موسوعه الامام الصادق عليه السلام المجلد 7

اشاره

سرشناسه : قزويني، سيدمحمدكاظم، 1308 - 1373.

عنوان و نام پديدآور : موسوعه الامام الصادق عليه السلام/ تاليف محمدكاظم القزويني.

مشخصات نشر : قم: الرافد، 14ق.-= 13 -

مشخصات ظاهري : 60ج.

شابك : ج.1 : 978-600-6588-19-1 ؛ ج.42 978-600-6593-06-7 : ؛ ج.44 978-600-6593-15-9 : ؛ ج.47 978-600-6593-23-4 : ؛ ج.59 978-964-8485-92-9 : ؛ ج.60 978-964-2581-88-7 :

يادداشت : عربي.

يادداشت : فهرست نويسي بر اساس جلد سي و چهارم، 1431ق. = 1389.

يادداشت : ج.24 (چاپ اول: 1431ق. = 1389).

يادداشت : ج.47 (چاپ اول: 1437ق. = 1394).

يادداشت : ج.59 (چاپ اول: 1440ق. = 1397).

يادداشت : ج.60 (چاپ اول: 1440ق. = 1398) (فيپا).

يادداشت : ناشر جلد پنجاه و نهم ، انتشارات دارالغدير است .

يادداشت : ناشر جلد شصتم، انتشارات دار الموده است .

يادداشت : كتابنامه.

مندرجات : .- ج.34. التجاره.- ج.42. الحدود والتعزيرات

موضوع : جعفربن محمد (ع)، امام ششم، 83 - 148ق.

رده بندي كنگره : BP45/ق4م8 1300ي الف

رده بندي ديويي : 297/9553

شماره كتابشناسي ملي : 2105726

ص :1

اشارة

موسوعه الامام الصادق عليه السلام

تاليف محمدكاظم القزويني

ص:2

ديباجه الكتاب

بسم اللّه الرحمن الرحيم

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ ) (1).

(قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّهَ فِي الْقُرْبى ) (2).

(إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (3).

(فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ ) (4).

(وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّهً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَ أَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ وَ إِقامَ الصَّلاهِ وَ إِيتاءَ الزَّكاهِ وَ كانُوا لَنا عابِدِينَ ) (5).

(يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَ يَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً * وَ يُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَ يَتِيماً وَ أَسِيراً * إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَ لا شُكُوراً) (6).

ص:3


1- (1)- التوبه: 9:119.
2- (2) - الشورى 42:23.
3- (3) - الاحزاب 33:33.
4- (4) - آل عمران 3:61.
5- (5) - الانبياء 21:73.
6- (6) - الإنسان 76:7-9.

ص:4

بسم اللّه اللّه الرحمن الرحيم

المقدّمه:

اشاره

الحمد للّه ربّ العالمين، وصلّى اللّه على سيد الأنبياء وأشرف المرسلين سيدنا المصطفى محمّد وآله الطيّبين الطّاهرين المعصومين الذين خلقهم اللّه أنوارا فجعلهم بعرشه محدقين، وإختارهم خلفاء لرسوله وامناء على وحيه وحججا على الخلق أجمعين.

وبعد: فهذا هو الجزء السابع من موسوعه الإمام الصادق (عليه السّلام) ونحمد اللّه (تبارك وتعالى) على أن وفقنا لمواصله الطريق والسير قدما في إنجاز هذا المشروع الكبير وأعاننا على تحمّل هذا العبا الثقيل، فله الحمد أولا وآخرا.

وقد وصلنا - في هذا الجزء - إلى موضوع حسّاس جدا وهو موضوع الإمامه.

هذا الموضوع الخطير الذي يعتبر نقطه الخلاف الأساسيه بين أهل البيت (عليهم السّلام) وغيرهم من المذاهب والطوائف الاسلاميه الاخرى.

ص:5

هذا الموضوع الذي كان - ولا يزال - المحور الرئيسي للمباحثات والمناظرات التي تدور بين شيعه أهل البيت (عليهم السّلام) وغيرهم من المسلمين، على مرّ القرون والعصور والأجيال.

ولا تسأل عن الكتب والمؤلّفات التي كتبت - طيله أربعه عشر قرنا - حول هذا الموضوع العقائدي الحسّاس، سواء من الموافق أم المخالف، وبأقلام الولاء والوفاء، أم العداء والجفاء... فانها خارجه عن العدّ والإحصاء! وعلى كل حال.. فإن الحديث عن الإمامه وعريض وعميق ونحن نكتفي - في هذه المقدّمه - بهذه الكلمه الوجيزه.. فنقول:

إنّ أهل بيت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) هم المقياس الاول والأخير - بعد القرآن - لمعرفه الحق من الباطل والصواب من الخطأ والخير من الشرّ.

أليس القرآن الكريم قد شهد بعصمتهم وطهارتهم بقوله: (إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) ؟!! أليس النبي محمّد (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) قد شهد لهم أيضا بقوله: «مثل أهل بيتي فيكم كسفينه نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق وهوي»(1)؟؟!! أليس النبي الاكرم قد قال: «إني مخلّف فيكم الثقلين: كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي»؟!(2).

ص:6


1- (1)- مستدرك الصحيحين: ج 2 ص 343 - كنز العمال: ج 6 ص 216 وغيرهما.
2- (2) - تحدثنا عن هذا الحديث - بالتفصيل - في الجزء الأول من هذه الموسوعه فراجع.

فما داموا كذلك فان كلمه الحق يجب أن تؤخذ منهم.

أقول: إن أئمه أهل البيت (سلام اللّه عليهم) يعتقدون في الإمامه مايلي:

أولا: إن الإمامه منصب الهي كالنبوّه، وكل ما هو ثابت للنبي فهو ثابت للإمام(1) إلاّ ما ثبت استثناؤه كالنبوّه والوحي والخصائص.

ثانيا: إنّ تعيين الإمام يتمّ من عند اللّه تعالى وحده، وليس للبشر حق الانتخاب أو الوصايه أو الشورى أو غيرها أبدا، لانّ المسأله فوق كل هذه الامور، والانسان أعجز وأضعف من أن يختار خليفه اللّه ورسوله في الارض.

ثالثا: إنّ الامامه رئاسه عامّه وزعامه دينيه فلابدّ أن يكون الإمام منصوصا عليه من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم).

رابعا: إنّ الإمام يجب أن لا يسبق منه كفر ولا معصيه، وكل من سبق منه الكفر والشرك والمعصيه فانه لا يصلح للإمامه بأيّ حال، كما قال تعالى: (لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ ) (2).

خامسا: إنّ الإمام هو الواسطه بين الخلق والخالق، وهو الحبل المتّصل بين الارض والسماء، وهو خليفه اللّه في أرضه والحافظ لدين اللّه والناشر لاحكام اللّه سبحانه.

سادسا: إنّ الإمام أعلم أهل زمانه، قد الهمه اللّه علم ما كان وما يكون وما هو كائن الى يوم القيامه... كما أنه «عالم بجميع العلوم

ص:7


1- (1)- المقصود من الامام هو الخليفه الشرعي المنصوص عليه من رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لا كل من اطلق عليه لفظ الإمام من زعماء الدين.
2- (2) - البقره 2:124.

التي تحتاج إليها الرعيه، لاستحاله الترجيح بلا مرجّح، وقبح تقديم المفضول على الفاضل عقلا ونقلا، آيه وروايه، ولقوله تعالى: (أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلاّ أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ) (1).

ولقوله تعالى: (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ ) (2).

ولان الملائكه - لمّا سألوا عن ترجيح آدم عليهم - اجيبوا بالأعلميه، كما قال تعالى: (وَ عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَهِ فَقالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ) (3).

وقال تعالى - في سبب ترجيح طالوت لمّا قالوا: (أَنّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنا وَ نَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ ) - (قالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ وَ زادَهُ بَسْطَهً فِي الْعِلْمِ وَ الْجِسْمِ ) (4) أي الشجاعه»(5).

سابعا: إنّ الإمام أفضل أهل زمانه في كل المجالات، كالعلم والعباده والشجاعه والزهد والإيمان وغيرها.

ثامنا: إن الإمام معصوم من الذنب، منزّه عن الخطأ، مطهّر من المعصيه مع قدرته عليها، وقد اذهب اللّه عنه الرجس وطهّره تطهيرا.

تاسعا: إن الامام قادر على المعجزه - باذن اللّه سبحانه - ويعرف الاسم الاعظم وقد سخّر اللّه له الكائنات، ومنحه ما منح الأنبياء من

ص:8


1- (1)- يونس 10:35.
2- (2) - الزمر 39:9.
3- (3) - البقره 2:31.
4- (4) - البقره 2:247.
5- (5) - كتاب حق اليقين للسيد عبداللّه شبّر: ج 1 ص 99.

الآيات والبيّنات.

عاشرا: ان الإمامه تبتدأ بالإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ومن بعده أولاده الطاهرون الى القائم المهدى (صلوات اللّه عليهم أجمعين) حسب ما جاء في النصوص الصحيحه المرويه عن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم).

أيّها القاريء الكريم:

هذه بعض النقاط الرئيسيه حول الإمامه، وهذه نظره أهل البيت - الذين نزل القرآن في بيوتهم وورثوا علم رسول اللّه - في الإمام وال لإمامه مامه.

وهناك البحوث والنقاط الاخرى التي تقرؤها في هذا الجزء والجزء الثامن ان شاء اللّه تعالى.

وفي الختام... نسأل اللّه سبحانه أن يجعلنا من المتمسّكين بولايه الإمام علي أمير المؤمنين والائمه الطاهرين من ولده (عليهم السّلام) وأن يتفضّل علينا بالتوفيق والقبول... انه سميع مجيب.

محمّد كاظم القزويني قم المقدّسه - ايران

ص:9

ص:10

كتاب الإمامه

باب (1) الإضطرار الى الحجّه وأنّ الأرض لا تخلو من حجّه

2938 -الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن العباس بن عمر الفقيمي، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) أنّه قال للزنديق - الّذي سأله من أين أثبت الانبياء والرّسل ؟ - قال: إنّا لمّا أثبتنا أنّ لنا خالقا صانعا متعاليا عنّا وعن جميع ما خلق، وكان ذلك الصانع حكيما متعاليا لم يجز أن يشاهده خلقه، ولا يلامسوه فيباشرهم ويباشروه، ويحاجّهم ويحاجّوه، ثبت أنّ له سفراء في خلقه، يعبّرون عنه إلى خلقه وعباده ويدلّونهم على مصالحهم ومنافعهم وما به بقاؤهم وفي تركه فناؤهم.

فثبت الآمرون والنّاهون عن الحكيم العليم في خلقه، والمعبّرون عنه (جلّ وعزّ) وهم الانبياء (عليهم السّلام) وصفوته من خلقه.

ص:11

حكماء مؤدّبين بالحكمه، مبعوثين بها، غير مشاركين للناس - على مشاركتهم لهم في الخلق والتركيب - في شيء من احوالهم، مؤيدين من عند الحكيم العليم بالحكمه.

ثمّ ثبت ذلك في كلّ دهر وزمان ممّا أتت به الرّسل والأنبياء من الدلائل والبراهين، لكيلا تخلو أرض اللّه من حجّه يكون معه علم يدلّ على صدق مقالته وجواز عدالته(1).

علل الشرايع: حدثنا حمزه بن محمد العلوي قال: أخبرني علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن العباس بن عمرو الفقيمي، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) انه قال للزنديق الذي سأله من أين اثبت الرسل والأنبياء فقال: انّا لمّا اثبتنا أنّ لنا خالقا... وذكر نحوه(2).

2939 -الكافي: محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن يحيى، عن منصور بن حازم، قال: قلت لابي عبداللّه (عليه السّلام): إنّ اللّه أجلّ وأكرم من أن يعرف بخلقه، بل الخلق يعرفون باللّه.

قال: صدقت.

قلت: إنّ من عرف أنّ له ربّا، فقد ينبغى له أن يعرف أنّ لذلك الربّ رضا وسخطا وأنّه لايعرف رضاه وسخطه إلاّ بوحي أو رسول، فمن لم يأته الوحي فقد ينبغي له أن يطلب الرسل، فإذا لقيهم عرف أنهم الحجه وأنّ لهم الطاعه المفترضه.

ص:12


1- (1)- الكافي: ج 1 ص 168 ح 1.
2- (2) - علل الشرايع: ص 120 ح 3.

وقلت للناس: تعلمون أنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) كان هو الحجّه من اللّه على خلقه ؟

قالوا: بلى.

قلت: فحين مضى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) من كان الحجّه على خلقه ؟

فقالوا: القرآن.

فنظرت في القرآن فإذا هو يخاصم به المرجيء والقدري والزنديق(1)الّذي لا يؤمن به حتّى يغلب الرجال بخصومته، فعرفت أن القرآن لا يكون حجّه إلاّ بقيم، فما قال فيه من شيء كان حقّا.

فقلت لهم: من قيّم القران ؟(2).

فقالوا: ابن مسعود قد كان يعلم، وعمر يعلم، وحذيفه يعلم.

قلت: كلّه ؟

قالوا: لا.

ص:13


1- (1)- المرجئه: فرقه من فرق الاسلام يعتقدون أنّه لا يضرّ مع الايمان معصيه، ولا ينفع مع الكفر طاعه، سموا مرجئه لاعتقادهم ان اللّه تعالى أرجأ تعذيبهم على المعاصي، أي أخّر عنهم. وقيل: لانهم يرجئون العمل عن النيّه أي يؤخرونه في الرتبه عنها وعن الاعتقاد، وقد تطلق المرجئه على من أخّر الامام أمير المؤمنين عليا (عليه السّلام) عن مرتبته. والقدري: قد يطلق على الجبرى وعلى التفويضي. والزنديق: هو المنكر للصانع أو الثنوى وهو القائل بتعدد الآلهه.
2- (2) - في الفائق: «قيم القوم من يقوم بسياسه امورهم» والمراد هنا من يقوم بأمر القرآن ويعرف ظاهره وباطنه ومجمله ومؤوله ومحكمه ومتشابهه وناسخه ومنسوخه بوحي إلهي أو بإلهام ربّاني أو بتعليم نبوي. (مرآه العقول).

فلم أجد أحدا يقال: إنّه يعرف ذلك كلّه إلاّ عليّا (عليه السّلام) وإذا كان الشيء بين القوم فقال هذا: لا أدري وقال هذا: لا أدري وقال هذا: لا أدري وقال هذا: أنا أدري، فأشهد أن عليّا (عليه السّلام) كان قيّم القرآن وكانت طاعته مفترضه وكان الحجّه على النّاس بعد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) وأنّ ما قال في القران فهو حقّ .

فقال: رحمك اللّه(1).

2940 -علل الشرايع: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه، عن يعقوب بن يزيد، عن صفوان بن يحيي، عن منصور بن حازم قال: قلت لابي عبداللّه (عليه السّلام): إنّي ناظرت قوما فقلت: ألستم تعلمون أنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) هو الحجّه من اللّه على الخلق ؟ فحين ذهب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) من كان الحجّه من بعده ؟

فقالوا: القرآن.

فنظرت في القران فإذا هو يخاصم فيه المرجيء والحروريّ والزّنديق الذي لا يؤمن حتّى يغلب الرّجل خصمه، فعرفت أنّ القرآن لا يكون حجّه إلاّ بقيم، فما قال فيه من شيء كان حقّا، قلت لهم:

فمن قيّم القران ؟

قالوا: قد كان عبداللّه بن مسعود وفلان يعلم وفلان(2).

قلت: كلّه ؟

قالوا: لا.

ص:14


1- (1)- الكافي: ج 1 ص 168 ح 2.
2- (2) - وفلان وفلان وفلان يعلم - البحار.

فلم أجد أحدا يقال: إنّه يعرف ذلك كلّه إلاّ عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام).

وإذا كان الشيء بين القوم وقال هذا: لا أدري، وقال هذا:

لا أدري، وقال هذا: لا أدري وقال هذا: أنا أدري فأشهد أنّ عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) كان قيّم القرآن، وكانت طاعته مفروضه، وكان حجّه بعد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) على النّاس كلّهم، وانّه (عليه السّلام) ما قال في القرآن فهو حقّ .

فقال: رحمك اللّه.

فقبلت رأسه وقلت: إنّ عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) لم يذهب حتّى ترك حجّه من بعده كما ترك رسول اللّه حجّه من بعده، وانّ الحجّه من بعد عليّ (عليه السّلام): الحسن بن عليّ (عليه السّلام)، وأشهد على الحسن بن عليّ (عليه السّلام) أنّه كان الحجّه وأنّ طاعته مفترضه.

فقال: رحمك اللّه.

فقبلت رأسه وقلت: أشهد على الحسن بن عليّ (عليه السّلام) انه لم يذهب حتّى ترك حجّه من بعده كما ترك رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) وأبوه، وأنّ الحجّه من بعد الحسن: الحسين بن عليّ (عليه السّلام) وكانت طاعته مفترضه.

فقال: رحمك اللّه.

فقبلت رأسه، وقلت: وأشهد على الحسين بن علي (عليه السّلام) أنّه لم يذهب حتّى ترك حجّه من بعده وكان الحجّه من بعده:

عليّ بن الحسين (عليه السّلام) وكانت طاعته مفترضه.

ص:15

فقال: رحمك اللّه.

فقبّلت رأسه وقلت: أشهد على عليّ بن الحسين أنّه لم يذهب حتّى ترك حجّه من بعده، وأن الحجّه من بعده: محمد بن علي أبو جعفر (عليه السّلام) وكانت طاعته مفترضه.

فقال: رحمك اللّه.

قلت: أصلحك اللّه أعطني رأسك، فقبلت رأسه، فضحك، فقلت: أصلحك اللّه قد علمت أنّ أباك (عليه السّلام) لم يذهب حتّى ترك حجّه من بعده كما ترك أبوه، فأشهد باللّه أنّك أنت الحجّه من بعده، وأنّ طاعتك مفترضه.

فقال: كف رحمك اللّه.

قلت: أعطني رأسك اقبّله، فضحك.

قال: سلني عمّا شئت فلا انكرك بعد اليوم أبدا(1).

اختيار معرفه الرجال: جعفر بن أحمد(2) بن أيوب، عن صفوان، عن منصور بن حازم قال: قلت لابي عبداللّه (عليه السّلام): إنّ اللّه أجلّ وأكرم من أن يعرف بخلقه، بل الخلق تعرفون باللّه.

قال: صدقت.

قال: قلت: إنّ من عرف أنّ له ربّا فقد ينبغي أن يعرف أنّ لذلك الربّ رضا وسخطا، وأنّه لا يعرف رضاه وسخطه إلاّ برسول، فمن لم يأته الوحي فينبغي أن يطلب الرّسل، فإذا لقيهم عرف أنّهم الحجّه، وأنّ لهم الطاعه المفترضه.

ص:16


1- (1)- علل الشرايع: ص 192 ح 1.
2- (2) - محمد - البحار.

فقلت للنّاس: أليس تعلمون أنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) كان هو الحجّه من اللّه على خلقه... وذكر نحوه(1).

البحار - توضيح: قيم القوم: من يقوم بسياسه امورهم.

وضحكه (عليه السّلام) لتكرار التقبيل. والامر بالكف للتقيه. وقوله (عليه السّلام): فلا انكرك، أي لا أتّقيك، عبّر عنه بلازمه، لانه إنما يتقى من لايعرف غالبا، أو لا انكر أنك من شيعتنا.

2941 -الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن إبراهيم، عن يونس بن يعقوب قال: كان عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) جماعه من أصحابه منهم حمران بن أعين ومحمد بن النعمان وهشام بن سالم والطيّار وجماعه فيهم هشام بن الحكم وهو شاب.

فقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): يا هشام ألا تخبرني كيف صنعت بعمرو بن عبيد؟ وكيف سألته ؟

فقال هشام: يابن رسول اللّه إنّي اجلّك وأستحييك ولا يعمل لساني بين يديك.

فقال أبو عبداللّه: إذا أمرتكم بشيء فافعلوا.

قال هشام: بلغني ما كان فيه عمرو بن عبيد وجلوسه في مسجد البصره، فعظم ذلك عليّ فخرجت إليه ودخلت البصره يوم الجمعه فأتيت مسجد البصره فإذا أنا بحلقه كبيره فيها عمرو بن عبيد وعليه شمله سوداء متّزر بها من صوف، وشمله مرتد بها والناس يسألونه، فاستفرجت الناس فأفرجوا لي، ثمّ قعدت في آخر القوم على ركبتيّ ، ثمّ قلت:

ص:17


1- (1)- اختيار معرفه الرجال: ج 2 ص 718 ح 795. منهما البحار: ج 23 ص 17 و 18.

أيّها العالم إنّي رجل غريب تأذن لي في مسأله ؟

فقال نعم: نعم.

فقلت له: ألك عين ؟

فقال: يا بنيّ أيّ شيء هذا من السؤال وشيء تراه كيف تسأل عنه ؟

فقلت: هكذا مسألتي.

فقال: يا بنيّ سل وإن كانت مسألتك حمقاء.

قلت: أجبني فيها.

قال لي: سل.

قلت: ألك عين ؟

قال: نعم.

قلت: فما تصنع بها؟

قال: أرى بها الالوان والاشخاص.

قلت: فلك أنف ؟

قال: نعم.

قلت: فما تصنع به ؟

قال: أشمّ به الرائحه.

قلت: ألك فم ؟

قال: نعم.

قلت: فما تصنع به ؟

قال: أذوق به الطعم.

قلت: فلك اذن ؟

قال: نعم.

قلت: فما تصنع بها؟

ص:18

قال: أسمع بها الصوت.

قلت: ألك قلب ؟

قال: نعم.

قلت: فما تصنع به ؟

قال: اميّز به كلّما ورد على هذه الجوارح والحواس.

قلت: أو ليس في هذه الجوارح غني عن القلب ؟

فقال: لا.

قلت: وكيف ذلك وهي صحيحه سليمه ؟

قال: يا بنيّ إنّ الجوارح إذا شكت في شيء شمّته أو رأته أو ذاقته أو سمعته ردّته إلى القلب فيستيقن اليقين ويبطل الشك.

قال هشام: فقلت له: فإنّما أقام اللّه القلب لشك الجوارح ؟

قال: نعم.

قلت: لابدّ من القلب وإلاّ لم تستيقن الجوارح ؟

قال: نعم.

فقلت له: يا أبا مروان فاللّه (تبارك وتعالى) لم يترك جوارحك حتّى جعل لها إماما يصحّح لها الصحيح، ويتيقّن به ما شك فيه، ويترك هذا الخلق كلهم في حيرتهم وشكهم واختلافهم ؟ لا يقيم لهم إماما يردّون إليه شكهم وحيرتهم ؟ ويقيم لك إماما لجوارحك تردّ إليه حيرتك وشكك ؟! قال: فسكت ولم يقل لي شيئا.

ثمّ التفت إليّ فقال لي: أنت هشام بن الحكم ؟

فقلت: لا.

قال: أمن جلسائه ؟

قلت: لا.

ص:19

قال: فمن أين أنت ؟

قال: قلت: من أهل الكوفه.

قال: فأنت إذا هو.

ثمّ ضمّني إليه وأقعدني في مجلسه وزال عن مجلسه وما نطق حتّى قمت.

قال: فضحك أبو عبداللّه (عليه السّلام) وقال: يا هشام من علّمك هذا؟! قلت: شيء أخذته منك وألفته(1).

فقال: هذا واللّه مكتوب في صحف إبراهيم وموسى(2).

أقول: يبدو أن هشام بن الحكم رأى أن المصلحه تقتضي بانكار اسمه إذ لو صرّح بذلك لوقع في الأذى والمحنه من ذلك القاضي المنحرف ومن جماعته، فعمل بالتقيه وقايه منهم، وإلاّ فالرّجل من خيره الرواه الصادقين الثقاه.

أمالي الصدوق - اكمال الدين - علل الشرايع: حدثنا أبي قال:

حدثنا سعد بن عبداللّه قال: حدثنا ابراهيم بن هاشم قال: حدثنا اسماعيل بن مرّار قال: حدثني يونس بن عبدالرحمن، عن يونس بن يعقوب قال: كان عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) جماعه من أصحابه... وذكر نحوه(3).

ص:20


1- (1)- قلت: يابن رسول اللّه جرى على لساني - أمالي الصدوق - علل الشرايع - اكمال الدين - اختيار معرفه الرجال - الاحتجاج.
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 169 ح 3.
3- (3) - أمالى الصدوق: ص 472 ح 15 - اكمال الدين: ص 207 ح 23 - علل الشرايع: ص 193 ح 2.

اختيار معرفه الرجال: محمد بن مسعود قال: حدثني علي بن محمد بن يزيد الفيروزاني القمي قال: حدثني محمد بن أحمد بن يحيى، عن أبي اسحاق قال: حدثني محمد بن حماد، عن الحسن بن ابراهيم قال: حدثني يونس بن عبدالرحمن، عن يونس بن يعقوب قال: كان عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) جماعه... وذكر نحوه(1).

الاحتجاج: عن يونس بن يعقوب قال: كان عند أبي عبداللّه (عليه السّلام)... وذكر نحوه(2).

2942 -الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عمّن ذكره، عن يونس بن يعقوب قال: كنت عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) فورد عليه رجل من أهل الشام فقال: إنّي رجل صاحب كلام وفقه وفرائض وقد جئت لمناظره أصحابك.

فقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): كلامك من كلام رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) أو من عندك ؟

فقال: من كلام رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) ومن عندي.

فقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): فأنت إذا شريك رسول اللّه ؟

قال: لا.

قال: فسمعت الوحي عن اللّه (عزّوّجلّ ) يخبرك ؟.

قال: لا.

قال: فتجب طاعتك كما تجب طاعه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)؟

ص:21


1- (1)- اختيار معرفه الرجال: ج 2 ص 549 ح 490.
2- (2) - الاحتجاج: ص 367.

قال: لا.

فالتفت أبو عبداللّه (عليه السّلام) إليّ فقال: يا يونس بن يعقوب هذا قد خصم نفسه قبل أن يتكلّم.

ثمّ قال: يا يونس لو كنت تحسن الكلام كلّمته، قال يونس - فيالها من حسره - فقلت: جعلت فداك إنّي سمعتك تنهى عن الكلام وتقول: ويل لاصحاب الكلام يقولون: هذا ينقاد وهذا لا ينقاد وهذا ينساق وهذا لا ينساق(1) وهذا نعقله وهذا لانعقله.

فقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): إنّما قلت، فويل لهم إن تركوا ما أقول وذهبوا إلى ما يريدون(2).

ثمّ قال لي: اخرج إلى الباب فانظر من ترى من المتكلّمين فأدخله.

قال: فأدخلت حمران بن أعين وكان يحسن الكلام، وأدخلت الاحول وكان يحسن الكلام، وأدخلت هشام بن سالم وكان يحسن الكلام، وأدخلت قيس بن الماصر وكان عندي أحسنهم كلاما، وكان قد تعلّم الكلام من عليّ بن الحسين (عليهما السّلام).

فلمّا استقرّ بنا المجلس - وكان أبو عبداللّه (عليه السّلام) قبل الحجّ يستقرّ أياما في جبل في طرف الحرم في فازه(3) له مضروبه -.

ص:22


1- (1)- إشاره إلى ما يقوله أهل المناظره في مجادلاتهم: سلّمنا هذا ولكن لا نسلم ذلك «وهذا ينساق وهذا لا ينساق» إشاره إلى قولهم للخصم: له أن يقول كذا وليس له أن يقول كذا. (الوافي).
2- (2) - أي تركوا ما ثبت منّا وصح نقله عنا من مسائل الدين وأخذوا بآرائهم فيها فنصروها بمثل هذه المجادلات. (الوافي).
3- (3) - الفازه: الخيمه الصغيره و «يخب» من الخبب: ضرب من العدو.

قال: فأخرج أبو عبداللّه (عليه السّلام) رأسه من فازته فاذا هو ببعير يخبّ فقال: هشام وربّ الكعبه(1).

قال: فظننّا أنّ هشاما رجل من ولد عقيل كان شديد المحبّه له قال:

فورد هشام بن الحكم وهو أوّل ما اختطّت لحيته، وليس فينا إلاّ من هو أكبر سنّا منه.

قال: فوسّع له أبو عبداللّه (عليه السّلام) وقال: ناصرنا بقلبه ولسانه ويده.

ثمّ قال: يا حمران كلّم الرّجل، فكلّمه فظهر عليه حمران، ثمّ قال: يا طاقي كلّمه، فكلّمه فظهر عليه الاحول.

ثمّ قال: يا هشام بن سالم كلّمه، فتعارفا(2) ثمّ قال أبو عبداللّه (عليه السّلام) لقيس الماصر: كلّمه. فكلّمه.

فأقبل أبو عبداللّه (عليه السّلام) يضحك من كلامهما ممّا قد أصاب الشّامى.

فقال للشّامي: كلّم هذا الغلام يعني هشام بن الحكم.

فقال: نعم فقال لهشام: يا غلام سلني في إمامه هذا، فغضب

ص:23


1- (1)- يعني: هذا الراكب هشام. «فظننا.. الى اخره» أي: ظننا أنه يريد بقوله هشام، رجلا من ولد عقيل.
2- (2) - فتعارفا، في أكثر النسخ - بالعين والراء المهملتين والفاء - أي تكلما بما عرف كل منهما صاحبه وكلامه بلاغلبه لاحدهما على الاخر، وفي بعض النسخ بالواو والقاف، أي تعوّق كل منهما عن الغلبه، وفي بعضها بالفاء [تفارقا] والراء والقاف وفي بعضها بالعين والراء والقاف [تعارقا] أي وقعا في العرق، كنايه عن طول المناظره (مرآه العقول). وفي بعضها [فتعاركا] أي لم يغلب أحدهما على الاخر. (الوافي).

هشام حتّى ارتعد، ثمّ قال للشامي: يا هذا أربّك أنظر لخلقه أم خلقه لانفسهم ؟

فقال الشاميّ : بل ربّي أنظر لخلقه.

قال: ففعل بنظره لهم ماذا؟

قال: أقام لهم حجّه ودليلا كي لا يتشتّتوا أو يختلفوا، يتألّفهم، ويقيم أودهم ويخبرهم بفرض ربّهم.

قال: فمن هو؟

قال: رسول اللّه.

قال هشام: فبعد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)؟

قال: الكتاب والسّنّه.

قال هشام: فهل نفعنا اليوم الكتاب السنّه في رفع الإختلاف عنّا؟

قال الشامي: نعم.

قال: فلم اختلفنا أنا وأنت وصرت إلينا من الشام في مخالفتنا إياك ؟

قال: فسكت الشاميّ .

فقال أبو عبداللّه (عليه السّلام) للشامي: مالك لا تتكلّم ؟

قال الشامي: إن قلت: لم نختلف كذبت وإن قلت: إن الكتاب والسنّه يرفعان عنّا الإختلاف أبطلت لانّهما يحتملان الوجوه، وإن قلت: قد اختلفنا وكلّ واحد منّا يدّعي الحقّ فلم ينفعنا - إذا - الكتاب والسّنّه.

إلاّ أنّ لي عليه هذه الحجّه.

فقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): سله تجده مليّا.

ص:24

فقال الشامي: يا هذا من أنظر للخلق أربّهم أو أنفسهم ؟

فقال هشام: ربّهم أنظر لهم منهم لانفسهم.

فقال الشاميّ : فهل أقام لهم من يجمع لهم كلمتهم ويقيم أودهم ويخبرهم فقال من باطلهم ؟

قال هشام: في وقت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) أو السّاعه ؟

قال الشامي: في وقت رسول اللّه: رسول اللّه، والسّاعه من ؟

فقال هشام: هذا القاعد الذي تشدّ إليه الرحال ويخبرنا بأخبار السّماء [والارض]، وراثه عن أب عن جد.

قال الشامي: فكيف لي أن أعلم ذلك ؟

قال هشام: سله عمّا بدا لك.

قال الشاميّ : قطعت عذري فعليّ السؤال.

فقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): يا شاميّ ، أخبرك كيف كان سفرك وكيف كان طريقك ؟ كان كذا وكذا، فأقبل الشاميّ يقول:

صدقت، أسلمت للّه الساعه.

فقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): بل آمنت باللّه الساعه، إنّ الاسلام قبل الايمان وعليه يتوارثون ويتناكحون، والايمان عليه يثابون.

فقال الشامي: صدقت، فأنا الساعه أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وأنّ محمّدا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) وأنّك وصيّ الأوصياء.

ثمّ التفت أبو عبداللّه (عليه السّلام) إلى حمران، فقال: تجري

ص:25

الكلام على الأثر فتصيب(1) والتفت الى هشام بن سالم فقال: تريد الاثر ولا تعرفه، ثمّ التفت إلى الاحول، فقال: قياس روّاغ(2) تكسر باطلا بباطل إلاّ أنّ باطلك أظهر.

ثم التفت إلى قيس الماصر، فقال: تتكلّم وأقرب ما تكون من الخبر عن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) أبعد ما تكون منه(3)تمزج الحقّ مع الباطل وقليل الحقّ يكفي عن كثير الباطل، أنت والاحول قفّازان(4) حاذقان.

قال يونس: فظننت واللّه أنّه يقول لهشام قريبا ممّا قال لهما، ثمّ قال: يا هشام لاتكاد تقع، تلوي رجليك، إذا هممت بالارض طرت(5)مثلك فليكلّم الناس؛ فاتّق الزّله، والشفاعه من ورائها إن شاء اللّه(6).

ص:26


1- (1)- أي على الاخبار المأثوره عن النبي الاكرم وأئمّه الهدى (صلوات اللّه وسلامه عليهم أجمعين)، فتصيب الحق، وقيل: على حيث ما يقتضي كلامك السابق، فلا يختلف كلامك بل يتعاضد، ويحتمل أن يكون المراد: على اثر كلام الخصم، أي جوابك مطابق للسؤال، والاوّل أظهر (مرآه العقول).
2- (2) - قياس على صيغه المبالغه، أي: أنت كثير القياس، وكذلك رواع، أي: كثير الروغان وهو ما يفعله الثعلب من المكر والحيل، ويقال للمصارعه أيضا. (الوافي).
3- (3) - أي إذا قربت من الاستشهاد بحديث رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) وأمكنك أن تتمسك به تركته وأخذت أمرا آخر بعيدا من مطلوبك. (الوافى).
4- (4) - من القفز: وهو الوثوب. وفي بعض النسخ [قفاران] من القفر، وهو المتابعه والاقتفاء، وفي بعضها بتقديم الفاء على القاف من فقرت البئر أي حفرتها. (مرآه العقول).
5- (5) - أي: انك كلّما قربت من الارض وخفت الوقوع عليها لويت رجليك كما هو شان الطير عند إراده الطيران ثم طرت ولم تقع. (مرآه العقول).
6- (6) - الكافي: ج 1 ص 171 ح 4.

الاحتجاج: روي عن يونس بن يعقوب قال: كنت عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) فورد عليه رجل من أهل الشام... وذكر نحوه(1).

2943 -الكافي: عدّه من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد وفضاله بن أيوب، عن موسى ابن بكر، عن الفضيل قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قول اللّه (عزّوجلّ ): (وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) (2).

فقال:(3) كلّ إمام هاد للقرن(4) الّذي هو فيهم(5).

بصائر الدرجات: أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد مثله(6).

غيبه النعماني: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد بن عبدالرحمن ابن عقده قال: حدثنا محمد بن سالم بن عبدالرحمن الازدي قال:

حدثنا عثمان بن سعيد الطويل، عن أحمد بن سير، عن موسى بن بكر الواسطي، عن الفضيل، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قوله:

(إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) ... وذكر مثله(7).

2944 -الكافي: الحسين بن محمد، عن معلّى بن محمد، عن الحسن بن عليّ الوشّاء قال: سمعت الرّضا (عليه السّلام) يقول: إن

ص:27


1- (1)- الاحتجاج: ص 364.
2- (2) - الرعد 13:7.
3- (3) - قال - غيبه النعماني - بصائر الدرجات.
4- (4) - القرن: الزمان الذي هو فيهم. (مرآه العقول).
5- (5) - الكافي: ج 1 ص 191 ح 1.
6- (6) - بصائر الدرجات: ص 50 ح 6.
7- (7) - غيبه النعماني: ص 110 ح 39.

أبا عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ الحجّه لاتقوم للّه (عزّوجلّ ) على خلقه إلّا بإمام حتّى(1) يعرف(2).

الاختصاص: عن أحمد بن عمر الحلبيّ ، عن أبي الحسن، قال:

قال أبو عبداللّه (عليه السّلام)... وذكر مثله(3).

2945 -الكافي: محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن البرقي، عن خلف بن حماد، عن أبان بن تغلب قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): الحجّه قبل الخلق ومع الخلق وبعد الخلق(4).

اكمال الدين: حدثنا أبي ومحمد بن الحسن (رضي اللّه عنهما) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه، عن الهيثم بن أبي مسروق النهدى، عن محمد بن خالد البرقي، عن خلف بن حماد مثله(5).

اكمال الدين: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا عبداللّه ابن جعفر الحميري قال: حدثنا الحسن بن عليّ الزيتوني، عن ابن هلال، عن خلف بن حماد، عن ابن مسكان، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال:... وذكر مثله(6).

2946 -الكافي: الحسين بن محمد الأشعري، عن معلّى بن محمد، عن محمد بن جمهور، عن محمد بن إسماعيل، عن

ص:28


1- (1)- حيّ - الاختصاص.
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 177 ح 2.
3- (3) - الاختصاص: ص 268.
4- (4) - الكافي: ج 1 ص 177 ح 4.
5- (5) - اكمال الدين: ص 221 ح 5.
6- (6) - اكمال الدين: ص 232 ح 36.

سعدان، عن أبي بصير قال: قلت لابي عبداللّه (عليه السّلام): (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) .

فقال: رسول اللّه (صلّى اللّه الله وآله وسلّم) المنذر وعلى الهاديّ ، يا أبا محمد هل من هاد اليوم ؟

قلت: بلى جعلت فداك ما زال منكم هاد بعد هاد حتّى دفعت إليك.

فقال: رحمك اللّه يا أبا محمد لو كانت إذا نزلت آيه على رجل ثمّ مات ذلك الرجل ماتت الآيه مات الكتاب، ولكنّه حيّ يجري فيمن بقي كما جرى فيمن مضى(1).

بصائر الدرجات: حدثنا علي بن الحسين بن محمد(2) عن معلى ابن محمد... بهذا الاسناد نحوه(3).

2947 -تفسير القمي: حدثني أبي، عن حمّاد، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: المنذر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله)، والهادي أمير المؤمنين (عليه السّلام) وبعده الأئمّه (عليهم السّلام) وهو قوله: (وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) أي في كلّ زمان إمام هاد مبين، وهو ردّ على من ينكر أنّ في كلّ عصر وزمان إماما، وأنّه لاتخلو الارض من حجّه، كما قال أمير المؤمنين (عليه السّلام):

لاتخلو الارض من امام قائم بحجّه اللّه، إمّا ظاهر مشهور، وإمّا

ص:29


1- (1)- الكافى: ج 1 ص 192 ح 3.
2- (2) - في البحار - الحسين بن محمّد ولعلّه هو الصحيح كما في الكافي.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 51 ح 9. منه البحار: ج 23 ص 40.

خائف مقهور(1) لئلاّ تبطل حجج اللّه وبيّناته(2).

2948 -أمالى الصدوق - اكمال الدين: حدثنا محمد بن احمد السناني(3) قال: حدثنا أحمد بن يحيي بن زكريا القطان قال: حدثنا بكر ابن عبداللّه بن حبيب قال: حدثنا الفضل بن الصقر العبدي قال:

حدثنا أبو معاويه، عن سليمان بن مهران الأعمش، عن الصادق جعفر ابن محمّد (عليه السّلام)، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه عليّ بن الحسين (عليهم السّلام) قال: نحن أئمّه المسلمين، وحجج اللّه على العالمين، وساده المؤمنين وقاده الغرّ المحجّلين، وموالي المؤمنين، ونحن أمان أهل الارض(4) كما أنّ النجوم أمان لاهل السماء، ونحن الّذين بنا يمسك اللّه السماء أن تقع على الارض إلاّ باذنه، وبنا يمسك الارض أن تميد بأهلها(5) وبنا ينزل الغيث، وبنا ينشر الرّحمه، ويخرج بركات الارض، ولولا ما في الأرض منّا لساخت بأهلها.

(ثمّ ) قال (عليه السّلام): ولم تخل الارض منذ خلق اللّه ادم من حجّه اللّه(6) فيها ظاهر مشهور أو غائب مستور، ولا تخلو الى أن تقوم السّاعه من حجّه اللّه فيها، ولولا ذلك لم يعبد اللّه.

قال سليمان: فقلت للصّادق (عليه السّلام): فكيف ينتفع النّاس

ص:30


1- (1)- مغمور - البحار.
2- (2) - تفسير القمي: ج 1 ص 359. منه البحار: ج 23 ص 20.
3- (3) - الشيباني - إكمال الدين.
4- (4) - لاهل الارض - إكمال الدين.
5- (5) - ماد الشيء: تحرّك وزاغ. (أقرب الموارد).
6- (6) - لله - البحار.

بالحجّه الغائب المستور؟

قال (عليه السّلام): كما ينتفعون بالشمس إذا سترها السّحاب(1).

الاحتجاج: عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين (عليه السّلام) نحوه الى قوله: لم يعبد اللّه(2).

2949 -علل الشرايع: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن نعمان الرازيّ ، قال: كنت جالسا أنا وبشير الدهان عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) فقال: لمّا انقضت نبوّه آدم وانقطع أكله أوحى اللّه (عزّوجلّ ) إليه: أن يا ادم قد انقضت نبوّتك، وانقطع أكلك فانظر إلى ما عندك من العلم والايمان وميراث النبوّه وأثره العلم(3) والاسم الاعظم فاجعله في العقب من ذريتك عند هبه اللّه، فإنّي لم أدع الارض بغير عالم يعرف به طاعتي وديني، ويكون نجاه لمن أطاعه(4).

المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن محمد بن سفيان، عن النعمان الرازي قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: لمّا انقضت...

وذكر نحوه وفيه: فإنّي لن أدع الارض بغير عالم يعرف به ديني ويعرف به طاعتي ويكون نجاه لمن يولد ما بين قبض النبيّ الى ظهور

ص:31


1- (1)- أمالي الصدوق: ص 156 ح 15 - اكمال الدين: ص 207 ح 22. منهما البحار: ج 23 ص 5.
2- (2) - الاحتجاج: ص 217.
3- (3) - وآثار العلم - المحاسن - الاثره كعقده: المكرمه المتوارثه والبقيه من العلم تؤثر. (أقرب الموارد).
4- (4) - علل الشرايع: ص 195 ح 1.

النبيّ الآخر(1).

2950 -إكمال الدين: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه وعبداللّه بن جعفر الحميري قالا: حدثنا ابراهيم بن مهزيار، عن علي بن مهزيار، عن حمّاد بن عيسى، عن ربعي، عن الفضيل بن يسار قال: سمعت أبا عبداللّه وأبا جعفر (عليهما السّلام) يقولان: إنّ العلم الّذي اهبط مع آدم لم يرفع، والعلم يتوارث.

وكلّ شيء من العلم وآثار الرّسل والأنبياء لم يكن من أهل هذا البيت فهو باطل.

وإنّ عليا (عليه السّلام) عالم هذه الامّه، وإنّه لم يمت(2) منّا عالم إلاّ خلف من بعده من يعلم مثل علمه، أوما شاء اللّه(3).

2951 -الكافي: محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن ابن الطيار(4) قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: لو لم يبق في الارض إلاّ اثنان لكان أحدهما الحجّه(5).

بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن علي بن اسماعيل، عن ابن سنان مثله إلاّ أن فيه: لكان أحدهما الحجه على صاحبه(6).

بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن عيسى، [عن ابن سنان]، عن

ص:32


1- (1)- المحاسن: ص 235 ح 197. منهما البحار: ج 23 ص 19.
2- (2) - لن يموت - البحار.
3- (3) - اكمال الدين: ص 223 ح 14. منه البحار: ج 23 ص 39.
4- (4) - حمزه بن الطيّار - بصائر الدرجات.
5- (5) - الكافي: ج 1 ص 179 ح 1.
6- (6) - بصائر الدرجات: ص 507 ح 3.

أبي عمّاره بن الطيّار مثله(1).

علل الشرايع: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه، عن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن أبي عماره بن الطيار مثله الاّ أنّ فيه: «رجلان» بدل «اثنان»(2).

2952 -الكافي: أحمد بن إدريس ومحمد بن يحيي جميعا، عن أحمد بن محمد، عن محمدبن عيسى بن عبيد، عن محمد بن سنان، عن حمزه بن الطيّار، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: لو بقي اثنان لكان أحدهما الحجّه على صاحبه.

محمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن محمد بن عيسى مثله(3).

2953 -الكافي: عدّه من أصحابنا، عن أحمد بن محمد البرقي، عن عليّ بن إسماعيل، عن ابن سنان، عن حمزه بن الطيار، قال:

سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: لو لم يبق في الارض إلاّ اثنان لكان أحدهما الحجّه - أو: الثاني الحجّه - الشك من أحمد بن محمد(4).

اكمال الدين: حدثنا أبي ومحمد بن الحسن (رضي اللّه عنهما) قالا: حدثنا سعد بن عبداللّه وعبداللّه بن جعفر قالا: حدثنا محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب جميعا، عن محمد بن سنان، عن حمزه الطيار نحوه وفيه: الشك من محمد بن سنان(5).

اكمال الدين: حدثنا محمد بن الحسن (رضي اللّه عنه) قال:

ص:33


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 508 ح 5.
2- (2) - علل الشرايع: ص 197 ح 10.
3- (3) - الكافي: ج 1 ص 179 ح 2.
4- (4) - الكافي: ج 1 ص 180 ح 4.
5- (5) - اكمال الدين: ص 203 ح 10.

حدثنا سعد بن عبداللّه وعبداللّه بن جعفر الحميرى جميعا عن محمد ابن الحسين، عن ابن أبي عمير، عن حمزه بن حمران مثله الى قوله:

الثانى الحجّه(1).

2954 -الكافي: أحمد بن محمد، عن محمد بن الحسن، عن النهديّ ، عن أبيه، عن يونس بن يعقوب، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سمعته يقول: لو لم يكن في الارض إلاّ اثنان لكان الامام أحدهما(2).

بصائر الدرجات: حدثنا الهيثم النهدى، بهذا الاسناد نحوه(3).

2955 -الكافي: محمد بن يحيى، عمّن ذكره، عن الحسن بن موسى الخشّاب، عن جعفر بن محمد، عن كرّام قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): لو كان الناس رجلين لكان أحدهما الإمام، وقال: إنّ اخر من يوت الإمام لئلاّ يحتجّ أحد(4) على اللّه (عزّوجلّ ) أنّه تركه بغير حجّه للّه عليه(5).

علل الشرايع: حدثنا الحسين بن أحمد (رحمه اللّه) قال: حدثنا أحمد بن ادريس، عن عبداللّه بن محمد، عن ابن الخشاب(6)، عن جعفر بن محمد مثله(7).

ص:34


1- (1)- اكمال الدين: ص 230 ح 30. وفيه: أو كان الثاني الحجه.
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 180 ح 5.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 507 ح 2.
4- (4) - احدهم - علل الشرايع.
5- (5) - الكافي: ج 1 ص 180 ح 3.
6- (6) - ابن ادريس، عن أبيه، عن عبداللّه بن محمد الخشاب - البحار.
7- (7) - علل الشرايع: ص 196 ح 6.

2956 - اكمال الدين: حدثنا أبي ومحمد بن الحسن (رضي اللّه عنهما) قالا: حدثنا سعد بن عبداللّه وعبداللّه بن جعفر قالا: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن أحمد بن هلال في حال استقامته - قبل إنحرافه عن خط اهل البيت (عليهم السّلام) - عن محمد بن أبي عمير، عن ابن اذينه، عن زراره قال: قلت لابي عبداللّه (عليه السّلام): يمضي الإمام وليس له عقب ؟

قال: لا يكون ذلك.

قلت: فيكون ماذا؟

قال: لا يكون ذلك إلاّ أن يغضب اللّه (عزّوجلّ ) على خلقه فيعاجلهم(1).

2957 -الكافي: عدّه من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن أبي عمير، عن الحسين بن أبي العلاء قال: قلت لابي عبداللّه (عليه السّلام): تكون الارض ليس فيها إمام ؟

قال: لا.

قلت: يكون إمامان ؟

قال: لا، إلاّ وأحدهما صامت(2).

بصائر - بصائر الدرجات: حدثنا عليّ بن إسماعيل، عن أحمد ابن النضر، عن الحسين بن أبي العلاء قال: قلت لابي عبداللّه (عليه السّلام): تترك الأرض بغير إمام ؟

قال: لا.

ص:35


1- (1)- اكمال الدين: ص 204 ح 13. منه البحار: ج 23 ص 36.
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 178 ح 1.

فقلنا له: تكون الأرض وفيها إمامان ؟

قال: لا، إلّا إمام صامت لا يتكلّم، ويتكلّم الّذي قبله(1).

2959 -الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن منصور بن يونس وسعدان بن مسلم، عن إسحاق بن عمّار، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سمعته يقول: إنّ الارض لاتخلو إلاّ وفيها إمام، كيما إن زاد المؤمنون شيئا ردّهم، وإن نقصوا شيئا أتمّه لهم(2).

2960 -علل الشرايع: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه، عن يعقوب بن يزيد ومحمد بن عيسى بن عبيد، عن محمد ابن أبي عمير، عن منصور بن يونس، عن إسحاق بن عمّار، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سمعته يقول: إنّ الارض لاتخلو(3) إلاّ وفيها عالم كلّما زاد المؤمنون(4) شيئا ردّهم [إلى الحقّ ](5) وإن نقصوا شيئا تمّمه لهم(6).

بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير مثله(7).

اكمال الدين: حدثنا أبي ومحمد بن الحسن (رضي اللّه عنهما)

ص:36


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 506 ح 11. منه البحار: ج 23 ص 51.
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 178 ح 2.
3- (3) - لم تخل - اكمال الدين، لن تخلو - بصائر الدرجات: ص 352.
4- (4) - كيما ان زاد المسلمون - اكمال الدين، كيما ان زاد المؤمنون - غيبه النعماني.
5- (5) - ما بين المعقوفتين من البحار.
6- (6) - علل الشرايع: ص 200 ح 29.
7- (7) - بصائر الدرجات: ص 351 ح 2.

قالا: حدثنا عبداللّه بن جعفر الحميرى، عن محمد بن الحسين، عن علي بن أسباط، عن سليم مولى طربال، عن اسحاق بن عمار مثله(1).

بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن علي بن اسباط، عن سليمان مولى طربال، عن اسحاق بن عمار قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول... وذكر مثله إلّا أن فيه: اتمّه لهم(2).

غيبه النعماني: حدثنا محمد بن يعقوب الكليني قال: حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن منصور بن يونس وسعدان بن مسلم، عن اسحاق بن عمار مثله إلّا أن فيه:

اتمّه لهم(3).

2961 الشرايع علل الشرايع: حدثنا محمد بن الحسن (رحمه اللّه) قال:

حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن علي بن أسباط، عن سليم مولى طربال، عن إسحاق بن عمّار قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: إنّ الارض لن تخلو إلاّ وفيها عالم كلّما زاد المؤمنون شيئا ردّهم، وإذا نقصوا أكمله لهم، فقال: خذوه كاملا، ولولا ذلك لالتبس على المؤمنين امورهم، ولم يفرّقوا بين الحقّ والبا طل(4).

2962 -علل الشرايع: حدثنا أحمد بن محمد (رحمه اللّه)، عن

ص:37


1- (1)- اكمال الدين: ص 221 ح 6.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 352 ح 7.
3- (3) - غيبه النعماني: ص 138 ح 3. منها البحار: ج 23 ص 27.
4- (4) - علل الشرايع: ص 200 ح 28. منه البحار: ج 23 ص 26.

أبيه، عن أحمد بن محمد بن عيسى، ومحمّد بن عبدالجبّار، عن عبداللّه بن محمد الحجّال، عن ثعلبه بن ميمون، عن إسحاق بن عمّار، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ الارض لاتخلو من أن يكون فيها من يعلم الزّياده والنّقصان فإذا جاء المسلمون بزياده طرحها، وإذا جاءوا بالنقصان أكمله لهم، فلولا ذلك اختلط على المسلمين امورهم(1).

بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن عبدالجبار مثله إلاّ أنّ فيه:

ولولا ذلك لاختلط على المسلمين أمرهم(2).

بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن ابن فضّال، عن ثعلبه، عن إسحاق بن عمّار، عن مولى لأبي عبداللّه (عليه السّلام) نحوه(3).

2963 -علل الشرايع: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب ومحمد بن عيسى بن عبيد، عن محمد بن سنان، وعليّ بن النعمان، عن عبداللّه بن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ اللّه (عزّوجلّ ) لم يدع الارض إلاّ وفيها عالم يعلم الزّياده والنقصان في الأرض، فإذا زاد المؤمنون شيئا ردّهم، وإذا نقصوا أكمله لهم، فقال: خذوه كاملا، ولولا ذلك لالتبس على المؤمنين امورهم، ولم يفرّقوا بين الحقّ والباطل(4).

ص:38


1- (1)- علل الشرايع: ص 199 ح 24.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 351 ح 3.
3- (3) بصائر الدرجات: ص 506 ح 12. منهما البحار: ج 23 ص 25.
4- (4) - علل الشرايع: ص 199 ح 22.

بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن عيسى، عن ابن سنان وعليّ ابن النعمان مثله إلاّ أن فيه: لالتبس على المؤمنين أمرهم(1).

الاختصاص: أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب ومحمد بن عيسى بن عبيد مثل ما في بصائر الدرجات(2).

2964 -علل الشرايع: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن محمد بن سنان، وصفوان بن يحيي وعبداللّه بن المغيره، وعليّ بن النعمان كلّهم، عن عبداللّه بن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ اللّه لا يدع الأرض إلاّ وفيها عالم يعلم الزّياده والنّقصان، فإذا زاد المؤمنون شيئا ردّهم، وإذا نقصوا أكمله لهم، فقال: خذوه كاملا، ولولا ذلك لالتبس على المؤمنين أمرهم ولم يفرّق بين الحقّ والباطل(3).

2965 -علل الشرايع: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن محمد ومحمد بن عبدالجبار، عن محمد بن خالد البرقي، عن فضاله بن أيوب، عن شعيب، عن أبي حمزه قال:

قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): لن تبقى الارض إلاّ وفيها من يعرف الحقّ ، فإذا زاد الناس فيه قال: قد زادوا، وإذا نقصوا منه قال: قد نقصوا، وإذا جاؤوا به صدّقهم، ولو لم يكن كذلك لم يعرف الحقّ من الباطل(4).

ص:39


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 251 ح 1.
2- (2) - الاختصاص: ص 288. منه البحار: ج 23 ص 24.
3- (3) - علل الشرايع: ص 195 ح 4. منه البحار: ج 23 ص 21.
4- (4) - علل الشرايع: ص 199 ح 25.

بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن عبدالجبار، عن البرقي مثله إلّا أن فيه: وفيها رجل منا يعرف الحق(1).

2966 -اكمال الدين: حدثنا محمد بن الحسن (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه يا عبداللّه بن جعفر جميعا، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان، عن حمزه بن حمران، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: لو لم يكن في الارض إلّا إثنان لكان أحدهما الحجّه، ولو ذهب أحدهما بقي الحجّه(2).

2967 -الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزه قال: قلت لابي عبداللّه (عليه السّلام): أتبقى(3) الارض بغير إمام ؟

قال: لو بقيت الارض بغير إمام لساخت(4) و(5).

علل الشرايع: حدثنا محمد بن الحسن قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن عيسى مثله(6).

علل الشرايع: حدثنا محمد بن الحسن (رحمه اللّه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ومحمد بن عيسى بن عبيد، عن محمد بن الفضيل الصيرفي، عن أبي حمزه

ص:40


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 351 ح 4. منهما البحار: ج 23 ص 25.
2- (2) - اكمال الدين: ص 232 ح 38. منه البحار: ج 23 ص 43.
3- (3) - تبقى - علل الشرايع - بصائر الدرجات - غيبه الطوسي.
4- (4) - يعني انخسفت بأهلها وذهبت بهم. (الوافي).
5- (5) - الكافي: ج 1 ص 179 ح 10.
6- (6) - علل الشرايع: ص 196 ح 5.

الثمالي مثله(1).

غيبه الطوسي: روى سعد بن عبداللّه، عن محمد بن عيسى مثله وفيه: لو بقيت الارض بغير إمام ساعه لساخت(2).

2968 -اكمال الدين: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار قال:

حدثنا العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن محمد بن الهيثم، عن محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) قال: قلت له: أتبقى الارض بغير إمام ؟

فقال: لا.

قلت: فإنّا نروي عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) أنّها لا تبقى بغير إمام إلاّ أن يسخط اللّه على أهل الارض، أو على العباد.

فقال: لا تبقى، إذن لساخت(3).

2969 -علل الشرايع: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب والهيثم بن أبي مسروق النهدى، عن أبي داود سليمان بن سفيان المسترق، عن أحمد ابن عمر الحلاّل، عن أبي الحسن (عليه السّلام) قال: قلت: [هل] تبقى الارض بغير إمام ؟ فإنّا نروي عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) أنّه قال: لا تبقى إلاّ أن يسخط اللّه على العباد.

فقال: لا، لا تبقى لو بقيت إذن لساخت(4).

ص:41


1- (1)- علل الشرايع: ص 198 ح 16.
2- (2) - غيبه الطوسي: ص 132.
3- (3) - اكمال الدين: ص 201 ح 2. منه البحار: ج 23 ص 33.
4- (4) - علل الشرايع: ص 197 ح 15. منه البحار: ج 23 ص 24.

2970 - اكمال الدين: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن أبي داود سليمان بن سفيان المسترق، عن أحمد بن عمر الحلال قال:

قلت لأبي الحسن الرضا (عليه السّلام): إنّا روينا عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) أنّه قال: إنّ الارض لا تبقى بغير إمام. أو تبقى ولا إمام فيها؟

فقال: معاذ اللّه لا تبقى ساعه، اذن لساخت(1).

2971 -اكمال الدين: حدثنا احمد بن محمد بن يحيى العطار (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه قال: حدثنا أحمد بن الحسن بن علي بن فضال، عن عمرو بن سعيد المدائني، عن مصدق ابن صدقه، عن عمّار بن موسى الساباطي، عن أبي عبداللّه قال:

سمعته يقول: لم تخل الارض - منذ كانت - من حجّه عالم يحيي فيها ما يميتون من الحقّ ، ثمّ تلا هذه الآيه: (يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَ اللّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ ) (2) و(3).

بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن الحسين بن علي، عن علي بن فضال، عن عمرو بن سعيد المدائنى، عن مصدق بن صدقه قال:

سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: لن تخلو الأرض من حجّه عالم... وذكر مثله(4).

ص:42


1- (1)- اكمال الدين: ص 202 ح 5. منه البحار: ج 23 ص 34.
2- (2) - الصفّ 61:8.
3- (3) - اكمال الدين: ص 221 ح 4. منه البحار: ج 23 ص 37.
4- (4) - بصائر الدرجات: ص 507 ح 17. منه البحار: ج 23 ص 52.

2972 - علل الشرايع: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا محمد بن يحيي، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عن يعقوب السراج قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام):

تبقى الارض بلاعالم حيّ ظاهر يفزع إليه(1) النّاس في حلالهم وحرامهم ؟

فقال لي: اذن لا يعبد اللّه يا أبا يوسف(2).

2973 -تفسير العياشي: عن يعقوب السراج قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام): تبقى الارض يوما بغير عالم منكم يفزع الناس إليه ؟

قال: فقال لي: إذن لا يعبد اللّه.

يا أبا يوسف لاتخلو الارض من عالم ظاهر منّا يفزع الناس إليه في حلالهم وحرامهم، وإنّ ذلك لمبيّن في كتاب اللّه، قال اللّه: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا) (3)(اصْبِرُوا) على دينكم (وَ صابِرُوا) عدوّكم ممّن يخالفكم (وَ رابِطُوا) إمامكم (وَ اتَّقُوا اللّهَ ) فيما أمركم به، وافترض عليكم(4).

2974 -بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن عيسى وأحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن يعقوب السراج قال: قلت لأبى عبداللّه (عليه السّلام): تخلو الارض من عالم منكم حيّ ظاهر تفزع

ص:43


1- (1)- فزع اليه: لجأ. (أقرب الموارد).
2- (2) - علل الشرايع: ص 195 ح 3. منه البحار: ج 23 ص 21.
3- (3) - آل عمران 3:200.
4- (4) - تفسير العياشي: ج 1 ص 212 ح 181. منه البحار: ج 24 ص 217.

إليه الناس في حلالهم وحرامهم ؟

فقال: يا أبا يوسف لا، إنّ ذلك لبيّن في كتاب اللّه تعالى، فقال: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَ صابِرُوا) عدوّكم ممّن يخالفكم (وَ رابِطُوا) إمامكم (وَ اتَّقُوا اللّهَ ) فيما يأمركم وفرض عليكم(1).

2975 -اكمال الدين: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا عبداللّه بن جعفر الحميري، عن أحمد(2) بن محمد بن عيسى، عن ابن محبوب، عن العلاء، عن ابن أبي يعفور قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): لا تبقى الارض يوما واحدا بغير إمام منّا تفزع إليه الامّه(3).

2976 -بصائر الدرجات: حدثنا الحسن بن عليّ ، عن عبيس بن هشام، عن عبداللّه بن الوليد، عن الحارث بن المغيره النّضري قال:

سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: لا يكون الارض إلاّ وفيها عالم يعلم مثل علم الاوّل وراثه من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) ومن عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام)، يحتاج النّاس إليه ولا يحتاج إلى أحد(4).

2977 -اكمال الدين: حدثنا أبي ومحمد بن الحسن (رضي اللّه عنهما) قالا: حدثنا سعد بن عبداللّه وعبداللّه بن جعفر الحميري جميعا قالا: حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن عبدالرحمن، عن الحارث بن المغيره، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام)

ص:44


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 507 ح 16. منه البحار: ج 23 ص 51.
2- (2) - عن عبداللّه - البحار.
3- (3) - اكمال الدين: ص 230 ح 29. منه البحار: ج 23 ص 42.
4- (4) - بصائر الدرجات: ص 530 ح 16. منه البحار: ج 23 ص 53.

قال: سمعته يقول لم يترك اللّه الأرض بغير عالم يحتاج النّاس إليه، ولا يحتاج إليهم، يعلم الحلال والحرام.

قلت: جعلت فداك بماذا يعلم ؟

قال: بوراثه من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) ومن عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام)(1).

2978 -اكمال الدين: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه وعبداللّه بن جعفر الحميري قالا: حدثنا ابراهيم بن مهزيار، عن عليّ بن مهزيار، عن فضاله(2) بن أيوب، عن أبان بن عثمان، عن الحارث بن المغيره قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: إنّ الارض لا تترك إلاّ بعالم يعلم الحلال والحرام، وما يحتاج النّاس إليه، ولا يحتاج إلى الناس.

قلت: جعلت فداك علم ماذا؟

قال: وراثه من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) وعليّ (عليه السّلام)(3).

2979 -بصائر الدرجات: حدثنا بعض أصحابنا، عن الحسن بن علي، عن الوشّاء، عن أبان الاحمر، عن الحارث بن المغيره قال:

سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام)(4) يقول: إنّ الارض لا تترك إلاّ بعالم يحتاج النّاس إليه ولا يحتاج إلى الناس، يعلم الحرام والحلال(5).

ص:45


1- (1)- اكمال الدين: ص 224 ح 18. منه البحار: ج 23 ص 40.
2- (2) - عن علي بن مهزيار وفضاله - البحار.
3- (3) - اكمال الدين: ص 223 ح 15. منه البحار: ج 23 ص 40.
4- (4) - عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) سمعته - المحاسن.
5- (5) - بصائر الدرجات: ص 505 ح 8. منه البحار: ج 23 ص 50.

المحاسن: البرقي، عن الوشاّء مثله(1).

2980 -الكافي: أحمد بن مهران، عن محمد بن عليّ ، عن الحسين بن أبي العلاء، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قلت له:

تبقى الارض بغير إمام ؟

قال: لا(2).

غيبه النعماني: حدثنا محمد بن يعقوب، عن بعض رجاله، عن أحمد بن مهران مثله(3).

بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن الحسين بن أبي العلاء قال: قلت لابي عبداللّه (عليه السّلام):...

وذكر مثله(4).

2981 -الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن ابن مسكان، عن أبي بصير، عن أحدهما (عليهما السّلام) قال: إنّ اللّه لم يدع الارض بغير عالم، ولولا ذلك لم يعرف الحقّ من الباطل(5).

غيبه النعماني: حدثنا محمد بن يعقوب، عن علي بن ابراهيم بهذا الاسناد، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) أنه قال:... وذكر مثله(6).

اكمال الدين: حدثنا أبي ومحمد بن الحسن (رضي اللّه عنهما)

ص:46


1- (1)- المحاسن: ص 234 ح 194. منه البحار: ج 26 ص 178.
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 178 ح 4.
3- (3) - غيبه النعمانى: ص 138 ح 5.
4- (4) - بصائر الدرجات: ص 505 ح 5.
5- (5) - الكافي: ج 1 ص 178 ح 5.
6- (6) - غيبه النعماني: ص 138 ح 6.

قالا: حدثنا سعد بن عبداللّه وعبداللّه بن جعفر قالا: حدثنا محمد بن عيسى، عن يونس بن عبدالرحمن، عن ابن مسكان، عن أبي بصير قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام):... وذكر نحوه(1).

2982 -اكمال الدين: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى وإبراهيم بن مهزيار، عن عليّ بن مهزيار، عن الحسن بن سعيد، عن أبي عليّ البجلى، عن أبان بن عثمان، عن زراره بن أعين، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في حديث له في الحسين بن عليّ (عليه السّلام) انه قال في آخره: ولولا من على الارض من حجج اللّه لنفضت الارض ما فيها وألقت ما عليها، إنّ الارض لاتخلو ساعه من الحجّه(2).

2983 -علل الشرايع: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه، عن الحسن بن موسى الخشّاب، عن عبدالرحمن بن أبي نجران، عن عبدالكريم وغيره، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) إنّ جبرئيل نزل على محمد (صلّى اللّه عليه وآله) يخبر عن ربّه (عزّوجلّ ) فقال له: يا محمّد لم أترك الارض إلاّ وفيها عالم يعرف طاعتي وهداي، ويكون نجاه فيما بين قبض النبيّ إلى خروج النبيّ الاخر، ولم أكن أترك إبليس يضلّ النّاس، وليس في الارض حجّه وداع إليّ ، وهاد إلى سبيلي، وعارف بأمري.

وإنّي قد قضيت لكلّ قوم هاديا أهدي به السعداء، ويكون حجّه

ص:47


1- (1)- اكمال الدين: ص 203 ح 12.
2- (2) - اكمال الدين: ص 202 ح 4. منه البحار: ج 23 ص 34.

على الأشقياء(1).

2984 -علل الشرايع: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا عبداللّه بن جعفر الحميرى، عن ابراهيم بن هاشم، عن محمد بن حفص، عن ميثم(2) بن أسلم، عن ذريح المحاربيّ ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سمعته يقول: واللّه ما ترك اللّه الارض منذ قبض آدم إلاّ وفيها إمام إلى به إلى اللّه (عزّوجلّ ) وهو حجّه اللّه (عزّوجلّ ) على العباد، من تركه هلك، ومن لزمه نجا، حقّا على اللّه (عزّوجلّ )(3).

اكمال الدين: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا عبداللّه ابن جعفر قال: حدثنا ابراهيم بن هاشم، عن أبي جعفر، عن عثمان ابن أسلم، عن ذريح مثله إلا أن فيه: ما ترك اللّه الارض قطّ(4).

2985 -إكمال الدين: حدثنا محمد بن الحسن (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه وعبداللّه بن جعفر الحميري جميعا عن أيوب بن نوح، عن صفوان بن يحيي، عن عبداللّه بن خداش(5)البصري، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سأله رجل فقال: تخلو الارض ساعه لايكون فيها إمام(6)؟

قال: لاتخلو الارض من الحق(7).

ص:48


1- (1)- علل الشرايع: ص 196 ح 7. منه البحار: ج 23 ص 22.
2- (2) - عيثم - البحار.
3- (3) - علل الشرايع: ص 197 ح 13. منه البحار: ج 23 ص 23.
4- (4) - اكمال الدين: ص 230 ح 28.
5- (5) - خراش - البحار.
6- (6) - لن تخلو الارض ساعه إلّا وفيها امام - البحار.
7- (7) - اكمال الدين: ص 233 ح 40. منه البحار: ج 23 ص 43.

2986 - بصائر الدرجات: حدثنا بعض أصحابنا، عن الوشّاء، عن أبان الاحمر، عن الحسن بن زياد العطّار قال: قلت لابي عبداللّه (عليه السّلام): ما يكون الارض إلاّ وفيها عالم ؟

قال: بلى(1).

2987 -المحاسن: البرقي، عن بعض أصحابنا، عن الاصمّ عبداللّه بن عبدالرحمن البصري، عن أبي حمزه الثمالي قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: لن تبقى الارض إلاّ وفيها عالم يعرف الحقّ من الباطل(2).

2988 -إكمال الدين: حدثنا محمد بن الحسن (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا عبداللّه بن جعفر الحميري قال: حدثنا هارون بن مسلم، عن أبي الحسن الليثي قال: حدثني جعفر بن محمد، عن آبائه (عليهم السّلام) ان النبي (صلّى اللّه عليه وآله) قال: إن في كلّ خلف من أمّتي عدلا من أهل بيتي ينفي عن هذا الدين تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، وإنّ أئمتكم قادتكم الى اللّه (عزّوجلّ ) فانظروا بمن تقتدون في دينكم وصلاتكم(3).

2989 -قرب الاسناد: هارون بن مسلم قال: حدثني مسعده بن صدقه قال: حدثني جعفر بن محمد، عن آبائه (عليهم السّلام) أنّ النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) قال: في كلّ خلف من امّتي عدل من أهل بيتي ينفي عن هذا الدّين تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل

ص:49


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 505 ح 7. منه البحار: ج 23 ص 50.
2- (2) - المحاسن: ص 234 ح 195. منه البحار: ج 26 ص 178.
3- (3) - اكمال الدين: ص 221 ح 7. منه البحار: ج 23 ص 30.

الجهّال وإن أئمّتكم وفدكم إلى اللّه فانظروا من توفدوا في دينكم وصلواتكم(1).

البحار - بيان: وفد إليه وعليه: ورد، وأوفده عليه وإليه، والوافد: السابق من الابل، والإيفاد والتوفيد: الارسال. والوقد:

الّذين يقصدون الأمراء لزياره واسترفاد وانتجاع.

2990 -الكافي: محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن عليّ بن أبي حمزه، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ اللّه أجلّ وأعظم من أن يترك الارض بغير إمام عادل(2) و(3).

اكمال الدين: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا عبداللّه بن جعفر الحميري، عن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن عليّ بن أبي حمزه مثله(4).

بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن علي بن أبي حمزه مثله(5).

2991 -الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن ربيع بن محمد المسليّ ، عن عبداللّه بن سليمان العامري، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: ما زالت الأرض إلاّ

ص:50


1- (1)- قرب الاسناد: ص 37. منه البحار: ج 23 ص 30.
2- (2) - بغير إمام عدل - اكمال الدين، بغير إمام - بصائر الدرجات.
3- (3) - الكافي: ج 1 ص 178 ح 6.
4- (4) - اكمال الدين: ص 229 ح 26.
5- (5) - بصائر الدرجات: صه 50 ح 3.

وللّه فيها الحجّه، يعرّف الحلال والحرام ويدعو الناس إلى سبيل اللّه(1).

غيبه النعماني: حدثنا محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى مثله(2).

2992 -إكمال الدين: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه وعبداللّه بن جعفر الحميرى، عن أيوب بن نوح، عن الربيع بن محمد المسلى(3) عن عبداللّه بن سليمان العامري، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: ما زالت الارض إلاّ وللّه تعالى ذكره [فيها] حجّه(4) يعرّف الحلال والحرام، ويدعو إلى سبيل اللّه، ولا تنقطع الحجّه من الأرض إلاّ أربعين يوما قبل يوم القيامه، فإذا رفعت الحجّه اغلق باب التوبه ولا ينفع نفسا إيمانها لم تكن امنت من قبل أن ترفع الحجّه، أولئك شرار من خلق اللّه، وهم الّذين يقوم عليهم القيامه(5).

بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن ربيع بن محمد المسلمي مثله(6).

المحاسن: البرقي، عن علي بن الحكم، عن الربيع بن محمد المسلمى مثله(7).

2993 -بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن عيسى، عن صفوان،

ص:51


1- (1)- الكافي: ج 1 ص 178 ح 3.
2- (2) - غيبه النعماني: ص 138 ح 4.
3- (3) - المسلمي - البحار.
4- (4) - الحجّه - بصائر الدرجات.
5- (5) - اكمال الدين: ص 229 ح 24.
6- (6) - بصائر الدرجات: ص 504 ح 1.
7- (7) - المحاسن: ص 236 ح 202. منها البحار: ج 23 ص 41 و 42.

عن ذريح المحاربيّ ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: الأرض لا تكون إلاّ وفيها عالم، لا يصلح الناس إلا ذاك(1).

2994 -اكمال الدين: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه وعبداللّه بن جعفر الحميري قال: حدثنا إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي بن مهزيار، عن محمد بن أبي عمير، عن سعد بن أبي خلف، عن الحسن بن زياد قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: إنّ الارض لاتخلو من أن يكون فيها حجّه عالم، إنّ الارض لا يصلحها إلاّ ذلك، ولا يصلح النّاس إلاّ ذلك(2).

2995 -علل الشرايع: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه، عن محمد بن عيسى، عن سعد بن أبي خلف، عن الحسن ابن زياد، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: الارض لاتكون إلاّ وفيها عالم يصلحهم ولا يصلح الناس إلا ذلك(3).

2996 -بصائر الدرجات: حدثنا أحمد، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن سعد بن أبي خلف، عن الحسن بن زياد العطّار قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: إنّ الارض لا تكون إلاّ وفيها حجّه، إنّه لا يصلح النّاس إلاّ ذلك، ولا يصلح الارض إلاّ ذاك(4).

2997 -علل الشرايع: حدثنا محمد بن الحسن (رحمه اللّه) قال:

حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن عيسى، عن صفوان بن

ص:52


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 504 ح 2. منه البحار: ج 23 ص 50.
2- (2) - اكمال الدين: ص 203 ح 7.
3- (3) - علل الشرايع: ص 196 ح 8. منهما البحار: ج 23 صه 3.
4- (4) - بصائر الدرجات: ص 505 ح 9. منه البحار: ج 23 ص 51.

يحيي، عن ابن مسكان، عن الحسن بن زياد، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: لا يصلح الناس إلاّ بامام ولا تصلح الارض إلاّ بذلك(1).

2998 -اكمال الدين: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه وعبداللّه بن جعفر الحميرى، عن عليّ بن مهزيار، عن فضاله، عن أبان بن عثمان، عن الحسن بن زياد قال: قلت لابي عبداللّه (عليه السّلام): هل تكون الارض إلاّ وفيها إمام ؟

قال: لا تكون إلاّ وفيها إمام عالم بحلالهم وحرامهم وما يحتاجون إليه(2).

المحاسن: البرقي، عن الحسن بن علي الوشّاء، عن ابان الاحمر، عن الحسين بن زياد العطّار قال: قلت... وذكر نحوه(3).

2999 -اكمال الدين: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار وسعد بن عبداللّه وعبداللّه بن جعفر الحميري جميعا، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن عليّ بن النعمان، عن فضيل بن عثمان، عن أبي عبيده قال: قلت لابي عبداللّه (عليه السّلام): جعلت فداك إن سالم ابن أبي حفصه يلقاني ويقول لي: ألستم تروون أن من مات وليس له إمام فموتته موته جاهليه ؟ فأقول له: بلى، فيقول لي: قد مضى أبو جعفر (عليه السّلام) فمن إمامكم اليوم ؟

فأكره - جعلت فداك - أن أقول له: جعفر فأقول له: أئمّتي

ص:53


1- (1)- علل الشرايع: ص 196 ح 9. منه البحار: ج 23 ص 22.
2- (2) - اكمال الدين: ص 223 ح 16. منه البحار: ج 23 ص 40.
3- (3) - المحاسن: ص 234 ح 192. منه البحار: ج 26 ص 178.

آل محمد (صلّى اللّه عليه وآله).

فيقول لي: ما أراك صنعت شيئا.

فقال (عليه السّلام): ويح سالم بن أبي حفصه لعنه اللّه وهل يدري سالم ما منزله الإمام ؟! إنّ منزله الامام أعظم ممّا يذهب إليه سالم والنّاس أجمعون، وانّه لن يهلك منّا إمام قطّ إلاّ ترك من بعده من يعلم مثل علمه، ويسير مثل سيرته، ويدعو إلى مثل الّذي دعا إليه، وانه لم يمنع اللّه (عزّوجلّ ) ما أعطى داود أن أعطى سليمان أفضل منه(1).

3000 -غيبه النعماني: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد بن عقده الكوفي قال: حدثني أحمد(2) بن يوسف بن يعقوب قال: حدثنا اسماعيل بن مهران قال: حدثنا الحسن بن علي بن أبي حمزه، عن أبيه، عن يعقوب بن شعيب قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: لا واللّه لا يدع اللّه هذا الامر إلاّ وله من يقوم به إلى يوم تقوم الساعه(3).

3001 -اكمال الدين: حدثنا أبي ومحمد بن الحسن (رضي اللّه عنهما) قالا: حدثنا سعد بن عبداللّه وعبداللّه بن جعفر الحميرى، عن أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن عيسى بن عبيد، عن الحسين بن سعيد (الأهوازي)، عن جعفر بن بشير وصفوان بن يحيى جميعا، عن المعلّى بن عثمان، عن المعلّى بن خنيس قال: سألت أبا عبداللّه (عليه

ص:54


1- (1)- اكمال الدين: ص 229 ح 27. منه البحار: ج 23 ص 41.
2- (2) - محمد - البحار.
3- (3) - غيبه النعماني: ص 54 ح 6. منه البحار: ج 23 ص 54.

السّلام) هل كان النّاس إلاّ وفيهم من قد امروا بطاعته منذ كان نوح ؟

قال: لم يزل كذلك(1) ولكن أكثرهم لا يؤمنون(2).

المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن صفوان بن يحيي، عن المعلى بن خنيس مثله(3).

اكمال الدين: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا عبداللّه ابن جعفر الحميرى قال: قال: حدثنا محمد بن الحسين، عن يزيد بن اسحاق شعر، عن هارون بن حمزه الغنوي قال: قلت لابي عبداللّه (عليه السّلام):... وذكر مثله(4).

3002 -تفسير القمي: أخبرنا أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمد، عن معاويه بن حكيم، عن أحمد بن محمد، عن يونس بن يعقوب، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه: (وَ لَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ) (5).

قال (عليه السّلام): إمام بعد إمام(6).

تأويل الآيات الظاهره: قال محمد بن العبّاس (رحمه اللّه):

حدثنا الحسين بن أحمد، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن اذينه، عن حمران، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) مثله(7).

ص:55


1- (1)- فقال: لم يزالوا كذلك - المحاسن، وقال: لم يزالوا كذلك - اكمال الدين: ص 232.
2- (2) - اكمال الدين: ص 231 ح 32.
3- (3) - المحاسن: صه 23 ح 198.
4- (4) - اكمال الدين: ص 232 ح 37. منها البحار: ج 23 ص 43.
5- (5) - القصص 28:51.
6- (6) - تفسير القمي: ج 2 ص 141.
7- (7) - تأويل الآيات الظاهره: ج 1 ص 420 ح 14. منهما البحار: ج 23 ص 30 و 31.

3003 - أمالي الطوسي: أبو محمد الفحام قال: حدثني المنصورى قال: حدثني عمّ أبي أبو موسى عيسى بن أحمد قال:

حدثني الامام علي بن محمد قال: حدثني أبي، عن أبيه علي بن موسى قال: حدثني أبي موسى بن جعفر قال: قال الصادق (عليه السّلام) في قوله: (وَ لَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ الْقَوْلَ ) قال: إمام بعد إمام.

وفي قوله: (تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ ) (1) قال: كانوا لا ينامون حتّى يصلّوا العتمه(2).

باب (2) إتّصال الوصيه و الأوصياء

3004 -أمالي الصدوق: حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي (رحمه اللّه) قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال: حدثنا عبداللّه بن جعفر الحميري قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن مقاتل بن سليمان، عن أبي عبداللّه الصادق (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): أنا سيّد النبيين، ووصيّي سيّد الوصيين، وأوصيائي(3) ساده الأوصياء.

إن آدم (عليه السّلام) سأل اللّه (عزّوجلّ ) أن يجعل له وصيّا صالحا، فأوحى اللّه (عزّوّجلّ ) إليه: إنّى أكرمت الأنبياء بالنبوّه، ثمّ

ص:56


1- (1)- السجده 32:16.
2- (2) - أمالي الطوسي: ص 294 ح 576. منه البحار: ج 23 ص 31.
3- (3) - وأوصياؤه - الفقيه - أمالي الطوسي.

اخترت [من] خلقي [خلقا] وجعلت خيارهم الأوصياء.

ثم أوحى اللّه (عزّوجلّ )(1) إليه: يا آدم أوص إلى شيث، فأوصى آدم إلى شيث، وهو هبه اللّه بن آدم، وأوصى شيث إلى ابنه شبّان، وهو ابن نزله الحوراء الّتي أنزلها اللّه على ادم من الجنّه فزوّجها ابنه شيثا، وأوصى شبّان إلى مجلث(2) وأوصى مجلث3 إلى محوق(3)، وأوصى محوق5 إلى غثميشا(4) (عثميشا - خ ل) وأوصى غثميشا7 إلى اخنوخ وهو إدريس النبيّ (عليه السّلام) وأوصى إدريس إلى ناحور ودفعها ناحور الى نوح النبي (عليه السّلام) وأوصى نوح الى سام، واوصى سام إلى عثامر، وأوصى عثامر الى برعيثاشا(5) (برعيثاثا - خ ل) واوصى برعيثاشا9 الى يافث، وأوصى يافث الى بره واوصى بره الى جفسيه (جفيسه - خ ل) وأوصى جفسيه إلى عمران ودفعهاعمران الى ابراهيم خليل الرحمن (عليه السّلام)(6) وأوصى ابراهيم الى ابنه اسماعيل، وأوصى اسماعيل الى اسحاق، وأوصى اسحاق الى يعقوب، وأوصى يعقوب الى يوسف، وأوصى يوسف الى بثرياء، وأوصى بثرياء الى شعيب، ودفعها(7) شعيب الى موسى بن عمران، وأوصى موسى بن عمران الى يوشع بن نون، وأوصى يوشع بن نون الى داود (عليه السّلام) وأوصى

ص:57


1- (1)- فاوحى اللّه تعالى ذكره - الفقيه.
2- (2و3) - محلث - الفقيه.
3- (4و5) - محوت - أمالي الطوسي.
4- (6و7) - علميشا - أمالي الطوسي.
5- (8و9) - برغيثاشا - الفقيه، برغيشاشا - أمالي الطوسي.
6- (10) - الى ابراهيم الخليل (عليه السّلام) - الفقيه - أمالي الطوسي.
7- (11) - وأوصى - أمالي الطوسي.

داود (عليه السّلام) الى سليمان، وأوصى سليمان إلى آصف بن برخيا، وأوصى آصف بن برخيا إلى زكرياء، ودفعها زكريا إلى عيسى بن مريم، وأوصى عيسى إلى شمعون بن حمون الصفا، وأوصى شمعون إلى يحيي بن زكريّا، وأوصى يحيي بن زكريا إلى منذر، وأوصى منذر إلى سليمه، وأوصى سليمه إلى برده.

ثمّ قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): ودفعها إليّ برده، وأنا أدفعها إليك يا عليّ ، وأنت تدفعها إلى وصيك، ويدفعها وصيّك إلى أوصيائك من ولدك واحد بعد واحد حتّى تدفع إلى خير أهل الارض بعدك، ولتكفرنّ بك الامّه، ولتختلفنّ عليك اختلافا شديدا، الثابت عليك كالمقيم معي، والشاذّ عنك في النّار، والنّار مثوى للكافرين(1).

من لا يحضره الفقيه: روى الحسن بن محبوب، عن مقاتل بن سليمان، عن أبي عبداللّه الصادق (عليه السّلام) مثله وفيه: مثوى الكافرين(2).

أمالي الطوسي: أبو عبداللّه الحسين بن عبيداللّه الغضائري قال:

أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي (رحمه اللّه) قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل بهذا الاسناد مثله.

وفيه: والنار مثوى الكافرين(3).

اكمال الدين: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار وسعد بن عبداللّه

ص:58


1- (1)- أمالي الصدوق: ص 328 ح 3.
2- (2) - من لايحضره الفقيه: ج 4 ص 174 ح 5402.
3- (3) - أمالي الطوسي: ص 442 ح 991.

وعبداللّه بن جعفر الحميري جميعا قالوا: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب والهيثم بن أبي مسروق النهدي وابراهيم بن هاشم، عن الحسن بن محبوب السراد، عن مقاتل بن سليمان بن دوال دوز، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) نحوه(1).

باب (3) الإمامه لا تكون الا بالنص ويجب على الإمام النص على من بعده

3005 -الكافي: أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبدالجبّار، عن صفوان بن يحيي، عن [ابن] أبي عثمان، عن المعلّى بن خنيس، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ الامام يعرف الامام الذي من بعده فيوصي إليه(2).

بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن القاسم، عن صفوان بن يحيي، عن المعلّى بن أبي عثمان، عن المعلّى بن خنيس مثله(3).

3006 -الكافي: أحمد، عن محمد بن عبدالجبار، عن أبي عبداللّه البرقي، عن فضاله بن أيوب، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: ما مات عالم حتّى يعلمه اللّه (عزّوجلّ ) إلى من يوصي(4).

ص:59


1- (1)- اكمال الدين: ص 211 ح 1.
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 277 ح 6.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 494 ح 2.
4- (4) - الكافي: ج 1 ص 277 ح 7.

بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن عبدالجبار، عن أبي عبداللّه البرقي، عن فضاله بن أيوب، عن عمرو بن أبان، عن سليمان بن خالد(1).

بصائر الدرجات: حدثنا السنديّ بن محمد، عن صفوان بن يحيي، عن عبداللّه بن مسكان، عن حجر، عن حمران، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) مثله2.

بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن فضاله بن أيوب، عن عمرو بن أبان، (عن حمران)(2) عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) مثله(3).

3007 -الكافي: محمد بن يحيي، عن محمد بن الحسين، عن ابن محبوب، عن العلاء بن رزين، عن عبداللّه بن أبي يعفور، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: لا يموت الامام حتّى يعلم من يكون من بعده فيوصي [إليه](4).

3008 -بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن الحسين، عن جعفر ابن بشير والحسن بن علي بن فضّال، عن مثنّى الحنّاط، عن الحسن الصيقل قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): لا يموت الرّجل منّا حتّى يعرف وليّه(5).

ص:60


1- (1و2) - بصائر الدرجات: ص 493 ح 3 و 1.
2- (3) - ما بين الهلالين من البحار.
3- (4) - بصائر الدرجات: ص 493 ح 2.
4- (5) - الكافي: ج 1 ص 277 ح 5.
5- (6) - بصائر الدرجات: ص 494 ح 1. منه البحار: ج 23 ص 73.

3009 -بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن الحسين، عن الحسن بن محبوب، عن العلاء، عن عبداللّه بن أبي يعفور، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: لا يموت الامام حتّى يعلم من يكون بعده(1).

3010 -تفسير العياشي: عن بعض اصحابنا، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قلت له: أخبرني عن قول اللّه: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَ الْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنّاهُ لِلنّاسِ فِي الْكِتابِ ) (2)؟

قال: نحن يعني بها، واللّه المستعان، إنّ الرجل منّا إذا صارت إليه لم يكن له - أو لم يسعه - إلاّ أن يبيّن للناس من يكون بعده(3).

3011 -بصائر الدرجات: حدثنا عليّ بن إسماعيل، عن أحمد ابن النضر الخزّاز، عن الحسين بن أبي العلاء، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: الامام يعرف الامام الّذي يكون من بعده(4).

بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن شعيب، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) مثله5.

بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن فضاله بن أيوب، عن الحسين بن أبي العلاء، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) مثله(5).

ص:61


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 494 ح 3. منه البحار: ج 23 ص 73.
2- (2) - البقره 2:159.
3- (3) - تفسير العياشي: ج 1 ص 71 ح 139. منه البحار: ج 2 ص 76.
4- (4و5) - بصائر الدرجات: ص 494 ح 4 و 5.
5- (6) - بصائر الدرجات: ص 495 ح 7. منه البحار: ج 23 ص 73.

3012 - الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن إسحاق بن عمّار، عن ابن أبي يعفور، عن المعلّى بن خنيس قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قول اللّه (عزّوجلّ ): (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها) (1)؟

قال: أمر اللّه الإمام الاوّل أن يدفع إلى الإمام الذي بعده كلّ شيء عنده(2).

3013 -مناقب آل أبي طالب: محمد بن سنان، عن الصادق (عليه السّلام) في قوله: (يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَ يَخْتارُ) (3).

قال: اختار محمّدا وأهل بيته(4).

3014 -الكافي: الحسين بن محمد، عن معلّى بن محمد، عن الحسن بن عليّ الوشاء قال: حدثني عمر بن أبان، عن أبي بصير قال:

كنت عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) فذكروا الأوصياء وذكرت إسماعيل(5).

فقال: لا واللّه يا أبا محمد ما ذاك إلينا وما هو إلاّ إلى اللّه (عزّوجلّ ) ينزل واحدا بعد واحد(6).

3015 -بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسين

ص:62


1- (1)- النساء 4:58.
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 277 ح 4.
3- (3) - القصص 28:68.
4- (4) - مناقب آل أبي طالب: ج 1 ص 256. منه البحار: ج 23 ص 74.
5- (5) - يعني إسماعيل بن الإمام الصادق (عليه السّلام).
6- (6) - الكافي: ج 1 ص 277 ح 1.

ابن سعيد الأهوازي، عن عمر بن أبان قال: ذكر أبو عبداللّه (عليه السّلام) الأوصياء، وذكرت إسماعيل، وقال: لا واللّه يا أبا محمد ما ذاك إلينا، ما هو إلاّ إلى اللّه ينزل واحدا بعد واحد(1).

3016 -الكافي: محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن حمّاد بن عثمان، عن عمرو ابن الاشعث قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: أترون الموصي منّا يوصي إلى من يريد؟! لا واللّه، ولكن عهد من اللّه ورسوله (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) لرجل فرجل، حتّى ينتهي الامر إلى صاحبه.

الحسين بن محمد، عن معلّى بن محمد، عن محمدبن جمهور، عن حمّاد بن عيسى، عن منهال، عن عمرو بن الاشعث، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) مثله(2).

بصائر الدرجات: أخبرنا أحمد بن محمد، عن ابن أبي عمير بهذا الاسناد نحوه(3).

3017 -اكمال الدين: حدثنا أبي ومحمد بن الحسن (رضي اللّه عنهما) قالا: حدثنا سعد بن عبداللّه يا عبداللّه بن جعفر جميعا، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن علي بن اسباط، عن عبداللّه ابن بكير، عن عمرو بن الاشعث قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: أترون الامر إلينا نضعه حيث نشاء؟ كلاّ، واللّه إنّه

ص:63


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 491 ح 4. منه البحار: ج 23 ص 71.
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 277 ح 2.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 490 ح 1.

لعهد [معهود] من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) إلى رجل فرجل، حتّى ينتهي إلى صاحبه(1).

بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن الحسين، عن علي بن أسباط بهذا الاسناد نحوه(2).

3018 -بصائر الدرجات: حدثنا أيوب بن نوح، عن صفوان بن يحيي، عن عبداللّه بن بكير، عن عمرو، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: كنّا عنده نحوا من عشرين إنسانا، فقال: لعلّكم ترون أنّ هذا الامر إلى رجل منّا نضعه حيث نشاء، كلاّ واللّه إنّه لعهد من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) يسمّى رجل فرجل حتّى انتهى إلى صاحبه(3).

3019 -غيبه النعماني: أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقده الكوفي قال: حدثنا أبو محمد عبداللّه بن أحمد بن المستورد(4) الاشجعي قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن عبيداللّه الحلبي قال: حدثنا عبداللّه بن بكير، عن عمرو بن الاشعث قال: سمعت أبا عبداللّه جعفر بن محمد (عليه السّلام) يقول ونحن عنده في البيت نحو من عشرين رجلا فأقبل علينا وقال: لعلّكم ترون أنّ هذا الامر في الامامه إلى الرّجل منّا يضعه حيث يشاء، واللّه إنّه لعهد من اللّه نزل على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) إلى رجال مسمّين رجل فرجل،

ص:64


1- (1)- اكمال الدين: ص 222 ح 11.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 491 ح 5. منهما البحار: ج 23 ص 70 و 71.
3- (3) بصائر الدرجات: ص 491 ح 6. منه البحار: ج 23 ص 72.
4- (4) - مسعود - البحار.

حتّى ينتهي إلى صاحبها(1).

3020 -بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن عبداللّه ابن محمد، عن عبداللّه الحجّال، عن داود بن يزيد، عمّن ذكره، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: أترون الامر إلينا أن نضعه فيمن شئنا؟

كلّا، واللّه إنّه عهد من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) إلى عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) رجل فرجل إلى أن ينتهى إلى صاحب هذا الامر(2).

3021 -الكافي: محمد بن يحيي، عن محمد بن الحسين، عن ابن أبي نجران، عن عيسى بن عبداللّه بن عمر بن علي بن أبي طالب (عليه السّلام)، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قلت له: إن كان كون - ولا أراني اللّه - فبمن أئتمّ؟ فأومأ إلى ابنه موسى (عليه السّلام).

قال: قلت: فان حدث بموسى حدث فبمن أئتمّ؟

قال: بولده، قلت: فان حدث بولده حدث وترك أخا كبيرا وابنا صغيرا فبمن أئتمّ؟

قال: بولده ثمّ واحدا فواحدا(3).

3022 -الكافي: محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي عمير، عن ابن بكير وجميل، عن عمرو بن مصعب قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: أترون أنّ الموصي منّا يوصي إلي من يريد؟! لا واللّه ولكنّه عهد من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)

ص:65


1- (1)- غيبه النعماني: ص 51 ح 1. منه البحار: ج 23 ص 75.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 491 ح 2. منه البحار: ج 23 ص 71.
3- (3) - الكافي: ج 1 ص 286 ح 5.

إلى رجل فرجل - حتّى انتهى إلى نفسه -(1).

3023 -بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسين ابن سعيد، عن عمرو بن عثمان، عن حسّان، عن سدير، عن أحدهما (عليهما السّلام) قال: سمعته يقول: أترون الوصيّه إنّما هو شيء يوصى به الرّجل إلى من شاء؟

ثمّ قال: إنّما هو عهد من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) رجل فرجل حتّى انتهى إلى نفسه(2).

وحدثنا إبراهيم بن هاشم، عن يحيي بن أبي عمران، عن عليّ ابن أبي حمزه، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) نحوه3.

3024 -بصائر الدرجات: حدثنا الحسين بن محمد [بن عامر] عن المعلّى بن محمد، عن عليّ بن محمد، عن بكر بن صالح الرازي، عن محمد بن سليمان المصري، عن عثمان بن أسلم، عن معاويه بن عمّار، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ الامامه عهد من اللّه (عزّوجلّ ) معهود لرجل مسمّى، ليس للامام أن يزويها عمّن يكون من بعده(3).

باب (4) وجوب معرفه الإمام وأنّ من جهله مات ميته جاهليّه

3025 الكافي: الحسين بن محمد، عن معلّى بن محمد، عن

ص:66


1- (1)- الكافي: ج 1 ص 279 ح 4.
2- (2و3) - بصائر الدرجات: ص 491 ح 3 وص 492 ح 8. منه البحار: ج 23 ص 71
3- (4) - بصائر الدرجات: ص 492 ح 12. منه البحار: ج 23 ص 72.

الحسن بن عليّ الوشّاء، عن أحمد بن عائذ، عن ابن اذينه، عن الفضيل بن يسار قال: ابتدأنا أبو عبداللّه (عليه السّلام) يوما وقال:

قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): «من مات وليس عليه [له] إمام فميتته ميته جاهليه».

فقلت: قال ذلك رسول اللّه ؟

فقال: إي واللّه قد قال.

قلت: فكلّ من مات وليس له إمام فميتته ميته جاهليه ؟! قال: نعم(1).

3026 -الاختصاص: عن محمد بن عليّ الحلبيّ ، قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): من مات وليس عليه إمام حيّ ظاهر مات ميته جاهليه(2).

أقول: قوله (عليه السّلام): «وليس عليه امام حي ظاهر...».

الظاهر أن المقصود من الامام الظاهر هو المنصوص عليه، الذي لا يعتري امامته شك أو شبهه أو غموض، بعكس الامام المشكوك امامته والمختلف فيه، كالذين كانوا يدّعون الامامه كذبا وزورا، دون نص أو دليل.

وقد صحّ عن النبي (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) انه نصّ على الائمه الاثني عشر من أهل بيته ابتداء من الامام علي أمير المؤمنين (عليه السّلام) وانتهاء بالامام المهدي المنتظر (عليه السّلام).

3027 -الاختصاص: عن أبي الجارود قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه

ص:67


1- (1)- الكافي: ج 1 ص 376 ح 1.
2- (2) - الاختصاص: ص 269. منه البحار: ج 23 ص 92.

السّلام) يقول: من مات وليس عليه امام حيّ ظاهر مات ميته جاهليه.

قال: قلت: امام حيّ جعلت فداك ؟

قال: امام حي(1).

3028 -الكافي: الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء قال: حدّثنى عبدالكريم بن عمرو، عن ابن أبي يعفور قال:

سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قول رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): «من مات وليس له إمام، فميتته ميته جاهليه»، قال:

قلت: ميته ميته ؟

قال: ميته ضلال.

قلت: فمن مات اليوم وليس له إمام فميتته ميته جاهليه ؟

فقال: نعم(2).

3029 -المحاسن: البرقي، عن النضر، عن يحيي، عن أيوب بن الحر قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: قال أبي: من مات ليس له إمام مات ميته جاهليه(3).

3030 -غيبه النعماني: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال:

حدثنا عليّ بن الحسين، قال: حدثنا العبّاس بن عامر، عن عبدالملك ابن عتبه، عن معاويه بن وهب قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): من مات لايعرف إمامه مات ميته جاهليّه(4).

ص:68


1- (1)- الاختصاص: ص 269.
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 376 ح 2.
3- (3) المحاسن: صه 15 ح 81. منه البحار: ج 23 ص 77.
4- (4) - غيبه النعماني: ص 129 ح 6. منه البحار: ج 23 ص 78..

3031 -كنز الفوائد: حدثنا الشيخ أبو الحسن بن أحمد بن علي ابن شاذان القمي(1) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عبدالدين عباس(2)قال: حدثنا محمد بن عمر قال: حدثنا الحسن بن محمد بن عبداللّه ابن محمد بن العباس الرازي قال:(3) حدثني علي بن موسى الرضا، عن أبيه موسى، عن أبيه جعفر، عن أبيه محمد، عن أبيه علي، عن أبيه الحسين، عن أبيه أمير المؤمنين (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): من مات وليس له إمام من ولدي مات ميته جاهليه، يؤخذ بما عمل في الجاهليه والاسلام(4).

عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): حدثنا محمد بن عمر بن محمد بن سلم بن البراء الجعابى قال: حدثني أبو محمد الحسن بن عبداللّه بن محمد بن العباس الرازي التميمي قال: حدثني سيّدي علي ابن موسى الرضا (عليه السّلام) قال: حدثني أبي موسى بن جعفر قال: حدثني أبي جعفر بن محمد قال: حدثني أبي محمد بن علي قال: حدثني أبي علي بن الحسين قال: حدثني أبي الحسين بن علي قال: حدثني أبي علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله)... وذكر مثله(5).

3032 -غيبه النعماني: حدثنا أحمد بن نصر بن هوذه الباهلى(6)

ص:69


1- (1)- محمد بن احمد بن شاذان القمي - البحار.
2- (2) - احمد بن محمد بن عبداللّه بن عياش - البحار.
3- (3) - الرازي، عن أبيه - البحار.
4- (4) - كنز الفوائد: ج 1 ص 327. منه البحار: ج 23 ص 92.
5- (5) - عيون اخبار الرضا: ج 2 ص 58 ح 214.
6- (6) - احمد بن محمد بن هوذه - البحار. احمد بن النضر (النصر) المعروف بابن أبي هراسه يلقب ابوه (هوذه) - معجم رجال الحديث.

قال: حدثنا ابراهيم بن اسحاق النهاوندي قال: حدثنا عبداللّه بن حماد الانصاري قال: حدثنا يحيي بن عبداللّه قال: قال لي أبو عبداللّه جعفر بن محمد (عليهما السّلام): يا يحيي بن عبداللّه من بات ليله لايعرف فيها إمامه مات ميته جاهليه(1).

3033 -غيبه النعماني: أخبرنا عبدالواحد بن عبداللّه، قال:

حدثنا أحمد بن محمد بن رباح(2)، قال: حدثنا أحمد بن عليّ الحميريّ ، قال: حدثني الحسن(3) بن أيوب، عن عبدالكريم بن عمرو الخثعميّ ، عن عبداللّه بن أبي يعفور قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام): رجل يتولاّكم ويبرأ من عدوّكم ويحلّل حلالكم، ويحرّم حرامكم، ويزعم أنّ الامر فيكم لم يخرج منكم إلى غيركم إلاّ أنّه يقول: إنّهم قد اختلفوا فيما بينهم وهم الائمّه القاده، وإذا اجتمعوا على رجل فقالوا: هذا، قلنا: هذا.

فقال (عليه السّلام): إن مات على هذا فقد مات ميته جاهليه(4).

3034 -الكافي: أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبدالجبّار، عن صفوان، عن الفضيل، عن الحارث بن المغيره قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام): قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم):

من مات لا يعرف إمامه، مات ميته جاهليه ؟

قال: نعم.

قلت: جاهليه جهلاء، أو جاهليّه لايعرف إمامه ؟

ص:70


1- (1)- غيبه النعماني: ص 127 ح 1. منه البحار: ج 23 ص 78.
2- (2) - رياح - البحار.
3- (3) الحسين - البحار.
4- (4) - غيبه النعماني: ص 133 ح 16. منه البحار: ج 23 ص 79.

قال: جاهليّه كفر ونفاق وضلال(1) 3035 - المحاسن: البرقي، عن محمد بن عليّ ، عن علي بن النعمان النخعيّ قال: حدثنا الحارث بن المغيره النضريّ قال: سمعت عثمان بن المغيره يقول: حدّثني الصادق، عن عليّ (عليهما السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): «من مات بغير إمام جماعه مات ميته جاهليه».

قال الحارث بن المغيره: فلقيت جعفر بن محمد (عليهما السّلام) فقال: نعم.

قلنا: فمات ميته جاهليه ؟

قال: ميته كفر وضلال ونفاق(2).

3036 -غيبه النعماني: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال:

حدثنا يحيى بن زكريا بن شيبان قال: حدثنا علي بن سيف بن عميره، عن أبيه، عن حمران بن أعين انه قال: وصفت لابي عبداللّه (عليه السّلام) رجلا يتوالى أمير المؤمنين (عليه السّلام) ويتبرّأ من عدوّه، ويقول كلّ شيء يقول، إلاّ أنّه يقول: إنّهم اختلفوا فيما بينهم، وهم الائمّه القاده، ولست أدري أيّهم الامام، وإذا اجتمعوا على رجل واحد(3) أخذنا بقوله، وقد عرفت أنّ الامر فيهم (رحمهم اللّه جميعا).

فقال: إن مات هذا مات ميته جاهليّه.

وعن عليّ بن سيف، عن أخيه الحسين، عن معاذ بن مسلم، عن

ص:71


1- (1)- الكافي: ج 1 ص 377 ح 3.
2- (2) - المحاسن: ص 155 ح 82. منه البحار: ج 23 ص 77.
3- (3) - على وجه واحد - البحار.

أبي عبداللّه (عليه السّلام) مثله(1).

3037 -المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن النّضر بن سويد، عن يحيى الحلبيّ ، عن بشير الدهّان قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام):

قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): «من مات وهو لا يعرف إمامه مات ميته جاهليه».

فعليكم بالطّاعه، قد رأيتم أصحاب عليّ ، وأنتم تأتمّون بمن لا يعذر الناس بجهالته.

لنا كرائم القران، ونحن أقوام افترض اللّه طاعتنا، ولنا الانفال ولنا صفو المال(2).

البحار - بيان: قوله: «قد رأيتم أصحاب عليّ »، أي طاعتهم له، فالمراد خواصّهم أو رجوعهم عنه وكفرهم بعدم طاعتهم له كالخوارج، قوله: «لنا كرائم القرآن» أي نزلت فينا الآيات الكريمه ونفائسها، وهي ما تدلّ على فضل ومدح، والمراد بميته الجاهليه الموت على الحاله الّتي كان عليها أهل الجاهليّه من الكفر والجهل باصول الدّين وفروعه.

3038 -المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن النضر، عن يحيى الحلبيّ ، عن الحسين بن أبي العلاء قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قول رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): «من مات ليس له إمام مات ميته جاهليه»؟

فقال: نعم، لو أنّ الناس تبعوا عليّ بن الحسين (عليه السّلام) وتركوا عبدالملك بن مروان اهتدوا.

ص:72


1- (1)- غيبه النعماني: ص 135 ح 19. منه البحار: ج 23 ص 80.
2- (2) - المحاسن: ص 153 ح 78. منه البحار: ج 23 ص 76.

فقلنا: من مات لا يعرف إمامه مات ميته جاهليّه ميته كفر؟! فقال: لا، ميته ضلال(1).

3039 -بصائر الدرجات: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن منصور، عن فضيل الاعور، عن أبي عبيده الحذّاء قال:

كنّا زمان أبي جعفر (عليه السّلام) حين مضى (عليه السّلام) نردّد(2)كالغنم لا راعي لها، فلقينا سالم بن أبي حفصه فقال: يا أبا عبيده من إمامك ؟

قلت: أئمّتي آل محمد (عليهم السّلام).

فقال: هلكت وأهلكت، أما سمعت أنا وأنت أبا جعفر (عليه السّلام) وهو يقول: من مات ليس له إمام مات ميته جاهليه ؟

قلت: بلى لعمري لقد كان ذلك.

ثمّ بعد ذلك بثلاث أو نحوها دخلنا على أبي عبداللّه (عليه السّلام) فرزق اللّه لنا المعرفه فدخلت عليه فقلت له: لقيت سالما فقال لي: كذا وكذا، وقلت له: كذا وكذا.

فقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): يا ويل لسالم، ثلاث مرّات، أما يدري سالم ما منزله الامام ؟ الامام أعظم ممّا يذهب إليه سالم والنّاس أجمعون.

يا أبا عبيده إنّه لم يمت منّا ميت حتّى يخلف من بعده من يعمل بمثل عمله، ويسير بمثل سيرته، ويدعو إلى مثل الّذي دعا إليه.

يا أبا عبيده إنّه لم يمنع اللّه ما أعطى داود أن أعطي سليمان أفضل

ص:73


1- (1)- المحاسن: ص 154 ح 80. منه البحار: ج 23 ص 76.
2- (2) - نتردد - البحار.

ممّا أعطى داود، ثمّ قال: (هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ ) (1).

قال: قلت: ما أعطاه اللّه جعلت فداك ؟

قال: نعم يا أبا عبيده إنّه إذا قام قائم آل محمد حكم بحكم داود وسليمان لا يسأل الناس بينه(2).

البحار - بيان: قوله (عليه السّلام): «ما أعطى داود» كلمه ((ما» إماّ مصدريه، أي لم ينع اللّه تعالى من إعطاء الابن إعطاء الأب، أو موصوله، أي لم يمنع اللّه ما أعطاه داود من إعطاء سليمان أفضل منه، قوله: «قال: نعم يا أبا عبيده» أجاب بوجه يفهم منه ما سأله وزياده أي ما أعطاه اللّه هو العلم بالوقائع وعدم الاحتياج الى البيّنه. وفي الكافي بعد قوله: أن أعطى سليمان: ثمّ قال يا با عبيده: فلا تكلّف.

ثمّ اعلم أنّ الظاهر من الاخبار أنّ القائم (عليه السّلام) إذا ظهر يحكم بما يعلم في الواقعه لا بالبينه، وأمّا من تقدّمه من الائمّه (عليهم السّلام) فقد كانوا يحكمون بالظاهر وقد كانوا يظهرون ما يعلمون من باطن الامر بالحيل - الطرق الخاصّه - كما كان أمير المؤمنين (عليه السّلام) يفعله في كثير من الموارد.

3040 -المحاسن: البرقي، عن ابن فضّال، عن حماد بن عثمان، عن أبي اليسع عيسى بن السريّ قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام):

إنّ الارض لاتصلح إلاّ بالامام، ومن مات لا يعرف إمامه مات ميته جاهليّه وأحوج ما يكون أحدكم إلى معرفته إذا بلغت نفسه هذه

ص:74


1- (1)- ص 38:39.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 530 ح 15. منه البحار: ج 26 ص 176.

«وأهوي بيده إلى صدره» يقول: لقد كنت على أمر حسن(1).

3041 -ثواب الاعمال: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثني سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن أبي عبداللّه البرقي قال: حدثني عبدالعظيم بن عبداللّه الحسني وكان مرضيا، عن محمد بن عمر، عن حمّاد بن عثمان، عن عيسى بن السريّ أبي اليسع قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام): قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): «من مات لا يعرف إمامه مات ميته جاهليه»؟.

قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): أحوج ما يكون إلى معرفته(2) إذا بلغ نفسه هذه، وأشار بيده إلى صدره فقال:(3) لقد كنت على امر حسن(4).

المحاسن: البرقي، عن عبدالعظيم بن عبداللّه مثله(5).

3042 -ثواب الاعمال: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثني سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن أبي عبداللّه، عن اسماعيل بن مهران، عن رجل، عن أبي المغرا، عن ذريح(6)، عن أبي حمزه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: منّا الامام المفروض طاعته، من جحده مات يهوديا أو نصرانيا.

ص:75


1- (1)- المحاسن: ص 154 ح 79. منه البحار: ج 23 ص 76 -
2- (2) - أحوج ما يكون العبد إلى معرفته - المحاسن.
3- (3) - وأشار إلى صدره يقول - المحاسن.
4- (4) - ثواب الاعمال: ص 244 ح 1.
5- (5) - المحاسن: ص 92 ح 46. منهما البحار: ج 23 ص 85.
6- (6) - أبي ذريح - البحار.

واللّه ما ترك [اللّه] الارض منذ قبض اللّه (عزّوجلّ ) آدم إلاّ وفيها إمام يهتدي به إلى اللّه، حجّه على العباد، من تركه هلك، ومن لزمه نجا حقّا على اللّه(1).

المحاسن: البرقي، عن اسماعيل بن مهران مثله(2).

3043 -الكافي: الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن محمد بن جمهور، عن فضاله بن أيوب، عن معاويه بن وهب، عن ذريح قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن الائمّه بعد النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)؟

فقال: كان أمير المؤمنين (عليه السّلام) إماما ثمّ كان الحسن (عليه السّلام) إماما، ثمّ كان الحسين (عليه السّلام) إماما، ثمّ كان عليّ بن الحسين (عليه السّلام) إماما، ثمّ كان محمدبن عليّ (عليه السّلام) إماما.

من أنكر ذلك كان كمن أنكر معرفه اللّه (تبارك وتعالى) ومعرفه رسوله (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم).

ثمّ قال: قلت: ثمّ أنت(3) جعلت فداك ؟ - فأعدتها عليه ثلاث

ص:76


1- (1)- ثواب الاعمال: ص 245 ح 2.
2- (2) - المحاسن: ص 92 ح 45. منهما البحار: ج 23 ص 85.
3- (3) - أقول: الظاهر من معنى الحديث ان الراوي حين قال: «ثم انت» إمّا تصديق من الراوي لإمامه الامام الصادق (عليه السّلام) أو استفهام منه فان كان تصديقا فسكوت الامام تقرير لذلك التصديق. وان كان كلامه استفهاما مع التكرار ثلاث مرّات، فعدم تصريح الامام الصادق بإمامه نفسه إما رعايه للتقيه أو لسبب آخر، ولعلّ معنى كلامه (عليه السّلام): «لتكون من شهداء اللّه» اشاره الى قوله تعالى: (وَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَ الشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَ نُورُهُمْ ) الحديد 57:19. ذكره الشيخ المجلسي، نقلناه مع تغيير وتوضيح.

مرّات - فقال (عليه السّلام) لي: إنّي إنّما حدثتك لتكون من شهداء اللّه (تبارك وتعالى) في أرضه(1).

3044 -الكافي: عدّه من اصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن الحسين بن صغير، عمّن حدّثه، عن ربعيّ بن عبداللّه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) أنّه قال: أبى اللّه أن يجري الأشياء إلاّ بأسباب، فجعل لكل شيء سببا، وجعل لكل سبب شرحا، وجعل لكل شرح علما، وجعل لكل علم بابا ناطقا، عرفه من عرفه، وجهله من جهله(2)، ذاك رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) ونحن(3).

بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد بهذا الاسناد نحوه(4).

3045 -بصائر الدرجات: حدثنا علي بن محمد، عن محمد بن عيسى، عن عبدي يرفعه الى أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: أبى اللّه أن يجري الأشياء إلاّ بالاسباب فجعل لكلّ شيء سببا، وجعل لكلّ سبب شرحا، وجعل لكلّ شرح مفتاحا، وجعل لكلّ مفتاح علماء، وجعل لكلّ علم بابا ناطقا، من عرفه عرف اللّه، ومن أنكره أنكر اللّه، ذلك رسول اللّه ونحن(5).

ص:77


1- (1)- الكافي: ج 1 ص 181 ح 5.
2- (2) - أي: عرف اللّه من عرف العلم والباب الناطق، وجهل اللّه من جهله.
3- (3) - الكافي: ج 1 ص 183 ح 7.
4- (4) - بصائر الدرجات: ص 26 ح 1.
5- (5) - بصائر الدرجات: صه 52 ح 2. منه البحار: ج 2 ص 90.

البحار - بيان: لعلّ المراد بالشيء ذي السبب: القرب واالفوز والكرامه والجنّه، وسببه الطاعه وما يوجب حصول تلك الأمور، وشرح ذلك السبب هو الشريعه المقدّسه، والمفتاح: الوحي النازل لبيان الشرع وعلم ذلك المفتاح - بالتحريك - أي ما يعلم به هو الملك الحامل للوحي. والباب الّذي به يتوصّل إلى هذا العلم هو رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) والائمّه (عليهم السّلام).

3046 -الكافي: عليّ بن محمد، عن ابن جمهور، عن أبيه، عن صفوان، عن ابن مسكان، عن عبداللّه بن سنان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال: إنّ اللّه لا يستحيي أن يعذّب أمّه دانت بامام ليس من اللّه وإن كانت في أعمالها برّه تقيّه.

وإنّ اللّه ليستحيي أن يعذّب امّه دانت بامام من اللّه وإن كانت في أعمالها ظالمه مسيئه(1).

3047 -الكافي: بعض أصحابنا، عن عبدالعظيم بن عبداللّه الحسنيّ ، عن مالك بن عامر، عن المفضّل بن زائده، عن المفضّل بن عمر قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): من دان اللّه بغير سماع عن صادق الزمه اللّه البته إلى العناء(2) ومن ادّعى سماعا من غير الباب الّذي فتحه اللّه فهو مشرك وذلك الباب: المأمون على سر اللّه المكنون(3).

3048 -الكافي: الحسين بن محمد، عن معلّى بن محمد، عن محمد بن اورمه ومحمد بن عبداللّه، عن عليّ بن حسان، عن

ص:78


1- (1)- الكافي: ج 1 ص 376 ح 5.
2- (2) - العناء: التعب والمشقه. (مجمع البحرين).
3- (3) - الكافي: ج 1 ص 377 ح 4.

عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال أبو جعفر (عليه السّلام): دخل أبو عبداللّه الجدليّ على أمير المؤمنين (عليه السّلام) فقال (عليه السّلام): يا أبا عبداللّه ألا أخبرك بقول اللّه (عزّوجلّ ): (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَهِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ * وَ مَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَهِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاّ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) (1)؟

قال: بلى يا أمير المؤمنين جعلت فداك.

فقال: الحسنه معرفه الولايه وحبّنا أهل البيت، والسّيّئه إنكار الولايه وبغضنا أهل البيت، ثمّ قرأ عليه هذه الآيه(2).

3049 -علل الشرايع: أخبرني علي بن حاتم (رضي اللّه عنه) فيما كتب اليّ قال: أخبرني القاسم بن محمد قال: حدثنا حمدان بن الحسين قال: حدثنا الحسين بن الوليد، عن ابن بكير، عن حنّان بن سدير قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام): لأيّ علّه لم يسعنا إلاّ أن نعرف كلّ إمام بعد النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) ويسعنا أن لانعرف كلّ إمام قبل النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله)؟

قال: لاختلاف الشّرائع(3).

3050 -علل الشرايع: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن الحسين بن عبيداللّه، عن الحسن بن علي بن أبي عثمان، عن عبدالكريم بن عبيداللّه، عن سلمه بن عطا، عن

ص:79


1- (1)- النمل 27:89 و 90.
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 185 ح 14.
3- (3) - علل الشرايع: ص 210 ح 1. منه البحار: ج 23 ص 82.

أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: خرج الحسين بن عليّ (عليهما السّلام) على أصحابه فقال: أيّها الناس إنّ اللّه (عزّوجلّ ذكره) ما خلق العباد إلاّ ليعرفوه، فإذا عرفوه عبدوه، فاذا عبدوه استغنوا بعبادته عن عباده من سواه(1).

فقال له رجل: يابن رسول اللّه بأبي أنت وامّي فما معرفه اللّه ؟

قال: معرفه أهل كلّ زمان إمامهم الّذي يجب عليهم طاعته(2).

البحار - بيان: لعلّه (عليه السّلام) إنّما فسّر معرفه اللّه بمعرفه الإمام لبيان أنّ معرفه اللّه لاتحصل إلاّ من جهه الإمام، أو لاشتراط الانتفاع بمعرفته تعالى بمعرفته (عليه السّلام).

3051 -كنز الفوائد: حدثني أبو المرجا(3) محمد بن عليّ بن طالب البلدى، قال: حدثنا أبو القاسم عبدالواحد بن عبداللّه بن يونس الموصلي، عن أبي علي محمد بن همام بن سهل، عن عبداللّه بن جعفر الحميريّ ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن محمد بن أبي عمير، عن أبي عليّ الخراسانيّ ، عن عبدالكريم بن عبداللّه، عن مسلمه(4) بن عطا، عن أبي عبداللّه الامام الصادق (عليه السّلام) قال:

خرج الحسين بن عليّ (عليه السّلام) ذات يوم على أصحابه فقال - بعد الحمد للّه جلّ وعزّ، والصّلاه على محمّد رسوله (صلّى اللّه عليه وآله) -: يا أيّها الناس إن اللّه - واللّه - ما خلق العباد إلاّ ليعرفوه، فاذا عرفوه

ص:80


1- (1)- عن عباده ما سواه - البحار.
2- (2) - علل الشرايع: ص 9 ح 1. منه البحار: ج 23 ص 83.
3- (3) - عن أبي الرجا - البحار.
4- (4) - سلمه - البحار، وهو الصحيح.

عبدوه، فاذا عبدوه استغنوا بعبادته عن عباده من سواه.

فقال له رجل: بأبي أنت وامّي يابن رسول اللّه ما معرفه اللّه ؟

قال: معرفه أهل كل زمان إمامهم الّذي يجب عليهم طاعته(1).

3052 -تأويل الايات الظاهره: قال محمد بن العبّاس: حدثنا الحسين بن أحمد المالكيّ ، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن عبدالرحمن، عن سعدان بن مسلم، عن ابان بن تغلب قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام) وقد تلا هذه الآيه: (وَ وَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ * اَلَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكاهَ وَ هُمْ بِالْآخِرَهِ هُمْ كافِرُونَ ) (2) يا أبان هل ترى اللّه (سبحانه) طلب من المشركين زكاه أموالهم وهم يعبدون معه إلها غيره ؟

قال: قلت: فمن هم ؟

قال: ويل للمشركين الّذين أشركوا بالإمام الأوّل ولم يردّوا إلى الآخر ما قال فيه الاوّل وهم به كافرون(3).

تأويل الآيات الظاهره: روى أحمد بن محمد بن سيار(4) باسناده الى أبان بن تغلب قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): وويل للمشركين الذين اشركوا مع الامام الاوّل غيره ولم يردوا... وذكر مثله(5).

3053 غيبه النعماني: حدثنا محمد بن يعقوب قال: حدثنا محمدبن يحيى، عن محمدبن الحسين، عن محمدبن سنان، عن

ص:81


1- (1)- كنز الفوائد: ج 1 ص 328. منه البحار: ج 23 ص 93.
2- (2) - فصّلت 41:6 و 7.
3- (3) تأويل الآيات الظاهره: ج 2 ص 533 ح 2.
4- (4) - بشّار - البحار.
5- (5) - تأويل الآيات الظاهره: ج 2 ص 534 ح 3. منه البحار: ج 24 ص 304.

بعض رجاله، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: من أشرك مع إمام - إمامته من عند اللّه - من ليست إمامته من اللّه كان مشركا(1).

3054 -إكمال الدين: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيي العطار (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا أبي، عن عبداللّه بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن موسى الخشّاب، عن غير واحد، عن مروان بن مسلم قال: قال الصادق جعفر بن محمد (عليهما السّلام): الامام علم فيما بين اللّه (عزّوّجلّ ) وبين خلقه، فمن عرفه كان مؤمنا، ومن أنكره كان كافرا(2).

3055 -الكافي: الحسين بن محمد، عن معلّى بن محمد، عن الحسن بن راشد قال: حدثنا علي بن إسماعيل الميثمي قال: حدثنا ربعيّ بن عبداللّه قال: قال لي عبدالرحمن بن أبي عبداللّه: قلت لابي عبداللّه (عليه السّلام): المنكر لهذا الامر من بني هاشم وغيرهم سواء؟

فقال لي: لا تقل: المنكر، ولكن قل: الجاحد من بني هاشم وغيرهم.

قال أبو الحسن: فتفكرت [فيه] فذكرت قول اللّه (عزّوجلّ ) في إخوه يوسف: (فَعَرَفَهُمْ وَ هُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ ) (3) و(4).

أقول: المنكر: هو الذي لا يعرف، كما في هذه الآيه، واما الجاحد فهو المنكر مع العلم، يقال: جحده: أي أنكره مع علمه

ص:82


1- (1)- غيبه النعماني: ص 130 ح 8. منه البحار: ج 23 ص 78.
2- (2) - اكمال الدين: ص 412 ح 9. منه البحار: ج 23 ص 88.
3- (3) - يوسف 12:58.
4- (4) - الكافي: ج 1 ص 377 ح 3.

بثبوته. كما في قوله تعالى: (وَ جَحَدُوا بِها وَ اسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ) (1).

والراوي لهذا الحديث تفكر حول الفرق بين المنكر والجاحد، ثم انتبه الى قوله تعالى: (فَعَرَفَهُمْ وَ هُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ ) .

3056 -الكافي: عدّه من أصحابنا، عن الحسين بن الحسن بن يزيد، عن بدر، عن أبيه قال: حدثني سلام أبو عليّ الخراساني، عن سلام بن سعيد المخزومي قال: بينا أنا جالس عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) إذ دخل عليه عبّاد بن كثير عابد أهل البصره، وابن شريح فقيه أهل مكه وعند أبي عبداللّه (عليه السّلام) ميمون القداح مولى أبي جعفر (عليه السّلام).

فسأله عبّاد بن كثير فقال: يا أبا عبداللّه في كم ثوب كفّن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)؟

قال: في ثلاثه أثواب: ثوبين صحاريين وثوب حبره، وكان في البرد قلّه فكأنّما ازور(2) عبّاد بن كثير من ذلك.

فقال أبو عبداللّه: إنّ نخله مريم (عليها السّلام) إنّما كانت عجوه(3)ونزلت من السماء، فما نبت من أصلها كان عجوه وما كان من لقاط (- لها)، فهو لون، فلمّا خرجوا من عنده قال عبّاد بن كثير لابن شريح:

واللّه ما أدري ما هذا المثل الذي ضربه لي أبو عبداللّه ؟! فقال ابن شريح: هذا الغلام يخبرك فانّه منهم - يعني ميمونا - فسأله فقال ميمون: أما تعلم ما قال لك ؟

قال: لا واللّه.

ص:83


1- (1)- النمل 27:14.
2- (2) - إزور: عدل عنه وانحرف. السان العرب).
3- (3) - العجوه: ضرب من اجود التمر بالمدينه. (أقرب الموارد).

قال: إنّه ضرب لك مثل نفسه فأخبرك أنّه ولد من ولد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) وعلم رسول اللّه عندهم، فما جاء من عندهم فهو صواب وما جاء من عند غيرهم فهو لقاط(1) و(2).

3057 -تفسير القمي: أخبرنا الحسين بن محمد، عن معلّى بن محمد، عن عليّ بن محمد، عن بكر بن صالح، عن جعفر بن يحيي، عن عليّ بن القصير (النضر)، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال:

قلت: جعلت فداك قوله: (وَ لَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَهَ ) (3).

قال: اوتي معرفه إمام زمانه(4).

أقول: الظاهر أن هذا من باب المصداق، إذ لاشك أن معرفه الامام من أجلى معاني الحكمه.

ونفس هذا المعنى يأتى بالنسبه الى الحديث القادم.

3058 الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن أيوب بن الحرّ، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه (عزّوجلّ ): (وَ مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَهَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً) (5).

فقال: طاعه اللّه ومعرفه الامام(6).

ص:84


1- (1)- قيل اللقاط - بالكسر -: جمع لقط بالتحريك وهو ما يلتقط من هاهنا وهاهنا من النوى ونحوه، و بالضم -: الساق الردي. (مرآه العقول).
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 400 ح 6.
3- (3) لقمان 31:12.
4- (4) - تفسير القمي: ج 2 ص 161. منه البحار: ج 24 ص 86.
5- (5) - البقره 2:269.
6- (6) الكانى: ج 1 ص 185 ح 11.

المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن الحلبي، عن أبي بصير قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قول اللّه (تبارك وتعالى)... وذكر مثله(1).

تفسير العياشي: عن أبي بصير قال: سألته عن قول اللّه...

وذكر مثله(2).

3059 -الكافي: علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن ابن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سمعته يقول: (وَ مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَهَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً) . الحكمه قال: معرفه الإمام واجتناب الكبائر التي أوجب اللّه عليها النار(3).

3060 -غيبه النعماني: أخبرنا عبدالواحد بن عبداللّه قال:

حدثنا محمد بن جعفر القرشي قال: حدثنا أبو جعفر الهمداني [قال:

حدثني موسى بن سعدان](4) عن محمد بن سنان [عن عمار بن مروان]5، عن سماعه بن مهران قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام) رجل يتوالى عليّا ويتبرّأ من عدوّه، ويقول كلّ شيء يقول، إلاّ أنّه يقول: أنهم قد اختلفوا بينهم(5) وهم الائمّه القاده، فلست أدري أيّهم

ص:85


1- (1)- المحاسن: ص 148 ح 60.
2- (2) - تفسير العياشي: ج 1 ص 151 ح 496.
3- (3) - الكافي: ج 2 ص 284 ح 20.
4- (4و5) - ما بين المعقوفتين ليس في البحار.
5- (6) - فيما بينهم - البحار.

الإمام، وإذا اجتمعوا على رجل أخذت بقوله، وقد عرفت أنّ الأمر فيهم.

قال: إن مات هذا على ذلك مات ميته جاهليه، ثمّ قال: للقرآن تأويل يجري كما يجري اللّيل والنّهار، وكما تجري الشمس والقمر، فاذا جاء تأويل شيء منه وقع، فمنه ما قد جاء، ومنه ما لم يجيء(1) و(2).

البحار - بيان: قوله (عليه السّلام): «للقرآن تأويل»، لعلّ المعنى أنّ ما نعلمه من بطون القرآن وتأويلاته لابدّ من وقوع كلّ منها في وقته، فمن ذلك اجتماع الناس على إمام واحد في زمان القائم وليس هذا أوانه، أو أنّه دلّ القرآن على عدم خلوّ الزمان من الامام، ولا بدّ من وقوع ذلك، فمنهم من مضى، ومنهم من يأتى.

أقول: اللازم على المؤمن أن يعرف إمام زمانه باسمه وصفته ولا يكفي ان يعلم بانّ الإمام في آل محمّد فقط دون ان يعرفه بعينه، ولعلّ في هذا الحديث إشاره الى هذا المعنى.

باب (5) من أنكر واحدا من الأئمه علهم السّلام فقد أنكر الجميع

3061 -اكمال الدين: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه، عن محمد بن عيسى، عن صفوان بن يحيى، عن ابن مسكان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: من أنكر واحدا من

ص:86


1- (1)- ومنه ما يجيء - البحار.
2- (2) - غيبه النعماني: ص 134 ح 17. منه البحار: ج 23 ص 79.

الأحياء فقد أنكر الأموات(1).

وحدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، والحسن بن متّيل الدقاق، يا عبداللّه بن جعفر الحميري جميعا قالوا: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ويعقوب بن يزيد وابراهيم بن هاشم جميعا، عن محمد ابن أبي عمير وصفوان بن يحيي جميعا، عن عبداللّه بن مسكان مثله2.

غيبه النعماني: حدثنا محمد بن يعقوب، عن الحسين بن محمد، عن المعلى، عن ابن جمهور، عن صفوان، عن ابن مسكان قال:

سألت الشيخ (عليه السّلام)(2) عن الائمه (عليهم السّلام)؟ قال: من أنكر... وذكر مثله(3).

أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا يحيي بن زكريا بن شيبان قال: حدثنا ابان بن عثمان، عن حمران بن أعين قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن الائمه ؟ فقال: من أنكر... وذكر مثله5.

3062 اكمال الدين: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه، عن محمد بن عيسى، عن إسماعيل بن مهران، عن محمد بن سعيد، عن أبان بن تغلب قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام): من عرف الائمّه ولم يعرف الامام الّذي في زمانه أمؤمن هو؟

ص:87


1- (1و2) - اكمال الدين: ص 410 ح 1 و 2.
2- (3) يعني به الصادق (عليه السّلام) كما نصّ عليه في اكمال الدين وبعض نسخ كتاب الغيبه. «هامش المصدر».
3- (4و5) - غيبه النعماني: ص 129 ح 5 و 4. منهما البحار: ج 23 ص 95.

قال: لا.

قلت: أمسلم هو؟

قال: نعم(1).

3063 -الكافي: عدّه من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عمّن ذكره، عن محمد بن عبدالرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّكم لا تكونون صالحين حتّى تعرفوا، ولا تعرفون حتّى تصدّقوا، ولا تصدّقون حتّى تسلّموا، أبوابا أربعه(2) لا يصلح أوّلها إلاّ بآخرها، ضلّ أصحاب الثلاثه وتاهوا تيها بعيدا(3).

إنّ اللّه (تبارك وتعالى) لايقبل إلاّ العمل الصالح ولا يقبل اللّه إلاّ الوفاء بالشّروط والعهود، فمن وفى للّه (عزّوجلّ ) بشرطه واستعمل ما وصف في عهده نال ما عنده واستكمل [ما] وعده.

إنّ اللّه (تبارك وتعالى) أخبر العباد بطرق الهدى وشرع لهم فيها المنار(4) وأخبرهم كيف يسلكون، فقال: (وَ إِنِّي لَغَفّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى ) (5) وقال: (إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ) (6).

ص:88


1- (1)- اكمال الدين: ص 410 ح 3. منه البحار: ج 23 ص 96.
2- (2) - أشار بالابواب الاربعه الى التوبه عن الشرك، والايمان بالوحدانيه، والعمل الصالح، والاهتداء الى الحجج (عليهم السّلام) كما يتبين ممّا ذكر بعده، وأصحاب الثلاثه إشاره الى من لم يهتد الى الحجج (عليهم السّلام). (الوافي).
3- (3) - تاهوا تيها، أي: حاروا حيره، والشروط والعهود كنايه عن الامور الاربعه المذكوره اذ هي شروط للمغفره. (الوافى).
4- (4) - المنار جمع مناره على ما قاله ابن الأثير، وهي علم الطريق. (الوافي).
5- (5) - طه 20:82.
6- (6) - المائده 5:27.

فمن اتّقى اللّه فيما أمره لقي اللّه مؤمنا بما جاء به محمّد (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم).

هيهات هيهات! فات قوم وماتوا قبل أن يهتدوا وظنّوا أنّهم آمنوا، وأشركوا من حيث لا يعلمون.

إنّه من أتى البيوت من أبوابها اهتدى ومن أخذ في غيرها سلك طريق الرّدى.

وصل اللّه طاعه وليّ أمره بطاعه رسوله، وطاعه رسوله بطاعته، فمن ترك طاعه ولاه الامر لم يطع اللّه ولا رسوله وهو الاقرار بما انزل من عند اللّه (عزّوجلّ ).

خذوا زينتكم عند كلّ مسجد، والتمسوا البيوت الّتي أذن اللّه أن ترفع ويذكر فيها اسمه، فانّه أخبركم أنّهم رجال لا تلهيهم تجاره ولا بيع عن ذكر اللّه وإقام الصّلاه وإيتاء الزّكاه يخافون يوما تتقلّب فيه القلوب والأبصار.

إنّ اللّه قد استخلص الرّسل لامره، ثمّ استخلصهم مصدّقين بذلك في نذره، فقال: (وَ إِنْ مِنْ أُمَّهٍ إِلاّ خَلا فِيها نَذِيرٌ) (1).

تاه من جهل، واهتدى من أبصر وعقل. إنّ اللّه (عزّوجلّ ) يقول: (فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَ لكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) (2)وكيف يهتدي من لم يبصر؟! وكيف يبصر من لم يتدبّر؟

اتّبعوا رسول اللّه وأهل بيته وأقرّوا بما نزل من عند اللّه واتّبعوا آثار الهدى، فانّهم علامات الامانه والتّقى.

ص:89


1- (1)- فاطر 35:24.
2- (2) - الحج 22:46.

واعلموا أنّه لو أنكر رجل عيسى بن مريم (عليه السّلام) وأقرّ بمن سواه من الرّسل لم يؤمن.

إقتصّوا(1) الطريق بالتماس المنار، والتمسوا من وراءالحجب الآثار(2)تستكملوا أمر دينكم وتؤمنوا باللّه ربّكم(3).

3064 -اكمال الدين: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن أبي عبداللّه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن عبدالرّحمن بن أبي ليلى، عن أبي عبداللّه الصادق (عليه السّلام) في حديث طويل يقول في آخره: كيف يهتدى من لم يبصر؟ وكيف يبصر من لم ينذر؟ اتّبعوا قول رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله)، وأقرّوا بما نزل من عند اللّه (عزّوجلّ )، اتّبعوا آثار الهدى، فإنّها علامات الامانه والتّقى.

واعلموا أنّه لو أنكر رجل عيسى بن مريم وأقر بمن سواه من الرّسل لم يؤمن.

اقصدوا الطّريق بالتماس المنار، والتمسوا من وراء الحجب الاثار تستكملوا أمر دينكم(4)، وتؤمنوا باللّه ربكم(5).

3065 -اكمال الدين: حدثنا المظّفر بن جعفر بن المظّفر العلوي السمرقندي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود،

ص:90


1- (1)- أي: اقتفوا.
2- (2) - كأنّه أراد به: إن لم يتيسر لكم الوصول الى الامام (عليه السّلام) فالتمسوا آثاره (الوافي).
3- (3) الكافي: ج 1 ص 181 ح 6.
4- (4) - من دينكم - البحار.
5- (5) - اكمال الدين: ص 411 ح 7. منه البحار: ج 23 ص 96.

عن أبيه، عن علي بن محمد قال: حدثني عمران بن محمد بن عبدالحميد، عن محمد بن الفضيل، عن علي بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): يا عليّ أنت والائمّه من ولدك بعدي حجج اللّه على خلقه، وأعلامه في بريته من أنكر واحدا منكم(1) فقد أنكرني، ومن عصى واحدا منكم فقد عصاني، ومن جفا واحدا منكم فقد جفاني، ومن وصلكم فقد وصلني ومن أطاعكم فقد أطاعني، ومن والاكم فقد والاني، ومن عاداكم فقد عاداني لانّكم منّي، خلقتم من طينتي، وأنا منكم(2).

3066 -الاختصاص: عن عبدالعزيز القراطيسيّ قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): الائمّه بعد نبينا (صلّى اللّه عليه وآله) اثنا عشر نجيبا مفهّمون، من نقص منهم واحدا أو زاد فيهم واحدا خرج من دين اللّه، ولم يكن من ولايتنا على شيء(3).

3067 -البحار: عن اعتقادات الصدوق - قال الصادق (عليه السّلام): المنكر لآخرنا كالمنكر لاوّلنا(4).

3068 -الكافي: الحسين، عن معلّى، عن الحسن بن عليّ ، عن

ص:91


1- (1)- منهم - البحار. وكذا فيما يأتى.
2- (2) - اكمال الدين: ص 413 ح 13. منه البحار: ج 23 ص 97.
3- (3) - الاختصاص: ص 233. منه البحار: ج 72 ص 136.
4- (4) - البحار: ج 27 ص 61.

عائذ، عن أبيه، عن ابن اذينه قال: حدثنا غير واحد، عن أحدهما (عليهما السّلام) أنّه قال: لا يكون العبد مؤمنا حتّى يعرف اللّه ورسوله والائمّه كلّهم وإمام زمانه ويردّ إليه ويسلّم له.

ثمّ قال: كيف يعرف الآخر وهو يجهل الأوّل ؟(1).

3069 -الكافي: محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل، عن منصور بن يونس، عن محمد بن مسلم قال:

قلت لابي عبداللّه (عليه السّلام): رجل قال لي: إعرف الآخر من الائمّه ولا يضرّك أن لاتعرف الاوّل.

قال: فقال: لعن اللّه هذا، فانّي ابغضه ولا أعرفه، وهل عرف الآخر إلا بالاول ؟(2).

غيبه النعماني: حدثنا محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيي مثله(3).

3070 -غيبه النعماني: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال:

حدثنا أبو محمد القاسم بن محمد بن الحسن بن حازم قال: حدثنا عبيس بن هشام قال: حدثنا عبداللّه بن جبله، عن الحكم بن أيمن، عن محمد بن تمام قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام): إنّ فلانا مولاك يقرؤك السّلام ويقول لك: اضمن لي الشّفاعه.

فقال: أمن موالينا؟

قلت: نعم.

ص:92


1- (1)- الكافي: ج 1 ص 180 ح 2.
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 373 ح 7.
3- (3) - غيبه النعماني: ص 130 ح 9.

قال: أمره أرفع من ذلك.

قال: قلت: إنّه رجل يوالى عليّا ولم يعرف من بعده من الأوصياء.

قال: ضالّ .

قلت: فأقر بالائمّه جميعا وجحد الاخر.

قال: هو كمن أقرّ بعيسى وجحد بمحمّد (صلّى اللّه عليه وآله) أو أقرّ بمحمّد (صلّى اللّه عليه. وآله وسلّم) وجحد بعيسى (عليه السّلام)، نعوذ باللّه من جحد حجّه من حججه(1).

*

ص:93


1- (1)- غيبه النعماني: ص 112 ح 4. منه البحار: ج 23 ص 97.

الإمامه في القرآن

باب (1) آل محمّد عليهم السّلام هم أهل الذكر

3071 -الكافي: عدّه من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن حماد، عن ربعيّ ، عن الفضيل، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه (تبارك وتعالى): (وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ ) (1).

قال: القرآن القرآن ونحن قومه(2) ونحن المسؤولون(3).

بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد مثله(4).

3072 الكافي: عدّه من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن.

ص:94


1- (1)- الزخرف 43:44.
2- (2) - أي قوم رسول الله (صلّى اللّه عليه وآله).
3- (3) الكافي: ج 1 ص 211 ح 5.
4- (4) - بصائر الدرجات: ص 57 ح 1.

الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن عاصم بن حميد، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه (عزّوجلّ ): (وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ ) فرسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) الذكر وأهل بيته (عليهم السّلام) المسؤولون وهم أهل الذكر(1).

3073 -الكافي: الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن محمد بن اورمه، عن عليّ بن حسان، عن عمّه عبدالرحمن بن كثير قال: قلت لابي عبداللّه (عليه السّلام): (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) (2).

قال: الذكر محمد (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) ونحن أهله المسؤولون.

قال: قلت: قوله: (وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ ) .

قال: إيانا عنى ونحن أهل الذكر ونحن المسؤولون(3).

بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن موسى، عن الحسن بن موسى الخشاب، عن علي بن حسان مثله إلى قوله: ونحن أهله ونحن المسؤولون(4).

3074 -بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن الحسن بن علي بن فضال، عن عمرو بن سعيد، عن مصدّق بن صدقه، عن عمّار الساباطي، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) أنّه سئل عن قول اللّه (عزّوّجلّ ):

ص:95


1- (1)- الكافي: ج 1 ص 211 ح 4.
2- (2) - النحل 16:43 والانبياء 21:7.
3- (3) - الكافي: ج 1 ص 210 ح 2.
4- (4) - بصائر الدرجات: ص 60 ح 11.

(فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) ؟

قال: هم آل محمد (عليهم السّلام)، ألا: وأنا منهم(1).

3075 بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسين ابن سعيد، عن صفوان، عن أبي عثمان، عن المعلّى بن خنيس، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه: (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) .

قال: هم آل محمّد (صلّى اللّه عليه وآله)، فذكرنا له حديث الكلبيّ أنّه قال: هي في أهل الكتاب.

قال: فلعنه وكذّبه(2).

3076 -بصائر الدرجات: حدثنا عبداللّه بن جعفر، عن محمد ابن عيسى، عن محمد بن سنان، عن إسماعيل بن جابر وعبدالكريم، عن عبدالحميد بن أبي الديلم، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه تعالى: (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) .

قال: كتاب اللّه الذكر، وأهله آل محمد الّذين أمر اللّه بسؤالهم، ولم يؤمروا بسؤال الجهّال، وسمّى اللّه القرآن ذكرا فقال: (وَ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) (3) و(4).

3077 -بصائر الدرجات: حدثنا عبداللّه بن جعفر، عن محمد ابن عيسى، عن النضر بن سويد، عن هارون، عن عبداللّه بن عطا،

ص:96


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 61 ح 18. منه البحار: ج 23 ص 180.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 61 ح 15. منه البحار: ج 23 ص 180.
3- (3) - النحل 16:44.
4- (4) - بصائر الدرجات: ص 61 ح 19. منه البحار: ج 23 ص 181.

عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: نحن اولوا الذكر واولوا العلم، وعندنا الحلال والحرام(1).

3078 -تفسير العياشي: عن حمزه بن محمد الطيار قال:

عرضت على أبي عبداللّه (عليه السّلام) كلاما لابي(2) فقال: اكتب فإنّه لا يسعكم فيما نزل بكم ممّا لاتعلمون إلاّ الكفّ عنه والتثبّت فيه وردّه إلى أئمّه الهدى حتّى يحملوكم فيه على القصد، ويجلوا عنكم فيه العمى قال اللّه: (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) (3).

تفسير العياشي: عن حمزه بن الطيار قال: عرضت على أبي عبداللّه (عليه السّلام) بعض خطب أبيه حتى انتهى الى موضع فقال:

كفّ فامسكت ثم قال لي: اكتب و - أملى عليّ -: انه لا يسعكم...، الحديث الاول4.

3079 -تأويل الآيات الظاهره: محمد بن العباس (رحمه اللّه)، روى عن محمد بن خالد البرقي، عن الحسين بن سيف، عن أبيه، عن ابني القاسم، عن عبداللّه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قوله قوله (عزّوّجلّ ): (وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ ) .

قال: قوله: (وَ لِقَوْمِكَ ) يعني عليّا أمير المؤمنين (عليه السّلام)، وسوف تسألون عن ولايته(4).

3080 -تأويل الآيات الظاهره: قال محمد بن العباس: حدثنا الحسين بن أحمد، عن محمّد بن عيسى، عن يوسف بن صفوان، عن

ص:97


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 531 ح 23. منه البحار: ج 23 ص 182.
2- (2) - هكذا وجدنا في المصدر والظاهر أنّ الصحيح هو: كلاما لأبي جعفر.
3- (3و4) - تفسير العياشي: ج 2 ص 260 ح 30 و 31. منه البحار: ج 23 ص 183.
4- (5) - تأويل الآيات الظاهره: ج 2 ص 562 ح 27. منه البحار: في 23 ص 187.

أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قلت له: قوله (عزّوجلّ ): (وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ ) من هم ؟

قال: نحن هم(1).

3081 -بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قول اللّه تعالى: (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) * من هم ؟

قال: نحن.

قال: قلت: علينا أن نسألكم ؟

قال: نعم.

قلت: عليكم أن تجيبونا؟

قال: ذلك إلينا(2).

3082 -بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن الحسين، عن صفوان، عن معلّى بن أبي عثمان، عن معلّى بن خنيس، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه (عزّوجلّ ): (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) .

قال: هم آل محمد، فعلى الناس أن يسألوهم، وليس عليهم أن يجيبوا، ذلك إليهم، إن شاؤا أجابوا، وإن شاؤا لم يجيبوا(3).

أقول: قوله (عليه السّلام): «وان شاؤا لم يجيبوا، يحتمل وجوها متعدده نشير الى بعضها فيما يلي:

ص:98


1- (1)- تأويل الآيات الظاهره: ج 2 ص 561 ح 26. منه البحار: ج 23 ص 187.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 59 ح 4. منه البحار: ج 23 ص 178.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 59 ح 7. منه البحار: ج 23 ص 178.

1- ان بعض الاسئله كانت فوق مستوى السائل وفهمه، والاجابه عليها - طبعا - سوف تكون فوق استيعاب السائل وتحمله، ولهذا فلا مناص من الامساك عن الجواب.

2- ان بعض الاسئله كانت محرجه سياسيا، نظرا للظروف الصعبه التي كان يعيشها آل رسول اللّه الطاهرون (عليهم السّلام) في حكومه الطغاه الفجره من الامويين والعباسيّين، ولهذا فهم كانوا يراعون قانون «التقيه» محافظه على حياه السائل أو المسؤول.

وقد تحدثنا عن التقيه في الجزء الثالث من هذه الموسوعه.

باب (2) آل محمد عليهم السّلام هم أهل العلم

3083 -الكافي: احمد بن مهران، عن محمد بن عليّ ، عن ابن محبوب، عن عبدالعزيز العبديّ ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه (عزّوجلّ ): (بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ) (1).

قال: هم الائمّه (عليهم السّلام)(2).

تأويل الآيات الظاهره: قال محمد بن العباس: حدثنا أحمد بن هوذه الباهلي، عن ابراهيم بن اسحاق، عن عبداللّه بن حماد، عن عبدالعزيز العبدي قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قول اللّه (عزّوّجلّ )... وذكر مثله وفيه: هم الائمه من آل محمد (صلوات اللّه

ص:99


1- (1)- العنكبوت 29:49.
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 214 ح 2.

عليهم أجمعين) باقيه دائمه في كلّ حين(1).

3084 الكافي: محمد بن يحيي، عن محمد بن الحسين، عن يزيد شعر، عن هارون بن حمزه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال:

سمعته يقول: (بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ) قال: هم(2) الائمه (عليهم السّلام) خاصّه(3).

بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن الحسين، عن يزيد مثله(4).

3085 بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن الحسين، عن يزيد بن سعد(5) عن هارون بن حمزه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال:

سمعته يقول: (بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ) قال: هم الائمّه خاصّه (وَ ما يَعْقِلُها إِلاَّ الْعالِمُونَ ) (6) فزعم أنّ من عرف الامام والآيات ممّن يعقل ذلك(7).

3086 -بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن صفوان، عن ابن مسكان، عن حجر، عن حمران، عن أبي جعفر (عليه السّلام)، وأبي عبداللّه البرقيّ ، عن أبي الجهم، عن أسباط، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه (تبارك وتعالى): (بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ )

ص:100


1- (1)- تأويل الآيات الظاهره: ج 1 ص 432 ح 14.
2- (2) - هي - بصائر الدرجات.
3- (3) - الكافي: ج 1 ص 214 ح 4.
4- (4) - بصائر الدرجات: صه 22 ح 5.
5- (5) - سعيد - البحار.
6- (6) - العنكبوت 29:43.
7- (7) - بصائر الدرجات: ص 227 ح 17. منه البحار: ج 23 ص 202.

قال: نحن(1).

3087 -تأويل الآيات الظاهره: قال محمد بن العباس: حدثنا أحمد بن القاسم الهمدانيّ ، عن أحمد بن محمد السياريّ ، عن محمد ابن خالد البرقيّ ، عن على بن أسباط قال: سأل رجل أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قول اللّه (عزّوجلّ ): (بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ) ؟

قال: نحن هم.

فقال الرّجل: جعلت فداك متى يقوم القائم (عليه السّلام)؟

قال: كلّنا قائم بأمر اللّه واحد بعد واحد حتّى يجيء صاحب السيف، فإذا جاء صاحب السيف جاء أمر غير هذا(2).

3088 -بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسين ابن سعيد، عن النضر بن سويد، عن يحيي الحلبيّ ، عن أيوب بن حرّ، عن حمران قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قول اللّه (عزّوجلّ ): (بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ) ؟

قلت: أنتم هم ؟

قال: من عسى أن يكون ؟(3).

3089 -بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسين ابن سعيد، عن النضر بن سويد، عن يحيي الحلبيّ ، عن أيّوب بن حرّ وعن غمران بن عليّ جميعا، عن أبي بصير قال: سألت أبا عبداللّه (عليه

ص:101


1- (1)- بصائر الدرجات: صه 22 ح 4. منه البحار: ج 23 ص 201.
2- (2) - تأويل الآيات الظاهره: ج 1 ص 432 ح 13. منه البحار: ج 23 ص 189.
3- (3) - بصائر الدرجات: صه 22 ح 6. منه البحار: ج 23 ص 201.

السّلام) عن هذه الآيه: (بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ) ؟ صدور فقال: واللّه ما قال في المصحف.

قلت: فأنتم هم ؟

قال: فمن عسى أن يكون ؟(1).

3090 -بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن موسى، عن الحسن ابن موسى الخشاب، عن عليّ بن حسان، عن عبدالرحمن بن كثير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه (عزّوجلّ ): (بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ) .

قال: إيانا عنى(2).

بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن الحسين، عن جعفر بن بشير والحسن بن علي بن فضّال، عن المثنى بن الحنّاط، عن الحسن الصيقل قال: قلت لابي عبداللّه (عليه السّلام)... وذكر مثله الا أن فيه: نحن وايانا عنى(3).

وحدثنا أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن عبد العزيز العبدي قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قول اللّه تعالى... وذكر مثله مع ذلك الاختلاف4.

3091 -مناقب آل أبي طالب: بريد بن معاويه العجليّ وأبو بصير وحمران وعبداللّه بن عجلان وعبدالرحيم القصير كلّهم، عن

ص:102


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 226 ح 9. منه البحار: ج 23 ص 202.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 226 ح 10.
3- (3و4) - بصائر الدرجات: ص 227 حه 1 و 16. منه البحار: ج 23 ص 200.

أبي جعفر (عليه السّلام)، وروى أسباط بن سالم والحسن بن زياد الصيقل وحمران بن أعين والمثنّى الحنّاط وعبدالرحمن بن كثير وهارون ابن حمزه الغنوي وعبدالعزيز العبدي وسدير الصيرفي كلّهم، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام)، وروى محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) قالوا في قوله تعالى: (بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ) : نحن هم وإيّانا عنى(1).

3092 -بصائر الدرجات: حدثنا عبّاد بن سليمان، عن أبيه سليمان(2)، عن سدير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قلت له:

قول اللّه (تبارك وتعالى): (بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ) ؟

قال: هم الائمّه.

وقوله تعالى: (قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ * أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ ) (3)؟

قال: الّذين اوتوا العلم: الائمّه، والنبأ: الإمامه مه(4).

3093 -بصائر الدرجات: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن محمد بن مسلم قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): بحسبكم أن تقولوا: يعلم علم الحلال والحرام وعلم القرآن وفصل ما بين الناس(5).

ص:103


1- (1)- مناقب آل أبي طالب: ج 4 ص 420. منه البحار: ج 23 ص 204.
2- (2) - عباد بن سليمان، عن محمد بن سليمان، عن أبيه - البحار.
3- (3) - ص 38:67 و 68.
4- (4) - بصائر الدرجات: ص 227 ح 1. منه البحار: ج 23 ص 203.
5- (5) - بصائر الدرجات: ص 215 ح 4. منه البحار: ج 23 ص 195.

أقول: لعلّ معنى الحديث: يكفيكم أن تعتقدوا في الإمام انه يعلم أحكام اللّه في الحلال والحرام، ويعلم تفسير القرآن وتنزيله وتأويله، ويعلم كيفيه فصل النزاع والخصومات بين الناس سواء في اصول الدين أو فروعه.

3094 -مناقب آل أبي طالب: بريد بن معاويه، عن الصادق (عليه السّلام) في قوله: (وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ ) (1).

قال: إيّانا عنى، وعليّ أوّلنا وأفضلنا وخيرنا بعد النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله)(2).

3095 بصائر الدرجات: حدثنا الهيثم النهدي، عن العباس بن عامر، قال: حدثنا عمرو بن مصعب، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سمعته يقول: إنّ من علم ما اوتينا: تفسير القران واحكامه وعلم تغيير الزمان(3) وحدثانه وإذا أراد اللّه بعبد خيرا أسمعهم، ولو أسمع من لم يسمع لولّى معرضا كأن لم يسمع.

ثم أمسك هنيئه ثمّ قال: لو وجدنا وعاء أو مستراحا لعلّمنا، واللّه المستعان(4).

3096 -تأويل الآيات الظاهره: قال محمد بن العبّاس (رحمه اللّه): حدثنا أحمد بن القاسم، عن أحمد بن محمد السيّاريّ ، عن محمد بن خالد البرقي، عن محمد بن سليمان، عن أبي بصير قال:

ص:104


1- (1)- الرعد 13:43.
2- (2) - مناقب آل أبي طالب: ج 4 ص 400. منه البحار: ج 23 ص 191.
3- (3) - تفسير القرآن وحكايه علم تغيير الزمان - البحار.
4- (4) - بصائر الدرجات: ص 214 ح 1. منه البحار: ج 23 ص 194.

قلت لابي عبداللّه (عليه السّلام): قوله تعالى: (هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ ) (1).

قال: إنّ الكتاب لا ينطق، ولكن محمّد وأهل بيته (عليهم السّلام) هم الناطقون بالكتاب(2).

أقول: جاء في بعض الأحاديث الشريفه أن القرآن هو كتاب اللّه الصامت، وان محمدا وآل محمّد هم كتاب اللّه الناطق، فهم الذين يفسّرون القرآن ويعرّفون الاحكام المذكوره فيه، فالقران - مثلا - يأمر بالصلاه، أمّا أحكام الصلاه واركانها واجزاؤها وسائر ما يتعلّق بها فالنبي وآله الطاهرون هم الذين يبينوها للناس، ويجب على الناس الاخذ منهم، لا من كل من ادّعى الزعامه الدينيه والسّس لنفسه مذهبا ودعى الناس الى نفسه، كما هو الحال بالنسبه الى المذاهب الاربعه وغيرها من المذاهب المبتدعه!.

3097 -الكافي: الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن أحمد بن عائذ، عن ابن اذينه، عن مالك الجهنيّ قال:

قلت لابي عبداللّه (عليه السّلام): قوله (عزّوّجلّ ): (وَ أُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَ مَنْ بَلَغَ ) (3).

قال: من بلغ أن يكون إماما من آل محمد فهو ينذر بالقرآن كما أنذر به رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)(4).

ص:105


1- (1)- الجاثيه 45:29.
2- (2) - تأويل الآيات الظاهره: ج 2 ص 577 ح 7. منه البحار: ج 23 ص 197.
3- (3) - الانعام 6:19.
4- (4) - الكافي: ج 1 ص 416 ح 21.

3098 - الكافي: عن أحمد (بن مهران)، عن عبدالعظيم، عن ابن اذينه، عن مالك الجهني قال: قلت لابي عبداللّه (عليه السّلام):

(وَ أُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَ مَنْ بَلَغَ ) .

قال: من بلغ أن يكون إماما من آل محمد ينذر بالقرآن كما ينذر به رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)(1).

باب (3) آل محمّد علهيم السّلام هم الراسخون في العلم

3099 -الكافي: عدّه من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن أيّوب بن الحرّ وعمران بن عليّ ، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: نحن الرّاسخون في العلم ونحن نعلم تأويله(2).

بصائرالدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد مثله(3) 3100 - الكافي: الحسين بن محمد، عن معلّى بن محمد، عن محمد بن اورمه، عن عليّ بن حسان، عن عبدالرحمن بن كثير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: الرّاسخون في العلم: أمير المؤمنين والأئمّه من بعده (عليهم السّلام)(4).

3101 -الكافي: الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن محمد بن اورمه، عن عليّ بن حسان، عن عبدالرحمن بن كثير، عن

ص:106


1- (1)- الكافي: ج 1 ص 424 ح 61.
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 213 ح 1.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 223 ح 5.
4- (4) - الكافي: ج 1 ص 213 ح 3.

أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ ) .

قال: أمير المؤمنين والائمّه (وَ أُخَرُ مُتَشابِهاتٌ ) .

قال: فلان وفلان (فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ ) أصحابهم وأهل ولايتهم (فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَهِ وَ ابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ وَ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَ الرّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) (1) أمير المؤمنين والائمّه (عليهم السّلام)(2).

مناقب آل أبي طالب: عبدالرحمن بن كثير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) مثله(3).

تفسير العياشي: عن عبدالرحمن بن كثير الهاشمي مثله الى قوله تعالى: (وَ ابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ ) (4).

3102 -تفسير القمي: حدثنا محمد بن أحمد بن ثابت قال:

حدثنا الحسن بن محمد بن سماعه، عن وهيب بن حفص، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سمعته يقول: إنّ القرآن زاجر وآمر يأمر بالجنه ويزجر عن النّار، وفيه محكم ومتشابه، فأمّا المحكم فيؤمن به ويعمل به (يدبر به)(5).

وأمّا المتشابه فيؤمن به ولا يعمل به، وهو قول اللّه: (فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَهِ وَ ابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ وَ ما)

ص:107


1- (1)- آل عمران 3:7.
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 414 ح 14.
3- (3) - مناقب آل أبي طالب: ج 4 ص 421.
4- (4) - تفسير العياشي: ج 1 ص 162 ح 2. وفيه فلان وفلان وفلان.
5- (5) - ويدين به - البحار.

(يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَ الرّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا) وآل محمّد (صلّى اللّه عليه وآله) الراسخون في العلم(1).

تفسير العياشي: عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) يقول: ان القرآن محكم ومتشابه فأمّا المحكم... وذكر نحوه(2).

باب (4) آل محمّد عليهم السّلام: آيات اللّه وبيناته وكتابه

3103 -الكافي: الحسين بن محمد، عن معلّى بن محمد، عن أحمد بن محمد بن عبداللّه، عن أحمد بن هلال، عن اميّه بن عليّ ، عن داود الرقيّ قال: سالت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قول اللّه (تبارك وتعالى): (وَ ما تُغْنِي الْآياتُ وَ النُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ ) (3)؟

قال: الآيات هم الائمّه والنذر هم الأنبياء(4).

تفسير القمي: أخبرنا الحسين بن محمد، عن المعلّى بن محمد مثله الا أن فيه: الآيات الائمّه والنذر الانبياء(5).

3104 الكافي: محمد بن يحيى، عن سلمه بن الخطاب، عن الحسين بن عبدالرحمن، عن عليّ بن أبي حمزه، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه (عزّوجلّ ): (وَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَهً ضَنْكاً) ؟

ص:108


1- (1)- تفسير القمي: ج 2 ص 451. منه البحار: ج 23 ص 191.
2- (2) - تفسير العياشي: ج 1 ص 162 ح 4. منه البحار: ج 92 ص 362.
3- (3) - يونس 10:101.
4- (4) - الكافي: ج 1 ص 207 ح 1.
5- (5) - تفسير القمي: ج 1 ص 320.

قال: يعني به ولايه أمير المؤمنين (عليه السّلام).

قلت: (وَ نَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَهِ أَعْمى ) 1؟

قال: يعني أعمى البصر في الآخره أعمى القلب في الدنيا عن ولايه أمير المؤمنين.

قال: وهو متحير في القيامه يقول: (لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمى وَ قَدْ كُنْتُ بَصِيراً * قالَ كَذلِكَ أَتَتْكَ آياتُنا) قال: الآيات: الائمّه (عليهم السّلام) (فَنَسِيتَها وَ كَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسى ) 2 يعني تركتها وكذلك اليوم تترك في النار كما تركت الائمّه (عليهم السّلام)، فلم تطع أمرهم ولم تسمع قولهم.

قلت: (وَ كَذلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَ لَمْ يُؤْمِنْ بِآياتِ رَبِّهِ وَ لَعَذابُ الْآخِرَهِ أَشَدُّ وَ أَبْقى ) 3؟

قال: يعني من أشرك بولايه أمير المؤمنين (عليه السّلام) غيره ولم يؤمن بآيات ربّه وترك الائمّه معانده فلم يتّبع آثارهم ولم يتولّهم.

قلت: (اللّهُ لَطِيفٌ بِعِبادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ ) (1)؟

قال: ولايه أمير المؤمنين (عليه السّلام).

قلت: (مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَهِ ) ؟

قال: معرفه أمير المؤمنين (عليه السّلام) والائمّه (نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ ) قال: نزيده منها، قال: يستوفي نصيبه من دولتهم (وَ مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَ ما لَهُ فِي الْآخِرَهِ مِنْ نَصِيبٍ ) 5؟ قال: ليس

ص:109


1- (4و5) - الشورى 42:19 و 20.

له في دوله الحقّ مع القائم نصيب(1).

أقول: الظاهر أن ما ذكره الامام الصادق (عليه السّلام) في معنى تلك الآيات انما هو على التأويل، ولا منافاه بينه وبين تفسيره الظاهري، لأنّ للقرآن ظاهرا وباطنا.

باب (5) آل محمّد علهم السّلام ورثه الكتاب

3105 -الكافي: الحسين (بن محمد)، عن معلّى، عن الوشاء، عن عبدالكريم، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سالته عن قوله تعالى: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا) (2)؟

فقال: أيّ شيء تقولون أنتم ؟

قلت: نقول: إنّها في الفاطميين ؟

قال: ليس حيث تذهب ليس يدخل في هذا من أشار بسيفه ودعا الناس إلى خلاف.

فقلت: فأيّ شيء الظالم لنفسه ؟

قال: الجالس في بيته لا يعرف حق الامام.

والمقتصد: العارف بحقّ الامام، والسابق بالخيرات: الامام(3).

3106 -الاحتجاج: عن أبي بصير قال: سألت أبا عبداللّه (عليه

ص:110


1- (1)- الكافي: ج 1 ص 435 ح 92.
2- (2) - فاطر 35:32.
3- (3) - الكافي: ج 1 ص 214 ح 2.

السّلام) عن هذه الآيه: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا) ؟

قال: أي شيء تقول ؟

قلت: أقول: إنّها خاصه لولد فاطمه.

فقال (عليه السّلام): أمّا من سلّ سيفه ودعا النّاس إلى نفسه إلى الضّلال - من ولد فاطمه وغيرهم - فليس بداخل في [هذه] الآيه.

قلت: من يدخل فيها؟

قال: الظالم لنفسه: الّذي لا يدعو الناس إلى ضلال ولا هدى، والمقتصد منّا أهل البيت هو العارف حقّ الإمام، والسابق بالخيرات هو الامام(1).

3107 -بصائر الدرجات: حدثنا احمد بن موسى، عن الحسن ابن موسى الخشّاب، عن عليّ بن حسان، عن عبدالرحمن بن كثير، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) في قوله: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ ) الآيه.

قال: إيانا عنى «السابق بالخيرات» الامام(2).

3108 -بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن الحسن بن علي بن فضال، عن عمرو بن سعيد، عن مصدّق بن صدقه، عن عمّار الساباطي، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام): (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا) .

قال: هم آل محمد (صلّى اللّه عليه وآله) «والسابق بالخيرات» هو الامام(3).

ص:111


1- (1)- الاحتجاج: صه 37. منه البحار: ج 46 ص 180.
2- (2) - بصائر الدرجات: صه 6 ح 7. منه البحار: ج 23 ص 216.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 66 ح 12. منه البحار: ج 23 ص 217.

3109 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسين ابن سعيد، عن حمّاد بن عيسى، عن منصور، عن عبدالمؤمن الأنصاريّ ، عن سالم الاشلّ وكان إذا قدم المدينه لا يرجع حتّى يلقى ابا جعفر (عليه السّلام) قال: فخرج إلى الكوفه، قلنا: يا سالم ما جئت به ؟

قال: جئتكم بخير الدّنيا والآخره، سالت أباعبداللّه (عليه السّلام) عن قول اللّه: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا) الآيه ؟

قال: «السابق بالخيرات» هو الامام(1).

3110 تفسير العياشي: عن أبي عمرو الزبيريّ ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قلت له: ما الحجّه في كتاب اللّه أنّ آل محمّد هم أهل بيته ؟

قال: قول اللّه (تبارك وتعالى): (إِنَّ اللّهَ اصْطَفى آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ ) وآل محمّد هكذا نزلت (عَلَى الْعالَمِينَ * ذُرِّيَّهً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) (2) ولا يكون الذريّه من القوم إلا نسلهم من أصلابهم(3).

أقول: قوله (عليه السّلام): «وآل محمد...» يحمل على التأويل، لأن من الثابت الذي لا شك فيه عدم تحريف القرآن وسلامته من الزياده والنقصان.

ولا شك أن آل محمّد هم أفضل من آل ابراهيم وآل عمران فهم

ص:112


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 66 ح 15. منه البحار: ج 23 ص 217.
2- (2) - آل عمران 3:33 و 34.
3- (3) - تفسير العياشي: ج 1 ص 169 ح 35. منه البحار: ج 23 ص 227.

الذين إصطفاهم اللّه واختارهم على العالمين.

3111 -بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن منصور بزرج، عن سليمان بن خالد قال: سالت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قول اللّه (تبارك وتعالى): (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللّهِ ) ؟

قال: [السابق بالخيرات] الامام(1).

بصائر الدرجات: وحدثنا محمد بن الحسن، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر [البزنطيّ ]، عن عبدالكريم، عن سليمان بن خالد، عنه (عليه السّلام) مثله2.

3112 بصائر الدرجات: وحدثنا عبداللّه بن عامر، عن الربيع ابن أبي الخطاب، عن جعفر بن بشير، عن سليمان بن خالد قال:

سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قول اللّه (عزّوجلّ ): (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا...) ؟

قال: السابق بالخيرات هو الامام(2).

3113 أمالي الطوسي: أبو محمد الفحام قال: حدثني محمد ابن عيسى بن هارون قال: حدثني أبو عبدالصمد ابراهيم، عن أبيه، عن جدّه وهو ابراهيم بن عبدالصمد بن محمد بن ابراهيم قال:

سمعت جعفر بن محمّد (عليه السّلام) يقرأ (إِنَّ اللّهَ اصْطَفى آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ ) وآل محمد (عَلَى الْعالَمِينَ ) .

ص:113


1- (1و2) - بصائر الدرجات: ص 65 ح 5 و 6. منه البحار: ج 23 ص 216.
2- (3) - بصائر الدرجات: ص 66 ح 14. منه البحار: ج 23 ص 216.

قال: هكذا انزلت(1).

3114 -مناقب آل ابي طالب: الصادق (عليه السّلام) في قوله تعالى: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا) : نزلت في حقّنا وحقّ ذريّاتنا خاصّه.

3115 -وفي روايه عنه وعن أبيه (عليهما السّلام) هي لنا خاصّه وإيّانا عنى(2).

3116 -أمالي الطوسي: أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد قال: حدثني أبي ومحمد بن الحسن، عن سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن أبي عمير، عن كليب بن معاويه الصيّداويّ قال:

قال أبو عبداللّه جعفر بن محمد (عليه السّلام): ما يمنعكم إذا كلّمكم النّاس أن تقولوا لهم: ذهبنا من حيث ذهب اللّه، واخترنا من حيث اختار اللّه ؟! إنّ اللّه سبحانه اختار محمّدا واختار لنا آل محمد فنحن متمسّكون بالخيره من اللّه (عزّوجلّ )(3).

3117 -شرح الاخبار: حماد بن عيسى، باسناده، عن أبي عبداللّه جعفر بن محمد (عليه السّلام) أنه سئل عن قول اللّه (عزّوجلّ ): (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ ) (4)؟

ص:114


1- (1)- أمالي الطوسي: ص 300 ح 592. منه البحار: ج 23 ص 222.
2- (2) - مناقب آل أبي طالب: ج 4 ص 130. منه البحار: ج 23 ص 222.
3- (3) - أمالي الطوسي: ص 226 ح 397. منه البحار: ج 27 ص 326.
4- (4) - فاطر 35:32.

قال: فينا أنزلت، أورث اللّه (عزّوجلّ ) الكتاب الائمه منا.

وقوله (فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ ) يعني منهم من لا يعرف امام زمانه ولا يأتم به فهو ظالم لنفسه بذلك.

وقوله: (وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ) يعني من هو منهم في النسب ممن عرف إمام زمانه وائتم به واتبعه فاقتصد سبيل ربّه بذلك والسابق بالخيرات هو الامام منا(1).

باب (6) مودّه آل محمّد عليهم السّلام أجر الرّساله

3118 -الكافي: محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عليّ بن الحكم، عن إسماعيل بن عبدالخالق قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول لأبي جعفر الأحول وأنا أسمع: أتيت البصره ؟

فقال: نعم.

قال: كيف رأيت مسارعه النّاس إلى هذا الامر ودخولهم فيه ؟

قال: واللّه إنّهم لقليل ولقد فعلوا وإنّ ذلك لقليل.

فقال: عليك بالاحداث فانّهم أسرع إلى كلّ خير.

ثمّ قال: ما يقول أهل البصره في هذه الايه: (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّهَ فِي الْقُرْبى ) (2).

ص:115


1- (1)- شرح الاخبار: ج 2 ص 505 ح 892.
2- (2) - الشورى 42:23.

قلت: جعلت فداك إنّهم يقولون إنّها لاقارب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله).

فقال: كذبوا إنّما نزلت فينا خاصه في أهل البيت في عليّ وفاطمه والحسن والحسين أصحاب الكساء (عليهم السّلام)(1).

قرب الاسناد: محمد بن خالد الطيالسي، عن اسماعيل بن عبدالخالق قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام) للاحول: أتيت البصره ؟... وذكر نحوه(2).

3119 -قرب الاسناد: هارون بن مسلم، عن مسعده بن صدقه قال: حدثني جعفر، عن آبائه (عليهم السّلام) أنّه لمّا نزلت هذه الآيه على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّهَ فِي الْقُرْبى ) قام رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) فقال: أيها النّاس إنّ اللّه (تبارك وتعالى) قد فرض لي عليكم فرضا، فهل أنتم مؤدوه ؟

قال: فلم يجبه أحد منهم، فانصرف، فلمّا كان من الغد قام فيهم فقال مثل ذلك، ثمّ قام فيهم فقال مثل ذلك في اليوم الثالث، فلم يتكلّم أحد، فقال: أيّها الناس إنّه ليس من ذهب ولا فضّه ولا مطعم ولا مشرب.

قالوا: فألقه إذا!! قال: إنّ اللّه (تبارك وتعالى) أنزل عليّ : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّهَ فِي الْقُرْبى ) .

ص:116


1- (1)- الكافي: ج 8 ص 93 ح 66.
2- (2) - قرب الاسناد: ص 60.

فقالوا: أمّا هذه فنعم.

فقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): فواللّه ما وفى بها إلّا سبعه نفر:

سلمان وأبو ذرّ وعمّار والمقداد بن الاسود الكنديّ وجابر بن عبداللّه الأنصاريّ ومولى لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) يقال له: الثبيت، وزيد بن أرقم(1).

الاختصاص: حدثني جعفر بن محمد بن عبداللّه بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن هارون بن مسلم، عن أبي الحسن الليثى، عن جعفر بن محمد، عن آبائه (عليهم السّلام) انه قال: لما نزلت...

وذكر نحوه(2).

3120 -المحاسن: البرقي، عن أبيه، عمّن حدّثه، عن إسحاق بن عمّار، عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: إنّ الرجل [ربّما] يحبّ الرجل ويبغض ولده فأبى اللّه (عزّوجلّ ) إلاّ أن يجعل حبّنا مفترضا، أخذه من أخذه، وتركه من تركه واجبا، فقال: (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّهَ فِي الْقُرْبى ) (3).

3121 -المحاسن: البرقي، عن الهيثم بن عبداللّه النهدي، عن العبّاس بن عامر القصير، عن حجّاج الخشّاب قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول لابي جعفر الاحول: ما يقول من عندكم في قول اللّه (تبارك وتعالى): (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّهَ فِي الْقُرْبى ) ؟

ص:117


1- (1)- قرب الاسناد: ص 38.
2- (2) - الاختصاص: ص 63. منهما البحار: ج 23 ص 237.
3- (3) - المحاسن: ص 144 ح 45. منه البحار: ج 23 ص 239.

فقال: كان الحسن البصري يقول: في أقربائي من العرب.

فقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): لكنّى أقول لقريش الّذين عندنا: هي لنا خاصّه، فيقولون: هي لنا ولكم عامّه، فأقول: خبّروني عن النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) إذا نزلت به شديده من خصّ بها؟!! أليس إيانا خصّ بها حين أراد أن يلاعن أهل نجران ؟! أخذ بيد عليّ وفاطمه والحسن والحسين. ويوم بدر قال لعليّ وحمزه وعبيده بن الحارث(1) قال: فأبوا «يقرّون» لي، أفلكم الحلو ولنا المرّ؟!!(2).

البحار - بيان: قوله (عليه السّلام): «الّذين عندنا»، أي نحن نقول لقريش: المراد بالقربى الجماعه الّذين عندنا، أي أهل البيت (عليهم السّلام) خاصّه، «فيقولون» أي قريش. قوله: «فأبوا يقرّون لي»، أي بعد إتمام الحجّه عليهم في ذلك بما ذكرنا أبوا عن قبوله. وفي بعض النسخ: فأتوا بقرون لهم، أي أتوا جمعا من المشركين، وأتوا برؤوسهم، أو القرون كنايه عن شجعانهم ورؤسائهم.

3122 -تفسير فرات الكوفي: (قرات) قال: حدثنا جعفر بن محمد الفزاريّ قال: حدثنا عبّاد بن (عن) عبداللّه بن حكيم قال:

كنت عند جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) فسأله رجل عن قول اللّه:

(قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّهَ فِي الْقُرْبى ) ؟

قال: انّا نزعم [أنّها] قرابه ما بيننا وبينه، وتزعم قريش أنها قرابه ما بينه وبينهم، وكيف يكون هذا وقد أنبأ اللّه أنّه معصوم ؟!!(3).

ص:118


1- (1)- أي: قدّمهم للحرب في بدايه المعركه.
2- (2) - المحاسن: ص 144 ح 47. منه البحار: ج 23 ص 240.
3- (3) - تفسير فرات الكوفي: ص 391 ح 522. منه البحار: ج 23 ص 241.

3123 مناقب آل أبي طالب: كتاب ابن عقده - قال الصادق (عليه السّلام) للحصين بن عبدالرحمن: يا حصين لاتستصغر مودّتنا فانّها من الباقيات الصالحات.

قال: يابن رسول اللّه ما أستصغرها ولكن: أحمد اللّه عليها(1).

باب (7) تأويل قوله تعالى: (وَ إِذَا الْمَوْؤُدَهُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ )

3124 -تأويل الآيات الظاهره: قال محمد بن العبّاس: حدثنا علي بن عبداللّه، عن إبراهيم بن محمد، عن إسماعيل بن يسار، عن عليّ بن جعفر الحضرميّ ، عن جابر الجعفى قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قول اللّه (عزّوجلّ ): (وَ إِذَا الْمَوْؤُدَهُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ) (2)؟

قال: من قتل في مودّتنا سئل قاتله عن قتله(3).

3125 -تفسير فرات الكوفى: (فرات) قال: حدثني جعفر بن محمد الفزاري معنعنا عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه (عزّ ذكره): (وَ إِذَا الْمَوْؤُدَهُ سُئِلَتْ ) يعني مودّتنا [أهل البيت] (بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ) .

قال: ذلك حقّنا الواجب على الناس، الواجب الواجب على الخلق

ص:119


1- (1)- مناقب آل أبي طالب: ج 4 ص 215. منه البحار: ج 23 ص 250.
2- (2) - التكوير 81:8 و 9.
3- (3) - تأويل الآيات الظاهره: ج 2 ص 766 ح 7. منه البحار: ج 23 ص 254.

قتلوا مودّتنا(1).

باب (8) تأويل الوالدين والارحام بهم عليهم السّلام

3126 -تأويل الآيات الظاهره: قال محمد بن العباس: حدثنا الحسين بن عامر، عن محمد بن الحسين، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن حمّاد بن عثمان، عن عبدالرحيم بن روح القصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) (قال:) أنّه سئل عن قوله تعالى: (وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللّهِ ) (2)؟

قال: نزلت في ولد الحسين (عليه السّلام) قال: قلت: جلت فداك نزلت في الفرائض ؟

قال: لا.

قلت: ففي المواريث ؟

قال: لا، ثمّ قال: نزلت في الإمره(3).

أقول: هذا على التأويل كما لا يخفى.

3127 -معاني الاخبار: حدثنا علي بن أحمد بن عبداللّه بن أحمد بن أبي عبداللّه البرقي قال: حدثني أبي، عن جدّه أحمد بن أبي عبداللّه، عن أبيه محمد بن خالد، عن يونس بن عبدالرحمن، عن عمرو بن جميع قال: كنت عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) مع نفر من

ص:120


1- (1)- تفسير فرات الكوفي: ص 542 ح 696. منه البحار: ج 23 ص 256.
2- (2) - الانفال 8:75. وا لأحزاب 33:6.
3- (3) - تأويل الآيات الظاهره: ج 2 ص 447 ح 4. منه البحار: ج 23 ص 257.

أصحابه فسمعته وهو يقول: إنّ رحم الائمّه (عليهم السّلام) من آل محمّد (صلّى اللّه عليه وآله) لتتعلّق بالعرش يوم القيامه وتتعلّق بها أرحام المؤمنين تقول: يا ربّ صل من وصلنا، واقطع من قطعنا.

قال: فيقول اللّه (تبارك وتعالى): أنا الرّحمن وأنت الرحم، شققت اسمك من اسمي فمن وصلك وصلته ومن قطعك قطعته، ولذلك قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): الرحم شجنه(1) من اللّه (عزّوّجلّ )(2) 3128 - تفسير العياشي: عن العلاء بن الفضيل، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سمعته يقول: الرحم معلّقه بالعرش تقول: «اللهم صل من وصلني، واقطع من قطعني، وهي رحم ال محمد ورحم كلّ مؤمن»، وهو قول اللّه: (وَ الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ ) (3) و(4).

3129 -تفسير العياشي: عن عمر بن مرم قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قول اللّه: (وَ الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ ) ؟

قال: من ذلك صله الرحم، وغايه تأويلها صلتك إيّانا(5).

3130 -شرح الاخبار: سليمان الديلمى، عن أبي عبداللّه جعفر ابن محمد (عليه السّلام) انه قال: في قول اللّه تعالى: (وَ يَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ) (6).

ص:121


1- (1)- الشجنه مثلّثه: عروق الشجر الملتفّه والشعبه من كل شيء يقال: بينهما شجنه رحم، أي شعبه رحم، كأنها حبل من حبال صلته. (اقرب الموارد).
2- (2) - معاني الاخبار: ص 302 ح 1. منه البحار: ج 23 ص 265.
3- (3) - الرعد 13:21.
4- (4) - تفسير العياشي: ج 2 ص 208 ح 27. منه البحار: ج 23 ص 268.
5- (5) - تفسير العياشي: ج 2 ص 208 ح 30. منه البحار: ج 23 ص 268.
6- (6) - البقره 2:27.

قال: قطعوا ولايتنا وتركوا القول بها، ونهوا عنها واتبعوا ولايه الطواغيت واستمسكوا بها وصدّوا الناس عنها ومنعوهم من اتباعنا فذلك سعيهم بالفساد في الارض(1).

3131 -تفسير فرات الكوفي: فرات قال: حدثني جعفر بن محمد بن سعيد الاحمسي معنعنا عن جعفر الصادق (عليه السّلام) في قوله تعالى: (وَ اعْبُدُوا اللّهَ وَ لا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَ بِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً) (2).

قال: إنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) وعليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) هما الوالدان (وَ بِذِي الْقُرْبى ) قال: الحسن والحسين (عليهما السّلام)(3).

باب (9) الأمانه في القرآن: الولايه

3132 -الكافي: محمد بن يحيي، عن محمد بن الحسين، عن الحكم بن مسكين، عن إسحاق بن عمار، عن رجل، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه (عزّوجلّ ): (إِنّا عَرَضْنَا الْأَمانَهَ عَلَى السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَ أَشْفَقْنَ مِنْها وَ حَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً) (4).

ص:122


1- (1)- شرح الأخبار: ج 1 ص 244 ح 266.
2- (2) - النساء 4:36.
3- (3) - تفسير فرات الكوفي: ص 104 ح 94. منه البحار: ج 23 ص 269.
4- (4) - الاحزاب 33:72.

قال: هي ولايه أمير المؤمنين (عليه السّلام)(1).

بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن الحسين، عن الحكم بن مسكين مثله إلاّ أن فيه: هي ولايه علي بن أبي طالب (عليه السّلام)(2).

تأويل الآيات الظاهره: روى محمد بن العباس، عن الحسين بن عامر، عن محمد بن الحسين، عن الحكم بن مسكن، عن اسحاق بن عمار، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) مثله إلاّ أن فيه: يعني بها ولايه علي بن أبي طالب (عليه السّلام)(3).

البحار - بيان: يمكن أن يكون مبنيّا على أنّ المراد بالأمانه مطلق التكاليف، وإنّما خصّ الولايه بالذّكر لانّها عمدتها، ويكن أن يقرأ الولايه بالكسر بمعنى الاماره والخلافه، فيكون حملها ادّعاؤها بغير حقّ كما مرّ.

3133 -معاني الاخبار: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا عبداللّه بن جعفر الحميريّ ، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن مروان بن مسلم، عن أبي بصير قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قول اللّه (عزّوجلّ ): (إِنّا عَرَضْنَا الْأَمانَهَ عَلَى السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَ أَشْفَقْنَ مِنْها وَ حَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً) ؟

قال: الامانه: الولايه، والانسان: أبو الشرور المنا فق(4).

ص:123


1- (1)- الكافي: ج 1 ص 413 ح 2.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 96 ح 2.
3- (3) - تأويل الآيات الظاهره: ج 2 ص 470 ح 40.
4- (4) - معاني الاخبار: ص 110 ح 2. منه البحار: ج 23 ص 279.

3134 -بصائر الدرجات: أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي ابن فضّال، عن المفضل بن صالح، عن محمد الحلبيّ ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ اللّه (عزّوجل) عرض ولايتنا على أهل الأمصار فلم يقبلها إلاّ أهل الكوفه(1).

3135 -بصائر الدرجات: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن ابن سنان، عن عتيبه بياع القصب، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: إنّ ولايتنا عرضت على السّماوات والارض والجبال والأمصار ما قبلها قبول أهل الكوفه(2).

أقول: لعل المراد ان اهل الكوفه كانوا اشدّ تمسكا بولايتنا من غيرهم من أهل البلاد والأمصار.

3136 -بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن ابن سنان، عن إسحاق بن عمار، عن ابن أبي يعفور، عن معلّى بن خنيس قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قول اللّه: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها) (3)؟

قال: أمر اللّه الإمام الاوّل أن يدفع إلى الإمام بعده كلّ شيء عنده(4).

3137 -بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن عبدالحميد، عن منصور بن يونس، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه

ص:124


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 96 ح 1. منه البحار: ج 23 ص 281.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 97 ح 4. منه البحار: ج 23 ص 281.
3- (3) - النساء 4:58.
4- (4) - بصائر الدرجات: ص 496 ح 6. منه البحار: ج 23 ص 276.

السّلام) يقول: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها) قال:

هو واللّه أداء الامانه إلى الإمام، والوصيّه(1).

3138 -بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن ابن فضّال، عن أبي جميله، عن محمد الحلبي، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: الإمام يعرف بثلاث خصال: إنّه أولى الناس بالّذي كان قبله، وعنده سلاح رسول اللّه(2)، وعنده الوصيه وهو الّذي قال اللّه تعالى: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها) وقال: السلاح(3)فينا بمنزله التابوت في بني إسرائيل يدور الملك حيث دار السّلاح، كما كان يدور حيث دار التابوت(4).

تفسير العياشي: عن زراره وحمران ومحمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السّلام) وأبي عبداللّه (عليه السّلام) مثله(5).

3139 -تفسير العياشي: في روايه ابن أبي يعفور، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها وَ إِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ) قال: أمر اللّه الإمام أن يدفع ما عنده إلى الإمام الّذي بعده، وأمر اللّه الائمّه أن يحكموا بالعدل، وأمر الناس أن يطيعوهم(6).

3140 -غيبه النعماني: أخبرني أبو العباس أحمد بن محمد بن

ص:125


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 496 ح 7. منه البحار: ج 23 ص 276.
2- (2) - سلاح النبي - تفسير العياشي.
3- (3) - ان السلاح - تفسير العياشي.
4- (4) - بصائر الدرجات: ص 200 ح 22.
5- (5) - تفسير العياشي: ج 1 ص 249 ح 163. منهما البحار: ج 23 ص 277.
6- (6) - تفسير العياشي: ج 1 ص 249 ح 167. منه البحار: ج 23 ص 278.

سعيد قال: حدثني أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي من كتابه قال:

حدثنا اسماعيل بن مهران قال: حدثنا الحسن بن علي بن أبي حمزه البطائني، عن أبيه ووهيب بن حفص جميعا، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه (عزّوجلّ ): (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها وَ إِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمّا يَعِظُكُمْ بِهِ ) .

قال: هي الوصيه، يدفعها الرجل منا إلى الرجل(1).

باب (10) آل محمّد عليهم السّلام هم اولوا الأمر

3141 -الكافي: عده من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عليّ بن الحكم، عن الحسين بن أبي العلاء قال: ذكرت لأبى عبداللّه (عليه السّلام) قولنا في الأوصياء أن طاعتهم مفترضه.

قال: فقال: نعم هم الذين قال اللّه تعالى: (أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) (2) وهم الذين قال اللّه (عزّوجلّ ): (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا) (3) و(4).

ص:126


1- (1)- غيبه النعماني: ص 51 ح 2. منه البحار: ج 23 ص 278.
2- (2) - النساء 4:59.
3- (3) - المائده 5:55، وروى طوائف كبيره من علماء السنه نزول هذه الآيه الشريفه في حق الإمام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السّلام)، ويمكن الاطلاع على المصادر في أجزاء كتاب الغدير - للعلامه الأميني - وملحقات كتاب احقاق الحق - للقاضي نور اللّه التستري وغيرهما -.
4- (4) - الكافي: ج 1 ص 187 ح 7.

الكافي: محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد البرقي، عن القاسم بن محمد الجوهري، عن الحسين ابن أبي العلاء قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام): الأوصياء طاعتهم مفترضه ؟ قال: نعم... وذكر مثله(1).

الاختصاص: احمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد البرقي مثله(2).

3142 -الكافي: عده من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عليّ بن الحكم، عن عليّ بن أبي حمزه، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سألته عن الائمه هل يجرون في الامر والطاعه مجرى واحد؟

قال: نعم(3).

3143 -الكافي: الحسين بن محمد الأشعري، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن عليّ الوشاء، عن أبان بن عثمان، عن أبي الصباح قال: أشهد أني سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: أشهد أن عليا إمام فرض اللّه طاعته وأنّ الحسن إمام فرض اللّه طاعته وأن الحسين إمام فرض اللّه طاعته وأنّ عليّ بن الحسين إمام فرض اللّه طاعته وأنّ محمد بن عليّ إمام فرض اللّه طاعته(4).

3144 -الكافي: بهذا الإسناد، عن معلّى بن محمد، عن الحسين

ص:127


1- (1)- الكافي: ج 1 ص 189 ح 16.
2- (2) - الاختصاص: ص 277.
3- (3) - الكافي: ج 1 ص 187 ح 9.
4- (4) - الكافي: ج 1 ص 186 ح 2.

ابن عليّ قال: حدثنا حمّاد بن عثمان، عن بشير العطار قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: نحن قوم فرض اللّه طاعتنا وأنم تأتمون بمن لا يعذر الناس بجهالته(1).

3145 -الكافي: يحيي الحلبيّ ، عن بشير الكناسيّ قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: وصلتم وقطع الناس، وأحببتم وأبغض النّاس، وعرفتم وأنكر الناس، وهو الحق.

إنّ اللّه اتّخذ محمدا (صلّى اللّه عليه وآله) عبدا قبل أن يتّخذه نبيا، وإنّ عليّا (عليه السّلام) كان عبدا ناصحا للّه (عزّوجلّ ) فنصحه(2)، وأحبّ اللّه (عزّوجلّ ) فأحبّه.

إنّ حقنا في كتاب اللّه بيّن، لنا صفو الاموال ولنا الأنفال وإنّا قوم فرض اللّه (عزّوجلّ ) طاعتنا، وإنكم تأتمون بمن لا يعذر النّاس بجهالته.

وقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): «من مات وليس له إمام مات ميته جاهليه».

عليكم بالطاعه فقد رأيتم أصحاب عليّ (عليه السّلام).

ثم قال: إنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) قال في مرضه الّذي توفّي فيه: «ادعوا لي خليلي» فارسلتا إلى أبويهما فلمّا جاءا أعرض بوجهه، ثمّ قال: ادعوا لي خليلي فقالا: قد رآنا لو أرادنا لكلّمنا، فأرسلتا إلى عليّ (عليه السّلام) فلمّا جاء أكبّ عليه يحدّثه ويحدّثه حتّى إذا فرغ لقياه فقالا: ما. حدثك ؟

ص:128


1- (1)- الكافي: ج 1 ص 186 ح 3.
2- (2) - النصيحه للّه: الاعتقاد في وحدانيته، وإخلاص النيه، وعبادته ونصره الحق فيه.

فقال: حدّثني بألف باب من العلم يفتح كلّ باب إلى ألف باب(1) و(2) 3146 - الكافي: عدّه من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن أبي خالد القمّاط، عن أبي الحسن العطّار قال:

سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: أشرك بين الاوصياء والرسل في الطاعه(3).

3147 -عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغدادي قال: حدثني الحسين بن احمد ابن الفضل امام جامع اهواز قال: حدثنا بكر بن أحمد بن محمد بن ابراهيم القصري قال: حدثنا الحسن بن علي (عن أبيه) عن محمد بن علي بن موسى، عن علي بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر بن محمد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي (عليهم السّلام) قال: أوصى النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) إلى عليّ والحسن والحسين (عليهم السّلام)، ثمّ قال في قول اللّه: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) قال: الائمّه من ولد عليّ وفاطمه إلى أن تقوم الساعه(4).

3148 -تفسير العياشي: عن داود بن فرقد قال: قلت لابي عبداللّه (عليه السّلام): قول اللّه: (قُلِ اللّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ )

ص:129


1- (1)- أي ألف نوع أو ألف قاعده من القواعد الكليه التي تستنبط من كل قاعده منها ألف قاعده اخرى والاول أظهر. (مرآه العقول).
2- (2) - الكافي: ج 8 ص 146 ح 123.
3- (3) - الكافي: ج 1 ص 186 ح 5.
4- (4) - عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 131 ح 14. منه البحار: ج 23 ص 286.

(مَنْ تَشاءُ وَ تَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ ) (1) فقد آتى اللّه بني اميّه الملك.

فقال: ليس حيث يذهب الناس إليه، إنّ اللّه آتانا الملك وأخذه بنو اميه، بمنزله الرجل يكون له الثوب ويأخذه الآخر، فليس هو للّذي أخذه(2).

3149 -تفسير العياشي: عن عمران الحلبي قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: إنّكم أخذتم هذا الامر من جذوه، يعني من أصله، عن قول اللّه: (أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) ومن قول رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): «ما أن تمسّكتم به لن تضلّوا» لا من قول فلان، ولا من قول فلان(3).

3150 -تفسير العياشي: عن حكيم قال: قلت لابي عبداللّه (عليه السّلام): جعلت فداك أخبرني من اولوا الأمر الذين أمر اللّه بطاعتهم ؟

فقال لي: اولئك: عليّ بن أبي طالب والحسن والحسين وعليّ بن الحسين ومحمد بن عليّ وجعفر: أنا، فاحمدوا اللّه الّذي عرّفكم أئمّتكم وقادتكم حين جحدهم الناس(4).

3151 -تفسير فرات الكوفي: فرات قال: حدثني عبيد بن كثير معنعنا عن [عمّي] الحسين أنّه سال جعفر بن محمد (عليه السّلام) عن قول اللّه تعالى: (أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) ؟

قال: أولي الفقه والعلم.

قلنا: أخاصّ أم عامّ؟

ص:130


1- (1)- آل عمران 3:26.
2- (2) - تفسير العياشي: ج 1 ص 166 ح 23. منه البحار: ج 23 ص 288.
3- (3) - تفسير العياشي: ج 1 ص 251 ح 172. منه البحار: ج 23 ص 292.
4- (4) - تفسير العياشي: ج 1 ص 252 ح 174. منه البحار: ج 23 ص 293.

قال: بل خاصّ لنا(1).

3152 -تفسير فرات الكوفي: فرات قال: حدثني أحمد بن القاسم معنعنا عن أبي مريم قال: سألت جعفر بن محمد (عليه السّلام) عن قول اللّه تعالى: (أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) كانت طاعه عليّ مفترضه ؟

قال: كانت طاعه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) خاصّه مفترضه لقول اللّه تعالى: (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللّهَ ) (2) وكانت طاعه عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) طاعه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله)(3).

3153 -تأويل الآيات الظاهره: قال محمد بن العباس: حدثنا محمد بن همام، عن محمد بن إسماعيل العلوي، عن داود بن داود النجّار، عن أبي الحسن موسى، عن أبيه (عليهما السّلام) في قول اللّه (عزّوجلّ ): (قُلْ أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْهِ ما حُمِّلَ ) من السمع والطاعه والامانه والصبر (وَ عَلَيْكُمْ ما حُمِّلْتُمْ ) من العهود التي أخذها اللّه عليكم في عليّ وما بيّن لكم في القران من فرض طاعته فقوله: (وَ إِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا) أي وإن تطيعوا عليّا تهتدوا (وَ ما عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ ) (4) هكذا نزلت(5).

ص:131


1- (1)- تفسير فرات الكوفي: ص 108 ح 105. منه البحار: ج 23 ص 298.
2- (2) - النساء 4:80.
3- (3) - تفسير فرات الكوفي: ص 108 ح 107. منه البحار: ج 23 ص 299.
4- (4) - النور 24:54.
5- (5) - تأويل الآيات الظاهره: ج 1 ص 368 ح 20. منه البحار: ج 23 ص 303.

3154 - تفسير فرات الكوفي: فرات قال: حدثني إبراهيم بن سليمان معنعنا عن عيسى بن السريّ قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام): أخبرني عن دعائم الاسلام التي عليها لا يسع أحدا من الناس التقصير عن معرفه شيء منها، التي من قصّر عن [معرفه] شيء منها فسد عليه دينه، ولم يقبل منه عمله [ومن عرفها وعمل بها صلح له دينه وقبل منه عمله] ولم يضيق ما(1) هو فيه بجهل شيء من الأمور جهله ؟

قال: شهاده أن لا إله إلاّ اللّه والايمان برسوله، والاقرار بما جاء به من عند اللّه والزكاه، والولايه الّتي أمر اللّه بها [وهي] ولايه آل محمد (صلّى اللّه عليه وآله).

قال: قلت له: هل في الولايه شيء دون شيء فضل يعرف لمن أخذ به ؟

قال: نعم، قال اللّه تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) (2) فكان أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام)(3).

3155 -كتاب الزهد: أبو الحسين بن عبيداللّه(4)، عن ابن أبي يعفور قال: دخلت على أبي عبداللّه (عليه السّلام) - وعنده نفر من أصحابه - فقال لي: يابن أبي يعفور هل قرأت القرآن ؟

ص:132


1- (1)- ولم يضق مما - البحار.
2- (2) - النساء 4:59.
3- (3) - تفسير فرات الكوفي: ص 109 ح 111. منه البحار: ج 23 ص 300.
4- (4) - أبو الحسن بن عبداللّه - البحار.

قال: قلت: نعم هذه القراءه.

قال: عنها سألتك ليس عن غيرها.

قال: فقلت: نعم جعلت فداك ولم ؟

قال: لانّ موسى (عليه السّلام) حدّث قومه بحديث لم يحتملوه عنه فخرجوا عليه بمصر فقاتلوه فقاتلهم فقتلهم، ولأنّ عيسى (عليه السّلام) حدّث قومه بحديث فلم يحتملوه عنه فخرجوا عليه بتكريت فقاتلوه فقاتلهم فقتلهم، وهو قول اللّه (عزّوجلّ ): (فَآمَنَتْ طائِفَهٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ وَ كَفَرَتْ طائِفَهٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ ) (1) وانّه أوّل قائم يقوم منّا أهل البيت يحدّثكم بحديث لاتحتملونه فتخرجون عليه برميله الدسكره(2) فتقاتلونه فيقاتلكم فيقتلكم، وهي آخر خارجه يكون، ثمّ يجمع اللّه - يابن أبي يعفور - الأوّلين والآخرين، ثمّ يجاء بمحمّد (صلّى اللّه عليه وآله) في أهل زمانه فيقال له: يا محمّد بلّغت رسالتي واحتججت على القوم بما أمرتك أن تحدّثهم به ؟

فيقول: نعم يا ربّ ، فيسأل القوم: هل بلّغكم واحتجّ عليكم ؟

فيقول قوم: لا، فيسأل محمد (صلّى اللّه عليه وآله) فيقول: نعم يا ربّ - وقد علم اللّه (تبارك وتعالى) أنّه قد فعل ذلك - يعيد ذلك ثلاث مرّات فيصدّق محمدا ويكذّب القوم، ثمّ يساقون إلى نار جهنّم.

ثمّ يجاء بعليّ في أهل زمانه فيقال له كما قيل لمحمّد (صلّى اللّه

ص:133


1- (1)- الصف 61:14.
2- (2) - الدسكره: إسم لمناطق مختلفه في بغداد، وخوزستان وغيرهما.

عليه وآله) ويكذّبه قومه ويصدّقه اللّه ويكذّبهم، يعيد ذلك ثلاث مرات.

ثمّ الحسن ثمّ الحسين ثمّ عليّ بن الحسين - وهو أقلّهم أصحابا، كان أصحابه أبو خالد الكابليّ ويحيى بن امّ الطويل وسعيد بن المسيّب وعامر بن واثله وجابر بن عبداللّه الأنصاريّ ، وهؤلاء شهود له على ما احتجّ به - ثمّ يؤتى بأبي - يعني محمد بن عليّ - على مثل ذلك، ثمّ يؤتى بي وبكم فاسأل وتسألون، فانظروا ما أنتم صانعون.

يابن أبي يعفور إنّ اللّه (عزّوجلّ ) هو الآمر بطاعته وطاعه رسوله وطاعه أولي الامر الذين هم أوصياء رسوله.

يابن أبي يعفور فنحن حجج اللّه في عباده، وشهداؤه على خلقه، وامناءه في أرضه، وخزّانه على علمه، والداعون إلى سبيله، والعاملون بذلك، فمن أطاعنا أطاع اللّه، ومن عصانا فقد عصى اللّه(1).

3156 -الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير، عن أبي سلمه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال:

سمعته يقول: نحن الذين فرض اللّه طاعتنا، لا يسع الناس إلاّ معرفتنا ولا يعذر الناس بجهالتنا، من عرفنا كان مؤمنا ومن أنكرنا كان كافرا.

ومن لم يعرفنا ولم ينكرنا كان ضالا حتى يرجع إلى الهدى الّذي افترض اللّه عليه من طاعتنا الواجبه، فان يمت على ضلالته يفعل اللّه به ما يشاء(2).

ص:134


1- (1)- كتاب الزهد: ص 104 ح 286، منه البحار: ج 7 ص 284.
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 187 ح 11.

3157 - الكافي: عليّ ، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن محمد بن الفضيل قال: سالته عن أفضل ما يتقرّب به العباد إلى اللّه (عزّوجلّ )؟

قال: افضل ما يتقرّب به العباد إلى اللّه (عزّوجلّ ) طاعه اللّه وطاعه رسوله وطاعه أولي الامر.

قال أبو جعفر (عليه السّلام): حبّنا ايمان وبغضنا كفر(1).

3158 -الكافي: محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن يحيي، عن منصور بن حازم قال: قلت لابي عبداللّه (عليه السّلام): إنّ اللّه أجلّ وأكرم من أن يعرف بخلقه، بل الخلق يعرفون باللّه.

قال: صدقت.

قلت: إنّ من عرف أنّ له ربا فقد ينبغي له أن يعرف أن لذلك الربّ رضا وسخطا، وأنّه لايعرف رضاه وسخطه إلاّ بوحي أو رسول، فمن لم يأته الوحي فينبغي له أن يطلب الرسل فاذا لقيهم عرف أنّهم الحجه وأنّ لهم الطاعه المفترضه.

فقلت للناس: أليس تعلمون أنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) كان هو الحجّه من اللّه على خلقه ؟

قالوا: بلى.

قلت: فحين مضى (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) من كان الحجّه ؟

قالوا: القرآن.

فنظرت في القرآن فاذا هو يخاصم به المرجيء والقدري والزنديق

ص:135


1- (1)- الكافي: ج 1 ص 187 ح 12.

الذي لا يؤمن به حتّى يغلب الرجال بخصومته. فعرفت أن القرآن لايكون حجّه إلاّ بقيم، فما قال فيه من شيء كان حقّا.

فقلت لهم: من قيّم القرآن ؟

قالوا: ابن مسعود قد كان يعلم، وعمر يعلم، وحذيفه يعلم.

قلت: كلّه ؟

قالوا: لا، فلم أجد أحدا يقال: إنّه يعلم القرآن كلّه إلاّ عليا (صلوات اللّه عليه).

وإذا كان الشيء بين القوم فقال هذا: لا أدري وقال هذا: لا أدري وقال هذا: لا أدري، وقال هذا: أنا أدري، فأشهد أنّ عليّا (عليه السّلام) كان القرآن القرآن وكانت طاعته مفترضه وكان الحجّه على النّاس بعد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) وأنّ ما قال في القران فهو حق.

فقال: رحمك اللّه.

فقلت: إنّ عليّا (عليه السّلام) لم يذهب حتّى ترك حجّه من بعده كما ترك رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)، وأنّ الحجّه بعد عليّ الحسن بن عليّ وأشهد على الحسن (عليه السّلام) أنّه لم يذهب حتّى ترك حجّه من بعده كما ترك أبوه وجدّه وأنّ الحجّه بعد الحسن الحسين وكانت طاعته مفترضه.

فقال: رحمك اللّه، فقبّلت رأسه وقلت: وأشهد على الحسين أنّه لم يذهب حتّى ترك حجّه من بعده عليّ بن الحسين وكانت طاعته مفترضه.

فقال: رحمك اللّه، فقبلت رأسه وقلت:

ص:136

وأشهد على عليّ بن الحسين أنّه لم يذهب حتّى ترك حجّه من بعده محمد بن عليّ أبا جعفر وكانت طاعته مفترضه.

فقال: رحمك اللّه.

قلت: أعطني رأسك حتّى اقبّله، فضحك.

قلت: أصلحك اللّه قد علمت أنّ أباك لم يذهب حتّى ترك حجّه من بعده كما ترك أبوه وأشهد باللّه أنّك أنت الحجّه وأنّ طاعتك مفترضه.

فقال: كفّ رحمك اللّه.

قلت: أعطني رأسك أقبّله فقبّلت رأسه فضحك وقال: سلني عمّا شئت، فلا أنكرك بعد اليوم أبدا(1).

3159 -مناقب آل أبي طالب: دخل على [الامام الصادق (عليه السّلام)] الحسن بن صالح بن حيّ فقال له: يابن رسول اللّه ما تقول في قوله تعالى: (أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) (2)من أولوا الامر الّذين أمر اللّه بطاعتهم ؟.

قال: العلماء. فلمّا خرجوا قال الحسن: ما صنعنا شيئا ألا سألناه من هؤلاء العلماء، فرجعوا إليه فسألوه، فقال: الائمّه منّا أهل البيت(3).

شرح الاخبار: جاء إليه (أي الصادق (عليه السّلام)) يوما الحسن

ص:137


1- (1)- الكافي: ج 1 ص 188 ح 15.
2- (2) - النساء 4:59.
3- (3) - مناقب آل أبي طالب: ج 4 ص 249. منه البحار: ج 47. ص 29.

ابن صالح بن حيّ وأصحابه فقال له: يابن رسول اللّه... وذكر نحوه(1).

3160 -تفسير القمي: حدثنا يحيى بن زكريا، عن عليّ بن حسان، عن عبدالرحمن بن كثير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قوله: (وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ اتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ) (2).

قال: الّذين آمنوا بالنبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) وأمير المؤمنين، والذريّه: الائمّه والأوصياء، الحقنا بهم ذريتهم، ولم تنقص ذريّتهم من الحجّه التي جاء بها محمد (صلّى اللّه عليه وآله) في عليّ (عليه السّلام) وحجّتهم واحده، وطاعتهم واحده(3).

باب (11) طاعه آل محمّد عليهم السّلام الفوز العظيم والملك العظيم

3161 -تأويل الآيات الظاهره: روى محمد بن العباس، عن أحمد بن القاسم(4)، عن أحمد بن محمد السياري، عن محمد بن علي [عن عليّ ] بن اسباط، عن عليّ بن أبي حمزه، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) أنّه قال: (وَ مَنْ يُطِعِ اللّهَ وَ رَسُولَهُ ) في ولايه عليّ والائمه من بعده (فَقَدْ فازَ فَوْزاً عَظِيماً) (5) و(6).

ص:138


1- (1)- شرح الاخبار: ج 3 ص 299 ح 1205.
2- (2) - الطور 52:21.
3- (3) - تفسير القمي: ج 2 ص 332. منه البحار: ج 23 ص 355.
4- (4) - الهيثم - البحار.
5- (5) - الاحزاب 33:71.
6- (6) - تأويل الآيات الظاهره: ج 2 ص 469 ح 39. منه البحار: ج 23 ص 301.

3162 -الكافي. عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن عليّ بن أسباط، عن عليّ بن أبي حمزه، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) (وَ لَوْ أَنّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ) وسلّموا للامام تسليما (أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيارِكُمْ ) رضي له (ما فَعَلُوهُ إِلاّ قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَ لَوْ أَنَّهُمْ ) أنّ أهل الخلاف (فَعَلُوا ما يُوعَظُونَ بِهِ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَ أَشَدَّ تَثْبِيتاً) (1) وفي هذه الآيه (ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمّا قَضَيْتَ ) من أمر الوالي (وَ يُسَلِّمُوا) للّه الطاعه (تَسْلِيماً) (2) و(3).

3163 -تفسير العياشي: عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) (وَ لَوْ أَنّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ) وسلّموا للإمام تسليما (أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيارِكُمْ ) رضي له (ما فَعَلُوهُ إِلاّ قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَ لَوْ أَنَّهُمْ ) أنّ أهل الخلاف (فَعَلُوا ما يُوعَظُونَ بِهِ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ ) يعني في عليّ (عليه السّلام)(4).

3164 -الكافي: محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن عليّ بن الحكم، عن حسّان [عن] أبي عليّ قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: لاتذكروا سرّنا بخلاف علانيتنا ولا علانيتنا بخلاف سرّنا، حسبكم أن تقولوا ما نقول وتصمتوا عمّا نصمت.

ص:139


1- (1)- النساء 4:66.
2- (2) - إشاره الى الآيه الوارده في سوره النساء آيه 65. وهذا أحد بطون الآيه الكريمه. «هامش المصدر».
3- (3) - الكافي: ج 8 ص 184 ح 210.
4- (4) - تفسير العياشي: ج 1 ص 256 ح 188. منه البحار: ج 23 ص 303.

إنّكم قد رأيتم أنّ اللّه (عزّوجلّ ) لم يجعل لاحد من الناس في خلافنا خيرا، إنّ اللّه (عزّوجلّ ) يقول: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَهٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ ) (1) و(2).

3165 -الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبيّ ، عن محمد الاحول، عن حمران بن أعين قال: قلت لابي عبداللّه (عليه السّلام):

قول اللّه (عزّوجلّ ): (فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ ) ؟

فقال: النبوّه.

قلت: (وَ الْحِكْمَهَ ) ؟

قال: الفهم القضاء.

قلت: (وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً) (3)؟

فقال: الطاعه(4).

3166 -تفسير القمي: حدثنا عليّ بن الحسين، عن أحمد بن أبي عبداللّه البرقيّ ، عن أبيه، عن يونس، عن أبي جعفر الأحول، عن حنّان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قلت قوله: (فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ ) ؟

قال: النبوّه.

قلت: (وَ الْحِكْمَهَ ) ؟

ص:140


1- (1)- النور 24:63.
2- (2) - الكافي: ج 8 ص 87 ح 51.
3- (3) - النساء 4:54.
4- (4) - الكافي: ج 1 ص 206 ح 3.

قال: الفهم والقضاء، (وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً) ؟

قال: الطاعه المفروضه(1).

3167 -تفسير فرات الكوفي: فرات قال: حدثنا محمد بن القاسم بن عبيد(2) معنعنا، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قوله في ال إبراهيم: (وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً) .

قال: الملك العظيم أن جعل منهم أئمّه، من أطاعهم [فقد] أطاع اللّه، ومن عصاهم فقد عصى اللّه، فهذا ملك عظيم(3).

3168 -بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن عبدالحميد، عن منصور بن يونس، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال:

قلت له: (فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَهَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً) . إبراهيم قال: [قال: تعلم ملكا عظيما](4) ما هو؟

قال: قلت: أنت أعلم جعلني اللّه فداك.

قال: طاعه اللّه مفروض(5) و(6).

3169 -الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن عبدالرحمن، عن حماد، عن عبدالأعلى قال: سمعت أبا

ص:141


1- (1)- تفسير القمي: ج 1 ص 140. منه البحار: ج 23 ص 285.
2- (2) - محمد بن القاسم وعبيد بن كثير - البحار.
3- (3) - تفسير فرات الكوفي: ص 107 ح 102. منه البحار: ح 23 ص 301.
4- (4) - ما بين المعقوفتين من البحار.
5- (5) - وفي نسخه: طاعه - واللّه - مفروضه.
6- (6) - بصائر الدرجات: ص 530 ح 17. منه البحار: ج 23 ص 288.

عبداللّه (عليه السّلام) يقول: السمع والطاعه أبواب الخير، السامع المطبع لا حجّه عليه والسامع المعاصى لا حجّه له، وإمام المسلمين تمّت حجّته واحتجاجه يوم يلقى اللّه (عزّوجلّ ).

ثمّ قال: يقول اللّه (تبارك وتعالى): (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ) (1) و(2).

3170 -الكافي: محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن عليّ ، عن حمّاد اللحّام، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) أنّ أباه قال: يا بنيّ إنّك إن خالفتني في العمل لم تنزل معي غدا في المنزل ثمّ قال: أبى اللّه (عزّوجلّ ) أن يتولّى قوما يخالفونهم في أعمالهم ينزلون معهم يوم القيامه، كلّا وربّ الكعبه(3).

باب (12) آل محمّد عليهم السّلام المحسودون

3171 -الكافي: عده من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن أبي عمير، عن سيف بن عميره، عن أبي الصباح الكناني قال: قال [لي] أبو عبداللّه (عليه السّلام): نحن قوم فرض اللّه (عزّوجلّ ) طاعتنا(4) لنا الانفال ولنا صفو المال(5)، ونحن الراسخون في

ص:142


1- (1)- الاسراء 17:71.
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 189 ح 71.
3- (3) - الكافي: ج 8 ص 253 ح 358.
4- (4) - طاعتنا في القرآن - المقنعه.
5- (5) - الأنفال: الغنائم ومالم يوجف عليه بخيل ولا ركاب من الأرضين ورؤس الجبال وبطون الأوديه والآجام وما يجرى مجرى ذلك، والصفو من الغنيمه ما اختاره الرئيس [الامام] لنفسه قبل القسمه وخالص كل شيء (الوافي). وفي نسخه التهذيب: صفو الاموال.

العلم، ونحن المحسودون الذين قال اللّه تعالى: (أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ ) (1) و(2).

التهذيب: علي بن الحسن بن فضال، عن محمد بن الحسين، عن ابن أبي عمير مثله(3).

الكافي: علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن شعيب، عن أبي الصباح مثله الى قوله: ولنا صفو المال(4).

المقنعه: روي عن الصادق (عليه السّلام) قال: نحن... وذكر مثله الى قوله: ولنا صفو الاموال(5).

تفسير العياشي: عن أبي الصباح الكناني مثله(6).

بصائر الدرجات: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير مثله(7).

بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن ابن أبي عمير، عن أبي الصباح الكناني مثله8.

مناقب آل أبي طالب: عن أبي الصباح الكناني مثله(8).

3172 -الكافي: الحسين بن محمد، عن معلّى بن محمد، عن الوشاء، عن حماد بن عثمان، عن أبي الصباح قال: سألت أبا عبداللّه

ص:143


1- (1)- النساء 4:54.
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 186 ح 6.
3- (3) - التهذيب: ج 4 ص 132 ح 367.
4- (4) - الكافي: ج 1 ص 546 ح 17.
5- (5) - المقنعه: ص 278.
6- (6) - تفسير العياشي: ج 1 ص 247 ح 155.
7- (7و8) - بصائر الدرجات: ص 222 ح 1 وص 224 ح 6.
8- (9) - مناقب آل أبي طالب: ج 4 صه 21.

(عليه السّلام) عن قول اللّه (عزّوجلّ ): (أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ ) ؟

فقال. يا أبا الصباح نحن واللّه الناس المحسودون(1).

3173 -بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسين ابن سعيد، عن القاسم بن محمد وفضاله بن أيوب، عن أبان بن عثمان، عن أبي الصباح الكنانيّ ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال:

يا أبا الصباح نحن الناس المحسودون - وأشار بيده إلى صدره -(2).

3174 -بصائر الدرجات: حدثنا أبو محمد، عن عمران بن موسى، عن موسى بن جعفر وعليّ بن أسباط(3)، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزه الثماليّ ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في هذه الآيه: (أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَهَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً) .

قال: نحن واللّه الناس الّذين قال اللّه (تعالى)، ونحن واللّه المحسودون، ونحن أهل هذا الملك الّذي يعود إلينا(4).

3175 -تفسير فرات الكوفي: فرات قال: حدثني عليّ بن محمد ابن عليّ بن عمر الزهري معنعنا، عن إبراهيم قال: قلت لابي عبداللّه (عليه السّلام): جعلت فداك ما تقول في هذه الآيه: (أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَهَ )

ص:144


1- (1)- الكافي: ج 1 ص 206 ح 4.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 55 ح 4. منه البحار: ج 23 ص 286.
3- (3) - عن علي بن اسباط - البحار والظاهر انه هو الصحيح.
4- (4) - بصائر الدرجات: ص 56 ح 9. منه البحار: ج 23 ص 288.

(وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً) ؟

قال: نحن الناس الّذين قال اللّه، ونحن المحسودون، ونحن أهل الملك ونحن ورثنا النبيين، وعندنا عصا موسى.

وإنّا لخزّان اللّه في الارض، لا بخزّان(1) على ذهب ولا فضّه وإنّ منّا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) وعليا والحسن والحسين (عليهم السّلام)(2).

3176 -تفسير العياشي: عن داود بن فرقد قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) وعنده إسماعيل ابنه (عليه السّلام) يقول: (أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ ) الآيه قال: فقال: الملك العظيم: افتراض الطّاعه، قال: (فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَ مِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ ) (3) قال: فقلت: أستغفر اللّه.

فقال لي إسماعيل: لم يا داود؟

قلت: لأنّي كثيرا قرأتها: (و منهم من يؤمن به و منهم من صد عنه) قال: فقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): إنّما هو(4) فمن هؤلاء ولد إبراهيم من آمن بهذا، ومنهم من صدّ عنه(5).

البحار - بيان: لعلّ داود كان يقرأ هكذا سهوا، أو على بعض القراءات الشادّه الّتي لم تنقل إلينا، والمشهور في مرجع الضمير إمّا

ص:145


1- (1)- لسنا بخزان - البحار.
2- (2) - تفسير فرات الكوفي: ص 107 ح 101. منه البحار: ج 23 ص 299.
3- (3) - النساء 4:55.
4- (4) - أي: الصحيح ما قرأته أنا.
5- (5) - تفسير العياشي: ج 1 ص 248 ح 162. منه البحار: ج 23 ص 292.

أهل الكتاب، أو امّه إبراهيم، وعلى تفسيره (عليه السّلام) راجع إلى آل إبراهيم، فالمراد بالآل جميع ذرّيته، ولا ينافي إيتاءهم الكتاب والحكمه والملك العظيم صدّ بعضهم عن الحقّ ، إذ معلوم أنّها لاتعمّهم بل هي مخصوصه ببعضهم.

باب (13) آل محمّد عليهم السّلام انوار اللّه

3177 -الكافي: عليّ بن محمد ومحمد بن الحسن، عن سهل ابن زياد، عن محمد بن الحسن بن شمّون، عن عبداللّه بن عبدالرحمن الاصم، عن عبداللّه بن القاسم، عن صالح بن سهل الهمدانيّ قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه تعالى:

(اللّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاهٍ ) فاطمه (عليها السّلام) (فِيها مِصْباحٌ ) الحسن (الْمِصْباحُ فِي زُجاجَهٍ ) الحسين (الزُّجاجَهُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ ) فاطمه كوكب درّيّ بين نساء أهل الدنيا، (يُوقَدُ مِنْ شَجَرَهٍ مُبارَكَهٍ ) إبراهيم (عليه السّلام) (زَيْتُونَهٍ لا شَرْقِيَّهٍ وَ لا غَرْبِيَّهٍ ) لا يهوديه ولا نصرانيه (يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ ) يكاد العلم يتفجّر بها (وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلى نُورٍ) إمام منها بعد إمام (يَهْدِي اللّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ ) يهدي اللّه للأئمّه من يشاء (وَ يَضْرِبُ اللّهُ الْأَمْثالَ لِلنّاسِ ) (1).

قلت: (أَوْ كَظُلُماتٍ ) .

ص:146


1- (1)- النور 24:35.

قال: الاوّل وصاحبه (يَغْشاهُ مَوْجٌ ) الثالث (مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ ظُلُماتٌ ) الثاني (بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ ) معاويه وفتن بني اميه.

(إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ ) المؤمن في ظلمه فتنتهم (لَمْ يَكَدْ يَراها وَ مَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللّهُ لَهُ نُوراً) إماما من ولد فاطمه (عليها السّلام) (فَما لَهُ مِنْ نُورٍ) (1) إمام يوم القيامه.

وقال في قوله: (يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ بِأَيْمانِهِمْ ) (2): أئمّه المؤمنين يوم القيامه تسعى بين يدي المؤمنين وبأيمانهم حتّى ينزلوهم منازل أهل الجنّه(3).

تفسير القمي: حدثنا محمد بن همام قال: حدثنا جعفر بن محمد (بن مالك) قال: حدثنا محمد بن الحسن الصائغ قال: حدثنا الحسن بن علي، عن صالح بن سهل الهمداني قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول في قول اللّه: (اللّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ ) ... وذكر الحديث باختلاف يسير في اللفظ وفيه: انما المؤمنون يوم القيامه يسعى نورهم بين أيديهم(4).

تأويل الآيات الظاهره: قال محمد بن العباس: حدثنا العباس بن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب الزيّات قال: حدثنا أبي، عن موسى ابن سعدان، عن عبداللّه بن القاسم باسناده الى صالح بن سهل

ص:147


1- (1)- النور 24:40.
2- (2) - الحديد 57:12.
3- (3) - الكافي: ج 1 ص 195 ح 5.
4- (4) - تفسير القمي: ج 2 ص 102 و 106.

الهمداني نحوه الى قوله: ويضرب اللّه الامثال(1).

تأويل الآيات الظاهره: علي بن ابراهيم، عن محمد بن همام، عن جعفر بن محمد بن مالك، عن محمد بن الحسن الصائغ، عن الحسن بن علي، عن صالح بن سهل قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: قول اللّه (أَوْ كَظُلُماتٍ - فلان وفلان - فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشاهُ ) ... وذكر نحوه الى قوله: (فَما لَهُ مِنْ نُورٍ) فما له من امام يوم القيامه يمشي بنوره2.

3178 -التوحيد - معاني الاخبار: حدثنا ابراهيم بن هارون الهيتى(2) قال: حدثنا محمد بن احمد بن أبي الثلج قال: حدثنا الحسين ابن أيوب، عن محمد بن غالب، عن عليّ بن الحسين، عن الحسن بن أيوب، عن الحسين بن سليمان، عن محمد بن مروان الذهليّ ، عن الفضيل بن يسار قال: قلت لأبي عبداللّه الصادق (عليه السّلام):

(اللّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ ) ؟

قال: كذلك اللّه (عزّوجلّ ).

قال: قلت: (مَثَلُ نُورِهِ ) ؟

قال (لي): محمد (صلّي اللّه عليه وآله).

قلت: (كَمِشْكاهٍ ) ؟

قال: صدر محمد (صلّى اللّه عليه وآله).

قلت: (فِيها مِصْباحٌ ) ؟

قال: فيه نور العلم، يعني النبوّه.

ص:148


1- (1و2) - تأويل الآيات الظاهره: ج 1 ص 360 ح 7 وص 364 ح 13.
2- (3) - الهيسي - معاني الاخبار وفي البحار: الهيبستي.

قلت (الْمِصْباحُ فِي زُجاجَهٍ ) ؟

قال: علم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) صدر إلى قلب عليّ (عليه السّلام).

قلت: (كَأَنَّها) ؟

قال: لأيّ هذه تقرأ: كانّها.

قلت: فكيف جعلت فداك ؟

قال: (كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ ) .

قلت: (يُوقَدُ مِنْ شَجَرَهٍ مُبارَكَهٍ زَيْتُونَهٍ لا شَرْقِيَّهٍ وَ لا غَرْبِيَّهٍ ) ؟

قال: ذلك أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) لا يهوديّ ولا نصرانيّ .

قلت: (يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ) ؟

قال: يكاد العلم يخرج من فم العالم من آل محمد (صلّى اللّه عليه وآله) من قبل أن ينطق به.

قلت: (نُورٌ عَلى نُورٍ) ؟

قال: الإمام على أثر(1) الإمام(2).

البحار - بيان: قوله (عليه السّلام): «كأنه كوكب»... لعلّ تذكير الضمير باعتبار الخبر، أو بتأويل في الزجاجه...

أقول: لا يبعد ما ذكره العلاّمه المجلسي (رحمه اللّه) إذ من

ص:149


1- (1)- في اثر - التوحيد.
2- (2) - التوحيد: ص 157 ح 3 - معاني الاخبار: ص 15 ح 7. منهما البحار: ج 23 ص 306.

الواضح أن هذا الحديث - وأمثاله - إنّما هو في مقام المعنى والتأويل.

3179 -تأويل الآيات الظاهره: قال محمد بن العبّاس: حدثنا جعفر بن محمد الحسنيّ ، عن إدريس بن زياد الحنّاط(1)، عن أبي عبداللّه أحمد بن عبداللّه الخراساني(2)، عن يزيد بن إبراهيم، عن أبي حبيب الناجي(3)، عن أبي عبداللّه، عن أبيه، عن على بن الحسين (عليهم السّلام) إنّه قال: مثلنا في كتاب اللّه كمثل مشكاه، فنحن المشكاه، والمشكاه الكوّه(4) فيها مصباح، المصباح في زجاجه، والزجاجه محمد (صلّى اللّه عليه وآله) (كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَهٍ مُبارَكَهٍ ) قال: عليّ (عليه السّلام) (زَيْتُونَهٍ لا شَرْقِيَّهٍ وَ لا غَرْبِيَّهٍ يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلى نُورٍ) القرآن (يَهْدِي اللّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ ) يهدي لولايتنا من أحبّ (5).

3180 -تأويل الآيات الظاهره: عن محمد بن جمهور، عن حمّاد بن عيسى، عن حريز، عن الحكم بن حمران قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قوله (عزّوجلّ ): (أَوْ كَظُلُماتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشاهُ مَوْجٌ ) قال: فلان وفلان (مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ ) ؟

قال: أصحاب الجمل وصفّين والنهروان (مِنْ فَوْقِهِ سَحابٌ ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ ) قال: بنو أميّه (إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ ) يعني

ص:150


1- (1)- الخياط - البحار.
2- (2) - عن أبي عبداللّه بن أحمد بن عبداللّه الخراساني - البحار.
3- (3) - يزيد بن ابراهيم أبي حبيب الناجي - البحار.
4- (4) - الكوّه: الخرق في الحائط. (اقرب الموارد).
5- (5) - تأويل الآيات الظاهره: ج 1 ص 359 ح 5. منه البحار: ج 23 ص 311.

أمير المؤمنين في ظلماتهم (لَمْ يَكَدْ يَراها) أي إذا نطق بالحكمه بينهم لم يقبلها منه أحد إلاّ من أقرّ بولايته ثمّ بامامته (وَ مَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللّهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ) أي من لم يجعل اللّه له إماما في الدنيا فماله في الآخره من نور: إمام يرشده ويتّبعه إلى الجنّه(1).

3181 -تفسير العياشي: عن مسعده بن صدقه قال: قصّ أبو عبداللّه (عليه السّلام) قصّه الفريقين جميعا في الميثاق حتّى بلغ الاستثناء من اللّه في الفريقين فقال: إنّ الخير والشرّ خلقان من خلق اللّه، له فيهما المشيه في تحويل ما شاء فيما قدّر فيها حال عن حال والمشيّه فيما خلق لهما من خلقه في منتهى ما قسّم لهم من الخير والشرّ، وذلك أنّ اللّه قال في كتابه: (اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ ) (2) فالنّور هم آل محمّد (عليهم السّلام) والظلمات عدوّهم(3).

3182 -غيبه النعماني: حدثنا محمد بن يعقوب (الكلينيّ )، عن محمد بن يحيى، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن ابن محبوب، عن عبد العزيز العبدي، عن عبداللّه بن أبي يعفور قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام): إنّي اخالط النّاس فيكثر عجبي من أقوام لا يتوالونكم ويتوالون فلانا وفلانا، لهم أمانه وصدق ووفاء، وأقوام يتوالونكم ليس لهم تلك الامانه ولا الوفاء ولا الصدق!

ص:151


1- (1)- تأويل الآيات الظاهره: ج 1 ص 365 ح 15. منه البحار: ج 23 ص 324.
2- (2) - البقره 2:257.
3- (3) - تفسير العياشي: ج 1 ص 138 ح 461. منه البحار: ج 23 ص 310.

قال: فاستوى أبو عبداللّه (عليه السّلام) جالسا وأقبل عليّ كالمغضب ثمّ قال: لا دين لمن دان بولايه إمام جائر ليس من اللّه، ولا عتب على من دان بولايه إمام عادل من اللّه.

قلت: لا دين لاولئك، ولا عتب على هؤلاء؟

قال: نعم، لا دين لأولئك ولا عتب على هؤلاء.

ثمّ قال: ألا تسمع قول اللّه (عزّوجلّ ): (اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ) من ظلمات الذّنوب إلى نور التوبه والمغفره، لولايتهم كلّ إمام عادل من اللّه.

قال: (وَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ ) فأيّ نور يكون للكافر فيخرج منه ؟ إنّما عنى بهذا أنّهم كانوا على نور الاسلام، فلماّ تولّوا كلّ إمام جائر ليس من اللّه خرجوا بولايتهم إيّاهم من نور الإسلام إلى ظلمات الكفر، فأوجب اللّه لهم النار مع الكفّار فقال: (أُولئِكَ أَصْحابُ النّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ ) (1).

3183 -الكافي: عدّه من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن القاسم بن سليمان، عن سماعه بن مهران، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه (عزّوجلّ ): (يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ ) .

قال: الحسن والحسين (عليهما السّلام) (وَ يَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ ) (2).

ص:152


1- (1)- غيبه النعماني: ص 132 ح 14. منه البحار: ج 23 ص 322.
2- (2) - الحديد 57:28.

قال: إمام تأتمون به(1).

تفسير القمي: أخبرنا الحسين بن علي، عن أبيه، عن الحسين بن سعيد مثله(2).

3184 -تأويل الآيات الظاهره: قال محمد بن العباس: حدثنا عبدالعزيز بن يحيى، عن محمد بن زكريا، عن أحمد بن عيسى بن يزيد قال: حدثني عمّي الحسين بن زيد قال: حدّثني شعيب بن واقد قال: سمعت الحسين بن زيد يحدّث عن جعفر بن محمد (عليه السّلام) عن أبيه، عن جابر بن عبداللّه (رضي اللّه عنه) عن النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) في قوله تعالى: (يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ ) .

قال: الحسن والحسين (عليهما السّلام) (وَ يَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ ) .

قال. عليّ (عليه السّلام)(3).

3185 -الكافي: عليّ بن إبراهيم بإسناده، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه تعالى: (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراهِ وَ الْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ يُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَ يُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ ) إلى قوله -:

(وَ اتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) (4).

ص:153


1- (1)- الكافي: ج 1 ص 430 ح 86.
2- (2) - تفسير القميّ : ج 2 ص 352.
3- (3) - تأويل الآيات الظاهره: ج 2 ص 669 ح 28. منه البحار: ج 23 ص 319.
4- (4) - الاعراف 7:157.

قال: النور في هذا الموضع [عليّ ] أمير المؤمنين والائمّه (عليهم السّلام)(1).

3186 -تأويل الآيات الظاهره: قال محمد بن العباس (رحمه اللّه): حدثنا محمد بن همام (عن عبداللّه بن العلاء، عن محمد بن الحسن)، عن عبداللّه بن عبدالرحمن، عن عبداللّه بن القاسم، عن صالح بن سهل قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) وهو يقول:

(نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ بِأَيْمانِهِمْ ) (2) قال: نور أئمّه المؤمنين يوم القيامه يسعى بين أيدي المؤمنين وبأيمانهم حتّى ينزلوا بهم منازلهم من الجنه(3).

باب (14) عرض الأعمال على النبيّ والأئمّه عليهم السّلام

2187 -الكافي: محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن عليّ بن أبي حمزه، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: تعرض الاعمال على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) أعمال العباد كلّ صباح، أبرارها وفجّارها فاحذروها، وهو قول اللّه تعالى: (اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ ) (4) وسكت(5).

ص:154


1- (1)- الكافي: ج 1 ص 194 ح 2.
2- (2) - التحريم 66:8.
3- (3) - تأويل الآيات الظاهره: ج 2 ص 659 ح 9. منه البحار: ج 23 ص 317.
4- (4) - التوبه 9:105.
5- (5) - الكافي: ج 1 ص 219 ح 1.

بصائر الدرجات: حدثنا احمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد مثله الا ان فيه: (وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ ) (1).

البحار - بيان: الضمير في قوله: «ابرارها وفجّارها»، إمّا راجع إلى الاعمال، فأطلق الأبرار والفجّار عليها مجازا، أو إلى العباد، وقوله: «فسكت» إي عن تفسير المؤمنين تقيّه. وفي الكافي ليس قوله:

(وَ الْمُؤْمِنُونَ ) فالسكوت عن أصل قراءته لا عن تفسيره.

3188 -معاني الاخبار: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن أبي سعيد الآدمي، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزه، عن أبيه، عن أبي بصير قال: قلت لابي عبداللّه (عليه السّلام): إنّ أبا الخطّاب كان يقول: إنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) تعرض عليه أعمال امّته كلّ خميس.

فقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): ليس [هو] هكذا، ولكن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) يعرض(2) عليه أعمال امّته(3) كلّ صباح، أبرارها وفجّارها، فاحذروا، وهو قول اللّه (عزّوّجلّ ): (وَ قُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ ) وسكت.

قال أبو بصير: إنّما عنى الائمّه (عليهم السّلام)(4).

بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسين ابن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن علي، عن أبي بصير، عن

ص:155


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 448 ح 7. منه البحار: ج 23 ص 246.
2- (2) - تعرض - بصائر الدرجات.
3- (3) - أعمال الامّه - تفسير العياشي، أعمال هذه الامه - بصائر الدرجات.
4- (4) - معاني الاخبار: ص 392 ح 37.

أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قلت له: إنّ أبا الخطاب... وذكر مثله الى قوله: (وَ الْمُؤْمِنُونَ ) (1).

تفسير العياشي: عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) مثله الى قوله: (وَ الْمُؤْمِنُونَ ) (2).

3189 -بصائر الدرجات: حدثنا عباد بن سليمان، عن سعد بن سعد، عن محمد بن الفضل قال: سالت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قوله تعالى: (فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ ) .

فقال: ان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) تعرض عليه أعمال امّته كلّ صباح، ابرارها وفجّارها فاحذروا(3).

3190 -بصائر الدرجات: حدثنا عبداللّه بن جعفر، عن محمد ابن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن جعفر وفضاله، عن سعيد، عن عبداللّه بن سنان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ أعمال امّه محمد (صلّى اللّه عليه وآله) تعرض على رسول اللّه في كلّ خميس، فليستحي أحدكم من رسول اللّه أن يعرض عليه القبيح(4).

3191 -تفسير القمي: عن محمد بن الحسن الصفّار، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ أعمال العباد تعرض على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) كلّ صباح أبرارها وفجارها، فاحذروا فليستحي أحدكم أن يعرض على نبيّه العمل القبيح.

ص:156


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 444 ح 4. منه البحار: ج 17 ص 150.
2- (2) - تفسير العياشي: ج 2 ص 109 ح 122. منهما البحار: ج 23 ص 340.
3- (3) بصائر الدرجات: ص 445 ح 6. منه البحار: ج 23 ص 344.
4- (4) - بصائر الدرجات: صه 44 ح 12. منه البحار: ج 17 ص 150.

3192 - وعنه (عليه السّلام) قال: ما من مؤمن يموت أو كافر يوضع في قبره حتّى يعرض عمله على رسول اللّه وعلى أمير المؤمنين (صلوات اللّه عليهما)، وهلمّ جرا إلى اخر من فرض اللّه طاعته، فذلك قوله: (وَ قُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ ) (1).

3193 -الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن عثمان بن عيسى، عن سماعه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سمعته يقول: مالكم تسوؤن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)؟! فقال رجل: كيف نسوؤه ؟

فقال: أما تعلمون أنّ أعمالكم تعرض عليه فاذا رأى فيها معصيه ساءه ذلك(2) فلاتسوؤا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) وسرّوه(3).

بصائر الدرجات: حدثنا ابراهيم بن هاشم، عن عثمان بن عيسى، عن سماعه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) نحوه(4).

أمالي المفيد: حدثنا الشيخ الجليل أبو عبداللّه محمد بن محمد بن النعمان الحارثي قال: حدثني أحمد بن محمد، عن أبيه محمد بن الحسن بن الوليد القمي، عن محمد بن الحسن الصفار، عن العباس ابن معروف، عن علي بن مهزيار، عن الحسن، عن عثمان بن عيسى، عن سماعه قال: سمعته يقول... وذكر نحوه(5).

ص:157


1- (1)- تفسير القمي: ج 1 ص 304. منه البحار: ج 17 ص 149.
2- (2) - ساءه - كصانه - إذا أحزنه وفعل به ما يكره. ومساءته (صلّى اللّه عليه وآله) للشّفقه على الامّه وللغيره على معصيه اللّه (مرآه العقول).
3- (3) - الكافي: ج 1 ص 219 ح 3.
4- (4) - بصائر الدرجات: ص 446 ح 17 وص 465 ح 8.
5- (5) - أمالي المفيد: ص 196 ح 29.

كتاب الزهد: عثمان بن عيسى، عن سماعه قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام)... وذكر نحوه(1).

3194 -بصائر الدرجات: حدثنا الحسن بن عليّ بن النعمان، عن أحمدبن محمدبن أبي نصر، عن محمد بن فضيل، عن محمدبن مسلم، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سألته عن قول اللّه (عزّوجلّ ): (اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ ) .

قال: اعمال العباد تعرض على رسول اللّه برّها وفاجرها(2).

3195 -بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسين ابن سعيد، عن النّضر بن سويد، عن يحيى الحلبيّ ، عن أديم بن الحرّ، عن معلّى بن خنيس، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه (تبارك وتعالى): (اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ ) .

قال: هو رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) والأئمّه (عليهم السّلام) تعرض عليهم أعمال العباد كلّ خميس(3).

3196 -بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد ويعقوب بن يزيد، عن الحسن بن علي بن فضال، عن أبي جميله، عن محمد الحلبيّ ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ الأعمال تعرض عليّ في كلّ خميس فإذا كان الهلال أكملت فإذا كان النصف من شعبان عرضت على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) وعلى عليّ (عليه

ص:158


1- (1)- كتاب الزهد: ص 16 ح 32.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 445 ح 8. منه البحار: ج 23 ص 344.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 447 ح 2. منه البحار: ج 23 صه 34.

السّلام) ثمّ ينسخ في الذكر الحكيم(1).

3197 -بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن عبداللّه ابن أيوب، عن داود الرقّي قال: دخلت على أبي عبداللّه (عليه السّلام) فقال لي: يا داود أعمالكم عرضت عليّ يوم الخميس فرأيت لك فيها شيئا فرّحني، وذلك صلتك لابن عمّك، أما إنّه سيمحق أجله، ولا ينقص رزقك.

قال داود: كان لي ابن عمّ ناصب كثير العيال محتاج، فلمّا خرجت إلى مكه أمرت له بصله، فلمّا دخلت على أبي عبداللّه (عليه السّلام) أخبرني بهذا(2).

3198 -الكافي: عدّه من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن يحيي الحلبي، عن عبدالحميد الطائي، عن يعقوب بن شعيب قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قول اللّه (عزّوّجلّ ): (اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ ) ؟

قال: هم الائمّه(3).

محاسبه النفس: نقلا من كتاب (تفسير القرآن) لابن عقده وكتاب (الدلائل) لعبداللّه بن جعفر الحميري و (تفسير مانزل في أهل البيت (عليهم السّلام)) لمحمّد بن العباس بن مروان بأسانيدهم إلى يعقوب بن شعيب مثله(4).

ص:159


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 444 ح 1. منه البحار: ج 23 ص 343.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 449 ح 3. منه البحار: ج 23 ص 347.
3- (3) - الكافي: ج 1 ص 219 ح 2.
4- (4) - محاسبه النفس: ص 17.

بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن الميثمي قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام)... وذكر مثله(1).

2199 -تفسير العياشي: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام):

(وَ الْمُؤْمِنُونَ ) هم الائمه (عليهم السّلام)(2).

3200 -تفسير القمي: حدثني أبي، عن يعقوب بن شعيب، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قوله: (وَ قُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ ) المؤمنون هاهنا الائمّه الطاهرون (عليهم السّلام)(3).

3201 -أمالي الطوسي: ابراهيم الاحمري، عن محمد بن الحسين ويعقوب بن يزيد وعبداللّه بن الصلت والعبّاس بن معروف ومنصور وأيّوب والقاسم ومحمد بن عيسى ومحمد بن خالد وغيرهم، عن ابن أبي عمير، عن ابن اذينه قال: كنت عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) فقلت له: جعلت فداك أخبرني عن قول اللّه (عزّوجلّ ): (وَ قُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ ) ؟

قال: إيانا عنى(4).

3202 -مناقب آل أبي طالب: عن عروه بن اذينه(5) قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قوله: (وَ قُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ )

ص:160


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 447 ح 3.
2- (2) - تفسير العياشي: ج 2 ص 109 ح 125. منه البحار: ج 23 ص 351.
3- (3) - تفسير القمي: ج 1 ص 304. منه البحار: ج 23 ص 338.
4- (4) - أمالي الطوسي: ص 409 ح 918. منه البحار: ج 23 ص 339.
5- (5) - الظاهر ان الصحيح: عمر بن اذينه كما في الكافي، وفي البحار: عروه بن الزبير.

(وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ ) ؟

فقال (عليه السّلام) إيّانا عني(1).

محاسبه النفس: روى أبو العباس بن عقده في كتاب (تفسير القرآن) باسناده الى بريد بن معاويه العجلي قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام)... وذكر مثله وروى هذا الحديث محمد بن العباس بن مروان في كتابه الذي صنّفه فيما نزل من القرآن في النبي والائمه (عليهم السلام)(2).

3203 -بصائر الدرجات: حدثنا أبو طالب، عن حمّاد بن عيسى، عن حريز، عن محمد بن مسلم وزراره قالا: سألنا أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن الاعمال تعرض على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله)؟

قال: ما فيه شك، ثمّ تلا هذه الآيه: (وَ قُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ ) قال: إنّ للّه شهداء في أرضه(3).

بصائر الدرجات: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن محمد بن الحسين، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن محمد بن مسلم قال:

سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام)... وذكر مثله4.

3204 -تفسير العياشي: عن محمد بن مسلم، عن أحدهما (عليهما السّلام) قال: سئل عن الأعمال، هل تعرض على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله)؟

فقال: ما فيه شك.

ص:161


1- (1)- مناقب آل أبي طالب: ج 4 ص 400. منه البحار: ج 23 ص 337.
2- (2) - محاسبه النفس: ص 17 و 18. منه البحار: ج 23 ص 353.
3- (3و4) - بصائر الدرجات: ص 450 ح 6 و 7. منه البحار: ج 23 ص 348.

قيل له: أرأيت قول اللّه (وَ قُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ ) ؟

قال: للّه شهداء في أرضه(1).

باب (15) آل محمّد عليهم السّلام شهداء اللّه على خلقه

3205 -الكافي: عليّ بن محمد، عن سهل بن زياد، عن يعقوب ابن يزيد، عن زياد القندي، عن سماعه قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه (عزّوجلّ ): (فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّهٍ بِشَهِيدٍ وَ جِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً) (2).

قال: نزلت في امّه محمد (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) خاصّه، في كلّ قرن منهم إمام منّا شاهد عليهم ومحمّد (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) شاهد علينا(3).

3206 -الكافي: الحسين بن محمد، عن معلّى بن محمد، عن الحسن بن عليّ الوشّاء، عن أحمد بن عائذ، عن عمر بن اذينه، عن بريد العجلي، قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قول اللّه (عزّوجلّ ): (وَ كَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّهً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النّاسِ ) ؟(4)قال: نحن الامّه الوسطى ونحن شهداء اللّه على خلقه وحججه

ص:162


1- (1)- تفسير العياشي: ج 2 ص 108 ح 119. منه البحار: ج 23 ص 438.
2- (2) - النساء 4:41.
3- (3) - الكافي: ج 1 ص 190 ح 1.
4- (4) - البقره 2:143.

في أرضه.

قلت: قول اللّه (عزّوجلّ ): (مِلَّهَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ ) ؟

قال: إيانا عنى خاصّه (هُوَ سَمّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ ) في الكتب التي مضت (وَ فِي هذا) القرآن (لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ ) (1)فرسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) الشهيد علينا بما بلّغنا عن اللّه (عزّوجلّ ) ونحن الشهداء على الناس فمن صدّق صدّقناه يوم القيامه، ومن كذّب كذّبناه يوم القيامه(2).

3207 -بصائر الدرجات: حدثنا عبداللّه بن محمد، عن إبراهيم ابن محمد في كتاب بندار بن عاصم، عن عمر بن حنظله قال: قلت لابي عبداللّه (عليه السّلام): (وَ كَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّهً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النّاسِ ) .

قال: هم الائمّه (عليهم السّلام)(3).

3208 -تفسير العياشي: [في قوله تعالى: (وَ كَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّهً وَسَطاً) ] روى عمر بن حنظله، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: هم الائمه(4).

3209 -بصائر الدرجات: حدثنا عبداللّه بن محمد، عن إبراهيم ابن محمد الثقفيّ قال: في كتاب بندار بن عاصم(5)، عن الحلبي، عن

ص:163


1- (1)- الحج 22:78.
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 190 ح 2.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 102 ح 2.
4- (4) - تفسير العياشي: ج 1 ص 63 ح 112. منهما البحار: ج 23 ص 343.
5- (5) - عن بندار بن عيسى - البحار.

هارون بن خارجه، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه (تبارك وتعالى): (وَ كَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّهً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النّاسِ ) .

قال: نحن الشهداء على الناس بما عندهم من الحلال والحرام وما ضيعوا منه(1).

3210 -بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن عبدالجبار، عن محمد بن اسماعيل، عن علي بن النعمان، عن هارون بن خارجه، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه تعالى (وَ كَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّهً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النّاسِ ) .

قال: بما عندهم من الحلال والحرام وبما ضيعوا منه2.

تفسير العياشي: قال أبو بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) مثله(2).

3211 -تفسير العياشي: عن أبي عمرو الزبيرى، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال اللّه: (وَ كَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّهً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النّاسِ وَ يَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً) فان ظننت أنّ اللّه عنى بهذه الآيه جميع أهل القبله من الموحّدين أفترى أنّ من لا يجوز شهادته في الدنيا على صاع من تمر يطلب اللّه شهادته يوم القيامه ويقبلها منه بحضره جميع الامم الماضيه ؟ كلّا لم يعن اللّه مثل هذا من خلقه، يعني الأمّه الّتي وجبت لها دعوه إبراهيم (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّهٍ )

ص:164


1- (1و2) - بصائر الدرجات: ص 102 ح 1 وص 536 ح 45. منه البحار: ج 23 ص 343.
2- (3) - تفسير العياشي: ج 1 ص 63 ح 113.

(أُخْرِجَتْ لِلنّاسِ ) (1) وهم الامّه الوسطى وهم خير امّه اخرجت للناس(2).

باب (16) الموعظه الواحده: الولايه

3212 -مناقب آل أبي طالب: الباقر والصادق (عليهما السّلام) في قوله تعالى: (قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَهٍ ) .

قال: الولايه (أَنْ تَقُومُوا لِلّهِ مَثْنى وَ فُرادى ) (3) قال: الائمّه من ذرّيتهما(4).

تفسير فرات الكوفي: فرات قال: حدثني جعفر بن محمد الفزاري معنعنا عن عمر بن يزيد بياع السابري قال: سالت [سمعت] جعفر بن محمد (عليهما السّلام) عن قول اللّه تعالى.. وذكر نحوه(5).

3213 -تأويل الآيات الظاهره: قال محمد بن العباس: حدثنا أحمد بن محمد النوفلي، عن يعقوب بن يزيد، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سالته عن قول اللّه (عزّوجلّ ): (قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَهٍ أَنْ تَقُومُوا لِلّهِ مَثْنى وَ فُرادى ) ؟

قال: بالولايه.

قلت: وكيف ذاك ؟

ص:165


1- (1)- آل عمران 3:110.
2- (2) - تفسير العياشي: ج 1 ص 63 ح 114. منه البحار: ج 23 ص 350.
3- (3) - سبأ 34:46.
4- (4) - مناقب آل أبي طالب: ج 4 ص 180. منه البحار: ج 23 ص 391.
5- (5) - تفسير فرات الكوفي: ص 346 ح 472.

قال: إنّه لمّا نصب النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) أمير المؤمنين (عليه السّلام) للناس فقال: «من كنت مولاه فعليّ مولاه» اغتابه رجل وقال:

إنّ محمدا ليدعو كلّ يوم إلى أمر جديد، وقد بدأ باهل بيته يملّكهم رقابنا، فأنزل اللّه (عزّوجلّ ) على نبيّه (صلّى اللّه عليه وآله) بذلك قرآنا فقال له: (قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَهٍ ) فقد أدّيت إليكم ما افترض ربّكم عليكم.

قلت: فما معنى قوله (عزّوجلّ ): (أَنْ تَقُومُوا لِلّهِ مَثْنى وَ فُرادى ) ؟

فقال: أماّ مثنى، يعني طاعه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) وطاعه أمير المؤمنين (عليه السّلام)، وأمّا فرادى فيعني طاعه الامام(1) من ذريتهما من بعدهما، ولا واللّه يا يعقوب ما عنى غير ذلك(2).

تفسير فرات الكوفي: فرات قال: حدثني الحسين بن سعيد معنعنا، عن عمر بن يزيد قال: سألت ابا عبداللّه جعفر بن محمد (عليهما السّلام) عن قول اللّه تعالى... وذكر نحوه(3).

3214 -مناقب آل أبي طالب: عمر بن يزيد سأل أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قوله تعالى: (قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَهٍ ) ؟

قال: بالولايه.

قال: قلت: وكيف ذلك ؟

قال: إنّه لمّا نصبه للناس قال: «من كنت مولاه فعليّ مولاه» ارتاب الناس فقالوا: إنّ محمّدا ليدعونا في كلّ وقت إلى أمر جديد،

ص:166


1- (1)- الائمه - البحار.
2- (2) - تأويل الآيات الظاهره: ج 2 ص 477 ح 10.
3- (3) - تفسير فرات الكوفي: ص 346 ح 471. منهما البحار: ج 23 ص 391.

وقد بدأ بأهل بيته يملّكهم رقابنا، ثمّ قرأ (قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَهٍ ) فقد أدّيت إليكم ما افترض عليكم ربّكم (أَنْ تَقُومُوا لِلّهِ مَثْنى وَ فُرادى ) ... الى اخره(1).

باب (17) آل محمّد عليهم السّلام هم السّابقون وشيعتهم أصحاب اليمين

3215 -الكافي: عليّ بن محمد، عن سهل بن زياد، عن إسماعيل ابن مهران، عن الحسن القمي، عن ادريس بن عبداللّه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سألته عن تفسير هذه الآيه: (ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ) (2)؟

قال: عنى بها لم نك من أتباع الائمّه الذين قال اللّه (تبارك وتعالى) فيهم: (وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ * أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) (3).

أما ترى الناس يسمّون الذي يلي السابق في الحلبه مصلّيا، فذلك الذي عنى حيث قال: (لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ) لم نك من أتباع السابقين(4)مناقب آل أبي طالب: ادريس بن عبداللّه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) نحوه(5).

البحار - بيان: الحلبه - بالتسكين -: خيل تجمع للسباق، والمصلّي

ص:167


1- (1)- مناقب آل أبي طالب: ج 3 ص 37. منه البحار: ج 37 ص 160.
2- (2) - المدثّر 74:42 و 43.
3- (3) - الواقعه 56:10 و 11.
4- (4) - الكافي: ج 1 ص 419 ح 38.
5- (5) - مناقب آل أبي طالب: ج 4 ص. 33. منه البحار: ج 24 ص 300.

هو الّذي يحاذي رأسه صلوى السابق، والصلوان: عظمان نابتان عن يمين الذّنب وشماله، وقال الراغب في مفرداته: لم نك من المصلّين، أي من أتباع النبيين.

3216 -تأويل الآيات الظاهره: روى الشيخ المفيد (قدّس سرّه) قال: أخبرنا الحسين بإسناده إلى داود الرّقي قال: قلت لابي عبداللّه (عليه السّلام): جعلت فداك أخبرني عن قوله تعالى: (وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ * أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) (1)؟

فقال: نطق اللّه بهذا يوم ذرأ الخلق في الميثاق قبل أن يخلق الخلق بألفي عام.

فقلت: فسّر لي ذلك ؟

فقال إنّ اللّه (عزّوجلّ ) لمّا أراد أن يخلق الخلق خلقهم من طين ورفع لهم نارا وقال: ادخلوها، فكان أوّل من دخلها محمّد وأمير المؤمنين والحسن والحسين والتسعه الائمّه (عليهم السّلام) إمام بعد إمام، ثمّ اتّبعهم شيعتهم فهم السّابقون(2).

3217 -مناقب آل أبي طالب: عن الصادق (عليه السّلام) في قوله تعالى: (وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ * أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) .

قال: نحن السابقون، ونحن الآخرون(3).

3218 -تفسير القمي: حدثنا أبو القاسم الحسيني قال: حدثنا فرات بن إبراهيم، عن محمد بن الحسين بن إبراهيم، عن علوان بن

ص:168


1- (1)- الواقعه 56:10 و 11.
2- (2) - تأويل الآيات الظاهره: ج 2 ص 642 ح 5. منه البحار: ج 35 ص 333.
3- (3) مناقب آل أبي طالب: ج 4 ص 283. منه البحار: ج 24 ص 4.

محمد، قال: حدثنا محمد بن معروف، عن السنديّ (1)، عن الكلبي، عن جعفر بن محمد (عليهما السّلام) في قوله: (كَلاّ إِنَّ كِتابَ الفُجّارِ لَفِي سِجِّينٍ ) . كتاب قال: هو فلان وفلان (وَ ما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ ) إلى قوله: (الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ ) زريق وحبتر(2)(وَ ما يُكَذِّبُ بِهِ إِلاّ كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ * إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ ) وهما زريق وحبتر كانا يكذّبان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) إلى قوله: (ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصالُوا الْجَحِيمِ ) هما (ثُمَّ يُقالُ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ ) [رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله)](3)، يعني هما(4) ومن تبعهما.

(كَلاّ إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ * وَ ما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ * كِتابٌ مَرْقُومٌ * يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ ) إلى قوله: (عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ ) وهو رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) وأمير المؤمنين وفاطمه والحسن والحسين والائمّه (عليهم السّلام) (إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا) زريق وحبتر ومن تبعهما (كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ وَ إِذا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغامَزُونَ ) برسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله)(5).

ص:169


1- (1)- السدّي - البحار.
2- (2) - الاول والثاني - البحار. وكذا في الموارد التاليه.
3- (3) - تفسير للموصول. وما بين المعقوفتين من البحار.
4- (4) - تفسير للمخاطب.
5- (5) - تفسير القمي: ج 2 ص 410، والآيات في سوره المطففين 83:7-30. منه البحار: ج 24 ص 5.

3219 - الكافي: الحسين بن محمد، عن محمد بن أحمد النهدي، عن معاويه بن حكيم، عن بعض رجاله، عن عنبسه بن بجاد، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه (عزّوجلّ ): (وَ أَمّا إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ * فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ ) (1).

فقال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) لعليّ (عليه السّلام): هم شيعتك، فسلم ولدك منهم أن يقتلوهم(2).

أقول: لعلّ المعنى: أن الشيعه لا يقتلون أولادك يا علي لانهم أصحاب اليمين، وإنما يقترف هذه الجريمه - وهي قتل العلويين - غير الشيعه من المخالفين والمنحرفين.

نعم... والتاريخ خير شاهد ودليل.

باب (18) آل محمّد عليهم السّلام هم الصّراط المستقيم

3220 -معاني الاخبار: حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال:

حدثنا عبدالرحمن بن محمد الحسيني(3) قال: أخبرنا أبو جعفر أحمد بن عيسى بن أبي مريم العجلي قال: حدثنا محمد بن أحمد بن عبداللّه بن زياد العرزمي قال: حدثنا عليّ بن حاتم المنقرى، عن المفضّل بن عمر قال: سالت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن الصراط؟

فقال: هو الطريق إلى معرفه اللّه (عزّوجلّ )، وهما صراطان:

ص:170


1- (1)- الواقعه 56:90 و 91.
2- (2) - الكافي: ج 8 ص 260 ح 373.
3- (3) - الحسني - البحار.

صراط في الدّنيا، وصراط في الآخره، فأمّا الصراط الّذي في الدّنيا فهو الإمام المفترض الطّاعه، من عرفه في الدّنيا واقتدى بهداه مرّ على الصراط الّذي هو جسر جهنّم في الآخره، ومن لم يعرفه في الدّنيا زلّت قدمه عن الصراط في الآخره فتردى في نار جهنّم(1).

3221 -معاني الاخبار: حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي قال: حدثنا فرات بن ابراهيم الكوفي قال: حدثني محمد بن الحسن بن ابراهيم قال: حدثنا علوان بن محمد قال: حدثنا حنّان بن سدير، عن جعفر بن محمد (عليهما السّلام) قال: قول اللّه (عزّوّجلّ ) في الحمد: (صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ) يعني محمّدا وذرّيّته (صلوات اللّه عليهم)(2).

3222 -تفسير القمي: حدثنا أبي، عن حماد، عن حريز، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) إنّه قرأ: (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لاَ الضّالِّينَ ) قال:

المغضوب عليهم النصّاب، والضالّين اليهود والنصارى(3).

3223 -تفسير القمي: أبي، عن ابن أبي عمير، عن ابن اذينه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قوله: (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لاَ الضّالِّينَ ) .

قال: المغضوب عليهم النصّاب، والضالّين الشكاك الذين

ص:171


1- (1)- معاني الاخبار: ص 32 ح 1. منه البحار: ج 24 ص 11.
2- (2) - معاني الاخبار: ص 36 ح 7. منه البحار: ج 24 ص 13.
3- (3) - تفسير القمي: ج 1 ص 29. منه البحار: ج 24 ص 20.

لايعرفون الإمام(1).

3224 -تأويل الآيات الظاهره: قال محمد بن العباس (رحمه اللّه): حدثنا أحمد بن الفضل الأهوازيّ ، عن بكر بن محمد بن إبراهيم غلام الخليل، قال: حدثنا زيد بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر (عليه السّلام)، عن أبيه جعفر، عن أبيه محمد، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين، عن أبيه علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) في قوله (عزّوجلّ ): (وَ إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَهِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ ) (2).

قال: عن ولايتنا أهل البيت(3).

3225 «مناقب آل أبي طالب: عن الصادق (عليه السّلام) في قوله تعالى: (وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ ) (4) نحن السبيل لمن اقتدى بنا، ونحن الهداه إلى الجنّه، ونحن عرى الإسلام.

3226 -وعنه (عليه السّلام) في قوله تعالى: (وَ الَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا) (5).

قال: هذه نزلت في آل محمد (صلّى اللّه عليه وآله) وأشياعهم.

3227 -وعنه (عليه السّلام) في قوله تعالى: (وَ اتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنابَ إِلَيَّ ) (6).

ص:172


1- (1)- تفسير القمي: ج 1 ص 29. منه البحار: ج 24 ص 20.
2- (2) - المؤمنون 23:74.
3- (3) - تأويل الآيات الظاهره: ج 1 ص 254 ح 6. منه البحار: ج 24 ص 22.
4- (4) - الانعام 6:152.
5- (5) - العنكبوت 29:69.
6- (6) - لقمان 31:15.

قال: اتّبع سبيل محمّد وعليّ (صلوات اللّه عليهما)(1).

3228 -تفسير فرات الكوفي: فرات بن ابراهيم الكوفي [(رحمه اللّه عليه) قال: حدثني الحسين بن سعيد قال: حدثنا محمد بن حماد ابن عمرو الحناط قال: حدثنا محمد بن الهيثم التميمي قال: حدثنا حماد بن ثابت، عن أبي داود، عن أبان بن تغلب] عن جعفر بن محمد (عليهما السّلام) في هذه الآيه: (قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللّهِ عَلى بَصِيرَهٍ أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَنِي) (2).

قال. هي واللّه ولايتنا أهل البيت لا ينكره أحد إلاّ ضالّ ، [قال:] ولا ينتقص عليا (عليه السّلام) إلاّ ضالّ (3).

3229 -مناقب آل أبي طالب: أبو عبداللّه (عليه السّلام) في قوله: (أَ فَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى ) أي أعداؤهم (أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ) (4).

قال: سلمان والمقداد وعمّار وأصحابه(5).

باب (19) الاستقامه على الولايه

3230 -الكافي: الحسين بن محمد، عن معلّى بن محمد، عن

ص:173


1- (1)- مناقب آل أبي طالب: ج 4 ص 283. منه البحار: ج 24 ص 20.
2- (2) - يوسف 12:108.
3- (3) - تفسير فرات الكوفي: ص 201 ح 263. منه البحار: ج 24 ص 23.
4- (4) - الملك 67:22.
5- (5) - مناقب آل أبي طالب: ج 3 ص 73. منه البحار: ج 24 ص 16.

محمد بن جمهور، عن فضاله بن أيوب، عن الحسين بن عثمان عن أبي أيوب، عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قول اللّه (عزّوجلّ ): (الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا) ؟

فقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): استقاموا على الائمّه واحدا بعد واحد (تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَهُ أَلاّ تَخافُوا وَ لا تَحْزَنُوا وَ أَبْشِرُوا بِالْجَنَّهِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ) (1) و(2).

مناقب آل أبي طالب: محمد بن مسلم، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) نحوه(3).

تأويل الآيات الظاهره: قال محمد بن العباس: حدثنا أحمد بن القاسم، عن أحمد بن محمد السياري، عن محمد بن خالد، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيوب، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) نحوه(4).

3231 -مختصر بصائر الدرجات: أحمد وعبداللّه ابنا محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عن أبي ايوب ابراهيم بن عثمان الخزاز، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه (عزّوجلّ ): (الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَهُ أَلاّ تَخافُوا وَ لا تَحْزَنُوا) .

قال: هم الائمّه ويجري فيمن استقام من شيعتنا وسلّم لامرنا

ص:174


1- (1)- فصّلت 41:30.
2- (2) - الكافي: ج اص 420 ح 40.
3- (3) - مناقب آل أبي طالب: ج 4 ص 330.
4- (4) - تأويل الآيات الظاهره: ج 2 ص 537 ح 9.

وكتم حديثنا عن عدوّنا تستقبله الملائكه بالبشرى من اللّه بالجنّه.

وقد واللّه مضى أقوام كانوا على مثل ما أنتم عليه من الدّين استقاموا وسلّموا لامرنا وكتموا حديثنا ولم يذيعوه عند عدوّنا ولم يشكوا فيه - كما شككتم - فاستقبلتهم الملائكه بالبشرى من اللّه بالجنّه(1).

3232 -تأويل الآيات الظاهره: قال محمد بن العباس (رحمه اللّه): حدثنا أحمد بن هوذه الباهلي، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبداللّه بن حماد، عن سماعه قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول في قول اللّه (عزّوجلّ ): (وَ أَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَهِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً) يعني استقاموا على الولايه في الاصل عند الاظلّه حين أخذ اللّه الميثاق على ذرّيّه آدم (لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً) (2)يعني لأسقيناهم من الماء الفرات العذب(3).

3233 -تأويل الآيات الظاهره: بهذا الإسناد، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سألته عن قول اللّه (عزّوجلّ ):

(وَ أَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَهِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً) ؟

[قال:] يعني لامددناهم علما كي يتعلمونه من الأئمّه (عليهم السّلام)(4).

3234 -مناقب آل أبي طالب: عبدالعظيم الحسنيّ بإسناده إلى جعفر (عليه السّلام) في قوله تعالى: (وَ أَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَهِ )

ص:175


1- (1)- مختصر بصائر الدرجات: ص 96. منه البحار: ج 25 ص 365.
2- (2) - الجن 72:16.
3- (3) - تأويل الآيات الظاهره: ج 2 ص 727 ح 1. منه البحار: ج 24 ص 28.
4- (4) - تأويل الآيات الظاهره: ج 2 ص 727 ح 2. منه البحار: ج 24 ص 28.

(لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً) يقول: لأشربنا قلوبهم الإيمان، والطريقه هي ولايه عليّ بن أبي طالب والأوصياء (عليهم السّلام)(1).

3235 -تأويل الآيات الظاهره: روى محمد بن العباس، عن أحمد بن القاسم، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد(2)، عن محمد بن علي، عن محمد بن مسلم، عن بريد العجليّ قال: سالت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قول اللّه (عزّوجلّ ): (وَ أَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَهِ ) ؟

قال: يعني على الولايه.

(لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً) قال: لأذقناهم علما كثيرا يتعلّمونه من الائمّه (عليهم السّلام).

قلت: قوله: (لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ) (3)؟

قال: إنّما هؤلاء يفتنهم فيه، يعني المنافقين(4).

باب (20) الحسنه والحسنى: الولايه

3236 -تأويل الآيات الظاهره: قال محمد بن العباس: حدثنا احمد بن ادريس، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن عمّار الساباطي قال: كنت عند

ص:176


1- (1)- مناقب آل أبي طالب: ج 4 ص 320. منه البحار: ج 24 ص 101.
2- (2) - عن احمد بن محمد بن خالد - البحار.
3- (3) - الجن 72:17.
4- (4) - تأويل الآيات الظاهره: ج 2 ص 728 ح 3. منه البحار: ج 24 ص 29.

أبي عبداللّه (عليه السّلام) وساله عبداللّه بن أبي يعفور عن قول اللّه (عزّوجلّ ): (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَهِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ ) (1)فقال: وهل تدري ما الحسنه ؟ إنّما الحسنه معرفه الإمام وطاعته، وطاعته من طاعه اللّه(2).

3237 -تفسير القمي: حدثنا محمد بن سلمه قال: حدثنا محمد ابن جعفر قال: حدثنا يحيى بن زكريا اللؤلؤى، عن عليّ بن حسان (حنان - خ ل)، عن عبدالرحمن بن كثير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قوله: (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَهِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها) (3).

قال: هي للمسلمين عامّه، والحسنه الولايه، فمن عمل من حسنه كتبت له عشرا فان لم يكن ولايه رفع(4) عنه بما عمل من حسنه في الدنيا وماله في الآخره من خلاق(5) و(6).

3238 -تفسير القمي: أخبرنا أحمد بن إدريس قال: حدثنا محمد بن أحمد (احمد بن محمد - ط)، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن الحصين، عن خالد بن يزيد، عن عبدالأعلى، عن أبي الخطّاب، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قوله تعالى: (فَأَمّا مَنْ أَعْطى وَ اتَّقى * وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنى ) .

ص:177


1- (1)- النمل 27:89.
2- (2) - تأويل الآيات الظاهره: ج 1 ص 411 ح 18. منه البحار: ج 24 ص 42.
3- (3) - الانعام 6:160.
4- (4) - دفع - البحار.
5- (5) - الخلاق: النصيب الوافر من الخير. (أقرب الموارد).
6- (6) - تفسير القمي: ج 2 ص 131. منه البحار: ج 27 ص 168.

قال: بالولايه (فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى * وَ أَمّا مَنْ بَخِلَ وَ اسْتَغْنى * وَ كَذَّبَ بِالْحُسْنى ) فقال: بالولايه (فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى ) (1) و(2).

بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن كثير، عن مخالد(3) بن يزيد، عن عبدالأعلى، عمّن رواه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) نحوه(4).

تفسير فرات الكوفي: فرات قال: حدثني علي بن محمد الزهري معنعنا، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) نحوه(5).

البحار - بيان: لعلّه على تأويله (عليه السّلام) المراد بالحسنى العقيده، أو الكلمه الحسنى، وفسّرها أكثر المفسّرين بالعده والمثوبه.

3239 -مناقب آل أبي طالب: أبو عبداللّه (عليه السّلام) في قوله تعالى: (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَهِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها) الآيه قال: الحسنه: معرفه الامام وطاعته، (وَ مَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَهِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ ) الآيه(6) وانما أراد بالسيئه انكار الامام الذي هو من اللّه وقال تعالى فيهم: (وَ كَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّهً وَسَطاً) (7) وقال: (لا يَسْئَلُونَ النّاسَ إِلْحافاً) (8) و(9).

ص:178


1- (1)- الليل 92:5-10.
2- (2) - تفسير القمي: ج 2 ص 426.
3- (3) - خالد - البحار.
4- (4) - بصائر الدرجات: ص 535 ح 39. منهما البحار: ج 24 ص 44.
5- (5) - تفسير فرات الكوفي: ص 568 ح 728. منه البحار: ج 24 ص 46.
6- (6) - النمل 27:89 و 90.
7- (7) - البقره 2:143.
8- (8) - البقره 2:273.
9- (9) - مناقب آل أبي طالب: ج 4 ص 420. منه البحار: ج 24 ص 43.

3240 - أمالي الطوسي: أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرنا أبو غالب أحمد بن محمد الزراري قال: حدثنا عبداللّه بن جعفر الحميرى، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن عمار بن موسى الساباطي قال:

قلت لابي عبداللّه (عليه السّلام): إنّ أبا اميّه يوسف بن ثابت حدّث عنك أنّك قلت: لا يضرّ مع الإيمان عمل، ولا ينفع مع الكفر عمل.

فقال (عليه السّلام): إنّه لم يسألني أبو اميه عن تفسيرها، إنّما عنيت بهذا أنّه من عرف الامام من آل محمد (عليهم السّلام) وتولاّه، ثمّ عمل لنفسه بما شاء من عمل الخير قبل منه ذلك، وضوعف له أضعافا كثيره، فانتفع باعمال الخير مع المعرفه، فهذا ما عنيت بذلك.

وكذلك لايقبل اللّه من العباد الاعمال الصالحه التي يعملونها إذا تولّوا الإمام الجائر الّذي ليس من اللّه تعالى.

فقال له عبداللّه بن أبي يعفور: أليس اللّه تعالى قال: (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَهِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ ) فكيف لا ينفع العمل الصالح ممّن تولى(1) أئمّه الجور؟

فقال له أبو عبداللّه (عليه السّلام): وهل تدري ما الحسنه الّتي عناها اللّه تعالى في هذه الآيه ؟ هي واللّه معرفه الإمام وطاعته، وقال اللّه تعالى: (وَ مَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَهِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاّ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) وإنّما أراد بالسيئه إنكار الإمام الّذي هو من اللّه تعالى.

ص:179


1- (1)- ممّن يوالى - البحار.

ثمّ قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): من جاء يوم القيامه بولايه إمام جائر ليس من اللّه وجاء منكرا لحقّنا جاحدا بولايتنا أكبّه اللّه تعالى يوم القيامه في النار(1).

3241 -تفسير فرات الكوفي: فرات قال: حدثني محمد بن القاسم بن عبيد معنعنا عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) أنّه قرأ: (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَهِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها) [فقال:] فاذا جاء بها مع الولايه فله عشر أمثالها، (وَ مَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَهِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النّارِ) جهنّم لا يخرجون منها ولا يخفّف عنهم العذاب (وَ مَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَهِ ) من غيرهم لا يجازى إلاّ مثلها.

وسألته عن قوله: (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَهِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ ) ما هي الحسنه التي من جاء بها أمن من فزع يوم القيامه ؟

قال: الحسنه: ولايتنا وحبّنا، ومن جاء بالسيئه فكبّت وجوههم في النار ولم يقبل لهم عملا ولا صرفا ولا عدلا فهو بغضنا أهل البيت هل يجزون إلاّ ما كانوا يعملون(2).

3242 -مناقب آل أبي طالب: عن الصادق (عليه السّلام) في قوله تعالى: (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَهِ ) قال: الحسنه حبّنا، ومعرفه حقّنا، والسيّئه بغضنا وانتقاص حقّنا(3).

3243 -تفسير فرات الكوفي: فرات قال: حدثنا محمد بن

ص:180


1- (1)- أمالي الطوسي: ص 417 ح 939. منه البحار: ج 24 ص 43.
2- (2) - تفسير فرات الكوفي: ص 139 ح 168. منه البحار: ج 24 صه 4.
3- (3) - مناقب آل أبي طالب: ج 4 ص 284. منه البحار: ج 24 ص 44.

القاسم بن عبيد معنعنا عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه تعالى: (وَ كَذَّبَ بِالْحُسْنى ) بولايه علي (عليه السّلام) (فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى ) النّار (وَ ما يُغْنِي عَنْهُ مالُهُ إِذا تَرَدّى) ما يغني علمه إذا مات (إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى ) إنّ عليّا هذا الهدى(1)(وَ إِنَّ لَنا لَلْآخِرَهَ وَ الْأُولى * فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظّى) القائم (عليه السّلام) إذا قام بالغضب فقتل(2) من كل ألف تسعمائه وتسعا وتسعين (لا يَصْلاها إِلاَّ الْأَشْقَى * اَلَّذِي كَذَّبَ ) بالولايه (وَ تَوَلّى) عنها (وَ سَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى) المؤمن (الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ يَتَزَكّى) الّذي يعطي العلم أهله (وَ ما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَهٍ تُجْزى ) ما لاحد عنده مكافأه (إِلاَّ ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى ) القربه إلى اللّه تعالى (وَ لَسَوْفَ يَرْضى ) (3) إذا عاين الثواب(4).

أقول: يستفاد من بعض الأحاديث أن الامام المهدي (عليه السّلام) حينما يظهر تنقاد له الملل والامم ويستسلم له اليهود والنصارى ويدخلون في الاسلام ولا يضع السيف الاّ في الظالمين والمعاندين للحق - ونسبتهم قليله - فيطهّر الارض من الظلم والظالمين وينشر رايه العدل والامن والأمان.

وهذا الرقم المذكور في الروايه - على فرض صحتها - يرجع الى الظالمين والمعاندين، واللّه العالم.

ص:181


1- (1)- إنّ عليا للهدى - البحار، أقول: هذا على التأويل، كما هو واضح.
2- (2) - بالسيف قتل - البحار.
3- (3) - الليل 92:9-21.
4- (4) - تفسير فرات الكوفي: ص 567 ح 727. منه البحار: ج 24 ص 46.

3244 - تأويل الآيات الظاهره: روى أحمد بن القاسم، عن احمد بن محمد بن خالد (البرقيّ )، عن أيمن بن محرز، عن سماعه، عن أبي بصير، عن أبى عبداللّه (عليه السّلام) أنّه قال: (فَأَمّا مَنْ أَعْطى ) الخمس (وَ اتَّقى ) ولايه الطواغيت (وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنى ) بالولايه (فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى ) فلا يريد شيئا من الخير إلاّ تيسّر له (وَ أَمّا مَنْ بَخِلَ ) بالخمس (وَ اسْتَغْنى ) برأيه عن أولياء اللّه (وَ كَذَّبَ بِالْحُسْنى ) بالولايه (فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى ) فلا يريد شيئا من الشرّ إلاّ تيسّر له، وأمّا قوله: (وَ سَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى) قال: رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) ومن تبعه (الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ يَتَزَكّى) قال: ذاك أمير المؤمنين (عليه السّلام)، وهو قوله تعالى: (وَ يُؤْتُونَ الزَّكاهَ وَ هُمْ راكِعُونَ ) (1).

وقوله: (وَ ما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَهٍ تُجْزى ) فهو رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) الّذي ليس لاحد عنده نعمه تجزى، ونعمته جاريه على جميع الخلق(2).

3245 -تأويل الآيات الظاهره: جاء مرفوعا، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه تعالى: (وَ اللَّيْلِ إِذا يَغْشى ) .

قال: دوله إبليس إلى يوم القيامه وهو يوم قيام القائم (وَ النَّهارِ إِذا تَجَلّى) وهو القائم إذا قام.

وقوله: (فَأَمّا مَنْ أَعْطى وَ اتَّقى ) أعطى نفسه الحقّ واتّقى الباطل

ص:182


1- (1)- المائده 5:55.
2- (2) - تأويل الآيات الظاهره: ج 2 ص 809 ح 7. منه البحار: ج 24 ص 46.

(فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى ) أي الجنّه (وَ أَمّا مَنْ بَخِلَ وَ اسْتَغْنى ) يعني بنفسه عن الحقّ ، واستغنى بالباطل عن الحقّ (وَ كَذَّبَ بِالْحُسْنى ) بولايه عليّ ابن أبي طالب (عليه السّلام) والأئمّه من بعده (فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى ) يعني النار.

وأمّا قوله: (إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى ) يعني أنّ عليّا هو الهدى (وَ إِنَّ لَنا لَلْآخِرَهَ وَ الْأُولى * فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظّى) .

قال: هو القائم إذا قام بالغضب فيقتل من كلّ ألف تسعمائه وتسعه وتسعين (لا يَصْلاها إِلاَّ الْأَشْقَى) .

قال: هو عدوّ آل محمد (عليهم السّلام) (وَ سَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى) (1).

قال: ذاك أمير المؤمنين وشيعته(2).

باب (21) النعيم في القرآن هو الولايه

3246 -الكافي: الحسين بن محمد، عن معلّى بن محمد، عن محمد بن جمهور، عن عبداللّه بن عبدالرحمن، عن الهيثم بن واقد، عن أبي يوسف البزاز قال: تلا أبو عبداللّه (عليه السّلام) هذه الآيه:

(فَاذْكُرُوا آلاءَ اللّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) (3) قال: أتدري ما آلاء اللّه ؟

قلت: لا.

ص:183


1- (1)- الليل 92:1-17.
2- (2) - تأويل الآيات الظاهره: ج 2 ص 807 ح 1. منه البحار: ج 24 ص 398.
3- (3) - الاعراف 7:69.

قال: هي أعظم نعم اللّه على خلقه وهي ولايتنا(1).

3247 -تفسير القمي: قال الصادق (عليه السّلام): نحن واللّه نعمه اللّه التي أنعم بها على عباده، وبنا فاز من فاز(2).

3248 -أمالي الطوسي: أخبرنا أبو عمر (عبدالواحد بن محمد ابن عبداللّه بن محمد بن مهدي) قال: حدثنا أحمد (بن محمد بن سعيد) قال: حدثنا جعفر بن علي بن نجيح الكندي قال: حدثنا حسن ابن حسين قال: حدثنا أبو حفص الصائغ قال أبو العباس - هو عمر بن راشد، أبو سليمان - عن جعفر بن محمد (عليه السّلام) في قوله:

(ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) (3) قال: نحن من النعيم.

وفي قوله: (وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً) (4) قال: نحن الحبل(5).

3249 -تفسير فرات الكوفي: قال (أبو الخير مقداد بن علي):

حدثنا أبو القاسم العلوي قال: حدثنا فرات بن ابراهيم الكوفي [قال:

حدثني علي بن العباس قال: حدثنا الحسن بن محمد المزني قال:

حدثنا الحسن بن الحسين]، عن أبي حفص الصائغ قال: سمعت جعفر ابن محمد (عليهما السّلام) يقول في قول اللّه تعالى: (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ )

ص:184


1- (1)- الكافي: ج 1 ص 217 ح 3.
2- (2) - تفسير القمي: ج 1 ص 388. منه البحار: ج 24 ص 51.
3- (3) - التكاثر 102:8.
4- (4) - آل عمران 3:103.
5- (5) - أمالي الطوسي: ص 272 ح 510. منه البحار: ج 24 ص 52.

(يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) قال: نحن من النعيم الذي ذكر اللّه، ثمّ قال جعفر (عليه السّلام). (وَ إِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِ وَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِ ) (1) و(2).

3250 -تفسير فرات الكوفى: فرات قال: حدثني محمد بن الحسن معنعنا عن حنّان بن سدير قال: حدثني أبي قال: كنت عند جعفر بن محمد (عليه السّلام) فقدّم إلينا طعاما، فأكلت طعاما ما أكلت طعاما مثله قطّ، فقال لي: يا سدير كيف رأيت طعامنا هذا؟

قلت: بأبي أنت وامّي يابن رسول اللّه ما أكلت مثله قطّ ولا أظنّ أنّي آكل أبدا مثله، ثمّ إنّ عيني تغرغرت(3) فبكيت.

فقال: يا سدير ما يبكيك ؟

قلت: يابن رسول اللّه ذكرت آيه في كتاب اللّه.

قال: وما هي ؟

قلت: قول اللّه في كتابه: (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) فخفت أن يكون هذا الطعام الّذي يسألنا اللّه عنه.

فضحك حتّى بدت نواجذه.

ثمّ قال: يا سدير لا تسأل عن طعام طيب، ولا ثوب ليّن، ولا رائحه طيبه، بل لنا خلق وله خلقنا، ولنعمل فيه بالطّاعه.

قلت له: بأبي أنت وامّي يابن رسول اللّه فما النعيم ؟

قال لي: حبّ [أمير المؤمنين] عليّ بن أبي طالب وعترته (عليهم السّلام) يسألهم اللّه يوم القيامه كيف كان شكركم لي حين أنعمت

ص:185


1- (1)- الاحزاب 33:37.
2- (2) - تفسير فرات الكوفي: ص 605 ح 762. منه البحار: ج 24 ص 57.
3- (3) - تغرغرت عينه بالدّمع: اذا تردّد فيها الدمع. (أقرب الموارد).

عليكم بحبّ عليّ وعترته(1).

3251 -المحاسن: البرقي، عن عثمان بن عيسى، عن أبي سعيد، عن أبي حمزه قال: كنّا عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) جماعه فدعا بطعام ما لنا عهد بمثله لذاذه وطيبا حتّى تملّينا واتينا بتمر ننظر فيه إلى وجوهنا من صفائه وحسنه، فقال رجل: (لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) ، عن هذا النعيم الّذي نعمتم عند ابن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله).

فقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): اللّه أكرم وأجلّ من أن يطعمكم طعاما فيسوّغكموه، ثمّ يسألكم عنه، ولكنّه يسألكم عما أنعم به عليكم بمحمّد وآل محمّد (صلّى اللّه عليه وآله).

ورواه محمد بن عليّ ، عن عيسى(2) بن هشام، عن أبي خالد القمّاط، عن أبي حمزه مثله(3).

3252 -تأويل الآيات الظاهره: قال محمد بن العباس: حدثنا عليّ بن أحمد بن خاتم، عن حسن(4) بن عبدالواحد، عن القاسم بن الضحّاك، عن أبي حفص الصائغ، عن الامام جعفر بن محمد (عليهما السّلام) أنّه قال: (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) واللّه ما هو الطعام والشراب، ولكن ولايتنا أهل البيت(5).

ص:186


1- (1)- تفسير فرات الكوفي: ص 605 ح 763. منه البحار: ج 24 ص 58.
2- (2) - عبيس - البحار.
3- (3) - المحاسن: ص 400 ح 83. منه البحار: ج 24 ص 53.
4- (4) - احمد - البحار.
5- (5) - تأويل الآيات الظاهره: ج 2 ص 850 ح 2. منه البحار: ج 24 ص 56.

3253 - تأويل الآيات الظاهره: وقال أيضا: حدّثنا أحمد بن محمد الوراق، عن جعفر بن عليّ بن نجيح، عن حسن بن حسين، عن أبي حفص الصائغ، عن الإمام جعفر بن محمد (عليهما السّلام) في قوله تعالى: (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) .

قال: نحن النعيم(1).

3254 -تأويل الآيات الظاهره: وقال أيضا: حدثنا أحمد بن القاسم، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن عمر بن عبدالعزيز، عن عبداللّه بن نجيح اليماني قال: قلت لابي عبداللّه (عليه السّلام): ما معنى قوله تعالى: (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) ؟

قال: النعيم الذي أنعم اللّه به عليكم من ولايتنا، وحبّ محمد وآل محمد (صلّى اللّه عليه وآله)(2).

3255 -تفسير القمي: أخبرنا أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمد، عن سلمه(3) بن عطا، عن جميل، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قلت قول اللّه: (لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) ؟

قال: يسأل هذه الأمّه عمّا أنعم اللّه عليهم، برسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) ثمّ بأهل بيته المعصومين (عليهم السّلام)(4).

3256 -المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن البختري، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قوله:

ص:187


1- (1)- تأويل الآيات الظاهره: ج 2 ص 850 ح 3. منه البحار: ج 24 ص 56.
2- (2) - تأويل الآيات الظاهره: ج 2 ص 850 ح 4. منه البحار: ج 24 ص 56.
3- (3) - مسلمه - البحار.
4- (4) - تفسير القمي: ج 2 ص 440. منه البحار: ج 24 ص 52.

(لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) .

قال: إنّ اللّه أكرم من أن يسأل مؤمنا عن أكله وشربه(1).

3257 -تأويل الآيات الظاهره: روى الشيخ المفيد (قدّس اللّه روحه) بإسناده إلى محمد بن السائب الكلبي قال: لمّا قدم الصادق (عليه السّلام) العراق نزل الحيره فدخل عليه أبو حنيفه وسأله عن مسائل وكان ممّا سأله أن قال له: جعلت فداك ما الامر بالمعروف ؟

فقال (عليه السّلام): المعروف - يا أبا حنيفه - المعروف في أهل السماء، المعروف في أهل الارض، وذاك أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام).

قال: جعلت فداك فما المنكر؟

قال: اللّذان ظلماه حقّه، وابتزّاه(2) أمره، وحملا الناس على كتفه.

قال: ألا ما هو أن ترى الرجل على معاصي اللّه فتنهاه عنها؟

فقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): ليس ذاك أمرا بمعروف ولا نهيا عن منكر إنّما ذاك خير قدّمه.

قال أبو حنيفه: أخبرني - جعلت فداك - عن قول الله (عزّوجلّ ): (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) ؟

قال: فما هو عندك يا أبا حنيفه ؟

قال: الامن في السرب(3) وصحّه البدن، والقوت الحاضر.

فقال: يا أبا حنيفه لئن وقفك اللّه وأوقفك يوم القيامه حتى

ص:188


1- (1)- المحاسن: ص 399 ح 81. منه البحار: ج 7 ص 272.
2- (2) - ابتزّه: استلبه. (قرب الموارد).
3- (3) - السرب: الطريق. (أقرب الموارد).

يسألك عن كلّ أكله أكلتها وشربه شربتها ليطولنّ وقوفك.

قال: فما النعيم جعلت فداك ؟

قال: النعيم نحن الّذين أنقذ اللّه الناس بنا من الضلاله، وبصّرهم بنا من العمى، وعلّمهم بنا من الجهل.

قال: جعلت فداك فكيف كان القرآن جديدا أبدا؟

قال: لانّه لم يجعل لزمان دون زمان فتخلقه الأيام ولو كان كذلك لفني القران قبل فناء العالم(1).

3258 -مجمع البيان: في قوله تعالى: (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) قيل: عن النعيم في المطعم والمشرب وغيرهما من الملاذّ، وقيل: هو الامن والصحّه، وروي ذلك عن أبي جعفر (عليه السّلام) وأبي عبداللّه (عليه السّلام).

3259 -وروى العياشي بإسناده في حديث طويل قال: سال أبو حنيفه أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن هذه الآيه فقال له: ما النّعيم عندك يا نعمان ؟

قال: القوت من الطعام والماء البارد.

فقال: لئن أوقفك اللّه بين يديه يوم القيامه حتّى يسألك عن كلّ أكله أكلتها أو شربه شربتها ليطولنّ وقوفك بين يديه.

قال: فما النعيم جعلت فداك ؟

قال: نحن أهل البيت النعيم الذي أنعم اللّه بنا على العباد، وبنا ائتلفوا بعد أن كانوا مختلفين، وبنا ألّف اللّه بين قلوبهم وجعلهم

ص:189


1- (1)- تأويل الآيات الظاهره: ج 2 ص 852 ح 8. منه البحار: ج 24 ص 58.

إخوانا بعد أن كانوا أعداء، وبنا هداهم اللّه للاسلام، وهي النعمه التي لاتنقطع، واللّه سائلهم عن حقّ النعيم الّذي أنعم به عليهم، وهو النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) وعترته (عليه السّلام)(1).

دعوات الراوندى: روي ان أبا حنيفه سال الصادق (عليه السّلام) عن قوله: (لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) ؟ فقال: لئن وقفك اللّه يوم القيامه... وذكر نحوه(2).

3260 -البحار: أقول: روى السيد الأجل محمد بن الحسن الحسيني في روايه الصحيفه الكامله الشريفه باسناده، عن متوكل بن هارون، عن أبي عبداللّه الصادق (صلوات اللّه عليه) قال: أخبر اللّه نبيّه (صلّى اللّه عليه وآله) بما يلقى أهل بيت محمد (صلوات اللّه عليهم) وأهل مودّتهم وشيعتهم منهم، يعني بني اميه في أيامهم وملكهم قال: وأنزل اللّه تعالى فيهم: (أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللّهِ كُفْراً وَ أَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ * جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها وَ بِئْسَ الْقَرارُ) (3)ونعمه اللّه محمد وأهل بيته، حبّهم إيمان يدخل الجنّه وبغضهم كفر ونفاق يدخل النار(4).

3261 -مناقب آل أبي طالب: الصادق والباقر (عليهما السّلام) في قوله تعالى: (أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللّهِ كُفْراً) نعمه اللّه:

رسوله، إذ يخبر امّته بمن يرشدهم من الائمّه (وَ أَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ)

ص:190


1- (1)- مجمع البيان: ج 5 ص 534.
2- (2) - دعوات الراوندي: ص 158 ح 434. منهما البحار: ج 24 ص 49.
3- (3) - ابراهيم 14:28 و 29.
4- (4) - البحار: ج 24 ص 60 ح 37.

(الْبَوارِ) ذلك معنى قول النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) «لا ترجعنّ بعدي كفّارا يضرب بعضكم رقاب بعض»(1).

باب (22) الولايه رحمه اللّه

3262 -تفسير العياشي: عن زراره، عن أبي جعفر (عليه السّلام) وحمران، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قوله تعالى: (وَ لَوْ لا فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَتُهُ ) (2).

قال: فضل اللّه: رسوله، ورحمته: ولايه الأئمّه (عليهم السّلام)(3).

3263 -تأويل الآيات الظاهره: روى الحسن بن أبي الحسن الديلمي، عمّن رواه باسناده، عن أبي صالح، عن حمّاد بن عثمان، عن أبي الحسن الرضا، عن أبيه موسى، عن محمد جعفر بن محمد (عليهم السّلام) في قوله تعالى: (وَ اللّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ ) (4).

قال: المختصّ بالرّحمه نبيّ اللّه ووصيّه وعترتهما (صلوات اللّه عليهما) إنّ اللّه خلق مائه رحمه، فتسع وتسعون رحمه عنده مذخوره لمحمّد (صلّى اللّه عليه وآله) وعليّ (عليه السّلام) وعترتهما، ورحمه واحده مبسوطه على سائر الموجودين(5).

ص:191


1- (1)- مناقب آل أبي طالب: ج 4 ص 284. منه البحار: ج 24 ص 51.
2- (2) - النساء 4:83.
3- (3) - تفسير العياشي: ج 1 ص 260 ح 207. منه البحار: ج 24 ص 60.
4- (4) - البقره 2:105.
5- (5) - تأويل الآيات الظاهره: ج 1 ص 77 ح 55. منه البحار: ج 24 ص 62.

3264 - مناقب آل أبي طالب: الباقر والصادق (عليهما السّلام) في قوله تعالى: (ذلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ ) * (1)وفي قوله:

(وَ لا تَتَمَنَّوْا ما فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ ) (2) إنّهما نزلا فيهم (عليهم الصلاه والسّلام)(3).

3265 -تأويل الآيات الظاهره: قال محمد بن العباس: حدثنا أحمد بن محمد النوفليّ ، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن مرازم، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قول اللّه (عزّوجلّ ):

(ما يَفْتَحِ اللّهُ لِلنّاسِ مِنْ رَحْمَهٍ فَلا مُمْسِكَ لَها) (4).

قال: هي ما أجرى اللّه على لسان الإمام(5).

باب (23) آل محمّد عليهم السّلام: النجوم والعلامات

3266 -الكافي: الحسين بن محمد الأشعرى، عن معلّى بن محمد، عن أبي داود المسترقّ قال: حدّثنا داود الجصاّص قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: (وَ عَلاماتٍ وَ بِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ) (6)قال: النجم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) والعلامات هم

ص:192


1- (1)- المائده 5:54 - والحديد 57:21 - والجمعه 62:4.
2- (2) - النساء 4:32.
3- (3) - مناقب آل أبي طالب: ج 3 ص 99. منه البحار: ج 24 ص 62.
4- (4) - فاطر 35:2.
5- (5) - تأويل الآيات الظاهره: ج 2 ص 478 ح 1. منه البحار: ج 24 ص 66.
6- (6) - النحل 16:16.

الائمّه (عليهم السّلام)(1).

مناقب آل أبي طالب: الهيتي وداود الجصّاص، عن الصادق (عليه السّلام)، والوشّاء، عن الرضا (عليه السّلام) نحوه(2).

3267 -الكافي: الحسين بن محمد، عن معلّى بن محمد، عن الوشّاء، عن أسباط بن سالم قال: سال الهيثم أبا عبداللّه (عليه السّلام) وأنا عنده عن قول اللّه (عزّوجلّ ): (وَ عَلاماتٍ وَ بِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ) ؟

فقال: رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) النجم، والعلامات [هم] الائمّه (عليهم السّلام)(3).

3268 -تفسير القمي: حدثني أبي، عن النضر بن سويد، عن القاسم بن سليمان، عن المعلّى بن خنيس، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قوله تعالى: (وَ عَلاماتٍ وَ بِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ) .

قال: النّجم رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله)، والعلامات الائمّه (عليهم السّلام)(4).

3269 -أمالي الطوسي: حدثنا محمد بن محمد قال: حدثني ابو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه (رحمه اللّه) قال: حدثني أبي قال: حدثني سعد بن عبداللّه قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن منصور بن بزرج، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه جعفر بن محمد (عليهما السّلام) في قول اللّه

ص:193


1- (1)- الكافي: ج 1 ص 206 ح 1.
2- (2) - مناقب آل أبي طالب: ج 4 ص 178.
3- (3) - الكافي: ج 1 ص 207 ح 2.
4- (4) - تفسير القمي: ج 1 ص 383. منه البحار: ج 24 ص 80.

(عزّوجلّ ): (وَ عَلاماتٍ وَ بِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ) .

قال: النّجم رسول اللّه، والعلامات الائمّه من بعده (عليهم السّلام(1).

3270 -تفسير العياشي: عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه (وَ عَلاماتٍ وَ بِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ) .

قال: هم الائمّه (عليهم السّلام)(2).

3271 -تفسير العياشي: عن المفضّل بن صالح، عن بعض اصحابه، عن أحدهما (عليهما السّلام) في قوله (وَ عَلاماتٍ وَ بِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ) .

قال: هو أمير المؤمنين (عليه السّلام)(3).

3272 -تفسير العياشي: عن معلّى بن خنيس، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قوله: (وَ عَلاماتٍ وَ بِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ) .

قال: النّجم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله)، والعلامات الأوصياء بهم يهتدون4.

تفسير فرات الكوفي: فرات قال: حدثني علي بن محمد الزهري معنعنا، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) نحوه(4).

3273 -تفسير القمي: في روايه سيف بن عميره، عن إسحاق بن عمار، عن أبي بصير قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قول

ص:194


1- (1)- أمالي الطوسي: ص 163 ح 270. منه البحار: ج 24 ص 80.
2- (2) - تفسير العياشي: ج 2 ص 256 ح 11. منه البحار: ج 24 ص 81.
3- (3و4) - تفسير العياشي: ج 2 صه 25 ح 7 و 8.
4- (5) - تفسير فرات الكوفي: ص 233 ح 311. منهما البحار: ج 24 ص 81.

اللّه: (رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَ رَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ ) ؟

قال: المشرقين رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) وأمير المؤمنين (عليه السّلام)، والمغربين الحسن والحسين (صلوات اللّه عليهما).

وأمثالهما تجري (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ ) (1) قال: محمد وعليّ (عليهما السّلام)(2).

البحار - توضيح: قوله (عليه السّلام): «وأمثالهما تجري» أي أمثال هذين التعبيرين، يعني بالمشرق والمغرب، عن الائمّه (عليهم السّلام) تجري في كثير من الآيات، كالشمس والقمر والنجم، أو أنّ على أمثالهما تجري تلك الآيه، وهو قوله: (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ ) أو المعنى أنّه على أمثال محمّد وعليّ (عليهما السّلام) من سائر الائمّه أيضا تجري هذه الآيه، فإنّ كلّ إمام ناطق مشرق لانوار العلوم، والصامت مغرب لها، والاوّل أظهر.

3274 -أمالي الطوسي: أخبرنا جماعه، عن أبي المفضل قال:

حدثنا الحسن بن علي بن زكريا أبو سعيد البصري قال: حدثنا محمد ابن صدقه العنبري قال: حدثنا موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي (عليهم السّلام)، عن جابر بن عبداللّه الأنصاريّ قال: صلّى بنا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) يوما صلاه الفجر، ثمّ انفتل(3) وأقبل علينا يحدّثنا فقال: أيّها الناس من فقد الشمس فليتمسّك بالقمر، ومن فقد القمر فليتمسّك بالفرقدين.

ص:195


1- (1)- الرحمن 55:17 و 18.
2- (2) - تفسير القمي: ج 2 ص 344. منه البحار: ج 24 ص 69.
3- (3) - إنفتل عن الصّلاه: إنصرف عنها. (اقرب الموارد).

قال: فقمت أنا وأبو أيوب الأنصاري ومعنا أنس بن مالك فقلنا:

يا رسول اللّه من الشمس ؟

قال: أنا، فإذا هو (صلّى اللّه عليه وآله) [قد] ضرب لنا مغلا فقال: إنّ اللّه تعالى خلقنا وجعلنا بمنزله نجوم السماء، كلّما غاب نجم طلع نجم، فأنا الشمس فإذا ذهب بي فتمسّكوا بالقمر.

قلنا: فمن القمر؟

قال: أخي ووصيّي ووزيري وقاضي ديني وأبو ولدي وخليفتي في أهلى علي بن أبي طالب.

قلنا: فمن الفرقدان ؟

قال: الحسن والحسين.

ثمّ مكث مليّا وقال: فاطمه هي الزهره وعترتي أهل بيتي(1) هم مع القرآن والقرآن معهم، لا يفترقان حتّى يردا عليّ الحوض(2).

3275 -تفسير القمي: حدثنا جعفر بن أحمد، عن عبداللّه(3) بن موسى، عن الحسين بن عليّ ، عن ابن أبي حمزه(4)، عن أبيه، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قوله: (وَ السَّماءِ وَ الطّارِقِ ) .

قال: السماء في هذا الموضع أمير المؤمنين (عليه السّلام) والطارق الّذي يطرق الائمّه (عليهم السّلام) من عند ربّهم ممّا يحدث باللّيل

ص:196


1- (1)- فقال: هؤلاء وفاطمه وهي الزهره عترتي وأهل بيتي - البحار.
2- (2) - أمالي الطوسي: ص 516 ح 1131. منه البحار: ج 24 صه 7.
3- (3) - عبيداللّه - البحار.
4- (4) - عن الحسن بن علي بن أبي حمزه - البحار.

والنهار، وهو الروح الذي مع الائمّه يسدّدهم.

قلت: (النَّجْمُ الثّاقِبُ ) (1)؟

قال: ذاك رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله)(2).

3276 -الكافي: جماعه، عن سهل، عن محمد (بن سليمان)، عن أبيه [عن أبي محمد]، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سألته عن قول اللّه (عزّوجلّ ): (وَ الشَّمْسِ وَ ضُحاها) ؟

قال: الشمسى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) به أوضح اللّه (عزّوجلّ ) للناس دينهم.

قال: قلت: (وَ الْقَمَرِ إِذا تَلاها) ؟

قال: ذاك أمير المؤمنين (عليه السّلام) تلا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) ونفثه بالعلم نفثا.

قال: قلت: (وَ اللَّيْلِ إِذا يَغْشاها) ؟

قال: ذاك أئمّه الجور الّذين استبدّوا بالامر دون آل الرسول (صلّى اللّه عليه وآله) وجلسوا مجلسا كان آل الرسول أولى به منهم فغشوا دين اللّه بالظلم والجور فحكى اللّه فعلهم فقال: (وَ اللَّيْلِ إِذا يَغْشاها) .

قال: قلت: (وَ النَّهارِ إِذا جَلاّها) ؟

قال: ذلك لإمام من ذريّه فاطمه (عليها السّلام) يسأل عن دين

ص:197


1- (1)- الطارق 86:1 و 3.
2- (2) - تفسير القمي: ج 2 ص 415. منه البحار: ج 24 ص 70.

رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) فيجلّيه لمن سأله فحكى اللّه (عزّوجلّ ) قوله فقال: (وَ النَّهارِ إِذا جَلاّها) (1) و(2).

البحار - بيان: النفث: النفخ، وهو هنا كنايه عن إفاضه العلوم عليه سرا، وتغيير الترتيب في السؤال عن الليل والنهار لا يدلّ على تغيير الآيات... الى آخر كلامه.

3277 -تفسير القمي: أخبرني أبي، عن سليمان الديلميّ ، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سألته عن قول اللّه:

(وَ الشَّمْسِ وَ ضُحاها) ؟

قال: الشمس رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله)، أوضح اللّه به للنّاس دينهم.

قلت: (وَ الْقَمَرِ إِذا تَلاها) ؟

قال: ذاك أميرالمؤمنين (عليه السّلام).

قلت: (وَ النَّهارِ إِذا جَلاّها) ؟

قال: ذاك الإمام من ذريّه فاطمه (عليها السّلام) يسال عن دين رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) فيجلي لمن سأله، فحكى اللّه سبحانه عنه فقال: (وَ النَّهارِ إِذا جَلاّها) .

قلت: (وَ اللَّيْلِ إِذا يَغْشاها) ؟

قال: ذاك أئمّه الجور الّذين استبدّوا بالامر دون آل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) وجلسوا مجلسا كان آل رسول اللّه (صلّى اللّه

ص:198


1- (1)- الشمس 91:1-4.
2- (2) - الكافي: ج 8 ص 50 ح 12. منه البحار: ج 24 ص 73.

عليه وآله) أولى به منهم، فغشوا دين رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) بالظلم والجور، وهو قوله: (وَ اللَّيْلِ إِذا يَغْشاها) قال: يغشي ظلمهم اللّيل ضوء النهار (وَ نَفْسٍ وَ ما سَوّاها) قال: خلقها وصوّرها.

وقوله: (فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَ تَقْواها) أي عرّفها وألهمها ثمّ خيرها فاختارت (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكّاها) يعني نفسه طهّرها (وَ قَدْ خابَ مَنْ دَسّاها) أي أغواها(1).

تأويل الآيات الظاهره: روى محمد بن العباس، عن محمد بن القاسم، عن جعفر بن عبداللّه، عن محمد بن عبدالرحمن، عن محمد بن عبداللّه، عن أبي جعفر القمي، عن محمد بن عمر، عن سليمان الديلمي، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) نحوه إلاّ أنّ فيه: بعد قوله: (وَ النَّهارِ إِذا جَلاّها) يعني به القائم (عليه السّلام)، وساق الحديث إلى قوله: فغشوا دين اللّه بالجور والظلم، فحكى اللّه سبحانه فعلهم فقال: (وَ اللَّيْلِ إِذا يَغْشاها) (2).

3278 -تأويل الآيات الظاهره: روى عليّ بن محمد، عن أبي جميله، عن الحلبيّ ، ورواه أيضا عليّ بن الحكم، عن أبان بن عثمان، عن الفضل بن العباس، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) أنّه قال:

(وَ الشَّمْسِ وَ ضُحاها) الشّمس أمير المؤمنين (عليه السّلام) وضحاها قيام القائم (عليه السّلام) لأنّ اللّه سبحانه قال: (وَ أَنْ يُحْشَرَ النّاسُ ضُحًى) (3)(وَ الْقَمَرِ إِذا تَلاها) الحسن والحسين (عليهما السّلام) (وَ النَّهارِ)

ص:199


1- (1)- تفسير القمي: ج 2 ص 424.
2- (2) - تأويل الآيات الظاهره: ج 2 ص 805 ح 3. منهما البحار: ج 24 ص 70 و 71.
3- (3) - طه 20:59.

(إِذا جَلاّها) هو قيام القائم (عليه السّلام) (وَ اللَّيْلِ إِذا يَغْشاها) حبتر ودولته، قد غشى(1) عليه الحقّ .

وأمّا قوله: (وَ السَّماءِ وَ ما بَناها) قال: هو محمد (صلّى اللّه عليه وآله) هو السماء الّذي يسمو إليه الخلق في العلم، وقوله:

(وَ الْأَرْضِ وَ ما طَحاها) قال: الارض الشيعه (وَ نَفْسٍ وَ ما سَوّاها) قال: هو المؤمن المستور وهو على الحقّ ، وقوله: (فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَ تَقْواها) قال: عرّفه(2) الحقّ من الباطل (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكّاها) قال: قد أفلحت نفس زكاها اللّه (عزوجلّ ) (وَ قَدْ خابَ مَنْ دَسّاها) اللّه، وقوله: (كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها) قال: ثمود رهط من الشيعه، فإن اللّه سبحانه يقول: (وَ أَمّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى فَأَخَذَتْهُمْ صاعِقَهُ الْعَذابِ الْهُونِ ) (3) وهو السيف إذا قام القائم (عليه السّلام) وقوله تعالى: (فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللّهِ ) هو النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله): (ناقَهَ اللّهِ وَ سُقْياها) قال: الناقه الإمام الّذي فهمهم عن اللّه وفهّمهم عن رسوله (وَ سُقْياها) أي عنده مستقى العلم (فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوها فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوّاها) قال: في الرجعه (وَ لا يَخافُ عُقْباها) قال: لا يخاف من مثلها إذا رجع(4).

البحار - بيان: لا استبعاد في هذه التأويلات لبطن الآيات، فإنّ

ص:200


1- (1)- حبتر ودلام غشيا - البحار.
2- (2) - معرفه - البحار.
3- (3) - فصلت 41:17.
4- (4) - تأويل الآيات الظاهره: ج 2 ص 803 ح 1. منه البحار: ج 24 ص 72.

القصص المذكوره في الآيات إنّما هي للتحذير عن وقوع مثلها من الشرور، أو للحثّ على جلب مثلها من الخيرات لتلك الأمّه والمراد بالرهط من الشيعه غير الإماميه كالزيديّه.

3279 -مناقب آل أبي طالب: الباقر والصادق (عليهما السّلام) في قوله: (وَ الشَّمْسِ وَ ضُحاها) قال: هو رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) (وَ الْقَمَرِ إِذا تَلاها) عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) (وَ النَّهارِ إِذا جَلاّها) الحسن والحسين وآل محمد (صلّى اللّه عليه وآله)، قال:

(وَ اللَّيْلِ إِذا يَغْشاها) عتيق وابن الصهاك وبنو اميّه ومن تولاهم(1).

3280 -تأويل الآيات الظاهره: روى محمد بن خالد البرقي، عن محمد بن سليمان، عن أبيه، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قوله تعالى: (فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَ الْمَغارِبِ ) (2).

قال: المشارق الأنبياء، والمغارب الأوصياء (عليهم السّلام)(3).

البحار - بيان: عبّر عن الأنبياء بالمشارق، لانّ أنوار هدايتهم تشرق على أهل الدنيا وعن الأوصياء بالمغارب، لانّ بعد وفاه الأنبياء تغرب أسرار علومهم في صدور الأوصياء، ثمّ تفيض عنهم على الخلق بحسب قابلياتهم واستعدادهم.

3281 -تأويل الآيات الظاهره: روى بالإسناد مرفوعا، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي عبداللّه (عليه

ص:201


1- (1)- مناقب آل أبي طالب: ج 1 ص 283. منه البحار: ج 24 ص 74.
2- (2) - المعارج 70:40.
3- (3) - تأويل الآيات الظاهره: ج 2 ص 725 ح 6. منه البحار: ج 24 ص 77.

السّلام) قال: قوله تعالى: (وَ الْفَجْرِ) هو القائم (عليه السّلام) (وَ لَيالٍ عَشْرٍ) الأئمّه (عليهم السّلام) من الحسن إلى الحسن، (وَ الشَّفْعِ ) أمير المؤمنين وفاطمه (عليهما السّلام) (وَ الْوَتْرِ) هو اللّه وحده لاشريك له (وَ اللَّيْلِ إِذا يَسْرِ) (1) هي دوله حبتر، فهي تسري إلى قيام القائم (عليه السّلام)(2).

باب (24) آل محمّد عليهم السّلام حبل (اللّه) والعروه الوثقى

3282 -مناقب آل أبي طالب: أبو جعفر(3) الصائغ سمعت الصادق (عليه السّلام) يقول - في قوله تعالى - (وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً) (4) قال: نحن الحبل(5).

3283 -البحار: روى ابن بطريق في (المستدرك)، عن أبي نعيم بإسناده، عن أبي حفص الصائغ قال: سمعت جعفر بن محمد (عليهما السّلام) يقول: في قوله: (وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً) قال: نحن حبل اللّه(6).

3284 -العمده لابن بطريق: باسناده عن تفسير الثعلبي في تفسير

ص:202


1- (1)- الفجر 89:1-4.
2- (2) - تأويل الآيات الظاهره: ج 2 ص 792 ح 1. منه البحار: ج 24 ص 78.
3- (3) - ابو حفص - البحار.
4- (4) - آل عمران 3:103.
5- (5) - مناقب آل أبي طالب: ج 3 ص 75. منه البحار: ج 24 ص 85.
6- (6) - البحار: ج 36 ص 19.

قوله تعالى: (وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا) قال: أخبرني عبداللّه بن محمد بن عبداللّه حدثنا عثمان بن الحسن حدثنا جعفر بن محمد بن أحمد حدثنا حسن بن حسين حدثنا يحيي بن عليّ الربعي، عن أبان بن تغلب، عن جعفر بن محمد (عليه السّلام) قال: نحن حبل اللّه الّذي قال اللّه تعالى: (وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا) (1).

3285 -مناقب آل أبي طالب: أبان بن تغلب، عن الصادق (عليه السّلام) نحن - واللّه - الذي قال: (وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً) (2).

مجمع البيان: أبان بن تغلب، عن جعفر بن محمد (عليهما السّلام) نحوه(3).

3286 -تأويل الآيات الظاهره: قال محمد بن العباس: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، عن أحمد بن الحسين بن سعيد، عن أبيه، عن حصين بن مخارق، عن أبي الحسن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السّلام) في قوله (عزّوجلّ ): (فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَهِ الْوُثْقى ) (4).

قال: مودّتنا أهل البيت(5).

مناقب آل أبي طالب: موسى بن جعفر، عن آبائه (عليهم السّلام) في قوله تعالى... وذكر مثله(6).

ص:203


1- (1)- العمده: ص 288 ح 467.
2- (2) - مناقب آل أبي طالب: ج 4 ص 214. منهما البحار: ج 24 ص 84.
3- (3) - مجمع البيان: ج 1 ص 482.
4- (4) - البقره 2:256 ولقمان 31:22.
5- (5) - تأويل الآيات الظاهره: ج 1 ص 439 ح 10. منه البحار: ج 24 ص 85.
6- (6) - مناقب آل أبي طالب: ج 4 ص 2.

3287 - معاني الاخبار: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل، قال: حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن زياد، قال: قال الصادق (عليه السّلام): كذب من زعم أنّه يعرفنا وهو مستمسك بعروه(1) غيرنا(2).

باب (25) منزله الأئمّه الطاهرين عليهم السّلام عند اللّه تعالى

3288 -تفسير القمي: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا عبداللّه ابن محمد بن خالد، عن العباس بن عامر، عن الربيع بن محمد، عن يحيى بن مسلم، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سمعته يقول:

(وَ ما مِنّا إِلاّ لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ ) (3) قال: نزلت(4) في الائمّه والأوصياء من آل محمد (صلوات اللّه عليهم)(5).

مناقب آل أبي طالب: يحيي بن محمد الفارسي، عن الصادق (عليه السّلام) في قوله تعالى... وذكر مثله(6).

تفسير فرات الكوفي: فرات قال: حدثني جعفر بن محمد

ص:204


1- (1)- العروه - عروه الدّلو والكوز ونحوه: مقبضه. السان العرب). والمقصود منها هو ما يستمسك به من الامور العقائديه والأحكام الشرعيه وغيرها.
2- (2) - معاني الاخبار: ص 399 ح 57. منه البحار: ج 2 ص 83.
3- (3) - الصافات 37:164.
4- (4) - انزلت - مناقب آل أبي طالب - تفسير فرات الكوفي.
5- (5) - تفسير القمي: ج 2 ص 227.
6- (6) - مناقب آل أبي طالب: ج 4 ص 330.

الفزاري معنعنا، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) مثله(1).

3289 -تأويل الآيات الظاهره: روى محمد بن العباس (رحمه اللّه)، عن الحسين بن أحمد المالكي، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن خلف بن حمّاد، عن أبي أيوب الخزاز، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قوله تعالى: (بِأَيْدِي سَفَرَهٍ * كِرامٍ بَرَرَهٍ ) (2).

قال: هم الائمّه (عليهم السّلام)(3).

3290 -تفسير القمي: حدثنا أحمد بن محمد بن ثويّه قال:

حدثنا محمد بن سليمان قال: حدثنا أحمد بن محمد الشيباني قال:

حدثنا عبداللّه بن محمد التفليسي، عن الحسن بن محبوب(4)، عن صالح بن رزين، عن شهاب بن عبد ربّه قال: سمعت الصادق (عليه السّلام) يقول: يا شهاب نحن شجره النبوّه ومعدن الرساله، ومختلف الملائكه، ونحن عهد اللّه وذمّته، ونحن ودايع اللّه(5) وحجته، كنّا أنوارا صفوفا حول العرش، نسبّح فيسبّح أهل السماء بتسبيحنا، إلى أن هبطنا إلى الارض فسبّحنا فسبح أهل الارض بتسبيحنا، وإنّا لنحن

ص:205


1- (1)- تفسير فرات الكوفي: ص 356 ح 487. منها البحار: ج 24 ص 87.
2- (2) - عبس 80:15 و 16.
3- (3) - تأويل الآيات الظاهره: ج 2 ص 763 ح 1. منه البحار: ج 24 ص 90.
4- (4) - نقل السند في البحار هكذا: حدثنا احمد بن محمد الشيباني، عن محمد بن أحمد ابن معاويه، عن محمد بن سليمان قال: حدثنا عبداللّه بن محمد التفليسي، عن الحسن بن محبوب.
5- (5) - نحن ودّ اللّه - البحار.

الصافّون وإنّا لنحن المسبّحون، فمن وفى بذمّتنا فقد وفى بعهد اللّه (عزّوجلّ ) وذمّته، ومن خفر(1) ذمّتنا فقد خفر ذمّه اللّه (عزّوجلّ ) وعهده(2).

3291 -الكافي: عليّ بن محمد، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن عمار الساباطيّ قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قول اللّه (عزّوجلّ ): (أَ فَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَ اللّهِ كَمَنْ باءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللّهِ وَ مَأْواهُ جَهَنَّمُ وَ بِئْسَ الْمَصِيرُ * هُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ اللّهِ ) (3)؟

فقال: الّذين اتّبعوا رضوان اللّه هم الائمّه وهم - واللّه يا عمّار - درجات للمؤمنين، وبولايتهم ومعرفتهم إيانا يضاعف اللّه لهم أعمالهم ويرفع [اللّه] لهم الدرجات العلى(4).

مناقب آل أبي طالب: عمار الساباطي سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام)... وذكر مثله إلاّ أن فيه: وترفع لهم الدرجات العلى(5).

3292 -تفسير فرات الكوفي: فرات قال: حدّثني عبيد بن كثير قال: حدثنا أحمد بن صبيح، عن الحسين بن علوان، عن جعفر، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين (عليهم السّلام) قال: قام رجل إلى عليّ (عليه السّلام) فقال: يا أمير المؤمنين أخبرنا عن الناس، وأشباه

ص:206


1- (1)- خفره: نقض عهده. (أقرب الموارد).
2- (2) - تفسير القمي: ج 2 ص 228. منه البحار: ج 24 ص 87.
3- (3) - آل عمران 3:162 و 163.
4- (4) - الكافي: ج 1 ص 430 ح 84.
5- (5) - مناقب آل أبي طالب: ج 4 ص 179. منه البحار: ج 24 ص 92.

الناس، والنّسناس ؟

قال عليّ (عليه السّلام): يا حسن أجبه.

قال: فقال له الحسن (عليه السّلام): سالت عن الناس، فرسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) الناس، لانّ اللّه يقول: (ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النّاسُ ) (1) ونحن منه، وسألت عن أشباه الناس فهم شيعتنا وهم منّا، وهم أشباهنا، وسألت عن النّسناس وهم هذا السواد الأعظم وهو قول اللّه تعالى في كتابه: (إِنْ هُمْ إِلاّ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً) (2) و(3)

باب (26) تأويل البحر واللؤلؤ والمرجان في القرآن

3293 -تأويل الآيات الظاهره: قال محمد بن العباس: حدثنا محمد بن أحمد، عن محفوظ بن بشر، عن عمرو بن شمر، عن جابر الجعفي، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قوله (عزّوجلّ ): (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ ) قال: عليّ وفاطمه (عليهما السّلام) (بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ ) قال: لا يبغي عليّ على فاطمه، ولا تبغي فاطمه على عليّ (يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجانُ ) الحسن والحسين (عليهما السّلام)(4) و(5).

3294 -الخصال: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا سعد

ص:207


1- (1)- البقره 2:199.
2- (2) - الفرقان 25:44.
3- (3) - تفسير فرات الكوفي: ص 64 ح 30. منه البحار: ج 24 ص 94.
4- (4) - الرحمن 55:19-22.
5- (5) - تأويل الآيات الظاهره: ج 2 صه 63 ح 11. منه البحار: ج 24 ص 97.

ابن عبداللّه، عن القاسم بن محمد الاصفهاني، عن سليمان بن داود المنقري قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطّان قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول في قوله (عزّوجلّ ): (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ * بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ ) قال: عليّ وفاطمه بحران من العلم عميقان لا يبغي أحدهما على صاحبه (يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجانُ ) الحسن والحسين (عليهما السّلام)(1).

باب (27) آل محمّد عليهم السّلام الماء المعين والبئر المعطّله

3295 -تأويل الآيات الظاهره: روى محمد بن العباس، عن أحمد بن القاسم، عن أحمد بن محمد بن يسار، عن محمد بن خالد، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبيّ ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه (عزّوجلّ ): (قُلْ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ ) (2).

قال: إن غاب إمامكم فمن يأتيكم بإمام جديد(3).

البحار - بيان: كون الماء كنايه عن علم الامام - لاشتراكهما في كون أحدهما سبب حياه الجسم، والآخر سبب حياه الروح - غير مستبعد، والمعين: الماء الظاهر الجاري على وجه الارض.

ص:208


1- (1)- الخصال: صه 6 ح 96. منه البحار: ج 24 ص 98.
2- (2) - الملك 67:30.
3- (3) - تأويل الآيات الظاهره: ج 2 ص 708 ح 15. منه البحار: ج 24 ص 100.

3296 - معاني الاخبار: حدثنا محمد بن ابراهيم بن أحمد بن يونس الليثي قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي قال:

حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه، عن إبراهيم بن زياد قال: سالت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قول اللّه (عزّوجلّ ):

(وَ بِئْرٍ مُعَطَّلَهٍ وَ قَصْرٍ مَشِيدٍ) (1)؟

قال: البئر المعطّله: الإمام الصامت، والقصر المشيد: الإمام الناطق(2).

معاني الاخبار: حدثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا أحمد بن ادريس، عن محمد بن أحمد بن يحيي، عن علي بن السندى، عن محمد بن عمرو، عن بعض أصحابنا، عن نصر بن قابوس قال:

سالت أبا عبداللّه (عليه السّلام)... وذكر مثله3.

بصائر الدرجات: حدثنا علي بن اسماعيل، عن محمد بن عمرو ابن سعيد مثله(3).

مختصر بصائر الدرجات: علي بن اسماعيل بن عيسى، عن محمد بن عمرو بن سعيد الزيات، عن بعض أصحابه، عن نصر بن قابوس مثله(4).

3297 -بصائر الدرجات: حدثنا على بن إسماعيل، عن محمد ابن عمرو بن سعيد، عن بعض أصحابنا، عن نصر بن قابوس قال:

ص:209


1- (1)- الحج 22:45.
2- (2و3) - معاني الأخبار: ص 111 ح 1 و 2.
3- (4) - بصائر الدرجات: صه 52 ح 4.
4- (5) - مختصر بصائر الدرجات: ص 57. منها البحار: ج 24 ص 101 و 102.

سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قول اللّه (عزّوجلّ ): (وَ ظِلٍّ مَمْدُودٍ * وَ ماءٍ مَسْكُوبٍ * وَ فاكِهَهٍ كَثِيرَهٍ * لا مَقْطُوعَهٍ وَ لا مَمْنُوعَهٍ ) (1)؟

قال: يا نصر إنّه ليس حيث تذهب(2) الناس، إنّما هو العالم وما يخرج منه(3).

مختصر بصائر الدرجات: علي بن اسماعيل بن عيسى، عن محمد بن عمرو بن سعيد الزيات، عن بعض أصحابه، عن نصر بن قابوس مثله(4).

باب (28) آل محمد التّين والزّيتون في القرآن

3298 -تأويل الآيات الظاهره: قال محمد بن العباس حدثنا محمد بن همام، عن عبداللّه بن العلاء، عن محمد بن شمّون، عن عبداللّه بن عبدالرحمن الاصمّ ، عن البطل، عن جميل بن درّاج قال:

سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: قوله تعالى: (وَ التِّينِ وَ الزَّيْتُونِ ) (5) التّين: الحسن، والزّيتون: الحسين (صلوات اللّه عليهما)(6).

ص:210


1- (1)- الواقعه 56:30-33.
2- (2) - حيث ذهب - مختصر بصائر الدرجات.
3- (3) - بصائر الدرجات: صه 52 ح 3.
4- (4) - مختصر بصائر الدرجات: ص 57. منهما البحار: ج 24 ص 104.
5- (5) - التين 95:1.
6- (6) - تأويل الآيات الظاهره: ج 2 ص 813 ح 1. منه البحار: ج 24 صه 10.

3299 - تأويل الآيات الظاهره: قال: محمد بن العباس حدثنا الحسين بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن يحيي الحلبى، عن بدر بن الوليد، عن أبي الربيع الشامي، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قوله تعالى: (وَ التِّينِ وَ الزَّيْتُونِ * وَ طُورِ سِينِينَ ) .

قال: التين والزّيتون: الحسن والحسين، وطور سينين: عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام).

قلت: قوله: (فَما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ ) ؟

قال: الدّين ولايه عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام)(1).

3300 -تفسير العياشى: عن المفضّل قال: سالت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قوله: (فالِقُ الْحَبِّ وَ النَّوى ) (2)؟

قال: الحبّ المؤمن، وذلك قوله: (وَ أَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّهً مِنِّي) (3)والنوى هو الكافر الذي ناى عن الحقّ فلم يقبله(4).

3301 -تفسير العياشى: عن صالح بن سهل(5) رفعه إلى أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه: (فالِقُ الْحَبِّ وَ النَّوى ) الحبّ ما حبّه والنوى ما ناى عن الحق فلم يقبله(6).

البحار - بيان: يظهر منه أنّ الحبّ صفه مشبّهه من المحبّه، ولم يرد

ص:211


1- (1)- تأويل الآيات الظاهره: ج 2 ص 813 ح 2. منه البحار: ج 24 صه 10.
2- (2) - الانعام 6:95.
3- (3) - طه 20:29.
4- (4) - تفسير العياشي: ج 1 ص. 37 حه 6. منه البحار: ج 24 ص 109.
5- (5) - صالح بن رزين - البحار.
6- (6) - تفسير العياشى: ج 1 ص 370 ح 64. منه البحار: ج 24 ص 109.

فيما عندنا من كتب اللّغه، وإنّما ذكروا الحبّ - بالكسر -: بمعنى المحبوب، وبالفتح جمع الحبّه ولا يبعد أن يكون هنا جمع الحبّه بمعنى حبّه القلب، وهي سويداؤه، ويكون وجه تسميه حبّه القلب بها أنّها محلّ للمحبّه، والنّوى - بالواو -: البعد، كالنأى بالهمز ولعلّه ليس الغرض بيان الاشتقاق، بل هو تفسير له بالبعد الّذي يكون لقلب الكافر عن قبول الحقّ ، مع أنّه يحتمل أن يكون في الاصل مهموزا فخفّف وأبدل، وإن لم يذكره اللغويون.

باب (29) تأويل النّحل في القران

3302 -تفسير القمي: حدثني أبي، عن الحسن بن علي الوشاء، عن رجل، عن حريز بن عبداللّه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قوله تعالى: (وَ أَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ ) قال: نحن النحل التي أوحى اللّه إليها: (أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً) أمرنا أن نتّخذ من العرب شيعه (وَ مِنَ الشَّجَرِ) يقول: من العجم (وَ مِمّا يَعْرِشُونَ ) من الموالي، والذي (يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ ) (1) العلم الّذي يخرج منّا إليكم(2).

3303 -تأويل الآيات الظاهره: روى الحسن الحسن أبي الحسن الديلميّ بإسناده، عن رجاله، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه

ص:212


1- (1)- النحل 16:68 و 69.
2- (2) - تفسير القمي: ج 1 ص 387. منه البحار: ج 24 ص 110.

السّلام) في قوله (عزّوجلّ ): (وَ أَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً وَ مِنَ الشَّجَرِ وَ مِمّا يَعْرِشُونَ ) .

قال: ما بلغ بالنحل(1) أن يوحى إليها؟!! بل فينا نزلت، فنحن النّحل، ونحن المقيمون للّه في أرضه بأمره، والجبال شيعتنا، والشجر النساء المؤمنات(2).

البحار - بيان: قد عرفت في كثير من الاخبار أنّ ما في القرآن ممّا ظاهره في غذاء الأجساد ونموّ الابدان والتذاذها، فباطنه في قوت القلوب وغذاء الارواح، وتوقير الكمالات، كتأويل الماء والنّور والضّياء بالعلم والحكمه، فلاغرو في التعبير عنهم (عليهم السّلام) بالنّحل، لمظلوميتهم بين الخلق وإخفائهم ما في بطونهم من العلم الّذي هو شفاء القلوب، ودواء الصّدور، وغذاء الارواح، فيخرج منهم شراب مختلف ألوانه من أنواع العلوم والمعارف والحكم المتنوّعه، الّتي لا تحصى، وكذا لاعجب في التعبير عن العرب بالجبال لثباتهم ورسوخهم في الامر، وكونهم قبائل مجتمعه، وكذا استعاره الشّجر للعجم لكونهم متفرّقين، ولكثره منافعهم، وشدّه انقيادهم وقابليّتهم، وكذا استعاره ما يعرشون للموالى، لأنّهم ملحقون كأنّهم مصنوعون، ولوجوه اخر لا تخفى، وكذا تشبيه النّساء بالشجر ظاهر.

3304 -تفسير العياشي: عن مسعده بن صدقه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قوله تعالى: (وَ أَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً وَ مِنَ الشَّجَرِ وَ مِمّا يَعْرِشُونَ ) الى (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَهً )

ص:213


1- (1)- من النحل - البحار.
2- (2) - تأويل الآيات الظاهره: ج 1 ص 256 ح 12. منه البحار: ج 24 ص 110.

(لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) (1) فالنحل الأئمّه، والجبال العرب والشّجر الموالي عتاقه (وَ مِمّا يَعْرِشُونَ ) يعني الأولاد والعبيد ممّن لم يعتق، وهو يتولّى اللّه ورسوله والأئمّه (عليهم السّلام) والشراب المختلف ألوانه: فنون العلم الّذي قد يعلّم الائمّه شيعتهم (فِيهِ شِفاءٌ لِلنّاسِ ) يقول: في العلم شفاء للنّاس، والشيعه هم الناس، وغيرهم اللّه أعلم بهم ما هم، ولو كان كما يزعم أنّه العسل الّذي يأكله(2) الناس إذا ما أكل منه فلا يشرب ذو عاهه إلاّ برأ، لقول اللّه: (فِيهِ شِفاءٌ لِلنّاسِ ) ولا خلف لقول اللّه، وإنّما الشفاء في علم القران، لقوله: (وَ نُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَ رَحْمَهٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ) (3) فهو شفاء ورحمه لاهله لا شك فيه ولا مريه، وأهله الائمّه الهداه الّذين قال اللّه تعالى: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا) (4).

3305 -وفي روايه أبي الربيع الشامي عنه في قول اللّه: (وَ أَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ ) فقال: رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) (أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً) قال: تزوّج من قريش (وَ مِنَ الشَّجَرِ) قال: في العرب (وَ مِمّا يَعْرِشُونَ ) قال: في الموالي (يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ ) قال: أنواع العلم (فِيهِ شِفاءٌ لِلنّاسِ ) (5).

ص:214


1- (1)- النحل 16:68-79.
2- (2) - هكذا في المصدر ولعل الصحيح: الذي يشربه.
3- (3) - الاسراء 17:82.
4- (4) - فاطر 35:32.
5- (5) - تفسير العياشي: ج 2 ص 263 و 264 ح 43 و 44. منه البحار: ج 24 ص 112.

باب (30) آلّ محمّد عليهم السّلام السبع المثاني واولوا النهى في القرآن

3306 -تفسير فرات الكوفي: فرات قال: حدثني جعفر بن أحمد معنعنا، عن سماعه بن مهران قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قول اللّه تعالى: (وَ لَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ) (1)؟

قال: فقال لي: نحن واللّه السبع المثاني، ونحن وجه اللّه نزول بين أظهركم، من عرفنا فقد عرفنا ومن جهلنا فأمامه اليقين يعني الموت(2).

3307 تفسير العياشي: عن يونس بن عبدالرحمن، عمّن ذكره رفعه قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قول اللّه: (وَ لَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ) ؟

قال: إنّ ظاهرها الحمد، وباطنها ولد الولد، والسابع منها القائم (عليه السّلام)(3).

3308 -تفسير القمى: حدثني أبي، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن مروان(4)، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال:

سألته عن قول اللّه (عزّوجلّ ): (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى ) (5)؟

ص:215


1- (1)- الحجر 15:87.
2- (2) - تفسير فرات الكوفي: ص 231 ح 309. منه البحار: ج 24 صه 11.
3- (3) - تفسير العياشي: ج 2 ص 250 ح 37. منه البحار: ج 24 ص 117.
4- (4) - في البحار: عن عمّار وهو الصحيح.
5- (5) - طه 20:54.

قال: نحن واللّه اولوا النهى.

فقلت: جعلت فداك وما معنى أولي النّهى ؟

قال: ما أخبر اللّه به رسوله ممّا يكون بعده من ادّعاء [أبي] فلان الخلافه والقيام بها، والآخر من بعده، والثالث من بعدهما، وبني اميه، فأخبر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) عليّا (عليه السّلام) وكان ذلك كما أخبر اللّه به نبيه، وكما أخبر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) عليّا (عليه السّلام) وكما انتهى إلينا من عليّ فيما يكون من بعده من الملك في بني اميّه وغيرهم، فهذه الآيه الّتي ذكرها اللّه في الكتاب: (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى ) [فنحن اولوا النهى](1)الّذي انتهى إلينا علم هذا كلّه، فصبرنا لامر اللّه، فنحن قوّام اللّه على خلقه وخزّانه على دينه نخزنه ونسرّه، ونكتتم به من عدوّنا كما اكتتم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) حتّى أذن اللّه له في الهجره، وجاهد المشركين فنحن على منهاج رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) حتّى يأذن اللّه لنا في إظهار دينه بالسيف، وندعو الناس إليه فنضربهم عليه عودا كما ضربهم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) بدوا(2).

بصائر الدرجات: حدثنا علي بن إسماعيل، عن أبي عبداللّه البرقي، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن عمار بن مروان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) نحوه(3).

تأويل الآيات الظاهره: روى محمد بن العباس، عن احمد بن

ص:216


1- (1)- ما بين المعقوفتين من البحار.
2- (2) - تفسير القمي: ج 2 ص 61.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 538 ح 51.

ادريس، عن عبداللّه بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن عمار بن مروان قال: سالت أبا عبداللّه (عليه السّلام)... وذكر نحوه(1).

مناقب آل أبي طالب: عمار بن مروان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) نحوه مع اختصار(2).

البحار - بيان: المشهور أنّ النّهى جمع النهيه - بالضمّ - بمعنى العقل، لانّه ينهى صاحبه عن القبيح، ويظهر من الخبر أنّه مشتق من الانتهاء، ولا استبعاد فيه، مع أنّه يحتمل أن يكون بيانا لحاصل المعنى لا لمأخذ الاشتقاق.

باب (31) آل محمّد عليهم السّلام العلماء في القرآن وشيعتهم اولوا الألباب

3309 -بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن الحسين، عن أبي داود المسترقّ ، عن محمد بن مروان قال: قلت لابي عبداللّه (عليه السّلام): (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ ) (3).

قال: نحن الذين نعلم وعدوّنا الذين لا يعلمون وشيعتنا الذين اولوا الالباب(4).

ص:217


1- (1)- تأويل الآيات الظاهره: ج 1 ص 314 ح 7.
2- (2) - مناقب آل أبي طالب: ج 4 ص 214. منها البحار: ج 24 ص 118 و 119.
3- (3) - الزمر 39:9.
4- (4) - بصائر الدرجات: ص 74 ح 2. منه البحار: ج 24 ص 119.

2310 بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن الحسين، عن عليّ بن أسباط، عن أبيه أسباط قال: كنت عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) فسأله رجل من أهل هيت فقال: جعلت فداك قول اللّه: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ ) ؟

فقال: نحن الّذين نعلم، وعدوّنا الّذين لا يعلمون، وأولوا الالباب شيعتنا(1).

مناقب آل أبي طالب: الصادق (عليه السّلام)، في قوله (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ ) ... وذكر نحوه(2).

3311 -بصائر الدرجات: حدثنا الحسن بن علي، عن العباس بن عامر، عن أسباط بن سالم قال: كنت عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) فسأله رجل عن قول اللّه تعالى: (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ ) الآيه ؟

قال: نحن الّذين نعلم، وعدوّنا الذين لا يعلمون، وشيعتنا اولوا الألباب(3).

بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن عليّ بن الحكم، عن أبي حمزه، عن أبي بصير، عنه (عليه السّلام) في قول اللّه تعالى (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ ) الآيه... وذكر مثله4.

بصائر الدرجات: حدثنا بعض اصحابنا، عن أيوب بن نوح، عن العبّاس بن عامر، عن الربيع بن محمد، عن عبداللّه بن عميد

ص:218


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 75 ح 3.
2- (2) - مناقب آل أبي طالب: ج 4 ص 214. منهما البحار: ج 24 ص 120.
3- (3و4) - بصائر الدرجات: صه 7 ح 5 و 6. منه البحار: ج 24 ص 120.

قال: سئل أبو عبداللّه (عليه السّلام) عن قول اللّه تعالى: (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ ) ... وذكر مثله(1).

باب (32) آل محمّد عليهم السّلام المتوسّمون

3312 -الكافي: أحمد بن مهران، عن عبدالعظيم بن عبداللّه الحسنيّ ، عن ابن أبي عمير قال: أخبرني اسباط بياع الزطي قال: كنت عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) فسأله رجل عن قول اللّه (عزّوجلّ ):

(إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ * وَ إِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ ) (2)؟

قال: فقال: نحن المتوسّمون والسّبيل فينا مقيم(3).

3313 -تفسير القمي: في قوله سبحانه: (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ * وَ إِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ ) .

قال [الصادق] (عليه السّلام): نحن المتوسّمون، والسّبيل فينا مقيم والسبيل طريق الجنه(4).

مناقب آل أبي طالب: روى هذا المعنى بيّاع الزطيّ وأسباط بن سالم وعبداللّه بن سليمان، عن الصادق (عليه السّلام)(5).

ص:219


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 75 ح 8. منه البحار: ج 24 ص 120.
2- (2) - الحجر 15:75 و 76، والمتوسّم: المتفرس المتأمل المتثبت في نظره. (مجمع البحرين).
3- (3) - الكافي: ج 1 ص 218 ح 1.
4- (4) - تفسير القمي: ج 1 ص 377.
5- (5) - مناقب آل أبي طالب: ج 4 ص 215. منهما البحار: ج 24 ص 128.

2314 - الكافي: محمد بن يحيى، عن. سلمه بن الخطّاب، عن يحيى بن إبراهيم قال: حدّثني أسباط بن سالم قال: كنت عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) فدخل عليه رجل من أهل هيت(1) فقال له:

أصلحك اللّه ما تقول في قول اللّه (عزّوجلّ ): (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ) ؟.

قال: نحن المتوسّمون والسبيل فينا مقيم(2).

بصائر الدرجات: حدثنا سلمه بن الخطاب، عن يحيى بن ابراهيم مثله(3).

تفسير العياشي: عن اسباط بن سالم قال: سأل رجل من أهل هيت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قول اللّه... وذكر مثله(4).

3315 الاختصاص - بصائر الدرجات: يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن أسباط [بن سالم] بيّاع الزطيّ ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: كنت. عنده فسأله رجل من أهل هيت عن قول اللّه تعالى: (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ * وَ إِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ ) .

قال: نحن المتوسّمون والسبيل فينا مقيم(5).

بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن الحسين، عن علي بن أسباط،

ص:220


1- (1)- من أهل بيته - بصائر الدرجات. الهيت: بلده في شمال العراق.
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 218 ح 2.
3- (3) بصائر الدرجات: ص 277 ح 12.
4- (4) - تفسير العياشي: ج 2 ص 247 ح 29.
5- (5) - الاختصاص: ص 303 - بصائر الدرجات: ص 375 ح 3.

عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سئل عن قول اللّه (عزّوجلّ )...

وذكر مثله(1).

البحار - بيان: لعلّ المعنى أنّ تلك الآيات حاصله في سبيل مقيم ثابت فينا هي الامامه أو متلبّسه به، أو أنّ الآيات منصوبه على سبيل ثابت هو السّبيل إلى اللّه والدّين الحق وعلى التقادير لعل ذلك اشاره الى القران.

3316 -بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن الحسين، عن أحمد بن إبراهيم، عن الحسن بن البراء، عن عليّ بن حسان، عن عبدالرحمن يعني ابن كثير قال: حججت مع أبي عبداللّه (عليه السّلام) فلماّ صرنا في بعض الطريق صعد على جبل فأشرف فنظر إلى الناس، فقال: ما أكثر الضجيج وأقلّ الحجيج!!! فقال له داود الرقي: يابن رسول اللّه هل يستجيب اللّه دعاء هذا الجمع الّذي أرى ؟

قال: ويحك يا أبا سليمان إن اللّه لا يغفر أن يشرك به، الجاحد لولايه علي (عليه السّلام) كعابد وثن.

قال: قلت: جعلت فداك هل تعرفون محبّكم ومبغضكم ؟

قال: ويحك يا أبا سليمان إنّه ليس من عبد يولد إلاّ كتب بين عينيه: مؤمن أو كافر، وإنّ الرّجل ليدخل إلينا بولايتنا، وبالبراءه من أعدائنا فنرى مكتوبا بين عينيه: مؤمن أو كافر، وقال اللّه (عزّوجلّ ):

(إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ) نعرف عدوّنا من وليّنا(2).

ص:221


1- (1)- بصائر الدرجات: صه 37 ح 6. منهما البحار: ج 24 ص 130.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص ص 378 ح 15.

الاختصاص: الحسن بن موسى الخشّاب، عن عليّ بن حسان وأحمد بن الحسين، عن أحمد بن إبراهيم، والحسن بن البراء، عن عليّ بن حسان، عن عبدالرحمن بن كثير قال: حججت مع أبي عبداللّه (عليه السّلام)... وذكر نحوه(1).

3317 -تأويل الآيات الظاهره: روى الفضل بن شاذان باسناده، عن رجاله، عن عمّار بن أبي مطروف، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سمعته يقول: ما من أحد إلاّ وبين عينيه مكتوب: مؤمن أو كافر، محجوب عن الخلائق إلاّ الائمّه والأوصياء، فليس بمحجوب عنهم، ثمّ تلا: (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ) ثمّ قال: نحن المتوسّمون، وليس واللّه أحد يدخل علينا إلاّ عرفناه بتلك السّمه(2).

3318 -الكافي: محمد بن يحيي، عن الحسن بن علي الكوفي، عن عبيس بن هشام، عن عبداللّه بن سليمان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه (عزّوجلّ ): (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ) .

فقال: هم الائمّه (عليهم السّلام) (وَ إِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ ) قال:

لا يخرج منّا أبدا(3).

3319 -تفسير العياشي: عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) إنّ في الإمام آيه(4) للمتوسّمين وهو السبيل المقيم، ينظر بنور اللّه، وينطق عن اللّه، لا يعزب عنه شيء ممّا أراد(5).

ص:222


1- (1)- الاختصاص: ص 303. منهما البحار: ج 24 ص 123.
2- (2) - تأويل الآيات الظاهره: ج 1 ص 251 ح 10. منه البحار: ج 24 ص 127.
3- (3) - الكافي: ج 1 ص 218 ح 4.
4- (4) - آيات - البحار.
5- (5) - تفسير العياشي: ج 2 ص 248 ح 31. منه البحار: ج 24 ص 126.

باب (33) آل محمّد عليهم السّلام عباد الرّحمن

3320 -تفسير القمي: حدثني أبي، عن جعفر وابراهيم(1) عن أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) قال: قريء عند أبي عبداللّه (عليه السّلام): (وَ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَ ذُرِّيّاتِنا قُرَّهَ أَعْيُنٍ وَ اجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً) (2).

فقال: قد سالوا اللّه عظيما أن يجعلهم للمتّقين أئمّه.

فقيل له: كيف هذا يابن رسول اللّه ؟ قال: إنّما أنزل اللّه:

(وَ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَ ذُرِّيّاتِنا قُرَّهَ أَعْيُنٍ وَ اجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً) (3).

3321 -تأويل الآيات الظاهره: محمد بن العباس، عن محمد ابن جمهور، عن الحسن بن محبوب، عن أبي أيوب الخزّاز، عن أبي بصير قال: قلت لابي عبداللّه (عليه السّلام): (وَ اجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً) .

قال: لقد سألت ربّك عظيما، إنّما هي واجعل لنا من المتّقين إماما، وإيّانا عنّى بذلك(4).

أقول: هذه قراءه من القراءات، وكلام الامام (عليه السّلام)

ص:223


1- (1)- عن جعفر بن ابراهيم - البحار.
2- (2) - الفرقان 25:74.
3- (3) - تفسير القمي: ج 2 ص 117. منه البحار: ج 24 ص 133.
4- (4) - تأويل الآيات الظاهره: ج 1 ص 384 ح 26. منه البحار: ج 24 صه 13.

محمول على المعنى، وقد تكررت منا الاشاره الى عدم تحريف القرآن الكريم، وأن هذا الحديث - وأمثاله - لبيان التأويل والمعنى الباطنى للآيه، وستقرأ في الحديث الآتى تلاوه الآيه كما هي في القرآن.

3322 -تفسير القمي: حدثنا محمد بن أحمد قال: حدثنا الحسن ابن محمد [بن سماعه](1)، عن حمّاد، عن أبان بن تغلب قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قوله: (وَ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَ ذُرِّيّاتِنا قُرَّهَ أَعْيُنٍ وَ اجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً) ؟

قال: نحن هم أهل البيت(2).

باب (34) آل محمّد عليهم السّلام الشجره الطيّبه وأعداؤهم الشجره الخبيثه

3323 -الكافي: عدّه من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عليّ بن سيف، عن أبيه، عن عمرو بن حريث قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قول اللّه تعالى: (كَشَجَرَهٍ طَيِّبَهٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَ فَرْعُها فِي السَّماءِ ) (3)؟

قال: فقال: رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) أصلها وأمير المؤمنين (عليه السّلام) فرعها والائمه من ذرّيتهما أغصانها وعلم الائمّه

ص:224


1- (1)- ما بين المعقوفتين من البحار.
2- (2) - تفسير القمي: ج 2 ص 117. منه البحار: ج 24 ص 134.
3- (3) - إبراهيم 14:24.

ثمرتها وشيعتهم المؤمنون ورقها، هل فيها فضل ؟

قال: قلت: لا واللّه.

قال: واللّه إنّ المؤمن ليولد فتورق ورقه فيها وإنّ المؤمن ليموت فتسقط ورقه منها(1).

3324 -بصائر الدرجات: حدثنا موسى بن جعفر قال: وجدت بخطّ أبي روايه، عن محمد بن عيسى الأشعري، عن محمد بن سليمان الديلميّ مولى عبداللّه(2) عن سليمان قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قول اللّه تعالى: (سِدْرَهِ الْمُنْتَهى ) (3) وقوله: (أَصْلُها ثابِتٌ وَ فَرْعُها فِي السَّماءِ ) ؟

فقال: رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) واللّه جذرها، وعليّ (عليه السّلام) ذروها(4) وفا طمه (عليها السّلام) فرعها، وا لائمّه أغصانها، وشيعتهم أوراقها.

قال: قلت: جعلت فداك فما معنى المنتهى ؟

قال: إليها واللّه انتهى الدّين، من لم يكن من الشجره فليس بمؤمن وليس لنا شيعه(5).

البحار - بيان: الجذر - بالذّال المعجمه بفتح الجيم وكسرها -:

الاصل من كلّ شيء، وفي بعض النّسخ بالدّال المهمله جمع الجدار

ص:225


1- (1)- الكافي: ج 1 ص 428 ح 80.
2- (2) - مولى أبي عبداللّه - البحار.
3- (3) - النجم 53:14.
4- (4) - الذروه: المكان المرتفع والعلو، وأعلى الشيء. (أقرب الموارد).
5- (5) - بصائر الدرجات: ص 80 ح 2. منه البحار: ج 24 ص 139.

ولعلّه تصحيف، وفي بعضها جذيها وهو أظهر. قال الفيروز آبادى:

الجذيه - بالكسر -: أصل الشجره، وجذي الشيء - بالكسر -: أصله.

3325 بصائر الدرجات: حدثنا إبراهيم بن هاشم، عن عمرو ابن عثمان الخزاز، عن عبدالرحمن بن حمّاد، عن عمر بن يزيد قال:

سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قول اللّه تعالى: (أَصْلُها ثابِتٌ وَ فَرْعُها فِي السَّماءِ ) ؟

فقال: رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) واللّه جذرها، وأمير المؤمنين (عليه السّلام) ذروها، وفاطمه (عليها السّلام) فرعها، والأئمّه من ذرّيتها أغصانها، وعلم الائمّه ثمرها، وشيعتهم ورقها، فهل ترى فيهم فضلا؟

فقلت: لا.

فقال: والله إنّ المؤمن ليموت فتسقط ورقه من تلك الشجره، وإنّه ليولد فتورق ورقه فيها.

فقلت: قوله: (تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها) (1).

فقال: ما يخرج إلى الناس من علم الامام في كلّ حين يسأل عنه(2).

تفسير فرات الكوفي: فرات قال: حدثنا اسماعيل بن ابراهيم معنعنا، عن عمر بن يزيد قال:... وذكر نحوه(3).

تفسير العياشي: عن محمد بن يزيد قال: سألت أباعبداللّه (عليه

ص:226


1- (1)- ابراهيم 14:25.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 80 ح 3.
3- (3) - تفسير فرات الكوفي: ص 219 ح 293.

السّلام) عن قول اللّه تعالي: (وَ فَرْعُها فِي السَّماءِ ) فقال: رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) أصلها، وأمير المؤمنين (عليه السّلام) فرعها والائمّه من ذريتهما أغصانها... وذكر نحوه(1).

3326 -بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن علي بن سيف، عن أبيه سيف، عن عمر بن يزيد بيّاع السابري قال: سالت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قول اللّه تعالى: (كَشَجَرَهٍ طَيِّبَهٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَ فَرْعُها فِي السَّماءِ ) ؟

قال: فقال: رسول اللّه - واللّه - جذرها، وأمير المؤمنين (عليه السّلام) فرعها، والأئمّه من ذرّيتهما أغصانها، وعلم الائمه ثمرها وشيعتهم المؤمنون ورقها هل ترى فيها فضلا يا أبا جعفر؟

قال: قلت: لا واللّه.

فقال: واللّه ان المؤمن يولد فيورّق ورقه وان المؤمن ليموت فتسقط ورقته(2).

3327 -تفسير فرات الكوفي: فرات قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم معنعنا، عن عمر بن يزيد قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قول اللّه تعالى: (كَشَجَرَهٍ طَيِّبَهٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَ فَرْعُها فِي السَّماءِ ) ؟

فقال: [قال] رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): واللّه انا جذرها [أصلها]، وأمير المؤمنين [عليّ بن أبي طالب] فرعها وشيعته ورقها، فهل ترى فيها فضلا؟

ص:227


1- (1)- تفسير العياشي: ج 2 ص 224 ح 11. منها البحار: ج 24 ص 140.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 79 ح 4. منه البحار: ج 24 ص 141.

فقلت: لا(1).

3328 -اكمال الدين: حدثنا جماعه من أصحابنا قالوا: حدثنا محمد بن همام قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك الفزاري قال:

حدثني جعفر بن اسماعيل الهاشمي قال: سمعت خالي محمد بن علي يروي، عن عبدالرحمن بن حماد، عن عمر بن سالم صاحب السابري(2) قال: سالت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن هذه الآيه:

(أَصْلُها ثابِتٌ وَ فَرْعُها فِي السَّماءِ ) ؟

قال: أصلها رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) وفرعها أمير المؤمنين (عليه السّلام) والحسن والحسين ثمرها، وتسعه من ولد الحسين اغصانها، والشيعه ورقها، واللّه إنّ الرجل منهم ليموت فتسقط ورقه من تلك الشجره.

قلت: قوله (عزّوجلّ ): (تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ ) ؟

قال: ما يخرج من علم الامام إليكم في كلّ سنه من حجّ وعمره(3).

3329 -تفسير العياشي: عن محمد بن عليّ الحلبيّ ، عن زراره وحمران، عن أبي جعفر وأبي عبداللّه (عليهما السّلام) في قول اللّه:

(ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَهً طَيِّبَهً كَشَجَرَهٍ طَيِّبَهٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَ فَرْعُها فِي السَّماءِ ) .

قال: يعني النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) والأئمّه من بعده هم

ص:228


1- (1)- تفسير فرات الكوفي: ص 219 ح 292. منه البحار: ج 24 ص 142.
2- (2) - عن عمر بن يزيد السابري - البحار.
3- (3) - اكمال الدين: صه 34 ح 30. منه البحار: ج 24 ص 141.

الأصل(1) الثابت، والفرع: الولايه لمن دخل فيها(2).

بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن المفضّل بن صالح، عن محمد الحلبي، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) مثله(3).

البحار - بيان: قوله: «والفرع الولايه»، أي هم أصل الشجره، وفرعها ولايه من دخل في أصل الشجره فمن تعلّق بالفرع وصل إلى الاصل ورفع إلى السماء، ويحتمل أن يكون قوله: الولايه استينافا للكلام، فالمعنى هم أصل الشجره وفرعها والولايه واجبه ولازمه لمن دخل فيها.

3330 -تفسير العياشي: عن عبدالرحمن بن سالم الاشلّ ، عن أبيه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قوله تعالى: (ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَهً طَيِّبَهً ) الآيه.

قال: هذا مثل ضربه اللّه لاهل بيت نبيه، ولمن عاداهم هو:

(وَ مَثَلُ كَلِمَهٍ خَبِيثَهٍ كَشَجَرَهٍ خَبِيثَهٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ ما لَها مِنْ قَرارٍ) (4).

ص:229


1- (1)- قال: النبي والائمه هم الاصل - بصائر الدرجات.
2- (2) - تفسير العياشي: ج 2 ص 224 ح 10.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 80 ح 1. منهما البحار: ج 24 ص 141.
4- (4) - تفسير العياشي: ج 2 صه 22 ح 15. والآيه الاخيره في سوره ابراهيم 14:26. منه البحار: ج 24 ص 142.

باب (35) الهدايه في القرآن الولايه

3331 -الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبدالحميد، عن موسى بن أكيل النميري، عن العلاء ابن سيابه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قوله تعالى: (إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ) (1).

قال: يهدي إلى الامام(2).

بصائر الدرجات: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير مثله(3).

3332 -الكافي: الحسين بن محمد، عن معلّى بن محمد، عن الوشّاء، عن عبداللّه بن سنان قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قول اللّه (عروجل): (وَ مِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّهٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ ) (4)قال: هم الأئمّه(5)؟

مناقب آل أبي طالب: عبداللّه بن سنان، عن أبي عبداللّه (عليه

ص:230


1- (1)- الاسراء 17:9 - أي للمله التي هي أقوم الملل، والطريقه التي هي أقوم الطرائق، واوّل في الخبر بالامام (عليه السّلام) لانه الهادي الى تلك الملّه والمبيّن لتلك الطريقه، والداعي إليها. «هامش المصدر».
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 216 ح 2.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 497 ح 12.
4- (4) - الاعراف 7:181.
5- (5) - الكافي: ج 1 ص 414 ح 13.

السّلام) مثله(1) 3333 - الكافي: الحسين بن محمد، عن معلّى بن محمد، عن أحمد بن محمد، عن ابن هلال، عن أبيه، عن أبي السفاتج، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه (جلّ وعزّ):

(الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَ ما كُنّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللّهُ ) (2).

فقال: إذا كان يوم القيامه دعي بالنبيّ (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) وبأمير المؤمنين وبالائمّه من ولده (عليهم السّلام) فينصبون للنّاس فإذا رأتهم شيعتهم قالوا: (الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَ ما كُنّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللّهُ ) يعني هدانا اللّه في ولايه أمير المؤمنين والأئمّه من ولده (عليهم السّلام)(3).

3334 -مناقب آل أبي طالب: محمد بن سالم، عن زيد بن عليّ ، وأبو الجارود وأبو الصباح الكنانيّ ، عن الصادق (عليه السّلام)، وأبو حمزه، عن السجّاد (عليه السّلام) في قوله تعالى: (ثُمَّ اهْتَدى ) (4) إلينا أهل البيت(5).

3335 -مناقب آل أبي طالب: عن عليّ بن عبداللّه قال: سال (أبا عبداللّه (عليه السّلام)) رجل عن قوله تعالى: (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ )

ص:231


1- (1)- مناقب آل أبي طالب: ج 4 ص 400.
2- (2) - الاعراف 7:43.
3- (3) - الكافي: ج 1 ص 418 ح 33.
4- (4) - طه 20:82.
5- (5) - مناقب آل أبي طالب: ج 4 ص 129. منه البحار: ج 24 ص 147.

(فَلا يَضِلُّ وَ لا يَشْقى ) (1)؟

قال: من قال بالائمّه (عليهم السّلام) واتّبع أمرهم ولم يجز عن طاعتهم(2).

3336 -تأويل الآيات الظاهره: قال محمد بن العبّاس: حدثنا محمد بن همام، عن محمد بن إسماعيل العلوي، عن عيسى بن داود النجّار، عن أبي الحسن موسى بن جعفر (عليه السّلام) أنّه سأل أباه (عليه السّلام) عن قول اللّه (عزّوجلّ ): (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَ لا يَشْقى ) ؟

قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): يا أيّها الناس اتّبعوا هدى اللّه تهتدوا وترشدوا، وهو هداي وهداي هدى عليّ بن أبي طالب فمن اتبع هداه في حياتي وبعد موتي فقد اتبع هداي، ومن اتّبع هداي فقد اتّبع هدى اللّه ومن اتّبع هدى اللّه فلا يضلّ ولا يشقى قال:

(وَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَهً ضَنْكاً وَ نَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَهِ أَعْمى ) إلى قوله تعالى: (وَ كَذلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ ) في عداوه آل محمد (وَ لَمْ يُؤْمِنْ بِآياتِ رَبِّهِ وَ لَعَذابُ الْآخِرَهِ أَشَدُّ وَ أَبْقى ) ثمّ قال اللّه (عزّوجلّ ): (أَ فَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَساكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى ) (3) وهم الائمّه من آل محمد، وما كان في القرآن مثلها(4).

ص:232


1- (1)- طه 20:123.
2- (2) - مناقب آل أبي طالب: ج 4 ص 400. منه البحار: ج 24 ص 147.
3- (3) - طه 20:123-128.
4- (4) - تأويل الآيات الظاهره: ج 1 ص 320 ح 19. منه البحار: ج 24 ص 149.

البحار - بيان: قوله: «وما كان في القرآن مثلها»، أي كلّ ما كان في القرآن من اولى النّهى واولى الالباب وأمثالها فهي إشاره إلى الائمّه (عليهم السّلام).

3337 -تأويل الآيات الظاهره: قال محمد بن العباس: حدثنا محمد بن همام، عن محمد بن إسماعيل العلوي، عن عيسى بن داود النجار، عن أبي الحسن موسى بن جعفر (عليه السّلام) قال: سألت أبي عن قول اللّه (عزّوجلّ ): (فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَ مَنِ اهْتَدى ) (1)؟

قال: الصراط السويّ هو القائم (عليه السّلام) والهدى من اهتدى إلى طاعته، ومثلها في كتاب اللّه (عزّوجلّ ): (وَ إِنِّي لَغَفّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى ) (2) قال: إلى ولايتنا(3).

3338 -تأويل الآيات الظاهره: روى علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن سليمان، عن المعلّى بن خنيس، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قوله: (وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللّهِ ) (4).

قال: هو من يتّخذ دينه برأيه بغير هدى إمام من اللّه من أئمّه الهدى(5).

بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسين بن

ص:233


1- (1)- طه 20:135.
2- (2) - طه 20:82.
3- (3) - تأويل الآيات الظاهره: ج 1 ص 323 ح 26. منه البحار: ج 24 ص 150.
4- (4) - القصص 28:50.
5- (5) - تأويل الآيات الظاهره: ج 1 ص 420 ح 13.

سعيد، عن النضر بن سويد، عن القاسم بن سليمان مثله إلاّ أن فيه:

يعني من يتخذ دينه رأيه بغير هدى ائمّه من أئمّه الهدى(1).

3339 -بصائر الدرجات: حدثنا عبداللّه بن محمد بن الحسين، عن الحجّال، عن غالب النحوي، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قوله تعالى: (وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللّهِ ) .

قال: اتّخذ رأيه دينا(2).

3340 -شرح الأخبار: صفوان الجمّال، قال: قلت يوما لابي عبداللّه جعفر بن محمد (عليه السّلام)، وأنا عنده: يابن رسول اللّه، أمنكم السفّاح ؟

فأطرق الى الارض مليا.

ثمّ قال: يا ثابت منا السفّاح، ومنا النفّاخ، ومنا الصدّيق، ومنا الفاروق، ومنا الهادي ومنا المهدي، ومنا المهتدي، ومنا من يهتدى به، ومنا من تغرب الشمس على رأسه، وتطلع من مغربها، نحن ثلّه اللّه، منا أسد اللّه، ونحن خزّان اللّه.

يا ثابت: ما نحن خزانه على ذهب ولا فضه، ولكن على المكنون من علمه. نحن دعائم اللّه، نحن ذخيره اللّه، ورسوله أبونا الاكبر، وعلي أبونا الاصغر، وفاطمه امنا، وخديجه بنت خويلد والدتنا، وجعفر الطيار في الجنّه عمّنا، وحمزه سيد الشهداء عمّ أبينا، فمن له حسب كحسبنا، ونسب كنسبنا؟!! استودعنا اللّه سره، وائتمننا على وحيه وعلمه، وانطقنا بحكمته، فهذه حالنا عنده.

ص:234


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 33 ح 1. منهما البحار: ج 24 ص 152.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 33 ح 4.

فالذين سمّاهم ائمه منهم قد مضى، ومنهم من يأتي، كنى عنهم لصفاتهم وافعالهم(1).

أقول: في هذا الحديث ملاحظات نذكرها فيما يلي:

1- لا يوجد هذا الحديث بهذا النّص في كتب الحديث المعروفه - كالكتب الاربعه - بل تفرّد بذكره القاضي النعمان التميمي في كتابه شرح الاخبار.

نعم... جاء مضمونه - مع زياده ونقصان - في كثير من الاحاديث الصحيحه.

2- هذا الحديث ضعيف السند لانّه مرسل، بمعنى أن المؤلّف - وهو القاضي النعمان - لم يذكر سند الحديث، بل أرسله إلى صفوان مع الفاصل الزمني الكبير بينه وبين صفوان.

3- يبدو أنّ هناك حذفا في الحديث، وذلك لانّه مروي عن صفوان الجماّل إلاّ أنّ خطاب الإمام الصادق (عليه السّلام) موجّه إلى ثابت. فمن هو ثابت ؟ ومن أين جاء هنا؟

لهذا نحن صحّحنا الحديث هكذا: صفوان الجماّل قال: قال ثابت يوما لابي عبداللّه...

ثمّ يبقى أن نعرف من هو ثابت ؟

فيحتمل أن يكون ثابت بن دينار وهو أبو حمزه الثمالي (رضوان اللّه عليه) لانّ صفوان الجمّال يروي عنه في بعض الاحاديث - كما في باب الذبائح والأطعمه، راجع جامع الرواه: ج 1 ص 136 -.

4- ولنا وقفه عند كلمه: «السفّاح» والمقصود منه ؟

ص:235


1- (1)- شرح الاخبار: ج 3 ص 401 ح 1287.

جاء في حديث للإمام الباقر (عليه السّلام) أنّ السفّاح هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السّلام) - راجع بحار الانوار: ج 53 ص 101 وص 147 -:

وبهذا أيضا فسّره العلاّمه المجلسي في بحار الانوار: ج 53 ص 100.

بناء على هذا فالظاهر أنه بمعنى الذي يسفح الدّماء، والإمام امير المؤمنين علي (عليه السّلام) هو الذي ضرب خراطيم الخلق حتى قالوا: لا إله إلاّ اللّه.

وهو الذي قتل الابطال وجدّل الشجعان ونازل الفرسان، ولولا سيفه لم يقم للإسلام عمود.

ويوم بدر واحد وحنين والخندق وغيرها خير شاهد على ما نقول. فاراقه دماء المفسدين والمشركين عباده وقربه إلى اللّه سبحانه، ويحقّ للامام الصادق (عليه السّلام) أن يفتخر بجدّه الاكبر أمير المؤمنين (عليه السّلام).

هذا.. ويحتمل أن يكون المقصود بالسفّاح - هنا - هو أبو العباس السفّاح الحاكم العباسي الذي أراق دماء بني اميّه وقضى على سلطانهم حتى لقّب بالسفّاح.

وإذا صحّ هذا الإحتمال كان قوله (عليه السّلام) محمولا على التقيه، لانّ السائل سأل الإمام سؤالا محرجا له فقال: أمنكم السفّاح ؟

فكيف يبدي الإمام رأيه في حاكم زمانه الطاغوت ؟! وأنت تعرف موقف العباسيين السلبي تجاه الإمام (عليه السّلام).

لهذا كان للإمام (عليه السّلام) أن يستعمل التقيه في الجواب،

ص:236

فيقول: «منّا السفّاح» إشاره إلى أنّه من بني هاشم باعتبار إنتسابه إلى العباس بن عبدالمطّلب.

5- من هو المقصود ب - «النفّاخ»؟

الجواب: لم نعثر على معنى خاص له، ويحتمل أن يكون، النفّاح - بالحاء المهمله - وهو بمعنى من تكون منه النفحات الطيّبه إلى المؤمنين، أو أنّ نفحات اللّه تعالى إلى أوليائه تكون بولايته. واللّه العالم.

باب (36) إمام الهدى وإمام الضلال

3341 -الكافي: محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، ومحمد ابن الحسين، عن محمد بن يحيي، عن طلحه بن زيد، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال: إنّ الائمّه في كتاب اللّه (عزّوجلّ ) إمامان قال اللّه (تبارك وتعالى): (وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّهً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا) (1) و(2) لا بأمر الناس، يقدّمون أمر اللّه قبل أمرهم وحكم اللّه قبل حكمهم.

قال: (وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّهً يَدْعُونَ إِلَى النّارِ) (3) يقدّمون أمرهم قبل أمر اللّه وحكمهم قبل حكم اللّه ويأخذون بأهوائهم خلاف ما(4) في

ص:237


1- (1)- الانبياء 21:73.
2- (2) - و (بِأَمْرِنا) أي ليس هدايتهم للناس وإمامتهم بنصب الناس وأمرهم، بل هم منصوبون لذلك من قبل اللّه تعالى ومأمورون بأمره (مرآه العقول).
3- (3) - القصص 28:41.
4- (4) - خلافا لما - تفسير القمي - بصائر الدرجات - الاختصاص.

كتاب اللّه (عزّوجلّ )(1).

تفسير القمي: حدثنا حميد بن زياد قال: حدثنا محمد بن الحسين، عن محمد بن يحيى مثله وفيه: امامان امام عدل وامام جور(2).

بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن الحسين، عن محمد بن الحسين بن علي، عن محمد بن يحيي، عن طلحه بن زيد، عن جعفر ابن محمد، عن أبيه (عليهما السّلام) مثله(3).

الاختصاص: محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن احمدبن محمدبن عيسى، عن محمدبن سنان، عن طلحه بن زيد، عن جعفر، عن أبيه (عليهما السّلام) مثله(4).

3342- بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسين ابن سعيد، عن محمد بن إسماعيل، عن منصور، عن طلحه بن زيد، ومحمد بن عبدالجبّار بغير هذا الإسناد يرفعه إلى طلحه بن زيد، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قرأت في كتاب أبي: الائمّه في كتاب اللّه إمامان: إمام الهدى، وإمام الضلال، فأمّا أئمّه الهدى فيقدّمون أمر الله قبل امرهم، وحكم اللّه قبل حكمهم، وأمّا أئمّه الضلال فإنّهم يقدّمون أمرهم قبل أمر اللّه. وحكمهم قبل حكم اللّه إتباعا لاهوائهم وخلافا لما في الكتاب(5).

3343 -بصائر الدرجات: حدثنا بعض أ أصحابنا، عن محمد بن الحسين، عن صفوان بن يحيي، عن الحسين بن أبي العلاء، عن

ص:238


1- (1)- الكافي: ج 1 ص 216 ح 2.
2- (2) - تفسير القمي: ج 2 ص 170.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 52 ح 2.
4- (4) - الاختصاص: ص 21.
5- (5) - بصائر الدرجات: ص 52 ح 1. منه البحار: ج 24 ص 156.

أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سمعته يقول: إنّ الدنيا لا تكون إلاّ وفيها إمامان: برّ وفاجر، فالبرّ: الّذي قال اللّه تعالى: (وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّهً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا) وأمّا الفاجر فالّذي قال اللّه تعالى: (وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّهً يَدْعُونَ إِلَى النّارِ وَ يَوْمَ الْقِيامَهِ لا يُنْصَرُونَ ) (1).

3344 -بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن عيسى، عن عثمان ابن عيسى، عن عليّ ، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: لا يصلح النّاس إلاّ إمام عادل وإمام فاجر، إنّ اللّه (عزّوجلّ ) يقول: (وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّهً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا) وقال: (وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّهً يَدْعُونَ إِلَى النّارِ) (2).

3345 -تفسير العياشي: عن حمّاد بن عيسى، عن بعض أصحابه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: في قراءه عليّ (عليه السّلام) (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّهٍ أُخْرِجَتْ لِلنّاسِ ) (3) قال: هم آل محمد (صلّى اللّه عليه وآله)(4).

3346 -تفسير العياشي: أبو بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّما انزلت هذه الآيه على محمد (صلّى اللّه عليه وآله) [فيه و] في الأوصياء خاصّه فقال: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّهٍ أُخْرِجَتْ لِلنّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ تَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ) هكذا واللّه نزل بها جبرئيل (عليه السّلام)، وما عنى بها إلّا محمدا وأوصياءه (صلوات اللّه عليهم)(5).

ص:239


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 52 ح 3. منه البحار: ج 24 ص 157.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 53 ح 4. منه البحار: ج 24 ص 157.
3- (3) - آل عمران 3:110.
4- (4) - تفسير العياشي: ج 1 ص 195 ح 128. منه البحار: ج 24 ص 153.
5- (5) - تفسير العياشي: ج 1 صه 19 ح 129. منه البحار: ج 24 ص 153.

أقول: هذا على المعنى والتأويل اذ من الثابت ان للقران بطونا ومعان متعدده، والا فالقرآن مصون عن التحريف كما سبق منا الإشاره الى ذلك مرارا وتكرارا وستقرأ - في الباب القادم - تلاوه الآيه كما هي في القرآن ممّا يدل على أن ما مرّ كان على المعنى والتأويل.

3347 -تفسير القمي: حدثني أبي، عن ابن أبي عمير، عن ابن سنان قال: قرأت عند أبي عبداللّه (عليه السّلام): (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّهٍ ) فقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): خير امّه يقتلون أمير المؤمنين والحسن والحسين بن عليّ (عليهم السّلام)؟!!! فقال القاري: جعلت فداك كيف نزلت ؟

فقال: نزلت: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّهٍ أُخْرِجَتْ لِلنّاسِ ) ألا ترى مدح اللّه لهم: (تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ تَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ ) (1).

2348 -تأويل الآيات الظاهره: روي عليّ بن أسباط، عن إبراهيم الجعفري، عن أبي الجارود، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قوله تعالى: (أَ إِلهٌ مَعَ اللّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ ) (2).

قال: أي إمام هدى مع إمام ضلال في قرن واحد(3).

باب (37) آل محمّد عليهم السّلام خير امّه اخرجت للنّاس

3349 -تفسير العياشي: عن أبي عمرو الزبيرى، عن أبي عبداللّه

ص:240


1- (1)- تفسير القمي: ج 1 ص 110. منه البحار: ج 24 ص 154.
2- (2) - النمل 27:61.
3- (3) - تأويل الآيات الظاهره: ج 1 ص 401 ح 2. منه البحار: ج 23 ص 361.

(عليه السّلام) في قول اللّه: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّهٍ أُخْرِجَتْ لِلنّاسِ ) (1).

قال: يعني الأمّه الّتي وجبت لها دعوه إبراهيم فهم الأمّه الّتي بعث اللّه فيها ومنها وإليها، وهم الأمّه الوسطى، وهم خير امّه اخرجت للناس(2).

3350 -تفسير العياشي: عن أبي عمرو الزبيري، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قلت له: أخبرني عن امّه محمد (صلّى اللّه عليه وآله) من هم ؟

قال: امّه محمد بنو هاشم خاصّه.

قلت: فما الحجّه في امّه محمد (صلّى اللّه عليه وآله) أنهم أهل بيته الّذين ذكرت دون غيرهم ؟

قال: قول اللّه: (وَ إِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَ إِسْماعِيلُ رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبَّنا وَ اجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِنا أُمَّهً مُسْلِمَهً لَكَ وَ أَرِنا مَناسِكَنا وَ تُبْ عَلَيْنا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوّابُ الرَّحِيمُ ) (3) فلمّا أجاب اللّه إبراهيم وإسماعيل وجعل من ذرّيتهما امّه مسلمه، وبعث فيها رسولا منها، يعني من تلك الأمه يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلّمهم الكتاب والحكمه ردف إبراهيم دعوته الأولى بدعوته الاخرى فسأل لهم تطهيرا من الشرك ومن عباده الاصنام، ليصح أمره فيهم ولا يتّبعوا غيرهم، فقال: (وَ اجْنُبْنِي وَ بَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ * رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَ مَنْ )

ص:241


1- (1)- عمران عمران 3:110.
2- (2) - تفسير العياشي: ج 1 ص 195 ح 130. منه البحار: ج 24 ص 153.
3- (3) - البقره 2:127 و 128.

(عَصانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) (1) فهذه دلاله على أنّه لا تكون الائمّه والامّه المسلمه الّتي بعث فيها محمد (صلّى اللّه عليه وآله) إلاّ من ذريّه إبراهيم لقوله: (وَ اجْنُبْنِي وَ بَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ ) (2).

باب (38) تأويل السلم بالولايه

3351 -الكافي: الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن محمد بن جمهور، عن صفوان، عن ابن مسكان، عن الحلبيّ ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قوله تعالى: (وَ إِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها) (3)[قال:] قلت: ما السّلم ؟

قال: الدخول في أمرنا(4).

البحار - بيان: الجنوح: الميل، والسلم - بالكسر والفتح -: الصلح، ويؤنّث ويذكر وقيل: الآيه منسوخه، وقيل: هي في موادعه أهل الكتاب، وعلى تأويله يمكن أن يكون الضمير راجعا إلى المنافقين، أي إن أظهروا القول بولايه عليّ في الظاهر فاقبل منهم، وإن علمت نفاقهم.

3352 -تفسير العياشي: عن محمد الحلبيّ ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه: (وَ إِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها) فسئل ما السلم ؟

قال: الدخول في أمرك(5).

ص:242


1- (1)- إبراهيم 14:35 و 36.
2- (2) - تفسير العياشي: ج 1 ص 60 ح 101. منه البحار: ج 24 ص 154.
3- (3) - الانفال 8:61.
4- (4) - الكافي: ج 1 ص 415 ح 16. منه البحار: ج 24 ص 162.
5- (5) - تفسير العياشي: ج 2 ص 66 ح 75. منه البحار: ج 24 ص 159.

3353 - تفسير العياشي: عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّهً وَ لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ ) (1).

قال: أتدري ما السلم ؟

قال: قلت: أنت أعلم.

قال: ولايه عليّ والائمّه الأوصياء من بعده (عليهم السّلام).

قال: و (خُطُواتِ الشَّيْطانِ ) واللّه ولايه فلان وفلان(2).

3354 -تفسير العياشي: عن زراره وحمران ومحمد بن مسلم، عن أبي جعفر وأبي عبداللّه (عليهما السّلام) قالوا: سألناهما عن قول اللّه: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّهً ) ؟

قالا: امروا بمعرفتنا(3).

3355 -تفسير العياشي: عن أبي بكر الكلبيّ ، عن جعفر، عن أبيه (عليهما السّلام) في قوله: (ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّهً ) هو ولايتنا(4).

باب (39) آل محمّد عليهم السّلام المستضعفون الموعودون بالنصر

3356 -معاني الأخبار: حدثنا أحمد بن محمد الهيثم العجلي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا

ص:243


1- (1)- البقره 2:208.
2- (2) - تفسير العياشي: ج 1 ص 102 ح 294. منه البحار: ج 24 ص 159.
3- (3) - تفسير العياشي: ج 1 ص 102 ح 295. منه البحار: ج 24 ص 159.
4- (4) - تفسير العياشي: ج 1 ص 102 ح 297. منه البحار: ج 24 ص 159.

القطان قال: حدثنا بكر بن عبداللّه بن حبيب قال: حدثنا تميم بن بهلول، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر قال:

سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: إنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) نظر إلى عليّ والحسن والحسين (عليهم السّلام) فبكى وقال: أنتم المستضعفون بعدي.

قال المفضل: فقلت له: ما معنى ذلك يابن رسول اللّه ؟

قال: معناه أنّكم الائمّه بعدي، إنّ اللّه (عزّوجلّ ) يقول: (وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّهً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ ) (1) فهذه الآيه جاريه فينا إلى يوم القيامه(2).

3357 -تفسير القمي: حدثني أبي، عن النضر بن سويد، عن عاصم بن حميد، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: لقي المنهال بن عمرو عليّ بن الحسين بن علي (عليهم السّلام) فقال له: كيف أصبحت يابن رسول اللّه ؟

قال: ويحك أما آن لك أن تعلم كيف أصبحت ؟!! أصبحنا في قومنا مثل بني إسرائيل في آل فرعون، يذبحون ابناءنا ويستحيون نساءنا، واصبح خير البريّه بعد محمد يلعن على المنابر، واصبح عدوّنا يعطى المال والشرف واصبح من يحبنا محقورا منقوصا حقه، وكذلك لم يزل المؤمنون، واصبحت العجم تعرف للعرب حقها بأن محمدا كان منها واصبحت قريش تفتخر على العرب بأن محمدا كان منها واصبحت العرب تعرف لقريش حقها بأنّ محمدا

ص:244


1- (1)- القصص 28:5.
2- (2) - معاني الاخبار: ص 79 ح 1. منه البحار: ج 24 ص 168.

كان منها واصبحت العرب تفتخر على العجم بأنّ محمدا كان منها واصبحنا أهل البيت لا يعرف لنا حق، فهكذا اصبحنا يا منهال(1).

3358 -تفسير العياشي: عن سماعه قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن (الْمُسْتَضْعَفِينَ ) ؟(2).

قال: هم أهل الولايه.

قلت: أيّ ولايه تعني ؟

قال: ليست ولايه [الدّين](3) ولكنّها في المناكحه والموارثه والمخالطه، وهم ليسوا بالمؤمنين ولا بالكفّار، ومنهم المرجون لامر اللّه، فأمّا قوله: (وَ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَ النِّساءِ وَ الْوِلْدانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْ هذِهِ الْقَرْيَهِ ) إلى قوله: (نَصِيراً) (4) فاولئك نحن(5).

3359 -شرح الأخبار: سماعه بن مهران، قال: قال أبو عبداللّه جعفر بن محمد (عليه السّلام) في قول اللّه (عزّوجلّ ): (وَ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَ النِّساءِ وَ الْوِلْدانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْ هذِهِ الْقَرْيَهِ الظّالِمِ أَهْلُها وَ اجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَ اجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً) .

قال: نحن اولئك(6).

3360 -شرح الأخبار: فضاله بن ايوب، عن عثمان بن أبان،

ص:245


1- (1)- تفسير القمي: ج 2 ص 134. منه البحار: ج 24 ص 170.
2- (2) - أي في آيه 97 و 98 من سوره النساء.
3- (3) - ما بين المعقوفتين من البحار وهو الظاهر.
4- (4) - النساء 4:75.
5- (5) - تفسير العياشي: ج 1 ص 257 ح 194. منه البحار: ج 24 ص 172.
6- (6) - شرح الاخبار: ج 3 ص 5 ح 922.

قال أبوعبداللّه جعفر بن محمد (عليه السّلام): إذا سمعتم اللّه (عزّوجلّ ) ذكر أحدا في كتابه ممن مضى بخير، فنحن مثلهم، وإذا ذكر أحدا من هذه الأمه بخير، فنحن هم.

قال: وسألته عن قول اللّه (عزّوجلّ ): (وَ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَ النِّساءِ وَ الْوِلْدانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْ هذِهِ الْقَرْيَهِ الظّالِمِ أَهْلُها وَ اجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَ اجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً) ؟

قال: نحن اولئك(1).

باب (40) الكلم الطيب: ولايه آل محمّد عليهم السّلام

3361 -الكافي: عليّ بن محمد وغيره، عن سهل بن زياد، عن يعقوب بن يزيد، عن زياد القندى، عن عمّار الأسدي، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه (عزّوجلّ ): (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ ، الطَّيِّبُ وَ الْعَمَلُ الصّالِحُ يَرْفَعُهُ ) (2) ولايتنا أهل البيت - وأهوي بيده إلى صدره - فمن لم يتولّنا لم يرفع اللّه له عملا(3).

مناقب آل أبي طالب: عمّار بن يقظان الأسدي، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) مثله(4).

3362 -مناقب آل أبي طالب: يحيي بن عبداللّه بن الحسن، عن

ص:246


1- (1)- شرح الاخبار: ج 2 ص 504 ح 890.
2- (2) - فاطر 35:10.
3- (3) - الكافى: ج 1 ص 430 ح 85.
4- (4) - مناقب آل ابي طالب: ج 4 ص 3.

الصادق (عليه السّلام) في قوله تعالى: (وَ لَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنا لِعِبادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ ) (1).

قال: نحن هم(2).

وتقدم في قصّه ابراهيم الخليل (عليه السّلام) ما يناسب المقام.

3363 -الكافي: الحسين بن محمد، عن معلّى بن محمد، عن جعفر بن محمد بن عبيداللّه، عن محمد بن عيسى القمي، عن محمد بن سليمان، عن عبداللّه بن سنان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قوله: (وَ لَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ ) كلمات في محمّد وعليّ وفاطمه والحسن والحسين والأئمّه (عليهم السّلام) من ذرّيتهم (فَنَسِيَ ) (3) هكذا واللّه نزلت على محمد (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)(4).

بصائر الدرجات: حدثنا الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد مثله الا أن فيه: انزلت على محمد (صلّى اللّه عليه وآله)(5).

أقول: سبق وان ذكرنا - اكثر من مرّه - ان الثابت عند الشيعه عدم تحريف القرآن وسلامته من الزياده والنقصان، ولهذا فان الحديث السابق - وأمثاله - محمول على التأويل، ولا مانع من نزول الآيه مع تأويلها على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم).

ص:247


1- (1)- الصافات 37:171 و 172.
2- (2) - مناقب آل أبي طالب: ج 4 ص 214. منه البحار: ج 24 ص 182.
3- (3) - طه 20:115.
4- (4) - الكافي: ج 1 ص 416 ح 23.
5- (5) - بصائر الدرجات: ص 91 ح 4.

وهذه النقطه نرجوا الانتباه إليها عند مطالعتك - أيّها القاريء - لهذه الأحاديث وأمثالها.

باب (41) آل محمّد عليهم السّلام حرمات اللّه

3364 -الكافي: علي بن ابراهيم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس، عن عليّ بن شجره، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: للّه (عزّوجلّ ) في بلاده خمس حرم(1): حرمه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) وحرمه آل رسول اللّه (صلّى اللّه عليهم) وحرمه كتاب اللّه (عزّوجلّ ) وحرمه كعبه اللّه وحرمه المؤمن(2).

3365 -معاني الاخبار - أمالي الصدوق: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا عبداللّه بن جعفر الحميري قال: حدثني محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني قال: حدثني يونس بن عبدالرحمن، عن عبداللّه بن سنان، عن الصادق جعفر بن محمد (عليه السّلام) انه قال:

ان للّه (عزّوجلّ ) حرمات ثلاث ليس مثلهنّ شيء: كتابه وهو حكمته ونوره، وبيته الّذي جعله قبله للناس لا يقبل من احد توجّها إلى غيره، وعتره نبيكم (صلّى اللّه عليه وآله)(3).

3366 -تأويل الآيات الظاهره: قال محمد بن العباس: حدثنا

ص:248


1- (1)- الحرمه ما يجب احترامه واكرامه على الخلق لوجهه تعالى. (مرآه العقول).
2- (2) - الكافي: ج 8 ص 107 ح 82.
3- (3) - معاني الاخبار: ص 117 ح 1 - أمالي الصدوق: ص 239 ح 13. منهما البحار: ج 24 ص 185.

محمد بن همام، عن محمد بن إسماعيل العلويّ ، عن عيسى بن داود النجار عن [الإمام] موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر (عليهما السّلام) في قول اللّه (عزّوجلّ ): (وَ مَنْ يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ ) (1).

قال: هي ثلاث حرمات واجبه، فمن قطع منها حرمه فقد أشرك باللّه: الأولى انتهاك حرمه اللّه في بيته الحرام، والثانيه تعطيل الكتاب والعمل بغيره، والثالثه قطيعه ما أوجب اللّه من فرض مودّتنا وطاعتنا(2).

باب (42) آل محمّد عليهم السّلام العدل والإحسان

3367 -تفسير العياشي: عن إسماعيل الحريري(3) قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام): قول اللّه: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسانِ وَ إِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَ يَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَ الْمُنْكَرِ وَ الْبَغْيِ ) (4).

قال: اقرأكما أقول لك يا إسماعيل: «إنّ اللّه يأمر بالعدل والاحسان وإيتاء ذي القربى حقه».

قلت: جعلت فداك إنا لا نقرأ هكذا في قراءه زيد.

قال: ولكنّا نقرأها، [و] هكذا في قراءه عليّ (عليه السّلام).

ص:249


1- (1)- الحج 22:30.
2- (2) - تأويل الآيات الظاهره: ج 1 ص 336 ح 10. منه البحار: ج 24 ص 186.
3- (3) - الجريريّ - البحار.
4- (4) - النحل 16:90.

قلت: فما يعني بالعدل ؟

قال: شهاده أن لا إله إلاّ اللّه.

قلت: والاحسان ؟

قال: شهاده أن محمدا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله).

قلت: فما يعني بايتاء ذي القربى حقّه ؟

قال: أداء إمامه إلى إمام بعد إمام (وَ يَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَ الْمُنْكَرِ) .

قال: ولايه فلان وفلان(1).

أقول: هذه قراءه من القراءات، وليس فيها ما يدلّ على التحريف، لان كلام الامام (عليه السّلام) محمول على المعنى كما ذكرنا.

3368 -اليقين في إمره أمير المؤمنين (عليه السّلام): من كتاب محمد بن العباس بن مروان حدثنا محمد بن هشام بن سهيل (عن محمد بن اسماعيل)(2) العسكريّ قال: حدثني عيسى بن داود النجار، عن أبي الحسن موسى بن جعفر، عن أبيه (عليهما السّلام) في قول اللّه (جلّ وعزّ): (وَ أَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كانَ مَسْؤُلاً * وَ أَوْفُوا الْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ وَ زِنُوا بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِيمِ ) (3).

قال: العهد ما أخذ النبي (صلّى اللّه عليه وآله) على الناس في

ص:250


1- (1)- تفسير العياشي: ج 2 ص 267 ح 60. منه البحار: ج 24 ص 189.
2- (2) - ما بين الهلالين ليس في البحار.
3- (3) - الاسراء 17:34 وه 3.

مودّتنا وطاعه أمير المؤمنين أن لا يخالفوه ولا يتقدّموه ولا يقطعوا رحمه، وأعلمهم أنّهم مسؤلون عنه وعن كتاب اللّه (جلّ وعزّ) وأمّا القسطاس فهو الإمام، وهو العدل من الخلق أجمعين وهو حكم الائمّه قال الله (جلّ وعزّ): (ذلِكَ خَيْرٌ وَ أَحْسَنُ تَأْوِيلاً) .

قال: اللّه هو أعرف بتأويل القرآن وما يحكم ويقضي(1).

3369 -تفسير العياشي: عن عبدالأعلى، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه تعالى: (خُذِ الْعَفْوَ وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ ) [قال:

بالولايه](2)(وَ أَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ ) (3) قال: [عنها] يعني الولايه(4).

أقول: الظاهر أن المقصود من الجاهلين بالولايه هم المنكرون لها، كما قال تعالى: (وَ سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَ أَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ ) (5)وقد رأينا بعض هؤلاء - في زماننا هذا - حيث كانوا يرفضون قبول كل حديث يثبت إمامه سيدنا أمير المؤمنين علي (عليه السّلام) وخلافته بعد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) ويتشبّثون بمختلف الأحاديث الضعيفه والموضوعه من أجل اثبات زعمهم في رجالهم الذين يعتقدون بهم.

أمّا الجاهل بالولايه فاللازم إرشاده وتوعيته ليهتدي الى الحق والصراط المستقيم الذي أمر اللّه به.

ص:251


1- (1)- اليقين في إمره أمير المؤمنين: ص 88. منه البحار: ج 24 ص 187.
2- (2) - مابين المعقوفتين ليس في البحار وكذا في المورد الآتي.
3- (3) - الاعراف 7:199.
4- (4) - تفسير العياشي: ج 2 ص 43 ح 127. منه البحار: ج 24 ص 188.
5- (5) - يس 36:10.

3370 - غيبه النعماني: حدثنا محمد بن يعقوب قال: حدثنا عده من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد [الأهوازي]، عن أبي وهب، عن محمد بن منصور قال: سألته - يعني أبا عبداللّه (عليه السّلام) - عن قول اللّه (عزّوجلّ ): (وَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَهً قالُوا وَجَدْنا عَلَيْها آباءَنا وَ اللّهُ أَمَرَنا بِها قُلْ إِنَّ اللّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ أَ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ ما لا تَعْلَمُونَ ) (1).

قال: فقال: هل رأيت أحدا زعم أنّ اللّه أمره بالزّنا وشرب الخمر أو شيء من هذه المحارم ؟

فقلت: لا.

قال: فما هذه الفاحشه الّتي يدّعون أنّ اللّه أمرهم بها؟

قلت: اللّه أعلم ووليّه.

قال: فانّ هذا في أولياء أئمّه الجور ادّعوا أنّ اللّه أمرهم بالايتمام بقوم لم يأمرهم اللّه بالايتمام بهم فردّ اللّه ذلك عليهم، وأخبرهم أنّهم قالوا عليه الكذب، وسمّى ذلك منهم فاحشه(2).

باب (43) آل محمّد عليهم السّلام وجه اللّه ويده وكعبه اللّه وقبلته

3371 -الكافي: محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عليّ بن النعمان، عن سيف بن عميره، عمّن ذكره، عن الحارث بن المغيره النصري قال: سئل أبو عبداللّه (عليه السّلام) عن

ص:252


1- (1)- الاعراف 7:28.
2- (2) - غيبه النعماني: ص 130 ح 10. منه البحار: ج 24 ص 189.

قول اللّه (تبارك وتعالى): (كُلُّ شَيْ ءٍ هالِكٌ إِلاّ وَجْهَهُ ) (1).

فقال: ما يقولون فيه ؟

قلت: يقولون: يهلك كلّ شيء إلاّ وجه اللّه.

فقال: سبحان اللّه، لقد قالوا قولا عظيما، إنّما عنى بذلك وجه اللّه الذي يؤتى منه(2).

بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن فضاله بن أيوب، عن علي بن أبي حمزه، عن سيف بن عميره، عن أبي بصير، عن الحارث بن المغيره قال: كنّا عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) فسأله رجل عن قول اللّه تعالى... وذكر نحوه بزياده: ونحن وجهه الذي يؤتى منه(3).

3372 -الكافي: محمد بن أبي عبداللّه، عن محمد بن اسماعيل، عن الحسين بن الحسن، عن بكر بن صالح، عن الحسن بن سعيد، عن الهيثم بن عبداللّه، عن مروان بن صباح قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): إنّ اللّه خلقنا فأحسن خلقنا وصوّرنا فأحسن صورنا وجعلنا عينه في عباده ولسانه الناطق(4) في خلقه ويده المبسوطه على عباده بالرّأفه والرحمه ووجهه الّذي يؤتى منه وبابه الذي يدل عليه

ص:253


1- (1)- القصص 28:88.
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 143 ح 1.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 84 ح 1.
4- (4) - لمّا كان اللسان يعبّر عما في الضمير ويبيّن ما أراد الانسان إظهاره أطلق عليهم (عليهم السّلام) لسان اللّه، لانهم المعبّرون عن اللّه، يبينون حلاله وحرامه ومعارفه وسائر ما يريد بيانه للخلق وبابه الذي يدل عليه، وانما سمّوا أبواب الله لأنّه لابدّ لمن يريد معرفته سبحانه وطاعته من أن يأتيهم ليدلوه عليه وعلى رضاه. (مرآه العقول).

وخزّانه في سمائه وأرضه، بنا أثمرت الاشجار وأينعت الثمار(1) وجرت الانهار وبنا ينزل غيث السماء وينبت عشب(2) الارض وبعبادتنا عبد اللّه(3)ولولا نحن ما عبد اللّه(4).

التوحيد: حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق (رحمه اللّه) قال: حدثنا محمد بن أبي عبداللّه الكوفى قال: حدثنا محمد بن اسماعيل البرمكي مثله إلاّ أن فيه: وبنا نزل غيث السماء ونبت عشب الأرض(5).

البحار - بيان: قوله (عليه السّلام): «لولا نحن ما عبد اللّه» أي نحن علّمنا الناس طريق عباده اللّه، وآدابها، أو: لا تتأتّى العباده الكامله إلّا منّا، أو: ولايتنا شرط قبول العباده، والاوسط أظهر.

3373 -بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسين، عن بعض أصحابنا، عن سيف بن عميره، عن ابن المغيره قال: كنّا عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) فسأله رجل عن قول اللّه: (كُلُّ شَيْ ءٍ هالِكٌ إِلاّ وَجْهَهُ ) قال: ما يقولون فيه ؟

قلت: يقولون: يهلك كلّ شيء إلاّ وجهه.

فقال: يهلك كل شيء إلّا وجهه الّذي يؤتى منه، ونحن وجه اللّه

ص:254


1- (1)- اينعت الثمار: ادركت ونضجت. السان العرب).
2- (2) - العشب: الكلأ الرطب في اول الربيع. (اقرب الموارد).
3- (3) - «وبعبادتنا عبداللّه» أي بمعرفتنا وعبادتنا إياه تعالى - التي نعرفه ونعبده ونهدي عباده إليها ونعلّمها إياهم - عبد اللّه. «هامش المصد 4».
4- (4) - الكافي: ج 1 ص 144 ح 5.
5- (5) - التوحيد: ص 151 ح 8. منه البحار: ج 24 ص 197.

الّذي يؤتى منه(1).

أقول: هذا تأويل الآيه، كما هو واضح.

3374 -اكمال الدين: حدثنا محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن جعفر بن بشير، عن عمر بن أبان، عن ضريس الكناسيّ ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه (عزّوجلّ ): (كُلُّ شَيْ ءٍ هالِكٌ إِلاّ وَجْهَهُ ) .

قال: نحن الوجه الّذي يؤتى اللّه (عزّوجلّ ) منه(2).

مناقب آل أبي طالب: ضريس الكناسي، عن الصادق (عليه السّلام) مثله(3).

3375 -مناقب آل أبي طالب: قوله: (وَ يَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَ الْإِكْرامِ ) (4).

قال الصادق (عليه السّلام): نحن وجه اللّه ونحن الآيات ونحن البينات ونحن حدود اللّه(5).

3376 -التوحيد - معاني الاخبار: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا علي بن الحسين السعدآبادى، عن أحمد بن أبي عبداللّه البرقي، عن أبيه، عن ربيع الورّاق، عن صالح ابن سهل، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه (عزّوجلّ ):

ص:255


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 86 ح 6. منه البحار: ج 4 ص 5.
2- (2) - اكمال الدين: ص 231 ح 34. منه البحار: ج 24 ص 196.
3- (3) - مناقب آل أبي طالب: ج 4 ص 214. منه البحار: ج 24 ص 192.
4- (4) - الرحمن 55:27.
5- (5) - مناقب آل أبي طالب: ج 3 ص 272. منه البحار: ج 24 ص 192.

(كُلُّ شَيْ ءٍ هالِكٌ إِلاّ وَجْهَهُ ) .

قال: نحن(1).

3377 -تأويل الآيات الظاهره: قال محمد بن العباس: أخبرنا عبداللّه بن العلاء المخاري(2)، عن محمد بن الحسن بن شمّون، عن عبداللّه بن عبدالرحمن (الأصمّ )، عن عبداللّه بن القاسم، عن صالح ابن سهل، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سمعته يقول: (كُلُّ شَيْ ءٍ هالِكٌ إِلاّ وَجْهَهُ ) .

قال: نحن وجه اللّه (عزّوجلّ )(3).

3378 -الكافي: عدّه من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن صفوان الجمال، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه (عزّوجلّ ): (كُلُّ شَيْ ءٍ هالِكٌ إِلاّ وَجْهَهُ ) .

قال: من أتى اللّه بما امر به من طاعه محمد (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)(4) فهو الوجه الذي لا يهلك وكذلك قال: (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللّهَ ) (5) و(6).

التوحيد: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه (رحمه اللّه)، عن

ص:256


1- (1)- التوحيد: ص 150 ح 5 - معاني الاخبار: ص 13 ح 2. منهما البحار: ج 4 صه.
2- (2) - عبداللّه بن العلاء، عن المذاري - البحار.
3- (3) - تأويل الآيات الظاهره: ج 1 ص 426 ح 26. منه البحار: ج 24 ص 193.
4- (4) - من طاعه محمّد (صلى اللّه عليه وآله) والائمه من بعده - التوحيد.
5- (5) - النساء 4:80.
6- (6) - الكافي: ج 1 ص 143 ح 2.

محمد بن يحيي العطار، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن صفوان الجمال مثله الا ان فيه: فهو الوجه الذي لا يهلك ثم قرأ (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللّهَ ) (1).

3379 -التوحيد: وبهذا الإسناد قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): نحن وجه اللّه الذي لا يهلك2.

3380 -التوحيد: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عليّ بن سيف، عن أخيه الحسين ابن سيف، عن أبيه سيف بن عميره النخعي، عن خيثمه قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قول اللّه (عزّوجلّ ): (كُلُّ شَيْ ءٍ هالِكٌ إِلاّ وَجْهَهُ ) ؟

قال: دينه، وكان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) وأمير المؤمنين (عليه السّلام) دين اللّه ووجهه وعينه في عباده، ولسانه الّذي ينطق به، ويده على خلقه ونحن وجه اللّه الّذي يؤتى منه، لن نزال في عباده ما دامت للّه فيهم رويه.

قلت: وما الرويه ؟

قال: الحاجه، فإذا لم يكن للّه فيهم حاجه رفعنا إليه فصنع ما أحبّ (2).

البحار - بيان: الرويه إمّا بالتشديد بمعنى التفكر، فإنّ من له حاجه إلى أحد ينظر ويتفكر في إصلاح اموره، أو بالتخفيف مهموزا [رؤيه] أي نظر رحمه. والاظهر أنّه كان بالباء الموحّده، قال

ص:257


1- (1و2) - التوحيد: ص 149 ح 3 وص 150 ج 4.
2- (3) - التوحيد: ص 151 ح 7. منه البحار: ج 24 ص 197.

الفيروز آبادي الرؤبه ويضمّ : الحاجه، وعلى التقادير هي كنايه عن إراده بقائهم وخيرهم وصلاحهم.

3381 المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن أبي سعيد، عن أبي بصير، عن الحارث بن المغيره النضريّ قال: سالت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قول اللّه تعالى: (كُلُّ شَيْ ءٍ هالِكٌ إِلاّ وَجْهَهُ ) ؟

قال: كلّ شيء هالك إلا من أخذ طريق الحق(1) و(2).

3382 مناقب آل أبي طالب: أبو عبداللّه (عليه السّلام) في خبر: ونحن كعبه اللّه، ونحن قبله اللّه(3).

باب (44) آل محمّد عليهم السّلام جنب اللّه

3383 -تأويل الآيات الظاهره: قال محمد بن العباس: حدثنا أحمد بن الهوذه عن ابراهيم بن اسحاق، عن عبداللّه بن حمّاد، عن سدير الصيرفي قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول وقد ساله رجل عن قول اللّه (عزّوجل): (يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللّهِ ) (4)؟

فقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): نحن واللّه، خلقنا من نور جنب

ص:258


1- (1)- إلّا من أخذ الطريق الذي انتم عليه - البحار.
2- (2) - المحاسن: ص 219 ح 117. منه البحار: ج 24 ص 201.
3- (3) - مناقب آل أبي طالب: ج 3 ص 102. منه البحار: ج 24 ص 211.
4- (4) - الزمر 39:56.

اللّه، وذلك قول الكافر إذا استقرّت به الدّار: (يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللّهِ ) يعني ولايه محمد وآل محمد (صلوات اللّه عليهم أجمعين)(1).

أقول: لا شك أن ولايه محمّد وآل محمّد هي من مصاديق جنب اللّه، بل هي في طليعه المصاديق كلها، والمنكر لولايتهم مصيره الى العذاب الأليم والحسره الدائمه.

3384 -مناقب آل أبي طالب: الصادق (عليه السّلام) في قوله تعالى: (ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللّهِ ) (قال:) نحن جنب اللّه(2).

3385 -بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن البرقيّ ، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبيّ ، عن عبداللّه بن مسكان، عن مالك الجهنيّ قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: أنا شجره من جنب اللّه، أو جذوه، فمن وصلنا وصله اللّه(3).

البحار - بيان: الجذوه - بالكسر -: القطعه من اللّحم.

3386 -بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسين ابن سعيد، عن فضاله بن أيوب، عن القاسم بن بريد، عن مالك الجهنيّ قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: إنا شجره من جنب اللّه، فمن وصلنا وصله اللّه، قال: ثمّ تلا هذه الآيه: (أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللّهِ وَ إِنْ كُنْتُ لَمِنَ السّاخِرِينَ ) (4).

ص:259


1- (1)- تأويل الآيات الظاهره: ج 2 ص 520 ح 27. منه البحار: ج 24 ص 192.
2- (2) - مناقب آل أبي طالب: ج 4 ص 283. منه البحار: ج 24 ص 191.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 84 ح 14. منه البحار: ج 24 ص 199.
4- (4) - بصائر الدرجات: ص 82 ح 5. منه البحار: ج 24 ص 194.

باب (45) آل محمّد عليهم السّلام وشيعتهم هم المرحومون

3387 -الكافي: أحمد بن مهران، عن عبدالعظيم بن عبداللّه الحسني، عن عليّ بن أسباط، عن ابراهيم بن عبدالحميد، عن زيد الشحام قال: قال لي أبو عبداللّه (عليه السّلام) - ونحن في الطريق في ليله الجمعه - اقرأ فانّها ليله الجمعه قرانا، فقرأت: (إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقاتُهُمْ أَجْمَعِينَ * يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَ لا هُمْ يُنْصَرُونَ * إِلاّ مَنْ رَحِمَ اللّهُ ) (1).

فقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): نحن واللّه الّذي رحم اللّه ونحن - واللّه - الّذي استثنى اللّه ولكنّا نغني عنهم(2).

3388 -تأويل الآيات الظاهره: روى محمد بن العباس، عن حميد بن زياد، عن عبداللّه بن أحمد، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم ابن عبدالحميد، عن أبي اسامه زيد الشحّام قال: كنت عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) ليله جمعه فقال لي: اقرأ فقرأت، ثم قال لي: اقرأ فقرأت.

ثمّ قال لي: يا شحّام، اقرأ فإنّها ليله قرآن، فقرأت حتّى إذا بلغت: (يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَ لا هُمْ يُنْصَرُونَ ) قال:

هم.

قال: قلت: (إِلاّ مَنْ رَحِمَ اللّهُ ) ؟

ص:260


1- (1)- الدخان 44:40-42.
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 423 ح 56.

قال: نحن القوم الّذين رحم اللّه، ونحن القوم الذين استثنى اللّه، وإنّا واللّه نغني عنهم(1).

3389 -مناقب آل أبي طالب: زيد الشحام قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام) في قوله تعالى: (إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقاتُهُمْ أَجْمَعِينَ * يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَ لا هُمْ يُنْصَرُونَ * إِلاّ مَنْ رَحِمَ اللّهُ ) .

قال: رحم اللّه الذي يرحم اللّه(2) ونحن واللّه الّذين استثنى اللّه [و] لكنّا نغني عنهم(3).

3390 -البحار: الروضه والفضائل لفضل بن شاذان - قال أبو تمامه: كنت عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) ليله جمعه فقال: اقرأ، فقرأت إلى أن بلغت (يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَ لا هُمْ يُنْصَرُونَ * إِلاّ مَنْ رَحِمَ اللّهُ ) فقال: نحن الّذين يرحم اللّه بنا، نحن الّذين استثنى اللّه(4).

3391 -تأويل الآيات الظاهره: روى محمد بن العباس، عن الحسين بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن عبدالرحمن، عن إسحاق بن عمار، عن شعيب، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قوله (عزّوجلّ ): (يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَ لا هُمْ يُنْصَرُونَ * إِلاّ مَنْ رَحِمَ اللّهُ ) .

قال: نحن واللّه الّذين رحم اللّه، والّذين استثنى، والّذين تغني

ص:261


1- (1)- تأويل الآيات الظاهره: ج 2 ص 574 ح 3. منه البحار: ج 24 ص 206.
2- (2) - شيعتنا الذين يرحم اللّه - البحار.
3- (3) - مناقب آل أبي طالب: ج 4 ص 400. منه البحار: ج 24 ص 257.
4- (4) - البحار: ج 24 ص 267 ح 31.

ولايتنا(1).

3392 -تأويل الآيات الظاهره: روى محمد بن العباس، عن أحمد بن محمد النوفليّ ، عن محمد بن عيسى، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبيّ ، عن ابن مسكان، عن يعقوب بن شعيب، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قوله تعالى: (يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَ لا هُمْ يُنْصَرُونَ * إِلاّ مَنْ رَحِمَ اللّهُ ) .

قال: نحن أهل الرّحمه(2).

باب (46) المرابطه على الولايه

3393 -الكافي: عدّه من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عبدالرحمن بن أبي نجران، عن حماد بن عيسى، عن أبي السفاتج، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه (عزّوجلّ ): (اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا) (3).

قال: اصبروا على الفرائض وصابروا على المصائب ورابطوا على الائمّه (عليهم السّلام)(4).

وفي روايه ابن محبوب، عن أبي السفاتج [وزاد فيه:] فاتّقوا اللّه

ص:262


1- (1)- تأويل الآيات الظاهره: ج 2 صه 57 ح 5. منه البحار: ج 24 ص 205.
2- (2) - تأويل الآيات الظاهره: ج 2 ص 574 ح 4. منه البحار: ج 24 ص 205.
3- (3) - آل عمران 3:200.
4- (4) - المراد به ربط النفس على طاعتهم وانقيادهم وانتظار فرجهم.

ربّكم فيما افترض عليكم(1).

تفسير العياشي: عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) مثله الى قوله: ورابطوا على الائمّه(2).

تفسير القمي: حدثني أبي، عن أبي بصير (ابن أبي عمير)، عن ابن مسكان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) مثله الى قوله: ورابطوا على الائمه(3).

3394 -تفسير العياشي: عن مسعده بن صدقه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه (تبارك وتعالى): (اصْبِرُوا) يقول: عن المعاصي، (وَ صابِرُوا) على الفرائض (وَ اتَّقُوا اللّهَ ) يقول: مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر، ثمّ قال: وأيّ منكر أنكر من ظلم الأمّه لنا وقتلهم إيانا (وَ رابِطُوا) يقول: في سبيل اللّه، ونحن السبيل فيما بين اللّه وخلقه، ونحن الرباط الأدنى، فمن جاهد عنّا فقد جاهد عن النبي (صلّى اللّه عليه وآله) وما جاء به من عند اللّه (لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) يقول: لعلّ الجنّه توجب لكم إن فعلتم ذلك، ونظيرها من قول اللّه:

(وَ مَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعا إِلَى اللّهِ وَ عَمِلَ صالِحاً وَ قالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) (4) ولو كانت هذه الآيه في المؤذنين كما فسّرها المفسّرون لفاز القدريه وأهل البدع معهم(5).

ص:263


1- (1)- الكافي: ج 2 ص 81 ح 3.
2- (2) - تفسير العياشي: ج 1 ص 212 ح 180.
3- (3) - تفسير القمي: ج 1 ص 129.
4- (4) - فصلت 41:33.
5- (5) - تفسير العياشي: ج 1 ص 212 ح 179. منه البحار: ج 24 ص 216.

البحار - بيان: لعلّ المراد بالمؤذنين المرابطون الّذين يتوقّعون في الثغور لاعلام المسلمين أحوال المشركين، أي لو كان المراد بالرّباط هذا المعنى لزم فوز القدريّه من المخالفين وأهل البدع، لانّه يتأتى منهم تلك المرابطه فترتّب الفلاح عليه يقتضي فلاحهم أيضا.

باب (47) التواصي على الولايه

3395 -اكمال الدين: حدثنا أحمد بن هارون القاضي وجعفر بن محمد بن مسرور وعلي بن الحسين بن شاذويه المؤدّب (رضي اللّه عنهم) قالوا: حدثنا محمد بن عبداللّه بن جعفر بن جامع الحميري قال: حدثنا أبي، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطّاب الدقاق، عن محمد بن سنان، عن المفضّل بن عمر قال: سألت الصادق جعفر بن محمد (عليه السّلام)، عن قول اللّه (عزّوجلّ ): (وَ الْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ) ؟

قال (عليه السّلام): العصر عصر خروج القائم (عليه السّلام) (إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ) يعني أعداءنا (إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا) يعني بآياتنا (وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ ) يعني بمواساه الاخوان (وَ تَواصَوْا بِالْحَقِّ ) يعني بالإمامه (وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ) يعني بالفتره(1).

البحار - بيان: قوله (عليه السّلام): «يعني أعداءنا»، أي الباقون

ص:264


1- (1)- اكمال الدين: ص 656 ح 1. والآيات في سوره العصر 103:1-3. منه البحار: ج 24 ص 214.

بعد الاستثناء أعداؤنا، فلا ينافي كون الاستثناء متّصلا، قوله تعالى:

(وَ تَواصَوْا) أي وصّى بعضهم بعضا، قوله: «يعني بالفتره»، أي بالصبر على ما يلحقهم من الشّبه والفتن والحيره والشدّه في غيبه الإمام (عليه السّلام).

3396 -تفسير القمي: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا يحيي ابن زكريا، عن عليّ بن حسان، عن عبدالرحمن بن كثير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قوله: (إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ وَ تَواصَوْا بِالْحَقِّ وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ) فقال: استثنى أهل صفوته من خلقه حيث قال: (إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا) يقول: آمنوا بولايه أمير المؤمنين (عليه السّلام) (وَ تَواصَوْا بِالْحَقِّ ) ذرّياتهم ومن خلفوا بالولايه (وَ تَواصَوْا) بها وصبروا عليها(1).

3397 -تأويل الآيات الظاهره: قال محمد بن العباس: حدثنا محمد بن القاسم بن سلمه، عن جعفر بن عبداللّه المحمديّ ، عن أبي صالح الحسن بن إسماعيل، عن عمران بن عبداللّه المشرقاني، عن عبداللّه بن عبيد، عن محمد بن عليّ ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه (عزّوجلّ ): (إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ وَ تَواصَوْا بِالْحَقِّ وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ) .

قال: استثنى اللّه سبحانه أهل صفوته من خلقه حيث قال: (إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا) بولايه أمير المؤمنين (عليه السّلام) (وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ ) أي أدّوا الفرائض (وَ تَواصَوْا بِالْحَقِّ )

ص:265


1- (1)- تفسير القمي: ج 2 ص 441. منه البحار: ج 24 ص 214.

أي بالولايه (وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ) أي وصّوا ذراريهم ومن خلفوا من بعدهم بها، وبالصّبر عليها(1).

تفسير فرات الكوفي: (أخبرنا أبو الخير مقداد بن علي) قال:

حدثنا أبو القاسم العلوي قال: حدثنا فرات معنعنا، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) نحوه(2).

3398 -تأويل الآيات الظاهره: قال محمد بن العباس: حدثنا أحمد بن القاسم، عن أحمد بن محمد السياري، عن محمد بن خالد البرقي، عن علي بن أسباط، عن علي بن أبي حمزه البطائني، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قوله تعالى: (اصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ ) (3) يا محمد من تكذيبهم إياك، فانّي منتقم منهم برجل منك، وهو قائمي الذي سلّطته على دماء الظّلمه(4).

باب (48) آل محمّد عليهم السّلام المظلومون

3399 -تفسير القمي: قال علي بن إبراهيم في قوله تعالى:

(وَ قُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ ) الآيه، فقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): نزلت هذه الآيه هكذا: (وَ قُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ ) يعني ولايه عليّ (فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَ مَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنّا أَعْتَدْنا لِلظّالِمِينَ ) آل محمد (ناراً أَحاطَ)

ص:266


1- (1)- تأويل الآيات الظاهره: ج 2 ص 854 ح 1.
2- (2) - تفسير فرات الكوفي: ص 607 ح 765. منهما البحار: ج 24 ص 215.
3- (3) - ص 38:17.
4- (4) - تأويل الآيات الظاهره: ج 2 ص 503 ح 1. منه البحار: ج 24 ص 220.

(بِهِمْ سُرادِقُها) (1) و(2).

3400 -تفسير القمي: حدثنا محمد بن جعفر الرزّاز، عن يحيى ابن زكريا، عن عليّ بن حسان، عن عبدالرحمن بن كثير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قوله: (ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَهٍ فِي الْأَرْضِ وَ لا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاّ فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها) (3) صدق اللّه، وبلّغت رسله، [و] كتابه في السماء علمه بها، وكتابه في الارض علومنا(4) في ليله القدر وفي غيرها(5).

3401 -تفسير القمي: حدثنا محمد بن أبي عبداللّه قال: حدثنا سهل بن زياد، عن الحسن بن العبّاس بن الحريش(6)، عن أبي جعفر الثاني في قوله: (لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ ) .

قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): سأل رجل أبي (عليه السّلام) عن ذلك فقال: نزلت في زريق وأصحابه(7) واحده مقدّمه، وواحده مؤخّره (لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ ) ممّا خصّ به عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) (وَ لا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ ) (8) من الفتنه الّتي عرضت لكم بعد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله).

ص:267


1- (1)- الكهف 18:29.
2- (2) - تفسير القمي: ج 2 صه 3. منه البحار: ج 24 ص 222.
3- (3) - الحديد 57:22.
4- (4) - إعلامنا - البحار.
5- (5) - تفسير القمي: ج 2 ص 351. منه البحار: ج 24 ص 223.
6- (6) - الجريش - البحار.
7- (7) - نزلت في أبي بكر وأصحابه - البحار.
8- (8) - الحديد 57:23.

فقال الرّجل: أشهد أنّكم أصحاب الحكم الّذي لااختلاف فيه، ثمّ قام الرّجل فذهب فلم أره(1).

3402 -تأويل الآيات الظاهره: محمد بن العباس قال: حدثنا محمد بن همام، عن محمد بن إسماعيل العلويّ ، عن عيسى بن داود، عن أبي الحسن موسى، عن أبيه (عليهما السّلام) قال: نزلت هذه الآيه: (وَ نُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَ رَحْمَهٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ لا يَزِيدُ الظّالِمِينَ ) لآل محمد (إِلاّ خَساراً) (2).

3403 -تأويل الآيات الظاهره: قال محمد بن العباس: حدثنا محمد بن همام، عن محمد بن إسماعيل العلويّ ، عن عيسى بن داود قال: حدثنا موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جدّه (عليهم السّلام) قال: نزلت هذه الايه في آل محمّد خاصّه: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَ إِنَّ اللّهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * اَلَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللّهُ ) ثم تلا إلى قوله: (وَ لِلّهِ عاقِبَهُ الْأُمُورِ) (3) و(4).

3404 -تأويل الآيات الظاهره: بهذا الإسناد عن موسى بن جعفر، عن أبيه (عليهما السّلام) في قوله تعالى: (الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ ) .

قال: نزلت فينا خاصّه، في أمير المؤمنين (عليه السّلام) وذرّيّته،

ص:268


1- (1)- تفسير القمي: ج 2 ص 351. منه البحار: ج 24 ص 223.
2- (2) - تأويل الآيات الظاهره: ج 1 ص 290 ح 29. والآيه في سوره الاسراء 17:82. منه البحار: ج 24 ص 226.
3- (3) - الحج 22:39-41.
4- (4) - تأويل الآيات الظاهره: ج 1 ص 338 ح 14. منه البحار: ج 24 ص 226.

وما ارتكب من أمر فاطمه (عليها السّلام)(1).

3405 -الكافي: أحمد بن محمد الكوفي، عن إبراهيم بن أبي بكر بن أبي سماك، عن داود بن فرقد، عن عبدالأعلى مولى آل سام، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قلت له: (قُلِ اللّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَ تَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ ) (2) أليس قد آتى اللّه (عزّوجلّ ) بني اميه الملك ؟

قال: ليس حيث تذهب إليه إنّ اللّه (عزّوّجلّ ) آتانا الملك وأخذته بنو اميه، بمنزله الرجل يكون له الثوب فيأخذه الآخر فليس هو للّذي أخذه(3).

باب (49) آل محمّد عليهم السّلام القرى المباركه

3406 -تأويل الآيات الظاهره: روى محمد بن العباس، عن الحسين بن علي بن زكريا البصري، عن الهيثم بن عبداللّه الرماني قال: حدثني علي بن موسى قال: حدثني أبي موسى، عن أبيه جعفر (عليهم السّلام) قال: دخل على أبي بعض من يفسّر القرآن فقال له:

أنت فلان ؟ وسمّاه باسمه.

قال: نعم.

قال: أنت الّذي تفسّر القرآن ؟

ص:269


1- (1)- تأويل الآيات الظاهره: ج 1 ص 339 ح 18. منه البحار: ج 24 ص 226.
2- (2) - آل عمران 3:26.
3- (3) - الكافي: ج 8 ص 266 ح 389.

قال: نعم.

قال: فكيف تفسّر هذه الآيه: (وَ جَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَهً وَ قَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَ أَيّاماً آمِنِينَ ) ؟(1).

قال: هذه بين مكه ومنى.

فقال له أبو عبداللّه (عليه السّلام): أيكون في هذا الموضع خوف وقطيع ؟

قال: نعم.

قال: فموضع يقول اللّه: آمن، يكون فيه خوف وقطيع ؟

قال: فما هو؟

قال: ذاك نحن أهل البيت، قد سمّاكم اللّه ناسا، وسمّانا قرى.

قال: جعلت فداك أوجدت هذا في كتاب اللّه أن القرى رجال ؟

فقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): أليس اللّه تعالى يقول:

(وَ سْئَلِ الْقَرْيَهَ الَّتِي كُنّا فِيها وَ الْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنا فِيها) (2) فللجدران والحيطان السؤال أم للناس ؟ وقال تعالى: (وَ إِنْ مِنْ قَرْيَهٍ إِلاّ نَحْنُ مُهْلِكُوها قَبْلَ يَوْمِ الْقِيامَهِ أَوْ مُعَذِّبُوها عَذاباً شَدِيداً) (3) فمن المعذّب:

الرجال أم الجدران والحيطان ؟!(4).

ص:270


1- (1)- سبأ 34:18.
2- (2) - يوسف 12:82.
3- (3) - الاسراء 17:58.
4- (4) - تأويل الآيات الظاهره: ج 2 ص 471 ح 1. منه البحار: ج 24 ص 234.

3407 - تأويل الآيات الظاهره: روى محمد بن العباس، عن أحمد بن هوذه الباهلي، عن إبراهيم بن إسحاق النهاونديّ ، عن عبداللّه بن حمّاد الأنصاريّ ، عن عبداللّه بن سنان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: دخل الحسن البصري على محمد بن عليّ (عليه السّلام) فقال له: يا أخا أهل البصره بلغني أنّك فسّرت آيه من كتاب اللّه على غير ما انزلت، فإن كنت فعلت فقد هلكت واستهلكت.

قال: وما هي جعلت فداك ؟

قال: قول اللّه (عزّوجلّ ): (وَ جَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَهً وَ قَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَ أَيّاماً آمِنِينَ ) ويحك كيف يجعل اللّه لقوم أمانا ومتاعهم يسرق بمكه والمدينه وما بينهما؟ وربما اخذ عبد أو قتل وفاتت نفسه!! ثمّ مكث مليا، ثمّ أومأ بيده إلى صدره وقال: نحن القرى الّتي بارك اللّه فيها.

قال: جعلت فداك أوجدت هذا في كتاب اللّه انّ القرى رجال ؟

قال: نعم قول اللّه (عزّوجلّ ): (وَ كَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَهٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّها وَ رُسُلِهِ فَحاسَبْناها حِساباً شَدِيداً وَ عَذَّبْناها عَذاباً نُكْراً) (1) فمن العاتي على اللّه (عزّوجلّ ): الحيطان والبيوت أم الرّجال ؟

فقال: الرجال، ثمّ قال: جعلت فداك زدني.

قال: قوله (عزّوّجلّ ) في سوره يوسف (عليه السّلام): (وَ سْئَلِ الْقَرْيَهَ الَّتِي كُنّا فِيها وَ الْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنا فِيها) لمن أمروه أن يسأل: القريه

ص:271


1- (1)- الطلاق 65:8.

والعير أم الرجال ؟

فقال: جعلت فداك فأخبرني عن القرى الظاهره ؟

قال: هم شيعتنا، يعني العلماء منهم(1).

باب (50) النهي عن اتخاذ كل بطانه ووليجه من دون اللّه وحججه عليهم السّلام

3408 -تفسير القمي: حدثنا جعفر بن أحمد قال: حدثنا عبيداللّه (عبداللّه - ط) بن موسى، قال: حدثنا الحسن بن علي بن أبي حمزه [البطائني] عن أبيه، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قوله: (وَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللّهِ آلِهَهً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا * كَلاّ سَيَكْفُرُونَ بِعِبادَتِهِمْ وَ يَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا) يوم القيامه أي يكون هؤلاء الّذين اتّخذوهم آلهه من دون اللّه عليهم ضدا يوم القيامه ويتبرّؤون منهم ومن عبادتهم إلى يوم القيامه، ثمّ قال: ليست العباده هي السجود ولا الركوع وإنّما هي طاعه الرجال، من أطاع مخلوقا في معصيه الخالق فقد عبده، وقوله: (أَنّا أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا) قال: لمّا طغوا فيها وفي فتنتها وفي طاعتهم مدّ لهم في طغيانهم وضلالهم أرسل عليهم شياطين الإنس والجنّ (تَؤُزُّهُمْ أَزًّا) أي تنخسهم نخسا(2) وتحضّهم على طاعتهم وعبادتهم فقال اللّه:

ص:272


1- (1)- تأويل الآيات الظاهره: ج 2 ص 472 ح 2. منه البحار: ج 24 ص 235.
2- (2) - نخس الدابه: غرز مؤخرها أو جنبها بعود ونحوه فهاجت. ونخس بفلان: هيجه وازعجه. (أقرب الموارد).

(فَلا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّما نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا) أي في طغيانهم وفتنهم وكفرهم(1).

3409 -تفسير العياشي: عن أبي العبّاس، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: أتى رجل النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) فقال: بايعني يا رسول اللّه.

فقال: على أن تقتل أباك.

قال: فقبض الرجل يده.

ثمّ قال: بايعني يارسول اللّه.

قال: على أن تقتل أباك ؟

فقال الرجل: نعم على أن أقتل أبي.

فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): الآن لم تتّخذ من دون اللّه ولا رسوله ولا المؤمنين وليجه(2)، إنّا لا نأمرك أن تقتل والديك، ولكن نأمرك أن تكرمهما(3).

3410 -المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن أبي الجهم، عن حسين ابن ثوير بن أبي فاخته، عن أبي خديجه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: أتى رجل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) فقال:

يارسول اللّه اني جئتك أبايعك على الاسلام.

فقال له رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): ابايعك على ان تقتل

ص:273


1- (1)- تفسير القمي: ج 2 ص 55، والآيات في سوره مريم 19:81-84.
2- (2) - الوليجه: الدخيله والبطانه وخاصتك من الرجال أو من تتخذه معتمدا عليه من غير أهلك. (اقرب الموارد).
3- (3) - تفسير العياشي: ج 2 ص 83 ح 31. منه البحار: ج 24 صه 24.

اباك، فقبض الرجل يده فانصرف، ثمّ عاد فقال: يا رسول اللّه إنّي جئت على ان ابايعك على الاسلام.

فقال له: على ان تقتل اباك.

قال: نعم.

فقال له رسول اللّه: إنّا واللّه لا نأمركم بقتل آبائكم ولكن الآن علمت منك حقيقه الايمان وانك لن تتّخذ من دون اللّه وليجه، اطيعوا آباءكم فيما امروكم ولا تطيعوهم في معاصي اللّه(1).

3411 -المحاسن: روى أبي، عن فضاله، عن داود بن فرقد، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: أتى أعرابي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) فقال: يا رسول اللّه بايعنى على الاسلام.

فقال: على ان تقتل أباك فكفّ الاعرابي يده وأقبل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) على القوم يحدّثهم.

فقال الاعرابي: يا رسول اللّه بايعني على الاسلام.

فقال: على ان تقتل اباك فكفّ الأعرابي يده وأقبل رسول اللّه على القوم يحدّثهم.

فقال الأعرابى: بايعني يا رسول اللّه على الاسلام.

فقال: على ان تقتل أباك.

قال: نعم فبايعه رسول اللّه ثم قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): الآن لم تتخذ(2) من دون اللّه ولا رسوله ولا المؤمنين وليجه إنّي لا آمرك بعقوق الوالدين ولكن صاحبهما في الدّنيا معروفا(3).

ص:274


1- (1)- المحاسن: ص 248 ح 253. منه البحار: ج 74 ص 76.
2- (2) - لن تتخذ - البحار.
3- (3) - المحاسن: ص 248 ضمن ح 253. منه البحار: ج 24 ص 246.

3412 - تفسير العياشي: عن أبان قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: يامعشر الاحداث(1) اتّقوا اللّه ولا تأتوا الرؤساء، دعوهم حتّى يصيروا أذنابا(2)، لاتتّخذوا الرجال ولائج من دون اللّه، إنّا واللّه خير لكم منهم، ثمّ ضرب بيده إلى صدره(3).

باب (51) آل محمّد عليهم السّلام أهل الأعراف

3413 -الكافي: الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن محمد بن جمهور، عن عبداللّه بن عبدالرحمن، عن الهيثم بن واقد، عن مقرّن قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: جاء ابن الكوّاء إلى أمير المؤمنين (عليه السّلام) فقال: يا أمير المؤمنين (وَ عَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيماهُمْ ) (4)؟

فقال: نحن على الأعراف، نعرف أنصارنا بسيماهم ونحن الاعراف الّذي لا يعرف اللّه (عزّوجلّ ) إلاّ بسبيل معرفتنا ونحن الاعراف يعرّفنا اللّه (عزّوجلّ ) يوم القيامه على الصراط فلا يدخل الجنّه إلاّ من عرفنا وعرفناه، ولا يدخل النار إلّا من أنكرنا وأنكرناه، إنّ اللّه (تبارك وتعالى) لو شاء لعرّف العباد نفسه ولكن جعلنا أبوابه وصراطه وسبيله والوجه الّذي يؤتى منه، فمن عدل عن ولايتنا أو فضّل علينا

ص:275


1- (1)- رجل حدث: أي شاب جمع احداث. (اقرب الموارد).
2- (2) - اذناب الناس: أتباعهم وسفلتهم. (اقرب الموارد).
3- (3) - تفسير العياشي: ج 2 ص 83 ح 32. منه البحار: ج 24 ص 246.
4- (4) - الاعراف 7:46.

غيرنا، فانّهم عن الصراط لناكبون فلاسواء من اعتصم الناس به(1)ولا سواء حيث ذهب الناس إلى عيون كدره يفرغ بعضها في بعض، وذهب من ذهب إلينا إلى عيون صافيه تجري بأمر ربّها لانفاد لها ولا انقطاع(2).

بصائر الدرجات: حدثنا الحسين بن محمد بن عامر، عن المعلى ابن محمد بهذا الاسناد نحوه(3).

مختصر بصائر الدرجات: المعلى بن محمد البصري بهذا الاسناد نحوه(4).

3414 -تفسير القمي: حدثني أبي، عن الحسن بن محبوب، عن أبي أيوب، عن بريد، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: الاعراف كثبان(5) بين الجنّه والنّار، والرجال: الائمّه (عليهم السّلام)، يقفون على الأعراف مع شيعتهم، وقد سيق المؤمنون إلى الجنّه بلاحساب، فيقول الائمّه لشيعتهم من أصحاب الذنوب: انظروا إلى إخوانكم في الجنّه قد سيقوا إليها بلاحساب، وهو قول اللّه (تبارك وتعالى): (سَلامٌ عَلَيْكُمْ )

ص:276


1- (1)- يعني ليس كل من اعتصم الناس به سواء في الهدايه ولا سواء فيما يسقيهم بل بعضهم يهديهم الى الحق والى طريق مستقيم ويسقيهم من عيون صافيه، وبعضهم يذهب بهم الى الباطل والى طريق الضلال ويسقيهم من عيون كدره كما يفسره فيما بعده، يفرغ: أي يصب بعضها في بعض حتى يفرغ. (الوافي).
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 184 ح 9.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 517 ح 8.
4- (4) - مختصر بصائر الدرجات: ص 55.
5- (5) - الكثيب: التلّ من الرمل سمّى به لأنّه انكثب أي انصبّ في مكان فاجتمع فيه. جمع اكثبه وكثب وكثبان. (اقرب الموارد).

(لَمْ يَدْخُلُوها وَ هُمْ يَطْمَعُونَ ) ثمّ يقال(1) لهم: انظروا إلى أعدائكم في النار وهو قوله: (وَ إِذا صُرِفَتْ أَبْصارُهُمْ تِلْقاءَ أَصْحابِ النّارِ قالُوا رَبَّنا لا تَجْعَلْنا مَعَ الْقَوْمِ الظّالِمِينَ * وَ نادى أَصْحابُ الْأَعْرافِ رِجالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيماهُمْ ) في النار ف - (قالُوا ما أَغْنى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ ) في الدّنيا (وَ ما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ ) ثمّ يقولون لمن في النار من أعدائهم: أهؤلاء شيعتي وإخواني الّذين كنتم أنتم تحلفون في الدّنيا أن لا ينالهم اللّه برحمه، ثمّ يقول الائمّه لشيعتهم: (ادْخُلُوا الْجَنَّهَ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَ لا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ ) (2) و(3).

3415 -بصائر الدرجات: حدثنا الحجّال، عن الحسن بن الحسين، عن ابن سنان، عن عيينه(4) بيّاع القصب، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سألته عن قوله: (وَ عَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيماهُمْ ) (5)؟

قال: نحن أصحاب الاعراف فمن عرفناه كان منّا، ومن كان منّا كان في الجنّه، ومن أنكرناه في النار(6).

3416 -بصائر الدرجات: حدثنا عليّ بن إسماعيل، عن صفوان ابن يحيي، عن إسحاق بن عمّار، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في

ص:277


1- (1)- ثم يقولون - البحار.
2- (2) - الاعراف 7:46-49.
3- (3) - تفسير القمي: ج 1 ص 231. منه البحار: ج 24 ص 247.
4- (4) - عتيبه - البحار.
5- (5) - الاعراف 7:46.
6- (6) - بصائر الدرجات: ص 519 ح 13. منه البحار: ج 24 ص 251.

قول اللّه (عزّوجلّ ): (وَ عَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيماهُمْ ) .

قال: هم الائمّه من أهل بيت محمد (صلّى اللّه عليه وآله)(1).

3417 -البحار: كتاب (المقتضب) لاحمد بن محمد بن عياش، عن أحمد بن زياد الهمدانيّ ، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن عليّ سجّاده، عن أبان بن عمر ختن آل ميثم قال: كنت عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) فدخل عليه سفيان بن مصعب العبدي فقال: جعلني اللّه فداك ما تقول في قوله (تعالى ذكره): (وَ عَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ ) الآيه ؟.

قال: هم الأوصياء من آل محمد الاثنا عشر لايعرف اللّه إلاّ من عرفهم وعرفوه.

قال: فما الاعراف جعلت فداك ؟

قال: كثائب من مسك عليها رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) والأوصياء يعرفون كلا بسيماهم.

فقال سفيان: فلا أقول في ذلك شيئا؟

فقال من قصيده:

أيا ربعهم هل فيك لي اليوم مربع وهل لليال كنّ لي فيك مرجع

وفيها يقول:

وأنتم ولاه الحشر والنشر والجزا وأنتم ليوم المفزع الهول مفزع

ص:278


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 520 ح 17. منه البحار: ج 24 ص 251.

وأنتم على الاعراف وهي كثائب من المسك رياها بكم يتضوعّ (1)

ثمانيه بالعرش إذ يحملونه ومن بعدهم هادون في الارض أربع(2)

البحار - بيان: الربع: الدار والمحلّه والمنزل والموضع يرتبعون فيه في الربيع كالمربع كمقعد، والريّا: الريح الطيّبه.

3418 -مناقب آل أبي طالب: سئل الصادق (عليه السّلام) عن قوله: (وَ عَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيماهُمْ وَ نادَوْا أَصْحابَ الْجَنَّهِ أَنْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوها وَ هُمْ يَطْمَعُونَ ) ؟

فقال: نحن اولئك الرجال على الصراط ما بين الجنه والنار فمن عرفنا وعرفناه دخل الجنه ومن لم يعرفنا ولم نعرفه ادخل النار.

وسأل سفيان بن مصعب العبديّ الصادق (عليه السّلام) عنها فقال: هم الأوصياء من آل محمد (صلّى اللّه عليه وآله) الاثنا عشر، لا يعرف اللّه إلاّ من عرفهم، قال: فما الاعراف جعلت فداك ؟

قال: كثائب من المسك علمها رسول اللّه والأوصياء يعرفون كلا بسيماهم، فأنشأ سفيان يقول:

وأنتم ولاه الحشر والنشر والجزا وأنتم ليوم المفزع الهول مفزع

وأنتم على الاعراف وهي كثائب من المسك رياها بكم يتضوّع

ص:279


1- (1)- تضوع المسك: تحرك فانتشرت رائحته. (أقرب الموارد).
2- (2) - البحار: ج 24 ص 252.

ثمانيه بالعرش إذ يحملونه ومن بعدهم في الارض هادون أربع(1)

3419 -تأويل الآيات الظاهره: روى الشيخ أبو جعفر الطوسي، عن رجاله، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) وقد سئل عن قول اللّه (عزّوّجلّ ): (وَ بَيْنَهُما حِجابٌ ) (2)؟

فقال: سور بين الجنّه والنار قائم عليه محمّد وعليّ والحسن والحسين وفاطمه وخديجه (عليهم السّلام) فينادون: أين محبّونا؟ وأين شيعتنا؟ فيقبلون إليهم، فيعرفونهم بأسمائهم وأسماء آبائهم. وذلك قوله تعالى: (يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيماهُمْ ) فيأخذون بأيديهم فيجوزون بهم على الصراط ويدخلونهم الجنّه(3).

3420 -شرح الاخبار: عن أبي عبداللّه (عليه السّلام)، أنه قال لقوم من شيعته: واللّه انكم كلكم في الجنه، ولكن ما أقبح بالرجل منكم يكون قد دخل الجنّه مع قوم قد اجتهدوا وعملوا الاعمال الصالحه، ويكون هو بينهم قد هتك ستره وبدت عورته.

قيل: وان ذلك لكائن ؟! قال: نعم اذا لم يحفظ بطنه ولسانه وفرجه(4).

ص:280


1- (1)- مناقب آل أبي طالب: ج 3 ص 233. منه البحار: ج 39 ص 225.
2- (2) - الاعراف 7:46.
3- (3) - تأويل الآيات الظاهره: ج 1 ص 176 ح 12. منه البحار: ج 24 صه 25.
4- (4) - شرح الاخبار: ج 3 ص 509 ح 1460.

باب (52) آل محمّد عليهم السّلام وشيعتهم في الجنّه

3421 -تأويل الآيات الظاهره: قال محمد بن العباس: (رحمه اللّه): حدثنا محمد بن همام، عن محمد بن اسماعيل، عن عيسى بن داود قال: حدثنا أبو الحسن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليهم السّلام) قال: سألته عن قول اللّه (عزّوجلّ ): (فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) ؟

قال: نزلت فينا.

ثمّ قال: قال اللّه (عزّوجلّ ): (أَ لَمْ تَكُنْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ ) في عليّ (عليه السّلام) (فَكُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ ) (1) و(2).

3422 -تفسير فرات الكوفي: فرات قال: حدثنا جعفر بن أحمد الأوديّ معنعنا، عن سماعه بن مهران قال: قال لي أبو عبداللّه (عليه السّلام): ما حالكم عند الناس ؟

قال: قلت: ما أحد [أجد] أسوء حالا منّا عندهم [نحن عندهم] أشرّ من اليهود والنصارى والمجوس والّذين أشركوا.

قال: لا واللّه لا يرى في النار منكم اثنان، لا واللّه ولا واحد، وإنّكم الّذين نزلت فيهم هذه الآيه: (وَ قالُوا ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنّا)

ص:281


1- (1)- المؤمنون 23:102 و 105.
2- (2) - تأويل الآيات الظاهره: ج 1 ص 356 ح 9 و 10. منه البحار: ج 24 ص 258.

(نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ * أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ) (1).

3423 -الكافي: عليّ بن محمد، عن أحمد بن أبي عبداللّه، عن عثمان بن عيسى، عن ميسر قال: دخلت على أبي عبداللّه (عليه السّلام) فقال: كيف أصحابك ؟

فقلت: جعلت فداك لنحن عندهم أشرّ من اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا.

قال: وكان متّكئا فاستوى جالسا، ثمّ قال: كيف قلت ؟

قلت: واللّه لنحن عندهم أشرّ من اليهود والنصارى والمجوس والّذين أشركوا.

فقال: أمّا واللّه لايدخل النار منكم إثنان لا واللّه ولا واحد، واللّه إنّكم الّذين قال اللّه (عزّوجلّ ): (وَ قالُوا ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ * أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ * إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النّارِ) ثمّ قال: طلبوكم واللّه في النار فما وجدوا منكم أحدا(2).

3424 -الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن عليّ بن الحكم، عن منصور بن يونس، عن عنبسه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إذا استقرّ أهل النار في النار يفقدونكم فلا يرون منكم أحدا، فيقول بعضهم لبعض: (ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنّا نَعُدُّهُمْ )

ص:282


1- (1)- تفسير فرات الكوفي: ص 360 ح 490، والآيات في سوره ص 38:62-64. منه البحار: ج 68 ص 60.
2- (2) - الكافي: ج 8 ص 78 ح 32.

(مِنَ الْأَشْرارِ * أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ) قال: وذلك قول اللّه (عزّوّجلّ ): (إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النّارِ) يتخاصمون فيكم فيما كانوا يقولون في الدّنيا(1).

3425 -مجمع البيان: وروى العياشي بالإسناد عن جابر، عن ابي عبداللّه (عليه السّلام) أنّه قال: ان أهل النار يقولون: (ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ) يعنونكم لا يرونكم في النار، لا يرون واللّه أحدا منكم في النار(2).

3426 -تأويل الآيات الظاهره: روى محمد بن العباس، عن أحمد بن هوذه، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبداللّه بن حمّاد، عن هاشم الصيداوي قال: قال لي أبو عبداللّه (عليه السّلام): يا هاشم حدّثني أبي وهو خير مني، عن جدي، عن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) [أنّه] قال: ما من رجل من فقراء شيعتنا إلاّ وليس عليه تبعه.

قلت: جعلت فداك وما التبعه ؟

قال: من الإحدى والخمسين ركعه، ومن صوم ثلاثه أيّام من الشهر، فإذا كان يوم القيامه خرجوا من قبورهم ووجوههم مثل القمر ليله البدر، فيقال للرجل منهم: سل تعط، فيقول: أسأل ربّي النظر إلى وجه محمد (صلّى اللّه عليه وآله).

قال: فيأذن اللّه (عزّوجلّ ) لاهل الجنّه أن يزوروا محمّدا (صلّى اللّه عليه وآله).

ص:283


1- (1)- الكافي: ج 8 ص 141 ح 104.
2- (2) - مجمع البيان ج 4 ص 484. منه البحار: ج 24 ص 260.

قال: فينصب لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) منبر على درنوك من درانيك الجنّه له ألف مرقاه بين المرقاه إلى المرقاه ركضه الفرس، فيصعد محمد (صلّى اللّه عليه وآله) وأمير المؤمنين (عليه السّلام) قال:

فيحفّ ذلك المنبر شيعه آل محمد فينظر اللّه إليهم وهو قوله: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَهٌ * إِلى رَبِّها ناظِرَهٌ ) (1) قال: فيلقى عليهم من النور حتّى أن أحدهم إذا رجع لم تقدر الحوراء تملأ بصرها منه.

قال: ثم قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): يا هاشم لمثل هذا فليعمل العاملون(2).

البحار - بيان: الدرنوك: ضرب من البسط ذو خمل.

3427 -تأويل الآيات الظاهره: روى محمد بن العباس، عن أحمد بن هوذه، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبداللّه بن حماد، عن ابي خالد القمّاط، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام)، عن أبيه (عليه السّلام) قال: قال: إذا كان يوم القيامه وجمع اللّه الخلائق من الأوّلين والآخرين في صعيد واحد خلع قول لا إله إلاّ اللّه من جميع الخلايق إلّا من أقرّ بولايه عليّ (عليه السّلام) وهو قوله تعالى: (يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَ الْمَلائِكَهُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلاّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَ قالَ صَواباً) (3) و(4) 3428 تأويل الآيات الظاهره: قال محمد بن العباس حدثنا

ص:284


1- (1)- القيامه 75:22 و 23، وقد ذكرنا - في كتاب التوحيد - استحاله رؤيه اللّه تعالى في الدنيا والآخره وأن النظر - هنا - الى رحمه اللّه سبحانه.
2- (2) - تأويل الآيات الظاهره: ج 2 ص 729 ح 4. منه البحار: ج 24 ص 261.
3- (3) - النبأ 78:38.
4- (4) - تأويل الآيات الظاهره: ج 2 ص 761 ح 9. منه البحار: ج 24 ص 262.

محمد بن همام بن سهيل(1)، عن محمد بن إسماعيل العلويّ ، عن عيسى بن داود النجار قال: حدثنا مولاي موسى بن جعفر (عليه السّلام) قال: سألت أبي عن قول اللّه (عزّوجلّ ): (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ كانَتْ لَهُمْ جَنّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً * خالِدِينَ فِيها لا يَبْغُونَ عَنْها حِوَلاً) (2)؟

قال: نزلت في آل محمد (عليهم السّلام)(3).

3429 -شرح الاخبار: مالك، قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): يا مالك، أما ترضون [أنكم] تقيمون الصلاه وتؤتون الزكاه [ل -] امام آل محمد وتدخلون الجنه بسلام ؟ إنه ما من قوم يأتمون برجل إلا جاء يوم القيامه يلعنهم ويلعنونه، وذلك قول اللّه يعنيهم: (يَوْمَ الْقِيامَهِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَ يَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً) (4) وانكم تدعون بامامكم من آل محمد فتأتون وجوهكم تزهر، وكتبكم بايمانكم مسجّله من عند العلي الأعلى الى النبي الرؤوف الرحيم: (إني امتحنت قلب فلان بن فلان بالهدى وولايه أهل بيتك الاصفياء) مختوم عليها بخاتم من مسك أذفر.

يا مالك: من مات على ما أنتم عليه فهو كالمتشحّط بدمه في سبيل اللّه(5).

ص:285


1- (1)- عن محمد بن همام، عن سهل - البحار.
2- (2) - الكهف 18:107 و 108.
3- (3) - تأويل الآيات الظاهره: ج 1 ص 298 ح 10. منه البحار: ج 24 ص 269.
4- (4) - العنكبوت 29:25.
5- (5) - شرح الاخبار: ج 3 ص 500 ح 1436.

باب (53) تأويل العقبه بالولايه

3430 -الكافي: علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن محمد ابن سليمان الديلميّ ، عن أبيه، عن أبان بن تغلب، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قلت له: جعلت فداك قوله: (فَلاَ اقْتَحَمَ الْعَقَبَهَ ) ؟.

فقال: من أكرمه اللّه بولايتنا فقد جاز العقبه، ونحن تلك العقبه التي من اقتحمها نجا.

قال: فسكت فقال لي: فهلاّ افيدك حرفا خير لك من الدّنيا وما فيها؟

قلت: بلى جعلت فداك.

قال: قوله: (فَكُّ رَقَبَهٍ ) (1) ثمّ قال: الناس كلهم عبيد النار غيرك وأصحابك فان اللّه فك رقابكم من النار بولايتنا أهل البيت(2).

3431 -تأويل الآيات الظاهره: محمد بن العباس، عن الحسين ابن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن يعقوب، عن يونس بن زهير، عن أبان قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن هذه الآيه: (فَلاَ اقْتَحَمَ الْعَقَبَهَ ) ؟

فقال: يا أبان هل بلغك من أحد فيها شيء؟

فقلت: لا.

ص:286


1- (1)- البلد 90:11 و 13.
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 430 ح 88.

فقال: نحن العقبه، فلا يصعد إلينا إلاّ من كان منّا.

ثمّ قال: يا أبان ألا أزيدك فيها حرفا خير لك من الدّنيا وما فيها؟

قلت: بلى.

قال: (فَكُّ رَقَبَهٍ ) الناس مماليك النار كلّهم غيرك وغير أصحابك ففككم اللّه منها.

قلت: بما فكنا منها؟

قال: بولايتكم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام)(1).

تفسير فرات الكوفي: فرات قال: حدثني جعفر بن محمد الفزاري معنعنا عن يوسف بن بصير(2) قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام)... وذكر نحوه(3).

3432 -تأويل الآيات الظاهره: روى محمد بن العباس، عن أحمد بن القاسم، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن محمد بن عمر، عن أبي بكر الحضرميّ ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قوله تعالى: (فَكُّ رَقَبَهٍ ) .

قال: الناس كلّهم عبيد النار إلاّ من دخل في طاعتنا وولايتنا فقد فك رقبته من النار، والعقبه ولايتنا(4).

3433 -تأويل الآيات الظاهره: قال محمد بن العباس: حدثنا محمد بن القاسم، عن عبيد بن كثير، عن إبراهيم بن إسحاق، عن

ص:287


1- (1)- تأويل الآيات الظاهره: ج 2 ص 799 ح 5.
2- (2) - يونس بن نصير - البحار.
3- (3) - تفسير فرات الكوفي: ص 558 ح 714. منهما البحار: ج 24 ص 281.
4- (4) - تأويل الآيات الظاهره: ج 2 ص 799 ح 6. منه البحار: ج 24 ص 281.

محمد بن الفضيل، عن أبان بن تغلب، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قوله (عزّوجلّ ): (فَلاَ اقْتَحَمَ الْعَقَبَهَ ) .

قال: نحن العقبه، ومن اقتحمها نجا، وبنا فك اللّه رقابكم من النار(1).

3434 -تفسير القمي: حدثنا جعفر بن أحمد قال: حدثنا عبداللّه(2) بن موسى عن الحسن بن علي بن أبي حمزه (البطائنيّ )، عن أبيه، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قوله تعالى:

(فَكُّ رَقَبَهٍ ) .

قال. بنا تفك الرّقاب وبمعرفتنا، ونحن المطعمون في يوم الجوع وهو المسغبه(3).

3435 -تفسير فرات الكوفي: فرات قال: حدثنا محمد بن القاسم بن عبيد معنعنا عن ابن تغلب، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قلت له: جعلت فداك ما (فَكُّ رَقَبَهٍ ) ؟

قال: الناس كلّهم عبيد النار غيرك و غير أصحابك، فإنّ اللّه فك رقابكم من النار بولايتنا أهل البيت(4).

3436 -تفسير فرات الكوفي: فرات قال: حدثني عليّ بن محمد ابن علي بن عمر الزهريّ معنعنا عن إبراهيم بن أبي يحيي قال: سئل أبو عبداللّه (عليه السّلام) عن قول اللّه تعالى: (لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ *)

ص:288


1- (1)- تأويل الآيات الظاهره: ج 2 ص 800 ح 8. منه البحار: ج 24 ص 282.
2- (2) - عبيداللّه - البحار.
3- (3) - تفسير القمي: ج 2 ص 423. منه البحار: ج 24 ص 282.
4- (4) - تفسير فرات الكوفي: ص 558 ح 716. منه البحار: ج 24 ص 283.

(وَ أَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ) (1)؟

قال: إنّ قريشا كانوا يحرّمون البلد ويتقلّدون لحاء الشجر، [و] قال حمّاد: أغصانها إذا خرجوا من الحرم، فاستحلّوا من نبيّ اللّه الشتم والتكذيب.

فقال: (لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ * وَ أَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ) إنّهم عظّموا البلد، واستحلّوا ما حرّم اللّه تعالى(2).

3437 -تأويل الآيات الظاهره: محمد بن العباس روى عن علي ابن عبداللّه، عن إبراهيم بن محمد، عن إبراهيم بن صالح الأنماطيّ ، عن منصور، عن رجل، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه تعالى: (وَ أَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ) (3).

قال: يعني رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله).

قلت: (وَ والِدٍ وَ ما وَلَدَ) 4.

قال: على وما ولد(4).

باب (54) أعداء الولايه

3438 -الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن

ص:289


1- (1)- البلد 90:1 و 2.
2- (2) - تفسير فرات الكوفي: ص 557 ح 712. منه البحار: ج 24 ص 284.
3- (3و4) - البلد 90:2 و 3.
4- (5) - تأويل الآيات الظاهره: ج 2 ص 798 ح 2. منه البحار: ج 23 ص 269.

عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن الحصين، عن خالد بن يزيد القميّ ، عن بعض أصحابه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه (عزّوجلّ ) (وَ حَسِبُوا أَلاّ تَكُونَ فِتْنَهٌ ) .

قال: حيث كان النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) بين أظهرهم (فَعَمُوا وَ صَمُّوا) حيث قبض رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) (ثُمَّ تابَ اللّهُ عَلَيْهِمْ ) حيث قام أمير المؤمنين (عليه السّلام)، قال: (ثُمَّ عَمُوا وَ صَمُّوا) (1) إلى الساعه(2).

تفسير العياشي: عن خالد بن يزيد مثله وفيه: حيث كان رسول اللّه(3).

3439 -تأويل الآيات الظاهره: روي البرقيّ ، عن عثمان بن اذينه، عن زيد بن الحسن قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قول اللّه (عزّوجلّ ): (قالُوا رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَ أَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ ) ؟

فقال: فأجابهم اللّه تعالى: (ذلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذا دُعِيَ اللّهُ وَحْدَهُ ) وأهل الولايه (كَفَرْتُمْ ) بأنّه كانت لهم ولايه (وَ إِنْ يُشْرَكْ بِهِ ) من ليست له ولايه (تُؤْمِنُوا) وإنّ له ولايه (فَالْحُكْمُ لِلّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ) (4) و(5) 3440 - تأويل الآيات الظاهره: قال محمد بن العباس: حدثنا عليّ بن أسباط، عن عليّ بن محمد، عن عليّ بن أبي حمزه، عن أبي

ص:290


1- (1)- المائده 5:71.
2- (2) - الكافي: ج 8 ص 199 ح 239.
3- (3) - تفسير العياشي: ج 1 ص 334 ح 157.
4- (4) - غافر 40:11 و 12.
5- (5) - تأويل الآيات الظاهره: ج 2 ص 530 ح 12. منه البحار: ج 23 ص 364.

بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) إنّه قال: قال اللّه (عزّوجلّ ):

(فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا) بتركهم ولايه عليّ (عليه السّلام) (عَذاباً شَدِيداً) في الدّنيا (وَ لَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ ) في الآخره (ذلِكَ جَزاءُ أَعْداءِ اللّهِ النّارُ لَهُمْ فِيها دارُ الْخُلْدِ جَزاءً بِما كانُوا بِآياتِنا يَجْحَدُونَ ) (1) والآيات الائمّه (عليهم السّلام)(2).

3441 -تفسير القمي: حدثنا جعفر بن أحمد، عن عبيداللّه(3) بن موسى، عن الحسن بن علي، عن ابن أبي حمزه، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قوله تعالى: (فَما لَهُ مِنْ قُوَّهٍ وَ لا ناصِرٍ) .

قال: ما له من قوّه يقوى بها على خالقه، ولا ناصر من اللّه ينصره إن أراد به سوء.

قلت: (إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً) ؟

قال: كادوا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) وكادوا عليّا (عليه السّلام) وكادوا فاطمه (عليها السّلام) وقال اللّه: يا محمد (إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً * وَ أَكِيدُ كَيْداً * فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً) (4) لوقت بعث القائم (عليه السّلام) فينتقم لي من الجبّارين والطواغيت من قريش وبني أميه وسائر النّاس(5).

ص:291


1- (1)- فصّلت 41:27 و 28.
2- (2) - تأويل الآيات الظاهره: ج 2 ص 534 ح 4. منه البحار: ج 23 ص 365.
3- (3) - عبداللّه - البحار.
4- (4) - الطارق 86:10 و 15-17.
5- (5) - تفسير القمي: ج 2 ص 416. منه البحار: ج 23 ص 368.

3442 -تأويل الآيات الظاهره: قال محمد بن العبّاس: حدثنا محمد بن همام، عن محمد بن إسماعيل، عن عيسى بن داود، عن أبي الحسن موسى، عن أبيه (عليه السّلام) في قوله تعالى: (وَ قُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ ) في ولايه علي (عليه السّلام) (فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَ مَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ) قال: وقرأ إلى قوله: (أَحْسَنَ عَمَلاً) (1).

ثمّ قال: قيل للنبيّ (صلّى اللّه عليه وآله): (فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ) 2في أمر عليّ فإنّه الحقّ من ربّك فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، فجعل اللّه تركه معصيه وكفرا.

قال: ثمّ قرأ: (إِنّا أَعْتَدْنا لِلظّالِمِينَ ) لآل محمد (ناراً أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها) ثمّ قرأ: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ إِنّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً) (2) يعني بهم آل محمد (صلّى اللّه عليه وآله)(3).

3443 -تأويل الآيات الظاهره: بهذا الإسناد عنه، عن أبيه (عليهما السّلام) في قول اللّه (عزّوجلّ ): (فَالَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَهٌ وَ رِزْقٌ كَرِيمٌ ) .

قال: أولئك آل محمد (عليهم السّلام) (وَ الَّذِينَ سَعَوْا) في قطع مودّه آل محمّد (مُعاجِزِينَ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ ) (4).

قال: هم الاربعه نفر، يعني التيميّ والعديّ والأمويّين(5).

ص:292


1- (1و2) - الكهف 18:29 و 30.
2- (3) - الحجر 15:94.
3- (4) - تأويل الآيات الظاهره: ج 1 ص 292 ح 3. منه البحار: ج 23 ص 381.
4- (5) - الحج 22:50 و 51.
5- (6) - تأويل الآيات الظاهره: ج 1 ص 345 ح 29. منه البحار: ج 23 ص 381.

باب (55) الأنبياء والولايه

3444 -شرح الاخبار: سفيان بن عمره، عن حسان، عن أبي عبداللّه جعفر بن محمد (عليه السّلام) أنه قال في قول اللّه (عزّوّجلّ ): (وَ مَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّهِ إِبْراهِيمَ إِلاّ مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ ) (1).

قال: نحن واللّه على ملّه ابراهيم، وشريعته شريعتنا، ولقد رغب اعداؤنا عن ملّه ابراهيم بتركهم ولايتنا، واللّه - يا حسان - لقد اخذ اللّه ميثاقا بالولايه لنا في الدّجى الاوّل على لسان كل نبيّ وأخذ ميثاقنا عليه وأخذه على امّته، فمن رغب عنّا فقد رغب عن ملّه ابراهيم وشريعته(2).

3445 -الكافي: محمد بن يحيي، عن عبداللّه بن محمد بن عيسى، عن محمد بن عبدالحميد، عن يونس بن يعقوب، عن عبدالاعلى قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: ما من نبيّ جاء قط إلاّ بمعرفه حقّنا وتفضيلنا على من سوانا(3).

باب (56) التسليم للولايه

3446 -مناقب آل أبي طالب: عن الصادق (عليه السّلام) في

ص:293


1- (1)- البقره 2:130.
2- (2) - شرح الاخبار: ج 3 ص 7 ح 924.
3- (3) - الكافي: ج 1 ص 437 ح 4.

قوله تعالى: (وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَ هُوَ فِي الْآخِرَهِ مِنَ الْخاسِرِينَ ) (1).

قال (عليه السّلام): غير التسليم لولايتنا(2).

3447 -مناقب آل أبي طالب: عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قوله تعالى: (حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَ زَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ ) يعني أمير المؤمنين (عليه السّلام) (وَ كَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَ الْفُسُوقَ وَ الْعِصْيانَ ) (3)بغضنا لمن خالف رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) وخالفنا(4).

3448 -تأويل الآيات الظاهره: قال محمد بن العباس: حدثنا محمد بن همام، عن محمد بن إسماعيل العلويّ ، عن عيسى بن داود، عن أبي الحسن موسى بن جعفر، عن أبيه (عليهما السّلام) قال:

سمعت أبي يقول ورجل يسأله عن قول اللّه (عزّوجلّ ): (يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفاعَهُ إِلاّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَ رَضِيَ لَهُ قَوْلاً) .

قال: لا ينال شفاعه محمد يوم القيامه إلاّ من أذن له بطاعه آل محمد (وَ رَضِيَ لَهُ قَوْلاً) وعملا فيهم فحيي على مودّتهم ومات عليها، فرضي اللّه قوله وعمله فيهم.

ثمّ قال: (وَ عَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَ قَدْ خابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً) لآل محمد كذا نزلت ثم قال: (وَ مَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصّالِحاتِ )

ص:294


1- (1)- آل عمران 3:85.
2- (2) - مناقب آل أبي طالب: ج 4 ص 283. منه البحار: ج 23 ص 358.
3- (3) - الحجرات 49:7.
4- (4) - مناقب آل أبي طالب: ج 4 ص 214. منه البحار: ج 23 ص 358.

(وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخافُ ظُلْماً وَ لا هَضْماً) (1) و(2).

قال: مؤمن بمحبّه آل محمد (صلّى اللّه عليه وآله) ومبغض لعدوّهم(3).

3449 -تفسير فرات الكوفي: فرات قال: حدثنا محمد بن القاسم بن عبيد معنعنا عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قوله تعالى:

(الَّذِينَ آمَنُوا وَ تَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللّهِ أَلا بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) (4)قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) لعليّ بن أبي طالب (عليه السّلام): تدري فيمن نزلت ؟

قال: اللّه ورسوله أعلم.

قال: فيمن صدّق بي، وآمن بي، وأحبّك وعترتك من بعدك، وسلّم لك الامر وللأئمّه من بعدك(5).

باب (57) آل محمّد عليهم السّلام هم المؤمنون

3450 -البحار: عن اعتقادات الصدوق - قال الصادق (عليه السّلام): ما من آيه في القرآن أوّلها (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) * إلّا وعليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) أميرها وقائدها وشريفها وأوّلها، وما من آيه

ص:295


1- (1)- هضم الشيء: نقصه. (أقرب الموارد).
2- (2) - طه 20:109-112.
3- (3) - تأويل الآيات الظاهره: ج 1 ص 318 ح 15. منه البحار: ج 23 ص 360.
4- (4) - الرعد 13:28.
5- (5) - تفسير فرات الكوفي: ص 207 ح 274. منه البحار: ج 23 ص 367.

تسوق إلى الجنّه إلاّ وهي في النبيّ والائمّه (عليهم السّلام) وأشياعهم وأتباعهم، وما من آيه تسوق إلى النار إلاّ وهي في أعدائهم والمخالفين لهم، وإن كانت الآيات في ذكر الأوّلين، فما كان منها من خير فهو جار في أهل الخير، وما كان منها من شرّ فهو جار في أهل الشرّ(1).

3451 -تأويل الآيات الظاهره: بهذا الإسناد عنه، عن أبيه (عليهما السّلام) في قوله (عزّوجلّ ): (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ) إلى قوله:

(هُمْ فِيها خالِدُونَ ) (2).

قال: نزلت في رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) وفي أمير المؤمنين (عليه السّلام) وفاطمه والحسن والحسين (عليهم السّلام)(3).

3452 -تأويل الآيات الظاهره: بهذا الاسناد عنه، عن أبيه (عليهما السّلام): نزلت فى أمير المؤمنين وولده (عليهم السّلام): (إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَهِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ * وَ الَّذِينَ هُمْ بِآياتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ ) إلى قوله تعالى: (وَ هُمْ لَها سابِقُونَ ) (4) و(5).

2453 تأويل الآيات الظاهره: قال محمد بن العبّاس: حدثنا محمد بن الحسن(6) بن عليّ ، عن أبيه، عن جدّه، عن ابن أبي عمير، عن منصور بن يونس، عن إسحاق بن عمّار قال: سألت أبا عبداللّه

ص:296


1- (1)- البحار: ج 24 ص 316 ح 20.
2- (2) - المؤمنون 23:1-11.
3- (3) تأويل الآيات الظاهره: ج 1 ص 352 ح 1. منه البحار: ج 23 ص 382.
4- (4) - المؤمنون 23:57-61.
5- (5) - تأويل الآيات الظاهره: ج 1 ص 353 ح 4. منه البحار: ج 23 ص 382.
6- (6) - الحسين - البحار.

(عليه السّلام) عن قول اللّه (عزّوجلّ ): (إِنَّ اللّهَ يُدافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا) (1)؟

قال: نحن الّذين آمنوا، واللّه يدافع عنّا ما أذاعت عنا شيعتنا(2).

3454 -الكافي: محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن أبي ولاّد قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قول اللّه (عزّوجلّ ): (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ) (3).

قال: هم الائمّه (عليهم السّلام)(4)؟

تفسير العياشي: عن أبي ولاّد قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام)... وذكر مثله(5).

باب (58) بعض ما نزل في آل محمّد عليهم السّلام من القرآن

3455 -تفسير العياشي: عن محمد بن حمران قال: كنت عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) فجاءه رجل وقال له: يا أبا عبداللّه ما تتعجّب من عيسى بن زيد بن عليّ؟ يزعم أنّه ما يتولّى عليّا إلاّ على الظاهر، وما تدري لعلّه كان يعبد سبعين إلها من دون اللّه ؟!.

قال: فقال: وما أصنع ؟ قال اللّه: (فَإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ فَقَدْ)

ص:297


1- (1)- الحج 22:38.
2- (2) - تأويل الآيات الظاهره: ج 1 ص 337 ح 12. منه البحار: ج 23 ص 382.
3- (3) - البقره 2:121.
4- (4) - الكافي: ج 1 ص 215 ح 4.
5- (5) - تفسير العياشي: ج 1 ص 57 ح 83.

(وَكَّلْنا بِها قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ ) (1) وأومأ بيده إلينا.

فقلت: نعقلها واللّه(2).

البحار أقول: فسّر (عليه السّلام) القوم بالشيعه أو أولاد العجم كما ورد في خبر آخر، وأماّ كلام عيسى فلعلّه أراد أنّا لانعلم باطن أمير المومنين (عليه السّلام) انه مؤمن أو مشرك وإنما نواليه بظاهره.

وقوله: «نعقلها واللّه» أي نعلم إيمانه باطنا لإخبار اللّه ورسوله بذلك.

3456 الكافي: الحسين بن محمد، عن معلّى بن محمد، عن الوشاء، عن عبداللّه بن سنان قال: سالت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قول اللّه (جلّ جلاله): (وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ) (3)؟

قال: هم الائمّه(4).

3457 -الكافي: الحسين بن محمد، عن معلّى بن محمد، عن محمد بن اورمه ومحمد بن عبداللّه، عن عليّ بن حسان، عن عبدالرحمن بن كثير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه تعالى: (وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْ ءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبى ) (5).

ص:298


1- (1)- الانعام 6:89.
2- (2) - تفسير العياشي: ج 1 ص 367 ح 54. منه البحار: ج 24 ص 308.
3- (3) - النور 24:55.
4- (4) - الكافي: ج 1 ص 193 ح 3.
5- (5) - الانفال 8:41.

قال. أمير المؤمنين والائمّه (عليهم السّلام)(1).

3458 -تأويل الايات الظاهره: قال محمد بن العباس: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك، عن الحسن بن عليّ بن مهران، عن سعيد ابن عثمان، عن داود الرقّي قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قوله تعالى: (الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ بِحُسْبانٍ ) ؟

قال: يا داود سألت عن أمر فاكتف بما يرد عليك، إنّ الشمس والقمر آيتان من آيات اللّه يجريان بأمره، ثمّ إنّ اللّه ضرب ذلك مثلا لمن وثب علينا وهتك حرمتنا وظلمنا حقّنا، فقال: هما بحسبان قال:

هما في عذابي.

قال: قلت: (وَ النَّجْمُ وَ الشَّجَرُ يَسْجُدانِ ) ؟

قال: النجم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) والشجر أمير المؤمنين والائمّه (عليهم السّلام): لم يعصوا اللّه طرفه عين.

قال: قلت: (وَ السَّماءَ رَفَعَها وَ وَضَعَ الْمِيزانَ ) ؟

قال: السماء رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) قبضه اللّه، ثمّ رفعه إليه (وَ وَضَعَ الْمِيزانَ ) والميزان أمير المؤمنين نصبه لهم من بعده.

قلت: (أَلاّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزانِ ) ؟

قال: لاتطغوا في الإمام بالعصيان والخلاف.

قلت: (وَ أَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَ لا تُخْسِرُوا الْمِيزانَ ) (2)؟

قال أطيعوا الإمام بالعدل ولا تبخسوه من حقّه.

ص:299


1- (1)- الكافي: ج 1 ص 414 ح 12.
2- (2) - الرحمن 55:5-9.

قلت: قوله: (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ ) ؟

قال: أي بأيّ نعمتي تكذّبان ؟ بمحمّد أم بعليّ؟ فبهما أنعمت على العباد(1).

3459 -تأويل الآيات الظاهره: قال محمد بن العباس حدثنا أحمد بن محمد النوفليّ ، عن محمد بن عبداللّه بن مهران، عن محمد بن خالد البرقيّ ، عن محمد بن سليمان الديلمي [عن أبيه سليمان] قال: قلت لابي عبداللّه (عليه السّلام): ما معنى قوله تعالى: (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَهٍ لُمَزَهٍ ) (2).

قال: الّذين همزوا آل محمّد حقّهم ولمزوهم وجلسوا مجلسا كان آل محمد أحقّ به منهم(3).

البحار - بيان: قال الفيروز آبادي: الهمز: الغمز، والضغط والنخس والدفع والضرب والعضّ والكسر، والهمزه: الغمّاز، وقال:

اللمز: العيب، والإشاره بالعين ونحوها والضرب، والدفع، وكهمزه: العياب للنّاس، أو الّذي يعيبك في وجهك، والهمزه من يعيبك في الغيب، وما ذكره (عليه السّلام) قريب من بعض تلك المعاني.

3460 -تأويل الآيات الظاهره: قال محمد بن العباس: حدثنا الحسين بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن هارون بن خارجه، عن يعقوب بن شعيب، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في

ص:300


1- (1)- تأويل الآيات الظاهره: ج 2 ص 632 ح 5 و 6. منه البحار: ج 24 ص 309.
2- (2) - الهمزه 104:1.
3- (3) - تأويل الآيات الظاهره: ج 2 ص 854 ح 1. منه البحار: ج 24 ص 309.

قوله (عزّوجلّ ): (سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ ) (1).

قال: الثقلان نحن والقرآن(2).

3461 -تفسير العياشي: عن ثعلبه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال اللّه (تبارك وتعالى): (لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ ) قال: فينا (عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ ) قال: فينا (حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ ) قال: فينا (بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ ) (3) قال: شركنا المؤمنون في هذه الرابعه وثلاثه لنا(4).

3462 -تفسير القمي: حدثنا أحمد بن عليّ قال: حدثني الحسين ابن أحمد، عن أحمد بن هلال، عن عمر الكلبي، عن أبي الصامت قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): إنّ اللّيل والنّهار اثنتا عشره ساعه، وإنّ عليّ بن أبي طالب أشرف ساعه من اثنتي عشره ساعه وهو قوله تعالى: (بَلْ كَذَّبُوا بِالسّاعَهِ وَ أَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسّاعَهِ سَعِيراً) (5) و(6).

3463 -تأويل الآيات الظاهره: قال محمد بن العباس: حدثنا محمد بن همام، عن محمد بن اسماعيل العلوي، عن عيسى بن داود النجار قال: قال الامام موسى بن جعفر حدثني أبي، عن أبيه أبي جعفر (صلوات اللّه عليهم) أنّ النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) قال ذات

ص:301


1- (1)- الرحمن 55:31.
2- (2) - تأويل الآيات الظاهره: ج 2 ص 637 ح 17. منه البحار: ج 24 ص 325.
3- (3) - التوبه 9:128.
4- (4) - تفسير العياشي: ج 2 ص 118 ح 165. منه البحار: ج 24 ص 329.
5- (5) - الفرقان 25:11.
6- (6) - تفسير القمي: ج 2 ص 112. منه البحار: ج 24 ص 330.

يوم: إنّ ربّي وعدني نصرته وأن يمدّني بملائكته وانّه ناصرني بهم وبعليّ (عليه السّلام) أخي خاصه من بين أهلي.

فاشتدّ ذلك على القوم أن خصّ عليّا (عليه السّلام) بالنّصره وأغاظهم ذلك، فأنزل اللّه (عزّوجلّ ): (مَنْ كانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللّهُ ) محمّد بعليّ (فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَهِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ ما يَغِيظُ) (1) قال: ليضع حبلا في عنقه إلى سماء بيته يمدّه حتّى يختنق فيموت فينظر هل يذهب كيده غيظه(2).

3464 -تأويل الآيات الظاهره: قال محمد بن العباس: حدثنا محمد بن همام، عن محمد بن اسماعيل، عن عيسى بن داود، عن أبي الحسن موسى بن جعفر، عن أبيه (عليهما السّلام) في قوله (عزّوجلّ ): (وَ لَوْ لا دَفْعُ اللّهِ النّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَ بِيَعٌ وَ صَلَواتٌ وَ مَساجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللّهِ كَثِيراً) .

قال: هم الائمّه (عليهم السّلام)، وهم الاعلام ولولا صبرهم وانتظارهم الامر أن يأتيهم من اللّه لقتلوا جميعا، قال اللّه (عزّوجلّ ):

(وَ لَيَنْصُرَنَّ اللّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) (3) و(4).

البحار - بيان: أي لو خرج الائمّه - الذين امروا بالصبر وترك الخروج وانتظار الفرج - لقتلوا وقتل أكثر الناس ويصير سببا لتعطيل معابد جميع أهل الكتب وإبطال شرائعهم، فبهم وصبرهم دفع اللّه شرّ

ص:302


1- (1)- الحج 22:15.
2- (2) - تأويل الآيات الظاهره: ج 1 ص 333 ح 2. منه البحار: ج 24 ص 359.
3- (3) - الحج 22:40.
4- (4) - تأويل الآيات الظاهره: ج 1 ص 340 ح 30. منه البحار: ج 24 ص 359.

الكافرين والمخالفين عن المؤمنين، ويحتمل أن يكون المعنى أنّ نظير تلك الآيه جار فيهم (عليهم السّلام).

3465 -تأويل الآيات الظاهره: قال محمد بن العباس: حدثنا أحمد بن هوذه باسناده يرفعه إلى عبداللّه بن سنان، عن ذريح المحاربيّ قال: قلت لابي عبداللّه (عليه السّلام) قوله تعالى: (ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَ لْيُوفُوا نُذُورَهُمْ ) (1).

قال: هو لقاء الإمام (عليه السّلام)(2).

البحار - بيان: يحتمل أن يكون المراد تفسير الوفاء بالنّذور بلقاء الامام كما ورد في أخبار كثيره في قوله تعالى: (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ) أنّ النذر هو العهد الّذي اخذ عليهم في الميثاق بالولايه، ويحتمل أن يكون المراد تأويل قضاء التفث به، فإنّه مفسّر بازاله الادناس والاشعاث نحو قصّ الاظفار والشارب وحلق العانه، وأعظم الادناس وأخبث الارجاس الروحانيه: الجهل والضلاله ومذامّ الاخلاق، وهي إنّما تزول بلقاء الامام.

3466 -تفسير القمي: حدثنا جعفر بن أحمد، عن عبيداللّه (عبداللّه) بن موسى، عن الحسن بن علي بن أبي حمزه، عن أبيه والحسين بن أبي العلا وعبداللّه بن وضّاح وشعيب العقرقوفيّ جميعهم، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قوله:

(إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ ) .

ص:303


1- (1)- الحج 22:29.
2- (2) - تأويل الآيات الظاهره: ج 2 ص 336 ح 8. منه البحار: ج 24 ص 360.

قال: يعني في الخلق، إنّه مثلهم مخلوق (يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَ لا يُشْرِكْ بِعِبادَهِ رَبِّهِ أَحَداً) (1) قال: لا يتّخذ مع ولايه آل محمد ولايه غيرهم، ولايتهم العمل الصالح، فمن أشرك بعباده ربّه فقد أشرك بولايتنا وكفر بها وجحد أمير المؤمنين (عليه السّلام) حقّه وولايته.

قلت: قوله: (الَّذِينَ كانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطاءٍ عَنْ ذِكْرِي) ؟

قال: يعني بالذّكر ولايه عليّ (عليه السّلام) وهو قوله: (ذِكْرِي) .

قلت: قوله: (لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً) ؟

قال: كانوا لا يستطيعون إذا ذكر عليّ عندهم أن يسمعوا ذكره لشدّه بغض له وعداوه منهم له ولاهل بيته.

قلت: قوله: (أَ فَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبادِي مِنْ دُونِي أَوْلِياءَ إِنّا أَعْتَدْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ نُزُلاً) (2)؟ يتخذوا قال: يعنيهما وأشياعهما الّذين اتّخذوهما من دون اللّه أولياء وكانوا يرون أنّهم بحبّهم إيّاهما أنّهما ينجّيانهم من عذاب اللّه وكانوا بحبّهما كافرين.

قلت: قوله: (إِنّا أَعْتَدْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ نُزُلاً) ؟

قال: منزلا فهي لهما ولأشياعهما عتيده عند اللّه.

قلت: قوله: (نُزُلاً) ؟

قال: مأوى ومنزلا(3).

ص:304


1- (1)- الكهف 18:110.
2- (2) - الكهف 18:101 و 102.
3- (3) - تفسير القمي: ج 2 ص 47. منه البحار: ج 24 ص 377.

البحار - بيان: قوله: «فمن أشرك بعباده ربّه»، كأنّه على سبيل القلب، واعلم أنّ المفسّرين فسّروا «النزل» بما يعدّ للضيف، لكن ورد في اللّغه بمعنى المنزل كما فسّره (عليه السّلام) به، قال الفيروز آباديّ :

النزل بضمّتين: المنزل، وما يهيئ للضيف قبل أن ينزل عليه.

3467 -تفسير العياشي: عن هارون بن محمد الحلبيّ ، قال:

سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قول اللّه: (يا بَنِي إِسْرائِيلَ ) (1).

قال: هم نحن خاصّه(2).

3468 -تفسير العياشى: عن محمدبن علي، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سالته عن قوله: (يا بَنِي إِسْرائِيلَ ) .

قال: هي خاصّه بال محمّد (عليهم السّلام)3.

أقول: إسرائيل كلمه عبريه ومعناها بالعربيه: عبداللّه، فلعلّ قول الامام (عليه السّلام): «هم نحن» معناه: نحن بني عبداللّه، باعتبار أنّ الفرد الاكمل والمصداق الأتمّ لعباد اللّه هو: رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) بل هو سيّد عباد اللّه وأفضل الخلق أجمعين.

بالإضافه إلى أنّ النبي هو محمّد بن عبداللّه والائمّه الطاهرون أولاده. واللّه العالم.

3469 -تفسير العياشي: عن زراره وحمران ومحمّد بن مسلم، عن أبي جعفر وأبي عبداللّه (عليهما السّلام) قوله: (وَ مِنَ النّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللّهِ أَنْداداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَ الَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلّهِ ) (3).

ص:305


1- (1)- البقره 2:47.
2- (2و3) - تفسير العياشي: ج 1 ص 44 ح 43 و 44. منه البحار: ج 24 ص 397.
3- (4) - البقره 2:165.

قالا: هم آل محمد (صلّى اللّه عليه وآله)(1).

3470 -تأويل الآيات الظاهره: قال محمد بن العباس: حدثنا محمد بن همام، عن محمد بن إسماعيل العلوي، عن عيسى بن داود قال: قال موسى بن جعفر (عليه السّلام): سألت أبي عن قول اللّه (عزّوّجلّ ): (وَ بَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ ) (2) الآيه ؟

قال: نزلت فينا خاصّه(3).

3471 -الكافي: جماعه عن سهل، عن محمد، عن أبيه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال:

قلت: (هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَهِ ) ؟

قال: يغشاهم القائم بالسيف.

قال: قلت: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَهٌ ) ؟

قال: خاضعه لا تطيق الامتناع.

قال: قلت: (عامِلَهٌ ) ؟

قال: عملت بغير ما أنزل اللّه.

قال: قلت: (ناصِبَهٌ ) ؟

قال: نصبت غير ولاه الأمر.

قال: قلت: (تَصْلى ناراً حامِيَهً ) (4).

ص:306


1- (1)- تفسير العياشي: ج 1 ص 72 ح 143.
2- (2) - الحج 22:34.
3- (3) - تأويل الآيات الظاهره: ج 1 ص 337 ح 11. منه البحار: ج 24 ص 401.
4- (4) - الغاشيه 88:1-4

قال: تصلى نار الحرب في الدّنيا على عهد القائم وفي الآخره نار جهنّم(1).

3472 -الكافي: عليّ ، عن عليّ بن الحسين، عن محمد الكناسيّ قال: حدثنا من رفعه إلى أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قوله (عزّ ذكره): (وَ مَنْ يَتَّقِ اللّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ) (2).

قال: هؤلاء قوم من شيعتنا ضعفاء ليس عندهم ما يتحمّلون به إلينا فيسمعون حديثنا ويقتبسون من علمنا فيرحل قوم فوقهم(3) وينفقون أموالهم ويتعبون أبدانهم حتّى يدخلوا علينا فيسمعوا حديثنا فينقلونه إليهم فيعيه هؤلاء(4) وتضيّعه هؤلاء، فاولئك الذين يجعل اللّه (عزّ ذكره) لهم مخرجا ويرزقهم من حيث لا يحتسبون.

ص:307


1- (1)- الكافي: ج 8 ص 50 ح 13.
2- (2) - الطلاق 65:2 و 3.
3- (3) - أي في القدره والمال.
4- (4) - أي الفقراء، والحاصل: أن البدن كما يتقوى بالرزق الجسماني وتبقى حياته به فكذلك الروح تتقوى وتحيي بالاغذيه الروحانيه من العلم والايمان والهدايه والحكمه وبدونها ميت في لباس الاحياء فمراده (عليه السّلام) أن الآيه كما تدل على أن التقوى سبب لتيسّر الرزق الجسماني وحصوله من غير احتساب فكذلك تدل على انها تصير سببا لتيسّر الرزق الروحاني الذي هو العلم والحكمه من غير احتساب وهي تشملها معا. (مرآه العقول).

وفي قول اللّه (عزّوجلّ ): (هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَهِ ) (1)؟.

قال: الذين يغشون الإمام إلى قوله (عزّوجلّ ): (لا يُسْمِنُ وَ لا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ ) 2.

قال: لا ينفعهم ولا يغنيهم، لا ينفعهم الدخول ولا يغنيهم القعود(2).

3473 -الكافي: علي بن محمد، عن عليّ بن الحسين، عن عليّ ابن أبي حمزه، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه (عزّوجلّ ): (ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَهٍ إِلاّ هُوَ رابِعُهُمْ وَ لا خَمْسَهٍ إِلاّ هُوَ سادِسُهُمْ وَ لا أَدْنى مِنْ ذلِكَ وَ لا أَكْثَرَ إِلاّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ ما كانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيامَهِ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْ ءٍ عَلِيمٌ ) (3).

قال: نزلت هذه الآيه في فلان وفلان وأبي عبيده الجرّاح وعبدالرحمن بن عوف وسالم مولى أبي حذيفه والمغيره بن شعبه شعبه كتبوا الكتاب بينهم وتعاهدوا وتوافقوا: لئن مضى محمد لا تكون الخلافه في بني هاشم ولاالنبوّه أبدا، فانزل اللّه (عزّوجلّ ) فيهم هذه الآيه.

قال: قلت: قوله (عزّوجلّ ): (أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنّا مُبْرِمُونَ * أَمْ )

ص:308


1- (1و2) - الغاشيه 88:1 و 7. وقال البيضاوى: الغاشيه: الداهيه التي تغشى الناس بشدائدها يعني يوم القيامه أو النار من قوله: (وَ تَغْشى وُجُوهَهُمُ النّارُ) انتهى وقوله: «الذين يغشون الامام» فسّرها (عليه السّلام) بالجماعه فالمراد - على هذا البطن - الطعام الروحاني أي ليس غذاؤهم الروحاني إلّا الشكوك والشبهات والآراء الفاسده التي هي كالضريع في عدم النفع والاضرار بالروح. (مرآه العقول).
2- (3) - الكافي: ج 8 ص 178 ح 201.
3- (4) - المجادله 58:7.

(يَحْسَبُونَ أَنّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَ نَجْواهُمْ بَلى وَ رُسُلُنا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ ) (1)؟

قال: وهاتان الآيتان نزلتا فيهم ذلك اليوم.

قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): لعلّك ترى أنّه كان يوم يشبه يوم كتب الكتاب إلاّ يوم قتل الحسين (عليه السّلام) وهكذا كان في سابق علم الله (عزّوجلّ ) الّذي أعلمه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) أن إذا كتب الكتاب قتل الحسين وخرج الملك من بني هاشم، فقد كان ذلك كلّه.

قلت: (وَ إِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللّهِ فَإِنْ فاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما بِالْعَدْلِ ) ؟

قال: الفئتان(2) إنّما جاء تأويل هذه الآيه يوم البصره وهم أهل هذه الآيه وهم الّذين بغوا على أمير المؤمنين (عليه السّلام) فكان الواجب عليه قتالهم وقتلهم حتّى يفيئوا إلى أمر اللّه ولو لم يفيئوا لكان الواجب عليه فيما أنزل اللّه أن لايرفع السيف عنهم حتّى يفيئوا ويرجعوا عن رأيهم لانّهم بايعوا طائعين غير كارهين(3) وهي الفئه الباغيه كما قال اللّه تعالى فكان الواجب على أمير المؤمنين (عليه السّلام) أن يعدل فيهم

ص:309


1- (1)- الزخرف 43:79 و 80 وقوله: (أَبْرَمُوا) أي احكموا. (مجمع البحرين).
2- (2) - الفئتان تفسير للطائفتين. (مرآه العقول). والآيه في سوره الحجرات 49:9. وقوله: (تَفِيءَ ) أي ترجع.
3- (3) - هذا لبيان كفرهم وبغيهم على جميع المذاهب فان مذهب المخالفين ان مدار وجوب الاطاعه على البيعه فهم بايعوا طائعين غير مكرهين فاذا نكثوا فهم - على مذهبهم أيضا - من الباغين. (مرآه العقول).

حيث كان ظفر بهم كما عدل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) في أهل مكه إنّما [أنه] منّ عليهم وعفى وكذلك صنع أمير المؤمنين (عليه السّلام) بأهل البصره حيث ظفر بهم مثل ما صنع النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) بأهل مكه، حذو النعل بالنعل.

قال: قلت: قوله (عزّوجلّ ): (وَ الْمُؤْتَفِكَهَ أَهْوى ) (1)؟

قال: هم أهل البصره هي المؤتفكه.

قلت: (وَ الْمُؤْتَفِكاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ ) (2)؟

قال: اولئك قوم لوط، ائتفكت عليهم: انقلبت عليهم(3).

3474 -شرح الاخبار: محمد بن سنان، عن أبي عبداللّه جعفر بن محمد (عليه السّلام)، أنه قال في قول اللّه (عزّوجلّ ): (وَ رَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَ يَخْتارُ) (4).

قال: اختار محمدا (صلّى اللّه عليه وآله) وأهل بيته(5).

3475 شرح الاخبار: محمد بن سنان، عن أبي عبداللّه جعفر

ص:310


1- (1)- النجم 53:53. والمؤتفكه فسّر بالقرى الخسوف بها وقوله: (أَهْوى ) أي جعلها تهوى. وهي قرى قوم لوط وفسّرها (عليه السّلام) بالبصره وقد ورد في أخبار الفريقين أنها احدى المؤتفكات. وفي تفسير علي بن ابراهيم انها ائتفكت بأهلها مرتين وعلى اللّه تمام الثالثه وتمام الثالثه في الرجعه وفي النهايه: في حديث أنس: «البصره إحدى المؤتفكات» يعني أنها غرقت مرّتين فشبه غرقها بانقلابها. انتهى. ولااستبعاد في حملها على الحقيقه. (مرآه العقول).
2- (2) - التوبه 9:70.
3- (3) - الكافي: ج 8 ص 179 ح 202.
4- (4) - القصص 28:68.
5- (5) - شرح الاخبار: ج 2 ص 350 ح 703.

ابن محمد (عليه السّلام): أنه قال: نزل في علي (عليه السّلام) من سوره (هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ ) قوله: (إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً) (1) إلى قوله تعالى: (إِنَّ هذا كانَ لَكُمْ جَزاءً وَ كانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً) (2).

وقال (عليه السّلام): من أراد أن يعرف ما أنزل اللّه (عزّوجلّ ) فينا وما أنزل في عدونا فليقرأ سوره (الَّذِينَ كَفَرُوا وَ صَدُّوا) (3) فانها نزلت آيه فيهم وآيه فينا(4).

3476 -شرح الاخبار: موسى بن إسحاق، عن أبي عبداللّه جعفر بن محمد (عليه السّلام)، أنه قال في قول اللّه (عزّوجلّ ): (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ ) (5).

قال: نحن الصادقون ما حملناه اليكم عن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) وعنه (تبارك اسمه)(6).

3477 -شرح الاخبار: محمد بن سلام، عن أبي عبداللّه (صلوات اللّه عليه) انه قال في قول اللّه تعالى: (وَ ما ظَلَمُونا وَ لكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) (7).

ص:311


1- (1)- الانسان 76:5.
2- (2) - الانسان 76:22.
3- (3) - سوره محمد (صلّى اللّه عليه وآله) 47:1.
4- (4) - شرح الاخبار: ج 2 ص 353 ح 710.
5- (5) - التوبه 9:119.
6- (6) - شرح الاخبار: ج 2 ص 506 ح 894.
7- (7) - البقره 2:57.

قال: يقول لمحمد (صلّى اللّه عليه وآله): وما ظلمونا بترك ولايه اهل بيتك ولكن كانوا أنفسهم يظلمون(1).

3478 -شرح الاخبار: عن عمر بن اذينه، عن جعفر بن محمد، عن أبيه (صلوات اللّه عليهما) انه قال في قول اللّه (عزّوجلّ ):

(أَ فَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ ) (2).

قال: يقول: أفتطمعون أن يقرّوا لكم بالولايه، وهم يحرّفون الكلم عن مواضعه ؟!(3).

3479 -شرح الاخبار: ابن الحكم الخثعمي، عن أبي عبداللّه جعفر بن محمد (عليه السّلام)، أنه قال: المؤمنون رجلان فمن صدق ما عاهد اللّه عليه ووفى بشرطه له فهو ممن قال اللّه تعالى: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللّهَ عَلَيْهِ ) (4).

وذلك ممن لا يصيبه أهوال الدنيا ولااهوال الاخره وممن يشفع ولا يشفع له.

ومؤمن كخامه(5) الزرع يعوج احيانا ويقوم احيانا، فذلك ممن يصيبه أهوال الدنيا واهوال الاخره وهو ممن يشفع له(6).

3480 -تأويل الآيات الظاهره: قال محمد بن العباس: حدثنا

ص:312


1- (1)- شرح الاخبار: ج 1 ص 244 ح 268.
2- (2) - البقره 2:75.
3- (3) - شرح الاخبار: ج 1 ص 235 ح 235.
4- (4) - الاحزاب 33:23.
5- (5) - خامه - بتخفيف الميم -: الغضّه الطريّه من الثياب وغيرها (مجمع البحرين).
6- (6) - شرح الأخبار: ج 3 ص 508 ح 1459.

محمد بن همام، عن محمد بن إسماعيل، عن عيسى بن داود قال:

حدثنا الإمام موسى بن جعفر، عن أبيه (عليه السّلام) في قول اللّه (عزّوجلّ ): (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ ) .

قال: بيوت آل محمد (صلّى اللّه عليه وآله) بيت عليّ وفاطمه والحسن والحسين وحمزه وجعفر (عليهم السّلام).

قلت: (بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ ) ؟

قال: الصّلاه في أوقاتها.

قال: ثمّ وصفهم اللّه (عزّوجلّ ) وقال: (رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَهٌ وَ لا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللّهِ وَ إِقامِ الصَّلاهِ وَ إِيتاءِ الزَّكاهِ يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَ الْأَبْصارُ) .

قال: هم الرجال لم يخلط اللّه معهم غيرهم.

ثمّ قال: (لِيَجْزِيَهُمُ اللّهُ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا وَ يَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ ) .

قال: ما اختصهم به من المودّه والطاعه المفروضه وصيّر مأواهم الجنّه (وَ اللّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ ) (1) و(2).

3481 -تفسير العياشي: عن الحسين بن مهران، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قوله: (وَ أَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) (3).

ص:313


1- (1)- النور 24:36-28.
2- (2) - تأويل الآيات الظاهره: ج 1 ص 362 ح 10. منه البحار: ج 23 ص 326.
3- (3) - الاعراف 7:29.

قال: يعني الائمّه(1).

3482 -تفسير العياشي: عن الحسين بن مهران، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه: (خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) (2).

قال: يعني الائمّه (عليهم السّلام)(3).

3483 -تفسير القمي: أخبرنا الحسن(4) بن محمد، عن المعلّى، عن محمدبن جمهور، عن جعفر بن بشير، عن الحكم بن ظهير، عن محمد بن حمدان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قوله: (إِذا دُعِيَ اللّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَ إِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ) (5)يقول: إذا ذكر اللّه وحده بولايه من أمر اللّه بولايته كفرتم، وإن يشرك به من ليست له ولايه تؤمنوا بأنّ له ولايه(6).

3484 -تفسير العياشي: عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: (لا تَتَّخِذُوا إِلهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ) (7) يعني بذلك ولاتتّخذوا إمامين، إنّما هو إمام واحد(8).

أقول: هذا على التأويل، كما هو واضح.

ص:314


1- (1)- تفسير العياشي: ج 2 ص 12 ح 18. منه البحار: ج 23 ص 331.
2- (2) - الاعراف 7:31.
3- (3) - تفسير العياشي: ج 2 ص 13 ح 22. منه البحار: ج 23 ص 332.
4- (4) - الحسين - البحار.
5- (5) - غافر 40:12.
6- (6) - تفسير القمي: ج 2 ص 256. منه البحار: ج 23 ص 356.
7- (7) - النحل 16:51.
8- (8) - تفسير العياشي: ج 2 ص 261 ح 36. منه البحار: ج 23 ص 357.

3485 تأويل الآيات الظاهره: عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه، عن أبيه (عليهما السّلام) أنّه قال: أنتم (وَ الَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها) (1)، ومن أطاع جبّارا فقد عبده(2).

3486 -تأويل الآيات الظاهره: قال محمد بن العباس (رحمه اللّه) حدثنا جعفر بن محمد الحسنيّ ، عن إدريس بن زياد الحنّاط، عن أحمد بن عبدالرحمن الخراسانيّ ، عن بريد(3) بن إبراهيم، عن أبي حبيب النباحي، عن أبي عبداللّه، عن أبيه، عن عليّ بن الحسين (عليهم السّلام) قال في تفسير هذه الآيه (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصّى بِهِ نُوحاً) نحن الّذين شرع اللّه لنا دينه في كتابه، وذلك قوله (عزّوجلّ ): (شَرَعَ لَكُمْ ) يا آل محمد (مِنَ الدِّينِ ما وَصّى بِهِ نُوحاً وَ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَ ما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَ مُوسى وَ عِيسى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ ) يا آل محمد (وَ لا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ ما تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ) من ولايه عليّ (عليه السّلام) (اللّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشاءُ وَ يَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ ) (4) أي من يجيبك إلى ولايه عليّ (عليه السّلام)(5).

3487 -تأويل الآيات الظاهره: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام):

قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) وكان يدعو أصحابه: من أراد

ص:315


1- (1)- الزمر 39:17.
2- (2) - تأويل الآيات الظاهره: ج 2 ص 513 ح 5. منه البحار: ج 23 ص 361.
3- (3) - يزيد - البحار.
4- (4) - الشورى 42:13.
5- (5) - تأويل الآيات الظاهره: ج 2 ص 543 ح 5. منه البحار: ج 23 ص 365.

اللّه به خيرا سمع وعرف ما يدعوه إليه، ومن أراد به سوء طبع على قلبه فلا يسمع ولا يعقل، وهو قول اللّه (عزّوجلّ ): (حَتّى إِذا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ما ذا قالَ آنِفاً أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَ اتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ ) .

وقال (عليه السّلام): لا يخرج من شيعتنا أحد إلاّ أبدلنا اللّه به من هو خير منه وذلك لانّ اللّه يقول: (وَ إِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ ) (1) و(2).

3488 -تأويل الآيات الظاهره: قال محمد بن العباس (رحمه اللّه): حدثنا الحسن بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن يعقوب، عن غير واحد، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سوره الرحمن نزلت فينا من أوّلها إلى آخرها(3).

3489 -مناقب آل أبي طالب: وروى حمران بن أعين، عن أبي جعفر (عليه السّلام) وأبو الصباح، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قوله تعالى: (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنّاهُمْ فِي الْأَرْضِ ) (4).

قالا: نحن هم(5).

3490 -تأويل الآيات الظاهره: قال محمد بن العباس: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد (ابن عقده) عن أحمدبن الحسن، عن أبيه، عن

ص:316


1- (1)- سوره محمد (صلّى اللّه عليه وآله) 47:16 و 38.
2- (2) - تأويل الآيات الظاهره: ج 2 ص 585 ح 11. منه البحار: ج 23 ص 387.
3- (3) - تأويل الآيات الظاهره: ج 2 ص 630 ح 1. منه البحار: ج 36 ص 164.
4- (4) - الحج 22:41.
5- (5) - مناقب آل أبي طالب: ج 4 ص 421. منه البحار: ج 24 ص 164.

حصين بن مخارق، عن الإمام موسى بن جعفر (عليه السّلام)، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قوله (عزّوجلّ ): (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاهَ وَ آتَوُا الزَّكاهَ وَ أَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ) قال: نحن هم(1).

ص:317


1- (1)- تأويل الآيات الظاهره: ج 1 ص 342 ح 22. منه البحار: ج 24 ص 164.

الإمامه في الأحاديث الشريفه

باب (1) أهل البيت عليهم السّلام هم الوسيله إلى اللّه تعالى

3491 -أمالي الطوسي: أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا جعفر بن محمد بن عبيد قال: حدثنا الحسن بن محمد قال: حدثنا أبي، عن محمد بن المثنّى الأزديّ أنّه سمع أبا عبداللّه جعفر بن محمد (عليه السّلام) يقول: نحن السبب بينكم وبين اللّه (عزّوجلّ )(1).

3492 -عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): حدثنا محمد بن عمر ابن محمد بن سلم البراء الجعابي، قال: حدثني أبو محمد الحسن بن عبداللّه بن محمد بن العباس الرّازي التميمي قال: حدثني سيدي علي بن موسى الرضا (عليه السّلام) قال: حدثني أبي موسى بن جعفر، قال: حدثني أبي جعفر بن محمد قال: حدثني أبي محمّد بن علي،

ص:318


1- (1)- أمالي الطوسي: ص 157 ح 260. منه البحار: ج 23 ص 101.

قال: حدثني أبي علي بن الحسين قال: حدثني أبي الحسين بن علي قال: حدثني أبي علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): الأئمّه من ولد الحسين، من أطاعهم فقد أطاع اللّه، ومن عصاهم فقد عصى اللّه (عزّوجلّ )، هم العروه الوثقى، وهم الوسيله إلى اللّه (عزّوّجلّ )(1).

3493 -تفسير العياشي: عن مسعده بن صدقه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السّلام) في خطبته: قال اللّه: (اتَّبِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَ لا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ ) (2) ففي اتّباع ما جاءكم من اللّه الفوز العظيم، وفي تركه الخطأ المبين(3).

3494 -الكافي: محمد بن يحيي، عن سلمه بن الخطاب، عن علي بن سيف، عن العباس بن عامر، عن أحمد بن رزق الغمشانيّ ، عن محمد بن عبدالرحمن، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال:

ولايتنا ولايه اللّه الّتي لم يبعث نبيّا قطّ إلاّ بها(4).

3495 -الكافي: الحسين بن محمد الأشعريّ ، عن معلّى بن محمد، عن الوشّاء، عن أحمد بن عائذ، عن أبي خديجه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) أنّه سئل عن القائم ؟

فقال: كلّنا قائم بأمر اللّه، واحد بعد واحد حتّى يجيء صاحب

ص:319


1- (1)- عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 58 ح 217. منه البحار: ج 36 ص 244.
2- (2) - الاعراف 7:3.
3- (3) - تفسير العياشي: ج 2 ص 9 ح 4. منه البحار: ج 33 ص 102.
4- (4) - الكافي: ج 1 ص 437 ح 3.

السيف، فاذا جاء صاحب السيف جاء بأمر غير الّذي كان(1).

باب (2) فضائل أهل البيت عليهم السّلام والنص عليهم

3496 -بشاره المصطفى: أخبرنا الشيخ أبو عبداللّه محمد بن أحمد بن شهريار قال: أخبرنا أبو الفرج محمد بن أحمد بن محمد بن عامر بن عجلان المعدل قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن جعفر بن محمد بن هارون التميمي الاشناني قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن الحسين الاشناني قال: حدثنا عباد(2) بن يعقوب الاسدي قال: أخبرنا حسين بن زيد، عن جعفر، عن أبيه، عن عليّ بن الحسين بن عليّ (عليهم السّلام)(3) قال: إنّ اللّه افترض خمسا ولم يفترض إلاّ حسنا جميلا: الصلاه والزكاه والحجّ والصيام وولايتنا أهل البيت، فعمل الناس بأربع واستخفّوا بالخامسه، واللّه لا يستكملوا الاربع حتّى يستكملوها بالخامسه(4).

3497 تأويل الآيات الظاهره: ذكر الشيخ أبو جعفر الطوسي في كتابه (مصباح الانوار) باسناده الى رجاله قال: روي عن جعفر بن محمد الصادق، عن أبيه، عن جدّه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): أنا ميزان العلم، وعليّ كفّتاه، والحسن

ص:320


1- (1)- الكافي: ج 1 ص 536 ح 2.
2- (2) - عبداللّه - البحار.
3- (3) - عن علي أو الحسن بن علي - البحار.
4- (4) - بشاره المصطفى: ص 108. منه البحار: ج 23 صه 10.

والحسين حباله وفاطمه علاّقته، والائمّه من بعدهم يزنون المحبّين والمبغضين النّاصبين الّذين عليهم لعنه اللّه ولعنه اللّاعنين(1).

3498 -عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): حدثنا محمد بن عمر ابن محمد بن سلم بن البراء الجعابي قال: حدثني أبو محمد الحسن بن عبداللّه بن محمد بن العباس الرازي التميمي قال: حدثني سيدي علي ابن موسى الرضا (عليه السّلام) قال: حدثني أبي موسى بن جعفر قال: حدثني أبي جعفر بن محمد قال: حدثني أبي محمد بن علي قال: حدثني أبي علي بن الحسين قال: حدثني أبي الحسين بن علي قال: حدثني أبي علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): أنت يا عليّ وولداي(2) خيره اللّه من خلقه(3).

3499 -عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): بهذا الاسناد قال:

قال النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله): الحسن والحسين خير أهل الارض بعدي وبعد أبيهما، وامّهما أفضل نساء أهل الارض(4).

3500 -عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): بهذا الإسناد قال:

قال عليّ (عليه السّلام): نحن أهل البيت لا يقاس بنا أحد، فينا نزل القرآن وفينا معدن الرساله(5).

3501 -مناقب آل أبي طالب: الصادق (عليه السّلام) قال النبيّ

ص:321


1- (1)- تأويل الآيات الظاهره: ج 1 ص 105 ح 10. منه البحار: ج 23 ص 106.
2- (2) - وولدك - البحار.
3- (3) - عيون اخبار الرضا: ج 2 ص 58 ح 218. منه البحار: ج 26 ص 269.
4- (4) - عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 62 ح 252. منه البحار: ج 26 ص 272.
5- (5) - عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 66 ح 297. منه البحار: ج 26 ص 269.

(صلّى اللّه عليه وآله): من أحبّني وأحبّ ذرّيتى أتاه جبرئيل - إذا خرج من قبره - فلا يمرّ بهول إلاّ أجازه إياه... الخبر(1).

3502 -العمده لابن بطريق: نقلا من مناقب ابن المغازلي قال:

أخبرنا أحمد بن المظفر قال: حدثني عبداللّه بن أحمد الحافظ قال:

أخبرنا أحمد بن محمد بن الاشعث، قال: حدثني مسعود بن موسى ابن إسماعيل قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ (صلوات اللّه عليهم) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله):

فضل أهل بيتي على الناس كفضل البنفسج على سائر الادهان(2).

3503 عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): حدثنا حمزه بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) قال: أخبرنا علي بن ابراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن علي (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): من أحبّ أن يركب سفينه النجاه، ويستمسك بالعروه الوثقى، ويعتصم بحبل اللّه المتين فليوال عليا بعدي، وليعاد عدوّه، ولياتم بالائمّه الهداه من ولده، فإنّهم خلفائي وأوصيائي وحجج اللّه على الخلق بعدي، وساده امّتي، وقاده الأتقياء إلى الجنّه. حزبهم حزبي، وحزبي حزب اللّه

ص:322


1- (1)- مناقب آل ابي طالب: ج 3 ص 237. منه البحار: ج 39 ص 227.
2- (2) - العمده: ص 380 ح 748. منه البحار: ج 23 ص 115.

(عزّوجلّ )، وحزب أعدائهم حزب الشيطان(1).

3504 -أمالي الصدوق: حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي (رحمه اللّه) قال: حدثنا أحمد بن علي بن ابراهيم بن هاشم قال: حدثني أبي، عن جدّي(2)، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السّلام)، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر ابن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله): أخبرني جبرئيل عن اللّه (جلّ جلاله) أنّه قال: عليّ بن أبي طالب حجّتي على خلقي وديّان ديني، اخرج من صلبه أئمّه يقومون بأمري، ويدعون إلى سبيلي، بهم أدفع العذاب عن عبادي وإمائي، وبهم انزل رحمتي(3).

3505 -أمالي الصدوق: حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي (رحمه اللّه) قال: حدثنا علي بن عيسى القمي قال: حدثني علي بن محمد بن ماجيلويه قال:

حدثني أحمد بن عبداللّه البرقي، عن أبيه(4)، عن خلف بن حمّاد الاسدى، عن أبي الحسن العبدي، عن سليمان بن مهران، عن

ص:323


1- (1)- عيون أخبار الرضا: ج 1 ص 292 ح 43. منه البحار: ج 23 ص 144.
2- (2) - ابن البرقي، عن جدّه - البحار.
3- (3) - أمالي الصدوق: ص 437 ح 7. منه البحار: ج 23 ص 127.
4- (4) - ابن البرقي، عن أبيه، عن جدّه - البحار.

الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن الصادق، الصادق عليّ (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): يا عليّ أنت أخي ووارثي ووصيي وخليفتي في أهلي وامّتي في حياتي وبعد مماتي، محبّك محبّى، ومبغضك مبغضي يا عليّ أنا وأنت أبوا هذه الامّه.

يا على أنا وأنت والائمّه من ولدك ساده في الدّنيا وملوك في الآخره، من عرفنا فقد عرف اللّه، ومن أنكرنا فقد أنكر اللّه (عزّوجلّ )(1).

2506 البحار: عن (الفضائل) لابن شاذان وكتاب (الروضه) بالإسناد يرفعه إلى الإمام جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين (عليه السّلام) عن جابر الأنصاريّ قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): فاطمه بهجه قلبي وابناها ثمره فؤادي، وبعلها نور بصري، والأئمّه من ولدها أمانتي والحبل الممدود، فمن اعتصم بهم فقد نجا، ومن تخلّف عنهم فقد هوى(2).

3507 -أمالي المفيد: حدثنا الشيخ الجليل أبو عبداللّه محمد بن محمد بن النعمان قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي قال:

حدثنا أبو جعفر محمد بن عبداللّه بن علي بن الحسين بن زيد بن علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السّلام) قال: حدثني الرضا علي بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه أمير المؤمنين (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه

ص:324


1- (1)- أمالي الصدوق: ص 523 ح 6. منه البحار: ج 23 ص 128.
2- (2) - البحار: ج 23 ص 142.

(صلّى اللّه عليه وآله): يا عليّ بكم يفتح هذا الامر، وبكم يختم، عليكم بالصّبر فإنّ العاقبه للمتّقين، أنتم حزب اللّه، وأعداؤكم حزب الشيطان، طوبى لمن أطاعكم، وويل لمن عصاكم. أنتم حجّه اللّه على خلقه، والعروه الوثقى، من تمسّك بها اهتدى ومن تركها ضلّ .

أسأل اللّه لكم الجنّه لا يسبقكم أحد إلى طاعه اللّه فأنتم أولى بها(1).

3508 -عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): حدثنا محمد بن عمر ابن محمد بن سلم بن البراء الجعابي قال: حدثني أبو محمد الحسن بن عبداللّه بن محمد بن العباس الرازي التميمي قال: حدثني سيدي علي ابن موسى الرضا قال: حدثني أبي موسى بن جعفر (قال: حدثني أبي جعفر بن محمد) قال: حدثني أبي محمد بن علي قال: حدثني أبي علي بن الحسين قال: حدثني أبي الحسين بن علي قال: حدثني أبي علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأعن من أعانه، وانصر من نصره واخذل من خذله واخذل عدوّه، وكن له ولولده، واخلفه فيهم بخير، وبارك لهم فيما تعطيهم(2)وأيّدهم بروح القدس، واحفظهم حيث توجّهوا من الارض، واجعل الامامه فيهم واشكر من أطاعهم، وأهلك من عصاهم، إنّك قريب مجيب(3).

ص:325


1- (1)- أمالي المفيد: ص 109 ح 9. منه البحار: ج 23 ص 142.
2- (2) - فيما اعطيته - البحار.
3- (3) - عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 59 ح 227. منه البحار: ج 23 ص 145.

3509 - الخصال: حدثنا أبو علي الحسن بن علي بن محمد بن [علي بن] عمرو العطار وكان جدّه علي بن عمرو صاحب علي بن محمد العسكري (عليه السّلام) وهو الذي خرج على يده لعن فارس ابن حاتم بن ماهويه قال: حدثنا سليمان بن ايوب المطّلبي قال: حدثنا محمد بن محمد المصري قال: موسى بن اسماعيل بن موسى بن جعفر ابن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن آبائه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): ادخلت الجنّه فرأيت على بابها مكتوبا بالذّهب:(1) لا إله إلّا اللّه، محمّد حبيب اللّه(2)، عليّ وليّ اللّه، فاطمه أمه اللّه، الحسن والحسين صفوه اللّه على مبغضيهم لعنه اللّه(3).

مائه منقبه لإبن شاذان: حدثنا سهل بن أحمد بن عبداللّه الديباجي (رحمه اللّه) قال: حدثنا محمد بن محمد بن الاشعث قال:

حدثنا موسى بن اسماعيل بهذا الاسناد قال:... وذكر مثله(4).

3510 -عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): حدثنا محمد بن عمر الحافظ قال: حدثنا الحسن بن عبداللّه التميمي قال: حدثنا أبي قال:

حدثني سيدي علي بن موسى الرضا (عليهما السّلام) عن أبيه موسى ابن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين، عن علي (عليهم السّلام) قال: قال

ص:326


1- (1)- بالنور - مناقب ابن شاذان.
2- (2) - رسول اللّه - مناقب ابن شاذان.
3- (3) - الخصال: ص 323 ح 10. منه البحار: ج 27 ص 3.
4- (4) - مائه منقبه لابن شاذان: منقبه 54 ص 113. منهما البحار: ج 27 ص 3.

رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): وسط الجنّه لي ولاهل بيتي(1).

3511 -أمالي الطوسي: أخبرنا جماعه، عن أبي المفضل قال:

حدثنا أبو نصر بشر(2) بن محمد بن نصر بن الليث البلخي العنبري قال:

حدثنا أحمد بن عبدالصمد بن مزاحم الهروي قال: حدثنا خالي عبدالسلام بن صالح أبو الصلت قال: حدثني علي بن موسى الرضا (عليه السّلام) قال: حدثني أبي موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن محمد محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): إنّ اللّه (تعالى) تكفّل لي في أهل بيتي لمن لقيه منهم لا يشرك به شيئا(3).

3512 -الكافي: عده من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن فضاله بن أيوب، عن أبي المغراء، عن محمد بن سالم، عن أبان بن تغلب قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلهم): من أراد أن يحيى حياتي ويموت ميتتي ويدخل جنّه عدن الّتي غرسها اللّه ربّي بيده فليتولّ عليّ بن أبي طالب وليتولّ وليّه وليعاد عدوّه وليسلّم للأوصياء من بعده، فانّهم عترتي من لحمي ودمي، أعطاهم اللّه فهمي وعلمي.

إلى اللّه أشكو أمر امّتى، المنكرين لفضلهم، القاطعين فيهم

ص:327


1- (1)- عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 68 ح 314. منه البحار: ج 23 ص 145.
2- (2) - بشير - البحار.
3- (3) - أمالي الطوسي: ص 516 ح 1130. منه البحار: ج 23 ص 146.

صلتي وايم اللّه ليقتلنّ ابني(1) لا أنالهم اللّه شفاعتي(2).

بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، بهذا الاسناد نحوه(3).

بصائر الدرجات: حدثنا ابراهيم بن هاشم، عن الحسن بن علي بن فضال، عن محمد بن سالم، عن أبان بن تغلب قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام)... وذكر الحديث باختلاف يسير(4).

3513 -بصائر الدرجات: حدثنا عبداللّه بن عامر، عن عبداللّه ابن محمد الحجّال، عن داود بن أبي يزيد، عن أحدهما (عليهما السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): من سرّه أن يحيى حياتي، ويموت ميتتي، ويدخل جنّه ربّي جنّه عدن غرسها بيده فليتولّ عليّ بن أبي طالب والأوصياء من بعده فإنّهم لحمي ودمي، أعطاهم اللّه فهمي وعلمي(5).

3514 -بصائر الدرجات: يعقوب بن يزيد، عن يحيى بن المبارك، عن عبداللّه بن جبله، عن إبراهيم بن مهزم(6) الأسدي، عن أبيه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه

ص:328


1- (1)- يعني الإمام الحسين (عليه السّلام)، ويقرأ بصيغه التثنيه إشاره إلى الإمامين الحسن والحسين (عليهما السّلام). (مرآه العقول).
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 209 ح 5.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 70 ح 10.
4- (4) - بصائر الدرجات: ص 69 ح 5.
5- (5) - بصائر الدرجات: ص 71 ح 14. منه البحار: ج 23 ص 153.
6- (6) - مهزب - البحار.

عليه وآله): إنّ أهل بيتي الهداه بعدي أعطاهم اللّه فهمي وعلمي، وخلقوا من طينتي، فويل للمنكرين حقّهم من بعدي، القاطعين فيهم صلتي، لا أنالهم اللّه شفاعتي(1).

3515 -كشف الغمّه: من مناقب الخوارزميّ ، عن الامام جعفر ابن محمد الصادق، عن أبيه الامام محمد بن عليّ الباقر، عن أبيه الامام عليّ بن الحسين زين العابدين، عن أبيه الامام الحسين بن علي الشهيد (عليهم السّلام) قال: سمعت جدّي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) يقول: من أحبّ أن يحيى حياتي، ويموت ميتتي، ويدخل الجنّه الّتي وعدني ربّي فليتولّ عليّ بن أبي طالب وذرّيته الطاهرين أئمّه الهدى، ومصابيح الدّجى من بعده، فإنّهم لن يخرجوكم من باب الهدى إلى باب الضلاله(2).

3516 -البحار: عن كتاب (الروضه) و (الفضائل) لابن شاذان - بالإسناد عن الصادق، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): إنّ اللّه تعالى جعل ذريّه كلّ نبيّ من صلبه، وجعل ذريّتي من صلب عليّ بن أبي طالب مع فاطمه ابنتى، وإنّ اللّه تعالى اصطفاهم كما اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وال عمران على العالمين، فاتّبعوهم يهدوكم إلى صراط مستقيم، وقدّموهم ولا تتقدّموا عليهم فإنّهم أحلمكم صغارا، وأعلمكم كبارا، فاتّبعوهم فإنّهم لا يدخلونكم في ضلال، ولا يخرجونكم من هدى(3).

ص:329


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 69 ح 3. منه البحار: ج 23 ص 137.
2- (2) - كشف الغمه: ج 1 ص 105. منه البحار: ج 23 ص 143.
3- (3) - البحار: ج 23 ص 144 ح 98.

باب (3) حديث السفينه

3517 -عيون اخبار الرضا (عليه السّلام): بالأسانيد الثلاثه(1)، عن الرضا، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال. رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): مثل أهل بيتي [فيكم] مثل سفينه نوح، من ركبها نجا، ومن تخلّف عنها زج في النار(2).

صحيفه الامام الرضا (عليه السّلام): باسناده عن الرضا، عن آبائه (عليهم السّلام) مثله وفيه: زخ في النار(3).

3518 دعائم الاسلام: عن أبي عبداللّه جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي (عليهم السّلام)، عن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله)، أنه قال: منزله أهل بيتي فيكم كسفينه نوح، من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق.

وقال: تعلّموا من عالم أهل بيتي، وممن تعلّم من عالم أهل بيتي تنجوا من النار(4).

3519 -شرح الاخبار: أبو سلمه، عن عطيه، عن أبي سعيد الخدري. وسعيد بن المسيب، عن أبي ذر (رضي اللّه عنه) وأبو عبداللّه جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي (صلوات اللّه عليهم)

ص:330


1- (1)- المذكوره في العيون: ج 2 ص 24.
2- (2) - عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 27 ح 10.
3- (3) - صحيفه الامام الرضا: ص 116 ح 77. منهما البحار: ج 23 ص 122.
4- (4) - دعائم الإسلام: ج 1 ص 80.

أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) قال: مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينه نوح من ركبها نجا، ومن تخلّف عنها غرق، مثل باب حطه لبني إسرائيل(1).

باب (4) حديث الثقلين

3520 -بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن الحسين، عن جعفر ابن بشير، عن ذريح بن يزيد، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال:

قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): «إنّي قد تركت فيكم الثقلين:

كتاب اللّه وأهل بيتي» فنحن أهل بيته(2).

3521 -إكمال الدين: حدثنا الحسن بن علي بن شعيب أبو محمد الجوهري قال: حدثنا عيسى بن محمد العلوي قال: حدثنا الحسين بن الحسن الحيري(3) بالكوفه قال: حدثنا الحسن بن الحسين العرني(4)، عن عمرو بن جميع، عن عمرو بن أبي المقدام، عن جعفر بن محمد، عن أبيه (عليهما السّلام) قال: أتيت جابر بن عبداللّه فقلت: أخبرنا عن حجّه الوداع ؟ فذكر حديثا طويلا، ثمّ قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي: كتاب

ص:331


1- (1)- شرح الأخبار: ج 3 ص 3 ح 912.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 434 ح 4. منه البحار: ج 23 ص 140.
3- (3) - الحميري - البحار.
4- (4) - المغربي - البحار.

اللّه (عزّوجلّ ) وعترتي أهل بيتي، ثمّ قال: اللهم اشهد، ثلاثا(1).

3522 -اكمال الدين - عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): حدثنا محمد بن عمر قال: حدثني الحسن بن عبداللّه بن محمد بن علي التميمي (قال: حدثني أبي)(2) قال: حدثني سيّدي علي بن موسى بن جعفر بن محمد قال: حدثني أبي، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين، عن أبيه عليّ (صلوات اللّه عليهم) قال: قال النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله): إنّي تارك فيكم الثقلين: كتاب اللّه وعترتي [أهل بيتي]، ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض(3).

3523 عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): بالأسانيد الثلاثه(4)، عن الرضا، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): كأنّي [قد] دعيت فأجبت، وإنّي تارك فيكم الثقلين، أحدهما أكبر من الآخر: كتاب اللّه تعالى حبل ممدود من السماء إلى الارض، وعترتي أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما(5).

صحيفه الإمام الرضا (عليه السّلام): باسناده، عن الرضا، عن آبائه (عليهم السّلام) مثله(6).

ص:332


1- (1)- اكمال الدين: ص 236 ح 53. منه البحار: ج 23 ص 133.
2- (2) - ما بين الهلالين ليس في العيون.
3- (3) - اكمال الدين: ص 239 ح 58 - عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 62 ح 259. منهما البحار: ج 23 ص 145.
4- (4) - المذكوره في العيون: ج 2 ص 24.
5- (5) - عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 30 ح 40.
6- (6) - صحيفه الامام الرضا: صه 13 ح 84. منهما البحار: ج 23 ص 144.

3524 - اكمال الدين - عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) - معاني الاخبار: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن غياث بن ابراهيم، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن الحسين الحسين بن علي (عليهم السّلام) قال: سئل أمير المؤمنين (عليه السّلام) عن معنى قول رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): «إنّى مخلف فيكم الثقلين: كتاب اللّه وعترتي» من العتره ؟

فقال: أنا والحسن والحسين والائمّه التّسعه من ولد الحسين، تاسعهم مهديهم وقائمهم، لا يفارقون كتاب اللّه ولا يفارقهم حتّى يردوا على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) حوضه(1).

3525 -إكمال الدين - معاني الاخبار: حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا الحسن بن علي بن الحسين السكري، عن محمد بن زكريا الجوهري، عن جعفر بن محمد بن عماره، عن أبيه، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب (صلوات اللّه عليهم) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): إنّي مخلف فيكم الثّقلين: كتاب اللّه، وعترتي أهل بيتي، وإنّهما(2) لن

ص:333


1- (1)- اكمال الدين: ص 240 ح 64 - عيون أخبار الرضا: ج 1 ص 57 ح 25 - معاني الاخبار: ص 90 ح 4. منها البحار: ج 23 ص 147.
2- (2) - فانهما - اكمال الدين.

يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض كهاتين - وضمّ بين سبّابتيه -.

فقام إليه جابر بن عبداللّه الأنصاريّ فقال:(1) يا رسول اللّه ومن عترتك ؟

قال: عليّ والحسن والحسين والأئمّه من ولد الحسين إلى يوم القيامه(2).

باب (5) قصّه إمرأه من الأنصار (مع عمر بن الخطاب

3526 -الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن عبداللّه بن سنان قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول:

كانت امرأه من الأنصار تودّنا أهل البيت وتكثر التعاهد لنا وإنّ عمر بن الخطاب لقيها ذات يوم وهي تريدنا فقال لها: أين تذهبين يا عجوز الانصار؟

فقالت: أذهب إلى آل محمّد اسلّم عليهم وأجدّد بهم عهدا وأقضي حقّهم.

فقال لها عمر: ويلك ليس لهم اليوم حقّ عليك ولا علينا إنّما كان لهم حقّ على عهد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) فأمّا اليوم فليس لهم حقّ فانصرفي.

فانصرفت حتّى أتت امّ سلمه فقالت لها امّ سلمه: ماذا أبطأ بك عنّا؟

فقالت: إنّي لقيت عمر بن الخطاب، وأخبرتها بما قالت لعمر وما

ص:334


1- (1)- وقال - اكمال الدين.
2- (2) - اكمال الدين: ص 244 - معاني الاخبار: ص 91 ح 5. منهما البحار: ج 23 ص 147.

قال لها عمر.

فقالت لها ام سلمه: كذب، لا يزال حقّ آل محمّد (صلّى اللّه عليه وآله) واجبا على المسلمين إلى يوم القيامه(1).

باب (6) التقيّه من المخالفين

3527 -الكافي: محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، وعدّه من أصحابنا، عن سهل بن زياد جميعا، عن ابن محبوب، عن مالك ابن عطيّه قال: قلت لابي عبداللّه (عليه السّلام): إنّي رجل من بجيله وأنا أدين اللّه (عزّوّجلّ ) بأنّكم موالي، وقد يسألني بعض من لا يعرفني فيقول لي: ممّن الرجل ؟ فأقول له: أنا رجل من العرب ثمّ من بجيله، فعليّ في هذا إثم حيث لم أقل: إنّي مولى لبني هاشم ؟

فقال: لا، أليس قلبك وهواك منعقدا على أنّك من موالينا؟

فقلت: بلى واللّه.

فقال: ليس عليك في أن تقول: أنا من العرب، إنّما أنت من العرب في النّسب والعطاء والعدد والحسب، فأنت في الدّين وما حوى الدّين بما تدين اللّه (عزّوّجلّ ) به من طاعتنا والاخذ به منّا من موالينا ومنّا وإلينا(2).

ص:335


1- (1)- الكافي: ج 8 ص 156 ح 145.
2- (2) - الكافي: ج 8 ص 268 ح 395.

باب (7) الولايه شرط قبول الأعمال

3528 -الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد وعدّه من أصحابنا، عن سهل بن زياد زياد، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن عبدالحميد بن أبي العلاء قال: دخلت المسجد الحرام فرأيت مولى لابي عبداللّه (عليه السّلام) فملت إليه لأسأله عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) فاذا أنا بأبي عبداللّه (عليه السّلام) ساجدا فانتظرته طويلا فطال سجوده عليّ ، فقمت وصليت ركعات وانصرفت وهو بعد ساجد فسألت مولاه متى سجد؟

فقال: من قبل أن تأتينا.

فلمّا سمع كلامي رفع رأسه ثمّ قال: أبا محمّد ادن منّي فدنوت منه فسلّمت عليه فسمع صوتا خلفه فقال: ما هذه الأصوات المرتفعه ؟

فقلت: هؤلاء قوم من المرجئه والقدريّه والمعتزله.

فقال: إنّ القوم يريدوني فقم بنا، فقمت معه فلمّا أن رأوه نهضوا نحوه فقال لهم: كفّوا أنفسكم عنّي ولا تؤذوني وتعرضوني للسلطان(1)فإنّي لست بمفت لكم.

ثمّ أخذ بيدي وتركهم ومضى.

فلمّا خرج من المسجد قال لي: يا أبا محمد واللّه لو أنّ إبليس سجد للّه (عزّ ذكره) بعد المعصيه والتكبر عمر الدنيا ما نفعه ذلك

ص:336


1- (1)- أي لا تجعلوني عرضه لايذاء الخليفه واضراره باجتماعكم علي وسؤالكم منّي. (مرآه العقول).

ولا قبله اللّه (عزّ ذكره) ما لم يسجد لآدم كما أمره اللّه (عزّوجلّ ) أن يسجد له، وكذلك هذه الأمّه العاصيه المفتونه بعد نبيها (صلّى اللّه عليه وآله) وبعد تركهم الإمام الّذي نصبه نبيّهم (صلّى اللّه عليه وآله) لهم، فلن يقبل اللّه (تبارك وتعالى) لهم عملا، ولن يرفع لهم حسنه حتّى يأتوا اللّه (عزّوجلّ ) من حيث أمرهم ويتولّوا الامام الّذي امروا بولايته ويدخلوا من الباب الّذي فتحه اللّه (عزّوجلّ ) ورسوله لهم.

يا أبا محمد: إنّ اللّه افترض على امّه محمد (صلّى اللّه عليه وآله) خمس فرائض: الصلاه والزكاه والصيام والحجّ وولايتنا، فرخّص لهم في أشياء من الفرائض الاربعه(1) ولم يرخّص لاحد من المسلمين في ترك ولايتنا، لا واللّه ما فيها رخصه(2).

باب (8) خلق اللّه الارض لآل محمّد عليهم السّلام

3529 -الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن عمر بن يزيد قال: رأيت مسمعا بالمدينه وقد كان حمل إلى أبي عبداللّه (عليه السّلام) تلك السنه مالا فردّه أبو عبداللّه (عليه السّلام) فقلت له: لم ردّ عليك أبو عبداللّه (عليه السّلام) المال الذي

ص:337


1- (1)- كقصر الصّلاه وتركها لفاقد الطهورين - على القول به - وللحائض والنفساء، وترك كثير من أركانها في حال الضروره والخوف والقتال وكترك الصيام في السفر والمرض والكبر وكترك الحج والزكاه مع عدم الاستطاعه والمال، ولم يرخص في ترك الولايه في حال من الاحوال (مرآه العقول).
2- (2) - الكافي: ج 8 ص 270 ح 399.

حملته إليه ؟

قال: فقال لي: إنّي قلت له حين حملت إليه المال: إنّي كنت وليت البحرين الغوص فأصبت أربعمائه ألف درهم وقد جئتك بخمسها بثمانين ألف درهم وكرهت أن أحبسها عنك وأن أعرض لها وهي حقّك الّذي جعله اللّه (تبارك وتعالى) في أموالنا.

فقال: أو مالنا من الأرض وما أخرج اللّه منها إلاّ الخمس ؟!! يا أبا سيار إنّ الارض كلّها لنا، فما أخرج اللّه منهامن شيء فهو لنا.

فقلت له: وأنا أحمل إليك المال كلّه ؟

فقال: يا أبا سيّار قد طيّبناه لك وأحللناك منه، فضمّ إليك مالك، وكلّ ما في أيدي شيعتنا من الأرض فهم فيه محلّلون حتّى يقوم قائمنا فيجبيهم طسق(1) ما كان في أيديهم ويترك الارض في أيديهم.

وأمّا ما كان في أيدي غيرهم فانّ كسبهم من الارض حرام عليهم حتى يقوم قائمنا، فيأخذ الارض من أيديهم ويخرجهم صغره(2).

قال عمر بن يزيد: فقال لي أبو سيار: ما أرى أحدا من اصحاب الضياع ولا ممّن يلي الاعمال يأكل حلالا غيري إلّا من طيبوا له ذلك(3).

3530 -الكافي: محمد بن يحيي، عن محمد بن أحمد، عن أبي عبداللّه الرازي، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزه، عن أبيه، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قلت له: أما على الامام زكاه ؟

ص:338


1- (1)- الجبايه: استخراج الاموال من مظانها، والطسق: الوظيفه من خراج الارض المقرر عليها (النهايه). ويعبّر عنها اليوم بالضريبه.
2- (2) - صغره: جمع صاغر وهو المهان والراضي بالذل والضيم. (أقرب الموارد).
3- (3) - الكافي: ج 1 ص 408 ج 3.

فقال: أحلت يا أبا محمد أما علمت أنّ الدنيا والآخره للامام يضعها حيث يشاء ويدفعها إلى من يشاء، جائز له ذلك من اللّه، إن الامام - يا أبا محمد - لا يبيت ليله أبدا وللّه في عنقه حقّ يسأله عنه(1).

3531 -الكافي: محمد بن يحيي، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن عبداللّه بن أحمد، عن عليّ بن النعمان، عن صالح بن حمزه، عن أبان بن مصعب، عن يونس بن ظبيان أو المعلّى بن خنيس قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام): ما لكم من هذه الارض ؟

فتبسّم ثمّ قال: إنّ اللّه (تبارك وتعالى) بعث جبرئيل (عليه السّلام) وأمره أن يخرق بابهامه ثمانيه أنهار في الارض، منها سيحان وجيحان وهو نهر بلخ والخشوع وهو نهر الشاش(2) ومهران وهو نهر الهند ونيل مصر ودجله والفرات.

فما سقت أو استقت فهو لنا، وما كان لنا فهو لشيعتنا، وليس لعدوّنا منه شيء إلّا ما غصب عليه.

وإنّ ولينا لفي أوسع فيما بين ذه إلى ذه - يعني بين السماء والارض - ثمّ تلا هذه الآيه: (قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياهِ الدُّنْيا) المغصوبين عليها (خالِصَهً ) لهم (يَوْمَ الْقِيامَهِ ) (3) بلا غصب(4) و(5).

ص:339


1- (1)- الكافي: ج 1 ص 408 ح 4.
2- (2) - شاش: بلد بما وراء النهر. (مجمع البحرين).
3- (3) - الاعراف 7:32.
4- (4) - إعلم أنه (عليه السّلام) ذكر في الاوّل ثمانيه وانما ذكر في التفصيل سبعه، فيحتمل أن يكون ترك واحدا منها لأنه لم يكن في مقام تفصيل الجمع، ولذا قال: منها سيحان... ولعلّه سقط واحد منها من الرواه وكأنه كان جيحان وجيحون، فظن بعض النسخاخ أو الرواه أحدهما فاسقط وحينئذ يستقيم التفسير أيضا. (مرآه العقول).
5- (5) - الكافي: ج 1 ص 409 ح 5.

3532 - الكافي: محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، وعليّ بن إبراهيم، عن أبيه جميعا، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن البختري، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ جبرئيل (عليه السّلام) كري(1) برجله خمسه أنهار ولسان الماء يتبعه: الفرات ودجله ونيل مصر ومهران ونهر بلخ فما سقت أو سقي منها فللامام، والبحر المطيف بالدنيا [للامام](2).

3533 -شرح الاخبار: محمد بن النضر، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) أنه قال: قال علي (عليه السّلام): إن للّه عبادا من أوليائنا، رسخ عظيم جلال اللّه في قلوبهم، وأمكن الخوف من ضمائرهم، وجلّ الحياء بين أعينهم، وأوطنت الفكره أفئدتهم، فنفوا عن اللّه تحريف الضالّين وكذب الملحدين وشكوك المرتابين وحيره المتحيرين وغلوّ المعتدين الذين فارقوا دينهم وكانوا شيعا، لاترهقهم قتره، ولا ينظرون إلى الدّنيا بغير مقت. فهم سنام الاسلام، ومصابيح العلم، كلامهم نور ومجانبتهم حسره. وهم الحجّه من ذي الحجه، المنصورون بحجج من احتجّ اللّه تعالى به على خلقه، فاتبعوهم واقتدوا بهم ترشدوا(3).

ص:340


1- (1)- كرى النهر كريا: استحدث حفره. السان العرب).
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 409 ح 8.
3- (3) - شرح الاخبار: ج 3 ص 503 ح 1444.

باب (9) آل محمد عليهم السّلام قدوه المؤمنين

3534 -إكمال الدين: حدثنا محمد بن عليّ ماجيلويه (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن عليّ بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن عليّ بن موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): من أحبّ أن يتمسك بديني ويركب سفينه النجاه بعدي فليقتد بعليّ بن أبي طالب وليعاد عدوّه وليوال وليّه، فإنّه وصيّي وخليفتي على أمّتي في حياتي وبعد وفاتي، وهو إمام كلّ مسلم وأمير كلّ مؤمن بعدي، قوله قولي، وأمره أمرى ونهيه نهمى، وتابعه تابعي، وناصره ناصري، وخاذله خاذلي.

ثمّ قال (صلّى اللّه عليه وآله): من فارق عليّا بعدي لم يرني ولم أره يوم القيامه، ومن خالف عليّا حرّم اللّه عليه الجنّه وجعل مأواه النار، [وبئس المصير] ومن خذل عليّا خذله اللّه يوم يعرض عليه، ومن نصر عليّا نصره اللّه يوم يلقاه ولقّنه حجّته عند المساءله(1).

ثمّ قال (صلّى اللّه عليه وآله): الحسن والحسين إماما امّتى بعد أبيهما، وسيّدا شباب اهل الجنّه، وامّهما سيّده نساء العالمين وأبوهما سيّد الوصيّين ومن ولد الحسين تسعه أئمّه تاسعهم القائم من ولدي، طاعتهم طاعتي ومعصيتهم معصيتي، إلى اللّه أشكو المنكرين

ص:341


1- (1)- أي عند سؤال الملكين نكير ومنكر في القبر ويحتمل أن تكون المساءله يوم القيامه عند الحساب.

لفضلهم، والمضيّعين لحرمتهم بعدي، وكفى باللّه وليّا وناصرا لعترتي وأئمّه امّتي، ومنتقما من الجاحدين لحقّهم (وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ) (1) و(2).

باب (10) الملائكه تحب آل محمّد عليهم السّلام وتستغفر لشيعتهم

3535 -الكافي: محمد بن أحمد، عن عبداللّه بن الصلت، عن يونس عمّن ذكره، عن أبي بصير قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام):

يا أبا محمد إن للّه (عزّوجلّ ) ملائكه يسقطون الذّنوب(3) عن ظهور شيعتنا كما تسقط الرّيح الورق من الشجر في أوان سقوطه وذلك قوله (عزّوجلّ ): (يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَ يَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا) (4) واللّه ما أراد بهذا غيركم(5).

3536 -تأويل الآيات الظاهره: قال محمد بن العباس: حدثنا الحسين بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن عبدالرحمن، عن أبي بصير قال: قال لي أبو عبداللّه (عليه السّلام): يا أبا محمد إنّ للّه ملائكه تسقط الذّنوب عن ظهر شيعتنا، كما تسقط الرّيح الورق من الشجر أوان سقوطه، وذلك قوله (عزّوجلّ ): (وَ يَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ )

ص:342


1- (1)- الشعراء 26:227.
2- (2) - إكمال الدين: ص 260 ح 6. منه البحار: ج 36 ص 254.
3- (3) - أي بالاستغفار لهم كما يشهد به استشهاده بالآيه. (مرآه العقول).
4- (4) - غافر 40:7.
5- (5) - الكافي: ج 8 ص 304 ح 470.

(آمَنُوا) واستغفارهم واللّه لكم دون هذا الخلق يا أبا محمد فهل سررتك ؟

قال: فقلت: نعم(1).

3537 -تفسير القمي: عن أبي، عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود المنقريّ ، عن حمّاد، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) أنّه سئل: هل الملائكه أكثر أم بنو آدم ؟

فقال: والّذي نفسي بيده لملائكه اللّه في السماوات أكثر من عدد التراب في الارض، وما في السماء موضع قدم إلّا وفيها ملك يسبّحه ويقدّسه، ولا في الارض شجره ولا مدر إلاّ وفيها ملك موكل بها يأتي اللّه كلّ يوم بعملها واللّه أعلم بها، وما منهم أحد إلاّ ويتقرّب كلّ يوم إلى اللّه بولايتنا أهل البيت، ويستغفر لمحبّينا، ويلعن أعداءنا، ويسأل اللّه أن يرسل عليهم العذاب إرسالا(2).

بصائر الدرجات: حدثنا علي بن محمد، عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود، عن حماد بن عيسى قال: سئل رجل أبا عبداللّه (عليه السّلام) فقال: الملائكه أكثر أو بنو ادم... وذكر نحوه(3).

باب (11) آل محمّد عليهم السّلام اصل كلّ خير

3538 الكافي: عليّ بن محمد بن عبداللّه، عن إبراهيم بن

ص:343


1- (1)- تأويل الآيات الظاهره: ج 2 ص 528 ح 4. منه البحار: ج 24 ص 209.
2- (2) - تفسير القمي: ج 2 ص 255.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 88 ح 9. منهما البحار: ج 59 ص 176.

إسحاق، عن عبدللّه بن حماد، عن ابن مسكان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: نحن أصل كلّ خير، ومن فروعنا كلّ برّ، فمن البر التوحيد والصلاه والصيام وكظم الغيظ والعفو عن المسييء ورحمه الفقير وتعهّد الجار والإقرار بالفضل لاهله، وعدوّنا أصل كلّ شرّ، ومن فروعهم كلّ قبيح وفاحشه فمنهم الكذب والبخل والنميمه والقطيعه وأكل الرّبا وأكل مال اليتيم بغير حقّه وتعدّي الحدود الّتي أمر اللّه وركوب الفواحش ما ظهر منها وما بطن والزّنا والسرقه وكلّ ما وافق ذلك من القبيح، فكذب من زعم أنّه معنا وهو متعلّق بفروع غيرنا(1).

تأويل الآيات الظاهره: روي الشيخ أبو جعفر (الطوسي) عن الفضل بن شاذان باسناده عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) انه قال نحن اصل كل خير... وذكر نحوه(2).

شرح الأخبار: عبداللّه بن مسكان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) نحوه(3).

3539 -تأويل الآيات الظاهره: روى الشيخ أبو جعفر الطوسيّ (رحمه اللّه) باسناده الى الفضل بن شاذان عن داود بن كثير قال: قلت لابي عبداللّه (عليه السّلام): أنتم الصلاه في كتاب اللّه (عزّوجلّ ) وأنتم الزكاه [وأنتم الصيام] وأنتم الحجّ؟

فقال: يا داود نحن الصلاه في كتاب اللّه (عزّوجلّ )، ونحن

ص:344


1- (1)- الكافي: ج 8 ص 242 ح 336.
2- (2) - تأويل الآيات الظاهره: ج 1 ص 19 ح 3.
3- (3) - شرح الاخبار: ج 3 ص 9 ح 930.

الزكاه ونحن الصيام ونحن الحجّ (ونحن الشهر الحرام) ونحن البلد الحرام ونحن كعبه اللّه ونحن قبله اللّه ونحن وجه اللّه قال اللّه تعالى:

(فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ ) (1) ونحن الآيات ونحن البينات، وعدوّنا في كتاب اللّه (عزّوجلّ ): الفحشاء والمنكر والبغي والخمر والميسر والانصاب والازلام والأصنام والأوثان والجبت والطاغوت واليته والدم ولحم الخنزير.

يا داود إنّ اللّه خلقنا فأكرم خلقنا وفضّلنا وجعلنا امناءه وحفظته وخزّانه على ما في السماوات وما في الارض، وجعل لنا أضدادا وأعداءا، فسمّانا في كتابه وكنّى عن أسمائنا بأحسن الاسماء وأحبّها إليه وسمّى أضدادنا وأعداءنا في كتابه وكنّى عن أسمائهم وضرب لهم الامثال [في كتابه] في أبغض الاسماء إليه وإلى عباده المتّقين(2).

3540 -اختيار معرفه الرجال: حمدويه قال: حدثني محمد بن عيسى، عن يونس بن عبدالرحمن، عن بشير الدهّان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: كتب أبو عبداللّه (عليه السّلام) إلى أبي الخطّاب(3)بلغني أنّك تزعم أن الزنا رجل وأن الخمر رجل، وأنّ الصلاه رجل، وان الصيام رجل، وأنّ الفواحش رجل. وليس هو كما تقول، أنا أصل الحقّ وفروع الحقّ طاعه اللّه، وعدوّنا أصل الشرّ وفروعهم الفواحش، وكيف يطاع من لا يعرف، وكيف يعرف من لا يطاع(4).

ص:345


1- (1)- البقره 2:115.
2- (2) - تأويل الآيات الظاهره: ج 1 ص 19 ح 2. منه البحار: ج 24 ص 303.
3- (3) - وهو محمد بن أبي زينب (مقلاص) أبو الخطاب (لعنه الله).
4- (4) - اختيار معرفه الرجال: ج 2 ص 577 ح 512. منه البحار: ج 24 ص 299.

3541 - بصائر الدرجات: حدثنا احمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن الحسن بن علي بن فضال، عن حفص المؤذن قال: كتب أبو عبداللّه (عليه السّلام) الى أبي الخطاب: بلغني أنك تزعم ان الخمس(1) رجل وان الزنا رجل وان الصلاه رجل وان الصوم رجل وليس كما تقول، نحن اصل الخير وفروعه طاعه اللّه، وعدونا أصل الشر وفروعه معصيه اللّه، ثم كتب: كيف يطاع من لا يعرف وكيف يعرف من لا يطاع ؟!(2).

3542 -مناقب آل أبي طالب: أبو جعفر وأبو عبداللّه (عليهما السّلام) في قوله تعالى: (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَ الْفَواحِشَ ) (3)نزلت في آل محمد (صلّى اللّه عليه وآله)(4).

البحار - بيان: لعلّ المعنى أنّ الاثم والفواحش أعداؤهم أوهم المجتنبون عن جميعها لأنّه لازم للعصمه، فالمراد باللمم (المذكور بالآيه) المكروهات.

3543 -الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن اذينه، عن زراره قال: حدّثني أبو الخطاب في أحسن ما يكون حالا قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قول اللّه (عزّوجلّ ): (وَ إِذا ذُكِرَ اللّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَهِ ) .

ص:346


1- (1)- ان الخمر - البحار.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 556 ح 2. منه البحار: ج 24 ص 301.
3- (3) - النجم 53:32.
4- (4) - مناقب آل أبي طالب: ج 4 ص 284. منه البحار: ج 24 ص 301.

فقال: (وَ إِذا ذُكِرَ اللّهُ وَحْدَهُ ) بطاعه من أمر اللّه بطاعته من آل محمد (اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَهِ وَ إِذا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ ) لم يأمر اللّه بطاعتهم (إِذا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ) (1) و(2).

3544 -تفسير العياشي: [عن زراره] عن عبدالرحمن بن كثير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قوله تعالى: (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَ الصَّلاهِ الْوُسْطى وَ قُومُوا لِلّهِ قانِتِينَ ) (3).

[قال: الصلاه: رسول اللّه وأمير المؤمنين وفاطمه والحسن والحسين والوسطى أمير المؤمنين] (وَ قُومُوا لِلّهِ قانِتِينَ ) : طائعين للائمّه (عليهم السّلام)(4).

أقول: هذا على التأويل، كما هو واضح.

3545 -تأويل الآيات الظاهره: قال محمّد بن العباس: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد (ابن عقده)، عن محمد بن فضيل، عن أبيه، عن النعمان، عن عمرو الجعفي قال: حدثنا محمد بن إسماعيل بن عبدالرحمن الجعفيّ قال: دخلت أنا وعمّي الحصين بن عبدالرحمن على أبي عبداللّه فسلّم عليه فردّ عليه السّلام وأدناه، وقال: ابن من

ص:347


1- (1)- الزمر 39:45. لما كان ترك طاعه من أمر اللّه تعالى بطاعته بمنزله الشرك باللّه حيث لم يطع اللّه في ذلك وأطاع شياطين الجن والانس فلذا عبر عن طاعه اولى الامر بذكر اللّه وحده، أو لان توحيده تعالى لما لم يعلم إلا بالاخذ عنهم سمى ولايتهم توحيدا. والاشمئزاز: الانقباض والانكار. (مرآه العقول).
2- (2) - الكافي: ج 8 ص 304 ح 471.
3- (3) - البقره 2:238.
4- (4) - تفسير العياشي: ج 1 ص 128 ح 421. منه البحار: ج 24 ص 302.

هذا؟

قال: ابن أخي إسماعيل.

قال: رحم اللّه اسماعيل وتجاوز عن سيّيء عمله كيف تخلّفوه(1)؟

قال: نحن جميعا بخير ما أبقى اللّه لنا مودّتكم.

قال: يا حصين لاتستصغرنّ مودّتنا فانّها من الباقيات الصالحات.

فقال: يابن رسول اللّه ما أستصغرها ولكن أحمد اللّه عليها(2).

3546 -اختيار معرفه الرجال: طاهر بن عيسى حدثني جعفر بن احمد قال: حدثني الشجاعيّ ، عن الحماديّ رفعه إلى أبي عبداللّه (عليه السّلام) أنّه قيل له: روي عنكم أنّ الخمر والميسر والأنصاب والازلام رجال.

فقال: ما كان اللّه (عزّوجلّ ) ليخاطب خلقه بما لا يعلمون(3).

3547 -بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن آدم بن إسحاق، عن هشام، عن الهيثم التميميّ قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): يا هيثم التميمي إنّ قوما آمنوا بالظاهر وكفروا بالباطن فلم ينفعهم هذه، وجاء قوم من بعدهم فامنوا بالباطن وكفروا بالظاهر فلم ينفعهم ذلك شيئا، ولا إيمان بظاهر [إلاّ بباطن]، ولا بباطن إلاّ بظاهر(4).

ص:348


1- (1)- كيف مخلّفوه - البحار.
2- (2) - تأويل الآيات الظاهره: ج 1 ص 297 ح 8. منه البحار: ج 24 ص 304.
3- (3) - إختيار معرفه الرجال: ج 2 ص 578 ح 513. منه البحار: ج 24 ص 300.
4- (4) - بصائر الدرجات: ص 556 ح 5. منه البحار: ج 24 ص 302.

خلق أهل البيت وطينتهم وأرواحهم (صلوات الله عليهم)

باب (1) بدء أرواحهم وأنوارهم وطينتهم عليهم السّلام وأنهم من نور واحد

3548 -الكافي: عدّه من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن أبي يحيى الواسطي، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ اللّه خلقنا من علّيين وخلق أرواحنا من فوق ذلك وخلق أرواح شيعتنا من علّيين وخلق أجسادهم من دون ذلك، فمن أجل ذلك: القرابه بيننا وبينهم، وقلوبهم تحنّ إلينا(1).

بصائر الدرجات: حدثني أحمد بن محمد، عن أبي يحيي الواسطي، عن بعض أصحابنا قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام):..

وذكر نحوه(2).

البحار - بيان: الحنين: الشّوق وتوقان النفس، تقول منه: حنّ

ص:349


1- (1)- الكافي: ج 1 ص 389 ح 1.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 39 ح 1. منه البحار: ج 25 ص 12.

إليه يحنّ حنينا فهو حانّ ذكره الجوهريّ .

3549 -تفسير فرات الكوفي: (فرات) قال: حدثنا جعفر بن محمد الفزاري معنعنا، عن قبيصه بن يزيد الجعفيّ قال: دخلت على الصادق جعفر بن محمد (عليه السّلام) وعنده (البوس) بن أبي الدّوس [الدرس] وابن ظبيان والقاسم [بن عبدالرحمن] الصيرفيّ فسلّمت وجلست وقلت: يابن رسول اللّه قد أتيتك مستفيدا.

قال: سل وأوجز.

قلت: أين كنتم قبل أن يخلق اللّه سماء مبنيه، وأرضا مدحيّه أو ظلمه ونورا؟

قال: يا قبيصه لم سألتنا عن هذا الحديث في مثل هذا الوقت ؟! أما علمت أنّ حبنا قد اكتتم وبغضنا قد فشا، وانّ لنا أعداء من الجنّ يخرجون حديثنا إلى أعدائنا من الإنس وإنّ الحيطان لها آذان كآذان الناس ؟! قال: قلت: قد سئلت عن ذلك.

قال: يا قبيصه: كنّا أشباح نور حول العرش نسبّح اللّه قبل أن يخلق ادم بخمسه عشر ألف عام، فلمّا خلق اللّه آدم فرّغنا في صلبه فلم يزل ينقلنا من صلب طاهر إلى رحم مطهّر حتّى بعث اللّه محمدا (صلّى اللّه عليه وآله) فنحن عروه اللّه الوثقى، من استمسك بنانجا، ومن تخلّف عنّا هوى، لاندخله في باب ردى [ضلاله - خ ل]، ولا نخرجه من باب هدى، ونحن رعاه دين [شمس] اللّه، ونحن عتره رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) ونحن القبّه الّتي طالت أطنابها، واتّسع فناؤها [افناؤها - خ ل]، من ضوى إلينا نجا إلى الجنّه ومن تخلّف عنّا

ص:350

هوى إلى النار.

قلت: لوجه ربّي الحمد، اسالك عن قول اللّه تعالى: (إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ ) (1)؟

قال: فينا التنزيل.

قال: قلت: إنّما أسألك عن التفسير.

قال: نعم يا قبيصه إذا كان يوم القيامه جعل اللّه حساب شيعتنا علينا، فما كان بينهم وبين اللّه استوهبه محمّد (صلّى اللّه عليه وآله) من اللّه وما كان فيما بينهم وبين الناس من المظالم أدّاه محمّد (صلّى اللّه عليه وآله) عنهم، وما كان فيما بيننا وبينهم وهبناه لهم حتّى يدخلوا الجنّه بغير حساب(2).

البحار - بيان: رعاه شمس اللّه، أي نرعيها ترقّبا لاوقات الفرائض والنّوافل، ويحتمل أن يراد بها النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) وضوى إليه - كرمى -: أوى إليه وانضمّ .

3550 -البحار: كتاب (المحتضر) من كتاب (الآل) لابن خالويه رفعه إلى أبي محمّد العسكريّ ، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): لمّا خلق اللّه آدم وحوّا تبخترا في الجنّه فقال آدم لحوّا: ما خلق اللّه خلقا هو أحسن منّا، فأوحى اللّه (عزّوّجلّ ) إلى جبرئيل: أن ائتنى بعبدتي الّتي في جنه الفردوس الاعلى فلمّا دخلا الفردوس نظرا إلى جاريه على درنوك(3) من درانيك الجنّه

ص:351


1- (1)- الغاشيه 88:25 و 26.
2- (2) - تفسير فرات الكوفي: ص 552 ح 707. منه البحار: ج 25 ص 2.
3- (3) - الدرنوك: ماله خمل من بساط أو ثوب يشبّه به وبر البعير. (اقرب الموارد).

على رأسها تاج من نور، وفي اذنيها قرطان من نور قد أشرقت الجنان من حسن وجهها، قال آدم: حبيبي جبرئيل من هذه الجاريه الّتي قد أشرقت الجنان من حسن وجهها؟

فقال: هذه فاطمه بنت محمّد (صلّى اللّه عليه وآله) نبيّ من ولدك يكون في آخر الزمان.

قال: فما هذا التاج الذي على رأسها؟

قال: بعلها عليّ بن أبي طالب.

قال: فما القرطان اللّذان في اذنيها؟

قال: ولداها الحسن والحسين.

قال: حبيبي جبرئيل أخلقوا قبلي ؟

قال: هم موجودون في غامض علم اللّه (عزّوجلّ ) قبل أن تخلق بأربعه آلاف سنه(1).

3551 -بصائر الدرجات: حدثنا عمران بن موسى، عن إبراهيم ابن مهزيار، عن عليّ ، عن الحسين بن سعيد، عن الحسن بن محبوب الهاشمي، عن حنان بن منذر(2)، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال:

إن اللّه عجن طينتنا وطينه شيعتنا فخلطنا بهم وخلطهم بنا، فمن كان في خلقه شيء من طينتنا حنّ إلينا فأنتم واللّه منّا(3).

3552 -بصائر الدرجات: بهذا الإسناد عن الحسين بن سعيد، عن الحسين بن ميمون عمّن أخبره، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام)

ص:352


1- (1)- البحار: ج 25 صه ح 8.
2- (2) - حنان بن سدير - البحار.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 36 ح 8. منه البحار: جه 2 ص 11.

قال: إنّ اللّه (عزّوجلّ ) خلقنا من علّيّين وخلق محبّينا من دون ما خلقنا منه، وخلق عدوّنا من سجّين، وخلق محبّيهم ممّا خلقهم منه، فلذلك يهوي كلّ إلى كلّ (1).

3553 -بصائر الدرجات: حدثنا عمران بن موسى، عن إبراهيم ابن مهزيار، عن أخيه عليّ ، عن محمد بن سنان، عن إسماعيل بن جابر وكرام، عن محمد بن مضارب، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ اللّه (تبارك وتعالى) جعلنا من عليين، وجعل أرواح شيعتنا ممّا جعلنا منه، ومن ثمّ تحنّ أرواحهم إلينا وخلق أبدانهم من دون ذلك، وخلق عدوّنا من سجّين وخلق أرواح شيعتهم ممّا خلقهم منه، وخلق أبدانهم من دون ذلك، ومن ثمّ تهوي أرواحهم إليهم(2).

3554 -الكافي: عدّه من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن محمدبن الحسن، عن محمدبن عيسى بن محمد، عن محمدبن شعيب، عن عمران بن إسحاق الزعفرانيّ ، عن محمد بن مروان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سمعته يقول: إنّ اللّه خلقنا من نور عظمته، ثمّ صوّر خلقنا من طنه مخزونه، مكنونه، من تحت العرش، فأسكن ذلك النور فيه، فكنّا نحن خلقا وبشرا نورانيين، لم يجعل لاحد في مثل الّذي خلقنا منه نصيبا وخلق أرواح شيعتنا من طينتنا وأبدانهم من طينه مخزونه مكنونه، أسفل من ذلك الطينه ولم يجعل اللّه لاحد في مثل الّذي خلقهم منه نصيبا إلاّ للأنبياء ولذلك صرنا

ص:353


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 36 ح 9. منه البحار: ج 25 ص 11.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 40 ح 2. منه البحار: ج 25 ص 13.

نحن وهم الناس، وصار سائر الناس همجا للنار وإلى النار(1).

بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن عيسى، عن محمد بن شعيب، عن عمران بن اسحاق الزعفراني، عن محمد بن مروان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) نحوه(2).

البحار - توضيح: في القاموس: الهمج - محرّكه -: ذباب صغير كالبعوض يسقط على وجوه الغنم والحمير والغنم المهزوله، والحمقى انتهى.

أقول: لعلّ وجه تشبيههم بالهمج ازدحامهم دفعه على كلّ ناعق، وتفرّقهم عنه بأدنى سبب، كما أنّها تتفرق بمذبّه، والمراد بالناس أوّلا الانسان بحقيقه الإنسانيه، وبه ثانيا ما يطلق عليه الإنسان.

3555 -مشارق أنوار اليقين: عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) أنّه قال: نحن شجره النبوّه ومعدن الرساله ونحن عهد اللّه ونحن ذمّه اللّه لم نزل انوارا حول العرش نسبّح فيسبّح أهل السماء لتسبيحنا، فلمّا نزلنا إلى الارض سبّحنا فسبّح أهل الارض، فكلّ علم خرج إلى أهل السماوات والارض فمنّا وعنّا، وكان في قضاء اللّه السابق أن لايدخل النار محبّ لنا، ولا يدخل الجنّه مبغض لنا، لانّ اللّه يسأل العباد يوم القيامه عمّا عهد إليهم ولا يسألهم عمّا قضى عليهم(3).

3556 -مشارق أنوار اليقين: روى محمد بن علي بن بابويه مرفوعا إلى عبداللّه بن المبارك، عن سفيان الثوري، عن جعفر بن

ص:354


1- (1)- الكافي: ج 1 ص 389 ح 2.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 40 ح 3. منه البحار: ج 25 ص 13.
3- (3) - مشارق انوار اليقين: ص 45. منه البحار: ج 25 ص 24.

محمد، عن أبيه، عن جدّه أمير المؤمنين (عليهم السّلام) أنّه قال: إنّ اللّه خلق نور محمد (صلّى اللّه عليه وآله) قبل خلق المخلوقات كلّها بأربعمائه ألف سنه وأربعه وعشرين ألف سنه وخلق منه اثنى عشر حجابا، والمراد بالحجب الائمّه (عليهم السّلام) فهم الكلمه التي تكلم اللّه بها ثم ابدى منها سائر الكلم، والنعمه التي أفاضها وأفاض منها سائر النعم، والامه التي اخرجها واخرج منها سائر الامم، ولسانه المعبر عنه ويده المبسوطه بالفضل والكرم وقوامه على عباده بالحكم والحكم(1).

3557 -الكافي: علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن محمد ابن علي بن إبراهيم، عن عليّ بن حماد، عن المفضل قال: قلت لابي عبداللّه (عليه السّلام): كيف كنتم حيث كنتم في الاظله ؟

فقال: يا مفضّل كنّا عند ربّنا ليس عنده أحد غيرنا، في ظلّه خضراء، نسبّحه ونقدّسه ونهلّله ونمجّده وما من ملك مقرّب ولاذي روح غيرنا حتّى بداله في خلق الأشياء فخلق ما شاء كيف شاء من الملائكه وغيرهم، ثمّ أنهى علم ذلك إلينا(2).

أقول: قوله (عليه السّلام): «كنّا عند ربنا» أي في تلك الدرجات العاليه وفي عليين، كما عبّر (عليه السّلام) بهذا في حديث آخر، وليس معناه المكان المادّى لما قد ثبت - بالضروره - ان اللّه سبحانه ليس له مكان خاص، بل هو في كل مكان ولا يخلو منه مكان.

3558 -البحار: من كتاب (رياض الجنان) لفضل اللّه بن محمود

ص:355


1- (1)- مشارق انوار اليقين: ص 40. منه البحار: ج 25 ص 24.
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 441 ح 7.

الفارسي روى صفوان، عن الصادق (عليه السّلام) أنّه قال: لمّا خلق اللّه السماوات والأرضين استوى على العرش فأمر نورين من نوره فطافا حول العرش سبعين مرّه فقال (عزّوجلّ ): هذان نوران لي مطيعان، فخلق اللّه من ذلك النور محمدا وعليّا والأصفياء من ولده (عليهم السّلام) وخلق من نورهم شيعتهم، وخلق من نور شيعتهم ضوء الابصار.

وسأل المفضّل الصادق (عليه السّلام) ما كنتم قبل أن يخلق اللّه السّماوات وا لأرضين ؟

قال (عليه السّلام): كنّا أنوارا حول العرش نسبّح اللّه ونقدّسه حتّى خلق اللّه سبحانه الملائكه فقال لهم: سبّحوا.

فقالوا: يا ربّنا لاعلم لنا.

فقال لنا: سبّحوا، فسبّحنا فسبّحت الملائكه بتسبيحنا، ألا إنّا خلقنا من نور اللّه، وخلق شيعتنا من دون ذلك النّور، فإذا كان يوم القيامه التحقت السفلى بالعليا، ثمّ قرن (عليه السّلام) بين أصبعيه السبّابه والوسطى وقال: كهاتين.

ثمّ قال: يا مفضّل أتدري لم سمّيت الشيعه شيعه ؟

يا مفضّل شيعتنا منّا، ونحن من شيعتنا، أما ترى هذه الشمس أين تبدو؟ قلت: من مشرق.

وقال: إلى أين تعود؟

قلت: إلى مغرب.

قال (عليه السّلام): هكذا شيعتنا، منّا بدؤا وإلينا يعودون(1).

ص:356


1- (1)- البحار: ج 25 ص 21 ح 33 و 34.

3559 - البحار: كتاب (المحتضر) للحسن بن سليمان من كتاب السيد الجليل حسن بن كبش، عن المفضّل قال: قلت لمولانا الصادق (عليه السّلام): ما كنتم قبل أن يخلق اللّه السماوات والأرض ؟

قال: كنّا أنوارا نسبّح اللّه تعالى ونقدّسه حتّى خلق اللّه الملائكه فقال لهم اللّه (عزّوجلّ ): سبّحوا.

فقالت: أي ربّنا لاعلم لنا.

فقال لنا: سبّحوا فسبّحنا فسبّحت الملائكه بتسبيحنا، ألا إنّا خلقنا أنوارا وخلقت شيعتنا من شعاع ذلك النور فلذلك سمّيت شيعه، فاذا كان يوم القيامه التحقت السفلى بالعليا، ثمّ قرّب ما بين أصبعيه(1).

باب (2) بدايه خلقه الأئمه عليهم السّلام

3560 -الكافي: محمد بن يحيي، عن محمد بن الحسين، عن موسى بن سعدان، عن عبداللّه بن القاسم، عن الحسن بن راشد قال:

سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: إنّ اللّه (تبارك وتعالى) إذا أحبّ أن يخلق الامام أمر ملكا فأخذ شربه(2) من ماء تحت العرش، فيسقيها أباه، فمن ذلك يخلق الامام، فيمكث أربعين يوما وليله في بطن امّه لا يسمع الصوت، ثمّ يسمع بعد ذلك الكلام، فاذا ولد بعث ذلك الملك فيكتب بين عينيه: (وَ تَمَّتْ كَلِمَهُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلاً لا مُبَدِّلَ )

ص:357


1- (1)- البحار: ج 26 ص 350 ح 24.
2- (2) - ان يأخذ شربه - بصائر الدرجات.

(لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) (1) فاذا مضى الامام الّذي كان قبله رفع لهذا منار(2) من نور ينظر به إلى أعمال الخلائق، فبهذا يحتجّ اللّه على خلقه(3).

بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن الحسين، عن موسى بن سعدان مثله(4).

تفسير القمي: حدثني أبي، عن حميد بن شعيب، عن الحسن بن راشد قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): إنّ اللّه إذا أحبّ أن يخلق الإمام أخذ شربه من تحت العرش من ماء المزن أعطاها ملكا فسقاها اباه فمن ذلك يخلق الامام، فإذا ولد بعث اللّه ذلك الملك... وذكر نحوه(5).

3561 -الكافي: محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن عليّ بن حديد، عن منصور بن يونس، عن يونس بن ظبيان قال:

سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: إنّ اللّه (عزّوجلّ ) إذا أراد أن يخلق الامام من الامام بعث ملكا فأخذ شربه من ماء تحت العرش ثمّ أوقعها أو دفعها إلى الامام، فشربها فيمكث في الرحم أربعين يوما لا يسمع الكلام، ثمّ يسمع الكلام بعد ذلك، فاذا وضعته امّه بعث اللّه إليه ذلك الملك الّذي أخذ الشربه، فكتب على عضده الأيمن (وَ تَمَّتْ )

ص:358


1- (1)- الانعام 6:115.
2- (2) - منارا - بصائر الدرجات.
3- (3) - الكافي: ج 1 ص 387 ح 2.
4- (4) - بصائر الدرجات: ص 452 ح 5.
5- (5) - تفسير القمي: ج 1 ص 215.

(كَلِمَهُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ ) فاذا قام بهذا الأمر رفع اللّه له في كلّ بلده منارا ينظر به إلى أعمال العباد(1).

أقول: جاء في الحديث السابق أن الملك يكتب الآيه الكريمه بين عيني الامام، وذكر في هذا الحديث انه يكتب الآيّه على عضده الأيمن، فكيف يمكن الجمع بين الحديثين ؟

الجواب:

أولا: يحتمل أن يختلف الامر بالنسبه الى الائمّه (عليهم السّلام) فبعضهم يكتب الملك الآيه بين عينيه، والآخر يكتبها على عضده الأيمن.

ثانيا: ويحتمل أن تكتب الآيه في موضعين: بين العينين وعلى العضد الأيمن أيضا. واللّه العالم.

3562 -بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسن ابن محبوب، عن صالح بن سهل الهمداني وغيره رواه، عن يونس بن ظبيان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إذا أراد اللّه أن يقبض روح إمام ويخلق من بعده إماما أنزل قطره من ماء تحت العرش إلى الارض فيلقيها على ثمره أو على بقله فيأكل تلك الثمره أو تلك البقله الامام الّذي يخلق اللّه منه نطفه الامام الّذي يقوم من بعده.

قال: فيخلق اللّه من تلك القطره نطفه في الصلب ثمّ يصير إلى الرحم فيمكث فيها أربعين ليله، فاذا مضى له أربعون ليله سمع الصوت، فاذا مضى له أربعه أشهر كتب على عضده الأيمن: (وَ تَمَّتْ )

ص:359


1- (1)- الكافي: ج 1 ص 387 ح 3.

(كَلِمَهُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) فإذا خرج إلى الارض اوتي الحكمه وزيّن بالعلم والوقار، والبس الهيبه وجعل له مصباح من نور يعرف به الضمير ويرى به أعمال العباد(1).

تفسير العياشي: عن يونس بن ظبيان نحوه(2).

3563 -بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن الحسين، عن أبيه، عن عبدالرحمن بن أبي نجران، عن الحسين بن أحمد المنقري، عن يونس (بن ظبيان)، عن أبي عبداللّه قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: إنّ اللّه إذا أراد خلق إمام أنزل قطره من تحت عرشه على بقله من بقل الارض أو ثمره من ثمارها فأكلها الإمام الّذي يكون منه الإمام، فكانت النطفه من تلك القطره، فإذا مكث في بطن امّه أربعين يوما سمع الصوت، فإذا مضى أربعه أشهر كتب على عضده الأيمن: (وَ تَمَّتْ كَلِمَهُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) فإذا سقط من بطن امّه أوتي الحكمه وجعل له مصباح يرى به أعمالهم(3).

بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن مقاتل، عن الحسين بن أحمد المنقري، عن يونس بن ظبيان قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام)... وذكر نحوه(4).

بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن عبدالجبار، عن عبدالرحمن

ص:360


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 451 ح 4.
2- (2) - تفسير العياشي: ج 1 ص 374 ح 83. منهما البحار: ج 25 ص 39.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 454 ح 10.
4- (4) - بصائر الدرجات: ص 452 ح 7.

ابن أبي نجران، عن الحسن بن محبوب، عن مقاتل، عن الحسين بن أحمد، عن يونس بن ظبيان قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام):... وذكر نحوه(1).

3564 -بصائر الدرجات: حدثنا عمران بن موسى، عن محمد ابن الحسين، عن عيسى(2) بن هشام، عن الحسين بن يونس(3)، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إذا أراد اللّه أن يخلق إماما أخذ اللّه بيده شربه من تحت عرشه فدفعه إلى ملك من ملائكته فأوصلها إلى الامام فكان الامام من بعده منها، فاذا مضت عليه أربعون يوما سمع الصوت وهو في بطن امّه فإذا ولد اوتي الحكمه، وكتب على عضده الأيمن:

(وَ تَمَّتْ كَلِمَهُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) فإذا كان الامر يصل اليه أعانه اللّه بثلاثمائه وثلاثه عشر ملكا بعدد أهل بدر وكانوا معه ومعهم سبعون رجلا واثنا عشر نقيبا، فأنا السبعون فيبعثهم إلى الآفاق يدعون الناس إلى ما دعوا إليه [أوّلاّ] ويجعل اللّه له في كلّ موضع مصباحا يبصر به أعمالهم(4).

الخرائج والجرائح: روي عن يونس بن ظبيان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) نحوه(5).

3565 -بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسن بن

ص:361


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 453 ح 8. منه البحار: ج 25 ص 39 وص 41.
2- (2) - عبيس - البحار.
3- (3) - هكذا في المصدر، والظاهر ان الصحيح: الحسين، عن يونس.
4- (4) - بصائر الدرجات: ص 460 ح 3.
5- (5) - الخرائج والجرائح: ج 2 ص 781 ح 106. منهما البحار: ج 25 ص 139 و 140.

عليّ الخزاز، عن الحسين بن أحمد المنقري، عن يونس بن ظبيان قال:

سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: إذا أراد اللّه أن يحبل بامام اوتي بسبع ورقات من الجنّه فأكلهنّ قبل أن يقع، فإذا وقع في الرحم سمع الكلام في بطن امّه فإذا وضعته رفع له عمود من نور فيما بين السّماء والارض، وكتب على عضده الأيمن (وَ تَمَّتْ كَلِمَهُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) (1).

تفسير العياشي: عن يونس بن ظبيان نحوه(2).

البحار - بيان: اوتي أي أبوه بقرينه المقام، أو يكون الاسناد فيه وفي الاكل على المجاز فإنّه لمّا كان مادّه له فكأنّه أكله، ويمكن الجمع بينه وبين سائر الاخبار الوارده في مادّه نطفه الامام بتحقّق جميع تلك الأمور وانعقادها منها جميعا، أو بأنّه لابدّ من تحقّق أحدها، والأوّل أظهر.

3566 -بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن الحسين، عن أبي داود المسترقّ ، عن محمد بن مروان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سمعته يقول: إنّ اللّه إذا أراد أن يخلق الامام أنزل قطره من ماء المزن فيقع على كلّ شجره فيأكل منه ثمّ يواقع فيخلق اللّه (منه) الامام فيسمع الصوت في بطن امّه فإذا وقع على الارض رفع له منار من نور يري أعمال العباد، فإذا ترعرع كتب على عضده الأيمن: (وَ تَمَّتْ كَلِمَهُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) (3).

ص:362


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 458 ح 2.
2- (2) - تفسير العياشي: ج 1 ص 374 ح 82. منهما البحار: ج 205 ص 41 و 42.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 451 ح 1. منه البحار: ج 25 ص 38.

3567 - تفسير القمي: حدثني أبي، عن ابن أبي عمير، عن ابن مسكان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إذا خلق اللّه الإمام في بطن امّه يكتب على عضده الأيمن: (وَ تَمَّتْ كَلِمَهُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) (1).

3568 -بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن عمر بن عبدالعزيز، عن الحميرى(2)، عن يونس بن ظبيان قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): (وَ تَمَّتْ كَلِمَهُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) ثمّ قال: هذا حرف في الأئمّه خاصّه.

ثمّ قال: يا يونس إنّ الإمام يخلقه اللّه بيده لا يليه أحد غيره، وهو جعله يسمع ويرى في بطن امّه حتّى إذا صار إلى الارض خطّ بين كتفيه: (وَ تَمَّتْ كَلِمَهُ رَبِّكَ ) الآيه(3).

أقول: قوله (عليه السّلام): «يخلقه اللّه بيده...» أي بقدرته، ولعلّ المعنى ان الملائكه الموكلين بالخلقه ليس لهم دور في خلقه الائمّه (عليهم السّلام) بل يخلقون بأمر اللّه تعالى مباشره.

3569 -بصائر الدرجات: حدثنا عباد بن سليمان، عن محمد بن سليمان الديلمي، عن أبيه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) [قال:] إذا استقرّت نطفه الإمام في الرحم أربعين ليله نصب اللّه له عمودا من نور في بطن امّه، فإذا تمّ له أربعه أشهر في بطن امّه أتاه ملك يقال له:

ص:363


1- (1)- تفسير القمي: ج 1 ص 214. منه البحار: ج 25 ص 36.
2- (2) - الخيبري - البحار.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 458 ح 3. منه البحار: ج 25 ص 44.

حيوان فيكتب على عضده الأيمن: (وَ تَمَّتْ كَلِمَهُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) (1).

3570 -بصائر الدرجات: حدثنا عمّار بن يونس، عن أيوب بن نوح، عن العبّاس بن عامر، عن الربيع بن محمد المسليّ ، عن محمد ابن مروان قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): يا محمد إنّ الامام يسمع الصوت في بطن امّه، فإذا ولد خطّ على منكبيه خطّ، ثمّ قال هكذا بيده: وذلك قول اللّه: (وَ تَمَّتْ كَلِمَهُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) (2).

باب (3) من ولد ليله ولاده الامام

3571 -أمالي الطوسي: أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه، عن أبيه، عن سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن موسى بن طلحه، عن علي بن أبي حمزه، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبداللّه جعفر بن محمد (عليه السّلام) يقول: إنّ في اللّيله الّتي يولد فيها الإمام لا يولد [فيها] مولود إلاّ كان مؤمنا، وإن ولد في أرض الشرك نقله اللّه إلى الإيمان ببركه الإمام(3).

ص:364


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 459 ح 4. منه البحار: ج 25 ص 42.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 458 ح 1. منه البحار: جه 2 ص 41.
3- (3) - أمالي الطوسي: ص 412 ح 925. منه البحار: ج 25 ص 36.

باب (4) الرّوح الذي مع النبيّ والأئمه عليهم السّلام

3572 -الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن ابن مسكان، عن أبي بصير قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قول اللّه (عزّوجلّ ): (وَ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي) (1)؟

قال: خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل، كان مع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) وهو مع الائمّه وهو من الملكوت(2).

بصائر الدرجات: حدثنا ابراهيم بن هاشم، عن يحيي بن أبي عمران، عن يونس مثله(3).

البحار - بيان: من الملكوت أي من السماويّات، وقيل: أي من المجرّدات، ولم يثبت هذا الاصطلاح في الاخبار، ولم يثبت وجود مجرّد سوى اللّه تعالى.

3573 -تفسير القمي: (وَ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي) حدثني أبي، عن ابن أبي عمير، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: هو ملك أعظم من جبرئيل وميكائيل وكان مع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) وهو مع الائمّه (عليهم السّلام).

ص:365


1- (1)- الاسراء 17:85.
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 273 ح 3.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 482 ح 9. منه البحار: ج 25 ص 69.

وفي خبر آخر: هو من الملكوت(1).

3574 -بصائر الدرجات: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن عليّ ، عن أسباط بن سالم قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قول اللّه (عزّوجلّ ): (وَ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي) ؟

قال: خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل، وهو مع الائمّه(2).

3575 -تفسير القمي: قال الصادق (عليه السّلام) في قوله:

(وَ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي) .

قال: هو ملك أعظم من جبرئيل وميكائيل، كان مع رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وهو مع الائمّه(3).

3576 -بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن إسحاق، عن الحسن ابن عباس بن حريش، عن أبي جعفر (عليه السّلام) قال: سأل أبا عبداللّه (عليه السّلام) رجل من أهل بيته عن سوره إنّا أنزلناه في ليله القدر؟

فقال: ويلك سألت عن عظيم، إيّاك والسؤال عن مثل هذا، فقام الرجل.

قال: فأتيته يوما فأقبلت عليه فسألته.

فقال: «إنّا أنزلناه» نور عند الانبياء والأوصياء لا يريدون حاجه من السماء ولامن الارض إلاّ ذكروها لذلك النور فأتاهم بها، فإنّ ممّا

ص:366


1- (1)- تفسير القمي: ج 2 ص 26. منه البحار: ج 25 ص 47.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 482 ح 7. منه البحار: ج 25 ص 68.
3- (3) - تفسير القمي: ج 2 ص 279. منه البحار: ج 25 ص 47.

ذكر عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) من الحوائج أنّه قال لأبي بكر يوما: (وَ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ ) (1)، فاشهد أنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) مات شهيدا، فإياك أن تقول: إنّه ميّت، واللّه ليأتينّك، فاتّق اللّه إذا جاءك الشيطان غير متمثّل به.

فعجب به أبو بكر فقال: إن جاءني واللّه أطعته وخرجت ممّا أنا قال: وذكر أمير المؤمنين (عليه السّلام) لذلك النور فعرج إلى أرواح النبيين، فإذا محمد (صلّى اللّه عليه وآله) قد البس وجهه ذلك النور وأتى وهو يقول: يا أبا بكر آمن بعليّ (عليه السّلام) وبأحد عشر من ولده إنّهم مثلي إلاّ النبوّه، وتب إلى اللّه بردّ ما في يديك إليهم، فإنّه لاحقّ لك فيه، قال: ثمّ ذهب فلم ير.

فقال أبو بكر: أجمع الناس فأخطبهم بما رأيت وأبرأ إلى اللّه ممّا أنا فيه، إليك يا عليّ على أن تؤمنني.

قال: ما أنت بفاعل، ولولا أنّك تنسى ما رأيت لفعلت.

قال: فانطلق أبو بكر إلى عمر ورجع نور «إنّا أنزلناه» إلى عليّ (عليه السّلام) فقال له: قد اجتمع أبو بكر مع عمر.

فقلت: أو علم النّور؟

قال: إنّ له لسانا ناطقا وبصرا نافذا يتجسّس الاخبار للأوصياء ويستمع الاسرار، ويأتيهم بتفسير كلّ أمر يكتتم به أعداؤهم.

ص:367


1- (1)- آل عمران 3:169.

فلمّا أخبر أبو بكر الخبر عمر.

قال: سحرك، وإنّها لفي بني هاشم لقديمه.

قال: ثمّ قاما يخبران الناس فما دريا ما يقولان.

قلت: لماذا؟

قال: لانّهما قد نسياه، وجاء النور فأخبر عليّا (عليه السّلام) خبرهما، فقال: بعدا لهما كما بعدت ثمود(1).

3577 -الكافي: عدّه من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبيّ ، عن أبي الصبّاح الكنانيّ ، عن أبي بصير قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن قول اللّه (تبارك وتعالى): (وَ كَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَ لاَ الْإِيمانُ ) (2)؟

قال: خلق من خلق اللّه (عزّوجلّ ) أعظم من جبرئيل وميكائيل، كان مع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) يخبره ويسدّده وهو مع الائمّه من بعده(3).

بصائر الدرجات: حدثنا احمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد مثله(4).

مختصر بصائر الدرجات: احمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد ومحمد بن خالد البرقي، عن النضر بن سويد مثله(5).

ص:368


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 300 ح 15. منه البحار: ج 25 ص 51.
2- (2) - الشورى 42:52.
3- (3) - الكافي: ج 1 ص 273 ح 1.
4- (4) - بصائر الدرجات: ص 475 ح 2.
5- (5) - مختصر بصائر الدرجات: ص 2.

3578 -بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن عبدالحميد، عن منصور بن يونس، عن أبي الصباح الكناني قال: قلت لابي عبداللّه (عليه السّلام): (وَ كَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا) الى آخر الآيه.

قال: خلق - واللّه - أعظم من جبرئيل وميكائل وقد كان مع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) يخبره ويسدّده وهو مع الائمّه من بعده(1).

3579 -بصائر الدرجات: حدثنا عبداللّه بن محمد، عن إبراهيم ابن محمد، عن عبداللّه بن جبله، عن أبي الصباح قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السلام) يقول: إنّه كان مع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل كان يوفّقه ويسدّده، وهو مع الائمّه من بعده(2).

3580 -بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن الحسين، عن موسى ابن سعدان، عن عبداللّه بن القاسم، عن سماعه بن مهران قال:

سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: إنّ الروح خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل كان مع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) يسدّده ويرشده، وهو مع الائمّه والأوصياء من بعده(3).

3581 -تأويل الآيات الظاهره: قال محمد بن العباس: حدثنا أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن حديد ومحمد بن اسماعيل بن بزيع(4)، عن منصور بن يونس بزرج، عن أبي

ص:369


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 476 ح 6. منه البحار: ج 25 ص 60.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 477 ح 10. منه البحار: ج 25 ص 61.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 476 ح 4. منه البحار: ج 25 ص 60.
4- (4) - عن ابن بزيع - البحار.

بصير وأبي الصباح الكناني قالا: قلنا لابي عبداللّه (عليه السّلام):

جعلنا اللّه فداك قوله تعالى: (وَ كَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَ لاَ الْإِيمانُ وَ لكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا. وَ إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ) .

قال: يا أبا محمد الروح خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل، كان مع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) يخبره ويسدّده، وهو مع الائمّه (عليهم السّلام) يخبرهم ويسدّدهم(1).

3582 -بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن عبدالحميد، عن منصور بن يونس، عن أبي بصير قال: قلت لابي عبداللّه (عليه السّلام): جعلت فداك أخبرني عن قول اللّه (تبارك وتعالى):

(وَ كَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَ لاَ الْإِيمانُ وَ لكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا وَ إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ * صِراطِ اللّهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ أَلا إِلَى اللّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ) .

قال: يا أبا محمّد خلق - واللّه - أعظم من جبرئيل وميكائيل، وقد كان مع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) يخبره ويسدّده، وهو مع الائمّه (عليهم السّلام) يخبرهم ويسدّدهم(2).

3583 -بصائر الدرجات: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن أسباط بياع الزطيّ ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام)

ص:370


1- (1)- تأويل الآيات الظاهره: ج 2 ص 550 ح 21. منه البحار: ج 24 ص 318.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 475 ح 1. منه البحار: ج 25 ص 59.

قال: قال له رجل من أهل هيت: قول اللّه (عزّوجلّ ): (وَ كَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَ لاَ الْإِيمانُ ) .

قال: فقال: ملك منذ أنزل اللّه ذلك الملك لم يصعد إلى السماء، كان مع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله)، وهو مع الأئمّه يسدّدهم(1).

3584 -بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسين ابن سعيد، عن محمد بن سنان، عن زياد بن أبي الحلال قال: كنت سمعت من جابر أحاديث فاضطرب فيها فؤادى وضقت فيها ضيقا شديدا، فقلت: واللّه إنّ المستراح لقريب، وإنّي عليه لقويّ فابتعت بعيرا وخرجت إلى المدينه وطلبت الإذن على أبي عبداللّه (عليه السّلام) فأذن لي فلمّا نظر إليّ قال: رحم اللّه جابرا كان يصدق علينا، ولعن اللّه المغيره فإنّه كان يكذب علينا.

قال: ثم قال: فينا روح رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)(2).

أقول: قوله (عليه السّلام): «فينا روح رسول اللّه...».

الظاهر أن المعنى أن روح القدس التي كانت مع رسول اللّه هي معنا. ويؤيّد هذا، الحديث الذي سبقه والذي قبله.

3585 -مختصر بصائر الدرجات - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن الحسين، عن الختار بن زياد، عن أبي جعفر محمد بن سليمان، عن أبيه، عن أبي بصير قال: كنت مع أبي عبداللّه (عليه السّلام) فذكر شيئا من أمر الامام إذا ولد، قال: واستوجب زياره الروح في ليله القدر.

ص:371


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 476 ح 7. منه البحار: ج 25 ص 60.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 479 ح 4. منه البحار: ج 25 ص 63.

فقلت: جعلت فداك أليس الروح جبرئيل ؟

قال: جبرئيل من الملائكه، والروح خلق أعظم من الملائكه، أليس اللّه يقول: (تَنَزَّلُ الْمَلائِكَهُ وَ الرُّوحُ ) (1) و(2).

3586 تأويل الآيات الظاهره: روى محمد بن العباس، عن أحمد بن القاسم، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن صفوان، عن ابن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قوله تعالى: (خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) .

قال: من ملك بني اميه.

قال: وقوله: (تَنَزَّلُ الْمَلائِكَهُ وَ الرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ ) أي من عند ربّهم على محمّد وآل محمّد بكل أمر سلام(3).

3587 -تأويل الآيات الظاهره: روي عن محمد بن جمهور، عن صفوان، عن عبداللّه بن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قوله (عزّوجلّ ): (خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) هو سلطان بني اميه.

وقال: ليله من إمام عدل خير من ألف شهر من ملك بني اميه، وقال: (تَنَزَّلُ الْمَلائِكَهُ وَ الرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ ) أي من عند ربّهم على محمّد وآل محمّد (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) بكلّ أمر سلام(4).

ص:372


1- (1)- القدر 97:4.
2- (2) - مختصر بصائر الدرجات: ص 4 - بصائر الدرجات: ص 484 ح 4. منهما البحار: ج 25 ص 64.
3- (3) - تأويل الآيات الظاهره: ج 2 ص 820 ح 8. منه البحار: جه 2 ص 70.
4- (4) - تأويل الآيات الظاهره: ج 2 ص 817 ح 2. منه البحار: ج 25 ص 96.

3588 - الكافي: محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن عليّ بن أسباط، عن أسباط بن سالم قال: سأله رجل من أهل هيت - وأنا حاضر - عن قول اللّه (عزّوجلّ ) (وَ كَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا) ؟

فقال: منذ أنزل اللّه (عزّوجلّ ) ذلك الروح على محمد (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) ما صعد إلى السماء وإنّه لفينا(1).

بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن الحسين، عن علي بن أسباط قال: سأله رجل من أهل هيت... وذكر مثله(2).

بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن البرقي، عن أبي الجهم، عن علي بن أسباط قال: سال أبا عبداللّه (عليه السّلام) رجل وأنا حاضر... وذكر مثله إلاّ أن فيه: لم يصعد إلى السماء وانه لفينا3.

3589 -بصائر الدرجات: حدثنا سلمه بن الخطّاب، عن يحيي بن إبراهيم حدثني أسباط بن سالم قال: كنت عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) فدخل عليه رجل من أهل هيت فقال: أصلحك اللّه قول اللّه (تبارك وتعالى) في كتابه: (وَ كَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا) .

قال (عليه السّلام): ذلك فينا منذ هبطه اللّه إلى الارض، وما يعرج إلى السماء(3).

3590 -الكافي: محمد بن يحيي، عن عمران بن موسى، عن موسى بن جعفر، عن عليّ بن أسباط، عن محمد بن فضيل، عن

ص:373


1- (1)- الكافي: ج 1 ص 273 ح 2.
2- (2و3) - بصائر الدرجات: ص 477 ح 13 و 11.
3- (4) - بصائر الدرجات: ص 478 ح 14. منه البحار: ج 25 ص 62.

أبي حمزه قال: سالت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن العلم، أهو علم يتعلّمه العالم من أفواه الرجال أم في الكتاب عندكم تقرؤونه فتعلمون منه ؟

قال: الامر أعظم من ذلك وأوجب، أما سمعت قول اللّه (عزّوجلّ ): (وَ كَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَ لاَ الْإِيمانُ ) ؟! ثمّ قال: أيّ شيء يقول أصحابكم في هذه الآيه ؟ أيقرّون أنّه كان في حال لا يدري ما الكتاب ولا الايمان ؟

فقلت: لا أدري - جعلت فداك - ما يقولون.

فقال [لي]: بلى قد كان في حال لا يدري ما الكتاب ولا الايمان حتّى بعث اللّه تعالى الرّوح الّتي ذكر في الكتاب، فلمّا أوحاها إليه علم بها العلم والفهم وهي الروح التي يعطيها اللّه تعالى من شاء، فاذا أعطاها عبدا علّمه الفهم(1).

بصائر الدرجات: أبو محمد، عن حمران بن موسى بن جعفر(2)، عن علي بن أسباط، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزه قال:

سالت أبا عبداللّه (عليه السّلام)... وذكر الحديث باختلاف يسير(3).

مختصر بصائر الدرجات: عمران بن موسى بن جعفر بن وهب البغدادي، عن علي بن أسباط، عن محمد بن الفضيل الصيرفي، عن أبي حمزه الثمالي نحوه(4).

ص:374


1- (1)- الكافي: ج 1 ص 273 ح 5.
2- (2) - عن عمران بن موسى، عن موسى بن جعفر البغدادي - البحار.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 480 ح 5.
4- (4) - مختصر بصائر الدرجات: ص 3.

3591 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن أبيه محمد بن عيسى، عن عبداللّه بن طلحه قال: قلت لابي عبداللّه (عليه السّلام): أخبرني يابن رسول اللّه عن العلم الّذي تحدّثونا به، أمن صحف عندكم، أم من روايه يرويها بعضكم عن بعض، أو كيف حال العلم عندكم ؟

قال: يا عبداللّه الأمر أعظم من ذلك وأجلّ ، أما تقرأ كتاب اللّه ؟

قلت: بلى.

قال: أما تقرأ: (وَ كَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَ لاَ الْإِيمانُ ) أفترون أنّه كان في حال لا يدري ما الكتاب ولا الإيمان ؟

قال: قلت: هكذا نقرؤها.

قال: نعم قد كان في حال لا يدري ما الكتاب ولا الإيمان حتّى بعث اللّه تلك الروح فعلّمه بها العلم والفهم، وكذلك تجري تلك الروح، إذا بعثها اللّه إلى عبد علّمه بها العلم والفهم(1).

بصائر الدرجات: حدثنا ابراهيم بن هاشم، عن أبي عبداللّه البرقي، عن ابن سنان أو غيره، عن عبداللّه بن طلحه نحوه2.

3592 -بصائر الدرجات: روى محمد بن عيسى [عن حمّاد بن عيسى](2) عن إبراهيم بن عمر قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام):

أخبرني عن العلم الّذي تعلمونه، أهو شيء تعلّمونه من أفواه الرجال بعضكم من بعض، أو شيء مكتوب عندكم من رسول اللّه (صلّى اللّه

ص:375


1- (1و2) - بصائر الدرجات: ص 478 ح 1 وص 479 ح 2. منه البحار: ج 25 ص 59.
2- (3) - ما بين المعقوفتين من البحار.

عليه وآله)؟

فقال: الامر أعظم من ذلك، أما سمعت قول اللّه (عزّوجلّ ) في كتابه: (وَ كَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَ لاَ الْإِيمانُ ) .

قال: قلت: بلى.

قال: فلمّا أعطاه اللّه تلك الروح علم بها، وكذلك هي إذا انتهت إلى عبد علم بها العلم والفهم، تعرّض بنفسه (عليه السّلام)(1).

3593 -الكافي: عليّ ، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيوب الخزّاز، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: (وَ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي) .

قال: خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل، لم يكن مع أحد ممن مضى، غير محمّد (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) وهو مع الائمّه يسددهم وليس كل ما طلب وجد(2).

بصائر الدرجات: حدثنا ابراهيم بن هاشم، عن ابن أبي عمير مثله(3).

مختصر بصائر الدرجات - بصائر الدرجات: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: وذكر مثله... وفيه: يوفقهم ويسدّدهم(4).

ص:376


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 479 ح 3. منه البحار: جه 2 ص 62.
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 273 ح 4. والآيه في سوره الاسراء 17:85.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 481 ح 2.
4- (4) - مختصر بصائر الدرجات: ص 3 - بصائر الدرجات: ص 480 ح 1.

البحار - توضيح: هذا الخبر يدلّ على اختصاص الروح بالنبي والأئمّه (صلوات اللّه عليهم) وقد اشتملت الاخبار السالفه على أنّ روح القدس يكون في الانبياء أيضا، ويمكن الجمع بوجهين:

الأوّل: أن يكون روح القدس مشتركا، والروح الّذي من أمر الربّ مختصّا وقد دلّ على مغايرتهما بعض الاخبار السالفه.

والثاني: أن يكون روح القدس نوعا تحته أفراد كثيره، فالفرد الذي في النبي (صلّى اللّه عليه وآله) والأئمّه (عليهم السّلام) أو الصنف الّذي فيهم لم يكن مع من مضى، وعلى القول بالصنف يرتفع التنافي بين ما دلّ على كون نقل الروح إلى الإمام بعد فوت النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) وبين ما دلّ على كون الروح مع الإمام من عند ولادته، فلاتغفل.

3594 -بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد الأهوازيّ [عن ابن أبي عمير](1)، عن أبي أيوب الخزّاز قال:

سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: (وَ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي) .

قال: ملك أعظم من جبرئيل وميكائيل لم يكن مع أحد ممّن مضى غير محمّد (صلّى اللّه عليه وآله)، [وهو مع الأئمّه] وليس كلّ ما طلب وجد(2).

بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد الأهوازي، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن البختريّ قال: سمعت

ص:377


1- (1)- ما بين المعقوفتين من البحار.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 481 ح 4 منه البحار: ج 25 ص 68.

أبا عبداللّه (عليه السّلام)... وذكر مثله(1).

البحار - بيان: لعلّ المراد بالملك في تلك الاخبار مثله في الخلق والروحانيّه، لا الملك حقيقه.

3595 -بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسين ابن سعيد الأهوازي، عن فضاله بن ايوب، عن عمر بن أبان الكلبيّ ، عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام): (وَ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَ ما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاّ قَلِيلاً) .

قال: هو خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل، كان مع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) يوفّقه وهو معنا أهل البيت(2).

3596 بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد ويعقوب بن يزيد، عن الحسن بن علي بن فضال، عن أبي جميله، عن محمد الحلبيّ ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قوله (عزّوجلّ ):

(وَ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي) .

قال: إنّ اللّه (تبارك وتعالى) أحد صمد والصمد الشيء الّذي ليس له جوف وإنّما الروح خلق من خلقه له بصر وقوّه وتأييد، يجعله اللّه في قلوب الرسل والمؤمنين(3).

3597 -بصائر الدرجات: حدثنا احمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميره، عن أبي بصير قال: سالت أبا عبداللّه (عليه السّلام) (عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي) ؟

ص:378


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 481 ح 3. منه البحار: ج 25 ص 68.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 481 ح 5. منه البحار: ج 25 ص 68.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 482 ح 12. منه البحار: ج 25. ص 70.

فقال أبوعبداللّه (عليه السّلام): خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل وهو مع الأئمّه يفقّههم.

قلت: (وَ نَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ ) ؟

قال: من قدرته(1).

باب (5) الأرواح الخمسه التي في الأنبياء والأوصياء

3598 -الكافي: محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليمانيّ ، عن جابر الجعفي قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): يا جابر إنّ اللّه (تبارك وتعالى) خلق الخلق ثلاثه أصناف وهو قول اللّه (عزّوجلّ ):

(وَ كُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَهً * فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَهِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَهِ * وَ أَصْحابُ الْمَشْئَمَهِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَهِ * وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ * أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) (2)فالسابقون هم رسل اللّه (عليهم السّلام) وخاصّه اللّه من خلقه، جعل فيهم خمسه أرواح: أيدهم بروح القدس فبه عرفوا الأشياء، وأيّدهم بروح الايمان فبه خافوا اللّه (عزّوّجلّ ) وأيّدهم بروح القوّه فبه قدروا على طاعه اللّه، وأيّدهم بروح الشّهوه فبه اشتهوا طاعه اللّه (عزّوجلّ ) وكرهوا معصيته، وجعل فيهم روح المدرج الذي به يذهب الناس ويجيؤون، وجعل في المؤمنين: أصحاب الميمنه روح الايمان فبه خافوا اللّه، وجعل فيهم روح القوّه فبه قدروا على طاعه اللّه، وجعل فيهم

ص:379


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 482 ح 8. والآيه في سوره السجده 32:9، منه البحار: ج 25 ص 68.
2- (2) - الواقعه 56:7-11.

روح الشهوه فبه اشتهوا طاعه اللّه، وجعل فيهم روح المدرج الّذي. به يذهب الناس ويجيئون(1).

3599 الكافي: الحسين بن محمد، عن المعلّى بن محمد، عن عبداللّه بن إدريس، عن محمد بن سنان، عن المفضّل بن عمر، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سألته عن علم الامام بما في أقطار الارض وهو في بيته مرخي عليه ستره ؟

فقال: يا مفضّل إنّ اللّه (تبارك وتعالى) جعل في النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) خمسه أرواح: روح الحياه فبه دبّ (2) ودرج، وروح القوّه فبه نهض وجاهد، وروح الشهوه فبه أكل وشرب وأتى النساء من الحلال، وروح الايمان فبه آمن وعدل، وروح القدس فبه حمل النبوّه فاذا قبض النبي (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) انتقل روح القدس فصار إلى الإمام وروح القدس لاينام ولا يغفل ولا يلهو ولا يزهو(3) والاربعه الارواح تنام وتغفل وتزهو وتلهو وروح القدس كان يرى به(4).

بصائر الدرجات: حدثنا الحسين بن محمد بن عامر، عن معلى ابن محمد بهذا الاسناد نحوه إلاّ أنه زاد فيه: وروح القدس ثابت يري به ما في شرق الارض وغربها وبرّها وبحرها، قلت: جعلت فداك يتناول الامام ما ببغداد بيده ؟ قال: نعم وما دون العرش(5).

ص:380


1- (1)- الكافي: ج 1 ص 271 ح 1.
2- (2) - دب: مشى على هنيئه كمشي الطفل والنمله. (اقرب الموارد).
3- (3) - الزهو: الرجاء الباطل والكذب والاستخفاف. (مرآه العقول).
4- (4) - الكافي: ج 1 ص 272 ح 3.
5- (5) - بصائر الدرجات: ص 474 ح 13.

مختصر بصائر الدرجات: اسماعيل بن محمد البصري قال:

حدثني أبو الفضل عبداللّه بن ادريس، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن علم الامام... وذكر نحو ما في بصائر الدرجات(1).

3600 -بصائر الدرجات: حدثنا عبداللّه بن محمد، عن إبراهيم ابن محمد أخبرنا يحيى بن صالح حدثنا محمد بن خالد الأسديّ ، عن الحسن بن جهم(2)، عن أبي عبداللّه جعفر بن محمد (عليه السّلام) قال:

في الأنبياء والأوصياء خمسه أرواح: روح البدن، وروح القدس، وروح القوّه، وروح الشهوه، وروح الإيمان، وفي المؤمنين أربعه أرواح، أفقدها روح القدس: روح البدن، وروح القوه، وروح الشهوه وروح الايمان، وفي الكفّار ثلاثه أرواح روح البدن، وروح القوّه، وروح الشهوه.

ثمّ قال: روح الإيمان يلازم الجسد ما لم يعمل بكبيره، فإذا عمل بكبيره فارقه الروح، وروح القدس من سكن فيه، فإنّه لا يعمل بكبيره أبدا(3).

باب (6) روح القدس مع الأئمه عليهم السّلام

3601 -بصائر الدرجات: حدثنا العباس بن معروف، عن

ص:381


1- (1)- مختصر بصائر الدرجات: ص 2.
2- (2) - الحسن بن ابراهيم - البحار.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 467 ح 3. منه البحار: ج 25 ص 54.

القاسم بن عروه، عن محمد بن عمران(1)، عن بعض أصحابه قال:

سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) فقلت: جعلت فداك تسألون عن الشيء، فلا يكون عندكم علمه ؟

فقال: ربما كان ذلك.

قال: قلت: كيف تصنعون ؟

قال: تتلقّانا به روح القدس(2).

3602 -بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن عمّار أو غيره قال: قلت لابي عبداللّه (عليه السّلام): فبما تحكمون إذا حكمتم ؟

فقال: بحكم اللّه وحكم داود وحكم محمّد (صلّى اللّه عليه وآله)، فإذا ورد علينا ما ليس في كتاب عليّ (عليه السّلام) تلقّانا به روح القدس وألهمنا اللّه إلهاما(3).

ورواه في البحار بهذا الاسناد أيضا من مختصر بصائر الدرجات.

3603 -بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن عمار الساباطي، قال: قلت لأبي عبدا للّه (عليه السّلام): بما تحكمون إذا حكمتم ؟

فقال: بحكم اللّه وحكم داود، فإذا ورد علينا شيء ليس عندنا تلقّانا به روح القدس(4).

ص:382


1- (1)- حمران - البحار.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 471 ح 1. منه البحار: ج 25 ص 55.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 472 ح 6. منه البحار: ج 25 ص 56.
4- (4) - بصائر الدرجات: ص 471 ح 3. منه البحار: ح 25 ص 56.

3604 - بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن البرقي، عن أبي الجهم، عن أسباط، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال:

قلت: تسألون عن الشيء، فلا يكون عندكم علمه ؟

قال: ربما كان ذلك.

قلت: كيف تصنعون ؟

قال: تلقّانا به روح القدس(1).

3605 -بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن الحسين، عن صفوان ابن يحيي، عن أبي خالد القماّط، عن حمران بن أعين قال: قلت لابي عبداللّه (عليه السّلام): أنبياء أنتم ؟

قال: لا.

قلت: فقد حدّثني من لا أتّهم أنّك قلت: إنّا أنبياء.

قال: من هو؟ أبو الخطّاب ؟

قال: قلت: نعم.

قال: كنت إذا أهجر.

قال: قلت: فبما تحكمون ؟

قال: بحكم آل داود، فإذا ورد علينا شيء ليس عندنا تلقّانا به روح القدس(2).

البحار - بيان: قوله (عليه السّلام): «كنت إذا أهجر»، أي لم أقل ذلك وكذب عليّ ، إذ لو قلت ذلك لكان هذيانا، ولا يصدر مثله عن مثلي.

3606 -بصائر الدرجات: حدثنا عمران بن موسى، عن موسى

ص:383


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 471 ح 4. منه البحار: ج 25 ص 56.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 472 ح 5. منه البحار: ج 25 ص 56.

ابن جعفر، عن الحسن بن عليّ ، عن عليّ بن عبدالعزيز، عن أبيه قال: قلت لابي عبداللّه (عليه السّلام): جعلت فداك إنّ الناس يزعمون أنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) وجّه عليّا (عليه السّلام) إلى اليمن ليقضي بينهم فقال عليّ (عليه السّلام) فما وردت عليّ قضيه إلّا حكمت فيها بحكم اللّه وحكم رسوله (صلّى الله عليه وآله).

فقال صدقوا.

قلت: وكيف ذاك ولم يكن انزل القران كلّه ؟. وقد كان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) غائبا عنه ؟

فقال: تتلقّاه به روح القدس(1).

ورواه في البحار بهذا الاسناد ايضا من مختصر بصائر الدرجات.

3607 -تأويل الآيات الظاهره: روي عن محمد بن جمهور، عن موسى بن بكر، عن زراره، عن حمران قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عمّا يفرق في ليله القدر هل هو ما يقدّر اللّه فيها؟

قال: لاتوصف قدره اللّه إلاّ أنّه قال: (فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ) (2) فكيف يكون حكيما إلاّ ما فرق، ولا توصف قدره اللّه سبحانه لانّه يحدث ما يشاء(3).

3608 -تفسير العياشي: عن محمد بن عرامه(4) الصيرفيّ عمّن اخبره، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ اللّه (تبارك وتعالى)

ص:384


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 472 ح 8. منه البحار: ج 25 ص 57.
2- (2) - الدخان 44:4.
3- (3) - تأويل الآيات الظاهره: ج 2 ص 818 ح 3. منه البحار: ج 25 ص 97.
4- (4) - عذافر - البحار.

خلق روح القدس ولم يخلق خلقا أقرب إليه منها، وليست بأكرم خلقه عليه، فإذا أراد أمرا القاه إليها فألقاه إلى النجوم فجرت به(1).

البحار - بيان: قوله (عليه السّلام): «وليست بأكرم خلقه عليه».، أي هي أقرب خلق اللّه إليه من جهه الوحي، وليست بأكرم خلق اللّه، إذ النبيّ والائمّه (صلوات اللّه عليهم) الّذين خلق الروح لهم أكرم على اللّه منها، والظاهر أنّ المراد بالنجوم الائمّه (عليهم السّلام) وجريانها به كنايه عن عملهم بما يلقى إليهم، ونشر ذلك بين الخلق وحملها على النجوم حقيقه لدلالتها على الحوادث بعيد.

باب (7) بين الإمام الباقر وإلياس النبي (صلوات اللّه عليهما)

3609 -الكافي: محمد بن أبي عبداللّه ومحمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد جميعا، عن الحسن بن العباس بن الحريش، عن أبي جعفر الثاني (عليه السّلام) قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): بينا أبي (عليه السّلام) يطوف بالكعبه إذا رجل معتجر(2) قد قيّض له فقطع عليه اسبوعه(3) حتّى أدخله إلى دار جنب الصفا فأرسل إلى فكنّا ثلاثه فقال: مرحبا يابن رسول اللّه ثمّ وضع يده على رأسي وقال: بارك اللّه فيك يا أمين اللّه بعد آبائه. يا أبا جعفر(4) إن شئت فأخبرني وإن شئت فأخبرتك وإن شئت

ص:385


1- (1)- تفسير العياشي: ج 2 ص 270 ح 70. منه البحار: ج 25 ص 70.
2- (2) - الإعتجار: لفّ العمامه على الرأس. (اقرب الموارد).
3- (3) - قطع عليه اسبوعه أي طوافه. (مرآه العقول).
4- (4) - قوله: «يا أبا جعفر» أي التفت الى أبي وقال: يا أبا جعفر. (مرآه العقول).

سلني وإن شئت سألتك، وإن شئت فاصدقني(1) وإن شئت صدقتك ؟

قال: كل ذلك أشاء.

قال: فايّاك أن ينطق لسانك عند مسألتي بأمر تضمر لي غيره.

قال: إنّما يفعل ذلك من في قلبه علمان يخالف أحدهما صاحبه وإن اللّه (عزّوجلّ ) أبى أن يكون له علم فيه اختلاف قال: هذه مسألتي وقد فسّرت طرفا منها، أخبرني عن هذا العلم الّذي ليس فيه اختلاف من يعلمه ؟

قال: أمّا جمله العلم فعند اللّه (جلّ ذكره) وأمّا ما لابدّ للعباد منه فعند الأوصياء.

قال: ففتح الرجل عجيرته(2) واستوى جالسا وتهلّل وجهه وقال:

هذه أردت ولها أتيت، زعمت أنّ علم ما لااختلاف فيه من العلم عند الأوصياء فكيف يعلمونه ؟

قال: كما كان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) يعلمه إلاّ أنّهم لا يرون ما كان رسول اللّه يرى، لانّه كان نبيا وهم محدّثون وإنّه كان يفد(3) إلى اللّه (عزّوجلّ ) فيسمع الوحي وهم لايسمعون.

فقال: صدقت يابن رسول اللّه سآتيك بمسأله صعبه، أخبرني عن هذا العلم ما له لا يظهر كما كان يظهر مع رسول اللّه ؟

قال: فضحك أبي وقال: أبى اللّه (عزّوجلّ ) أن يطلع على علمه إلاّ ممتحنا للأيمان به كما قضى على رسول اللّه أن يصبر على أذى قومه

ص:386


1- (1)- صدقه الحديث: أنبأه بالصدق. (اقرب الموارد).
2- (2) - أي اعتجاره أو طرف العمامه الذي اعتجر بها. (مرآه العقول).
3- (3) - وفد إلى الأمير: قدم وورد (أقرب الموارد).

ولا يجاهدهم إلاّ بأمره، فكم من اكتتام(1) قد اكتتم به حتى قيل له:

(فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ) (2).

وأيم اللّه أن لو صدع قبل ذلك لكان آمنا ولكنّه إنّما نظر في الطاعه وخاف الخلاف فلذلك كفّ ، فوددت أن عينك تكون مع مهديّ هذه الأمّه والملائكه بسيوف آل داود بين السماء والارض تعذّب أرواح الكفره من الاموات وتلحق بهم أرواح أشباههم من الأحياء.

ثمّ أخرج [الرجل] سيفا ثمّ قال: ها إنّ هذا منها؟

قال: فقال أبي: إي والّذي اصطفى محمدا على البشر.

قال: فردّ الرجل اعتجاره وقال: أنا إلياس ما سألتك عن أمرك وبي منه جهاله غير أنّي أحببت أن يكون هذا الحديث قوّه لاصحابك وسأخبرك بآيه أنت تعرفها إن خاصموا بها فلجوا(3).

قال: فقال له أبي (عليه السّلام): إن شئت أخبرتك بها؟

قال: قد شئت.

قال: إنّ شيعتنا إن قالوا لأهل الخلاف لنا: إن اللّه (عزّوجلّ ) يقول لرسوله (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): (إِنّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَهِ الْقَدْرِ) (4) - إلى اخرها - فهل كان رسول اللّه يعلم من العلم شيئا لا يعلمه في تلك اللّيله أو يأتيه به جبرئيل في غيرها؟ فإنّهم سيقولون: لا.

فقل لهم: فهل كان لما علم بدّ من أن يظهر؟ فيقولون: لا.

ص:387


1- (1)- كتم الشيء: اخفاه (أقرب الموارد).
2- (2) - الحجر 15:94.
3- (3) - فلج فلان: ظفر بما طلب وفاز به. (اقرب الموارد).
4- (4) - القدر 97:1.

فقل لهم: فهل كان فيما أظهر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) من علم اللّه (عزّ ذكره) اختلاف ؟ فان قالوا: لا.

فقل لهم: فمن حكم بحكم اللّه فيه اختلاف فهل خالف رسول اللّه ؟ فيقولون: نعم - فان قالوا: لا، فقد نقضوا أوّل كلامهم - فقل لهم: (وَ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَ الرّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) (1).

فان قالوا: من الرّاسخون في العلم ؟

فقل: من لا يختلف في علمه.

فان قالوا: فمن هو ذاك ؟

فقل: كان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) صاحب ذلك، فهل بلّغ أولا؟

فإن قالوا: قد بلّغ.

فقل: فهل مات (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) والخليفه من بعده يعلم علما ليس فيه اختلاف ؟ فان قالوا: لا.

فقل: إن خليفه رسول اللّه مؤيّد ولا يستخلف رسول اللّه إلاّ من يحكم بحكمه وإلا من يكون مثله إلاّ النبوّه وإن كان رسول اللّه لم يستخلف في علمه أحدا فقد ضيع من في أصلاب الرجال ممّن يكون بعده.

فان قالوا لك: فانّ علم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) كان من القرآن فقل: (حم * وَ الْكِتابِ الْمُبِينِ * إِنّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَهٍ مُبارَكَهٍ إِنّا كُنّا مُنْذِرِينَ ) إلى قوله: (إِنّا كُنّا مُرْسِلِينَ ) (2).

ص:388


1- (1)- آل عمران 3:7.
2- (2) - الدخان 44:1-5.

فان قالوا لك. لا يرسل اللّه (عزّوجلّ ) إلاّ إلى نبيّ .

فقل: هذا الامر الحكيم الّذي يفرق فيه هو من الملائكه والروح الّتي تنزل من سماء إلى سماء أو من سماء إلى أرض.

فان قالوا: من سماء إلى سماء فليس في السماء أحد يرجع من طاعه إلى معصيه.

فان قالوا: من سماء إلى أرض وأهل الارض أحوج الخلق إلى ذلك.

فقل: فهل لهم بد من سيّد يتحاكمون إليه ؟

فان قالوا: فان الخليفه هو حكمهم.

فقل: (اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ) إلى قوله: (خالِدُونَ ) (1) لعمري ما في الارض ولا في السماء وليّ للّه (عزّ ذكره) إلاّ وهو مؤيد، ومن ايّد لم يخطأ، وما في الارض عدوّ للّه (عزّ ذكره) إلاّ وهو مخذول ومن خذل لم يصب، كما أنّ الامر لابدّ من تنزيله من السماء يحكم به أهل الارض كذلك لابدّ من وال.

فان قالوا: لانعرف هذا.

فقل: [لهم] قولوا ما أحببتم، أبى اللّه (عزّوجلّ ) بعد محمّد (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) أن يترك العباد ولاحجّه عليهم.

قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): ثمّ وقف فقال: هاهنا يابن رسول اللّه باب غامض أرأيت إن قالوا: حجّه اللّه القرآن ؟

قال: إذن أقول لهم: إنّ القرآن ليس بناطق يأمر وينهى ولكن

ص:389


1- (1)- البقره 2:257.

للقرآن أهل يأمرون وينهون وأقول قد عرضت لبعض أهل الارض مصيبه ما هي في السنّه والحكم الّذي ليس فيه اختلاف وليست في القرآن، أبى اللّه لعلمه بتلك الفتنه أن تظهر في الارض وليس في حكمه رادّ لها ومفرّج عن أهلها.

فقال: هاهنا تفلجون يابن رسول اللّه أشهد. أن اللّه (عزّ ذكره) قد علم بما يصيب الخلق من مصيبه في الارض أو في أنفسهم من الدّين أو غيره فوضع القرآن دليلا.

قال: فقال الرجل: هل تدري يابن رسول اللّه دليل ما هو؟

قال أبو جعفر (عليه السّلام): نعم فيه جمل الحدود وتفسيرها عند الحكم..

فقال: أبى اللّه أن يصيب عبدا بمصيبه في دينه أو في نفسه أو [في] ماله ليس في أرضه من حكمه قاض بالصواب في تلك المصيبه.

قال: فقال الرجل: أمّا في هذا الباب فقد فلجتم بحجه إلاّ أن يفتري خصمكم على اللّه فيقول: ليس للّه (جلّ ذكره) حجّه ولكن أخبرني عن تفسير (لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ ) ؟ مما خصّ به عليّ (وَ لا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ ) (1).

قال: في أبي فلان وأصحابه واحد وأصحابه مقدّمه وواحد مؤخّره (لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ ) ممّا خصّ به عليّ (عليه السّلام) (وَ لا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ ) من الفتنه الّتي عرضت لكم بعد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)، فقال الرّجل: أشهد أنّكم أصحاب الحكم الذي لا اختلاف فيه ثمّ قام الرّجل وذهب فلم أره(2).

ص:390


1- (1)- الحديد 57:23.
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 242 ح 1.

باب (8) العلاقه بين ليله القدر والنبيّ والإمام

3610 -الكافي: بهذا الاسناد، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: كان عليّ بن الحسين (صلوات اللّه عليه) يقول: (إِنّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَهِ الْقَدْرِ) صدق اللّه (عزّوجلّ ) أنزل اللّه القرآن في ليله القدر (وَ ما أَدْراكَ ما لَيْلَهُ الْقَدْرِ) قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم):

لا أدري، قال اللّه (عزّوجلّ ): (لَيْلَهُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) ليس فيها ليله القدر، قال لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): وهل تدري لم هي خير من ألف شهر؟

قال: لا.

قال: لانّها (تَنَزَّلُ الْمَلائِكَهُ وَ الرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ) وإذا أذن اللّه (عزّوجلّ ) بشيء فقد رضيه (سَلامٌ هِيَ حَتّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) (1) يقول: تسلّم عليك يا محمّد ملائكتي وروحي بسلامي من أوّل ما يهبطون إلى مطلع الفجر.

ثمّ قال في بعض كتابه: (وَ اتَّقُوا فِتْنَهً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّهً ) (2) في إنّا أنزلناه في ليله القدر، وقال في بعض كتابه: (وَ ما مُحَمَّدٌ إِلاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَ سَيَجْزِي اللّهُ )

ص:391


1- (1)- القدر 97:1-5.
2- (2) - الانفال 8:25.

(الشّاكِرِينَ ) (1) يقول في الآيه الأولى: إنّ محمدا حين يموت، يقول أهل الخلاف لامر اللّه (عزّوجلّ ): مضت ليله القدر مع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) فهذه فتنه أصابتهم خاصّه وبها ارتدّوا على أعقابهم لانّهم إن قالوا: لم تذهب فلابدّ أن يكون للّه (عزّوجلّ ) فيها أمر وإذا أقرّوا بالامر لم يكن له من صاحب بدّ(2).

3611 -الكافي: بهذا الاسناد عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: بينا أبي جالس وعنده نفر إذا استضحك حتّى اغرورقت عيناه دموعا(3) ثمّ قال: هل تدرون ما أضحكني ؟

قال: فقالوا: لا.

قال: زعم ابن عبّاس أنّه من الّذين قالوا ربّنا اللّه ثم استقاموا.

فقلت له: هل رأيت الملائكه يابن عبّاس تخبرك بولايتها لك في الدنيا والآخره مع الامن من الخوف والحزن ؟

قال: فقال: إنّ اللّه (تبارك وتعالى) يقول: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَهٌ ) (4) وقد دخل في هذا جميع الأمّه فاستضحكت ثمّ قلت: صدقت يابن عبّاس أنشدك اللّه هل في حكم اللّه (جلّ ذكره) اختلاف ؟

قال: فقال: لا.

فقلت: ما ترى في رجل ضرب رجلا أصابعه بالسيف حتى سقطت ثمّ ذهب وأتى رجل آخر فأطار كفّه فاتي به إليك وأنت قاض

ص:392


1- (1)- آل عمران 3:144.
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 248 ح 4.
3- (3) - اغرورقت عيناه: أي دمعتا، كأنهما غرقتا في دمعهما. (أقرب الموارد).
4- (4) - الحجرات 49:10.

كيف أنت صانع ؟

قال: أقول لهذا القاطع: أعطه ديه كفّه وأقول لهذا المقطوع:

صالحه على ما شئت، وأبعث به إلى ذوي عدل.

قلت: جاء الاختلاف في حكم اللّه (عزّ ذكره) ونقضت القول الاوّل، أبى اللّه (عزّ ذكره) أن يحدث في خلقه شيئا من الحدود [و] ليس تفسيره في الارض، اقطع قاطع الكفّ أصلا ثمّ أعطه ديه الاصابع هكذا حكم اللّه ليله تنزل فيها أمره، إن جحدتها بعد ما سمعت من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) فأدخلك اللّه النار كما أعمى بصرك يوم جحدتها على ابن أبي طالب.

قال: فلذلك عمّي بصري ؟

قال: وما علمك بذلك ؟ فواللّه إن عمي بصري إلا من صفقه جناح الملك.

قال: فاستضحكت ثمّ تركته يومه ذلك لسخافه عقله ثمّ لقيته فقلت: يابن عباس ما تكلّمت بصدق مثل أمس، قال لك عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام): إنّ ليله القدر في كلّ سنه وإنّه ينزل في تلك اللّيله أمر السّنه وإنّ لذلك الامر ولاه بعد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)، فقلت: من هم ؟

فقال: أنا وأحد عشر من صلبي أئمّه محدّثون.

فقلت: لا أراها كانت إلا مع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) فتبدّى لك الملك الّذي يحدّثه.

فقال: كذبت يا عبداللّه رأت عيناى الّذي حدّثك به عليّ - ولم تره عيناه ولكن و عا قلبه ووقر في سمعه - ثمّ صفقك بجناحه فعميت.

ص:393

قال: فقال ابن عباس: ما اختلفنا في شيء فحكمه إلى اللّه.

فقلت له: فهل حكم اللّه في حكم من حكمه بأمرين ؟

قال: لا.

فقلت: هاهنا هلكت وأهلكت(1).

3612 -الكافي: بهذا الاسناد عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: كان عليّ (عليه السّلام) كثيرا ما يقول: [ما] اجتمع التيميّ والعدويّ (2) عند رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) وهو يقرأ: (إِنّا أَنْزَلْناهُ ) بتخشع وبكاء فيقولان: ما أشدّ رقّتك لهذه السوره ؟! فيقول رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): لما رأت عيني ووعا قلبي ولما يرى قلب هذا من بعدي! فيقولان: وما الّذي رأيت وما الّذي يرى ؟

قال: فيكتب لهما في التراب (تَنَزَّلُ الْمَلائِكَهُ وَ الرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ) .

قال: ثمّ يقول: هل بقي شيء بعد قوله (عزّوجلّ ): (كُلِّ أَمْرٍ) ؟

فيقولان: لا.

فيقول: هل تعلمان من المنزل إليه بذلك ؟

فيقولان: أنت يارسول اللّه.

فيقول: نعم.

فيقول: هل تكون ليله القدر من بعدي ؟

فيقولان: نعم.

ص:394


1- (1)- الكافي: ج 1 ص 247 ح 2.
2- (2) - التيمي: ابو بكر، والعدوي: عمر. (مرآه العقول).

قال: فيقول: فهل ينزل ذلك الامر فيها؟

فيقولان: نعم.

قال: فيقول: إلى من ؟

فيقولان: لا ندري فيأخذ برأسي ويقول: إن لم تدريا فادريا، هو هذا من بعدي.

قال: فان كانا ليعرفان تلك اللّيله بعد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) من شدّه ما يداخلهما من الرعب(1)!.

3613 -تأويل الآيات الظاهره: روى محمد بن العباس، عن أحمد بن هوذه، عن ابراهيم بن اسحاق، عن عبداللّه بن حماد، عن أبي يحيي الصنعاني، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سمعته يقول: قال لي أبي محمد بن علي: قرأ عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) (إِنّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَهِ الْقَدْرِ) وعنده الحسن والحسين (عليهما السّلام)، فقال له الحسين (عليه السّلام): يا أبتا كأنّ بها من فيك حلاوه ؟

فقال له: يابن رسول اللّه وابني إنّي اعلم فيها ما لم تعلم، إنّها لمّا نزلت بعث إليّ جدّك رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) فقرأها عليّ ثمّ ضرب على كتفي الأيمن وقال: يا أخي ووصيّي ووليّ امّتى(2) بعدي وحرب أعدائي إلى يوم يبعثون هذه السوره لك من بعدى، ولولدك من بعدك، إن جبرئيل أخي من الملائكه حدّث إليّ أحداث امّتى في سنتها، وإنه ليحدّث ذلك إليك كأحداث النبوّه، ولها نور ساطع في

ص:395


1- (1)- الكافي: ج. 1 ص 249 ح 5.
2- (2) - ووالي امتي - البحار.

قلبك وقلوب أوصيائك إلى مطلع فجر القائم (عليه السّلام)(1).

باب (9) قضايا الحمل والولاده للائمّه عليهم السّلام

3614 -الكافي: الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن أحمد بن محمد بن عبداللّه، عن ابن مسعود، عن عبداللّه بن إبراهيم الجعفريّ قال: سمعت إسحاق بن جعفر يقول: سمعت أبي يقول:

الأوصياء إذا حملت بهم امهاتهم أصابها فتره شبه الغشيه، فأقامت في ذلك يومها ذلك إن كان نهارا، أو ليلتها إن كان ليلا، ثمّ ترى في منامها رجلا يبشّرها بغلام عليم حليم، فتفرح لذلك، ثمّ تنتبه من نومها، فتسمع من جانبها الأيمن في جانب البيت صوتا يقول: حملت بخير وتصيرين إلى خير وجئت ذلك، أبشرى بغلام حليم عليم، وتجد خفّه في بدنها ثمّ لم تجد بعد ذلك امتناعا من جنبيها وبطنها فاذا كان لتسع من شهرها سمعت في البيت حسّا شديدا، فاذا كانت الليله التي تلد فيها ظهر لها في البيت نور تراه لا يراه غيرها إلاّ أبوه، فاذا ولدته ولدته قاعدا وتفتّحت له حتّى يخرج متربّعا يستدير بعد وقوعه إلى الارض، فلا يخطيء القبله حيث كانت بوجهه، ثمّ يعطس ثلاثا يشير بأصبعه بالتّحميد ويقع مسرورا(2) مختونا ورباعيتاه من فوق وأسفل وناباه وضاحكاه، ومن بين يديه مثل سبيكه الذهب نور ويقيم يومه

ص:396


1- (1)- تأويل الآيات الظاهره: ج 2 ص 820 ح 9. منه البحار: ج 25 ص 70.
2- (2) - أي مقطوع السره.

وليلته تسيل يداه ذهبا(1) وكذلك الأنبياء إذا ولدوا وإنّما الأوصياء أعلاق(2) من الأنبياء(3).

3615 -بصائر الدرجات: حدثنا الحسين بن محمد، عن المعلّى ابن محمد، عن محمد بن جمهور، عن سليمان بن سماعه، عن عبداللّه بن القاسم، عن أبي بصير قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): إنّ الامام يعرف نطفه الإمام التي منها منها إمام بعده(4).

3616 -بصائر الدرجات: حدثنا عبّاد بن سليمان، عن محمد بن سليمان الديلمي، عن أبيه سليمان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ نطفه الإمام من الجنّه، وإذا وقع من بطن امّه إلى الارض وقع وهو واضع يده إلى الارض رافع رأسه إلى السماء.

قلت: جعلت فداك ولم ذاك ؟

قال (عليه السّلام): لانّ مناديا يناديه من جوّ السماء من بطنان العرش من الأفق الاعلى: يا فلان بن فلان اثبت فإنّك صفوتي من خلقي، وعيبه علمي ولك ولمن تولّاك أوجبت رحمتي، ومنحت جناني، واحلّك جواري.

ثمّ وعزّتي وجلالي لاصلينّ من عاداك أشدّ عذابي، وإن أوسعت

ص:397


1- (1)- قوله: «مثل سبيكه الذهب» أي نور اصفر أو أحمر شبيه بها وسيلان الذهب عن يديه أيضا كنايه عن إضائتهما ولمعانهما وبريقهما وسطوع النور الاصفر منهما. (مرآه العقول).
2- (2) - الاعلاق: جمع علقه - وهي القطعه، أي قطع منهم. (مجمع البحرين).
3- (3) - الكافي: ج 1 ص 387 ح 5.
4- (4) - بصائر الدرجات: ص 497 ح 13. منه البحار: ج 25 ص 44.

عليهم في دنياي من سعه رزقي.

قال: فاذا انقضى صوت المنادي، أجابه هو: (شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ وَ الْمَلائِكَهُ وَ أُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) (1) فإذا قالها أعطاه اللّه العلم الأوّل والعلم الاخر واستحقّ زياده الروح(2) في ليله القدر(3).

البحار - بيان: قال الجزريّ : فيه ينادي مناد من بطنان العرش، أي من وسطه، وقيل: من أصله، وقيل: البطنان جمع بطن وهو الغامض من الارض يريد من دواخل العرش.

البحار - أقول: لعلّ المراد بالعلم الاوّل علوم الانبياء والأوصياء السابقين، وبالعلم الآخر علوم خاتم الأنبياء، أو بالاوّل العلم بأحوال المبدء وأسرار التوحيد وعلم ما مضى وما هو كائن في النشأه الأولى والشرائع والأحكام، وبالآخر العلم بأحوال المعاد والجنّه والنار وما بعد الموت من أحوال البرزخ وغير ذلك، والأوّل أظهر.

ص:398


1- (1)- آل عمران 3:18.
2- (2) - هكذا في المصدر، ولعل الصحيح: زياره الروح.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 243 ح 13. منه البحار: ج 25 ص 37.

أبواب علامات الامام وصفاته وشرائطه

باب (1) تسميه الإمام

3617 -تفسير العياشي: عن هشام بن الحكم، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه: (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً) (1).

قال: فقال: لو علم اللّه أنّ اسما أفضل منه لسمّانا به(2).

باب (2) الأئمه عليهم السّلام من قريش

3618 -عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): حدثنا محمد بن عمر ابن محمد بن سلم بن البراء الجعابي قال: حدثني أبو محمد الحسن بن عبداللّه بن محمد بن العباس الرازي التميمي قال: حدثني سيدي علي ابن موسى الرضا قال: حدثني أبي موسى بن جعفر قال: حدثني

ص:399


1- (1)- البقره 2:124.
2- (2) - تفسير العياشي: ج 1 ص 58 ح 90. منه البحار: ج 25 ص 104.

أبي جعفر بن محمد قال: حدثني أبي محمد بن علي قال: حدثني أبي علي بن الحسين قال: حدثني أبي الحسين بن علي، عن علي (عليهم السّلام) قال: قال النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): الائمّه من قريش(1).

باب (3) لا يكون امامان في زمان واحد إلّا وأحدهما صامت

3619 -اكمال الدين: حدثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا أحمد ابن ادريس قال: حدثنا احمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر (البزنطيّ )، عن حماد بن عثمان، عن عبداللّه بن أبي يعفور أنّه سال أبا عبداللّه (عليه السّلام) هل تترك الارض بغير إمام ؟

قال: لا.

قلت: فيكون إمامان ؟

قال: لا إلّا وأحدهما صامت(2).

3620 -بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن الحسين، عن الحسن ابن محبوب، عن العلاء، عن عبداللّه بن أبي يعفور، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: كان عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) عالم هذه الامه، والعلم يتوارث، وليس يمضي منّا أحد حتى يرى من ولده من يعلم علمه ولا تبقى الارض يوما بغير إمام منّا تفزع إليه الامّه.

ص:400


1- (1)- عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 63 ح 272. منه البحار: ج 25 ص 104.
2- (2) - اكمال الدين: ص 233 ح 41. منه البحار: ج 25 ص 106.

قلت: يكون إمامان ؟

قال: لا إلاّ وأحدهما صامت لا يتكلّم حتّى يمضي الاول(1).

3621 -بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن عبدالجبّار، عن محمد بن إسماعيل، عن عليّ بن النعمان، عن عبيد بن زراره قال:

قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام): ترك الارض بغير إمام ؟

قال: لا.

قلنا: تكون الارض وفيها إمامان ؟

قال: لا إلاّ إمامان أحدهما صامت لا يتكلّم، ويتكلّم الّذي قبله والإمام يعرف الامام الّذي بعده(2).

3622 -بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن يعقوب السرّاج قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) متى يمضي الامام حتّى يؤدّي علمه إلى من يقوم مقامه من بعده ؟

قال: فقال: لا يمضي الامام حتّى يفضى علمه(3) إلى من انتجبه اللّه ولكن يكون صامتا معه فاذا مضى وليّ العلم نطق به من بعده(4).

3623 -اكمال الدين: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا محمد بن يحيي العطار، عن محمد بن الحسين ابن أبي الخطّاب، عن علي بن أسباط، عن عليّ بن أبي حمزه، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه (عزّوجلّ ):

ص:401


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 531 ح 20. منه البحار: ج 23 ص 53.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 536 ح 44. منه البحار: ج 25 ص 107.
3- (3) - حتى يعلمه - البحار.
4- (4) - بصائر الدرجات: ص 486 ح 7. منه البحار: ج 26 ص 95.

(وَ بِئْرٍ مُعَطَّلَهٍ وَ قَصْرٍ مَشِيدٍ) (1).

فقال: البئر المعطّله: الإمام الصامت، والقصر المشيد: الإمام الناطق(2).

3624 -إكمال الدين: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه وعبداللّه بن جعفر الحميري قالا: حدثنا إبراهيم بن مهزيار، عن (أخيه) علي بن مهزيار، عن فضاله، عن أبان بن عثمان، عن ابن أبي عمير، عن الحسين بن أبي العلاء، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قلت له: تكون الارض بغير إمام ؟

قال: لا.

قلت: أفيكون إمامان في وقت واحد؟

قال: لا إلاّ وأحدهما صامت.

قلت: فالامام يعرف الامام الذي من بعده ؟

قال: نعم.

قال: قلت: القائم إمام ؟

قال: نعم إمام ابن إمام، قد اؤتم(3) به قبل ذلك(4).

ص:402


1- (1)- الحج 22:45.
2- (2) - اكمال الدين: ص 417 ح 10. منه البحار: ج 25 ص 107.
3- (3) - قد اوذنتم - البحار.
4- (4) - اكمال الدين: ص 223 ح 17. منه البحار: ج 25 ص 107.

باب (4) عقاب من ادّعى الإمامه بغير حقّ أو أطاع إماما جائرا

3625 -الكافي: محمد بن يحيي، عن عبداللّه بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن أبان، عن الفضيل، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: من ادّعى الامامه وليس من أهلها فهو كافر(1).

ثواب الاعمال: حدثني محمد بن موسى بن المتوكل (رضي اللّه عنه) قال: حدثني عبداللّه بن جعفر، عن محمد بن الحسين (ابن أبي الخطاب)، عن الحسن بن محبوب، عن أبان مثله(2).

3626 -ثواب الاعمال: أبي (رحمه اللّه)، عن سعد بن عبداللّه، عن محمد بن الحسين، عن عبدالرحمن بن أبي هاشم البزاز الاسدي، عن داود بن فرقد، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: من ادّعى الإمامه وليس بامام فقد افترى على اللّه وعلى رسوله وعلينا(3).

3627 الخصال: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا سعد ابن عبداللّه، عن عليّ بن إسماعيل الأشعري، قال: حدثني محمد بن سنان، عن أبي مالك الجهني قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: ثلاثه لا يكلمهم اللّه يوم القيامه ولا ينظر اليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم: من ادعى إماما ليست امامته من اللّه، ومن جحد اماما

ص:403


1- (1)- الكافي: ج 1 ص 372 ح 2.
2- (2) - ثواب الاعمال: ص 254 ح 2.
3- (3) - ثواب الاعمال: ص 255 ح 3. منه البحار: ج 25 ص 112.

امامته من عند اللّه (عزّوجلّ )، ومن زعم ان لهما في الاسلام نصيبا(1)..

3628 -الكافي: عدّه من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الوشاء، عن داود الحمّار، عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سمعته يقول: ثلاثه لا يكلّمهم اللّه يوم القيامه ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: من ادّعى إمامه من اللّه ليست له، ومن جحد إماما من اللّه، ومن زعم أنّ لهما في الاسلام نصيبا(2).

غيبه النعماني: حدثنا محمد بن يعقوب، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن أبي داود المسترق، عن علي بن ميمون الصائغ، عن ابن أبي يعفور مثله(3).

3629 -الكافي: الحسين بن محمد، عن معلّى بن محمد، عن أبي داود المسترقّ ، عن عليّ بن ميمون، عن ابن أبي يعفور قال:

سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: ثلاثه لا ينظر اللّه إليهم يوم القيامه ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: من ادّعى إمامه من اللّه ليست له، ومن جحد إماما من اللّه، ومن زعم أنّ لهما في الاسلام نصيبا(4).

تفسير العياشي: عن علي بن ميمون الصايغ أبي الاكراد مثله إلّا أن فيه: ومن قال ان لفلان وفلان في الاسلام نصيبا(5).

2630 -غيبه النعماني: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد، عن محمد بن المفضّل بن إبراهيم الأشعري قال: حدثني محمد بن عبداللّه

ص:404


1- (1)- الخصال: ص 106 ح 69. منه البحار: ج 7 ص 213.
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 373 ح 4.
3- (3) - غيبه النعماني: ص 112 ح 3.
4- (4) - الكافي: ج 1 ص 374 ح 12.
5- (5) - تفسير العياشي: ج 1 ص 178 ح 64.

ابن زراره، عن مرزبان القميّ ، عن عمران الأشعريّ ، عن جعفر بن محمد (عليهما السّلام) انه قال: ثلاثه لا ينظر اللّه إليهم يوم القيامه ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: من زعم انه امام وليس بامام، ومن زعم في امام حقّ انه ليس بامام وهو امام، ومن زعم ان لهما في الاسلام نصيبا(1).

3631 -البحار: (تقريب المعارف) لأبي الصلاح الحلبي، قال:

وتناصر الخبر عن علي بن الحسين ومحمد بن عليّ وجعفر بن محمد (عليهم السّلام) من طرق مختلفه أنّهم قالوا: ثلاثه لا ينظر اللّه إليهم يوم القيامه ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: من زعم أنّه إمام وليس بامام، ومن جحد إمامه إمام من اللّه، ومن زعم أنّ لهما في الاسلام نصيبا(2).

3632 -الكافي: محمد بن يحيي، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان، عن طلحه بن زيد، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: من أشرك مع إمام - إمامته من عند اللّه - من ليست إمامته من اللّه، كان مشركا باللّه(3).

3633 -غيبه النعماني: أخبرنا علي بن أحمد، عن عبيداللّه بن موسى، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عليّ بن الحكم(4)، عن أبان ابن عثمان، عن الفضيل بن يسار قال: سمعت أبا عبداللّه جعفر بن

ص:405


1- (1)- غيبه النعماني: ص 111 ح 2. منه البحار: ج 25 ص 113.
2- (2) - البحار: ج 72 ص 138.
3- (3) - الكافي: ج 1 ص 373 ح 6.
4- (4) - علي بن عبداللّه البرقي، عن علي بن الحكم - البحار.

محمد (عليه السّلام) يقول: من خرج يدعو الناس وفيهم من هو افضل منه فهو ضالّ مبتدع [ومن ادعى الامامه من اللّه وليس بامام فهو كافر](1).

3634 -معاني الاخبار: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه (رضي الله عنه) قال: حدثني عمّي محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن عليّ الكوفيّ ، عن عثمان بن عيسى، عن فرات بن أحنف قال: سأل رجل أبا عبداللّه (عليه السّلام) فقال: إنّ من قبلنا يقولون: نعوذ باللّه من شرّ الشيطان وشرّ السلطان وشرّ النبطيّ إذا استعرب.

فقال: نعم ألا أزيدك منه ؟

قال: بلى.

قال: ومن شرّ العربيّ إذا استنبط.

فقلت: وكيف ذاك ؟

فقال: من دخل في الاسلام فادّعى مولى غيرنا فقد تعرّب بعد هجرته فهذا النبطيّ إذا استعرب، وأمّا العربي إذا استنبط فمن أقرّ بولاء من دخل به في الإسلام فادّعاه دوننا فهذا قد استنبط(2).

البحار - بيان: فادّعاه أي الولاء يعني ادّعى الخلافه بعدما بايع الخليفه وأقر به كعمر (أو المعنى أقرّ بالنبي (صلّى اللّه عليه وآله) أو بأمير المؤمنين الّذي دخل بسببه في الاسلام وأنكر إمامه سائر الائمّه (عليهم السّلام)، والاوّل أظهر) وإطلاق النبطيّ على من دخل في الاسلام لانّه استنبط العلم كما ورد في الخبر، أو لانّه خرج عن كونه

ص:406


1- (1)- غيبه النعماني: ص 115 ح 13. منه البحار: ج 25 ص 115.
2- (2) - معاني الاخبار: ص 143 ح 1. منه البحار: ج 25 ص 111.

أعرابيا، والمراد بالعربيّ هنا الأعرابيّ العاري عن العلم والدّين.

3635 -غيبه النعماني: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد بن عقده قال: حدثنا حميد(1) بن زياد قال: حدثنا جعفر بن اسماعيل المنقري قال: أخبرني شيخ بمصر يقال له: الحسين بن أحمد المقريء، عن يونس بن ظبيان قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه (عزّوجلّ ): (وَ يَوْمَ الْقِيامَهِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّهٌ أَ لَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ ) (2).

قال: من زعم أنّه إمام وليس بامام(3).

3636 -الكافي: الحسين بن محمد، عن معلّى بن محمد، عن محمد بن جمهور، عن عبداللّه بن عبدالرحمن، عن الحسين بن الختار قال: قلت لابي عبداللّه (عليه السّلام): جعلت فداك (الْقِيامَهِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللّهِ ) .

قال: كلّ من زعم أنّه إمام وليس بإمام.

قلت: وإن كان فاطميا علويا؟

قال: وإن كان فاطميا علويا(4).

2637 -تفسير القمي: حدثني أبي، عن ابن أبي عمير، عن أبي المغرا، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قوله تعالى: (وَ يَوْمَ الْقِيامَهِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّهٌ ) .

ص:407


1- (1)- محمد - البحار.
2- (2) - الزمر 39:60.
3- (3) - غيبه النعماني: ص 111 ح 1. منه البحار: ج 25 ص 113.
4- (4) - الكافي: ج 1 ص 372 ح 3.

قال: من ادّعى أنّه إمام وليس بإمام.

قلت: وإن كان علويا فاطميا؟

قال: وإن كان علويا فاطميا(1) 3638 - الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن سنان، عن يحيي أخي أديم، عن الوليد بن صبيح قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: إنّ هذا الامر لا يدعيه غير صاحبه إلاّ تبر(2) اللّه عمره(3).

ثواب الاعمال: أبي (رحمه اللّه)، عن سعد بن عبداللّه، عن محمد بن الحسين، عن ابن سنان مثله إلا أن فيه: بتر اللّه عمره(4).

3639 -الكافي: حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد، عن وهيب بن حفص، عن أبي بصير قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام):

ما من عبد يدعو إلى ضلاله إلاّ وجد من يتابعه(5).

3640 -الكافي: محمد بن يحيي، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن ابن محبوب، عن أبي ولاّد، وغيره من أصحابنا، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قول اللّه (عزّوجلّ ): (وَ مَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ ) (6).

فقال: من عبد فيه غير اللّه (عزّوّجلّ ) أو تولّى فيه غير أولياء اللّه

ص:408


1- (1)- تفسير القمي: ج 2 ص 251. منه البحار: ج 25 ص 111.
2- (2) - تبّره: اهلكه ودمّره. (اقرب الموارد).
3- (3) - الكافي: ج 1 ص 373 ح 5.
4- (4) - ثواب الاعمال: ص 255 ح 4.
5- (5) - الكافي: ج 8 ص 229 ح 295.
6- (6) - الحج 22:25.

فهو ملحد بظلم وعلى اللّه (تبارك وتعالى) أن يذيقه من عذاب أليم(1).

3641 -الكافي: عدّه من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن محبوب، عن عبدالعزيز العبدي، عن عبداللّه بن أبي يعفور قال: قلت لابي عبداللّه (عليه السّلام): إنّي أخالط الناس فيكثر عجبي من أقوام لا يتولّونكم ويتولّون فلانا وفلانا، لهم أمانه وصدق ووفاء، وأقوام يتولّونكم، ليس لهم تلك الأمانه ولا الوفاء والصدّق ؟

قال: فاستوى أبو عبداللّه (عليه السّلام) جالسا فأقبل عليّ كالغضبان، ثمّ قال:

لا دين لمن دان اللّه بولايه إمام جائر ليس من اللّه.

ولا عتب على من دان بولايه إمام عادل من اللّه.

قلت: لا دين لاولئك ولا عتب على هؤلاء؟! قال نعم لا دين لاولئك ولا عتب على هؤلاء.

ثمّ قال: ألا تسمع لقول اللّه (عزّوجلّ ): (اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ) يعني [من] ظلمات الذنوب إلى نور التوبه والمغفره لولايتهم كلّ إمام عادل من اللّه وقال: (وَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ ) إنّما عنى بهذا أنّهم كانوا على نور الاسلام فلمّا أن تولّوا كل إمام جائر ليس من اللّه (عزّوجلّ ) خرجوا بولايتهم [إيّاه] من نور الاسلام إلى ظلمات الكفر، فأوجب اللّه لهم النار مع الكفّار، ف - (أُولئِكَ أَصْحابُ النّارِ هُمْ فِيها)

ص:409


1- (1)- الكافي: ج 8 ص 337 ح 533.

(خالِدُونَ ) (1) و(2).

تفسير العياشي: عن عبداللّه بن أبي يعفور مثله مع اختلاف يسير في بعض الالفاظ إلاّ أن فيه زياده بعد قوله: (يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ ) قال: قلت: أليس اللّه عنى بها الكفار حين قال: (وَ الَّذِينَ كَفَرُوا) ؟

قال: فقال: وأيّ نور للكافر وهو كافر فاخرج منه الى الظلمات، انما عنى اللّه بهذا انهم كانوا... الى اخره(3).

باب (5) صفات الإمام وشرائط الإمامه

3642 -الكافي: محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن إسحاق بن غالب، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في خطبه له يذكر فيها حال الائمّه (عليهم السّلام) وصفاتهم: إنّ اللّه (عزّوجلّ ) أوضح بأئمّه الهدى - من أهل بيت نبينا - عن دينه، وأبلج بهم عن سبيل منهاجه، وفتح بهم عن باطن ينابيع علمه، فمن عرف من امّه محمد (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) واجب حقّ إمامه وجد طعم حلاوه إيمانه وعلم فضل طلاوه إسلامه(4) لانّ اللّه (تبارك وتعالى) نصب الامام علما لخلقه وجعله حجّه

ص:410


1- (1)- البقره 2:257.
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 375 ح 3.
3- (3) - تفسير العياشي: ج 1 ص 138 ح 460.
4- (4) - الطلاوه مثلثه: الحسن والبهجه والقبول. (أقرب الموارد).

على أهل موادّه(1) وعالمه وألبسه اللّه تاج الوقار وغشّاه من نور الجبّار، يمدّ بسبب إلى السماء، لا ينقطع عنه موادّه ولا ينال ما عند اللّه إلاّ بجهه أسبابه ولا يقبل اللّه أعمال العباد إلاّ بمعرفته، فهو عالم بما يرد عليه من ملتبسات الدجى ومعمّيات السّنن ومشبّهات الفتن، فلم يزل اللّه (تبارك وتعالى) يختارهم لخلقه من ولد الحسين (عليه السّلام) من عقب كل إمام يصطفيهم لذلك ويجتبيهم، ويرضى بهم لخلقه ويرتضيهم، كلّما مضى منهم إمام نصب لخلقه من عقبه إماما علما بينا وهاديا نيّرا وإماما قيّما وحجّه عالما، أئمه من اللّه، يهدون بالحقّ وبه يعدلون، حجج اللّه ودعاته ورعاته على خلقه يدين بهديهم العباد وتستهلّ بنورهم البلاد وينمو ببركتهم التّلاد(2)، جعلهم اللّه حياه للانام ومصابيح للظلام ومفاتيح للكلام ودعائم للاسلام، جرت بذلك فيهم مقادير اللّه على محتومها، فالامام هو المنتجب المرتضى والهادي المنتجى(3) والقائم المرتجى، اصطفاه اللّه بذلك واصطنعه على عينه في الذرّ حين ذرأه وفي البريّه حين برأه ظلاّ قبل خلق نسمه عن يمين عرشه محبوا بالحكمه(4) في علم الغيب عنده اختاره بعلمه وانتجبه لطهره، بقيّه من آدم (عليه السّلام) وخيره من ذرّيه نوح (عليه السّلام) ومصطفي من آل إبراهيم (عليه السّلام) وسلاله من إسماعيل وصفوه من عتره محمد

ص:411


1- (1)- المادّه: الزياده المتصله أي الذين يصل إليهم رزقه تعالى وتربيته أو هداياته وتوفيقاته الخاصه. (مرآه العقول).
2- (2) - التلاد: كل مال قديم. (اقرب الموارد).
3- (3) - انتجاه: خصّه بمناجاته - انتجا القوم: تسارّوا. (اقرب الموارد).
4- (4) - أي منعّما عليه أي كان يعلم انه يحبوه العلم والحكمه. (مرآه العقول).

(صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) لم يزل مرعيا بعين اللّه يحفظه ويكلؤه بستره، مطرودا عنه حبائل إبليس وجنوده، مدفوعا عنه وقوب الغواسق ونفوث كلّ فاسق، مصروفا عنه قوارف السوء، مبرّءا من العاهات، محجوبا عن الآفات معصوما من الزلاّت مصونا عن الفواحش كلّها، معروفا بالحلم والبرّ في يفاعه منسوبا إلى العفاف والعلم والفضل عند انتهائه، مسندا إليه أمر والده، صامتا عن المنطق في حياته، فاذا انقضت مدّه والده إلى أن انتهت به مقادير اللّه إلى مشيئته وجاءت الاراده من اللّه فيه إلى محبّته وبلغ منتهى مدّه والده فمضى وصار أمر اللّه إليه من بعده وقلّده دينه وجعله الحجّه على عباده وقيّمه في بلاده وأيّده بروحه وآتاه علمه وأنباه فصل بيانه واستودعه سرّه، وانتدبه لعظيم أمره وأنبأه فضل بيان علمه ونصبه علما لخلقه وجعله حجّه على أهل عالمه وضياء لاهل دينه والقيّم على عباده، رضي اللّه به إماما لهم، استودعه سرّه واستحفظه علمه واستخبأه حكمته واسترعاه لدينه وانتدبه لعظيم أمره وأحيا به مناهج سبيله وفرائضه وحدوده، فقام بالعدل عند تحيّر أهل الجهل وتحبير أهل الجدل بالنّور الساطع والشفاء النافع بالحقّ الابلج والبيان اللائح من كلّ مخرج، على طريق المنهج الّذي مضى عليه الصادقون من آبائه (عليهم السّلام) فليس يجهل حقّ هذا العالم إلاّ شقيّ ولا يجحده إلاّ غويّ ولا يصدّ عنه إلاّ جريّ على اللّه (جلّ وعلا)(1).

غيبه النعماني: أخبرنا محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن اسحاق

ص:412


1- (1)- الكافي: ج 1 ص 203 ح 2.

ابن غالب، عن أبي عبداللّه [جعفر بن محمد (عليهما السّلام)] في خطبه له يذكر فيها حال الائمّه (عليهم السّلام) وصفاتهم فقال: ان اللّه تعالى أوضح بائمه الهدى... وذكر الحديث باختلاف يسير في بعض الكلمات(1).

3643 -بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن عيسى ويعقوب بن يزيد وغيرهما، عن ابن محبوب، عن إسحاق بن غالب، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: مضى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) وخلّف في امّته كتاب اللّه ووصيّه عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) أمير المؤمنين وإمام المتّقين وحبل اللّه المتين وعروته الوثقى الّتي لاانفصام لها وعهده المؤكد صاحبان مؤتلفان يشهد كلّ واحد لصاحبه بتصديق ينطق الامام عن اللّه (عزّوّجلّ ) في الكتاب بما أوجب اللّه فيه على العباد من طاعه اللّه وطاعه الامام وولايته وأوجب حقّه الّذي أراه اللّه (عزّوجلّ ) من استكمال دينه وإظهار أمره والاحتجاج بحجّته، والاستضاء بنوره في معادن أهل صفوته ومصطفى أهل خيرته.

فأوضح اللّه بأئمّه الهدى من أهل بيت نبيّنا عن دينه، وأبلج(2) بهم عن سبيل مناهجه وفتح بهم عن باطن ينابيع علمه، فمن عرف من امّه محمد (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) واجب حقّ إمامه وجد طعم حلاوه إيمانه، وعلم فضل طلاوه إسلامه، لانّ اللّه ورسوله نصب(3) الامام علما لخلقه، وجعله حجّه على أهل عالمه، ألبسه اللّه تاج الوقار،

ص:413


1- (1)- غيبه النعماني: ص 224 ح 7.
2- (2) - ابلج الشيء: اوضحه وكشفه. (أقرب الموارد).
3- (3) - لان اللّه نصب - البحار.

وغشّاه من نور الجبّار، يمدّ بسبب إلى السماء لا ينقطع عنه موارده(1)، ولا ينال ما عند اللّه (تبارك وتعالى) إلاّ بجهه أسباب سبيله، ولا يقبل اللّه أعمال العباد إلاّ بمعرفته.

فهو عالم بما يرد [عليه] من ملتبسات الوحي ومصيبات السنن(2)ومشتبهات الفتن ولم يكن اللّه ليضلّ قوما بعد إذ هداهم حتّى يبين لهم ما يتّقون، وتكون الحجّه من اللّه على العباد بالغه(3).

3644 -الخصال: حدثنا احمد بن محمد بن الهيثم العجلي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا احمد بن يحيى بن زكريا القطان قال: حدثنا بكر ابن عبداللّه بن حبيب قال: حدثنا تميم بن بهلول قال: حدثنا أبو معاويه، عن سليمان بن مهران، عن أبي عبداللّه جعفر بن محمد (عليهما السّلام) قال: عشر خصال من صفات الامام: العصمه، والنصوص وأن يكون أعلم الناس، وأتقاهم للّه، وأعلمهم بكتاب اللّه، وأن يكون صاحب الوصيه الظاهره، ويكون له المعجز والدّليل، وتنام عينه ولا ينام قلبه، ولا يكون له فيء، ويرى من خلفه كما يرى من بين يديه يديه(4).

3645 -تفسير العياشي: عن أبي عمرو الزبيري، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) أنّ ممّا استحقّت به الامامه التطهير والطهاره من الذنوب والمعاصي الموبقه التي توجب النار ثمّ العلم المنور بجميع ما يحتاج إليه

ص:414


1- (1)- لا ينقطع عنه موادّه - البحار.
2- (2) - من معمّيات السنن - البحار.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 432 ح 2. منه البحار: ج 25 ص 146.
4- (4) - الخصال: ص 428 ح 5. منه البحار: ج 25 ص 140.

الامّه من حلالها وحرامها، والعلم بكتابها خاصّه وعامّه والمحكم والمتشابه ودقائق علمه وغرائب تاويله وناسخه ومنسوخه.

قلت: وما الحجّه بأنّ الامام لا يكون إلاّ عالما بهذه الاشياء الّذي ذكرت ؟

قال: قول اللّه فيمن أذن اللّه لهم في الحكومه وجعلهم أهلها:

(إِنّا أَنْزَلْنَا التَّوْراهَ فِيها هُدىً وَ نُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هادُوا وَ الرَّبّانِيُّونَ وَ الْأَحْبارُ) فهذه الائمّه دون الأنبياء الّذين يربّون الناس بعلمهم، وأمّا الاحبار فهم العلماء دون الربّانيين، ثمّ أخبر فقال: (بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتابِ اللّهِ وَ كانُوا عَلَيْهِ شُهَداءَ ) (1) ولم يقل: بما حملوا منه(2).

3646 -الخصال: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا محمد ابن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد، عن عبدالصمد بن محمد، عن حنان بن سدير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام)، عن أبيه، قال:

إنّ الامامه لاتصلح إلاّ لرجل فيه ثلاث خصال: ورع يحجزه عن المحارم، وحلم يملك به غضبه، وحسن الخلافه على من ولّى [عليه] حتى يكون له كالوالد الرحيم(3).

3647 -بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن الحسين، عن أبي داود المسترق، عن عيسى الفرّاء، عن مالك الجهنيّ قال: كنت بين يدي أبي عبداللّه (عليه السّلام) فوضعت يدي على خدّي وقلت في

ص:415


1- (1)- المائده 5:44.
2- (2) - تفسير العياشي: ج 1 ص ص 322 ح 119. منه البحار: ج 25 ص 149.
3- (3) - الخصال: ص 116 ح 97. منه البحار: جه 2 ص 137.

نفسي: لقد عصمك اللّه وشرّفك.

فقال: يا مالك! الامر أعظم ممّا تذهب إليه(1).

البحار - بيان: أي ليس محض العصمه والتشريف كما زعمت، بل هي الخلافه الكبرى وفرض الطاعه على كافّه الورى وغير ذلك.

3648 -الكافي: محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن يزيد شعر، عن هارون بن حمزه، عن عبدالأعلى قال: قلت لابي عبداللّه (عليه السّلام): المتوثّب على هذا الامر المدّعي له، ما الحجّه عليه ؟

قال: يسأل عن الحلال والحرام.

قال: ثمّ اقبل عليّ فقال: ثلاثه من الحجّه لم تجتمع في أحد إلاّ كان صاحب هذا الامر: أن يكون أولى الناس بمن كان قبله، ويكون عنده السلاح، ويكون صاحب الوصيّه الظاهره الّتي إذا قدمت المدينه سألت عنها العامّه والصبيان: إلى من أوصى فلان ؟ فيقولون: إلى فلان بن فلان(2).

3649 -الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم وحفص بن البختري، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قيل له: بأيّ شيء يعرف الامام ؟

قال: بالوصيّه الظاهره وبالفضل، إنّ الامام لا يستطيع أحد أن يطعن عليه في فم ولا بطن ولا فرج، فيقال: كذاب ويأكل أموال الناس، وما أشبه هذا(3).

ص:416


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 260 ح 18. منه البحار: ج 25 صه 14.
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 284 ح 2.
3- (3) - الكافي: ج 1 ص 284 ح 3.

3650 -الخصال: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا محمد ابن يحيي العطار، عن محمد بن أحمد، عن الحسن بن موسى الخشاب، عن يزيد بن اسحاق شعر قال: حدثني هارون بن حمزه الغنوي، عن عبدالأعلى بن أعين قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام): ما الحجّه على المدّعي لهذا الامر بغير حقّ؟

قال: ثلاثه من الحجّه لم يجتمعن في رجل إلاّ كان صاحب هذا الامر: أن يكون أولى الناس بمن قبله، ويكون عنده سلاح رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله)، ويكون صاحب الوصيّه الظاهره الّذي إذا قدمت المدينه سألت العامّه والصبيان: إلى من أوصى فلان ؟ فيقولون:

إلى فلان(1).

3651 -الخصال: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا محمد ابن يحيي العطار، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن الوليد، عن حمّاد بن عثمان، عن الحارث بن المغيره النصريّ قال: قلت لابي عبداللّه (عليه السّلام): بما يعرف صاحب هذا الامر؟

قال: بالسكينه والوقار والعلم والوصيّه(2).

3652 -غيبه النعماني: حدثنا عليّ بن أحمد، عن عبيداللّه(3) بن موسى العلوي، عن محمد بن عبدالجبّار، عن صفوان بن يحيى، عن أبي سعيد المكاريّ ، عن الحارث بن المغيره النصري قال: قلت لابي عبداللّه (عليه السّلام): بأيّ شيء يعرف الامام ؟

ص:417


1- (1)- الخصال: ص 117 ح 99. منه البحار: ج 25 ص 138.
2- (2) - الخصال: ص 200 ح 12. منه البحار: ج 25 ص 138.
3- (3) - عبداللّه - البحار.

قال: بالسكينه والوقار.

قلت: وبأيّ شيء؟

قال: وتعرفه بالحلال والحرام، وبحاجه الناس إليه، ولا يحتاج إلى أحد ويكون عنده سلاح رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله).

قلت: أيكون إلاّ وصيّا ابن وصيّ؟ قال: لا يكون إلّا وصيّا وابن وصيّ (1).

باب (6) مقياس معرفه الإمام

اشاره

3652 -الكافي: الحسين بن محمد، عن المعلّى بن محمد، عن محمد بن عليّ قال: أخبرني سماعه بن مهران قال: أخبرني الكلبيّ النسابه قال: دخلت المدينه ولست أعرف شيئا من هذا الامر فأتيت المسجد فاذا جماعه من قريش فقلت: أخبروني عن عالم أهل هذا البيت ؟

فقالوا: عبداللّه بن الحسن.

فأتيت منزله فاستأذنت، فخرج إليّ رجل ظننت أنّه غلام له، فقلت له: استاذن لي على مولاك، فدخل ثمّ خرج فقال لي: ادخل فدخلت فاذا أنا بشيخ معتكف شديد الاجتهاد، فسلّمت عليه.

فقال لي: من أنت ؟

فقلت: أنا الكلبيّ النسّابه.

ص:418


1- (1)- غيبه النعماني: ص 242 ح 40. منه البحار: ج 25 ص 256.

فقال: ما حاجتك ؟

فقلت: جئت أسألك.

فقال: أمررت بابني محمد؟

قلت: بدأت بك.

فقال: سل.

فقلت: أخبرني عن رجل قال لامرأته: أنت طالق عدد نجوم السماء؟

فقال: نبين برأس الجوزاء(1) والباقي وزر عليه وعقوبه، فقلت في نفسي: واحده.

فقلت: ما يقول الشيخ في المسح على الخفّين ؟

فقال: قد مسح قوم صالحون ونحن أهل البيت لا تمسح، فقلت في نفسي: ثنتان.

فقلت: ما تقول في أكل الجريّ أحلال هو أم حرام ؟

فقال: حلال إلاّ أنّا أهل البيت نعافه.

فقلت في نفسي: ثلاث.

فقلت: فما تقول في شرب النبيذ؟

فقال: حلال إلا أنا أهل البيت لانشربه.

فقمت فخرجت من عنده وأنا أقول: هذه العصابه تكذب على أهل هذا البيت.

ص:419


1- (1)- برأس الجوزاء: أي بعدد الكواكب التي على رأس الجوزاء المعروفه في السماء وهي ثلاثه. (مرآه العقول).

فدخلت المسجد فنظرت إلى جماعه من قريش وغيرهم من الناس فسلّمت عليهم، ثمّ قلت لهم: من أعلم أهل هذا البيت ؟

فقالوا: عبداللّه بن الحسن.

فقلت: قد أتيته فلم أجد عنده شيئا.

فرفع رجل رأسه فقال: ائت جعفر بن محمد (عليهما السّلام) فهو أعلم أهل هذا البيت، فلامه بعض من كان بالحضره.

فقلت: إنّ القوم إنّما منعهم من إرشادي إليه أوّل مرّه الحسد.

فقلت له: ويحك إيّاه أردت. فمضيت حتّى صرت إلى منزله فقرعت الباب، فخرج غلام له فقال: ادخل يا أخا كلب. فواللّه لقد أدهشني، فدخلت وأنا مضطرب ونظرت فاذا شيخ على مصلّى بلامرفقه ولا بردعه(1) فابتدأني بعد أن سلّمت عليه.

فقال لي: من أنت ؟ فقلت في نفسي: يا سبحان اللّه غلامه يقول لي بالباب: ادخل يا أخا كلب ويسألني المولى من أنت ؟! فقلت له: أنا الكلبيّ النسابه، فضرب بيده على جبهته وقال:

كذب العادلون باللّه وضلّوا ضلالا بعيدا وخسروا خسرانا مبينا.

يا أخا كلب إنّ اللّه (عزّوجلّ ) يقول: (وَ عاداً وَ ثَمُودَ وَ أَصْحابَ الرَّسِّ وَ قُرُوناً بَيْنَ ذلِكَ كَثِيراً) (2) أفتنسبها أنت ؟

فقلت: لا، جعلت فداك.

ص:420


1- (1)- المرفقه: المتكأ والمخده (أقرب الموارد) بالرذعه - بالذال والدال -: الحلس الذي يلقى تحت الرحل، وفي عرف زماننا هي للحمار ما يركب عليه بمنزله السرج للفرس. (مجمع البحرين).
2- (2) - الفرقان 25:38.

فقال لي: أفتنسب نفسك ؟

قلت: نعم أنا فلان بن فلان بن فلان حتّى ارتفعت.

فقال لي: قف ليس حيث تذهب، ويحك أتدري من فلان بن فلان ؟

قلت: نعم فلان بن فلان.

قال: إن فلان بن فلان [بن فلان] الرّاعي الكردي إنّما كان فلان الرّاعي الكرديّ على جبل آل فلان فنزل إلى فلانه - امرأه فلان من جبله الذي كان يرعى غنمه عليه - فأطعمها شيئا وغشيها فولدت فلانا وفلان بن فلان من فلانه وفلان بن فلان.

ثمّ قال: أتعرف هذه الأسامي ؟

قلت: لا واللّه جعلت فداك فان رأيت أن تكفّ عن هذا فعلت ؟

فقال: إنّما قلت.

فقلت: إنّي لا أعود.

قال: لانعود إذا واسأل عمّا جئت له.

فقلت له: أخبرني عن رجل قال لامرأته: أنت طالق عدد نجوم السماء؟

فقال: ويحك أما تقرأ سوره الطلاق ؟

قلت: بلى.

قال: فا قرأ، فقرأت (فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَ أَحْصُوا الْعِدَّهَ ) (1).

قال: أترى هاهنا نجوم السماء؟

قلت: لا.

ص:421


1- (1)- الطلاق 65:1.

قلت: فرجل قال لامرأته: أنت طالق ثلاثا؟

قال: تردّ إلى كتاب اللّه وسنّه نبيه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)، ثمّ قال: لاطلاق إلاّ على طهر من غير جماع، بشاهدين مقبولين.

فقلت في نفسي: واحده.

ثمّ قال: سل.

قلت: ما تقول في المسح على الخفّين ؟

فتبسّم ثمّ قال: إذا كان يوم القيامه وردّ اللّه كلّ شيء إلى شيئه وردّ الجلد إلى الغنم فترى أصحاب المسح أين يذهب وضوؤهم ؟

فقلت في نفسي: ثنتان.

ثمّ التفت إليّ فقال: سل.

فقلت: أخبرني عن أكل الجريّ؟

فقال: إنّ اللّه (عزّوجلّ ) مسخ طائفه من بني إسرائيل فما أخذ منهم بحرا فهو الجريّ الزمّار والمار ماهي وما سوى ذلك وما أخذ منهم برّا فالقرده والخنازير والوبر(1) والورك(2) وما سوى ذلك.

فقلت في نفسي: ثلاث ثمّ التفت إليّ . فقال: سل وقم.

فقلت: ما تقول في النبيذ؟

فقال: حلال.

فقلت: إنّا ننبذ فنطرح فيه العكر(3) وما سوى ذلك ونشربه.

ص:422


1- (1)- الوبر: دويبه كالسنور اصغر منه كحلاء اللون حسنه العينين لها ذنب قصير جدا. (اقرب الموارد).
2- (2) - الورك - محركه -: دابّه كالضبّ أو العظيم من اشكال الوزغ. (مرآه العقول).
3- (3) - العكر - بفتحتين -: دردي الزيت ودردي النبيذ ونحوه مما خثر - أي ثخن واشتد - ورسب. (مجمع البحرين).

فقال: شه شه(1) تلك الخمره المنتنه.

فقلت: جعلت فداك فأيّ نبيذ تعني ؟

فقال: إنّ أهل المدينه شكوا إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) تغيير الماء وفساد طبايعهم، فأمرهم أن ينبذوا، فكان الرجل يأمر خادمه أن ينبذ له، فيعمد إلى كفّ من التمر فيقذف به في الشنّ (2)فمنه شربه ومنه طهوره.

فقلت: وكم كان عدد التمر الّذي [كان] في الكف ؟

فقال: ما حمل الكفّ .

فقلت: واحده أو ثنتان ؟

فقال: ربّما كانت واحده وربّما كانت ثنتين.

فقلت: وكم كان يسع الشنّ؟

فقال: ما بين الأربعين إلى الثمانين إلى ما فوق ذلك.

فقلت: با لأرطال ؟

فقال: نعم أرطال بمكيال العراق.

قال سماعه: قال الكلبيّ : ثمّ نهض (عليه السّلام) وقمت، فخرجت وأنا أضرب بيدي على الاخرى وأنا أقول: إن كان شيء فهذا، فلم يزل الكلبيّ يدين اللّه بحبّ آل هذا البيت حتّى مات(3).

3654 -معاني الاخبار: حدّثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا سعد ابن عبداللّه، قال: حدّثني محمد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن

ص:423


1- (1)- شه شه: كلمه تقبيح واستقذار. (مرآه العقول).
2- (2) - الشن: القربه الخلقه الصغيره. (مرآه العقول).
3- (3) - الكافي: ج 1 ص 348 ج 6.

محمد بن سنان، عن حمزه ومحمد ابني حمران قالا: اجتمعنا عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) في جماعه من أجلّه مواليه وفينا حمران بن أعين، فخضنا في المناظره، وحمران ساكت، فقال له أبو عبداللّه (عليه السّلام): مالك لا تتكلّم يا حمران ؟

فقال: ياسيدي آليت على نفسي أنّي لا أتكلّم في مجلس تكون فيه.

فقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): إنّي قد أذنت لك في الكلام، فتكلّم.

فقال حمران: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، لم يتخذ صاحبه ولا ولدا، خارج من الحدّين، حدّ التعطيل، وحدّ التشبيه، وأنّ الحق: القول بين القولين لاجبر ولا تفويض، وأنّ محمدا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدّين كله ولو كره المشركون، وأشهد أنّ الجنه حق، وأنّ النار حقّ ، وأنّ البعث بعد الموت حقّ ، وأشهد أنّ عليا حجّه اللّه على خلقه لا يسع الناس جهله، وأنّ حسنا بعده، وأنّ الحسين من بعده، ثمّ علي بن الحسين، ثمّ محمد بن عليّ ، ثمّ أنت ياسيدي من بعدهم.

فقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): الترّترّ حمران(1)، ثم قال (عليه السّلام): يا حمران مدّ المطمر بينك وبين العالم.

قلت: ياسيدي وما المطمر؟

ص:424


1- (1)- التر - بضم التاء وشدّ الراء المهمله -: الخيط الذي يمدّ على البناء فيقدر به، وهذا استعاره للتمييز بين الحق والباطل، والمعنى: الميزان ميزان حمران «هامش المصدر».

فقال: أنتم تسمّونه خيط البناء، فمن خالفك على هذا الأمر فهو زنديق.

فقال حمران: وإن كان علويا فاطميا؟

فقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): وإن كان محمّديا علويا فاطميّا(1).

3655 -معاني الاخبار: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبداللّه بن سنان قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): ليس بينكم وبين من خالفكم إلاّ المطمر.

قلت: وأيّ شيء المطمر؟

قال: الّذي تسمّونه الترّ، فمن خالفكم وجازه فابرؤا منه، وإن كان علويّا فاطميا(2).

***

ص:425


1- (1)- معاني الاخبار: ص 212 ح 1. منه البحار: ج 72 ص 132.
2- (2) - معاني الاخبار: ص 213 ح 2. منه البحار: ج 72 ص 133.

بين الإمام الصادق عليه السّلام وعبداللّه بن الحسن

3656 -الكافي: بعض أصحابنا، عن محمد بن حسان، عن محمد بن رنجويه، عن عبداللّه بن الحكم الأرمني، عن عبداللّه بن إبراهيم بن محمد الجعفري قال: أتينا خديجه بنت عمر بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) نعزّيها بابن بنتها، فوجدنا عندها موسى بن عبداللّه بن الحسن، فاذا هو في ناحيه قريبا من النساء، فعزّيناها، ثمّ أقبلنا عليه فاذا هو يقول لابنه أبي يشكر الراثيه:

قولي. فقالت:

اعدد رسول اللّه واعدد بعده أسد الاله وثالثا عبّاسا

واعدد عليّ الخير واعدد جعفرا واعدد عقيلا بعده الرؤاسا

فقال: أحسنت وأطربتني، زيديني، فاندفعت تقول:

ومنّا إمام المتّقين محمّد وحمزه منّا والمهذّب جعفر

ومنّا عليّ صهره وابن عمّه وفارسه ذاك الإمام المطهّر

فأقمنا عندها حتّى كاد اللّيل أن يجيء، ثمّ قالت خديجه:

سمعت عمّي محمّد بن عليّ (صلوات اللّه عليه) وهو يقول: إنّما

ص:426

تحتاج المرأه في الماتم إلى النوح لتسيل دمعتها ولا ينبغي لها أن تقول هجرا، فاذا جاء اللّيل فلا تؤذي الملائكه بالنوح، ثمّ خرجنا فغدونا إليها غدوه فتذاكرنا عندها اختزال(1) منزلها من دار أبي عبداللّه جعفر بن محمد (عليهما السّلام) فقال - موسى بن عبداللّه -: هذه دار تسمّى دار السرقه.

فقالت: هذا ما اصطفى مهدينا - تعني محمد بن عبداللّه بن الحسن - تمازحه بذلك -.

فقال موسى بن عبداللّه: واللّه لأخبرنّكم بالعجب، رأيت أبي (رحمه اللّه) لمّا أخذ في أمر محمّد بن عبداللّه وأجمع على لقاء أصحابه، فقال: لاأجد هذا الامر يستقيم إلاّ أن ألقى أبا عبداللّه جعفر ابن محمّد (عليهما السّلام) فانطلق وهو متّك عليّ فانطلقت معه حتّى أتينا أبا عبداللّه (عليه السّلام).

فلقيناه خارجا يريد المسجد فاستوقفه أبي وكلّمه.

فقال له أبو عبداللّه (عليه السّلام): ليس هذا موضع ذلك، نلتقي إن شاء اللّه. فرجع أبي مسرورا، ثمّ أقام حتّى إذا كان الغد أو بعده بيوم، انطلقنا حتّى أتيناه، فدخل عليه أبي وأنا معه فابتدأ الكلام، ثمّ قال له فيما يقول: قد علمت جعلت فداك أن السن لي عليك وأن في قومك من هو أسن منك ولكن اللّه (عزّوجلّ ) قد قدّم لك فضلا ليس هو لاحد من قومك وقد جئتك معتمدا لما أعلم من برّك، واعلم - فديتك - أنّك اذا أجبتني لم يتخلّف عنّي أحد من أصحابك ولم يختلف عليّ اثنان من قريش ولا غيرهم.

ص:427


1- (1)- اختزل الرجل برأيه: انفرد به. (اقرب الموارد).

فقال له أبو عبداللّه (عليه السّلام): إنّك تجد غيري أطوع لك منّي ولا حاجه لك فيّ ، فواللّه إنّك لتعلم أنّي اريد الباديه أو أهم بها، فأثقل عنها وأريد الحجّ فما أدركه إلاّ بعد كدّ وتعب ومشقّه على نفسي، فاطلب غيري وسله ذلك ولا تعلمهم أنّك جئتني.

فقال له: إنّ الناس مادّون أعناقهم إليك وإن أجبتني لم يتخلّف عنّي أحد ولك أن لا تكلّف قتالا ولا مكروها.

قال: وهجم علينا ناس فدخلوا وقطعوا كلامنا.

فقال أبي: جعلت فداك ما تقول ؟

فقال: نلتقي إن شاء اللّه.

فقال: أليس على ما أحبّ؟

فقال: على ما تحبّ إن شاء اللّه من إصلاحك.

ثمّ انصرف حتّى جاء البيت، فبعث [عبداللّه] رسولا إلى محمد في جبل بجهينه، يقال له: الاشقر على ليلتين من المدينه، فبشّره وأعلمه أنّه قد ظفر له بوجه حاجته وما طلب، ثمّ عاد بعد ثلاثه أيام فوقّفنا بالباب ولم نكن نحجب إذا جئنا، فأبطأ الرسول، ثمّ أذن لنا، فدخلنا عليه فجلست في ناحيه الحجره ودنا أبي إليه فقبّل رأسه، ثمّ قال: جعلت فداك قد عدت إليك راجيا، مؤمّلا، قد انبسط رجائي وأملي ورجوت الدرك لحاجتي.

فقال له أبو عبداللّه (عليه السّلام): يابن عمّ إنّي اعيذك باللّه من التعرّض لهذا الامر، الّذي أمسيت فيه، وإنّي لخائف عليك أن يكسبك شرا، فجرى الكلام بينهما، حتّى أفضى إلى ما لم يكن يريد وكان من قوله: بأيّ شيء كان الحسين أحقّ بها من الحسن ؟

ص:428

فقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): رحم اللّه الحسن ورحم الحسين وكيف ذكرت هذا؟

قال: لانّ الحسين (عليه السّلام): كان ينبغي له إذا عدل أن يجعلها في الاسنّ من ولد الحسن.

فقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): إنّ اللّه (تبارك وتعالى) لمّا أن أوحى إلى محمّد (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) أوحى إليه بما شاء ولم يؤامر أحدا من خلقه وأمر محمّد (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) عليّا (عليه السّلام) بما شاء، ففعل ما امر به ولسنا نقول فيه إلاّ ما قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) من تبجيله وتصديقه، فلو كان امر الحسين أن يضيّرها في الاسنّ أو ينقلها في ولدهما - يعني الوصيّه - لفعل ذلك الحسين (عليه السّلام) وما هو بالمتّهم عندنا في الذخيره لنفسه، ولقد ولّى وترك ذلك ولكنّه مضى لمّا امر به وهو جدّك وعمّك، فان قلت خيرا فما أولاك به وإن قلت هجرا فيغفر اللّه لك.

أطعني يابن عمّ واسمع كلامي، فواللّه الّذي لا إله إلاّ هو لا آلوك نصحا وحرصا فكيف ولا أراك تفعل، وما لامر اللّه من مرد.

فسرّ أبي عند ذلك، فقال له أبو عبداللّه: واللّه إنّك لتعلم أنّه الاحول الاكشف الاخضر المقتول بسدّه أشجع(1) عند بطن مسيلها.

ص:429


1- (1)- أي لتعلم ان ابنك محمدا هذا هو الاحول الاكشف الاخضر الذي اخبر به المخبر الصادق انه سيخرج بغير حق ويقتل صاغرا والأكشف: الذي نبتت له شعيرات في قصاص ناصيته دائره ولا تكاد تسترسل والعرب تتشأم به والاخضر ربما يقال الاسود أيضا وفي هذا المقام يحتمله والسدّه بالضمّ باب الدار واشجع أبو قبيله سمّيت باسم أبيهم. (الوافي).

فقال أبي: ليس هو ذلك واللّه ليحاربن باليوم يوما وبالساعه ساعه وبالسنه سنه وليقومنّ بثأر بني أبي طالب جميعا.

فقال له أبو عبداللّه (عليه السّلام): يغفر اللّه لك ما أخوفني أن يكون هذا البيت يلحق صاحبنا(1): «منّتك نفسك في الخلاء ضلالا».

لا واللّه لا يملك أكثر من حيطان المدينه ولا يبلغ عمله الطائف إذا أحفل - يعني إذا أجهد نفسه - وما للأمر من بدّ أن يقع، فاتّق اللّه وارحم نفسك وبني أبيك، فواللّه إنّي لاراه أشام سلحه(2) اخرجتها أصلاب الرجال إلى أرحام النساء، واللّه إنّه المقتول بسدّه أشجع بين دورها، واللّه لكأنّي به صريعا مسلوبا بزّته(3) بين رجليه لبنه ولا ينفع هذا الغلام ما يسمع - قال موسى بن عبداللّه - يعنيني - وليخرجن معه فيهزم ويقتل صاحبه، ثمّ يمضي فيخرج معه رايه أخرى، فيقتل كبشها(4)ويتفرّق جيشها، فان أطاعني فليطلب الامان عند ذلك من بني العبّاس حتّى يأتيه اللّه بالفرج ولقد علمت بأنّ هذا الامر لا يتمّ وأنّك لتعلم ونعلم أنّ ابنك، الاحول الاخضر الاكشف المقتول بسدّه أشجع بين دورها عند بطن مسيلها.

فقام أبي وهو يقول: بل يغنى اللّه عنك ولتعودنّ أو ليقي اللّه بك وبغيرك، وما أردت بهذا إلا امتناع غيرك وأن تكون ذريعتهم إلى ذلك.

ص:430


1- (1)- والمراد بالبيت ما سيذكر مصراعا منه وبالصاحب عبدالله او ابنه. (مرآه العقول).
2- (2) - السلحه: المراد بها هنا النطفه. (مجمع البحرين).
3- (3) - البزّه: الثياب والسلاح. (اقرب الموارد).
4- (4) - الكبش: سيّد القوم وقائدهم. (اقرب الموارد).

فقال أبو عبداللّه (عليه السّلام): اللّه يعلم ما اريد إلاّ نصحك ورشدك وما عليّ إلاّ الجهد.

فقام أبي يجر ثوبه مغضبا فلحقه أبو عبداللّه (عليه السّلام)، فقال له: اخبرك أنّي سمعت عمّك - وهو خالك - يذكر أنّك وبني أبيك ستقتلون، فان أطعتني ورأيت أن تدفع بالّتي هي أحسن فافعل، فواللّه الّذي لا إله إلاّ هو عالم الغيب والشهاده الرّحمن الرحيم الكبير المتعال على خلقه لوددت أنّي فديتك بولدي وبأحبّهم إليّ وبأحبّ أهل بيتي إليّ ، وما يعدلك عندي شيء فلا ترى أنّي غششتك.

فخرج أبي من عنده مغضبا أسفا.

قال: فما أقمنا بعد ذلك إلاّ قليلا - عشرين ليله أو نحوها - حتّى قدمت رسل أبي جعفر فأخذوا أبي وعمومتي سليمان بن حسن وحسن ابن حسن وإبراهيم بن حسن وداود بن حسن وعليّ بن بن وسليمان ابن داود بن حسن وعليّ بن إبراهيم بن حسن، وحسن بن جعفر بن حسن، وطباطبا إبراهيم بن إسماعيل بن حسن، وعبداللّه بن داود.

قال: فصفّدوا في الحديد، ثمّ حملوا في محامل أعراء لاوطاء فيه! ووقفوا بالمصلّى لكي يشمتهم الناس.

قال: فكفّ الناس عنهم ورقّوا لهم للحال الّتي هم فيها، ثمّ انطلقوا بهم حتّى وقّفوا عند باب مسجد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم).

قال عبداللّه بن إبراهيم الجعفريّ : فحدثتنا خديجه بنت عمر بن عليّ : أنّهم لمّا اوقفوا عند باب المسجد - الباب الّذي يقال له، باب جبرئيل - أطلع عليهم أبو عبداللّه (عليه السّلام) وعامّه ردائه مطروح

ص:431

بالارض، ثمّ أطلع من باب المسجد فقال: لعنكم اللّه يا معاشر الانصار - ثلاثا - ما على هذا عاهدتم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) ولا بايعتموه، أما واللّه ان كنت حريصا ولكنّي غلبت وليس للقضاء مدفع، ثم قام وأخذ إحدى نعليه فأدخلها رجله والأخرى في يده وعامه ردائه يجره في الارض، ثمّ دخل بيته فحمّ عشرين ليله، لم يزل يبكي فيها الليل والنهار حتّى خفنا عليه، فهذا حديث خديجه.

قال الجعفري: وحدّثنا موسى بن عبداللّه بن الحسن أنّه لمّا طلع بالقوم في المحامل، قام أبو عبداللّه (عليه السّلام) من المسجد ثمّ أهوى إلى المحمل الّذي فيه عبداللّه بن الحسن يريد كلامه، فمنع أشدّ المنع وأهوى إليه الحرسيّ فدفعه وقال: تنحّ عن هذا، فانّ اللّه سيكفيك ويكفي غيرك، ثمّ دخل بهم الزقاق ورجع أبو عبداللّه (عليه السّلام) إلى منزله، فلم يبلغ بهم البقيع حتّى ابتلي الحرسي بلاء شديدا، رمحته(1) ناقته فدقت وركه فمات فيها ومضى بالقوم، فأقمنا بعد ذلك حينا، ثمّ أتى محمد بن عبداللّه بن حسن، فاخبر أنّ أباه وعمومته قتلوا - قتلهم أبو جعفر - إلاّ حسن بن جعفر، وطباطبا، وعليّ بن إبراهيم، وسليمان بن داود، وداود بن حسن، وعبداللّه بن داود، قال: فظهر محمد بن عبداللّه عند ذلك ودعا الناس لبيعته، قال:

فكنت ثالث ثلاثه بايعوه واستونق الناس لبيعته ولم يختلف عليه قرشي ولا أنصاريّ ولا عربيّ .

قال: وشاور عيسى بن زيد - وكان من ثقاته وكان على شرطه - فشاوره في البعثه إلى وجوه قومه.

ص:432


1- (1)- رمحته الدّابه: رفسته. (أقرب الموارد).

- فقال له عيسى بن زيد: إن دعوتهم دعاء يسيرا لم يجيبوك، أو تغلظ عليهم، فخلّني وإيّاهم فقال له محمد: امض إلى من أردت منهم، فقال: ابعث إلى رئيسهم وكبيرهم - يعني أبا عبداللّه جعفر بن محمد (عليه السّلام) - فانّك إذا أغلظت عليه علموا جميعا أنّك ستمرّهم على الطريق الّتي أمررت عليها أبا عبداللّه (عليه السّلام).

قال: فواللّه ما لبثنا أن اتي بأبي عبداللّه (عليه السّلام): حتّى اوقف بين يديه فقال له عيسى بن زيد أسلم تسلم.

فقال له أبو عبداللّه (عليه السّلام): أحدثت نبوّه بعد محمّد؟

فقال له محمّد: لا ولكن بايع تأمن على نفسك ومالك و ولدك ولا تكلّفنّ حربا.

فقال له أبو عبداللّه (عليه السّلام): ما في حرب ولا قتال ولقد تقدّمت إلى أبيك وحذّرته الّذي حاق به ولكن لاينفع حذر من قدر.

يابن أخي: عليك بالشباب ودع عنك الشيوخ.

فقال له محمد: ما أقرب ما بيني وبينك في السنّ .

فقال له أبو عبداللّه (عليه السّلام): إنّي لم أعازّك(1) ولم أجيء لأتقدّم عليك في الّذي أنت فيه.

فقال له محمّد: لا واللّه لابدّ من أن تبايع.

فقال له أبو عبداللّه (عليه السّلام): ما فيّ يابن أخي طلب ولا حرب وإنّي لاريد الخروج إلى الباديه فيصدّني ذلك ويثقل عليّ حتّى تكلّمنى في ذلك الاهل غير مرّه ولا يمنعني منه إلاّ الضّعف. واللّه والرّحم أن تدبر عنّا ونشقى بك.

ص:433


1- (1)- عازّه: عارضه. (أقرب الموارد).

فقال له: يا أبا عبداللّه قد واللّه مات أبو الدّوانيق - يعني أبا جعفر -.

فقال له أبو عبداللّه (عليه السّلام): وما تصنع بي وقد مات ؟

قال: اريد الجمال بك.

قال: ما إلى ما تريد سبيل، لا واللّه ما مات أبو الدّوانيق إلاّ أن يكون مات موت النوم.

قال: واللّه لتبايعني طائعا أو مكرها ولا تحمد في بيعتك، فأبى عليه إباء شديدا وأمر به إلى الحبس.

فقال له عيسى بن زيد: أمّا إن طرحناه في السجن - وقد خرب السجن وليس عليه اليوم غلق - خفنا أن يهرب منه.

فضحك أبو عبداللّه (عليه السّلام)، ثمّ قال: لاحول ولا قوّه إلّا باللّه العليّ العظيم أو تراك تسجنني ؟

قال: نعم والّذي أكرم محمّدا بالنبوّه لأسجننّك ولا شدّدنّ عليك.

فقال عيسى بن زيد: احبسوه في المخبأ - وذلك دار ريطه اليوم -.

فقال له أبو عبداللّه (عليه السّلام): أما واللّه إنّي سأقول ثمّ اصدّق.

فقال له عيسى بن زيد: لو تكلّمت لكسرت فمك.

فقال له أبو عبداللّه (عليه السّلام): أما واللّه يا أكشف يا أزرق، لكأنّي بك تطلب لنفسك جحرا تدخل فيه، وما أنت في المذكورين عند اللّقاء، وإني لأظنّك إذا صفق خلفك طرت مثل الهيق النافر.

فنفر عليه محمّد بانتهار: احبسه وشدّد عليه واغلظ عليه.

ص:434

فقال له أبو عبداللّه (عليه السّلام): أما واللّه لكأنّي بك خارجا من سدّه أشجع إلى بطن الوادي وقد حمل عليك فارس معلم في يده طراده، نصفها أبيض ونصفها أسود، على فرس كميت أقرح(1) فطعنك فلم يصنع فيك شيئا وضربت خيشوم فرسه فطرحته وحمل عليك آخر خارج من زقاق آل أبي عمّار الدئليّين عليه غديرتان مضفورتان، وقد خرجتا من تحت بيضته كثير شعر الشاربين، فهو واللّه صاحبك، فلارحم اللّه رمّته(2).

فقال له محمّد: يا أبا عبداللّه حسبت فأخطأت.

وقام إليه السراقيّ بن سلح الحوت، فدفع في ظهره حتّى ادخل السجن واصطفى ما كان له من مال وما كان لقومه ممّن لم يخرج مع محمد.

قال: فطلع باسماعيل بن عبداللّه بن جعفر بن أبي طالب وهو شيخ كبير ضعيف، قد ذهبت إحدى عينيه وذهبت رجلاه وهو يحمل حملا، فدعاه إلى البيعه.

فقال له: يابن أخي إنّي شيخ كبير ضعيف وأنا إلى برّك وعونك أحوج.

فقال له: لابدّ من أن تبايع.

فقال له: وأيّ شيء تنتفع ببيعتي واللّه إنّي لاضيّق عليك مكان اسم رجل إن كتبته.

ص:435


1- (1)- فرس اقرح: في جبهته قرحه وهي بياض بقدر الدرهم أو دونه. (أقرب الموارد).
2- (2) - الرمّه - بالكسر -: العظام الباليه والمعنى لارحمه اللّه ابدا ولو بعد صيرورته رميما. (مرآه العقول).

قال: لابدّ لك أن تفعل، وأغلظ له في القول.

فقال له إسماعيل: ادع لي جعفر بن محمد، فلعلّنا نبايع جميعا.

قال: فدعا جعفرا (عليه السّلام) فقال له إسماعيل: جعلت فداك إن رأيت أن تبيّن له فافعل، لعلّ اللّه يكفّه عنّا.

قال: قد أجمعت ألاّ اكلّمه، فلير فيّ برأيه.

فقال إسماعيل لابي عبداللّه (عليه السّلام): أنشدك اللّه هل تذكر يوما أتيت أباك محمد بن عليّ (عليه السّلام) وعليّ حلّتان صفراوان، فدام النظر إليّ فبكى، فقلت له: ما يبكيك ؟

فقال لي: يبكيني أنّك تقتل عند كبر سنّك ضياعا، لا ينتطح في دمك عنزان.

قال: قلت: فمتى ذاك ؟

قال: إذا دعيت إلى الباطل فأبيته وإذا نظرت إلى الاحول مشؤوم قومه ينتمي من آل الحسن (عليه السّلام) على منبر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) يدعو إلى نفسه، قد تسمي بغير اسمه(1) فأحدث عهدك واكتب وصيتك، فانّك مقتول في يومك أو من غد.

فقال له أبو عبداللّه (عليه السّلام): نعم... وهذا وربّ الكعبه لا يصوم من شهر رمضان إلاّ أقلّه، فأستودعك اللّه يا أبا الحسن وأعظم اللّه أجرنا فيك وأحسن الخلافه على من خلّفت وإنّا للّه وإنّا إليه راجعون.

قال: ثم احتمل اسماعيل ورد جعفر (عليه السّلام) إلى الحبس.

قال: فواللّه ما أمسينا حتّى دخل عليه بنو أخيه: بنو معاويه بن عبداللّه بن جعفر فتوطّؤوه حتّى قتلوه وبعث محمّد بن عبداللّه إلى

ص:436


1- (1)- باسم المهدي (عليه السّلام) أو النفس الزكيّه.

جعفر (عليه السّلام) فخلّى سبيله.

قال: وأقمنا بعد ذلك حتّى استهللنا شهر رمضان فبلغنا خروج عيسى بن موسى يريد المدينه.

قال: فتقدّم محمد بن عبداللّه على مقدّمته يزيد بن معاويه بن عبداللّه بن جعفر وكان على مقدّمه عيسى بن موسى ولد الحسن بن زيد بن الحسن بن الحسن وقاسم ومحمد بن زيد وعليّ وإبراهيم بنو الحسن بن زيد، فهزم يزيد بن معاويه وقدم عيسى بن موسى المدينه وصار القتال بالمدينه، فنزل بذباب ودخلت علينا المسوّده من خلفنا وخرج محمد في أصحابه حتّى بلغ السوق، فأوصلهم ومضى، ثمّ تبعهم حتّى انتهى إلى مسجد الخوّامين فنظر إلى ما هناك فضاء ليس فيه مسوّد ولا مبيّض، فاستقدم حتّى انتهى إلى شعب فزاره ثمّ دخل هذيل ثمّ مضى إلى أشجع، فخرج إليه الفارس - الّذي قال أبو عبداللّه (عليه السّلام) - من خلفه، من سكه هذيل فطعنه، فلم يصنع فيه شيئا وحمل على الفارس، فضرب خيشوم فرسه بالسيف، فطعنه الفارس، فأنفذه في الدرع وانثنى عليه محمد، فضربه فأثخنه وخرج عليه حميد بن قحطبه وهو مدبر على الفارس يضربه من زقاق العمّاريّين فطعنه طعنه أنفذ السنان فيه، فكسر الرمح وحمل على حميد فطعنه حميد بزجّ الرمح فصرعه، ثمّ نزل إليه فضربه حتّى أثخنه وقتله وأخذ رأسه ودخل الجند من كلّ جانب واخذت المدينه واجلينا هربا في البلاد.

قال موسى بن عبداللّه: فانطلقت حتى لحقت بابراهيم بن عبداللّه، فوجدت عيسى بن زيد مكمّنا عنده فأخبرته بسوء تدبيره وخرجنا معه حتّى اصيب (رحمه اللّه) ثمّ مضيت مع ابن أخي الاشتر

ص:437

عبداللّه بن محمد بن عبداللّه بن حسن حتّى اصيب بالسند، ثمّ رجعت شريدا طريدا، تضيّق عليّ البلاد، فلمّا ضاقت عليّ الارض واشتدّ [بي] الخوف، ذكرت ما قال أبو عبداللّه (عليه السّلام) فجئت إلى المهديّ وقد حجّ وهو يخطب الناس في ظلّ الكعبه، فما شعر إلاّ وأنّي قد قمت من تحت المنبر، فقلت: لي الامان يا أمير المؤمنين ؟ وأدلّك على نصيحه لك عندي ؟

فقال: نعم ما هي ؟

قلت: أدلّك على موسى بن عبداللّه بن حسن.

فقال لي: نعم لك الامان.

فقلت له: أعطني ما أثق به، فأخذت منه عهودا ومواثيق ووثّقت لنفسي ثمّ قلت: أنا موسى بن عبداللّه.

فقال لي: إذا تكرم وتحيا.

فقلت له: أقطعني إلى بعض أهل بيتك، يقوم بأمري عندك.

فقال لي: أنظر إلى من أردت.

فقلت: عمّك العبّاس بن محمد.

فقال العبّاس: لاحاجه لي فيك.

فقلت: ولكن لي فيك الحاجه، أسالك بحقّ أمير المؤمنين إلاّ قبلتني. فقبلني شاء أو أبى، وقال لي المهديّ : من يعرفك ؟ - وحوله أصحابنا أو أكثرهم -.

فقلت: هذا الحسن بن زيد يعرفني وهذا موسى بن جعفر يعرفني وهذا الحسن بن عبداللّه بن العباس يعرفني.

فقالوا: نعم يا أمير المؤمنين كأنّه لم يغب عنّا.

ص:438

ثمّ قلت للمهديّ : يا أمير المؤمنين لقد أخبرني بهذا المقام أبو هذا الرجل وأشرت إلى موسى بن جعفر.

قال موسى بن عبداللّه: وكذبت على جعفر كذبه، فقلت له:

وأمرني أن اقرئك السلام وقال: إنّه إمام عدل وسخاء.

قال: فأمر لموسى بن جعفر بخمسه الاف دينار، فأمر لي منها موسى بألفي دينار ووصل عامّه أصحابه ووصلني، فأحسن صلتي، فحيث ما ذكر ولد محمد بن عليّ بن الحسين، فقولوا: صلّى اللّه عليهم وملائكته وحمله عرشه والكرام الكاتبون، وخصّوا أبا عبداللّه بأطيب ذلك، وجزى موسى بن جعفر عنّي خيرا، فأنا واللّه مولاهم بعد اللّه(1).

أقول: قد تحدثنا عن محمد بن عبداللّه بن الحسن - المعروف بالنفس الزكيه - وعن ثورته، في الجزء الثالث من هذه الموسوعه، فراجع، وإنّما ذكرنا هذا الحديث - بطوله - هنا لارتباطه بالإمام والإمامه.

باب (7) عصمه أهل البيت عليهم السّلام

اشاره

3657 -معاني الاخبار: حدثنا علي بن الفضل بن العباس البغدادي المعروف بأبي الحسن الحنوطي قال: حدثنا أحمد بن محمد ابن [احمد بن] سليمان بن الحارث قال: حدثنا محمد بن علي بن خلف العطار قال: حدثنا الحسين الاشقر قال: قلت لهشام بن الحكم:

ما معنى قولكم: إنّ الامام لايكون إلاّ معصوما؟

فقال: سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) عن ذلك فقال: المعصوم

ص:439


1- (1)- الكافي: ج 1 ص 358 ح 17.

هو الممتنع باللّه من جميع محارم اللّه، وقد قال اللّه (تبارك وتعالى):

(وَ مَنْ يَعْتَصِمْ بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ) (1).

البحار - بيان: الممتنع باللّه أي بتوفيق اللّه.

3658 -معاني الاخبار: حدثنا أحمد بن محمد بن عبدالرحمن المقري(2) قال: حدثنا أبو عمرو محمد بن جعفر المقري الجرجاني قال:

حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن الموصلي قال: حدثنا محمد بن عاصم الطريفي قال: حدثنا عباس بن يزيد بن الحسن الكحال مولى زيد بن علي قال: حدثني أبي قال: حدثني موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر ابن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين (عليهم السّلام) قال: الامام منّا لا يكون إلّا معصوما، وليست العصمه في ظاهر الخلقه فيعرف بها، ولذلك لايكون إلاّ منصوصا.

فقيل له: يابن رسول اللّه فما معنى المعصوم ؟

فقال: هو المعتصم بحبل اللّه، وحبل اللّه هو القرآن لا يفترقان إلى يوم القيامه، والامام يهدي إلى القرآن والقرآن يهدي إلى الامام، وذلك قول اللّه (عزّوجلّ ): (إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ) (3).

البحار - بيان: قوله (عليه السّلام): «هو المعتصم»، كأنّ المعنى أنّ معصوميته بسبب اعتصامه بحبل اللّه، ولذا خصّ بالعصمه

ص:440


1- (1)- معاني الاخبار: ص 132 ح 2، والآيه في سوره آل عمران 3:101. منه البحار: ج 25 ص 194.
2- (2) - المنقري - البحار.
3- (3) - معاني الاخبار: ص 132 ح 1، والآيه في سوره الاسراء 17:9. منه البحار: ج 25 ص 194.

لا مجازفه أو معنى المعصوميه انّه جعله اللّه معتصما بالقرآن لا يفارقه.

3659 -بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن عبدالجبّار، عن أبي عبداللّه البرقيّ ، عن فضاله، عن عبدالحميد بن نصر قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): ينكرون الإمام المفترض الطاعه ويجحدون به!! واللّه ما في الارض منزله أعظم عند اللّه من مفترض الطاعه، وقد كان إبراهيم دهرا ينزل عليه الامر من اللّه وما كان مفترض الطاعه حتّى بدا للّه أن يكرمه ويعظّمه فقال: (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً) فعرف إبراهيم ما فيها من الفضل فقال: (وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ ) (1).

قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): أي إنّما هي ذرّيّتك لايكون في غيرهم(2).

البحار - بيان: قوله (عليه السّلام): «وما كان مفترض الطاعه»، أي كان نبيّا ولم يكن مرسلا أو كان رسولا ولم تعمّ رسالته لجميع أهل الارض، أو لم يكن إماما مفترض الطاعه لكل من يأتي بعده من الأنبياء.

وأمّا قوله (عليه السّلام): «أي إنّما هي في ذرّيتك»، فلعلّ المراد به أنّ اللّه تعالى لمّا علم أنّه لايكون المعصوم إلاّ في ذرّيّه إبراهيم (عليه السّلام) قال: (لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ ) أي لا تكون الامامه إلاّ في المعصومين فلا ينالها غير ذرّيتك وعلى هذا التأويل الجواب أشدّ مطابقه للسؤال، واللّه أعلم بحقيقه الحال.

ص:441


1- (1)- البقره 2:124.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 529 ح 12. منه البحار: ج 25 ص 141.

3660 -عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): حدثنا محمد بنا علي ماجيلويه وأحمد بن علي بن ابراهيم بن هاشم، والحسين بن ابراهيم ابن تاتانه (رضي اللّه عنهم) قالوا: حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن علي التميمي قال: حدثني سيدي علي بن موسى الرضا (عليهما السّلام)، عن أبيه، عن آبائه، عن علي (عليهم السّلام)، عن النبي (صلّى اللّه عليه وآله) أنه قال: من سرّه أن ينظر الى القضيب الياقوت الاحمر(1) الذي غرسه اللّه (عزّوجلّ ) بيده ويكون مستمسكا به(2) فليتول عليا (عليه السّلام) والأئمّه من ولده، فإنّهم خيره اللّه (عزّوّجلّ ) وصفوته وهم المعصومون من كل ذنب وخطيئه(3).

أمالي الصدوق: حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي (رحمه اللّه) قال: حدثنا أحمد بن علي بن ابراهيم بن هاشم قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن محمد بن علي التميمي مثله(4).

3661 -تأويل الآيات الظاهره: قال محمد بن العباس: حدثنا عبدالعزيز بن يحيي، عن محمد بن زكريا، عن جعفر بن محمد بن عماره قال: حدثني أبي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه (عليهما السّلام) قال: قال عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام): إنّ اللّه (عزّوجلّ ) فضّلنا أهل البيت، وكيف لايكون كذلك واللّه (عزّوجلّ )

ص:442


1- (1)- إلى القضيب الاحمر - أمالي الصدوق.
2- (2) - متمسّكا به - أمالي الصدوق.
3- (3) - عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 57 ح 211.
4- (4) - أمالي الصدوق: ص 467 ح 26. منهما البحار: ج 36 ص 244.

يقول في كتابه: (إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) فقد طهّرنا اللّه من الفواحش ما ظهر منها وما بطن، فنحن على منهاج الحقّ (1).

3662 -الكافي: عدّه من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن فضّال، عن المفضّل بن صالح، عن محمد بن عليّ الحلبيّ ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) في قوله (عزّوجلّ ): (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَ لِوالِدَيَّ وَ لِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً) (2) يعني الولايه، من دخل في الولايه دخل في بيت - الأنبياء (عليهم السّلام).

وقوله: (إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (3) يعني الائمّه (عليهم السّلام) وولايتهم من دخل فيها دخل في بيت النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)(4).

3663 -تأويل الآيات الظاهره: في تفسير الثعلبيّ قال: قال جعفر بن محمد الصادق (عليه السّلام): قول اللّه (عزّوجلّ ): (طه) أي طهاره أهل البيت (صلوات اللّه عليهم) من الرّجس، ثمّ قرأ:

(إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (5).

ص:443


1- (1)- تأويل الآيات الظاهره: ج 2 ص 458 ح 22. منه البحار: ج 25 ص 213.
2- (2) - نوح 71:28.
3- (3) - الاحزاب 33:33.
4- (4) - الكافي: ج 1 ص 423 ح 54.
5- (5) - تأويل الآيات الظاهره: ج 1 ص 309 ح 1. منه البحار: ج 25 ص 209.

كلمه عن العصمه

أقول: العصمه - في اللغه -: الحفظ والمنع، والعاصم: الحافظ والمانع.

والمعصوم: المحفوظ، الممتنع. قال اللّه تعالى - في قصه نوح (عليه السّلام) -: (لا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ ) (1) وفي آيه التبليغ:

(وَ اللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ ) (2) أي: يمنعك منهم فلا يقدرون عليك.

وعصمه اللّه تعالى للعبد: منعه عن المعصيه، والمعصوم: الممتنع من جميع محارم اللّه.

و «العصمه» ممّا يعتقد به الشيعه اعتقادا راسخا، كما صرّحت بذلك الكميّه الكثيره من الأحاديث المرويه عن أئمّه أهل البيت (عليهم السّلام) وهي العصمه من الذنوب والمعاصي سواء الصغائر والكبائر.

والعصمه ثابته للملائكه والأنبياء والسيّده فاطمه الزهراء والأئمه الطاهرين (سلام اللّه عليهم أجمعين).

والآيات التي يشمّ منها رائحه صدور المعصيه من الأنبياء، كلّها مأوله.

ولا يهمّنا اذا كان غيرنا لا يعتقد العصمه في هؤلاء، ولسنا مسؤولين عنهم اذا كانوا ينسبون الى الأنبياء أشياء تشمئز منها النفوس، وتتنفّر منها الطباع.

ص:444


1- (1)- هود 11:43.
2- (2) - المائده 5:67.

ولا نريد - هنا - أن نتحدّث عن عصمه الملائكه والأنبياء (عليهم السّلام) وانّما المقصود - هنا - أن نتحدّث عن عصمه أهل البيت (عليهم السّلام) حتى نعلم بأن الذي تدور حوله هذه الموسوعه هو إمام معصوم.

وللعلماء تعاريف حول معنى العصمه نذكرها تتميما للفائده:

قالوا: العصمه ملكه تمنع الإنسان عن ارتكاب الجرائم، واقتراف المآثم، وتحوطه عن غشيان الرذائل والنقائص، عمدا وخطأ وسهوا وغفله ونسيانا.

وهذا هو الحدّ الفاصل بينها وبين العداله، لانّ العداله انما تمنع عن إتيان الفحشاء والمنكر عمدا، ولا تمنع عنها سهوا ونسيانا، وخطأ وغفله.

وقالوا: العصمه: فيض إلهيّ يقوى به العبد على تحرّي الخير، وتجنّب الشرّ.

عصمه الأنبياء: حفظه (تعالى) إياهم بما خصّهم به من صفاء الجوهر، ثم بما اولاهم من الفضائل الجسميه والنفسيّه، ثم بالنصره وتثبيت اقدامهم، ثم بإنزال السكينه عليهم، وبحفظ قلوبهم، وبالتوفيق»(1).

قال الشيخ المفيد: «العصمه من اللّه تعالى لحججه: هي التوفيق واللطف والاعتصام بها من الذنوب والغلط في دين اللّه تعالى.

والعصمه تفضّل من اللّه تعالى على من علم أنه يتمسّك بعصمته.

ص:445


1- (1)- مفردات الراغب.

والإعتصام: فعل المعتصم، وليست العصمه مانعه من القدره على القبيح، ولا مضطرّه للمعصوم الى الحسن، ولا ملجئه له إليه»(1).

وقال الشيخ المفيد أيضا: «العصمه: لطف يفعله اللّه بالمكلّف، بحيث يمتنع عنه وقوع المعصيه وترك الطاعه مع قدرته عليها»(2).

وقال العلاّمه الحلّي: «هي ما يمتنع المكلّف معه من المعصيه، متمكنا فيها ولا يمتنع منها عدمه»(3).

وقال الفاضل السيوري: «قال أصحابنا - ومن وافقهم من العدليّه -: هي لطف يفعله اللّه بالمكلّف، بحيث يمتنع منه وقوع المعصيه لإنتفاء داعيه، ووجود صارفه مع قدرته عليها.

ووقوع المعصيه ممكن، نظرا الى قدرته، وممتنع نظرا إلى عدم الداعي ووجود الصارف.

وانّما قلنا بقدرته عليها، لانه لولاها لما استحق مدحا ولا ثوابا، إذ لا اختيار له حينئذ، لأنهما يستحقان على فعل الممكن وتركه، لكنه يستحق المدح والثواب لعصمته إجماعا، فيكون قادرا».

وقال بعضهم:

1- ان العصمه قوّه قدسيه، وبصيره ملكوتيه، ونورانيّه ربّانيه راسخه في النفس، يحفظ بها صاحبها نفسه عن القبائح، واتيان كل ما في فعله إنصراف عن الحق، ونسيان المولى.

2- حضور خاص للعبد عند مولاه، لا يرتكب معه ما ينافي هذا

ص:446


1- (1)- تصحيح الاعتقاد: ص 214.
2- (2) - النكت الاعتقاديه: صه 4.
3- (3) - الألفين / البحث السابع.

الحضور فلا يشتغل في هذا الحضور إلاّ بما يناسبه، ففي مثل هذا الموقف الاقدس لاذنب ولا معصيه ولا انصراف عن اللّه تعالى.

3- العصمه: عباره عن قوه العقل من حيث لا يغلب، مع كونه قادرا على المعاصي كلها كجائز الخطأ، وليس معنى العصمه أن الله يجبره على ترك المعصيه بل يفعل به ألطافا يترك معها المعصيه باختياره مع قدرته عليها، كقوّه العقل وكمال الفطانه والذكاء، ونهايه صفاء النفس، وكمال الإعتناء بطاعه اللّه تعالى.

ولو لم يكن قادرا على المعاصي، بل كان مجبورا على الطاعات لكان منافيا للتكليف، ولا إكراه في الدين.

والنبيّ أوّل من كلّف، حيث قال: (فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ ) (1)(وَ أَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ) (2) وقال تعالى: (وَ اعْبُدْ رَبَّكَ حَتّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ) (3) لانه لو لم يكن قادرا على المعصيه لكان ادنى مرتبه من صلحاء المؤمنين القادرين على المعاصي التاركين لها(4).

وقال بعض الحكماء: «إنّ المعصوم خلقه اللّه جبلّه صافيه، وطينه نقيه، ومزاجا قابلا، وخصّه بعقل قويّ ، وفكر سويّ ، وجعل له ألطافا زائده، فهو قويّ بما خصّه على فعل الواجبات، وارتكاب المقبّحات والإلتفات الى ملكوت السماوات، والإعراض عن عالم الجهات، فتصير النفس الامّاره مأسوره مقهوره في حيّز النفس العاقله».

ص:447


1- (1)- الزخرف 43:81.
2- (2) - الانعام 6:163.
3- (3) - الحجر 15:99.
4- (4) - حق اليقين للسيد عبداللّه شبّر: ج 1 ص 90..

وقيل: «هو المختص بنفس من أشرف النفوس الإنسانيه، ولها عنايه خاصه، وفيض خاصّ يتمكن به من أسر القوّه الوهميّه والخياليه الموجبتين للشهوه والغضب، المتعلّق كل ذلك القوّه الحيوانيه».

ولبعضهم كلام حسن جامع هنا، قالوا: «العصمه: ملكه نفسانيه تمنع المتّصف بها من الفجور مع قدرته عليه، وتتوقف هذه الملكه على العلم بمثالب المعاصي، ومناقب الطاعات، لانّ العفّه متى حصلت في جوهر النفس، وانضاف إليها العلم التامّ بما في المعصيه من الشقاوه، وفي الطاعه من السعاده، صار ذلك العلم موجبا لرسوخها في النفس، فتصير ملكه.

ثمّ إن تلك الملكه إنما تحصل له بخاصيه نفسيّه أو بدنيّه تقتضيها وإلاّ لكان إختصاصه بتلك الملكه - دون بني نوعه - ترجيحا من غير مرجح ويتأكد ذلك العلم بتواتر الوحي، وأن يعلم المؤاخذه على ترك الأولى»(1).

وقد أقام العلماء الادلّه العقليه والنقليّه - على وجوب العصمه في النبي والامام - بصوره مفصّله... ونذكر بعضها فيما يلي:

1- «إنّهم لو لم يكونوا معصومين عن المعاصي عمدا وسهوا، وعن الخطأ والنسيان والسهو في كل ما يرجع الى ما يجب إتباعهم من أقوالهم وأفعالهم وسيرهم وسلوكهم، لارتفع الإطمئنان والإعتماد على اتّباعهم، والإقتداء والتأسّي بهم، وتبطل فائده بعث الأنبياء ونصب الائمه (عليهم السّلام) وينقض الغرض الباعث الى إرسال الرّسل، بل خطاهم ونسيانهم في الأمور العاديّه - أيضا -

ص:448


1- (1)- اللوامع الإلهيه: 169.

يضعّف ذلك الإعتماد.

وتنزههم عنهما يقوّي ذلك، ويؤكده غايه التأكيد.

فاللّطف والحكمه تقتضى إختصاصهم بعنايات وألطاف تدفع عنهم السهو والنسيان، وليس في هذا شيء من الغلوّ والمبالغه، أو تنزيلهم فوق حدود البشر».

2- «يجب ان تكون في النبي والإمام قوّه الرأى والبصيره، وعدم السهو، وعدم كل ما ينفرّ عنه، ومن المعلوم أن المعصيه - كبيره كانت أو صغيره - من أعظم ما ينفّر عنه، ومن أقوى الشواهد على ضعف الرأي.

والمعصيه تذهب بمكانتهما [النبي والامام] الإجتماعيه، ومن الممكن أن تصير سببا لاستهزاء الناس بهما، وإنكار ما يدّعيانه من النبوّه أو الإمامه.

وكل هذه الامور تنافي مصلحه النبوّات».

3- إنّ اللّه تعالى أوجب علينا طاعه النبيّ والأئمّه (عليهم السّلام) بقوله (عزّوجلّ ): (أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) (1)فلو لم يكونوا معصومين جاز أن يأمروا بالمعصيه وبما فيه المفسده، وينهوا عن الطاعه، وعمّا فيه المصلحه، وذلك يؤدّي إلى إغواء الناس وإضلالهم، وهذا خلاف المقصود والهدف من بعث الأنبياء ونصب الائمه (عليهم السّلام).

هذا... والادلّه العقليه كثيره جدا، وقد ذكر بعضها العلاّمه الحلي في كتابه (الألفين) وذكر غيره بعضها في كتب اخرى، ولا مجال - هنا - للتفصيل أكثر من هذا.

ص:449


1- (1)- النساء 4:59.

باب (8) من هم آل محمّد وأهل بيته عليهم السّلام ؟

3664 -أمالي الصدوق - معاني الاخبار: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه قال: حدثنا. أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن عليّ بن فضال، عن عليّ بن أبي حمزه، عن أبي بصير قال: قلت للصادق جعفر بن محمد (عليه السّلام): من آل محمّد؟

قال: ذرّيته.

فقلت: [من] أهل بيته ؟

قال: الائمّه الأوصياء.

فقلت: من عترته ؟

قال: أصحاب العباء.

فقلت: من امّته ؟

قال: المؤمنون الّذين صدقوا بما جاء به من عند اللّه (عزّوجلّ ) المتمسّكون بالثقلين الّذين امروا بالتمسّك بهما: كتاب اللّه وعترته أهل بيته الّذين أذهب اللّه عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيرا، وهما الخليفتان على الأمّه بعده(1) (عليهم السّلام)(2).

3665 -معاني الاخبار: حدثنا محمد بن الحسن (رحمه اللّه)

ص:450


1- (1)- على الأمّه بعد رسول الله (صلى اللّه عليه وآله) - أمالي الصدوق.
2- (2) - أمالي الصدوق: ص 200 ح 10 - معاني الاخبار: ص 94 ح 3. منهما البحار: ج 25 ص 217.

قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد، عن إبراهيم بن إسحاق، عن محمد بن سليمان الديلمي، عن أبيه قال:

قلت لابي عبداللّه (عليه السّلام): جعلت فداك من الآل ؟

قال: ذرّيّه محمد (صلّى اللّه عليه وآله).

قال: فقلت: ومن الاهل ؟

قال: الأئمّه (عليهم السّلام).

فقلت: قوله (عزّوجلّ ): (أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ ) (1)قال: واللّه ما عنى إلاّ ابنته(2).

3666 -معاني الاخبار: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه، عن محمد بن الحسن، عن جعفر بن بشير، عن الحسين بن أبي العلا، عن عبداللّه بن ميسره قال: قلت لابي عبداللّه (عليه السّلام): إنّا نقول: اللهم صلّ على محمّد وآل محمّد، فيقول قوم:

نحن آل محمد.

فقال: إنّما آل محمد من حرّم اللّه (عزّوّجلّ ) على محمّد (صلّى اللّه عليه وآله) نكاحه(3).

3667 -تفسير العياشي: عن بشير الدهّان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: ما آتى اللّه أحدا من المرسلين شيئا إلاّ وقد اتاه محمدا (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) وقد آتى اللّه محمدا كما آتى المرسلين من قبله. ثمّ تلا هذه الآيه: (وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَ جَعَلْنا لَهُمْ )

ص:451


1- (1)- غافر 40:46.
2- (2) - معاني الاخبار: ص 94 ح 2. منه البحار: ج 25 ص 217.
3- (3) - معاني الاخبار: ص 93 ح 1. منه البحار: ج 25 ص 216.

(أَزْواجاً وَ ذُرِّيَّهً ) (1).

3668 مناقب آل أبي طالب: قرأ أبو عبداللّه (عليه السّلام) قوله تعالى: (وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَ جَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَ ذُرِّيَّهً ) ثمّ أومأ (عليه السّلام) إلى صدره فقال: نحن واللّه ذرّيّه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)(2).

3669 -تفسير العياشي: عن عليّ بن عمر بن أبان الكلبيّ ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: أشهد على أبي أنّه كان يقول: ما بين أحدكم وبين أن يغبط أو يرى ما تقرّ به عينه إلاّ أن يبلغ نفسه هذه - وأهوى [بيده] إلى حلقه - قال اللّه في كتابه: (وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَ جَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَ ذُرِّيَّهً ) فنحن ذرّيّه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)(3).

3670 تفسير العياشي: عن المفضّل بن صالح، عن جعفر بن محمد (عليهما السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله):

خلق اللّه الخلق قسمين فألقى قسما وأمسك قسما، ثمّ قسّم ذلك القسم على ثلاثه أثلاث، فألقى ثلثين وأمسك ثلثا، ثمّ اختار من ذلك الثلث قريشا ثمّ اختار من قريش بني عبدالمطّلب، ثمّ اختار من بني عبدالمطّلب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) فنحن ذرّيته.

فان قلت للنّاس: لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) ذرّيه جحدوا

ص:452


1- (1)- تفسير العياشي: ج 2 ص 214 ح 52، والآيه في سوره الرعد 13:38. منه البحار: ج 25 ص 218.
2- (2) - مناقب آل أبي طالب: ج 4 ص 215. منه البحار: ج 25 ص 214.
3- (3) - تفسير العياشي: ج 2 ص 214 ح 53. منه البحار: جه 2 ص 219.

ولقد قال اللّه: (وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَ جَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَ ذُرِّيَّهً ) فنحن ذرّيته.

قال: فقلت: أنا أشهد أنّكم ذرّيته.

ثمّ قلت له: ادع اللّه لي - جعلت فداك - أن يجعلني معكم في الدّنيا والآخره فدعالي ذلك.

قال: وقبّلت باطن يده(1).

3671 -تفسير العياشي: وفي روايه شعيب عنه (عليه السّلام) انّه قال: نحن ذرّيّه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) واللّه ما أدري على ما يعادوننا إلاّ لقرابتنا من رسول اللّه2.

3672 -الكافي: عده من أصحابنا، عن سهل، عن الحسن بن عليّ ، عن عبداللّه بن الوليد الكنديّ قال: دخلنا على أبي عبدالله (عليه السّلام) في زمن مروان فقال: من أنتم ؟

فقلنا: من أهل الكوفه.

فقال: ما من بلده من البلدان أكثر محبّا لنا من أهل الكوفه ولا سيّما هذه العصابه، إنّ اللّه (جلّ ذكره) هداكم لامر جهله الناس، وأحببتمونا وأبغضنا الناس، واتّبعتمونا وخالفنا الناس، وصدّقتمونا وكذّبنا الناس، فأحياكم اللّه محيانا وأماتكم [اللّه] مماتنا، فأشهد على أبي أنّه كان يقول: ما بين أحدكم وبين أن يرى ما يقرّ اللّه به عينه وأن يغتبط إلاّ أن تبلغ نفسه هذه - وأهوى بيده إلى حلقه - وقد قال اللّه (عزّوجلّ ) في كتابه: (وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَ جَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَ ذُرِّيَّهً ) فنحن ذريّه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله)(2).

ص:453


1- (1و2) - تفسير العياشي: ج 2 ص 214 ح 54 و 55. منه البحار: ج 25 ص 219.
2- (3) - الكافي: ج 8 ص 81 ح 38.

تفسير فرات الكوفي: فرات قال: حدثنا اسماعيل بن ابراهيم معنعنا، عن عبداللّه بن الوليد قال: دخلنا على أبي عبداللّه (عليه السّلام)... وذكر الحديث باختلاف يسير(1).

باب (9) لا تجتمع الإمامه في أخوين بعد الحسن والحسين عليهم السّلام

3673 -الكافي: عليّ بن ابراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن الحسين بن ثوير بن أبي فاخته، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: لا تعود(2) الامامه في أخوين بعد الحسن والحسين أبدا، إنّما(3) جرت من عليّ بن الحسين كما قال اللّه (تبارك وتعالى): (وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللّهِ ) (4) فلا تكون بعد عليّ بن الحسين (عليه السّلام) إلاّ في الأعقاب وأعقاب الاعقاب(5).

غيبه الطوسي: روى محمد بن عبداللّه بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن محمدبن عيسى بن عبيد مثله(6).

اكمال الدين: حدثنا أبي ومحمد بن الحسن (رضي اللّه عنهما) قالا: حدثنا سعد بن عبداللّه يا عبداللّه بن جعفر الحميرى جميعا، عن

ص:454


1- (1)- تفسير فرات الكوفي: ص 216 ج 291.
2- (2) - لا تكون - اكمال الدين.
3- (3) - انها - غيبه الطوسي - اكمال الدين.
4- (4) - الاحزاب 33:6.
5- (5) - الكافي: ج 1 ص 285 ح 1.
6- (6) - غيبه الطوسي: ص 136.

محمدبن عيسى بن عبيد مثله(1).

3674 -اكمال الدين: حدثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه يا عبداللّه بن جعفر الحميري جميعا، عن إبراهيم بن هاشم، عن أبي جعفر محمد بن جعفر [عن أبيه]، عن عبدالحميد بن نصر، عن أبي إسماعيل، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: لا تكون الامامه في أخوين بعد الحسن والحسين (عليهما السّلام) أبدا، إنما هي في الاعقاب وأعقاب الاعقاب(2).

3675 -الكافي: محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن عبدالرحمن بن أبي نجران، عن سليمان بن جعفر الجعفرى، عن حماد ابن عيسى، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) انه قال: لاتجتمع الامامه في أخوين بعد الحسن والحسين إنّما هي(3) في الاعقاب وأعقاب الأعقاب(4).

غيبه الطوسي: روى سعد بن عبداللّه، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن سليمان بن جعفر، عن حماد بن. عيسى الجهني قال:

قال أبو عبداللّه (عليه السّلام):... وذكر مثله(5).

اكمال الدين: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد،

ص:455


1- (1)- اكمال الدين: ص 414 ح 1.
2- (2) - اكمال الدين: ص 415 ح 5. منه البحار: ج 25 ص 254.
3- (3) - انّما تجرى - اكمال الدين.
4- (4) - الكافي: ج 1 ص 286 ح 4.
5- (5) - غيبه الطوسي: ص 136.

ومحمد بن عيسى بن عبيد، عن الحسين بن الحسن الفارسي، عن سليمان بن جعفر الجعفري مثله(1).

3676 -غيبه الطوسي: روى سعد بن عبداللّه، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن عبدالرحمن، عن الحسين بن ثوير بن أبي فاخته، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: لا تعود الامامه في أخوين بعد الحسن والحسين، ولا يكون بعد عليّ بن الحسين إلاّ في الاعقاب وأعقاب الاعقاب(2).

3677 -علل الشرايع: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن علي بن محمد، عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود المنقرى، عن محمّد بن يحيي، عن الحسين الواسطيّ ، عن يونس بن عبدالرحمن، عن أبي فاخته، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: لا تكون الامامه في أخوين بعد الحسن والحسين وهي جاريه في الاعقاب في عقب الحسين (عليه السّلام)(3).

3678 -الكافي: عليّ بن محمد، عن سهل بن زياد، عن محمد ابن الوليد، عن يونس بن يعقوب، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) أنّه سمعه يقول: أبى اللّه أن يجعلها لأخوين بعد الحسن والحسين (عليهما السّلام)(4).

غيبه الطوسي: روى سعد بن عبداللّه، عن محمد بن الوليد

ص:456


1- (1)- اكمال الدين: ص 414 ح 2.
2- (2) - غيبه الطوسي: ص 118. منه البحار: ج 25 ص 250.
3- (3) - علل الشرايع: ص 208 ح 9. منه البحار: ج 25 ص 259.
4- (4) - الكافي: ج 1 ص 286 ح 2.

الخزاز، عن يونس بن يعقوب قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول... وذكر مثله(1).

باب (10) لا يكون الإمام عقيما

3679 -غيبه الطوسي: روى محمد بن عبداللّه بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن عليّ بن سليمان بن رشيد، عن الحسن بن علي الخزّاز قال: دخل عليّ بن أبي حمزه على أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) فقال له: أنت إمام ؟

قال: نعم.

فقال له: إنّي سمعت جدّك جعفر بن محمد (عليه السّلام) يقول: لايكون الامام إلاّ وله عقب.

فقال: أنسيت يا شيخ أو تناسيت(2)؟ ليس هكذا قال جعفر، إنّما قال جعفر (عليه السّلام): لا يكون الامام إلاّ وله عقب إلاّ الامام الّذي يخرج عليه الحسين بن عليّ (عليه السّلام) فانّه لاعقب له.

فقال له: صدقت جعلت فداك هكذا سمعت جدّك يقول(3).

أقول: قوله (عليه السّلام): «... الاّ الامام الذي يخرج عليه الحسين...».

الظاهر أنه اشاره الى الرجعه، وأن الامام الحسين (عليه السّلام)

ص:457


1- (1)- غيبه الطوسي: ص 135.
2- (2) - ام تناسيت - البحار.
3- (3) - غيبه الطوسي: ص 134. منه البحار: ج 25 ص 251.

يرجع الى الحياه عند قرب وفاه الامام المهدي (عليه السّلام) ليتسلّم مهام الامامه بعده.

وقوله (عليه السّلام): «فإنه لا عقب له» أي: من الامام - كما هو الظاهر - فالامام المهدي (عليه السّلام) هو آخر الائمّه وليس في ذرّيته إمام.

باب (11) الأئمه من ذرّيه الحسين الحسين عليه السّلام

3680 -علل الشرايع: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه، عن الحسن بن موسى الخشّاب، عن عليّ بن حسان الواسطي، عن عمّه عبدالرحمن بن كثير قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السّلام): ما عنى اللّه (عزّوجلّ ) بقوله: (إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (1)؟

قال: نزلت في النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) وأمير المؤمنين والحسن والحسين وفاطمه (عليهم السّلام) فلمّا قبض اللّه (عزّوجلّ ) نبيّه كان أمير المؤمنين ثمّ الحسن ثمّ الحسين (عليهم السّلام) ثمّ وقع تأويل هذه الآيه: (وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللّهِ ) 2 وكان عليّ بن الحسين (عليه السّلام) إماما ثمّ جرت في الائمّه من ولده الأوصياء، فطاعتهم طاعه اللّه، ومعصيتهم معصيه اللّه (عزّوجلّ )(2).

ص:458


1- (1و2) - الاحزاب 33:33 و 6.
2- (3) علل الشرايع: ص 205 ح 2. منه البحار: ج 25 ص 255.

3681 - تفسير العياشي: عن أبي عمرو الزبيري، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قلت له: أخبرني عن خروج الامامه من ولد الحسن إلى ولد الحسين (عليه السّلام) كيف ذلك وما الحجه فيه ؟(1).

قال: لمّا حضر الحسين (عليه السّلام) ما حضره من أمر اللّه لم يجز أن يردّها إلى ولد أخيه ولا يوصي بها فيهم لقول اللّه: (وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللّهِ ) فكان ولده أقرب رحما إليه من ولد أخيه، وكانوا أولى بالامامه، فأخرجت هذه الآيه ولد الحسن منها، فصارت الامامه إلى الحسين (عليه السّلام) وحكمت بها الآيه لهم فهي فيهم إلى يوم القيامه(2).

أقول: لا شك أن تعيين الامام يكون بنص من اللّه ورسوله، واستدلال الامام (عليه السّلام) بالآيه الكريمه ليس العلّه التامه في ذلك، ولعلّه كان مناسبا لفهم السائل.

3682 -اكمال الدين: حدثنا محمد بن ابراهيم بن اسحاق (رضي اللّه عنه) قال: أخبرنا أحمد بن محمد الهمداني قال: حدثنا عليّ بن الحسن بن فضّال، عن أبيه، عن هشام بن سالم قال: قلت للصادق جعفر بن محمّد (عليه السّلام) الحسن أفضل أم الحسين ؟

فقال: الحسن أفضل من الحسين.

[قال:] قلت: فكيف صارت الامامه من بعد الحسين في عقبه دون ولد الحسن ؟

فقال: إنّ اللّه (تبارك وتعالى) أحبّ أن يجعل سنّه موسى

ص:459


1- (1)- كيف الحجه فيه - البحار.
2- (2) - تفسير العياشي: ج 2 ص 72 ج 87. منه البحار: ج 25 ص 252.

وهارون جاريه في الحسن والحسين، ألا ترى أنّهما كانا شريكين في النبوّه، كما كان الحسن والحسين شريكين في الامامه، وإنّ اللّه (عزّوجلّ ) جعل النبوّه في ولد هارون ولم يجعلها في ولد موسى وإن كان موسى أفضل من هارون.

قلت: فهل يكون إمامان في وقت واحد؟

قال: لا إلاّ أن يكون أحدهما صامتا مأموما لصاحبه، والآخر ناطقا إماما لصاحبه، وأمّا أن يكونا إمامين ناطقين في وقت واحد فلا.

قلت: فهل تكون الامامه في أخوين بعد الحسن والحسين (عليهما السّلام)؟

قال: لا إنّما هي جاريه في عقب الحسين (عليه السّلام) كما قال اللّه (عزّوجلّ ): (وَ جَعَلَها كَلِمَهً باقِيَهً فِي عَقِبِهِ ) (1) ثمّ هي جاريه في الاعقاب وأعقاب الاعقاب إلى يوم القيامه(2).

البحار - بيان: «كما قال اللّه»، إنّه (عليه السّلام) شبّه كون الامامه في ذرّيّه الحسين (عليه السّلام) بكون النبوّه والخلافه في عقب ابراهيم (عليه السّلام)، مع أنّه يحتمل كون الضمير في بطن الآيه راجعا إلى الحسين (عليه السّلام)، وإن كان المراد بعقبه العقب بعد العقب يمكن الاستدلال بعموم الآيه إلاّ ما أخرجه الدليل كالحسنين (عليهما السّلام).

3683 -الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن

ص:460


1- (1)- الزخرف 43:28.
2- (2) - اكمال الدين: ص 416 ح 9. منه البحار: ج 25 ص 249.

أبي يحيى الواسطيّ ، عن هشام بن سالم، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ الامر(1) في الكبير ما لم تكن فيه عاهه(2).

وسوف يأتي في باب ولاده الامام الحسين (عليه السّلام) ما يدل على الباب.

باب (12) التفويض إلى رسول اللّه والائمّه عليهم السّلام في امر الدين

3684 -الكافي: محمّد بن يحيي، عن أحمد بن أبي زاهر، عن علي بن اسماعيل، عن صفوان بن يحيى، عن عاصم بن حميد، عن أبي إسحاق النحويّ قال: دخلت على أبي عبداللّه (عليه السّلام) فسمعته يقول: إنّ اللّه (عزّوجلّ ) أدّب نبيه على محبّته فقال: (وَ إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) (3) ثمّ فوّض إليه فقال (عزّوجلّ ): (وَ ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) (4). وقال (عزّوجلّ ): (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللّهَ ) (5).

قال: ثمّ قال: وإنّ نبيّ اللّه فوّض إلى عليّ وائتمنه فسلّمتم وجحد الناس فواللّه لنحبّكم(6) أن تقولوا إذا قلنا وأن تصمتوا إذا صمتنا ونحن فيما بينكم وبين اللّه (عزّوجلّ ) ما جعل اللّه لاحد خيرا في

ص:461


1- (1)- أي الامامه.
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 285 ح 6.
3- (3) - القلم 68:4.
4- (4) - الحشر 59:7.
5- (5) - النساء 4:80.
6- (6) - واللّه لحسبكم - بصائر الدرجات.

خلاف أمرنا(1).

بصائر الدرجات: حدثنا احمد بن موسى، عن علي بن اسماعيل، عن صفوان، عن عاصم بن حميد، عن ابي اسحاق، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سمعته يقول... وذكر مثله(2).

تفسير العياشي: عن أبي اسحاق النحوي قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول... وذكر نحوه(3).

فضائل الشيعه: أبي (رحمه اللّه) قال: حدثنا سعد بن عبداللّه (عن احمد بن محمد)، عن الحسن بن علي، عن عاصم بن حميد، عن أبي اسحاق النحوي قال: سمعت ابا عبداللّه (عليه السّلام)...

وذكر نحوه(4).

3685 -شرح الاخبار: ابو اسحاق النحوى، قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: إن اللّه أثنى على نبيه محمد (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) [بقوله:] (وَ إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) ثم فوض إليه فقال: (وَ ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) وان نبي اللّه فوّض الى علي (عليه السّلام) فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، وائتمنه.

وانكم سلّمتم وجحد [الناس] واللّه لنحبكم أن تقولوا اذا قلنا، وتصمتوا اذا صمتنا، ونحن فيما بينكم وبين اللّه تعالى واقيه، ما جعل

ص:462


1- (1)- الكافي: ج 1 ص 265 ح 1.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 404 ح 4.
3- (3) - تفسير العياشي: ج 1 ص 259 ح 203.
4- (4) - فضائل الشيعه: ص 33 ح 30.

اللّه لاحد [خيرا] خلاف أمرنا(1).

2686 -الكافي: محمد بن يحيي، عن محمد بن الحسن، عن يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن زياد، عن محمد بن الحسن الميثميّ ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سمعته يقول: إن اللّه (عزّوجلّ ) أدّب رسوله حتّى قوّمه على ما أراد، ثمّ فوّض إليه فقال (عزّ ذكره):

(وَ ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) فما فوّض اللّه إلى رسوله (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) فقد فوّضه إلينا(2).

بصائر الدرجات: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن احمد بن الحسن ابن زياد، عن محمد بن الحسن الميثمي، عن أبيه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) مثله(3).

بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن عبدالجبار، عن الحسن بن الحسين (بن ابان)، عن احمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن بن زياد، عن أبيه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) مثله إلا أنّ فيه: فما فوّض إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) فوّض إلينا(4).

3687 -الكافي: أحمد بن إدريس ومحمد بن يحيي، عن الحسن ابن عليّ الكوفي، عن عبيس بن هشام، عن عبداللّه بن سليمان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: سالته عن الامام: فوّض اللّه إليه كما فوّض إلى سليمان بن داود؟

ص:463


1- (1)- شرح الاخبار: ج 3 ص 485 ح 1405.
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 268 ح 9.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 403 ح 1.
4- (4) - بصائر الدرجات: ص 405 ح 6.

فقال: نعم. وذلك أنّ رجلا سأله عن مسأله فأجابه فيها وسأله آخر عن تلك المسأله فأجابه بغير جواب الأوّل، ثمّ سأله آخر فأجابه بغير جواب الأوّلين، ثمّ قال: (هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ ) (1)...

قال: قلت: أصلحك اللّه فحين أجابهم بهذا الجواب يعرفهم الامام ؟

قال: سبحان اللّه أما تسمع اللّه يقول: (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ) وهم الائمّه (وَ إِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ ) (2) لا يخرج منها أبدا.

ثمّ قال لي: نعم إنّ الامام إذا أبصر إلى الرّجل عرفه وعرف لونه وإن سمع كلامه من خلف حائط عرفه وعرف ما هو، إن اللّه يقول:

(وَ مِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَ أَلْوانِكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْعالِمِينَ ) (3) وهم العلماء، فليس يسمع شيئا من الامر ينطق به إلاّ عرفه، ناج أو هالك، فلذلك يجيبهم بالّذى يجيبهم(4).

بصائر الدرجات: حدثنا الحسن بن علي بن عبداللّه، عن عبيس ابن هشام، عن عبدالصمد بن بشير، عن عبداللّه بن سليمان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) نحوه(5).

الاختصاص: الحسن بن علي بن المغيره، عن عبيس بن هشام،

ص:464


1- (1)- ص 38:39.
2- (2) - الحجر 15:75 و 76.
3- (3) - الروم 30:22.
4- (4) - الكافي: ج 1 ص 438 ح 3.
5- (5) - بصائر الدرجات: ص 407 ح 13.

عن عبدالصمد بن بشير، عن عبداللّه بن سليمان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) نحوه(1).

بصائر الدرجات: حدثنا الحسن بن علي بن عبداللّه، عن عيسى ابن هشام(2)، عن سليمان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) نحوه(3).

3688 -الكافي: على بن محمد، عن بعض أصحابنا، عن الحسين بن عبدالرحمن، عن صندل الخياط، عن زيد الشحام قال:

سألت أبا عبداللّه (عليه السّلام) في قوله تعالى: (هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ ) .

قال: أعطى سليمان ملكا عظيما ثمّ جرت هذه الآيه في رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) فكان له أن يعطي ما شاء من شاء ويمنع من شاء، وأعطاه [اللّه] أفضل ممّا أعطى سليمان لقوله: (وَ ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) (4).

3689 -الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن يحيي بن أبي عمران، عن يونس، عن بكار بن بكر، عن موسى بن أشيم قال: كنت عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) فسأله رجل عن آيه من كتاب اللّه (عزّوجلّ ) فأخبره بها ثم دخل عليه داخل فسأله عن تلك الآيه فأخبره بخلاف ما أخبر [به] الاوّل فدخلني من ذلك ما شاء اللّه حتى كأنّ قلبي يشرح بالسكاكين فقلت في نفسي: تركت أبا قتاده بالشام

ص:465


1- (1)- الاختصاص: ص 306.
2- (2) - في البحار: عبيس بن هشام ولعله الصحيح.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 381 ح 1. منه البحار: ج 24 ص 124.
4- (4) - الكافي: ج 1 ص 268 ح 10.

لا يخطيء في الواو وشبهه وجئت إلى هذا يخطيء هذا الخطا كله فبينا أنا كذلك إذ دخل عليه آخر فسأله عن تلك الآيه فأخبره بخلاف ما أخبرني(1) وأخبر صاحبي، فسكنت نفسي فعلمت أنّ ذلك منه تقيه.

قال: ثمّ التفت إليّ فقال لي: يابن أشيم إنّ اللّه (عزّوّجلّ ) فوّض إلى سليمان بن داود فقال: (هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ ) وفوّض إلى نبيه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) فقال: (وَ ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) فما فوّض إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) فقد فوّضه إلينا(2).

3690 -بصائر الدرجات: حدثنا عبداللّه بن جعفر، عن محمد ابن عيسى، عن النضر بن سويد، عن عليّ بن صامت، عن أديم بن الحرّ، قال أديم: ساله موسى بن أشيم - يعني أبا عبداللّه (عليه السّلام) - عن آيه من كتاب اللّه فخبّره بها فلم يبرح حتّى دخل رجل فسأله عن تلك الآيه بعينها فأخبره بخلاف ما أخبره.

قال ابن أشيم: فدخلني من ذلك ما شاء اللّه حتّى كنت كاد قلبي يشرح بالسكاكين(3) وقلت: تركت أبا قتاده بالشام لا يخطيء في الحرف الواحد الواو وشبهها وجئت إلى من يخطيء هذا الخطأ كلّه.

ص:466


1- (1)- قوله: «بخلاف ما أخبرني» كأنه كان شريكا للسائل الاول فيما اخبره به في الاستماع والتوجه ولذا نسبه الى نفسه أو يكون السائل أيضا سأل عن الآيه أولا فأخبره فيكون صاحبي بتشديد الياء على التثنيه، ولعل فيه سقطا أو تصحيفا فانه روى الصفار بسند آخر عن موسى بن اشيم هكذا: قال: دخلت على أبي عبداللّه (عليه السّلام) فسألته عن مسأله فأجابني الى آخره. (مرآه العقول).
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 265 ح 2.
3- (3) - هكذا في المصدر والصحيح: حتى كأنّ قلبي يشرح بالسكاكين.

فبينا أنا كذلك إذ دخل عليه آخر فسأله عن تلك الآيه بعينها فأخبره بخلاف ما أخبرني والّذي سأله بعدي فتجلّى عنّي وعلمت أن ذلك تعمّد منه، فحدّثت بشيء في نفسي فالتفت إليّ أبو عبداللّه (عليه السّلام) فقال: يابن أشيم لاتفعل كذا وكذا، فحدّثني عن الامر الّذي حدّثت به نفسي.

ثمّ قال: يابن أشيم إنّ اللّه فوّض إلى سليمان بن داود (عليه السّلام) فقال: (هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ ) وفوّض إلى نبيه فقال: (وَ ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) فما فوّض إلى نبيّه فقد فوّض إلينا.

يابن أشيم: من يرد اللّه أن يهديه يشرح صدره للايمان(1) ومن يرد أن يضلّه يجعل صدره ضيّقا حرجا. أتدري ما الحرج ؟

قلت: لا.

فقال بيده وضمّ أصابعه كالشيء المصمت الّذي لا يخرج منه شيء ولا يدخل فيه شيء(2).

الاختصاص: محمد بن عيسى بن عبيد، عن النضر بن سويد، عن علي بن صامت، عن أديم بن الحرّ قال: سال موسى بن اشيم ابا عبداللّه (عليه السّلام) وانا حاضر عن آيه من كتاب اللّه... وذكر نحوه(3).

بصائر الدرجات: حدثنا ابراهيم بن هاشم، عن يحيي بن

ص:467


1- (1)- يشرح صدره للاسلام - البحار - الاختصاص.
2- (2) - بصائر الدرجات: ص 406 ح 11. منه البحار: ج 25 ص 332.
3- (3) - الاختصاص: ص 330.

أبي عمران، عن يونس، عن بكار بن أبي بكر، عن موسى بن اشيم قال: كنت عند أبي عبداللّه (عليه السّلام) فسأله رجل عن آيه من كتاب الله... وذكر الحديث باختلاف يسير الى قوله: فقد فوّضه إلينا(1).

3691 الاختصاص: أحمد بن محمد بن عيسى واخوه عبداللّه ابن محمد، عن أبيهما محمد بن عيسى (عن ابن المغيره)(2)، عن عبداللّه بن سنان، عن موسى بن أشيم قال: دخلت على أبي عبداللّه (عليه السّلام) فسألته عن مساله فأجابني فيها بجواب، فأنا جالس إذ دخل رجل فسأله عنها بعينها فأجابه بخلاف ما أجابني، فدخل رجل آخر فساله عنها بعينها فأجابه بخلاف ما أجابني وخلاف ما أجاب به صاحبي، ففزعت من ذلك وعظم عليّ ، فلمّا خرج القوم نظر إليّ وقال: يابن أشيم كأنّك جزعت ؟

فقلت: جعلت فداك إنّما جزعت في ثلاثه أقاويل(3) في مسأله واحده.

فقال: يابن أشيم إن اللّه فوّض إلى داود(4) أمر ملكه، فقال:

(هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ ) وفوّض إلى محمد (صلّى اللّه عليه وآله) أمر دينه فقال: (وَ ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) وإنّ اللّه فوّض إلى الائمّه منّا وإلينا ما فوّض إلى محمّد (صلّى اللّه عليه وآله) فلا تجزع(5).

ص:468


1- (1)- بصائر الدرجات: صه 40 ح 8. منهما البحار: ج 25 ص 333.
2- (2) - ما بين الهلالين من نسخه البحار.
3- (3) - من ثلاثه اقاويل - البحار - بصائر الدرجات.
4- (4) - هكذا في المصدر، ولعل الصحيح: سليمان بن داود. كما في الأحاديث الاخرى.
5- (5) - الاختصاص: ص 329. منه البحار: ج 23 ص 185.

بصائر الدرجات: حدثنا احمد بن محمد، عن أبيه، عن عبداللّه ابن المغيره، عن عبداللّه بن سنان، عن موسى بن اشيم قال: دخلت على أبي عبداللّه (عليه السّلام) فسألته عن مسأله فأجابني فبينا. انا جالس إذ جائه رجل فسأله عنها بعينها فأجابه بخلاف ما اجابني ثم جاء آخر فسأله عنها بعينها فأجابه بخلاف ما أجابني واجاب صاحبي ففزعت من ذلك... وذكر مثله(1).

3692 -الكافي: عدّه من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحجّال، عن ثعلبه، عن زراره، قال: سمعت أبا جعفر وأبا عبداللّه (عليهما السّلام) يقولان: إنّ اللّه (عزّوجلّ ) فوّض إلى نبيه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) أمر خلقه لينظر كيف طاعتهم، ثمّ تلا هذه الآيه:

(وَ ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) (2).

بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحجال، عن ثعلبه، عن زراره، عن أبي جعفر وأبي عبداللّه (عليهما السّلام) مثله(3).

3693 -الكافي: أبو علي الأشعريّ ، عن محمد بن عبدالجبار، عن ابن فضّال، عن ثعلبه بن ميمون، عن زراره أنه سمع أبا جعفر وأبا عبداللّه (عليهما السّلام) يقولان: إنّ اللّه (تبارك وتعالى) فوّض إلى نيه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) أمر خلقه لينظر كيف طاعتهم، ثمّ تلا هذه الآيه: (وَ ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) .

محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن الحجّال، عن ثعلبه

ص:469


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 403 ح 2. منه البحار: ج 25 ص 333.
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 266 ح 3.
3- (3) - بصائر الدرجات: ص 400 ح 10.

ابن ميمون، عن زراره مثله(1).

33694 -الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن اذينه، عن فضيل بن يسار قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول لبعض أصحاب قيس الماصر: إن اللّه (عزّوجلّ ) أدّب نبيه فأحسن أدبه فلمّا أكمل له الادب قال: (إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) ، ثمّ فوّض إليه أمر الدّين والأمه ليسوس عباده، فقال (عزّوجلّ ): (وَ ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) وإنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) كان مسدّدا موفّقا مؤيدا بروح القدس، لا يزلّ ولا يخطيء في شيء ممّا يسوس به الخلق، فتأدب بآداب اللّه، ثمّ إنّ اللّه (عزّوجلّ ) فرض الصلاه ركعتين ركعتين، عشر ركعات، فأضاف رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) إلى الرّكعتين ركعتين وإلى المغرب ركعه فصارت عديل الفريضه لايجوز تركهنّ إلاّ في سفر وأفرد الرّكعه في المغرب فتركها قائمه في السفر والحضر فأجاز اللّه (عزّوّجلّ ) له ذلك كلّه فصارت الفريضه سبع عشره ركعه، ثمّ سنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) النوافل أربعا وثلاثين ركعه مثلي الفريضه فأجاز اللّه (عزّوجلّ ) له ذلك والفريضه والنافله إحدى وخمسون ركعه منها ركعتان بعد العتمه جالسا تعدّ بركعه مكان الوتر وفرض اللّه في السّنه صوم شهر رمضان وسنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) صوم شعبان وثلاثه أيّام في كلّ شهر مثلي الفريضه فأجاز اللّه (عزّوجلّ ) له ذلك وحرّم اللّه (عزّوجلّ ) الخمر بعينها وحرّم رسول اللّه (صلّى اللّه

ص:470


1- (1)- الكافي: ج 1 ص 267 حه.

عليه وآله وسلّم) المسكر من كلّ شراب فأجاز اللّه له ذلك كلّه وعاف رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) اشياء وكرهها ولم ينه عنها نهي حرام إنّما نهى عنها نهي إعافه وكراهه، ثمّ رخّص فيها فصار الأخذ برخصه واجبا على العباد كوجوب جوب ما يأخذون بنهيه وعزائمه ولم يرخّص لهم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) فيما نهاهم عنه نهي حرام ولا فيما أمر به أمر فرض لازم، فكثير المسكر من الاشربه نهاهم عنه نهي حرام لم يرخّص فيه لاحد ولم يرخّص رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) لاحد تقصير الرّكعتين اللّتين ضمّهما إلى ما فرض اللّه (عزّوّجلّ ) بل ألزمهم ذلك إلزاما واجبا، لم يرخّص لأحد في شيء من ذلك إلاّ للمسافر وليس لاحد أن يرخّص [شيئا] ما لم يرخّصه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) فوافق أمر رسول اللّه أمر اللّه (عزّوّجلّ ) ونهيه نهي اللّه (عزّوجلّ ) ووجب على العباد التسليم له كالتّسليم للّه (تبارك وتعالى)(1).

3695 -الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن إسحاق بن عمّار، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: إنّ اللّه (تبارك وتعالى) أدّب نبيه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) فلمّا انتهى به إلى ما أراد، قال له: (إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) ففوّض إليه دينه فقال: (وَ ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) وإن اللّه (عزّوجلّ ) فرض الفرائض ولم يقسم للجد شيئا وإنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) أطعمه السدس فأجاز اللّه (جلّ ذكره) له ذلك وذلك قول اللّه (عزّوجلّ ): (هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ

ص:471


1- (1)- الكافي: ج 1 ص 266 ح 4.

حِسابٍ ) (1).

3696 -الكافي: محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسن فال:

وجدت في نوادر محمد بن سنان، عن عبداللّه بن سنان، قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): لا واللّه ما فوّض اللّه إلى أحد من خلقه إلاّ إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) وإلى الأئمّه، قال (عزّوجلّ ): (إِنّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النّاسِ بِما أَراكَ اللّهُ ) (2) وهي جاريه في الأوصياء (عليهم السّلام)(3).

بصائر الدرجات: وجدت في نوادر محمد بن سنان قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام)... وذكر مثله(4).

الاختصاص: محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن عبداللّه بن مسكان(5) قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام)... وذكر مثله(6).

3697 -بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن خالد الطيالسي، عن سيف بن عميره، عن أبي بكر الحضرميّ ، عن رفيد مولى ابن هبيره [قال:] قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): إذا رأيت القائم أعطى رجلا مائه ألف وأعطى آخر درهما فلا يكبر في صدرك.

ص:472


1- (1)- الكافي: ج 1 ص 267 ح 6.
2- (2) - النساء 4:105.
3- (3) - الكافي: ج 1 ص 267 ح 8.
4- (4) - بصائر الدرجات: ص 406 ح 12.
5- (5) - سنان - البحار.
6- (6) - الاختصاص: ص 331. منهما البحار: ج 25 ص 334.

وفي روايه اخرى فلا يكبر ذلك في صدرك فإنّ الامر مفوّض إليه(1).

الاختصاص: بهذا الاسناد نحوه(2).

3698 -بصائر الدرجات: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن زياد القنديّ ، عن عبداللّه بن سنان، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال:

قلت له: كيف كان يصنع أمير المؤمنين (عليه السّلام) بشارب الخمر؟

قال: كان يحدّه.

قلت: فإن عاد؟

قال: [كان يحدّه.

قلت: فان عاد؟

قال:] يحدّه ثلاث مرّات، فإن عاد كان يقتله.

[قلت: كيف كان يصنع بشارب المسكر؟

قال: مثل ذلك](3).

قلت: فمن شرب الخمر كمن شرب المسكر؟

قال: سواء.

فاستعظمت ذلك.

فقال: لاتستعظم ذلك إنّ اللّه لمّا أدّب نبيّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) ائتدب ففوّض إليه، وإنّ اللّه حرّم مكه وإنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) حرّم المدينه، فأجاز. اللّه له ذلك، وإنّ اللّه حرّم

ص:473


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 406 ح 10.
2- (2) - الاختصاص: ص 331. منهما البحار: ج 25 ص 336.
3- (3) - ما بين المعقوفتين من البحار.

الخمر وإنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) حرّم المسكر فأجاز اللّه ذلك كلّه له، وإنّ اللّه فرض فرائض من الصلب وانّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) أطعم الجدّ فأجاز اللّه ذلك له، ثمّ قال:

حرف وما حرف: من يطع الرسول فقد أطاع اللّه(1).

3699 -عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): حدثنا تميم بن عبداللّه ابن تميم القرشي (رضي اللّه عنه) قال: حدثنا أبي، عن أحمد بن عليّ الانصاري، عن بريد(2) بن عمير بن معاويه الشامي قال: دخلت على عليّ بن موسى الرضا (عليه السّلام) بمرو فقلت له: يابن رسول اللّه روي لنا عن الصادق جعفر بن محمد (عليهما السّلام) أنّه قال: «لاجبر ولا تفويض بل أمر بين أمرين» فما معناه ؟

فقال: من زعم أنّ اللّه (عزّوجلّ ) يفعل أفعالنا ثمّ يعذّبنا عليها فقد قال بالجبر، ومن زعم أن اللّه (عزّوجلّ ) فوّض أمر الخلق والرزق إلى حججه (عليهم السّلام) فقد قال بالتفويض، والقائل بالجبر كافر والقائل بالتفويض مشرك.

فقلت له: يابن رسول اللّه فما أمر بين أمرين ؟

فقال: وجود السبيل الى اتيان ما امروا به وترك ما نهوا عنه.

فقلت له: فهل للّه (عزّوجلّ ) مشيه واراده في ذلك ؟

فقال: فأمّا الطاعات فاراده اللّه ومشيّته فيها الامر بها والرضا لها والمعاونه عليها، وارادته ومشيّته في المعاصي النهي عنها والسخط لها والخذلان عليها.

ص:474


1- (1)- بصائر الدرجات: ص 401 ح 13. منه البحار: ج 25 ص 340.
2- (2) - يزيد - البحار.

قلت: فهل للّه فيها القضاء؟

قال: نعم، مامن فعل يفعله العبادمن خير أو شرّ إلّا وللّه فيه قضاء.

قلت: ما معنى هذا القضاء؟

قال: الحكم عليهم بما يستحقونه على افعالهم من الثواب والعقاب في الدّنيا والآخره(1).

أقول: قوله (عليه السّلام): «ومن زعم أن اللّه (عزّوجلّ ) فوّض أمر الخلق والرزق الى حججه فقد قال بالتفويض...» معناه - واللّه العالم - أن يعتقد ذلك لهم بالاستقلال، دون اراده اللّه ومشيئته، أمّا ان يعتقد لهم ذلك باذن اللّه، فذلك من صميم الايمان كما يحدّثنا القرآن الكريم، عن النبي عيسى (عليه السّلام) حيث قال سبحانه:

(وَ إِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَهِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيها فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي) (2) فنسب اللّه تعالى الخلق الى عيسى كما نسب اليه إبراء الأكمه والابرص وإحياء الموتى، مع العلم أن اللّه هو الشافي والمحيي.

باب (13) الامامه امتداد للنبوّه

3700 -الكافي: أحمد بن مهران، عن محمد بن علي، ومحمد ابن يحيي، عن أحمد بن محمد جميعا، عن محمد بن سنان، عن المفضّل بن عمر، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: ما جاء به عليّ (عليه السّلام) آخذ به وما نهى عنه أنتهي عنه، جرى له من الفضل مثل

ص:475


1- (1)- عيون أخبار الرضا: ج 1 ص 124 ح 17. منه البحار: ج 25 ص 328.
2- (2) - المائده 5:110.

ما جرى لمحمّد (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) ولمحمد الفضل على جميع من خلق اللّه (عزّوجلّ ) المتعقّب عليه في شيء من أحكامه كالمتعقّب على اللّه وعلى رسوله(1) والرّادّ عليه في صغيره أو كبيره على حدّ الشرك باللّه، كان أمير المؤمنين (عليه السّلام) باب اللّه الذي لا يؤتى إلّا منه، وسبيله الذي من سلك بغيره هلك، وكذلك يجري لائمّه الهدى واحدا بعد واحد، جعلهم اللّه أركان الارض أن تميد بأهلها وحجّته البالغه على من فوق الارض ومن تحت الثرى، وكان أمير المؤمنين (صلوات اللّه عليه) كثيرا ما يقول: أنا قسيم اللّه بين الجنّه والنار(2) وأنا الفاروق الاكبر وأنا صاحب العصا والميسم، ولقد أقرّت لي جميع الملائكه والرّوح والرّسل بمثل ما أقرّوا به لمحمّد (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) ولقدحملت على مثل حمولته(3) وهي حموله الرّبّ وإنّ رسول اللّه (صلّى

ص:476


1- (1)- المتعقب: الطاعن والمعترض، والضمير في «عليه» راجع الى عليّ (عليه السّلام).
2- (2) - أي: قسيم من قبل اللّه تعالى بين الجنّه والنار، أي اهليهما، وذلك لانّ حبّه موجب للجنّه، وبغضه موجب للنار، فيه يقسم الفريقان وبه يفترقان. وأنا الفاروق الاكبر: إذ به يفرق بين الحق والباطل وأهليهما. وأنا صاحب العصا: أي عصا موسى التي صارت اليه من شعيب والى شعيب من آدم، يعني هي عندي أقدر بها على ما قدر عليه موسى. والميسم - بالكسر -: المكواه، لما كان بحبه وبغضه (عليه السلام) يتميز المؤمن من المنافق، فكأنه كان يسم علي جبين المنافق بكيّ النفاق. (الوافي).
3- (3) - حمّلت على التكلم - والبناء للمفعول - والحموله - بالضم -: الاحمال، يعني: كلّفني اللّه ربّي مثل ما كلف رسول اللّه محمدا (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) من أعباء التبليغ والهدايه، وهي حموله الرّب أي الاحمال التي وردت من اللّه سبحانه لتربيه الناس وتكميلهم. (الوافي).

اللّه عليه وآله وسلّم) يدعى فيكسى وادعى فاكسى ويستنطق واستنطق فأنطق على حدّ منطقه، ولقد اعطيت خصالا ما سبقني إليها أحد قبلي، علّمت المنايا والبلايا والانساب وفصل الخطاب(1) فلم يفتني ما سبقني ولم يعزب عنّي ما غاب عنّي، ابشّر باذن اللّه واؤدّي عنه، كلّ ذلك من اللّه مكنني فيه بعلمه.

الحسين بن محمد الاشعريّ ، عن معلّى بن محمد، عن محمد ابن جمهور العمّي، عن محمد بن سنان قال: حدّثنا المفضّل قال:

سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول - ثمّ ذكر الحديث الاول -(2).

3701 -أمالي الطوسي: أخبرنا محمد بن محمد قال: حدثنا الشريف الصالح ابو محمد الحسن بن حمزه قال: حدثنا ابو القاسم نصر بن الحسن الوراميني قال: حدثنا ابو سعيد سهل بن زياد الآدمي قال: حدثنا محمد بن الوليد المعروف بشباب الصيرفي مولى بني هاشم قال: حدثنا سعيد الأعرج قال: دخلت أنا وسليمان بن خالد علي أبي عبداللّه جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) فابتدأنى فقال: يا سليمان، ما جاء عن امير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) يؤخذ به، وما نهى عنه ينتهى عنه، جرى له من الفضل ما جرى لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) ولرسوله الفضل على جميع من خلق اللّه، العائب على أميرالمؤمنين في شيء كالعائب على اللّه وعلى رسوله (صلّى

ص:477


1- (1)- المنايا والبلايا: آجال الناس ومصائبهم، وفصل الخطاب: الخطاب المفصول الغير المشتبه، فلم يفتني ما سبقني، أي علم ما مضى، ما غاب عنّي: أي علم ما يأتي. (الوافي).
2- (2) - الكافي: ج 1 ص 196 ح 1.

اللّه عليه وآله وسلّم) والرادّ عليه في صغير أو كبير على حدّ الشرك باللّه.

كان أمير المؤمنين (عليه السّلام) باب اللّه الّذي لا يؤتى إلاّ منه، وسبيله الّذي من تمسّك بغيره هلك، كذلك جرى حكم الائمّه (عليهم السّلام) بعده واحد بعد واحد، جعلهم اللّه أركان الارض وهم الحجّه البالغه على من فوق الارض ومن تحت الثرى.

أما علمت أنّ أمير المؤمنين (عليه السّلام) كان يقول: أنا قسيم اللّه بين الجنّه والنار، وأنا الفاروق الاكبر، وأنا صاحب العصا والميسم، ولقد أقرّ لي جميع الملائكه والروح بمثل ما أقرّوا لمحمّد (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)، ولقد حملت مثل حموله محمد، وهي(1) حموله الربّ ، وانّ محمّدا (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) يدعى فيكسى ويستنطق فينطق، وادعى فاكسى، واستنطق فأنطق ولقد أعطيت خصالا لم يعطها أحد قبلي: علمت البلايا، والقضايا، وفصل الخطاب ؟(2).

3702 -الكافي: الحسين بن محمد الأشعري، عن معلّى، عن محمد بن جمهور، عن سليمان بن سماعه، عن عبداللّه بن القاسم، عن أبي بصير قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): الأوصياء هم أبواب اللّه (عزّوجلّ ) التي يؤتى منها ولولاهم ما عرف اللّه (عزّوجلّ ) وبهم احتجّ اللّه (تبارك وتعالى) على خلقه(3).

ص:478


1- (1)- وهو - البحار.
2- (2) - أمالي الطوسي: صه 20 ح 352. منه البحار: ج 25 ص 352.
3- (3) - الكافي: ج 1 ص 193 ح 2.

3703 - الكافي: محمد بن يحيي، عن أحمد بن أبي زاهر، عن الخشاب، عن عليّ بن حسان، عن عبدالرحمن بن كثير، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: قال [اللّه تعالى]: (وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ اتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَ ما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْ ءٍ ) (1).

قال: (الَّذِينَ آمَنُوا) النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) وأمير المؤمنين (عليه السّلام) وذرّيته الائمّه والأوصياء (صلوات اللّه عليهم) ألحقنا بهم ولم ننقص ذريتهم الحجّه(2) التي جاء بها محمّد (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) في عليّ (عليه السّلام) وحجّتهم واحد واحده وطاعتهم واحد(3).

بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن موسى، عن الحسن بن موسى الخشاب مثله(4).

البحار - بيان: الته يالته: نقصه، ثمّ المشهور بين المفسّرين أنّ المؤمنين الّذين اتّبعتهم ذرّيتهم في الإيمان بأن آمنوا لكن قصرت أعمالهم عن الوصول إلى درجه آبائهم الحقوا بها تكرمه لآبائهم.

وقيل: المراد بهم الاولاد الصغار الّذين جرى عليهم حكم الايمان بسبب إيمان آبائهم يلحق اللّه يوم القيامه الاولاد بآبائهم في الجنّه، وهو المروي، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) وما ألتنا من عملهم من شيء، أي لم ينقص الاباء من الثواب بسبب لحوق الابناء.

ص:479


1- (1)- الطور 52:21.
2- (2) - من الجهه - بصائر الدرجات.
3- (3) - الكافي: ج 1 ص 275 ح 1.
4- (4) - بصائر الدرجات: ص 500 ح 1، منه البحار: ج 25 ص 356.

وعلى التأويل الّذي في الخبر المعنى: أن المؤمنين الكاملين في الايمان أي النبيّ وأمير المؤمنين (صلوات اللّه عليهما) الّذين اتّبعتهم ذرّيّتهم في كمال الايمان الحقنا بهم ذرّيّاتهم في وجوب الطاعه وما نقصنا الذرّيّه من الحجّه الّتي أقمناها على وجوب اتّباع الاباء شيئا، فالمراد بالعمل إقامه الحجّه على وجوب الطاعه وهو من عمل اللّه، أو عمل النبيّ الّذي هو من الاباء.

والحاصل أنّ الاضافه إمّا الى الفاعل أو إلى المفعول، والضمير في «ألتناهم» راجع إلى الاولاد وفي «عملهم» إلى الاباء.

3704 -الكافي: عدّه من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن عبداللّه بن بحر، عن ابن مسكان، عن عبدالرحمن بن أبي عبداللّه، عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول: الائمّه بمنزله رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) إلاّ أنّهم ليسوا بأنبياء ولا يحلّ لهم من النساء ما يحلّ للنبيّ (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) فأمّا ما خلا ذلك فهم فيه بمنزله رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)(1).

أقول: الظاهر ان المراد من قوله (عليه السّلام): «فهم بمنزله رسول اللّه...» أي في العصمه، وقوله (عليه السّلام): «ولا يحل لهم...» أي لايحل لهم الزواج بأكثر من أربع نساء - بالعقد الدائم - كما أحل اللّه ذلك لرسوله (صلّى اللّه عليه وآله) وكان ذلك من مختصاته.

3705 -صحيفه الامام الرضا (عليه السّلام): باسناده عن الرضا،

ص:480


1- (1)- الكافي: ج 1 ص 270 ح 7.

عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله):

إنّا أهل بيت لاتحلّ لنا الصدقه، وامرنا باسباغ الوضوء، وأن لا ننزي حمارا على عتيقه، ولا نمسح على خفّ (1).

عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): بالاسانيد الثلاثه(2) عن الرضا، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله):

انّا اهل بيت لا تحلّ لنا الصدقه وقد امرنا... وذكر مثله الى قوله: على عتيقه(3).

3706 -البحار: كتاب (تفضيل الأئمّه على الانبياء (عليهم السّلام)) للحسن بن سليمان، قال: روي عن الصادق (عليه السّلام) أنّه قال: علمنا واحد وفضلنا واحد ونحن شيء واحد(4).

3707 -وقال (عليه السّلام): كلّ ما كان لمحمّد (صلّى اللّه عليه وآله) فلنا مثله إلاّ النبوّه والازواج5.

3708 -بصائر الدرجات: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن محمد بن يحيى، عن أبي بصير قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): يا أبا محمد كلّنا نجري في الطاعه والامر مجرى واحدا، وبعضنا أعلم من بعض(5).

3709 -الاختصاص: محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن

ص:481


1- (1)- صحيفه الامام الرضا: ص 93 ح 26. منه البحار: ج 27 ص 50.
2- (2) - المذكوره في العيون: ج 2 ص 24.
3- (3) - عيون اخبار الرضا: ج 2 ص 29 ح 32. منه البحار: ج 96 ص 74.
4- (4و5) - البحار: ج 26 ص 317 ح 82 و 83.
5- (6) - بصائر الدرجات: ص 499 ح 1. منه البحار: ج 25 ص 357.

الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد ومحمد بن عبدالحميد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطيّ ، عن أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) قال: قال أبو عبداللّه (عليه السّلام): كلّنا نجري في الطاعه والامر مجرى واحدا وبعضنا أعلم من بعض(1).

3710 -بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسين ابن سعيد (الأهوازي)، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبيّ ، عن أيوب بن الحرّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) (أو عمّن رواه عن أبي عبداللّه)(2) قال: قلنا: الائمّه بعضهم أعلم من بعض ؟

قال: نعم وعلمهم بالحلال والحرام وتفسير القران واحد(3).

بصائر الدرجات: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن الحسين بن زياد، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) مثله4.

تفسير العياشي: عن ايوب بن الحرّ، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال:... وذكر مثله(4).

3711 أمالي المفيد: حدثنا الشيخ الجليل المفيد ابو عبداللّه محمد ابن محمد بن النعمان قال: أخبرني ابو غالب احمد بن محمد الزراريّ ، عن عبداللّه بن جعفر الحميري، عن الحسن بن عليّ ، عن [الحسن بن](5) زكريا، عن محمد بن سنان، ويونس بن يعقوب، عن

ص:482


1- (1)- الاختصاص: ص 22. منه البحار: جه 2 ص 359.
2- (2) - ما بين الهلالين من نسخه البحار.
3- (3و4) - بصائر الدرجات: ص 499 ح 2 و 3. منه البحار: ج 25 ص 358.
4- (5) - تفسير العياشي: ج 1 ص 15 ح 4. منه البحار: ج 92 صه 9.
5- (6) - ما بين المعقوفتين من البحار.

عبدالأعلى بن أعين قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السّلام) يقول:

اوّلنا دليل على اخرنا وآخرنا مصدّق لأوّلنا، والسنّه فينا سواء، إنّ اللّه تعالى إذا إذا حكما أجراه(1).

الاختصاص: أحمد بن محمد بن يحيى، عن الحميري، عن محمد بن الوليد ومحمّد بن عبدالحميد، عن يونس بن يعقوب، عن عبدالأعلى مثله(2).

الاختصاص: عن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن محمد بن الحسين، عن أبي داود المسترقّ ، عن ثعلبه، عن بعض أصحابه، عن أبي عبداللّه أو أبي جعفر (عليهما السّلام) مثله3.

البحار - بيان: أي لمّا حكم اللّه بأن لايكون زمان من الازمنه خاليا من الحجّه لابدّ أن يخلق في كلّ زمان من يكون مثل من تقدّمه في العلم والكمال ووجوب الطاعه.

3712 -الكافي: علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن عبدالرحمن، عن بعض أصحابه، عن أبي عبداللّه (عليه السّلام) قال: ليس يخرج شيء من عند اللّه (عزّوجلّ ) حتّى يبدأ برسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) ثمّ بأمير المؤمنين (عليه السّلام) ثمّ بواحد بعد واحد(3) لكيلا يكون آخرنا أعلم من أولناه(4).

الاختصاص - بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن عيسى (بن

ص:483


1- (1)- أمالي المفيد: ص 84 ح 5.
2- (2و3) - الاختصاص: ص 267. منهما البحار: ج 25 ص 358.
3- (4) - ثم واحدا بعد واحد - بصائر الدرجات.
4- (5) - الكافي: ج 1 ص 255 ح 4.

عبيد) مثله(1).

3713 -الاختصاص: عن مالك بن عطيّه قال: قلت لابي عبداللّه (عليه السّلام): الائمّه يتفاضلون ؟

قال: أمّا في الحلال والحرام فعلمهم فيه سواء، وهم يتفاضلون فيما سوى ذلك(2).

ص:484


1- (1)- الاختصاص: ص 313 - بصائر الدرجات: ص 412 ح 2.
2- (2) - الاختصاص: ص 268. منه البحار: ج 25 ص 360.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.