عن عمرو بن ابن طلحة عن أسباط بن نصر، عن سماك: عن حنش عن علي بن ابي طالب علیه السلام: أن النبي صلى الله عليه و آله وسلم حين بعثه ببراءة قال: يا نبي الله إني لست باللسن ولا بالخطيب.
قال: ما بدّ من أن أذهب بها أنا أو تذهب بها أنت. قال: فإن كان لابد فأذهب أنا فقال أنطلق فإن الله عزّ و جلّ يثبت لسانك و يهدي قلبك ثم وضع يده على فمي و قال: انطلق فاقرأها على الناس.
80- أخبرنا الهيثم بن ابي الهيثم الإمام أخبرنا بشر بن أحمد، أخبرنا أبن ناجية أخبرنا عبد الله بن عمر بن فضيل عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عامر الشعبي، عن علي الله قال : لما بعثه رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم حين أذن في الناس بالحج الأكبر، قال علي: ألا لا يحج بعد هذا العام مشرك ألا و لا يطوف بالبيت عريان، ألا و لا يدخل الجنة إلا مسلم و من كانت بينه و بين محمد ذمة فأجله إلى مدته و الله بريء من المشركين ورسوله.
81- عنه أخبرنا علي بن أحمد بن عبيد أخبرنا موسى بن محمد بن سعدان العصفري أخبرنا حميد بن زنجويه أخبرنا النضر بن شميل، عن شعبة، عن الشيباني، عن الشعبي عن المحرز بن أبي هريرة عن أبيه قال: كنت مع علي حين بعثه النبي صلى الله عليه و آله وسلم بالبراءة فكنت أنادي حتى صحل صوني.
ص: 251
82- عنه أخبرنا محمد بن علي بن محمد، أخبرنا محمد بن الفضل بن محمد أخبرنا محمد بن إسحاق أخبرنا محمد بن سلمان الواسطي أخبرنا سعيد بن سليمان أخبرنا عباد، عن سفيان بن حسين، عن الحكم، عن مقسم:
عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه و آله وسلم بعث أبا بكر و أمره أن ينادي بهاؤلاء الكلمات، ثم اتبعه علياً فدفع إليه كتاب رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم ، فبينا أبو بكر في الطريق إذ سمع رغاء ناقة رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم القصوى فخرج أبو بكر فزعا فظن أنه رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فإذا هو علي فدفع إليه كتاب رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم.
فأمره على الموسم و أمر عليا ينادي بهؤلاء الكلمات فانطلقا فقام علي أيام التشريق فنادي ذمة الله و رسوله بريئة من كل مشرك فسيحوا في الأرض أربعة أشهر ولا يحجنّ بعد العام مشرك و لا يطوفن بالبيت عريان، و لا يدخل الجنة إلا مؤمن فكان علي ينادي بها فإذا بح قام أبو هريرة فنادي بها.
83- عنه أخبرنا عبد الرحمان بن الحسن أخبرنا محمد بن إبراهيم أخبرنا مطين أخبرنا عثمان بن محمد أخبرنا إسماعيل بن أبان، قال: حدثني أبو شعبة، قال: حدثني الحاكم، عن مصعب بن سعد عن سعد، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم أبا بكر ببراءة، فلما انتهى إلى ضجنان تبعه علي، فلما سمع أبوبكر وقع ناقة رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم ظن أنه رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فخرج فإذا هو بعليّ، فدفع إليه براءة فكان هو الذي ينادي بها.
84- عنه أخبرنا علي بن أحمد قال: أخبرنا أحمد بن عبيدة أخبرنا هشام بن علي قال: حدثنا كثير بن يحيي أبو مالك أخبرنا أبو عوانة، عن سليمان، عن أبي صالح، عن بعض أصحاب محمد - إما أبو هريرة و إما أبو سعيد الخدري - قال: بعث رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم ابابكر ببراءة، فلما بلغ ضجنان
ص: 252
سمع رغاء ناقة رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فعرفه فأتاه فقال: ما شأني؟
قال خير، إن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم بعثنى ببراءة و جعلك على الموسم. فأقام حتى فرغا، فلما رجع انطلق أبو بكر، فقال: يا رسول الله ما لي؟ قال: خير انت صاحبي في الغار و صاحبي على الحوض غير أنه لا يبلغ عني غيري أو رجل مني.
85- أخبرناه عبدالرحمان بن محمد أخبرنا محمد بن عبدالله أخبرنا الحسن بن سفيان أخبرنا ابن نمير، أخبرنا أبو ربيعة أخبرنا أبو عوانة عن الأعمش عن أبي صالح: عن أبي سعيد و أبي هريرة قالا بعث رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم ابابكر ببراءة، فلما بلغ ضجنان سمع ثغاء ناقة علي فعرفه فقال: ما شأني؟ فقال:
صَدَا خير، إن النبي صلى الله عليه و آله وسلم بعثني ببراءة على الموسم. فلما رجع انطلق أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه و آله وسلم فقال: يا رسول الله مالي؟ قال: خير انت صاحبي في الغار و صاحبي على الحوض غير أنه لا يبلغ عني غيري أو رجل مني يعني عليّاً.
86- أخبرناه أحمد بن علي بن إبراهيم قال: قرأت على موسى بن طارق اليماني، عن ابن جريح قال حدثني عبدالله بن عثمان بن خيثم، عن أبي الزبير:
عن جابر بن عبد الله ان النبي صلى الله عليه و آله وسلم حين رجع من عمرة جعرانة؛ بعث أبا بكر على الحج، فأقبلنا معه حتى إذا كنا بالعرج ثوى بالصبح فلما استوى ليكبر إذ سمع الرغوة خلف ظهره فوقف عند التكبير فقال: هذه رغوة ناقة رسول الله الجدعاء، لقد بدا لرسول الله في الحج فلعله إن يكون رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فنصلي معه فإذا علي عليها.
فقال له أبوبكر: أأمير أم رسول؟ فقال: لابل رسول أرسلني رسول
ص: 253
الله ببراءة اقرأه على الناس في مواقف الحج قال: فقدمنا مكة، فلما كان قبل يوم التروية بيوم قام أبو بكر فخطب الناس و حدثهم عن مناسكهم حتى إذا فرغ قام علي علیه السلام فقرأ على الناس براءة حتى ختمها، وكذلك يوم عرفة و يوم النحر، و يوم النفر الأول.
و الحديث طويل أنا اختصرته.
87- حدثني الحاكم الوالد، عن أبي حفص ابن شاهين، عن أحمد بن محمد بن سعيد عن أحمد بن الحسن الخزاز، عن أبي حصين عن عبد الصمد عن أبيه عن ابن عباس قال: وجه رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم بآيات من أول سورة براءة مع أبي بكر ، و أمره ان يقرأها على الناس.
فنزل عليه جبرئيل فقال: انه لا يؤدي عنك إلا أنت أو علي فبعث علياً في أثره فسمع أبوبكر رغاء الناقة فقال: ما وراؤك يا على؟ أنزل في شيء؟ قال: لا ولكن رسول الله قال : لا يؤدي عني إلّا أنا و عليّ فدفع أبوبكر عليه الآيات؛ و قرأها علي على الناس.
88- قال ابن الأثير حج أبو بكر بالناس و معه عشرون بدنة لرسول الله صلى الله عليه و آله وسلم و لنفسه خمس بدنات وكان في ثلاثمائة رجل فلما كان بذي الحليفة أرسل رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم في أثره عليا علیه السلام و أمره بقراءة سورة براءة على المشركين فعاد أبو بكر و قال يا رسول الله أنزل في شيء؟ قال لا و لكن لا يبلغ عني إلا أنا أو رجل مني ألا ترضى يا أبا بكر أنك كنت معي في الغار و صاحى على الحوض؟
قال: بلى، فسار أبو بكر أميراً على الموسم، فأقام الناس الحج و حجّت العرب الكفّار على عادتهم في الجاهلية، و علي يؤذن ببراءة، فنادى يوم الأضحى لا يحجّن بعد العام مشرك ولا يطوفن بالبيت عريان. و من
ص: 254
كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم عهد فأجله إلى مدته. و رجع المشركون فلام بعضهم بعضا وقالوا: ما تصنعون وقد أسلمت قريش؟فأسلموا.
89- إبراهيم بن محمد الجويني: أنبأني الشيخ مجد الدين عبد الصمد ابن أحمد بن عبدالقادر، قال: أنبأني الحافظ أبو الفرج عبد الرحمان بن علي ابن الجوزي قال: حدثنا الرئيس أبو القاسم هبة الله بن محمد الحصین بقراءة الحافظ محمد بن ناصر السلامي قال أنبأنا أبو علي الحسن بن علي ابن المذهب، أنبأنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي قال: حدثنا الإمام أبو عبدالرحمان عبدالله بن أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني.
قال: حدثني أبي قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا إسرائيل قال: قال أبو إسحاق: عن زيد بن يثع، عن أبي بكر أن النبي صلى الله عليه و آله وسلم بعثه ببراءة إلى أهل مكة بأنه لا يحج بعد العام مشرك و لا يطوف بالبيت عريان و لا يدخل الجنة إلا مسلمة و أن من كانت بينه و بين رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم مدة فأجله إلى مدته و الله بريء من المشركين و رسوله.
قال: فسار بها ثلاثا ثم قال: لعلي علیه السلام: الحقه فردّ عليّ أبا بكر و بلغها أنت. قال: ففعل، قال: فلما قدم أبا بكر على النبي صلى الله عليه و آله وسلم بکی، و قال يا رسول الله حدث في شيء؟ قال: ماحدث فيك الأخير و لكن أمرت أن لا يبلغه إلّا أنا أو رجل مني.
90- الحافظ ابن عساكر: أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو على بن المذهب أنبأنا أحمد أنبأنا أحمد بن جعف بن جعفر أنبأنا عبدالله بن أحمد، حدثني أبى أنبأنا عفان، أنبأنا حماد، أنبأنا سماك بن حرب، أن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم بعث ببراءة مع أبي بكر، إلى أهل مكة، قال: ثم دعاء قال: فبعث علياً و قال: لا يبلغها إلا رجل من أهلي.
ص: 255
91- عنه أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو الفضل عمر بن عبيد الله بن عمر بن البقال أنبأنا أبو علي اسماعيل بن الحسن بن علي بن عياش المالكي المحرمي الصيرفي أنبأنا أبو عبدالله الحسين بن يحيى بن عياش القطان.
أنبأنا الحسن بن محمد بن الصباح، أنبأنا عفان أنبأنا حماد، أنبأنا سماك بن حرب، أن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم أرسل ببراءة مع أبي بكر إلى أهل مكة فلما مضى دعاه فبعث علياً و قال: لا يبلغها إلا رجل من أهلي.
92- عنه أخبرناه أبو سعد أحمد بن محمد بن البغدادي، و أبو القاسم اسماعيل بن علي بن الحسن الصوفي المعروف بالحمامي، قالا: أنبأنا أبو الفتح عبد الجبار بن عبدالله بن برزة الأردستاني باصبهان، أنبأنا أبو طاهر بن محمش املاءاً بنيسابور.
أنبأنا أبو طاهر محمد بن الحسن المحمد آباذي، أنبأنا أبو قلابة أنبأنا عبدالصمد بن عبد الوارث، أنبأنا حماد بن سلمة، عن سماك بن حرب، عن أنس بن مالك، أن النبي صلى الله عليه و آله وسلم ما بعث سورة براءة فدفعها إلى علي و قال: لا يؤدي إلا أنا او رجل من أهل بيتي.
93- عنه أخبرنا أبو الحسن الفرضي، و أبو القاسم بن اليسري قالا: أنبأنا أبو نصر بن طلاب، أنبأنا أبو الحسين بن جميع أنبأنا روح بن إبراهيم أبو سعدة الأنصاري بالمصيصة، أنبأنا عبدالله بن الحسين بن جابر، أنبأنا الحسين بن محمد المروزي أنبأنا سليمان بن قرم عن الأعمش عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال: لا يؤدي عني إلا أنا أو علي بن أبيطالب.
94- عنه أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو على بن المذهب،
ص: 256
أنبأنا أبو بكر بن مالك، أنبأنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، أنبأنا يحيى بن آدم و ابن أبى بكير، قالا: أنبأنا اسرائيل عن أبي إسحاق، عن حبشي بن جنادة -
قال يحيى بن آدم السلولي و كان قد شهد يوم حجة الوداع - قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم: علي منى و أنا منه ، و لا يؤدي عني الا أنا أو علي. و قال ابن أبي بكير: لا يقضي عني ديني الا أنا أو علي.
95 - عنه و بالسند المتقدم قال عبد الله بن أحمد: وحدثني أبي، أنبأنا أبو أحمد، أنبأنا ،اسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حبشي بن جنادة - وكان قد شهد حجة الوداع - قال: قال رسول الله : علي منى و أنا منه، و لا يؤدي عني الا أنا أو علي.
96- أخبرنا أبو الحسن القرضي أنبأنا عبد العزيز بن أحمد املاءاً، أنبأنا طلحة بن علي بن الصفر، أنبأنا أحمد بن عثمان بن يحيي الآدمى، أنبأنا عباس الدوري، أنبأنا يحيى بن أبي بكير.
حيلولة: و أخبرنا أبو محمد بن طاووس، أنبأنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنبأنا أبو الحسن ابن رزقويه، أنبأنا دعلج بن أحمد بن دعلج، أنبأنا أحمد بن موسى الحماد الكوفي، أنبأنا مخول بن إبراهيم، قالا: أنبأنا اسرائيل: عن أبي إسحاق، عن حبشي بن جنادة - زاد ابن طاووس السلولي - قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم: علي منى و أنا منه، ولا يقضي عني ديني - و قال ابن طاووس: لا يؤدي عني - الا أنا أو علي.
97- عنه أخبرناه عالياً أبو عبد الله الخلال، أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر بن المقري أنبأنا أبو عروبة الحراني، أنبأنا إسماعيل بن موسى ابن بنت السدي أنبأنا شريك: عن أبي إسحاق عن حبشي بن
ص: 257
جنادة السلولي، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم: يقول علي منى و أنا من علي، و لا يؤدي عني الا أنا أو علي.
قال أبو عروبة: فقيل لأبي اسحاق: كيف حدثك بهذا الحديث؟ فقال:وقف علينا فحدثناه.
98- عنه أخبرنا أبو القاسم بن السمر قندي، و أبو عبدالله الحسين بن علي بن أحمد الخياط، و أبو بكر يحيى بن الحسن بن الحسين المدائني، و أبو بكر محمد، و أبو عمرو عثمان أنبأنا أحمد بن عبيدالله بن دحروج قالوا: أنبأنا أبو الحسين ابن النقور، أنبأنا عيسى بن علي، أنبأنا أبو القاسم عبدالله محمد بن عبد العزيز، أنبأنا سويد بن سعيد، أنبأنا شريك: عن أبي إسحاق، عن حبشي بن جنادة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم: يقول: علي منى و أنا من علي، لايؤدي عني الا أنا أو هو.
99- عنه أخبرناه أبو علي الحداد في كتابه ثم حدثني أبو مسعودعبدالرحيم بن علي عنه، أنبأنا أبو نعيم الحافظ، أنبأنا عبدالله محمد بن جعفر، قال سمعت جبير بن هارون، أنبأنا محمد بن حميد، أنبأنا حكام، عن عنبسة عن أبى إسحاق، عن حبشي بن جنادة السلولي، قال: سمعت النبي صلى الله عليه و آله وسلم ويقول : علي منى و أنا منه ولا يبلغ عنى الا أنا أو علي.
قال حبشي بن جنادة هذا القول قاله النبي صلى الله عليه و آله وسلم في حجة الوداع.
100- عنه أخبرنا أبو القاسم التحامي، أنبأنا أبو بكر محمد بن عبدالله العمري.
حيلولة و أخبرنا أبو الفتح محمد بن علي المصري و أبو نصر عبدالله ابن أبي عاصم الصوفي، و أبو علي عبد الحميد بن إسماعيل، و أبو محمد الحسن بن أبي بكر ابن أبي الرضا الهامي و أبو القاسم منصور بن ثابت
ص: 258
البالكي و أبو بو معصوم مسعود بن صاعد بن محمد الأنصاري، و أبو المظفر عبدالوهاب بن عبدالملك بن محمد الفارسي يهراة و أبو محمد خالد ابن محمد
بن عبد الرحمان بن أبي بكر أنبأنا أبو عبدالله المديني الرغرتاني يرغرتان.
قالوا: أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد الفارسي قالا: أنبأنا عبد الرحمان بن أبي بكر أحمد بن أبي شريح، أنبأنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي، أنبأنا العلاء بن موسى أبو الجهم الباهلي، أنبأنا سوار بن مصعب عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري.
قال: بعث رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم أبا بكر على الموسم، و بعث معه بسورة براءة و اربع كلمات الى الناس، فلحقه علي بن ابي طالب علیه السلام في الطريق فأخذ على السورة و الكلمات فكان يبلغ وأبو بكر على الموسم.
فإذا قرأ السورة نادى الا لا يدخل الجنة الا نفس مسلمة، ولا يقرب المسجد الحرام مشرك بعد عامه هذا، و لايطوفن بالبيت عريان، و من كان بينه و بين رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم عهد فاجله إلى مدته، حتى قال رجل: لو لا ان يقطع الذي بيننا و بين ابن عمك بين ابن عمك من الحلف.
فقال علي: لولا ان رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم امرني أن لا أحدث شيئاً حتى آتيته لقتلتك. فلما رجع قال أبو بكر مالي هل نزل في شيء؟ قال: لا الا خير. قال: وماذا؟ قال: إن علياً لحق بي و أخذ مني السورة و الكلمات. فقال: أجل لم يكن يبلغها الا أنا أو رجل مني.
101- عنه أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر، أنبأنا أبو محمد الجوهري.
حيلولة: و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب قالا: أنبأنا أبو بكر القطيعي أنبأنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، أنبأنا وكيع،
ص: 259
قال: قال اسرائيل: قال أبو اسحاق عن زيد بن يشيع، عن أبي بكر، ان النبي صلى الله عليه و آله وسلم بعثه ببراءة إلى أهل مكة و أنه لا يحج بعد العام مشرك و
يطوف بالبيت عريان و لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة و أن من كان بينه و بين رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم مدة فاجله إلى مدته. و أن الله عزّ و جلّ: «بَرِيءٌ مِنَ المُشْرِكِينَ وَ رَسُولُهُ».
قال: فسار بها ثلاثا ثم قال لعلي علیه السلام الحقه فرد علي أبابكر و بلغها أنت. قال: ففعل، فلما قدم على النبي صلى الله عليه و آله وسلم يا أبا بكر بكي، و قال يا رسول الله حدث في شيء؟ قال: ماحدث فيك الا خير و لكن أمرت أن لا يبلغه الا أنا أو رجل مني.
102- عنه و بالسند المتقدم قال عبدالله وحدثني محمد بن سليمان لوين، أنبأنا محمد بن جابر، عن سماك، عن حنش عن علي ، قال: لما نزلت عشر آيات من براءة على النبي صلى الله عليه و آله وسلم دعا النبي صلى الله عليه و آله وسلم أبا بكر فبعثه بها ليقرأها على أهل مكة، ثم دعاني النبي صلى الله عليه و آله وسلم فقال لي:
أدرك أبا بكر فحيث لقيته فخذ الكتاب منه فاذهب به إلى أهل مكة فأقرأه عليهم. قال: فلحقته بالجحفة و أخذت الكتاب منه، و رجع أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه و آله وسلم فقال : يا رسول الله أنزل في شيء؟ قال: لا و لكن جبرئيل جاءني فقال: لا يؤدي عنك الا أنت أو رجل منك.
103- عنه أخبرنا أبو القاسم بن السمر قندي، أنبأنا أبو القاسم عبدالله - ابن الحسن بن محمد بن الحسن بن الخلال، أنبأنا أبو الحسن محمد بن عمر ابن محمد بن عثمان بن شهاب النفري أنبأنا أبو الحسن محمد بن نوح بن عبد الله الجنديسابوري للنصف من ذى القعدة سنة تسع عشرة و ثلاثماة، أنبأنا هارون - يعني ابن اسحاق الهمداني-
ص: 260
أنبأنا عمرو بن حماد ، عن أسباط بن نصر عن سماك، عن حنش عن علي علیه السلام حين بعثه ببراءة، قال: يا نبي الله أني لست باللسن و لا بالخطيب. :قال ما بد من أن أذهب بها أنا أو يذهب بها أنت. قال: فان كان لابد فاذهب بها أنا.
قال: فانطلق فان الله عزوجل يثبت لسانك و يهدي قلبك قال ثم وضع يده على فيه و قال انطلق فاقرأها على الناس، و قال ان الناس سيتقاضون اليك، فاذا أتاك الخصمان فلاتقضين لو احد حتى تسمع كلام الآخر، فانه أجدر أن تعلم لمن الحق.
104- أخبرنا أبو البركات عمر بن أبراهيم، أنبأنا أبو الفرج محمد بن أحمد بن علان، أنبأنا محمد بن جعفر، أنبأنا محمد بن القاسم بن زكريا، أنبأنا عباد بن يعقوب، أنبأنا أبو عبد الرحمان الاصماعي عن كثير النوا:
عن جميع بن عمير، عن ابن عمر قال: كان في مسجد المدينة فقلت له: حدثني عن علي فأراني مسكنه بين مساكن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم ثم قال: أحدثك عن علي؟ قال قلت نعم قال: فان رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم بعث أبا بكر بالكتاب، ثم بعث علياً على أثره فأخذه منه.
فقال مالي يا على أنزل في شيء؟ قال لا. فرجع أبو بكر إلى رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فقال: يا رسول أنزل في شيء؟ قال لا ولكنه أنما يؤدي عني إلا أنا أو رجل من أهل بيتي و ان عليّاً رجل أهل بيتي.
105- عنه أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر الرملي، أنبأنا أبو عمر بن حيويه، أنبأنا أبو القاسم علي بن موسى الأنباري الكاتب أنبأنا أبو زيد عمر بن شبة بن عبيدة، حدثني عمر بن الحسن الراسبي، حدثني ديلم بن غزوان، عن وهب بن أبي
ص: 261
ذبي الهنائي عن أبي حرب بن أبي الأسود الديلي، عن ابن عباس.
قال بينا أنا مع عمر بن الخطاب في بعض طريق المدينة يده في يدي اذ قال لي: يا ابن عباس ما أحسب صاحبك الا مظلوماً، فقلت: فرد إليه ظلامته يا أمير المؤمنين قال: فانتزع يده من يدي و نفر مني يهمهم ثم وقف حتى لحقته فقال لي: يا ابن عباس ما أحسب القوم الا استصغروا صاحبك، قال قلت والله ما استصغره رسول الله حين أرسله وأمره أن يأخذ براءة من أبى بكر فيقرؤها على الناس، فسكت.
106- الموفق الخوارزمى: أخبرنا الشيخ الزاهد أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي أخبرنا شيخ القضاة اسماعيل بن أحمد الواعظ أخبرنا والدي أحمد بن الحسين البيهقي أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار حدثنا الباغندى، حدثنا سعيد بن سلمان الواسطي حدثنا عباد بن العوام عن سفيان بن حسين عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم بعث أبا بكر ببراءة أمره أن ينادي بهؤلاء الكلمات.
ثم أتبعه عليا فبينا أبو بكر في بعض الطريق إذ سمع رغاء ناقة رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم العضباء فخرج أبو بكر فزعا فظن أنه رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فاذا على فدفع إليه كتاب رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم و أمره على الموسم و أمر عليا أن ينادي بهؤلاء الكلمات فانطلقا فحجاً. فقام علي أيام التشريق فنادي فقال أن الله و رسوله صلى الله عليه و آله وسلم بريئان من كل مشرك فسيحوا في الأرض أربعة أشهر و لا يحجن بعد هذا العام مشرك ولا يطوفن بالبيت عريان و لا يدخل الجنة إلا مؤمن.
107- عنه بهذا الإسناد عن أحمد بن الحسين، أخبرني أبو الحسين ابن
ص: 262
بشران أخبرني أبو عمر بن السماك حدثني حنبل بن اسحاق حدثني أبو عبدالله و هو أحمد بن حنبل قال حدثنى وكيع قال: قال اسرائيل قال أبو إسحاق عن زيد بن ينيع، أن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم مبعث أبا بكر ببراءة إلى أهل مكة لا يحج بعد العام مشرك و لا يطوف بالبيت عريان و لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة و من كانت بينه و بين رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم مدة فأجله إلى مدته و الله بريء من المشركين و رسوله.
قال: فسار بها ثلاثا ثم قال النبي صلى الله عليه و آله وسلم: لعلي علیه السلام: الحقه فردّ عليّ أبابكر و بلغها أنت قال: ففعل، فبينا أبو بكر في الطريق إذ سمع رغاء ناقة رسول الله القصوى فخرج أبو بكر فزعا فظن أنه رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فإذا هو علي فدفع إليه كتاب رسول الله . و أخذها منه و سار و رجع
الله أبو بكر فلما قدم على النبي ابكي و قال يا رسول الله حدث في شيء؟ قال: لا و لكن أمرت أن لا يبلغها إلّا أنا أو رجل مني.
108- عنه بهذا الإسناد عن أحمد بن الحسين، أخبرني أبو طاهر الفقيه محمد ابن الحسين المجد آبادي حدثني أبو قلابة حدثنا عبد الصمد و موسى بن حرب عن
ابن إسماعيل قال: حدثنا حماد بن سلمة عن سماك بن حرب أنس بن مالك أنه قال: أن النبي صلى الله عليه و آله وسلم بعث بسورة براءة مع أبي بكر، ثم أرسل إليه فأخذها فدفعها إلى علي علیه السلام و قال: أمرت الا يؤدي عني إلا رجل مني من أهل بيتي.
المنابع:
(1) تفسير فرات 53 (2) تفسير القمي: 281/1، (3) علل
ص: 263
الشرايع: 181/1 - 182، (4) الارشاد 29، (5) الاختصاص: 200.
(6) التبيان 198/5 (7) مجمع البيان: 3/5 (8) مناقب ابن شهر آشوب: 326/1 (9) اقبال الاعمال: 318 ، الى 321.
(10) بحار الانوار: 299/30 الی 307 (11) مسند أحمد (3/1، (12) 307،(11) سيرة ابن هشام: 190/4 ، (13) تاريخ الطبري: 122/3، (14) مروج الذهب: 297/2.
(15) ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق: 376/2 إلى 390.
(16) مناقب الخوارزمي 101.
ص: 264
1- الصدوق حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن العباس بن معروف عن علي بن مهزيار عن فضالة بن أيوب عن أبان بن عثمان عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر الباقر علیه السلام قال بعث رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم خالد بن الوليد إلى حي يقال لهم بنو المصطلق من بني جذيمة و كان بينه و بين بني مخزوم إحنة في الجاهلية.
فلما ورد عليهم كانوا قد أطاعوا رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم و أخذوا منه كتابا فلما ورد عليهم خالد أمر مناديا فنادى بالصلاة فصلى وصلوا فلما كان صلاة الفجر أمر مناديه فنادى فصلى وصلوا ثم أمر الخيل فشنوا فيهم الغارة فقتل و أصاب فطلبوا كتابهم فوجدوه فأتوا به النبي صلى الله عليه و آله وسلم و حدثوه بما صنع خالد بن الوليد فاستقبل القبلة ثم قال:
اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد قال ثم قدم على رسول الله تبر و متاع فقال لعلي علیه السلام يا علي انت بني جذيمة من بني المصطلق فأرضهم
لعلي مما صنع خالد ثم رفع صلى الله عليه و آله وسلم قدميه فقال يا علي اجعل قضاء أهل الجاهلية تحت قدميك فأتاهم علي علیه السلام فلما انتهى إليهم حكم فيهم بحكم الله فلما رجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال يا علي أخبرني ما صنعت.
فقال يا رسول الله عمدت فأعطيت لكل دم دية و لكل جنين غرة و لكل مال مالا و فضلت معي فضلة فأعطيتهم لميلغة كلابهم و حبلة رعاتهم
ص: 265
و فضلت معي فضلة فأعطيتهم لروعة نسائهم و فزع صبيانهم و فضلت معي فضلة فأعطيتهم.
لما يعلمون ولما لا يعلمون وفضلت معي فضلة فأعطيتهم ليرضوا عنك يا رسول الله فقال صلى الله عليه و آله وسلم يا علي أعطيتهم ليرضوا عني رضي الله عنك
يا علي إنما أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.
2- قال المفيد: أن الله تعالى خصه بتلافي فارط من خالف نبيه صلى الله عليه و آله وسلم وال في أوامره و إصلاح ما أفسدوه حتى انتظمت به أسباب الصلاح و اتسق بیمنه و سعادة جده و حسن تدبيره و التوفيق اللازم له أمور المسلمين و قام به عمود الدين. ألا ترى أن النبي صلى الله عليه و آله وسلم أنفذ خالد بن الوليد إلى بني جذيمة داعيا لهم إلى الإسلام و لم ينفذه محاربا فخالف أمره صلى الله عليه و آله وسلم و نبذ عهده و عاند دينه.
فقتل القوم و هم على الإسلام و أخفر ذمتهم وهم أهل الإيمان و عمل في ذلك على حمية الجاهلية و طريقة أهل الكفر والعدوان فشأن فعاله الإسلام و نفر به عن نبيه صلى الله عليه و آله وسلم من كان يدعوه إلى الإيمان و كاد أن يبطل بفعله نظام التدبير في الدين. ففزع رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم في تلافي فارطه و إصلاح ما أفسده و دفع المعرة عن شرعه بذلك إلى أمير المؤمنين علیه السلام.
فأنفذه لعطف القوم و سل سخائهم و الرفق بهم في تثبيتهم على الإيمان وأمره أن يدي القتلى و يرضى بذلك أولياء دمائهم الأحياء، فبلغ أمير المؤمنين علیه السلام ذلك من مبلغ الرضا و زاد على الواجب بما تبرع به عليهم من عطية ما كان بقي في يده من الأموال و قال لهم قد أديت ديات القتلى و أعطيتكم بعد ذلك من المال ما تعودون به على مخلفيهم ليرضى الله عن رسوله صلى الله عليه و آله وسلم و ترضون بفضله عليكم و أظهر رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم
ص: 266
بالمدينة ما اتصل بهم من البراءة من صنيع خالد بهم.
فاجتمع براءة رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم مما جناه خالد و استعطاف أمير المؤمنين صلى الله عليه و آله وسلم القوم بما صنعه بهم فتم بذلك الصلاح و انقطعت به مواد الفساد و لم يتول ذلك أحد غير أمير المؤمنين علیه السلام و لا قام به من الجماعة سواه و لا رضي رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم التكليفه أحدا ممن عداه. و هذه منقبة يزيد شرفها على كل فضل يدعى لغير أمير المؤمنين علیه السلام حقا كان ذلك أم باطلا و هي خاصة لأمير المؤمنين الله لم يشركه فيها أحد غيره منهم و لا حصل لغيره عدل لها من الأعمال.
3- قال الطبرسي و من حسن بلائه في الإسلام فيما اتصل بفتح مكة أن الله خصه بتلافي فارط من خالف نبيه في أوامره و ذلك أنه أنفذ خالد بن الوليد إلى بني جذيمة داعيا لهم إلى الإسلام فخالف أمره وقتل القوم و هم على الإسلام لترة كانت بينه و بينهم.
فأصلح النبي صلى الله عليه و آله وسلم ما أفسده خالد بن الوليد بأمير المؤمنين علیه السلامفأنفذه ليعطف القوم و يسل سخائمهم و أمره أن يدي القتلى و يرضي بذلك الأولياء فبلغ أمير المؤمنين في ذلك مبلغ الرضا و أدى ديات و أرضاهم عن الله و عن رسوله فتم بذلك مواد الصلاح و انقطعت أسباب الفساد.
4- قال ابن شهر آشوب و استنابه في إصلاح ما أفسده خالد. روى البخاري أن النبي بعث خالدا في سرية فأغار على حي أبي زاهر الأسدي و في رواية الطبري أنه أمر بكتفهم ثم عرضهم على السيف فقتل منهم من قتل فأتوا بالكتاب الذي أمر رسول الله أمانا له و لقومه إلى النبي صلى الله عليه و آله وسلم.
قالوا جميعا إن النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد و في
ص: 267
رواية الخدري اللهم إني أبرأ من خالد ثلاثا ثم قال علیه السلام أما متاعكم فقد ذهب فاقتسمه المسلمون و لكني أرد عليكم مثل متاعكم ثم إنه قدم على رسول الله ثلاث رزم من متاع اليمن.
فقال يا علي فاقض ذمة الله و ذمة رسوله و دفع إليه الرزم الثلاث فأمر علي بنسخة ما أصيب لهم فكتبوا فقال خذوا هذه الرزمة فقوموها بما أصيب لكم فقالوا سبحان الله هذا أكبر مما أصيب لنا فقال خذوا هذه الثانية فاكسوا عيالكم و خدمكم ليفرحوا بقدر ما حزنوا و خذوا الثالثة بما علمتم و ما لم تعلموا لترضوا عن رسول الله.
فلما قدم على على رسول الله أخبره بالذي كان منه فضحك رسول الله حتى بدت نواجذه و قال أدى الله عن ذمتك كما أديت عن ذمتي و نحو ذلك روي أيضا في بني جذيمة.
5- روی ابن هشام عن ابن اسحاق فحدثني حكيم بن حكيم أبي جعفر محمد بن علي علیه السلام قال : ثم دعا رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم علي بن أبي طالب علیه السلام فقال يا علي اخرج الى هؤلاء القوم فانظر في امرهم واجعل أمر الجاهلية تحت قدميك. فخرج علي حتى جاءهم ومعه مال قد بعث به رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فودى لهم الدماء وما أصيب لهم من الأموال حتى أنه ليدي لهم ميلغة الكلب، حتى إذا لم يبق شيء من دم ولا مال إلا وداه بقيت معه بقية من المال.
فقال لهم علي علیه السلام حين فرغ منهم هل بقي لكم بقية من دم أو مال لم يود لكم؟ قالوا: لا. قال: فإني أعطيكم هذه البقية هذا المال احتياطا لرسول الله صلى الله عليه و آله وسلم مما يعلم ولا تعلمون، ففعل، ثم رجع إلى رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم ، فأخبره الخبر فقال: أصبت وأحسنت قال: ثم قام رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم
ص: 268
فاستقبل القبلة قائما شاهرا يديه حتى إنه ليرى مما تحت منكبيه يقول اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد ثلاث مرات.
6- قال الطبري: حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال حدثني بعض أهل العلم عن رجل من بني جذيمة قال لما أمرنا خالد بوضع السلاح قال رجل منا يقال له جحدم ويلكم يا بني جذيمة إنه خالد والله ما بعد وضع السلاح إلا الإسار ثم ما بعد الإسار إلا ضرب الأعناق والله لا أضع سلاحي أبدا.
قال فأخذه رجال من قومه فقالوا يا جحدم أتريد أن تسفك دماءنا إن الناس قد أسلموا ووضعت الحرب وأمن الناس فلم يزالوا به حتى نزعوا سلاحه ووضع القوم السلاح لقول خالد فلما وضعوه أمر بهم خالد عند ذلك فكتفوا.
ثم عرضهم على السيف فقتل من قتل منهم فلما انتهى الخبر إلى رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم رفع يديه إلى السماء ثم قال اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد.
ثم دعا علي بن أبي طالب علیه السلام فقال يا علي اخرج إلى هؤلاء القوم فانظر في أمرهم واجعل أمر الجاهلية تحت قدميك فخرج حتى جاءهم ومعه مال قد بعثه رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم به فودی لهم الدماء وما أصيب من الأموال حتى إنه ليدي ميلغة الكلب حتى إذا لم يبق شيء من دم ولا مال إلا وداه بقيت معه بقية من المال.
فقال لهم علي علیه السلام حين فرغ منهم: هل بقي لكم دم أو مال لم يود إليكم؟ قالوا لا قال فإني أعطيكم هذه البقية من هذا المال احتياطا لرسول الله صلى الله عليه و آله وسلم مما لا يعلم ولا تعلمون ففعل ثم رجع إلى رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فأخبره
ص: 269
الخبر فقال أصبت وأحسنت ثم قام رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فاستقبل القبلة قائما شاهرا يديه حتى إنه ليرى بياض ما تحت منكبيه وهو يقول اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد ثلاث مرات.
قال ابن إسحاق وقد قال بعض من يعذر خالدا إنه قال ما قاتلت حتى أمرني بذلك عبدالله بن حذافة السهمي وقال إن رسول الله قد أمرك بقتلهم لامتناعهم من الإسلام وقد كان جحدم قال لهم حين وضعوا سلاحهم ورأى ما يصنع خالد ببني جذيمة يا بني جذيمة ضاع الضرب قد كنت حذرتكم ما وقعتم فيه.
7- عنه حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال حدثني عبدالله بن أبي سلمة قال كان بين خالد بن الوليد وبين عبدالرحمن بن عوف فيما بلغني كلام في ذلك فقال له عملت بأمر الجاهلية في الإسلام فقال إنما ثأرت بأبيك فقال عبدالرحمن بن عوف كذبت.
قد قتلت قاتل أبي ولكنك إنما تأرت بعمك الفاكه بن المغيرة حتى كان بينهما شيء فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فقال مهلا يا خالد دع عنك أصحابي فوالله لو كان لك أحد ذهبا ثم أنفقته في سبيل الله ما أدركت غدوة رجل من أصحابي ولا روحته
8- قال البلاذري حدثنا بكر بن الهيثم حدثنا هشام بن يوسف عن عبدالله بن مصعب عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب ان النبي صلى الله عليه و آله وسلم بعث علياً إلى بنى جذيمة الذين قتل خالد بن الوليد منهم من قتل يدرج فيه ذهب فأعطاهم ديات من قتل منهم و ما اصيب من اموالهم، و فضل في الدرج شيء من الذهب.
فقال لهم علي: هل لكم في ان أعطيكم هذا الفضل على ان تبرؤا
ص: 270
رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم مما اصيب لكم مما لا تعلمونه و لا يعلمه رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم؟ قالوا: نعم فأعطاهم ذلك الفضل ، فلما بلغ النبي صلى الله عليه و آله وسلم ما فعل قال: لهذا أحب إلى من حمر النعم.
9- قال ابن الأثير : أنّ رفاعة بن زيد الجذامي ثم الضبي قدم على النبي الله صلى الله عليه و آله وسلم، في هدنة الحديبية و أهدى لرسول الله صلى الله عليه و آله وسلم، غلاماً و أسلم فحسن إسلامه و كتب له رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم ، كتاباً إلى قومه يدعوهم إلى الإسلام، فأسلموا، ثم ساروا إلى حرَّة الرجلاء.
ثم إنّ دحية بن خليفة الكلبي أقبل من الشام من عند قيصر، حتى إذا كان بأرض جذام أغار عليه الهنيد بن عوص و ابنه عوص من الهنيد الضليعيان، و هو بطن من جذام، فأخذا كل شيء معه، فبلغ ذلك نفراً من بنى الضبيب قوم رفاعة ممن كان أسلم، فنفروا إلى الهنيد و ابنه، فلقوهما و اقتتلوا، فظفر بنو الضبيب واستنقذوا كلّ شيء أخذ من دحية وردّوه عليه.
فخرج دحية حتى قدم على النبي صلى الله عليه و آله وسلم ، فأخبره خبره وطلب منه دم الهنيد و ابنه عوص فأرسل رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم إليهم زيد بن حارثه في جيش، فأغاروا بالفضافض وجمعوا ما وجدوا من مال و قتلوا الهنيد و ابنه.
فلما سمع بذلك بنو الضبيب رهط رفاعة بن زيد سار بعضهم إلى زيد ابن حارثه فقالوا: إنا قوم مسلمون فقال زيد فاقرأوا أمّ الكتاب، فقرأها حسان بن ملة. فقال زيد: نادوا في الجيش: إن الله حرّم علينا ما أخذ من طريق القوم التي جاؤوا منها، و أراد أن يسلّم إليهم سباياهم، فأخبره بعض أصحابه عنهم بما أوجب أن يحتاط، فتوقف في تسليم السبايا و قال: هم في حكم الله، ونهى الجيش أن يهبطوا واديهم.
و عاد أولئك الركب الجذاميون إلى رفاعة بن زيد و هو بكراع ريّه لم
ص: 271
يشعر بشيء من أمرهم، فقال له بعضهم: إنك لجالس تحلب المعزي و نساء جذام أسارى قد غرّهنّ كتابك الذي جئت به فسار رفاعة و القوم معه إلى المدينة وعرض كتاب رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم.
فقال: كيف أصنع بالقتلى؟ فقالوا لنا من كان حياً و من قتل فهو تحت أقدامنا، يعنون تركوا الطلب به فأجابهم إلى ذلك و أرسل معهم علي ابن أبي طالب الله إلى زيد بن حارثه فردّ على القوم مالهم حتى كانو ينتزعون لبد المراة تحت الرحل، و أطلق الأسارى.
10- عنه كانت غزوة خالد بن الوليد بنى جذيمة و كان رسول صلى الله عليه و آله وسلم، قد بعث السرايا بعد الفتح فيما حول مكة يدعون الناس إلى الإسلام ولم يأمرهم يقتال و كان ممن بعث خالد بن الوليد بعثه داعياً ولم يبعثه مقاتلا، فنزل على الغميصاء ماء من مياه جذيمة بن عامر بن عبد مناة ابن كنانة.
و كانت جذيمة أصابت في الجاهلية عوف بن عبد عوف أبا عبد الرحمن بن عوف، و الفاكه بن المغيرة عمّ خالد كانا أقبلاً تاجرين من اليمن فأخذت ما معهما وقتلتهما، فلما نزل خالد ذلك الماء أخذ بنو جذيمة السلاح فقال لهم خالد: ضعوا السلاح فإن الناس قد أسلموا فوضعوا السلاح، فأمر خالد بهم فكتفوا ثم عرضهم على السيف فقتل منهم من قتل.
فلما انتهى الخبر إلى رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم رفع يديه إلى السماء ثم قال اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد، ثم أرسل عليّاً ومعه مال و أمره أن ينظر في ،أمرهم ، فودى لهم. الدماء و الأموال حتى إنه ليدي ميلغه الكلب، و بقى معه من المال فضلة.
فقال لهم علي علیه السلام : هل بقي لكم بقية من دم أو مال لم يود؟ قالوا: لا.
ص: 272
قال: فإني أعطيكم هذه البقية احتياطا لرسول الله صلى الله عليه و آله وسلم، ففعل، ثم رجع الى رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم، فأخبره الخبر، فقال: أصبت وأحسنت.
و قيل: إنّ خالداً اعتذر و قال إنّ عبدالله بن حذافة السهمى أمره بذلك عن رسول الله ، و كان بين عبدالرحمن بن عوف و خالد كلام في ذلك، فقال له: عملت بأمر الجاهلية في الإسلام. فقال خالد: إنما ثارت بأبيك، فقال عبدالرحمن كذبت، قد قتلت أنا قاتل أبي و لكنك إنما ثارت بعمك ،الفاكه، حتى كان بينهما شرّ.
فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم، فقال : مهلاً يا خالد، دع عنك أصحابي فوالله لو كان لك أحد ذهباً ثم أنفقته في سبيل الله ما أدركت غدوة أحدهم
و لا روحته.
المنابع:
(1) امالی الصدوق 104، (2) الإرشاد: 24 (3) اعلام الوري 198، (4) مناقب ابن شهر آشوب 329/1 ، (5) سيرة ابن هشام: 3/4.
(6) تاريخ الطبري: 167/3 ، (7) انساب الاشراف: 105.
(8) كامل التواريخ : 207/2.
ص: 273
1- قال ابن هشام أما عدي بن حاتم فكان يقول فيما بلغني ما من رجل من العرب كان اشد كراهية الرسول الله صلى الله عليه و آله وسلم حين سمع به مني أما أنا فكنت امرءا شريفا وكنت نصرانيا وكنت اسير في قومي بالمرباع فكنت في نفسي على دين وكنت ملكا في قومي لما كان يصنع بي فلما سمعت برسول الله صلى الله عليه و آله وسلم كرهته.
فقلت لغلام كان لي عربي راعيا لإبلي لا أبا لك أعدد لي من إبلي أجمالا ذللا سمانا فاحتبسها قريبا مني فإذا سمعت بجيش لمحمد قد وطيء هذه البلاد فآذني ففعل ثم انه أتاني ذات غداة فقال يا عدي ما كنت صانعا إذا غشيتك خيل محمد فاصنعه الآن فإني قد رأيت رايات.
فسألت عنها فقالوا هذه جيوش محمد صلى الله عليه و آله وسلم قال فقلت فقرب إلي أجمالي فقربها فاحتملت بأهلي وولدي ثم قلت ألحق بأهل ديني من النصارى بالشام فسلكت الجوشية ويقال الحوشية قال ابن هشام وخلفت بنتا لحاتم في الحاضر فلما قدمت الشام أقمت بها.
وتخالفني خيل لرسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فتصيب ابنة حاتم فيمن أصابت فقدم بها على رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم في سبايا من طبيء وقد بلغ رسول الله هر بي إلى الشام قال فجعلت بنت حاتم في حظيرة بباب المسجد كانت السبايا يحبسن فيها فمر بها رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم.
ص: 274
فقامت إليه وكانت امرأة جزلة فقالت يا رسول الله هلك الوالد وغاب الوافد فامنن علي من الله عليك قال من وافدك قالت عدي بن حاتم قال الفار من الله ورسوله.
قالت ثم مضى رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم وتركني حتى إذا كان من الغد مر بي فقلت له مثل ذلك وقال لي مثل ما قال بالأمس.
قالت: حتى إذا كان بعد الغد مر بي وقد يئست منه فأشار إلي رجل من خلفه أن قومي فكلميه قال فقمت إليه فقلت يا رسول الله هلك الوالد وغاب الوافد فامنن علي من الله عليك فقال صلى الله عليه و آله وسلم قد فعلت فلا تعجلي بخروج حتى تجدي من قومك من يكون لك ثقة حتى يبلغك إلى بلادك ثم آذنيني.
فسألت عن الرجل الذي أشار الى أن أكلمه فقيل علي بن أبي طالب رضوان الله عليه، وأقمت حتى قدم ركب من بلي أو قضاعة قالت وإنما أريد ان آتي أخي بالشام فجئت رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فقلت: يا رسول الله قد قدم رهط من قومي لي فيهم ثقة وبلاغ قال فكساني رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم وحملني وأعطاني نفقة فخرجت معهم حتى قدمت الشام.
2- قال الطبري: وفي هذه السنة - أعني سنة تسع - وجه رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم على بن ابي طالب علیه السلام في سرية إلى بلاد طيء في ربيع الآخر فأغار عليهم فسبى وأخذ سيفين كانا في بيت الصنم يقال لأحدهما و لآخر المخذم وكان لهما ذكر كان الحارث بن أبي شمر نذرهما له، وسبى أخت عدي بن حاتم.
قال أبو جعفر فأما الأخبار الواردة عن عدي بن حاتم عندنا بذلك فبغير بيان وقت وبغير ما قال الواقدي في سبي علي اخت عدي بن
ص: 275
حاتم.
3- عنه حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة قال حدثنا سماك قال سمعت عباد بن حبيش يحدث عن عدي بن حاتم قال جاءت خيل رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم أو قال رسل رسول الله فأخذوا عمتي وناسا فأتوا بهم النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال فصفوا له قالت قلت يا رسول الله نأى الوافد وانقطع الوالد وأنا عجوز كبيرة ما بي من خدمة فمن علي من الله عليك يا رسول الله.
قال ومن وافدك قالت عدي بن حاتم قال الذي فر من الله ورسوله قالت فمن علي ورجل إلى جنبه ترى أنه علي عليه السلام قال سليه حملانا قال فسألته فأمر بها فأتتني فقالت لقد فعلت فعلة ما كان أبوك يفعلها قالت انته راغبا وراهبا فقد أتاه فلان فأصاب منه وأتاه فلان فاصاب منه.
قال: فأتيته فإذا عنده امرأة وصبيان أو صبي فذكر قربهم من النبي صلى الله عليه و آله وسلم فعرفت أنه ليس بملك كسرى ولا قيصر فقال لي يا عدي بن حاتم ما أفرك أن يقال لا إله إلا الله فهل من إله إلا الله وما أفرك أن يقال الله أكبر فهل من شيء هو أكبر من الله فأسلمت فرأيت وجهه استبشر.
4- قال ابن الاثير في هذه السنة سنة تسع في شهر ربيع الآخر أرسل النبي صلى الله عليه و آله وسلم ، علي بن أبي طالب علیه السلام في سرية إلى ديار طىء و أمره أن يهدم صنمهم الفلس، فسار إليهم و أغار عليهم، فغنم و ستى و كسر الصنم و كان منقلداً سيفين يقال لأحدهما مخذم و للآخر رسوب، فأخذهما علي وحملها إلى رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم و كان الحارث بن أبي شمر أهدى السيفين للصنم، فعلّفا عليه، و أسر بنتاً لحاتم الطائي و حملت إلى رسول
ص: 276
الله صلى الله عليه و آله وسلم بالمدينة فأطلقهما.
أمّا إسلام عدي بن حاتم فقال عدّي: جاءت خیل رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم ، فأخذوا أختى و ناساً فأتوا بهم رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فقالت أختي : يا رسول الله هلك الوالد و غاب الوافد فامنن علي من الله عليك. فقال:و من وافدك؟ قالت: عدي بن حاتم قال الذي فرّ من الله و رسوله. فمن عليها، و إلى جانبه رجل قائم و هو علي بن أبي طالب.
قال: سليه حملاناً فسألته، فأمر لها به وكساها و أعطاها نفقة. قال عدي و كنت ملك طيء آخذ منهم المرباع و أنا نصراني، فلما قدمت خيل رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم هربت إلى الشام من الإسلام و قلت أكون عند أهل ديني فبينا أنا بالشام إذ جاءت أختي و أخذت تلومني على تركها و هربي بأهلي دونها.
ثم قالت لي: أرى أن تلحق بمحمّد سريعاً فإن كان نبياً كان للسابق فضله، و إن كان ملكاً كنت في عزّو أنت أنت. قال: فقدمت على رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فسلمت عليه و عرفته ،نفسي، فانطلق بي إلى بيته، فلقيته امرأة ضعيفه فاستوقفته، فوقف لها طويلاً تكلّمه في حاجتها.
فقلت: ما هذا بملك، ثم دختلت بيته فأجلني على وسادة و جلس على الأرض، فقلت في نفسي: ما هذا ملك فقال لي: يا عدي إنك تأخذ المرباع و هو لا يحلّ في دينك و لعلك إنما يمنعك من الإسلام ماترى من حاجتنا وكثرة عدونًا، والله ليفيضنّ المال فيهم حتى لا يوجد من يأخذه.
والله لتسمعن بالمرأة تسير من القادسية على بعيرها حتى تزور هذا البيت لاتخاف إلا الله، و والله لتسمعن بالقصور البيض من بابل و قد فتحت.قال: فأسلمت، فقد رأيت القصور البيض و قد فتحت و رأيت المرأة تخرج
ص: 277
إلى البيت لاتخاف إلا الله و والله لتكونن الثالثة ليفيضن المال حتى لا يقبله أحد.
المنابع:
(1) سيرة ابن هشام 225/4 (2) تاريخ الطبري: 111/3-112
(3) كامل التواريخ: 285/2.
ص: 278
1- قال المفيد: و لما عاد رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم من تبوك إلى المدينة قدم عليه عمرو بن معد يكرب فقال له النبي صلى الله عليه و آله وسلم أسلم يا عمرو يؤمنك الله من الفزع الأكبر فقال يا محمد و ما الفزع الأكبر فإني لا أفزع فقال يا عمرو إنه ليس مما تحسب و تظن أن الناس يصاح بهم صيحة واحدة فلا يبقى ميت إلا نشر و لا حي إلا مات إلا ما شاء الله.
ثم يصاح بهم صيحة أخرى فينشر من مات و يصفون جميعا و تنشق السماء و تهد الأرض و تخر الجبال و تزفر النيران و ترمی بمثل الجبال شررا فلا يبقى ذو روح إلا انخلع قلبه و ذکر ذنبه و شغل بنفسه إلا ما شاء الله فأين أنت يا عمرو من هذا قال ألا إني أسمع أمرا عظيما فآمن بالله و رسوله و آمن معه من قومه ناس و رجعوا إلى قومهم.
ثم إن عمرو بن معد يكرب نظر إلى أبي بن عشعث الخثعمي فأخذ برقبته ثم جاء به إلى النبي صلى الله عليه و آله وسلم فقال أعدني على هذا الفاجر الذي قتل والدي فقال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم أهدر الإسلام ما كان في الجاهلية فانصرف عمرو مرتدا فأغار على قوم من بني الحارث بن كعب ومضى إلى قومه.
فاستدعى رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم علي بن أبي طالب علیه السلام فأمره على المهاجرين و أنفذه إلى بني زبيد و أرسل خالد بن الوليد في الوليد في طائفة من الأعراب و أمره أن يقصد الجعفي فإذا التقيا فأمير الناس علي بن أبي طالب
ص: 279
فسار أمير المؤمنين و استعمل على مقدمته خالد بن سعيد بن العاص و استعمل خالد على مقدمته أبا موسى الأشعري.
فأما جعني فإنها لما سمعت بالجيش افترقت فرقتين فذهبت فرقة إلى اليمن و انضمت الفرقة الأخرى إلى بني زبيد فبلغ ذلك أمير المؤمنين علیه السلام فكتب إلى خالد بن الوليد أن قف حيث أدركك رسولي فلم يقف فكتب إلى خالد بن سعيد تعرض له حتى تحبسه فاعترض له خالد حتى حبسه و أدركه أمير المؤمنين علیه السلام فعنفه على خلافه.
ثم سار حتى لقي بني زبيد بواد يقال له كشر. فلما رآه بنو زبيد قالوا لعمرو كيف أنت يا با ثور إذا لقيك هذا الغلام القرشي فأخذ منك الإتاوة قال سيعلم إن لقيني. قال و خرج عمرو فقال هل من مبارز فنهض إليه أمير المؤمنين علیه السلام فقام خالد بن سعيد فقال له.
دعني يا با الحسن بأبي أنت وأمي أبارزه فقال له أمير المؤمنين علیه السلام إن كنت ترى أن لي عليك طاعة فقف مكانك فوقف ثم برز إليه أمير المؤمنين علیه السلام فصاح به صيحة فانهزم عمرو و قتل أخوه و ابن أخيه و أخذت امرأته ركانة بنت سلامة وسبي منهم نسوان و انصرف أمير المؤمنين علیه السلام و خلف على بني زبيد خالد بن سعيد ليقبض صدقاتهم و يؤمن من عاد إليه من هرابهم مسلما.
فرجع عمرو بن معد يكرب و استأذن على خالد بن سعيد فأذن له قد كان عمرو لما وقف فعاد إلى الإسلام و كلمه في امرأته و ولده فوهبهم له. وقف بباب خالد بن سعيد وجد جزورا قد نحرت فجمع قوائمها ثم ضربها بسيفه فقطعها جميعا و كان يسمى سيفه الصمصامة. فلما وهب خالد بن سعيد لعمرو امرأته وولده وهب له عمرو الصمصامة. و كان أمير
ص: 280
المؤمنين علیه السلام قد اصطفى من السبي جارية.
فبعث خالد بن الوليد بريدة الأسلمي إلى النبي صلى الله عليه و آله وسلم و قال له تقدم الجيش إليه فأعلمه ما فعل علي من اصطفائه الجارية من الخمس لنفسه
وقع فيه.
فسار بريدة حتى انتهى إلى باب رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فلقيه عمر بن الخطاب فسأله عن حال غزوتهم و عن الذي أقدمه فأخبره أنه إنما جاء ليقع في علي و ذكر له اصطفائه الجارية من الخمس لنفسه.
فقال له عمر امض لما جئت له فإنه سيغضب لابنته مما صنع علي فدخل بريدة على النبي صلى الله عليه و آله وسلم و معه كتاب من خالد بما أرسل به بريدة فجعل يقرؤه و وجه رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يتغير فقال بريدة يا رسول الله إنك إن رخصت للناس في مثل هذا ذهب فيؤهم، فقال له النبي صلى الله عليه و آله وسلم ويحك يا بريدة أحدثت نفاقا إن علي بن أبي طالب يحل له من الفيء ما يحل لي.
إن علي بن أبي طالب خير الناس لك و لقومك و خير من أخلف من بعدي لكافة أمتي يا بريدة احذر أن تبغض عليا فيبغضك الله.
قال بريدة فتمنيت أن الأرض انشقت بي فسخت فيها وقلت أعوذ بالله من سخط الله وسخط رسوله يا رسول الله استغفر لي فلن أبغض عليا أبدا و لا أقول فيه إلا خيرا فاستغفر له النبي صلى الله عليه و آله وسلم.
2- قال الطبرسي و قدم على رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم عمرو بن معديكرب و أسلم ثم نظر إلى أبي عنعت عشعث الخثعمي فأخذ برقبته و أدناه إلى رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فقال أعدني على هذا الفاجر الذي قتل والدي فقال أهدر الإسلام ما كان في الجاهلية فانصرف عمرو مرتدا و أغار على قوم من بني الحارث بن كعب فأنفذ رسول الله عليا إلى بني زبيد و أمره على المهاجرين و أرسل
ص: 281
خالد بن الوليد في طائفة من الأعراب و أمره أن يقصد لجعني.
فإذا التقيا فأمير الناس علي بن أبي طالب و سار علي علیه السلام و استعمل على مقدمته خالد بن سعيد بن العاص فلما رآه بنو زبيد قالوا لعمرو كيف أنت يا أبا ثور إذا لقيك هذا الغلام القرشي فأخذ منك الإتاوة فقال سيعلم إن لقيني و خرج عمرو و خرج أمير المؤمنين علیه السلام فصاح به صيحة فانهزم و قتل أخوه و ابن أخيه و أخذت امرأته ركانة وسبي منهم نسوان و خلف على بني زبيد خالد بن سعيد ليقبض زكواتهم و يؤمن من عاد إليه من هرايهم مسلما.
فرجع عمرو و استأذن على خالد بن سعيد فأذن له فعاد إلى الإسلام و كلمه في امرأته وولده فوهبهم له و كان أمير المؤمنين قد اصطفى من السبي جارية فبعث خالد بريدة الأسلمي إلى النبي صلى الله عليه و آله وسلم و قال له تقدم الجيش إليه فأعلمه ما فعل علي علیه السلام من اصطفاء الجارية من الخمس لنفسه و وقع فيه فسار بريدة حتى دخل على النبي و معه كتاب خالد فجعل يقرؤه على رسول الله و وجهه يتغير.
فقال بريدة إن رخصت يا رسول الله للناس مثل هذا ذهب فيئهم فقال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يا بريدة أحدثت نفاقا إن علي بن أبي طالب يحل له من الفيء ما يحل لي إن علي بن أبي طالب خير الناس لك و لقومك و خير من أخلف بعدي لكافة أمتي يا بريدة احذر أن تبغض عليا فيبغضك الله.
قال بريدة فتمنيت أن الأرض انشقت لي فسخت فيها وقلت أعوذ بالله من سخط الله وسخط رسوله يا رسول الله استغفر لي فلن أبغض عليا أبدا و لا أقول فيه إلا خيرا فاستغفر له النبي قال بريدة فصار علي أحب خلق الله بعد رسوله إلي.
ص: 282
3- قال الاربلي ولما عاد رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم قدم عمرو بن معد يكرب الزبيدي فقال له رسول الله أسلم يا عمرو يؤمنك الله يوم الفزع الأكبر فقال ما الفزع الأكبر فإني لا أفزع فقال يا عمرو إنه ليس كما تظن إن الناس يصاح بهم صيحة واحدة فلا يبقى ميت إلا نشر ولا حي إلا مات الا ما شاء الله.
ثم يصاح بهم صيحة أخرى فينشر من مات و يصفون جميعا و تنشق السماء و تهد الأرض و تخر الجبال و تزفر النيران و ترمي النار بمثل الجبال شررا فلا يبقى ذو روح إلا انخلع قلبه ذكر ذنبه و شغل بنفسه إلا من شاء الله فأين أنت يا عمرو من هذا قال إني أسمع أمرا عظيما و أسلم و آمن بالله و رسوله و آمن معه ناس من قومه و رجعوا إلى قومهم.
ثم إن عمرا نظر إلى أبي بن عثعث الخثعمي فأخذ برقبته و جاء به إلى النبي صلى الله عليه و آله وسلم فقال أعدني على هذا الفاجر الذي قتل أبي فقال النبي صلى الله عليه و آله وسلم أهدر الإسلام ما كان في الجاهلية فانصرف عمرو مرتدا و أغار على قوم من بني الحرث بن كعب و مضى إلى قومه.
فاستدعى رسول الله أمير المؤمنين علیه السلام وهو أمره على المهاجرين و أنفذه إلى بني زبيد و أرسل خالد بن الوليد في طائفة من الأعراب و أمره بقصد الجعني فإذا التقيا فالأمير أمير المؤمنين فاستعمل أمير المؤمنين على مقدمته خالد بن سعيد بن العاص و استعمل خالد بن الوليد على مقدمته أبا موسى الأشعري.
فلما سمعت جعفي افترقت فرقتين ذهبت إحداهما إلى اليمن و مالت الأخرى إلى بني زبيد فسمع أمير المؤمنين فكاتب خالدا أن ق-ف ح-ي-ث أدركك رسولي فلم يقف فكتب إلى خالد بن سعيد يأمره بأن تعرض له
ص: 283
حتى تحبسه فاعترض له و حبسه فأدركه أمير المؤمنين و عنفه على خلافه و سار حتى لقي بني زبيد فلما رأوه قالوا لعمرو و كيف أنت يا أبا ثور إذا لقيك هذا الغلام القرشي.
فأخذ منك الإتاوة فقال سيعلم إذا لقيني و خرج عمرو فقال من يبارز فنهض إليه أمير المؤمنين علیه السلام فقام خالد بن سعيد فقال له دعني الحسن بأبي أنت فأمي أبارزه فقال علیه السلام إن كنت ترى لي عليك طاعة فقف مكانك فوقف ثم برز إليه أمير المؤمنين فصاح به صيحة فانهزم عمرو و قتل أخاه و ابن أخيه و أخذت امرأته فسى منهم نسوان.
و انصرف أمير المؤمنين علیه السلام و خلف خالد بن سعيد ليقبض زكواتهم و يؤمن من عاد منهم إليه مسلما فرجع عمرو بن معد يكرب و استأذن على خالد بن سعيد فأذن له فعاد إلى الإسلام وكلمه في امرأته وولده فوهبهم له و كان علیه السلام اصطفى من السبي جارية فبعث خالد بن الوليد بريدة الأسلمي إلى النبي صلى الله عليه و آله وسلم و قال له تقدم الجيش و أعلمه بما فعل علي من اصطفائه الجارية من الخمس لنفسه وقع فيه.
فسار بريدة إلى باب رسول الله فلقيه بعض الجماعة وسأله عن حالهم فأخبره و قال إنما جئت لأعرف النبي صلى الله عليه و آله وسلم ما فعل علي من اصطفائه الجارية فقال اذهب لما جئت فيه فإنه سيغضب لابنته مما صنع علي.
فدخل بريدة و معه كتاب خالد فيا أرسله فيه فجعل يقرؤه و وجه رسول الله يتغير.
فقال بريدة يا رسول الله إن رخصت للناس في مثل هذا ذهب فيؤهم فقال له رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم ويحك يا بريدة أحدثت نفاقا إن علي بن أبي طالب يحل له من الفيء ما يحل لي إن علي بن أبي طالب خير الناس لك و لقومك
ص: 284
و خير من أخلف بعدي لكافة أمتي.
يا بريدة احذر أن تبغض عليا فيبغضك الله قال بريدة فتمنيت أن الأرض انشقت لي فسخت فيها و قلت أعوذ بالله من سخط الله وسخط رسوله يا رسول الله استغفر لى فلن أبغض عليا أبدا و لا أقول فيه إلا خيرا فاستغفر له رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم.
و في هذه الغزاة من الفضل لأمير المؤمنين و الفتح على يده وإظهار النبي منزلته و أنه يحل له من الفيء ما يحل له و اختصاصه بذلك دون غيره و ما ظهر من حب النبي له و تحذيره من بغضه و تعريف فضله من لم يكن يعرفه و حث بريدة على حبه و قوله هو خير الناس لك و لقومك و خير من أخلف بعدي لكافة أمتي تعريض لا و الله.
بل تصريح بخلافته و إمامته و إشعار بمحله منه ومكانته و أنه أحقهم بمقامه من بعده و أخصهم به في نفسه و آثرهم عنده ما لا يشاركه فيه أحد و لا يقاربه و لا يدانيه و من أين يدرك شأوه علیه السلام من يبتغيه و قد اجتمع له من خلال الشرف ما اجتمع فيه صلى الله عليه و على نبيه و آله و ذويه.
المنابع:
(1) الارشاد 73، (2) اعلام الوري 234.
(3) كشف الغمة: 229/1.
ص: 285
1- قال علي بن إبراهيم: قوله: «إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ إلى قوله فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ» فإنه حدثني أبي عن النضر بن سويد عن ابن سنان عن أبي عبد الله علیه السلام أن نصارى نجران لما وفدوا على رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم و كان سيدهم الأهتم و العاقب و السيد و حضرت صلاتهم فأقبلوا يضربون بالناقوس و صلوا، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم هذا في مسجدك فقال دعوهم.
فلما فرغوا دنوا من رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فقالوا إلى ما تدعون، فقال إلى شهادة أن لا إله إلا الله و أنى رسول الله و أن عيسى عبد مخلوق يأكل و يشرب و يحدث قالوا فمن أبوه فنزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فقال قل لهم ما تقولون فى آدم علیه السلام أكان عبدا مخلوقا يأكل ويشرب و ينكح فسألهم النبي صلى الله عليه و آله وسلم فقالوا نعم، فقال فمن أبوه فبهتوا فبقوا ساكتين فأنزل الله «إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ»الآية.
2- عنه أما قوله «فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إلى قوله فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ».
فقال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فباهلوني فإن كنت صادقا أنزلت اللعنة عليكم
ص: 286
و إن كنت كاذبا نزلت علي، فقالوا أنصفت فتواعدوا للمباهلة، فلما رجعوا إلى منازلهم قال رؤساؤهم السيد و العاقب و الأهتم إن باهلنا بقومه باهلناه، فإنه ليس بنبي و إن باهلنا بأهل بيته خاصة فلا نباهله فإنه لا يقدم على أهل بيته إلا و هو صادق.
فلما أصبحوا جاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم و معه أمير المؤمنين و فاطمة و الحسن و الحسين علیهم السلام فقال النصارى من هؤلاء فقيل لهم هذا ابن عمه و وصيه و ختنه علي بن أبي طالب و هذه بنته فاطمة و هذان ابناه الحسن و الحسين علیهم السلام ، فعرفوا و قالوا لرسول الله صلى الله عليه و آله وسلم نعطيك الرضى فاعفنا من المباهلة، فصالحهم رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم على الجزية و انصرفوا.
3- قال المفيد: حدثني أبو بكر محمد بن إبراهيم العلاف الهمداني بهمدان قال حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر بن موسى بن شاذان البزاز قال حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن سعيد البزاز المعروف بابن المطبقي و جعفر الدقاق قالا حدثنا أبو الحسن محمد بن الفيض بن فياض الدمشقي بدمشق قال حدثنا إبراهيم بن عبد الله ابن أخي عبد الرزاق قال حدثنا عبد الرزاق بن همام الصنعاني.
قال: حدثنا معمر بن راشد قال حدثنا محمد المنكدر عن أبيه عن جده قال لما قدم السيد و العاقب أسقفا نجران في سبعين راكبا وافدا على النبي صلى الله عليه و آله وسلم کنت معهم فبينا كرز يسير و كرز صاحب نفقاتهم إذ عثرت بغلته فقال تعس من نأتيه الأبعد يعني النبي صلى الله عليه و آله وسلم فقال له صاحبه و هو
العاقب بل تعست و انتکست.
فقال: ولم ذلك قال لأنك أتعست النبي الأمي أحمد قال و ما علمك بذلك قال أما تقرأ من المفتاح الرابع من الوحي إلى المسيح أن قل لبني
ص: 287
إسرائيل ما أجهلكم تتطيبون بالطيب لتطيبوا به في الدنيا عند أهلها و أهلكم و أجوافكم عندي كالجيفة المنتنة يا بني إسرائيل آمنوا برسولي النبي الأمي الذي يكون في آخر الزمان صاحب الوجه الأقر و الجمل الأحمر المشرب بالنور.
ذي الجناب الحسن و الثياب الخشن سيد الماضين عندي و أكرم الباقين على المستن بسنتي و الصائر في دار جنتي و المجاهد بيده المشركين من أجلي فبشر به بني إسرائيل و مر بني إسرائيل أن يعزروه و أن ينصروه قال عيسى علیه السلام القدوس قدوس من هذا العبد الصالح الذي قد أحبه قلبي و لم تره عيني.
قال: هو منك و أنت منه و هو صهرك على أمك قليل الأولاد كثير الأزواج يسكن مكة من موضع أساس وطى إبراهيم نسله من مباركة و هى ضرة أمك في الجنة له شأن من الشأن تنام عيناه و لا ينام قلبه يأكل الهدية و لا يقبل الصدقة له حوض من شفير زمزم إلى مغيب الشمس حيث يغرب فيه شرابان من الرحيق و التسنيم فيه أكاويب عدد نجوم السماء.
من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا و ذلك بتفضيلي إياه على سائر المرسلين يوافق قوله فعله و سريرته علانيته فطوبى له و طوبى لأمته الذين على ملته يحيون و على سنته يموتون و مع أهل بيته يميلون آمنين مؤمنين مطمئنين مباركين و يظهر في زمن قحط و جدب فيدعوني.
فترخى السماء عزاليها حتى يرى أثر بركاتها في أكنافها و أبارك فيما يضع فيه يده قال إلهي سمه قال نعم هو أحمد و هو محمد رسولي إلى الخلق كافة و أقربهم مني منزلة و أحضرهم عندي شفاعة لا يأمر إلا بما أحب و
ص: 288
أتاكم بالفصل من خبر صاحبكم.
فقال لهم رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم إن الله عز و جل قد أمرني بمباهلتكم فقالوا إذا كان غدا باهلناك فقال القوم بعضهم لبعض حتى ننظر بما يباهلنا غدا بكثرة أتباعه من أوباش الناس أم بأهله من أهل الصفوة و الطهارة فإنهم وشيج الأنبياء و موضع نهلهم.
فلما كان من غد غدا النبي صلى الله عليه و آله وسلم بيمينه علي و بيساره الحسن و الحسين علیهما السلام و من ورائهم فاطمة سلام الله علیها عليهم النمار النجرانية و على كتف رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم كساء قطواني رقيق خشن ليس بكثيف و لا لين.
فأمر بشجرتين فكسح ما بينها و نشر الكساء عليها و أدخلهم تحت الكساء و أدخل منكبه الأيسر معهم تحت الكساء معتمدا على قوسه النبع و رفع يده اليمنى إلى السماء للمباهلة و اشرأب الناس ينظرون و اصفر لون السيد و العاقب و كرا حتى كاد أن يطيش عقولهما فقال أحدهما لصاحبه: أنباهله.
قال: أو ما علمت أنه ما باهل قوم قط نبيا فنشأ صغيرهم وبقي كبيرهم و لكن أره أنك غير مكترث و أعطه من المال و السلاح ما أراد فإن الرجل محارب و قل له أبهؤلاء تباهلنا لئلا يرى أنه قد تقدمت معرفتنا بفضله و فضل أهل بيته فلما رفع النبي صلى الله عليه و آله وسلم يده إلى السماء للمباهلة قال أحدهما لصاحبه و أي رهبانية دارك الرجل فإنه إن فاه ببهلة لم نرجع إلى أهل و لا مال فقالا يا أبا القاسم أبهؤلاء تباهلنا؟
قال: نعم، هؤلاء أوجه من على وجه الأرض بعدي إلى الله عز و جل وجهة و أقربهم إليه وسيلة قال فبصبصا يعني ارتعدا و كرا و قالا له يا أبا القاسم نعطيك ألف سيف و ألف درع و ألف حجفة و ألف دينار كل عام
ص: 289
أتاكم بالفصل من خبر صاحبكم.
فقال لهم رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم إن الله عز و جل قد أمرني بمباهلتكم فقالوا إذا كان غدا باهلناك فقال القوم بعضهم لبعض حتى ننظر بما يباهلنا غدا بكثرة أتباعه من أوباش الناس أم بأهله من أهل الصفوة و الطهارة فإنهم وشيج الأنبياء و موضع نهلهم.
فلما كان من غد غدا النبي صلى الله عليه و آله وسلم بيمينه علي و بيساره الحسن و الحسين علیهما السلام و من ورائهم فاطمة سلام الله علیها عليهم النمار النجرانية و على كتف رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم كساء قطواني رقيق خشن ليس بكثيف و لا لين.
فأمر بشجرتين فكسح ما بينها و نشر الكساء عليهما و أدخلهم تحت الكساء و أدخل منكبه الأيسر معهم تحت الكساء معتمدا على قوسه النبع و رفع يده اليمنى إلى السماء للمباهلة و اشرأب الناس ينظرون و اصفر لون السيد و العاقب و كرا حتى كاد أن يطيش عقولهما فقال أحدهما لصاحبه أنباهله.
قال: أو ما علمت أنه ما باهل قوم قط نبيا فنشأ صغيرهم و بقي كبيرهم و لكن أره أنك غير مكترث و أعطه من المال والسلاح ما أراد فإن الرجل محارب و قل له أبهؤلاء تباهلنا لئلا يرى أنه قد تقدمت معرفتنا بفضله و فضل أهل بيته فلما رفع النبي صلى الله عليه و آله وسلم يده إلى السماء للمباهلة قال أحدهما لصاحبه و أي رهبانية دارك الرجل فإنه إن فاه ببهلة لم نرجع إلى أهل و لا مال فقالا يا أبا القاسم أبهؤلاء تباهلنا؟
قال: نعم، هؤلاء أوجه من على وجه الأرض بعدي إلى الله عز و جل وجهة و أقربهم إليه وسيلة قال فبصبصا يعني ارتعدا و كرا و قالا له يا أبا القاسم نعطيك ألف سيف و ألف درع و ألف حجفة و ألف دينار كل عام
ص: 290
على أن الدرع و السيف و الحجفة عندك إعارة حتى يأتي من وراءنا من قومنا فنعلمهم بالذي رأينا و شاهدنا فيكون الأمر على ملاء منهم.
فأما الإسلام و أما الجزية و أما المقاطعة في كل عام فقال النبي صلى الله عليه و آله وسلم قد قبلت ذلك منكما أما و الذي بعثني بالكرامة لو باهلتموني بمن تحت الكساء لأضرم الله عز و جل عليكم الوادي نارا تأجج حتى يساقها إلى من وراءكم في أسرع من طرفة العين فأحرقتهم تأججا فهبط عليه جبرئيل الروح الأمين فقال يا محمد الله يقرئك السلام و يقول لك.
و عزتي وجلالي و ارتفاع مكاني لو باهلت بمن تحت الكساء أهل السماوات و أهل الأرض لساقطت السماء كسفا متهافتة و لتقطعت الأرضون زبرا سائحة فلم تستقر عليها بعد ذلك فرفع النبي صلى الله عليه و آله وسلم يديه حتى رئي بياض إبطيه ثم قال و على من ظلمكم حقكم و بخسني الأجر الذي افترضه الله فيكم عليهم بهلة الله تتابع إلى يوم القيامة.
4- عنه قال: ولما انتشر الإسلام بعد الفتح و ما وليه من الغزوات المذكورة و قوي سلطانه وفد إلى النبي صلى الله عليه و آله وسلم الوفود فمنهم من أسلم و منهم من استأمن ليعود إلى قومه برأيه الا فيهم. و كان فيمن وفد عليه أب--و حارثة أسقف نجران في ثلاثين رجلا من النصارى منهم العاقب و السيد و عبد المسيح فقدموا المدينة وقت صلاة العصر و عليهم لباس الديباج و الصلب فصار إليهم اليهود وتساءلوا بينهم.
فقالت النصارى لهم لستم على شيء و قالت لهم اليهود لستم على شيء و في ذلك أنزل الله سبحانه «وَ قَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَ قَالَتِ النَّصارى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ».. إلى آخر الآية. فلما صلى النبي صلى الله عليه و آله وسلم العصر توجهوا إليه يقدمهم الأسقف فقال له يا محمد ما تقول في
ص: 291
السيد المسيح فقال النبي صلى الله عليه و آله وسلم عبد الله اصطفاه و انتجبه.
فقال الأسقف أتعرف له يا محمد أبا ولّده فقال النبي صلى الله عليه و آله وسلم لم يكن عن نكاح فيكون له والد قال فكيف قلت إنه عبد مخلوق و أنت لم ت--ر ع-بداً مخلوقا إلا عن نكاح و له والد فأنزل الله تعالى الآيات من سورة آل عمران إلى قوله:
«إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَ أَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ».
فتلاها النبي صلى الله عليه و آله وسلم على النصارى و دعاهم إلى المباهلة و قال إن الله عز اسمه أخبرني أن العذاب ينزل على المبطل عقيب المباهلة و يبين الحق
من الباطل بذلك فاجتمع الأسقف مع عبد المسيح و العاقب على المشورة فاتفق رأيهم على استنظاره إلى صبيحة غد من يومهم ذلك. فلما رجعوا إلى رحالهم قال لهم الأسقف انظروا محمدا في غد فإن غدا بولده و أهله فاحذروا مباهلته و إن غدا بأصحابه فباهلوه فإنه على غير شيء.
فلما كان من الغد جاء النبي صلى الله عليه و آله وسلم آخذا بيد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب و الحسن و الحسين علیهم السلام يمشيان بين يديه و فاطمة سلام الله علیها تمشي خلفه و خرج النصارى يقدمهم أسقفهم. فلما رأى النبي صلى الله عليه و آله وسلم قد أقبل بمن معه سأل عنهم.
فقيل له هذا ابن عمه علي بن أبي طالب و هو صهره و و أبو ولده و أحب الخلق إليه و هذان الطفلان ابنا بنته من علي و هما من أحب الخلق إليه و هذه الجارية بنته فاطمة أعز الناس عليه و أقربهم إلى قلبه. فنظر
ص: 292
الأسقف إلى العاقب و السيد و عبد المسيح و قال لهم.
انظروا إليه قد جاء بخاصته من ولده و أهله ليباهل بهم واثقا بحقه و الله ما جاء بهم و هو يتخوف الحجة عليه فاحذروا مباهلته و الله لو لا مكان قيصر لأسلمت له و لكن صالحوه على ما يتفق بينكم و بينه و ارجعوا إلى بلادكم و ارتئوا لأنفسكم فقالوا له رأينا لرأيك تبع.
فقال الأسقف يا با القاسم إنا لا نباهلك و لكنا نصالحك فصالحنا على ما ننهض به. فصالحهم النبي صلى الله عليه و آله وسلم على ألفي حلة من حلل الأواقي قيمة كل حلة أربعون درهما جيادا فما زاد أو نقص كان بحساب ذلك وكتب لهم النبي صلى الله عليه و آله وسلم كتابا بما صالحهم عليه و كان الكتاب.
بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد النبي رسول الله لنجران و حاشيتها في كل صفراء وبيضاء و ثمرة و رقيق لا يؤخذ منهم شيء غير ألفي حلة من حلل الأواقي ثمن كل حلة أربعون درهما فما زاد أو نقص ف-على حساب ذلك يؤدون ألفا منها في صفر و ألفا منها في رجب.
و عليهم أربعون دينارا مثواة رسولي مما فوق ذلك و عليهم في كل حدث يكون باليمن من كل ذي عدن عارية مضمونة ثلاثون درعا و ثلاثون فرسا و ثلاثون جملا عارية مضمونة لهم بذلك جوار الله . محمد بن عبد الله فمن أكل الربا منهم بعد عامهم هذا فذمتي منه بريئة. و أخذ القوم الكتاب وانصرفوا.
و في قصة أهل نجران بيان عن فضل أمير المؤمنين علیه السلام مع ما فيه من الآية للنبي صلى الله عليه و آله وسلم و المعجز الدال على نبوته.
ألا ترى إلى اعتراف النصارى له بالنبوة و قطعه علیه السلام على امتناعهم من المباهلة و علمهم بأنهم لو باهلوه لحل بهم العذاب و ثقته علیه السلام بالظفر
ص: 293
بهم و الفلج بالحجة عليهم. و أن الله تعالى حكم في آية المباهلة لأمير المؤمنين علیه السلام بأنه نفس رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم كاشفا بذلك عن بلوغه نهاية الفضل ومساواته للنبي صلى الله عليه و آله وسلم في الكمال و العصمة من الآثام و أن الله جل ذکره جعله و زوجته وولديه مع تقارب سنها حجة لنبيه صلى الله عليه و آله وسلم و برهانا على دينه و نص على الحكم.
بأن الحسن و الحسين أبناؤه و أن فاطمة عليها السلام نساؤه المتوجه إليهن الذكر و الخطاب في الدعاء إلى المباهلة و الاحتجاج و هذا فضل لم يشركهم فيه أحد من الأمة و لا قاربهم فيه و لا مائلهم في معناه و هو لاحق بما تقدم من مناقب أمير المؤمنين الله الا الخاصة له على ما ذكرناه.
5- أبو جعفر الطوسي بإسناده قال أخبرنا أبو عمر، قال حدثنا أحمد، قال حدثنا يعقوب بن يوسف الضبي، قال حدثنا محمد بن إسحاق بن عمار الصيرفي، قال حدثنا هلال بن أيوب الصيرفي، عن عبد الكريم بن أبي أمية، عن مجاهد قال قلت لابن عباس من الذين أراد رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم أن يباهل بهم قال علي وفاطمة و الحسن و الحسين علیهم السلام و الأنفس النبي صلى الله عليه و آله وسلم و علي علیه السلام.
6- عنه في قوله تعالى: «فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ».
و الذين دعاهم النبي صلى الله عليه و آله وسلم في مباهلة نصارى نجران، و لما نزلت
الآية أخذ النبي صلى الله عليه و آله وسلم بيد علي وفاطمة و الحسن و الحسين علیهم السلام ، ثم دعا النصارى إلى المباهلة، فاحجموا عنها و أقروا بالذلة و الجزية. ويقال: إن بعضهم قال لبعض إن باهلتموه اضطرم الوادي ناراً عليكم و لم يبق نصراني
ص: 294
و لا نصرانية إلى يوم القيامة.
7- عنه روي أن النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال لأصحابه: مثل ذلك. و لا خلاف بين أهل العلم أنهم لم يجيبوا إلى المباهلة.
8- عنه عن أبي بكر الرازي: الآية تدل على أن الحسن و الحسين ابناه، و أن ولد البنت ابن على الحقيقة. و قال ابن أبي علان: فيها دلالة على أن الحسن و الحسين كانا مكلفين في تلك الحال، لأن المباهلة لا تجوز إلا مع البالغين.
9- عنه قال: استدل أصحابنا بهذه الآية على أن أمير المؤمنين علیه السلام كان أفضل الصحابة من وجهين:
أحدهما - أن موضوع المباهلة ليتميز المحق من المبطل و ذلك لا يصح أن يفعل إلا بمن هو مأمون الباطن مقطوعاً على صحة عقيدته أفضل الناس عند الله.पु
و الثاني - أنه صلى الله عليه و آله وسلم جعله مثل نفسه بقوله: «وَ أَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ» لأنه أراد بقوله «أبناءنا» الحسن و الحسين علیهما السلام خلاف وبقوله: «وَ نِساءَنَا وَ نِسَاءَكُمْ» فاطمة سلام الله علیها وبقوله: «و أنفسنا» أراد به نفسه، و نفس علي علیه السلام لأنه لم يحضر غيرهما بلا خلاف و إذا جعله مثل نفسه، وجب ألا يدانيه أحد في الفضل، و لا يقاربه.
و متى قيل لهم أنه أدخل في المباهلة الحسن و الحسين عليهما السلام مع كونها غير بالغين و غير مستحقين للثواب و إن كانا مستحقين للثواب لم يكونا أفضل الصحابة. قال لهم أصحابنا: إن الحسن و الحسين علیهما السلام . كانا بالغين مكلفين، لأن البلوغ و كمال العقل لا يفتقر إلى شرط مخصوص، و لذلك تكلم عيسى في المهد بما دل على كونه مكلفاً عاقلا، وقد حكيت عن ذلك
ص: 295
امام من أئمة المعتزلة مثل ذلك.
و قالوا أيضاً أعني أصحابنا: إنهما كانا أفضل الصحابة بعد أبيها وجدهما، لأن كثرة الثواب ليس بموقوف على كثرة الافعال، فصغر سنهما لا يمنع من أن يكون معرفتها و طاعتهما الله و إقرارهما بالنبي صلى الله عليه و آله وسلم وقع على وجه يستحق به من الثواب ما يزيد على ثواب كل من عاصرهما سوى جدهما و أبيها.
10- قال الطبرسي: قيل نزلت الآيات في وفد نجران العاقب و السيد و من معهما قالوا لرسول الله هل رأيت ولدا من غير ذكر فنزل «إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ» الآيات فقرأها عليهم عن ابن عباس و قتادة و الحسن فلما دعاهم رسول الله إلى المباهلة استنظروه إلى صبيحة غد من یومهم ذلك فلما رجعوا إلى رحالهم قال لهم الأسقف انظروا محمدا في غ-د فإن غدا بولده و أهله فاحذروا مباهلته و إن غدا بأصحابه فباهلوه فإنه على غير شيء.
فلما كان الغد جاء النبي صلى الله عليه و آله وسلم آخذا بيد علي بن أبي طالب و الحسن و الحسين علیهم السلام بين يديه يمشيان و فاطمة سلام الله علیها تمشي خلفه و خرج النصارى يقدمهم أسقفهم فلما رأى النبي صلى الله عليه و آله وسلم قد أقبل بمن معه سأل عنهم فقيل له هذا ابن عمه و زوج ابنته و أحب الخلق إليه و هذان ابنا بنته من علي علیه السلام و هذه الجارية بنته فاطمة أعز الناس عليه و أقربهم إلى قلبه و تقدم رسول الله فحشا على ركبتيه.
قال أبو حارثة الأسقف جثا و الله كما جثا الأنبياء للمباهلة فكع و لم يقدم على المباهلة فقال السيد ادن يا أبا حارثة للمباهلة فقال لا إني لأرى رجلا جريئا على المباهلة و أنا أخاف أن يكون صادقا و لئن كان صادقا لم
ص: 296
يحل و الله علينا الحول و في الدنيا نصراني يطعم الماء فقال الأسقف يا أبا القاسم إنا لا نباهلك و لكن نصالحك فصالحنا على ما ينهض به.
فصالحهم رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم على ألفي حلة من حلل الأواقي قيمة كل حلة أربعون درهما فما زاد أو نقص فعلى حساب ذلك و على عارية ثلاثين درعا وثلاثين رمحا وثلاثين فرسا إن كان باليمن كيد و رسول الله ضامن حتى يؤديها و كتب لهم بذلك كتابا و روي أن الأسقف قال لهم إني لأرى وجوها لو سألوا الله أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله فلا تبتهلوا فتهلكوا و لا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة.
و قال النبي و الذي نفسي بيده لو لا عنوني لمسخوا قردة و خنازير و لاضطرم الوادي عليهم نارا و لما حال الحول على النصارى حتى يهلكوا كلهم.
قالوا فلما رجع وفد نجران لم يلبث السيد و العاقب إلا يسيرا حتى رجعا إلى النبي و أهدى العاقب له حلة و عصا و قدحا و نعلين و أسلما.
11- قال الاربلي لما انتشر أمر الإسلام بعد الفتح و ما ولاه من الغزوات وفدت الوفود على رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم و كان ممن وفد عليه أبو حارثة أسقف نجران في ثلاثين رجلا من النصاري منهم العاقب و السيد و عبد المسيح فقدموا المدينة فصارت إليهم اليهود فتساءلوا بينهم فقالت النصارى لهم لستم على شيء وقالت اليهود لهم لستم على شيء و في ذلك أنزل الله «وَ قَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصارى عَلَى شَيْءٍ» إلى آخرها.
فلما صلى النبي العصر جاءوا إليه يقدمهم الأسقف فقال يا محمد ما تقول في السيد المسيح فقال صلى الله عليه و آله وسلم عبد الله اصطفاه و انتجبه فقال الأسقف أتعرف له أبا ولده فقال صلى الله عليه و آله وسلم لم يكن عن نكاح فيكون له والد فقال كيف
ص: 297
تقول إنه عبد مخلوق و أنت لا ترى عبدا بغير أب فأنزل الله تعالى الآيات من سورة آل عمران إلى قوله:
«إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ الحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَ أَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَ أَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ».
فتلاها على النصارى و دعاهم إلى المباهلة و قال إن الله أخبرني أن العذاب ينزل على المبطل عقيب المباهلة و يبين الله الحق من الباطل فاجتمع الأسقف و أصحابه و تشاوروا و اتفق رأيهم على استنظاره إلى صبيحة غد فلما رجعوا إلى رحالهم قال الأسقف انظروا محمدا فإن غدا بأهله و ولده فاحذروا مباهلته و إن غدا بأصحابه فباهلوه فإنه على غير شيء.
فلما كان الغد جاء النبي صلى الله عليه و آله وسلم آخذا بيد علي والحسن و الحسين عليهم السلام يمشيان بين يديه و فاطمة تمشي خلفه فسأل الأسقف عنهم فقالوا هذا علي ابن عمه و هو صهره و أبو ولده و أحب الخلق إليه و هذان الطفلان ابنا بنته من علي و هما أحب الخلق إليه و هذه الجارية فاطمة ابنته و هي أعز الناس عنده و و أقربهم إلى قلبه.
فنظر الأسقف إلى العاقب و السيد و عبد المسيح و قال لهم انظروا قد جاء بخاصته من ولده و أهله ليباهل بهم واثقا بحقه و الله ما جاء بهم و هو يتخوف الحجة عليه فاحذروا مباهلته و الله لو لا مكانة قيصر لأسلمت له و لكن صالحوه على ما يتفق بينكم و ارجعوا إلى بلادكم و ارتئوا لأنفسكم فقالوا رأينا لرأيك تبع فقال الأسقف.
يا أبا القاسم إنا لا نباهلك و لكنا نصالحك فصالحنا على ما ننهض به
ص: 298
فصالحهم على ألفي حلة قيمة كل حلة أربعون درهما جيادا فما زاد أو نقص كان بحساب ذلك وكتب لهم به كتابا.
ففي هذه القضية بيان لفضل علي علیه السلام و ظهور معجز النبي صلى الله عليه و آله وسلم فإن النصارى علموا أنهم متى باهلوه حل متى باهلوه حل بهم العذاب فقبلوا الصلح و دخلوا تحت الهدنة و إن الله تعالى أبان أن عليا هو نفس رسول الله كاشفا بذلك عن بلوغه نهاية الفضل ومساواته للنبي صلى الله عليه و آله وسلم في الكمال والعصمة من الآثام.
و إن الله جعله و زوجته و ولديه مع تقارب سنهما حجة لنبيه صلى الله عليه و آله وسلم و برهانا على دينه و نص على الحكم بأن الحسن والحسين أبناؤه و أن فاطمة نساؤه و المتوجه إليهن الذكر و الخطاب في الدعاء إلى المباهلة و الاحتجاج و هذا فضل لم يشاركهم فيه أحد من الأمة و لا قاربهم.
12- في البحار قال الشيخ المفيد رحمه الله في كتاب الفصول قال المأمون يوما للرضاء علیه السلام أخبرني بأكبر فضيلة لأمير المؤمنين علیه السلام يدل عليها القرآن قال فقال الرضاع علیه السلام فضيلة في المباهلة قال الله جل جلاله «فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَ أَبْنَاءَكُمْ وَ نِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَ أَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ».
فدعا رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم الحسن و الحسين علیهما السلام فكانا ابنيه و دعا فاطمة سلام الله علیها فكانت في هذا الموضع نساؤه و دعا أمير المؤمنين علیه السلام فكان نفسه بحكم الله عز و جل و قد ثبت أنه ليس أحد من خلق الله تعالى أجل من رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم و أفضل فواجب أن لا يكون أحد أفضل من نفس رسول الله بحكم الله جل و عز قال:
فقال له المأمون أليس قد ذكر الله الأبناء بلفظ الجمع و إنما دعا رسول
ص: 299
الله صلى الله عليه و آله وسلم ابنيه خاصة و ذكر النساء بلفظ الجمع و إنما دعا رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم ابنته وحدها فألا جاز أن يذكر الدعاء لمن هو نفسه و يكون المراد نفسه في الحقيقة دون غيره فلا يكون لأمير المؤمنين علیه السلام ما ذكرت من الفضل قال فقال له الرضاء علیه السلام.
ليس يصح ما ذكرت يا أمير المؤمنين و ذلك أن الداعي إنما يكون داعيا لغيره كما أن الآمر آمر لغيره و لا يصح أن يكون داعيا لنفسه في الحقيقة كما لا يكون آمرا لها في الحقيقة و إذا لم يدع رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم في المباهلة رجلا إلا أمير المؤمنين علیه السلام فقد ثبت أنه نفسه التي عناها الله سبحانه في كتابه و جعل حكمه ذلك في تنزيله قال فقال المأمون إذا ورد الجواب سقط السؤال.
13- عنه قال السيد بن طاوس في الطرائف ذكر النقاش في تفسيره شفاء الصدور ما هذا لفظه قوله عز و جل «فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَ أَبْنَاءَكُمْ» قال أبو بكر جاءت الأخبار بأن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم أخذ بيد الحسن و حمل الحسين علیهما السلام على صدره و يقال بيده الأخرى و علي علیه السلام معه و فاطمة عليها السلام من ورائهم.
فحصلت هذه الفضيلة للحسن و الحسين عليهما السلام من بين جميع أبناء أهل بيت رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم و أبناء أمته و حصلت هذه الفضيلة لفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم من بين بنات النبي و بنات أهل بيته و بنات أمته و حصلت هذه الفضيلة لأمير المؤمنين علي علیه السلام من بين أقارب رسول الله و من أهل بيته و أمته بأن جعله رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم كنفسه يقول «وَ أَنْفُسَنَا أَنْفُسَكُمْ».
14 - عنه عن جرير عن الأعمش قال كانت المباهلة ليلة إحدى و
ص: 300
عشرين من ذي الحجة و كان تزويج فاطمة لعلي بن أبي طالب علیه السلام يوم خمسة و عشرين من ذي الحجة و كان يوم غدير خم يوم ثمانية عشر من ذي الحجة هذا آخر كلام النقاش وقد ذكر الخطيب في تاريخ بغداد فضل أبي بكر محمد بن الحسن بن زياد النقاش وكثرة رجاله و أن الدارقطني و غيره رووا عنه و ذكر أنه قال عند موته لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ» ثم مات في الحال.
15- عنه من ذلك ما رواه مسلم في صحيحه من طرق فمنها في الجزء الرابع في باب فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام في ثالث كراس من أوله من الكتاب الذي نقل الحديث منه في تفسير قوله تعالى «فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَ نِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ».
فرفع مسلم الحديث إلى النبي صلى الله عليه و آله وسلم و هو طويل يتضمن عدة فضائل لعلي بن أبي طالب لها خاصة يقول في آخره و لما نزلت هذه الآية دع-ا رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم عليا و فاطمة و حسنا و حسينا علیهم السلام وقال اللهم هؤلاء أهل بيتي.
16- عنه رواه أيضا مسلم في أواخر الجزء المذكور على حد كراسين من النسخة المنقول منها و رواه أيضا الحميدي في الجمع بين الصحيحين في مسند سعد بن أبي وقاص في الحديث السادس من إفراد مسلم و رواه الثعلبي في تفسير هذه الآية عن مقاتل و مقاتل و الكلبي.
17- عنه قال السيوطي في الدر المنثور أخرج الحاكم وصححه و ابن يه مردویه و أبو نعيم في الدلائل عن جابر قال قدم على النبي صلى الله عليه و آله وسلم العاقب و
ص: 301
السيد فدعاهما إلى الإسلام و ذكر نحو ما مر و قال في آخره قال جابر أَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم و علي و أبناءنا الحسن و الحسين و
نِسَاءَنا فاطمة علیهم السلام.
18- عنه أخرج البيهقي في الدلائل من طريق سلمة بن عبد يشوع عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم وكتب إلى أهل نجران قبل أن ينزل
رسول عليه طس سليمان بسم إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب من محمد رسول الله إلى أسقف نجران و أهل نجران إن أسلمتم فإني أحمد إليكم إله إبراهيم و إسحاق ويعقوب.
أما بعد فإني أدعوكم إلى عبادة الله من عبادة العباد و أدعوكم إلى ولاية الله من ولاية العباد فإن أبيتم فالجزية و إن أبيتم فقد أوذنتم بحرب و السلام فلما قرأ الأسقف الكتاب فظع به و ذعر ذعرا شديدا فبعث إلى رجل من أهل نجران يقال له شرحبيل بن وادعة فدفع إليه كتاب رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فقرأه فقال له الأسقف ما رأيك فقال شرحبيل قد علمت ما وعد الله إبراهيم في ذرية إسماعيل من النبوة.
فما يؤمن من أن يكون ذلك الرجل ليس لى فى النبوة رأي لو كان أمر من أمر الدنيا أشرت عليك فيه و جهدت لك فبعث الأسقف إلى واحد بعد واحد من أهل نجران فكلهم قال مثل قول شرحبيل فاجتمع رأيهم على أن يبعثوا شرحبيل بن وادعة و عبد الله بن شرحبيل و جبار بن فيض.
فيأتونهم بخبر رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فانطلق الوفد حتى أتوا رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فسألهم و سألوه فلم تنزل به و بهم المسألة المسألة حتى قالوا له ما تقول في عيسى ابن مريم فقال رسول الله له ما عندي فيه شيء يومي هذا فأقيموا حتى أخبركم بما يقال لي في عيسى صبح الغداة فأنزل الله:
ص: 302
«إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ إلى قوله فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ» فأبوا أن يقروا بذلك فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم الغد بعد ما
أخبرهم الخبر أقبل مشتملا على الحسن و الحسين عليا في خميلة له و فاطمة سلام الله علیها تمشي عند ظهره للملاعنة و له يومئذ عدة نسوة فقال شرحبيل
لا لصاحبيه إني رأى امرأ مقبلا.
إن كان هذا الرجل نبيا مرسلا فنلاعنه لا يبقى على وجه الأرض منا شعر و لا ظفر إلا هلك فقالا له ما رأيك فقال رأيي أن أحكمه فإني أرى رجلا مقبلا لا يحكم شططا أبدا فقال له أنت و ذاك فتلق شرحبيل رسول اللهصلى الله عليه و آله وسلم فقال إني قد رأيت خيرا من ملاعنتك قال و ما هو قال أحكمك اليوم إلى الليل و ليلتك إلى الصباح فمهما حكمت فينا فهو جائز فرجع رسول الله و لم يلا عنهم وصالحهم على الجزية.
19- عنه أخرج أبو نعيم في الدلائل من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس أن وفد نجران من النصاري قدموا على رسول الله أربعة عشر رجلا من أشرافهم منهم السيد و هو الكبير و العاقب و هو الذي يكون بعده صاحب رأيهم فقال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم أسلما قالا أسلمنا قال ما أسلمتها قالا بلى قد أسلمنا قبلك قال كذبتها يمنعكما من الإسلام ثلاث فيكما عبادتكما الصليب و أكلكما الخنزير و زعمكما أن الله ولدا.
فنزل إِنَّ مَثَلَ عِيسى الآية فلما قرأها عليهم قالوا ما نعرف ما تقول فنزل «فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ» يقول من جادلك في أمر عيسى من بعد ما جاءك من القرآن فَقُلْ تَعَالَوْا إلى قوله ثُمَّ نَبْتَهِلْ يقول نجتهد في الدعاء أن الذي جاء به محمد هو الحق و أن الذي يقولون هو الباطل.
ص: 303
فقال لهم إن الله قد أمرني إن لم تقبلوا هذا أن أباهلكم فقالوا يا أبا القاسم بل نرجع فننظر في أمرنا ثم نأتيك فخلا بعضهم ببعض فيصادقوا فيها بينهم قال السيد للعاقب قد و الله علمتم أن الرجل نبي فلو لاعنتموه لاستؤصلتم و ما لا عن قوم قط نبيا فعاش كبيرهم و نبت صغيرهم.
فإن أنتم لم تتبعوه و أبيتم إلا إلف دينكم فوادعوه و ارجعوا إلى بلادكم و قد كان رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم خرج و معه علي و الحسن و الحسين و فاطمة علیهم السلام فقال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم إن أنا دعوت فأمنوا أنتم فأبوا أن يلاعنوه و صالحوه على الجزية.
20- عنه أخرج ابن أبي شيبة و سعيد بن منصور و عبد بن حمید و ابن جرير و أبو نعيم عن الشعبي و ساق الحديث إلى قوله فواعدوه لغد فغدا النبي صلى الله عليه و آله وسلم و معه الحسن و الحسين و فاطمة سلام الله علیها فأبوا أن يلاعنوه و صالحوه على الجزية فقال النبي صلى الله عليه و آله وسلم لقد أتاني البشر بهلكة أهل نجران حتى الطير على الشجر لو تموا على الملاعنة.
21- عنه أخرج مسلم والترمذي وابن المنذر والحاكم والبيهقي في سننه عن سعد بن أبي وقاص قال لما نزلت هذه الآية «فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَ أَبْنَاءَكُم» دعا رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم عليا و فاطمة و حسنا و حسينا علیهم السلام فقال اللهم هؤلاء أهلي.
22- عنه أخرج ابن جرير عن علباء بن أحمر اليشكري قال لما نزلت هذه الآية «فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ» الآية أرسل رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم إلى علي وفاطمة و ابنيها الحسن و الحسين علیهم السلام و دعا اليهود ليلا عنهم فقال شاب من اليهود ويحكم أليس عهدكم بالأمس إخوانكم الذين مسخوا قردة و خنازير لا تلاعنوا فانتهوا
ص: 304
23- عنه روی ابن بطريق في العمدة نزول آية المباهلة فيهم بأسانيد من صحيح مسلم و تفسير الثعلبي و مناقب ابن المغازلي. و روى ابن الأثير في جامع الأصول من صحيح مسلم عن سعد بن أبي وقاص قال لما نزلت هذه الآية «نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَ أَبْنَاءَكُمْ» دعا رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم عليا و فاطمة و الحسن و الحسين علیهم السلام فقال اللهم هؤلاء أهلى.
24- ابن أبي شيبة حدثنا جرير عن مغيرة عن الشعبي قال: لما أراد رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم أن بلاعن أهل نجران قبلوا الجزية أن يعطوها، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم : لقد أتاني البشير بهلكة أهل نجران لو تموا على الملاعنة حتى الطير على الشجر أو العصفور على الشجر، و لما غدا إليهم رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم أخذ بيد حسن و حسين و كانت فاطمة علیهم السلام تمشى خلفه.
25- قال ابن هشام قال ابن اسحاق وكان رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم قد بعث أمراءه وعماله على الصدقات الى كل ما أوطأ الإسلام من البلدان فبعث المهاجر بن ابي أمية بن المغيرة الى صنعاء فخرج عليه العنسي وهو بها. وبعث زيد بن لبيد أخا بني بياضة الأنصاري الى حضرموت وعلى صدقاتها. وبعث عدي بن حاتم على طيىء وصدقاتها وعلى بني أسد.
وبعث مالك بن نويرة قال ابن هشام اليربوعي على صدقات بني حنظلة، وفرق صدقة بني سعد على رجلين منهم فبعث الزبرقان بن بدر على ناحية منها وقيس بن عاصم على ناحية وكان قد بعث العلاء بن الحضرمي على البحرين، وبعث علي بن ابي طالب علیهم السلام إلى أهل نجران ليجمع صدقتهم ويقدم عليه بجزيتهم.
26- عبد الله حدثني أبي ثنا قتيبة بن سعيد ثنا هاشم بن إسماعيل عن بكير بن مسمار عن عامر بن سعد عن أبيه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم
ص: 305
يقول له و خلفه في بعض مغازيه ، فقال علي علیه السلام أتخلفني مع النساء و الصيبان، قال يا علي أما ترضى و رسوله و يحبه الله و رسوله فتطاولنا لها.
فقال ادعو إلى عليا علیه السلام فانى به أرمد فبصق في عينه و دفع الراية اليه ففتح الله عليه و لما نزلت هذه الآية: «نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ»، دعا رسول
الله صلى الله عليه و آله وسلم علياً و فاطمة و حسنا و حسينا علیهم السلام ، فقال اللهم هؤلاء أهلي.
27- قال الطبري: كان رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم بعث امراءه و عماله على الصدقات و بعث علي بن أبي طالب علیه السلام إلى نجران ليجمع صدقاتهم و يقدم عليه بجزيتهم.
28- ابن المغازلي: أخبرني أحمد محمد بن عبدالوهاب إجازة أنّ أبا أحمد عمر بن عبدالله بن شوذب أخبرهم قال: حدثنا جعفر بن محمد الجلودي حدثنا قاسم بن محمد بن حماد جندل بن والق عن محمد بن المازني عن الكلبي عن كامل بن العلاء عن أبي صالح عن أبي صالح عن ابن عباس في عزّوجلّ:
قول الله عزّو جلّ: «وَ لا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِياً». قال: لا تقتلوا أهل بيت نبينكم إن الله عزّو جلّ يقول في كتابه: «تَعالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَ نِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ» قال : كان أبناء هذه الأمة الحسن و الحسين علیهما السلام و كان نساؤها فاطمة و أنفسهم النبي و علي علیهم السلام.
29- الحاكم الحسكاني : حدثني الحاكم الوالد رحمه الله عن أبي حفص ابن شاهين في تفسيره عن موسى بن القاسم عن محمد بن إبراهيم بن هاشم قال حدثني أبي قال حدثني أبو عبد الله محمد بن عمر بن واقد الأسلمي عن عتبة بن جبيرة عن حصين بن عبد الرحمن عن عمرو بن سعد بن معاذ
ص: 306
قال: قدم وفد نجران العاقب و السيد فقالا يا محمد إنك تذكر صاحبنا فقال النبي صلى الله عليه و آله وسلم و من صاحبكم قالوا عيسى ابن مريم. فقال النبي صلى الله عليه و آله وسلم هو عبد الله و رسوله. قالا فأرنا فيمن خلق الله مثله و فيما رأيت و سمعت. فأعرض النبي صلى الله عليه و آله وسلم عنهما يومئذ و نزل عليه
جبرئيل بقوله تعالى «إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ» فعادا و قالا يا محمد هل سمعت بمثل صاحبنا قط ؟ قال: نعم قالا من هو؟ قال ،آدم ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم.
«إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ» الآية. قالا فإنه ليس كما تقول. فقال لهم رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم «تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ» الآية، فأخذ رسول الله بيد علي و معه فاطمة و حسن و حسين علیهم السلام قال هؤلاء أبناؤنا و أنفسنا ونساؤنا فهما أن يفعلا.
ثم إن السيد قال للعاقب ما تصنع بملاعنته لئن كان كاذبا ما تصنع بملاعنته، و لئن كان صادقا لنهلكن فصالحوه على الجزية، فقال النبي صلى الله عليه و آله وسلم یومئذ و الذي نفسي بيده لو لاعنوني ما حال الحول و بحضرتهم منهم أحد.
30- عنه حدثنا محمد بن أبي سعيد المقري قال حدثنا أبو حامد أحمد ابن الخليل ببلخ حدثنا أبو الأشعث يزيد بن زريع عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله «إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ فبلغنا و الله أعلم - أن وفد نجران قدموا على نبي و هو بالمدينة و معهم السيد و العاقب و أبو حنس و أبو الحرث و اسمه عبد المسيح و هو رأسهم و هو الأسقف و هم يومئذ سادة أهل نجران فقالوا.
يا محمد لم تذكر صاحبنا و ساق نحوه إلى قوله و نزل جبرئيل فقال
ص: 307
إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللهِ إلى قوله « لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ». وساق نحوه إلى قوله قالوا نلاعنك. فخرج رسول الله و أخذ بيد علي بن أبي طالب و معه فاطمة و حسن و حسين الالام فقال هؤلاء أبناؤنا ونساؤنا و أنفسنا.
فهموا أن يلاعنوا ثم إن أبا الحرث قال للسيد و العاقب و الله ما نصنع بملاعنة هذا شيئا، فصالحوه على الجزية قالوا صدقت يا أبا الحرث فعرضوا على رسول الله الصلح و الجزية فقبلها و قال أما و الذي نفسي بيده لو لاعنوني ما أحال الله لي الحول و بحضرتهم منهم بشر إذا لأهلك الله الظالمين.
31- عنه أخبرني الحاكم الوالد عن أبي حفص بن شاهين، قال أخبرنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث أخبرنا يحيى بن حاتم العسكري قال أخبرنا بشر بن مهران، عن محمد بن دينار، عن داود بن أبي هند:
عن الشعبي عن جابر بن عبد الله قال قدم وفد أهل نجران على النبي صلى الله عليه و آله وسلمو فيهم العاقب و السيد فدعاهما إلى الإسلام.
فقالا: أسلمنا قبلك. قال كذبتها إن شئتما أخبرتكما بما يمنعكما من الإسلام.
فقالا هات أنبئنا. قال: حب الصليب و شرب الخمر و أكل لحم الخنزير، فدعاهما إلى الملاعنة فوعداه أن يغاديانه بالغداة فغدا رسول الله و أخذ بيد علي وفاطمة و الحسن و الحسين علیهم السلام ثم أرسل إليهما فأبيا أن يجيئا و أقرا له بالخراج فقال النبي و الذي بعثني بالحق لو فعلا لأمطر الوادي عليهما نارا.
قال جابر: فنزلت هذه الآية «نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَ نِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَ أَنْفُسَكُمْ» قال الشعبي أبناءنا الحسن و الحسين علیهما السلام و
ص: 308
نساءنا فاطمة و أنفسنا علي بن أبي الطالب علیهما السلام.
32- عنه أخبرنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ قراءة عليه و إملاءاً، قال: أخبرنا أبو الحسين علي بن عبد الرحمن بن ماتي الدهقان بالكوفة من أصل كتابه أخبرنا الحسين بن الحكم الحبري أخبرنا حسن بن حسين العرني عن حبان بن علي العنزي عن الكلبي عن أبي صالح
عن ابن عباس في قوله جل و عز «فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَ نِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ» قال نزلت في رسول الله و علي أَنْفُسَنَا و نِسَاءَنا فاطمة وأَبْنَاءَنَا حسن و حسين و الدعاء على الكاذبين نزلت في العاقب و السيد و عبد المسيح و أصحابهم.
33- عنه أخبرنا أحمد بن علي بن إبراهيم قال أخبرنا إبراهيم بن عبد الله الزاهد، قال أخبرنا محمد بن إسحاق، أخبرنا قتيبة بن سعيد عن حاتم ابن إسماعيل، عن بكير بن مسمار.
عن عامر بن سعد، عن أبيه قال: لما نزلت هذه الآية «نَدْعُ أَبْنَاءَنَا أَبْنَاءَكُمْ» دعا رسول الله عليا و فاطمة و حسنا و حسينا علیهم السلام فقال: اللهم هؤلاء أهلي.
رواه مسلم بن الحجاج في مسنده الصحيح و أبو عيسى الترمذي في جامعه جميعا عن قتيبة و ذكرا الحديث بطوله وهذا مختصر و الراوي هو سعد بن أبي وقاص الزهري.
34- عنه أخبرنا جماعة منهم أبو الحسن أحمد محمد بن بن سليمان بقراءتي عليه، قال: أخبرنا أبو العباس الميكالي: أخبرنا عبدان الأهوازي أخبرنا يحيى بن حاتم العسكري أخبرنا بشر بن مهران عن محمد بن دينار عن داود بن أبي هند عن الشعبي:
ص: 309
عن جابر بن عبد الله قال قدم على النبي صلى الله عليه و آله وسلم العاقب و السيد ، فدعاهما إلى الإسلام فتلاحيا و ردا عليه، فدعاهما إلى الملاعنة فواعداه على أن يغادياه بالغداة.
فغدا رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم و أخذ بيد علي وفاطمة والحسن و الحسين علیهم السلام ثم أرسل إليهما فأبيا أن يجينا و أقرا له بالخراج فقال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم و الذي بعثني بالحق لو فعلا لأمطر عليهما الوادي نارا. و فيهم نزلت: «فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَ أَبْنَاءَكُمْ وَ نِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَ أَنفُسَكُمْ». قال الشعبي قال جابر أَنفُسَنَا رسول الله و علي بن أبي طالب، و أَبْنَاءَنَا الحسن والحسين، و نِساءَنا فاطمة علیهم السلام.
35- عنه رواه عن يحيى بن حاتم أبو بكر بن أبي داود. و في تفسير السبيعي وفي العتيق: حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين عن يحيى بن زكريا ابن أبي زائدة، عن أبيه عن أبي إسحاق السبيعي عن حبلة بن زفر:
عن حذيفة بن اليمان قال جاء العاقب و السيد أسقفا نجران يدعوان النبي صلى الله عليه و آله وسلم إلى الملاعنة ، فقال العاقب للسيد إن لاعن بأصحابه فليس بنبي و إن لاعن بأهل بيته فهو نبي فقام رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فدعا عليا فأقامه عن يمينه ثم دعا الحسن فأقامه عن يساره ثم دعا الحسين فأقامه عن يمين علي ثم دعا فاطمة فأقامها خلفه فقال العاقب للسيد لا تلاعنه إنك إن لاعنته لا نفلح نحن و لا أعقابنا فقال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم لو لاعنوني ما بقيت بنجران عين تطرف.
36- عنه حدثني الحسين بن أحمد قال أخبرنا عبد الرحمن بن محمد، قال أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن خالد قال أخبرنا أحمد خالد قال أخبرنا أحمد بن حرب الزاهد أخبرنا صالح بن عبد الله الترمذي أخبرنا محمد بن الحسن عن الكلبي عن
ص: 310
أبي صالح:
عن ابن عباس في قوله تعالى: «إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ» الآية، فزعم أن وفد نجران قدموا على محمد نبي الله المدينة منهم السيد و الحارث و عبد المسيح فقالوا: يا محمد لم تذكر صاحبنا قال و من صاحبكم؟ قالوا: عيسى ابن مريم تزعم .عبد. فقال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم هو عبد الله و رسوله فقالوا: هل رأيت أو سمعت فيمن خلق الله عبدا مثله ؟
فأعرض نبي الله عنهم و نزل عليه جبرئيل فقال «إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابِ» الآية. فغدوا إلى نبي الله فقالوا هل سمعت بمثل صاحبنا قال نعم نبي الله آدم خلقه الله من تراب ثم قال له كن فكان قالوا ليس كما قلت فأنزل الله فيه «فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا أَنْفُسَكُمْ» الآيات.
قالوا نعم نلاعنك. فأخذ رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم بيدي ابن عمه علي و فاطمة و حسن و حسين علیهم السلام قال هؤلاء أبناؤنا ونساؤنا و أنفسنا فهموا أن يلاعنوه ثم إن الحرث قال لعبد المسيح ما نصنع بملاعنته هذا شيئا لئن كان كاذبا ما ملاعنته بشيء و لئن كان صادقا لنهلكن إن لاعناه.
فصالحوه على ألفي حلة كل عام فزعم أن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم قال و الذي نفس محمد بيده لو لاعنوني ما حال الحول و بحضرتهم أحد إلا أهلكه الله عز وجل.
و له طرق عن الكلبي، وطرق عن ابن عباس رواه عن الكلبي حبان ابن علي العنزي و محمد بن فضيل و يزيد بن زريع.
37- عنه أخبرنا أحمد بن علي بن إبراهيم بن عبد الله أخبرنا محمد
ص: 311
ابن إسحاق بن إبراهيم عن قتيبة بن سعيد عن خالد بن عبد الله الواسطي عن عطاء بن السائب عن أبي البختري أن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم أراد أن يلا عن أهل نجران بالحسن و الحسين و فاطمة علیهم السلام.
و الأولى أن يستقصيه من أراد ما عنى الآية في تفسير القرآن و في كتاب الإرشاد إلى إثبات نسب الأحفاد، فذلك اختصرته في هذا الكتاب فمن أحب الوقوف عليه رجع إليه إن شاء الله.
38- قال ابن الاثير في اسد الغابة و انزلت هذه الآية «قُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ» دعا رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم علياً و فاطمة و حسنا و حسيناً علیهم السلام فقال اللهم هؤلاء أهلي.
39- قال ابن الأثير في الكامل أمّا نصارى نجران فإنهم أرسلوا العاقب و السيد في نفر إلى رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم ، وأرادوا مباهلته، فخرج رسول الله و معه علي وفاطمة و الحسن و الحسين ، فلما رأوهم قالوا: هذه وجوه لو أقسمت على الله أن يزيل الجبال لأزالها.
و لم يباهلوه وصالحوه على ألفى حلة ثمن كلّ حلّة أربعون درهماً، و على أن يضيفوا رسل رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم و جعل لهم ذمة الله تعالى و عهده ألا يفتنوا عن دينهم ولا يعشروا و شرط عليهم أن لا يأكلوا الربا ولا يتعاملوا به.
40- قال فخرالدین الرازي روي أنه صلى الله عليه و آله وسلم لما أورد الدلائل على نصارى نجران، ثم إنهم أصروا على جهلهم، فقال عليه السلام: «إن الله أمرنى إن لم تقبلوا الحجة أن أباهلكم» فقالوا: يا أبا القاسم بل نرجع فننظر في أمرنا ثم نأتيك فلما رجعوا قالوا للعاقب و كان ذا رأيهم، يا عبد المسيح ماتری.
ص: 312
فقال: والله لقد عرفتم يا معشر النصارى أن محمداً نبي مرسل، و لقد جاءكم بالكلام الحق في أمر صاحبكم والله ما باهل قوم نبياً قط فعاش كبيرهم و لا نبت صغيرهم و لئن فعلتم لكان الاستئصال فإن أبيتم إلا الإصرار على دينكم و الإقامة على ما أنتم عليه،
فوادعوا الرجل وانصرفوا إلى بلادكم و كان رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم خرج و علیه مرط من شعر أسود و كان قد احتضن الحسين و أخذ أخذ بيد الحسن، و فاطمة تمشي خلفه، و علي علام خلفها، و هو يقول، إذا دعوت فأمنوا.
فقال أسقف نجران يا معشر النصارى، إني لأرى وجوها لو سألوا الله أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله بها، فلا تباهلوا فتهلكوا ولا يبق على وجه الأرص نصراني إلى يوم القيامة، ثم قالوا: يا أبا القاسم، رأينا أن لا نباهلك و أن نقرك على دينك.
فقال صلوات الله عليه فإذا أبيتم المباهلة فأسلموا يكن لكم ما للمسلمين، وعليكم ما على المسلمين فأبوا، فقال: فإني أناجزكم القتال فقالوا ما لنا بحرب العرب طاقة، و لكن نصالحك على أن لا تغزونا و لا تردنا عن ديننا، على أن نؤدي إليك في كل عام ألفي حلة: ألفا في صفر، و ألفا في رجب، وثلاثين درعاً عادية من حديد.
فصالحهم على ذلك، وقال: والذي نفسي بيده، إن الهلاك قد تدلى على أهل نجران، و لو لاعنوا لمسخوا قردة وخنازير و لا ضطرم عليهم الوادي ناراً، و لاستأصل الله نجران و أهله حتى الطير على رؤوس الشجر، و لما حال الحول على النصارى كلهم حتى يهلكوا.
41- عنه روي أنه صلى الله عليه و آله وسلم لما خرج في المرط الأسود، فجاء
ص: 313
الحسن علیه السلام فأدخله، ثم جاء الحسين علیه السلام فأدخله ثم فاطمة، ثم علي عليهما السلام ثم قال: «إنما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً» و اعلم أن هذه الرواية كالمتفق على صحتها بين أهل التفسير و الحديث.
42- قال القرطبي: قوله تعالى (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ) أي جادلك و - خاصمك يا محمد فِيهِ، أي في عيسى (مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ) بأنه عبد الله و رسوله. فَقُلْ تَعَالَوْا أي اقبلوا. وضع لمن له جلالة و - رفعة ثم صار في الاستعمال لكل داع إلى الإقبال، (نَدْعُ) في موضع جزم.
(أَبْنَاءَنَا) دليل على أن أبناء البنات يسمون أبناء، و - ذلك أن النبي جاء بالحسن و - الحسين و - فاطمة علیهم السلام تمشي خلفه و - على خلفها و هو يقول لهم: (إن أنا دعوت فأمنوا). (ثُمَّ نَبْتَهِلْ) أي نتضرع في الدعاء، عن ابن عباس و أبو عبيدة و الكسائي: نلتعن. واصل الابتهال الاجتهاد في الدعاء باللعن وغيره. قال لبيد:
في كهول سادة من قومه***نظر الدهر إليهم فابتهل
أي اجتهد في إهلاكهم. يقال: بهله الله أي لعنه و البهل: اللعن. و البهل الماء القليل و أبهلته إذا خليته و إرادته و بهلته أيضا. و - حكى أبو عبيدة بهله الله يبهله بهلة أي لعنه. قال ابن عباس هم أهل نجران السيد و - العاقب و - ابن الحارث رؤساؤهم. «فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ».
الثانية - هذه الآية من أعلام نبوة محمد صلى الله عليه و آله وسلم ، لأنه دعاهم إلى المباهلة فأبوا منها و - رضوا بالجزية بعد أن أعلمهم كبيرهم العاقب أنهم إن باهلوه اضطرم عليهم الوادي نارا فإن محمدا نبي مرسل و - لقد تعلمون أنه جاءكم بالفصل في أمر عيسى فتركوا المباهلة و - انصرفوا إلى بلادهم على
ص: 314
أن يؤدوا في كل عام ألف حلة في صفر و - ألف حلة في رجب فصالحهم رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم على ذلك بدلا من الإسلام.
المنابع:
(1) تفسير القمي: 104/1 ، (2) الاختصاص: 112 (3) الارشاد:57، (4) امالي الطوسي: 277/1، (5) التبيان: 484/2.
(6) مجمع البيان: 450/1 ، (7) كشف الغمة: 232/1، (8) بحار الانوار ،257/35 ، إلى 269 ، (9) مصنف ابن ابي شيبة: 549/14.
(10) سيرة ابن هشام 247/4، (11) مسند أحمد 185/1، (12) تاريخ الطبري: 147/3 ، (13) مناقب ابن المغازي: 318.
(14) شواهد التنزيل: 121 ، (15) اسد الغابة : 26/4 ، (16) كامل التواريخ : 293/28 ، (17) مفاتيح الغيب: 80/8.
(18) الجامع لاحكام القرآن: 104/2.
ص: 315
1- قال المفيد في قصة غزاة تبوك فأوحى الله عز اسمه إلى نبيه صلى الله عليه و آله وسلم أن يسير إليها بنفسه و يستنفر الناس للخروج معه و أعلمه أنه لا يحتاج فيها إلى حرب و لا يمنى بقتال عدو و أن الأمور تنقاد له بغير سيف و تعبده بامتحان أصحابه بالخروج معه و اختبارهم ليتميزوا بذلك و تظهر سرائرهم. النبي فاستنفر هم النبي صلى الله عليه و آله وسلم إلى بلاد الروم و قد أينعت ثمارهم و اشتد القيظ عليهم.
فأبطأ أكثرهم عن طاعته رغبة في العاجل وحرصا على المعيشة و إصلاحها وخوفا من شدة القيظ و بعد المسافة و لقاء العدو ثم نهض بعضهم على استثقال للنهوض و تخلف آخرون و لما أراد رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم الخروج ستخلف أمير المؤمنين علیه السلام فى أهله و ولده و أزواجه و مهاجره و قال له.
يا علي إن المدينة لا تصلح إلا بي أو بك. و ذلك أنه علیه السلام علم من خبث نيات الأعراب وكثير من أهل مكة و من حولها ممن غزاهم وسفك دماءهم فأشفق أن يطلبوا المدينة عند نأيه عنها و حصوله ببلاد الروم أو نحوها فمتى لم يكن فيها من يقوم مقامه لم يؤمن من معرتهم وإيقاع الفساد في دار هجرته و التخطي إلى ما يشين أهله و مخلفيه. و علم علیه السلام أنه لا يقوم مقامه في إرهاب العدو وحراسة دار الهجرة و حياطة من فيها إلا أمير المؤمنين علیه السلام.
ص: 316
فاستخلفه استخلافا ظاهرا و نص عليه بالإمامة من بعده نصا جليا. ذلك فيما تظاهرت به الرواية أن أهل النفاق لما علموا باستخلاف رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم عليا علیه السلام على المدينة حسدوه لذلك وعظم عليهم مقامه فيها بعد خروجه و علموا أنها تتحرس به و لا يكون للعدو فها مطمع.
فساءهم ذلك وكانوا يؤثرون خروجه معه لما يرجونه من وقوع الفساد والاختلاط عند نأي النبي صلى الله عليه و آله وسلم عن المدينة وخلوها من مرهوب مخوف يحرسها.
و غبطوه علیه السلام على الرفاهية و الدعة بمقامه في أهله و تكلف من خرج منهم المشاق بالسفر و الخطر. فارجفوا به علیه السلام و قالوا لم يستخلفه رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم إكراما له و إجلالا و مودة و إنما خلفه استثقالا له.
فبهتوه بهذا الإرجاف كبهت قريش للنبي صلى الله عليه و آله وسلم بالجنة تارة و بالشعر أخرى وبالسحر مرة و بالكهانة أخرى و هم يعلمون ضد ذلك و نقيضه كما علم المنافقون ضد ما أرجفوا به على أمير المؤمنين علیه السلام وخلافه و أن النبي صلى الله عليه و آله وسلم لو كان أخص الناس بأمير المؤمنين و كان هو أحب الناس إليه و أسعدهم عنده و أفضلهم لديه.
فلما بلغ أمير المؤمنين علیه السلام إرجاف المنافقين به أراد تكذيبهم و إظهار فضيحتهم فلحق بالنبي صلى الله عليه و آله وسلم فقال يا رسول الله إن المنافقين يزعمون أنك إنما خلفتني استثقالا و مقتا فقال له رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم ارجع يا أخي إلى مكانك فإن المدينة لا تصلح إلا بي أو بك فأنت خليفتي في أهلي و دار هجرتي و قومي.
أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي. فتضمن هذا القول من رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم نصه عليه بالإمامة و إبانته عن
ص: 317
الكافة بالخلافة و دل به على فضل لم يشركه فيه سواه و أوجب له به علیه السلام جميع منازل هارون من موسى إلا ما خصه العرف من الإخوة و
استثناه هو علیه السلام من النبوة.
ألا ترى أنه علیه السلام جعل له كافة منازل هارون من موسى إلا المستثنى منها لفظا أو عقلا و قد علم كل من تأمل معاني القرآن و تصفح الروايات و الأخبار أن هارون علیه السلام كان أخا موسى لأبيه و أمه و شريكه في أمره و وزیره علی نبوته و تبليغه رسالات ربه و أن الله تعالى شد به أزره و أنه كان خليفته على قومه و كان له من الإمامة عليهم وفرض الطاعة كإمامته و فرض طاعته و أنه كان أحب قومه إليه وأفضلهم لديه. قال الله عز و جل حاكيا عن موسى علیه السلام. «رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَ احْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي وَ اجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَ أَشْرِكْهُ في أَمْرِي» فأجاب الله تعالى مسألته و أعطاه سؤله في ذلك و أمنيته حيث يقول «قَدْ أُوتِيتَ سُؤلَكَ يا مُوسى» و قال حاكيا عن موسى علیه السلام«وَ قَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَ أَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ.»
فلما جعل رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم عليا علیه السلام منه بمنزلة هارون من موسى أوجب له بذلك جميع من النبوة ما عددناه إلا ما خصه العرف من الإخوة و استثناه لفظا و هذه فضيلة لم يشرك فيها أحد من الخلق أمير المؤمنين علیه السلام و لا ساواه في معناها و لا قاربه فيها على حال.
و لو علم الله تعالى أن النبيه علیه السلام في هذه الغزاة حاجة إلى الحرب و الأنصار لما أذن له فى تخليف أمير المؤمنين علیه السلام عنه حس- عنه حسب ما قدمناه بل علم أن
ص: 318
المصلحة في استخلافه و أن أقامته في دار هجرته مقامه أفضل الأعمال فدبر الخلق والدين بما قضاه في ذلك و أمضاه على ما بيناه و شرحناه.
2- قال الطبرسي: ثم كانت غزوة تبوك تهيأ رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم في رجب لغزو الروم و كتب إلى قبائل العرب ممن قد دخل في الإسلام و بعث إليهم الرسل يرغبهم في الجهاد و الغزو كتب إلى تميم و غطفان و طي و بعث إلى عتاب بن أسيد عامله إلى مكة المشرفة يستنفرهم لغزو الروم فلما تهياً للخروج قام خطيبا فحمد الله تعالى و أثنى عليه و رغب في المواساة و تقوية الضعيف و الإنفاق.
فكان أول من أنفق فيها عثمان بن عفان جاء بأواني من فضة فصبها في حجر النبي صلى الله عليه و آله وسلم فجهز ناسا من أهل الضعف و هو الذي يقال إنه جهز جيش العسرة و قدم العباس على رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فأنفق نفقة حسنة و جهز و سارع فيها الأنصار و أنفق عبد الرحمن و الزبير و طلحة و أنفق أناس من المنافقين رياء وسمعة.
فنزل القرآن بذلك وضرب رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم عسكره فوق ثنية الوداع بمن تبعه من المهاجرين و قبائل العرب و بني كنانة و أهل تهامة و مزينة و جهينة و طي و تميم و استعمل على المدينة عليا و قال إنه لا بد للمدينة منى أو منك و استعمل الزبير على راية المهاجرين و طلحة بن عبید الله على الميمنة و عبد الرحمن بن عوف على الميسرة وسار رسول الله صلى الله عليه و آله وسلمحتى نزل الجرف.
فرجع عبد الله بن أبي بغير إذن فقال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم حسبى الله هو الذي أيدني «بِنَصْرِهِ وَ بِالْمُؤْمِنِينَ وَأَلْفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ» الآية فلما انتهى إلى الجرف لحقه علي و أخذ بغرز رحله و قال يا رسول الله زعمت قريش أنك
ص: 319
خلفتني استثقالا منيفقال طالما آذت الأمم أنبياءها أما أن ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى.
فقال قد رضيت فرجع إلى المدينة و قدم رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم تبوك في شعبان يوم الثلاثاء و أقام بقية شعبان و أياما من شهر رمضان و أتاه و هو بتبوك يحنة بن رؤبة صاحب أيلة فأعطاه الجزية وكتب رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم كتابا و الكتاب عندهم وكتب أيضا لأهل جرباء و أذرح كتابا و بعث رسول الله و هو بتبوك بأبي عبيدة بن الجراح إلى جمع من جذام مع زنباع بن روح الجذامي.
فأصاب منهم طرفا و أصاب منهم سبايا و بعث سعد بن عبادة إلى ناس من بني سليم و جموع من بلى فلما قاربوا القوم هربوا و بعث خالدا إلى الأكيدر صاحب دومة الجندل و قال له لعل الله يكفيكه بصيد البقر فتأخذه فبينا خالد و أصحابه في ليلة أضحيان إذ أقبلت البقرة تنتطح باب حصن أكيدر و هو مع امرأتين له يشرب الخمر.
فقام فركب هو و حسان أخوه و ناس من أهله فطلبوها و قد كمن له خالد و أصحابه فتلقاه أكيدر و هو يتصيد البقر فأخذوه و قتلوا حسانا أخاه و عليه قباء مخوص بالذهب و أقلت أصحابه و قد دخلوا الحصن و أغلقوا الباب دونهم فأقبل خالد بأكيدر وسار معه إلى أصحابه وسألهم أن يفتحوا له الباب فأبوا فقال أرسلني فإني أفتح الباب.
فأخذ عليه موثقا و أرسله فدخل و فتح الباب حتى دخل خالد و أصحابه و أعطاه ثمانمائة رأس و ألني بعير و أربعمائة درع و أربعمائة رح و خمسمائة سيف فقبل ذلك منه و أقبل به إلى رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فحقن دمه و صالحه على الجزية.
ص: 320
3- قال ابن هشام وخلف رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم علي بن أبي طالب علیه السلام إلى أهله وأمره بالإقامة فيهم فأرجف به المنافقون وقالوا ما خلفه إلا استثقالا له وتخففا منه فلما قال ذلك المنافقون أخذ علي بن أبي طالب علیه السلام سلاحه ثم خرج أتى حتى رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم وهو نازل بالجرف.
لي فقال يا نبي الله زعم المنافقون انك إنما خلفتني أنك استثقلتني وتخففت مني فقال كذبوا ولكني خلفتك لما تركت ورائي فارجع فاخلفني في اهلي وأهلك أفلا ترضى يا علي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي فرجع علي إلى المدينة ومضى رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم على سفره.
4- عنه قال ابن اسحاق وحدثني محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة عن ابراهيم بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه سعد انه سمع رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يقول لعلي هذه المقالة.
5- عنه قال ابن اسحاق ثم رجع على الى المدينة ومضى رسول الله صلى الله عليه و آله وسلمعلى سفره. ثم إن أبا خيثمة رجع بعد أن سار رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم أياما الى أهله في يوم حار فوجد امرأتين له في عريشين لهما في حائطه قد رشت كل واحدة منهما عريشها وبردت له فيه ماء وهيأت له فيه طعاما. فلما دخل قام على باب العريش فنظر الى امرأتيه وما صنعتا له فقال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم في الضح والريح والحر وأبو خيثمة في ظل بارد وطعام مهياً وامرأة حسناء في ماله مقيم ما هذا بالنصف ثم قال والله لا أدخل عريش واحدة منكما حتى ألحق برسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فهيئا لي زادا ففعلتا.
ثم قدم ناضحه فارتحله ثم خرج فى طلب رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم حتى أدركه حين نزل بتبوك وقد كان أدرك أبا خيثمة عمير بن وهب الجمحي في الطريق يطلب رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فترافقا حتى إذا دنوا من تبوك قال أبو
ص: 321
خيثمة لعمير بن وهب إن لي ذنبا فلا عليك أن تخلف عني حتى أتى رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم ففعل حتى إذا دنا من رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم وهو نازل بتبوك.
قال الناس هذا راكب على الطريق مقبل فقال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم كن أبا خيثمة فقالوا يا رسول الله هو والله أبو خيثمة فلما أناخ أقبل فسلم على رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم الأولى لك يا أبا خيثمة ثم اخبر رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم الخبر.
فقال له رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم خيرا ودعا له بخير.
6- قال الطبري: قال ابن إسحاق وخلف رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم علي بن أبي طالب على أهله وأمره بالإقامة فيهم واستخلف على المدينة سباع بن عرفطة أخا بني غفار فأرجف المنافقون بعلي بن أبي طالب وقالوا ما خلفه إلا استثقالا له وتخففا منه فلما قال ذلك المنافقون أخذ علي سلاحه ثم خرج حتى أتى رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم وهو بالجرف فقال: الله
يا نبي الله زعم المنافقون انك إنما خلفتني أنك استثقلتني وتخففت مني فقال كذبوا ولكني إنما خلفتك لما ورائي فارجع فاخلفني في أهلي وأهلك أفلا ترضى يا علي أن تكون مني بمنزلة هارون بن موسى إلا أنه لا نبي بعدي فرجع علي إلى المدينة ومضى رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم على سفره.
المنابع:
(1) الارشاد 71، (2) اعلام الوری: 129.
(3) سيرة ابن هشام 163/4 ، (4) تاريخ الطبري: 103/3
ص: 322
1- قال الطبري: حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني ابن إسحاق قال حدثني يزيد بن أبي حبيب قال قدم على رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم في هدنة الحديبية قبل خيبر رفاعة بن زيد الجذامي ثم الضبيبي فأهدى لرسول الله غلاما وأسلم فحسن إسلامه وكتب له رسول الله إلى قومه كتابا في كتابه.
بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد رسول الله لرفاعة بن زيد إني بعثته إلى قومه عامة ومن دخل فيهم يدعوهم إلى الله وإلى رسوله فمن أقبل فمن حزب الله وحزب رسوله ومن أدبر فله أمان شهرين فلما قدم رفاعة على قومه أجابوا وأسلموا ثم ساروا إلى الحرة حرة الرجلاء فنزلوها.
2- عنه حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحق عمن لا يتهم عن رجال من جذام كانوا بها علماء أن رفاعة بن زيد لما قدم من عند رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم بكتابه يدعوهم إلى الإسلام فاستجابوا له لم يلبث أن أقبل دحية بن خليفة الكلبي من عند قيصر صاحب الروم حين بعثه رسول الله ومعه تجارة له.
حتى إذا كان بواد من أوديتها يقال له شنار أغار على دحية الهنيد بن عوص وابنه عوص بن الهنيد الضليعيان والضليع بطن من جذام فأصابا كل شيء كان معه فبلغ ذلك نفرا من بني الضبيب قوم رفاعة ممن كان أسلم
ص: 323
وأجاب فنفروا إلى الهنيد وابنه فيهم من بني الضبيب النعمان بن أبي جعال حتى لقوهم فاقتتلوا وانتمى يومئذ قرة بن أشقر الضفاري ثم الضليعي فقال أنا ابن لبنى ورمى النعمان بن أبي بسهم جعال فأصاب ركبته.
فقال حين أصابه خذها وأنا ابن لبنى وكانت له أم تدعى لبنى قال وقد كان حسان بن ملة الضبيبي قد صحب دحية بن خليفة الكلبي قبل ذلك فعلمه أم الكتاب فاستنقذوا ما كان في يد الهنيد وابنه عوص فردوه على دحية فسار دحية حتى قدم على رسول الله فأخبره خبره و استسقاه دم الهنيد وابنه.
فبعث إليهم رسول الله زيد بن حارثة وذلك الذي هاج غزوة زيد جذاما وبعث معه جيشا وقد وجهت غطفان من جذام كلها ووائل ومن كان من سلامان وسعد وسعد بن هنيم حين جاءهم رفاعة بن زيد بكتاب رسول الله فنزلوا بالحرة حرة الرجلاء ورفاعة بن زيد بكراع رية ولم يعلم ومعه ناس من بني الضبيب وسائر بني الضبيب بواد من ناحية الحرة مما يسيل مشرقا. وأقبل جيش زيد بن حارثة من ناحية الأولاج فأغار بالفضافض من قبل الحرة وجمعوا ما وجدوا من مال وأناس وقتلوا الهنيد وابنه ورجلين من بني الأحنف ورجلا من بني خصيب فلما سمعت بذلك بنو الضبيب والجيش بفيفاء مدان ركب حسان بن ملة على فرس لسويد بن زيد يقال لها العجاجة وأنيف بن ملة على فرس لملة يقال لها رغال وأبو زيد بن عمرو على فرس له يقال لها شمر.
فانطلقوا حتى إذا دنوا من الجيش قال أبو زيد لأنيف بن ملة كف عنا وانصرف فإنا نخشى لسانك فانصرف فوقف عنهما فلم يبعدا منه فجعل فرسه تبحث بيدها وتوثب فقال لأنا أضن بالرجلين منك بالفرسين فأرخى
ص: 324
لها حتى أدركهما فقالا له أما إذ فعلت ما فعلت.
فكف عنا لسانك ولا تشأمنا اليوم وتواطئوا إلا يتكلم منهم إلا حسان بن ملة وكانت بينهم كلمة في الجاهلية قد عرفوها بعضهم من بعض إذا أراد أحدهم أن يضرب بسيفه قال ثوري.
فلما برزوا على الجيش أقبل القوم يبتدرونهم فقال حسان إنا قوم مسلمون وكان أول من لقيهم رجل على فرس أدهم بائع رمحه يقول معرضه كأنما ركزه على منسج فرسه جد وأعتق فأقبل يسوقهم فقال أنيف ثوري فقال حسان مهلا فلما وقفوا على زيد بن حارثة قال له حسان أنا قوم مسلمون فقال له زيد فاقرأ أم الكتاب فقرأها حسان.
فقال زيد بن حارثة نادوا في الجيش إن الله قد حرم علينا ثغرة القوم التي جاءوا منها إلا من ختر وإذا أخت لحسان بن ملة وهي امرأة أبي وبر بن عدي بن أمية بن الضبيب في الأسارى فقال له زيد خذها فأخذت بحقويه فقالت أم الفزر الضليعية أتنطلقون ببناتكم وتذرون أمهاتكم.
فقال أحد بني خصيب إنها بنو الضبيب وسحرت ألسنتهم سائر اليوم فسمعها بعض الجيش فأخبر بها زيد بن حارثة فأمر بأخت حسان ففكت يداها من حقويه فقال لها اجلسي مع بنات عمك حتى يحكم الله فيكن حكمه فرجعوا ونهى الجيش أن يهبطوا إلى واديهم الذي جاءوا منه فأمسوا في أهليهم واستعتموا ذودا لسويد بن زيد.
فلما شربوا عتمتهم ركبوا إلى رفاعة بن زيد وكان ممن ركب إلى رفاعة تلك الليلة أبو زيد بن عمرو وأبو شماس بن عمرو وسويد بن زيد وبعجة بن زيد وبرذع بن زيد وثعلبة بن عمرو ومخربة بن عدي وأنيف بن ملة وحسان بن ملة حتى صبحوا رفاعة بن زيد بكراع ربة بظهر الحرة على
ص: 325
بئر هنالك من حرة ليلى.
فقال له حسان بن ملة إنك لجالس تحلب المعزى ونساء جذام يجررن أسارى قد غرها كتابك الذي جئت به فدعا رفاعة بن زيد بجمل له فجعل يشكل عليه رحله وهو يقول:
هل أنت حي أو تنادي حيا
ثم غدا وهم معه بأمية بن ضفارة أخي الخصيبي المقتول مبكرين من ظهر الحرة فساروا إلى جوف المدينة ثلاث ليال فلما دخلوا انتهوا إلى المسجد ونظر إليه رجل من الناس فقال لهم لا تنيخوا إبلكم فتقطع أيديهن فنزلوا عنها وهن قيام فلما دخلوا على رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم رآهم ألاح إليهم بيده أن تعالوا من وراء الناس.
فلما استفتح رفاعة بن زيد المنطق قام رجل من الناس فقال إن هؤلاء يا نبي الله قوم سحرة فردمها مرتين فقال رفاعة رحم الله من لم يجزنا في يومنا هذا إلا خيرا ثم دفع رفاعة كتابه إلى رسول الله الذي كان كتبه له فقال دونك يا رسول الله قديما كتابه حديثا غدره.
فقال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم إقرأ يا غلام وأعلن فلما قرأ كتابهم واستخبرهم فأخبروه الخبر قال رسول الله كيف أصنع بالقتلى ثلاث مرات فقال رفاعة أنت يا رسول الله أعلم لا نحرم عليك حلالا ولا نحل لك حراما فقال أبو زيد بن عمرو أطلق لنا يا رسول الله من كان حيا ومن كان قد قتل فهو تحت قدمي هاتين فقال رسول الله صدق أبو زيد اركب معهم يا علي.
فقال علي علیه السلام يا رسول الله إن زيدا لن يطيعني قال خذ سيني فأعطاه سيفه فقال علي علیه السلام وليس لي راحلة يا رسول الله أركبها فحمله رسول الله على جمل لثعلبة بن عمرو يقال له المكحال فخرجوا فإذا رسول لزيد بن
ص: 326
حارثة على ناقة من إبل أبي وبر يقال لها الشمر فأنزلوه عنها فقال يا علي ما شأني فقال له علي علیه السلام ما لهم عرفوه فأخذوه.
ثم ساروا حتى لقوا الجيش بفيفاء الفحلتين فأخذوا ما في أيديهم من أموالهم حتى كانوا ينزعون لبد المرأة من تحت الرحل.
المنابع:
(1) تاريخ الطبري: 140/3 .
ص: 327
1- الكليني: عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد و أحمد بن محمد جميعا عن بكر بن صالح عن سليمان الجعفري عن أبي الحسن علیه السلام قال سمعته يقول أهدى أمير المؤمنين علیه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم أربعة أفراس من اليمن فقال سمها لي فقال هي ألوان مختلفة قال ففيها وضح فقال نعم فيها أشقر به وضح قال فأمسكه علي علیه السلام قال وفيها كميتان أوضحان فقال أعطهما ابنيك قال و الرابع أدهم بهيم قال بعه و استخلف به نفقة لعيالك إنما يمن الخيل في ذوات الأوضاح.
قال و سمعت أبا الحسن علیه السلام يقول كرهنا البهيم من الدواب كلها إلا الحمار و البغل و كرهت شية الأوضاح في الحمار و البغل الألون و كرهت القرح في البغل إلا أن يكون به غرة سائلة و لا أشتهيها على حال.
2- الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى ب-ن بابويه القمي رحمه الله قال حدثنا أبي قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا علي بن علي بن حماد البغدادي عن بشر بن غياث المريسي قال حدثني أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم عن أبي حنيفة عن عبد الرحمن السلماني عن حنش بن المعتمر عن علي بن أبي الطالب علیه السلام.
قال دعاني رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فوجهني إلى اليمن لأصلح بينهم فقلت يا رسول الله إنهم قوم كثير و لهم سن و أنا شاب حدث فقال يا علي إذا
ص: 328
صرت بأعلى عقبة أفيق فناد بأعلى صوتك يا شجر یا مدر یا ثرى محمد رسول الله يقرئكم السلام قال فذهبت فلما صرت بأعلى العقبة أشرفت على أهل اليمن فإذا هم بأسرهم مقبلون نحوي مشرعون رماحهم مسوون أسنتهم متنكبون قسيهم شاهرون سلاحهم.
فناديت بأعلى صوتي يا شجر و يا مدر یا ثرى محمد رسول الله يقرئكم السلام قال فلم تبق شجرة و لا مدرة و لا ترى إلا ارتج بصوت واحد على محمد رسول الله و عليك السلام فاضطربت قوائم القوم و ارتعدت ركبهم (فرائصهم و ركبهم) و وقع السلاح من أيديهم و أقبلوا إلي مسرعين فأصلحت بينهم و انصرفت.
3- عنه حدثنا علي بن أحمد بن موسى قال حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال حدثنا موسى بن عمران النخعي عن إبراهيم بن الحكم عن عمرو بن جبير عن أبيه عن أبي جعفر الباقر علیه السلام قال بعث رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم عليا إلى اليمن.
فانفلت فرس لرجل من أهل اليمن فنفح رجلا برجله فقتله و أخذه أولياؤه ليقتلوه فرفعوه إلى علي علیه السلام فأقام صاحب البينة أن الفرس انفلت من داره فنفح الرجل برجله فأبطل علي علیه السلام دم الرجل فجاء أولياء المقتول من اليمن إلى النبي صلى الله عليه و آله وسلم يشكون عليا فيما حكم عليهم.
فقالوا إن عليا ظلمنا و أبطل دم صاحبنا فقال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم إن عليا ليس بظلام و لم يخلق علي علیه السلام للظلم و إن الولاية من بعدي لعلي و الحكم حكمه و القول قوله لا يرد حكمه و قوله و ولايته إلا كافر ولا يرضى بحكمه و قوله و ولايته إلا مؤمن.
فلما سمع اليمانيون قول رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم في علي علیه السلام قالوا يا رسول
ص: 329
الله رضينا بقول علي و حكمه فقال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم هو توبتكم مما قلتم.
4- قال الطبرسی : ثم بعث رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم عليا إلى اليمن ليدعوهم إلى الإسلام وقيل ليخمس زكواتهم و يعلمهم الأحكام ويبين لهم الحلال و الحرام و إلى أهل نجران ليجمع صدقاتهم و يقدم عليه بجزيتهم.
5- عنه روى أبو عبد الله الحافظ بإسناده رفعه إلى عمرو بن شاس الأسلمي قال كنت مع علي بن أبي طالب في جملة و جفاني علي بعض الجفاء فوجدت عليه في نفسي فلما قدمت المدينة اشتكيته عند من لقیته فأقبلت يوما و رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم جالس في المسجد فنظر إلي حتى جلست إليه فقال يا عمرو بن شاس لقد آذيتني فقلت إنا لله و إنا إليه راجعون أعوذ بالله والإسلام أن أوذي رسول الله فقال من آذى عليا فقد آذاني.
و قد كان بعث قبله رسول الله عليه الصلاة و السلام خالد بن الوليد إلى أهل اليمن يدعوهم إلى الإسلام فلم يجيبوه قال البراء فكنت مع علي فلما دنونا من القوم خرجوا إلينا فصلى بنا علي ثم صفنا صفا واحدا ثم تقدم بين أيدينا فقرأ عليهم کتاب رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فأسلمت همدان كلها فكتب علي إلى رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فلما قرأ الكتاب خر ساجدا ثم رفع رأسه فقال على همدان السلام أخرجه البخاري في الصحيح.
6- عنه روى الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن علي علیه السلام قال بعثني رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم إلى اليمن قلت يا رسول الله تبعثني و أنا شاب أقضي بينهم و لا أدري ما القضاء قال فضرب بيده في صدري و قال اللهم اهد قلبه اهد قلبه و ثبت لسانه فو الذي نفسي بيده ما شككت في قضاء بين
اثنين.
7- قال ابن شهر آشوب: أن النبي صلى الله عليه و آله وسلم بعث خالدا إلى اليمن
ص: 330
يدعوهم إلى الإسلام فيهم البراء بن عازب فأقام ستة أشهر فلم يجبه أحد فساء ذلك على النبي صلى الله عليه و آله وسلم و أمره أن يعزل خالدا فلما بلغ أمير المؤمنين علیه السلام القوم صلى بهم الفجر ثم قرأ على القوم كتاب رسول الله فأسلم همدان كلها في يوم واحد و تبايع أهل اليمن على الإسلام فلما بلغ ذلك رسول الله خر الله ساجدا و قال السلام على همدان.
و من أبيات لأمير المؤمنين علیه السلام في يوم صفين:
و لو أن يوما كنت بواب جنة***لقلت لهمدان ادخلوا بسلام
و استنابه لما أنفذه إلى اليمن قاضيا على ما أطبق عليه الولي و العدو على قوله علیه السلام وضرب على صدره و قال اللهم سدده و لقنه فصل الخطاب قال فما شككت في قضاء بين اثنين بعد ذلك اليوم رواه أحمد بن حنبل و أبو يعلى في مسنديها و ابن بطة في الإبانة من أربعة طرق.
8- فى البحار عن الراوندي عن الصدوق عن ابن موسى عن الأسدي عن النخعي عن إبراهيم بن الحكم عن عمرو بن جبير عن أبيه عن الباقر علیه السلام قال بعث النبي صلى الله عليه و آله وسلم عليا إلى اليمن فانفلت فرس لرجل من أهل اليمن فنفح رجلا فقتله فأخذه أولياؤه و رفعوا إلى عليه فأقام صاحب الفرس البينة أن الفرس انفلت من داره فنفح الرجل برجله.
فأبطل علي علیه السلام الرجل فجاء أولياء المقتول من اليمن إلى النبي صلى الله عليه و آله وسلم يشكون عليا فيما حكم عليهم فقالوا إن عليا ظلمنا و أبطل دم صاحبنا فقال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم إن عليا ليس بظلام و لم يخلق علي للظلم و إن الولاية من بعدي لعلي والحكم حكمه و القول قوله لا يرد حكمه و قوله و ولايته إلا كافر و لا يرضى بحكمه و ولايته إلا مؤمن.
فلما سمع الناس قول رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم قالوا يا رسول الله رضينا بقول
ص: 331
علي و حكمه فقال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم هو توبتكم مما قلتم.
9- عنه عن البصائر عن أحمد بن موسى عن أحمد بن محمد المعروف بغزال عن محمد بن عمر الجرجاني يرفعه إلى عبد الرحمن بن أحمد السلماني عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام قال دعاني رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فوجهني إلى اليمن لأصلح بينهم فقلت له يا رسول الله إنهم قوم كثير و أنا شاب حدث فقال لي يا على إذا صرت بأعلى عقبة فيق فناد بأعلى صوتك یا شجر یا مدر یا ثرى محمد رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يقرئكم السلام.
قال: فذهبت فلما صرت بأعلى عقبة فيق أشرفت على اليمن فإذا هم بأسرهم مقبلون نحوي مشرعون أسنتهم متنكبون قسيهم شاهرون سلاحهم فناديت بأعلى صوتي يا شجر يا مدر يا ثرى محمد صلى الله عليه و آله وسلم يقرئكم السلام قال فلم يبق شجرة و لا مدرة و لا ترى إلا ارتجت بصوت واحد و على محمد رسول الله و عليك السلام فاضطربت قوائم القوم و ارتعدت ركبهم و وقع السلاح من أيديهم و أقبلوا مسرعين فأصلحت بينهم و انصرفت.
10- عنه من فضائل أمير المؤمنين ما أجمع عليه أهل السيرة أن النبي صلى الله عليه و آله وسلم بعث خالد بن الوليد إلى أهل اليمن يدعوهم إلى الإسلام و أنفذ معه جماعة من المسلمين فيهم البراء بن عازب رحمه الله و أقام خالد على القوم ستة أشهر يدعوهم فلم يجبه أحد منهم فساء ذلك رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فدعا أمير المؤمنين علیه السلام و أمره أن يقفل خالدا و من معه وقال له.
إن أراد أحد ممن مع خالد أن يعقب معك فاتركه قال البراء فكنت ممن عقب معه فلما انتهينا إلى أوائل أهل اليمن و بلغ القوم الخبر فجمعوا له فصلى بنا علي بن أبي طالب علیه السلام الفجر ثم تقدم بين أيدينا فحمد الله و أثنى
ص: 332
عليه ثم قرأ على القوم كتاب رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم.
فأسلمت همدان كلها في يوم واحد وكتب بذلك أمير المؤمنين علیه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فلما قرأ كتابه استبشر و ابتهج و خر ساجدا شكرا لله تعالى ثم رفع رأسه و جلس و قال السلام على همدان ثم تتابع بعد إسلام همدان أهل اليمن على الإسلام.
11- قال ابن هشام غزوة علي بن أبي طالب علیه السلام إلى اليمن غزاها مرتين. قال ابن هشام: قال ابو عمرو المدني: بعث رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم علي ابن ابي طالب الى اليمن وبعث خالد بن الوليد في جند آخر وقال إن التقيتها فالأمير علي بن أبي طالب علیه السلام.
12- قال البخاري: حدثني أحمد عثمان حدثنا شريح بن مسلمة حدثنا إبراهيم بن يوسف بن إسحاق بن ابي اسحاق حدثني أبي عن أبي إسحاق سمعت البراء بعثنا رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم مع خالد بن الوليد إلى اليمن ، قال ثم بعث علياً بعد ذلك مكانه، فقال مر أصحاب خالد ، من شاء منهم أن يعقب معك فليعقب و من شاء فليقبل فسكنت فيمن عقب معه قال فغنمت أواق ذوات عدداً.
13- عنه حدثني محمد بن بشار حدثنا روح بن عبادة حدثنا علي بن سويد بن منجوف عن عبد الله بن بريدة عن أبيه، قال بعث النبي صلى الله عليه و آله وسلم عليا إلى خالد ليقبض الخمس و كنت ابغض علياً، و قد اغتسل، فقلت لخالد ألا ترى إلى هذا، فلما قدمنا على النبي صلى الله عليه و آله وسلم ذكرت ذلك له، فقال يا بريدة أتبغض علياً ؟ فقلت نعم قال لا تبغضه فإن له في الخمس أكثر من ذلك.
14- عنه حدثنا قتيبة حدثنا عبدالواحد عن عمارة بن القعقاع بن شبرمة، حدثنا عبدالرحمن بن أبي نعم قال سمعت أبا سعيد الخدري يقول
ص: 333
بعث علي بن أبي طالب علیه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم من اليمن بذهيبة في أديم مقروظ لم تحصل من ترابها، قال فقسمها بين أربعة نفر بين عيينة بن بدر و أقرع بن حابس و زيد الخيل والرابع إما علقمة و إما عامر بن الطفيل.
فقال رجل من أصحابه، كنا نحن أحق بهذا من هؤلاء، قال فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه و آله وسلم فقال ألا تأمنوني و أنا أمين من في السماء يأتيني خبر السماء صباحاً ومساء، قال فقام رجل غائر العينين مشرف الوجنتين ناشز الجبهة، كث اللحية، محلوق الرأس، مشمز الإزار ، فقال يا رسول الله اتق الله، و قال ويلك أو لست أحق أهل الارض أن يتقي الله.
قال ثم ولى الرجل، قال خالد بن الوليد يا رسول الله ألا أضرب عنقه ؟ قال لا لعله أن يكون يصلى فقال خالد و كم من مصلى يقول بلسانه ما ليس في قلبه، قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم إني لم أمر أن أنقب قلوب الناس و لا أشق بطونهم، قال ثم نظر إليه و هو مقف.
فقال إنه يخرج من ضئضى هذا قوم يتلون كتاب الله و رطباً، لا يجلوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، و أظنه قال لئن أدركتهم لاقتلنهم.
15- قال الطبري: وجه رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم علي بن أبي طالب في سرية إلى اليمن في رمضان فحدثنا أبو كريب ومحمد بن عمرو بن هياج قالا حدثنا يحيى بن عبدالرحمن الأزجي قال حدثنا إبراهيم بن يوسف عن أبيه عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال بعث رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم خالد بن الوليد إلى أهل اليمن يدعوهم إلى الإسلام فكنت فيمن سار معه.
فأقام عليه ستة أشهر لا يجيبونه إلى شيء فبعث النبي صلى الله عليه و آله وسلم علي بن أبي طالب وأمره أن يقفل خالدا ومن معه فإن أراد أحد ممن كان مع خالد
ص: 334
بن الوليد أن يعقب معه تركه.
قال البراء فكنت فيمن عقب معه فلما انتهينا إلى أوائل اليمن بلغ القوم الخبر فجمعوا له فصلى بنا علي الفجر فلما فرغ صفنا صفا واحدا ثم تقدم بين أيدينا فحمد الله وأثنى عليه ثم قرأ عليهم كتاب رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فأسلمت همدان كلها في يوم واحد وكتب بذلك إلى رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم.
فلما قرأ كتابه خر ساجدا ثم جلس فقال السلام على همدان السلام على همدان ثم تتابع أهل اليمن على الإسلام.
16- قال ابن حبيب أنفذ علي بن ابي طالب علیه السلام إلى اليمن لجمع صدقاتهم و أخذ جزيتهم.
17- قال ابن عبدالبر أخبرنا أبو عمر أحمد بن محمد بن سعيد، - حدثنا أبوبكر أحمد بن الفضل بن العباس الدينوري، حدثنا أبو جعفر محمد ابن جرير الطبري حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء و محمد بن هياج قالا: حدثنا محمد بن عبدالرحمن الأزدي حدثنا إبراهيم بن يوسف، عن أبيه عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال: بعث رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم خالد بن الوليد إلى أهل اليمن يدعوهم إلى الإسلام.
فكنت فيمن سار معه فأقام عليه ستة أشهر، لا يجيبونه إلى شيء فبعث النبي الله صلى الله عليه و آله وسلم علي بن أبي طالب وأمره أن يقفل خالد ومن اتبعه إلا من أراد البقاء مع على صلى الله عليه و آله وسلم عنه فيتركه، قال البراء: فكنت فيمن قعد مع علي فلما انتهينا إلى أوائل اليمن بلغ القوم الخبر، فجمعوا له فصلى بنا علي الفجر فلما فرغ صفنا صفا واحدا ثم تقدم بين أيدينا فحمد الله وأثنى عليه.
ثم قرأ عليهم كتاب رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فأسلمت همدان كلها في يوم واحد وكتب بذلك إلى رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فلما قرأ كتابه خر ساجدا، ثم جلس
ص: 335
فقال السلام علی همدان السلام علی همدان ثم تتابع أهل اليمن على الإسلام.
18- روى الرافعي القزويني عن الحسن بن ماك أخو أبي القاسم عبدالعزيز بن ماك، سمع أبا الحسن القطان في إملاء له من الطوالات ثنا أبو جعفر الحضرمي محمد بن عبدالله بن سليمان ثنا محمد بن العلاء ثنا يحيى بن عبدالرحمن عن إبراهيم بن يوسف، عن أبيه عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال بعث رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم خالد بن الوليد إلى أهل اليمن يدعوهم إلى الإسلام.
فكنت في من سار معه فأقام عليهم، ستة أشهر فلم يجيبوه إلى شيء فبعث رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم علي بن أبي طالب علیه السلام في اثره وأمره أن يقفل خالد بن الوليد بمن معه فان أراد أحد ممن مع خالد أن يعقب معه تركه.
قال البراء فكنت فيمن عقب مع على علیه السلام فلما انتهى إلى أوائل اليمن بلغ القوم الخبر فجمعوا له فصلى بنا علي الفجر. فلما فرغ صفا صفا واحدا ثم تقدم بين أيدينا، فحمد الله وأثنى عليه ثم قرأ عليهم كتاب رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم.
19- الحافظ ابن عساكر: أخبرنا أبو لقاسم العلوي، أنبأنا أبو المكارم حيدرة بن الحسين بن مفلح، أنبأنا أبو عبدالله الحسين بن عبدالله ابن أبي كامل، أنبأنا خيثمة بن سليمان، أنبأنا أبو عمرو ابن أبي عرزة أنبأنا أبو غسان، أنبأنا جعفر الأحمر، عن الأعمش:
عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن علي ، قال بعثني النبي صلى الله عليه و آله وسلم ألي اليمن - أو الي الطائف - فقلت: يا رسول الله اني حديث السن. قال: فوضع يده علي صدري و قال: اذهب فان الله سيثبت لسانك و يهدي قلبك. قال: فما شككت في قضاء بين خصمين قاما بين يدي بعد.
20- عنه أخبرناه عالياً أبو المظفر القشيري، أنبأنا أبو سعيد
ص: 336
الجنزرودي، أنبأنا أبو عمرو ابن حمدان.
حيلولة و أخبرنا أبو سهل محمد بن ابراهيم، أنبأنا ابراهيم بن منصور أنبأنا أبو بكر ابن المقري قالا أنبأنا أبو يعلى، أنبأنا عبيد الله بن عمر - زاد ابن أبويع المقري: القواريري - أنبأنا يحيي ابن سعيد أنبأنا و قال ابن حمدان عن - الأعمش:
عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري عن علي، قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم الي اليمن و أنا حديث السن ليس لي علم بالقضا قال: فضرب صدري وقال: ان الله سيهدي قلبك و يثبت لسانك. قال: فما شككت في قضاء اثنين بعد.
21- عنه أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو سعد محمد بن عبدالرحمان أنبأنا أبو سعيد محمد بن بشر بن العباس، أنبأنا أبو لبيد محمد بن ادريس الشامي، أنبأنا سويد ابن سعيد، أنبأنا علي بن مسهر، عن الأعمش:
عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن علي، قال بعثني رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم الي اليمن فقلت يا رسول الله تبعثني الي اليمن يسألوني القضاء و لا
الله الله علم لي به؟ قال لي ادنه. فدنوت فضرب بيده علي صدري ثم قال اللهم ثبت لسانه واهد قلبه.
قال و الذي فلق الحبة وبريء النسمة ما شككت في قضاء بين اثنين بعد.
22- عنه أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنبأنا أبو منصور ابن خيرون، أنبأنا أبوبكر الخطيب، أنبأنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد بن يوسف الواعظ، أنبأنا أبو جعفر محمد ابن حماد الواعظ، أنبأنا أبو محمد القاسم بن جعفر بن محمد عبدالله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب في صفر سنة احدي عشرة و ثلاثماة، قدم من الحجاز.
ص: 337
حدثني أبي جعفر بن محمد، عن أبيه عبدالله أبيه عبدالله عن أبيه محمد بن عمر، عن أبيه عمر بن علي، عن أبيه علي ابن أبي طالب، قال دعاني رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم ليستعملني علي اليمن فقلت له: يا رسول الله اني شاب حدث السن، ، و لا علم لي بالقضاء، فضرب رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم في صدري مرتين - أو قال: ثلاثا - و هو يقول: اللهم اهد قلبه و ثبت لسانه فكأنما كل علم عندي، وحشي قلبي علما و فقهاً، فما شككت في قضاء بين اثنين.
23- عنه أخبرنا أبو علي بن السبط، أنبأنا أبو محمد الجواهري.
حيلولة: و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، قالا: أنبأنا أحمد بن جعفر أنبأنا عبدالله بن أحمد، حدثني أبوبكر، أنبأنا عمرو ابن طلحة عن أسباط بن نصر عن سماك، عن حنش عن علي ان النبي صلى الله عليه و آله وسلم حين بعثه ببراءة، فقال يا نبي الله اني لست باللسن ولا بالخطيب. قال: مابد أن يذهب بها أنا أو تذهب بها أنت. قال: فان كان و لابد فسأذهب أنا. قال: فانطلق فان الله يثبت لسانك و يهدي قلبك. قال ثم وضع يده على فمه.
24- عنه أخبرنا أبو العز بن كادش، أنبأنا أبو محمد الجوهري املاءا. حيلولة و أنبأنا أبو علي ابن السبط، أنبأنا الجوهري.
حيلولة و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي ابن المذهب قالا: أنبأنا أحمد بن جعفر أنبأنا عبدالله حدثني أبو الربيع الزهراني و أنبأنا علي بن حكيم الأودي و أنبأنا محمد بن جعفر الوركاني و أنبأنا زكريا بن يحيي بن يحيي و حوية و أنبأنا عبدالله بن عامر بن زرارة الحضرمي و أنبأنا داوود بن عمرو الضبي، قالوا: أنبأنا شريك:
عن سماك، عن حنش عن علي، قال: بعثني النبي صلى الله عليه و آله وسلم الي اليمن
ص: 338
قاضيا، فقلت: تبعثني الي قوم و أنا حديث السن و لا علم لي بالقضاء فوضع يده علي صدري ثبتك الله وسددك، اذا جاءك الخصمان فلا تقض لأول حتي تسمع من الآخر، فانه أجدر أن يبين لك القضاء. قال علي: فمازلت قاضيا.
قال عبدالله و هذا لفظ حديث داوود بن عمرو الضبي و بعضهم كلاماً من بعض.
25- عنه أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو طالب بن غيلان، أنبأنا أبو بكر الشافعي، حدثني محمد بن غالب و هو ابن حرب – حدثني عبد الصمد - و هو ابن النعمان - أنبأنا ورقة عن مسلم - و هو الأعور - عن مجاهد، عن ابن عباس قال: بعثني النبي صلى الله عليه و آله وسلم عليا الي اليمن، فقال علمهم الشرائع واقض بينهم قال: لا علم لي بالقضاء. قال: فدفع في صدره و قال اللهم اهده الى القضاء. فنهاهم عن الدباء و الحنتم و المزفت.
26- قال ابن الأثير : بعث رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم علياً إلى اليمن وقد كان أرسل قبله خالد ابن الوليد إليهم يدعوهم إلى الإسلام فلم يجيبوه، فأرسل عليّاً و أمره أن يعقل خالداً و من شاء من أصحابه، ففعل، وقراً علي كتاب رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم ، على أهل اليمن فأسلمت همدان كلّها في يوم واحد فكتب بذلك إلى رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فقال : السلام على همدان، يقوله ثلاثاً، ثم تتابع أهل اليمن علي الإسلام وكتب بذلك إلى رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم، فسجد شكراً الله تعالى.
ص: 339
المنابع:
(1) الكافي 35/6، (2) امالي الصدوق: 133-204.
(3) اعلام الوری 137 (4) مناقب ابن شهر آشوب 328/1.
(5) بحار الانوار: 362/21 - 363، (6) سيرة ابن هشام: 290/4 ، (7) صحيح البخاري 206/5 (8) تاريخ الطبري: 131/3.
(9) المحبر : 125 ، (10) :الاستيعاب 3/ 1120، (11) التدوين: 129/12، (12) ترجمة الإمام على من تاريخ دمشق: 490/2.
(13) كامل التواريخ : 30/2.
ص: 340
1- قال الشيخ المفيد: ثم تلا وفد نجران من القصص المنبئة عن فضل أمير المؤمنين علیه السلام و تخصصه من المناقب بما بان به من كافة العباد حجة الوداع و ما جرى فيها من الأقاصيص وكان فيها لأمير المؤمنين علیه السلام من جليل المقامات فمن ذلك أن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم كان قد أنقذه اللام إلى اليمن ليخمس زكاتها ويقبض ما وافق عليه أهل نجران من الحلل والعين و غير ذلك فتوجه علیه السلام لما ندبه إليه رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم.
فأنجزه ممتثلا فيه أمره مسارعا إلى طاعته و لم يأتمن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم أحدا غيره على ما ائتمنه عليه من ذلك و لا رأى في القوم من يصلح للقيام به سواه فأقامه علیه السلام مقام نفسه في ذلك و استنابه فيه مطمئنا إليه ساكنا إلى نهوضه بأعباء ما كلفه فيه.
ثم أراد رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم التوجه للحج و أداء فرض الله تعالى عليه فيه فأذن في الناس به و بلغت دعوته علیه السلام الأقاصي بلاد الإسلام فتجهز الناس للخروج و تأهبوا معه و حضر المدينة من ضواحيها و من حولها و يقرب منها خلق كثير و تهيئوا للخروج معه.
فخرج النبي صلى الله عليه و آله وسلم الخمس بقين من ذي القعدة وكاتب أمير المؤمنين علیه السلام بالتوجه إلى الحج من اليمن و لم يذكر له نوع الحج الذي قد عزم عليه و خرج اللا قارنا للحج بسياق الهدي و أحرم من ذي الحليفة و
ص: 341
أحرم الناس معه و لبي علیع السلام من عند الميل الذي بالبيداء فاتصل ما بين الحرمين بالتلبية حتى انتهى إلى كراع الغميم.
و كان الناس معه ركبانا و مشاة فشق على المشاة المسير و أجهدهم السير و التعب به فشكوا ذلك إلى النبي صلى الله عليه و آله وسلم و استحملوه فأعلمهم أنه لا يجد لهم ظهرا و أمرهم أن يشدوا على أوساطهم و يخلطوا الرمل بالنسل ففعلوا ذلك و استراحوا إليه و خرج أمير المؤمنين علیه السلام بمن معه من العسكر
الذي كان صحبه إلى اليمن و معه الحلل التي أخذها من أهل نجران.
فلما قارب رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم مكة من طريق المدينة قاربها أمير المؤمنين علیه السلام من طريق اليمن وتقدم الجيش للقاء النبي و خلف عليهم رجلا منهم فأدرك النبي صلى الله عليه و آله وسلم و قد أشرف على مكة فسلم و خبره بما صنع و بقبض ما قبض و أنه سارع للقائه أمام الجيش فسر رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم لذلك و ابتهج بلقائه وقال له بما أهللت يا علي.
فقال له يا رسول الله إنك لم تكتب لي بإهلالك و لا عرفتنيه فعقدت نيتي بنيتك فقلت اللهم إهلالا كإهلال نبيك و سقت معي من البدن أربعا و ثلاثين بدنة فقال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم الله أكبر قد سقت أنا ستا وستين و أنت شريكي في حجي و مناسكي و هديي فأقم على إحرامك و عد إلى جيشك فعجل بهم إلي حتى نجتمع بمكة إن شاء الله فودعه أمير المؤمنين علیه السلام و عاد إلى جيشه فلقيهم عن قرب فوجدهم قد لبسوا الحلل التي كانت معهم.
فأنكر ذلك عليهم و قال للذي كان استخلفه فيهم ويلك ما دعاك إلى أن تعطيهم الحلل من قبل أن ندفعها إلى النبي صلى الله عليه و آله وسلم و لم أكن أذنت لك في ذلك فقال سألوني أن يتجملوا بها و يحرموا فيها ثم يردونها علي فانتزعها أمير المؤمنين علیه السلام من القوم و شدها في الأعدال فاضطغنوا ذلك عليه.
ص: 342
فلما دخلوا مكة كثرت شكايتهم من أمير المؤمنين علیه السلام فأمر رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم مناديه فنادى في الناس ارفعوا ألسنتكم عن علي بن أبي طالب فإنه خشن في ذات الله عز و جل غير مداهن في دينه فكف الناس عن ذکره و علموا مكانه من النبي صلى الله عليه و آله وسلم و سخطه على من رام الغميزة فيه و أقام أمير المؤمنين علیه السلام على إحرامه تأسيا برسول الله صلى الله عليه و آله وسلم. و كان قد خرج مع النبي صلى الله عليه و آله وسلم كثير من المسلمين بغير سياق هدي فأنزل الله عز ذكره «وَ اَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ».
فقال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم دخلت العمرة في الحج و شبك بين أصابع إحدى يديه بالأخرى إلى يوم القيامة ثم قال علیه السلام لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي ثم أمر مناديه فنادى من لم يسق منكم هديا فليحل و ليجعلها عمرة و من ساق منكم هديا فليقم على إحرامه فأطاع في
ذلك بعض الناس. في ذلك و خالف بعض و جرت خطوب بينهم فيه.
و قال منهم قائلون إن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم أشعث أغبر و نلبس الثياب و نقرب النساء و ندهن. و قال بعضهم أما تستحيون أن تخرجوا و رءوسكم تقطر من الغسل ورسول الله صلى الله عليه و آله وسلم على إحرامه. فأنكر رسول الله على من خالف في ذلك و قال لو لا أني سقت الهدي لأحللت و جعلتها عمرة فمن لم يسق هديا فليحل فرجع قوم و أقام آخرون على الخلاف. وكان فيمن أقام على الخلاف للنبي صلى الله عليه و آله وسلم عمر بن الخطاب.
فاستدعاه رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم قال له ما لي أراك يا عمر محرما أسقت هديا قال لم أسق قال فلم لا تحل و قد أمرت من لم يسق الهدي بالإحلال فقال و الله يا رسول الله لا أحللت و أنت محرم فقال له النبي صلى الله عليه و آله وسلم إنك لن تؤمن بها حتى تموت فلذلك أقام على إنكار متعة الحج حتى رقى المنبر في
ص: 343
إمارته فنهى عنها نهيا مجددا و توعد عليها بالعقاب.
2- قال الطبرسي: خرج رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم من المدينة متوجها إلى الحج في السنة العاشرة لخمس بقين من ذي القعدة و أذن في الناس الحج
فتجهز الناس للخروج معه و حضر المدينة من ضواحيها و من جوانبها خلق كثير فلما انتهى إلى ذي الحليفة ولدت هناك أسماء بنت عميس محمد ابن أبي بكر فأقام تلك الليلة من أجلها وأحرم من ذي الحليفة و أحرم الناس معه و كان قارنا للحج بسياق الهدي.
ساق معه ستا و ستين بدنة و حج علي من اليمن و ساق معه معه أربعا و ثلاثين بدنه و خرج بمن معه من العسكر الذي صحبه من اليمن و معه الحلل التي أخذها أخذها من نجران فلما قارب رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم مكة من طريق طريق المدينة قاربها أمير المؤمنين علیه السلام من طريق اليمن فتقدم الجيش إلى رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فسر بذلك و قال له بما أهللت يا علي؟ فقال:
يا رسول الله إنك لم تكتب إلي بإهلالك فعقدت نيتي بنيتك و قلت اللهم إهلالا كإهلال نبيك فقال فأنت شريكي في حجي و مناسكي و هديي فأقم على إحرامك و عد على جيشك و عجل بهم إلي حتى نجتمع بمكة.
2- عنه روي
أيضا عن الصادق علیه السلام أن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم ساق في حجته مائة بدنة فنحر نيفا و ستين ثم أعطى عليا نيفا وثلاثين فلما رجع علي إلى جيشه وجد الناس قد لبسوا تلك الحلل فقال للذي استخلفه عليهم ويحك إلى ما فعلت من غير إذن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم قال إنهم سألوني أن أدفعها إليهم فتجملوا بها و يحرموا فيها.
فقال بئس ما فعلوا و بئس ما فعلت فانتزعها من القوم و شدها في
ص: 344
الأعدال فكثرت شكاية القوم عليا فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم ارفعوا ألسنتكم من شكاية علي فإنه خشن في ذات الله و لما قدم النبي مكة و طاف و سعی نزل عليه جبرئيل و هو على المروة بهذه الآية (وَ أَتِمُّو الحَجَّ وَ الْعُمْرَةَ للهِ».
فخطب الناس وحمد الله و أثنى عليه وقال دخلت العمرة في الحج هكذا إلى يوم القيامة وشبك بين أصابعه ثم قال لو استقبلت من أمري ما استدبرته ما سقت الهدي ثم أمر مناديه فنادى من لم يسق منكم هديا فليحل و ليجعلها عمرة و من ساق منكم هديا فليقم على إحرامه وقام إليه رجل من بني عدي و قال يا رسول الله أنخرجن إلى منى و رءوسنا تقطر من النساء.
فقال إنك لن تؤمن بها حتى تموت فقام إليه سراقة بن مالك بن جشعم فقال يا رسول الله ألعامنا هذا أم للأبد قال لا بل لأبد الأبد فأحل الناس أجمعون إلا من كان معه هدي و خطب رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم الناس يوم النفر من منى فودعهم.
4- ابن شهر آشوب عن تهذيب الأحكام إن النبي صلى الله عليه و آله وسلم لما فرغ من السعي قال هذا جبرئيل يأمرني بأن آمر من لم يسق هديا أن يحل و لو استقبلت من أمري ما استدبرت لصنعت مثل ما أمرتكم و لكني سقت الهدي و كان علیه السلام الساق الهدي ستا و ستين أو أربعا و ستين.
و جاء علي علیه السلام من اليمن بأربع وثلاثين أو ست وثلاثين و قال لعلي بما أهللت قال يا رسول الله إهلالا كإهلال النبي فقال النبي كن على إحرامك مثلي و أنت شريكي في هديي فلما رمي الجمرة نحر رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم منها ستا و ستين و نحر علي أربعا وثلاثين.
ص: 345
5- في البحار عن حمويه بن علي عن محمد بن بکر عن الفضل بن حباب عن مكي بن مروك الأهوازي عن علي بن بحر عن حاتم ابن إسماعيل عن جعفر بن محمد عن أبيه الله قال دخلنا على جابر بن عبد الله فلما انتهينا إليه سأل عن القوم حتى انتهى إلي فقلت أنا محمد بن علي بن الحسين فأهوى بيده إلى رأسي فنزع زري الأعلى و زري الأسفل.
ثم وضع كفه بين ثديي و قال مرحبا بك و أهلا يا ابن أخي سل ما ئت فسألته و هو أعمى فجاء وقت الصلاة فقام في نساجة فالتحف بها فلما وضعها على منكبه رجع طرفاها إليه من صغرها و رداؤه إلى جنبه على المشجب فصلى بنا فقلت أخبرني عن حجة رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فقال بيده فعقد تسعا وقال إن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم مكث تسع سنين لم يحج.
ثم أذن في الناس في العاشرة أن رسول الله حاج فقدم المدينة بشر كثير كلهم يلتمس أن يأتم برسول الله صلى الله عليه و آله وسلم و يعمل ما عمله فخرج و خرجنا معه حتى أتينا ذا الحليفة فذكر الحديث و قدم علي من اليمن ببدن النبي صلى الله عليه و آله وسلم فوجد فاطمة فيمن أحل و لبست ثيابا صبيغا و اكتحلت فأنكر على ذلك عليها.
فقالت: أبي صلى الله عليه و آله وسلم أمرني بهذا و كان علي علیه السلام يقول بالعراق فذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم محرشا على فاطمة بالذي صنعت مستفتيا رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم بالذي ذكرت عنه فأنكرت ذلك قال صدقت صدقت.
6- عنه قال و قدم علي علیه السلام من اليمن على رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم و هو بمكة فدخل على فاطمة سلام الله علیها و هي قد أحلت فوجد ريحا طيبا و وجد عليها ثيابا مصبوغة فقال ما هذا يا فاطمة فقالت أمرنا بهذا رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فخرج علي علیه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم مستفتيا فقال يا رسول الله إني رأيت
ص: 346
فاطمة قد أحلت وعليها ثياب مصبوغة فقال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم أنا أمرت الناس بذلك فأنت يا علي بما أهللت قال يا رسول الله إهلال كإهلال النبي صلى الله عليه و آله وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم نقر على إحرامك مثلي و أنت شريكي في هديي.
7- عنه قال صاحب كتاب النشر والطي عن حذيفة و قد كان النبي صلى الله عليه و آله وسلم بعث عليا إلى اليمن فوافى مكة و نحن مع الرسول صلى الله عليه و آله وسلم ثم توجه علي علیه اله السلام يوما نحو الكعبة يصلي فلما ركع أتاه سائل فتصدق عليه بحلقة خاتمه فأنزل الله تعالى «إنما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ».
فكبر رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم و قرأه علينا ثم قال قوموا نطلب هذه الصفة التي وصف الله بها فلما دخل رسول الله المسجد استقبله سائل فقال من أين جئت فقال من عند هذا المصلي تصدق علي بهذه الحلقة و هو راكع فكبر رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم و مضى نحو علي فقال يا علي ما أحدثت اليوم من خير فأخبره بما كان منه إلى السائل.
فكبر ثالثة فنظر المنافقون بعضهم إلى بعض وقالوا إن أفئدتنا لا تقوى على ذلك أبدا مع الطاعة له فنسأل رسول الله أن يبدله لنا فأتوا رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فأخبروه بذلك فأنزل الله تعالى قرآنا و هو «قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِى» الآية فقال جبرئيل يا رسول الله أتمه فقال حبيبي جبرئيل قد سمعت ما تأمروا به فانصرف عن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم الأمين جبرئيل.
8- روی ابن هشام عن ابن اسحاق وحدثني عبدالله بن أبي نجيح ان رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم كان بعث عليا علیه السلام الى نجران فلقيه بمكة وقد أحرم فدخل
ص: 347
على فاطمة سلام الله علیها بنت رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فوجدها قد حلت وتهيأت فقال ما لك يا بنت رسول الله قالت أمرنا رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم أن نحل بعمرة فحللنا.
ثم اتي رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فلما فرغ من الخبر عن سفره.
قال له رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم انطلق فطف بالبيت وحل كما حل أصحابك قال يا رسول الله إني أهللت كما أهللت فقال ارجع فاحلل كمال أصحابك قال يا رسول الله إني قلت حين أحرمت اللهم إني أهل بما أهل به نبيك وعبدك رسولك محمد صلى الله عليه و آله وسلم قال فهل معك من هدي قال لا فأشركه رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم ، في هديه وثبت على إحرامه مع رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم حتى فرغا من الحج ونحر رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم الهدى عنهما.
9- عنه قال ابن اسحاق وحدثني يحيى بن عبدالله بن عبد الرحمن ابن ابي عمرة عن يزيد ابن طلحة بن يزيد بن ركانة قال لما أقبل علي علیه السلام من اليمن ليلقی رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم بمكة تعجل إلى رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم واستخلف على جنده الذين معه رجل من أصحابه فعمد ذلك الرجل فكسا كل رجل من القوم حلة من البز الذى كان مع علي علیه السلام.
فلما دنا جيشه خرج ليلقاهم فإذا عليهم الحلل قال ويلك ما هذا قال كسوت القوم ليتجملوا به إذا قدموا في الناس قال ويلك انزع قبل ان تنتهي به الى رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم قال فانتزع الحلل من الناس فردها في البز قال وأظهر الجيش شكواه لما صنع بهم.
10- عنه قال ابن اسحاق فحدثني عبدالله بن عبدالرحمن بن حزم بن معمر بن حزم عن سليمان بن محمد بن كعب بن عجرة عن عمته زينت بنت كعب وكانت عند ابي سعيد الخدري عن ابي سعيد الخدري قال.
اشتكى الناس عليا رضوان الله عليه فقام رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فينا
ص: 348
خطيبا فسمعته يقول أيها الناس لا تشكوا عليا فوالله إنه لأخشن في ذات الله أو في سبيل الله من أن يشكى.
11- قال الطبري: حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق عن ابن أبي نجيح قال بعث رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم علي بن أبي طالب علیه السلام إلى نجران فلقيه بمكة، وقد أحرم فدخل علي على فاطمة ابنة رسول الله فوجدها قد حلت وتهيأت.
فقال: مالك يا ابنة رسول الله قالت أمرنا رسول الله أن نحل بعمرة فأحللنا قال ثم أتى رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فلما فرغ من الخبر عن سفره قال له رسول الله انطلق فطف بالبيت وحل كما حل أصحابك. فقال يا رسول الله إني قد أهللت بما أهللت به قال ارجع فاحلل كما حل أصحابك.
قال: قلت: يا رسول الله إني قلت حين أحرمت اللهم إني أهللت بما أهل به عبدك ورسولك قال فهل معك من هدي قال قلت لا قال فأشركه رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم في هديه وثبت على إحرامه مع رسول الله حتى فرغا من الحج ونحر رسول الله الهدي عنها.
12- عنه حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن يحيى بن عبدالله بن عبدالرحمن بن أبي عمرة عن يزيد بن طلحة بن یزید ابن ركانة قال لما أقبل علي بن أبي طالب من اليمن ليلقى رسول الله بمكة تعجل إلى رسول الله واستخلف على جنده الذين معه رجلا من أصحابه فعمد ذلك الرجل فكسا رجالا من القوم حللا من البز الذي كان مع علي ابن أبي طالب.
فلما دنا جيشه خرج علي علیه السلام ليلقهم فإذا هم عليهم الحلل فقال ويحك ما هذا قال كسوت القوم ليتجملوا به إذا قدموا في الناس فقال ويلك
ص: 349
انزع من قبل أن تنتهي إلى رسول الله قال فانتزع الحلل من الناس وردها في البز وأظهر الجيش شكاية لما صنع بهم.
13- عنه حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن عبدالله بن عبدالرحمن بن معمر بن حزم عن سليمان بن محمد بن کعب بن عجرة عن عمته زينب بنت كعب بن عجرة وكانت عند أبي سعيد الخدري عن أبي سعيد قال شكا الناس علي بن أبي طالب فقام رسول الله فينا خطيبا فسمعته يقول يا أيها الناس لا تشكوا عليا فوالله إنه لأخشى فى ذات الله أو في سبيل الله من أن يشكى.
14- قال البخاري: حدثنا المكي بن إبراهيم عن ابن جريج، قال عطاء قال جابر أمر النبي صلى الله عليه و آله وسلم علياً أن يقيم على إحرامه، زاد محمد بن بكر عن ابن جريج، قال عطاء قال جابر فقدم علي بن أبي طالب علیه السلام بسعايته قال له النبي صلى الله عليه و آله وسلم بم اهللت يا علي؟ قال بما أهل به النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال فأهد و امكث حراماً كما انت قال وأهدى له علي هديا.
15- عنه حدثنا مسدد حدثنا بشر بن المفضل عن حميد الطويل حدثنا بكر أنه ذكر لابن عمر أن أنساً حدثهم أن النبي صلى الله عليه و آله وسلم أهل بعمرة و
حجة فقال أهل النبي صلى الله عليه و آله وسلم بالحج وأهلنا به معه فلما قدمنا مكة قال من لم يكن معه هدى فليجعلها عمرة، وكان مع النبي صلى الله عليه و آله وسلم هدى فقدم علينا على بن أبي طالب من اليمن حاجاً فقال النبي ل بم أهللت فإنّ معنا أهلك قال أهللت بما أهل به النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال فأمسك فإن معنا هديا.
16- قال المسعودي: في سنة عشر حج رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم حجة الوداع و قال: «ألا إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات و
الأرض»، و فيها كانت وفاة إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم، و له سنة
ص: 350
عشرة أشهر و ثمانية أيام، وقيل غير ذلك، و فيها كان بعثه صلى الله عليه و آله وسلم بعلي إلى اليمن، و أحرم كإحرام النبي صلى الله عليه و آله وسلم.
17- قال ابن الأثير : خرج رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم ، إلى الحج لخمس بقين الله من ذي القعدة لا يذكر الناس إلّا الحج، فلما كان بسرف أمر الناس أن يحلوا بعمرة إلّا من ساق الهدى، و كان رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم ، قد ساق الهدى و ناس معه، و كان علي بن أبي طالب علیه السلام قد لقيه محرماً، فقال له النبي صلى الله عليه و آله وسلم : حل كما حلّ أصحابك.
فقال: إنّى قد أهللت بما أهل به رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم ، فبق على إحرامه، و نحر رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم الهدي عنه و عن علي و حجّ بالناس فأراهم مناسكهم و علّمهم سنن حجهم و خطب خطبته التي بين فيها للناس ما بين، و كان الذى يبلغ عنه بعرفه ربيعه بن أميه بن خلف لكثرة الناس.
المنابع:
(1) الارشاد 80 (2) اعلام الوری: 137 (3) مناقب ابن شهر آشوب 328/1، (4) کشف الغمة: 235/1 (5) بحار الانوار 382/21 - 391 و 128/37 ، (6) سيرة ابن هشام: 249/4، (7) تاريخ الطبري: 131/3 (8) صحيح البخاري 208/5 ، (9) مروج الذهب: 297/2.
(10) كامل التواريخ : 302/2
ص: 351
1- أبان بن أبي عياش عن سليم قال سمعت أبا سعيد الخدري يقول إن إن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم ودعا الناس بغدير خم فأمر بما كان تحت الشجرة من الشوك فقم و كان ذلك يوم الخميس ثم دعا الناس إليه و أخذ بضبع علي بن أبي طالب الله فرفعها حتى نظرت إلى بياض إبط رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله.
قال أبو سعيد فلم ينزل حتى نزلت هذه الآية «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً» فقال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم أكبر على إكمال الدين و إتمام النعمة و رضى الرب برسالتي و بولاية علي من بعدي فقال حسان بن ثابت يا رسول الله ائذن لي لأقول في علي علیه السلام الأبياتا فقال صلى الله عليه و آله وسلم قل على بركة الله.
فقال حسان یا مشيخة قريش اسمعوا قولي بشهادة من رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم:
ألم تعلموا أن النبي محمدا***لدى دوح خم حين قام مناديا
و قد جاءه جبريل من عند ربه***بأنك معصوم فلا تك وانيا
و بلغهم ما أنزل الله ربهم***و إن أنت لم تفعل وحاذرت باغيا
عليك فما بلغتهم عن إلههم***رسالته إن كنت تخشى الأعاديا
ص: 352
فقام به إذ ذاك رافع كفه***بيمنى يديه معلن الصوت عاليا
فقال لهم من كنت مولاه منكم***و كان لقولي حافظا ليس ناسيا
فمولاه من بعدي علي وإنني***به لكم دون البرية راضيا
فيا رب من والى عليا فواله***و كن للذي عادى عليا معاديا
و یا رب فانصر ناصريه لنصرهم***إمام الهدى كالبدر يجلو الدياجيا
و یا رب فاخذل خاذلیه و كن لهم***إذا وقفوا يوم الحساب مكافيا
2- قال علي بن إبراهيم: خرج رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم من مكة يريد المدينة حتى نزل منزلا يقال له غدير خم، وقد علم الناس مناسكهم و أوعز إليهم وصيته إذ نزلت عليه هذه الآية «يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَ اللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ» فقام رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فقال بعد أن حمد الله و أثنى عليه ثم قال أيها الناس هل تعلمون من وليكم.
فقالوا نعم الله و رسوله ثم قال ألستم تعلمون أني أولى بكم من أنفسكم قالوا بلى قال اللهم اشهد فأعاد ذلك عليهم ثلاثا كل ذلك يقول مثل قوله الأول و يقول الناس كذلك و يقول اللهم اشهد، ثم أخذ بيد أمير المؤمنين علیه السلام فرفعها حتى بدا للناس بياض إبطيهما ثم قال «ألا من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله و أحب من أحبه.»
ثم رفع رأسه إلى السماء فقال اللهم اشهد عليهم و أنا من الشاهدين فاستفهمه عمر فقام من بين أصحابه فقال يا رسول الله هذا من الله و من رسوله فقال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلمنعم من الله و رسوله إنه أمير المؤمنين و إمام المتقین و قائد الغر المحجلين يقعده الله يوم القيامة على الصراط فيدخل
ص: 353
أولياءه الجنة و أعداءه النار.
فقال أصحابه الذين ارتدوا بعده قد قال محمد في مسجد الخيف ما قال و قال هاهنا ما قال و إن رجع إلى المدينة يأخذنا بالبيعة له فاجتمعوا أربعة عشر نفرا و تآمروا على قتل رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم و قعدوا في العقبة، و هي عقبة هرشي بين الجحفة و الأبواء ، فقعدوا سبعة عن يمين العقبة و سبعة عن يسارها لينفروا ناقة رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فلما جن الليل تقدم رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم في تلك الليلة العسكر فأقبل ينعس على ناقته.
فلما دنا من العقبة ناداه جبرئيل يا محمد إن فلانا وفلانا قد قعدوا لك فنظر رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فقال من هذا خلفي فقال حذيفة اليمان أنا يا رسول الله حذيفة بن اليمان قال سمعت ما سمعت قال بلى قال فاكتم، ثم دنا رسول الله لا منهم فناداهم بأسمائهم، فلما سمعوا نداء رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فروا و دخلوا في غمار الناس وقد كانوا عقلوا رواحلهم فتركوها و لحق الناس برسول الله صلى الله عليه و آله وسلم و طلبوهم و انتهى رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم إلى رواحلهم فعرفهم.
فلما نزل قال ما بال أقوام تحالفوا في الكعبة إن مات محمد أو قتل ألا يردوا هذا الأمر في أهل بيته أبدا، فجاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فحلفوا أنهم لم يقولوا من ذلك شيئا و لم يريدوه و لم يكتموا شيئا من رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم، فأنزل الله «يَحْلِفُونَ بِاللهِ ما قَالُوا» أن لا يردوا هذا الأمر في أهل بيت رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم.
«وَ لَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَ كَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَ هَمُّوا بِما لَمْ يَنَالُوا» من قتل رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم «وَ ما نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْراً هُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ الله عَذَاباً أَلِيماً فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَ ما لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَليَّ وَ لا نَصِيرٍ» فرجع رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم إلى المدينة و
ص: 354
بقي بها محرم و النصف من صفر لا يشتكي شيئا ثم ابتدأ به الوجع الذي توفي فيه رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم.
3- فرات قال حدثني إسماعيل بن إبراهيم معنعنا عن محمد بن كعب القرظي قال كان النبي صلى الله عليه و آله وسلم يتحارسه أصحابه فأنزل الله «يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ» فترك الحرس حين أخبره الله أنه يعصمه من الناس.
4- فرات قال حدثنا الحسين بن الحكم معنعنا عن عبد الله بن عطاء قال كنت جالسا مع أبي جعفر علیه السلام قال أوحى إلى رسول الله قل للناس من كنت مولاه فعلي مولاه فما بلغ بذلك و خاف الناس فأوحى إليه «يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَ اللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ» فأخذ بيد علي علیه السلام يوم غدير خم و قال من كنت مولاه فعلی مولاه.
5- فرات قال حدثنا الحسين بن الحكم معنعنا عن ابن عباس و في قوله: «إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا» نزلت في علي خاصة و في قوله : يقول الله «وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا علي بن أبي طالب او في قوله: «يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ» نزل في علي لا أمر رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم أن يبلغ فيه فأخذ رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم بيد على علیه السلام فقال:
من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و في قوله «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ» الآية فنزلت في علي و أصحابه منهم عثمان بن مظعون و عمار بن ياسر و سلمان حرموا على أنفسهم الشهوات و هموا بالإخصاء.
6- قال الكليني: فلما رجع رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم من حجة الوداع ن-زل
ص: 355
عليه جبرئيل علیه السلام فقال: «يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلّغ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَ اللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ» فنادى الناس فاجتمعوا و أمر بسمرات فقم شوكهن ثم قال صلى الله عليه و آله وسلم يا أيها الناس من وليكم و أولى بكم من أنفسكم فقالوا الله و رسوله.
فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد عاداه ثلاث مرات فوقعت حسكة النفاق في قلوب القوم و قالوا ما أنزل الله جل ذكره هذا على محمد قط و ما يريد إلا أن يرفع بضبع ابن عمه.
7- عنه عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن بن راشد عن أبي عبد الله علیه السلام قال قلت جعلت فداك للمسلمين عيد غير العيدين قال نعم يا حسن أعظمها وأشرفهما قلت و أي يوم هو قال هو يوم نصب أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه فيه علما للناس قلت جعلت فداك و ما ينبغي لنا أن نصنع فيه.
قال تصومه یا حسن و تكثر الصلاة على محمد و آله و تبرأ إلى الله ممن ظلمهم فإن الأنبياء صلوات الله عليهم كانت تأمر الأوصياء باليوم الذي كان يقام فيه الوصي أن يتخذ عيدا قال قلت فما لمن صامه قال صيام ستين شهرا و لا تدع صيام يوم سبع و عشرين من رجب فإنه هو اليوم الذي نزلت فيه النبوة على محمد صلى الله عليه و آله وسلم و ثوابه مثل ستين شهرا لكم.
8- عنه عن سهل بن زياد عن عبد الرحمن بن سالم عن أبيه قال سألت أبا عبد الله علیه السلام هل للمسلمين عيد غير يوم الجمعة و الأضحى و الفطر قال نعم أعظمها حرمة قلت و أي عيد هو جعلت فداك قال اليوم الذي نصب فيه رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم أمير المؤمنين علیه السلام و قال من كنت مولاه
ص: 356
فعلي مولاه قلت و أي يوم هو قال و ما تصنع باليوم إن السنة تدور و لكنه يوم ثمانية عشر من ذي الحجة.
فقلت و ما ينبغي لنا أن نفعل في ذلك اليوم قال تذكرون الله عز ذكره فيه بالصيام و العبادة والذكر لمحمد و آل محمد علیهم السلام فإن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم أوصى أمير المؤمنين علیه السلام أن يتخذ ذلك اليوم عيدا و كذلك كانت الأنبياء علیهم السلام تفعل كانوا يوصون أوصياءهم بذلك فيتخذونه عيدا.
9- عنه عن أبي علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان ابن يحيى عن عبد الرحمن بن الحجاج قال سألت أبا إبراهيم علیه السلام عن الصلاة في مسجد غدير خم بالنهار و أنا مسافر فقال صل فيه فإن فيه فضلا و قد كان أبي يأمر بذلك.
10- عنه عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن عبد الصمد بن بشير عن حسان الجمال قال حملت أباعبد الله علیه السلام من المدينة إلى مكة فلما انتهينا إلى مسجد الغدير نظر إلى ميسرة المسجد فقال ذلك موضع قدم رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم حيث قال من كنت مولاه فعلي مولاه ثم نظر إلى الجانب الآخر. فقال ذلك موضع فسطاط أبي فلان و فلان و سالم مولى أبي حذيفة و أبي عبيدة الجراح فلما أن رأوه رافعا يديه قال بعضهم لبعض انظروا إلى عينيه تدور كأنهما عينا مجنون فنزل جبرئيل بهذه الآية «وَ إِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَ يَقُولُونَ إِنَّهُ أَجْنُونٌ وَ مَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمينَ».
11- عنه عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبان عن أبي عبد الله علیه السلام قال يستحب الصلاة في مسجد
ص: 357
الغدير لأن النبي صلى الله عليه و آله وسلم وهو أقام فيه أمير المؤمنين علیه السلام و هو موضع أظهر الله عز و جل فيه الحق.
12- الصدوق: حدثنا الحسن بن محمد بن الحسن بن إسماعيل السكوني في منزله بالكوفة قال حدثني إبراهيم بن محمد بن يحيى النيسابوري قال حدثنا أبو جعفر بن السري و أبو نصر بن موسى بن أيوب الخلال قال حدثنا علي بن سعيد قال حدثنا ضمرة بن شوذب عن مطر عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة قال:
من صام يوم ثمانية عشر من ذي الحجة كتب الله له صيام ستين شهرا و هو يوم غدير خم لما أخذ رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم بيد علي بن أبي طالب علیه السلام قال ألست أولى بالمؤمنين قالوا نعم يا رسول الله قال من كنت مولاه فعلي مولاه فقال له عمر بخ بخ يا ابن أبي طالب علیه السلام أصبحت مولاي و مولى كل مسلم فأنزل الله عز و جل «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ».
13- عنه حدثنا أبو القاسم الحسن بن محمد السكوني قال حدثنا الحضرمي قال حدثنا يحيى الحماني قال حدثنا أبو عوانة عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم علي علیه السلام ولي كل مؤمن من بعدي.
14- عنه حدثنا أبي قال حدثنا عبد الله بن الحسن المؤدب عن أحمد ابن علي الأصبهاني عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن قتيبة بن سعيد عن عمرو بن غزوان عن أبي مسلم قال خرجت مع الحسن البصري و أنس بن مالك حتى أتينا باب أم سلمة فقعد أنس على الباب و دخلت مع الحسن البصري فسمعت الحسن و هو يقول السلام عليك يا أماه و رحمة الله و بركاته فقالت له و عليك السلام من أنت يا بني.
ص: 358
فقال أنا الحسن البصري فقالت فيما جئت يا حسن فقال لها جئت لتحدثيني بحديث سمعته أذناك من رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم في علي بن أبي طالب علیه السلام فقالت أم سلمة والله لأحدثنك بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم و إلا فصمتا و رأته عيناي و إلا فعميتا و وعاه قلبي و إلا فطبع الله عليه و أخرس لساني إن لم أكن سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يقول لعلي بن أبي طالب علیه السلام يا علي ما من عبد لقي الله يوم يلقاه جاحدا لولايتك إلا لقى بعبادة صنم أو وثن.
قال فسمعت الحسن البصري و هو يقول الله أكبر أشهد أن عليا مولاي و مولى المؤمنين فلما خرج قال له أنس بن مالك ما لي أراك تكبر قال سألت أمنا أم سلمة أن تحدثني بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم في علي علیه السلام فقالت لي كذا وكذا.
فقلت الله أكبر أشهد أن عليا مولاي و مولى كل مؤمن قال فسمعت عند ذلك أنس بن مالك و هو يقول أشهد على رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم أنه قال
هذه المقالة ثلاث مرات أو أربع مرات ؛ وصلى الله على سيدنا محمد و آله أجمعين الطيبين الطاهرين.
15- عنه حدثنا محمد بن عمر الحافظ البغدادي قال حدثني محمد بن الحسين بن حفص قال حدثني محمد بن هارون أبو إسحاق الهاشمي المنصوري قال حدثنا قاسم بن الحسن الزبيدي قال حدثنا يحيى بن عبد الحميد قال حدثنا قيس بن الربيع عن أبي هارون عن أبي سعيد قال لما كان یوم غدير خم أمر رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم مناديا فنادى الصلاة جامعة فأخذ بيد علي علیه السلام و قال:
اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه
ص: 359
فقال حسان بن ثابت يا رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم أقول في علي شعرا فقال : رسول الله لن افعل فقال:
يناديهم يوم الغدير نبيهم***بخم و أكرم بالنبي مناديا
يقول فمن مولاكم و وليكم***فقالوا و لم يبدوا هناك التعاديا
إلهك مولانا و أنت ولينا***ولن تجدن منا لك اليوم الدهر عاصيا
فقال له قم يا علي فإنني***رضيتك من بعدي إماما و هاديا
و كان فقام علي أرمد العين يبتغي***لعينيه مما يشتكيه مداويا
فداواه خير الناس منه بريقه***فبورك مرقيا و بورك راقيا
16- عنه حدثنا محمد بن عمر الحافظ الجعابي قال حدثني أبو الحسن موسى بن محمد بن الحسن الثقفي قال حدثنا الحسن بن محمد قال حدثنا صفوان بن يحيى بياع السابري عن يعقوب بن شعيب عن أبان بن تغلب قال سألت أبا جعفر محمد بن علي عليه السلام عن قول النبي صلى الله عليه و آله وسلم من كنت مولاه فعلى مولاه فقال يا أبا سعيد تسأل عن مثل هذا علمهم أنه يقوم فيهم مقامه.
17- عنه حدثنا محمد بن عمر الحافظ الجعابي قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن القاسم المحاربي قال حدثنا عباد بن يعقوب قال حدثنا علي بن
هاشم عن أبيه قال ذكر عند زيد بن علي بن الحسين صلى الله عليه و آله وسلم قول النبي صلى الله عليه و آله وسلم من كنت مولاه فعلي مولاه قال نصبه علما ليعرف به حزب الله عز و جل عند الفرقة
18- عنه حدثنا محمد بن عمر الحافظ الجعابي قال حدثنا محمد بن - الحارث أبو بكر الواسطي من أصل كتابه قال حدثنا أحمد بن محمد بن يزيد بن سليم قال حدثنا إسماعيل بن أبان قال حدثنا أبو مريم عن عطاء عن ابن
ص: 360
عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم ربي و لا أمارة لي معه و أنا رسول ربي و لا أمارة معي و علي وليي و ولي من كنت وليه و لا أمارة معه.
19- عنه حدثنا محمد بن عمر الحافظ الجعابي قال حدثنا محمد بن عبید الله العسكري قال حدثنا محمد بن علي بن بسام الحراني من أصل كتابه قال حدثنا معلل بن نفيل قال حدثنا أيوب بن سلمة أخو محمد بن سلمة عن بسام الصيرفي عن عطية عن أبي سعيد قال:
قال النبي صلى الله عليه و آله وسلم من كنت وليه فعلي وليه و من كنت إمامه فعلي إمامه و من كنت أميره فعلي أميره و من كنت نذيره فعلي نذيره و من كنت هاديه فعلي هاديه و من كنت وسيلته إلى الله تعالى فعلي وسيلته إلى الله عز و جل فالله سبحانه يحكم بينه و بين عدوه.
20- عنه حدثنا محمد بن عمر الحافظ الجعابي قال حدثني عبد الله 2 - ابن محمد بن سعيد بن زياد أبو محمد قال حدثنا أبي قال حدثنا عبد الرحمن ابن قيس عن عطية عن أبي سعيد قال قال النبي صلى الله عليه و آله وسلم علي إمام كل مؤمن بعدي.
21- عنه حدثنا محمد بن عمر الحافظ الجعابي قال حدثني عبد عبد الله ابن محمد بن سعيد بن زياد من أصل كتاب أبيه قال حدثنا أبي قال حدثنا حفص بن عمر العمري قال حدثنا عصام بن طليق عن أبي هارون عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم في قول الله عز و جل «وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ» قال عن ولاية علي ما صنعوا في أمره و قد أعلمهم الله عز و جل أنه الخليفة بعد رسوله.
22- عنه حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغدادي قال حدثنا علي بن محمد بن عنبسة مولى الرشيد قال حدثنا دارم بن قبيصة قال
ص: 361
حدثنا نعيم بن سالم قال سمعت أنس بن مالك يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله وسلميقول يوم غدير خم و هو آخذ بید علي علیه السلام ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله.
23- عنه حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب و يعقوب بن يزيد جميعا عن محمد بن أبي عمير عن عبد الله بن سنان عن معروف بن خربوذ عن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال لما رجع رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم من حجة الوداع و نحن نحن معه أقبل حتى انتهى إلى الجحفة.
فأمر أصحابه بالنزول فنزل القوم منازلهم ثم نودي بالصلاة فصلى بأصحابه ركعتين ثم أقبل بوجهه إليهم فقال لهم إنه قد نبأني اللطيف الخبير أني ميت و أنكم ميتون و كأني قد دعيت فأجبت و أني مسئول عما أرسلت به إليكم و عما خلفت فيكم من كتاب الله و حجته و أنكم مسئولون فما أنتم قائلون لربكم؟
قالوا نقول قد بلغت و نصحت و جاهدت فجزاك الله عنا أفضل الجزاء ثم قال لهم ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله و أني رسول الله إليكم و أن الجنة حق و أن النار حق و أن البعث بعد الموت حق فقالوا نشهد بذلك قال اللهم اشهد على ما يقولون.
ألا و إني أشهدكم أني أشهد أن الله مولاي و أنا مولى كل مسلم و أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم فهل تقرون لي بذلك و تشهدون لي به فقالوا نعم نشهد لك بذلك فقال ألا من كنت مولاه فإن عليا مولاه و هو هذا ثم أخذ بيد علي علیه السلام فرفعها مع يده حتى بدت آباطهما ثم قال
ص: 362
اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله ألا و إني فرطكم و أنتم واردون على الحوض حوضي غدا و هو حوض عرضه ما بين بصرى وصنعاء فيه أقداح من فضة عدد نجوم السماء ألا و إني سائلكم غدا ما ذا صنعتم فيما أشهدت الله به عليكم في يومكم هذا إذا وردتم علي حوضي وما ذا صنعتم بالثقلين من بعدي فانظروا كيف تكونون خلفتموني فيهما حين تلقوني؟
قالوا و ما هذان الثقلان يا رسول الله قال أما الثقل الأكبر فكتاب الله عز و جل سبب محدود من الله و مني في أيديكم طرفه بيد الله والطرف الآخر بأيديكم فيه علم ما مضى و ما بقي إلى أن تقوم الساعة و أما الثقل الأصغر فهو حليف القرآن و هو علي بن أبي طالب و عترته علیهم السلام و إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.
24- عنه حدثنا محمد بن إبراهيم بن أحمد بن يونس قال حدثنا العباس بن الفضل عن أبي زرعة عن كثير بن يحيى أبي مالك عن أبي عوانة عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عامر بن واثلة عن زيد بن أرقم قال لما رجع رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم من حجة الوداع نزل بغدير خم ثم أمر بدوحات فقم ما تحتهن.
ثم قال كأني قد دعيت فأجبت إني تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله و عترتي أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض ثم قال إن الله مولاي و أنا مولى كل مؤمن.
ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب علیه السلام فقال: من كنت وليه فهذا وليه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه قال فقلت لزيد بن أرقم أنت سمعت من رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فقال ما كان في الدوحات أحد إلا وقد رآه بعينيه و سمعه
ص: 363
بأذنيه.
25- روى العياشي: عن زرارة عن أبي جعفر علیه السلام قال آخر فريضة أنزلها الله الولاية «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً» فلم ينزل من الفرائض شيء بعدها حتى قبض الله رسوله صلى الله عليه و آله وسلم.
26- عنه عن جعفر بن محمد الخزاعي عن أبيه قال سمعت أبا عبد الله علیه السلام يقول لما نزل رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم عرفات يوم الجمعة أتاه جبرئيل
فقال له يا محمد إن الله يقرئك السلام و يقول لك قل لأمتك «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ بولاية علي بن أبي طالب وأتمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً» و لست أنزل عليكم بعد هذا، قد أنزلت عليكم الصلاة و الزكاة والصوم والحج و هي الخامسة و لست أقبل هذه الأربعة إلا بها.
27- عنه عن ابن أذينة قال سمعت زرارة عن أبي جعفر علیه السلام أن الفريضة كانت تنزل ثم تنزل الفريضة الأخرى فكانت الولاية آخر الفرائض فأنزل الله «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَقَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً» فقال أبو جعفر يقول الله لا أنزل عليكم بعد هذه الفريضة فريضة.
28- عنه عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبي جعفر علیه السلام قال لما نزل جبرئيل على رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم في حجة الوداع بإعلان أمر علي بن أبي طالب علیه السلام «يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ» إِلى آخر الآية، قال فمكث النبي صلى الله عليه و آله وسلم ثلاثا حتى أتى الجحفة فلم يأخذ بيده فرقا من الناس فلما نزل الجحفة يوم الغدير في مكان يقال له مهيعة، فنادى الصلاة جامعة، فاجتمع الناس.
ص: 364
فقال النبي صلى الله عليه و آله وسلم من أولى بكم من أنفسكم قال فجهروا فقالوا الله و ،رسوله، ثم قال لهم الثانية، فقالوا الله ورسوله، ثم قال لهم الثالثة، فقالوا الله و رسوله، فأخذ بيد علي علیه السلام فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله فإنه مني و و أنا منه، و هو مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.
29- عنه عن عمر بن يزيد قال قال أبو عبد الله علیه السلام ابتداء منه العجب یا با حفص لما لقي علي بن أبي طالب أنه كان له عشرة ألف شاهد لم يقدر على أخذ حقه، و الرجل يأخذ حقه بشاهدين، إن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم خرج من المدينة حاجا و معه خمسة آلاف و رجع من مكة و قد شيعه خمسة آلاف من أهل مكة، فلما انتهى إلى الجحفة نزل جبرئيل بولاية علي و قد كانت نزلت ولايته بمنى و امتنع رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم من القيام بها لمكان
الناس.
فقال «يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَ اللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ» مما كرهت بمنى فأمر رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فقمت السمرات فقال رجل من الناس أما والله ليأتينكم بداهية، فقلت لعمر من الرجل فقال الحبشي.
30- عنه عن زياد بن المنذر أبي الجارود صاحب الدمدمة الجارودية قال كنت عند أبي جعفر محمد بن علي علیهما السلام بالأبطح و هو يحدث الناس، فقام إليه رجل من أهل البصرة يقال له عثمان الأعشى، كان يروي عن الحسن البصري، فقال يا ابن رسول الله جعلت فداك إن الحسن البصري يحدثنا حديثا يزعم أن هذه الآية نزلت في رجل و لا يخبرنا من الرجل.
«يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ
ص: 365
رِسالَتَهُ» تفسيرها أتخشى الناس فالله يعصمك من الناس فقال أبو جعفر علیه السلام ما له لأقضي الله دينه يعني صلاته، أما أن لو شاء أن يخبر ب-ه أخبر به أن جبرئيل هبط على رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فقال له إن ربك تبارك و تعالى يأمرك أن تدل أمتك على صلاتهم، فدله على الصلاة و احتج بها عليه
فدل رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم أمته عليها واحتج بها عليهم، ثم أتاه فقال إن الله تبارك و تعالى يأمرك أن تدل أمتك من زكاتهم على مثل ما دللتهم عليه من صلاتهم، فدله على الزكاة واحتج بها عليه فدل رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم أمته على الزكاة واحتج بها عليهم.
ثم أتاه جبرئيل فقال إن الله تبارك و تعالى يأمرك أن تدل أمتك من صيامهم على مثل ما دللتهم عليه من صلاتهم و زكاتهم، شهر رمضان بين شعبان و شوال يؤتى فيه و يجتنب فيه فدله على الصيام و احتج به عليه فدل رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم أمته على الصيام و احتج به عليهم.
ثم أتاه فقال: إن الله تبارك و تعالى يأمرك أن تدل أمتك في حجهم على مثل ما دللتهم عليه في صلاتهم و زكاتهم وصيامهم، فدله على الحج و احتج بها عليه فدل عليه رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم أمته على الحج و احتج به عليهم، ثم أتاه فقال إن الله تبارك و تعالى يأمرك أن تدل أمتك من وليهم على مثل ما دللتهم عليه في صلاتهم و زكاتهم و صيامهم و حجهم.
قال فقال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم رب أمتي حديثو عهد بجاهلية فأنزل الله «يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلَّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ» تفسيرها أتخشى الناس فالله يعصمك من الناس، فقام رسول الله فأخذ بيد علي بن أبي طالب فرفعها فقال.
من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه، و عاد من عاداه و
ص: 366
انصر من نصره، و اخذل من خذله و أحب من أحبه و أبغض من أبغضه.
31- عنه عن أبي الجارود عن أبي جعفر علیه السلام قال لما أنزل الله على نبيه «يَا يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَ اللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ» قال فأخذ رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم بيد علي فقال يا أيها الناس إنه لم يكن نبي من الأنبياء ممن كان قبلي إلا وقد عمر ثم دعاه الله فأجابه و أوشك أن أدعى فأجيب و أنا مسئول و أنتم مسئولون فما أنتم قائلون.
قالوا نشهد أنك قد بلغت و نصحت و أديت ما عليك فجزاك الله أفضل ما جزى المرسلين، فقال اللهم اشهد ثم قال يا معشر المسلمين ليبلغ الشاهد الغائب أوصي من آمن بي و صدقني بولاية علي علیه السلام ألا إن ولاية علي ولايتي و ولايتي ولاية ربي و لا يدري عهدا عهده إلي ربي و أمرني أن أبلغكموه ثم قال هل سمعتم ثلاث مرات يقولها فقال قائل قد سمعنا يا رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم.
32- عنه عن جابر بن أرقم قال بينا نحن في مجلس لنا و أخو زيد بن أرقم يحدثنا إذ أقبل رجل على فرسه عليه هيئة السفر فسلم علينا ثم وقف، فقال أفيكم زيد بن أرقم فقال زيد فقال زيد أنا زيد بن زيد بن أرقم فما تريد فقال الرجل أتدري من أين جئت قال لا، قال بن جئت قال ،لا قال من فسطاط مصر لأسألك عن حديث بلغني عنك تذكره عن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فقال له زيد و ما هو قال حديث غدير خم في ولاية علي بن أبي طالب علیه السلام.
فقال يا ابن أخ إن قبل غدير خم ما أحدثك به أن جبرئيل الروح الأمين نزل على رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم بولاية علي بن أبي طالب علیه السلام فدعا
الله ولو قوما أنا فيهم فاستشارهم في ذلك ليقوم به في الموسم فلم ندر ما نقول له و
ص: 367
بكى صلى الله عليه و آله وسلم فقال له جبرئيل ما لك يا محمد أجزعت من أمر الله؟
فقال كلا يا جبرئیل و لكن قد علم ربي ما لقيت من قريش إذ لم يقروا لي بالرسالة حتى أمرني بجهادي و أهبط إلى جنودا من السماء فنصروني فكيف يقروا لي لعلي من بعدي.
فانصرف عنه جبرئيل ثم نزل عليه «فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَ ضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ» فلما نزلنا الجحفة راجعين و ضربنا أخبيتنا نزل جبرئيل بهذه الآية «يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ ما بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَ اللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ» فبينا نحن كذلك إذ سمعنا رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم و هو ينادي:
أيها الناس أجيبوا داعي الله أنا رسول الله فأتيناه مسرعين في شدة الحر، فإذا هو واضع بعض ثوبه على رأسه و بعضه على قدميه من الحر و أمر بقم ما تحت الدوح فقم ما كان ثمة من الشوك و الحجارة، فقال رجل ما دعاه إلى قم هذا المكان و هو يريد أن يرحل من ساعته ليأتينكم اليوم بداهية، فلما فرغوا من القم أمر رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم أن يؤتى بأحلاس دوابنا و أثاث إبلنا و حقائبها فوضعنا بعضها على بعض، ثم ألقينا عليها ثوبا.
ثم صعد عليها رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فحمد الله و أثنى عليه ثم قال أيها الناس إنه نزل علي عشية عرفة أمر ضقت به ذرعا مخافة تكذيب أهل الإفك حتى جاءني في هذا الموضع وعيد من ربي إن لم أفعل، إلا و إني غير هائب لقوم و لا محاب لقرابتي أيها الناس من أولى بكم من أنفسكم قالوا الله و رسوله قال:
اللهم اشهد و أنت يا جبرئيل فاشهد حتى قالها ثلاثا ثم أخذ بيد علي ابن أبي طالب علیه السلام فرفعه إليه، ثم قال اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم
ص: 368
وال من والاه وعاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله قالها ثلاثا ثم قال هل سمعتم فقالوا اللهم بلى قال فأقررتم قالوا اللهم نعم ثم قال اللهم اشهد و أنت يا جبرئيل فاشهد ثم نزل فانصرفنا إلى رحالنا.
و كان إلى جانب خبائي خباء نفر من قريش و هم ثلاثة و معي حذيفة بن اليمان فسمعنا أحد الثلاثة و هو يقول و الله إن محمدا لأحمق إن كان يرى أن الأمر يستقيم لعلي من بعده، و قال آخرون أتجعله أحمق ألم تعلم أنه مجنون قد كاد أن يصرع عند امرأة ابن أبي كبشة و قال الثالث دعوه إن شاء أن يكون أحمق و إن شاء أن يكون مجنونا.
و الله ما يكون ما يقول أبدا، فغضب حذيفة من مقالتهم فرفع جانب الخباء فأدخل رأسه إليهم و قال فعلتموها و رسول الله عليه و آله السلام بين أظهركم و وحى الله ينزل عليكم والله لأخبرنه بكرة بمقالتكم، فقالوا له يا با عبد الله و إنك لهاهنا وقد سمعت ما قلنا اكتم علينا فإن لكل جوار أمانة.
فقال لهم ما هذا من جوار الأمانة و لا من مجالسها ما نصحت الله و رسوله إن أنا طويت عنه هذا الحديث فقالوا له يا با عبد الله فاصنع ما شئت فو الله لنحلفن إنا لم نقل، و أنك قد كذبت علينا أفتراه يصدقك و يكذبنا و نحن ثلاثة فقال لهم أما أنا فلا أبالي إذا أديت النصيحة إلى الله و إلى رسوله فقولوا ما شئتم أن تقولوا. ثم مضى حتى أتى رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم و علي علیه السلام إلى جانبه محتب بحمائل سيفه فأخبره بمقالة القوم، فبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتوه فقال لهم ما ذا قلتم فقالوا والله ما قلنا شيئا فإن كنت بلغت عنا شيئا فمكذوب علينا، فهبط جبرئيل بهذه الآية «يَحْلِفُونَ بِاللهِ ما قَالُوا وَ لَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ
ص: 369
الْكُفْرِ وَ كَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَ هَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا» و قال علي علیه السلام عند ذلك.
ليقولوا ما شاءوا و الله إن قلبي بين أضلاعي، و إن سيفي لفي عنقي و لئن هموا لأهمن فقال جبرئيل للنبي صلى الله عليه و آله وسلم اصبر للأمر الذي هو کائن فأخبر النبي صلى الله عليه و آله وسلم عليا علیه السلام بما أخبره به جبرئيل، فقال إذا أصبر للمقادير ، قال أبو عبد الله علیه السلام و قال رجل من الملأ شيخ لئن كنا بين أقوامنا كما يقول هذا لنحن أشر من الحمير قال و قال آخر شاب إلى جنبه لئن كنت صادقا لنحن أشر من الحمير.
33- عنه عن جعفر بن محمد الخزاعي عن أبيه قال سمعت أبا عبد الله علیه السلام يقول لما قال النبي صلى الله عليه و آله وسلم ما قال في غدير خم، وصار بالأخبية مر المقداد بجماعة منهم و هم يقولون و الله إن كنا وقيصر لكنا في الخز و الوشي و الديباج و النساجات و إنا معه في الأخشنين نأكل الخشن و نلبس الخشن حتى إذ أدنى موته وفنيت أيامه و حضر أجله أراد أن يوليها عليا من بعده أما والله ليعلمن.
قال فمضى المقداد و أخبر النبي صلى الله عليه و آله وسلم به، فقال الصلاة جامعة، ق-ال فقالوا قد رمانا المقداد فقوموا نحلفه عليه قال فجاءوا حتى جنوا بين يديه فقالوا بآبائنا وأمهاتنا يا رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم و الذي بعثك بالحق، و الذي أكرمك بالنبوة ما قلنا ما بلغك، لا و الذي اصطفاك على البشر قال فقال النبي الله صلى الله عليه و آله وسلم:
«بسم الله الرحمن الرحيم يَحْلِفُونَ بِاللهِ ما قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْر وَ كَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَ هَمُّوا» بك يا محمد ليلة العقبة «وَ ما نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ» كان أحدهم يبيع الرءوس و آخر يبيع الكراع و يفتل القرامل فأغناهم الله برسوله، ثم جعلوا حدهم و حديدهم
ص: 370
عليه.
34- عنه قال أبان بن تغلب عنه لما نصب رسول الله عليا يوم غدير خم فقال من كنت مولاه فعلي مولاه فهم رجلان من قريش رءوسهما و قالا و الله لا نسلم له ما قال أبدا فأخبر النبي عليه و آله السلام فسألها عما قالا فكذبا و حلفا بالله ما قالا شيئا، فنزل جبرئيل على رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم«يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ ما قَالُوا» قال أبو عبد الله علیه السلام لقد توليا و ما تابا.
35- روى الكشي عن جبريل بن أحمد، قال حدثني موسى بن معاوية بن وهب قال:
حدثني علي بن سعيد، عن عبد الله بن عبد الله الواسطي، عن واصل ابن سليمان عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله علیه السلام قال لما صرع زيد بن صوحان رحمة الله عليه يوم الجمل، جاء أمير المؤمنين علیه السلام حتى جلس عند رأسه، فقال رحمك الله يا زيد قد كنت خفيف المئونة عظيم المعونة، قال فرفع زید رأسه.
ثم قال و أنت فجزاك الله خيرا يا أمير المؤمنين، فو الله ما علمتك إلا بالله عليها و في أم الكتاب عليا حكيما و أن الله في صدرك لعظيم، و الله ما قاتلت معك على جهالة و لكني سمعت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه و آله وسلم تقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يقول من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله فكرهت و الله إن أخذ لك فيخذلني
36- المفيد: لما قضى رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم نسكه أشرك عليا علیه السلام في هديه و قفل إلى المدينة و هو معه و المسلمون حتى انتهى إلى الموضع المعروف بغدير خم و ليس بموضع إذ ذاك للنزول لعدم الماء فيه و المرعى
ص: 371
فنزل صلى الله عليه و آله وسلم في الموضع و نزل المسلمون معه و كان سبب نزوله في هذا المكان نزول القرآن عليه بنصبه أمير المؤمنين علیه السلام خليفة في الأمة من بعده و قد كان تقدم الوحي إليه في ذلك من غير توقيت له.
فأخره لحضور وقت يأمن فيه الاختلاف منهم عليه و علم الله سبحانه أنه إن تجاوز غدير خم انفصل عنه كثير من الناس إلى بلادهم و أماكنهم وبواديهم فأراد الله تعالى أن يجمعهم لسماع النص على أمير المؤمنين علیه السلام تأكيدا للحجة عليهم فيه.
فأنزل جلت عظمته عليه «يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ» يعني في استخلاف علي بن أبي طالب أمير المؤمنين صلى الله عليه و آله وسلم و النص بالإمامة عليه «وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَ اللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ».
فأكد به الفرض عليه بذلك وخوفه من تأخير الأمر فيه و ضمن له و منع الناس منه. فنزل رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم المكان الذي ذكرناه لم-ا وصفناه من الأمر له بذلك و شرحناه و نزل المسلمون حوله و كان يوما قائظا شديد الحر فأمر بدوحات هناك فقم ما تحتها و أمر بجمع الرحال في ذلك المكان و وضع بعضها على بعض ثم أمر مناديه.
فنادى في الناس بالصلاة فاجتمعوا من رحالهم إليه و إن أكثرهم ليلف رداءه على قدميه من شدة الرمضاء فلما اجتمعوا صعد علیه السلام على تلك الرحال حتى صار في ذروتها ودعا أمير المؤمنين علیه السلام فرقي معه حتى قام عن يمينه ثم خطب للناس فحمد الله و أثنى عليه و وعظ فأبلغ في الموعظة و نعى إلى الأمة نفسه.
فقال صلى الله عليه و آله وسلم إني قد دعيت و يوشك أن أجيب و قد حان مني خفوف من بين أظهركم و إني مخلف فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا أبدا كتاب الله
ص: 372
و عترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.
ثم نادى بأعلى صوته ألست أولى بكم منكم بأنفسكم فقالوا اللهم بلى فقال لهم على النسق و قد أخذ بضبعي أمير المؤمنين علیه السلام فرفعهما حتى رئي بياض إبطيهما وقال فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله.
ثم نزل صلى الله عليه و آله وسلم و كان وقت الظهيرة فصلى ركعتين ثم زالت الشمس فأذن مؤذنه لصلاة الفرض فصلى بهم الظهر و جلس صلى الله عليه و آله وسلم في خيمته و أمر عليا أن يجلس في خيمة له بإزائه ثم أمر المسلمين أن يدخلوا عليه فوجا فوجا فيهنئوه بالمقام و يسلموا عليه بإمرة المؤمنين.
ففعل الناس ذلك كلهم ثم أمر أزواجه و جميع نساء المؤمنين معه أن يدخلن عليه و يسلمن عليه بإمرة المؤمنين ففعلن.
و كان ممن أطنب في تهنئته بالمقام عمر بن الخطاب فأظهر له المسرة به و قال فيما قال بخ بخ يا علي أصبحت مولاي و مولى كل مؤمن ومؤمنة. و جاء حسان إلى رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فقال له يا رسول الله ائذن لي أن أقول في هذا المقام ما يرضاه الله فقال له قل يا حسان على اسم الله فوقف على نشز من الأرض و تطاول المسلمون لسماع كلامه فأنشأ يقول:
يناديهم يوم الغدير نبيهم***بخم و أسمع بالرسول مناديا
و قال فمن مولاكم و وليكم***فقالوا ولم يبدوا هناك التعاديا
إلهك مولانا و أنت ولينا**ولن تجدن منا لك اليوم عاصيا
فقال له قم يا علي فإنني***رضيتك من بعدي إماما وهاديا
فمن كنت مولاه فهذا وليه***فكونوا له أنصار صدق مواليا
هناك دعا اللهم وال وليه***وكن للذي عادى عليا معاديا
ص: 373
فقال له رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم لا تزال یا حسان مؤيدا بروح القدس ما نصرتنا بلسانك.
37- ابو جعفر الطوسي بإسناده: قال أخبرنا أبو عمر، قال أخبرنا أبو العباس، قال حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا، قال حدثنا علي بن قادم، قال حدثنا إسرائيل، عن عبد الله بن شريك، عن سهم بن الحصين الأسدي، قال قدمت إلى مكة أنا و عبد الله بن علقمة و كان عبد الله بن علقمة سبابة لعلي علیه السلام دهرا.
قال فقلت له هل لك في هذا يعني أبا سعيد الخدري نحدث به عهدا قال نعم فأتيناه فقال هل سمعت لعلي منقبة قال نعم إذا حدثتك فسل عنها المهاجرين وقريشاء إن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم قام يوم غدير خم، فأبلغ ثم قال يا الله أيها الناس ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قالها ثلاث مرات.
ثم قال: ادن يا علي فرفع رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يديه حتى نظرت إلى بياض آباطهما قال من كنت مولاه فعلي مولاه ثلاث مرات.
قال فقال عبد الله به علقمة أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم قال أبو سعيد نعم، و أشار إلى أذنيه وصدره، قال سمعته أذناي و وعاه قلبي.
قال عبد الله بن شريك فقدم علينا عبد الله بن علقمة و سهم بن حصين، فلما صلينا الهجير قام عبد الله بن علقمة فقال إني أتوب إلى الله و أستغفره من سب علي ثلاث مرات.
38- عنه أخبرنا أبو عمر قال أخبرنا أحمد، قال حدثنا الحسن بن علي بن عفان، قال حدثنا عبيد الله عن فطر، عن أبي إسحاق، عن عمرو ذي مر، و سعيد بن وهب، و عن زيد بن نفيع، قالوا سمعنا عليا يقول في الرحبة أنشد الله من سمع النبي صلى الله عليه و آله وسلم يقول يوم غدير خم ما قال إلا قام،
ص: 374
فقام ثلاثة عشر، فشهدوا أن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم قال ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم، قالوا بلى يا رسول الله، فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، و أحب من أحبه، وأبغض من أبغضه و انصر من نصره و اخذل من خذله. قال أبو
إسحاق حين فرغ من الحديث يا أبا بكر، أي أشياءهم.
39 عنه عن شيخه قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت، قال أخبرنا أحمد بن محمد، قال حدثنا أحمد بن يحيى، قال حدثنا علي بن ثابت، قال حدثنا منصور بن أبي الأسود عن مسلم الملائي، عن أنس بن مالك، أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه و آله) يقول يوم غدير خم أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم و أخذ بيد علي علیه السلام ، فقال من كنت مولاه فعلي ،مولاه، اللهم وال من والاه و عاد والاه و عاد من عاداه.
40- عنه روى عن أبي جعفر و أبي عبد الله عليهما السلام أن الآية نزلت بعد أن نصب النبي صلى الله عليه و آله وسلم علياً علماً للامة يوم غدير خم منصرفه عن حجة الوداع، فانزل الله يومئذ «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ»
41- عنه قال أبو جعفر و أبو عبد الله علیهما السلام إن الله تعالى: لما أوحى الى النبي صلى الله عليه و آله وسلم أن يستخلف علياً كان يخاف أن يشق ذلك على جماعة من أصحابه، فأنزل الله تعالى هذه الآية تشجيعاً له على القيام بما أمره بادائه. و الآية فيها خطاب للنبي و إيجاب عليه تبليغ ما أنزل اليه من ربه و تهديد له إن لم يفعل و انه يجري مجرى إن لم يفعل و لم يبلغ رسالته. فان قيل كيف يجوز ذلك؟ ولا يجوز أن يقول: إن لم تبلغ رسالته. فما بلغتها لأن ذلك معلوم لا فائدة فيه، قلنا: قال ابن عباس: معناه إن كتمت آية مما أنزل اليك فما بلغت رسالته و المعنى ان جريمته كجريمته لو لم يبلغ شيئاً مما
ص: 375
أنزل اليه في انه يستحق به العقوبة من ربه.
و قوله «وَ اللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ» معناه يمنعك أن ينالوك بسوء من فعل أو شر أو قهر و أصله عصام القربة و هو وكاؤها الذي يشد به من سير أو خيط قال الشاعر:
وقلت عليكم مالكاً إن مالكاً***سيعصمكم إن كان في الناس عاصم
أي سيمنعكم. وقوله تعالى «إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ».
42- الطبرى الإمامي أخبرنا الشيخ الأمين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن شهريار الخازن رحمه الله بقراءتي عليه في ذي القعدة سنة اثنتي عشرة و خمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام قال حدثنا أبو الحسين محمد بن محمد بن ميمون بن إسحاق المعدل الواسطي رحمه الله قال حدثنا الشريف أحمد بن القاسم بن علي المحمدي قال حدثنا أبو القاسم إسماعيل بن علي الخزاعي.
قال حدثني أبي قال حدثني أخي دعبل قال حدثنا عبد الله الله بن سعيد الزهري قال حدثني ضمرة عن ابن شوذب عن مطر الوراق عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة يرفعه إلى النبي صلى الله عليه و آله وسلم أنه قال من صام يوم ثمانية عشر من ذي الحجة كتب الله له صيام ستين شهرا و ذلك يوم غدير خم أخذ رسول الله بيد علي بن أبي طالب اللا فقال من كنت مولاه فهذا مولاه فقال له عمر بن الخطاب بخ بخ أصبحت مولاي و مولى كل مؤمن و مؤمنة.
43- عنه أخبرنا الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن المحسن الطوسي رحمه الله في الموضع و التاريخ المقدم ذكرهما عن أبيه قال أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي قال أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد
ص: 376
ابن سعيد قال حدثنا محمد بن جعفر بن مداد قال حدثنا معاوية بن ميسرة ابن شريح قال حدثنا الحكم بن عتيبة وسلمة بن كهيل.
قال حدثنا حبيب و كان إسكافا في بني بدي و أثنى عليه خيرا أنه سمع من ابن أرقم يقول خطبنا رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم اليوم غدير خم فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه.
44- عنه أخبرنا الشيخ أبو محمد الحسن بن الحسين بن بابويه رحمه - الله فيما أجاز لي وكتب لي بخطه بالري في خانقانه سنة عشرة و خمسمائة قال حدثنا السيد الزاهد أبو عبد الله الحسن بن الحسين بن زيد الحسيني الجرجاني القصي قال حدثنا والدي رحمه الله عن جدي زيد بن محمد قال حدثنا أبو الطيب الحسن بن أحمد السبيعي قال حدثنا محمد بن عبد العزيز.
قال حدثنا إبراهيم بن ميمون قال حدثنا موسى بن عثمان الحضرمي عن أبي إسحاق السبيعي قال سمعت البراء بن عازب و زيد بن أرقم قالا كنا عند رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يوم غدير خم و نحن نرفع أغصان الشجر عن رأسه فقال لعن الله من ادعى إلى غير أبيه و لعن الله من توالى إلى غير مواليه والولد للفراش و ليس للوارث وصية إلا وقد سمعتم مني رأيتموني ألا من كذب عليا متعمدا فليتبوأ مقعده من النار.
ألا إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا أنا فرطكم على الحوض فمكاثر بكم الأمم يوم القيامة فلا تسود وجهي إلا لأستنقذن رجالا من النار و ليستنقذن م-ن ي-دي آخرون و لأقولن يا رب أصحابي فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ألا و إن الله وليي و أنا ولي كل مؤمن.
فمن كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه ثم
ص: 377
قال صلى الله عليه و آله وسلم إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي طرفه بيدي و طرفه بأيديكم فاسألوهم ولا تسألوا غيرهم
45- عنه بإسناده عن محمد الفارسي قال حدثنا أبو بكر محمد بن يوسف الديورزني حدثنا أبو العباس محمد بن أحمد بن حماد حدثنا محمد بن محمد بن سليمان الواسطي حدثنا أحمد بن يزيد بن سليم حدثنا إسماعيل بن أبان حدثنا أبو مريم عن عطا عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم كنت مولاه فعلي مولاه و علي ولي من كنت وليه.
46- عنه بإسناده قال حدثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى حدثنا الحسين بن حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس حدثنا أبي حدثنا أبو هاشم عن محمد بن سنان حدثنا أبو الجارود زياد بن المنذر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال رسول الله ولاية علي بن أبي طالب ولاية الله عز و جل و حبه عبادة الله و اتباعه فريضة و أولياؤه أولياء الله و أعداؤه أعداء الله و حربه حرب الله و سلمه سلم الله عز وجل.
47- عنه بإسناده قال حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن -
حرب حدثنا عبد الله بن أحمد بن أحمد بن الحسين حدثنا عبد الله بن هاشم حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن سعيد بن عبيدة عن عبد الله بن بريدة الأسلمي عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم من كنت مولاه فعلي مولاه.
48- عنه حدثنا حماد عن علي بن زيد عن ثابت عن البراء قال لما أقبلنا مع رسول الله في حجة الوداع كنا بغدير خم فنادى الصلاة جامعة كسح تحت شجرتين فأخذ بيد علي علیه السلام فقال ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى يا رسول الله قال ألست أولى بكل مؤمن ومؤمنة من نفسهما قالوا بلى قال هذا مولى من أنا مولاه اللهم وال من والاه و عاد من
ص: 378
عاداه قال فلقيه عمر فقال هنيئا لك يا ابن أبي طالب أصبحت و أمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة.
49- عنه عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم إذا كان يوم القيامة نصب لي منبرا طوله ثلاثون ميلا ثم ينادي مناد من بطنان العرش يا محمد فأجيب فيقال لي ارق فأكون في أعلاه ثم ينادي الثانية أين علي بن أبي طالب فيكون دوني بمرقاة فتعلم جميع الخلائق بأن محمدا سيد المرسلين أن عليا سيد الوصيين.
قال أنس فقام إليه رجل من الأنصار فقال يا رسول الله فمن يبغض عليا بعد هذا فقال يا أخا الأنصار لا يبغضه من قريش إلا سفحي و ولا من الأنصار إلا يهودي و لا من العرب إلا دعي و لا من سائر الناس إلا شقي.
50- عنه قال حدثنا عمر بن هشام عن مسلم عن خيثمة قال سمعت سعدا يقول إن ابن أبي طالب أعطي خصالا ثلاثا قام رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم یوم غدير خم نصف النهار ثم قال أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا اللهم نعم قال صلى الله عليه و آله وسلم من كنت مولاه فعلي مولاه.
51- عنه حدثنا الهيثم بن حماد عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال رجعنا مع رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم قافلين من تبوك فقال في بعض الطريق ألقوا إلي الأحلاس و الأقتاب ففعلوا فصعد رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فخطب فحمد الله و أثنى عليه بما هو أهله. ثم قال:
معاشر الناس ما لي أراكم إذا ذكر آل إبراهيم تهللت وجوهكم فإذا ذكر آل محمد صلى الله عليه و آله وسلم كأنما يفقأ في وجوهكم حب الرمان و الذي بعثني نبيا لو جاء أحدكم يوم القيامة بأعمال كأمثال الجبال و لم يحي بولاية علي بن أبي طالب لأكبه الله عز و جل في النار.
ص: 379
52- عنه عن أبي هريرة أنه قال من صام يوم ثمانية عشر من ذي الحجة كتب الله له صيام ستين شهرا و ذلك يوم غدير خم لما أخذ رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم بيد علي بن أبي طالب فقال من كنت مولاه فعلي مولاه فقال عمر بخ بخ أصبحت مولاي و مولى كل مؤمن و مؤمنة.
53- عنه حدثنا يحيى بن قيس الكندي عن أبي جارود عن حبيب ابن بشارة عن زاذان عن جرير قال لما قفل النبي صلى الله عليه و آله وسلم من مكة وبلغ واديا يقال له وادي خم به غدير قام في المهاجر خطيبا فأخذ بيد على علیه السلام من كنت مولاه فهذا له مولی قد بلغت قال زاذان قلت لجرير من حضر ذلك الموضع فقال جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم سمعوا كما سمعت ثم عد أصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فلم يبق منهم إلا من نسي ذكره و ذكر أبو بكر و عمر.
54- قال الطبرسي: لما قضى رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم نسكه و قفل إلى المدينة و انتهى إلى الموضع المعروف بغدير خم و ليس بموضع للنزول لعدم الماء و المرعى فنزل عليه جبرئيل و أمره أن يقيم عليا و ينصبه إماما للناس فقال إن أمتي حديث عهد بالجاهلية فنزل عليه أنها عزيمة لا رخصة فيها و نزلت الآية «وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ».
فنزل رسول الله بالمكان الذي ذكرنا و نزل المسلمون حوله و كان يوما شديد الحر فأمر رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم بدوحات هناك فقم ما تحتها و أمر بجمع الرحال في ذلك المكان و وضع بعضها على بعض ثم أمر مناديه فنادى بالناس الصلاة جامعة فاجتمعوا إليه و أن أكثرهم ليلف ردائه على قدميه من شدة الرمضاء فصعد صلى الله عليه و آله وسلم على تلك الرحال حتى صار في ذروتها و دعا عليا الا فرقى معه حتى قام عن يمينه.
ص: 380
ثم خطب الناس فحمد الله و أثنى عليه و وعظ و نعى إلى الأمة نفسه فقال إني دعيت و يوشك أن أجيب و قد حان مني خفوق من بين أظهركم و إني مخلف فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله و عترتي أهل بيتي و إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ثم نادى بأعلى صوته ألست أولى بكم منكم بأنفسكم؟ فقالوا.
اللهم بلى فقال لهم على النسق و قد أخذ بضبعي علي فرفعها حتى رئي بياض إبطيهما و قال فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله ثم نزل و كانت وقت الظهيرة ثم صلى ركعتين ثم زالت الشمس فأذن مؤذنه لصلاة الظهر فصلى بالناس و جلس في خيمته و أمر عليا أن يجلس بخيمة له بإزائه.
ثم أمر المسلمين أن يدخلوا عليه فوجا فوجا فهنوه بالإمامة و يسلمون عليه بإمرة المؤمنين ففعل الناس ذلك اليوم كلهم ثم أمر أزواجه و جمیع نساء المؤمنين معه أن يدخلن معه ويسلمن عليه بإمرة المؤمنين ففعلن ذلك و كان ممن أطنب في تهنئته بذلك المقام عمر بن الخطاب و قال فيما قال بخ بخ لك يا علي أصبحت مولاي و مولى كل مؤمن و مؤمنة و أنشأ حسان يقول:
يناديهم يوم الغدير نبيهم***بخم و أسمع بالرسول مناديا
و قال فمن مولاكم و وليكم***فقالوا و لم يبدو هناك التعاديا
إلهك مولانا و أنت ولينا***و لن تجدن منا لك اليوم عاصيا
فقال له قم يا علي فإنني***رضيتك من بعدي إماما و هاديا
فمن كنت مولاه فهذا وليه***فكونوا له أنصار صدق مواليا
هناك دعا اللهم وال وليه***وكن للذي عادا عليا معاديا
ص: 381
فقال له رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم لا تزال یا حسان مؤيدا بروح القدس ما نصرتنا بلسانك و لم يبرح رسول الله من ذلك المكان حتى نزل «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَقَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً» فقال الحمد لله على كمال الدين و تمام النعمة و رضا الرب برسالتي و الولاية لعلي من بعدي.
55- عنه في تفسير قوله تعالى: «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ»، أن معناه اليوم كفيتكم الأعداء وأظهرتكم عليهم كما تقول الآن كمل لنا الملك وكمل لنا ما نريد بأن كفينا ما كنا نخافه عن الزجاج و المروي عن الإمامين أبي جعفر و أبي عبد الله علیه السلام أنه إنما أنزل بعد أن نصب النبي صلى الله عليه و آله وسلم ولا عليا علیه السلام للأنام يوم غدير خم منصرفه عن حجة الوداع قالا و هو آخر فريضة أنزلها الله تعالى ثم لم ينزل بعدها فريضة.
56- عنه قد حدثنا السيد العالم أبو الحمد مهدي بن نزار الحسيني قال حدثنا أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله الحسكاني قال أخبرنا أبو عبد الله الشيرازي قال أخبرنا أبو بكر الجرجاني قال حدثنا أبو أحمد البصري قال حدثنا أحمد بن بن عمار بن خالد قال حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني.
قال حدثنا قيس بن الربيع عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم لما نزلت هذه الآية قال الله أكبر على إكمال
الدين و إتمام النعمة و رضا الرب برسالتي و ولاية علي بن أبي طالب من بعدي و قال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله.
57- عنه قال علي بن إبراهيم في تفسيره حدثني أبي عن صفوان عن العلاء و محمد بن مسلم عن أبي جعفر علیه السلام قالا كان نزولها بكراع الغميم
ص: 382
فأقامها رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم بالجحفة.
و قال الربيع بن أنس نزلت في المسير في حجة الوداع «وَ أَتَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتي» خاطب سبحانه المؤمنين بأنه أتم النعمة عليهم بإظهارهم على المشركين و نفيهم عن بلادهم عن ابن عباس و قتادة و قيل معناه أتممت عليكم نعمتي بأن أعطيتكم من العلم و الحكمة ما لم يعط قبلكم نبي و لا أمة و قيل إن تمام النعمة دخول الجنة «وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً» أي رضيت لكم الإسلام لأمري و الانقياد لطاعتي على ما شرعت لكم من حدوده و فرائضه و معالمه دينا أي طاعة منكم لي.
و الفائدة في هذا أن الله سبحانه لم يزل يصرف نبيه محمدا و أصحابه في درجات الإسلام ومراتبه درجة بعد درجة و منزلة بعد منزلة حتى أكمل لهم شرائعه و بلغ بهم أقصى درجاته و مراتبه ثم قال رضيت لكم الحال التي أنتم عليها اليوم فالزموها و لا تفارقوها.
ثم أمر سبحانه نبيه بالتبليغ و وعده العصمة و النصرة فقال «يا أَيُّهَا الرَّسُولُ» و هذا نداء تشريف و تعظيم «بَلِّغ» أي أوصل إليهم «مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ» أكثر المفسرون فيه الأقاويل فقيل إن الله تعالى بعث النبي صلى الله عليه و آله وسلم برسالة ضاق بها ذرعا و كان يهاب قريشا فأزال الله بهذه الآية تلك الهيبة عن الحسن و قيل يريد به إزالة التوهم من أن النبي صلى الله عليه و آله وسلم كتم شيئا من الوحي للتقية عن عائشة و قيل غير ذلك.
58- عنه روى العياشي في تفسيره بإسناده عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس و جابر بن عبد الله قالا أمر الله محمد صلى الله عليه و آله وسلم أن ينصب عليا علیه السلام للناس فيخبرهم بولايته فتخوف رسول الله أن يقولوا حابى ابن عمه و أن يطعنوا في ذلك عليه فأوحى
ص: 383
الله إليه هذه الآية فقام بولايته يوم غدير خم.
و هذا الخبر بعينه قد حدثناه السيد أبو الحمد عن الحاكم أبي القاسم الحسكاني بإسناده عن ابن أبي عمير في كتاب شواهد التنزيل لقواعد التفصيل و التأويل و فيه أيضا بالإسناد المرفوع إلى حيان بن علي الغنوي عن أبي صالح عن ابن عباس قال نزلت هذه الآية في علي علیه السلام.
فأخذ رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم بيده علیه السلام فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه.
و قد أورد هذا الخبر بعينه أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراه- الثعلبي في تفسيره بإسناده مرفوعا إلى ابن عباس قال نزلت هذه الآية في علي علیه السلام أمر النبي صلى الله عليه و آله وسلم أن يبلغ فيه فأخذ رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم بيد علي علیه السلام فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه.
59- عنه قد اشتهرت الروايات عن أبي جعفر و أبي عبد الله عليه السلام أن الله أوحى إلى نبيه صلى الله عليه و آله وسلم أن يستخلف عليا علیه السلام فكان يخاف أن يشق ذلك على جماعة من أصحابه فأنزل الله تعالى هذه الآية تشجيعا له على القيام بما أمره الله بأدائه.
و المعنى أن تركت تبليغ ما أنزل إليك وكتمته كنت كأنك لم تبلغ شيئا من رسالات ربك في استحقاق العقوبة.
60- عنه قال ابن عباس معناه إن كتمت آية مما أنزل إليك فما بلغت رسالته أي لم تكن ممتثلا بجميع الأمر «وَ اللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ» أي يمنعك من أن ينالوك بسوء «إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ».
61- قال ابن شهر آشوب: في قصة يوم الغدير : الحمد لله الذي أمال عنا عنان البلاء فأحسن إمالته الرحمن الذي أزال عنا الأذى فأتم إزالته
ص: 384
الرحيم الذي أقال لنا الذنب فأحسن إقالته رجى العبيد و خوفهم فأظهر جماله و جلاله و أرسل النبي فأوضح لنا دلالته أمره بالدعوة و تكفل له بالعصمة فأحسن كفالته و قال «يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ».
62- عنه عن الواحدي في أسباب نزول القرآن بإسناده عن الأعمش و أبي الحجاف عن عطية عن أبي سعيد الخدري و أبو بكر الشيرازي في ما نزل من القرآن في أمير المؤمنين علیه السلام بالإسناد عن ابن عباس و المرزباني في كتابه عن ابن عباس قال نزلت هذه الآية «يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ» يوم غدير خم في علي بن أبي طالب.
63- عنه عن تفسير ابن جريح و عطاء و الثوري و الثعلبي أنها نزلت في فضل علي بن أبي طالب علیه السلام.
64- عنه عن إبراهيم الثقفي بإسناده عن الخدري و بريدة الأسلمي و محمد بن علي أنها نزلت يوم الغدير في علیه السلام.
65- عنه عن تفسير الثعالبي قال جعفر بن محمد علا معناه بلغ ما أنزل إليك من ربك في فضل علي بن أبي طالب علیه السلام فلما نزلت هذه الآية أخذ النبي صلى الله عليه و آله وسلم بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه.
66- عنه بإسناده عن الكلبي نزلت أن يبلغ فيه فأخذ رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه.
فقوله يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ فيه خمسة أشياء كرامة و أمر و حكاية و عزل و عصمة أمر الله نبيه أن ينصب عليا إماما فتوقف فيه لكراهته تكذيب القوم فنزلت «فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ» الآية.
ص: 385
فأمرهم رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم أن يسلموا على على بالإمرة ثم نزل بعد أيام «يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ» و جاء في تفسير قوله تعالى فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ ما أَوْحَى ليلة المعراج في علي فلما دخل وقته قال «بَلَغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ» و ما أوحى أي بلغ ما أنزل إليك في علي علیه السلام ليلة المعراج.
67- عنه عن الباقر و الصادق علیهما السلام في قوله تعالى «أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ» ألم نعلمك من وصيك فجعلناه ناصرك و مذل عدوك «الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ» وأخرج منه سلالة الأنبياء الذين يهتدون «وَ رَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ» فلا أذكر إلا ذكرت معي «فَإِذَا فَرَغْتَ» من دنياك «فَانْصَبْ» عليا للولاية تهتدي به الفرقة.
68- عنه عن عبد السلام بن صالح عن الرضا علیه السلام «أَ لَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ» يا محمد ألم نجعل عليا وصيك وَ وَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ» بقتل مقاتلة الكفار و أهل التأويل بعلي «وَ رَفَعْنَا لَكَ بذلك ذِكْرَكَ» أي رفعنا مع ذكرك يا محمد له زينة.
69- عنه عن أبي حاتم الرازي إن جعفر بن محمد عل الا قرأ «فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ» قال فإذا فرغت من إكمال الشريعة فانصب لهم عليا إماما.
الحمد لله الذي كون الأشياء فخص من بينها تكوينكم الرحمن الذي أنزل عليه السكينة فضمن فيها تسكينكم لين قلوبكم بقبول معرفته فألطف تليينكم و لقنكم كلمة توحيده فأحسن تلقينكم و علم أذان الشهادة فأذن بلطفه تأذينكم و ملككم فى دار الدين على سر الإسلام فأتم دينكم.
70- عنه عن أبي سعيد الخدري و جابر الأنصاري قالا لما نزلت « الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ» قال النبي صلى الله عليه و آله وسلم الله أكبر على إكمال الدين و إتمام
ص: 386
النعمة و رضى الرب برسالتي و ولاية علي بن أبي طالب علیه السلام بعدي رواه النطنزي في الخصائص.
71- عنه عن العياشي عن الصادق علیه السلام «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ» بإقامة حافظه «وَ أَتَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي بولايتنا وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً» أي تسليم النفس لأمرنا.
72- عنه عن الباقر و الصادق علیهما السلام نزلت هذه الآية يوم الغدير.
73- قال يهودي لعمر لو كان هذا اليوم فينا لاتخذناه عيدا فقال ابن عباس و أي يوم أكمل من هذا العيد.
74- عنه عن ابن عباس إن النبي وتوفي بعد هذه الآية بإحدى و ثمانين يوما.
75- عنه عن السدي لم ينزل الله بعد هذه الآية حلالا و لا حراما.
76- عنه قال: العلماء مطبقون على قبول هذا الخبر و إنما وقع الخلاف في تأويله ذكره محمد بن إسحاق و أحمد البلاذري و مسلم بن الحجاج وأبو نعيم الأصفهاني و أبو الحسن الدار قطني و أبو بكر بن مردويه و ابن شاهين و أبو بكر الباقلاني و أبو المعالي الجويني و أبو إسحاق الثعلبي و أبو سعيد الخركوشي و أبو المظفر السمعاني و أبو بكر بن شيبة و علي بن الجعد و شعبة و الأعمش و ابن عباس.
و ابن الثلاج و الشعبي و الزهري و الأقليشي و ابن البيع و ابن ماجة و ابن عبد ربه و الألكاني و أبو يعلى الموصلي من عدة طرق و أحمد بن حنبل من أربعين طريقا و ابن بطة من ثلاث وعشرين طريقا و ابن جرير الطبري من نيف وسبعين طريقا في كتاب الولاية و أبو العباس بن عقدة من مائة و خمس طرق و أبو بكر الجعابي من مائة و خمس وعشرين
ص: 387
طريقا.
و قد صنف علي بن هلال المهلبي كتاب الغدير و أحمد بن محمد بن سعد كتاب من روى غدير خم و مسعود الشجري كتابا فيه رواه هذا الخبر و طرقها و استخرج منصور اللائي الرازي في كتابه أسماء رواتها على حروف المعجم.
77- عنه ذكر عن الصاحب الكافي أنه قال روى لنا قصة غدير خم القاضي أبو بكر الجعابي عن أبي بكر و عمر و عثمان و علي و طلحة والزبير و الحسن و الحسين و عبد الله بن جعفر و عباس بن عبد المطلب و عبد الله ابن عباس و أبو ذر و سلمان و عبد الله بن عباس و عبد الرحمن و أبو قتادة و زيد بن أرقم و جرير بن حميد و عدي بن حاتم و عبد الله بن أنيس.
و البراء بن عازب و أبو أيوب و أبو برزة الأسلمي و سهل بن حنيف و سمرة بن جندب و أبو الهيثم و عبد الله بن ثابت الأنصاري وسلمة الأكوع والخدري و عقبة بن عامر و أبو رافع و كعب بن عجرة و حذيفة بن اليمان و أبو مسعود البدري و حذيفة بن أسيد و زيد بن ثابت و سعد بن عبادة وخزيمة بن ثابت و حباب بن عتبة و جندب بن سفیان و عمر بن أبي سلمة و قيس بن سعد و عبادة بن الصامت و أبو زينب و أبو ليلى.
و عبد الله بن ربیعة و أسامة و بن زید و سعد بن جنادة و خباب بن سمرة و يعلى بن مرة و ابن قدامة الأنصاري و ناجية بن عميرة و أبو كأهل و خالد بن الولید و حسان بن ثابت و النعمان بن عجلان و أبو رفاعة و عمرو بن الحمق و عبد الله بن يعمر و مالك بن الحويرث.
و أبو الحمراء و ضمرة بن الحبيب و وحشي بن حرب و عروة بن أبي الجعد و عامر بن النميري و بشير بن عبد المنذر و رفاعة بن عبد المنذر و
ص: 388
ثابت بن وديعة و عمرو بن حريث و قیس بن عاصم و عبد الأعلى بن عدي و عثمان بن حنيف و أبي بن كعب.
و من النساء فاطمة الزهراء سلام الله علیها و عائشة و أم سلمة و أم هاني و فاطمة بنت حمزة.
78- عنه قال صاحب الجمهرة في الخاء و الميم خم موضع نص النبي صلى الله عليه و آله وسلم فيه على علي علیه السلام و ذكره عمرو بن أبي ربيعة في مفاخرته و
ذكره حسان في شعره.
79- عنه في رواية عن الباقر علیه السلام قال لما قال النبي صلى الله عليه و آله وسلم یوم غدیرخم بين ألف وثلاثمائة رجل من كنت مولاه فعلى مولاه الخبر.
80- عنه عن الصادق علیه السلام نعطي حقوق الناس بشهادة شاهدين و ما أعطي أمير المؤمنين حقه بشهادة عشرة آلاف نفس يعني الغدير.
81- عنه المجمع عليه أن الثامن عشر من ذي الحجة كان يوم غدير خم فامر النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال مناديا فنادى الصلاة جامعة و قال من أولى بكم من أنفسكم قالوا الله و رسوله فقال اللهم اشهد ثم أخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله.
82- عنه يؤكد ذلك أنه استشهد به أمير المؤمنين علیه السلام يوم الدار حيث عدد فضائله. فقال أفيكم من قال له رسول الله من كنت مولاه فعلي مولاه فقالوا لا فاعترفوا بذلك و هم جمهور الصحابة.
83- عنه في فضائل أحمد و أحاديث أبي بكر بن مالك و إبانة ابن بطة و كشف الثعلبي عن البراء قال لما أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم في حجة الوداع كنا بغدير خم فنادى إن الصلاة جامعة و كسح النبي صلى الله عليه و آله وسلم تحت شجرتين
ص: 389
فأخذ بيد على.
فقال ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى يا رسول الله فقال أو لست أولى من كل مؤمن بنفسه قالوا بلى قال هذا مولى من أنا مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه فقال فلقيه عمر بن الخطاب فقال هنيئا لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولى كل مؤمن و مؤمنة.
84- عنه عن أبو سعيد الخدري في خبر ثم قال النبي صلى الله عليه و آله وسلم يا قوم هنئوني هنئوني إن الله خصني بالنبوة و خص أهل بيتي بالإمامة فلقي عمر ابن الخطاب فقال طوبى لك يا أبا الحسن أصبحت مولاي و مولی کل مؤمن ومؤمنة.
85- عنه عن الخركوشي في شرف المصطفى عن البراء بن عازب في خبر قال النبي صلى الله عليه و آله وسلم اللهم وال والله اللهم وال من والاه و عاد من عاداه فلقيه عمر بعد ذلك فقال هنيئا لك يا ابن أبي طالب أصبحت و أمسيت مولى كل مؤمن و مؤمنة.
86- عنه ذكر أبو بكر الباقلاني في التمهيد متأولا له.
87- عنه عن السمعاني في فضائل الصحابة بإسناده عن سالم بن أبي الجعد قال قيل لعمر بن الخطاب إنك تصنع بعلي شيئا لا تصنعه بأحد من أصحاب النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال إنه مولاي.
88- عنه عن معاوية بن عمار عن الصادق علیه السلام في خبر لما قال النبي صلى الله عليه و آله وسلم من كنت مولاه فعلي مولاه قال العدوي و لا والله ما أمره بهذا و ما هو إلا شيء يتقوله فأنزل الله تعالى «وَ لَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ» إلى قوله: «عَلَى الْكَافِرِينَ» يعني محمدا «وَ إِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ» يعني به عليا.
89- عنه عن حسان الجمال عن أبي عبد الله علیه السلام في خبر فلما رأوه
ص: 390
رافعا يده يعني رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم قال بعضهم انظروا إلى عينيه تدوران كأنها عينا مجنون فنزل جبرئيل بهذه الآية «وَ إِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ» إلى آخر السورة .
90- عنه عن عمر بن يزيد سأل أبا عبد الله علیه السلام عن قوله تعالى «قُلْ أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ» قال بالولاية قال قلت وكيف ذلك قال إنه لما نصبه
للناس قال من كنت مولاه فعلي مولاه ارتاب الناس فقالوا إن محمدا ليدعونا في كل وقت إلى أمر جديد و قد بدأ بأهل بيته يملكهم رقابنا ثم قرأ «قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ» فقد أديت لكم ما افترض عليكم ربكم «أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنى وَ فُرادى» أما مثنى فيعني طاعة الإمام من ذريتهما من بعده لا والله يا ثانى ما عنى غيرك.
91- عنه عن المرتضى قال في التنزيه إن النبي صلى الله عليه و آله وسلم لما نص على أمير المؤمنين علیه السلام بالإمامة في ابتداء الأمر جاءه قوم من قريش قالوا له يا رسول الله إن الناس قريبو عهد بالإسلام ولا يرضوا أن تكون النبوة فيك والإمامة في ابن عمك فلو عدلت بها إلى حين لكان أولى.
فقال لهم النبي صلى الله عليه و آله وسلم ما فعلت ذلك برأيي فأتخير فيه و لكن الله أمرني به و فرضه علي فقالوا له فإذا لم تفعل ذلك مخافة الخلاف على ربك فأشرك معه في الخلافة رجلا من قريش يسكن إليه الناس ليتم لك الأمر ولا تخالف الناس عليك فنزل لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ».
92- عنه عن الباقر علیه السلام قال قام ابن هند و تمطى و خرج مغضبا واضعا يمينه على عبد الله بن قيس الأشعري و يساره على المغيرة بن شعبة و هو يقول والله لا نصدق محمدا على مقالته و لا نقر عليا بولايته فنزل «فَلا
ص: 391
صَدَّقَ وَ لا صَلَّى» الآيات فهم به رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم أن يرده فيقتله فقال له له جبرئيل «لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ» فسكت عنه رسول الله.
93- عنه قال في قوله تعالى «قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلُهُ» ذلك قول أعداء الله لرسوله من خلفه و هم يرون أنه لا يسمع قولهم لو أنه جعلنا أئمة دون علي أو بدلنا آية مكان آية قال الله عز و جل ردا عليهم «قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ» الآية.
94- عنه قال أبو الحسن الماضي علیه السلام إن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم دعا الناس إلى ولاية علي علیه السلام ليس إلا فاتهموه و خرجوا من عنده فأنزل الله «قُلْ إِنِّى لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَ لَا رَشَداً قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ» إن عصيته «أَحَدٌ وَ لَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً إِلَّا بَلاغاً مِنَ اللهِ وَ رِسَالَاتِهِ فِي عَلي وَ مَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ» في ولاية علي «فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً».
95- عنه في قوله تعالى «وَ اصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ فيك وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلًا وَ ذَرْنِي وَالمُكَذِّبِينَ بوصيك أُولي النَّعْمَةِ وَ مَهِّلْهُمْ قَلِيلًا».
96- عنه عن بعضهم علیهم السلامفي قوله تعالى «وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ» يا محمد بما أوحي إليك من ولاية على «أَلَمْ تُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ» الذين كذبوا الرسل في طاعة الأوصياء «كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ» من أجرم إلى آل محمد علیهم السلامركب من وصيه ما ركب.
97- عنه عن أبي عبد الله علیه السلام«وَ يَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقُّ هُوَ» ما تقول في علي «قُلْ إِي وَ رَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَ مَا أَنْتُمْ مُعْجِزِينَ».
98- عنه أبو عبيد و الثعلبي و النقاش و سفيان بن عيينة و الرازي و القزويني و النيسابوري والطبرسي و الطوسي في تفاسيرهم أنه لما بلغ رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم بغدير خم ما بلغ و شاع ذلك في البلاد أتى الحارث بن
ص: 392
النعمان الفهري و في رواية أبي عبيد جابر بن النضر بن الحارث بن كلدة العيدري فقال يا محمد أمرتنا عن الله بشهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله و بالصلاة والصوم والحج والزكاة فقبلنا منك.
ثم لم ترض بذلك حتى رفعت بضبع ابن عمك ففضلته علينا وقلت من كنت مولاه فعلي مولاه فهذا شيء منك أم من الله فقال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم والذي لا إله إلا هو إن هذا من الله فولى الحارث يريد راحلته وهو يقول:
اللهم إن كان ما يقول محمد حقا فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم فما وصل إليها حتى رماه الله بحجر فسقط على هامته و خرج من دبره وقتله و أنزل الله تعالى «سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعِ» الآية.
99- عنه عن شرح الأخبار أنه نزل «أَ فَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ» و رواه أبو نعيم الفضل بن دكين.
100- عنه في الخبر أن النبي صلى الله عليه و آله وسلم ما كان يخبر عن وفاته بمدة و يقول قد حان مني خفوق من بين أظهركم و كانت المنافقون يقولون لئن مات محمد ليخرب دينه فلما كان موقف الغدير قالوا بطل كيدنا فنزلت «الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا» الآية.
101- عنه روي أن النبي صلى الله عليه و آله وسلم لما فرغ من غدير خم و تفرق الناس اجتمع نفر من قريش يتأسفون على ما جرى فمر بهم ضب فقال بعضهم ليت محمدا أمر علينا هذا الضب دون علي فسمع ذلك أبو ذر فحكى ذلك لرسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فبعث إليهم و أحضرهم و عرض عليهم مقالهم فأنكروا و حلفوا فأنزل الله تعالى «يَحْلِفُونَ بِاللهِ ما قَالُوا» الآية فقال النبي ما أظلت الخضراء الخير.
102- عنه في رواية أبي بصير عن الصادق علیه السلام في خبر أن النبي صلى الله عليه و آله وسلم
ص: 393
قال أما جبرئيل نزل علي و أخبرني أنه يؤتى يوم القيامة بقوم إمامهم ضب فانظروا أن لا تكونوا أولئك فإن الله تعالى يقول «يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بإمَامِهِم».
103- عنه عن أمالي أبي عبد الله النيسابوري و أمالي أبي جعفر الطوسي في خبر عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن الرضاع علیه السلام أنه قال علیه السلام حدثني أبي عن أبيه أن يوم الغدير في السماء أشهر منه في الأرض إن الله تعالى في الفردوس قصرا لبنة من فضة و لبنة من ذهب.
فيه مائة ألف قبة حمراء و مائة ألف خيمة من ياقوتة خضراء ترابه المسك والعنبر فيه أربعة أنهار نهر من خمر و نهر من ماء و نهر من لبن و نهر من عسل حواليه أشجار جميع الفواكه عليه الطيور و أبدانها من لؤلؤ و أجنحتها من ياقوت تصوت بألوان الأصوات.
إذا كان يوم الغدير و ردوا إلى ذلك القصر أهل السماوات يسبحون الله و يقدسونه و يهللونه فتطاير تلك الطيور فتقع في ذلك الماء و تتمرغ على ذلك المسك والعنبر فإذا اجتمع الملائكة طارت فينفض ذلك عليهم و إنهم في ذلك اليوم ليتهادون نثار فاطمة سلام الله علیها. فإذا كان آخر اليوم نودوا انصرفوا إلى مراتبكم فقد أمنتم من الخطر و الزلل إلى قابل في هذا اليوم تكرمة لمحمد و علي عليهما السلام الخبر.
104- عنه عن مصباح المتهجد في خطبة الغدير أن أمير المؤمنين علیه السلام قال إن هذا يوم عظيم الشأن فيه وقع الفرج و رفع الدرج و صحت الحجج و هو يوم الإيضاح والإفصاح عن المقام الصراح و يوم كمال الدين ويوم العهد المعهود و يوم الشاهد و المشهود و يوم تبيان العقود عن النفاق و الجحود و يوم البيان عن حقائق الإيمان و يوم دحو الشيطان و يوم
ص: 394
البرهان.
هذا يوم الفصل الذي كنتم توعدون هذا يوم الملأ الأعلى الذي أنتم عنه معرضون هذا يوم الإرشاد ويوم المحنة للعباد و يوم الدليل على الذواد هذا يوم إبداء إخفاء الصدور و مضمرات الأمور هذا يوم النصوص على أهل الخصوص هذا يوم شيث هذا يوم إدريس هذا يوم يوشع هذا یوم شمعون
105- عنه عن صحيح الترمذي أن النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال يوم الحديبية لسهيل بن عمرو و قد سأله رد جماعة فروى أن النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال يا معشر قريش لتنتهوا أو ليبعثن الله عليكم من يضرب رقابكم على الدين امتحن الله قلبه بالإيمان قالوا من هو يا رسول الله قال هو خاصف النعل و كان أعطى عليا علیه السلام نعله يخصفها.
106- عنه عن الخطيب في التاريخ و السمعاني في الفضائل أن النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال لا تنتهوا يا معشر قريش حتى يبعث الله رجلا امتحن قلبه بالإيمان الحديث سواء.
107- عنه روی ابن بطة في الإبانة حديث خاصف النعل بسبعة طرق منها ما رواه أبو سعيد الخدري قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله فقال أبو بكر أنا هو يا رسول الله قال لا قال عمر هو يا رسول الله قال لا و لكنه خاصف النعل فابتدرنا ننظر فإذا هو علي يخصف نعل رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم.
108- عنه عن الخطيب في الأربعين بإسناده عن الخدري ما روينا بأسانيد عن جابر بن زيد عن الباقر علیه السلام أن النبي صلى الله عليه و آله وسلم انقطع شسع نعله فرفعها إلى علي ليصلحها فقال لا إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما
ص: 395
قاتلت على تنزيله قال أبو سعيد فخرجت فبشرته بما قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فلم يكترث به فرحا كأنه قد سمعه ذكره.
109- عنه عن أحمد في الفضائل والبخاري و مسلم و لفظه لمسلم عن الخدري قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فرقتانفيخرج من بينهما فرقة ثالثة يلي قتلهم أولاهم بالحق.
110- قال أبو منصور الطبرسي: حدثني السيد العالم العابد أبو جعفر مهدي بن أبي حرب الحسيني المرعشي رضي الله عنه قال أخبرنا الشيخ أبو علي الحسن بن الشيخ السعيد أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي رضي عنه قال أخبرني الشيخ السعيد الوالد أبو جعفر قدس الله روحه قال أخبرني جماعة عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري قال أخبرنا أبو علي محمد بن همام قال أخبرنا علي السوري.
قال أخبرنا أبو محمد العلوي من ولد الأفطس و كان من عباد الله الصالحين قال حدثنا محمد بن موسى الهمداني قال حدثنا محمد خالد الطيالسي قال حدثنا سيف بن عميرة و صالح بن عقبة جميعا عن قيس بن سمعان عن علقمة بن محمد الحضرمي عن أبي جعفر محمد بن علي الا أنه قال حج رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم من المدينة و قد بلغ جميع الشرائع قومه غير الحج و الولاية فأتاه جبرئيل فقال له.
يا محمد إن الله جل اسمه يقرؤك السلام و يقول لك إني لم أقبض نبيا من أنبيائي و لا رسولا من رسلي إلا بعد إكمال ديني و تأكيد حجتي و قد بقي عليك من ذاك فريضتان مما تحتاج أن تبلغهما قومك فريضة الحج و فريضة الولاية و الخلافة من بعدك فإني لم أخل أرضي من حجة و لن أخليها أبدا.
فإن الله جل ثناؤه يأمرك أن تبلغ قومك الحج و تحج و يحج معك من
ص: 396
استطاع إليه سبيلا من أهل الحضر و الأطراف و الأعراب و تعلمهم م-ن معالم حجهم مثل ما علمتهم من صلاتهم و زكاتهم وصيامهم و توقفهم من ذلك على مثال الذي أوقفتهم عليه من جميع ما بلغتهم من الشرائع.
فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم في الناس ألا إن رسول الله يريد الحج و أن يعلمكم من ذلك مثل الذي علمكم من شرائع دينكم و يوقفكم من ذاك على ما أوقفكم عليه من غيره فخرج صلى الله عليه و آله وسلم و خرج معه الناس و أصغوا إليه لينظروا ما يصنع فيصنعوا مثله فحج بهم وبلغ من حج مع رسول الله من أهل المدينة و أهل الأطراف و الأعراب سبعين ألف إنسان.
أو يزيدون على نحو عدد أصحاب موسى السبعين ألف الذين أخذ عليهم بيعة هارون فنكثوا و اتبعوا العجل و السامري وكذلك أخذ رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم البيعة لعلي بالخلافة على عدد أصحاب موسى فنكثوا البيعة و اتبعوا العجل و السامري سنة بسنة و مثلا بمثل و اتصلت التلبية ما بين مكة و المدينة.
فلما وقف بالموقف أتاه جبرئيل عن الله عز و جل فقال يا محمد إن الله عز و جل يقرؤك السلام و يقول لك إنه قد دنا أجلك و مدتك و أنا مستقدمك على ما لا بد منه ولا عنه محيص فاعهد عهدك و قدم وصيتك و اعمد إلى ما عندك من العلم و ميراث علوم الأنبياء من قبلك و السلاح و التابو و جميع ما عندك من آيات الأنبياء فسلمه إلى وصيك وخليفتك من بعدك حجتي البالغة على خلق علي بن أبي طالب علیه السلام.
فأقمه للناس علما و جدد عهده و ميثاقه و بيعته و ذكرهم ما أخذت عليهم من بيعتي و ميثاقي الذي واثقتهم و عهدي الذي عهدت إليهم من ولاية ولبي و مولاهم و مولى كل مؤمن و مؤمنة علي بن أبي طالب علیه السلام
ص: 397
فإني لم أقبض نبيا من الأنبياء إلا من بعد إكمال ديني و حجتي و إتمام نعمتي بولاية أوليائي و معاداة أعدائي.
و ذلك كمال توحيدي و ديني و إتمام نعمتي على خلقي باتباع وليي و طاعته وذلك أني لا أترك أرضى بغير ولي و لا قيم ليكون حجة لي على خلقي «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً» بولاية وليي و مولى كل مؤمن ومؤمنة علي عبدي و وصي نبيي و الخليفة من بعده و حجتي البالغة على خلق مقرون طاعته بطاعة محمد نبيي و مقرون طاعته مع طاعة محمد بطاعتي.
من أطاعه فقد أطاعني و من عصاه فقد عصاني جعلته علما بيني و بين خلقي من عرفه كان مؤمنا و من أنكره كان كافرا و من أشرك بيعته كان مشركا و من لقيني بولايته دخل الجنة و من لقيني بعداوته دخل النار فأقم يا یا محمد عليا علما و خذ عليهم البيعة وجدد عهدي و ميثاقي لهم الذي واثقتهم عليه فإني قابضك إلي و مستقدمك علي.
فخشي رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم من قومه و أهل النفاق و الشقاق أن يتفرقوا و يرجعوا إلى الجاهلية لما عرف من عداوتهم و لما ينطوي عليه أنفسهم لعلي من العداوة البغضاء و سأل جبرئيل أن يسأل ربه العصمة من الناس انتظر أن يأتيه جبرئيل بالعصمة من الناس عن الله جل اسمه فأخر ذلك إلى أن بلغ مسجد الخيف فأتاه جبرئيل في مسجد الخيف.
فأمره بأن يعهد عهده ويقيم عليا علما للناس يهتدون به و لم يأته بالعصمة من الله جل جلاله بالذي أراد حتى بلغ كراع الغميم بين مكة المدينة فأتاه جبرئيل وأمره بالذي أتاه فيه من قبل الله و لم يأته بالعصمة فقال يا جبرئيل إني أخشى قومي أن يكذبوني و لا يقبلوا قولي في علي علیه السلام
ص: 398
فرحل فسأل جبرئيل كما سأل بنزول آية العصمة أتاه جبرئيل.
فلما بلغ غدير خم قبل الجحفة بثلاثة أميال أتاه جبرئيل على
خمس ساعات مضت من النهار بالزجر و الانتهار و العصمة من من الناس فقال يا محمد إن الله عز و جل يقرؤك السلام و يقول لك «يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ» (في علي) «وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ اللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ».
و كان أوائلهم قريب من الجحفة فأمر بأن يرد من تقدم منهم و يحبس من تأخر عنهم في ذلك المكان ليقيم عليا علما للناس و يبلغهم ما أنزل الله تعالى في علي و أخبره بأن الله عز و جل قد عصمه من الناس فأمر رسول الله عند ما جاءته العصمة مناديا ينادي في الناس بالصلاة جامعة و يرد من تقدم منهم و يحبس من تأخر و تنحى عن يمين الطريق إلى جنب مسجد الغدير.
أمره بذلك جبرئيل عن الله عز و جل و كان في الموضع سلمات فأمر رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم أن يقم ما تحتهن وينصب له حجارة كهيئة المنبر ليشرف على الناس فتراجع الناس واحتبس أواخرهم في ذلك المكان لا يزالون فقام رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فوق تلك الأحجار ثم حمد الله تعالى و أثنى عليه فقال.
الحمد لله الذي علا في توحده و دنا في تفرده و جل في سلطانه و عظم في أركانه و أحاط بكل شيء علما و هو في مكانه و قهر جميع الخلق بقدرته و برهانه مجيدا لم يزل محمودا لا يزال بارئ المسموكات و داحي المدحوات و جبار الأرضين و السماوات قدوس سبوح رب الملائكة و الروح متفضل على جميع من برأه متطول على جميع من أنشأه يلحظ كل عين و العيون لا تراه كريم حليم ذو أناة.
ص: 399
قد وسع كل شيء رحمته و من عليهم بنعمته لا يعجل بانتقامه ولا يبادر إليهم بما استحقوا من عذابه قد فهم السرائر و علم الضمائر و لم تخف عليه المكنونات ولا اشتبهت عليه الخفيات له الإحاطة بكل شيء و الغلبة على كل شيء والقوة في كل شيء.
و القدرة على كل شيء و ليس مثله شيء و هو منشى الشيء حين لا شيء دائم قائم بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم جل عن أن تدركه الأبصار و هو يدرك الأبصار و هو اللطيف الخبير لا يلحق أحد وصفه من معاينة و لا يجد أحد كيف هو من سر و علانية إلا بما دل عزوجل على نفسه.
و أشهد أنه الله الذي ملأ الدهر قدسه و الذي يغشي الأب-د ن-وره و الذي ينفذ أمره بلا مشاورة مشير و لا معه شريك في تقدير و لا تفاوت في تدبير صور ما أبدع على غير مثال و خلق ما خلق بلا معونة من أحد ولا تكلف و لا احتيال أنشأها فكانت و برأها فبانت فهو الله الذي لا إله إلا هو المتقن الصنعة الحسن الصنيعة العدل الذي لا يجور و الأكرم الذي ترجع إليه الأمور.
و أشهد أنه الذي تواضع كل شيء لقدرته و خضع كل شيء لهيبته ملك الأملاك و مفلك الأفلاك و مسخر الشمس و القمر كل يجري لأجل مسمى يكور الليل على النهار و يكور النهار على الليل يطلبه حثيثا قاصم كل جبار عنيد و مهلك كل شيطان مريد لم يكن معه ضد ولاند أحد صمد لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد إله واحد و رب ماجد يشاء. فيمضي و يريد فيقضي و يعلم فيحصي ويميت و يحيي و يفقر و يغني و يضحك و يبكي و يمنع و يعطي له الملك و له الحمد بيده الخير و هو على كل شيء
ص: 400
قدير يولج الليل في النهار و يولج النهار في الليل لا إله إلا هو العزيز الغفار مجيب الدعاء و مجزل العطاء محصي الأنفاس و رب الجنة و الناس لا يشكل عليه شيء و لا يضجره صراخ المستصرخين و لا يبرمه إلحاح الملحين.
العاصم للصالحين و الموفق للمفلحين و مولى العالمين الذي استحق من كل من خلق أن يشكره و يحمده أحمده على السراء والضراء و الشدة و الرخاء و أومن به و بملائكته وكتبه ورسله أسمع أمره و أطيع و أبادر إلى كل ما يرضاه و أستسلم لقضائه رغبة في طاعته و خوفا من عقوبته لأنه الله الذي لا يؤمن مكره ولا يخاف جوره و أقر له على نفسي بالعبودية.
و أشهد له بالربوبية و أؤدي ما أوحى إلي حذرا من أن لا أفعل فتحل بي منه قارعة لا يدفعها عني أحد و إن عظمت حيلته لا إله إلا هو لأنه قد أعلمني أني إن لم أبلغ ما أنزل إلي فما بلغت رسالته و قد ضمن لي تبارك و تعالى العصمة و هو الله الكافي الكريم فأوحى إلي.
بسم الله الرحمن الرحيم «يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ» (في علي يعني في الخلافة لعلي بن أبي طالب علیه السلام) «وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ».
معاشر الناس ما قصرت في تبليغ ما أنزل الله تعالى إلي و أنا مبين لكم سبب نزول هذه الآية إن جبرئيل هبط إلي مرارا ثلاثا يأمرني عن السلام ربي و هو السلام أن أقوم في هذا المشهد فأعلم كل أبيض و أسود أن علي بن أبي طالب علیه السلام أخي و وصيي و خليفتي و الإمام من بعدي الذي محله مني محل هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي و هو وليكم من بعد الله و رسوله و قد أنزل الله تبارك و تعالى علي بذلك آية من كتابه.
«إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ
ص: 401
الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ» و علي بن أبي طالب علیه السلام أقام الصلاة وآتى الزكاة و هو راكع يريد الله عز و جل في كل حال.
و سألت جبرئيل أن يستعني لي عن تبليغ ذلك إليكم أيها الناس لعلمي بقلة المتقين وكثرة المنافقين و إدغال الآثمين و ختل المستهزءين بالإسلام الذين وصفهم الله في كتابه بأنهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم و يحسبونه هينا و هو عند الله عظيم.
و كثرة أذاهم لي في غير مرة حتى سموني أذنا و زعموا أني كذلك لكثرة ملازمته إياي و إقبالي عليه حتى أنزل الله عز و جل في ذلك قرآنا «وَ مِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ» على الذين يزعمون أنه أذن «خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ يُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ» الآية.
و لو شئت أن أسمي بأسمائهم لسميت و أن أومي إليهم بأعيانهم لأومأت و أن أدل عليهم لدللت و لكني و الله في أمورهم قد تكرمت و كل ذلك لا يرضى الله مني إلا أن أبلغ ما أنزل إلي ثم تلا صلى الله عليه و آله وسلم «يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ» (في علي) «وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَ اللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ» فاعلموا.
معاشر الناس إن الله قد نصبه لكم وليا و إماما مفترضا طاعته على المهاجرين والأنصار و على التابعين لهم بإحسان و على البادي و الحاضر و على الأعجمي و العربي و الحر و المملوك و الصغير و الكبير و على الأبيض و الأسود و على كل موحد ماض حكمه جائز قوله نافذ أمره ملعون من خالفه مرحوم من تبعه مؤمن من صدقه فقد غفر الله له و لمن سمع منه و أطاع له.
معاشر الناس إنه آخر مقام أقومه في هذا المشهد فاسمعوا و أطيعوا و
ص: 402
انقادوا لأمر ربكم فإن الله عز و جل هو مولاكم و إلهكم ثم من دونه محمد صلى الله عليه و آله وسلم وليكم القائم المخاطب لكم ثم من بعدي علي وليكم و إمامكم
بأمر ربكم ثم الإمامة في ذريتي من ولده إلى يوم تلقون الله و رسوله لا حلال إلا ما أحله الله و لا حرام إلا ما حرمه الله عرفني الحلال والحرام و أنا أفضيت لما علمني ربي من كتابه و حلاله و حرامه إليه.
معاشر الناس ما من علم إلا وقد أحصاه الله في و كل علم علمت فقد أحصيته في إمام المتقين و ما من علم إلا علمته عليا و هو الإمام المبين.
معاشر الناس لا تضلوا عنه و لا تنفروا منه ولا تستكبروا و لا تستنكفوا من ولايته فهو الذي يهدي إلى الحق و يعمل به و يزهق الباطل و ينهى عنه و لا تأخذه في الله لومة لائم ثم إنه أول من آمن بالله و رسوله و هو الذي فدى رسوله بنفسه و هو الذي كان مع رسول الله و لا أحد یعبد الله مع رسوله من الرجال غيره.
معاشر الناس فضلوه فقد فضله الله و اقبلوه فقد نصبه الله، معاشر الناس إنه إمام من الله و لن يتوب الله على أحد أنكر ولايته و لن يغفر الله له حتما على الله أن يفعل ذلك بمن خالف أمره فيه و أن يعذبه عذابا شديدا نكرا أبد الآباد و دهر الدهور فاحذروا أن تخالفوه فتصلوا نارا وقودها الناس و الحجارة أعدت للكافرين.
أيها الناس بى و الله بشر الأولون من النبيين و المرسلين و أنا خاتم الأنبياء و المرسلين و الحجة على جميع المخلوقين من أهل السماوات و الأرضين فمن شك في ذلك فهو كافر كفر الجاهلية الأولى و من شك في شيء من قولي هذا فقد شك في الكل منه و الشاك في ذلك فله النار.
معاشر الناس حباني الله بهذه الفضيلة منا منه علي و إحسانا منه إلي
ص: 403
و لا إله إلا هو له الحمد مني أبد الآبدين و دهر الداهرين على كل حال.
معاشر الناس فضلوا عليا فإنه أفضل الناس بعدي من ذكر وأنثى بنا أنزل الله الرزق و بقي الخلق ملعون ملعون مغضوب مغضوب من رد علي قولي هذا و لم يوافقه ألا إن جبرئيل خبرني عن الله تعالى بذلك و يقول من عادى عليا و لم يتوله فعليه لعنتي و غضبي. «فلتنظر نفس ما قدمت لغد» اتقوا الله أن تخالفوه فتزل قدم بعد ثبوتها إن الله خبير بما تعملون.
معاشر الناس إنه جنب الله الذي ذكر في كتابه فقال تعالى «أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتي عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ الله».
معاشر الناس تدبروا القرآن و افهموا آياته و انظروا إلى محكماته و لا تتبعوا متشابهه فو الله لن يبين لكم زواجره و لا يوضح لكم تفسيره إلا الذي أنا آخذ بيده و مصعده إلي و شائل بعضده و معلمكم أن من كنت مولاه فهذا علي مولاه و هو علي بن أبي طالب علیه السلام أخي و وصيي و موالاته من الله عز وجل أنزلها عليَّ.
معاشر الناس إن عليا و الطيبين من ولدي هم الثقل الأصغر و القرآن الثقل الأكبر فكل واحد منبئ عن صاحبه و موافق له لن يفترقا حتى يردا علي الحوض هم أمناء الله في خلقه و حكماؤه في أرضه ألا و قد أديت ألا و قد بلغت ألا و قد أسمعت ألا و قد أوضحت ألا و إن الله عز و جل قال و أنا قلت عن الله عز و جل ألا إنه ليس أمير المؤمنين غير أخي هذا و لا تحل إمرة المؤمنين بعدي لأحد غيره.
ثم ضرب بيده إلى عضده فرفعه و كان منذ أول ما صعد رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم شال عليا حتى صارت رجله مع ركبة رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم ثم قال. معاشر الناس هذا علي أخي و وصبي و واعي علمي و خليفتي على
ص: 404
أمتي و على تفسير كتاب الله عز و جل و الداعي إليه و العامل بما يرضاه و المحارب لأعدائه و الموالي على طاعته و الناهي عن معصيته خليفة رسول الله و أمير المؤمنين و الإمام الهادي وقاتل الناكثين والقاسطين و المارقين بأمر الله أقول و ما يبدل القول لدي بأمر ربي أقول:
اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و العن من أنكره و اغضب على من جحد حقه اللهم إنك أنزلت علي أن الإمامة بعدي لعلي وليك عند تبياني ذلك و نصبي إياه بما أكملت لعبادك من دينهم و أتممت عليهم بنعمتك و رضيت لهم الإسلام دينا فقلت «وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَ هُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ» اللهم إني أشهدك و كفى بك شهيدا أني قد بلغت.
معاشر الناس إنما أكمل الله عز و جل دينكم بإمامته فمن لم يأتم به و بمن يقوم مقامه من ولدي من صلبه إلى يوم القيامة و العرض على الله عز و جل فأولئك الذين حبطت أعمالهم و في النار هم فيها خالدون لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون.
معاشر الناس هذا علي أنصركم لي و أحقكم بي و أقربكم إلي و أعزكم علي و الله عز و جل و أنا عنه راضيان و ما نزلت آية رضى إلا فيه و ما خاطب الله الذين آمنوا إلا بدا به ولا نزلت آية مدح في القرآن إلا فيه و لا شهد بالجنة في هل أتى على الإنسان إلا له و لا أنزلها في سواه و لا مدح بها غيره.
معاشر الناس هو ناصر دين الله و المجادل عن رسول الله و هو التقي النقي الهادي المهدي نبيكم خير نبي ووصيكم خير وصي و بنوه خير الأوصياء
ص: 405
معاشر الناس ذرية كل نبي من صلبه وذريتي من صلب علي.
معاشر الناس إن إبليس أخرج آدم من الجنة بالحسد فلا تحسدوه فتحبط أعمالكم و تزل أقدامكم فإن آدم أهبط إلى الأرض لخطيئة واحدة و هو صفوة الله عز و جل و كيف بكم و أنتم أنتم و منكم أعداء الله إنه لا يبغض عليا إلا شقي و لا يتوالى عليا إلا تقي و لا يؤمن به إلا مؤمن مخلص و في علي و الله نزلت سورة و العصر «بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ» إلى آخرها.
معاشر الناس قد استشهدت الله و بلغتكم رسالتي و ما على الرسول إلا البلاغ المبين.
معاشر الناس اتقوا الله حق تقاته و لا تموتن إلا و أنتم مسلمون.
معاشر الناس آمنوا بالله و رسوله و النور الذي أنزل معه من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها.
معاشر الناس النور من الله عز و جل في مسلوك ثم في علي ثم في النسل منه إلى القائم المهدي الذي يأخذ بحق الله و بكل حق هو لنا لأن الله عز و جل قد جعلنا حجة على المقصرين و المعاندين و المخالفين والخائنين و الآثمين و الظالمين من جميع العالمين.
معاشر الناس أنذركم أني رسول الله قد خلت من قبلي الرسل أفإن مت أو قتلت انقلبتم على أعقابكم و من ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا و سيجزي الله الشاكرين ألا و إن عليا هو الموصوف بالصبر و الشكر ثم من بعده ولدي من صلبه.
معاشر الناس لا تمنوا على الله إسلامكم فيسخط عليكم ويصيبكم بعذاب من عنده إنه لبالمرصاد.
ص: 406
معاشر الناس إنه سيكون من بعدي أئمة يدعون إلى النار و يوم القيامة لا ينصرون.
معاشر الناس إن الله و أنا بريئان منهم.
معاشر الناس إنهم و أنصارهم وأتباعهم و أشياعهم في الدرك الأسفل من النار و لبئس مثوى المتكبرين ألا إنهم أصحاب الصحيفة فلينظر أحدكم في صحيفته قال فذهب على الناس إلا شرذمة منهم أمر الصحيفة.
معاشر الناس إني أدعها إمامة و وراثة في عقبي إلى يوم القيامة و قد بلغت ما أمرت بتبليغه حجة على كل حاضر و غائب و على كل أحد ممن شهد أو لم يشهد ولد أو لم يولد فليبلغ الحاضر الغائب و الوالد الولد إلى يوم القيامة و سيجعلونها ملكا و اغتصابا ألا لعن الله الغاصبين و المغتصبين و عندها سنفرغ لكم أيها الثقلان فيرسل عليكما شواظ من نار و نحاس فلا تنتصران.
معاشر الناس إن الله عز و جل لم يكن يذركم على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب و ما كان الله ليطلعكم على الغيب.
معاشر الناس إنه ما من قرية إلا و الله مهلكها بتكذيبها وكذلك يهلك القرى و هي ظالمة كما ذكر الله تعالى و هذا علي إمامكم و وليكم و هو مواعيد الله والله يصدق ما وعده
معاشر الناس قد ضل قبلكم أكثر الأولين و الله لقد أهلك الأولين و هو مهلك الآخرين قال الله تعالى «أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ كَذلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ».
معاشر الناس إن الله قد أمرني و نهاني و قد أمرت عليا و نهيته فعلم
ص: 407
الأمر و النهي من ربه عز و جل فاسمعوا لأمره تسلموا وأطيعوا تهتدوا و انتهوا لنهيه ترشدوا وصيروا إلى مراده و لا تتفرق بكم السبل عن سبيله.
معاشر الناس أنا صراط الله المستقيم الذي أمركم باتباعه ثم علي من بعدي ثم ولدي من صلبه أئمة يهدون إلى الحق و به يعدلون ثم قرأ «الحَمْدُ لله رَبِّ الْعالَمينَ» إلى آخرها و قال في نزلت و فيهم نزلت و لهم عمت و إياهم خصت أولئك أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ألا إن حزب الله هم الغالبون.
ألا إن أعداء علي هم أهل الشقاق والنفاق و الحادون و هم العادون و إخوان الشياطين الذين يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ألا إن أولياء هم الذين ذكرهم الله في كتابه فقال عز و جل «لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ» إلى آخر الآية.
ألا إن أولياءهم الذين وصفهم الله عز و جل فقال «الَّذِينَ آمَنُوا وَ لَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولئِكَ هُمُ الْأَمْنُ وَ هُمْ مُهْتَدُونَ».
ألا إن أولياءهم الذين وصفهم الله عز و جل فقال الذين يدخلون الجنة امنين تتلقاهم الملائكة بالتسليم أن طبتم فادخلوها خالدين ألا إن أولياءهم الذين قال لهم الله عز و جل «يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ.. بِغَيْرِ حِسَابِ»، إن أعداءهم يصلون سعيرا.
ألا إن أعداءهم الذين يسمعون لجهنم شهيقا و هي تفور و لها زفير.
ألا إن أعداء هم الذين قال فيهم «كُلَّما دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَها» الآية.
ألا إن أعداء هم الذين قال الله عز و جل «كُلّما أَلْقِ فِيها فَوْجٌ سَأَهُمْ خَزَنَتُها أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ».
ألا إن أولياءهم «الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ
ص: 408
بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ».
معاشر الناس شتان ما بين السعير و الجنة عدونا من ذمه الله و لعنه و ولينا من مدحه الله و أحبه.
معاشر الناس ألا و إني منذر و علي هاد.
معاشر الناس إني نبي و علي وصيي ألا إن خاتم الأئمة منا القائم المهدي ألا إنه الظاهر على الدين ألا إنه المنتقم من الظالمين ألا إنه فاتح الحصون و هادمها ألا إنه قاتل كل قبيلة من أهل الشرك ألا إنه مدرك بكل ثار لأولياء الله ألا إنه الناصر لدين الله ألا إنه الغراف في بحر عميق ألا إنه يسم كل ذي فضل بفضله وكل ذي جهل بجهله.
ألا إنه خيرة الله و مختاره ألا إنه وارث كل علم و المحيط به ألا إنه المخبر عن ربه عز و جل و المنبه بأمر إيمانه ألا إنه الرشيد السديد ألا إنه المفوض إليه ألا إنه قد بشر به من سلف بين يديه ألا إنه الباقي حجة و لا حجة بعده و لا حق إلا معه و لا نور إلا عنده ألا إنه لا غالب له ولا منصور عليه ألا و إنه ولي الله في أرضه و حكمه في خلقه و أمينه في سره و علانيته.
معاشر الناس قد بينت لكم و أفهمتكم و هذا علي يفهمكم بعدي ألا و إني عند انقضاء خطبتي أدعوكم إلى مصافقتي على بيعته و الإقرار به ثم مصافقته بعدي ألا و إني قد بايعت الله و علي قد بايعني و أنا آخذكم بالبيعة له عن الله عز و جل «فَمَنْ نَكَتَ فَإِنَّما يَنْكُتُ عَلى نَفْسِهِ» الآية.
معاشر الناس إن الحج و الصفا والمروة و العمرة من شعائر الله «فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بها» الآية.
معاشر الناس حجوا البيت فما ورده أهل بيت إلا استغنوا و لا تخلفوا
ص: 409
عنه إلا افتقروا.
معاشر الناس ما وقف بالموقف مؤمن إلا غفر الله له ما سلف من ذنبه إلى وقته ذلك فإذا انقضت حجته استؤنف عمله.
معاشر الناس الحجاج معاونون ونفقاتهم مخلفة و الله لا يضيع أجر المحسنین.
معاشر الناس حجوا البيت بكمال الدين و التفقه و لا تنصرفوا عن المشاهد إلا بتوبة و إقلاع.
معاشر الناس أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة كما أمركم الله عز و جل لئن طال عليكم الأمد فقصرتم أو نسيتم فعلي وليكم و مبين لكم الذي نصبه الله عز و جل بعدي و من خلفه الله مني و منه يخبركم بما تسألون عنه و يبين لكم ما لا تعلمون.
ألا إن الحلال والحرام أكثر من أن أحصيها و أعرفهما فآمر بالحلال و أنهى عن الحرام في مقام واحد فأمرت أن آخذ البيعة منكم و الصفقة لكم بقبول ما جئت به عن الله عز و جل في علي أمير المؤمنين و الأئمة من بعده الذين هم مني و منه أئمة قائمة منهم المهدي إلى يوم القيامة الذي يقضي بالحق.
معاشر الناس وكل حلال دللتكم عليه أو حرام نهيتكم عنه فإني لم أرجع عن ذلك و لم أبدل ألا فاذكروا ذلك و احفظوه و تواصوا ب-ه و لا تبدلوه و لا تغيروه ألا و إني أجدد القول:
ألا فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة و أمروا بالمعروف و انهوا عن المنكر ألا و إن رأس الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر أن تنتهوا إلى قولي و تبلغوه من لم يحضر و تأمروه بقبوله و تنهوه عن مخالفته فإنه أمر من الله عز
ص: 410
و جل و مني و لا أمر بمعروف و لا نهي عن منكر إلا مع إمام معصوم.
معاشر الناس القرآن يعرفكم أن الأئمة من بعده ولده و عرفتكم أنه مني و و أنا منه منه حيث يقول الله في كتابه «وَ جَعَلَها كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ» و قلت لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما.
معاشر الناس التقوى التقوى احذروا الساعة كما قال الله عز و جل «إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيم» اذكروا الممات و الحساب و الموازين و المحاسبة بين يدي رب العالمين و الثواب والعقاب فمن جاء بالحسنة أثيب عليها و من جاء بالسيئة فليس له في الجنان نصيب.
معاشر الناس إنكم أكثر من أن تصافقوني بكف واحدة و قد أمرني الله عز و جل أن آخذ من ألسنتكم الإقرار بما عقدت لعلي من إمرة المؤمنين و من جاء بعده من الأئمة مني و منه على ما أعلمتكم أن ذريتي من صلبه فقولوا بأجمعكم إنا سامعون مطيعون راضون منقادون لما بلغت عن ربنا و ربك في أمر علي و أمر ولده من صلبه من الأئمة.
نبايعك على ذلك بقلوبنا و أنفسنا و ألسنتنا و أيدينا على ذلك نحيا و نموت و نبعث و لا نغير و لا نبدل ولا نشك و لا نرتاب و لا نرجع عن عهد و لا ننقض الميثاق نطيع الله ونطيعك و عليا أمير المؤمنين و ولده الأئمة الذين ذكرتهم من ذريتك من صلبه بعد الحسن و الحسين اللذين قد عرفتكم مكانهما مني و محلها عندي و منزلتها من ربي عز و جل.
فقد أديت ذلك إليكم و إنهما سيدا شباب أهل الجنة و إنهما الإمامان بعد أبيهما علي و أنا أبوهما قبله و قولوا أطعنا الله بذلك و إياك و عليا و الحسن و الحسين و الأئمة الذين ذكرت عهدا و ميثاقا مأخوذا الأمير المؤمنين من قلوبنا و أنفسنا و ألسنتنا و مصافقة أيدينا من أدركها بيده و
ص: 411
أقر بهما بلسانه ولا نبغي بذلك بدلا و لا نرى من أنفسنا عنه حولا أبدا.
أشهدنا الله وكفى بالله شهيدا و أنت علينا به شهيد و كل من أطاع ممن ظهر و استتر و ملائكة الله و جنوده و عبيده و الله أكبر من كل شهيد. معاشر الناس ما تقولون فإن الله يعلم كل صوت و خافية كل نفس فمن اهتدى فلنفسه و من ضل فإنما يضل عليها و من بايع فإنما يبايع الله يد الله فوق أيديهم.
معاشر الناس فاتقوا الله و بايعوا عليا أمير المؤمنين و الحسن و الحسين و الأئمة كلمة طيبة باقية يهلك الله من غدر و يرحم الله من وفى و «فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ» الآية.
معاشر الناس قولوا الذي قلت لكم وسلموا على علي بإمرة المؤمنين و قولوا «سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ وقولوا الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا هَذَا وَ مَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ» الآية.
معاشر الناس إن فضائل علي بن أبي طالب علیه السلام عند الله عز و جل و قد أنزلها في القرآن أكثر من أن أحصيها في مقام واحد فمن أنبأكم بها و عرفها فصدقوه.
معاشر الناس من يطع الله و رسوله و عليا و الأئمة الذين ذكرتهم فقد فاز فوزا عظيما.
معاشر الناس السابقون السابقون إلى مبايعته و موالاته و التسليم عليه بإمرة المؤمنين أولئك هم الفائزون في جنات النعيم.
معاشر الناس قولوا ما يرضى الله به عنكم من القول فإن تكفروا أنتم و من في الأرض جميعا فلن يضر الله شيئا اللهم اغفر للمؤمنين و اغضب على الكافرين والحمد لله رب العالمين.
ص: 412
فناداه القوم سمعنا وأطعنا على أمر الله و أمر رسوله بقلوبنا و ألسنتنا و أيدينا و تداكوا على رسول الله و على علي علیه السلام فصافقوا بأيديهم فكان أول من صافق رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم الأول و الثاني والثالث و الرابع و الخامس و باقي المهاجرين والأنصار.
و باقي الناس على طبقاتهم و قدر منازلهم إلى أن صليت المغرب و العتمة في وقت واحد و وصلوا البيعة و المصافقة ثلاثا و رسول الله يقول كلما بايع قوم الحمد لله الذي فضلنا على جميع العالمين وصارت المصافقة سنة ورسما و ربما يستعملها من ليس له حق فيها.
111- عنه روي عن الصادق علیه السلام أنه قال لما فرغ رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم من هذه الخطبة رأى الناس رجلا جميلا بهيا طيب الريح فقال تالله ما رأيت محمدا كاليوم قط ما أشد ما يؤكد لابن عمه و إنه يعقد عقدا لا يحله إلا كافر بالله العظيم وبرسوله ويل طويل لمن حل عقده.
قال: و التفت إليه عمر بن الخطاب حين سمع كلامه فأعجبته هيأته ثم التفت إلى النبي صلى الله عليه و آله وسلم و قال أما سمعت ما قال هذا الرجل قال كذا و كذا فقال النبي صلى الله عليه و آله وسلم يا عمر أتدري من ذاك الرجل قال لا قال ذلك الروح الأمين جبرئيل فإياك أن تحله فإنك إن فعلت فالله و رسوله و ملائکته
المؤمنون منك براء.
112- في البحار : قال الإمام موسى بن جعفر علیه السلام إن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلملما أوقف العالم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام في يوم الغدير موقفه المشهور المعروف ثم قال يا عباد الله انسبوني فقالوا أنت محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ثم قال أيها الناس ألست أولى بكم منكم بأنفسكم فأنا مولاكم أولى بكم من أنفسكم قالوا بلى يا رسول الله
ص: 413
فنظر إلى السماء و قال.
اللهم اشهد يقول هو ذلك و هم يقولون ذلك ثلاثا ثم قال ألا من كنت مولاه و أولى به فهذا مولاه و أولى به اللهم وال من والاه وعاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله ثم قال قم يا أبا بكر فبايع له بإمرة المؤمنين فقام ففعل ذلك وبايع له ثم قال قم يا عمر فبايع له بإمرة المؤمنين فقام فبايع.
ثم قال بعد ذلك لتمام التسعة ثم لرؤساء المهاجرين والأنصار فبايعوا كلهم فقام من بين جماعتهم عمر بن الخطاب و قال بخ بخ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي و مولى كل مؤمن ومؤمنة ثم تفرقوا عن ذلك وقد وكدت عليهم العهود والمواثيق ثم إن قوما من متمرديهم و جبابرتهم تواطئوا بينهم إن كانت لمحمد صلى الله عليه و آله وسلم كائنة لندفعن عن علي هذا الأمر و لا نتركنه له.
فعرف الله ذلك من قبلهم وكانوا يأتون رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم و يقولون لقد أقمت عليا أحب خلق الله إلى الله و إليك و إلينا كفيتنا به مئونة الظلمة لنا و الجائرين في سياستنا و علم الله تعالى في قلوبهم خلاف ذلك من موالاة بعضهم لبعض و إنهم على العداوة مقيمون و لدفع الأمر عن محقه مؤثرون فأخبر الله عز و جل محمدا عنهم.
فقال: يا محمد «وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ» الذي أمرك بنصب علي إماما و سائسا لأمتك ومديرا «وَ ما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ» بذلك ولكنهم مواطنون على هلاكك وهلاكه يوطنون أنفسهم على التمرد على علي إن كانت بك كائنة.
113- عنه قوله عز و جل «يُخادِعُونَ اللهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَ مَا يَخْدَعُونَ
ص: 414
إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَ مَا يَشْعُرُونَ» قال موسى بن جعفر علیه السلام فاتصل ذلك من مواطاتهم وقيلهم في علي علیه السلام و سوء تدبيرهم عليه برسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فدعاهم و عاتبهم فاجتهدوا في الأيمان و قال أولهم يا رسول الله ما اعتددت بشيء كاعتدادي بهذه البيعة و لقد رجوت أن يفسح الله بها لي في الجنان و يجعلني فيها من أفضل النزال و السكان و قال ثانيهم:
بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما وثقت بدخول الجنة و النجاة من النار إلا بهذه البيعة و الله ما يسرني إن نقضتها أو نكثت بعد ما أعطيت من نفسي ما أعطيت و إن كان لي طلاع ما بين الثرى إلى العرش لآلي رطبة و جواهر فاخرة وقال ثالثهم.
و الله يا رسول الله لقد صرت من الفرح بهذه البيعة من السرور و الفتح من الآمال في رضوان الله ما أيقنت أنه لو كانت علي ذنوب أهل الأرض كلها لمحصت عني بهذه البيعة و حلف على ما قال من ذلك و لعن من بلغ عنه رسول الله خلاف ما حلف عليه.
ثم تتابع بهذا الاعتذار من بعدهم من الجبابرة و المتمردين فقال الله عز و جل لمحمد «يُخادِعُونَ الله» يعني يخادعون رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم بإبدائهم
له خلاف ما في جوانحهم وَ الَّذِينَ آمَنُوا كذلك أيضا الذين سيدهم و فاضلهم علي بن أبي طالب علیه السلام ثم قال «وَ ما يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ» و ما يضرون بتلك الخديعة إلا أنفسهم.
فالله غني عنهم و عن نصرتهم و لو لا إمهاله لما قدروا على شيء من فجورهم و طغيانهم «وَ ما يَشْعُرُون» أن الأمر كذلك و أن الله يطلع نبيه على نفاقهم و كذبهم وكفرهم و يأمره بلعنهم في لعنة الظالمين الناكثين و ذلك اللعن لا يفارقهم في الدنيا يلعنهم خيار عباد الله و في الآخرة يبتلون بشدائد
ص: 415
عذاب الله.
114- عنه قوله عز و جل «في قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللهُ مَرَضاً وَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ» قال موسى بن جعفر علیه السلام إن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم لما اعتذر إليه هؤلاء بما اعتذروا تكرم عليهم بأن قبل ظواهرهم و وكل بواطنهم إلى ربهم لكن جبرئيل أتاه فقال يا محمد إن العلى الأعلى يقرئك السلام و يقول أخرج هؤلاء المردة.
الذين اتصل بك عنهم في علي ونكثهم لبيعته و توطينهم نفوسهم على مخالفتهم عليا ليظهر من العجائب ما أكرمه الله به من طواعية الأرض و الجبال و السماء له و سائر ما خلق الله لما أوقفه موقفك و أقامه مقامك ليعلموا أن ولي الله عليا غني عنهم و أنه لا يكف عنهم انتقامه إلا بأمر الله الذي له فيه وفيهم التدبير الذي بالغة بالحكمة التي هو عامل بها و ممض لما يوجبها.
فأمر رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم الجماعة الذين اتصل به عنهم ما اتصل في أمر علي علیه السلام و المواطاة على مخالفته بالخروج فقال لعلي علیه السلام لما استنفر عند صفح بعض جبال المدينة يا علي أن الله جل و علا أمر هؤلاء بنصرتك و مساعدتك و المواظبة على خدمتك و الجد في طاعتك فإن أطاعوك فهو
خير لهم يصيرون في جنان الله ملوكا خالدين ناعمين.
و إن خالفوك فهو شر لهم يصيرون في جهنم خالدين معذبين ثم قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم لتلك الجماعة اعلموا أنكم إن أطعتم عليا سعدتم و إن
خالفتم شقيتم و أغناه الله عنكم بمن سيريكموه و بما سيريكموه.
ثم قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يا علي سل ربك بجاه محمد و آله الطيبين الذين أنت بعد محمد سيدهم أن يقلب لك هذه الجبال ما شئت فسأل ربه.
ص: 416
تعالى ذلك فانقلبت ،فضة ثم نادته الجبال يا علي و يا وصي رسول رب العالمين إن الله قد أعدنا لك إن أردت إنفاقنا فى أمرك فتى دعوتنا أجبناك لتمضي فينا حكمك وتنفذ فينا قضاءك ثم انقلبت ذهبا كلها و قالت مقالة الفضة ثم انقلبت مسكا و عنبرا و عبيرا و جواهر و يواقيت و كل شيء منها ينقلب إليه فنادته.
يا أبا الحسن يا أخا رسول الله نحن المسخرات لك ادعنا متى شئت لتنفقنا فيما شئت نجبك ونتحول لك إلى ما شئت ثم قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يا علي سل الله بمحمد و آله الطاهرين الذين أنت سيدهم بعد محمد رسول الله أن يقلب أشجارها لك رجالا شاكين الأسلحة و صخورها أسودا و نمورا و
أفاعي.
فدعا الله علي بذلك فامتلأت تلك الجبال و الهضبات و قرار الأرض من الرجال الشاكين السلاح الذين لا يفي بالواحد منهم عشرة آلاف من الناس المعهودين و من الأسود والنمور و الأفاعي حتى طبقت تلك الجبال و الأرضون و الهضبات كل ينادي.
يا علي يا وصي رسول الله نحن قد سخرنا الله لك و أمرنا بإجابتك كلما دعوتنا إلى اصطلام كل من سلطتنا عليه فمتى شئت فادعنا نحبك و ما شئت فأمرنا به نطعك يا علي يا وصي رسول الله إن لك عند الله من الشأن العظيم ما لو سألت الله أن يصير لك أطراف الأرض و جوانبها هيئة واحدة كصرة كيس لفعل.
أو يحد لك السماء إلى الأرض لفعل أو يرفع لك الأرض إلى السماء لفعل أو يقلب لك ما في بحارها الأجاج ماء عذبا أو زئبقا أو بانا أو ما شئت من أنواع الأشربة والأدهان لفعل و لو شئت أن يجمد البحار أو يجعل سائر
ص: 417
الأرض هي البحار لفعل لا يحزنك.
تمرد هؤلاء المتمردين و خلاف هؤلاء المخالفين فكأنهم بالدنيا ق-د انقضت عنهم كأن لم يكونوا فيها وكأنهم بالآخرة إذا وردت عليهم كان لم يزالوا فيها يا علي إن الذي أمهلهم مع كفرهم و فسقهم في تمردهم عن طاعتك هو الذي أمهل فرعون ذا الأوتاد و نمرود بن کنعان و من ادعى الإلهية من ذوي الطغيان و أطفى الطغاة إبليس رأس أهل الضلالات.
ما خلقت أنت و لا هم لدار الفناء بل خلقتم لدار البقاء و لكنكم تنتقلون من دار إلى دار و لا حاجة بربك إلى من يسوسهم و يرعاهم و لكنه أراد تشريفك عليهم و إبانتك بالفضل فيهم و لو شاء لهداهم.
قال فمرضت قلوب القوم لما شاهدوا ذلك مضافا إلى ما كان من مرض أجسامهم له و لعلي بن أبي طالب علیه السلام فقال الله عند ذلك في قُلُوبهمْ مَرَضٌ أي في قلوب هؤلاء المتمردين الشاكين الناكثين لما أخذت عليهم من بيعة علي علیه السلام «فَزَادَهُمُ اللهُ مَرَضاً» بحيث تاهت له قلوبهم جزاء بما أريتهم من هذه الآيات و المعجزات «وَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ» محمدا صلى الله عليه و آله وسلم.
و يكذبون في قولهم إنا على العهد و البيعة مقيمون.
115- عنه قوله عز و جل «وَ إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ» قال الإمام علیه السلام قال العالم موسى بن جعفر علیه السلام إذا قيل لهؤلاء الناكثين للبيعة في يوم الغدير لا تفسدوا في الأرض بإظهار نكث البيعة لعباد الله المستضعفين
فتشوشون عليهم دينهم وتحيرونهم في مذاهبهم.
«قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ» لأننا لا نعتقد دين محمد و لا غير دين
ص: 418
محمد صلى الله عليه و آله وسلم و نحن في الدين متخيرون فنحن نرضى في الظاهر بمحمد بإظهار قبول دينه و شريعته و نقضي في الباطن على شهواتنا فنتمتع و نترکه و نترفه و نعتق أنفسنا من رق محمد صلى الله عليه و آله وسلم و نكفها من نكفها من طاعة ابن عمه علي علیه السلام لكي إن أبد أمره في الدنيا كنا قد توجهنا عنده و إن اضمحل أمره كنا قد سلمنا على أعدائه.
قال الله عز و جل «أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ» بما يفعلون أمور أنفسهم لأن الله تعالى يعرف نبيه صلى الله عليه و آله وسلم و نفاقهم فهو يلعنهم و يأمر المسلمين بلعنهم و و لا يثق بهم أيضا أعداء المؤمنين لأنهم يظنون أنهم ينافقونهم أيضا كما ينافقون أصحاب محمد صلى الله عليه و آله وسلم فلا يرتفع لهم عندهم منزلة و لا يحلون عندهم محل أهل الثقة.
116- عنه قوله عز و جل «وَ إِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَما آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَ نُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَ لكِنْ لا يَعْلَمُونَ» قال الإمام موسى بن جعفر علیه السلام و إذا قيل لهؤلاء الناكثين البيعة قال لهم خيار المؤمنين کسلمان و المقداد و عمار و أبي ذر آمنوا برسول الله و بعلي الذي وقفه موقفه و أقامه مقامه و أناط مصالح الدين والدنيا كلها به فآمنوا بهذا النبي و سلموا لهذا الإمام وسلموا له ظاهرة وباطنة كما آمن الناس المؤمنون کسلمان و المقداد و أبي ذر و عمار.
قالوا في الجواب لمن يفضون إليه لا لهؤلاء المؤمنين لأنهم لا يجسرون على مكاشفتهم بهذا الجواب و لكنهم يذكرون لمن يفضون إليهم من أهليهم الذين يثقون بهم من المنافقين و من المستضعفين أو من المؤمنين الذين هم بالستر عليهم واثقون بهم يقولون لهم:
«أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ» يعنون سلمان و أصحابه لما أعطوا عليا
ص: 419
خالص ودهم و محض طاعتهم وكشفوا رءوسهم بموالاة أوليائه و معاداة أعدائه حتى إن اضمحل أمر محمد صلى الله عليه و آله وسلم طحطحهم أعداؤه وأهلكهم سائر الملوك و المخالفين لمحمد صلى الله عليه و آله وسلم أي فهم بهذا التعرض لأعداء محمد صلى الله عليه و آله وسلمجاهلون سفهاء.
قال الله عز و جل «أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ» الإخفاء العقول و الآراء الذين لم ينظروا في أمر محمد صلى الله عليه و آله وسلم حق النظر فيعرفوا نبوته و يعرفوا ب-ه صحة ما ناطه بعلي علیه السلام من أمر الدين والدنيا حتى بقوا لتركهم تأمل حجج الله جاهلين وصاروا خائفين من محمد و ذويه و من مخالفيهم ولا يؤمنون أن ينقلب فيهلكون معه.
فهم السفهاء حيث لا يسلم لهم بنفاقهم هذا لا محبة محمد و المؤمنين و لا محبة اليهود و سائر الكافرين لأنهم به و بهم يظهرون لمحمد صلى الله عليه و آله وسلم من موالاته و موالاة أخيه علي علیه السلام و معاداة أعدائهم اليهود و النصارى و النواصب كما يظهرون لهم من معاداة محمد و علي علیهما السلام ومعاداة أدائهم. و بهذا يقدرون أن نفاقهم معهم كنفاقهم مع محمد و علي علیهما السلام و لكن لا يعلمون أن الأمر ليس كذلك فإن الله يطلع نبيه على أسرارهم فيخسأهم و يلعنهم و يسقطهم تبيين.
117- عنه قال ابن الجوزي في كتاب المناقب حديث في قوله صلى الله عليه و آله وسلم من كنت مولاه فعلي مولاه أخرجه أحمد بن حنبل في المسند و الفضائل و أخرجه الترمذي أيضا فأما طريق أحمد فروي عن زاذان قال سمعت عليا ينشد الناس في الرحبة و يقول أنشد الله رجلا سمع رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يقول يوم غدير خم.
من كنت مولاه فعلي مولاه فقام ثلاثة عشر رجلا من الصحابة
ص: 420
فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يقول ذلك و أما طريق الترمذي فكذلك وزاد فيه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و أدر الحق معه كيفها دار و حيث دار قال الترمذي هذا حديث حسن.
118- عنه قال أحمد عن بريدة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم من كنت مولاه فعلي وليه و في هذه الرواية فقام بالرحبة ثلاثون رجلا أو خلق كثير فشهدوا له بذلك وقال أحمد في الفضائل عن رباح بن الحارث قال جاء رهط إلى أمير المؤمنين علیه السلام فقالوا السلام عليك يا مولانا و كان بالرحبة فقال الله كيف أكون مولاكم و أنتم قوم عرب.
فقالوا سمعنا رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يقول يوم غدير خم من كنت مولاه فعلي مولاه قال رباح فقلت من هؤلاء فقيل لي نفر من الأنصار فيهم أبو أيوب الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم.
119- عنه رواه ابن بطريق عن عبد الله بن أحمد عن أبيه عن يحيى بن آدم عن جيش بن الحارث بن لقيط عن رباح بن الحارث.
120- عنه قال ابن الجوزي و قال أحمد حدثنا ابن غير حدثنا عبد الملك عن عطية العوفي قال أتيت زيد بن أرقم فقلت له إن ختنا لي حدثني عنك في شأن علي بن أبي طالب الله يوم الغدير و أنا أحب أن أسمعه منك فقال لي إنكم معشر أهل العراق فيكم ما فيكم.
فقلت ليس عليك مني بأس فقال نعم كنا بالجحفة فخرج رسول الله علينا ظهرا و هو آخذ بعضد علي بن أبي طالب علیه السلام فقال أيها الناس ألستم
الله تعلمون أني أولى بالناس من أنفسهم قالوا بلى فقال من كنت مولاه فعلي مولاه قالها أربع مرات.
121- عنه قال ابن الجوزي و قال أحمد أيضا حدثنا عفان حدثنا حماد
ص: 421
ابن سلمة حدثنا عدي بن زيد عن عدي بن ثابت عن براء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة و کسح لرسول الله صلى الله عليه و آله وسلم بين شجرتين فصلى بنا الظهر و أخذ بيد علي بن أبي طالب علیه السلام و قال:
اللهم من كنت مولاه فهذا مولاه اللهم انصر من نصره و اخذل من خذله فقال عمر بن الخطاب هنيئا لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي و مولى كل مؤمن ومؤمنة.
122- عنه رواه السيد في الطرائف و ابن بطريق في العمدة عن أحمد بن حنبل و الثعلبي بإسنادهما عن البراء.
ثم قال ابن الجوزي اتفق علماء السير على أن قصة الغدير كانت بعد رجوع رسول الله من حجة الوداع في الثامن عشر من ذي الحجة و كان معه من الصحابة و من الأعراب و ممن يسكن حول مكة و المدينة مائة و عشرون ألفا و هم الذين شهدوا معه حجة الوداع و سمعوا منه هذه المقالة قد أكثر الشعراء في يوم الغدير فقال حسان بن ثابت.
يناديهم يوم الغدير نبيهم***بخم فأسمع بالرسول مناديا
إلى آخر ما مر من قوله.
رضيتك من بعدي إماما وهاديا
فمن كنت مولاه فهذا وليه***وكن للذي عادى عليا معاديا
فقال له النبي صلى الله عليه و آله وسلم يا حسان لا تزال مؤيدا بروح القدس ما نافحت عنا بلسانك و قال قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري و أنشدها بين يدي
أمير المؤمنين علیه السلام يوم صفين.
123- عنه عن مصباح المتهجد في خطبة الغدير إن أمير المؤمنين علیه السلام
ص: 422
قال إن هذا يوم عظيم الشأن فيه وقع الفرج و رفع الدرج و صحت الحجج و هو يوم الإيضاح و الإفصاح عن المقام الصراح و يوم كمال الدين ويوم العهد المعهود و يوم الشاهد و المشهود و يوم تبيان العقود عن النفاق و الجحود و يوم البيان عن حقائق الإيمان ويوم دحر الشيطان ويوم البرهان.
«هذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ» هذا يوم الملا الأعلى الذي «أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ» هذا يوم الإرشاد و يوم محنة العباد و يوم الدليل على الذواد هذا يوم إبداء أحقاد الصدور و مضمرات الأمور هذا يوم النصوص على أهل الخصوص هذا يوم شيث هذا يوم إدريس هذا يوم يوشع هذا يوم شمعون.
124- عنه عن العياشي: عن جعفر بن محمد الخزاعي عن أبيه قال سمعت أبا عبد الله علیه السلام يذكر في حديث غدير خم أنه لما قال النبي صلى الله عليه و آله وسلم لعلي علیه السلام ما قال و أقامه للناس صرخ إبليس صرخة فاجتمعت له العفاريت فقالوا يا سيدنا ما هذه الصرخة فقال ويلكم يومكم كيوم عيسى و الله لأضلن فيه الخلق قال فنزل القرآن «وَ لَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ».
فقال صرخ إبليس صرخة فرجعت إليه العفاريت فقالوا يا سيدنا ما هذه الصرخة الأخرى فقال ويحكم حكى الله و الله كلامي قرآنا و أنزل عليه «وَ لَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ» ثم رفع رأسه إلى السماء ثم قال وعزتك وجلالك لألحقن الفريق بالجميع قال فقال النبي صلى الله عليه و آله وسلم
«بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ» قال
ص: 423
صرخ إبليس صرخة فرجعت إليه العفاريت فقالوا يا سيدنا ما هذه الصرخة الثالثة قال و الله من أصحاب علي و لكن بعزتك وجلالك يا رب لأزينن لهم المعاصي حتى أبغضهم إليك.
قال فقال أبو عبد الله علیه السلام و الذي بعث بالحق محمدا للعفاريت و الأبالسة على المؤمنين أكثر من الزنابير على اللحم و المؤمن أشد من الجبل الجبل يستقل منه بالفأس فينحت منه و المؤمن لا يستقل على دينه.
125- عنه عن جامع الأخبار أخبرنا علي بن عبد الله الزيادي عن جعفر بن محمد الدوريستي عن أبيه عن الصدوق عن أبيه عن سعد عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن أبيه بن أبي الخطاب عن أبيه عن محمد بن سنان عن زرارة قال سمعت الصادق علیه السلام.
قال لما خرج رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم إلى مكة في حجة الوداع فلما انصرف منها و في خبر آخر وقد شيعه من مكة اثنا عشر ألف رجل من اليمن و خمسة ألف رجل من المدينة جاءه جبرئيل في الطريق فقال له:
يا رسول الله إن الله تعالى يقرئك السلام و قرأ هذه الآية «يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ» فقال له رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يا جبرئيل إن
و الناس حديثو عهد بالإسلام فأخشى أن يضطربوا ولا يطيعوا فعرج جبرئيل إلى مكانه و نزل عليه في يوم الثاني و كان رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم نازلا بغدير فقال له «يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ ما بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ».
فقال له: يا جبرئيل أخشى من أصحابي أن يخالفوني فعرج جبرئيل و نزل عليه في اليوم الثالث و كان رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم هو موضع يقال له غدير خم و قال له «يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ
ص: 424
رِسَالَتَهُ وَ اللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ» فلما سمع رسول الله هذه المقالة قال للناس.
أنيخوا ناقتي فو الله ما أبرح من هذا المكان حتى أبلغ رسالة ربي و أمر أن ينصب له منبر من أقتاب الإبل وصعدها و أخرج معه عليا علیه السلام و قام
قائما و خطب خطبة بليغة وعظ فيها و زجر ثم قال في آخر كلامه.
يا أيها الناس ألست أولى بكم منكم فقالوا بلى يا رسول الله ثم قال قم يا علي فقام علي علیه السلام فأخذه بيده فرفعها حتى رئي بياض إبطيها ثم قال ألا من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل خذله ثم نزل من المنبر و جاء أصحابه إلى أمير من المؤمنين علیه السلام و هنئوه بالولاية و أول من قال له عمر بن الخطاب فقال له:
يا علي أصبحت مولاي و مولى كل مؤمن و مؤمنة و نزل جبرئيل بهذه الآية «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً».
126- عنه سئل الصادق علیه السلام عن قول الله عز و جل «يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها» قال يعرفون يوم الغدير و ينكرونها يوم السقيفة فاستأذن حسان بن ثابت أن يقول أبياتا في ذلك اليوم فأذن له فأنشأ يقول:
يناديهم يوم الغدير نبيهم إلى قوله:
رضيتك من بعدي إماما وهاديا***هناك دعا اللهم وال وليه
و كن للذي عادى عليا معاديا***فخص بها دون البرية كلها
عليا و سماه العزيز المواخيا
فقال له رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم لا تزال یا حسان مؤيدا بروح القدس ما نصرتنا بلسانك فلما كان بعد ثلاثة و جلس النبي صلى الله عليه و آله وسلم مجلسه أتاه رجل
ص: 425
من بني مخزوم يسمى عمر بن عتبته و في خبر آخر حارث بن النعمان الفهري فقال يا محمد أسألك عن ثلاث مسائل فقال سل عما بدا لك فقال أخبرني عن شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله أمنك أم من ربك؟
قال النبي صلى الله عليه و آله وسلم أوحي إلي من الله و السفير جبرئيل و المؤذن أنا و ما آذنت إلا من أمر ربي قال فأخبرني عن الصلاة و الزكاة و الحج و الجهاد
أمنك أم من ربك؟
قال النبي صلى الله عليه و آله وسلم مثل ذلك قال فأخبرني عن هذا الرجل يعني علي بن أبي طالب علیه السلام و قولك فيه من كنت مولاه فهذا على مولاه إلى آخره أمنك أم من ربك.
قال النبي صلى الله عليه و آله وسلم الوحي إلي من الله و السفير جبرئيل و المؤذن أنا و ما آذنت إلا ما أمرني فرفع المخزومي رأسه إلى السماء فقال اللهم إن كان محمد صادقا فيما يقول فأرسل علي شواظا من نار و في خبر آخر في التفسير فقال «اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّماءِ» و ولی فو الله ما سار غير بعيد حتى أظلته سحابة سوداء فأرعدت و أبرقت فأصعقت فأصابته الصاعقة فأحرقته النار فهبط جبرئيل و هو يقول:
اقرأ يا محمد «سَأَلَ سائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعِ لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ» السائل عمر و المحترق عمر فقال النبي صلى الله عليه و آله وسلم لأصحابه رأيتم قالوا نعم و سمعتم قالوا نعم قال طوبى لمن والاه و الويل لمن عاداه كأني أنظر إلى علي و شيعته يوم القيامة يزفون على نوق من رياض الجنة شباب متوجون مكحلون «لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ» قد أيدوا برضوان «مِنَ اللهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيم».
حتى سكنوا حظيرة القدس من جوار رب العالمين«لهم فيها ما
ص: 426
تشتهي الأنفس وَ تَلَذُّ الْأَعْيُنُ» و هم فيها خالدون و يقول لهم الملائكة «سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ».
127- عبد الرزاق عن أبيه عن ميناء عن عبدالله ابن مسعود قال: كنت مع النبي صلى الله عليه و آله وسلمليلة وفد ،الجن، قال: فتنفّس، فقلت: ما شأنك يا رسول الله. قال: نعيت إلى نفسي يا ابن مسعود قلت فاستخلف قال من؟ قلت: أبوبكر ، قال فسكت ثم مضي ساعة ثم تنفّس، قال: فقلت:
ما شأنك؟ قال: نعيت ألي نفسي يا ابن مسعود. قال: قلت: فاستخلف، قال: من؟ قال: قلت علي ابن ابي طالب قال: أما و الذي نفسي بيده لئن أطاعوه ليدخلن الجنة أجمعين أكتعين.
128- الترمذي حدثنا قتيبة. حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي عن يزيد الرّشك عن مطرف بن عبدالله عن عمران بن حصين قال بعث رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم جيشاً و استعمل عليهم علي بن أبي طالب، فمضي في لسرية فأصاب جارية فأنكروا عليه، وتعاقد أربعة من اصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فقالوا: إذا لقينا رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم أخبرناه بما صنع علي.
و كان المسلمون إذا رجعوا من السفر يحموا برسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فسلّموا عليه ثم انصرفوا إلي رحالهم فلما قدمت السّريّة سلّموا على النبي صلى الله عليه و آله وسلم، فقام أحد الأربعة فقال: يا رسول الله ألم تر إلي علي بن أبي طالب صنع كذا و كذا، فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم، ثم قام الثاني فقال مثل مقالته، فأعرض عنه، ثم قام الثالث فقال مثل مقالته، فأعرض عنه، ثم قام الرابع فقال مثل قالوا.
فاقبل رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم و الغضب يعرف في وجهه، فقال: ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ إنَّ عليّاً مني و أنا منه
ص: 427
وهو ولي كلِ مؤمن بعدي.
129- زبير بن بكار حدثنا أحمد بن سعيد قال: حدثني الزبير قال: حدثني عمر ابن ابي بكر المؤملي قال: حدثني عبدالله بن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر عن أبيه، عن جده عن عمار بن ياسر قال:
قال رسول اللهصلى الله عليه و آله وسلم و أوصي من آمن بالله وصدقني بولاية علي بن أبي طالب من تولاه فقد تولاني، و من تولاني فقد تولّي الله، و من أحبّه فقد أحبني، و من أحبني فقد أحبّ الله عزّ و جلّ.
130- الحافظ ابو نعيم عن أحمد بن ابراهيم بن عبد الله بن كيسان التقني أبوبكر من أهل المدينة يعرف بابن شاذويه كان مكفوفا توفي سنة إحدي و تسعين و مأتين يروي عن إسماعيل بن عمرو البجلي قال أبو محمد بن حيان أدركته و لم أكتب عنه كان يحدّث من حفظه و ليس بالقوي.
131- عنه حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن إبراهيم ابن عبدالله كيسان المديني سنة تسعين و مأتين ثنا إسماعيل بن عمرو البجلي ثنا مسعر عن طلحة بن مصرّف عن عميرة بن سعد قال شهدت عليا علي المنبر يناشد أصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله وسل من سمع رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يوم غدیر خم يقول ما قال فيشهد فقام اثنا عشر رجلا منهم أبو هريرة و أبو سعيد و أنس بن مالك فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يقول من كنت مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه.
132- عنه عن أحمد بن إسماعيل بن يوسف العابد الإصفهاني . حدّثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن اسماعيل بن يوسف العابد الإصفهاني ثنا أحمد ابن الفرات الرازي ثنآ عبد الرّزاق ثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن طاوس عن بريدة بن الحصيب عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال من كنت مولاه
ص: 428
فعلي مولاه.
133- عنه عن عبدالملك بن حميد بن أبي غنيّة الكوفي إصبهاني الأصل روي عنه أبو نعيم يروي عن الأعمش و أبي الخطاب الهجري، حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا إسماعيل بن عبدالله ثنا أبو نعيم ثنا ابن أبي غنيه عن الحكم عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس عن بريدة قال قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم من كنت مولاه فعلي مولاه.
134- عنه عن محمد بن الحسين بن إبراهيم بن زياد بن عجلان الأبهري أبو الشيخ سكن بغداد و توفي بها سنة ست و ثمانين و مائتين. حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم ثنا أبو جعفر محمد بن الحسين بن ابراهيم بن زياد بن عجلان أبو الشيخ الأبهري ثنا عبدالله بن سعيد الكندي ثنا العلاء بن سالم العطّار عن يزيد بن أبي زياد عن عبدالرحمن بن أبي ليلي قال نشد علي الناس بالرحبة من سمع رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يقول من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه إلا قام فقام اثنا عشر بدريًا فشهدوا انهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم وال من والاه و عاد من عاداه.
135- عنه عن يحيي بن مزيد الأصبهاني روي عن جرير بن عبد الحميد حدث عمران ابن عبدالرحيم تنا يحيي بن مزيد ثنا جرير عن يزيد بن أبي زياد عن سالم بن أبي الجعد عن جابر قال كنت عند النبي صلى الله عليه و آله وسلم و عنده أبو بكر و عمر فقال النبي صلى الله عليه و آله وسلم لعلي اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله فقال أبوبكر لعمر هذه والله الفضيلة.
136- روي الخطيب عن الحسن بن علي بن سهل العاقولي حدث عن
ص: 429
حمدان بن المختار روي عنه القاض القاضي أبوبكر بن الجعابي أخبرنا أبو الفتح محمد بن الحسين العطار - قطيط - أخبرنا محمد بن احمد بن عبدالرحمن المعدل - باصبهان - حدثنا محمد بن عمر التميمي الحافظ حدثنا الحسن بن علي بن سهل العاقولي حدثنا حمدان بن المختار حدثنا حفص بن عبيد الله بن عمر عن سفيان الثوري عن علي بن زيد عن أنس قال سمعت النبي صلى الله عليه و آله وسلم يقول: «من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاده».
137- عنه أنبأنا عبد الله بن علي بن محمد بن بشر ان أنبأنا علي بن عمر الحافظ حدثنا أبو نصر حبشون بن موسي بن أيوب الخلال حدثنا علي ابن سعيد الرملي حدثنا ضمرة بن ربيعة القرشي عن ابن شوذب عن مطر الوراق عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة قال: من صام يوم ثمان عشرة من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهرا، و هو يوم غدير خم لما أخذ النبي صلى الله عليه و آله وسلم بيد علي بن أبي طالب.
فقال: «ألست ولي «المؤمنين قالوا بلي يا رسول الله، قال: «من كنت مولاه فعلي مولاه فقال عمر بن الخطاب بخ بخ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي و مولي كل مسلم فأنزل الله «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ» و من صام يوم سبعة وعشرين من رجب كتب له صيام ستين شهرا، و هو أول يوم نزل جبرئيل علی محمد صلى الله عليه و آله وسلم بالرسالة. اشهر هذا الحديث من رواية حبشون و كان يقال إنه تفرد به وقد تابعه عليه احمد بن عبدالله بن النّيري فرواه عن علي بن سعيد.
138- عنه اخبرني أبوبكر أحمد بن محمد بن احمد بن جعفر البرقاني - باصبهان حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني أخبرنا عبيد الله بن جعفر بن محمد الرازي حدثنا عامر بن بشر حدثنا أبو حسان الزيادي حدثنا الفضل
ص: 430
بن الربيع عن أبيه عن المنصور عن أبيه عن جده عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم قال «من كنت مولاه فعلي مولاه«.
139- عنه حدثنا أبو جعفر احمد بن محمد الضبعي حدثنا عبدالله بن سعيد الكندي - ابو سعيد الاشج - حدثنا العلاء بن سالم العطار عن يزيد ابن أبي زياد عن عبدالرحمن بن أبي ليلي. قال سمعت علياً - بالرحبة - ينشد الناس من سمع رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يقول: «من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه و عاد عاداه» فقام اثني عشر بدريا فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يقول: «من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و
عاد من عاداه.
140- ابن عبدربه قال النبي صلى الله عليه و آله وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه وقال له النبي صلى الله عليه و آله وسلم: أما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي غير أنه لا نبي بعدي؟ و بهذا الحديث سمت الشيعة علي بن أبي طالب الوصي، وتأوّلوا فيه أنه استخلفه علي امته إذ جعله منه بمنزلة هارون من موسي؛ لأنَّ هارون كان خليفة موسي علي قومه إذا غاب عنهم. و قال السيد الحميري ره:
إني أدين بما الوصي به***وشاركت كفه كتي بصفينا
141- قال البلاذري حدثنا إسحاق، حدثنا عبدالله بن جعفر، أخبرني سعد بن إسحاق، عن إسحاق بن أبي حبيب. عن أبي هريرة، قال: نظرت إلى رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم بغدير «خم» و هو قائم يخطب و علي إلي جنبه فأخذ بيده فأقامه و :قال من كنت مولاه فهذا مولاه
142- عنه حدثنا إسحاق، حدثنا عبدالرزاق، حدثنا معمر عن علي ابن زيد ابن جدعان عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب قال: لما أقبلنا
ص: 431
مع النبي صلى الله عليه و آله وسلم في حجته فكنا بغدير خم نودي ان الصلاة جامعة و كسح للنبي صلى الله عليه و آله وسلم تحت شجرتين فأخذ بيد علي ابن أبي طالب و قال: أيها الناس أو لست أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى. قال: أو ليس أزواجي أمهاتهم؟ قالوا: بلي يا رسول الله. فقال: هذا ولي من أنا مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه.
143- عنه حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، أنبأنا علي بن زيد عن عدي ابن ثابت عن البراء بن عازب قال: أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم في حجة الوداع فلما كنا بغدير خم أمر بشجرتين فكسح ما تحتهما؛ ثم قام فقال: أن الله مولاي و أنا مولي كل مؤمن. ثم أخذ بيد علي فقال: علي فقال: من كنت مولاه
فهذا مولاه ثم قال: اللهم وال من والاه و عاد من عاداه.
144- عنه حدثنا عبد الملك بن محمد بن عبدالله الرقاشي، حدثنا يحيي ابن حماد، حدثنا أبو عوانة عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عامر ابن واثلة أبي الطفيل:
عن زيد بن أرقم قال: كنا مع النبي صلى الله عليه و آله وسلم في حجة الوداع فلما كنا بغدير خم أمر بدوحات فقممن ثم قال فقام كأني قد دعيت فأجبت إن الله مولاي و أنا مولي كل مؤمن و أنا تارك فيكم ما إن تمسكتم به لم تضلوا، كتاب الله و عترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. ثم أخذ بيد علي فقال: من كنت وليه فهذا وليه، اللهم وال من والاه و عاد من عاداه.
قال ابو الطفيل: قلت لزيد: أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم قال: ما كان في الدوحات أحد إلا وقد راي بعينه و سمع بأذنه ذلك.
145- عنه حدثني الحسين بن علي العجلي، عن أبي نعيم عن أبي غنية
ص: 432
عن الحكم بن سعد، عن جبير، عن ابي عباس.
عن بريدة بن الخصيب ان النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال : من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه و عاد من عاداه.
146- عنه حدثنا عبد الملك، حدثنا يحيي بن حماد، عن أبي عوانة، الاعمش، عن عطية: عن أبي سعيد سعيد عن الخدري، عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم بمثله.
147- عنه عن المدائني عن عيسي بن يزيد في إسناده قال: قال علي : كانت لرسول الله ساعة من الليل يقوم فيها، فقام في ليلية فصلي ثم انصرف
أليّ فقال: أبشر يا علي فإنّي لم أسأل الله لنفسي شيئا إلا سألت لك بمثله.
148- الحافظ ابن عساكر اخبرنا ابوبكر وجيه بن طاهر، أنبأناً أبو حامد الأزهري، أنبأنا ابو محمد المخلدي، أنبأنا المؤمل بن الحسن بن عيسي، أنبأنا محمد بن يحيي أنبأنا أبو نعيم أنبأنا ابن أبي غنيه، عن الحكم، عن سعيد بن جبير:
عن ابن عباس عن بريدة ثال: غزوت مع علي إلى اليمن، فرأيت منه جفوة فقدمت علي رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فذكرت علياً فتنقصته، فرأيت وجه رسول الله يتغير، فقال: يا بريدة ألست أولي بالمؤمنين من أنفسهم. فقلت: بلي يا رسول الله فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه.
149- عنه أخبرنا أبو محمد السيدي، أنبأنا أبو عثمان البجيري، أنبأنا أبو
عمرو ابن حمدان، أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد حمد بن محمد بن إسحاق العطاردي ببغداد، أنبأنا محمد بن علي بن عمر المقدسي، أنبأنا الحسين بن الحسن الفزاري، أنبأنا عبدالغفار بن القاسم، حدثني عدي بن ثابت عن سعيد بن جبير: عن ابن عباس حدثني بريدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم: علي مولي من كنت مولاه
ص: 433
150- عنه أخبرنا أبو الحسن على بن المسلم الفقيه، أنبأنا عبدالعزيز بن أحمد الكناني، أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن عبدالله بن محمد بن إسحاق، أنبأنا خالي أبي خيثمة ابن سليمان، أنبأنا أبو عمرو هلال بن العلاء بالرّقة، أنبأنا عبيد بن يحيي أبو سليم، أنبأنا أبو مريم عبد الغفار بن القاسم الأنصاري، عن عدي بن ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن بريدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه.
151- عنه أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم، أنبأنا أبو الفضل الرازي أنبأنا أبو القاسم جعفر بن عبدالله بن يعقوب، أنبأنا محمد بن هارون، أنبأنا نصر ابن علي، أنبأنا أبو أحمد، أنبأنا ابن أبي غنية، عن الحكم، عن سعيد بن جبير. عن ابن عباس عن بريدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه.
152- عنه أخبرنا أبو طالب علي بن عبدالرحمان بن أبي عقيل، أنبأنا أبو الحسن الخلعي علي بن الحسن بن الحسين المصري الفقيه، أنبأنا أبو محمد عبدالرحمان بن عمرو بن النحاس، أنبأنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن الأعرابي، أنبأنا عيسي بن أبي حرب الصفار، أنبأنا يحيي بن أبي بكير، أنبأنا عبدالغفار، حدثني عدي، حدثني سعيد بن جبير: عن ابن عباس، حدثني بريدة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم: علي بن أبي طالب مولي من كنت مولاه.
153- عنه أخبرنا أبو القاسم ابن السمر قندي، أنبأنا أحمد بن أبي عثمان و أبو طاهر القصاري.
حيلولة: و أخبرنا أبو عبد الله بن القصاري، أنبأنا أبي، قالا: أنبأنا إسماعيل بن الحسن بن عبدالله، أنبأنا أحمد بن محمد بن عقدة، أنبأنا يعقوب ابن يوسف ابن زياد الضبي و أحمد بن الحسين بن عبدالملك الأودي، قالا:
ص: 434
أنبأنا خالد بن مخلد، أنبأنا أبو مريم حدثني عدي بن ثابت، عن سعيد بن جبير.
عن ابن عباس حدثني بريدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم: من کنت وليه فعلي وليه.
154- عنه أخبرنا أبو الحسن ابن قبيس أنبأنا أبو منصور ابن خيرون، أنبأنا أبوبكر الخطيب، أخبرني أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر اليزدى بإصبهان، أنبأنا الحسن بن محمد الزعفراني، أنبأنا عبيدالله بن جعفر ابن محمد الرازي أنبأنا عامر بن بشير، أنبأنا أبو حسان الزيادي، أنبأنا الفضل بن الربيع، عن أبيه عن المنصور، عن أبيه، عن جده عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم:قال من كنت مولاه فعلي مولاه
ورواه عبدالله بن بريدة، عن أبيه:
155- أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبدالملك الكرماني، أنبأنا عبد الرحمان بن علي بن محمد الشاهد و أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبدالله، أنبأنا أبو بكر الخطيب.
حيلولة: و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر، أنبأنا عاصم ابن الحسن بن محمد، قالوا: أنبأنا أبو عمر بن مهدي، أنبأنا أبو العباس أحمد ابن محمد بن سعيد بن عقدة الكوفي، أنبأنا يحيي بن زكريا بن شيبان الكندي، أنبأنا إبراهيم بن الحكم بن ظهير، حدثني أبي، عن منصور بن مسلم بن سابور، عن عبدالله عطاء عن عبدالله بن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم: علي بن أبي طالب مولي كل مؤمن و مؤمنة و هو وليكم بعدي.
156- عنه أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبدالملك، أنبأنا أبو القاسم
ص: 435
إبراهيم ابن منصور، أنبأنا أبوبكر ابن المقريء، أنبأنا أبو يعلي، أنبأنا أبو خيثمة زهير بن حرب، أنبأنا أبو الجواب ، أنبأنا عمار بن زريق عن الأجلح.
عن عبدالله بن بريدة عن أبيه قال: بعث رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم بعثين إلى اليمن علي الأول علي بن أبي طالب، و علي الآخر خالد بن الوليد؛ فقال: اذا اجتمعتها فعليّ علي الناس و إذا افترقتها فكلّ واحدٍ منكما علي حده.
قال: فلقينا بني زيد من اليمن فقاتلناهم فظهر المسلمون علي الكافرين فقتلوا المقاتل وسبوا الذرية، و اصطفي علي جارية من الفيء، فكتب معي خالد يقع في عليّ و أمرني أن أنال منه قال فلما أتيت رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم رأيت الكراهة في وجهه فقلت: هذا مكان العائذ بك يا رسول الله بعثتني مع رجل
و أمرتني بطاعته فبلغت ما أرسلني به . قال: يا بريدة لا تقع في عليّ، عليّ مني و أنا منه و هو وليكم بعدي.
157- عنه أخبرنا أبو القاسم ابن السمر قندي، أنبأنا عاصم بن الحسن أنبأنا عبدالواحد بن محمد أنبأنا أبو العباس ابن عقدة، أنبأنا أحمد بن يحيي أنبأنا عبدالرحمان - هو ابن شريك - أنبأنا أبي، عن الأجلح عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال: بعث رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم مع علي جيشاً و مع خالد الوليد جيشاً آخر الي اليمين وقال أن اجتمعتم فعلي علي النّاس، و إن افترقتم فكلّ واحدٍ منكما علي حده فلقينا القوم فظهر المسلمون علي المشركين.
خالد بن
فقتلنا المقاتلة وسبينا الذرية؛ و أخذ على امرأة من ذلك السبي قال: فكتب معي خالد بن الوليد - وكنت معه - إلي رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم ينال من علي، ويخبره بذلك أن فعل و أمرني أن أنال منه.
ص: 436
فقرأت عليه الكتاب ونلت من علي، فرأيت وجه نبي الله صلى الله عليه و آله وسلم متغيراً. فقلت: هذا مقام العائذ بعثتني مع رجل و أمرتني بطاعته فبلغت ما أرسلت به فقال: يا بريدة لا تقع في عليّ فإنّه مني و أنا منه و هو وليكم بعدي.
158- عنه أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أحمد بن جعفر، أنبأنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي أنبأنا ابن نمير، أنبأنا أجلح الكندي: عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه بريدة، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم بعثين إلى اليمن علي أحدهما علي بن أبي طالب، و على الآخر خالد بن الوليد؛
فقال: إذا التقيتم فعلي علي الناس و أن افترقتها فكل واحدٍ منكما علي جنده. قال بريدة: فلقينا بني زيد من أهل اليمن فاقتتلنا فظهر المسلمون علي المشركين، فقتلنا المقاتلة، وسبينا الذرية فاصطفي علي امرأةٌ من السبي لنفسه، قال بريدة: فكتب معي خالد بن الوليد ألي رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يخبره بذلك،
فلما أتيت النبي صلى الله عليه و آله وسلم دفعت الكتاب إليه فقريء عليه، فرأيت الغضب في وجه رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فقلت: يا رسول الله هذا مكان العائد بالله يا رسول الله بعثتني مع رجل و أمرتني أن أطيعه فبلغت ما أرسلت به. فقال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم لا تقع في علي فإنه مني و أنا منه و هو وليكم بعدي.
159- عنه أخبرنا أبو القاسم ابن السمر قندي، أنبأنا عاصم بن الحسن، - أنبأنا أبو عمر بن مهدي، أنبأنا أبو العباس بن عقدة، أنبأنا الحسن بن علي بن عفان أنبأنا حسن - يعني ابن عطية - أنبأنا سعاد، عن عبد الله بن عطاء.
عن عبدالله بن بريدة عن بن بريدة، عن أبيه، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم علي بن أبي طالب و خالد بن الوليد؛ كل واحد منهما وحده و جمعهما فقال و إذا
ص: 437
اجتمعتها فعليّ عليكم . قال بريدة فأخذنا يميناً ويساراً.
قال: فأخذ على جانباً فأبعد فأصاب سبياً فأخذ جارية من الخمس قال بريدة و كنت من أشدّ الناس بغضاً لعلي و قد علم ذلك خالد بن الوليد، فأتي رجل خالداً فأخبره انه أخذ جارية من الخمس فقال: ما هذا؟ ثم جاء رجل آخر، ثم أتي آخر، ثم تتابعت الأخبار علي ذلك فدعاني خالد فقال: يا بريدة قد عرفت الذي صنع، فانطلق بكتابي هذا ألي رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم و أخبره فكتب اليه؛
فانطلقت بكتابه حتى دخلت علي رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فأخذ الكتاب فأمسكه بشماله و كان كما قال الله عزّ وجل لا يكتب ولا يقرأ، و كنت رجلاً إذا تكلمت طأطات رأسي حتي أفرغ من حاجتي، فتطأطأت رأسي فتكلّمت فوقعت فوقعت في علي فرغت ثم رفعت رأسى فرأيت رسول الله قد غضب غصباً لم أره غضب مثله قط ألا يوم بني قريضة و النظير، فنظر إلي فقال: يا بريدة: إن علياً وليكم بعدي فأحبّ علياً فأنه يفعل ما يؤمر.
قال: فقمت و ما أحد من الناس أحب إليَّ منه.
و قال عبدالله عطاء: حدثت بذلك أبا حرب ابن سويد بن غفلة فقال: كتمك عبدالله بن بريدة بعض الحديث أن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم قال له:
أنا فقت بعدي يا بريدة؟
160- عنه أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو نصر عبدالرحمان بن علي، أنبأنا يحيي بن إسماعيل، أنبأنا عبدالله بن محمد بن الحسن، أنبأنا وكيع، أنبأنا الأعمش عن سعد، عن عبيدة: عن عبدالله بن بريدة الأسلمي، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم: من كنت وليه فعلي وليه.
161- عنه أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو الحسن بن
ص: 438
النقور، أنبأنا أبوبكر محمد بن علي بن محمد ب-ن الن-صر الديباجي، أنبأنا أبوبكر يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول، أنبأنا الحسن بن عرفة أنبأنا أبو معاوية عن الأعمش، عن سعد ابن عبيدة. عن ابن بريدة عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم: من كنت وليه فعلي وليه.
162- عنه أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب. أنبأنا أبوبكر ابن مالك، أنبأنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، أنبأنا وكيع.
حيلولة: و أخبرنا أبو سهل محمد بن ابراهيم، أنبأنا أبو الفضل الرازي أنبأنا جعفر بن عبدالله، أنبأنا محمد بن هارون، أنبأنا عمرو بن علي، أنبأنا أبو ،معاويه، قالا: أنبأنا الأعمش، عن سعد بن عبيدة: عن ابن بريدة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم. و في حديث وكيع قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم: من كنت وليه فإنّ علياً وليه.
163- عنه أخبرنا أبو القاسم ابن الحصين، أنبأنا ابو علي، أنبأنا أبوبكر أنبأنا عبدالله حدثني أبي، أنبأنا أبو معاوية، أنبأنا الأعمش، عن سعد بن عبيدة: عن ابن بريدة، عن أبيه قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فى سرية؛ فلما قدمنا قال: كيف رأيتم صحابة صاحبكم ؟ قال بريدة فإما شكوته - أو شكاه غيري - قال فرفعت رأسي - و كنت رجلاً مكبابا، قال: - فإذا النبي صلى الله عليه و آله وسلم قد احمر وجهه. قال: و هو يقول من كنت وليه فعلي وليه.
164- عنه أخبرتنا أم المجتبي العلوية، قالت: قريء علي إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبوبكر بن المقريء، أنبأنا أبو يعلي، أنبأنا أبو خيثمة، أنبأنا محمد بن حازم، أنبأنا الأعمش، عن سعد بن عبيدة.
عن ابن بريدة، عن أبيه قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم في سرية و استعمل علينا علياً، فلما رجعنا قال لنا رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم: كيف وجدتم
ص: 439
صحبة صاحبكم؟ قال: فإما شكوته و إمّا شكاه غيري و كنت رجلاً مكباباً فرفعت رأسي فإذا النبي صلى الله عليه و آله وسلم قد احمر وجهه و هو يقول: من كنت وليه فعلي وليه.
165- عنه أخبرنا أبو الوفاء عمر بن الفضل بن احمد بن عبدالله المسير بإصبهان، و أبو محمد أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن الحسين الرثاني بها، قالا: أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم القفال أنبأنا ابراهيم بن عبدالله ابن محمد، أنبأنا أبو جعفر محمد بن عبيد الله بن العلاء الكاتب، أنبأنا علي بن حرب، أنبأنا أبو معاوية الضرير، أنبأنا الأعمش، عن سعد بن عبيدة:
عن ابن بريدة، عن أبيه قال: بعثنا النبي صلى الله عليه و آله وسلم في سرية فاستعمل علينا علياً فلما جئناه سألنا كيف رأيتم صاحبكم؟ فإما شكوته و إما شكاه غيري فرفعت رأسي - وكنت رجلاً مكبابا فإذا وجه رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم قد احمر و هو يقول: من كنت وليه فعلي وليه.
166- عنه كتب إلي أبوبكر عبد الغفار بن محمد، وحدثني أبو المحاسن عبدالرزاق ابن محمد عنه، أنبأنا أبوبكر الحبري. و أخبرنا أبو الحسن علي ابن عبيد الله بن أحمد بن علي البيهقي خطيب «خسروجرد» بها، أنبأنا أب--و عبدالرحمان طاهر بن محمد بن محمد الشحامي إملاء بنيسابور، أنبأنا الشيخ أبو سعيد بن أبي عمرو الصير في قالا:
أنبأنا أبو معاوية عن الأعمش، عن سعد بن عبيدة: عن ابن بريدة، عن أبيه قال: يعثنا رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم في سرية واستعمل علينا علياً، فلما قدمنا قال: كيف رأيتم أميركم؟ قال: فإما شكوته أو شكاة غيري، قال: و كنت رجلاً مكباباً قال: فرفعت رأسي و إذاً النبي صلى الله عليه و آله وسلم قد احمر وجهه، قال: فقال: من كنت وليه فعلي وليه.
ص: 440
167- عنه أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا أحمد بن جعفر، أنبأنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، أنبأنا وكيع، أنبأنا الأعمش، عن سعد بن عبيدة عن ابن بريدة، عن أبيه: أنه مر علي مجلس وهم يناولون من علي، فوقف عليهم فقال: إنّه قد كان في نفسي من علي شيء، و كان خالد بن الوليد كذلك، فبعثني رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم في سرية عليها علي.
فأصبنا ،سبياً، فأخذ علي جارية من الخمس لنفسه فقال خالد بن الوليد دونك قال: فلما قدمنا علي النبي صلى الله عليه و آله وسلم جعلت أحدثه بما كان، ثم قلت: إنّ علياً أخذ جارية من الخمس قال وكنت رجلاً مكباباً، قال فرفعت رأسي فإذا وجه رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم قد تغير. فقال: من كنت وليه فعلي وليه. 168- عنه أخبرتنا أم المجتبي العلوية قالت: قريء علي إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبوبكر ابن المقريء، أنبأنا أبو يعلى، أنبأنا محمد بن عبدالله بن ،نمير، أنبأنا وكيع، أنبأنا الأعمش، عن سعد بن عبيدة، عن ابن بريدة، عن :أبيه أنه مرّ بمجلس و هم ينالون من عليّ فوقف عليهم وقال إنه كان في نفسي علي عليّ شيء، و كان خالد بن الوليد كذلك.
فبعث النبي صلى الله عليه و آله وسلم سرية عليها علي فأصبنا غنائم فأخذ علي جارية من الخمس لنفسه، فقال خالد بن الوليد دونك. فلما قدمنا علي رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم جعلت أحدثه بما كان ثم قلت إنّ علياً أخذ لنفسه جارية من الحمس قال و كنت رجلاً مكباباً فرفعت رأسي فوجدت وجه رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم متغيراً وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه.
169- عنه أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو طالب بن غيلان أنبأنا أبوبكر الشافعي، أنبأنا محمد بن سليمان بن حرب، أنبأنا عبيد الله بن ،موسي، أنبأنا أبو اسرائيل الملائي عن الحكم عن أبي سليمان المؤذن، عن زيد
ص: 441
بن أرقم أن علياً انتشد الناس من سمع رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يقول: «من كنت مولاه فعلي ،مولاه، اللهم وال من والاه و عاد من عاداه فقام ستة عشر رجلا فشهدوا بذلك وكنت فيهم.
170- عنه أخبرنا أبو غالب بن البناء، أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد بن حسنون النرسي، أنبأنا أبو القاسم موسي بن عبدالله السراج، أنبأنا عبدالله أبي داوود، أنبأنا محمد بن عثمان العجلي أنبأنا عبيدة عن فطر، عن أبي الطفيل، قال: سمعت علياً و هو ينشد الناس في الرحبة: انشد الله امرءاً سمع رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يقول لي يوم غدير خم ما قال الا قام.
فقام ناس من الناس فشهدوا أنا رأينا رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم أخذ بيد علي و هو يقول: «اللهم وال من والاه و عاد من عاداه». قال أبو الطفيل: فخرجت و في نفسي مما سمعت شيء فلقيت زيد بن أرقم فذكرت ذلك له، :فقال: ما تنكر قد سمعناه.
171- عنه أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي التميمي أبوبكر القطيعي، أنبأنا أبو عبدالرحمن الشيباني، حدثني أبي، أنبأنا حسين بن محمد، و أبو نعيم المعني، قالا: أنبأنا فطر، عن أبي الطفيل، قال: جمع على الناس في الرحبة ثم قال لهم أنشد الله كل امريء مسلم سمع رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يقول يوم غدير خم ما سمع لما قام. فقام ثلاثون من الناس - و قال أبو نعيم فقام أناس كثير - فشهدوا أنهم رءوا رسول الله حين أخذ بيده فقال للناس «اتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم».
قالوا نعم يا رسول الله. قال: «من كنت مولاه فهذا مولاه، اللهم وال من والاه، و عاد من عاداه». قال: فخرجت و كان في نفسي شيئاً، فلقيت زيد ابن أرقم فقلت له : اني سمعت علياً يقول كذا و كذا. قال: فما تنكر قد
ص: 442
سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يقول له ذلك.
172- عنه أخبرنا أبو عبدالله الحسين بن عبدالملك، و أم البهاء بنت البغدادي، قالا: أنبأنا أبو عثمان العيار، أنبأنا أبوبكر محمد بن محمد بن الحسن ابن علي البزاز، أنبأنا أبو عبدالله محمد ابن شاذ بن قتيبة.
حيلولة: و أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد، قالت: أنبأنا أبوبكر أحمد بن الفضل الباطر قاني أنبأنا عبدالرحمن بن محمد بن ابراهيم بن مردة المديني أنبأنا أبو السري هناد بن السري قالا: أنبأنا أبو سعيد الأشج، أنبأنا العلاء بن سالم العطار:
عن يزيد بن أبي زياد، عن عبدالرحمن بن أبي ليلي قال سمعت -لي قال سمعت عليا في الرحبة ينشد - و قال أبو السري في باب الرحبة و هو ينشد الناس - من سمع النبي صلى الله عليه و آله وسلم يقول: «من كنت مولاه فعلي مولاه - زاد ابن قتيبة: الا قام. فقام اثنا عشر بدريا فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه.
173- عنه أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، أنبأنا ابو سعد الأديب، أنبأنا أبو عمرو بن حمدان.
حيلولة: و أخبرنا أبو سهل بن سعدويه، أنبأنا ابراهيم بن منصور أنبأنا أبوبكر بن المقري قالا: أنبأنا أبو يعلى، أنبأنا القواريري، أنبأنا يونس ابن أرقم:
أنبأنا يزيد بن أبي زياد، عن عبدالرحمن بن أبي ليلي، قال، شهدت علياً في الرحبة ينشد الناس: انشد الله من سمع رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يقوم يوم -
و قال ابن حمدان في يوم - غدير خم: «من كنت مولاه فعلي مولاه». لما قام فشهد قال عبدالرحمن: فقام اثنا عشر بدريا كأني أنظر الي أحدهم عليه
ص: 443
سراويل.
فقالوا نشهد أنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يقوم يوم غدير خم: «ألست أولي بالمؤمنين - زاد ابن حمدان من انفسهم. و قالا:- و أزواجي امهاتم؟». قلنا: بلي يا رسول الله. قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.
174- عنه أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر، أنبأنا أبو محمد الجواهري. حيلولة: و أنبأنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي المذهب، قالا: أنبأنا أحمد بن جعفر، أنبأنا عبدالله بن أحمد حدثني عبیدالله بيد الله بن عمر القواريري، أنبأنا يونس بن أرقم:
أنبأنا يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلي، قال شهدت علياً في الرحبة ينشد الناس: أنشد الله من سمع رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يقول يوم غديرخم «من كنت مولاه فعلي مولاه» لما قام فشهد قال عبدالرحمن.
فقام اثنا عشر بدريا كأني أنظر الي أحدهم، فقالوا نشهد أنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يقول يوم غدير خم: «ألست أولي بالمؤمنين من أنفسهم و أزواجي أمهاتهم؟» فقلنا: بلي يا رسول الله. قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه.
175- عنه قال: أنبأنا عبدالله، أنبأنا أحمد بن عمر الوكيعي، أنبأنا زيد ابن الحباب، أنبأنا الوليد بن عقبة بن نزار القسي، حدثني سماك بن عبيد بن الوليد العبسي، قال دخلت علي عبد الرحمن بن أبي ليلي فحدثني أنه شهد علياً في الرحبة فقال: أنشد الله رجلا سمع رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم شهده يوم غدير خم الاقام - و لا يقوم الا من قد رآه.
فقام اثنا عشر رجلا فقالوا: قد رأيناه و سمعناه حيث أخذ بيده يقول:
ص: 444
اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله. فقام الا ثلاثه لم يقوموا فدعا عليهم فأصابتهم دعوته.
176- عنه أخبرنا أبو غالب بن البناء و أنبأنا أبو الغنائم بن المأمون، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني، أنبأنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن بشر البجلي الكوفي الخزاز، أنبأنا علي بن الحسين الحسين بن عبيد بن كعب، أنبأنا اسماعيل بن أبان، عن أبي داود الطهوي و اسمه عيسى بن مسلم عن عمرو بن عبدالله، و عبد الأعلي بن عامر الثعلبي، عن عبدالرحمن بن أبي ليلي قال:
خطب الناس أمير المؤمنين علي بن ابي طالب في الرحبة، قال: أنشد الله امر أنشدة الاسلام سمع رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يوم غدير خم أخذ بيدي يقول: ألست أولي بكم يا معشر المسلمين من أنفسكم؟ قالوا بلي يا رسول الله.
قال «من كنت مولاه فعلي ،مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله» الاقام. فقام بضعة عشر رجلا فشهدوا قال: وكتم قوم فما فنوا من الدنيا حتي عموا وبرصوا.
قال الدار قطني : هذا حديث غريب من حديث عبد الأعلي، و عمرو بن عبد الله بن هند الجملي، عن عبدالرحمن، عن علي، تفرد به أبو داود الطهوي عنهما.
177- عنه أخبرنا أبو غالب أيضاً، أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو عمرو بن حيوة، أنبأنا محمد هارون البيع، أنبأنا محمد بن أنبأنا محمد بن حميد أنبأنا هارون بن المغيرة عن عمرو بن قيس عن الزبير بن عدي عن عمر بن سعد.
أن عليا علیه السلام جمع الناس فى الرجة و أنا شاهد، فقال: من سمع النبي صلى الله عليه و آله وسلم يقول : من كنت مولاه فعلى مولاه، فقام إليه اثناعشر رجلا
ص: 445
فشهدوا انهم سمعوا النبي صلى الله عليه و آله وسلم يقول ذلك.
178- عنه أخبرنا أبو عبدالله الخلال، و أم البهاء فاطمة بنت محمد، قالا: أنبأنا أبو عثمان سعيد بن أحمد، أنبأنا أبوبكر محمد بن محمد بن الحسن البزاز، أنبأنا أبو عبدالله محمد بن محمد ابن شاذ الراوساني، أنبأنا أبو سعيد الأشج، أنبأنا عبد الله بن الأجلح، عن أبيه:
عن طلحة بن مصرف عن عمير بن سعيد، قال: سمعت علياً ينشد الناس من سمع النبي صلى الله عليه و آله وسلم يقول : من كنت مولاه الا قام. فقام ثمانية عشر فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه.
179- عنه أخبرنا أبو البركات عمر بن ابراهيم بن محمد الزيدي، أنبأنا محمد بن بن أحمد أحمد بن محمد بن علان، أنبأنا محمد بن عبدالله بن الحسين الجعفي، أنبأنا علي بن محمد بن هارون بن زياد الحميدي، أنبأنا عبدالله بن سعيد، أنبأنا أبو الأجلح، عن الأجلح عن طلحة عن عميرة بن سعد، قال: سمعت علياً ينشد الناس من سمع رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يقول من كنت مولاه الا قام فشهد فقام ثمانية عشر رجلا فشهدوا.
180- أنبأنا أبو علي الحداد، وحدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنبأنا أبو نعيم الحافظ أنبأنا سليمان بن أحمد، أنبأنا أحمد بن إبراهيم بن عبدالله بن كيسان المديني سنة تسعين ومأتين، أنبأنا اسماعيل بن عمرو الجبلي أنبأنا مسعر عن بن مصرف، عن عميرة بن سعد، قال:
شهدت علياً علي المنبر يناشد أصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم: من سمع رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يوم غدير خم يقول ما قال فشهد. فقام اثنا عشر رجلا منهم أبو هريرة و أبو سعيد و أنس بن مالك فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من
ص: 446
عاداه.
181- عنه أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا ابوالحسين عاصم بن الحسن، أنبأنا أبو عمر الفارسي، أنبأنا أبو العباس أنبأنا أبو العباس بن عقدة، أنبأنا الحسن ابن عفان، أنبأنا عبيد الله ، عن فطر: عن أبي اسحاق، عن عمرو ذي مر، و سعيد بن وهب، و عن زيد بن يثيع، قالوا: سمعنا علياً يقول في الرحبة : أنشد الله من سمع النبي صلى الله عليه و آله وسلم يقول يوم غدير خم ما قال الاقام. فقام ثلاثة عشر فشهدوا أن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم.
قال: «ألست أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟» قالوا: بلي يا رسول الله . فأخذ بيد علي علیه السلام فقال: «من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و أحب من أحبه و ابغض من أبغضه و انصر من نصره و اخذل من خذله».
قال أبو إسحاق حين فرغ من الحديث يا ابابكر أي أشياخ هم؟
182- عنه أخبرنا أبو صالح عبد الصمد بن عبدالرحمن، و ابوبکر محمد بن شجاع، قالا: أنبأنا رزق الله بن عبدالوهاب، قالا: أنبأنا أحمد بن محمد بن متیم المتيم أنبأنا أبو العباس بن عقدة، أنبأنا أبو الحسين بن عبدالرحمن الأزدي، أنبأنا أبي، أنبأنا عبدالنور بن عبدالله قال: و أنبأنا سليمان بن قرم و هارون ابن سعد، و سعيد بن دينار، و فطر بن خليفة:
عن أبي اسحق، عن سعيد بن وهب و عمرو ذي مر، و زيد بن يثيع أن علياً قال فى الرحبة: أنشد الله كل امريء مسلم سمع رسول صلى الله عليه و آله وسلم اليوم غدير خم يقول ما قال الاقام. قال فقام ثلاثة عشر رجلا ستة من جانب و سبعة من جانب - وقال :هارون اثنا عشر رجلا - فشهدوا أن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم الاول :قال: «من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من
ص: 447
عاداه و أحب من أحبّه و أبغض من أبغضه و انصر من نصره.
183- عنه أخبرنا أبو علي بن السبط، أنبأنا أبو محمد الجواهري.
حيلولة: و أنبأنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي المذهب، قالا: أنبأنا أحمد بن جعفر، أنبأنا عبدالله بن أحمد، حدثني علي بن الحكيم الأودي أنبأنا شريك: عن أبي اسحاق، عن سعيد بن وهب، و عن زيد بن يثيع، قالا:
نشد علي علیه السلام الناس في الرحبة من سمع رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يقول يوم غدير خم .الاقام قال فقام من قبل سعيد ستة ، و من قبل زيد ستة فشهدوا أنهم سمعوا أن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يقول لعلي يوم غدير خم: أليس الله أولي بالمؤمنين؟ قالوا: بلي قال: اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه.
و قال أنبأنا عبد الله، حدثني علي بن حكيم، أنبأنا شريك، عن أبي اسحاق، عم عمر و ذي مر بمثل حديث أبي اسحاق - يعني عن سعيد وزید - و زاد فيه و انصر من نصره و اخذل من خذله.
قال: و أنبأنا عبدالله، أنبأنا علي أنبأنا شريك، عن الأعمش، عن حبيب ابن أبي ثابت، عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم، عن علي عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم بمثله.
184- عنه أخبرنا أبو حفص عمر بن ظفر بن أحمد، أنبأنا طراد بن ،محمد، أنبأنا عبدالله بن يحيي بن عبد الجبار، أنبأنا اسماعيل بن محمد الصفار، أنبأنا أحمد بن منصور، أنبأنا عبد الرزاق، أنبأنا إسرائيل.
عن أبي اسحاق، حدثني سعيد بن وهب، و عبد خير أنهما سمعا علياً برحبة الكوفة يقول: أنشد الله من سمع رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يقول: من كنت مولاه فإن علياً مولاه. قال: فقام عدة من أصحاب النبي صلى الله عليه و آله وسلم: فشهدوا
ص: 448
أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يقول ذلك.
185- عنه أخبرنا ابوالقاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا أحمد بن جعفر، أنبأنا عبدالله بن أحمد، حدثني أبي، أنبأنا محمد بن جعفر، أنبأنا شعبة:
عن أبي إسحاق، قال: سمعت سعيد بن وهب، قال: نشد علي علیه السلام الناس فقام خمسة أو ستة من أصحاب النبي فشهدوا أن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم:قال من كنت مولاه فعلي مولاه.
قال عبد الله بن أحمد: وحدثني أبي أنبأنا يحيي بن آدم: أنبأنا حنش بن الحرث بن لقيط الأشجعي عن رياح بن الحرث قال جاء رهط الي علي بالرحبة فقالوا: السلام عليك يا مولانا قال كيف أكون مولاكم و أنتم قوم عرب؟ قالوا سمعنا رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يوم غدير خم يقول: من كنت مولاه فإن هذا مولاه. قال رياح فلما مضوا تبعتهم فسألت من هولاء؟ قالوا نفر من الأنصار فيهم أبو أيوب الأنصاري.
186- عنه أخبرنا أبو علي بن السبط، أنبأنا أبو محمد الجواهري.
حيلولة: و أخبرنا أبو لقاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي المذهب، قالا: أنبأنا أحمد بن جعفر، أنبأنا عبدالله بن أحمد، حدثني أبي، أنبأنا محمد بن عبدالله، أنبأنا الربيع - يعني ابن صالح الأسلمي.
حدثني زياد ابن ابي زياد قال: سمعت علي بن أبي طالب علیه السلام ينشد الناس فقال: أنشد الله رجلا مسلماً سمع رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يقول يوم غدير خم ما قال فقام اثنا عشر بدريا فشهدوا.
قال: وحدثني أبي، أنبأنا ابن غير أنبأنا عبد الملك، عن أبي عبدالرحيم الكندي: عن زادان أبي عمر قال: سمعت علياً في الرحبة و هو ينشد الناس:
ص: 449
من شهد رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يوم غدير خم و هو يقول ما قال فقام ثلاثه عشر رجلا فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم و هو يقول: من كنت مولاه فعلی مولاه.
187- عنه أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو سعد الجنزرودي، أنبأنا السيد أبو الحسن محمد بن علي، أنبأنا أحمد بن علي بن مهدي، أنبأنا أبي، أنبأنا علي بن موسي الرضا، أنبأنا أبي، عن أبيه جعفر الصادق، حدثني أبي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه:
عن جده علي بن أبي طالب علیه السلام ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله.
188- عنه أخبرنا أبو سعد البغدادي، أنبأنا محمد بن أحمد بن علي بن شكرويه، و محمد بن أحمد ابن علي السمسار، قالا: أنبأنا ابراهيم بن عبدالله این خورشید قوله أنبأنا أبو عبدالله الحسين ابن اسماعيل المحاملي، أنبأنا أخو کرخویه و هو محمد بن يزيد، أنبأنا أبو عامر ، أنبأنا كثير - يعني النّوا:
عن محمد بن عمر بن علي، عن أبيه، عن علي علیه السلام أن النبي صلى الله عليه و آله وسلم حضر الشجرة بخم ثم خرج آخذ بيد علي فقال: يا أيها الناس ألستم تشهدون أن الله عز و جل ربكم؟ قالوا: بلي. قال: ألستم تشهدون أن الله تبارك و تعالي و رسوله أولي بكم من أنفسكم و أن الله و رسوله مولاكم؟ قالوا: بلي. قال: فمن كنت مولاه فهذا مولاه إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعده.
189- عنه أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر، أنبأنا الحسن بن علي. و أخبرنا أبو القاسم هبة الله ابن محمد، أنبأنا أبو علي الواعظ، قالا: أنبأنا أبوبكر
ص: 450
ابن مالك، أنبأنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، أنبأنا حجاج بن الشاعر، أنبأنا شبابة، حدثني نعيم بن حكيم حدثني أبو مريم و رجل من جلساء علي عن علي علیه السلام أن النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال: يوم غدير خم من كنت مولاه فعلي
قال: فزاد الناس بعد وال من والاه و عاد من عاداه.
190- عنه أخبرنا أبو غالب ابن البناء، أنبأنا أبو الحسين بن الفرسي أنبأنا موسي بن عيسي ابن عبدالله السراج، أنبأنا عبدالله بن سليمان، أنبأنا اسحاق بن منصور، أنبأنا محمد بن يوسف، عن فطر: عن أبي الطفيل عن علي علیه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم: من كنت مولاه فإن علياً مولاه اللهم عاد من عاداه و وال من والاه.
191- عنه أخبرنا أبو الوفاء عمر بن الفضل بن أحمد، أنبأنا ابراهيم بن محمد القفال، أنبأنا ابراهيم ابن عبد الله بن محمد، أنبأنا ابراهيم بن محمد بن بطحاء المحتسب، أنبأنا أحمد بن سعد بن ابراهيم بن سعد أبو ابراهيم الزهري، أنبأنا يحيي بن سليمان الجعفي، أنبأنا يحيي بن يعلي، أنبأنا الأعمش عن ن أبي اسحاق، عن سعيد بن وهب قال: قال علي علیه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم من كنت مولاه فعلي ،مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه.
192- أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد، أنبأنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن الخلال، أنبأنا أبو محمد الحسن بن الحسين ابن علي بن العباس
النوبختي، أنبأنا أبو الحسن علي بن عبدالله بن مبشر، أنبأنا عبدالحميد بيان أنبأنا خالد عبدالله بن عن الأجلح عن أبي إسحاق، عن سعيد بن وهب، قال: سمعت علياً يقول: أنشد الله رجلا سمع محمدا صلى الله عليه و آله وسلم يقول: «ألا ان الله وليي و أنا ولي المؤمنين من كنت وليه فان علياً وليه. «فقام ستة نفر
ص: 451
فشهدوا بذلك.
193 - عنه أخبرتنا أم المجتبي فاطمة بنت ناصر، قالت: قريء علي ابراهيم بن منصور، أنبأنا أبوبكر بن المقري، أنبأنا أبو يعلي الموصلي، أنبأنا أبوبكر بن أبي شيبة، أنبأنا شريك: عن حسن بن الحرث، قال بينا علي علیه السلام جالس في الرحبة، إذ جاء رجل عليه أثر ،سفر، فقال: السلام عليك يا مولاي. فقال: من هذا؟ فقام أبو أيوب الأنصاري فقال: أني سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم:يقول من كنت مولاه فعلي مولاه.
قال ابن عساكر كذا في الأصل و الصواب انما هو عن حنش، عن رياح بن الحرث.
194- عنه أخبرناه أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش، أنبأنا أبو الطيب طاهر بن عبدالله الطبري، أنبأنا علي بن عمر بن محمد الحربي، أنبأنا أحمد بن الحسن بن عبدالجبار ، أنبأنا أبوبكر ابن أبي شيبة، أنبأنا شريك، عن حنش عن رياح بن الحرث قال: بينا نحن جلوس في الرحبة مع علي اذ جاء رجل عليه أثر السفر فقال: السلام عليك يا مولاي قال من هذا؟ قالوا: هذا أبو أيوب الأنصاري فقال: أني سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه 195- عنه أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا ابو الحسين بن النقور، أنبأنا عيسي بن علي أنبأنا عبدالله بن محمد، أنبأنا عثمان بن أبي أبي شيبة، أنبأ شريك عن حنش بن الحرث عن رباح بن الحرث، قال: بينا علي جالس اذ جاء رجل عليه اثر السفر، فقال: السلام عليك يا مولاي قال: من هذا؟ قال: أبو أيوب فقال علي افرجوا له. فقال أبو أيوب: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم:يقول من كنت مولاه فعلي مولاه
ص: 452
196- عنه أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنبأنا منصور بن الحسين ابن علي، و أحمد بن محمود بن أحمد، قالا: أنبأنا أبوبكر بن المقري، أنبأنا أبوبكر محمد بن عبدالله بن سليمان الهلالي خياط السنة في المسجد الحرام، أنبأنا أبو القاسم بن محمد الدلال، أنبأنا نحول بن ابراهيم، أنبأنا جابر ابن الحر، عن أبي اسحاق السبيعي عن عمرو ذي مر، عن علي علیه السلام ان النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه
197- عنه أخبرنا أبو القاسم بن السمر قندي، أنبأنا عمر بن عبيد الله بن عمر، و ابو محمد و أبو الغنائم ابنا أبي عثمان.
حيلولة: و أخبرنا ابو محمد بن طاووس، أنبأنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، قالوا: أنبأنا عبدالله ابن عبيد الله بن يحيي، أنبأنا أبو عبدالله المحاملي.
حيلولة: و أخبرنا أبو محمد أيضاً، أنبأنا عاصم بن الحسن، أنبأنا أبو عمر بن مهدي أنبأنا محمد بن مخلد قالا: أنبأنا محمد بن الوليد البسري أنبأنا ،شعبة عن سلمة ابن كهيل، قال:
سمعت أبا الطفيل يحدث عن أبي سريحة أو زيد بن أرقم - شعبة الشاك - قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه.
قال سعيد بن جبير و أنا قد سمعته قبل هذا من ابن عباس قال محمد: و أظنه قال: وكتمه و في حديث المحاملي و أنا قد سمعت مثل هذا عن ابن عباس و لم يزد عليه.
قد رواه أبو الطفيل عنهما جميعاً فأما حديث أبي الطفيل عن زيد:
198- عنه أخبرناه أبو محمد السيدي، أنبأنا أبو محمد عثمان البجيري أنبأنا أبو عمرو و بن حمدان، أنبأنا أبو يعلي الموصلي، أنبأنا الأزرق بن علي،
ص: 453
أنبأنا حسان بن ابراهيم، أنبأنا محمد بن سلمة، عن أبيه:
عن أبي الطفيل عامر بن واثلة انه سمع زيد بن أرقم يقول نزل رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم بين مكة بين و المدينة عند السمرات خمس دوحات عظام فكنس الناس ما تحت السمرات ثم راح رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فصلي ثم قام خطيباً فحمد الله و أثني عليه و ذكر و وعظ و قال: ما شاء الله أن يقول.
ثم قال: يا أيها الناس اني تارك فيكم أمرين لن تضلوا اذا اتبعتموهما كتاب الله و أهل بيتي عترتي ثم قال: أتعلمون أني اولي بالمؤمنين من .أنفسهم ثلاث مرات - فقال الناس : نعم فقال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم : من كنت مولاه فان عليا مولاه.
199- عنه أخبرنا أبو عبد الله الخلال، و أم المجتبي بنت ناصر، قالا: - أنبأنا ابراهيم بن منصور، أنبأنا أبوبكر بن المقري أنبأنا أبو يعلي، أنبأنا الأزرق ابن علي، أنبأنا حسان، أنبأنا محمد بن سلمة، عن أبيه عن أبي عبدالله الشامي، قال: بينا أنا جالس عند زيد بن أرقم و هو جالس في مجلسي بني الأرقم، فجاءه رجل من مراد علي بغلة فقال في القوم زيد؟ فقال القوم : نعم هذا زيد فقال: أنشد الله الذي لا اله الا هو هل سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يقول : من كنت مولاه فان علياً ،مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه ؟ قال زيد نعم.
قال ابن عساكر: واللفظ للخلال.
200- عنه أخبرنا أبو محمد هبة الله بن سهل و أبو القاسم تميم بن أبي سعيد قالا: أنبأنا محمد بن عبد الرحمان، أنبأنا محمد بن محمد بن أحمد، أنبأنا أبوبكر محمد بن مروان، أنبأنا هشام بن عمار، أنبأنا سعيد بن يحيي، حدثني الفضل بن غزوان عن عطية العوفي، حدثني زيد بن أرقم أنه سمع رسول
ص: 454
الله صلى الله عليه و آله وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه
201- عنه أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه وحدثني أبو مسعود عنه أنبأنا أبو نعيم الحافظ، أنبأنا عبدالله بن محمد محمد بن عطا أنبأنا محمد بن ابراهيم ابن أبان الجيراني، أنبأنا بكر بن بكار، أنبأنا فضيل بن مرزوق: عن عطية بن سعد، عن زيد بن أرقم ، قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه.
202- عنه أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أحمد ابن جعفر أنبأنا عبدالله بن أحمد، حدثني أبي، أنبأنا ابن نمير، أنبأنا عبدالملك - يعني ابن أبي سليمان - عن عطية العوفي، قال: أتيت زيد بن أرقم فقلت: ان ختناً لي يحدثني عنك بحديث في شأن علي علیه السلام یوم غدیرخم فأنا أحب أسمعه منك.
فقال: انكم معشر أهل العراق فيكم ما فيكم. فقلت له: ليس عليك مني بأس. قال: نعم كنا بالجحفة فخرج رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم الينا ظهراً و ه-و آخذ بعضد علي ، فقال : أيها الناس ألستم تعلمون أني أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلي قال فمن كنت مولاه فعلي مولاه. قال: فقلت له هل قال: اللهم وال من والاه و عاد من عاداه قال: انما أخبر ذك كما سمعت.
203- عنه أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو الحسن عاصم ابن الحسين، أنبانا أبو عمر بن مهدي، أنبأنا أبو العباس بن عقدة، أنبأنا الحسن بن جعفر بن مدرار أنبأنا عمي طاهر بن مدرار أنبأنا معاوية بن ميسرة بن شريح، حدثني الحكم بن عتيبة، وسلمة بن كهيل، قالا:
أنبأنا حبيب - و كان اسكافاً في بني بدي و أنثي عليه خيراً- أنه سمع زيد بن أرقم يقول: خطبنا رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يوم غدير خم فقال: من كنت
رسول مولاه فعلي ،مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه.
ص: 455
204- عنه أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو طالب بن غيلان، - أنبأنا أبوبكر الشافعي، أنبأنا اسحاق بن الحسن الحربي، أنبأنا أبو نعيم الفضل ابن دكين أنبأنا كامل أبو العلاء عن حبيب بن أبي ثابت.
عن يحيي بن حمدة عن زيد بن أرقم، أن رسول صلى الله عليه و آله وسلم وقال لعلي يوم غدير خم من كنت مولاه فعلي مولاه
205- عنه أخبرنا أبو عبد الله الخلال، أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا - أبو بكر ابن المقري، أنبأنا أبو عروبة الحراني، أنبأنا اسماعيل بن موسي ابن بنت السدي، أنبأنا تليد بن سليمان، عن الحسن بن عبيد الله عن أبي الضحي، عن زيد بن أرقم، قال: سمعت النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه.
206- عنه أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي المذهب، أنبأنا أحمد بن جعفر، أنبأنا عبدالله بن أحمد، حدثني أبي أنبأنا محمد بن جعفر، أنبأنا شعبة. عن ميمون أبي عبدالله قال: كنت عند زيد بن أرقم، فجاء رجل من أقضي الفسطاط فسأله عن ذا فقال: ان رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم قال: الست أولي
بالمؤمنين من أنفسهم قالوا: بلي قال من كنت مولاه فعلي مولاه.
قال میمون: فحدثني بعض القوم عن زيد، أن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم قال: اللهم وال من والاه و عاد من عاداه. قال عبدالله بن أحمد: وحدثني أبي أنبأنا عفان، أنبأنا أبو عوانه، عن المغيرة عن أبي عبيد: عن ميمون أبي عبدالله، قال: قال زيد بن أرقم - و أنا أسمع - نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم، بواد يقال له وادي خم.
فأمرنا بالصلاة فصلاها بهجير، قال: فخطبنا و ظلل لرسول الله صلى الله عليه و آله وسلم بنشوب علي شجرة سمر من الشمس، فقال: الستم تعلمون، أو لستم تشهدون أني اولي بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى قال فمن كنت مولاه
ص: 456
فان علياً مولاه اللهم عاد من عاداه و وال من والاه.
207- عنه أخبرنا ابو القاسم عبد الصمد بن محمد بن عبد الله، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد، أنبأنا أحمد محمد بن موسي ، أنبأنا العباس أحمد بن محمد بن سعید أنبأنا أبو ، أنبأنا الحسن بن علي بن بزيع ، أنبأنا اسماعيل بن صبيح، أنبأنا جناب بن نسطاس، عن فطر بن خليفة الخياط:
عن أبي اسحاق، عن زيد بن أرقم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم لعلي: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال مولاه و عاد من ،عاداه و احب من أحبه و أبغض من أبعضه و انصر من نصره و اخذل من خذله.
208- عنه أخبرنا أبوبكر محمد بن الحسين بن المرزقي، أنبأنا أبو الحسين محمد ابن علي بن المهتدي أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد ابن الحسن، أنبأنا العباس بن أحمد البرتي أنبأنا نصر ابن عبدالرحمان أب-و سليمان الرشاد، أنبأنا زيد بن الحسن الأنماطي، أنبأنا معروف بن خربوذ المكي:
عن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن حذيفة بن سويد، قال: لما قفل رسول صلى الله عليه و آله وسلم ، عن حجة الوداع نهي نهي أصحابه عن شجرات بالبطحاء متقاربات أن ينزلوا حولهن، ثم بعث اليهن فصلى تحتهن ثم قام فقال: أيها الناس قد نبأني اللطيف الخبير أنه لم يعمر نبي الا مثل نصف عمر الذي يليه من قبله، و اني لأظن أن يوشك أن أدعي فأجيب، و اني مسؤل و أنتم مسؤلون، فما ذا أنتم قائلون؟
قالوا: نشهد أنك قد بلغت و نصحت و جهدت، فجزاك الله خيرا. قال: الستم تشهدون أن لا اله الا الله و أن محمداً عبده و رسوله، و أن جنته حق و ناره حق و أن الموت حق و ان البعث بعد الموت حق و أن الساعة آتية
ص: 457
لا ريب فيها و أن الله يبعث من في القبور؟ قالوا: بلي نشهد بذلك. قال اللهم اشهد.
ثم قال: أيها الناس ان الله مولاي و أنا مولي المؤمنين و أني أولي بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه.
ثم قال: أيها الناس إني فرطكم وانكم و اردون علي الحوض ، حوضي أعرض مما بين بصري و صنعا فيه عدد قدحان من فضة و اني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني الأكبر كتاب الله سبب طرفه بيد الله عز و جل و طرف بأيديكم فاستمسكوا به ولا تضلوا و لا تبدلوا و عترتي أهل بيتي فانه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يتفرقا حتى يردا حوضي.
209- عنه أخبرنا أبو عبدالله الحسين بن عبدالملك، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنبأنا أبوبكر بن المقري، أنبأنا أبو العباس بن قتيبة، أنبأنا ابن السري، أنبأنا عبدالرزاق، أنبأنا معمر ، عن علي بن زيد بن جدعان عن عدي بن أبي ثابت عن البراء بن عازب، قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم حق نزلنا غدير خم بعث مناديا ينادي.
فلما اجتمعنا :قال ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قلنا: بلى يا رسول الله. قال ألست أولي بكم من أمهاتكم؟ قلنا؟ بلي يا رسول الله. قال: ألست أولي بكم من آبائكم؟ قلنا: بلي يا رسول الله. قال: الست أولي بكم الست الست. قلنا: بلي يا رسول الله . قال: فمن كنت مولاه فان علياً بعدي مولاه. اللهم وال من والاه وعاد عاداه. فقال عمر بن الخطاب: هنيئاً لك يا ابن أبي طالب، أصبحت اليوم ولي كل مؤمن.
ص: 458
210- عنه أخبرنا أبوبكر محمد بن عبدالباقي، أنبأنا أبو الحسن علي بن ابراهيم ابن عيسي المقري الباقلاني قراءة عليه و أنا حاضر أنبأنا أبو بكر بن مالك املاءاً أنبأنا ابن صالح الهاشمي، أنبأنا هدبة بن خالد، حدثني حماد بن سلمة، عن علي بن زيد بن جدعان، عن عدي بن ثابت و أبي هارون العبدي: عن عدي ،ثابت عن البراء بن عازب، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم ، في حجة الوداع.
فكسح الرسول الله صلى الله عليه و آله وسلم تحت شجرتين و نودي في الناس: ان الصلاة جامعة ف فدعا علياً و أخذ بيده فأقامه عن يمينه فقال: الست أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلي قال الست أولي بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلي. - و في أحد الحديثين اليس أزواجي أمهاتكم؟ قالوا: بلي - قال: هذا ولي
من أنا مولاه اللهم وال من والاه وعاد منعاداه.
فقال له عمر: هنيئاً لك يا علي أصبحت مولاي و مولي كل مؤمن.
211- عنه و أخبرناه أبو أحمد هبة الله بن سهل، أنبأنا أبو عثمان البخيري، أنبأنا أبو عمرو ابن حمدان، أنبأنا أبو العباس الحسن بن سفيان، أنبأنا هدبة عن حماد بنبن سلمة عن علي ابن زيد و أبي هارون العبدي عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب، قال: أقبلنا علي رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم و في حجة الوداع حتى أتينا غدير خم.
فكسح لرسول الله صلى الله عليه و آله وسلم تحت شجرتين، فأخذ بيد علي بن أبي طالب فقال: الست أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلي - و في أحد الحديثين اليس أزواجي أمهاتكم؟ قالوا: بلي - قال: فهذا مولي من أنا مواليه أو مولي مواليه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه.
فقال: عمر بن الخطاب هنيئاً لك يا ابن أبي طالب أصبحت و أمسيت
ص: 459
مولي كل مؤمن ومؤمنة.
212- عنه أخبرتنا أم المجتبي العلوية قالت: قريء علي ابراهيم بن منصور، أنبأنا أبوبكر بن المقري، أنبأنا أبو يعلي، أنبأنا هدبة بن خالد، أنبأنا حماد - يعني ابن سلمة عن علي بن زيد عن عدي بن ثابت، عن البرا.
قال: و أنبأنا حماد، عن أبي هارون، عن عدي بن ثابت عن البراء قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم في حجة الوداع. فلما أتينا علي غدير خم كسح لرسول الله صلى الله عليه و آله وسلم تحت شجرتين، و نودي في الناس الصلاة جامعة و دعا رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم و أخذ بيده فأقامه عن يمينه.
فقال: الست أولي بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلي - و في أحد الحديثين اليس أزواجي أمهاتكم؟ قالوا: بلي قال فهذا موالي من أنا مواليه ، ومولي من أنا ،مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه.
فلقيه عمر بن الخطاب فقال: هنيئاً لك يا علي أصبحت و أمسيت مولي كل مؤمن ومؤمنة.
213- عنه أخبرنا أبو عبدالله الحسين بن عبدالملك، أنبأنا ابراهيم بن منصور، أنبأنا أبوبكر ابن المقري، أنبأنا أبو يعلي، أنبأنا ابراهيم بن الحجاج الشامي، أنبأنا حماد سلمة بن عن علي بن زيد، و أبي هارون العبدي:
عن عدي بن ثابت عن البراء قال: لما اقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم في حجة الوداع حتي اذا كنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة و كسح النبي صلى الله عليه و آله وسلم و سلم تحت شجرتين، فأخذ النبي صلى الله عليه و آله وسلم بيد علي ثم قال: الست ءولي بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بليو قال: الست أولي بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلي و قال احدهما اليس أزواجي أمهاتكم؟ قالوا: بلي - فقال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم: فان هذا مولي من أنا ،مولاه، اللهم وال من والاه و عاد
ص: 460
من عاداه.
قال: فلقيه عمر بعد ذلك، فقال: هنياً لك يا أبي طالب أصبحت و أمسيت مولي كل مؤمن ومؤمنة.
214- عنه أخبرنا أبو طالب بن أبي عقيل، أنبأنا علي بن الحسين الخلعي، أنبأنا عبدالرحمان بن عمر الشاهد، أنبأنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد أنبأنا أبو يحيي زكريا بن يحيي الناقد، أنبأنا عبدالرحمان بن صالح الازدي، أنبأنا موسي بن عثمان الحربي عن أبي اسحاق عن البراء بن عازب، وزيد بن أرقم :قالا كنا مع النبي صلى الله عليه و آله وسلم يوم غدير خم و نحن نرفع غصن الشجرة عن رأسه.
فقال: ان الصدقة لا تحل لي و لا لأهل بيتي، لعن الله من ادعي الي غير ابيه و من تولى غير مواليه الولد للفراش و للعاهر الحجر، ليس لوارث وصية، ألا قد سمعتموني و رأيتموني فمن كذب علي متعمداً فليتبواً مقعده من النار، ألا اني فرطكم علي الحوض ومكاثر بكم فلاتسودوا وجهي.
الا استنقد رجالا و ليستنقذن بي قوم آخرون ألا و ان الله ولي و و أنا ولي كل مؤمن، فمن كنت مولى فعلي مولاه.
215- عنه أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النقور ، و أبو القاسم بن البسري، و أبو محمد أحمد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان قالوا: أنبأنا أبو الحسن أحمد ابن محمد بن موسي بن القاسم بن الصلت أنبأنا أبوبكر أحمد بن عبدالله صاحب أبي صخرة املاءاً، أنبأنا محمد بن زنجوية، أنبأنا الحميدي، أنبأنا يعقوب بن جعفر بن كثير المدني:
عن مهاجر بن مسمار حدثتني و قال ابن النقور أخبرتني - عائشة بنت سعد، عن سعد، أنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم بطريق مكة و ه-و
ص: 461
متوجه اليها، فلما بلغ غدير خم الذي بخم وقف الناس ثم رد من مضي و لحقه منهم من تخلف فلما اجتمع الناس قال ايها الناس هل بلغت؟ قالوا: نعم. قال: اللهم أشهد ثلاثا أيها الناس من وليكم؟ قالوا: الله ورسوله - ثلاثا ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب علیه السلام فأقامه فقال - و قال ابن النقور: ثم قال : من كان الله ورسوله وليه فان هذا وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.
216- عنه أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو سعد الجنزرودي، أنبأنا السيد أبو الحسن محمد بن علي، أنبأنا محمد بن عمر البزاز، أنبأنا عبدالله ابن زياد المقبري أنبأنا أبي، أنبأنا حفص بن عمر العمري، أنبأنا غياث بن إبراهيم عن طلحة بن يحيي، عن عمه عيسي بن طلحة، عن طلحة بن عبيد الله، أن النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال : علي مولي من كنت مولاه.
217- عنه أخبرنا أبو منصور بن رزين، أنبأنا أبوبكر الخطيب، أنبأنا محمد بن أبي النرسي، أنبأنا محمد عبدالله بن بن ابراهيم حدثني محمد بن بهار بن عمار بن أبي المحياة التيمي، أنبأنا أبو مسعود أحمد بن الفرات، أنبأنا يحيي الحماني، عن قيس بن الربيع عن الأعمش، عن إبراهيم: عن علقمة عن عبد الله ان النبي صلى الله عليه و آله وسلم ، قال: من كنت مولاه فعلي مولاه.
218- عنه أخبرنا أبو الفضل محمد بن اسماعيل الفضلي أنبأنا أبو القاسم الخليلي، أنبأنا أبو القاسم الخزاعي، أنبأنا الهيثم بن كليب الشاشي، أنبأنا عبدالرحمان بن محمد بن منصور، أنبأنا موسي بن داود، أنبأنا المطلب الثقفي: عن عبدالله بن محمد بن عقيل عن جابر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم یوم غدير خم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه.
219- عنه أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي، أنبأنا عبدالعزيز
ص: 462
بن أحمد، أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر، أنبأنا جعفر بن محمد بن جعفر الكندي، أنبأنا أحمد بن عبد الرحيم بن بكر الحوطي، أنبأنا محمد بن عيسي أنبأنا المطلب بن زياد عن عبد الله بن محمد بن عقيل، قال: كنا عند جابر بن عبدالله و عنده محمد الحنيفة،
بن فجاءه رجل من أهل العراق فقال: أنشدك بالله يا جابر الا أخبرتني ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم: قال :جابر كنا مع رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فخرج من خ- خباء أو فسطاط فقال لعلي و أشار بيده هلم هلم و ثم ناس من جهينة و مزينة و غفار - فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه. قال: قال الرجل العراقي أنشدك بالله أكان ثم أبوبكر و عمر؟ قال: اللهم لا.
220- عنه أخبرناه عالياً أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو الحسين ابن النقور، و أبو القاسم بن البسري و أبو محمد بن أبي عثمان، و أبو عبدالله مالك بن أحمد بن علي.
حيلولة: و أخبرنا أبو محمد بن طاووس بدمشق، و عبدالله بن المبارك بن طالب بن الحسن بن نيال و أبو عبد الله حمزة بن المظفر بن حمزة الحاجب، و محمد بن الحسن بن هبة الله المقري، أنبأنا أبو القاسم صدقة محمد بن السياف و عبیدالله بن علي بن عبیدالله بن شاشير، و أبوالحسن بن كافور ابن عبدالله الحبشي و علي بن عبدالكريم بن أحمد بن الكعكي و علي بن عبد العزيز بن الحسن السماك، و أبو عامر محمد بن سعدون بن مرجا.
و أبو اسحاق ابراهيم بن محمد بن نبهان، و أبوالفتح عبدالرحمان بن محمد بن مرزوق و أبو منصور المبارك بن عبدان بن الحسين بن عثمان الشواء، و أبو المظفر بن أحمد بن محمد بن الدباس، و أبو البقاء أحمد بن محمد عبدالعزيز، و أبو حفص عمر بن المظفر بن أحمد المغازلي ببغداد، وأبو الرضا
ص: 463
حيدر بن محمد بن أبي زيد الحسني الفقيه.
و أبو سعد بندار بن محمد بن علي بن نما القاضي باصبهان قالوا: أنبأنا مليك ابن أحمد، قالوا: أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسي بن القاسم الصلت، أنبأنا ابراهيم ابن عبدالصمد الهاشمي، أنبأنا أبو سعيد الأشج، أنبأنا المطلب ابن زياد عن عبدالله بن محمد بن عقيل،
قال: كنت عند جابر بن عبد الله في بيته و علي بن الحسين و محمد بن الحنفية و أبو جعفر، فدخل رجل من أهل العراق فقال أنشدك بالله ألا حدثتني ما رأيت و ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم قال: كنا بالجحقة بغدير خم و ثم ناس كثير من جهينة و مزينة و غفار، فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم من خباء أو فسطاط فاشار بيده فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلی مولاه.
221- عنه أخبرنا أبو المظفر بن القشيري و أبو القاسم الشحامي قالا: أنبأنا أبو سعد الأديب، أنبأنا أبو سعد الكرابيسي، أنبأنا أبو الشامي أنبأنا سويد ابن سعيد، أنبأنا المطلب بن زياد عن عبد الله بن محمد بن عقيل، قال: كنت أنا و محمد بن الحنيفة و علي بن الحسين و أبو جعفر بن محمد بن علي عند جابر بن عبدالله اذ دخل علينا رجل من أهل العراق، فقال: يا جابر ناشدنك بالله الا أخبرتنا نا رأيت و سمعت في علي. فقال:
اللهم نعم أنا كنت بالجحفة بغدير خم اذ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و آله وسلممن خبأء أو فسطاط فقال: هلم هلم ثلاث مرات، وثم ناس من خزاعة و مزينة و جهينة و أسلم و غفار، فأخذ بيد علي. فقال: بالله أكان ثم أبوبكر عمر فقال اللهم لا.
222 عنه أخبرنا ابو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن بن قبيس،
ص: 464
قالا: أنبأنا أبو منصور بن زريق، أنبأنا ابوبكر الخطيب، أنبأنا أبو طاهر عبدالله بن محمد بن جعفر المؤدب، أنبأنا ابوالفتح محمد بن الحسين بن أحمد الأزدي الحافظ، أنبأنا محمد بن عبدالله الصيرفي، و علي بن ابراهيم البلدي و ،جماعة، قالوا: أنبأنا أحمد بن عبدالله بن يزيد المؤدب أبو جعفر السامري أنبأنا عبدالرزاق، أنبأنا سفيان الثوري عن عبدالله بن عثمان بن خثيم:
عن عبدالرحمان بن بهمان قال سمعت جابر بن عبدالله يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم و هو آخذ بضبع علي يوم الحديبية و هو يقول: هذا أمير البررة قاتل الفجرة منصور من نصره مخذول من خذله.
قال جابر مد بها رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم صوته. قال أبو الفتح: تفرد ب-ه عبدالرزاق وحده قال الخطيب و لم يروه عن عبدالرزاق غير أحمد بن
عبد الله هذا، و هو أنكر ما يحفظ عليه ، و الله أعلم.
223- أخبرتنا أم المجتبي العلوية، قالت: قريء علي ابراهيم بن منصور، أنبأنا أبوبكر بن المقري، أنبأنا أبو يعلي، أنبأنا سهل بن زنجلة الرازي أبو عمر، أنبأنا عبدالله بن صالح، أنبأنا ابن لهيعة عن بكر بن سوادة، و ابن هبيرة
عن قبيصة بن ذويب و أبي سلمة، عن جابر بن عبدالله، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم حتي نزل بخم، فتنحي الناس عنه، و نزل معه علي بن أبي طالب، فشق علي النبي صلى الله عليه و آله وسلم تأخر الناس عنه، فأمر علياً فجمعهم.
فلما اجتمعوا قام فيهم و هو متوسد علي علي بن أبي طالب علیه السلام فحمد الله و أثني عليه قال: أيها الناس اني قد كرهت تخلفكم عني حتي خيل الي إنه ليس شجرة أبغض الي من شجرة تليني، ثم قال: لكن علي بن أبي طالب علیه السلام أنزله الله مني بمنزلة منه، كما أنا عنه راض، فانه لا يختار علي
ص: 465
قربي و محبتي شيئاً، ثم رفع يديه ثم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه.
اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و ابتدر الناس رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يبكون و يتضرعون اليه و يقولون يا رسول الله انما تنحينا كراهية أن نثقل عليك، فنعوذ بالله من سخط الله وسخط رسوله فرضي عنهم رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم عند ذلك، فقال أبوبكر: يا رسول الله استغفر لنا جميعاً فقال لهم: أبشروا فو الذي نفسي بيده ليدخلن الجنة من أصحابي سبعون الفاً بغير حساب، ومع كل الف سبعون الفاً و . و من بعدهم مثلهم أضعافاً.
قال أبوبكر: يا رسول الله زدنا و كان رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم في موضع رمل فحفن بيديه من ذلك الرمل ملاً كفيه ثم قال هكذا قال ابوبکر زدنا يا
رسول الله ففعل مثل ذلك ثلاث مرات فقال ابو بکر زدنا یا رسول الله.
فقال عمر و من يدخل النار بعد الذي سمعنا من رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم بعد ثلاث حثيات من الرمل من الله فضحك رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فقال: والذي نفسي بيده ما يفي بهذا أمتي حتي يوفي عدتهم من الأعراب.
224- عنه أنبأنا أبو علي الحداد، وحدثني أبو مسعود المعدل عنه، أنبأنا أبو نعيم الحافظ، أنبأنا سليمان بن أحمد، أنبأنا مطلب بن شبيب، أنبأنا عبدالله ابن صالح، حدثني ابن لهيعة، عن عبد الله بن هبيرة، عن بكر بن سواده:
عن قبيصة بن ذويب و أبي سلمة عبدالرحمان، عن جابر بن عبدالله، أن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم نزل بخم فتنحي الناس عنه، و نزل معه علي ابن أبي طالب، فشق علي النبي صلى الله عليه و آله وسلم تأخر للناس عنه، فأمر علياً ليجمعهم، فلما اجتمعوا قام فيهم و هو متوسد علياً بن ابي طالب، فحمد الله و أثني عليه ثم قال: أيها الناس اني قد كرهت تخلفكم و تخليكم عني حتي خيل الي انه ليس من شجرة أبغض اليكم من شجرة تليني.
ص: 466
225- ثم قال: لكن علي بن أبي طالب أنزله الله مني بمنزلتي عنده فرضي الله عنه كما أنا راض عنه فانه لا يختار علي قربي ومحبتي شيئا ثم رفع يديه فقال: اللهم من كنت مولاه فعلي ،مولاه اللهم وال من والاه وعاد عاداه. فابتدر الناس الي رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يبكون و يتضرعون و يقولون: والله يا رسول الله ما تنحينا عنك الا كراهية أن نثقل عليك، فنعوذ بالله من سخط الله وسخط رسوله. فرضي عنهم رسول الله له عند ذلك.
226- عنه أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو سعد محمد بن عبدالرحمان، أنبأنا السيد أبو الحسن محمد بن علي بن الحسين، أنبأنا سليمان بن أحمد الحافظ، أنبأنا محمد بن اسحاق الحافظ، أنبأنا اسماعيل بن أبي أويس:
أنبأنا جعفر بن ابراهيم الجعفري قال: كنت عند الزاهري أسمع منه، فاذا عجوز قد وقفت عليه فقالت: يا جعفري لا تكتب عنه فانه مال الي بني أمية و أخذ جوائزهم فقلت من هذه؟ قال: أختي رقية خرفت؟ قالت: بل خرفت أنت كتمت فضائل آل محمد و قد حدثني محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبدالله قال أخذ رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم بيد على.
فقال: من كنى كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من اخذل :خذله :قالت و حدثني محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم: أوثق عري الايمان الحب في الله و البغض في الله.
227- عنه أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد، أنبأنا عاصم بن الحسن بن محمد، أنبأنا عبدالواحد بن محمد بن عبدالله بن محمد، أنبأنا أحمد بن محمد ابن سعيد، أنبأنا أحمد بن يحيي بن زكريا، أنبأنا علي بن ،قادم، أنبأنا اسرائيل:
عن عبدالله بن شريك، عن سهم بن حصين الأسدي قال: قدمت الي
ص: 467
مكة و أنا و عبدالله بن علقمة - وكان عبد الله بن علقمة سبابة لعلي دهراً- قال: فقلت له: هل لك في هذا يعني أبا سعيد الحذري تحدث به عهداً؟ قال قال: فأتيناه فقال: هل سمعت لعلي رضوان الله عليه منقبة؟ قال: نعم اذا حدثتك فسل عنها المهاجرين والأنصار و قريش. ان رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم قام يوم غدير خم فأبلغ.
ثم قال : يا أيها الناس الست أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلي. قالها ثلاث مرات ثم قال أدن يا علي فرفع رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يديه حتي نظرت الي بياض آباطهما قال من كنت مولاه فعلي مولاه ثلاث مرآت قال: فقال عبدالله بن علقمة: أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم؟ قال ابو سعيد: نعم و أشار الي أذنيه وصدره قال: سمعته أذناي و وعاه قلبي.
قال عبدالله بن شريك: فقدم علينا عبدالله بن علقمة، و سهم بن حصين، فلما صلينا الهجير قام عبد الله بن علقمة، فقال: اني أتوب الي الله و أستغفره من ه من سب علي - ثلاث مرات -
كذا قال قادم عن اسرائيل و قال غيره: عن شريك و هو أشبه بالصواب كما في الحديث التالي.
228- عنه أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن البغدادي الحافظ، أنبأنا أبو منصور منصور محمد بن أحمد بن علي السينى و أبوبكر محمد بن أحمد بن علي بن السمسار، قالا: أنبأنا أبو اسحاق ابراهيم بن عبدالله بن خرشيد قوله، أنبأنا أبو عبدالله الحسين بن اسماعيل الضبي املاءاً أنبأنا أحمد بن عثمان بن حكيم
أنبأنا علي بن قادم، أنبأنا شريك:
عن عبدالله بن شريك، عن سهم بن الحصين الأسدي، قال: قدمت مكة أنا و عبدالله بن علقمة و بها أبو سعيد الخدري فقلت لعبد الله. هل لك
ص: 468
في هذا الرجل نعهد به عهداً؟ قال عبدالله بن شريك و كان ابن علقمة سباباً عليا علیه السلام دهرا، قال: فأتينا أبا سعيد فقلت له هل شهدت لعلي منقبة؟ قال نعم فإذ أنا حدثتك عنها فسل المهاجرين والأنصار و قريشاً ان رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم قام بغدير خم.
فقال: أيها الناس الست أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟ - حتي قالها ثلاث مرات - قالوا: بلي قال ادنه يا علي. قال: فدنا فرفع رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يديه و رفع علي يديه حتى نظرت الي بياض ،آباطهما، ثم قال صلى الله عليه و آله وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه قالها ثلاث مرات.
قال عبدالله بن علقمة لأبي سعيد أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم؟ فأشار أبو سعيد الي أذنيه وصدره فقال: سمعته أذناي و وعاه
قلبي. قال عبدالله بن شريك: فقدم علينا عبدالله بن علقمة وسهم، فلما صلينا الهجير و سلم الإمام قام عبد الله فقال: - و أنا أسمع - أتوب الي الله و أستغفره من سبي علياً. قالها ثلاث مرات.
قال: وأنبأنا الحسين، أنبأنا عيسي بن أبي حرب، أنبأنا يحيي بن أبي بكير، أنبأنا عبد الصفار، حدثني عدي بن ثابت، حدثني سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم: علي بن أبي طالب مولاه من كنت مولاه.
229- عنه أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النقور، و أبوالقاسم بن البسري.
حيلولة: و أنبأنا أبو البركات بن المبارك، أنبأنا عبدالعزيز بن علي بن أحمد ابن الحسين.
حيلولة و أخبرنا أبو منصور موهوب بن أحمد بن محمد بن الخضر، و أبو الحسين أحمد بن محمد ابن الطبيب قالا: أنبأنا أبو القاسم بن البسري
ص: 469
قالوا: أنبأنا أبو طاهر المخلص، أنبأنا أبو القاسم البغوي، أنبأنا محمد بن حميد، أنبأنا سلمة - يعني ابن الفضل - أنبأنا سليمان بن قرم الضبي: عن ابي اسحاق الهمداني قال:
سمعت حبشي بن جنادة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يقول لعلي يوم غدير خم من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و أعن من أعانه.
230- أخبرنا أبو القاسم بن السمر قندي، أنبأنا أبو الحسين ابن النقور، أنبأنا أبو سعد اسماعيل بن أحمد بن ابراهيم الجرجاني من لفظه، أنبأنا أبوبكر أحمد ابن كامل، أنبأنا محمد بن سعد، أنبأنا أبي، أنبأنا سليمان وهو ابن قرم الضبي: عن أبي اسحاق عن حبشي بن جنادة، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يقول يوم غدير خم من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه.
231- عنه أخبرني أبو القاسم الواسطي، أنبأنا ابوبكر الخطيب، أنبأنا أبو عبدالله الحسين ابن محمد بن عثمان النصيبي أنبأنا القاضي الحسين بن هارون الضبي، أنبأنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد، حدثني الحسن بن علي الأشعري الؤلؤي، حدثني غياث بن كلوب أبو المتني من كتابه:
أنبأنا مطرف بن سمرة بن جندب، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يوم غدير خم من كنت مولاه فعلي ،مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.
232- عنه أخبرنا أبوبكر محمد بن عبدالباقي، أنبأنا أبوبكر الخطيب ، أنبأنا علي ابن يحيي ابن جعفر بن عبد كوية أنبأنا أحمد بن القاسم بن الريان أنبأنا أحمد بن ابراهيم بن نبيط بن شريط:
ص: 470
حدثني أبي، عن أبيه، عن جده أنه قيل له: أكانت الأنصار مع علي بن أبي طالب يوم الجمل و صفين؟ قال: نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يقول اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله.
233- أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء أنبأنا أبو الفتح منصور بن الحسين بن علي، و أبوطاهر أحمد بن محمود، قالا: أنبأنا أبوبكر بن المقري أنبأنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن قيس النساوي مقري أهل مكة في مسجد الحرام، أنبأنا ابراهيم بن الحسين الهمداني أنبأنا عبد الله بن محمد النفيلي أنبأنا عكرمة بن ابراهيم:
حدثني ادريس بن يزيد ،الأودي، حدثني أبي، قال: كنت جالساً عند أبي هريرة فجاء رجل فقال: أنشدك الله يا باهريرة أسمعت رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يوم غدير خم يقول: اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه؟
234- أخبرنا أبو عبد الخلال، أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبوبكر ابن المقري أنبأنا أبو عدوية، أنبأنا أبو اسحاق بن زيد الخطابي، أنبأنا أب--و جعفر ابن ثقيل أنبأنا عكرمة بن ابراهيم:
عن ادريس بن يزيد الأدوي، عن أبيه قال: قدم أبو هريرة الكوفة، فجلس في المسجد واجتمع عليه الناس فقال له رجل: نشدتك بالله يا باهريرة أسمعت النبي يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه؟ قال: اللهم نعم.
كذا قال، و إنما يرويه ادريس عن أخيه أبي يزيد، داود بن يزيد، عن أبيه.
235- عنه أخبرناه أبو الحسن الفقيه أنبأنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا
ص: 471
تمام بن محمد، أنبأنا محمد و أحمد ابنا عبدالله بن أبي دجانة، أنبأنا محمد بن نوح الجند يسابوري انبأنا أحمد بن يحيي أنبأنا علي بن ثابت الدهان، أنبأنا منصور بن ابي الأسود، عن ادريس الأدوي:
عن أخيه داود بن يزيد الأودي، عن أبيهما قال: كنت جالساً مع أبي هريرة في مسجد الكوفة، فأتاه رجل، فقال: يا باهريرة شهدت رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم غدير خم؟ فقال نعم قال ما سمعته يقول لعلي؟ قال: سمعته يقول : من كنت مولاه فهذا ،مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه.
236- عنه أخبرنا أبو عبد الله الفراوي و أبو المظفر القشيري قالا أنبأنا أبو سعد الأديب، أنبأنا أبو عمرو الفقيه.
حيلولة: و أخبرنا أبو عبدالله الخلال، أنبأنا ابراهيم بن منصور، أنبأنا أبوبكر ابن المقري قالا: أنبأنا أبو يعلي، أنبأنا أبوبكر بن أبي شيبة، أنبأنا شريك، عن أبي يزيد الأدوي، عن أبيه، قال: دخل أبو هريرة المسجد فاجتمع الناس اليه، فقام اليه شاب فقال: أنشدك بالله أسمعت رسول الله :يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه؟ قال: فقال: أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي ،مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه.
237- عنه أخبرنا أبو القاسم بن السمر قندي، أنبأنا أبو القاسم الجرجاني، أنيأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا عبدالله بن عدي، أنبأنا علي بن أحمد ابن بسطام، أنبأنا محمد بن خالد بن عبدالله الواسطي، أنبأنا شريك.
عن داود الأودي عن أبيه عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه
قال زاد الكذابون بالكوفة وال من والاه وعاد من عاداه قال ابن
ص: 472
عدي «زاد الكذابون» من قول شريك.
238- عنه أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنبأنا أبو النجم بدر بن عبدالله، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا عبدالله بن علي بن محمد بن بشران، أنبأنا علي ابن عمر الحافظ، أنبأنا أبو نصر حبشون بن موسي بن أيوب الخلال، أنبأنا علي بن سعيد الرملي، أنبأنا ضمرة بن ربيعة القرشي، عن ابن شوذب، عن مطر الوراق:
عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة، قال: من صام يوم ثماني عشر من ذي الحجة، كتب له صيام ستين شهراً، و هو يوم غدير خم، لما أخذ النبي صلى الله عليه و آله وسلم بيد علي بن أبي طالب فقال: الست ولي المؤمنين؟ قالوا: بلي يا رسول الله قال: من كنت مولاه فعلي مولاه.
فقال عمر بن الخطاب بخ بخ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي و مولي كل سلم. فأنزل الله عز و جل: «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ» و من صام يوم سبعة و عشرين من رجب كتب له صيام ستين شهراً، و هو أول يوم نزل جبرئيل بالرسالة.
قال الخطيب: أشتهر هذا الحديث برواية حبشون و كان يقال: انه تفرد به. و قد تابعه عليه أحمد بن عبدالله بن البسري، فرواه عن علي بن سعيد.
239- عنه أخبرنيه الأزهري، أنبأنا محمد بن عبدالله بن أخي ميمي أنبأنا أحمد بن عبد الله بن العباس بن سالم بن مهران المعروف بابن البسري
عبدالله املاءاً، أنبأنا علي بن سعيد الشامي، أنبأنا ضمرة ابن ربيعة، عن ابن شوذب. عن مطر، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة قال: من صام يوم ثمانية عشر من ذي الحجة. إلى آخره.
ص: 473
240- عنه أخبرنا عالياً أبوبكر بن المرزوقي، أنبأنا أبو الحسين بن المهتدي، أنبأنا عمر بن أحمد، أنبأنا أحمد بن عبدالله بن أحمد، أنبأنا علي بن شعيب الرقي، أنبأنا ضمرة عن ابن شوذب.
عن مطر الوراق، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة، قال: لما أخذ رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم بيد علي بن أبي طالب، فقال الست أولي بالمؤمنين؟ قالوا: نعم يا رسول الله. قال: فأخذ بيد علي بن أبي طالب: فقال من كنت مولاه فعلي مولاه.
فقال له عمر بن الخطاب بخ بخ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي و مولي كل مسلم.
قال: فأنزل الله عز و جل: «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ» قال أبو هريرة: و هو يوم غدير خم، من صام - يعني ثمانية عشر من ذي الحجة - كتب الله له صيام ستين شهراً.
241- عنه أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن - النقور ، أنبأنا محمد بن عبدالله بن الحسين الدقاق، أنبأنا أحمد بن عبدالله بن أحمد ابن العباس بن سالم بن مهران المعروف بان النيري البزاز إملاء الثلاث بقين من جمادي الآخرة سنة عشرة و ثلاثماة، أنبأنا علي بن سعيد الشامي أنبأنا ضمرة بن ربيعة، عن ابن شوذب:
عن مطر الوراق، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة، قال: من صام يوم ثمانية عشر من ذي الحجة كتب الله صيام ستين شهراً و هو يوم غدير خم لما أخذ رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم بيد علي بن أبي طالب فقال: الست مولي المؤمنين؟ قالوا: نعم يا رسول الله. فأخذ بيد علي بن أبي طالب فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه فقال له عمر بن الخطاب: بخ بخ يا ابن أبي طالب
ص: 474
أصبحت مولاي و مولي كل مسلم قال فأنزل الله تبارك و تعالي: «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ».
و قال ايضاً: من صام يوم سبع عشرة أو سبع عشرين من رجب كتب له صيام ستين شهراً و هو اليوم الذي هبط فيه جبرئيل علي النبي صلى الله عليه و آله وسلمبالرسالة أول يوم هبط فيه.
242- أخبرناه ابوالقاسم زاهر بن طاهر، قال: قريء علي أبي عثمان البجيري، أنبأنا أبو سعيد أحمد بن ابراهيم بن أبي العباس الدندانقالني بها، أنبأنا محمد ابن عبدالله بن ابراهيم، أنبأنا أحمد ابن روح الحافظ، أنبأنا أحمد بن يحيي الصوفي، أنبأنا اسماعيل بن أبي الحكم الثقفي، أنبأنا شاذان، أنبأنا عمران بن مسلم عن سهيل ، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن عمر بن الخطاب، قال قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم من كنت مولاه فعلي مولاه.
243- عنه أخبرنا أبو القاسم بن أبي بكر، أنبأنا أبو القاسم بن أبي - الفضل، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا عبدالله بن عدي الجرجاني، أنبأنا ابن ،بدران، أنبأنا الحسن بن على الحلواني.
حيلولة: قال و أنبأنا ابن عدي قال: و أنبأنا كهمس بن معمر، أنبأنا الحسن ابن أبي يحيي قالا: أنبأنا عمران بن ابان، أنبأنا مالك بن الحسن حدثني أبي، عن جدي - يعني - مالك بن الحويرث، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه.
244- عنه أخبرنا أبو النجم بدر بن عبدالله الشيخي التاجر، أنبأنا أبوبكر الخطيب، أنبأنا أبو الفتح محمد بن الحسين العطار قطيعة أنبأنا محمد بن أحمد بن عبدالرحمان المعدل باصبهان، أنبأنا محمد بن عمر التميمي الحافظ أنبأنا الحسن بن علي بن سهل العاقولي أنبأنا حمدان ابن المختار أنبأنا حفص
ص: 475
ابن عبیدالله بن عمر، عن سفيان الثوري عن علي بن زيد، عن أنس، قال: سمعت النبي صلى الله عليه و آله وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه.
245 - أخبرنا أبو عبدالله محمد بن ابراهيم المقري، أنبأنا أبو الفضل بن الكريدي، أنبأنا أبو الحسن العتيقي، أنبأنا أبو الحسن الدار قطني، أنبأنا أحمد ابن علي المرهبي بالكوفة، أنبأنا الحسن ابن علي بن محمد بن هاشم الأسدي، أنبأنا سعيد بن محمد الأسد محمد الأسدي، أنبأنا حسين الأشقر، عن قيس: عن عمار الدهني، عن سالم ابن أبي الجعد، قال قيل لعمر: انك تصنع بعلي شيئاً لا تصنعه بأحدٍ من أصحاب النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال: انه مولاي.
246 - عنه أخبرنا أبوبكر محمد بن عبد الباقي، و أبو المواهب أحمد بن عبدالملك، قالا: أنبأنا أبو محمد الجواهري، أنبأنا ابوالحسين ابن المظفر، أنبأنا محمد بن محمد الباغندي، أنبأنا أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي، أنبأنا شريح ،مسلمة، أنبأنا ابراهيم بن يوسف، عن عبدالجبار بن العباس الشامي:
عن عمار الدهني، عن أبي فاخته، قال: أقبل علي و عمر جالس في مجلسه فلما رآه عمر تضعضع و تواضع و توسع له في المجلس، فلما قام علي قال بعض القوم: يا أمير المؤمنين انك تصنع بعلي صنيعاً ما تصنعه بأحد أصحاب محمد. قال عمر : و ما رأيتني أصنع به؟ قال: رأيتك كلما رأيته تضعضعت و تواضعت و أوسعت حتى يجلس. قال: و ما يمنعني والله انه لمولاي و مولى كل كان في الأصل الشيباني، وصوابه الشبامي.
247- عنه أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد، أنبأنا أبو القاسم اسماعيل - ابن مسعدة، أنبأنا أبو عمرو عبدالرحمن بن محمد الفارسي أنبأنا أبو أحمد بن عبد الله عدي الجرجاني، أنبأنا العباس ابن ابراهيم بن منصور
ص: 476
القراطيسي، أنبأنا حسين بن عمرو العنقزي، أنبأنا عمر بن عمر بن شبيب عن عبدالله بن عيسي عن عطية، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه.
248- عنه أنبأنا أبو سعد المطرز، أنبأنا أبو نعيم الحافظ، أنبأنا سليمان بن أحمد في المعجم الكبير، أنبأنا علي بن سعيد الرازي، أنبأنا الحسن بن صالح ابن زريق العطار، أنبأنا محمد بن عون أبو عون الزيادي، أنبأنا حرب بن شريح عن بشر بن حرب، عن جرير بن عبد الله البجلي قال شهدنا الموسم في حجة مع رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم و هي حجة الوداع، فبلغنا مكاناً يقال له غدير خم، فنادي الصلاة جامعة، فاجتمعنا المهاجرون و الأنصار، فقام رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم وسطنا.
فقال: أيها الناس بم تشهدون؟ قالوا نشهد أن لا إله ألا الله. قال: ثم مه؟ قالوا: و أن محمداً عبده و رسوله قال فمن وليكم؟ قالوا: الله ورسوله .مولانا قال فمن وليكم؟ ثم ضرب بيده الي عضد علي فأقامه فنزع عضده فأخذ بذراعيه فقال: من يكن الله و رسوله مولاه فان هذا مولاه.
اللهم وال من والاه وعاد من عاداه اللهم من أحبه من الناس فكن له حبيباً، و من أبغضه فكن له مبغضا اللهم اني لا أجد أحداً أستودعه في الأرض بعد العبدين الصالحين غيرك فاقض فيه بالحسنى.
قال بشر قلت لجرير: من هذين العبدين الصالحين؟ قال: لا أدري.
249- عنه أنبأنا أبو عبدالله محمد بن علي بن أبي العلاء، أنبأنا أبي أبو القاسم، أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر، أنبأنا خيثمة، أنبأنا جعفر بن محمد بن عنبسة اليشكري أنبأنا يحيي بن عبد الحميد الحماني، أنبأنا قيس بن الربيع:
عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري، قال: لما نصب
ص: 477
رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم علياً بغدير خم فنادي له ،بالولاية، هبط جبرئيل الله عليه بهذه الأية: «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً».
250- عنه أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأنا أبو محمد المخلدي، أنبأنا أبوبكر أبوبكر محمد بن حمدون، أنبأنا محمد بن إبراهيم الحلواني، أنبأنا الحسن بن حماد سجادة، أنبأنا علي بن عابس عن الأعمش و أبي الجحاف.
عن عطية عن ابي سعيد الخدري قال: نزلت هذه الآية:
«يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ....» علي رسول الله صلى الله عليه و آله وسلميوم غدير خم في علي بن أبي طالب.
251- عنه أخبرنا أبو محمد بن طاووس، أنبأنا أبو منصور بن شكرويه، أنبأنا أبو اسحاق خورشيد ،قوله أنبأنا الحسين ابن اسماعيل المحاملي املاءاً، أنبأنا يعقوب، أنبأنا مروان الفزاري عن مسروق بن ماهان التيمي، قال: قلت لابي بسطام مولي أسامة بن زيد: ان ناساً يقولون:
وال من والاه وعاد من عاداه. فقال أبو بسطام: ذلك بأنه كان بين علي و بين أسامة شيء فقال :أسامة والله اني لا حبه. قال: فكأنه دخل علي علي من ذاك فقال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم: ألا أراك تتناول عندي علياً، من كنت مولاه فعلي مولاه.
252- عنه أنبأنا أبو عبدالله الفراوي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد الرحمان السلمي، أنبأنا محمد بن محمد بن يعقوب الحجاجي، أنبأنا العباس بن يوسف الشكلي :قال: سمعت الربيع بن سليمان، يقول: سمعت الشافعي رحمه الله يقول في معني قول النبي صلى الله عليه و آله وسلم لعلي ابن أبي طالب: «من كنت مولاه فعلي مولاه» يعني بذلك ولاء الإسلام، و ذلك قول الله عز و
ص: 478
جل: «ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى هُمْ».
و أما قول عمر بن الخطاب لعلي: «أصبحت مولي كل مؤمن» يقول: ولي كل مسلم.
253 - عنه أنبأنا أبو بكر محمد بن طرخان بن بلتكين، أنبأنا محمد بن أحمد بن عبدالباقي بن طوق، قال: قريء علي أبي القاسم عبيدالله بن محمد بن أبي مسلم، أنبأنا أبو عمر محمد بن عبد الواحد، أنبأنا ثعلب، عن ابن الأعرابي، قال: المولي المالك. و هو الله و المولي ابن العم و المولي المعتق و المولي المعتق و المولي: الجار و المولي : الشريك و المولي الحليف و المولي: المحب. و المولي اللوي. و المولي الولي، و منه قول النبي صلى الله عليه و آله وسلم: «من كنت مولاه فعلي مولاه معناه» من تولاني فليتول علياً.
254- عنه أخبرنا أبو عبدالله الحسين بن عبدالملك، و أم البهاء بنت البغدادي، قالا: أنبأنا ابراهيم بن منصور، أنبأنا أبوبكر بن المقري:
حيلولة: و أخبرنا ابو القاسم ابن السمرقندي، أنبأنا ابو القاسم بن ،مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا أبو أحمد بن عدي، قالا: أنبأنا أبو يعلي ابن زكريا بن يحيي الكساني أنبأنا علي ابن القاسم، عن معلي بن عرفان.
عن شقيق عن عبد الله قال: رأيت النبي اخذ بيد علي و هو يقول: الله ولي و أنا وليك و معاد من عاداك، و مسالم من سالمك.
قال ابن عدي و علي بن القاسم هذا كوفي يحدث عنه زكريا الكسائي و غيره و معلي بن عرفان رجل عزيز الحديث، لعله لم يسند الا أقل من عشرة أحاديث، و هذا الحديث عن معلي منكر.
255- قال الرافعي: إن أبا عبد الله الرازي حدث بقزوين، عن محمد بن أيوب قال ميسرة في المشيخه، ثنا أبو عبد الله الرازي الشيخ الصالح في
ص: 479
الجامع بقزوين، ثنا محمد بن ايوب، ثنا علي بن عبدالمؤمن، ثنا إسماعيل بن أبان عن ناصح أبي عبد الله عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة، قال كان علي علیه السلام.
يقول: أرأيتم لو أن نبي الله صلى الله عليه و آله وسلم اول قبض من كان أمير المؤمنين إلا أنا قال و ربما قال قيل له يا أمير المؤمنين و النبي صلى الله عليه و آله وسلم: ينظر أليه و هو يتبسم و يمكن أن يكون هذا أبا عبدالله الارنبوي الذي روي عنه أبو الحسن القطان، و ذكر حديثه عن يحيي بن درست و أبي مصعب و غير هما.
256- قال ابن الاثير أنبأنا أبو الفضل بن أبي عبيد الله الفقيه باسناده الي أبي يعلي أحمد بن علي أنبأنا القواريري حدثنا يونس ابن أرقم حدثنا يزيد ابن أبي زياد عن عبد الرحمان بن أبي ليلي قال شهدت عليا علیه السلام في الرحبة يناشد الناس انشد الله من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غديرخم من كنت مولاه فعلي مولاه لما قام قال عبدالرحمن.
فقام اثنا عشر بدر يا كأني انظر الي أحدهم عليه سراويل فقالوا نشهدأ سمعنا رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يقول يوم غدير خم ألست أولي بالمؤمنين من أنفسهم و أزواجه أمهاتهم قلنا بلي يا رسول الله فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و والاه و عاد عاد من عاداه و قد روي مثل هذا عن البراء
عن بن عازب و زاد فقال عمر بن الخطاب يا ابن أبي طالب أصبحت اليوم وليّ كل مؤمن.
257- الحافظ الحسكاني أخبرنا الحاكم الوالد، عن أبي حفض بن شاهين عن أحمد بن عبدالله السري البزاز عن علي بن سعيد الرقي، عن حمزة بن الربيعة عن أبي شوذب عن مطر الوراق، عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة، قال: من صام يوم ثمانية عشر من ذي الحجة كتب له صيام
ص: 480
ستين شهراً، و هو يوم غدير خم لما أخذ رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم بيد علي ابن أبي طالب فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه فقال عمر بن الخطاب: بخ بخ لك يابن أبي طالب.
258- عنه أخبرنا أبو عبدالله الشيرازي أخبرنا ابوبكر الجرجاني أخبرنا أبو أحمد البصري عن أحمد بن عمار بن خالد، عن يح-ي-ي ب-ن عبدالحميد الحمامي عن قيس بن الربيع، عن أبي هارون عن أبي سعيد الخدري ان رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم لما نزلت عليه هذه الآية قال:
الله اكبر علي إكمال الدين و إتمام النعمة و رضا الرب برسالتي و ولاية علي بن أبي طالب من بعدي ثم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و أخذل من خذله
259- عنه حدثني ابو زكريا ابن أبي إسحاق حدثنا عبد الله بن إسحاق. حدثنا الحسن ابن علي العنزي حدثني محمد بن عبدالرحمان الذارع عن قيس بن حفض الدارمي قال: حدثني علي بن الحسين حدثني ابو الحسن العبدي عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري.
ان النبي صلى الله عليه و آله وسلم دعا الناس الي على فأخذ بضبعيه فرفعهما ثم لم يتفرقا حتي نزلت هذه الآية: «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَقَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي» فقال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم: الله اكبر على إكمال الدين و اتمام النعمة و رضا الرب برسالتي و الولاية لعلي ثم قال للقوم من كنت مولاه فعلي مولاه.
260- عنه أخبرنا ابوبكر اليزدي بقراءتي عليه أخبرنا ابو القاسم عبیدالله بن عبدالله السرخسي ببخارا أخبرنا ابو نضر حبشون بن موسي الخلال أخبرنا علي بن سعيد الشامي أخبرنا ضمرة بن ربيعة عن عبدالله بن شؤذب عن مطر، عن شهر بن حوشب.
ص: 481
عن أبي هريرة قال: من صام يوم ثمانية عشر من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهراً و هو يوم غدير خم لما أخذ النبي صلى الله عليه و آله وسلم بيد علي فقال: ألست ولي المؤمنين ؟ قالوا: بلى يا رسول الله فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه. فقال عمر بن الخطاب بخ بخ لك يا بن أبي طالب أصبحت مولاي و مولا كل مؤمن و أنزل الله: «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ».
رواه جماعة عن أبي نضر حبشون بن موسي الخلال، وتابعه جماعة في الرواية عن أبي الحسن علي بن سعيد الشامي و رواه عنه السبيعي في تفسيره.
261- عنه حدّثونا عن أبي بكر محمد بن الحسين بن صالح قال: حدثني الحسين ابن ابراهيم بن الحسن الجصاص حدثنا أبو أيوب القزويني عبدالله ابن حلال البرذعي حدثنا محمد بن فضيل، عن عطاء بن السائب عن سعيد ابن جبير.
عن ابن عباس قال: بينما نحن مع رسول الله في الطواف إذ قال: أفيكم علي ابن أبي طالب؟ فقلنا: نعم يا رسول الله فقر به النّبي فضرب علي منكبه و قال: طوباك يا علي أنزلت علي في وقتي هذا آية ذكري، و إياك فيها سواء: «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي» (بعلي) «وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً» بالعرب.
262- عنه عن فرات بن إبراهيم الكوفي قال: حدثني علي بن أحمد بن خلف الشيباني عن عبدالله بن علي بن المتوكل الفلسطيني، عن بشر بن ،غياث عن سليمان بن عمرو العامري عن عطاء عن سعيد عن ابن عباس قال: بينما النبي بمكة أيام الموسم إذا التفت الي علي علیه السلام فقال: هنيئاً لك يا با الحسن إن الله قد أنزل عليّ آية محكمة غير متشابهة؛ ذكري و إياك فيها
ص: 482
سواء:
«الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ» الآية.
263- الموفق الخوارزمي أخبرني سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي فيما كتب الي من همدان أخبرني أبو الفتح عبدوس بن عبدالله بن عبدوس الهمداني كتابة حدثني عبدالله بن اسحاق البغوي حدثني الحسن بن عليل الغنوي حدثني محمد بن عبد الرحمن الزراع حدثني قيس بن حفص حدثني علي بن الحسين حدثنا أبو الحسن العبدي عن أبي هريرة العبدي عن أبي سعيد الخدري إنه قال:
ان النبي صلى الله عليه و آله وسلم يوم دعا الناس الي غدير خم امر بما كان تحت الشجرة من الشوك فقم و ذلك يوم الخميس ثم دعا الناس الي علي فاخذ بضبعه فرفعها حتى نظر الناس الي بياض ابطيه ثم لم يتفرقا حتي نزلت هذه الآية « الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَقَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ ديناً».
فقال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم الله اكبر علي اكمال الدين و اتمام النعمة و رضي الرب برسالتي و الولاية لعلي ثم قال أللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله فقال حسان بن ثابت یا رسول الله أتأذن يا رسول الله لي ان أقول ابياتاً فقال قل ببركة الله تعالي فقال حسان ابن ثابت یا معشر مشيخة قريش اسمعوا شهادة رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم ثم قال:
يناديهم يوم الغدير نبيهم***بخم و أسمع بالرسول مناديا
بأني مولاكم نعم و وليكم***فقالوا و لم يبدوا هناك التعاميا
إلهك مولانا و أنت ولينا***ولا تجدن في الخلق للأمر عاصيا
فقال له قم يا علي فانني***رضيتك من بعدي إماما و هاديا
ص: 483
فمن كنت مولاه فهذا وليه***فكونوا له أنصار صدق مواليا
هناك دعا اللهم وال وليه***وكن للذي عادي علياً معاديا
264- عنه بهذا الأسناد عن أحمد بن الحسين هذا أخبرني أبو عبدالله قال وحدثنا أبو نصر أحمد بن سهل الفقيه ببخاري حدثنا صالح بن محمد الحافظ حدثني خلف بن سالم حدثني يحيي بن حماد حدثنا أبو عوانة عن سليمان الأعمش قال حدثني حبيب بن ثابت عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم قال لما رجع رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم من حجة الوداع و نزل غدير خم أمر بدوحات فقممن ثم قال:
كأني قد دعيت فأجبت أني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من أخر كتاب الله و عترتي أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ثم قال ان الله عز وجل مولاي و أنا ولي كل مؤمن و مؤمنة ثم أخذ بيد على علیه السلام فقال من كنت وليه فهذا وليه.
اللهم وال من والاه و عاد من عاداه فقلت أنت سمعت ذلك من رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم؟ فقال نعم وما كان في الدوحات أحد إلا قد رآه بعينه و سمعه باذنه.
265- عنه بهذا الأسناد عن أحمد بن الحسين هذا أخبرنا علي بن أحمد ابن حمدان أخبرني أحمد بن عبيد حدثني أحمد بن سليمان المؤدب حدثني عثمان حدثني يزيد ابن الحباب حدثني حماد بن سلمة عن علي بن يزيد بن جدعان عن عدي بن ثابت عن البراء قال أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم في حجة حتي اذا كنا بين مكة و المدينة نزل النبي صلى الله عليه و آله وسلم فأمر مناديا ينادي بالصلاة جامعة قال:
فاخذ بيد علي علیه السلام فقال الست أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا بلي
ص: 484
قال: الست أولي بكل مؤمن من نفسه ؟ قالوا بلي قال فهذا ولي من انا وليه اللهم وال من والاه و عاد عاداه من كنت مولاه فعلي مولاه ينادي من رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم بأعلي صوته فلقيه عمر بن الخطاب بعد ذلك فقال: هنيئاً لك يابن أبي طالب اصبحت مولاي و مولي كل مؤمن ومؤمنة.
266- عنه بهذا الأسناد عن أحمد بن الحسين هذا أخبرني الحاكم أبو عبدالله الحافظ حدثني أبو يعلي الزبير بن عبدالله الثوري حدثني أبو جعفر أحمد بن عبدالله البزاز حدثني علي بن سعيد الوفي حدثني ضمرة عن ابن شوذب عن مطر الوراق عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة قال:
من صام اليوم الثامن عشر من ذي الحجة كتب الله تعالي له صوم ستين سنة و هو يوم غدير خم لما أخذ النبي صلى الله عليه و آله وسلم بيد علي علیه السلام فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله فقال له عمر بن الخطاب: بخ بخ لك يابن أبي طالب أصبحت مولاي و مولي كل مسلم.
267- عنه بهذا الأسناد عن أحمد بن الحسين هذا أخبرني أبو محمد عبدالله بن يحيي إبن هارون بن عبد الجبار السكري ببغداد أخبرني اسماعيل ابن محمد الصفار حدثنا أحمد بن منصور الرمادي حدثني عبدالرزاق حدثني اسرائيل عن أبي اسحاق.
قال حدثني سعيد بن وهب و عبد خير أنهما سمعا علياً برحبة الكوفة يقول انشد الله من سمع رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يقول من كنت مولاه فعلي مولاه قال: فقام عدة من أصحاب النبي صلى الله عليه و آله وسلم فشهدوا جميعاً أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يقول ذلك.
268- إبراهيم بن محمد الجويني أخبرنا الإمام الزاهد وحيد الدين
ص: 485
محمد بن محمد ابن ابي بكر ابن ابي يزيد الجويني بقراأتي عليه «بحر آباد» في جمادي الاولي سنة ثلاث وستين وستمائة، قال: أنبأنا الإمام سراج الدين محمد بن أبي الفتوح اليعقوبي سماعاً، قال: أنبأنا والدي الإمام فخر الدين أبو الفتوح ابن أبي عبدالله محمد بن عمر بن يعقوب، قال: أنبأنا الشيخ الإمام محمد بن علي الفضل الفارسا.
حيلولة: و أخبرني السيد الإمام الأطهر فخر الدين المرتضي بن محمود الحسيني الآشري إجازة في ستة احدى و سبعين و ستمائة، بروايته عن والده قال: أخبرني الإمام مجد الدين أبو القاسم عبدالله بن حیدر القزويني قال: أنبأنا جمال السنة أبو عبدالله محمد بن حمويه بن محمد الجويني قدس الله روحه.
قال: أنبأنا جمال الأسلام أبو المحاسن علي بن شيخ الإسلام الفضل بن محمد الفارمدي. قال: أنبأنا شيخ الإسلام صدر الدين أبو علي الفضل بن محمد الفارمدي قال: أنبأنا الإمام أبو القاسم عبدالله بن علي شيخ وقته المشار إليه في الطريقة و مقدم أهل الإسلام في الشريعة، قال: أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن بندار القزويني بمكة، حدثنا علي بن عمر اب-ن محمد الحيري قرءاه عليه، حدثنا محمد بن عبيدة القاضي حدثنا إبراهيم بن الحجاج، حدثنا حماد، عن علي بن زيد و أبي هارون العبدي:
عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب قال: أقبلنا مع النبي صلى الله عليه و آله وسلم في حجة الوداع حتي اذا كنا بغدير خم فنودي فينا: الصلاة جامعة وكسح للنبي صلى الله عليه و آله وسلم تحت شجرتين فاخذ النبي صلى الله عليه و آله وسلم بيد علي علیه السلام و قال: ألست اولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلي قال ألست أولي بكل مؤمن من نفسه؟
ص: 486
قالوا: بلي. قال: أو ليس أزواجي أمهاتكم؟ قالوا: بلي. فقال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم: فإن هذا مولي من أنا مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.
و لقيه عمر بن الخطاب بعد ذلك فقال: هنيئاً لك يا ابن أبي طالب أصبحت و أمسيت مولي كلّ مؤمن ومؤمنة. أورده الإمام الحافظ سيخ السنة أوبكر أحمد بن الحسين البيهقي بتفاوت فيه في فضائل أمير المؤمنين علي علیه السلام، و نقلته خطه المبارك:
269- عنه أخبرنا به الشيخ الإمام عماد الدين عبد الحافظ بن بدران بن شبل بن طرخان المقدسي بقراءتي عليه بمدينة نابلس، و الشيخ الصالح أبو عبدالله ابن محمد النجار المعروف بابن المريخ البغدادي إجازة في سنة إثنين و سبعين وستمائة بروايتهما عن القاضي جمال الدين أبي القاسم عبدالصمد بن محمد الأنصاري الحرستاني إجازة بروايته عن أبي عبدالله محمد ابن الفضل الفراوي إذناً، بروايته عن الشيخ الإمام أبي بكر أحمد بن الحسين.
قال: أنبأنا علي بن أحمد بن عبدان قال: أنبأنا أحمد بن عبيد، قال: حدثنا أحمد بن سليمان المؤدب قال حدثنا عثمان، قال: حدثنا زيد ابن الحباب قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد بن جدعان: عن عدي بن ثابت عن البراء قال أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم في حجة حتى إذا كنا بین مکة و المدينة نزل فأمرنا منادياً بالصلاة جامعة قال فأخذ بید علي علیه السلام.
فقال: ألست أولي بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلي. قال فهذا ولي من أنا وليّه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه من كنت مولاه فعلي مولاه.
وعاد فلقيه عمر بن الخطاب بعد ذلك فقال: هنيئاً لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولي كل مؤمن ومؤمنة.
ص: 487
270 - عنه أنبأني أبو عبدالله ابن يعقوب الحنبلي، أنبأنا عبدالرحمان بن عبد السميع أنبأنا شاذان بن جبرائيل قراءة عليه، أنبأنا محمد بن عبدالعزيز بن أبي طالب، أنبأنا أبو عبدالله محمد بن أحمد بن علي النطنزي قال أنبأنا الحسن بن أحمد بن الحسن أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم المحافظ، قال: أنبأنا أبوبكر محمد بن إبراهيم ابن سختويه التستري قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا عمر بن شبة، قال: حدثني عيسي بن عبد الله بن محمد ابن عمر بن علي بن أبي طالب قال:
حدثني يزيد بن عمر بن مورق :قال كنت بالشام و عمر بن عبدالعزيز يعطي الناس، فنقدمت إليه فقال: ممن أنت؟ قلت من قريش. قال: من أي قريش؟ قلت من بني هاشم. فقال: من أي بني هاشم؟ فسكتُ. قال: من أي بني هاشم؟ فقلت مولي علي قال مولي علي؟ فسكت؟ فوضع يده علي صدره فقال أنا و الله مولي علي بن أبي طالب.
ثم قال: حدثني عدة أنهم سمعوا النبي صلى الله عليه و آله وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه.
ثم قال: يا مزاحم كم يعطي أمثاله؟ قال: مائة و ماءتي درهم. قال: أعطه خمسين ديناراً لولايته علي بن أبي طالب. ثم قال: إلحق ببلدك فسيأتيك مثل ما يأتي نظراءك.
271- عنه أنبأنا الصدر عزيز الدين محمد بن ابي القاسم ابن أبي الفضل ابن عبدالكريم الرافعي بروايته عن أبيه العلامة عبدالكريم بن محمد، قال: أنبأنا أبو منصور ابن شيرويه الحافظ الديلمي إجازة، قال: أنبأنا أبو زكريا يحيي بن عبدالوهاب بن الإمام أبي عبدالله محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيي بن مندة الحافظ بقراءتي عليه بإصفهان في داره
ص: 488
أنبأنا أبو عمرو عثمان بن محمد بن أحمد بن سعيد الخلال، أنبأنا أبو أحمد عبدالله بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن جميل، أنبأنا جدّي إسحاق، أنبأنا أحمد بن منيع بن عبدالرحمان بن جوش أبي جعفر البغدادي و هو جد أبي القاسم البغوي من الأم و لذلك يقال له ابن بنت منيع قال: أنبأنا الحسن بن محمد، عن اسرائيل، عن أبي إسحاق:
عن عمرو ذي مرّ، عن علي بن أبي طالب علیه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم یوم غدير خم: اللهم أعنه و أعن به و ارحمه و ارحم به و انصره و انصر به اللهم وال من والاه و عاد من عاداه.
و رواه أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني عن الحسين بن اسحاق التستري عن يوسف بن محمد بن سابق، عن أبي مالك الجنبي عن جويبر
عن الضحاك، عن عبد الله بن عباس مثله.
272- عنه أخبرنا الشيخ عماد الدين عبدالحافظ بن بدران بن شبل بقراءتي عليه قلت له: أخبرك القاضي محمد بن عبدالصمد ابن أبي الفضل الحرستاني إجازة ؟ فأقرّ به قال: أنبأنا أبو عبدالله محمد بن الفضل الفراوي إجازة قال: أنبأنا أبوبكر أحمد ابن الحسين البيهقي الحافظ، أنبأنا أبوبكر أحمد بن الحسن القاضي قال أنبأنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم، قال حدثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة، قال: أنبأنا أبو غسان، قال: حدثنا فضيل بن مرزوق، عن أبي إسحاق:
عن سعيد بن ذي حدّان و عمر و ذي مرّ قالا: قال علي علیه السلام أنشد بالله و لا أنشد إلا أصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم - من سمع خطبة رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يوم غديرخم؟ قال: فقام إثنا عشر رجلاً ستة من قبل سعيد و عمرو فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يقول: اللهم وال من والاه و عاد
ص: 489
من عاداه و انصر من نصره و أحبّ من أحبّه، و أبغض من أبغضه.
273- عنه بالإسناد إلي الحافظ أبي بكر قال: أنبأنا أبو الحسين ابن الفضل القطان :قال أنبأنا إسماعيل بن محمود الصفار، قال: حدثنا محمد بن الفرج الأرزق، قال: حدبنا عبيد الله بن موسي قال: أنبأنا مهلهل العبدي:
عن كديرة الهجري قال إنّ أبا ذرّ أسند ظهره إلي الكعبة فقال: أيها الناس هلموا أحدثكم عن نبيكم صلى الله عليه و آله وسلم سمعت رسول الله يقول: لعلي ثلاثاً لئن يكون قال لي واحدة منهن أحب إلي من الدنيا و ما فيها سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يقول لعلي علیه السلام: اللهم أعنه و استعن به، اللهم انصره و انتصر به فإنّه عبدك و أخو رسولك.
274- عنه أخبرني الشيخ أبو الفضل إسماعيل ابن أبي عبدالله ابن حماد العسقلاني في كتابه، أنبأنا الشيخ حنبل بن عبدالله بن سعادة المكي الرصافي سماعاً عليه، أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين سماعاً عليه، أنبأنا أبو علي ابن المذهب سماعاً عليه، أنبأنا أبوبكر القطيعي.
أنبأنا أبو عبد الرحمان عبد الله بن أحمد ابن محمد بن حنبل قال حدثنا أحمد بن عمر الوكيعي قال: حدثنا زيد بن الحباب، قال: حدثنا الوليد بن عقبة بن نزار القيسي قال: حدثني سماك.
عن سماك بن عبيد بن الوليد العنسي قال: دخلت علي عبدالرحمان بن أبي ليلي فحدثني أنه شهد علياً في الرحبة قال: أنشد الله رجلاً سمع رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم شهد يوم غدير خم إلا قام و لا يقول إلا من قد رآه.
قال: فقام إننا عشر رجلاً فقالوا: قد رأينا و سمعنا حيث أخذ أخذ بيده يقول: اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله.
ص: 490
275- أخبرنا الشيخ كمال الدين أبو غالب هبة الله ابن أبي القاسم ابن غالب السامري - بقراءتي عليه ببغداد ليلة الأحد السابع و العشرين من شهر رمضان سنة اثنين وثمانين وستمائة بجامع القصر شرقي دجلة - قال: أنبأنا محاسن بن عمر بن رضوان الحراني - سماعاً عليه عشية السبت الحادي و العشرين من المحرم سنة اثنين و عشرين ستمائة.
قال: أنبأنا أبوبكر محمد بن عبدالله بن نصر الزاغوني - سماعاً عليه يوم الجمعة السادس عشر من رجب سنة خمسين وخمسمائة - قال أنبأنا أبو عبدالله مالك بن أحمد بن إبراهيم البانياسي قال: أنبأنا أبو الحسن أحمد ابن محمد بن موسی ابن أبي الصلت القرشي قال: أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي قال: حدثنا محمد بن زنجويه، قال: حدثنا الحميدي قال: أنبأنا يعقوب بن جعفر بن أبي كثير المدني.
عن مهاجر بن مسمار قال: أخبرتني عائشة بنت سعد أنه قال: كنا رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم بطريق مكة و هو متوجّه إليها فلما بلغ غدير «خم» الذي بخم وقف الناس ثم رد من مضي و لحقه منهم من تخلف، فلما اجتمع الناس قال: أيها الناس هل بلغت؟ قالوا: بلي قال اللهم اشهد ثم قال: أيها الناس هل بلغت؟ قالوا بلي. قال اللهم اشهد ثلاثاً.
ثم قال: أيها الناس من وليكم؟ قالوا الله و رسوله - ثلاثا - ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب علیه السلام فأقامه ثم قال: من كان الله و رسوله وليه فإن هذا وليه، اللهم وال من والاه و عاد من عاداه.
276- عنه أخبرنا الإمام العلامة علاء الدين أبو حامد محمد بن أبي بكر الطاووسي القزويني فيما كتب إلي من مدينة قزوين سنة ست و ستين و ستمائة، أنه سمع علي الشيخ تقي الدين محمد بن محمود بن إبراهيم الحمامي
ص: 491
جميع مسند الإمام أبي عبدالله أحمد بن محمد بن حنبل، قال: أنبأنا الإمام أبو محمد عبدالغني ابن الحافظ أبي العلاء الحسن بن أحمد العطار الهمداني و الشيخ أبو علي ابن اسحاق بن الفرج.
قالا: أنبأنا أبو القاسم ابن الحصين قال: أنبأنا أبو علي ابن المذهب قال: أنبأنا أبوبكر القطيعي قال: أنبأنا أبو عبدالرحمان عبدالله بن أحم-د ب-ن محمد بن حنبل، قال: حدثني أبي قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: أنبأنا علي بن زيد:
عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة. فكسح الرسول الله صلى الله عليه و آله وسلم تحت الشجرتين وصلي الظهر و أأخذ بيد علي الا فقال: ألستم تعلمون أنّي أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟ فقالوا: بلي. قال: فأخذ بيد على الله فقال: اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه و عاد من عاداه.
قال: فلقيه عمر بعد ذلك فقال له: هنيئاً لك يا ابن أبي طالب أصبحت و أمسيت مولي كل مومن و مؤمنة.
قال أبو عبدالرحمان عبد الله بن أحمد حدثنا هدبة بن خالد، عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم نجوه
277- عنه أنبأني الشيخ تاج الدين أبو طالب علي بن أنجب بن عثمان ابن عبد الله الحازن قال أنبانا الإمام برهان الدين ناصر ابن أبي المكارم المطرّزي إجازة، قال: أنبأنا الإمام أخطب خوارزم أبو المؤيد موفق بن أحمد المكي الخوارزمي قال أخبرني سيّد الحفاظ فيما كتب إلي من همدان، أنبأنا الرئيس أبو الفتح عبد الله بن عبدوس الهمداني كتابة أنبأنا عبدالله بن إسحاق
ص: 492
البغوي أنبأنا الحسن بن عليل العنزي، أنبأنا محمد بن عبدالله الذارع، أنبأنا قيس حفش قال حدثني علي بن الحسن العبدي
عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال: أن النبي الله صلى الله عليه و آله وسلم يوم دعا الناس إلي علي في غدير خم أمر بما كان تحت الشجرة من الشوك فقم و ذلك يوم الحميس ثم دعا الناس إلي علي فأخذ بضبعه فرفعه حتي نظر الناس إلي بياض إبطيه ثم لم يتفرقا حتى نزلت هذه الآية، «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَقَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً»، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم: الله اكبر على إكمال الدين و إتمام النعمة و رضا الرب برسالتي و الولاية لعلي علیه السلام.
ثم قال: اللهم وال من والاه و عاد من عاداه، و انصر من نصره و اخذل من خذله.
فقال حسّان بن ثابت يا رسول الله أتأذن لي أن أقول أبياتاً؟ قال: قل ببركة الله. فقال حسّان بن ثابت يا مشيخة قريش اسمعوا شهادة رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم . ثم أنشأ يقول:
يناديهم يوم الغدير نبيهم***بخم و أسمع بالرسول مناديا
بأني مولاكم نعم و وليكم***فقالوا و لم يبدوا هناك التعاميا
إلهك مولانا و أنت ولينا***ولا تجدن في الحلق للأمر عاصيا
فقال له: قم يا علي فإنني***رضيتك من بعدي إماماً و هادياً
278- عنه بالسند المتقدم عن الخوارزمي قال: أخبرنا سيد الحفاظ و أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي قال: أخبرنا الحسن بن أحمد بن الحسن الحدّاد المقريء الحافظ، قال: حدثنا أحمد عبدالله بن أحمد، قال حدثنا محمد ابن أحمد بن علي، قال: حدثنا محمد بن
ص: 493
عثمان ابن أبي شيبة، قال: أنبأنا يحيي الحماني أنبأنا قيس ابن الربيع:
عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الحدري أن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم دعا الناس إلي علي علیه السلام في غدير خم، و أمر تحت الشجرة من الشوك فقم، و ذلك يوم الحميس فدعا علياً فأخذ بضبعيه فرفعهما حتى نظر الناس إلي بياض إبطي رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم ثم لم يتفرقوا حتى نزلت هذه الآية «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَقَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِيناً».
فقال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم الله اكبر على إكمال الدين و أتمام النعمة، و رضي الرب برسالتي و الولاية لعلي من بعدي ثم قال من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله.
فقال: حسان بن ثابت أتأذن لي يا رسول الله فأقول في على علیه السلام أبياتاً تسمعها؟ فقال: قل علي بركة الله فقام حسّان بن ثابت فقال: يا معشر مشيخة قريش اسمعوا قولي شهادة من رسول الله في الولاية الثابتة فقال:
يناديهم يوم الغدير نبيهم***بخم و أسمع بالرسول مناديا
بأني مولاكم نعم و وليكم***فقالوا و لم يبدوا هناك التعاميا
إلهك مولانا و أنت ولينا***ولا تجدن في الحلق للأمر عاصيا
فقال له: قم يا علي فإنني***رضيتك من بعدي إماماً و هادياً
قال الجويني: هذا حديث الغدير و له طرق كثيرة إلي أبي سعيد سعد ابن مالك الحدري الأنصاري.
279- عنه أخبرني القاضي جلال الدين أبو المناقب محمود بن مسعود
ص: 494
ابن أسعد ابن العراقي الطاووسي القزويني إجازة بروايته عن الشيخ إمام الدين عبدالكريم بن محمد الحافظ إجازة ثال: أنبأنا أبو زكريا يحيي بن عبدالوهاب بن الإمام أبي عبدالله محمد بن اسحاق بن محمد بن يحيي بن مندة الحافظ بقراأتي عليه بإصفهان في داره.
أنبأنا أبو عمر عثمان بن محمد بن أحمد بن سعيد بن الحلال، أنبأنا أبو أحمد عبدالله بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن جميل، أنبأنا جدي إسحاق، أخبرنا أحمد بن منيع، عن علي بن هاشم عن أشعث بن سعيد:
عن عبدالله بن بشر عن أبي راشد عن علي بن أبي طالب علیه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم: إن الله عز وجل أيدني يوم بدر و حنين بملادكة معتمين هذه العمامه و العمامة الحاجز بين المسلمين و المشركين.
قال لا لعلي لما عمّمه يوم غدير خم بعامة سدل طرفها علي منكبيه.
280 - أنبأنا عبد المنعم بن يحيى بن إبراهيم الزهري عن نقيب الهاشميين بواسط أبي طالب ابن عبد السميع إجازة، أنبأنا شاذان بن جبرئيل بقراءتي عليه، أنبأنا محمد بن عبدالعزيز القمي أنبأنا حاكم الدين محمد بن علي قال: حدثنا الحافظ أبو نصر الحسن بن محمد بن إبراهيم إملاأ، قال حدثنا أحمد بن محمد بن عبدالله الخليلي ببلخ. قال: حدثنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد الخراعي، قال: حدثنا الهثيم ابن كليب الشاشي قال: حدثنا عبدالرحمان بن منصور الحارثي قال حدثنا أحمد بن عيسي بن عبدالله المعروف بأبي طاهر، حدثني أبي، عن أبيه.
عن جعفر بن محمد علیه السلام قال حدثني أبي، عن جدّي أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم عمم علي بن أبي طالب علیه السلام عمامته السحاب فأرخاها من بين
ص: 495
يديه و من خلفه ثم قال: أقبل. فأقبل ثم قال: أدبر. فأدبر قال: هكذا جاءتني الملائكة.
281- عنه أنبأني الشيخ المسند شرف الدين أبو الفضل ابن عساكر الدمشقي بإسناده عن الشيخ الحرستاني إجازة، عن أبي محمد عبدالجبار بن محمد البيهقي إجازة، عن أبي الحسن علي بن محمد المفسر قال: أنبأنا أبو منصور البغدادي أنبأنا أبو الحسن محمد بن عبدالله بن زياد الدقاق، أنبأنا محمد بن ابراهيم البوسنجي أنبأنا عبدالله بن محمد بن حفص القرشي و يعرف بابن عائشة قال: حدثني أبو الربيع السمان، حدثنا عبد الله بن بشر.
عن أبي راشد الحراني عن علي ابن أبي طالب قال عمتني رسول الله يوم غدير خم بعمامة فسدل طرفها علي منكبي و قال: إنّ الله أيّدني يوم بدر و حنين بملائكة معتمين بهذه العمامة.
282- أخبرنا الشيخ الإمام عماد الدين عبد الحافظ بن بدران بقراءتي عليه بمدينة نابلس في مسجده قلت له أخبرك القاضي أبو القاسم عبد الصمد بن محمد ابن أبي الفضل الأنصاري الحرستاني إجازة؟ قال: أنبأنا شيخ السنة أبوبكر أحمد ابن الحسين البيهقي ،الحافظ، قال: أنبأنا الحاكم أبو عبدالله الحافظ.
قال: حدثني أبو يعلي الزبير بن عبدالله النوري، أنبأنا أبو جعفر أحمد بن عبدالله البزاز، أنبأنا علي بن سعيد الرقي أنبأنا ضمرة بن ربيعة القرشي عن شوذب عن مطر الوراق عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة قال: من صام يوم الثامن عشر من شهر ذي الحجة كتب الله له صيام ستين سنة، و هو يوم غدير خم لما أخذ النبي صلى الله عليه و آله وسلم بيد علي عالیه السلام فقال: من كنت مولاه، فعلي ،مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره.
ص: 496
فقال: له عمر بن الخطاب بخ بخ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي و مولي كل مسلم.
283- عنه أخبرنا محمد بن أحمد بن شاذان أنبأنا محمد بن محمد بن مرّة، عن الحسن بن علي العاصمي عن محمد بن عبدالملك ابن أبي الشوارب، عن جعفر بن سلمان الضبعي، عن سعد بن طريف:
عن الأصبغ قال: سئل سلمان الفارسي رضي الله عنه، عن علي بن أبي طالب و فاطمة علیهما السلام فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يقول: عليكم بعلي ابن أبي طالب فإنّه مولاكم فأحبوه وكبيركم فاتبعوه، و عالمكم ف-أك--رموه، و قائدكم إلى الجنة فعزّزوه، فإذا دعاكم فأجيبوه، و إذا أمركم فأطيعوه، أحبّوه بحبّي و أكرموه بكرامتي ما قلت لكم في عليّ ألاً ما أمرني به ربي جلت عظمته.
284- عنه أخبرني الشيخ الإمام العلامة نجم الدين عثمان بن الموفق الأذكاني فيما أجاز أن أرويه عن أبي الحسن المؤيد بن محمد الطوسي إجازة، أنبأنا عبدالحميد بن محمد الخواري إجازة عن أبي الحسن علي بن أحمد الواحدي قال - بعد روايته حديث «من كنت مولاه فعلي مولاه» : هذه الولاية التي أثبتها النبي صلى الله عليه و آله وسلم لعلي مسؤول عنها يوم القيامة.
285- روي ابن أبي الحديد عن يحيي بن سليمان، قال: حدثنا ابن فضيل، قال: حدثنا الحسن بن الحكم النّخعي، عن رباح بن الحارث النّخعي قال كنت جالسا عند علي علیه السلام، إذ قدم عليه قوم متلتّمون، فقالوا: السلام عليك يا مولانا فقال لهم: أو لستم قوماً عربا.
قالوا: بلي، و لكنا سمعنا رسول الله يقول يوم غدير خم: «من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه، و انصر من
ص: 497
نصره، و اخذل من خذله»، قال: فلقد رأيت عليا علیه السلام ضحك حتى بدت نواجذه ثم قال: اشهدوا.
ثم إن القوم مضوا إلى رحالهم فتبعتم فقلت لرجل منهم من القوم؟ قالوا: نحن رهط من الأنصار، و ذاك - يعنون رجلا منهم - أبو أيوب صاحب منزل رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم ، قال : فأتيته فصافحته.
286- قال ابن الغضائري أخبرنا أبو يعلي علي بن عبيد الله بن العلاف البزاز إذناً قال: أخبرنا عبدالسلام بن عبدالملك بن حبيب البزاز قال: أخبرنا عبدالله بن محمّد بن عثمان قال: حدثنا محمّد بن بكر بن عبدالرزاق حدثنا أبو حاتم مغيرة بن محمد المهلبي قال: حدثني مسلم بن إبراهيم حدثنا نوح بن قيس الحداني حدثنا الوليد بن صالح عن امرأة زيد بن أرقم.
قالت: أقبل نبي الله من مكة في حجة الوداع حتى نزل صلى الله عليه و آله وسلم بغدير الجحفة بين مكة والمدينة فأمر بالدوحات فقم ما تحتهن من شوك ثم نادي: الصلاة جامعة. فخرجنا إلى رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم في يوم شديد الحرّ و إنّ منّا لمن يضع رداءه علي رأسه و بعضه علي قدميه من شدّة الرمضاء حتى انتهينا إلى رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فصلي بنا الظهر ثم انصرف إلينا فقال:
الحمد لله نحمده و نستعينه و نؤمن به و نتوكل عليه، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا، الذي لا هادي لمن أضلَّ ولا مضلَّ لمن هدي، و أشهد أن لا إله إلا الله و أنَّ محمداً عبده و رسوله.
أما بعد أيها الناس فأنّه لم يكن لنبي من العمر إلا نصف من عمر من قبله و إن عيسي بن مريم لبث في قومه أربعين سنة و إنّي قد أسرعت في العشرين، ألا وإنّي يوشك أن أفارقكم، ألا و إنّي مسؤول و أنتم مسؤولون فهل بلغتكم؟ فماذا انتم قائلون؟ فقام من كل ناحية من القوم مجيب يقولون:
ص: 498
نشهد أنك عبدالله و رسوله قد بلغت رسالته، و جاهدت في سبيله، و صدعت بأمره، و عبدته حتي أتاك اليقين، جزاك الله عنا خير ما جزي نبياً عن دمته.
فقال: ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله لا شريك له؟ و أن محمداً عبده و رسوله؟ و أنّ الجنّة حق و أنّ النار حق و تؤمنون بالكتاب كله ؟ قالوا بلي، قال: فانّي أشهد أن قد صدقتكم، وصدقتموني ألا و إني فرطكم، و إنكم تبعي توشكون أن ترودا علي الحوض، فأسألكم حين تلقونني عن ثقلي كيف خلفتموني فيهما، قال: فأعيل علينا ما ندري ما الثقلان ، حتي قام رجل من المهاجرين و قال بأبي و دمّي أنت يا نبي الله ما التقلان؟
قال صلى الله عليه و آله وسلم: الأكبر منهما كتاب الله تعالي: سبب طرف بیدالله و طرف بأيديكم، فتمسكوا به ولا تضلوا، و الأصغر منهما عترتي. من استقبل قبلتي و أجاب دعوتي. فلا تقتلوهم و لا تقهروهم و لا تقصروا عنهم فأني قد سألت لهم اللطيف الخبير فأعطاني، ناصرهما لي ناصر و خاذلها لي خاذل و وليهما لي ولي، و عدوّهما لي عدو.
ألا و أنها لم تهلك أمة قبلكم حتى تتدين بأهوائها و تظاهر علي نبوتها، و تقتل من قام بالقسط، ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب علیه السلام فرفعها ثم قال: من كنت مولاه فهذا على مولاه و من كنت وليه فهذا ولبه اللهم وال و من والاه، و عاد من عاداه. قالها ثلاثاً هذا آخر الخطبة.
287- عنه أخبرنا أبوبكر أحمد بن محمد بن طاوان قال: حدثنا أبو - الحسين أحمد بن الحسين: ابن السماك قال: حدثنا أبو محمد جعفر بن محمد ابن نصير الخلدي حدثنا علي بن سعيد بن قتيبة الرملي قال: حدثنا ضمرة ابن ربيعة القرشيّ عن ابن شوذب عن مطر الورّاق عن شهر بن حوشب
ص: 499
عن أبي هريرة.
قال: من صام يوم ثماني عشرة خلت من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهراً، و هو يوم غدير خم لما أخذ النبي صلى الله عليه و آله وسلم بيد علي ابن أبي طالب
فقال: ألست أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله.
قال من كنت مولاه فعلي مولاه فقال عمر بن الخطاب بخ بخ لك يا علي بن أبي طالب أصبحت مولاي و مولي كل مؤمن، فأنزل الله تعالي
«الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ». صلى الله عليه و آله وسلم
288- عنه أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان قال حدثنا أبو الحسين عبيد الله بن أحمد بن البواب قال: حدثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي حدثنا و بهبان قال أخبرنا خالد بهبان قال أخبرنا خالد بن عبدالله عن الحسن بن عبدالله عن أبي الضّحي عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم من كنت وليه فعلي وليه - أو مولاه.
289- عنه إخبرنا أبوطاهر محمد بن علي البيع قال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الصلت الأهوازي قال: حدّثنا محمد بن جعفر المطيري قال: حدثنا علي ابن الحسين الهاشمي حدثنا أبي حدثنا فضيل بن مرزوق عن عطية عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.
290- عنه أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد قال: حدثنا أبو الحسين محمد - ابن المظفر بن موسي بن عيسي الحافظ البغدادي قال: حدثنا محمد بن علي ابن إسماعيل قال: حدثنا الحسين بن علي قال حدثنا أبي قال: حدثنا سلمة ابن الفضل الأبرش قاضي الرّي عن الجرّاح الكندي، عن أبي اسحاق الهمداني عن عبد خير و عمر و ذي مرة و حبة العرني.
ص: 500
قالوا سمعنا عليَّ بن ابي طالب ينشد الناس في الرحبة من سمع رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه ؟ فقام اثني عشر رجلاً من أهل بدر منهم زيد بن أرقم قالوا نشهد أنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يقول يوم غدير خم من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من
عاداه.
291- أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبدالوهاب قال: حدثنا أبو عبدالله الحسين بن محمد العدل العلوي الواسطي قال: حدثنا أبو عيسي جبير بن محمّد الواسطي قال: حدثنا حسين بن محمد قال: حدثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن سعد بن عبيدة، عن ابن بريدة عن أبيه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يقول: من كنت مولاه فعلى مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه.
292- أخبرنا أحمد بن محمد البزاز قال حدثنا أبو عبد الله الحسين ابن عبدالله محمد العدل قال: حدثنا علي بن عبدالله بن مبشر قال: حدثنا الرمادي قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري حدثنا حنش ابن الحارث عن رياح بن الحارث قال: كيف ذا و أنتم قوم من العرب؟ قالوا: سمعنا رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يوم غدیرخم يقول: من كنت مولاه فعلى مولاه ثم انصرفوا، فقلت من القوم؟ قالوا قوم من الأنصار و فينا أبو أيوب الأنصارى.
293- عنه أخبرنا أحمد بن محمّد قال: حدثنا الحسين بن محمد العدل :قال حدثنا الجواربي قال: حدثنا أحمد بن يحيي الصوفي قال: حدثنا إسماعيل بن أبي الحكم الثقفي قال: حدثني شاذان عن عمران ابن مسلم عن سويد بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم لعلي من كنت مولاه فعلي مولاه.
ص: 501
294- أخبرنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن عثمان قال: حدثنا أبو الحسين محمد بن المظفر بن موسي بن عيسي الحافظ قال: حدثنا محمد يعني ابن عليّ ابن إسماعيل قال: حدثنا محمد بن نهار بن عمار قال: حدثنا أبو مسعود أحمد ابن الفرات قال: حدثنا يحيي الحماني حدثنا أبو محمد قيس ابن الربيع عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبدالله ابن مسعود أنّ النّبي قال: من كنت مولاه فعلي مولاه.
295- عنه أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن عبدالله بن شوذب قال: حدثني أبي قال: حدثنا محمد بن الحسين الزعفراني قال: حدثني أحمد ابن يحيي بن عبد الحميد حدثنا أبو إسرائيل الملائي عن الحكم عن أبي سليمان المؤذن عن زيد بن أرقم قال: نشد علي الناس في المسجد قال: أنشد الله رجلاً سمع النبي يقول: «من كنت مولاه فعلي مولاه اللّهمّ وال مولاه اللهم وال من والاه و عاداه من عاداه» و كنت أنا ممن كتم فذهب بصري.
296- عنه أخبرنا أحمد بن محمد بن طاوان قال: حدثنا الحسين بن محمّد العلوي العدل الواسطي قال: حدّثنا ابن مبشر قال: حدثنا عمار بن خالد قال: حدثنا إسحاق الأزرق عن عبد الملك عن عطية العوفي قال: رأيت ابن أبي أوفي و هو في دهليز له بعد ما ذهب بصره، ه، فسألته حديث فقال: إنّكم يا أهل الكوفة فيكم ما فيكم، قال: قلت: عن حديث فقال: إنّكم يا أهل الكوفة فيكم ما فيكم، قال: قلت:
أصلحك الله إني لست منهم ليس عليك مني عار، قال: أي حديث؟ قال: قلت: حديث عليّ يوم غدير خم، فقال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم في حجته يوم غدير خم و هو آخذ بعضد علي فقال: يا أيها النّاس ألستم تعلمون أنّي أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلي يا رسول الله قال: فمن
ص: 502
كنت مولاه فهذا مولاه.
297- عنه أخبرنا أحمد بن محمّد بن طاوان قال: حدّثنا أبو عبدالله الحسین محمد العلوي، العدل قال: حدثنا أبو الحسن علي بن مبشر قال: حدثنا الحسن بن عرفة قال: حدثنا أبو معاوية الضرير عن الأعمش عن سعد بن عبيدة عن ابن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم: من كنت وليه فعلي وليه.
298- عنه أخبرنا أحمد بن محمد قال: حدثنا الحسين بن محمد العلوي العدل قال حدثنا أبو الحسين بن أخى كبير الزيات قال: حدثنا إسحاق الحربي قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا ابن أبي غنية عن الحكم عن سعيد ابن جبير عن ابن عبّاس عن بريدة قال:
غزوت مع علي اليمن فرأيت منه جفوة، فقدمت على رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فذكرت علياً ،فتنقصته فرأيت وجه رسول الله يتغيّر قال: يا بريدة أولست أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟ قلت: بلي يا رسول الله. قال: من كنت مولاه فعلي مولاه.
299- عنه أخبرنا أحمد بن محمّد بن طاوان قال: حدثنا الحسين بن محمّد العلوي العدل قال: حدثنا أحمد بن منصور الرمادي قال: حدثنا عبدالله بن صالح عن ابن لهيعة عن أبي هبيرة و بكر بن سوادة سوادة عن قبيصة ابن ذويب و أبي سلمة بن عبدالرحمن عن جابر بن عبدالله.
أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم نزل بخم فتنحي الناس عنه، و نزل معه علي بن ابي طالب، فشق علي النبي تأخر الناس فأمر عليّاً عنه، و نزل معه علي بن أبي طالب، فشقّ علي النّبي تأخر الناس فأمر عليّاً فجمعهم، فلما اجتمعوا قام فيهم متوسد علي بن أبي طالب فحمد الله و أثني عليه ثم قال:
ص: 503
أيها الناس إنه قد كرهت تخلفكم عني حتي خيّل إلى أنه ليس شجرة أبغض إليكم من شجره تليني، ثم قال: لكن علي بن أبي طالب أنزله الله مني بمنزلتي منه، فرضي الله عنه كما أنا عنه ،راض، فأنه لا يختار علي قربي و محبّتي شيئاً، ثم رفع يديه و قال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه.
قال: فابتدر الناس إلى رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يبكون و يتضرعون و :يقولون : يا رسول الله ما تنحينا عنك ألا كراهية أن نثقل عليك، فنعوذ بالله من شرور أنفسنا و سخط رسول الله فرضي رسول الله عنهم عند ذلك.
300- عنه حدثني أبو القاسم الفضل بن محمد بن عبدالله الأصفهاني، قدم علينا واسطاً إملاء من كتابه لعشر بقين من شهر رمضان سنة أربع و ثلاثين و أربعمائة قال: حدثنا محمّد بن علي بن عمر بن المهدي قال: حدثنا سليمان ابن أحمد بن أيوب الطبراني قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم بن كيسان التّقي الاصفهاني.
قال: حدثنا إسماعيل بن عمر البجلي قال: حدثنا مسعر بن كدام كدام عن طلحة بن مصرف عن عميرة بن سعد قال: شهدت عليا علي المنبر ناشداً أصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم «من سمع رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يوم غدير خم يقول ما قال فليشهد».
فقام اثني عشر رجلا منهم أبو سعيد الخدري و أبو هريرة و أنس بن مالك فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه.
قال أبو القاسم الفضل بن محمّد : هذا حديث صحيح عن رسول
ص: 504
الله صلى الله عليه و آله وسلم و قد روي حديث غدير عن خم رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم نحو من مائةنفس منهم العشرة، و هو حديث ثابت لا أعرف له علة تفرّد عليَّ بهذه الفضيلة ليس يشركه فيها أحد.
301- قال فخر الدين الرازي: نزلت آية في فضل علي بن أبي طالب علیه السلام ، و لما نزلت هذه الآية أخذ بيده و قال: «من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد عاداه فلقيه عمر فقال: هنيئاً لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي و مولي كل مؤمن و مؤمنة، و هو قول ابن عباس و البراء ابن عازب و محمد بن علي.
تم المجلد الثاني من مسند الإمام أمير المؤمنين علیه السلام و يتلوه انشاء الله المجلد الثالث و اوّله:
باب ماجرى له عند وفاة النبي عليهما السلام
المنابع:
(1) اصل سلیم 228 ، (2) تفسير القمي: 173/1.
(3) الكافي: 295/1 و 148/4 - 149 - 566.
(4) امالي الصدوق: 190/1، 443، (5) معاني الاخبار: 66-67.
(6) الخصال: 65، (7) كمال الدين 234، (8) تفسير العياشي: 292/1 - 293، 332، الي 334 و 97/2 - 99 (9) رجال الكشي: 63
(10) الاختصاص: 343، (11) الارشاد: 82.
ص: 505
(12) امالي الطوسي: 252/1 ، (13) التبيان: 435/3 و 574.
(14) بشارة المصطفي: 150 - 166 - 181 - 188 - 201 - 226 - 248 - 252 - 323 - 338، (15) اعلام الوري: 129.
(16) مجمع البيان: 159/2 ، 223 ، (17) مناقب ابن شهر آشوب: 525/1 الي 540 (18) الاحتجاج: 66/1 ، الى 84 (19) الاقبال: 453 الي 461 ، (20) بحار الانوار: 141/37 ، الى 178.
(21) مصنف عبدالرزاق: 318/11، (22) صحيح الترمذي: 32/5، (23) الموفيقات 312 ، (24) اخبار اصبهان: 107/1، 126، و 129/2، 228 - 358، (25) تاریخ بغداد 377/7 و 290/8 و 344/12 و 236/14 . (26) العقد الفريد 311/4 (27) انساب الاشراف: 108 و 110 (28) ترجمة الامام علي من تاريخ دمشق: 5/2 - 24، الي 90.
(29) التدوين: 491/3 ، (30) اسد الغابة : 28/4، (31) شواهد التزيل: 156/1 ، الي 193 (32) مناقب الخوارزمي: 80 - 93 - 9 - 95
(33) فرائد السمطين: 68 الي 78، (34) شرح نهج البلاغة 208/3 ، (35) مناقب ابن المغازلي: (16 الي (27 (36) مفاتيح الغيب: 49/12.
ص: 506
العنوان / الصفحة عدد / الاحاديث
غزوة خيبر / 3 / 135
غزوة عمرة القضاء / 84 / 7
غزوة ذات السلاسل / 88 / 15
فتح مكة / 112 / 39
غزوة حنين / 154 / 20
غزوة الطائف / 170 / 12
باب تكنيته علیه السلام بابی تراب / 176 / 8
باب على علیه السلام و فدك / 181 / 3
باب حديث الافك / 182 / 9
باب كسر الاصنام / 204 / 28
باب ابلاغ سورة براءة / 219 / 108
باب خروجه علیه السلام إلى بني جذيمة / 265 / 10
باب سفره علیه السلام إلى بلاد طيء / 274 / 4
باب سفره علیه السلام إلى بني زبيد / 279 / 3
باب المباهلة مع النصاري / 286 / 42
باب غيبتها في غزوة تبوك / 316 / 6
باب ماجرى له مع رفاعة / 323 / 2
ص: 507
العنوان / الصفحة عدد / الاحاديث
باب سفره علیه السلام إلى اليمن / 328 / 26
باب حضوره علیه السلام في حجة الوداع / 341 / 17
باب امامته علیه السلام في يوم الغدير / 352 / 301
الجمع
ص: 508