مسند الإمام أميرالمؤمنین علي بن أبي طالب علیه السلام المجلد 1

هوية الکتاب

مسند الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام

المجلد الأول

جمعه و رتبه

الشيخ عزيز الله العطاردي

بطاقة تعريف: العطاردي قوچانی، عزیزالله، 1307 .

عنوان المؤلف واسمه: مسند الامام امیرالمؤمنين علي بن ابي طالب علیه السلام / جمعه و رتبه عزيز الله العطاردي قوچاني.

تفاصيل النشر: طهران عطارد 1386.

مواصفات المظهر: 26 ج.

شابک : (ج.24) 6-53-7237-964-978 : (دوره) 8-46-7237-964-978

حالة الاستماع: فیپا

ملحوظة: العربية

ملحوظة: کتابنامه

موضوع : علي بن ابي طالب (علیه السلام) امام ،اول 23 قبل از هجرت - - 40 ق .

موضوع : علي بن ابي طالب (علیه السلام) امام ،اول 23 قبل از هجرت - - 40 ق. - - احادیث .

تصنيف الكونجرس: 5 م 6 ع / 37 BP

تصنيف ديوي: 951 / 297

رقم الببليوغرافيا الوطنية: 1064192

ص: 1

اشارة

سرشناسه:عطاردی قوچانی، عزیزالله، 1307 -

عنوان و نام پديدآور: مسندالامام امیرالمومنین علی بن ابی طالب علیه السلام/ جمعه و رتبه عزیرالله العطاردی.

مشخصات نشر:تهران: عطارد، 1386.

مشخصات ظاهری:ج.

شابک: (ج1)978-964-7237-44-6 :(دوره) 978-964-7237-46-8

وضعیت فهرست نویسی:فاپا

يادداشت:عربی.

یادداشت:کتابنامه.

موضوع:علی بن ابی طالب (عليه السلام)، امام اول، 23 قبل از هجرت - 40 ق.

موضوع:علی بن ابی طالب (عليه السلام)، امام اول، 23 قبل از هجرت - 40ق - احادیث.

رده بندی کنگره:BP37 /ع6م5

رده بندی دیویی:297/951

شماره کتابشناسی ملی:1 0 6 4 1 9 2

انتشارات عطارد

مرکز فرهنگی خراسان

78

اسم الكتاب: مسندالامام امیرالمؤمنین علی بن ابی طالب(عليه السلام)

(ج 1)

المؤلّف: الشيخ عزيز الله العطاردى

الناشر: نشر عطارد

المطبعة: افست • الطبعة الأولى: 1386

العدد: 3000

مرکز پخش تجریش خیابان در بند نبش خیابان جعفرآباد، پلاک 340 و 342

تلفن: 22703362 - تلفکس: 22709053

﴿حقوق الطبع محفوظة للمؤلف ﴾

شابک : (ج1 )6 - 44 - 7237 - 964 - 978 ؛ دوره 8 - 46 - 7237 - 964 - 978

ص: 2

الاهداء

إلى امام الأئمة و قائد الامة، وصى رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)و باب حكمته و موضع سره و خليفته في امته و مفرج الكرب عن وجهه، قالع باب خیبر و سيد البشر فاتح بدر وحنين أبو الحسنين، اسد الله الغالب الإمام أمير المؤمنين على بن أبي طالب(عليه السلام).

یا سیدی و مولای اهدى اليك هذا الكتاب و ارجو من جنابك ان تشفع لي ولوالدي في يوم الحساب، يوم لا ينفع مال ولا بنون

الا من أتى الله بقلب سليم.

المؤلف

ص: 3

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

المقدمة

الحمد لله رب العالمين، الصلاة و السلام على سيدنا و نبينا محمد و آله الطاهرين الذين هم امناء الله في بلاده و حججه على عباده، من تمسك بهم نجا و من تخلف عنهم هلك و غوى صلوات الله عليهم اجمعين و رزقنا شفاعتهم يوم الدين آمين رب العالمين.

اما بعد فيقول العبد الضعيف الفاني الشيخ عزيز الله العطاردي الخبوشاني حفظه الله من الآمال و الاماني، هذا الكتاب الذي نقدمه إلى الباحثين في اخبار اهل البيت(عليه السلام)وحياتهم و احاديثهم هو الكتاب الاول من موسوعتنا الكبيرة «مسانید اهل البيت(عليهم السلام)و سميناه بمسند الإمام أمير المؤمنين علي بن ابيطالب(عليه السلام)».

نبحث فيه عن حياة الإمام أمير المؤمنين و فضائله و مناقبه و اخباره و آثاره في معالم الدين والاحكام والسنن والحروب و المغازي و ماجرى بينه(عليه السلام) و الخلفاء، و وقایع ايام خلافته (عليه السلام) إلى شهادته .

اخذناها من المصادر المشهورة و الكتب المعروفة بين الفريقين ألتي عليها المدار في جميع القرون و الاعصار، و رتبعه على الابواب حسب الموضوع لتسهيل الباحثين والمراجعين، ان هذا الكتاب الكبير مرتب على ثلاثة فصول .

الأوّل: فى حياة الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام)و مناقبه و خصائصه و

ص: 4

نصوص امامته و مکارم اخلاقه و حروبه و غزواته إلى يوم شهادته.

الثاني: في الأحاديث و الأخبار المروية عنه(عليه السلام) في الاصول و الفروع و الاحكام والسنن والآداب و المواعظ و الادعيه و تفسير القرآن.

الثالث: معجم الرواة عن أمير المؤمنين(عليه السلام) الذين حدثوا عنه و ذكر مختصر من حالاتهم و ما قيل في شانهم من المدح و الجرح خرجنا والله الحمد كل ما ورد عن أمير المؤمنين(عليه السلام)و نقلها أئمة الحديث والآثار من الشيعة الإمامية و الزيدية و الاسماعيلية و أهل السنة على طريقة المؤلفين و هذا المسند يكون كغيره من كتب الحديث يوجد فيه الثقة و الصحيح و الحسن و الضعيف و المتروك و بيان ذلك عند الفقهاء و اصحاب الجرح و التعديل و العلم بحقائق الامور عند الله تعالي.

ثم انى اروى عن أمير المؤمنين(عليه السلام)بهذه الطرق بالاجازة:

1 - عن الإمام الفقيه السيد محسن الطباطبائي الحكيم، قدس سره ،مؤلف كتاب مستمسک العروة الوثقي المتوفى فى ربيع الاول 1390.

2 - عن الشيخ العلامة المحقق الشيخ آغا بزرگ الطهراني طاب ثراه مؤلف كتاب الذريعة و طبقات اعلام الشيعة، المتوفى سنة 1389.

3 - عن الشيخ المجاهد المحقق الشيخ عبد الحسين الاميني رضوان الله عليه صاحب كتاب الغدير المتوفى في ربيع الثاني من عام 1390 نروى عنه مشافهة.

4 - عن الإمام الفيه مرجع الشيعة السيد ابوالقاسم الموسوي الخوئي رضوان الله عليه المتوفي بها بالنجف الأشرف.

5 - عن الإمام الفقيه مرجع الشيعة السيد محمد هادى الميلاني قدس سره المتوفى في رجب سنه 1395.

ص: 5

6 - عن الشيخ العلامة المحقق الفقيه الحاج ميرزا خليل الكمرئى نزيل طهران

7 - عن الشيخ المحدث المحقق الشيخ محمد إبراهيم المدني الختثى الحنفى نزيل المدينة المنورة المتوفى بها.

ص: 6

1-باب ولادته (عليه السلام)

1 - قال :الكليني ولد أمير المؤمنين(عليه السلام)بعد عام الفيل بثلاثين سنة و قتل (عليه السلام)في شهر رمضان لتسع بقين منه ليلة الأحد سنة أربعين من الهجرة و هو ابن ثلاث وستين سنة بقي بعد قبض النبي ثلاثين سنة و أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف و هو أول هاشمي ولده هاشم مرتين.

2 -عنه عن عن الحسين بن محمد عن عن محمد بن يحيى الفارسي عن أبي حنيفة محمد بن يحيى عن الوليد بن أبان عن محمد بن عبد الله بن مسكان عن أبيه قال قال أبو عبد الله(عليه السلام)إن فاطمة بنت أسد جاءت إلى أبي طالب التبشره بمولد النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)فقال أبو طالب اصبري سبتا أبشرك بمثله إلا النبوة وقال السبت ثلاثون سنة و كان بين رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) و أمير المؤمنين(عليه السلام) ثلاثون سنة.

3- الصدوق: حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رحمه الله قال حدثنا محمد بن جعفر الأسدي قال حدثنا موسى بن عمران عن الحسين بن يزيد عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن ثابت بن دينار عن سعيد بن جبير قال قال يزيد بن قعنب كنت جالسا مع العباس ابن عبد

ص: 7

المطلب و فريق من بني عبد العزى بإزاء بيت الله الحرام إذا أقبلت فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين(عليه السلام)و كانت حاملة به لتسعة أشهر وقد أخذها الطلق.

فقالت رب إني مؤمنة بك و بما جاء من عندك من رسل و كتب و إني مصدقة بكلام جدي إبراهيم الخليل و إنه بنى البيت العتيق فبحق النبي الذي بنى هذا البيت و بحق المولود الذي في بطني لما يسرت علي ولادتي قال يزيد ابن قعنب فرأينا البيت و قد انفتح من ظهره و دخلت فاطمة فيه و غابت عن أبصارنا و التزق الحائط فرمنا أن ينفتح لنا قفل الباب فلم ينفتح.

فعلمنا أن ذلك أمر من أمر الله عز و جل ثم خرجت بعد الرابع و بيدها أميرالمؤمنين (عليه السلام)ثم قالت إني فضلت على من تقدمني من النساء لأن آسية بنت مزاحم عبدت الله عز و جل سرا في موضع لا يحب أن يعبد الله فيه إلا اضطرارا و أن مريم بنت عمران هزت النخلة اليابسة بيدها حتى أكلت منها رطبا جنيا فإني دخلت بيت الله الحرام فأكلت من ثمار الجنة و أوزاقها.

فلما أردت أن أخرج هتف بي هاتف يا فاطمة سميه عليا فهو علي و الله العلي الأعلى يقول إني شققت اسمه من اسمي و أدبته بأدبي و وقفته على غامض علمي و هو الذي يكسر الأصنام في بيتي و هو الذي يؤذن فوق ظهر بيتي و يقدسني و يمجدني فطوبى لمن أحبه و أطاعه و ويل لمن أبغضه و عصاه .

4- عنه حدثنا علي بن أحمد بن موسى الدقاق قال حدثنا محمد بن جعفر الأسدي قال حدثنا موسى بن عمران عن الحسين بن يزيد عن محمد ابن سنان عن المفضل بن عمر عن ثابت بن دينار عن سعيد بن جبير قال

ص: 8

قال يزيد بن قعنب كنت جالسا مع العباس بن عبد المطلب و فريق من عبد العزى بإزاء بيت الله الحرام إذ أقبلت فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين(عليه السلام)و كانت حاملة به لتسعة أشهر و قد أخذها الطلق.

فقالت رب إني مؤمنة بك و بما جاء من عندك من رسل و كتب و إني مصدقة بكلام جدي إبراهيم الخليل(عليه السلام)و أنه بنى البيت العتيق فبحق الذي بنى هذا البيت و بحق المولود الذي في بطني لما يسرت علي ولادتي قال يزيد ابن قعنب فرأينا البيت و قد انفتح عن ظهره و دخلت فاطمة فيه و غابت عن أبصارنا و التزق الحائط فرمنا أن ينفتح لنا قفل الباب فلم ينفتح.

فعلمنا أن ذلك أمر من أمر الله عز و جل ثم خرجت بعد الرابع و بيدها أميرالمؤمنين (عليه السلام)ثم قالت إني فضلت على من تقدمني من النساء لأن آسية بنت مزاحم عبدت الله عز و جل سرا في موضع لا يحب أن يعبد الله فيه إلا اضطرارا و أن مريم بنت عمران هزت النخلة اليابسة بيدها حتى أكلت منها رطبا جنيا و أني دخلت بيت الله الحرام فأكلت من ثمار الجنة و أوراقها فلما أردت أن أخرج هتف بي هاتف.

يا فاطمة سميه عليا فهو علي و الله العلي الأعلى يقول إني شققت اسمه من اسمي و أدبته بأدبي و وقفته على غامض علمي و هو الذي يكسر الأصنام في بيتى و هو الذي يؤذن فوق ظهر بيتي و يقدسني و يمجدني فطوبى لمن أحبه و أطاعه و ويل لمن أبغضه و عصاه. وصلى الله على نبينا محمد و آله الطيبين الطاهرين.

5- قال المفيد: أمير المؤمنين (عليه السلام)أول أئمة المؤمنين وولاة المسلمين و

خلفاء الله تعالى في الدين بعد رسول الله الصادق الأمين محمد بن عبد الله خاتم النبيين صلوات الله عليه و آله الطاهرين أخوه و ابن عمه وزيره

ص: 9

على أمره و صهره على ابنته فاطمة البتول سيدة نساء العالمين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف سيد الوصيين عليه أفضل الصلاة و السلام كنيته أبو الحسن ولد بمكة في البيت الحرام يوم الجمعة الثالث عشر من رجب سنة ثلاثين من عام الفيل و لم يولد قبله و لا بعده مولود في بيت الله تعالى سواه إكراما من الله تعالى له بذلك و إجلالا لمحله في التعظيم.

6- الطوسي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بن عبد المطلب ابن هاشم بن عبد مناف و هو وصي رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) و خليفته الإمام العادل و السيد المرشد و الصديق الأكبر سيد الوصيين كنيته أبو الحسن(عليه السلام)ولد بمكة في البيت الحرام يوم الجمعة لثلاث عشرة خلت من رجب بعد عام الفيل بثلاثين سنة و قبض(عليه السلام)قتيلا بالكوفة ليلة الجمعة لتسع ليال بقين من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة و له يومئذ ثلاث وستون سنة و أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف و هو أول هاشمي ولد في الإسلام بين هاشميين و قبره بالغري من نجف الكوفة.

7- الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي (رضي عنه)، قال أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن الحسن بن شاذان، قال حدثني أحمد بن محمد بن أيوب، قال حدثنا عمر بن الحسن القاضي ،قال حدثنا عبد الله بن محمد، قال حدثني أبو حبيبة، قال حدثني سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عائشة. قال محمد بن أحمد بن شاذان و حدثني سهل بن أحمد، قال حدثنا أحمد بن عمر الربيعي،

قال حدثنا زكريا بن يحيى، قال حدثنا أبو داود، قال حدثنا شعبة، عن قتادة عن أنس بن مالك، عن العباس بن عبد المطلب. قال ابن شاذان

ص: 10

وحدثني إبراهيم بن علي، بإسناده عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام)، عن آبائه(عليهم السلام)، قال كان العباس بن عبد المطلب و يزيد ابن قعنب جالسين ما بين فريق بني هاشم إلى فريق عبد العزى بإزاء بيت الله الحرام.

إذ أتت فاطمة بنت أسد بن هاشم أم أمير المؤمنين(عليه السلام) ، و كانت حاملة بأمير المؤمنين(عليه السلام) التسعة أشهر، و كان يوم التمام، قال فوقفت بإزاء البيت الحرام، و قد أخذها ،الطلق فرمت بطرفها نحو السماء، و قالت أي رب، إني مؤمنة بك، و بما جاء به من عندك الرسول، و بكل نبي من أنبيائك، و بكل كتاب أنزلته، و إني مصدقة بكلام جدي إبراهيم الخليل، و إنه بنى بيتك العتيق،

فأسألك بحق هذا البيت و من بناه، و بهذا المولود الذي في أحشائي الذي يكلمني و يؤنسني بحديثه، و أنا موقنة أنه إحدى آياتك و دلائلك لما يسرت علي ولادتي. قال العباس بن عبد المطلب و يزيد بن قعنب لما تكلمت فاطمة بنت أسد و دعت بهذا الدعاء، رأينا البيت قد انفتح من ظهره، و دخلت فاطمة فيه، و غابت عن أبصارنا ، ثم عادت الفتحة و التزقت بإذن الله (تعالى)، فرمنا أن نفتح الباب ليصل إليها بعض نسائنا، فلم ينفتح الباب، فعلمنا أن ذلك أمر من أمر الله (تعالى)، و بقيت فاطمة في البيت ثلاثة أيام. قال و أهل مكة يتحدثون بذلك في أفواه السكك و تتحدث المخدرات في خدورهن.

قال فلما كان بعد ثلاثة أيام انفتح البيت من الموضع الذي كانت دخلت فيه،فخرجت فاطمة و علي(عليه السلام)على يديها، ثم قالت معاشر الناس، إن الله(عز و جل) اختارني من خلقه، وفضلني على المختارات ممن

ص: 11

مضى قبلي، و قد اختار الله آسية بنت مزاحم فإنها عبدت الله سرا في موضع لايحب أن يعبد الله فيه إلا اضطرارا، و مريم بنت عمران حيث اختارها الله، و يسر عليها ولادة عيسى، فهزت الجذع اليابس من النخلة في فلاة من الأرض حتى تساقط عليها رطبا جنيا ، و إن الله (تعالى)اختارني و فضلني عليهما، و على كل من مضى قبلي من نساء العالمين، لأني ولدت في بيته العتيق، و بقيت فيه ثلاثة أيام أكل من ثمار الجنة و أوراقها، فلما أردت أن أخرج و ولدي على يدي هتف بي هاتف.

و قال: يا فاطمة، سميه عليا، فأنا العلي الأعلى، و إني خلقته من قدرتي، و عزتی و جلالي، و قسط عدلي، و اشتققت اسمه من اسمي، و أدبته بأدبي، و فوضت إليه أمري، و وقفته على غامض علمي، و ولد في بيتي، و هو أول من يؤذن فوق بيتي، و يكسر الأصنام و يرميها على وجهها، و يعظمني و يمجدني و يهللني، و هو الإمام بعد حبيبي و نبيي و خيرتي من خلق محمد رسولي، و وصيه، فطوبى لمن أحبه و نصره، و الويل لمن عصاه و خذله و جحد حقه.

قال فلما رآه أبو طالب سره و قال علي الله السلام عليك يا أبة، ورحمة الله وبركاته. قال ثم دخل رسول الله ، فلما دخل اهتز له أمير المؤمنين(عليه السلام)وضحك في وجهه، و قال السلام عليك يا رسول الله، و رحمة الله و بركاته. قال ثم تنحنح بإذن الله (تعالى)، وقال:

«بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ» إلى آخر الآيات. فقال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)قد أفلحوا بك، و قرأ تمام الآيات إلى قوله« أُولئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خَالِدُونَ» فقال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)أنت و الله أميرهم، تميرهم من علومك

ص: 12

ترویه

فيمتارون، و أنت و الله دليلهم و بك يهتدون.

ثم قال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) لفاطمة اذهبي إلى عمه حمزة فبشريه به. فقالت فإذا خرجت أنا، فمن يرويه قال أنا أرويه. فقالت فاطمة أنت قال نعم ، فوضع رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)لسانه في فيه، فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا، قال فسمي ذلك اليوم يوم التروية، فلما أن رجعت فاطمة بنت أسد رأت نورا قد ارتفع من علي(عليه السلام)إلى عنان السماء.

قال ثم شدته و قطته بقماط فبتر القماط، قال فأخذت فاطمة قماطا جيدا فشدته به فبتر القماط، ثم جعلته في قماطين فبترهما، فجعلته ثلاثة فبترها، فجعلته أربعة أقمطة من رق مصر لصلابته فبترها، فجعلته خمسة أقمطة ديباج لصلابته فبترها كلها، فجعلته ستة من ديباج و واحدا من الأدم فتمطى فيها فقطعها كلها بإذن الله، ثم قال بعد ذلك يا أمه لا تشدي يدي فإني أحتاج إلى أن أبصبص لربي بإصبعي.

قال: فقال أبو طالب عند ذلك إنه سيكون له شأن و نبأ. قال فلما كان من غد دخل رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)على فاطمة، فلما بصر علي(عليه السلام)برسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) و سلم عليه، وضحك في وجهه، و أشار إليه أن خذني إليك و اسقني مما سقيتني بالأمس. قال فأخذه رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) .

فقالت فاطمة عرفه و رب الكعبة. قال فلكلام فاطمة، سمي ذلك اليوم يوم عرفة يعني أن أمير المؤمنين(عليه السلام)عرف رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم )فلما كان اليوم الثالث، و كان العاشر من ذي الحجة،أذن أبو طالب في الناس أذانا جامعا، و قال هلموا إلى وليمة ابني علي.

قال و نحر ثلاث مائة من الإبل و ألف رأس من البقر والغنم، و اتخذ وليمة عظيمة، وقال معاشر الناس، ألا من أراد من طعام علي ولدي فهلموا

ص: 13

و طوفوا بالبيت سبعا، و ادخلوا و سلموا على ولدي علي فإن الله شرفه، و لفعل أبي طالب شرف يوم النحر.

8- أبو جعفر الطبرى الامامي: أخبرنا الرئيس الزاهد العابد العالم أبو محمد الحسن بن الحسين بن الحسن في الري سنة عشرة و خمسمائة عن عمه محمد بن الحسن عن أبيه الحسن بن الحسين عن عمه الشيخ السعيد أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه رضي الله عنهم قال حدثني علي بن أحمد بن موسى الدقاق قال حدثنا محمد بن جعفر الأسدي قال حدثنا موسى بن عمران عن الحسين بن يزيد عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن ثابت بن دينار عن سعيد بن جبير قال:

قال يزيد بن قعنب كنت جالسا مع العباس العباس بن عبد المطلب و فريق من بني عبد العزى بإزاء بيت الله الحرام إذ أقبلت فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين(عليه السلام) و كانت حاملا به لتسعة أشهر و قد أخذها الطلق فقالت ربي إني مؤمنة بك و بما جاء من عندك من رسل و كتب و إني مصدقة بكلام جدي إبراهيم الخليل (عليه السلام)و إنه بنى بيتك العتيق.

فبحق الذي بنى هذا البيت و بحق المولود الذي في بطني لما يسرت علي ولادتي قال يزيد بن قعنب فرأينا البيت قد انفتح عن ظهره و دخلت فاطمة و غابت عن أبصارنا فيه و التزق الحائط فرمنا أن ينفتح لنا قفل الباب فلم ينفتح فعلمنا أن ذلك أمر من الله عز وجل.

ثم خرجت بعد الرابع و بيدها أمير المؤمنين علي(عليه السلام)فقالت إني فضلت على من تقدمني من النساء لأن آسية بنت مزاحم عبدت الله عز و جل سرا في موضع لا يحب أن يعبد الله فيه إلا اضطرارا و أن مريم بنت عمران هزت النخلة اليابسة بيدها حتى أكلت منها رطبا جنيا و أني دخلت

ص: 14

بيت الله الحرام فأكلت من ثمار الجنة و أرزاقها.

فلما أردت أن أخرج هتف بي هاتف يا فاطمة سميه عليا فهو علي و الله العلي الأعلى يقول إني شققت اسمه من اسمي و أدبته بأدبي و أوقفته على غامض علمي و هو الذي يكسر الأصنام في بيتي و هو الذي يؤذن فوق ظهر بيتي و يقدسني و يمجدني فطوبى لمن أحبه و أطاعه و ويل لمن أبغضه و عصاه .

9- قال الطبرسي: ولد بمكة في البيت الحرام يوم الجمعة الثالث عشر من شهر الله الأصم رجب بعد عام الفيل بثلاثين سنة و لم يولد قط في بيت الله تعالى مولود سواه لا قبله ولا بعده و هذه فضيلة خصه الله تعالى بها إجلالا لمحله و منزلته وإعلاء لقدره و أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف وكانت من رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)بمنزلة الأم و ربي في حجرها وكانت من سابقات المؤمنات إلى الإيمان و هاجرت مع رسول الله إلى المدينة و كفنها النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) عند موتها بقميصه ليدرء به عنها هوام الأرض و توسد في قبرها لتأمن بذلك من ضغطة القبر و لقنها الإقرار بولاية ابنها كما اشتهر في الرواية فكان أميرالمؤمنين (عليه السلام)هاشميا من هاشميين و أول من ولده هاشمى مرتين.

10 - قال الفتال: روي أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف وصي رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)و خليفته الإمام العادل والسيد المرشد و الصديق الأكبر سيد الوصيين و إمام الموحدين كنيته أبو الحسن ولد بمكة في البيت الحرام يوم الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من رجب بعد عام الفيل بثلاثين سنة و أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف و هو أول هاشمي في الإسلام من هاشميين.

ص: 15

11- قال ابن شهر آشوب قال: شيخ السنة القاضي أبو بو عمر و عثمان أحمد في خبر طويل إن فاطمة بنت أسد رأت النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)يأكل تمرا له

بن رائحة تزداد على كل الأطايب من المسك والعنبر من نخلة لا شماريخ لها فقالت ناولني أنل منها قال(عليه السلام)لا تصلح إلا أن تشهدي معي أن لا إله إلا الله و أني محمد رسول الله فشهدت الشهادتين فناولها فأكلت فازدادت رغبتها وطلبت أخرى لأبي طالب فعاهدها أن لا تعطيه إلا بعد الشهادتين فلما جن عليها الليل أشتم أبو طالب نسما ما أشتم مثله قط فأظهرت ما معها فالتمسه منها فأبت عليه إلا أن يشهد الشهادتين.

فلم يملك نفسه أن شهد الشهادتين غير أنه سألها أن تكتم عليه لئلا تعيره قريش فعاهدته على ذلك فأعطته ما معها و آوى إلى زوجته فعلقت بعلي في تلك الليلة و لما حملت بعلي ازداد حسنها فكان يتكلم في بطنها فكانت في الكعبة فتكلم علي مع جعفر فغشي عليه فألقيت الأصنام خرت على وجوهها فمسحت على بطنها و قالت يا قرة العين سجدتك الأصنام داخلا فكيف شأنك خارجا و ذكرت لأبي طالب ذلك فقال هو الذي قال لي أسد في طريق الطائف.

12-قال الاربلي:ولد(عليه السلام)بمكة في البيت الحرام يوم الجمعة الثالث ولد عشر من شهر الله الأصم رجب بعد عام الفيل بثلاثين سنة و لم يولد في البيت الحرام أحد سواء قبله و لا بعده و هي فضيلة خصه الله بها إجلالا له و إعلاء لرتبته وإظهارا لتكرمته.

و كان(عليه السلام) الهاشميا من هاشميين و أول من ولده هاشم مرتين وقيل ولد سنة ثمان وعشرين من عام الفيل و الأول عندنا أصح.

13 - عنه روي أن فاطمة بنت أسد بن هاشم أم أمير المؤمنين(عليه السلام)

ص: 16

كانت في الليلة التي ولدت فيها آمنة بنت وهب أم رسول الله له حاضرة عندها و انها رأت مثل الذى رأته آمنة فلما كان الصبح انصرف أبو طالب من الطواف فاستقبلته.

قالت له لقد رأيت الليلة عجبا قال لها ما رأيت قالت ولدت آمنة بنت وهب مولودا أضاءت له الدنيا بين السماء و الأرض نورا حتى مددت عيني فرأيت سعفات هجر فقال لها أبو طالب انتظري سبتا تأتين بمثله فولدت أمير المؤمنين بعد ثلاثين سنة. و روي أن السبت ثلاثون سنة.

روي أنه ثمان وعشرون سنة (و (روي)أن فاطمة بنت أسد لما حملت بأميرالمؤمنين كانت تطوف بالبيت فجاءها المخاض و هي في الطواف فلما اشتد بها دخلت الكعبة فولدته في جوف اليت على مثال ولادة آمنة للنبي(صلی الله علیه وآله وسلم)، ما ولد في الكعبة قبله ولا بعده غيره.

14 - في البحار: ذكر ابن عياش أن اليوم الثالث عشر من رجب كان مولد أمير المؤمنين(عليه السلام)في الكعبة قبل النبوة باثنتي عشرة سنة.

15- عنه روي عن عتاب بن أسيد أنه قال ولد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) بمكة في بيت الله الحرام يوم الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من رجب و للنبي (صلی الله علیه وآله وسلم) ثمان وعشرون سنة قبل النبوة باثنتي عشرة سنة.

16 - عنه روى صفوان الجمال عن أبي عبد عبد الله جعفر محمد(عليهما السلام) قال ولد أمير المؤمنين(عليه السلام)في يوم الأحد لسبع خلون من شعبان.

17- عنه روي أن يوم ثالث عشر شهر رجب كان مولد مولانا أبي الحسن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام)في الكعبة قبل النبوة باثنتي عشرة سنة.

18 - عنه قال الشهيد رحمه الله في الدروس علي بن أبي طالب بن عبد

ص: 17

المطلب بن هاشم و ابوطالب و عبد الله أخوان للأبوين و أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم و هو و إخوته أول هاشمي ولد بين هاشميين ولد يوم الجمعة ثالث عشر شهر رجب و روي سابع شهر شعبان بعد مولد النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) بثلاثين سنة؛ انتهى.

19 - عنه و قد قيل إنه(عليه السلام)ولد في الثالث والعشرين من شعبان.

20 - قال إبن المغازلي: أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد البيع قال حدثنا أبو عبد الله بن خالد الكاتب قال حدثنا أحمد بن جعفر بن محمد ابن مسلم الختلي قال حدثني عمر بن أحمد بن روح الساجي حدثني أبو طاهر يحيى بن الحسن العلوي قال حدثني محمد بن سعيد الدارمي حدثنا موسى بن جعفر عن أبيه عن محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين(عليه السلام) قال: كنت جالسا مع أبي و نحن زائرون قبر جدنا (عليه السلام)و هناك نسوان كثيرة.

إذ أقبلت امرأة منهن فقلت لها من أنت يرحمك الله قالت أنا زيدة بنت قريبة بن العجلان من بني ساعدة فقلت لها فهل عندك ساعدة فقلت لها فهل عندك شيء تحدثينا فقالت إي والله حدثتني أمي أم عمارة بنت عبادة بن نضلة مالك بن العجلان الساعدي أنها كانت ذات يوم في نساء من العرب إذ أقبل أبو طالب كئيبا حزينا فقلت له ما شأنك يا أبا طالب قال إن فاطمة بنت أسد في شدة المخاض ثم وضع يديه على وجهه.

فبينا هو كذلك إذ أقبل محمد(صلی الله علیه وآله وسلم) فقال له ما شأنك يا عم فقال إن فاطمة بنت أسد تشتكي المخاض فأخذ بيده و جاء و هي معه فجاء بها إلى الكعبة فأجلسها في الكعبة ثم قال اجلسي على اسم الله قالت فطلقت طلقة فولدت غلاما مسرورا نظيفا منظفا لم أر كحسن وجهه فسماه أبو طالب عليا

ص: 18

حمله النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)حتى أداه إلى منزلها قال علي بن الحسين فو الله ما سمعت بشيء قط إلا و هذا أحسن منه.

21 -قال ابن الصباغ ولد(عليه السلام) بمكة المشرفة داخل البيت الحرام في يوم الجمعة الثالث عشر من شهر الله الأصم رجب الفرد سنة ثلاثين من عام الفيل قبل الهجرة بثلاث وعشرين سنة وقيل بخمس و عشرین و قبل المبعث باثنتي عشرة سنة وقيل بعشر سنين و لم يولد في بيت الحرام قبله أحد سواه و هي فضيلة خصه الله تعالى بها إجلالا له و إعلاء لمرتبته و إظهارا لكرامته و كان هاشميا من هاشميين و أول من ولده هاشم مرتين.

22 - عنه من كتاب المناقب لأبي المعالى الفقيه المالكي، روى خبراً يرفعه الى علي بن الحسين(عليه السلام)،انه قال كنا عند الحسين(عليه السلام)في بعض الأيام و اذا بنسوة مجتمعين فأقبلت امرأة منهن فقلت لها من أنت برحمك الله قالت أنا زبدة ابنة العجلان من بني ساعدة، فقلت لها: هل عندك من شيء تحدثينا به قالت إي والله حدثتني أم عمارة بنت عبادة بن نضلة ابن مالك بن العجلان الساعدي أنها كانت ذات يوم في نساء من العرب إذ أقبل أبو طالب كئيباً حزيناً فقلت: ما شأنك؟ قال إن فاطمة بنت أسد في شدة من الطلق ثم انه أخذ بيدها و جاء بها إلى الكعبة، فدخل بها وقال اجلسي على اسم الله فطلقت طلقة واحدة فولدت غلاما نظيفا منظفا لم أرأحسن وجها منه فسماه أبو طالب عليا. وقال شعراً:

سميته بعلي كي يدوم له*** عز العلو و فخر العز أدومه

وجاء النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)فحمله معه إلى منزل أمه، قال علي بن الحسين فوالله ما سمعت بشيء حسن قط الا و هذا من أحسنه و كان مولد علي رضى الله عنه بعد ان دخل رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) بخديجة رضى الله عنها بثلاث

ص: 19

سنين و كان عمر رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)يوم ولادة علي رضى الله

عنه ثمانياً عشرين سنة.

23 - قال ابن طلحة ولده في ليلة الأحد الثالث والعشرين من شهر رجب سنة تسع مأة و عشر من التاريخ الفارسي المضاف إلى الاسكندر و كان ملك الفرس، يومئذ مستمرا و كان ملكهم ابرویز بن هرمز و قیل ولد بالكعبة البيت الحرام و كان مولده بعد ان تزوج رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) بخديجة رضی الله عنها، بثلاث سنين وكان عمر رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)يوم ولادته ثمانياً و عشرين سنة.

المنابع:

(1) الكافي: 452/1 (2) معاني الاخبار 62 .

(3) امالي الصدوق: 80، (4) الارشاد: 3،

(5) التهذيب :19/6، (6) علل الشرايع: 129/1 امالى الطوسي: 317/2

(7) بشارة المصطفى: 9

(8) اعلام الوری 159، (9) روضة الواعظين: 67 ،

(10) مناقب ابن شهر آشوب 357/1،

(11) مصباح المتهجد: 560 - 593، (12) كشف الغمة: 59/1

(13) مناقب ابن المغازلي: 6 (14) الفصول المهمة:

(15) مطالب السؤل: 11.

ص: 20

2-باب اسمائه و القابه(عليه السلام)

1 -لصدوق: أبي رحمه الله قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن خالد البرقي عن أبي قتادة القمي رفعه إلى أبي عبد الله(عليه السلام)حدثنا أحمد بن الحسن القطان العدل قال حدثنا أبو العباس أحمد ابن يحيى بن زكريا القطان قال حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال حدثنا تميم ابن بهلول عن أبيه قال حدثنا أبو الحسن العبدي عن سليمان بن مهران عن قال قلت لعبد الله بن العباس لم کنی رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)عباية بن ربعي علياء(عليه السلام)أبا تراب.

قال: لأنه صاحب الأرض و حجة الله على أهلها بعده و به بقاؤها و إليه سكونها و لقد سمعت رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)يقول إذا كان يوم القيامة و رأى الكافر ما أعد الله تبارك و تعالى لشيعة علي من الثواب والزلفى و الكرامة قال يا ليتني كنت ترابا أي يا ليتني كنت من شيعة علي و ذلك قول الله عز و جل «وَ يَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنى كُنْتُ تُرَاباً».

2- عنه حدثنا علي بن عيسى المجاور رضي الله عنه في مسجد الكوفة قال حدثنا علي بن محمد بن بندار عن أبيه عن محمد بن علي المقري عن محمد بن سنان عن مالك بن عطية عن ثویر بن سعيد عن أبيه سعيد

ص: 21

ابن علاقة عن الحسن البصري قال صعد أمير المؤمنين(عليه السلام) منبر البصرة فقال أيها الناس انسبوني فمن عرفني فلينسبني وإلا فأنا أنسب نفسي أنا زيد بن عبد مناف بن عامر بن عمرو بن المغيرة بن زيد بن كلاب.

فقام إليه ابن الكواء فقال له يا هذا ما نعرف لك نسبا غير أنك علي ابن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب فقال له يا لكع إن أبي سماني زيدا باسم جده قصي و اسم أبي«عبدمناف» فغلبت الكنية على الاسم و إن اسم عبد المطلب عامر فغلب اللقب على الاسم و اسم هاشم عمر و فغلب اللقب على الاسم و اسم عبد مناف المغيرة فغلب اللقب على الاسم و إن اسم قصي زيد فسمته العرب مجمعا لجمعه إياها من البلد الأقصى إلى مكة فغلب اللقب على الاسم.

3 -عنه حدثنا الحاكم أبو حامد أحمد بن الحسين بن الحسن بن علي يبلخ قال حدثنا عبد المؤمن بن خلف قال حدثني الحسن بن مهران الأصبهاني ببغداد قال حدثني الحسن بن حمزة بن حماد بن بهرام الفارسي قال حدثنا أبو القاسم بن أبان القزويني عن أبي بكر الهذلي عن الحسن بن أبي الحسن البصري قال صعد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب اللا المنبر فقال أيها الناس انسبوني من عرفني فلينسبني وإلا فأنا أنسب نفسي أنا زيد ابن عبد مناف بن عامر بن عمرو بن المغيرة بن زيد بن كلاب.

فقام إليه ابن الكواء فقال يا هذا ما نعرف لك نسبا غير أنك علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب فقال له يا لكع إن أبي سماني زيدا باسم جده قصي و إن اسم أبي عبد مناف فغلبت الكنية على الاسم و إن اسم عبد المطلب عامر فغلب اللقب على الاسم و اسم هاشم عمرو فغلب اللقب على الاسم و اسم عبد مناف المغيرة

ص: 22

فغلب اللقب على الاسم و اسم قصي زيد فسمته العرب مجمعا لجمعه إياها من البلد الأقصى إلى مكة فغلب اللقب على الاسم قال ولعبد المطلب عشرة أسماء منها عبد المطلب وشيبة وعامر.

4 - عنه حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال حدثنا عبد العزيز بن يحيى الجلودي قال حدثني المغيرة بن محمد قال حدثنا رجاء بن سلمة عن عمرو بن شمر عن جابر الجعفي في حديث طويل يذكر أسماء أمير المؤمنين السلام في التوراة والإنجيل و الزبور و عند الهند وعند الروم و عند الفرس و عند الترك و عند الزنج و عند الكهنة و عند الحبشة و عند أبيه و عند أمه وعند ظئره و عند العرب.

ثم يفسر كل اسم بمعناه ويقول في آخره اختلف الناس من أهل المعرفة لم سمي علي عليا فقالت طائفة لم يسم أحد من ولد آدم قبله بهذا الاسم في العرب و لا في العجم إلا أن يكون الرجل من العرب يقول ابني هذا علي يريد من العلو لا أنه اسمه و إنما سمى به الناس بعده و في وقته وقالت طائفة سمي عليا لعلوه على كل من بارزه و قالت طائفة سمي عليا لأنداره في الجنان تعلو حتى تحاذي منازل الأنبياء.

و قالت طائفة سمي عليا لأنه علا على ظهر رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) بقدميه طاعة الله تعالى و لم يعل أحد على ظهر نبي غيره عند حط الأصنام من وسط الكعبة وقالت طائفة إنما سمي عليا لأنه زوج في أعلى السماوات و لم يزوج أحد من خلق الله في ذلك الموضع غيره و قالت طائفة إنما سمي عليا لأنه أعلى الناس علما بعد رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) .

5-عنه حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال حدثنا أبو سعيد الحسن ابن علي السكري قال حدثنا الحسين بن حسان العبدي قال حدثنا عبد

ص: 23

العزيز بن مسلم عن يحيى بن عبد الله عن أبيه عن أبي هريرة قال صلى بنا رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) الفجر ثم قام بوجه كئيب وقمنا معه حتى صار إلى منزل فاطمة(عليها السلام) فأبصر عليا نائما بين يدي الباب على الدقعاء فجلس النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)فجعل يمسح التراب عن ظهره ويقول قم فداك أبي وأمي يا أبا تراب ثم أخذ بيده و دخلا منزل فاطمة فمكثنا هنية ثم سمعنا ضحكا عاليا ثم خرج علينا رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)بوجه مشرق فقلنا يا رسول الله دخلت بوجه کئیب و خرجت بخلافه فقال كيف لا أفرح. و قد اصلحت بين اثنين احب اهل الارض إلى و إلى اهل السماء.

6- عنه حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال حدثنا الحسن بن علي ابن الحسين السكري قال حدثنا عثمان بن عمران قال حدثنا عبيد الله بن موسى عن عبد العزيز عن حبيب بن أبي ثابت قال كان بين علي و فاطمة(عليها السلام)كلام فدخل رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)و ألقي له مثال فاضطجع عليه فجاءت فاطمة (عليه السلام)فاضطجعت من جانب و جاء علي(عليه السلام)فاضطجع من جانب فأخذ رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) يده فوضعها على سرته وأخذ يد فاطمة فوضعها على سرته فلم يزل حتى أصلح بينها ثم خرج فقيل له يا رسول الله دخلت و أنت على حال و خرجت و نحن نرى البشرى في وجهك قال ما يمنعني و قد أصلحت بين اثنين أحب من على وجه الأرض إلي.

7-عنه حدثني أحمد بن الحسن القطان قال حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا قال حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال حدثنا تميم بن بهلول عن أبيه قال حدثنا أبو الحسن العبدي عن سليمان بن مهران عن عباية بن ربعي قال قلت لعبد الله بن عباس لم کنی رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) عليا(عليه السلام) أبا تراب قال لأنه صاحب الأرض و حجة الله على أهلها بعده و

ص: 24

به بقاؤها و إليه سكونها ولقد سمعت رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)يقول إنه إذا كان يوم القيامة و رأى الكافر ما أعد الله تبارك و تعالى لشيعة علي من الثواب و الزلفى و الكرامة قال يا ليتني كنت ترابا يعني من شيعة علي و ذلك قول الله

عز و جل: «وَ يَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنى كُنْتُ تُرَاباً».

8 -عنه حدثني الحسين بن يحيى بن ضريس عن معاوية بن صالح ابن ضريس البجلي قال حدثنا أبو عوانة قال حدثنا محمد بن یزید و هشام الزراعي قال حدثني عبد الله بن ميمون الطهوي قال حدثنا ليث عن مجاهد عن ابن عمر قال بينا أنا مع النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)في نخيل المدينة و هو يطلب عليا(عليه السلام) إذا انتهى إلى حائط فاطلع فيه فنظر إلى علي(عليه السلام)و هو يعمل في الأرض و قد اغبار فقال ما ألوم الناس إن يكنوك أبا تراب فلقد رأيت عليا تمعر وجهه و تغير لونه و اشتد ذلك عليه.

فقال النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)ألا أرضيك يا علي قال نعم يا رسول الله فأخذ بیده فقال أنت أخي و وزيري و خليفتي في أهلي تقضي ديني و تبرئ ذمتي من أحبك في حياة مني فقد قضي له بالجنة و من أحبك في حياة منك بعدي ختم الله له بالأمن والإيمان و من أحبك بعدك و لم يرك ختم الله له بالأمن و الإيمان و آمنه يوم الفزع الأكبر و من مات و هو يبغضك يا علي مات ميتة جاهلية يحاسبه الله عز و جل بما عمل في الإسلام.

9- قال الطبرسي: أسماؤه في كتب الله تعالى المنزلة كثيرة أوردها أصحابنا في كتبهم وكنيته المشهورة أبو الحسن و قد كني أيضا بأبي الحسين و أبو السبطين و أبو الريحانتين و كناه رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) بأبي تراب لما رآه ساجدا معفرا في التراب و لقبه أمير المؤمنين خصه النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) به لما قال سلموا على علي بإمرة المؤمنين و لم يجوز أصحابنا أن يطلق هذا اللفظ

ص: 25

لغيره من الأئمة.

فقالوا: إنه انفرد بهذا التلقيب فلا يجوز أن يشاركه في ذلك غيره و قد لقبه رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)سعيد المسلمين و إمام المتقين وقائد الغر المحجلين و سيد الأوصياء و سيد العرب و أمثال هذه كثيرة و هو أخو رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) و وزیره و وصیه و خليفته في أمته و صهره على ابنته الزهراء البتول فاطمة سيدة نساء العالمين و هو المرتضى ويعسوب المؤمنين.

10-قال إبن شهر آشوب في خبر أن النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)سماه المرتضى لأن جبرئيل هبط إليه وقال يا محمد إن الله تعالى قد ارتضى عليا لفاطمة ارتضى فاطمة لعلي.

11 - عنه قال ابن عباس كان علي يتبع في جميع أمره مرضاة الله تعالى و رسوله فلذلك سمي المرتضى.

12 - عنه قال جابر الجعفي الحيدر هو الحازم النظار في دقائق الأشياء و قيل هو الأسد.

13- عنه قال(عليه السلام) : أنا الذي سمتني أمي حيدرة.

14 - عنه عن ابن عباس قال لما نكل المسلمون عن مقارعة طلحة العبدري تقدم إليه أمير المؤمنين فقال طلحة من أنت فحسر عن لثامه فقال أنا القضم أنا علي بن أبي طالب.

15 - عنه رأيت في كتاب الرد على أهل التبديل، أن في مصحف أمير المؤمنين يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً يعني من أصحاب علي.

16 - عنه في كتاب ما نزل في أعداء آل محمد في قوله وَ يَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ رجل من بني عدي و يعذبه علي فيعض على يديه و يقول العاض و هو رجل من بني تيم يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَاباً أي شيعيا.

ص: 26

17-عنه عن ابن بابويه في علل الشرائع عن ابن عباس قال سمعت رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)يقول إذا كان يوم القيامة و رأى الكافر ما أعد الله تبارك وتعالى لشيعة علي من الثواب والزلفى و الكرامة قال يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَاباً أي يا ليتني كنت من شيعة علي.

18 - عنه عن البخاري و مسلم و الطبري و ابن البيع و أبو نعيم و ابن مردويه أنه قال بعض الأمراء لسهل بن سعد سب عليا فأبى فقال أما إذا أبيت فقل لعن الله أبا تراب فقال و الله إنه إنما سماه رسول الله بذلك و هو أحب الأسماء إليه.

19 -عنه عن البخاري و الطبري و ابن مردویه و ابن شاهین و ابن البيع في حديث أن عليا غضب على فاطمة(عليها السلام) و خرج فوجده رسول الله فقال قم يا أبا تراب قم يا أبا تراب.

20 - عنه عن الطبري و ابن إسحاق و ابن مردويه أنه قال عمار خرجنا مع النبي في غزوة العشيرة فلما نزلنا منزلا نمنا فما نبهنا إلا كلام رسول الله لعلى يا أبا تراب لما رآه ساجدا معفرا وجهه في التراب أتعلم من أشق الناس أشقى الناس اثنان أحيمر ثمود الذي عقر الناقة و أشقاها الذي يخضب هذه و وضع يده على لحيته.

21 - عنه عن علل الشرائع عن القمي في حديث ابن عمر أنه نظر النبي إلى علي و هو يعمل في الأرض و قد اغبار فقال ما ألوم الناس في أن يكنوك أبا تراب فتمعز وجه علي فأخذ بيده و قال أنت أخي و وزيري و خليفتي في أهلي الخبر.

22 - عنه قال الحسن بن علي(عليه السلام) سئل عن ذلك فقال إن الله يباهي بمن يصنع كصنيعك الملائكة و البقاع تشهد له قال فكان(عليه السلام)يعفر

ص: 27

خديه و يطلب الغريب من البقاع لتشهد له يوم القيامة فكان إذا رآه و التراب في وجهه يقول يا أبا تراب افعل كذا و يخاطبه بما يريد.

23 - عنه حدثني أبو العلاء الهمداني بالإسناد عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس في حديث أن عليا خرج مغضبا فتوسد ذراعه فطلبه النبي حتى وجده فوكزه برجله فقال قم فما صلحت أن تكون إلا أبا تراب أغضبت علي حين آخيت بين المهاجرين والأنصار و لم أواخ بينك و بين أحد منهم أما ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى الخبر.

24 - عنه جاء في رواية أنه كني لا بأبي تراب لأن النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) قال يا علي أول من ينفض التراب عن رأسه أنت.

25- عنه عن ابن البيع في أصول الحديث و الخركوشي في شرف النبي و شيرويه في الفردوس و اللفظ له بأسانيدهم أنه كان الحسن و الحسين في حياة رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) يدعوانه يا أبة و يقول الحسن لأبيه يا أبا الحسين و الحسين يقول يا أبا الحسن فلما توفي رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) دعواه يا

أبانا.

26- عنه في رواية عن أمير المؤمنين ما سمانى الحسن والحسين يا أبة حتى توفي رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم).

27- عنه عن الحسن النطنزي في الخصائص قال داود بن سليمان رأيت شيخا على بغلة قد احتوشته الناس فقلت من هذا قالوا هذا شاهانشاه العرب هذا علي بن أبي طالب.

28 - أبو جعفر الطبرى الامامي: أخبرنا الشيخ الزاهد أبو محمد الحسن بن الحسين بن بابويه بالري سنة عشرة وخمسمائة قال أخبرني عمي أبو جعفر محمد بن الحسن عن أبيه الحسن أبيه الحسن بن الحسين عن عمه الشيخ

ص: 28

السعيد أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه رحمهم الله قال حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال حدثنا تميم بن بهلول عن أبيه قال حدثنا أبو الحسن العبدي قال حدثنا سليمان بن مهران عن عباية بن ربعي.

قال قلت لعبد الله بن عباس لم كنى رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) عليا أبا تراب قال لأنه صاحب الأرض و حجة الله على أهلها بعده و به بقاؤها و إليه سكونها و لقد سمعت رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)يقول إنه إذا كان القيامة و رأى

يوم الكافر ما أعد الله تعالى لشيعة علي من الثواب والزلفى و الكرامة قال يا ليتني كنت ترابا يا ليتني من شيعة علي (عليه السلام)و ذلك قول الله عز و جل «وَ يَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَاباً».

29 - شاذان بن جبرئيل القمي: بالإسناد يرفعه إلى الثقات الذين كتبوا الأخبار أنهم وضح لهم فيما وجدوا و بان لهم من أسماء أمير المؤمنين(عليه السلام)ثلاثمائة اسم في القرآن منها ما رواه بالإسناد الصحيح عن ابن مسعود قوله تعالى «وَ إِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيُّ حَكِيمٌ» و قوله تعالى «وَ جَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا و قوله تعالى وَ اجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ» و قوله تعالى: «إِنَّ عَلَيْنَا جَمعَهُ وَ قُرْآنَهُ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيْانَهُ».

و قوله تعالى«إنّما أَنتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ فالمنذر رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)و الهادي على بن أبي طالب(عليه السلام)وقوله تعالى «أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شَاهِدٌ» فالبينة محمد و الشاهد علي(عليه السلام)وقوله تعالى «إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدى وَ إِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَ الْأُولى». وقوله تعالى «إِنَّ اللهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِياً».

ص: 29

و قوله تعالى« أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَىٰ عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ وَ إِنْ كُنْتُ لَمِنَ الشَّاخِرِينَ». جنب الله علي بن أبي طالب (عليه السلام)و قوله تعالى« وَ كُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ» معناه علي(عليه السلام)و قوله تعالى «إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ» و قوله تعالى «ثُمَّ لَتُسْتَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ».

معناه عن حب علي بن أبي طالب و قد ذكروا أسماء كثيرة لا نطيل بذكرها هنا وهي أشهر من أن تخفى و أكثر من ثلاثمائة اسم و ما بيناها هاهنا و لكن نذكر ألقابه و كناه كنيته أبو الحسن و أبو الحسين و أبو شبر و أبو تراب و أبو النورين و ألقابه:

أمير المؤمنين و سيد الوصيين و قائد الغر المحجلين و قامع المارقين و صالح المؤمنين و الصديق الأعظم و الفاروق الأكبر و قسيم الجنة و النار و الوصي و الولى و الخليقة وقاضي الدين ومنجز الوعد و المنحة الكبرى و حيدرة الورى و صاحب اللواء و الذائد عن الحوض و أمير الإنس والجان و الذاب عن النسوان الأنزع البطين و الأشرف المكين و كاشف الكرب و يعسوب الدین و باب حطة و باب التقادم وحجة الخصام و دابة الأرض و صاحب العصا و فاصل القضاء و فاضل الفضلاء و سفينة النجاة المنهج الواضح و المحجة البيضاء و قصد السبيل.

30- عنه و قد روي عن النبي أنه قال لعلي سبعة عشر اسما فقال ابن عباس أخبرنا ما هي يا رسول الله فقال اسمه عند العرب علي و عند أمه حيدرة و في التوراة إليا و في الإنجيل بريا و في الزبور قريا و عند الروم بطرسيا وعند الفرس نيروز و عند العجم شميا و عند الديلم فريقيا و عند الكرور شيعيا و عند الزنج حيم و عند الحبشة تبير و عند الترك حميرا و عند الأرمن كركر و عند المؤمنين السحاب و عند الكافرين الموت الأحمر و

ص: 30

عند المسلمين وعد و عند المنافقين وعيد وعندي طاهر مطهر و هو جنب الله ونفس الله و يمين الله عز و جل قوله «وَ يُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ و قوله بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ». 31- قال الاربلي: أبو الحسن و أبو الحسين و أبو تراب و ذكر الخوارزمي أبو محمد قال علي(عليه السلام)كان الحسن يدعوني في حياة النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) أبا حسين و الحسين يدعوني أبا حسن و لا يريان أبا إلا رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)فلما مات دعواني أباهما و من كنياته أيضا ما نقلته من كتاب مناقب ابن مردويه عن جابر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) يقول لعلي بن أبي طالب (عليه السلام)قبل موته بثلاث سلام عليك أبا الريحانتين أوصيك بريحانتي،من الدنيا فعن قليل ينهد ركناك و الله خليفتي عليك قال فلما قبض رسول الله قال علي(عليه السلام)لها هذا أحد ركني الذي قال لي رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) فلما ماتت فاطمة(عليها السلام) قال هذا الركن الثاني الذي قال لي رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) .

32- عنه القابه أمير المؤمنين و يعسوب الدين و المسلمين اليعسوب ملك النحل ومنه قيل للسيد يعسوب ومبير الشرك والمشركين البوار الهلاك و المبير المهلك وقاتل الناكثين والقاسطين و المارقين نكث الحبل و العهد فانتكث أي نقضه فانتقض و هي إشارة إلى أصحاب الجمل و الزبير بايعاه بالمدينة و نكتا عهده و خرجا عليه و قاتلاه و القسوط الجور و العدول عن الحق قال الله تعالى: «وَ أَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبا».

و هذه حال معاوية و أصحابه فإنهم عدلوا عن الحق فجاروا عن القصد و طلبوا ما ليس لهم و وسموا غير إبلهم و مروق السهم خروجه عن القوس و هذه صفة الخوارج لأنهم مرقوا عن الإسلام وخرجوا من الدين و مولى المؤمنين و شبیه هارون و المرتضی و نفس الرسول و أخوه و زوج

ص: 31

البتول و سيف الله المسلول و أبو السبطين و أمير البررة وقاتل الفجرة و قسيم الجنة والنار و صاحب اللواء وسيد العرب و خاصف النعل و كشاف الكرب و الصديق الأكبر و أبو الريحانتين و ذو القرنين و الهادي و الفاروق و الداعي و الشاهد و باب المدينة و بيضة البلد.

33- البخاري: حدثنا حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه أن رجلا جاء إلى سهل بن سعد فقال هذا فلان لأمير المدينة يدعو عليا عند المنبر قال فيقول ماذا قال يقول له أبا تراب فضحك و قال الله ما سماه إلا النبي (صلی الله علیه وآله وسلم)و ما كان له اسم أحب إليه منه فاستطعمت الحديث سهلا فقلت يا أبا عباس كيف قال دخل علي على فاطمة(عليها السلام) ثم خرج فاضطجع في المسجد فقال النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)أين ابن عمك قالت في المسجد فخرج إليه فوجد رداءه قد سقط عن ظهره و خلص التراب إلى ظهره فجعل يمسح التراب عن ظهره فيقول اجلس يا أبا تراب مرتين.

34 - مسلم بن حجاج: حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال استعمل على المدينة رجل من آل مروان. قال فدعا سهل بن سعد فأمره أن يشتم عليا قال فأبي سهل فقال له أما إذا أبيت فقل لعن الله أبا تراب فقال سهل ما كان لعلي(صلی الله علیه وآله وسلم) اسم أحب إليه من أبي تراب و إن كان ليفرح إذا دعي بها فقال له أخبرنا عن قصته لم سمى أبا تراب!

قال: جاء رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) بيت فاطمة. فلم يجد عليا في البيت. فقال (أين) ابن عمك ؟ فقالت كان بيني و بينه شيء فغاضبني عليه فخرج و لم يَقِل عندي فقال رسول الله لإنسان (انظر أين هو ؟ فجاء فقال يا رسول الله هو في المسجد راقد. فجاءه رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)و هو مضطجع قد سقط

ص: 32

رداؤه عن شقه فأصابه تراب. فجعل رسول الله يمسحه عنه و يقول «قم أبا تراب قم أبا تراب».

35 - أبن المغازلي: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الوهاب بن طاوان، قال: أخبرنا القاضي أبو الفرج أحمد بن علي بن جعفر بن محمد المعلى الخيوطي الواسطي، قال: سمعت أبا عبدالله محمّد بن الحسين بن سعيد الزعفراني المعدّل، قال: حدثنا أحمد بن أبي خيثمة، قال: سمعت أبي يقول: علي بن أبي طالب: أبو الحسن.

36 - عنه أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب بقراءته علي و أنا أسمع في ذى الحجة من سنة خمس وثلاثين وأربعمائة قال: أخبرنا أحمد ابن علي بن جعفر بن محمد بن المعلى الخيوطي الحافظ، قال:حدثنا أبو عبدالله محمد بن الحسين بن سعيد الزعفرانى العدل الواسطي، قال: حدثنا يحيى بن جعفر ابن أبي طالب قال: أخبرنا عبدالرحمن بن حفض حدثنا عبدالله بن زياد عن ابن إسحاق.

قال: حدثني يزيد بن محمد بن خيثم المحاربي عن محمد بن كعب القرظي عن محمد بن خيثم أبي يزيد عن عمار بن ياسر قال: كنت أنا و علي ابن أبي طالب

(عليه السلام) رفيقين في غزوة العشيرة فلما نزلها رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)أقام بها، إذ هناك ناس من بني مدلج يعملون في عين لهم في نخيل فقال لي علي(عليه السلام)يا أبا اليقظان هل لك أن نأتي هؤلاء فننظر كيف يعملون؟ قال: قلت إن شئت.

قال: فجئناهم فنظرنا إلى عملهم ساعة ثم غشينا النوم، فانطلقت أنا و علي(عليه السلام)حتى اضطجعنا في صور من النخل و في دقعائها، فو الله ما أهبنا إلا رسول الله يحركنا برجله وقد تتربنا من تلك الدقعاء التي ننا فيها، فيومئذ

ص: 33

قال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)لعلي: ما لك يا أبا تراب!؟ لما يرى عليه من التراب، قال ألا أحدثكم بأشقى الناس رجلين؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال أحمير ثمود الذي عقر الناقة و الذي يضربك يا علي على هذه – و وضع يده على قرنه - حتى تبل منه هذه - و أخذ لحيته - .

37- عنه قال: حدثنا يحيى بن أبي طالب قال: أخبرنا محمّد بن الصلت حدثنا يحيى بن العلاء عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال: جاء النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) إلى فاطمه(عليها السلام) فقال لها: أين بعلك و ابن عمّك ؟ قال: فقالت: يا رسول الله وقع بینی و بینه کلام فخرج مغاضباً، فقال لانسان ابغ عليّاً، قال: هو ذلك في المسجد، قال: فأتاه النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) و الريح تسفى عليه التراب، فقال: قم أبا تراب.

قال سهل بن سعد: فو الله إن كانت لاحب الاسماء إلى علی(عليه السلام) .

38- عنه أخبرني القاضي أبي محمد يوسف بن رباح بن علي بن موسى الحنفي، قال فيما كتب به إلى بأن أبابكر أحمد بن محمد بن إسماعيل بن أبى الفرج المهندس المصرى أخبرهم بمصر في منزله بالفسطاط سنة أربع و ثمانين وثلاثماة قال: حدثني أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد الانصاري الدولابي بمصر لفظاً سنة تسع وثلثمائة قال: حدثني أبو موسى يونس بن عبد الاعلى قال حدثني سعيد بن منصور.

قال: حدثنا يعقوب بن عبدالرحمن الزهري قال: حدثني أبو حازم عن سهل بن سعد أن رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)دخل فاطمه (عليه السلام)فقال لها: أين ابن عمّك ؟ قالت: كان بينى و بينه كلام، فخرج رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) فاذا فاذا هو نائم في ظل جدار المسجد و قد سقط التراب عليه فجعل النبي (صلی الله علیه وآله وسلم) ينفض التراب عن جسده و يقول له : قم يا ابا تراب. ثم قال سهل: فما كان اسم أحب إلى

ص: 34

علي(عليه السلام)من أن يدعى به من أبى تراب.

39- الحاكم النيسابوري: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار ثنا الحسن بن على بن بحر بن يرى ثنا أبي( و اخبرنا )أحمد بن جعفرالقطيعي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثنى أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا على بن بحر بن برى ثنا عيسى بن يونس ثنا محمد بن اسحاق حدثني يزيد بن محمد بن خثيم المحاربي عن محمد بن كعب القرظي عن عن محمد بن خثيم عن عمار بن ياسر رضی الله عنه، قال: كنت أنا و علی(عليه السلام)رفيقين في غزوة العشيرة فلما نزلها رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)و أقام بها، رأينا ناسا من بني مدلج يعملون في عين لهم في نخيل.

فقال لي علي(عليه السلام)يا أبا اليقظان هل لك أن نأتي هؤلاء فننظر كيف يعملون؟ فجئناهم فنظرنا إلى عملهم ساعة ثم غشينا النوم، فانطلقت أنا و علي الا اضطجعنا في صور من النخل في دقعائها من التراب فنمنا، فو الله ما أيقظنا إلا رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)يحركنا برجله و قد تتربنا من قد تتربنا من تلك الدقعاء.

فقال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)يا أبا تراب؟ لما یری عليه من التراب؛ قال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)ألا أحدثكما بأشقى الناس رجلين؟ قلنا: بلى يا رسول الله قال أحيمر ثمود الذي عقر الناقة و الذي يضربك يا علي على هذه – يعنى قرنه حتى تبل منه هذه من الدم يعنى لحيته. هذا حديث صحيح على شرط مسلم و لم يخرجاه بهذه الزيادة انما انفقا على حديث أبي حازم عن سهل بن سعد قم ابا تراب.

40 -الحافظ ابن عساكر: أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد، أنبأنا أبوالفتح المقدسي، أنبأنا أبو الفتح الرازي، أنبأنا أبو نصر الموصلي، أنبأنا أبو القاسم الجوزي، أنبأنا أبو زكريا يريد ابن محمد بن أباس قال: سمعت أبا

ص: 35

عبدالله المقدسي يقول: علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب، و اسم أبي طالب عبد مناف، و علي أبو الحسن.

41 - عنه عن أبى الفتح يوسف بن عبد الواحد بن ماهان، أنبأنا أبو منصور شجاع بن علي، أنبأنا محمد بن إسحاق بن مندة، قال علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف أبو الحسن القرشي ختن رسول الله و أخوه و ابن عمّه و أبو سبطيه الحسن و الحسين، أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، كناه النبي (صلی الله علیه وآله وسلم)أبا تراب.

و قال زهير بن معاوية كان علي يكنّي أبا قاسم و كان رجلا آدم شديد الادمة ثقيل العينين عظيمها ،ذو بطن أصلع و هو إلى القصر أقرب، و كان أبيض الرأس و اللحية.

42 - أخبرنا أبو القاسم العلوي أنبانا رشاء بن نظيف، أنبانا الحسن بن إسمعايل، أنبأنا أحمد بن مروان أنبأنا محمد بن الفرج الازرق أنبأنا أبو النضر عن عكرمة بن عمار عن أباس بن سلمة عن أبيه عن علي بن ابي طالب أنه قال يوم خيبر:

أنا الذي سمتني أمي حيدرة*** كليث غابات كريه المنظرة

أوفيهم بالصاع كيل السندرة

قال و سمعت ابن قتيبة يفسره فقال: معني قوله: أنا الذي سمتني أمي حيدرة: ذكروا أن علي بن ابي طالب ولد و أبو طالب غائب، وسمته أمه فاطمة بنت اسد - و هي أم علي(عليه السلام) - أسدا باسم أبيها،

أسد بن هاشم بن عبد مناف فلما قدم أبو طالب كره هذا الاسم الذى سمته به أمه و سماه عليا، فلما رجر علي يوم خيبر ذكر الاسم الذي سمته به أمه .و حيدرة اسم من أسماء الأسد، و هى أشجعها كأنه قال: أنا الاسد.و

ص: 36

السندرة: شجرة يعمل منها القسي و النبل، قال أبو جندب الهذلي:

اذا أدركت أولاهم أخرياتهم*** حنوت لهم بالسندري المؤثر

43 - عنه أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفقيه و أبو الحسين بن عبد الملك الاديب، قالا: أنبأنا سعيد بن أحمد بن محمد بن نعيم.

حيلولة و أخبرنا أبو أخبرنا أبو سعد إسماعيل سعد إسماعيل بن أبي صالح و أحمد بن عبدالملك الفقيه، و أبو عبدالله الحسين بن أحمد القاضي و أبو القاسم زاهر بن طاهر العدل، قالوا: أنبأنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف، قالا كذا أنبأنا أبو الفضل عبد الله بن محمد ابن عبدالله بن محمد بن حفص الفامي، أنبأنا أبو العباس محمد بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي أنبأنا قتيبة بن سعيد، أنبأنا عبد العزيز بن أبي حازم.

عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال استعمل على المدينة رجل من آل مروان قال: فدعا سهل بن سعد فأمره أن يشتم عليا زاد ابن خلف: فأبى سهل، فقال له، وقالا أما إذا أبيت فقل: لعن الله أبا تراب فقال سهل ما كان لعلى(عليه السلام) اسم أحب إليه من أبي تراب!! و إن كان ليفرح إذا دعي به.فقال له: أخبرنا عن قصته لم سمي أبا تراب؟

قال: جاء رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)بيت فاطمة فلم يجد عليا في البيت فقال: أين ابن عمك ؟ فقالت كان بيني و بينه شيء فغاظني - و قال ابن نعيم فغاضبني - فخرج ولم يقل عندي فقال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)لإنسان انظر أين هو فجاء فقال: يا رسول الله هو في المسجد راقد. فجاءه رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)و هو مضطجع قد سقط رداؤه عن شقه فأصابه تراب فجعل رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)يمسحه عنه و يقول: قم أبا تراب قم أبا تراب.

44- عنه أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو محمد الحسن بن

ص: 37

عيسى بن المقتدر. أنبأنا أبو العباس أحمد بن منصور اليشكري أنبأنا الصولي أنبأنا أبو علي هشام بن علي العطار، أنبأنا عمر بن عبيد الله التيمي أنبأنا حفص بن جميع :

حدثني سماك بن حرب قال: قلت لجابر إن هؤلاء القوم يدعونني إلى شتم علي، قال و ما عسيت أن تشتمه به؟ قال أكنيه بأبي تراب. قال: فوالله ما كانت لعلي كنية أحبّ إليه من أبي تراب؟ إن النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)آخى بين الناس و لم يواخ بينه و بين أحد، فخرج مغضبا حتى أتى كثيباً من رمل فنام عليه فأتاه النبي (صلی الله علیه وآله وسلم) فقال : قم ابا تراب و جعل ينفض التراب عن ظهره و بردته و يقول: قم أبا تراب أغضبت أن آخيت بين الناس و لو او اخ بینک و بين بين أحد ؟ قال: نعم. فقال له: أنت أخى و أنا أخوك.

45 - عنه أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور، أنبأنا عيسى بن علي أنبأنا عبدالله بن عطاء الملكي، عن أبي الطفيل قال: جاء النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)و على(عليه السلام)نائم في التراب، فقال: أحق أسمائك أبو تراب أنت أبو تراب.

46- أخبرنا أبو منصور عبد الرحمان بن محمد بن عبد الواحد الشيباني أنبأنا أبو الحسين محمد بن علي بن المهتدي بالله، أنبأنا أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين، أنبأنا أبو القاسم بن عبدالله بن عبد الرحمان الهمداني، أنبأنا أحمد بن محمد بن سعيد التبعي، أنبأنا القاسم بن الحكم العرني: أنبأنا محمد بن عبيد الله العزرمي، عن المنهال بن عمر و أنه كان بين علي ابن أبى طالب و فاطمة كلام و أنه هجرها فخرج من بيتها فأتى المسجد فنام في التراب و ان رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)طلبه فلم يجده، فقال لعلّ بينك و بينه شيء؟ قالت: نعم غضب فخرج إلى المسجد فأتى رسول

ص: 38

الله(صلی الله علیه وآله وسلم)المسجد فإذا هو نائم في التراب، فقال له: يا أبا تراب ما ينيمك في التراب؟ و الله حجرة بنت رسول الله خير من التراب فقام.

47 - عنه أخبرنا أبو محمد عبدالكريم بن حمزه، أنبأنا أبو محمد عبد العزيز ابن حمد الكتاني أنبأنا عبدالرحمان بن عثمان بن القاسم، أنبأنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الاذرعي أنبأنا أبو زرعة عبدالرحمان بن عمرو، أنبأنا أحمد بن خالد الوهبي، نبأنا محمد بن إسحاق، عن عبدالله بن ابي بكر عن عبد الرحمان بن أبي لبية. عن محمد بن علي بن الحنفية، قال: لقد رأيت علي بن أبي طالب يوم الجمل يكنى بأبي القاسم.

48 - أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد: أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو عبدالله ابن مندة أنبأنا أحمد بن الحسن بن عتبة، عن جعفر بن محمد، عن أبيه قال توفي علي بن ابيطالب الله و هو ابن ثلاث وستين سنة و قال إبراهيم بن المنذر و أنبأنا محمد بن طلحة، أنبأنا إسحاق بن يحيى بن طلحة عن عمّه موسى بن طلحة قال: كان علي بن أبي طالب و الزبير بن العوام و سعد بن أبي وقاص عذار عام واحد.

49 - الهيتمي: عن أبي الطفيل قال جاء النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) و على

(عليه السلام)نائم في التراب، فقال ان احق اسمائك أبو تراب انت أبو تراب. رواه الطبراني في الاوسط والكبير ورجاله ثقات.

50 - عنه عن عمار بن ياسر أن النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) كنى علياً بابي تراب فكانت من احب كناه اليه.

رواه البزار و رواه أحمد و غيره في حديث طويل يأتي في وفاته و قاتله و رجال أحمد ثقات.

51- إبراهيم بن محمد الجويني: أخبرني الشيخ عفيف الدين أبو محمد

ص: 39

عبدالسلام بن محمد بن مزروع وغيره إجازة قالوا: أنبأنا الشيخ أبو الحسن علي بن معالي بن أبي عبد الله الرصافي، قال: أنبأنا الشيخ أبو محمد عبد الخالق بن هبة الله بن القاسم بن البندار قراءة عليه و أنا أسمع، قال أنبأنا الشيخ الاجل الرئيس أمين الحضرة أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبدالواحد بن الحصين الشيباني بقراءة أبي العلاء الحسن بن أحمد العطار ببغداد في سنة خمس و عشرین و خمسأة في صفر في مسجده.

قال: أنبأنا الأمين السيد أبو محمد الحسن بن عيسى بن المقتدر بالله قراءة عليه في داره بالحرم الطاهري في ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين و أربعماة قال أنبأنا أبوالعباس أحمد بن منصور اليشكري المعروف بالأغر، و كان مؤذناً له: إملاء سنة ست و خمسين و ثلاث مأة، قال: حدثنا الصولي؛ قال: حدثنا أبو علي هشام بن علي العطّار، قال: حدّثنا عمر بن عبیدالله التيمي قال: حدثنا حفص بن جميع:

قال: حدثني سماك بن حرب، قال: قلت لجابر: إنّ هؤلاء القوم يدعونني إلى شتم علي قال: و ما عسيت أن تشتم به؟ قال: أكنيه بأبي تراب. قال: فوالله ما كانت لعلي كنية أحب إليه من أبي تراب إن النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) آخى بين الناس و لم يواخ بينه و بين أحد، فخرج مغضبا حتى أتى كثيباً من الرمل فنام عليه؛ فأتاه النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) فقال : قم یا ابا تراب و جعل ينفض التراب عن ظهره و بردته و يقول : قم يا أبا تراب أغضبت أن آخيت بين الناس و لم أواخ بينك و بين أحد ؟ قال: نعم. فقال: أنت أخي و أنا أخوك.

52 - عنه أنبأني الشيخ نور الدين أحمد بن شيخ الإسلام نور الدين أبي عبدالله محمد الجبلي، ثمّ القزويني رحمة الله عليه و على سلفه، قال: أنبأنا القاضي عماد الدين عبد الصمد بن محمد بن أبي القاسم إجازة، أنبأنا الشيخان

ص: 40

أبو عبدالله محمد ابن الفضل و أبو القاسم زاهر بن طاهر إجازة قالا أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين الحافظ، قال: أنبأنا أبو عبدالله محمد بن عبد الله الحافظ أخبرنا أبو عبدالله محمد بن عبدالله الصفار: قال: حدثنا الحسن بن علي بن بحر بن بري، قال: حدثنا أبي:

حيلولة: قال و اخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي قال: حدثنا عبدالله ابن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: حدثنا علی بن محمد بن بدر، قال: حدثني عيسى بن يونس قال: حدثني محمد بن اسحاق، قال: حدثني يزيد ابن محمد بن خثيم المحاربي عن محمد بن كعب القرظي عن محمد بن ختيم أبي يزيد بن خثيم:.

عن عمار بن ياسر قال: كنت أنا و علي(عليه السلام)رفيقين في غزوة ذي العشيرة فلما نزلها رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) و أقام بها، رأينا ناسا من بني مدلج يعملون في عين لهم في نخيل.

فقال لي علي(عليه السلام)يا أبا اليقظان هل لك أن نأتي هؤلاء فننظر كيف يعملون؟ فجئناهم فنظرنا إلى عملهم ساعة ثم غشينا النوم، فانطلقت أناوعلي(عليه السلام)فاضطجعنا في صور من النخل في دعائها من التراب فنمنا، فو الله ما أيقظنا إلا رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)يحركنا برجله وقد تتربنا من تلك الدقعاء.

فقال رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)لعلي: يا أبا تراب! لما كان يرى عليه من التراب، فقال: رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)ألا أحدثكما بأشق الرجلين؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال أحيمر ثمود الذي عقر الناقة، و الذي يضربك يا علي على هذه - يعنى قرنه -حتى ببل من الدم هذه يعنى لحيته.

53- قال إبن أبي الحديد: هو أبو الحسن علي بن أبي طالب و اسمه عبد مناف بن عبد المطلب و اسمه شيبة بن هاشم و اسمه عمرو بن عبد

ص: 41

مناف بن قصي الغالب عليه من الكنية(عليه السلام) أبو الحسن و كان ابنه الحسن (عليه السلام) يدعوه في حياة رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) أبا الحسين و يدعوه الحسين(عليه السلام)أبا الحسن و يدعوان رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) أباهما فلما توفى النبي لدعواه بأبيهما.

و کناه رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)أبا تراب وجده نائما في تراب قد سقط عنه رداؤه و أصاب التراب جسده فجاء حتى جلس عند رأسه و أيقظه و جعل يمسح التراب عن ظهره ويقول له اجلس إنما أنت أبو تراب. فكانت من أحب كناه إليه(عليه السلام)و كان يفرح إذا دعي بها و كانت ترغب بنو أمية خطباءها أن يسبوه بها على المنابر وجعلوها نقيصة له و وصمة عليه فكأنما كسوة بها الحلي و الحلل كما قال الحسن البصري.

و كان اسمه الأول الذي سمته به أمه حيدرة باسم أبيها أسد بن هاشم و الحيدرة الأسد فغير أبوه اسمه و سماه عليا وقيل إن حيدرة اسم كانت قریش تسمیه به و القول الأول أصح يدل عليه خبره يوم برز إليه مرحب و ارتجز عليه فقال:

أنا الذي سمتني أمي مرحباً

فأجابه(عليه السلام)رجزا:

أنا الذي سمتني أمي حيدرة.

و رجز هما معا مشهور منقول لا حاجة لنا الآن إلى ذكره.

و تزعم الشيعة أنه خوطب في حياة رسول الله(صلی الله علیه وآله سلم)بأمير المؤمنين خاطبه بذلك جلة المهاجرين والأنصار و لم يثبت ذلك في أخبار المحدثين إلا أنهم قد رووا ما يعطي هذا المعنى و إن لم يكن اللفظ بعينه و هو قول رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) له أنت يعسوب الدين و المال يعسوب الدين و المال يعسوب الظلمة.

ص: 42

و في رواية أخرى هذا يعسوب المؤمنين و قائد الغر المحجلين و اليعسوب ذكرالنحل و أميرها روى هاتين الروايتين أبو عبد الله أحمد بن حنبل الشيباني في المسند في كتابه فضائل الصحابة ورواهما أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء.

و دعي بعد وفاة رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)بوصي رسول الله لوصايته إليه بما أراده و أصحابنا لا ينكرون ذلك و لكن يقولون إنها لم تكن وصية بالخلافة بل بكثير من المتجددات بعده أفضى بها إليه(عليه السلام) .

و منها قوله(عليه السلام) يوم خيبر.

أنا الذي سمتن أمي حيدرة*** كليث غابات كريه المنظرة

أوفيهم بالصاع كيل السندرة

قال ابن قتيبة : كانت أم علي(عليه السلام)سمته و أبو طالب غائب حين ولدته أسدا باسم أبيها أسد بن هاشم بن عبد مناف فلما قدم أبو طالب غير اسمه و سماه عليا و حيدرة اسم من أسماء الأسد والسندرة شجرة يعمل منها القسي و النبل.

54 - الموفق الخوارزمي جاء في أساميه أسد و حيدرة لما أخبرنا الشيخ الامام الزاهد زين الأئمة أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي أخبرنا الشيخ قاضي القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ أخبرني والدى شيخ السنة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، قال أخبرني أبو عبدالله الحافظ قال أخبرني أبو بكر ابن بابويه. حدثني إبراهيم بن اسحاق حدثني مصعب بن عبدالله قال: كان اسم على أسدا و لذلك قال:

أنا الذي سمتن أمي حيدرة

55- عنه باسناده عن أحمد بن الحسين البيهقي، أخبرنا محمد بن

ص: 43

عبدالله الحافظ حدثنا أبو الفضل ابن إبراهيم. حدثنا أحمد بن سلمة حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن سهل بن سعد قال استعمل على المدينة رجل من آل ،مروان فدعا سهل بن آل مروان فدعا سهل بن سعد فأمره أن يشتم عليا قال فأبى سهل فقال له أما إذا أبيت قسمه أبا تراب. فقال سهل ما كان علي

(عليه السلام ) اسم أحب اليه من أبى تراب.

فقال: جاء رسول الله(صلی الله علیه وآله سلم)إلى بيت فاطمة(عليها السلام). فلم يجد عليا في البيت. فقال لها أين ابن عمك ؟ قالت كان بيني و بينه شيء فغاضبني فخرج فلم يقل عندي. فقال رسول الله(صلی الله علیه وآله سلم)لإنسان انظر أين هو ؟ فجاء فقال: لرسول الله هو في المسجد راقد فجاءه رسول الله (صلی الله علیه وآله سلم)و هو مضطجع قد سقط رداؤه عن شقه فأصابه تراب فجعل رسول الله يمسحه عنه و يقول «قم أبا تراب! قم أبا تراب!».

أخرجه أبو عبدالله محمد بن اسماعيل البخاري و أبو الحسين مسلم ابن الحجاج النيسابوري عن قتيبة بن سعيد.

56 - عنه أنبأني سيد القراء أبو العلا الحسن بن احمد العطار الهمداني قال أخبرنا أبو الحسن بن أحمد المقري أخبرنا أحمد بن عبدالله الحافظ. حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني. حدثنا محمود بن المروزي، حدثنا حامد بن آدم المروزي. حدثنا جرير عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس قال:

لما أخى النبي(صلی الله علیه وآله سلم)بين أصحابه و بين المهاجرين و الانصار فلم يواخ بين علي ابن ابيطالب و بين أحد منهم خرج علي(عليه السلام) مغضباً حتى أتى جدولاً من الارض فتوسد ذراعه و سفت عليه الريح فطبليه النبي(صلی الله علیه وآله سلم)حتى وجده فوكزه برجله فقال قم فما صلحت إلا أن تكون أبا تراب أغضبت علي حين آخيت بين المهاجرين والأنصار و لم أواخ بينك و بين

ص: 44

أحد منهم أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس بعدى نبي، ألا من أحبك حف بالأمن والإيمان؛ و من أبغضك أماته الله ميتة جاهلية و حوسب بعمله في الإسلام.

57 - عنه أخبرني الامام الحافظ زين الدين شهردار بن شيرويه الديلمي فيما كتب إلى من همدان أخبرني أبو على الحسين بن أحمد الحداد.

أخبرني الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبدالله الاصبهاني. قال اخبرت عن الحسين بن الحكم الحرمى حدثني حسن بن الحسين العرنى. حدثنى موسى عبدالله بن عمر بن علي عن أبيه عن جده عن علي(عليه السلام) قال: ما سمانى الحسن و الحسين يا ابة حتى توفى رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) .كانا يقولان لرسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) .أبة و كان الحسن يقول لي يا ابا الحسين و كان الحسين يقول لي يا أبا الحسن.

قال العباس بن عبد المطلب بمدح علياً حين بويع لابي بكر:

ما كنت أحسب أن الأمر منصرف*** عن هاشم ثم عنها عن أبي حسن

أليس أول من صلى لقبلتكم ***و أعلم الناس بالآثار و السنن

و أقرب الناس عهدا بالنبي و من*** جبريل عون له بالغسل و الكفن

من فيه ما في جميع الناس كلهم*** و ليس في الناس ما فيه من الحسن

ما ذا الذي ردكم عنه فنعرفه*** ها إن بيعتكم من أول الفتن

ص: 45

58- عنه القابه: أمير المؤمنين و يعسوب الدين و المسلمين مبير الشرك والمشركين وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين و مولى المؤمنين و شبيه هارون و المرتضى و نفس الرسول و أخوه و زوج البتول و سيف الله المسلول و أبو السبطين و أمير البررة وقاتل الفجرة و قسيم الجنة و النار و صاحب اللواء وسيد العرب و خاصف النعل و كشاف الكرب و الصديق الأكبر و أبو الريحانتين و ذو القرنين و الهادي و الفاروق و الداعي و الشاهد و باب المدينة و بيضة البلد و الولى و الوصی و قاضی دین الرسول و منجز وعده.

59 - قال الطبری: خرج رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)يعترض لعيرات قريش حين أبدأت إلى الشام في المهاجرين و هي غزوة ذات العشيرة، حتى بلغ ينبع، و استخلف على المدينة أبا سلمة بن عبد الأسد، و كان يحمل لواء حمزة ابن عبد المطلب. فحدثنا سليمان بن عمر بن خالد الرّقى، قال: حدثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن يزيد بن محمد بن خيثم عن محمد ابن كعب القرظي قال:

حدثنا أبوك يزيد بن خيثم عن عمار بن ياسر قال: كنت أنا و علي(عليه السلام) رفيقين مع رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)في غزوة العشيرة ففر لنا منزلا فرأينا رجالا من بني مدلج يعملون في نخيل لهم فقلت لو انطلقنا فنظرنا إليهم كيف يعملون، فانطلقنا فنظرنا إليهم ساعة، ثم غشينا النعاس، فعمدنا إلى صور من النخل، فلمنا تحته في دقعاء من التراب، فما أيقظنا إلا رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) ، أتانا وقد تتربنا في ذلك التراب، فحرّك عليا برجله.

فقال : قم يا أبا تراب، ألا أخبرك بأشق الناس أحمير ثمود الذي عاقر الناقة، و الذي يضربك يا علي على هذه - يعنى قرنه – فيخضب هذه منها؛

ص: 46

و أخذ لحيته.

60 - عنه حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة، قال: حدثني محمد بن إسحاق، قال :حدثني يزيد بن محمد بن خثيم المحاربي، عن محمد بن كعب القرظي عن محمد بن خيثم - و هو أبو يزيد عن عمار بن ياسر، قال: كنت أنا و علي(عليه السلام) رفيقين، فذكر نحوه.

61-قال أبو الفرج: أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، يكنى أبا الحسن و أبا الحسين و روى عنه(عليه السلام)أنه قال: كان الحسن في حياة رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) يدعونى أبا الحسين و كان الحسين يدعونى أبا الحسن ويدعوان رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)أباهما، فلما توفى رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) دعواني بأبيهما.

و كانت فاطمة بنت اسد امه رحمة الله عليها لما ولدته سمته حيدرة فغير أبو طالب اسمه و سماه علياً. وقيل إن ذلك اسم كانت قريش تسميه به و القول الأول اصح. و يدل عليه خبره يوم خيبر و قدر برز اليه مرحب اليهودى و هو يقول:

قد علمت خيبر أني مرحب*** شاكي السلاح بطل مجرب

إذا الحروب اقبلت تلهب

فبرز اليه على(عليه السلام)و هو يقول:

أنا الذي سمتني أمي حيدره*** کلیث غابات كريه المنظرة

أوكيلكم بالصاع كيل السندرة

62 - عنه حدثني محمد بن الحسين، قال حدثنا عباد بن يعقوب، قال حدثنا موسى بن عمير القرشي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده(عليه السلام) و ذكر سهل بن سعد الساعدي أن رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)كناه أبا تراب و كانت أحب ما يكنى به إليه و كانت بنو أمية دعت سهلا إلى أن يسبه على المنبر.

ص: 47

63 - حدثني علي بن إسحاق بن عيسى المخزومي، قال حدثنا محمد بن بكار بن الريان. قال حدثنا أبو معشر عن أبي حازم عن سهل بن سعد، قال: كان بين علي وفاطمة شيء فجاء رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)يلتمس علياً فلم يجده فقال لفاطمة : أين هو ؟ قالت كان بينى و بينه شيء فخرج من عندي و هو غضبان، فالتمسه رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)فوجده في المسجد راقداً وقد زال

رداؤه عنه و أصابه التراب، فأيقظه رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)جعل يمسح التراب عن ظهره و قال له اجلس فإنما أنت أبو تراب. و كنا نمدح علياً إذا قلنا له

أبو تراب.

64 - عنه حدثني علي بن إسحاق، قال حدثنا عثمان بن أبي شبية، قال حدثنا خالد بن مخلد، قال حدثنا سلمان بن بلال، قال حدثني أبو حازم بن دینار، قال سمعت سهل بن سعد الساعدى يقول: إن كان لأحب أسماء علي إليه أبو تراب. و ان كان ليفرح أن يدعى بها. و ما سماه بذلك إلا رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)و كان رسول الله أخذ علياً من أبيه و هو صغير في سنة أصابت قريشاً و قحط نالهم. و أخذ حمزة جعفراً، و أخذ العباس طالباً، ليكفوا أباهم مؤنتهم ويخففوا عنه ثقلهم. و أخذ هو عقيلاً لميله كان إليه، فقال رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم): اخترت من اختار الله لي عليكم علياً.

65 -حدثني أحمد بن الجعد الوشاء، قال: حدثنا عبدالرحمان بن صالح. قال حدثنا علي بن عابس عن هارون بن سعد عن زيد بن علي و كانت سنة يوم أسلم إحدى عشرة سنة على اصح ما ورد من الأخبار في .إسلامه. وقد قيل ثلاث عشر سنة. وقيل سبع سنين و الثابت إحدى عشرة. لأن رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) بعث و هذه سنوه فأقام معه بمكة ثلاث عشرة و بالمدينة عشراً. و عاش بعد رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) ثلاثين سنة تنقص شهوراً.

ص: 48

و قال في خطبته التي حدثني بها العباس بن علي النسائي و غيره. قالوا حدثنا محمد بن حسان الأزرق و قال حدثنا شبانة بن اسوار، قال حدثنا قيس بن الربيع عن عمرو بن قيس الملائى عن أبي صادق: انه(عليه السلام)خطب الناس و قد بلغه خبر غارة الغامدي على الأنبار.

فقال في خطبته: لقد قالت قريش إن ابن أبي طالب رجل شجاع و لكن لا علم له بالحرب. ويحهم و هل فيهم اشد مراساً لها مني ! والله لقد دخلت فيها و انا ابن عشرين سنة. و انا الآن قد نبفت على الستين. و لكن لا رأى لمن لا يطاع.

66 - عنه كان(عليه السلام)اسمر مربوعاً و هو إلى القصر اقرب عظيم البطن دقيق الأصابع غليط الذراعين. حمش الساقين. في عينيه لين. عظيم اللحية اصلع ناتىء الجبهة.

قال أبو الفرج: و صفته هذه وردت بها الروايات متفرقة فجمعتها. و اتم ما ورد فيها من الاخبار حديث حدثني به احمد بن الجعد و عبدالله بن محمد البغوى :قالا حدثنا سويد بن سعيد قال حدثنا داود بن عبدالجبار، عن أبى إسحاق.

قال: ادخلني أبي المسجد يوم الجمعة فرفعني فرايت علياً يخطب على المنبر شيخاً أصلع ناتى الجبهة عريض ما بين المنكبين له لحية قد ملأت صدره في عينه اطر غشاش قال داود يعنى ليناً في العين. قال فقلت لأبي: من هذا يا ابة ؟ فقال هذا على بن ابي طالب ابن عم رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) و اخو رسول الله و وصی رسول الله و أمير المؤمنين صلوات الله ورضوانه و سلامه عليه.

67 - الفتال النيسابوري: قال جابر بن عبد الله الأنصاري سألت

ص: 49

رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)عن ميلاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)فقال آه آه لقد سألتني عن خير مولود ولد بعدي على سنة المسيح (عليه السلام)إن الله تبارك و تعالى خلقني و عليا من نور واحد قبل أن يخلق الخلق بخمسمائة ألف عام فكنا نسبح الله نقدسه فلما خلق الله تعالى آدم قذف بنا في صلبه و استقررت أنا في جنبه الأيمن و علي في الأيسر ثم نقلنا من صلبه في الأصلاب الطاهرات إلى الأرحام الطيبة فلم نزل كذلك حتى أطلعني الله تعالى من ظهر طاهر و هو عبد الله بن عبد المطلب فاستودعني خير رحم و هي آمنة.

ثم أطلع الله تبارك و تعالى عليا من ظهر طاهر و هو أبو طالب و استودعه خير رحم و هي فاطمة بنت أسد ثم قال يا جابر و من قبل أن يقع علي في بطن أمه كان في زمانه رجل عابد راهب يقال له المثرم ب--ن رعیب بن الشيقنام و كان مذكورا في العبادة قد عبد الله مائة و تسعين سنة و لم يسأل حاجة فسأل ربه أن يريه وليا له فبعث الله تبارك و تعالى بأبي طالب إليه فلما أن بصر به المترم قام إليه فقبل رأسه و أجلسه بين يديه.

فقال من أنت نت يرحمك الله قال رجل من تهامة فقال من أي تهامة قال من مكة قال ممن قال من عبد مناف قال من أي عبد مناف قال من بني هاشم فوتب إليه الراهب فقبل رأسه ثانيا وقال الحمد لله الذي أعطاني مسألتي فلم يمتني حتى أراني وليه ثم قال له أبشر يا هذا فإن العلي الأعلى قد ألهمني إلهاما فيه بشارتك.

قال أبو طالب و ما هو قال ولد يخرج من صلبك هو ولي الله تبارك و تعالى و هو إمام المتقين و وصي رسول الله فإن أدركت ذلك الولد فأقرئه مني السلام و قل له إن المترم يقرئك السلام و هو يشهد أن لا إله إلا الله

ص: 50

وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله و أنك وصيه حقا بمحمد تتم النبوة و بك تتم الوصية قال فبكى أبو طالب و قال له ما اسم هذا المولود قال اسمه علي.

فقال أبو طالب إني لا أعلم حقيقة ما تقول إلا ببرهان بين ودلالة واضحة قال المثرم فما تريد أن أسأل الله لك أن يعطيك في مكانك ما يكون دلالة لك قال أبو طالب أريد طعاما من الجنة في وقتي هذا فدعا الراهب بذلك فما استتم دعاه حتى أتي بطبق عليه من فواكه الجنة رطبة و عنبة و رمان فتناول أبو طالب منه رمانة و نهض فرحا من ساعته حتى رجع إلى منزله فأكلها فتحولت ماءً في صلبه.

فجامع فاطمة بنت أسد فحملت بعلي و ارتجت الأرض و زلزلت بهم أياما حتى لقيت قريش من ذلك شدة و فزعوا وقالوا قوموا بآلهتكم إلى ذروة أبي قبيس حتى نسألهم أن يسكنوا ما نزل بكم و حل بساحتكم فلما اجتمعوا على ذروة جبل أبي قبيس فجعل يرتج ارتجاجا حتى تدكدكت بهم صم الصخور و تناثرت و تساقطت الآلهة على وجهها فلما بصروا بذلك قالوا لا طاقة لنا بما حل بنا فصعد أبو طالب الجبل و هو غير مكترث بما هم فيه.

فقال يا أيها الناس إن الله تبارك و تعالى قد أحدث في هذه الليلة حادثة و خلق فيها خلقا إن لم تطيعوه و لم تقروا بولايته و تشهدوا بإمامته لم يسكن ما بكم و لا يكون لكم بتهامة مسكنا فقالوا يا أبا طالب إنا نقول بمقالتك فبكى أبو طالب و رفع إلى الله تعالى يديه و قال إلهي و سيدي أسألك بالمحمدية المحمودة وبالعلوية العالية و بالفاطمية البيضاء إلا تفضلت على تهامة بالرأفة و الرحمة.

ص: 51

فو الذي فلق الحبة و برأ النسمة لقد كانت العرب تكتب هذه الكلمات فتدعو بها عند شدائدها في الجاهلية وهي لا تعلمها و لا تعرف حقيقتها فلما كانت الليلة التي ولد فيها أمير المؤمنين(عليه السلام)أشرقت السماء بضيائها و تضاعف نور نجومها و أبصرت من ذلك قريش عجبا فهاج بعضها في بعض وقالوا قد حدث في السماء حادثة و خرج أبو طالب يتخلل سكك مكة و أسواقها و يقول يا أيها الناس تمت حجة الله و أقبل الناس يسألونه عن علة ما علة ما يرونه من إشراق السماء و تضاعف نور النجوم.

فقال لهم أبشروا فقد ظهر في هذه الليلة ولي من أولياء الله يكمل الله فيه خصال الخير و يختم به الوصيين و هو إمام المتقين و ناصر الدین و قامع المشركين و غيظ المنافقين و زين العابدين و وصي رسول رب العالمين إمام هدى و نجم علا و مصباح دجى و مبيد الشرك و الشبهات و هو نفس اليقين و رأس الدين فلم يزل يكرر هذه الكلمات والألفاظ إلى أن أصبح.

فلما أصبح غاب عن قومه أربعين صباحا قال جابر فقلت يا رسول الله إلى أين غاب قال إنه مضى بطلب المثرم و قد مات في جبل اللكام فاكتم يا جابر فإنه من أسرار الله المكنونة و علومه المخزونة و إن المثرم كان وصف لأبي طالب كهفا في جبل اللكام و قال له إنك تجدني هناك حيا أو ميتا فلها مضى أبو طالب إلى ذلك الكهف و دخل إليه وجد المثرم ميتا جسدا ملفوفا في مدرعة مسجاة بها إلى قبلته فإذا هناك حيتان إحداهما بيضاء و الأخرى سوداء و هما يدفعان عنه الأذى.

فلما بصرا بأبي طالب غربتا في الكهف و دخل أبو طالب إليه فقال السلام عليك يا ولي الله ورحمة الله و بركاته فأحيا الله تعالى بقدرته المثرم فقام قائما يمسح وجهه و يقول أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و

ص: 52

أن محمدا عبده و رسوله و أن عليا ولي الله و الإمام بعد نبي الله فقال أب-و طالب أبشر فإن عليا قد اطلع إلى الأرض.

فقال ما كانت علامة الليلة التي طلع فيها قال أبو طالب لما مضى من الليل الثلث أخذت فاطمة فيها ما يأخذ النساء عند الولادة فقلت لها ما لك يا سيدة النساء قالت إني أجد وهجا فقرأت عليها الاسم الذي فيه النجاة فسكنت فقلت لها إني أنهض فآتيك بنسوة من صواحبك تعينك على أمرك في هذه الليلة قالت رأيك يا أبا طالب فلما قمت لذلك إذ أنا بهاتف يهتف من زاوية البيت و هو يقول أمسك يا أبا طالب.

فإن ولي الله لا يمسه يد نجسة و إذا أنا بأربع نسوة دخلن عليها و عليهن ثياب كهيئة الحرير الأبيض و إذا رائحتهن أطيب من المسك الأذفر فقلن لها السلام عليك يا ولية الله فأجابتهن ثم جلسن بين يديها و معهن جونة من فضة فآنسنها حتى ولد أمير المؤمنين(عليه السلام)فلما ولد انتهيت إليه فإذا هو كالشمس الطالعة قد سجد على الأرض و هو يقول:

أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا رسول الله و أشهد أن عليا وصي رسول الله بمحمد يختم الله النبوة و بي يتم الوصية و أنا أمير المؤمنين فأخذته واحدة منهن من الأرض و وضعته في حجرها فلما نظر علي في وجهها ناداها بلسان ذلق ذرب السلام عليك يا أماه فقالت و عليك السلام يا بني فقال ما خبر والدي فقالت في نعم الله يتقلب و في صحبته يتنعم.

فلما سمعت ذلك لم أتمالك أن قلت يا بني ألست بأبيك قال بلى و لكني و إياك من صلب آدم و هذه أمي حواء فلما سمعت ذلك غطيت رأسي بردائي و ألقيت نفسي بنفسي في زاوية البيت حياءً منها ثم دنت الأخرى و معها جونة فأخذت عليا فلما نظر إلى وجهها، قال السلام عليك يا أختي

ص: 53

قالت و عليك السلام يا أخي قال فما خبر عمي قالت بخير و هو يقرأ عليك السلام فقلت يا بني أي أخت هذه و أي عم هذا قال هذه مريم بنت عمران و عمي عيسى (عليه السلام)و طيبته بطيب كان في الجونة فأخذته أخرى منهن فأدرجته في ثوب كان معها.

قال أبو طالب فقلت لو طهرناه لكان أخف عليه وذلك أن العرب كانت تطهر أولادها فقالت يا أبا طالب إنه ولد طاهرا مطهرا لا يذيقه حر الحديد في الدنيا إلا على يدي رجل يبغضه الله و رسوله و ملائكته و السماوات و الأرض والجبال والبحار و تشتاق إليه النار فقلت من هذا الرجل فقلن ابن ملجم المرادي لعنه الله و هو قاتله في الكوفة سنة ثلاثين من وفاة محمد (صلی الله علیه وآله وسلم).

قال ثم غبن النسوة فلم أرهن فقلت في نفسي لو عرفت المرأتين الآخرتين فألهم الله عليا فقال يا أبي أما المرأة الأولى فكانت حواء و أما الذي أحضنتني فهي مريم بنت عمران التي أحصنت فرجها و أما التي أدرجتني في الثوب فهي آسية بنت مزاحم و أما صاحبة الجونة فهي أم موسى بن عمران فألحق بالمثرم الآن و بشره و خبره بما رأيت فإنه في كهف كذا موضع كذا فخرجت حتى أتيتك و إنه وصف حيتين.

فقلت أتيتك أبشرك بما عاينته و شاهدت من ابني علي فبكى المثرم ثم سجد شكرا لله ثم تمطى فقال غطني بمدرعتي فغطيته فإذا أنا به ميت كما كان فأقمت ثلاثا أكلم فلا أجاب فاستوحشت لذلك و خرجت الحيتان فقالتا لي السلام عليك يا أبا طالب فأجبتهما ثم قالتا لي الحق بولي الله فإنك أحق بصيانته و حفظه من غيرك فقلت لهما من أنتما قالتا نحن عمله الصالح خلقنا الله من خيرات عمله فنحن نذب عنه الأذى إلى أن تقوم الساعة.

ص: 54

فإذا قامت القيامة كان أحدنا قائده والآخر سائقه ودليله إلى الجنة ثم انصرف أبوطالب رضي الله عنه إلى مكة قال جابر فقلت يا رسول الله أكثر الناس يقولون إن أبا طالب مات كافرا.

قال یا جابر ربك أعلم بالغيب إنه لما كانت الليلة التي أسري بي فيها إلى السماء انتهيت إلى العرش فرأيت أربعة أنوار فقلت إلهي ما هذه الأنوار.

فقال يا محمد هذا عبد المطلب و هذا عمك أبو طالب و هذا أبوك عبد و هذا أخوك طالب فقلت إلهي وسيدي فما ذا نالوا هذه الدرجة قال بكتمانهم الإيمان وإظهارهم الكفر وصبرهم على ذلك حتى ماتوا عليه سلام الله عليهم أجمعين.

68 - قال الكراجكي: روى المحدثون و سطر المصنفون أن أبا طالب ابن عبد المطلب بن هاشم و امرأته فاطمة بنت أسد بن هاشم رضوان الله عليها لما كفلا رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)استبشرا بغرته و استبعدا بطلعته و اتخذاه ولدا لأنهما لم يكونا رزقا من الولد أحدا.

ثم نشأ(عليه السلام)أشرف نشوء و أحسنه و أفضله و أيمنه فرأى فاطمة و رغبتها في طلب الولد و قربانها وقتا بعد وقت فقال لها يا أمه اجعلي قربانك لوجه الله تعالى خالصا و لا تشركي معه أحدا فإنه يرضاه منك و يتقبله ويعطيك طلبتك و يعجله.

فامتثلت فاطمة أمره و قبلت قوله و قربت قربانا مضاعفا و جعلته الله تعالى خالصا وسألته أن يرزقها ولدا صالحا ذكرا فأجاب الله عز و جل دعاها و بلغها مناها و رزقها من الأولاد خمسة عقيلا ثم طالبا ثم جعفرا ثم عليا ثم أختهم فاختة المعروفة بأم هاني.

فمما جاء في حديثها قبل أن ترزق أولادها أنها كانت جلست يوما

ص: 55

تتحدث مع عجائز العرب و الفواطم من قريش منهن فاطمة ابنة عمرو بن عائد بن عمران بن مخزوم جدة رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)لأبيه و فاطمة ابنة زائدة بن الأصم و هي أم خديجة بنت خويلد وفاطمة ابنة عبد الله رزام و فاطمة ابنة الحارث بن عكرمة وتمام الفواطم التي انتمى إليهن رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) فاطمة أم قصي و هي ابنة نضر.

فإنهن لجلوس إذ أقبل رسول الله بنوره الباهر و سعده الظاهر و قد تبعه بعض الكهان ينظر إليه ويطيل فراسته فيه إلى أن أتى إليهن فسألهن عنه فقلن هذا محمد ذو الشرف الباذخ و الفضل الشاخ فأخبرهن الكاهن بما يعلمه من رفيع قدره و بشرهن بما سيكون من مستقبل أمره و أنه سيبعث نبيا و ينال منالا عليا وقال إن التي تكفله منكن في صغره سيكفل لها ولدا يكون عنصره من عنصره يختصه بسره و بصحبته و يحبوه بمصادقته وإخوته.

فقالت له فاطمة ابنة أسد رضوان الله عليها، أنا التي كفلته و أنا زوج عمه الذي يرجوه و يؤمله.

فقال إن كنت صادقة فستلدين غلاما علاما مطواعا لربه هماما اسمه على ثلاثة أحرف يلي هذا النبي في جميع أموره و ينصره في قليله وكثيره حتى يكون سيفه على أعدائه و بابه لأوليائه يفرج عن وجهه الكربات و يجلو عنه حندس الظلمات تهاب صولته أطفال المهاد و ترتعد من خيفته من الجلال له فضائل شريفة و مناقب معروفة وصلة منيعة ومنزلة رفيعة يهاجر إلى النبي في طاعته و يجاهد بنفسه في نصرته و هو وصيه الدافن له في حجرته.

قالت له أم علي(عليه السلام)جعلت أفكر في قول الكاهن فلما كان الليل

ص: 56

رأيت في منامي كان جبال الشام قد أقبلت تدب و عليها جلابيب الحديد و هي تصيح من صدورها بصوت مهول فأسرعت نحوها جبال مكة و أجابتها بمثل صياحها و أهول و هي كالشرد المحمر و أبو قبيس ينتفض ،کالفرس و نصال تسقط عن يمينه وشماله و الناس يلتقطون ذلك فلقطت معهم أربعة أسياف و بيضة حديد مذهبة فأول ما دخلت مكة سقط منها سيف في ماء فغمر وطار الثاني في الجو و استمر وسقط الثالث إلى الأرض فانكسر و بقي الرابع في يدي مسلولا.

فبينا أنا به أصول إذ صار السيف شبلا فتبينته فصار ليثا مهولا فخرج عن يدي و مر نحو الجبال يجوب بلاطحها ويخرق صلادحها و الناس منه مشفقون و من خوفه حذرون إذ أتى محمد(صلی الله علیه وآله وسلم)فقبض على رقبته فانقاد له كالظبية الألوف فانتبهت و قد راعني الزمع و الفزع فالتمست المفسرين فطلبت القائفين و المخبرين فوجد كاهنا زجر لي بحالي و أخبرني منامي و قال لي.

أنت تلدين أربعة أولاد و بنتا بعدهم و إن أحد البنين يغرق و الآخر يقتل في الحرب و الآخر يموت و يبقى له عقب و الرابع يكون إماما للخلق صاحب سیف و حق ذا فضل و براعة يطيع النبي المبعوث أحسن طاعة. فقالت فاطمة فلم أزل مفكرة في ذلك و رزقت بني الثلاثة عقيلا و طالبا و جعفرا.

ثم حملت بعلي(عليه السلام) في عشر ذي الحجة فلما كان الشهر الذي ولدت فيه و كان شهر رمضان رأيت في منامي كان عمود حديد قد انتزع من أم رأسي ثم سطع في الهواء حتى بلغ السماء ثم رد إلي فقلت ما هذا فقيل لي هذا قاتل أهل الكفر و صاحب ميثاق النصر بأسه شديد يفزع من خيفته و هو

ص: 57

معونة الله لنبيه و تأييده على عدوه.

قالت فولدت عليا(عليه السلام) .

69 -عنه جاء في الحديث أنها دخلت الكعبة على ما جرت به عادتها فصادف دخولها وقت ولادتها فولدت أمير المؤمنين(صلی الله علیه وآله وسلم) داخلها و كان ذلك في النصف من شهر رمضان و لرسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) ثلاثون سنة على الكمال فتضاعف ابتهاجه به و تمام مسرته و أمرها أن تجعل مهده جانب فراشه .

و كان يلي أكثر تربيته و يراعيه في نومه و يقظته و يحمله على صدره و كتفه و يحبوه بألطافه و تحفه و يقول هذا أخي و سيفي و ناصري و وصيي.

فلما تزوج النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) الخديجة(عليها السلام)أخبرها بوجده بعلي و محبته فكانت تستزيره فتزينه و تحلیه و تلبسه و ترسله مع ولائدها و يحمله خدمها فيقول الناس هذا أخو محمد و أحب الخلق إليه وقرة عين خديجة و من اشتملت السعادة عليه و كانت ألطاف خديجة تطرق منزل أبي طالب ليلا و نهارا و صباحا و مساء.

ثم إن قريشا أصابتها أزمة مهلكة و سنة مجدية منهكة و كان أبو طالب رضي الله عنه ذا مال يسير و عيال كثير فأصابه ما أصاب قريشا من العدم والإضاقة و الجهد و الفاقة.

فعند ذلك دعا رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)عمه العباس فقال له يا أبا الفضل إن أخاك أبا طالب كثير العيال مختل الحال ضعيف النهضة و الغرمة و قد ناله ما نزل بالناس من هذه الأزمة و ذوو الأرحام أحق بالرفد و أولى من حمل الكل في ساعة الجهد فانطلق بنا إليه لنعينه على ما هو عليه فلنحمل عنه

ص: 58

بعض أثقاله و نخفف عنه من عياله يأخذ كل واحد منا واحدا من بنيه يسهل عليه بذلك بعض ما هو فيه.

فقال له العباس نعم ما رأيت و الصواب فيما أتيت هذا و الله الفضل الكريم و الوصل الرحيم فلقيا أبا طالب فصبراه و لفضل آبائه ذكراه و قالا له إنا نريد أن نحمل عنك بعض العيال فادفع إلينا من أولادك من يخف عنك به الأثقال قال أبو طالب إذا تركتما لي عقيلا و طالبا فافعلا ما شئتما فأخذ العباس جعفرا و أخذ رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) عليا (عليه السلام) فانتجبه لنفسه و اصطفاه لمهم أمره و عول عليه في سره و جهره و هو مسارع لمرضاته موفق السداد في جميع حالاته.

و كان رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) في ابتداء طروق الوحي إليه كلما هتف به هاتف أو سمع من حوله رجفة راجف أو رأى رؤيا أو سمع كلاما يخبر بذلك خديجة و علياء (عليه السلام)و يستسر هما هذه الحال.

فكانت خديجة تثبته وتصبره و كان علي يهنيه و يبشره ويقول له و الله يا ابن عم ما كذب عبد المطلب فيك و لقد صدقت الكهان فيما نسبته إليك و لم يزل كذلك إلى أن أمر(صلی الله علیه وآله وسلم) بالتبليغ فكان أول من آمن به من النساء خديجة و من الذكور أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام)و عمره يومئذ عشر سنين.

المنابع:

(1) معاني الاخبار: 120 (2) علل الشرايع: 130/1 - 150 - 151 ، (3) اعلام الوری: 160 ، (4) مناقب ابن شهر آشوب 584/1 - 585

ص: 59

586، (5) بشارة المصطفى: 11 ، (6) فضائل ابن شاذان: 174 - 175. (7) كشف الغمة: 65/1 - 66 - 67 ، (8) صحيح البخاري: 23/5 ،

(9) صحیح مسلم: 1874/4 ، (10) مناقب ابن المغازلي 8 - 9 (11) المستدرك للحاكم: 140/3 (12) ترجمة الامام امير المؤمنين لا بن عساكر : 18/1 الي22

(13) مجمع الزوائد: 101/9 (14) فرائد السمطين: 117 - 384، (15) شرح نهج البلاغة: 11/1 - 12 - 13 و 19 - 137، (16) المناقب للخوارزمي: 6 - 7 - 8،

(17) تاريخ الطبري: 408/2 ، (18) مقاتل الطالبيين: 14، (19) روضة الواعظين: 68 ، ( 20 ) كنز الفوائد: 252/1،

ص: 60

3- باب حليته و شمائله(عليه السلام)

1- قال الثقفي: حدثنا محمد قال حدثنا الحسن قال حدثنا إبراهيم قال و أخبرنا عبد الله بن أبي شيبة قال شريك بن سرير عن أبيه هو حكيم ابن صميت قال رأيت عليا(عليه السلام)أبيض الرأس و اللحية.

2- عنه حدثنا محمد قال حدثنا الحسن قال حدثنا إبراهيم قال و أخبرنا عبد الله بن أبي شيبة قال حدثنا وكيع عن أبي هلال قال حدثنا سوادة بن حنظلة قال رأيت عليا أصفر اللحية.

3- عنه حدثنا محمد قال حدثنا الحسن قال حدثنا إبراهيم قال و أخبرنا عبد الله بن أبي شيبة قال حدثنا جعفر بن عون قال حدثنا مسعر عن ابن جحادة عن أبي سعيد قال كان على(عليه السلام) يأتي السوق فيقول:

يا أهل السوق اتقوا الله وإياكم والحلف فإنه ينفق السلعة و يمحق البركة فإن التاجر فاجر إلا من أخذ الحق و أعطاه السلام عليكم ثم يمكث الأيام ثم يأتي فيقول مثل مقالته فكان إذا جاء قالوا قد جاء المرد شكنبه فكان يرجع إلى. فيقول إذا جئت قالوا قد جاء المرد شكنبه فما يعنون بذلك قالت له يقولون قد جاء عظيم البطن فيقول أسفله طعام و أعلاه علم.

4 - الصفار : حدثنا أحمد بن محمد عن موسى عن الحسن بن موسى

ص: 61

عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله(عليه السلام)في قول الله تعالى وَتَعِيَها أُذُنٌ وَاعِيَةٌ قال وعت أذن أمير المؤمنين ما كان و ما يكون.

5- ابن شهر آشوب عن ابن إسحاق و ابن شهاب أنه كتب حلية أمير المؤمنين(عليه السلام) عن ثبيت الخادم فأخذها عمرو بن العاص فزم بأنفه و قطعها وكتب أن أبا تراب كان شديد الأدمة عظيم البطن حمش الساقين و نحو ذلك فلذا وقع الخلاف في حليته.

6- عنه قال: ذكر في كتاب الصفين و نحوه عن جابر و ابن الحنفية أنه كان علي

(عليه السلام)رجلا دحداحا ربع القامة أذج الحاجبين أدعج العينين أنجل تميل إلى الشهلة كان وجهه القمر ليلة البدر حسنا و هو إلى السمرة أصلع له حفاف من خلفه كأنه إكليل وكان عنقه إبريق فضة و هو أرقب ضخم البطن أقرى الظهر عريض الصدر محض المتن شئن الكفين ضخم الكسوة لا يبين عضده من ساعده قد أدمجت إدماجا عبل الذراعين عريض المنكبين عظيم المشاشين كمشاش السبع الضاري له لحية قد زانت صدره غليظ العضلات حمش الساقين.

7-عنه قال المغيرة كان علي(عليه السلام)على هيئة الأسد غليظا منه ما استغلظ دقيقا منه ما استدق.

8- قال الاربلي: مما ورد في صفته(عليه السلام)ما أوردة صديقنا العز المحدث و ذلك حين طلب منه السعيد بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل أن يخرج أحاديث صحاحا و شيئا مما ورد في فضائل أمير المؤمنين(عليه السلام)وصفاته و كتبت على الأنوار الشمع الاثني عشر التي حملت إلى مشهده(عليه السلام)و أنا رأيتها قال كان ربعة من الرجال أدعج العينين حسن الوجه كأنه القمر ليلة البدر حسنا ضخم البطن.

ص: 62

عريض المنكبين شتن الكفين أغيد كأن عنقه إبريق فضة أصلع كث اللحية لمنكبيه مشاش كمشاش السبع الضاري لا يبين عضده من ساعده و قد أدمجت إدماجا إن أمسك بذراع رجل أمسك بنفسه فلم يستطع أن يتنفس شديد الساعد واليد إذا مشى إلى الحرب هرول ثبت الجنان قوي شجاع منصور على من لاقاه.

9- قال ابن سعد أخبرنا يزيد بن هارون قال انا اسماعيل بن ابي خالد عن الشعبى قال رأيت عليا و كان عريض اللحية و قد اخلت ما بين منكبيه اصلع على رأسه زغبيات.

10 - عنه أخبرنا الفضل بن دكين قال نا يونس بن أبي اسحاق عن ابيه ابى اسحاق قال رأيت عليا فقال لى ابى قم يا عمر فانظر الى أمير المؤمنين فقمت اليه فلم اره يخضب لحيته ضحم اللحية.

11 - أخبرنا مؤمل بن اسماعيل و قبيصة بن عقبة قالا نا سفيان عن أبى اسحاق قال رأيت عليها الا أبيض الرأس و اللحية.

12 - عنه أخبرنا الفضل بن دكين قال نآ شريك عن ابى اسحاق قال رأيت عليا

(عليه السلام) أبيض الرأس و اللحية. رفعنى أبى.

13 - عنه أخبرنا الفضل بن دكين قال نآ شريك عن جابر عن عامر قال كان على يطردنا من الرحبة و نحن صبيان ابيض الرأس و اللحية.

14 - عنه أخبرنا الفضل بن دكين قال نآ زهير عن ابى اسحاق انه صلى الجمعة مع علي حين مالت الشمس فقال: رأيته أبيض اللحية أجلح.

15 - عنه أخبرنا محمد بن عمر قال انا الثورى و اسرائیل و شیبان و قيس عن أبى اسحاق قال: رأيت عليا(عليه السلام)أبيض الرأس و اللحية.

16 - عنه أخبرنا شهاب بن عباد العبدى قال نا أبراهيم بن حميد عن

ص: 63

إسماعيل عن عامر قال: ما رأيت رجلا قطّ اعرض لحية من علي قد ملأت ما بين منكبيه بيضاء.

17 - عنه أخبرنا الفضل بن دكين و عفّان بن مسلم و سلیمان بن :حرب قالوا نا ابو هلال قال حدثني سوادة بن حنظلة قال رأيت عليا أصفر اللحية.

18 - عنه أخبرنا عبدالله بن غمير و أسباط بن محمد عن إسماعيل بن سليمان الازرق عن أبي عمر البزاز عن محمد بن الحنفية قال: خضب على بالحناء مرة ثم تركه.

19 - عنه أخبرنا وهب بن جرير بن حازم قال نا ابى قال سمعت ابا رجاء قال: رأيت علياً اصلع كثير الشعر كأنما اجتاب اهاب شدة.

20 - عنه أخبرنا عفان بن مسلم قال نا أبو عوانة عن مغيرة عن قدامة بن عتاب قال: كان علي ضخيم البطن ضخم مشاشة المنكب ضخم عضلة الذراع دقيق مستدقها ضخم عضلة الساق دقيق مستدقها، قال رأيته يخطب في يوم من الشتاء عليه قميص قهز و ازاران قطريان معتم بسبب كتان مما ينسج في سوادكم.

21 - عنه أخبرنا الفضل بن دكين قال نا رزام بن سعد الضبي قال: سمعت أبي ينعت عليّا قال كان رجلا فوق الربعة ضخم المنكبين طويل اللحية و ان شئت قلت اذا نظرت اليه قلت هو آدم و ان تبينته من قريب قلت أن يكون أسمر أدنى من ان يكون آدم.

22 - عنه أخبرنا محمد بن عمر قال نا أبو بكر بن عبدالله بن ابي سبرة عن عبدالله اسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، قال: سألت أبا جعفر محمد بن عليّ قلت: ما كانت صفته علي؟ قال آدم شديد الأدمة ثقيل العينين عظيمها، ذو

ص: 64

بطن أصلع و هو إلى القصر أقرب.

23 - أخبرنا عمر بن عاصم قال نا همام بن يحيى عن محمد جحده قال حدثني ابو سعيد بتاع الكراييس ان عليا كان يأتى السوق فى الأيام فيسلّم عليهم فاذا راوه قالوا بوذا شكنب امذ قيل له انهم يقولون انك ضخم البطن فقال ان اعلاء علم واسفله طعام.

24 - أخبرنا عبيد الله بن موسى قال انا اسرائيل عن جابر عن عامر قال: رأيت عليّا ورأسه ولحيته بيضا و ان كأنهما قطن.

25- أخبرنا الفضل بن دكين قال نا سلمة بن رجاء التميمي عن مدرك أبى الحجاج قال: رأيت في عينى على اثر الكحل.

26 - أخبرنا يزيد بن هارون قال نا هشام بن حسان قال نآ ابو الرضى القيسي قال ربّما رأيت عليّا يخطبنا و عليه ازار وادا مرتديا به غیر ملتحف وعمامة فينظر الى شعر صدره و بطنه.

27 -روى الهيتمي: عن أبي اسحق قال: خرجت مع أبى إلى الجمعة و أنا غلام فلما خرج على فصعد المنبر، قال لى ابى قم اى عمر، فانظر إلى امير المؤمنين، قال فقمت فاذا هو قائم على المنبر فاذا هو ابيض اللحية و الرأس عليه ازار و رداء ليس عليه قميص قال فما رأيته جلس على المنبر حتى نزل عنه قلت لابي اسحاق هل قنت قال لا.

و في رواية لم اره خضب لحيته ضخم الرأس. رواه الطبراني باسانيد و رجاله رجال الصحيح.

28 - عنه عن شعبة قال سألت أبا اسحاق انت اكبر من الشعبي، قال الشعبى اكبر مني بسنة أو سنتين، قال و رأى أبو اسحق عليا و كان يصفه لنا عظيم البطن ،اجلح قال شعبة و كان ابو اسحق اكبر من ابى البختري و

ص: 65

لم يدرك ابو البختري عليا و لم يره.

رواه الطبرانى و رجاله رجال الصحيح.

29 - عنه عن أبى رجاء العطاردي قال رأيت علياً سمنا أصلع الشعر،كأن بجانبه اهاب شاة. رواه الطبراني و رجاله رجال الصحيح.

30 - عنه عن الشعبي قال رأيت علياً على المنبر أبيض اللحية قد ملأت ما بين منكبيه، زاد يحيى بن سعيد في حديثه على رأسه زغيبات. رواه الطبرانى و رجاله رجال الصحيح.

31- عنه عن الواقدي قال يقال كان علي بن أبي طالب آدم ربعة مسمنا ضخم المنكبين طويل اللحية أصلع عظيم البطن غليظ العينين أبيض الرأس و اللحية. رواه الطبراني و رجاله إلى الوقدي ثقات.

32- عنه عن أبي الطفيل قال ذكر لابي مسعود قول على فقال ألم تر إلى رأسه كالطست و انما حوله كالحفاف. رواه الطبرانی و رجاله رجال الصحيح.

33- قال الخطيب: أخبرنا على بن محمد المعدل قال أنبأنا الحسين بن صفوان البرذعي قال نبأنا عبدالله بن محمد بن أبي الدنيا قال نبأنا محمد بن سعد قال أنبأنا محمد أنبأنا محمد بن عمر مر قال نبأنا أبوبكر بن عبدالله بن أبي سبرة عن

اسحاق بن عبدالله بن أبي فروة.

قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي كم كان من سنّ علي يوم قتل؟ :قال ثلاث وستون سنة. قلت: ما كانت صفته؟ فقال كان آدم شديد الأدمة ثقيل العينين عظيمها، ذو بطن، أصلع، هو إلى القصر أقرب، قلت أين دفن؟ فقال: بالكوفة ليلا وقد غُبى عنى دفنه.

34- الموفق الخوارزمي عن أبي اسحاق قال: لقد رأيت عليا (عليه السلام)

ص: 66

أبيض الرأس و اللحية ضخم البطن ربعة من الرجال، و ذكر ابن مندة إنه كان شديد الأدمة ثقيل العينين عظيمها، ذو بطن أصلع و وجه يسطع و هو إلى القصر أقرب أبيض الرأس و اللحية. وزاد محمد بن حبيب البغدادي صاحب المحبر الكبير في صفاته آدم اللون حسن الوجه ضخم الكراديس و الباقى سواء.

35- ابن عساكر: أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا ثابت بن بندار، أنبأنا أبو العلاء، أنبأنا أبو بكر، أنبأنا الأحوص بن المفضل، أنبأنا أبى أنبانا وهب بن جرير أنبأنا ابى قال: سمعت ابا رجاء العطاردي قال: رأيت عليّ ابن أبي طالب شيخاً اصلع كثير الشعر كأنما اجتاب اهاب شأة.

36 - عنه أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر، أنبأنا علي بن أحمد بن أبي قبيس.

حيلولة و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا محمد بن محمد بن عبد العزيز، أنبأنا علي بن محمد بشران أنبأنا أبو الحسين بن الأشناني، أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني إبراهيم بن سعيد الجوهري أنبأنا الحسين بن محمد أنبأنا جرير بن حازم:.

عن أبى رجاء العطاردي قال: رأيت علي ابن أبي طالب ربعة و قال أبن الأكفاني رجلاً ربعة - ضخم البطن، عظيم اللحية قد ملأت صدره، في عينيه حفش أصلع شديد الصلع كثير شعر الصدر والكتفين كأنما اجتاب اهاب شأة.

قالا: و أنبأنا ابن أبي الدنيا حدثني أبو هريرة الصيرفي أنبأنا يزيد بن هارون، أنبأا - وقال ابن الأكفاني أنبأنا كذا أسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي قال: رأيت علياً يخطب الناس - وقال ابن السمرقندي: يخطب

ص: 67

أبيض الرأس و اللحية، عظيم البطن قد أخذت لحيته ما بين منكبيه، أصلع على رأسه زغبات.

37- عنه أنبأنا أبو سعد المطرز، و أبو علي الحداد ،قالا: أنبأنا أبو نعيم الحافظ، أنبأنا أبو محمد بن حيان، أنبأنا حاجب بن أبي بكر، أنبأنا أحمد بن محمد الصيرفي أنبأنا عمرو بن عبد الغفار، أنبأنا إسماعيل ابن أبي خالد مالك بن مغول أنهما سمعا الشعبي يقول رايت علياً يخطب على المنبر شيخاً مربوعاً أسمر ابلج اصلع له ضفيران أبيض الرأس و اللحية، له لحية ق-د ملات ما بين منكبيه.

38 - أخبرنا أبو غالب بن البناء، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأنا أبو القاسم عبيد الله بن عثمان بن يحيى أنبأنا محمد إسماعيل بن علي الخطبي - كذا - أنبأنا عبدالله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي أنبأنا سفيان، أنبأنا إسماعيل عن الشعبي قال: رأيت علياً ابيض اللحية، ما رأيت أعظم لحية منه قد ملأت ما بين منكبيه.

39 - أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبوالحسن بن لؤلؤ، أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسين بن شهريار، أنبأنا أبو حفص الفلاس، أنبأنا يحيى بن سعيد، أنبأنا إسماعيل بن أبي خالد، حدثني عامر قال: ما رأيت رجلا أعظم لحية من علي قد ملأت ما بين منكبيه بيضاء و في الرأس زغبات.

40 - أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني أنبأنا عبدالعزيز الكتاني أنبأنا أبو محمد بن أبي نصسير أنبأنا أبو الميمون، أنبأنا أبو زرعة، أنبأنا يحيى بن صالح، أنبأنا زهير بن معاوية، أنبأنا أبو اسحاق قال: رأيت علي بن أبي طالب يخطب يوم الجمعة و كان أبيض اللحية أصلع.

ص: 68

41 - أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي و أبو الحسن علي بن هبة الله ابن عبد السلام، قالا: أنبأنا أبو محمد الصريفيني أنبأنا أبو القاسم بن حبابة، أنبأنا أبو القاسم البغوي أنبأنا أحمد بن زهير، أنبأنا خلف بن الوليد، أنبأنا إسرائيل، عن أبي إسحاق قال قال أبى قم فانظر إلى أمير المؤمنين، فإذا هو على المنبر شيخ أبيض الرأس و اللحية، أجلح ضخم البطن ربعة، عليه إزار ورداء وليس عليه قميص.

42 - أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبدالله بن جعفر، أنبأنا يعقوب، أنبأنا محمد بن بشار، أنبأنا عبد الرحمان، أنبأنا إسرائيل، عن أبي اسحاق قال:كنت مع أبي يوم الجمعة، فقال لي :أبي يا بني تريد أن ترى أمير المؤمنين؟ قال: فقمت قائماً فرأيت علياً يخطب الناس عليه إزار ورداء انزع ضخم البطن، أبيض الرأس و اللحية، فلم يرفع يديه كما ترفعون و لم يجلس حتى نزل .

43 - أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور، أنبأنا عيسى بن علي، أنبأنا عبدالله بن ،محمد، أنبأنا عبدالله بن عمر بن عمر الكوفي أنبأنا شريك، قال سمعت أبا اسحاق :قال رأيت علياً أبيض الرأس و اللحية.

قال: و أنبأنا عبدالله، أنبأنا الحسن بن حماد سجادة، أنبأنا علي بن عباس عن أبي إسحاق، قال: قال أبي يا بني تريد أن ترى أمير المؤمنين یعنی علياً؟ قلت: نعم. قال: فرفعني علي يده فإذا أنا برجل أبيض الرأس و اللحية أصلع عظيم البطن، عريض ما بين المنكبين.

44 - أخبرنا أبو غالب بن البناء، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأنا

ص: 69

عبيدالله بن عثمان بن يحيى أنبأنا إسماعيل بن علي الخطبي أنبأنا عبدالله بن حمد، حدثني أبي أنبأنا حجّاج، قال: قال شعبة: قد رأى أبو اسحاق عليا و كان يصفه لنا عظيم البطن اجلح.

45 - أخبرنا أبو سعد بن البغدادي أنبأنا أبو منصور بن شكرويه، و محمد بن أحمد ابن علي السمسار، قالا: أنبأنا إبراهيم بن عبدالله بن أنبأنا أبو عبد الله المحاملي أنبأنا خلاد بن أسلم، أنبأنا السيد بن عيسى قال: رحت مع أبي إلى الجمعة فخرج أمير المؤمنين يخطب على المنبر فقال لي أبى يا بني أتريد أن تنظر إلى أمير المؤمنين؟ قال: قلت: نعم، فأخذ بعضدى فأقامي بين يديه، فاسقبلته فإذا رجل آدم أجلح أشيب ضخم البطن عريض ما بين منكبيه كذا قال خلاد و أظن السيد يرويه عن أبي إسحاق السبيعي و قد سقط ذكره.

46- عنه أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين ب-ن النقور، أنبأنا عيسى بن علي أنبأنا عبدالله بن محمد، أنبأنا داوود بن عمرو، أنبأنا مكرم بن حكيم أبو عبد الله الخثعمي حدثنی مهران بن عبدالله، قال: لقيت علي بن أبي طالب و هو مقبل في قصر المدائن كذا و حوله المهاجرون حتى بلغ قنطره بردان فتوزّر على صدره من عظم بطنه و قد رفع يديه على إزار ضخم البطن ذو عضلات و مناكب أصلع أجلح قد خرج الشعر من أذنيه و أنا أمشي بجنباته و هو يريد أسبانبر فجاء غلام فلطم وجهى فالتفت علي فلما التفت رفعت يدى فلطمت وجه الغلام فقال: حرّ انتصر. فكأنما صوت علي في أذني الساعة.

47 - عنه أنبأنا أبو سعد المطرز، و أبو علي الحداد، قالا: أنبأنا أبو نعيم الحافظ، أنبأنا أبو عمرو بن حمدان، أنبأنا محمد بن الحسين الموصلي أنبأنا

ص: 70

جعفر بن محمد، أنبأنا الفضيل، أنبأنا أبو نعيم، أنبأنا زرارة بن سعيد قال سمعت أبي بنعت علياً، قال: كان رجلا عظيماً طويل اللحية، ان شئت قلت اذا نظرت اليه قلت لآدم و ان تبينته من قريب قلت ان يكون أسمر أدنى من ان يكون آدم.

48 - عنه أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حبويه أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا الحسين بن الفهم، أنبأنا محمد بن سعد أنبأنا الفضل بن دكين، أنبأنا رزام بن سعد الضبي قال: سمعت أبي بنعت علياً، قال: كان رجلا فوق الربعة ضخم المنكبين طويل اللحية، و ان شئت قلت اذا نظرت اليه قلت آدم و ان تبينته من قريب قلت ان يكون أسمر أدنى من ان يكون آدم.

قال: و أنبأنا محمد بن سعد، أنبأنا عفان بن مسلم أنبأنا أبو عوانة عن مغيرة عن قدامة بن غياث قال: كان عليّ ضخم البطن ضخم مشاشة المنكب عظيم عضلة الذراع، دقيق مستدقها ضخم عضلة الساق دقيق مستدقها، قال: رأيته يخطب في يوم من أيام الشتاء عليه قميص قهر وازاران قطريان معتماً بسب كتان مما ينسج في سوادكم.

49 - عنه أخبرنا أبو بكر أيضاً أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر، أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا الحسين بن الفهم الفقيه.

حيلولة: و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنبأنا أبو منصور بن زريق أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا علي بن محمد المعدل، أنبأنا الحسين بن صفوان البردعي.

حيلولة: و أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع، أنبأنا أبو عمرو بن مندة ،أنبأنا الحسن بن محمد بن أحمد، أنبأنا أبو الحسن اللنباني، قالا: أنبأنا عبدالله

ص: 71

بن محمد بن أبي الدنيا، قال: أنبأنا محمد بن سعد، أنبأنا محمد بن عمر، أنبأنا أبو بكر ابن عبدالله بن أبي سمرة، عن إسحاق بن عبدالله أبي فروة، قال:

سألت أبا جعفر محمد بن علي - زاد البردعي - كذا – كم كان سنّ علي يوم قتل ؟ قال ثلاث وستون سنة قلت ما كانت صفته؟ و قال: - قلت: ما كان صفة علي ؟ قال رجل آدم شديد الأدمة، ثقيل العينين عظيمها، ذو بطن، أصلع، هو إلى القصر أقرب، زاد البردعي: قلت: أين دفن؟ فقال: بالكوفة ليلا وقد غُبي عنى دفنه.

50 - أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا رشاء بن نظيف، أنبأنا الحسن بن إسماعيل، أنبأنا أحمد بن مروان، أنبأنا الحرث بن أبي أسامة أنبأنا محمد بن سعد عن الواقدي أنبأنا أبوبكر عبدالله بن أبي سبرة، عن إسحاق بن عبدالله بن أبي فروة، قال:

سألت أبا جعفر محمد بن علي كم كان من سنّ علي يوم قتل؟ قال: ثلاث و ستون، قلت: ما كانت صفته؟ فقال كان آدم شديد الادمة عظيم البطن و العينين، أصلع إلى القصر أقرب ما هو دقيق الذراعين، لم يصارع أحداً قط إلا صرعه.

51 - أخبرنا أبو سعد المطرز ، و أبو علي الحداد، قالا: أنبأنا أبو نعيم أنبأنا ابو محمد بن حيان، أنبأنا ابو محمد بن سليمان، أنبأنا نصر بن علي أنبأنا ابن داود، أنبأنامدرك، قال: رأيت علياً له وفرة و كان من أحسن الناس وجهاً.

52 - أخبرنا أبو محمد المزكي أنبأنا أبوبكر الخطيب، أنبأنا علي بن أحمد ابن عمر، أنبأنا علي بن أحمد بن قيس.

حيلولة: و أنبأنا ابو القاسم بن السمرقندي أنبأنا محمد بن محمد بن

ص: 72

عبد العزيز، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا عمر بن الحسن بن علي، قالا: أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني أبو هريرة أنبأنا عبدالله بن داود أنبأنا مدرك أبو الحجاج، قال رأيت علياً يخطب و كان من أحسن الناس وجهاً.

53 - أخبرنا أبو غالب بن البناء، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأنا أبو القاسم بن حنيفا، أنبأنا إسماعيل بن علي الخطبي - كذا - أنبأنا محمد بن موسى النوبري النوبري عن محمد بن أبي السري عن الخوارزمي في صفة علي قال: كان رجلا آدم شديد الأدمة، ثقيل العينين عظيمها، بطين أصلع إلى القصر أقرب منه إلى الطول، كأنما كسر ثم حبر لا يغير شبيه خفيف المشى ضحوك السن.

54 - قال أبو الفرج: كان(عليه السلام)اسمر مربوعاً و هو إلى القصر اقرب عظيم البطن دقيق الأصابع غليط الذراعين حمش الساقين. في عينيه لين. عظيم اللحية اصلع ناتى الجبهة.

55- قال أبو الفرج: وصفته هذه وردت بها الروايات متفرقة فجمعتها. و اتم ما ورد فيها من الاخبار حديث حدثني به احمد بن الجعد و بن محمد البغوى، قالا: حدثنا سويد بن سعيد قال حدثنا داود بن عبدالجبار، عن أبي إسحاق. قال: ادخلني أبي المسجد يوم الجمعة فرفعني فرايت علياً يخطب على المنبر شيخاً اصلع ناتيء الجبهة عريض ما بين المنكبين له لحية قد ملأت صدره في عينه اطر غشاش، قال داود یعنی ليناً في العين. قال فقلت لأبي: من هذا يا ابة؟ فقال هذا على بن ابي طالب إبن عم رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)و اخو رسول الله و وصى رسول الله و أمير المؤمنين صلوات الله ورضوانه و سلامه عليه.

56 - قال المقدسي: قال الواقدى :كان رجلا آدم شديد الادمة عظيم

ص: 73

البطن عظيم العينين إلى القصر ما هو و قد تسمية الشيعة الأنزع البطين، قال الحارث الأعور و كان على أفطس الأنف دقيق الذراعين كان على كاهله سنام ثور لم يصارع أحداً إلا صرعه.

57 -روى عنه عن الحسن أنه قال رأيت عليّاً أسود الشعر ابيض اللحية، قد ملأت لحيته ما بين منكبيه.

58 - ابن عبد البر: سألت أبا جعفر محمد بن علي بن الحسين، عن صفة على(عليه السلام)فقال: كان رجلا آدم شديدا الأدمة، ثقيل العينين عظيمهما ذا بطن أصلع ربعة إلى القصر، لا يخضب.

59- عنه قال أبو إسحاق السبيعي: رأيت عليّاً أبيض الرأس و اللحية. و قد روى أنه ربما خضب وصفّر لحيته.

60 -قال ابن الاثير : قال محمد بن على الباقر(عليه السلام) كان على آدم ثقيل العينين عظيمهما ذا بطن أصلع ربعة لا يخضب.

61 - عنه قال أبو إسحاق السبيعي رأيته أبيض الرأس و اللحية. و كان ربما خضب و صفّر لحيته.

62 -عنه قال أبو رجاء العطاردي: رأيت عليّاً ربعة ضخم البطن كبير اللحية قد ملأت صدره أصلع.

63 - عنه قال محمد بن سعد عن أبي نعيم الفضل بن دكين عن رزام ابن سعد الضبي قال: سمعت أبي ينعت علياً، قال كان رجلا فوق الربعة ضخم المنكبين طويل اللحية و ان شئت قلت اذا نظرت اليه قلت آدم و ان تبينته من قريب قلت ان يكون أسمر أدنى من ان يكون آدم.

64 - عنه قال محمد بن سعد حدثنا عفان بن مسلم حدثنا أبو عوانة عن مغيرة عن قدامة بن عتاب قال كان عليّ ضخيم البطن ضخم مشاش

ص: 74

المنكب ضخم عضلة الذراع دقيق مستدقها ضخم عضلة الساق دقيق مستدقها، قال و رأيته يخطب في يوم من الشتاء عليه قميص و ازار قطریان معتم بشيء مما ينسج في سوادكم.

65 - عنه قال ابن أبي الدنيا حدثني أبو هريرة حدثنا عبدالله بن داود حدثنا مدرك أبو الحجاج، قال رأيت علياً يخطب و كان من أحسن الناس وجهاً وقيل كان كأنما كسر ثم حبر لا يغير شبيه خفيف المشي ضحوك السن.

66 - قال البلاذری: حدثني محمد بن سعد، حدثنا أبو نعيم، عن زهير، عن أبي إسحاق انه صلى الجمعة مع علي خين مالت الشمس فقال: رأيته أبيض اللحية أجلح.

67 - عنه حدثنا عمرو الناقد، حدثنا أبو نعيم، حدثنا يونس بن أبى إسحاق عن أبي إسحاق قال: جاء علي و أنا مع أبي فقال لي: قم يا عمرو فانظر إلى أمير المؤمنين فرأيته ضخم اللحية و لم أره يخضبها.

68- عنه حدثت عن خلف بن هشام البزار، عن شريك عن أبي إسحاق قال: رأيت عليا(عليه السلام)أصلع أبيض الرأس و اللحية.

69 - ابن عبد ربه علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف و أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف و صفته ك-ان أصلع بطيناً حمش الساقين.

70- قال ابن الاثير كان آدم شديد الادمة، ثقيل العينين عظيمها، ذا بطن، أصلع، عظيم اللحية كثير شعر الصدر، هو إلى القصر أقرب، وقيل: كان فوق الربعة، وكان ضخم عضلة الذراع، دقيق مستدقها ضخم عضلة الساق دقيق مستدقها، وكان من أحسن الناس وجها، ولا يغير شبيه، كثير

ص: 75

76

التبسم.

71 - ابن أبي شيبة حدثنا أبوبكر قال حدثنا وكيع عن إسماعيل عن الشعبي، قال: رأي- :قال رأيت علياً ابيض الرأس و اللحية قد ملأت ما بين منكيه.

72 -عنه حدثنا أبوبكر قال حدثنا شريك عن ابن الصيرفي عن أبيه، قال: رأيت عليا (عليه السلام)أصلع أبيض الرأس و اللحية.

73- عنه حدثنا أبوبكر قال حدثنا وكيع عن هلال، قال حدثنى سوادة بن حنظلة قال: رأيت علياً أصفر اللحية.

المنابع :

(1) الغارات 102 ، (2) بصائر الدرجات 517، (3) مناقب ابن شهر آشوب 77/2، (4) كشف الغمة: 77/1 (5) طبقات ابن سعد: 16/3 - 17 (6) مجمع الزوائد: 100/9، (7) تاریخ بغداد: 125/1 (8) مناقب الخوارزمی:120 (9) ترجمة الامام على: 26/1 الى

32 ، (10) مقاتل الطالبيين : 16، (11) البدء و التاريخ: 73/5، (12) الاستيعاب : 1110/30 ، (13) اسد الغابة: 39/4 (14) انساب الاشراف: 116 ، (15) عقد الفريد: 310/4 ، (16) كامل التواريخ : 396/3، (17) المصنف لابن أبي شيبة: 253/8 - 256 - 257 - 274.

ص: 76

4 -باب انه فى حجر النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)

1- الصدوق: حدثنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن ابن عبيد الله بن الحسين بن علي بن أبي طالب(عليه السلام)قال حدثني جدي يحيى بن الحسن قال حدثني عبد الله بن عبيد الله الطلحي قال حدثنا أبي عن ابن هاني مولى بني مخزوم عن محمد بن إسحاق قال حدثني ابن أبي نجيح عن مجاهد بن جبر أبي الحجاج قال كان من نعم الله على علي بن أبي طالب(عليه السلام) ما صنع الله له و أراد به من الخير إن قريشا أصابتهم أزمة شديدة و كان أبو طالب في عيال كثير. فقال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)عمه العباس و كان من أيسر بني هاشم يا أبا الفضل إن أخاك أبا طالب كثير العيال و قد أصاب الناس ما ترى في هذه الأزمة فانطلق بنا إليه فنخفف عنه عياله آخذ من بنيه رجلا و تأخذ رجلا فنكفلهما عنه فقال العباس قم فانطلقا حتى أتيا أبا طالب فقالا إنا نريد أن تخفف عنك عيالك حتى ينكشف عن الناس ما هم فيه من هذه الأزمة.

فقال لها أبو طالب إذا تركتما لي عقيلا فاصنعا ما شئتما فأخذ رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)عليا و أخذ العباس جعفرا فلم يزل علي (عليه السلام) مع رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)حتى بعثه الله عز و جل نبیا فآمن به و اتبعه و صدقه و لم يزل جعفر مع

ص: 77

العباس حتى أسلم و استغنى عنه.

2- قال المسعودي: ولد علي و لرسول الله ثلاثون سنة، فاحبه رسول الله حباً شديداً و قال لفاطمة: يا أمه اجعلي مهده على بجنب فراشي و كان بلي تربيته و بوجره اللبن في شاعة رضاعه و يحرك مهد عبد نومه و يناغيه في يقظنه و يحمله على صدره تارة و على عاتقه اخرى و يتكنفه و يقول: هذا أخي و ولي و صفيي و وصبي و ذخيرتى و كهني و صهری و زوج كريمتي و أميني على وصيتى و كان يحمله و يطوف به جبال مكة و شعابها و اوديتها و فجاجها.

فلما تزوج خديجة بنت خويلد علمت بوجده بعلي فكانت تستزيره و تزينه بفاخر الثياب و الجواهر و نرسل معه و لايدها فيقلن هذا أخو محمد و أحب الخلق إليه وقرة عين خديجة و من ينزل السكينة عليه وكان ألطاف خديجة و هداياها إلى منزل أبي طالب متصلة، حتى اصابت قريشا أزمة شديدة و سنة معصوصة و كان أبو طالب رجلا جواداً معطاءاً سمحاً فقل ماله وكثر عياله و اجحفت السنة بحاله.

فدعا رسول الله عمه العباس و كان أيسر بنى هشام في وقته و زمانه فقال له يا عم ان أخاك كثير العيال متضعضع الحال و قد أصاب الناس ماترى من هذه الازمة و ذوو الارحام أحق بالرفد و أولى من حمل عنهم الكل فانطلق بنا إليه لنحمل من كله و نخفف من عيلته فيأخذ بعض بينيه و نأخذ البعض.

فقال له العباس نعم، ما رأيت يا ابن اخى و على الصواب أتيت هذا والله التيقظ على الكرام و العطف على الرحم فمضيا إلى أبي طالب فاجملا مخاطبته وقالا له ان لك سوابق محمودة ومناقب غير مجحودة و انت ضنو

ص: 78

الاباء الأنجاد، و قد جمع لك العرف في قرن فهو اليك منقاد و لسنا نبلغ صفاتك و قد أضلت هذه السنة الغبراء وعيالك كثير و لابد أن نخفف عنك بعضهم حتى ينكشف ما فيه الناس من هذا القمطرير.

فقال أبو طالب اذا تركتما لي عقيلا و طالباً، فشأنكما الأصاغر، فأخذ رسول الله علياً و أخذ العباس جعفراً، فتولى رسول الله منذ ذلك الوقت تربية أمير المؤمنين و تغذيته و تعليمه بنفسه و كان يصلى معه قبل أن تظهر نبوته بسنتين، ثم كان من قصته وقت النبوة إلى وقت مضى رسول الله و من امر غدیر خم و غيره ما هو مشهور.

و قد روي و قص به ذكرنا بعضه و قام بأمر الله جل و علا و سنه خمس وثلاثون سنة و اتبعه المؤمنون وقعد عنه المنافقون و نصبوا للملك و أمر الدنيا رجلا اختاروه لأنفسهم دون من اختاره الله تعالى و رسول الله.

3- قال الطبري: حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، قال: حدثنى محمد بن إسحاق قال: كان اوّل ذکر آمن برسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)وصلى معه وصدقه بما جاءه من عند الله علي بن ابي طالب و هو يومئذ ابن عشر سنين، و كان مما أنعم الله به على علي بن أبي طالب(عليه السلام)، أنه كان في حجر رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) قبل الإسلام.

4 - عنه حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال: حدثني محمد بن إسحاق قال فحدثني عبدالله ابن أبي نجيح ، عن مجاهد بن جبر أبي الحجاج قال: كان من نعمة الله على علي بن أبي طالب(عليه السلام) ما صنع الله له و أراد به من الخير، إنّ قريشا أصابتهم أزمة شديدة و كان أبو طالب ذا عيال كثير، فقال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) للعباس و كان من أيسر بني هاشم.

يا عباس، إن أخاك أبا طالب كثير العيال و قد أصاب الناس ما ترى

ص: 79

فى هذه الأزمة فانطلق بنا فلنخفف عنه من عياله، آخذ من بنيه رجلا و نأخذ من بينه رجلاً فنكفلها عنه، فقال العباس: نعم، فانطلقا حتى أتيا أبا طالب، فقالا إنا نريد أن نخفف عنك عيالك حتى ينكشف عن الناس ما هم فيه.

فقال لهما أبو طالب : إذا تركتما لي عقيلا فاصنعا ما شئتها فأخذ رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)عليا فضمنه إليه و أخذ العباس جعفراً فضمه إليه، فلم يزل علي ابن أبي طالب(عليه السلام)مع رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)حتى بعثه الله عز و جل نبيا فآمن به و صدقه و لم يزل جعفر عند العباس حتى أسلم و استغنى عنه.

5- عنه حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة، قال: فحدثني محمد بن إسحاق، قال: و ذكر بعض أهل العلم أنّ رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)كان إذا حضرت الصلاة ، خرج إلى شعاب مكة، وخرج معه علي بن أبي طالب مستخفياً من عمّه أبي طالب و جميع أعمامه و سائر قومه، فيصليان الصلوات فيها، فإذا أمسياً رجعا، فكنا كذلك ما شاء الله أن يمكنا، ثم إنّ أبا طالب عثر عليهما يوماً و هما يصلّيان.

فقال الرسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم): باين أخي، ما هذا الدين الذي أراك تدين به؟ قال: أَى عَمَّ، هذا دين الله و دین ملائكته و دین رسله، و دین أبينا إبراهيم - أو كما قال - بعثني الله به رسولاً إلى العباد، وأنت يا عمّ أحقِّ مَنْ بذلتُ له النصحية، ودعوته إلى الهدى، و أحق من أجابني إليه، و أعانني عليه - أو كما قال. فقال أبو طالب بابن أخي، إني لا أستطيع أن أفارق ديني و دين آبائي و ما كانوا عليه و لكن والله لا يخلص إليك بشيء تكرهه ماحييت.

6- قال أبو الفرج: حدثنى علي بن إسحاق، قال حدثنا عثمان بن أبي

ص: 80

شبية، قال حدثنا خالد بن مخلد، قال حدثنا سلمان بن بلال، قال حدثني أبو حازم بن دینار قال سمعت سهل بن سعد الساعدى يقول: إن كان لأحب أسماء علي إليه أبو تراب و ان كان ليفرح أن يدعى بها. و ما سماه بذلك إلا رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم). و كان رسول الله أخذ علياً من أبيه و هو صغير في سنة أصابت قريشاً و قحط نالهم. و أخذ حمزة جعفراً، و أخذ العباس طالباً، ليكفوا أباهم مؤنتهم ويخففوا عنه ثقلهم. و أخذ هو عقيلاً لميله كان إليه، فقال رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) : اخترت من اختار الله لي عليكم علياً.

7- قال ابن هشام: و كان مما أنعم الله به على علي بن أبي طالب(عليه السلام) ، أنه كان في حجر رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)قبل الإسلام. قال ابن إسحاق: وحدثني عبدالله بن أبي نجيح عن مجاهد بن جبر أبى الحجاج قال: و كان من نعمة الله على علي بن أبي طالب(عليه السلام)، و مما صنع الله له، و أراده به من الخير أن قريشاً أصابهم أزمة شديدة و كان أبو طالب ذا عيال كثير.

فقال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم): للعباس عمّه، و كان من أيسر بني هاشم يا عباس، إنّ أخاك أبا طالب كثير العيال، و قد أصاب الناس ما ترى في هذه الأزمة فانطلق بنا إليه فنخفف عنه عياله، آخذ من بنيه رجلا و تأخذ أنت رجلا فنكفلهما عنه؛ فقال العباس: نعم. فانطلقا حتى أتيا أبا طالب، فقالا له: إنا نريد أن نخفف عنك عيالك حتى ينكشف عن الناس ما هم فيه؛ فقال لهما أبو طالب: إذا تركتما لي عقيلا فاصنعا ما شئتما. قال ابن هشام ويقال: عقيلاً و طالباً.

فأخذ رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) عليا فضمه إليه ، و أخذ العباس جعفرا فضمّه إليه، فلم يزلعلي(عليه السلام)مع رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)حتى بعثه الله تبارك و تعالى نبياً فاتبعه عليّ رضى الله عنه و آمن به و صدقه؛ و لم يزل جعفر عند العباس

ص: 81

حتى أسلم و استغنى عنه.

8- قال إبن أبى الحديد ذكر أحمد بن يحيى البلاذري و علي بن الحسين الأصفهاني أن قريشا أصابتها أزمة و قحط فقال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) لعمية حمزة و العباس ألا نحمل ثقل أبي طالب في هذا المحل فجاءوا إليه و سألوه أن يدفع إليهم ولده ليكفوه أمرهم فقال دعوا لي عقيلا وخذوا من شئتم و كان شديد الحب لعقيل فأخذ العباس طالبا و أخذ حمزة جعفرا و أخذ محمد(صلی الله علیه وآله وسلم)عليا وقال لهم قد اخترت من اختاره الله لي عليكم عليا قالوا فكان علي (عليه السلام)في حجر رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)منذ كان عمره ست سنين.

و كان ما يسدي إليه من إحسانه و شفقته و بره و حسن تربيته كالمكافأة والمعاوضة لصنيع أبي طالب به حيث مات عبد المطلب و جعله في حجره و هذا يطابق قوله

(عليه السلام) لقد عبدت الله قبل أن يعبده أحد من هذه الأمة سبع سنين.

و قوله كنت أسمع الصوت و أبصر الضوء سنين سبعا و رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)حينئذ صامت ما أذن له في الإنذار و التبليغ و ذلك لأنه إذا كان عمره يوم إظهار الدعوة ثلاث عشرة سنة و تسليمه إلى رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) من أبيه و هو ابن ست فقد ست فقد صح أنه كان يعبد الله قبل الناس بأجمعهم سبع سنين و ابن ست تصح منه العبادة إذا كان ذا تمييز على أن عبادة مثله التعظيم والإجلال وخشوع القلب و استخذاء الجوارح إذا شاهد شيئا من جلال الله سبحانه و آياته الباهرة و مثل هذا موجود في الصبيان.

9 - عنه روى الفضل بن عباس رحمه الله قال: قال سألت أبي عن ولد رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)الذكور أيهم كان رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)أشد حبا فقال علي بن أبي طالب (عليه السلام)فقلت له سألتك عن بنيه فقال إنه كان أحب إليه من

ص: 82

بنيه جميعا وأرأف ما رأيناه زايله يوما من الدهر منذ كان طفلا إلا أن يكون في سفر لخديجة و ما رأينا أبا أبر بابن منه لعلي و لا ابنا أطوع لأب من علي له.

10- عنه روى الحسين بن زيد بن علي بن الحسين(عليه السلام) قال سمعت زيدا أبي(عليه السلام) يقول كان رسول الله يمضغ اللحمة و التمرة حتى تلين و يجعلها في فم عليا و هو صغير في حجره و كذلك كان أبي علي بن الحسين(عليه السلام)

الله يفعل بي و لقد كان يأخذ الشيء من الورك و هو شديد الحرارة فيبرده في الهواء أو ينفخ عليه حتى يبرد ثم يلقمنيه أفيشفق علي من حرارة لقمة و لا يشفق علي من النار لو كان أخي إماما بالوصية كما يزعم هؤلاء لكان أبي أفضى بذلك إلي و وقاني من حر جهنم.

11- عنه روى جبير بن مطعم قال: قال أبي مطعم بن عدي لنا و نحن صبيان بمكة ألا ترون حب هذا الغلام يعني عليا لمحمد، و اتباعه له دون أبيه و اللات والعزى لوددت أن ابني بفتيان بني نوفل جميعا.

12- عنه و أما حديث مجاورته الا بحراء فمشهور و قد ورد في الكتب الصحاح أنه كان يجاور في حراء من كل سنة شهرا و كان يطعم في ذلك الشهر من جاءه من المساكين فإذا قضى جواره من حراء كان أول ما يبدأ به إذا انصرف أن يأتي باب الكعبة قبل أن يدخل بيته فيطوف بها سبعا أو ما شاء الله من ذلك ثم يرجع إلى بيته حتى جاءت السنة التي أكرمه الله فيها بالرسالة.

فجاور في حراء شهر رمضان و معه أهله خديجة و علي بن أبي طالب و خادم لهم فجاءه جبريل بالرسالة و قال(عليه السلام)جاءني و أنا نائم بنمط فيه كتاب فقال اقرأ قلت ما أقرأ فغتني حتى ظننت أنه الموت ثم أرسلني فقال:

ص: 83

«اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ» إلى قوله: «عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ». فقرأته ثم انصرف عني فانتبهت من نومي و كأنما كتب في قلبي كتاب.

13- عنه روي عن جعفر بن محمد الصادق(عليه السلام)قال كان علي(عليه السلام) يرى مع رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)قبل الرسالة الضوء و يسمع الصوت و قال له(صلی الله علیه وآله وسلم)لو لا أني خاتم الأنبياء لكنت شريكا في النبوة فإن لا تكن نبيا فإنك وصي نبي ووارثه بل أنت سيد الأوصياء و إمام الأتقياء.

المنابع:

(1) علل الشرايع: 162/1 ، (2) اثبات الوصية: 141، (3) تاريخ الطبري: 312/2 - 313، (4) مقاتل الطالبيين: 15 (5) سيره ابن هشام: 262/1 - 263 ، (6) شرح نهج البلاغة: 15/1 و 200/13 - 210 - 208.

ص: 84

5- باب اسلامه (عليه السلام)

1- محمد بن يعقوب: عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن البرقي عن أحمد بن زيد النيسابوري قال حدثني عمر بن إبراهيم الهاشمي عن عبد الملك بن عمر عن أسيد بن صفوان صاحب رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) قال لما كان اليوم الذي قبض فيه أمير المؤمنين الا ارتج الموضع بالبكاء و دهش الناس كيوم قبض النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) و جاء رجل باكيا و هو مسرع مسترجع و هو يقول اليوم انقطعت خلافة النبوة حتى وقف على باب البيت الذي فيه أمير المؤمنين الله فقال:

رحمك الله يا أبا الحسن كنت أول القوم إسلاما و أخلصهم إيمانا و أشدهم يقينا و أخوفهم الله وأعظمهم عناء و أحوطهم على رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)و آمنهم على أصحابه و أفضلهم مناقب و أكرمهم سوابق و أرفعهم درجة و أقربهم من رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)و أشبههم به هدیا و خلقا و سمتاو فعلا أشرفهم منزلة و أكرمهم عليه فجزاك الله عن الإسلام و عن رسوله و عن المسلمين خيرا.

قويت حين ضعف أصحابه و برزت حين استكانوا و نهضت حين وهنوا و لزمت منهاج رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) إذ هم أصحابه وكنت خليفته حقا لم

ص: 85

تنازع و لم تضرع برغم المنافقين و غيظ الكافرین و کره الحاسدین و صغر الفاسقين.

فقمت بالأمر حين فشلوا و نطقت حين تتعتعوا و مضيت بنور الله إذ وقفوا فاتبعوك فهدوا و كنت أخفضهم صوتا و أعلاهم قنوتا وأقلهم كلاما و أصوبهم نطقا وأكبرهم رأيا و أشجعهم قلبا و أشدهم يقينا و أحسنهم عملا و أعرفهم بالأمور.

كنت والله يعسوبا للدين أولا وآخرا الأول حين تفرق الناس و الآخر حين فشلوا كنت للمؤمنين أبا رحيما إذ صاروا عليك عيالا فحملت أثقال ما عنه ضعفوا وحفظت ما أضاعوا و رعيت ما أهملوا و شمرت إذا اجتمعوا و علوت إذ هلعوا وصبرت إذ أسرعوا و أدركت أوتار ما طلبوا و نالوا بك ما لم يحتسبوا.

كنت على الكافرين عذابا صبا و نهبا وللمؤمنين عمدا و حصنا فطرت و الله بنعمائها و فزت بحبائها و أحرزت سوابغها و ذهبت بفضائلها لم تفلل حجتك و لم يزغ قلبك و لم تضعف بصيرتك و لم تجبن نفسك و لم تخر.

كنت كالجبل لا تحركه العواصف و كنت كما قال الله آمن الناس في صحبتك و ذات يدك و كنت كما قال اللها ضعيفا في بدنك قويا في أمر الله متواضعا في نفسك عظيما عند الله كبيرا في الأرض جليلا عند المؤمنين لم يكن لأحد فيك مهمز و لا لقائل فيك مغمز[و لا لأحد فيك مطمع]و لا لأحد عندك هوادة الضعيف الذليل عندك قوي عزيز حتى تأخذ له بحقه و القوي العزيز عندك ضعيف ذليل حتى تأخذ منه الحق و القريب و البعيد عندك في ذلك سواء.

شأنك الحق و الصدق و الرفق و قولك حكم و حتم و أمرك حلم و

ص: 86

حزم و رأيك علم و عزم فيما فعلت و قد نهج السبيل و سهل العسير و أطفئت النيران و اعتدل بك الدين و قوي بك الإسلام فظهر أمر الله و لو كره الكافرون و ثبت بك الإسلام والمؤمنون و سبقت سبقا بعيدا و أتعبت من بعدك تعبا شديدا فجللت عن البكاء و عظمت رزيتك في السماء وهدت مصيبتك الأنام فإنا لله و إنا إليه راجعون رضينا عن الله قضاه وسلمنا الله أمره فو الله لن يصاب المسلمون بمثلك أبدا.

كنت للمؤمنين كهفا و حصنا وقنة راسيا و على الكافرين غلظة غيظا فألحقك الله بنبيه و لا أحرمنا أجرك و لا أضلنا بعدك و سكت القوم حتى انقضى كلامه و بكي و بكى أصحاب رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) ثم طلبوه فلم يصادفوه.

2- قال المفيد: كان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)و إخوته أول من ولده هاشم مرتين و حاز بذلك مع النشوء في حجر رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)و التأدب به الشرفين و كان أول من آمن بالله عز و جل برسوله(صلی الله علیه وآله وسلم) من أهل البيت و الأصحاب و أول ذكر دعاه رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)إلى الإسلام فأجاب و لم يزل ينصر الدين و يجاهد المشركين و يذب عن الإيمان و يقتل أهل الزيغ و الطغيان و ينشر معالم السنة و القرآن و يحكم بالعدل و يأمر بالإحسان.

وكان مقامه مع رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) بعد البعثة ثلاثا وعشرين سنة منها ثلاث عشرة سنة بمكة قبل الهجرة مشاركا له في محنة كلها متحملا عنه أكبر أثقاله و عشر سنين بعد الهجرة بالمدينة يكافح عنه المشركين و يجاهد دونه الكافرين و يقيه بنفسه من أعدائه فى الدين إلى أن قبضه الله تعالى إلى جنته و رفعه في عليين فمضى(صلی الله علیه وآله وسلم)و لأمير المؤمنين(عليه السلام) يومئذ ثلاث وثلاثون

ص: 87

سنة.

3-أبو جعفر الطوسي: أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مهدي، قال أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة، قال حدثنا أحمد ابن الحسين بن عبد الملك الأودي، قال حدثنا إسماعيل بن عامر، قال حدثني كامل ابن العلاء، عن عامر بن السمط، عن سلمة بن كهيل، عن أبي صادق، عن عليم، عن سلمان، قال إن أول هذه الأمة ورودا على رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)أولها إسلاما علي ابن أبي طالب(عليه السلام).

4 - عنه أخبرنا أبو عمر ، قال أخبرنا أحمد، قال حدثنا أحمد بن محمد ابن يحيى الجعفي، قال حدثنا أبي، قال حدثنا الحسين بن عبد الكريم و هو أبو هلال الجعفي، قال حدثنا جابر بن الحر النخعي، قال حدثني عبد الرحمن ابن ميمون أبو عبد الله، عن أبيه، قال سمعت ابن عباس يقول أول من آمن برسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)من الرجال علي، و من النساء خديجة (رضي الله عنهما).

5- عنه حدثنا محمد بن علي بن خشيش، قال حدثنا أبو ذر، قال حدثنا عبد الله، قال حدثني الأحمسي، قال حدثني ابن أبي حماد، قال حدثنا يحيى بن سلمة، عن أبيه، عن أبي صادق، عن عليم، قال سمعت سلمان يقول إن أول هذه الأمة ورودا على نبيها أولها إسلاما علي بن أبي طالب(عليه السلام) ، و إن خراب هذا البيت على يد رجل من آل فلان.

6 - أبو عبد الله المفيد: حدثنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن القاسم المحاربي قال حدثنا إسماعيل بن إسحاق الراشدي قال حدثنا محمد بن الحارث قال حدثنا إبراهيم بن محمد عن مسلم الأعور عن حبة العربي عن أبي الهيثم بن التيهان الأنصاري قال قال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) إن الله عز و جل خلق الأرواح قبل الأجساد بألفي عام و

ص: 88

علقها بالعرش و أمرها بالتسليم علي و الطاعة لي و كان أول من سلم علي

و أطاعني من الرجال روح علي بن أبي طالب(عليه السلام).

7 قال الطبرسي سبقه كافة الخلق إلى الأعمال فقد صح عنه(عليه السلام)أنه قال: أنا عبد الله و أخو رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)و أنا الصديق لا يقولها بعدي إلا كذاب مفتر و لقد صليت قبل الناس سبع سنين.

8-عنه عن أبي ذر أنه سمع النبي يقول في علي أنت أول من آمن بي و أنت أول من يصافحني يوم القيامة و أنت الصديق الأكبر و أنت الفاروق تفرق بين الحق و الباطل و أنت يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الكافرين.

9 - عنه عن أنس بن مالك قال قال رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) صلت الملائكة الا الله علي و على علي سبع سنين و ذلك أنه لم يرفع إلى السماء شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله إلا مني و من علي.

10- عنه عن أبي أيوب الأنصاري قال قال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) لقد صلت الملائكة علي و على علي سبع سنين و ذلك أنه لم يصل معي رجل غيره.

11 - عنه عن أبي رافع قال صلى النبي غداة الإثنين وصلت خديجة يوم الإثنين آخر النهار وصلى علي يوم الثلاثاء صلاة الغداة و قال علي(عليه السلام)فكنت أصلي سبع سنين.

و في ذلك يقول خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين:

إذا نحن بايعنا عليا فحسبنا*** أبو حسن مما نخاف من الفتن

وجدناه أولى الناس بالناس أنه*** أطب قريش بالكتاب و بالسنن

ففيه الذي فيهم من الخير كله*** وما فيهم مثل الذي فيه من حسن

ص: 89

وصي رسول الله من دون أهله*** و فارسه قد كان في سالف الزمن

و أول من صلى من الناس كلهم*** سوى خيرة النسوان والله ذو منن

و فيه يقول ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب:

ما كنت أحسب أن الأمر منصرف***من هاشم ثم منه عن أبي حسن

أليس أول من صلى بقبلتهم*** وأعرف الناس بالآثار و السنن

و آخر الناس عهدا بالنبي و من*** جبريل عون له في الغسل و الكفن

12 -قال القتال: اعلم أن أول من أسلم علي بن أبي طالب(عليه السلام) و قد طعن قوم في هذا وقالوا إن علي بن أبي طالب كان صغيرا في بدو الأمر فهذا المحال والخطأ الكبير و لاخلاف أنه أول من صلى من الرجال مع رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)لم يشكوا أن الدعوة لزمته و لم تقع الدعوة إلا على مستحق مع ما ثبت من الخبر عن الرجال الثقات في عقدة عقله من حين ولدته أمه قبل أن يسلم إلى أن أسلم.

13 - عنه روي عن مجاهد عن أبي عمر و أبي سعيد الخدري قالا كنا جلوسا عند رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)إذ دخل سلمان الفارسي و أبو ذر الغفاري و المقداد بن الأسود و عمار بن ياسر و حذيفة بن اليمان و أبو الهيثم بن التيهان و خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين و أبو الطفيل عامر بن واثلة فجئوا بين يديه و الحزن ظاهر في وجوههم فقالوا فديناك بالآباء والأمهات يا رسول الله إنا نسمع من قوم في أخيك و ابن عمك ما يحزننا و إنا نستأذنك في الرد عليهم فقال رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) و ما عساهم يقولون في أخي و ابن عمي علي ابن أبي طالب.

فقالوا يقولون أي فضل لعلي في سبقه إلى الإسلام وإنما أدركه الإسلام طفلا ونحو هذا القول فقال ل أ فهذا يحزنكم قالوا إي والله

ص: 90

فقال و بالله أسألكم هل علمتم من الكتب السالفة أن إبراهيم(عليه السلام)هرب به أبوه من الملك الطاغي فوضعت به أمه بين أثلاث بشاطئ نهر يتدفق بين غروب الشمس و إقبال الليل فلما وضعته و استقر على وجه الأرض قام من تحتها يمسح وجهه و رأسه و يكثر من شهادة أن لا إله إلا الله.

ثم أخذ ثوبا فامتسح به و أمه تراه فذعرت منه ذعرا شديدا ثم مضى يهرول بين يديها مادا عينيه إلى السماء فكان منه ما قال الله عز و جل و كَذلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَ لِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً قَالَ هَذَا رَبِّي إلى قوله إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ و علمتم أن موسى بن عمران (عليه السلام)كان فرعون في طلبه يبقر بطون النساء الحوامل و يذبح الأطفال ليقتل موسى فلما ولدته أمه أمرت أن تأخذه من تحتها وتقذفه في التابوت وتلقي بالتابوت في اليم.

فبقيت حيرانة حتى كلمها موسى و قال لها يا أم اقذفيني في التابوت و ألتي التابوت في اليم فقالت وهي ذعرة من كلامه يا بني إني أخاف عليك من الغرق فقال لها لا تحزني إن الله رادني إليك فبقيت حيرانة حتى كلمها موسى و قال لها يا أم اقذفيني في التابوت و ألتي التابوت في اليم ففعلت ما أمرت به فبقي في التابوت واليم إلى أن قذفه في الساحل و رده إلى أمه برمت لا يطعم طعاما و لا يشرب شرابا معصوما.

14 - عنه روي أن المدة كانت سبعين يوما و روي سبعة أشهر. و قال الله تعالى في حال طفوليته وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَلا تَحْزَنَ الآية و هذا عيسى ابن مريم(عليها السلام) قال الله عز و جل فيه فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا إلى قوله إنْسِيَّا فكلم أمه وقت مولده و قال

ص: 91

حين أشارت إليه قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيَّا قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ آتانِيَ الْكِتَابَ إلى آخر الآية.

فتكلم(عليه السلام)في وقت ولادته و أعطي كتاب النبوة و أوصي بالصلاة و الزكاة في ثلاثة أيام من مولده وكلمهم في اليوم الثاني من مولده و قد علمتم جميعا أن الله عز و جل خلقني و عليا نورا واحدا و إنا كنا في صلب آدم نسبح الله تعالى ثم نقلنا إلى أصلاب الرجال و أرحام النساء يسمع تسبيحنا في الظهور و البطون في كل عهد و عصر إلى عبد المطلب و أن نورنا كان يظهر في وجوه آبائنا وأمهاتنا حتى تبين أسماؤنا مخطوطة بالنور على جباههم.

ثم افترق نورنا فصار نصفه في عبد الله و نصفه في أبي طالب عمي و كان يسمع

تسبيحنا من ظهورهما و كان أبي و عمي إذا جلسا في ملأ من قريش و قد تبين نوري من صلب أبي و نور علي من صلب أبيه إلى أن خرجنا من أصلاب أبوينا و بطون أمهاتنا و لقد هبط حبيبي جبرئيل في وقت ولادة علي.

فقال لي يا حبيب الله الله يقرأ عليك السلام و يهنئك بولادة أخيك علي و يقول هذا أوان ظهور نبوتك و إعلان وحيك و كشف رسالتك إذ أيدتك بأخيك و وزيرك و صنوك وخليفتك و من شددت به أزرك و أعليت به ذكرك فقمت مبادرا وجدت فاطمة بنت أسد أم علي وقد جاءها المخاض و هو بين النساء و القوابل حولها وقال حبيبي جبرئيل يا محمد اسجف بينها و بينك سجفا.

فإذا وضعت بعلي فتلقاه ففعلت ما أمرت به ثم قال لي امدد يدك يا محمد فإنه صاحبك اليمين فمددت يدي نحو أمه فإذا بعلي مائلا على يدي

ص: 92

واضعا يده اليمنى في أذنه اليمنى و هو يؤذن و يقيم بالحنفية و يشهد بوحدانية الله عز و جل و برسالتي ثم قال لي يا رسول الله اقرأ قلت أقرأ فو الذي نفس محمد بيده لقد ابتدأ بالصحف التي أنزلها الله عز و جل على آدم (عليه السلام).

فقام بها شيث فتلاها من أول حرف فيها إلى آخر حرف فيها حتى لو حضر بها شيث لأقر له أنه أحفظ له منه ثم قرأ توراة موسى حتى لو حضره موسى لأقر بأنه أحفظ لها منه ثم قرأ زبور داود حتى لو حضره داود لأقر بأنه أحفظ لها منه ثم قرأ إنجيل عيسى حتى لو حضره عيسى لأقر بأنه أحفظ لها منه ثم قرأ القرآن الذي أنزله الله علي من أوله إلى آخره فوجدته يحفظ كحفظي له الساعة من غير أن أسمع منه آية.

ثم خاطبني وخاطبته بما يخاطب الأنبياء و الأوصياء ثم عاد إلى حال طفوليته فلم تحزنون و ماذا عليكم من قول أهل الشك و الشرك بالله تعالى هل تعلمون أني أفضل النبيين و أن وصيي أفضل الوصيين و أن أبي آدم(عليه السلام)لما رأى اسمي و اسم علي و ابنتي فاطمة و الحسن و الحسين و أسماء أولادهم مكتوبا على ساق العرش بالنور.

قال إلهي و سيدي هل خلقت خلقا هو أكرم عليك مني فقال يا آدم لو لا هذه الأسماء لما خلقت سماء مبنية و لا أرضا مدحية و لا ملكا مقربا و لا نبيا مرسلا و لا خلقتك يا آدم فلما عصى آدم ربه سأله بحقنا أن يقبل توبته و يغفر خطيئته فأجابه وكنا الكلمات التي تلقاه آدم من ربه عز و جل فتاب عليه و غفر له فقال له يا آدم أبشر فإن هذه الأسماء من ذريتك و ولدك.

فحمد آدم ربه عز و جل و افتخر على الملائكة بنا و إن هذا من فضلنا و فضل الله علينا و قام سلمان و من معه و هم يقولون نحن الفائزون

ص: 93

فقال لهم رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)أنتم الفائزون و لكم خلقت الجنة و لأعدائنا و أعدائكم خلقت النار.

15 -عنه قال حبة بن جويرية العرني سمعت عليا(عليه السلام)على المنبر يقول اللهم إني لا أعلم أحدا أسلم قبلي من هذه الأمة غير نبيها صليت قبل أن يصلي أحد سبعا.

16- عنه قال حبة العرني عن علي(عليه السلام)قال بعث النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) يوم الإثنين و أسلمت الثلاثاء قال أمير المؤمنين(عليه السلام)عبدت الله قبل أن يعبده أحد من هذه الأمة خمس سنين أو سبع سنين إن أول صلاة ركعنا فيها صلاة العصر قلت يا رسول الله ما هذا قال أمرت به.

17 - عنه قال أبو رافع صلى النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) الغداة الإثنين وصلت خديجة آخر نهار يوم الإثنين وصلى علي يوم الثلاثاء قال علي(عليه السلام)فكنت أصلي سبع سنين قبل الناس.

18- قال ابن شهر آشوب استفاضت الرواية أن أول من أسلم علي ثم خديجة ثم جعفر ثم زيد ثم أبو ذر ثم عمرو بن عنبسة السلمي ثم خالد بن سعيد بن العاص ثم سمية أم عمار ثم عبيدة بن الحارث ثم حمزة ثم خباب بن الأرت ثم سلمان ثم المقداد ثم عمار ثم عبد الله بن مسعود في جماعة ثم أبو بكر و عثمان و طلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص و عبد الرحمن بن عوف و سعد بن زید و صهیب و بلال .

19- عنه في تاريخ الطبري أن عمر أسلم بعد خمسة و أربعين رجلا و إحدى وعشرين امرأة أنساب الصحابة عن الطبري التاريخي و المعارف عن القتيبي أن أول من أسلم خديجة ثم علي ثم زيد ثم أبو بكر.

20 - عنه عن يعقوب النسوي في التاريخ قال الحسن بن زيد كان أبو

ص: 94

بكر الرابع في الإسلام.

21 - عنه قال القرظي أسلم علي قبل أبي بكر و اعترف الجاحظ في العثمانية بعد ماكر وفر أن زيدا و خبابا أسلمها قبل أبي بكر و لم يقل أحد أنهما أسلما قبل علي و قد شهد أبو بكر لعلي بالسبق إلى الإسلام.

22 - عنه روى أبو ذرعة الدمشقي و أبو إسحاق الثعلبي في كتابيها أنه قال أبو بكر يا أسفى على ساعة تقدمني فيها علي بن أبي طالب فلو سبقته لكان لي سابقة الإسلام.

23- عنه عن معارف القتيبي و فضائل السمعاني ومعرفة النسوي قالت معادة العدوية سمعت عليا(عليه السلام)يقول على منبر البصرة أنا الصديق الأكبر آمنت قبل أن يؤمن أبو بكر وأسلمت قبل أن يسلم عمر.

24- عنه عن تاريخ الطبري عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن محمد بن سعد بن أبي وقاص قال قلت لأبي أ كان أبو بكر أولكم إسلاما فقال لا و قد أسلم قبله أكثر من خمسين رجلا و لكن كان أفضلنا إسلاما.

25- عنه قال عثمان الأمير المؤمنين(عليه السلام)إنك إن تربصت بي تربصت بمن هو خير مني و منك قال و من هو خير مني قال أبو بكر و عمر فقال كذبت أنا خير منك و منهما عبدت الله قبلكم و عبدته بعدكم.

فأما شعر حسان بأن أبا بكر أول من أسلم فهو شاعر و عناده لعلي(عليه السلام) ظاهر.

عنه أما رواية أبي هريرة فهو من الخاذلين و قد ضربه عمر بالدرة لكثرة روايته وقال إنه كذوب.

و أما رواية إبراهيم النخعي فإنه ناصبي جدا تخلف عن الحسين (عليه السلام)و خرج مع ابن الأشعث في جيش عبيد الله بن زياد إلى خراسان و كان يقول

ص: 95

لا خير إلا في النبيذ الصلب.

عنه أما الروايات في أن عليا أول الناس إسلاما فقد صنف فيه كتب منها

26- عنه ما رواه السدي عن أبي مالك عن ابن عباس في قوله وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فقال سابق هذه الأمة علي بن أبي طالب.

27 - عنه عن مالك بن أنس عن أبي صالح عن ابن عباس أنها نزلت في أمير المؤمنين(عليه السلام) سبق و الله كل أهل الإيمان إلى الإيمان ثم قال و السابقون كذلك يسبق العباد يوم القيامة إلى الجنة.

28- عنه في كتاب أبي بكر الشيرازي عن بكر الشيرازي عن مالك بن أنس عن سمي عن أبي صالح عن ابن عباس قال وَ السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ نزلت في أمير المؤمنين (عليه السلام)سبق الناس كلهم بالإيمان وصلى إلى القبلتين و بايع البيعتين بيعة بدر وبيعة الرضوان و هاجر الهجرتين مع جعفر من مكة إلى الحبشة و من الحبشة إلى المدينة.

29 - عنه روي عن جماعة من المفسرين أنها نزلت في علي و قد ذكر في خمسة عشر كتابا فيها نزل في أمير المؤمنين ع بل في أكثر التفاسير أنه ما أنزل الله تعالى في القرآن آية يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إلا و علي أميرها لأنه أول الناس إسلاما.

30 -عنه عن النطنزي في الخصائص العلوية بالإسناد عن إبراهيم بن إسماعيل عن المأمون عن الرشيد عن المهدي عن المنصور عن جده عن ابن عباس قال سمعت عمر بن الخطاب يقول قال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) يا علي أنت أول المسلمين إسلاما و أول المؤمنين إيمانا.

ص: 96

31 -عنه أبو يوسف النسوي في المعرفة و التاريخ روى السدي عن أبي مالك عن ابن عباس قال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) علي أول من آمن بي و

صدقني.

32 -عنه أبو نعيم في حلية الأولياء و النطنزي في الخصائص بالإسناد عن الخدري أن النبي (صلی الله علیه وآله وسلم)قال لعلي وضرب يده بين كتفيه يا علي سبع خصال لا يحاجك فيهن أحد يوم القيامة أنت أول المؤمنين بالله إيمانا و أوفاهم بعهد الله و أقومهم بأمر الله و أرأفهم بالرعية و أقسمهم بالسوية و أعلمهم بالقضية وأعظمهم مزية يوم القيامة.

33 - عنه عن أربعين الخطيب بإسناده عن مجاهد عن ابن عباس و فضائل أحمد وكشف الثعلبي بإسنادهم إلى عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه قالا قال النبي(عليه السلام)إن سباق الأمم ثلاثة لم يكفروا طرفة عين علي بن أبي طالب و صاحب ياسين و مؤمن آل فرعون فهم الصديقون و علي أفضلهم.

34- عنه عن فردوس الديلمي قال أبو بكر قال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَ تُلَّةٌ مِنَ الآخِرِينَ هما من هذه الأمة.

35- عنه عن محمد بن فرات عن الصادق في هذه الآية تُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ ابن آدم المقتول و مؤمن آل فرعون وَ قَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ علي بن أبي طالب.

36- عنه عن شرف النبي عن الخركوشي إنه أخذ النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) بيد علي فقال ألا إن هذا أول من يصافحني يوم القيامة و هذا الصديق الأكبر و هذا فاروق هذه الأمة يفرق بين الحق و الباطل وهذا يعسوب المسلمين و المال يعسوب الظالمين.

37- عنه عن جامع الترمذي و إبانة العكبري و تاريخي الخطيب و

ص: 97

الطبري أنه قال زيد بن أرقم و عليم الكندي أول من أسلم علي بن أبي طالب.

38- عنه عن محمد بن سعد في كتاب الطبقات و أحمد في المسند قال ابن عباس أول من أسلم بعد خديجة علي(عليه السلام).

39- عنه عن تاريخ الطبري و أربعين الخوارزمي قال محمد بن إسحاق أول ذكر آمن برسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) و صلى معه و صدقه بما جاء من عند الله علي(عليه السلام).

40 -عنه عن مروان و عبد الرحمن التميمي قالا مكث الإسلام سبع سنين ليس فيه إلا ثلاثة رسول الله و خديجة و علي.

41 - عنه عن فضائل الصحابة عن العكبري و أحمد بن حنبل قال عباد بن عبد الله قال علي(عليه السلام)أسلمت قبل الناس بسبع سنين.

42 - عنه في كتاب ابن مردويه الأصفهاني و المظفر السمعاني و أمالي سهل بن عبد الله المروزي عن أبي ذر و أنس واللفظ لأبي ذر أنه قال النبي صلى الله عليه وسلم إن الملائكة صلت علي و على علي سبع سنين قبل أن يسلم بشر.

43- عنه في تاريخ بغداد و الرسالة القوامية و مسند الموصلي و خصائص النطنزي أنه قال حبة العرني قال علي(عليه السلام) بعث النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)يوم

الإثنين و أسلمت يوم الثلاثاء.

44 - عنه في تاريخ الطبري و تفسير الثعلبي أنه قال محمد بن المنكدر و ربيعة بن أبي عبد الرحمن و أبو حازم المدني و محمد بن السائب الكلبي و قتادة و مجاهد و ابن عباس و جابر بن عبد الله و زيد بن أرقم و عمرو بن مرة و شعبة بن الحجاج علي أول من أسلم.

ص: 98

45 -عنه قد روى وجوه الصحابة و خيار التابعين و أكثر المحدثين ذلك منهم سلمان و أبو ذر و المقداد و عمار و زید بن صوحان و حذيفة و أبو الهيثم و خزيمة و أبو أيوب و الخدري و أبي و أبي رافع و أم سلمة و سعد وقاص و أبو موسى الأشعري و أنس بن مالك و أبو الطفيل و جبير بن مطعم و عمرو بن الحمق و حبة العرني و جابر الحضرمي و الحارث الأعور و عباية الأسدي و مالك بن الحويرث و قثم بن العباس و سعد بن قيس و مالك الأشتر و هاشم بن عتبة و محمد بن كعب و أبو مجلز و الشعبي و الحسن البصري و أبو البختري و الواقدي و عبد الرزاق و معمر و

السدي و الكتب برواياتهم مشحونة.

46- عنه قال أمير المؤمنين(عليه السلام)الحميري

صدقته و جميع الناس في بهم*** من الضلالة و الإشراك و النكد

من فضله أنه قد كان أول من*** صلى و آمن بالرحمن إذ كفروا

سنين سبع و أيام محرمة ***مع النبي على خوف و ما شعروا

وله.

من كان وحد قبل كل موحد*** يدعو الإله الواحد القهارا

من كان صلى القبلتين و قومه ***مثل النواهق تحمل الأسفارا

و لقد كان إسلامه عن فطرة و إسلامهم عن كفر و ما يكون عن الكفر لا يصلح للنبوة و ما يكون من الفطرة يصلح لها و لهذا قوله(عليه السلام) : إلا أنه لا نبي بعدي.

و لو كان لكنته و لذلك قال بعضهم و قد سئل متى أسلم علي قال و متى كفر إلا أنه جدد الإسلام.

47 - عنه عن تفسير قتادة و كتاب الشيرازي روى ابن جبير عن ابن

ص: 99

عباس قال و الله ما من عبد آمن بالله إلا وقد عبد الصنم فقال و هو الغفور لمن تاب من عبادة الأصنام إلا علي بن أبي طالب فإنه آمن بالله من غير أن عبد صنما فذلك قوله وَ هُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ يعني المحب لعلي بن أبي طالب إذا آمن به من غير شرك.

48 - عنه عن سفيان الثوري عن منصور عن مجاهد عن ابن عباس في قوله الَّذِينَ آمَنُوا يا محمد الذين صدقوا بالتوحيد قال هو أمير المؤمنين و لَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أَي و لم يخلطوا.

نظيرها لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ يعني الشرك لقوله إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عظيم.

49 - عنه قال ابن عباس والله ما من أحد إلا أسلم بعد شرك ما خلا أمير المؤمنين أُولئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ يعني عليا .

50 - عنه عن الكافي أبو بصير عن أبي جعفر و أبي عبد الله(عليها السلام)أنهما قالا إن الناس لما كذبوا برسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) هم الله تبارك و تعالى بهلاك أهل الله الأرض إلا عليا فما سواه بقوله فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَا أَنْتَ بِمَلُوم ثم بدا له فرحم المؤمنين ثم قال لنبيه(صلی الله علیه وآله وسلم) : «وَ ذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ».

51 - عنه عن قد روى المخالف و المؤالف من طرق مختلفة منها عن أبي بصير ومصقلة بن عبد الله عن عمر بن الخطاب عن النبي(عليه السلام) قال لو وزن إيمان علي بإيمان أمتي و في رواية وإيمان أمتي لرجح إيمان علي على إيمان أمتي إلى يوم القيامة.

52 - عنه سمع أبو رجاء العطاردي قوما يسبون عليا فقال مهلا ويلكم أ تسبون أخا رسول الله و ابن عمه و أول من صدقه و آمن به و إنه لمقام علي مع رسول الله ساعة من نهار خير من أعماركم بأجمعها.

ص: 100

و إنه مقطوع على باطنه لأنه ولي الله بما ثبت في آية التطهير و آية المباهلة وغيرهما وإسلامهم على الظاهر.

53 - عنه عن الشيرازي في كتاب النزول عن مالك بن أنس عن حميد عن أنس بن مالك في قوله إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا نزلت في علي صدق أول الناس برسول الله الخبر. 54 - عنه عن الواحدي في أسباب نزول القرآن في قوله فَمَنْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ نزلت في حمزة و علي فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ أبو لهب و أولاده.

55 - عنه عن الباقر(عليه السلام) في قوله يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ علي بن أبي طالب.

56 - عنه (عليه السلام)في قوله الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ راجِعُونَ نزلت في علي و عثمان بن مظعون و عمار و أصحاب لهم وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولئِكَ أَصْحَابُ الجَنَّةِ نزلت في علي و هو أول مؤمن و أول مصل رواه الفلكي في إبانته ما في التنزيل عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس.

57 - عنه قال(عليه السلام)في قوله: «إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَ الْمَوْتَى يَبْعَهُمُ اللهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ» نزلت في علي لأنه أول من سمع و الميت الوليد بن عقبة.

58 -عنه(عليه السلام)في قوله: «إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ» أَن المعنى بالآية أمير المؤمنين(عليه السلام).

59 - عنه عن الشيرازي في نزول القرآن عن عطاء عن ابن عباس و الواحدي في أسباب النزول و في الوسيط أيضا عن ابن أبي ليلى عن حكم

ص: 101

عن سعيد بن جبير عن ابن عباس والخطيب في تاريخه عن نوح ابن خلف و ابن بطة في الإبانة و أحمد في الفضائل عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس .

و النطنزي في الخصائص عن أنس و القشيري في تفسيره و الزجاج في معانيه و الثعلبي في تفسيره و أبو نعيم فيما نزل من القرآن في علي(عليه السلام)عن الكلبي عن أبي صالح و عن ابن لهيعة عن عمرو بن دينار عن أبي العالية عن عكرمة و عن أبي عبيدة عن يونس عن أبي عمر و عن مجاهد كلهم عن ابن عباس.

60- عنه قد روى صاحب الأغاني و صاحب تاج التراجم عن ابن جبير و ابن عباس و قتادة و روي عن الباقر(عليه السلام)واللفظ له أنه قال الوليد بن عقبة لعلي(عليه السلام)أنا أحد منك سنانا و أبسط لسانا و أملاً حشوا للكتيبة فقال أمير المؤمنين الالا ليس كما قلت يا فاسق و في روايات كثيرة اسكت فإنما أنت فاسق فنزلت الآيات:« أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً علي بن أبي طالب كَمَنْ كانَ فَاسِقاً» الوليد «لا يَسْتَوُونَ أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ» الآية أنزلت في علي «وَ أَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا» أنزلت في الوليد.

و إنه لا بقي بعد النبي الثلاثين سنة في خيراته من الأوقاف و الصدقات و الصيام و الصلوات و التضرع و الدعوات و جهاد البغاة و بث الخطب و المواعظ و بين السير و الأحكام وفرق العلوم في العالم وكل ذلك من مزايا إيمانه.

61 - عنه من تفسير يوسف بن موسى القطان و وكيع بن الجراح و عطاء الخراساني أنه قال ابن عباس «إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا صدقوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا» يعني لم يشكوا في إيمانهم نزلت في علي و جعفر و حمزة:

ص: 102

«وَ جَاهَدُوا الأعداء في سَبِيلِ اللهِ» في طاعته « بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أُولئِكَ هُمُ

الصَّادِقُونَ» في إيمانهم فشهد الله لهم بالصدق و الوفاء.

62 - عنه قال الضحاك قال ابن عباس في قوله: «الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَ رَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ» ذهب علي ابن أبي طالب بشرفها.

63 - عنه روي عن النبي(عليه السلام)أن رجلين كانا متواخيين فمات أحدهما قبل صاحبه فصلى عليه النبي ثم مات الآخر فمثل الناس بينهما فقال(عليه السلام)فأين صلاة هذا من صلاته وصيامه بعد صيامه لما بينهما كما بين السماء و الأرض.

64- عنه قال ابن البيع في معرفة أصول الحديث لا أعلم خلافا بين أصحاب التواريخ أن علي بن أبي طالب أول الناس إسلاما و إنما اختلفوا في بلوغه. فأقول هذا طعن منهم على رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) إذا كان قد دعاه إلى الإسلام و قبل منه و هو بزعمهم غير مقبول منه و لا واجب عليه بل إيمانه في صغره من فضائله و كان بمنزلة عيسى و هو ابن ساعة يقول في المهد «إِنِّي عَبْدُ اللهِ آثانِيَ الْكِتَابَ و بمنزلة يحيى وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيَّا» والحكم درجة بعد الإسلام.

65 -عنه قال: قد رويتم في حكم سليمان و هو صبي و في دانيال و صاحب جريح و شاهد يوسف و صبي الأخدود وصبي العجوز وصبي مشاطة ابنة فرعون. و أخذتم الحديث عن عبد الله بن عمر و أمثاله من الصحابة.

أن النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)و قال الوفد ليؤمكم أقرؤكم فقدموا عمر بن سلمة و هو ابن ثمان سنين قال وكانت علي بردة إذا سجدت انكشفت فقالت امرأة من

ص: 103

القوم واروا سوءة إمامكم و كان أمير المؤمنين ابن تسع في قول الكلبي.

66 - عنه قال السيد و قد رويتم في حكم سليمان و هو صبي و في دانیال و صاحب جريح و شاهد يوسف وصبي الأخدود وصبي العجوز و صبي مشاطة ابنة فرعون و أخذتم الحديث عن عبد الله بن عمر و أمثاله من الصحابة، أن النبي قال لوفد ليؤمكم أقرؤكم فقدموا عمر بن سلمة و هو ابن ثمان سنين.

67 - عنه قال الشافعي حكمنا بإسلامه لأن أقل البلوغ تسع سنين.

68 -عنه قال مجاهد و محمد بن إسحاق و زيد بن أسلم و جابر الأنصاري كان ابن عشر بيانه أنه عاش بقول العامة ثلاثا و ستين سنة فعاش مع النبي ثلاثا وعشرين سنة و بقي بعده تسعا وعشرين سنة وستة أشهر وقال بعضهم ابن إحدى عشرة سنة و قال أبو طالب الهاروني ابن اثنتي عشرة سنة وقالوا ابن ثلاث عشرة سنة و قال أبو الطيب الطبري وجدت في فضائل الصحابة عن أحمد بن حنبل أن قتادة روى أن عليا(عليه السلام) أسلم و له خمس عشرة سنة و رواه النسوي في التاريخ و قد روي نحوه عن الحسن البصري قال قتادة أما بيته :

غلاما ما بلغت أوان حلمي

إنما قال قد بلغت.

69 - قال الاربلي: قال أبو المؤيد عن محمد بن إسحاق أن أول ذكر آمن برسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)علي بن أبي طالب (عليه السلام)او صدق بما جاء به عن الله تعالى و عمره يومئذ عشر سنين و كان من نعمة الله عليه أنه ربي في حجره (صلی الله علیه وآله وسلم)و ذلك أن قريشا أصابتهم أزمة شديدة و هي السنة المجدبة و كان أبو طالب ذا عيال فقال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) للعباس عمه رضي الله عنه و

ص: 104

كان موسرا.

يا عباس إن أخاك كثير العيال و قد أصاب الناس ما ترى فانطلق حتى نخفف عنه من عياله فانطلقا إليه و قالا له فقال اتركوا لي عقيلا و خذوا من شئتم فأخذ النبي (صلی الله علیه وآله وسلم) عليا و أخذ العباس جعفرا فلم يزل مع النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)حتى بعثه الله نبيا فاتبعه و آمن به و صدقه.

70 -عنه ذكر أبو المؤيد ذكر أخذ النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) عليا و لم يذكر أخذ العباس جعفرا و القصة مشهورة. قال: و بهذا الإسناد عن سلمان رضي الله عنه قال سمعت النبي (صلی الله علیه وآله وسلم) يقول أول الناس ورودا على الحوض يوم القيامة أولهم إسلاما علي بن أبي طالب(عليه السلام).

71 -عنه عن ابن عباس قال قال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) صلت الملائكة علي و على علي سبع سنين قيل ولم ذلك يا رسول الله قال لم يكن معي من الرجال غيره.

72 - عنه في رواية من مناقب الخوارزمي أيضا قال صلت الملائكة علي و على علي سبع سنين و ذلك أنه لم ترفع شهادة أن لا إله إلا الله إلى السماء إلا مني و من علي و قد أورده النطنزي صاحب الخصائص و قال إلا

منه و مني

73 - عنه نقلت من كتاب اليواقيت لأبي عمر الزاهد عن ليلى الغفارية قالت كنت امرأة أخرج مع رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) أداوي الجرحى فلما كان يوم الجمل أقبلت مع علي كرم الله وجهه فلما فرغ دخلت على زينب عشية فقلت حدثيني هل سمعت من رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)في هذا الرجل شيئا قالت نعم دخلت على رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)و هو و عائشة على فراش و عليهما قطيفة قالت فأقعى علي كجلسة الأعرابي فقال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)إن هذا أول

ص: 105

الناس إيمانا و أول الناس لقاء لي يوم القيامة و آخر الناس بي عهدا عند الموت.

74- عنه عن ابن عباس قال نظر علي يوما في وجوه الناس فقال إني لأخو رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)و وزيره و لقد علمتم أني أولكم إيمانا بالله عز و جل

و رسوله (صلی الله علیه وآله وسلم)ثم دخلتم في الإسلام بعدي رسلا رسلا.

-75 محمد بن سعد اخبرنا وكيع الجراح و يزيد بن هارون و عفان بن مسلم عن شعبة عن عمرو بن مرة عن ابي حمزة مولي الانصار عن زيد بن ارقم، قال: اول من اسلم مع رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)علي. قال عفان بن مسلم: اول من صليّ.

76- عنه أخبرنا محمد بن عمر قال نا ابراهيم بن نافع و اسحاق بن حازم عن ابي نجيح عن مجاهد قال: اوّل من صلّي علي و هو ابن عشر سنين.

77- عنه قال اخبرنا محمد بن عمر حدثني عمرو بن عبدالله بن عتبة عنعُمارة ابن غزيّة عن محمد بن عبد الرحمن بن زرارة قال: اسلم عليّ و هو ابن تسع سنين.

78 - عنه اخبرنا اسماعيل بن عبدالله بن ابي أويس حدثني عن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن ابي طالب ان علي ابن ابي طالب حين دعاه النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) الي الاسلام كان ابن تسع سنين. قال الحسن بن زيد و يقال دون التسع سنين و لم يعبد الاوثان قطّ لصغره.

79 -عنه اخبرنا يزيد بن هارون و سليمان ابو داود الطيالسي قالا انآ شعبة عن سلمة بن كهيل عن حبّة العربي قال: سمعت عليا يقول انا اول من صلي. قال يزيد او اسلم.

ص: 106

80- عنه اخبرنا يحيي بن حماد البصري قال انا ابو عوانة عن ابي بلج عن عمرو بن ميمون عن ابن عبّاس قال: اوّل من اسلم من الناس بعد خديجة عليّ.

81- ابن عساكر أخبرنا أبولقاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين ابن النقور، أنبأنا عيسي بن علي أنبأنا عبدالله بن محمد، حدثني أحمد بن منصور، أنبأنا يحيي بن بكير، أخبرني الليث بن سعد، أنّ أبا الأم. أن أبا الأسود حدثه قال: قال عروة انّ علياً أسلم و هو ابن ثمان سنين.

82 - أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا الحسن بن علي أنبأنا أبو عمر بن حيوية أنيأنا أحمد بن ،معروف، أنبأنا الحسين بن الفهم، أنبأنا محمد بن سعد، أنبأنا إسماعيل بن عبدالله بن أبي أويس حدثني أبي عن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب أن علي بن أبي الطالب(عليه السلام)حين دعاه النبي(عليه السلام) كان ابن تسع سنين، قال الحسن ابن زيد: و يقال دون التسع سنين. و لم يعبد الأوثان قط لصغره.

83- عنه أنبأنا ابن سعد أنبأنا محمد بن عمر، حدثني عمرو بن عبدالله

ابن عتبة عن عمارة بن غزيه عن محمد بن عبد الرحمان بن زرارة قال:

أسلم علي و هو ابن تسع سنين.

84-عنه أنبأنا محمد بن سعد، أنبأنا محمد بن بن عمر ،عمر، أنبأنا إبراهيم بن نافع و أسحاق ابن حازم، عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: أول من صلي

على و هو ابن عشر سنين.

85 - عنه أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبوبكر البيهقي، أنبأنا أبو طاهر الفقيه، أنبأنا أبو عثمان البصري، أنبأنا محمد بن عبدالوهاب و قال سمعت الحسين بن الوليد يقول: سمعت شريكا يقول أسلم علي و هو ابن

ص: 107

احدي عشرة سنة.

86 -عنه أخبرنا أبو سعد المطرز، و أبو على الحداد، قالا: أنبأنا أبو نعيم حيلولة و أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنبأنا أبو القاسم بن بشران، قالا: أنبأنا محمد بن أحمد بن الحسن، أنبأنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة أنبأنا أبي قال:.

سمعت أبا نعيم يقول: سمعنا أن علياً أسلم و هو ابن تسع سنين. و أهل بيته يقولون: أسلم و هو ابن ثلاث عشرة.

قال و أنبأنا أبي أنبأنا جرير عن مغيرة، قال أسلم علي ابن أربع عشرة وكانت له ذؤابة يختلف إلى الكتاب.

87- عنه أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبوبكر البيهقي، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا إسماعيل بن محمد الصفار، أنبأنا أحمد بن منصور

حيلولة قال: و أنبأنا أبو الحسين بن الفضل القطان، أنبأنا عبدالله بن ابن جعفر، أنبأنا يعقوب بن سفيان، حدثني عيسى بن محمد و أبو بشر :قالوا أنبأنا ،عبدالرزاق، أنبأنا معمر ، عن قتادة، عن الحسن و غيره قالوا: و كان أول من آمن علي بن أبي طالب، و هو ابن خمس عشرة أو ست عشرة.

هذا لفظ حديثهما ، و فى حديث أحمد بن منصور قال: عن الحسن غير واحد قال أول من أسلم علي بعد خديجة و هو ابن خمس عشرة سنة» أو ست عشرة سنة.

88 -عنه أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور، أنبأنا عيسى بن علي أنبأنا عبدالله بن محمد، حدثني أحمد بن منصور،

ص: 108

أنبأنا عبدالرزاق، أنبأنا معمر، عن قتادة، عن الحسن: أن علياً أسلم و هو ابن خمس عشرة سنة.

89- عنه أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنبأنا أبو القاسم بن بشران، أنبأنا أبو علي بن الصواف، أنبأنا محمد ابن عثمان بن أبي شيبة، أنبأنا المنجاب بن الحرث أنبأنا علي بن هاشم، عن ابن أبي رافع عن أبيه، عن جده، عن أبي رافع قال(صلی الله علیه وآله وسلم): أول يوم الإثنين، وصلت خديجة آخر يوم الاثنين وصلى على يوم الثلاثاء من الغد.

90 - عنه أخبرنا أبو محمد بن حمزة، أنبأنا أبو بكر الخطيب.

حيلولة و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري قالا أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبدالله بن جعفر، أنبأنا يعقوب بن سليمان، أنبأنا يحيى بن عبد الحميد، أنبأنا على بن هاشم، عن محمد بن عبدالله ابن أبي رافع، عن أبيه، عن جده، أبي رافع قال صلى النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) : أول يوم الإثنين، وصلت خديجة آخر يوم الاثنين وصلى على يوم الثلاثاء من الغد. وصلى مستخفياً قبل أن يصلي مع النبي (صلی الله علیه وآله وسلم)أحد سبع سنين و أشهراً.

91 - عنه أخبرنا أبو البركات ابن المبارك، أنبأنا أبو الفضل الباقلاني أنبأنا أبو القاسم عبدالملك بن محمد، أنبأنا أنبأنا محمد بن محمد بن أحمد بن الحسن، أنبأنا محمد

بن عثمان بن بن أبي شيبة، أنبأنا المنجاب، أنبأنا يزيد بن الحباب حدثنى يونس بن أرقم الكندي حدثني يونس بن خباب حدثنى رجل من أهل مكة، عن أنس بن مالك قال أنزلت النبوة على رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) يوم الإثنين، و بعث يوم الإثنين و أسلمت خديجة يوم الاثنين و أسلم عليّ يوم الثلاثاء ليس بينهما إلا ليلة.

ص: 109

بن

محمد بن

92- عنه أخبرنا أبوبكر وجيه بن طاهر، أنبأنا أحمد الحسن، أنبأنا الحسن بن محمد بن محمد بن المخلدي أنبأنا أبوبكر الإسفرايني - یعنی عبدالله بن محمد بن مسلم - أنبأنا موسى بن سهل بن داوود، أنبأنا حبّان بن على. أخبرني مسلم الأعور ، عن أنس بن مالك قال: نبيء رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) يوم الإثنين و أسلم علي من الغد أسلم علي من الغد يوم الثلاثاء وصلى.

93- عنه أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أحمد بن محمد البزاز، أنبأنا عيسى بن على أنبأنا عبدالله بن محمد، أنبأنا عثمان بن أبي شيبة، أنبأنا معاوية بن هشام، عن سليمان بن قرم عن مسلم، عن أنس قال: بعث النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) يوم الإثنين و أسلم علي يوم الثلاثاء.

94 -عنه أخبرنا أبو طالب محمد بن عبدالرحمان بن محمد بن أبي الوفاء الفقيه بالحيرة أنبأنا أبو اسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الشيرازى الفقيه بنيسابور، أنبأنا أبو على الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان، أنبأنا أبو عمر بن عثمان بن أحمد بن عبدالله ابن السماك. أنبأنا أحمد ابن الخليل أنبأنا يونس بن محمد، أنبأنا سليمان بن قرم عن مسلم، عن أنس قال: بعث النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)يوم الإثنين و أسلم على يوم الثلاثاء.

95 -عنه أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنبأنا أبو منصور ابن زريق أنبأنا أبو الخطيب، أنبأنا أبو الحسن على بن القاسم بن الحسن الشاهد بالبصرة، أنبأنا أبو الحسن علي بن إسحاق بن محمد بن الحثري الماودرائي أنبأنا أحمد بن حازم أبى عزرة، أنبأنا علي بن قادم، أنبأنا علي بن عابس عن مسلم، عن أنس قال: استنبأ النبي (صلی الله علیه وآله وسلم)يوم الإثنين و أسلم علي يوم الثلاثاء .

96 - عنه أخبرنا عاليا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمد

ص: 110

الجوهري عن حفص عمر بن محمد بن على بن الزيات، أنبأنا قاسم بن زكريا المطرز، عن اسماعيل بن موسى أنبأنا علي بن عابس: عن مسلم، عن أنس بن مالك قال: استنبئ النبي (صلی الله علیه وآله وسلم)يوم الإثنين صلي على يوم الثلاثاء.

97 - عنه أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنبأنا أبو سعد الأديب، أنبأنا أبو عمر و الفقيه و أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت قرىء علي إبراهيم بن ،منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنبأنا أبو يعلى أنبأنا إسماعيل بن موسى السدي - و قال ابن المقرىء ابن بنت السدي - أنبأنا علي بن عابس عن مسلم عن أنس قال: استنبىء - و في حديث ابن المقري قال: نبيء - النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)يوم الاثنين وصلّى على يوم الثلاثاء.

رواة الترمذى عن إسماعيل، و قد خولف علي ابن عابس في إسناده فروى عن مسلم عن حبّة، عن على.

98 - عنه أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنبأنا أبو سعد الجنزرودي أنبأنا أبو عمرو ابن حمدان.

حيلولة و أخبرنا أبو سهل بن سعدوية، أنبأنا إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبوبكر ابن المقري قالا: أنبأنا أبو يعلى أنبأنا أبو هشام، و عثمان بن أبي شيبة :قالا أنبأنا يحيى بن يمان، أنبأنا سليمان بن قرم. عن مسلم عن حبّة، عن علي قال: بعث رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)يوم الإثنين و اسلمت يوم المحفوظ حديث سلمة بن كهيل، عن حبّة.

99 - عنه أخبرنا أبو بكر الأنصاري قال: قرىء علي أبي إسحاق البرمكي أنبأنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن قاضى البزاز، أنبأنا أبو عبدالله أحمد بن عبد الرحمان بن مرزوق بن أبي عوف، أنبأنا إسماعيل ابن إبراهيم بن بسام، أنبأنا شعيب – يعنى ابن صفوان - عن أجلح: عن

ص: 111

سلمة بن كهبل عن حبّة بن جوين قال: سمعت علياً يقول عبدت الله رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)قبل أن يعبد رجل من هذه الأمة خمس سنين أو سبع

سنين.

قال ابن عساكر: و في الأصل: شعبة والصواب: شعيب.

100 - عنه أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنبأنا أبو سعد الأديب، أنبأنا أبو عمرو الحيرى.

حيلولة و أخبرنا أبو سهل بن سعدويه، أنبأنا إبراهيم بن منصور أنبأنا أبو بكر بن المقرى، قالا: أنبأنا أبو يعلى أنبأنا أبو هشام الرفاعي أنبأنا محمد بن فضيل أنبأنا الأجلح عن سلمة بن كهبل عن حبّة بن جوين عن علي قال: ما أعلم أحداً من هذه الأمة بعد نبيها عبدالله قبلى لقد عبدته قبل أن يعبد أحد منهم خمس سنين أو سبع. و قال ابن المقري: أو سبع سنين.

101 - عنه أخبرنا أبو الحسن فيروز بن عبدالله الكرخي أنبأنا محمد بن أحمد بن عمر بن المسلمة قاضي القضاة أبو محمد عبيد الله بن أحمد بن معروف إملاءا، أنبأنا أبو عمرو يوسف بن يعقوب بن يوسف النيسابوري قراءة عليه و أنا أسمع أنبأنا أبو بكر بن أبي شبية أنبأنا شبابة بن سوار، أنبأنا شعبة عن سلمة بن كهيل عن حبَّة العربي قال: سمعت علياً يقول أنا أوّل من صلى مع النبي(صلی الله علیه وآله وسلم).

102 - عنه أخبرنا أبو محمد بن طاووس، أنبأنا أبو الغنائم بن أبي عثمان أنبأنا عبدالله بن عبيد الله بن يحيى أنبأنا أبو عبدالله المحاملي أنبأنا محمد بن عثمان بن كرامة، أنبأنا عبيد الله، عن سفيان و شعبة عن سلمة بن كهيل عن حبَّة عن علي قال أنا أوّل من أسلم.

103 - عنه أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبدالواحد، أنبأنا شجاع بن

ص: 112

علي عبدالله أنبأنا أبو عبد الله بن مندة، أنبأنا خيثمة بن سليمان، أنبأنا إسحاق بن يسار، أنبأنا عبيد الله بن موسى أنبأنا سفيان الثوري وشعبة بن الحجاج عن سلمة بن كهيل عن حبَّة بن جوين، عن علي بن أبي طالب قال: أنا أوّل من أسلم.

104 - عنه أخبرنا أبو القاسم بن السمر قندي و أبو الحسن علي بن هبة بن عبد السلام، قالا: أنبأنا أبو محمد الصريفيني أنبأنا أبو القاسم حبابة. حيلولة و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور، أنبأنا عيسى بن على يقول: أنا أوّل رجل صلّي - أو أسلم - مع رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)و في حديث ابن حبابة سمعت حبَّة العرني قال: سمعت علياً يقول أنا أوّل من صلى مع رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم).

قال ابن عساكر: تابعه النضر بن شميل، عن شعبة.

105 - عنه كتب إلى أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان، ثم أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو الفضل بن خيرون، قالا: أنبأنا أبو القاسم بن بشران أنبأنا أبو علي بن الصوّاف أنبأنا أبو جعفر محمد بن عثمان العبسي، أنبأنا المنجاب - هو ابن الحرث - أنبأنا علي بن هاشم بن البريد و عن محمد و يحيى انبي سلمة بن كهيل عن حبّه العرني قال: رأيت علياً يوماً ضحك ضحكاً - لم أره ضحك ضحكاً أشد منه حتى أبدى ناجذه، ثم قال: اللهم لا أعرف أن عبداً من هذه الأمة عبدك قبلى غير نبيها (صلی الله علیه وآله وسلم) .

ثم قال: لقد رأيتني أنا و نبي الله(صلی الله علیه وآله وسلم)و نحن نرعى ببطن نخلة فنحن نصلي إذ وجدنا أبو طالب فقال: ما تصنعون يا ابن أخي؟ فقال له رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) : أسلم يا عم و كلمه فقال: ما بما تقولان بأس ولكن لا تعلونى أمي أبداً. قال: فتعجبنا من قوله ثم أسلم زيد بن حارثة مولى رسول

ص: 113

الله(صلی الله علیه وآله وسلم)و كان أول ذكر أسلم وصلى بعد رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) .

106 - عنه أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل، و أبو محمد السيدي و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالوا: أنبأنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمان الجنزرودي أنبأنا عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب، أنبأنا يوسف بن عاصم الرازي أنبأنا سويد بن سعيد، أنبأنا نوح بن قيس عن سليمان بن عبدالله عن معاذة العدوية قالت: سمعت عليا(عليه السلام) على منبر البصرة يخطب و هو يقول: أنا الصديق الاكبر، آمنت قبل أن يؤمن أبو بكر. و أسلمت قبل أن يسلم.

107- عنه أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا أبو أحمد، قال: سمعت ابن حماد، يقول: قال البخاري: سليمان بن عبدالله عن معاذة العدوية سمعت علياً قال: أنا الصديق الأكبر، لا يتابع عليه. ولا يعرف سماع سليمان من معاذة.

108 - عنه أخبرنا أبو القاسم بن السمر قندي أنبأنا عاصم بن الحسن أنبأنا أبو عمر بن مهدي أنبأنا أبو القاسم بن عقدة، أنبأنا أحمد بن يحيى الصوفي أنبأنا عبد الرحمان بن شريك، أنبأنا أبي أنبأنا جابر، عن عبدالله بن يحيى :قال :

سمعت علي بن أبى طاب(عليه السلام):يقول صليت مع رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) قبل أن يصلى معه أحد من الناس ثلاث سنين، و كان مما عهد إلى أن لا يبغضي مؤمن ولا يحبني كافر أو منافق والله ما كذبت ولا كذبت و لا ضللت و لا ضل بی و لا نسيت ما عهد إلى.

109 - عنه أخبرنا أبو الفتح نصر بن القاسم بن الحسن، أنبأنا الحسن ابن علي بن البري و أبو الفضل بن الفرات.

حيلولة و اخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة بن يحيي و و أبو نصر

ص: 114

غالب بن أحمد بن المسلم قالا: أنبأنا أبو الفضل بن الفرات قالا كذا أنبأنا أبو محمد ابن أبي نصر، أنبأنا أبو علي محمد بن هارون، أنبأنا محمد بن عثمان ابن أبي شيبة، أنبأنا زكريا بن يحيي.

حيلولة: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا إسماعيل بن مسعدة، أنبأنا أبو عمرو عبد الرحمان بن محمد الفارسي أنبأنا أبو أحمد عبدالله ابن عدي الجرجاني أنبأنا أحمد بن الحسن السكوني الكوفي أنبأنا أحمد بن بديل قالا: أنبأنا مفضل بن صالح، أنبأنا جابر – زاد ابن بديل كذا: ابن يزيد الجعفي - عن عبد الله بن نجي - زاد زكريا الحضرمي - قال:

سمعت علي بن أبي طالب علي المنبر - و في حديث ابن بديل سمعت علياً و قالا: يقول : صليت مع رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) سنين صلاة قبل أن يصلي معه أحد. فقلت - وقال زكريا قال قلت - لعبد الله بن نجى وإلا قصمت أذناك - زاد ابن بديل ثلاثا و قالا - قال: وإلّا فصمت أذناي.

110 - أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت محمد بن ناصر قالت قرىء على إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقري، أنبأنا أبو يعلي أنبأنا عبدالرحمان بن صالح الأزدي أنبأنا سعيد بن خثيم الهلالي عن أسد بن عبد الله البجلي عن يحيى بن عفيف عن أبيه عن جده عفيف.

قال: جئت في الجاهلية إلى مكة و أنا أريد أن أبتاع لاهلي من ثيابها و عطرها.

فأتيت العباس بن عبد المطلب و كان رجلاً تاجراً، و أنا عنده جالس حيث انظر إلى الكعبة و قد حلقت الشمس في السماء فارتفعت و ذهبت إذ أقبل شاب فرمى ببصره إلى السماء ثم قام استقبل الكعبة فلم ألبث إلا يسيراً حتى جاء غلام، فقام عن يمينه.

ص: 115

ثم لم يلبث إلا يسيراً حتى جاءت امرأة، فقامت خلفهما فركع الشاب و ركع الغلام و المرأة فرفع الشاب فرفع الغلام و المرأة، فسجد الشاب فسجدا فقلت يا عباس أمر عظيم فقال العباس أمر عظيم تدري من هذا الشاب؟ هذا محمد بن عبد الله ابن أخي تدري من هذا الغلام؟ هذا ابن أخي تدري من هذه المرأة؟ هذه خديجة بنت خويلد زوجته، إن ابن أخي هذا حدثني أن ربه رب السموات والأرض أمره بهذا الدين الذي هو عليه ولا و الله ما على ظهر الأرض على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة.

111 - أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه ثم أخبرنا به أبو القاسم بن السمر قندي أنبأنا يوسف بن الحسن قالا: أنبأنا أبو نعيم الحافظ أنبأنا عبدالله بن جعفر بن أحمد، أنبأنا يونس بن حبيب، أنبأنا أبو داوود الطيالسي.

و أخبرنا أبو القاسم ابن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أحمد بن جعفر أنبأنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي أحمد حدثنا سليمان بن داوود أنبأنا أبو عوانة، عن أبى بلج عن عمرو بن ميمون، عن ابن عباس قال: أوّل من صلى مع النبي

(صلی الله علیه وآله وسلم)بعد خديجة على. و زاد أحمد، و قال مرَّة: اوّل من أسلم.

112 - أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، و أبو الفضل محمد بن أحمد ابن علي بن عبدالواحد الشروطي قالا: أنبأنا أبو الغنائم بن المأمون، أنبأنا أبو القاسم بن حبّابة.

حيلولة: و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور، أنبأنا عيسى بن علي قالا: أنبأنا أبو القاسم ابن بنت منيع البغوي، أنبأنا محمد بن حميد أنبأنا إبراهيم بن المختار ، أنبأنا شعبة، عن أبي بلج، عن

ص: 116

عمرو بن ميمون، عن ابن عباس قال: أوّل من صلي علي رضى الله عنه، رواة الترمذى عن محمد بن حميد.

113 - أخبرنا أبو القاسم بن السمر قندي أنبأنا عاصم بن الحسن بن محمد بن علي أنبأنا عبدالواحد بن أنبأنا عبدالواحد بن محمد بن عبد بن عبدالله، أنبأنا أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة، أنبأنا أحمد بن محمد بن يحيي الجعفي أنبأنا أبى أنبأنا الحسن ابن عبدالكريم - و هو ابن هلال الجعني - حدثني جابر بن الحرّ الجعني حدثني عبدالرحمان بن ميمون أبي عبدالله عن أبيه قال: سمعت ابن عباس يقول: أول من آمن برسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) على و من النساء خديجة.

114 - أخبرنا أبو محمد بن حمزة، أنبأنا أبو أحمد بن على.

حيلولة: و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري :قالا: أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد الله بن جعفر، أنبأنا يعقوب بن سفيان، أنبأنا يحيى بن عبد الحميد - يعني الحماني – أنبأنا الحكم – يعنى ابن ظهير - عن السدي عن أبي مالك، عن ابن عباس قال: قال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) : علي اوّل من آمن بي و صدقني قال: و قال ابن عباس: علي اوّل من أسلم.

115 - أخبرنا أبو غالب بن البناء، أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حبوبه، أنبأنا أبو عبيد الصيرفي محمد بن أحمد بن المؤمل، أنبأنا أحمد بن عبدالله بن يزيد، أنبأنا عبدالله بن عبدالجبار الثماني، أنبأنا إبراهيم ابن أبي يحيى عن سهيل بن أبي صالح عن عكرمة عن ابن عباس، قال: قال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) : صلّت الملائكة علي وعلى علي بن أبي طالب سبع سنين.

قالو: و لم ذاك يا رسول الله ؟ قال لم يكن معي من الرجال غيره.

116 - عنه أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن

ص: 117

النقور، أنبأنا عيسى بن علي أنبأنا عبدالله بن محمد، حدثني زهير بن محمدالمروزي، أنبأنا عبدالرزاق عن معمر ، عن ابن طاووس، عن أبيه، عن ابن عباس قال: أوّل من أسلم علي.

117 -أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن، أنبأنا عبدالله بن الحسن بن محمد الخلال أنبأنا عبيد بن أحمد بن علي الصيدلاني، أنبأنا أبو محمد يزداد ابن عبدالرحمان بن عمر الكاتب، أنبأنا أبو سعيد الأشج، أنبأنا عبدالله إدريس، عن شعبة عن عمرو بن مره، عن أبي حمزة الأنصاري، عن زيد بن أرقم، قال: قال علي أوّل من أسلم.

118- عنه أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو القاسم الجرجاني، أنبأنا أبو القاسم السهمي أنبأنا أبو أحمد بن عدي أنبأنا الحسين ابن علي أنبأنا عمران بن أبان عن مالك بن الحسن بن الحويرث حدثني أبى عن مالك بن الحويرث قال كان علي اوّل من أسلم من الرجال و خديجة أوّل من أسلم من النساء.

119 - عنه أخبرنا أبو عبد الله الخلال، أنبأنا إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقريء أنبأنا أبو يعلى أنبأنا محمد بن بشار، أنبأنا محمد بن جعفر، أنبأنا شعبة، عن عمرو بن مرة عن أبي حمزة عن زيد بن أرقم، قال: أوّل من أسلم علي عهد رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)علي بن أبي طالب.

120 - عنه أخبرنا أبو القاسم ابن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أحمد بن جعفر أنبأنا عبدالله، حدثني أبي أنبأنا محمد بن جعفر، أنبأنا شعبة عن عمرو ابن مرة، عن أبي حمزة عن زيد بن أرقم، قال: أوّل من أسلم مع رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) علي بن أبي طالب.

121 - قال: وحدثني أبي أنبأنا وكيع، أنبأنا شعبة، عن عمرو بن مرة،

ص: 118

عن أبي حمزة مولى الأنصار، عن زيد بن أرقم، قال: أوّل من أسلم مع رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)علي.

122 - قال: وحدثني أبي أنبأنا يزيد بن هارون، أنبأنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي حمزة يحدث عن زيد بن أرقم: أوّل من أسلم مع رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)على.

123 - قال: وحدثني أبي أنبأنا حسين، أنبأنا شعبة، عن عمرو بن مرة، :قال: سمعت أبا حمزة رجلاً من الأنصار، قال سمعت زيد بن أرقم يقول: أوّل من صلي مع رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) علي.

124 - عنه أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي و أبو الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام قالا: أنبأنا أبو محمد الصريفني أنبأنا أبو القاسم بن حبابة، أنبأنا أبو القاسم البغوي أنبأنا على بن الجعد، أنبأنا شعبة: عن عمرو ابن مرة، قال: سمعت أبا حمزة الأنصاري، يقول سمعت زيد بن أرقم يقول: أوّل من أسلم مع رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)علي.

125- عنه أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور، أنبأنا عيسى بن علي قال: قريء على أبي القاسم البغوي و أنا أسمع قيل له: حدثكم علي بن الجعد، أنبأنا شعبة عن عمرو بن مرة، قال: سمعت أبا حمزة الأنصاري، يقول سمعت زيد بن أرقم يقول: أوّل من صلّى مع رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) علي.

126 - عنه أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم إجازة أنبأنا أبو القاسم على بن محمد بن علي الفارسي.

حيلولة: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمان بن أبي الحسن بن إبراهيم، أنبأنا سهل بن بشر، أنبأنا علي بن منير بن أحمد الخلال، قالا: أنبأنا أبو

ص: 119

الطاهر محمد بن أحمد بن عبدالله الذهلي أنبأنا القاسم بن زكريا بن يحيبى أنبأنا أحمد بن محمد بن سعيد الصير في أنبأنا أبو الجواب، أنبأنا عمر و بن أبى المقدام عن أبيه عن إبراهيم القرضي قال: كنا جلوساً في دار المختار ليالي مصعب و معنا زيد بن ارقم فذكروا عليّاً فأخذوا يتناولونه فوئب زيد و قال: أنّ أفّ والله إنكم لتتناولون رجلاً قد صلّى قبل الناس سبع سنين .

127 - عنه أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله الواسطى أنبأنا أبو عبدالله بكر الخطيب، أنبأنا أبو الفرج عبدالوهاب بن الحسين، عن عمرو بن برهان البغدادي بصور أنبأنا محمد بن المظفر، أنبأنا أبو جعفر محمد بن السحين بن حفص الخثعمي بالكوفة، أنبأنا عباد بن يعقوب، أنبأنا علي بن هاشم، عن ابن أبي رافع عن عبدالله بن عبدالرحمان الحرمى عن أبيه عن أبي أيوب قال: قال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) : لقد صلّت الملائكة علي وعلى علي سبع سنين، لأنا كنا نصلي و ليس معنا أحد يصلى غيرنا.

128 - عنه أخبرنا أبو غالب بن البناء، و أبو العز بن كادش، قالا: أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ،

أنبأنا عمر محمد بن بكار، أنبأنا محمد بن خلف الحداد، أنبأنا عبدالرحمان بن قيس أبو معاوية، أنبأنا عمرو بن ثابت، عن يزيد بن أبى زياد عن عبد الرحمن بن سعد مولى أبي أيوب، عن أبي أيوب الأنصاري قال: قال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) : وصلت الملائكة علي و على علي سبع سنين، وذلك إنّه لم يصل معي أحد غيره.

129 - عنه أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا عبدالرحمان بن محمد الفارسي أنبأنا أبو أحمد بن عدي، أنبأنا

ص: 120

محمد بن دبيس بن بكار، أنبأنا السري بن يزيد، أنبأنا سهل بن صالح، أنبأنا عباد بن عبد الصمد عن أنس قال: قال رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)صلت الملائكة علي و على عليّ سبع سنين، و لم يصعد... أو لم يرتفع، شهادة أن لا إله إلّا من الأرض إلى السماء إلّا مني و من علي بن ابي طالب.

130 - عنه أخبرنا أبو القاسم بن السمر قندي أنبأنا إسماعيل بن مسعدة، أنبأنا أبو عمرو عبد الرحمان بن محمد الفارسي أنبأنا أبو أحمد عبدالله بن عدي أنبأنا محمد بن جعفر بن يزيد، أنبأنا إسماعيل بن عبدالله بن ميمون، أنبأنا أبو معاوية الزعفراني عبد الرحمن بن قيس، أنبأنا سفيان الثورى، عن سلمة بن كهيل، عن أبي صادق، عن سلمان، قال: قال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) : أولكم وروداً على الحوض أو لكم إسلاماً علي بن ابي طالب.

قال ابن عدي: و هذا يرويه أبو معاوية عن الثوري، و رواه أبو معاوية عن سيف ابن محمد بن أخت الثورى و سيف لعله شرّ من أبى معاوية الزعفراني:

قال ابن عساکر :قلت و قد رواه يحيى بن يمان عن الثوري و زاد في إسناده عليماً.

131 -عنه أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور، و أبو محمد بن أبي عثمان، و أبو القاسم بن اليسري قالوا: أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن القاسم بن الصلت المجبر، أنبأنا أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار، أنبأنا محمد بن عثمان بن أبي شبية، أنبأنا أبي أنبأنا يحيى بن يمان عن سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن أبي صادق عن عليم، عن سلمان، قال: إنّ أوّل هذه الأمة ورودا على نبيها(صلی الله علیه وآله وسلم)الحوض يوم القيامة أولهم إسلاما علي بن أبي طالب(عليه السلام).

ص: 121

132 -عنه قرأت على أبي غالب بن البناء، عن أبي الفتح بن المحاملي أنبأنا أبو الحسن الدارقطني، قال: عليم بن قعير و يقال: عليم بن قعبر.

133 - عنه أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين عاصم ابن الحسن، أنبأنا عبدالواحد بن محمد بن عبدالله، أنبأنا أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة، أنبأنا أحمد بن الحسين بن عبدالملك الاودي أنبأنا إسماعيل ابن عامر، حدثني كامل أبو العلاء، عن عامر بن (كذا)عن سلمة بن كهيل، عن أبي صادق عن عليم، عن سلمان، قال: إن أول هذه الأمة ورودا على رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)علي ابن أبي طالب(عليه السلام).

134 - أخبرنا أبوبكر محمد بن الحسين، أنبأنا أبو الحسين بن الهندي،أنبأنا علي بن عمر بن محمد الحربي أبو حبيب العباس بن محمد بن بن أحمد بن محمد البري أنبأنا أبن بنت السدي – يعني إسماعيل بن موسى - أنبأنا عمرو بن سعيد البصري عن فضيل بن مرزوق، عن أبي سخلية، عن سلمان و أبي ذر قالا: إنه أخذ رسول الله بيد علي فقال: ألا إنّ هذا أوّل من آمن بي، هذا أوّل من يصافحني يوم القيامة و هذا الصديق الأكبر، و هذا فاروق هذه الأمة يفرق بين الحق و الباطل وهذا يعسوب المسلمين و المال يعسوب الظالمين.

135 - عنه أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين عاصم ابن الحسن، أنبأنا أبو عمر بن مهدي أنبأنا أبو العباس بن عقدة، أنبأنا محمد ابن أحمد بن الحسن القطواني أنبأنا مخلد بن شداد، أنبأنا محمد بن عبيدالله عن أبي سخيلة، قال حججت أنا و سلمان فنزلنا بأبي ذر فكنا عنده ماشاء الله فلما كان منّا حفوف قلت يا أبا ذرّ إني أرى أموراً قد حدثت و إني خائف أن يكون في الناس ،اختلاف فإن كان ذلك فما تأمرونى؟ قال: الزم

ص: 122

كتاب الله عزّ و جلّ و على بن ابي طالب، فأشهد أني سمعت رسول الله يقول: علي أوّل من آمن بي وأوّل من يصافحني يوم القيامة، و هذا الصديق الأكبر، و هذا فاروق يفرق بين الحق و الباطل.

136 -عنه أخبرنا خالي القاضي أبو المعالي محمد بن يحيى القرشي أنبأنا أبو الحسن على بن الحسن بن الحسين، أنبأنا أبو العباس أحمد بن الحسين بن جعفر العطار - قراءة عليه، و أنا أسمع في سنة إحدى عشرة و أربعمأة - أنبأنا أبو محمد الحسن بن رشيق العسكري أنبأنا أبو عبد الله بن رزین بن جامع المدينى سنة تسع و تسعين و مأتين، أنبأنا أبو الحسين سفیان بن بشر الأسدى الكوفي أنبأنا على بن هاشم بن البريد عن محمد بن عبیدالله بن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه:

عن علي بن أبي رافع، عن أبي ذر أنه سمع رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) يقول لعلي بن أبي طالب أنت أول من آمن بي و أول من يصافحني يوم القيامة و أنت الصديق الأكبر و أنت الفاروق الذي يفرق بين الحق و الباطل و أنت يعسوب المؤمنين و المال يعسوب الكفّار.

137 - عنه أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا عبد الرحمان بن عمرو الفارسي أنبأنا أبو أحمد بن عدي ، أنبأنا علي بن سعيد بن بشير، أنبأنا عبدالله بن داهر الرازي أنبأنا أبي عن الأعمش عن عباية عن ابن عباس قال: ستكون فتنة فمن أدركها منكم فعليه بخصلتين كتاب الله و علي بن أبي طالب، فإني سمعت رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)و هو آخذ بيد على يقول: هذا أوّل من آمن بي و أوّل من يصافحني هو فاروق هذه الأمة. يفرّق بين الحق والباطل وهذا يعسوب المسلمين و المال يعسوب الظلمة. و هو الصديق الأكبر، و هو بأبي الذي أوتي منه، و هو

ص: 123

خليفتي من بعدي.

138 - أخبرنا أبو البركات عبدالوهاب بن المبارك الأنماطي، أنبأنا أبوبكر محمد بن المظفر بن بكران الشامي أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد العتيقي أنبأنا أبو يعقوب محمد بن يوسف بن أحمد بن الدجيل، أنبأنا أبو جعفر محمد بن عمرو العقيلي حدثني علي بن سعيد أنبأنا عبدالله أنبأنا عبدالله بن محمد أنبأنا عبد الله بن داهر بن يحيى الرازي حدثني أبي عن الأعمش عن عباية الأسدي عن أبن عباس عن النبي (صلی الله علیه وآله وسلم) أنه قال لأم سلمة: يا أم سلمة إن عليّاً لحمه من لحمي و دمه من دمي، و هو و دمه من دمي و هو منّي بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدى.

139 - عنه بإسناده عن ابن عباس قال: ستكون فتنة فإن أدركها أحد منكم فعليه بخصلتين كتاب الله و علي بن أبي طالب، فإني سمعت رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)و هو آخذ بيد على هذا أوّل من آمن بي و و أوّل من يصافحني يوم القيامة، و هو فاروق هذه الأمة. يفرّق بين الحق و الباطل، و هو يعسوب المؤمنين، و المال يعسوب الظالمين، و هو الصديق الأكبر، و هو بأبي الذي أوتي منه، و هو خليفتي من بعدي.

140 - أخبرنا أبو البركات الأنماطى ، أنبأنا محمد بن المظفر بن بكران أنبأنا أبو الحسن العتيقي أنبأنا أبو يوسف بن أحمد، أنبأنا أبو جعفر العقيلي أنبأنا محمد بن عبدوس، أنبأنا إسماعيل بن موسى أنبأنا الحسن بن علي الهمداني عن حميد بن القاسم بن حميد بن عبدالرحمان بن عوف، عن أبيه: عن عبد الرحمان بن عوف في قوله عزّوجلّ: «وَ السَّابِقُونَ الأوّلون» قال: هم عشرة من قريش كان أوّلهم إسلاماً علي بن ابيطالب.

141 - أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمد الجوهري

ص: 124

أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن على بن الزيات، أنبأنا قاسم بن زكريا، أنبأنا اسماعيل بن موسى أنبأنا أنبأنا عمر بن سعد، عن عمرو بن عبدالله بن يعلي بن مرّة الثقفي عن أبيه، عن جده، قال: أوّل من أسلم على.

142 - قرأت علي أبي عبدالله يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمد، عن أبي عمر محمد بن العباس، أنبأنا أبو الطيب محمد بن القاسم بن ،جعفر، أنبأنا ابن أبي خيثمة، أنبأنا عبدالله بن صالح، أنبأنا علي بن هاشم عن أبيه عن موسى بن القاسم التغلبي.

حدثني ليلى الغفارية أنها كانت تخرج مع رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) في مغازيه تداوي الجرحى وتقوم على المرضى، فحدثت أن رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) قال لعائشة: هذا علي بن أبي طالب، أوّل الناس إيماناً.

143 - أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبوبكر الشامي أنبأنا إسماعيل بن يعقوب الصيدلاني أنبأنا أبو جعفر العقيلي أنبأنا أحمد بن القاسم، أنبأنا أحمد بن داوود قالا: أنبأنا عبدالسلام بن صالح أنبأنا علي بن هاشم حدثني أبي عن موسى بن القاسم الثغلبي:

حدثني ليلى الغفارية، قالت: كنت أخرج مع رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)في مغارية فأداوي الجرحى و أقوم على المرضى، فلما خرج علي بالبصرة خرجت معه فلما رأيت عائشة واقفة دخلني شيء من الشك. فأتيتها فقلت: هل سمعت من رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)فضيلة في علي؟ قالت: نعم دخل علي على رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)و هو مع عائشة - و هو على فرش لي و عليه جزء قطيفة - فجلس بينهما فقالت له عائشة: أما وجدت مكاناً هو أوسع لك من هذا؟ فقال النبي(صلی الله علیه وآله وسلم): يا عائشة: دعي لي أخي فإنه أوّل الناس بي إسلاماً ، و آخر الناس بى عهداً عند الموت، و أوّل الناس بي لقياً يوم

ص: 125

القيامة.

144 - روى ابن أبي الحديد عن يحيى بن حماد عن أبي عوانة وسعيد ابن عيسى عن أبي داود الطيالسي عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس أنه قال أول من صلى من الرجال علي(عليه السلام) .

145 - عنه روى الحسن البصري قال حدثنا عيسى بن راشد عن أبي بصير عن عكرمة عن ابن عباس قال فرض الله تعالى الاستغفار لعلى(عليه السلام)في القرآن على كل مسلم بقوله تعالى «رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَ لإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ» فكل من أسلم بعد علي فهو يستغفر لعلي(عليه السلام).

146 - عنه روى سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس قال السباق ثلاثة سبق يوشع بن نون إلى موسى و سبق صاحب يس إلى عيسى و سبق علي بن أبي طالب إلى محمد عليه و عليهم السلام.

147 - عنه روى شريك بن عبد الله عن سليمان بن المغيرة عن زيد ابن وهب عن عبد الله بن مسعود أنه قال أول شيء علمته من أمر رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)أني قدمت مكة مع عمومة لي و ناس من قومي و كان من أنفسنا شراء عطر فأرشدنا إلى العباس بن عبد المطلب فانتهينا إليه و هو جالس إلى زمزم فبينا نحن عنده جلوسا.

إذ أقبل رجل من باب الصفا و عليه ثوبان أبيضان و له وفرة إلى أنصاف أذنيه جعدة أشم أقنى أدعج العينين كث اللحية براق الثنايا أبيض تعلوه حمرة كأنه القمر ليلة البدر و على يمينه غلام مراهق أو محتلم حسن الوجه تقفوهم امرأة قد سترت محاسنها حتى قصدوا نحو الحجر فاستلمه استلمه الغلام.

ثم استلمته المرأة ثم طاف بالبيت سبعا و الغلام و المرأة يطوفان معه ثم

ص: 126

استقبل الحجر.

فقام و رفع يديه وكبر وقام الغلام إلى جانبه و قامت المرأة خلفها فرفعت يديها وكبرت فأطال القنوت ثم ركع وركع الغلام و المرأة ثم رفع رأسه فأطال و رفع الغلام و المرأة معه يصنعان مثل ما يصنع فلما رأينا شيئا تنكره لا نعرفه بمكة أقبلنا على العباس فقلنا يا أبا الفضل إن هذا الدين ما كنا نعرفه فيكم.

قال: أجل و الله قلنا فمن هذا قال هذا ابن أخي هذا هذا محمد بن عبد الله و هذا الغلام ابن أخي أيضا هذا علي بن أبي طالب و هذه المرأة زوجة محمد هذه خديجة بنت خويلد و الله ما على وجه الأرض أحد يدين بهذا الدين إلا هؤلاء الثلاثة.

148 -عنه من حديث موسى بن داود عن خالد بن نافع عن عفيف ابن قيس الكندي و قد رواه عن عفيف أيضا مالك بن إسماعيل النهدي و الحسن بن عنبسة الوراق و إبراهيم بن محمد بن ميمونة قالوا جميعا حدثنا سعيد بن جشم عن أسد بن عبد الله البجلي عن يحيى بن عفيف بن قيس عن أبيه.

قال كنت في الجاهلية عطارا فقدمت مكة فنزلت على العباس بن عبد المطلب فبينا أنا جالس عنده أنظر إلى الكعبة وقد تحلقت الشمس في السماء، أقبل شاب كان في وجهه القمر حتى رمى ببصره إلى السماء فنظر إلى الشمس ساعة، ثم أقبل حتى دنا من الكعبة فصف قدميه يصلي فخرج على أثره فتى كأن وجهه صفيحة يمانية.

فقام عن يمينه فجاءت امرأة متلففة في ثيابها فقامت خلفهما فأهوى الشاب راكعا فركعا معه ثم أهوى إلى الأرض ساجدا فسجدا معه فقلت

ص: 127

للعباس يا أبا الفضل أمر عظيم فقال أمر والله عظيم أتدري من هذا الشاب قلت لا.

قال هذا ابن أخي هذا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب أتدري من هذا الفتى قلت لا قال هذا ابن أخي علي بن أبي طالب بن عبد المطلب أتدري من المرأة قلت لا قال هذه ابنة خويلد بن أسد بن عبد العزى هذه خديجة زوج محمد هذا و إن محمدا هذا يذكر أن إلهه إله السماء و الأرض و أمره بهذا الدين.

فهو عليه كما ترى و يزعم أنه نبي و قد صدقه على قوله علي ابن عمه هذا الفتى و زوجته خديجة هذه المرأة و الله ما أعلم على وجه الأرض كلها أحدا على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة قال عفيف فقلت له فما تقولون أنتم قال ننتظر الشيخ ما يصنع يعني أبا طالب أخاه.

149 - عنه روى عبد الله بن موسى و الفضل بن دكين و الحسن بن عطية قالوا حدثنا خالد بن طهمان عن نافع بن أبي نافع طهمان عن نافع بن أبي نافع عن معقل بن يسار قال كنت أوصى النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) فقال لي هل لك أن نعود فاطمة قلت نعم يا رسول الله فقام يمشي متوكئا علي و قال أما إنه سيحمل ثقلها غيرك و يكون أجرها لك قال فو الله كأنه لم يكن علي من ثقل النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) شيء فدخلنا على فاطمة(عليها السلام)فقال لها (صلی الله علیه وآله وسلم) كيف تجدينك قالت لقد طال أسفي و اشتد حزني و قال لي النساء زوجك أبوك فقيرا لا مال له فقال لها أما ترضين أني زوجتك أقدم أمتي سلما و أكثرهم علما و أفضلهم حلما قالت بلى رضيت يا رسول الله.

150 - عنه روى عبد السلام بن صالح عن إسحاق الأزرق عن جعفر بن محمد عن آبائه أن رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) لما زوج فاطمة دخل النساء عليها

ص: 128

فقلن يا بنت رسول الله خطبك فلان و فلان فردهم عنك و زوجك فقيرا لا مال له فلما دخل عليها أبوها(صلی الله علیه وآله وسلم)رأى ذلك في وجهها فسألها فذكرت له ذلك فقال يا فاطمة إن الله أمرني فأنكحتك أقدمهم سلمها و أكثرهم علما و أعظمهم حلما وما زوجتك إلا بأمر من السماء أما علمت أنه أخي في الدنيا و الآخرة.

151 - عنه روى عثمان بن سعيد عن الحكم بن ظهير عن السدي أن أبا بكر و عمر خطبا فاطمة(عليها السلام)فردهما رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) و قال لم أومر بذلك فخطبها علي(عليه السلام)فزوجه إياها و قال لها زوجتك أقدم الأمة إسلاما.

و ذکر تمام الحديث قال و قد روى هذا الخبر جماعة من الصحابة منهم أسماء بنت عميس و أم أيمن و ابن عباس و جابر بن عبد الله.

152 - عنه قال و قد روى محمد بن عبد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده أبي رافع قال أتيت أبا ذر بالربذة أودعه فلما أردت الانصراف قال لي و لأناس معي ستكون فتنة فاتقوا الله وعليكم بالشيخ علي بن أبي طالب فاتبعوه فإني سمعت رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) يقول له أنت أول من آمن بي و أول من يصافحني يوم القيامة و أنت الصديق الأكبر و أنت الفاروق الذي يفرق بين الحق و الباطل و أنت يعسوب المؤمنين و المال يعسوب الكافرين و أنت أخي و وزيري و خير من أترك بعدي تقضي ديني و تنجز موعدي.

153 - عنه قال وقد روى ابن أبي شيبة عن عبد الله بن نمير عن العلاء ابن صالح عن المنهال بن عمرو عن عباد بن عبد الله الأسدي قال سمعت علي بن أبي طالب (عليه السلام)يقول أنا عبد الله و أخو رسوله و أنا الصديق الأكبر لا يقولها غيري إلا كذاب و لقد صليت قبل الناس سبع سنين.

154 - عنه روت معاذة بنت عبد الله العدوية قالت سمعت عليا(عليه السلام)

ص: 129

يخطب على منبر البصرة ويقول أنا الصديق الأكبر آمنت قبل أن يؤمن أبو بكر و أسلمت قبل أن يسلم.

155 - عنه روى حبة بن جوين العرني أنه سمع عليا(عليه السلام)يقول أنا أول رجل أسلم مع رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)، رواه أبو داود الطيالسي عن شعبة عن سفيان الثوري عن سلمة بن كهيل عن حبة بن جوين.

156 - عنه روى عثمان بن سعيد الخراز عن علي بن حرار عن علي بن عامر عن أبي الحجاف عن حكيم مولى زاذان قال سمعت عليا(عليه السلام)يقول صليت قبل الناس سبع سنين و كنا نسجد و لا نركع و أول صلاة ركعنا فيها صلاة العصر فقلت يا رسول الله ما هذا قال أمرت به.

157 - عنه روى إسماعيل بن عمرو عن قيس بن الربيع عن عبد الله ابن محمد بن عقيل عن جابر بن عبد الله قال صلى رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) يوم الإثنين وصلى علي(عليه السلام) يوم الثلاثاء بعده.

158 - عنه في الرواية الأخرى عن أنس بن مالك استنبئ النبي يوم الإثنين و أسلم على يوم الثلاثاء بعده.

159 -عنه روى أبو رافع أن رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)صلى أول صلاة صلاها غداة الإثنين وصلت خديجة آخر نهار يومها ذلك وصلى علي الله يوم

الثلاثاء غدا ذلك اليوم.

160 - عنه قال وقد روي بروايات مختلفة كثيرة متعددة عن زيد بن

أرقم و سلمان الفارسي و جابر بن عبد الله و أنس بن مالك أن عليا(عليه السلام)أول من أسلم و ذكر الروايات و الرجال بأسمائهم.

161 - عنه روى سلمة بن كهيل عن رجاله الذين ذكرهم أبو جعفر في الكتاب أن رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)قال أولكم ورودا علي الحوض أولكم إسلاما

ص: 130

علي بن أبي طالب.

162 - عنه روى ياسين بن محمد بن أيمن عن أبي حازم مولى ابن عباس عن ابن عباس قال سمعت عمر بن الخطاب و هو يقول كفوا عن علي بن أبي طالب فإني سمعت من رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)يقول فيه خصالا لو أن خصلة منها في جميع آل الخطاب كان أحب لي مما طلعت عليه الشمس.

كنت ذات يوم و أبو بكر و عثمان و عبد الرحمن بن عوف و أبو عبيدة مع نفر من أصحاب رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)نطلبه فانتهينا إلى باب أم سلمة فوجدنا عليا متكئا على نجاف الباب فقلنا أردنا رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)فقال هو في البيت رويدكم.

فخرج رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)فسرنا حوله فاتكأ على علي(عليه السلام) و ضرب بيده على منكبه فقال أبشر يا علي بن أبي طالب إنك مخاصم و إنك تخصم الناس بسبع لا يجاريك أحد في واحدة منهن أنت أول الناس إسلاما و أعلمهم بأيام الله... و ذكر الحديث.

163 - عنه قال وقد روى أبو سعيد الخدري عن النبي (صلی الله علیه وآله وسلم) مثل هذا الحديث. قال روى أبو أيوب الأنصاري عن رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)أنه قال لقد صلت الملائكة علي و على علي(عليه السلام) سبع سنين و ذلك أنه لم يصل معي رجل فيها غيره.

164 - عنه روى محمد بن إسحاق قال وقد روى إسماعيل بن نصر الصفار عن محمد بن ذكوان عن الشعبي قال قال الحجاج للحسن و عنده جماعة من التابعين و ذكر علي بن أبي طالب ما تقول أنت يا حسن فقال ما أقول هو أول من صلى إلى القبلة و أجاب دعوة رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)و إن لعلى منزلة من ربه و قرابة من رسوله و قد سبقت له سوابق لا يستطيع ردها

ص: 131

أحد.

فغضب الحجاج غضبا شديدا و قام عن سريره فدخل بعض البيوت و أمر بصرفنا. قال الشعبي وكنا جماعة ما منا إلا من نال من علي(عليه السلام) مقاربة للحجاج غير الحسن بن أبي الحسن رحمه الله.

روی محرز بن هشام عن إبراهيم بن سلمة عن محمد بن عبيد الله قال قال رجل للحسن ما لنا لا نراك تثني على علي و تقرظه قال كيف و سيف الحجاج يقطر دما إنه لأول من أسلم و حسبكم بذلك.

165 - عنه أما الأشعار المروية فمعروفة كثيرة منتشرة فمنها قول عبد الله بن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب مجيبا للوليد بن عقبة بن أبي معيط:

و إن ولي الأمر بعد محمد*** علي و في كل المواطن صاحبه

وصي رسول الله حقا و صنوه*** و أول من صلى و من لان جانبه

و قال خزيمة بن ثابت في هذا.

وصي رسول الله من دون أهله*** و فارسه مذ كان في سالف الزمن

و أول من صلى من الناس كلهم*** سوى خيرة النسوان والله ذو منن

166 - قال محمد بن إسحاق لم يسبق عليا(عليه السلام)إلى الإيمان بالله و رسالة محمد (صلی الله علیه وآله وسلم) أحد من الناس اللهم إلا أن تكون خديجة زوجة رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم). قال : و قد كان لا يخرج و معه علي مستخفين من الناس فيصليان الصلوات في بعض شعاب مكة فإذا أمسيا رجعا فمكثا كذلك ماشاء الله أن يمكثا لا ثالث لهما.

167 - قال المسعودي و قد تنوزع في على بن أبي طالب(عليه السلام) و إسلامه، فذهب كثير من الناس إلى أنه لم يشرك بالله شيئاً فيستأتف

ص: 132

الإسلام، بل كان تابعاً للنبي(صلی الله علیه وآله وسلم)في جميع أفعاله مقتدياً به، و بلغ و هو على ذلك، أن الله عصمه و سدده و وفقه لتبعيته لنبيه (صلی الله علیه وآله وسلم)؛ لأتهما كانا غير مضطرين و لا مجبورين على فعل الطاعات، بل مختارين قادرين، فاختاراً طاعة الرب، موافقه أمره، و اجتناب منهياته، ومنهم من رأى أنه أول من آمن، و أن الرسول دعاه و هو موضع التكليف بظاهر قوله: عز وجل:

«وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ»، و كان بدؤه بعلى إذ كان أقرب الناس إليه و أتبعهم له، و منهم من رأى غير ما وصفنا، و هذا موضع قد تنازع الناس فيه من الشيعة، وقد احتج كل فريق لقوله ممن قال بالنص في الإمامة و الاختيار ، و أرضى كل فريق كيفية إسلامه و مقدار سنه و قد أتينا على الكلام في ذلك على الشرح والإيضاح فى كتابنا المترجم ب_ «بكتاب الصفوة في الإمامة» و في كتاب «الاستبصار» و في كتاب «الزاهي» و غيره من كتبنا في هذا المعنى.

168 - ابن عبد ربه أسلم علي و هو ابن خمس عشرة سنة، و هو أوّل من شهد أن لا إله الله و أن محمداً رسول الله.

169 - قال ابو الفرج: حدثني أحمد بن الجعد الوشاء، قال: حدثنا عبدالرحمان بن صالح قال حدثنا علي بن عابس عن هارون بن سعد عن زيد بن علي و كانت سنه يوم أسلم إحدى عشرة سنة على اصح ما ورد من الأخبار في إسلامه. و قد قيل ثلاث عشر سنة. وقيل سبع سنين. و الثابت إحدى عشرة. لأن رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)بعث و هذه سنوه فأقام معه بمكة ثلاث عشرة و بالمدينة عشراً. و عاش بعد رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) ثلاثين سنة تنقص شهوراً.

و قال في خطبته التي حدثني بها العباس بن علي النسائي و غيره.

ص: 133

قالوا حدثنا محمد بن حسان الأزرق و قال حدثنا شبانة بن اسوار قال حدثنا قيس بن الربيع عن عمرو بن قيس الملائى عن أبي صادق انه لا خطب الناس و قد بلغه خبر غارة الغامدي على الأنبار، فقال في خطبته: لقد قالت قريش إن ابن أبي طالب رجل شجاع و لكن لا علم له بالحرب. و يحهم و هل فيهم اشد مراساً لها مني! والله لقد دخلت فيها و انا ابن عشرين سنة. و انا الآن قد نبفت على الستين. و لكن لا رأى لمن لا يطاع.

170 - قال ابن الاثير: أنبأنا أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بن على بإسناده الى يونس بن بكير عن ابن اسحاق. قال: ثم ان على بن أبى طالب جاء بعد ذلك بيوم يعنى بعد اسلام خديجة وصلاتها معه. قال فوجدهما يصليان فقال علي يا محمد ما هذا. فقال رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)دين الله الذي اصطفى لنفسه و بعث به رسله فأدعوك إلى الله والى عبادته وكفر باللات والعزى. فقال له على هذا أمر لم أسمع به قيل اليوم فلست بقاض أمرا حتى أحدّث أبا طالب .

فکره رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)ان يفشي عليه سره قبل ان يستعلن أمره. فقال له يا على ان لم تسلم فاكتم فمكث على تلك الليلة، ثم ان الله أوقع في قلب على الاسلام فأصبح غادياً الى رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) حتى جاءه، فقال ماذا عرضت عليّ يا محمد، فقال له رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)تشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له و تكفر باللات والعزى و تبرأ من الانداد.

ففعل على وأسلم و مكث على يأتيه سرا خوفا من أبي طالب وكتم على اسلامه و كان مما أنعم الله به على على انه ربي في حجر رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) قبل الاسلام قال يونس عن ابن اسحاق، قال حدثني عبدالله بن أبى نحيج قال رواه عن مجاهد، قال أسلم على و هو ابن عشر سنين.

ص: 134

171 -أنبأنا إبراهيم بن محمد بن مهران الفقيه و غير واحد بإسنادهم الى أبي عيسى محمد بن عيسى الترمذى بن محمد بن حميد بن ابراهيم ابن المختار عن شعبة عن أبي بلج، عن ابن عباس قال: أوّل من أسلم على و مثله روی مقسم عن ابن عباس و اسم أبي بلج يحيى بن أبى سليم قال: و حدثنا ابو عيسى حدثنا

اسماعيل بن موسى حدثنا على بن عباس عن مسلم الملائي عن أنس بن مالك قال بعث النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) يوم الاثنين و أسلم على يوم الثلاثاء.

172 - عنه قال وحدثنا محمد بن عيسى حدثنا محمد بن بشار و ابن مثنى قالا: حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي حمزة رجل من الانصار عن زيد بن ارقم، قال: اول من اسلم علي.

173 - عنه أنبأنا أبو الفضل بن أبي الحسن بن أبي عبدالله المخزومي بإسناده عن أحمد بن علي حدثنا أبو هشام الرفاعي حدثنا محمد بن فضيل حدثنا الاجلح عن سلمة بن كهيل عن حبة بن جوين عن على قال لم أعلم أحدا من هذه الامة عبد الله قبلى لقد عبدته قبل ان يعبده أحد منهم خمس سنين أو سبع ستين رواه اسماعيل بن ابراهيم بن بسام عن سعيد بن صفوان عن الاجلح نحوه.

174 - عنه أنبأنا عبد الله بن أحمد الطوسي الخطيب بإسناده عن أبي داود الطيالسي حدثنا شعبة حدثنا سلمة بن كهيل عن حبّه العرني قال: سمعت عليا يقول انا اوّل من صلي مع النبي(صلی الله علیه وآله وسلم).

175 - عنه أنبأنا أبو الطيب محمد بن أبى بكر بن أحمد المعروف بكلي الاصبهاني كتابة وحدثني به عثمان بن أبى بكر بن جلدك الموصلى عنه، أخبرنا أبو علي الحداد أنبأنا أحمد بن عبدالله بن اسحاق أنبأنا سليمان بن

ص: 135

أحمد بن أيوب حدثنا ابن عبدالاعلى الصنعاني حدثنا عبدالرزاق حدثنا الثورى عن سلمة بن كهيل كهيل عن أبي صادق عن عكيم الكندي، عن سلمان الفارسي قال: أول هذه الامة ورودا على نبينا(صلی الله علیه وآله وسلم) أوّلها إسلاماً على بن

أبي طالب. رواه الديرى عن عبد الرزاق عن الثوري عن قيس بن مسلم.

176 - عنه أنبأنا ذاكرين كامل الخفاف أنبأنا الحسن بن محمد بن اسحاق بن ابراهيم الباقرجي أنبأنا أبو طاهر محمد بن على بن محمد بن يوسف المقرى العلاف أنبأنا أبو على مخلد بن جعفر بن مخلد الباقرجي حدثنا محمد بن جرير الطبرى حدثنا عبد الاعلى بن واصل حدثنا اسحاق ابن ابراهيم بن عبدالرحمن ابن الاسود عن محمد بن عبیدالله بن عبدالرحمن ابن مسلم عن أبيه عن أبي أيوب الأنصاري قال: قال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) لقد صلت الملائكة علي و على علي سبع سنين و ذلك أنه لم يصل معي رجل غيره.

177 - عنه أنبأنا يحيى بن محمود بن سعد حدثنا الحسن ابن أحمد قراءة عليه و أنا حاضر أسمع أنبأنا أحمد بن عبد الله أبو نعيم أنبأنا أبو القاسم الطبراني حدثنا العباس ابن الفضل الاسقاطي حدثنا عبد العزيز بن الخطاب حدثنا على بن عزاب عن يوسف بن مهيب عن أبن بريدة عن أبيه قال خديجة أوّل من أسلم مع النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)ثم على.

و قال: أبوذر و المقداد و خباب و جابر و أبو سعيد الخدرى و غيرهم ان علياً أوّل من أسلم بعد خديجة و فضله هؤلاء على غيره. قاله أبو عمر و روى معمر عن قتادة عن الحسن و غيره قال أوّل من أسلم على بعد خديجة و هو ابن خمس عشر سنة وسئل محمد بن كعب القرظي عن أوّل من أسلم على أو أبو بكر، قال سبحان الله على أوّلهما اسلاماً و انما اشتبه

ص: 136

على الناس لان علياً أخفى اسلامه عن أبي طالب و اسلم أبو بكر و اظهر اسلامه.

178 - الخطيب البغدادي، أخبرنا أبو الحسن علي بن القاسم بن الحسن الشاهد بالبصرة، قال نبأنا أبو الحسن علي بن إسحاق بن محمد بن البختري الماودرائي قال نبأنا أحمد بن حازم أبى عزرة، قال نبأنا علي بن قادم، قال نبأنا علي بن عابس عن مسلم، عن أنس قال: استبني النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)يوم الإثنين و أسلم على يوم الثلاثاء.

179 - عنه أخبرنا محمد بن علي الصلحي قال أنبأنا محمد بن احمد بن يعقوب الجرجرائي قال نبأنا أبو جعفر محمد بن معاذ الهروى، قال نبأنا أبو داود سليمان بن معبد السنجى قال نبأنا الهيثم بن عدى قال نبأنا جعفر بن محمد عن أبيه. قال: بعث النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) ابن سبع سنين.

180 - أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال نبأنا إبراهيم بن محمد بن يحيى النيسابوري أنبأنا محمد بن إسحاق الثقفي قال نبأنا قتيبة قال نبأنا الليث عن أبى الاسود عمن حدثه ان علي بن أبي طالب أسلم و هو ابن ثمان سنين.

181 - عنه أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان قال أنبأنا عبد الله ابن جعفر بن درستوية النحوى قال نبأنا يعقوب بن سفيان قال سمعت سليمان بن حرب، يقول: شهد على بدراً و هو ابن عشرين سنة؛ و شهد الفتح و هو ابن ثمان وعشرين سنة.

182 - الموفق الخوارزمي بإسناده عن أحمد بن الحسين. أخبرني أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أخبرني عبد الله بن جعفر النحوي. حدثني يعقوب بن سفيان حدثني عمار بن الحسين. حدثنا سلمة بن الفضيل عن

ص: 137

محمد بن إسحاق. قال: كان اوّل ذکر آمن برسول الله معه و صدق بما جاءه من الله علي بن ابي طالب، و هو ابن عشر سنين يومئذ، و كان مما أنعم الله به على علي بن أبي طالب ، أنه كان في حجر رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) قبل الإسلام.

183 - عنه قال ابن إسحاق: حدثني عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد بن خير عن أبى الحجاج قال: وكان من نعمة الله على علي بن أبي طالب(عليه السلام)، أنه مما صنع الله له و أراده به من الخير أن قريشاً أصابهم أزمة شديدة و كان أبو طالب في عيال كثير.

فقال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم): للعباس عمه، و كان من أيسر بني هاشم يا عباس، إن أخاك أبا طالب كثير العيال، و قد أصاب الناس ما ترى في هذه الأزمة. فانطلق حتى تخفف عنه عياله، فآخذ العباس جعفرا و أخذ رسول الله عليا ع فضمه إليه، فلم يزل مع رسول الله حتى بعثه الله نبياً فاتبعه علي(عليه السلام)و آمن به صدقه.

184-عنه بإسناده عن أحمد بن أحمد بن الحسين، أخبرني محمد بن عبد الله الحافظ أخبرني أبو على الحسين بن على الحافظ. حدثنا أبو جعفر محمد بن عبدالرحمان القرشي حدثني أبو الصلت الهروي حدثني عبدالرزاق و يحيي ابن اليماني. قالا: قال سفيان الثوري عن سلمة بن كهيل عن أبي صادق، عن عليم بن قيس الكندي، عن سلمان، قال: سمعت النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) يقول: إن أول الناس ورودا على الحوض يوم القيامة أو لهم إسلاماً علي ابن أبي طالب.

185 - أنبأني مهذب الائمة ابو المظفر عبد الملك بن على بن محمد الهمداني نزيل بغداد أخبرني قتيبة بن عبدالرحمن. حدثني أحمد بن عبدالله. حدثني محمد بن يعقوب حدثني أحمد بن عبدالجبار. حدثني يونس عن

ص: 138

بكير عن محمد بن اسحاق قال: أن علي بن ابي طالب(عليه السلام)جاء بعد أن صلى النبي فوجده يصلى فقال له علي(عليه السلام)ما هذا يا محمد(صلی الله علیه وآله وسلم) ؟ فقال له رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)دین الله الذى اصطفى لنفسه و بعث به رسوله فأدعوك الى الله وحده لاشريك له والى عبادته و الكفر باللات والعزى.

فقال له على(عليه السلام)هذا أمر لم اسمع به قبل اليوم فلست بقاض أمراً حتى أحدث به أبا طالب فكره رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)أن يفشي عليه سره قبل أن يستعلن أمره فقال: يا علي اذا لم تسلم فاكتم فمكث على(عليه السلام)تلك الليلة ثم أن الله عزّ وجلّ أوقع في قلب على بن أبي طالب الا الأسلام فاصبح غادياً على رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)حتى جائه، فقال ما ذا عرضت عليّ يا محمد؟

فقال: رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)لم تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و تكفر باللات والعزى و تتبراً من الانداد، فدخل على(عليه السلام)و أسلم مع ما أنه ما سجد لصنم قط فمكث على(عليه السلام)يأتيه على خوف من أبي طالب و كتم علي(عليه السلام) اسلامه.

186 -عنه أنبأنى مهذب الأئمة بهذا. أخبرني أبو غالب بن أبى على عن أبي عبدالله المستعمل. أخبرني أبو محمد الحسن بن علي بن محمد بن الحسن المقنعي حدثني أبو عمر و محمد بن عمر و محمد بن العباس بن محمد بن زكريا زكريا بن حنويه حدثني أبو عبيد محمد بن أحمد بن الرمل الصيرفي حدثني أحمد بن عبدالله بن يزيد. حدثني عبدالله بن عبدالجبار اليماني. حدثنا إبراهيم بن أبى يحيى عن سهل بن أبي صالح عن عكرمة عن ابن عباس. قال: قال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)وصلت الملائكة علي و على علي بن أبي طالب(عليه السلام) سبع سنين

لا قالوا و لم ذلك يا رسول الله؟ قال: لم يكن معى من أسلم من الرجال غيره.

187 - عنه أخبرني الشيخ الإمام شهاب الدين أفضل الحفاظ أبو

ص: 139

النجيب سعد بن عبدالله بن الحسن الهمداني المعروف بالمروزي فيما كتب إلى من همدان قال أخبرني الحافظ أبو على الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد باصبهان فيما أذن لي في الرواية عنه أخبرني الشيخ الاديب أبو يعلى عبد الرزاق بن عمر بن إبراهيم الطهراني سنة ثلاث وسبعين و أربعمائة.

أخبرني الإمام الحافظ طراز المحدثين أبوبكر أحمد بن موسى بن مردويةالأصبهاني قال: أبو النجيب سعد بن عبدالله الهمداني و أخبرنا بهذا الحديث عالياً الحافظ سليمان بن إبراهيم الاصبهاني في كتابه الى من أصبهان سنة ثمان وثمانين و أربعمأة عن أبي بكر بن مردويه.

حدثني سليمان بن أحمد بن منصور سجادة حدثني سهل بن صالح المروزي حدثنا محمد بن عبدالرحمن حدثنا الحسن بن علي البصرى. حدثني كامل بن طلحة قالا حدثنا عباد بن عبدالصمد أبو معمر. قال سمعت أنس بن مالك يقول : قال رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)صلت الملائكة علي و على علي سبع سنين و ذلك أنه لم ترفع شهادة أن لا إله إلا الله إلى السماء إلا مني و من علي.

188 - أخبرنا الإمام العلامة فخر خوارزم أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي. أخبرني الاستاذ الامين أبو الحسن علي بن الحسين ابن مروك الرازي أخبرنى الحافظ أبو سعيد بن إسماعيل بن الحسين السمان. حدثني محمد بن عبدالواحد الخزاعي لفظا حدثنى أبو محمد عبد الله بن سعد الانصاري. حدثنا أبو محمد عبد الله بن ادران الخياط الشيرازي. حدثني إبراهيم بن سعيد الجوهري وصي المأمون.

حدثنى أمير المؤمنين الرشيد عن أبيه عن جده عن عبدالله بن العباس : قال سمعت عمر بن الخطاب وعنده جماعة فتذاكروا السابقين إلى

ص: 140

الإسلام فقال عمر: أما على(عليه السلام) فسمعت رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) يقول فيه ثلاث خصال لوددت أن لي واحدة منهن فكان أحب الى مما طلعت عليه الشمس كنت أنا و أبو عبيده و أبو بكر و جماعة من أصحابه إذ ضرب النبي (صلی الله علیه وآله وسلم)بيده على منكب علي(عليه السلام)فقال يا على أنت أوّل المؤمنين إيماناً و أوّل المسلمين اسلاماً و انت مني بمنزلة هارون من موسى.

189 - عنه أخبرنا الامام سيد الحفاظ شهردار بن شیرویه بن شهر دار الديلمي فيما كتب الى من همدان أخبرني أحمد بن فاذشاه أخبرني الطبراني عن الحسين بن اسحاق التستري عن الحسين بن أبي السري العسقلاني عن حسين الاشقر عن ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس قال: قال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) السباق ثلاثة فالسابق الى موسى(عليه السلام)يوشع بن نون و السابق الى عيسى(عليه السلام)صاحب يسن و السابق الى محمد(صلی الله علیه وآله وسلم) علي بن ابي طالب(عليه السلام).

190 - عنه أخبرني سيد الحفاظ شهردار هذا أجازة أخبرني عبدوس بن عبدالله ابن عبدوس الهمداني كتابة حدثنى الشريف أبو طالب عن ابن مردويه الحافظ حدثنا عبدالله بن جعفر، حدثني يحيى بن حاتم العسكرى. حدثنى بشر بن مهران حدثنى شريك عن عثمان بن المغيرة عن زيد بن وهب عن عبدالله بن مسعود قال أن أوّل شيء علمته من أمر رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) قدمت مكة في عمرة لى.

فأرشدونا الى العباس بن عبد المطلب فانتهينا اليه و هو جالس الى زمزم فجلسنا اليه فيينا نحن عنده إذا أقبل رجل من باب الصفا أبيض تعلوه حمرة له وفرة جعدة الى انصاف اذنيه اقنى الأنف براق الثنايا ادعج العينين كث اللحية دقيق المسربين شديد الكفين حسن الوجه معه مرافق أو

ص: 141

محتلم تقفوه أمرأة قد سترت محاسنها حتى قصد نحو الحجر فاستلمه.

ثم استلم الغلام ثم استلمت المرأة ثم طاف بالبيت سبعا و الغلام و المرأة يطوفان معه فقلنا يا أبا الفضل ان هذا الدين لم نكن نعرفه فيكم و شيء حدث ؟ قال هذا ابن أخي محمد بن عبدالله و الغلام ابن أخى علي بن أبى طالب و المرأة أمراته خديجة بنت خويلد ما على وجه الأرض أحد يعبد الله تعالى بهذا الدين إلا هؤلاء الثلاثة.

191 - أنبأنى مهذب الائمة أبو المظفر عبدالملك بن على بن محمد الهمداني أخبرنا محمد بن عبدالباقي بن محمد العدل قال حدثني الحسين بن علي بن محمد المقنعي أخبرني محمد بن العباس. أخبرني أبو الحسن حدثنى الحسين حدثني محمد بن سعيد. أخبرني يحيى بن حماد البصري أخبرنى أبو عوانة عن أبي الثلج عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس قال: أوّل من أسلم من الناس بعد خديجة على(عليهم السلام).

قال لبعض أهل الكوفة في أمير المؤمنين(عليه السلام)في أيام صفين.

أنت الإمام الذي نرجو بطاعته*** يوم النشور من الرحمن غفرانا

أوضحت من ديننا ما كان مشتبها*** جزاك ربك عنا فيه حسنانا

نفسي فداء لخير الناس كلهم*** بعد النبي علي الخير مولانا

أخي النبي و مولى المؤمنين معا*** و أول الناس تصديقا و إيمانا

192 - الهيتمي عن معقل بن يسار قال وضأت النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) ذات يوم فقال هل لك في فاطمة نعودها قلت نعم فقام متوكئا علي و قال أما إنه سيحمل ثقلها غيرك و يكون أجرها لك قال فكأنه لم يكن علي شيء حتى دخلنا على فاطمة(عليه السلام)فقال كيف تجدك فقالت والله لقد اشتد حزني و اشتدت فاقتي و طال سقمى.

ص: 142

قال عبدالله وجدت في كتاب أبي بخط يده في هذا الحديث، قال اما ترضين أن ازوجك اقدم امتى سلما و اكثرهم علما وأعظمهم حلما. رواه احمد و الطبراني و فيه خالد بن طهمان و ثقه أبو حاتم و غيره، بقيه رجاله ثقات.

193 - عنه عن أبي ذر و سلمان قالا: آخذ النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)بيد على فقال ان هذا أوّل من آمن بي و هذا أوّل من يصافحني يوم القيامة و هذا الصديق الأكبر و هذا فاروق هذه الأمة يفرق بين الحق و الباطل و هذا يعسوب المسلمين و المال يعسوب الظالمين. رواه الطبراني والبزاز عن أبي ذر وحده و قال فيه أنت أوّل من آمن بي وقال فيه و المال يعسوب الكفار.

194 - عنه عن ابن عباس عن النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) قال رسول الله

(صلی الله علیه وآله وسلم)السبق ثلاثة السابق الى موسى (عليه السلام)يوشع بن نون و السابق الى عيسى(عليه السلام)صاحب ياسين و السابق الى محمد(صلی الله علیه وآله وسلم)علي بن ابي طالب رضى الله عنه. رواه الطبرانى و فيه حسين بن حسن الاشقر و ثقه ابن حبان و ضعفه الجمهور، وبقية رجاله حديثهم حسن أو صحيح.

195 - عنه عن سلمان قال: أوّل هذه الامة وروداً على نبيها(صلی الله علیه وآله وسلم) أولها اسلاماً على بن ابي طالب رضى الله عنه. رواه الطبراني و رجاله ثقات.

196 - عنه عن ابن عباس قال: أوّل من أسلم علي رضى الله عنه. رواه الطبراني و فيه عثمان الجزرى و لم أعرفه و بقيه رجاله رجال الصحيح.

197 - عنه عن علي قال بعث رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)يوم الاثنين و اسلمت يوم الثلثاء. رواه أبو يعلى و فيه مسلم بن كيسان الملائي وقد اختلط.

198 - عنه عن الحسن و غيره قال فكان أوّل من آمن علي بن أبي طالب و هو ابن خمس عشرة أو ست عشرة سنة. رواه الطبراني و رجاله رجال الصحيح.

ص: 143

199 - عنه عن عروة ابن الزبير قال أسلم علي و هو ابن ثمان سنين. رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة و فيه ضعف و بقيه رجاله رجال الصحيح.

200 - عنه عن أبي رافع قال نبيء النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)يوم الاثنين و أسلم علي يوم الثلاثاء. رواه البزار و فيه محمد بن عبيد الله بن ابی رافع و ثقه ابن حبان و ضعفه الجمهور و بقیه رجال ثقات.

201 - الحاكم النيسابوري: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن على بن عفان العامري وحدثنا أبو بكر بن أبي دارم الحافظ ثنا ابراهيم بن عبدالله العبسي قالا ثنا عبيد الله بن موسى ثنا اسرائيل عن أبي اسحاق عن المنهال بن عمرو عن عباد بن عبد الله الأسدي عن علي رضى الله عنه : أنا عبد الله و أخو رسوله و أنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي إلا كذاب و لقد صليت قبل الناس سبع سنين قبل ان يعبده بده أحد أحد من هذه الامة.

202 - عنه عن شعيب بن صفوان عن الاجلح عن سلمة بن كهيل عن حبة ابن جوين عن علي رضى الله عنه: قال عبدت الله مع رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) سبع سنين قبل ان يعبده أحد من هذه الامة.

203 - عنه حدثنا محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبدالجبار. ثنا يونس ابن بكير عن يوسف بن صهيب عن عبدالله بن بريدة عن أبيه قال انطلق ابوذر و نعيم ابن عم أبي ذر و أنا معهم نطلب رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)و هو بالجبل مكتتم، فقال أبو ذر يا محمد أتيناك نسمع ما تقول و الى ما تدعو فقال رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)اقول لا الله الا الله و اني رسول الله فآمن به أبوذر و

لا صاحبه و آمنت به و كان علي في حاجة لرسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) ارسله فيها و أوحى الى رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)يوم الأثنين وصلى على يوم الثلاثاء. صحيح

ص: 144

الاسناد و لم يخرجاه.

204 - عنه حدثنا أبو سعيد أحمد بن عمر و الاخمسى ثنا الحسين بن حميد بن الربيع حدثني عبد الرحمن بن بيهس الملائ، حدثني على بن عابس عن مسلم الملائي عن انس قال نبي النبي (صلی الله علیه وآله وسلم)يوم الاثنين و أسلم على يوم الثلاثاء.

205 - الترمذي: حدثنا اسماعيل بن موسى حدثنا على بن موسى حدثنا علي بن عابس عن مسلم الملائي عن أنس بن مالك قال: بعث النبي (صلی الله علیه وآله وسلم)يوم الاثنين وصلي على يوم الثلاثاء.

206 - قال البلاذري: حدثني الوليد بن صالح، عن يونس بن أرقم، عن وهب بن أبي دبي عن أبي سخيلة قال: مررت أنا وسلمان بالربذة على أبي ذر فقال: إنه ستكون فتنة فإن أدركتموها فعليكم بكتاب الله و علي بن أبى طالب، فإني سمعت رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)يقول: علي أوّل من آمن بي و أوّل من يصافحني يوم القيامة و هو يعسوب المؤمنين.

207 - ابن الغضائري أخبرنا أحمد بن موسى بن الطحان إجازة عن القاضي أبى الفرج الخيوطي، حدثنا جعفر بن محمد الخلدي حدثنا عبد السلام بن صالح، حدثنا عبد الرزاق عن الثوري عن سلمة بن كهيل عن أبي صادق عن عليم بن قعين الكندي، عن سلمان الفارسي(رحمه الله) :قال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) أول الناس ورودا على الحوض أولهم إسلاماً علي بن أبي طالب(عليه السلام) .

208 - قال الحسكاني: حدثونا عن القاضي ابى الحسن النصيبي ببغداد حدثنا ابو بكر السبيعي بحلب حدثنا علي بن محمد بن مخلد ببغداد، و الحسين بن إبراهيم الجصاص بالكوفة قالا حدثنا الحسين بن الحكم

ص: 145

الحبري حدثنا حسن ابن حسين العرني عن حبّان بن على المعنزي عن الكلبي عن أبي صالح.

عن ابن عباس في قوله: «اركعوا» قالوا حما نزل في القرآن خاصة في رسول الله و على بن ابى طالب و أهل بيته(عليهم السلام)من سورة البقرة: «و اركعوا مع الراكعين انها نزلت في رسول الله و على بن أبي طالب وهما أول من صلى و ركع.

أخرجه الحبري في تفسيره، رواية ابن صفوان عنه، و أخبرنا به سواء كما سويت.

209 - عنه و يشهد له حديث العباس الذي أخبرنا أبوبكر المحاربي قال: أخبرنا أبو محمد الوراق، قال: أخبرنا أبو يعلي بن المثني أخبرنا عبدالرحمان بن صالح عن سعيد بن خيثم الهلالي عن أسد بن وداعة البجلي قال:

حدثني ابن يحيى بن عفيف الكندي عن أبنه عن جده قال: قدمت مكة لأبتاع لأهلى من ثيابها و عطرها فآويت الى العباس بن عبدالمطلب و كان رجلاً تاجراً، فأنا جالس عنده ، أنظر إلى الكعبة و قد طلعت الشمس في السماء وارتفعت إذ جاء شاب فرمى ببصره إلى السماء ثم قام مستقبل الكعبة، فلم ألبث إلا يسيراً حتى جاء غلام، فقام عن يمينه.

ثم لم ألبث إلا يسيراً حتى جاءت امرأة، فقامت خلفهما فركع الشاب و ركع الغلام و المرأة.

فرفع الشاب فرفع الغلام و المرأة، فسجد الشاب فسجد الغلام و أمراة فقلت: يا عباس أمر عظيم، فقال العباس نعم أمر عظيم، تدري من هذا الشاب؟ قلت: لا. قال: هذا محمد بن عبد الله بن عندالمطلب ابن أخي، هل

ص: 146

تدري من هذا الغلام؟ قلت: لا. قال: هذا علي بن ابي طالب، هذا ابن أخي أتدري من هذه المرأة؟ قلت: لا. قال: هذه خديجة بنت خويلد زوجته، إن ابن أخي هذا أخير أن ربه رب السموات والأرض أمره بهذا الدين الذي هو عليه، و لا والله ما على ظهر الأرض كلها احدا على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة.

رواه جماعة عن ابن خيثم وجماعة عن يحيى و له طرق و في الباب ورد عن ابن مسعود أيضا.

210 - عنه أخبرنا أبو نصر المفسّر، قال: أخبرنا أبو عمرو بن مطر أنبأنا أبو اسحاق المفسر أنبأنا محمد بن حميد الرازي أنبأنا حكام أبو درهم قال :

سمعت الحسن يقول : كان علي بن أبي طالب من المهتدين ثم تلا« و ما جعلنا القبلة التي كنت عليها» الآية فكان علي اول من هداه الله مع النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)و اول من الحق بالنبي(عليه السلام)فقال له الحجاج ترابي عراقي قال: فقال الحسن: هو ما أقول لك.

211 - عنه حدثني السيد الزكي أبو منصور مظفر بن محمّد الحسينى(رحمه الله) قال: أخبرنا أبو أحمد محمد بن علي العبدكي أخبرنا أبو بكر محمد بن داود الاصفهاني أخبرنا أبو عبدالله محمد بن عبدالله ابن جعفر الهاشمي أخبرنا أبو معمر المنقري أخبرنا عبد الرزاق بن سعيد أخبرنا محمد بن ذكوان، قال: حدثني محمد خالد بن بن سعيد ان الشعبي حدثهم قال:

قدمنا علي الحجاج بن يوسف البصرة و كان الحسن آخر من دخل ثم جعل الحجاج يذاكرنا و ينتقص علياً و ينال منه، فنلنا منه مقاربة له و فرقاً من شره و الحسن ساكت عاض علی ابهامه، فقال له الحجاج: يا أبا

ص: 147

سعيد ما لي أراك ساكتاً؟ فقال الحسن: ما عسيت ان أقول قال الحجاج: أخبرني برأيك في أبي تراب. فقال الحسن:

سمعت الله يقول: «وَ مَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللهُ وَ ما كَانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحيم». فعلي من هداه الله و من أهل الايمان و علي بن عم رسول الله و ختنه على ابنته أحب الناس إليه، وصاحب سوابق مباركات سبقت له من الله؛ لا تستطيع أنت ردها و لا أحد من الناس ان يحظرها عليه. و ذكر الحديث).

212 - عنه قال: حدثنا الغلابي عبد الله بن الضحاك قال: حدثني عبدالله بن عمر والهدادي قال: قال الحجاج للحسن ما تقول في أبي تراب؟ قال: و من أبو تراب؟ قال: علي بن أبي طالب. قال: أقول إن الله جعله من المهتدين. قال: هات على ما تقول برهاناً. قال: قال الله تعالى في كتابه: «وَ ما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتى كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَ إِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَ مَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحيم».

فكان علي اوّل من هداه الله مع النبي(صلی الله علیه وآله وسلم).قال الحجاج ترابي .عراقي. قال الحسن: هو ما أقول لك. فأمر بإخراجه قال الحسن: فلما سلمني الله تعالى منه و خرجت ذكرت عفو الله عن العباد.

213 - عنه أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي مرات، أخبرنا أبو أحمد عبدالله بن عدي الحافظ بجرجان - سنة ست و خمسين و ثلاث مائة - أخبرنا أبو عقيل أنس بن سلم بن الحسن الخولاني سنة ثلاث مائة بأطرابلس حدثنا أبو موسى عيسى بن سليمان الشيرازي حدثنا عمرو بن

ص: 148

جميع عن الأعمش عن أبي ظبيان، عن أبي ذر قال: قال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) : إن الملائكة صلّت عليّ وعلى علي سبع سنين قبل ان يسلم بشر. 214 - عنه أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن إسماعيل المديني أخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن أحمد الوراق أخبرنا الحسن بن علي البصري أخبرنا کامل بن طلحة أخبرنا عباد بن عبد الصمد أبو معمر عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) :صلت الملائكة علي و على علي سبع سنين؛ و ذلك أنه لم ترفع شهادة أن لا إله إلا الله إلى السماء و إلا مني و من علي.

215 - عنه أخبرنا محمد بن عبدالله الصوفي أخبرنا محمد بن أحمد الحافظ أخبرنا عبد العزيز بن يحيى بن أحمد بن عيسى قال حدثني محمد ابن زكريا حدثني جعفر بن محمد بن عمارة، قال: حدثني أبي، عن جابر الجعفي:.

عن أبي جعفر محمد بن علي الله قال: قال علي بن أبي طالب (عليه السلام): أنزلت النبوة على النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)يوم الاثنين و أسلمت غداه يوم الثلثاء فكان النبي (صلی الله علیه وآله وسلم)يصلي و أنا أصلي عن يمينه و ما معه أحد من الرجال غيري فأنزل الله: (وأصحاب اليمين إلى آخر الآية.

216 - قال الطبري: ثم اختلف السلف فيمن اتبع رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) .و آمن به به وصدقه على ما جاء به من عند الله من الحق بعد زوجته خديجة بن خويلد وصلى معه فقال بعضهم كان أول ذكر آمن برسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) معه وصدقه بما جاءه من عند الله علي بن أبي الطالب(عليه السلام).

217 - عنه حدثنا ابن حميد قال حدثنا إبراهيم بن المختار عن شعبة عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس قال أول من صلى علي.

218 - عنه حدثنا زكريا بن يحيى الضرير قال حدثنا عبد الحميد بن

ص: 149

بحر قال أخبرنا شريك عن يك عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر قال بعث

النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) يوم الإثنين وصلى علي يوم الثلاثاء .

219 - عنه حدثنا ابن المثنى قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي حمزة عن زيد بن أرقم قال أول من أسلم مع رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)علي بن أبي طالب قال: فذكرته للنخعي فأنكره وقال أبو بكر أول من أسلم.

220 - عنه حدثنا أبو كريب قال حدثنا وكيع عن شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي حمزة مولى الأنصار عن زيد بن أرقم قال: أول من أسلم مع رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)علي بن أبي طالب(عليه السلام).

221 - عنه حدثنا أحمد بن الحسن الترمذي قال حدثنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا العلاء عن المنهال بن عمرو عن عباد بن عبدالله قال سمعت عليا يقول أنا عبد الله وأخو رسوله وأنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي إلا كاذب مفتر صليت مع رسول الله قبل الناس بسبع سنين.

222 - قال ابن هشام ثم كان اول ذكر من الناس آمن برسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) وصلى معه وصدق بما جاءه من الله تعالى علي بن أبي طالب ابن عبد المطلب بن هاشم رضوان الله وسلامه عليه وهو يومئذ ابن عشر سنين.

223 - عنه وكان مما أنعم الله به علي علي بن أبي طالب(عليه السلام)أنه كان في حجر رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) قبل الإسلام.

224 - ابن أبي شيبة حدثنا معاوية بن هشام حدثنا قيس عن سلمة ابن كهيل، عن أبي صادق، عن سلمان، قال: قال أوّل هذه الأمة وروداً على نبيها أولها إسلاماً علي بن ابي طالب.

ص: 150

225 - عنه حدثنا أبو بكر قال حدثنا شبابة قال حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن ابي حمزة مولي الانصار عن زيد بن ارقم قال اوّل من اسلم مع رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)علي.

المنابع:

(1) الكافي: 451/10، (2) الارشاد:3 (3) امالى الشيخ: 251/1 - 265 - 31

(4) امالى المفيد : 112 (5) اعلام الوری: 585 (6) روضة الواعظين: 72 (7) مناقب ابن شهر آشوب: 240/1 ، إلى 252 ، (8) كشف الغمة: 79/1، (9) سيرة ابن هشام: 263/1، (10) طبقات ابن سعد: 13/2 (11)ترجمة الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) ، 33/1، الى 42 57 - الى 90 - 140 (12) شرح نهج البلاغة: 224/13 ، الى 225 و 52/14 ، (13) مروج الذهب: 283/4 ، (14) العقد 52/14، الفريد: 311/4، (15) مقاتل الطالبيين: 15 (16) اسد الغابة : 16/4 ، الى 18 (17) تاريخ البغداد: 134/1 و 321/13، (18) تاريخ الطبري: 313/2 (19) مناقب الخوارزمي:17 - 18 (20) مجمع الزوائد: 101/9، - 102، (21) مستدرك الحاكم: 111/3 - 114، (22) صحيح الترمذي: 640/5 ، (23) انساب الاشراف: 118 ، (24) مناقب ابن المغازلي: 15 - 16 (25) شواهد التنزيل: 85/1 - 90 - 93 - 14 - 125/2، الى 220 - 128

ص: 151

6- باب انه عليه السلام أوّل من صلّى

1 - قال الشيخ المفيد أخبرني أبو الجيش المظفر بن محمد البلخي قال أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي الثلج قال حدثنا أبو الحسن أحمد بن القاسم البرتي قال حدثنا عبد الرحمن بن صالح الأزدي قال حدثنا أسد بن عبد الله عن يحيى بن عفيف بن قيس عن أبيه قال: كنت جالسا مع العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه بمكة قبل أن يظهر أمر النبي (صلی الله علیه وآله وسلم).

فجاء شاب فنظر إلى السماء حين تحلقت الشمس ثم استقبل الكعبة فقام يصلي ثم جاء غلام فقام عن يمينه ثم جاءت امرأة فقامت خلفهما فركع الشاب فركع الغلام و المرأة ثم رفع الشاب فرفعا ثم سجد الشاب فسجدا فقلت يا عباس أمر عظيم.

فقال العباس أمر عظيم. أتدري من هذا الشاب هذا محمد بن عبد ابن أخي أتدري من هذا الغلام هذا علي بن أبي طالب ابن أخي أتدري من هذه المرأة هذه خديجة بنت خويلد إن ابن أخي هذا حدثني أن ربه رب السموات و الأرض أمره بهذا الدين الذي هو عليه و لا و الله ما على ظهر الأرض على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة.

2 - عنه أخبرني أبو حفص عمر بن محمد الصيرفي قال حدثنا محمد ابن أحمد بن أبي الثلج عن أحمد بن القاسم البرتي عن أبي صالح سهل بن

ص: 152

صالح و كان قد جاز مائة سنة قال سمعت أبا المعمر عباد بن عبد الصمد قال سمعت أنس بن مالك يقول قال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) صلت الملائكة علي وعلى علي سبع سنين و ذلك أنه لم يرفع إلى السماء شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله إلا مني و من علي.

3 - عنه بهذا الإسناد عن أحمد بن القاسم البرتي قال حدثنا إسحاق قال حدثنا نوح بن قيس قال حدثنا سليمان بن علي الهاشمي أبو فاطمة قال سمعت معاذة العدوية تقول سمعت عليا(عليه السلام)على منبر البصرة يقول أنا الصديق الأكبر آمنت قبل أن يؤمن أبو بكر و أسلمت قبل أن يسلم.

4- روى الطبرسي: عن أبي أيوب الأنصاري قال: قال رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)لقد صلت الملائكة علي و على علي سبع سنين و ذلك أنه لم يصل معي رجل غيره.

5- عنه عن أبي رافع قال صلى النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) الغداة الإثنين وصلت خديجة يوم الإثنين آخر النهار وصلى علي يوم الثلاثاء صلاة الغداة وقال علي(عليه السلام) فكنت أصلي سبع سنين و في ذلك يقول خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين:

إذا نحن بايعنا عليا فحسبنا*** أبو حسن مما نخاف الفتن

وجدناه أولى الناس بالناس أنه*** أطب قريش بالكتاب و بالسنن

ففيه الذي فيهم من الخير كله*** وما فيهم مثل الذي فيه من حسن

وصي رسول الله من دون أهله*** و فارسه قد كان في سالف الزمن

و أول من صلى من الناس كلهم*** سوى خيرة النسوان و الله ذو منن

6- عنه قال فيه يقول ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب :

ما كنت أحسب أن الأمر منصرف ***من هاشم ثم منه عن أبي حسن

ص: 153

أليس أول من صلى بقبلتهم*** وأعرف الناس بالآثار و السنن

و آخر الناس عهدا بالنبي و من*** جبريل عون له في الغسل و الكفن

7- روى الفتال عن حبة بن جويرية العرني سمعت عليا الا على المنبر يقول اللهم إني لا أعلم أحدا أسلم قبلي من هذه الأمة غير نبيها صلیت قبل أن يصلى أحد سبعا.

8-عنه قال حبة العرني عن علي(عليه السلام)قال بعث النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) يوم الإثنين و أسلمت يوم الثلاثاء قال أمير المؤمنين(عليه السلام)عبدت الله قبل أن يعبده أحد من هذه الأمة خمس سنين أو سبع سنين إن أول صلاة ركعنا فيها صلاة العصر قلت يا رسول الله ما هذا قال أمرت به.

9 - عنه قال أبو رافع صلى النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) الغداة الإثنين وصلت الخديجة آخر نهار يوم الإثنين وصلى على يوم الثلاثاء قال علي(عليه السلام)فكنت أصلي سبع سنين قبل الناس.

10- ابن شهر آشوب قال أبو عبيد الله المرزباني و أبو نعيم الأصفهاني في كتابيهما فيما نزل من القرآن في علي(عليه السلام)و النطنزي في الخصائص عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس و روى أصحابنا عن الباقر(عليه السلام) في قوله تعالى وَ ارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ نزلت في رسول الله و علي بن أبي طالب و هما أول من صلى و ركع.

11 - عنه عن المرزباني عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولئِكَ أَصْحَابُ الجَنَّةِ هُمْ فِيها خَالِدُونَ نزلت في علي خاصة و هو أول مؤمن و أول مصل بعد النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) .

12 - عنه عن تفسير السدي عن قتادة عن عطاء عن ابن عباس في

ص: 154

قوله إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُتَي اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَ تُلُتَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ فأول من صلى مع رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)علي بن أبي طالب.

13 - عنه عن تفسير القطان عن وكيع عن سفيان عن السدي عن صالح عن ابن عباس في قوله يا أَيُّها المدثر يعني محمدا يدثر بثيابه قُمْ فَأَنذِرْ أي فصل و ادع علي بن أبي طالب إلى الصلاة معك وَ رَبَّكَ فَكَبِّرْ مما تقول عبدة الأوثان.

14 - عنه عن تفسير يعقوب بن سفيان قال حدثنا أبو بكر الحميدي عن سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس في خبر يذكر فيه كيفية بعثة النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)ثم قال بينا رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)قائم يصلي مع خديجة إذ طلع عليه علي بن أبي طالب(عليه السلام)فقال له ما هذا يا محمد قال هذا الله فآمن به و صدقه ثم كانا يصليان و يركعان و يسجدان فأبصرهما أهل مكة ففشا الخبر فيهم أن محمدا قد جن فنزل ن وَ الْقَلَمِ وَ مَا يَسْطُرُونَ مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ.

15 - عنه عن شرف النبي عن الحركوشي قال و جاء جبرئيل بأعلى مكة و علمه الصلاة فانفجرت من الوادي عين حتى توضأ جبرئيل بين يدي رسول الله و تعلم رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)منه الطهارة ثم أمر به عليا(عليه السلام).

16 - عنه عن تاريخ الطبري و البلاذري و جامع الترمذي و إبانة العكبري و فردوس الديلمي و أحاديث أبي بكر بن مالك و فضائل الصحابة عن الزعفراني عن يزيد بن هارون عن شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي حمزة عن زيد بن أرقم و مسند أحمد عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس قالا قال النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) أول من صلى معي علي.

17- عنه عن تاريخ النسوي قال زيد بن أرقم أول من صلى مع

ص: 155

رسول الله علي.

18 - عنه عن جامع الترمذي و مسند أبي يعلى الموصلي عن أنس و تاريخ الطبري عن جابر قالا بعث النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) يوم الإثنين وصلى علي يوم الثلاثاء.

19 - عنه عن أبو يوسف النسوي في المعرفة و أبي القاسم عبد العزيز ابن إسحاق في أخبار أبي رافع من عشرين طريقة عن أبي رافع قال صلى النبي (صلی الله علیه وآله وسلم) أول يوم الإثنين وصلت خديجة آخر يوم الإثنين وصلى علي يوم الثلاثاء من الغد.

20 - عنه عن أحمد بن حنبل في مسند العشرة و في الفضائل أيضا و النسوي في المعرفة والترمذي في الجامع و ابن بطة في الإبانة روى علي بن الجعد عن شعبة عن سهل بن كهيل عن حبة العرني قال سمعت عليا يقول أنا أول من صلى مع رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) .

21 - عنه عن ابن حنبل في مسند العشرة و في فضائل الصحابة أيضا عن سهل بن كهيل عن حبة العرني في خبر طويل أنه قال علي اللهم لا أعترف أن عبدا من هذه الأمة عبدك قبلي غير نبيك ثلاث مرات الخبر و في مسند أبي يعلى ما أعلم أحدا أحدا من هذه الأمة بعد نبيها عبد الله غيري الخبر.

22 - عنه عن الحسين بن علي(عليه السلام)في قوله تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً نزلت في علي بن أبي طالب.

23 -عنه روى جماعة أنه نزل فيه الذينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ.

24 - عنه عن تفسير القطان قال ابن مسعود قال علي يا رسول الله ما

ص: 156

أقول في السجود في الصلاة فنزل سَبِّح اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى قال فما أقول في الركوع فنزل فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ فكان أول من قال ذلك.

25 -عنه إنه(عليه السلام)صلى قبل الناس كلهم سبع سنين و أشهرا مع النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) وصلى مع المسلمين أربع عشرة سنة سنة و بعد النبي ثلاثين سنة.

26 - عنه عن ابن فياض في شرح الأخبار عن أبي أيوب الأنصاري قال سمعت النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)يقول لقد صلت الملائكة علي وعلى علي بن أبي طالب سبع سنين و ذلك أنه لم يؤمن بي ذكر قبله و ذلك قول الله الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ.

27 -عنه في رواية زياد بن المنذر عن محمد بن علي عن أمير المؤمنين(عليه السلام) لقد مكثت الملائكة سنين لاتستغفر إلا لرسول الله ولي و فينا نزلت وَ المَلائِكَةُيُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ يَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِلى قوله الْحَكِيمُ.

28 - عنه روى جماعة عن أنس و أبي أيوب و روى ابن شيرويه في الفردوس عن جابر قالوا قال النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)لقد صلت الملائكة علي و على علي بن أبي طالب سبع سنين قبل الناس و ذلك أنه كان يصلي و لا يصلي معنا غيرنا و في رواية لم يصل فيها غيري و غيره وفي رواية لم يصل معي رجل غيره .

29 - عنه عن سنن ابن ماجة و تفسير الثعلبي عن عبد الله بن أبي رافع عن أبيه أن عليا صلى مستخفيا مع النبي سبع سنين و أشهر.

30 -عنه عن تاريخ الطبري و ابن ماجة قال عباد بن عبد الله سمعت عليا قال أنا عبد الله و أخو رسول الله و أنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي إلا كاذب مفتر صليت مع رسول الله سبع سنين.

ص: 157

31- عنه عن مسندي أحمد و أبي يعلى قال حبة العرني قال علي(عليه السلام) صلیت قبل أن يصلي الناس سبعا.

32 - عنه هو أول من صلى القبلتين صلى إلى بيت المقدس أربع عشرة سنة و المحراب الذي كان النبي يصلي و معه علی و خديجة معروف و هو على باب مولد النبي(عليه السلام) في شعب بني هاشم.

33- عنه قد روينا عن الشيرازي ما رواه عن ابن عباس في قوله السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ نزلت في أمير المؤمنين(عليه السلام) سبق الناس كلهم بالإيمان و صلى القبلتين و بايع البيعتين وصلى إلى الكعبة تسعا وثلاثين سنة.

34- عنه عن تاريخ الطبري بثلاثة طرق و إبانة العكبري من أربعة طرق وكتاب المبعث عن محمد بن إسحاق و التاريخ عن النسوي و تفسير الثعلبي و كتاب الماوردي و مسند أبي يعلى الموصلي و يحيى بن معين و كتاب أبي عبد الله محمد بن زياد النيسابوري عن عبد الله بن أحمد بن حنبل بأسانيدهم عن ابن مسعود و علقمة البجلي و إسماعيل بن إياس بن عفيف عن أبيه عن جده أن كل واحد منهم.

قال رأى عفيف أخو الأشعث ابن قيس الكندي شابا يصلي ثم جاء غلام فقام عن يمينه ثم جاءت امرأة فقامت خلفها فقال للعباس هذا أمر عظيم قال ويحك هذا محمد و هذا علي و هذه خديجة إن ابن أخي هذا حدثني أن ربه رب السماوات و الأرض أمر بهذا الدين و الله ما على ظهر الأرض على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة. 35 -عنه في كتاب النسوي أنه كان عفيف يقول بعد إسلامه لو كنت أسلمت يومئذ كنت ثانيا مع علي بن أبي طالب و في رواية محمد بن إسحاق عن عفيف قال فلما خرجت من مكة إذا أنا بشاب جميل على فرس فقال يا

ص: 158

عفيف ما رأيت في سفرك هذا فقصصت عليه فقال لقد صدقك العباس و الله إن دينه لخير الأديان و إن أمته أفضل الأمم قلت فلمن الأمر من بعده قال لابن عمه و ختنه على بنته يا عفيف الويل كل الويل لمن يمنعه حقه.

36- عنه عن ابن فياض في شرح الأخبار عن أبي الجحاف عن رجل أن أمير المؤمنين(عليه السلام)قال في خبر هجم على رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) يعني أبا طالب و نحن ساجدان قال أ فعلتماها ثم أخذ بيدي فقال انظر كيف تنصره و جعل يرغبني في ذلك و يحضني عليه الخبر.

37-عنه في كتاب الشيرازي أن النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)لما نزل الوحي عليه أتى المسجد الحرام و قام يصلي فيه فاجتاز به علي و كان ابن تسع سنين فناداه يا علي إلي أقبل فأقبل إليه ملبيا قال إني رسول الله إليك خاصة و إلى الخلق عامة تعال يا علي فقف عن يميني وصل معي فقال يا رسول الله حتى أمضي و أستأذن أبا طالب والدي قال اذهب فإنه سيأذن لك.

فانطلق يستأذن في اتباعه فقال يا ولدي تعلم أن محمدا و الله أمين منذ كان امض و اتبعه ترشد و تفلح و تشهد فأتى علي(عليه السلام)و رسول الله قائم يصلي في المسجد فقام عن يمينه يصلي معه فاجتاز بهما أبو طالب و هما يصليان فقال يا محمد ما تصنع قال أعبد إله السماوات و الأرض و معي أخي علي يعبد ما أعبد يا عم و أنا أدعوك إلى عبادة الله الواحد القهار فضحك أبو طالب حتى بدت نواجذه. 38- عنه عن تاريخ الطبري و كتاب محمد بن إسحاق أن النبي كان إذاحضرت الصلاة خرج إلى شعاب مكة و خرج معه علي بن أبي طالب مستخفيا من قومه فيصليان الصلوات فيها فإذا أمسيا رجعا فمكثا كذلك زمانا.

ص: 159

39- عنه روى الثعلبي معهما أن أبا طالب رأى النبي و عليا يصليان فسأل عن ذلك فأخبره النبي أن هذا دين الله ودين أن هذا دين الله و دين ملائکته و دین رسله و دين أبينا إبراهيم في كلام له فقال علي يا أبت آمنت بالله و برسوله و صدقته بما جاء به و صليت معه الله فقال له أما إنه لا يدعو إلا إلى خير فالزمه.

40 - عنه عن الصادق(عليه السلام) قال أول جماعة كانت أن رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)كان يصلي و أمير المؤمنين معه إذ مر أبو طالب به و جعفر معه فقال يا بني صل جناح ابن عمك فلما أحس به رسول الله تقدمهما و انصرف أبو طالب مسرورا و هو يقول:

إن عليا و جعفرا ثقتي*** عند ملم الزمان و الكرب

و الله لا أخذل النبي ولا*** يخذله من بني ذو حسب

أجعلهم عرضة العدى و إذا*** أترك ميتا نمى إلى حسب

لا تخذلا و انصرا ابن عمكما*** أخي لأمي من بينهم و أبي.

41 - عنه نزل فيه قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ و قيل الخاشع في الصلاة من تكون نفسه في المحراب و قلبه عند الملك الوهاب.

42 - عنه عن ابى عباس و الباقر(عليه السلام)في قوله وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ وَ إِنَّهَا لَكَبِيرَةُ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ و الخاشع الذليل في صلاته المقبل إليها يعني رسول الله و أمير المؤمنين.

43 - عنه عن أبو المضا صبيح عن الرضا(عليه السلام)قال النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) في هذه الآية علي منهم و جاء أنه لم يقدر أحد أن يحكي صلاة رسول الله إلا علي و لا صلاة علي إلا علي بن الحسين.

44- عنه عن تفسير وكيع والسدي و عطاء أنه قال ابن عباس

ص: 160

أهدي إلى رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)اناقتان عظیمتان سمينتان فقال للصحابة هل فيكم أحد يصلي ركعتين بقيامها و ركوعها و سجودهما و وضوئها و خشوعهما لا يهتم فيهما من أمر الدنيا بشيء و لا يحدث قلبه بفكر الدنيا أهدي إليه إحدى هاتين الناقتين فقالها مرة ومرتين و ثلاثة لم يجبه أحد من أصحابه فقام أمير المؤمنين فقال أنا يا رسول الله أصلي ركعتين أكبر تكبيرة الأولى و إلى أن أسلم منهما لا أحدث نفسي بشيء من أمر الدنيا فقال يا علي صل صلى الله عليك.

فكبر أمير المؤمنين ودخل في الصلاة فلما سلم من الركعتين هبط جبرئيل على النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) فقال يا محمد إن الله يقرئك السلام و يقول لك أعطه إحدى الناقتين فقال رسول الله إني شارطته أن يصلي ركعتين لا يحدث فيهما بشيء من الدنيا أعطيه إحدى الناقتين إن صلاهما و إنه جلس في التشهد فتفكر فى نفسه أيهما يأخذ فقال جبرئيل يا محمد إن الله يقرئك السلام و يقول لك تفكر أيهما يأخذها أسمنهما وأعظمها فينحرها و يتصدق بها لوجه الله.

فكان تفكره الله عز و جل لا لنفسه و لا للدنيا فبكى رسول الله و أعطاه كليهما وأنزل الله فيه إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرى لعظة مَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ عقل أَوْ أَلْقَ السَّمْعَ يعني يستمع أمير المؤمنين بأذنيه إلى من تلاه بلسانه من كلام الله وَ هُوَ شَهِيدٌ يعني و أمير المؤمنين شاهد القلب الله في صلاته لا يتفكر فيها بشيء من أمر الدنيا.

45- روی ابن هشام عن ابن اسحاق انه قال و ذكر بعض أهل العلم أن رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) كان إذا حضرت الصلاة خرج إلى شعاب مكة و خرج معه علي بن أبي طالب(عليه السلام)المستخفيا من عمه أبي طالب و من جميع أعمامه

ص: 161

و سائر ،قومه فيصليان الصلوات فيها، فإذا أمسيا رجعا. فمكثا كذلك ما شاء الله أن يمكتا. ثم إن أبا طالب عثر عليها و هما يصليان.

فقال لرسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) يا ابن أخي ما هذا الذي أراك تدين به قال يا عم هذا دين و دین ملائکته و دین رسله و دين أبينا إبراهيم - أو كما قال (صلی الله علیه وآله وسلم) - بعثني الله به رسولا إلى العباد ، و أنت يا عم أحق من بذلت له النصيحة، ودعوته إلى الهدى و أحق من أجابني إليه و أعانني عليه، أو كما قال .

فقال أبو طالب أى ابن أخي إني لا أستطيع أن أفارق ديني و دين آبائي و ما كانوا عليه و لكن و الله لا يخلص إليك بشيء تكرهه ما بقيت.

و ذكروا أنه قال لعلي(عليه السلام) : أى بني ما هذا الذي أنت عليه فقال: يا أبت إني آمنت بالله آمنت بالله و برسول الله ، و صدقته بما جاء به و صليت معه الله واتبعه، فزعموا أنه قال له: أما إنه لا يدعك إلا إلى خير فالزمه.

46 - الطبرى: حدثنا أبو كريب قال حدثنا عبيد بن سعيد، عن شعبة، عن عمرو بن مرة، قال: سمعت أبا حمزه (رجلا) من الانصار)، يقول: سمعت زيد بن أرقم ، يقول : أوّل رجل صلى مع رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم).

47 - عنه حدثني محمد بن عبيد المحاربي، قال: حدثنا سعيد بن خثيم، عن أسد بن عبدة البجلي، عن يحيى بن عفيف بن عفيف قال: جئت في الجاهلية إلى مكة فنزلت على العباس بن عبد المطلب قال: فلما طلعت الشمس و حلقت إلى السماء و أنا أنظر إلى الكعبة أقبل شاب فرمى ببصره إلى السماء ثم استقبل الكعبة فقام مستقبلها فلم يلبث أن جاء غلام، فقام عن يمينه.

قال: فلم يلبث حتى جاءت امرأة، فقامت خلفهما فركع الشاب و ركع

ص: 162

الغلام و المرأة فرفع الشاب فرفع الغلام و المرأة، فخر الشاب ساجداً فسجداً معه، قلت يا عباس أمر عظيم أتدري من هذا معه؟ فقلت: لا، قال: هذا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ابن أخي. أتدري من هذا معه؟ قلت: لا.

قال هذا علي بن أبي طالب بن عبد المطلب ابن أخي. أتدري من هذه المرأة إلى خلفها؟ قلت: لا، قال: هذه خديجة بنت خويلد زوجة ابن أخي و هذا حدثنى ان ربّك ربّ السماء، أمرهم بهذا الذي تراهم عليه ، و ايم الله ما أعلم على ظهر الأرض كلّها أحداً على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة.

48 - عنه حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا يونس بن بكير، قال: حدثنا محمد بن إسحاق، قال: حدثني يحيى بن أبى الأشعث الكندي، من أهل الكوفة، قال: حدثني إسماعيل بن إياس بن عفيف، عن أبيه، عن جده، قال: كنت امرأ تاجرا فقدمت أيام الحج فأتيت العباس فبينا نحن عنده اذ خرج رجل يصلّى، فقام تجاه الكعبة، ثم خرجت امراة، فقامت معه تصلى و خرج غلام فقام يصلّى معه.

فقلت یا عباس، ما هذا الدين؟ إنّ هذا الدين ما أدرى ما هو ؟ قال هذا محمد بن عبدالله عبد الله يزعم أنّ الله أرسله به و أن كنوز كسرى و قيصر ستفتح عليه أتدري سفتح عليه، و هذه امرأته خديجة بنت خويلد آمنت به، و هذا الغلام ابن عمه علي بن ابي طالب آمن به. قال عفيف: فليتني كنت يومئذ أكون رابعا.

49 -عنه حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة بن الفضل و على بن مجاهد، قال سلمة: حدثني محمد بن إسحاق، عن يحيى بن أبي الأشعث -قال أبو جعفر و هو في موضع آخر كتابي عن يحيى بن الأشعث - عن أسماعيل بن إياس بن عفيف الكندي - وكان عفيف أخا الأشعث بن قيس

ص: 163

الكندى لأمه، و كان ابن عمه - عن أبيه عن جده عفيف، قال: كان العباس ابن عبدالمطلب لي صديقا و كان يختلف إلى اليمن يشترى العطر فيبيعه أيّام الموسم، فبينا أنا عند العباس بن عبد المطلب بمنى، فأتاه رجل مجتمع فتوضّاً فأسبع الوضوء. ثم قام يصلّى، فخرجت امرأة فتوضأت و قامت تصلّى، ثم خرج غلام قد ،راهق، فتوضأ ثم قام إلى جنبه يصلّى، فقلت: ويحك يا عباس، ما هذا؟ قال: هذا ابن أخى محمد بن عبدالله بن عبد المطلب، يزعم أنّ الله بعثه رسولا و هذا ابن أخى علي بن أبي طالب قد تابعه على دينه، و هذه المرأة خديجة بنت خویلد قد تابعه على دينه قال عفيف بعد ما أسلم و رسخ الإسلام في قلبه: يا ليتني كنت يومئذ أكون رابعا.

50- عنه حدثنا ابن حميد قال حدثنا عيسى بن سوادة بن الجعد، قال: حدثنا محمد بن المنكدر و ربيعة بن أبي عبد الرحمن و أبو حازم المدني و الكلبي، قالوا: علي أوّل من اسلم قال الكلبي: أسلم و هو ابن تسع سنين.

51 عنه حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني ابن إسحاق قال: كان اوّل ذکر آمن برسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) وصلى معه و صدقه بما جاءه من عند الله علي بن ابي طالب، و هو يومئذ ابن عشر سنين، وكان مما أنعم الله به على علي بن أبي طالب(عليه السلام)، أنه كان في حجر رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)قبل الإسلام.

52 - الترمذي: حدثنا ابن حميد، حدثنا إبراهيم بن المختار عن شعبة عن ابي بلج عن عمرو بن ميمون عن ابي عباس قال: اوّل من صلّي علي.

53- قال ابن الاثير: أنبأنا ذاكرين كامل الخفافه أنبأنا الحسن بن محمد بن اسحاق بن إبراهيم الباقرجي، أنبأنا أبو طاهر محمد بن على بن

ص: 164

محمد بن يوسف المقري العلاف، أنبأنا أبو على مخلد بن جعفر بن مخلد الباقرحي.

حدثنا محمد بن جرير الطبري، حدثنا عبدالاعلي بن واصل حدثنا اسحاق بن إبراهيم بن عبدالرحمان بن الأسود، عن محمد بن عبيد الله بن عبد الرحمان بن مسلم، عن أبيه عن أبي أيوب الأنصارى قال قال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) صلت الملائكة علي و على علي سبع سنين و ذاك أنه لم يصل معي رجل غيره.

54 - إبراهيم بن محمد الجويني أخبرني الشيخ الإمام كمال الدين أحمد ابن أبي الفضائل ابن أبي المجد ابن أبى المعالي ابن الدخميسي الحمويني كتابة من كرمان: قال: أنبأنا الشيخ العدل الرضا الصدوق أبو على بن الصباح المصري الحميري قراءة عليه، قال: أنبأنا القاضي أبو محمد عبد الله بن رفاعة بن عدير السعدي الفرصي أنبأنا القاضي أبو الحسن على بن الحسن الحسين الخلعي قراءة عليه و أنا أسمع في سنة إحدي عشرة و أربع مأة.

حدثنا أبو محمد الحسن بن رشيق العسكري حدثنا أبو عبدالله محمد بن رزين بن جامع المديني سنة سبع و سبعين و مأتين حدثنا أبو الحسين سفيان بن بشر الأسدي الكوفي حدثنا علي بن هاشم الزيدي عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن عبدالرحمان بن سعيد مولى أبي أيوب و عن عبدالله بن عبد الرحمان الحزمى عن أبيه عن أبي أيوب قال:

قال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم): لقد صلّت الملائكة علي و على علي سبع سنين، لأنا كنا نصلي و ليس معنا أحمد يصلى غيرنا.

55 -عنه بإسناد المتقدم في الحديث السالف إلى محمد بن عبيد الله بن أبى رافع عن أبيه عن أبي رافع قال:

ص: 165

صلّي النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) : أول يوم الإثنين، وصلت خديجة آخر يوم الاثنين وصلى على يوم الثلاثاء من الغد من يوم صلّي النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) صلّى مستخفياً قبل أن يصلي مع النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) أحد سبع سنين و و أشهراً.

56 - أخبرني الشيخ العدل علي بن أنجب الخازن إجازة وكتابة، قال: أنبأنا أبو اليمين زيد بن الحسن الكندي ،إجازة، قال: أنبأنا أبو منصور عبدالرحمان بن محمد بن عبد الواحد القرّاز قال: حدثنا الشيخ الإمام الحافظ أبو بكر أحمد بن على بن ثابت بن مهدي الخطيب التبريزي من لفظه في محرّم سنة ثلاث وستين و أربع مأة.

قال: أنبأنا أبو الحسن علي بن القاسم بن الحسن الشاهد بالبصرة، حدثنا أبو الحسن علي بن إسحاق بن محمد بن البختري المادرائي حدثنا أحمد بن حازم بن أبى غرزة، حدثنا علي ابن ،قادم، أنبأنا علي بن عابس عن مسلم الملائي الأعور عن أنس بن مالك قال:

استنبيء النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)يوم الاثنين، وأسلم علي يوم الثلاثاء.

57 - عنه أنبأني المشايخ ناصر الدين عمر بن عبد المنعم القواس، و عماد الدين عبد الحافظ بدران بن شبل بن طرخان، و أبو عبدالله بن بن عمر بن محمد النجار المعروف بابن المريخ رحمهم الله، قالوا: أنبأنا القاضي عبدالصمد بن محمد بن أبي الفضل بن أبي القاسم الحرستاني إجازة.

قال: أنبأنا زاهر بن طاهر بن محمد الشامحي المستملي كتابة بروايته کتاب تاریخ نيسابور للحاكم أبي عبد الله البيع عن المشايخ الأربعة أبى بكر أحمد بن الحسين بن البيهقي و محمد بن عبدالعزيز الحيري و أبو عثمان عبد الرحمان بن إسماعيل، و سعيد بن أحمد بن محمد البحيري إجازة، قالوا: أنبأنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله البيع الحافظ رحمه الله سماعاً منه.

ص: 166

قال: حدثني عمر بن أحمد، حدثنا أبو القاسم عمر بن أحمد بن حمدان النسوي حدثنا أبو جعفر الشامي حدثنا محمد بن حميد، حدثنا إبراهيم بن المختار، حدثنا شعبة، عن أبى بلج يحيى بن سليم عن عمرو بن ميمون، عن ابن عباس قال:

إن النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) قال: إن أول من صلى معي علي.

58 - أبو نعيم الحافظ: حدثنا القاضي محمد بن أحمد بن إبراهيم ثنا محمد بن

زكريا بن عصام الأسدى ثنا محمد بن معاوية ثنا سهل بن حماد الدلّال عن عثمان بن عبد الرحمن عن يزيد عن رُومان عن عطاء بن يسار عن ابن عباس أن أوّل من صلّي مع رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)خديجة ثم علي فأمرهما بخلع الأنداد و ترك اللات والعزّي.

59 - روى ابن أبي الحديد عن يحيى بن حماد عن أبي عوانة و سعيد بن عيسى عن أبي داود الطيالسي عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس أنه قال أول من صلى من الرجال علی(عليه السلام)

60 - عنه روى الحسن البصري قال حدثنا عيسى بن راشد عن أبي بصير عن عكرمة عن ابن عباس قال فرض الله تعالى الاستغفار لعلى(عليه السلام) في القرآن على كل مسلم بقوله تعالى «رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمانِ» فكل من أسلم بعد علي فهو يستغفر لعلي(عليه السلام).

61 - عنه روى سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس قال السباق ثلاثة سبق يوشع بن نون إلى موسى و سبق صاحب يس إلى عيسى و سبق علي بن أبي طالب إلى محمد عليه و عليهم السلام.

فهذا قول ابن عباس في سبق علي(عليه السلام)إلى الإسلام و هو أثبت من حديث الشعبي و أشهر على أنه قد روي عن الشعبي خلاف ذلك من

ص: 167

حديث أبي بكر الهذلي و داود بن أبي هند عن الشعبي قال قال رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)لعلى الله هذا أول من آمن بي و صدقني وصلى معي.

62 - عنه قال فأما الأخبار الواردة بسبقه إلى الإسلام المذكورة في الكتب الصحاح والأسانيد الموثوق بها فمنها ما روى شريك بن عبد الله بن سليمان بن المغيرة عن زيد بن وهب عن عبد الله بن مسعود أنه قال أول شيء علمته من أمر رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)أني قدمت مكة مع عمومة لي و ناس من قومي و كان من أنفسنا شراء عطر فأرشدنا إلى العباس بن عبد المطلب فانتهينا إليه و هو جالس إلى زمزم.

فبينا نحن عنده جلوسا إذ أقبل رجل من باب الصفا و عليه ثوبان أبيضان و له وفرة إلى أنصاف أذنيه جعدة أشم أقنى أدعج العينين كث اللحية براق الثنايا أبيض تعلوه حمرة كأنه القمر ليلة البدر و على يمينه غلام مراهق أو محتلم حسن الوجه تقفوهم امرأة قد سترت محاسنها حتى قصدوا نحو الحجر فاستلمه و استلمه الغلام.

ثم استلمته المرأة ثم طاف بالبيت سبعا و الغلام و المرأة يطوفان معه ثم استقبل الحجر فقام و رفع يديه وكبر و قام الغلام إلى جانبه وقامت المرأة خلفها فرفعت يديها وكبرت فأطال القنوت ثم ركع و ركع الغلام و المرأة ثم رفع رأسه فأطال و رفع الغلام و المرأة معه يصنعان مثل ما يصنع فلما رأينا شيئا ننكره لا نعرفه بمكة أقبلنا على العباس فقلنا يا أبا الفضل إن هذا الدين ما كنا نعرفه فيكم.

قال: أجل و الله قلنا فمن هذا قال هذا ابن أخي هذا محمد بن عبد الله و هذا الغلام ابن أخي أيضا هذا علي بن أبي طالب و هذه المرأة زوجة محمد هذه خديجة بنت خويلد و الله ما على وجه الأرض أحد يدين بهذا الدين

ص: 168

إلا هؤلاء الثلاثة.

63- عنه من حديث موسى بن داود عن خالد بن نافع عن عفيف ابن قيس الكندي وقد رواه عن عفيف أيضا مالك بن إسماعيل النهدي و الحسن بن عنبسة الوراق و إبراهيم بن محمد بن ميمونة قالوا جميعا حدثنا سعيد بن جشم عن أسد بن عبد الله البجلي عن يحيى بن عفيف بن قيس عن أبيه قال كنت في الجاهلية عطارا فقدمت مكة فنزلت على العباس بن عبد المطلب فبينا أنا جالس عنده أنظر إلى الكعبة و قد تحلقت الشمس في السماء أقبل شاب كان في وجهه القمر حتى رمى ببصره إلى السماء فنظر إلى الشمس ساعة.

ثم أقبل حتى دنا من الكعبة فصف قدميه يصلي فخرج على أثره فتى كأن وجهه صفيحة يمانية فقام عن يمينه فجاءت امرأة مستلففة في ثيابها فقامت خلفهما فأهوى الشاب راكعا فركعا معه ثم أهوى إلى الأرض ساجدا فسجدا معه فقلت للعباس يا أبا الفضل أمر عظيم فقال أمر والله عظيم أتدري من هذا الشاب قلت لا . قال هذا ابن أخي هذا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب أتدري من هذا الفتى قلت لا قال هذا ابن أخي علي بن أبي طالب بن عبد المطلب أتدري من المرأة قلت لا قال هذه ابنة خويلد بن أسد بن عبد العزى هذه خديجة زوج محمد هذا و إن محمدا هذا يذكر أن إلهه إله السماء والأرض و أمره بهذا الدين.

فهو عليه كما ترى و يزعم أنه نبي و قد صدقه على قوله علي ابن عمه هذا الفتى و زوجته خديجة هذه المرأة و الله ما أعلم على وجه الأرض كلها أحدا على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة قال عفيف فقلت له فما تقولون أنتم

ص: 169

قال ننتظر الشيخ ما يصنع يعني أبا طالب أخاه.

64- عنه روى عثمان بن سعيد الخراز عن علي بن حرار عن علي بن عامر عن أبي الحجاف عن حكيم مولى زاذان قال سمعت عليا(عليه السلام) يقول صليت قبل الناس سبع سنين و كنا نسجد و لا تركع و أول صلاة ركعنا فيها صلاة العصر فقلت يا رسول الله ما هذا قال أمرت به.

65- عنه روى أبو رافع أن رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)صلى أول صلاة صلاها غداة الإثنين وصلت خديجة آخر نهار يومها ذلك وصلى علي الله يوم الثلاثاء غدا ذلك اليوم.

66 - عنه روى أبو أيوب الأنصاري عن رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) أنه قال لقد صلت الملائكة علي وعلى علي(عليه السلام) السبع سنين و ذلك أنه لم يصل معي رجل فيها غيره

67- عنه أما الأشعار المروية فمعروفة كثيرة منتشرة فمنها قول عبد الله بن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب مجيبا للوليد بن عقبة بن أبي معيط:

و إن ولي الأمر بعد محمد*** علي و في كل المواطن صاحبه

وصي رسول الله حقا و صنوه*** و أول من صلى و من لان جانبه

و قال خزيمة بن ثابت في هذا.

وصي رسول الله من دون أهله*** و فارسه مذ كان في سالف الزمن

و أول من صلى من الناس كلهم*** سوى خيرة النسوان والله ذو منن

و قال أبو سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس حين بويع أبو بكر:.

ما كنت أحسب أن الأمر منصرف*** عن هاشم ثم منها عن أبي حسن

أليس أول من صلى لقبلتهم ***و أعلم الناس بالأحكام و السنن

ص: 170

و قال أبو الأسود الدولي يهدد طلحة والزبير:

و إن عليا لكم مصحر*** يماثله الأسد الأسود

أما إنه أول العابدين*** بمكة و الله لا یعبد

و قال سعيد بن قيس الهمداني يرتجز بصفين:

هذا على و ابن عم المصطفى*** أول من أجابه فيما روى

هو الإمام لا يبالي من غوى

و قال زفر بن يزيد بن حذيفة الأسدي:.

فحوطوا عليا و انصروه فإنه ***وصي و في الإسلام أول أول

و إن تخذلوه والحوادث جمة ***فليس لكم عن أرضكم متحول

قال و الأشعار كالأخبار إذا امتنع في مجىء القبيلين التواطؤ والاتفاق كان ورودهما حجة.

68 - الموفق الخوارزمي باسناده عن أحمد بن الحسين الحافظ، هذا أخبرني أبو الحسن محمد ابن على بن حشيش المقري بالكوفة. حدثنا أبو جعفر بن رحيم حدثنا أحمد بن حازم حدثني عبدالله بن موسى. حدثنى سفيان عن شعبة عن سلمة بن كهيل عن حبّه العرني قال: سمعت عليّا يقول انا اول من اسلم.

69 - عنه عن أحمد بن الحسين هذا أخبرني أبو الحسين بن الفضل أخبرني عبدالله بن جعفر. حدثني يعقوب بن سفيان. حدثني يحيى بن عبدالحميد. حدثنى على بن هاشم عن محمد بن عبدالله ابن أبي رافع، عن أبيه، عن جده، عن أبي رافع قال صلى النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) : أول يوم الإثنين، و صلّت خديجة آخر يوم الاثنين وصلى على يوم الثلاثاء من الغد. وصلى مستخفياً قبل أن يصلي مع النبي (صلی الله علیه وآله وسلم)أحد سبع سنين و أشهر و قال(عليه السلام).

ص: 171

أنا ناصرت الدين طفلا و كهلا.

70 -عنه عن أحمد بن الحسين هذا أخبرني أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أخبرني عبدالله بن جعفر حدثني يعقوب بن سفيان حدثني يحيى بن عبدالله بن عبدالله بن بكير. قال حدثني الليث بن سعد. قال حدثني أبو الاسود عن عروة. أسلم على(عليه السلام)و صدق بالنبي(عليه السلام) و هو ابن ثمان سنين.

71 - عنه عن أحمد بن الحسين هذا. أخبرني أبو طاهر محمد بن محمد الفقيه. أخبرني أبو حامد أحمد محمد بن يحيى بن بلال. قال حدثنا محمد بن اسماعيل الاحمشى، حدثنا مفضل بن صالح الاسدي. حدثني سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس قال لعلى(عليه السلام)أربع خصال هو أول عربی و عجمي صلى مع النبي (عليه السلام) و هو الذى كان لواؤه معه في كل زحف و هو الذي صبر معه يوم الهراس أى يوم أحد أنهزم الناس كلهم غيره و هو الذي غسله و ادخله قبره.

72- قال ابن عبدالبر: قد روى عن ابن عمر من وجهين جيدين و روى عن ابن فضيل عن الاجلح، عن سلمة بن كهيل، عن حبَّة بن الجوين العربي، قال سمعت عليا(عليه السلام)يقول: لقد عبدت الله قبل أن يعبده أحد من هذه الأمة خمس سنين. 73 -عنه روى مسلم الملائي، عن أنس بن مالك، قال: استنبيء النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)يوم يوم الاثنين، وصلّي علي يوم الثلاثاء.

74- قال زيد بن أرقم أوّل من آمن بالله بعد رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) علي.و روى حديث زيد بن أرقم من وجوه ذكره النسائي و و أسد بن سد بن ،موسی و غيرهما، منها ما حدثنا عبد الوارث، حدثنا قاسم، حدثنا أحمد ابن زهير،

ص: 172

باب أنه عليه السلام اول من صلي

حدثنا على بن الجعد حدثنا شعبة، قال: أخبرني عمر و بن مرة، قال: سمعت أبا حمزة الأنصاري قال: سمعت زيد بن أرقم يقول: أول من صلّى مع رسول (صلی الله علیه وآله وسلم)على بن أبي طالب (عليه السلام).

75 -قال المسعودي: فلما أراد الله جل جلاله أن يتم نوره و يظهر برهانه و أنت له اربعون سنة وقبل ذلك كان نبياً مستخفياً امر الله تعالى جبرئيل أن يهبط إليه باظهار الرسالة فقال له ميكائيل أبن تريد فقال له بعث الله تعالى نبي الرحمة، فأمرني أن اهبط إليه باظهار الرسالة فقال له ميكائيل فأجي معك قال له نعم.

فنزلا فوجدا رسول الله نائماً بالابطح بين أمير المؤمنين على و بين جعفر أبى أبي طالب فجلس جبرئيل عند رأسه و ميكائيل عند رجيله و لم ينبهاه اعطا ماله و هيبة فقال ميكائيل له الى أبهم بعثت فقال إلى الأوسط فأراد أن بنبهه فنعه جبرئيل فانتبه أمير المؤمنين فقال: تنبه ابن عمك فنبهه فأدى جبرئيل الرسالة اليه عن الله تعالى.

فلما نهض جبرئيل ليقوم أخذ رسول الله بثوبه و قال ما اسمك قال جبرئيل فنهض رسول الله ليلحق بغنمه فلم يمر بشجرة و لا مدره إلا سلمت عليه و هنأنه بالرسالة وكان جبرئيل يأتيه فلا يدنو منه إلا بعد أن يستأذن عليه فأتاه يوماً و هو بأعلى مكة، بناحية الوادي فغمز بعقبه فانفجرت عين فتوضاً جبرئيل و تظهر رسول الله للصلاة.

ثم صلّى و هي أوّل صلاة صلاها في الارض فرضها الله تعالى وصلّي أميرالمؤمنين (عليه السلام) تلك الصلاة مع النبي فرجع رسول الله من يومه إلى خديجة فأخبرها فتوضأت وصلت صلاة العصر من ذلك اليوم، فكان اوّل من صلى من الرجال أمير المؤمنين و من النساء خديجة و أعطي الله تعالى

ص: 173

رسول الله جميع ما أعطى الأنبياء المرسلين و الملائكة المقربين و علمه جميع الكتب المنزلة و الصحف على الأنبياء و أنزل عليه الكتاب والحكمة و آناه ما لم يؤت أحداً من العالمين.

76 - عنه روى أنه (صلی الله علیه وآله وسلم) قال اعطيت ما أعطى النبيون و المرسلون جميعاً و أعطيت خمسة عشر لم يعطها ، أحد، نصرت بالرعب، و جعل لي ظهر الارض مساجد و طهوراً، و أعطيت جوامع الكلم، و فضلت بالغنيمة، و اعطيت الشفاعة في أمتى و أعطاء الله تعالى كلما أعطى الأنبياء من المعجزات و الآيات و العلامات و فضل بما لم يؤته أحد منهم.

77 -روی ابن الاثير عن حبّه العربي قال: رأيت علياً يوماً ضحك ضحكاً على المنبر لم أره ضحك ضحكاً أكثر منه حتى بدت نواجذه، ثم قال: ذكرت قول أبي طالب ظهر علينا أبو طالب و أنا مع رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم).

و نحن نصلي ببطن نخلة، فقال: ما ذا تصنعان يابن أخى فدعاه رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)إلى الاسلام فقال ما بالذي تصنعان بأس ولكن لاتعلونى استي أبدا فضحك تعجباً لقول أبيه ، ثم قال اللهم لا أعترف عبداً من هذه الأمة عبدك قبلي غير نبيك ثلاث مرات لقد صليت قبل أن يصلى الناس سبعا. رواه أحمد وأبو يعلى باختصار، والبزار والطبراني في الاوسط و اسناده حسن.

78- عنه عن عفيف الكندي قال: كنت امرأ تاجرا فقدمت مكة فاتيت العباس ابن عبد المطلب لأ بايع منه بعض التجارة و كان أمراً تاجرا قال فوالله إني لعنده بمنى إذ خرج رجل من خباء قريب منه إذ نظر إلى السماء فلما رآها مالت قام يصلى ثم خرجت امراة، من ذلك الخباء الذي خرج ذلك الرجل منه فقامت خلفه تصلى و خرج غلام حين ناهز الحلم

ص: 174

من ذلك الخباء فقام معه يصلّى. قال: فقلت للعباس

يا عباس، ما هذا قال هذا محمد ابن أخي عبدالله بن عبدالمطلب، قال قلت من هذه المرأة قال هذه أمراته خديجة بنت خويلد قال فقلت من هذا الفتي، قال هذا علي بن أبي طالب ابن عمه، قال قلت فما هذا الذي يصنع قال يصلي و هو يزعم أنه نبي و لم يتبعه على أمره إلا امرأته و ابن عمه هذا الفتى و هو يزعم انه ستفتح عليه کنوز کسری و قیصر.

قال فكان عفيف و هو ابن عم الاشعث بن قيس يقول و أسلم بعد فحسن اسلامه لو كان الله رزقني الاسلام يومئذ فأكون ثانياً مع علي بن أبي طالب.

رواه أحمد و أبو يعلى بنحوه و الطبراني بأسانيد و رجال أحمد ثقات، قلت و حديث ابن مسعود كذلك في مناقب خديجة.

79 عنه عن أبي رافع قال صلّي النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)يوم الإثنين وصلت الخديجة آخر النهار وصلى علي يوم الثلاثاء، فمكث على يصلى مستخفياً سبع سنين و أشهر قبل ان يصلي أحد. رواه الطبراني و فيه يحيى بن عبد الحميد الحماني و هو ضعيف.

80-عنه عن على(عليه السلام)أنا أول من صلى مع رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم). رواه أحمد و رجاله رجال الصحيح غير حبة العرني و قد وثق.

81 -عنه عن زيد بن أرقم قال: أول من صلى مع رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) على(عليه السلام).

82 - الحسكاني: حدثونا عن ابي بكر السبيعي قال: أخبرنا علي بن محمد بن مخلد و الحسين بن إبراهيم الجصاص قالا حدثنا الحسين بن الحكم قال : حدثنا حسن ابن حسين عن حبّان عن الكلبي عن أبي صالح

ص: 175

عن ابن عباس قال:مما نزل من القرآن خاصة في رسول الله و علي و اهلبيته

(عليهم السلام)من سورة البقرة قوله تعالى: «وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ» نزلت في علي خاصة و هو أول مؤمن و أول مصلي بعد النبي(صلی الله علیه وآله وسلم).

عنه حدثنا الإمام أبو طاهر الزيادي املاءاً قال أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد البزاز عن محمد بن إسماعيل الأحمسي ان مفضل بن صالح الأسدي قال: حدثني سماك بن حرب عن عكرمة. عن ابن عباس قال لعلى(عليه السلام)أربع خصال هو أول عربی و عجمي صلى مع النبي(عليه السلام)و هو الذي كان لواؤه معه في كل زحف و هو الذي صبر معه يوم الهراس أنهزم الناس كلهم غيره، و هو الذى غسله و هو الذي ادخله قبره. رواه جماعة عن عكرمة وجماعة عن ابن عباس و في الباب عن جماعة من الصحابة، وأسانيده مذكورة في كتاب مفرد لهذه المسألة.

84 -عنه أخبرنا أبو القاسم القرشي أخبرنا أبو بكر ابن قريش أخبرنا الحسن بن سفيان أخبرنا يعقوب بن سليمان، أخبرنا يحيى بن عبد الحميد، أخبرنا على بن هاشم:

عن محمد عبيدالله بن أبي رافع عن أبيه، عن جده، عن أبي رافع قال صلى النبي (صلی الله علیه وآله وسلم): أول يوم الإثنين، وصلت خديجة آخر يوم الاثنين و صلى على يوم الثلاثاء من الغد مستخفياً قبل أن يصلي مع النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)أحد سبع سنين و أشهراً.

85 -عنه أخبرنا أبوبكر بن فنجويه الإصبهاني بقراءتي عليه، أخبرنا أبو اسحاق إبراهيم بن محمد بن محمود الإصبهاني ان عبدالله بن جعفر بن أحمد بن فارس أخبرهم قال: أخبرني يحيى بن حاتم العسكري. أخبرنا

ص: 176

بشر ابن مهران أخبرنا شريك عن عبد الله.

و أخبرنا أبو عبدالله الجرجاني - واللفظ له - قال أخبرنا أبو بكر محمد بن إسحاق القاضي بالأهواز أخبرنا أحمد بن زيد بن الجريش أخبرنا يحيى بن حاتم أخبرنا بشر بن مهران أخبرنا أبو الحسن شريك، عن عثمان ابن المغيرة عن زيد بن وهب:

عن عبد الله بن مسعود قال أن أوّل شيء علمته من أمر رسول الله أني قدمت مكة في عمومة لى و أناس من قومي نبتاع منها متاعاً و كان في أنفسنا شراء عطر.

فأرشدونا الى العباس بن عبد المطلب فانتهينا اليه و هو جالس الى ،زمزم فجلسنا إليه فيينا نحن عنده إذ أقبل رجل من باب الصفا أبيض تعلوه حمرة و عليه ثوبان أبيضان، يمشى عن يمينه غلام أمرد حسن الوجه مراهق تقفوهما أمرأة.

ثم استقبل الركن و رفع يده وكبر فقام الغلام عن يمينه و رفع يديه ثم كبر، و قامت المرأة خلفها فرفعت يديها وكبرت فأطال القنوت .

و ذكر الحديث إلى قول العباس هذا ابن أخي محمد بن عبدالله و الغلام عليّ بن أبي طالب و المرأة أمراته خديجة، ما على وجه الأرض أحد يعبد الله تعالى بهذا الدين إلا هؤلاء الثلاثة.

المنابع:

(1): الارشاد: 12 - 14، (2): اعلام الورى: 186، (3) روضة

ص: 177

الواعظين: 74 - (75 ، (4) مناقب ابن شهر آشوب: 247/1، الى 252، (5) سيرة ابن هشام (263/1 ، (6): تاريخ الطبري: 310/2 :(7) صحيح الترمذي: 642/5)، (8): اسد الغابة: 18/4 (9): فرائد السبطين: 242/1 الى 245 (10): اخبار اصبهان: 181/2 :(11) شرح النهج : 224/13 ، الى ،231 (12) مناقب الخوارزمی ،21 (13):الاستيعاب : 195/3 ، (14) اثبات الوصية 114 (15) مجمع الزوائد: 102/9 ، 103 ،

(16) شواهد التنزيل: 90/1، 126/2.

ص: 178

7- باب يوم الانذار

1- قال علي بن إبراهيم قوله: «وَ أَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ» قال نزلت و «رهطك منهم المخلصين».

قال: نزلت بمكة فجمع رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)بني هاشم و هم أربعون رجلا كل واحد منهم يأكل الجذع ويشرب القربة فاتخذ لهم طعاما يسيرا و أكلوا حتى شبعوا فقال رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)من يكون وصيي و وزيري و

خليفتي فقال لهم أبو لهب جزما سحركم محمد فتفرقوا، فلما كان اليوم الثاني أمر رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)ففعل بهم مثل ذلك ثم سقاهم اللبن حتى رووا. فقال لهم رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) أيكم يكون وصيي و وزيري و خليفتي فقال أبو لهب جزما سحركم محمد(صلی الله علیه وآله وسلم) فتفرقوا، فلما كان اليوم الثالث أمر رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) ففعل لهم مثل ذلك ثم سقاهم اللبن فقال لهم رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)أيكم يكون وصيي و وزيري و ينجز عداتي و يقضي ديني فقام علي(عليه السلام)و كان أصغرهم سنا و أحمشهم ساقا و أقلهم مالا فقال أنا يا رسول الله فقال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)أنت هو.

2- الصدوق: حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رحمه الله قال حدثني عبد العزيز بن يحيى الجلودي بالبصرة قال حدثنا محمد بن

ص: 179

زكريا قال حدثنا عبد الواحد بن غياث قال حدثنا أبو عباية عن عمرو بن المغيرة عن أبي صادق عن ربيعة بن ناجد أن رجلا قال لعلي(عليه السلام) يا أميرالمؤمنين بما ورثت ابن عمك دون عمك فقال يا معشر الناس فافتحوا وآذانكم استمعوا فقال

(عليه السلام)جمعنا رسول الله لا بني عبد المطلب في بيت رجل منا أو قال أكبرنا.

فدعا بمد و نصف من طعام و قدح له يقال له الغمر فأكلنا وشربنا و بقى الطعام كما هو و الشراب كما هو و فينا من يأكل الجذعة و يشرب الفرق فقال رسول الله لا إن قد ترون هذه فأيكم يبايعني على أنه أخي و وارثي و وصيي فقمت إليه و كنت أصغر القوم و قلت أنا قال اجلس ثم قال ذلك ثلاث مرات كل ذلك أقوم إليه فيقول اجلس حتى كان في الثالثة فضرب بيده على يدي فبذلك ورثت ابن عمي دون عمي.

3- عنه قال حدثنا عبد العزيز قال حدثنا المغيرة بن محمد قال حدثنا إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن الأزدي قال حدثنا قيس بن الربيع و شريك بن عبد الله عن الأعمش عن المنهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن علي بن أبي طالب الله(عليه السلام) قال لما نزلت و أنذر عشيرتك الأقربين و رهطك المخلصين دعا رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) بني عبد المطلب و هم إذ ذاك أربعون رجلا يزيدون رجلا أو ينقصون رجلا.

فقال أيكم يكون أخي و وصيي و وارثي و وزيري و خليفتي فيكم بعدي فعرض عليهم ذلك رجلا رجلا كلهم يأبى ذلك حتى أتى علي فقلت أنا يا رسول الله فقال يا بني عبد المطلب هذا أخي و وارثي و وصبي و وزيري وخليفتي فيكم بعدي فقام القوم يضحك بعضهم إلى بعض و يقولون لأبي طالب قد أمرك أن تسمع وتطيع لهذا الغلام.

ص: 180

4- قال المفيد: قد جمع بني عبد المطلب خاصة فيها للإنذار من يؤازرني على هذا الأمر يكن أخي و وصيي و وزيري و وارثي و خليفتي من بعدي فقام إليه أمير المؤمنين علي(عليه السلام) من بين جماعتهم و هو أصغرهم يومئذ سنا فقال أنا أؤازرك يا رسول الله فقال له النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) اجلس فأنت أخي و وصيي و وزيري و وارثي وخليفتي من بعدي.

و هذا صريح القول في الاستخلاف و بقوله أيضا(عليه السلام)يوم غدير خم و قد جمع الأمة لسماع الخطاب ألست أولى بكم منكم بأنفسكم فقالوا اللهم بلى فقال لهم (عليه السلام)على النسق من غير فصل بين الكلام فمن كنت مولاه فعلي مولاه.

فأوجب له عليهم من فرض الطاعة والولاية ما كان له عليهم بما قررهم به من ذلك و لم يتناكروه و هذا أيضا ظاهر في النص عليه بالإمامة و الاستخلاف له في المقام.

و بقوله(عليه السلام)له عند توجهه إلى تبوك أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.

فأوجب له الوزارة و التخصص بالمودة والفضل على الكافة و الخلافة عليهم في حياته و بعد وفاته لشهادة القرآن بذلك كله لهارون من موسی(عليه السلام)قال الله عز و جل مخبرا عن موسى(عليه السلام)« وَ اجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلي هَارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً وَ نَذْكُرَكَ كَثِيراً إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيراً قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤلَكَ يَا مُوسى».

فثبت لهارون(عليه السلام)شركة موسى في النبوة و وزارته على تأدية الرسالة و شد أزره به في النصرة و قال في استخلافه له «اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَ لا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ».

ص: 181

فثبتت له خلافته بمحكم التنزيل فلما جعل رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) الأمير المؤمنين(عليه السلام) جميع منازل هارون من موسى(عليه السلام)في الحكم له منه إلا النبوة وجبت له وزارة الرسول(صلی الله علیه وآله وسلم) و شد الأزر بالنصرة و الفضل و المحبة لما تقتضيه هذه الخصال من ذلك في الحقيقة ثم الخلافة في الحياة بالصريح و بعد النبوة بتخصيص الاستثناء لما أخرج منها بذكر البعد و أمثال هذه الحجج كثيرة مما يطول بذكره الكتاب.

فمن ذلك أن النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) الاول مجمع خاصة أهله وعشيرته في ابتداء الدعوة إلى الإسلام فعرض عليهم الإيمان و استنصرهم على أهل الكفر والعدوان و ضمن لهم على ذلك الحظوة في الدنيا و الشرف و ثواب الجنان فلم يجبه أحد منهم إلا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام).

فنحله بذلك تحقيق الإخوة و الوزارة و الوصية و الوراثة و الخلافة و أوجب له به الجنة. وذلك في حديث الدار الذي أجمع على صحته نقاد الآثار حين جمع رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) بني عبد المطلب في دار أبي طالب و هم أربعون رجلا يومئذ يزيدون رجلا أو ينقصون رجلا فيما ذكره الرواة.

و أمر أن يصنع لهم فخذ شاة مع مد من البر و يعد لهم صاع من اللبن و قد كان الرجل منهم معروفا بأكل الجذعة في مقام واحد و يشرب الفرق من الشراب فى ذلك المقام و وأراد (عليه السلام)بإعداد قليل الطعام والشراب لجماعتهم إظهار الآية لهم في شبعهم و ريهم مما كان لا يشبع الواحد منهم و لا يرويه.

ثم أمر بتقديمه لهم فأكلت الجماعة كلها من ذلك اليسير حتى تملئوا منه و لم يبن ما أكلوه منه و شربوه فيه فبهرهم بذلك و بين لهم آية نبوته و علامة صدقه ببرهان الله تعالى فيه ثم قال لهم بعد أن شبعوا من الطعام و

ص: 182

رووا من الشراب.

يا بني عبد المطلب إن الله بعثني إلى الخلق كافة و بعثني إليكم خاصة فقال عز و جل وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ و أنا أدعوكم إلى كلمتين خفيفتين على اللسان ثقيلتين في الميزان تملكون بهما العرب والعجم و تنقاد لكم بها الأمم و تدخلون بهما الجنة و تنجون بهما من النار شهادة أن لا إله إلا الله و أني رسول الله فمن يجبني إلى هذا الأمر و يؤازرني عليه و على القيام به يكن أخي و وصيي و وزيري و وارثي و خليفتي من بعدي فلم يجب أحد منهم.

فقال أمير المؤمنين(عليه السلام)فقمت بين يديه من بينهم و أنا إذ ذاك أصغرهم سنا و أحمشهم ساقا و أرمصهم عينا فقلت أنا يا رسول الله أؤازرك على هذا الأمر فقال اجلس ثم أعاد القول على القوم ثانية فأصمتوا و قمت فقلت مثل مقالتي الأولى فقال اجلس ثم أعاد على القوم مقالته ثالثة فلم ينطق أحد منهم بحرف. فقلت أنا أؤازرك يا رسول الله على هذا الأمر فقال اجلس فأنت أخي و وصیي و وزيري و وارثي و خليفتي من بعدي فنهض القوم وهم يقولون لأبي طالب يا أبا طالب ليهنك اليوم إن دخلت في دين ابن أخيك فقد جعل ابنك أميرا عليك.

5-أبو جعفر الطوسي: قال أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال حدثنا أبو جعفرمحمد بن جرير الطبري سنة ثمان وثلاثمائة، قال حدثنا محمد بن حميد الرازي، قال حدثنا سلمة بن الفضل الأبرش، قال حدثني محمد بن إسحاق، عن عبد الغفار بن القاسم. قال أبو المفضل و حدثنا محمد ابن محمد بن سليمان الباغندي و اللفظ له.

ص: 183

قال حدثنا محمد بن الصباح الجرجرائي، قال حدثني سلمة بن صالح الجعفي، عن سليمان الأعمش و أبي مريم جميعا، عن المنهال بن عمرو، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل، عن عبد الله بن عباس عن علي بن أبي طالب(عليه السلام)، قال :

لما نزلت هذه الآية على رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)« وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ» دعاني رسول الله له فقال لي يا علي إن الله (تعالى) أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين، قال فضقت بذلك ذرعا، و عرفت أني متى أناديهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره ، فصمت على ذلك، و جاءني جبرئيل(عليه السلام) فقال:

يا محمد إنك إن لم تفعل ما أمرت به عذبك ربك (عز وجل)، فاصنع لنا يا علي صاعا من طعام، و اجعل عليه رجل شاة، و املأ لنا عسا من لبن ثم اجمع بني عبد المطلب حتى أكلمهم و أبلغهم ما أمرت به. ففعلت ما أمرنى ،به ثم دعوتهم أجمع و هم يومئذ أربعون رجلا يزيدون رجلا أو ينقصون رجلا فيهم أعمامه أبو طالب و حمزة و العباس و أبو لهب.

فلما اجتمعوا له (صلی الله علیه وآله وسلم)،دعاني بالطعام الذي صنعت لهم، فجئت به فلما وضعته تناول رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) جذمة من اللحم، فشقها بأسنانه، ثم ألقاها في نواحي الصحفة، ثم قال خذوا بسم الله فأكل القوم حتى صدروا، ما لهم بشيء من الطعام حاجة، و ما أرى إلا مواضع أيديهم وايم الله الذي نفس علي بيده إن كان الرجل الواحد منهم ليأكل ما قدمت لجميعهم،

ثم جئتهم بذلك العس فشربوا حتى رووا جميعا، و ايم الله إن كان الرجل الواحد منهم ليشرب مثله، فلما أراد رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) أن يكلمهم بدره أبو لهب إلى الكلام فقال لشد ما سحركم صاحبكم.

فتفرق القوم، و لم يكلمهم رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) . فقال لي من الغد يا علي،

ص: 184

إن هذا الرجل قد سبقني إلى ما سمعت من القول، فتفرق القوم قبل أن أكلمهم، فعد لنا من الطعام بمثل ما صنعت ثم اجمعهم لي. قال ففعلت ثم جمعتهم، فدعاني بالطعام فقربته لهم، ففعل كما فعل بالأمس، وأكلوا حتى ما لهم به من حاجة،

ثم قال: اسقهم، فجئتهم بذلك العس فشربوا حتى رووا منه جميعا. ثم تكلم رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)فقال يا بني عبد المطلب، إني و الله ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به إني قد جئتكم بخير الدنيا و الآخرة، و قد أمرني الله (عز وجل) أن أدعوكم إليه، فأيكم يؤمن بي و يؤازرني على أمري، فيكون أخي و وصيي و وزيري و خليفتي في أهلي من بعدي؟

قال فأمسك القوم، و أحجموا عنها جميعا. قال فقمت و إني لأحدثهم سنا، وأرمصهم عينا، وأعظمهم بطنا و أحمشهم ساقا. فقلت أنا يا نبي الله أكون وزيرك على ما بعثك الله به. قال فأخذ بيدي ثم قال إن هذا أخي وصيي و وزيري وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا. قال فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب قد أمرك أن تسمع لابنك و تطيع.

6- عنه قال: ثم أمره أن ينذر عشيرته الأقربين قيل انما خص في : الذكر إنذار عشيرته الأقربين لأنه يبدأ بهم ثم الذين يلونهم، كما قال تعالى« قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ» لان ذلك هو الذي يقتضيه حسن التدبير: الترتيب. ويحتمل أن يكون أنذرهم بالافصاح عن قبيح ما هم عليه و عظم ما يؤدي اليه من غير تليين بالقول يقتضي تسهيل الأمر لما يدعو اليه مقاربة العشيرة، بأن من نزل بهم الاغلاظ في هذا الباب أذلهم.

و قيل: ذكر عشيرتك الأقربين أي عرفهم إنك لا تغني عنهم من الله شيئاً إن عصوه. وقيل: انما خص عشيرته الأقربين لأنه يمكنه أن يجمعهم ثم

ص: 185

ينذرهم، و قد فعل(صلی الله علیه وآله وسلم) ذلك. و القصة بذلك مشهورة.

فانه روي أنه أمر(صلی الله علیه وآله وسلم)علياً بأن يصنع طعاماً ثم دعا عليه بني مناف و أطعمهم الطعام. ثم قال لهم: أيكم يؤازرني على هذا الأمر يكن وزيري و أخي و وصيي فلم يجبه أحد إلا علي الا و القصة في ذلك معروفة.

7- قال الطبرسي: أما النص المختص بالقول فينقسم قسمين النص الجلي و النص الخفي فالنص الجلي هو ما علم سامعوه من الرسول مراده منه ضرورة و إن كنا نعلم الآن ثبوته و المراد به استدلالا و هو النص الذي فيه التصريح بالإمامة و الخلافة.

مثل قوله سلموا على علي الا بإمرة المؤمنين.

و قوله مشيرا إليه و آخذا بيده هذا خليفتي فيكم من بعدي فاسمعوا له وأطيعوه.

و قوله (صلی الله علیه وآله وسلم)لأم سلمة اسمعي و اشهدي هذا أمير المؤمنين و سيد الوصيين.

و قوله حين جمع بني عبد المطلب في دار أبي طالب و هم أربعون رجلا يومئذ يزيدون رجلا أو ينقصون رجلا فيما ذكره الرواة و قد صنع لهم فخذ شاة مع مد من البر و أعد لهم ساعا من اللبن و قد كان الرجل منهم يأكل الجذعة في مقام واحد و يشرب القربة من الشراب ثم أمر بتقديمه لهم فأكلت الجماعة من ذلك اليسير حتى تملوا منه و لم يبين ما أكلوه و ما شربوه فيه.

ثم قال لهم بعد أن شبعوا و رووا يا بني عبد المطلب إن الله قد بعثني إلى الخلق كافة و بعثني إليكم خاصة فقال وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ وأنا

ص: 186

أدعوكم إلى كلمتين خفيفتين على اللسان ثقيلتين في الميزان تملكون بها العرب و العجم وتنقاد لكم بهما الأمم و تدخلون بهما الجنة و تنجون بهما من النار شهادة أن لا إله إلا الله و أني رسول الله فمن يجيبنى إلى هذا الأمر و يؤازرني على القيام به حتى يكون أخي و وصيي و وزيري و وارثي و خليفتي من بعدي.

فلم يجب أحد منهم فقام علي(عليه السلام) فقال أنا يا رسول الله أؤازرك على هذا الأمر فقال اجلس فأنت أخي و وصبي و وارثي و خليفتي من بعدي فنهض القوم و هم يقولون لأبي طالب تهتك اليوم أن دخلت في دين ابن أخيك قد جعل ابنك أميرا عليك.

و قد أورد هذا الخبر الأستاد أبو سعيد الخركوشي و إمام أصحاب الحديث النيشابوري في تفسيره و هذا الضرب من النص قد تفرد بنقله الشيعة الإمامية خاصة و إن كان بعض من لم يفطن لما عليه من أصحاب الحديث أن يروي شيئا منه.

فأما الدلالة على تصحيح هذا النص فقد سطرها أصحابنا في كتبهم و رووا من الكلام في إثباته و إبطال ما خرج المخالفون فيه ربما بلغ حجم كتابنا هذا و أكثر فمن أراد تحقيق أبوابه والتغلغل في شعابه فعليه بالكتاب الشافي فإنه يشرف منه على ما لا يمكن المزيد عليه.

8 - عنه في قوله تعالى: «وَ أَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ»أي رهطك الأدنين أي أنذرهم بالإفصاح من غير تليين بالقول كما تدعو إليه مقاربة العشيرة و إنما خصهم بالذكر تنبيها على أنه ينذر غيرهم و أنه لا يداهنهم لأجل القرابة ليقطع طمع الأجانب عن مداهنته في الدين.

و قيل إنه (صلی الله علیه وآله وسلم) أمر بأن يبدأ بهم في الإنذار والدعاء إلى الله ثم بالذين

ص: 187

يلونهم كما قال قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ لأن ذلك هو الذي يقتضيه حسن الترتيب و قيل إنه إنما خصهم لأنه يمكنه أن يجمعهم ثم ينذرهم و قد فعل ذلك النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) و اشتهرت القصة بذلك عند الخاص و العام.

9- عنه في الخبر المأثور عن البراء بن عازب أنه قال لما نزلت هذه الآية جمع رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) بنى عبد المطلب و هم يومئذ أربعون رجلا الرجل منهم يأكل المسنة و يشرب العس فأمر عليا(عليه السلام) برجل شاة فأدمها ثم قال ادنوا بسم الله.

فدنا القوم عشرة عشرة فأكلوا حتى صدروا ثم دعا بقعب من لبن فجرع منه جرعة ثم قال لهم اشربوا بسم الله فشربوا حتى رووا فبدرهم أبو لهب فقال هذا ما سحر كم به الرجل فسكت (صلی الله علیه وآله وسلم)يومئذ و لم يتكلم ثم دعاهم من الغد على مثل ذلك من الطعام والشراب ثم أنذرهم رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) فقال يا بني عبد المطلب إني أنا النذير إليكم من الله عز و جل و البشير فأسلموا و أطيعوني تهتدوا قال من يؤاخيني و يؤازرني و يكون وليي و وصيي بعدي و خليفتي في أهلي و يقضي ديني فسكت القوم فأعادها ثلاثا كل ذلك يسكت القوم و يقول علي(عليه السلام)أنا فقال في المرة الثالثة أنت فقام القوم و هم يقولون لأبي طالب أطع ابنك فقد أمر عليك أورده الثعلبي في تفسيره .

10 - عنه روي عن أبي رافع هذه القصة و أنه جمعهم في الشعب فصنع لهم رجل شاة فأكلوا حتى تضلعوا و سقاهم عسا فشربوا كلهم حتى رووا ثم قال إن الله تعالى أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين و أنتم عشيرتي و رهطي و إن الله لم يبعث نبيا إلا جعل من أهله أخا و وزيرا و وارثا و وصيا و خليفة في أهله.

ص: 188

فأيكم يقوم فيبايعني علي أنه أخي و وارثي و وزيري و وصیي و يكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي فسكت القوم فقال ليقومن قائمكم أو ليكونن في غيركم ثم لتند من ثم أعاد الكلام ثلاث مرات فقام علي(عليه السلام) فبايعه و أجابه ثم قال ادن مني فدنا منه ففتح فاه و مج في فيه من ريقه و تفل بين كتفيه وثدييه فقال أبو لهب فبئس ما حبوت به ابن عمك أن أجابك فملأت فاه و وجهه بزاقا فقال(صلی الله علیه وآله وسلم) ملأته حكمة و علما.

11- عنه عن ابن عباس قال لما نزلت الآية صعد رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)على الصفا فقال يا صباحاه فاجتمعت إليه قريش فقالوا ما لك فقال أ رأيتكم إن أخبرتكم أن العدو مصبحكم أو ممسيكم ما كنتم تصدقونني قالوا بلى قال فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد قال أبو لهب تبا لك ألهذا دعوتنا جميعا فأنزل الله تعالى تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَ تَبَّ إلى آخر السورة.

12- عنه في قراءة عبد الله بن مسعود و أنذر عشيرتك الأقربين رهطك منهم المخلصين و روي ذلك عن أبي عبد الله(عليه السلام).

13 -فرات الكوفي: قال حدثني جعفر بن محمد بن أحمد بن يوسف الأودي الأزدي معنعنا عن علي بن أبي طالب قال لما نزلت هذه الآية على رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) «وَ أَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ» قال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) : عرفت إن بدأت بها قومي رأيت فيهم ما أكره فصمت عليها حتى أتاني جبرئيل(عليه السلام)فقال لي: يا محمد إنك إن لم تفعل ما أمرت به عذبك ربك.

قال علي(عليه السلام) فدعاني رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) فقال لي يا علي إن الله قد أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين فعرفت إن أبدأ بهم بذلك رأيت منهم ما أكره فصمت عن ذلك حتى أتاني جبرئيل فقال لي يا محمد إنك إن لم تفعل

ص: 189

ما أمرت به عذبك ربك فاصنع لنا يا علي رجل شاة على صاع من طعام و أعد لنا عساً من لبن ثم اجمع لي ببني عبد المطلب ففعلت فاجتمعوا له و هم يومئذ أربعون رجلا يزيدون رجلا أو ينقصونه فيهم أعمامه العباس وحمزة و أبو طالب و أبو لهب الكافر.

فجئت فقدمت إليهم بجفنة فأخذ رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) منها جذبة لحم فنتفها بأسنانه ثم رمى بها في نواحيها ثم قال: كلوا باسم الله فأكل القوم حتى نهلوا عنه ما يرون إلا آثار أصابعهم و الله إن الرجل ليأكل مثلها ثم قال رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) اسقهم يا علي فجئت بذلك العس فشربوا منه حتى نهلوا جميعا و ايم الله إن كان الرجل منهم ليشرب مثله.

فلما أراد رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)أن يتكلم بدره أبو لهب إلى الكلام فقال لشد ما سحركم صاحبكم فتفرقوا و لم يكلمهم رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) فلما كان الغد قال لي رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)يا علي أعد لي مثل الذي كنت صنعت بالأمس من الطعام والشراب فإن هذا الرجل قد بدرني إلى ما سمعت قبل أن أكلم القوم ففعلت ثم جمعتهم له فصنع رسول الله كما صنع بالأمس

فأكلوا حتى نهلوا عنه.

ثم سقيتهم فشربوا حتى نهلوا عنه من ذلك العس و ايم الله إن كان الرجل منهم ليأكل مثلها ثم قال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)يا بني عبد المطلب إني و الله ما أعلم شابا من العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به إني قد جئتكم بأمر الدنيا و الآخرة فأيكم يكون وزيري على أمري هذا على أن يكون أخي و وليي فأحجم القوم عنه.

قال علي(عليه السلام) فقلت وإني لأحدثهم سناً و أحمشهم ساقاً و أعظمهم بطناً و أرمضهم عيناً أنا يا رسول الله أن أكون وزيرك على ذلك فأخذ

ص: 190

النبی(صلی الله علیه وآله وسلم) بعنقي ثم قال إن هذا أخي و وليي فاسمعوا له وأطيعوا قال فقام القوم يتضاحكون ويقولون لأبي طالب قد أمرت أن تسمع له و تطيع.

14 - في البحار: روى السيد ابن طاووس في كتاب سعد السعود من كتاب تفسير محمد بن العباس بن مروان عن حسين بن الحكم الخيبري عن محمد بن جرير عن زكريا بن يحيى عن عفان بن سلمان قال وحدثنا محمد أحمد الكاتب عن جده عن عفان و حدثنا عبد العزيز بن يحيى عن موسى بن زكريا عن الواحد بن غياث قالا حدثنا أبو عوانة عن عثمان بن المغيرة عن أبي صادق عن أبي ربيعة بن ناجد أن رجلا قال العلى(عليه السلام).

يا أمير المؤمنين لم ورثت ابن عمك دون عمك قالها ثلاث مرات حتى اشرأب الناس و نشروا آذانهم ثم قال جمع رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)أو دعا رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)بني عبد المطلب كلهم يأكل الجذعة و يشرب الفرق قال فصنع لهم مدا من طعام فأكلوا حتى شبعوا قال و بقي الطعام كما هو كأنه لم يمس و لم يشرب.

فقال يا بني عبد المطلب إني بعثت إليكم بخاصة و إلى الناس بعامة و قد رأيتم من هذه الآية ما رأيتم فأيكم يبايعني على أن يكون أخي و صاحبي و وارثي فلم يقم إليه أحد قال فقمت و كنت أصغر القوم سنا فقال اجلس قال ثم قال ثلاث مرات كل ذلك أقوم إليه فيقول لي اجلس حتى كانت الثالثة ضرب يده على يدي فقال فلذلك ورثت ابن عمي دون عمي.

15- قال المسعودي: ثم أنزل الله جل وعلا: «وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ» فجمع (صلی الله علیه وآله وسلم) بني هاشم و هم في ذلك الوقت أربعون رجلا من المشايخ الرؤساء فأمرأميرالمؤمنين(عليه السلام) فأطبخ لهم رجل شاة و خبز لهم صاعاً من طعام ثم ادخل إليه منهم عشرة فأكلوا حتى تصدروا، ثم جعل

ص: 191

اليه يدخل عشرة بعد عشرة حتى أكلوا واشربوا جميعاً و شبعوا، و إن فيهم من يأكل الجذعة و يشرب الزق.

16 - عنه روى أنه أمر بشاة فذبحت لهم فأكلوا منها ثم أمر بجمع اهابها و عظامها ثم احياها ثم انذرهم و دعاهم إلى ثبوته و قال لهم قد بعثني ربي جل و علا إلى الانس والجن و الابيض و الاسود والاحمر.

17 -عنه روى أنه قال لهم ان الله جل و علا أمرني أن: «أَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ» و اني لا املك لكم من الله حظاً إلا أن تقولوا: لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله. فقال أبو لهب له ألهذا دعوتنا ثم تفرقوا عنه فأنزل الله تعالى «تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَ تَبَّ مَا أَغْنى عَنْهُ ماله» السورة.

18 -عنه روى أنه دعاهم ثانية فأطعمهم وسقاهم جميعاً لبناً من عس واحد حتى تصدروا ثم قال لهم يا بني عبد المطلب أطيعوني تكونوا ملوك الارض و حكامها إن الله جل و علا لم يبعث نبياً قط إلا جعل له وصياً و أخاً و وزيراً فأيكم يكون أخى و وصيي و موازري و قاضي ديني فابوا قبول ذلك وقالوا و من يطيق ما تطيقه أنت فقام أمير المؤمنين و هو أصغرهم سناً فقال له أنا يا رسول الله فقال له انت لعمري. تقبل ما قلت و تجيب دعوتي و لذلك كان وصيه و أخاه و وارثه دونهم.

19 - عنه في رواية اخرى أنه (صلی الله علیه وآله وسلم)مجمع عشيرته من بني هاشم و هم خمسة واربعون رجلا فيهم عمه أبو لهب فظنوا أنه أبو لهب فظنوا أنه يريد أن ينزع عماد أعاليه فقال له من بينهم أبو لهب يا محمد هؤلاء عمومتك و بنو عمومتك، قد اجتمعوا فتكلم بما تريد و أعلم أنه لا طاقة لقومك بالعرب.

فقام (صلی الله علیه وآله وسلم)فيهم خطيباً فحمد الله و أثنى عليه كثيراً و ذكرهم بأيام الله

ص: 192

جل ذكره و القرون الخالية من الأنبياء و الجبابرة و الفراعنة و وصف لهم الجنة و النار ثم قال إن الرايد لا يكذب اهله والله الذى لا إله إلا هو إني رسول الله اليكم حقاً و إلى الناس كافة و الله لنموتن كما تنامون و لتبعثن كما تستيقظون و لتحاسبن كما تعلمون و لتجزون سرمداً و انكم أوّل من انذره.

20 - قال الطبري: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو أسامة، عن الاعمش عن عمرو بن مرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية«وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ». خرج رسول الله حتى صعد الصفا فهتف يا صباحاه؟ فقالوا: من هذا الذي يهتف؟ قالوا محمد، فاجتمعوا إليه.

فقال: (يا بني فلان يا بني عبد مناف يا مناف يا بني عبد المطلب - فاجتمعوا إليه فقال - أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلا تخرج من سفح هذا الجبل أكنتم مصدقي(؟ قالوا ما جربنا عليك كذبا. قال:) فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد (. قال فقال أبو لهب تبا لك! أما جمعتنا إلا هذا؟ ثم قال فنزلت هذه السورة: «تَبَّتْ يَدا أبي هَب وَ تَبَّ» إلى آخر السورة.

21- عنه حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة، قال: حدثني محمّد بن إسحاق، عن عبد الغفار بن القاسم عن المنهال بن عمرو، عن عبدالله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب، عن عبد الله بن عباس عن على بن ابى طالب الله قال لما انزلت هذه الآية و انذر عشيرتك الأقربين على رسول الله دعانى فقال يا على ان الله امرنى ان انذر عشيرتك الأقربين.

فضقت بذلك ذرعا و علمت انى متى اباديهم بهذا الأمر ارى منهم ما اکره فصمت حتى جاءني جبرئيل فقال: يا محمد انك ان لم تفعل ما أمرت به

ص: 193

يعذبك ربّك فاصنع لنا صاعا من طعام و اجعل عليه رجل شاة و املاً لنا عسّا من لبن ثم اجمع بنى عبد المطلب حتى اكلمهم و ابلغهم ما امرت به ففعلت ما امرنی به ثم دعوتهم و هم يومئذ اربعون رجلا يزيدون رجلا أو ينقصونه و فيهم اعمامه ابو طالب و حمزه و العباس و ابولهب، فلما اجتمعوا اليه دعانى بالطعام الذي صنعت لهم فجئت به فلما وضعته تناول رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) بضعة من اللحم فشقها بأسنانه.

ثم القاها فى نواحى الصحفة. ثم قال: خذوا بسم الله فأكل القوم حتى ما لهم بشيء حاجة و ما أرى إلا موضع أيديهم، وايم الله الذي نفس على بيده؛ و ان كان الرجل الواحد منهم ليأكل ما قدمت لجميعهم ثم قال اسق القوم يا على فجئتهم بذلك العس، فشربوا منه حتى رووا جميعا، وايم الله ان كان الرجل منهم ليشرب مثله، فلما اراد رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)ان يكلمهم بدره ابو لهب الى الكلام.

فقال لهد ما سحركم صاحبكم فتفرق القوم و لم يكلّمهم رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم): فقال الغد يا على انّ هذا الرجل سبقني إلى ما سمعت من القول فتفرق القوم قبل أن أكلمهم، فعد لنا من الطعام بمثل ما صنعت ثم اجمعهم الي.

قال: ففعلت ثم جمعتهم، ثم دعاني بالطعام فقربته لهم، ففعل كما فعل بالأمس فأكلوا حتى ما لهم به من حاجة ثم قال: اسقهم، فجئتهم بذلك العس، فشربوا حتى رووا منه جميعا . ثم تكلم رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) فقال يا بني عبد المطلب، إني والله ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به إني قد جئتكم بخير الدنيا و الآخرة و قد أمرني الله (عز وجل) أن

ص: 194

أدعوكم إليه..

فأيكم يؤمن بي ويؤازرني على هذا الأمر على ان يكون اخى و وصییی و خلیفتى فيكم فأحجم القوم عنها جميعا و قلت وانى لأحدثهم سنا و ارمصهم عينا و اعظمهم بطنا و احمشهم ساقا انا يا نبي الله أكون وزيرك عليه فأخذ برقبتي، ثم قال: إن هذا أخي و وصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا. قال: فقام القوم يضحكون، و يقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع لابنك و تطيع.

22- حدثني زكريا بن يحيى الضرير، قال: حدثنا عفان بن مسلم قال: حدثنا أبو عوانة عن عثمان بن المغيرة عن أبي صادق عن أبي ربيعة بن ناجد، أن رجلا قال لعلي(عليه السلام) : يا أمير المؤمنين بم ورثت ابن عمك دون عمك ؟ قال على هاؤم ثلاث مرات حتى اشرأب الناس، ونشروا آذانهم. ثم قال جمع رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)أو دعا رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)بني عبد المطلب منهم ،رهطه كلّهم يأكل الجذعة ويشرب الفرق.

قال: فصنع لهم مدا من طعام فأكلوا حتى شبعوا قال و بقي الطعام كما هو كأنه لم يمس. قال: ثم دعا يغمر فشربوا حتى رووا و بقى الشراب كأنه لم يمس و لم يشربوا. قال: ثم قال: يا بني عبد المطلب، إني بعثت إليكم بخاصة و إلى الناس بعامة و قد رأيتم من هذه الأمر ما رأيتم، فأيكم يبايعني على أن يكون أخي و صاحبي و وارثي؟ فلم يقم إليه أحد، فقمت إليه – و كنت أصغر القوم -

فقال: اجلس قال ثم قال ثلاث مرات كل ذلك أقوم إليه، فيقول لي: اجلس حتى كانت الثالثة ضرب بيده على يدي فقال فلذلك ورثت ابن عمي دون عمي.

ص: 195

23- قال ابن الاثير قال جعفر بن عبد الله بن أبي الحكم لما أنزل الله على رسوله: «وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ»، اشتدّ ذلك عليه و ضاق به ذرعاً، فجلس في بيته كالمريض فأتنه عماته يعدنه، فقال: ما اشتكيت شيئاً ولكن الله أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين فقلن له: فادعهم و لا تدع أبا لهب فيهم فإنه غير مجيبك فدعاهم ، فحضروا و معهم نفر من بنى المطلب بن عبد مناف، فكانوا خمسة و أربعين رجلا.

فبادره أبو لهب و قال هؤلاء هم عمومتك و بنو عمَّك فتكلم ودع الصباة، واعلم أنه ليس لقومك في العرب قاطبة طاقة و أن أحق من أخذك فحبسك بنو أبيك، و إن أقمت على ما أنت عليه فهو أيسر عليهم من أن يثب بك بطون قريش و غدّهم العرب، فما رأيت أحداً جاء على بني أبيه بشر مما جئتهم .به فسکت رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) و لم يتكلم في ذلك المجلس.

ثم دعاهم ثانية وقال: الحمد الله، أحمده و أستعينه و أومن به و أتوكل عليه و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ثم قال: إن الرائد لا يكذب أهله، و الله الذى لا إله إلا هو إني رسول الله إليكم خاصة و إلى الناس عامة، والله لتموتن كما تنامون و لتبعثن كما تستيقظون، و لتحاسسين بما تعملون، وإنها الجنة أبداً و النار ابداً.

فقال ابو طالب ما أحب الينا معاونتك و أقبلنا لنصيحتك و أشد تصديقنا لحديثك، و هؤلاء بنو أبيك مجتمعون، و إنما أنا أحدهم، غير أني أسرعهم إلى ما تحب، فامض لما أمرت به فوالله لا أزال أحوطك و أمنعك، غير أن نفسى لا تطاوعنى على فراق دين عبد المطلب.

فقال أبو لهب هذه والله السوأة خذوا على يديه قبل أن يأخذ غيركم. فقال أبو طالب والله لنمنعنه ما يقينا.

ص: 196

و قال علي بن أبي طالب(عليه السلام): لما نزلت:«وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ» دعائى النبي فقال يا علي إن الله أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين، فضقت ذرعا، و علمت أني متى أبادرهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره فصمت عليه حتى جاءني جبرئيل فقال: يا محمد إلا تفعل ما تؤمر به بعذبك ربك. فاصنع لنا صاعا من طعام، و اجعل عليه رجل شاة، و املأ لنا عسا من لبن، ثم اجمع لي بني عبد المطلب حتى أكلمهم و أبلغهم ما أمرت به.

ففعلت ما أمرني به ثم دعوتهم و هم يومئذ أربعون رجلا يزيدون رجلا أو ينقصونه فيهم أعمامه أبو طالب و حمزة و العباس و أبو لهب. فلمّا اجتمعوا إليه دعاني بالطعام الذي صنعته لهم. فلما وضعته تناول رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) حزة من اللحم، فشقها بأسنانه، ثم ألقاها في نواحي الصحفة.

ثم قال: خذوا بسم الله، فأكل القوم حتى ما لهم بشيء من حاجة، و ما أرى إلا مواضع أيديهم، و ايم الله الذي نفس علي بيده إن كان الرجل الواحد منهم ليأكل ما قدمت لجميعهم ثم قال: اسق القوم، فجئتهم بذلك العس.

فشربوا حتى رووا جميعا، وايم الله إن كان الرجل الواحد ليشرب مثله فلما أراد رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)أن يكلمهم بدره أبو لهب إلى الكلام فقال: لهد ما سحركم صاحبكم فتفرق القوم، و لم يكلمهم (صلی الله علیه وآله وسلم). فقال : الغد يا علي إن هذا الرجل سبقني إلى ما سمعت من القول، فتفرقوا قبل أن أكلمهم، فعد لنا لنا من من الطعام بمثل ما صنعت ثم اجمعهم إلي.

ففعل كما فعل بالأمس، فأكلوا وسقيتهم ذلك العس، فشربوا حتى رووا منه جميعا و شبعوا. ثم تكلم رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)فقال يا بني عبد المطلب، إنّي و الله ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به، إني قد

ص: 197

جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله تعالى أن أدعوكم إليه، فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي و وصيي و خليفتي فيكم.

فأحجم القوم عنها جميعا. و قلتُ، و إني لأحدثهم سنا، و أرمصهم عينا، وأعظمهم بطنا و أحمشهم ساقا. أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه. فأخذ برقبتي، ثم قال: إن هذا أخي و وصبي و خليفتي فيكم، فاسمعوا له و أطيعوا. قال: فقام القوم يضحكون، فيقولون لأبي طالب قد أمرك أن تسمع لابنك و تطيع.

24 - قال الآلوسي في كيفية الانذار اخبار كثيرة منها ما اخرجه البخاري عن ابن عباس رضى الله تعالى عنه قال: لما نزلت «وَ أَنذِرْ عَشيرَتَكَ الْأَقْرَبينَ» صعد النبي (صلی الله علیه وآله وسلم)على الصفا فجعل ينادى يا بني فهر يا بنى عدى لبطون قريش حتى اجتمعوا فجعل الرجل اذا لم يستطع ان يخرج أرسل رسولا لينظر ما هو فجاء أبو لهب و قريش فقال أرأيتكم لو أخبرتكم ان خيلا بالوادى تريد أن تغير عليكم أكننم مصدقى قالوا نعم ما جر بنا عليك الاصدقا. قال فانى نذير لكم بين يدى عذاب شديد.

فقال: أبو لهب تبالك سائر اليوم ألهذا جمعنا فنزلت تبت يدا أبي لهب و تب ما أغنى عنه ماله و ما كسب و منها ما اخرجه أحمد و جماعة عن أبى هريرة قال لما نزلت و أنذر عشيرتك الأقربين دعا رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) قريشا و عم و خص فقال يا معشر قريش أنقذوا أنفسكم من النار فانى لا أملك لكم ضرا و لا نفعا يا معشر بني كعب بن لؤي أنقذوا أنفسكم من النار فاني لا أملك لكم ضرا و لا نفعا يا معشر بنى قصى أنقذوا أنفسكم من النار فاني لا أملك لكم ضرا و لا نفعا. يا معشر بني عبد مناف أنقذوا أنفسكم من النار فانى لا أملك لكم

ص: 198

ضرا و لا نفعا يا بني عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار فانى لا املك لكم ضرا و لا نفعا يا فاطمة بنت محمد انقذى نفسك من النار فانى لا أملك لك ضرا ولا نفعا الا ان لكم رحما وسأبلها ببلالها.

و جاء في بعض الروايات انه(صلی الله علیه وآله وسلم) لما نزلت الآية جمع عليه عليه الصلاة و السلام بنى هاشم فأجلسهم على الباب و جمع نساءه و أهله فأجلسهم في البيت ثم اطلع عليهم فانذرهم.

25- و جاء في بعض آخر منها انه عليه الصلاة و السلام أمر عليها الا أن يصنع طعاما و يجمع له بنى عبد المطلب ففعل و جمعهم و هم يومئذ أربعون رجلا فبعد أن أكلوا أراد(صلی الله علیه وآله وسلم) أن يكلمهم بدره أبو لهب الى الكلام فقال لقد سحركم صاحبكم فتفرقوا ثم دعاهم من الغد على مثل ذلك من الطعام والشراب ثم بدرهم بالكلام فقال يا بني عبد المطلب انى انا النذير إليكم من الله و البشير قد جئتكم بما لم يجئ به احد جئتكم بالدنيا و الاخرة فأسلموا تسلموا وأطيعوا تهتدوا إلى غير ذلك من الاخبار و الروايات.

26 - ابراهيم بن محمد الجوينى أخبرني الشيخ مجد الذين محمد بن يحيى بن الحسين الكرجي بقرائتى عليه في داره بقزوين و أنبأنى الشيخ الشريف بهاء الدين أبو محمد الحسن بن الشريف مودود بن الحسن ابن يحى الحسنى العلوى التبريزي بروايتهما عن المؤيد بن محمد الطوسي إجازة قال: أنبانا جدّي لأمّى أبو العباس محمد بن العباس العصاري.

أنبأنا القاضي أبو سعيد محمد بن سعيد، أنبأنا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي قال: أخبرني الحسين بن محمد بن محمد بن الحسين، حدثني موسى بن محمد بن علي بن عبد الله، أنبأنا الحسن بن علي بن شبيب

ص: 199

المعمري، حدثني عباد بن يعقوب، أنبأنا علي بن هاشم عن صباح ابن يحيى المزني عن زكريا بن ميسرة:

عن أبي إسحاق، عن البراء قال: لما نزلت: «وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ» جمع رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)بني عبد المطلب و هم يومئذ أربعون رجلا الرجل منهم يأكل المسنة و يشرب العس فأمر عليا الا برجل شاة فأدمها ثم قال: ادنوا بسم الله. فدنا القوم عشرة عشرة فأكلوا حتى صدروا ثم دعا بقعب من لبن فجرع منه جرعة ثم قال لهم: اشربوا بسم الله. فشربوا حتى رووا فبدرهم أبو لهب فقال: هذا ما سحركم به الرجل.

فسكت النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)يومئذ و لم يتكلم ثم دعاهم من الغد على مثل ذلک من الطعام والشراب ثم أنذرهم رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)فقال يا بني عبد المطلب إني أنا النذير لكم من الله عز و جل و البشير لما يجئيى به أحد، جئتكم بالدنيا والاخرة فأسلموا و أطيعوني تهتدوا، من يؤاخيني و يؤازرني و يكون وليي و وصيي وخليفتي في أهلي و يقضي ديني؟ فسكت القوم فأعادها ثلاثا كل ذلك يسكت القوم ويقول علي الله : أنا. فقال: أنت فقام القوم و هم يقولون لأبي طالب أطع ابنك فقد أمره عليك.

27 - الحافظ ابن عساكر: أخبرنا الأعز التركي أنبأنا الحسن بن علي أنبأنا علي بن محمد بن أحمد أنبأنا محمد بن إبراهيم بن أبان السراج، أنبأنا يحيى بن عبد الحميد الحماني أنبأنا شريك، عن الأعمش عن المنهال بن عمرو، عن عباد بن عبدالله الأسدي: عن علي بن أبي طالب قال:

لما نزلت: «وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ» دعا رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) رجالاً من أهل بيته - إن كان الرهط منهم لآكل الجذعة، و إن كان لشارب فرقاً - فقدم إليهم يعنى رجل شاة فأكلوا حتى شبعوا ثم قال: علي يقضى ديني و

ص: 200

ينجز موعدي.

28 - عنه أخبرنا أبو البركات عمر بن إبراهيم الزيدي العلوي بالكوفة، أنبأنا أبو الفرج محمد بن أحمد بن علان الشاهد، أنبأنا محمد بن جعفر بن محمد بن الحسين، أنبأنا أبو عبدالله محمد بن القاسم بن زكريا المحاربي أنبأنا عباد بن يعقوب، أنبأنا عبدالله بن عبدالقدوس، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو عن عباد بن عبدالله عن علي بن أبي طالب قال:

لما نزلت: «وَ أَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ» قال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) : يا علي اصنع لي رجل شاة بصاع من طعام و أعد قعباً من لبن – و كان الق-عب قدرري رجل – قال: ففعلت فقال لي رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم): يا علي اجمع بنى هاشم و هم يومئذ أربعون رجلاً أو أربعون غير رجل فدعا رسول الله فوضعه بينهم فأكلوا حتى شبعوا و إن الرجل منهم لمن يأكل الجذعة بإدامها، ثم تناولوا القدح فشربوا حتى رووا و بقي فيه عامته، فقال :بعضهم ما رأينا كاليوم في السحر !!! يقولون إنه أبو لهب :

ثم قال يا علي اصنع رجل شاة بصاع من طعام و أعد قعباً من لبن. قال: ففعلت فجمعهم فأكلوا مثل ما أكلوا بالمرة الأول و شربوا مثل المرّة الأولى و فضل منه ما فضل المرة الأولى فقال بعضهم: ما رأينا كاليوم في السحر !!! فقال الثالثة اصنع رجل شاة بصاع من طعام و أعد يقعب من لبن. اجمع بني هاشم فجمعتهم فأكلوا و شربوا فيدرهم رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) بالكلام.

الله فقال: أيّكم يقضي دينى و يكون خليفتي و وصبي من بعدي؟ قال: فسكت العباس مخافة ان يحيط ذلك بماله، فأعاد رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) الكلام على القوم و سكت العباس مخافة أن يحيط ذلك بماله، فأعاد رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) الكلام الثالثة قال و إني يومئذ لأسوأهم هيئة إني يومئذ أحمش

ص: 201

الساقين أعمش العينين ضخم البطن، فقلت أنا يا رسول الله قال: انت يا علي أنت يا علي.

29 - عنه أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه أنبأنا عبدالله بن أحمد أنبأنا أبو الحسن علي بن موسى بن السمسار، أنبأنا محمد بن يوسف، أنبأنا أحمد بن الفضل الطبري أنبأنا أحمد بن حسين أنبأنا عبدالعزيز بن أحمد بن يحيي الجلودي البصري أنبأنا محمد بن زكريا الغلابي أنبأنا محمد بن عباد بن آدم، أنبأنا نصر بن سليمان، أنبأنا محمد بن إسحاق، عن عبد الغفار بن القاسم، عن المنهال بن عمرو:

عن عبدالله بن الحرث بن عبد المطلب، عن عبدالله بن عباس عن علي ابن أبي طالب قال: قال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) لما نزلت هذه الآية: «وَ أَنذِرْ عَشيرَتَكَ الْأَقْرَبينَ» فضقت بذلك ذرعا و عرفت أني متى أناديهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره، فصمت عنها جاء جبرئيل فقال: يا محمد إنك إن لم تفعل ما تؤمر به سيعذبك ربك.

فقال لي يا علي فاصنع لنا صاعا من طعام، و اجعل عليه رجل شاة و املأ لنا عشا من لبن، ثم اجمع لي بني عبد المطلب حتى أبلغهم. فصنع كذا لهم الطعام و حضروا فأكلوا وشبعوا و بق الطعام بحاله قال ثم تكلّم رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) فقال : يا بني عبد المطلب.

إني و الله ما أعلم شاباً من العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به، إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة و إن ربي أمرني أن أدعوكم إليه، فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على ان يكون أخي و وصبي و خليفتي فيكم؟

فأحجم القوم عنها جميعا. و إني لأحدثهم سنا فقلت: أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه. فأخذ برقبيي ثم قال: هذا أخي و وصيي و وخليفتي

ص: 202

فيكم، فاسمعوا له وأطيعوه. فقام القوم يضحكون، و يقولون لأبي طالب قد أمرك أن تسمع لعلي و تطيع.

30 -عنه قال أنبأنا محمد بن يوسف، أنبأنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن عبد الله بن علي بن عبيد الله بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، أنبأنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني أنبأنا أبو الحسن أحمد بن يعقوب الجعني أنبأنا علي بن الحسن بن الحسين أنبأنا إسماعيل بن محمد بن عبدالله بن على بن الحسين بن علي حدثني إسماعيل بن الحكم الرافعي:

عن عبد الله بن عبد الله بن أبي رافع عن أبيه، قال: قال أبو رافع: جمع رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)ولد عبد المطلب و هم يومئذ أربعون رجلا، و إن كان منهم لمن يأكل الجذعة و يشرب الفرق من اللبن فقال لهم: يا بني عبدالمطلب إن الله لم يبعث نبيا إلا جعل له من أهله أخا و وزيرا و وارثا و وصيا و منجزاً العداته و قاضياً لدينه، فمن منكم يبايعنى على أن يكون أخي و وزيري منجز عداتي و قاضي ديني؟

فقام إليه علي بن ابيطالب(عليه السلام)و هو يومئذ أصغر هم فقال له: اجلس و قدّم إليهم الجذعة و الفرق من اللبن فصدروا عنه حتى أنهلهم و فضل منه فضلة، فلمّا كان في اليوم الثاني أعاد عليهم القول ثم قال: يا بني عبد المطلب كونوا في الإسلام رؤسا ولا تكونوا أذنابا فمن منكم يبايعني على أن يكون أخى و وزيري و وصيي و قاضي ديني و منجز عداتي؟

فقام إليه علي بن ابيطالب فقال: اجلس فلما كان في اليوم الثالث أعاد إليهم القول، فقام إليه علي بن ابيطالب، فبايعه بينهم فتفل في فيه. فقال أبو لهب: بئس ماجزيت به ابن عمّك إذ أجابك إلى ما دعوته إليه ملأت

ص: 203

فاه بصاقا.

31 - عنه أخبرنا أبو عبدالله محمد بن إبراهيم بن جعفر، أنبأنا أبو الفضل أحمد بن عبدالمنعم بن أحمد بن بندار، أنبأنا أبو الحسن العتيق أنبأنا أبو الحسن الدار قطني أنبأنا أحمد بن محمد بن سعيد أنبأنا جعفر بن عبدالله ابن جعفر المحمدي أنبأنا عمر بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب، عن أبيه عن علي بن الحسين، عن أبي رافع.

قال كنت قاعداً بعد ما بايع الناس أبابكر، فسمعت أبا بكر يقول للعباس: أنشدك الله هل تعلم أن رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)جمع بني عبد المطلب و أولادهم و أنت فيهم و جمعكم دون قريش فقال: يا بني عبد المطلب إنه لم يبعث نبيا إلا جعل له من أهله أخا و وزيرا و خليفة فى أهله.

فنكم يبايعني علي أن يكون أخي و وزيري و وصيي و خليفتي في أهلي. فلم يقم منكم أحد فقال: يا بني عبد المطلب كونوا في الإسلام رؤسا و لا تكونوا أذنابا، و الله ليقومن قائمكم أو لتكونن في غيركم ثم لتندمن فقام علی(عليه السلام) من بينكم فبايعه على ما شرط له و دعاه إليه، أتعلم هذا له من رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) ؟ قال : نعم.

المنابع:

(1) تفسير القمي: 12/2، (2) علل الشرايع: 163/1، (3) الارشاد: 4 - 21 (4) امالى الطوسي 194/2 ، (5) التبيان: 67/8، ، (6) اعلام الورى : 167 ، (7) مجمع البيان: 206/7، (8) تفسیر فرات: 108 (9) بحار الانوار: 214/18 (10) اثبات الوصية: 115 ، (11) تاريخ ،

205

ص: 204

الطبرى: 319/22 - 320 ،(12) كامل التواريخ: 61/2، تفسير الآلوسي: 122/19 (13) فرائد السمطين: 851 (14) ترجمة الامام أمير المؤمنين: 68/1 ، الى91.

ص: 205

8- باب مصاحبة مع النبي(عليه السلام)

1 - في البحار عن الصدوق: أبي عن سعد عن ابن عيسى عن علي ابن الحكم عن ابن عميرة عن داود بن يزيد عن أبي عبد الله(عليه السلام)قال كان على(عليه السلام) مع رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)في غيبته لم يعلم بها أحد.

2- عنه ابن الوليد عن سعد و الصفار معا عن ابن أبي الخطاب و اليقطيني معا. عن صفوان عن ابن مسكان عن محمد الحلبي عن أبي عبد الله(عليه السلام)قال اكتتم رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) بمكة مختفيا خائفا خمس سنين ليس يظهر أمره و علي (عليه السلام)اكتتم معه و خديجة(عليها السلام) ثم أمره الله أن يصدع بما أمر به فظهر رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)وأظهر أمره.

3- عنه أبي و ابن الوليد معا عن سعد عن ابن أبي الخطاب و محمد ابن عيسى معا عن ابن أبي عمير عن جميل بن دراج عن محمد بن مسلم قال قال أبو جعفر(عليه السلام) ما أجاب رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) أحد قبل علي بن أبي طالب و خديجة صلوات الله عليهما و لقد مكث رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) بمكة ثلاث سنين مختفيا خائفا يترقب ويخاف قومه و الناس.

4- ابن أبى الحديد قال الطبري في التاريخ قال لما مات أبو طالب بمكة طمعت قريش في رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)و نالت منه ما لم تكن تناله في حياة

ص: 206

الطائف

أبي طالب فخرج من مكة خائفا على نفسه مهاجرا إلى ربه يوم راجيا أن يدعو أهلها إلى الإسلام فيجيبوه وذلك في شوال من سنة عشر من النبوة.

فأقام بالطائف عشرة أيام وقيل شهرا لا يدع أحدا من أشراف ثقيف إلا جاءه و كلمه فلم يجيبوه و أشاروا عليه أن يخرج عن أرضهم و يلحق بمجاهل الأرض و بحيث لا يعرف و أغروا به سفهاءهم فرموه بالحجارة حتى إن رجليه لتدميان فكان معه زيد بن حارثة فكان يقيه بنفسه حتى لقد شج في رأسه.

و الشيعة تروي أن علي بن أبي طالب كان معه أيضا في هجرة الطائف فانصرف رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)عن ثقيف و هو محزون بعد أن مشى إلى عبد یالیل و مسعود و حبيب ابني عمرو بن عمير و هم يومئذ سادة ثقيف فجلس إليهم و دعاهم إلى الله و إلى نصرته و القيام معه على قومه فقال له أحدهم أنا أمرط بباب الكعبة إن كان الله أرسلك و قال الآخر أ ما وجد الله أحدا أرسله غيرك و قال الثالث.

و الله لا أكلمك كلمة أبدا لئن كنت رسولا من الله كما تقول لأنت أعظم خطرا من أن أرد عليك الكلام و لئن كنت كاذبا على الله ما ينبغي أن أكلمك فقام رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)من عندهم و قد يئس من خير ثقيف واجتمع عليه صبيانهم و سفهاؤهم و صاحوا به و سبوه و طردوه حتى اجتمع عليه الناس يعجبون منه و ألجئوه بالحجارة و الطرد و الشتم إلى حائط العتبة بن ربيعة و شيبة بن ربيعة و هما يومئذ في الحائط فلما دخل الحائط رجع عنه سفهاء ثقيف فعمد إلى ظل حبلة منه فجلس فيه و ابنا ربيعة ينظران و يريان ما لقي من سفهاء ثقيف.

ص: 207

5- عنه قال: إن النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) هاجر عن مكة مرارا يطوف على أحياء العرب و ينتقل من أرض قوم إلى غيرها و كان علي(عليه السلام) معه دون غيره. أما هجرته إلى بني شيبان فما اختلف أحد من أهل السيرة أن عليا(عليه السلام) كان معه هو و أبو بكر و أنهم غابوا عن مكة ثلاثة عشر يوما و عادوا إليها لما لم يجدوا عند بني شيبان ما أرادوه من النصرة.

6 -عنه روى المدائني في كتاب الأمثال عن المفضل الضبي أن رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)لما خرج عن مكة يعرض نفسه على قبائل العرب خرج إلى ربيعة و معه علي(عليه السلام)و أبو بكر فدفعوا إلى مجلس من مجالس العرب فتقدم أبو بكر و كان نسابة فسلم فردوا عليه فقال ممن القوم قالوا من ربيعة قال أمن هامتها أم من لهازمها قالوا من هامتها العظمى.

فقال من أي هامتها العظمى أنتم قالوا من ذهل الأكبر قال أ فمنكم عوف الذي يقال له لا حر بوادي عوف قالوا لا قال أ فمنكم بسطام ذو اللواء و منتهى الأحياء قالوا لا قال أفمنكم جساس حامي الذمار و مانع الجار قالوا لا قال أ فمنكم الحوفزان قاتل الملوك و سالبها أنفسها.

قالوا لا قال أ فمنكم المزدلف صاحب العمامة الفردة قالوا لا قال أ فأنتم أخوال الملوك من كندة قالوا لا قال فلستم إذن ذهلا الأكبر أنتم ذهل الأصغر فقام إليه غلام قد بقل وجهه اسمه دغفل فقال:

إن على سائلنا أن نسأله*** و العبء لا تعرفه أو تحمله

يا هذا إنك قد سألتنا فأجبناك و لم نكتمك شيئا فمن الرجل قال من قريش قال بخ بخ أهل الشرف و الرئاسة فمن أي قريش أنت قال من تيم بن مرة قال أمكنت و الله الرامى من الثغرة أمنكم قصي بن كلاب الذي جمع القبائل من فهر فكان يدعى مجمعا قال لا قال أ فمنكم هاشم الذي

ص: 208

هشم لقومه الثريد قال لا قال أ فمنكم شيبة الحمد مطعم طير السماء قال لا .

قال أ فمن المفيضين بالناس أنت قال لا قال أ فمن أهل الندوة أنت قال لا قال أ فمن أهل الرفادة أنت قال لا قال أ فمن أهل الحجابة أنت قال لا قال أ فمن أهل السقاية قال لا قال فاجتذب أبو بكر زمام ناقته و رجع إلى رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)هاربا من الغلام فقال دغفل.

صادف درء السيل درء يصدعه

أما والله لو ثبت لأخبرتك أنك من زمعات قريش فتبسم رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم): و قال علي الا لأبي بكر لقد وقعت يا أبا بكر من الأعرابي على باقعة ؛ قال أجل إن لكل طامة طامة والبلاء موكل بالمنطق فذهبت مثلا.

المنابع:

(1) بحار الانوار: 176/18 - 177 - 178

(2) شرح نهج البلاغة: 4 / 126 و 96/14 - 97

ص: 209

9 -باب مبيته على فراش النبي (عليه السلام)

1 -علي بن إبراهيم في قوله «وَ إِذْ يَمكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَ يَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ»، فإنها نزلت بمكة قبل الهجرة و كان سبب نزولها أنه لما أظهر رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)الدعوة بمكة قدمت عليه الأوس والخزرج، فقال لهم رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)تمنعوني و تكونون لي جاراً حتى أتلو عليكم كتاب ربي و ثوابكم على الله الجنة؟

فقالوا نعم خذ لربك و لنفسك ما شئت فقال لهم موعدكم العقبة في الليلة الوسطى من ليالي التشريق فحجوا و رجعوا إلى منى و كان فيهم ممن قد حج بشر كثير، فلما كان اليوم الثاني من أيام التشريق قال لهم رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) إذا كان الليل فاحضروا دار عبد المطلب على العقبة و لاتنبهوا نائما و لينسل واحد فواحد

فجاء سبعون رجلا من الأوس والخزرج فدخلوا الدار، فقال لهم رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)تمنعوني و تجيروني حتى أتلو عليكم كتاب ربي و ثوابكم على الله الجنة فقال سعد بن زرارة و البراء بن معرور و عبد الله بن حزام نعم يا رسول الله اشترط لربك و لنفسك ما شئت،

فقال أما ما أشترط لربي فأن تعبدوه و لا تشركوا به شيئا و أشترط

ص: 210

لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون أنفسكم وتمنعوا أهلي مما تمنعون أهاليكم و أولادكم، فقالوا و ما لنا على ذلك؟ فقال الجنة في الآخرة و تملكون العرب و تدين لكم العجم في الدنيا،

فقالوا قد رضينا، فقال أخرجوا إلي منكم اثني عشر نقيبا يكونون شهداء عليكم بذلك كما أخذ موسى من بني إسرائيل اثني عشر نقيبا فأشار إليهم جبرئيل فقال هذا نقيب هذا نقيب تسعة من الخزرج وثلاثة من الأوس فمن الخزرج سعد بن زرارة و البراء بن معرور و عبد الله بن حزام و أبو جابر بن عبد الله و رافع بن مالك و سعد بن عبادة و المنذر بن عمر و عبد الله بن رواحة و سعد بن الربيع و عبادة بن الصامت و من الأوس أبو الهشيم بن التيهان و هو من اليمن و أسد بن حصين و سعد بن خثيمة،

فلما اجتمعوا و بايعوا رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)صاح إبليس يا معشر قريش و العرب هذا محمد و الصباة من أهل يثرب على جمرة العقبة يبايعونه على حربكم فأسمع أهل منى و هاجت قريش فأقبلوا بالسلاح و سمع رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)النداء فقال للأنصار تفرقوا فقالوا يا رسول الله إن أمرتنا أن نميل عليهم باسیافنا فعلنا فقال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) لم أومر بذلك ولم يأذن الله لي في محاربتهم، قالوا أفتخرج معنا قال أنتظر أمر الله.

فجاءت قريش على بكرة أبيها قد أخذوا السلاح، وخرج حمزة و أمير المؤمنين (عليه السلام)و معهما السيوف فوقفا على العقبة فلما نظرت قريش إليهما قالوا ما هذا الذي اجتمعتم له فقال حمزة ما اجتمعنا و ما هاهنا أحد والله لا يجوز هذه العقبة أحد إلا ضربته بسيفي فرجعوا إلى مكة و قالوا لا نأمن من أن يفسد أمرنا و يدخل واحد من مشايخ قريش في دين محمد(صلی الله علیه وآله وسلم)،فاجتمعوا في الندوة و كان لايدخل دار الندوة إلا من قد أتى عليه

ص: 211

أربعون سنة، فدخلوا أربعون رجلا من مشايخ قريش، و جاء إبليس لعنه الله في صورة شيخ كبير فقال له البواب من أنت فقال أنا شيخ من أهل نجد لا يعدمكم مني رأي صائب إني حيث بلغني اجتماعكم في أمر هذا الرجل فجئت لأشير عليكم، فقال الرجل ادخل فدخل إبليس.

فلما أخذوا مجلسهم قال أبو جهل يا معشر قريش إنه لم يكن أحد من العرب أعز منا نحن أهل الله تغدو إلينا العرب في السنة مرتين و يكرموننا و نحن في حرم الله لا يطمع فينا طامع فلم نزل كذلك حتى نشأ فينا محمد بن الله فكنا نسميه الأمين لصلاحه و سكونه و صدق لهجته حتى إذا بلغ ما بلغ و أكرمناه ادعى أنه رسول الله الله (صلی الله علیه وآله وسلم)هو أن أخبار السماء تأتيه فسفه أحلامنا و سب آلهتنا و أفسد شبابنا و فرق جماعتنا و زعم أنه من مات من أسلافنا ففي النار فلم يرد علينا شيء أعظم من هذا و قد رأيت فيه رأيا قالوا و ما رأيت؟

قال رأيت أن ندس إليه رجلا منا ليقتله فإن طلبت بنو هاشم بدمه أعطيناهم عشر ،ديات، فقال الخبيث هذا رأي خبيث قالوا و كيف ذلك قال لأن قاتل محمد مقتول لا محالة فمن ذا الذي يبذل نفسه للقتل منكم فإنه إذا قتل محمد تغضب بنو هاشم و حلفاؤهم من خزاعة و أن بني هاشم لا ترضى أن يمشي قاتل محمد على الأرض فيقع بينكم الحروب في حرمكم و تتفانوا.

فقال آخر منهم فعندي رأي آخر قال و ما هو قال نثبته في بيت و نلقي إليه قوته حتى يأتي عليه ريب المنون فيموت كما مات زهير و النابغة و إمرؤ القيس فقال إبليس هذا أخبث من الآخر. قال وكيف ذلك قال لأن بني هاشم لا ترضى بذلك، فإذا جاء موسم من مواسم العرب استغاثوا بهم

ص: 212

و اجتمعوا عليكم فأخرجوه، قال آخر منهم لا و لكنا نخرجه من بلادنا و تتفرغ نحن لعبادة آلهتنا،

قال إبليس هذا أخبث من الرأيين المتقدمين قالوا و كيف ذاك قال لأنكم تعمدون إلى أصبح الناس وجها و أنطق الناس لسانا و أفصحهم لهجة فتحملونه إلى وادي العرب فيخدعهم و يسحرهم بلسانه فلا يفجأكم إلا و قد ملأها عليكم خيلا و رجلا فبقوا حائرين ثم قالوا لإبليس فما الرأي فيه يا شيخ قال ما فيه إلا رأي واحد ،

قالوا و ما هو قال يجتمع من كل بطن من بطون قريش واحد و يكون معهم من بني هاشم ،رجل، فيأخذون سكينة أو حديدة أو سيفا فيدخلون عليه فيضربونه كلهم ضربة واحدة حتى يتفرق دمه في قريش كلها، فلا يستطيع بنو هاشم أن يطلبوا بدمه وقد شاركوا فيه فإن سألوكم أن تعطوا الدية فأعطوهم ثلاث ديات فقالوا نعم و عشر ديات،

ثم قالوا الرأي رأي الشيخ النجدي، فاجتمعوا و دخل معهم في ذلك أبو لهب عم النبي، و نزل جبرئيل(عليه السلام)على رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)و أخبره أن قريشا قد اجتمعت في دارالندوة يدبرون عليك و أنزل عليه في ذلك «وَ إِذْ يَمكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُنْبِتُوكَ أَوْ

يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَ يَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَ اللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ».

و اجتمعت قريش أن يدخلوا عليه ليلا فيقتلوه و خرجوا إلى المسجد يصفرون و يصفقون ويطوفون بالبيت فأنزل الله «وَ ما كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلّا مُكَاءً وَ تَصْدِيَةً» فالمكاء التصفير والتصدية صفق اليدين و هذه الآية معطوفة على قوله «وَ إِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا» و قد كتبت بعد آيات كثيرة.

ص: 213

فلما أمسى رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)جاءت قريش ليدخلوا عليه فقال أبو لهب لا أدعكم أن تدخلوا عليه بالليل فإن في الدار صبيانا و نساء ولا نأمن أن تقع بهم يد خاطئة فنحرسه الليلة، فإذا أصبحنا دخلنا عليه، فناموا حول حجرة رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)و أمر رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)أن يفرش له ففرش له فقال لعلي بن أبي طالب أفدني بنفسك،

قال نعم يا رسول الله قال تم على فراشي و التحف ببردتي فنام علي على فراش رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)و التحف ببردته و جاء جبرئيل فأخذ بيد رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)فأخرجه على قریش و هم نيام و هو يقرأ عليهم «وَ جَعَلْنَا الله مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ» و قال له جبرئيل خذ على طريق ثور، و هو جبل على طريق منی له سنام سنام الثور، فدخل الغار و كان من أمره ما كان.

فلما أصبحت قريش و أتوا إلى الحجرة و قصدوا الفراش، فوثب علي في وجوههم، فقال ما شأنكم قالوا له أين محمد قال أجعلتموني عليه رقيبا ألستم قلتم نخرجه من بلادنا، فقد خرج عنكم.

2 -روى العياشي: عن جابر عن أبي جعفر(عليه السلام) قال أما قوله «وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ وَ اللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبَادِ» فإنها أنزلت في علي بن أبي طالب(عليه السلام)حين بذل نفسه الله و لرسوله ليلة اضطجع على فراش رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) لما طلبته كفار قريش.

3- عنه عن ابن عباس قال شرى علي(عليه السلام)بنفسه، لبس ثوب النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)ثم نام مكانه فكان المشركون يرمون رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)قال فجاء أبو بكر و علي(عليه السلام)نائم و أبو بكر يحسب أنه نبي الله، فقال أين نبي الله فقال علي إن نبي الله قد انطلق نحو بئر ميمون فأدرك قال فانطلق أبو بكر

ص: 214

فدخل معه الغار و جعل(عليه السلام)يرمي بالحجارة كما كان يرمي رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) و هو يتضور قد لف رأسه فقالوا إنك لكنه كان صاحبك لا يتضور قد استنكرنا ذلك.

4 - عنه عن زرارة و حمران و محمد بن مسلم عن أحدهما أن قريشا اجتمعت فخرجت من كل بطن أناس ثم انطلقوا إلى دار الندوة ليشاوروا فيما يصنعون برسول الله عليه و آله السلام فإذا هم بشيخ قائم على الباب فإذا ذهبوا إليه ليدخلوا قال أدخلوني معكم قالوا و من أنت يا شيخ قال أنا شيخ من بني مضر ، و لي رأي أشير به عليكم فدخلوا و جلسوا و تشاوروا و هو جالس، و أجمعوا أمرهم على أن يخرجوه.

فقال: ليس هذا لكم برأي إن أخرجتموه أجلب عليكم الناس. فقاتلوكم قالوا صدقت ما هذا برأي، ثم تشاوروا فأجمعوا أمرهم على أن يوثقوه، قال هذا ليس بالرأي إن فعلتم هذا و محمد رجل حلو اللسان أفسد عليكم أبناءكم و خدمكم و ما ينفع أحدكم إذا فارقه أخوه وابنه أو امرأته ثم تشاوروا فأجمعوا أمرهم على أن يقتلوه و يخرجون من كل بطن منهم بشاهر فيضربونه بأسيافهم جميعا عند الكعبة ثم قرأ الآية « وَ إِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُنْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ» إلى آخر الآية.

5- قال أبو جعفر الطوسي كان سبب ذلك أنهم تآمروا في دار الندوة، فقال عمرو بن هشام قیدوه تتربصون به ريب المنون و قال البختري: أخرجوه عنكم تستريحوا من أذاه لكم. وقال أبو جهل: ما هذا برأي، و لكن اقتلوه بان يجتمع عليه من كل بطن رجل فيضربونه بأسيافهم ضربة رجل واحد فترضى حينئذ بنو هاشم بالدية.

فصوب إبليس هذا الرأي و خطأ الأولين و زيفها، فأوحى الله تعالى

ص: 215

إلى نبيه (صلی الله علیه وآله وسلم)بذلك فأمره بالخروج، فخرج إلى الغار، في قول ابن عباس، و مجاهد وقتادة، و هو قوله وَ يَمْكُرُونَ وَ يَمْكُرُ اللهُ وَ اللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ» ولا خلاف بين المفسرين أنه بات علي تلك الليلة، و هي الليلة التي أمر النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) بالخروج على فراشه إلى أن أصبح، و كانوا يحرسونه إلى الصباح، و لما طلع الفجر ثاروا اليه فإذا علي قالوا له أين صاحبك؟ قال: لا ، دري، فتركوه و خرجوا في أثره.

6- عنه بإسناده: أخبرنا أبو عمر قال أخبرنا أحمد، قال حدثنا الحسين بن عبدالرحمن بن محمد الأزدي، قال حدثنا أبي، قال حدثنا عبد النور بن عبد الله بن المغيرة القرشي، عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد، عن ابن عباس قال بات علي(عليه السلام)ليلة خرج رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) إلى المشركين على فراشه ليعمي على قريش، و فيه نزلت هذه «وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ».

7-الشيخ الإمام المفيد أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال: أخبرنا الشيخ السعيد الوالد أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي رضى الله عنه بالمشهد المقدس بالغري على ساكنه السلام في شعبان سنة ست و خمسين و أربعمائة عن أبى المفضل قال: أخبرنا جماعة منهم الحسين بن عبيد الله، و أحمد بن عبدون، و أبو طالب بن عرفة، و أبو الحسن الصقال، و أبو على الحسن بن إسماعيل بن أشناس، قالوا:

حدثنا أبو المفضل محمد بن عبد بن المطلب الشيباني، قال حدثنا أحمد ابن سفيان بن العباس النحوي، قال حدثنا أحمد العباس النحوي، قال حدثنا أحمد بن عبيد بن ناصح، قال حدثنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي قاضي الشرقية، قال حدثني

ص: 216

إبراهيم بن إسماعيل ابن أبي حبيبة، يعني الأشهلي، عن داود بن الحصين، عن أبي غطفان، عن ابن عباس قال اجتمع المشركون في دار الندوة ليتشاوروا في أمر رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) ،

فأتى جبرئيل(عليه السلام)رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) و أخبره الخبر، وأمره أن لا ينام في مضجعه تلك الليلة، فلما أراد رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) المبيت أمر عليا(عليه السلام)أن يبيت في مضجعه تلك الليلة، فبات علي(عليه السلام) و تغشى ببرد أخضر حضرمي كان رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)ينام فيه، و جعل السيف إلى جنبه، فلما اجتمع أولئك النفر من قريش يطوفون ويرصدونه و يريدون قتله،

فخرج رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)و هم جلوس على الباب، عددهم خمسة و عشرون رجلا، فأخذ حفنة من البطحاء ثم جعل يذرها على رؤوسهم هو يقرأ «يس وَ الْقُرْآنِ الْحَكِيم» حتى بلغ «فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ» فقال لهم قائل ما تنظرون قد والله خبتم و خسرتم والله لقد مر بكم و ما منكم رجل إلا وقد جعل على رأسه ترابا فقالوا والله ما أبصرناه .

قال فأنزل الله(عز وجل)«وَ إِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُنْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَ يَكُرُ اللهُ وَ اللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ».

8 - عنه حدثنا ،جماعة، عن أبي المفضل، قال حدثنا محمد بن أحمد ابن يحيى بن صفوان الإمام بأنطاكية، قال حدثنا محفوظ بن بحر، قال حدثنا الهيثم بن جميل، قال حدثنا قيس بن الربيع، عن حكيم بن جبير، عن علي ابن الحسين (صلوات الله عليه) في قول الله (عز وجل) «وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ». قال نزلت في علي(عليه السلام)حين بات على فراش رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) .

9- عنه أخبرنا ،جماعة، عن أبي المفضل، قال حدثنا أبو عبد الله محمد

ص: 217

بن العباس اليزيدي النحوي، قال حدثنا الخليل بن أسد، أبو الأسود النوشجاني، قال حدثنا أبو زيد سعيد بن أوس، يعني الأنصاري النحوي، قال كان أبو عمرو بن العلاء إذا قرأ «وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضاتِ اللهِ قال كرم الله عليا، فيه نزلت هذه الآية.

10- عنه أخبرنا ،جماعة، عن أبي المفضل، قال حدثنا محمد بن محمد ابن سليمان الباغندي قال حدثنا محمد بن الصباح الجرجرائي، قال حدثنا محمد بن كثير الملائي عن عوف الأعرابي من أهل البصرة، عن الحسن بن أبي الحسن عن أنس بن مالك قال لما توجه رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)إلى الغار و معه أبو بكر ،أمرالنبي (صلی الله علیه وآله وسلم) عليا(عليه السلام)أن ينام على فراشه و يتوشح ببردته. فبات علي(عليه السلام)مواطنا نفسه على القتل و جاءت رجال قريش من بطونها يريدون قتل رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)،

فلما أرادوا أن يضعوا عليه أسيافهم لا يشكون أنه محمد(صلی الله علیه وآله وسلم) ، فقالوا أيقظوه ليجد ألم القتل و يرى السيوف تأخذه، فلما أيقظوه و رأوه عليا(عليه السلام)تركوه و تفرقوا في طلب رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)، فأنزل الله (عز وجل) «وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ وَ اللهُ رَؤُفٌ بِالْعِبَادِ».

11 - عنه أخبرنا ،جماعة قالوا أخبرنا أبو المفضل، قال حدثنا محمد ابن الحسين بن حفص الختعمي، قال حدثنا محمد بن عبيد المحاربي، قال حدثنا أبو يحيى التيمي، عن عبد الله بن جندب بن أبي ثابت، عن أبيه، عن مجاهد، قال فخرت عائشة بأبيها ومكانه مع رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)في الغار،فقال عبد الله بن شداد بن الهاد و أين أنت من علي بن أبي طالب حيث نام في مكانه و هو يرى أنه يقتل فسكتت ولم تحر جوابا.

12 - عنه أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال حدثنا أبو أحمد عبيد

ص: 218

الله بن الحسن بن إبراهيم العلوي النصيبي ببغداد، قال حدثنا محمد بن علي بن حمزة العلوي، قال حدثني أبي، قال حدثنا الحسين بن زيد، عن عبدالله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جده، عن جعدة بن هبيرة، عن أبيه، عن أم هاني بنت أبي طالب، قالت:

لما أمر الله (تعالى) نبيه(صلی الله علیه وآله وسلم) بالهجرة و أنام عليا(عليه السلام) في فراشه و وشحه ببرد له حضرمي، ثم خرج، فإذا وجوه قريش على بابه، فأخذ حفنة من تراب فذرها على رؤسهم فلم يشعر به أحد منهم و دخل علي ،بيتي فلما أصبح أقبل علي و قال ابشري يا أم هانى، فهذا جبرئيل(عليه السلام)يخبرني أن الله (عز وجل) قد أنجى عليا من عدوه.

قالت و خرج رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) مع جناح الصبح إلى غار ثور، و كان فيه ثلاثا، حتى سكن عنه الطلب، ثم أرسل إلى علي(عليه السلام)و أمره بأمره و أداء الامانة.

13- قال الطبرسي: روى السدي عن ابن عباس قال نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب حين هرب النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)عن المشركين إلى الغار و نام علي(عليه السلام)على فراش النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)و نزلت الآية بين مكة والمدينة وروى أنه لما نام على فراشه قام جبرائيل عند رأسه و ميكائيل عند رجليه و جبرائیل ينادي بخ بخ من مثلك يا ابن أبي طالب يباهي الله بك الملائكة.

و قال عكرمة نزلت في أبي ذر الغفاري جندب بن السكن و صهيب ابن سنان لأن أهل أبي ذر أخذوا أبا ذر فانفلت منهم فقدم على النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) فلما رجع مهاجرا أعرضوا عنه فانفلت حتى نزل على النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)و أما صهيب فإنه أخذه المشركون من أهله فافتدى منهم بماله ثم خرج مهاجرا و

14 - روي عن علي(عليه السلام)و ابن عباس أن المراد بالآية الرجل الذي الالالالالالا

ص: 219

يقتل على الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر

15 - قال قتادة نزلت في المهاجرين والأنصار و قال الحسن هي عامة في كل مجاهد في سبيل الله.

16 - عنه روى علي بن هاشم عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده أبي رافع قال كان علي(عليه السلام)يجهز النبي حين كان في الغار يأتيه بالطعام والشراب و استأجر له ثلاث رواحل للنبي و لأبي بكر و لدليلهم و قيل و خلفه النبي يخرج إليه أهله فأخرجهم و أمره أن يؤدي عنه أمانته و وصاياه و ما كان بمؤتمن عليه من ماله فأدى علي(عليه السلام)أمانته كلها و قال له النبي إن قريشا لن يفتقدوني ما رأوك.

فاضطجع على فراش رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)فكانت قريش ترى رجلا على فراش النبي فيقولون هو محمد فحبسهم الله عن طلبه و خرج علي إلى المدينة ماشيا على رجليه فتورمت قدماه فلما قدم المدينة و رآه النبي فاعتنقه و بكى رحمة له مما رأى بقدميه من الورم و أنهما يقطران دما فدعا له بالعافية و مسح رجليه فلم يشتكهما بعد ذلك.

17- قال ابن ورام بات علي بن أبي طالب(عليه السلام)على فراش رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)فأوحى الله إلى جبرئيل و ميكائيل إني آخيت بينكما و جعلت عمر الواحد منكما أطول من عمر الآخر فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة فاختار كلاهما الحياة فأوحى الله عز وجل إليهما أفلا كنتما مثل علي بن أبي طالب(عليه السلام) آخيت بينه و بين محمد(صلی الله علیه وآله وسلم) .

فبات على فراشه يفديه بنفسه فيؤثره بالحياة اهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدوه فكان جبرئيل عند رأسه و ميكائيل عند رجليه وجبرئيل ينادي بخ بخ من مثلك يا ابن أبي طالب يباهي الله بك الملائكة

ص: 220

فأنزل الله تعالى«وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ وَاللهُ رَؤُفٌ بِالْعِبَادِ».

18- قال شاذان بن جبرئيل: قيل لما آخى الله سبحانه و تعالى بين الملائكة آخى بين جبرئیل و میکائیل فقال سبحانه و تعالى إني آخيت بينكما و جعلت عمرأحدكما أطول من عمر الآخر فأيكما يؤثر أخاه بالحياة دون نفسه فاختار كل منهما الحياة.

فقال عز و جل أفلا تكونان مثل علي بن أبي طالب حيث آخيت بينه و بين حبيبي محمد قد آثرته بالحياة على نفسه في هذه الليلة و قد بات على فراشه يفديه بنفسه اهبطا فاحفظاه من عدوه فهبطا إلى الأرض فجلس جبرئيل(عليه السلام)عند رأسه و ميكائيل(عليه السلام)عند رجليه و هما يقولان بخ بخ لك يا ابن أبي طالب من مثلك و قد باهى الله تعالى بك ملائكة السماوات و فاخر بك.

19- قال ابن شهر آشوب: قال الواحدي نزل فيهم «إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ حين لم يتركوا دينهم و لما اشتد عليهم الأمر صبروا و هاجروا ثالثها انصار الأولين و هم العقبيون بإجماع أهل الأثر و كانوا سبعين رجلا و أول من بايع فيه أبو الهيثم بن التيهان و رابعها للمهاجرين إلى المدينة و السابق فيه مصعب بن عمير و عمار بن ياسر و أبو سلمة المخزومي و عامر بن ربيعة و عبد الله بن جحش و ابن أم مكتوم و بلال و سعد ثم ساروا إرسالا.

20 - قال ابن عباس نزل فيهم «وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَ الَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولئِكَ هُمُ المُؤمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةً وَ رِزْقٌ كَرِيمٌ وَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولئِكَ مِنْكُمْ

ص: 221

وَأُولُوا الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَی بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللهِ».

ذكر المؤمنين ثم المهاجرين ثم المجاهدين وفضل عليهم كلهم. فقال «وَ أُولُوا الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْض» فعلي(عليه السلام) سبقهم بالإيمان ثم بالهجرة إلى الشعب ثم بالجهاد ثم سبقهم بعد هذه الثلاثة الرتب بكونه من ذوي الأرحام فأما أبو بكر فقد هاجر إلى المدينة إلا أن لعلى مزايا فيها عليه و ذلك أن النبي أخرجه مع نفسه أو خرج هو لعله و ترك عليا للمبيت باذلا مهجته فبذل النفس أعظم من الاتقاء على النفس في الهرب إلى الغار.

21 - عنه قد روى أبو المفضل الشيباني بإسناده عن مجاهد قال فخرت عائشة بأبيها ومكانه مع رسول الله في الغار فقال عبد الله بن شداد ابن الهاد فأين أنت من علي بن أبي طالب حيث نام في مكانه و هو يرى أنه يقتل فسكتت ولم تحر جوابا.

و شتان بين قوله «وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ» و بين قوله « لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا» و كان النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) معه يقوى قلبه و لم يكن مع علي و هو لم يصبه وجع و علي يرمى بالحجارة و هو مختف في الغار و علي(عليه السلام) ظاهر للكفار.

22 - عنه و إنما أباته على فراشه ثقة بنجدته فكانوا محدقين به إلى طلوع الفجر ليقتلوه ظاهرا فيذهب دمه بمشاهدة بني هاشم قاتليه من جميع القبائل.

23 -عنه قال ابن عباس فكان من بني عبد شمس عتبة و شيبة ابنا ربيعة بن هشام و أبو سفيان و من بني نوفل طعمة بن عبدي و جبير بن معطم و الحارث بن عمر و من بني عبد الدار النضر بن الحارث و من بني أسد أبو البختري و زمعة بن الأسود و حكيم بن حزام و من بني مخزوم أبو

ص: 222

جهل و من بني سهم نبيه و منبه ابنا الحجاج و من بني جمع أمية بن خلف ممن لا يعد من قريش و وصى إليه في ماله و أهله و ولده فأنامه و أقامه مقامه و هذا دليل على أنه وصيه.

24- عنه عن تاريخ الخطيب و الطبري و تفسير الثعلبي و القزويني في قوله «وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا» و القصة مشهورة جاء جبرئيل إلى النبي(عليه السلام)فقال له لا تبت هذه الليلة على فراشك الذي كنت تبيت عليه فلما كان العتمة اجتمعوا على بابه يرصدونه فقال لعلي تم على فراشي و اتشح ببردي الحضرمي الأخضر و خرج النبي قالوا فلما دنوا من علي عرفوه فقالوا أين صاحبك فقال لا أدري أو رقيب كنت عليه أمرتموه بالخروج فخرج.

25- عنه عن أبي رافع أن النبي(عليه السلام)قال يا علي إن الله قد أذن لي بالهجرة و إني آمرك أن تبيت على فراشي و إن قريشا إذا رأوك لم يعلموا بخروجي.

26- عنه عن الطبري و الخطيب و القزويني و الثعلبي و نجا الله رسوله من مكرهم و كان مكر الله تعالى بيات علي(عليه السلام) على فراشه.

27- عنه عن عمار و أبي رافع و هند بن أبي هاله أن أميرالمؤمنين(عليه السلام) وثب و شد عليهم بسيفه فانجازوا عنه.

28 - عنه عن محمد بن سلام في حديث طويل عن أمير المؤمنين و مضى رسول الله و اضطجعت في مضجعه أنتظر مجيء القوم إلي حتى دخلوا علي فلما استوى بي و بهم البيت نهضت إليهم بسيفي فدفعتهم عن نفسي بما قد علمه الناس فلما أصبح (عليه السلام) امتنع ببأسه و له عشرون سنة و أقام بمكة وحده مراغا لأهلها حتى أدى إلى كل ذي حق حقه.

ص: 223

29 - عنه عن محمد الواقدي و أبو الفرج النجدي و أبو الحسن البكري و إسحاق الطبراني أن عليا(عليه السلام)لما عزم على الهجرة قال له العباس إن محمدا ما خرج إلا خفيا و قد طلبته قريش أشد طلب و أنت تخرج جهارا في إناث و هوادج و مال و رجال و نساء و تقطع بهم السباسب و الشعاب من بين قبائل قريش ما أرى لك أن تمضي إلا في خفارة خزاعة فقال علي(عليه السلام).

إن المنية شربة مورودة*** لا تنزعن و شد للترحيل

إن ابن آمنة النبي محمدا*** رجل صدوق قال عن جبرئيل

أرخ الزمام و لا تخف من عائق*** فالله يرديهم عن التنكيل

أني بربي واثق وبأحمد*** وسبيله متلاحق بسبيلي

قالوا فكمن مهلع غلام حنظلة بن أبي سفيان في طريقه بالليل فلما رآه سل سيفه و نهض إليه فصاح علي صيحة خر على وجه و جلله بسيفه فلما أصبح توجه نحو المدينة فلما شارف ضجنان أدركه الطلب بثمانية فوارس و قالوا يا غدر أظننت أنك ناج بالنسوة.

30- قال عماد الدين الطوسي و أما فضيلة إسماعيل(عليه السلام) ، فهو ما نبه عليه الله تعالى من قوة يقينه و تسليمه لامر الله تعالى، و الانقياد لحكمه، و الصبر على ما ابتلاء به من الذبح و عظيم المحنة و شديد البلوي، كما قال الله تعالى: «فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرى في المنام أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ ما ذا تَرى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ».

و قد وقع لعلى(عليه السلام)مثل ذلك، حين أمر الله تبارك و تعالى نبيه(صلی الله علیه وآله وسلم) بالخروج من مسقط رأسه مهاجراً إلى المدينة، إذ لم يبق بها ناصر، و قد تألب المشركون عليه و اجتمعوا و صارت كلمتهم واحدة على ذلك وأمره

ص: 224

الله تعالى أن يلتمس من ينام مكانه ويقوم مقامه، و يعرض للأعداء نحره، و للبلاء صدره ليدفع به عن نفسه مضرّة البوار و معرة الكفار.

فذكر(صلی الله علیه وآله وسلم) ذلك لعلى(عليه السلام) ، فهش إليه، و ما تلك، و أسرع إلى الامتثال تلقى بالقبول والإقبال عليه و نام علي الفراش غير مكترث و تعرض للأعداء و القتل غير محتفل و قد أنزل الله تبارك و تعالى في شأنه:«وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَ اللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبَادِ».

31 - في البحار روي أن ابن الكواء قال لعلي(عليه السلام) أين كنت حيث الهلال ذكر الله أبا بكر فقال«ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغارِ» فقال(عليه السلام)ويلك يا ابن الكواء كنت على فراش رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)و قد طرح على ريطته فأقبل قريش مع كل رجل منهم هراوة فيها شوكها فلم يبصروا رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) .

فأقبلوا علي يضربوني حتى ينفط جسدي و أوثقوني بالحديد وجعلوني في بيت و استوثقوا الباب بقفل و جاءوا بعجوز تحرس الباب فسمعت صوتا يقول يا علي فسكن الوجع فلم أجده و سمعت صوتا آخر يقول يا علي فإذا الحديد الذي علي قد تقطع ثم سمعت صوتا يا علي فإذا الباب فتح و خرجت و العجوز لا تعقل.

32- قال المسعودي: اقام(صلی الله علیه وآله وسلم) يدعو الناس سراً وجهراً فاجابه اللال المؤمنون و جحده من حقت عليه كلمة العذاب و اجتمعت قريش في دار الندوة يأتمرون في قتله فأتاهم ابليس في صورة شيخ من مضر فأستقرت آراؤهم بمشورة اللعين ان يخرج كل بطن منهم رجلا بأسيافهم فيضربوه ضربة رجل واحد.

و ذلك في السنة التي توفي فيها أبو طالب وتوفيت خديجة فأخبر الله رسوله بذلك وامره بالخروج عن مكة إلى المدينة و ان ينوم أمير المؤمنين

ص: 225

على(عليه السلام)فراشه ففعل وكان من قصته في خروجه و حدیث الغار و هجرته إلى المدينة ما رواه الناس.

فروى ان الله جل و علا آخى بين ملائكته المقربين فواخى بين جبرئيل وميكائيل ثم أوحى اليهما إن كتبت على احدكما نائبة أو محنة عظيمة هل فيكما من بقي اخاه بنفسه فقالا نعم يا رب فأوحى الله اليهما إن كتبت على احدكما الموت قبل أخيه هل فيكما من ببذل مهجته و يفدي اخاه بنفسه قالا لا يا رب فأوحى الله اليهما اهبطا إلى الارض فانظرا فهبطا فوجدا أمير المؤمنين نائماً على فراش رسول الله قد وقاه بنفسه من المشركين فقالا بخ بخ بخ بخ هذه المواساة بالنفس.

33- ابن هشام قال ابن إسحاق فحدّثنى من لا أتهم من اصحابنا، عن عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد بن جبير أبى الحجاج، و غيره ممن لا أتهم، عن ابن عباس رضى الله عنهما قال:

لما اجتمعوا لذلك و اتعدوا أن يدخلوا دار الندوة و يتشاوروا فيها في أمر رسول الله غدوا في اليوم الذي اتعدوا وكان ذلك اليوم يسمى يوم الرحمة، فاعترضهم إبليس في هيئة شيخ جليل عليه بتلة فوقف على باب الدار، فلما رأوه واقفا على بابها قالوا من الشيخ قال شيخ من أهل نجد سمع بالذي اتعدتم له فحضر معكم ليسمع ما تقولون و عسى أن لا يعد منكم منه رأيا و نصحا .

قالوا أجل فادخل. فدخل معهم و قد اجتمع فيها أشراف قريش؛ من بني عبد شمس، عتبة بن ربيعة، و شيبة بن ربيعة و أبو سفيان بن حرب، و من بني نوفل بن عبد مناف: طعمة بن عدي و جبير بن مطعم و الحرث بن عامر بن نوفل، و من بني عبد الدار بن قصي النضر بن الحرث بن كلدة.

ص: 226

من بني أسد بن عبد العزى أبو البختري بن هشام و زمعة بن الأسود المطلب و حكيم بن حزام و من بني مخزوم أبو جهل بن هشام، و من بني سهم نبيه و منبه ابنا الحجاج و من بني جمع أمية بن خلف، و من كان معهم وغيرهم ممن لا يعد من قريش.

فقال بعضهم لبعض إن هذا الرجل قد كان من أمره ما قد رأيتم فإنا و الله ما نأمنه على الوثوب علينا بمن قد اتبعه من غيرنا، فأجمعوا فيه رأيا قال فتشاورا ثم قال قائل منهم: احبسوه في الحديد و غلقوا عليه بابا ثم تربصوا به ما أصاب أشباهه من الشعراء الذين كانوا قبله زهير و النابغة و من مضى منهم من هذا الموت حتى يصيبه منه ما أصابهم.

فقال الشيخ النجدي: لا و الله ما هذا لكم برأي. و الله لئن حبستموه كما تقولون لخرج أمره من وراء الباب الذي أغلقتم دونه إلى أصحابه، فلأوشكوا أن يثبوا عليكم فينتزعونه من أيديكم ثم يكابروكم به حتى يغلبوكم على أمركم ما هذا لكم برأي فانظروا في غيره. ثم تشاوروا، ثم قال قائل منهم نخرجه من بين أظهرنا فننفيه من بلدنا، فإذا خرج عنا فو الله ما نبالي أين يذهب و لا حيث وقع إذا غاب عنا أذاه و فرغنا منه، فأصلحنا أمرنا و ألفتنا كما كانت.

قال الشيخ النجدي: لا و الله ما هذا لكم برأي، ألم تروا إلى حسن حديثه و حلاوة منطقه و غلبته على قلوب الرجال بما يأتي به، و الله لو فعلتم ذلك ما آمنتم أن يحل على حي من العرب فيغلب عليهم بذلك من قوله و حديثه حتى يبايعوه عليه، ثم يسير بهم إليكم حتى يطأكم بهم فيأخذ أمركم من أيديكم ثم يفعل بكم ما أراد دبروا فيه رأيا غير هذا. قال: فقال أبو جهل بن هشام

ص: 227

و الله إن لي فيه لرأيا ما أراكم وقفتم عليه بعد. قالوا و ما هو يا أب-ا الحكم؟ قال: أرى أن تأخذ من كل قبيلة فتى شابا جليدا نسيبا وسيطا فينا ثم نعطي كل فتى منهم سيفا صارما، ثم يعيدوا إليه، فيضربوه بها ضربة رجل واحد فيقتلونه فنستريح منه فإنهم إذا فعلوا ذلك تفرق دمه في القبائل جميعاً، فلم يقدر بنو عبد مناف على حرب قومهم جميعا، فرضوا عنا بالعقل فعقلناه .لهم. قال فقال لهم الشيخ النجدي القول ما قال هذا الرجل هذا الرأي لا رأي غيره فتفرق القوم عنه على ذلك و هم مجمعون له.

فأتى جبرئيل(عليه السلام)رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)فقال لا تبت هذه الليلة على فراشك الذي كنت تبيت عليه قال فلما كان عتمة من الليل اجتمعوا على بابه يرصدونه متى ينام فيثبون عليه، فلما رأى رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) مكانهم قال لعلي ابن ابيطالب تم على فراشي و اتشح ببردي هذا الحضرمي الأخضر فنم فيه فإنه لا يخلص إليك شر و كراهة منهم، وكان رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) ينام في برده ذلك إذا نام.

34 -عنه قال ابن إسحاق : فحدّثنى يزيد بن زياد عن محمد بن بن كعب القرظي، قال: لما اجتمعوا له و فيهم أبو جهل بن هشام، فقال و هم على بابه: إن محمدا يزعم أنكم إن بايعتموه كنتم ملوك العرب والعجم ثم بعثتم بعد موتكم فجعل لكم جنان كجنان الأردن، و إن لم تفعلوا كان له فيكم ذبح ثم بعثتم بعد موتكم ثم جعلت لكم نار تحرقون فيها.

قال و خرج عليهم رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) فأخذ حفنة من تراب في يده، ثم قال: أنا أقول ذلك أنت أحدهم و أخذ الله تعالى على أبصارهم عنه، فلا يرونه، فجعل ينثر ذلك التراب على رؤسهم و هو يتلو هؤلاء الآيات من يس: «يس وَ الْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ، عَلَی صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ، تَنْزِيلَ

ص: 228

الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ» إلى قوله: «فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ» حتى فرغ رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)من هؤلاء الآيات و لم يبق منهم رجل وضع على رأسه ثم انصرف إلى حيث أراد أن يذهب فأتاهم آت من لم يكن معهم.

فقال: ما تنتظرون هاهنا؟ قالوا محمدا. قال: خيّبكم الله قد و الله خرج محمد عليكم ثم ما ترك منكم رجلا إلا وقد وضع على رأسه تراباً وانطلق لحاجته أفما ترون ما بكم؟ قال: فوضع كل رجل منهم يده على رأسه فإذا عليه ،تراب ثم جعلوا يتطلعون فيرون عليا على الفراش متسجيا ببرد رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)،فيقولون: إن هذا لمحمد نائما، عليه برده فلم يبرحوا كذلك حتى أصبحوا فقام علي رضى الله عنه عن الفراش فقالوا: و الله لقد صدقنا الذي كان حدثنا.

35 -عنه قال ابن إسحاق : وكان مما أنزل الله عزّ و جلّ من القرآن في ذلك اليوم، و ما كانوا أجمعوا له: «وَ إِذْ يَمكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَ يَمْكُرُونَ وَ يَمْكُرُ اللهُ وَ اللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ»، و قول الله عزّ و جلّ: «أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ المَنُونِ قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ المُتَرَبِّصِينَ».

36 -قال الطبري: فحدثا ابن حميد قال حدثنا سلمة، قال: حدثنى محمد بن إسحاق قال فحدثني عبدالله ابن أبي نجيح، عن مجاهد بن جبر بر أبي الحجاج عن ابن عباس قال: وحدثني الكلبي، عن أبي صالح عن ابن عباس و الحسن بن عمارة، عن الحكم بن عتيبة، عن مقسم عن ابن عباس قال: لما اجتمعوا لذلك و اتعدوا أن يدخلوا دار الندوة و يتشاوروا فيها في أمر رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)غدوا في اليوم الذي اتعدوا، و كان ذلك اليوم يسمى يوم الرحمة ،

ص: 229

فاعترضهم إبليس في هيئة شيخ جليل عليه بت له؛ فوقف على باب الدار، فلما رأوه واقفا على بابها قالوا من الشيخ؟ قال: شيخ من أهل نجد سمع بالذي اتعدتم له فحضر معكم ليسمع ما تقولون و عسى أن لا يعدمكم منه رأي و نصح. قالوا أجل فادخل. فدخل معهم.

و قد اجتمع فيها أشراف قريش؛ من بني عبد شمس، شيبة و عتبة ابنا ربيعة، و أبو سفيان بن حرب، و من بني نوفل بن عبد مناف طعمة بن عدي و جبير بن مطعم و الحرث بن عامر بن نوفل، و من بني عبد الدار بن قصي النضر بن الحرث بن كلدة و من بني أسد بن عبد العزى أبو البختري بن هشام و زمعة بن الأسود بن المطلب و حكيم بن حزام و من بني مخزوم أبو جهل بن هشام و من بني سهم نبيه و منبه ابنا الحجاج، و من بني جمح أمية ابن خلف، و من كان معهم و غيرهم ممن لا يعد من قريش.

فقال بعضهم لبعض: إن هذا الرجل قد كان من أمره ما قد كان و ما رأيتم و إنا و الله ما نأمنه على الوثوب علينا بمن قد اتبعه من غيرنا فأجمعوا فيه رأيا، قال فتشاورا. ثم قال قائل منهم احبسوه في الحديد و غلقوا عليه بابا، ثم تربصوا به ما أصاب أشباهه من الشعراء الذين قبله زهيراً، و النابغة و من مضى منهم من هذا الموت حتى يصيبه منه ما أصابهم.

قال: فقال الشيخ النجدي: لا و الله ما هذا لكم برأي. و الله لو حبستموه كما تقولون - الخرج أمره من وراء الباب الذي أغلقتم دونه إلى أصحابه، فلأوشكوا أن يثبوا عليكم فينتزعونه من أيديكم ثم يكابروكم حتى يغلبوكم على أمركم ما هذا لكم برأي فانظروا في غيره.

ثم تشاوروا، ثم قال قائل منهم نخرجه من بين أظهرنا فننفيه من بلدنا فإذا خرج عنا فو الله ما نبالي أين يذهب و لا حيث وقع إذا غاب عنا أذاه و

ص: 230

فرغنا منه، فأصلحنا أمرنا و ألفتنا كما كانت.

قال الشيخ النجدي:و الله ما هذا لكم برأي، ألم تروا إلى حسن حديثه و حلاوة منطقه و غلبته على قلوب الرجال بما يأتي به، و الله لو فعلتم ذلك ما آمنتم أن يحل على حي من العرب فيغلب عليهم بذلك من قوله و حديثه حتى يبايعوه عليه، ثم يسير بهم إليكم حتى يطأكم بهم فيأخذ أمركم من أيديكم ثم يفعل بكم ما أراد دبروا فيه رأيا غير هذا.

قال: فقال أبو جهل بن هشام و الله إن لي فيه لرأيا ما أراكم وقفتم عليه بعد. قالوا و ما هو يا أبا الحكم؟ قال: أرى أن تأخذ من كل قبيلة فتى شابا جليدا نسيبا وسيطا فينا ثم نعطي كل فتى منهم سيفا صارما، ثم يعيدون إليه، فيضربوه بها ضربة رجل واحد فيقتلونه فنستريح، فإنهم إذا فعلوا ذلك تفرق دمه في القبائل كلّها فلم يقدر بنو عبد مناف على حرد قومهم جميعا، ورضوا منا بالعقل فعقلناه لهم.

قال: فقال لهم الشيخ النجدي القول ما قال هذا الرجل، هذا الرأي لارأي غيره.فتفرق القوم عنه على ذلك و هم مجمعون له.

فأتى جبرئيل(عليه السلام)رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) : فقال : لا تبت هذه الليلة على فراشك الذي كنت تبيت عليه.

قال: فلما كان العتمة من الليل، اجتمعوا على بابه فتر صدوه متى ينام فيثبون عليه، فلما رأى رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) مكانهم قال لعلي بن ابيطالب نم على فراشي و اتشح ببردي هذا الحضرمي الأخضر، فنم فيه فإنه لا يخلص إليك شيء تكرهة منهم ، و كان رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)ينام في برده ذلك إذا نام.

قال أبو جعفر زاد بعضهم في هذه القصة في هذا الموضع: و قال له: إن أتاك ابن أبي قحافة، فأخبره أنى توجهت إلى ثور، فمره فليلحق بي، و

ص: 231

أرسل إلى بطعام، واستأجر لي دليلاً يدلني على طريق المدينة؛ و اشتر لى راحلة. ثم مضى رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) ، و أعمى الله ابصار الذين كانوا يرصدونه عنه، و خرج عليهم رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم).

37- عنه فحدثا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق: فحدثني يزيد بن زياد عن محمد بن كعب القرظي، قال: اجتمعوا له، وفيهم: أبو جهل بن هشام، فقال و هم على بابه: إن محمدا يزعم أنكم إن با يعتموه كنتم ملوك العرب و العجم ثم بعثتم بعد موتكم فجعل لكم جنان كجنان الأردن، و إن لم تفعلوا كان لكم منه ذبح، ثم بعثتم بعد موتكم فجعلت لكم نار تحرقون فيها.

قال و خرج رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)فأخذ حفنة من تراب ثم قال: نعم، أنا أقول ذلك أنت أحدهم. و أخذ الله تعالى على أبصارهم عنه، فلا يرونه فجعل ينثر ذلك التراب على رؤسهم و هو يتلو هؤلاء الآيات من يس: يس وَ الْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ، عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ» إلى قوله: «وَ جَعَلَنَا مِنْ بَينَ أَيْدِيهِمْ سَداً وَ مِنْ خَلْفَهُمْ سَداً فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ» حتى فرغ رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)من هؤلاء الآيات، فلم يبق منهم رجل الا وقد وضع على رأسه تراباً. ثم انصرف إلى حيث أراد أن يذهب.

فأتاهم آت من لم يكن معهم. فقال: ما تنتظرون هاهنا؟ قالوا محمدا. قال: خيّبكم الله قد و الله خرج عليكم محمد، ثم ما ترك منكم رجلا إلا وقد وضع على رأسه تراباً، وانطلق لحاجته أفما ترون ما بكم؟ قال: فوضع كل رجل منهم يده على رأسه، فإذا عليه ،تراب، ثم جعلوا يتطلعون فيرون عليّا على الفراش متسجيّا ببرد رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)، فيقولون: والله إن هذا لمحمد نائم عليه برده فلم يبرحوا كذلك حتى أصبحوا.

ص: 232

فقام علي(عليه السلام)عن الفراش، فقالوا: والله لقد صدقنا الذي كان حدثنا.

و كان مما أنزل الله عزّ و جلّ من القرآن في ذلك اليوم، و ما كانوا أجمعوا له: «وَ إِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُنْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَ يَمكُرُونَ وَيَمْكُرُ الله وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ»، و قول الله عزّ و جلّ: «أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرُ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ».

38- قال ابن الاثير فاجتمعوا في دار الندوة و هي دار قصي بن كلاب، و تشاوروا فيها فدخل معهم ابليس في صورة شيخ وقال: من أهل نجد سمعت بخبركم فحضرت عسى أن لا تعدموا منى رأيا و كانوا عتبة و شيبة و أبا سفيان و طعيمة بن عدى و حبيب بن مطعم و الحارث بن عامر و النضر بن الحارث و أبا البختري بن هشام و ربيعة بن الأسود و حكيم ابن حزام و أبا جهل و نبيها و منبها ابني الحجاج، وأمية بن خلف، وغيرهم.

فقال بعضهم لبعض إن هذا الرجل قد كان من أمره ما كان و ما نأمنه على الوثوب علينا بمن اتبعه فأجمعوا رأيا فقال بعضهم: احبسوه في الحديد و أغلقوا عليه بابا، ثم تربصوا به ما أصاب أشباهه قبله.

فقال النجدي: ما هذا لكم برأي لو حبستموه يخرج أمره من وراء الباب إلى أصحابه، فلأوشكوا أن يثبوا عليكم فينتزعونه من أيديكم. فقال آخر: نخرجه و تنفيه من بلدنا، و لا نبالي أين وقع إذا غاب عنا.

قال النجدي: ألم تروا حسن حديثه و حلاوة منطقه و لو فعلتم ذلك لحل على حي من أحياء العرب فيغلب عليهم بحلاوة منطقة ثم يسير بهم إليكم حتى يطأكم و يأخذ أمركم من أيديكم. فقال أبو جهل أرى أن نأخذ من كل قبيلة فتى و نعطي كل فتى منهم سيفا، ثم يضربوه ضربة رجل

ص: 233

واحد فيقتلونه، فإذا فعلوا ذلك تفرق دمه في القبائل كلّها، فلم يقدر بنو عبد مناف على حرب قومهم جميعا، ورضوا عنا بالعقل فقال النجدي القول ما قال الرجل، هذا الرأي فتفرقوا على ذلك.

فأتى جبرائيل(عليه السلام) النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) فقال : لا تبت هذه الليلة على فراشك. فلما كان العتمة اجتمعوا على بابه يرصدونه متى ينام فيثبون عليه، فلما رأهم رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)قال لعلى ابن ابيطالب ثم على فراشي و اتشح ببردي هذا الحضرمي الأخضر فنم فيه فإنه لا يخلص إليك شيء تكرهة، و أمره أن يودّي ما عنده من وديعة و أمانة و غير ذلك، و خرج رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم).

فأخذ حفنة من تراب فجعله على رؤوسهم هو يتلو هذه الآيات من «يس وَ الْقُرْآنِ الْحَكِيمِ» إلى قوله: «فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ».

ثم انصرف فلم يروه، فأتاهم آت فقال: ما تنتظرون قالوا محمداً. قال: خيّبكم الله خرج عليكم و لم يترك أحداً منكم إلا جعل على رأسه التراب، وانطلق لحاجته، فوضعوا أيديهم على رؤوسهم، فرأوا التراب و جعلوا ينظرون فيرون عليّاً نائماً و عليه برد النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) ، فيقولون: إن هذا محمداً لنائم، فلم يبرحوا كذلك حتى أصبحوا فقام علي(عليه السلام)عن الفراش فعرفوه، و انزل الله في ذلك: «وَ إِذْ يَمكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُنْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ».

و قول الله عزّ و جلّ: «أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرُ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ المَنُونِ قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ».

و سأل أولئك الرهط عليا عن النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) ، فقال : لا أدري، أمرتموه بالخرودج فخرج فضربوه و آخرجوه إلى المسجد فحبسوه ساعة ثم تركوه، و نجى الله رسوله من مكرهم و أمره بالهجرة، وقام علي يؤدي

ص: 234

أمانة النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) ، و يفعل ما أمره.

39 - قال المقدسي: قالوا فاجتمع رؤساء قريش في دار الندوة و منهم أبو جهل بن هشام و عتبة بن ربيعة و شيبة بن ربيعة و العاص بن وائل و أبو سفيان بن حرب، ونبيه و منبه ابنا الحجاج، قال بعضهم فاعترض لهم ابليس في صورة شيخ جليل عليه إتب فقالوا من الشيخ قال شيخ من أهل نجد، سمع بالذي اتعدتم فحضر ليسمع ما تقولون وعسى أن لا يعد منكم منه رأياً فقام خطيبهم.

فقال إن هذا الرجل قد كان من أمره ما كان وإنا لا نأمنه على الوثوب بنا فأجمعوا فيه رأيا. فقال قائل منهم: أرى أن تقتلوه بجديد أو ان تغلقوا عليه الباب حتى يموت، فقال ابليس ما هذا برأى لأنكم لو فعلتم ذلك لأوشك أن ينزعه أصحابه من أيديكم فقال آخر أرى أن تربطوه على ظهر راحلة ثم اضربوا وجهها تهيم في الارض حيث شات.

فقال ابليس ما هذا برأى ألم تروا إلى حسن لفظه و حلاوة منطقة لا يجل بحي و لا بلد إلا سحرهم بكلامه فقال أبو جهل أرى ان نجمع من كل قبيلة منا فى شبيباً نشيطاً ثم نعطى كلّ واحد منهم سيفاً صقيلاً فيعمدون إليه و يضربونه ضربةً رجل واحد و يفرّقون دمه في القبائل فلايقدر بنو عبد مناف على الإقادة بجميع الناس فقال ابليس هذا الرأي و قد حكى في ذلك شعر و منهم من ينسبه إلى ابليس. الرأى رأيان رأى ليس يعرفه*** غاو و رأى كحد السينف معروف

يكون أوله بشرى لآخره*** حقا و آخره مجد و تشریف

فتفرقوا على هذا و جمعوا من فتيان قريش أربعين شاباً و شاباً و أعطوهم السيوف و أمروهم أن يغتالو النبي و يقتلوه.

ص: 235

40 - عنه في ذكر ليلة الدار قالوا فأتوا داره و أحاطوا به يرصدونه حتى ينام فيبيتون به و أتاه الخبر من السماء فثبت حتى أمسى ثم اضطجع على فراشه و تجلّل ريطة له خضراء و الرصد يرون ما صنعه و يترقبون نومه فدعا علياً و قال نم على فراشى فانّه لا يخلص اليك شيء تكرهه و إن أتاك أبو بكر فأخبره أنّى قد خرجت إلى ثور أطحل و هو غار بأسفل مكة و مره فليلحق بی و خرج رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) و قد أخذ حفنة من التراب.

فجعل ينثر على رؤسهم و هو يتلو هذا الآيات «يس وَ الْقُرْآنِ الحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيم» إلى قوله: «فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ» و مرّ إلى الغار و قد اخذ الله عزّو جلّ أبصارهم عنه فأتاهم آتِ فقال ما مقامكم قالوا ننتظر نوم محمد لنثور عليه.

قال إنّ محمداً قد مرّ و ما ترك أحداً منكم وضع التراب على رأسه فقالوا فيها هو نائم، قال ذاك علي ابن أبي طالب فاقتحموا الدار و نصوا الحلة فإذا هو على فقط في أيديهم و فيه نزل «وَ إِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ الله وَ اللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ».

41 - قال فخرالدين الرازي: «وَ إِذْ يَمكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَ يَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَ اللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ».

اعلم أنه تعالى لما ذكر المؤمنين نعمه عليهم بقوله: «وَ اذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ فكذلك ذكر رسوله نعمه عليه و هو دفع كيد المشركين و مكر الماكرين عنه، و هذه السورة مدنية. قال ابن عباس و مجاهد وقتادة و غيرهم من المفسرين : إن مشركي قريش تآمروا في دار الندوة و دخل عليهم إبليس في صورة شيخ، و ذكر أنه من أهل نجد. فقال بعضهم: قيدوه نتربص به ريب المنون.

ص: 236

فقال إبليس : لا مصلحة فيه لأنه يغضب له قومه فتسفك له الدماء. و قال بعضهم أخرجوه عنكم تستريحوا من أذاه لكم، فقال إبليس: لا مصلحة فيه لأنه يجمع طائفة على نفسه و يقاتلكم بهم. و قال أبو جهل: الرأي أن نجمع من كل قبيلة رجلًا فيضربوه بأسيافهم ضربة واحدة فإذا قتلوه تفرق دمه في القبائل فلا يقوى بنو هاشم على محاربة قريش كلها، فيرضون بأخذ الدية، فقال إبليس هذا هو الرأي الصواب.

فأوحى الله تعالى إلى نبيه بذلك و أذن له في الخروج إلى المدينة و أمره أن لا يبيت في مضجعه و أذن الله له في الهجرة، و أمر علياً أن يبيت في مضجعه، و قال له: تسج ببردتي فإنه لن يخلص إليك أمر تكرهه و باتوا ،مترصدين، فلما أصبحوا ثاروا إلى مضجعه فأبصروا علياً فبهتوا و خيب الله سعيهم. وقوله: لِيُثْبِتُوكَ.

قال ابن عباس: ليوثقوك ويشدوك وكل من شد فقد أثبت، لأنه لايقدر على الحركة ولهذا يقال لمن اشتدت به علة أو جراحه تمنعه من الحركة. قد أثبت فلان فهو مثبت، و قيل ليحبسوك، و قيل ليجسوك، وقيل ليثبتوك في بيت فحذف المحل لوضوح معناه، و قرأ بعضهم لِيُثْبِتُوكَ بالتشديد و قرأ النخعي ليبيتوك من البيات وقوله : أَوْ يَقْتُلُوكَ و هو الذي حكيناه عن أبي جهل لعنه الله أَوْ يُخْرِجُوكَ أي من مكة و لما ذكر تعالى هذه الأقسام الثلاثة قال: «وَ يَمْكُرُونَ وَ يَمْكُرُ اللهُ وَ اللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ».

و قد ذكرنا في سورة آل عمران في تفسير قوله: «وَ مَكَرُوا وَ مَكَرَ اللهُ وَ اللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ» تفسير المكر في حق الله تعالى و الحاصل أنهم احتالوا على إبطال أمر محمد و الله تعالى نصره و قواه فضاع فعلهم و ظهر صنع الله تعالى.

ص: 237

قال القاضي: القصة التي ذكرها ابن عباس موافقة للقرآن إلا ما فيها من حديث إبليس، فإنه زعم أنه كانت صورته موافقة لصورة الإنس و ذلك باطل، لأن ذلك التصوير إما أن يكون من فعل الله أو من فعل إبليس و الأول باطل لأنه لا يجوز من الله تعالى أن يفعل ذلك ليفتن الكفار في المكر، و الثاني أيضاً ،باطل، لأنه لا يليق بحكمة الله تعالى أن يقدر إبليس على تغيير صورة نفسه.

و اعلم أن هذا النزاع عجيب، فإنه فإنه لما لم يبعد من الله تعالى أن يقدر إبليس على أنواع الوساوس فكيف يبعد منه أن يقدره على تغيير صورة نفسه؟

42 - قال الآلوسي قوله: «وَ إِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا» فهو متعلق بمحذوف وقع مفعولا لفعل محذوف معطوف على ما تقدم أو منصوب بالفعل المضمر المعطوف على ذلك أى واذكر نعمته تعالى عليك أو اذكر وقت مكرهم بك «لِيُنْبِتُوكَ» بالوثاق و بعضده قراءة ابن عباس ليقيدوك و اليه ذهب الحسن و مجاهد وقتادة أو بالاثخان بالجرح من قولهم ضربه حتى أثبته لاحراك به و لابراح و هو المروى عن أبان وأبي حاتم و الجبانى و أنشد:

فقلت ويحكم ما في صحيفتكم*** قالوا الخليفة أمسى مثبتا وجعا

أو بالحبس في بيت كما روى عن عطاء و السدى و كل الأقوال ترجع إلى أصل واحد و هو جعله(صلی الله علیه وآله وسلم)ثابتاً فى مكانه أعم من أن يكون ذلك بالربط أو الحبس أو الاثخان بالجراح حتى لا يقدر على الحركة و لا يرد أن الاتخان إن كان بدون قتل. فلا ذكر له فيما اشتهر من القصة وان كان بالقتل يتكرر مع قوله تعالى

ص: 238

«أَوْ يَقْتُلُوكَ» لا نانختار الأول و لا يلزم أن يذكر في القصة لأنه قد يكون رأى من لا يعتد برأيه فلم يذكر و المراد على ما تقتضيه أو يقتلوك بسيوفهم «أَوْ يُخْرِجُوكَ» أى من مكة و ذلك على ما ذكر ابن اسحاق.

أن قريشاً لما رأت أن رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)قد كانت له شيعة و أصحاب من غيرهم من غير بلدهم و رأوا خروج أصحابه من المهاجرين اليهم عرفوا أنهم قد نزلوا داراً و أصابوا منهم منعة فخذ روا رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) اليهم وعرفوا أنه قد أجمع لحربهم.

فاجتمعوا في دار الندوة و هي دار قصى ابن كلاب التي كانت قريش لا تقضى أمراً إلا فيها يتشاورون فيها ما يصنعون في أمره عليه الصلاة و السلام فلما اجتمعوا كما قال ابن عباس لذلك واتعدوا أن يدخلوا الدار ليتشاوروا فيها غدوا في اليوم اتعدوا فيه و كان ذلك اليوم يسمى يوم الزحمة.

فاعترضهم إبليس عليه اللعنة في هيئة شيخ جليل عليه بدلة فوقف على باب الدار، فلما رأوه واقفا على بابها قالوا من الشيخ قال شيخ من أهل نجد سمع بالذي اتعدتم له فحضر معكم ليسمع ما تقولون و عسى أن لا يعدمكم منه رأياً و نصحاً قالوا أجل فادخل فدخل معهم و قد اجتمع أشراف قريش.

فقال بعضهم لبعض إن هذا الرجل قد كان من أمره ما قد رأيتم و إنا و الله ما نأمنه، قال فتشاورا ثم قال قائل منهم: احبسوه في الحديد و أغلقوا عليه ،بابا تربصوا به ما أصاب أشباهه من الشعراء الذين كانوا قبله زهير و النابغة و من مضى منهم من هذا الموت حتى يصيبه منه ما أصابهم.

فقال الشيخ النجدي: لا و الله ما هذا برأي. و الله لئن حبستموه كما

ص: 239

تقولون ليخرجن أمره من وراء الباب الذي أغلقتموه دونه إلى أصحابه، فلأوشكوا أن يثبوا عليكم فينتزعونه من أيديكم ثم يكابروكم به حتى يغلبوكم على أمركم ما هذا لكم برأي فانظروا في غيره. ثم تشاوروا، ثم قال قائل منهم نخرجه من بين أظهرنا فننفيه من بلدنا، فإذا خرج عنا فو الله ما نبالي أين يذهب و لا حيث وقع إذا غاب و فرغنا منه، فأصلحنا أمرنا و ألفتنا كما كانت .

قال الشيخ النجدي: لا والله ما هذا لكم برأي، ألم تروا إلى حسن حديثه و حلاوة منطقه و غلبته على قلوب الرجال بما يأتي به، و الله لو فعلتم ذلك ما آمنتم أن يحل على حي من العرب فيغلب عليهم بذلك من قوله و حديثه حتى يبايعوه عليه، ثم يسير بهم إليكم فيطأكم بهم في بلادكم فيأخذ أمركم من أيديكم ثم يفعل بكم ما أراد دبروا فيه رأيا غيره قال: فقال أبو جهل بن هشام.

و الله إن لي فيه لرأيا ما أراكم وقفتم عليه بعد. قالوا و ما هو يا أبا الحكم؟ قال: أرى أن نأخذ من كل قبيلة فتى شابا جليدا نسيبا وسيطا فينا، ثم نعطي كل فتى منهم سيفاً صارما، ثم يعيدون إليه، فيضربونه بها ضربة رجل واحد فيقتلونه فنستريح منه، فإنهم إذا فعلوا ذلك تفرق دمه في القبائل جميعاً، فرضوا عنا بالعقل فعقلناه لهم. قال:

فقال لهم الشيخ النجدي القول ما قال الرجل، هو هذا الرأي لا رأي غيره فتفرقوا على ذلك.

فأتى جبرئيل رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)فقال لا تبت هذه الليلة على فراشك الذي كنت تبيت عليه. قال فلما كانت عتمة من الليل اجتمعوا على بابه يرصدونه متى ينام فيثبون عليه، فلما رأى رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)مكانهم قال

ص: 240

لعلي كرم الله تعالى وجهه نم على فراشي و تسبح بردي هذا الحضرمي الأخضر فنم فيه فإنه لا يخلص إليك شيء تكرهة منهم، وكان رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)ينام في برده ذلك إذا نام و أذن له عليه الصلاة والسلام في الهجرة فخرج مع صاحبه أبى بكر إلى الغار و أنشد على كرم الله تعالى وجهه مشيراً لما من مشيراً لما من الله تعالى به عليه.

وقيت بنفسي خير من وطئئ

الحصى ***و من طاف بالبيت العتيق و بالحجر

رسول اله خاف أن يمكروا به*** فنجاه ذو الطول الاله من المكر

و بات رسول الله في الغار آمنا ***و قد صار في حفظ الاله و في ستر

و بت اراعیه و ما يتهمونني ***وقد وطنت نفسي على القتل والأسر

43 -قال ابن الاثير: أنبانا أبو العباس أحمد بن عثمان بن أبي على الدزدارى بإسناده إلى الاستاذ أبي إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي المفسر، قال رأيت في بعض الكتب إن رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)لما أراد الهجرة خلف علي بن أبي طالب(عليه السلام)بمكة لقضاء ديونه و برد الودائع التي كانت عنده و أمره ليلة خرج إلى الغار و قد أحاط المشركون بالدار أن ينام على فراشه.

و قال له اتشح ببردي الحضرمي الأخضر فإنه لا يخلص إليك منهم مكروه إن شاء الله تعالى ففعل ذلك فأوحى الله إلى جبرئيل وميكائيل (عليهم السلام)أني قد آخيت بينكما جعلت عمر أحدكما أطول من الآخر فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة فاختار كلاهما الحياة فأوحى الله عز وجل إليهما ألا كنتما مثل علي ابن أبي طالب آخیت بینه و بین محمد (صلی الله علیه وآله وسلم).

فبات على فراشه يفديه بنفسه و يؤثره بالحياة اهبطا إلى الأرض

ص: 241

فاحفظاه من عدوه فنزلا فكان جبرئيل(عليه السلام)عند رأسه و ميكائيل(عليه السلام)عند رجليه و جبرئيل ينادى بخ بخ من مثلك يا ابن أبي طالب يباهي الله عزّو جلّ به الملائكة فأنزل الله تعالى على رسوله(صلی الله علیه وآله وسلم)و هو متوجه إلى المدينة في شأن علي« وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ».

44 -قال ابن عساكر: أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان، أنبأنا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني أنبأنا أحمد بن عبد الرحمن بن سراج، و محمد بن أحمد بن الحسين القطواني أنبأنا عباد بن ثابت حدثني سليمان بن قرم حدثني عبد الرحمن بن ميمون أبو عبد الله حدثني أبي عن عبد الله بن عباس أنه سمعه يقول : أنام رسول الله عليا على فراشه ليلة انطلق إلى الغار،

فجاء أبو بكر يطلب رسول الله فأخبره علي أنه قد انطلق، فاتبعه أبو بکر و باتت قريش تنظر عليا و جعلوا يرمونه، فلما أصبحوا إذا هم بعلي فقالوا: أين محمد قال: لا علم لي به فقالوا: قد أنكرنا تصورك كنا نرمي محمدا فلا يتضور و أنت تتضور؟ وفيه نزلت هذه الآية «وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ».

45 -عنه أنبأنا ابن شاهين، قال أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني أبنأنا أحمد بن يوسف أنبأنا محمد بن يزيد النخعي أنبأنا عبيد الله بن الحسن، حدثني معاوية بن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه عن جده عن أبي رافع قال عبيد الله بن الحسن و حدثني محمد بن عبيدالله بن علي بن أبي رافع، عن أبيه عن جده عن أبي رافع.

أنّ عليا(عليه السلام)كان يجهز النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) يا حسين كان بالغار و يأتيه بالطعام و الشراب و استأجر له ثلاث رواحل، للنبي(صلی الله علیه وآله وسلم) و لأبي بكر و لدليلهم ابن

ص: 242

أرهط، و خلفه النبي ال فخرج إليه أهله و أمره أن يؤدي عنه أماناته و وصاياه و ما كان يوصي إليه، و ما كان يؤتمن عليه من مال.

فأدى أمانته كلّها وأمره أن يضطجع على فراشه ليلة خرج و قال إن قريشاً لن يفقدوني ما رأوك فاضطجع عليّ على فراشه و كانت قريش تنظر إلى فراش النبي فيرون يظنونه النبي الله حتى إذا أصبحوا رأوا عليه عليّاً، فقالوا: لو خرج محمد لخرج بعلي معه. فحبسهم الله عزّو جلّ بذلك عن طلب النبي الله لهم حين رأوا علياً رأوا علياً و لم يفقدوا النبي ،و أمرالنبي علياً أن يلحقه بالمدينة.

فخرج علي في طلبه بعد ما أخرج إليه فكان يمشى من الليل، و يكمن بالنهار حتى قدم المدينة، فلما بلغ النبي قدومه قال: ادعوا لي عليا. فقالوا: إنه لا يقدر أن يمشى ؟! فأتاه النبي فلما رآه النبي اعتنقه و بكى رحمة له مما رأى بقدميه من الورم و كانتا تقطران دماً، فتقل النبي في يديه ثم مسح بهما رجليه و دعا له بالعافية فلم يشتكهما عليّ حتى استهشد .

46- قال ابن أبي الحديد: قال محمد بن إسحاق في كتاب المغازي لم يعلم رسول الله لا لا ل ل لها أحدا من المسلمين ما كان عزم عليه من الهجرة إلا علي بن أبي طالب و أبا بكر بن أبي قحافة أما علي فإن رسول الله الله أخبره بخروجه و أمره أن يبيت على فراشه يخادع المشركين عنه ليروا أنه لم يبرح فلا يطلبوه حتى تبعد المسافة بينهم و بينه و أن يتخلف بعده بمكة حتى يؤدي عن رسول الله له الودائع التي عنده للناس و كان رسول الله استودعه رجال من مكة ودائع لهم لما يعرفونه من أمانته و أما أبو بكر فخرج معه.

ص: 243

المنابع

(1) تفسير القمي: 71/1 - 272 الی 275 (2) تفسير العياشي: 101/1 و 53/2،

(3) التبيان: 129/5، (4) امالى الطوسي: 258/1 و ،60/2 الى (79 (5) مجمع البيان: 301/10 ، و 537/4 ، (6) اعلام الورى: 191، (7) مجموعه ورام: 173/1 ،

(8) فضائل ابن شاذان: 94 (9) مناقب ابن شهر آشوب: 277/1 (10) الثاقب في المناقب: 146 ، (11) بحار الانوار: 86/19 - 87 اثبات الوصية : 119، (12) سيرة ابن هشام: 124/2 الى 127 (13) تاريخ الطبري: 307/2 - 373 (14) كامل التواريخ : 103/2 ، (15) البدء و التاريخ: 169/4، (16) مفاتيح الغيب: 155/15 ، (17) تفسير الآلوسى: 176/9، (18) اسد الغابة: (25/4 (19) ترجمة الامام علي(عليه السلام)من تاريخ دمشق: 137/18 ، (20) شرح نهج البلاغة: 303/13 - 304.

ص: 244

10- باب إنه ادى عن النبي علي(عليه السلام)

1 -قال المفيد أن النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)كان أمين قريش على ودائعهم فلما فجأه من الكفار ما أحوجه إلى الهرب من مكة بغتة لم يجد في قومه و أهله من يأتمنه على ما كان مؤتمنا عليه سوى أمير المؤمنين(عليه السلام)فاستخلفه في رد الودائع إلى أربابها و قضاء ما عليه من دين لمستحقيه و جمع بناته و نساء أهله و أزواجه و الهجرة بهم إليه و لم ير أن أحدا يقوم مقامه فى ذلك من كافة الناس فوثق بأمانته و عول على نجدته و شجاعته و اعتمد في الدفاع عن أهله و حامته على بأسه وقدرته و اطمأن إلى ثقته على أهله و حرمه و عرف من ورعه و عصمته.

ما تسكن النفس معه إلى ائتمانه على ذلك. فقام(عليه السلام)به أحسن القيام و رد كل وديعة إلى أهلها و أعطى كل ذي حق حقه و حفظ بنات نبيه(صلی الله علیه وآله وسلم)و و حرمه و هاجر بهم ماشيا على قدميه يحوطهم من الأعداء و يكلؤهم من الخصماء و يرفق بهم في المسير حتى أوردهم عليه المدينة على أتم صيانة و حراسة و رفق و رأفة و حسن تدبير.

فأنزله النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) عند وروده المدينة داره و أحله قراره و خلطه

ص: 245

بحرمه و أولاده و لم يميزه من خاصة نفسه و لا احتشمه في باطن ولا أمره و سره. و هذه منقبة توحد بها(عليه السلام)من كافة أهل بيته و أصحابه و لم يشركه فيها أحد من أتباعه و أشياعه و لم يحصل لغيره من الخلق فضل س-واه-ا يعادلها عند السبر و لا يقاربها على الامتحان وهي مضافة إلى ما قدمناه من مناقبه الباهر فضلها القاهر شرفها قلوب العقلاء.

2-قال الطوسي و كانت قريش تدعو محمد(صلی الله علیه وآله وسلم)في الجاهلية الأمين و كانت تستودعه و تستحفظه أموالها و أمتعتها وكذلك من يقدم مكة من العرب في الموسم وجاءته النبوة و الرسالة و الأمر كذلك فأمر عليا(عليه السلام) لأن يقيم صارخا يهتف بالأبطح غدوة و عشيا من كان له قبل محمد أمانة أو وديعة فليأت فلنؤد إليه أمانته.

قال فقال(صلی الله علیه وآله وسلم) إنهم لن يصلوا اليك من الآن يا علي بأمر تكرهه حتى تقدم علي فأد أمانتي على أعين الناس ظاهرا ثم إني مستخلفك على فاطمة ابنتي و مستخلف ربي عليكما و مستحفظه فيكما فأمره أن يبتاع رواحل له و للفواطم و من أزمع للهجرة معه من بني هاشم.

قال أبو عبيدة فقلت لعبيد الله يعني ابن أبي رافع أو كان رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)يجد ما ينفقه هكذا؟ فقال: إني سألت أبي عما سألتني و كان يحدث لي بهذا الحديث فقال: فأين يذهب بك عن مال خديجة(عليها السلام) . وقال إن رسول الله رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)قال ما نفعني مال قط ما نفعني مال خديجة عليها السلام.

و كان رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)يفك في مالها الغارم و العاني ويحمل الكل و يعطي في النائبة و يرفد فقراء أصحابه إذ كان بمكة و يحمل من أراد منهم الهجرة، وكانت قريش إذا رحلت عيرها في الرحلتين - يعني رحلة الشتاء و الصيف - كانت طائفة من العير لخديجة(عليها السلام) وكانت أكثر قريش مالا و

ص: 246

كان (صلی الله علیه وآله وسلم)ينفق منه ما شاء في حياتها ثم ورثها هو و ولدها بعد مماتها.

قال: و قال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)لعلي(عليه السلام)و هو يوصيه و إذا قضيت ما أمرتك من أمر فكن على أهبة الهجرة إلى الله و رسوله، و انتظر لقدوم كتابي اليك و لا تلبث بعده.

3-قال ابن شهر آشوب استخلفه الرسول لرد الودائع لأنه كان أمينا فلما أداها قام على الكعبة فنادى بصوت رفيع يا أيها الناس هل من صاحب أمانة هل من صاحب وصية هل من صاحب عدة له قبل رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)فلما لم يأت أحد لحق بالنبي و كان في ذلك دلالة على خلافته أمانته و شجاعته و حمل نساء الرسول(عليه السلام)خلفه بعد ثلاثة أيام وفيهن عائشة فله المنة على أبي بكر بحفظ ولده و لعلي(عليه السلام) المنة عليه في هجرته و علي ذو الهجرتين و الشجاع البائت بين أربعمائة سيف

4- عنه و قد ولاه في رد الودائع لما هاجر إلى المدينة استخلف (صلی الله علیه وآله وسلم)عليا(عليه السلام) فى أهله وماله فأمره أن يؤدي عنه كل دين و كل وديعة و أوصى إليه بقضاء ديونه.

5- عنه عن الطبري بإسناد له عن عباد عن علي(عليه السلام) أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يؤدي عني ديني و يقضي عداتي و يكون معي في الجنة قلت أنا يا رسول الله.

6- عنه عن فردوس الديلمي قال سليمان قال(صلی الله علیه وآله وسلم) علي بن أبي طالب ينجز عداتي و يقضي ديني.

7- عنه عن أحمد في الفضائل عن ابن آدم السلولي و حبشي بن جنادة السلولي قال النبي(عليه السلام) علي مني و أنا منه و لا يقضي عني ديني إلا أنا أو علي.

ص: 247

8 -عنه قوله(عليه السلام)يقضي ديني و ينجز وعدي.

9- عنه قوله أنت قاضي ديني في روايات كثيرة.

10- عنه قال قتادة بلغنا أن عليا(عليه السلام) نادى ثلاثة أعوام بالموسم من كان له على رسول الله دين فليأتنا نقضي عنه.

11- قال ابن هشام أما عليّ، فإن رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) - فيما بلغنى -أخبره بخروجه و أمره أن يتخلف بعده بمكة، حتى يؤدي عن رسول الله

(صلی الله علیه وآله وسلم)الودائع التي كانت عنده للناس، وكان رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) بمكة أحد عنده شيء يخشي عليه إلا وضعه عنده، لما يعلم من صدقه و أمانته (صلی الله علیه وآله وسلم).

12- قال الطبري أما عليّ بن أبي طالب فإن رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) - فيما بلغنى - أخبره بخروجه و أمره أن يتخلّف بعده بمكة، حتى يؤدي عن رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)الودائع ، التي كانت عنده للناس، و كان رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)ليس بمكة أحد عنده شيء يخشي عليه إلا وضعه عند رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)، لما يعرف من صدقه و أمانته(صلی الله علیه وآله وسلم) .

13 - عنه اقام علي بن أبي طالب رضى الله عنه بمكة ثلاث ليال و أيامها، حتى أدى عن رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)، الودائع، التي كانت عنده للناس، حتى إذا فرغ منها لحق برسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) .

14 - قال المسعودي: فخرج النبي (صلی الله علیه وآله وسلم)منمكة، و معه أبوبكر و عامر بن فهيرة مولى أبى بكر و عبدالله بن أريقط الدبلى دليل لهم علي الطريق و لم يكن مسلماً و كان مقام على بن أبي طالب بعد بمكة ثلاثة أيام إلى أن ادّي ما أمر بأدائه، ثم لحق بالرسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) .

15 - الموفق الخوارزمي: أخبرني شهردار ،أجازة، أخبرني عبدوس

ص: 248

ابن عبدالله الهمداني بهمدان إجازة أخبرني الشريف أبو طالب المفضل بن محمد الجعفري. أخبرني الحافظ أبو بكر بن مردوية. حدثني جدى حدثني أحمد بن محمد بن خرذاد. أخبرني أبو الحسين القاضي حدثني عبدالرحمن ابن دبيس بن حميد حدثني محمد بن إسماعيل بن رجا الزبيدي عن مطر عن أنس عن سلمان قال: قال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)علي بن أبي طالب ينجز عداتي و يقضي ديني.

16 - قال ابن الاثير : أنبأنا أبو العباس أحمد بن عثمان بن أبي على الدزداري باسناده إلى الإستاذ أبي اسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي المفسر قال رأيت في بعض الكتب ان رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) و لما ارادة الهجرة خلف علي بن أبي طالب بمكة لقضاء ديونه و رد الودائع التي كانت عنده.

17- قال ابن عساكر: أنبأنا ابن شاهين، أنبأنا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني أنبأنا أحمد بن يوسف، أنبأنا محمد بن يزيد النخعي أنبأنا عبيدالله ابن الحسن،حدثني معاوية بن عبيدالله ابن ابی رافع، عن أبيه عن جده عن أبي رافع قال عبيد الله بن الحسن وحدثني محمد بن عبيد الله بن علي بن أبي رافع عن أبيه عن جده عن أبي رافع.

أن عليّاً كان يجهز النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)حين كان بالغار و يأتيه بالطعام و استاجر له ثلاث رواحل، للنبي(صلی الله علیه وآله وسلم) و لأبي بكر ودليلهم ابن أرهط و خلفه النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) فخرج إليه أهله و أمره أن يؤدي عنه أمانته و وصاياه و ما كان يوصي إليه، و ما كان يؤتمن عليه من مال. فأدى أمانته كلّها.

18- قال القدسي و كان رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)لما خرج خلّف عليّاً بمكة و أمره ان يردّ الودائع التي كانت عند رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) للناس إلى اهلها ففعل علي وخرج فى إثره بعد ثلاث.

ص: 249

19- قال ابن الاثير فأما علي فأمره رسول الله، أن يتخلّف عنه حتى يؤدي عن رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) الودائع التي كانت عنده ثم يلحقه.

20 - قال ابن أبي الحديد قال محمد بن إسحاق في كتاب المغازي قال:

عَلَيْهِ لم يعلم رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) أحدا من المسلمين ما كان عزم عليه من الهجرة إلا علي بن أبي طالب و أبا بكر بن أبي قحافة، أما علي، فإن رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)أخبره بخروجه و أمره أن يبيت على فراشه يخادع المشركين عنه ليروا أنه لم يبرح فلا يطلبوه حتى تبعد المسافة بينهم و بينه و أن يتخلف بعده بمكة حتى يؤدي عن رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) الودائع التي عنده للناس وكان رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)استودعه رجال من مكة ودائع لهم لما يعرفونه من أمانته و أما أبو بكر فخرج معه.

المنابع :

(1) الارشاد 23 (2) امالى الطوسي ،82/2، (3) مناقب ابن شهر آشوب 278/12 - 279 - 330 (4) سيرة ابن هشام: 192/2، (5) تاريخ الطبري: 378/2 - 382)،

(6) مروج الذهب 285/2، (7) كامل التواريخ: 104/2 ، (8) مناقب الخوارزمي 27

(9) اسد الغابة : 25/4 ، (10) ترجمة الامام علي: 128/1 (11) البدء و التاريخ:178/4 ، (12) شرح نهج البلاغة: 303/13

ص: 250

11 - باب هجرته (علیه السلام)

1 - محمد بن يعقوب عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن أبي حمزة عن سعيد بن المسيب قال سألت علي بن الحسين(عليه السلام) ابن كم كان علي بن أبي طالب(عليه السلام)يوم أسلم فقال أو كان كافرا قط إنما كان لعلي(عليه السلام)حيث بعث الله عز و جل رسوله(صلی الله علیه وآله وسلم) عشر سنين و لم يكن يومئذ كافرا و لقد آمن بالله تبارك و تعالى و برسوله (صلی الله علیه وآله وسلم)و سبق الناس كلهم إلى الإيمان بالله وبرسوله (صلی الله علیه وآله وسلم) و إلى الصلاة بثلاث سنين.

و كانت أول صلاة صلاها مع رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) الظهر ركعتين وكذلك فرضها الله تبارك و تعالى على من أسلم بمكة ركعتين ركعتين و كان رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) يصليها بمكة ركعتين و يصليها علي(عليه السلام) معه بمكة ركعتين مدة عشر سنين حتى هاجر رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)إلى المدينة و خلف عليا(عليه السلام)في أمور لم يكن يقوم بها أحد غيره.

و كان خروج رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) من مكة في أول يوم من ربيع الأول و ذلك يوم الخميس من سنة ثلاث عشرة من المبعث و قدم المدينة لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول مع زوال الشمس فنزل بقبا فصلى الظهر ركعتين و العصر ركعتين ثم لم يزل مقيما ينتظر عليا (عليه السلام)يصلي الخمس

ص: 251

صلوات ركعتين ركعتين و كان نازلا على عمرو بن عوف فأقام عندهم بضعة عشر يوما يقولون له أتقيم عندنا فنتخذ لك منزلا و مسجدا.

فيقول لا إني أنتظر علي بن أبي طالب و قد أمرته أن يلحقني و لست مستوطنا منزلا حتى يقدم علي و ما أسرعه إن شاء الله فقدم علي(عليه السلام)والنبی(صلی الله علیه وآله وسلم)في بيت عمرو بن عوف فنزل معه ثم إن رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) لما قدم عليه على(عليه السلام) تحول من قبا إلى بني سالم بن عوف و علي(عليه السلام)معه يوم الجمعة مع طلوع الشمس فخط لهم مسجدا و نصب قبلته فصلى بهم فيه الجمعة ركعتين وخطب خطبتين.

ثم راح من يومه إلى المدينة على ناقته التى كان قدم عليها و على(عليه السلام)معه لا يفارقه يمشي بمشيه و ليس يمر رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)ببطن من بطون الأنصار إلا قاموا إليه يسألونه أن ينزل عليهم فيقول لهم خلوا سبيل الناقة فإنها مأمورة.

فانطلقت به و رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)واضع لها زمامها حتى انتهت إلى الموضع الذي ترى و أشار بيده إلى باب مسجد رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)الذي يصلى عنده بالجنائز فوقفت عنده و برکت و وضعت جرانها على الأرض فنزل رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)و أقبل أبو أيوب مبادرا حتى احتمل رحله فأدخله منزله و نزل رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) و علي(عليه السلام)معه حتى بني له مسجده و بنيت له مساكنه و منزل علي(عليه السلام)فتحولا إلى منازلهما.

فقال سعيد بن المسيب لعلي بن الحسين(عليه السلام)جعلت فداك كان أبو بكر مع رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)حين أقبل إلى المدينة فأين فارقه فقال إن أبا بكر لما قدم رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)إلى قبا فنزل بهم ينتظر قدوم علي(عليه السلام)فقال له أبو بكر انهض بنا إلى المدينة فإن القوم قد فرحوا بقدومك و هم يستريثون

ص: 252

إقبالك إليهم فانطلق بنا و لا تقم هاهنا تنتظر عليا فما أظنه يقدم عليك إلى شهر.

فقال له رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)كلا ما أسرعه و لست أريم حتى يقدم ابن عمي و أخي في الله عز و جل و أحب أهل بيتي إلي فقد وقاني بنفسه من المشركين قال فغضب عند ذلك أبو بكر و اشماز و داخله من ذلك حسد لعلي الا الله ولو كان ذلك أول عداوة بدت منه لرسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)في علي(عليه السلام)و أول خلاف على رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)فانطلق حتى دخل المدينة و تخلف رسول الله بقبا ينتظر عليا.

2 - قال الشيخ المفيد و عرف من ورعه و عصمته ما تسكن النفس معه إلى ائتمانه على ذلك. فقام على(عليه السلام)به أحسن القيام و رد كل وديعة إلى أهلها و أعطى كل ذي حق حقه و حفظ بنات نبيه (صلی الله علیه وآله وسلم)و آله و حرمه و هاجر بهم ماشيا على قدميه يحوطهم من الأعداء و يكلؤهم من الخصماء و يرفق بهم في المسير حتى أوردهم عليه المدينة على أتم صيانة و حراسة و رفق و رأفة و حسن تدبير.

فانزله النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)عند وروده المدينة داره و احله قراره و خلطه و بحرمة و أولاده و لم يميزه من خاصة نفسه و لا احتشمه في باطن أمره و سره. و هذه منقبة توحد بها(عليه السلام) من كافة أهل بيته و أصحابه و لم يشركه فيها أحد من أتباعه و أشياعه و لم يحصل لغيره من الخلق فضل سواها يعادلها عند السبر و لا يقاربها على الامتحان وهي مضافة إلى ما قدمناه من مناقبه الباهر فضلها القاهر شرفها قلوب العقلاء.

3- قال الطبرسي: فجاء أبو بكر فقال يا رسول الله تدخل المدينة فإن القوم متشوفون إلى نزولك عليهم فقال: لا أريم من هذا المكان حتى

ص: 253

يوافي أخي علي(عليه السلام)و كان رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) و قد بعث إليه أن احمل العيال و أقدم فقال أبو بكر: ما أحسب عليا يوافي قال: بلى ما أسرعه إن شاء الله فبقي خمسة عشر يوما فوافى علي(عليه السلام)بعياله فلما وافى كان سعد بن الربيع و الله بن رواحة يكسران أصنام الخزرج و كان كل رجل شريف في بيته صنم يمسحه و يطيبه و لكل بطن من الأوس والخزرج صنم في بيت الجماعة یكرمونه و يجعلون عليه منديلا ويذبحون له.

فلما قدم الاثنا عشر من الأنصار أخرجوها من بيوتهم وبيوت من أطاعهم. فلما قدم السبعون كثر الإسلام و فشا و جعلوا يكسرون الأصنام قال: و بقي رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) بعد قدوم علي يوما أو يومين.

4- عنه روى علي بن هاشم عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده أبي رافع قال كان علي(عليه السلام)يجهز النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) حين كان في الغار يأتيه بالطعام والشراب و استأجر.

له ثلاث رواحل للنبي و لأبي بكر و لدليلهم.

و قيل: و خلفه النبي يخرج إليه أهله فأخرجهم و أمره أن يؤدي عنه أمانته و وصاياه و ما كان بمؤتمن عليه من ماله فأدى علي اللا أمانته كلها و قال له النبي: إن قريشا لن يفتقدوني ما رأوك فاضطجع على فراش رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)فكانت قريش ترى رجلا على فراش النبي.

فيقولون: هو محمد فحبسهم الله عن طلبه و خرج علي إلى المدينة ماشيا على رجليه فتورمت قدماه فلما قدم المدينة و رآه النبي فاعتنقه وبكى رحمة له مما رأى بقدميه من الورم و أنهما يقطران دما فدعا له بالعافية و مسح رجليه فلم يشتكها بعد ذلك.

5- ابن شهر آشوب عن محمد الواقدي و أبو الفرج النجدي و أبو

ص: 254

الحسن البكري و إسحاق الطبراني أن عليا(عليه السلام)لما عزم على الهجرة قال له العباس إن محمدا ما خرج إلا خفيا و قد طلبته قريش أشد طلب و أنت تخرج جهارا في إناث و هوادج و مال و رجال و نساء و تقطع بهم السباسب و الشعاب من بين قبائل قريش ما أرى لك أن تمضي إلا في خفارة خزاعة فقال(عليه السلام).

إن المنية شربة مورودة*** لا تنزعن و شد للترحيل

إن ابن آمنة النبي محمدا*** رجل صدوق قال عن جبرئيل

أرخ الزمام و لا تخف من عائق*** فالله يرديهم عن التنكيل

إني بربي واثق و بأحمد*** سبيله متلاحق بسبيلي

قالوا فكمن مهلع غلام حنظلة بن أبي سفيان في طريقه بالليل فلما رآه سل سيفه و نهض إليه فصاح علي صيحة خر على وجهه و جلله بسيفه فلما أصبح توجه نحو المدينة فلما شارف ضجنان أدركه الطلب بثمانية فوارس و قالوا يا غدر أظننت أنك ناج بالنسوة.

6- عنه كان الله تعالى قد فرض على الصحابة الهجرة و على علي المبيت ثم الهجرة ثم إنه تعالى قد كان امتحنه بمثل ما امتحن به إبراهيم بإسماعيل و عبد المطلب بعبد الله ثم إن التفدية كانت دابة في الشعب فإن كان بات أبو بكر في الغار ثلاث ليال فإن عليا بات على فراش النبي في الشعب ثلاث سنين و في رواية أربع سنين.

7- عنه عن العكبري في فضائل الصحابة و الفنجكردي في سلوة الشيعة أن عليا قال:

وقيت بنفسي خير من وطأ الحصى*** و من طاف بالبيت العتيق و بالحجر

محمد لما خاف أن يمكروا*** به فوقاه ربي ذو الجلال عن المكر

ص: 255

وبت أراعيهم وما يثبتونني*** وقد صبرت نفسي على القتل والأسر

بات رسول الله في الغار آمنا*** و ذلك في حفظ الإله و في ستر

أردت به نصر الإله تبتلا*** و أضمرته حتى أوسد في قبرى

8- قال ابن هشام وأقام علي بن أبي طالب(عليه السلام)بمكة ثلاث ليال وأيامها حتى أدى عن رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)الودائع التي كانت عنده للناس حتى إذا فرغ منها لحق برسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)فنزل معه على كلثوم بن هدم.

فكان علي بن أبي طالب وإنما كانت إقامته بقباء ليلة أو ليلتين يقول: كانت بقباء امرأة لا زوج لها، مسلمة قال: فرأيت إنسانا يأتيها من جوف الليل فيضرب عليها بابها، فتخرج إليه فيعطيها شيئا فتأخذه قال فاستربت ، بشأنه، فقلت لها: يا أمة الله من هذا الرجل الذي يضرب عليك بابك كل ليلة.

فتخرجين إليه فيعطيك شيئا لا أدري ما هو، وأنت امرأة مسلمة لا زوج لك قالت هذا سهل بن حنيف بن واهب قد عرف أني امرأة لا أحد لي فإذا أمسى عدا على أوثان قومه فكسرها ثم جاءني بها فقال احتطبي بهذا فكان عليا(عليه السلام)يأثر ذلك من أمر سهل بن حنيف حتى هلك عنده بالعراق.

قال ابن إسحاق وحدثني هذا من حديث علي(عليه السلام)هند بن سعد بن سهل بن حنيف رضي الله عنه.

9- قال الطبرى وأقام علي بن أبي طالب(عليه السلام)بمكة ثلاث ليال وأيامها حتى أدى عن رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) الودائع التي كانت عنده إلي الناس، حتى إذا فرغ منها لحق برسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) فنزل معه على كلثوم بن هدم.

فكان علي يقول: وإنما كانت إقامته بقباء على امرأة لا زوج لها، مسلمة، ليلة أو ليلتين و كان يقول: كنت نزلت بقباء على امرأة لا زوج لها،

ص: 256

مسلمة، فرأيت إنسانا يأتيها في جوف الليل فيضرب عليها ،بابها، فتخرج إليه فيعطيها شيئا ،معه، قال: فاستربت لشأنه، فقلت لها يا أمة الله من هذا الرجل الذي يضرب عليك بابك كل ليلة.

فتخرجين إليه فيعطيك شيئا، لا أدري ما هو ؟ وأنت امرأة مسلمة لا زوج لك؟ قالت: هذا سهل بن حنيف بن واهب، قد عرف أني امرأة لا أحد لي فإذا أمسى عدا على أوثان قومه فكسرها، ثم جاءني بها و قال: احتطبي بهذا فكان علي بن ابي طالب ع يأثر ذلك من أمر سهل بن حنيف حتى هلك عنده بالعراق.

10- عنه حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال: حدثني محمد بن إسحاق، قال: حدثني هذا الحديث على بن هند بن سعد بن سهل بن حنيف، عن على بن أبي طالب(عليه السلام).

فأقام رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)بقباء في بني عمرو بن عوف يوم الاثنين ويوم الثلاثاء ويوم الأربعاء ويوم الخميس وأسس مسجدهم ثم أخرجه الله عز وجل من بين أظهرهم يوم الجمعة وبنو عمرو بن عوف يزعمون أنه مكث فيهم أكثر من ذلك والله أعلم.

و يقول بعضم: إنّ مقامه بقباء كان بضعة عشر يوماً.

11- قال ابن الاثير و أمّا علي(عليه السلام)فإنه لما فرغ من الذي أمره به رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)هاجر إلى المدينة، فكان يسير الليل و يكمن النهار حتى قدم المدينة و قد تفطرت قدماه، فقال النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) : ادعوا لي علياً. قيل: لا يقدر أن يمشي. فأتاه النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) و اعتنقه و بكى رحمة لما بقدميه من الورم و تفل في يديه و أمرهما على قدميه فلم يشتكهما بعد حتى قتل و نزل بالمدينة على أمرأة لازوج لها، فرأى إنساناً يأتيها كل ليلة و يُعطيها شيئاً.

ص: 257

12 - قال المسعودى: فخرج النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)من مكة، و معه أبوبكر و عامر بن فهيرة مولى أبى بكر و عبدالله بن أربقط الدبلى دليل لهم علي الطريق و لم يكن مسلماً، و كان مقام علي بن أبي طالب بعد بمكة ثلاثة أيام إلى أن ادّي ما أمر بأدائه، ثم لحق بالرسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) .

13 - قال ابن سعد: اخبرنا ابن عمر حدثني عبدالله بن محمد عن أبيه عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي(عليه السلام) ، قال : لما خرج رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)إلى المدينة في الهجرة امرني ان اقيم بعده حتى أؤدى ودائع كانت عنده للناس و لذا كان يسمى الامين فاقمت ثلاثا فكنت أظهر ما تغيبت يوما واحداً ثمّ خرجت فجعلت اتبع طريق رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)حتى قدمت بني عمرو بن عوف و رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) مقيم فنزلت على كلثوم بن الهدم و هنالك منزل رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) .

14 - قال ابن الاثير و خلفه النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)خلف عليا يخرج إليه بأهله وأمره أن يؤدي عنه أمانته ووصايا و ما كان يوصي إليه، و ما كان يؤتمن عليه من مال.

فأدى أمانته كلّها و أمره أن يضطجع على فراشه ليلة خرج و قال إن قريشاً لن يفقدوني ما رأوك فاضطجع عليّ على فراشه و كانت قريش تنظر إلى فراش النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) فيرون يظنونه النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) حتى إذا أصبحوا رأوا عليه عليّاً، فقالوا: لو خرج محمد لخرج بعلي معه. فحبسهم الله بذلك عن طلب النبي (صلی الله علیه وآله وسلم)حين رأوا علياً و لم يفقدوا النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)، و أمرالنبي (صلی الله علیه وآله وسلم) علياً أن يلحقه بالمدينة.

فخرج عليّ في طلبه بعد ما أخرج إليه فكان يمشى من الليل، و يكمن بالنهار حتى قدم المدينة، فلما بلغ النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) قدمه قال: ادعوا لي عليا. قيل

ص: 258

يا رسول الله لا يقدر أن يمشى ؟! فأتاه النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)فلما رآه اعتنقه و بکی رحمة لما بقدميه من الورم و كانتا تقطران دماً، فتفل النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)في يديه و مسح بهما رجليه ودعا له بالعافية فلم يشتكهما حتى استهشد(عليه السلام).

15- قال ابن ابي الحديد و أما حال علي الله فلما أدى الودائع خرج بعد ثلاث من هجرة النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) فجاء إلى المدينة راجلا قد تورمت قدماه فصادف رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)نازلا بقباء على كلثوم بن الهدم فنزل معه في منزله و كان أبو بكر نازلا بقباء أيضا في منزل حبيب بن يساف ثم خرج رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)و هما معه من قباء حتى نزل بالمدينة على أبي أيوب خالد ابن يزيد الأنصاري و ابتنى المسجد.

المنابع:

(1) الكافي: 338/8 (2) الارشاد: 23، (3) اعلام الوری: 76 - 191، (4) مناقب ابن شهرآشوب:278/1 - 279، (5) سيرة ابن هشام: 138/22 - 139 ، (6) تاريخ الطبري: 382/2 - 383 ، (7) كامل التواريخ : 16/2 ، (8) مروج الذهب : 215/2، (9) طبقات ابن سعد: 13/3 (10) اسد الغابة: 18/4 - 19 ، (11) شرح نهج البلاغة: 305/13.

ص: 259

12 -باب تزويجه(عليه السلام)

1 - الصدوق: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال حدثني سعد بن عبد الله قال حدثني أحمد بن محمد بن عيسى قال حدثني علي بن الحكم قال حدثني الحسين بن أبي العلاء عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه(عليهم السلام) قال قال أمير المؤمنين(عليه السلام)دخلت أم أيمن على النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) و في ملحفتها شيء فقال لها رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) ما معك يا أم أيمن فقال إن فلانة أملكوها فنثروا عليها فأخذت من نثارها ثم بكت أم أيمن و قالت يا رسول الله فاطمة زوجتها و لم تنثر عليها شيئا.

فقال رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)يا أم أيمن لم تكذبين فإن الله تبارك وتعالى لما زوجت فاطمة عليا أمر أشجار الجنة أن تنثر عليهم من حليها وحللها و یاقوتها و درها و زمردها وإستبرقها فأخذوا منها ما لايعلمون و لقد نحل الله طوبى في مهر فاطمة(عليها السلام)فجعلها في منزل علی (عليه السلام) .

2 - الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي قال حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن سلمة بن الخطاب البراوستاني عن إبراهيم بن مقاتل قال حدثني حامد بن محمد عن عمرو بن هارون عن الصادق عن

ص: 260

أبيه عن آبائه عن علي بن أبي طالب(عليه السلام)قال لقد هممت بتزويج فاطمة(عليها السلام) ابنة محمد(صلی الله علیه وآله وسلم) حينا و لم أتجرأ أن أذكر ذلك للنبي(صلی الله علیه وآله وسلم) و إن ذلك اختلج في صدري ليلي ونهاري حتى دخلت على رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) .

فقال يا على قلت لبيك يا رسول الله قال هل لك في التزويج قلت رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)أعلم و إذا هو يريد أن يزوجني بعض نساء قريش و إني لخائف على فوت فاطمة فما شعرت بشيء إذ أتاني رسول رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)فقال لي أجب النبي و أسرع فما رأينا رسول الله أشد فرحا منه اليوم قال فأتيته مسرعا فإذا هو في حجرة أم سلمة فلما نظر إلي تهلل وجهه فرحا و تبسم حتى نظرت إلى بياض أسنانه يبرق.

فقال أبشر يا علي فإن الله عز و جل قد كفاني ما قد كان همني من أمر تزويجك فقلت وكيف ذلك يا رسول الله قال أتاني جبرئيل و معه من سنبل الجنة و قرنفلها فناولنيهما فأخذتهما و شممتهما فقلت ما سبب هذا السنبل و القرنفل

فقال إن الله تبارك و تعالى أمر سكان الجنان من الملائكة و من فيها أن يزينوا الجنان كلها بمغارسها و أشجارها و ثمارها وقصورها و أمر ريحها فهبت بأنواع العطر و الطيب و أمر حور عينها بالقراءة فيها بسورة طه و طواسین و پس و حمعسق ثم نادى مناد من تحت العرش ألا إن اليوم يوم وليمة علي بن أبي طالب (عليه السلام).

ألا إني أشهدكم أني قد زوجت فاطمة بنت محمد(صلی الله علیه وآله وسلم)من علي بن أبي طالب رضى مني بعضهما البعض ثم بعث الله تبارك و تعالى سحابة بيضاء فقطرت عليهم من لؤلؤها و زبرجدها و یواقیتها وقامت الملائكة فنثرت من سنبل الجنة وقرنفلها هذا مما نثرت الملائكة ثم أمر الله تبارك و تعالى

ص: 261

ملكا من ملائكة الجنة يقال له راحيل وليس في الملائكة أبلغ منه.

فقال اخطب يا راحيل فخطب بخطبة لم يسمع بمثلها أهل السماء و لا أهل الأرض ثم نادى مناد ألا يا ملائكتي و سكان جنتي باركوا على علي ابن أبي طالب(عليه السلام)حبيب محمد (صلی الله علیه وآله وسلم) و فاطمة بنت محمد فقد باركت عليهما ألا إني زوجت أحب النساء إلي من أحب الرجال إلي بعد النبيين و المرسلين فقال راحيل الملك يا رب و ما بركتك فيهما بأكثر مما رأينا لهما في جنانك ودارك.

فقال عز و جل يا راحيل إن من بركتي عليهما أن أجمعهما على محبتي و أجعلهما حجة على خلق وعزتي وجلالي لأخلقن منها خلقا و لأنشأن منهما ذرية أجعلهم خزاني في أرضي و معادن لعلمي و دعاة إلى ديني بهم أحتج على خلقي بعد النبيين و المرسلين فأبشر يا علي فإن الله عز و جل أكرمك كرامة لم يكرم بمثلها أحدا و قد زوجتك ابنتي فاطمة على ما زوجك الرحمن و قد رضيت لها بما رضي الله لها فدونك أهلك.

فإنك أحق بها مني و لقد أخبرني جبرئيل أن الجنة مشتاقة إليكما و لو أن الله عز و جل قدر أن يخرج منكما ما يتخذه على الخلق حجة لأجاب فيكما الجنة و أهلها فنعم الأخ أنت و نعم الختن أنت و نعم الصاحب أنت و كفاك برضى الله رضى قال علي (عليه السلام)فقلت یا رسول الله بلغ من قدري حتى أني ذكرت في الجنة و زوجني الله في ملائكته فقال(عليه السلام)إن الله عز و جل إذا أكرم وليه و أحبه أكرمه بما لا عين رأت ولا أذن سمعت فأحياها الله لك يا علي فقال علي(عليه السلام) رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي فقال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) آمين.

3- الطوسي اخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان قال حدثنا

ص: 262

أبو نصر محمد بن الحسين البصير الشهرزوري، قال حدثنا الحسين ابن محمد الأسدي، قال حدثنا أبو عبد الله جعفر بن عبد الله بن جعفر العلوي المحمدي، قال حدثنا يحيى بن هاشم الغساني قال حدثنا محمد بن مروان، قال حدثني جويبر بن سعيد عن الضحاك بن مزاحم، قال سمعت علي بن أبي طالب(عليه السلام)يقول:

أتاني أبو بكر و عمر فقالا لو أتيت رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)فذكرت له فاطمة، قال فأتيته، فلما رآني رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) ضحك، ثم قال ما جاء بك يا أبا الحسن و ما حاجتك قال فذكرت له قرابتي و قدمي في الإسلام و نصرتي له و جهادي، فقال يا علي صدقت فأنت أفضل مما تذكر. فقلت يا رسول الله، فاطمة تزوجنيها.

فقال يا علي، إنه قد ذكرها قبلك رجال فذكرت ذلك لها فرأيت الكراهة في وجهها، و لكن على رسلك حتى أخرج إليك، فدخل عليها فقامت إليه، فأخذت رداءه و نزعت نعليه و أتته بالوضوء، فوضاته بيدها و غسلت ،رجليه ثم قعدت فقال لها يا فاطمة فقالت لبيك حاجتك يا رسول الله.

قال إن علي بن أبي طالب من قد عرفت قرابته و فضله و إسلامه، و إني قد سألت ربي أن يزوجك خير خلقه و أحبهم إليه، و قد ذكر من أمرك شيئا فما ترين فسكتت و لم تول وجهها و لم ير فيه رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)، كراهة ،فقام و هو يقول الله أكبر سكوتها إقرارها، فأتاه جبرئيل (عليه السلام).

فقال: يا محمد، زوجها علي بن أبي طالب، فإن الله قد رضيها له و رضيه لها. قال علي فزوجني رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) ، ثم أتاني فأخذ بيدي فقال قم بسم الله وقل على بركة الله و ما شاء الله لا قوة إلا بالله توكلت على الله ثم

ص: 263

جاءني حين أقعدني عندها (عليها السلام)، ثم قال:

اللهم إنهما أحب خلقك إلي فأحبهما، وبارك في ذريتها، و اجعل عليهما منك حافظا، و إني أعيذهما وذريتهما بك من الشيطان الرجيم.

4- قال الطبرسي: روى روى أصحابنا رضي الله عنهم من الأخبار الدالة على خصوصيتها من بين أولاد الرسول(صلی الله علیه وآله وسلم)بشرف المنزلة و بينونتها عن جميع نساء العالمين بعلو الدرجة أكثر من أن يحصر فلنقتصر على ما ذكرناه و كان مما تمم الله شرف أمير المؤمنين(عليه السلام)في الدنيا وكرامته في الآخرة أن خصه بتزويجها إياه كريمة رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)و أحب الخلق إليه وقرة عينه و سيدة نساء العالمين.

5- عنه فما روي في ذلك ما صح عن أنس بن مالك قال بينما رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) جالس إذ جاء على(عليه السلام)فقال يا علي ما جاء بك قال جئت أسلم عليك قال هذا جبرئيل يخبرني أن الله تعالى زوجك فاطمة و أشهد على تزويجها ألف ألف ملك و أوحى الله تعالى إلى شجرة طوبى أن انثري عليهم الدر والياقوت فابتدرت إليهن الحور العين وهن يتهادينه بينهن إلى يوم القيامة.

6- عنه عن ابن عباس قال لما كانت الليلة التي زفت بها فاطمة(عليها السلام)إلى على كان رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) أمامها و جبرئيل عن يمينها و ميكائيل عن شمالها و سبعون ألف ملك من خلفها يسبحون الله ويقدسونه و افتخر أمير المؤمنين(عليه السلام) بتزويجها في مقام بعد مقام.

7- عنه روى أبو إسحاق الثقفي بإسناده عن حكيم بن جبير عن الهجري عن عمه قال سمعت عليا(عليه السلام)يقول لأقولن قولا لم يقله أحد إلا كذاب أنا عبد الله و أخو رسوله و صنو نبي الرحمة و تزوجت سيدة نساء

ص: 264

الأمة و أنا خير الوصيين.

8- عنه روى الثقفي بإسناده عن بريدة قال لما كان ليلة البناء بفاطمة(عليها السلام)قال لعليا(عليه السلام)لا تحدث شيئا حتى تلقاني فأتي النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) بماء أو قال دعا بماء فتوضأ ثم أفرغه على علي(عليه السلام)ثم قال اللهم بارك فيهما و بارك عليهما وبارك لهما في شبليهما.

9- عنه روى بإسناده عن شرحبيل بن أبي سعيد قال لما كان صبيحة عرس فاطمة جاء النبي بعس فيه لبن فقال لفاطمة اشربي فداك أبوك و قال لعلي(عليه السلام)اشرب فداك ابن عمك.

10 - ابن شهر آشوب عن أبي هاشم بإسناده عن الباقر(عليه السلام)قال قال الله تعالى لمحمد إني اصطفيتك و انتجبت عليا و جعلت منكما ذرية طيبة جعلت له الخمس.

11- عنه عن ابن بطة في الإبانة بإسناده إلى الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة و أبو صالح المؤذن في الأربعين و السمعاني في الفضائل بإسنادهما عن عبد الرزاق عن معمر عن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس و اللفظ له قال لما زوج النبي فاطمة من علي(عليه السلام) قالت زوجتني لعائل لا مال له فقال يا فاطمة أما ترضين أن الله تعالى اطلع على أهل الأرض واختار منها رجلين أحدهما أبوك و الآخر بعلك.

12 - عنه عن كعب بن زهير صهر النبي و خير الناس كلهم.

13 - عنه عن الصادق(عليه السلام) أوحى الله تعالى إلى رسوله(صلی الله علیه وآله وسلم)قل لفاطمة لا تعصي عليا فإنه لو غضب غضبت لغضبه.

14 - عنه عوتب النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)في أمر فاطمة فقال لو لم يخلق الله علي ابن أبي طالب لما كان لفاطمة كفو.

ص: 265

15 - عنه في خبر لولاك لما كان لها كفو على وجه الأرض.

16 - عنه عن المفضل عن أبي عبد الله(عليه السلام)قال لو لا أن الله تعالى خلق أمير المؤمنين لم يكن لفاطمة كفو في وجه الأرض آدم فمن دونه.

و قالوا تزوج النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)من الشيخين و زوج من عثمان بنتين قلنا التزويج لا يدل على الفضل و إنما هو مبني على إظهار الشهادتين ثم إنه (عليه السلام)تزوج في جماعة و أما عثمان ففي زواجه خلاف كثير و إنه(صلی الله علیه وآله وسلم) كان زوجهما من كافرين قبله ليست حكم فاطمة مثل ذلك لأنها وليدة الإسلام و من أهل العباء و المباهلة و المهاجرة في أصعب وقت.

و ورد فيها آية التطهير و افتخر جبرئيل بكونه منهم و شهد الله لهم بالصدق و لها أمومة الأئمة إلى يوم القيامة و منها الحسن و الحسين و عقب الرسول و سيدة النساء و هي سيدة نساء العالمين و زوجها من أصلها ليس بأجنبي و أما الشيخان فقد توسلا إلى النبي بذلك.

و أما علي فتوسل النبي إليه بعد ما رد خطبتها و العاقد بينهما هو الله تعالى و القابل جبرئيل والخاطب راحيل و الشهود حملة العرش و صاحب النثار رضوان و طبق النثار شجرة طوبى و النثار الدر والياقوت و المرجان و الرسول هو المشاطة و أسماء صاحبه الحجلة و وليد هذا النكاح الأئمة (عليه السلام).

17- عنه عن ابن شاهين المروزي في كتاب فضائل فاطمة(عليه السلام) باستناده عن الحسين بن واقد عن أبي بريدة عن أبيه عن البلاذري في التاريخ بإسناده إن أبا بكر خطب إلى النبي(عليه السلام) فاطمة فقال أنتظر لها القضاء ثم خطب إليه عمر فقال أنتظر لها القضاء الخبر.

18 - عنه عن مسند أحمد و فضائله و سنن أبي داود و إبانة ابن بطة و

ص: 266

باب تزويجه الكلام

تاريخ الخطيب و كتاب ابن شاهين و اللفظ له بالإسناد عن خالد الحذاء و أبي أيوب و عكرمة و أبي نجيح و عبيدة بن سليمان كلهم عن ابن عباس إنه لما زوج النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) فاطمة عليا(عليه السلام) قال له النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) فأعطها شيئا قال ما عندي شيء قال فأين درعك الحطمية و في رواية غيره أنه قال علي عندي قال فأعطها إياها.

19- قال الاربلي: روي عن أبي عبد الله(عليه السلام)أنه قال لو لا أن الله تبارك و تعالى خلق أمير المؤمنين لفاطمة(عليه السلام) ما كان لها كفؤ على وجه الأرض آدم فمن دونه.

20- عنه قد أورد صاحب كتاب الفردوس في الأحاديث عن النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) لو لا علي لم يكن لفاطمة كفؤ.

21 - عنه روى صاحب الفردوس أيضا عن ابن عباس عن النبي يا علي إن الله عز و جل زوجك فاطمة و جعل صداقها الأرض فمن مشى عليها مبغضا لك مشى حراما.

22- عنه روى ابن بابويه من حديث طويل أورده في تزويج أمير المؤمنين بفاطمة(عليه السلام)أنه أخذ في فيه ماء و دعا فاطمة فأجلسها بين يديه ثم مج الماء في المخضب و هو المركن وغسل فيه قدميه و وجهه ثم دعا فاطمة لو أخذ كفا من ماء فضرب ماء فضرب به على رأسها و كفا بين يديها ثم

رش جلدها.

ثم دعا بمخضب آخر ثم دعا عليا(عليه السلام)فصنع به كما صنع بها ثم التزمهما فقال اللهم إنهما مني و أنا منهما اللهم كما أذهبت عني الرجس و طهرتني تطهيرا فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ثم قال قوما إلى بيتكما جمع الله بينكما وبارك في سيركما وأصلح بالكما ثم قام فأغلق عليهما

ص: 267

الباب بيده.

23 - عنه قال ابن عباس فأخبرتني أسماء أنها رمقت برسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)فلم يزل يدعو لهما خاصة لا يشركهما في دعائه أحدا حتى توارى في حجرته.

24 - عنه في رواية أنه (عليه السلام)قال بارك الله لكما في سيركما و جمع شملكما و ألف على الإيمان بين قلوبكما شأنك بأهلك السلام عليكما.

25- عنه روي عن جابر بن عبد الله قال لما زوج رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)فاطمة من علي(عليه السلام)كان الله تعالى مزوجه من فوق عرشه و كان جبرئيل الا الخاطب و كان ميكائيل و إسرافيل في سبعين ألفا ألفا من الملائكة شهودا و أوحى الله إلى شجرة طوبى أن انثري ما فيك من الدر و الياقوت و اللؤلؤ و أوحى الله إلى الحور العين أن التقطنه فهن يتهادينه بينهن إلى يوم القيامة فرحا بتزويج فاطمة عليا(عليه السلام).

26 - عنه عن شرحبيل بن سعيد قال دخل رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)على فاطمة (عليه السلام)في صبيحة عرسها بقدح فيه لبن فقال اشربي فداك أبوك ثم قال لعلي(عليه السلام)اشرب فداك ابن عمك.

27 - عنه عن شرحبيل بن سعيد الأنصاري قال لما كان صبيحة العرس أصابت فاطمة(عليه السلام) رعدة فقال لها رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)زوجتك سيدا في الدنيا و إنه في الآخرة لمن الصالحين.

28 - عنه عن أبي جعفر(عليه السلام)قال شكت فاطمة(عليه السلام) إلى رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)عليا فقالت يا رسول الله ما يدع شيئا من رزقه إلا وزعه بين المساكين فقال لها يا فاطمة أ تسخطيني في أخي و ابن عمي إن سخطه سخطي و إن سخطي لسخط الله فقالت أعوذ بالله من سخط الله وسخط

ص: 268

رسوله.

29 -عنه روي عن الأصبغ بن نباتة قال سمعت أمير المؤمنين(عليه السلام)يقول والله لأتكلمن بكلام لا يتكلم به غيري إلا كذاب ورثت نبي الرحمة و زوجتي خير نساء الأمة و أنا خير الوصيين.

30- أقول قال في المنتق في حوادث السنة الثانية من الهجرة في هذه السنة تزوج علي بن أبي طالب(عليه السلام)فاطمة(عليها السلام)بنت رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)في صفر لليال بقين منه و بنى بها في ذي الحجة و قد روي أنه تزوجها في رجب بعد مقدم رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)المدينة بخمسة أشهر و بنى بها مرجعه من بدر و الأول أصح.

31- روي عن بعض أهل التاريخ أن تزويجها كان في شهر ربيع الأول من سنه اثنتين من الهجرة و بنى بها فيها و ولدت الحسن(عليه السلام)فى هذه السنة و قيل بل ولد الحسن(عليه السلام) منتصف شهر رمضان من سنة ثلاث و الحسين(عليه السلام)في سنة أربع وقيل كان بين ولادة الحسن(عليه السلام) و العلوق بالحسين (عليه السلام)خمسون ليلة و ولد الحسين(عليه السلام)لليال خلون من شعبان سنة اربع من الهجرة.

32- قال أبو جعفر الطبري: وفي هذه السنة في صفر، لليال بقين منه تزوج علي بن أبي طالب (عليه السلام)فاطمة(عليها السلام) حدثت بذلك عن محمد بن عمر قال: حدثنا أبو بكر بن عبدالله بن أبي سبرة عن إسحاق ابن عبدالله بن أبي فروة عن أبي جعفر.

33 - قال المسعودي و كان تزوج على بن أبي طالب لفاطمة عليهما السلام بعد سنة مضت من الهجرة، وقيل أقل من ذلك.

34- روى الهيتمي عن حجر بن عنبس و كان قد أدرك الجاهلية

ص: 269

قال خطب على(عليه السلام)إلى رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)فاطمة(عليها السلام) فقال هي لك يا علي لست بدجال. رواه البزاز و قال معنى قوله(صلی الله علیه وآله وسلم)لست بدجال يدل على أنه قد كان وعده فقال اني لا أخلف الوعد، و حجر لا يعلم، روى عن النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) الا هذا الحديث و رجاله ثقات إلا ان حجراً لم يسمع من النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) .

35- عن حجر بن عنبس أيضاً و كان قد أكل الدم في الجاهلية شهد مع على(عليه السلام) الجمل وصفين، فقال خطب أبو بكر وعمر فاطمة(عليه السلام)فقال النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)هي لك يا على رواة الطبرانى ورجاله ثقات.

36 - عنه عن عبد الله بن مسعود عن رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)قال ان الله و أمرني أن أزوج فاطمه من على. رواه الطبراني و رجاله ثقات.

37-عنه عن عبدا الله بن مسعود، قال سأحدثكم بحديث سمعته من رسول(صلی الله علیه وآله وسلم) فلم أزل أطلب الشهادة للحديث فلم أرزقها سمعت رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)في غزوة تبوك يقول و نحن نسير معه ان الله أمرني أن أزوج فاطمة من على ففعلت قال جبرئيل (عليه السلام) ان الله تعالى بنى جنة من لؤلؤة قصب بين كل قصبة إلى قصبة لؤلؤه من ياقوتة مشذرة بالذهب و جعل سقوفها زبرجداً أخضر و جعل فيها طاقات من لؤلؤة مكللة باليواقيت.

ثم جعل عليها غرفاً لبنة من فضة و لبنة من ذهب و لبنة من در و لبنة من ياقوت و لبنة من زبرجد ثم جعل فيها عيونا تنبع في نواحيها و حفت بالانهار و جعل على الانهار قباباً من در قد شعبت بسلاسل الذهب و حفت بانواع الشجر و بنى في كل غصن قبة و جعل في كل قبة أريكة من درة بيضاء غشاؤها السندس والاستبرق و فرش أرضها بالزعفران و فتق بالمسك والعنبر وجعل في كل قبة حوراء.

ص: 270

و القبة لها مأئة باب على كل باب حارسان و شجرتان في كل قبة مفرش و كتاب مكتوب حول القباب آية الكرسي، قلت لجبريل لمن بنى الله هذه الجنة قال بناها لفاطمة ابنتك و على بن أبي طالب سوى جنانها تحفة أنحفهما و أقر عينيك يا رسول الله. رواه الطبرانى .

38- عنه عن أنس بن مالك قال جاء أبوبكر الى النبي (صلی الله علیه وآله وسلم) فقعد بين يديه فقال يا رسول الله قد علمت مناصحتى و قدمى في الاسلام و أنى و انى قال و ما ذاك قال تزوجنى فاطمة، فسكت عنه أو قال فأعرض فرجع أبوبكر الى عمر فقال هلكت و أهلكت، قال و ما ذاك قال خطبت فاطمة الى النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)فأعرض عنى قال مكانك حتى أتى النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) فقعد بين يديه .

فقال يا رسول الله قد علمت مناصحتی و قدمى في الاسلام و انى و انى قال و ما ذاك قال تزوجنى فاطمة، فأعرض فرجع عمر إلى أبي بكر فقال أنه ينتظر أمر الله فيها أنطلق بنا إلى على حتى نأمره أن بطلب مثل الذي طلبنا، قال على(عليه السلام) فأتياني و أنا في سبيل.

فقالا بنت عمك تخطب فنبهانى لامر أجر ردائي طرف على عانفي و طرف آخر في الارض حتى أتيت النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)فقعدت بين يدى رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) فقلت يا رسول الله قد علمت قدمي في الاسلام و مناصحتى و إنى و إني قال وما ذاك يا على قلت تزوجني فاطمة. قال و ما عندك قلت فرسی و بدنی یعنی ،درعى، قال أما فرسك فلا بدلك منه، و أما بدنك فبعها قبعتها باربعمائة وثمانين درهما.

فأتيت بها النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) فوضعتها في حجره فقبض منها قبضة فقال يا بلال ابغتا بها طيباً و أمرهم أن يجهزوها فجعل لها سريراً مشرطاً بالشريط

ص: 271

و وسادة من أدم حشوها ليف و ملأ البيت كثبباً يعنى رملا و قال إذا أتتك فلا تحدث شيئاً حتى آتيك فجاءت مع أم أيمن فقعدت في جانب البيت و أنا في جانب.

فجاء النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)قال أههنا أخى فقالت أم أيمن أخوك و قد زوجته ابنتك فقال لفاطمة ائتيني بماء فقامت إلى قمت في البيت فجعلت فيه ماءاً فأتته به فهمج به فمج فيه ثم قال لها قومى فتضح بين ثدييها و على رأسها، ثم قال أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم. ثم قال اتتيني بماء فعلمت الذي يربده فملأت القعب ماءاً فأتيته به فاخذ منه بفيه ثم مجه فيه ثم صب على رأسى و بين يدى ثم قال:

اللهم إني أعيذه بك و ذريته من الشيطان الرجيم، ثم قال ادخل على اهلك بسم الله و البركة. رواه الطبرانى.

39- عنه عن أنس أن عمر بن الخطاب أتى اباكبر فقال يا أبا بكر ما يمنعك أن تزوج فاطمة بنت رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)قال لا يزوجني قال اذا لم يزوجك فمن يزوج و انك من أكرم الناس عليه و أقدمهم في الاسلام، قال فانطلق أبو بكر إلى بيت عائشة فقال يا عائشة اذا رأيت من رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)طيب نفس و إقبالا عليك فاذكرى له إنى ذكرت فاطمة فلعل الله عزوجل أن ييسرها لي.

قال فجاء رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)فرأت منه طيب نفس و اقبالا فقالت یا رسول الله إن أبا بكر ذكر فاطمة و أمرني أن أذكرها قال حتى ينزل القضاء، قال فرجع إليها أبوبكر، فقالت يا أبتاه وددت أني لم اذكر له الذي ذكرت فلفي أبوبكر عمر فذكر أبو بكر لعمر ما أخبرته عائشة فانطلق عمر إلى حفصة.

ص: 272

فقال يا حفصة اذا رأيت من رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)اقبالا يعنى عليك فاذكريني له و اذكرى فاطمه لعل الله أن ييسرها لي قال فلق رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)حفصة فرأت طيب نفس و رأت منه إقبالها فذكرت له فاطمة(عليها السلام) فقال حتى ينزل الفضاء فلق عمر حفصة، فقالت له يا أبتاه و ددت انى لم أكن ذكرت له شيئاً.

فانطلق عمر إلى على بن أبي طالب فقال ما يمنعك من فاطمة(عليها السلام) فقال أخشى أن لا يزوجني قال فان لم يزوجك فمن يزوج و أنت أقرب خلق الله إليه فانطلق على إلى رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)و لم يكن له مثل عائشة و لامثل حفصة قال فلق رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)فقال انى اريد ان اتزوج فاطمة قال فافعل.

قال ما عندى الا درعى الحطمية قال فاجمع ما قدرت عليه و اثتنى به قال فأتى باثنتى عشرة اوقية اربعمائة و ثمانين فاتى بها رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)فزوجه فاطمة(عليها السلام)فقبض ثلاث قبضات فدفعنها إلى ام أيمن فقال اجعلي منها قبضة في الطيب أحسبه، قال و الباقي فيما يصلح المرأة من المتاع فلما فرغت من الجهاز و أدخلهم بيتا.

قال يا على لا تحدثن إلى اهلك شيئاً حتى آتيك فأتاهم رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) فاذا فاطمة(عليها السلام) متقنعة و على فاعد و أم أيمن في البيت فقال يا أم أيمن اثتيني بقدح من ماء فأتيته بقعب فيه ماء فشرب منه ثم مج فيه ثم ناوله فاطمة فشربت و أخذ منه فضرب جبينها و بين كتفيها وصدرها ثم دفعه إلى على(عليه السلام)فقال يا على اشرب ثم أخذ منه فضرب به جبينه و بين كتفيه.

ثم قال أهل بيتى فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً فخرج

ص: 273

رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)و أم أيمن و قال يا على أهلك و في رواية قال خطب على(عليه السلام)فاطمة(عليها السلام)إلى رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)قال و ذكرر الحديث رواه البزار.

40 - عنه عن ابن عباس قال: كانت فاطمة تذكر لرسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)فلا يذكرها أحد الاصد عنه حتى يئسوا منها فلق سعد بن معاذ عليا فقال إني والله ما ارى رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)يحبسها الا عليك فقال له على(عليه السلام)فهل ترى ذلك ما أنا بأحد الرجلين ما أنا بصاحب دنيا يلتمس ما عندى و قد علم ما لى صفراء و لا بيضاء و ما انا بالكافر الذي يترفق بها عن دينه يعنى يتألفه بها انى لاول من اسلم.

فقال سعد اني اعزم عليك لتفرجنها عني فان لي في ذلك فرجا، قال أقول ماذا قال تقول جئت خاطباً إلى الله و إلى رسوله فاطمة بنت محمد(صلی الله علیه وآله وسلم)فقال النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)مرحباً كلمة ضعيفة ثم رجع إلى سعد فقال له قد فعلت الذي أمرتني به فلم يزد على أن رحب بي كلمة ضعيفة فقال سعد أنكحك و الذي بعثه بالحق إنه لا خلف و لاكذب عنده أعزم عليك لتأتينه الآن فلتقولن يا بني الله متى تبنيني.

فقال على(عليه السلام)هذه أشد على من الاولى اولا أقول يا رسول الله حاجتي قال قل كما أمرتك فانطلق على فقال يا رسول الله متى تبنيني قال الليلة إن شاء الله ثم دعا بلالاً فقال يا بلال إني قد زوجت ابنتي ابن عمي و أنا أحب أن يكون من سنة أمتي الطعام عند النكاح فائت الغنم. فخذ شاة و أربعة أمداد و اجعل لى قصعة أجمع عليها المهاجرين و الانصار فاذا فرغت فآذني فانطلق ففعل ما أمره به. ثم اتاه بقصعة فوضعها بين يديه فطعن رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)في رأسها و قال أدخل الناس على زفة زفة و لا تغادرن زفة إلى غيرها يعنى اذا فرغت

ص: 274

زفة فلا يعودون ثانية فجعل الناس يردون كلما فرغت زفة وردت أخرى حتى فرغ الناس ثم عمد النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) إلى ما فضل منها.

فتفل فيه و بارك و قال يا بلال احملها إلى أمهاتك و قل لهن كلن و أطعمن من غشيكن ثم قام النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)حتى دخل على النساء فقال إنى الالالالا زوجت بنتي ابن عمى و قد علمتن منزلتها مني و أنا دافعها إليه فدونكن فقمن النساء فغلفنها من طيبهن وألبسنها من ثيابهن وحلينها من حليهن ثم إن النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) الدخل.

فلما رأينه النساء ذهبن و بين النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) ستر و تخلفت أسماء بنت عميس رضي الله عنها، فقال لها النبي (صلی الله علیه وآله وسلم)على رسلك من أنت قالت أنا التى أحرس ابنتك ان الفتاة ليلة بنائها لابد لها من امرأة قريبة منها ان عرضت لها حاجة أو أرادت أمراً أفضت بذلك إليها قال فاني أسأل إلهي ان يحرسك من بين يديك و من خلفك و عن يمينك وعن شمالك من الشيطان الرجيم.

ثم صرخ بفاطمة الله فأقبلت فلما رأت علياً جالساً إلى النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) بكت فخشي النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) ان يكون بكاؤها أن علياً لامال ،له فقال النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)ما يبكيك ما الوتك في نفسى و قد أصبت لك خير أهلى و الذي نفسي بيده لقد زوجتك سعيداً في الدنيا و إنه في الآخرة لمن الصالحين فلان منه.

فقال النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) يا اسماء اثتيني بالمخضب فاتت اسماء بالمخضب فمج النبی (صلی الله علیه وآله وسلم)فيه و مسح في وجهه و قدميه ثم دعا فاطمة فأخذ كفاً من ماء فضرب به على رأسها و كفا بين ثدييها ثم رش جلده وجلدها ثم التزمها فقال اللهم انها منى و اني منها، اللهم كما اذهبت عني الرجس وطهرتني

ص: 275

فطهرهما ثم دعا بمخضب آخر.

ثم دعا علياً فضنع به كما صنع بها ثم دعا له كما دعا لها ثم قال لهما قوما إلى بيتكما جمع الله بينكما في سركما وأصلح بالكما ثم قال وأغلق عليهما بابها بيده، قال ابن عباس فاخبرتني أسماء بنت عميس و انها رمقت رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)لم يزل يدعو لهما خاصة لا يشركهما في دعائه أحد حتى تواري في حجرته(صلی الله علیه وآله وسلم) . رواه الطبراني.

41 - عنه عن بريدة قال قال نفر من الانصار لعلى(عليه السلام)عندك فاطمة فأتى رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)فقال ما حاجة ابن ابي طالب فقال يا رسول الله ذكرت فاطمة بنت رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)فقال مرحباً و أهلا لم يزد عليها فخرج على بن ابي طالب(عليه السلام) على أولئك الرهط من الانصار ينتظرونه فقالوا ما وراءك قال ما أدري غير أنه قال لي مرحباً و أهلاً.

قالوا يكفيك من رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)إحداهما اعطاك الاهل و المرحب فلما كان بعد ما زوجه قال يا على انه لابد للعروس من وليمة قال سعد عندى كبش و جمع له من الانصار أصوعا من ذرة فلما كانت ليلة البناء قال لا تحدث شيئاً حتى تلفاني فدعا رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)بماء فتوضأ منه ثم افرغنه علي فقال:

اللهم بارك فيهما وبارك لهما في بنائهما.

رواه الطبراني والبزار بنحوه الا انه قال قال نفر من الانصار لعلي(عليه السلام) لو خطبت فاطمة و قال في آخره: اللهم بارك فيهما وبارك لهما في شبليها و رجالها رجال الصحيح غير عبد الكريم ابن سليط و وثقه ابن حبان .

42- عنه عن جابر قال حضرنا عرس على(عليه السلام)و فاطمة(عليها السلام)فما

ص: 276

رأينا عرساً كان أحسن منه حشونا الفراش يعني الليف و أتينا بتمرو زبيب فأكلنا و كان فراشها ليلة عرسها اهاب كبش . رواه البزار

43 - عنه اسماء بنت عميس قالت لما اهديت فاطمة(عليها السلام) إلى علي بن أبي طالب(عليه السلام)لم نجد في بيته الا رملاً مبسوطاً و وسادة حشوها ليف و جرة و كوزاً فأرسل رسول الله لا تحدثن حدثا أو قال لا تقربن أهلك حتى آتيك فجاء النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)فقال اثم اخى فقالت أم أيمن و هي أم اسامة ابن زيد وكانت حبشة و كانت أمراة صالحة.

يا رسول الله هذا أخوك و زوجته ابنتك و كان النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) آخي بين أصحابه و آخى بين على و نفسه قال ان ذلك يكون يا أم أيمن قالت فدعا النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) باناء فيه ماء ثم قال ما شاء الله ان يقول، ثم مسح صدر على و وجهه ثم دعا فاطمة(عليه السلام) فقامت إليه فاطمة تعثر في مرطها من الحياء فنضح عليها من ذلك وقال لها ماشاء الله ان يقول.

ثم قال لها أما إني لم آلك ان انكحتك أحب أهلي إلى ثم رأى سوادا من وراء الستر أو من وراء الباب فقال من هذا قالت اسماء قال اسماء بنت عميس قالت نعم يا رسول الله قال جئت كرامة لرسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) قالت نعم إن الفتاة ليلة يبنى بها لابد لها من أمرأة تكون قريباً منها ان عرضت لها حاجة افضت ذلك اليها.

قالت فدعا لي بدعاء انه لأوثق عملى عندى، ثم قال لعلى(عليه السلام) دونك اهلك ثم خرج فولى فما زال يدعو لهما حتى توارى في حجره، و في رواية عن اسماء بنت عميس أيضاً قالت كنت في زفاف فاطمة(عليها السلام) بنت رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)فلما اصبحت جاء النبي (صلی الله علیه وآله وسلم)فضرب الباب فقامت إليه أم أيمن ففتحت له الباب.

ص: 277

فقال لها يا ام أيمن ادعى لي أخي فقالت أخوك هو و تنكحه ابنتك، قال يا أم أيمن ادعى لي فسمع النساء صوت النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)فتحسحسن فجلس في ناحية ثم جاء على(عليه السلام) فدعا له ثم نضح عليه من الماء ثم قال ادعو الى فاطمة فجاءت و هي عرقة أو حزقة من الحياء فقال اسكتي فقد أنكحتك أحب أهلى إلى فذكر نحوه. رواه كله الطبراني و رجال الرواية الاولى رجال الصحيح.

44 - عنه عن عبد الله بن عمرو قال لما جهز رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)فاطمة (عليه السلام) إلى علي(عليه السلام) بعث معها يخميل - قال عطاء ما الخميل قال قطيفة - و وسادة من أدم حشوها ليف و أذخر و قربة كانا يفترشان الخميل ويلتحفان بنصفه. رواه الطبرانى.

45 - الموفق الخوارزمي اخبرنى شهردار اجازة أخبرني أبو الفتح عبدوس بن عبدالله بن عبدوس الهمداني كتابة أخبرني أبي حدثني أبو بلال حدثنى القاسم بن بندار حدثني إبراهيم بن الحسين حدثني أبو المظفر حدثني جعفر بن سليمان عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري انقض على وفاطمة فقالت له فاطمة ليس في الرحل شيء فخرج على. يبتغى قال: فوجد ديناراً فعرفه حتى سام فلم يجد له طالبا و لم يصب على شيئاً و رجع .

فقالت له فاطمة ما صنعت قال ما اصيت شيئاً إلا أني وجدت ديناراً فعرفته حتى سأمت فلم اجد له طالباً باعياً فقالت هل لك في خير هل لك في ان تستقرضه فنتعشی به فاذا جاء صاحبه اعطيته ديناراً فانما هو دینار مكان دينار، فقال على(عليه السلام)افعل فاخذ الدينار و أخذ وعاء ثم خرج إلى السوق فاذا رجل عنده طعام يبيعه، فقال له على كيف تبيعنى من طعامك

ص: 278

هذا قال كذا وكذا بدينار.

فناوله على(عليه السلام)وعاء و ذهب ليقوم رد عليه الدينار وقال لتأخذنه والله فأخذه و رجع إلى فاطمة(عليها السلام) فحدثها حديثه فقالت فاطمة: هذا رجل عرف حقنا و قرابتنا من رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) فأكلوه حتى انفدوه و لم يصيبوا ميسرة فقالت له فاطمة الله هل لك في خير نستتقرضه فنتعشى به مثل قولها الأول قال افعل.

فخرج إلى السوق فاذا صاحبه فقال له مثل قوله الأول و فعل الرجل مثل فعله الاول فرجع فاخبر فاطمة فدعت له مثل دعائها فاكلوا حتى انفدوا فلما كان الثالثة قالت له فاطمة أن رد عليك الدينار فلا تقبله فذهب على(عليه السلام)فوجده فلما كال له ذهب برده عليه فقال له على(عليه السلام): والله لا آخذه فسكت عنه.

قال أبو هارون فقمت فانصرفت من عنده فمررت برجل من الأنصار له صحبته يطين بيته فسلمت عليه فرد علي. و سألته وسائلي فقال ما حدثكم اليوم أبو سعيد ؟ فقلت حدثنا بكذا وكذا فقال لي الأنصارى من كان الذي اشتري منه على انا قلت لا أعلم قال كلتمكم أبو سعيد قلت: و من كان البايع.

قال لما ذهب على(عليه السلام) إلى رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)قال له يا على نخبرني أو أخبرك قال أخبرني يا رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)قال :صاحب الطعام جبرئيل(عليه السلام) والله لو لا نحلف لوجدته مادام الدينار في يدك.

46- عنه روى ابن عباس قال: قال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)ان الله زوج فاطمة و جعل صداقها الارض فمن مشى عليها مبغضاً لك مشى حراماً.

47 - عنه أخبرنا الشيخ الزاهد الحافظ أبو الحسن على بن أحمد

ص: 279

العاصمي أخبرنا القاضي الامام شيخ القضاة اسماعيل بن أحمد الواعظ أخبرني والدى شيخ السنة أحمد بن الحسين البيهقي أخبرني أبو عبد الله الحافظ و أبو بكر أحمد بن الحسن، قالا حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنى أحمد بن عبدالجبار حدثني يونس ابن بكير عن أبي اسحاق قال: حدثني عبدالله بن أبي نحيج عن مجاهد عن علي(عليه السلام).

قال: خطبت فاطمة إلى رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)فقالت لي مولاة لى هل علمت ان فاطمة خطبت الى رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)قلت لا قالت قد خطبت فما يمنعك ان تأتي رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) فيزوجك فقلت لها و عندى شيء أتزوج به؟ فقالت: انك ان جئت رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)زوجك فوالله ما زالت ترجيني حتى دخلت على رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)وكان لرسول الله جلالة وعظمة وهيبة فلما قعدت بين يديه أفحمت.

فوالله ما استطعت ان اتكلم فقال لي رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) لك حاجة؟ فسكت فقال ما جاء بك ألك حاجة ؟ فسكت فقال لعلك جئت تخطب فاطمة(عليها السلام)فقلت نعم فقال و هل عندك من شيء تستحلها به فقلت لا والله يا رسول الله قال: ما فعلت بدرع سلحتكها و الذي نفسي بيده انه الحطمية ما ثمنها اربعمائة درهم قلت عندى فقال: قد زوجتكها بها فابعث بها إليها فاستحلها بها، فكانت صداق فاطمة(عليهاالسلام) بنت رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم).

48- عنه بهذا الإسناد عن أحمد بن الحسين هذا أخبرني أبو عبدالله الحافظ أخبرني أبو الفضل بن أبي نصر العطار حدثني أبو أحمد أبو أحمد عبد الله بن محمد بن عبدالله القطان حدثني محمد بن أحمد بن هارون الدقاق حدثنى علي بن محيد حدثني عبدالملك ابن حباب بن عمر بن يحيي بن معين حدثني محمد بن دينار من أهل الساحل الدمشق، حدثني هشيم عن يونس بن

ص: 280

عبيد عن الحسن عن أنس بن مالك قال:

كنت عند النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)فغشيه الوحى فلما أفاق قال لي يا أنس أتدري ما جاءني به جبرئيل(عليه السلام)من عند صاحب العرش، قال: قلت الله و رسوله اعلم :قال أمرني ان ازوج فاطمة من على(عليه السلام)فانطلق فادع لى أبا بكر و عمر و عثمان و طلحة والزبير و بعددهم من الانصار، قال فانطلقت فدعوتهم له فلما أن أخذوا مجالسهم :قال رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم):

الحمد لله المحمود بنعمته المعبود بقدرته المطاع في سلطانه المرعوب من عذابه المرغوب إليه فيما عنده النافذ أمره في ارضه و سمائه الذى خلق الخلق بقدرته و ميزهم بأحكامه و اعزهم بدينه و اكرمهم بنبيهم محمد(صلی الله علیه وآله وسلم)ثم ان الله جعل المصاهرة نسباً ولاحقا و امراً مفترضا و شج بها الارحام و الزمها الانام فقال سبحانه:

«وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً». فأمر الله يجرى إلى قضائه و قضاؤه يجري إلى قدره فلكل قضاء قدر و لكل قدر أجل و لكل أجل كتاب يَمْحُوا اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَاب».

ثم إني أشهدكم إني زوجت فاطمة من على. على اربعمائة مثقال فضة ان رضى بذلك على. وكان غائباً بعثه رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) في حاجة، ثم أمر رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)بطبق فيه بسر فوضع فيما بين أيدينا فقال انتهيوا فبينا نحن كذلك اذا اقبل على فتبسم اليه رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) .

ثم قال يا على ان الله أمرني ان ازوجك فاطمة و قد زوجتكها على اربعمائة مثقال فضة ارضيت؟ فقال: قد رضيت يا رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) ثم قام على فخر الله ساجداً و شكرا فقال النبي (صلی الله علیه وآله وسلم)جعل الله فيكما الكثير

ص: 281

الطيب، و بارك الله فيكما، قال أنس فوالله قد اخرج منهما الكثير الطيب كما دعا لهما.

49 - عنه أخبرنا الامام الحافظ أبو منصور شهردار بن شيروية بن شهردار الديلمي الهمداني فيما كتب إلى من همدان أخبرني أبو على الحسين أحمد الحداد أخبرني أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء عن محمد بن عمر بن ،مسلم، عن محمد بن عمر بن خالد السلقي عن أبيه عن محمد بن موسى

عن الثورى عن الاعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبدالله بن مسعود قال:

قال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)يا فاطمة زوجتك سيداً في الدنيا و إنه في الآخرة لمن الصالحين لما اراد الله ان املكك من علي أمر الله جبرئيل(عليه السلام)فقام في السماء الرابعة فصف الملائكة صفوفاً ثم خطب عليهم خطبة فزوجك من علي ثم أمر الله شجرة الجنان فحملت الحلي و الحلل ثم امرها فنثرت على الملائكة فمن أخذ منهم شيئاً اكثر مما أخذ غيره افتخر به إلى يوم القيامة.

50 - أنبأنى الامام الحافظ صدر الحفاظ أبو العلا الحسن بن أحمد العطار الهمداني أخبرني محمد بن اسماعيل بن محمد الإصبهاني أخبرني أحمد ابن محمد بن الحسين البناني أخبرني سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني حدثني اسحاق بن إبراهيم الصفائي عن عبد الرزاق عن يحيى بن العلا الجبلي عن عمه شعيب بن خالد عن حنظله بن سبرة بن المسيب بن نجيبة عن أبيه عن جده عن أب عباس. قال: كانت فاطمة(عليها السلام)تذكر لرسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)فلا يذكرها أحد الا صد عنه رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)حتى يئسوا منها فلق سعد بن معاذ عليا(عليه السلام)،

ص: 282

فقال إني والله ما ارى رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)يحبسها الا عليك فقال له على(عليه السلام)فلم ترى ذلك فوالله ما أنا بأحد الرجلين ما أنا بصاحب دنيا يلتمس ما عندى و قد علم ما لى صفراء ولا بيضاء و ما انا بالكافر الذي يترفق بها عن دينه يعنى يتألفه بها انى لاول من اسلم.

فقال سعد فاني اعزم عليك لتفرجها عني فان لي في ذلك فرجا، قال فأقول ماذا؟ قال تقول جئت خاطباً إلى الله و إلى رسوله فاطمة بنت محمد(صلی الله علیه وآله وسلم) فقال: فانطلق على(عليه السلام) يعرض للنبي(صلی الله علیه وآله وسلم) و هويقيل على حصير، فقال له النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)كان لك حاجة يا علي قلت للنبي(صلی الله علیه وآله وسلم)مرحباً بكلمة ضعيفة ثم سكت فجاء على(عليه السلام)فاخبر سعداً .

فقال سعد انكحك و الذي بعثه بالحق إنه لاخلف و لاكذب عنده أعزم عليك لتأتينه غداً و لتقولن له يا نبي الله متى تبنينى.

قال على(عليه السلام)هذه والله أشد على من الاولى اولا أقول يا رسول الله حاجتي قال قل كما أمرتك فانطلق على(عليه السلام)فقال يا رسول الله متى تبنيني قال الليلة إن شاء الله.

ثم دعا بلالاً فقال يا بلال إني قد زوجت ابنتي ابن عمي و أنا أحب أن يكون من سنة أمتي الطعام عند النكاح فائت الغنم. فخذ شاة و أربعة أمداد أو خمسة فاجعل في قصعة لعلي أجمع عليها المهاجرين و الانصار فاذا فرغت منها فآذني بها فانطلق ففعل ما أمره به. ثم اتاه بقصعة فوضعها بين يديه فطعن رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)في رأسها.

ثم قال أدخل الناس على زفة زفة و لا تغادر زفة إلى غيرها يعنى اذا فرغت زفة لم تعد ثانية فجعل الناس يردون كلما فرغت زفة وردت أخرى حتى فرغ الناس عمد النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) إلى ما فضل منها. فتفل فيه و بارك و قال

ص: 283

يا بلال احملها إلى أمهاتك و قل لهن كلن وأطعمن من غشيكن.

ثم ان النبي (صلی الله علیه وآله وسلم)قام حتى دخل على النساء فقال إنى زوجت ابنتي فاطمة من ابن عمى على وقد علمتن منزلتها عندي و أني ادفعها إليه فدونكن ابنتكن فقامت النساء فغلفنها من طيبهن وحليهن ثم إن النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) دخل فلما رأينه النساء ضربن بينهن و بين النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) ستر و تخلفت أسماء بنت عميس.

فقال لها النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)كما أنت على رسلك من أنت؟ قالت أنا التي أحرس ابنتك ان الفتاة ليلة بنائها لابد لها من امرأة قريبة منها ان عرضت لها حاجة أو أرادت أمراً أفضت بذلك إليها قال فاني أسأل إلهي ان يحرسك من بين يديك و من خلفك و عن يمينك وعن شمالك من الشيطان الرجيم. ثم صرخ بفاطمة(عليها السلام)فأقبلت فلما رأت عليا(عليه السلام) جالساً إلى النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) بکت .

فاشفق النبي (صلی الله علیه وآله وسلم)ان يكون بكاؤها أن علياً لامال له، فقال النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)ما يبكيك ما الوتك عن نفسى فوالله لقد أصبت لك خير أهلى و ايم الذي نفسي بيده لقد زوجتك سعيداً في الدنيا و إنه في الآخرة لمن الصالحين فدنا منها. وقال يا اسماء آتيني بالمخضب و أملئيه ماء فأتيته بالمخضب فمج النبي (صلی الله علیه وآله وسلم) فيه و عسل فيه وجهه و قدميه.

ثم دعا فاطمة فأخذ كفاً من ماء فضرب به على رأسها و كفا بين .ثدييها ثم رش جلده وجلدها ثم التزمها فقال اللهم انها منى و اني منها، اللهم كما اذهبت عني الرجس وطهرتني فاذهب عنها الرجس وطهرها ثم دعا بمخضب آخر. فدعا عليا(عليه السلام)فضنع به كما صنع بها ثم دعا له كما دعا لها، ثم قال قوما إلى بيتكما جمع الله بينكما وبارك في سركما و أصلح بالكما

ص: 284

ثم قام فأغلق بابه بيده

51 -عنه قال ابن عباس فأخبرتني أسماء بنت عميس انها رمقت رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)فلم يزل يدعو لهما خاصة لا يشركهما في دعائه أحداً حتى تواري في حجرته.

52 -عنه أنبأنى أبو العلا الحافظ الهمداني هذا و الامام الاجل نجم الدين أبو منصور محمد بن الحسين بن محمد بن علي الزيني عن الامام محمد بن أحمد بن علي ابن الحسين بن شاذان حدثني القاضى المعافي بن زكريا عن الحسن بن على الهاشمى عن صهيب بن عباد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن على بن الحسين عن أبيه(عليه السلام).

قال بينا رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)في بيت أم سلمة إذ هبط عليه ملك له عشرون رأساً في كل رأس الف لسان يسبح الله ويقدسه بلغة لا تشبه الاخرى راحته أو سمع من سبع سموات و سبع ارضين فحسب النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)أنه جبرئيل فقال يا جبرئيل لم تأتى في مثل هذه الصورة قط قال ما أنا جبرئيل أنا صرصائيل بعثني الله اليك لتزوج النور من النور.

فقال النبي (صلی الله علیه وآله وسلم)من والى من قال أبنتك فاطمة من على(عليه السلام)فزوج النبي (صلی الله علیه وآله وسلم)فاطمة من علي بشهادة ميكائيل و جبرئیل و صرصائیل قال: فنظر النبي فاذا بين كتفيى صرصائيل لا إله إلا الله محمد رسول الله على بن أبى طاب مقيم الحجة، فقال النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) يا صرصائيل منذكم كتب هذا بين كتفيك فقال من قبل ان يخلق الله الدنيا باثني عشر الف سنة.

53- عنه بهذا الإسناد عن الامام محمد بن أحمد بن على بن الحسن ابن شاذان أخبرني إبراهيم بن محمد المذاري الخياط عن أحمد بن محمد بن سعيد الرفا البغدادى في طريق مكة عن أحمد بن خليل عن عبدالله بن داود

ص: 285

الانصاري عن موسى بن على القرشي عن قنبر بن أحمد بن كعب بن نوفل عن بلال بن كمامة قال طلع علينا النبي ذات يوم و وجهه مشرق كدارة القمر فقام عبد الرحمن بن عوف فقال يا رسول الله ما هذا النور؟

فقال بشارة أتتني من ربي في أخي و أبن عمي و أبنتي ان الله عز و جلّ زوج علياً من فاطمة و أمر رضوان خازن الجنان فهز شجرة طوبي فحملت رقاقا يعني صكاكا بعدد محبي أهل بيتى و أنشأ من تحتها ملائكة من نور و دفع الى كل ملك صكا، فاذا استوت القيامة باهلها نادت الملائكة في الخلائق فلا تلق محباً لنا أهل البيت إلا رفعت اليه صكا فيه فكاكه من النار بأخى و ابن عمى و ابننى فكاك رقاب رجال و نساء من امتى من النار.

54 - عنه أنبأني سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمى فيما كتب الى من همدان أخبرني أبو الفتح عبدوس بن عبدالله بن عبدوس العاصى باصبهان، حدثني المفضل بن محمد ابن أخت عبدالرزاق أخبرني ثوبة بن علوان البصري حدثني سعيد عن أبي حمزة عن ابن عباس قال لما كانت الليلة التي زفت فيها فاطمة إلى على بن أبي طالب(عليه السلام)كان النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)قدامها و جبرئيل عن يمينها و ميكائيل عن يسارها و سبعون الف ملك من ورائها يسبحون الله و بقدسونه حتى طلع الفجر.

55 -عنه أخبرني الشيخ الفقيه العدل الحافظ أبو بكر محمد بن نصر الزعفراني حدثني أبو الحسن محمد بن اسحاق بن إبراهيم بن مخلد الباقرجى حدثني أبو عبدالله الحسين بن الحسن بن علي بن بندار حدثني أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان حدثني أبو القاسم

ص: 286

عبدالله بن أحمد بن عامر الطائي حدثني أبي أحمد بن عامر بن سليمان. حدثني أبو الحسن على بن موسى الرضا(عليه السلام)حدثني أبي موسى بن جعفر(عليه السلام)حدثني أبي جعفر بن محمد(عليه السلام)حدثني أبي محمد بن علي(عليه السلام)حدثني، أبي علي بن الحسين(عليه السلام) حدثني أبي الحسين بن على(عليه السلام)حدثني أبي علي بن أبي طالب(عليه السلام)قال : قال رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)أتاني ملك فقال: يا محمد ان الله عزّوجلّ يقرأ عليك السلام، و يقول:

قد زوجت فاطمة(عليها السلام)من على فزوجها منه و قد أمرت شجرة طوبي ان تحمل الدر و الياقوت و المرجان و أن أهل السماء قد فرحوا بذلك و سيولد منهما ولدان سيدا شباب أهل الجنة و بهم بزين أهل الجنة فابشر يا محمد فأنك خير الأولين والآخرين.

56 - عنه أنبأني مهذب الأئمة أبو المظفر عبدالملك بن على بن محمد الهمداني نزيل بغداد أخبرني محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري و أبو القاسم هبة الله بن عبد الواحد بن الحصين قالا أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن التنوخى أذناً أخبرنا أبو كبر أحمد بن إبراهيم بن عبد الصمد بن الحسن بن محمد بن شاذان البزاز حدثني أبوبكر محمد بن الحسن بن الحسين بن الخطاب بن فرات بن حيان العبجلي قراءة علينا من لفظه لفظه و من كتابه.

حدثني الحسن بن محمد الصفار الضرير حدثني عبد الوهاب بن جابر حدثني محمد بن عمر عن أيوب عن عاصم الاحول عن ابن سيرين عن أم سلمة وسلمان الفارسي و علي بن أبي طالب(عليه السلام) و كل قالو أنه لما أدركت فاطمة بنت رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) مدرك النساء خطبها أكابر قريش من أهل السابقة و الفضل في الإسلام و الشرف و المال و كان كلما ذكرها أحد

ص: 287

من قريش أعرض رسول الله عنه وجهه.

حتى كان بظن الرجل منهم في نفسه ان رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) ساخط عليه أو قد نزل على رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)فيه وحى من السماء و لقد خطبها من رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) أبو بكر بن أبي قحافة فقال له رسول الله يا أبا بكر أمرها إلى ربها، ثم خطبها بعد أبي بكر عمر فقال له مثل مقالته لأبي بكر و ان أبا بكر و عمر كانا ذات يوم جالسين في مسجد رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) و معهما سعد بن معاذ الأنصارى ثم الأوسى.

فتذاكروا أمر فاطمة(عليها السلام)فقال أبو بكر لقد خطبها من رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) الاشراف فردهم رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)و قال ان امرها إلى ربها ان شاء ان يزوجها زوجها و ان علي بن أبي طالب لم يخطبها من رسول الله و لم يذكرهما له و ان علياً لا أراه يمنعه من ذلك إلا قلة ذات يده و أنه ليقع في نفسى ان الله و رسوله إنما يحبسانها عليه قال.

ثم أقبل أبوبكر على عمر و على سعد بن معاذ فقال هل لكما في القيام الى على بن أبى طالب(عليه السلام) تذكرا له هذا قالا قم بنا علي بركة الله و يمنه، قال سلمان الفارسي فخرجوا من المسجد فالتمسوا علياً في منزله فلم يجدوه و كان ينضح ببعير كان له على نخل رجل من الأنصار باجرة فانطلقوا نحوه فلما رآهم على(عليه السلام)قال لهم ما بدالكم وما الذي جئتم له.

قال له ابوبكر يا أبا الحسن أنه لم يبق خصلة من خصال الخير إلا ولك فيها سابقة و فضل و أنت من رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) بالمكان الذي قد عرفت من القرابة و الصحبة و السابقة و قد خطب الأشراف من قريش إلى رسول الله أبنته فاطمة فردهم و قال ان امرها إلى ربها ان شاء ان يزوجها زوجها.

ص: 288

فما يمنعك ان تذكرها لرسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) و تخطبها منه فاني أرجو أن يكون الله سبحانه و تعالى و رسوله إنما يحبسانها عليك قال فغر غرت عيناً على بالدموع و قال يا أبا بكر لقد هيجت مني ما كان ساكنا و ايقطتني لأمر كنت عنه غافلا و ان فاطمة لرغبتى و ما مثلى يقعد عن مثلها غير اني يمنعنى من ذلك فله ذات اليد.

فقال له أبو بكر لا تقل هذا يا أبا الحسن فان الدنيا وما فيها عند الله تعالى و عند رسوله كهباء منثوراً، قال ثم ان علي بن أبي طالب(عليه السلام)حل عن ناضحه و اقبل يقوده الى منزله فشده فيه و أخذ نعله و أقبل إلى رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)فكان رسول الله في منزل أم سلمة ابنة أبي أمية بن المغيرة المخزومي فدق على الباب.

فقالت أم سلمة من بالباب؟ فقال لها رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)قبل ان يقول على. أنا على قومى يا أم سلمة فافتحى له الباب و مر به بالدخول فهذا رجل يحبه الله و رسوله و يحبها قالت أم سلمة فقلت فداك أبي وأمي و من هذا الذي تذكر فيه هذا و أنت لم تره؟ فقال يا أم سلمة هذا رجل ليس بالخرق و لا بالنزق هذا أخي و ابن عمي و أحب الخلق الى.

قالت أم سلمة فقمت مبادرة كاد ان أعثر بمرطى ففتحت الباب فاذا بعلي بن أبي طالب(عليه السلام) و الله ما دخل حين فتحت له حتى علم أني قد رجعت الى خدري قالت ثم أنه دخل على رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)فقال السلام عليك يا رسول الله و رحمة الله و بركاته فقال له النبي و عليك السلام يا ابا الحسن.

قالت أم سلمة فجلس علي بن أبي طالب (عليه السلام)بين يدى رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) و جعل يطرق إلى الأرض كأنه قصد لحاجة و هو يستحى ان

ص: 289

يبدبها لرسول الله حياء منه فقالت أم سلمة فكأن رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)علم ما في نفس على فقال يا أبا الحسن أنى أرى أنك أتيت لحاجة فقل حاجتك و أبد ما في نفسك فكل حاجة لك عندى مقضية.

قال على(عليه السلام)فقلت فداك أبي وأمي أنك لتعلم أنك أخذتني من عمك أبي طالب و من فاطمة بنت اسد و أنا صبي لا عقل لي فغذيتني بغذاتك وأدبتني بأدبك فكنت لي أفضل من أبي طالب و من فاطمة بنت أسد في البر و الشفقة و أن الله عز و جل هداني بك و على يدك و أستنفذني مما كان عليه آبائى و أعمامي من الحيرة و الشرك و أنك و الله يا رسول ذخرى و ذخيرتي في الدنيا و الآخرة.

يا رسول الله فقد أحببت مع ما قد شد الله من عضدي بك أن يكون لي بيت و أن تكون لي زوجة اسكن إليها وقد أتيتك خاطباً راغباً أخطب إليك أبنتك فاطمة فهل أنت مزوجي يا رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)؟ قالت أم سلمة فرأيت وجه رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)يتهلل فرحا و سروراً ثم تبسم في وجه علي. و قال له يا أبا الحسن فهل معك شيء. أزوجك به فقال فداك أبي و أمى والله ما يخفي عليك من أمري شيء لا أملك إلا سيفي و درعي و ناضحي ما أملك شيئاً غير هذا.

فقال له رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)يا على أما سيفك فلا غناء بك عنه تجاهد به في سبيل الله و تقاتل به اعداء الله و اما ناضحك فتنضح به على نخلك و أهلك و تحمل عليه رحلك في سفرك و لكني قد زوجتك بالدرع و رضيت بها منك يا أبا الحسن أبشرك قال على(عليه السلام) فقلت نعم فداك أبي وأمي يا رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) بشرني فأنك لم تزل ميمون النقيبة مبارك الطائر رشيد الامر صلى الله عليك.

ص: 290

فقال لي رسول الله أبشر يا أبا الحسن فان الله عزوجل قد زوجكها في السماء من قبل أن أزوجكها في الارض و لقد هبط علي في موضعى من قبل أن تأتيني ملك له وجوه شتي و اجنحة لم ار قبله من الملائكة مثله فقال لي السلام عليك ورحمة الله و بركاته أبشر يا محمد باجتماع الشمل و طهارة النسل فقلت وما ذاك أيها الملك ؟ فقال يا محمد أنا سيطائيل الملك الموكل باحدي قوائم العرش.

نبي

سألت ربي عزّ و جلّ ان يأذن لي في بشارتك و هذا جبرئيل في اثري يخبرك عن ربك عزّو جلّ بكرامة الله عز وجل لك قال النبي فما استتم الملك كلامه حتى هبط علي جبرئيل فقال لي السلام عليك ورحمة الله و بركاته يا الله ثم انه وضع في يدي حربرة بيضاء من حرير الجنة و فيها سطر ان مكتوبان بالنور فقلت حبيبي جبرئيل ما هذه الحريرة و ما هذه الخطوط ؟ فقال جبرئيل.

يا محمد ان الله اطلع إلى الأرض اطلاعة فاختارك من خلفه و ابتعثك برسالاته، ثم اطلع ثانية فاختارلك منها أخا و وزیرا و صاحباً و ختنا فزوجه أبنتك فاطمة (عليها السلام)فقلت حبيبي جبرئيل و من هذا الرجل؟ فقال لي يا محمد أخوك في الدين و ابن عمك في النسب علي بن أبي طالب(عليه السلام)و ان الله أوحى إلى الجنان ان تزخر في فتزخرفت الجنان و اوحي الى شجرة طوبى ان احملى الحلى و الحلل.

فحملت شجرة طوبى الحلى و الحلل و تزخرفت الجنان و تزینت الخور العين و امر الله الملائكة ان تجتمع في السماء الرابعة عند البيت المعمور قال فهبط جميع الملائكة من ملائكة اصفيح الأعلى و ملائكة السماء الخامسة إلى السماء الرابعة و رقت ملائكته السماء الدنيا و ملائكة السماء

ص: 291

الثانية وملائكة السما الثالثة إلى الرابعة.

و أمر الله عزوجل رضوان فنصب منبر الكرامة على باب البيت المعمور و هو المنبر الذي خطب فوقه آدم بوم علمه الله الاسماء و عرضه على الملائكة وهو منبر من نور فاوحى الله عزوجل إلى ملك من ملائكة حجبه يقال له راحيل ان يعلو ذلك المنبر و ان يحمد بمحامده و ان يمجده بتمجيده و ان يثني عليه بما هو أهله و ليس في الملائكة كلها أحسن منطقاً و لا أجلى لغة من راحيل الملك فعلا راحيل المنبر و حمد ربه و مجده و قدسه و اثنى عليه بما هو أهله فارتجت السموات فرحا و سرورا قال جبرئيل.

ثم أوحى إلى ان اعقد عقدة النكاح فانى قد زوجت أمتى فاطمة أبنة حبيبي محمد(صلی الله علیه وآله وسلم)من عبدى على بن أبي طالب(عليه السلام)فعقدت عقدة النكاح و اشهدت على ذلك الملائكة اجمعين وكتبت شهادة الملائكة في هذه الحريرة و قد امرني ربي ان أعرضها عليك و ان احتمها بخاتم مسك أبيض و ان ادفعها إلى رضوان خازن الجنان وان الله عز وجل لما اشهد على تزويج فاطمة من علي بن أبي طالب(عليه السلام)ملائكته امر شجرة طوبى ان تنثر حملها و ما فيها من الحلى و الحلل.

فنثرت الشجرة مافيها والتقطته الملائكة والحور العين و ان الحور و الملائكة ليتها دينه و تفخران به إلى يوم القيامة يا محمد و ان الله أمرني ان آمرك أن تزوج عليا في الارض من عليا في الارض من فاطمة و ان تبشرهما بغلامين زكبين طيبين طاهرين فاضلين خيرين في الدنيا والآخرة،

يا أبا الحسن فوالله ما عرجت الملائكة من عندي حتى دققت الباب ألا و أنى منفذ فيك امر ربى امض يا أبا الحسن امامي فاني خارج الى

ص: 292

المسجد و مزوجك على رؤس الناس وذاكر من فضلك ما تقر به عينك و اعين مجيبك في الدنيا و الآخرة.

قال على فخرجت من عند رسول الله و أنا لا اعقل فرحا و سروراً فاستقبلتى أبو بكر و عمر وقالا لى ما وراك يا أبا الحسن فقلت زوجنى رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)أبنته فاطمة و أخبرني ان الله عزوجل زوجنيها من السماء و هذا رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)خارج في أثرى ليظهر ذلك بحضرة من الناس ففرحا بذلك فرحا شديداً و رجعا معى الى المسجد فوالله ما توسطناه حتى لحق بنا رسول الله و ان وجهه ليتهلل سروراً و فرحاً.

قال ابن بلال: أين حمامة فاجابه مسرعا و هو يقول لبيك لبيك يا رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)فقال له رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)اجمع لي المهاجرين والأنصار قال فانطلق بلال لامر رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)و جلس رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) قريباً من منبره حتى أجتمع الناس ثم رقى درجة من المنبر فحمد الله و اثني عليه و قال معاشر المسلمين ان جبرئيل(عليه السلام)اتاني آنفا فاخبرني ان ربي عزّو جلّ جمع الملائكة عند البيت المعمور و أنه أشهدهم جميعاً أنه زوج أمته فاطمة أبنة رسوله محمد من عبده على بن أبي طالب(عليه السلام) وأمرني ان ازوجه في الارض و اشهدكم على ذلك.

ثم جلس و قال لعلى(عليه السلام)قم يا أبا الحسن فاخطب لنفسك أنت قال فقام على(عليه السلام)فحمد الله واثنى عليه وصلى على رسوله وقال الحمد لله شكراً لانعمه و اياديه و لا إله إلله شهادة تبلغه و ترضيه و صلى الله على محمد و آله صلاة نزلفه تحظيه و النكاح مما امر الله عزوجل به و رضیه و مجلسنا هذا مما قضاه الله و اذن فيه و قد زوجني رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) ابنته فاطمة(عليها السلام)و جعل صداقها درعي هذا و قد رضيت بذلك فسلوه و اشهدوا

ص: 293

فقال المسلمون لرسول الله زوجته يا رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)؟

فقال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)نعم قال المسلمون بارك الله لهما و عليهما وجمع شملها و انصرف رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)إلى ازواجه فاخبرهن ففرحن و أظهرن الفرح: قال على (عليه السلام)و أقبل على رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)فقال يا أبا الحسن انطلق الآن فبع درعك و أتنى بثمنها حتى أهيىء لك و لابنتي فاطمة(عليها السلام)ما يصلحكما قال على(عليه السلام) فاخذت درعي فانطلقت به إلى السوق فبعته باربعمائة درهم سود هجرية من عثمان بن عفان.

فلما قبضت الدراهم منه و قبض الدرع مني قال لي يا أبا الحسن الست اولى بالدرع منك و أنت اولى بالدراهم منى فقلت نعم قال فان هذا الدرع هدية منى إليك قال فاخذت الدرع و الدراهم و اقبلت إلى رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)فطرحت الدرع و الدراهم بين يديه و اخبرته بما ك-ان م-ن ام-ر عثمان فدعا له النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) بخير ثم قبض رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) قبضة و دعا بأبي بكر فدفعها إليه وقال يا أبا بكر اشتر بهذه الدراهم لابنتي ما يصلح لها في بيتها و بعث معه سلمان الفارسی و بلال بن حمامة ليعيناه على حمل يشترى به.

قال أبو بكر و كانت الدراهم التي دفعها إلى ثلاثة وستين درهما قال فانطلقت إلى السوق فاشتريت فراشاً من خيش مصر محشوا بالصوف و قطعا من أدم و وسادة من أدم حشوها ليف النخل و عبائة خيبرية و قربة للماء وقلت هي خادم البيت و كيزانا و جرارا و مطهرة للماء و ستر صوف رقیق و حملت انا بعضه و سلمان بعضه و بلال بعضه و اقبلنا به فوضعناه بین يدى رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)فلما نظر إليه بكى و جرت دموعه على لحيته ثم رفع رأسه إلى السماء و قال: اللهم بارك لقوم جل أو أنهم الخزف.

ص: 294

قال علي بن أبي طالب(عليه السلام) و دفع رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)باقى ثمن الدرع الى ام سلمة و قال أرفعى هذه عندك و مكث بعد ذلك شهر لا اعاود رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) في أمر فاطمة بشيء استحياء من رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)غير أني كنت اذا خلوت برسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)قال لى يا ابا الحسن ما احسن زوجتك و اجملها أبشر يا ابا الحسن فقد زوجتك سيدة نساء العالمين قال على فلما كان بعد شهر دخل على أخي عقيل.

فقال والله يا أخى ما فرحت بشيء قط كفر قط كفر حى يتزويجك فاطمة الزهراء بنت رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) يا اخى فما بالك لا تسئل رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)ان يدخلها عليك فتقر أعيننا باجتماع شملكما فقلت والله يا أخى انى لا أحب ذلك و ما يمنعنى ان اسئل رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)ذلك الاحياء منه فقال اقسمت عليك إلا فمت معى فقمنا نريد رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)فلقينا في طريقنا أم أيمن مولاة رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)فذكرنا ذلك لها.

فقالت لا تفعل ذلك يا أبا الحسن و دعنا نحن نكلم في هذا فأن كلام النساء في هذا أحسن و اوقع في قلوب الرجال قال ثم انثنت راجعة فدخلت على أم سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة زوج النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)فأعلمتها بذلك و اعلمت نساء رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) جميعاً فأجتمع أمهات المؤمنين إلى رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)و كان في بيت عايشة فاحدقن به و قلن له فديناك بآبائنا و أمهاتنا با رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)قد اجتمعنا لأمر لو ان خديجة في الاحياء لقرت بذلك عينها.

قالت أم سلمة فلما ذكرنا خديجة بكى النبي (صلی الله علیه وآله وسلم)ثم قال خديجة و اين مثل خديجة صدقتني حين يكذبنى الناس و أيدتني على دين الله و أعاتني عليه بما لها ان الله عز وجل أمرني ان أبشر خديجة ببيت في الجنة من

ص: 295

قصب الزمرد لا صخب فيه ولا نصب قالت أم سلمة فقلنا فديناك بآبائنا و أمهاتنا يا رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) انك لم نذكر من خديجة أمراً إلا وقد كانت كذلك غير انه قدمت إلى ربها فهناها الله بذلك وجمع بيننا وبينها في درجات جنته و رحمته ورضوانه .

يا رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)هذا أخوك في الدين و ابن عمك في النسب على بن أبي طالب(عليه السلام)يحب ان يدخل على زوجته فاطمة(عليها السلام) و تجمع بها شمله فقال رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)يا أم سلمة فما بال علي لا يسئلنى ذلك قلت يمنعه من ذلك الحياء منك يا رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)قالت أم أيمن فقال لي رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)انطلق إلى على فأتيني به قالت فخرجت من عند رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)فاذا بعلى ينتظرني ليسألني عن جواب رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) .

فلما رآني قال ما وراك يا أم أيمن قلت اجب رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)قال على. فدخلت عليه و هو في حجرة عائشة وقمن أزواجه فدخلن البيت و اقبلت فجلست بين يديه مطرقا الى الارض حياء منه فقال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)أتحب أن ندخل عليك زوجتك فقلت و أنا مطرق نعم فداك أبي و أمى. فقال نعم حباً وكرامة.

يا ابا الحسن أدخلها عليك في ليلتنا هذه او في ليلة غد ان شاء الله فقمت من عنده فرحاً مسروراً أمر رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)أزواجه ليزين فاطمة و ليطيبنها و يفرش لها بيتاً و ليدخلها على بعلها على ففعلن ذلك و أخذ رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) من الدراهم التي دفعها إلى أم سلمة من ثمن الدرع عشرة دراهم فدفعها إلى علي. ثم قال اشترى تمراً و سمنا واقطا قال علي فأشتريت باربعة دراهم تمراً و بخمسة دراهم سمنا و بدرهم أقطا و اقبلت به إلى رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)فحسر

ص: 296

النبي (صلی الله علیه وآله وسلم)عن ذراعيه و دعا بسفرة من أدم و جعل يشدخ التمر بالسمن و يخلطه بالاقط حتى أتخذه حيسا ثم قال لي يا علي ادع من احببت فخرجت الى المسجده و أصحاب رسول الله متوافرون فقلت أجيبوا رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)فقام القوم بأجمعهم و أقبلوا نحو رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) .

فأخبرته ان القوم كثير فجلل رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)السفرة بمنديل، ثم قال ادخل علي عشرة بعد عشرة ففعلت ذلك فجعلوا يأكلون ويخرجون والسفرة لا ينقص ما عليها حتى لقد أكل من ذلك الحيس سبعمائة رجل و أمرأة كل ذلك ببركة كف رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)قالت أم سلمة ثم دعا النبي بأبنته فاطمة (عليه السلام)و دعا بعلى فأخذ عليا بيمينه و أخذ فاطمة(عليها السلام)بشماله فجمعهما إلي صدره فقبل بين أعينهما و دفع فاطمة إلى علي(عليه السلام)و قال:

يا علي نعم الزوجة زوجتك ثم اقبل علي فاطمة و قال يا فاطمة نعم البعل بعلك ثم قام معهما يمشى بينهما حتى ادخلهما بيتهما الذي بنى لهما ثم خرج من عندهما فأخذ بعضادتي الباب و قال طهركما الله و طهر نسلكما أنا سلم لمن سالمكما و حرب لمن حاربكما استودعكما الله واستخلفه عليكما. قال على الا و مكث رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)بعد ذلك ثلاثاً لا يدخل علينا فلما كان في صبيحة اليوم الرابع جائنا(صلی الله علیه وآله وسلم) ليدخل علينا.

فصادف في حجرتنا اسماء بنت عميس الخثعمية، فقال لها ما يوقفك هنا و في الحجرة رجل فقالت له فداك أبي وأمي أن الفتاة إذا زفت إلى زوجها نحتاج إلى أمرأة تعاهدها و تقوم بحوايجها و انى لأقضى حوائج فاطمة (عليها السلام)و أقوم بأمرها فتغرغرت عيناه بالدموع و قال يا اسماء قضى الله لك حوائج الدنيا و الآخر قال علي(عليه السلام)و كانت غداة قريرة و كنت أنا و فاطمة تحت العباء.

ص: 297

فلما سمعنا كلام رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)لأسما لنقوم فقال: سألنكما بحقي عليكما لا تفرقا حتى ادخل عليكما فرجع كل واحد منا إلى صاحبه و دخل علينا رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)و جلس عند رؤسنا و ادخل رجليه فيما بيننا فأخذت رجله اليمينى و ضممتها إلى صدرى و أخذت فاطمة(عليه السلام) رجله اليسرى فضمتها إلى صدرها و جعلنا ندنى رجلى رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)من القر حتى دفيت رجله قال لى يا علي آتنى بكوز من ماء فأتيته بكوز من ماء فتغل فيه ثلاثا وقرأ عليه آيات من كتاب الله عزوجل و قال:

يا على أشربه و انرك منه قليلاً ففعلت ذلك فرش رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)باقي الماء على رأسي و صدري و قال اذهب الله عنك الرجس يا أبا الحسن و طهرك تطهيراً، ثم قال أتني بماء جديد فتفل فيه أيضاً ثلاثاً وقرأ عليه آيات من كتاب الله عزوجل و دفعه إلى ابنته فاطمة(عليه السلام) و قال أشربى هذا الماء و اتركى منه قليلاً ففعلت ذلك فاطمة(عليه السلام)و رش النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) باقي الماء على راسها و صدرها و قال :

أذهب الله عنك الرجس وطهرك تطهيراً و أمرني بالخروج عن البيت و خلا بأبنته و قال كيف أنت يا بنية يا فاطمة وكيف رأيت زوجك؟ قالت يا ابة خير زوج إلا انه دخل علي نساء من قريش و قلن لي زوجك رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)من رجل فقير لا مال له فقال لها رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) ما أبوك بفقير و لا بعلك بفقير و لقد عرضت على خزائن الأرض من الذهب و الفضة فاخترت ما عند ربي عزّو جلّ يا بنية لو تعلمين ما يعلم أبوك لسمجت الدنيا في عينك.

والله يا بنية ما الوتك نصحاً ان زوجتك أقدمهم سلما و اكثرهم علما و اعظمهم حلما يا بنية أن الله عز وجل اطلع الى الأرض اطلاعة فأختار من

ص: 298

أهلها رجلين فجعل أحدهما أباك والآخر بعلك يا بنية نعم الزوج زوجك لا تعصى له أمراً ثم صاح بي رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)فقلت لبيك يا رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) ، وقال أدخل بيتك والطف بزوجك و أرفق بها فأن فاطمة بضعة منى يؤلمني ما يؤلمها و يسرني ما يسرها لستودعكما الله واستخلفه عليكما.

قال علي(عليه السلام)فوالله ما اغضبتها و لا اكرهتها من بعد ذلك على أمر حتى قبضها الله عز وجل إليه و لا اغضبتني و لا عصت لي أمراً و لقد كنت انظر إليها فتنجلى عنى الغموم و الاحزان بنظرتي إليها قال علی(عليه السلام)ثم قام رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)لينصرف فقالت له فاطمة

(عليه السلام)يا ابة لا طاقة لي بخدمة البيت فأخدمني خادماً يخدمنى و يعينني على أمر البيت فقال لها رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)يا فاطمة أيما أحب إليك خادم أو خير من الخادم.

فقال علي فقلت قولي خير من الخادم فقالت يا ابة خير من الخادم فقال لها رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) تكبرين الله في كل يوم أربعاً وثلاثين تكبيرة و تحمدينه ثلاثاً وثلاثين مرة و تسبحينه ثلاثا وثلاثين مرة، فتلك مائة باللسان و ألف بالميزان؛ يا فاطمة ان قلتها في صبيحة كل يوم يحة كل يوم كفاك الله ما اهمك من أمر الدنيا والآخره.

57 - ابن المغازلي: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر بن أحمد العطار الفقيه الشافعي أخبرنا أبو محمد عبدالله بن محمد بن عثمان المزني المقلب بابن السقاء الحافظ الواسطي حدثنا علي بن العباس البجلي حدثنا علي بن المثنى الطهوي حدثنا زيد بن الحباب حدثنا ابن لهيعة و هو عبدالله بن لهيعة ابن عقبة حدثنا أبو الزبير بن جابر بن عبدالله قال: دخلت أم أيمن على النبي (صلی الله علیه وآله وسلم)و هي تبكى فقال لها النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) : ما يبكيك لا أبكا الله عينيك ؟ :قالت بكيت يا رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) لأني دخلت منزل رجل من

ص: 299

الأنصار و قد زوج ابنته رجلاً من الأنصار فنثر على رؤسهم لوزاً و سكراً، فذكرت تزويجك فاطمة من علي و لم تنثر عليها شيئاً فقال النبي(صلی الله علیه وآله وسلم): لا تبكي يا ام أيمن فوالذي بعثني بالكرامة و استخصني بالرّسالة ما أنا زوجته و لكن الله تبارك و تعالى زوجه من فوق عرشه ما رضيت حتى رضى عليّ و ما رضى على حتى رضيت و ما رضيت حتى رضيت فاطمة و ما رضيت فاطمة حتى رضى الله ربّ العالمين.

يا أم أيمن لما زوّج الله تبارك و تعالى فاطمة من علي أمر الملائكة المقربين أن يحدقوا بالعرش و فيهم جبرئيل وميكائيل وإسرافيل فأحدقوا بالعرش. و أمر الحور العين أن يتزين و أمر الجنان أن يزخرف فكان الخاطب الله تبارك و تعالى و الشهود الملائكة ثم أمر الله شجرة طوبى أن ينثر عليهم فنثرت اللؤلؤ الرطب مع الدرّ الأخضر، مع الياقوت الأحمر، مع الدرّ الأبيض، فتبادرت الحور العين يلتقطن من الحلى و الحلل ويقلن: هذا من نثار فاطمة بنت محمد(صلی الله علیه وآله وسلم).

أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان أخبرنا أبو عبدالله محمد بن زيد بن مروان سنة إثنتين وسبعين وثلاثمائة حدثنا محمد بن علي بن شاذان حدثنا الحسن بن محمد بن عبد الواحد حدثنا زيد بن الحباب قال: حدثنا ابن لهيعة حدثنا أبو الزبير عن جابر مثله.

58 - أخبرنا أبو نصر أحمد بن موسى الطحان إجازة عن القاضي أبي الفرج أحمد بن علي الخيوطي حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن نوح حدثنا أحمد بن هارون الكرخي الضرير حدثنا كامل بن طلحة حدثنا ابن لهيعة عن أبي الزبير محمد بن مسلم بن تدرس عن جابر:

لما تزوج علي فاطمة زوّجه الله إياها من فوق سبع سموات، و كان

ص: 300

الخاطب جبرئئل و كان ميكائيل وإسرافيل في سبعين ألفاً من شهودها. فأوحى الله تعالى إلى شجرة طوبى أن انثرى ما فيك من الدرّ و الجوهر ففعلت، و أوحى الله تعالى إلى الحور العين أن القطن فلفطن فهنَّ يتهادين بينهن إلى يوم القيامة.

59- عنه قال: وحدثنا علي بن أحمد بن نوح حدثنا علي بن محمد این بشار القاضي حدثنا نصر بن شعيب حدثنا موسى بن إبراهيم حدثنا موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن جده(عليه السلام) عن جابر بن عبدالله قال: لما زوّج النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)علياً من فاطمة(عليه السلام) أتت قريش فقالوا: يا رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) زوجته فاطمة عليّاً بمهر خسيس.

فقال النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) : ما زوجت فاطمة من علي و لكنّ الله زوجها عند شجرة طوبى و حضر تزويجها الملائكة و أمر الله شجرة طوبى لتنثرين ما عليك من الثمار فنثرت الدرّ والياقوت و الزبرجد الأخضر و ابتدر الحور العين يلتقطن فهن يتهادين و يتفاخرن به إلى يوم القيامة و يقلن: هذا من نثار فاطمة بنت رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم).

فلما كان ليلة زفافها أمر رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)بقطيفة فثناها على بغلته و أمر فاطمة (عليها السلام)أن تركب البغلة و أمر سلمان أن يقود البغلة و أمر بلالاً أن يسوق البغلة، فبينماهم في الطريق إذ سمعوا حساً فالتفت النبي (صلی الله علیه وآله وسلم)فاذا هو بجبرئيل و ميكائيل(عليه السلام)مع سبعين ألفا من الملائكة. فقال لهم النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) : ما الذي أحدركم؟ قالوا: جئنا لنزف فاطمة بنت رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) إلى زوجها علي بن أبي طالب(عليه السلام) ، فكبر جبرئيل و كبر ميكائيل وكبرت الملائكة وكبر رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) فوقع التكبر على العرائس من تلك الليلة.

ص: 301

60 - عنه حدثنا القاضي أبو الحسن محمد بن علي المعروف بابن الراسبي الشافعي إملاء في جامع واسط حدثنا أبو القاسم عبدالله بن تميم القاضي حدثنا أبو أحمد محمد بن الحسين حدثنا عمر بن الربيع حدثني شيخ صالح من أهل مكة حدثنا دينار بن عبدالله الأنصاري حدثنا محمد بن جنيد عن الأعمش عن ثابت عن أنس قال: قال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) : كنت ذات يوم في المسجد أصلّى إذ هبط علي ملك له عشرون رأساً فوثبت لأقبل رأسه.

فقال: مه یا محمد أنت أكرم على الله من أهل السموات و أهل الأرضين أجمعين و قبل رأسى ويدي فقلت: حبيبي جبرئيل ما هذه الصورة التي لم تهبط في مثلها قط؟ قال: ما أنا جبرئيل و لكن أنا ملك يقال لي محمود بين كتفي مكتوب« لا إله إلا الله محمد رسول الله بعثني الله ازوج النور بالنور :قلت ما النور؟ قال: فاطمة من علي، و هذا جبرئيل و إسرافيل و اسماعيل صاحب السماء الدنيا وسبعون ألف ملك من الملائكة قد حضروا.

فقال النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) : يا علي قد زوجتك على ما زوجك الله من فوق سبع سمواته ثم التفت النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) إلى محمود فقال: مذكم كتب هذا بين كتفيك؟ فقال: من قبل أن يخلق الله آدم بألفي عام، و ناوله جبرئيل قدحاً فيه خلوق من الجنة وقال حبيبي مر فاطمة أن يلطخ رأسها و بدنها من هذا الخلوق، فكانت فاطمة(عليها السلام)إذا حكت رأسها ثم أهل المدينة رائحة الخلوق.

61 - عنه أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان أخبرنا أبو محمد عبیدالله بن محمد بن عابد الخلال حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد البراثي

ص: 302

حدثنا الحسن بن حماد سجادة حدثنا يحيى بن معلّى حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن عن أنس أن أبا بكر خطب فاطمة إلى النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) فلم يرد إليه جواباً ثم خطبها عمر فلم يرد إليه جوابا.

ثم جمعهم فزوجها علي بن أبي طالب. وقيل أقبل علي أبي بكر وعمرفقال: إنّ الله عزوجل أمرني أن ازوجها من علي و لم يأذن لي في إفشائه إلى هذا الوقت، و لم أكن لافشى ما أمر الله عزّو جلّ.

62- عنه أخبرنا أبو اسحاق إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن محمد ابن عسان البصرى إجازة أنَّ أبا يعقوب يوسف بن يعقوب النجيرمي حدثهم قال: حدثنا يعقوب بن غيلان حدثنا أحمد بن عبدة حدثنا سفيان حدثنا حميد بن عبدالرحمان عن أبيه عن عبد الكريم بن سليط عن ابن بريده عن أبيه أن عليا(عليه السلام)لما خطب فاطمة(عليها السلام)قال النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) : مرحبا و أهلاً، اللهم بارك له و بارك عليها.

63 - عنه أخبرنا أحمد بن محمد بن عبدالوهاب إجازة أخبرنا أحمد بن علي بن جعفر الخيوطي حدثنا أبو عبدالله محمد بن الحسين الزعفراني حدثنا أحمد بن أبي خيثمة حدثنا الحسين بن حماد حدثنا يحيى بن يعلى الأسلمي عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس بن مالك قال: جاء أبو بكر إلى النبي الله(صلی الله علیه وآله وسلم)فقعد بين يديه.

فقال: یا رسول الله قد علمت مناصحتى و قدمى في الاسلام و أنى و انى... قال: و ما ذاك؟ قال: تزوجنى فاطمة ؟ فسكت عنه أو قال: فأعرض عنه، قال: فرجع أبوبكر الى عمر فقال: هلكت و أهلكت، قال: و ما ذاك؟ قال: خطبت فاطمة إلى النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) فأعرض عنى، قال مكانك حتى آتى النبي (صلی الله علیه وآله وسلم)فاطلب منه مثل الذي طلبت.

ص: 303

فأتى عمر النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) فقعد بين يديه فقال: يا رسول الله قد علمت مناصحتى و قدمى في الاسلام و انى وانى... قال وما ذاك؟ قال تزوجنى فاطمة، قال: فأعرض عنى. قال: فرجع عمر إلى أبي بكر فقال: أنه ينتظر أمر الله فيها، أنطلق بنا إلى على حتى نأمره أن بطلب مثل الذي طلبنا.

قال على(عليه السلام) : فأتياني و أنا أعالج فسيلا فقالا: ألاً اتيت ابن عمك تخطب ابنته ؟ فنبهاني لامر فقمت أجر ردائى طرفاً على عاتق و طرفاً على الارض حتى أتيت النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) فقعدت بين يديه فقلت يا رسول الله قد علمت قدمي في الاسلام و مناصحتى و إنى و إني... قال: وما ذاك؟ يا على؟ قال: تزوّجني فاطمة قال: و ما عندك ؟ قال :قلت فرسی و درعی قال أما فرسك فلا بد لك منها و أما درعك فبيعها. فبعتها باربعمائة و ثمانين درهما. فأتيته فوضعتها في حجره فقبض منها قبضة فقال: يا بلال ابغنا بها طيباً، قال: و أمرهم أن يجهزوها فجعل لها سريراً مشرطاً بالشرط، و وسادة من أدم حشوها ليف و ملء الست كثيباً يعنى رملا و قال لي: إذا جاتك فلا تحدث شيئاً حتى آتيك.

قال: فجاءت مع أم أيمن حتى قعدت في ناحية البيت و أنا في جانب البيت، قال: و جاء النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)فقال: هاهنا أخي؟ فقالت له: أخوك و قد زوجته ابنتك؟ قال: نعم فدخل فقال لفاطمة : ائتيني بماء فقامت إلى قعب في البيت فجعلت فيه ماء فأتيته به فمج فيه ثم قال لها: قومي فنضح على رأسها و بين ثدييها و قال: اللهم إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم. ثم قال لها أدبري فأدبرت فنضح بين كتفيها و قال اللهم إني أعيذها بك و ذريتها من الشيطان الرجيم.

ص: 304

ثم قال: اتتيني بماء فعلمت الذي يريد فقمت فملأت القعب ماء فأتيته به فاخذ منه بفيه ثم مجه فيه ثم صب على رأسى و بين يدى ثم قال: اللهم إني أعيذه بك و ذريته من الشيطان الرجيم.

ثم قال: انتيني بماء فعلمت الذي يريد فقمت فملأت القعب ماء فأتيته به فاخذ منه بفيه ثم مجه فيه ثم صب على رأسى و بين ثديي ثم قال اللهم إني أعيذه بك وذريته من الشيطان الرجيم. ثم قال: أدبر فأدبرت فصب بين كتف، ثم قال: اللهم إني أعيذه بك و ذريته من الشيطان الرجيم. ثم قال: ادخل على أهلك بسم الله و البركة.

64 - عنه أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان أخبرنا أبو بكر أحمد بن يوسف حدثنا أبو جعفر أحمد بن الحارث الخزاز أخبرني عبدالله ابن سليمان الازدي عن الأسود بن عامر عن شريك بن عبدالله عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن علي(عليه السلام)قال: زوجنى رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)فاطمة على أربعمائة و ثمانين درهماً وزن ستة.

قال أبو جعفر ابن الحارث : فذلك على هذا الحساب مائتا مثقال و ثمانية و ثلاثون مثقالاً تكون من دراهمنا اليوم أربعمائة درهم و إحدى عشر درهماً و دانقين و نصف.

65 - إبراهيم بن محمد الجويني: أخبرنا الشيخ الإمام عفيف الدين أبو محمد عبد السلام بن محمد بن مزروع البصري - بقراءتي عليه بحرم سيدنا محمد المصطفي النبي الأمي صلوات الله عليه و سلامه عليه و آله في الروضة المقدسة بين القبر و المنبر ضحوة يوم السبت الثاني عشر من محرم سنة ثمانين و سمائة - قال: أنبأنا الشيخ أبو الحسن المبارك ابن أبي بكر محمد بن مزيد بن بلال الخواص سماعاً عليه في السادس من شهر ربيع الأول سنة

ص: 305

خمسين و سمائة بالمدرسة المستنصرية ببغداد.

أنبأنا أبو عبدالله بن محمد بن شاتيل الدباس بقراءتي عليه ببغداد، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسن بن المظفر بن الحسن بن موسى بن موسى التمار، أنبأنا أبو على الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان، قال: أنبأنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن العباس بن نجيح البزاز قال أنبأنا محمد بن نهار بن عمار بن أبي المحباة التيمي إملاءاً، حدثنا عبدالملك بن خيار الدمشقي أنبأنا محمد بن دینار بساحل دمشق حدثنا هشيم.

عن يونس بن عبيد عن الحسن عن أنس بن مالك قال: كنت عند النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) فغشيه الوحى فلما أفاق قال لي: يا أنس أتدري ما جاءني به جبرئيل(عليه السلام)من عند صاحب العرش عزّوجل؟ قال: قلت: بأبي وأمي ماجاءك به جبرئيل؟ قال: ان الله أمرني أن ازوج فاطمة من علي(عليه السلام)فانطلق فادع لى أبا بكر و عمر و عثمان و طلحة و الزبير و بعددهم من الانصار، قال فانطلقت فدعوتهم فلما أن أخذوا مقاعدهم قام رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)خطيباً وقال:

الحمد لله المحمود بنعمته المعبود بقدرته، المطاع بسلطانه المرهوب إليه من عذابه، النافذ أمره في ارضه و سمائه الذى خلق الخلق بقدرته و ميزهم بأحكامه و اعزهم بدينه و اكرمهم بنبيهم محمد (صلی الله علیه وآله وسلم) .

ثم ان الله جعل المصاهرة نسباً ولاحقا، و امراً مفترضا و شج بها الارحام و الزمها الانام فقال عزّوجلّ: «وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً وَ كَانَ رَبُّكَ قَدِيراً». فأمر الله يجرى إلى قضائه و قضاؤه يجري إلى قدره فلكل قضاء قدر و لكل قدر أجل و لكل أجل كتاب يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُنْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ».

ص: 306

ثم إن الله أمرنى أن ازوج فاطمة من علي و أشهدكم إني زوجت فاطمة من على على اربع مائة مثقال فضة ان رضى بذلك على. قال أنس: و كان علي غائباً قد بعثه رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)في حاجة، ثم أمر رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)بطبق فيه بسر فوضعه بين أيدينا فقال: انتهبوا فبينا نحن كذلك اذ أقبل على(عليه السلام) فتبسم اليه رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم). فقال يا على ان الله أمرني ان ازوجك فاطمة و إني قد زوجتكها على اربع مائة مثقال فضة. فقال: قد رضيت يا رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) .

ثم إنَّ عليا(عليه السلام)خر الله ساجداً وشكرا، فلما رفع رأسه..

قال له رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) : بارك الله فيكما و أسعد جدكما و اخرج منكما الكثير الطيب قال أنس: والله لقد أخرج منهما الكثير الطيب.

66 - أنبأني أبو طالب علي بن أنجب العدل، و أبو اليمن ابن أبي الحسن الشافعي قالا: أنبأنا المؤيد بن محمد بن علي كتابة أنبأنا أبو عبدالله محمد بن الفضل بن أحمد الصاعدى أجازة، قال: أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهق الحافظ قال: أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي المقرىء :قال أنبأنا الحسن بن محمد بن إسحاق، قال: نبأنا يوسف بن يعقوب القاضي قال: أنبأنا مسدّد قال: حدثنا سفيان:

عن أبن أبي نجيح ، عن أبيه عن رجل سمع عليا(عليه السلام) بالكوفه يقول: أردت أن أخطب إلى رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)ابنته فذكرت أنه لاشيء لي ثم ذكرت عائدته وصلته فخطبتها فقال: أين درعك الحطمية التي أعطيتكها يوم كذا و كذا؟ قلت: هي عندي :قال فأعطها إياها. قال: فأعطيتها فزوجنى إياها فلما كانت الليلة التي دخلت فاطمة علي أتانا رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم).

ص: 307

فقال: لا تحدثا شيئاً حتى آتيكما فأتانا و علينا قطيفة و كساء فلما رأيناة رسنا فدعا بماء فأتي بإناء فدعا فيه ثم رسه علينا فقلنا: يا رسول الله أينا أحب إليك ؟ فقال : هي أحبّ إلى منك و أنت أعز علي منها.

فقال الحافظ أبو بكر :قلت الصواب فلما رأيناه تخشخشنا قال: مكانكما. أي تحركنا هكذا رواه الحميدي عن سفيان.

67- عنه أنبأني الشيخ إمام الدين يحيي بن الحسين بن عبدالكريم، أخبرني الشيخ رضى الدين أبو الخير أحمد بن إسماعيل بن يوسف اجازة، أنبأنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا شيخ الاسلام أبو عثمان إسماعيل الصابونى و غيره إذناً، قالوا: أنبأنا الحاكم أبو عبدالله محمد بن عبدالله، أنبأنا أبو علي الحسن بن علي الحافظ إملاءاً حدثنا الحسن بن سفيان، حدثنا أبو القاسم محمد بن سعيد النيسابوري بمصر، أنبأنا أبو الوليد ابن النضر.

عن ربيعة بن أبي عبدالرحمان، عن أنس بن مالك قال: لما زوّج النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) فاطمة(عليها السلام) قال: يا أم أنس زقّي ابنتي إلى علي و مربه أن لا يعجل عليها حتى آتيها فلما صلى العشاء أقبل بركوة فيها ماء فتفل فيها بما شاء الله فقال: اشرب يا علي وتوضأ و اشربي و توضئي ثم أجاف عليهما الباب فبكت فاطمة(عليها السلام)فقال ما يبكيك يا بنتي؟ قد زوجتك أقدمهم إسلاماً وأعظمهم حلماً و أحسنهم خلقاً و أعلمهم بالله علما.

68 - عنه أنبأني أبو عمرو ابن الموفق، عن المؤيد بن محمد بن علي إجازة، عن أبى القاسم زاهر بن طاهر بن محمد بن العدل إجازة، عن أبي عثمان إسماعيل بن عبد الرحمان الصابوني إجازة - إن يكن سماعاً - أنبأنا أبو أحمد محمد بن محمد حمدان، قال: أنبأنا ابن عقدة، قال: أنبأنا جعفر بن عبد الله المحمدي قال: حدثنا عبيد بن سليم، قال: حدثنا طلحة بن زيد، عن

ص: 308

عقيل عن بريد بن أبي حبيب، عن عكرمة عن ابن عباس قال: لم يكن فراش على ليلة أهديت إليه فاطمة (عليه السلام)إلا فرو كيش و وسادة ادم حشوها ليف.

69 - أخبرنا الشيخ الصالح عماد الدين أحمد بن محمد بن سعيد المقدسي بقراءتي عليه بالجامع المظفري بالصالحية بسفح جبل فاسيون بدمشق المحروسة، قلت له: أخبرك شيخ الإسلام شهاب الدين أبو حفص عمر بن محمد السهروردي إجازة؟ فأقرّ به. قال: أنبأنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي سماعاً عليه قال: أنبأنا أحمد بن محمد، أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله قال: حدثنا أبو أحمدالغطريف حدثنا أبو الحسين بن مقاتل.

حدثنا محمد بن عبيد بن عتبة، حدثنا محمد بن علي الوهبي الكوفي حدثنا أحمد بن عمران بن سلمة سلمة - وكان ثقة عدلا مرضياً حدثنا سفيان الثوري، عن منصور، عن إبراهيم عن علقمة عن عبدالله قال: كنت عند النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) فسئل عن علي(عليه السلام)فقال: قسمت الحكمة عشرة أجزاء فأعطي علي تسعة أجزاء و الناس جزءاً واحداً.

70 -عنه أنبأني الشيخ تاج الدين علي بن أنجب أبو طالب الخازن البغدادي بها، عن جدي شيخ الإسلام جمال السنة أبي عبدالله محمد بن حمويه بن محمد الجويني بواسطة واحدة قال: أنبأني شيخ الشيوخ ضياء الدين أبو أحمد عبدالوهاب بن علي إجازة، عن شيخ الإسلام إجازة عن الشيخ أبى الحسن علي بن أحمد المديني إجازة.

قال: أنبأنا الشيخ أبو عبد الرحمان محمد بن الحسن بن موسى السلامي إجازة و إملاءاً، قال: حدثنا أبو المفضل: محمد بن عبدالله الشيباني، حدثنا محمد بن يزيد أبي الأزهر البوشنجي النحوي أنبأنا أبو هاشم داوود

ص: 309

بن القاسم بن إسحاق بن عبدالله ابن جعفر بن أبي طالب حدثنا أبي القاسم بن إسحاق، حدثني أبي إسحاق ابن عبدالله قال:

سمعت أبي عبدالله بن جعفر يحدث علي بن الحسين صلوات الله عليها، قال: سمعت عمي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام)يقول: قال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) يا علي إن الأرض الله يورثها من يشاء، من عبادة و إنه أوحي إلي أن أزوجك فاطمة على خمس الأرض فهي صداقها، فمن مشى على الأرض و هو لكم مبغض فالأرض حرام عليه أن يمشى عليها.

71 - أنبأني الشيخ عز الدين أحمد بن إبراهيم بن عمر، عن النقيب شرف الدين عبد الرحمان بن عبد السميع إجازة، عن الشيخ سديد الدين شاذان بن جبرئيل بن إسماعيل القمي قراءة عليه، قال: أنبأنا الشيخ أبو عبدالله محمد بن عبدالعزيز ابن أبي طالب القمي عن الإمام حاكم الدين أبي عبدالله محمد بن أحمد بن علي بن أحمد بن محمد بن إبراهيم النطنزي قال: أنبأنا الحافظ أبو عبدالله محمد بن عبد الواحد بن محمد بن أحمد الدقاق الحنبل إملاءاً.

قال: أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي قال: أنبأنا أبو بكر محمد ابن إبراهيم ابن المقرىء قال: أنبأنا أبو سعيد الفضل بن محمد الجندي قال: أنبأنا عبدالرحمان بن محمد بن أخت ،عبدالرزاق، قال أنبأنا توبة بن علوان البصري قال: أنبأنا شعبة.

عن أبي حمزة، عن ابن عباس قال: لما كانت الليلة التي زقت فيها فاطمة (عليها السلام)إلى علي

(عليه السلام) كان النبي (صلی الله علیه وآله وسلم)قدامها و جبرئيل عن يمينها و ميكائيل عن يسارها و سبعون ألف ملك من ورائها يسبحون الله و يقدسونه حتى طلع الفجر.

ص: 310

72 - ابن عساكر أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي، أنبأنا أبو القاسم علي بن محمد بن يحيي السلمي، أنبأنا عبدالوهاب بن الحسن الكلابي، أنبأنا مكحول، أنبأنا أبو الحسين أحمد بن سليمان الرهاوي، أنبأنا مالك بن إسماعيل، أنبأنا عبدالرحمان بن حميد الرواسي، أنبأنا عبدالكريم بن سليط.

عن ابن بريدة عن أبيه، أن نفراً من الأنصار قالوا لعلى عندك فاطمة(عليها السلام) فدخل على النبي (صلی الله علیه وآله وسلم)فقال له النبي: ما حاجة ابن ابي طالب.

قال: ذكرت فاطمة بنت رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)قال: مرحباً و أهلاً. لم يزد عليها فخرج على الرهط من الأنصار ينظرونه فقالوا: ماوراءك. قال: ما أدري غير أنه قال لي: مرحباً .وأهلا قالوا يكفيك من رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) إحداهما قد أعطاك الاهل وأعطاك و المرحب.

قال: فلما كان بعد ما زوجه قال يا على انه لابد للعروس من وليمة. فقال سعد عندى كبش و جمع له رهط من الانصار أصع من ذرة فلما كان ليلة البناء قال: يا علي لا تحدث شيئاً حتى أتيكما فدعا بماء فتوضأ منه ثم افرغه على علي فقال: اللهم بارك فيهما وبارك لهما في شملهما.

73- أخبرنا أبو منصور عبدالرحمان بن محمد بن عبدالواحد، أنبأنا أبو الحسين بن المهتدي، أنبأنا أبو حفص بن شاهين، أنبأنا عبدالله بن سليمان ابن الأشعث، أنبأنا نضر بن علي، أنبأنا سفيان بن أبي نجيح، عن أبيه أنه سمع رجلاً سمع علياً على منبر الكوفة يقول:

أردت أن أخطب إلى رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)ابنته ثم ذكرت أن لاشيء لي ثم ذكرت عائدته وصلته فخطبتها قال هل عندك شيء. قلت: لا، قال: فأين درعك الحطمية التى أعطيتك يوم كذا وكذا؟ قلت: هي عندي، قال:

ص: 311

فأعطها. فأعطيتها فزوجنى رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)فدخل علي رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)و علينا كساء أو قطيفة فتحثثنا فقال: مكانكما قلت يا رسول الله أنا أحبّ إليك ؟ أم هي. قال: هي أحبّ إلى منك و أنت أعز علي منها.

74 - عنه أخبرنا أبو العز بن كادش، أنبأنا أبو محمد الجوهرى، أنبأنا محمد بن المظفر، أنبأنا محمد بن ريان، أنبأنا الحرث بن مسكين، أنبأنا سفيان، عن ابن أبي نجيح عن أبيه عن رجل سمع عليا

(عليه السلام) بالكوفه يقول: أردت أن أخطب إلى النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)فذكرت أنه لاشيء لي فذكرت صلته و عائدته فخطبت إليه.

فقال: هل لك من شيء. فقلت: لا. قال: أين درعك الحطمية التي أعطيتك يوم كذا كذا و كذا؟ قلت: هي عندي فزوجني رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) ، فلما كانت ليلة دخلت علي قال: لا تحدثا شيئاً حتى آتيكما. قال فأتى و عليه قطيفة أو كساء فنحثثنا، فقال: مكانكما. ثم دعا بقدح من ماء فدعا فيه ثم رشه علي و عليها، قال: قلت: يا رسول الله أنا أحبّ إليك؟ أم هى؟ قال:هی أحبّ إلى و أنت أعز على منها.

75 - عنه أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمان بن عبدالله بن الحسن، و أبو الحسن علي بن عساكر بن سرور، قالا: أنبأنا أبو عبدالله الحسن بن أحمد ابن أبي الحديد.

- حيلولة و أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن المسلم بن نصر بن أحمد الرحبي بالرحبة و بدمشق، أنبأنا خال أبي أبو المرجا سعد الله بن صاعد بن المرجا الرحبي ببغداد، قالا: أنبأنا أبو المعمر المسدد بن علي أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن القاسم الحلبي، أنبأنا أبو الحسن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ابن زيد العسقلاني أنبأنا جعفر بن هارون الفرا أنبأنا محمد بن كثير، عن

ص: 312

الأوزاعي، عن يحيى بن أبى كثير ، عن ابن سلمة عن أبي هريرة، قال:

لما خطب على فاطمة من رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) ، دخل عليها فقال لها: أي بنية إن ابن عمك على قد خطبك فماذا تقولين؟ فبكت ثم قالت: كأنك يا أبه إنما أدخرتنى لفقير قريش فقال: والذي بعثني بالحق ما تكلّمت في هذا حتى أذن الله فيه من السماء. فقالت فاطمة رضيت بما رضى الله لي و رسوله فخرج من عندها و اجتمع المسلمون إليه ثم قال يا علي أخطب لنفسك. فقال: الحمد الله الذي لا يموت، و هذا محمد رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)زوجني فاطمة ابنته على صداق مبلغه أربعماة درهم فاسمعوا ما يقول و اشهدوا. قالوا ما تقول يا رسول الله؟ قال: أشهدكم اني قد زوجته.

76 - عنه أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنبأنا أبو الحسين بن المهتدي أنبأنا أبو حفص بن شاهين أنبأنا أحمد بن الحسن، أنبأنا محمد بن يونس الأنصارى، أنبأنا قيس بن الريع عن الاعمش، عن عباية، عن أبي أيوب الأنصاري، قال: قال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)لعلي: أمرت بتزويجك من السماء.

77- عنه أنبأنا ابن شاهين، أنبأنا محمد بن هارون بن عبدالله بن سليمان الحضرمي أنبأنا نصر بن علي الجهضمي، أنبأنا العباس بن جعفر بن زيد بن طلق، عن أبيه، عن جده عن عليّ أن رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)حيث زوج فاطمة دعا بماء فمجه ثم أدخله معه فرشه في جنبه و بين كتفه و عوذه ب_ قل هو الله احد والمعوذتين. ثم دعا بفاطمة فقامت على استحياء فقال لها: لم آل أن زوجتك خير أهلى.

78 -عنه أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا أحمد بن جعفر، أنبأنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، أنبأنا أبو أحمد أنبأنا خالد يعنى ابن طهمان عن نافع عن أبي نافع، عن معقل بن يسار،

ص: 313

قال: وضأت النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) ذات يوم.

فقال: هل لك في فاطمة نعودها. فقلت: نعم. فقام متوكئاً علي فقال: أما إنه سيحمل ثقلها غيرك و يكون أجرها لك. قال: فكانه لم يكن علي شيء حتى دخلنا على فاطمة، قال: كيف تجدينك ؟ قالت والله لقد اشتد کربی، فاشتدت فاقتي و طال سقمي.

قال عبدالله بن أحمد :وجدت في كتاب أبى بخط يده في هذا الحديث قال: أو ما ترضين أني زوجتك أقدم أمتى سلماً و أكثرهم علماً وأعظمهم حلما.

79 -عنه أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمد الأسدي أنبأنا أبو القاسم بن أبى العلاء، قال: قرىء على أبي نصر أحمد بن المظفر بن الطوسي، حدثكم عبدالله بن حيان بن عبدالعزيز، الموصلي، أنبأنا إبراهيم ابن عبد العزيز، أنبأنا عبد العزيز بن حبان أنبأنا سليمان بن شعيب المصري،

أنبأنا عبدالله بن لهيعة:

حدثني أبو الزبير، عن جابر بن عبدالله، قال: دخلت أم ايمن على النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) و هي تبكى فقال لها: ما يبكيك لا أبكى الله عينيك قالت: بكيت يا رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)لأني دخلت منزل رجل من الأنصار و قد زوج ابنته رجلاً من الأنصار، فنثر على رؤسها اللوزاً و السكراً فذكرت تزويجك فاطمة من عليّ بن أبي طالب و لم تنثر عليها شيئاً. فقال النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) : لا تبكى يا ام أيمن فوالذي بعثني بالكرامة و استخصني بالرسالة! ما أنا زوجته و لكنّ الله زوجه ما رضيت حتى رضى علي و ما رضيت فاطمة حتى رضى الله ربّ العالمين.

يا أم أيمن ان الله لما أن زوّج فاطمة من علي أمر الملائكة المقربين أن

ص: 314

يحدقوا بالعرش و فيهم جبرئيل وميكائيل وإسرافيل و أمر الجنان أن تزخرف فتزخرفت، و أمر الحور العين أن تتزين فتزين و كان الخاطب الله و كانت الملائكة الشهود. ثم أمر شجرة طوبى أن ينثر فنثرت عليهم اللؤلؤ الرطب مع الدرّ الأبيض، مع الياقوت الأحمر مع الزبرجد الأخضر، فابتدر الحور العين من الجنان يرفلن في الحلى و الحلل ويلتقطنه ويقلن: هذا من نثار فاطمة بنت محمد(صلی الله علیه وآله وسلم). فهن يتهادينة بينهن إلى يوم القيامة.

80- أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي و أنبأنا عاسم بن الحسن بن محمد أنبأنا عبدالواحد بن محمد، أنبأنا أحمد بن محمد بن سعيد، أنبأنا محمد ابن أحمد بن الحسن، أنبأنا موسى بن إبراهيم المروزي أنبأنا موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جده (عليه السلام)، عن جابر بن عبدالله، قال: لما زوّج رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) فاطمة من علي، أتاه أناس من قريش.

فقالوا: إنك زوّجت عليّاً بمهر خسيس فقال: ما أنا زوّجت عليا و لكن الله زوجه ليلة أسري بي عند سدرة المنتهي، أوحى الله إلى السدرة أن انثري ما عليك فنثرت الدرّ و الجوهر و المرجان، فابتدر الحور العين فالتقطن فهن يتهادينه ويتفاخرن و :يقلن هذا من نثار فاطمة بنت محمد(صلی الله علیه وآله وسلم) . فلما كانت ليلة الزفاف أتي النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)ببغلته الشهباء و ثنى عليها قطيفة و قال لفاطمة:

اركبي و أمر سلمان أن يقودها و النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) يسوقها فبينا هو في بعض الطريق إذ سمع النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)و جبة فاذا هو بجبرئيل في سبعين ألفاً، و میکائیل(عليه السلام) في سبعين ألفا، فقال النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) : ما أهبطكم إلى الأرض.

قالوا :جئنا نزف فاطمة إلى زوجها على بن أبى طالب (عليه السلام)، فكبر جبرئيل و كبر ميكائيل وكبرت الملائكة وكبر محمد (صلی الله علیه وآله وسلم)و فوقع التكبر على

ص: 315

العرائس من تلك الليلة.

81- عنه أخبرنا أبو الحسن الفرضي، و أبو القاسم بن السمرقندي، :قالا أنبأنا أبو نصر بن ،طلاب، أنبأنا أبو الحسين بن جميع، أنبأنا أبو سعيد أحمد بن سعيد بن عنبة الفارسي بصور، أنبأنا محمد بن علي بن راشد، أنبأنا عبيد الله بن موسى، أنبأنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة، عن عبدالله قال:

لما اراد النبي (صلی الله علیه وآله وسلم)أن يوجه بفاطمة إلى علي أخدتها رعدة فقال: يا بنية لا تجزعي إني لم أزوجك من علي، إنّ الله أمرني أن أزوجك منه إن الله لما أمرني أن أزوجك من علي أمر الملائكة أن يصطفوا صفوفاً في الجنة، ثم أمر شجر الجنان أن تحمل الحلي و الحلل ثم أمر جبرئيل فاختطب، فلما أن فرغ نثر عليهم من ذلك، فمن أخذ أحسن أو أكثر من صاحبة افتخر به إلى يوم القيامة يكفيك هذا يا بنية.

82- عنه أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوى و أبو الحسن علي ابن أحمد الغساني قالا: أنبأنا أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا الحسن بن أبي بكر، أنبأنا محمد بن الحسن بن مقسم العطار، أنبأنا أبو عمرو أحمد بن خالد، أنبأنا أبي، قال: وأنبأنا أبو بكر البرقاني أنبأنا عبدالله بن إبراهيم بن أيوب بن ناصر أنبأنا أحمد بن خالد بن عمرو السلفي الحمصي حدثني أبي أنبأنا عبيد الله بن موسى.

حيلولة: و أخبرنا أبو الحسن السلمي أنبأنا عبدالعزيز بن أحمد، أنبأنا عبدالرحمان بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر، أنبأنا أبو علي محمد بن هارون بن شعيب، أنبأنا أحمد بن إبراهيم العامري، أنبأنا أبو الأخيل خالد بن عمرو السفلي أنبأنا عبيد الله بن موسى الكوفي عن سفيان الثوري عن

ص: 316

الأعمش، عن إبراهيم عن علقمة و و عن عبدالله بن مسعود، قال: أصاب فاطمة - زاد الخطيب: بنت رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)- قالا: - صبيحة العرس رعدة.

فقال لها رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) -و قال السلمي: يا فاطمة -إني قد زوّجتك سيداً و إنه في الآخرة لمن الصالحين يا فاطمة إني و قال السلمي إنه - لما أردت أن أملكك لعلي أمر الله جبرئيل فقام في السماء الرابعة فصف الملائكة صفوفاً ثم خطب عليهم جبرئيل فزوجك من علي ثم امر – زاد السلمي الله - شجر الجنان فحملت الحلي و الحلل ثم أمرها فنثرته على الملائكة، فمن أخذ منهم - و قال :السملي منها و قالا - أكثر مما أخذ صاحبه أو أحسن افتخر إلى يوم القيامة.

- قال السلمي افتخر به على صاحبه و قالا - قالت أم سلمة: فلقد كانت فاطمة تفخر على النساء حين أول - و قال السلمي: تفتخر على النساء - و تقول: أنا أول من خطب عليها جبرئيل. قال: و الحديث على لفظ مقسم، قال الخطيب: هذا غريب جداً، تفرد به أبو الأخيل بهذا الإسناد، وقد تابعه بعض الناس فرواه عن عبيد الله كذلك.

83 -عنه أخبرنا أبو القاسم العلوي أنبأنا أبو بكر محمد بن عبدالملك ابن محمد بن عبد عبدالله بن بشران البغدادي في كتابه إلينا، أنبأنا أبو الحسين محمد بن المظفر بن موسى بن موسى الحافظ، أنبأنا أبو جعفر محمد بن الحسين بن حفص النخعي بالكوفة، أنبأنا إسماعيل بن موسى بن بنت السدي، أنبأنا بشر بن الوليد البصري، أنبأنا عبدالنور الشعبي عن شعبة بن الحجاج، عن عمرو بن مرة:

عن إبراهيم، عن مسروق، قال: لما قدم عبدالله بن مسعود الكوفة،

ص: 317

قلنا :له حدثنا حديثاً عن رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)فذكر الجنة ثم قال: سأحدثكم حديثاً سمعته من رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)فلم أزل أطلب الشهادة للحديث فلم أرزقها سمعت رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) يقول في غزوة تبوك و نحن نسير معه.

فقال: إن الله لما أمرني أن أزوج فاطمة من علي ففعلت ثم قال لي جبرئيل: إن الله قد بنى جنته من لؤلؤ و ،قصب بين كل قصبة إلى قصبة لؤلؤة من ياقوت مشددة بالذهب و جعل سقوفها زبرجداً أخضر، و جعل فيها طاقات من لؤلؤ مكلّلة بالياقوت.

ثم جعل عليها غرفاً لبنة من فضة و لبنة من ذهب و لبنة من ياقوت و لبنة من زبرجد، ثم جعل فيها عيوناً تنبع في نواحيها و حفت بالانهار و جعل على الانهار قباباً من در قد شعبت بالسلاسل من الذهب و حفت بانواع الشجر، و جعل في كل بيت مفرش و جعل في كل قبة أريكة من در بيضاء غشاؤها السندس والاستبرق و فرش أرضها بالزعفران و فتق المسك والعنبر وجعل في كل قبة حوراء.

و القبة لها مأة ،باب على كل باب جاريتان و شجرتان في كل قبة ،مفرش مكتوب حول القباب آية الكرسى ، فقلت لجبريل: لمن بنى الله هذه الجنة. قال: هذه جنة بناها الله لعلي وفاطمة تحفة أتحفهما الله تبارك و تعالى و أقر عينيك يا رسول الله.

84- عنه أنبأنا أبو على الحسن بن أحمد و غيره، قالوا: أنبأنا أبو بكر ابن زبدة أنبأنا سليمان بن أحمد، أنبأنا محمد بن زريق بن جامع المصري، أنبأنا الهيثم بن حبيب، أنبأنا سفيان بن عيينة عن على بن علي الهلالي، عن أبيه قال: دخلت على رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)في شكاته التي قبض فيها فإذا فاطمة(عليها السلام)عند رأسه تبكي قال فبكت حتى ارتفع صوتها.

ص: 318

فرفع رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)طرفه اليها فقال: حبيبي فاطمة ما الذي يبكيك. قالت: أخشي الضيغة من بعدك فقال: اما علمت ان الله اصلع على الارض اطلاعة فاختار منها أباك فبعثه برسالته، ثم أطلع اطلاعة فاختار بعلك و أوصى إلى أن انكحك ،أياه، يا فاطمة و نحن أهل بيت قد أعطانا الله سبع خصال لم يعط أحد قبلنا و لا يعطي أحد بعدنا.

أنا خاتم النبين، وأكرم النبيين على الله و أحب المخلوقين إلى الله و أنا أبوك ، و وصيي خير الأوصياء و أحبهم إلى الله و هو بعلك، و شهيدنا خير الشهداء و أحبهم إلى الله و هو حمزة بن عبد المطلب و هو عمّ أبيك و عمّ بعلك.

و منا من له جناحان أخضران يطير فى الجنة مع الملائكة حيث شاء و هو ابن عم أبيك و أخو بعلك، و مناسبطا هذه الأمة و هما أبناك الحسن و الحسين و هما سيدا شباب أهل الجنة و أبوهما.

والذي بعثني بالحق - خير منهما فاطمة و الذي بعثني بالحق ان منهما مهدي هذه الأمة إذا صار الدنيا هرجاً مرجاً و تظاهرت الفتن و تقطعت السبل و أغار بعضهم علي بعض فلا كبير يرحم صغيراً و لاصغير يوقر كبيراً، فيبعث الله عند ذلك منهما من بفتتح حصون الضلالة و قلوباً غلفاً، يقوم بالدين في آخر الزمان كما قمت به في أول الإيمان و يملأ الدنيا عدلاً كما ملئت جوراً.

يا فاطمة لاتحزنى و لاتبكي فإن الله أرحم بك و أراف مني عليك: و ذلك لمكانك مني و موضعك من قلبي و زوجك الله زوجك و هو أشرف أهل بيتى حسباً و أكرمهم منصباً و أرحمهم بالرعية و أعدلهم بالبرية و أبصرهم بالقضية، وقد سألت ربي عزّو جلّ أن تكوني أول من يلحقنى من

ص: 319

أهل بيتي .

قال على(عليه السلام): فلما قبض النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)لم تبق فاطمة بعده إلا خمسة و سبعين يوماً حتى ألحقها به(صلی الله علیه وآله وسلم) .

85- عنه أخبرن أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم، أنبأنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد إملاء، أنبأنا محمد بن محمد بن مخلد، أنبأنا أحمد بن سلمان النجاد أنبأنا محمد بن يونس بن موسى، أنبأنا أبو زيد الأنصاري، أنبأنا قيس بن الربيع، عن الأعمش: عن عبائة، عن أبي أيوب، قال: قال رسول الله الله لله(صلی الله علیه وآله وسلم)لعلى: أمرت بتزويجك من السماء. وقتلت المشركين يوم بدر و تقتل من بعدى على سنتي و تبرىء ذميّ.

86 - أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبدالله، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد، أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد الدارقطني، أنبأنا أحمد بن محمد بن سعيد، أنبأنا الحسن بن علي بن عفان أنبأنا محمد بن الصلت أنبأنا شداد بن رشيد الجعفي، عن جابر بن

يزيد الجعني:

عن أبي بريدة عن أبيه قال: قال لي النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) هل لك أن نعود فاطمة(عليها السلام) فأتاها فدخل عليها فقال: كيف تجدينك فشكت إليه، فقال: ما الوتك أن زوجتك أقدمهم سلماً و أعلمهم علما و أحلمهم حلما.

87 -عنه أخبرنا أبو نصر بن ،رضوان و أبو غالب بن البناء و أبو محمد عبد الله بن محمد بن نجا، قالوا: أنبأنا أبو محمد الجوهرى، أنبأنا أبو بكر ابن مالك، أنبأنا العباس بن إبراهيم القراطيسي أنبأنا محمد بن إسماعيل الأحمسي، أنبأنا مفضل بن صالح، أنبأنا جابر الجعفي عن سليمان بن بريده عن أبيه قال: قال لي رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) : قم بنا يا بريدة نعود فاطمة (عليها السلام):

ص: 320

فلما أن دخلنا عليها و أبصرت أباها دمعت عيناها، قال: ما يبكيك يا بنية. قالت: قلة الطعام وكثرة الهم و شدة السقم. قال أما والله لما عند الله خير مما ترغبين إليه يا فاطمة أما ترضين أنى زوجتك أقدمهم سلماً و أكثرهم علما و أفضلهم حلما، و أن ابنيك لسيدا شباب أهل الجنة.

88 - عنه أنبأنا جدي أبو المفضل يحيى بن علي، أنبأنا أبو القاسم علي ابن محمد أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد، أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن داود و الرزاز، أنبأنا أبو عمرو عثمان بن أحمد السماك، أنبأنا عبد الله ابن روح المدائني، أنبأنا سلام بن سليمان المدائني، أنبأنا عمر بن المثني عن أبي إسحاق، عن أنس بن مالك، قال: قالت فاطمة: زوّجني علياً حمش الساقين، عظيم البطن قليل المشي فقال النبي(صلی الله علیه وآله وسلم): زوجتك يا بنية أعظمهم حلماً و أقدمهم سلماً واكثرهم علما.

89 - عنه أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن عبدالله، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد، أنبأنا أحمد بن محمد بن موسی ،قال: أنبأنا أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة، أنبأنا أحمد بن يحيى، و أحمد بن موسى ابن إسحاق، قالا: أنبأنا ضرار بن صرد، أنبأنا عبدالكريم بن يعفور، عن جابر، عن أبي الضحى عن مسروق، عن عائشة قالت: حدثتني فاطمة ابنة محمد، أن النبي (صلی الله علیه وآله وسلم)قال لها: زوجتك أعلم المؤمنين علماً و أقدمهم سلماً وأفضلهم حلماً.

90- عنه أخبرنا أيضاً أبو القاسم الشحامي، أنبأنا أبو الحسن عبيد الله بن محمد بن إسحاق، أنبأنا إبراهيم بن عبدالله بن محمد بن خرشید قوله، أنبأنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن بشر بن الأعرابي، أنبأنا أبو عبدالله يحيى بن إبراهيم بن محمد بن كثير الزهري القاضي، أنبأنا ضرار بن

ص: 321

صرد، أنبأنا المعتمر بن سليمان التيمي، قال: أنبأنا عبد الكريم بن يعفور الجعفي، أنبأنا جابر، عن أبى الضحى عن مسروق، عن عائشة، قالت: حدثتني فاطمة بنت محمد(صلی الله علیه وآله وسلم)أن النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) قال : زوجتك أعلم المؤمنين علماً و أولهم سلماً وأفضلهم حلماً.

91 - عنه أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو محمد عبد العزيز بن الحسن بن علي بن أبي صابر، أنبأنا أبو حبيب العباس بن أحمد بن محمد البرقي أنبأنا إسماعيل – يعنى ابن موسى – أنبأنا تليد بن سليمان أبو إدريس، عن أبي الحجاف، عن رجل:

عن اسماء بنت عمیس، قالت قال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) لفاطمة: زوجتك أقدمهم سلماً و أعظمهم حلماً و اكثرهم علماً .

92 - أخبرنا أبو غالب محمد بن إبراهيم الجرجاني، أنبأنا أبو عمرو بن مندة، أنبأنا أبي أبو عبدالله، أنبأنا عبدالله بن يعقوب بن إسحاق الكرماني أنبأنا أبو زكريا يحيى بن بحر الكرماني، أنبأنا حماد بن زيد، عن أيوب السختياني عن أبي بريد المدني أن أسماء بنت عميس قالت: لما كانت ليلة أهديت فاطمة إلى على قال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم):لا تحدثي شيئاً حتى أجيء. فجاء حتى قام على الباب فقال: ثم أخي.

فخرجت إليه أم أيمن فقالت: أخوك و زوجته ابنتك؟! فدعا عليّاً و دعاها، فقامت و إنها لتعثر ثم قال لها: أي بنية إني لم أكره أن أزوجك أحب أهلي. قالت: ثم دعا بمخضب - قال حماد: و هو تورّ من حجارة - من ماء فدعا فيه ثم أمر أن يصب عليه بعضه و عليها بعضه، فقالت أسماء: ثم قال لي : أجئت مع ابنة رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)تكرمينها. قالت: فدعا لي.

93- عنه أخبرنا أبو البركات عمر بن إبراهيم الزيدي، أنبأنا محمد بن

ص: 322

أحمد بن علان، أنبأنا محمد بن جعفر بن محمد، أنبأنا محمد بن القاسم المحاربي، أنبأنا عباد بن يعقوب أنبأنا عمرو بن ثابت، عن أبيه، عن أبي سعيد، قال: لما نكح رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) علياً فاطمة(عليها السلام)أصابها حصر شدید، قال: فقال لها(عليه السلام)والله لقد أنكحتك سيّداً في الدنيا و أنّه في الاخرة لمن الصالحين.

94 - عنه حدثنا أبو القاسم محمود بن عبد الرحمان بن عبدالله البسي أنبأنا أبو بكر بن خلف، أنبأنا الحاكم أبو عبدالله الحافظ، حدثني علي بن حمشاد العدل، أنبأنا أحمد بن علي بن مسلم الآبار، أنبأنا ليث بن داوود القيسي، أنبأنا مبارك بن فضالة :

عن الحسن، عن عمران بن حصين أن النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) قال لفاطمة : أما ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين قالت فاطمة: و أين مريم بنت عمران؟ قال لها : أي بنية تلك سيدة نساء عالمها و أنت سيدة نساء عالمك، والذي بعثني بالحق لقد زوجتك سيداً في الدنيا وسيداً في الآخرة، فلا يحبه إلا مؤمن، و لا يبغضه إلا منافق.

95 - عنه قال: أنبأنا أبو عبد الله أنبأنا أبو محمد المدني، أنبأنا أنبأنا محمد محمد بن عبدالله الحضرمي، أنبأنا سعيد بن عمرو الأشعنى، أنبأنا علي بن هاشم، عن كثير النوا، عن سعيد بن جبير، عن عمران بن حصين، أن النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) قال : ألا تنطلق بنا نعود فاطمة فإنها تشتكي قلت بلى قال:

فانطلقت معي النبي حتى إذا انتهينا إلى بابها فسلم فاستأذن فقال: أدخل أنا و من معي. قالت نعم و من معك يا أبتاه، فوالله ما علي إلا عباءة، فقال: اصنعي بها هكذا و اصنعي بها هكذا فعلمها كيف تستر، فقالت: و الله ما على رأسي خمار. قال: فأخذ خلق ملاءة كانت عليه فأعطاها و قال:

ص: 323

اختمري بها.

ثم أذنت فلما فدخلا فقال: كيف تجدينك يا بنية؟ قالت: إني لوجعة و إنه ليزيدني اني ما لي طعام آكله قال: أما ترضين يا بنية أنَّك سيّدة نساء العالمين. قال قالت: ألي تقول يا أبه، فأين مريم بنت عمران؟ قال: تلك سيدة نساء عالمها و أنت سيدة نساء عالمك، أما والله لقد زوجتك سيّداً في

الدنيا والآخرة.

96 - عنه أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن بن أحمد، :قالا أنبأنا أبو منصور بن زريق، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو الحسين محمد بن محمد بن شاذة المؤذن بإصبهان - زاد أبو الحسن وأبو منصور: و أخنته أم سلمة أسماء، قالا: أنبأنا أبو محمد عبدالله بن محمد بن جعفر بن حبان إملاء، أنبأنا أبو يحيى عبدالرحمن بن سالم الرازي، أنبأنا محمود بن غيلان، أنبأنا أحمد بن صالح المصري، عن إبراهيم بن الحجاج، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن أبي نجيج:

عن مجاهد: عن ابن عباس قال: لما زوج النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) فاطمة من علي قالت فاطمة: يا رسول الله زوّجتني من رجل فقير ليس له شيء؟! فقال النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) : أما ترضين أن الله اختار من أهل الأرض رجلين :أحدهما أبوك و الآخر زوجك.

قال ابن عساكر: قال ثنا أبو الحسن بن قيس، و أبو منصور بن زريق: قال الخطيب: هذا حديث غريب من رواية عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد، عن أبن عباس، و غريب من حديث معمر بن راشد، عن ابن أبي نجیح تفرد بروايته عنه عبدالرزاق.

قال ابن عساكر وقد رواه عن عبد الرزاق غير واحد منهم أبو

ص: 324

الصلت الهروى و أحمد بن عبدالله القشيمي

97 - عنه فأما حديث أبي الصلت فاخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا إسماعيل بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا أبو أحمد بن عدي، أنبأنا علي بن - سعيد - هو ابن بشير الرازي – أنبأنا أبو الصلت الهروي عبد السلام بن صالح، أنبأنا عبدالرزاق، عن معمر، عن ابن أبي نجيح :

عن مجاهد، عن ابن عباس قال: قالت فاطمة: يا رسول الله زوجتني عائلاً لا مال له. فقال لها النبي (صلی الله علیه وآله وسلم) : أو ما ترضين أن يكون الله اطلع إلى أهل الأرض فاختار منهم رجلين فجعل أحدهما أباك و الآخر بعلك.

98 - عنه أخبرناه أيضاً أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن بن قيس، :قالا أنبأنا أبو منصور بن زريق أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا محمد بن الحسن الأزدي أنبأنا محمد بن محمد بن عبدالله بن زياد القطان، أنبأنا الحسن بن العباس الرازي أنبأنا عبد السلام بن صالح، أنبأنا عبدالرزاق عن معمر، عن ابن أبي نجيح عن مجاهد، عن ابن عباس، أن فاطمة(عليه السلام) قالت: يا رسول الله زوجتني من رجل ليس له شيء قال: أما ترضين أن الله اختار من أهل الأرض رجلين أحدهما أبوك و الآخر بعلك.

99 - عنه أما حديث القشيمي فأخبرناه أبو القاسم و أبو الحسن أيضاً، قالا: أنبأنا أبو منصور بن زريق: أنبأنا أبو بكر الخطيب قال: و أخبرنيه أبو الحسن محمد بن عبد الواحد، أنبأنا علي بن عمر الحافظ، أنبأنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الكاتب، أنبأنا أحمد بن عبدالله بن بريد المقسمي أنبأنا عبدالرزاق، عن معمر ، عن ابن أبي نجيح:.

عن مجاهد، عن ابن عباس قال: لما زوج النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)علياً فاطمة

ص: 325

قالت: يا رسول الله زوجتني من عائل لا مال له. فقال لها النبي (صلی الله علیه وآله وسلم): أو ما ترضين أن يكون الله اطلع إلى أهل الأرض فاختار منهم رجلين فجعل أحدهما أباك والآخر بعلك.

100- عنه أخبرنا أبو القاسم بن السمر قندى أنبأنا أبو محمد بن أبي عثمان، أنبأنا أبو أحمد الفرضي، أنبأنا أحمد بن إسحاق الأنماطي، أنبأنا أحمد بن زنجويه، أنبأنا ابن أبي السري محمد بن المتوكل العسقلاني، أنبأنا عبد الرزاق عن معمر ، عن أيوب، عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله الله (صلی الله علیه وآله وسلم)لفاطمة : ما الوتك يا بينة إني انكحتك أحبّ أهلي إلي.

101 - الحاكم النيسابوري أخبرني أحمد بن جعفر بن حمدان البزاز ثنا إبراهيم بن عبد الله بن مسلم ثنا صالح بن حاتم بن وردان حدثني أبي حدثني أيوب عن أبي يزيد المدني عن أسماء بنت عميس، قالت كنت في زفاف فاطمة بنت رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) فلما اصبحنا جاء النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) الى الباب فقال يا أم أيمن ادعي لى أخي فقالت هو أخوك و تنكحه.

قال نعم يا ام أيمن فجاء علي فنضح النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) عليه من الماء و دعا له ثم قال ادعي لي فاطمة قالت فجاءت تعثر من الحياء فقال لها رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) اسكني فقد انكحتك احب أهل بيتي إلي قالت و نضح النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)عليها من الماء ثم رجع رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)فرأى سواداً بين يديه فقال من هذا فقلت أنا أسماء قال أسماء بنت عميس قلت نعم، قال جئت في زفاف ابنة رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)قلت نعم فدعا لي.

ص: 326

المنابع:

(12) امالي الصدوق: 172 - 333 (13) امالى الطوسي: 38/1 (14) مصباح المتهجدين : 465 ،

(15) اعلام الوری: 157 - 158 (16) مناقب آل أبي طالب: 180/1 - 264 - 265، (17) كشف الغمة: (472/1 ، (18) بحار الانوار: 192/19 (19) تاريخ الطبري: (410/2 ، (20) مروج الذهب: 289/2 ، (21) مجمع الزوائد: 204/9، (22) مناقب الخوارزمي: 230، الى247، (23) مناقب ابن المغازلي: 341 (24) فرائد السمطين: 89/10 الی 97 (25) ترجمة الإمام على(عليه السلام):226/1 (26) مستدرك الحاكم 1.520/5

ص: 327

13- باب غزواته(عليه السلام)

1- غزوة بدر الاولى

1- قال الطبرسي : ثم رجع رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) من العشيرة إلى المدينة فلم يقم بها عشر ليال حتى أغار كرز بن جابر الفهري على سرح المدينة فخرج رسول الله في طلبه حتى بلغ واديا يقال له سفوان من ناحية بدر و هي غزوة بدر الأولى و حامل لوائه علي بن أبي طالب(عليه السلام)و استخلف على المدينة زيد بن حارثة وفاته كرز فلم يدركه فرجع رسول الله و أقام جمادی و رجب و شعبان و كان بعث بين ذلك سعد بن أبي وقاص في ثمانية رهط فرجع و لم يلق كيدا.

ثم بعث رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)عبد الله بن جحش إلى نخلة و قال كن بها حتى تأتينا بخبر من أخبار قريش ولم يأمره بقتال وذلك في الشهر الحرام و كتب له كتابا و قال اخرج أنت و أصحابك حتى إذا سرت يومين فافتح كتابك و انظر ما فيه و امض لما أمرتك فلما سار يومين و فتح الكتاب فإذا فيه أن امض حتى تنزل نخلة فتأتينا من أخبار قريش بما يصل إليك منهم.

فقال لأصحابه حين قرأ الكتاب سمعا وطاعة من كان له رغبة في الشهادة فلينطلق معي فمضى معه القوم حتى نزلوا النخلة فمر بهم عمرو بن الحضرمي و الحكم بن كيسان و عثمان و المغيرة ابنا عبد الله معهم تجارة

ص: 328

قدموا بها من الطائف أدم و زبيب فلما رآهم القوم أشرف لهم واقد بن عبد الله و كان قد حلق رأسه فقال عمار ليس عليكم منهم بأس و ائتمر أصحاب رسول الله و هي آخر يوم من رجب.

فقالوا لئن قتلتموهم أنكم لتقتلونهم في الشهر الحرام و لئن تركتموهم ليدخلن هذه الليلة مكة فليمنعن منكم فأجمع القوم على قتلهم فرمى واقد ابن عبد الله التميمي عمرو بن الحضرمي بسهم فقتله و استأمن عثمان بن عبد الله والحكم بن كيسان و هرب المغيرة فأعجزهم و استاقوا العير فقدموا بها على رسول الله.

فقال لهم و الله ما أمرتكم بالقتال في الشهر الحرام و أوقف الأسيرين و العير و لم يأخذ منها شيئا و أسقط في أيدي القوم و ظنوا أنهم قد هلكوا و قالت قريش استحل محمد الشهر الحرام فأنزل الله سبحانه «يَسْتَلُونَكَ عَن الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ» الآية فلما نزل ذلك أخذ رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)المال و فداء الأسيرين و قال المسلمون نطمع لنا أن يكون غزاة فأنزل الله فيهم«إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ الَّذِينَ هَاجَرُوا» إلى قوله «أُولئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ» الآية و كانت هذه قبل بدر بشهرين .

2- في البحار قال في المنتقى في سياق حوادث السنة الرابعة و فيها ولد الحسين(عليه السلام)لثلاث ليال خلون من شعبان و فيها كانت غزوة بدر الصغرى لهلال ذي القعدة و ذلك أن أبا سفيان لما أراد أن ينصرف يوم أحد نادى الموعد بيننا و بينكم بدر الصغرى رأس الحول نلتقي بها و نقتتل فقال رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)قولوا نعم إن شاء الله فافترق الناس على ذلك و تهيأت قريش للخروج فلما دنا الموعد كره أبو سفيان الخروج و قدم نعيم بن مسعود الأشجعي مكة.

ص: 329

فقال له أبو سفيان إني قد واعدت محمدا و أصحابه أن نلتقي ببدر و قد جاء ذلك الوقت و هذا عام جدب و إنما يصلحنا عام خصب و أكره أن يخرج محمد و لا أخرج فيجترئ علينا فنجعل لك فريضة يضمنها لك سهيل بن عمرو على أن تقدم المدينة و تعوقهم عن الخروج فقدم المدينة و

أخبرهم بجمع أبي سفيان و ما معه من العدة و السلاح.

فقال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)و الذي نفسي بيده لأخرجن و إن لم يخرج معي أحد و استخلف على المدينة عبد الله بن رواحة و حمل لواءه علي(عليه السلام)و سار معه ألف وخمسمائة و الخيل عشرة أفراس و خرجوا ببضائع لهم و تجارات وكانت بدر الصغرى مجتمعا تجتمع فيه العرب و سوقا يقوم لهلال ذي القعدة إلى ثمان تخلو منه ثم تتفرق الناس إلى بلادهم.

فانتهوا إلى بدر ليلة هلال ذي القعدة و قامت السوق صبيحة الهلال فأقاموا بها ثمانية أيام و باعوا تجارتهم فريحوا للدرهم درهما وانصرفوا و قد سمع الناس بمسيرهم و خرج أبو سفيان من مكة في قريش و هم ألفان و معه خمسون فرسا حتى انتهوا إلى مر الظهران.

ثم قال ارجعوا فإنه لا يصلحنا إلا عام خصب يرعى فيه الشجر و يشرب فيه اللبن و هذا عام جدب فسمى أهل مكة ذلك الجيش جيش السويق يقولون خرجوا يشربون السويق فقال صفوان بن أمية لأبي سفيان قد نهيتك أن تعد القوم قد اجترءوا علينا و رأونا قد أخلفناهم.

3 -قال الطبرى: ثم غزا في ربيع الأوّل في طلب كرز بن جابر الفهري في المهاجرين و كان قد أغار على سرح المدينة وكان يرعى بالجماء فاستاقه، فطلبه رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) حتى بلغ بدراً فلم يلحقه؛ و كان يحمل لوائه علي ابن أبي طالب(عليه السلام)و استخلف على المدينة زيد بن حارثة.

ص: 330

2- غزوة ودان

1- في البحار عن يحيى بن عمارة قال حدثني الحسن بن موسى بن رياح مولى الأنصار قال حدثني أبو البختري القرشي قال كانت راية قريش و لواؤها جميعا بيد قصي بن كلاب ثم لم تزل الراية في يد ولد عبد المطلب يحملها منهم من حضر الحرب حتى بعث الله رسوله.

فصارت راية قريش و غيرها إلى النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) فأقرها في بني هاشم فأعطاها رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)علي بن أبي طالب(عليه السلام)في غزاة ودان و هي أول غزاة حمل فيها راية في الإسلام مع النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)ثم لم تزل معه تم لم تزل معه في المشاهد ببدر و هي البطشة الكبرى.

ص: 331

3- غزوة بدر الكبرى

1- قال الشيخ المفيد: فأما الجهاد الذي ثبتت به قواعد الإسلام و استقرت بثبوتها شرائع الملة و الأحكام فقد تخصص منه أمير المؤمنين(عليه السلام)بما اشتهر ذكره في الأنام و استفاض الخبر به بين الخاص والعام و لم تختلف فيه العلماء و لا تنازع في صحته الفهماء و لا شك فيه إلا غفل لم يتأمل الأخبار و لا دفعه ممن نظر في الآثار إلا معاند بهات لا يستحيي من العار.

فمن ذلك ما كان منه(عليه السلام) في غزاة بدر المذكورة في القرآن و هي أول حرب كان به الامتحان و ملأت رهبتها صدور المعدودين من المسلمين في الشجعان و راموا التأخر عنها لخوفهم منها و كراهتهم لها على ما جاء به محكم الذكر في التبيان.

حيث يقول جل جلاله فيا قص به من نياتهم على الشرح له و البيان كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَ إِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَ هُمْ يَنْظُرُونَ فِي الآي المتصلة بذلك إلى قوله تعالى ولا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَراً وَ رِئَاءَ النَّاسِ وَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ بل إلى آخر السورة.

ص: 332

فإن الخبر عن أحوالهم فيها يتلو بعضه بعضا و إن اختلفت ألفاظه و اتفقت معانيه. وكان من جملة خبر هذه الغزاة أن المشركين حضروا بدرا على القتال مستظهرين فيه بكثرة الأموال و العدد و العدة و

مصرين الرجال و المسلمون إذ ذاك نفر قليل عددهم هناك وحضرته طوائف منهم بغير اختيار و شهدته على الكره منها له و الاضطرار فتحدتهم قريش بالبراز و دعتهم إلى المصافة و النزال و اقترحت في اللقاء منهم الأكفاء و تطاولت الأنصار المبارزتهم فمنعهم النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) من ذلك.

فقال لهم إن القوم دعوا الأكفاء منهم ثم أمر عليا أمير المؤمنين(عليه السلام)بالبروز إليهم و دعي حمزة بن عبد المطلب و عبيدة بن الحارث رضي الله عنهما أن يبرزا معه. فلما اصطفوا لهم لم يثبتهم القوم لأنهم كانوا قد تغفروا فسألوهم من أنتم فانتسبوا لهم فقالوا أكفاء كرام و نشبت الحرب بينهم و بارز الوليد أمير المؤمنين(عليه السلام)فلم يلبثه حتى قتله و بارز عتبة حمزة رضي الله عنه فقتله حمزة و بارز شيبة عبيدة رحمه الله.

فاختلفت بينهما ضربتان قطعت إحداهما فخذ عبيدة فاستنقذه أمير المؤمنين(عليه السلام)بضربة بدر بها شيبة فقتله و شركه في ذلك حمزة رضوان الله عليه فكان قتل هؤلاء الثلاثة أول وهن لحق المشركين و ذل دخل عليهم و رهبة اعتراهم بها الرعب من المسلمين و ظهر بذلك أمارات نصر المسلمين.

ثم بارز أمير المؤمنين(عليه السلام)العاص بن سعيد بن العاص بعد أن أحجم عنه من سواه فلم يلبثه أن قتله و برز إليه حنظلة بن أبي سفيان فقتله و برز بعده طعيمة بن عدي فقتله و قتل بعده نوفل بن خويلد و كان من شياطين قريش و لم يزل(عليه السلام) يقتل واحدا منهم بعد واحد حتى أتى على شطر المقتولين منهم وكانوا سبعين قتيلا تولى كافة من حضر بدرا من المؤمنين

ص: 333

مع ثلاثة آلاف من الملائكة المسومين قتل الشطر منهم.

و تولى أمير المؤمنين قتل الشطر الآخر وحده بمعونة الله له و توفيقه و تأییده و نصره و كان الفتح له بذلك و على يديه و ختم الأمر بمناولة النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)كفا من الحصى فرمى بها في وجوههم و قال شاهت الوجوه فلم يبق أحد منهم إلا ولى الدبر بذلك منهزما وكفى الله المؤمنين القتال بأمير المؤمنين(عليه السلام)و شركائه في نصرة الدين من خاصة آل الرسول(عليه السلام)و من أيدهم به من الملائكة الكرام عليهم التحية و السلام كما قال الله عز و جل وَ كَفَ اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللهُ قَوِيًّا عَزِيزاً.

و قد أثبت رواة العامة والخاصة معا أسماء الذين تولى أميرالمؤمنين إلا قتلهم ببدر من المشركين على اتفاق فيما نقلوه من ذلك اصطلاح فكان ممن سموه الوليد بن عتبة كما قدمناه و كان شجاعا جريئا فاتكا وقاحا تهابه الرجال. و العاص بن سعيد و كان هولا عظيما تهابه الأبطال.

و هو الذي حاد عنه عمر بن الخطاب و قصته فيما ذكرناه مشهورة و نحن نثبتها فيها نورده بعد إن شاء الله. و طعيمة بن عدي بن نوفل وكان من رءوس أهل الضلال و نوفل بن خويلد و كان من أشد المشركين عداوة لرسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)و كانت قريش تقدمه و تعظمه وتطيعه و هو الذي قرن أبا بكر بطلحة قبل الهجرة بمكة و أوثقهما بحبل و عذبها يوما إلى الليل حتى سئل في أمرهما.

و لما عرف رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)حضوره بدرا سأل الله عز وجل أن يكفيه أمره فقال اللهم اكفني نوفل بن خويلد.

فقتله أمير المؤمنين(عليه السلام). و زمعة بن الأسود و الحارث بن زمعة. و

ص: 334

النضر بن الحارث بن عبد الدار. و عمير بن عثمان بن كعب بن تيم عم طلحة بن عبيد الله. وعثمان و مالك ابنا عبيد الله أخوا طلحة بن عبيد الله. و مسعود بن أبي أمية بن المغيرة و قيس بن الفاكه بن المغيرة. و حذيفة بن أبي حذيفة بن المغيرة.

و أبو قيس بن الوليد بن المغيرة و حنظلة بن أبي سفيان. و عمرو بن مخزوم. و أبو المنذر بن أبي رفاعة. و منبه بن الحجاج السهمي. و العاص بن منبه.علقمة بن كلدة.

و أبو العاص بن قيس بن عدي و معاوية بن المغيرة بن أبي العاص. و لوذان بن ربيعة و عبد الله بن المنذر بن أبي رفاعة. و مسعود بن أمية بن المغيرة. و حاجب بن السائب بن عويمر. و أوس بن المغيرة بن لوذان و زيد ابن مليص. و عاصم بن أبي عوف. و سعيد بن وهب حليف بني عامر. و معاوية بن عامر بن عبد القيس و عبد الله بن جميل بن زهير بن الحارث ابن أسد. و السائب بن مالك و أبو الحكم بن الأخنس و هشام بن أبي أمية بن المغيرة.

فذلك خمسة وثلاثون رجلا سوى من اختلف فيه أو شرك أمير المؤمنين الا فيه غيره و هم أكثر من شطر المقتولين ببدر.

2 - عنه فمن مختصر الأخبار التي جاءت بشرح ما أثبتناه: ما رواه شعبة عن أبي إسحاق عن حارث بن مضرب قال سمعت علي بن أبي طالب(عليه السلام)يقول لقد حضرنا بدرا و ما فينا فارس غير المقداد بن الأسود و لقد رأيتنا ليلة بدر و ما فينا إلا من نام غير رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) فإنه كان منتصبا في أصل شجرة يصلي و يدعو حتى الصباح.

3 - عنه روى علي بن هاشم عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن

ص: 335

أبيه عن جده أبي رافع مولى رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) قال لما أصبح الناس يوم بدر اصطفت قريش أمامها عتبة بن ربيعة و أخوه شيبة و ابنه الوليد فنادى عتبة رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) فقال يا محمد أخرج إلينا أكفاءنا من قريش فبدر إليهم ثلاثة من شبان الأنصار فقال لهم عتبة من أنتم فانتسبوا له فقال لهم لا حاجة بنا إلى مبارزتكم إنما طلبنا بني عمنا.

فقال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) للأنصار ارجعوا إلى مواقفكم ثم قال قم يا علي قم يا حمزة قم يا عبيدة قاتلوا على حقكم الذي بعث الله به نبيكم إذ جاءوا بباطلهم ليطفئوا نور الله فقاموا فصفوا للقوم وكان عليهم البيض فلم يعرفوا.

فقال لهم عتبة تكلموا فإن كنتم أكفاءنا قاتلناكم فقال حمزة أنا حمزة بن عبد المطلب أسد الله و أسد رسوله فقال عتبة كفو كريم و قال أمير المؤمنين الا أنا علي بن أبي طالب بن عبد المطلب و قال عبيدة أنا عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب.

فقال عتبة لابنه الوليد قم يا وليد فبرز إليه أمير المؤمنين(عليه السلام)و كانا إذ ذاك أصغري الجماعة سنا فاختلفا ضربتين أخطأت ضربة الوليد أمير المؤمنين(عليه السلام) واتق بيده اليسرى ضربة أمير المؤمنين(عليه السلام)فأبانتها.

فروي أنه يذكر بدرا وقتله الوليد فقال في حديثه كأني أنظر إلى وميض خاتمه في شماله ثم ضربته ضربة أخرى فصرعته و سلبته فرأیت به ردعا من خلوق فعلمت أنه قريب عهد بعرس. ثم بارز عتبة حمزة رضي الله عنه فقتله حمزة و مشى عبيدة و كان أسن القوم إلى شيبة فاختلفا ضربتين فأصاب ذباب سيف شيبة عضلة ساق عبيدة فقطعتها و استنقذه أمير المؤمنين(عليه السلام)و حمزة منه وقتلا شيبة و حمل عبيدة من بيدة من مكانه فمات

ص: 336

بالصفراء.

و في قتل عتبة و شيبة و الوليد تقول هند بنت عتبة.

أيا عين جودي بدمع سرب*** على خير خندف لم ينقلب

تداعى له رهطه غدوة*** بنو هاشم و بنو المطلب

يذيقونه ح__ر أسيافهم*** يعرونه بعد ما قد شجب

4 - عنه روى الحسين بن حميد قال حدثنا أبو غسان قال حدثنا أبو إسماعيل عمير بن بكار عن جابر عن أبي جعفر(عليه السلام)قال قال أمير المؤمنين(عليه السلام)لقد تعجبت يوم بدر من جرأة القوم و قد قتلت الوليد بن عتبة و قتل حمزة عتبة و شركته في قتل شيبة إذ أقبل إلى حنظلة بن أبي سفيان فلما دنا مني ضربته ضربة بالسيف فسالت عيناه و لزم الأرض قتيلا.

5- عنه روى أبو بكر الهذلي عن الزهري عن صالح بن كيسان قال عثمان بن عفان بسعيد بن العاص فقال انطلق بنا إلى أمير المؤمنين ابن الخطاب نتحدث عنده فانطلقا قال فأما عثمان فصار إلى مجلسه الذي يشتهيه و أما أنا فملت في ناحية القوم فنظر إلي عمر.

و قال ما لي أراك كأن في نفسك علي شيئا أتظن أني قتلت أباك و الله لوددت أني كنت قاتله و لو قتلته لم أعتذر من قتل كافر و لكني مررت به يوم بدر فرأيته يجث للقتال كما يجث الثور بقرنه و إذا شدقاه قد أزبدا كالوزغ .

فلما رأيت ذلك هبته و رغت عنه فقال إلى أين يا ابن الخطاب و صمد له علي فتناوله فو الله ما رمت مكاني حتى قتله. قال و كان (عليه السلام)حاضرا في المجلس فقال:

اللهم غفرا ذهب الشرك بما فيه و محا الإسلام ما تقدم فما لك تهيج

ص: 337

الناس فكف عمر قال سعيد أما إنه ما كان يسرني أن يكون قاتل أبي غير ابن عمه علي بن أبي طالب و أنشأ القوم في حديث آخر.

6- عنه روى محمد بن إسحاق عن يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير أن عليا(عليه السلام)أقبل يوم بدر نحو طعيمة بن عدي بن نوفل فشجره بالرمح و قال له و الله لا تخاصمنا في الله بعد اليوم أبدا.

7- عنه روى عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال لما عرف رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) حضور نوفل بن خویلد بدرا قال اللهم اكفني نوفلا فلما انكشفت قریش رآه علي بن أبي طالب(عليه السلام)و قد تحير لا يدري ما يصنع فصمد له ثم ضربه بالسيف فنشب في حجفته فانتزعه منها ثم ضرب به ساقه و كانت درعه مشمرة .

فقطعها ثم أجهز عليه فقتله فلما عاد إلى النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)سمعه يقول من له علم بنوفل فقال(عليه السلام)أنا قتلته يا رسول الله فكبر النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)و قال الحمد الذي أجاب دعوتي فيه.

8- قال الطبرسي: من مقاماته في غزوة بدر أن النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) بعثه ليلة بدر أن يأتيه بالماء حين قال لأصحابه من يلتمس لنا الماء فسكتوا عنه فقال علي إنا يا رسول الله فأخذ القربة و أتى القليب فملأ القربة و أخرجها جاءت ريح فأهرقته ثم عاد إلى القليب فجاءت ريح فأهرقته فلما كانت الرابعة ملأها فأتى بها إلى النبي فأخبره بخبره فقال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) .

أما الريح الأولى فجبرئيل في ألف من الملائكة سلموا عليك و أما الريح الثانية فميكائيل في ألف من الملائكة سلموا عليك و أما الريح الثالثة فإسرافيل في ألف من الملائكة سلموا عليك رواه محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن جده أبي رافع.

ص: 338

9 - عنه أنه(عليه السلام)بارزة الوليد بن عتبة فقتله و بارز عتبة حمزة بن عبد المطلب فقتله حمزة و بارز شيبة عبيدة بن الحارث فاختلف بينهما ضربتان قطعت إحداهما فخذ عبيدة فاستنقذه علي بضربة بدر بها شيبة فقتله و شركه في ذلك حمزة و كان قتل هؤلاء أول خوف لحق المشركين و ذلة دخل عليهم ونصره و عزا للمؤمنين وقتل أيضا بعده العاص بن سعيد بن العاص و قتل حنظلة بن أبي سفيان و طعيمة بن عدي و نوفل بن خويلد و كان من شياطين قريش ولما عرف النبي حضوره يوم بدر قال اللهم اكفنى نوفل بن خويلد و لم يزل(عليه السلام) يقتل منهم واحدا بعد واحد حتى أتى على شطر المقتولين منهم وكانوا سبعين قتيلا وختم الأمر بمناولة النبي كفا من الحصى فرمى بها في وجوههم و قال لهم شاهت الوجوه فولوا على أدبارهم منهزمين و كفى الله المؤمنين شرهم.

10- روی ابن شهر آشوب عن فضائل الصحابة عن أحمد و خصائص العلوية عن النطنزي قال الحارث لما كانت ليلة بدر قال النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)من يستقي لنا من الماء فأحجم الناس فقام علي(عليه السلام)فاحتضن فرسه ثم أتى بئرا بعيدة القعر مظلمة فانحدر فيها فأوحى الله إلى جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل(عليهم السلام) تأهبوا لنصرة محمد(صلی الله علیه وآله وسلم)و حزبه فهبطوا من السماء لهم لغط يذعر من يسمعه فلما حاذوا البئر سلموا عليه من عند آخرهم إكراما و تبجيلا.

11-عنه عن محمد بن ثابت بإسناده عن ابن مسعود و الفلكي المفسر بإسناده عن محمد بن الحنفية قال بعث رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)عليا في غزوة بدر أن يأتيه بالماء حين سكت أصحابه عن إيراده فلما أتى القليب و ملأ القربة الماء فأخرجها جاءت ريح فهرقته ثم عاد إلى القليب و ملأ القربة

ص: 339

فأخرجها فجاءت ريح فأهرقته وهكذا في الثالثة.

فلما كانت الرابعة ملأها فأتى بها النبي فأخبر بخبره فقال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)أما الريح الأولى فجبرئيل في ألف من الملائكة سلموا عليك و الريح الثانية ميكائيل في ألف من الملائكة سلموا عليك و الريح الثالثة إسرافيل في ألف من الملائكة سلموا عليك.

12 - عنه في رواية و ما أتوك إلا ليحفظوك و قد رواه عبد الرحمن بن صالح بإسناده عن الليث و كان يقول كان لعلي(عليه السلام) في ليلة واحدة ثلاثة آلاف منقبة و ثلاث مناقب ثم يروي هذا الخبر.

13 - قال الاربلي: هدت قوى الشرك و قذفت طواغيته في قليب الهلك و بينت الفرق بين الحق و الإفك و دوخت مردة الكفار و سقتهم كاسات الدمار والبوار ونقلتهم من القليب إلى النار فيومها اليوم الذي لم يأت الدهر بمثله و فضل الله فيه من أحسن فضله أنزل الله فيه الملائكة لنصر رسوله (صلی الله علیه وآله وسلم) تفضيلا له على جميع رسله و خصه فيه من إعلاء قدره بما لم ينله أحد من قبله و غادر صنادید قریش فرائس أسره و قتله و جزر شبا سنانه و حد نصله و جبرئيل ينادي.

أقدم حيزوم لإظهار دينه على الدين كله و علي فارس تلك الملحمة فما تعد الأسد الغضاب بشسع نعله و مسعر تلك الحرب العوان ينصب على الأعداء انصباب السحاب و وبله و نار سطوته و بأسه تتسعر تسعر النار في دقيق الغضا وجزله.

قال الواقدي في كتاب المغازي جميع من يحصى قتله من المشركين ببدر تسعة و أربعون رجلا منهم من قتله علي و شرك في قتله اثنان و عشرون رجلا شرك في أربعة وقتل بانفراده ثمانية عشر وقيل إنه قتل

ص: 340

بانفراده تسعة بغير خلاف و هم.

الوليد بن عتبة بن ربيعة خال معاوية قتله مبارزة و العاص بن سعيد العاص بن أمية و عامر بن عبد الله و نوفل بن خويلد بن أسد وكان من شياطين قريش و مسعود بن أبي أمية بن المغيرة و قيس بن الفاكه و عبد الله بن المنذر بن أبي دفاعة و العاص بن منبه بن الحجاج و حاجب بن السائب.

و أما الذين شاركه في قتلهم غيره فهم حنظلة بن أبي سفيان أخو معاوية و عبيدة بن الحارث و زمعة و عقيل ابنا الأسود بن المطلب و أما الذين اختلف الناقلون فى أنه (عليه السلام) قتلهم أو غيره فهم طعيمة بن عدي و عمير بن عثمان بن عمرو و حرملة بن عمرو و أبو قيس بن الوليد بن المغيرة.

و أبو العباس بن قيس و أوس الجمحي و عقبة بن أبي معيط صبرا و معاوية بن عامر فهذه عدة من قيل إنه قتلهم(عليه السلام) في هذه الرواية غير النضر بن الحارث فإنه قتله صبرا بعد القفول من بدر هذا من طرق الجمهور.

14 - في البحار عن الصادق و الباقر(عليه السلام)نزلت في على(عليه السلام) وَلَقَدْ علي نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ وَ أَنْتُمْ أَذِلَّةٌ.

15 - عنه عن المؤرخ و صاحب الأغاني و محمد بن إسحاق كان صاحب راية رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) يوم بدر علي بن أبي طالب(عليه السلام)و لما التقى الجمعان تقدم عتبة و شيبة و الوليد و قالوا يا محمد أخرج إلينا أكفاءنا من قريش فتطاولت الأنصار لمبارزتهم.

فدفعهم النبي (صلی الله علیه وآله وسلم)و أمر عليا و حمزة و عبيدة بالمبارزة فحمل عبيدة على عتبة فضربه على رأسه ضربة فلقت هامته و ضرب عتبة عبيدة على

ص: 341

ساقه فأطنها فسقطا جميعا و حمل شيبة على حمزة فتضاربا بالسيف حتى انتلما و حمل علي على الوليد فضربه على حبل عاتقه خرج السيف من إبطه.

16 - عنه في إبانة الفلكي أن الوليد كان إذا رفع ذراعه ستر وجهه من عظمها و غلظها. ثم اعتنق حمزة و شيبة فقال المسلمون يا علي أما ترى هذا الكلب بهر عمك فحمل علي عليه ثم قال يا عم طأطى رأسك و كان حمزة أطول من شيبة فأدخل حمزة رأسه في صدره فضربه علي فطرح نصفه ثم جاء إلى عتبة و به رمق فأجهز عليه و كان حسان قال في قتل عمرو بن عبد ود.

و لقد رأيت غداة بدر عصبة*** ضربوك ضربا غير ضرب المحضر

17 - عنه روى السيد فى كتاب سعد السعود من تفسير محمد بن العباس بن علي بن مروان قال حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن سلام عن حجاج ابن المنهال عن المعتمر بن سليمان عن أبيه عن أبي محلث عن قيس بن عباد عن علي بن أبي طالب(عليه السلام)أنه قال سمعته يقول أنا أول من يجثو للخصومة بين يدي الرحمن قال قيس و فيهم نزلت هذه الآية هذَانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ قال هم الذين تبارزوا يوم بدر علي و حمزة و عبيدة و شيبة و عتبة و الوليد.

18 - عنه حدثنا الحسن بن عامر قال حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب حدثنا أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبان بن عثمان الأحمر عن أبي بصير عن عكرمة عن ابن عباس قال خرج عتبة و شيبة و الوليد للبراز و خرج عبيد الله بن رواحة من ناحية أخرى قال فكره رسول(صلی الله علیه وآله وسلم)أن يكون الحرب أول ما لقي بالأنصار فبدأ بأهل بيته فقال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)مروهم أن يرجعوا إلى مصافهم إنما يريد القوم بني عمهم.

ص: 342

فدعا رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)عليا وحمزة وعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب فبرزوا بين يديه بالسلاح فقال اجعلاه بينكما و خاف عليه الحداثة فقال اذهبوا فقاتلوا عن حقكم و بالدين الذي بعث به نبيكم إذ جاءوا بباطلهم لِيُطْفِوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ.

اذهبوا في حفظ الله أو في عون الله فخرجوا يمشون حتى إذا كانوا قريبا حيث يسمعون الصوت فصاح بهم عتبة انتسبوا نعرفكم فإن تكونوا أكفاء نقاتلكم وفيهم نزلت هذه الآية «هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ».

فقال عبيدة أنا عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب و كان قريب السن من أبي طالب و هو يومئذ أكبر المسلمين فقال هو كفو كريم ثم قال لحمزة من أنت قال أنا حمزة بن عبد المطلب أنا أسد الله و أسد رسوله أنا صاحب الحلفاء فقال له عتبة سترى صولتك اليوم يا أسد الله و أسد رسوله قد لقيت أسد المطيبين فقال لعلي من أنت؟

فقال: أنا عبد الله و أخو رسوله أنا علي بن أبي طالب فقال يا وليد دونك الغلام فأقبل الوليد يشتد إلى علي قد تنور و تخلق عليه خاتم من ذهب بيده السيف قال علي قد ظل علي في طول نحو من ذراع فختلته حتى ضربت يده التي فيها السيف فبدرت يده و بدر السيف حتى نظرت إلى

بصيص الذه الذهب في البطحاء وصاح صيحة أسمع أهل العسكرين فذهب مولى نحو أبيه و شد عليه علي(عليه السلام)فضرب فخذه فسقط و قام على(عليه السلام)قال:

أنا ابن ذي الحوضين عبد المطلب ***و هاشم المطعم في العام السغب

أو في بميثاقي و أحمي عن حسب

ص: 343

ثم ضربه فقطع فخذه قال ففي ذلك تقول هند بنت عتبة

أبي و وعمي و شقيق بكري*** أخي الذي كانوا كضوء البدر

بهم كسرت يا علي ظهري

ثم تقدم شيبة بن ربيعة و عبيدة بن الحارث فالتقيا فضربه شيبة فرمی رجله و ضربه عبيدة فأسرع السيف فيه فأقطعه فسقطا جميعا و تقدم حمزة وعتبة فتكادما الموت طويلا و علي قائم على الوليد و الناس ينظرون فصاح رجل من الأنصار يا علي ما ترى الكلب قد بهر عمك فلما أن سمعها أقبل يشتد نحو عتبة فحانت من عتبة التفاتة إلى علي فرآه و قد أقبل نحوه يشتد فاغتنم عتبة حداثة سن علي فأقبل نحوه.

فلحقه حمزة قبل أن يصل إلى علي فضربه في حبل العاتق فضربه علي فأجهز عليه قال و أبو حذيفة بن عتبة إلى جنب رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)ينظر إليهم فاربد وجهه و تغير لونه و هو يتنفس و رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)يقول صبرا يا أبا حذيفة حتى قتلوا ثم أقبلا إلى عبيدة حتى احتملاه فسال المخ على أقدامهما.

ثم اشتدوا به إلى رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)فلما نظر إليه رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)قال يا رسول الله ألست شهيدا قال بلى قال لو كان أبو طالب حيا لعلم أني أولى بهذا البيت منه حيث يقول:

و نسلمه حتى نصرع حوله ***ونذهل عن أبنائنا و الحلائل

19 - قال الواقدي نزل رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)الي بدر ليلة الجمعة لسبع عشرة من شهر رمضان فبعث عليا(عليه السلام) و الزبير و سعد بن أبي وقاص و بسبس بن عمرو يتجسسون على الماء و اشار رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) إلى ظريب فقال: أرجو أن تجدوا الخير عند هذا القليب الذى يلى الظريب.

ص: 344

20 - عنه أخبرنا محمد قال أخبرنا عبد الوهاب قال: حدثنا محمد قال الواقدي، فحدثني موسى بن يعقوب عن أبي الحويرث عن محمد بن جبير بن مطعم عن رجل من بني أود قال: سمعت عليا(عليه السلام) يخطب على منبر الكوفة و يقول بينا أنا أميح في قليب بدر أميح يعنى ينزع من الدلو و هو المتح أيضاً)، جاءت ريح لم أر مثلها قط شدة.

ثم ذهبت فجاءت أخرى، لم أر مثلها إلا التي كانت قبلها، ثم جاءت ريح أخرى، لم أر مثلها إلا التي كانت ،قبها وكانت الأولى جبريل في ألف مع رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)و الثانية ميكائيل في ألف عن ميمنة رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)، وأبى بكر وكانت الثالثة إسرافيل في ألف نزل عن ميسرة رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)و أنا في الميسرة.

فلما هزم الله عزو جل أعداءه حملني رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)على فرسه ،فجمحت بي فلما جرت بي خررت على عنقها فدعوت ربي فأمسكني حتى استويت و ما لي و للخيل، و إنما كنت صاحب غنم فلما استويت طعنت فيهم بيدي هذه حتى اختضبت مني ذا يعني إبطه.

21 -عنه قال ثم نادى منادي المشركين يا محمد أخرج إلينا الأكفاء من قومنا فقال لهم رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)يا بني هاشم قوموا فقاتلوا بحقكم الذي بعث الله به نبيكم إذ جاءوا بباطلهم ليطفئوا نور الله فقام حمزة بن عبد المطلب و علي بن أبي طالب و عبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف فمشوا إليهم فقال عتبة تكلموا نعرفكم وكان عليهم البيض فأنكروهم فإن كنتم أكفاءنا قاتلناكم.

فقال حمزة بن عبد المطلب أسد الله و أسد رسوله قال عتبة كفء كريم قال عتبة و أنا أسد الحلفاء من هذان معك قال علي بن أبي طالب و عبيدة

ص: 345

بن الحرث قال كفوان كريمان. قال ابن أبي الزناد عن أبيه قال: لم أسمع لعتبة كلمة قط أوهن من قوله أنا أسد الحلفاء يعني بالحلفاء الأجمة.

ثم قال عتبة لأبنه قم يا وليد فقام الوليد وقام إليه على و كان أصغر النفر فقتله على(عليه السلام)ثم قام عتبة وقام إليه حمزة فاختلفا ضربتين فقتله حمزة رضى الله عنه عنه ثم قام شيبة وقام إليه عبيدة بن الحارث و هو يومئذ أسن أصحاب رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)فضرب شيبة رجل عبيدة بذباب السيف فاصاب عضلة ساقه فقطعها. وكر حمزة و على على شيبة فقتلاه؛ و احتملاً عبيدة فحازاه إلى الصف؛ و نخ ساقه يسيل فقال عبيدة:

يا رسول الله ألست شهيدا قال بلى قال أما والله و لو كان أبو طالب حبا لعلم أنا أحق بما قال منه حين يقول، شعر:

كذبتم و بيت الله نخلى محمدا*** و لما نطاعن دونه و نناضل

و نسلمه حتى نصرع حوله*** و نذهل عن أنبائنا و الحلائل

و نزلت هذه الآية (هذان خصمان اختصموا في ربهم).

22 - عنه أخبرنا محمد، قال أخبرنا عبدالوهاب قال أخبرنا محمد، قال أخبرنا الواقدي فحدثني محمد بن صالح عن عاصم بن عمر عن محمود ابن لبيد قال قال رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم): إن الملائكة قد سومت فسوموا فأعلموا بالصوف في مغافرهم و قلانسهم.

23 - عنه أخبرنا ،محمد أخبرنا عبد الوهاب، قال أخبرنا محمد، قال أخبرنا الواقدي و حدثني موسى بن محمد عن أبيه قال. كان أربعة من أصحاب رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)يعلمون في الزحوف حمزة ابن عبد المطلب كان معلم يوم بدر بريشة نعامة و كان علي(عليه السلام)معلما بصوفة بيضاء.

24 - عنه قالوا و لما كان يومئذ و رأت بنو مخزوم مقتل من قتل قال

ص: 346

أبو الحكم لا يخلص إليه فإن ابني ربيعة قد عجلا و بطرا و لم تحام عليها عشيرتهما فاجتمعت بنو مخزوم فأحدقوا به فجعلوه في مثل الحرجة و أجمعوا أن يلبسوا لأمة أبي جهل رجلا منهم فألبسوها عبد الله بن المنذر بن أبي رفاعة.

فصمد له عليا(عليه السلام) فقتله و هو يراه أبا جهل و مضى عنه و هو يقول: خذها و أنا ابن عبد المطلب ثم ألبسوها أبا قيس بن الفاكه بن المغيرة فصمد حمزة و هو يراه أبا جهل فضربه فقتله و هو يقول خذها و أنا ابن عبد المطلب ثم ألبسوها حرملة بن عمرو فصمد له على(عليه السلام)فقتله.

25 -أخبرنا محمد قال أخبرنا عبد الوهاب، قال حدثنا محمد، قال حدثنا الواقدى و حدثني معمر عن الزهري قال قال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) :.

اللهم اكفني نوفل بن خويلد و أقبل يومئذ و هو مرعوب قد رأى قتل أصحابه و كان في أول ما التقوا هم و المسلمون يصيح بصوت له صحل رافعا عقيرته يا معشر قريش إن هذا اليوم يوم العلاء و الرفعة فلما رأى قريشا قد انكشفت جعل يصيح بالأنصار ما حاجتكم إلى دمائنا أ ما ترون من تقتلون أما لكم في اللبن من حاجة فأسره جبار بن صخر فهو يسوقه أمامه فجعل نوفل يقول الجبار و رأى عليا(عليه السلام)مقبلا نحوه قال يا أخا الأنصار من هذا واللات والعزى إني لأرى رجلا إنه ليريدني قال هذا علي بن أبي طالب قال: ما رأيت كاليوم رجلا أسرع في قومه فصمد له علي(عليه السلام) فيضربه فينشب سيف علي في حجفته ساعة.

ثم ينزعه فيضرب به ساقیه و درعه مشتمرة فيقطعها ثم أجهز عليه فقتله فقال رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)من له علم بنوفل بن خویلد، فقال على: علي(عليه السلام)أنا قتلته فكبر رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)و قال: الله الذي أجاب دعوتي فيه

ص: 347

و أقبل العاص بن سعيد يحث للقتال فالتقى هو و علي(عليه السلام)قتله.

26 - عنه عن على(عليه السلام)يقول: إني يومئذ بعد ما ارتفع النهار و نحن و المشركون قد اختلطت صفوفنا و صفوفهم خرجت في إثر رجل منهم فإذا رجل من المشركين على كتيب رمل و سعد بن خيثمة و هما يقتتلان حتى قتل المشرك سعد بن خيثمة و المشرك مقنع في الحديد و كان فارسا فاقتحم عن فرسه فعرفني و هو معلم و لا اعرفه فناداني هلم يا ابن أبي طالب للبراز فعطفت عليه فانحط إلى مقبلا و كنت رجلا قصيرا فانحططت راجعا لكي ينزل إلي فكرهت أن يعلوني.

فقال: يا ابن أبي طالب فررت فقلت قريبا مفر ابن الشتراء فلما استقرت قدماي و ثبت أقبل فلما دنا مني ضربني فاتقيت بالدرقة فوقع سيفه فلحج ( يعنى لزم) فأضربه على عاتقه و هو دارع فارتعش و لقد قط سيفي درعه فظننت أن فظننت أن سيفي سيقتله فإذا بريق سيف من ورائي فطأطأت رأسي و يقع السيف فأطن قحف رأسه بالبيضة و هو يقول خذها و أنا ابن عبد المطلب فالتفت من ورائي فإذا هو حمزة بن عبد المطلب.

27 - أخبرنا محمد قال أخبرنا عبد الوهاب قال اخبرنا محمد قال أخبرنا الواقدي و حدثني عبد الحميد بن جعفر قال سألت موسى بن سعد بن زيد بن ثابت كيف فعل النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) يوم بدر في الأسرى و الأسلاب و الأنفال فقال نادى مناديه يومئذ من قتل قتيلا فله سلبه و من من أسر أسيرا فهو له .

فكان يعطى من قتل قتيلا سلبه و أمر بما وجد في العسكر و ما أخذ بغير قتال فقسمه بينهم عن فراق. فقلت لعبد الحميد فمن أعطى سلب أبي جهل ؟ قال اختلف فيه عندنا فقال قائل أخذه معاذ بن عمرو بن الجموح و

ص: 348

قال قائل أعطاه ابن مسعود فقلت لعبد الحميد من أخبرك ؟

قال أما الذي قال دفعه إلى معاذ بن عمرو فاخبر نيه خارجة بن عبدالله بن كعب. و أما الذي قال ابن مسعود حدثنيه سعيد بن خالد القارظى. قالوا و قد أخذ علي(عليه السلام) درع الوليد ابن عتبة و مغفرة و بيضته و أخذ حمزة سلاح عتبة و أخذ عبيدة بن الحارث درع شيبة بن ربيعه حتى وقعت الى ورثته.

28- عنه قال: فلما خرج رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) من بدر فكان با الأثيل عرض عليه الأسرى فنظر إلى النضر بن الحارث فأبده البصر فقال لرجل إلى جنبه محمد و الله قاتلي لقد نظر إلي بعينين فيها الموت فقال الذي إلى جنبه؛ و الله ما هذا منك إلا رعب.

فقال النضر لمصعب بن عمير يا مصعب أنت أقرب من هاهنا بي رحما كلم صاحبك أن يجعلني كرجل من أصحابي هو و الله قاتلي إن لم تفعل قال مصعب إنك كنت تقول في كتاب الله كذا و كذا و تقول في نبيه كذا كذا .

قال: يا مصعب يجعلني كأحد أصحابي إن قتلوا قتلت و إن من عليهم من علي قال: مصعب إنك كنت تعذب أصحابه. قال أما والله لو أسرتك قريش ما قتلت أبدا و أنا قال: مصعب و الله إني لأراك صادقا. و لكن لست مثلك قطع الإسلام العهود قال المقداد أسيري. قال النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)اضرب عنقه اللهم أغن المقداد فضلك، فقتله على بن أبي طالب(عليه السلام)صبرا بالسيف بالاثيل.

29 - عنه لما أسر سهيل بن عمرو قال عمر يا رسول الله انزع ثنيتيه يدلع لسانه فلا يقوم عليك خطيبا أبدا فقال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)لا أمثل به

ص: 349

فيمثل الله بي و إن كنت نبيا و لعله يقوم مقاما لا تكرهه فقام سهيل بن عمرو بمكة حين جاءه وفاة النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)بخطبة أبي بكر بالمدينة كأنه كان يسمعها فقال عمر حين بلغه كلام سهيل أشهد أنك رسول الله يريد حيث قال(صلی الله علیه وآله وسلم)لعله يقوم مقاما لا تكرهه.

و كان علي الله يحدث يقول أتى جبريل النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) يوم بدر فخيره في الأسرى أن يضرب أعناقهم أو يأخذ منهم الفداء و يستشهد منهم في قابل عدتهم فدعا رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)أصحابه و قال هذا جبريل يخيركم في الأسرى بين أن تضرب أعناقهم أو تؤخذ منهم الفدية و يستشهد منكم في قابل عدتهم قالوا بل نأخذ الفدية و نستعين بها و يستشهد منا من يدخل الجنة فقبل منهم الفداء و قتل منهم فى قابل عدتهم بأحد.

30- عنه قتل من عبد شمس بن عبد مناف حنظلة بن أبي سفيان بن حرب قتله علي بن أبي طالب (عليه السلام). أخبرنا محمد قال أخبرنا عبد الوهاب قال اخبرنا محمد قال أخبرنا الواقدي و حدثني موسى بن محمد عن أبيه بذلك. قال وحدثني يونس بن محمد عن أبيه مثله. قال وحدثنيه ابن أبي حبيبة عن داود ابن الحصين و الحارث بن الحضرمي قتله عمار بن ياسر. و عامر بن الحضرمي قتله عاصم بن ثابت بن أبي الأفلح.

حدثني بذلك عبدالله بن جعفر عن ابن أبي عون وعمير بن أبي عمير و أبنه و موليان لهم قتلهم سالم مولى أبي حذيفة، عمير بن أبي عمير و عبيدة بن سعيد بن العاص قتله الزبير بن العوام.

31 - عنه أخبرنا محمد قال أخبرنا عبد الوهاب قال حدثني محمد قال حدثني الواقدي قال حدثني بذلك أبو حمزة عبد الواحد بن ميمون عن عروة بن الزبير قال ابن حبوبة رأيت في نسخة عتيقة أبو حمزة عبدالملك

ص: 350

بن ميمون أخبرنا محمد قال أخبرنا عبد الوهاب قال اخبرنا محمد قال حدثنا الواقدي قال وحدثنيه محمد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة. و العاص بن سعيد قتله على بن أبي طالب(عليه السلام).

32- عنه أخبرنا محمد قال أخبرنا عبد الوهاب قال أخبرنا محمد قال أخبرنا الواقدي قال: حدثني بذلك محمد بن صالح عن عاصم بن عمرو بن رومان و موسى بن محمد عن أبيه مثله. و عقبة بن أبي معيط قتله عاصم بن ثابت بأمر النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) بالصفراء صبرا بالسيف. و عتبة بن ربيعة قتله حمزة بن عبد المطلب و شيبة بن ربيعة قتله عبيدة بن الحارث وذفف عليه حمزة و علي. و الوليد بن عتبة بن ربيعة قتله علي بن أبي طالب(عليه السلام)و عامر بن عبد الله حليف لهم من أنمار قتله علي بن أبي طالب (عليه السلام).

33 - عنه أخبرنا محمد ،قال أخبرنا عبد الوهاب قال اخبرنا محمد قال حدثنا الواقدي قال: أخبرنيه عبدالله بن جعفر عن ابن أبي عون قال و حدثني عبدالله بن جعفر عن جعفر بن عمرو قال قتله ثابت بن الجذع. والحارث بن ربيع. قتله على بن أبي طالب(عليه السلام).

و عقيل بن الاسود بن المطلب قتله حمزة و على شركا في قتله. أخبرنا محمد ،قال أخبرنا عبدالوهاب قال أخبرنا محمد قال حدثنا الواقدي، و حدثني أبو معشر قال: قتله على وحده. و أبو البخترى و هو العاص بن هشام قتله المجذر بن زياد.

34 - عنه أخبرنا محمد ،قال أخبرنا عبد الوهاب قال اخبرنا محمد قال حدثنا الواقدي قال: حدثني بذلك سعيد بن محمد عن عمارة بن عزية عن محمد بن حبان (حدثنا الواقدى قال وحدثني سعيد بن محمد عن عمارة ابن غزية عن عباد بن قيم قال قتله أبو داود المارني).

ص: 351

35 -عنه أخبرنا محمد قال أخبرنا عبد الوهاب قال اخبرنا محمد قال حدثنا الواقدي قال: وحدثني يعقوب بن محمد بن أبي صعصعة عن أيوب بن عبدالرحمن بن أبي صعصعة، قتله أبو داود المازني.

36 - عنه أخبرنا محمد ،قال أخبرنا عبد الوهاب قال اخبرنا محمد قال حدثنا الواقدي قال: وحدثني أيوب بن النعمان عن أبيه، قال قتله ابن ليسر. و نوفل بن خويلد بن أسد و هو ابن العدوية قتله على بن أبى طالب الهلا.

37 -عنه أخبرنا محمد ،قال أخبرنا عبد الوهاب قال اخبرنا محمد قال حدثنا الواقدي قال: حدثني بذلك محمد بن صالح عن عاصم بن عمرو بن رومان قال و حدثنى بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين. قال وحدثني عمر بن أبي عاتكة عن أبي الاسود خمسة.

38 - عنه و من بني عبد الدار بن قصى النضر بن الحارث من كلدة قتله على بن أبي طالب صبراً بالسيف بالائيل بأمر النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) ، و زيد بن مليص مولى عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار قتله علي بن ابى طالب.

39- عنه أخبرنا محمد ،قال أخبرنا عبد الوهاب قال حدثنا محمد قال أخبرنا الواقدي قال: حدثني بذلك أيوب بن النعمان عن عكرمة بن مصعب العبد ربي.

قال و حدثني عبدالله بن جعفر عن يعقوب بن عتبة قال قتله بلال و من بني تيم بن مرة عمير بن عثمان ابن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم قتله على بن أبى طالب (عليه السلام).

40 - عنه أخبرنا محمد قال أخبرنا الواقدي قال: أخبرنيه عبدالله بن

ص: 352

جعفر عن جعفر بن عمرو و من بنى الفاكه بن المغيرة أبو قيس بنا لفاكه بن المغيرة قتله حمزة بن عبد المطلب قال و قال لى اسحق بن خارجة أن حباب بن عمرو بن المنذر قتله. و من بني أمية ابن المغيرة مسعود بن أبي أمية قتله على أبي طالب (عليه السلام).

41 - أخبرنا الشيخ الأجل السيد العالم العدل أبوبكر محمد بن عبد الباقي بن محمد البزاز. قال أخبرنا الشيخ أبو محمد الحسن بن على بن محمد الجوهري قال أخبرنا أبو عمر محمد بن العباس قال: أخبرنا عبدالوهاب ابن أبي حية قال أخبرنا محمد بن ابن شجاع الثلجي قال:

أخبرنا محمد بن عمر الواقدي، و من بنى عائد عبدالله عمر بن مخزوم ثم من بنى رفاعة و هو أمية بن عائذ رفاعة بن أبي رفاعة قتله سعد ابن الربيع، و أبو المنذر بن أبي رفاعة سعد بن الربيع و أبو المنذر بن أبي رفاعة قتله معز ابن عدى العجلاني و عبدالله بن أبي رفاعة قتله على بن أبي طالب و زهير بن أبى رفاعة قتله أبو أسد الساعدي.

42 - عنه أخبرنا محمد قال أخبرنا عبد الوهاب قال أخبرنا محمد قال حدثنا الواقدي قال وحدثني عبيد بن يحيى عن معاذ بن رفاعة بن رافع قال قتله أبي رفاعة بن رافع بن مالك. و على بن أميه بن خلف قتله عمار بن ياسر ، و أوس بن المعبرة بن لوذان قتله عثمان بن مظعون و على بن ابي طالب شركا فيه.

43 - قال ابن هشام وكان أمام رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) رایتان سوداوان إحداهما مع علي بن أبي طالب يقال لها العقاب والأخرى مع بعص الأنصار. قال ابن اسحاق وكانت إبل أصحاب رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)يومئذ سبعين بعيرا فاعتقبوها فكان رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)وعلي بن ابي طالب ومرثد بن أبي

ص: 353

مرثد الغنوي يعتقبون بعيرا وكان حمزة بن عبد المطلب وزيد بن حارثة وأبو كبشة وأنسه موليا رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)يعتقبون بعيرا وكان أبو بكر وعمر وعبد الرحمن بن عوف يعتقبون بعيرا.

44 -عنه قال ابن اسحاق ثم رجع رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) إلى أصحابه فلها أمسى بعث علي بن اي طالب والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص في نفر من أصحابه الى ماء بدر يلتمسون الخبر له عليه كما حدثني يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير فأصابوا راية لقريش فيها أسلم غلام بني الحجاج و عريض أبو يسار غلام بني العاص بن سعيد.

فأتوا بهما فسألوهما ورسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) ؛ قائم يصلي، فقالا نحن سقاة قريش بعثونا نسقيهم من الماء فكره القوم خبرهما ورجوا أن يكونا لأبي سفيان فضربوهما فلما أذلقوهما قالا نحن لأبي سفيان فتركوهما وركع رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)وسجد سجدتيه ثم سلم وقال إذا صدقاكم ضربتموهما و إذا كذبا كم تركتموهما صدقا والله إنهما لقريش أخبراني عن قريش؟

قالا هم والله وراء هذا الكتيب الذي ترى بالعدوة القصوى والكثيب العقنقل فقال لهما رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)لكم القوم قالا كثيرا قال ما عدتهم قالا لا ندري قال كم ينحرون كل يوم قال يوما تسعا ويوما عشرا فقال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) القوم فيما بين التسع مئة والألف.

ثم قال لهما فمن فيهم من أشراف قريش قالا عتبة ابن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأبو البختري بن هشام وحكيم بن حزام ونوفل بن خويلد والحارث بن عامر بن نوفل وطعيمة بن عدي ابن نوفل والنضر بن الحارث و زمعة بن الأسود وأبو جهل بن هشام وأمية بن خلف ونبيه ومنبه ابنا الحجاج وسهيل بن عمرو وعمرو ابن عبد ود فأقبل رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)على الناس

ص: 354

فقال هذه مكة قد ألقت إليكم أفلاذ كبدها.

45 - قال ابن اسحاق و قد خرج الأسود بن عبد الأسد المخزومي وكان رجلا شرسا سيئ الخلق فقال أعاهد الله لأشربن من حوضهم أو لأهدمنه أو لأموتن دونه فلما خرج خرج إليه حمزة بن عبد المطلب فلما التقيا ضربه حمزة فأطن قدمه بنصف ساقه وهو دون الحوض فوقع على ظهره تشخب رجله دما نحو أصحابه ثم حبا الى الحوض حتى اقتحم فيه یريد أن يبر بيمينه وأتبعه حمزة فضربه حتى قتله في الحوض.

قال: ثم خرج بعد عتبة بن ربيعة بين أخيه شيبة بن ربيعة و ابنه الوليد ابن عتبة حتى إذا فصل من الصف دعا الى المبارزة فخرج اليه فتية من الأنصار ثلاثة وهم عوف ومعوذ ابنا الحارث وأمهما عفراء ورجل آخر يقال هو عبد الله بن رواحه فقالوا من أنتم فقالوا رهط من الأنصار قالوا ما لنا بكم من حاجة ثم نادى مناديهم يا محمد أخرج الينا أكفائنا من قومنا.

فقال رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)قم يا عبدة بن الحارث و قم يا حمزة وقم يا علي فلما قاموا ودنوا منهم قالوا من انتم قال عبيدة عبيدة وقال حمزة حمزة و قال علي على قالوا نعم أكفاء كرام فبارز عبيدة وكان اسن القوم عتبية بن ربيعة وبارز حمزة شيبة بن ربيعة وبارز علي الوليد بن عتبة.

فأما حمزة فلم يمهل شيبة أن قتله وأما علي فلم يمهل الوليد ان قتله واختلف عبيدة وعتبة بينهما ضربتين كلاهما أثبت صاحبه وكر حمزة وعلي بأسيافهما على عتبة فذففا عليه واحتملا صاحبها فحازاه الى أصحابه.

46 - عنه قال ابن هشام وحدثني أبو عبيدة وغيره من أهل العلم بالمغازي أن عمر بن الخطاب قال لسعيد بن العاص ومرّ به إني أراك كأنّ في نفسك شيئا أراك تظن أني قتلت أباك إن لو قتله لم أعتذر إليك من قتله

ص: 355

ولكني قتلت خالي العاص بن هشام بن المغيرة، فأما أبوك فإني مررت به و هو يبحث بحث الثور بروقه فحدث عنه وقصد له ابن عمه علي فقتله.

47 - عنه قال ابن إسحاق: فقال عقبة حين امر رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)بقتله فمن للصبية يا محمد قال النار فقتله عاصم بن ثابت بن ابي الأقلح الأنصاري أخو بني عمرو بن عوف كما حدثني أبو عبيدة ابن محمد ابن عمار بن ياسر. قال ابن هشام ويقال قتله علي بن ابي طالب فيما ذكر لي ابن شهاب الزهري وغيره من اهل العلم.

48 - عنه قال ابن إسحاق: وحدثني عبدالله ابن ابي بكر قال كان عمرو ابن ابي سفيان بن حرب وكان لبنت عقبة بن أبي معيط. قال ابن هشام ام عمرو بن ابي سفيان بنت ابي عمرو، واخت ابي معيط بن أبي عمرو اسيرا في يدي رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)من أسرى بدر؛ قال ابن هشام أسره علي بن ابي طالب.

49 - عنه قال بن اسحاق وهذه تسمية من شهد بدرا من المسلمين ثم من قريش ثم من بني هاشم بن عبد مناف وبني المطلب بن عبد مناف بن قصي ابن كلاب بن مرة ابن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر ابن كنانة.

محمد رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)سید المرسلين ابن عبد الله بن عبد المطلب ابن هاشم و حمزة بن عبد المطلب بن هاشم أسد الله واسد رسوله عم رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) و علي بن ابي طالب بن عبد المطلب بن هاشم وزيد بن حارثة بن شرحبيل بن كعب بن عبد العزى بن امرىء القيس الكلبي أنعم الله عليه و

رسوله الله(صلی الله علیه وآله وسلم).

50 - عنه وقتل من المشركين يوم بدر من قريش ثم من بني عبد

ص: 356

شمس بن عبد مناف حنظلة بن ابي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس قتله زيد بن حارثة مولى رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) فيما قال ابن هشام و يقال اشترك فيه حمزة و على و زيد فيما قال ابن هشام.

51 -عنه قال ابن اسحاق و الحارث بن الحضرمي و عامر بن الحضرمي حليفان لهم قتل عامرا عمار بن ياسر وقتل الحارث النعمان بن عصرحليف للأوس فيها قال ابن هشام و عمير بن أبي عمير و ابنه موليان لهم قتل عمير بن ابي عمير سالم مولى أبي حذيفة: فيما قال ابن هشام.

52 -عنه قال ابن اسحاق و عبيدة بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس قتله الزبير بن العوام والعاص بن سعيد بن العاص بن أمية قتله علي بن ابي طالب وعقبة بن ابي معيط بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس قتله عاصم بن ثابت بن ابي الأقلح أخو بني عمرو بن عوف صبرا.

قال ابن هشام ويقال قتله علي بن أبي طالب.

53 -عنه قال ابن اسحاق وعتبة بن ربيعة بن عبد شمس قتله عبيدة ابن الحارث بن المطلب قال ابن هشام اشترك فيه هو وحمزة وعلي.

54- عنه قال ابن اسحاق وشيبة بن ربيعة بن عبد شمس قتله حمزة ابن عبد المطلب والوليد بن عبتة بن ربيعة قتله علي بن ابي طالب وعامر بن عبدالله حليف لهم من بني أنمار بن بغيض قتله علي ابن أبي طالب اثنا عشر رجلا.

و من بنى نوفل بن عبد مناف الحارث بن عمر بن نوفل قتله فيما يذكرون خبيب بن أبي إساف أخو بني الحارث بن الخزرج و طعيمة بن عدي بن نوفل قتله علي بن أبي طالب و يقال حمزة بن عبد المطلب رجلان و من بني أسد بن عبد العزى بن قصي زمعة بن الأسود بن المطلب بن اسد.

ص: 357

قال ابن هشام قتله ثابت بن الجذع أخو بني حرام و يقال: اشترك فيه حمزة وعلي بن ابي طالب و ثابت.

55 -عنه قال ابن اسحاق و الحارث بن زمعة قتله عمار بن ياسر فيما قال هشام و عقیل ابن الأسود بن المطلب قلته حمزة وعلي اشتركا فيه فيما قال ابن هشام و ابو البختري وهو العاص بن هشام بن الحارث بن اسد قتله المجذر بن ذياد البلوي، قال ابن هشام ابو البختري العاص بن هشام.

56 -عنه قال ابن اسحاق ونوفل بن خویلد بن اسد وهو ابن العدوية عدي خزاعة وهو الذي قرن أبا بكر الصديق وطلحة بن عبيدالله حين أسلما في حبل فكانا يسميان القرينين لذلك وكان من شياطين قريش قتله علي بن أبي طالب خمسة نفر.

و من عبد الدار بن قصي النضر بن الحارث بن كلده بن علقمة بن عبد مناف بن عبد الدار قتله علي بن أبي طالب صبرا عند رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)بالصفراء فيما يذكرون.

57 - عنه قال ابن اسحاق ومن بني تيم بن مرة عمير بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم.

قال ابن هشام قتله علي بن ابي طالب ويقال عبد الرحمن ابن عوف. و عثمان بن مالك بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب قتله صهيب بن سنان رجلان ومن بني مخزوم بن يقظة بن مرة أبو جهل بن هشام واسمه عمرو بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ضربه معاذ بن عمرو بن الجموح فقطع رجله وضرب ابنه عكرمة يد معاذ فطرحها ثم ضربه معوذ بن عفراء حتى أثبته ثم تركه وبه رمق ثم ذفف عليه عبد الله بن مسعود واحتز رأسه حين أمر رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)أن يلتمس في القتلى

ص: 358

والعاص بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم قتله عمر بن الخطاب ويزيد ابن عبد الله حليف لهم من بني تميم.

قال ابن هشام ثم أحد بني عمرو بن تميم وكان شجاعا قتله عمار بن ياسر

58- عنه قال ابن اسحاق وأبو مسافع الأشعري حليف لهم قتله أبو دجانة الساعدي فيها قال ابن هشام وحرملة بن عمرو حليف لهم.

قال ابن هشام قتله خارجة بن زيد بن ابي زهير أخو بلحارث ابن الخزرج ويقال بل علي بن أبي طالب فيما قال ابن هشام وحرملة من الأسد.

59 - عنه قال ابن اسحاق ومسعود بن أبي أمية بن المغيرة قتله علي ابن أبي طالب فيما قال ابن هشام وابو قيس بن الوليد بن المغيرة قتله حمزة ابن عبد المطلب.

60 - عنه قال ابن اسحاق رفاعة بن أبي رفاعة بن عابد بن عبد الله ابن عمر بن مخزوم قتله سعد بن الربيع أخو بلحارث بن الخزرج فيما قال ابن هشام والمنذر بن أبي رفاعة بن عابد قتله معن بن عدي بن الجد بن العجلان حليف بني عبيد بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف فيما قال ابن هشام وعبد الله بن المنذر ابن ابي رفاعة بن عابد قتله علي بن ابي طالب فيما قال ابن هشام.

61 - عنه قال ابن اسحاق والأسود بن عبد الأسد بن بن هلال بن عبدالله ابن عمر بن مخزوم قتله حمزة بن عبد المطلب وحاجب بن السائب ابن عويمر بن عمر بن عائذ بن عبد بن عمران بن مخزوم قال ابن هشام ويقال عائذ بن عمر عمران بن مخزوم ويقال حاجز ابن السائب والذي قتل

حاجب بن السائب علي بن ابي طالب.

ص: 359

62 -عنه قال ابن اسحاق وعمرو بن سفيان وجابر بن سفيان حليفان لهم من طي قتل عمرا يزيد بن رقيش وقتل جابرا أبو بردة بن نيار فيما قال ابن هشام.

63- عنه قال ابن اسحاق سبعة عشر رجلا ومن بني سهم بن عمرو ابن هصيص بن كعب بن لؤي منبه ابن الحجاج بن عامر بن حذيفة بن سعد بن سهم قتله أبو اليسر أخو بني سلمة وابنه العاص بن منبه بن الحجاج قتله علي بن ابي طالب فيما قال ابن هشام ونبيه بن الحجاج بن عامر قتله حمزة ابن عبد المطلب وسعد بن ابي وقاص اشتركا فيه فيما قال ابن هشام وابو العاص بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم.

قال ابن هشام قتله علي بن أبي طالب و يقال: النعمان بن مالك النوفلي؛ و يقال أبو دجاجة.

64 - عنه قال ابن اسحاق وابنه علي بن أمية بن خلف قتله عمار بن ياسر وأوس بن معير بن لوذان بن سعد بن جمع قتله علي بن أبي طالب فيما قال ابن هشام ويقال قتله الحصين بن الحارث ابن المطلب وعثمان بن مضعون اشتركا فيه فيها قال ابن هشام.

65- عنه قال ابن اسحاق ثلاثة نفر ومن بني عامر بن لؤي معاوية ابن عامر حليف لهم من عبد القيس قتله علي بن ابي طالب ويقال قتله عكاشة بن محصن فيما قال ابن هشام.

66 - قال ابن اسحاق وقال عبيدة بن الحارث بن المطلب في يوم بدر وفي قطع رجله حين أصيب في مبارزته هو وحمزة وعلي حين بارزوا عدوهم قال أبن هشام وبعض أهل العلم بالشعر ينكرها لعبيدة:

ستبلغ عنا نا أهل مكة وقعة*** يهب لها من كان كان عن ذاك نائيا

ص: 360

بعتبة إذ ولى وشيبة بعده*** وما كان فيها بكر عتبة راضي

فإن تقطعوا رجلي فإني مسلم*** أرجي بها عيشا من الله دانيا

مع الحور امثال التماثيل أخلصت*** مع الجنة العليا لمن كان عاليا

وبعث بها عيشا تعرقت صفوه*** وعالجته حتى فقدت الأدانيا

فأكرمني الرحمن من فضل منه*** بثوب من الإسلام غطى المساويا

وما كان مكروها إلي قتالهم*** غداة دعا الأكفاء من كان داعيا

ولم يبغ إذ سالو النبي سواءنا*** ثلاثتنا حتى حضرنا المناديا

لقيناهم كالأسد تخطر بالقنا*** نقاتل في الرحمن من كان عاصيا

فما برحت أقدامنا مقامنا*** ثلاثتنا حتى أزيروا المنائيا

من قال ابن هشام لما أصيبت رجل عبيدة قال أما والله لو ادرك أبو طالب هذا اليوم لعلم أني أحق منه بما قال حين يقول:

كذبتم و بيت الله نیزی محمداً*** ولما نطاعن دونه ونناضل

ونسلمه حتى نصرع حوله*** ونذهل عن ابنائنا والحلائل

و هذان البيتان في قصيدة لأبي طالب.

67 - قال الطبري: حدثني هارون بن إسحاق قال حدثنا مصعب بن المقدام قال حدثنا إسرائيل قال حدثنا أبو إسحاق عن حارثة عن على(عليه السلام) قال لما قدمنا المدينة أصبنا من ثمارها فاجتويناها وأصابنا بها وعك وكان رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)يتخبر عن بدر فلما بلغنا أن المشركين قد أقبلوا سار رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)إلى بدر وبدر بئر فسبقنا المشركين إليها فوجدنا فيها رجلين منهم رجل من قريش ومولى العقبة بن أبي معيط.

فأما القرشي فانفلت وأما مولى عقبة فأخذناه فجعلنا نقول كم القوم فيقول هم والله كثير شديد بأسهم فجعل المسلمون إذا قال ذلك ضربوه

ص: 361

حتى انتهوا به إلى رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)فقال لهم كم القوم فقال هم والله كثير شديد بأسهم فجهد النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) أن يخبره كم هم فأبى ثم إن رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)سأله كم ينحرون من الجزر فقال عشرا كل يوم قال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) القوم ألف.

هالة ثم إنه أصابنا من الليل طش من المطر فانطلقنا تحت الشجر والحجف نستظل تحتها من المطر وبات رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)يدعو ربه اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض فلما أن طلع الفجر نادى الصلاة عباد الله فجاء الناس من تحت الشجر والحجف فصلى بنا رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)وحرض على القتال.

ثم قال إن جمع قريش عند هذه الضلعة من الجبل فلما أن دنا القوم منا وصاففناهم إذا رجل من القوم على جمل أحمر يسير في القوم فقال رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)يا علي ناد لي حمزة وكان أقربهم إلى المشركين من صاحب الجمل الأحمر وماذا يقول لهم وقال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم).

إن يكن في القوم من يأمر بالخير فعسى أن يكون صاحب الجمل الأحمر فجاء حمزة فقال هو عتبة بن ربيعة وهو ينهى عن القتال ويقول لهم إني أرى قوما مستميتين لا تصلون إليهم وفيكم خير يا قوم اعصبوها اليوم برأسي وقولوا جبن عتبة بن ربيعة ولقد علمتم أني لست بأجبنكم.

قال: فسمع أبو جهل فقال أنت تقول هذا والله لو غيرك يقول هذا لعضضته لقد ملئت رئتك وجوفك رعبا فقال عتبة إياي تعير يا مصفر استه ستعلم اليوم أينا أجبن!

قال فبرز عتبة بن ربيعة وأخوه شيبة بن ربيعة وابنه الوليد حمية فقالوا من يبارز فخرج فتية من الأنصار ستة فقال عتبة لا نريد هؤلاء

ص: 362

ولكن يبارزنا من بني عمنا من بني عبد المطلب فقال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) يا علي قم يا حمزة قم يا عبيدة بن الحارث قم فقتل الله عتبة بن ربيعة وشيبة ابن ربيعة والوليد بن عتبة وجرح عبيدة بن الحارث فقتلنا منهم سبعين. وأسرنا منهم سبعين.

قال: فجاء رجل من الأنصار قصير بالعباس بن عبد المطلب أسيرا فقال يا رسول الله والله ما هذا أسرني ولكن أسرني رجل أجلح من أحسن الناس وجها على فرس أبلق ما أراه في القوم فقال الأنصاري أنا أسرته فقال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)لقد أزرك الله بملك كريم قال علي فأسر من بني عبد المطلب العباس وعقيل ونوفل بن الحارث.

68 - عنه حدثني جعفر بن محمد البزوري قال حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن حارثة عن علي(عليه السلام)قال لما كان يوم بدر وحضر البأس اتقينا برسول الله فكان من أشد الناس بأسا وما كان منا أحد أقرب إلى العدو منه.

69- عنه حدثنا عمرو بن علي قال حدثنا عبدالرحمن بن مهدي عن شعبة عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب عن علي(عليه السلام) قال سمعته يقول ما كان فينا فارس يوم بدر غير مقداد بن الأسود ولقد رأيتنا وما فينا إلا نائم إلا رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) قائما إلى شجرة يصلي ويدعو حتى الصبح.

70- عنه حدثني محمد بن عبيد المحاربي قال حدثنا أبو مالك الجنبي عن الحجاج عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس قال كان المهاجرون يوم بدر سبعة وسبعين رجلا وكان الأنصار مائتين وستة وثلاثين رجلا وكان صاحب راية رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) علي بن أبي طالب(عليه السلام)وصاحب راية الأنصار سعد بن عبادة.

ص: 363

71 - عنه ثم رجع رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)إلى أصحابه فلما أمسى بعث علي ابن أبي طالب(عليه السلام)والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص في نفر من أصحابه إلى ماء بدر يلتمسون له الخبر عليه كما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثنا محمد بن إسحاق كما حدثني يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير فأصابوا راوية لقريش فيها أسلم غلام بني الحجاج وعريض أبو يسار غلام بني العاص بن سعيد.

فأتوا بهما رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)و رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) قائم يصلي فسألوهما فقالا نحن سقاة قريش بعثونا لنسقيهم من الماء فكره القوم خبرهما ورجوا أن يكونا لأبي سفيان فضربوهما فلما أذلقوهما قالا نحن لأبي سفيان فتركوهما وركع رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) و سجد سجدتين ثم سلم.

فقال إذا صدقاكم ضربتموهما وإذا كذباكم تركتموهما صدقا والله إنهما لقريش أخبراني أين قريش قالا هم وراء هذا الكتيب الذي ترى بالعدوة القصوى والكثيب العقنقل فقال رسول(صلی الله علیه وآله وسلم)لهما كم القوم قالا كثير قال ما عدتهم قالا لا ندري قال كم ينحرون كل يوم قال كم ينحرون كل يوم قالا يوما تسعا ويوما عشرا.

قال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)القوم ما بين التسعمائة والألف ثم قال لهما رسول الله الله فمن فيهم من أشراف قريش قال عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأبو البختري بن هشام وحكيم بن حزام ونوفل بن خويلد والحارث بن عامر بن نوفل وطعيمة بن عدي بن نوفل والنضر بن الحارث بن كلدة وزمعة بن الأسود وأبو جهل بن هشام وأمية بن خلف ونبيه ومنبه ابنا الحجاج وسهيل بن عمرو وعمرو بن عبد ود فأقبل رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) على الناس فقال هذه مكة قد ألقت إليكم أفلاذ كبدها.

ص: 364

72 - عنه ثم خرج بعده عتبة بن ربيعة بين أخيه شيبة بن ربيعة وابنه الوليد بن عتبة حتى إذا فصل من الصف دعا إلى المبارزة فخرج إليه فتية من الأنصار ثلاثة نفر منهم عوف ومعوذ ابنا الحارث وأمهما عفراء ورجل آخر يقال له عبدالله بن رواحة فقال من أنتم قالوا رهط من الأنصار فقالوا ما لنا بكم حاجة.

ثم نادى مناديهم يا محمد أخرج إلينا أكفاءنا من قومنا فقال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)قم يا حمزة بن عبد المطلب قم يا عبيدة بن الحارث قم يا علي بن أبي طالب فلما قاموا ودنوا منهم قالوا من أنتم قال عبيدة عبيدة وقال حمزة حمزة و قال علي علي قالوا نعم أكفاء كرام.

فبارز عبيدة بن الحارث وكان أسن القوم عتبة بن ربيعة وبارز حمزة شيبة بن ربيعة و بارز علي الوليد بن عتبة فأما حمزة فلم يمهل شيبة أن قتله وأما علي فلم يمهل الوليد أن قتله واختلف عبيدة وعتبة بينهما بضربتين كلاهما أثبت صاحبه وكر حمزة وعلي بأسيافهما على عتبة.

فذففا عليه فقتلاه واحتملا صاحبهما عبيدة فجاءا به إلى أصحابه وقد قطعت رجله فمخها يسيل فلما أتوا بعبيدة إلى رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) قال الست شهيدا يا رسول الله قال بلى فقال عبيدة لو كان أبو طالب حيا لعلم أني أحق بما قال منه حيث يقول:

ونسلمه حتى نصرع حوله*** ونذهل عن أبنائنا والحلائل

73 - عنه ثم ارتحل رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)حتى إذا كان بالروحاء لقيه المسلمون يهنئونه بما فتح الله عليه ومن معه من المسلمين فقال سلمة بن سلامة بن وقش كما حدثنا ابن حميد فقال حدثنا سلمة قال قال محمد بن إسحاق كما حدثني عاصم بن عمر بن قتادة ويزيد بن رومان وما الذي

ص: 365

تهنئون به فوالله إن لقينا إلا عجائز صلعا كالبدن المعقلة فنحرناها.

فتبسم رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)وقال يابن أخي أولئك الملأ قال ومع رسول الله الأسارى من المشركين وكانوا أربعة وأربعين أسيرا وكان من القتلى مثل ذلك - وفي الأسارى عقبة بن أبي معيط والنضر بن الحارث بن كلدة - حتى إذا كان رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)بالصفراء قتل النضر بن الحارث قتله علي ابن أبي طالب رضي الله عنه.

74 - قال الخطيب: اخبرنا أبو عمر و محمد بن محمد بن علي بن حبيش التمار. و أبو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان قالا: نبأنا اسماعيل بن محمد الصفار املاء. قال: وجدت في كتاب أبى يخطه أن عاصم بن على حدثهم ، قال نبأنا أبو معشر قال اسماعيل:

حدثنا محمد بن على الوراق، قال نبأنا عاصم بن على قال نبأنا أبو معشر عن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة بن رافع بن مالك مالك بن العجلان الأنصاري عن أبيه عن جده قال: أقبلنا من بدر ففقدنا رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) ، و نادت الرفاق بعضها بعضا : أفيكم رسول الله ؟ حتى جاء رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) و معه على بن أبى طالب فقالوا: يا رسول الله فقد ناك؟ فقال: «إن أبا حسن وجد مغصا في بطنه فنخلفت عليه.

75- قال ابن أبي الحديد لما برز علي و حمزة و عبيدة يوم بدر إلى عتبة و شيبة و الوليد قتل علي (عليه السلام) الوليد و قتل حمزة شيبة على اختلاف في رواية ذلك هل كان شيبة قرنه أم عتبة و تجالد عبيدة و عتبة بسيفيها.

فجرح عبيدة عتبة في رأسه و قطع عتبة ساق عبيدة فكر علي و حمزة (عليه السلام)على صاحبهما فاستنقذاه من عتبة و خبطاه بسيفيهما حتى قتلاه و احتملا صاحبهما فوضعاه بين يدي رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)في العريش و هو يجود

ص: 366

بنفسه و إن مخ ساقه ليسيل فقال يا رسول الله لو كان أبو طالب حيا لعلم أني أولى منه بقوله:

كذبتم و بيت و بيت الله نخلي محمدا*** و لما نطاعن دونه و نناضل

و ننصره حتى نصرع حوله*** و نذهل عن أبنائنا و الحلائل

فبكى رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)و قال اللهم أنجز لي ما وعدتني اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض.

76 -قال المقدسي: خرج عتبة بن ربيعة و الوليد بن عتبة و دعوا إلى البراز فخرج إليهم عوف بن عفراء و معوّذ بن عفراء و عبدالله بن روحة فقالوا لهم من أنتم قالوا نحن رهط من الأنصار، قالوا لاحاجة بنا إليكم و نادوا يا محمد أخرج إلينا أكفاءنا من قومنا فخرج عبيدة بن الحارث إلى عتبة بن ربيعة و حمزة بن عبدالمطلب إلى شيبة بن ربيعة و علي بن أبي طالب اللا إلى الوليد ابن عتبة.

فتجادلوا و تطاردوا و اختلف الضرب بينهم فأما عليّ فلم يمهل صاحبه أن قتله وقتل حمزة شيبة و كان عبيدة بن الحارث اس القوم وأضعفهم و قد بارزه عتبة بن ربيعة فاختلف بينهما ضربتان اثبت كلّ واحد منهم صاحبه.

فكّر على وحمزة على عتبة فذفّفا عليه و احتملا عبيدة إلى أصحابها ثم رمى المشركون مهجع بن عبد الله بهم فقتلوه و هو أوّل من قتل في الحرب من المسلمين و خرج أبو جهل و هو يرتجز:

ما تنقم الحرب العوان منى*** بازل عامين حديث سنى

لمثل هذا ولدثني أمى

77 - الموفق الخوارزمي بإسناده عن أحمد بن الحسين أخبرني على

ص: 367

ابن أحمد بن عبدان أخبرني أحمد بن عبيد الصفار حدثني عثمان بن عمر حدثني عبدالله بن رجاء حدثني إسرائيل عن أبي إسحاق عن حارثة عن علي(عليه السلام)في قصة بدر قال نزل عتبة و اتبعه أخوه شيبة بن ربيعة و الوليد بن عتبة.

فقال من يبارز فانتدب له رجل من الأنصار فقال لا حاجة لنا في قتالكم إنما نريد بني عمنا، فقال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)قم يا علي قم يا حمزة قم يا عبيدة قال: فقتل حمزة عتبة، قال على الله عمد الى شيبة فقتلته و اختلف الوليد و عبيدة بضربتين فاتخن كل واحد منهما صاحبه قال ملنا على الوليد فقتلناه و أسرنا منهم سبعين و قتلنا منهم سبعين.

78- عنه عن أحمد بن الحسين أخبرني أبو عبدالله الحافظ حدثني على بن حماد حدثني محمد بن المغيرة حدثنى القاسم بن الحكم حدثنى مسعر عن الحكم عن عيينة عن مقسم عن ابن عباس ان رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)دفع الراية إلى على(عليه السلام)يوم بدر و هو ابن عشرين سنة.

79 -عنه عن أحمد بن الحسين أخبرني أبو عبدالله الحافظ حدثني عبدالعزيز بن عبدالملك بن نصر الاموي بيخاري، حدثني أبو ايوب سليمان ابن أحمد بن يحيى البغوى بحمص حدثني أبو عمارة محمد بن أحمد بن يزيد ابن المهدي.

حدثني عبد الجبار بن عبدالله حدثني سليمان بن بلال عن جعفر بن محمد عن أبيه(عليه السلام)عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) يوم بدر هذا رضوان ملك من ملائكة الله ينادى لاسيف إلا ذوالفقار و لا فتى إلا علي.

قال ابن الاثير: ثم خرج عتبة و شيبة أبنا ربيعة و الوليد بن

ص: 368

عتبة و دعوا إلى المبارزة. فخرج إليهم عوف و معوذ ابنا عفراء و عبدالله بن رواحة كلّهم من الأنصار، فقالوا: من أنتم؟ قالوا: من الأنصار. فقالوا: أكفاء كرام و ما لنا بكم من حاجة ليخرج إلينا أكفاؤنا من قومنا فقال النبي(صلی الله علیه وآله وسلم): قم يا حمزة قم يا عبيدة بن الحارث، قم يا على فقاموا و دنا بعضهم من بعض.

فبارز عبيدة بن الحارث بن المطلب، و كان أمير القوم، عتبة و بارز حمزه شيبة و بارز على الوليد فأما حمزة فلم يمهل شيبة أن قتله، و أمّا عليّ فلم يمهل الوليد أن قتله، و اختلف عبيدة و عتبة بينها ضربتين كلاهما و قد قطعت رجله، فلما أتوا به النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) ، قال : ألست شهيداً يا رسول الله ؟ قال: بلى. قال: لو رآني أبو طالب لعلم أننا أحق منه.

المنابع:

(1) الارشاد 30 - إلى 34 (2) اعلام الوری 192 - 193 ، (3) المناقب ابن شهر آشوب:406/1 ،

(4) كشف الغمة : 181/1 - 182 (5) بحار الانوار: 290/19 - 312، (6) مغازى الواقد: 37 الى ،

118، (7) سيرة ابن هشام 264/2 ، الى 372 و 24/3 ، (8) تاريخ الطبرى (424/2 الى 459 ، (9) تاریخ بغداد: 45/2، (10) شرح نهج البلاغة (258/3 ، (11) البدء و التاريخ: 189/4، (12) المناقب الخوارزمي: 102 - 103 (13) كامل التواريخ : 116/2 .

ص: 369

4- غزوة العشيرة

1- قال الطبرسي: ثم غزى (صلی الله علیه وآله وسلم)يريد قريشا حتى بلغ بواط و لم يلق كيدا. ثم غزا(صلی الله علیه وآله وسلم)غزوة العشيرة يريد قريشا حتى نزل العشيرة من بطن ينبع و قام بها بقية جمادى الأولى و ليالي من جمادى الآخرة و وادع فيها بني مدلج وحلفاءهم من بني ضمرة.

2- عنه روي عن عمار بن ياسر قال كنت أنا و علي بن أبي طالب رفيقين في غزوة العشيرة فقال لي علي (عليه السلام) هل لك يا أبا اليقظان في هذه الساعة من بني مدلج يعملون في عين لهم ننظر كيف يعملون فأتيناهم فنظرنا إليهم ساعة ثم غشينا النوم فعمدنا إلى صور من النخل في دقعاء من الأرض فنمنا فيه.

فو الله ما أهبنا إلا رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)بقدمه فجلسنا و قد تتربنا من تلك الدقعاء فيومئذ قال لعلي يا أبا تراب مما عليه من التراب فقال ألا أخبركم بأشق الناس قلنا بلى يا رسول الله قال أحيمر ثمود الذي عقر الناقة و الذي يضربك يا علي على هذه و وضع رسول الله يده على رأسه حتى يبل منها هذه و وضع يده على لحيته.

3 - قال الطبري: ثم غزا يريد قريشا فسلك على نقب بني دينار بن

ص: 370

النجار ثم على فيفاء الخبار فنزل تحت شجرة ببطحاء بن أزهر يقال لها ذات الساق فصلى عندها فثم مسجده وصنع له عندها طعام فأكل منه وأكل الناس معه فموضع أثافي البرمة معلوم هنالك واستقي له من ماء به يقال له المشيرب.

ثم ارتحل فترك الخلائق بيسار وسلك شعبة يقال لها شعبة عبد الله وذلك اسمها اليوم ثم صب ليسار حتى هبط بليل فنزل بمجتمعه ومجتمع الضبوعة واستقي له من بئر بالضبوعة ثم سلك الفرش فرش ملل حتى لقي الطريق بصخيرات اليمام ثم اعتدل به الطريق حتى نزل العشيرة من بطن

ينبع .

فأقام بها بقية جمادى الأولى وليالي من جمادى الآخرة ووادع فيها بني مدلج وحلفاءهم من بني ضمرة ثم رجع إلى المدينة ولم يلق كيدا وفي تلك الغزوة قال لعلي بن أبي طالب(عليه السلام) ما قال؛

4 -عنه خرج رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)يعترض لعيرات قريش حين أبدأت إلى الشأم في المهاجرين وهي غزوة ذات العشيرة حتى بلغ ينبع واستخلف على المدينة أبا سلمة بن عبد الأسد وكان يحمل لواءه حمزة بن عبد المطلب فحدثنا سليمان بن عمر بن خالد الرقي قال حدثنا عن محمد بن سلمة بن إسحاق عن محمد بن يزيد بن خثيم عن محمد بن كعب القرظي قال حدثنا أبوك يزيد بن خثيم عن عمار بن ياسر.

قال كنت أنا وعلي رفيقين مع رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) في غزوة العشيرة فنزلنا منزلا فرأينا رجالا من بني مدلج يعملون في نخل لهم فقلت لو انطلقنا فنظرنا إليهم كيف يعملون فانطلقنا فنظرنا إليهم ساعة ثم غشينا النعاس فعمدنا إلى صور من النخل فنمنا تحته في دقعاء من التراب.

ص: 371

فما أيقظنا إلا رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)أتانا وقد تتربنا في ذلك التراب فحرك عليا برجله فقال قم يا أبا تراب ألا أخبرك بأشق الناس أحمر ثمود عاقر الناقة والذي يضربك يا علي على هذا يعني قرنه فيخضب هذه منها وأخذ بلحيته.

5- عنه حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق قال حدثني يزيد بن محمد بن خثيم المحاربي عن محمد بن كعب القرظي عن محمد بن خثيم وهو أبو يزيد عن عمار بن ياسر قال كنت أنا وعلي رفيقين فذكر نحوه.

المنابع:

(1) اعلام الوري: 83 (2) تاريخ الطبري: 405/2-408

ص: 372

5- غزوة الكدر

1- قال الطبري: أما ابن إسحاق فلم يوقت لغزوة رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)التي غزاها بني قينقاع وقتا غير أنه قال كان ذلك بين غزوة السويق و خروج النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)من المدينة يريد غزو قريش حتى بلغ بني سليم و بحران معدنا بالحجاز من ناحية الفرع.للأروقة

و أما بعضهم فإنه قال كان بين غزوة رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) بدرا الأولى و غزوة بني قينقاع ثلاث غزوات وسرية أسراها وزعم أن النبي الله إنما غزاهم لتسع ليال خلون من صفر من سنة ثلاث من الهجرة وأن رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)غزا بعدما انصرف من بدر.

و كان رجوعه إلى المدينة يوم الأربعاء لثماني ليال بقين من رمضان؛ و أنه أقام بها بقية رمضان ثم غزا قرقرة الكدر حين بلغه اجتماع بني سليم و غطفان فخرج من المدينة يوم الجمعة بعدما ارتفعت الشمس غرة شوال من السنة الثانية من الهجرة إليها.

2- عنه أما ابن حميد فحدثنا عن سلمة عن ابن اسحاق أنه قال لما قدم رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)من بدر إلى المدينة و كان فراغه من بدر في عقب شهر رمضان أو في أول شوال لم يقم بالمدينة إلا سبع ليال حتى غزا بنفسه يريد بني سليم حتى بلغا ماء من مياههم يقال لها الكدر فأقام عليه ثلاث ليال ثم رجع إلى المدينة ولم يلق كيدا فأقام بها بقية شوال وذا القعدة وفدى في

ص: 373

إقامته ذلك جل الأسارى من قريش.

3- عنه وأما الواقدي فزعم أن غزوة النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) الكدر كانت في المحرم من سنة ثلاث من الهجرة وأن لواءه كان يحمله فيها علي بن أبي طالب وأنه استخلف فيها ابن أم مكتوم المعيصي على المدينة.

4 - عنه وقال بعضهم لما رجع النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)من غزوة الكدر إلى المدينة وقد ساق النعم والرعاء ولم يلق كيدا وكان قدومه منها فيما زعم لعشر خلون من شوال بعث غالب بن عبد الله الليثي يوم الأحد لعشر ليال مضين من شوال إلى بني سليم وغطفان في سرية فقتلوا فيهم وأخذوا النعم وانصرفوا إلى المدينة بالغنيمة يوم السبت لأربع عشرة ليلة بقيت من شوال واستشهد من المسلمين ثلاثة نفر وإن رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)أقام بالمدينة إلى ذي الحجة وإن رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)عزا يوم الأحد لسبع ليال بقين من ذي الحجة عزوة السويق.

5 - قال ابن الاثير: قال ابن إسحاق كانت فى شوّال سنة اثنين و قال الواقدي: كانت في المحرم سنة ثلاث وكان قد بلغ النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) اجتماع بني سليم على ماء لهم يقال له الكدر، فسار رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) إلى الكدر فلم يلق كيداً، كان لواؤه مع علي بن ابي طالب(عليه السلام) ، واستخلف على المدينة ابن أم مكتوم و عاد و معه النعم و الرعاء، و كان قدومه في ،قول لعشر ليالٍ مضين من شوّال و بعد قدومه أرسل غالب بن عبدالله الليثى في سرية إلى بني سليم و غطفان، فقتلوا فيهم وغنموا النَّعم، واستشهدا من المسلمين ثلاثة نفر و عادوا منتصف شوّال.

المنابع:

(1) تاريخ الطبري: 482/2. (2) كامل التواريخ : 139/2

ص: 374

6- غزوة حمراء الاسد

1 -قال الطبرسى: ثم كانت غزوة حمراء الأسد قال أبان بن عثمان لما كان من الغد من يوم أحد نادى رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)فى المسلمين فأجابوه فخرجوا على علتهم و على ما أصابهم من القرح و قدم عليا بين يديه براية المهاجرين حتى انتهى إلى حمراء الأسد ثم رجع إلى المدينة و هم الذين استجابوا الله و رسوله من بعد ما أصابهم القرح و خرج أبو سفيان حتى انتهى إلى الروحاء فأقام بها و هو يهم بالرجعة على رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)ويقول:

قد قتلنا صناديد القوم فلو رجعنا استأصلناهم فلقي معبد الخزاعي فقال ما وراءك يا معبد قال قد و الله تركت محمدا و أصحابه و هم يحرقون عليكم و هذا علي بن أبي طالب قد أقبل على مقدمته في الناس و قد اجتمع عليه من كان تخلف عنه و قد دعاني ذلك إلى أن قلت شعرا قال أبو سفيان و ماذا قلت قال قلت:

كادت تهد من الأصوات راحلتي*** إذ سالت الأرض بالجرد الأبابيل

تردي بأسد كرام لا تنابله*** عند اللقاء و لا خرق معازيل الأبيات.

ص: 375

فتنى ذلك أبا سفيان و من معه ثم مر به ركب من عبد القيس يريدون الميرة من المدينة فقال لهم أبلغوا محمدا أني أردت الرجعة إلى أصحابه لأستأصلهم و أوقر لكم ركابكم زبيبا إذا وافيتم عكاظ فأبلغوا ذلك إليه و هو بحمراء الأسد فقال و المسلمون معه حسبنا الله ونعم الوكيل. و رجع رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) إلى المدينة يوم الجمعة.

المنابع:

(1) اعلام الوري: 95

ص: 376

7-غزوة احد

1- قال الشيخ المفيد: كانت راية رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) بيد أمير المؤمنين(عليه السلام)فيها كما كانت بيده يوم بدر فصار اللواء إليه يومئذ دون صاحب الراية و اللواء جميعا و كان الفتح له في هذه الغزاة كما كان له ببدر سواء و اختص بحسن البلاء فيها و الصبر و ثبوت القدم عند ما زلت من غيره الأقدام و كان له من العناء برسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)ما لم يكن لسواه من أهل الإسلام.

قتل الله بسيفه رؤس أهل الشرك والضلال و فرج الله به الكرب عن نبيه(صلی الله علیه وآله وسلم) و خطب بفضله في ذلك المقام جبرئيل(عليه السلام)في ملائكة الأرض و السماء و أبان نبي الهدى (عليه السلام)من اختصاصه اختصاصه به ما كان مستورا عن عامة الناس.

2- عنه فمن ذلك ما رواه يحيى بن عمارة قال حدثني الحسن بن موسى بن رباح مولى الأنصار قال حدثني أبو البختري القرشي قال كانت راية قريش و لواؤها جميعا بيد قصي بن كلاب ثم لم تزل الراية في يد ولد عبد المطلب يحملها منهم من حضر الحرب حتى بعث الله رسوله (صلی الله علیه وآله وسلم)فصارت راية قريش وغيرها إلى النبي(صلی الله علیه وآله وسلم).

ص: 377

فأقرتها في بني هاشم فأعطاها رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) علي بن أبي طالب (عليه السلام)في غزاة ودان و هي أول غزاة حمل فيها راية في الإسلام مع النبی(صلی الله علیه وآله وسلم) ثم لم تزل معه تزل معه في المشاهد ببدر و هي البطشة الكبرى و في يوم أحد وكان اللواء يومئذ في بني عبد الدار فأعطاه رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)مصعب بن عمير.

فاستشهد و وقع اللواء من يده فتشوفته القبائل فأخذه رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) فدفعه إلى علي بن أبي طالب(عليه السلام)فجمع له يومئذ الراية و اللواء فهما إلى اليوم في بني هاشم.

3- عنه روى المفضل بن عبد الله عن سماك عن عكرمة عن عبد الله بن عباس أنه قال لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) أربع ما هن لأحد هو أول عربي و عجمي صلى مع رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) و هو صاحب لوائه في كل زحف و هو الذي ثبت معه يوم المهراس يعني يوم أحد و فر الناس و هو الذي أدخله قبره .

4- عنه روى زيد بن وهب الجهني قال حدثنا أحمد بن عمار قال حدثنا عمار قال حدثنا الحماني قال حدثنا شريك عن عثمان بن المغيرة عن زيد بن وهب قال وجدنا من عبد الله بن مسعود يوما طيب نفس فقلنا له لو حدثتنا عن يوم أحد وكيف كان فقال أجل ثم ساق الحديث حتى انتهى

إلى ذكر الحرب فقال:

قال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)اخرجوا إليهم على اسم الله فخرجنا فصففنا لهم صفا طويلا و أقام على الشعب خمسين رجلا من الأنصار و أمر عليهم رجلا منهم و قال لا تبرحوا من مكانكم هذا و إن قتلنا عن آخرنا فإنما نؤتى من موضعكم هذا.

ص: 378

قال فأقام أبو سفيان بن حرب بإزائهم خالد بن الوليد و كانت الألوية من قريش مع بني عبد الدار و كان لواء المشركين مع طلحة بن أبي طلحة و كان يدعى كبش الكتيبة.

قال و دفع رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)لواء المهاجرين إلى علي بن أبي طالب(عليه السلام)وجاء حتى وقف تحت لواء الأنصار. قال فجاء أبو سفيان إلى أصحاب اللواء فقال يا أصحاب الألوية إنكم قد تعلمون أنما يؤتى القوم من قبل ألويتهم و إنما أتيتم يوم بدر من قبل ألويتكم فإن كنتم ترون أنكم قد ضعفتم عنها فادفعوها إلينا نكفكموها. قال فغضب طلحة بن أبي طلحة و قال أ لنا تقول هذا والله لأوردنكم بها اليوم حياض الموت قال و كان طلحة يسمى كبش الكتيبة.

قال فتقدم و تقدم علي بن أبي طالب(عليه السلام)فقال علي من أنت قال أنا طلحة بن أبي طلحة أنا كبش الكتيبة قال فمن أنت قال أنا علي بن أبي طالب بن عبد المطلب ثم تقاربا فاختلفت بينهما ضربتان فضربه علي بن أبي طالب(عليه السلام)ضربة على مقدم رأسه فبدرت عيناه وصاح صيحة لم يسمع مثلها قط و سقط اللواء من يده فأخذه أخ له يقال له مصعب فرماه عاصم بن ثابت فقتله.

ثم أخذ اللواء أخ له يقال له عثمان فرماه عاصم أيضا فقتله فأخذه عبد لهم يقال له صواب و كان من أشد الناس فضرب علي بن أبي طالب (عليه السلام)يده فقطعها فأخذ اللواء بيده اليسرى فضربه علي يده فقطعها فأخذ اللواء على صدره و جمع يديه و هما مقطوعتان عليه فضربه علي الا على أم رأسه

فسقط صريعا.

فانهزم القوم و أكب المسلمون على الغنائم. و لما رأى أصحاب الشعب

ص: 379

الناس يغنمون قالوا يذهب هؤلاء بالغنائم ونبقي نحن فقالوا لعبد الله بن عمرو بن حزم الذي كان رئيسا عليهم نريد أن نغنم كما غنم الناس فقال إن رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)أمرني أن لا أبرح من موضعي هذا.

فقالوا له إنه أمرك بهذا و هو لا يدري أن الأمر يبلغ إلى ما ترى و مالوا إلى الغنائم وتركوه و لم يبرح هو من موضعه فحمل عليه خالد بن وليد فقتله. و جاء من ظهر رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) يريده فنظر إلى النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) في حف من أصحابه فقال لمن معه دونكم هذا الذي تطلبون فشأنكم به فحملوا عليه حملة رجل واحد ضربا بالسيوف و طعنا بالرماح و رميا بالنبل ورضخا بالحجارة.

و جعل أصحاب النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)يقاتلون عنه حتى قتل منهم سبعون رجلا و ثبت أمير المؤمنين(عليه السلام)و أبو دجانة الأنصاري و سهل بن حنيف للقوم يدفعون عن النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)وكثر عليهم المشركون ففتح رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)عينيه فنظر إلى أمير المؤمنين(عليه السلام)و قد كان أغمي عليه مما ناله فقال يا علي ما فعل الناس.

قال نقضوا العهد و ولوا الدبر فقال له فاكفني هؤلاء الذين قد قصدوا قصدي فحمل عليهم أمير المؤمنين(عليه السلام) فكشفهم ثم عاد إليه وقد حملوا عليه من ناحية أخرى فكر عليهم فكشفهم و أبو دجانة وسهل بن حنيف قائمان على رأسه بيد كل واحد منهما سيفه ليذب عنه و ثاب إليه من أصحابه المنهزمين أربعة عشر رجلا منهم طلحة بن عبيد الله و عاصم بن ثابت وصعد الباقون الجبل وصاح صائح بالمدينة قتل رسول الله فانخلعت القلوب لذلك و تحير المنهزمون.

فأخذوا يمينا وشمالا و كانت هند بنت عتبة جعلت لوحشي جعلا

ص: 380

على أن يقتل رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)أو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أو حمزة بن عبد المطلب(عليه السلام)فقال لها أما محمد فلا حيلة لي فيه لأن أصحابه يطيفون به و أما علي فإنه إذا قاتل كان أحذر من الذئب و أما حمزة فإني أطمع فيه لأنه إذا غضب لم يبصر بين يديه و كان حمزة يومئذ قد أعلم بريشة نعامة في صدره.

فكمن له وحشي في أصل شجرة فرآه حمزة فبدر إليه بالسيف فضربه ضربة أخطأت رأسه قال وحشي و هززت حربتي حتى إذا تمكنت منه رميته فأصبته في أربيته فأنفذته و تركته حتى إذا برد صرت إليه فأخذت حربتي و شغل عني و عنه المسلمون بهزيمتهم.

و جاءت هند فأمرت بشق بطن حمزة و قطع كبده و التمثيل به فجدعوا أنفه وأذنيه و مثلوا به و رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)مشغول عنه لا يعلم بما انتهى إليه الأمر.

5 -عنه قال زيد بن وهب قلت لابن مسعود انهزم الناس عن رسول الله حتى لم يبق معه إلا علي بن أبي طالب(عليه السلام) و أبو دجانة و سهل بن حنيف. قال انهزم الناس إلا علي بن أبي طالب وحده و ثاب إلى رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) نفر و كان أولهم عاصم بن ثابت و أبو دجانة و سهل بن حنيف و لحقهم طلحة بن عبيد الله.

فقلت له فأين كان أبو بكر و عمر قال كانا ممن تنحى قال قلت فأين كان عثمان قال جاء بعد ثلاثة من الوقعة فقال له رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)لقد ذهبت فيها عريضة.

قال فقلت له فأين كنت أنت. قال كنت ممن تنحى. قال فقلت له فمن حدثك بهذا قال عاصم و سهل بن حنيف قال قلت له إن ثبوت (عليه السلام)

ص: 381

في ذلك المقام لعجب فقال إن تعجبت من ذلك لقد تعجبت منه الملائكة أما علمت أن جبرئيل قال في ذلك اليوم و هو يعرج إلى السماء لا سيف إلا ذوالفقار ولا فتى إلا علي. فقلت فمن أين علم ذلك من جبرئيل. فقال سمع الناس صائحا يصيح في السماء بذلك فسألوا النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) عنه فقال ذاك جبرئيل.

6 - عنه في حديث عمران بن حصين قال لما تفرق الناس عن رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)ي يوم أحد جاء علي متقلدا سيفه حتى قام بين يديه فرفع رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)رأسه إليه فقال له ما لك لم تفر مع الناس فقال يا رسول الله أرجع كافرا بعد إسلامي فأشار له إلى قوم انحدروا من الجبل فحمل عليهم فهزمهم ثم أشار له إلى قوم آخرين فحمل عليهم فهزمهم ثم أشار إلى قوم فحمل عليهم فهزمهم.

فجاء جبرئيل(عليه السلام)فقال يا رسول الله لقد عجبت الملائكة و عجبنا معهم من حسن مواساة علي لك بنفسه فقال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)و ما يمنعه من هذا و هو مني و أنا منه فقال جبرئيل(عليه السلام)و أنا منكما .

7-عنه روى الحكم بن ظهير عن السدي عن أبي مالك عن ابن عباس رحمة الله عليه أن طلحة بن أبي طلحة خرج يومئذ فوقف بين الصفين فنادى يا أصحاب محمد إنكم تزعمون أن الله تعالى يعجلنا بسيوفكم إلى النار ويعجلكم بسيوفنا إلى الجنة فأيكم يبرز إلي فبرز إليه أمير المؤمنين(عليه السلام)فقال والله لا أفارقك اليوم حتى أعجلك بسيف إلى النار فاختلفا ضربتين فضربه علي بن أبي طالب على رجليه فقطعها و سقط فانكشف عنه.

فقال أنشدك الله يا ابن عم و الرحم فانصرف عنه إلى موقفه فقال له

ص: 382

المسلمون ألا أجهزت عليه فقال ناشدني الله و الرحم و و الله لا عاش بعدها أبدا فمات طلحة في مكانه و بشر النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)بذلك فسر به و قال هذا كبش الكتيبة.

8-عنه قد روى محمد بن مروان عن عمارة عن عكرمة قال سمعت عليا(عليه السلام)يقول لما انهزم الناس يوم أحد عن رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)لحقني من الجزع عليه ما لم أملك نفسي و كنت أمامه أضرب بسيفي بين يديه فرجعت أطلبه فلم أره فقلت ما كان رسول الله ليفر و ما رأيته في القتلى و أظنه رفع من بيننا إلى السماء.

فكسرت جفن سيفي و قلت في نفسي لأقاتلن به عنه حتى أقتل و حملت على القوم فأفرجوا فإذا أنا برسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) قد وقع على الأرض مغشيا عليه فقمت على رأسه فنظر إلي و قال ما صنع الناس يا علي فقلت كفروا يا رسول الله و ولوا الدبر من العدو و أسلموك فنظر النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) إلى كتيبة قد أقبلت إليه.

فقال لي رد عني يا علي هذه الكتيبة فحملت عليها بسيفي أضربها يمينا وشمالا حتى ولوا الأدبار فقال لي النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)أما تسمع يا علي مديحك في السماء إن ملكا يقال له رضوان ينادي لا سيف إلا ذو الفقار و لا فتى إلا علي فبكيت سرورا و حمدت الله سبحانه على نعمته.

9- عنه قد روى الحسن بن عرفة عن عمارة بن محمد عن سعد بن طريف عن أبي جعفر محمد بن علي(عليه السلام)عن آبائه قال نادى ملك من السماء يوم أحد لا سيف إلا ذو الفقار و لا فتى إلا علي.

10 - عنه روى مثل ذلك إبراهيم بن محمد بن ميمون عن عمرو بن ثابت عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده قال ما زلنا نسمع

ص: 383

أصحاب رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)يقولون نادى في يوم أحد مناد مناد من السماء لا سيف إلا ذو الفقار و لا فتى إلا علي.

11- عنه روی سلام بن مسكين عن قتادة عن سعيد بن المسيب قال لو رأيت مقام علي(عليه السلام)يوم أحد لوجدته قائما على ميمنة رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)يذب عنه بالسيف و قد ولى غيره الأدبار.

12 - عنه روى الحسن بن محبوب قال حدثنا جميل بن صالح عن أبي عبيدة عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عن آبائه(عليه السلام)قال كان أصحاب اللواء يوم أحد تسعة قتلهم علي عن آخرهم و انهزم القوم وطارت مخزوم فضحها علي بن أبي طالب يومئذ قال و بارز علي الحكم بن الأخنس فضربه فقطع رجله من نصف الفخذ فهلك منها.

و لما حال المسلمون تلك الجولة أقبل أمية بن أبي حذيفة بن المغيرة و هو دارع و هو يقول يوم بيوم بدر فعرض له رجل من المسلمين فقتله أمية و صمد له علي بن أبي طالب فضربه بالسيف على هامته فنشب في بيضة مغفره و ضرب أمية بسيفه فاتقاها أمير المؤمنين بدرقته فنشب فيها و نزع علي(عليه السلام)سيفه من مغفره و خلص أمية سيفه من درقته أيضا ثم تناوشا فقال علي(عليه السلام) فنظرت إلى فتق تحت إبطه فضربته بالسيف فيه فقتلته و انصرفت عنه.

و لما انهزم الناس عن النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) في يوم أحد وثبت أمير المؤمنين(عليه السلام)فقال له ما لك لا تذهب مع القوم قال أمير المؤمنين(عليه السلام)أذهب و أدعك يا رسول الله والله لا برحت حتى أقتل أو ينجز الله لك ما وعدك من النصر فقال له النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)أبشر يا علي فإن الله منجز وعده و لن ينالوا منا مثلها أبدا ثم نظر إلى كتيبة.

ص: 384

قد أقبلت إليه فقال له لو حملت على هذه يا علي فحمل أمير المؤمنين(عليه السلام)فقتل منها هشام بن أمية المخزومي و انهزم القوم ثم أقبلت كتيبة أخرى فقال له النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) احمل على هذه فحمل عليها فقتل منها عمرو بن عبد الله الجمحي و انهزمت أيضا ثم أقبلت كتيبة أخرى فقال له النبي (صلی الله علیه وآله وسلم) احمل على هذه فحمل عليها فقتل منها بشر بن مالك العامري و انهزمت الكتيبة فلم يعد بعدها أحد منهم.

و تراجع المنهزمون من المسلمين إلى النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)و انصرف المشركون إلى مكة و انصرف النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) إلى المدينة فاستقبلته فاطمة(عليها السلام) و معها إناء فيه ماء فغسل به وجهه و لحقه أمير المؤمنين(عليه السلام)و قد خضب الدم يده إلى و كتفه معه ذو الفقار فناوله فاطمة(عليها السلام)و قال لها خذي هذا السيف فقد صدقني اليوم و أنشأ يقول:

أفاطم هاك السيف غير ذميم*** فلست بر عديد و لا بمليم

لعمري لقد أعذرت في نصر أحمد*** وطاعة رب بالعباد عليم

أميطي دماء القوم عنه فإنه*** سقى آل عبد الدار كأس حميم

و قال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)خذيه يا فاطمة فقد أدى بعلك ما عليه وقد قتل الله بسيفه صنادید قریش .

13 - أبو جعفر الطوسي: أخبرنا محمد بن محمد، قال أخبرنا أبو الحسن علي بن مالك النحوي، قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار، قال حدثنا بشر بن بكر، عن محمد بن إسحاق، عن مشيخته، قال لما رجع علي بن أبي طالب(عليه السلام) من أحد ناول فاطمة سيفه و قال:

أفاطم هاك السيف غیر ذمیم*** فلست بر عديد و لا بلئيم

لعمري لقد أعذرت في نصر أحمد ***و مرضاة رب للعباد رحیم

ص: 385

قال: و سمع يوم أحد، وقد هاجت ريح عاصف، كلام هاتف يهتف، و هو يقول:

لا سيف إلا ذو الفقار*** و لا فتى إلا علي

فإذا ندبتم هالكا*** فابكوا الوفي أخا الوفي

14 - قال الطبرسى و من مقاماته في غزوة أحد أن الفتح كان له في هذه الغزوة كما كان بيده يوم بدر و اختص بحسن البلاء فيها و الصبر قال أبو البختري القرشي كانت راية قريش و لواؤها جميعا بيد قصي بن كلاب ثم لم تزل الراية في يد ولد عبد المطلب يحملها منهم من حضر الحرب حتى

بعث الله رسوله(صلی الله علیه وآله وسلم) و فصارت راية قريش و غير ذلك إلى النبي. أحد و كان يومئذ .

فأقرها في بني هاشم و أعطاها علي بن أبي طالب في غزوة ودان و هي أول غزوة حمل فيها راية في الإسلام مع النبي ثم لم تزل معه في المشاهد ببدر و هي البطشة الكبرى و في يوم أحد و كان يومئذ فی بني عبد الدار فأعطاها رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)مصعب بن عمير فاستشهد و وقع اللواء من يده فتشوفته القبائل.

فأخذه رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) و دفعه إلى علي بن أبي طالب(عليه السلام)فجمع له الراية و اللواء فهما إلى اليوم في بني هاشم و كان لواء المشركين مع طلحة بن أبي طلحة و كان يدعى كبش الكتيبة فتقدم و تقدم علي(عليه السلام) و تقاربا فضربه علي ضربة على مقدم رأسه فبدرت عيناه وصاح صيحة لم يصح مثلها و سقط اللواء من يده.

فأخذه أخ له يقال له مصعب فرماه عاصم بن ثابت فقتله ثم أخذ اللواء أخ له يقال له عثمان فرماه عاصم بسهم أيضا فقتله فأخذ عبد لهم يقال له صواب و كان من أشد الناس فضربه علي فقطع يمينه فأخذ اللواء

ص: 386

بيده اليسرى فضرب علي على يده فقطعها فأخذ اللواء على صدره و جمع يديه المقطوعتين عليه.

فضربه علي على أم رأسه فسقط صريعا و انهزم القوم و أكب المسلمون على الغنائم و قد كان رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) أقام على الشعب خمسين رجلا من الأنصار وأمر عليهم رجلا منهم و قال لهم لا تبرحوا مكانكم و إن قتلنا عن آخرنا.

فلما رأى أصحاب الشعب يغتنمون قالوا لأميرهم نريد أن نغتنم كما غنم الناس فقال إن رسول الله قد أمرني أن لا أبرح من موضعي هذا فقالوا له إنه أمرك بهذا و هو لا يدري أن الأمر يبلغ إلى ما نرى و مالوا إلى الغنائم و تركوه فحمل عليه خالد بن الوليد فقتله و جاء من ظهر رسول الله يريده و قتل من أصحاب رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)سبعون رجلا و انهزموا هزيمة عزيمة و أقبلوا يصعدون الجبال و في كل وجه و لم يبق معه إلا أبو دجانة سماك بن خرشة و سهل بن حنيف و أمير المؤمنين(عليه السلام).

فلما حملت طائفة على رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) استقبلهم أمير المؤمنين(عليه السلام)فدفعهم عنه حتى انقطع سيفه فلما رأى رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) الهزيمة كشف البيضة عن رأسه و قال إني أنا رسول الله إلى أين تفرون عن الله و عن رسوله و ثاب إليه من أصحابه المنهزمين أربعة عشر رجلا منهم طلحة بن عبيدالله و عاصم بن ثابت وصعد الباقون الجبل وصاح صائح بالمدينة قتل رسول الله فانخلعت القلوب لذلك و تحير المنهزمون فأخذوا يمينا و شمالا.

15- عنه روى عكرمة قال سمعت عليه (عليه السلام)يقول لما انهزم الناس يوم أحد عن رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)لحقني من الجزع عليه ما لم أملك نفسي و

ص: 387

كنت أمامه أضرب بسيفي بين يديه فرجعت أطلبه فلم أره فقلت ما كان رسول الله ليفر و ما رأيته في القتلى فأظنه رفع من بيننا فكسرت جفن سيفي و قلت في نفسي لأقاتلن به عنه حتى أقتل و حملت على القوم فأفرجوا.

فإذا أنا برسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) و قد وقع على الأرض مغشيا عليه فقمت على رأسه فنظر إلي فقال ما صنع الناس يا علي فقلت كفروا يا رسول الله و ولوا و أسلموك فنظر إلى كتيبة قد أقبلت فقال(صلی الله علیه وآله وسلم) رد يا علي عني

هذه الكتيبة فحملت عليها بسيفي أضربها يمينا وشمالا حتى ولوا الأدبار فقال لي النبي أ ما تسمع مديحك في السماء إن ملكا يقال له رضوان ينادي .

لا سيف إلا ذو الفقار*** و لا فتى إلا علي.

فبكيت سرورا و حمدت الله على نعمه و تراجع المنهزمون من المسلمين إلى النبي و انصرف المشركون إلى مكة و انصرف النبي إلى المدينة فاستقبلت فاطمة الالعلاج و معها إناء فيه ماء فغسلت به وجهه و لحقه أمير المؤمنين و معه ذو الفقار وقد خضب الدم يده إلى كتفه فقال لفاطمة(عليها السلام)خذي هذا السيف قد صدقني اليوم وقال:

أفاطم هاك السيف غير ذميم ***فلست بر عدید و لا بمليم

لعمري لقد أعذرت في نصر أحمد*** وطاعة رب بالعباد عليم

و قال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)خذيه يا فاطمة فقد أدى بعلك ما عليه و قد قتل الله بسيفه صناديد قريش.

16 - الطبري الامامي: حدثنا إسماعيل بن محمد بن عبد الله بن الحسن عن عبد الله بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبي رافع أن راية النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) يوم أحد كانت مع علي بن أبي طالب(عليه السلام)و راية الأنصار مع سعد بن عبادة و كان لواء المشركين مع ابن أبي طلحة الجهني من بني عبد الدار فقال له

ص: 388

علی(عليه السلام) أنا القاصم و حمل علي على طلحة فقتله و وقع اللواء. فأخذه أبو سعيد بن أبي طلحة الجهني فحمله ثم قال هل لك يا قاصم قال علي نعم و حمل عليه ثم قتله و وقع اللواء فأخذه عثمان بن عبد الجهني فحمل علي(عليه السلام) فقتله و وقع اللواء فأخذه كلدة بن طلحة فحمل عليه علي فقتله و وقع اللواء فأخذه المجالس بن طلحة فحمل عليه علي فقلته و وقع اللواء فأخذه مولاهم ضرار فحمل عليه علي فضرب يده اليمنى.

فطرح اللواء فأخذه ضرار بشماله فنصبه فحمل علي عليه فضرب شماله فأبانها فأخذ ضرار اللواء بذراعيه فنصبه على صدره فحمل عليه علي فقتله فوقع اللواء فأخذته عمرة ابنة الحارث بن عمرة ابنة الحارث بن علقمة من بني عبد الدار فنصبته لقريش فقال حسان بن ثابت:.

فخرتم باللواء و شر فخر*** لواء ح____ين رد إلى ضرار

و قال أيضا:

و لو لا لواء الحارثية أصبحوا*** يباعون في الأسواق بالثمن الوكس

فقتل على(عليه السلام) أصحاب الألوية كلهم من بني عبد الدار بن قصي ثم أبصر رسول الله جماعة من المشركين.

فقال يا علي احمل فحمل عليهم ففرق جماعتهم و قتل هشام بن أمية المخزومي ثم رأى النبي

(صلی الله علیه وآله وسلم) جماعة أخرى فقال يا علي احمل عليهم فحمل عليهم ففرق جماعتهم و قتل شيبة بن مالك من بني عامر بن لوى.

ثم رأى النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)جماعة أخرى فقال يا علي احمل عليهم فحمل عليهم ففرق جماعتهم وقتل عمرة بن عبد الله فقال جبرئيل يا محمد هذه المواساة فقال النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)أنه مني و أنا منه فقال جبرئيل و أنا منكما ثم

ص: 389

صاح من السماء لا سيف إلا ذو الفقار و لا فتى إلا علي فلما رجعوا إلى المدينة رجع بسيفه مختضبا بالدماء منحنيا فقال:

أ فاطم هاك السيف غیر ذمیم ***فلست ب_ر عديد و لا بلئيم

لعمري لقد جاهدت في نصر أحمد*** وطاعة رب بالعباد عليم

أريد ثواب الله لا شيء غيره*** ورضوانه في جنة ونعيم

17- قال ابن شهر آشوب قال ابن فياض في شرح الأخبار روى محمد بن الجنيد بإسناده عن سعيد بن المسيب قال أصاب عليا يوم أحد ست عشرة ضربة و هو بين يدي رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) يذب عنه في كل ضربة يسقط إلى الأرض فإذا سقط رفعه جبرئيل(عليه السلام).

18 - عنه عن خصائص العلوية عن قيس بن سعد عن أبيه قال علي الا أصابني يوم أحد ست عشرة ضربة سقطت إلى الأرض في أربع منهن فأتاني رجل حسن الوجه حسن اللمة طيب الريح فأخذ بضبعي فأقامني ثم قال أقبل عليهم فإنك في طاعة الله و طاعة رسول الله و هما عنك راضیان قال على(عليه السلام)فأتيت النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)فأخبرته فقال يا علي أقر الله عينك ذاك جبرئيل.

19 - عنه عن ابن عباس في قوله تعالى: «ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةٌ نُعاساً يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ» نزلت في علي(عليه السلام)غشيه النعاس يوم أحد و الخوف مسهر و الأمن منيم.

20 - عنه عن كتاب الشيرازي روى سفيان الثوري عن واصل عن الحسن عن ابن عباس في قوله تعالى: «وَ اسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ» قال: صاح إبليس يوم أحد في عسكر رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)إن محمدا قد قتل «وَ أَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَ رَجِلِكَ». قال و الله لقد أجلب إبليس على

ص: 390

أمير المؤمنين كل خيل كانت في غير طاعة الله و الله إن كل راجل قاتل أمير المؤمنين كان من رجالة إبليس.

21 - عنه عن تاريخ الطبري و أغاني الأصفهاني أنه كان صاحب لواء قريش كبش الكتيبة طلحة بن أبي طلحة العبدري نادى معاشر أصحاب محمد إنكم تزعمون أن الله يعجلنا بسيوفكم إلى النار و يعجلكم بسيوفنا إلى الجنة فهل منكم من أحد يبارزني قال قتادة فخرج إليه علي و هو يقول:

فأنا ابن ذي الحوضين عبد المطلب*** وهاشم المطعم في العام السعب

أفي بميعادي و أحمي عن حسب

قال فضربه علي فقطع رجله فبدت سوأته و هو قول ابن عباس و الكلبي و في روايات كثيرة أنه ضربه في مقدم رأسه فبدت عيناه قال أنشدك الله و الرحم يا ابن عم فانصرف عنه و مات في الحال ثم بارزهم حتى قتل منهم ثمانية.

ثم أخذ باللواء صواب عبد حبشي لهم فضرب على يده فأخذه باليسرى فضرب عليها فأخذ اللواء وجمع المقطوعتين على صدره فضرب على أم رأسه فسقط اللواء قال حسان بن ثابت.

فخر تم باللواء وشر فخر*** لواء حين رد إلى صواب

فسقط اللواء فأخذته عمرة بنت الحارث بن علقمة بن عبد الدار فصرعت و انهزموا

22- عنه عن عكرمة قال لحقني من الجزع ما لم أملك نفسي و كنت أمامه أضرب بسيفي فرجعت أطلبه فلم أره يعني عليا فقلت ما كان رسول الله ليفر و ما رأيته في القتلى و أظنه رفع من بيننا فكسرت جفن سيفي و قلت في نفسي لأقاتلن به حتى أقتل و حملت على القوم فأفرجوا فإذا أنا

ص: 391

برسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) قد وقع على الأرض مغشيا عليه فوقفت على رأسه فنظر إلي و قال ما صنع الناس يا علي قلت كفروا يا رسول الله و ولوا الدبر من العدو و أسلموك.

23 - عنه عن تاريخ الطبري و أغاني الأصفهاني و مغازي ابن إسحاق و أخبار أبي رافع أنه أبصر رسول الله إلى كتيبة فقال احمل عليهم فحمل عليهم و فرق جمعهم و قتل عمرو بن عبد الله الجمحي ثم أبصر كتيبة أخرى فقال رد عني فحمل عليهم ففرق جماعتهم و قتل شيبة بن مالك العامري.

24 - عنه في رواية أبي رافع ثم رأى كتيبة أخرى فقال احمل عليهم فحمل عليهم فهزمهم و قتل هاشم بن أمية المخزومي.

فقال جبرئيل يا رسول الله إن هذه لهي المواساة فقال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) إنه مني و أنا منه فقال جبرئيل و أنا منكما فسمعوا صوتا لا سيف إلا ذو الفقار و لا فتى إلا علي.

25 -عنه و زاد ابن إسحاق في روايته فإذا ندبتم هالكا فابكوا الوفاء و أخي الوفاء. و كان المسلمون لما أصابهم من البلاء أثلاثا ثلث جريح و ثلث قتيل و ثلث منهزم.

26- عنه عن تفسير القشيري و تاريخ الطبري أنه انتهى أنس بن النضر إلى عمر و طلحة في رجال و قال ما يجلسكم قالوا قتل محمد رسول الله قال فما تصنعون بالحياة بعده قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) ثم استقبل القوم فقاتل حتى قتل.

27- عنه روي أن أبا سفيان رأى النبي مطروحا على الأرض فتفأل بذلك ظفرا و حث الناس على النبي فاستقبلهم علي و هزمهم ثم حمل النبي إلى أحد و نادى معاشر المسلمين ارجعوا ارجعوا إلى رسول الله فكانوا

ص: 392

يثوبون و يثنون على علي و يدعون له و كان قد انكسر سيف علي(عليه السلام)فقال النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) خذ هذا السيف فأخذ ذا الفقار و هزم القوم.

28 - عنه روي عن أبي رافع بطرق كثيرة أنه لما انصرف المشركون يوم أحد بلغوا الروحاء قالوا لا الكواعب أردفتم و لا محمدا قتلتم ارجعوا فبلغ ذلك رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)فبعث في آثارهم عليا في نفر من الخزرج فجعل يرتحل المشركون من منزل إلا نزله علي فأنزل الله تعالى: «الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَ ِللرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ» و في خبر أبي رافع أن النبي تفل على جراحه و دعا له و بعثه خلف المشركين فنزلت فيه الآية.

29 - قال علي بن إبراهيم القمي: فلما أقبلت الخيل و اصطفوا و عباً رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)أصحابه دفع الراية إلى أمير المؤمنين(عليه السلام)فحملت الأنصار على مشركي قريش فانهزموا هزيمة قبيحة و وقع أصحاب رسول الله في سوادهم و انحط خالد بن الوليد في مائتي ،فارس، فلقي عبد الله بن جبير فاستقبلوهم بالسهام فرجعوا و نظر أصحاب عبد الله بن جبير إلى أصحاب رسول الله ينهبون سواد القوم، قالوا لعبد الله بن جبير تقيمنا هاهنا و قد غنم أصحابنا و نبقى نحن بلا غنيمة،

فقال لهم عبد الله اتقوا الله فإن رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)و قد تقدم إلينا أن لا نبرح فلم يقبلوا منه و أقبل ينسل رجل فرجل حتى أخلوا من مركزهم و بقي عبدالله بن جبير في اثني عشر رجلا، وقد كانت راية قريش مع طلحة بن أبي طلحة العدوي من بني عبد الدار فبرز و نادى يا محمد تزعمون أنكم تجهزونا بأسيافكم إلى النار ونجهزكم بأسيافنا إلى الجنة فمن شاء أن يلحق بجنته فليبرز إلي، فبرز إليه أمير المؤمنين(عليه السلام)يقول:

يا طلح إن كنت كما تقول*** لنا خيول و لكم نصول

ص: 393

فاثبت لننظر أينا المقتول*** وأينا أولى بما تقول

فقد أتاك الأسد الصئول ***بصارم ليس به فلول

بنصرة القاهر و الرسول

فقال طلحة من أنت يا غلام قال أنا علي بن أبي طالب قال قد علمت يا قضيم أنه لا يجسر علي أحد غيرك، فشد عليه طلحة فضربه فاتقاه أمير المؤمنين(عليه السلام)بالجحفة ثم ضربه أمير المؤمنين(عليه السلام)على فخذيه فقطعها جميعا فسقط على ظهره، و سقطت الراية، فذهب علي(عليه السلام)ليجهز عليه فحلفه بالرحم فانصرف عنه فقال المسلمون ألا أجهزت عليه قال قد ضربته ضربة لا يعيش منها أبدا، و أخذ الراية أبو سعيد بن أبي طلحة.

فقتله على(عليه السلام)سقطت الراية على الأرض، فأخذها شافع بن أبي طلحة فقتله علي(عليه السلام)فسقطت الراية إلى الأرض فأخذها عثمان بن أبي طلحة فقتله علي(عليه السلام)فسقط الراية إلى الأرض فأخذها الحارث بن أبي طلحة فقتله على(عليه السلام)، فسقطت الراية إلى الأرض و أخذها أبو عذير بن عثمان فقتله علي(عليه السلام)و سقطت الراية إلى الأرض فأخذها عبد الله بن أبي جميلة بن زهير فقتله على(عليه السلام) وسقطت الراية إلى الأرض.

فقتل أمير المؤمنين(عليه السلام)التاسع من بني عبد الدار، و هو أرطاة بن شرحبيل مبارزة وسقطت الراية إلى الأرض فأخذها مولاهم صواب فضربه أمير المؤمنين(عليه السلام)على يمينه فقطعها وسقطت الراية إلى الأرض فأخذها بشماله فضربه أمير المؤمنين (عليه السلام)على شماله فقطعها و سقطت الراية إلى الأرض فاحتضنها بيديه المقطوعتين.

ثم قال يا بني عبد الدار هل أعذرت فيما بيني و بينكم فضربه أمير المؤمنين(عليه السلام)على رأسه فقتله و سقطت الراية إلى الأرض فأخذتها عمرة

ص: 394

بنت علقمة الحارثية فقبضتها.

و انحط خالد بن الوليد على عبد الله بن جبير و قد فر أصحابه و بقي في نفر قليل فقتلوهم على باب شعب و استعقبوا المسلمين فوضعوا فيهم السيف، و نظرت قريش في هزيمتها إلى الراية قد رفعت فلاذوا بها و أقبل خالد بن الوليد يقتلهم، فانهزم أصحاب رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)هزيمة قبيحة و أقبلوا يصعدون في الجبال و في كل وجه، فلما رأى رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) الهزيمة كشف البيضة عن رأسه و قال «إني أنا رسول الله إلى أين تفرون عن الله عن رسوله».

30- عنه حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن هشام عن أبي عبد الله(عليه السلام)أنه سئل عن معنى قول طلحة بن أبي طلحة لما بارزه علي(عليه السلام)يا قضيم، قال إن رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)كان بمكة لم يجسر عليه أحد لموضع أبي طالب و اغروا به الصبيان و كانوا إذا خرج رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)يرمونه بالحجارة و التراب فشكا ذلك إلى علي(عليه السلام)فقال بأبي أنت وأمي يا رسول الله إذا خرجت فأخرجني معك.

فخرج رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)و معه أمير المؤمنين(عليه السلام)فتعرض الصبيان الرسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)كعادتهم فحمل عليهم أمير المؤمنين(عليه السلام) و كان يقضمهم في وجوههم و آنافهم و آذانهم فكانوا يرجعون باكين إلى آبائهم و يقولون قضمنا علي قضمنا علي فسمى لذلك «القضيم».

31- عنه روي عن أبي وائلة شقيق بن سلمة قال كنت أماشي فلانا إذ سمعت منه ،همهمة فقلت له مه ما ذا يا فلان قال ويحك أ ما ترى الهزبر القضم بن القضم و الضارب بالبهم الشديد على من طغى و بغى، بالسيفين و الراية، فالتفت فإذا هو علي بن أبي طالب، فقلت له يا هذا هو علي بن أبي

ص: 395

طالب.

فقال ادن مني أحدثك عن شجاعته و بطولته، بايعنا النبي يوم أحد على أن لا نفر و من فر منا فهو ضال و من قتل منا فهو شهيد و النبي ،زعيمه، إذ حمل علينا مائة صنديد تحت كل صنديد مائة رجل أو يزيدون فأزعجونا عن طحونتنا.

فرأيت عليا كالليث يتقي الذر و إذ قد حمل كفا من حصى فرمى به في وجوهنا ثم قال شاهت الوجوه و قطت و بطت و لطت، إلى أين تفرون، إلى النار، فلم نرجع ثم كر علينا الثانية و بيده صفيحة يقطر منها الموت، فقال بايعتم ثم نكثتم فو الله لأنتم أولى بالقتل ممن قتل، فنظرت إلى عينيه كأنهما سليطان يتوقدان نارا، أو كالقدحين المملوين دما،

فما ظننت إلا و يأتي علينا كلنا، فبادرت أنا إليه من بين أصحابي فقلت يا أبا الحسن الله الله، فإن العرب تكر و تفر و إن الكرة تنفي الفرة فكأنه (عليه السلام) استحيا فولى بوجهه عني، فما زلت أسكن روعة فؤادي، فو الله ما خرج ذلك الرعب من قلبي حتى «الساعة».

و لم يبق مع رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)ألا أبو دجانة الأنصاري، و سماك بن خرشة و أمير المؤمنين(عليه السلام)، فكلما حملت طائفة على رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) استقبلهم أمير المؤمنين فيدفعهم عن رسول الله و يقتلهم حتى انقطع سيفه و بقيت مع رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) نسيبة بنت كعب المازنية،

و كانت تخرج مع رسول الله في غزواته تداوي الجرحى، وكان ابنها معها فأراد أن ينهزم و يتراجع فحملت عليه فقالت يا بني إلى أين تفر وعن الله عن رسوله فردته فحمل عليه رجل فقتله، فأخذت سيف ابنها فحملت على الرجل فضربته على فخذه فقتلته

ص: 396

فقال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) بارك الله عليك يا نسيبة و كانت تقي رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) بصدرها و ثدييها و يديها حتى أصابتها جراحات كثيرة، وحمل ابن قميتة على رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)فقال أروني محمدا لا نجوت إن نجا محمد فضربه على حبل عاتقه و نادی قتلت محمدا و اللات والعزى و نظر رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) إلى رجل من المهاجرين قد ألق ترسه خلف ظهره و هو في الهزيمة ،

فناداه« يا صاحب الترس ألق ترسك و مر إلى النار» فرمى بترسه ،فقال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)يا نسيبة خذي الترس فأخذت الترس و كانت تقاتل المشركين فقال رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)«المقام نسيبة أفضل من مقام فلان و فلان».

فلما انقطع سيف أمير المؤمنين(عليه السلام)جاء إلى رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)فقال يا رسول الله إن الرجل يقاتل بالسلاح و قد انقطع سيفي فدفع إليه رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)سيفه «ذا الفقار» فقال قاتل بهذا، و لم يكن يحمل على رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)أحد إلا يستقبله أمير المؤمنين(عليه السلام)، فإذا رأوه رجعوا فانحاز رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)إلى ناحية أحد، فوقف و كان القتال من وجه واحد و قد انهزم أصحابه.

فلم يزل أمير المؤمنين(عليه السلام)يقاتلهم حتى أصابه في وجهه و رأسه و صدره و بطنه و یدیه و رجليه تسعون جراحة فتحاموه و سمعوا مناديا ينادي من السماء لا سيف إلا ذو الفقار و لا فتى إلا علي فنزل جبرئيل على رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)فقال هذه والله المواساة يا محمد فقال رسول الله » « لأني منه و هو مني» و قال جبرئيل «و أنا منكما».

و كانت هند بنت عتبة في وسط العسكر، فكلما انهزم رجل من

ص: 397

قريش رفعت إليه ميلا و مكحلة وقالت إنما أنت امرأة فاكتحل بهذا، و كان حمزة بن عبد المطلب يحمل على القوم فإذا رأوه انهزموا و لم يثبت له واحد وكانت هند بنت عتبة قد أعطت وحشيا عهدا.

لئن قتلت محمدا أو عليا أو حمزة لأعطيتك رضاك و كان وحشي عبدا لجبير بن مطعم حبشيا، فقال وحشي أما محمد فلا أقدر عليه و أما علي فرأيته رجلا حذرا كثير الالتفات فلم أطمع فيه قال فكمنت لحمزة فرأيته يهد الناس هذا فمر بي فوطى على جرف نهر فسقط.

فأخذت حربتي فهززتها و رميته فوقعت في خاصرته و خرجت من مثانته مغمسة بالدم فسقط فأتيته فشققت بطنه وأخذت كبده و أتيت بها إلى هند فقلت لها هذه كبد ،حمزة، فأخذتها في فيها فلاكتها فجعلها الله في فيها مثل الداغصة فلفظتها و رمت بها فبعث الله ملكا فحملها و ردها إلى موضعها.

فقال أبو عبد الله(عليه السلام) يأبى الله أن يدخل شيئا من بدن حمزة النار، فجاءت إليه هند فقطعت مذاكيره و قطعت أذنيه و جعلتها خرصين و شدتهما في عنقها، و قطعت يديه و رجليه.

و تراجعت الناس فصارت قريش على الجبل، فقال أبو سفيان و هو على الجبل «أعل هبل» فقال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)الأمير المؤمنين(عليه السلام) قل له «الله أعلى و أجل».

فقال يا علي إنه قد أنعم علينا فقال علي(عليه السلام) بل الله أنعم علينا ثم قال أبو سفيان يا علي أسألك باللات والعزى هل قتل محمد فقال له أمير المؤمنين(عليه السلام)عنك الله و لعن الله اللات والعزى معك و الله ما قتل محمد(صلی الله علیه وآله وسلم) و هو يسمع كلامك، فقال أنت أصدق، لعن الله ابن قميئة زعم أنه

ص: 398

قتل محمدا.

و كان عمرو بن قيس قد تأخر إسلامه فلما بلغه أن رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)في الحرب أخذ سيفه و ترسه و أقبل كالليث العادي يقول أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله ثم خالط القوم فاستشهد فمر به رجل من الأنصار فرآه صريعا بين القتلى فقال يا عمرو أنت على دينك الأول فقال معاذ الله، و الله إني أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله ثم مات،

فقال رجل من أصحاب رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) يا رسول الله إن عمرو بن قيس قد أسلم فهو شهيد فقال إي والله إنه شهيد، ما رجل لم يصل الله ركعة دخل الجنة غيره.

32- عنه قال: كان حنظلة بن أبي عامر رجل من الخزرج، قد تزوج في تلك الليلة التي كان في صبيحتها حرب أحد، بنت عبد الله بن أبي سلول و دخل بها في تلك الليلة،

و استأذن رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)أن يقيم عندها فأنزل الله «إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ إِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَىٰ أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأَذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ».

فأذن له رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) ، فهذه الآية في سورة النور و أخبار أحد في سورة آل عمران فهذا دليل على أن التأليف على خلاف ما أنزله الله، فدخل حنظلة بأهله و واقع عليها فأصبح و خرج و هو جنب، فحضر القتال فبعث امرأته إلى أربعة نفر من الأنصار لما أراد حنظلة أن يخرج من عندها و أشهدت عليه أنه قد واقعها فقيل لها لم فعلت ذلك قالت رأيت في هذه الليلة في نومي كأن السماء قد انفرجت فوقع فيها حنظلة ثم انظمت، فعلمت أنها

ص: 399

الشهادة فكرهت أن لا أشهد عليه فحملت منه.

فلما حضر القتال نظر حنظلة إلى أبي سفيان على فرس يجول بين العسكرين فحمل عليه فضرب عرقوب فرسه فاكتسعت الفرس و سقط أبو سفيان إلى الأرض وصاح يا معشر قريش أنا أبو سفيان و هذا حنظلة يريد قتلي و عدا أبو سفيان و مر حنظلة في طلبه فعرض له رجل من المشركين فطعنه فمشى إلى المشرك في طعنه فضربه فقتله، وسقط حنظلة إلى الأرض بين حمزة و عمرو بن الجموح و عبد الله بن حزام و جماعة من الأنصار،

فقال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)رأيت الملائكة يغسلون حنظلة بين السماء و الأرض بماء المزن في صحائف من ذهب، فكان يسمى غسيل الملائكة.

33- عنه و روي أن مغيرة بن العاص كان رجلا أعسر فحمل في طريقه إلى أحد ثلاثة أحجار، فقال بهذه أقتل محمدا، فلما حضر القتال نظر إلى رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)و بيده السيف فرماه بحجر، و بيده السيف فرماه بحجر فأصاب به رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)فسقط السيف من يده فقال قتلته و اللات والعزى.

فقال أمير المؤمنين(عليه السلام)كذب لعنه الله فرماه بحجر آخر فأصاب جبهته فقال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)اللهم حيره، فلما انكشف الناس تحير فلحقه عمار بن ياسر فقتله و سلط الله على ابن قميئة الشجر فكان يمر بالشجرة فيقع وسطها فتأخذ من لحمه فلم يزل كذلك حتى صار مثل الصرر و مات لعنه الله.

و رجع المنهزمون من أصحاب الرسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) فأنزل الله على رسوله أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَ لا يَعْلَمُ اللهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ يعني و لما يرى لأنه عز و جل قد علم قبل ذلك من يجاهد و من لا يجاهد فأقام العلم مقام

ص: 400

الرؤية لأنه يعاقب الناس بفعلهم لا يعلمه.

34- قال الاربلي : أن قريشا لما كسروا يوم بدر و قتل بعضهم و اسر بعضهم حزنوا لقتل رؤسائهم فتجمعوا و بذلوا اموالا و استمالوا جمعا من الاحابيش وغيرهم ليقصدوا النبي بالمدينة لاستيصال المؤمنين و تولى كسر ذلك أبو سفيان بن حرب فحشدو حشر و قصد المدينة فخرج النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) بالمسلمين فكانت غزوة أحد و نفق النفاق بين جماعة من الذين خرجوا مع النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) فتعاملوا به و أنساهم القضاء المبرم سوء العاقبة و المال فرجع قريب من ثلثهم إلى المدينة و بقي (صلی الله علیه وآله وسلم) في سبعمائة من المسلمين .

و هذه القصة قد ذكرها الله تعالى في سورة آل عمران في قوله تعالى وَ إِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَ اللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ إِلى آخر ستين آية و اشتدت الحرب و دارت رحاها و اضطرب المسلمون واستشهد حمزة رضي عنه و جماعة من المسلمين و قتل من مقاتلة المشركين اثنان وعشرون قتيلا.

35- عنه نقل أرباب المغازي أن عليا قتل منهم سبعة طلحة بن أبي طلحة بن عبد العزى و عبد الله بن جميل من بني عبد الدار و أبا الحكم بن الأخنس و أبا سباع بن عبد العزى و أبا أمية بن المغيرة و هؤلاء الخمسة متفق على أنه (عليه السلام)قتلهم و أبا سعد طلحة بن طلحة و غلاما حبشيا لبني عبد الدار قيل استقل بقتلهما وقيل قتلهما غيره و عاد أبو سفيان بمن معه من المشركين طالبين مكة.

و دخل النبي المدينة فدفع سيفه ذا الفقار إلى فاطمة(عليها السلام) فقال اغسلي عن هذا دمه يا بنية فو الله لقد صدقني اليوم و ناولها علي سيفه و قال لها كذلك.

ص: 401

36- فرات: حدثني أبو القاسم بن جمال السمسار معنعنا عن حذيفة اليمان أن رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)أمر بالجهاد يوم أحد فخرج الناس سراعا يتمنون لقاء العدو عدوهم و بغوا في منطقهم وقالوا والله لئن لقينا عدونا لا نولي حتى نقتل عن آخرنا رجل أو يفتح الله لنا قال فلما أتوا القوم ابتلاهم الله بالذي كان منهم و من بغيهم فلم يلبثوا إلا يسيرا حتى انهزموا عن رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)إلا علي بن أبي طالب(عليه السلام)و أبو دجانة سماك بن خرشة الأنصاري.

فلما رأى رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) ما قد نزل بالناس عن الهزيمة و البلاء رفع البيضة عن رأسه و جعل ينادي أيها الناس أنا لم أمت و لم أقتل و جعل الناس يركب بعضهم بعضا لا يلوون على رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) و لا يلتفتون إليه فلم يزالوا كذلك حتى دخلوا المدينة فلم يكتفوا بالهزيمة حتى قال أفضلهم رجل في أنفسهم قتل رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم).

فلما آیس رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)من القوم رجع إلى موضعه الذي كان فيه فلم يزل إلا علي بن أبي طالب الله و أبو دجانة الأنصاري فقال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)يا أبا دجانة ذهب الناس فالحق بقومك فقال أبو دجانة يا رسول الله ما على هذا بايعناك و بايعنا الله و لا على هذا خرجنا يقول الله «إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ».

فقال يا أبا دجانة أنت في حل من بيعتك فارجع فقال أبو دجانة يا رسول الله لا تحدث نساء الأنصار في الخدور أني أسلمتك و رغبت بنفسي عن نفسك يا رسول الله لا خير في العيش بعدك.

قال فلما سمع رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) كلامه و رغبته في الجهاد انتهى رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) إلى صخرة فاستتر بها ليتقي بها من السهام سهام المشركين فلم

ص: 402

يلبث أبو دجانة إلا يسيرا حتى أثخن جراحة فتحامل حتى انتهى إلى رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) .

فجلس إلى جنبه مثخنا لا حراك به قال و علي لا يبارز فارسا و لا راجلا إلا قتل الله على يديه حتى انقطع سيفه فلما انقطع سيفه جاء إلى رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) فقال يا رسول الله انقطع سيفى و لا سيف لي فخلع رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) سيفه ذا الفقار فقلد عليا (عليه السلام) و مشى إلى جمع المشركين.

فكان لا يبرز له إليه أحد إلا قتله فلم يزل على ذلك حتى وهت درعه ففرق رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) ذلك فيه فنظر رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) إلى السماء و قال اللهم إن محمدا عبدك و رسولك جعلت لكل نبي وزيرا من أهله لتشد به عضده و تشركه في أمره و جعلت لي وزيرا من أهلي علي بن أبي طالب أخي فنعم الأخ ونعم الوزير.

اللهم وعدتني أن تمدني بأربعة آلاف من الملائكة مردفين اللهم وعدك وعدك إنك لا تخلف الميعاد وعدتني أن تظهر دينك على الدين كله و لو كره المشركون قال فبينما رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) يدعو ربه و يتضرع إليه إذ سمع دويا من الناس فرفع رأسه فإذا جبرئيل(عليه السلام)على كرسي من ذهب و معه أربعة آلاف من الملائكة مردفين و هو يقول لا فتى إلا علي و لا سيف إلا ذو الفقار.

فهبط جبرئيل(عليه السلام)على الصخرة و حفت الملائكة برسول الله فسلموا عليه فقال جبرئيل (عليه السلام) يا رسول الله و الذي أكرمك بالهدى لقد عجبت الملائكة المقربون لمواساة هذا الرجل لك بنفسه فقال يا جبرئيل ما يمنعه يواسيني بنفسه و هو مني و أنا منه فقال جبرئيل و أنا منكما حتى قالها ثلاثا ثم حمل علي(عليه السلام)و حمل جبرئيل(عليه السلام)و الملائكة.

ص: 403

ثم إن الله تعالى هزم جمع المشركين و تشتت أمرهم فمضى رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) علي بين يديه و معه اللواء قد خضبه بالدم و أبو دجانة خلفه فلما أشرف على المدينة فإذا نساء الأنصار يبكين رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)فلما نظروا إلى رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)استقبله أهل المدينة بأجمعهم و مال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)إلى المسجد و نظر إليه الناس.

فتضرعوا إلى الله و إلى رسوله و أقروا بالذنب فطلبوا التوبة فأنزل الله فيهم قرآنا يعيبهم بالبغي الذي كان منهم و ذلك قوله: «وَ لَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ المَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنتُمْ تَنْظُرُونَ» يقول قد عاينتم الموت و العدو فلم نقضتم العهد و جزعتم من الموت و قد عاهدتم الله أن لا تنهزموا حتى قال بعضكم قتل محمد(صلی الله علیه وآله وسلم)فأنزل الله تعالى «وَ ما مُحَمَّدُ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ»... إلى آخر الآية عليا و ابا دجانة.

ثم قال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)أيها الناس إنكم رغبتم بأنفسكم عني و وازرني علي و واساني فمن أطاعه فقد أطاعني و من عصاه فقد عصاني و فارقني في الدنيا والآخرة قال و قال حذيفة ليس ينبغي لأحد يعقل يشك فيمن لم يشرك بالله أنه أفضل ممن أشرك به و من لم ينهزم عن رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)أفضل ممن انهزم و أن السابق إلى الإيمان بالله و رسوله أفضل و هو علي بن أبي طالب(عليه السلام) .

37- قال المجلسي ذكر أحمد بن حنبل في مسنده عن أبي حازم عن سهل بأي شيء دووي جرح رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) قال كان علي(عليه السلام)يجيء بالماء في ترسه و فاطمة

(عليها السلام)تغسل الدم عن وجهه و أخذ حصيرا فأحرق و حشي به جرحه

38- عنه قال علي(عليه السلام)و لقد رأيتني و انفردت يومئذ منهم فرقة

ص: 404

خشناء فيها عكرمة بن أبي جهل فدخلت وسطهم بالسيف فضربت به و اشتملوا علي حتى أفضيت إلى آخرهم ثم كررت فيهم الثانية حتى رجعت من حيث جئت و لكن الأجل استأخر و يقضي اللهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولًا قال و كان عثمان من الذين تولى يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ.

39- عنه قال ابن أبي نجيح نادى في ذلك اليوم مناد لا سيف إلا ذو الفقار و لا فتى إلا علي.

40 - عنه روى أبو عمرو محمد بن عبد الواحد اللغوي و رواه أيضا محمد بن حبيب في أماليه أن رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)لما فر معظم أصحابه عنه يوم أحد كثرت عليه كتائب المشركين و قصدته كتيبة من بني كنانة ثم من بني عبد مناف بن كنانة فيها بنو سفيان بن عويف و هم خالد بن ثعلب و أبو الشعشاء بن سفيان و أبو الحمراء بن سفيان و غراب بن سفيان فقال رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)يا علي اكفني هذه الكتيبة فحمل عليها و إنها لتقارب خمسين فارسا وهو(عليه السلام) راجل.

فما زال يضربها بالسيف حتى تتفرق عنه ثم تجتمع عليه هكذا مرارا حتى قتل بني سفيان بن عويف الأربعة و تمام العشرة منها ممن لا يعرف أسماؤهم فقال جبرئيل(عليه السلام) لرسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) إن هذه للمواساة لقد عجبت الملائكة من موا مواساة هذا الفتى.

فقال رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)و ما يمنعه و هو مني و أنا منه فقال جبرئيل و أنا منكما قال وسمع ذلك اليوم صوت من قبل السماء لا يرى شخص الصارخ به ينادي مرارا لا سيف إلا ذو الفقار، و لا فتى إلا علي.

41 - أخبرنا محمد قال أخبرنا عبدالوهاب قال أخبرنا محمد، قال أخبرنا الواقدي قال: أخبرني أسامة بن زيد عن أبيه قال قال: جعال بن

ص: 405

سراقة و هو موجه إلى أحد يا رسول الله انه قيل له انك نقتل غدا و هو يتنفس مكروبا فضرب النبي (صلی الله علیه وآله وسلم) بيده في صدره و قال أليس الدهر كله غدا، ثم دعا رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) بثلاثة ارماح فعقد ثلاثة ألوية.

فدفع لواء الأوس إلى أسيد بن حضير و دفع لواء الخزرج إلى حباب ابن المنذر بن الجموح و يقال إلى سعد بن عبادة و دفع لواء المهاجرين إلى علي بن ابي طالب(عليه السلام)ويقال الى مصعب بن عمير. ثم دعا النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)بفرسه فركبه و تقلد البني القوس و أخذ قناة بيده زج الربح يومئذ من شبة و المسلمون متلبسون السلاح قد أظهروا الدروع فيهم مائة دارع.

فلما ركب رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)خرج السعد ان أمامه بعدوان. سعد بن عبادة وسعد ابن معاذ كل واحد منهما دارع و الناس عن يمينه و عن شماله حتى سلك على البدايع، ثم زقاق الحسى حتى أتى الشيخين و هم أطمان كانا في الجاهلية فيها شيخ أعمى و عجوز عمياء يتحدثان.

قسمى الأطمان الشيخين حتى انتهى إلى رأس الثنية التفت فنظر إلى كتيبة خشناء لها زجل خلفه فقال ما هذه قالوا يا رسول الله هؤلاء حلفاء ابن أبى من يهود فقال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)لا يستنصر بأهل الشرك على أهل الشرك و مضى رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)حتى أتى الشيخين فعسكر به.

42 - عنه قالوا: و دنا القوم بعضهم من بعض وقدموا صاحب لوائهم طلحة بن أبي طلحة وصفوا صفوفهم و أقاموا النساء خلف الرجال بين أكتافهم يضر بن بالأكبار و الدفوف و هند و صواحبها يحرضن و يذمرن الرجال و يذكرن من أصيب بيدر و يقلن.

نحن بنات طارق*** نمشى على النمارق

إن تقبلوا نعانق ***أو تدبروا نفارق

ص: 406

فراق غير وامق

وصاح طلحة بن أبي طلحة من يبارز؟ فقال على(عليه السلام): هل لك في البراز. قال طلحة : نعم فبرزا بين الصفين و رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)جالس تحت الراية عليه درعان و مغفر و بيضة. فالتقيا فبدره على بصرية على رأسه، فمضى السيف حتى فلق هامته حتى انتهى إلى لحييه فوقع طلحة و انصرف .على. فقيل لعلي.

ألا ذففت عليه قال إنه لما صرح استقبلتني عورته، فعطفتني عليه الرحم. و قد علمت أن الله سبقتله هو كبش الكتيبة و يقال حمل عليه طلحة. فاتقاه على بالدرقة فلم يصنع سيفه شيئاً و حمل عليه و علي(عليه السلام)و على طلحة درع مشمرة، فضرب ساقيه فقطع رجليه ثم أراد أن يذفف عليه فسأله بالرحم فتركه على فلم يذفف عليه حتى مر به بعض المسلمين فذفف عليه و يقال إن علياً ذفف عليه.

فلما قتل طلحة سر رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)و أظهر التكبير وكبر المسلمون. ثم شد أصحاب رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) كتائب المشركين، فجعلوا يضربون حتى نقضت صفوفهم و ما قتل إلا ،طلحة ثم حمل لواءهم بعد طلحة عثمان بن أبي طلحة أبو شيبة، و هو أمام النسوة يرتجزو يقول:

إن على أهل اللواء حقا*** إن يخضب الصعدة أو تندقا

43 - عنه أخبرنا محمد قال: أخبرنا عبدالوهاب قال: أخبرنا محمد قال: أخبرنا الواقدى قال: حدثني موسى بن يعقوب عن عمته عن أمها عن المقداد :قال لما تصاففنا للقتال جلس رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) تحت راية مصعب ابن عمير فلما قتل أصحاب اللواء هزم المشركون الهزيمة الأولى و أعار السلمون على عسكرهم فانتهبوا.

ص: 407

ثم كروا على المسلمين فأتوا من خلفهم فيضروا الناس و نادى رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)في أصحاب الألوية فأخذ اللواء مصعب بن عمير ثم قتل. و أخذ الراية الخزرج سعد بن عبادة و رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)قائم تحتها و أصحابه محدقون به و دفع لواء المهاجرين الى أبى الروم العبدري آخر النهار و نظرت إلى لواء الأوس مع أسيد بن حضير.

فناوشوهم ساعة واقتتلوا على الاختلاط من الصفوف و نادى المشركون بشعارهم يا للعزى يا آل هبل فأوجعوا والله قتلا ذريعا ونالوا من رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)ما نالوا لا والذي بعثه بالحق أن رأيت رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)زال شبرا واحدا إنه لفى وجه العدو و تثوب اليه طائفة من أصحابه مرة وتتفرق عنه مرة.

فربما رأيته قائماً يرمى عن قوسه، أو يرمى بالحجر حتى تحاجزوا و ثبت رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)كما هو في عصابة صبروا معه أربعة عشر رجلا سبعة من المهاجرين وسبعة من الأنصار أبو بكر و عبدالرحمن بن عوف و علي ابن أبي طالب و سعد بن وقاص و طلحة بن عبيدالله و أبو عبيدة بن الجراح و الزبير بن العوام.

و من الانصار الحباب بن المنذر و أبو دجانة و عاصم بن ثابت و الحارث بن الصمة وسهل بن حنيف و أسيد بن حضير و سعد بن معاذ. و يقال ثبت سعد بن عبادة و محمد بن مسلمة فيجعلونها مكان أسيد بن حضير و سعد بن معاذ و بايعه يومئذ ثمانية على الموت ثلاثة من المهاجرين و خمسة من الأنصار، على و الزبير و طلحة و أبو دجانة و الحارث بن الصمة و حباب بن منذر و عاصم بن ثابت و سهل بن حنيف.

فلم يقتل منهم أحد و رسول الله يدعوهم في أخراهم حتى انتهي من

ص: 408

أنتهى منهم إلى قريب من المهراس

44 - عنه قالوا و خرجت فاطمة(عليها السلام)في نساء و قد رأت الذي يوجه رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)فاعتنقته، و جعلت تمسح الدم عن وجهه و رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)يقول : اشتد غضب الله على قوم أدموا وجه رسوله و ذهب على الا يأتي بماء من المهراس و قال لفاطمة: إمسكى هذا السيف غير ذميم. فأتى بماء في فجنة.

فأراد رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) أن يشرب منه و كان قد عطش فلم يستطع و وجد ريحا من الماء كرهها فقال: هذا ماء ،آجن، فمضمض منه فاه للدم في فيه. و عسلت فاطمة عن أبيها الدم. و لما أبصر النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) سيف على مختضبا قال: ان كنت أحسنت القتال فقد أحسن عاصم بن ثابت و الحارث بن الصمة و سهل بن حنيف، وسيف أبى دجانة غير مذموم فلم يطق أن يشرب منه.

فخرج محمد بن مسلمة يطلب مع النساء ماء و كن قد جئن أربع عشرة أمرأة منهن فاطمة بنت رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) يحملن الطعام والشراب على ظهورهن و يسقين الجرحى و يداوينهم. قال كعب بن مالك رأيت أم سليم بنت ملحان و عائشة على ظهورهما القرب يحملانها يوم أحد. و كانت خمينة بنت جحش تسق العطشى و تداوي الجرحى و كانت أم أيمن تسق الجرحى.

فلما لم يجد محمد د محمد عندهم ماء وكان رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) قد عطش يومئذ عطشا شديدا ذهب محمد إلى قناة و أخذ سقاه حتى استقى من حسى قناة عند قصور التيميين اليوم، فأتى بماء عذب فشرب رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) و دعا لمحمد بن مسلمة بخير و جعل الدم لا ينقطع و جعل النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) يقول: لن

ص: 409

ينالوا منا مثلها حتى تستلموا الركن

فلما رأت فاطمة الدم لا يرقا و هي تغسل الدم و على يصب الماء عليها بالمجن أخذت قطعة حصير حرقته حتى صار رمادا، ثم ألصقته بالجرح ، فاستمسك الدم و يقال إنها داوته بصوفة محترقة.

و كان رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)بعد، يداوى الجرح الذى في وجهه بعظم بال، حتى يذهب أثره. و لقد مكث رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)يجد و هن ضربة ابن قمية على عاتقه شهرا أو أكثر من شهر و يداوى الأثر الذي بوجهه بعظم بال(صلی الله علیه وآله وسلم) .

45 - عنه قال علي(عليه السلام) : لما كان يوم أحد و جال الناس تلك الجولة، - أقبل أمية بن أبي حذيفة بن المغيرة و هو دارع مقنع في الحديد ما يرى منه إلا عيناه، و هو يقول يوم بيوم بدر فيعترض له رجل من المسلمين فقتله أمية قال على(عليه السلام) وأصمد له فأضربه بالسيف على هامته و عليه بيضة و

تحت البيضة مغفر فنبا سيف. وكنت رجلا قصيراً و يضربني بسيفه.

فاتق بالدرقة فلحج سيفه فاضربه و كانت درعه مشمرة فاقطع رجليه و وقع فجعل يعالج سيفه حتى خلصه من الدرقة و جعل يناوشني و هو بارك على ركبتيه حتى نظرت إلى فتق تحت إبطه، فأخش بالسيف فيه فمات و انصرفت عنه - و قال النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)يومئذ: أنا ابن العواتك. و قال أيضاً أنا النبي لاكذب أنا ابن عبدالمطلب.

46 - عنه قالوا إن رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) قال يوم أحد من له علم بذكوان ابن عبد قيس، قال علي(عليه السلام) : أنا رأيت يا رسول الله فارساً يركض في إثره حتى لحقه و هو يقول: لا نجوت إن نجوت فحمل عليه فرسه و ذكوان راجل فضربه و هو يقول: خذها و أنا اين علاج فاهويت إليه و هو

ص: 410

فارس فضربت رجله بالسيف حتى قطعتها من نصف الفخذ. ثم طرحته عن فرسه فذففت عليه و إذا هو أبو الحكم بن الأخنس بن شريق بن علاج بن عمرو ابن وهب الثقفي.

47 - قالوا و كان وحشى عبدا لابنة الحارث بن عامر بن نوفل و يقال كان الجبير بن مطعم. فقالت ابنة الحارث. إن أبي قتل يوم بدر، فان أنت قتلت أحد الثلاثة فأنت حر إن قتلت محمداً أو حمزة بن عبدالمطلب أو على بن أبي طالب فاني لا أرى في القوم كفوا لابي غيرهم، قال وحشى.أما رسول فقد عرفت أنى لا أقدر عليه و إن أصحابه لن يسلموه، و أما حمزة فقلت والله لو وجدته نائماً ما ايقظته من هيبته. و أما على فقد كنت التمسته .

قال: فبينا أنا في الناس التمس عليا إلى أن طلع على، فطلع رجل جذر مرس كثير الالتفات. قال فقلت ما هذا صاحبي الذي ألتمس إذ رأيت حمزة يفرى الناس فريا فكمنت له إلى صخرة و هو مكبسش له كثيث فاعترض له سباع بن أم أنمار و كانت ختانة بمكة مولاة شريف بن علاج

، ابن عمرو بن وهب الثقفى. وكان سباع يكنى أبا نبار.

فقال: و أنت أيضاً ابن مقطعة البظود ممن يكثر علينا، هلم إلى فاحتمله حتى إذا برقت قدماه رمى به فبرك عليه، فشحطه شحط الشاة ثم أقبل إلى مكبسا حين رآني، فلما بلغ المسيل وطيء على جرف، فزلت قدمه. فهززت حربتى حتى رضيت منها فأضرب بها في خاصرته حتى خرجت من مثانته. و كر عليه طائفة من أصحابه فأسمعهم يقولون: أبا عمارة. فلا يجيب.

فقلت: قد والله مات الرجل و ذكرت هندا وما لقيت على أبيها و

ص: 411

عمها و أخيها. وانكشف عنه أصحابه حين أيقنوا موته و لايروني فأكر عليه فشققت بطنه فأخرجت كبده فجثت بها إلى هند بنت عتبة. فقلت: ماذا لى إن قتلت قاتل أبيك قالت: سلبي.

فقلت هذه كبد حمزة فمضعتها ثم لفظتها فلا أدري لم يسغها أو قدرتها. فنزعت ثيابها و حليها فأعطتنيه. ثم قالت إذا جئت مكة فلك عشر دنانير، ثم ثالت أرنى مصرعه فأريتها مصرعه فقطعت مذاكيره و جدعت أنفه و قطعت أذنيه. ثم جعلت مسکتین و معضدین و خدمتين حتى قدمت بذلك

مكة و قدمت بكبده معها.

48 - عنه قتل من المشركين من بني أسد عبدالله بن حميد بن زهير بن الحارث بن أسد قتله أبو دجانة. و من بنى عبدالدار طلحة بن أبي طلحة كان يحمل لواء هم قتله على بن أبي طالب(عليه السلام) . و عثمان بن أبي طلحة قتله سعد بن أبي وقاص و مسافع بن طلحة بن أبي طلحة قتله عاصم بن ثابت بن أبى الأقلح و الحارث بن طلحة ثتله عاصم بن ثابت.

و كلاب بن طلحة قتله الزبير بن العوام و الجلاس بن طلحة قتله طلحة ابن عبيد الله و أرطاه بن عبد شرحبيل قتله على بن أبي طالب (عليه السلام). و فارط بن شريح بن عثمان. ثم حمله صواب. فيقال قتله قزمان و أبو عزيز ابن عمير قتله قزمان و من بني زهرة أبو الحكم بن الأخنس بن شريق قتله على بن أبى طالب(عليه السلام)و سباع بن عبدالعزى الخزاعي و اسم عبدالعزى عمرو بن نضلة بن عباس بن سليم و هو ابن أم أنمار قتله حمزة ابن عبد المطلب.

و من بني مخزوم هشام بن أبي أمية بن المغيرة قتله قزمان، و الوليد ابن العاص بن هشام قتله ،قزمان وأمية بن أبي حذيفة بن المغيرة قتله علي

ص: 412

ابن أبي طالب(عليه السلام)و خالد بن الأعلم العقبلى قتله قزمان.

49 - عنه قالوا: و أتى عبدالرحمان بن عوف بطعام فقال: حمزة. أو رجل آخر لم يوجد له كفن و قتل مصعب بن عمير و لم يوجد له كفن إلا بردة و كان خيراً منى و مر رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) على مصعب بن عمير و هو مقتول في بردة، فقال لقد رأيتك في مكة و ما بها أحد أرق حلة و لا أحسن لمة منك ثم أنت شعث الرأس في بردة.

ثم أمر به يقبر و نزل في قبره أخوه أبو الروم و عامر بن ربيعة و سويبط بن عمرو بن حرملة.

و نزل في قبر حمزة على و الزبير و أبوبكر و عمر و رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)جالس على حفرته. و كان الناس أو عامتهم قد حملوا قتلاهم إلى المدينة فدفن ببقيع الجبل منهم عدة عند دار زيد بن ثابت اليوم بالسوق، سوق الظهر. و دفن بنو سلمة بعضهم. و دفن مالك بن سنان في موضوع أصحاب العبا الذي عند دار نخلة.

50 -قال ابن هشام قال ابن إسحاق و قاتل مصعب بن عمير دون رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) حتى قتل و كان الذي قتله ابن قمئة الليثي وهو يظن أنه رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) فرجع إلى قريش فقال قتلت محمدا فلما قتل مصعب بن عمير أعطى رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)اللواء علي بن أبي طالب وقاتل علي بن أبي طالب ورجال من المسلمين.

51 - قال ابن هشام و حدثني مسلمة بن علقمة المازني قال لما اشتد القتال يو يوم أحد جلس رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)تحت راية الانصار وأرسل رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) إلى علي بن ابي طالب(عليه السلام)أن قدم الراية فتقدم علي فقال أنا أبو الفصم ويقال ابو العصم فيا قال ابن هشام فناداه أبو سعيد بن أبي طلحة وهو

ص: 413

صاحب لواء المشركين.

أن هل لك يا أبا القصم في البراز من حاجة قال نعم فبرز بين الصفين فاختلفا ضربتين فضربه علي فصرعه ثم انصرف عنه ولم يجهز عليه فقال له أصحابه أفلا أجهزت عليه فقال إنه استقبلني بعورته فعطفتني عنه الرحم وعرفت ان الله عز وجل قد قتله.

ويقال إن أبا سعد بن أبي طلحة خرج بين الصفين فنادى أنا قاصم من يبارز برازا فلم يخرج إليه أحد فقال يا أصحاب محمد زعمتم ان قتلاكم في الجنة وان قتلانا في النار كذبتم واللات لو تعلمون ذلك حقا لخرج إلي بعضكم فخرج إليه علي بن أبي طالب فاختلفا ضربتين فضربه على(عليه السلام)

فقتله.

52- عنه قال ابن هشام وذكر ربيح بن عبد الرحمن بن ابي سعيد الخدري عن ابيه عن ابي سعيد الخدري ان عتبة بن ابي وقاص رمى رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)يومئذ فكسر رباعيته اليمنى السفلى وجرح شفته السفلى وان عبد الله بن شهاب الزهري شجه في جبهته وأن ابن قمئة جرح وجنته فدخلت حلقتان من حلق المغفر في وجنته ووقع رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) في حفرة من الحفر التي عمل ابو عامر ليقع فيها المسلمون وهم لا يعلمون.

فأخذ على بن ابي طالب بيد رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)ورفعه طلحة بن عبيد الله حتى استوى قائما ومص مالك ابن سنان ابو ابي سعيد الخدري الدم عن وجه رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) ثم از درده فقال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) من مس دمي دمه لم تصبه النار

53 - عنه قال ابن اسحاق فلما عرف المسلمون رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) نهضوا به ونهض معهم نحو الشعب معه أبو بكر و عمر بن أبو بكر و عمر بن الخطاب وعلى بن

ص: 414

أبي طالب وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام والحارث بن الصمة ورهط من المسلمين.

54 - عنه قال فلما انتهى رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) إلى فم الشعب خرج علي الله بن أبي طالب حتى ملأ درقته ماء من المهراس فجاء به إلى رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)ليشرب منه فوجد له ريحا فعافه فلم يشرب منه وغسل عن وجهه الدم وصب على رأسه وهو يقول اشتد غضب الله على من دمى وجه نبيه.

55 -عنه قال ابن إسحاق ثم نادى أبو سفيان إنه قد كان في قتلاكم مثل والله ما رضيت وما سخطت وما نهيت وما أمرت ولما انصرف أبو سفيان ومن معه نادى إن موعدكم بدر للعام القابل فقال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)لرجل من أصحابه قل نعم هو بيننا وبينكم موعد.

ثم بعث رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) علي بن أبي طالب فقال اخرج في آثار القوم فانظر ماذا يصنعون وما يريدون فإن كانوا قد جنبوا الخيل وامتطوا الإبل فإنهم يريدون مكة وإن ركبوا الخيل وساقوا الإبل فإنهم يريدون المدينة والذي نفسي بيده لئن أرادوها لأسيرن إليهم فيها ثم لأناجزنهم قال علي فخرجت في آثارهم أنظر ماذا يصنعون فجنبوا الخيل وامتطوا الإبل ووجهوا إلى مكة

56- عنه قال ابن إسحاق فلما انتهى رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) إلى اهله ناول سيفه ابنته فاطمة فقال اغسلي عن هذا دمه يا بنية فوالله لقد صدقني اليوم وناولها علي بن أبي طالب سيفه فقال وهذا أيضا فاغسلي عنه دمه فوالله لقد صدقني اليوم فقال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) لئن كنت صدقت القتال لقد صدق معك سهل بن حنيف وأبو دجانة.

57 -عنه قال ابن هشام وكان يقال لسيف رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)ذو

ص: 415

الفقار.

58 - عنه قال ابن هشام وحدثني بعض أهل العلم أن ابن أبي نجيح قال نادى مناد يوم احد:

لا سيف إلا ذو الفقار*** ولا فتى إلا علي

59 - عنه قال ابن هشام وحدثني بعض أهل العلم أن رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)قال لعلي بن أبي طالب لا يصيب المشركون منا مثلها حتى يفتح الله علينا.

60 - عنه قال ابن إسحاق وكان يوم احد احد يوم السبت للنصف من شوال.

61 - عنه قال ابن اسحاق وقتل من الشركين يوم أحد من قريش ثم من بني عبدالدار بن قصي من اصحاب اللواء طلحة بن ابي طلحة واسم أبي طلحة عبد الله بن عبد العزى بن عثمان بن عبدالدار قتله علي بن أبي طالب وأبو سعيد بن أبي طلحة قتله سعد بن ابي وقاص.

62- عنه قال ابن هشام ويقال قتله علي بن ابي طالب.

63- عنه قال ابن اسحاق وعثمان بن أبي طلحة قتله حمزة بن عبد المطلب ومسافع بن طلحة والجلاس بن طلحة قتلها عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح وكلاب بن طلحة والحارث بن طلحة قتلها قزمان حليف لبني ظفر.

64- عنه قال ابن هشام ويقال قتل كلابا عبد الرحمن بن عوف.

65- عنه قال ابن اسحاق وارطاة بن عبد شرحبيل بن هاشم بن عبد مناف ابن عبد الدار قتله حمزة بن عبد المطلب وأبو زيد بن عمير بن هاشم ابن عبد مناف بن عبد الدار قتله قزمان وصواب غلام له حبشي قتله

ص: 416

قزمان.

66 - عنه قال ابن هشام ويقال قتله علي بن ابي طالب ويقال سعد ابن أبي وقاص ويقال ابو دجانة.

67 - عنه قال ابن اسحاق والقاسط بن شريح بن هاشم بن عبد مناف ابن عبد الدار قتله قزمان احد عشر رجلا. و من بني أسد بن عبد العزى بن قصي عبد الله ابن حميد بن زهير بن الحارث بن اسد قتله علي بن ابي طالب رجل، و من بني زهرة بن كلاب أبو الحكم ابن الأخنس أبن شريق بن عمرو بن وهب الثقفي حليف لهم نضلة قتله علي بن ابي طالب وسباع بن عبد العزى واسم عبدالعزى عمرو بن نضلة بن غبشان بن سليم بن ملكان بن أفصى حليف لهم من خزاعة قتله حمزة بن عبد المطلب رجلان ومن بني مخزوم بن يقظة هشام بن أبي أمية ابن المغيرة قتله قزمان؛ والوليد بن العاص بن هشام بن المغيرة قتله قزمان وابو أمية ابن أبي حذيفة بن المغيرة قتله على بن ابي طالب وخالد بن الأعلم حليف لهم قتله فزمان أربعة نفر.

68- عنه قال ابن هشام أنشدني أبو عبيدة للحجاج بن علاط السلمي يمدح أبا الحسن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) و يذكر قتله طلحة ابن ابي طلحة بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار صاحب لواء المشتركين يوم احد.

لله أي مذبب عن حرمة*** أعني ابن فاطمة المعم المخولا

سبقت يداك له بعاجل طعنة*** تركت كطليحة للجبين مجدلا

و شددت شدة باسل فكشفتهم*** بالجر إذ يهوون أخول أخولا

69 - قال الطبري: حدثني محمد بن الحسين قال حدثنا أحمد بن المفضل قال حدثنا أسباط عن السدي قال لما برز رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)إلى

ص: 417

المشركين بأحد أمر الرماة فقاموا بأصل الجبل في وجوه خيل المشركين و قال لهم لا تبرحوا مكانكم إن رأيتم أننا قد هزمناهم فإنا لا نزال غالبين ما تبتم مكانكم.

و أمر عليهم عبدالله بن جبير أخا خوات بن جبير ثم إن طلحة بن عثمان صاحب لواء المشركين قام فقال يا معشر أصحاب محمد إنكم تزعمون أن الله يعجلنا بسيوفكم إلى النار ويعجلكم بسيوفنا إلى الجنة فهل منكم أحد يعجله الله بسيفي إلى الجنة أو يعجلني بسيفه إلى النار فقام إلي-ه علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

فقال والذي نفسي بيده لا أفارقك حتى أعجلك بسيفي إلى النار أو تعجلني بسيفك إلى الجنة فضربه علي فقطع رجله فسقط فانكشفت عورته فقال أنشدك الله والرحم يا بن عم فتركه فكبر رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)وقال لعلي ما منعك أن تجهز عليه قال إن ابن عمي ناشدني حين انكشفت عورته فاستحييت منه ثم شد الزبير بن العوام والمقداد بن الأسود على المشركين فهز ماهم وحمل النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)وأصحابه فهزموا أبا سفيان.

70 -قال ابن الاثير و استقبل رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)المدينة و ترك أحداً خلف ظهره و جعل وراءه الرماة و هم خمسون رجلا، و أمر عليهم عبدالله بن جبير ، أخا خوّات بن جبير، و قال له: انضح عنا الخيل بالنبل لا يأتونا من خلفنا و اثبت مكانك إن كانت لنا أو علينا و ظاهر رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) ، بين درعين و أعطى اللواء مصعب بن عمير، و أمر الزبير على الخيل و معه المقداد، و خرج حمزة بالجيش بين يديه.

و أقبل خالد و عكرمة فلقيها الزبير والمقداد فهزما المشركين و حمل النبي ، و أصحابه فهزموا أبا سفيان، و خرج طلحة بن عثمان

ص: 418

صاحب لواء المشركين و قال يا معشر أصحاب محمد إنكم تزعمون ان الله يعجلنا بسيوفكم. إلى النار و يعجلكم بسيوفنا إلى الجنّة فهل أحد منكم يعجله سيفى إلى الجنة أو يعجلني سيفه إلى النار؟

فبرز إليه علي بن أبي طالب فضربه علي فقطع رجله، فسقط و انكشفت عورته، فناشده الله و الرحم فتركه فكبر رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) و قال لعلي: ما منعك أن تجهز عليه؟ قال: إنَّه ناشدني الله و الرحم فاستحييت منه.

71- في اسد الغابة: أنبأنا أبو أحمد عبد الوهاب بن على الامين أنبأنا أبو الفتح محمد بن عبدالباقي بن أحمد بن سليمان أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن صرون و أبو طاهر أحمد بن الحسن بن أحمد الباقلاني كلاهما اجازة.

قالا أنبأنا أبو الحسن بن أحمد بن شاذان قال قرئ على أبي محمد الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن ابن جعفر بن عبيد الله بن الحسين بن على بن الحسين بن على بن أبي طالب(عليه السلام) ، وقال جدى أبو الحسين يحيى بنالحسن بن جعفر.

قال كتب إلى محمد بن على و محمد بن يحيى يخبراني عن محمد بن الجيد حدثنا حصين بن جنادة عن يحيى بن سعيد عن سعيد ابن المسيب قال لقد أصابت عليا يوم أحد ست عشرة ضربة كل ضربة تلزمه الارض فما كان يرفعه الا جبريل(عليه السلام).

72 - عنه أنبأنا أبو الفضل المنصور بن أبي الحسن المديني باسناده عن أحمد بن على بن المثنى حدثنا أبو موسى حدثنا محمد بن مروان العقيلي عن عمارة بن أبي حفصة عن عكرمة قال قال على لما تخلى الناس عن رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)يوم أحد نظرت في القتلي.

ص: 419

فلم أر رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)فقلت والله ما كان ليفر و ما أراه في القتلي و لكن الله غضب علينا بما صنعنا فرفع نبيه فما في خير من أن أقاتل حتى أقتل فكسرت جفن سيفي ثم حملت على القوم فأفر حوالى فاذا برسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) بينهم .

73 -قال ابن أبى الحديد: قوله(عليه السلام)و لقد واسيته بنفسي» يقال واسیته و آسیته و بالهمزة أفصح وهذا مما اختص(عليه السلام)بفضيلته غير مدافع ثبت معه يوم أحد و فر الناس و ثبت معه يوم حنين و فر الناس و ثبت تحت رايته يوم خيبر حتى فتحها و فر من كان بعث بها من قبله.

74- عنه روى المحدثون أن رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)لما ارتت يوم أحد قال الناس قتل محمد رأته كتيبة من المشركين و هو صريع بين القتلى إلا أنه حي فصمدت له فقال لعلي(عليه السلام) اكفني هذه فحمل عليها(عليه السلام)و قتل رئيسها ثم صمدت له كتيبة أخرى فقال يا علي اكفني هذه فحمل عليها فهزمها و قتل رئيسها ثم صمدت له كتيبة ثالثة فكذلك.

فكان رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)بعد ذلك يقول قال لي جبريل يا محمد إن هذه للمواساة فقلت وما يمنعه و هو مني و أنا منه فقال جبريل و أنا منكما.

75- عنه روى المحدثون أيضا أن المسلمين سمعوا ذلك اليوم صائحا من جهة السماء ينادي لاسيف إلا ذو الفقار و لا فتى إلا علي فقال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)لمن حضره ألا تسمعون هذا صوت جبريل.

المنابع:

(1) الارشاد 35 الی 40 (2) امالى الطوسي: 142/1

ص: 420

(3) اعلام الوری (192 (4) بشارة المصطفى: 229 (5) مناقب ابن شهر آشوب: 405/1 ، 592، (6) تفسير القمي: 112/1، (7) كشف الغمة: 187/12 ، (8) بحار الانوار: 102/20-104-128 (9) مغازى الواقدي: 168 الى 194 - 217 ، الى 240، (10) سيرة ابن هشام:77/3 الی 158 (11) تاريخ الطبري: 509/2 (12) كامل التواريخ : 152/2 ، (13) اسدالغابة: 20/4-21.

(14) شرح نهج البلاغة: 182/10.

ص: 421

8 -غزوة بني النضير

1- قال علي بن إبراهيم في قوله تعالى: «سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَ مَا فِي الْأَرْضِ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ما ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا قال سبب نزول ذلك أنه كان بالمدينة ثلاثة أبطن من اليهود بنو النضير و قريظة و قينقاع، و كان بينهم و بين رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)عهد و مدة فنقضوا عهدهم و كان سبب ذلك من بني النضير في نقض عهدهم أنه أتاهم رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) يستسلفهم دية رجلين قتلهما رجل من أصحابه غيلة يعني يستقرض، و كان قصد كعب بن الأشرف .

فلما دخل على كعب قال مرحبا يا أبا القاسم و أهلا وقام كأنه يضع له الطعام و حدث نفسه أن يقتل رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)و يتبع أصحابه، فنزل جبرئيل الله فأخبره بذلك، فرجع رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) إلى المدينة و قال لمحمد بن مسلمة الأنصاري اذهب إلى بني النضير فأخبرهم إن الله عز و جل قد أخبرني بما هممتم به من الغدر.

فإما أن تخرجوا من بلدنا و إما أن تأذنوا بحرب، فقالوا نخرج من بلادك فبعث إليهم عبد الله بن أبي ألا تخرجوا و تقيموا و تنابذوا محمدا الحرب فإني أنصركم أنا وقومي وحلفائي، فإن خرجتم خرجت معكم و

ص: 422

إن قاتلتم قاتلت معكم، فأقاموا و أصلحوا حصونهم و تهيئوا للقتال و بعثوا إلى رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)أنا لا نخرج فاصنع ما أنت صانع.

فقام رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) كبر و كبر أصحابه و قال لأمير المؤمنين(عليه السلام) تقدم إلى بني النضير فأخذ أمير المؤمنين(عليه السلام) الراية و تقدم، و جاء رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) و أحاط بحصنهم، و غدر بهم عبد الله بن أبي و كان رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) إذا ظهر بمقدم بيوتهم حصنوا ما يليهم و خربوا ما يليه و كان الرجل منهم ممن كان له بيت حسن خربه و قد كان رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)أمر بقطع نخلهم.

فجزعوا من ذلك وقالوا يا محمد إن الله يأمرك بالفساد إن كان لك هذا فخذه وإن كان لنا فلا تقطعه، فلما كان بعد ذلك قالوا يا محمد نخرج من بلادك و أعطنا ما لنا، فقال لا، و لكن تخرجون و لكم ما حملت الإبل، فلم يقبلوا ذلك فبقوا أياما ، ثم قالوا نخرج و لنا ما حملت الإبل، فقال لا و لكن تخرجون و لا يحمل أحد منكم شيئا فمن وجدنا معه شيئا من ذلك قتلناه، فخرجوا على ذلك و وقع قوم منهم إلى فدك و وادي القرى و خرج منهم قوم إلى الشام.

فأنزل الله فيهم «هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ما ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا إلى قوله فَإِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ».

و أنزل الله عليه فيها عابوه من قطع النخل «مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةٌ عَلَى أُصُولِها فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ» إلى قوله «رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيم و أنزل الله عليه في عبد الله بن أبي و أصحابه «أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ

ص: 423

لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُم» إلى قوله «ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ ثم قال «كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ يعني بني قينقاع قَرِيباً ذاقُوا وَبالَ أَمْرِهِمْ وَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيم».

ثم ضرب في عبد الله بن أبي و بني النضير مثلا فقال «كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمينَ فَكانَ عَاقِبَتَهُما أَنَّهُما فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيها وَ ذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ».

2- علي بن إبراهيم، حدثنا محمد بن أحمد بن ثابت عن أحمد ابن ميثم عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبان بن عثمان عن أبي بصير في غزوة بني النضير و زاد فيه فقال رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)للأنصار إن شئتم دفعت إليكم فيء المهاجرين منها و إن شئتم قسمتها بينكم و بينهم و تركتهم معكم قالوا قد شئنا أن تقسمها فيهم فقسمها رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) بين المهاجرين و دفعها عن الأنصار و لم يعط من الأنصار إلا رجلين سهل بن حنيف و أبو دجانة فإنهما ذكرا حاجة.

3- قال المفيد و لما توجه رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)إلى بني النضير عمد على حصارهم فضرب قبته في أقصى بنى حطمة من البطحاء. فلما أقبل الليل رماه رجل من بني النضير بسهم فأصاب القبة فأمر النبي (صلی الله علیه وآله وسلم)أن تحول قبته إلى السفح و أحاط به المهاجرين والأنصار.

فلما اختلط الظلام فقدوا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب الا فقال الناس يا رسول الله لا نرى عليا فقال(عليه السلام)أراه في بعض ما يصلح شأنكم فلم يلبث أن جاء برأس اليهودي الذي رمى النبي (صلی الله علیه وآله وسلم) و كان يقال له عزورا فطرحه بين يدي النبي(عليه السلام).

فقال له النبي (صلی الله علیه وآله وسلم)كيف صنعت فقال إني رأيت هذا الخبيث جريئا شجاعا فكمنت له و قلت ما أجرأه أن يخرج إذا اختلط الليل يطلب منا غرة

ص: 424

فأقبل مصلتا سيفه في تسعة نفر من أصحابه اليهود فشددت عليه فقتلته و أفلت أصحابه و لم يبرحوا قريبا فابعث معي نفرا فإني أرجو أن أظفر بهم .

فبعث رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)و معه عشرة فيهم أبو دجانة سماك بن خرشة و سهل بن حنيف فأدركوهم قبل أن يلجوا الحصن فقتلوهم وجاءوا برءوسهم إلى النبي (صلی الله علیه وآله وسلم)فأمر أن تطرح في بعض آبار بني حطمة. و كان

ذلك سبب فتح حصون بني النضير.

و في تلك الليلة قتل كعب بن الأشرف و اصطفى رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)أموال بني النضير فكانت أول صافية قسمها رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) بين المهاجرين الأولين و أمر عليا(عليه السلام)فحاز ما لرسول الله منها.

فجعله صدقة فكان في يده أيام حياته ثم في يد أمير المؤمنين(عليه السلام)بعده و هو في ولد فاطمة حتى اليوم. و فيما كان من أمر أمير المؤمنين(عليه السلام)في هذه الغزاة وقتله اليهودي و مجيئه إلى النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) برءوس التسعة النفر يقول حسان بن ثابت :

لله أي كريهة أبليتها*** ببني قريظة و النفوس تطلع

أردى رئيسهم و آب بتسعة*** طورا يشلهم وطورا يدفع

4- قال الطبرسي ثم كانت غزوة بني النضير و ذلك أن رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)مشى إلى كعب بن الأشرف يستقرضه فقال مرحبا بك يا أبا القاسم و أهلا فجلس رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) و أصحابه فقام كأنه يصنع له-م طعاما و حدث نفسه أن يقتل رسول الله.

فنزل جبرئيل(عليه السلام) فأخبره بما هم به القوم من الغدر فقام كأنه يقضي حاجة و عرف أنهم لا يقتلون أصحابه و هو حي فأخذ الطريق نحو المدينة فاستقبله بعض أصحاب كعب الذين كان أرسل إليهم يستعين بهم على

ص: 425

رسول الله فأخبر كعبا بذلك.

فسار المسلمون راجعين فقال عبد الله بن صوريا و كان أعلم اليهود و الله إن ربه أطلعه على ما أردتموه من الغدر و لا يأتيكم. و أول ما يأتيكم إلا رسول محمد يأمركم عنه بالجلاء فأطيعوني في خصلتين لا خير في الثالثة.

أن تسلموا فتأمنوا على دياركم وأموالكم وإلا فإنه يأتيكم من يقول لكم أخرجوا من دياركم فقالوا هذه أحب إلينا، قال أما إن الأولى خير لكم منها و لو لا أني أفضحكم لأسلمت ثم بعث محمد بن مسلمة إليهم يأمرهم بالرحيل و الجلاء عن ديارهم وأموالهم و أمره أن يؤجلهم في الجلاء ثلاث

ليال.

5- روى المجلسي عن الكازروني و غيره في شرح تلك القصة كانت غزوة بني النضير في ربيع الأول وكانت منازلهم بناحية الفرع و ما والاها بقرية يقال لها زهرة و إنهم لما نقضوا العهد و عاقدوا المشركين على حرب النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)خرج(صلی الله علیه وآله وسلم)يوم السبت وصلى في مسجد قباء و معه نفر من

أصحابه.

ثم أتى بني النضير فكلمهم أن يعينوه في دية رجلين كان قد آمنه-ا فقتلهما عمرو بن أمية و هو لا يعلم فقالوا نفعل و هموا بالغدر به فقال عمرو ابن الحجاش أنا أظهر على البيت فأطرح عليه صخرة فقال سلام بن مشكم لا تفعلوا فو الله ليخبرن بما هممتم فجاء جبرئيل فأخبره(صلی الله علیه وآله وسلم) .

فخرج راجعا إلى المدينة ثم دعا عليا و قال لا تبرح من مكانك فمن خرج عليك من أصحابي فسألك عني فقل توجه إلى المدينة ففعل ذلك ثم لحقوا به فبعث النبي (صلی الله علیه وآله وسلم)محمد بن مسلمة إليهم و أمرهم بالجلاء.

ص: 426

و قال لا تساكنوني و قد هممتم بما هممتم به و قد أجلتكم عشرا فأرسل إليهم ابن أبي لا تخرجوا فإن معي ألفين من قومي و غيرهم يدخلون حصونكم فيموتون من آخرهم و يمدكم قريظة و حلفاؤهم من غطفان فطمع حيي فيما قال ابن أبي.

فخرج إليهم النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)فصلى العصر بفناء لال فصلى العصر بفناء بني النضير و علي(عليه السلام) يحمل رأيته واستخلف على المدينة ابن أم مكتوم فلما رأوا رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)قاموا على حصونهم معهم النبل والحجارة فاعتزلتهم قريظة و خفرهم ابن أبي فحاصرهم رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)و قطع نخلهم و كانت النخلة من نخيلهم ثمن وصيف و أحب إليهم من وصيف وقيل قطعوا نخلة و أحرقوا نخلة و قيل كان جميع ما قطعوا وأحرقوا ست نخلات.

فقالوا نحن نخرج من بلادك فأجلاهم عن المدينة و ولي إخراجهم محمد بن مسلمة وحملوا النساء و الصبيان و تحملوا على ستمائة بعير و قال لهم رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)اخرجوا و لكم دماؤكم و ما حملت الإبل إلا الحلقة و هي السلاح فقبض رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)الأموال و الحلقة.

فوجد من الحلقة خمسين درعا و خمسين بيضة و ثلاثمائة و أربعين سيفا و كانت غنائم بني النضير صفيا لرسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) الخالصة لم يخمسها و لم يسهم منها لأحد و قد أعطى ناسا منها و روي أنه حاصرهم إحدى و عشرين ليلة.

6- قال الطبري: حدثني محمد بن سعد قال حدثني أبي قال حدثني عمي قال حدثني أبي عن أبيه عن ابن عباس قال حاصرهم رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)يعني بني النضير خمسة عشر يوما حتى بلغ منهم كل مبلغ فأعطوه ما أراد منهم فصالحهم على أن يحقن لهم دماءهم وأن يخرجهم من

ص: 427

أرضهم وأوطانهم ويسيرهم إلى أذرعات الشأم وجعل لكل ثلاثة منهم بعيرا وسقاء.

7- عنه حدثنا ابن عبد الأعلى قال حدثنا محمد بن ثور عن معمر عن الزهري قال قاتلهم النبي

(صلی الله علیه وآله وسلم)حتى صالحهم على الجلاء فأجلاهم إلى الشأم على أن لهما ما أقلت الإبل من شيء إلا الحلقة والحلقة السلاح.

8 -عنه عن ابن إسحاق، قال: وقد كان رهط من بني عوف بن الخزرج منهم عبدالله بن أبي بن سلول ووديعة ومالك بن أبي قوقل وسويد وداعس قد بعثوا إلى بني النضير أن اثبتوا وتمنعوا فإنا لن نسلمكم وإن قوتلتم قاتلنا معكم وإن أخرجتم خرجنا معكم تربصوا فلم يفعلوا وقذف الله في قلوبهم الرعب.

فسألوا رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)أن يجليهم ويكف عن دمائهم على أن لهم ما حملت الإبل من أموالهم إلا الحلقة ففعل فاحتملوا من أموالهم ما استقلت به الإبل فكان الرجل منهم يهدم بيته عن نجاف بابه فيضعه على ظهر بعيره فينطلق به فخرجوا إلى خيبر ومنهم من سار إلى الشام فكان أشرافهم ممن سار منهم إلى خيبر سلام بن أبي الحقيق وكنانة ابن الربيع بن أبي الحقيق وحيي بن أخطب فلما نزلوها دان لهم أهلها.

9 - عنه حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن عبدالله بن أبي بكر أنه حدث أنهم استقلوا بالنساء والأبناء والأموال معهم الدفوف والمزامير والقيان يعزفن خلفهم وأن فيهم يومئذ لأم عمرو صاحبة عروة بن الورد العبسي التي ابتاعوا منه.

و كانت إحدى نساء بني غفار بزهاء وفخر ما رئي مثله من حي من الناس في زمانهم وخلوا الأموال لرسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) فكانت الرسول

ص: 428

الله(صلی الله علیه وآله وسلم) خاصة يضعها حيث يشاء.

فقسمها رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)على المهاجرين الأولين دون الأنصار إلا أن سهل بن حنيف وأبا دجانة سماك بن خرشة ذكرا فقرأ فأعطاهما رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) ولم يسلم من بني النضير إلا رجلان يامين بن عمير بن كعب ابن عم عمرو بن جحاش وأبو سعد بن وهب أسلما على أموالهما فأحرزاها.

10 -عنه قال أبو جعفر واستخلف رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)إذ خرج لحرب بني النضير فيما قيل ابن أم مكتوم وكانت رايته يومئذ مع علي بن أبي طالب اللا

11 - قال ابن الاثير : خرج النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) ، إلى خرج لحرب بني النضير يستعينهم فيها و معه جماعة من أصحابه فيهم أبو بكر و عمر و علي، فقالوا: نعم نعينك على ما أحببت، ثمّ خلا بعضهم ببعض و تآمروا على قتله، و هو جالس إلى جنب جدار.

فقالوا: من يعلوا هذا البيت فيلقي عليه صخرة فيقتله و يريحنا منه؟ فانتدب له عمرو بن جحاش ، فنهاهم عن ذلك سلام بن مشکم و قال: هو يعلم، فلم يقبلوا منه، وصعد عمرو بن جحاش، فأتى الخير من السماء إلى رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) بما عزموا.

فقام و قال لأصحابه لا تبرحوا حتى آتيكم، وخرج راجعاً إلى المدينة، فلما أبطأ قام أصحابه في طلبه، فأخبرهم الخبر و أمر المسلمين بحربهم، و نزل بهم، فتحصنوا منه فى الحصون فقطع النخل و أحرق و أرسل إليهم عبد الله بن أبى و جماعة معه أن اثبتوا وتمنعوا فإنا لن نسلمكم و إن قوتلتم قاتلنا معكم و إن خرجتم خرجنا معكم، وقذف الله في قلوبهم الرعب.

ص: 429

فسألوا النبي (صلی الله علیه وآله وسلم)، أن يجليهم و يكفّ عن دمائهم على أن لهم ما حملت الإبل من الأموال إلا السلاح، فأجابهم إلى ذلك، فخرجوا إلى خيبر و منهم من سار إلى الشام، فكان ممن سار إلى خيبر كنانة بن الربيع و حيي ابن أخطب و كان فيهم يومئذ أمّ عروة بن الورد التي ابتاعوا منه، و كانت غفارية.

فكانت اموال النضير لرسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)و حده يضعها حيث شاء، فقسمها على المهاجرين الاولين دون الأنصار ، إلّا أنّ سهل بن حنيف و أبا دجانة ذكرا فقراً فأعطاهما. و لم يسلم من بني النضير إلا يامين بن عمير بن كعب، و هو ابن عم عمرو بن جحاش و أبو سعيد بن وهب و أخروا أموالهما.

و استخلف على المدينة ابن أم مكتوم، و كانت رايته مع علي بن أبي طالب(عليه السلام).

المنابع:

(1) تفسير القمي: 358/2، (2) الارشاد: 42، (3) اعلام الوری 97، (4) بحار الانوار: 164/20 - 168،

(5) تاريخ الطبري: 553/2 ، (6) كامل التواريخ : 173/2.

ص: 430

9- غزوة الخندق

1- قال المفيد: كانت غزاة الأحزاب بعد بني النضير. و ذلك أن جماعة من اليهود منهم سلام بن أبي الحقيق النضيري و حيي بن أخطب و كنانة بن الربيع و هوذة بن قيس الوالبي و أبو عمارة الوالبي في نفر من بني والبة خرجوا حتى قدموا مكة.

فصاروا إلى أبي سفيان صخر بن حرب لعلمهم بعداوته لرسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)و تسرعه إلى قتاله فذكروا له ما نالهم منه وسألوه المعونة لهم على قتاله فقال لهم أبو سفيان أنا لكم حيث تحبون فاخرجوا إلى قريش فادعوهم إلى حربه و اضمنوا النصرة لهم و الثبوت معهم حتى تستأصلوه.

فطافوا على وجوه قريش و دعوهم إلى حرب النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)و قالوا لهم أيدينا مع أيديكم ونحن معكم حتى تستأصلوه فقالت قريش يا معشر اليهود أنتم أهل الكتاب الأول و العلم السابق و قد عرفتم الدين الذي جاء به محمد و ما نحن عليه من الدين فديننا خير من دينه أم هو أولى بالحق من.

فقالوا لهم بل دينكم خير من دينه فنشطت قريش لما دعوهم إليه من حرب رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) . و جاءهم أبو سفيان فقال لهم قد مكنكم الله من

ص: 431

عدوكم و هذه يهود تقاتله معكم و لن نفك عنكم حتى يؤتى على جميعها أو تستأصله و من اتبعه فقويت عزائهم إذ ذاك في حرب النبي(صلی الله علیه وآله وسلم).

ثم خرج اليهود حتى أتوا غطفان و قيس عيلان فدعوهم إلى حرب رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)و ضمنوا لهم النصرة و المعونة و أخبروهم باتباع قريش لهم على ذلك و اجتمعوا معهم و خرجت قریش و قائدها إذ ذاك أبو سفيان صخر بن حرب و خرجت غطفان وقائدها عيينة بن حصن في بني فزارة و الحارث بن عوف في بني مرة و وبرة بن طريف في قومه من أشجع و اجتمعت قريش معهم.

فلما سمع رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)باجتماع الأحزاب عليه وقوة عزيمتهم في حربه استشار أصحابه فأجمع رأيهم على المقام بالمدينة و حرب القوم إن جاءوا إليهم على أنقابها فأشار سلمان الفارسي رحمه الله على رسول الله بالخندق فأمر بحفره و عمل فيه بنفسه و عمل فيه المسلمون.

و أقبلت الأحزاب إلى رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)فهال المسلمين أمرهم و ارتاعوا من كثرتهم وجمعهم فنزلوا ناحية من الخندق و أقاموا بمكانهم بضعا وعشرين ليلة ثم لم يكن بينهم حرب إلا الرمي بالنبل و الحصار. فلما رأى رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)ضعف قلوب أكثر المسلمين من حصارهم لهم و وهنهم في حربهم.

بعث إلى عيينة بن حصن و الحارث بن عوف و هما قائدا غطفان يدعوهم إلى صلحه و الكف عنه و الرجوع بقومهما عن حربه على أن يعطيهم ثلث ثمار المدينة. واستشار سعد بن معاذ و سعد بن عبادة فيما بعث به إلى عيينة و الحارث.

فقالا يا رسول الله إن كان هذا الأمر لا بد لنا من العمل به لأن الله

ص: 432

أمرك فيه بما صنعت و الوحي جاءك به فافعل ما بدا لك و إن كنت تحب أن تصنعه لنا كان لنا فيه رأي. فقال(عليه السلام) لم يأتني وحي به و لكني رأيت العرب قد رمتكم عن قوس واحدة وجاءوكم من كل جانب فأردت أن أكسر عنكم من شوكتهم إلى أمر ما.

فقال سعد بن معاذ قد كنا نحن و هؤلاء القوم على الشرك بالله و عبادة الأوثان لا نعبد الله ولا نعرفه و نحن لا نطعمهم من ثمرنا إلا قرى أو بيعا و الآن حين أكرمنا الله بالإسلام وهدانا له و أعزنا بك نعطيهم أموالنا ما لنا إلى هذا من حاجة و الله لا نعطيهم إلا السيف حتى يحكم الله بيننا و بينهم.

فقال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) الآن قد عرفت ما عندكم فكونوا على ما أنتم عليه فإن الله تعالى لن يخذل نبيه و لن يسلمه حتى ينجز له ما وعده. ثم قام رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) فى المسلمين يدعوهم إلى جهاد العدو و يشجعهم و يعدهم النصر و انتدبت فوارس من قريش للبراز منهم عمرو بن عبد ود ابن أبي قيس بن عامر بن لؤي بن غالب و عكرمة بن أبي جهل و هبيرة ابن أبي وهب المخزوميان و ضرار بن الخطاب و مرداس الفهري فلبسوا للقتال.

ثم خرجوا على خيلهم حتى مروا بمنازل بني كنانة فقالوا تهيئوا يا بني كنانة للحرب ثم أقبلوا تعنق بهم خيلهم حتى وقفوا على الخندق. فلما تأملوه قالوا و الله إن هذه مكيدة ما كانت العرب تكيدها.

ثم تيمموا مكانا من الخندق فيه ضيق فضربوا خيلهم فاقتحمته وجاءت بهم في السبخة بين الخندق و سلع و خرج أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) في نفر معه من المسلمين حتى أخذوا عليهم الثغرة التي اقتحموها.

ص: 433

فتقدم عمرو بن عبد ود الجماعة الذين خرجوا معه و قد أعلم ليرى مكانه. فلما رأى المسلمين وقف هو و الخيل التي معه و قال هل من مبارز فبرز إليه أمير المؤمنين(عليه السلام)فقال له عمر و ارجع يا ابن أخ فما أحب أن أقتلك. فقال له أمير المؤمنين(عليه السلام)قد كنت يا عمرو عاهدت الله أن لا يدعوك رجل من قريش إلى إحدى خصلتين إلا اخترتها منه.

قال أجل فما ذاك. قال فإني أدعوك إلى الله و رسوله و الإسلام قال لا حاجة لي بذلك. قال فإني أدعوك إلى النزال. فقال ارجع فقد كان بيني و بين أبيك خلة و ما أحب أن أقتلك.

فقال له أمير المؤمنين(عليه السلام)لكنني و الله أحب أن أقتلك ما دمت آبيا للحق. فحمي عمرو عند ذلك وقال أتقتلني و نزل عن فرسه فعقره و ضرب وجهه حتى نفر و أقبل على علي(عليه السلام)مصلتا سيفه و بدرة بالسيف.

فنشب سيفه في ترس علي وضربه أمير المؤمنين(عليه السلام)ضربة فقتله. فلما رأى عكرمة بن أبي جهل و هبيرة وضرار عمرا صريعا ولوا بخيلهم منهزمين حتى اقتحمت الخندق لا تلوي على شيء و انصرف أمير المؤمنين(عليه السلام)إلى مقامه الأول وقد كادت نفوس القوم الذين خرجوا معه إلى الخندق تطير جزعا و هو يقول:

نصر الحجارة من سفاهة رأيه*** و نصرت رب محمد بصواب

فضربته و تركته متجدلا*** كالجذع بين دكادك و روابي

و عففت عن أثوابه و لو أنني*** كنت المقطر بزني أثوابي

لا تحسبن الله خاذل دينه*** و نبيه يا معشر الأحزاب

2- عنه قد روى محمد بن عمر الواقدي قال حدثني عبدالله بن جعفر عن ابن أبي عون عن الزهري قال جاء عمرو بن عبدود و عكرمة

ص: 434

بن أبي جهل و هبيرة بن أبي وهب و نوفل بن عبد الله بن المغيرة و ضرار بن الخطاب فى يوم الأحزاب إلى الخندق فجعلوا يطوفون به يطلبون مضيقا منه فيعبرون .

حتى انتهوا إلى مكان أكرهوا خيولهم فيه فعبرت و جعلوا يجولون بخيلهم فيما بين الخندق و سلع و المسلمون وقوف لا يقدم واحد منهم عليهم و جعل عمرو بن عبد ود يدعو إلى البراز و يعرض بالمسلمين ويقول:

و لقد بححت من النداء*** بجمعهم هل من مبارز

في كل ذلك يقوم علي بن أبي طالب(عليه السلام)من بينهم ليبارزه فيأمره رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) بالجلوس انتظارا منه ليتحرك غيره و المسلمون كأن على رءوسهم الطير لمكان عمرو بن عبدود و الخوف منه و ممن معه و وراءه. فلما طال نداء عمرو بالبراز و تتابع قيام أمير المؤمنين(عليه السلام)قال له رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) ادن مني يا علي.

فدنا منه فنزع عمامته من رأسه و عممه بها و أعطاه سيفه و قال له امض لشأنك. ثم قال: اللهم أعنه فسعى نحو عمرو و معه جابر بن عبدالله الأنصاري رحمه الله لينظر ما يكون منه و من عمرو فلما انتهى أمير المؤمنين(عليه السلام)إليه قال له يا عمرو إنك كنت فى الجاهلية تقول لا يدعوني أحد إلى ثلاث إلا قبلتها أو واحدة منها. قال أجل.

قال فإني أدعوك إلى شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله و أن تسلم لرب العالمين. قال يا ابن أخ أخر هذه عني. فقال له أمير المؤمنين(عليه السلام)أما إنها خير لك لو أخذتها. ثم قال فهاهنا أخرى. قال ما هي. قال ترجع من حيث جئت. قال لا تحدث نساء قريش بهذا أبدا. قال فهاهنا أخرى. قال ما هي. قال تنزل فتقاتلني.

ص: 435

فضحك عمرو و قال إن هذه الخصلة ما كنت أظن أن أحدا من العرب يرومني عليها و إني لأكره أن أقتل الرجل الكريم مثلك و قد كان أبوك لي نديما. قال علي(عليه السلام)لكنني أحب أن أقتلك فانزل إن شئت. فأسف عمرو و نزل و ضرب وجه فرسه حتى رجع.

فقال جابر رحمه الله فثارت بينهما قترة فما رأيتهما و سمعت التكبير تحتها فعلمت أن عليا(عليه السلام) قد قتله و انكشف أصحابه حتى طفرت خيولهم الخندق وتبادر المسلمون حين سمعوا التكبير ينظرون ما صنع القوم فوجدوا نوفل بن عبد الله في جوف الخندق لم ينهض به فرسه فجعلوا يرمونه بالحجارة.

فقال لهم قتلة أجمل من هذه ينزل بعضكم أقاتله فنزل إليه أمير المؤمنين(عليه السلام) فضربه حتى قتله و لحق هبيرة فأعجزه فضرب قربوس سرجه و سقطت درع كانت عليه وفر عكرمة وهرب ضرار بن الخطاب. فقال جابر فما شبهت قتل علي عمرا إلا بما قص الله تعالى من قصة داود و جالوت حيث يقول «فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ».

3-عنه قد روى قيس بن الربيع قال حدثنا أبو هارون العبدي عن ربيعة السعدي قال أتيت حذيفة بن اليمان فقلت له يا با عبد الله إننا لنتحدث عن علي(عليه السلام)و مناقبه فيقول لنا أهل البصرة إنكم تفرطون في علي فهل أنت محدثي بحديث فيه. فقال حذيفة يا ربيعة و ما تسألني عن علي(عليه السلام)ا.

و الذي نفسي بيده لو وضع جميع أعمال أصحاب محمد في كفة الميزان منذ بعث الله محمدا إلى يوم القيامة و وضع عمل علي في الكفة الأخرى لرجح عمل علي على جميع أعمالهم. فقال ربيعة هذا الذي لا يقام له و لا يقعد. فقال حذيفة يا لكع و كيف لا يحمل و أين كان أبو بكر و عمر و

ص: 436

حذيفة و جميع أصحاب محمد يوم عمرو بن عبد ود و قد دعا إلى المبارزة.

فأحجم الناس كلهم ما خلا عليا(عليه السلام)فإنه برز إليه فقتله الله على يديه و الذي نفس حذيفة بيده لعمله ذلك اليوم أعظم أجرا من أعمال أصحاب محمد إلى يوم القيامة.

4 - عنه قد روى هشام بن محمد عن معروف بن خربوذ قال قال علي يوم الخندق.

أ علي تقتحم الفوارس*** عني وعنها خبروا أصحابي

اليوم تمنعني الفرار حفيظتي*** و مصمم في الرأس ليس بنابي

أرديت عمرا انطغى بمهند*** صافي الحديد مجرب قضاب

فصددت حين تركته متجدلا ***كالجذع بين دكادك وروابي

و عففت عن أثوابه و لو أنني*** كنت المقطر بزني أثوابي

5- عنه روى يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق قال لما قتل علي ابن أبي طالب(عليه السلام) عمرا أقبل نحو رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)و وجهه يتهلل فقال له ابن الخطاب هلا سلبته يا علي درعه فإنه ليس تكون للعرب درع مثلها فقال أمير المؤمنين(عليه السلام)إني استحيت أن أكشف عن سوأة ابن عمي.

6- عنه روى عمرو بن الأزهر عن عمرو بن عبيد عن الحسن أن عليا(عليه السلام) لما قتل عمرو بن عبد ود احتز رأسه و حمله فألقاه بين يدي رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)فقام أبو بكر و عمر فقبلا رأس علي(عليه السلام).

7- عنه روى علي بن الحكيم الأودي قال سمعت أبا بكر بن عياش يقول لقد ضرب علي(عليه السلام) ضربة ما كان في الإسلام ضربة أعز منها يعني ضربة عمرو بن عبدود و لقد ضرب علي ضربة ما كان في الإسلام أشأم منها يعني ضربة ابن ملجم لعنه الله. و في الأحزاب أنزل الله عز و جل.

ص: 437

«إِذْ جَاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَ مِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَ بَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَ تَظُنُّونَ بِاللهِ الظُّنُونَا هُنَالِكَ ابْتُلِيَ المُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً» إلى قوله.

«وَ كَفَی اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللهُ قَوِيًّا عَزِيزا». فتوجه العتب إليهم و التوبيخ و التقريع و العتاب و لم ينج من ذلك أحد باتفاق إلا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب الا إذ كان الفتح له و على يديه و كان قتله عمرا و نوفل بن عبد الله سبب هزيمة المشركين.

و قال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) بعد قتله هؤلاء النفر الآن نغزوهم و لا يغزونا.

8-عنه قد روى يوسف بن كليب عن سفيان عن زبيد عن مرة و غيره عن عبد الله بن مسعود أنه كان يقرأ و كفى الله المؤمنين القتال بعلي و كان الله قويا عزيزا و في قتل عمرو يقول حسان:

أمسى الفتى عمرو بن عبد يبتغي*** بجنوب يثرب غارة لم تنظر

و لقد وجدت سيوفنا مشهورة*** ولقد وجدت جيادنا لم تقصر

و لقد رأيت غداة بدر عصبة*** ضربوك ضربا غير ضرب المحسر

أصبحت لا تدعى ليوم عظيمة*** يا عمرو أو الجسيم أمر منكر

و يقال أنه لما بلغ شعر حسان بني عامر أجابه فتى منهم فقال يرد عليه في افتخاره بالأنصار.

كذبتم و بيت الله لم تقتلوننا*** و لكن بسيف الهاشميين فافخروا

بسيف ابن عبد الله أحمد في الوغى*** بكف علي نلتم ذاك فاقصروا

و لم تقتلوا عمرو بن عبد ببأسكم*** و لكنه الكفو الهزبر الغضنفر

ص: 438

علي الذي في الفخر طال بناؤه*** ولا تكثروا الدعوى علينا فتفخروا

ببدر خرجتم للبراز فردكم ***شيوخ قريش جهرة و تأخروا

فلما أتاهم حمزة وعبيدة ***وجاء علي بالمهند يخطر

فقالوا نعم أكفاء صدق فأقبلوا*** إليهم سراعا إذ بغوا و تجبروا

فجال علي جولة هاشمية*** فدمرهم لما عتوا و تكبروا

فليس لكم فخر علينا بغيرنا***وليس لكم فخر يعد و يذكر

9- عنه قد روى أحمد بن عبد العزيز قال حدثنا سليمان بن أيوب عن أبي الحسن المدائني قال لما قتل علي بن أبي طالب(عليه السلام) عمرو بن عبد ود نعي إلى أخته فقالت من ذا الذي اجترأ عليه فقالوا ابن أبي طالب فقالت لم يعد موته الا على يد كفو كريم لا رقأت دمعتى إن هرقتها عليه قتل الأبطال و بارز الأقران و كانت منيته على يد كفو كريم من قومه ما سمعت بافخر من هذا يا بني عامر ثم أنشأت تقول:

لو كان قاتل عمر و غير قاتله*** لكنت أبكي عليه آخر الأبد

لكن قاتل عمر لا يعاب به*** من كان يدعى قديما بيضة البلد

و قالت أيضا في قتل أخيها و ذكر علي بن أبي طالب(عليه السلام):

أسدان في ضيق المكر تصاولا*** وكلاهما كفو كريم باسل

فتخالسا مهج النفوس كلاهما ***وسط المذار مخاتل و مقاتل

و كلاهما حضر القراع حفيظة*** لم يثنه عن ذاك شغل شاغل

فاذهب علي فما ظفرت بمثله*** قول سديد ليس فيه تحامل

فالثأر عندي يا علي فليتني*** أدركته و العقل مني كامل

ذلت قريش بعد مقتل فارس*** فالذل مهلكها و خزي شامل

ثم قالت والله لا ثأرت قريش بأخي ما حنت النيب.

ص: 439

10 - قال الطبرسي و من مقاماته المشهورة في غزوة الأحزاب قتل عمرو بن عبد ود فروى ربيعة السعدي قال أتيت حذيفة بن اليمان فقلت يا أبا عبد الله إنا لنتحدث عن علي(عليه السلام) و مناقبه فيقول لنا أهل البصرة إنكم تفرطون في علي(عليه السلام) فهل أنت محدثي بحديث فيه فقال حذيفة يا ربيعة و الذي بعث محمدا(صلی الله علیه وآله وسلم)لو وضع جميع أعمال أصحاب محمد في كفة الميزان منذ بعث الله محمد(صلی الله علیه وآله وسلم) إلى يوم القيامة و وضع عمل علي في الكفة الأخرى لرجح عمل علي(عليه السلام)على جميع أعمالهم.

فقال ربيعة هذا الذي لا يقام له و لا يقعد فقال حذيفة وكيف لا يحمل و أين كان أبو بكر و عمر و حذيفة و جميع أصحاب محمد(صلی الله علیه وآله وسلم)عمرو بن عبدود و قد دعا إلى المبارزة فأحجم الناس كلهم ما خلا علي فإنه برز إليه فقتله الله على يده و الذي نفس حذيفة بيده لعمله ذلك اليوم أعظم أجرا من عمل جميع أصحاب محمد إلى يوم القيامة.

11 - عنه روى الواقدي قال حدثنا عبد الله بن جعفر عن أبي عون عن الزهري قال جاء عمرو بن عبدود و عكرمة بن أبي جهل و هبيرة بن أبي وهب و نوفل بن عبد الله بن المغيرة و ضرار بن الخطاب الفهري في يوم الأحزاب إلى الخندق.

فجعلوا يطيفون به يطلبون مضيقا منه ليعبروا فانتهوا إلى مكان أكرهوا خيولهم فيه فعبرت و جعلوا يجولون بخيلهم فيما بين الخندق و سلع و المسلمون وقوف لا يقدم أحد منهم عليهم و جعل عمرو بن عبدود يدعو إلى البراز و يقول:

و لقد بححت من النداء*** بجمعهم هل من مبارز

في كل ذلك يقوم علي بن أبي طالب(عليه السلام)من بينهم ليبارزه فيأمره

ص: 440

رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)بالجلوس انتظارا منه ليتحرك غيره و المسلمون كان على رءوسهم الطير لمكان عمرو بن عبدود و من معه و وراءه و كان عمرو فارس قریش و كان يعد بألف فارس.

فلما طال نداء عمرو بالبراز و تتابع قيام علي(عليه السلام)قال له رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) : ادن مني فدنا منه فرفع عمامته عن رأسه و عممه بها و أعطاه سيفه ذا الفقار و قال له امض لشأنك ثم قال:

اللهم أعنه فسعى نحو عمرو و معه جابر بن عبد الله لينظر ما يكون منه و من عمرو و لما توجه إليه قال النبي خرج الإيمان سائره إلى الكفر سائره فلما انتهى إليه قال يا عمرو إنك كنت في الجاهلية تقول لا يدعوني أحد إلى ثلاث إلا قبلتها أو واحدة منها قال أجل.

قال: فإني أدعوك إلى شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله أن تسلم لرب العالمين قال: يا ابن أخ أخرو هذه عنی فقال له علي أما إنها خير لك لو أخذتها ثم قال فهاهنا أخرى قال ما هی قال ترجع من حيث كنت قال لا تحدث نساء قريش بهذا أبدا قال فهاهنا أخرى قال ما هي قال تنزل فتقاتلني.

قال: فضحك عمرو و قال إن هذه الخصلة ما كنت أظن أن أحدا من العرب يرومني مثلها إني لأكره أن أقتل الرجل الكريم مثلك وقد كان أبوك لي نديما و قال علی(عليه السلام)لكني أحب أن أقتلك فانزل إن شئت فأسف ت فأسف عمرو و نزل فضرب وجه فرسه حتى نفر قال جابر بن عبد الله و ثارت بينهما غيرة فما رأيتهما و سمعت التكبير تحتها.

فعلمت أن عليا قد قتله و انكشف أصحابه حتى طفرت خيولهم الخندق و تبادر المسلمون حتى سمعوا التكبير ينظرون ما صنع القوم

ص: 441

فوجدوا نوفل بن عبد العزى جوف الخندق فجعلوا يرمونه بالحجارة فقال لهم قتلة أجمل من هذه ينزل إلى بعضكم أقاتله.

فنزل(عليه السلام)فضربه حتى قتله قال جابر فما شبهت قتل علي عمرا إلا بما قص الله تعالى من قصة داود و جالوت حيث قال «فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللهِ وَ قَتَلَ دَاوُدُ جالوت» و قال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) بعد قتله الآن نغزوهم و لا يغزوننا.

12- روی ابن شهر آشوب عن ابن مسعود و الصادق(عليه السلام)في قوله تعالى «وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ» بعلي بن أبي طالب و قتله عمرو بن عبد وَ ود و قد رواه أبو نعيم الأصفهاني في ما نزل من القرآن في أمير المؤمنين بالإسناد عن سفيان الثوري عن رجل عن مرة عن عبد الله.

13 - عنه قال جماعة من المفسرين في قوله تعالى «اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ أنها نزلت في علي يوم الأحزاب.

14 - عنه لما عرف النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)اجتماعهم حفر الخندق بمشورة سلمان و أمر بنزول الذراري و النساء في الآكام وكانت الأحزاب على الخمر و الغناء و المسلمون كان على رءوسهم الطير لمكان عمرو بن عبد ود العامري الملقب بعماد العرب وكان في مائة ناصية من الملوك و ألف مقرعة من الصعاليك و هو يعد بألف فارس.

فقيل في ذلك عمرو بن ود كان أول فارس جزع من المداد و كان فارس يليل سمى فارس يليل لأنه أقبل في ركب من قريش حتى إذا كان بيليل و هو واد عرضت لهم بنو بكر فقال لأصحابه امضوا فمضوا وقام في وجوه بني بكر حتى منعهم من أن يصلوا إليه.

كان الخندق المداد. قال و لما انتدب عمرو للبراز جعل يقول هل من مبارز و المسلمون

ص: 442

يتجاوزون عنه فركز رمحه على خيمة النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)و قال ابرز يا محمد فقال(صلی الله علیه وآله وسلم) من يقوم إلى مبارزته فله الإمامة بعدي فنكل الناس عنه قال حذيفة قال النبي (صلی الله علیه وآله وسلم) ادن مني يا علي فنزع عمامته السحاب من رأسه و عممه بها تسعة أكوار و أعطاه سيفه و قال امض لشأنك ثم قال اللهم أعنه و روي أنه لما قتل عمرو أنشد:

ضربته بالسيف فوق الهامة*** بضربة صارمة هدامة

أنا علي صاحب الصمصامة*** و صاحب الحوض لدى القيامة

أخو رسول الله ذي العلامة*** قد قال إذ عممني عامة

أنت الذي بعدي له الإمامة

15- عنه عن محمد بن إسحاق أنه لما ركز عمرو رمحه على خيمة النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) قال يا محمد ابرز.

في كل ذلك يقوم علي ليبارزه فيأمره النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) بالجلوس لمكان بكاء فاطمة عليه من جراحاته في يوم أحد و قولها ما أسرع أن يأتم الحسن و الحسين باقتحامه الهلكات فنزل جبرئيل عن الله تعالى أن يأمر عليا بمبارزته فقال النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)يا علي ادن مني و عممه بعمامته و أعطاه سيفه و قال امض لشأنك ثم قال اللهم أعنه فلما توجه إليه قال النبي خرج الإيمان سائره إلى الكفر سائره.

16 - عنه روي أن عمرا قال ما أكرمك قرنا.

17 - عنه عن الطبري و الثعلبي قال علي يا عمرو إنك كنت في الجاهلية تقول لا يدعوني أحد إلى ثلاثة إلا قبلتها أو واحدة منها قال أجل قال فإني أدعوك إلى شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله و أن تسلم لرب العالمين قال أخر عني هذه قال أما إنها خير لك لو أخذتها.

ص: 443

ثم قال ترجع من حيث جئت قال لا تحدث نساء قريش بهذا أبدا قال تنزل تقاتلني فضحك عمرو و قال ما كنت أظن أحدا من العرب يرومني عليها و إني لأكره أن أقتل الرجل الكريم مثلك و كان أبوك لي نديما قال لكني أحب أن أقتلك قال فتناوشا فضربه عمرو في الدرقة فقدها و أثبت فيه السيف و أصاب رأسه فشجه و ضربه على عاتقه فسقط.

18- عنه في رواية حذيفة ضربه على رجليه بالسيف من أسفل فوقع على قفاه قال جابر فثار بينهما فترة فما رأيتهما و سمعت التكبير تحتها و انكشف أصحابه حتى طفرت خيولهم الخندق وتبادر المسلمون يكبرون فوجدوه على فرسه برجل واحدة يحارب عليا(عليه السلام)و رمى رجله نحو علي فخاف من هيبتها رجلان و وقعا في الخندق.

19 - عنه قال الطبري و وجدوا نوفلا في الخندق فجعلوا يرمونه بالحجارة فقال لهم قتلة أجمل من هذه ينزل بعضكم لقتالي فنزل إليه علي فطعنه في ترقوته بالسيف حتى أخرجه من مراقه ثم جرح منية بن عثمان العبدري فانصرف و مات بمكة و روي و لحق هبيرة فأعجزه فضرب علي قربوس سرجه و سقط درعه و فر عكرمة وضرار. فأنشأ أمير المؤمنين(عليه السلام)يقول:

و كانوا على الإسلام ألبا ثلاثة*** وقد فر من تحت الثلاثة واحد

و فر أبو عمر و هبيرة لم يعد*** إلينا و ذو الحرب المجرب عائد

نهمتم سيوف الهند أن يقفوا لنا*** غداة التقينا و الرماح القواصد.

قال جابر شبهت قصته بقصة داود (عليه السلام)قوله تعالى «فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللهِ» الآية. قالوا فلما جز رأسه من قفاه بسؤال منه.

قال علي(عليه السلام) :

ص: 444

أعلي تقتحم الفوارس هكذا عني و عنهم خبروا أصحابي عبد الحجارة من سفاهة رأيه و عبدت رب محمد بصوابي اليوم تمنعني الفرار حفيظتي و مصمم في الهام ليس بناب أرديت عمرا إذ طغى بمهند صافي الحديد مجرب قصاب لا تحسبن الله خاذل دينه و نبيه يا معشر الأحزاب.

20 - عنه عن عمرو بن عبيد لما قدم علي برأس عمرو استقبله الصحابة فقبل أبو بكر رأسه وقال المهاجرون والأنصار رهين شكرك ما بقوا.

21 -عنه عن الواقدي و الخطيب و الخوارزمي عن عبد الرحمن السعدي بإسناده عن بهرم بن حكيم عن أبيه عن جده عن النبي (صلی الله علیه وآله وسلم)قال لمبارزة علي بن أبي طالب لعمرو بن عبد ود أفضل من عمل أمتي إلى يوم القيامة.

22 - عنه عن أبى بكر بن عياش لقد ضرب علي ضربة ما كان في الإسلام أعز منها وضرب ضربة ما كان فيه أشأم منها،و يقال إن ضربة ابن ملجم وقعت على ضربة عمرو.

23 - قال الاربلى: لما فرغ رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)من حفر الخندق أقبلت قريش بأحابيشها و أتباعها من كنانة و أهل تهامة في عشرة آلاف و أقبلت غطفان و من يتبعها من أهل نجد فنزلوا من فوق المسلمين و من أسفلهم كما قال الله تعالى إِذْ جَاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَ مِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ.

فخرج النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) بالمسلمين و هم ثلاثة آلاف و جعلوا الخندق بينهم و اتفق المشركون مع اليهود على رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)و قد ذكر الله هذه القصة في سورة الأحزاب و طمع المشركون بكثرتهم و موافقة اليهود لهم واشتد الأمر على المسلمين و ركب فوارس من قريش منهم عمرو بن عبد ود و كان من مشاهيرهم.

ص: 445

و عكرمة بن أبي جهل و تواعدوا القتال و أقبلوا تعنق بهم خيولهم حتى وقفوا على أضيق مكان في الخندق ثم ضربوا خيلهم فاقتحمته و جالت بهم خيلهم في السبخة بين المسلمين و الخندق فخرج علي بن أبي طالب(عليه السلام)و معه نفر من المسلمين و أخذوا عليهم المضيق الذي اقتحموه فقصدوه و كان عمرو بن عبد ود قد جعل لنفسه علامة ليعرف مكانه و تظهر شهامته و لما وقف و معه ولده حسل و أصحابه فقال من يبارز فقال علي(عليه السلام)أنا فقال له النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)إنه عمرو فسكت فقال عمرو هل من مبارز و جعل يؤنبهم ويقول أين جنتكم التي تزعمون أن من قتل منكم دخلها أفلا يبرز إلي رجل فقال علي أنا له يا رسول الله فقال له إنه عمرو فسكت ثم نادى عمرو فقال:

و لقد بححت من النداء بجمعكم هل من مبارز*** و وقفت إذ جبن المشجع موقف القرن المناجز

و كذاك أني لم أزل متسرعا قبل الهزاهز*** إن الشجاعة في الفتى و الجود من خير الغرائز

فقال علي(عليه السلام)أنا له يا رسول الله فقال النبي (صلی الله علیه وآله وسلم)إنه عمرو فقال و إن كان فأذن له فخرج إليه وقال (عليه السلام).

لا تعجلن فقد أتاك مجیب***صوتك غير عاجز

ذونية وبصيرة*** و الصدق منجى كل فائز

إني لأرجو أن أقيم عليك ***نائحة الجنائز

من ضربة نجلاء يبقى*** ذكرها عند الهزاهز

ثم قال له يا عمر و إنك قد عاهدت الله أن لا يدعوك رجل من قريش

إلى إحدى خلتين إلا أخذتها منه قال له أجل فقال له علي فإني أدعوك إلى

ص: 446

الله ورسوله و الإسلام قال لا حاجة لي بذلك فقال إني أدعوك إلى النزال قال لم يا ابن أخي فو الله إني ما أحب أن أقتلك فقال له علي(عليه السلام)و لكني و الله أحب أن أقتلك.

فحمی عمرو و نزل عن فرسه ثم جاول عليا ساعة فضربه علي(عليه السلام)ضربة فقتله بها وكر على ابنه حسل فقتله و خرجت خيلهم منهزمة و عظم على المشركين قتل عمرو و ابنه.

فقال علی(عليه السلام):

أعلي تفتخر الفوارس هكذا*** عني وعنهم خبروا أصحابي

اليوم يمنعني الفرار حفيظتي*** و مصمم في الرأس ليس بناب

إلى ابن ود حين شد ألية*** وحلفت فاستمعوا إلى الكذاب

أن لا أصد و لا يولى فالتقى*** رجلان يضطربان كل ضراب

نصر الحجارة من سفاهة رأيه*** و نصرت رب محمد بصواب

فغدوت حين تركته متجدلا*** كالجذع بين دكادك وروابي

و عففت عن أثوابه و لو أنني*** كنت المجدل بزني أثوابي

لا تحسبن الله خاذل دینه*** و نبيه يا معشر الأحزاب

24- عنه قال: كان عكرمة بن أبي جهل معهما فلما قتلا ألق رمحه و

انهزم من علي(عليه السلام) ثم بعد أن قتل عمرو أرسل الله على قريش الريح و على غطفان و اضطربوا و اختلفوا هم و اليهود فولوا راجعين فردهم الله بغيظهم لم ينالوا خيرا فكان هذا الفتح بإقدام علي(عليه السلام)و ثباته و قتل هذه الطاغية و ابنه بمنازلته و ثباته.

حتى ولى الجمع الكثيف المتزاحم و انجلى ذاك القتام المتراكم و تفرق المشركون عباديد بعد الالتيام متبددين بعد الانتظام و إذا أردت أن تعرف

ص: 447

مكان منازلة علي لعمرو و محل عمرو من النجدة و البسالة فانظر إلى منع النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) عليا(عليه السلام)من مبارزته حتى أذن له في الثالثة و حسن طاعة علي(عليه السلام)و سكوته مرة بعد مرة مع شدة حرصه على الجهاد.

و معرفته بما أعده الله فيه من الأجر و ميله إلى الذب عن رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)و قوة باعثه على الشجاعة التي ينطوي عليها و في بعض هذه الدواعي ما تحف له حصاة الحليم و تدخل به الشبهة على الحكيم و لكنه(صلی الله علیه وآله وسلم)الجبل الراسخ و الطود الشامخ الذي لا تزعزعه العواصف و لا تقلقله الرواجف و هو واقف عند أمر رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) عنه يصدر و عنه یرد و به یأخذ و عليه يعتمد.

ثم لما ذهب أبو سفيان بقريش خابيا و رجع إلى وجاره بجمعه هاربا قصد رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)بني قريظة لموافقتهم الأحزاب و مظاهرتهم قريش و أولئك الأوشاب و سلم رايته إلى علي(عليه السلام)و تبعه الناس و جاء رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)و فتح الله حصونهم و أزال مصونهم و أباحه أبكارهم و عونهم و أنزلهم الله كما قص من صياصيهم و مكنه من دانيهم و قاصيهم.

و قذف الرعب في قلوبهم مطيعهم و عاصيهم و عمهم القتل و الإسار و استولى عليهم في الدنيا القتل والأسر و لهم فى الأخرى النار و أورث الله المؤمنين أرضهم و ديارهم و أطفأ نور الإسلام نارهم و أقرهم على الجزية و سلب قرارهم.

25 - في البحار و ذكر ابن إسحاق أن عمرو بن عبد ود كان ينادي من يبارز فقام علي(عليه السلام)و هو مقنع في الحديد فقال أنا له يا نبي الله فقال إنه عمرو اجلس و نادى عمرو ألا رجل و يؤنبهم و يسبهم و يقول أين جنتكم التي تزعمون أن من قتل منكم دخلها فقام علي(عليه السلام)فقال أنا له يا

ص: 448

رسول الله ثم نادى الثالثة فقال:

و لقد بححت من النداء*** يجمعكم هل من مبارز

و وقفت إذ جبن المشجع*** موقف القرن المناجز

إن السماحة والشجا*** عة في الفتى من خير الغرائز

فقام علي(عليه السلام)فقال : يا رسول الله أنا فقال: إنه عمرو فقال: و إن كان عمرا فاستأذن رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) فأذن له.

26 - عنه فيما رواه لنا السيد أبو محمد الحسيني القائني عن الحاكم أبي القاسم الحسكاني بالإسناد عن عمرو بن ثابت عن أبيه عن جده عن حذيفة قال فألبسه رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) درعه ذات الفضول و أعطاه سيفه ذا الفقار و عممه السحاب على رأسه تسعة أكوار ثم قال له تقدم فقال لما ولى اللهم احفظه من بين يديه و من خلفه و عن يمينه و عن شماله و من فوق رأسه و من تحت قدميه. قال ابن إسحاق فمشى إليه و هو يقول:.

لا تعجلن فقد أتاك*** مجيب صوتك غير عاجز

ذو نية وبصيرة ***و الصدق منجي كل فائز

إني لأرجو أن أقيم ***عليك نائحة الجنائز

من ضربة نجلاء يبقى*** ذكرها عند الهزاهز

قال له عمرو من أنت قال أنا علي قال ابن عبد مناف فقال أنا علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف فقال غيرك يا ابن أخي من أعمامك من هو أسن منك فإني أكره أن أهريق دمك فقال لكني و الله ما أكره أن أهريق دمك فغضب و نزل و سل سيفه كأنه شعلة نار ثم أقبل نحو علي مغضبا فاستقبله علي بدرقته فضربه عمرو في الدرقة فقدها و أثبت فيها السيف و أصاب رأسه فشجه و ضربه علي على حبل العاتق فسقط.

ص: 449

27 - عنه نه في رواية حذيفة و تسيف علي رجليه بالسيف من أسفل فوقع على قفاه و ثارت بينهما عجاجة فسمع علي يكبر فقال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) قتله و الذي نفسي بيده فكان أول من ابتدر العجاج عمر بن الخطاب فإذا علي(عليه السلام)يمسح سيفه بدرع عمرو فكر عمر بن الخطاب و قال يا رسول الله قتله فجز علي رأسه و أقبل نحو رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) و وجهه يتهلل فقال عمر بن الخطاب هلا استلبته درعه فإنه ليس للعرب درع خيرا منها فقال ضربته فاتقاني بسواته فاستحييت من ابن عمي ان استلبه.

28 -عنه قال حذيفة: فقال النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)أبشر يا علي فلو وزن اليوم عملك بعمل أمة محمد لرجح عملك بعملهم وذلك أنه لم يبق بيت من بيوت المشركين إلا وقد دخله وهن بقتل عمرو و لم يبق بيت من بيوت المسلمين إلا وقد دخله عز بقتل عمرو.

29 -عنه عن الحاكم أبي القاسم أيضا بالإسناد عن سفيان الثوري عن زبيد الشامي عن مرة عن عبد الله بن مسعود قال كان يقرأ و كفى الله المؤمنين القتال بعلي. و خرج أصحابه منهزمين حتى طفرت خيولهم الخندق تبادر المسلمون فوجدوا نوفل بن عبد العزى جوف الخندق فجعلوا يرمونه بالحجارة فقال لهم قتلة أجمل من هذه ينزل بعضكم أقاتله فقتله الزبير بن العوام.

30 -عنه ذكر ابن إسحاق أن عليا طعنه في ترقوته حتى أخرجها من مراقه فمات في الخندق و بعث المشركون إلى رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) يشترون جيفته بعشرة آلاف فقال النبي (صلی الله علیه وآله وسلم)هو لكم لا نأكل ثمن الموتى. و ذكر علي(عليه السلام)أبياتا منها:

نصر الحجارة من سفاهة رأيه*** و نصرت رب محمد بصواب

ص: 450

فضربته و تركته متجدلا*** كا الجذع بين دكادك وروابي

و عففت عن أثوابه و لو أنني*** كنت المقطر بزني أثوابي

31- عنه روى عمرو بن عبيد عن الحسن البصري قال إن عليا(عليه السلام)لما قتل عمرو بن عبد ود حمل رأسه فألقاه بين يدي رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)فقام أبو بكر و عمر فقبلا رأس علي(عليه السلام).

32- عنه روي عن أبي بكر بن عياش أنه قال ضرب علي ضربة ما كان في الإسلام أعز منها يعني ضربة عمرو بن عبد ود و ضرب علي ضربة ما كان في الإسلام أشأم منها يعني ضربة ابن ملجم عليه لعائن الله.

33- عنه أقبلت قريش فلما نظروا إلى الخندق قالوا هذه مكيدة ما كانت العرب تعرفها قبل ذلك فقيل لهم هذا من تدبير الفارسي الذي معه فوافي عمرو بن عبدود و هبيرة بن وهب و ضرار بن الخطاب إلى الخندق و كان رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)قد صف أصحابه بين يديه فصاحوا بخيلهم حتى طفروا الخندق إلى جانب رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) .

فصاروا أصحاب رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) كلهم خلف رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)و قدموا رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)بين أيديهم و قال رجل من المهاجرين و هو فلان لرجل بجنبه من إخوانه أ ما ترى هذا الشيطان عمرو ألا و الله ما يفلت من

يديه أحد فهلموا ندفع إليه محمدا ليقتله ونلحق نحن بقومنا.

فأنزل الله على نبيه في ذلك الوقت «قَدْ يَعْلَمُ اللهُ المُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَ الْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَ لَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا» إلى قوله «أَشِحَّةً عَلَى الخَيْرِ أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً» و ركز عمرو بن عبد ود رمحه في الأرض و أقبل يجول جولة و يرتجز و يقول.

ولقد بححت من النداء*** يجمعكم هل من مبارز

ص: 451

و وقفت إذ جبن الشجاع*** مواقف القرن المناجز

إني ك_ذلك لم أزل*** متسرعا نحو الهزاهز

إن الشجاعة في الفتى*** والجود من خير الغرائز

فقال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) من لهذا الكلب فلم يجبه أحد فوثب إليه أمير المؤمنين اللا فقال أنا له يا رسول الله فقال يا علي هذا عمرو بن عبد ود فارس يليل قال أنا علي بن أبي طالب فقال له رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) ادن مني فدنا منه فعممه بيده و دفع إليه سيفه ذا الفقار وقال له اذهب و قاتل بهذا اللهم احفظه من بين يديه و من خلفه و عن يمينه وعن شماله و من فوقه و من تحته فمر أمير المؤمنين(عليه السلام)يهرول في مشيته و هو يقول:

لا تعجلن فقد أتاك ***مجيب صوتك غير عاجز

ذونية وبصيرة*** و الصدق منجي كل فائز

إني لأرجو أن أقيم*** عليك نائحة الجنائز

من ضربة نجلاء يبق ***صوتها بعد الهزاهز

فقال له عمرو من أنت قال أنا علي بن أبي طالب ابن عم رسول الله و ختنه فقال و الله إن أباك كان لي صديقا و نديما و إني أكره أن أقتلك ما أمن ابن عمك حين بعثك إلي أن أختطفك برمحي هذا فأتركك شائلا بين السماء و الأرض لا حى ولا ميت

فقال له أمير المؤمنين(عليه السلام)قد علم ابن عمي أنك إن قتلتني دخلت الجنة و أنت في النار و إن قتلتك فأنت في النار و أنا في الجنة فقال عمرو كلتاهما لك يا علي تِلْكَ إِذا قِسْمَةٌ ضيزى» فقال علي دع هذا يا عمرو إني سمعت منك و أنت متعلق بأستار الكعبة تقول لا يعرض علي أحد في الحرب ثلاث خصال إلا أجبته إلى واحدة منها.

ص: 452

و أنا أعرض عليك ثلاث خصال فأجبني إلى واحدة قال هات يا على قال تشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله قال نح عني هذا قال فالثانية أن ترجع وترد هذا الجيش عن رسول الله فإن يك صادقا فأنتم أعلى به عينا و إن يك كاذبا كفتكم ذوبان العرب أمره.

فقال إذا تتحدث نساء قريش بذلك و ينشد الشعراء في أشعارها أني جبنت و رجعت على عقبي من الحرب و خذلت قوما رأسوني عليهم فقال له أمير المؤمنين(عليه السلام)فالثالثة أن تنزل إلى فإنك راكب و أنا راجل حتى أنابذك فوثب عن فرسه و عرقبه و قال هذه خصلة ما ظننت أن أحدا من العرب يسومني عليها ثم بدأ.

فضرب أمير المؤمنين(عليه السلام)بالسيف على رأسه فاتقاه أمير المؤمنين(عليه السلام) بالدرقة فقطعها و ثبت السيف على رأسه فقال له على يا عمرو أ ما كفاك أني بارزتك و أنت فارس العرب حتى استعنت علي بظهير فالتفت عمرو إلى خلفه.

فضربه أمير المؤمنين(عليه السلام)مسرعا على ساقيه فأطنها جميعا و ارتفعت بينهما عجاجة فقال المنافقون قتل علي بن أبي طالب ثم انكشفت العجاجة و نظروا فإذا أمير المؤمنين(عليه السلام)على صدره قد أخذ بلحيته يريد أن يذبحه ثم أخذ رأسه و أقبل إلى رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) و الدماء تسيل على رأسه من ضربة عمرو و سيفه يقطر منه الدم و هو يقول والرأس بيده :

أنا علي بن عبد المطلب ***الموت خير للفتى من الهرب

فقال رسول الله يا علي ماكرته قال نعم يا رسول الله الحرب خديعة و بعث رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)الزبير إلى هبيرة فضربه على رأسه ضربة فلق هامته و أمر رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)عمر بن الخطاب أن يبارز ضرار بن الخطاب فلما

ص: 453

برز إليه ضرار انتزع له عمر سهما فقال ضرار ويلك يا ابن صهاك أرمي في مبارزة .

و الله لئن رميتني لا تركت عدويا بمكة إلا قتلته فانهزم عنه عمر و مر نحوه ضرار و ضرب بالقناة على رأسه ثم قال احفظها يا عمر فإني آليت أن لا أقتل قرشيا ما قدرت عليه فكان عمر يحفظ له ذلك بعد ما ولى و ولاه.

34 - قال الطبري: كانت غزوة رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)الخندق في شوال حدثنا بذلك ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق وكان الذي جر غزوة رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) الخندق فيما قيل ما كان من إجلاء رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) بني النضير عن ديارهم.

35 -عنه فحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن يزيد بن رومان مولى آل الزبير عن عروة بن الزبير ومن لا أتهم عن عبيد الله بن كعب بن مالك وعن الزهري وعن عاصم بن عمر بن قتادة وعن عبدالله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم وعن محمد بن كعب القرظي وعن غيرهم من علمائنا.

كل قد اجتمع حديثه في الحديث عن الخندق وبعضهم يحدث مالا يحدث بعض أنه كان من حديث الخندق أن نفرا من اليهود منهم سلام بن أبي الحقيق النضري وحيي بن أخطب النضري وكنانة بن الربيع بن أبي الحقيق النضري وهوذة بن قيس الوائلي وأبو عمار الوائلي في نفر من بني النضير ونفر من بني وائل.

هم الذين حزبوا الأحزاب على رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) خرجوا حتى قدموا على قريش بمكة فدعوهم إلى حرب رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)وقالوا إنا سنكون معكم عليه حتى نستأصله فقالت لهم قريش يا معشر يهود إنكم أهل

ص: 454

الكتاب الأول والعلم بما أصبحنا نختلف فيه نحن ومحمد أفديننا خبر أم دينه قالوا بل دينكم خير من دينه وأنتم أولى بالحق منه قال فهم الذين أنزل الله عز وجل فيهم «ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا» إلى

قوله « وكفى بجهنم سعيرا فلما قالوا ذلك لقريش سرهم ما قالوا ونشطوا لما دعوهم إليه من حرب رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)فأجمعوا لذلك واتعدوا له.

ثم خرج أولئك النفر من يهود حتى جاؤوا غطفان من قيس عيلان فدعوهم إلى حرب رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)وأخبروهم أنهم سيكونون معهم عليه وأن قريشا تابعوهم على ذلك وأجمعوا فيه فأجابوهم.

فخرجت قريش وقائدها أبو سفيان بن حرب وخرجت غطفان وقائدها عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر في بني فزارة والحارث بن عوف بن أبي حارثة المري في بني مرة ومسعود بن رخيلة بن نويرة بن طريف بن سحمة بن عبدالله بن هلال بن خلاوة بن أشجع بن ريث بن غطفان فيمن تابعه من قومه من أشجع.

فلما سمع بهم رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)وبما أجمعوا له من الأمر ضرب الخندق على المدينة فحدثت عن محمد بن عمر قال كان الذي أشار على رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)بالخندق سلمان وكان أول مشهد شهده سلمان مع رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) وهو يومئذ حر وقال يا رسول الله إنا كنا بفارس إذا حوصرنا خندقنا علينا.

36- عنه قال: ابن إسحاق فعمل رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) ترغيبا للمسلمين في الأجر وعمل فيه المسلمون فدأب فيه ودأبوا وأبطأ عن رسول الله وعن

ص: 455

المسلمين في عملهم رجال من المنافقين وجعلوا يورون بالضعف من العمل ويتسللون إلى أهاليهم بغير علم من رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) ولا إذن وجعل الرجل من المسلمين إذا نابته نائبة من الحاجة التي لا بد منها يذكر ذلك لرسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)ويستأذنه في اللحوق بحاجته.

فيأذن له فإذا قضى حاجته رجع إلى ما كان فيه من عمله رغبة في الخير. واحتسابا له فأنزل الله عز وجل «إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبو احتى يستأذنوه» إلى قوله واستغفر لهم الله إن الله غفور رحيم.» فنزلت هذه الآية في كل من كان من أهل الحسبة من المؤمنين والرغبة في الخير والطاعة الله ولرسوله(صلی الله علیه وآله وسلم)

ثم قال يعني المنافقين الذين كانوا يتسللون من العمل ويذهبون بغير إذن رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)« لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا» إلى قوله «قد يعلم ما أنتم عليه »أي قد علم ما أنتم عليه من صدق أو كذب وعمل المسلمون فيه حتى أحكموه وارتجزوا فيه برجل من المسلمين يقال له جعيل فسماه رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)عمرا فقالوا:

سماه من بعد جعيل عمرا ***وكان للبائس يوما ظهرا

فإذا مرو بعمرو قال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) عمرا وإذا قالوا ظهرا قال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) ظهرا .

37- عنه فحدثنا محمد بن باشر قال حدثنا محمد بن خالد بن عثمة قال حدثنا كثير بن عبدالله بن عمرو بن عوف المزني قال حدثني أبي عن أبيه قال خط رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) الخندق عام الأحزاب من أجم الشيخين طرف بني حارثة حتى بلغ المذاد ثم قطعه أربعين ذراعا بين كل عشرة.

فاحتق المهاجرون والأنصار في سلمان الفارسي وكان رجلا قويا

ص: 456

فقالت الأنصار سلمان منا وقالت المهاجرون سلمان منا فقال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) مسلمان منا أهل البيت قال عمرو بن عوف فكنت أنا وسلمان وحذيفة بن اليمان والنعمان بن مقرن المزني وستة من الأنصار في أربعين ذراعا،

فحفرنا تحت ذوباب حتى بلغنا الندى، فأخرج الله عز وجل من بطن الخندق صخرة بيضاء مروة فكسرت حديدنا وشقت علينا فقلنا يا سلمان ارق إلى رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)فأخبره خبر هذه الصخرة فإما أن نعدل عنها فإن المعدل قريب وإما أن يأمرنا فيها بأمره فإنا لا نحب أن نجاوز خطه.

فرقى سلمان حتى أتى رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)وهو ضارب عليه قبة تركية فقال يا رسول الله بأبينا أنت وأمنا خرجت صخرة بيضاء من الخندق مروة فكسرت حديدنا وشقت علينا حتى ما نحيك فيها قليلا ولا كثيرا فمرنا فيها بأمرك فإنا لا نحب أن نجاوز خطك فهبط رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)مع سلمان في الخندق ورقينا نحن التسعة على شقة الخندق.

فأخذ رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)المعول من سلمان فضرب الصخرة ضربة صدعها وبرقت منها برقة أضاء ما بين لابتيها يعني لابتي المدينة حتى لكأن مصباحا في جوف بيت مظلم فكبر رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) تكبير فتح وكبر المسلمون

ثم ضربها رسول الله الثانية فصدعها وبرق منها برقة أضاء منها ما بين لابتيها حتى لكأن مصباحا في جوف بيت مظلم فكبر رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) تكبير فتح وكبر المسلمون ثم ضربها رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)الثالثة فكسرها وبرق منها برقة أضاء ما بين لابتيها حتى لكأن مصباحا في جوف بيت مظلم فكبر رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)تكبير فتح وكبر المسلمون.

ص: 457

ثم أخذ بيد سلمان فرقي فقال سلمان بأبي أنت وأمي يا رسول الله لقد رأيت شيئا ما رأيته قط فالتفت رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)إلى القوم فقال هل رأيتم ما يقول سلمان قالوا نعم يا رسول الله بأبينا أنت وأمنا قد رأيناك تضرب فيخرج برق كالموج فرأيناك تكبر فنكبر ولا نرى شيئا غير ذلك.

قال: صدقتم ضربت ضربتي الأولى فبرق الذي رأيتم أضاءت لي منها قصور الحيرة ومدائن كسرى كأنها أنياب الكلاب فأخبرني جبريل أن أمتي ظاهرة عليها.

ثم ضربت ضربتي الثانية فبرق الذي رأيتم أضاءت لي منها قصور الحمر من أرض الروم كأنها أنياب الكلاب فأخبرني جبريل أن أمتي ظاهرة عليها ثم ضربت ضربتي الثالثة فبرق منها الذي رأيتم أضاءت لي منها قصور صنعاء كأنها أنياب الكلاب فأخبرني جبريل أن أمتي ظاهرة عليها فأبشروا يبلغهم النصر وأبشروا يبلغهم النصر وأبشروا يبلغهم النصر.

فاستبشر المسلمون وقالوا الحمد لله موعد صادق بار وعدنا النصر بعد الحصر فطلعت الأحزاب فقال المؤمنون« هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسلما» وقال المنافقون ألاتعجبون يحدثكم ويمنيكم ويعدكم الباطل يخبركم أنه يبصر من يثرب قصور الحيرة ومدائن كسرى وأنها تفتح لكم وأنتم تحفرون الخندق ولا تستطيعون أن تبرزوا وأنزل القرآن: «إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً».

38- روی ابن هشام عن ابن اسحاق فأقام رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)والمسلمون وعدوهم محاصروهم ولم يكن بينهم قتال إلا أن فوارس من قريش منهم عمرو بن عبدود بن أبي قيس أخو بني عامر بن لؤي قال ابن

ص: 458

هشام ويقال عمرو بن كعب بن أبي قيس.

39 -عنه قال ابن اسحاق وعكرمة بن ابي جهل وهبير بن أبي وهب المخزوميان وضرار بن الخطاب الشاعر ابن مرداس أخو بني محارب بن فهر تلبسوا للقتال ثم خرجوا على خيلهم حتى مروا بمنازل بني كنانة فقالوا تهيئوا يا بني كنانة للحرب فستعلمون من الفرسان اليوم ثم أقبلوا تعنق بهم خيلهم حتى وقفوا على الخندق فلما رأوه قالوا والله إن هذه لمكيده ما كانت العرب تكيدها.

40 - قال ابن هشام يقال إن سلمان الفارسي أشار به على رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم). و حدثني بعض أهل العلم أن المهاجرين يوم الخندق قالوا سلمان منا و قالت الأنصار سلمان منا فقال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)مسلمان منا أهل البيت.

41 - عنه قال ابن اسحاق ثم تيمموا مكانا ضيقا من الخندق فضربوا خيلهم فاقتحمت منه فجالت بهم في السبخة بين الخندق وسلع وخرج علي ابن أبي طالب(عليه السلام)في نفر معه من المسلمين حتى أخذوا عليهم الثغرة التي أقحموا منها خيلهم وأقبلت الفرسان تعنق نحوهم وكان عمرو بن عبد ود

قد قاتل يوم بدر حتى أثبتته الجراحة فلم يشهد يوم أحد.

فلما كان يوم الخندق خرج معلما ليرى مكانه فلما وقف هو وخيله قال من يبارز فبرز له علي بن أبي طالب فقال له يا عمرو إنك قد كنت عاهدت الله ألا يدعوك رجل من قريش الى احدى خلتين إلا أخذتها منه قال له أجل قال علي فإني أدعوك الى الله والى رسوله والى الإسلام قال لا حاجة لي بذلك.

قال فإني أدعوك الى النزال فقال له لم يا بن أخي فوالله ما أحب أن اقتلك قال له علي لكني والله أحب أن أقتلك فحمى عمرو عند ذلك فاقتحم

ص: 459

عن فرسه فعقره و ضرب وجهه ثم أقبل على علي فتنازلا وتجاولا فقتله علي(عليه السلام)و خرجت خيلهم منهزمة حتى اقتحمت من الخندق هاربة.

42 - عنه قال ابن إسحاق وقال علي بن ابي طالب(عليه السلام)في ذلك:

نصر الحجارة من سفاهة رأيه*** ونصرت رب محمد بصوابي

فصدرت حين تركته متجدلا*** كالجذع بين دكادك وروابي

وعففت عن أثوابه ولو أنني*** كنت المقطر بزني أثوابي

لا تحسبن الله خاذل دينه*** ونبيه يا معشر الأحزاب

قال ابن هشام واكثر أهل العلم بالشعر يشك فيها لعلي بن ابي طالب(عليه السلام).

43- عنه قال ابن اسحاق ومن بني مخزوم بن يقظة نوفل بن عبدالله ابن المغيرة سألوا رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)ان يبيعهم جسده و كان اقتحم الخندق فتورط فيه فقتل فغلب المسلمون على جسده فقال رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)لا حاجة لنا في جسده ولا بثمنه فخلى بينهم وبينه.

44- عنه قال ابن هشام أعطوا رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) بجسده عشرة آلاف درهم فيما بلغني عن الزهري.

45 - عنه قال ابن اسحاق ومن بني عامر بن لؤي ثم من بني مالك ابن حسل عمرو بن عبد ود قتله علي بن ابي طالب(عليه السلام).

46- عنه قال ابن هشام وحدثني الثقة انه حدث عن ابن شهاب الزهري أنه قال قتل علي بن أبي طالب يومئذ عمرو بن عبد ود وابنه حسل ابن عمرو.

47 عنه قال ابن هشام ويقال عمرو بن عبد ود ويقال عمرو بن عبد.

ص: 460

48 - عنه قال ابن اسحاق وقال مسافع بن عبد مناف بن وهب بن حذافة بن جمح يبكى عمرو بن عبدود ويذكر قتل علي بن ابي طالب إياه:

عمرو بن عبد كان أول فارس*** جذع المزاد و كان فارس يليل

سمع الخلائق ما جود و مرة ***يبغى القتال بشكة لم ينكل

و لقد علمتم حين ولوا عنكم*** أن ابن عبد فيهم لم يعجل

حتى تكفنه الكماة وكلهم*** يبغي مقاتلة وليس بمؤتلي

ولقد تكنفت الأسنة فارسا*** بجنوب سلع غير نكس أميل

تسل النزال علي فارس غالب*** بجنوب سلع ليته لم ينزل

فاذهب علي فما ظفرت بمثله*** فخرا ولا لاقيت مثل المعضل

نفسي الفداء لفارس من غالب*** لاقي حمام الموت لم يتحلحل

أعني الذي جزع المذاد بمهره*** طلبا لثأر معاشر لم يخذل

49 - عنه قال ابن اسحاق وقال هبيرة بن ابي وهب يعتذر من فراره ويبكي عمرا ويذكر قتل علي أياه:

لعمري ما وليت ظهري محمدا*** وأصحابه جبنا ولا خيفة القتل

ولكنني قلبت أمري فلم أجد*** لسيفي غناء إن ضربت ولا نبلي

وقفت فلما لم أجد لي مقدما*** صدرت كضر غام هزبر أبي شبل

ثنى عطفه عن قرنه حين لم يجد*** مكرا وقدما كان ذلك من فعلي

فلا تبعدن يا عمرو حيا وهالكا*** وحق لحسن المدح مثلك من مثلي

ولا تبعدن يا عمرو حيا وهالكا*** فقد بنت محمود الثنا ماجد الأصل

فمن الطراد الخيل تقدع بالقنا*** وللفخر يوما عند قرقرة البزل

هنالك لو كان ابن عبد لزارها ***وفرجها حقا فتى غير ما وغل

فعنك علي لا أرى مثل موقف*** وقفت على نجد المقدم كالفحل

ص: 461

فاظفرت كفاك فخرا بمثله*** أمنت به ما عشت من زلة النعل

50 - عنه قال هبيرة بن أبي وهب يبكي عمرو بن عبد ود ويذكر قتل علي إياه:

لقد علمت عليا لؤي بن غالب*** لفارسها عمرو إذا تاب نائب

لفارسها عمرو إذا ما يسومه*** علي وإن الليث لا بد طالب

عشية يدعوه علي وإنه*** لفارسها إذ خام عنه الكتائب

فيا لهف نفسي إن عمرا تركته*** بيثرب لا زالت هناك المصائب

في أنّ مبارزة علي في يوم الخندق أفضل من جهاد جميع الأمة و عملها إلى يوم القيامة.

51- إبراهيم بن محمد الجويني: أنبأنى شيخنا أبو عمرو عثمان بن الموفق، عن المؤيد بن محمد المقرىء إذناً، عن عبدالجبار بن محمد الخواري، :قال: أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد النيسابوري المفسر، قال: أنبأنا عبدالرحمان بن حمدان السعدي حدثنا لؤلؤ القصري حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن خضر الصوفي بالموصل: حدثنا أبو عبدالله الحسين بن الحسن بن شدّاد.

حدثني محمد بن سنان الحنظلي حدثنا إسحاق بن بشر القرشي عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده عن النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)قال: لمبارزة علي بن أبي طالب(عليه السلام)لعمرو بن عبد ود يوم الخندق أفضل من عمل أمتي إلى يوم القيامة.

52 - الموفق الخوارزمي: أخبرنا الامام أبو الفتح عبد الواحد بن الحسن الباقرجي، أخبرني أبو عبدالله محمد بن محمد الجوني قال قرأت علي أبي الحسن على بن أحمد الواحدي أخبر عبدالرحمان بن حمدان السعدي

ص: 462

قال حدثني لؤلؤ القيصري حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن خضر الصوفي، حدثني أبو عبدالله الحسين بن الحسن بن شداد.

حدثني محمد بن سنان الحنظلي حدثني إسحاق بن بشر القرشي عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده عن النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)أنه قال: لمبارزة علي بن أبي طالب(عليه السلام)لعمرو بن عبد ود يوم الخندق أفضل من عمل أمتي إلى يوم القيامة.

53 - عنه بإسناده عن أحمد بن الحسين البيهقي الحافظ اخبرني محمد بن عبدالله الحافظ حدثني محمد بن يعقوب أبو العباس أخبرني أحمد ابن عبدالجبار حدثني يونس بن بكير عن ابن اسحاق، قال خرج عمر بن عبد ود يوم الخندق فنادى من يبارز فقام على(عليه السلام)فقال أنا له با نبي الله.

فقال له أجلس أنه عمرو و نادى الأرجل و هو يؤنبهم و يقول اين جنتكم التي تزعمون أنه من قتل منكم دخلها أفلا تبرزون الى رجالا. فقام علي فقال: يا رسول الله أنا له فقال أنه عمرو و قال و ان كان عمرو فاذن له رسول الله فمشى اليه حتى أتاه و هو يقول:

لا تعجلن فقد أتاك*** مجيب صوتك غير عاجز

ذو نية و بصيرة*** و الصدق منجي كل فائز

إني لأرجو أن أقیم***عليك نائحة الجنائز

من ضربة نجلاء يبقى*** ذكرها عند الهزاهز

فقال له عمرو من و من أنت؟ قال أنا علي قال ابن عبد مناف قال أنا علي ابن أبي طالب، فقال غيرك يا ابن أخي من أعمامك فإني أكره أن أهريق دمك فقال له علي(عليه السلام)لكني و الله ما أكره أن أهريق دمك فغضب و نزل فسل سيفه كأنه شعلة نار ثم أقبل نحو علي(عليه السلام)مغضبا.

ص: 463

و استقبله علي(عليه السلام) بدرقته فضربه عمرو في الدرقة فقدها و أثبت فيها السيف و أصاب رأسه فشجه و ضربه علي على حبل العاتق فسقط. نط و قد نصفين و ثار الغبار العجاج و سمع رسول الله (عليه السلام)التكبير فعرف أن عليا(عليه السلام)قتله ثم اقبل على(عليه السلام)نحو رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) و وجهه يتهلل نوراً.

54- قال ابن الاثير: كانت غزوة الخندق في شوال، وكان سببها أن نفراً من يهود من بني النضير منهم عبد الله بن سلام بن أبى الحقيق، و حيي بن أخطب، كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق، وغيرهم، حزبوا الأحزاب على رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) ، فقدموا على قريش بمكة فدعوهم إلى حرب رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) وقالوا :نكون معكم حتى نستأصله.

فأجابوهم إلى ذلك، ثم أتوا على غطفان فدعوهم إلى حرب رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) ، و أخبروهم أن قريشاً معهم على ذلك، فأجابوهم، فخرجت قريش وقائدها أبو سفيان بن حرب وخرجت غطفان وقائدها عيينة بن حصن في بني فزارة والحارث بن عوف بن أبي حارثة المري في مرة ومسعر ابن رخيلة الاشجعي في الأشجع.

فلما سمع بهم رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) أمر بحفر الخندق و أشار به سلمان الفارسي، و كان أول مشهد شهده مع رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) وهو يومئذ حر، فعمل فيه رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) ، رغبة في الأجر وحشاً للمسلمين. و تسلل عنه جماعة من المنافقين بغير علم رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم).

فانزل الله في ذلك: «قَدْ يَعْلَمُ اللهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذاً» الآية. و كان الرجل من المسلمين إذا نابته نائبة الحاجة لابد منها يستأذن رسول الله الله فيقضى حاجته ثم يعود، فأنزل الله تعالى: «إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ». الآية.

ص: 464

و قسم الخندق بين المسلمين. فاختلف المهاجرون و الأنصار في سلمان كل يدّعيه أنه منهم، فقال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) : سلمان منا، سلمان من أهل البيت و جعل لكل عشرة أربعين ذراعاً، فكان سلمان و حذيفة و النعمان بن مقرن و عمرو بن عوف و ستة من الأنصار يعملون، فخرجت عليهم صخرة كسرت المعول، فأعلموا النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) .

فهبط إليها و معه سلمان فأخذ المعول و ضرب الصخرة ضربة صدعها وبرقت منها برقة أضاء ما بين لابتي المدينة، فكبر لرسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)و المسلمون.

ثم الثانية كذلك، ثم الثالثة كذلك. ثم خرج و قد صدعها، فسأله سلمان عما رأى من البرق.

فقال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) : أضاءت الحيرة و قصور كسرى في البرقة الأولى. و أخبرني جبرائيل أن أمتي ظاهرة عليها، و أضاء لي في الثانية القصور الحمر من أرض الشام و الروم و أخبرني أن أمتي ظاهرة عليها. وأضاء لي في الثالثة قصور صنعاء. و أخبرني أن أمتي ظاهرة عليها، ،فأبشروا، فاستبشر المسلمون.

و قال المنافقون: ألا تعجبون ويعدكم الباطل، يخبركم أنه يبصر من يثرب الحيرة ومدائن كسرى، وأنها تفتح لكم وأنتم تحفرون الخندق ولا تستطيعون أن تبرزوا فأنزل القرآن: «إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً».

فأقبلت قريش حتى نزلت بمجتمع الأسيال من رومة بين الجرف زغابة في عشرة آلاف من أحابيشهم و من تابعهم من كنانة و تهامة، و أقبلت غطفان و من تابعهم حتى نزلوا إلى جنب أحد، و خرج رسول

ص: 465

الله(صلی الله علیه وآله وسلم) و المسلمون فجعلوا ظهورهم إلى سلع في ثلاثة آلاف، فنزل هناك و رفع الذراري و النساء في الآطام. و خرج حيي بن أخطب حتى أتى كعب ابن أسد سيد قريظة، وكان قد وادع رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)، على قومه.

فأغلق كعب حصنه و لم يأذن له و قال: إنك امرو مشؤوم، وقد عاهدت محمداً و لم أر منه إلا الوفاء. قال حيي: يا كعب قد جئتك بعز الدهر و ببحر طام، جئتك بقريش وقادتها وسادتها، وغطفان بقادتها و قد عاهدوني أنهم لا يبرحون حتى يستأصلوا محمداً و أصحابه. قال كعب: جئتني بذل الدهر و بجهام قد هراق ماءه يرعد و يبرق و ليس فيه شيء.

ويحك يا حبي! دعني و محمداً. و لم يزل معه يفتله في الذروة و الغارب حتى حمله على الغدر بالنبي(صلی الله علیه وآله وسلم) ففعل و نكث العهد، نكث العهد و عاهده حيي إن عادت قريش و غطفان و لم يصيبوا محمداً أن أدخل معك في حصنك حتى يصيبني ما أصابك.

فعظم عند ذلك البلاء و اشتد الخوف و أتاهم عدوهم من فوقهم و من أسفل منهم. و نجم النفاق من بعض المنافقين، و أقام رسول الله و المشركون عليه بضعاً وعشرين ليلة قريباً من شهر و لم يكن بين القوم حرب إلا الرمي بالنبل.

فلما اشتد البلاء بعث رسول الله ، إلى عيينة بن حصن و الحارث ابن عوف المرى، قائدى غطفان، فأعطاهما ثلث ثمار المدينة على أن يرجعا بمن معهما عن رسول الله ، فأجابا إلى ذلك : فاستشار رسول الله الله سعد بن معاذ و سعد بن عبادة، فقالا: يا رسول الله شيء تحب أن تصنعه أم شيء أمرك الله به أو شيء تصنعه لنا.

قال: بل لكم، رأيت العرب قد رمتكم عن قوس واحدة فأردت أن

ص: 466

أكسر عنكم شوكتهم. فقال سعد بن معاذ: قد كنا نحن و هم على الشرك و لا يطمعون أن يأكلوا منا ثمره إلا قرى أو بيعاً، فحين أكرمنا الله بالإسلام نعطيهم أموالنا ما نعطيهم إلا السيف حتى يحكم الله بيننا و بينهم. فترك ذلك رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) .

ثم إن فوارس من قريش منهم: عمرو بن عبد ود أحد بني عامر بن لؤي، و عكرمة بن أبي جهل و هبيرة بن أبى وهب، و نوفل بن عبدالله و ضرار بن الخطاب الفهرى. خرجوا على خيولهم و اجنازوا ببني كنانة قالوا تجهزوا للحرب وستعلمون من الفرسان. و كان عمرو بن عبد ود قد شهد بدراً كافراً وقاتل حتى كثرت الجراح فيه.

فلم يشهد أحداً و شهد الخندق معلمها حتى يعرف مكانه، و أقبل أقبل هو و أصحابه حتى وقفوا على الخندق، ثم تيمموا مكاناً ضيقاً فاقتحموه، فجالت بهم خيولهم في السبخة بين الخندق و سلع، و خرج علي بن أبي طالب(عليه السلام)في نفر من المسلمين، فأخذوا عليهم الثغرة، وكان عمرو قد خرج معلماً.

فقال له علي: يا عمرو إنك عاهدت أن لا يدعوك رجل من قريش إلى خصلتين إلاّ أخذت إحداهما؟ قال: أجل قال له علي(عليه السلام) : فإني أدعوك إلى الله و الإسلام قال: لاحاجة لي بذلك. قال: فإني أدعوك إلى النزال. قال: والله ما أحب أن أقتلك. قال علي: ولكني أحبّ أن أقتلك. فحمي عمرو عند ذلك فنزل عن فرسه و عقره.

ثم أقبل على على(عليه السلام)، فتجاولا، وقتله علي و خرجت خيلهم منهزمة، و قتل مع عمرو رجلان، قتل علي أحدهما و أصاب آخر سهم فمات منه بمكة.

ص: 467

55 - قال ابن أبي الحديد و ينبغي أن نذكر ملخص هذه القصة من مغازي الواقدي و ابن إسحاق قالا خرج عمرو بن عبد ود يوم الخندق و قد كان شهد بدرا فارتت جريحا و لم يشهد أحدا فحضر الخندق شاهرا سيفه معلما مدلا بشجاعته و بأسه و خرج معه ضرار بن الخطاب الفهري و عكرمة بن أبي جهل و هبيرة بن أبي وهب و نوفل بن عبد الله بن المغيرة المخزوميون.

فطافوا بخيولهم على الخندق إصعادا و انحدارا يطلبون موضعا ضيقا يعبرونه حتى وقفوا على أضيق موضع فيه في المكان المعروف بالمزار فأكرهوا خيولهم على العبور فعبرت وصاروا مع المسلمين على أرض واحدة و رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) جالس و أصحابه قيام على رأسه فتقدم عمرو بن عبد ود فدعا إلى البراز مرارا فلم يقم إليه أحد.

فلما أكثر قام علي(عليه السلام)فقال أنا أبارزه يا رسول الله فأمره بالجلوس و أعاد عمرو النداء والناس سكوت كان على رءوسهم الطير فقال عمرو أيها الناس إنكم تزعمون أن قتلاكم في الجنة وقتلانا في النار أ فما يحب أحدكم أن يقدم على الجنة أو يقدم عدوا له إلى النار فلم يقم إليه أحد.

فقام علي(عليه السلام) دفعة ثانية و قال أنا له يا رسول الله فأمره بالجلوس فجال عمرو بفرسه مقبلا و مدبرا و جاءت عظماء الأحزاب فوقفت من وراء الخندق و مدت أعناقها تنظر فلما رأى عمرو أن أحدا لا يجيبه قال:

و لقد بححت من الندا*** يجمعهم هل من مبارز

و وقفت مذ جبن المشيع*** موقف القرن المناجز

إني كذلك لم أزل*** متسرعا قبل الهزاهز

أن الشجاعة في الفتى*** و الجود من خير الغرائز

ص: 468

فقام علي(عليه السلام)فقال يا رسول الله ائذن لي في مبارزته فقال ادن فدنا فقلده سیفه و عممه بعمامته و قال امض لشأنك فلما انصرف قال اللهم أعنه عليه فلما قرب منه قال له مجيبا إياه عن شعره:

لا تعجلن فقد اتا*** ك مجيب صوتك غير عاجز

ذو نية وبصيرة*** يرجو بذاك نجاة فائز

إني لأمل أن أقيم*** عليك نائحة الجنائز

من ضربة فوهاء يبقی*** ذكرها عند الهزاهز.

فقال عمرو من أنت و كان عمرو شيخا كبيرا قد جاوز الثمانين و كان نديم أبي طالب بن عبد المطلب في الجاهلية فانتسب علي(عليه السلام) له و قال أنا علي بن أبي طالب فقال أجل لقد كان أبوك نديما لي و صديقا فارجع فإني لا أحب أن أقتلك كان شيخنا أبو الخير مصدق بن شبيب النحوي يقول إذا مررنا في القراءة عليه بهذا الموضع.

و الله ما أمره بالرجوع إبقاء عليه بل خوفا منه فقد عرف قتلاه ببدر و أحد و علم أنه إن ناهضه قتله فاستحيا أن يظهر الفشل فأظهر الإبقاء و الإرعاء و إنه لكاذب فيهما قالوا فقال له على(عليه السلام) لكني أحب أن أقتلك فقال يا ابن أخي إني لأكره أن أقتل الرجل الكريم مثلك فارجع وراءك خير لك.

فقال علي(عليه السلام)إن قريشا تتحدث عنك أنك قلت لا يدعوني أحد إلى ثلاث إلا أجبت و لو إلى واحدة منها قال أجل فقال علي(عليه السلام)فإني أدعوك إلى الإسلام قال دع عنك هذه قال فإني أدعوك إلى أن ترجع بمن تبعك من قريش إلى مكة قال إذن تتحدث نساء قريش عني أن غلاما خدعني. قال: فإني أدعوك إلى البراز فحمى عمرو و قال ما كنت أظن أن أحدا من العرب يرومها مني ثم نزل فعقر فرسه و قيل ضرب وجهه ففر و تجاولا

ص: 469

فثارت لهما غيرة وارتهما عن العيون إلى أن سمع الناس التكبير عاليا من تحت الغبرة فعلموا أن عليا قتله و انجلت الغبرة عنهما و على راكب صدره يحز رأسه و فر أصحابه ليعبروا الخندق فظفرت بهم خيلهم إلا نوفل بن عبدالله فإنه قصر فرسه فوقع في الخندق .

فرماه المسلمون بالحجارة فقال يا معاشر الناس قتلة أكرم من هذه فنزل إليه على(عليه السلام)فقتله و أدرك الزبير هبيرة بن أبي وهب فضربه فقطع نفر فرسه و سقطت درع كان حملها من ورائه فأخذها الزبير و ألق عكرمة رمحه و ناوش عمر بن الخطاب ضرار بن عمرو فحمل عليه ضرار حتى إذا وجد عمر مس الرمح رفعه عنه وقال:

إنها لنعمة مشكورة فاحفظها يا ابن الخطاب إني كنت آليت ألا تمكنني يداي من قتل قرشي فأقتله و انصرف ضرار راجعا إلى أصحابه و قد كان جرى له معه مثل هذه في يوم أحد وقد ذكر هاتين القصتين معا محمد بن عمر الواقدي في كتاب المغازي.

56 - قال المقدسي غزوة الخندق، كانت في ذى القعدة و ذلك أنّ نفراً من اليهود نقضوا العهد وأخفروا الدمام مكة واتوا فحالفوا قريشاً على محاربة رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)منهم سلام بن أبي الحقيق النضري و حيي بن أخطب و كنانة و كنانة بن الربيع، ثم جاؤا إلى غطفان و قائدها عيينة بن حصن الفزاری فاستنزلوهم و دعوا إلى مثل ما دعوا إليه قريشاً فتحزبت الأحزاب و تجمع الأحابيش وساروا إلى المدينة يقصدون النبي.

فاستشار النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) سلمان فيما يزعمون بأمر الخندق فضرب الخندق و عمل فيه بنفسه ينشطهم و خرج في ثلاثة ألف رجل حتى جعلوا ظهورهم إلى سلع و الخندق بينهم و بين الاحزاب و نزلت قريش في عشرة

ص: 470

آلاف و قائدها أبوسفيان بن حرب و نزلت غطفان في من تبعها و أطاعها و حاصروا النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) والمسلمين تسعاً و عشرين ليلة لم يكن بينهم حرب إلا الرمي بالنبل والحصى الا انه اشتد الامر و ضاق كما قال:

اذ جاؤكم من فوقكم الأسدي و من أسفل منكم أبو الأعور السلمى و غطفان و ناصبهم أبو سفيان و اذ زاعت الأبصار و بلغت القلوب الحناجر و اقتحمت فوارس الخندق منهم عمرو بن عبد ود و عكرمة بن أبي جهل و ضرار بن الخطاب بن مرداس فخرج اليهم على في نفر من المسلمين حتى أخذوا عليهم الثغرة التى أقحموا الخيل منها و بارز علي عمراً .

فقال له عمرو و كان من مشهورى فرسان العرب ما أحب أن اقتلك يا ابن أخى قال: أنا أحبّ أن أقتلك فحمى عمرو واحتدم و نزل عن فرسه فعقره ثم أقبل على عليّ فتنازلا و تطارداً و تجادلا و اختلف بينها ضربتان فاصابته ضربة على(عليه السلام)فقتلته فخرجوا منهزماً من الخندق و في ذلك يقول علي فيما روى عنه:

نصر الحجارة من سفاهة رأيه*** و نصرت رب محمد بصواب

فصددت حين تركته متجدلا*** كا الجذع بين دكادك و روابي

و عففت عن أثوابه و لو أنني*** كنت المقطر بزني أثوابي

المنابع:

(1) الارشاد :43 (2) اعلام الوری: 195 (3) مناقب ابن شهر آشوب :599/1، (4) كشف الغمه :197/1 (5) بحار الانوار: 203/20 و 1/31، إلى 3 ، (6) تاريخ الطبرى:564/2 ، (7) سيرة ابن هشام:

ص: 471

،1335/3 ، إلى 280 (8) فرائد السمطين: 255/1 ، (9) مناقب الخوارزمي: 58 - 104، (10) كامل التواريخ:178/2، (11) شرح نهج البلاغة: 62/19، (12) البدء و التاريخ: 217/4.

ص: 472

10- غزوة بني قريظة

1- قال علي بن إبراهيم: قوله «يا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنُكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ» فإنه كان سبب نزولها أنه كان في المدينة بطنان من اليهود من بني هارون و هم النضير و قريظة و قريظة وكانت قريظة سبع مائة و النضير ألفا و كانت النضير أكثر

مالا و أحسن حالا من قريظة وكانوا حلفاء لعبد الله بن أبي،

فكان إذا وقع بين قريظة والنضير قتل وكان القاتل من بني النضير قالوا لبني قريظة لا نرضى أن يكون قتيل منا بقتيل منكم فجرى بينهم في ذلك مخاطبات كثيرة حتى كادوا أن يقتتلوا حتى رضيت قريظة و كتبوا بينهم كتابا على أنه أي رجل من اليهود من النضير قتل رجلا من بني قريظة أن يجنيه و يحمم ،

و التجنية أن يقعد على جمل و يولي وجهه إلى ذنب الجمل و يلطخ بالحماة و يدفع نصف الدية، و أيما رجل من بني قريظة قتل رجلا من بني النضير أن يدفع إليه دية كاملة و يقتل به فلما هاجر رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) إلى المدينة و دخلت الأوس والخزرج في الإسلام ضعف أمر اليهود فقتل رجل من بني قريظة رجلا من بني النضير فبعثوا إليهم بنو النضير ابعثوا إلينا بدية المقتول وبالقاتل حتى نقتله

ورة الاب

ص: 473

فقالت قريظة ليس هذا حكم التوراة و إنما هو شيء غلبتمونا عليه فإما الدية و إما القتل و إلا فهذا محمد بيننا وبينكم فهلموا لنتحاكم إليه، فمشت بنو النضير إلى عبد الله بن أبي وقالوا سل محمدا أن لا ينقض شرطنا في هذا الحكم الذي بيننا وبين بني قريظة في القتل، فقال عبد الله بن أبي ابعثوا معي رجلا يسمع كلامي وكلامه فإن حكم لكم بما تريدون و إلا فلا ترضوا به .

فبعثوا معه رجلا فجاء إلى رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)فقال له يا رسول الله إن هؤلاء القوم قريظة والنضير قد كتبوا بينهم كتابا و عهدا وثيقا تراضوا به و الآن في قدومك يريدون نقضه و قد رضوا بحكمك فيهم فلا تنقض عليهم كتابهم وشرطهم فإن بني النضير لهم القوة و السلاح و الكراع و نحن نخاف الغوائل و الدوائر ، فاغتم لذلك رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)فلم يجبه بشيء،

فنزل عليه جبرئيل بهذه الآيات «يا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنُكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا» يعني اليهود «سَاعُونَ لِلْكَذِبِ سَاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ» يعني عبد الله بن أبي و بني النضير « يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَ إِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا» يعني عبد الله بن أبي حيث قال لبني النضير.

إن لم يحكم لكم بما تريدون فلا تقبلوا« وَ مَنْ يُرِدِ اللهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَملِكَ لَهُ مِنَ اللهِ شَيْئاً أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ سَمَاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِنْ جَاؤُكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ، وَ إِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئاً وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المَقْسِطِينَ إلى قوله وَ مَنْ لَمْ يَحْكُمْ

ص: 474

بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ».

2- قال المفيد و لما انهزم الأحزاب و ولوا عن المسلمين الدبر عمل رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) على قصد بني قريظة و أنفذ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب الله إليهم في ثلاثين من الخزرج فقال له انظر بني قريظة هل تركوا حصونهم.

فلما شارف سورهم سمع منهم الهجر فرجع إلى النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)فأخبره فقال دعهم فإن الله سيمكن منهم إن الذي أمكنك من عمرو بن عبد ود لا يخذلك فقف حتى يجتمع الناس إليك و أبشر بنصر الله فإن الله قد نصرني بالرعب من بين يدي مسيرة شهر.

قال علي(عليه السلام)فاجتمع الناس إلي وسرت حتى دنوت من سورهم فأشرفوا علي فحين رأوني صاح صائح منهم قد جاءكم قاتل عمرو و قال آخر قد أقبل إليكم قاتل عمرو و جعل بعضهم يصيح ببعض و يقولون ذلك و ألقى الله في قلوبهم الرعب و سمعت راجزا يرجز.

قتل علي عمرا*** صاد علي صقر

اقصم علي ظهرا ***أبرم علي أمرا

هتك علي سترا.

فقلت الحمد لله الذي أظهر الإسلام وقمع الشرك و كان النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)قال لي حين توجهت إلى بني قريظة سر على بركة الله فإن الله قد وعدك أرضهم و ديارهم فسرت مستيقنا لنصر الله عز و جل حتى ركزت الراية في أصل الحصن.

فاستقبلوني في صياصيهم يسبون رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)فلما سمعت سبهم له(عليه السلام)كرهت أن يسمعه رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)فعملت على الرجوع إليه فإذا

ص: 475

به(عليه السلام)قد طلع فناداهم يا إخوة القردة والخنازير إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين.

فقالوا له يا أبا القاسم ما كنت جهولا و لا سبابا فاستحيا رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)و رجع القهقرى قليلا ثم أمر فضربت خيمته بإزاء حصونهم و أقام النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) المحاصرا لبني قريظة خمسا وعشرين ليلة حتى سألوه النزول على حكم سعد بن معاذ فحكم فيهم سعد بقتل الرجال وسبي الذراري و النساء وقسمة الأموال.

فقال النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) يا سعد لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبعة أرقعة. و أمر النبي بإنزال الرجال منهم و كانوا تسعمائة رجل فجيء بهم إلى المدينة وقسم الأموال و استرق الذراري و النسوان. و لما جيء بالأسارى إلى المدينة حبسوا في دار من دور بني النجار.

و خرج رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)إلى موضع السوق اليوم فخندق فيه خنادق و حضر أمير المؤمنين الا معه و المسلمون و أمر بهم أن يخرجوا و تقدم إلى أمير المؤمنين أن يضرب أعناقهم في الخندق. فأخرجوا إرسالا وفيهم حيي بن أخطب و كعب بن أسد و هما إذ ذاك رئيسا القوم.

فقالوا لكعب بن أسد و هم يذهب بهم إلى رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)يا كعب ما تراه يصنع بنا فقال في كل موطن لا تعقلون ألا ترون الداعي لا ينزع و من ذهب منكم لا يرجع هو و الله القتل. وجيء بحيي بن جيء بحيي بن أخطب مجموعة يداه إلى عنقه فلما نظر إلى رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)قال أما والله ما لمت نفسي على عداوتك ولكن من يخذل الله يخذل.

ثم أقبل على الناس فقال أيها الناس أنه لا بد من أمر الله كتاب و قدر و ملحمة كتبت على بني إسرائيل. ثم أقيم بين يدي أمير المؤمنين علي(عليه السلام)و

ص: 476

هو يقول قتلة شريفة بيد شريف.

فقال له أمير المؤمنين إن خيار الناس يقتلون شرارهم و شرار الناس يقتلون خيارهم فالويل لمن قتله الأخيار الأشراف و السعادة لمن قتله الأرذال الكفار فقال صدقت لا تسلبني حلتي قال هي أهون علي من ذاك قال سترتني سترك الله و مد عنقه فضربها علي(عليه السلام) و لم يسلبه من بينهم ثم قال أميرالمؤمنين(عليه السلام)لمن جاء به ما كان يقول حيي و هو يقاد إلى الموت فقال كان يقول:

لعمرك ما لام ابن أخطب نفسه*** و لكنه من يخذل الله يخذل

فجاهد حتى بلغ النفس جهدها*** و حاول يبغي العز كل مقلقل

فقال أمير المؤمنين(عليه السلام):

لقد كان ذا جد و جد بكفره*** فقيد إلينا في المجامع يعتل

فقلدته بالسيف ضربة محفظ*** فصار إلى قعر الجحيم يكبل

فذاك مآب الكافرين و من يطع*** لأمر اله الخلق في الخلد ينزل

و اصطفى رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)من نسائهم عمرة بنت خناقه و قتل من نسائهم امرأة واحدة كانت أرسلت عليه(صلی الله علیه وآله وسلم) حجرا و قد جاء النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) باليهود يناظرهم قبل مباينتهم له فسلمه الله تعالى من ذلك الحجر. وكان الظفر ببني قريظة وفتح الله على النبي و فتح الله على النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) بأمير المؤمنين الا و ما كان من قتله من قتل منهم و ما ألقاه الله عز و جل في قلوبهم من الرعب منه و ماثلت هذه الفضيلة ما تقدمها من فضائله و شابهت هذه المنقبة ما سلف ذكره من مناقبه(عليه السلام).

3- قال الطبرسي و من مواقفه في بني قريظة أنه ضرب أعناق رؤساء اليهود أعداء رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)

ص: 477

4- قال المجلسي: لما انهزم الأحزاب و ولوا عن المسلمين الدير عمل رسول الله على قصد بني قريظة و أنفذ أمير المؤمنين(عليه السلام)إليهم في ثلاثين من الخزرج و قال له انظر بني قريظة هل نزلوا حصونهم فلما شارف سورهم سمع منهم الهجر فرجع إلى النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)فأخبره فقال دعهم فإن الله سيمكن منهم إن الذي أمكنك من عمرو بن عبد ود لا يخذلك فقف حتى يجتمع الناس إليك و أبشر بنصر من عند الله.

فإن الله تعالى قد نصرني بالرعب من بين يدي مسيرة شهر قال علي(عليه السلام) فاجتمع الناس إلي وسرت حتى دنوت من سورهم فأشرفوا علي فلما رأوني صاح صائح منهم قد جاءكم قاتل عمرو و قال آخر قد أقبل إليكم قاتل عمرو و جعل بعضهم يصيح ببعض و يقولون ذلك و ألقي الله في قلوبهم الرعب و سمعت راجزا يرتجز:

قتل علي عمرا***صاد علي صقرا

قصم علي ظهرا*** أبرم على أمرا

هتك علي سترا

فقلت الحمد لله الذي أظهر الإسلام وقمع الشرك و كان النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)قال لي حين توجهت إلى بني قريظة سر على بركة الله تعالى فإن الله قد وعدكم أرضهم و ديارهم فسرت متيقنا لنصر الله عز و جل حتى ركزت الراية في أصل الحصن فاستقبلوني في صياصيهم يسبون رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) فلما سمعت سبهم له كرهت أن يسمع رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) ذلك فعملت على الرجوع إليه فإذا بها قد طلع و سمع سبهم له فناداهم :

يا إخوة القردة والخنازير إنا إذا حللنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين فقالوا له يا أبا القاسم ما كنت جهولا و لا سبابا فاستحيا رسول

ص: 478

الله(صلی الله علیه وآله وسلم)و رجع القهقرى قليلا ثم أمر فضربت خيمته بإزاء حصونهم فأقام النبي ا حاصرا لبني قريظة خمسا و عشرين ليلة حتى سألوه النزول على حكم سعد بن معاذ فحكم فيهم سعد بقتل الرجال وسبي الذراري و النساء و قسمة الأموال.

فقال النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) يا سعد لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبعة أرقعة و أمر النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)بإنزال الرجال منهم وكانوا تسعمائة رجل فجيء بهم إلى المدينة و قسم الأموال و استرق الذراري و النسوان و لما جيء بالأسارى إلى المدينة حبسوا في دار من دور بني النجار و خرج رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) إلى موضع السوق اليوم.

واله وسلم فخندق فيه خنادق و حضر أمير المؤمنين(عليه السلام)و معه المسلمون و أمر بهم أن يخرجوا و تقدم إلى أمير المؤمنين(عليه السلام)أن يضرب أعناقهم في الخندق فأخرجوا أرسالا وفيهم حيي بن أخطب و كعب بن أسد و هما إذ ذاك رئيسا القوم فقالوا لكعب بن أسد و هم يذهب بهم إلى رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)يا كعب ما تراه يصنع بنا؟

فقال في كل موطن لا تعقلون ألا ترون الداعي لا ينزع و من ذهب منكم لا يرجع هو و الله القتل و جيء بحيي بن أخطب مجموعة يداه إلى عنقه فلما نظر إلى رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)قال أما والله ما لمت نفسي على عداوتك و لكن من يخذل الله يخذل ثم أقبل على الناس فقال أيها الناس إنه لا بد من أمر الله كتاب و قدر و ملحمة كتبت على بني إسرائيل ثم أقيم بين يدي أمير المؤمنين(عليه السلام)وهو يقول قتلة شريفة بيد شريف.

فقال له أمير المؤمنين(عليه السلام)إن خيار الناس يقتلون شرارهم و شرارهم يقتلون خيارهم فالويل لمن قتله الأخيار الأشراف و السعادة لمن

ص: 479

قتله الأرذال الكفار فقال صدقت لا تسلبني حلتي فقال هي أهون علي من ذاك فقال سترتني سترك الله و مد عنقه فضربها علي(عليه السلام)و لم يسلبه من بينهم ثم قال أمير المؤمنين(عليه السلام)لمن جاء به ما كان يقول حبي و هو يقاد إلى الموت قال كان يقول:

لعمرك ما لام ابن أخطب نفسه*** و لكنه من يخذل الله يخذل

فجاهد حتى بلغ النفس جهدها ***و حاول يبقى العز كل مقلقل

فقال أمير المؤمنين علي عليه الصلاة و السلام:

لقد كان ذا جد و جد بكفره*** فقيد إلينا في المجامع يعتل

فقلدته بالسيف ضربة محفظ*** فصار إلى قعر الجحيم يكبل

فذاك مآب الكافرين و من يطع*** لأمر إله الخلق في الخلد ينزل

5- قال ابن هشام فلما كانت الظهر أتى جبريل رسول الله له كما حدثني الزهري معتجرا بعمامة من إستبرق على بغلة عليها رحالة عليها قطيفة من ديباج فقال أوقد وضعت السلاح يا رسول الله قال نعم فقال جبريل فما وضعت الملائكة السلاح بعد وما رجعت الآن إلا من طلب القوم إن الله عز وجل يأمرك يا محمد بالمسير الى بني قريظة فإني عامد إليهم فزلزل بهم.

فأمر رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)مؤذنا فأذن في الناس من كان سامعا مطيعا فلا يصلين العصر إلا ببني قريظة واستعمل على المدينة ابن أم مكتوم فيما قال ابن هشام .

6- عنه قال ابن اسحاق وقدم رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) علي بن ابي طالب الله برايته الى بني قريظة وابتدرها الناس فسار على بن ابي طالب حتى إذا دنا من الحصون سمع منها مقالة قبيحة لرسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) فرجع حتى لقي رسول

ص: 480

الله(صلی الله علیه وآله وسلم)بالطريق.

فقال يا رسول الله لا عليك أن لا تدنو من هؤلاء الأخابت قال لم أظنك سمعت منهم لي أذى قال نعم يا رسول الله قال لو رأوني لم يقولوا من ذلك شيئا فلما دنا رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)من حصونهم قال يا إخوان القردة هل أخزاكم الله وأنزل بكم نقمته قالوا يا ابا القاسم ما كنت جهولا.

ومر رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)ينفر من اصحابه بالصورين قبل أن يصل الى بني قريظة فقال هل مر بكم أحد قالوا يا رسول الله قد مر بنا دحية بن خليفة الكلبي على بغلة بيضاء عليها رحالة عليها قطيفة ديباج فقال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)ذلك جبريل بعث الى بني قريظة يزلزل بهم حصونهم ويقذف الرعب في قلوبهم.

ولما أتى رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) بنى قريظة نزل على بئر من آبارها من ناحية أموالهم يقال لها بئر أنا.

7- قال ابن هشام حدثني بعض من أثق به من أهل العلم ان علي بن أبي طالب صاح وهم محاصرو بني قريظة يا كتيبة الإيمان وتقدم هو والزبير بن العوام وقال والله لأذوقن ما ذاق حمزة أو لأفتحن حصنهم فقالوا يا محمد ننزل على حكم سعد معاذ.

8 -قال الطبري: فلما كانت الظهر أتى جبريل رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) كما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن ابن شهاب الزهري معتجرا بعمامة من إستبرق على بغلة عليها رحالة عليها قطيفة من ديباج فقال أقد وضعت السلاح يا رسول الله قال نعم قال جبريل ما وضعت الملائكة السلاح وما رجعت الآن إلا عن طلب القوم إن الله يأمرك يا محمد بالسير إلى بني قريظة وأنا عامد إلى بني قريظة.

ص: 481

فأمر رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)مناديا فأذن في الناس إن من كان سامعا مطيعا فلا يصلين العصر إلا في بني قريظة. وقدم رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) علي بن أبي طالب برايته إلى بني قريظة وابتدرها الناس فسار علي بن أبي طالب(عليه السلام)حتى إذا دنا من الحصون سمع منها مقالة قبيحة لرسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)منهم فرجع حتى لقي رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) بالطريق فقال يا رسول الله لا عليك ألا تدنو من هؤلاء الأخابث قال لم أظنك سمعت لي منهم أذى.

قال نعم يا رسول الله لو قد رأوني لم يقولوا من ذلك شيئا فلما دنا رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)من حصونهم قال يا إخوان القردة هل أخزاكم الله وأنزل بكم نقمته قالوا يا أبا القاسم ما كنت جهولا ومر رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) على أصحابه بالصورين قبل أن يصل إلى بني قريظة.

فقال هل مر بكم أحد فقالوا نعم يا رسول الله قد قد مر بنا دحية بن خليفة الكلبي على بغلة بيضاء عليها رحالة عليها قطيفة ديباج فقال رسول الله ذلك جبريل بعث إلى بني قريظة يزلزل بهم حصونهم ويقذف الرعب في قلوبهم فلما أتى رسول الله بني قريظة نزل على بئر من آبارها في ناحية من أموالهم يقال لها بئر أنا.

فلاحق به الناس فأتاه رجال من بعد العشاء الآخرة ولم يصلوا العصر لقول رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة لشيء لم يكن لهم منه بد من حربهم وأبوا أن يصلوا لقول النبي حتى تأتوا بني قريظة.

فصلوا العصر بها بعد العشاء الآخرة فما عابهم الله بذلك في كتابه ولا عنفهم به رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)والحديث عن محمد بن إسحاق عن أبيه عن معبد بن كعب بن مالك الأنصاري.

ص: 482

المنابع:

(1) الارشاد:5 (2) اعلام الوری: 196 (3) بحار الانوار: 261/20 ، (4) سيرة ابن هشام: 244/2 - 251، (5) تاریخ الطبری: 581/2

ص: 483

11- غزوة بني المصطلق

1- قال الشيخ المفيد: ثم كان من بلائه(عليه السلام) ببني المصطلق ما اشتهرعند العلماء و كان الفتح له(عليه السلام)في هذه الغزاة بعد أن أصيب يومئذ ناس من بني عبد المطلب فقتل أمير المؤمنين(عليه السلام)رجلين من القوم و هما مالك و ابنه و أصاب رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)منهم سبيا كثيرا فقسمه في المسلمين. و كان فيمن أصيب يومئذ من السبايا جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار و كان شعار المسلمين يوم بني المصطلق.

يا منصور أمت و كان الذي سبى جويرية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام)فجاء بها إلى النبي (صلی الله علیه وآله وسلم) فاصطفاها النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) . فجاء أبوها إلى النبي(عليه السلام)بعد إسلام بقية القوم فقال يا رسول الله إن ابنتي لا تسبى إنها امرأة كريمة.

قال اذهب فخيرها قال أحسنت و أجملت. وجاء إليها أبوها فقال لها يا بنية لا تفضحي قومك فقالت له قد اخترت الله و رسوله. فقال لها أبوها فعل الله بك و فعل فأعتقها رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) و جعلها في جملة أزواجه.

2 - في البحار عن الصدوق عن ابن الوليد عن الصفار عن ابن معروف عن ابن مهزيار عن فضالة عن أبان عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر الباقر(عليه السلام)قال بعث رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) خالد بن الوليد إلى حي يقال

ص: 484

لهم بنو المصطلق من بني جذيمة و كان بينهم و بينه و بين بني مخزوم إحنة في الجاهلية فلما ورد عليهم كانوا قد أطاعوا رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) و أخذوا منه كتابا فلما ورد عليهم خالد أمر مناديا فنادى بالصلاة فصلى وصلوا.

فلما كان صلاة الفجر أمر مناديه فنادى فصلى وصلوا ثم أمر الخيل فشنوا فيهم الغارة فقتل و أصاب فطلبوا كتابهم فوجدوه فأتوا به النبی(صلی الله علیه وآله وسلم)وحدثوه بما صنع خالد بن الوليد فاستقبل(عليه السلام) القبلة ثم قال اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد قال ثم قدم على رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) تبر و متاع فقال لعلي(عليه السلام)يا علي انت بني جذيمة من بني المصطلق فأرضهم مما صنع خالد.

ثم رفع(عليه السلام)قدميه فقال يا علي اجعل قضاء أهل الجاهلية تحت قدميك فأتاهم على(عليه السلام)فلما انتهى إليهم حكم فيهم بحكم الله فلما رجع إلى النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)قال يا علي أخبرني بما صنعت فقال يا رسول الله عمدت فأعطيت لكل دم دية و لكل جنين غرة و لكل مال مالا.

و فضلت معي فضلة فأعطيتهم لميلغة كلابهم و حبلة رعاتهم و فضلت معي فضله فأعطيتهم لروعة نسائهم و فزع صبيانهم و فضلت معي فضله فأعطيتهم لما يعلمون و لما لا يعلمون و فضلت معي فضله فأعطيتهم ليرضوا عنك يا رسول الله.

فقال(صلی الله علیه وآله وسلم) يا على أعطيتهم ليرضوا عني رضي الله عنك يا علي إنما أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.

2 -عنه جماعة عن أبي المفضل عن القاسم بن زكريا عن محمد بن تسنيم الحضرمي عن عمرو بن معمر عن علي بن جعفر عن أخيه موسى(عليه السلام)عن أبيه جعفر عن أبيه محمد بن علي(عليه السلام) عن جابر بن عبد الله

ص: 485

قال بعث النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)خالد بن الوليد على صدقات بني المصطلق حي من خزاعة و كان بينه و بينهم في الجاهلية ذحل.

فأوقع بهم خالد فقتل منهم و استاق أموالهم فبلغ النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)ما فعل فقال اللهم أبرأ إليك مما صنع خالد و بعث إليهم علي بن أبي طالب(عليه السلام)بمال و أمره أن يؤدي إليهم ديات رجالهم و ما ذهب لهم من أموالهم و بقيت معه من المال زعبة فقال لهم هل تفقدون شيئا من متاعكم فقالوا ما نفقد شيئا إلا ميلغة كلابنا.

فدفع إليهم ما بقي من المال فقال هذا الميلغة كلابكم و ما أنسيتم من متاعكم و أقبل إلى النبي (صلی الله علیه وآله وسلم)فقال ما صنعت فأخبره بخبره حتى أتى على حديثه فقال النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)أرضيتني رضي الله عنك يا علي أنت هادي أمتي ألا إن السعيد كل السعيد من أحبك و أخذ بطريقتك ألا إن الشقي كل الشقي من خالفك و رغب عن طريقك إلى يوم القيامة.

4- قال ابن هشام قال ابن اسحاق وأصيب من بني المصطلق يومئذ ناس وقتل على بن ابي طالب منهم رجلين مالكا وابنه وقتل عبدالرحمن بن عوف رجلا من فرسانهم يقال له أحمر أو أحيمر.

5 - قال الطبري: وأصيب من بني المصطلق يومئذ ناس كثير وقتل علي بن أبي طالب منهم رجلين مالكا وابنه وأصاب رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)منهم سبيا كثيرا ففشا قسمه في المسلمين ومنهم جويرية بنت الحارث بن ابي ضرار زوج النبي

المنابع:

(1) الارشاد :54 ، (2) بحار الانوار: 143/21 ،

ص: 486

(3) سيرة ابن هشام: 306/3 (4) تاريخ الطبرى: 609/2،

ص: 487

12 - غزوة الحديبية

1- قال الشيخ المفيد: ثم تلا بني المصطلق الحديبية و كان اللواء - يومئذ إلى أمير المؤمنين(عليه السلام)كما كان إليه في المشاهد قبلها و كان من بلائه في ذلك اليوم عند صف القوم في الحرب للقتال ما ظهر خبره و استفاض ذكره. و ذلك بعد البيعة التي أخذها النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) على أصحابه و العهود عليهم في الصبر و كان أمير المؤمنين(عليه السلام)المبايع للنساء عن النبي

(عليه السلام)و كانت بيعته لهن يومئذ أن طرح ثوبا بينهن و بينه.

ثم مسحه بيده فكانت مبايعتهن للنبي(عليه السلام) بمسح الثوب و رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) يمسح ثوب علي بن أبي طالب(عليه السلام)مما يليه. و لما رأى سهيل بن عمرو توجه الأمر عليهم ضرع إلى النبي(عليه السلام)في الصلح و نزل عليه الوحي بالإجابة إلى ذلك و أن يجعل أمير المؤمنين(عليه السلام)كاتبه يومئذ و المتولي لعقد الصلح بخطه. فقال له النبي(عليه السلام) اكتب يا علي بسم الله الرحمن الرحيم.

فقال سهيل بن عمرو هذا كتاب بيننا وبينك يا محمد فافتتحه بما نعرفه و اكتب باسمك اللهم فقال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)لأمير المؤمنين امح ما كتبت و اكتب باسمك اللهم فقال له أمير المؤمنين(عليه السلام)لو لا طاعتك يا رسول الله لما محوت بسم الله الرحمن الرحيم ثم محاها وكتب باسمك اللهم فقال له النبي(عليه السلام) اكتب هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله سهيل بن

ص: 488

عمرو.

فقال سهيل لو أجبتك في الكتاب الذي بيننا إلى هذا لأقررت لك بالنبوة فسواء شهدت على نفسي بالرضا بذلك أو أطلقته من لساني امح هذا الاسم و اكتب هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله فقال له أمير المؤمنين(عليه السلام)إنه والله لرسول الله على رغم أنفك فقال سهيل اكتب اسمه يمضي الشرط.

فقال له أمير المؤمنين(عليه السلام)ويلك يا سهيل كف عن عنادك فقال له النبي(عليه السلام) امحها يا علي فقال يا رسول الله إن يدي لا تنطلق بمحو لا تنطلق بمحو اسمك من النبوة قال له فضع يدي عليها فمحاها رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) بيده و قال لأمير المؤمنين(عليه السلام) ستدعى إلى مثلها فتجيب و أنت على مضض.

ثم تمم أمير المؤمنين(عليه السلام) الكتاب. و لما تم الصلح نحر رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)هديه في مكانه فكان نظام تدبير هذه الغزاة معلقا بأمير المؤمنين(عليه السلام)و كان ما جرى فيها من البيعة وصف الناس للحرب ثم الهدنة و الكتاب كله لأمير المؤمنين(عليه السلام)و كان فما هيأه الله تعالى له من ذلك حقن الدماء و صلاح أمر الإسلام. و قد روى الناس له(عليه السلام)في هذه الغزاة بعد الذي ذكرناه فضيلتين اختص بهما و انضافا إلى فضائله العظام و مناقبه الجسام.

2- عنه روى إبراهيم بن عمر عن رجاله عن فائد مولى عبد الله بن سالم قال لما خرج رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) في عمرة الحديبية نزل الجحفة فلم يجد بها ماء فبعث سعد بن مالك بالروايا حتى إذا كان غير بعيد رجع سعد بالروايا فقال يا رسول الله ما أستطيع أن أمضي لقد وقفت قدماي رعبا من القوم فقال له النبي(عليه السلام)اجلس ثم بعث رجلا آخر فخرج بالروايا حتى إذا كان بالمكان الذي انتهى إليه الأول رجع فقال له رسول الله لم رجعت.

ص: 489

فقال يا رسول الله و الذي بعثك بالحق ما استطعت أن أمضي رعبا. فدعا رسول الله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(صلی الله علیه وآله وسلم) فأرسله بالروايا وخرج السقاة و هم لا يشكون في رجوعه لما رأوا من رجوع من تقدمه.

فخرج علي(عليه السلام) بالروايا حتى ورد الحرار فاستق ثم أقبل بها إلى النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) و لها زجل. فكبر النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)و دعا له بخير. و في هذه الغزاة أقبل سهيل بن عمر و إلى النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) .

فقال له يا محمد إن أرقاءنا لحقوا بك فارددهم علينا فغضب رسول الله(عليه السلام)حتى تبين الغضب في وجهه ثم قال لتنتهن يا معشر قريش أو ليبعثن الله إليكم رجلا امتحن الله قلبه للإيمان يضرب رقابكم على الدين فقال بعض من حضر يا رسول الله أبو بكر ذلك الرجل قال لا قيل فعمر قال لا و لكنه خاصف النعل في الحجرة فتبادر الناس إلى الحجرة ينظرون من الرجل فإذا هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام).

3- عنه روى هذا الحديث جماعة عن أمير المؤمنين(عليه السلام)و قالوا فيه إن عليا قص هذه القصة ثم قال سمعت رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)يقول من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار و كان الذي أصلحه أمير المؤمنين من نعل النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)شسعها فإنه كان انقطع فخصف موضعه و أصلحه.

4- عنه روى إسماعيل بن علي العمي عن نائل بن نجيح عن عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر عن أبيه(عليه السلام)قال انقطع شسع نعل رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) فدفعها إلى علي(عليه السلام)يصلحها ثم مشى في نعل واحدة غلوة أو نحوها و أقبل على أصحابه فقال إن منكم من يقاتل معي على التأويل كما قاتل على التنزيل فقال أبو بكر أنا ذاك يا رسول الله قال لا فقال عمر، فأنا يا رسول الله قال لا فأمسك القوم و نظر بعضهم إلى بعض.

ص: 490

فقال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)لكنه خاصف النعل و أومأ إلى علي بن أبي طالب الله و إنه المقاتل على التأويل إذا تركت سنتی و نبذت و حرف کتاب الله و تكلم في الدين من ليس له ذلك فيقاتلهم علي(عليه السلام)على إحياء دين الله تعالى.

5 - قال الطبرسي و كانت غزوة الحديبية في ذي القعدة خرج(صلی الله علیه وآله وسلم)في ناس كثير من أصحابه يريد العمرة و ساق معه سبعين بدنة و بلغ ذلك المشركين من قريش فبعثوا خيلا ليصدوه عن المسجد الحرام و كان يرى أنهم لا يقاتلونه لأنه خرج في الشهر الحرام و كان من أمر سهيل بن عمرو و أبي جندل ابنه و ما فعله رسول الله ما شك به من زعم أنه ما شك إلا يومئذ في الدين و أتى بريد بن ورقاء إلى قريش .

فقال لهم يا معشر قريش خفضوا عليكم فإنه لم يأت يريد قتالكم و إنما يريد زيارة بيت الله الحرام فقالوا والله ما نسمع منك و لا تحدث العرب أنه دخلها عنوة و لا نقبل منه إلا أن يرجع عنا ثم بعثوا إليه بكر بن حفص و خالد بن الوليد و صدوا الهدي و بعث عثمان بن عفان إلى أهل مكة يستأذنهم أن يدخل مكة معتمرا فأبوا أن يتركوه و احتبس.

فظن رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)أنهم قتلوه فقال لأصحابه أ تبايعوني على الموت فبايعوه تحت الشجرة على أن لا يفروا منه أبدا ثم إنهم بعثوا سهيل بن عمرو فقال يا أبا القاسم إن مكة حرمنا و عزنا و قد تسامعت العرب بك أنك قد غزوتنا و متى ما تدخل علينا مكة عنوة تطمع فينا فنتخطف و إنا نذكرك الرحم فإن مكة بيضتك التي تفلقت من رأسك قال فما تريد؟

قال أريد أن أكتب بيني و بينك هدنة على أن أخليها لك في قابل فتدخلها و لا تدخلها بخوف و لا فزع و لا سلاح إلا سلاح الراكب السيف

ص: 491

في القراب و القوس فدعا رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)علي بن أبي طالب(عليه السلام)فأخذ أديما أحمر فوضعه على فخذه ثم كتب بسم الله الرحمن الرحيم فقال سهيل بن عمر و هذا كتاب بيننا و بينك يا محمد فافتحه بما نعرفه و اكتب باسمك اللهم.

فقال(صلی الله علیه وآله وسلم)و اكتب باسمك اللهم و امح ما كتبت فقال(عليه السلام) لو لا طاعتك يا رسول الله لما محوت. فقال النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)اكتب هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله سهيل بن عمرو فقال سهيل لو أجبتك في الكتاب إلى هذا لأقررت لك بالنبوة فاح هذا الاسم و اكتب محمد بن عبد الله.

فقال له علي(عليه السلام)إنه والله لرسول الله على رغم أنفك فقال النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) امحها يا علي فقال له يا رسول الله إن يدي لا تنطلق بمحو اسمك من النبوة قال فضع يدي عليها فمحاها رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) بيده و قال لعلي(عليه السلام) استدعى إلى مثلها فتجيب و أنت على مضض.

ثم كتب باسمك اللهم هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله بن عبدالمطلب و من معه من المسلمين سهيل بن عمرو و من معه من أهل مكة على أن الحرب مكفوفة فلا إغلال و لا إسلال و لا قتال و على أن لا يستكره أحد على دينه و على أن يعبد الله بمكة علانية و على أن محمدا ينحر الهدي مكانه و على أن يخليها له في قابل ثلاثة أيام.

فيدخلها بسلاح الراكب وتخرج قريش كلها من مكة إلا رجل واحد من قريش يخلفونه مع محمد و أصحابه و من لحق محمدا و أصحابه من قريش فإن محمدا يرده إليهم و من رجع من أصحاب محمد إلى قريش بمكة فإن قريشا لا ترده إلى محمد .

و قال رسول الله إذا سمع كلامي ثم جاءكم فلا حاجة لي فيه و أن قريشا لا تعين على محمد و أصحابه أحدا بنفس و لا سلاح إلى آخره.

ص: 492

فجاء أبو جندل إلى النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) حتى جلس إلى جنبه فقال أبوه سهيل رده علي فقال المسلمون لا نرده فقام(صلی الله علیه وآله وسلم) و أخذ بيده فقال اللهم إن كنت تعلم أن أبا جندل لصادق فاجعل له فرجا و مخرجا. ثم أقبل على الناس و قال إنه ليس عليه بأس إنما يرجع إلى أبيه و أمه و إني أريد أن أتم لقريش شرطها و رجع رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) إلى المدينة و أنزل الله في الطريق سورة الفتح «إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مبيناً».

6- عنه منها ما قاله يوم الحديبية لما كتب(عليه السلام)كتاب الصلح بين رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) و أهل مكة فكتب بسم الله الرحمن الرحيم فقال سهيل بن هذا كتاب بيننا وبينك يا محمد فافتتحته بما تعرفه و اكتب باسمك اللهم فقال اكتب باسمك اللهم و امح ما كتبت فقال (عليه السلام) لو لا طاعتك يا رسول الله لما محوت فقال النبي اكتب عمرو هذا ما قاضی علیه محمد رسول الله سهيل بن عمرو.

فقال سهيل لو أجبتك في الكتاب إلى هذا لأقررت لك بالنبوة فاح هذا الاسم و اكتب محمد بن عبد الله فقال له علي(عليه السلام) إنه والله لرسول الله على رغم أنفك فقال النبي ملامحها يا علي فقال له يا رسول الله إن يدي لا تنطلق لمحو اسمك من النبوة قال فضع يدي عليها فمحاها رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)بیده و قال لعلي ستدعى إلى مثلها فتجيب و أنت على مضض.

7- عنه منها ما رواه خراش عن أمير المؤمنين(عليه السلام) قال أقبل سهيل بن عمرو و رجلان أو ثلاثة معه إلى رسول الله إلى رسول الله في الحديبية فقالوا إنه يأتيك قوم من سفلنا و أبداننا فارددهم علينا فغضب حتى احمر وجهه و كان إذا غضب(عليه السلام) يحمر وجهه ثم قال لتنتهين يا معشر قريش أو ليبعثن الله عليكم رجلا امتحن الله قلبه للإيمان فيضرب رقابكم و أنتم خارجون عن الدين.

ص: 493

فقال أبو بكر أنا هو يا رسول الله قال لا قال عمر أنا هو يا رسول الله قال لا و لكنه ذلكم خاصف النعل في الحجرة و أنا أخصف نعل رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) ثم قام و قال (صلی الله علیه وآله وسلم)من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار.

8- قال المجلسي: روى الزهري و عروة بن الزبير و المسور بن مخرمة قالوا خرج رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) من المدينة في بضع عشرة مائة من أصحابه حتى إذا كانوا بذي الحليفة قلد رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) الهدي و أشعره و أحرم بالعمرة و بعث بين يديه عينا له من خزاعة يخبره عن قريش و سار رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)حتى إذا كان بغدير الأشطاط قريبا من عسفان أتاه عينه الخزاعي.

فقال إني تركت كعب بن لؤي و عامر بن لؤي قد جمعوا لك الأحابيش و جمعوا لك جموعا و هم قاتلوك أو مقاتلوك و صادوك عن البيت فقال(صلی الله علیه وآله وسلم)روحوا فراحوا حتى إذا كانوا ببعض الطريق قال النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) إن خالد بن الوليد بالغميم في خيل قريش طليعة فخذوا ذات اليمين و سارا حتى إذا كان بالثنية بركت راحلته.

فقال(صلی الله علیه وآله وسلم)ما خلات القصوى و لكن حبسها حابس الفيل ثم قال و الله لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها ثم زجرها فوثبت به قال فعدل حتى نزل بأقصى الحديبية على ثمد قليل الماء إنما يتبرضه الناس تبرضا فشكوا إليه العطش فانتزع سهما من كنانته.

ثم أمرهم أن يجعلوه في الماء فو الله ما زال يجيش لهم بالري حتى صدروا عنه فبينما هم كذلك إذ جاءهم بديل بن ورقاء الخزاعي في نفر من خزاعة و كانوا عيبة نصح رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)من أهل تهامة فقال إني تركت كعب بن لؤي و عامر بن لؤي و معهم العوذ المطافيل و هم مقاتلوك و

ص: 494

صادوك عن البيت.

فقال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)إنا لم نجئ لقتال أحد و لكنا جئنا معتمرين و إن قريشا قد نهكتهم الحرب و أضرت بهم فإن شاءوا ماددتهم مدة و يخلوا بيني و بين الناس و إن شاءوا أن يدخلوا فيما دخل فيه الناس فعلوا و إلا فقد جموا و إن أبوا فو الذي نفسي بيده لأقاتلنهم على أمري هذا حتى تنفرد سالفتي أو لينفذن الله تعالى أمره.

فقال بدیل: سأبلغهم ما تقول فانطلق حتى أتى قريشا فقال إنا قد جئناكم من عند هذا الرجل و إنه يقول كذا وكذا فقام عروة بن مسعود الثقني فقال إنه قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها و دعوني آته فقالوا ائته فأتاه فجعل يكلم النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)و قال له رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)نحوا من قوله لبديل .

فقال عروة عند ذلك: أي محمد أ رأيت إن استأصلت قومك هل سمعت بأحد من العرب اجتاح أصله قبلك و إن تكن الأخرى فو الله إني لأرى وجوها و أرى أوباشا من الناس خلقا أن يفروا و يدعوك فقال له أبو بكر امصص بظر اللات أنحن نفر عنه وندعه ؟ فقال من ذا قالوا أبوبكر.

قال: أما والذي نفسي بيده لو لا يد كانت لك عندي لم أجزك بها لأجبتك قال و جعل يكلم النبي (صلی الله علیه وآله وسلم)و كلما كلمه أخذ بلحيته و المغيرة بن شعبة قائم على رأس النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)و معه السيف و عليه المغفر فكلما أهوى عروة بيده إلى لحية رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)ضرب يده بنعل السيف و قال أخر يدك عن الحية رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) قبل أن لا ترجع إليك.

فقال من هذا قالوا المغيرة بن شعبة قال أي غدر أ و لست أسعى في غدرتك قال وكان المغيرة صحب قوما في الجاهلية فقتلهم و أخذ أموالهم ثم

ص: 495

جاء فأسلم فقال النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)و أما الإسلام فقد قبلنا و أما المال فإنه مال غدر الله لا حاجة لنا فيه.

ثم إن عروة جعل يرمق صحابة النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) إذا أمرهم رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) ابتدروا أمره و إذا توضأ ثاروا يقتتلون على وضوئه و إذا تكلموا خفضوا أصواتهم عنده و ما يحدون إليه النظر تعظيما له قال فرجع عروة إلى أصحابه و قال أي قوم و الله لقد وفدت على الملوك و وفدت على قيصر و كسرى و النجاشي و الله إن رأيت ملكا قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد محمدا.

إذا أمرهم ابتدروا أمره و إذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه و إذا تكلموا خفضوا أصواتهم عنده ما يحدون إليه النظر تعظيما له و إنه قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها فقال رجل من بني كنانة دعوني آته فقال ائته فلما أشرف عليهم قال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)هذا فلان و هو من قوم يعظمون البدن فابعثوها فبعثت له و استقبله القوم يلبون فلما رأى ذلك قال.

سبحان الله ما ينبغي لهؤلاء أن يصدوا عن البيت فقام رجل منهم يقال له مكرز بن حفص فقال دعوني آته فقالوا ائته فلما أشرف عليهم قال النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) هذا مكرز و هو رجل فاجر فجعل يكلم النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) فبينا هو يكلمه إذ جاء سهيل بن عمرو فقال(صلی الله علیه وآله وسلم) قد سهل الله عليكم أمركم فقال اكتب بيننا وبينك كتابا فدعا رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)علي بن أبي طالب(عليه السلام) فقال له :

اكتب بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم فقال سهيل أما الرحمن فو الله ما أدري ما هو و لكن اكتب باسمك اللهم فقال المسلمون و الله لا نكتبها إلا بسم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيم فقال النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)اكتب باسمك اللهم هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله الله (صلی الله علیه وآله وسلم)فقال سهيل لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن

ص: 496

البيت و لا قاتلناك و لكن اكتب محمد بن عبد الله فقال النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)إني لرسول الله و إن كذبتموني.

ثم قال لعلى(عليه السلام)امح رسول الله فقال يا رسول الله إن يدي لا تنطلق بمحو اسمك من النبوة فأخذه رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)فمحاه ثم قال اكتب هذا ما قاضی علیه محمد بن عبد الله سهيل بن عمرو و اصطلحا على وضع الحرب عن الناس عشر سنين يأمن فيهن الناس ويكف بعضهم عن بعض و على أنه من قدم مكة من أصحاب محمد حاجا أو معتمرا أو يبتغي من فضل الله فهو آمن على دمه و ماله.

و من قدم المدينة من قريش مجتازا إلى مصر أو الشام فهو آمن على دمه و ماله فإن بيننا عيبة مكفوفة و أنه لا إسلال و لا إغلال و أنه من أحب أن يدخل في عقد محمد و عهده دخل فيه و من أحب أن يدخل في عقد قریش و عهدهم دخل فيه.

فتواثبت خزاعة فقالوا نحن في عقد محمد و عهده و تواثبت بنو بکر فقالوا نحن في عقد قريش و عهدهم فقال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)على أن يخلو بيننا و بين البيت فنطوف فقال سهيل و الله ما تتحدث العرب أنا أخذنا ضغطة و لكن ذلك من العام المقبل فكتب فقال سهيل على أنه لا يأتيك منا رجل وإن كان على دينك إلا رددته إلينا و من جاءنا ممن معك لم نرده عليك.

فقال المسلمون سبحان الله كيف يرد إلى المشركين وقد جاء مسلما فقال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)من جاءهم منا فأبعده الله و من جاءنا منهم رددناه إليهم فلو علم الله الإسلام من قلبه جعل له مخرجا فقال سهيل و على أنك ترجع عنا عامك هذا فلا تدخل علينا مكة فإذا كان عام قابل خرجنا عنها لك. فدخلتها بأصحابك فأقمت بها ثلاثا و لا تدخلها بالسلاح إلا السيوف

ص: 497

في القراب و سلاح الراكب و على أن هذا الهدي حيث ما حبسناه محله لا تقدمه علينا فقال(صلی الله علیه وآله وسلم)نحن نسوق و أنتم تردون فبينا هم كذلك إذ جاء أبو جندل بن سهيل بن عمرو يرسف في قيوده قد خرج من أسفل مكة حتى رمى بنفسه بين أظهر المسلمين.

فقال سهيل هذا يا محمد أول ما أقاضيك عليه أن ترده فقال النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) إنا لم نرض بالكتاب بعد قال والله إذا لا أصالحك على شيء أبدا فقال النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)فأجره لي قال ما أنا بمجيره لك قال بلى فافعل قال ما أنا بفاعل قال مكرز بلى قد أجرناه.

قال أبو جندل بن سهيل معاشر المسلمين أرد إلى المشركين و قد جئت مسلما ألا ترون ما قد لقيت وكان قد عذب عذابا شديدا فقال عمر بن الخطاب و الله ما شككت منذ أسلمت إلا يومئذ فأتيت النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) فقلت ألست نبي الله قال بلى قلت ألسنا على الحق و عدونا على الباطل. قال بلى قلت فلم نعطي الدنية في ديننا إذا قال إني رسول الله و لست أعصيه و هو ناصري قلت أ و لست تحدثنا أنا سنأتي البيت و نطوف حقا قال بلى أ فأخبرتك أنا نأتيه العام قلت لا قال فإنك تأتيه و تطوف به فنحر رسول الله بدنة و دعا بحالقه فحلق شعره ثم جاءه نسوة مؤمنات فأنزل الله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ» الآية.

9 - عنه عن محمد بن إسحاق بن بشار و حدثني بريدة بن سفيان عن محمد بن كعب أن كاتب رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)في هذا الصلح كان علي بن أبي طالب الله فقال له رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) اكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله سهيل بن عمرو فجعل على(عليه السلام)يتلكاً و يأبى أن يكتب إلا محمد رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)فقال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) فإن لك مثلها تعطيها و أنت مضطهد

ص: 498

فكتب ما قالوا .

ثم رجع رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)إلى المدينة فجاءه أبو بصير رجل من قريش و هو مسلم فأرسلوا في طلبه رجلين فقالوا

العهد الذي جعلت لنا فدفعه إلى الرجلين فخرجا به حتى بلغاذا الحليفة فنزلوا يأكلون من تمر لهم فقال أبو بصير لأحد الرجلين إني لأرى سيفك هذا جيدا فاستله و قال أجل إنه الجيد و جربت به ثم جربت فقال أبو بصير أرني أنظر إليه فأمكنه منه فضربه به حتى برد و فر الآخر حتى بلغ المدينة فدخل المسجد يعدو.

فقال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)حين رآه لقد رأى هذا ذعرا فلما انتهى إلى النبی(صلی الله علیه وآله وسلم)قال قتل و الله صاحبي و إني لمقتول قال فجاء أبو بصير فقال يا الله قد أو فى الله ذمتك و رددتني إليهم ثم أنجاني الله منهم فقال النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)ويل أمه مسعر حرب لو كان له أحد فلها سمع ذلك عرف أنه سيرده إليهم فخرج حتى أتى سيف البحر و انفلت منهم أبو جندل بن سهيل فلحق بأبي بصير.

فلا يخرج من قريش رجل قد أسلم إلا لحق بأبي بصير حتى اجتمعت عليه عصابة قال فو الله لا يسمعون بعير لقريش قد خرجت إلى الشام إلا اعترضوا لها فقتلوهم و أخذوا أموالهم فأرسلت قريش إلى النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) تناشده الله و الرحم لما أرسل إليهم فمن أتاه منهم فهو آمن فأرسل(صلی الله علیه وآله وسلم) إليهم فأتوه.

10 - عنه روي في جامع الأصول عند سياق قصة الحديبية عن علي(عليه السلام)قال لما كان يوم الحديبية خرج إلينا ناس من المشركين منهم سهيل بن عمرو و أناس من رؤساء المشركين فقالوا يا رسول الله قد خرج

ص: 499

إليك ناس من أبنائنا و إخواننا و أرقائنا و ليس بهم فقه في الدين و إنما خرجوا فرارا من أموالنا وضياعنا فارددهم إلينا فإن لم يكن فقه في الدين سنفقههم.

فقال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)يا معشر قريش لتنتهين أو ليبعثن الله عليكم من يضرب رقابكم بالسيف على الدين قد امتحن الله قلوبهم على الإيمان قال أبو بكر و عمر من هو يا رسول الله قال هو خاصف النعل و كان قد أعطى عليا نعله يخصفها ثم التفت إلينا.علی (عليه السلام)فقال قال رسول الله من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار.

11- عنه رجع حفص بن الأحنف و سهيل بن عمرو إلى رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)فقالا يا محمد قد أجابت قريش إلى ما اشترطت من إظهار الإسلام و أن لا يكره أحد على دينه فدعا رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) بالمكتب و دعا أمير المؤمنين(عليه السلام) فقال له اكتب فكتب أمير المؤمنين(عليه السلام) بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم قال سهيل بن عمرو لا نعرف الرحمن اكتب كما كان يكتب آباؤك باسمك اللهم.

فقال رسول الله الله اكتب باسمك اللهم فإنه اسم من أسماء الله ثم كتب هذا ما تقاضى عليه محمد رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)و الملأ من قريش فقال سهيل بن عمرو و لو علمنا أنك رسول الله ما حاربناك اكتب هذا ما تقاضى عليه محمد بن عبد الله أ تأنف من نسبك يا محمد؟

فقال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) أنا رسول الله و إن لم تقروا ثم قال ام يا علي و اكتب محمد بن عبد الله فقال أمير المؤمنين(عليه السلام) ما أمحو اسمك النبوة أبدا فمحاه رسول الله

(صلی الله علیه وآله وسلم) بيده ثم كتب هذا ما تقاضى عليه محمد بن عبد الله و الملأ من قريش و سهيل بن عمرو.

ص: 500

اصطلحوا على وضع الحرب بينهم عشر سنين على أن يكف بعضنا عن بعض و على أنه لا إسلال و لا إغلال و أن بيننا و بينهم عيبة مكفوفة و أنه من أحب أن يدخل في عهد محمد و عقده فعل و أنه من أحب أن يدخل في عقد قريش و عقدها فعل و أنه من أتى محمدا بغير إذن وليه يرده إليه.

و أنه من أتى قريشا من أصحاب محمد لم يردوه إليه و أن يكون الإسلام ظاهرا بمكة لا يكره أحد على دينه و لا يؤذى ولا يعير و أن محمدا يرجع عنهم عامه هذا و أصحابه ثم يدخل علينا في العام القابل مكة فيقيم فيها ثلاثة أيام و لا يدخل علينا بسلاح إلا سلاح المسافر السيوف في القرب و كتب علي بن أبي طالب و شهد على الكتاب المهاجرون والأنصار.

ثم قال رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)يا علي إنك أبيت أن تمحو اسمي من النبوة فو الذي بعثني بالحق نبيا لتجيبن أبناءهم إلى مثلها و أنت مضيض مضطهد فلها كان يوم صفين و رضوا بالحكمين كتب هذا ما اصطلح عليه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب و معاوية بن أبي سفيان.

فقال عمرو بن العاص لو علمنا أنك أمير المؤمنين ما حاربناك و لكن اكتب هذا ما اصطلح عليه علي بن أبي طالب و معاوية بن أبي سفيان فقال أمير المؤمنين(عليه السلام) صدق الله و صدق رسوله(صلی الله علیه وآله وسلم) أخبرني رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) بذلك ثم كتب الكتاب.

12- قال ابن هشام قال ابن اسحاق قال الزهري ثم بعثت قريش سهيل بن عمرو أخا بني عامر بن لؤي الى رسول الله وقالوا له انت محمدا فصالحه ولا يكن في صلحه إلا أن يرجع عنا عامة هذا فو الله لا تحدث العرب عنا أنه دخلها علينا عنوة ابدا فأتاه سهيل بن عمرو فلما رآه رسول الله مقبلا قال قد اراد القوم الصلح حين بعثوا هذا الرجل

ص: 501

فلما انتهى سهیل بن عمرو الى رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) تكلم فأطال الكلام وتراجعا ثم جري بينهما الصلح.

فلها التأم الأمر ولم يبق إلا الكتاب وتب عمر بن الخطاب فأتى أبا بكر فقال يا أبا بكر اليس برسول الله قال بلى وألسنا بالمسلمين قال بلى قال أوليسوا بالمشركين قال بلى قال فعلام نعطي الدنية في ديننا قال أبو بكر يا عمرالزم غرزه فإني أشهد أنه رسول الله قال عمر وأنا أشهد أنه رسول الله ثم أتى رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم).

فقال يا رسول الله ألست برسول الله قال بلى قال أولسنا بالمسلمين قال بلى قال أوليسوا بالمشركين قال بلى قال فعلام نعطى الدنية في ديننا قال أنا عبدالله ورسوله لن اخالف أمره ولن يضيعني قال فكان عمر يقول ما زلت اتصدق وأصوم وأصلي وأعتق من الذي صنعت يومئذ مخافة كلامي الذي تكلمت به حتى رجوت أن يكون خيرا.

قال ثم دعا رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)علي بن ابي طالب(عليه السلام)فقال اكتب بسم الله الرحمن الرحيم قال فقال سهيل لا أعرف هذا ولكن أكتب باسمك اللهم فقال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)اكتب باسمك اللهم فكتبها ثم قال اكتب هذا ما صالح عليه محمد رسول الله سهيل بن عمرو قال:

فقال سهيل لو شهدت أنك رسول الله لم أقاتلك ولكن اكتب اسمك واسم أبيك قال فقال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)اكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبدالله سهيل بن عمرو اصطلحا على وضع الحرب عن الناس عشر سنين يأمن فيهن الناس ويكف بعضهم عن بعض على انه من أتى محمدا من قريش يغير إذن وليه رده عليهم.

و من جاء قريشا ممن مع محمد لم يردوه عليه وإن بيننا عيبة مكفوفة

ص: 502

وأنه لا إسلال ولا إغلال وأنه من احب أن يدخل في عقد محمد وعهده دخل فيه ومن احب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه.

فتواثبت خزاعة فقالوا نحن في عقد محمد وعهده وتواثبت بنو بكر فقالوا نحن في عقد قريش وعهدهم وأنك ترجع عنا عامك هذا فلا تدخل علينا مكة وأنه إذا كان عام قابل خرجنا عنك فدخلتها بأصحابك فأقمت بها ثلاثا معك سلاح الراكب السيوف في القرب لا تدخلها بغيرها.

فبينما رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)يكتب الكتاب هو وسهيل بن عمرو إذ جاء أبو جندل بن سهيل بن عمرو يرسف في الحديد قد انفلت الى رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) وقد كان أصحاب رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)خرجوا وهم لا يشكون في الفتح لرؤيا رآها رسول الله .

فلما رأوا ما رأوا من الصلح والرجوع وما تحمل عليه رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)في نفسه دخل على الناس من ذلك امر عظيم حتى كادوا يهلكون فلما رأى سهيل أبا جندل قام إليه فضرب وجهه وأخذ بتلبيبه ثم قال يا محمد قد لجت القضية بيني وبينك قبل أن يأتيك هذا قال صدقت فجعل ينتره بتلبيبه ويجره ليرده الى قريش وجعل أبو جندل يصرخ بأعلى صوته.

يا معشر المسلمين أأرد الى المشركين يفتنوني في ديني فزاد ذلك الناس الى ما بهم فقال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)يا أبا جندل اصبر واحتسب فإن الله جاعللك ولمن معك من المستضعفين فرجا ومخرجا إنا قد عقدنا بيننا وبين القوم صلحا وأعطيناهم على ذلك وأعطونا عهد الله وإنا لا نغدر بهم.

قال فوثب عمر بن الخطاب مع أبي جندل يمشي الى جنبه ويقول اصبر يا ابا جندل فإنما هم المشركون وإنما دم أحدهم دم كلب قال وبدني قائم السيف منه قال يقول عمر رجوت أن يأخذ السيف فيضرب به أباه

ص: 503

فضن الرجل بأبيه ونفذت القضية.

فلما فرغ رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)من الكتاب أشهد على الصلح رجالا من المسلمين ورجالا من المشركين أبو بكر الصديق وعمر ابن الخطاب وعبد الرحمن بن عوف وعبدالله ابن سهيل بن عمرو وسعد بن أبي وقاص ومحمود بن مسلمة ومكرز بن حفص وهو يومئذ مشرك وعلي ابن ابي طالب وكتب وكان هو كاتب الصحيفة.

13 - قال الطبري: حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن بريدة بن سفيان بن فروة الأسلمي عن محمد بن كعب القرظي عن علقمة بن قيس النخعي عن علي بن أبي طالب(عليه السلام)قال ثم دعاني رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) فقال اكتب بسم الله الرحمن الرحيم فقال سهيل لا أعرف هذا ولكن اكتب باسمك اللهم.

فقال رسول الله اكتب باسمك اللهم فكتبتها ثم قال اكتب هذا ما صالح عليه محمد رسول الله سهيل بن عمرو فقال سهيل بن عمرو لو شهدت أنك رسول الله لم أقاتلك ولكن اكتب اسمك واسم أبيك قال فقال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)اكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبدالله سهيل بن عمر و اصطلحا على وضع الحرب عن الناس عشر سنين يأمن فيهن الناس ويكف بعضهم عن بعض.

على أنه من أتى رسول الله من قريش بغير إذن وليه رده عليهم ومن جاء قريشا ممن مع رسول الله لم ترده عليه وأن بيننا عيبة مكفوفة وأنه لا إسلال ولا إغلال وأنه من أحب أن يدخل في عقد رسول الله وعهده دخل فيه ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه.

فتواثبت خزاعة فقالوا نحن فى عقد رسول الله وعهده وتواثبت بنو

ص: 504

بكر فقالوا نحن في عقد قريش وعهدها وأنك ترجع عنا عامك هذا فلا تدخل علينا مكة وأنه إذا كان عام قابل خرجنا عنك فدخلتها بأصحابك فأقمت بها ثلاثا وأن معك سلاح الراكب السيوف في القرب لا تدخلها بغير هذا.

فبينا رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)يكتب الكتاب هو وسهيل بن عمرو إذ جاء أبو جندل بن سهيل بن عمرو يرسف في الحديد قد انفلت إلى رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)قال وقد كان أصحاب رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) خرجوا وهم لا يشكون في الفتح لرؤيا رآها رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) .

فلما رأوا ما رأوا من الصلح والرجوع وما تحمل عليه رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)في نفسه دخل الناس من ذلك أمر عظيم حتى كادوا أن يهلكوا فلما رأى سهيل أبا جندل قام إليه فضرب وجهه وأخذ بلببه فقال يا محمد قد لجت القضية بيني وبينك قبل أن يأتيك هذا قال صدقت قال فجعل ينتره بلببه ويجره ليرده إلى قريش وجعل أبو جندل يصرخ بأعلى صوته.

يا معشر المسلمين أرد إلى المشركين يفتنونني في ديني فزاد الناس ذلك شرا إلى ما بهم فقال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)يا أبا جندل احتسب فإن الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجا ومخرجا إنا قد عقدنا بيننا وبين القوم عقدا و صلحا و أعطيناهم على ذلك عهد ا وأعطونا عهدا وإنا لا نغدر بهم.

14 - قال ابن الاثير : ثم بعثت قريش سهيل بن عمرو أخا بني عامر ابن لؤي الى النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) لصالحه على أن يرجع عنهم عامة ذلك. فأقبل سهيل إلى النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) و أطال معه الكلام وتراجعا ثم جري بينهما الصلح فدعا رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) علي بن أبي طالب(عليه السلام)فقال: اكتب «بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ». فقال سهيل: لا تعرف هذا و لكن اكتب باسمك اللهم، فكتبها.

ثم قال اكتب هذا ما صالح عليه محمد رسول الله سهيل بن عمرو

ص: 505

فقال سهيل: لو نعلم أنك رسول الله لم تقاتلك ولكن اكتب اسمك واسم أبيك فقال لعلي(عليه السلام) امح رسول الله فقال: لا أمحو ابدا.

فأخذه رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)و ليس يحسن يكتب فكتب موضع رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)محمد عبدالله بن ، و قال لعلي لتبلين بمثلها . و اصطلحا على وضع الحرب عن الناس عشر سنين و أنه من أتى منهم رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)إذن وليه رده إليهم ومن جاء قريشا ممن مع رسول الله لم يردوه عليه من أحب أن يدخل في عقد رسول الله الا الله دخل، من أحب أن يدخل في عقد قريش دخل فدخلت خزاعة في عهد رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)و دخلت بنو بكر في عهد قريش، و يرجع رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)، عنهم عامه ذلك، فإذا كان عام قابل

الله خرجنا عنك فدخلتها بأصحابك فأقمت بها ثلاثاً وسلاح الراكب السيوف في القرب.

المنابع:

(1) الارشاد:54 - 55، (2) اعلام الوری: 105 - 190 (3) بحار الانوار :330/20 إلى 351، (4) سيرة ابن هشام :333/2 - 333، (5) تاريخ الطبرى: 634/2 ، (6) كامل التواريخ: 240/2.

قال:المؤلف:

قد تم المجلد الأول من مسند الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) و يتلوه انشاء الله المجلد الثاني

ص: 506

اوّله: باب غزوة خيبر

فهرست العناوين

العنوان.... الصفحة...عدد الاحاديث

الاهداء ...3

المقدمة...4

باب ولادته(عليه السلام)...7 ...20

باب اسمائه و القابه(عليه السلام) ...21...69

باب حليته و شمائله (عليه السلام)...61...73

باب انه في حجر النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)...77...13

باب اسلامه(عليه السلام)...85...225

باب انه(عليه السلام)اوّل من صلي.... 152 ...85

باب يوم الانذار....179...31

باب مصاحبة مع النبي(عليهم السلام)...206...6

باب مبيته على فراش النبي(عليهم السلام) ...210 ...46

باب إنه ادى عن النبي(عليهم السلام)...245...20

باب هجرته(عليه السلام). ...251...15

باب تزويجه(عليه السلام) ...260...101

باب غزواته(عليه السلام). ...328...3

ص: 507

غزوة بدر الاولى...328...3

العنوان ...الصفحة... عدد الاحاديث

غزوة ودان....331...1

غزوة بدر الكبرى....332...80

غزوة العشيرة....370...5

غزوة الكدر....373...5

غزوة حمراء الاسد....375...1

غزوة احد....377...73

غزوة بني النضير....422...11

غزوة الخندق....431...56

غزوة بني قريظة....473...8

غزوة بني المصطلق....484...5

غزوة الحديبية....488...14

الجمع...969

ص: 508

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.