سرشناسه: مرتضی زبیدی ، محمد بن محمد، 1145-1205ق .
عنوان قراردادی: تاج العروس فی شرح القاموس
عنوان و نام پدیدآور: تاج العروس من جواهر القاموس / محمدمرتضی الحسینی الزبیدی .
مشخصات نشر: بیروت: دارالهدایه ، 1385ق. = 1965م. = 1344 -
مشخصات ظاهری: 20ج.
فروست: التراث العربی ؛ 16.
وضعیت فهرست نویسی: برونسپاری
یادداشت: عربی.
یادداشت: کتاب حاضر به "تاج العروس فی شرح القاموس " نیز معروف است .
یادداشت: هر جلد را محقق جداگانه به نگارش در آورده است.
یادداشت: ج.2 و 3 (چاپ اول: 1386ق.= 1966م.= 1345).
یادداشت: ج.4 (چاپ اول: 1387ق.= 1968م.=1347).
یادداشت: ج.5 و 6 (چاپ اول: 1389ق.= 1969م.=1368).
یادداشت: ج.8 (چاپ اول: 1390ق.= 1970م.= 1369).
یادداشت: ج.9 (چاپ اول: 1391ق.= 1971م.= 1350).
یادداشت: ج.10 (چاپ اول: 1392ق.= 1972م.= 1351).
یادداشت: ج.13و14 (چاپ اول: 1394ق.= 1974م.= 1353).
یادداشت: کتابنامه .
موضوع: زبان عربی -- واژه نامه ها
رده بندی کنگره: PJ6620 /م 4ت 2 1344
رده بندی دیویی: 492/73
شماره کتابشناسی ملی: م 75-5538
ص :1
تاج العروس من جواهر القاموس
محمدمرتضی الحسینی الزبیدی
ص :2
ص:3
و أَبَزَ الإِنْسَانُ یَأْبِزُ أَبْزاً : اسْتَراحَ فی عَدْوِهِ ثم مَضَی.
و أَبَزَ یَأْبِزُ أَبْزاً ،لغه فی هَبَزَ: ماتَ مُعافَضَهً کذا فی اللّسَان (1)،و الهمزُ بَدَلٌ من الهاءِ.
و أَبَزَ بِصَاحِبِه یَأْبِزُ أَبْزاً : بَغَی عَلَیْهِ ،نقله الصاغانیّ .
و یُقَال: نَجِیبَهٌ أَبُوزٌ کصَبُور، تَصْبِرُ صَبْراً عَجِیباً فی عَدْوِها.
*و مما یُسْتَدْرَکُ علیه:
17- أَبْزَی ،کسَکْرَی:وَالدُ عبدِ الرَّحْمن الصَّحابیّ المَشْهُور، و قیلَ لأَبِیه صُحْبَه.قلتُ :و هو خُزَاعِیّ مَوْلَی نافِع بن عبد الحَارِثَ ،اسْتَعْمَله علی خُرَاسانَ ،و کان قارِئاً فَرضِیّاً عالِماً، استعمله مَوْلاه علی مَکَّهَ زَمَنَ عُمَرَ،و رَوَی عن النبیّ صَلّی اللّه علیه و سلم و أَبی بَکْرٍ،و عَمّارٍ.و ابْنَاهُ سَعِیدٌ و عبدُ اللّه لهما رِوَایَهُ ،و عبدُ اللّه بن الحارث بن أَبْزَی ،عن أُمِّه رائطه.
و اسْتَدْرَک شیخُنَا هنا نقلاً عن الرَّضِیّ فی شَرْح الحَاجِبِیّه:ما بِها آبِزٌ ،أَیْ أَحَدٌ.و قال:أَغفلَه المصنِّفُ و الجَوْهَرِیّ .قلتُ :و لکن لم یَضْبِطْه،و ظاهِرُه أَنه بکَسْر الهَمْز و سُکُونِ الموحّده،و الصواب أَنَّه بالمَدِّ،کناصِرٍ،ثمّ هو مَجازٌ من الآبِزِ و هو الوَثَّابُ فتأَمَّل.
الأَجْزُ ،بالفتْحِ : اسمٌ ،و الّذِی فی اللّسَان:
و آجَزُ اسْمٌ ،و قد أَهمله الجوهریّ و الصاغانیّ .
و اسْتَأْجَزَ علی الوِسَادَهِ تَحَنَّی عَلَیهَا 2و لم یَتَّکِئْ .
و کانت العربُ تَسْتَأجِزُ و لا تَتَّکِئ.
و فی التهذیب عن اللیْث: الإِجازَهُ ارْتِفاقُ العَرَبِ ،کانت تَحْتَبِئ و تَسْتَأْجِزُ علی وِسَادَهٍ و لا تَتَّکِئُ علی یَمِینٍ و لا شِمَالٍ .قال الأَزهَرِیّ :لم أَسْمَعْه لغیر اللَّیْثُ ،و لعلّه حَفِظَه،ثم رأَیتُ الصاغانیَّ ذکر فی«ج و ز»ما نصّه:قال اللّیث: الإِجاز :ارْتِفاقُ العَرَب،کانت تَحْتَبِی أَو تَسْتَأْجِزُ ، أَی تَنْحَنِی علی وِسَادَهٍ و لا تَتَّکِئُ علی یَمِینٍ و لا شِمال،هکذا قال الأَزهریُّ :و فی کِتَاب اللَّیْثِ :الإِجْزَاءُ بَدَل الإِجازِ فیکونُ من غَیْر هذا الترکیب.
أَرَزَ الرجلُ یَأْرزُ ،مُثَلَّثَهَ الرّاءِ ،قال شیخُنَا:
التَّثْلِیثُ فیه غیرُ مَعْروف،سواءٌ قُصِد به الماضِی أَو المُضَارع،و الفَتْح فی المُضارِع لاَ وَجْه له،إِذ لیس لنا حَرْف حلَقٍ فی عَیْنِهِ و لا لامِهِ ،فالصواب الاقتصار فیه علی یَأْرِزُ ،کیَضْرِبُ ،لا یُعْرَف فیه غیرُها،فقوله مُثَلّثه الراءِ زِیَادَهٌ مُفْسِدَهٌ غیرُ مُحْتَاج إِلیها.قلتُ :و إِذا کان المُراد بالتَّثْلِیثِ أَنْ یکونَ من حَدِّ ضَرَبَ و عَلِمَ و نَصَرَ فلا مانِعَ ،و لا یَرِدُ علیه ما ذَکَرُه من قوله:إِذْ لیس لنا حَرْف حَلْقٍ ،إِلی آخره؛فإِنّ ذلک شرطٌ فیما إِذا کان من حَدّ مَنَعَ ،کما هو ظاهر، أُرُوزاً ،کقُعُودٍ،و أَرْزاً ،بالفتح: انْقَبَضَ و تَجَمَّعَ و ثَبَتَ ،فهو آرِزٌ ،بالمَدّ، و أَرُوزٌ ،کصَبُورٍ،أَی ثابِتٌ مُجْتَمِع.
و قال الجَوْهَرِیّ : أَرَزَ فلانٌ یَأْرِزُ أَرْزاً و أُرُوزاً ،إِذَا تَضَامَّ و تقَبَّضَ من بُخْلِه،فهو أَرُوزٌ .
و سُئِلَ حاجَهً فأَرَزَ ،أَی تَقَبَّضَ و اجْتَمَعَ .قال رُؤبه:
فذَاک بَخَّالٌ أَرُوزُ الأَرْزِ
یَعْنِی أَنّه لا یَنبَسط للمَعروف،و لکِنّه ینضمّ بعضُه إِلی بَعْض.و قد أَضافَهُ إِلی المصدر کما یُقَالُ عُمَرُ العَدْلُ ، و عَمْرُو 3الدَّهَاءِ،لمّا کان العَدْلُ و الدَّهَاءُ أَغْلَبَ أَحْوَالِهما 4، و
17- رُوِی عن أَبی الأَسْوَد الدُؤَلیّ أَنّه قال: إِنّ فلاناً إِذَا سُئِلَ أَرَزَ ،و إِذَا دُعِیَ اهْتَزَّ. یقول:إِذا سُئِلَ المَعْرُوفَ تَضَامَّ و تَقَبَّضَ من بُخْلِه و لم یَنبَسِط لَهُ ،و إِذا دُعِیَ إِلی طعَامٍ أَسْرَعَ إِلَیْه.
و أَرَزَت الحَیَّهُ تَأْرِزُ أَرْزاً لاَذَتْ بجُحْرِهَا و رَجَعَت إِلَیْه ، و منه
16- الحَدِیث: «إِنَّ الإِسْلاَمَ لَیَأْرِزُ إِلی المَدینه کما تَأْرِزُ الحَیَّهُ إِلی جُحْرها». ضبطه الرُّواهُ و أَئمَّهُ الغَرِیب قاطِبَهً بکسر الراءِ،و قال الأَصْمعیّ : یَأْرِزُ ،أَی یَنْضَمّ و یَجْتَمِعُ بعضُه إِلَی بعْض فیها،و منه
1- کلامُ علیّ رضی اللّه عنه: «حَتَّی یَأْرِزَ الأَمْرُ إِلَی غَیْرِکم».
ص:4
و قِیل: أَرَزَت الحَیَّهُ تَأْرِزُ : ثَبَتَتْ فی مَکَانِها. و قال الضَّرِیر فی تَفْسِیر الحدیث المتقدّم: الأَرْزُ أَیضاً أَنْ تَدْخُلَ الحیَّهُ جُحْرَهَا علی ذَنَبِهَا،فآخِرُ ما یبْقَی منها رَأْسُهَا.
فیدخلُ بَعْدُ،قال:و کذلک الإِسلامُ خرجَ من المدینه،فهو یَنْکُص إِلیْهَا حتّی یکونَ آخرُهُ نُکوصاً کما کان أَوّله خُروجاً، قال:و إِنّمَا تَأْرِزُ الحیّهُ علی هذه الصِّفَه إِذا کانَت خائفهً ، و إِذا کانت آمِنَهً فهی تَبْدَأُ برأْسها فتُدْخِلُه،و هذا هو الانْجِحار.
و من المجَاز: أَرزَت اللَّیْلَهُ تَأْرِزُ أَرْزاً (1)و أُرُوزاً : بَرَدَتْ قال فی الأَرْزِ :
ظَمْآنُ فی رِیحٍ و فی مطِیرِ
و أَرْزِ قُرٍّ لیسَ بالقَرِیرِ
و أَرْزُ الکَلامِ ،بالفَتْح: الْتِئامُه و حصْرُه و جمْعُه و التَّرَوِّی فیه،و منه قولهم:«لم یَنْظُر فی أَرْزِ الکَلام»جاءَ ذلک فی حدیث صَعْصَعَهَ بن صُوحانَ .
و الآرِزَهُ من الإِبل ،بالمدّ علی فاعِلَهٍ : القَوِیَّهُ الشَّدِیدَهُ ، قال زُهیْرٌ یصف ناقه:
بآرِزَهِ الفَقَارَهِ لم یَخُنْهَا
قِطَافٌ فی الرِّکَاب و لا خِلاَءُ
قال: الآرِزَهُ الشَّدِیدَهُ المُجْتَمِعُ بعضُها إِلی بعض،قال الأَزهریّ :أَراد أَنَّهَا مُدْمَجهُ الفَقَارِ مُتَدَاخِلَتُه،و ذلک أَقْوَی لها (2).
و من المَجَازِ: الآرِزهُ ،بالمدّ: اللَّیْلَهُ البارِدهُ یَأْرِزُ منْ فیها لِشِدّه بَرْدِها.
و الآرِزَهُ ،بالمَدّ: الشَّجَرَهُ الثابِتَهُ فی الأَرْض،و قد أَرَزَتْ تَأْرِزُ ،إِذا ثَبَتَتْ فی الأَرْض.
و الأَرِیزُ ،کأَمِیرٍ: الصَّقِیعُ ،
17- و سُئل أَعرَابیٌّ عن ثَوْبَیْنِ له فقال:إِذا وَجدْت الأَرِیزَ لَبِسْتُهُما. و الأَرِیزُ و الحَلِیتُ :شِبْهُ الثَّلْج یَقَعُ علی الأَرض. و الأَرِیزُ : عَمِیدُ القَوْمِ ،و الّذِی نقَلَه الصاغانیّ و أَبو مَنْصُور: أَرِیزَهُ القَوْمِ ،کسَفِینَهٍ :عمِیدُهم.قلتُ :و هو مَجازٌ کأَنَّه تَأْرِزُ إِلیه الناسُ و تَلْتَجِئُ .
و الأَرِیزُ : الیوْمُ البارِدُ ،و قال ثعلب:شَدِیدُ البَرْدِ فی الأَیّام،و رواه ابنُ الأَعرابیّ أَزِیز،بزاءَیْن،و سیُذْکَر فی محلّه.
و الأَرْزُ ،بالفَتْح و یُضَمُّ :شَجَرُ الصَّنَوْبَرِ. قاله أَبو عُبَیْد، أَو ذَکَرُهُ ،قاله أَبو حنیفه،زاد صاحبُ المِنْهاج:و هی التی لا تُثْمِرُ، کالأَرْزَهِ ،و هی واحده الأَرْز ،و قال:إِنه لا یَحْمِل شیئاً،و لکنّه یُسْتَخْرَج من أَعْجازِه و عُرُوقِه الزِّفْتُ ،و یُسْتَصْبَح بخَشَبِه کما یُستَصبَح بالشَّمَع،و لیس من نَبَاتِ أَرضِ العَرَب،وَاحدتُه أَزْرَهٌ ،
14- قال رسولُ اللّه صَلّی اللّه علیه و سلم: «مَثَلُ الکافِرِ (3)مَثَلُ الأَرْزَه المُجْذِیَه علی الأَرْض حتی یکونَ انْجِعَافُهَا بمَرَّهٍ واحده» (4). و نحوَ ذلک قال أَبو عُبَیْدَه.قال أَبو عُبَیْد (5):
و القَوْلُ عندی غَیْرُ ما قالاه،إِنَّمَا الأَرْزَهُ ،بسکون الراءِ،هی شَجَرَهٌ معروفهٌ بالشام تُسَمَّی عندنا الصَّنَوْبَر،و إِنّمَا الصَّنَوْبَرُ ثَمَرُ الأَرْزِ ،فسُمِّیَ الشَّجَر صَنَوْبَراً من أَجْلِ ثَمَرِه،أَرادَ النبیُّ صَلّی اللّه علیه و سلم أَنّ الکافر غَیْرُ مُرَزَّإِ فی نَفْسِه و مالِه و أَهْلِه و وَلَدِه حتّی یَمُوت،فشَبَّه مَوْتَه بانْجِعَافِ هذه الشَّجَرَه من أَصْلِهَا حتّی یَلْقَی اللّه بذُنُوبهِ . أَو الأَرْزُ : العَرْعَر قال:
لَهَا رَبَذَاتٌ بالنَّجَاءِ کأَنَّها
دَعائِمُ أَرْزٍ بَیْنَهنَّ فُرُوعُ
و الأَرَزَه ، بالتَّحْرِیکِ :شَجَرُ الأَرْزَنِ ،قاله أَبو عَمْرو، و قیل:هی آرِزَه بِوَزْن فاعِلَه،و أَنکرها أَبو عُبَیْد.
و من المَجَاز: المَأْرِزُ ،کمَجْلِس:المَلْجَأُ و المُنْضَمُّ .
و الأَرُزُّ ،قال الجوهریّ فیه سِتّ لُغَات: أَرُزٌّ کأَشُدٍّ ، و هی اللّغهُ المَشْهوره عند الخَواصّ ، و أُرُزٌّ ،مثل عُتُلٍّ ، بإِتْباع الضَّمَّهِ الضَّمّهَ ، و أُرْزٌ مثل قُفْلٍ و أَرْزٌ مثل طُنُبٍ ،مثل رُسُل و رُسْل،أَحدُهما مُخَفَّفٌ عن الثانی،و رُزٌّ،بإِسْقاط
ص:5
الهَمزَه،و هی المَشهُورَه عند العَوامِّ ،و محلُّ ذِکرِه فی المُضاعَف،و رُنْزٌ،و هی لعبْدِ القیْسِ ،و سیأْتی للمصَنّف فی محلهّ ،فهذه السته التی ذکرها الجوهریّ ،و یقال فیه أَیضاً: آرُزٌ ککابُلٍ ،و أَرُزٌ ،کعَضُدٍ،قال:و هاتانِ عن کُراعٍ ،کُلُّه ضَرْبٌ من البُرّ (1)،و قال الجَوْهریّ :حَبٌّ ،و هو م،أَی مَعْرُوف،و هو أَنواعٌ ،مِصْرِیٌّ و فارِسیٌّ و هِنْدِیٌّ ، و أَجوَدُه المِصْریّ ،بارِدٌ یابِسٌ فی الثانِیه،و قیل مُعْتَدِلٌ ، و قیل حارٌّ فی الأُولَی،و قِشرُه من جُمْلَهِ السُّمُوم،نقلَه صاحب المِنْهَاج.
و أَبو رَوْحٍ ثابِتُ بنُ محَمّدٍ الأُرْزِیُّ ،بالضمّ ، و یقالُ فیه أَیضاً الرُّزِّیُّ نِسْبه إِلی بیْع الأُرزِ أَو الرُّزّ، مُحدِّثٌ ،قلتُ :
و نُسِبَ إِلیه أَیضاً عبّاسٌ أَبو غَسّانَ الأُرزیّ (2)عن الهیْثَم بن عَدِیّ .
و یحْیَی بن محمّد الأُرزیّ .
[و] (3)الفَقِیه الحَنَفِیّ حَدَّث عن طَرّاد الزَّیْنَبِیّ ،ذکره ابنُ نُقْطَه.
*و مِمّا یُسْتَدْرک عَلیْه:
الأَرُوزُ ،کصَبورٍ:البَخِیلُ ،و رَجُلٌ أَرُوزُ البُخْلِ :
شَدِیدُه،و أَرُوزُ الأَرْزِ ،مُبَالَغَه.و قد تَقَدَّم.
و أَرَزَ إِلیه:الْتجَأَ.و قال زیدُ بنُ کُثْوَه: أَرَزَ الرجُلُ إِلی منَعَتِه:رَحَل إِلیْها.و أَرَزَ المُعْیِی:وقَفَ .
و الأَرِزُ من الإِبِلِ ،ککَتِفٍ :القَوِیُّ الشَّدِیدُ.و فَقَارٌ أَرِزٌ (4):مُتَدَاخِلٌ .
و یُقَال للقوْس إِنهَا لذاتُ أَرْزٍ و أَرْزُهَا ،صَلاَبَتُهَا.قالُوا:
و الرَّمْیُ من القَوْس الصُّلبَه أَبْلَغُ فی الجَرْح،و یقال:منه أُخِذَ ناقَهٌ أَرِزهُ (5)الفَقَارِ،أَی شَدیدهٌ .
الأَوَارِزُ جَمْع آرِزَهٍ ،أَی اللیالِی البَارِدَه،و یُوصَفُ بها أَیضاً غیْر اللیَالِی،کقوله:
و فی اتِّباعِ الظُّلَلِ الأَوَارِزِ
فإِنّ الظُلَل هُنَا بُیوتُ السِّجْنِ .
و فی نوادر الأَعْرَاب:رأَیْتُ أَرِیزَتَه و أَرَائِزَهُ تُرْعَدُ.
و أَرِیزَهُ الرَّجُلِ :نَفَسُه.و
1- فی حدیث علیّ رضی اللّه عنه:
«جعَلَ الجِبَالَ للأَرْضِ عِمَاداً،و أَرَزَ فیها أَوْتاداً». أَی أَثْبَتهَا،إِن کان بتَخْفِیف الزّای فمِنْ أَرَزَت الشجرهُ ،إِذا ثبَتَتْ ،و إِن کانَت مشدَّده فمن أَرزَّت الجرادهُ و رَزَّت، و سیُذْکر فی مَوْضعه.
و یقال:ما بَلَغ أَعْلَی الجَبَل إِلا آرِزاً ،أَی مُنْقبِضاً عن التَّبَسُّط (6)فی المَشْیِ لإِعْیائه.
و من المَجاز: أَرَزَتْ أَصابِعُه من شِدَّه البَرْدِ،قاله الزمَخْشَرِیّ .
و الآرِزُ .الذی یأَکلُ الأَرِیزَ .نقله الصاغانیّ .
أَزَّتِ القِدْرُ تَئِزُّ و تَؤُزُّ أَزًّا و أَزِیزاً و أَزَازاً ،بالفتح، و ائْتَزَّتْ ائْتِزازَا ، و تَأَزَّتْ تَأَزُّزاً : اشْتَدَّ غَلیَانُهَا،أَو هو غَلَیانٌ لیس بالشَّدِیدِ.
و أَزَّ النارَ یَؤُزُّها أَزًّا : أَوْقَدَها.
و أَزَّت . السَّحابَهُ تَئِزُّ أَزًّا ،و أَزِیزاً : صوَّتَتْ من بَعِیدٍ.
و الأَزِیزُ صَوْتُ الرَّعْدِ (7).
و أَزَّ الشَّیْ ءَ یَؤُزُّه أَزًّا ،و أَزِیزاً ،مثْل هزَّهُ : حرَّکَهُ شَدیداً ، و قال ابنُ سِیدَه:هکذا روَاه ابنُ دُریْد.قلْتُ :و قال إِبراهِیمُ الحَرْبِیّ . الأَزُّ :الحَرَکَه،و لم یَزِدْ (8). و
14- فی حدیث سَمُرَهَ :
«کَسَفَتِ (9):الشَّمْسُ علی عَهْدِ النّبیّ صَلّی اللّه علیه و سلم فانْتهیْتُ إِلی المَسْجِد فإِذا هُوَ بِأَزَزٍ . قال أَبو إِسحاق الحربیّ : الأَزَزُ ، محرّکهً :امْتِلاءُ المجْلَس من الناسِ .قال ابنُ سِیدَه:و أُراه مِمّا تقدَّم من الصَّوْت،لأَنّ المجلس إِذا امْتَلأَ کَثُرَت فیه الأَصْوَاتُ و ارْتَفَعَت.و قولُه: بأَزَزٍ .بإِظهار التضعیف و هو من باب لَحِحَتْ عَیْنُه و أَلِلَ السِّقَاءُ و مَشِشَت الدابَّهُ ،و قد یُوصف
ص:6
بالمَصْدَر منه فیُقَال:بَیْتٌ أَزَزٌ ،و لا یشتقُّ منه فِعْلٌ ،و لیس له جَمْع.
و قیل: الأَزَزُ : الضِّیقُ ،و قیل: المُمْتَلِئُ . و یُقَال:أَتیْت الوالِیَ و المجْلِسُ أَزَزٌ ،أَی مُمْتَلِئُ من الناس،کَثِیرُ الزِّحَام،لیس فیه مُتَّسَع.و النّاسُ أَزَزٌ ،إِذا انْضَمَّ بعضُهم إِلی بَعْض،قال أَبو النَّجْمِ :
أَنا أَبُو النَّجْمِ إِذَا شُدَّ الحُجَزْ
و اجْتَمَع الأَقْدَامُ فی ضَیْقٍ أَزَزْ
و عن أَبی الجزْل الأَعرابیّ :أَتیتُ السُّوقَ فرأَیتُ للنَّاس أَزَزاً (1)،قیل:ما الأَزَزُ ؟قال: کأَزَزِ الرُّمَانَه المُحْتَشِیَه.
و الأَزَزُ حِسَابٌ من مجارِی القَمرِ،و هو فُضُولُ ما یَدْخلُ بینَ الشهُورِ و السِّنِینَ قاله اللیْث.
و الأَزَزُ ، الجمْعُ الکَثِیرُ من الناس.و قولهم:المَسْجِدُ بأَزَزٍ ،أَی مُنْغَصُّ بالناسِ .
و غَدَاهٌ ذاتُ أَزِیزٍ ،أَی بَرْدٍ.و عَمَّ ابنُ الأَعرَابیّ به البَرْدَ فقال: الأَزِیزُ :البَرْدُ ،و لم یخُصّ بَرْدَ غَدَاهٍ و لا غیرِهَا.
و قال:و قیل لأَعْرابی و لَبِسَ جَورَبَیْن:لِمَ تَلْبَسهُمَا؛فقال:
إِذا وَجَدْتُ أَزِیزاً لَبِسْتُهما.
و الأَزِیزُ :الیومُ البَارِدُ ،و حکاه ثعلب:الأَرِیر،و قد تَقَدَّم.
و الأَزِیزُ : شِدَّهُ السَّیْرِ ،و منه
14- حدیث جمَلِ جابِرٍ:
«فنَخَسه رسولُ اللّه صلّی اللّه علیه و سلم بقَضِیبٍ فإِذا له تَحْتِی أَزِیزٌ ».
و الأَزُّ :ضَرَبَانُ العِرْقِ ،نقلَه الصاغانیّ .و العربُ تقول:
اللّهُمَّ اغْفِرْ لی قبْلَ حشَکِ (2)النَّفْسِ و أَزِّ العُرُوقِ .
و الأَزُّ : وَجَعٌ فی خُرَاجٍ و نَحْوِه ،نقله الصاغانیّ ،و لم یَقُلْ :و نَحْوه (3).
و الأَزُّ : الجِمَاعُ ،و أَزَّها أَزًّا ،و الراء أَعْلَی،و الزایُ صَحِیحَهٌ فی الاشْتِقَاق،لأَنَّ الأَزَّ شِدّهُ الحَرَکهِ . و الأَزُّ : حَلْبُ الناقَهِ شَدِیداً ،عن ابن الأَعرابیّ ،و أَنشد:
کَأَنْ لَمْ یُبَرَّکْ بالقُنَیْنِیّ نیبُها
و لمْ یَرْتَکِبْ مِنْهَا الزِّمِکّاءَ حافِلُ
شدِیدهُ أَزِّ الآخِرَینِ کَأَنَّهَا
إِذَا ابْتَدَّهَا العِلْجَانِ زَجْلَهُ قافِلِ (4)
و الأَزُّ : صَبُّ الماءِ و إِغْلاؤُه. و فی کلام الأَوائل: أُزَّ ماءً ثُمَّ غَلِّه.قال ابن سِیدَه:هذِه رِوَایَه ابنُ الکَلْبِیّ و زَعَم أَنّ أَزَّ خَطَأٌ،و نقله المُفَضَّل من کلامِ لُقَیْمِ بن لُقْمَانَ یُخَاطِبُ أَباهُ .
و عن أَبی زَیْدٍ: ائْتَزَّ الرجُلُ ائْتِزازاً : اسْتَعْجلَ ،قال الأَزهریُّ :لا أَدری أَ بالزّایِ هُوَ أَم بالرّاءِ.
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
لِجَوْفِه أَزِیزٌ ،أَی صوْتُ بُکَاءٍ،و هو مَجازٌ.و قد جاءَ فی الحدیث (5).
و أَزَّ بالقِدْرِ أَزًّا :أَوْقَدَ النارَ تَحْتَهَا لتَغْلِیَ .و قیل: أَزَّها أَزًّا ، إِذا جَمَع تَحْتهَا الحَطَبَ حتّی تَلْتَهِبَ النّارُ.
قال ابنُ الطَّثَرِیَّه یَصِف البَرقَ :
کَأَنَّ حَیْرِیَّهً غَیْرَی مُلاَحِیَهٍ
باتَتْ تَؤُزُّ بهِ من تَحْتِه القُضُبَا
و قال أَبو عُبَیْده: الأَزِیزُ :الالْتِهابُ و الحَرکَهُ کالْتِهَابِ النارِ فی الحَطَب،یقال: أُزَّ قِدْرَکَ ،أَی أَلْهِب النارَ تحْتَها.
و الأَزَّهُ :الصَّوْت.
یقال:هَالَنِی أَزِیزُ الرَّعْدِ.و صَدَّعَنِی أَزِیزُ الرَّحَا و هَزِیزُهَا.
و تَأَزَّزَ المَجْلِسُ :ماجَ فیه النّاسُ .
و الأَزُّ :الاخْتلاط .
و الأَزُّ :التهْیِیجُ و الإِغرَاءُ،و أَزَّهُ یَؤُزُّه أَزًّا :أَغْرَاه و هَیَّجَه.
و أَزَّهُ :حثَّهُ ،و قوله تعالی: أَنّا أَرْسَلْنَا الشَّیاطِینَ عَلَی الْکافِرِینَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا (6)قال الفَرّاءُ:أَی تُزْعِجُهم إِلی
ص:7
المَعَاصِی و تُغْرِیهم بها.و قال مُجاهِدٌ:تُشْلِیهم إِشْلاءً.و قال الضّحّاکُ :تُغْرِیهم إِغْرَاءً.
و عن ابن الأَعْرَابیّ : الأُزّازُ :الشَّیاطِینُ الّذِین یَؤُزُّون الکُفَّارَ.و
17- فی حدیث الأَشْتَرِ: «کان الّذِی أَزَّ أُمَّ المُؤْمِنین علی الخُروج ابن الزُّبَیْر». أَی هو الّذِی حَرَّکَها و أَزْعجَهَا و حَمَلهَا علی الخُروج.و قال الحَربِیّ : الأَزُّ أَنْ تَحْمِلَ إِنْسَاناً علی أَمْرٍ بحِلَهٍ و رِفْق حَتَّی یفْعلَه.
و أَزَّ الشَّیْ ءَ یَؤُزُّه ،إِذا ضَمَّ بَعْضاً إِلی بَعْض،قاله الأَصْمَعِیّ .و قال أَبو عَمْرو: أَزَّ الکَتَائبَ أَزًّا :أَضافَ بَعْضَها إِلی بَعْض.قال الأَخْطَلُ :
و نَقْضُ العهُودِ بإِثْرِ العُهُودِ
یَؤُزُّ الکَتَائِبَ حَتَّی حَمِینَا
و الأَزِیزُ :الحِدَّهُ ،و هو یَأْتَزُّ من کذا:یَمْتَعِضُ و یَنْزَعِجُ .
الأَفْزُ ،أَهمله الجوهریُّ .و قال أَبو عَمْرٍو: الأَفْزُ و الأَفْرُ،بالزّایِ و الرّاءِ: الوَثْبُ هکذا نقَلَه الصاغانیّ عنه، و نقلَه صاحبُ اللسان عنه أَیضاً فقال: الأَفْزُ ،بالزَّای:الوَثْبَهُ بالعجَلَه،و الأَفرُ،بالرّاءِ:العدْوُ،ثم قال الصاغانیّ : کَأَنَّهُ مَقْلُوبٌ من الوَفْز ،قال شیخُنَا:حَقّ العباره أَن یقولَ :کأَنَّه مُبْدَلٌ من الوَفْزِ،لأَنّ الهمزهَ تُبْدل من الواو،إِذْ لا معْنَی للقَلْبِ هُنَا إِلاّ من حیْثُ الإِطلاقُ العامُّ .
و یُقَال: أَنا عَلَی إِفَازٍ و وِفَاز،کإِشَاح و وِشاحٍ و إِسَادَهٍ و وِسَادَه.نقله الصاغانیّ .
الأَلْزُ ،أَهمله الجوهریّ ،و قال (1)ابنُ الأَعْرَابِیّ :
هو اللُّزُوم للشَّیْ ءِ ،یُقال: أَلَزَهُ یَأْلِزُه أَلْزاً ،من حدِّ ضَرَبَ ، نقله الصاغانیُّ ، و کذا أَلَزَ بِهِ یَأْلِزُ (2)أَلْزاً .
و أَلِزَ کفَرِح:قَلِقَ ،و عَلِزَ مثلُه،نقله الصاغانیّ .
الأَوْزُ ،بالفَتْح: حِسَابٌ مِن مجَارِی القَمرِ، کالأَزَزِ ،و قد تَقَدَّم،و أَعاده صاحبُ اللسَان هُنَا، أَو أَحَدُهما تَصْحِیفٌ من الآخر.
و الإِوَزُّ ،کخِدَبٍّ :القَصِیرُ الغَلِیظُ اللَّحِیمُ فی غَیرِ طُولٍ ، قالَه اللیْثُ ،و الأُنْثَی: إِوَزَّهٌ .و جَزَم العُکْبَرِیُّ أَنّ هَمْزَتَهازائدهٌ ،لأَنّ بعدَها ثَلاَثَهَ أُصُولٍ ،کما نقله شیخُنَا.قال ابنُ سِیده:و هو فِعلٌّ ،و لا یجوز أَن یکونَ إِفَعْلاً،لأَنّ هذا البِنَاءَ لم یَجِیءْ صِفَه،قال:حکَی ذلک أَبو عَلِیّ و أَنشد:
إِنْ کُنْتَ ذَا خَزًّ فإِنّ بزِّی
سابِغهٌ فَوْقَ وَأَیً إِوَزِّ
و الإِوَزَّه و الإِوَزُّ : البَطُّ ،ج إِوَزُّونَ ،جَمعُوه بالوَاو و النونِ ،أَجْرَوه مُجْری جَمْع المُذَکَّر السالم مع فَقْدِه للشرُوط ،إِمّا للتَّأْوِیلِ أَو شُذُوذاً،أَو غَیْر ذلک،قاله شَیْخُنَا.
و أَرْضٌ مَأوَزَهٌ :کَثِیرَتُه ،أَی الإِوَزّ ،نقله الصاغانی.
و الإِوَزَّی ،بالکَسر مقصوراً: مِشْیَهٌ فیها تَرَقُّصُ ،هکذا فی اللسان،و عباره التَّکْمِلَه:هو مَشْیُ الرجلِ تَوَقُّصاً (3)فی غیْر تثن (4)و مَشْیُ الفَرَسِ النَّشِیطِ ، أَو یَعْتَمِدُ علَی أَحَدِ الجانِبیْنِ ،مَرَّهً علی الجانِب الأَیْمن و مَرَّهً علی الجانِبِ الایْسَرِ،حکاه أَبو عَلِیّ .و أَنْشَد المُفَضَّل:
أَمْشِی الإِوَزَّی و مَعِی رُمْحٌ سَلِبْ
قال الأَزهریّ :و یجوزُ أَنْ یکون إِفْعلَّی،و فِعَلَّی عند أَبِی الحَسَن أَصَحُّ ،لأَنّ هذا البِنَاءَ کَثِیرٌ فی المَشْیِ کالجِیَضَّی و الدِّفَقَّی.
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
فَرَسٌ إِوَزٌّ ،أَی مُتَلاحِکُ الخَلْقِ شَدِیدُه.
و قال أَبو حیّان فی شرح التَّسْهِیل: الإِوَزُّ من الرِّجَال و الخَیْل و الإِبِل:الوَثِیقُ الخَلْقِ .
البَأْزُ ،بالهَمْز،أَهمله الجوهریّ و الصاغانیّ .
و قال ابنُ جِنِّی فی کتاب الشَّواذّ:هو لُغَهٌ فی البَازِی و سیُذْکَر فی مَوْضِعِهِ ، ج أَبْؤُزٌ ،کأَفْلُس، و بُؤُوزٌ ،بالضَّمّ مَمْدُوداً، و بِئْزانٌ ،بالکَسْر.و ذَهَب إِلی أَنّ هَمْزَته مُبْدَلَهٌ من أَلِفٍ لِقُرْبِها منها،و اسْتَمَرَّ البَدَلُ فی أَبْؤُزٍ و بِئْزان ،کما استمرَّ فی
ص:8
أَعْیَادٍ.قال ابن جِنِّی:حدّثنا أَبو عَلِیّ قال:قال أَبو سَعِیدٍ الحَسَنُ بن الحُسَیْن:یُقَال:بَاز،و ثلاثَهُ أَبْوَازٍ،فإِذا کَسَّرْتَ فهی البِیزانُ .و قالوا:بازٍ و بَوَازٍ و بُزَاهٌ ،فبازٍ و بُزَاهٌ کغَازٍ و غُزَاهٍ ،و هو مَقْلُوب الأَصْلِ الأَوّل.انْتَهَی.ثم قال،فلما سُمِعَ بَأْزٌ،بالهمْز،أَشْبَه فی اللّفْظ رَأْلاً،فقِیلَ فی تَکْسِیره بِئْزانٌ ،قِیل رِئْلان.
و یُسْتَدْرک علیه هُنَا: بَبُّزُ -بفَتْحٍ ثمّ ضمٍّ مع التَّشْدِید-قَرْیهٌ کبیرهٌ علی نَهْرِ عِیسی بن علیّ ،دون السِّنْدِیَّه و فَوْقَ القَادِسیّه (1)،ذکرها نَصْرٌ فی کتابه.
و یُسْتَدْرَک علیه أَیضاً:
بَجِمْزَا ،بفتح المُوَحَّدَه و کَسْر و سُکُونِ المِیم:قریهٌ فی طریق خُراسانَ ،ذَکَرَها یاقوت (2).
بَحَزَهُ ،کمَنَعَهُ ،هو بالحاءِ المُهْمَلَه بعد المُوَحَّدَه،و قد أَهمله الجوهریُّ و الصاغانی و صاحبُ اللّسَان و معناه: وَکَزَهُ .
بَخَزَ عَیْنَهُ ،کمَنَعَ ،هو بالخاءِ المُعْجَمَه بعد المُوَحَّدَه،و قد أَهملَه الجَوْهَرِیّ ،و قال الأَزْهَرِیُّ فی التَّهْذیب نَقْلاً عن الأَصمعِیّ : بَخَزَ عَیْنَه و بَخَسَها و بَخَصَها؛ إِذا فَقَأَهَا.
و أَبْخَازٌ ،کأَنْصارٍ: جِیلٌ من الناسِ ،نَقَلَه الصاغَانیّ .
و قال یاقُوت:اسمُ ناحِیَهٍ فی جَبَل القَبْق (3)المُتَّصِل ببابِ الأَبْوَاب،و هی جِبالٌ وَعْرَهٌ صَعْبَهُ المَسْلکِ ،لا مَجَالَ للخَیْل فیها،تُجَاوِرُ بِلادَ اللاَّنِ ،یَسْکُنُهَا أُمَّهٌ من النَّصَارَی،یقال لهم الکُرْجُ ،و فیها تَجَمَّعُوا،وَ نَزَلُوا إِلی نَوَاحِی تَفْلِیسَ ، فَصَرَفُوا المُسْلِمِین عَنهَا و مَلَکُوها فی سنه خَمْسَ عَشرَهَ و خَمْسِمائه،حتی قَصَدَهُم جَلالُ الدّین خُوارَزمْ شاه،فی سنه إِحْدَی و عِشْرِین و سِتّمائه،فأَوْقَعَ بهم،و اسْتَنْقَذ تَفْلِیسَ من أَیْدیهم،و هَرَبَتْ مَلِکَتُهُم إِلی أَبْخَاز،و کانَ لم یَبْقَ من بَیْتِ المُلْکِ غَیْرُهَا.
بَرَزَ یَبْرُزُ بُرُوزاً :خَرَجَ إِلی البَرازِ لحاجَهٍ ،و فی التکمله:للغائطِ ، أَی الفَضَاءِ الواسِعِ من الأَرْضِ و البَعِیدِ.و البَرَازُ أَیضاً:المَوْضِعُ الذی لَیْس به خَمَرٌ من شَجَرٍ و لا غَیْرِه،فکَنَوْا به عن فَضاءِ الغَائِطِ ،کما کَنَوْا عنه بالخَلاَءِ لأَنّهُمْ کانوا یبَرَّزُون فی الأَمْکِنَهِ الخالِیَه عن الناس.قُلْتُ :
و هو من إِطْلاقِ المَحَلِّ و إِرَادَه الحالّ ،کغَیْرِه من المَجَازاتِ المُرْسَلَه،و سیأْتی الکلامُ علیه فی آخر المادَّه، کتَبَرَّزَ قال الجوهریُّ : تَبَرَّزَ الرجلُ :خَرجَ إِلی البَرَاز للحَاجَهِ .قلْتُ و هو کِنایهٌ . و بَرَزَ الرَّجُلُ .إِذا ظَهَر بعْدَ الخَفَاءِ. و قال الصاغانیّ :بعْدَ خُمُولٍ .و فی عباره الفَرّاءِ:و کلّ ما ظَهر بعد خَفاءِ فقد بَرزَ ، کبَرِزَ،بالکَسْر ،لغهٌ فی المَعْنَییْن،نقله الصاغَانیّ :
و بارَزَ القِرْنَ مُبَارَزَهً و بِرَازاً ،بالکَسْرِ،إِذا بَرَزَ إِلَیْه فی الحَرْب، و هُما یَتَبَارَزَانِ ،سُمِّیَ بذلک لأَنّ کلاهما (4)یَخْرُجانِ إِلی بَرازٍ من الأَرْض،و بَرَزَ إِلَیْه و أَبْرَزَه غَیْرُه.
و أَبْرَزَ الکِتَابَ :أَخْرَجَه،فهو مَبْرُوزٌ .و أَبْرَزَهُ : نَشَرَهُ فهو مُبْرَزٌ کمُکْرَمِ ، و مَبْرُوزٌ ،الأَخِیر شاذٌّ علی غیر قیَاس،جاءَ علی وَزْن الزَّائد،قال لَبِیدٌ:
أَوْ مُذْهَبٌ جُدَدٌ علی أَلْواحِهِ
النّاطِقُ المبْرُوزُ و المخْتُومُ (5)
قال ابنُ جِنِّی:أَراد: المَبْرُوزُ به،ثم حُذِفَ حرفُ الجَرّ فارْتَفَع الضَّمِیر و اسْتَتَرَ فی اسم المَفْعُول به،و أَنشده بعضُهم، المُبْرَز ،علی احْتِمَال الخَزْل (6)فی مُتَفَاعِلُنْ .قال أَبو حاتمٍ فی قَوْل لَبِیدٍ:إِنّمَا هو:
أَلنّاطِقُ المُبْرزُ و المخْتُومُ
مُزَاحَفٌ .فغَیَّرَه الرُّواهُ فِرَاراً من الزِّحاف.و فی الصحاح:
أَلناطِقُ بقَطْع الأَلِ و إِنْ کان وَصْلاً،قال:و ذلک جائزٌ فی ابْتِدَاءِ الأَنْصَافِ لأَنّ التقدیرَ الوَقْفُ علی النِّصْفِ من الصَّدْرِ (7)،قال:و أَنْکَرَ أَبو حاتِمٍ : المَبْرُوز ،و قال:و لَعَلَّه
ص:9
المَزْبُورُ،و هو المَکْتُوب.و قال لَبِیدٌ فی کلمه أُخْرَی:
کما لاحَ عُنْوانُ مَبْرُوزَهٍ
یَلُوحُ مَعَ الکَفِّ عُنْوانُهَا
قال:فهذا یدُلُّ علی أَنَّهُ لُغَهٌ .قال:و الرُّوَاه کُلُّهُم علی هذا،فلا مَعْنَی لإِنْکَارِ مَن أَنْکَرَه.و قد أَعْطَوْه کِتَاباً مَبْرُوزاً ، و هو المَنْشُور.قال الفَرّاءُ:و إِنّمَا أَجازُوا المَبْرُوزَ ،و هو من أَبْرَزْتُ ،لأَنّ یُبْرِزُ لفظُه واحدٌ من الفِعْلَیْن.قال الصاغَانیّ :
و هکذا نَسَبَه الجوهَرِیّ للَبِیدِ.و لم أَجِدْه فی دِیوانِه.
و امْرَأَهٌ بَرْزَهٌ ،بالفَتْحِ : بارِزَهُ المَحَاسِنِ ظاهِرَتُهَا، أَو امرأَهٌ بَرْزَهٌ : مُتَجاهِرَهٌ . و فی بعض الأُصُول الصَّحِیحَه:
مُتجَالَّهٌ (1)،و قیل: کَهْلَهٌ لا تَحْتَجِب احْتِجَابَ الشَّوابِّ .و قال أَبو عُبَیْدَه:امرأَهٌ بَرْزَهٌ جَلِیلَهٌ ،و قیل:امرأَهٌ بَرْزَهٌ تَبْرُزُ للْقَوْم یَجْلِسُونَ إِلیها و یَتَحَدَّثُون عنها، و هی مع ذلک عفِیفَهٌ عاقِلَهٌ .
و یقال:امرأَهٌ بَرْزَهٌ :مَوْثُوقٌ برَأْیِهَا و عَفَافِها،و
17- فی حدیث أُمّ معْبَدٍ: «کانت امرأَهً بَرْزَهً تَخْتَبِی (2)بفِنَاءِ قُبَّتِهَا». و نقل ابنُ الأَعْرَابِیّ عن ابنِ الزُّبَیْریّ قال: البَرْزَهُ من النّسَاءِ:التی لَیْسَت بالمُتَزایِلَه التی تُزایِلُکُ بوَجْهِها تَسْتُرُهُ عَنْکَ و تَنْکَبّ إِلی الأَرْض،و المُخْرَمِّقَهُ :التی لا تَتَکَلَّم إِنْ کُلِّمَت.
و البَرْزَهُ :العَقَبَهُ مِنْ عِقَابِ الجَبَلِ ،نقله الصاغانیّ .
و بَرْزَهُ ، فَرَسُ العَبّاسِ بن مرْداسٍ السُّلَمِیّ رَضِیَ اللّه عنه (3).
و بَرْزَهُ : ه بِدَمَشْق فی غُوطَتِهَا،و إِیّاهَا عَنَی عَلِیُّ بن مُنِیر بقوله:
سَقّاهَا و رَوَّی مِنَ النَّیِّربینِ
إِلی الغَیْضَتَیْن و حمُّورِیَهْ
إِلی بَیْتِ لِهْیَا إِلی بَرْزَهٍ
دِلاَحٌ مُکَفکفَهُ (4)الأَوْدِیهْ
و ذکرَ بعضُهم أَنّ بها مَوْلِدَ سیِّدِنا الخَلِیلِ علیه السَّلام، و هو غَلَط . منها أَبو القاسِم عَبْد العَزِیز بن مُحَمّد بن أَحْمَدابن إِسماعیلَ بن علیّ المَعْتُوقیّ (5)المُقْرِی المُحَدّث البرْزِیّ ،عن ابْنِ أَبِی نَصْرٍ،و عنه أَبو الفِتْیَانِ الرّواسیّ ، مات سنه 462.و ذکر ابن نُقْطَه جماعهً من أَصحاب ابن عَساکر مِنْ هذِه القَرْیَه،قال الحافظ .قُلْتُ منهم:أَبو عَبْدِ اللّه محمّد بن محْمُود بن أَحْمَدَ البَرزیّ .
و بَرْزَهُ اسمُ أُمّ عَمْرِو بن الأَشْعَث ،هکذا فی النُّسخ بزیاده واو بعد عمر،و صوابُه عُمَر بن الأَشْعَثِ بن لَجَأً التَّیْمِیّ ،و فیها یقول جَرِیرُ:
خَلِّ الطَّرِیقَ لِمَنْ یَبْنِی المَنَارَ به
و ابْرُزْ بِبَرْزَهَ حَیْثُ اضْطَرَّکَ القَدَرُ
و بَرْزَهُ تابِعِیَّهُ ،و هی مَوْلاَهُ دَجَاجَهَ بِنْت أَسْمَاءَ بنِ الصَّلْت،وَالدهُ عبد اللّهِ بن عامِر بن کُرَیْز.
و بَرْزه ،بالهاءِ الصحِیحَه (6)،کما قاله یاقوت.قُلْتُ :
فعلَی هذا مَحَلُّ ذِکْرِهَا فی الهاءِ،کما لا یَخْفَی: ه ببَیْهَق ، من نَوَاحِی نَیْسَابُور، و لکن النِّسْبَه إِلیها بَرْزَهِیّ ،بزیاده الهاءِ،هکذا قالوه،و الصواب أَنّ الهَاءَ من نَفْسِ الکلمه، کما ذَکَرناه، منها أَبو القاسم حَمْزَهُ بن الحُسَیْن البَرْزَهیّ البَیْهَقِیّ ،له تصانیفُ ،منها:کتاب مَحَامِد مَنْ یُقال له محمّد؛و کتاب:محاسن من یقال له أَبو الحَسَن،و ذَکَره البَاخَرْزِیّ فی دُمْیَه القَصْر،مات سنه 488 (7)قاله عبد الغافر.
و أَبُو بَرْزَهَ جماعهٌ . منهم نَضْلَهُ بن عُیَیْنَه،علی الصّحِیح،و قیل:نَضْلَهُ بنُ عائذ،و قیل:ابْنُ عُبَیْد اللّه (8)، الأَسْلَمِیّ الصحابیّ تُوُفِّیَ سنه سِتِّین (9).
و رجُلٌ بَرْزٌ ،و امرأَهٌ بَرْزَهٌ ،یُوصَفان بالجَهَارَه و العَقْل، و قیل: بَرْزٌ :مُتَکَشِّفُ الشَّأْنِ ظاهِرٌ،و قیل: بَرْزٌ :ظاهِرُ الخُلُقِ عَفِیفٌ ،و قیل بَرْزٌ و بَرْزِیٌّ :[عَفیفٌ ] (10)مَوْثُوقُ بعَقْله ، و فی بعض النُّسَخ:بفَضْله و رَأْیِه ،و کأنّه تَحْرِیف،و قال بعضهُم:بعَفَافِه وَ رَأْیه. وَ قَدْ بَرُزَ بَرَازَهً ، ککرُمَ ،قال
ص:10
العجّاج.
بَرْزٌ و ذُو العَفَافَهِ البَرْزِیُّ
و بَرَّزَ تَبْرِیزاً ؛فاقَ علی أَصْحَابِه فَضْلاً أَو شَجَاعَهً ، یقال.مَیِّزِ الخَبیثَ من الإِبْرِیز و الناکِصِینَ من أُولِی التَّبْرِیز .
و بَرَّزَ الفَرَسُ علی الخَیْل تَبْرِیزاً : سَبَقَها. و قیل:کُلّ سابقٍ مُبَرِّزٌ .و إِذا تَسَابَقَت الخَیْلُ قِیل لسابقها (1):قد بَرَّزَ علیها،و إِذَا قِیل: بَرَزَ ،مُخَفّف،فمَعْناه ظَهَرَ بعد الخَفاءِ.
و بَرَّزَ الفَرسُ راکِبَه:نَجّاه ،قال رُؤْبَه:
لَوْ لَمْ یُبَرِّزْهُ جَوادٌ مِرْأَسُ
و ذَهَبٌ إِبْرِیزٌ ،و إِبْرِیزِیُّ ،بکَسْرِهما:خالصٌ ،هکذا فی النُّسَخ،و الصَّواب إِبْرِیزٌ ،و إِبْرِزِیٌّ من غَیْرِ تَحْتِیّه فی الثانِیه، قال ابنُ جِنِّی:هو إِفْعِیلٌ من بَرَزَ ،و الهمزه و الیاءُ زائدتانِ .
و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ : الإِبْریزُ :الحَلْیُ الصافی من الذَّهَبِ ، و هو الإِبرزیّ (2)قال النّابِغَه:
مُزَیَّنَه بالإِبْرِزِیّ و حَشْوَهَا
رَضِیعُ النَّدَی و المُرْشِقَاتِ الحَواصِنِ (3)
و قال شَمِرٌ: الإِبْرِیزُ من الذَّهَبِ :الخالصُ ،و هو الإِبْرِزِیُّ و العِقْیَانُ و العَسْجَدُ.
و بَرَازُ الزُّورِ،بالفَتْح ،و هو مستدرکٌ ،و الزُّور هکذا بتَقْدِیم الزای المفتوحه فی سائر النسخ،و الصَّوَابُ کما فی التَّکْمِلَه: بَرَازُ الرُّوزِ (4)،بتقدیم الراء المضمومه علی الزای بینهما واوٌ: طَسُّوجٌ ببغْدَادَ ،و قال الصاغانیّ من طَسَاسِیجِ السَّوادِ.و قال یاقوت:بِالجَانِبِ الشَّرْقِیّ من بَغْدَادَ،کان للمُعْتَضِد به أَبْنِیَهٌ جَلیلهٌ .
و البارزُ :فَرَسُ بَیْهَسٍ الجَرْمِیّ ،نقله الصاغانیّ .
و بارِزٌ :د بقُرْبِ کِرْمانَ ،به جِبَالٌ .و به فُسِّر
16- الحَدیث المَرْوِیّ عن أَبی هُرَیْرَه: «لاَ تَقُوم الساعهُ حَتَّی تُقَاتِلُوا قَوْماً یَنْتَعِلُون الشَّعرَ و هُمُ البارِزُ ». قال ابن الأَثیر:و قال بعضُهم:هم الأَکْرَاد،فإِن کانَ مِنْ هذا فکأَنَّه أَراد أَهلَ البارِز ،أَو یکون (5)سُمُّوا باسم بلادِهِمْ ،قال:هکذا أَخْرَجه أَبو مُوسَی فی کِتَابِه و شَرَحَه،قال:و الذِی
14- رَوَیْنَاه فی کِتَابِ البُخَارِیّ عن أَبی هُرَیْرَه:سمِعْتُ رَسُولَ اللّه صلّی اللّه علیه و سلم یقول: «بَیْنَ یَدَیِ الساعَهِ تُقَاتِلُون قَوْماً نِعَالُهُمُ الشَّعرُ،و هو هذا البَارِزُ ». و قال سُفْیَانُ ،مَرَّهً :هم أَهلُ البارِزِ ،یعنِی بأَهْلِ البارِزِ أَهلَ فارِسَ ،هکذا هو بُلَغَتِهم،و هکذا جاءَ فی لَفْظِ الحَدِیث، کأَنَّه أَبدل السّینَ زایاً،فیکون من بابِ الباءِ و الراءِ،و هو هذا البابُ لا من باب الباءِ و الزای.قال:و قد اخْتُلِفَ فی فَتْح الراءِ و کَسْرِهَا،و کذلک اخْتُلِفَ مع تَقْدِیم الزایّ ،و قد ذُکِرَ أَیضاً فی حَرْف الراءِ.
و بُرْزٌ ،بالضَّمّ :ه بمَرْوَ،منها سُلَیْمانُ بن عامِرٍ الکِنْدِیُّ المُحَدِّثُ المَرْوَزِیّ ،شیخٌ لإِسْحَاقَ بنِ رَاهَوَیْه،رَوَی عن الرَّبِیع بن أَنَسٍ .
و بُرْزَهُ ، بِهَاءٍ:شُعْبَهٌ تَدْفَعُ فی بِئْرِ الرُّوَیْثَهِ أَو هُمَا شُعْبَتَانِ قَرِیبتَانِ من الرُّوَیْثَه،تَصُبّانِ فی دَرَجِ المَضِیقِ من یَلْیَلَ وادِی الصَّفْرَاءِ، یُقَالُ لکُلٍّ مِنْهُمَا: بُرْزَه .
و یَوْمُ بُرْزَهَ من أَیّامِهم ،نقَلَه الصاغانیّ .قُلْتُ و فیه یَقُول ابنُ جِذْلِ الطّعَانِ :
فِدًی لَهُمُ نَفْسِی و أُمِّی فِدًی لَهُم
بِبُرْزَهَ إِذْ یَخْبِطْنَهُمْ (6)بالسَّنَابِکِ
و فی هذا الیوم قُتِلَ ذُو التاجِ مالِکُ بن خالِدٍ.قاله یاقُوت.
و بُرْزَهُ جَدُّ عَبْدِ الجَبّار بن عَبْد اللّه المُحَدّث المَشْهُور، کَتَب عنه ابنُ ماکُولاَ.قلتُ :و فَاتَهُ :عبدُ اللّه بن محمّد بن بُرْزَهَ ،سَمِعَ ابنَ أَبی حاتِمٍ و غَیْرَه،قال ابنُ نُقْطَه:نَقَلْتُهُ من خط یَحْیَی بن مَنْدَه مُجَوّداً.
و بُرْزِیّ ،بکسر الزّایِ :لَقَبُ أَبِی حاتِمٍ مُحَمّدِ بنِ الفَضْلِ المَرْوَزِیّ (7)،و عباره الصاغانیّ فی التکمله هکذا:
و محمّد بن الفَضْل البُرْزِیّ من أَصحابِ الحَدِیث.
ص:11
و بُرْزَی ، کبُشْرَی ،و قال یاقوت:هی بُرْزَه ،و نَسَبَ الإِمالَهَ للعامَّه: ه بوَاسِطَ ،منها الإِمام رَضِیّ الدّین إِبراهِیم ابن عُمَرَ بن البُرْهَانِ الواسِطِیّ التاجر رَاوِی صَحِیح مُسْلِمٍ ، عن منصورٍ الفَرَاویّ . و بُرْزَی : ه أُخْرَی من عَمَل بَغْدَادَ ، من نَوَاحِی طریقِ خُرَاسَانَ .
وَ أَبْرَزَ الرجُلُ : أَخَذَ الإِبْرِیزَ ،هکذا فی سائر النُّسخ، و نَصُّ ابنِ الأَعرَابِیّ ،علی ما نَقَلَه صاحبُ اللّسَان و الصاغانیّ :اتَّخَذَ الإِبْرِیزَ .
و أَبْرَزَ الرجُلُ ،إِذا عَزَمَ علی السَّفَرِ ،عن ابن الأَعرابیّ .
و العامَّهُ تقول: بَرَزَ .
و أَبْرَزَ الشَّیْ ءَ:أَخْرَجَه،کاسْتَبْرَزَه ،و لیست السِّین للطَّلَب.
و تَبْرِیزُ :بالفَتْح، و قد تُکْسَرُ:قاعِدَهُ أَذْرَبِیجَانَ ،و العَامَّهُ تقلِب الباءَ وَاواً،و هی من أَشْهَرِ مُدُنِ فارِسَ و قد نُسِبَ إِلیها جماعَهٌ من المُحَدِّثِین و العلماءِ فی کُلِّ فَنّ .
و تَبَارَزَا :انْفَرَدَ کُلٌّ منْهُما عن جَمَاعَتِه إِلی صاحِبِه.
و بَرَّزَهُ تَبْرِیزاً :أَظْهَرَه و بَیَّنَه ،و منه قوله تعالی: وَ بُرِّزَتِ الْجَحِیمُ (1)أَی کُشِفَ غِطَاؤُهَا.
و کِتَابٌ مَبْرُوزٌ :مَنْشُورٌ ،و قد تَقَدَّم البحثُ فیه أَوّلاً، فأَغْنَانَا عن إِعادته ثانِیاً.
و بَرَازٌ ، کسَحَابٍ ،اسمٌ .
و البِرَازُ ، ککِتَابٍ :الغائطُ ،و هو کِنَایَهٌ .اخْتَلَفُوا فی البِرَازِ بهذا المَعْنَی،
16- ففی الحدیث: «کان إِذا أَرادَ البِرَازَ أَبْعَدَ». قال الخَطّابی فی مَعَالِم السُّنَن:المُحَدِّثون یَرْوُونَه بالکَسْر،و هو خَطَأٌ،لأَنّه بالکَسْر مَصْدَرٌ من المُبَارَزَه فی الحَرْب.و قال الجوهریّ بخِلاف هذا،و نَصُّه: البِرَازُ : المُبَارَزَه فی الحَرْب،و البِرَاز أَیْضاً:کِنَایَهٌ عن ثُفْلِ الغِذَاءِ،و هو الغائطُ ، ثم قال:و البَرَازُ ،بالفَتْح:الفَضَاءُ الوَاسِعُ ،وَ تَبَرَّز :خَرَجَ إِلی البَرَازِ للحَاجَهِ .انتهی.فکأَنّ المُصَنِّف قَلَّده فی ذلِک؛ و هکذا صَرَّحَ به النَّوَوِیّ فی تَهْذیبه،و ابنُ دُرَیْد،و قد تَکَرَّرَ المَکْسُور فی الحَدِیث.و من المَفْتُوح
14- حدیثُ عَلِیٍّ کَرّم اللّهوَجْهَهُ : «أَنّ رَسُولَ اللّه صلّی اللّه علیه و سلم رَأَی رَجُلاً یَغْتَسِلُ بالبَرَازِ ». یریدُ المَوْضِع المُتَکَشّف بغیرِ سُتْرَهٍ .
و بَرْزَوَیْهِ کعَمْرَوَیْه:جَدُّ مُوسَی بن الحَسَن الأَنْمَاطِیّ المُحَدِّث ،عن عبد الأَعْلَی بن حَمّاد،و عنه مَخْلَد بن جَعْفَرٍ الباقَرْحِیّ و غیره.
و أَبْرَوَیْزُ ،بفتح الواوِ و کَسْرِهَا ،و باؤه فارسیّه،و یقال:
أَبْرَوَازُ ،و الأَول أَشْهرُ: مَلِکٌ من مُلُوک الفُرْسِ . قال السُّهَیْلیّ :هو کِسْرَی الذی کَتَب إِلیه النَّبِیُّ صلّی اللّه علیه و سلم،و مَعْنَی أَبْرَوَیْز عندهم:المُظَفَّر.
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
المَبْرَزُ :کمَقْعَدٍ:المُتَوَضَّأُ.
و البَارِزُ :الظَاهِرُ الظُّهُورَ الکُلِّیّ .
و قولُه تَعَالَی: وَ تَرَی الْأَرْضَ بارِزَهً (2)أَی ظاهِرَهً بلا تَلٍّ و لا جَبَل و لا رَمْلٍ .
و بَرْزَهُ ،بالفَتْح کُورَهٌ بِأَذْرَبِیجَانَ ،بأَیْدی الأَزْدِیِّین،نقله البَلاَذُریّ و یاقوت.
و ذَکرَ بَرَازاً ،کسَحَابٍ ،وَ أَنَّهُ اسمٌ و لم یُعَیِّنه.و هو أَشْعَثُ بن بَرَازٍ ،قال الحافِظ :فَرْدٌ.
و بابُ إِبْرِیز :إِحْدَی مَحَالِّ بَغْدَادَ،و إِلَیْه نُسِبَ البارِزِیُّونَ المُحَدِّثُون،و منهم قاضِی القُضَاهِ هِبهُ اللّه بن عبد الرَّحِیم بن إِبراهِیمَ بن هِبَه اللّه المُسلم الجُهَنِیّ الحَمَوِیّ الفقیهُ الشافعیّ أَبو القَاسِم،عُرِفَ بابنِ البَارِزِیّ ،من شُیُوخ التَّقِیّ السُبْکِیّ ، و کذا آلُ بَیْته.
و بَرْزُوَیْه ،بالفَتْح و ضمّ الزّای،و العامه تقول بَرْزَیْه :
حِصْنٌ قُرْبَ السّوَاحِل الشامِیَّهِ علی سِنّ جَبَلٍ شاهِق یُضْرَبُ بها المَثَلُ فی بلادِ الإِفْرنج بالحَصانَه،یُحِیط بها أَوْدِیهٌ من جمیع جَوانبها و ذَرْعُ عُلُوّ قَلْعَتها خَمْسُمِائه و سَبْعُون ذِرَاعاً، کانت بِیَدِ الفِرِنجِ حتّی فَتَحَهَا المَلِک النَاصِر صلاَح الدّین یوسُف بن أَیّوب فی سنه 584.
و الشَّرَفُ إِسْمَاعِیلُ بنُ مُحَمّد بن مُبَارِزٍ الشافِعیّ الزّبیدیّ ، حدَّثَ عن النَّفِیس العَلَوِیّ و غَیْرِه،رَوَی عنه سِبْطُه الوَجِیهُ
ص:12
عبدُ الرّحْمن بن علیّ بن الرَّبِیع الشَّیْبَانِیّ ،و الجَمَال أَبو مُحَمّد عبد اللّه بن عبد الوهّاب الکازَرُونیّ المَدَنِیّ و غیرهما.
و تِبْرِز ،کزِبْرِج:مَوضعٌ .
البرغزُ ،بالغین المعجم ،کَجَعْفَرٍ و قُنْفُذٍ و عُصْفُورٍ و طِرْبَال: وَلَدُ البَقَرَهِ الوَحْشیّه،الثانیه عن ابن الأَعْرَابِیّ ،قال الشاعر:
کَأَطُومٍ فَقَدَتْ برْغزَهَا
أَعْقَبَتْهَا الغُبْسُ مِنْهُ العَدَمَا (1)
أَو إِذا مَشَی مع أُمِّه،و هی بهاءٍ ،و الجمعُ : بَرَاغِزُ ،قال النَّابِغَهَ یَصِفُ نِسَاءً سُبِینَ :
و یَضْرِبْنَ بالأَیْدِی وَرَاءَ بَرَاغِزٍ
حِسَانِ الوُجُوهِ کالظِّبَاءِ العَوَاقِدِ
أَرادَ بالبَرَاغِزِ أَوْلادَهُنَّ .قال ابنُ الأَعْرَابِیّ :و هی کالجَآذِرِ.
و البُرْغُزُ ، کقُنْفُذ:السَّیِّ ءُ الخُلُقِ من الرِّجَالِ ، أَو هذِه تَصْحیفَهٌ و الصّواب فیه بُزْغُرُ بتقدیم الزّای علی الرّاءِ ،و قد ذُکِر فی مَوْضِعه.
البَزُّ :الثِّیَابُ . و قیل:ضَرْبٌ من الثِّیَاب،و قیل:
البَزُّ من الثِّیَابِ :أَمْتِعَهُ البَزَّازِ ، أَو مَتَاعُ البَیْتِ من الثِّیَاب خاصَّهً و نَحْوِها ،قال:
أَحَسَنَ بَیْتٍ أَهَراً و بَزَّا
کأَنَّمَا لُزَّ بصَخْرٍ لَزَّا (2)
و بائعُه البَزَّازُ ،و حِرْفَتُه البِزَازَهُ ،بالکَسْر،و إِنّمَا أَطْلَقَه لشُهْرَتِهِ .
و البَزُّ السِّلاَحُ . یَدْخُل فیه الدِّرْع و المِغْفَرُ و السَّیْفُ ،قال الهُذَلیّ :
فَوَیْلُ أُمٍّ بَزٍّ جَرَّ شَعْلٌ علی الحَصَی
و وُقِّرَ بَزٌّ ما هُنَالِکَ ضائِعُ
شَعْلٌ :لَقَبُ تَأَبَّطَ شَرًّا،و کان أَسَرَ قَیْسَ بنَ العَیْزارَه الهُذَلیّ قائل هذا الشّعْر،فسَلَبَه سِلاحَه و دِرْعَه.و کان تأَبَّط شَرًّا قصیراً،فلما لَبِسَ دِرْعَ قَیْسٍ طالَتْ علیه،فسَحَبَهَا علی الحَصَی،و کذلک سَیْفه لمَّا تَقَلَّدَه طالَ علیه فسحَبَه فَوَقَّرَه؛لأَنَّه کان قَصِیراً.و وُقِّرَ بزٌّ ،أَی صُدِعَ و فُلِّل و صارت فیه وَ قَرَاتٌ ،فهذا یَعْنِی السّلاحَ کُلَّه.و یقال: البَزُّ :السَّیْفُ نَفْسُه،أَنشد ابنُ دُرَیْد لِمُتممِ بن نُوَیْرَهَ یَرْثِی أَخاهُ مالِکاً:
و لا بِکَهَامٍ بَزُّهُ عن عَدُوِّه
إِذَا هوَ لاقَی حاسِراً أَو مُقَنَّعَا
قال:فهذا یَدُلُّ علی أَنَّه السَّیْف. کالبِزَّهِ ،بالکَسْرِ ، و البَزَزِ ، بالتَّحْرِیکِ . و قال أَبو عَمْرٍو: البَزَز :السِّلاحُ التَّامُّ .
و البَزُّ : الغَلَبَهُ و الغَصْب، بَزَّهُ یَبُزُّهُ بَزًّا ، کالبِزِّیزَی ، کخِلِّیفَی.و البَزُّ : النَّزْعُ و السَّلْبُ ،یقال: بَزَّ الشَّیْ ءَ یَبُزُّه بَزًّا :انْتَزَعَه. و البَزُّ : أَخْذُ الشَّیْ ءِ بِجَفَاءٍ و قَهْرٍ. حُکِیَ عن الکِسَائیّ :لَنْ تَأْخُذَه أَبداً بَزَّهً مِنِّی،أَی قَسْراً.و
16- فی حدیثِ أَبی عُبَیْدَه: «أَنه سَتَکُون نُبُوَّهٌ و رَحْمَهٌ ثم کَذا و کَذَا ثم یکُونُ بِزِّیزَی و أَخْذُ أَمْوَال بغَیْر حَقٍّ ». البِزِّیزَی :السَّلْب و التَّغَلُّب، و رواه بعضُهم بَزْبَزِیًّا .قال الهَرَوِی:عَرَضْته علی الأَزهریّ فقال:هذا لا شَیءَ (3). کالابْتِزَازِ ،و
16- فی الحدیث: « فیَبْتَزّ ثِیابِی و مَتَاعِی». أَی یُجَرِّدُنی منها و یَغْلِبُنِی علیها.
و البَزُّ : ه،بالعِرَاقِ ،و منها عبد السَّلامِ بنِ أَبی بَکْرِ بن عبد المَلِک الجَماجِمِیّ البَزِّیّ ،حدّث عن أَبی طالِب المبارک بن خُضَیْرٍ (4)الصَّیْرَفِیّ .
و بَزُّ النَّهْرِ ،بلُغَتِهِم: آخِرُهُ ،نقلَه الصاغانیُّ .
و البَزَّازُ ،ککَتَّانِ ، فی المُحَدِّثین جمَاعَهٌ ،منهم أَبو طالِب محمّدُ بنُ محمّدِ بنِ إِبراهِیمَ بن غَیْلاَن بن عبد اللّه بن غَیْلانَ ،صَدُوقٌ صالحٌ ،عن أَبی بکْرٍ الشافعیّ ،و عنه أَبو بکْرٍ الخَطِیبُ و جماعهٌ ،و إِلیه نُسِبت الغَیْلانِیّاتُ ،و هی فی إِحدَی عَشَرَه مُجَلَّدهً ،لِطَافٍ ،خَرَّجَهَا الدَّارقُطْنِی،و قد وَقَعَتْ لنا عالِیَهً ،تُوُفِّیَ ببغْداد سنه 440، و فی الأَعلام
ص:13
عِیسَی بن أَبِی عِیسَی بن بَزّازٍ القابِسِیّ المالِکِیّ المَغْرِبِیّ ، روَی الحَدِیثَ عن جَمَاعَهٍ مغَارِبَه.
و مِنْ أَمثالهم:« آخِرُ البَزِّ علی القَلُوص »،یأْتی فی خ ت ع.
و البَزْبازُ ،بالفتح: الغُلامُ الخَفِیفُ فی السَّفَرِ،أَو البَزْبازُ :الرجُلُ الکثِیرُ الحَرَکَهِ ،قاله ابنُ دُرَیْد،و أَنشد:
إِیهاً خُثَیْمُ حَرِّکِ البَزْبَازَا
إِنَّ لنا مَجَالِساً کِنَازَا
کالبُزْبُزِ و البُزَابِزِ ،بضَمِّهما ،قال ثعلب:غُلامٌ بُزْبُزٌ :
خَفِیفٌ فی السَّفَرِ.
و قال أَبو عَمْرٍو:و رَجلٌ بُزْبُزٌ و بُزَابِزٌ من البَزْبَزَه ،و هی شِدَّهُ السَّوْقِ و أَنشد:
ثُمَّ اعْتَلاَهَا فَذَحَا (1)و ارْتَهَزَا
و ساقَهَا ثَمَّ سِیَاقاً بَزْبَزَا (2)
و عن أَبی عَمْرٍو: البَزْبازُ : قَصَبَهٌ من حَدِیدٍ علی فَمِ الکِیرِ تَنْفُخُ النَّارَ،و أَنشد للأَعْشَی:
إِیهاً خُثَیْمُ حَرِّکِ البَزْبَازَا
إِنّ لنَا مَجَالِساً کِنَازَا
و قیل:المُراد هُنَا بالبَزْبَازِ: الفَرْجُ ،بسبب حَرَکَتِه، و کِنَازاً،مُکْتَنِزَهً بأَهْلها،یُحْکَی عن الأَعْشَی أَنّه تَعَرَّی بإِزاءِ قَوْمٍ و سمَّی فَرْجَه البَزْبازَ و رَجَزَ بهم.
و البَزْبازُ : دَواءٌ،م معروفٌ .
و البَزْبَزَهُ شِدَّه فی السَّوْقِ و نَحْوِه؛ و البَزْبزَهُ : سُرْعهُ المَسِیر (3)؛ و البَزْبَزَهُ : الفِرَارُ و الانْهِزَامُ ،یقالُ : بَزْبَزَ الرَّجلُ و عَبَّدَ،إِذَا انْهَزَم و فَرَّ؛ و البَزْبَزَهُ : کَثْرَهُ الحَرَکَهِ و سُرْعَتُها و الاضْطِرَابُ ،و أَنشد أَبو عَمْرو:
و ساقَهَا ثَمَّ سِیَاقاً بَزْبَزَا
و البَزْبَزَهُ : مُعَالَجَهُ الشَّیْ ءِ و إِصْلاحُه ،یقال للشْیءِ الّذِی قد أُجِیدَتْ صَنْعَتُه:قد بَزْبَزْتُه ،أَنشد أَبو عَمْرو:
وَ مَا یَسْتَوِی هِلْبَاجَهٌ مُتَنَفِّجٌ
و ذُو شُطَب قد بَزْبَزَتْه البَزَابِزُ
یقولُ :ما یَسْتَوِی رَجلٌ ضَخْمٌ ثَقِیلٌ کأَنّه لَبَنٌ خاثِرٌ، و رجلٌ خَفِیفٌ ماضٍ فی الأُمُور کأَنّه سَیْفٌ ذو شُطَبٍ قد سَوّاه الصَّقَلَهُ الحُذّاقُ .
و البُزَابِزُ و البُزْبُزُ ،بضَمِّهما: القَوَیُّ الشَّدِید من الرِّجَال إِذا لَمْ یَکُنْ -و فی بعض الأُصول:و إِنْ لم یَکُنْ (4)- شُجاعاً.
و بَزْبَزَ الرَّجُلَ بَزْبَزَهً : تَعْتَعَهُ . عن ابن الأَعْرابِیّ .
و بَزْبَزَ الشَّیْ ءَ:سَلَبَهِ و انْتَزَعَهُ ، کابْتَزَّهُ ابْتِزَازاً ،یُقَال: ابْتَزَّهُ ثِیَابَه،إِذَا سَلَبَه إِیّاهَا،و یُقَال: ابْتَزَّ الرجُلُ جارِیَتَهُ من ثِیَابِهَا، إِذا جَرَّدَهَا،و منه قولُ امرِیء القَیس:
إِذَا ما الضَّجِیعُ ابْتَزَّهَا مِنْ ثِیَابِهَا
تَمِیلُ عَلَیْه هَوْنَهً غَیْرَ مِتْفَالِ (5)
و بَزْبَزَ الشَّیْ ءَ: رَمَی بِه و لَمْ یُرِدْه.
و بُزٌّ ،بالضَّمّ ،و فی التکمله:و البُزُّ بالأَلف و الَّلام: لَقَبُ إِبراهیم بنِ عبد اللّه السُّغْدِیّ النَّیْسابُورِیّ المُحَدِّث ،من شُیُوخ ابن الأَخْرَم،و کان عالِیَ الإِسْنَاد، مُعَرَّب بُزْ ،بضَمٍّ و تَخْفِیفٍ ،اسمٌ للماعِز بالفَارِسیه.
و فاتَهُ ،أَبو علیّ الصوفیّ راوِی التَّنْبِیه عن الشّیخ أَبی إِسحاق،کان یقال له البُزُّ ،و اسمُه الحَسَن بن أَحْمَد بن محمّد،سمِعَ منه ابنُ الخَشّاب التَّنْبِیهَ .
و لَقَبُ عُمرَ بن مُحمّد بن الحُسَیْن بن غَزْوَانَ البُخَارِیّ شیخِ محمّد بن صابر (6)مات سنه 268.
و البَزَّازُ ،کشَدّاد: د،بین المَدَارِ (7)و البَصْرَه علی شاطِئِ نَهْرِ مَیْسَانَ ..قال یاقُوت:رأَیتُه غَیْرَ مَرَّه.
و القَاسِمُ بنُ نَافعِ بن أَبی بَزَّهَ المَخْزُومِیّ ،مُحَدِّثٌ ، و الصَّواب أَنَّه تابعیّ ،کما صرّح به الحافظ ، و أَولادُه القُرّاءُ ،
ص:14
منهم ،الإِمَام أَبو الحَسَنِ أَحْمَدُ بن مُحمّد بنِ عَبْد اللّه بن القاسِم (1)بن أَبی بَزَّهَ البَزِّیُّ المَکِّیّ صاحِب القِراءَهِ ،مَشهورٌ رَاوِی ابنِ کَثِیرٍ ،حَدَّث عن محمّد بن إِسماعیلَ و محمّدِ بن یزِید بنِ خُنَیْسٍ .
و البِزَّهُ ،بالکَسْر:الهَیْئَهُ و الشَّارَهُ و اللِّبْسَه،یقال:إِنّه لَذُو بِزَّه حَسَنَهٍ ،أَی هَیْئَهٍ و لِباسٍ جَیِّد.و
17- فی حدیث عُمَر رضی اللّه عنه: لَمّا دَنَا من الشامِ و لَقِیَهُ الناسُ قال لأَسْلَمَ :
«إِنَّهم لَمْ یَرَوْا علی صاحِبِکَ بِزَّهَ قَوْمٍ غَضِبَ اللّه عَلَیْهم».
کَأَنّه أَرادَ هَیْئَهَ العَجمِ .
و بُزَّهُ ، بالضَّمِّ ،مُحَمَّدُ بن أَحمدَ بنِ عُبَیْدِ اللّه بنِ عَلِیّ بنِ بُزَّهَ المُحَدِّث عن أَبی الطَّیّب التَّیْمُلِیّ .و فاتَه أَبو جَعْفَرٍ محمّد بن علیّ بن بُزَّه الثُّمَالِیّ ،من شیوخ العَلَوِیّ ،رَوَی عن ابن عُقْدَهَ ،مات سنه 399،و أَبو طالِبٍ علیّ بن مُحمّد بن زَیْد بن بُزَّهَ الثُّمَالِی،مُعَاصِرٌ للذی قَبْلَه.
و محمّد بنُ زَیْد بن أَحْمَد بن بُزَّه ،مات سنه 398.
و عبد العَزِیز بن إِبْرَاهِیم بن بَزِیزَهَ ،کسَفِینَهٍ ،مالِکِیٌّ مَغْرِبِیّ ،فی المائَه السابعه، لَهُ تَصَانیفُ ،منها شرح الأَحْکَام لعَبْد الحَقِّ .
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
البِزِّیزَی ،کالخِصِّیصَی:السِّلاحُ .و من أَمْثَالِهِم:«مَنْ عَزَّ بَزَّ »،أَی من غَلَبَ سَلَب.
و بَزَّه ثِیابَهُ بَزًّا ،انْتَزَعَهَا.
و بَزَّهُ :حَبَسَه.
و البِزَّهُ ،بالکَسْر:القَسْرُ.
و البَزْبَزَهُ :الإِسْراعُ فی الظُّلْم،و الخِفَّه إِلی العَسْف.
و النِّسبه إِلیه بَزبَزِیٌّ ،و منه الحدیث السابِقُ فی إِحْدَی رِوَایَتَیْه.
و یقال:رَجَعَت الخِلافهُ بِزِّیزَی :إِذَا لم تُؤْخَذ باسْتِحْقَاق.
و الابْتِزَازُ :التَّجْرِید.و بَزَّ ثَوْبَه:جَذَبَهُ إِلَیْه.و منه قولُ خالِدِ بن زُهَیْرٍ الهُذَلِی:
یا قَوْمُ ما لِی و أَبَا ذُؤَیبِ
کُنْتُ إِذَا أَتَوْتُه من غَیْبِ
یَشَمُّ عِطْفِی و یَبُزُّ ثَوْبِی
کَأَنَّنِی أَرَبْتُه بِرَیْبٍ
أَی یَجْذِبُه إِلیه:
و البَزْبَزَه :الانْهِزام.
و البَزْبازُ و البُزَابِز :السَّرِیعُ فی السَّیْر،و قَوْل الشاعر:
لا تَحْسبِنِّی یا أُمَیْمُ عاجِزَا
إِذَا السِّفَارُ طَحْطَحَ البَزَابِزَ
قال ابنُ سیِده:هکذا أَنشده ابنُ الأَعْرابِیّ بفتح المُوَحَّده علی أَنّه جَمْع بَزْبازٍ .
البِزُّ ،بالکَسْرِ:ثَدْیُ الإِنْسَان،هکذا یَسْتَعْملونه،و لا أَدرِی کیف ذلِک.و کذلک البُزْبُوز،کسُرْسُورٍ،لقَصَبَهٍ من حَدِید أَو صُفْر أَو نُحاسٍ تُجْعَل فی الحِیَاضِ یُتَوَضَّأُ منها، کأَنَّه علی التَّشْبِیه فیهما بِبَزْبازِ الکِیرِ،أَو غیر ذلک.
و یقال:جِئْ به عَزًّا بَزًّا ،أَی لا مَحَالَه.
و من المَجَازِ قولُ الشاعِرِ:
وَ تَبْتَزّ یَعْفُورَ الصَّرِیمِ کِنَاسَهُ
فتُخْرِجُه منه و إِنْ کان مُظْهِرَا (2)
و هو للجَعْدِیّ .
و البَزُّ ،بالفَتْح،لَقَبُ مَجْدِ الدیّن مُحَمَّد بن عُمَر بن مُحَمَّد الکاتِب،حَدَّثَ ،و الکَسْرُ فیه من لَحْن العَوامّ ،قاله الحَافِظ .
و مُنْیَهُ البَزّ ،بالفَتْح:قریهٌ بمصر،و قد دَخلتُهَا و أَلّفْتُ فیها «مُسَامَرَه الحَبِیب»فی لَیْلَه واحِدَهٍ ،و الکَسْر فیه من لَحْن العوَامّ .
و أَبو جَعْفَر محمّد[بن سلیمَانٍ ]بن منصور البَزَّازیّ ، مشدَّداً (3)من شُیُوخ الحَاکِم،ذکرَه المالِینیّ .
ص:15
و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
باعِز ،کصاحِب،فی نَسَب سَیّدنا سُلَیْمَانَ علیه السّلامُ .
البَغْزُ ،بالغین المعجمه بَعْد المُوَحَّدَه: الضَّرْبُ بالرِّجْلِ أَو بالعَصا.
و الباغِزُ :النَّشَاطُ ،اسمٌ کالکَاهِل و الغارِبِ ، کالبَغْزِ ، بالفَتْح، أَو هُوَ النَّشَاطُ فی الإِبِلِ خاصَّهً ،قال ابنُ مُقْبِلٍ :
و اسْتَحْمَلَ السَّیْرَ مِنّی (1)عِرْمِساً أُجُداً
تَخالُ بَاغِزَهَا باللَّیْلِ مَجْنُونَا
قال الأَزهریّ :جعل اللَّیْثُ البَغْزَ ضَرْباً بالرِّجْل و حَثًّا، و کأَنَّه جَعَل الباغِزَ الراکِبَ الّذِی یَرْکُلها (2)برِجْلهِ .و قال غَیْرُه: بَغَزَت الناقهُ ،إِذا ضَرَبَتْ برِجْلِهَا الأَرضَ فی سَیْرِهَا [مرحاً و] (3)نَشاطاً.و قال أَبو عَمْرٍو فی قوله:«تَخَالُ باغِزَها »،أَیْ نَشاطَها.
و الباغِزُ : الحِدَّهُ ،و هو قَرِیبٌ من النَّشَاط .
و الباغِزُ المُقِیمُ علی الفُجُورِ ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ:و لا أَحُقُّه، أَو المُقْدِمُ عَلَیْه.و قال الصاغانیّ : الباغِزُ الرَّجُلُ الفاحِشُ .
و قد بَغَزَها باغِزُهَا ،أَی حَرَّکَهَا محَرِّکُهَا من النَّشاطِ ، و قال بعضُ العَرَب:رُبَّمَا رَکبْتُ النَّاقَهَ الجَوَادَ فبَغَزَها باغِزُهَا فتَجْری شَوْطاً و قد تَقَحَّمَتْ بی فَلأْیاً مَا أَکُفُّها.فیُقَالُ لها باغِزٌ من النَّشَاط .
و الباغِزِیَّهٌ :ثیَابٌ ،قاله أَبو عَمْرٍو،و لم یَزِدْ علی هذا، و هی من الخَزِّ أَو کالحَرِیر. و قال الأَزهریّ :و لا أَدْرِی أَیَّ جِنْس هی من الثِّیاب.
من الخَزِّ أَو کالحَرِیر.و قال الأَزهریّ :و لا أَدْرِی أَی جِنْس هی من الثِّیَاب.
*و مما یستدرک علیه:
بَغَزْتُه بالسِّکِّین،مثل بَزَغْتُه،نقله الصاغانیّ .و باغِزٌ :موضعٌ .قاله الصاغانیّ .
بَلأَزَ الرَّجُلُ بَلأَزَهً : فَرَّ ،کَبْلأَصَ .أَهمله الجوهریّ و الصاغانیّ و ذکره صاحبُ الّلسَانِ و قیل: بَلأَزَ ، إِذَا عَدَا.
و قالَ أَبو عَمْرٍو: بَلأَزَ بَلأَزَهً ،إِذا أَکَلَ حَتَّی شَبعَ .
و قال الفَرّاءُ: البَلأَزُ ،کبَلْغَزٍ ،من أَسماءِ الشَّیْطَان ، و کذلک الجَلأَز و الجَازّ (4).
و البَلأَزُ : القَصِیرُ ،کالبِلِزّ،بکَسْرَتَیْن،و الزَّأْبَلُ مقلوبُ ، الأَوَّلِ ،و الزَّوَیزَی.
و البَلأَز : الغُلاَمُ الغَلِیظ الصُّلْبُ ، کالبِلْئِزِ ،بالکَسْر ، نقلهما الصاغانیّ (5).
*و مما یستدرک علیه:
رَجُلٌ بَلأَزَی :شَدِیدٌ،و ناقهٌ بَلأَزَی و بَلأَزَاهٌ ،مِثْلُ جَلَعْبَی و جَلَعْبَاهٌ ،نقله الصاغانیّ عن الفرّاءِ 5.
البِلِزُ (6)،بکَسْرَتَیْن:القَصِیرُ رَجلٌ بِلِزٌ ،و کذلک امرأَهٌ بِلِزٌ ، و البِلزُ : المَرْأَهُ الضَّخْمَهُ (7)المُکْتَنِزَهُ .و قرأْتُ فی الجَمْهَره لابن دُرَیْد:قال أَبو عَمْرٍو:زَعَمَ الأَخْفَشُ أَنّهُم یقولون:امْرَأَهٌ بِلِزٌ للضَّخْمَه،و لم أَرَ ذلِک معروفاً.انتهی.
و قال ثعلب:لَمْ یأْت من الصِّفات علی فِعِلٍ إِلاّ حَرْفَان:
امرأَهٌ بِلِزٌ ،و أَتانٌ إِبِدٌ (8).و الذی فی التهذیب:امرأَهٌ بِلِزٌ :
خفیفهٌ .و البِلِّزُ ،بتشدید اللاّم المکسوره:القَصِیرُ.
و ابْتَلَزَهُ مِنْهُ شَیْئاً (9)أَخَذَهُ و هی المُبَالَزَهُ ،نقله الصاغانیّ .
و بِلِّیزَهُ ،بتَثْقِیل اللاّم المکسوره: لَقَبُ أَبِی القاسِم عَبْدِ اللّه بن أَحْمَدَ الأَصْبَهَانِیِّ الخرتیَّ المُقْریء،رَوَی عن محمّد بن عَبْدِ اللّه بن شمته،و عنه السِّلَفِیُّ ،و ابنُه أَبو الفتح محمَّد بن عبد اللّه بن أَحْمَدَ،سَمِعَ ابن ریْذَه (10)و مات سنه
ص:16
512، و ضَبَطَه السَّمْعَانِیُّ بالمُثَنَّاهِ فَوْقُ ،بدل المُوَحَّده، و سیأْتی فی موضعه.
و طِینُ الإِبْلِیزِ ،بالکَسْرِ:طِینُ مِصْرَ ،و هو ما یُعْقِبُه النِّیلُ بعدَ ذَهَابِه عن وَجْهِ الأَرْض، أَعْجَمِیَّه ،و العامّه تقول بالسین.
*و مما یستدرک علیه:
رَجُلٌ بِلِزٌ ،أَی خَفِیفٌ .
و بَلازکِرْدُ (1)-بالفَتْح-قریهٌ بین إِرْبِلَ و أَذرْبَیجَانَ ،نقله الصاغانیّ .
و بالوز :قریهٌ بنَسَا،علی ثلاثه فَراسخَ ،منها الإِمامُ أَبو العَبّاس الحَسَنُ بنُ سُفْیَانَ بنِ عامرٍ البَالُوزِیّ النَّسَوِیّ إِمامُ عَصْره.
*و مما یستدرک علیه:
البَلاَعِزَهُ :قومٌ من العَرَب ذَوُو مَنعَهٍ یَنزلُون أَفْرِیقِیَه و أَطرافَ طَرابُلُسِ الغَرْب،نُسِبُوا إِلی جَدٍّ لهم لُقِّب ببَلْعَز ، کما أَخْبَرَنی بذلک صاحِبُنَا الشیخ المُعَمَّر أَبو الحَسَن علیّ بن محمّد البَلْعَزِیّ الطَّرَابُلُسِیّ ،خادِمُ وَلِیّ اللّه سیِّدِی محمَّدٍ العَیّاشِیّ الأُطْرُوش.
البَلَنْزَی ،کحَبَنْطَی ،أَهمله الجوهریُّ ،و قال ابنُ الاعْرابیّ : البَلَنْزَی و الجَلَنْزَی: الغَلِیظُ الشَّدِیدُ من الجِمالِ ، هکذا أَوردَه الأَزهریُّ فی الرُّباعَیّ ،عنه،و استطردَه الصاغَانیّ فی«بلز»و لم یُفْرِدْه بتَرْجَمَهٍ .
*و مما یستدرک علیه:
بَلَنْز ،کسَمَنْد:ناحیَهٌ بَحْریّه،بینها و بین سَرَنْدِیبَ مَسِیرَهُ أَیّامٍ ،تُجْلَبُ منها رِماحٌ خَفِیفَهٌ .
*و مما یستدرک علیه:
بَهَارِزُ (2)کمَسَاجِدَ:قَرْیَهٌ ببَلْخ،منها أَبو عبد اللّه بَکْر بنمحمّد بن بَکْرٍ البَلْخِیّ البَهارِزیّ :رَوَی عن قُتَیْبَهَ بنِ سَعِید.
البَهْزُ ،کالمَنْعِ :الدَّفْعُ العَنِیفُ و التَّنْحِیَهُ ،یقال:
بَهَزَهُ عنه بَهْزاً .
و البَهْزُ : الضَّرْبُ و الدَّفْعُ فی الصَّدْرِ بالیَدِ و الرِجْل أَو بِکِلْتَا الیَدَیْنِ ،و
16- فی الحدیث: «أُتِیَ بِشَارِبٍ فخُفِقَ بالنِّعَالِ و بُهِزَ بالأَیْدِی». قال ابن الأَعرابیّ :هو البَهْزُ و اللَّهْزُ. بَهَزَهُ و لَهَزَه،إِذَا دَفَعَه،و البَهْزُ :الضَّرْبُ بالمِرْفَقِ .
و رَجُلٌ مِبْهَزٌ ،کمِنْبَرٍ: دَفّاعٌ ،من ذلک،عن ابن الأَعْرَابِیّ و أَنشد:
أَنا طَلِیقُ اللّه و ابنُ هُرْمُزِ
أَنْقَذَنی من صاحِبٍ مُشَرَّزِ (3)
شَکْسٍ علی الأَهْلِ مِتَلٍّ مِبْهَزِ
إِنْ قامَ نَحْوِی بالعَصَا لم یُحْجَزِ
و بَهْزٌ :حَیٌّ من بَنِی سُلَیْم،قال الشاعر:
کانَتْ أَرِبَّتَهُمْ بَهْزٌ و غَرَّهُمُ
عَقْدُ الجِوَارِ و کانُوا مَعْشراً غُدُرَا (4)
قلتُ :و هم بَنُو بَهْزِ بن امرِئ القَیْس بن بُهْثَهَ بن سُلَیْم، مِنْهُم حَجَّاجُ (5)بنِ عِلاَط بن نُوَیْرَهَ بن جَبْر بن هِلاَل السُّلَمِیّ ؛ و ضَمْرَهُ بنُ ثَعْلَبَهَ ، البَهْزِیّانِ الصَّحابِیّانِ ،الأَخِیر نَزَلَ حِمْصَ ،و رَوَی عنه یَحْیَی بن جابِرٍ،و حَدِیثُه فی مُسْنَدِ أَحْمَد.
*و مما یستدرک علیه:
البَهْزُ الغَلَبَهُ .
و هُمْ بَنُو بَهْزَه ،أَی أَوْلادُ عَلَّهٍ ،الواحد ابنُ بَهْزَهَ ،قاله الزَّمخْشریّ :
و بَاهَزْتُه الشیْ ءَ،أَی باردته (6)إِیّاه.و لو عَلِمْتُ أَنَّ الظُّلْمَ یَنْمِی لَتَبَهَّزْتُ أَشیاءَ کَثِیرَهً ،أَی عمِلْتُ أَشیاءَ.نقله الصاغانیّ .
ص:17
و أَبْهَزَهُ :دَفَعَه،مثل بَهَزَهُ عن الفرّاءِ.
و بَهْزُ [بن حَکیم] (1)بن مُعَاوِیَه بن حَیْدَه (2)القُشَیْرِیّ مشهورٌ،صَحِبَ جَدُّه النَّبیَّ صلّی اللّه علیه و سلم.
و بَهْزَهُ بنُ دَوْسٍ :شاعِرٌ.
بَهْمَازٌ ،بالفَتْح،أَهمله أئمّه الغَرِیب کلُّهُم،و هو والِدُ عَبْدِ الرَّحْمن التّابِعِیّ الحِجَازِیّ . قلت:الصّوابُ فیه بَهْمَانُ ،بالنون فی آخِره،قال البُخَارِیّ فی تارِیخِه فی ترجمه حَسّانَ بنِ ثابِت:عبد الرَّحْمنِ بن حَسّانَ بنِ ثابِت، قال البخاریّ :و قال بعضهم:عبد الرحمن بن یهْمَان،و لا یَصِحّ بَهْمَان،و عبدُ الرحمن مَجْهُولٌ .قال الحافظ ابنُ حَجَرٍ:رأَیْتُ بخَطّ مغلْطَای أَنَّه رأَی بخطّ الحافِظِ ابنُ الأَبّار:بَهْمَان،الأَوّل بباءِ موحَّده،و الثانی الّذِی قال فیه البُخَارِیّ لا یصح بیاءٍ أَخیره،انتَهَی.قلتُ ،و رأَیت فی دِیوان الضُّعَفَاءِ للحَافِظِ الذَّهَبِیّ و هو مُسَوَّدَهٌ بخَطّه ما نَصُّه:
عبد الرحمن بن بَهْمَانَ تابعیُّ مجهولٌ ،و جعل علیه علاَمَهَ القافِ .فظَهَر ممّا ذَکَرْنَا أَن الّذی ذَهَبَ إِلیه المُصَنِّف و هو کونُه بالزّای فی آخِرِه خَطَأٌ،و صوابُه بالنُّون،فتأَمَّل.
البازُ ،لغهٌ فی البازِی ،قال الشاعِر:
کَأَنَّهُ بازُ دَجْنٍ فَوْقَ مَرْقَبَهٍ
جلَّی القَطَا وَسْطَ قاعٍ سَمْلَقٍ سَلِقِ
ج أَبْوَازٌ و بِیزَانٌ ،کبَابٍ و أَبْوَاب و بِیبَانٍ ، و جَمْعُ البازِی بُزَاهٌ و یُعَاد إِن شاءَ اللّه تعالی فی المُعْتَلّ فی ب ز ی.
و کان بعضُهم یَهْمِزُ البازَ .قال ابنُ جِنّی:هو مما (3)هَمِزَ من الأَلِفات الَّتی لا حَظَّ لها فی الأَلِف و یُقَالُ : بازٌ ،و بَازَانِ ، فی التَّثْنِیَه، و أَبْوَازٌ ،فی الجَمْع، و یقال: بازٍ و بازِیَانِ و بَوَازٍ .
و أَبو علیّ الحُسَیْنُ بن نَصُر بنِ الحَسَن بن سَعْدِ بن عبد اللّه بن بازٍ المَوْصلیُّ ،حَدَّث. و إِبْراهِیمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ بازٍ الأَنْدَلُسیّ ،من أَصحابِ سحْنون،تُوفّی سنه 373 و أَبو عبد اللّه الحُسَیْنُ بنُ عُمَرَ بن نَصْر البَازِیُّ المَوْصلیّ ، نِسْبَهُ إِلی جدِّه الأَعْلَی بازٍ ،حَدَّث عن شُهْدَهَ و أَبِیه عُمَر،و رَحَلَ إِلی بَغْدَادَ،و دخلَ حَلَب،وُلد سنه 552 بالمَوْصِل،و تُوُفِّیَ بها سنه 622.
و أَبو إِبراهِیمَ زِیَادُ بنُ إِبْرَاهِیمَ الذُّهْلِیّ المرْوَزِیُّ :
و سَلاّمُ بنُ سُلَیْمانَ ،و مُحَمَّدُ بنُ الفَضْل،و أَحْمد بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِیلَ ،و أَبو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ حَمْدَوَیْه بن سَهْلٍ العامِرِیّ المطوعیّ ،عن أَبی داوُودَ السنجیّ ،مات سنه 327 البازِیُّونَ ،من بازٍ قَرْیَه من قُرَی مَرْوَ،علی سِتّه فراسِخَ منها، مُحَدِّثُونَ .
قلْتُ :و بازٌ أَیضاً قَرْیَهٌ بین طُوس و نَیْسَابُور،خَرَجَ منها جماعهٌ أُخرَی،و تُعَرَّب فیقال فاز،بالفَاءِ،منها أَبو بکرٍ مُحمَّد بن وَکِیعِ بنِ دَوّاسٍ البَازِیّ .
و بازٌ الحَمْرَاءُ:قریَهٌ (4)من نَوَاحِی الزَّوَزانِ .للأَکْرَاد البُخْتِیَّه،نَقَلَه یاقوت فی المُعْجَم. و المَهْمُوزُ ذُکِرَ فی موضعه.
و من أَمْثَالهم:« الخازِبازِ أَخْصَبُ »فیها سَبْعُ لُغَات،ذَکَرَ منها الجوهریّ ثِنْتَیْن و بَقی خَمْسٌ ،و هن:خازِبازِ، مَبْنیّاً علی الکَسْرِ (5)،و الخِزْبازُ ،کقِرْطاس،و خازَبَازَ ،بفتحهما، و تُضَمُّ الثانِیَهُ ،و بِضَمِّ الأُولَی و کَسْرِ الثانِیَهِ ،و بِعکْسِه، و خازِبَاءُ،کقاصِعاءَ مُثَلَّثَهَ الزای و خِزْبَاءُ،کحِرْبَاءَ، و خازُبَازٍ ،بضَمِّ الأُولَی و تَنْوِینِ الثانِیَهِ مُضَافَهً ،و هذان الأَخِیرانِ ممّا زادَهُمَا المُصَنّف علی الجوهریّ .و لها خَمْسَهُ مَعانٍ ،ذَکَرَ منها الجوهَرِیّ أَرْبَعَهً :
الأَوّلُ : ذُبَابٌ یَکُون فی الرَّوْضِ ،قاله ابنُ سِیدَه و به فَسّر قول عَمْرِو بن أَحْمَر:
تَفَقَّأَ فَوْقَهُ القَلَعُ السَّوارِی
و جُنَّ الخَازِبازِ به جُنوناً
و هی اسْمَانِ جُعِلاَ واحِداً و بُنِیَا علی الکَسْرِ،لا یَتَغَیَّر فی الرَّفع و النَّصْب و الجَرِّ 5.
الثانی: أَو (6)حِکَایَهُ أَصْواتِهِ ،فسَمّاه به الشاعرُ.
الثالث: و الخَازِباز فی غَیْرِ هذا: داءٌ یأْخُذُ فی أَعْناقِ
ص:18
الإِبلِ و الناسِ ،هکذا فی سائر النُّسَخ،و الصَّواب:فی طَوْق (1)الإِبل و الناسِ .و قال ابنُ سِیدَه: الخازِبازِ :قَرْحَهٌ تأْخُذ فی الحَلْقِ ،و فیه لغات.قال:
یا خازِبَاز أَرْسِلِ اللّهازمَا
إِنّی أَخَافُ أَنْ تَکُونَ لازِمَا
و منهم من خَصَّ بهذا الدّاءِ الإِبِلَ .و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ :
خازِبازُ :وَرَمٌ ،قال أَبو علیّ أَمّا تَسْمِیَتُهم الوَرَمَ فی الحَلْقِ خازِبَازَ فإِنّمَا ذلک لأَنّ الحَلْق طَرِیقُ مَجْرَی الصَّوْت،فلهذه الشَّرِکَه ما وقَعَت طریقُ التَّسْمِیَه.
الرابع: و نَبْتَتَانِ ،قال ثَعلب: الخازِباز بَقْلَتَان،فإِحداهُمَا الدرْمَاءُ،و الأُخْرَی الکَحْلاءُ.و قال أَبو نصر: الخازِبازُ :
نَبْتٌ ،و أَنشد:
أَرْعَیْتُهَا أَکْرَمَ عُودٍ عُودَا
الصِلَّ و الصِّفْصِلَ و الیَعْضِیدَا
و الخَازِبَازِ السَّنِمَ المَجُودَا (2)
و به فُسِّرَ قولُ ابنِ الأَحْمَر السابِق.
و أَما المَعْنَی الخامِسُ الذِی لم یذکُره الجوهریّ فهو السِّنَّوْرُ ،عن ابن الأَعْرَابِیّ .
قال ابنُ سِیدَه و أَلِف خازِبازِ وَاوٌ،لأَنّها عَیْنٌ .و العَیْنُ وَاواً أَکثرُ منها یاءً.و أَما شاهِدُ الخِزْباز،کقِرْطاسٍ ،فأَنشَد الأَخْفَشُ :
مِثْل الکِلاَبِ تَهِرُّ عند دِرَابِهَا
وَرِمَتْ لَهَازِمُهَا من الخِزْبازِ
أَراد الخازِبَازِ فبنی منه فعلاً ربَاعِیّا (3)،ثم إِنّ الجوهریّ و الصاغانیّ و صاحبَ اللّسَان ذَکروا الخازِباز فی«خ و ز» و المصنّف خالَفَهم فذکرها فی«ب و ز».
*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:
فی التّهْذیب: البَوْز :الزَّوَلاَنُ من مَوْضِعٍ إِلی موْضِعٍ .
و یقال: بازَ یَبُوزُ ،إِذا زالَ من مَکانٍ إِلی مَکَانٍ آمِناً.و البازُ الأَشْهَبُ :لقبُ أَبی العَبّاس بن سُرَیْج،و السیّد مَنْصُور العِرَاقِیّ خال سَیِّدی أَحمد الرِّفاعیّ .
و بُوزان بن سُنْقُر الرُّومِیّ ،سَمِعَ بالمَوْصِل و بَغْداد،ذکرَه ابنُ نُقْطَه.
بازَ یَبِیزُ بَیْزاً و بُیُوزاً ،کقُعُودٍ: بادَ أَی هَلَکَ ، و بَازَ یَبِیزُ بَیْزاً :عاشَ ،و هو من الأَضْدادِ،صَرَّحَ به الصّاغانیّ ،و عَجِیبٌ من المُصَنِّف إِغْفالُه.
و البائِزُ :الهالِکُ ،و البائزُ : العائِشُ ،هکذا نَقَلَه الصاغَانیّ ،و قَلَّدَه المصنِّف.و الذِی نُقِلَ عن ابنِ الأَعْرَابِیّ :
یُقَال: بازَ عَنْه، یَبِیزُ بَیْزاً و بُیُوزاً :حادَ،و أَنشد:
کَأَنَّهَا ما حَجَرٌ مَکْزُوزُ
لُزَّ إِلی آخَرَ ما یَبِیزُ
أَرادَ:کأَنَّهَا حَجَرٌ،و ما زائدهٌ .
و یُقَال: فُلانٌ لا تَبِیزُ رَمِیَّتُه ،أَی لا تَعِیشُ ،و الصّواب لا تَتِیزُ،بالفَوْقِیّه،أَی لا یَهْتَزُّ سَهْمُه فی رَمْیِه،و قد تَصَحَّفَ علی المصنِّف،کما سیأْتی؛ و لَمْ یَبِزْ لَمْ یُفْلِتْ ،و الصَّوابُ «لم یَتِزْ»بالفوقیّه،و قد تَصَحَّف علی المصنّف فانْظُرْه.
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
بَیُوزاءُ ،کجَلُولاءَ:قریهٌ علی شاطئ الفرات،قُتِل بها أَبو الطَّیِّب المُتَنَبِّی سنه 354.
و أَبو البِیزِ ،بالکَسْر،علیٌّ الحَرْبِیّ ،کان ضَرِیرَ البَصَرِ فَأَمَرَّ النَّبِیُّ صلّی اللّه علیه و سلم یَدَهُ علی عَیْنِه فی المَنَامِ فأَصْبَحَ مُبْصِراً.
ذکره ابن نُقْطَه.
تَأَزَ الجُرْحُ ،کمَنَعَ :الْتَأَمَ ،و تَأَزَ القَوْمُ فی الحَرْبِ ،هکذا فی سائِرِ النسخ،و فی التکمله:فی الصُّلْح،إِذا تَدَانَوْا ،أَی دَنَا بعضُهُم من بَعْضٍ .
و عَیْرٌ تَئِزٌ ،ککَتِفٍ :مَعْصُوبُ الخَلْقِ .
هَذَا الفصل برُمَّتِه ممّا استدرکه الصاغانیّ علی الجوهَرِیّ ،و لم یذکُرْه صاحبُ اللّسَانِ ،و بعضُ مَعانِیه
ص:19
سَیَأْتی فی«ت ی ز».و لعلّ الصّواب فیه:عَیْرٌ تِئَزٌّ کهِجَفٍّ ، کما سیُذْکر.
تَبْرِیز :قَصَبَهُ أَذْرَبِیجَانَ و قد ذُکِر فی ب ر ز بناءً علی أَنّ تاءَه زائِدهٌ ، و ذکره ابنُ دُرَیْدٍ فی الرُّباعیّ و تَبِعَه الازهریُّ فی التَّهْذِیب.
و تِبْرِز ،کزِبْرِج:مَوْضعٌ .و قد ذُکِرَ فی«ب ر ز».
التارِزُ :الیابِسُ الذی لا رُوحَ فیه،و به سُمِّیَ المَیِّتُ تَارِزاً ،لأَنَّه یابِسٌ ، و الفِعْلُ کضَرَبَ ،قال الأَزهریُّ :
أَجازَهُ بعضُهم، و الأَصلُ فیه ترِزَ ،مثلُ سَمِعَ ، تَرْزاً و تُرُوزاً :
ماتَ و یَبِسَ ،قاله ابنُ الأَعْرَابیّ ،قال أَبو ذُؤَیْبٍ الهُذَلِیُّ یَصِفُ ثَوْراً وَحْشِیًّا:
فکَبَا کَمَا یَکْبُو فَنِیقٌ تارِزٌ
بالخَبْتِ إِلاّ أَنَّهُ هُو أَبْرَعُ
أَی سَقَط الثَّوْرُ،و أَبْرَعُ :أَکْمَلُ و التَّرْزُ :الجُزعُ (1)،لِیُبْسِه، و التَّرْزُ : الصَّرْعُ ،و أَصْلُه من تَرَزَ الشْیءُ،إِذا یَبِسَ .
و التَّرْزُ : أَنْ تَأْکُلَ الغَنَمُ حَشِیشاً فیه النَّدی فیقْطَعَ (2)أَجْوَافَها تَقْطِیعاً،نقله الصاغانیّ .
و
16- فی حَدِیث مُجَاهِدٍ: «لا تَقُومُ الساعَهُ حتَّی یَکْثُرَ التُّرَازُ ». ضَبَطُوه، کغُرابٍ و کِتَابٍ ،و هو مَوْتُ الفَجْأَهِ .و قال الصاغانِیّ :هو القُعَاصُ (3).
و تَرِزَ المَاءُ،کفَرِحَ ،إِذا جَمَدَ.
و التُّرُوزُ :الغِلَظُ و الیُبْسُ و الاشْتِدادُ ،یُقَال تَرَزَ اللَّحْم تُرُوزاً إِذا صَلُبَ ،و کُلُّ قَویّ صُلْبٍ تارِزٌ .و عَجِینُکُم تارِزٌ .
نقله الزمخشریّ .
و أَتْرَزَت المرأَهُ عَجِینَهَا، و أَتْرَزَهُ العَدْوُ،أَی لَحْمَ الفَرَسِ : صَلَّبَه و أَیْبَسَهُ . و فی المُحْکم:و أَتْرَزَ الجَرْیُ لَحْمَ الدَّابَّهِ :صَلَّبَه،و أَصلُه من التَّارِزِ :الیَابِس الّذِی لا رُوحَ فیه،قال امُرؤ القَیْس:
بعِجْلِزَهٍ قد أَتْرَزَ الجَرْیُ لَحْمَها
کُمَیْتٍ کأَنَّهَا هِرَاوَهُ مِنْوالِ (4)
ثمّ کثُر ذلک فی کلامِهِم حتی سَمَّوا المَوْتَ تارِزاً ،قال الشّمّاخُ :
کَأَنّ الّذِی یَرْمِی (5)من المَوْتِ تارِزُ
وَ ترِزَتْ أَذْنابُ الإِبِلِ ،من حَدّ ضَرَبَ ،کما ضَبَطَه الصاغانیّ : ذَهَبَتْ شُعُورُهَا مِن داءٍ أَصابَهَا ،و هُمْ إِنّمَا أَجازُوا الفَتْحَ فی تَرَزَ بمعنَی هَلکَ ،فلیُنْظرْ (6).
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
التارِزَهُ :الحَشَفَهُ الیَابِسَهُ .و قد جاءَ ذِکْرُه فی الحَدِیث (7).
و التارِزُ :القَوِیُّ الصُّلْبُ من کلّ شیْ ءٍ.
التَّرْعُوزِیّ ،أَهمله الجوهری و صاحِبُ اللّسَان، و هو بالفَتْح نِسْبَه إِلی تَرْعَ عُوز،و تُذْکَر فی حرف العَیْن إِنْ شاءَ اللّه تعالی.
التُّرَامِزُ ،کعُلابِطٍ ،أَهْمَلَه الجوهرِی و الصاغانیّ ،و هو: الجَمَلُ الذی قد تَمَّتْ قُوَّتُهُ و اشتدَّ،أَنشد أَبو زَیْد:
إِذا أَرَدْتَ طَلَبَ المَفَاوِزِ
فاعْمِدْ لکُلِّ بازِلٍ تُرَامِزِ (8)
و هذا یُؤَیّد من یَقُولُ إِنّ المِیمَ زَائدهٌ لأَنّه من تَرَزَ،إِذا صَلُبَ ،فإِذًا صَوابُ ذِکْرهِ فی«ت ر ز». أَو ما إِذا اعْتَلَفَ أَو مَضَغَ کما فی بعض الأُصول: رأَیْتَ هَامَتَهُ ،و فی بعض الأُصول:دِمَاغَهُ تَرْجُفُ . و فی بعض الأُصول تَرْتَفع و تَسْفُل.و قال أَبو عَمْرٍو:جَمَلٌ تُرَامِزٌ ،إِذَا أَسَنَّ فتَرَی هامَتَه تَرَمَّزُ إِذا اعْتَلَفَ .
و ارْتَمَزَ رَأْسُه،إِذا تَحَرَّکَ .قال أَبو النَّجْم:
شُمُّ الذُّرَا مُرْتَمِزاتُ الهَام
ص:20
قلْت:فإِذًا تاؤُه زائده،فالمناسِب إِیراده فی«رمز».
و لکن ابن جِنِّی قال:ذَهَب أَبو بَکْرٍ إِلی أَنّ التاءَ[فیها] (1)زائدهٌ ،و لا وَجْهَ لذلک؛لأَنّهَا فی مَوْضِع عَیْنِ عُذافِر،فهذا یقْضِی بکَوْنِهَا أَصْلاً،و لیس منها اشتقاقٌ فنَقْطَعَ بزِیَادَتها.
و کأَنَّ المُصَنِّف لا حظَ ما ذَهَب إِلیه ابنُ جِنِّی فأَفْرَدَه بتَرْجَمَهٍ .
و سیأْتی له فی«ر م ز»أَیضاً.
تَلِّیزَهُ ،بفَتْح فمُشَدَّدَه مکسوره: لَقَبُ أَبی القاسِمِ الأَصْبَهَانِیّ و ابنه أَبِی الفَتْح، هذا ضَبْطُ السَّمْعَانِیّ فی أَنْسَابه، و عن غَیْرِه بالباءِ المُوَحَّدَه، و قد تَقَدَّم. قُلْت:قال الحافظ :رَجَّح ابنُ نُقْطَه ما قال ابنُ السَّمْعَانِیّ ،و عَزا الأَوّل إِلی السِّلَفِیّ ،مع أَنّه ذَکَر عن بعض الأَصْبَهَانِیّین أَن تَلِّیزَه یُلَقَّبُ به من کان کَبِیرَ البَطْن،فلا یَبْعُد عندی أَنْ یکونَ أَبو الفَتْح لُقِّبَ بذلک،و کان أَبُوه یُلَقَّبُ بالأَوَّلِ ،فیَحْصُل الجَمْعُ .
قلتُ :وَ فَاتَهُ :أَبو نَصْر أَحمدُ بن مُحَمّد بن أَبی القاسِمِ بن تَلِّیزَه المُحَدِّث.
التُّوزُ ،بالضَّمّ : الطَّبِیعَهُ و الخُلُق ،کالتُّوسِ ،و قد أَهمله الجوهریّ .
و التُّوزُ :أَیضاً: شَجَرٌ.
و التُّوزُ : الأَصْلُ .
و التُّوزُ : الخَشَبَهُ یُلْعَبُ بها بالکُجَّهِ .
و تُوزٌ : ع بَیْن سَمِیراءَ و فَیْد ،نقله الصاغانیّ .و فی اللّسَان:موضعٌ بین مَکَّهَ و الکُوفَه،و هو فی المُحْکَم هکذا و أَنشد:
بَیْنَ سُمَیراءَ (2)و بَیْنَ تُوزِ
قلتُ :فی مختصر البُلْدان:هو مَنْزِلٌ بعد فَیْدٍ علی جادَّهِ مَکَّهَ ،یَقْرُب من سَمِیرَاءَ و من غَضْوَرَ،قال أَبوُ المِسْوَر:
و صَحِبَتْ (3)فی السَّیْرِ أَهْلَ تُوزِ
منْزِلَهٍ فی القَدْرِ مثل الکُوزِ
قَلِیلَه المَأْدُوم و المَخْبُوزِ
شَرٌّ لَعَمْرِی من بلاد الخُوزِ
و الفَقِیهُ مُحَمّد بنُ مَسْعُودٍ الحَلَبیّ بن التُّوزیّ ،نزیلُ حِمْص، مُحَدِّثٌ ،لعلّه نُسِبَ إِلَیْه ،أَخَذَ عنه الذَّهَبِیّ .
قلتُ :الصَّواب أَنَّه مَنْسُوب إِلی توزِینَ ،کُوره بحَلَبَ ،کما یأْتی قریباً.
و الأَتْوَزُ :الکَرِیمُ التُّوزِ ،أَی الأَصْلِ .
و تُوزُونُ ،بالضَّمّ ، لَقَبُ محمّد بنِ إِبراهِیمَ الطَّبَرِیِّ صاحبِ أَبی عُمَرَ الزّاهِد.
و تُوزِینُ أَو تَیْزِینُ (4): کُورَهٌ بحَلَبَ ،نقله الصاغانیّ .
قلْتُ :إِلیها نُسِبَ محمّد بن مَسْعُودٍ السابِق ذِکْرُه.فلا یُحْتَاج إِلی قَوْلِه:لَعَلَّه،إِلی آخِرِه.
و تَازَ یَتُوزُ تَوْزاً ،إِذا غَلُظَ ،و کذلک یَتِیزُ تَیْزاً،قال الشاعر:
تُسَوَّی علَی غُسْنٍ فتَازَ خَصِیلُهَا
أَی غَلُظ .
و تَوَّزُ ،کبَقَّم:د،بفارِس ،قریبٌ من کازَرُونَ ، و یُقَال فیه: تَوَّجْ ،بالجیم أَیضاً،و قد تقدّم فی موضعه، منه الثّیابُ التَّوَّزِیَّه الجَیِّدَه، و إِلیه یُنْسَب محمّد (5)بنُ عبد اللّه اللُّغَوِیّ المشهور، و أَبو یَعْلَی مُحَمَّد بن الصَّلْت بن الحَجّاج الأَسَدِیّ الکُوفیّ ،من شیُوخ البُخَارِیّ ،وَثقهُ الرَّازِیَّانِ .
و إِبراهِیمُ بنُ مُوسَی التَّوَّزِیّ ،عن بِشْرِ بن الوَلِید و طَبقَتِه، و عنه أَبو بَکْرٍ الآجُرِیّ ، و أَبو الحَسَن (6)أَحْمَدُ بنُ عَلِیّ ،رَوَی عنه جعفر السّرّاج، التَّوَّزِیُّون المُحَدِّثُون ،ذَکَرَ هؤُلاءِ و لم یَستوعِبهم،مع أَنّ شَأَنَ البَحْرِ الإِحَاطَه.
و فی الإِکْمَال و ذَیْلِه،منهم:عُمْرُ بن مُوسَی أَبو حَفْصِ البَغْدَادِیّ التَّوَّزِیّ ،روَی عنه أَبو بَکْرٍ الشافِعِیّ .
و مُحَمَّدُ بنُ یَزْدادَ التَّوّزِیّ ،حدَّثَ عن یونس.
و موسی بن إِبراهِیم التَّوَّزِیّ ،عن إِسحاقَ بن إِسرائیلَ
ص:21
و أَبو یعقوب إِسحاقُ بن دَیْمُهْر (1)التَّوّزیّ ،من شیُوخ ابنِ المُقْریء.و ابن أَخیه عُمَرُ بن داوودَ بنِ واجد بن دَیْمُهْر التَّوَّزیّ ،عن عبّاس الدُّورِیّ و طَبَقَتِه.
و أَبو القاسم (2)عبْدُ اللّه بن محمّد بن أَحْمَدَ بن مخلد التَّوَّزِیّ ،عن أَبی بَکْرٍ السَّرّاج و آخرینَ .
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
تازَهُ :قریهٌ من أَعمالِ فاسٍ ،و منها عبدُ اللّه بن فارِسِ بنِ أَحْمَدَ التازِیّ الفاسِیّ ،مات بمکّه سنه 894، و أَبوه بمصر سنه 869،و کان یُذْکَرُ بالصَّلاح.
التَّیّازُ ،کشَدّادٍ:القَصِیرُ الغَلِیظُ المُلَزَّزُ الخَلْقِ الشَّدِیدُ العَضَلِ مع کثَرَهِ لحْمٍ فیها.قال القُطَامِیّ یصف بکْرَهً اقْتضَبهَا،و قد أَحْسن القِیَامَ علیها،إِلی أَنْ قَوِیَت و سمِنَتْ و صارَت بحیثُ لا یُقْدَر علی رُکوبِها لِقُوَّتِهَا و عِزَّه نَفْسهَا:
فلَمَّا أَنْ جَرَی سِمنٌ عَلَیْهَا
کما بَطَّنْتَ بالفَدَنِ السِّیَاعَا (3)
أَمَرْتُ بها الرِّجَالَ لِیَأْخُذُوهَا
و نَحْنُ نَظُنُّ أَن لا تُسْتَطَاعا
إِذَا التَّیّازُ ذُو العَضَلاتِ قُلْنا:
إِلَیْکَ إِلَیْکَ ضاقَ بِهَا ذِرَاعَا (4)
هکذا أَنشده الجوهَرِیّ ،و قال ابن بَرّیّ :و أَنشد أَبو عَمْرٍو الشَّیْبانیّ :«لَدَیْک لَدَیْک»عِوَضاً من«إِلَیْک إِلَیْک»قال:و هُوَ الصَّوابُ .
و التَّیَّاز : الزَّرّاع ،لِغلَظ فیه،فمَن جَعَلَه مِن تازَ یَتِیزُ جعلَه فَعّالاً،و مَن جَعَلَه مِن یَتُوزُ جعَلَه فَیْعالاً،کالقَیَّام و الدَّیّار،من قامَ و دار. و تَازَ یَتِیزُ تَیَزَاناً :مات ،هکذا فی سائر النُّسَخ،و لم أَجِدْه فی أُصُول اللُّغَه،ثمّ ظَهَر لی أَنَّه قد تَصَحَّف علی المصنِّف،إِنّمَا هو بازَ یَبِیزُ،بالمُوَحَّدَه،و معناه،هَلَکَ و ماتَ .و قد قَدَّمْنَاه آنِفاً نقلاً عن اللِّسَان و غَیْرِه،و لو ذَکَر بدل مات غَلُظَ کانَ أَصْوَب،لأَنّه هو المذکورُ فی أُمَّهَات اللُّغَه، و منه اشْتِقَاقُ التَّیّازِ .
و تَتَیَّزَ فی مِشْیَتِه:تَقَلَّعَ ،قیل:و منه التّیّازُ ،لأَنّه یَتَقَلَّع فی مِشْیَته تَقَلُّعاً،و أَنشد:
تَیّازَهٌ فی مَشْیِها فُنَاخِرَهْ
و تَیَیَّزَ إِلَی کذا:تَفَلَّت ،أَو الصوابُ فیه بالمُوحّده.
و المُتَایَزَهُ المُغَالَبهُ ، کالتَّیْزِ ،بالفَتْح،فی المَشْیِ و غَیْره.
و التِّیَزُّ ،کهِجَفٍّ :الشّدِیدُ الأَلْواحِ من الأَعْیَارِ،و قد صَحَّفَه الصاغانیّ فضَبَطَه ککتِفٍ ،و ذَکَرَه فی الهمز و قَلَّدَه المَصَنّف هناکَ علی عادَتِه و قد نَبَّهْنَا علیه.
*و مّما یُسْتَدْرَک علیه:
تازَ السَّهْمُ فی الرَّمِیَّهِ ،أَی اهْتَزَّ فیها.
و التَّیَّازُ :المُلَزَّزُ المَفَاصِلِ .
و تِیزْ ،بالإِماله کإِمالَه النّارِ:بَلَدٌ علی ساحل بَحْرِ الهِنْدِ، و النِّسْبَه إِلَیْه تیزی (5)علی غَیْرِ قِیاس،نقله الصاغانیّ .قلتُ :
و هو صُقْع معروفٌ یُذْکر مع مُکْران،مُقابِلانِ لعُمَانَ ،بینها و بین البَحْر.
و تِیزَانُ مِثَالُ کِیزَانَ :من قُری هَرَاهَ ،و من قُرَی أَصْبَهَانَ أَیضاً.نقله الصاغانیّ .قُلْتُ و من الأُولَی:الحَسَنُ بن الحُسَیْن بن عَبْد اللّه التِّیزانِیّ الهَرَوِیّ ،من شُیُوخُ أَبی سَعْدٍ المَالِینِیّ .
و تِیزِینُ ،بالکَسْر،من بلدَان قِنَّسْرِینَ ،صارَ فی أَیّام الرَّشِید من العَواصم مع مَنْبج،و منها:الشَّمْسُ أَبو المَعَالِی مُحمَّد بن عَلِیّ بن عبد الصَّمد بن یُوسُفَ الحَلَبِیّ الشافِعِیّ ، وُلد سنه 807 بِتیزِین ،و دَخَل حَلَبَ و حَمَاهَ و دِمشْقَ و مِصْرَ و الحَرَمَیْنِ ،سَمِع منه السَّخَاوِیّ و البِقَاعِیّ ،مات بمصر سنه 850.
ص:22
الجَأْزُ ،بالتَّسْکِین: اسم الغَصَصِ فی الصَّدْر، أَو الجَأْزُ إِنّمَا یکون بالمَاءِ ،قال رؤبه:
یَسْقِی العِدا غَیْظاً طَوِیلَ الجَأْزِ (1)
أَی طَوِیلَ الغَصَص،لأَنّه ثابِتٌ فی حُلُوقِهِم.
و الجَأْزُ ، بالتَّحْرِیک،المَصْدَرُ،و قد جَئِزَ بالماءِ کفَرِحَ ، یَجْأَزُ جَأَزاً ،إِذا غُصّ به،فهو جَئِزٌ و جَئِیزٌ ،علی ما یطّرِد علیه هذا النَّحْوُ فی لغه قَوْم.کذا فی اللّسَان.
*و مِمّا یُسْتَدْرک علیه:
الجَأَزُّ بالفتح و تَشْدِید الزّای،من أَسماءِ الشَّیْطَان،کذا فی التَّهْذِیب.
الجِبْزُ ،بالکَسْر ،من الرِّجَال: الکَزُّ الغَلِیظُ ،و قیل:هو البَخِیلُ ،و قیل:هو الضَّعِیفُ ،و قِیلَ :هو اللَّئِیم. و قد ذکرَه رُؤْبَهَ فی شعره:
و کُرَّز یَمْشِی بَطِینَ الکُرْزِ
أَحْرَدَ أَبو جَعْدِ الیَدَیْن جِبْزِ
هکذا أَنْشَدَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال الصاغانیّ :و بین مَشْطُورَیْه مَشْطُوران و هما:
لا یَحْذَرُ الکَیَّ بذاکَ الکَنْزِ
و کُلُّ مِخْلافِ و مُکْلَئِزِّ
و الجَبِیزُ ،کأَمِیرٍ: الخُبْزُ الفَطِیرُ ،یُقَال:جاءَ بجُبْزَتِهِ (2)جَبِیزاً ،أَی فَطِیراً، أَو هو الیابِسُ القَفَارُ یقال:أَکلت خُبْزاً جَبِیزاً ،أَی یابِساً قَفَاراً، و قد جَبُزَ الخُبْزُ، ککَرُمَ .و عن بن الأَعرابیّ : جَبَزَ له مِنْ مالِهِ جَبْزَهً :قَطَعَ له مِنْه قِطْعَهً ،کذا فی اللّسَان.
و الجَأْبَزَهُ ،بالهمزه: الفِرَارُ و السَّعْیُ ،و قد جَأْبَزَ جأْبَزَهً .
نقله الصاغانیّ .
جَرَزَ یَجْرُزُ جَرْزاً : أَکْلَ أَکْلاً وَحِیًّا ،أَی بِسُرْعَهٍ . و جَرَزَ : قَتَلَ ، یَجْرُزُه جَرْزاً ،قال رُؤبه:
حَتَّی وَقَمْنَا کَیْدَهُ بالرِّجْزِ
و الصَّقْعِ من قاذِفَهٍ و جَرْزِ
فإِنّه أَراد بالجَرْزِ القَتْلَ .قال الصاغانیّ :و رَوَی أَبو عَمْرٍو رَجَزَ رُؤْبَه هکذا:
بالمَشْرَفِیّاتِ و طَعْنٍ وَخْزِ
و الصَّقْعِ من قاذِفَهٍ وَ جَرْزِ (3)
قال:و یُرْوَی:و الصَّقْبِ .و القَاذِفَه:المَنْجَنِیقُ .
و جَرَزَ : نَخَسَ یَجْرُزُه جَرْزاً .و به فَسّر ابنُ سِیدَه الشّمّاخ الآتِی ذِکْرُه قریباً. و جَرَزَ : قَطَعَ یَجْرُزُه جَرْزاً .
و من المَجاز: الجَرُوزُ کصَبُورٍ: الأَکُولُ الّذِی إِذا أَکَلَ لم یَتْرُکُ علی المائدهِ شیئاً، أَو هو السَّرِیعُ الأَکْلِ من الناسِ ؛ و کذا الإِبِل، و الأُنْثَی جرُوزٌ أَیضاً، و قد جَرُزَ ، ککَرُمَ ، جَرَازَه .و قال الأَصمعیّ :ناقَهٌ جَرُوزٌ ،إِذا کانَتْ أَکُولاً تَأْکل کُلَّ شیْ ءٍ.
و یُقال: أَرْضٌ جُرُزٌ ،بضَمَّتَیْن و جُرْزٌ بضَمٍّ فسُکُون مخففّه عن الأَوّل،کعُسُرٍ و عُسْرٍ، و جَرْزٌ ،بالفَتْح،یَجُوزُ أَن یکون مصدراً وُصِفَ به،کأَنّهَا أَرضٌ ذاتُ جَرْزٍ ،أَی [ذات] (4)أَکْلٍ للنَّبَاتِ ، و جَرَزٌ ،مُحَرَّکه،کنَهْرٍ و نَهَرٍ، و مَجْرُوزَهٌ ،إِذا کانت لا تُنْبِتُ ،کأَنَّهَا تأْکلُ النَّبْتَ أَکْلاً، أَو التی أُکِلَ نَبَاتُهَا،أَو التی لم یُصِبْها مَطَرٌ ،قال:
تُسرُّ أَنْ تَلْقَی البِلادَ فِلاَّ
مَجْرُوزَهً نَفاسَهً و علاَّ
و قال الفَرّاءُ فی قوله تعالَی: أَ وَ لَمْ یَرَوْا أَنّا نَسُوقُ الْماءَ إِلَی الْأَرْضِ اَلْجُرُزِ (5)قال:أَن تَکُونَ الأَرْضُ لا نَبَاتَ فِیهَا،یقال:قد جُرِزَت الأَرضُ فهی مجْرُوزَهٌ ، جرَزَهَا الجَرَادُ و الشاءُ (6)و الإِبِلُ و نحوُ ذلک.و
14- فی الحَدِیث: «أَنّ
ص:23
رَسُولَ اللّه صلّی اللّه علیه و سلم بَیْنَمَا یَسِیر إِذ أَتَی علی أَرْضٍ جُرُزٍ مُجْدِبَه مثل الأَیّم». التی لا نَبَاتَ بهَا (1).و
17- فی حَدِیث الحجَّاج: و ذَکَرَ الأَرْضَ ثم قال:لَتُوجَدَنَّ جُرُزاً لا یَبْقَی علیهَا من الحَیوَان أَحَدٌ. و ج الجَرَزِ ،مُحَرّکَه، أَجْرازٌ ،کسَبَبٍ و أَسْبَابٍ ،و جمع الجُرْزِ ،بالضَّمّ ، جِرَزَهٌ ،مثل جُحْر و جِحَرَه، و ربّما یُقَالُ :
أَرْضٌ أَجْرازٌ ،کما یقالُ :أَرَضُونَ أَجْرَازٌ ، و تقول منه أَجْرَزُوا کما تقول:أَیْبسُوا،و أَجْرزَ القَوْمُ : أَمْحلُوا و أَرْضٌ جارِزَهٌ :یابسَهٌ غَلیظهٌ یَکْتَنِفُهَا رَمْلٌ أَو قَاعٌ و الجمْعُ جَوَارِزُ .و أَکْثَرُ ما یُسْتَعْمَل فی جَزائرِ البحْر.
و الجَرَزَهُ ،محرَّکَهً :الهَلاَکُ ،و یقال:رَمَاهُ اللّه بشَرَزَهٍ و جَرَزَهٍ ،یرید به الهَلاکَ .و من أَمْثَالِهِم:«لَمْ تَرْض شانِئَهٌ إِلاّ بجَرْزَهٍ » (2)یُضربُ فی العَدَاوَهِ و أَنّ المُبْغِض لا یَرْضَی إِلاّ باسْتِئْصَالِ مَنْ یُبْغِضُه. و یقال:جاءَ بجُرْزَهٍ : بالضَّمّ :
الحُزْمَه من القَتّ و نَحْوِه ،نقله الصاغانیّ و زادَ الزمخشریّ ، کالجُرْزِ ،أَی بغیر هاءٍ.
و أَجْرَزَت الناقهُ فهی مُجْرِزٌ إِذا هُزِلَتْ .
و الجُرْزُ ،بالضّمّ و بضَمَّتَیْن: عَمُودٌ من حَدِیدٍ معروفٌ .
عَرَبیٌّ .کذا فی اللسَان.قلتُ :و المَعْرُوف أَنّه مُعَرَّب، ج أَجْرازٌ و جِرَزَهٌ ،الأَخیر کعِنَبَهٍ .قال یعقوب:و لا تَقُلْ أَجْرِزَه ،و أَنشد قولَ رؤبه:
و الصَّقْع من خابِطَهٍ و جُرْزِ
و الجِرْزُ ، بالکَسْرِ:لِبَاسُ النِّسَاءِ من الوَبَرِ و جُلُودِ (3)الشاءِ ،و یُقَال:هو الفَرْوُ الغَلِیظ ، ج جُرُوزٌ .
و الجَرَزُ ، بالتّحْرِیک:السَّنَه الجَدْبه ،یقال:سَنَهٌ جَرَزٌ ، أَی مَجْدِبَه،و الجمعُ أَجْرَازٌ ،قال الراجز:
قَدْ جَرَفَتْهُنَّ السِّنُونَ الأَجْرازْ
و الجَرَزُ : الجِسْمُ قال رُؤبه:
بعد اعْتمَادِ الجَرَزِ البَطِیشِ
قال ابنُ سِیدَه:کذا حُکِی فی تَفْسِیره، و الجَرَزُ : صَدْرُ الإِنْسَانِ أَو وَسَطُه ،و منهم من فَسّر قولَ رؤبَه بأَحَدهِما.
و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ : الجَرَزُ : لَحْمُ ظَهْرِ الجَمَلِ ،و أَنشدَ للعَجّاج (4)فی صِفَهِ جَمَلٍ سَمِینٍ فَضَخَه الحِمْل:
و انْهَمَّ هامُومُ السَّدِیفِ الوَارِی
عَنْ جَرَزٍ عنه و جَوْزٍ عارِی (5)
و الجُرَازُ ،کغُرَابٍ :السَّیْفُ القاطِعُ ،و قیل:الماضی النافِذَ،و یقال:سَیْفٌ جُرَازٌ ،إِذا کان مُسْتَأْصِلاً.
و ذُو الجُرَازِ :سَیْفُ وَرْقَاءَ بنِ زُهَیْرٍ ،یقال: ضَرَبَ بِه زُهَیْرٌ خالِدَ بنَ جَعْفَرٍ فَنَبَا ذُو الجُرَازِ و لم یَقْطَع.
و الجَرَازُ ، کسَحابٍ :نَباتٌ یَظْهر کالقَرْعَهِ لا وَرَقَ له ثمّ یَعْظُم حتّی یکونَ کإِنْسانٍ قاعدٍ ثم یَدِقُّ (6)رَأْسُه و یَتَفَرَّق و یُنَوِّر نَوْراً کالدِّفْلَی تَبْهَجُ من حُسْنِه الجِبَالُ ،و هی مَنَابِتُه، و لا یُرْعَی و لا یُنْتَفَعُ به فی شیْ ءٍ من مَرْعًی أَو مَأْکَل،و هو رِخْوٌ مثل الدُبّاءِ،یُرْمی بالحَجَرِ فیَغِیب فیه.قاله أَبو حنیفه.
و رَجُلٌ ذو جَرَازٍ ،کسَحَابٍ : غَلیظٌ صُلْبٌ ،هکذا فی النُّسَخ،و الصَّواب رَجُلٌ ذو جَرَزٍ ،محرّکه،أَی غِلَظٍ و صَلابَه.و إِنَّه لَذُو جَرَزٍ ،أَی قُوَّهٍ و خَلْقٍ شَدِیدٍ،یکونُ للنَّاس و الإِبِل.
و الجارِزُ الشَّدیدُ السُّعَالِ . و أَحسنُ منه:و الجارِزُ من السُّعَالِ :الشَّدِیدُ،قال الشّمَّاخُ یصفُ حُمُرَ الوَحْشِ :
یُحَشْرِجُهَا طَوْراً و طَوْراً کأَنَّهَا
لَهَا بالرُّغَامَی و الخَیَاشِیمِ جارِزُ
هکذا أَنشده الجوهریُّ و استشهد الأَزهریُّ بهذا البَیْتِ علی السُّعَال خاصَّه و قال:الرُّغَامَی زِیَادَهُ الکَبِد،و أَرادَ بها الرِّئَه،و منها یَهِیجُ السُّعالُ .و قال ابنُ بَرّیّ :أَی یُحَشْرِجها تارهً و تارهً یَصِیح بهِنَّ کأَنّ به جارِزاً و هو السُّعَال،و الرُّغَامَی:
الأَنْفُ و ما حَوْلَه،قال الصاغانیّ :و الرِّوایَه:لَهُ بالرُّغامَی، أَی لِلحِمَارِ.
ص:24
و من المَجَازُ: الجارِزُ : المَرْأَهُ العاقِرُ ،شُبِّهَتْ بالأَرْضِ التی لا تُنْبِتُ .
و جُرْأَزٌ ،کقُرْطَقٍ .ع بالبَصْرَه ،نقله الصاغانیّ ، و یقال:
مَفازَهٌ مِجْرازٌ ،أَی مُجْدِبَهٌ و المُجَارَزَهُ :مُفَاکَهَهٌ تُشْبه السِّبَابَ . نقله الصاغانیّ .
و التَّجارُزُ التَّشَاتُم و التَّرامِی به، و الإِساءَهُ ،یکوّن بالقَوْلِ و الفَعَال.
و جُرْزانُ بالضّمّ : ناحِیَهٌ بأَرْمِینِیَهَ الکُبْرَی ،نقله الصاغانیّ .
و یقال: طَوَتِ الحَیَّهُ أَجْرَازَهَا ،إِذا تَرَحَّت (1)، أَی طَوَت (2)جِسْمَها ،جمْع جَرَزٍ ،مُحرَّکه،و هو الجِسْمُ ،و قد تَقَدّم،أَنشد الأَصْمَعِیّ یصفُ حَیَّهً :
إِذا طَوَی أَجْرازَه أَثْلاثَا
فعَادَ بَعْدَ طُرْقهٍ ثَلاثَا
أَی عادَ ثلاثَ طُرَقٍ (3)بعد ما کان طُرْقَهً وَاحِدَه،أَراد:
بعد أَن کان شیئاً وَاحداً طَوَی نَفْسَه فصار مُنْطَوِیاً ثلاثهَ أَشْیَاءَ.
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
یقال للنَّاقَهِ إِنَّها لجُرَازُ الشَّجَرِ (4)،کغُراب:تَأْکُلُه و تَکْسِرُه،و منه قولُ الشاعر:
کُلّ عَلَنْداهٍ جُرَازٍ للشَّجَرْ
فإِنّه عَنَی ناقَهً شَبَّهَها بالجُرَازِ من السُّیُوف،أَی أَنّهَا تَفْعلُ فی الشَّجَرِ فِعْلَ السُّیوف فیها.
و جَرِزَت الأَرْضُ جَرَزاً ،من حَدّ فَرِح،و أَجْرَزَت :صارتْ جُرُزاً ،و فی بَعْض التّفاسیر:الأَرْضُ الجُرُزُ :أَرْضُ الیَمَن.
و جَرَزَهُ الزَّمَانُ :اجْتاحَه،کما فی الأَساس.
14- و الجُرَازُ ،کغُراب:أَحدُ سُیُوفِ النَّبِیّ صلّی اللّه علیه و سلم، ذکرَه أَئمّهُ السِّیَرِ . و قال القُتَیْبِیّ : الجُرُزُ :الرَّغِیبَهُ التی لا تَنْشَفُ مَطَراً کثیراً.
و یقال:طَوَی فُلانٌ أَجْرازَه ،إِذا تَرَاخَی.
و جَرَزَه بالشَّتْمِ :رماهُ به.
و جُرْزَهُ ،بالضّمّ :مَوضعٌ من أَرضِ الیَمَامَه،نقله الصاغانیّ .
و جُرْزُوَانُ ،بضَمّ الجِیم و الزای،مَدِینَهٌ من أَعمالِ جُوزَجَان،معرّب کُرْزُوان (5).
و الجَرَزُ محرَّکهً :فُصُوصُ المَفَاصِلِ ،نقله الصاغانیّ .
و إِسْمَاعِیلُ بن إِبْرَاهِیم الجَرْزِیّ الجُرْجَانیّ ،عن مُسْلِم بن إِبراهِیمَ و غَیْرِه هکذا ضَبَطَه الحَافِظُ بالفَتْح.
و جِرْزَهُ الهَواءِ،بالکَسْر:قَریهٌ بمِصْر بالصَّعِید الأَدْنَی، و قد رَأَیْتُهَا.
جَرْبَزَ الرجُلُ :ذَهَبَ أَو انْقَبَضَ و (6)قال الصاغانیّ : جَرْبَزَ : سَقَطَ . قلتُ :و کَأَنَّه لغهٌ فی جَرْمَزَ، بالمیم.
و الجُرْبُزُ ،بالضّمّ ،أَی کقُنْفُذ: الخَبُّ الخَبِیثُ من الرِّجَال،و هو دَخِیلٌ ، مُعَرَّب کُرْبُز ،و یقال القُرْبُز أَیضاً.
و المَصْدَرُ الجَرْبَزَهُ ،یقال:رَجُلٌ جُرْبُزٌ بَیِّنُ الجَرْبَزَهِ ،أَی خَبٌّ خَبِیثٌ .
*و مِمَّا یُسْتَدْرَک علیه:
الجَرَاهِزَهُ :بَطْنٌ من العَرَب مَنازِلُهم وَادِی رِمَع،منهم الفَقِیه الصالح أَبو الرَّبِیع سُلَیْمَان بن عبد اللّهِ الجِرهزیّ الشافعیّ ،حدّثَ عن السیّد یَحْیَی بن عُمَر الزَّبِیدیّ و غیره،وَ ولدُه الفَقِیهُ الصّالحُ العَلاّمَه عبدُ اللّه بنُ سُلَیْمَانَ ،حَدَّثَ عن یَحْیَی بن عُمَرَ،و عَنْ مَشَایخنا عبدِ الخَالِقِ بن أَبِی بَکْرٍ و محمّد بن عَلاءِ الدِّین المِزْجاجِیَّین، و تَوَلَّی الإِفتاءَ بِزَبِید بَعْدَ شَیْخِنا الفَقِیه سَعِید بن محمّد الکبودیّ ،و الشَّرَف عبد الرّحِیم بن عبد الکَرِیم بن نَصْرِ اللّه الجِرهزِیَّیْن ،بالکسْر،نسبه إِلی جِرِه مدینَهٌ بفارَسِ من أَعْمَالِ شِیرَاز،حَدَّثَ هُو و آلُ بَیْتِه،و هو جَدُّ الإِمامِ
ص:25
المُحَدّث نِعْمَهِ اللّه بن مُحَمّدِ بن عبد الرّحیم.
الجُرَافِزُ ،کعُلابِطٍ :الضَّخْمُ العَظِیمُ ،أَهمله الجوهریّ و صاحبُ اللِّسان،و نقله الصاغانیّ .
جَرْمَزَ و اجْرَمَّزَ :انْقَبَضَ و اجْتَمَع بعضُهُ إِلی بعضٍ ، کاجْرَنْمَزَ .و المُجْرَنْمِزُ :المُجْتَمِعُ .قال الأَزهریّ :
و إِذا أَدْغَمت النُّونَ فی المِیم قُلْتَ مُجْرَمِّز .
و جَرْمَزَ الشیْ ءُ و اجْرَنْمَزَ ،أَی اجْتَمَع إِلی ناحِیَهٍ ،و فی حدیث عِیسَی بنِ عُمَرَ:أَقْبَلْتُ مُجْرَمِّزاً حتی اقْعَنْبَیْتُ بین یَدَیِ الحَسَن،أَی تَجَمَّعْتُ و انْقَبَضْتُ ،و الاقْعِنْبَاءُ:
الجُلُوسُ .
و جَرْمَزَ الرجُلُ : نَکَصَ ،و
17- فی حدیث الشَّعْبِیّ : و قد بَلَغَه عن عِکْرَمَهَ فُتْیَا فی طَلاقٍ فقَالَ :« جَرْمَزَ مَوْلَی ابنِ عَبّاسٍ ».
أَی نَکَصَ عن الجَوابِ و فَرَّ منه،و انْقَبَضَ عنه.
و الجَرَامِزُ ،هکذا فی النُّسَخ،و الصَّواب، الجَرَامِیزُ :
قَوَائِمُ الوَحْشِیِّ و جَسَدُهُ . قال أُمَیّه بن أَبی عائِذٍ الهُذَلِیُّ یَصف حِمَاراً:
أَوَاسْحمَ (1)حامٍ جَرَامِیزَه
حَزِابِیَهٍ حَیَدَی بالدِّحَالِ
و إِذا قلتَ للثَّوْرِ:ضَمَّ جَرامِیزَهُ ،فهی قَوَائِمُه،و الفعلُ منه اجْرَمَّز ،إِذا انْقَبَضَ فی الکِنَاسِ قال الشاعر:
مُجْرَمِّزاً کضِجْعَهِ المَأْسُورِ
و الجَرَامِیزُ أَیضاً: بَدَنُ الإِنْسَانِ جُمْلَهً ،و به فُسِّر
17- حدیثُ عُمَر رضی اللّه عنه: «أَنّه کان یَجْمَع جَرَامِیزَهُ و یَثِبُ علی الفَرَسِ ». و قیل:المُرَادُ بهِ الیَدَانِ و الرِّجْلانِ ؛و یُقَال:رَمَاهُ بجَرَامِیزِه ،أَی بنَفْسِه.و قال أَبو زَیْد:رَمَی فُلاَنٌ الأَرْضَ بجَرَامِیزِه و أَرْوَاقِه (2)،إِذا رَمَی بِنَفْسه.و یقال:جَمَعَ جَرَامِیزَهُ ،إِذا انْقَبَضَ لِیَثِبَ ، و یقال: أَخَذَه بجَرَامِیزه و حَذَافیرِه، أَی أَجْمَعَ .
و تَجَرْمَزَ عَلَیْهم:سَقَطَ ،و تَجَرْمَزَ اللَّیْلُ :ذَهَبَ ،قال الراجز:
لَمّا رَأَیْتُ اللَّیْلَ قد تَجَرْمَزَا
و لمْ أَجِدْ عَمَّا أَمَامِی مَأْرِزَا
هکذا أَنشده الجوهریُّ ،و قال الصاغَانیّ :و الرّوَایَه:لَمّا رَأَیْنَ ،أَی المَطَایَا.و الرَّجَزُ لمَنْظُور بن حَبَّه الأَسَدیّ و قبله:
حادِی المَطَایَا خافَ أَنْ تَلَمَّزَا (3)
کاجْرَمَّزَ ،أَی ذَهَبَ .
و الجُرْمُوز ،بالضَّمّ :حَوْضٌ مُتَّخَذٌ فی قاعٍ أَوْ رَوْضَهٍ ، مُرْتَفِعُ الأَعْضَادِ ،فَیسیلُ منه الماءُ ثمّ یُفْرَغُ بعدَ ذلک،قاله اللَّیْث. أَو الجُرْمُوز : حَوْضٌ صَغیرُ (4)،جَمْعُه الجَرَامیزُ ،قال أَبو مُحَمّدٍ الفَقْعَسیُّ :
کأَنَّهَا و العَهْدَ مُذْ أَقْیاظِ
أُسُّ جَرَامِیزَ علی وِجَاذِ
أَی کَأَنَّ الأَثافیَّ مثلُ أُسِّ أَحْوَاضٍ علی وِجَاذٍ،لنُقَر فی الجَبَل تُمْسِکُ المَاءَ. و قیل: الجُرْمُوز : البَیْتُ الصَّغِیرُ، و قیل: الجُرْمُوز : الذَّکَرُ من أَوْلادِ الذِّئْب ،نقله الصاغانیّ هکذا،و فی بعض النُّسخ:الأَرانب،بَدَل الذِّئب.
و الجُرْمُوزُ : الرَّکِیَّهُ ،نقلَه الصاغانیّ .
و بَنُو جُرْمُوزٍ :بَطْنٌ من العَرَب،قال ابنُ دُرَیْد (5): و یُقَال لهم الجَرَامیزُ ،و أَنْشَدَ:
قُلْ للْمُهَلَّبِ إِنْ نابَتْکَ نائبَهٌ
فادْعُ الأَشَاقِرَ و انْهَضْ بالجَرَامیزِ
قُلْتُ :و هم من وَلَد الحارِثِ بن مالِکِ بن کَعْبِ بن الحَارِثِ بنِ کَعْب بنِ عَبْدِ اللّه بن مالِک بنِ نَصْرِ بن الأَزْدِ.
و عَمْرُو بن جُرْمُوزٍ التَّمِیمیّ ، قاتِلُ الزُّبَیْر بن العَوَّامِ ، حَوَارِیّ رَسُولِ اللّه صلّی اللّه علیه و سلم، رَضِیَ اللّه تعالَی عَنْه.
و رَوَی أَبو داوُود عن النَّضْر قال:قال المُنْتَجِعُ :یُعْجِبُهُمْ کُلُّ عامٍ مُجْرَمِّزِ الأَوَّلِ ،یقال: عامٌ مُجْرَمِّزُ الأَوّلِ ، إِذا لم یَعْجَل بالمَطَرِ فی أَوَّلِه ثُمَّ یَجْتَمِعُ الماءُ فی وَسَطِه و أَخْصَرُ منه:عامٌ مُجْرَمِّزٌ :لیس فی أَوَّلِه مَطَرٌ،و لکنه قَلّد الصاغانیَّ
ص:26
فیما أَوْرَدَه و خالَفَه فی قولِه ثمَّ یَجْتَمِع الماءُ.فإِنّ نَصّه:ثمّ یَجتمع المَطَرُ.
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
قال:ضَمَّ فلانٌ إِلَیْه جَرَامِیزَه ،إِذَا رَفَع ما انْتَشَر مِنْ ثِیَابِه ثمّ مَضَی.و تَجَرْمَزَ إِذا اجْتَمَع.
و جَرْمَزَ الرجُلُ :أَخْطَأَ فی الجَوَابِ .
و الجِرْمازُ (1)،بالکَسْر:بِنَاءٌ عَظِیمٌ کان عند أَبْیَضِ المَدائِنِ ،و قد عَفَا أَثَرُه.
و هَجَرَهُ بَنِی جُرْمُوز :قریهٌ کبیرهٌ بالیَمَن،إِلیها یُنْسَب الشَّریفُ المُطَهَّر بن أَحْمَد بنِ عبدِ اللّه بن محمّد بن المُنْتَصِر أَبو عَلِیّ الجُرْمُوزِیّ الحَسَنِیّ .و أَوّلُ من انْتَقَل منهُم إِلیها جَدُّه محمّد بن المُنْتَصِر المذکورُ،توفّی سنه 1077 بعهیمه و هو عامِلٌ بها:و هو بیتٌ کبیرٌ بالیَمَن.و له عشره أَوْلادٍ نُجَباءُ شُعَرَاءُ:محمّد،و علیّ ،و الحَسَنُ ،و الحُسَیْن،و الهادی، و أَحْمَد،و عبدُ اللّه،و القاسِم،و جعفر،و فَخْرُ الیَمَن إِسماعِیل.
أَما الحَسَنُ بن المُطَهَّر الجُرْمُوزِیّ فمِنْ مَشَایِخِه القاضی شَمْسُ الدّین أَحمدُ بنُ سَعْدِ الدینِ المیسوریّ ،و القاضِی عبدُ الواسِعِ بن عَبْدِ الرحمن القلعیّ ،و هو شیخُ أَمیرِ المُؤْمِنِین المُؤَیَّد باللّه محمّد بن إِسماعِیل،وُلِدَ سنه 1075 و توفیّ سنه 1101،و قد تَکَفَّل بأَخْبَارهم کتاب«قلائد الجَوْهَر فی أَنباءِ آل المُطَهَّر»الذی أَلَّفَهُ الفقیهُ الأَدیب عَلَمُ الدّین قاسِم بن أَحمد الخالِدِیّ .فراجعْه.
جَزَّ الصُّوفَ و الشَّعرَ و الحَشِیشَ و النَّخْلَ و الزَّرْعَ یَجُزُّهَ جَزًّا و جَزَّهً بالفَتْح فیهما، و جِزَّهً حَسَنَهً ،بالکَسْر،هذِه عن اللِّحْیَانیّ ، فهو مَجْزُوزٌ و جَزِیزٌ :قَطَعَهُ ، کاجْتَزَّهُ ، و خصّ ابنُ درید به الصُّوفَ و النخل،ذکرَه ابن سِیده، و الزَّرْع ذکرَه الزَّمَخْشَرِیّ .أَنشد ثَعْلَب و الکِسَائیّ لِیَزِیدَ بن الطَّثَرِیَّه:
فقُلْتُ لِصاحِبی:لا تَحبِسَنَّا
بنَزْعِ أُصُولِه و اجْتَزَّ شِیحَا
و یُرْوَی:و اجْدَزَّ؛و هکذا أَنشده الجوهریّ لَهُ ،و ذکرَه ابنُ سِیده و لم یَنْسُبْه لأَحَدٍ بل قال:و أَنشد ثَعْلَب،قال ابنُ بَرِّیّ :لیس هُوَ لِیَزِید،زاد الصاغانیّ :و لَیْسَ لِیَزِید علی الحَاءِ المَفْتُوحه شِعْرٌ،و إِنّمَا هو لِمُضَرّسِ بنِ ربْعِیٍّ الأَسَدِیّ ،و قبله:
و فِتْیانٍ شَوَیْتُ لَهُمْ شِواءً
سَرِیعَ الشَیِّ کُنْتُ به نَجِیحَا
فطِرْتُ بَمُنْصُلٍ فی یَعْمَلاتٍ
دَوَامِی الأَیْدِ یَخْبِطْنَ السَّرِیحَا (2)
فقُلْت لصاحِبی لا تَحْبِسَنّا
بنَزْعِ أُصُولِه و اجْتَزَّ شِیحَا
قال ابن بَرّیّ :و البیت کذا فی شِعْرِه.و المُنْصُلُ :
السَّیْفُ ،و الیَعْمَلات:النُّوقُ ؛و السَّریحُ :خِرَقٌ أَو جُلُودٌ تُشَدُّ علی أَخْفَافِهَا إِذا دَمِیَتْ ؛یقول:لا تَحْبِسَنّا عن شَیِّ اللَّحْمِ بقَلْعِ أُصُولِ الشَّجَرِ بل خُذْ ما تَیَسَّر من قُضْبَانِه و عِیدَانِه و أَسْرعْ لنا فی شَیِّه،و زاد الصاغانیّ :و الرِّوایه:لحاطِبِی.
قال ابن بَرِّیّ و یُرْوَی لا تَحْبِسَانَا،و العَربُ رُبَّمَا خاطَبَت الواحِدَ بلَفْظِ الاثْنَیْنِ ،کما قالَ سُوَیْدُ بنُ کُراع العُکْلِیُّ :
و إِنْ تَزْجُرَانِی یا ابْنَ عَفَّانَ أَنْزَجِرْ (3)
و إِنْ تَدَعانِی أَحْمِ عِرْضاً مُمَنَّعَا
و جَزَّ النَّخْلُ :حانَ (4)أَنْ یُجَزَّ ،أَی یُقْطَعَ ثَمَرُه و یُصْرَمَ :
کأَجَزَّ :قال طَرَفَه:
أَنْتَمُ نَخْلٌ نُطِیفُ بهِ
فإِذا ما جَزَّ نَجْتَرِمُهْ
و یُرْوَی:فإِذا أَجَزَّ .و کذلک البُرُّ و الغَنَمُ .
و جَزَّ التَّمْرُ یَجِزُّ ،بالکَسْرِ، جُزُوزاً بالضَّمّ : یَبِسَ ، کأَجَزَّ ،و یقال:تَمْرٌ فیه جُزُوزٌ ،أَی یُبْسٌ .
و الجَزَزُ ،مُحَرّکَهً ،و الجُزَازُ و الجُزَازَهُ ،بضَمِّهما، و الجِزَّهُ ،بالکَسْرِ:ما جُزَّ منه،أَوْ هی ،أَی الجِزَّهُ : صُوفُ
ص:27
نَعْجَهٍ أَو کَبْشٍ إِذا جُزَّ فَلَم یُخَالِطْه غَیْرُه ،قاله أَبو حاتِم، أَو صُوفُ شاهٍ فی السَّنَهِ ،و منه قولهم:أَعْطِنِی جِزَّهً أَو جِزَّتَیْن ، فتُعْطِیَه صُوفَ شاهٍ أَو شاتَیْن... أَو الصُّوفُ الَّذِی لم یُسْتَعْمَل بَعْدَ جُزَّ (1)،و به فَسَّرُوا
16- حَدِیثَ حَمّاد فی الصَّوْمِ : «و إِنْ دَخَلَ حَلْقَکَ جِزَّهٌ فلا تَضُرُّک». ج جِزَزٌ ،و جَزَائزُ ،عن اللّحْیَانیّ ، و هو کما قالُوا:ضَرَّهٌ و ضَرَائرُ،و لا تَحْفِل باخْتِلافِ الحَرَکَتَتْین.
و الجَزُوزُ ،بغیر هاءٍ: الَّذِی یُجَزُّ ،عن ثَعْلَب. و الجَزُوز أَیضاً: الَّتِی تُجَزُّ ، کالجَزُوزَهِ ،قال ثعلب:ما کان من هذا الضَرْبِ اسْماً فإِنّه لا یُقال إِلاّ بالهاءِ،کالحَلُوبَهِ و الرَّکُوبَه و العَلُوفَه،أَی هی مِمّا تُجَزُّ .و أَمّا اللِّحْیَانیّ فقال:إِنّ هذا الضَرْبَ من الأَسماءِ یُقَال بالهاءِ و بِغَیْرِ الهاءِ،قال:و جَمْعُ ذلک کُلّه علی فُعُلٍ (2)و فَعَائل.قال ابنُ سِیدَه:و عِنْدِی أَنَّ فُعُلاً إِنّمَا هو لِما کان من هذا الضَّرْب بغیر هاءٍ،کرَکُوبٍ و رُکُبٍ ،و أَنّ فَعائل إِنّمَا هو لما کان بالهاءِ،کرَکُوبَهٍ و رَکَائبَ .
و أَجَزَّ القومُ :حانَ جَزَازُ غَنَمِهم ،و الجزَاز :حینَ تُجَزُّ الغَنَمُ ، و أَجَزَّ الرّجُلَ :جَعَل له جِزَّهَ الشاهِ .و أَجزَّ الشَّیْخُ :
حانَ لَهُ أَن یُجَزَّ ،أَی یَمُوتَ ،لم أَجدْ هذا فی الأُصول الَتی علیها مَدارُ نَقْلِ المُصَنّف،ثمّ ظَهَر لی بعد تَأَمُّلٍ شَدِیدٍ أَنَّه تَصَحَّفَ علیه،و صوابُه:و أَجَزَّ الشِّیحُ ،بِکَسْر الشِین و الحاءِ المُهْمَلَه:حانَ لَهُ أَنْ یُجَزَّ کما هو فی سائر أَمَّهات الفَنِّ ، فصَحَّفَ المُصَنّف و جعل الشِّیح شَیْخاً،و إِنْ کان له سَلَفٌ (3)فیما نَقَل عنه فیکون ما ذَکَرَه من المَجَازِ،فإِنّ الجَزاز ،کما یأْتِی،إِنّمَا یُسْتَعْمَل فی جِزَازِ الغَنَمِ و نَحْوِهِ و فی الحَصَادِ و نَحْوِه،فإِنّمَا یُرَاد به المَوْتُ بضَرْبٍ من التَّشْبِیه،فتَأَمَّلْ .
و الجَزازُ ،کسَحَابٍ و کِتَابٍ ،الفتح عن اللّحْیَانیّ :حین تُجَزُّ الغَنَمُ ،و هو أَیضاً بِلُغَتَیْه: الحَصَادُ،و عَصْفُ الزَّرْعِ . قال اللَّیْث: الجَزازُ کالحَصَادِ وَاقعٌ علی الحِینِ و الأَوانِ ، یُقَال: أَجَزَّ النَّخْلُ و أَحْصَدَ البُرُّ.و قال الفَرّاءُ:جاءَنا وَقْتَ الجَزَازِ و الجِزَاز ،أَی زَمَن الحَصَاد و صِرَامِ النَّخْلِ (4).
و الجُزَازُ ، بالضَّمِّ :ما فَضَلَ من الأَدِیمِ و سَقَطَ منه إِذا قُطِعَ وَاحدتُه جُزَازَهٌ . و الجُزَازُ مِنْ کُلِّ شیْ ءٍ:ما اجْتَزَزْتَه ، سَواءٌ کان صُوفاً أَو غَیْرَه،وَاحدته جُزَازَهٌ .
و جَزُّ :ه،بأَصْبَهانَ ،معرَّب کَزّ، و یقال:مَضَی جَزٌّ مِنَ اللَّیْلِ ،أَی قِطْعَهٌ منهُ ،و قال الصاغانیّ :أَی نِصْفُه.
و مُجَزِّزُ بن الأَعْوَرِ بن جَعْدَهَ الکِنَانِیّ المُدْلِجِیّ القَائِفُ و ابْنُه عَلْقَمَهُ بن مُجَزِّزٍ ،کمُحَدِّثٍ ،و ضَبطه ابنُ عُیَیْنَهَ کمُعَظَّم، صَحَابِیّان ،و ابنُه الثانِی وَقّاصُ بنُ مُجَزِّزٍ له صُحْبَه أَیضاً،و قُتِلَ فی غَزْوَه ذی قَرَدٍ،ذَکَرَه ابن هِشَامٍ ،ففی کلام المصنِّف مع قُصُورِه نَظَرٌ.قال الحافِظ :و مات عَلْقَمهُ فی عَهْدِ عُمَرَ،و مِنْ وَلَدِه عبدُ اللّه و عُبَیْدُ اللّه ابنا عَبْدِ المَلِکِ بن عَبْد الرَّحْمن بن عَلْقَمَهَ ،کانا مَمْدُوحَیْن،قاله ابنُ الکَلْبِیّ .
و یُقَالُ لِلِّحْیَانِیّ ،أَی الضَّخْمِ اللِّحْیَه: کَأَنَّهُ عاضٌّ علی جِزَّهٍ ،أَی علی صُوفِ شاهٍ جُزَّتْ .
و فی الصّحاح: الجَزِیزَهُ :خُصْلَهٌ من صُوفٍ ، کالجِزْجِزَهِ ،بالکَسْر،و هی عِهْنَهٌ تُعَلَّقُ فی الهَوْدَجِ ،قال الراجِز:
کَالقَرِّ نَاسَتْ فَوْقَه الجَزَائزُ (5)
و قِیل: الجِزْجِزَه :خُصْلَهٌ من صُوفٍ تُشَدُّ بخُیُوطٍ یُزَیَّنُ بها الهَوْدَجُ ،و الجَزَاجِز :خُصَلُ العِهْن،و الصوف المَصْبُوغَه تُعَلَّق علی هَوادِج الظَّعَائن یَوْمَ الظَّعْن،و هی الثُکَن و الجَزَائزُ ،قال الشَمّاخ:
هَوَادِجُ مَشْدُودٌ عَلَیْهَا الجَزَائِزُ (6)
و قیل: الجَزِیزُ :ضربٌ من الخَرَزِ یُزَیَّنُ (7)به جَوارِی الأَعْرَابِ شَبِیه بالجَزْع،و قیل هو عِهْنٌ کان یُتَّخَذ مکانَ
ص:28
الخَلاخِیلِ .قال النّابِغَهُ یصف نِساءً شَمَّرْنَ عن أَسْوُقِهِنَّ حتی بَدَتْ خَلاخِیلُهُنَّ :
خَرَزُ الجَزِیزِ مِن الخِدَامِ خَوَارِجٌ
مِنْ فَرْجِ کُلِّ وَصِیلَهٍ و إِزارِ
و الجَزَاجِزُ ،بالفَتْح: المذاکِیرُ ،عن ابن الأَعْرَابیّ ، و أَنشد:
و مُرْقَصَهٍ کَفَفْتُ الخَیْلَ عَنْها
و قد هَمَّتْ بإِلْقَاءِ الزِّمَامِ
فقُلْتُ لها ارْفَعِی منها و سِیرِی
و قد لَحِقَ الجَزَاجِزُ بالحِزَامِ
قال ثعلب:أَی قُلْتُ لها سِیرِی و کُونِی آمِنَهً ،و قد کان لَحِقَ الحِزَامُ بثِیلِ البَعِیرِ من شِدَّه سَیْرِهَا،هکذا رُوِی عَنْه.
و جَزَّهُ ،بالفَتْح، اسمُ أَرْضٍ یَخْرُجُ منها الدَّجّالُ فیما یُرْوَی،کذا نقله الصاغانیّ و قَلَّدَه المُصَنِّفُ و لم یُحَلِّها، و هی قَرْیَهٌ بأَصْبَهَان؛کان أَبو حاتِمٍ الرازِیّ الحَنْظَلِیُّ یقول:
نَحْنُ من أَصْبَهَانَ من قَرْیَهِ جَزّ .
و جَزّهُ أَیضاً:ناحِیَهٌ بخُراسانَ ،فارِسِیٌّ مُعَرَّب،کان بها وَقْعَه لأَسید بنِ عَبْدِ اللّه مع خاقان.
و اسْتَجَزَّ البُرُّ ،أَی اسْتَحْصَدَ.
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
الجَزَزُ ،محرَّکَهً :الصُّوفُ لم یُسْتَعْمَل بعد ما جُزَّ ،تقولُ :
صُوفٌ جَزَزٌ ،و یُقَال: جَزَزْتُ الکَبْشَ و النَّعْجَهَ ،و یُقَال فی العَنْزِ و التَّیْسِ :حَلَقْتُهما (1).
و المِجَزُّ ،بالکسر:ما یُجَزُّ به.
و جَزَّ النَّخْلَهَ یَجُزُّهَا جَزًّا و جَزَازاً ،و جِزَازاً :عن اللِّحْیَانِیّ :
صَرَمَها.
و أَجَزَّ القَوْمُ : أَجَزَّ زَرْعُهُم.
و اجْتَزَزْتُ الشِّیحَ و غَیْرَه و اجْدَزَزْتُه ،إِذا جَزَزْتُه .
و یُقَال:علیه جَزَّهٌ من مالٍ ،کقَوْلِک ضَرَّهٌ من مالٍ .و تقول:عندی بِطَاقاتٌ و جُزَازَاتٌ ،و هی الوُرَیْقاتُ الّتی تُعَلَّق فیها الفَوائدُ،و هو مَجَازٌ.
و فی المَثَل.«ما هکذا یُجَزُّ الظَّهْرُ».و یقال:«ما أَعْرَفَنِی من أَیْنَ یُجَزُّ الظَّهْرُ».
و جُزْجُز ،بالضَّمّ :من جِبَالِهِم،فیها بئْرٌ عادِیّه.
و جِزّای ،بکسر الجیم و تَشْدِید الزّای المفتوحه:قریهٌ من الجِیزَه،و قد دخلتُهَا.
و جَزُّ بنُ بَکْرٍ،بالفَتْح،جَدُّ محمّد بن مَرْزَان بن ثَوْبان (2)بنِ عبد الرّحمن،المُحَدث،من شیُوخُ ابن عُفَیْر، و جَدُّه بَکْر دَخَل الشامَ مع أَبی عُبَیْدَه.
الجَعْزٌ ،کالجَأْزِ بالهَمْز، إِلی آخره و هو الغَصَصُ . جَعِزَ جَعَزاً کجَئِزَ:غَصَّ .أَهمله الجوهریّ و ذَکَره صاحبُ اللّسَان و لم یَعْزُه.و نقله الصاغانیّ عن ابنِ دُرَیْد (3)، و قال:کأَنَّهُم أَبْدَلُوا من الهَمْزِ عَیْناً.
و حَبَا جُعَیْزَانُ :نَبْتٌ .
الجَفْزُ :السُّرْعَه فی المَشْی ،یَمَانِیه،أَهمله الجوهریّ ،و قال صاحب اللسان:حَکاها ابن دُرَیْد قال:
و لا أَدْرِی ما صِحَّتها،و اقتصر الصاغانیّ علی قَوْله:
السُّرْعَه،و لم یَزِدْ شیئاً.
الجَلْزُ :الطَّیُّ و اللَّیُّ ،و المَدُّ ،هکذا فی سائر النُّسَخ.و صوابهُ :العَقْدُ،ففی اللّسَان:و کُلّ عَقْدٍ عَقَدْتَه حَتَّی یَسْتَدِیرَ فقد جَلَزْتَه .
و الجَلْزُ : النَّزْعُ فی القَوْس، کالتَّجْلِیزِ ، جَلَزَهُ یَجْلِزُهُ ، بالکسر، جَلْزاً .
و الجَلْزُ : العَقَبُ المَشْدُودُ فی طَرَفِ السَّوْطِ الأَصْبَحِیّ ، کالجِلاَزِ ،ککِتَابٍ ،و کلّ شیءٍ یُلْوَی علی شَیءٍ ففعْلُه الجَلْزُ و اسمُه الجِلاَزُ .
و الجَلْزُ : حَزْمُ مَقْبِضِ السِّکِّینِ و غَیْرِه ،کالسَّوْطِ ،و شَدُّه بعِلْبَاءِ البَعِیرِ ،و کذلک التَّجْلِیزُ ،و اسمُ ذلک العِلْبَاءِ الجِلاَزُ، بالکَسْر،و من ذلک قولهم:ما أَعْطاه جِلاَزَ سَوْطٍ .قال
ص:29
الزّمخْشَرِیّ :و هو ما یُجْلَزُ به،أَی یُعْصَبُ ،من عَقَبٍ و غَیْرِه.
و الجَلْزُ : مُعْظَمُ السَّوْطِ ،هکذا هو فی النُّسخ،و الّذِی فی اللّسَان: جَلْزُ السِّنَانِ :أَعْلاَه،و قِیل:مُعْظَمُه، و قیل:
هو الحَلْقَهُ المُسْتَدیرَهُ فی أَسْفَلِ السِّنانِ ؛و یقال لأَغْلَظِ السِّنَان جَلْزٌ .
و الجَلْز : الذَّهَابُ فی الأَرْضِ مُسْرِعاً، کالجَلِیزِ ، کأَمِیرٍ، و التَّجْلِیزِ ،هذه عن أَبی عَمْرٍو،و أَنشد لِمِرْداسٍ الدُّبَیْرِیّ :
ثُمَّ سَعَی فی إِثْرِهَا و جَلَّزَا
و الجَلْز : مَقْبِضُ السَّوْطِ ،سُمِّیَ باسْمِ ما یُجْلَزُ به.
و الجَلاَئِزُ :عَقَبَاتٌ (1)تُلْوَی عَلَی کُلّ مَوْضِعٍ من القَوْس، وَاحدُهَا جِلاَزٌ و جِلاَزَهٌ ،بکَسْرِهما،قال الشَّمّاخ:
مُدِلٌّ بِزُرْقٍ لا یُدَاوَی رَمِیُّهَا
و صَفْرَاءَ من نَبْعٍ علیها الجَلائزُ
و لا تکون الجَلاَئزُ إِلاّ من غَیْرِ عَیْب.و قیل الجِلاَزُ (2)أَعمُّ من الجِلازَهِ ،أَلا تَرَی أَنّ العِصابَهَ اسمُ التی للرَّأْسِ خاصَّهً ، و کُلُّ شیءٍ یُعْصَب بِه شَیْ ءٌ (3)فهو العِصَابُ .
و إِذ کان الرجُلُ مَعْصُوبَ الخَلْقِ و اللَّحْمِ قیل: رَجُلٌ مَجْلُوزُ اللَّحْمِ و الخَلْقِ ،و منه اشتُقّ ناقَهٌ جَلْسٌ ،السِّین بدلٌ من الزای،و هی الوَثِیقَهُ الخَلْقِ .
و من المَجَاز:رَجُلٌ مَجْلُوزُ الرَّأْیِ ،أَی مُحْکَمُهُ ،نقله الصاغانیّ .
و الجِلْوَاز ،بالکَسْر:الشُّرَطِیّ ،أَو هو الثُّؤْرُورُ (4)،ج الجَلاوِزَهُ و جَلْوَزَتُهم :شِدّهُ سَعْیِهم بین یَدَیِ الأَمِیرِ،قالَه الزمخشریّ ،و فی سَجَعاتِه:المَرَاوِزَه أَکْثَرُهم جَلاَوِزَه.
و الجِلَّوْزُ ،کسِنَّوْرٍ:البُنْدُقُ ،عربیّ حَکاه سِیبویه.و نقل الأَزْهَرِیّ فی ترجمه«شکر»:و الجِلَّوْز :نبتٌ له حَبٌّ إِلیالطُّولِ ما هُوَ،و یُؤْکَلُ مُخُّه،شِبْه الفُسْتُق،و قال صاحبُ المنهاج: جِلَّوزٌ هو حَبُّ الصَّنَوْبَرِ الکِبَارُ.
و الجِلَّوْزُ أَیضاً: الضَّخْمُ الشُّجَاعُ من الرِجَال.
و مِجْلَزٌ ،کمنْبَرٍ:فَرَسُ عَمْرِو بن لأْیٍ التَّیْمِیّ ،نقله الصاغَانِیّ ،و فی بعض النُّسخ عَمْرو بن لُؤَیّ .و الأَوّل أَصَحُّ .
و أَبو مِجْلَزٍ ،و کان أَبو عُبَیْدٍ (5)یقولُه بفتح المِیم و کسر اللاَّم،و نَسَبَهُ ابنُ السِّکِّیت إِلی العَامَّه،و هو مشتقّ من جَلْزِ السَّوْط ،و هو مَقْبِضُه،أَو من جَلْزِ السِّنَانِ ،و هو أَغْلَظه، لاحِقُ بن حُمَیْدٍ،تابِعِیٌّ مشهورٌ.
و الجِلْئِزُ ،کزِبْرِجٍ :المَرْأَهُ القَصِیرَهُ ،قالَه الفرّاءُ،و أَنشد أَبو ثَرْوَانَ :
فَوْقَ الطَّوِیلَهِ و القَصِیرَهِ شَبْرُها
لا جِلْئِزٌ کُنُدٌ و لا قَیْدُودُ
قال:هی الفِنْئِلُ أَیضاً.
و یقال: جَلَّزَ تَجْلِیزاً :أَغْرَقَ فی نَزْع القَوْس حَتَّی بَلَغَ النَّصْلَ ،قال عَدِیّ :
أَبْلِغْ أَبا قابُوسَ إِذْ جَلَّزَ النَّ
زْعَ و لم یُؤخَذْ لِخَطًیْ یَسَرّ (6)
و جَلَّز تَجْلِیزاً : ذَهَبَ مُسْرِعاً،قاله أَبو عَمْرو،و قد تقدّم ذلک بعَینه،فهو تَکْرَار.
و الجَلْوَزَهُ :الخِفَّهُ فی الذَّهَابِ و المَجِیءِ بَیْن یَدَیِ العامِلِ ،و به سُمِّیَت الجَلاوِزَه ،و قد تقَدَّم (7).
*و مما یُسْتَدْرَک علیه:
جَلَزَ رَأْسَه برِدَائه جَلْزاً :عَصَبَه،قال النابِغَه:
یَحُثُّ الحُدَاهَ جالِزاً برِدائهِ (8)
ص:30
أَراد: جالِزاً رَأْسَه برِدائه.
و جَلْزُ السِّنَانِ :أَعْلاَهُ ،و قیل:مُعْظَمُه،و قیل:أَغْلَظُه.
و قَرْضٌ مَجْلُوزٌ :یُجْزَی به مَرَّهً و لا یُجْزَی به أُخْرَی،و هو من الذَّهاب،قال المُتَنَخِّلُ الهُذَلیُّ :
هَلْ أَجْزِیَنَّکُمَا یَوْماً بقَرْضِکُمَا؟
و القَرْضُ بالقَرْضِ مَجْزِیٌّ و مَجْلُوزُ
و قال النضْر: جَلَزْتُ الشَّیْ ءَ إِلی الشیْ ءِ،إِذا ضَمَمْتَه إِلَیْه،و أَنشد:
قَضَیْتُ حُوَیْجَهً و جَلَزْتُ أُخْرَی
کما جُلِزَ الفُشَاغُ علی الغُصُونِ
الفُشَاغُ :نَبْت یَتَفَشَّغ علی الشَّجَر،أَی یَلْتَوِی علیه.
و قد سَمَّوْا جِلاَزَهَ ،بالکَسْر:و جالِزاً و مِجْلَزاً .
و جِلاَزُ السَّوْطِ ،بالکَسْر:سَیْرٌ یُشدُّ فی طَرَفهِ .
و جَلَزَ علی هذا الأَمْرِ نَفْسَه،أَی رَبَطَ لَه جَأْشَهُ .
و الجَلأَزُ ،کجَعْفَرٍ:الشَّیْطَانُ .
و اجْلأَزَّ ،أَی أَشْرَأَبَّ ،و هذه الثلاثهُ الأَخیره عن الصاغانیّ .
الجُلَبِزُ ،کعُلَبِطٍ ،أَهمله الجوهریّ ،و قال ابنُ دُرَیْد:هو الصُّلْبُ الشَّدِیدُ من الرِّجال،و نقل صاحبُ اللّسَان و الصاغانی عن ابنِ دُرَیْدٍ:رَجُلٌ جَلْبَزٌ و جُلاَبِز ،أَی کجَعْفَرٍ و عُلاَبِط :صُلْب شَدِیدٌ.و قد تَصَحَّف (1)علی المصنّف.فلیُنْظَر.
الجَلْحَزُ ،کجَعْفَرٍ ،أَهمله الجَوهریّ ، و کذلک الجِلْحازُ ،مثل قِرْطَاسٍ ،و قال ابن دُرَیْد (2):
الجَلْحَزُ و الجِلْحازُ : الضَّیِّقُ البَخِیلُ من الرِّجالِ ،قال الأَزْهَرِیّ :هذا الحرفُ فی کتاب الجَمْهَرَه لابن دُرَیْدٍ مع حُرُوفٍ غیره لَمْ أَجِدْ أَکْثَرَهَا لأَحَدٍ من الثِّقَات و یَجِبُ الفَحصُ عنها،فما وُجِدَ لإِمَامٍ مَوْثُوقٍ به أُلْحِقَ بالرُّبَاعِیّ و إِلاّ فلیحْذر منها.
الجَلْفَزِیزُ :العَجُوزُ المُتَشَنِّجَهُ و هی مع ذلک عَمُولٌ ، أَو الَّتِی أَسَنَّتْ و فِیهَا بَقِیَّهٌ و کذلک الناقَهُ ،و أَنشد ابنُ السِّکِّیت یصفُ امرأَهً أَسَنَّت و هی مع سِنّها ضَعِیفهُ العَقْلِ :
السِّنُّ من جَلْفَزِیزٍ عَوْزَمٍ خَلَقٍ
و الحِلْمُ حِلْمُ صَبِیٍّ یَمْرُثُ الوَدَعَهْ
و الجَلْفَزِیزُ مِنَ النّابِ :الهَرِمَهُ الحَمُولُ العَمُولُ .
و من أَسماء الدَّاهیَه : الجَلْفَزِیز ،قال:
إِنّی أَرَی سَوْدَاءَ جَلْفَزِیزَا (3)
و الجَلْفَزِیزُ : الثَّقِیلُ ،عن السِّیرافِیّ .
و الجَلْفَزِیزُ : الناقَهُ الصُّلْبَه الغَلِیظَهُ الشَّدِیدَه، کالجَلْفَزِ ، کجَعْفَرٍ.
و الجَلْفَزُ و الجُلاَفِزُ الصُلْبُ الشَّدِیدُ من کُل شَیْ ءٍ، و کذلِک الجَلْبَزُ و الجُلاَبِزُ،کما تقدّم عن ابن دُرید.
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
یُقَال:جَعَلَهَا اللّه الجَلْفَزِیزَ ،إِذا صَرَمَ أَمْرَه و قَطَعَه،هذا نصُّ اللّسَان،و قال الصاغانیّ :یقال للأَمْرِ إِذا قُطِعَ و صُرِمَ :
جَعَلَهَا و اللّهِ الجَلْفَزِیزَ .
الجَلْمَزِیزُ (4)من النُّوقِ :الجَلْفَزِیزُ نَقَلَهُ الصَّاغَانیّ ،و قد أَهْمَلَهُ الجَوهَرِیّ و صاحبَ اللِّسَان.
جَمَلٌ جَلَنْزَی ،أَهمله الجَوْهَرِیّ .و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ :یُقال:جَمَلٌ جَلَنْزَی و بَلَنْزَی مِثَالُ دَلَنْظَی و عَلَنْدَی: غَلِیظٌ شَدِیدٌ ،نقله ابن مَنْظُورٍ و الصّاغَانیّ .
الجَلْهَزَهُ :إِغضاؤُک عن الشَّیْ ءِ و کَتْمُک له و أَنْتَ عالِمٌ به ،أَهمله الجوهریُّ .و نقله الصاغانیّ عن ابن دُرَیْد (5).
جَمَزَ الإِنْسَانُ و البَعِیرُ و غَیْرُه یَجْمِز جَمْزاً ، بالفَتْح، و جَمَزَی محرَّکَهً مقصوراً،کذا فی النُّسخ،و فی بعض الأُصُولِ :بالتَّحْرِیک من غیر أَلِف القَصْر، و هُوَ عَدْوٌ
ص:31
دونَ الحُضْرِ الشدیدِ و فَوْقَ العَنَقِ و بَعِیرٌ جَمّازٌ ،کشَدّاد، منه.و
16- فی حدیث ماعِزٍ:
«فَلَمَّا أَذْلَقَتْهُ الحِجَارَهُ جَمَزَ ». أَی أَسْرَع هارِباً من القَتْلِ .و کذا ح
16- دیثُ عبدِ اللّه بن جَعْفَر: «ما کان إِلاّ الجَمْز ».
یعنی السَّیْر بالجَنَائز. و ناقَهٌ جَمّازَهٌ ،تَعْدُو الجَمَزَی .
و جَمَزَ الرَّجُلُ فی الأَرْضِ جَمْزاً : ذَهَبَ ،عن کُراع.
و حِمَارٌ جَمّازٌ :وَثّابٌ ،وَزْناً و مَعْنًی و حِمَارٌ جَمَزَی ، محرّکَه:وَثّابٌ سَرِیعٌ ،قال أُمَیَّهُ بن أَبی عائذٍ الهُذَلِیُّ :
کَأَنِّی و رَحْلی إِذا رُعْتُها
علی جَمَزَی جازِیءٍ بالرِّمالِ (1)
و أَصْحَمَ حامٍ جَرَامِیزَهُ
حَزابِیَهٍ حَیَدَی بالدِّحالِ
شَبَّه ناقَتَه بحمارِ وَحْشٍ .و وَصَفَه بجَمَزَی و هو السَّریع، و تقدیرُه:علی حِمَارٍ جَمَزَی .قال الکسائیّ :الناقهُ تَعْدُو الجَمَزَی و کذلک الفَرسُ ،و حَیَدَی بالدِّحال خَطَأٌ،لأَنّ فَعَلَی لا یکون إِلاّ للمؤَنث،قال الأَصمعیّ :لم أَسمع بفَعَلَی فی صِفَهٍ المذکّر إِلاّ فی هذا البَیْت،یعنی أَن جَمَزَی و بَشَکَی و زَلَجَی و مَرَطَی و ما جاءَ علی هذا الباب لا یکون إِلاّ من صِفه الناقَه دون الجَمَلِ ،قال:و رَواه ابن الأَعرابیّ لنا:
حَیَدْ بالدِّحال،یرید عن الدِّحال.قال الأَزهریّ :و مخرَجُ من رَوَاه جَمَزَی :علی عَیْرٍ ذِی جَمَزَی ،أَی ذی مِشْیَهٍ جَمَزَی ،و هو کقولهم:ناقهٌ وَکَرَی أَی ذاتُ مِشْیَهٍ وَکَرَی.
فإِذا عرفت ذلک فاعْلَم أَنّ قول شَیْخِنا ردًّا علی الأَصمعیّ فیه قصورٌ.
و الجُمّازَهُ بالضمّ کما حَقَّقه ابنُ الأَثِیر و غیره و ظاهر إِطْلاق المُصَنّف یقتضِی أَن یکونَ بالفَتْح (2)و لیس کذلک، و هی دُرَّاعَهٌ (3)من صُوفٍ ،و به فسّر
14- الحدیث: «أَنّ النَّبیَّ صلّی اللّه علیه و سلم تَوَضَّأَ فضاقَ عَنْ یَدَیْهِ کَمَّا جُمَّازَهٍ کانَتْ علیه فأَخْرجَ یَدَیْه مِنْ تَحْتِهِمَا». و أَنشد ابنُ الأَعْرَابِیّ :
یَکْفِیکَ من طاقٍ کثیرِ الأَثْمَانْ
جُمّازَهٌ شُمِّرَ منها الکُمّانْ
و قال أَبو وَجْزَهَ :
دَلَنْظَی یَزِلُّ القَطْرُ عن صَهَواتِهِ
هُوَ اللَّیْثُ فی الجُمَّازَهِ المُتَوَرِّدُ
و الجَمَّازَهُ ،بالفَتْح: فَرَسُ عَبْدِ اللّه بنِ حَنْتَمٍ ،نقلَهُ الصاغانیُّ ،و هو أَکْرَمُ خُیُولِ العَرَبِ .
و الجُمْزَهُ ،بالضَّمّ :الکُتْلَهُ من التَّمْرِ و الأَقَطِ و نحو ذلک، و الجَمْعُ جَمَزٌ ، و الجُمْزَهُ : بُرْعُومُ النَّبْتِ الّذِی فیه الحَبَّهُ ، عن کُرَاع،کالقُمْزَه.
و عن ابنِ الأَعْرَابِیّ : الجَمْزُ ،بالفَتْح: الاسْتِهْزَاءُ.
و قال ابنُ دُرَیْدٍ: الجَمْزُ : مَا بَقِیَ فی الفُحّالِ مِنْ أَصلِ عُرْجُونِ النَّخْلِ . و نصُّ ابن درید (4):من أَصْل الطَّلْعه إِذا قُطِعَتْ ، و یُضَمُّ ،هکذا ضبطه الصاغانیّ بالفَتْح و الضَّمّ معاً، ج جُمُوزٌ .
و رَجُلٌ جَمِیزُ الفُؤادِ:ذَکِیُّهُ . قُلْتُ :لَعَلَّه جَمِیرُ الفُؤَادِ بالرّاءِ کما تَقَدَّم للمصنف فی مَوْضِعه،فإِنّی.لم أَر أَحداً من الأَئِمَّه تَعَرَّض له هُنَا.
و الجُمَّیْزُ ،کقُبَّیْط ،و الجُمَّیْزَی ،بالأَلف المَقْصُورَه: التِّینُ الذَّکَر یکونُ بالغَوْرِ. و هو حُلْوٌ ،و هو الأَصْفَر منه،و الأَسْوَد یُدْمِی الفَمَ . و هو أَلْوَانٌ مختلفهٌ ،و هو موجودٌ بالکَثْره فی أَرْضِ الشامِ و مِصْرَ،الواحده جُمَّیْزَهٌ .
و المُجَمِّزُ ،کمُحَدِّثٍ :الَّذِی یَرْکَبُ الجَمَّازَهَ ،و هی الناقَهُ أَو الجَمّازَ ،قال الراجِزُ:
أَنا النَّجَاشیُّ عَلَی جَمّازِ
حادَ ابنُ حَسّانَ عن ارْتَجَازی
و من سَجَعَاتِ الأَسَاسِ :إِذا رَکِبْتَ الجَمّازَهَ ،فلا تَنْسَ الجنَازَه.
*و ممّا یُسْتَدْرَکْ عَلَیْه:
الجُمْزانُ ،کعُثْمَان:ضَرْبٌ من التَّمْر،کذا فی اللّسَان.
ص:32
و مُحَمّد بن عبدِ اللّهِ بن جَمّازٍ شاعِرٌ،نقله الصاغَانِیّ .
قلْتُ :و ذکر غیرُ واحِدِ أَنّه محمّد بن عبد اللّه بن حَمّاد بنِ عَطاءٍ البَصْرِیُّ ،و جَمَّازٌ لَقَبُهُ ،لأَنّه کان یرکبُ الجَمَّازَه و هی من آلاتِ المَحامِل،قاله الحافظ ،و هو أَحدُ الشُعَرَاءِ و النُّدَمَاءِ،سَمِعَ أَبا عُبَیْدَهَ اللُّغَوِیَّ .
و بِضَمّ فتَشْدِیدٍ؛الإِمَامُ أَبو الحَسَن عَلِیُّ بن هِبَه اللّهِ بن بِنْت الجُمَّیْزِیّ نِسبه إِلی بَیْع الجُمَّیْز ،مشهورٌ.و عبدُ العَزِیز بن أَبِی القاسِمِ الشافِعِیّ یُعْرَف بابن الجُمَّیْزِیّ درس بالإِسکندریه،مات سنه 631،ذکره مَنْصُور بن سلیم.
و دَرْبُ الجَمامِیز إِحْدی مَحالّ مِصْر حَرَسَها اللّه تَعَالَی و سائرَ بِلادِ المُسْلمین.
و جَمْز ،بالفَتْح:ماءٌ بین الیَمَامَه و الیَمَن،نقله الصاغَانیّ .قلتُ و هو عند حَبَوْتَنَ ،اسم ناحِیَهٍ من نَوَاحِی الیَمَامَه،قاله نَصر.
و الحارِثُ أَبو جُمَّیْزٍ،کقُبَّیْط :صاحِبُ النَّوَادِر و المزاح، هکذا صَوَّبه المصنّف فی«ج م ن» (1)بالزّای و أَنشد لأَبِی بَکْر بن مُقْسِم ما یَشْهَد له علی ذلک.و المُحَدِّثُون ضَبَطُوه بالنُّون فی آخِرِه.
جَنَزَهُ یَجْنِزُهُ جَنْزاً : سَتَرَه.و جَنَزَه جَنْزاً : جَمَعَهُ ، و کذلک جَنَّزَهُ تَجْنِیزاً ،نقله الصاغانیّ ،و یقولون: جُنِزَ الرَّجلُ (2)فهو مَجْنُوزٌ ،إِذا جُمع.
و الجِنَازَهُ ،بالکَسْر: المَیِّتُ ،و یُفْتَحُ ،قال ابنُ دُرَیْد:
زَعَمَ قَوْم أَنّ اشتقاقَه من الجَنْزِ بمعنی السَّتْر،قال ابنُ سیده؛و لا أَدْرِی ما صِحَّته و قد قیل:هو نَبَطِیٌّ . أَو الجِنَازَهُ ، بالکَسْرِ :الإِنْسَانُ المَیِّتُ ،و بالفَتْحِ :السَّرِیرُ:أَو عَکْسُه ،أَی بالکَسْرِ:السَّرِیرُ،و بالفتح:المَیِّتُ ، أَو بالکَسْر:السَّرِیرُ مع المَیِّت أَو المَیِّتُ بسَرِیرِه.و قال الفارِسِیّ :لا یُسَمَّی جِنازَهً حَتّی یکونَ علیه مَیِّتٌ ،و إِلاّ فهو سَرِیرٌ أَو نَعْشٌ ،و أَنشد للشَّمّاخِ :
إِذا أَنْبَضَ الرَّامُون فیها تَرَنَّمَتْ
تَرَنُّمَ ثَکْلَی أَوْجَعَتْهَا الجَنَائزُ
قال اللّیْث:و قد جَرَی فی أَفْوَاه الناسِ جَنَازَه ،بالفَتْح، و النَّحَارِیرُ یُنْکِرُونه.
و قال الأَصمعی الجِنَازَهُ ،بالکَسْرِ:هو المَیِّتُ نَفْسُه، و العوامُّ یقولون إِنّه السَّرِیرُ،تقول العَرَبُ :تَرکْتُه جِنَازَهً ،أَی مَیِّتاً.و قال النَّضْرُ: الجِنَازَهُ هو الرَّجُل،أَو السَّرِیرُ مع الرَّجُل.و قال عبدُ اللّه (3)بن الحَسَنِ :سُمِّیَت الجِنَازَه ،لأَنّ الثِیَابَ تُجْمَعُ و الرجُلَ علی السَّریر.قال:و جُنِزُوا ،أَی جُمِعُوا.و قال ابنُ شَمَیْل:ضُرِبَ الرَّجُلُ حَتَّی تُرِکَ جِنَازَهً .
قال الکُمَیْتُ یَذکر النَّبیَّ صلّی اللّه علیه و سلم حَیًّا و مَیتاً:
کان مَیْتاً جِنَازَهً خَیْرَ مَیْتٍ
غَیَّبَتْه حَفَائرُ الأَقْوَامِ
و الجِنَازَه : کُلُّ ما ثَقُلَ علی قَوْمٍ و اغْتَمُّوا بِهِ ،قاله اللَّیْثُ ،و أَنْشَد لصَخْرِ بن عَمْرِو بن الشَّرِید:
و ما کُنْتُ أَخْشَی أَنْ أَکُونَ جِنَازَهً
عَلَیْکِ و مَنْ یَغْتَرُّ بالحَدَثَانِ
و الجِنَازَهُ : المَرِیضُ ،نقله الصاغانیّ .
و من المَجَازِ: الجِنَازَه : زِقُّ الخَمْر ،استعارَه بعضُ مُجّانِ العَربِ لهُ ،و هو عَمْرُو بن قِعَاس فقال:
و کُنْتُ إِذا أَرَی زِقًّا مَرِیضاً
یُنَاحُ علی جِنَازَتِه بَکَیْتُ
و الجَنْزُ ،بالفَتْح: البَیْتُ الصَّغِیرُ من الطِّینِ ،یَمانِیَهٌ ،قاله ابنُ دُرَیْد (4).
و جَنْزَه :أَعْظَمُ بَلَدٍ بأَرّانَ ،و هی بین شَرْوَانَ و أَذْرَبِیجانَ ، و هو معرّب کَنْجَه،قاله الصاغانیّ .قلْت:بینه و بینَ بَرْذَعَهَ ستهَ عشرَ فَرْسَخاً.
و جَنْزَهُ أَیضاً: ه بأَصْبَهانَ .من إِحداهُما ،و الصواب من الأُولَی: أَبو الفَضْلِ إِسْمَاعِیلُ الجَنْزَوِیّ . و یقال فیه أَیضاً، الجَنْزِیُّ ،و هو الشرُوطِیّ المُحَدِّث بدِمَشْق.و منه أَیضاً
ص:33
الفَقِیهُ مُسَدَّد بن مُحمّد الجَنْزِیّ شیخ السِّلَفِیّ .
و عُمَرُ بنُ عُثْمَانَ بن شُعَیب الجَنْزِیّ شیخُ أَبی المُظَفَّرِ السّمعَانِیّ ،مات بمَرْوَ،سنه 550.
و أَمینُ المُلْک الحُسَیْن بن مُحَمَّد بن الحُسَیْن الجَنْزِیّ ، سمع عبدَ الوهاب بن مَنْدَه.
و إِبْرَاهِیم بن محمّد الجَنْزِی ،قال الدارقطنیّ :کان یَکتُبُ معنا الحدیثَ .
و أَبو سَعِیدٍ محمّد بن یَحْیَی بن منصور الجَنْزِیّ نزیل نَیْسَابُور تلمیذ الغَزالیّ ،روی عنه ابن عَسَاکِر و ابنُ السَّمْعَانی مات سنه 549 فهؤلاءِ من البَلَد الذی بأَرّان.
و أَمّا التّی بأَصْفَهَان فمنها:أَحْمَدُ بنُ مُحَمّد بن أَحْمَد الجَنْزِیّ الأَصْبهانیّ سَمِع سُنَنَ النَّسَائی،عن الدّونی،قال ابنُ نُقْطَه:رأَیتُه بأَصْفَهان.
و ابنُه عَبْدُ الوَهّاب سَمِعَ من أَصحاب الحَدّاد،و کان ثقه.
و یَزِیدُ بنُ عُمَرَ بن جَنْزَهَ ،هکذا نصّ الصاغانی (1)، و صوابه عَمْرو بن جَنْزَه المدائنیّ الجنزیّ ، مُحَدِّثٌ بغدادیّ ، رَوَی عن المقدّمی،و عنه عَبّاس الدُّورِیّ .
و التَّجْنِیزُ فی قَوْلِ الحَسَنِ البَصْرِیّ :وضْعُ المَیِّتِ علی السَّرِیرِ. ذَکَرُوا أَن النَّوَارَ لمّا احْتُضِرَت أَوْصتْ أَنْ یُصَلِّیَ علیها الحَسَنُ ،فقیل لَهُ فی ذلک،فقال:إِذا جَنَّزْتُمُوها فآذِنُونِی.
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
تَقُول العَرَب إِذا أَخْبرَت عن مَوْتِ إِنْسَانٍ :رُمِیَ فی جِنَازَتِه ؛لأَنّ الجِنَازَهَ تَصِیر مَرْمِیًّا فیها.و المُراد بالرَّمْی:
الحَمْلُ و الوَضْعُ .و یقولون أَیضاً:طُعِنَ فی جِنَازَتِه ،أَی ماتَ .
و جَنْزَرُود (2):من نواحِی نَیْسَابُور و هی مُرَکَّبَه،قاله الصاغانیّ .قلتُ :و هی کَنْجَرُود.
و الجَنَائزِیُّ :من یَقْرَأُ أَمَامَ المَوْتَی،منهم:مُحَمّد بن محمّد بن المَأْمُون الجَنَائِزِیّ ،حَدَّث عن السِّلَفِیّ .و أَبو عَلِیّ الجَنَائِزِیّ .قال الأَمِیر:لم یَقَعْ لی اسْمُه، و رَوَی عن مُحَمّد بن إِبراهیمَ البُوشَنْجِیّ (3).
و سَعِیدُ بن أَحْمَد بن عبد العَزِیز الجَنَائِزِیّ ،کان یَسْکُن فی مکانٍ یقال له مَسْجِدُ الجَنَائِزِ ،رَوَی عن مَسْعُود بن الفاخُورِ و غیرِه:قاله الحافظ .
جازَ المَوْضِعَ و الطَّرِیقَ جَوْزاً ،بالفَتْح، و جُؤُوزاً ، کقُعُودٍ، و جَوَازاً و مَجَازاً ،بفَتْحِهِمَا. و جازَ بِه و جَاوَزَه جِوَازاً ،بالکَسْر: سَارَ فِیه و سَلَکَه، و أَجازَهُ : خَلَّفَهُ و قَطَعَه و کذلک أَجَازَ غَیْرَه و جاوَزَهُ ،هکذا فی النُّسخ،و صوابه و جَازَهُ ،و المَعْنَی سارَهَ و خَلَّفَه،قال الأَصمعیّ : جُزْتُ المَوْضعَ :سِرْتُ فیه،وَ أَجَزْتُه :خَلَّفْتُه و قَطَعْتُه،و أَجَزْتُه :
أَنْفَذْتُه،قال امرُؤ القَیْس:
فلَمَّا أَجَزْنَا ساحَهَ الحَیِّ و انْتَحَی
بِنا بَطْنُ خَبْتٍ ذی قِفَافٍ عَقَنْقَلِ
و قال الراجزُ:
خُلُّوا الطَّرِیقَ عن أَبی سَیّارَهْ
حَتَّی یُجِیزَ سالِماً حِمَارَهْ
و قال أَوْسُ بن مَغْراءَ:
و لا یَرِیمُون للتَّعْرِیفِ مَوْضِعَهُم
حتی یُقَالَ أَجِیزُوا آلَ صَفْوَانَا
یَمْدَحهُم بأَنَّهم یُجِیزُون الحاجَّ ،یعنی:أَنْفِذُوهم.
و جاوَزْتُ المَوضعَ جِوَازاً ،بمعنَی جُزْتُه .و
14- فی حدیث الصِّرَاط : «فَأَکُونُ أَنا و أُمَّتِی أَوَّلَ من یُجِیزُ علیه». قال: یُجِیزُ لُغَهٌ فی یَجُوز ؛ جازَ و أَجازَ بمعنًی،و منه
16- حَدِیثُ المَسْعَی:
«لا تُجِیزُوا البَطْحَاءَ الأَشَدَّ» (4). و یُقَال: جاوَزَهُ ،و جاوَزَ بِه:
إِذا خَلَّفَهُ ،و فی التَّنْزِیل: وَ جاوَزْنا بِبَنِی إِسْرائِیلَ الْبَحْرَ (5).
و الاجْتِیازُ :السُّلُوکُ ،و المُجْتَازُ :السالِکُ ،و المُجْتَازُ :
مُجْتَابُ الطَّرِیقِ ،و مُجِیزُه :و المُجتاز أَیضاً: الَّذِی یُحِبُّ النَّجَاءَ ،عن ابن الأَعْرَابِیّ ،و أَنشد:
ص:34
ثمَّ انْشَمَرْتُ عَلَیْهَا خائفاً وَجِلاً
و الخائفُ الوَجِلُ المُجْتَازُ یَنْشَمِرُ
و الجَوَازُ کسَحابٍ ،و لا یخفی أَن قوله کسَحابٍ مستدرک،لأَن اصطلاحه یقتضِی الفَتْحَ : صَکُّ المُسَافِرِ ، جَمْعُه أَجْوِزَهٌ ،یقال:خُذُوا أَجْوِزَتَکُم ،أَی صُکُوکَ المُسَافِرِین لئلاّ یُتَعرَّض لَکُمْ ،کما فی الأَساس.
و الجَوَازُ : الماءُ الَّذِیّ یُسْقَاهُ المالُ من الماشِیَهِ و الحَرْثِ و نحوه.
وَ قَدْ اسْتَجَزْتُه فأَجَازَ ،إِذا سَقَی أَرْضَکَ أَو مَاشِیَتَکَ ،و هو مَجَازٌ ،قال القَطَامیّ :
و قالُوا:فُقَیْمٌ قَیِّمُ الماءِ فاسْتَجِزْ
عُبادَهَ إِنَّ المُسْتَجِیزَ علی قُتْرِ
قولُه:علی قُتْر،أَی،علی ناحِیَهٍ و حَرْفٍ إِمّا أَنْ یُسْقَی و إِمّا أَن لا یُسْقَی.
و المُسْتَجِیزُ :المُسْتَسْقِی. و جَوَّز لَهُمْ إِبِلَهُمْ تَجْوِیزاً ،إِذا قَادَهَا لَهُمْ بَعِیراً بَعیراً حَتَّی تَجُوزَ . لا یَخْفَی أَنّ قَوْله تَجْوِیزاً کالمُسْتَدْرَک لعدَمِ الاحْتِیَاج إِلیه،لأَنّه لا اشْتبَاه هُنَاکَ ،و کذا قولُه:لَهُمْ ،بعد قادَهَا،تَکْرَارٌ أَیْضاً،فإِنّ قَوله:و جَوز لهم، یکفی فی ذلک،و إِنّمَا نُؤَاخِذُه بذلک لأَنّه یُرَاعِی شِدّه الاختصار فی بعض المَوَاضِع علی عادَتِه حَتَّی یُخَالِفَ النُّصوص.
و جَوَائزُ الشِّعْرِ ،و فی بعض النُّسَخ:الأَشْعَارِ،و هی الصَّحِیحَه و الأَمْثَالِ :ما جازَ مِنْ بَلَد إِلی بَلدٍ ،قال ابنُ مُقْبِلٍ :
ظَنِّی (1)بهمْ کَعَسَی و هُمْ بِتَنُوفَهٍ
یَتَنَازَعُون جَوَائزَ الأَمْثَالِ
قال ثعلب:یَتَنَازَعُون،إِلی آخرِه،أَی یُجِیلُون الرَّأْیَ فیما بینهُم،و یَتَمَثَّلُون ما یُرِیدُون و لا یَلْتَفِتُون إِلی غَیْرِهِمْ من إِرْخَاءِ إِبِلِهِم و غَفْلَتِهِم عنها. و عن ابن السِّکِّیت: أَجَزْتَ علی اسْمِه،إِذا جَعَلْتَه جائِزاً .
و جَوَّزَ له ما صَنَعَه،و أَجازَ لَهُ :سَوَّغَ لَهُ ذلکَ . و أَجازَ رَأْیَهُ أَنْفَذَهُ ،کجَوَّزَهُ ،و
14- فی حدیث القِیَامَه و الحِسَاب: «إِنّی لا أُجِیزُ الیَوْمَ علی نَفْسِی شاهِداً إِلاّ مِنّی». أَی لا أُنْفِذُ و لا أُمْضِی.و
16- فی حدیث أَبِی ذَرٍّ: «قَبْلَ أَن تُجِیزُوا عَلَیَّ ». أَی تَقْتُلُونِی و تُنْفِذُوا فِیَّ أَمْرَکُم.
و أَجازَ لَهُ البَیْعَ :أَمْضَاهُ و جَعَلَه جائزاً ،و
17- رُوِی عن شُرَیْحٍ : إِذا باعَ المُجِیزانِ فالبَیْعُ للأَول.
و أَجازَ المَوْضِعَ :سَلَکَهُ و خَلَّفَهُ ،و منه:أَعانَکَ اللّه علی إِجَازه الصِّراطِ .
و یقال: تَجَوَّزَ فی هذَا الأَمْر ما لَمْ یَتَجَوَّزْ فی غَیْره:
احْتَمَلَهُ و أَغْمَضَ فِیه.و تَجَوَّز عَنْ ذَنْبِه:لَمْ یُؤَاخِذْهُ به، کتَجَاوَزَ عنه،الأُولی عن السِّیرافیّ .و
14- فی الحَدِیث: «إِنّ اللّه تَجَاوَزَ عن أُمَّتِی ما حَدَّثَتْ به أَنْفُسَها» (2). أَی عَفَا عنهم، مِنْ جازَهُ یَجُوزُه ،إِذا تَعَدّاه و عَبَرَ عَلَیْه.
و جَاوَزَ اللّه عن ذَنْبهِ :لم یُؤاخِذْه.
و تَجَوَّزَ الدَّرَاهِمَ :قَبِلَهَا علی ما فِیها. و فی بعض الأُصول:علی ما بِهَا،قاله اللَّیْثُ ،و زادَ غیرُه مِنْ خَفِیّ الداخِلَهِ و قَلیلِها.وزاد الزمخشریّ :و لَمْ یَرُدَّهَا.
و تَجَوَّزَ فی الصَّلاهِ :خَفَّفَ ،و منه
16- الحدیثُ : «أَسْمَعُ بُکَاءَ الصّبِیِّ فأَتَجَوَّزُ فی صَلاتِی». أَی أُخَفِّفُهَا و أُقَلِّلُهَا.و
16- فی حَدِیثٍ آخَر: « تَجَوَّزُوا فی الصَّلاهِ ». أَی خَفِّفُوها و أَسْرِعُوا بها.و قیل:إِنّه من الجَوْزِ :القَطْع و السَّیْر.
و تَجَوَّزَ فِی کَلامِه:تَکَلَّمَ بالمَجَازِ ،و هو ما یُجَاوِزُ مَوْضُوعَه الّذِی وُضِعَ له.
و المَجَازُ .الطَّرِیقُ إِذا قُطِعَ (3)من أَحَدِ جانِبیْه إِلی الآخَرِ ، کالمَجَازَهِ .و یقولون:جَعَل فلانٌ ذلک الأَمْرَ مَجَازاً إِلی حاجَتِهِ ،أَی طَریقاً و مَسْلَکاً.
و المَجَازُ : خِلافُ الحَقِیقَه ،و هی ما لم تُجَاوِزْ مَوْضُوعَها الَّذِی وُضِعَ لها.و فی البصائر:الحَقِیقه هی اللَّفْظُ المُسْتَعْمَل
ص:35
فیما وُضِعَ لَهُ فی أَصْلِ اللُّغَهِ .و قد تقدّم البَحْثُ فی الحَقِیقَه و المَجَاز و ما یَتَعَلَّق بهما فی مُقَدّمه الکِتَاب فأَغْنَانِی عن ذِکْرِه هنا.
و المَجَازُ : ع قُرْبَ یَنْبُع البحرِ.
و المَجَازَهُ :الطَّرِیقَهُ فی السَّبَخَه.
و المَجَازَهُ : ع،أَو هُوَ أَوَّلَ رَمْلِ الدَّهْنَاءِ ،و آخِرُه هُریْرَهُ .
و المَجَازَهُ : المَکَانُ الکَثِیرُ الجَوْزِ ،و الصَّوابُ الأَرْضُ الکَثِیرهُ الجَوْزِ ،و یقال،أَرْضٌ مَجَازَهٌ :فیها أَشجارُ الجَوْزِ .
و الجَائِزَهُ :العَطِیَّهُ ،من أَجَازَهُ یُجِیزُهُ ،إِذا أَعْطَاهُ ،و أَصلُهَا أَنَّ أَمِیراً وَافَقَ (1)عَدُوًّا و بَیْنَهُمَا نَهرٌ،فقال:مَنْ جازَ هذا النَّهرَ فله کَذَا،فکُلَّمَا جازَ مِنْهُمْ وَاحِدٌ أَخَذَ جائِزَهً .
و قال أَبو بَکْرٍ فی قولهم: أَجازَ السُّلْطَانُ فُلاناً بجائِزَهٍ ، أَصْلُ الجائزَهِ أَنْ یُعطِیَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ ماءً و یُجِیزَه لِیَذْهَبَ لِوَجْهِه،فیقولُ الرجلُ -إِذا وَرَدَ ماءً-لِقَیّم الماءِ: أَجِزْنِی ماءً،أَی أَعْطِنِی ماءً حتی أَذْهَبَ لِوَجْهِی و أَجُوزَ عَنْک،ثمّ کَثُرَ هذا حتی سَمَّوا العَطِیَّهَ جائزَهً .
و قال الجوهریّ : أَجازَهُ بجائزَهٍ سَنِیَّهٍ ،أَی بعَطاءٍ.و یُقَال:
أَصْلُ الجَوائزِ أَنّ قَطَنَ بنَ عَبْدِ عَوْفٍ من بَنِی هِلالِ بن عامِرِ بن صَعْصَعَهَ وَلِی فَارِسَ لعَبْدِ اللّه بنِ عامِرٍ،فمَرَّ به الأَحْنَفُ فی جَیْشِه غازِیاً إِلی خُرَاسان،فوَقَفَ لهُم علی قَنْطرَهٍ فقال: أَجِیزُوهُمْ ،فجَعَل یَنْسُبُ الرَّجلَ فیُعْطِیه علی قَدْرِ حَسَبِه،قال الشاعر:
فِدًی لِلأَکْرَمِینَ بَنِی هِلاَلٍ
علی عِلاّتِهِم أَهْلِی و مالِی
هُمُ سَنُّوا الجَوَائزَ فی مَعَدٍّ
فصارَتْ سُنَّهً أُخْرَی اللَّیَالِی (2)
و
16- فی الحدیث: « أَجِیزُوا الوَفْدَ بنَحْو ما کُنْتُ أُجِیزُهم به».
أَی أَعْطُوهم الجائزَهَ .و منه
16- حدیث العَبّاس: «أَ لاَ أَمْنَحُکَ أَ لاَ أُجِیزُکَ ». أَی أُعْطیک. و من المَجَازِ : الجائزه التُّحْفَهُ و اللَّطَفُ ،و منه
16- الحدیث: «الضِّیَافَهُ ثلاثهُ أَیَّامٍ و جائزَتُه یَوْمٌ و لَیْلَهٌ ،و ما زادَ فَهُوَ صَدَقَهٌ ». أَی یُضَافُ ثلاثَهَ أَیّامٍ ،فیتکلّف له فی الیَوْم الأَوّل بما اتَّسَع لَهُ من بِرٍّ و أَلْطَافٍ ،و یُقَدّم له فی الیَوْم الثانِی و الثَّالِث ما حَضَرَهُ و لاَ یَزِیدُ علی عادَتِه،ثمّ یُعْطِیه ما یَجُوزُ به مَسَافَهَ یَوْمٍ و لَیْلَهٍ ،فما کان بَعْدَ ذلک فهو صَدَقَهٌ و مَعْرُوفٌ ،إِن شاءَ فَعَلَ و إِنْ شَاءَ تَرَکَ .و الأَصْلُ فیه الأَوّلُ ،ثم اسْتُعِیر لِکُلّ عَطاءٍ.
و الجائِزُ : مَقَامُ الساقِی من البِئْرِ و الجائِزُ ،بغَیْرِ هَاءٍ: المارُّ علی القَوْمِ حالَهَ کَوْنِه عَطْشَاناً سُقِیَ أَوْلا ،قال:
مَنْ یَغْمِسُ الجائزَ غَمْسَ الوَذَمَهْ
خَیْرَ مَعَدٍّ حَسَباً و أَکْرَمَهْ
و الجائِز : البُسْتَان.
و الجائِزُ : الخَشَبَه المُعْتَرِضَهُ بَیْنَ الحائِطَیْن ،قال أَبو عُبَیْدَه:و هی الَّتِی تُوضَعُ عَلَیْهَا أَطْرَافُ الخشَبِ فی سَقْفِ البَیْتِ .و قال الجوهریّ : الجائِزُ هو الذی فارِسِیَّتُه تِیر ،و هو سَهْمُ البَیْتِ .و
16- فی حَدِیثِ أَبی الطُّفَیْلِ و بِنَاءِ الکَعْبَه: «إِذا هُمْ بِحَیَّهٍ مثل قِطْعَهِ الجائِزِ ». و
14- فی حدیثٍ آخَرَ: «أَنَّ امْرَأَهً أَتَتِ النَّبیّ صلّی اللّه علیه و سلم فقالت:إِنّی رَأَیْتُ فی المَنَامِ کَأَنَّ جائِزَ بَیْتِی انْکَسَر،فقال:خَیْرٌ،یَرُدُّ اللّه غائِبَکِ .فَرَجَعَ زَوْجُهَا،ثم غابَ فَرَأَتْ مِثْلَ ذلِک فأَتَت النَّبِیَّ صلّی اللّه علیه و سلم فلَمْ تَجِدْهُ و وجَدَت أَبا بَکْرٍ رضی اللّه عنه فأَخْبَرَتْه،فقال:یَمُوتُ زَوْجُک.فذَکَرت ذلک لرَسُول اللّه صلّی اللّه علیه و سلم فقال:هَلْ قَصَصْتِها علی أَحَدٍ؟قالتْ :
نعم،قال:هُوَ کما قِیلَ لک». ج أَجْوِزٌ ،هکذا فی سائر النُّسخ و هو غَلَط و صَوابُه أَجْوِزَهٌ ،کوَادٍ و أَوْدِیَهٍ ، و جُوزَانٌ ، بالضَّمّ ، و جَوائز ،هذه عن السِّیرافِیّ .و الأُولَی نادِرَهٌ .
و تجَاوَزَ عنه:أَغْضَی،و تَجَاوَزَ فیه:أَفْرَطَ .
و الجَوْزُ ،بالفَتْحِ : وَسَطُ الشَّیْ ءِ و منه
1- حَدِیثُ علیّ رَضِیَ اللّه عنه: «أَنّه قامَ مِنْ جَوْزِ اللّیْلِ یُصَلِّی». أَی وَسَطه، و جَمْعُه أَجْوازٌ ،قال سیبویه:لَمْ یُکَسَّر علی غَیْرِ أَفْعَالٍ کراههَ الضَّمَّه علی الواوِ،قال کُثَیّر:
عَسُوفٌ بأَجْوازِ الفَلاَ حِمْیَرِیّه
مَرِیسٌ بذِئْبَانِ السَّبِیب تَلِیلُها
ص:36
و قال زُهَیْرٌ:
مُقْوَرَّهٌ تَتَبَارَی لا شَوَارَ لَهَا
إِلاَّ القُطُوعُ علی الأَجْوَازِ و الوُرُکُ
و
16- فی حدیث أَبِی المِنْهَال: «إِنّ فی النّارِ أَوْدِیَهً فیها حَیّاتٌ أَمْثَالُ أَجْوَازِ الإِبِلِ ». أَی أَوْسَاطها. و یُقَالُ :مَضَی جَوْزُ اللَّیْلِ ،أَی مُعْظَمُه.
و الجَوْزُ : ثَمَرٌ،م ،معروفٌ ،و هو الَّذِی یُؤْکلَ ،فارِسِیّ مُعَرّبُ کَوْز. و قد جَرَی فی لِسَانِ العَرَب و أَشْعَارِهَا،وَاحِدَتُه جَوْزَهٌ ،و ج: جَوْزاتٌ . قال أَبو حَنیفَهَ :شجر الجَوْزِ کثیرٌ بأَرْضِ العَرَب من بِلادِ الیَمَنِ یُحْمَلُ و یُرَبَّی،و بالسَّرَوَاتِ شَجَرُ جَوْزٍ لا یُرَبَّی و خَشَبه موصُوف بالصَّلابَه و القُوَّه قال الجعدیّ :
کأَنَّ مَقَطَّ شَرَاسِیفِه
إِلَی طَرَفِ القُنْبِ فالمَنْقَبِ
لُطِمْنَ بتُرْسٍ شَدِیدِ الصِّفَا
قِ من خَشَبِ الجَوْزِ لم یُثْقَبِ
و قال الجَعْدِیّ أَیضاً:و ذکر سفینهَ نُوح علیه السلاّم، فزَعَمَ أَنَّهَا کانت من خَشَبِ الجَوْزِ و إِنّمَا قال ذلک لصَلاَبَهِ خَشَبِ الجَوْزِ و جَوْدَته.
یَرْفَعُ بالقارِ و الحَدِیدِ من ال
جَوْزِ طِوَالاً جُذُوعُهَا عُمُمَا
و الجَوْز :اسمُ الحِجَاز نَفْسه کلّه،و یُقَال لِأَهْلِه جَوْزِیٌّ ، کأَنّه لکَوْنه وَسَط الدُّنْیَا. و الجَوْزُ : جِبَالٌ لِبَنِی صاهِلَهَ بن کاهلِ بن الحارِث بن تَمِیمِ بنِ سَعْدِ بن هُذَیْل.
و جِبَالُ الجَوْزِ :من أَوْدِیَهِ تِهَامَهَ .
و الجَوْزاءُ :بُرْجٌ فی السَّمَاءِ ،سُمِّیَتْ لأَنّها مُعْترِضهٌ فی جَوْزِ السماءِ،أَی وسطِها.
و جَوْزَاءُ :اسمُ امرأَه ،سُمّیَت باسم هذا البُرْجِ ،قال الرّاعِی:
فَقُلْتُ لأَصحابِی:هُمُ الحَیُّ فالْحَقُوا
بجَوزاءَ فی أَتْرَابِهَا عِرْسِ مَعْبدِ (1)
و الجَوْزاءُ : الشاهُ السَّوْدَاءُ الجَسَدِ الّتِی ضُرِبَ وَسَطُهَا بِبَیَاضٍ من أَعلاها إِلی أَسْفَلِهَا، کالجَوْزَهِ ،هکذا فی سائر النُّسخ،و هو غَلَط ،و الصّواب:کالمُجَوِّزَه (2)،و قیل:
المُجَوِّزَه من الغَنَم:التی فی صَدْرِهَا تَجْوِیزٌ .و هو لَوْنٌ یُخَالِفُ سائرَ لَوْنِها.
و جَوَّزَ إِبِلَهُ تَجْوِیزاً : سَقَاها (3).
و الجَوْزَهُ ،السَّقْیَهُ الواحِدَهُ من الماءِ ،و منه المَثَلُ :«لِکُلّ جائلٍ جَوْزَهٌ ثُمَّ یُؤَذَّنُ »،أَی لکلّ مُسْتَسْقٍ وَرَدَ علینا سَقْیَه ثمّ یُمْنَعُ من الماءِ.و فی المحکم:ثُمَّ تُضْرَب أُذُنُه،إِعْلاماً أَنّه لیس له عِنْدَهم أَکْثَرُ من ذلک،و یُقَالُ :أَذَّنْتُه تَأْذِیناً،أَی رَدَدْتُه.و قیل: الجَوْزَهُ السَّقیَه التی یَجُوزُ بها الرجُلُ إِلی غَیْرِک؛ أَو الجَوْزَه : الشَّرْبَهُ مِنْه ،أَی من الماءِ، کالجَائزَهِ ، قال القُطَامیّ :
ظَللْتُ أَسْأَلُ أَهْلَ الماءِ جائزَهً (4)
أَی شَرْبَهً من الماءِ،هکذا فَسَّروهُ .
و الجَوْزَهُ : ضَرْبٌ من العِنَبِ لیس بکَبِیرٍ و لکنّه یَصْفَرُّ (5)جدًّا إِذا أَیْنَع.
و الجُوَازُ ،کغُرابٍ :العَطَشُ .
و الجِیزَهُ ،بالکَسْر:الناحِیَهُ و الجانِبُ ، ج جِیزُ ،بحذف الهاءِ و جِیَزٌ ،کعِنَب، و الجِیزُ ،بالکَسْر، جانِبُ الوادِی و نَحْوِه. کالجِیزَهِ ،و الجِیزُ : القَبْرُ قال المتنخِّل:
یا لَیْتَهُ کان حَظِّی من طَعَامِکُمَا
أَنِّی أَجَنَّ سَوَادِی عَنْکُمَا الجِیزُ
فَسَّره ثَعْلَب بأَنّه القَبْر،و قال غیرُه بأَنّه جانِبُ الوادِی.
و من المَجَازِ : الإِجازَهُ فی الشِّعْر مُخَالَفَهُ حَرَکَاتِ الحَرْف الّذِی یَلِی حَرْفَ الرَّوِیّ ،بأَنْ یکونَ الحرفُ الذی
ص:37
یلِی حَرْفَ الرَّوِیِّ مضموماً ثُمّ یُکْسَر أَو یُفْتَح،و یکون حرفُ الرَّوِیّ مُقَیَّداً، أَو الإِجازه فیه کَوْنُ القَافِیَهِ طاءً و الأُخْرَی دالاً و نَحْوهُ ،هذا قولُ الخَلِیل،و هو الإِکْفَاءُ،فی قَوْل أَبی زَیْد، و رَواه الفارسیّ الإِجاره،بالراءِ غیر مُعْجَمَه،و قد أَغفَلَه المصنِّف هُنَاک، أَو الإِجازَه فیه أَنْ تُتِمَّ مِصْراعَ غَیْرِکَ .
و فی الحَدِیث ذِکرُ ذِی المَجَاز ،قالوا: ذُو المَجَازِ مَوضعٌ ،قال أَبو ذُؤَیْبٍ :
و رَاحَ بها من ذِی المَجَازِ عَشِیَّهً
یُبادِرُ أُولَی السابِقَاتِ إِلَی الحَبْلِ
و قال الجوهریّ :موضعٌ بمِنًی کانت به سُوقٌ فی الجاهِلِیَّه،و قال الحَارِثُ بن حِلِّزَه:
و اذْکُرُوا حِلْفَ ذِی المَجَازِ و ما قُدِّ
مَ فِیه العُهُودُ و الکُفَلاَءُ
و قال غَیْرُه:ذُو المَجَاز : سُوقٌ کانت لَهُمْ علی فَرْسَخٍ من عَرَفَهَ بناحِیَه کَبْکَبٍ ،سُمِّی به لأَنّ إِجازَهَ الحاجِّ کانَتْ فیه،کَبْکَبٌ قد ذُکرَ فی موضعه.
و أَبُو الجَوْزاءِ ؛ شَیْخٌ لِحَمّادِ بن سَلَمَهَ .و أَبو الجَوْزَاءِ أَحْمَدُ بن عُثْمَان، شَیْخ لمُسْلِم بنِ الحَجّاجِ ،ذکره الحافِظُ فی التَّبْصیر. و أَبو الجَوْزاءِ أَوْسُ بنُ عَبْد اللّه التابعِیّ -عن عائشَه و ابنِ عَبّاس،و عنه عَمْرُو بن مالِک التسکریّ (1)،و هو الرَّبْعِیّ و سیأْتی ذکره للمصنّف فی«ر ب ع»و أَنّه إِلی رَبْعَهِ الأَسْد،قال الذهبیّ فی الدّیوَان قال البُخارِیّ :فی إِسْنَادِه نَظَرٌ.
و جُوزَهُ ،بالضَّمّ :ه بالمَوْصِلِ من بَلَدِ الهَکّارِیَّه،قاله الصّاغَانیّ و ضَبَطَه بالفَتْح،و الصَّوابُ الضَّمُّ ،کما للمصنِّف.
منها:أَبو محمّد عبد اللّه بن محمّد النَّجیرَمیّ (2)بن الجُوزِیّ ،حَدّث عنه هِبَهُ اللّهِ الشِّیرازِیّ ،و ذکر أَنَّه سَمعَ منه بجُوزَهَ ،بلد من الهَکّارِیه،کذا نقلهَ الحافظ .
و جُوَیْزَهُ بِنْتُ سَلَمَه الخَیْر بالضّم فی العَرَب.و جُوَیْزَه مُحَدِّثٌ ،هکذا هو فی النُّسخ،و هو وَهَمٌ . و جِیزَهُ ،بالکَسْرِه،بمِصْرَ ،علی حافَهِ النّیل،و یُقَال أَیضاً: الجِیزَهُ .و قد تکرر ذِکرُهَا فی الحَدِیث،و هی من جُمْلَه أَقَالِیمِ مِصْرَ،حَرَسها اللّه تعالَی،المشتمِلَه علی قُرًی و بُلْدانٍ .و العَجَبُ للمصنّف کیف لم یَتَعَرَّض لِمَنْ نُسِبَ إِلَیْهَا من قُدَمَاءِ المُحَدِّثین،کالرَّبِیع بن سُلَیْمَانَ الجِیزِیّ و أَضْرابِه مع تَعرُّضِهِ لمَن هو دُونَه.نعم ذَکَر الرَّبِیع بن سلیمان فی«ر ب ع».و نحنُ نَسُوقُ ذِکْرَ مَنْ نُسِب إِلیها منهم،لإِتمام الفائدَه و إِزَاله الاشْتِبَاه،فمنهم:أَحْمَدُ بن بِلالٍ الجِیزِیّ القاضی،سمع النَّسَائیّ .و محمّد بن الرَّبِیع بن سُلَیْمَانَ وَ وَلَدُه الرَّبِیعُ بن مُحَمَّد،حَدَّثَا،مات الرَّبِیع هذا فی سنه 342.و أَبو یَعْلَی أَحْمَدُ بن عُمَر الجِیزِیّ الزّجّاج،أَکْثَرَ عَنْه أَبو عَمْرٍو الدّانِیّ .و أَبو الطّاهِر أَحْمَدُ بن عبد اللّهِ بن سالِمٍ الجِیزِیّ ،رَوَی عن خالِدِ بن نِزَارٍ،مات سنه 263.و جَعْفَر بن أَحْمَد بن أَیُّوب بن بِلالٍ الجِیزِیّ مولی الأَصْبَحِیّین،مات سنه 327.و خَلَفُ بنُ راشدٍ المَهْرَانیّ الجِیزیّ ،عن ابن لَهِیعَهَ ،مات سنه 208.
و خَلَفُ بن مُسَافِرٍ قاضی الجِیزه ،مات سنه 293.و سَعِیدُ بنُ الجَهْمِ الجِیزِیّ أَبو عُثْمَان المالِکِیّ ،کان أَحَدَ أَوْصِیَاءِ الشافِعِیّ ،رَوَی عنه سَعِیدُ بن عُفَیْر.و النُّعْمَانُ بن مُوسَی الجِیزِیّ ،عن ذِی النُّونِ المِصْرِیّ .و مَنْصُورُ بن عَلِیّ الجِیزیّ ،عُرِفَ بابْنِ الصَّیْرَفِیّ ،عن السِّلَفِیّ ،و رَحَمَه بن جعْفَر بن مُخْتَارٍ الجِیزِیّ الفقیه،کتب عنه المُنْذِرِیّ فی مُعجمه.و عبدُ المُحْسِنِ بن مُرتَفع بن حَسَن الخَثْعَمِیّ الجِیزِیّ ،محدّث مشهور:و أَبو عَبْدِ اللّه محمّد بنُ محمّد بن علیّ الزِّفْتَاوِیّ ثمّ الجِیزِیّ ،من شیوخ الحافِظِ ابن حَجَرٍ، و غیرُ هؤُلاءِ.
و جِیزَانُ ،بالکَسْر: ناحِیَهٌ بالیَمَنِ و جَوْزُ بَوَّی (3)و جَوْزُ ماثِلٍ و جَوْزُ القَیْ ءِ من الأَدْوِیَه ،کذا نقلَهُ الصّاغَانِیّ و قَلَّدَه المُصَنّف.وفاته جَوْزُ جندم (4)و جَوْزُ السَّرْو و جَوْز المَرْج،و جَوْزُ الأَبْهَل،و کلّهَا من الأَدْوِیَه.
و کذلک جَوْزُ الهِنْد المَعْروفُ بالنّارْجِیل وَ جَوْز البَحْر،
ص:38
المَعْرُوف بالنارجیل البَحْرِیّ .أَما جَوْز بَوَّی فهو فی مِقْدَار العَفْصِ سَهْلُ المَکْسَر رَقِیقُ القِشْر طیّب الرائحه،حادٌّ، و أَجودُه الأَحْمَر الأَسْوَد القِشْرِ الرَّزِینُ .و أَمَّا جَوْزُ ماثِل فهو قِسْم مُخَدِّرٌ شَبیهٌ بجَوْزِ القَیءِ و علیه شَوْکٌ صِغارٌ غِلاظٌ و حَبُّه کحَبِّ الأُترُجّ .و أَما جَوْزُ القَیءِ فإِنّه یُشْبِه الخَرِبق الأَبْیَضَ فی قُوَّتِه.و قد رأَیت لبعْض المتأَخِّرِین فی النارجِیلِ البَحْرِیّ رِسالهً مُسْتَقِلّه یذکُر فیها منافِعَه و خَواصَّهُ و حَقِیقَته، لیس هذا مَحَلَّ ذِکْرِهَا.
و رُوِیَ عن شُرَیْحٍ :إِذا أَنْکَح المُجِیزانِ فالنِّکَاحُ لِلأَوَّل، المُجِیزُ :الوَلِیُّ ،یُقال:هذه امرأَهٌ لَیْسَ لها مُجِیزٌ . و المُجِیزُ الوَصِیُّ ،و المُجِیزُ : القَیِّمُ بِأَمْرِ الیَتِیمِ . و
16- فی حدیث نِکاح البِکْرِ: «و إِنْ صَمَتَتْ فهو إِذْنُهَا،و إِنْ أَبَتْ فلا جَوَازَ علیها».
أَی لا وِلاَیَهَ عَلَیْهَا مع الامْتِنَاع.
و المُجِیزُ : العَبْدُ المَأْذُونُ لَه فی التِّجارَه ،و
17- فی الحَدِیث:
«أَنَّ رَجُلاً خاصَمَ إِلی شُرَیْحٍ غُلاماً لزِیادٍ فی بِرْذَوْنهٍ باعَهَا و کَفَلَ له الغُلامُ ،فقال شُرَیْحٌ :إِن کان مُجِیزاً و کَفَلَ لَکَ غَرِمَ ». أَی،إِذا کان مَأْذُوناً له فی التِّجَارَه (1).
و التِّجْوازُ ،بالکَسْرِ:بُرْدٌ مُوَشًّی من بُرُودِ الیَمَنِ ، ج:
تَجاویزُ ،قال الکُمَیْت:
حَتَّی کَأَنَّ عِراصَ الدارِ أَرْدِیَهٌ
مِنَ التَّجَاوِیزِ أَو کُرّاسُ أَسْفَارِ
و جُوزْذانُ (2)بالضّمّ :قَرْیَتَان بأَصْبَهانَ ،من إِحْدَاهُمَا أُمُّ إِبراهِیمَ فاطِمَهُ ابنهُ عبدِ اللّه بن أَحْمَدَ بن عقیل الجُوزْذانِیّه، حدّثت عن ابن رِیذَهَ .
و جَوْزَانُ ،بالفَتْح:ه بالیَمَن ،من مِخْلافِ بَعْدانَ .
و الجَوْزاتُ غُدَدٌ فی الشَّجْرِ بَیْن اللَّحْیَیْن ،نقله الصاغَانیّ .
و مُحَمَّدُ بنُ مَنْصُور بن الجَوّاز ،کشَدّادٍ،مُحَدِّثٌ .
و الحسَنُ بنُ سَهْلِ بن المُجَوِّز ،کمُحَدِّث،مُحَدِّثٍ ،و هو شیخُ الطَّبَرانِیِّ .
و من المَجَازِ : اسْتَجازَ رجَلٌ رَجُلاً: طَلَبَ الإِجازَهَ ،أَی الإِذْنَ فی مَرْوِیّاته و مَسْمُوعَاتِه. أجازهُ فَهُو مُجَازٌ .
و المُجَازات :المَرْوِیّات.و للّه دَرُّ أَبی جَعْفَرِ الفَارِقِیّ حیث یقول:
أَجازَ لهمْ عُمَرُ الشَّافِعِیُّ
جَمِیعَ الذی سَأَلَ المُسْتَجِیزُ
و لم یَشْتَرِط غَیْرَ ما فی اسْمِه
عَلَیْهِمْ و ذلِک شَرْطٌ وَجِیزُ
یَعْنِی العَدْلَ و المَعْرِفهَ .و الإِجازَهُ أَحد أَقْسَامِ المَأْخَذ و التَّحَمُّل،و أَرفَعُ أَنواعِهَا إِجازَهُ مُعَیَّنِ لمُعَیَّنٍ ،کأَنْ یقول:
أَجَزْت لفُلانٍ الفُلانِیّ ،و یَصفُه بما یُمَیِّزُهُ ،بالکِتَابِ الفُلانِیّ ، أَو ما اشْتَمَلَت علیه فِهْرِستِی،و نحو ذلک،فهو أَرْفَع أَنْوَاع الإِجازهِ المجرَّدَه عن المُنَاوَلَه،و لم یَخْتَلِفْ فی جَوازِهَا أَحد،کما قالَه القاضِی عِیَاض.و أَمّا فی غَیْرِ هذا الوَجْهِ فقد اخْتُلِفَ فیه،فمَنَعَه أَهلُ الظاهِرِ و شُعْبَهُ ،و من الشافِعِیَّه القاضِی حُسَیْنٌ و المَاورْدِیُّ ،و من الحَنَفِیَّه أَبو طاهِرٍ الدَّبّاس، و من الحَنَابِلَه إِبراهِیمُ الحَرْبیّ .و الّذِی استقرَّ علیه العملُ القَولُ بتَجْوِیزِ الإِجازَهِ و إِجازه الرِّوایهِ بِهَا و العَمَل بالمَرْوِیّ بها،کما حَقّقهُ شیخُنَا المُحَقّقُ أَبو عبدِ اللّه محمّد بن أَحْمَدَ بنِ سَالِمٍ الحَنْبَلِیّ فی کَرَارِیسِ إِجازَهٍ أَرْسَلَها لَنَا من نَابُلُسِ الشامِ .و اطّلعتُ علی جُزْءٍ من تَخْرِیج الحافِظِ أَبی الفَضْل بن طاهِرٍ المَقْدِسیّ فی بَیَانِ العَمَل بإِجازَهِ الإِجازَهِ یقولُ فیه:أَما بَعْدُ،فإِنّ الشیخَ الفَقِیه الحافظَ أَبا عَلِیّ البردانیّ البَغْدَادیّ بعثَ إِلیّ عَلَی یَدِ بعضِ أَهْل العِلْم رُقْعَهً بخَطّه یَسْأَلُ عن الرِّوایَه بإِجازَهِ الإِجازَه فأَجَبْتُه:إِذا شَرَطَ المُسْتجِیزُ ذلک صَحَّت الرِّوَایَه و بَیَانُه أَنْ یقولَ عِنْدَ السُّؤال:
إِنْ رَأَی فلانٌ أَنْ یُجِیزَ لِفُلاَنٍ جمیعَ مَسْموعَاتِه من مَشایِخه و إِجَازاتِه عن مَشَایخِه،و أَجَابَهُ إِلی ذلک، جازَ للمُسْتَجِیزِ أَن یَرْوِیَ عَنْهُ ،ثمّ ساقَ بأَسانِیدِه أَحادِیثَ احْتَجّ بها علی العَمَلِ بإِجازه الإِجازه .قد وقع هذا الجُزْءُ عالِیاً من طَرِیق ابن المقیّر عن ابْنِ ناصِرٍ عنه.و بلغنی أَنّ بعضَ العُلَمَاءِ لم یَکُنْ یُجِیزُ أَحَداً إِلاّ إِذا اسْتَخْبَرَه و اسْتَمْهَرَه و سأَلَهُ ما لَفْظُ الإِجازَهِ و ما تَصْرِیفُها و حَقِیقَتُهَا و مَعْنَاهَا.و کُنْتُ سُئِلْتُ فیه و أَنا بثَغْرِ رَشِید فی سنه 1168 فأَلَّفْتُ رِسَالَهً تَتَضَمَّن تَصْرِیفَها و حَقِیقَتها و مَعْنَاهَا لم یَعْلَقْ منها شیءٌ الآنَ بالبَالِ .و اللّهُ أَعْلَم.
ص:39
و أَجَزْتُ علی الجَرِیحِ ،لُغَهٌ فی أَجْهَزْتُ ،و أَنْکرهُ ابنُ سِیده فقال:و لا یُقَالُ أَجازَ عَلَیْهِ ،إِنَّمَا یقال أَجازَ علی اسْمِه،أَی ضَرَبَ .
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
مَجَازَهُ النَّهرِ:الجِسْرُ.و أَجازَ الشَّیْ ءَ إِجْوَازاً کأَنّه لَزِمَ جَوْزَ الطَّرِیق و ذلک عبارهٌ عما یَسُوغُ .و یقال:هذا ما لا یُجَوِّزُه العَقْلُ .
و الجِیزَهُ من الماءِ،بالکَسْر:مِقدارُ ما یَجُوزُ به المُسَافِرُ من مَنْهَلٍ إِلی مَنْهَلٍ ،کالجَوْزَه،و الجائزَهِ .
و أَجازَ الوَفْدَ:أَعطاهُمُ الجِیزَهَ .
و
16- فی الحدیث: «کُنْتُ أُبایِعُ الناسَ و کان من خُلُقِی الجَوَازُ ». أَی التَّسَاهُلُ و التَّسَامُحُ فی البَیْع و الاقْتِضَاءِ.
و جازَ الدِّرْهَم، کتَجَوَّزَه قال الشاعر:
إِذا وَرَقُ الفِتْیَانِ صارُوا کَأَنَّهُم
دَرَاهِمُ منها جائزاتٌ و زُیَّفُ
و حکی اللّحْیَانیّ :لَمْ أَرَ النَّفَقَهَ تَجُوزُ بمَکَانٍ کما تَجُوزُ بمَکَّهَ ،قال ابنُ سِیدَهْ ،و لم یُفَسِّرْها،و أُرَی (1)مَعْنَاهَا تَنْفُقُ .
و الجَوَازُ ،کسَحَابٍ :سَقْیَهُ الإِبِلِ ،قال الراجِزُ:
یا صاحِبَ الماءِ فَدَتْکَ نَفْسِی
عَجِّلْ جَوَازِی و أَقِلَّ حَبْسِی
و المَجَازُ :کِنَایَهٌ عن المُتَبَرَّزِ.
و من المَجَازِ قولهم: المَجَازُ قَنْطَرَهُ الحَقِیقَهِ .و کان شیخُنَا السَّیّدُ العَارِفُ عبدُ اللّه بن إِبراهِیمَ بنِ حَسَنٍ الحُسَیْنِیّ یقولُ :
و الحَقِیقَهُ مَجَازُ المَجَازِ .
و ذُو المَجَازِ :مَنزلٌ فی طَرِیقِ مَکَّهَ ،شرَّفها اللّه تعالَی، بین ماویَّهَ و یَنْسُوعَهَ ،علی طَرِیق البَصْرَه.
و المَجَازَهُ :مَوسمٌ من المَوَاسِمِ .
و جُزْتُ بکذا أَی اجْتَزْتُ بِه.
و جُزْتُ خِلالَ الدِّیارِ،مثلُ جُسْتُ ،کما نَقَلهُ ابنُ أُمِّ قاسمٍ ،و قد تقدَّم.و جُوزْجان،من کُوَرِ بَلْخ.
و جُوزِی ،بالضَّمّ و کَسْر الزای:اسم طائرٍ (2)،و به لُقِّبَ إِسماعِیلُ بنُ مُحَمّد الطَّلْحِیّ الأَصْبَهَانِیّ الحافِظ ،و یقال له الجُوزِیّ ،و کان یَکْرَهُه،و هو المُلَقَّبُ بقِوَام السُّنَّه،روَی عن ابن السَّمْعَانی و ابنِ عَساکر،تُوفیَ سنه 535.و أَما أَبو الفَرَجِ عبدُ الرحْمن بنُ عَلِیّ بنِ مُحَمّدِ[بن علیّ بن عُبید للّه]بنِ عبدِ اللّه بن حُمَّادَی بن أَحْمَد بنِ مُحَمّد بن جَعْفَرٍ الجَوْزِیّ القُرَشِیّ التَّیمِیّ الحَنْبَلیّ الحافِظُ البَغْدَادِیُّ ،فبفَتْح الجِیم بالاتّفاق،لُقِّب به جَدُّه جَعْفَرٌ،لجَوْزَه کانتْ فی بَیْتِه، و هی الشَّجَرَهُ .و شذّ شیخُ الإِسلام زَکَرِیّا الأَنْصَارِیّ فضَبَطَه بضَمّ الجِیم،و قال:هو غَیْرُ ابن الجَوْزِیّ المَشْهُور،و فیه نَظَرٌ بَیَّنَاه فی رِسَالَتِنَا المِرْقاه العَلِیّه بشَرْح الحَدِیثِ المُسَلْسَل بالأَوَّلِیَّه.
و إِبراهِیم بن مُوسَی الجَوْزِیّ البّغداذیّ ،بفَتْح الجِیم أَیضاً،حَدَّث عن بِشْر بن الوَلید،و عنه ابنُ ماسِی.
و جازٌ (3)کبابٍ :جَبَلٌ طویلٌ فی دِیار بَلْقَیْنِ ،لا تکاد العینُ تَبلغ قُلَّتَه.
و الجائزهُ من أَعلامهن،و العَوامُّ تقدِّم الزای علی التحتیّه.
و أُورمُ الجَوْز :قریهٌ بحَلَب،یأْتی ذِکرُها للمصنف فی «و ر م».
جَهَازُ المَیِّتِ و العَرُوسِ و المُسَافِرِ،بالکَسْر و الفتح:ما یَحْتَاجُون إِلَیهْ ،قال اللَّیْثُ :و سمِعْتُ أَهلَ البَصْرَه یُخَطِّئون الجِهَازَ ،بالکَسْر.قال الأَزهریّ :و القُرّاءُ کلُّهُم علی فَتْحِ الجِیم فی قوله تعالی: فَلَمّا جَهَّزَهُمْ بِجَهازِهِمْ (4)قال:و جِهَاز ،بالکَسْر،لُغَهٌ ردیئهٌ (5).قال عُمَرُ بن عبد العزِیز:
تَجَهَّزِی بجِهَازٍ تَبْلُغِینَ به
یا نَفْسُ قَبْلَ الرَّدَی لَمْ تُخْلَقِی عَبَثَا
ص:40
و قد جَهَّزَهُ تَجْهِیزاً فتَجَهَّزَ .
و جَهَّزَ القَوْمَ تَجْهِیزاً ،إِذا تَکَلَّفَ لهم بجَهَازِهِم للسَّفَرِ.
و تَجْهِیزُ الغَازِی:تَحْمِیلُه و إِعدادُ ما یَحْتَاج إِلیْه فی غزْوِه.
و جَهَّزْتُ فُلاناً:هَیَّأَتُ جَهَازَ سَفَرِه.
و تَجَهَّزْتُ لأَمْرِ کذا،أَی تَهَیَّأْتُ له، ج أَجْهِزَهٌ ،و جج ، أَی جَمْع الجَمْع أَجْهِزاتٌ ،قال الشاعر:
یَبِتْنَ یَنْقُلْنَ بأَجْهِزَاتِهَا
و الجَهَازُ ، بالفَتْحِ :ما عَلَی الرَّاحِلَهِ .و الجَهَازُ : حَیَاءُ المَرْأَهِ ،و هو فَرْجُهَا.
و جَهَزَ عَلَی الجَرِیحِ ،کمَنَعَ ، جَهْزاً :قَتَلَه،قاله ابنُ دُرید،و قال غیرُه: جَهَزَ علیه و أَجْهَزَ :أَثْبَتَ قَتْلَهُ .و قال الأَصمعیّ : أَجْهَزَ علی الجَرِیح،إِذا أَسْرَعَهُ ،أَی القَتْلَ ، و قد تَمَّمَ عَلَیْه ،و
1- فی حدیث علیّ رضی اللّه عنهُ : «لا تُجْهِزُوا (1)علی جَرِیحِهم». أَی مَن صُرِعَ و کُفِیَ قِتَالُه لا یُقْتَل،لأَنَّهُم مُسْلمون،و القَصْد من قِتالِهم دَفْعُ شَرِّهِم،فإِذا لم یکنْ ذلک إِلاّ بِقَتْلِهِم قُتِلُوا.و
17- فی حَدِیث ابنِ مَسْعُودٍ:
«أَنَّه أَتَی علی أَبِی جَهْل و هو صَرِیعٌ فأَجْهَزَ عَلَیْه». و قال ابنُ سِیده:و لا یقال أَجازَ علیه.و قد تَقَدَّم.
و مَوْتٌ مُجْهِزٌ و جَهِیزٌ ،أَی وَحِیٌّ سَرِیعٌ ،و منه
16- الحدیثُ :
«هل تَنْظُرُونَ إِلاَّ مَرَضاً مُفْسِداً أَو مَوْتاً مُجْهِزاً ».
و فَرَسٌ جَهِیزٌ ،أَی خَفِیفٌ ،و قال أَبو عُبَیْدَه:فَرَسٌ جَهِیزُ الشَدِّ،أَی سریعُ العَدْوِ،و أَنشد:
و مُقَلِّص عَتَد جَهِیز شَدُّه
قَیْد الأَوابِدِ فی الرِّهان جَوادِ
و جَهِیزَهُ اسمُ امرأَه رَعْناء تُحَمَّقُ ، و یُقَال:إِنّه اجْتَمَعَ قَوْمٌ یَخطبُون فی الصُّلْحِ بین حَیَّیْنِ فی دَمٍ کَیْ یَرْضَوْا بالدِّیَه، فبَیْنَما هم کذلک قالتْ جَهِیزَهُ ،ظَفِرَ بالقَاتِلِ وَلِیٌّ للمَقْتُولِ فَقَتَلَهُ ،فَقَالُوا عند ذلِک:
قَطَعَتْ جَهِیزَهُ قَوْلَ کُلِّ خَطِیبِ
فضُرِبَ به المَثَلُ .
و جَهِیزَهُ عَلمٌ للذِّئْبِ أَو عِرْسِه ،أَی أَنْثاهُ أَو الضَّبُعِ ،قاله أَبو زَیْد؛ أَو الدُّبَّه أَو الدُّبِّ ،و الجِبْسُ أُنْثَاه، أَوْ جِرْوِها و قیل: جَهِزَهُ : امرأَهٌ حَمْقَاءُ ،قیل:هی أُمُّ شَبِیبٍ الخارِجِیّ ،و کان أَبُوهُ ،أَی أَبو شَبِیبٍ من مُهَاجِرَهِ الکُوفَهِ ، اشْتَراها من السَّبْیِ ،و کانت حَمْرَاءَ طَوِیلهً جَمِیلَهً ،فأَرادها علی الإِسْلام فَأَبَت، فَوَاقَعَها فحَمَلَتْ ،فَتَحَرَّکَ الوَلَدُ فی بَطْنِها فقالتْ :فی بَطْنِی شَیْ ءٌ یَنْقُزُ (2)فقِیلَ ،و فی بعض النُّسَخ:فقالوا:« أَحْمَقُ من جَهِیزَهَ »قال ابنُ عَدِیّ و ابنُ بَرِّیّ ،و هذا هو المَشْهُور فی هذا المَثَل:«أَحْمَقُ من جَهِیزَهَ »غیر مَصْرُوفٍ .و ذکر الجَاحظُ أَنّه«أَحْمَقُ من جَهِیزَهٍ »،بالصَّرْف. أَو المُرَادُ بالجَهِیزَهِ عِرْسُ الذِّئب ،أَی أُنْثَاهُ ،و هی تُحَمَّقُ ،قال الجاحظ (3): لأَنَّهَا تَدَعُ وَلَدَها و تُرْضِعُ وَلَدَها الضَّبعِ من الأَلْفَهِ کفِعْل النَّعامه ببَیْضِ غَیْرِهَا، و علی ذلک قَوْلُ ابن جِذْلِ الطِّعانِ :
کمُرْضِعَهٍ أَوْلادَ أُخْرَی وضَیَّعَتْ
بَنِیها فَلَمْ تَرْقَعْ بذلک مَرْقَعَا
و یُقَالُ :إِذا صِیدَت الضَّبُعُ کَفَلَ الذِّئْبُ وَلَدَها و یَأْتِیه باللَّحْمِ ،قال الکُمَیْت:
کما خامَرَتْ فی حِضْنِها أُمُّ عامِرٍ
لِذِی الحَبْلِ حَتَّی عالَ أَوْسٌ عِیَالَها (4)
و قولُه:لِذِی الحَبْل،أَی للصَّائد الَّذِی یُعَلِّقُ الحَبْلَ فی عُرْقُوبِها.و قال اللیثُ :کانت جَهِیزَهُ امرأَهً خَلِیقَهً فی بَدَنِها، رَعْنَاءَ،یُضْرَب بها المَثَلُ فی الحُمْق و أَنشد:
کَأَنَّ صَلاَ جَهِیزَهَ حین قامَتْ
حَبَابُ الماءِ حالاً بَعْدَ حالِ
و أَرْضٌ جَهْزاءُ :مُرْتَفِعَهٌ ،و عَیْنٌ جَهْزَاءُ :خارِجَهُ الحَدَقهِ .
و بالرّاءِ أَعْرَفُ ،و قد ذُکِر فی مَوْضِعه.
و یقال: تَجَهَّزْت للأَمْرِ و اجْهَازَزْتُ ،أَی تَهَیَّأْتُ لَهُ ،و قد جَهَّزْتُه تَجْهِیزاً :هَیَّأْتُه.
و مِنْ أَمْثَالِهِم فی الشَّیْ ءِ إِذا نَفَرَ فلم یَعُدْ:« ضَرَبَ فی جَهَازِه ». بالفَتْح.أَی نَفَرَ فلم یَعُدْ.و أَصْلُه فی البَعِیر یَسْقُطُ
ص:41
عن ظَهْرِه القَتَبُ بأَداتِه فیَقَعُ بین قَوَائمِهِ فینْفِرُ منه ،و فی بعض النُّسَخ (1):عَنْه حَتَّی یَذْهَبَ فی الأَرْضِ . و فی التَّهْذِیب:العَرَبُ تقولُ :«ضَرَبَ البعِیرُ فی جَهَازِه »إِذا جَفَلَ فنَدَّ فی الأَرْضِ و الْتَبَطَ حَتَّی طَوَّحَ مَا عَلَیْه من أَدَاهٍ و حِمْلٍ ، و ضَرَبَ بمَعْنَی سارَ،و«فی»مِنْ صِلَهِ المَعْنَی،أَی صار عاثِراً فی جَهَازِهِ .
*و ممّا یُسْتَدْرک علیه:
جَهْمَزَ المَتَاعَ بَعْضَه علی بَعْضٍ ،أَی وَضَع بعضَه فَوْقَ بَعْضٍ ،کذا نقله الصاغانیّ و لم یَعْزُه لأَحَدٍ.
و الَّذِی ظهَر لی بَعْدَ تَأْمُّلٍ شَدِید أَنَّه تَصَحَّفَ علیه،و أَصْلُه جَمْهَر المَتَاعَ جَمْهَرَهً ،و لذا لم یَذْکُرْه هنا أَحدٌ من أَئمّه اللّغه.فَتَأَمَّل.
حَجَزَهُ یَحْجُزُه ،بالضّمّ ، و یَحْجِزُهُ ،بالکَسْرِ، حَجْزاً و حِجِّیزَی ،مثالُ خِصِّیصَی و حِجَازَهً ،بالکَسْرِ: مَنَعَهُ .
و فی المَثَلِ :«کانَتْ بین القَوْمِ رِمِّیَّا،ثمّ صارَتْ حِجِّیزَی »، أَی تَرَامَوْا ثمَّ تَحَاجَزُوا .
و حَجَزَه یَحْجِزُه حَجْزاً : کَفَّهُ ،و منه
16- الحدیث: و لأَهْلِ القَتِیل أَنْ یَنْحَجِزُوا الأَدْنَی فالأَدْنَی». أَی یَکُفُّوا عن القَوَدِ، فانْحَجَزَ ،و کُلُّ مَنْ تَرَکَ شیئاً فقد انْحَجَزَ عَنْه.و الانْحِجَازُ مُطاوِعُ حَجَزَه ،إِذا مَنَعَه.
و حَجَزَ بَیْنَهُما یَحْجِز حَجْزاً و حِجَازَهً فاحْتَجَزَ : فَصَلَ ، و اسْمُ ما فَصَلَ بینهما: الحاجِزُ .
و قال الأَزهَرِیّ : الحَجْزُ :أَن تَحْجِزَ بین مُقَاتِلَیْن.
و الحِجَازُ الاسْمُ ،و کذلک الحاجِزُ .
و فی الصّحاح: حَجَزَ البَعِیرَ یَحْجِزه حَجْزاً : أَناخَهُ ثمّ شَدَّ حَبْلاً فی أَصلِ خُفَّیْه جمیعاً مِنْ رِجْلَیْه ثمّ رَفَعَ الحَبْلَ من تَحْتِه فشَدَّهُ علی حِقْوَیْه ،و ذلک إِذا أَرادَ أَنَ یَرْتفِعَ خُفُّه (2).
و قیل: حَجَزَهُ :إِذا شَدَّ الحَبْلَ بوَسَطِ یَدَیْه ثمَّ خالَفَ فعَقَدَ بهرِجْلَیْه ثُمَّ طَرَفَیْه إِلی حَقْویْهِ ثمّ یُلْقَی علی جَنْبِه شِبْه المَقُموط لِیدُاوِیَ دَبَرَتَه فلا یستطیع أَنْ یَمْتَنِعَ إِلاّ أَن یَجرّ جَنْبَه علی الأَرْض. و ذلک الحَبْل حِجَازٌ ،و قیل: الحِجَازُ حَبْلٌ یُلْقَی لِلْبَعیر مِنْ قِبَلِ رِجْلَیْه ثُمَّ یُنَاخُ علیه،ثُمَّ یُشَدّ به رُسْغَا رِجْلَیْه إِلی حِقْوَیْه و عَجُزِه.
و کُلُّ ما تَشُدُّ به وَسَطَک لِتُشَمِّرَ به ثِیابَکَ حِجَازٌ ،قاله أَبو مالک.
و الحَجَزَهُ ،محرّکَهً : الظَّلَمَهُ ؛لأَنّهُم یَحْجِزون عن الحُقُوق،و منه
16- حدیثُ قَیْلَهَ : «أَیُلامُ ابنُ ذِهِ أَنْ یَفْصِلَ الخُطَّهَ و یَنْتَصِرَ من وَرَاءِ الحَجَزَه ». و قال الأَزهری:هُمُ الَّذِینَ یَمْنَعُون بَعْضَ الناسِ من بَعْضٍ و یَفْصِلُون بَیْنَهُم بالحَقِّ ، جَمْعُ حاجِزٍ ،و أَراد بابْنِ ذِهِ وَلَدَهَا،یقُولُ :إِذا أَصابَه خُطّهُ ضَیْمٍ فاحْتَجَّ عن نَفْسِهِ و عَبَّرَ بلِسَانِه ما یَدْفَعُ به الظُّلْمَ عنه لم یَکُنْ مَلُوماً.و فی کلام المصَنّف نَظَرٌ ظاهِرٌ،فإِنّه جَمَع بین الکلامَین المُتَضادَّیْن،فإِنّ الفاصِلَ فی الحَقّ کیف یَکُونُ ظالِماً،فالصَّوابُ فی العِبَارَه:أَوْ الذین،إِلی آخِره.
و المَحْجُوزُ :المُصَابُ فی مُحْتجَزِه و مُؤْتزَرِه.
و المَحْجُوزُ : المَشْدُودُ بالحِجَازِ ،و هو الحَبْلُ الذی تَقَدَّم ذِکْرُه،قال ذو الرّمّه:
فهُنَّ من بَیْنِ مَحْجُوزٍ بنَافِذَهٍ
و قائظٍ و کِلاَ رَوْقَیْهِ مُخْتَضِبُ
و الحُجْزَهُ ،بالضّمِّ :مَعْقِدُ الإِزارِ من الإِنْسَان.و قال اللیث: الحُجْزَهُ حیث یُثْنَی طَرَفُ الإِزار فی لَوْثِ الإِزار، و جمعُه حُجُزاتٌ . و الحُجْزَهُ مِنَ السَّراوِیلِ :مَوْضِعٌ التِّکَّهِ ، و یُجْمَع أَیضاً علی حُجَزٍ ،کغُرَفٍ ،و منه
14- الحدیث: «أَنا (3)آخِذٌ بحُجَزِکُم ».
و الحُجْزَهُ مَرْکَبُ (4)مُؤَخَّرِ الصِّفَاقِ بالحَقْوِ ،و فی بعض الأُصول:فی الحَقْوِ.
و الحُجْزُ ،بالکَسْرِ و یُضَمُّ :الأَصْلُ و المَنْبِتُ ،و منه
16- الحَدِیث: «تَزَوَّجُوا فی الحُجْزِ الصالِحِ فإِنّ العِرْقَ دَسّاسٌ ».
و الحِجْزُ : العَشِیرَهُ یَحْتَجِزُ بهم،أَی یَمْتَنِعُ .و قیلِ حُجْزُ
ص:42
الرجُلِ :فَصْلُ ما بَیْن فَخِذِه و الفَخِذِ الأُخرَی من عَشِیرَته.
و الحُجْزُ : الناحِیَهُ .
و الحَجَزُ ، بالتَّحْرِیک :مثل الزَّنَج ،بالنّون و الجِیم مُحَرَّکه،قال ابنُ بُزُرْج:اسمٌ لِمَرَضٍ فی المِعَا و المَصارِین،و هو قَبْضٌ فیه من الظَّمَإِ فلا یستطیع أَن یُکْثِرَ الطُّعْم أَو الشُّرْب، و الفِعْلُ کفَرِحَ ، حَجِزَ الرجُلُ و زَنِجَ .
و حِجْزَی ،کذِکْرَی:ه بدِمَشْقَ ،و هُو حِجْزاوِیٌّ ،علی غیر قِیاسٍ ،نقله الصاغانیّ (1).
و الحِجَازُ ،ککِتَابٍ و إِنّمَا،و أَطلقَه لشُهْرَته و کثره استعماله:
مَکَّهُ و المَدِینَهُ و الطائفُ و مَخَالِیفُهَا ،أَی قُرَاهَا،و کذلک الیَمَامَهُ فإِنّها من الحِجَازِ ،و قد صَرَّح به غَیْرُه،سُمِّیَت بذلک من الحَجْزِ و هو الفَصْلُ بین الشَّیْئین؛ لأَنَّهَا حَجَزَتْ بین نَجْدٍ و تِهَامَهَ ،أَو بَیْن الغَوْرِ و الشَّام و البادِیَه،أَو بین نَجْدٍ و الغَوْر، أَو بَیْنَ نَجْدٍ و السَّرَاهِ ،أَوْ لأَنَّهَا احْتُجِزَت بالحِرَارِ الخَمْسِ المعظَّمه،و هُنَّ : حَرّه بَنِی سُلَیْمٍ ،و حَرَّهُ وَاقِمٍ ،و حَرَّه لَیْلَی،و حَرَّهُ شَوْرانَ ،و حَرَّهُ النارِ ،هذا قَوْلُ الأَصمعیّ .و قال الأَزهریّ :سُمِّیَ حِجَازاً لأَنَّ الحِرَارَ حَجَزَت بَیْنَه و بَیْنَ عالِیَهِ نَجْدٍ.قال:و قال ابنُ السِّکِّیت:ما ارْتَفَع عن بَطْن الرُّمّهِ فهو نَجْدٌ إِلی ثَنایَا ذاتِ عِرْقٍ ،و ما احْتَزَمَت به الحِرَارُ حَرَّه شَوْرانَ و عامَّه مَنازِل بَنِی سُلَیم إِلی المَدِینَه فما احْتَازَ فی ذلک الشِّقّ کُلّه حِجَازٌ .و طَرَفُ تِهَامَهَ من قِبَلِ الحِجَازِ مَدارِجُ العَرْجِ ،و أَوّلها من قِبَلِ نَجْدٍ مَدارِجُ ذاتِ عِرْقٍ .و قال الأَصْمَعِیُّ :إِذا عَرَضَت لک الحِرَارُ بنَجْدٍ فذلک الحِجَازُ ،و أَنشد:
و فَرُّوا بالحِجَازِ لِیُعْجِزُونِی (2)
أَراد بالحِجَازِ الحِرَارَ.و وَقَع فی بعض فَتَاوَی الإِمام النَّوَوِیّ رحمه اللّه تعالی أَنَّ المَدِینَهَ حِجَازِیَّهٌ اتّفاقاً،لا یَمَانِیه و لا شَامیَّه.و استغربَ الزَّرْکَشِیّ فی«إِعلام الساجِدِ»حِکَایَه الاتِّفَاقِ ،بل الشافِعِیُّ نَصَّ علی أَنَّهَا یَمانِیَه. و احْتَجَزَ الرجُلُ : أَتَاهُ ،أَی الحِجَازَ ، کانْحَجَزَ و أَحْجَزَ إِحْجَازاً.
و احْتَجَزَ لَحْمُ بَعْضِه إِلی بَعْض: اجْتَمَع.
و احْتَجَزَ الرجُلُ : حَمَلَ الشَّیْ ءَ فی حُجْزَتِه و حِضْنِه.
و احْتَجَزَ بإِزارِهِ :أَدْرَجَه.و فی الأَساس:لاقَی بَیْنَ طَرَفَیْه و شَدَّه علی وَسَطِهِ ،عن أَبی مالک،و منه
14- حَدِیثُ مَیْمُونَهَ : «کانَ یُبَاشِرُ المَرْأَهَ من نِسَائه و هی حائضٌ إِذا کانت مُحْتَجِزَهً ». أَی شادَّهً مِئْزَرَهَا علی العَوْرَهِ .
و المُحْتَجِزَهُ :النَّخْلَهُ ه ،التی تَکُونُ عُذُوقُهَا فی قَلْبِها ، نقله الصّاغَانیّ .
و المُحَاجَزَهُ :المُمَانَعَهُ و المُسالَمَهُ .و فی المثل:«إِنْ أَرَدْتَ المُحَاجَزَه فقَبْلَ المناجزه» (3)أَی قَبْلَ القِتَال.
و تَحَاجَزَا :تَمَانَعَا ،و منه المَثَلُ :«کَانَتْ بَیْن القَوْمِ رِمِّیَّا ثُمَّ حِجِّیزَی »أَی تَرَامَوْا ثمَّ تَحَاجَرُوا.
و الحَجَائزُ ،کأَنَّهُ جَمْع حَجِیزَه (4): ع ،و هو من قِلاَتِ العارِض بالیَمَامَهِ .
و حَجَازَیْکَ ،بالفَتْح ،کحنَانَیْک، أَی احْجُزْ بَیْنَ القَوْمِ حَجْزاً بعدَ حَجْزٍ ،کأَنَّه یقولُ :لا تَقْطَعْ ذلک و لْیَکُ بَعْضُهُ مَوْصُولاً ببَعْضٍ .
و شِدَّهُ الحُجْزَهِ کِنَایَهٌ عن الصَّبْر و الجَلَدِ؛و هُوَ شَدِیدُ الحُجْزَهِ ،أَی صَبُور علی الشِّدَّهِ و الجَهْد،و منه
1- حدیثُ عَلِیّ رضیَ اللّه عنه: و سُئلَ عن بَنِی أُمَیَّهَ فَقَال:«هُمْ أَشَدُّنَا حُجَزاً »و فی روایهٍ : حُجْزَهً ،و أَطْلَبُنَا للأَمْرِ لا یُنَالُ فَیَنَالُونَه».
و یقال، هُوَ دانِی الحُجْزَهِ ،أَی مُمْتَلِئُ الکَشْحَیْنِ ،و هو عَیْبٌ ،و هو مَجازٌ أَیضاً.
و یُقال:وَرَدَتِ الإِبَلُ و لَها حُجَزٌ ،بضَمٍّ ففَتْح، أَی وَرَدَتْ شِبَاعاً عِظامَ البُطُونِ ،و هو مَجاز أَیضاً.
*و مّما یُسْتَدْرَک علیه:
الحَاجِزُ :الفاصِلُ بین الشَّیْئَین،کالحِجَازِ.
ص:43
و الحِجَازُ :الجِبَالُ و منه قولُ الشاعِرُ:
و نَحْنُ أُناسٌ لا حِجَازَ بِأَرْضِنَا
و تَحَاجَزَ القومُ و انْحَجَزُوا و احْتَجَزوا :تَزَایَلُوا.
و هو طَیِّبُ الحُجْزَهِ ،أَی عَفِیفٌ و منه قولُ النابِغَه:
رِقَاقُ النِّعَالِ طَیِّبٌ حُجُزاتُهُمْ
یُحَیَّوْن بالرَّیْحَانِ یَوْمَ السَّبَاسِبِ
فإِنّه کَنَی به عن الفُروجِ .یرید أَعِفّاءَ عن الفُجُور،و هو مَجازٌ،و به فَسَّر ابنُ الأَعْرَابِیّ قولَ الشاعر:
فامْدَحْ کَرِیمَ المُنْتَمَی و الحِجْزِ (1)
قال:أَی إِنّه عَفِیفٌ طاهِرٌ.
و الحِجْزُ :العَفِیفُ .
و الحِجْزَهُ ،بالکَسْر،هَیئهُ المُحْتجِزِ .و یُقَال:فلانٌ کَرِیمُ الحِجْزَهِ ،و طَیِّبُ الحِجْزَهِ ،یَکْنُون به عن العِفَّهِ و طِیبِ الإِزارِ.
و یقال:أَخَذْت بحُجْزَتِه ،أَی اعْتَصَمْت به و الْتَجَأْت إِلَیْه مُسْتَجِیراً.و فی الأَساس:اسْتَظْهَرْت به،و هو مَجازٌ،و منه
16- الحَدِیثُ : «إِنّ الرَّحِمَ أَخَذَت بحُجْزَهِ الرَّحْمن». قال ابنُ الأَثِیر:و قیل:معناه أَنَّ اسْمَ الرَّحِمِ مُشْتَقٌّ من اسْمِ الرَّحْمن فکَأَنَّهُ متعلِّق بالاسْمِ آخِذٌ بوَسَطِه.و أَصلُ الحُجْزَهِ مَشَدَّ الإِزارِ،ثمّ قیل للإِزَار حُجْزَه ،للمُجَاوَرَه،و منه
14- حدیثٌ آخَر: «و النّبِیُّ صلّی اللّه علیه و سلم آخِذٌ بحُجْزَهِ اللّهِ تعالَی». أَی بِسَبَبٍ منه.
و الحُجُزُ (2)بضَمَّتَیْن:المآزِرُ کالحُجُوز.و قال الخَطَّابِیّ الأَخِیرُ جَمْع الجَمْعِ ،کأَنَّه جَمْع حِجَزٍ ،بالکَسْر،و جَمْعُه حُجُوزٌ .و قال الزمخشریّ : الحِجْزُ ،بالکَسْر: الحُجْزَهُ (3).
و المُحْتَجِزُ :هُو المَشْدُودُ الوَسَطِ .و قالتْ أُمُّ الرَّحَّالِ :إِنَّ الکَلامَ لا یُحْجَزُ فی العِکْم کما تُحْجَز العَبَاءُ.العِکْمُ :العِدْلُ ،و الحَجْزُ أَنْ یُدْرَجَ الحَبْلُ علیه ثُمَّ یُشَدَّ.و قال أَبو حنیفه الحِجَازُ :حَبْلٌ یُشَدُّ به العِکْمُ .
و احْتَجَزَ به:امْتَنَعَ .
و تَحَاجَزَ القَوْمُ :أَخَذَ بَعْضُهم بحُجَزِ بَعْضٍ .
و یُقَال:هذا کلامٌ آخِذٌ بعضُه بحُجْزَه بَعْضٍ ،أَی مُتَنَاظِمٌ مُتَنَاسِقٌ ،و هو مَجاز.
و فی المَثَل:«ما یُحْجَزُ فلانٌ فی العِکْمِ »،أَی لا یُقْدَر علَی إِخْفَاءِ أَمْره،کما فی الأَساس.
و حاجِزٌ :اسم.
و علیُّ بن الفُرَات الحِجَازِیّ ،مُحدِّث تُکُلِّمَ فیه.
و الشِّهَابُ أَبو الطَّیِّب أَحمدُ بن محمّد الحِجَازِیّ ،سَمِعَ الوَلِیَّ العِرَاقِیّ و الحافظَ ابنَ حَجَرٍ و غَیْرَهما،و هو أَحدُ الشُّهُب السَّبْعَه،أَورده الحافِظُ السّیُوطی فی مُعْجَم شُیُوخه.
و الشَّمْسُ محمّد بن شُعَیْب بن مُحَمَّد بن أَحمد بن علیّ الحِجَازِیّ نَزِیلُ ابشیه المَلَق إِحْدَی القُرَی المِصْریّه،من مَشَاهِیر شُیُوخ مِصْرَ،أَخذَ عن شیخ الإِسلام زَکَرِیّا و غَیْرِه.
و حِجَازِیّ :لَقَبُ المُسْنِد المُعَمَّر شَمْسِ الدّین محمّد بن عبد الرحمن الأَنصاریّ الشَّعْرَاوِیّ الواعِظِ بجامعِ المُؤَیَّد بمصر،أَخذ عالیاً عن الشِّهَاب أَحْمَد بن یَشْبَک الیُوسُفِیّ ، و الشَّمْس الغمریّ و شیخ الإِسلام،و حدَّث عنه الشَّمْس البابلیّ و أَبو العِزّ العَجَمِیّ و غیرُهما.
و العَبْدُ الصالِحُ نُورُ الدِّین الحَسَن بن محمّد الترعیّ ، کُنْیَته أَبو حِجَازٍ ،من شُیُوخِ مَشَایِخِنا.و کذلک أَبو الإِخْلاصِ حِجَازِیّ بن محمّد المسیریّ نَزِیلُ المَحَلَّه الکُبْرَی،حَدّث عنه بعضُ شُیُوخِنَا.
الحِرْزُ ،بالکَسْرِ:العُوذَهُ ،و جَمْعُهُ الأَحْرَازُ ، و هو مَجازٌ،کما صرّح به الزمخشریّ . و الحِرْزُ : المَوْضِعُ الحَصِینُ ،و قیل:ما أَحْرَزَکَ من مَوْضِعٍ و غَیْرِه،یقال:هو فی حِرْزٍ لا یُوصَلُ إِلیه. و یُقَال: هذا حِرْزٌ حَرِیزٌ ،أَی مَوْضِعٌ حَصِین.و قال بعضهم: الحِرْزُ :ما حِیزَ من مَوْضِعٍ أَو غَیْره أَو لُجِئَ إِلَیْه،و الجَمْع أَحْرَازٌ . و مکانٌ مُحْرِز
ص:44
و حَرِیزٌ ،و قد حَرُزَ ،ککَرُمَ ، حَرَازَهً و حَرَزاً .
و الحَرَزُ ، بالتَّحْرِیک الخَطَرُ،و هو الجَوْزُ المَحْکُوک الذی یَلْعَب به الصِّبْیَانُ ،و الجَمْعُ أَحْرازُ و أَخْطَارٌ، و الحَرَزُ : کُلُّ ما أُحْرِزَ ،فَعَلٌ بمعنی مُفْعَل.
و الحَرَزَهُ ، بِهاءٍ:خِیَارُ المالِ ،لأَنّ صاحِبَها یُحْرِزُها و یَصُونُها.و ضَبَطه ابنُ الأَثِیر بسُکُونِ الراءِ و قال:جَمْعُه حَرَزَات ،
16- و منه الحَدِیثُ فی الزَّکاه: « لا تأْخُذُوا من حَرَزَاتِ أَمْوَالِ الناسِ شیئاً». أَی من خِیارِهَا قال:هکذا رُوِیَ بتقدیم الراءِ علی الزای،و الرِّوایه المشهورهُ بتقدیم الزّای علی الرّاءِ،و قد ذُکِرَ فی موضعه.
و عن أَبی عَمْرو،فی نوادره: الحَرَائزُ مِنَ الإِبِلِ :الَّتی لا تُبَاع نَفَاسَهً بها،قال الشَّمّاخُ :
تُبَاعُ إِذَا بِیعَ التِّلاَدُ الحَرَائِزُ (1)
و منه المَثَلُ :«لا حَرِیزَ مِنْ بَیْعٍ »،أَی إِن أَعْطَیْتَنِی ثَمَناً أَرْضَاه لم أَمْتَنِعْ مِنْ بَیْعِه.و قال إِهَابُ بنُ عُمَیْرٍ یصف فَحْلاً:
یَهْدر (2)فی عَقَائلٍ حَرَائزِ
فی مِثْلِ صُفْنِ الأَدَمِ المَخَارِزِ
أَی یَهْدر شِدَّهَ الهَدْرِ.
و حَرَازٌ ،کسَحابٍ :جَبَلٌ بمَکَّهَ و لیس بِجَبَلِ حِرَاءٍ کما تَظُنُّه العَامَّهُ ،کأَنَّهم یُصَحِّفُونَه.
و حَرَازُ بنُ عَوْفِ بنِ عَدِیّ ،بَطْنٌ من ذِی الکَلاَع من حِمْیَر، و مِنْ نَسْلِه الحَرَازِیُّونَ المُحَدِّثُون و غیرُهم،منهم أَزْهَرُ الحَرَازِیّ و غَیْرُه.
و حَرَازٌ : مِخْلافٌ بالیَمَن ،نُسبَ إِلیهم، و عَلِیُّ بْنُ أَبِی حَرَازَهَ ،حَکَی عنه عَبّاسٌ الدُّورِیّ ،قال الحَافِظ و الذی فی الإِکمال أَن الراءَ بعد الأَلِف.
و حَرَّازُ بنُ عَمْرٍو الضَّبِّیّ ، و حَرّاز (3)بن عُثْمَان الصَّیْرَفی،عن یُوسفَ القَاضی و غیرِه،مُشَدَّدَیْن مُحَدِّثَان.قلتُ :وَ حفِیدُ الأَخِیرِ أَبو الحَسَن مُحَمَّدُ بن عُثْمَانَ بن حَرّازٍ الحَرّازِیّ ، نُسِبَ إِلی جَدِّه،سمع النَّجَّاد،و عنه أَبو مُحَمَّد الخَلاّل، و وَثَّقَه.
و مُحْرِزُ بنُ نَضْلَهَ بن عَبْدِ اللّه بن مُرَّهَ أَبو نَضْلَه الأَسَدِیّ یُعْرَفُ بالأَخرَم،بَدْرِیّ ،قُتل سنه سِتٍّ ،و سَمّاه موسی بنُ عُقْبَه، مُحْرِزَ بنَ وَهْبٍ ،و یُلَقَّب فُهیده (4).
و مُحْرِزُ بنُ زُهَیْرٍ الأَسْلَمِیّ ،و صَحَّفه ابنُ عبد البَرّ فقال مُحْرِزُ بنُ دَهْر و کذا مُحْرِزُ بن مالِکٍ الخَزْرَجِیّ النَّجّارِیّ بَدْرِیٌّ و فیه خُلْف،و مُحْرِزُ بن قَتَادَهَ ،و مُحْرِزٌ القَصّاب الذی أَدْرَک الجَاهِلِیَّه،کما قاله البُخَارِی،و قیل:إِنّه مُخَضْرَم.
و أَبُو حَرِیزٍ ،کأَمِیرٍ:الذی رَوَی عنه أَبو لَیْلَی الأَنْصَارِیّ ، و کذا أَبو حَرِیزَه الذی رَوَی عنه أَبو إِسْحَاقَ الکُوفِیّ ، صَحَابِیُّونَ و مُحْرِزُ بنُ عَوْنٍ شَیْخُ مُسْلِم بن الحَجّاج صاحب الصَّحِیح.
و أَبُو مُحَیْرِیزٍ عبدُ اللّه بن مُحَیْرِیزٍ،تابِعِیُّ .
و المُحْرِزِیُّ :ه بأَسْفَلِ :البَصْرَه ،نقلَه الصاغانیّ .
و حَرَزَهُ حَرْزاً : حَفِظَهُ وَ جَعَلَه فی حِرْزٍ ، أَوْ هو إِبْدَالٌ ، و الأَصْل حَرَسَهُ ،بالسّین المهمله.
و حَرِزَ الرَّجُلُ ، کفَرِحَ :کَثُرَ ورَعُه ،نقله الصاغانیّ .
و حَرَّزَهُ تَحْرِیزاً :بالَغَ فی حِفْظِه نقله الصاغانیّ ،و فی الأَساس: حَرِّزُوا أَنْفُسَکُمْ :احْفَظُوها.
و أَحْرَزَ الأَجْرَ:حازَهُ ،فهو مُحْرِزٌ و حَرِیزٌ ،و منه المثل:
« أَحْرَزْتُ نَهْبِی و أَبْتَغِی النَّوَافِل»و أَصلُه قولُ أَبی بَکْرٍ رضی اللّه عنه،فإِنّه کانَ یُوتِرُ أَوّلَ اللَّیْل و یقولُ هذا القَوْلَ ،یرید أَنه قَضَی وِتْرَه و أَمِنَ فَوَاتَه و أَحْرَزَ أَجْرَه،فإِن اسْتَیْقَظ من اللَّیْل تَنَفَّل،و إِلاَّ فقد خَرَج من عُهْدَهِ الوتْرِ.
و أَحْرَزَت المَرْأَهُ فَرْجَهَا:أَحْصَنَتْه ،کأَنّهَا جَعَلَتْه فی حِرْزٍ
ص:45
لا یُوصَل إِلیه. و أَحْرَزَ المَکَانُ الرجُلَ :أَلْجَأَهُ ، کحَرَّزَهُ تَحْرِیزاً ،قال المُتَنَخِّل الهُذَلِیّ :
یا لَیْتَ شِعْرِی و هَمُّ المَرْءِ مُنْصِبُهُ
و المَرْءُ لَیْسَ له فی العَیْشِ تَحْرِیز
و المُحَارَزَه :المُفَاکَهَهُ الّتی تُشْبِهُ السِّبَابَ . قلتُ :
الصواب فیه بالجِیم،کما تَقَدّم،و قد تصَحَّف علی المُصَنّف هنا، و من المَجَازِ من أَمْثَالِهِم فیمَنْ طَمِعَ فی الرِّیْح حتّی فاتَه رأْسُ المالِ قَولُهم:
وَا حَرَزَا و أَبْتَغی النَّوافِلاَ
أَیْ وَا حَرَزاهُ ،و الأَلف فیه مُنقلبه عن یاءِ الإِضافَه، کقَولهم یا غُلامَا أَقْبِل،فی:یا غُلامی.و النّوَافِلُ :
الزَّوائد (1).
و احْتَرَزَ مِنْهُ و تَحَرَّزَ :تَحفَّظَ و تَوَقَّی ،کأَنّه جعلَ نَفْسَه فی حِرْزٍ منه.
و حَرِیزُ بنُ عُثْمَانَ بن جَبْر الرَّحَبِیّ (2)المَشْرِقِیّ الحِمْصِیّ الحافظ ،یُکنَی أَبا عَوْنٍ و أَبا عُثْمَانَ ،من صِغَارِ التابِعِین، خارِجِیٌّ . و قال الحافظ :شامیُّ مشهورٌ.و قال الذَّهبیّ فی الدِّیوان:هو حُجَّهٌ لکنّه ناصِبِیّ .و قال الصَّفَدِیّ :رَوَی له مُسْلمٌ و أَبو داوُود و التِّرْمِذِیّ و النَّسَائیُّ و ابنُ ماجَهْ .و قال ابن الأَثِیر فی جامعِ الأُصُول:أَخْرجَ عنه البُخَارِیّ حَدِیثَیْن، تُوفِّی سنه 163.
و حَرِیزُ (3): ه،بالیَمَن ،نقلَه الصاغانیّ .
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
حَرَزَه حَرْزاً :ضَمَّه و جَمَعَه.
و أَحْرَزَه إِحْرَازاً ،إِذا حَفِظَه و ضَمَّه و صانَهُ عن الأَخْذ.
و
16- فی حدیث الدُّعاءِ: «اللّهُمَّ اجْعَلْنا فی حِرْزٍ حارِزٍ ». أَی کَهْفٍ مَنِیع،کما یُقَال شِعْرٌ شاعِرٌ فأَجْرَی اسمَ الفَاعِلِ صفهً للشِّعر و هو لقائلِه،و القِیَاس أَن یکونَ حِرْزاً مُحْرِزاً ،أَو فی حِرْزٍ حَرِیزٍ ،لأَنّ الفِعْلَ منه أَحْرَزَ ،و لکن کذا رُوِیَ .قال ابنُ الأَثیر:و لعلَّه لُغَهٌ .
و اللَّوَاقِحُ الحَرَائزُ :هی السِّیَاطُ المُتَفَقِّدَه (4)إِذا صُنِعَت و دُبِغَتْ ،قاله ثعلب.
و یُقَال:أَخَذَ حِرْزَه ،بالکَسْرِ،أَی نَصِیبَه.و کذا أَخَذُوا أَحْرَازَهُم ،و هو مَجَازٌ.
و أَحْرَزَ قَصَبَ السَّبْقِ ،إِذا سَبَقَ .و هو مَجازٌ أَیضاً.
و أَبو حَرِیزٍ ؛عَبْدُ اللّهِ بنُ حُسَیْن قاضِی سِجِسْتَان،من مَشَایخ الشیعه.
و أَبُو حَرِیزٍ سَهْلٌ ،عن الزُّهْرِیّ .
و حَرِیزُ بنُ المُسَلم،عن عبد المَجِید بن أَبی رَوَّاد (5)و جَعْفَرُ بن حَرِیزٍ ،عن الثَّوْرِیّ .
و العَلاَءُ بن حَرِیز ،شَیْخُ الأَصْمَعِیّ .
و یَحْیَی بنُ مَسْعُود بن مطلق بن نَصْر اللّه بن مُحْرِزِ بنِ حَرِیز الرفّاءُ رَوَی عن ابن البَطّی.
و حَرِیزُ بن شُرَحْبِیلَ ،روَی عنه عَمْرُو بن قَیْس.
و حَرِیزٌ مَولَی مُعَاوِیَهَ بنِ أَبِی سُفْیَان.
و حَرِیزُ بن مِرْدَاسٍ ،عن شُرَیْحٍ القاضِی.
وَ حَرِیزُ بن حَمْزَهَ القُشَیْرِیّ ،مُحَدِّث مِصْرِیّ .
و حَرِیزُ بن عبدَهَ ،شاعرٌ.
و أَبُو حَرِیزٍ البَجَلِیّ ،تابِعِیُّ .
و قُطْبَهُ بن حَرِیزٍ أَبو حَوْصَله (6)له صُحْبَه.فهؤُلاءِ کُلّهُم کأَمِیرٍ.
و أَبو القاسِم أَحْمَدُ بن عَلِیّ بن الحَرّاز المُقْریء الخَیّاط ، کشدّادٍ،سَمِعَ .من قاضِی المرستان،و ماتَ سنه سِتّمائهٍ .
ص:46
و الفَقِیهُ شِهَابُ الدِّین أَحْمَدُ بنُ أَبِی بَکْر بن حِرْزِ اللّه السُّلَمِیّ ،حَدَّث عن یَحْیَی بن الحَنْبَلِیّ ،و خَطَب بجِسْرِینَ .
و ابنُ حِرْزِهِم،من کِبَار مَشَایِخ المَغْرب و الشَّرِیفُ أَبو المَعَالی حُرَیْزٌ ،کزُبَیْرٍ،و یُدْعَی أَیضاً مُحْرِزاً ،ابن الشَّرِیف أَبی القَاسِم الحُسَیْنِیّ الطَّهْطَائیّ التِّلِمْسَانِیّ ،تقَدَّم فی القراآت کأَبِیه،و رَوَی و حَدَّثَ ،و کذا وَلَدُهُ الإِمامُ المحدِّث شَمْسُ الدِّین محمَّد؛و حَفِیدُه القَاضِی مَجْدُ الدِّین أَبو بَکْرِ بن مُحَمَّدِ بنِ حُرَیْز ،تَوَلَّی القَضَاءَ بمَنْفَلُوط ،و حَسُنَتْ سِیرَتُه:و وَلَدُه قاضِی القُضاهِ أَبو عَبْدِ اللّهِ حُسامُ الدِّین مُحَمَّدٌ،حَدَّث عن أَبی زُرْعَهَ العِرَاقِیّ ،و أَخوه سِرَاجُ الدِّینِ عُمَرُ،تُوُفّی سنه 892،و هم أَکْبَرُ ببتٍ بالصَّعِید،و یُقَال لهم، المُحَارِزَهُ و الحُرَیْزِیُّون .
احْرَنْفَزُوا لِلْخُروجِ ،و فی التَّکْملَه:للرَّوَاح:
اجْتَمَعُوا. أَهملهُ الجَوْهَرِیّ و صاحبُ اللّسَانِ ،وَ نَقَلَه الصاغانیّ و لم یَعْزُهُ لأَحدٍ.
و أَبْیَاتٌ مُحْرَنْفِزاتٌ :جِیَادٌ ،کذا فی التَّکْمِلَه.
الحَرْمَزَهُ :الذَّکاءُ ،نقلَه ابنُ دُرَیْد.
و احْرَمَّزَ الرجُلُ و تَحَرْمَزَ ،إِذا صارَ ذَکِیًّا ،قاله ابنُ دُرَیْد، و رُوِیَ عن ابْنِ المُسْتنِیر أَنّهُ یُقَال: حَرْمَزَهُ اللّه: لَعَنَه اللّه.
و قال ابن دُرَیْدٍ حِرْمِزٌ ،کزِبْرِجٍ :أَبو قَبِیلَهٍ (1). و قال الجَوْهَرِیّ بَنُو الحِرْمازِ :حَیٌّ من تَمِیمٍ .و قال ابنُ المُسْتَنِیر:
مُشْتَقٌّ من حَرْمَزَه :لَعَنَه.قُلْتُ :و هو الحِرْمازُ .و اسمُه الحارِثُ بنُ مالِکِ بن عَمْرِو بنِ تَمِیمٍ .
و حِرْمِز ،کزِبْرِجٍ :أَبو القاسِم،مُحَدِّث،رَوَی عنه لَیْثُ بن أَبی سُلیم فی بَوْلِ الجارِیَه،نقلتُه من دِیوانِ الذَّهَبِیّ .و لُبْنَی بِنْتُ الحِرْمِزِ ،کزِبْرِجٍ ،من بَنِی أَسَد،و هی أُمُّ هَمّامِ بنِ مُرَّهَ بنِ ذُهْلٍ .
الحَزُّ :القَطْعُ من الشَّیءِ فی غیر إِبَانَهٍ ،و یقال:
الحَزُّ :قَطْعٌ فی عِلاجٍ ،و قیل:هو فی اللَّحْمِ ما کانَ غَیْرَ بائنٍ ، حَزَّه یَحُزُّه حَزًّا ، کالاحْتِزازِ . و
16- فی الحَدِیث: «أَنَّه احْتَزَّ من کَتِفِ شاهٍ ثُمَّ صَلَّی و لم یَتَوَضَّأ». و الحَزُّ : الفَرْضُ فی الشَّیْ ءِ ،کالعُودِ و المِسْواک و العَظْم، الواحدهُ حَزَّهٌ ،و قد حَزَزْتُ العُودَ أَحُزُّه حَزًّا .
و الحَزُّ : الحِینُ و الوَقْتُ ،قال أَبو ذُؤَیْبٍ :
حَتَّی إِذا جَزَرَتْ (2)مِیَاهُ رُزُونِه
و بِأَیّ حَزِّمِلاَوَهٍ تَتَقَطَّعُ
أَی بأَیِّ حِینٍ من الدَّهْرِ.
و عن ابن الأَعرابیّ : الحَزُّ : الزِّیادَهُ علی الشَّرَفِ و الکَرَم ،و لیس فی نَصّه«و الکَرَم» کالإِحْزازِ ،لغه فی الحَزِّ ، نقله الصاغانیُّ ، یُقَالُ لَیْسَ فی القَبِیلَهِ مَنْ یَحُزُّ علی کَرَمِ فُلانٍ ،أَی یَزِیدُ عَلَیْه.
و الحَزُّ : الغامِضُ من الأَرْضِ یَنْقَادُ بین غَلِیظَیْن.
و الحَزُّ : عَ ،بالسَّرَاه ،و قِیلَ أَرضٌ تَلِی السَّرَاهَ بین تِهَامَهَ و الیَمَنِ .
و الحَزُّ : الرجُلُ الغَلِیظُ الکَلامِ ،کالمِحَزِّ،کمِکَرٍّ ، بالکَسْر.
و یُقَال (3): إِذا أَصابَ الْمِرْفَقُ طَرَفَ کِرْکِرَهِ البَعِیرِ فَقَطَعَهُ و أَدْمَاهُ قِیل:به حَازٌّ و قال العَدَبَّس الکِنَانیُّ :العَرَکَ و الحازّ وَاحدٌ،و هو أَن یُحَزَّ فی الذِّراع حتَّی یُخْلَصَ إِلی اللَّحْم و یُقْطَعَ الجِلْدُ بِحَدّ الکِرْکِرَه.و قال ابنُ الأَعرابیّ :إِذَا أَثَّرَ فیه قِیلَ :ناکتٌ ،فإِذا حَزَّ (4)،بِهِ قِیلَ :به حَازٌّ ، فإِنْ لَمْ یُدْمِه فَماسِحٌ . و قال غیرُه: الحازُّ قَطْعٌ فی کِرْکِرَهِ البَعِیر،و هو اسمٌ کالناکِتِ و الضَّاغِطِ .
و الحُزَّهُ من السَّرَاوِیل بالضَّمّ :الحُجْزَهُ قال الأَزْهَریّ :
لُغَهٌ فِیهَا،و أَنکره الأَصْمَعِیُّ فقال:تَقُول حُجْزَهُ السَّراوِیلِ و لا تَقُلْ حُزَّه .و قال ابنُ الأَعْرَابیّ :یقال:حُجْزتُه و حُذْلَتُه و حُزَّتُه و حُبْکَتُه.
و الحُزَّهُ : العُنُقُ ،و
16- فی الحَدِیث: «أَخَذ بحُزَّتِه ». و قال بعضُهم إِنَّ تَسْمِیَتَه للعُنُقِ إِنّمَا هو علی التّشْبیه.
ص:47
و الحُزَّهُ : قِطْعَهٌ من اللَّحْمِ قُطِعَتْ طُولاً ،قال أَعْشَی باهِلَه:
تَکْفِیه حُزَّهُ فِلْذِ إِن أَلَمَّ بها
من الشِّوَاءِ و یُرْوِی شُرْبَه الغُمَرُ
أَو خَاصُّ بالکَبِدِ و لا یُقَال فی سَنامٍ و لا لَحْمٍ و لا غَیْرِه.
و حَزَّهُ بالفَتْح:ع بَیْنَ نَصِیبِینَ و رَأْسِ عَیْنٍ ،علی الخَابُورِ،ثَمَّ کانتْ وَقْعَهٌ بنی قیْسٍ و تَغْلِب (1).
و حَزَّهُ : د،قُرْبَ المَوْصِل ،شَرْقِیّ دِجْلَهَ ،بناه أَرْدَشِیرُ بنُ بابَک.
و حَزَّهُ أَیضاً: ع بالحِجَازِ.
و تقُولُ :بَیْنَنا حِزَازٌ . الحِزَازُ ،ککِتَابٍ :الاسْتِقْصَاءُ، کالمُحَازَّهِ ،قاله مُبْتَکِرٌ الأَعْرَابِی.و نقله الأَزهریّ .
و یُقَال:الخطْمِیُّ یَذْهَبُ بحَزَازِ الرَّأْسِ ، الحَزَازُ ، بالفَتْحِ :الهِبْرِیَهُ فی الرأْس،و کَأَنَّهَ نُخَالَهٌ ، و الحَزَازَهُ وَاحِدَتُهُ .
و قال الأَزهریّ : الحَزَازَهُ : وَجَعٌ فی القَلْبِ من غَیْظٍ و نَحْوِه ،و الجمعُ حَزَازَاتٌ ،قال زُفَرُ بن الحارِثِ الکِلاَبِیّ :
و قدْ یَنْبُتُ المَرْعَی علی دِمَنِ الثَّرَی
و تَبْقَی حَزَازَاتُ النُّفُوسِ کمَا هِیَا
قال أَبو عُبَیْد:ضَرَبَه مَثَلاً لرَجُلٍ یُظْهِرُ مَوَدَّهً و قَلْبُه یَغْلِی (2)بالعَدَاوَه.
و حَزَازَهُ ، بِلا لامٍ ،ابنُ إِبراهِیمَ هکذا فی سائر النُّسَخ، و هو غَلَطٌ ،و صوابُه إِبْراهِیمُ بنُ سُلَیْمَان بن حَزَازَهَ الکُوفِیّ الفهْمِیّ المُحَدِّثُ ، فحَزازَهُ اسمُ جَدِّه،کما حَقَّقه الحافظَ و غیرُه،حَدّث عن خَلاّدِ بن عِیسَی،و عنه الأَصَمّ .
و الحَزّازُ ، ککَتّانِ :کُلُّ ما حَزَّ فی القَلْبِ و حَکَّ فی الصَّدْرِ ،قال الشَّمّاخُ یَصِفُ رَجُلاً باعَ قَوْساً من رَجُلٍ و غبِنَ (3)فِیه:
فَلَمّا شَرَاهَا فاضَتِ العَیْنُ عَبْرَهً
و فی الصَّدْرِ حزَّازٌ من الهَمِّ حامِزُ
و یُضَمُّ ،و هکذا رُوی فی قَوْلِ الشَّمّاخ أَیضاً.
و الحَزّازُ : الرَّجُلُ الشَّدِیدُ علی السَّوْقِ و القِتَال و العَمَلِ ، کالحَزِیزِ ،کأَمِیر، و الخَزَازِ و الخَزَازِیّ ،بفَتْحِهِمَا قال الشاعِر:
فهْی تَفَادَی من حَزَازٍ ذِی حَزَقْ (4)
أَی حَزَازٍ حَزِقٍ ،و هو الشَّدِیدُ جَذْبِ الرِّبَاط ،و هکذا کقولک:هذا ذُو زَیْدٍ،أَی هذا زَیْدٌ (5)،حَقّقه الأَزهریّ .
و الحَزّازُ : الطَّعَامُ یَحْمُضُ فی المَعِدَه لِفَسادِه فیَحُزّ فی القَلْب،و منه قولُهم لِآخَرَ:أَنْتَ أَثْقَلُ من الحَزّاز (6)،هکذا نقله أَبو الهَیْثَم عن أَبی الحَسَنِ الأَعْرَابِیّ .
و حَزّازُ بنُ کاهِلِ بن عُذْرَهَ بنِ سَعْدِ هُذَیم بنِ زَیْدِ بنِ لَیْثِ بن سُود بن أَسْلُمِ بن الْحَافِ بنِ قُضَاعَه، اسْمُ جَدِّ لِخَالِدِ بن عُرْفُطَهَ بن أَبْرَهَهَ حَلِیف بَنِی زُهْرَه،کذا فی أَنْسَاب البَکْرِیّ .و قال ابنُ فَهْد فی مُعْجَمه:هو اللَّیْثِیّ و یُقَال البَکْرِیّ ،و یقال:القُضَاعِیّ ،و یقال:العُذْرِیّ ،مع أَنّ عُذْرَه من قُضَاعَه.قُلت الصَّوابُ الأَخِیرُ،روی عَنْه مَولاه مُسْلِمٌ و عَبْدُ اللّه بن یَسَار،و أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِیّ ،و استعملَهُ مُعَاوِیهُ علی بَعْضِ حُرُوبِه،و توفِّی سنه سِتّین. و اسم جَدٍّ لِحَمْزَهَ (7)بنِ النُّعْمَانِ العُذْرِیّ و اسمه عَدِیّ (8)بن حَزّاز بن کاهِل،
14- قال أَبو عُبَیْدٍ البَکْرِیّ : هو أَوَّل عُذْرِیٍّ قَدِمَ علی النَّبِیّ صلّی اللّه علیه و سلم بالصَّدَقَه،و زاد ابنُ فَهْد:أَقْطَعَه النبیّ صلّی اللّه علیه و سلم وَادِی القُرَی. و جَدٌّ لِعَبْدِ اللّه بن ثَعْلَبَهَ بن صُعَیْرٍ،و یقال:ابنُ أَبِی صُعَیْر بن زَیْد بنِ عَمْرو العُذْرِیّ حَلِیف بَنِی زُهْرَهَ ،له رُؤْیَهُ و رِوَایَهٌ ،و لأَبِیه صُحْبَهٌ .و روَی عن ثَعْلَبَهَ ابنُه عَبْدُ اللّه هذا، و عَبْدُ الرّحمن بن کَعْبٍ ،و کان عبدُ اللّه یُکْنَی أَبَا مُحَمَّد.
قُلْتُ :و أَبُوه ثَعْلَبَهُ بن صُعَیْرٍ کان شاعِراً،و هو الذی رَوَی
ص:48
عنه الزُّهْرِیّ ، الصّحابِیّینَ ،و هم الأَرْبَعه المذکورُون، و حیثُ عرفْتَ أَن کُلَّهُم من بَنِی عُذْرَهَ علی الصَّحِیح، و جَدُّهم وَاحدٌ،کان علی المصنّف أَن یقولَ :و ابنُ کاهِلٍ من عُذْرَه،مِنْهُم فلانٌ و فلانٌ ،لیکونَ أَتَمَّ فی السِّیاق و الفَائِدَه،کما لا یَخْفَی،فَتأَمَّل.
و الحَزِیزُ ،کَأَمِیرٍ: المَکَانُ الغَلِیظُ المُنْقادُ ،و قیل هو المَوْضِع الذی کَثُرَت حِجَارَتُه و غَلُظَت کأَنَّهَا السَّکَاکِینُ .
و قال ابنُ دُرید: الحَزِیزُ :غَلْظٌ من الأَرْضِ .فلم یَزِدْ علی ذلک.و قال ابنُ شُمَیْل: الحَزِیزُ :ما غَلُظَ و صَلُبَ من جَلَدِ الأَرْضِ مع إِشْرافٍ قَلِیلٍ .و
1- فی حَدِیث مُطَرِّفٍ : «لَقِیتُ عَلِیًّا بهذا الحَزِیز ». هو المُنْهبط من الأَرْضِ . ج: حُزّانٌ (1)بالضَّمِّ و الکَسْرِ. و منه قَصِیدُ کَعْبِ بن زُهَیْر:
تَرْمِی الغُیُوبَ بعَیْنَیْ مُفْرَدٍ لَهَقٍ
إِذا تَوَقَّدَتِ الحُزَّانُ و المِیلُ
و فی المُحْکَم:و الجَمْع أَحِزَّهٌ و حُزّانٌ و حِزّانٌ عن سِیبَوَیْه قال لَبِیدٌ:
بأَحِزَّهِ الثَّلَبُوتِ یَرْبَأْ فَوْقَهَا
قَفْرَ المَرَاقِب خَوْفَها آرامُهَا
و قال ابنُ الرِّقاع یَصِف ناقَهً :
نِعْمَ قُرْقُورُ المرُوراتِ إِذَا
غَرِقَ الحُزَّانُ فی آلِ السَّرَابِ
و قال زُهَیْرٌ:
تَهْوِی مَدافِعُهَا فی الحَزْن ناشزَهَ الْ
أَکْتَافِ نَکَّبَهَا الحُزّانُ و الأَکَمُ
و قد قَالُوا: حُزُزٌ ،بضَمَّتَیْن،فاحْتَمَلُوا التَّضْعِیف،قال کُثیّر عَزَّهَ :
و کَمْ قد جَاوَزَتْ نِقْضِی إِلَیْکُمْ
مِن الحُزُزِ الأَماعِزِ و البِرَاقِ
قالوا:و لیس فی القِفَاف (2)و لا فی الجِبَال حِزّانٌ ،إِنّمَاهی جَلَدُ الأَرْضِ ،و لا یکون الحَزِیزُ إِلاّ فی أَرْضٍ کثیرهِ الحَصْبَاءِ.
و الحَزِیزُ . ماءٌ عن یَسَارِ سَمِیرَاءَ للقاصِدِ مَکَّهَ حَرَسها اللّه تعالَی.
و الحَزِیزُ : ع بدِیَارِ کَلْبٍ ،یقال له حَزِیز الکَلْب، و الحَزِیزُ ، ع بدِیَارِ ضَبَّهَ (3). و الحَزِیز : ع بالبَصْرَهِ ،قال ابنُ شُمَیْل:إِذا جَلَسْت فی بَطْنِ المِرْبَد فما أَشْرَف من أَعْلاه حَزِیزٌ .
و الحَزِیزُ : ع بدِیار کَلْبِ بنِ وَبْرَهَ بالبَصْرَه یقال له حَزِیز الحوأَب (4)و هو غَیْر حَزِیز الکَلْب.
و الحَزِیزُ : ع بطَرِیق البَصْرَه.و الحَزِیزُ : ع لِمُحَارِبٍ .
و الحَزِیز : ع لِغَنِیّ بن أَعْصُر. و الحَزِیزُ : ع لِعُکْلٍ .
و الحَزِیزُ ماءٌ لِبَنِی أَسَدٍ ،یقال له حَزِیزُ صُفَیَّهَ .
و حَزِیزُ تَلْعَهَ ،و حَزِیزُ رامَهَ ،و حَزِیزُ غَوْلٍ :مَوَاضِعُ فی بلاد العرب فهی ثَلاثَهَ عَشَرَ مَوْضِعاً،ذکرَ منه الصاغانیّ ثلاثهً .و فاتَه حزیز (5)قریهٌ بالیَمَن،و إِلیها نُسِبَ یَزِیدُ بن مُسْلِم الجُرْتِیّ ،لکونه انْتَقل من جُرْتَ إِلَیْها،و هی أَیضاً قریهٌ بها،هکذا ضبطه الرُّشاطِیُّ ،و ضبطه السَّمَعانیّ بکسر الحاءِ،و الأَوّل الصّوابُ .
و الحَزْحَزَهُ :أَلَمٌ فی القَلْبِ من خَوْفٍ أَو وَجَع ،و الجمع حَزَاحِزُ ،قال الشَّمّاخ:
و صَدَّتْ صُدُوداً عن ذَرِیعَهِ عَثْلَبٍ
و لاِبْنَیْ عِیَاذٍ فی الصُدُورِ حَزَاحِزُ
و الحَزْحَزَهُ أَیضاً،من فِعْل الرَّئِیس فی الحَرْبِ عند تَعْبِیَهِ الصُّفُوف و هو تَقْدِیم بَعْضٍ و تَأْخِیر بَعْضٍ یُقَال:هُمْ فی حَزاحِزَ من امْرِهِم،قال أَبو کَبیرٍ الهُذلِیّ :
وَ تَبَوَّأَ الأَبْطَالُ بَعْدَ حَزَاحِزٍ
هَکْعَ النَّواحِزِ فی مُنَاخِ المَوْحِفِ
و الموْحِفُ :المَنْزِلُ (6)بعَیْنِه،و ذلک أَنّ البَعیر الذی به النُّحَاز یُترَک فی مُناخه لا یُثَارُ حَتّی یَبْرَأَ أَو یَمُوت.
ص:49
و التَّحزِیز :کَثرهُ الحَزِّ کأَسْنَانِ المِنْجَل،و ربمَا کان ذلک فی أَطْرَافِ الأَسْنَانِ ،یقال: فِی أَسْنَانِه تَحْزِیزٌ ،أَی أَشَرٌ، وَ قَدْ حَزَّزَهَا تَحْزِیزاً .
و التَّحَزُّزُ :التَّقَطُّعُ ،و یقال بَیْنَهُمَا شَرِکَهُ حِزَازٍ ،ککِتَاب، إِذا کان لا یَثِقُ کُلّ وَاحِدٍ منهما بصاحِبِه ،نقله الأَزْهَرِیّ عن مُبْتَکِر الأَعرابیّ (1).
و قال أَبو زیدٍ: فی المَثَل « حَزَّتْ حازَّهٌ مِن کُوعِهَا » یُضْرَبُ فی ،و نَصّ النوادر:عِنْدَ اشْتِغال القَوْمِ ،یقولُ :
القَوْمُ مَشْغُولون بأَمْرِهم (2)عن غَیْرِه ،أَی فالحَازَّهَ قد شَغَلَهَا ما هی فِیهِ عن غَیْرِهَا.
و حَوَازُّ القُلُوبِ ،بتشدید الزّای،ذکرَه شَمِر فی «ح و ز» ،و کان الأَوْلَی ذِکْرُه هنا،و سیأْتی الکلامُ علیه فی محلّه.
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
المَحَزُّ :مَوْضِعُ الحَزّ،أَی القَطْع،و منه قولُهُم:قَطَعَ فأَصَابَ المَحَزَّ .
و یقال رَدّ الوَتَرَ إِلی حَزِّهَا ،و هو فَرْضٌ فی رأْسِ القَوْسِ .
و الحُزَّهُ ،بالضَّمّ :القِطْعَه من کُلِّ شَیْ ءٍ،کالبِطِّیخِ و غَیْره،هکذا یَستعملُه أَهْلُ الشامّ .
و التَّحْزِیزُ :أَثَرُ الحَزِّ،قال المُتَنَخِّل الهُذَلِیّ :
إِنّ الْهَوَانَ فلا یَکْذِبْکُمَا أَحَدٌ
کأَنّه فی بَیَاضِ الجِلْدِ تَحْزِیزُ
و الحَزَاحِزُ :الحَرَکَاتُ .
و الحَزَّهُ ،بالفَتْح:الساعَهُ ،یقال:أَیّ حَزَّهٍ أَتَیْتَنِی قَضَیْتُ حَقَّکَ ،و أَنشَد أَبو عَمْرٍو لساعِدَهَ بن العَجْلان:
و رَمَیْتُ فَوْقَ مُلاَءَهٍ مَحْبُوکَهٍ
و أَبَنْتُ للأَشْهَادِ حَزَّهَ أَدَّعِی
أَی ساعَهَ أَدَّعِیو الحَزَّهُ :الحَالَهُ ،یقال:جِئتُ عَلَی حَزَّهٍ مُنْکَرَه،أَی حالَهٍ أَو ساعَهٍ .
و قال اللَّیْثُ بَعِیرٌ مَحْزُوزٌ :مَوْسُومٌ بسِمَهِ الحَزَّه ،و هو أَنْ یُحَزَّ فی العَضُد و الفَخِذِ بشَفْرَهٍ ثُمَّ یُفْتَلَ فتَبْقَی الحَزَّهُ کالثُّؤْلُولِ .
و الحَزّازُ ،ککَتّانٍ :وَجَعٌ فی القَلْب.
و تَحَزْحَزَ عن المَکَانِ :تَنَحَّی،مقلوبُ تَزَحْزَحَ .
و أَبو الحَزّاز کشَدّاد:کُنْیَه أَرْبَدَ الشاعرِ أَخِی لَبِیدِ بن رَبِیعَهَ الشاعِر لأُمّهِ الذی یقول فیه:
فَأَخی إِنْ شَرِبُوا من خَیْرِهمْ
و أَبُو الحَزّازِ من أَهْلِ مَلِکْ
و کسَحَابٍ بَدْرُ بنُ حَزَازٍ المازِنِیّ ،شاعرٌ مُعَاصِرٌ للنابِغَهِ الذُّبْیَانِیّ .
و أَسَدُ بن حَزَازٍ فی بَکْرِ بن هَوَازِنَ ،کما نقله الحَافِظُ .
و یُقَال:تَکَلَّمَ أَوْ أَشَارَ فَأَصَابَ المَحَزَّ .و هو مَجَازٌ،قاله الزمخشریّ .
حَفَزَهُ یَحْفِزه ،من حَدّ ضَرَب: دَفَعَهُ مِنْ خَلْفِه و حَفَزَهُ بالرُّمْحِ :طَعَنَهُ ،و منه الحَوْفَزَان ،کما سیأْتی.
و قال ابن دُرَیْدٍ (3): حَفَزَه عَنِ الأَمْرِ یَحْفِزُهُ حَفْزاً : أَعْجَلَهُ و أَزْعَجَه و حَثَّه،و منه
16- حدیثُ أَبی بَکرَهَ رضی اللّه عنه: «أَنّه دَبّ إِلی الصَّفِّ راکِعاً و قد حَفَزَهُ النَّفَسُ ». أَی أَعْجَلَه.
و حَفَزَ اللَّیْلُ النَّهَارَ حَفْزاً :حَثَّه عَلَیْه و ساقَهُ ،قال رُؤبه:
حَفْزَ اللَّیَالِی أَمَدَ التَّزْیِیفِ
و أَصْلُ الحَفْزِ :حَثُّکَ الشَّیْ ءَ مِن خَلْفِه سَوْقاً و غیرَ سَوْقٍ ، قال الأَعْشَی:
لَهَا فَخِذَانِ یَحْفِزَانِ مَحَالَهً
و دَأْیاً (4)کبُنْیَانِ الصُّوَی مُتَلاحِکَا
و حَفَزَ المَرْأَهَ :جامَعَها ،نقله الصّاغانیّ .
ص:50
و الحَوْفَزانُ ،فَوْعَلانٌ من الحَفْزِ،و هو لَقَبُ الحَارِثِ بن شَرِیکٍ الشَّیْبَانِیّ أَخی النُّعْمَان و مَطَر رَهْطِ مَعْنِ بن زائدهَ ، لُقِّبَ به لأَنَّ قَیْسَ بنَ عاصِمٍ المِنْقَرِیّ التَّمِیمِیّ الصحابیّ رَضِیَ اللّه تعالَی عَنْهُ حَفَزَهُ بالرُّمْح ،أَی طَعَنَه به حِینَ خافَ أَنْ یَفُوتَهُ فعَرِجَ من تِلْکَ الحَفْزَهِ فسُمِّیَ بتلک الحَفْزَهِ حَوْفَزَاناً ،حکاهُ ابن قُتَیْبَه،کذا فی المُحْکَم؛و فی التَّهْذِیبِ :هو لَقَبٌ لجَرَّارٍ من جَرّارِی العَرَبِ ،و کانت العربُ تقولُ للرَّجُل إِذا قادَ أَلْفاً:جَرّاراً.و قال الجَوهریُّ :
لُقّب بذلک لِأَنَّ بُسْطامَ بنَ قَیْسٍ طَعَنَهُ فأَعْجَلَه (1).و أَنشدَ ابنُ سِیدَه لِجَرِیرٍ یَفْتَخِر بذلک:
و نَحْنُ حَفَزْنَا الحَوْفَزَانَ بطَعْنَهٍ
سَقَتْه نَجِیعاً من دَمِ الجَوْفِ أَشْکَلاَ
قال الجَوْهریُّ ،و قولُهم:إِنّمَا حَفَزَه بِسْطَامُ بنُ قَیْس غَلَطٌ لأَنّه شَیْبَانِیٌّ فکیف یَفْتَخِر جَرِیرٌ به.قال ابنُ بَرِّیّ :لیس البَیْتُ لجَرِیرٍ و إِنّمَا هو لسَوّار بنِ حِبّانَ الْمِنْقَرِیّ ،قالَهُ یَوْمَ جَدُودَ.زاد الصاغانیّ :و فی النّقَائض أَنّه لِقَیْسِ بنِ عاصِمٍ ،و الصَّوَابُ أَنَّه لِسَوّار،و بَعْدَه:
و حُمْرَانَ قَسْراً أَنْزَلَتْه رِماحُنَا
فعَالَجَ غُلاًّ فی ذِرَاعَیْه مُثْقَلاَ (2)
و قال ابنُ بَرِّیّ :و قال الأَهْتَمُ بنُ سُمَیٍّ الْمِنْقَرِیّ أَیضاً:
و نَحْنُ حَفَزْنَا الحَوْفَزانَ بطَعْنَهٍ
سَقَتْه نَجِیعاً من دَمِ الجَوفِ آنِیَا
و الحَفَزُ بالتَّحْرِیک:الأَمَدُ و الأَجَلُ ،فی لُغَه بنی سَعْد، قال ابنُ الأَعْرابیّ :یُقَال:جَعَلْتُ بَیْنِی و بَیْنَ فُلانٍ حَفَزاً ، أَی أَمَداً،قال:
و اللّهِ أَفْعَلُ ما أَرَدْتُمْ طائعاً
أَوْ تَضْرِبُوا حَفَزاً لِعَامٍ قابِلِ
و احْتَفَزَ :اسْتَوْفَز ،و منه
14- حَدِیثُ أَنَسٍ : «أَنَّ رسول اللّه صلّی اللّه علیه و سلم أُتِیَ بتَمْرٍ فجَعَلَ یَقْسِمُه و هو مُحْتَفِزٌ ». أَی مُسْتَعْجِلمُسْتَوْفِزٌ،یرید القِیَامَ غَیْرَ مُتَمَکِّنٍ من الأَرْض.یقال:رَأَیْتُهُ مُحْتَفِزاً ،أَی مُسْتَوْفِزاً، کتَحَفَّزَ ،و منه حَدِیثُ الأَحْنَف:
«کان یُوَسِّعُ لِمَنْ أَتاهُ ،فإِذا لم یَجِدْ مُتَّسَعاً تَحَفَّزَ له تَحَفُّزاً ».
و احْتَفَزَ فی مِشْیَتِه:احْتَثَّ و اجْتَهَدَ ،عن ابن الأَعرابیّ ، و أَنشد:
مُجَنّبٌ مِثْلُ تَیْسِ الرَّبْلِ مُحْتَفِزٌ
بالقُصْرَیَیْنِ علی أَوَلاهُ مَصْبُوبُ (3)
مُحْتَفِزٌ ،أَی مُجْتَهِدٌ فی مَدِّ یَدَیْه.
و احْتَفَزَ : تَضَامَّ فی سُجُودِه و جُلُوسِه ،و منه
1- حدیث علیّ رَضِی اللّه عنه: «إِذا صَلَّی الرَّجُلُ فَلْیُخَوِّ،و إِذا صَلَّتِ المَرْأَهُ فَلْتَحْتَفِزْ ». أَی تَتَضامَّ إِذا جَلَسَتْ و تَجْتَمِع إِذا سَجَدَت و لا تُخَوِّی کما یُخَوِّی الرجُلَ »و
17- قال مُجَاهِدٌ: ذُکِر القَدَرُ عند ابْنِ عَبّاسِ رَضِیَ اللّه عنهما فاحْتَفَزَ و قال:لَوْ رَأَیْتُ أَحَدَهُم لَعَضَضْتُ بأَنْفِه». أَی اسْتَوَی جالساً علی وَرِکَیْه ،هکذا فَسَّره النَّضْر،و قال ابنُ الأَثِیر:قَلِقَ و شَخَصَ ضَجَراً؛و قیل:
اسْتَوَی جالساً علی رُکْبَتَیْه کأَنّه یَنْهَضُ .و قال غیرُه:الرجُلُ یَحْتَفِزُ فی جُلُوسِه یُرِیدُ القِیَامَ و البَطْشَ بشَیْ ءٍ.
و حَافَزَهُ مُحافَزَهً : جاثاهُ ،قال الشَّمّاخُ :
و لَمَّا رَأَی الإِظْلامَ بادَرَهُ بِهَا
کَمَا بَادَرَ الخَصْمَ اللَّجُوجَ المُحَافِزُ (4)
و قال الأَصمعیّ ،معنَی حافَزَهُ : دَانَاهُ و الحَوْفَزَی :لُعْبَهٌ ،و هی أَنْ تُلْقِیَ الصَّبِیَّ علی أَطْرَافِ رِجْلَیْکَ فتَرْفَعَهُ ،و قد حَوْفَزَ ،نقله الصّاغانیّ .
و الحافِزُ :حَیْثُ یَنْثَنِی من الشِّدْق ،نقله الصّاغانیّ .
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
رجُلٌ مُحْفَزٌ : حافِزٌ ،و أَنشد ابنُ الأَعْرابیّ :
و مُحْفِزَه الحِزَامِ بمرْفَقَیْهَا
کشَاهِ الرَّبْلِ أَفْلَتَتِ الکِلاَبَا (5)
ص:51
مُفْعِلَهٌ من الحَفْزِ و هو الدَّفْع.
و قَوْسٌ حَفُوزٌ :شَدیدهُ الحَفْزِ و الدَّفْعِ للسَّهْم،عن أَبی حَنِیفَه،و قَوْلُ الراجِز:
تُرِیحُ بعْدَ النَّفَسِ المَحْفُوزِ (1)
یُرِیدُ النَّفَس الشَّدِید المُتَتَابع کأَنَّه یُحْفَزُ أَی یُدْفَعُ من سِیَاق.و قال العُکْلِیُّ :رأَیتُ فُلاناً مَحْفُوزَ النَّفَسِ ،إِذا اشْتَدَّ بِه.و
16- فی حَدِیث أَنَسٍ : «من أَشْراطِ السَّاعهِ حَفْزُ المَوْتِ .
قیل:و ما حَفْزُ المَوْت ؟قال:مَوْتُ الفَجْأَهِ . و قال بعضُ الکِلابِیِّین: الحَفْزُ :تَقَارُبُ النَّفَس فی الصَّدْرِ (2).
و الحَوْفزانُ .نَبتٌ ،نقله الصاغانیّ .
و قال شُجَاعٌ الأَعرابیّ : حَفَزُوا عَلَیْنَا الخَیْلَ و الرِّکابَ ،إِذا صَبُّوها.
الحَاقزَهُ ،أَهمله الجوْهریّ و صاحبُ اللّسان، و قال الصّاغَانیّ :هی الَّتی تَحْقِزُ برِجْلِهَا،أَی تَرْمَحُ بِهَا، کأَنَّهُ مقْلوبُ القَاحِزَهِ ،کما سیَأْتی،هکذا صرّح بِه،وَ لَمْ یَذْکُرْه غَیْرُه.
حَلَزَ الأَدِیمَ و العُودَ:قَشَرَهُما ،نقَلَه الصّاغَانیّ .
و الحِلِّزُ ،کجِلَّق:السَّیِّئُ الخُلُقِ .و الحِلِّزُ : البَخیلُ ، و هی بَهاءٍ. و الحِلِّزُ : القَصیرُ ،و هی الحِلِّزَهُ .
و الحِلِّزُ : نَبَاتٌ ،و قیل:هو ضَرْب من الحُبُوب،یُزرَع بالشّام،و قیل:هو ضَرْبٌ من الشَّجَر قِصَارٌ،عن السّیرافیّ .
و الحِلِّزُ : البُومُ ،و الحِلِّزَه ، بالهاءِ،لأَنْثَی الکُلِّ .
و الحِلِّزَهُ دُوَیْبَهٌ معروفهٌ ،قاله ابن دُرید.
و الحارِثُ بن حِلِّزَهَ الیَشْکُرِیّ ،من بنی کنَانَهَ بن یَشْکُرَ بن بَکْرِ بن وَائِل، شاعرٌ.
قال الجوْهریّ :رجُلٌ حلِّزٌ :بَخیل،و امرأَهٌ حِلِّزَهٌ :بَخِیلَهٌ ، و به سُمِّیَ الحارِثُ بنُ حِلِّزَهَ .و قال الأَزهریّ :قال قُطْرُبٌ :
الحلِّزَهُ :ضَرْبٌ من النَّبَات،و به سُمِّیَ الحارثُ بنُ حلِّزَهَ .قال الأَزهریُّ :و قُطْرُبٌ لیس من الثِّقَاتِ ،و له فی اشتقاق الأَسْمَاءِ حُرُوفٌ مُنْکَرَه.
و قَلْبٌ حالِزٌ :ضَیِّقٌ ،علی النَّسَبِ ، و کبِدٌ حَلِزَهٌ ،کفَرِحَهٍ ، و کذا حِلِّزَهٌ ،بتشدید اللاَّم المکْسُوره: قَرِحَهٌ .
و تَحَلَّزَ الشیءُ:بَقِیَ . نقلَه الصاغانیّ .
و تَحلَّزَ القَلْبُ عند الحُزْن: تَوَجَّعَ ،و هو کالاعْتِصار فیه.
و تَحَلَّزَ الرجُلُ للأَمْرِ ،إِذا تَشَمَّرَ له،و کذلک تَهَلَّزَ،قال الرَّاجز:
یَرْفَعْنَ للحادی إِذا تَحَلَّزَا
هَاماً إِذا هَزَزْتَه تَهَزْهَزَا (3)
و فی نوادِر الأَعراب: احْتَلَزَ منه حَقَّهُ :أَخَذَهُ ،و مثله:
اخْتَلَجَ (4)منه.
و تَحَالَزْنا بالکَلام:قال لِی و قُلْتُ لَهُ ،و مثله تَحَالَجْنَا بالکَلام.
و الحَلَزُونُ ،مُحَرَّکهً :دَابَّهٌ تکونُ فی الرِّمْثِ (5)،نقله الأَصمعیّ ،و جاءَ به فی باب فَعَلُول،و ذکرَ معه الزَّرَجُونَ و القَرَقُوس،فإِنْ کانت النُّونُ أَصْلِیّه فالحرفُ رُبَاعِیّ ، و مَوْضِع ذکْره حرف النُّون،کما فَعَلَه الجوهریّ ،و إِن کانت زائدهً فالحَرْفُ ثُلاثِیّ ،و هذا مَوْضِعُ ذِکْره،کما فَعَلَه الأَزْهَرِیّ . أَو الحَلَزُونُ مِنْ جِنْسِ الأَصْدَافِ ،و هذا قَوْلُ الأَطِبّاءِ.
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
رَجُلٌ حالِزٌ ،أَی وَجِعٌ .
و حِلِّزَهُ امرأَهٌ .
و الحَلَزُونُ :مَوْضِعٌ .
الحَلْجَزُ ،کجَعْفرٍ،أَهملهُ الجَماعهُ ،و هو اللَّئِیمُ البَخِیلُ السَّیِّئ الخُلُقِ ،مقلوبُ الجَلْحَز بتقدیم الجِیم،و قد تقدّم عن ابن دُرید،و ذکَرنا کلامَ الأَزهریّ و إِنکاره و استِغْرابَه.و أَمّا بتقدیمِ الحاءِ علی الجیم فلمْ
ص:52
یَذْکُرْه أَحدٌ من الأَئمّه،إِلا أَن یکُون تَصَحَّف علی بعضهم، فلیُنْظر.
الحَمْزُ ،کالضَّرْب:حَرَافَهُ الشَّیْ ءِ و شِبْه اللَّذْعَهِ فیه،کطَعْمِ الخَرْدل.و
17- قال أَبو حاتم: تغدَّی أَعْرَابِیٌّ مع قَوْمٍ فاعْتمدَ علی الخَرْدَل،فقالُوا:ما یُعْجبُک منه ؟فقال:
حمْزُه و حَرَافَتُه (1). نقله الأَزهریّ .
و من المَجَاز: الحَمْزُ : التَّحْدِیدُ ،فی لُغه هُذیْل،یُقالُ :
حَمَزَ حَدِیدته،إِذا حدَّدها،و قد جاءَ ذلک فی أَشْعارِهم.
و الحَمْزُ : القَبْضُ : حَمَزه یَحْمِزُه :قبَضَه و ضَمَّهُ .
و حَمَزَ الشَّرَابُ اللِّسانَ یَحْمِزُه :لَذَعَه من حَرَافَته.
و الحَمَازهُ ،کسَحَابَه: الشِّدَّهُ و الصَّلابَهُ ، و قد حَمُزَ ، ککَرُم،فهو حَمِیزُ الفُؤَادِ و حامِزُه ،أَی صُلْبُ الفُؤادِ، و یُقال: حامِزٌ و حَمِیزٌ : نَزٌّ خَفیفُ الفُؤادِ شَدِیدٌ ذکِیٌّ ظرِیفٌ .
و أَحْمَزُ الأَعْمالِ :أَمْتنُهَا و أَقْواها و أَشَدُّها،و قیل:أَمَضُّها و أَشَقُّها،و هو من
14- حدِیث ابن عبّاس رَضی اللّه عنْهما: «سُئِل رَسُولُ اللّه صلّی اللّه علیه و سلم،أَیّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ ،فقال: أَحْمَزُهَا ». و هو مَجاز.
و رُمَّانَهٌ حامِزهٌ :فیها حُمُوضهٌ کذا قاله الصاغانیّ ،و فی الأَساس:مُزَّهٌ .
وَ حبِیبُ بنُ حِمَازٍ ،ککِتابِ ،الحِمَازیّ ، تابِعِیٌّ ،رَوی عن أَبی ذَرٍّ و عَلِیّ ،رضی اللّه عنهما،و عَنْهُ سِماکُ بنُ حَرْبٍ وَ غیْرُه.
و عَمْرُو بنُ زَالِفِ بنِ عَوْف بنِ حِمَازٍ الصَّدَفیّ مِمَّنْ شّهِدَ فَتْح مِصْر ،ذکره ابنُ یُونُس، و یُقال:هو ابنُ حِمَارٍ، بالرّاءِ ، کما نقَله الصاغانیّ .
و الحَمْزهُ :الأَسَدُ ،لِشِدَّته و صَلاَبَته.
و الحَمْزهُ : بَقْلهٌ حِرِّیفهٌ ،و بها کُنِیَ أَنَسٌ ،
14- قال أَنسٌ :
کَنّانِی رسولُ اللّه صلّی اللّه علیه و سلم بِبَقْلهٍ کُنْتُ أَجْتِنیها» (2). و کان یُکْنَی أَبا حَمْزَه »؛و البَقلهُ التی جَنَاها أَنسٌ کان فی طَعْمِهَا لَذْعٌ لِلِّسان (3)فسُمِّیت البقْلهُ حَمْزهً ،بفِعْلِها،و کُنیَ أَنسٌ أَبا حَمْزه لجَنْیِه إِیّاها،قاله الجوهریّ .
و یقال: إِنَّهُ لحَمُوزٌ ،کصَوُرٍ، لِما حَمَزَهُ ،أَی ضابِطٌ لما ضَمَّه. و مُحْتمِلٌ له، و مِنْهُ اشْتِقاقُ حَمْزَه .أَو من الحَمَازهِ بمعنَی الشِّدَّهِ ،أَو مأْخوذ من الحَمْزه و هی البقْله الحِرّیفه،أَو غیر ذلک.
و حِمِّزَانُ ،کصِلِّیَانَ (4): ه بنَجْرَانِ الیمنِ ،نقَله الصاغانیّ ، و هکذا فی مُخْتصر البُلْدَان.
و رَجُلٌ مَحْمُوزُ البَنَان،شَدِیدُه ،قال أَبو خِرَاش:
أُقَیْدِرُ مَحْمُوزُ البنَانِ ضَئِیلُ
هَکذا أَنشدُوه.قلتُ :و الذی قَرَأْتُ فی أَشْعَارِ الهُذلِیّین لأَبِی خرَاشٍ :
مُنِیباً و قدْ أَمْسَی تَقدَّمَ وِرْدَهَا
أُقیْدِرُ مَحْمُوزُ القِطَاعِ نَذِیلُ (5)
قال السُکَّرِیُّ : مَحْمُوز القِطاعِ ،أَی شدِیدُ القِطَاع، و نَذِیلُ :نَذْلُ الهَیْئَه.و قال الأَخْفشُ :القِطَاعُ :النِّصَالُ ، و مَحْمُوزُها:صُلْبُها مُحدَّدُها،قال:و منه اشْتُقَّ حَمْزهُ .
و حامِزٌ :ع ،هکذا نقَله المصنِّف،و لعلَّه بالراءِ،و قد تَقدَّم فی مَوْضِعه.
*و ممّا یُسْتدْرک علیه:
حَمَزَ اللَّبَنُ یَحْمِزُ حَمْزاً :حمُض،و هو دُون الحازِرِ (6)، و الاسمُ الحمْزه .
قال الفَرَّاءُ:اشْرَبْ من نَبیذِک فإِنَّهُ حَمُوزٌ لما تَجدُ،أَی یَهْضِمُه.
و الحامزُ :الحَامِضُ الَّذِی یَلْذَعُ اللِّسَان وَ یقْرُصُه.
و الحَمَازهُ ،بالفتْح:اللَّذْعُ و الحِدَّهُ ،و منه
16- حدیث (7): «أَنَّهُ
ص:53
شَربَ شراباً فیه حَمَازهٌ ». و حَمَزَت الکَلِمهُ فُؤادَهُ :قَبَضَتْه:
و أَوْجَعتْهُ ،و هو مَجازٌ.و فی التَّهْذِیب: حَمَزَ اللَّوْمُ فُؤادَهُ [و قلبه] (1)،و قال اللِّحْیانِیّ :کَلَّمْتُ فُلاناً بکَلِمَه حَمَزَت فُؤَادَهُ .
و رجُلٌ حامِزُ الفُؤادِ:مُتقبِّضُه.
و الحامِزُ و الحَمِیزُ :الشَّدِیدُ الذَّکِیُّ .
و فُلانٌ أَحْمزُ أَمْراً من فُلانٍ ،أَی أَشدُّ.و قال ابنُ السَکِّیت،أَی مُنَقَبِّضُ الأَمْر مُشَمِّرُه،و منهُ اشْتُقَّ حَمْزَهُ .
و هَمُّ حَامِزٌ :شَدِیدٌ.قال الشَّمّاخ:
و فی الصدْرِ،حَزَّازٌ من الهَمِّ حَامِزُ (2)
و فی التَّهْذِیبِ ،من اللَّوْم حامزُ ،أَی عاصِرٌ.و قیل:
مُمِضٌّ مُحْرِقٌ .
و حَمِیزهُ کسَفِینه:فرَسُ شَیْطان بن مُدْلِج،أَحدِ بنی تَغْلِب و لها یقُول:
أَتتْنِی بها تَسری حَمِیزهُ مَوْهِناً
کَمَسْرَی الدُّهَیْمِ أَو حَمِیزَهُ أَشْأَمُ (3)
کذا فی کتاب الخیل لابن الکلبیّ .
و حَمْزهُ ،و قیل: حَمْزَی ،من بِلاَد،المَغْربِ ،هکذا نقله الصاغانیّ .قلت:و هذا البَلدُ یقال له حَمْزهُ آشِیر،کما أَفاد ابنُ خلِّکان،و انتسب إِلیه عبدُ الملِک بن عبد اللّه بن داوُودَ المَغْرِبِیّ الحَمْزیّ الفقیه،نزیلُ بغْداد،عن أَبی نَصْرٍ الزَّیْنَبیّ ،و عنْه ابنُ عَسَاکِر،مات سنه 527.
و أَمّا أَبو بَکْر أَحمدُ بنُ محمّد بن إِسماعیل الأَدَمِیّ المُقْرِئُ الحَمْزیّ فإِنّه منسوبٌ إِلی إِتْقانِ حرْفِ حمْزهَ فی القِرَاءَاتِ ،روی عنه أَبو الفَتْح یُوسُفُ القَوّاس.
و الحَمْزِیَّه :طائفهٌ من الخَوَارِج.
و الحَمْزیُّون :بَطَن من بنی الحَسن السِّبْط بالیَمن،و همبَنُو حَمْزه بن الحسَن بن عبد الرَّحْمن بنِ یحْیی بن عبدِ اللّه بن الحُسَیْن بن القاسمِ بن طَبَاطَبَا الحَسنیّ ،و یُدْعَی بالنَّفْسِ الزَّکِیَّه،و حَفِیدُه حَمْزهُ بنُ عَلی بن حَمْزهَ المُلَقَّبُ بالمُنْتَجَبِ العالِم،و هو الثانی أَحدُ أَئمّه الزَّیْدِیَّه،و حفِیدُه هذا حَمْزَهُ بنُ سُلَیْمَانَ بنِ حمْزَهَ بن عَلِیٍّ ،و هو الثّالِثُ ، و یُدْعی بالتَّقِیّ و الجَوَادِ؛و وَلدُه عبدُ اللّه بن حمْزهَ ،من کِبَار أَئِمَّهِ الیمَنِ و عُلَمائهم،و یُلَقَّب بالمنْصُورِ باللّهِ ،و أَعْقَبَ عن عشْره،کما أَوْدَعْنَا تَفصیل ذلک فی المُشْجَّرَات.
و ممّا اسْتَدْرک ابنُ منْظُورٍ هنا:
الحِنْزُ ،بالکَسْرِ:القَلِیلُ من العطَاءِ.
و هذا حِنْزُ هذا،أَی مِثْلُه قال:و المعْرُوف:حِتْن.
الحَوْزُ :الجَمْعُ و ضَمُّ الشَّیْ ءِ ،و کُلُّ مَنْ ضَمَّ شَیْئاً إِلی نَفْسِه من مالٍ أَو غیرِ ذلک فقد حازَهُ حَوْزاً ، کالحِیَازَه ،بالکَسْر، و الاحْتِیازِ . و یُقالُ : حازَ المَالَ ،إِذا احْتَازَهُ لِنَفْسِه،و علَیْکَ بحِیَازَه المالِ ،و حازَه إِلَیْه و احْتَازَهُ .
و الحَوْزُ : السَّوْقُ اللَّیِّنُ ،کالحَیْزِ،و قد حازَ الإِبِلَ یَحُوزُها و یَحِیزُها و حَوَّزَها :ساقها سَوْقاً رُوَیداً؛ و قِیلَ : الحَوْزُ :
السَّوْقُ الشَّدیدُ یُقَال: حُزْها (4)أَی سُقْها سَوْقاً شَدِیداً، ضدٌّ (5).
و الحَوْزُ : الموْضِعُ یَحُوزُه الرجُلُ تُتَّخَذُ حَوَالَیْه مُسَنّاهٌ ، و الجمْعُ الأَحْوَازُ .
و قال أَبو عَمْرو: الحَوْزُ : المِلْکُ ،یُقَال: حازَهُ یحُوزُه ، إِذا مَلَکَهُ و قَبَضَه واسْتَبدَّ به.
و قال ابن سِیدَه: الحَوْزُ : النِّکَاحُ ، حازَ المرْأَهَ حَوْزاً ،إِذا نَکَحَها،قال الشاعر:
تَقُولُ (6)لَمَّا حَازَهَا حَوْزَ المَطِی
أَی جامَعَها،و نَسَبه الصاغانیّ إِلی اللَّیْث.قلتُ و فی الأَساس،من المَجَاز:و یُقَال لمَن نَکَحَ امْرأَهً قد حازَها .
و الحَوْزُ : الإِغْرَاقُ فی نَزْعِ القَوْس ،نقله الصّاغَانیّ .
ص:54
و الحَوْزُ : مَحَلَّهٌ بأَعْلَی بَعقُوبَا منهَا عبدُ الحَقّ بنُ مَحْمُود بن الفرّاش ،الفقیهُ الزّاهِد البَعْقُوبیّ الحَوْزِیّ ،سَمِعَ أَبا الفَتْح بنَ شاتِیل.
و الحَوْزُ ، ه،بوَاسِطَ فی شَرْقیِّها یقال لها حَوْزُ بَرْقهَ ، منها خَمِیسُ بنُ علِیّ الحَوْزِیّ شَیْخُ أَبی طاهرٍ السِّلَفِیّ الأَصْبهانِیّ .و منها أَیضاً أَبو طاهِرٍ بَرَکَهُ بنُ حَسّان الحَوْزِیُّ ، سَمِعَ الحَسَنَ بنَ أَحمدَ الغُنْدُجانیّ (1)،و کذا عَلیّ بن محمّد ابن علیّ الحَوْزِی کاتِبُ الوَقْف،حَدّثَ عنه أَبو عَبْد اللّه محمّد بن الجُلاّبِیّ .و أَبو جَعْفَر عبدُ اللّه بن بَرَکَهَ الحَوْزیّ ، عن أَحْمَد بن عُبَیْد اللّه الآمِدیّ ،و عنه ابن الدَّبیثِیّ .و عبد الواحِد بن أَحْمد الحَوْزِیّ الحمّامیّ ،حدَّثَ عن أَبی السَّعادات المُبارَک بن نَغُوبَا،و عنه محمّد بن أَحْمد بن حَسن الوَاسِطیّ .
و الحَوْزُ : ه،بالکُوفَه،منها الحَسَنُ بنُ علیّ بن زَیْد بنِ الهَیْثَمِ الحَوْزِیّ ،عن محمّد بن الحُسیْن النّحّاس؛و ابنُه یَحْیَی حَدَّثَ أَیضاً.
و الحوْزَهُ ، بهاءٍ:النَّاحیَهُ ،یقال:فُلانٌ مانِعٌ لحَوْزَتِهِ (2)، لِمَا فی حَیِّزه.و الحَوْزَهُ فَعْلَهٌ منه،سُمِّیَت بها النَّاحِیَهُ ،و فی الحدیث:«فحَمَی حَوْزَهَ الإِسْلامِ ».أَی حُدُودَه و نَوَاحِیَه، و هو مَجَاز.
و الحَوْزَهُ : بَیْضهُ المُلْکِ .
و الحَوْزَهُ : عِنَبٌ لیس بعظِیمِ الحَبِّ ،نقله الصاغانیّ .
و الحَوْزَهُ : فَرْجُ المَرْأَهِ ،و قالتْ امرأَهٌ :
فَظَلْتُ أَحْثِی التُّرْبَ فی وَجْهِهِ
عَنِّی و أَحْمِی حَوْزَهَ حَوْزَهَ الغَائِبِ
قال الأَزهریّ ،قال المُنْذِرِیّ :یُقَال:حَمی حَوْزَاتِه ، و أَنشد:
لَها سلَفٌ یَعُوذُ بکُلِّ رِیعٍ
حَمَی الحوْزاتِ و اشْتَهَرَ الإِفَالاَ
قال:السَّلَفُ :الفَحْلُ ،حَمَی حَوْزَاتِه ،أَی لا یَدْنُو فَحْلٌ سِواهُ منها،و أَنشد الفَرَّاءُ:
حَمَی حَوْازَتِه فَتُرِکْنَ قَفْراً
و أَحْمَی ما یلِیهِ من الإِجَامِ
أَراد بحوْزاتِه نَوَاحِیَه من المَرْعَی.قال صاحبُ اللّسان:
إِنْ کان للأَزْهَریّ دَلِیلٌ غیرُ شِعْر المرأَهِ فی قوْلها:و أَحْمِی حَوْزَهَ الغائبِ ،علی أَنّ حَوْزَهَ المَرْأَهِ فَرْجُهَا سُمع، و اسْتِدْلالُه بهذا البیت فیه نَظرٌ،لأَنّها لو قالتْ :و أَحْمِی حَوْزتِی للغائِبِ ،صَحَّ له الاسْتِدْلالُ ،و لکنّها قالت:و أَحْمِی حَوْزَهَ الغائبِ ،و هذا القَوْلُ منها لا یُعْطِی حَصْرَ المَعْنی فی أَنّ الحوْزهَ فَرْجُ المَرْأَهِ ،لأَنّ کلّ عُضْوٍ للإِنْسان قد جعله اللّه تعالی فی حَوْزِه ،و جَمیعُ أَعْضاءِ المَرْأَهِ و الرجلِ حوْزُه ، وَ فَرْجُ المَرْأَهِ أَیضاً فی حَوْزِهَا ما دامَتْ أَیِّماً لا یَحُوزُه أَحدٌ إِلاّ إِذا نُکِحَتْ بِرِضاها،فإِذا نُکحَتْ صارَ فَرْجُها فی حَوْزهِ زَوْجِهَا،فقولها:و أَحْمِی حَوْزَهَ الغائبِ ،معناه أَنّ فَرجَها ممّا حازهُ زوْجُهَا فَمَلَکه بعُقْدَهِ نِکاحِها،و استحَقّ التَّمتّعَ به دُونَ غیْره،فهو إِذاً حَوْزَتُه بهذه الطَّریقِ لا حَوْزَتُهَا بالعَلمِیَّه.و ما أَشْبَه هذا بوَهمِ الجَوْهَرِیّ فی اسْتِدْلاله ببَیْتِ عبْدِ اللّه بن عُمَر فی محَبّته لابْنه سالم بقوله:
و جِلْدَهُ بیْنَ العَیْنِ و الأَنْفِ سالِمُ (3)
علی أَنَّ الجِلْده الّتی بین العَیْنِ و الأَنْفِ یُقال لها سالِمٌ ، و إِنَّمَا قصدَ عبدُ اللّه قُرْبَهُ منه و مَحَلَّه عندَه،و کذلک هذه المَرأَهُ جَعلتْ فَرجَها حَوْزَهَ زَوْجِها فحَمَتْه له من غَیْرِه،لا أَنّ اسْمَه حوْزهٌ ،فالفرجُ لا یَختصّ بهذا الاسْمِ دُون أَعْضائِها، و هذا الغائبُ بعَیْنِه لا یَخْتصّ بهذا الاسْمِ دُون أَعْضائِها، و هذا الغائبُ بعَیْنِه لا یَخْتصّ بهذا الاسْم دون غیْرِهِ مِمَّنْ یَتَزَوَّجُها،إِذْ لو طَلَّقهَا هذا الغائبُ و تَزوَّجها غَیرُه بعدهُ صار هذا الفَرجُ بعَیْنِه حَوْزَهً للزَّوج الأَخِیر،و ارْتفع عنه هذا الاسمُ للزَّوْج الأَوّلِ .و اللّه أَعْلم.
و الحَوْزُ (4) الطَّبیعهُ من خیْر أَو شَرٍّ.
و حَوْزَهُ : وَادٍ بالحِجازِ کانَتْ عنده وَقْعهٌ لعَمْرو بن مَعْدِ یکَربَ مع بنی سُلَیْمٍ ،قال صَخْرُ بن عَمْرٍو:
قَتلْتُ الخَالِدیْن بها و عَمْراً
و بِشْراً یَوْمَ حَوْزَهَ و ابْنَ بِشْرِ
ص:55
و أَوَّلُ لَیْلَهِ تَوَجُّهِ الإِبِل إِلی الماءِ إِذا کانَتْ بَعیدهً تُسمَّی لَیْلَه الحَوْزِ ،لأَنّه یُرْفَقُ بها تلک اللَّیْلَهَ فیُسَار بها رُوَیْداً.
و الطَّلَقُ (1)أَن یُخْلِیَ وُجُوهَ الإِبل إِلی المَاءِ و یَتْرُکَها فی ذلک تَرْعَی لَیْلَتَئذٍ فیه لَیْلَه الطَّلَقِ .و أَنشد ابن السِّکّیت:
قد غَرَّ زیْداً حَوْزُه و طَلَقُه
قلتُ :و هو لبَشیر بن النِّکْث الکلبیّ (2)و آخره:
من امْریءٍ وفَّقَه موَفِّقُهْ
یقولُ :غَرَّه حَوْزُه فلم یَسْق و لم یَکُنْ مثْلَ امْریءٍ وَفَّقَه موَّفِّقُه فهَیَّأَ آلهَ الشُّرْب.نقله الصاغانیّ .
و یقَال للرَّجل إِذا تَحَبَّسَ فی الأَمْر:دَعْنِی من حَوْزِک و طَلَقِک.و یقَالُ :طَوَّلَ علینا فلانٌ بالحَوْز و الطَّلَقِ ،و الطَّلَقُ قَبْلَ القَرَب، وَ قَدْ حَوَّزَ الإِبلَ تَحْویزاً ساقَهَا إِلی الماءِ،قال:
حَوَّزَها منْ بُرَقِ الغَمیمِ
أَهْدَأُ یَمْشِی مِشْیَهَ الظَّلیمِ
بالحَوْزِ و الرِّفْقِ و بالطَّمِیمِ
و کذلک حازَهَا ،کما فی الأَساس.
و المحاوَزَهُ :المُخَالَطَهُ .و المُحَاوَزَهُ : الوَطْ ءُ نقله الصاغانیّ .
و الأَحْوَزِیّ . هو الأَحْوَذِیُّ ،بالذّال المُعْجَمَه،و هو الجادُّ فی أَمْره.و
17- قالت عائشهُ فی عُمَرَ رَضیَ اللّه عَنْهُمَا: «کانَ و اللّهِ أَحْوَزِیًّا نَسیجَ وَحْدِه». و کان أَبو عَمْرٍو یقول:
الأَحْوَزِیُّ :الخَفیفُ ،و رَواه بعضُهم بالذال،و المعنَی وَاحدٌ،و هو السابقُ الخَفیف، کالأَحْوَزِ ،و هو المُنْحَازُ فی نَاحیَهٍ الجادُّ فی أُموره،قاله الصاغانیّ .
و الأَحْوَزِیُّ : الأَسْوَدُ.
و الأَحْوَزِیّ : الحَسَنُ السِّیاقَه للْأُمورِ،و فیه بَعْضُ النِّفَار، قالَه ابنُ الأَثیر فی تفسیر قَوْل عائشهَ رضی اللّه عنها،و قال الزَّمخْشَریّ :و هو مَجازٌ، کالحُوزِیّ ،بالضَّمِّ ،قال العَجّاج یَصف ثَوْراً و کِلاباً:
یَحُوزُهُنَّ و لهَ حُوزِیُّ
کما یَحُوزُ الفِئَهَ الکَمِیُّ (3)
و کان أَبو عُبَیْدَه.یَرِوی رَجزَ العجَاج:حُوذِیّ ،بالذّال، و المَعْنَی وَاحدٌ،یَعْنِی به الثَّورَ أَنَّه یَطْرُدُ الکِلابَ و له طارِدٌ من (4)نَفْسه یَطْرُدُه من نَشَاطِه و حَدِّه.و قال غیرُه: الحُوزِیُّ :
الجادُّ فی أَمْره،کالأَحْوَزِیّ ، أَو الحُوزِیُّ ،المُتَنَزِّه فی المَحل الذی یَحْتَمِل وَحْدَه و یَنْزلُ وَحْدَهُ و لا یُخَالِطُ البیوتَ بنَفْسه و لا مالِه،و فی قول الطِّرِمَّاح (5):
یَطُفْنَ بحُوزِیِّ المَرَاتِع لم تَرُعْ
بَوَادِیه منْ قَرْعِ القِسِیِّ الکَنَائنِ
الحُوزِیُّ هو المُتَوحِّدُ و هو الفَحْلُ منها،و هو منْ حُزْتُ الشیءَ،إِذا جَمعْتَه أَو نَحَّیْته.
و الحُوزِیُّ : رجُلٌ رَأْیُه وَ عَقْلُه مُدَّخَرٌ ،و فی اللّسَان:
مَذْخُورٌ.
و الحُوزِیُّ : الأَسْودُ.
[ و انحاز عنه :عدل.یقال للأَولیاء انحازوا عن العدوّ و حاصوا،و للأَعداء انهزموا و ولّوا مدبرین] (6).
و انْحَازَ القَوْمُ :تَرَکُوا مَرْکَزَهُم ،و معْرَکه قِتَالِهم و مَالُوا إِلی مَوْضعٍ آخَرَ.
و تَحاوَزَ الفَریقان فی الحَرْب،أَی انْحَازَ کُلُّ وَاحدٍ منهما عَن الآخَرِ.
و حَوَّازُ القُلُوبِ ،کشَدَّادٍ،
16- فی حدِیثِ ابنِ مسْعُود رِضَیَ اللّه تعالَی عنه،و نصُّه: «الإِثْم حوَّازُ القُلُوبِ ». هکذا رَواه شَمِرٌ . و قال:هو ما یَحُوزُهَا ،أَی القُلُوبَ ، و یَغْلِبُها. و نَصُّ شَمِرٍ،و یَغْلِبُ عَلَیْها حَتَّی تَرْکَبَ ما لاَ یُحَبُّ و یُرْوَی:
حَوَازُّ ،بتْشدِید الزّایِ ،و هو الأَکْثَرُ فی الرِّوایات،و المَشْهُورُ عند المُحَدِّثین جَمْعُ حازَّه ،و هی الأُمورُ التی تَحُزُّ فی القُلُوب و تَحُکُّ و تُؤَثِّر کما یُؤَثِّر الحَزُّ فی الشَّیْ ءِ و یَتَخَالَجُ
ص:56
فِیهَا ،و یَخطِر من أَنْ تَکُون معَاصِیَ ،لفَقْد الطُمَأْنِینَهِ إِلیْهَا ، و قال اللَّیْثُ :یعنِی ما حَزَّ فی القَلْبِ و حَکَّ ،و
16- یُرْوَی: «الإِثْمُ حَزَّازُ القُلُوبِ ». بزاءَین،الأُولی مُشَدَّده و هو فعّال من الحَزِّ.
و کان یَنْبَغِی من المصنّف أَن یَذکُر الرِّوایَهَ المَشْهورَهَ هُنَاکَ و یقولَ هنا:و یُرْوَی حَوّاز القُلُوب،کشَدّاد،کما فَعَله غیره من المصنِّفین فی اللُّغَه ما عدا الصاغانیّ ،و المصنِّف قلَّده فی ذلک علی عادَته.
و تَحَوَّزَ تَلَوَّی و تَقَلَّبَ ،و خَصَّ بعضُهم به الحَیَّهَ ، کتَحَیَّزَ ، یقال: تَحَوَّزَت الحَیَّهُ و تَحَیَّزَت ،أَی تَلَوَّتْ .و من کلامهم:
مَا لَکَ تَحَوَّزُ کَما تَحَیَّزُ الحَیَّهُ .
و تَحَوَّزَ عنه و تَحَیَّزَ: تَنَحَّی ،و
16- فی الحدیث: «فما تَحَوَّزَ له عن فِرَاشِه. قال أَبو عبَیْد (1): التَّحَوُّز هو التَّنَحِّی،و فیه لُغَتَان: التَّحَوُّز و التَّحَیُّزُ ،قال اللّهُ تعالَی: أَوْ مُتَحَیِّزاً إِلی فِئَهٍ (2).و التَّحَوُّز التَّفَعُّلُ ،و التَّحَیُّزُ التَّفَیْعل.و قال أَبو إِسْحَاقَ فی معنی الآیه:أَی إِلاّ أَنْ یَنْحَازَ أَی یَنْفَرِدَ لیَکُون مع المُقاتِلَهِ .و أَصْلُه مُتَحَیْوِزٌ،قُلبَت الواو یاءً لمجاورَهِ الیاءِ ثمّ أُدْغمَت فیها؛و قال اللَّیْث:یقَال:مَالَکَ تَتَحَوَّزُ ،إِذا لم تَسْتَقِرّ علی الأَرْضِ .و قال القُطامیّ یَصفُ عَجوزاً أَنَّه اسْتَضافها فَجَعلَت تَرُوغ عنه فقال:
تَحَوّزُ عنیِّ خِیفَهً أَنْ أَضِیفَهَا
کما انْحَازَت الأَفْعَی مَخَافَهَ ضارِبِ (3)
و الحُوزِیَّهُ بالضَّمّ :النّاقَهُ المُنْحَازَهُ عن الإِبل لا تُخالِطُهَا، أَو هی الّتی عِنْدَها سَیْرٌ مَذْخُورٌ من سیْرهَا مَصونٌ لا یُدْرَک،و به فسّر رَجزٌ العجّاج السابق ذِکْرُهُ :و له حُوزیُّ .أَی یَغْلبهنَّ بالهُوَیْنَی و عِنْدَه مَذْخُورُ سبْرٍ لم یَبْتَذِلْه، أَو هی التی لها خَلِفَهٌ انْقَطَعَت عن الإِبل فی خَلِفَتِهَا و فَرَاهَتِها ،هکذا بفَتْح الخَاءِ المعْجمه و کَسْر اللام،و وقع فی نسخه التکْملَه بکَسْر الخَاءِ و سکون الَّلام (4)،و الأُولَی الصَّواب،و هذا کَما تَقُول:منْقَطِعُ القَرین و بکُلٍّ من الأَقْوَال الثَّلاثه فُسِّر قَوْلُ الأَعْشَی یَصفُ الإِبلَ :
حُوزِیَّهٌ طُوِیَتْ علی زَفَرَاتها
طَیَّ القَنَاطِر قدْ نَزَلْنَ نُزُولاَ (5)
و یقال:إِنّ فیکم حُوَیْزاءَ عنِّی، الحُوَیْزاءُ :الذَّخیرَهُ تَطْوِیها عن صاحِبک ،نقلَه الصّاغَانیّ ،کأَنَّه یَحوزُهَا و بَسْتبِدّ بها دونَ صاحبِه،و التَّصْغیر للتَّعْظیم.
و حَوْزانُ و حَوْزَی (6)کسَکْرَانَ و سَکْرَی، قَرْیتَانِ ،أَما الأُولَی فمنْ قُرَی مَرْوِالرُّوذِ،و الرّجالَهُ (7)الحَوْزانِیّه .
مَنْسوبون إِلیها.
و الحُوَیْزَهُ ،کدُوَیْرَه:قَصَبَهٌ بخُوزِسْتَانَ ،بَیْنَهَا و بین وَاسِطَ و البَصْرِه، منها :أَبو العَبّاسِ أَحْمد بنُ محَمَّد بن محَمّد بن (8)سُلَیْمَانَ العباسیّ الحُوَیْزیّ الفَقِیه الشاعر ،تَفَقَّه ببغْدَاد و مات سنه 550 و ابْنُه حَسَنٌ نَشَأَ ببغْدَادَ و قَرأَ بها القُرْآن بالرِّوایَات علی أَبی الکَرَم الشَّهْرَزُوریّ و سمع منه و من أَبی القاسِم السَّمَرقَنْدیّ و کان یَعْرفُ المُوسِیقی،و هو شاعرٌ مُحَدّث مقْریءُ،سَکَن وَاسِطَ إِلی أَن مات بها سنه 573 و عَبْد اللّه ابنُ الحَسَن الحُوَیْزِیّ ، و أَحْمَد بنُ عَبّاس الحُوَیْزِیّ المحدّثان و مَحْمود بْن إِسْمَاعیلَ الحُویْزانیُّ الخَطیبُ المُحَدِّث ،من شُیوخ بَغْدَادَ،بعد الثمانین و سِتِّمائَه قیل، منسوبٌ إِلی الحُوَیْزَه هذه، کأَنَّه من تَغْییر النَّسَب .
3- و حُویْزَهُ ،کجهَیْنَه،ممَّن قاتَلَ الحُسیْنَ بنَ علیٍّ رضی اللّه عنهما. و عَلَی حُوَیْزَهَ ما یَسْتَحِقُّ .
و بَدْرُ بنُ حُوَیْزَهَ مُحَدّث ،رَوَی عن الشَّعْبِیّ .قُلْتُ :
و مَاوِیَّه بنتُ حُویْزَه و یُقَال: حَوْزَه ،ذَکرَها الزُّبَیْر بن بکّار فقال:هی وَالدهُ عاتکَهَ بنت مُرَّهَ ،و عاتکهُ أُمُّ عَبْدِ شَمْسِ بنِ عَبْد مَنَافٍ و إِخْوَتهِ .نقله الحافظِ .
و حَوّازٌ ، ککَتَّان:رَجُلٌ .
و الحُوَّاز ، کرُمَّانٍ :الجِعْلاَنُ الکبَارُ ،نقله الصَّاغَانیّ ، و کأَنَّه جمْعُ حائِزٍ ،و الّذِی فی اللِّسَان و غَیْرِه: الحُوَّازُ و هُوَ ما
ص:57
یَحُوزُه الجُعَل من الدُّحْرُوجِ و هو الخُرْءُ الذی یُدَحْرِجُهُ ، قال:
سَمِینُ المَطَایَا یشْربُ الشِّرْبَ و الحِسَا
قِمَطْرٌ کحُوّازِ الدَحارِیجِ أَبْترُ
و الحَوْزاءُ :الحرْبُ الَّتی تَحُوزُ القَوْمَ ،أَی تَجْمَعُهُمْ و تَضُمُّهُم،حکاها الرِّیاشیّ (1)فی شرح أَشعارِ الحَمَاسه فی قَوْلِ جابِر بن الثَّعْلَب:
فَهَلاَّ علی أَخْلاقِ نَعْلَیْ مُعَصِّبٍ
شَغَبْتَ و ذُو الحَوْزَاءِ یُحْفِزُهُ الوِتْرُ
الوِتْرُ هنا:الغَضَبُ .
و هلالُ بنُ أَحْوَزَ قاتِلُ جَهْمِ بن صفْوَانَ ،الصَّحِیحُ أَنّ قاتِلَ جهْم بن صَفْوَانَ هو سَلْمُ (2)بن أَحْوَزَ ،و أَما أَخوهُ هِلالٌ فله ذِکْرٌ فی دَوْلَهِ بَنِی أُمَیَّه،هکذا حَقَّقه الحافِظُ .
*و مِمّا یُسْتَدْرَک علیه:
یُقَال:سَوْقٌ حَوْزٌ ،وَصفٌ بالمَصْدر، و حَوَّزَ العِیرَ تَحْوِیزاً :حَمَلَ عَلَیْها،قالَهُ ثَعْلَب.
و التَّحَوُّزُ :التَّلَبُّثُ و التَّمَکُّثُ .و التَّحَوُّزُ :بُطْ ءُ القِیَامِ ، کالتَّحَوُّسِ .
و الحَوْزُ من الأَرْض:أَن یتَّخِذَهَا رَجُلٌ و یُبَیِّنَ حُدُودَهَا فیَسْتَحِقّها فلا یَکُون لأَحَدٍ فیها حَقٌّ مَعَه.
و تَحَوَّزَ الرَّجلُ و تَحَیَّزَ:أَراد القِیَامَ فأَبْطَأَ ذلک عَلَیْه.
و حازَ الشَّیْ ءَ:نَحَّاهُ ،عن شَمِرٍ.
و حَوَّزَهُ تَحْوِیزاً :ضَمَّهُ .
و انْحَازَ علی الشَّیْ ءِ:ضَمَّ بَعْضَه علی بَعْض و أَکَبَّ عَلَیْه.
و حَوْزُ الدارِ و حَیِّزُهَا:ما انْضمَّ إِلیها من المَرَافِق و المنَافِعِ ،و کلُّ ناحیهٍ علی حِدَهٍ حیِّزٌ ،و أَصلُه حَیْوِز،و یُقَال فیه: الحَیْزُ ،بالتَّخْفِیف،کهَیِّن و هَیْن،و لَیّنِ و لَیْن،و الجمع أَحْیازٌ ،نادرٌ،فأَمّا علی القِیَاس فحَیَائزُ ،بالهَمْز،فی قوْلِ سِیبوَیْه،و حَیَاوِزُ ،بالواو،فی قول أَبی الحَسَن،قال الأَزهَریّ :و کان القِیَاسُ أَنْ یَکُون أَحْوَازاً ،بمنزلهِ المَیْت و الأَمْوَات،و لکنّهم فَرَّقُوا بینهما کَرَاهَهَ الالْتِبَاسِ .
و حَوْزَهُ الإِسْلام:حُدُودُه،و هو مَجازٌ.و حَوْزَهُ الرَّجُل (3)ما فی حیِّزِه .
و أَمرٌ مُحَوّزٌ ،کمُعَظَّم:مُحْکَمٌ ،و الحائِز :الخَشَبَهُ التی تُنْصَب علیها الأَجْذاعُ ،هکذا أَوْردَه صاحبُ اللّسَان.قلتُ :
و هو بالجِیم أَشْبَه،و قد تقدَّم فی موضِعه.
و یقال أَنَا فی حَیِّزِه و کَنَفِه،و هو مَجَازٌ.
و بَنُو حُوَیْزَهَ :قَبِیلهٌ ،قال ابنُ سِیدَه:أَظنّ ذلک ظَنًّا.
و المُحَاوزَهُ :المُطارَدَهُ .نقلَه الصاغانیّ .و یُقَالُ :ذَهَبَ لِحُوزِیَّتِه ،بالضَّمّ ،أَی لِطیَّتِه،نقلَه الصاغانیّ .
و المَاحُوزُ:ذکرَه بعضُ الأَئمه هُنَا،و الصّوَابُ ذِکره«فی م ح ز».
الحَیْزُ السَّوْقُ الشَّدِیدُ و الرُّوَیْدُ ،لغهٌ فی الحوْز ،و قد تَقَدَّم.و یقال: الحَوْزُ و الحَیْزُ :السَّیْرُ الرُّوَیْدُ، و السَّوْقُ اللَّیِّن.و حازَ الإِبِلَ یَحُوزهَا و یَحِیزُهَا :سَارَهَا فی رِفْق. ضِدٌّ.
و التَّحیُّزُ .التَّلَوِّی و التَّقَلُّب،یقال: تَحَیَّزَتِ الحیَّهُ ،إِذا تَلَوَّتْ ،و یُرْوی فی شِعْر القُطَامیّ .
... تَحَیَّزُ عَنّی (4)
و قَدْ سَبَق ذِکْرُه،أَی تَتَلَوَّی و تَتَنَحَّی،و کذا تَحَیَّزَ الرجُلُ ، إِذا أَرادَ القِیَامَ فأَبْطَأَ،کتَحَوَّزَ،و الواو فیهما أَعْلَی.
و قال الفَرّاءُ: حَیْزِ کجَیْرِ:زَجْرٌ لِلحِمارِ. و قال غیرُه:
حَیْزِ حَیْزِ :من زَجْرِ المِعْزَی،و أَنشد:
شَمْطَاءُ جاءَت من بِلادِ البَرِّ
قد تَرکَتْ حَیْزِ و قالَتْ :حَرِّ
ص:58
و رواه ثعلَب:حَیْهِ (1).
و بَنُو حیّازٍ ،کشَدّادٍ:بطْنٌ من طَیّئ ،نقله الصاغانیّ .
و حِیزَانُ ،بالکَسْر:د،بدِیارِ.بَکْرٍ. قلتُ :و هو من مُدُنِ أَرْمِینِیَه،قَرِیبٌ من شَرْوَان،من فُتُوحِ سُلَیْمَانَ بنِ رَبِیعَه، و قد ضُبِطَ بالفَتْح أَیضاً، منه أَبُو بَکْرٍ مُحَمّدُ بنُ إِسْمَاعِیلَ الحِیزَانِیّ الفَقِیهُ الشاعِرُ ،مات سنه 607. و مُحَمّدُ بن أَبی طالِبٍ الحِیزَانِیّ الأَدِیبُ ،کَتبَ عنه الشِّهَابُ القُوصِیّ ،سنه عشر و سِتّمِائَه.
قُلْتُ :و منه أَیضاً:حَمْدُون بنُ عَلِیٍّ الحِیْزَانِیّ الأَسْعَرْدِیّ ،رَوَی عن سُلَیْم الرّازِیّ ،و عنه أَبو بَکْرٍ الشاشِیّ (2)،ذکرَه ابنُ نُقْطَه.
و یُوسُف بنُ مَحْمُودِ بنِ یُوسُفَ الحِیزانِیّ ،ذکَره أَبو العَلاءِ الفَرَضیّ (3).
الخُبْزُ ،بالضّمّ ، م معروف.
و بالفَتْح:ضَرْب البَعیر بِیَدِه ،و فی بعض الأُصول:
بِیَدَیْه- الأَرْضَ ،و هو علی التَّشْبِیه.و قِیل:سُمِّیَ الخُبْزُ به لضَرْبِهِم إِیّاه بأَیْدِیهِم،و لَیْسَ بقَوِیّ .
و الخَبْزُ أَیضاً: السَّوْقُ الشَّدِید ،و قد خَبَزَها یَخْبِزُها خَبْزاً ،قال الشاعر:
لا تَخْبِزَا خبْزاً و نُسّا نَسَّا
و لا تُطِیلاَ بمُنَاخٍ حَبْسَا
یأْمُرُه بالرِّفْقِ .و النَّسُّ :السَّیْر اللَّیِّنِ .و قال بَعْضُهم:إِنّمَا یُخَاطِب لِصَّیْن،و روَاه:و بُسَّا بَسّا،من البَسِیس،یقول:لا تَقْعُدَا للخَبْز و لکن اتّخذا البَسِیسَه.و قال أَبو زید: الخَبْزُ :
السَّوْقُ الشَّدِیدُ.و البَسُّ :السَّیْر الرَّفِیق،و أَنْشَد هذا الرَّجز:
...و بُسّا بَسّا.
و قال أَبو زیْد أَیضاً:البَسُّ :بَسُّ السَّوِیق و هو لَتُّه بالزّیت أَو بالمَاءِ،فأَمرَ صاحبَیْه بلَتِّ السَّوِیق و تَرْک المُقَامِ علی خَبْزِ الخُبْزِ و مِرَاسِه.لأَنهم کانُوا فی سَفَرٍ لا مُعرَّجَ لهم، فحَثَّ صاحِبَیْه علی عُجَالَهٍ یَتَبَلَّغُون بها،و نَهَاهُمَا عن إِطالَه المُقَامِ علی عَجْنِ الدَّقِیق و خَبْزِه .
و الخَبْز : الضَّرْبُ ،و قیل:الضَّربُ بالیَدَیْن،و قیل:
بالیَد.
و الخَبْز : مَصْدَرُ خَبَزَ الخُبْزَ یَخْبِزه ،من حدِّ ضَرَب، إِذا صَنَعه و کذلک اخْتبَزَه ، و کذلک (4)خبَزَه یَخْبِزه خَبْزاً ، إِذا أَطعَمَه الخِبزَ .
و فی الأَساس:و خَبَزْتُ القَوْمَ و تَمَرْتُهُم:أَطعَمْتُهم الخُبْزَ و التَّمْر،و حکی اللِّحیانیّ قَولَ بعْضِ العَرَب:أَتَیْتُ بَنِی فُلانٍ فخَبَزُوا و حَاسُوا و أَقَطُوا،أَی أَطْعَمُونی کُلَّ ذلک، حکَاها غَیْر مُعَدیات (5)،أَی لم یَقُل: خَبَزُونِی و حاسونِی و أَقَطُونی.
و الخَبَز ، بالتَّحْرِیک:الرَّهلُ ،نَقلَه الصاغانیّ .
و الخَبَزُ : المَکَانُ المُنْخَفِض المُطْمَئِنّ من الأَرْض.
و الخُبَّازَی ،بالتَّشْدِید و مَضْمُوم الأَوّل و یُخَفَّف ،لُغَه فیه، و قال ابنُ دُریْد:إِذا خَفَّفت البَاءَ أَلْحَقْت الیاء و إِذا ثَقّلْت الباءَ حَذَفْت الیاءَ فقُلتَ : الخُبَّاز ،کرُمَّان، و الخُبَّازَهُ ،بزِیاده الهَاءِ، و الخُبَّیْز ،کقُبَّیْط : نبْتٌ م معروف؛و هی بَقْلَه عرِیضَه الوَرَقِ ،لها ثَمَرهٌ مُسْتَدِیرَهٌ ،قال حُمَیْد:
و عاد خُبَّازٌ یُسَقِّیه النَّدَی
ذُرَاوَهً تَنْسُجُه الهُوجُ الدُّرُجْ
و فی المِنْهَاج:هو نَوْع من المُلُوخِیّه،و قیل:المُلوخِیّه هو البُسْتَانِیّ .و الخُبَّازَی هو البَرّیّ ،و قیل:إِن البَقْلَه الیَهُودِیَّه أَحدُ أَصْنافِ الخُبَّازَی ،و منه نَوع یَدُورُ مع الشَّمْس.
و رجُلٌ خَبَزُونُ ،مُحَرَّکه غَیْر منْصَرِف ،إِذا کان مُنْتَفِخ الوَجْهِ ،و هی بهاءٍ ،غیر مُنْصرف أَیضاً،نقله الصّاغانیُّ .
ص:59
و رجُلٌ خَابِزُ :ذو خُبْزٍ ،مثل تَامِرٍ و لابنٍ ،حکاه اللّحْیَانیّ .
و الخِبَازَهُ ،بالکَسْر: حِرْفَهُ الخَبَّازِ الذِی مِهْنَتُه ذلک.
و أَبُو بَکْرٍ مُحَمّدُ بن الحَسَن بن علیّ الخَبَّازِیّ الطّبرِیّ مُقْرِئُ خُرَاسانَ ،حدّث عن أَبی مُحَمّد المُخْلدِیّ ،و عنه أَبو الأَسْعد القُشَیْریّ .
و الخُبْزَهُ ،بالضّمّ : الطُّلْمه ،و هی عَجِین یُوضع فی المَلَّه حتّی یَنْضَج و المَلَّه:الرَّمادُ و التُّرابُ الذی أُوقِد فیه النّارُ.
1- و خُبْزَهُ ، بلا لاَمٍ :جَبَلٌ مُطِلُّ علی یَنْبُعَ ،قَرْیَه علَیّ رَضِی اللّه عَنْه.
و سَلاَم ،کسَحَاب، ابنُ أَبِی خُبْزَهَ عن ثابتٍ البُنَانِیّ .
و أَبو بَکْر مُحَمَّد بنُ الحَسَن بن یَزِید (1)بن أَبِی خُبْزَهَ الرّقّیّ الخُبْزِیّ ،عن هِلال بن العلاءِ،و عنه ابنُ جَمیع فی مُعْجمه. و أَحمَدُ بنُ عَبْد الرّحیم بن أَبی خُبْزهَ الکُوفِیّ التّمِیمِیّ الأَسَدِیّ الخُبْزیّ ،شیخٌ لابنِ عُقْدَهَ : مُحَدِّثُون ، و الثَّانی مُتَأَخّر لَقِیَه أَبو الفَتْح بنُ مسْرُورٍ،و ذکره السَّمْعَانیُّ فی الأَنْسَاب.
و أُمّ خُبْزٍ ،بضَمّ الخَاءِ:ه بالطّائف.و الخِبَزَه کعِنَبه:ه، بها أَیضاً.
و الخَبِیزُ ،کأَمِیر: الخُبْزُ المَخْبُوزُ من أَیّ حَبٍّ کان.
و الخَبِیز أَیضاً: الثَّرِیدُ ،نقله الصاغانِیّ .
و انْخَبَزَ المَکَانُ : انْخَفَضَ و اطمَأَنَّ .
و الخَبیزَاتُ :ع (2)،و هی خَبْزاوَات بصلْعاءِ ماوِیَّه،و هو ماءٌ لِبنِی العنْبِر،حکاه ابنُ الأَعرابی (3)و أَنشد:
و لا الخَبِیزَات مع الشَّاءِ المُغِبّ
قال:و إِنّما سُمِّین خَبِیزَاتٍ لأَنهنّ انْخَبَزْنَ فی الأَرض، أَی انْخَفَضْن. و فی المَثَل :« کُلّ أَداهِ الخُبْزِ عِنْدی غیرَه ».یقال:
استضَاف قوْمٌ رجُلاً،فلمّا قَعَدُوا أَلقَی نِطْعاً و وَضَع علیه رَحیً فسوَّی قُطْبَهَا و أَطْبَقَهَا،فأَعْجَب القومَ حُضُورُ آلَتِهِ ثمّ ، أَخَذَ هَادِیَ الرَّحَی فجعل یُدِیرُهَا.فقَالوا له:ما تَصْنَع فقال :
أَی المثَل المذْکُور.
و اخْتَبَز الخُبْزَ : خَبَزَه لنَفْسه ،حَکاه سِیبَویْه و لم،یقل:
لِنفْسِه.و فی التَّهْذِیب: اخَتبزَ فُلانٌ ،إِذا عالجَ دَقِیقاً یَعْجِنُه ثمّ خَبزَه فی مَلّهٍ أَو تَنُّورٍ.
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
الخُبْزَه ،بالضّمّ :الثَّریدَهُ الضَّخْمَهُ ،و قیل:هی اللَّحْم.
و یقال:أَخذْنَا خُبْزَ مَلّهٍ ،و لا یُقَال:أَکَلْنَا مَلَّهً .و تَخَبَّزَت الإِبلُ السَّعْدانَ ،أَی خَبَطَته بقوائِمها.
و من المَجاز:خَبَطنی برِجْلِه،و خَبَزَنی ،و تَخَبَّطَنی، و تَخَبَّزَنی .
و الخُلَّه خُبْزُ الإِبلِ .
و الخَبِزَه ،کفَرِحَهٍ :هَضْبَهٌ فی دِیَارِ بَنِی عَبْدِ اللّه بن کِلاَب.و أَبو بکرٍ مُحمّدُ بنُ عبْدِ اللّه بن أَحمدَ،عُرِف بابْنِ الخَبَّازه ،شارح کِتَابِ الشِّهاب،تُوَفِّی سنه 530 و أَبو الحَسَن محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن هِلال،عُرِف بابْن الخَبَّازه ،و یلقَّب بالجُنَیْد البَغْدَادیّ ،سمعَ ابنَ رَزْقَوَیْه،و عنه أَبو القَاسم السَّمرْقَنْدیّ ،توفیّ سنه 499 و أَبو نَصْر محَمَّد بن عبد الباقی بن الویل الخَبَّاز الأَدیب الشاعر،سمعَ منه أَبو العِزّ بن کادِش.و ابن الخَبَّاز :تلْمِیذ النَّوَوِیّ ،مَشْهُور.و ابن الخَبَّازه :مُقْرِئُ مِصْر،مُتَأَخِّر،أَدرکَه بعْضُ شُیُوخِنَا.
خَرَزَ الخُفَّ و غیرَه یَخْرِزُه ،بالکَسْر، و یَخْرُزُه ، بالضَّمّ ، خَرْزاً : کَتَبَه ،أَی خَاطَه،و أَصل الخَرْزِ خِیَاطَهُ الأَدَمِ . و الخُرْزَهُ ،بالضّمّ .الکُتْبَه ما بَیْن الغُرْزَتَیْن،علی التَّشْبِیه بذلک،یعنی کُلّ ثُقْبَهٍ و خَیْطَهَا، ج خُرَزٌ ،بضَمٍّ ففَتْح. و المِخْرَزُ بالکَسْر: ما یُخْرَز به الأَدِیمُ .قال سِیبوَیْه:
هذا الضَّرْبُ ممّا یُعْتَمَل به مَکْسُورُ الأَوَّلِ ،کانت فیه الهَاءُ أَو لم تَکُن. و الخِرَازَهُ ،بالکَسْر، حِرْفَتُه ،و إِنّمَا أَطلقَ فیهما للشُّهْرَه.و الخَرَّاز ،ککَتَّانٍ ،صانعُ ذلک.
و عن ابنِ الأَعْرَابِیّ : خرِزَ الرجُلُ خَرَزاً ، کفَرِح فَرَحاً، إِذا أَحکَمَ أَمرَه بعدَ ضَعْفٍ .
ص:60
و الخَرَزَهُ ،مُحَرَّکهَ :وَاحده الخَرَزَاتِ :فُصُوص من حِجارَه،و قیل فُصوصٌ من جَیّد الجَوْهَر و رَدِیئِه من الحِجَارَه، و الخرَزَهُ أَیضاً اسم ما یُنْظَم ،جَمْعُه خَرَزَاتٌ .
و الخَرَزَهُ : نَبَاتٌ ،و فی بعْضِ الأُصول:حَمْضَهٌ من النَّجِیل یَرْتَفِعُ قَدْرَ الذِّراع خِیطَاناً (1)من أَصْل واحدٍ لا وَرَقَ له لکِنّه مَنْظُومٌ من أَعْلاه إِلی أَسفَلِه حَبًّا مُدوَّراً أَخضَر فی غَیْر عِلاَقَه کأَنَّهُ خَرَزٌ مَنْظُوم فی سِلْک،نقله أَبو حَنِیفه فی کتاب النَّبَات عن بعضِ أَعراب عُمَان،قال:و هی تَقْتُل الإِبلَ ،و مَنابِتُهَا مَنَابِتُ الحَمْضِ .
و الخَرَزَه : ماءٌ لِفَزَارَهَ ،بین دِیارِهِم و دِیَارِ أَسَدٍ.
و المُخَرَّزُ ، کمُعَظَّم:کلُّ طَائرٍ من الحَمَام و غیرِه علی جَناحیْه نَمْنَمَهٌ و تَحْبِیر کالخَرزِ و صحَّفه بعضُهم فقال تَمِیمَه،أَی وَاحده التَّمائم.
و من المَجَازِ:أُوتِیَ فُلانٌ خَرَزَات المَلِکِ ،أَی سِتِّین حِجَّه،و هی فی الأَصل جَوَاهِر تاجِه ،و یقال: کان المَلِک إِذا مَلَک عَاماً زیدَتْ فی تاجه خَرزَه لتُعْلَم بذلک سِنُو مُلْکِه.
قال لَبِید یَذْکُر الحَارِثَ بنَ أَبی شَمِر الغَسَّانِیّ :
رَعَی خَرَزاتِ المُلْکِ عِشْرِینَ حِجَّهً
و عِشْرِین حتی فَادَ و الشَّیْبُ شاملُ
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
خَرَزُ الظَّهْرِ:فَقَارُه،و کل فَقْره من الظَّهْر و العُنُقِ خَرَزهٌ .
و خُرْزَهُ الظَّهْرِ:ما بین فَقرَتَیْن،و هو مَجاز.
و فی المَثَل«اجمَعْ سَیْرَیْنِ فی خُرْزَه »،أَی اقضِ حاجَتَیْن فی حَاجَه.و یقال کذلک لِطالِب حاجَتَیْن فی حاجَه:«سَیْرَیْن فی خُرْزَه »قاله الزمخشَریّ .
و الخَرْزه ،بالفَتْح:الغُرزَه،الواحِده،و یَقُولُون:کلامُ فُلانِ کخَرْزِ الإِماءِ،أَی مُتَفَاوِت:دُرَّه و وَدَعه.و قال ابنُ السِّکِّیت فی باب فُعَلَه: خَرَزَه یقال لها خَرَزَهُ العُقَرِ (2)تَشدُّهَا المرأَهُ علی حِقْوَیْهَا لئلاّ تَحمِل.
و الخَرَّازُون :مُحَدِّثون،منهم الأَستاذ أَبو سَعِید أَحمدُ بن عِیسَی الخَرَّاز شَیْخُ الصُّوفِیَّه،مات سنه 286 و مُقَاتِل بنحَیّان الخَرّاز ،مَشْهُور،و عَبْدُ اللّه بنُ عَوْن العَابِد الخَرَّاز ، عن مالک،و محمّد (3)بن خَلَف الخَرَّاز ،و أَحمد بن الحارث الخرَّاز رَاوِیه المَدِائِنیّ ،و خالد بن حَیَّان الرَّقّیّ الخَرّاز ، شَیْخ ابن مَعِین،و أَحمدُ بنُ علِیّ الدّمَشْقِیّ الخَرّاز ،سمعَ مَرْوَان بن محمّد الطَّاطَرِیّ ،و محمّد بن یحیی بن عبد العزیز الخَرَّاز الأَندلسیّ ،عن أَسلم عبد العزیز،و عنه الوَلید 3الفَرضیّ ،و أَحمد بن علیّ بن أَحمد الجُرْجانِیّ الخَرَّاز ،عن أَحمد بن الحسن بن مَاجَه القَزْوِینِیّ ،مات سنه 420 و أَبو علیّ أَحمدُ بنُ أَحمد بنِ علیّ الخَرَّاز ،و أَخوه علیّ ،سَمِعَا من طَرَّاد،و ابنُه أَبو مَنْصُور یَحْیی بن علیّ ، سَمعَ أَبَا عَلِیّ بنَ المَهدِیّ .و ابنُه عبدُ اللّه بن یَحْیی،مات سنه 606 رَوَی عن أَحمد بن الأَشْقَر،و أَخُوه محمّد بن علیّ بن أَحمد،سَمِع أَحمدَ بنَ الحُصَیْن،و هم بَیْت جَلاَلَه،و عبد السلام الدّاهِرِیّ ،عُرِف بالخَرَّاز،مشهور، و المُبَارک (4)بن بَخْتَیار الخَرَّاز ،عن ابن الطُّیوری، و المبَارک 4بن کامل الخَفّاف الخَرّاز ،و أَخُوه ذاکِر،و ابنُه عبد القَادِر.و أُم العبّاس لُبابَه بنت یحیی بن أَحمد بن علیّ بن یُوسف الخَرّاز ،رَوَتْ عن جَدّها،و عنها تَمّام الرازیّ .و محمّد بن خالدٍ الخَرَّاز الرَّازِیّ ،ذکره الأَمِیر.
و إِسْحَاق بن أَحمد الخَرازّ الرازیّ شیّخ لعلیّ بن خُشْنَام.
و إِقبَالُ بنُ علیّ البغدادِیّ الخرّاز .و عبد العَزِیز بن علیّ بن المظَفَّر الخرّاز ،عن ابنِ شَاتِیل.و محمّد بنُ عبد العزیز بنِ یَحْیی بنِ علیّ الخَرّاز .و علیّ بن أَبی بَکْر بن کَرَم الحَربِیّ الخَرَّاز .و محمّد بن العَبّاس بن الفَضْل الخَرّاز الجُرجانیّ ، ذکرَه حَمْزَه فی تاریخ جُرْجان.
و الخَرَزِیّون ،محرّکه:مُحدِّثون.منهم محمّد بنُ عبد اللّه الخَرَزیّ .و أَبو مَعْبَد الخَرَزیّ .و عبد اللّه بن الفَضْل الخَرَزِیّ .و حَسن بن عبد الرحمن الخَرَزِیّ ،و شَیخ الأَصمّ .
و جعفَر بن إِبراهِیم الخَرَزِیّ شیخٌ لابن عَدِیّ و عبد الصّمد بن عُمَر النَّیْسابورِیّ الخَرَزِیّ ،روَی عنه منصور الفَرَاوِیّ .
و عبد الوهاب بن شاه الخَرَزیّ راوِی الرّسالهِ عن القُشَیْریّ ،
ص:61
و الشِّهَاب أَحمد بن الخَرزِیّ ،أَجاز الذّهبیّ .و محمّد بن اللّیث الجَوْهَرِیّ الخَرَزِیّ ،عنه ابن قانِع،و موسی بنُ عِیسَی الخَرَزیّ من شُیوخ الطَّبَرانِیّ .و أَبو بکر أَحمد بنُ عثْمَان بنِ یوسف الخَرَزِیّ .و القاضی أَبو الحَسَن عبد العزیز بن أَحْمَد الخَرَزِیّ الفقیه الظاهِرِیّ .و أَبو الحَسَن أَحمد بن نَصْر الخَرَزِیّ من شیوخ الحاکم.و إِبراهِیمُ بن محمّد بن عبد اللّه الخَرَزِیّ .و أَبو مُضَر زُفَر بنُ حَمْزه بن علیّ الخَرَزِیّ ،من شیوخ أَبی موسی المَدِینیّ و غَیْر هؤُلاءِ.
الخِرْبِزُ ،بالکَسْر ،أَهملَه الجَوْهَرِیّ ،و نقل الصّاغانیُّ عن الکِسَائیّ :هو البِطِّیخُ ،و قال: عَرَبِیّ صَحِیح، أَو أَصلُه فارِسِیّ ،قاله أَبو حَنِیفَه:و قد جَرَی فی کَلامِهِم، و جاءَ ذِکْره
14- فی حَدِیثِ أَنَسٍ رضی اللّه عنه: «رأَیتُ رَسولَ اللّه صلّی اللّه علیه و سلم یَجْمَع بین الرُّطَبِ و الخِرْبِز ».
الخَزُّ من الثِّیاب :ما یُنْسَج من صوفٍ و إِبْرِیسَمٍ ، م ،معروف، ج خُزُوزٌ ،و منه قَوْلُ بعْضِهم:فإِذا أَعْرَابِیٌّ یَرْفُل فی الخُزُوز .و بائعَه خَزَّازٌ ،عَرَبِیّ صَحِیحٌ ، و هو من الجَوَاهِر المَوْصوف بها،و منه جِنْس مَعْمول کلُّه بالإِبْرِیسَم،و علیه یُحْمَل
16- الحَدِیثُ : «قَوْم یَسْتَحِلّون الخَزَّ و الحَرِیرَ». و کذا
1- حَدِیث عَلِیّ رَضِی اللّه عنه: «نهَی عن رُکُوبِ الخَزِّ و الجلُوس علیه». و أَما النَّوع الأَوّل فُهو مبَاح،و قد لَبِسَه الصّحابهُ و التابِعُون،کما حَقَّقَه ابنُ الأَثیر.
و من المَجَاز: الخَزّ : وَضْع الشَّوْک فی الحَائِط لئَلاّ یُتَسَلَّقَ ،أَی یُطْلعَ علیه،و قد خَزَّ الحَائِطَ یَخُزُّه .و«فی»هُنَا بمعنَی«عَلَی».
و الخَزّ : الانْتِظَامُ بالسَّهْم و الطَّعْنُ بالرُّمْح، کالاخْتِزازِ ، یقال: خَزَّه بسَهْمِه و اخْتَزَّه ،إِذا انْتَظَمه و طَعَنَه،و اخْتزَّه بالرُّمح و اخْتَلَطَه (1)و انْتَظَمه بمَعْنًی وَاحدٍ.قال رُؤبَه:
لاَقَی حِمَامَ الأَجَلِ المُخْتَزِّ
و قال ابنُ أَحْمَر:
لمّا اخْتَزَزْتُ فُؤادَه بالمِطْرَدِ (2)
و قال غَیْرُه (3):
فاخْتَزَّه بسَلِبٍ مَدْرِیِّ
کأَنَّمَا اخْتَزَّ بزَاعِبِیّ (4)
أَی انْتَظَمه یَعْنِی الکَلْبَ بقَرْنٍ سَلِبٍ أَی،طَوِیل، مَدْرِیّ ،أَی مُحَدَّد.
و الخَزَاز ، کسَحَاب:بَطْن من بنی تَغْلِب من بنی زُهَیْر، قال القُطَامِیّ :
أَلاَ أَبْلِغْ سَرَاهَ بَنِی زُهَیْرٍ
و حَیًّا للأَخاطِلِ و الخَزَازِ (5)
و یقال: الخَزَاز هنا اسم رَجُلٍ . و الخَزَاز : نَهْر بالبَطِیحهِ ، بَیْن وَاسِطَ و البصْرَه. قُلتُ :و الصّوَاب فیه کشَدّاد کما ضَبَطَه الصاغانیّ ،و مِثلُه فی مُخْتَصَر البُلْدَان.
و الخَزازِ (6) کقَطَامِ :رَکِیَّهٌ تَحْت جَبَلِ مَنْعج فی بلاد أَسد.
و الخُزَز ،کصُرَدٍ :وَلدُ الأَرنَبِ ،أَو ذَکرُ الأَرَانِبِ ،و منه قولهم:مَسُّه مَسُّ الخُزَزِ . ج خِزَّانٌ ،بالکَسْر، و أَخِزَّهٌ ، و مَوْضِعُها مَخَزَّهٌ ،یقال:أَرضٌ مَخَزَّهٌ ،أَی کَثِیرَهُ الخِزّان ، قیل: و منه اشتُقَّ الخَزُّ ،و هو الثِّیاب المَعْروفَه.
و خُزَز : فَرَسٌ لِبَنِی یَرْبُوع و هو أَبو الأَثاثِیّ ،نقله الصاغانِیّ قلت:و هو غیر الخُزَز بن الوَثِیمِیّ بن أَعْوجَ ،و هو أَبو الحَرُون،و کان الوَثِیمِیّ و الخُزَز جمیعاً لبنی هِلال،و هو یُستدرک علی المُصَنِّف و خُزَزُ بنُ لَوْذَان (7)الشاعِر السَّدوسیّ فارسُ ابن النّعامَه. و خُزَزُ بن مُعَصَّبٍ مُحَدّثٌ . سَمِع بمصر من محمّدِ بنِ زَبَّان، و حَسَّانُ بنُ عَتَاهِیَهَ بن خُزَز بن خُزَز ، مرَّتَیْن، التُّجِیبِیّ ،مُخَضْرَمٌ ،و وَلده عبدُ الرحمن بنُ حَسّان، و حَفیدُه حَسّان بن عَتَاهِیهَ بن عبد الرحمن بن حَسّان وَلِیَ
ص:62
إِمرَهَ مِصر،ذکرَه ابنُ یُونُس و قال:کان فَقِیها قُتِلَ فی أَوّل دَوْلَه بنی العَبّاس. و مُحَمّدُ بنُ خُزَز الطَّبرَانیّ ،له تَارِیخٌ کَبِیر،رَوَی عن أَحمد بن منصور و غیره،هکذا قَیَّده الدَّارقُطْنیّ و قال:کَتبْت تاریخَه بطَبَرِیَّه.قُلْتُ :و هو شَدِید الاشْتِبَاه بمحمّدِ بن جَرِیرٍ الطّبرِیّ صاحبِ التّفْسِیر و التّارِیخ من عِدّه أَوجه.
و خَزَازَی ،کحَبَالَی،أَو کسَحَاب ،مَقْصور عنه،و بِهِمَا رُوِی قَولُ عَمْرو بنِ کُلْثُوم الآتی ذِکرُه: جَبَل بین مَنْعِج و حاقِل (1)بإِزاءِ حِمَی ضَرِیَّه. کانُوا یُوقدون علیه غَدَاهَ الغَارَهِ . و یومُ خَزَازَی :أَحدُ أَیَّام العَرب.قال ابن کُلثُوم:
و نَحْنُ غَدَاهَ أُوقِدَ فی خَزَازَی
رَفَدْنَا فوق رِفْد الرّافِدِینَا
و الخُزْخُزُ ،بالضمّ ،أَی کهُدْهُد: الغَلِیظ العَضَلِ ،و لیس بتَصْحِیف خُزَخِز ،مِثَالِ عُلَبِطِ ،قاله:الصاغَانِیُّ .
و الخُزَخِزُ و الخُزَاخِزُ ، کُعلَبط و عُلاَبِطٍ :القَوِیّ الشَّدِید الکبِیر العَضَلِ من الرِّجال.و بَعیرٌ خُزَخِزٌ :قَوِیّ شَدِیدٌ، قال:
أَعَددْتُ للوِرْد إِذا الوِرْدُ حَفَزْ
غَرْباً جَرُوراً و جُلاَلاً خُزَخِزْ
و یقال:لتَجِدَنَّه بحِمْله خُزَاخِزاً ،أَی قَوِیًّا علیه.
و الخَزِیزُ ،کَأَمِیر: العَوْسَجُ الجافّ جِدًّا ،قال ابنُ الأَعْرَابی:الضَّرِیعُ :العَوْسَج الرَّطْب،فإِذا جَفّ فهو عَوْسَج،فإِذا ازْدادَ جُفُوفُه فهو الخَزِیز . و فی النَّوادر:
اخْتَزَزْتُه ،إِذا أَتَیْتَه فی جَمَاعَه فأَخذْته منها و اختَزَزتُ البَعِیرَ من الإِبل کذلک ،أَی استَقْتُه و تَرکْتُهَا،و أَصلُ ذلک أَنَّ الخُزَز ،إِذا وَجَدَ الأَرانبَ عاشِیَهَ اخْتَزَّ منها أَرْنَباً و تَرکَهَا.
و قال الهَجَرِیّ : اخْتزَزْتُ البَعِیرَ:أَطْردْتُه من بَین الإِبلِ .
*و ممّا یسْتَدْرَک علیه:
تَمر خَازٌّ :فیه شَیْ ءٌ من الحُمُوضَه و قد خَزِزْت یا تَمْر تَخَزُّ (2)فأَنت خازٌّ ،قاله أَبو عَمْرو.و الخَزِیزَه : الخَزَّه ،کمافی الأَساس (3).و اخْتَزَزْتُه :أَصَبْتُه.و خَزَزْتُه بِبَصَرِی و اخْتَزَزْتُه ،إِذا أَخَذَتْه عَینُک،و هو مَجاز.و خَزَوْزَی ، کجَلَوْلَی:موضع،نقله الصاغانِیّ .
و الخَزَازَانِ ،بالتَّخْفیف:جبَلاَن طَوِیلان فی بلاد بَنی أَسَد.
و الخَزَّازُون :مُحدِّثون،أَجلُّهم الإِمام الأَعْظَم أَبو حَنِیفَه النَّعْمان بن ثَابت الکُوفیّ الخَزّاز ،و إِمَامُ المحَدّثین حَمَّاد بنُ سَلَمَه الخَزَّاز ،و أَبو عامرٍ صَالحُ بن رُسْتُم الخَزّاز ،عن ابن سِیرِینَ ،و أَبو خَلَف عبد اللّه بنُ عیسَی الخَزَّاز ،عن یُونُس بن عُبید.و أَحمد بن علیٍّ الخَزَّاز شَیْخٌ لابن السَّمّاک،و سَمُرَهُ الخزّاز ،تابعیّ ،یَروِی عن أَبی هُرَیْرَه،و أَبو عُمَر محمّد بنُ العَبّاس بن حَیّویه الخَزّاز ،و هَارونُ بنُ إِسماعیل الخَزَّاز ، شَیْخ لعَبْد بن حُمَیْد،و محمّد بنُ عُبَیْد الأَطْروش أَبو الحسَن الخَزّاز الکُوفیّ ،و أَبو بَکْر محمّد بنُ عبد اللّه بن غَیْلان بن خَالد الخَزَّاز ،و أَبو بکر أَحمد بنُ محمّد بن یَعْقُوب الخَزّاز الأَصْبَهانیّ الطَّالْقَانیّ ،و أَبو بِشْر إِسْمَاعیلُ بنُ إِبراهیم بن إِسحاق الخَزَّاز الحَلوَانیّ ،و عبد الوهاب بنُ أَحمد بن عبد الوهَاب بن خلیفه الخَزَّاز أَبو الفَتْح الوَاعظ تَفَقَّه علی أَبی یَعْلَی بن الفَرّاءِ،و حدّث عن أَبی طالب العشاریّ ، و وَلِیَ قَضَاءَ حَرّان،و قُتل سنه 476 و أَبو بَکْر أَحمد بنُ محمّد بن الفَضْل الخَزّاز ،عن ابن الأَنباریّ النحویّ و محمّد بن دَلویهَ الخَزّاز أَحد الرُّواه عن البُخَاریّ ، و محمّد بن الفَتْح الخَزّاز ،روَی قرَاءَه عاصم،و محمّد بن بَحْر الخَزَّاز کُوفیّ ،روَی قِراءَهَ حَمْزهَ ،و علیّ بن أَحمد بنَ زَیْدون (4)الخَزَّاز من شیوخ أَبی الغَنَائم النّرسیّ و غیر هؤلاءِ.
تَخَزْبَزَ عَلَیْنَا،إِذا تَعَظَّمَ و تَکَبَّر.أَهمله الجوهَریّ و نقله الصاغانیّ عن ابن شُمَیْل، و قیل: تَخَزْبَز ، إِذا تَعَبَّسَ ،و هو مَأْخُوذ من التَّعَظُّم. و تَخَزْبَزَ البَعیرُ:ضَرَب بیَدِه کُلَّ مَنْ لَقِیَ ،هکذا أَوردَه المصَنّف مسْتَدْرکاً، و الصّواب فیه:تَخَبَّز البَعِیر،إِذا ضَرَبَ بیَدِه أَو بیَدَیْه الأَرضَ .و یقال:تَخَبَّزَنی الرّجلُ ،مثل تَخَبَّطَنی،کما تقدّم عن الزَّمخشریّ . و الخِزْبازُ ،کسِرْبال،لغه فی الخَازِبازِ عن
ص:63
سیبَویه،و قد ذکر فی ب و ز ،و ذکرَه غَیْرُه من الأَئمّه فی خ و ز،و تقدم الکلام هنالک.
الخَامیزُ ،أَهمله الجوهَریّ .و قال الأَزهریّ :لا أَعرف خَمَزَ و لا أَحفَظ للعَرَب فیه شَیْئاً صَحیحاً،و قد قال اللیث: الخَامیزُ :اسم أَعْجَمیّ إِعْرَابه عامِصٌ و آمِصٌ ، و بعضُهم یقول:عامِیصٌ و آمِیصٌ .و قال ابن الأَعْرَابی:
العَامیص:الهُلاَم.و قال اللَّیْث:طَعَامٌ یُتَّخذ من لَحْم عِجْل بجِلْده.و قال الأَطبّاءُ:الهُلاَم هو مَرَقُ السِّکْبَاج (1)المُبْرَّد المُصَفَّی من الدُّهْن. و قال ابنُ سِیدَه: الخَامِیزُ أَعجَمیٌّ ، حَکَاه صاحب العَیْن و لم یُفَسِّره قال:و أُراه ضَرْباً من الطّعَام،کذا فی اللّسَان و التَّکْملَه.
خَنِز ،اللَّحْمُ ،و التَّمْرُ و الجَوْزُ، کفَرِح، خُنُوزاً ، بالضَّمّ ، و خَنَزاً ،بالتَّحْریک:فَسَد و أَنتَن،فهو خَنِز ،بکَسْر النّون، و خَنزٌ بفَتْحها عن یَعْقُوب،مثل خَزِنَ ،علی القَلْب.
و الخَنْزُوانُ ،بفتح الخاءِ و ضَمّ الزّای: القِرْد.و هو أَیضاً ذَکَرُ الخَنَازیرِ ،و هو الدَّوْبَلُ و الرَّتّ ،عن ابن الأَعْرَابیّ و بضَمِّها أَی الخَاءِ،یوجَد فی بَعْض النُّسخ:و بضَمِّهما، بضَمیر التَّثْنِیَه،أَی الخَاءِ و الزّای: الکِبْر (2)،عن ابن الأَعْرَابیّ أَیضاً، کالخُنْزُوَانَه ،بزیادَه الهَاءِ، و الخُنْزُوَانِیَّه ، بزیَادَه یَاءٍ مشَدَّده، و الخُنْزُوَه ،بحَذْف الأَلفِ و النُّون،و أَنشدَ ابنُ الأَعْرَابیّ :
إِذا رَأَوْا من مَلِکٍ تَخَمُّطَا
أَو خُنْزُوَاناً ضَرَبُوه ما خَطَا
و أَنشد الجَوْهَریّ :
لَئِیمٌ نَزَتْ فی أَنفِهِ خُنْزُوَانَهٌ
علی الرَّحِمِ القُرْبَی أَحَذُّ أُبَاتِرُ
و یقال:هو ذو خُنْزُوانَاتٍ ،و فی رأْسِه خُنْزُوَانَهٌ ،أَی کِبْر.
و یقال:لأَنزِعَنّ خُنْزُوَانَتَک و لأُطَیِّرنَّ نُعَرَتَکَ (3)،قیل إِنما:
سُمِّی الکِبْر بذلک لأَنّه یُغَیِّر عن السَّمْت الصّالح،و هی فُعْلُوانَه.و فی التهْذِیب فی الرباعیّ :أَبو عَمرو: الخَنْزُوان : الخِنْزِیر ،ذکرَه فی باب الهَیْلُمَان و الکَیْذُبَان.قال الأَزهریّ :
أَصلُ الحَرْفِ من خَنِزَ یَخْنَز ،إِذا أَنْتَن. و
1- فی حدیث علیّ رضی اللّه عنه: «أَنه قَضَی قَضَاءً فاعترَضَ علیه بَعْضُ الحَرُورِیَّه فقال له:اسکُت یا خُنَّاز ». الخُنَّازُ کَرُمَّان:الوَزَغَه ، عن ابنِ الأَعْرَابِیّ ،و هی التی یقال لها سَامّ أَبْرص،و منه المثل:«ما الخَوَافِی کالقِلَبَه و لا الخُنّاز کالثُّعَبَه». و الخُنَّاز من الیهود الّذِین ادَّخروا اللَّحم حتی خَنِزَ ،أَی تَغَیَّر.و
16- فی الحدیث: «لو لا بَنُو إِسرائِیلَ ما أَنْتَنَ اللَّحْمُ و لا خَنِزَ الطّعَامُ ، کانوا یَرْفَعون طَعَامَهم لِغَدِهم (4)». أَی فَأَنْتَن (5)و تَغَیَّرت رِیحه.
و خَنُّوز ،و أُمُّ خَنُّوز ، کتَنُّور:الضَّبعُ ،و یُرْوَی بالرّاءِ أَیضاً،قالَهُ ابنُ دُرَیْد (6)،و قد تقدّم فی مَوْضِعِهِ . و قال أَبو حاتم:الخَنُّوز الکَیُّول ،و فی خَطّ الصَّاغَانی بالرّاءِ فلیُنْظَر.
و خَنَازِ ، کقَطامِ :المُنْتِنَهُ ،من خَنِزَ اللَّحْمُ جعلَ ذلک عَلَماً علیها،و به فَسِّر قَوْلُ الأَعْلَم الهُذَلِیّ :
زَعَمَت خَنَازِ بأَنّ بُرْمَتَنَا
تَجْرِی بلَحْمٍ غیْرِ ذِی شَحْمِ
و الخَنِیزُ ،کأَمِیر: الثَّرِیدُ من الخُبْزِ الفَطِیر ،و تقدّم فی «خ ب ز»أَیضاً،فانظرْه.
الْخَوْز ،بالفَتْح: المُعادَاهُ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیّ .
و الخُوزُ ، بالضَّمّ :جِیلٌ من الناسِ فی العَجَم،و هم من ولَدِ خُوزان بن عیْلَم بنِ سَامِ بنِ نُوح عَلْیه السّلامِ و الخُوزُ : اسمٌ لجَمیع بِلادِ خُوزِسْتَانَ بَیْن الأَهْوَاز و فارسَ ، و إِلیها یُنْسَب أَحمدُ بنُ علیّ بنِ سَعِید الصُّوفِیّ الخُوزِیّ ، عن أَبی علیّ الفَارِقیّ ،مات سنه 579،و فی الحدیث ذکْر خُوز کِرْمَانَ و رُوِی: خُوز و کِرْمَان،و خُوزا و کِرْمان،و یُرْوَی بالرَّاءِ و هو من أَرْض فَارِس.قال ابنُ الأَثِیر:وَصوَّبَه الدَّارقُطْنِیّ ،و قیل:إِذا أَردْتَ الإِضافَهَ فبِالرّاءِ،و إِذا عَطفْت فبِالزّای. و سِکَّهُ الخُوزِ ،بأَصْبَهَان.منها أَحمدُ بنُ الحَسن ابن أَحمَد الأَصبَهَانِیّ الخُوزِیّ ،سَمِع أَبا نُعَیمٍ ،مات سنه
ص:64
517 و منها أَیضاً أَبو بَکْر أَحمدُ بنُ محمّد بن عبد الرَّحمن بن الأَسْوَد الأَصْبَهَانِیّ الخُوزِیّ ،کانَ سَکَن سِکَّهَ الخُوزِ ،رَوَی عن أَبی الشّیخ،و مات سنه 438 و أَبو طَاهِر أَحمدُ بنُ محمّد الأَصبهانیّ النّقّاش الخُوزیّ (1)،سَمِعَ ابنَ مَنْدَه،و عنه الخَلاّل،و محمّد بن الحُسین (2)بن دِعْبِل الخُوزِیّ ،من مَشَایخ أَبِی نُعیم الأَصْبَهَانِیّ .
و شِعْبُ الخُوزِ ،بمَکَّه ،شرّفها اللّه تعالی.و یقال له:
شِعْب المُصْطَلق،هناک صُلِّی علی أَبِی جَعْفَر المَنْصُور، منه إِبراهِیمُ بنُ یَزِیدَ الخُوِزِیّ ،عن عَمْرِو بن دِینَارٍ و هو وَاهٍ .
و قال الذّهَبِیّ :مَتروکٌ بالاتّفاق،و قد رَوَی عن أَبی الزُّبَیْر و طَاوُوس.و سُلیمانُ الخُوزِیّ ،رَوَی عن خَالِد الحَذّاءِ، و عَنْهُ عُبَیْدُ اللّه بنُ مُوسَی،و أَبُو أَیّوب المُوریانیّ الوزیر.، یُعرَف بالخُوزیّ .قال محمّد بن الجَرّاح.سُمِّیَ بذلک لشُحِّه (3).و قال غیرُه:لأَنّه کان یَنْزل شِعْب الخُوزِ بمَکَّه.
ذکره فی کِتَاب الوُزَرَاءِ،کذا فی الإِکْمَال.و قد حَصَل هنا فی عِبَاره الذَّهَبِیّ سَقطٌ ،نَبّه علیه الحافظ ابنُ حَجَرٍ،فراجِع التَّبْصِیرَ.
و خُوزَانُ ،کعُثْمَان: ه.بأَصْفَهانَ و خُوزَانُ : ه بَهَرَاه.و خُوزَانُ ه:بنَوَاحی پنْجَ دِهْ ،و معناه خَمْسُ قرَی. و خُوزِیَانُ :
حِصْنٌ ،و:ه ،و الذی فی التَّکْملَه:حِصْنٌ بنَسَفَ (4).
و الخازِبَاز ذُکِر فی ب و ز و هنا ذَکَرَه غَیْرُ وَاحِدٍ من الأَئمّه.
*و مّما یُسْتَدْرَک علیه:
خازَه یَخُوزُه ،إِذا سَاسَه،مثل خَزَاه،عن ابنِ الأَعْرَابِیّ .
*و مّما یسْتَدْرَک علیه:
خَازَ اللَّحْمُ و الجَوْزُ یَخِیزُ خَیْزاً ،إِذا فَسَدَ و تَغَیَّر،کخَاسَ ، بالسِّین،و الزّایُ أَعلَی.و أَبُو صَالح الخُوزِیّ تابِعِیّ یَرْوِی عن أَبی هُرَیْره،رَوَی له التِّرمذِیّ ،و عبدُ اللّه بن مُحرِز الخُوزِیّ ،رَوَی عنه عَبْدُ الرزَّاق،وَقَعَا فی بعض نُسَخ الإِکْمَال.و جعفرُ بنُ محمّد بن الخُوزِیّ ،عن سُوَید بننُصَیر صاحِب ابن المبارک (5)نقله ابنُ نُقْطَه.
الدَّحْز ،کالمَنْع ،و الحاءُ مهمله،أَهمله الجوهَرِیّ .و قال اللیثُ :هو الجِمَاعُ .و الدَّحْز ،هو العَرْدُ، أَی الصُّلْبُ الشَّدِیدُ.
الدَّرْزُ ،بالفَتْح: نَعِیمُ الدُّنْیَا و لَذَّاتُهَا ،عن ابنِ الأَعرابیّ ،قال: و دَرِزَ الرجُلُ ، کفَرِح ،و کذلِک ذَرِزَ،بالدَّال و الذَّال،إِذا تَمَکَّن منها أَی من نَعِیمِها.
و الدَّرْزُ :وَاحِدُ دُرُوز الثَّوْبِ و نَحوِه، م مَعْرُوف،و هو فارسّی مُعَرَّب. و یقال دَرْزُ الثَّوْبِ :زِئْبِرُه و مَاؤُه. و بنَاتُ الدُّرُوزِ :القَمْلُ و الصِّئْبانُ ،و هو مَجاز.
و أَولادُ دَرْزَهَ :السَّفِلَهُ ،و السُّقَّاط و الغَوْغَاءُ من النّاس،قاله ابنُ الأَعْرَابیّ ،و کذلک أَولادُ تُرْنیَ (6)،و هذا کما یُقَال للفُقَراءِ:بَنو غَبْراءَ. و أَولادُ دَرْزَهَ أَیضاً: الخَیَّاطُون ،و به فُسِّر قَوُل الشّاعر یُخَاطِب زَیْدَ بنَ علِیّ رَضیَ اللّه عنهما:
أَوْلادُ دَرْزَهَ أَسلَمُوکَ و طَارُوا (7)
و کانُوا قد خَرَجُوا معه فتَرکُوه و انْهَزَموا،و قیل:أَراد بهم السَّفِلَه.
و یقال:أَولاد دَرْزَهَ هم الحَاکَهُ ،و هم من أَسافِلِ النَّاس،کما صَرَّحَ به المَفسِّرون فی قَوْلِه تعالی: وَ اتَّبَعَکَ الْأَرْذَلُونَ (8).
*و مّما یُسْتَدْرَک علیه:
دَرَزَ الخَیَّاطُ الدُّرُوزَ ،أَی دَقَّقَها.و أَم دَرْزٍ :کُنْیهُ الدُّنْیَا.
و ابن دَرْزَهَ :الدَّعِیّ ،أَو ابنُ أَمهٍ تُسَاعِی،فجاءتْ به من المُساعَاهِ و لا یُعَرف له أَبٌ ،قاله المُبَرّد.و الدَّرْزِیُّ ، بالفتح:الخَیَّاطُ .و أَبو محمّد عبد اللّه الدَّرْزِیّ صاحب دَعْوَه
ص:65
الحَاکم بأَمْر اللّه الفاطمیّ ،و إِلیه نُسِبَت الطّائفهُ الدَّرزِیّه الخارِجَه عن جادّه الشّریعهِ ،الکَائنه بجِبَال الشّام،و هم الإِسْمَاعِیلیّه،کذا فی شفَاءِ الغَلیل للخَفاجیّ ،و العامَّه تَضُم الدّالَ و یقولون فی الجَمْع الدُّرُوز ،و الصوابُ الدَّرَزَهُ ، محرّکهً و بنو دَرَاز،کسَحاب:قَبیله بمَکَّه،و معناه الطَّویل بالفَارسیّه.
الدَّعْزُ ،کالمَنْع ،و العَیْن مهمَله،أَهمله الجَوْهَریّ .و قال ابنُ درَیْد (1):هو الدَّفْع ،قال: و ربما کُنیَ به عن الجِمَاع. یقال: دَعَز الرجلُ المَرْأَهَ دَعْزاً :جامَعَها.
الدِّلَمْز ،کسِجْل:الصُّلْبُ الشَّدیدُ ،نقله الصاغانیّ ،قال:و یُنْشَد رَجزُ رُؤبَه علی هذه اللّغَه:
کلُّ طُوَالٍ سَلِبٍ و وَهْزِ
دُلاَمِزٍ یُرْبِی علی الدّلَمْزِ (2)
قُلتُ :و الصّحیح أَن ما فی قَوْل الرّاجز مُخفَّف عن دُلَمِز ،کعُلَبِط ،و هو بضَمّ ففَتْح فسکُون،کما حَقَّقَه غَیْرُ وَاحد من الأَئمَّه،و المصنِّف قَلَّد الصّاغَانیّ فیما ذَکَرَه عَلَی عادَته.
و الدُّلاَمِز ، کعُلاَبط :الشَّیْطانُ ،و کذلک الدُّلَمِز کعُلَبِط ، عن ابن الأَعْرَابیّ . و الدُّلاَمِزُ : القَوِیُّ المَاضِی و قیل:هو الشَّدیدُ الضّخْمُ . و الدُّلاَمِز : البَرَّاقُ من الرِّجَال،کالدُّلَمِز، کعلَبِط ،فیهِما ،عن ابن الأَعْرَابیّ ،و الصواب:فی الثّلاثه، کما صَرّح به ابنُ الأَعْرَابیّ .
و دَلْمَزَ الرجُلُ دَلْمَزَهً :ضَخَّمَ اللُّقْمهَ ،قاله ابن شُمَیْل.
و الدُّلَیْمِزَانُ ،بالضِّمّ : الغُلامُ السَّمِینُ فی حُمْقٍ ،نقله الصَّاغَانیّ . و لُصُوصٌ دَلاَمِزَهٌ بالفتح (3): خُبثَاءُ دُهَاه مُنْکَرون.و یقال: تَدَلْمَزَ علی الأَمْر ،إِذا أَجمَع عَلَیْه.
*و ممّا یسْتَدْرَک علیه:
دَلِیلٌ دُلاَمِزٌ ،أَی ماهر خِرِّیت،و الجمع دَلاَمِزُ ،بالفَتْح.
قال الرّاجز:
یَغْبَی علی الدَّلاَمِزِ الخَرَارِتِ
و الدُّلَمِز و الدُّلاَمِز :الصُّلْبُ القَصیرُ من النّاس.و الدُّلَمِز :
الغَلیظ .و قال الأَصْمَعِیّ : الدُّلَمِز و الدُّلاَمِز :الضَّخْم من الرِّجال،کدُلاَمص و دِلاَصٍ .
الدَّهْدَموز ،کعَضْرفُوط ،أَهملَه الجوهَریّ ، و فی التَّهْذیب:قال أَبو عَمْرو:هو الشَّدیدُ الأَکْلِ ،و أَنْشَدَ:
لا تَکْرِیَنّ بَعدَهَا عَجُوزَا
واسِعَهَ الشِّدْقَیْن دَهْدَمُوزَا
تَلْقَمُ لَقْماً کالقَطَا مَکْنُوزَا
الدِّهْلیز ،بالکَسْر:مَا بَیْن البابِ و الدّارِ.و قال ابنُ الأَعْرَابیّ : الدِّهْلیز : الجَیْئَه ،بالجیم المَفْتُوحَه و سکون التّحْتیّه،و الهَمْزه (4)،کما هو نَصّ ابنِ الأَعْرَابیّ ،و یُوجَد فی سائرِ النُّسخ بالحَاءِ المَفْتُوحَه و کَسْر النّون و تَشْدید التَّحْتیَّه، ج الدّهَالیزُ . و قال اللّیْث:هو معَرَّب دَالیج و دَالِیز و دالاز (5)و یقال دِلِّیج.
و أَبناءُ الدَّهَالیزِ :الصِّبْیانُ الذین یُلْقَطُون و لا یُعْرَفُ لهم أَبٌ و دَهَالِیز المَلِک:مَوضع بمصْر مُتفرَّج.
هذا الفَصْل من مُسْتَدْرکات المُصَنِّف علی الجوهَرِیّ .
ذَرِزَ الرجُلُ ، کفَرِح ، ذَرَزاً :تَمَکَّن من لَذَّات الدُّنْیَا، کدَرِز بالدَّالِ المهمله وَزْناً و مَعْنَّی،عن ابنِ الأَعْرَابِیّ ،و قد تقدّم،و یقال للدُّنیا أُمّ ذَرْزٍ ،کما فی التَّهْذِیب.
الذَّرْمَازِیُّ ،بالفَتْحْ ، هو محمّدُ بنُ الفَضْل المُحَدِّث،رَوَی عنه أَبو حَفْص عُمرُ بنُ شَاهِینَ السَّمَرْقَنْدِیّ ،هکذا فی سائِر النُّسَخ،و فیه خَطَأٌ من وُجُوه:
الأَوّل:أَن الّذِی ضَبَطَه أَئِمَّه الأَنْسَاب بالدَّالِ المُهْمَله و زَاءَیْن بَیْنَهُمَا میم و أَلِف،فظَنَّ المُصَنِّف نُقْطَهَ الزّای الأُولَی علی الدّال فصَحَّفه.الثّانی:أَن الذی اشتهَرَ بهذه النِّسْبَه هو مُحَمّد بنُ جَعْفَر الدَّزْمازِیّ ،و هو الذی رَوَی عَنْه ابنُ شاهِین
ص:66
کما صَرَّح به غَیْرُ وَاحد.و الثّالِث:أَنّ مُحمّدَ بنَ الفَضْل الذی ذَکرَه لیس هو الدَّزْمَازِیّ ،بل هو البَلْخِیّ ،و هو شَیْخ محمّد بنِ جَعْفَر المَذْکُور،رَوَی عنه فی سنه 372 فانظُر و تَأَمَّل.
الرَّبِیزُ :الرجُلُ الظَّرِیفُ الکَیِّسُ ،قاله أَبو عَدْنان. و الرَّبِیزُ : المُکْتَنِزُ الأَعْجَزُ (2)من الأَکْیَاسِ (3)و نَحوِهَا ،هکذا فی النُّسَخ:و فی بعْض الأُصُول:الأَکْبَاش جَمْع کَبْش بالمُوَحّده و المُعْجَمَه.یقال:کَبْش رَبِیز ،مثل رَبِیس،و قال أَبو زَیْد: الرَّبِیزُ و الرَّمِیز من الرِّجال:العَاقِلُ الثَّخِین، و قد رَبُزَ رَبَازَهً ،و رَمُزَ رَمَازَهً ، ککَرُم فیهما ،أَی فی معْنَی الظَّرِیفِ و المُکْتَنِز. و الرَّبِیزُ : الکَبِیرُ فی فَنّه ،کالرَّمِیز، هکذا فی النُّسَخ:الکَبِیر،بالمُوَحَّده.و فی التَّکْمِلَه و اللّسَان بالثّاءِ المُثَلَّثه.
و رَبَّز القِرْبَهَ تَرْبِیزاً :مَلأَهَا ،و کذلک رَبَّسَها تَرْبِیساً.
و ارتَبَزَ الرَّجلُ : تَمَّ فی فَنّه و کَمُلَ و هو مُرْتَبِز و مُرْتَمِز.
*و مّما یُسْتَدْرَک علیه:
أَربَزَه إِرْبازاً :أَعْقَلَه،عن أَبی زَیْد.و قَطِیفهٌ رَبِیزَهٌ :
ضَخْمَه.
الرُّجْز ،بالکَسْر و الضَّمّ :القَذَرُ مثل الرّجْس. و الرُّجْز : عِبَادَهُ الأَوْثانِ ،و به فُسّر قَولُه تعالی: وَ اَلرُّجْزَ فَاهْجُرْ (4)و قیل:هو العَمَل الذی یُؤدِّی إِلی العَذَاب، و أَصْل الرّجز فی اللُّغَه الاضْطِرَاب و تَتابُع الحَرَکات. و قال أَبو إِسحاق فی تَفْسِیر قَوْلِه تَعالی: لَئِنْ کَشَفْتَ عَنَّا اَلرِّجْزَ (5)قال هو العَذَابُ المُقَلْقِل لِشدَّته و له قَلْقَلَهٌ شَدِیدَه مُتَتَابِعه: و قیل: الرُّجْزُ فی قَوْله تعالی: وَ اَلرُّجْزَ فَاهْجُرْ الشِّرْکُ مَا کَانَ ،تَأْویلُه أَنّ منْ عَبَدَ غَیْرَ اللّهِ فهو علی رَیْبٍ من أَمرْه و اضْطِرابٍ من اعْتِقَاده.
و الرَّجَز ، بالتَّحْرِیک:ضَرْب من الشِّعرِ معروف، وَزْنُه مُسْتَفْعِلُنْ سِتّ مَرّات ،فابْتداءُ أَجزائِه سَبَبان ثم وَتِدٌ،و هو وَزْنٌ یَسْهُل فی السَّمْع،و یَقَع فی النَّفْس،و لذلک جاز أَن یَقَع فیه المَشْطُور،و هو الذی ذَهَب شَطْره،و المَنْهُوک،و هو الّذِی قد ذَهَب منه أَربَعَه أَجزاءٍ و بَقِیَ جُزْءَان،قال أَبُو إِسْحَاق:إِنما سُمّی الرَّجَزُ رَجَزاً لأَنّه تَتَوَالَی فیه فی أَوَّله حَرکه و سُکُون ثمّ حَرَکَه و سُکُون،إِلی أَن تَنْتَهِیَ أَجزاؤُه، یُشَبَّهُ بالرَّجَز فی رِجْل الناقَه و رِعْدَتِها،و هو أَن تَتَحَرَّک و تَسْکُنَ ،و قِیلَ :سُمّیَ بذلک لِتَقَارُبِ أَجْزَائِه و اضْطِرابِهَا و قِلّهِ حُروفِه ،و قیل:لأَنّه صُدُورٌ بلا أَعْجَاز.و قال ابنُ جِنّی:کلّ شِعْرٍ ترکَّبَ تَرْکِیبَ الرَّجَز یُسَمَّی رَجَزاً .و قال الأَخفش مرَّهً : الرَّجَز عند العرب:کلّ ما کَانَ علی ثَلاثَهِ أَجْزَاءٍ،و هو الذی یَترنَّمُون به فی عَمَلهم و سَوْقِهِم و یَحْدُون به.قال ابنُ سِیدَه:و قد رَوَی بَعْضُ مَنْ أَثِق به نَحْوَ هذا عن الخَلِیل. و قد اختُلِف فیه،فزَعَم قَوم أَنّه لیس بِشِعْر،و أَن مَجَازَه مَجازُ السّجْع،و هو عند الخَلِیل شِعْرٌ صَحِیح،و لو جاءَ منه شَیءٌ علی جُزْءٍ وَاحد لاحْتَمل الرّجَزُ ذلک لحُسْن بِنَائه.هذا نَصُّ المُحْکَم.و فی التَّهْذِیب: زَعَم الخلیلُ أَنّه لیس بِشِعْر و إِنّمَا هو أَنصافُ أَبْیاتٍ و أَثْلاثٌ ،و دَلیلُ الخَلِیل فی ذلک ما
14- رُوِیَ عن النّبیّ صلّی اللّه علیه و سلم فی قوله:
سَتُبدِی لَکَ الأَیّامُ ما کُنتَ جاهِلاً (6)
و یأْتِیک مَن لم تُزوَّد بالأَخْبَارِ.
قال الخلیل:لو کان نِصْفُ البَیْت شِعْراً ما جَرَی علی لِسَان النّبیّ صلّی اللّه علیه و سلم:
ستُبدِی لکَ الأَیّامُ ما کُنتَ جَاهِلاً
و جاءَ بالنِّصفِ الثّانی علی غَیْر تَأْلِیف الشِّعْر؛لأَنّ نِصفَ البَیْت لا یُقَال له شِعْر و لا بَیْت،و لو جاز أَن یُقَال لِنصْف البیْت شِعرٌ لقِیل لجزْءٍ منه شعْر،و
14- قد جَرَی علی لسان النبیّ صلّی اللّه علیه و سلم: «
أَنَا النَّبِیِّ لا کَذِبْ ، أَنا ابنُ عَبْدِ المُطّلب» (7).
قال:
ص:67
فلو کان شِعْراً لم یَجْرِ علی لِسَانه صلّی اللّه علیه و سلم،قال اللّه تعالی:
وَ ما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَ ما یَنْبَغِی لَهُ (1).و قد نازَعه الأَخفَشُ فی ذلک.قال الأَزْهَرِیّ :قوْلُ الخَلِیل الذِی بُنِیَ علیه أَن الرَّجَز شِعْر،و مَعْنَی قَوْلِ اللّه عَزَّ و جَلّ وَ ما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَ ما یَنْبَغِی لَهُ أَی لم نُعَلِّمْه الشِّعْر فیَقُولَه و یتَدَرَّبَ فیه حتی یُنْشِئ منه کُتُبَا،و لیس فی إِنشاده صلّی اللّه علیه و سلم البَیْتَ و البَیْتَیْن لغَیرِه ما یُبِطل هذا،لأَن المَعْنَی فیه:أَنَّا لم نَجْعَلْه شاعِراً.
و الأُرْجُوزَهُ ،بالضّمّ : القَصِیدَه منه ،أَی من الرَّجَز و هی، کهَیْئَه السّجْع إِلا أَنّه فی وَزْن الشِّعْر، ج، أَرَاجِیزُ . و مِن سَجَعَات الحَرِیریّ :فمَا کُلُّ قَاضٍ قَاضِی تِبْرِیز،و لا کُلّ وَقْتٍ تسْمع فیه الأَراجیز .قال اللَّعِینُ المِنْقَرِیّ یَهْجُو رُؤْبهَ :
إِنی أَنَا ابنُ جَلاَ إِن کُنْتَ تَعْرِفُنِی
یا رُؤْبَ و الحَیَّهُ الصَّمّاءُ فی الجَبَل
أَ بِالأَرَاجِیزِ یَابْنَ اللُّؤمِ تُوعِدُنی
و فی الأَراجیزِ رَأْسُ النُّوکِ و الفَشَلِ
و قد رَجَزَ یَرْجُز رَجْزاً ،و یُسَمَّی قائِلُه رَاجِزاً ،کما یُسَمَّی قائِلُ بُحور الشَعر شَاعِراً. و ارْتَجَزَ الرَّجَّازُ ارتِجَازاً و رَجَزَ بِهِ و رَجَّزه تَرْجِیزاً : أَنشَدَه أُرجُوزَهً ،و هو رَاجِزٌ و رَجَّازٌ و رَجَّازهٌ و مُرْتَجِزٌ .
و الرَّجَز ،مُحَرَّکهً : داءٌ یُصِیب الإِبلَ فی أَعْجَازِها ؛و هو أَن تضْطَرِب (2)رِجْلُ البَعِیر أَو فَخذَاه إِذا أَراد القِیَامَ أَو ثَارَ ساعَه ثمَّ یَنْبَسِط ،و قد رَجِزَ رَجَزاً ، و هو أَرْجَزُ و هی رَجْزَاءُ ، و قیل:ناقَهٌ رَجْزاءُ :ضَعِیفَهُ العَجُزِ،إِذا نَهَضت من مَبْرَکِها لم تَسْتَقِلّ إِلاّ بعدَ نَهْضَتَیْن أَو ثَلاثٍ .قال أَوسُ بنُ حَجَر یَهجُو الحَکَمَ بنَ مَرْوان بنِ زِنْباعٍ و کان وَعَده بشیْ ءٍ ثمّ أَخْلفَه:
هَمَمْتَ ببَاعٍ ثُمَّ قَصَّرْتَ دُونَه
کمَا ناءَت الرَّجزاءُ شُدَّ عِقَالُهَا
مَنَعْتَ قَلیلاً نَفْعُه و حَرمْتَنِی
قَلِیلاً فهَبْها عَثْرَهً لا تُقَالُها
یقول:لم تُتِم ما وَعَدْتَ ،کما أَنّ الرَّجْزاءَ إِذا أَرادَت النُّهُوضَ فلم تَکد (3)تَنْهض إِلاَّ بعدَ ارتعادٍ شدِیدٍ.
و الرّجَّاز ، کشدَّاد و رُمَّان:وَادٍ عَظِیمٌ بَنجْد،أَنشدَ ابنُ دُرَیْد لبَدْر بن عامرٍ الهُذلِیّ :
أَسَدٌ تَفِرّ الأُسْدُ من عُرَوَائِه
بعَوَارِضِ الرُّجّازِ أَو بِعُیُونِ
هکذا رُوِی بالوَجْهَیْن،و عُیُون أَیضاً:مَوْضِع،کذا قَرأْتُه فی أَشعار الهُذَلیّین.
و الرِّجَازهُ ،بالکسْر :مَرْکَب للنِّسَاءِ،و هو أَصغرُ من الهَوْدَجِ جَمْعُه رَجَائِزُ. أَو کِساءٌ فیه حَجَرٌ یُعَلَّق بأَحَدِ جانِبَیِ الهَوْدَج لیَعْدِلَه إِذا مالَ ،سُمِّیَ بذلِک لاضْطِرابه،و فی التهذیب:هو شیْ ءٌ مِن وِسَادَهٍ و أَدَمٍ (4)،إِذا مالَ أَحدُ الشِّقَّیْن وُضِعَ فی الشِّقِّ الآخَرِ لیَسْتَوِیَ ،سُمِّیَ رِجَازهَ المَیْلِ . أَو شَعرٌ أَحمَرُ أَو صُوفٌ یُعَلَّق علی الهَوْدجِ للتّزَیّن:قال الشَّمَّاخ:
و لَو ثَقِفَاهَا ضُرِّجَت بدِمائِهَا
کَما جَلَّلَت نِضْوَ القِرامِ الرَّجائِزُ
و قال الأَصمعیّ :هذا خطأٌ إِنما هی الجَزَائر (5)و قد تقدّم ذِکرُها فی مَوضعها.
14- و المُرْتجِزُ بنُ المُلاَءَهِ :فَرسٌ للنَّبِیّ صلّی اللّه علیه و سلم ؛ سُمِّی به لحُسْنِ صَهِیله و جَهَارَتهِ ،و کان رسولُ اللّه صلّی اللّه علیه و سلم اشْتَراه من أَعْرَابِیّ اسمُه سَوَاد . هکذا فی النُّسَخ بالدَّال،و صوابه سَواءٌ، بالهَمْز، ابن الحَارث بنِ ظالِم المُحَارِبِیّ ،و صَحَّفه أَبو نُعَیم فقال:النّجاریّ ،و یُقال فیه أَیضاً سَوَاءُ بنُ قیْس و هو الذی أَنْکرَ شِرَاءَ الفَرَس حتّی شهِد خُزیْمهُ بنُ ثابِتٍ رَضی اللّه
ص:68
عنه،و من ثَمّ لُقِّب ذا الشَّهَادَتیْن.و القِصَّه مَذکوره فی کُتُب السِّیَرِ.
و من المَجاز: تَرَجَّز الرَّعْدُ ،إِذا صَاتَ ،أَی سَمِعْت له صَوْتاً مُتَتابِعاً، کارْتجزَ ارْتِجازاً ،و هو صَوتُه المُتدَارِک کارْتِجَاز الرّاجِز ، و من المَجَاز:أَیضاً تَرَجَّزَ السّحَابُ ،إِذا تَحَرَّکَ تحرُّکاً بَطیئاً لکثْرهِ مائِه. قال الرَّاعِی:
و رَجَّافاً تَحِنُّ المُزْنُ فِیه
تَرَجَّزَ من تِهَامهَ فاسْتَطارَا (1)
و یُروَی: مُرْتجِزاً تَحِنّ ،إِلخ.
و تَرَجَّزَ الحَادِی ،أَی حَدَا برَجَزِه ،و فی بَعْضِ النُّسَخ:
بالرَّجَز ، و تَرَاجَزُوا :تَنازعُوا الرَّجَزَ بَیْنهُم و تَعَاطوه.
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
رَجَزَت الرِّیحُ رَجْزاً ،إِذا دَامَت،و إِنها لَرَجْزاءُ ،و رَجْزاءُ القِیَام،یُکنی به عن القِدرِ الکبیره الثَّقیله،و به فُسِّر قولُ الراعی یَصف الأَثافِی:
ثَلاَثٌ صَلِینَ النارَ شَهْراً و أَرزمَتْ
علیهنّ رَجْزاءُ القِیَامِ هَدُرجُ (2)
و غَیْثُ مُرْتَجِزٌ :ذُو رَعْدٍ،و کذلک مُتَرَجِّز ،قال أَبو صَخْر:
و ما مُتَرَجِّزُ الآذِیِّ جَوْنٌ
له حُبُکٌ یَطِمّ علی الجِبَالِ
یقال:البَحْر یَرْتَجِز بآذِیّه و یَتَرجَّز،و هو مَجَاز.و سَحابه رَجَّازه .و الرُّجْز بالضّمّ :اسم صَنَم بعَیْنِه،قاله قَتَادَه، و الرِّجْز :الإِثمُ و الذَّنْب..و رِجْزُ الشَّیْطَانِ :وَسَاوِسُه.
رَخْبَزٌ ،کجَعْفَر:اسمٌ ،و قد أَهمَلَه الجَوْهَرِیّ و الصّاغَانِیُّ و أَوردَه صاحبُ اللّسَان.
رَزَّتِ الجَرَادَهُ تَرُزُّ ،بالضَّمِّ ، و تَرِزُّ ،بالکَسْر، رَزًّا . غَرَزَت ذَنَبَها فی الأَرض و أَدخَلَتْه فیها لِتَبِیض ،أَی تُلقِیَ بَیضَها، کأَرَزَّت إِرْزازاً ،و هذه عن اللیث. و رَزَّ الرَّجُلَ رَزَّهً : طَعَنَه طَعْنهً . و رَزَّ البابَ یَرُزُّه رَزًّا : أَصلَحَ علیه الرَّزَّهَ .و هی حَدِیدَهٌ یُدخَلُ فیها القُفْلُ سُمِّیَت لأَنّه یُرَزُّ فیها القُفْلُ ،أَی یُدْخَل،و الجَمْع رزَّاتٌ . و رَزَّ الشَّیْ ءَ فی الشَّیْ ءِ ،کالمِسْمَار فی الحَائِط و السِّکّینِ فی الأَرْض: أَثْبَتَه ، فارتَزَّ :ثَبَتَ . و فی الأَسَاسِ : رَزَّت السَّمَاءُ تَرُزُّ رَزًّا :
صَوَّتَت من المَطَر.
و أَصْلُ الرِّزّ ،بالکَسْر،هو الصَّوتُ الخَفِیُّ ،کما سَیَأْتی.
و الرُّزُّ ،بالضَّمِّ و هو الأُرْزُ المَعْرُوف، و قد تَقَدَّمَت لُغَاتُه فی أَرز، و طَعَامٌ مُرَزَّز ،کمُعَظَّم: مُعَالَجٌ به ،أَی بالرّزّ ،نقله الصّاغانِیّ . و الرِّزُّ ، بالکَسْر:الصَّوْت الخَفِیّ ،و قیل:هو الصَّوْت تَسْمَعُه من بَعِید ،و قیل:هو الصّوت تَسْمَعُه و لا یُدْرَی ما هُو، کالرِّزِّیزَی ،مِثَال خِصِّیصَی، أَو هو أَعَمُّ ، یَکُونُ شَدِیداً و یکون خَفِیفاً، أَو الرِّزُّ : صَوْتُ الرَّعْدِ ،أَو أَعمّ ،و الجَرْسُ مِثلُه. و قیل الرِّزُّ : هَدِیرُ الفَحْلِ . قال ذُو الرُّمَّهِ یَصف بَعِیراً یَهْدِر فی الشِّقْشِقَه:
رَقْشَاءَ تَنْتَاخُ اللُّغَامَ المُزْبِدَا
دَوَّمَ فیها رِزَّه و أَرْعَدَا
و قال أَبو النَّجْم:
کأَنَّ فی رَبَابِه الکِبَارِ
رِزَّ عِشَارٍ جُلْنَ فی عِشَارِ
و
1- فی حَدِیثِ عَلِیّ رَضِی اللّه عنه: «مَنْ وَجَد فی بَطْنه رِزًّا فلیَنْصَرِف فلیتَوَضَّأْ» (3). قال الأَصمَعِیّ :أَراد بالرِّزّ الصّوتَ فی البَطْن من القَرْقَرَه و نَحوها.قال أَبو عُبَیْد:و کذلک کُلُّ صَوْت لیس بالشَّدِید فهو رِزٌّ .قال الأَزهرِیّ :هذا الحَدِیث هکذا جاءَ فی کُتُب الغَرِیب،عن عَلِیٍّ نَفْسِه،و أَخْرَجَه الطَّبَرانِیّ عن ابنِ عُمَر عن النّبِیّ صلّی اللّه علیه و سلم،و قال القُتَیبِیُّ : الرِّزّ :غَمْزُ الحَدَث و حَرکَتُه فی البَطْن للخُروج حتّی یَحْتَاج صاحِبُه إِلی دُخُول الخَلاءِ،کان بقَرْقَرَه أَو بغَیْر قَرْقَرَهٍ .و أَصْل الرِّزّ :
الوَجَعُ یَجِدُه الرجُلُ فی بَطْنِه.یقال:إِنه یَجِد رِزًّا فی بَطْنِه، أَی وَجَعاً و غَمْزاً للحَدَث.و قال أَبو النَّجْم یَذکُر إِبلاً عِطاشاً:
لو جُرَّ شَنٌّ وَسْطَها لم تَجْفُلِ
من شَهْوهِ المَاءِ و رِزٍّ مُعْضِلِ
ص:69
یقول:لو جُرَّتِ قِربَهٌ یابِسَه وَسْط هذِه الإِبلِ لم تَنْفِر من شِدَّه عَطَشِهَا و ذُبُولِهَا و شِدَّهِ (1)ما تَجِده فی أَجْوافها من حَرَارهِ العَطَش بالوَجَع،فسَمّاه رِزًّا .
و تَرْزِیزُ القِرْطَاسِ :صَقْلُه. و هو بَیَاضٌ مُرَزَّزٌ :مُعَالَج بالأَرُزِّ کما فی الأَسَاسِ ،و هذا کما یَقُولُون مُنَشًّی.
و من المَجَاز: التَّرْزِیزُ فی الأَمْر:تَوْطِئَتُه ،یقال: رَزَّزْتُ أَمرَک عند فُلان،و رَزَّزْت لک الأَمْرَ تَرْزِیزاً ،أَی وَطَّأْته لک و ثَبَّتّه و مَهَّدْته،قاله الزّمَخْشَرِیّ .
و ارْتَزَّ البَخِیلُ عند المَسْأَلَهِ ،إِذا بَقِیَ ثابِتاً مکانه و بَخِل و خَجِل و لم یَنْبَسِط ،و هو افْتَعَل،من رَزّ ،إِذ ثَبَت،و به فُسِّر
16- حَدِیثُ أَبِی الأَسْود: «إِن سُئِل ارتَزّ ». و یروی: أَرَزَ ، بالتَّخْفِیف،أَی تَقَبَّضَ ،و قد ذُکِر فی مَوضعه. و ارتَزَّ السَّهْمُ فی القِرْطَاسِ ،أَی ثَبَتَ فیه.و فی الأَساس:وَقَعَ السَّهْمُ علی الأَرضِ فارْتَزَّ ثمّ اهتَزّ،فإِذا هو فی ظَهْر یَرْبُوع.
و الرَّزِیزُ ،کأَمِیر:نَبْتٌ یُصْبَغ به.
و ، الرُّزَیْز ، کزُبَیْر ،هو أَبو البَرَکَات المُسْلِمُ بنُ البَرَکَات بن الرُّزَیْز ،شَیْخٌ للدِّمْیَاطیّ الحَافِظ ،هکذا قَالَه الحَافِظ ، و قد راجَعت مُعْجَم شُیُوخِ الدِّمْیَاطیّ فی مَحَلّه فلم أَجِدْه، و إِنما ذَکَر فیمَنْ اسمُه مُسْلِم اثنَیْن أَو ثَلاثَه،و لَعلّه فی مُعْجَم آخَر من مَعاجمه.و شَمْسُ الدِّین محمّد بن الرُّزَیز :
مُحَدِّث،ذَکَره الحافظ .
و الإِرْزِیزُ ،بالکَسْر:الرِّعْدَهُ ،قاله ثَعْلب،و أَنشد بیتَ المُتَنَخِّل:
قد (2)حالَ بین تَرَاقِیه و لَبَّتِه
من جُلْبهِ الجُوعِ جَیَّارٌ و إِرْزِیزُ
و الجَیَّار:الحَرَارهُ فی الصَّدْر من جُوعٍ أَو غَیْظ ،و قد ذُکِر فی مَحَلّه.
و الإِرْزِیزُ أَیضاً: الطَّعْنُ الثابِتُ ،و به فَسَّر بعضُهم قول المُتَنَخِّل هذا،کما نَقَلَه الصّاغَانیّ . و الإِرْزِیزُ أَیضاً:البَرَدُ،قاله ثَعْلَب و قال غیره:هو بَرَدٌ صِغَارٌ کالثَّلْج.
و الإِرْزِیزُ : الطَّوِیلُ الصَّوْتِ .
و الرَّزَازُ ،کسَحَاب:لُغه فی الرَّصَاص ،نقله الصاغَانِیّ .
و الرَّزَّازُ ، بالتَّشْدِید :لَقَب جَماعه من المُحَدّثین،منهم أَبو جَعْفَر محمّد بن عَمرو بن البَخْتَرِیّ ،و عُثْمَان بن أَحْمَد ابن سَمْعَان.و أَبُو القَاسِم عَلِیّ بنُ أَحْمَد بن محمّد بن دَاوُود بنِ مُوسَی بن بَیَانٍ ،سَمِع من أَبی الحَسَن مُحَمّدِ بْنِ محمّدِ بنِ محمّد بْن إِبْراهِیم بْن مَخْلَد البَزَّاز و غیره، و سَعِید ابنُ أَبی سعید مُحَمّد بن سَعِید بن محمّد العَدْل،اَبوه مُدَرِّس النِّظَامِیّه ببَغّدَاد،وُلِد أَبوه سنه 501 و تُوفّی سنه 572 و سَمع الحَدِیث،و ابنُه محمّد بن سَعید حَضَر علی أَبی الفَتْح بن شَاتِیل،و مات سنه 638 و حَفِیدُه سَعِیدُ بنُ محمّد ابن سَعید بن أَبی سَعید محمّد بنِ سَعِید بنِ محمّد، حَدَّث، وَ أَحْمَدُ بنُ محمّد بن عَلُّویَهَ الجُرْجَانِیّ أَبو العَبّاس، عن محمّد بن غَالِب تَمْتَام،و عنه[اسماعیل بن سوید و محمد بن (3)النَّفِیس بن مُنْجِبٍ ، الرَّزَّازُون ،مُحَدِّثُون نُسِبُوا إِلی بَیْع الرُّزّ و التِّجَاره فیه.وفَاتَه أَبو بَکْر أَحمدُ بنُ محمّد بنِ أَحْمَد بن یَعْقُوب الرّزَّاز ،آخر مَنْ حَدَّثَ عن أَبی الحُسَیْن بن شَمْعُون،تُوفِّیَ سنه 469.
و رَزْرَزهُ :حَرَّکَه.و رَزْرَزَ الحِمْلَ :سَوَّاه و عَدلَه، و مَصْدَرُهما الرَّزْرَزَه .
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
الإِرْزِیزُ ،بالکَسْر:الرَّعْد،و الإِرْزِیزُ :الصَّوْتُ .و الرِّزّ :
أَن یَسْکُت من ساعته.و رَزِیز الرَّعْد:صوتُه،کأَمِیر.و الرِّزّ و الرِّزِّیزَی :الوَجع.و الرَّزَّه بالفَتْح:وَجعٌ یأْخُذ فی الظَّهْر، نقله الصاغانیّ .و المَرَزَّه :المَوْضع الذی یُجمَع فیه الأُرز، کالکُدْس للقَمح.
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
الرَّطَزُ ،مُحَرَّکَهً ،أَهملَه الجَوْهَرِیّ .و قال الأَزْهَرِیُّ :أَهمله اللَّیْثُ .و قال أَبو عُمَر الزّاهِد فی کتاب الیَاقُوت: الرَّطَز : الضَّعِیفُ من الشَّعرِ و غَیْرِه ،یقال:شَعرٌ رَطَزٌ .أَی ضَعِیف.
و الرَّطَازَاتُ ،مُخَفَّفَهَ :شِبْهُ الخُرَافَات ،و هذِه نقلها الصّاغانِیّ .
رَعَزَ الجارِیَهَ إِذا جَامَعَهَا ،قال ابنُ دُرَید:و الرَّعْز یُکْنَی به عن النِّکَاح (1).یقال:بات یَرْعَزُهَا رَعْزاً . و المِرْعِزّ کزِبْرِج مُشَدّد الآخِر، و المِرْعِزَّی ،بالأَلف المَقْصُورَه مع تَشْدِید الزَّای، و یُمَدّ إِذا خُفّف ،و المِیمُ و العَیْن مَکْسُورَتَان علی کُلِّ حال، و قد تُفْتَح المِیمُ فی الکُلّ فتَقُول مَرْعِزّ و هذِه ذَکَرَها الأَزهَرِیّ فی الرّباعیّ : الزَّغَب الذی تَحْت شَعَرِ العَنْز ،قالَهُ الجَوْهَرِیّ ،قال و هو مَفْعِلَی،لأَن فَعْلِلَی لم یَجئ،و إِنّمَا کَسَرُوا المِیمَ إِتباعاً لکَسْره العَیْن،کما قالوا:
مِنْخِر و مِنْتِن،و جعل سِیبَوَیْه المِرْعِزَّی صِفَهً عَنَی به اللَّیِّنَ من الصُّوف.و قال کُرَاع:لا نَظِیر للمِرْعِزَّی و لا للمِرْعِزَاءِ ، و حَکَی الأَزْهَرِیّ المِرْعِزَّی کالصُّوف یَخْلُص من بَیْن شَعَر العَنْز، و ثَوْب مُمَرْعزٌ ،من باب تَمَدْرَع و تَمَسْکَن.
و المُرَاعِزُ :المُعَاتِبُ ،نقله الصّاغَانِیّ . و رَاعَزَ ،أَی تَقَبَّض (2)،نقله الصَّاغَانِیّ أَیضاً.
اسْتَرْغزَه ،بالغَیْن المُعْجمه: اسْتَضْعَفَه و اسْتَلانَه ،هکذا أَورَدَه الصّاغَانِیّ من غَیْرْ غَزوٍ لأَحد،و قد أَهملَه الجُمهورُ.
رَفَزَه یَرْفِزُه ،بالکَسْر: ضَرَبَه ،أَهمله الجَوهَرِیّ و استدْرَکَه الأَزهرِیّ .قال: و الرَّافزُ :العرْقُ الضّارِب و ما یَرْفِزُ منه عِرْقٌ ما یَضْرِب ،قال اللَّیْث:قَرَأَتُ فی بَعْضِ الکُتُب شِعْراً لا أَدرِی ما صِحَّتُه و هو:
و بَلْدَهٍ لِلدَّاءِ فیها غامِزُ
مَیْتٌ بها العِرْقُ الصَّحِیح الرافِزُ (3)
قال:هکذا کان مُقَیَّداً و فَسَّرَه رَفَزَ العِرْقُ ،إِذا ضَرَب،و إِنْ عِرْقَه لرَفّازٌ ،أَی نَبَّاض.قال الأَزهرِیّ :و لا أَعرِف الرَّفَّازَ بمَعْنَی النَّبّاض،و لعَلّه بالقَافِ ،قال:و یَنْبَغِی أَن یُبْحَث عنه.قُلْتُ :علی تقدیر صِحَّته نَقُولُ :إِنه مَقْلُوب من رَفَس بالسِّین،و مثل هذا کثیر کما لا یَخْفَی.
رَقَزَ ،بالقاف:أَهمَلَه الجَوْهَرِیّ و قال الأَزهریّ :
العَرب تَقُول: رَقَز و رَقَصَ ،و هو رَقَّازٌ رَقَّاص. و الرّاقِزُ أَو الرَّافِزُ ،علی الشّکّ منه أَیضاً:الضَّارِبُ . و یقال: ما یَرْقز منه عِرْقٌ ،أَی ما یَضْرِب منه،أَنشد أَبو عَمْرو لِنِجَادِ (4)بنِ مَرْثَد:
و بَلْدَهٍ للدَّاءِ فِیهَا غامِزُ
مَیْتٌ بها العِرْق الصّحِیحُ الرَّاقِزُ
أَو الرّافِز،هکذا فی التَّهْذِیب و التَّکْمِلَه.
رَکَز الرُّمْحَ یَرْکُزُه ،بالضّمّ ، و یَرْکِزُهُ ،بالکَسْر، رَکْزاً : غَرَزَه فی الأَرْضِ مُنْتَصِباً،و کذا غیر الرُّمْح، و المَوْضِعُ مَرْکَزٌ ، کرَکَّزَه تَرْکِیزاً ،أَنشد ثَعْلَب:
و أَشْطانُ الرِّمَاح مُرَکَّزاتٌ
و حَومُ النَّعْمِ و الحَلَقُ الحُلُولُ
و رَکَزَ العِرْقُ :اخْتَلَج، کارْتَکَزَ ،نقَلَه الصّاغَانِیّ .
و المَرْکَزُ :وَسَطُ الدَّائِرَهِ .و من المَجَاز: المَرْکَز : مَوْضِعُ الرَّجُل و مَحَلُّه. یُقَال:حَلَّ فُلانٌ بمَرْکَزِه ، و المَرْکَزُ أَیضاً:
حَیْثُ أُمِرَ الجُنْدُ أَن یَلْزَمُوه و أَن لا یَبْرحُوه،یقال:أَخَلَّ فُلانٌ بمَرْکَزِه ،و هو مَجاز أَیضاً.
و فی التنزیل العزیز: أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِکْزاً (5)قال الفرَّاء: الرِّکْز ،بالکَسْر:الصَّوتُ ،و قیل:هو الصَّوتُ لیس بالشَّدِید،و قیل:هو صَوْتُ الإِنْسَان تَسْمَعُه من بَعِید،نَحو رِکْزِ الصّائدِ إِذا نَاجَی کِلابَه،و أَنشد:
و قد تَوَجَّسَ رِکْزاً مُقفِرٌ نَدُسٌ
بنَبْأَهِ الصَّوتِ ما فی سَمْعِه کذِبُ (6)
و فی حَدِیثِ ابنِ عَبّاس فی قَوْلِه تَعالی: فَرَّتْ مِنْ
ص:71
قَسْوَرَهٍ (1)قال:هو رِکْزُ النّاس،قال: الرِّکْز :الصَّوْتُ الخَفِیّ و الحِسُّ ،فجَعَلَ القَسْوَرَهَ نَفْسَها رِکْزاً ؛لأَن القَسْوره جَمَاعَهُ الرِّجَال،و قیل:هو جَمَاعَهُ الرُّمَاه،فسَمّاهم باسْمِ صَوْتِهِم،و قد ذُکِر فی مَوْضعه. و الرِّکْزُ أَیضاً: الرَّجلُ العَالمُ العَاقلُ الحَلِیم السَّخِیّ الکَرِیمُ ،قاله أَبو عَمْرو،و لیس فی نَصّه ذِکْر العَالِم و لاَ ذِکْر الکَرِیم.
و من المجَاز: الرِّکْزَهُ ، بهاءٍ:ثَبَاتُ العَقْلِ و مُسْکَتُه.قال الفَرّاءُ:سمعْتُ بعضَ بنی أَسَد یقول:کَلّمْت فلاناً فما رأَیْتُ له رِکْزهً ،أَی لیسَ بِثَابِتِ العَقْل. و الرِّکْزه أَیضاً وَاحِدَهُ الرِّکازِ ،ککِتَاب، و هو ما رَکَزَه اللّه تَعَالَی فی المَعَادن،أَی أَحدَثَه و أَوْجَدَه،و هو التَّبْرُ المَخْلُوق فی الأَرض،و هذا الذی تَوقّفَ فیه الإِمامُ الشّافعیّ رَضِیَ اللّه عنه،کما نَقَلَه عنه الأَزهریّ ،و
17- جاءَ فی الحَدِیث عن عَمْرو بن شُعَیْب: «أَنَّ عَبْداً وَجَدَ رِکْزَهً علی عَهْد عُمَر رضی اللّه عنه،فأَخَذَها منه عُمَر». و یقال الرِّکْزَه :القِطْعهُ من جَوَاهِر الأَرضِ المَرْکُوزَهُ فیها، کالرَّکِیزَه . و قال أَحمدُ بن خالد: الرِّکَاز جَمْع، و الواحِده رَکِیزَه (2)،کأَنّه رُکِز فی الأَرض رَکْزاً . و قال الشافِعیّ رضی اللّه عنه:و الذِی لا أَشُکّ فیه أَن الرِّکَاز دَفِینُ أَهْلِ الجاهِلِیّه ،أَی الکَنْز الجَاهِلِیّ ،و علیه
16- جاءَ الحَدِیثُ :
«و فی الرِّکَاز الخُمس». و هو رأَیُ أَهْل الحِجَاز،قال الأَزْهَرِیّ :و إِنّمَا کان فیه الخُمسُ لکَثْره نَفْعِه و سُهولَهِ أَخْذِه.
قُلتُ :و
16- قد جاءَ فی مُسنَد أَحمد بنِ حَنْبل فی بعض طُرُق هذا الحَدِیث: «و فی الرَّکائز الخُمسُ ». و کأَنّها جَمع رَکِیزَه أَو رِکَازَه ،و نقل أَبُو عُبَیْد عن أَهْلِ العِرَاق فی الرِّکَازِ :المَعَادِنُ کُلُّها،فما استُخْرِج منها شَیْ ءٌ فلِمُسْتَخْرِجهِ أَربَعَهُ أَخْمَاسِه و لِبَیْت المَالِ الخُمسُ .قالوا:و کذلک المَال العَادِیّ یُوجَدُ مَدْفُوناً هو مِثْل المَعْدِن سَواءٌ،قالُوا:و إِنّمَا أَصلُ الرِّکَاز المَعْدِن،و المَالُ العَادِیّ الذِی قد مَلَکَه النّاسُ مُشبَّه (3)بالمَعْدِن. و قیل: الرِّکَاز : قِطَع عِظَامٌ مِثْل الجَلامِید من الفِضَّهِ و الذَّهَب تُخرَج من الأَرضِ أَو من المَعْدِن ،و هو قَولُ اللّیْث،و هذا یُعضِّد تَفسیرَ أَهلِ العِراق.و قال بعضُ أَهلِ الحِجاز: الرِّکَاز :هو المَال المَدْفُون خاصّهً مما کَنَزَه بنو آدمَ قَبْل الإِسلام،و أَما المَعَادِن فلَیْسَت برِکَاز ،و إِنما فیها مِثْلُ ما فی أَموالِ المُسْلمین من الزّکاه إِذا بلغَ ما أَصابَ مائَتیْ دِرْهمٍ کان فیها خَمْسَهَ دَرَاهم و ما زَادَ فبِحِسَاب ذلِکَ ، و کذلک الذَّهَب إِذا بَلَغ عِشْرِین مِثْقَالاً کان فیه نِصْفُ مِثْقَالٍ .قُلْتُ :و هذا القَوْل تَحْتَمِله اللّغَه،لأَنَّه مَرْکُوزٌ فی الأَرض،أَی ثابتٌ و مَدْفُون،و قد رَکَزَه رَکْزاً ،إِذا دَفَنَه.
و أَرْکَزَ الرجُلُ : وَجَدَ الرِّکَازَ . و عن ابنِ الأَعْرَابِیّ :
الرِّکَازُ :ما أَخرَجَ المَعْدِنُ ،و قد أَرکَزَ المَعْدِنُ :صَارَ ،و نَصّ النَّوَادِر:وُجِدَ فیه رِکَازٌ ،و قال غیرُه: أَرْکزَ صاحبُ المَعْدِن، إِذا کَثُر ما یَخْرُجُ [منه] (4)له من فِضَّه و غَیْرِهَا.و قال الشّافعیُّ رضی اللّه عنه:یقال للرّجُل إِذا أَصاب فی المَعْدِن بَدْرهً مُجْتَمعَه:قد أَرْکَزَ .
و من المَجَاز: ارتَکَزَ ،إِذا ثَبَتَ فی مَحَلّه.یقال:دَخَل فُلانٌ فارتَکَزَ فی مَحَلّه لا یَبْرحُ . و من المجاز: ارتَکَزَ علی القَوْسِ ارتِکَازاً ،إِذا وَضَع سِیَتَهَا علی الأَرض ثمّ اعْتَمَد علیهَا ،کما فی الأَسَاس.
و الرَّکْزَهُ ،بالفَتْح،کما هو مُقتَضَی اصْطِلاحِه،و هو خَطَأٌ و صَوَابُه بالکَسْر کما ضَبَطَه الصّاغَانِیّ : النَّخْلَهُ و فی بَعْضِ الأُصُول:الفَسِیلَه تُجْتَثّ و تُقْتَلَع من الجِذْعِ ،کذا عن أَبی حَنِیفَه.و قال شَمِر:النَّخْلَه التی تَنْبُت فی جِذْعِ النَّخْلَه ثمّ تُحوَّل إِلی مَکَان آخرَ هی الرِّکْزه .و قال بَعضُهم:هذا رِکْزٌ حَسَنٌ ،و هذا وَدِیٌّ حَسَنٌ ،و هذا قَلْعٌ حَسَنٌ ،و یقال رِکْزُ الوَدِیِّ و القَلْعِ (5).
و مَرْکُوزٌ :عِ ،قال الرّاعِی:
بأَعْلامِ مَرْکُوزٍ فعَنْزٍ فغُرَّبٍ
مَغَانِیَ أُمِّ الوَبْر إِذْ هی ماهِیَا (6)
و الرَّکِیزَهُ فی اصطلاح الرَّمْلِیّین هی العَتَبَهُ الدّاخِلَهُ ،زَوْجٌ و ثَلاثُ أَفرادُ،و هکذا صُورَتُه:و إِنما سُمّیت لأَنَّها دَلِیل الکُنُوزِ و الدَّفَائن و الخَزَائن و المُخَبّآت.
ص:72
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
رکَزَ الحَرُّ السَّفَا یَرْکُزه رَکْزاً :أَثبَتَه فی الأَرض.قال الأَخطَل:
فلَمّا تَلَوَّی فی جَحَافِله السَّفَا
و أَوجَعَه مرْکوزُه و الأَسافِلُ (1)
و المَرْکُوز :المَدْفُون.و الرَّکِیزَه : المَرْکَز .و رَکَزَ اللّه المَعَادن فی الجِبَال:أَثْبَتَهَا.و هذا مَرْکَز الخَیْل و هو مجاز و کذلک قَوْلُهُم:عِزُّه رَاکزٌ ،أَی ثابِتٌ ،و إِنّه (2)مَرْکُوزٌ فی العُقُول.
و المُرتَکِز من یابِس الحَشِیش أَن تَرَی سَاقاً و قد تَطَایَر عنها وَرَقُهَا و أَغْصَانُهَا،قاله اللیث.
الرَّمزُ ،بالفَتْح و یُضَمُّ و یُحَرَّک:الإِشارَهُ إِلی شَیءٍ مِمّا یُبَانُ بلَفْظ بأَیّ شیءٍ، أَوْ هو الإِیماءُ بأَیّ شیءٍ أَشرْتَ إِلیه بالشَّفَتَیْن أَی تَحْریکهما بکلام غیر مفهوم باللَّفْظ من غیر إِبانه بصَوت، أَو العَیْنَیْن أَو الحاجِبَیْن أَو الفَمِ أَو الیَدِ أَو اللِّسَان ،و هو تَصْوِیتٌ خَفِیّ به کالهَمْس.و فی البَصائِر: الرَّمزُ :الصّوتُ الخَفِیّ ،و الغَمْزُ بالحاجِب، و الإِشاره بالشَّفَه،و یُعَبَّر (3)عن کلِّ إِشارهٍ بالرَّمز ،کما عُبِّر عن السِّعَایه بالغَمْز، یَرْمُز ،بالضّمّ ، و یَرْمِز ،بالکَسْر، و کَلَّمَه رَمْزاً .
و الرَّمَّازَه ،بالتَّشْدِید: السّافِلَهُ ،أَی الاسْتُ ،لانْضِمامها، و قیل:لأَنَّهَا تَمُوجُ . و
16- فی الحَدِیث: «نَهَی عن کَسْبِ الرَّمّازه ». و هی المَرْأَهُ الزّانِیَه و لو قال:و الرَّمّازه :الفَقْحَه و القَحْبَه کان أَحسَن لاخْتِصاره،و قال الأَخطل:
أَحادِیثُ سَدَّاها ابنُ حَدْرَاءَ فَرْقَدٌ
و رَمَّازَهٌ مالَتْ لِمَنْ یَسْتَمِیلُها
قال شَمِر: الرّمّازه هُنَا الفَاجِرَه التی لا تَرُدُّ یَدَ لاَمِسٍ ، و قیل للزَّانِیَه رَمّازه لأَنَّهَا تَرْمُز بِعَیْنِهَا.و من سَجَعات الأَساس:جاریه غَمَّازه بیَدِهَا،هَمَّازه بعَیْنِهَا،لَمَّازه بفَمِها، رَمّازه بحَاجِبِهَا.و یقال:امرأَه رَمَّازَه ،أَی غَمَّازَه،من رَمَزَتْه المَرْأَهُ بعَیْنِهَا رَمْزاً ،إِذا غَمَزَته.
و الرَّمّازه : الشَّحْمهُ فی عَیْنِ الرُّکْبَه ،و الذی فی اللِّسان و التَّکْمله أَنّ تِلک الشَّحْمه رَامِزَه ،و هما رَامِزَتَان ،فَفِی کَلاَم المُصَنِّف نَظَرٌ من وَجْهَیْن.
و الرَّمَّازه : الکَتِیبَهُ الکَبیرَهُ ،و هی التی تَرتَمِز من نَوَاحِیها و تَمُوجُ لکَثْرتها، أَی تَتَحَرَّکُ و تَضْطَّرِبُ من جَوَانِبها. و من سَجَعَات الأَساس:شَتّانَ بینَ مُنَازَلَهِ الرّمَّازه (4)و مُغَازَلهِ الرَّمّازه .
و الرَّمِیزُ ،کَأَمِیر: الکَثِیرُ الحَرَکَهِ .و الرَّمِیزُ : المُبَجَّلُ المُعَظَّمُ ،لأَنَّه یُرْمَزُ إِلیه و یُشَار.
و فی التَّهْذِیب عن أَبی زَیْد: الرَّمِیزُ و الرَّبیزُ من الرّجالِ :
العَاقِلُ الثَّخِینُ . و الرَّمِیز : الکَثِیرُ فی فَنّه (5)،کالرَّبِیز.و قال أَعرابِیّ لرجُل:أَعْطِنی دِرْهَماً،قال:لقد سَأَلْتَ رَمِیزاً .
الدِّرْهمُ عُشْرُ العَشَرهِ ،و العَشَرهُ عُشْرُ المِائهِ ،و المِائَهُ عُشْرُ الأَلف،و الأَلْفُ عُشْرُ دِیَتِک.
و قال اللّحْیَانیّ : الرَّمِیز : الأَصِیلُ الرّأْیِ و الرَّزِینُ الرَّأْیِ الجَیِّدُه،و کذلک الوَزِین و الرَّزِینُ .
و رجُلٌ رَمِیزُ الفُؤادِ:ضَیِّقُه ،نقله الصاغانِیّ ،و کأَنّ المرادَ به مُضْطَرِبُه،و مِن لاَزمِ الاضْطرابِ القَلَقُ و الضِّیقُ ، و قد رَمُزَ رَمَازَهً ، ککَرُم کَرامهً ، فی الکُلِّ ممّا ذَکَرَه من مَعَانی الرَّمِیز .
و الرَّامُوز ،کقاموس: البَحْرُ العَظِیمُ ،لتَمَوُّجِه،و بِه سَمَّی بعضُ عَصْرِیِّی المُصَنِّف من أَهل تُونُس کِتَابَه بالرَّامُوز ،و قد اطَّلعْتُ علیه فی أَوَّل شَرْحِی هذا فلم أَسْتَفِد منه شَیْئاً، و کأَنّه لم یَطَّلع علی هذا الکتاب.
و الرَّامُوز : الأَصْلُ ،و النَّمُوذَجُ ،نقله الصاغانِیُّ و قال:
إِنّهَا کلمهٌ مُوَلَّده.
و ارْمَأَزَّ عنه کاقشعَرّ: زَالَ .و ارْمَأَزَّ أَیضاً: لَزِمَ مَکانَه لا یَبْرَح،و هو مُرْمَئِزٌّ ،قاله الأَصْمَعِیّ ضِدّ. و یقال:ما ارمأَزَّ من مکانِه:ما بَرِحَ . و ارْمَأَزَّ : انقَبَضَ و لَزِمَ مَکانَه.
ص:73
و تَرَمَّزَ من الضَّرْبَه :تَحَرَّکَ منها و اضْطَرَب، کارْتَمَزَ ، قال:
خَرَرْتُ منها لِقَفَایَ أَرْتَمِزْ
و تَرَمَّزَ القَوْمُ ،إِذا تَحَرَّکُوا فی مَجَالِسهم لِقِیَامٍ أَو خُصُومهٍ ، کارْتَمَزَ .و تَرَمَّزَ ،إِذا تَهَیَّأَ و تَحَرَّک. و تَرَمَّزَ ،إِذا ضَرِطَ شَدِیداً. و فی بعض النُّسَخ،ضَرَب،و الأُولَی الصوابُ .و الذی فی اللّسان و غیره: تَرَمَّزَت الاسْتُ :
ضَرِطَت ضَرِطاً خَفِیًّا،و هذا أَوفَقُ للُّغَه،فإِن الرَّمزَ هو الصَّوت الخَفِیّ .
و التُّرَامِزُ کعُلاَبِط من الإِبل: القَوِیُّ الشَّدِیدُ الذی قد ذَکَّی (1)و تَمَّت قُوَّتُه ،قاله أَبو زَیْد،و قیل:هو الذی إِذا مَضَغَ رَأَیتَ دِمَاغَه یَرتَفِع و یَسْفُل.و هو مِثالٌ لم یَذْکُره سِیبَوَیْه،و ذهب أَبو بَکْر إِلی أَن التَّاءَ زائده.و أَما ابنُ جِنّی فجَعَلَه رُباعِیًّا،و قد تقَدَّم للمُصنّف ذلک،و کأَنّه جَمَع بین القَوْلین.
و إِبِلٌ رُمْزٌ ،بالضَّمّ :سُحَاحٌ سِمَانٌ ،من ذلک.
و هذِه نَاقَهٌ تَرْمُزُ ،أَی لا تَکادُ تَمشِی من ثِقَلِهَا و سِمَنها ، هکذا فی سائر النُّسخ کتَنْصُر،و الذی یُؤْخَذُ من قَوْل أَبی عَمْرو:جَمَلٌ ترمّز بتَشْدِید المِیمِ الذی إِذا اعْتَلَف رَأَیْتَ هَامَتَه تَرجُف من شدَّه وَقْعه،و ذلک إِذا أَسَنَّ ،و قد تَقَدّم الکلامُ فیه فی ترمز،فراجِعْه (2)و رَمَزَ غَنَمَه ،ظاهِرُه أَنه من باب نَصَر،و لیس کَذلک،بل الصّواب رَمَّزَ (3)غَنَمَه تَرْمِیزاً ، و کذلک إِبلَه، أَی لم یَرْضَ رِعْیَهَ الرَّاعِی فَحَوَّلها إِلی رَاعٍ آخَرَ ،هکذا نَصَّ علیه ابنُ الأَعْرابیّ فی النّوادر و أَنشد:
إِنا وَجَدْنا ناقَه العَجُوزِ
خَیْرَ النِّیاقاتِ علی التَّرمیزِ
و رَمَزَ القِرَبَهَ :مَلأَهَا ،و هذه أَیضاً الصَّوابُ فیها التَّشْدِید، و قد تَقَدَّم له فی«ر ب ز»بیان ذلک. و رَمَز الظَّبْیُ رَمَزَاناً مُحَرَّکا: نَقَزَ ،أَی وَثَب. و من المَجَاز: رَمَز فُلاناً بکَذَا ،إِذا أَغْراهُ به.
و الرُّمَیْز ، کزُبَیْر:العَصَا ،لأَنّه یُرْمَز بها للضَّرْب.
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه.
رَمَّزَ رَأْیَه تَرْمِیزاً :أَجَادَه.و إِبلٌ مَرامِیزُ :کَثِیرهُ التَّحَرّک، عن ابن الأَعرابیّ .
و یقال:دَخَلْتُ علیهم فَتَغَامَزُوا تَرامَزُوا .
و الارتِمَازُ :الحَرَکَهُ الضَّعِیفَهُ ،و هی حَرَکَه،الوَقِیذ،و منه قولهم:ضَربَه حتی خَرَّ یَرْتَمِز للمَوْت،و نَبَّهْته فما ارْتَمَز و ما تَرَمَّز ،أَی ما تَحَرَّک.
و رَمَزَتِ (4)الشَّاهُ :هُزِلَت،و أَنشدَ ابنُ الأَنْبَاریّ :
یُرِیحُ بعد الجِدِّ و التَّرمِیزِ
إِراحَهَ الجِدَایَهِ النَّفُوزِ (5)
و ارتَمَز البَعِیرُ:تَحَرَّکتْ أَرْآدُ لَحْیِه عند الاجْتِرار.
و المُرْتَمِز :الکَبِیرُ فی فَنّه،کالمُرْتَبِز.
المُرْمَهِزُّ :الخَفِیفُ ،و المُرْمَهَزّ ، بفتح الهاءِ:
المَطْمَعُ .و یقال هو لا یَرْمَهِزّ لِشَیْ ءٍ ،أَی لا یُعْطِی شَیْئاً ، هذه المادّه أَهْمَلَهَا الجُمْهُورُ ما عَدَا الصّاغَانِیّ فإِنّه أَوْرَدَهَا هکذا من غیر عَزْوٍ لأَحَد،و سیأْتی له فی العُبَابِ فی «ضرغط »عن ابنِ دُرَیْد فی قَوْل الرّاجز:
لیس إِذا جِئْت بمُرْمَهِزّ
قال: مُرْمَهِزّ ،أَی مُسْتَبْشِر.
الرُّنْزُ ،بالضّمّ ،أَهمله الجَوْهریّ .و قال ابنُ سِیدَه:لُغه فی الأُرْز ،لعَبْدِ القَیْس،کَرِهُوا التَّشْدِید فأَبْدَلُوا من الزَّای الأُولی نُوناً،کما قالُوا إِنْجَاص فی إِجّاص.
و أَسْقَط المُصنّف هنا ماده رَهَزَ و هی ثابِتَه فی
ص:74
نُسَخ الصّحاح،و الرَّهْز :الحَرَکه،و کذلک الارْتِهَاز،و قد رَهَزَها المُبَاضِع رَهْزاً و رَهَزَاناً فارتَهَزَت ،و هو تَحَرُّکُهما جَمِیعاً عند الإِیلاج من الرّجُل و المَرْأَهِ .و فی الأَسَاس:
و رَأَیْتُه مُرْتَهِزاً له،إِذا تَحَرّکَ و اهْتَزَّ و نَشِطَ ،و فُلانٌ للطَّمَع مُرْتَهِز ،و لفُرْصَته مُنْتَهِز.
و هذا قُصُورٌ من المصنِّف عَجِیب،و سُبْحَان مَن لا یَسْهُو.
رَازَه یَرُوزه رَوْزاً :جَرَّبه و خَبَرَ ما عِنْده.و من سَجَعَات الأَسَاس:و کم رُزْتُه رَوْزاً ،فلم أَرَ عنده فَوْزاً.و فی حدیث مُجَاهِد فی قوله تعالی: وَ مِنْهُمْ مَنْ یَلْمِزُکَ فِی الصَّدَقاتِ (1)قال: یَرُوزُک و یَسْأَلُک،أَی یَمْتَحِنک و یَذُوق أَمرَک هل تَخَاف لائِمَتَه أَم لا،و
14- فی حَدِیث البُرَاق:
«فاستَصْعَبَ فرَازَه جِبْرِیلُ علیه السلام بأُذُنه». أَی اخْتَبَره.
و عن أَبی عبیده: رازَ الرَّجُلُ ضَیْعَتَه:أَقَامَ ،و نَصُّ أَبِی عُبَیْده:إِذا قام عَلَیْهَا و أَصْلَحَها. و قال فی قَوْلِ الأَعْشَی:
فَعَادَا لَهنَّ و رَازَا لَهنَّ
و اشتَرَکَا عَمَلاً و ائْتِمارَا
قَال:یرید قَامَا لَهُنّ .
و یقال: رازَ ما عِنْد فُلانٍ (2)،أَی طَلَبَه و أَرَادَه ،قال أَبو النَّجْم:یَصِف البَقرَ و طَلَبَها الکُنُسَ من الحَرّ:
إِذا رَازَت الکُنْسَ إِلی قُعُورِهَا
و اتَّقَتِ اللاَّفِحَ من حَرْورِهَا
یَعْنِی طَلبَت الظِّلِّ فی قُعُورِ الکُنُسِ .
و الرَّازُ :رَئِیسُ ،و فی بَعْضِ الأُصول (3):رَأْس البَنَّائِینَ ، زاد الزَّمخشَرِیّ :لأَنّه یَرُوز ما یَصْنَعُون،و لأَنّه رَازَ الصَّنْعَهَ (4)حتی أَتْقَنَهَا،کما یُقَال للعَالِم:خَبِیر،من الْخُبْر،و أَصلُه رَائِزٌ ،کشَاکٍ فی شَائکٍ ،و لِذلک ج جُمِع علی الرَّازَه ، کسَاسٍ فی سَاسَهٍ و قال الأَزهریّ :و إِنّمَا سُمِّیَ رَازاً لأَنّه یَرُوزُ الحَجَرَ و اللَّبِنَ و یُقَدِّرهما،کأَنَّه من رَازَ یَرُوز ،إِذا امْتَحَن عَمَلَه فحَذَقَه و عاوَدَ فیه. و حِرْفَتُه الرِّیَازَهُ ،بالکَسْر.قال الأَزهریّ و الزَّمَخْشَرِیّ :و قد یُسْتَعْمَل ذلک لرَأْس کُلّ صَنْعه.و
16- فی الحدیث: «کان رَازَ سَفِینَهِ نُوحٍ جِبْرِیلُ ، و العَاملُ نُوحٌ علیهما السلام». یعنی رَئِیسَها و رأْسَ مُدَبِّریها.
و محمّد بنُ رُوَیْز بن لاحِقٍ البَصْرِیّ ، کزُبَیْر:مُحَدِّث ، عن شُعْبَهَ ،و عنه عُمَرُ بن شَبَّهَ و محمّد بن سَلیمان البَاغَنْدِیّ .
و قَوْلُ ذِی الرُّمَّه:
و لَیْلٍ کأَثْنَاءِ الرُّوَیْزِیّ جُبتُه بأَرْبَعَهٍ
و الشَّخْصُ فی العَیْن وَاحِدُ
و کذا قَوْل زَیْد بنِ کَثْوَه:
و لَیلٍ کأَثْنَاءِ الرُّوَیْزِیّ جُبْتُه
إِذا سَقَطَت أَرْوَاقُه دُون زَرْبَعِ
أَراد بالرُّویْزِیّ الطَّیْلَسَان ،کذا قاله الصّاغانیّ .و فی اللسان:أَراد ثَوْباً أَخضَرَ من ثِیَابهم،شَبَّهَ سوادَ اللَّیْلِ به.
و فی الأَساس:خَرجَ و علیه رُوَیْزِیّ :ضَرْب من الطَّیالِسَه تَصْغِیر رَازِیّ مَنْسُوب إِلی الرَّیّ .
و یقال: هو خَفِیف المَرَازِ و المَرَازَهِ ،إِذا رَازَه و اخْتَبَره و قَدَّره لیَنْظُر ما ثِقَلُه. و فی التکمله:خفّته من ثِقَله.
و قال الفَرّاءُ: المَرَازَانِ :الثَّدْیَان ،و هما النَّجْدَان.
وَ روَّزَ فُلانٌ رَأْیَه تَرْوِیزاً ،أَی هَمَّ بشَیْ ءٍ بَعْد شَیْ ءٍ ،نقله الصاغانِیّ .
وَ رَازَنُ :ه،بأَصْبَهان،و لیس بتَصْحِیف رَارَان ،براءَیْن، و قد ذُکِر فی موضعه، فلا تَرْتابَنَّ فیها. منها أَبو عَمْرو خالِدُ بنُ مُحَمَّد الرّازِیّ (5)،عن ابن عَرَفَه،و عنه أَبو الشَّیْخ الأَصْبَهَانیّ .
و رَازَانُ أَیضاً: مَحَلّه ببُرُوجِرْدَ،منها بَدْرُ (6)بنُ صَالِح بن عَبْدِ اللّه الرَّازَانِیّ المُحَدّث البُرُوجِرْدیّ .
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
الرَّوْزُ :التَّقْدِیر، کالتَّرْوِیز ،قال:
فَروِّزا الأَمْرَ الذی تَرُوزَانْ
ص:75
و رَازَ الحَجَرَ رَوْزاً :رَزَنَه لیَعْرِف ثِقَلَه.و المُرَاوَزَه :
الاخْتِبَار،کالمُرَازَه،و هو مَقْلُوب و سیُذکر فی مَوْضِعِه.
و راز الدِّینارَ:رَزَنَه (1)لیَعْلَم قَدْرَه.و یقال دِینارٌ یرْضِی [أَکفّ ] (2)الرَّازَه .و الرَّازِیّ :المَنْسُوب إِلی الرَّیّ .منهم الإِمَام فَخرُ الدّین صاحبُ التَّفْسِیر و غَیْره.و الرازیانه (3)هو الشَّمَر.
*و مّما یُسْتَدْرَک علیه أَیضاً هنا:
رَامَهُرز (4)؛و هی بَلْدَهٌ بفارِس،و هذا مَوضع ذِکْره.
الزَّبَازَاهُ و الزَّبَازَاءُ :القَصِیرَهُ من النّسَاءِ.
و الزَّبازِیَهُ :الشَّرُّ بین القَوْمِ ،هکذا أَورده الصاغانیّ من غَیْر عَزْو لأَحد،و قد أَهملَه الجُمْهُورُ.
قلت:و قد وَجَدتْه فی دِیوان هُذَیْل فی شِعْر مَالِک بن خَالِد.
الزَّرِیزُ ،کأَمِیر:الخَفِیفُ النَّظِیف.و قال أَبو عمرو:هو العاقِلُ المُحْکَم الرَّأْی ،و نصّ النوادِر:الشَّدِیدُ الرَّأْیِ ،هکذا نقله الصاغانِیّ ،و أَهمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَان.
و زَرْزَا ،بالفَتْح:قَریَهٌ من ضَواحِی القَاهِرَه.
زَزَّ ،أَهمَلَه جُمهورُ المُصَنِّفِین فی اللّغَه،و إِنّمَا أَورَدَه بعضُ أَئِمّه الصَّرْف فیما استَوَت مادّته فی البِناءِ کبَبَّه و شِبهه، و فی بَسِیطِ النَّحْو: زَزَّه یَزِزُّهُ بالکَسْرِ (5)علی مُقْتَضَی قَاعِدَتِه و هی إِذا أَتبَع المَاضِیَ بالمُضَارع فهو کَضَرَب، و هکذا هو مَضْبُوط فی سائِر النُّسَخ،و الصواب أَنَّه بالضّمّ ، من حَدّ نَصَر،لأَنّه مُضعَّف مُتَعَدٍّ،فَکَأَنّه خَالَف اصْطِلاحَه لأَنّه إِنّمَا یکون ذلک فیما یَقُوله فی کِتَابه من عنده،و هذانَقله عن صاحِبِ البَسِیط لأَنه کذلک ذَکَرَه،فجاءَ به لأَجل ذلک علی خِلاف اصْطِلاحه،کما حَقَّقه شَیْخُنَا،و هو نَفِیس جدًّا. زَزًّا ،إِذا صَفَعَه ،نقله الشیخُ أَبو حَیَّان و قال:کُنْتُ أَظن أَنها لیست عَرَبِیَّه إِلی أَن ذَکَر لی شَیْخُنَا الإِمام اللّغویّ الحافِظ رَضِیّ الدِّین الشّاطِبِیّ أَنّهَا عَربِیّه،و رأَیتُ غیرَه من اللُّغَویین قد ذَکَرَها،و هی شائِعَه بالأَنْدلس.قال شیخُنَا:
و قد أَغْرَب فی نَقْله عن صَاحِبِ البَسِیط ،فإِنی وَقَفتُ علیه فی کِتابِ الأَبْنِیَه لابْنِ القَطّاع و ذکرَه فی الأَفعال،و ما أَظنّ الرضیّ الشّاطبیّ أَخَذَه إِلا من هُنَاک،فإِنّی رأَیتُ خَطَّه علی کتاب الأَبْنِیَه،و رأَیْتُه نقل منه غَرَائِب،هکذا و اللّه أَعْلَم، و یأْتی له مَزِیدٌ فی الصّاد.
الزَّلَز ،بالتَّحْرِیک و ککَتِفٍ :الأَثَاثُ . یقال احتَمَلَ القَوْمُ بزَلَزِهم ،و نقلَ الأَزهرِیّ عن شَمِر:جَمِّع زَلِزَک ،أَی أَثَاثَک و مَتَاعَک،نصب الزَّاءَیْن و کَسَرَ الّلام و قال:هذا هو الصَّحِیح.قال:و فی کِتَاب الإِیادّی:المَحَاشُ :المَتَاعُ و الأَثاث.قال:و الزَّلِز مثل المَحَاشِ ،و الصَّوَاب الزَّلَز :
المَحَاش.
و الزَّلَزُ ،بالتَّحْرِیک: الطَّرِیقُ الذِی جِئْتَ منه ،یقال:
رَجَعَ علی زَلَزِه .
و زَلِزَ الرجلُ ، کفَرِح:قَلِقَ و ضَجِر و عَلِزَ.یقال:أَخَذَه عَلَزٌ و زَلَزٌ ،و إِنّی لَزَلِزٌ عن مَجْلِس هذا أَی قَلِقٌ نَغِلٌ ،عن ثَعْلَب.
و الزَّلْزَهُ ،بالفَتْح و سُکُونِ الّلام کما هو مَضْبُوط فی النُّسخ،و فی بعض الأُصُولِ ،کفَرِحَه: المَرْأَهُ الطَّیَّاشَه ، و قیل:هی الدّائِرَهُ . و فی اللّسَان:هی التی تَرُودُ فی بُیُوت جارَاتِهَا ،أَی تَطُوفُ فِیهَا،تقول العَرَب:تَوَقَّرِی یا زَلِزَه ، و یقال: جَمَعُوا زَلْزَاءَهم أَی أَمرَهُم ،قال أَبو علیّ :رَوَاهُ مُحَمَّد بنُ یَزِیدَ الرّیاشیّ .
زُوزَانُ بالضَّمّ :جَدّ أَبِی بَکْرٍ مُحَمَّد بنِ إِبراهیم ابن زُوزَانَ الإِنْطَاکِیّ الحارثِیّ الحافظ شیخٌ لابن جمیع، ذَکَره فی معْجَمِه فی المُحمَّدِین.
و زَوْزَنُ (6)،بالفَتْح ،أَی کجَوْهَر د،بَیْن هَرَاهَ
ص:76
و نَیْسَابُورَ ،قال الصاغَانیّ :و أَحْرِ به أَن تَکُونَ النُّونَ أَصلِیّه، و مَوضع ذِکْرِه حرف النون.
و قِدْرٌ زُوَازِیَهٌ ،بالضَّمّ : ضَخْمَه عَظِیمَهٌ تَضُمّ الجَزورَ، و کذلک زُؤَزِیَه و قِدْرُ زُؤَازِئهٌ و زُؤَزِئَهَ (1)بالهَمْز فیهما کما حکاه أَبو عُبید،فیکون من باب ما جاءَ تاره مهموزاً و تارهَ مُعْتَلاًّ، و قد ذُکِر فی موضعه.
و رجُلٌ زُوَازِیَهٌ :قَصِیرٌ غَلیظ ، و قَوْمٌ زُوَازِیَهٌ :قِصَارٌ غِلاظٌ ،علی التَّشْبِیه بالقِدْر الضَّخْمه.
و رجُلٌ زَوَنْزَی و زَوَزَّی ،کلاهما علی وَزْن سَبَنْتَی:
مُتَکایِسٌ مُتَحَذْلِقٌ . و أَنشد ابنُ دُرَیْد لمَنْظُورٍ الدُّبَیْرِیّ :
و زَوْجُهَا زَونْزَکٌ زَوَنْزَی
یَفْرَق إِن فُزِّع بالضَّبَغْطَی
أَشْبَهُ شَیءٍ هو بالحَبَرْکَی
إِذا حَطَأْتَ رَأْسَه تَشَکَّی
و إِن نَقَرْتَ أَنْفَه تَبَکَّی (2)
الزّوَنْزَک :القَصِیر الدَّمِیم،و یقال: الزَّوَنْزَی هو المُتَکَبِّر الذی یَرَی لنَفْسِه ما لا یَرَاهُ غَیْرُه له و یقال:رَجلٌ زَوَنْزَی :ذو أُبَّهَهٍ و کِبْر.
و فی الصّحاح: زَوْزَیْتُ به زَوْزَاهً (3)،إِذا استَحقَرْتُه و طَرَدْتُه.
و قال ابنُ بَرّیّ :و هذا وَهمٌ من الجَوْهَرِیّ ،و إِنما حَقّ زُوَزِیَه أَن یُذْکَر فی المُعْتَلّ ،لأَن لامَه حَرفُ عِلّه،و لیس لامُه زائدهً (4)،و قد ذَکَرَه هو أَیضاً فی زوی،فی باب المُعْتَلّ ،و وَزنَه بعُلَبِطَه و عُلاَبِطَه،فدَلَّ علی أَنّ الیَاءَ فیهما أَصلٌ ،کالطَّاءِ فی عُلَبِطَه و عُلاَبِطَه.قال:و هذا هو الصَّحِیح،و الأَصل فیهما زُوَزِوَه و زُوَازِوَه،لأَنّه من مُضَاعَف الأَربعه،و کذلک زَوْزَی الرَّجلُ ،إِذا نَصَب ظَهْرَه و أَسْرَع فی عَدْوِه.أَصله زوزو،قُلِبَت الوَاوُ الأَخِیره یَاءٌ لکَوْنها رَابعَهً ،إِلی آخِرِ ما قَاله،و المُصَنِّف قَلَّد الجَوْهَرِیَّ فیما قالهو لم یَلْتفِت إِلی ما قَالَه ابنُ بَرّیّ ،و لم یُصَرّح (5)علی تَحْقِیقه علی عَادَتِه فی القَوَاعِد العُرفیّه، وَ فَوْقَ کُلِّ ذِی عِلْمٍ عَلِیمٌ ، و اللّه أَعلم.
الزِّیزاءُ ،بالکَسْرِ مَمْدُوداً،عن الفَرّاءِ،قال: و من العرب مَنْ یَفْتَحُ فیَقول: الزَّیْزَاءُ ،مَمْدُوداً[ و الزَّیزی ] (6)و مَقْصُوراً،و بَعْضُهُم یقول: الزَّازَاءُ ، و کذلک الزَّازِیَهُ و کلُّه مَا غَلُظَ من الأَرْضِ ،و قیل: الأَکَمَهُ الصّغِیرَهُ ،فهو أَخَصُّ .و قال الزَّفَیَانُ (7)السَّعْدِیّ :
حتی تَرُوحِی أُصُلاً تُبَارِیَهْ
تَبَارِیَ العانَهِ فوق الزَّازِیَهْ
کالزِّیزَاءَه ،بِزِیادَهِ الهَاءِ، و الزِّیزَاهِ ،مَقْصُوراً مع الهَاءِ.
و قال ابنُ شُمَیْل: الزِّیزَاهُ فی الأَرض:القُفُّ الغَلِیظُ المُشْرِف الخَشِنُ . و الزِّیزَاءُ أَیضاً: الرِّیشُ أَو أَطْرافُه،ج الزَّیَازِی . و من قال: الزَّوازِی ،جَعَل الیَاءَ الأُولَی مُبْدَلَه من الوَاو مثل القَوَاقِی جمع قِیقاءهٍ (8)،قال رُؤْبَه:
حتّی إِذَا زَوْزَی الزَّیَازِی هَزَّقَا
و لَفَّ سِدْرَ الهَجَرِیّ حَزَّقَا
و الزَّیَازِیَه :العَجَلَهُ نَقَلَه الصاغانِیّ .
و زِی زِی ،بالکَسْر: حِکَایَه صَوْتِ الجِنّ ،قال:
تَسمَع للجِنّ به زِیْ زِی زِیَا
و زِیزَی ، کضِیزَی،ع بالشّامِ .
السَّجْزِیّ ،بالفَتْح (9)و الکَسْر،نِسْبَه إِلی سِجِسْتَان الإِقْلِیم المَعْرُوف ،و الکسر فی سِجِسْتَان أَکثر، و الجِیم مَکْسُوره أَبداً،و هو إِقلیمٌ ذو مَدَائِن،و اسم قَصَبهِ زَرَنْج،و هو بَیْن خُرَاسَان و السّنْد و کِرْمانَ ، منه الإِمامُ المَشْهُور أَبو دَاوُود سُلَیْمَان بنُ الأَشْعَث بن إِسماعِیل بن
ص:77
بَشِیر بن شَدّاد بن عامر الأَنصاریّ ،صاحب السُّنَن،تُوُفِّی بالبَصْرَه سنه 275 و کانت وِلادَتُه سنه 202 روی عن محمّد بن المُثَنّی و ابنِ بَشّار و أَحمد. و أَبو سَعِید عُثْمَان بن سَعِید الدّارِمِیّ ،و أَبُو حَاتِم محمّد بن حِبّان بن أَحمد بن حِبّان بن مُعَاذ التَّمِیمِیّ البُسْتِیّ صاحب التَّصانِیف، و الخَلِیلُ بنُ أَحْمَد بن محمّد بن الخَلِیل بنِ مُوسَی بنِ عَبْدِ اللّه بن عَاصِم القَاضِی أَبو سَعِید إِمَام فی کُل فَنّ ،شَائِع الذِّکر مَشْهُور بالفَضْلِ ،مات بفَرْغانَهَ سنه 378 (1)و کانت وِلادَتُه سنه 291 و صَنَّف و وَلِی قَضاءَ بُلْدَان شَتَّی. و دَعْلَجُ بن أَحمد بن دَعْلَج أَبو محمّد المُعدّل،سَمِع محمّدَ بنَ غالِب تَمْتاماً،و عنه أَبو القاسِم بن بشران. و الحافظ أَبو نَصْر عُبَیْدُ اللّه بنُ سَعِید الوائِلِیّ ،المُجَاوِرُ بمکه،حدّثَ عن أَبی یَعْلَی حَمْزَه بنِ عَبْدِ العَزیز المُهَلَّبیّ ،و عنه أَبُو القاسم العُمیریّ ،و أَبو الفضل الحَکّاک،و أَبو محمّد بن السّرّاج، و أَبو الحَسَن الصِّقِلیّ ،و ابن سَبْعُون و غیرهم،بیّنّاه فی المرْقَاه العَلِیَّه. و مَسْعُودُ بنُ نَاصِر الرّکّابُ ،و یَحیَی بنُ عَمّار الوَاعِظ ،و عَلِیّ بنُ بُشْرَی اللَّیثِیّ ،و عبدُ الکَرِیم بنُ أَبِی حَاتِم ،هکذا فی النُّسخ،و الصواب:عبدُ الکریم بنُ إِبراهِیم بن حِبّان،رَوَی عن أَبِیه و عن محمّد بن رُمح و حرمله،و عنه أَهل مصر. و عَبْدُ اللّه بنُ عُمَر بن مَأْمُور، و أَبُو الوَقْت عَبْدُ الأَوّل بنُ أَبی عبد اللّه بن شُعَیْب بن إِسحاق السِّجْزیّ ،و قد ذَکرَه المصنّف فی«شعب»أَیضاً،لکونه یَنتسِب إِلی جَدِّه شُعَیْب،مُکثِرٌ صالِحٌ ،إِلیه انْتَهَی إِسنادُ صَحِیحِ البُخَارِیّ ،و وَالده سَکَنَ هَراهَ ،و حَدَّث عن أَبی الحسن بن بَرّیّ ،و مات سنه بِضْعَ عَشْرَهَ و خَمْسِمائَه.
قُلتُ :و فَاتَه أَبو یَعْلَی أَحمدُ بنُ الحَسَن بنِ مَحْمُود بن مَنْصُور الوَاعِظ السِّجْزیّ .و أَحمدُ بنُ الحَسَن بن سَهْل السِّجْزیّ ،ذکره ابنُ السُّبکیّ و العبادیُّ فی طَبقاته الکبرَی.
سَلْغَزَ الرجُلُ سَلْغَزَهً ، بالغَیْن المُعْجَمَه ،إِذا عَدَا عَدْواً شَدِیداً ،و هذه أَهملها الجوهریّ و الصّاغَانِیّ و صاحِبُ اللسان.
سِینِیزُ ،کسِینِین:ه بفارِسَ من قُرَی السّاحِل قریبه من جَنَّابهَ ،تُجْلَب منها الثّیَاب. منها الإِمامُ أَحمدُ بنُ عبدِ الکریم السِّینِیزِیّ البَصْرِیّ المُقْرِیء ،ذکره الصاغَانِیّ و علیّ بنُ المُعَلَّی ،البَزّاز المُحَدِّث عن مُحَمّد بنِ یَحْیَی المَرْوَزِیّ ،و عنه محمّدُ بنُ عبد الوَاحِد بن رزمه.
و سَنَانِیزُ :ه بیزْدَ. (2)
تَمْرٌ سُهرِیزٌ ،بالضَّمّ و الکَسْر،و بالنَّعْتِ و بِالإِضافَه مثل ثَوْبٌ خَزٌّ و ثَوْبُ خَزٍّ،و منع أَبو عُبَیْد الإِضافَه:
نَوْع منه م مَعْرُوف یُوجَدُ بالبَصْره کثیراً،ذکرَه الجوهریّ فی الشّین المُعْجَمَه،و سیأْتی،و لم یُعِد ذِکْرَه فی هذا الفَصْل، فلم یُغْنِ عن إِعطاءِ کُلّ حرْف حَقَّه،و سیأْتی أَنَّه فارسِیٌّ معرّب.
سَیَازَه ،بالفَتْح (3): ه ببُخارَی،منها علیّ بنُ الحَسَن (4)السَّیَازِیّ المعروف بعَلِیَّکْ الطویل المُحَدِّث.
و من عاده العجم انهم إِذا صَغَّرُوا الاسم أَلحقوا آخرَه کافاً، رَوَی عن مُسَیّب بنِ إِسحاق،و عنه أَحمدُ بنُ عبد الوَاحِد بن رُفَیْد البخاریّ .قال الحَافِظ :ضَبَطَه ابنُ السّمْعَانیّ بکَسْر السِّین،و قال رَضِیّ الدّین الشّاطِبِیّ :الصّواب فَتحُهَا.
شَئِزَ المَکَانُ ، کفَرِحَ ، شَأْزاً ،محرَّکهً ، و شُؤُوزاً ،بالضَّمّ : غَلُظَ (5)و ارْتَفَعَ .و أَما قَوْلُه اشْتَدّ فإِنّه تَصَحّف علی المُصَنِّف،ففی نَصّ المُحْکَم بعد قَوْلِه:
ارتفع.و أَنْشَد لرُؤْبه.فجَعَل أَنْشَد اشْتَدّ،و قال ابنُ شُمَیْل:
الشَّأْز :المَوْضع الغَلِیظ الکَثِیرُ الحِجَارَه،و لَیْسَت الشُّؤْزَهُ إِلاّ فی حِجَارَه،و خُشُونَه،فأَمّا أَرضٌ غَلِیظه و هی طِینٌ فلا تُعَدُّ شَأْزاً ،و قال:مکان شَأْزٌ و شَئِزٌ ،أَی غَلِیظ ،کشَأْسٍ و شَئِسٍ .
و شَئِز الرَّجلُ شَأَزاً فهو شَئِز : قَلِق من مَرَض أَو هَمٍّ .
و ذُعِر،کشُئِز،کعُنِی،فهو مَشْؤُوزٌ ،کمَنْصُور و مَشُوزٌ ، کمَقُول، و أَشأَزه غَیْرُه :أَقْلَقَه.و
17- فی حَدِیثِ معاوِیَه: «أَنّه
ص:78
دَخَلَ علی خَالِه[أَبی] (1)هَاشِم بنِ عُتْبه و قد طُعِن فبکی فقال:ما یُبْکِیک یا خَالُ ،أَ وَجَعٌ یُشئِزُکَ أَم حِرْصٌ علی الدُّنْیَا. قال أَبو عبید:قوله: یُشْئِزُک أَی،یُقْلِقُک.قال ذُو الرُّمَّه یَصِف ثَوْراً وَحْشِیًّا:
فبَاتَ یُشْئِزُه ثَأْدٌ و یُسْهِرُه
تَذَؤّبُ الرِّیحِ و الوَسْوَاسُ و الهِضَبُ
و اشْتَأَز :نَفَرَ و هذِه عن الصّاغانِیّ . و شَأَزَها شَأْزاً کَمَنَعَ :
جامَعَهَا کشَحَزَهَا.
و خَیْلٌ شَأْزهٌ :سِمَانٌ .
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
انْشَأَز الرَّجُلُ عن کَذَا و کَذَا،أَی ارْتَفَعَ عنه.قال الشّاعِرُ:
أَشْأَزْتَ عن قَوْلِک أَیَّ إِشْآز (2).
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
شِبْدَاز ،کسِرْبال و الدّال مُهْمَلَه (3):مَنْزِل بین حُلْوَانَ و قَرْمِیسِینَ ،سُمِّی باسْم فَرَسٍ کان لِکسْرَی،کذا فی مُخْتَصر البُلْدَان.
الشَّحْزُ ،کالمَنْع،أَهمله الجَوْهَرِیّ ،و قال ابنُ دُرَید:کَلِمَه مَرْغُوب عنها یُکْنی بها عن النِّکَاح ،قال:و هی لُغَه لأَهلِ جَوْف،مَوْضِع بالیَمَن،و قد شَحَزَهَا شَحْزاً :
جامَعَهَا.
و شَحَزَ ،کمَنَع:فَزِعَ و خَافَ ،و ضَبَطَه الصّاغَانِیّ کفَرِحَ ، و هو الصَّواب،فإِنّه مثل شَئِز الذی تَقَدّم ذِکرُه.
الشَّخْزُ ،بالخَاءِ المُعْجَمه، کالمَنْع ،لُغَه فی الشَّخْس،و هو الاضْطِرَابُ . قال رُؤبه:
إِذا الأُمُورُ أَولِعَتْ بالشَّخْزِ
و الشَّخْزُ أَیضاً: المَشَقَّه و شِدَّهُ العَنَاءِ.و الشَّخْز :
الطَّعْنُ . شَخزَه بالرُّمحِ یَشْخَزه شَخْزاً ،إِذ طَعَنَه. و الشَّخْز :
فَقْ ءُ العَیْن. قال أَبو عَمْرو:یقال: شَخَزَ عَیْنَه و ضَخَزها (4)وَ بَخَصَها،بمَعْنًی واحد،قال:و لم أَرَ أَحداً یَعْرِفه.
و الشَّخْز : الإِغراءُ بَیْن القَوْمِ ،نقله الصّاغَانِیّ .
و التَّشاخُزُ :لغه فی التَّشَاخُس و هو التَّبَاغُض و التَّعَادِی، و قد تَشَاخَزُوا .
الشَّرْزُ :الشَّرْسُ و هو الغِلَظُ کذا فی المُحْکَم، و أَنشَد لمِرْدَاسٍ الدُّبَیْرِیِّ :
إِذا قُلْتُ :إِن الیومَ یَوْمَ خُضُلَّهٍ
و لا شَرْزَ لاقَیْتُ الأُمُورَ البَجَارِیَا
و الشَّرْز : القَطْعُ ،و قد شَرَزْتُ الشیْ ءَ،أَی قَطَعْتُه،نقلَهُ الصَّاغَانِیّ . و فی المُحْکَم: الشَّرْز و الشَّرْزَهُ : الشِّدَّهُ و الصُّعُوبَه.و الشَّرْزُ : الشَّدِید ،یُقَال:عَذَّبَه اللّه عَذَاباً شَرْزاً ،أَی شَدِیداً. و الشَّرْزُ : القُوَّه.و الشَّرْزَه :الشَّدِیدَهُ من شَدَائِدِ الدَّهْر.یقال: رَمَاه اللّه تَعَالَی بشَرْزَهٍ لا یَتَخَلَّی (5)منها،أَی بهُلْکَهٍ ،هکذا فی سائر النُّسَخ و فی بَعْضِ الأُصول أَی أَهلَکَه.
و المُشَارَزَهُ :المُنَازَعَه و المُشَارَسَه و سُوءُ الخُلُق. و منه:
رجل مُشَارِزٌ (6)أَی سیِّ ءُ الخُلقِ .
و التَّشْرِیز :التَّعْذِیبُ ،و یقال:رجُلٌ مُشَرِّزٌ ،کمُحَدِّث، أَی شَدِیدُ التَّعْذِیبِ لِلنّاس،قال:
أَنا طَلِیقُ اللّه و ابنُ هُرْمُزِ
أَنقَذَنِی من صاحبٍ مُشَرِّزِ
و التَّشْرِیز : السَّبُّ ،نقَله الصّاغانِیّ . و عن ابنِ الأَعْرَابیّ . الشُّرَّازُ ،کرُمَّان: مُعذَّبُو النّاسِ عَذَاباً شَرْزاً ،أَی شَدیداً و الشِّیرَاز ،بالکَسْر:الذی یُؤْکَل،و هو اللَّبَن الرّائِبُ المُسْتَخْرَجُ مَاؤُه. و من العَجِیب أَنّ اللَّبنَ بالفَارِسِیّه شِیرَاز ، ج شَوَارِیزُ ،کمِیزَانٍ و مَوَازِینَ . و قیل: شَرَارِیزُ ،و أَصله شِرَّاز،مثل دِینَارٍ:و دَنَانِیرَ. و قیل: شآرِیز،فِیمَنْ یَقُولُ شِئْراز ،بالهَمْز مثل رِئْبَال و رآبِیل،فیمن هَمَزَ رِئْبالاَ.
و شِیرَازُ بنُ طَهْمُورَثَ :مَلِک الفُرْس، بَنَی قَصَبَهَ بلادِ فارِسَ ،فسُمِّیَت به.
ص:79
و شَرُوزُ ،کصَبُور:قَلْعهٌ حَصِینَهٌ ،نقله الصّاغَانِیّ .
و شِرِّزٌ کجِلِّقٍ . أَی بکَسْرِ الشِّین و الرَّاءِ المُشَدَّدَه: جَبَلٌ بِبِلاد الدَّیْلَم ،لَجَأَ إِلیه مَرْزُبَانُ الرّیّ لمّا فَتَحَهَا عَتّابُ بنُ وَرْقاءَ.
و أَشْرَزَه اللّه ،أَی أَلْقَاه فی مَکْرُوهٍ لا یَخْرُج منه ،و قیل فی شِدّه و مَهْلکَه.
و یقال مُصْحَفٌ مُشَرَّزٌ و مُسَرَّسٌ . المُشَرَّز ،کمُعَظَّم:
المَشْدُودُ بَعْضُه إِلی بَعْض المَضْمُومُ طَرَفَاه ،فإِن لم یُضَمّ طَرَفَاه فهو مُسَرَّس،بسِینَیْن،و لیس بِمُشَرَّز ، مُشْتَقٌّ من الشِّیرَازَهِ و هی أَعْجَمِیَّه اسْتَعْمَلَها العَرَب. و حَدِیدَهٌ مُشَارِزَهٌ :
تقطَع کل شیءٍ مَرَّت علیه ،و هو مَجاز.قال الشّمَّاخ یَصِف رَجُلاً قَطَع نَبْعَهً بفَأْس:
فأَنْحَی علیها ذَاتَ حَدٍّ غُرَابُهَا
عَدُوٌّ لأَوْسَاطِ العِضَاهِ مُشَارِزُ
أَی أَمال علیها،أَی علی النَّبْعَه فأَساً ذاتَ حَدّ،غُرَابُها:
حَدّها. مُشَارِز :مُعَادٍ. و شِیرَزُ ،کدِرْهم: ه بسَرَخْسَ ،منها أَبو الحَسَن مُحَمَّد بنُ مُحَمَّد بن سَعِید ،روی عن زاهِر بنِ أَحمد،و عنه مُحْیِی السُّنَّهِ البَغَوِیّ ،و القَاضِی إِسماعیلُ بن محمّد الأَلهَانیّ . و زَیْن الإِسْلام أَبو حَفْص عُمَرُ بنُ مُحَمّد بن علیّ السَّرَخْسِیّ ،عن علیّ الوَخْشِیّ (1)الشِّیرَزِیَّانِ المُحَدِّثان. قُلتُ :و أَخُو الأَخیر عَبْدُ اللّه بن محمّد بن علیّ الشّیرَزیّ ،[و أَخوه عُمَر بن محمَّد]أَخذ عنه ابنُ السَّمْعانِیّ .و ابنُه محمّد بن عُمر بن محمّد بن علیّ ، حَدَّثَ ،مات سنه 548.
*و ممّا استُدْرِک علیه:
المُشَارَزَهُ :المُعَادَاه.و المُشَارِزُ :الشَّدِیدُ،و المُحَارِب المُخَاشِن،قالَهُ اللَّیْث.
الشَّزَازَهُ :الیُبْسُ الشَّدِید الذی لا یُطاقُ ،کذا فی المُحْکَم.و فی التَّهْذِیب:لا یَنْقَادُ للتَّثْقِیف.یقال:فیه کَزَازَه و شَزَازَه . و یقال: شیْ ءٌ شَزٌّ و شَزِیزٌ :یابِسٌ جِدًّا،و قد شَزَّ یَشِزّ شَزِیزاً .
الشَّغِیزَهُ ،بالغَیْن المُعْجَمَه:المِسَلّه ،أَهملَهالجَوْهَرِیّ و قالَه ابنُ الأَعْرابیّ .و قال الأَزهریّ :هذا حَرْفٌ عَربِیّ ،سَمِعْتُ أَعرابِیًّا یَقُولُ :سَوَّیْتُ شَغِیزَهً من الطَّرْفَاءِ لأَسُفّ بها سَفِیفَهً .
و الشَّغْزُ ،کالمَنْع:التَّطاوُلُ بالمَنْطِق، و الإِغْرَاءُ بَیْن القَوْم ،و قد شَغَزْت بینهم.
و حَجَرُ الشَّغْزَی (2)و یقال الشَّغْرَی بالرّاءِ،و قیل:
الشَّغْراءِ،مَمْدُوداً،و قد تقدّم فی مَوْضِعِه: حَجَرُ کانوا یَرْکَبُون منه الدّوابَّ ،و هو المَعْروف بقُرب مَکَّه حَرَسَها اللّه، و منهم مَنْ ضَبطَ حجر،بالزَّای،و قد ذُکِر فی حرف الزّای.
الشَّغْبَز ،کجَعْفَر:ابنُ آوَی.قال الأَزهریّ :
هکذا قاله اللَّیْث بالزَّای و الصَّواب أَنه الشَّغْبَرُ ،بالرّاءِ، و رُویَ عن أَبِی عَمْرو أَنّه قال:الشَّغْبَر:ابنُ آوَی،و مَن قاله بالزَّای فقد صَحَّف.قُلْتُ :و قد نبّه علی ذلک الصّاغَانِیّ أَیضاً،و سُکُوتُ المُصنِّف علی ذلک عَجِیب.
شَفَزَه ،أَهملَه الجَوْهَرِیّ ،و قال ابن دُرَیْد:
الشَّفْز :الرَّفْسُ بِصَدْرِ القَدَم.یقال: شَفَزَه یَشْفِزُه ،بالکَسْر، أَی رَفَسَه بصَدْرِ قَدَمه ،هکذا نَقَلَه عنه الصّاغَانِیّ ،و الذی نَقَله عنه صاحبُ اللّسَان: شَفَزه یَشْفِزُه شَفْزاً :رَفسَه برِجْله، حکاها ابنُ دُرَیْد و قال:لَیْس بِعَرَبِیّ صَحیح (3)،و کأَنّ المُصَنّف قَلَّد الصاغَانِیّ فی عَدَم التَّنْبِیه علیه.
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
شَقْنَاز ،بفَتْح فسُکُون القَاف،لَقَبُ جَدّ أَبِی الخَیْر المُبارَک بنِ الحَسَن بن عبید اللّه (4)السَّمِیذیِّ ،من شُیوخ أَبِی الغَنَائم النَّرْسیّ ،نقله الحافظ فی التَّبْصِیر.
و قال أَبو الهَیْثَم: الشَّکَّاز ،کشَدَّاد مَنْ إِذا حَدَّثَ المَرْأَه أَنزَلَ قَبل أَن یُخالِطَها ،ثمّ لا یَنْتَشِر بعد ذلک لجماعِها.
و قیل:هو التِّیتَاءُ. و قال الأَزهَرِیّ :هو عِنْد العرب الزُّمَّلِقُ و الذَّوْذَحُ (1).و قال غیره:هو المُجامِع وَراءَ الثَّوْب.
و الشّکَّاز : المُعَرْبِدُ عند الشُّرْبِ . قال الزمخشَرِیّ :هو من شَکَزَه یَشْکُزه .طَعَنَه و نَخَسه بالإِصبع (2).
و الشّکَّازَهُ ، بالهَاءِ:مَنْ إِذا رَأَی مَلِیحاً وَقَف تُجَاهَه فجَلَدَ عُمَیْرهَ ،أَخْزاه اللّه.
و رجُلٌ شَکْزُ ،بالفَتْح، و شَکِزٌ ،ککَتِفٍ : سَیِّ ءُ الخُلُقِ ، لغه فی شَکِس.
و الأُشْکُزُّ ،کطُرْطُبّ :شیْ ءٌ کالأَدِیم إِلاّ أَنّه أَبیضُ تُؤکَّد به (3)السُّروجُ ،قاله اللَّیْثُ .قال الأَزهریّ :هو مُعرَّب و أَصله بالفَارسیه أَرَنْدَجُ (4).
الشَّمْز :نُفُور النَّفْسِ مِمَّا تَکْرَه ،عن ابنِ الأَعْرابیّ . و تَشَمَّزَ وَجْهُه ،أَی تَمَعَّرَ. و فی التَّکْمِلَه:تَغَیَّر و تَقَبَّضَ .و التَّشَمُّز :التّقَبُّض،و قد اشْمَأَزَّ الرجُلُ اشْمِئْزَازاً :
انْقَبَضَ و اجْتَمَع بَعْضُه إِلی بَعْض. و قال ابنُ الأَعرابیّ :
اشمَأَزَّ : اقشَعَرَّ ،و به فُسِّر قولُه تعَالَی: وَ إِذا ذُکِرَ اللّهُ وَحْدَهُ اِشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَهِ (5)و علیه اقتَصَر الزّجّاج، أَو اشمَأَزّ : ذُعِرَ من الشَّیْ ءِ،و هو قَوْل أَبی زید.
و اشمَأَزَّ الشیءَ:کَرِهَه. بغَیْر حَرْف جَرّ،عن کُراع، و هَمْزَتُه زائِدَه.و هی الشُّمَأْزِیزَهُ ،بالضّم.یقال:رجُلٌ فیه شُمَأْزِیزَهٌ ،من اشمأْززْتُ . و المُشْمَئِزّ النافِرُ ،و هو مأْخوذ من قَوْل الزَّجَّاج المُتَقَدّم.و المَشْمَئِزّ : الکَارِهُ للشَّیْ ءِ،و هذا مَأْخوذ من قَوْلِ کُرَاع. و المُشْمَئِزّ : المَذْعورُ ،و هذا مأْخوذ من قول أَبِی زَیْد.
و أَحمَدُ بنُ إِبراهِیم الشَّمْزِیّ ،بالفَتْح: مُحَدِّث ،رَوَی عن ابن قُرَیْش الحافِظ ،و عنه ابنَ المقری. و عُمَرُ بنُ عُثْمَان الشَّمْزِیّ ،أَخذ عن عَمْرو بن عُبَید (6)، مُعْتَزِلِیَّان ،هکذا فی سائِر النُّسخ،و هو خَطَأٌ،و الصَّواب مُعتَزِلِیّ .
الشُّمَّخْزُ ،بضَمّ الشِّین و کَسْرِهَا و شَدّ المِیمِ ، أَهمله الجوهریّ ،و قال اللّیثُ :هو الطامِحُ النَّظَر من النّاس،و لم یَذکر اللَّیْثُ کَسْرَ الشّین،و قیل: الشُّمَّخْز و الضُّمَّخْز: الضَّخْمُ من الإِبِل و النَّاسِ ،و یقال فیه:
شُمَّخْزَهٌ ، بِهَاءٍ ،أَی الکِبْر ،قال رُؤْبَه:
تَلقَی (7)أَعَادِینَا عَذابَ الشَّرْزِ
أَبناءُ کُلِّ مُصْعَبٍ شُمَّخْزِ
کالشُّمَخْزِیزَه ،بالضَّمّ أَیضاً و هو الکِبْر.قال الصَّاغَانِیّ :
و قد تُکْسَر الشِّین.هُنَا ذَکَرَ الکسرَ،فظَنّ المُصنِّف أَنه فی اللُّغَات التی تَقَدَّمت.
و یقال:فی طَعَامه شُمَخْزِیزَهٌ ،أَی رِیحٌ و قُشَعْرِیرَه،نقله الصّاغَانِیّ ،و هو مُسْتَدْرَک علی المُصنّف.
الشِّینِیزُ ،بالکَسْر و بالهَمْزِ،أَهملَه الجَوْهَرِیّ و ذکره ابنُ الأَعْرَابِیّ و قال أَبو حَنِیفَه؛بِغَیْر هَمْز،و هو الذی یُسَمِّیه الفُرْسُ : الشّونِیز ،بالضّمّ ،و حکی فَتْحَها کما فی التَّوشِیح للجَلالِ السّیوطِیّ و یقال أَیضاً الشُّونُوز ،بالضّمّ ، و الشِّهْنِیزُ ،بالکَسْر،و هذِه عن أَبی الدُّقَیْش،کما سیأْتی کل ذلک: الحَبَّهُ السَّوداءُ المَعْرُوفه، أَو فَارِسِیُّ الأَصْلِ ،و هو الصَّحِیح،کما قاله الدِّینَورِیّ . و الشُّونیزِیَّه بالضّمّ : مَقْبُرهٌ للصَّالِحِین ببَغْدادَ بالجَانِبِ الغَرْبِیّ .
الشَّنَاهِزُ ،أَهمله الجَوْهَرِیّ ،و هو قَلْعَهٌ بحَضْرَمَوْت الیَمَن،هکذا فی سائِر النُّسَخ،و الصَّواب قارهُ الشّنَاهِزِ ،و هی مَشْهُورَه عندهم.
الأَشْوَزُ ،أَهمله الجوهَرِیّ ،و قال أَبو عَمرو:هو مثْل الأَشْوَسِ ،و هو المُتَکَبِّر.و یقال: شِیزَ به شَوْزاً :
شُغِف به ،نقله الصاغَانِیّ . و المشُوز :القَلِقُ ،و أَصْله مَشؤوز،بالهمز من شَئِزَ،کفَرِح،و قد تقدّم قریباً،و الأَولی أَن یُنبّه علی مثل ذلک لئلاَّ یظنَّ أَنه مُعْتَلّ العینِ .
تَمْر شُهْرِیزُ ،بالکَسْر و بالضّمّ ،و بإِعْجَام الشِّین و إِهمالِهَا،هنا ذَکَرَه الجَوْهَرِیّ ،و أَغفلَه فی السّین المُهْمَلَه، و هو ضَرْب من التَّمْر فی نَواحِی البَصْرَه،مُعَرَّب،و أَنکر بَعضُهُم ضَمَّ الشِّین،و قد تَقَدَّم فی السین المُهْمَلَه قریباً.
ص:81
الشِّهْنِیزُ ،بالکَسْر،أَهمله الجوهریّ ،و قال ابنُ شُمَیل:سمعتُ أَبا الدُّقَیْش یقول للشُّونِیز الشِّهْنِیز ،و هو الشِّیِنیزُ ،و هو الحَبَّهُ السَّوداءُ،و قد تَقَدَّم قریباً.
الشِّیز ،بالکَسْر:خَشَبٌ أَسودُ لِلقِصَاع، کالشِّیزَی ،هذِه عِبارَه الجَوْهَرِیّ بتَغْیِیر.و قال أَبو حنیفه:
قال الأَصمعیّ فی الشِّیزَی التی سَمَّت بها العَرَبُ الجِفَانَ و القِصَاعَ و البَکَرَ:إِنّهَا خَشَبُ الجَوْزِ و لکن تُسَوَّدُّ بالدَّسَم فقیلَ لها شِیزَی و لَیْسَت من الشِّیزِ قال:و الأَمْرُ کما وَصَفَ ، و الشِّیز ،لا یَغْلُظ حتّی تُنْحَتَ منه الجِفَانُ ،هکذا نقله الصاغانیّ . أَو هو أَی الشِّیزَی الآبَنُوسُ أَو السَّاسَمُ ،قالَهما أَبو عَمرو، أَو خَشَبُ الجَوْزِ ،کما قاله الأَصْمَعِیّ ،و نقله عنه الدِّینَورِیّ ،و هو الذی صَوَّبوه،فإِن الشِّیز الذی ذُکِرَ إِنّمَا تُتَّخذُ منه الأَمْشاطُ و نَحْوُهَا،و هو أَسودُ.و الشِّیزَی هو الذی تُتَّخَذُ منه القِصَاعُ و الجِفَان،و هو شَجَرُ الجَوْزِ،و أَنشد الجَوْهَرِیّ لِلَبِید:
و صَباً غَدَاهَ مُقَامَهٍ وَزَّعْتُها
بجِفَانِ شِیزَی فَوقهنّ سَنَامُ
و فی التَّهْذِیب:و یقال للجِفَان التی تُسَوَّی من هذه الشَّجَره: الشِّیزَی ،قال ابن الزِّبَعْرَی:
إِلی رُدُحٍ من الشِّیزَی مِلاءٍ
لُبَابَ البُرِّ یُلْبَکُ بالشِّهَادِ
و فی حَدِیثِ بَدْر فی شِعْرِ ابن سَوادَهَ :
فماذَا بالقَلِیب قَلِیبِ بَدْرٍ
من الشِّیزَی یُرَبَّی بالسَّنَامِ (1)
أَراد بالجِفَان أَربَابَها الذین کانوا یُطْعِمُون فیها و قُتِلُوا ببَدْرٍ و أُلقُوا فی القَلِیب،فهو یَرْثیهم،و سَمَّی الجِفَانَ شِیزَی باسم أَصْلِهَا.
و الشِّیزَی (2): نَاحِیَه بأَذرْبِیجَان من فُتُوح المُغِیره بن شُعْبَهَ ،رضی اللّه عنه،صُلْحاً،و فیه یَقول حَمْدون نَدِیمُ المُتَوکّل حین وَلِیَها:
وِلایَهُ الشِّیزِ عَزْلٌ
و العَزْلُ عنها وِلایَهْ
فَولِّنِی العَزْلَ عنْهَا
إِن کُنْتَ بی ذا عِنَایَهْ
کذا قرَأْته فی تاریخ حلب لابن العَدیم.
و یقال بُرْدٌ مُشَیَّز ،کمُعَظَّم: مُخَطَّط بحُمْرَه،و قد شَیَّزَه تَشْیِیزاً ،کأَنَّه شَبَّهه بلَوْن خَشَبِ الجَوْزِ،لأَنّه أَحْمَر.
و أَما فَصْل الصَّاد المُهْمَله مَعَها فإِنَّه ساقِطٌ فی سَائر الأُصُول المُصَحَّحَه.
ضَأَز الرَّجلُ ، کمَنَعَ ، ضَأْزاً ،بفَتْح،فسُکُون و ضَأَزاً ،بالتَّحْرِیک: جَارَ ،مثل ضَازَ یَضُوز و یَضِیز،فهو مَضُوز،و أَنشدَ أَبو زَیْد:
وَ إِن تَنْأَعَنَّا نَنْتَقِصْک و إِنْ تُقِمْ
فحَظُّک مَضْؤوزٌ و أَنفُک رَاغمُ
و ضَأَز فُلاناً حَقَّه یَضْأَزه ضَأْزاً و ضَأَزاً : بَخَسَه و نَقَصَه و مَنَعَه.
و قِسْمَهٌ ضَأْزَی و ضُؤْزَی :مَقْصُوران، و یُثَلَّث،لُغَهٌ فی ضِیزَی ،بالکَسْرِ غَیْر مَهْمُوز، أَی ناقصَه ،أَو جائِرَهٌ غیر عَدْل.و قال ابنُ الأَعرابیّ :تَقولُ العَرَب:قِسْمه ضُؤْزَی ، بالضَّمِّ و الهَمْز،و ضُوزَی ،بالضّمّ بلا هَمْز،و ضِئْزَی ، بالکَسْر و الهَمْز،و ضِیزَی ،بالکسر و ترک الهمز،و معناها کُلّهَا الجَوْر.فقول شَیْخِنا مُنْکِراً علی المصنّف إِثْبَاتَهَا بالهَمْز غَرِیب،و سیأْتی أَیضاً نَقْل ذلِک عن أَبی زَیْد.
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
الضَّیْأَز ،کجَعْفَر:المُقْتَحِم فی الأُمور.و الضُّوْزَهُ من الرّجال:الحَقِیرُ الصَّغِیرُ الشَّأْنِ .قال الأَزهریّ :و أَقرأَنِیه المُنْذِرِیّ عن أَبی الهَیْثَم: الضُّؤْزَه ،بالزَّای مَهْمُوز..هکذا قال و کذلک ضَبَطْتُه عنه،و یُرْوَی بالرَّاءِ و تَرْک الهَمْز،قال:
و کلاهما صَحِیح،و قد تَقدَّم فی الرّاءِ.
الضُّبَارِز ،کعُلابِطٍ ،أَهمله الجَوهَرِیّ .و قال
ص:82
الصّاغانِیُّ :هو المُضَبَّرُ الخَلْقِ المُوَثَّقُ ،هکذا نَقله و لم یَعْزُه لأَحَد،و لم یَذْکُره صاحِبُ اللّسَان أَیضاً.
الضَّبِیزُ ،کأَمِیر،أَهمله الجَوْهَرِیّ ،و قال اللَّیْث:هو الشَّدِیدُ المُحْتَالُ من الذّئاب ،و أَنشد:
و تَسْرِقُ مالَ جَارِک باحْتِیَالٍ
کَحَوْلِ ذُؤَالَهٍ شَرِسٍ ضَبِیزِ
قال: و الضَّبْزِ :شِدَّهُ اللَّحْظِ ،یعنی نَظَراً فی جَانِب.
و ذِئْبٌ ضَبِزٌ ،ککَتِف، و ضَبِیز ،کأَمِیر،أَی مُتَوقِّدُ اللَّحْظِ حَدِیدُه،و هو منه.
ضَخَزَ عینَه،بالخَاءِ المُعْجَمه ،أَهمله الجوهریُّ و صاحِبُ اللسان،و أَورَدَهُ الصّاغَانِیّ من غیر عَزْو لأَحَد،و هو کمَنَع،أَی بَخَصَها ،قُلتُ :و هو قَوْلُ أَبِی عَمْرو،قال:و لم أَرَ أَحَداً یَعْرِفه،و قد تقدَّم ذلک فی ش خ ز.
الضِّرِزّ ،کفِلِزِّ:البَخِیلُ الذی لا یَخْرُج منه شیْ ءٌ. و قال اللّیث: الضِّرزُّ : مَا صَلُب من الحِجَارَه و الصُّخُورِ.و الضِرِزُّ : الأَسَد ،نقله الصّاغَانِیّ ،و أُراه من ذلک.
و امْرَأَهٌ ضِرِزِّهٌ :قَصِیرَهٌ لَئیمهٌ .
و قال النَّضْر: ضَرْزُ الأَرضِ ،بالفَتْح: کَثْرهُ هُبْرِهَا و قِلَّهُ جَدَدِهَا. یقال:أَرضٌ ذَاتُ ضَرْزٍ .
و المُضْرَئِزُّ ،کمُقْشَعِرّ: الشَّحِیحُ بِنَفْسِه ،نَقَله الصّاغَانِیّ .
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
الضِّرِزُّ من الرجال کفِلِزٍّ:المُتَشَدِّد،و اللَّئِیم،و القَصِیر، و القَبِیحُ المَنْظِر.و امرأَهٌ ضِرِزَّهٌ :مُوَثَّقَه الخَلْقِ قَوِیّه،قال:
و باتَ یُقَاسِی کُلَّ نَابٍ ضِرِزَّهٍ
شَدِیدَهِ جَفْنِ العَیْنِ ذاتِ ضَرِیزِ (1)
اضرهَزَّ إِلی کذا ،کاقْشَعَرَّ: دَبَّ إِلیه مُسْتَتِراً ، هکذا نَقَلَه الصاغانیّ و لم یَعْزُه لأَحد،و أَهمله الجَوْهَرِیّ و مَنْ عَدَاه.
الأَضَزُّ :السَّیِّیءُ الخُلُقِ العَسِرُ ،هکذا نَقَله الصّاغَانِیّ ،و هو مَجاز. و الأَضَزُّ : الغَضْبَانُ ، کالمُضِزّ ، و أَصل الضَّزَز ضِیقُ الفَم خِلْقهً ،و هو من صَلاَبَهِ الرَّأْسِ فیما یُقَالُ . و الأَضَزُّ : الضّیِّقُ الشِّدْقِ الذِی التَقَتْ أَضراسُه العُلْیَا و السُّفْلَی فلم یَبِنْ لذلک کَلامُه إِذا تَکَلَّم،قاله ابنُ الأَعْرَابِیّ ،و یقال:فی لَحْیَیْه کَزَزٌ و ضَزَزٌ . أَو الأَضَزُّ :الضَّیِّقُ الفَمِ جِدًّا،هو الذِی إِذا تَکَلّم لم یَسْتَطِع أَن یُفرِّج بین حَنَکَیه خِلْقَهً خُلِق علیها،و هی من صَلاَبهِ الرأْسِ فیما یقال،قاله الأَزهریّ ،و أَنشد لرُؤْبَه:
دَعْنِی فقد یُقْرِعُ للأَضَزِّ
صَکِّی حَجَاجَیْ رأْسِهِ و بَهْزِی (2)
و فی المُحْکم: الضَّزَزُ :لُزُوقُ الحَنَکِ الأَعلَی بالأَسْفَل، إِذا تَکَلَّمَ الرَّجلُ تَکَادُ أَضْراسُه العُلْیَا تَمَسُّ السُّفلَی،فیَتَکلَّم وفُوهُ مُنْضَمّ ،و قیل:هو ضِیق الشِّدْق و الفَمِ فی دِقَّه من مُلْتَقَی طَرَفَیِ اللَّحْیَیْن لا یَکَادُ فَمُه یَنْفَتِح،و قیل:هو أَن یَتَکَلَّم کأَنَّه عاضٌّ بأَضْراسِه لا یَفْتَح فاهُ ،و قیل:هو أَن تَقَع الأَضراسُ العُلْیَا علی السَّفْلی فیتَکَلَّم وفُوهُ مُنْضَمّ ،و قیل:
هو تَقارُب مَا بَیْن الأَسنان،رَوَاه ثَعْلَب. أَو الأَضَزُّ : مَنْ یَضِیق علیه مَخْرَجُ الکَلامِ حتّی یَسْتَعِین عَلَیه بالضَّادِ،و هم الضُّزَّازُ ،کرُمَّان، و قد ضَزَّ ،الرَّجلَ یَضَزُّ ،بالفَتْحِ ،و قد سَبَق البَحْث فیه مِرَاراً، ضَزَزاً ،محرّکهً ،فهو أَضَزُّ ،و الأُنثَی ضَزَّاءُ . و رَکَبٌ أَضَزُّ :شَدِیدٌ ضَیِّقٌ ،عن أَبی عَمْرو،و أَنْشَد:
یا رُبَّ بَیْضَاءَ تَلُزّ لَزَّا (3)
بالفَخِذَیْن رَکَباً أَضَزَّا
هکذا فی التَّکْمِلَه،و فی بعض النُّسَخ:تَکُزّ کَزّا،و هو مَجاز.
و یُقَالُ : أَضَزَّ فُلانٌ عَلَیَّ فما یُعْطِینی ،أَی ضَاقَ و بَخِل، و هو مَجاز. و أَضَزَّ الفَرسُ علی فاسِ (4)اللِّجَامِ ،أَی أَزَمَ علیه،مثل أَضَرّ.
*و ممّا استُدْرِک علیه:
ضَزّه ضَزًّا :طَحَنَه و جَشَّه،و به فُسِّر ما أَنشدَه ابنُ
ص:83
الأَعْرَابِیّ :
نَجِیبَهُ مَوْلًی ضَزَّهَا القَتَّ و النَّوَی
بیَثْرِبَ حتَّی نِیُّها مُتَظَاهِرُ
و هو مأْخُوذ من الضَّزَز الذی هو تَقَارُبُ ما بَیْن الأَسْنَان.
و ضَزَّها :أَکْثَر لها من الجِمَاع،عن ابن الأَعرابیّ .
و بِئرٌ ضَزَّاءُ :ضَیِّقه،عن أَبی عَمْرو:و أَنشد:
و فَحَّت الأَفْعَی حِذَاءَ لِحْیَتِی
و نَشِبَت کَفِّیَ فی الجَالِ الأَضَزّ
أَی الضَّیّق،یُرِید جَالَ البِئْر.
الضَّعْزُ ،کالمَنْع ،أَهمله الجوهَرِیُّ ،و قال ابنُ دُرَیْد،هو فِعْل مُمات،و هو الوَطْ ءُ الشَّدِیدُ لُغَهَ یمانِیه (1).
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
ضَیْعَزٌ ،کحَیْدَر:اسمٌ ،و الیاءُ زائده،هکذا قاله الصاغانیّ .قُلْتُ :و هو اسمُ مَوْضعٍ ،قال ابنُ سِیدَه:و أُراه دَخِیلاً.و ضَعَزَ المَرْأَهَ :نَکَحَهَا،عن ابنِ القَطَّاع.
الضِّغْزُ ،بالکَسْر ،أَهمله الجوهَرِیّ ،و قال الصاغَانِیّ :هو الأَسَد.و قد اللَّیْث:هو السَّیِّ ءُ الخُلُقِ من السِّباع و أَنشد:
فیها الجَرِیشُ (2)و ضِغْزٌ ما یَنِی ضَبِزاً
یَأْوِی إِلی رَشَفٍ منها و تَقُلِیصِ
قال الأَزهریّ :لا أَدْرِی ما الضِّغْز و لا أَدْرِی مَنْ قَائِلُ البَیْتِ .
الضَّفْزُ ،أَهمله الجَوْهَرِیّ ،و قال اللیث:هو لَقْمُ البَعِیرِ لُقَماً کباراً، أَو لَقْمهُ مع کَرَاهَتِه ذلِک. یقال:
ضَفَزْته ،و کلُّ وَاحدهٍ من اللُّقَم ضَفِیزهٌ (3).
14- «و مَرَّ النبیُّ صلّی اللّه علیه و سلم بوَادِی ثَمُودَ فقال:یا أَیُّهَا النّاس إِنکم بِوَادٍ مَلْعُون،من کان اعتَجَنَ بمائِهِ فلْیَضْفِزْهُ بَعِیرَه». أَی یُلْقِمه إِیّاه.و
1,14- قال لعَلِیّ رضی اللّه عنه:«أَلاَ إِن قَوماً یَزْعُمُون أَنهم یُحِبُّونَکَ یُضْفَزُون الإِسْلاَمَ ثمّ یَلْفِظُونه». قالها ثَلاثاً.معناه یُلَقَّنُونه ثمّ یَتْرکُونَه فلایَقْبَلُونه. و الضَّفْز : الدَّفْعُ ،و منه
16- حَدِیثُ الرُّؤْیَا: « فَیضْفِزُونه فِی فیِ أَحَدِهم». أَی یَدْفَعُونَه،و هو مَجاز مَأْخُوذ من ضَفَزْتُ البَعِیرَ (4).
و الضَّفْزُ : الجِمَاعُ ،و ضَفَزَهَا :أَکثَرَ لها من الجِمَاعِ ، عن ابنِ الأَعْرَابِیّ .و قال أَعرابِیّ :ما زلت أَضفِزُهَا إِلی أَن سَطَع الفُرْقَان.أَی الفَجْر أَو السَّحَر،و هو مَجاز.
و قال أَبو زَیْد: الضَّفْز و الأَفْز: العَدْوُ. یقال: ضَفَز یَضْفِز و أَفَز یَأْفِز. و قال غیرُه:أَبَز و ضَفَز بمعنًی وَاحدٍ،و هو الوَثْبُ و القَفْزُ.و الضَّفْز : الضَّرْبُ بالیَدِ أَو بالرِّجْلِ . و یقال: ضَفَزَه البَعِیرُ،إِذا زَبَنَه برِجْلِه.
و الضَّفْز : إِدْخَالُ اللِّجَامِ فی فیِّ الفَرَسِ ،علی التَّشْبِیه بلَقْم البَعِیر،و هو یَکْرَهُه.
و
16- فی الحَدِیث: «أَوتَر بسَبْع أَو تِسْع ثمّ نَام حتی سُمِعَ ضَفِیزُه ». الضَّفِیزُ إِن کان مَحْفُوظاً فهو الغَطِیط ،و هو الصَّوتْ الذی یُسْمَع من النّائم عند تَرْدِیدِ نَفَسه،و بَعْضُهُم یَرْوِیه صَفِیرُه،بالصّاد المُهْمَلَه و الرّاءِ.قال الخَطّابیّ :و هذا لَیْس بشَیْ ءٍ،و الصَّوَاب الأَوَّل.
و الضَّفِیزَهُ ، بِهَاءٍ:اللُّقْمَهُ العَظِیمَه یُلقَم البَعِیرُ إِیَّاهَا، و الجَمْع الضَّفَائِز .
و اضْطَفَزه البَعِیرُ: التَقَمه کارهاً.
و
1- فی الحَدِیث عن علیّ رضی اللّه عنه أَنه قال: «مَلْعُون کُلُّ ضَفَّاز ». الضَّفَّاز ،کشَدَّاد،هو النَّمّام،مُشْتَقٌّ من الضَّفَز (5)،مُحَرَّکهً ،اسمٌ للشَّعِیر الذِی یُحَشّ (6)ثمّ یُبَلّ لیُعْلَفَه البَعِیرُ ،سُمِّیَ به النَّمَّام لأَنّه یُهَیِّئُ قَولَ الزُّور کما یُهَیَّأُ هذا الشَّعِیرُ للعَلَف ،و لذلک قِیل للنَّمَّام:قَتَّات،من قَوْلِهم:
دُهْنٌ مُقتَّتٌ ،أَی مُطَیَّب بالرَّیَاحِین.
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
المُضَافَزَه :المُعَاوَدَهُ و المُلابَسَه،و هو مُفَاعَلَه من الضَّفْز و هو الطَّفْر و الوُثُوب فی العَدْوِ،قاله الزَّمخشَرِیّ ،و هو
ص:84
الأَشْبَه،و ذَکَرَه الهَرَوِیّ بالرَّاءِ،و قد ذُکِر فی مَوْضِعه.
و الضَّفْزُ :الهَرْوَلَه فی المَشْی،و منه
14- الحَدِیث: «أَنّه علیه الصلاهُ و السلام ضَفَز بَیْن الصَّفَا و المَرْوَه». و الضَّفْز :
التَّلْقِیمُ (1).و الضَّفِیزَهُ :الشَّعِیر المَجْشُوش للعَلَف،لُغَه فی الضَّفَز مُحَرَّکَهً .
الضَّکْزُ :الغَمْزُ الشَّدِیدُ ،و قد ضکَزَه ضَکْزاً :
غَمَزَه غَمْزاً شدِیداً.أَهمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و أَورده صاحِبَا اللِّسان و التَّکْمِله و لم یَعْزِیاهُ .
ضَمَز الرجُلُ یَضْمُز ،بالضّمّ ، و یَضْمِز ، بالکَسْر،و هذِه نَقلها الصَّاغَانِیّ و لکن فی ضَمَز البَعِیرُ:
سَکَت و لم یَتَکَلَّم،فهو ضَامِزٌ و ضَموزٌ کصَبُور،و الجمع ضُمُوزٌ ،بالضَّمّ ،و هو مَجاز،علی التَّشْبِیه بضَمْز البَعِیر.
یقال:کَلّمْتَه فضَمَز ،أَی سَکَتَ و لم یُجِب،قاله الزّمَخْشَرِیّ :و یقال للرَّجُل إِذا جَمَع شِدْقَیْه فلم یَتَکَلَّم:قد ضَمَز ،و قال اللّیثُ : الضَّامِزُ :الساکِتُ لا یَتَکَلَّم،و کلُّ مَن ضَمَز فاه فهو ضَامِز ،و کلُّ سَاکِتٍ ضَامِزٌ و ضَمُوزٌ .و
1- فی حدیثِ عَلِیّ رضی اللّه عنه: «أَفْوَاهُهم ضَامِزَه و قُلوبُهم قَرِحَه». و منه قَوْلُ کَعْب:
منه تَظَلُّ سِبَاعُ الجَوِّ ضامِزَهً (2)
و لا تَمَشَّی بِوَادِیه الأَرَاجِیلُ
أَی مُمسِکَه من خَوْفِه.
و ضَمَز البَعِیرُ یَضْمِز و یَضْمُز ضَمْزاً و ضُمَازاً و ضُمُوزاً :
أَمْسَکَ جِرَّتَه فی فِیهِ و لم یَجْتَرّ من الفَزَع،و کذلک النّاقَهُ ، و بَعِیر ضامِزٌ :لا یَرْغُو،و ناقَهٌ ضامِزَه (3):لا تَرغُو،و ناقه ضَامِزٌ و ضَموُزٌ :تَضُمُّ فَاهَا لا تَسْمَع لها رُغَاءً.
و من المَجَاز: ضَمَز علی مَالِی ،أَی جَمَد علیه و لَزِمَه.
و فی الأَساس:من المَجاز: ضَمَزَ علی مَاله :أَمسَکَه و شَحَّ علیه. و ضَمَز اللُّقْمَهَ یَضْمُزها ضَمْزاً : الْتَقَمَهَا. و یقال:
ضَمَز ضَمْزاً کَبَّرَ اللُّقْمَه،کما فی اللّسَان.و فی التَّکْمِلَه:
الضَّمْز :ضَرْبٌ من الأَکْل.
و عن أَبِی عَمْرو: الضَّمْزُ :المَکَانُ الغَلِیظُ المُجْتَمِع. و الأَکَمَهُ الخَاشِعَهُ [ضَمْزَهٌ ،و] (4)الجَمْع ضَمْز ،و قیل:هو من الأَرْض:ما ارتَفَع و صَلُب. و قال ابنُ شُمَیل: الضَّمْز :
کُلُّ جَبَلٍ من أَصاغِر الجِبَال مُنْفَرِد ،و حِجارَتُه حُمْرٌ صِلابٌ و مَا فِیه ،و نصّ ابن شُمَیْل و لیس فی الضَّمْز طِینٌ ، کالضَّمُوزِ ،أَی کصَبُور،هکذا فی سائِر النُّسَخ،و هو غلَط ، و صَوَابه کالضَّمْزَز،کجَعْفَر،کما ضَبَطه صاحِبُ اللّسَان و الصّاغَانِیّ و غَیْرُهما و یأْتی للمُصنّف أَیضاً قریباً، الوَاحِدَهُ ضَمْزَهٌ ، بِهَاءٍ فی الکُلّ .
و الضَّمُوزُ ،کصَبُور: الأَسَدُ ،نَقَلَه الصَّاغَانِیّ .و هو مَجَازٌ.
و الضَّامِزُ :العَیَّاب للنَّاس. یقال:رجُلٌ ضَامِزٌ لامِزٌ إِذا کَان یَعِیبُ النّاسَ .
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
الضَّامِز :الحِمَار،لأَنّه لا یَجْتَرّ.قال الشَّمَّاخُ یَصِف عَیْراً و أُتُنَه:
و هُنّ وُقُوفٌ یَنْتَظِرْنَ قَضَاءَه (5)
بضَاحِی عداهٍ أَمْرَه و هو ضامِزُ
و یقال:قد ضَمَز بجِرَّتَه و کَظَم بجِرَّته،إِذا خَضَع و ذَلَّ ، علی التَّشْبِیه،و منه قولُ ابنِ مُقْبِل،و فی الصّحاح قال بِشْرُ بن أَبی خَازِم الأَسَدِیّ :
لقد ضَمَزَت بجِرَّتِهَا سُلَیْمٌ
مَخَافَتَنَا کمَا ضَمَزَ الحِمَارُ
أَی خَضَعت و ذَلَّت و لم تَتَحرَّکْ من الخَوْف.و وُجِدَ بخَطّ أَبِی زَکَریَّا فی هامِش الصّحاح ما نصُّه:و رأَیتُ بخَطِّ أَبِی عَبّاس الأَحْوَل:لقد ضَمَزَت بحَرَّتِهَا،و قال:حَرّه بَنِی سُلَیْم مَشْهُوره،و المَعْنَی سَکَنَت و أَقَرَّت.یقال للبَعِیر إِذا أَمسَک علی جِرَّته:قد ضَمَزَ ،و الحِمَارُ ضَامِزٌ ،لأَنه لا یَجتَرّ، فضَربه مثلاً،أَی أَنّهُم قد أَمسَکُوا و ذَلُّوا،و الإِبل ضُمُزٌ خُنُس (6)بالضّمّ و کسُکَّر،أَی مُمْسِکَه عن الجِرّهِ ،و هما جمْع
ص:85
ضامِز .و ضَمَزَنی فلان،و ضَمَرَنی،بالرَّاءِ و النّون (1)کِلاهُمَا بمَعْنَی السّکوت.
و الضَّمُوزُ من الحَیَّات،کصَبُورِ:المُطْرِقه،و قیل:
الشَّدِیدَهُ .قال مُساوِرُ ابنُ هِنْد:
و ذاتَ قَرْنَیْنِ ضَمُوزاً ضِرْزِمَا
و امرأَه ضَمُوز ،علی التَّشْبِیه بهذه الحَیَّه.و الضُّمَّز کسُکَّر من الآکام قال:
مُوفٍ بها علی الإِکَامِ الضُّمَّزِ
و الضُّمُوز ،بالضَّمّ :الأَرْضُون الغَلیِظَه،جمع ضَمْز ، بالفَتْح،و نَاقَه ضَمُوزٌ :مُسِنّه.و الضَّمُوزُ :الکَمَرهُ (2).
الضُّمَّخْزُ ،بضَمّ الضّاد و کَسْرِها ،أَهمله الجَوْهریُّ و صاحبُ اللّسَان و قال اللَّیْثُ :هو الضَّخْم من الإِبل و الرِّجَال.و الجَسِیمُ من الفُحُول ،و لم یَضبُطْه اللَّیْث إِلاّ بالضَّمّ فقط ،و کأَنَّ المُصَنِّف زَادَ الکَسْرَ فیه قِیاساً علی الشّمّخر،و قد تقدّم التّنبِیه علیه قریباً و لو قال کشمَّخْز کان أَحسَن.و قال رؤْبه:
أَبناءُ کُلّ مُصْعَبٍ شُمَّخْزِ (3)
الضِّمْرِزُ و الضُّمَارِزُ ، کزِبْرِج و عُلابط ،أَهمله الجوهَرِیّ :و هی من النُّوقِ المُسِنَّهُ و هی فَوْق العَوْزَمِ أَو، الکَبیرَهُ القَلِیلَهُ اللَّبَنِ . و عدّه یَعْقُوبُ ثُلاثِیًّا و اشتَقَّه من الرَّجُل الضِّرِزِّ،و هو البَخِیل،و المِیمُ زَائِدَه،و لذا ذَکَرَه الصّاغانِیّ هُنَاکَ ،و لکنّ القِیاسَ یَقْتَضِی أَن یَکُون رُبَاعِیًّا،کما حَقَّقه غَیْرُ وَاحِدٍ.
و الضَّمْرَزُ ، کجَعْفَر:الأَسَدُ ،لِغلَظِه و شِدَّتِه،و سبق للمُصَنّف فی حرف الراءِ. و قال أَبو عَمرو: فَحْلٌ ضُمَارِزٌ :
غَلِیظٌ ،و ضُمَازِرٌ،بالزَّای و بالرَّاءِ.و أَنشد لإِهَاب بن عُمَیْر العَبْشَمِیّ :
یَرُدُّ شَعْبَ الجمَّحِ الجَوَامِزِ
و شَعْبَ کلِّ باجِحٍ ضُمَارِزِ
الباجِحُ :الفَرِح بمکانه الذی هو فیه،و قیل:أَرادَ ضُمازِر فقَلب،و هما بمَعْنًی،و قد ذکرَ ضمزر، و ضَمْرَزَ علیه البَلَدُ أَو القبْرُ ،أَی غَلُظ ،و قد سبق للمصنّف فی حَرْفِ الراءِ هذا بعَیْنه،و اقْتَصَر هناک علی البَلَد،و زاد هنا القَبْر.
و الضَّمْرَزُ ،کجَعْفر: الشَّدِیدُ الصُّلْبُ من الأَرضِین ،و قد سَبَق له فی حَرْف الرّاءِ أَیضاً مِثْله. و الضَّمْرَزَه ، بهاءٍ:
الغَلِیظَهُ من الحِرَارِ التی لا تُسْلَک باللَّیْل لصُعُوبَتِهَا، و الضَّمْرَزَه من النّسَاءِ:الغَلِیظَهُ ،و سَبَق له فی حَرْف الرّاءِ بغَیْر هاءٍ،و مثلُه فی اللّسان،و تقدّم الإِنشادُ هناک:ناقه ضَمْزَر:
قَوِیّه،ذکرَه ابنُ السِّکّیت فی الثلاثیّ .
و ضَمْرَزُ ،کجَعْفَر اسم ناقَه الشَّمَّاخ،و قد ذکره المصَنّف فی حَرْف الراءِ.
*و مّما یُسْتَدْرَک علیه:
ضَمْزَزٌ،کجَعْفَر،بزاءَیْن:جَبلٌ صَغِیرٌ،مُنْفَردٌ عن الجِبَال،عن ابن شُمَیْل،و هکذا ضَبَطَه الصّاغَانیّ و الأَزهریّ فی«ض م ز.» (4).
ضَهَزَه ،کمَنَعَه یَضْهَزُه ضَهْزاً : وَطِئَه وَطْأً شَدِیداً.و ضَهَزَ المرأَهَ :نَکَحَها ،من ذلک، و ضهَزَت الدَّابَّهُ :عَضَّت بمُقَدّم الفَمِ ،و هذِه نَقَلها الصّاغَانِیّ ، و أَهملَهَا الجَوْهَرِیّ ،و نقلها ابنُ دُرَیْد (5).
ضَازَ التَّمْرهَ یَضُوزُهَا ضَوْزاً أَی لاَکَهَا فی فَمِه ،و قیل:أَکلَهَا،و قیل:مَضَغَهَا،و قیل:أَکَلَها و فَمُهُ مَلآنُ ،أَو أَکَل علی کُرْهٍ و هو شَبْعَانُ .
و الضُّوَازَه ،بالضَّمّ :شَظِیَّهٌ من السِّوَاکِ ،قاله الفرَّاءُ، و هی النُّفَاثَهُ منه.و قیل:هو ما بَقِی فی أَسْنانِه فنَفَثَه، کالضَّوْزِ ،بالفَتْح،عن ابنِ الأَعْرَابِیّ ،قال:و یُقَال:ما أَغنَی عَنّی ضَوْزَ سِوَاکٍ ،و أَنشد:
تَعَلّمَا یا أَیُّها العَجُوزَانْ
مَا هاهنا ما کُنْتُمَا تَضُوزَانْ
فَرَوِّزَا الأَمْرَ الذی تَرُوزَان
ص:86
و ضَازَه حَقَّه یَضُوزُه :نَقَصَه. و ضَازَنی یَضُوزُنِی :
نَقَصَنی،عن کُرَاع.
و مّما یُسْتَدْرَک علیه:
بَعِیرٌ ضِیَزّ ،بکسر الضّاد ففتح التحتیه و تَشْدِیدِ الزَّای-أَی أَکُولٌ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیّ و أَنشد:
یَتْبَعُها کلُّ ضِیَزٍّ شَدْقَمِ
و هو من ضَازَ البَعِیرُ ضَوْزاً :أَکلَ .و اخْتَار ثَعْلَبٌ «کلّ ضِبِزٍّ شَدْقَم»بالمُوَحَّدهَ ،و قد ذُکِر فی مَوْضِعِه.و المِضْوَاز :
المِسْوَاک.و قِسْمَه ضُوزَی ،بالضَّمّ بلا همز،نقله ابنُ الأَعْرَابِیّ .و الضُّوزَه ،بالضَّمّ :الحَقِیرُ الشّأْنِ الذَّلِیل، کیَضِیزُه ضَیْزاً ،أَی نَقَصه و بَخسَه و مَنَعه،قاله أَبو زَیْد، و أَنشد:
إِذا ضازَ عَنَّا حَقَّنَا فی غَنِیمَهٍ
تَقَنَّع جَارَانَا فلَمْ یَتَرَمْرَمَا
أَورده بالحُمْرَه بِنَاءً علی أَنه اسْتدّرک بِه علی الجَوْهَرِیِّ مع أَنه استَوفَی لُغَاتِ ضِیزَی ،و بَسَط فیه أَکثَرَ من المُصَنّف.
و ضَازَ فی الحُکْم یَضِیز ضَیْزاً : جَارَ ،و قد یُهْمَز فیقال ضَأَزَه یَضْأَزُه ضأزاً و قد ذُکِر قریباً. و فی التنزیل العزیز: تِلْکَ إِذاً قِسْمَهٌ ضِیزی (1)أَی جائِرَه،و قد ذُکر فی ض أَ ز و القُرَّاءُ، جَمِیعُهُم علی تَرْک هَمْز ضِیزَی،و یَقُولون:ضِئْزَی و ضُؤْزَی،بالهَمْز،و لم یقرأْ بهما (2)أَحدٌ،و حُکِی عن أَبی زَیْد أَنه سَمِع العَربَ تَهْمِزُ ضِیزَی .نقله الجوهرّی عن أَبی حاتِم.
و ضِیزَی فی الأَصل فُعْلَی و إِن رأَیتَ أَوّلَهَا مَکْسُوراً، و هی مِثْل بِیضٍ و عِینٍ ،و کان أَوَّلُهَا مَضْمُوماً،فکَرِهُوا أَن یُتْرَک علی ضَمَّتِه فیقال بُوضٌ و عُونٌ ،و الوَاحدهُ بَیْضَاءُ و عَیْناءُ،فکَسَرُوا الباءَ لیکون بالیَاءِ،و یتَأَلَّف الجَمْع و الاثْنَان و الوَاحِده.
و کَذلک کَرِهُوا أَن یَقُولُوا ضُوزَی فتَصِیر بالوَاو و هی من الیَاءِ.قال ابنُ سِیدَه:و إِنّمَا قَضَیْتُ علی أَوّلهَا بالضَّمّ ؛لأَن النُّعوتَ للمُؤنث تَأْتِی إِمّا بالفَتْح و إِمّا بالضّمّ ،فالمَفْتُوح مثلسَکْرَی و عَطْشَی،و المَضْمُوم مثل أُنْثَی و حُبْلَی،و إِذا کان اسْماً لیس بنَعْت کُسِرَ أَوّلُه کالذِّکْرَی و الشِّعْرَیِ قال الجوهَرِیّ :لیس فی الکَلام فِعْلی صِفَه،و إِنما هو من بناءِ الأَسماءِ،کالشِّعْرَی و الدِّفْلَی.
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
الضَّیْز ،بالفَتْح:الاعْوِجَاج،و منه الضَّیْزَنُ ،عِنْد یَعْقُوب، فإِنّه یقول:إِن نُونَه زَائِدَه،و سیأْتی ذِکرُه فی مَوْضِعِه إِن شاءَ اللّه تَعَالی.
الطِّبْز ،بالکَسْر ،أَهمله الجوهَرِیّ و قال أَبو عَمْرو:هو رُکْنُ الجَبَلِ ،و قد تَقَدَّم للمصنِّف ذِکرُه فی موضعینِ فی«ط ب ر»و فی«ط ی ر» (3)و هذا الثالث،فلا أَدرِی أَیّ ذلِک تَصحِیفٌ ،فلیُنْظَر. و الطِّبْزُ أَیضاً: الجَمَلُ ذُو السَّنَامَیْن الدُّهَانِجُ (4).
و قال غَیْرُه:یقال: طَبَزَها طَبْزاً : جَامَعَهَا.
و الطَّبْزُ ،بالفَتْح: المَلءُ لکُلّ شیْ ءٍ ،نقله الصّاغَانِیّ .
و أَبُو القَاسم عبد الرحمن بن عبد العزیز بن الطُّبَیْز الدِّمَشْقِیّ ،کزُبَیْر،مات فی حُدُود سِتٍّ و أَربعمائه،و هو أَکْبَرُ شَیْخ لَقِیه الفَقِیهُ نَصْر المَقدسیّ .
الطَّنْبَرِیزُ ،کزَنْجَبِیل:فَرْجُ المَرْأَهِ ،أَهمله الجَوْهَرِیّ و قال أَبو عَمرو:یقال لِجَهَاز المَرْأَهِ و هو فَرْجُهَا طَنْبَرِیزُهَا ،هکذا أَوردَه الصْاغَانِیّ ،بالرّاءِ (5)،فی«طبرز»، و قلده المصنّف.و الذی نَقَلَه الأَزهریّ فی التَّهْذِیب فی الرّباعیّ فی طَنْبَز،عن أَبی عَمرو،و هو الطَّنْبَزِیزُ،بزَاءَیْن.
الطَّحْزُ أَهملَه الجوْهَرِیّ .و قال ابنُ درید:هو کِنایهٌ عن الجِمَاع و کذلک الطَّحْس (6)و أَنکرهُمَا الأَزهَرِیّ .
قُلتُ :و أَثبَتَها ابنُ القَطَّاع فی کِتَابه الأَبنِیَه.
الطِّخْزُ بالکَسْر و إِعْجَام الخَاءِ،فی معنَی الکَذِب. أَهملَه الجَوْهَرِیُّ ،و اسْتَدْرکه ابنُ دُرَیْد و قال:لیس
ص:87
بعَرَبِیّ صَحِیح (1)،و أَهملَه الصّاغانیّ أَیضاً.
الطِّرْزُ ،بالکَسْر:البَزُّ و الهَیْئَهُ . و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ : الطِّرْزُ :الشَّکْلُ .یقال:هذا طِرْزُ هذا،أَی شَکْلُه.
و الطِّرَازُ ،بالکسر:عَلَمُ الثَّوْبِ فارسِیٌّ مُعَرَّب. قیل:
أَصله تِرَاز،و هُوَ التَّقْدِیر المُسْتَوی بالفَارِسِیّه،جُعِلَت التَّاءُ طَاءً. و قد طَرَّزَهُ تَطْرِیزاً :أَعلَمَه، فتَطَرَّزَ ،و هو مُطَرَّز . و قال اللیث: الطِّرَازُ : المَوْضِعُ الذی تُنْسَج فیه الثِّیابُ الجَیّدَه ،و هو مُعَرَّب،و هکذا ذکرَه الأَزهرِیّ ،و أَنشد حَسّان عَلَیْه شِعْرَه الآتِی ذِکْرُه. و الطِّرازُ أَیضاً: النَّمَط ،و به فَسَّر الجوهَرِیُّ قَولَ حَسّان الآتی. و الطِّرَاز أَیضاً: ثَوبٌ نُسِج للسُّلطَانِ ،و هو مُعَرَّب أَیضاً و یقال:ثَوبٌ طِرَازِیّ .
و طِرَازٌ : مَحَلَّهٌ بمَرْوَ.و مَحَلَّه بأَصْفَهَانَ ،ذَکَرَهُمَا الصّاغانِیُّ .و طِرَازُ : د،قُرْبَ اسْبِیجابَ فی دِیَارِ التُّرْکِ شَدِید البَردِ، و تُفْتَح فی البَلَد.و فی مَحلَّه أَصبَهَانَ .و أَمّا مَحَلَّه مَرْوَ فلم یُسْمع فیها إِلاّ الکَسْر،و العَامّه تقول لهذا البلدِ:طِلاَزُ،بالَّلام.قلت:و إِلیه نُسِب سَیّدی أَبو الوَفَاءِ محمّدُ بنُ محمود بن مسعود الأَسَدِیُّ الطَّرَازیّ نَزِیلُ بُخَارَی،عن مُحْیِی السّنّه البَغَوِیّ ،و عنه شَمْحُ (2)بنُ ثابت بن عِنانٍ العُرْضِیّ خطیب دَاریّا،و أَبو سعد محمود بن [مسعود بن]محمّد بن علیّ الطَّرازیّ ،سمع منه أَبو رشید الغَزَّال و وَالدهُ أَبو محمود مَسْعُودٌ أَجازَ لابْنِ السّمعانیّ ،و أَبو زَیْد أَحمدُ بنُ وَهْبِ الوَاسِطِیّ نَزِیلُ طَرَاز ،شَیخُ الإِسْمَاعِیلِی،و أَبو المُطَهَّر (3)محمَد بن أَحمد المَنْصورِیّ الطَّرَازیّ ،و وَلدُه بَدُر الدِّین عبدُ اللّه سَمعَ ببُخارَی من فَخْر الدّین أَبی بکر بن محمد النَّسفِیّ و أَبُو طاهر محمّدُ بنُ أَبی نَصْر الطَّرازیّ من شیوخ ابن السَّمعانیّ .
و الطِّرَازْدَانُ ،بالکَسْر: غِلافُ المِیزانِ ،مُعرَّب ،ذکره الصاغانیّ .قلت:و هو فی الفارسیّه تِرَازُودَانْ .
و طَرِزَ ،کفَرِحَ :تَشَکَّل بعدَ ثِخَنٍ ،هکذا نقلهالصاغانیّ ،و هو مَأْخُوذ من قول ابنِ الأَعرابیّ : الطِّرَازُ :
الشَّکْل، و یقال أَیضاً: طَرِزَ الرَّجلُ ،إِذا حَسُنَ خُلقُه بعدَ إِساءَهٍ . و هو مَجاز. و طَرِزَ الرّجلُ فی المَلْبَس:تَأَنَّق ،و کذا فی المَطْعَم، فلم یَلْبَسْ إِلا فاخِراً و لم یَأْکُل إِلاّ طَیِّباً، کتَطرّسَ ،فیهما،و هو مَجاز،ذَکرَه الزمخشریّ و الصاغانیّ (4).
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
الطِّرْز :بَیتٌ إِلی الطُّول فارِسِیٌّ مُعرَّب.و قیل:هو البَیْتُ الصَّیفِیّ .قال الأَزهریّ :أَراه مُعَرَّباً و أَصله تِرْز.و الطِّرْز و الطِّرازُ :الجَیّد من کلّ شیء.و یقال للوَجْه المَلِیح:هو ممّا عُمِلَ فی طِرَازِ اللّه،و هذا الکلام الحَسَنُ من طِرَازِ فُلانٍ .و هو من الطِّرَاز الأَوَّل،و کُلُّ ذلِک مَجَاز.و قد جاءَ الأَخِیرُ فی الشِّعر العربیّ .قال حَسّان بنُ ثابتٍ رضی اللّه عنه:
بِیضُ الوُجوهِ کَرِیمَهٌ أَحْسابُهم
شُمُّ الأَنُوفِ من الطِّرازِ الأَوَّلِ
و یقال:ما أَحْسَنَ طَرْزَ فُلانٍ .و طَرْزُهُ طَرْزٌ حَسَنٌ ،و هو طَرِیقَتُه فی عَمَلِه.و هو مَجَاز.و یقال للرّجُل إِذا تَکَلَّم بشیْ ءٍ جَیّدٍ استِنْباطاً و قَرِیحهً :هذا من طِرَازِه ،نَقله الصاغانیّ .
قلت:و منه ما
14- رُوِیَ عن صَفِیَّهَ : أَنها قالت لزَوْجَات النَّبیّ صلّی اللّه علیه و سلم:مَنْ فِیکُنّ مِثلِی:أَبِی نَبِیٌّ و عَمّی نَبِیٌّ ،و زَوجِی نَبِیّ .
و کان صلّی اللّه علیه و سلم عَلَّمها لِتَقُولَ ذلِک.فقالَت لها عائِشَه:لیس هذا من طِرَازِک . أَی من نَفْسِک و قَرِیحَتِک.و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ :
الطَّرْز :الدّفْع بالَّلکْز و قد طَرَزَه طَرْزاً و المُطَرِّز و الطِّرَازیّ :
الرَّقّام،و الذِی یَعْمَل الطِّرَاز .و أَبو بَکْر مُحمّد بنُ محمّد بن أَحمد بنُ عُثمانَ البَغْدَادِیّ الرَّقّام الطِّرازیّ ،عن البَغَوِیّ .
قال الخَطِیب:ذاهِبُ الحَدِیث.و ابنُه أَبو الحَسَن عَلِیّ مِمَّن رَوَی عن الأَصمّ .و أَبو عَلِیّ المُطَرِّز ،من شیوخ الحافظ ابن حَجَر.و المُطَرّزِیّ صاحِب المُغْرِب من أَئِمَّه اللُّغَه.
الطَّعْزُ ،کالمَنْع ،أَهملَه الجَوْهَرِیّ و هو الدَّفْعُ و الجِمَاعُ . و قال ابنُ دُرَیْد: الطَّعْز کلمهٌ یُکْنَی بها عن النِّکَاح (5).
ص:88
الطَّنْزُ ،بالفَتْح: السُّخْرِیَه ،نقله الصاغَانِیّ .
و یقال: طَنَزَ به یَطْنِز فهو طَنَّاز ،کشَدَّاد،أَی سَخِرَ به،و قال الجوهَرِیّ :أَظنّه مُوَلَّداً أَو مُعَرَّباً.
و الطَّنْزُ : ضَرْبٌ من السَّمَک.
و طَنْزَه :ه ،بدِیَار بَکْرٍ.منها عبد اللّه بن محمّد بن سَلامه الطَّنْزِیّ الفارِقِیّ من الفُقَهاءِ و الداوُودِیه (1)،سَمع بنَیْسَابُور من أَبی بکر بن خَلَف.و محمّد بن مَرْوانَ الطَّنْزِیّ الزَّاهد (2)عن أَبی جَعْفَر السِّمْنَانیّ 2المُتَکلّم،و مَروان بن علیّ بن سلامه الطَّنْزِیّ الفَقِیه،عن أَبی بَکر الطُّرَیْثیثیّ (3)،و الخَطِیب أَبو الفَضْل یَحْیَی بن سَلامه الطَّنْزِیّ الحَصْکَفِیّ الشاعرُ الفقیه المشهور.و علیّ بن إِسماعیل الطَّنْزِیّ ،روی عنه مولاه مَسْعُود بن عبد اللّه الطَّنْزیّ ،و أَبو المَحَاسِن نَصْر بن المظَفَّر البَرمَکِیّ (4)صاحِب ابن النّقور یقال له الطَّنْزِیّ .نقله ابنُ السَّمْعَانِیّ .
و فی نوادِر الأَعراب:یقال: هم مَدْنَقَه و دُنَّاق و مَطْنَزَهٌ إِذا کانُوا لا خَیْرَ فِیهِم،هَیِّنَه أَنفُسُهم علیهم.
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
طانَزَه مُطانَزَه و تَطَانزُوا .و شارِعُ الطَّنْزِ ببَغْدَاد،بنَهر طابق.
و أَبو القَاسِم أَحمد بن محمّد بن أَحمد بن الطُّنَیْز ،کزُبَیْر، الحَاسِب الفَرضِیّ ،کان بالأَندلس بعد الأَربعمائه.قال الحافظ :هکذا نَقلتُه من خَطّ المُنْذِرِیّ مُجوَّداً عن خطِّ السِّلَفیّ .و أَبو الحَسن علیّ بن أَحمد بن عبد العزیز بن طُنَیْز (5)،کزُبیْر،الأَنصارِیّ المَیُورقی (6)،سَمِع بدِمَشْق من عبد العزیز الکنَّانیّ 6و ابن طلاّب الخَطیب و مات سنه 474 ه و ضَبطَه ابنُ النَّجّار بالظاءِ المُشَالَه و الرَّاءِ و تَشْدِید النُّون،فلیُنْظَر ذلک.
الطَّوَّاز ،کشَدَّاد ،أَهمله الجوهَرِیّ .و قال الفَرّاءُ:هو اللَّیِّنُ المَسِّ ،کالقَوَّاز.*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
ذاتُ طَازٍ :وَادٍ بینَ الحَرَمَیْن،و هو المَعْرُوف بوَادِی الغَزَالهِ .
العَجْز ،مُثَلَّثهً ،و العَجز ، کنَدُس و کَتِف ، خَمْس لُغَات،و الضم (7)لَغَتَان فی العَجُز ،کنَدُس،مثل عَضْد و عَضُد و عَضِدٍ،بمعنی مُؤخَّر الشَّیْ ءِ أَی آخِره،یُذَکَّر و یُؤنَّث ،قال أَبو خِرَاشٍ (8)یَصِف عُقَاباً:
بَهِیماً غَیْرَ أَن العَجْزَ منها
تَخَالُ سَرَاتَه لَبَناً حَلِیبَا
و قال الهیثَمِیُّ :هی مُؤَنَّثَه فقط .و العَجُز :ما بَعْد الظَّهْر منه،و جَمِیعُ تِلْک اللُّغَات تُذکَّر و تُؤَنَّث، ج أَعجازٌ ،لا یُکَسّر علی غیرِ ذلک.و حکی اللِّحْیَانِیُّ :إِنَّهَا لَعَظِیمهُ الأَعجاز ، کأَنَّهُم جَعلوا کُلَّ جُزْءٍ منه عَجُزاً ثمّ جَمَعُوا علی ذلک،و فی کلام بَعْضِ الحُکَمَاءِ:لا تُدَبِّروا أَعجَازَ أُمورٍ قد وَلَّت صُدُورُهَا،یقول:إِذا فاتَک أَمرٌ فلا تُتْبِعْه نَفْسَک مُتَحسِّراً علی ما فاتَ ،و تَعَزَّ عنه مُتَوَکِّلاً علی اللّه عَزَّ و جلّ .قال ابنُ الأَثِیر:یُحرِّضُ علی تَدَبُّر عَواقبِ الأُمورِ قبلَ الدّخولِ فیها، و لا تُتْبَع عند فَوَاتِهَا و تَوَلِّیها.
و العَجْزُ ،بالفَتْح:نَقِیضُ الحَزْم.
و العجُوزُ و المَعْجِزُ و المَعْجِزَهُ ،قال سِیبَوَیْه:کَسْر الجِیم من المَعْجز علی النّادر، و تُفْتَح جیمُهُمَا. فی الأَوّل علی القِیَاس،لأَنّه مَصْدر و العَجَزَانُ ،مُحَرَّکهَ ،و العُجُوز ، بالضّمّ ،کقُعُود: الضَّعف و عَدمُ القُدْرَهِ .و فی المُفردات للرّاغب،و البَصَائِر،و غیرهما: العَجْز أَصلُه التّأَخّر عن الشیءِ و حُصُولُه عند عَجُزِ الأَمر أَی مُؤخّره کما ذُکِرَ فی الدُّبُر،و صار فی العُرْف (9)اسماً للقُصُور عن فِعْلِ الشیْ ءِ و هو ضِدّ القُدْره.و
17- فی حدیث عُمَر: «لا تُلِثُّوا بدار مَعْجزَه ».
ص:89
أَی لا تُقِیمُوا (1)ببلده تَعْجِزُون فیها عن الاکْتِسَاب و التَّعَیُّشِ ، رُوِی بفَتْح الجِیم و کسرها. و الفِعْلُ کضَرَبَ و سَمِعَ ،الأَخِیرُ حکاه الفَرَّاءُ.قال ابنُ القَطّاع:إِنه لغَه لبَعْض قَیْس.
قلت:قال غیرُه:إِنّهَا لُغَه رَدِیئه.و سَیَأْتی فی المُسْتَدْرکات.یقال: عَجَز عن الأَمر و عَجِز ، یَعْجِز و یَعْجَز عَجْزاً و عُجُوزاً و عَجَزَاناً ، فهو عاجزُ ،من قَوْم عَوَاجِزَ ،قال الصّاغانیّ :و هُذَیْل وَحدَها تَجْمَع العاجِز من الرِّجال عَوَاجِز ،و هو نَادِر، و عَجزَت ،المَرْأَهُ ، کنَصَر و کَرُم ، تَعجُز عَجْزاً ،بالفَتْح، و عُجُوزاً بالضّمِّ ،ای صارَت عَجُوزاً ، کعَجَّزت تَعْجِیزاً ،فهی مُعَجِّز ،و الاسم العَجْز و قال یونس:
امرأه مُعَجِّزه :طَعَنت فی السِّنِّ ،و بَعْضُهُم یقول: عَجَزَت ، بالتَّخْفِیف.
و عَجِزَت المَرْأَهُ ، کفَرِح. تَعْجَز عَجَزاً ،بالتَّحْرِیک، و عُجْزاً ،بالضّمّ : عَظُمَت عَجِیزَتُهَا ،أَی عَجُزُهَا ، کعُجِّزَت ،بالضّمّ ،أَی علی ما لم یُسَمّ فاعِلُه، تَعْجِیزاً ، قاله یُونُس،لغه فی عَجِزَت بالکَسْر.
و العَجِیزَه ،کسَفِینه، خاصّه بها ،و لا یُقَال للرَّجل إِلاّ علی التَّشْبِیه.و العَجُز لهما جمیعاً،و من ذلک
17- حَدِیثُ البَرَاءِ:
أَنه رَفعَ عَجِیزَته فی السُّجُود. قال ابنُ الأَثِیر: العَجِیزَه :
العَجُزُ ،و هی للمَرْأَه خاصّهً ،فاستَعَارَهَا للرَّجُل.
و أَیّامُ العَجُوزِ سَبْعَه،و یقال لها أَیضاً:أَیّامُ العَجُز ، کعَضُد،لأَنها تأتی فی عَجُزِ الشِّتَاءِ،نقلَه شَیْخُنَا عن مَنَاهِج الفکر للورّاق،قال:و صَوّبه بعضُهم و استَظْهر تَعْلِیله،لکن الصّحِیح أَنها بالواو کما فی دَوَاوِین اللّغَه قاطِبَه،و هی سَبْعَه أَیّام،کما قاله أَبو الغَوْث.و قال ابن کُنَاسَه:هی (2)من نَوْء الصَّرْفَهِ ،و هی صِنٌّ ،بالکَسْر، و صِنَّبْر ،کجِرْدَحْل، و وَبْرٌ ، بالفَتْح، و الآمِرُ و المُؤْتَمِرُ و المُعَلِّل ،کمُحَدِّث، و مُطْفِئُ الجَمْرِ أَو مُکْفِئُ الظَّعْنِ ،و عَدّهَا الجَوْهَریّ خَمْسَه:و نصُّه:
و أَیّام العَجُوزِ عند العَرَب خمسَه:صِنّ و صِنَّبْر و أُخَیُّهُمَا (3)وَبْرو مُطْفِئُ الجَمْر و مُکْفِئُ الظَّعْن.فأَسْقَط الآمِر و المُؤْتَمر، قال شَیْخُنا:و منهمُ من عدَّ مُکْفِئَ الظَّعْن ثامِناً،و علیه جَرَی الثَّعَالِبِیّ فی المُضَاف و المنسوب.قال الجَوْهَرِی:
و أَنشد أَبو الغَوْث لابنِ أَحمَرَ:
کُسِعَ الشِّتَاءُ بسَبْعَهٍ غُبْرِ
أَیّامِ شَهْلَتِنَا من الشَّهْرِ
فإِذا انقَضَت أَیامُهَا و مَضَتْ
صِنٌّ و صِنَّبْرٌ مَعَ الوَبْرِ
و بآمِرٍ و أَخِیه مُؤْتَمِرٍ
و مُعَلِّلٍ و بِمُطْفئِ الجَمْرِ
ذَهَبَ الشِّتَاءُ مُوَلّیاً عَجِلاً
و أَتَتْکَ وَاقدَهٌ من النَّجْر
قال بن بَرِّیّ :هذِه الأَبْیَات لیست لابنِ أَحمَر،و إِنّمَا هی لأَبِی شِبْلٍ عُصْمٍ البُرْجُمیّ (4)کذا ذَکره ثعلب عن ابنِ الأَعرابِیّ .قال شَیْخُنا:و أَحسنُ ما رأَیْتُ فیها قَوْلُ الشّیخ ابنِ مَالِک:
سأَذْکُر أَیَّامَ العَجُوز مُرَتِّباً
لهَا عَدَداً نَظْماً لَدَی الکُلّ مُسْتَمِرْ
صِنٌّ و صِنَّبْر و وَبْرٌ مُعَلِّلٌ
و مُطْفِئُ جَمْرٍ آمِرٌ ثمّ مُؤْتَمِرْ
قال شَیْخُنَا:وعَدَّها الأَکْثَرُ من الکَلام المُوَلَّد،و لهُمْ فی تَسْمِیَتها تَعْلِیلات،ذَکَر أَکثرَها المُرْشِدُ فی بَراعَه الاستِهْلال.
و العَجُوزُ ،کصَبُور،قد أَکثر الأَئمّهُ و الأُدباءُ فی جمع مَعانِیه کَثْرَهً زائدَهَ ،ذکرَ المُصَنّف منها سَبْعَهً و سَبْعِین مَعْنًی.
و من عَجَائِب الاتّفاق أَنَّه حکم أَوّل العَجُوز و آخره،و هما العَیْن و الزّای و هما بالعَدَد المَذْکور.و قال فی البَصائِر:
و للعَجُوز معانٍ تُنِیف علی الثَّمَانِین،ذَکَرتُهَا فی القاموس و غَیْره من الکُتُب المَوْضُوعه فی اللغه.قلت:و لعلّ ما زاد علی السَّبْعَه و السَّبْعِین ذَکَرَه فی کِتاب آخر و قد رَتَّبها المُصَنِّف علی حُرُوف التَّهَجّی،و منها علی أَسْمَاءِ الحَیَوَانِ
ص:90
أَربعهَ عَشَر و هی:الأَرنَبُ و الأَسَدُ و البَقَرهُ و الثَّورُ و الذّئبُ و الذِّئْبَه و الرَّخَم و الرَّمَکَه و الضَّبعُ و عَانَهُ الوَحْش و العَقْربُ و الفَرَسُ و الکَلْبُ و النَّاقَهُ ،و ما عَدَا ذلک ثَلاثَهٌ و سِتُّون،و قَدْ تَتَبَّعْت کَلاَمَ الأَدَبَاءِ فاسْتَدْرَکْتُ علی المُصنّف بِضْعاً و عِشْرِین مَعْنًی،منها علی أَسماءِ الحَیَوَان ما یُسْتَدْرَک علی الجَلالِ السّیوطِیّ فی العنوان،فإِنّه أَورد ما ذکرَه المصنّف مُقلِّداً له،و اسْتَدْرَک علیه بوَاحِد،و سَنُورد ما اسْتَدْرَکنا به بعد استیفاءِ ما أَوردَه المصنّف.
فمِن ذلک فی حَرْف الأَلف: الإِبْرَهُ و الأَرضُ و الأَرنَبُ و الأَسَدُ و الأَلْفُ من کُلِّ شَیْ ءٍ.
و من حرف الباءِ الموحّده البِئْرُ و البَحْرُ و البَطَلُ و البَقَرَهُ ، و هذِه عن ابنِ الأَعرابیّ .
و من حَرْفِ التَّاءِ المُثَنَّاه الفوقیّه: التّاجِرُ و التُّرْسُ و التَّوْبَهُ .
و من حَرْفِ الثَّاءِ المُثَلَّثَه: الثَّوْرُ.
و من حرف الجیم: الجَائِعُ و الجَعْبَهُ و الجَفْنَهَ و الجُوعُ و جَهَنَّمُ .
و من حَرْف الحَاءِ المُهْمَلَه: الحَرْبُ و الحَرْبَهُ و الحُمَّی.
و من حَرْفِ الخَاءِ المُعْجَمَه: الخِلافَهُ و الخَمْر العَتِیقُ ، و قال الشاعِر:
لیته جَامُ فِضّه من هَدَایَا
هُ سِوَی ما بِه الأَمِیرُ مُجِیزِی
إِنّمَا أَبْتَغِیه للعَسَل المَمْ
زُوجِ بالمَاءِ لا لِشُرْبِ العَجُوزِ
و هو مَجاز،کما صرح به الزمخشریّ . و العَجُوزِ :
الخَیْمَه.
و من حرف الدّال المُهْمَلَه: دَارَهُ الشَّمْسِ ،و الدَّاهِیَهُ ، و الدِّرْع للمَرْأَه،و الدُّنْیَا،و فی الأَخِیر مَجاز.
و من حَرْف الذَّالِ المُعْجَمَه: الذِّئبُ و الذِّئْبَهُ .
و من حَرْف الرّاءِ: الرّایَهُ و الرَّخَم و الرِّعْشَهُ (1)و هیالاضْطِرَاب، و الرِّمَکَه،و رَمْلَهٌ ،م ،أَی معروفه بالدَّهْنَاءِ، قال الشاعر یَصِف دَاراً:
علی ظَهْرِ جَرْعاءِ العَجُوز کأَنَّهَا
دَوَائرُ رَقْمٍ فی سَرَاهِ قِرَامِ
و بین الرَّمَکَه و الرَّمله جِنَاسُ تَصْحِیف.
و من حَرْفِ السِّین: السَّفِینَهُ ،و السَّمَاءُ،و السَّمْنُ ، و السَّمُومُ و السَّنَه.
و من حَرْفِ الشِّینِ المُعْجَمه: شجر،م ،أَی معروف، و الشَّمْس،و الشَّیْخُ الهَرِم،الأَخِیر نقله الصاغانِیّ ، و الشّیخَه الهَرِمَه،و سُمِّیَا بذلک لعَجْزِهما عن کَثِیر من الأُمور، و لا تقل عَجُوزَه ،بالهَاءِ، أَو هی لُغَیَّه رَدِیئَه قلیله.
ج عَجَائِزُ ،و قد صَرَّح السُّهَیلیّ فی الرّوض فی أَثناءِ بَدْرٍ أَن عَجَائِز إِنما هو جَمع عَجُوزه ،کرَکُوبه،وَ أَیَّده بوُجُوه.
و عُجُزٌ ،بضَمَّتَیْن و قد یُخَفّف فیقال عُجْز ،بالضّم،و منه
16- الحدیث: «إِیّاکم و العُجُزَ العُقُرَ». و
16- فی آخر: «الجَنَّهُ لا یَدْخلها العُجُزُ ».
و من حَرْفِ الصَّادِ المُهْمَلَه: الصَّحِیفَه و الصَّنْجَهُ و الصَّومَعَهُ و من حرف الضّاد المعجمه: ضَرْبٌ من الطِّیب و هو غَیْرُ الْمِسْک، و الضَّبُعُ .
و من حرف الطاءِ المهمله: الطَّرِیقُ ،و طَعامٌ یُتَّخَذُ من نبات بحْریّ .
و من حَرْفِ العَیْنِ المهمله: العاجِز ،کصَبُورٍ و صابرٍ، و العافیهَ ،و عانَهُ الوَحْشِ ،و العَقْرَب.
و من حَرْف الفاءِ: الفَرَسُ ،و الفِضَّهُ و من حرف القاف: القِبْلَهُ ،ذکرَه صاحِبَا اللِّسَانِ و التَّکْمِلَهِ ، و الْقِدْرُ ،بالکَسْر، و القَرْیَه،و القَوْسُ ،و القِیَامَه و من حَرْفِ الکَافِ الکَتِیبَهُ و الکَعْبَهُ ،و هی أَخَصُّ من القِبْلَه التی تقدّمت، و الکَلْبُ ،هو الحَیَوان المَعْرُوف،و ظَنّ بَعضُهُم بأَنّه مِسْمَارٌ فی السَّیْف،و سَیَأْتِی.
و من حَرْفِ المِیمِ : المَرْأَه للرجُل، شابَّهً کَانَتْ أَو
ص:91
عَجُوزاً (1)و نصّ عِبارَه الأَزهَرِیّ :و العَربُ تَقول لامرأَهِ الرّجل و إِن کانَت شابَّهً :هی عَجُوزُه ،و للزَّوج و إِن حَدَثاً،هو شَیخُهَا، و المُسَافِرُ،و المِسْکُ . و قال ابنُ الأَعرابیّ :
الکَلْبُ : مِسْمَارٌ فی مَقْبِض (2)السَّیْفِ و معه آخَرُ یقال له:
العَجُوزُ .قال الصاغَانیّ :هذا هو الصَّحِیح، و المَلِکُ ، ککَتِف، و مَنَاصِبُ القِدْرِ ،و هی الحِجَارَه التی تُنْصَب علیها الْقِدْر.
و من حرف النّون: النّارُ،و النّاقَهُ ،و النَّخْلَهُ ،و قال اللَّیْث: نَصْلُ السَّیْفِ ،و أَنشد لأَبِی المِقْدَام:
و عَجُوزٍ رأَیْتُ فی فَمِ کَلْبٍ
جُعِل الکَلْبُ للأَمِیر حَمَالاَ (3)
و من حرف الواو الوِلاَیَه.
و من حَرِف الیَاءِ التَّحْتِیَّه: الیَدُ الیُمْنَی. هذا آخِرُ ما ذکره المصنّف.
و أَما الذی استدرکناه علیه فهی:المَنِیَّهُ ،و النَّمِیمَهُ ، و ضَرْبٌ من التَّمْر،و جَرْوُ الکَلْبِ ،و الغُرَابُ ،و اسمُ فَرَسٍ بعَیْنه،و یُقَال لها:کحیلَهُ العَجُوز ،و التحکّم،و السیفُ ، و هذِه عن الصاغَانِیّ ،و الکِنَانَهُ ،و اسم نَبَاتٍ ،و المُؤَاخَذَهُ بالعِقَاب،و المُبَالَغَه فی العَجْز ،و الثَّوْبُ ،و السِّنَّور، و الکَفُّ ،و الثُّعلب،و الذَّهب،و الرّمْل،و الصَّحْفه، و الآخِره،و الأَنْف،و العَرَج،و الحُبُّ ،و الخَصْلهُ الذَّمیمَهُ .
قال شَیْخُنَا:و قد أَکثرَ الأُدباءُ فی جمع هذِه المَعانِی فی قَصَائِدَ کَثِیرهٍ حَسَنَهٍ لم یَحْضُرْنی منها وَقْتَ تَقْیِیدِ هذِه الکلماتِ إِلا قَصِیدَهٌ واحدهٌ للشَّیْخ یُوسُف بنِ عِمْرَان الحَلَبیّ یمدَح قاضِیاً جَمَع فیها فأَوْعَی،و إِن کان فی بعض تراکیبها تَکَلُّفُ و هی هذِه:
لِحَاظٌ دونها غُولُ العَجُوزِ
و شَکَّتْ ضعْفَ أَضعافِ العَجُوزِ
الأولی المنیه،و الثانیه الإبره
لِحَاظُ رَشاً لها أَشْرَاکُ جَفْنٍ
فکَمْ قَنَصَت مِثَالی من عَجُوزِ
الأسد
و کمْ أَصْمَتْ و لم تَعرِف مُحِبًّا
کما الکُسَعِیّ فی رَمْی العَجُوزِ
حمار الوحش
و کمْ فتَکَتْ بقَلْبی ناظِرَاه
کما فَتَکَت بشَاهٍ من عَجُوزِ
الذئب
و کم أَطفَی لَمَاهُ العَذْبُ قَلْباً
أَضَرَّ به اللَّهیبُ من العَجُوزِ
الخمر
و کم خَبَلٍ شَفَاه اللّه منه
کذا جِلْدُ العَجُوزِ شِفَا العَجُوزِ
الأول الضَّبُع و الثانی الکَلَب
إِذا ما زارَ نَمَّ علیه عَرْفٌ
و قد تَحْلُو الجَبَائِبُ بالعَجُوزِ
النمیمه
رَشَفْت من المَراشِف منه ظَلْماً
أَلذّ جَنَّی و أَحْلَی من عَجُوزِ
أَراد به ضرباً من التمر جیِّداً
وجَدْتُ الثَّغْرَ عند الصُّبْح منه
شَذَاه دُونَه نَشْرُ العَجوزِ
المسک
أَجُرّ ذُیُولَ کِبْرٍ إِن سَقَانِی
برَاحَتِه العَجُوزَ علی العَجُوزِ
الأول الخمر،و الثانی المَلک
برُوحِی من أُتاجِر فی هَوَاه
فأُدْعَی بینَ قَوْمی بالعَجُوزِ
التاجر
مُقِیمٌ لم أَحُلْ فی الحَیِّ عنه
إِذا غَیَرِی دَعَوْه بالعَجوزِ
المسافر
ص:92
جَرَی حُبِّیه مَجْرَی الرّوح مِنِّی
کجَرْی المَاءِ فی رُطَبِ العَجوزِ
النخله
و أَخَرَس حُبّه منّی لِسَانِی
و قد أَلقَی المَفَاصِلَ فی العَجوزِ
الرعشه
و صیَّرنِی الهَوی من فَرْطِ سُقْمِی
شَبیهَ السِّلْکِ فی سَمِّ العَجوزِ
الإبره
عَذُولِی لا تَلُمْنی فی هَواه
فلستُ بسامعٍ نَبْحَ العَجُوزِ
الکلب
تَرُومُ سُلوَّه منِّی بجهْدٍ
سُلُوِّی دُونَه شَیْبُ العَجوز
الغراب
کلامُک بارِدٌ من غیر مَعْنًی
یُحَاکِی بَرْدَ أَیَّام العَجُوز
الأیام السبعه
یَطُوفُ القَلْبُ حَوْلَ ضِیَاه حُبًّا
کما قد طافَ حَجٌّ بالعَجُوز
الکعبه شرفها اللّه تعالی
له من فَوْق رُمح القَدِّ صُدْغٌ
نَضِیرٌ مِثلُ خافِقَهِ العَجُوز
الرایه
و خَصْرٌ لم یَزَلْ یُدْعَی سَقِیماً
و عن حَمْل الرَّوادِف بالعَجُوز
مبالغه فی العاجز
بلَحْظِی قد وَزَنْت البوصَ منه
کما البَیْضَاءُ تُوزَن بالعَجُوزِ
الصنْجه
کأَنّ عِذَارَه و الخَدَّ منه
عَجُوزٌ قد تَوَارَتْ من عَجُوزِ
الأول الشَمس،و الثانی دَارَهُ الشَّمسِ
فهذا جَنَّتی لا شَکَّ فیه
و هذا نارُه نَارُ العَجُوزِ
جهنم
ترَاه فوقَ وَرْدِ الخَدِّ منه
عَجُوزاً قَد حَکَی شَکْلَ العَجُوزِ
الأول المسک،و الثانی العقرب
علی کلِّ القُلُوبِ له عَجُوزٌ
کذا الأَحباب تَحْلُو بالعَجُوزِ
التحکم
دُموعِی فی هَواه کنِیلِ مِصْرٍ
و أَنفاسِی کأَنْفاسِ العَجُوزِ
النار
یَهُزّ من القَوَامِ اللَّدْنِ رُمْحاً
و من جَفْنَیْه یَسْطُو بالعَجُوزِ
السیف
و یَکْسِر جَفْنَه إِن رامَ حَرْباً
کَذاکَ السَّهْمُ یفعَلُ فی العَجوزِ
الحرب
رَمَی عن قَوْسِ حاجِبِه فُؤادِی
بنَبْلٍ دُونها نَبْلُ العَجُوزِ
الکنانه
أَیا ظَبْیاً له الأَحشَا کِنَاسٌ
و مَرْعًی لا النَّضیرُ من العَجوزِ
النبات
تُعَذّبُنِی بأَنْوَاعِ التَّجافِی
و مِثْلِی لا یُجَازَی بالعَجوزِ
المعاقبه
ص:93
فقُرْبُک دوَن وَصْلک لی مُضِرٌّ
کذا أَکْلُ العَجُوز بلا عَجوزِ
الأول النبت،و الثانی السَّمن
و هَیْفاَ من بَنَاتِ الرُّومِ رُودٍ
بعَرْف وِصالِهَا مَحْضُ العَجُوزِ
العافیه
تَضُرُّ بها المَنَاطِقُ إِن تَثنَّتْ
و یُوهِی جِسمَها مَسُّ العَجُوزِ
الثَّوب
عُتُوَّا فی الهَوَی قَذَفَت فُؤَادِی
فمَنْ شَامَ العَجُوزَ من العَجُوزِ
الأول النار،و الثانی السِّنور
و تُصْمِی القَلبَ إِن طَرَفَتْ بطَرْفٍ
بلا وَتَرٍ و سَهْم من عَجوزِ
القوس
کأَنّ الشُّهْبَ فی الزّرقَا دِلاَصٌ
و بَدْرُ سَمائِهَا نَفسُ العَجُوزِ
التُّرس
و شَمْسُ الأُفْقِ طَلْعَهُ مَن أَرانا
عَطاءَ البَحْرِ منه فی العَجوزِ
الکَفّ
تَوَدّ یسَارَه سُحْبُ الغَوَادِی
و فَیْضُ یَمِینِه فَیْضُ العَجُوزِ
البحر
أَجلُّ قُضَاهِ أَهلِ الأَرْض فَضْلاً
و أَقْلاَهمْ إِلی حُبِّ العَجُوزِ
الدنیا
کمال الدِّین لَیْثٌ فی اقْتِنَاص الْ
مَحامدِ و السِّوَی دونَ العَجوزِ
الثعلب
إِذا ضَنَّ الغَمَامُ علی عُفَاهٍ
سَقاهمْ کَفُّه مَحْضَ العَجُوزِ
الذهب
و کَمْ وَضَعَ العَجُوزَ علی عَجُوزٍ
و کم هَیّا عَجُوزاً فی عَجُوزِ
الأول القدر،و الثانی المنصب الذی توضع علیه،و الثالث الناقه،و الرابع الصفحه
و کَمْ أَرْوَی عُفَاهً من نَدَاهُ
و أَشبَع مَنْ شَکَا فَرْطَ العَجُوزِ
الجوع
إِذا ما لاطَمَت أَمواجُ بَحْرٍ
فلم تَرْوَ الظُّماهُ من العَجُوزِ
الرکیَّه
أَهالِی کُلّ مِصْر عنه تثْنِی
کذا کُلّ الأَهَالِی من عَجُوزِ
القریه
مَدَی الأَیامِ مُبْتَسِماً تَراهُ
و قد یَهَبُ العَجُوزَ من العَجُوزِ
الأول الألف،و الثانی البقر
تَردَّی بالتُّقَی طِفْلاً و کَهْلاً
و شَیْخاً مِن هَوَاه فی العَجُوزِ
الآخره
و طابَ ثَنَاؤُه أَصْلاً و فَرْعاً
کما قد طَابَ عَرْفٌ من عَجُوزِ
المسک،و إن تقدّم فبعید
إِذَا ضَلَّت أُناسٌ عن هُدَاهَا
فیَهْدِیهَا إِلی أَهْدَی عَجُوزِ
الطریق
و یَقْظَانَ الفُؤَادِ تَرَاهُ دَهْراً
إِذا أَخَذَ السِّوَی فَرْطُ العَجُوزِ
السَّنَه
ص:94
و أَعْظَمَ ماجِدٍ لُوِیَت علیه ال
خَناصِرُ بالفَضَائِل فی العَجُوزِ
الشمس
أَیَا مَولًی سَمَا فی الفَضْل حتّی
تَمنَّتْ مِثْلَه شُهُبُ العَجُوزِ
السماء
إِذا طاشَتْ حُلُومُ ذَوِی عُقُولٍ
فحِلْمُکَ دونَه طَوْدُ العَجُوزِ
الأَرض
فکَمْ قد جاءَ مُمْتَحِنٌ إِلیکُم
فَأُرْغمَ منه مُرتَفِعُ العَجُوزِ
الأنف
إِلی کَرَمٍ فإِن سابَقْتَ قَوْماً
سَبقْتَهمُ علی أَجْرَی عَجُوزِ
الفرس
ففَضْلُک لیس یُحْصِیه مَدِیحٌ
کما لَمْ یُحْصَ أَعْدَادُ العَجُوزِ
الرمل
مکَانَتُکُم علی هَامِ الثُّرَیَّا
و مَنْ یَقْلاکَ راضٍ بالعَجُوزِ
الصومعه
رَکِبْتَ إِلی المَعَالی طِرْفَ عَزْمٍ
حَمَاهُ اللّه من شَیْنِ العَجُوزِ
العَرَج قال شَیخُنَا:و کنت رأَیتُ أَوّلاً قَصِیدَهً أُخْرَی کهذِه للعَلاّمه جَمَالِ الدِّین مُحَمّدِ بنِ عیسی بن أَصبَعَ الأَزْدِیّ اللّغویّ أَوَّلها:
أَلاَ تُبْ عن مُعَاطَاهِ العَجُوزِ
و نَهْنِه عن مُوَاطَأَه العجُوزِ
و لا تَرْکَبْ عَجُوزاً فی عَجُوزٍ
و لا رَوعٍ لا تَکُ بالعَجُوزِ
و هی طَوِیله.و العَجُوزُ الأَوّل:الخَمْر،و الثّانی:المَرْأَه المُسِنّه،و الثّالِث:الخَصْله الذَّمِیمَه،و الرَّابِع الحُبّ .
و الخَامِس: العَاجِزُ ،و هی أَعظَم انْسِجَاما و أَکْثرُ فوائدَ من هذِه،و من أَدرَکَهَا فلیَلْحَقها.و هناک قصائد غیرهَا لم تبلُغ مَبْلغَها.
و العِجْزَهُ ،بالکَسْر:آخِرُ وَلَدِ الرَّجُل ،کذا فی الصّحاح، قال:
و استَبْصَرتْ (1)فی الحَیِّ أَحْوَی أَمرَدَا
عِجْزَهَ شَیْخَیْن یُسَمَّی مَعْبَدَا
یقال:فُلانٌ عِجْزَهُ وَلَدِ أَبَوَیْه،أَی آخِرُهم،و کذلک کِبْرَهُ وَلدِ أَبوَیْه.و المُذَکَّر و المُؤَنَّث (2)فی ذلک سَواءٌ،و یقال:وُلِدَ لِعِجْزَهٍ ،أَی بعدَ ما کَبِر أَبواه.و یقال له أَیضاً:ابنُ العِجْزَه ، و یُضَمُّ ،عن ابنِ الأَعرابیّ ،کما نَقله الصاغانیّ .
و العَجْزَاءُ :العَظِیمَهُ العَجُزِ من النّساءِ،و قد عَجِزَت ، کفَرِحَ ،و قیل:هی التی عَرُضَ بَطنُهَا (3)و ثَقُلَت مَأْکَمَتُهَا فعَظُمَ عَجُزُها ،قال:
هَیْفَاءُ مُقبِلَهً عَجْزاءُ مُدْبِرهً
تَمَّتْ فلیس یُرَی فی خَلْقِهَا أَوَدُ
و العَجْزَاءُ ، رَمْلَهٌ مرتَفِعَهٌ ،و فی المُحْکَم:حَبْلٌ من الرَّمْل مُنْبِتٌ ،و فی التَّهْذِیب لابن القطّاع: عَجِزَت الرَّمْلَهُ ،کفَرِح:
ارتَفَعَت.و فی التَّهْذِیب: العَجْزَاءُ من الرِّمال:حَبْلٌ مرتَفِعٌ کأَنَّه جَلَد لیس بِرُکَامِ رَمل،و هو مَکْرُمه للنَّبْت،و الجَمْع العُجْز ،لأَنه نَعَت لتلک الرَّملهِ .
و العَجْزاءُ من العِقْبَان:القَصِیرهُ الذَّنَبِ ،و هی التی فی ذَنَبِهَا مَسْحٌ ،أَی نَقْصٌ و قِصَرٌ،کما قیل للذِّئْب:أَزَلُّ ، و قیل:هی الَّتِی فی ذَنَبِهَا رِیشَهٌ بَیْضَاءُ أَو رِیشَتَانِ ،قاله ابنُ دُرَیْد،و أَنشد للأَعْشَی:
ص:95
و کأَنَّمَا تَبِعَ الصِّوَارَ بشَخْصِهَا
عَجْزَاءُ تَرزُقُ بالسُّلَیِّ عِیَالَهَا
قال و قال آخَرُون:بل هی الشَّدِیدَهُ دَائِرَهِ (1)الکَفِّ ، و هی الإِصْبَع المُتَأَخرهُ منه،و قیل:عُقَاب عجزاءُ :بمُؤَخَّرها بَیَاض أَو لَوْنٌ مُخَالِف.
و العِجَازُ ،ککِتَاب:عَقَبٌ یُشَدّ به مَقْبِضُ السَّیْفِ .
و العِجَازَهُ ، بهاءٍ :ما یُعَظَّم به العَجِیزَهُ ،و هی شیءٌ یُشْبِه الوِسَادَهَ تَشُدُّه المَرْأَهُ علی عَجُزِهَا لتُحْسَب عَجْزَاءَ ،و لَیْسَتْ بها، کالإِعْجَازهِ ،نقله الصّاغَانیّ .
و العِجَازَهُ : دائِرَهُ (2)الطَّائِر ،و هی الإِصْبعُ الّتِی وَراءَ أَصابِعه.
و أَعجَزه الشیءُ:فَاتَه و سَبَقَه،و منه قَولُ الأَعشَی:
فذَاک و لم یُعْجِز من المَوْتِ رَبَّه
و لکنْ أَتاه المَوْتُ لا یَتأَبَّقُ
و قال اللیث: أَعْجَزَنِی فُلانٌ ،إِذا عَجَزْت عن طَلَبه و إِدْراکِه. و أَعجزَ فُلاناً:وَجَدَه عاجِزاً .و فی التَّکْمِلَه أَعجَزَه : صَیَّره عَاجِزاً ،أَی عن إِدْراکِه و اللُّحُوقِ به.
و التَّعْجِیزُ :التَّثْبِیطُ ،و به فسّر قول مَنْ قرأَ: و الذین سَعَوا فی آیاتِنَا مُعَجِّزِین (3)أَی مُثَبِّطین عن النبیّ صلّی اللّه علیه و سلم مَنِ اتَّبَعَه،و عن الإِیمانِ بالآیات. و التَّعْجِیزُ : النِّسْبَهُ إِلی العَجْزِ و قد عَجَّزه ،و یقال: عَجَّزَ فُلانٌ رَأْیَ فلانٍ ،إِذَا نَسَبَه إِلی قِلّهِ الحَزْمِ ،کأَنه نَسَبَه إِلی العَجْز .
و مُعْجِزَهُ النَّبِیّ صلّی اللّه علیه و سلم:ما أَعْجَزَ به الخَصْمَ عِنْدَ التَّحَدِّی، و الهَاءُ للمُبَالَغَه ،و الجَمْع مُعْجِزَاتٌ .
و العَجْزُ بالفتح: مَقْبِض السَّیْف لغه فی العَجْس،هکذا نقله الصاغانیّ و سیأْتِی فی السِّین.
و العَجَزُ : داءٌ فی عَجُزِ الدَّابَّه فتَثْقُل لذلک،الذَّکَر أَعجَزُ و الأُنثی عَجْزَاءُ ،و مُقْتَضَی سِیَاقِه فی العِبَارَه أَنَّ العَجْز ،بالفَتْح،و لیس کذلک،بل هو بالتَّحْرِیک،کما ضَبَطه الصّاغَانِیّ ،فلیُتَنَبَّه لذلک.
و تَعْجُزُ ،کتَنْصُر:من أَعلامِهِنَّ ،أَی النساءِ.
و ابنُ عُجْزَهَ ،بالضَّمّ :رَجل من بنی لِحْیَانَ بنِ هُذَیْلٍ ، نَقَله الصاغانِیّ ،و قد جاءَ ذِکْرُه فی أَشعار الهُذَلِیّین.
و من المَجَاز: بَنَاتُ العَجْز :السِّهَامُ .و العَجْزُ : طائرٌ یَضرِب إِلی الصُّفْره یُشبِه صَوتُه نُبَاحَ الکَلْبِ الصَّغِیرِ،یأْخذ السَّخْلَهَ فَیطِیر بها،و یَحْتَمل الصَّبِیّ الذی له سَبْعُ سِنینَ و قیل:هو الزُّمَّج،و قد ذُکِر فی موضِعه،و جمْعه عِجْزَانٌ ، بالکَسْر،کذا فی اللّسَان و ذکره الصاغَانِیّ مُخْتَصَراً،و قَلّدَه المُصَنّف فی عَطْفِه علی بَنَات العَجْز ،فیَظُنّ الظّانّ أَنّ اسمَ الطّائر بَناتُ العَجْز ،و لیس کذلک،و إِنما هو العَجْزُ ،و قد وقعَ فی هذا الوَهم الجَلالُ فی دِیوَان الحَیوان حَیْث قال:
و بَنَاتُ العَجْز :طائر.و لم یُنَبّه علیه،و لم یذکر المُصَنِّف الجَمْعَ ،مع أَن الصّاغانیّ ذَکَرَه و ضَبَطَه.
و العَجِیزُ ،کأَمِیر: الذِی لاَ یأْتِی النِّسَاءَ ،بالزَّای و الرّاءِ جَمِیعاً،هکَذَا فی الصّحاح.
قلْت:و العَجِیسُ أَیضاً کما سیأْتی فی السین بهذا المعنی.و قال أَبو عُبَیْد فی باب العِنِّین:العَجِیرُ بالرَّاءِ:
الذِی لا یَأْتی النّسَاءَ.قال الأَزهَرِیّ :و هذا هو الصَّحِیح.
و لم یُنَبّه علیه المُصنّف هنا،و قد ذُکِرَ العَجِیرُ فی موضعه، و سبقَ الکلامُ هناک.
و المَعْجُوز :الذی أُلِحَّ علیه فی المسْأَلَهِ ،کالمَشْفُوهِ و المَعرُوکِ و المَنْکُودِ،عن ابنِ الأَعْرَابیّ .قلْت:و کذلک المَثْمُود،و قد ذُکِرَ فی مَوْضِعه.
و أَعْجَازُ النَّخْل:أَصُولُها.و یقال: رَکِبَ فی الطَّلَب أَعجازَ الإِبِلِ .أَی رَکِبَ الذُّلَّ و المَشَقَّهَ و الصَّبْرَ،و بَذَلَ المَجْهُودَ (4)فی طَلَبِهِ لا یُبَالِی باحْتِمَال طُولِ السُّرَی،و به فُسِّر
1- قَولُ سَیّدنَا عَلِیّ رضی اللّه عنه: «لنا حَقٌّ إِن نُعْطَه نَأْخُذْه و إِن نُمْنَعْه نَرکَبْ أَعجازَ الإِبلِ و إِن طال السُّرَی». قاله ابنُ الأَثِیر.و أَنْکَرَه الازْهَرِیّ و قال:لم یَرِد به ذلِک و لکِنّه ضَرَبَ أَعجازَ الإِبل مَثَلاً لتقدُّم غَیْرِه علیه و تأْخِیرِه إِیّاه عن
ص:96
حَقّه،زاد ابنُ الأَثیر،عن حَقّه الذِی کان یَراه له و تَقَدّم غیره،و أَصلُه أَنّ الرّاکِبَ إِذا اعْرَوْرَی البَعِیرَ رَکِب عَجُزَه من أَجَل (1)السَّنام فلا یَطْمَئنّ و یَحْتَمِل المَشقّه.و هذا نقله الصّاغَانیّ .
و عَجُزُ هَوازِنَ کعَضُدٍ: بَنُو نَصْرِ بنِ مُعَاوِیَهَ بنِ بکْر بن هَوَازنَ ،و منهم بنو دُهْمَانَ و بنو نَسّانَ و بَنُو جُشَمَ بنِ بَکْر بن هَوَازِنَ ،کأَنَّهُم آخِرُهم.
و المُعَاجِز (2)کمُحَارِبٍ : الطَّرِیقُ ،لأَنَّه یُعیِی صاحِبَه لطُولِ السُّرَی فیه.
و عَاجَزَ فُلانٌ مُعَاجَزَهً : ذَهبَ فلم یُوصَلْ إِلیه. و فی الأَساس: عاجَزَ ،إِذا سَبَق فلم یُدْرَکْ . و عاجَزَ فُلاناً:سابَقَه فعَجَزَه ،کنَصَره،أَی فسَبَقَه ،و منه المَعْجُوز بمَعْنَی المَثْمُود،حَقَّقه الزّمَخْشرِیّ ،و قد ذُکِر قریباً. و عَاجَزَ إِلی ثِقَهٍ :مَالَ إِلَیْهِ :و یُقَال:فُلانٌ یُعَاجِز عن الحَقِّ إِلی البَاطِل، أَی یَلْجَأُ إِلیه،و کذلک یُکارِزُ مُکارَزهً ،کما یأْتی.
و تَعَجَّزْتُ البَعِیرَ:رَکِبْتُ عَجُزَه ،نحو تَسَنَّمتُه و تَذَرَّیْته.
و قَوْلُه تَعَالی فی سُورَه سَبَأَ: وَ الَّذِینَ یَسْعَوْنَ فِی آیاتِنا مُعاجِزِینَ ، (3)أَی یُعَاجِزُونَ الأَنبیاءَ و أَولِیَاءَهم ،أَی یُقَاتِلُونَهم و یُمَانِعُونَهم لِیُصُیِّرُوهم إِلی العَجْز عن أَمْرِ اللّه تَعَالی و لیس یُعْجِز اللّه جلّ ثَنَاؤُه خَلْقٌ فی السَّمَاءِ و لا فی الأَرض و لا مَلْجَأَ منه إِلا إِلیه،و هذا قولُ ابنِ عَرَفَهَ ، أَو مُعاجِزِینَ : مُعَانِدِین ،و هو یَرجِع إِلی قول الزّجّاج الآتی ذِکرُه،و قیل فی التَّفْسِیر: مُسَابِقِین ،مِن عاجَزَه ،إِذا سابَقَه، و هو قَرِیب من المُعَانَدَه، أَو معناه ظَانّین أَنّهم یُعْجِزُونَنَا ، لأَنهم ظَنّوا أَنّهُم لا یُبعَثُون،و أَنه لا جَنَّه و لا نار،و هو قَوْل الزّجّاج،و هذا فی المعنَی کقوله تعالی: أَمْ حَسِبَ الَّذِینَ یَعْمَلُونَ السَّیِّئاتِ أَنْ یَسْبِقُونا (4).قلْت:و قرِیء مُعَجِّزین ، بالتَّشْدِید،و المعنی مُثَبِّطین،و قد تقدّم ذلک،و قیل:یَنْسُبون مَنْ تَبع النبیَّ صلّی اللّه علیه و سلم إِلی العَجْز ،نحو جَهَّلْتُه و سَفَّهْتُه و أَما قوله تعالی: وَ ما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِینَ فِی الْأَرْضِ وَ لا فِی السَّماءِ (5)قال الفَراءُ:یقول القَائِل:کیف وَصَفَهم بأَنَّهُم لا یُعجِزُون فی الأَرض و لا فی السَّماءِ و لَیْسُوا فی أَهْلِ السَّمَاءِ، فالمَعْنَی ما أَنتم بمُعْجِزین فی الأَرض و لا مَنْ فی السّماءِ بمُعْجِز .و قال الأَخْفَش:المَعْنَی لا یُعْجِزُونَنا هَرَباً فی الأَرض و لا فی السّماءِ.قال الأَزهریّ :و قَوْلُ الفَرّاءِ أَشْهرُ فی المَعْنَی.
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
رجُلٌ عَجِزٌ و عَجُزٌ ،ککَتِف و نَدُس: عاجِزٌ .و امرأَه عاجِزٌ :
عاجِزَه عن الشیءِ،عن ابن الأَعْرَابِیّ .و العَجَز ،محرّکَه، جمْع عَاجِز ،کخَدَمٍ و خَادِمٍ .و منه
16- حَدِیثُ الجَنَّه: «لا یَدخُلُنی إِلا سَقَطُ النّاسِ و عَجَزُهم ». یُرِیدُ الأَغْبِیَاءَ العَاجِزِین فی أُمُور الدّنیا.
و فَحْل عَجِیزٌ : عَاجِزٌ عن الضِّرَاب کعَجِیس،قال ابنُ دُرَیْد:فَحْلَ عَجِیزٌ و عَجِیسٌ ،إِذا عَجَز عن الضِّراب.
و أَعجَزَه الشَّیءُ: عَجَزَ عنه (6).و أَعْجَزَه و عَاجَزَه :جَعَلَه عاجِزاً ،و هذِه عن البَصَائِر.و عَاجَزَ القَوْمُ :تَرکُوا شَیْئاً و أَخَذُوا فی غَیْرِه.
و العَجُزُ فی العَرُوض:حَذْفُک نون فاعِلاَتنْ لمُعَاقَبَتِهَا أَلفَ فاعِلن،هکذا عَبّرَ الخَلیل عنه،ففَسَّر الجَوْهَرَ الذِی هو العَجُزُ بالعَرضَ الذی هو الحَذْف،و ذلک تَقْرِیب منه و إِنما الحَقِیقَه أَن یَقُول: العَجُز :النون المحذُوفَه من فَاعِلاَتُنْ ، لمُعَاقَبَه أَلِف فَاعِلنْ ،أَو یقول: التَّعْجِیز :حَذْفُ نون فاعِلاَتنْ ،لمُعَاقَبَه أَلف فاعلنْ ،و هذا کلّه إِنما هو فی المَدِید.و عَجُزُ بَیْتِ الشِّعر خِلاف صَدْرِه.و عَجَّز الشاعِرُ:
جاءَ بعَجُزِ البَیْت.و امرأَه مُعَجِّزه :عَظِیمَهُ العَجُز (7)،و جمع العَجِیزَه العَجِیزَات ،و لا یَقُولُون عَجَائِزُ مَخَافَه الالْتِبَاس.
و قَال ثَعْلَب:سَمعتُ ابنَ الأَعْرَابیّ یقول:لا یقال: عَجِزَ الرجُلُ ،بالکَسْر،إِلا إِذا عَظُم عَجُزُه ،و قال رجُلٌ من رَبِیعَهَ ابن مَالِک:إِن الحَقَّ بِقَبَلٍ ،فمَنْ تَعَدَّاه ظَلَمَ ،و من قَصَّر عنه عَجَز ،و من انْتَهَی إِلیه اکْتَفَی.قال:لا أَقُول عَجِزَ إِلاّ مِنَ العَجِیزَه ،و من العَجْز عَجَزَ (8)،و قوله بقَبَل،أَی وَاضِحٌ لک
ص:97
حَیْث تَرَاه،و هو مِثْلُ قَوْلِهِم:الحَقُّ عَارِی (1)،و قد تَقَدَّم فی أَول المَادَّه أَن عَجِزَ ،بالکَسْر،من العَجْز ،لُغَه بَعْض قَیْس کما نَقَلَه ابنُ القَطّاع عن الفرّاءِ.
و المِعْجَزُ ،کمنبَر الجَفْنه،ذکره الجوهَرِی فی «ق ع ر» (2).
و عِجْز القوْس و عَجْزُهَا :و مَعْجِزُها :مَقْبِضُها،حکاه یَعْقُوبُ فی المُبْدَل،ذَهَب إِلی أَنَّ زایَه بَدَلٌ من سِینِه.و قال أَبُو حَنِیفَه:هو العَجْز و العِجْز ،و لا یُقَال: مَعْجز .
و عَجْزُ السِّکِّین:جُزْأَتُهَا عن أَبِی عُبَیْد.
و یقال:اتَّقِ اللّه فی شَبِیبَتِک (3)و عُجْزِک ،بالضّمّ ،أَی بعدما تَصِیر عَجُوزاً .
و نَوَی العَجُوزِ :ضَرْبٌ من النَّوَی هَشٌّ تأْکُله العَجُوزُ لِلِینه،کما قالوا:نَوَی العَقُوقِ .
و الْمِعْجَزَه ،بالکَسْر:المِنْطَقَه،فی لُغَه الیمن،سُمِّیَت لأَنّهَا تَلِی عَجُزَ المُتَنَطِّق بها.و یقال: عَجِّزْ دَابَّتَک،أَی ضَعْ علیها الحَقِیبَهَ ،نقله الصاغانِیّ .
و الْمِعْجَازُ ،کمِحْرَاب:الدائِمُ العَجْز ،و أَنْشَد فی الحماسه لبَعْضِهم:
و حَارَب فیها یاسرٌ حین شَمَّرتْ
من القدم معْجَازٌ لَئِیمٌ مُکَاسِرُ (4)
و
14- ذو المِعْجَزَه ،بالکَسْر،رجلٌ من أَتباع کِسْرَی وَفَد علی النبیّ صلّی اللّه علیه و سلم فوهب له مِعْجَزه فسُمّی بذلک.
و ابنُ أَبی العَجَائِز هو أَبو الحُسَیْن محمّدُ بن عبد اللّه بن عبد الرحمن الدِّمشْقِیّ الأَزدیّ .توفِّی بدمشق سنه 468 و کان ثِقهً .
و القَاضی أَبو عَبْدِ اللّه محمّدُ بنُ عبد الرحیم بن أَحمد بن العَجُوز الکُتَامیّ السَّبتیّ ،ولِیَ قَضَاءَ فاس،توفِّی سنه 474 و أَبو بَکْر محمدُ بنُ بشّار بن أَبی العَجُوز العَجُوزِیّ البغدادیّ ،عن ابن هشام الرّفاعیّ مات سنه 311.
و من المَجاز:ثوبٌ عاجز ،إِذا کان قَصِیراً.و لا یَسَعُنِی شیءٌ و یَعْجِز عنک.و جَاءُوا بِجَیْش تَعْجِز الأَرضُ عنه.
و عَجَز فُلانٌ عن الأَمْرِ إِذا کَبِر،کذا فی الأَساس.
العُجْرُوزُ ،بالضّمّ :الخَطُّ فی الرَّمْل من الرِّیح،ج عَجَارِیزُ ،هکذا نقَله الصّاغَانِیّ فی التَّکْمِلَه،و قد أَهْملَه الجوهَرِیُّ و صاحِبُ اللّسَان.
العَجْلَزَهُ ،بالکَسْر و الفَتْح:الفَرَسُ الشَّدِیدَهُ الخَلْقِ ،الکَسْر لقَیْس،و فی الصّحَاح:لعَبْدِ القَیْسِ (5)، و الفَتْح لتَمِیم،و قیل:هی الشَّدِیدَهُ الأَسْرِ المُجْتَمِعَهُ الغَلِیظَهُ .و قال بَعضُهُم:أَخَذَ هذَا من جَلْز الخَلْق،و هو غَیْرُ جَائِزُ فی القِیَاس و لکنّهما اسْمَانِ اتَّفَقَت حُرُوفُهما و نَحْوُ ذلک قد یَجِیءُ و هو مُتَبَایِن فی أَصلِ البِنَاءِ، و لا یُقَالُ للذَّکَر عَجْلَزٌ ،و مثل ذلک:فَرسٌ رَوْعَاءُ،و هی الحَدِیدَهُ الذَّکیَّه، و لا یقال للذَّکَرِ أَرْوعُ ،و کذلک فَرسٌ شَوهاءُ،و لا یقال للذکرِ أَشْوَهُ ،و هی الوَاسِعَه الأَشدَاقِ نعَم یقال:جَمَل عَجْلَز و ناقَه عَجْلَزه أَی قوِیّه شَدِیدهٌ ،و هذا النَّعْت فی الخیْل أَعرَفُ ، و أَنشد الجَوْهَرِیّ لبِشر بنِ أَبی خَازِم:
و خَیْلٍ قد لَبِسْتُ بجَمْعِ خَیْلٍ
علی شَقَّاءَ عِجْلِزهٍ وقَاحِ
تُشَبِّهُ شَخصَها و الخَیْلُ تَهفُو
هُفُوًّا ظِلَّ فَتْخَاءِ الجَنَاحِ
الشَّقَّاءُ:الفَرسُ الطوِیَلهُ ،و الوَقَاحُ :الصُّلْبَهُ الحافِرِ.
و قال الأَزهریّ : عِجْلزهٌ ،بالکَسْر:رَمْلهٌ بالبَادِیَه معروفه بإِزاءِ حَفَرِ أَبی موسَی و تُجْمَع علی عَجَالِزَ ،ذَکَرَها ذو الرُّمَّه فقال:
مَرَرْن (6)علی العَجَالِزِ نِصْفَ یَوْمٍ
و أَدَّیْنَ الأَوَاصِرَ و الخِلاَلاَ
ص:98
قال الصاغانیّ :و لم أجد البیت فی شِعْرِ ذی الرّمه فی قَصِیدتِه التی أَوَّلُها:
أَنَاخَ فَرِیقُ جِیرَتِک الجِمَالاَ
کأَنّهمُ یُرِیدُون احتِمَالاَ
فی نُسْخَتِی من دیوانه التی قابَلتُهَا و صَحَّحْتُهَا بالیَمَن و العِرَاق،و لکنه یَقْطُر منه قَطَرَاتُ عُذوبَهِ أَنفاسِه و سَلاسَهِ أَلفاظِه،و إِنما هو لابنِ أَحمرَ،و الروایه:وَقَفْن.و قد وَقَع ذِکْرُ العَجَالِزِ فی رَجَزِ إِهاب بنِ عُمَیْرٍ العَبْسِیّ :
قاظَ القُرَیَّاتِ إِلی العَجَالِزِ
یَرُدّ شَغْبَ الجُمَّح الجَوَامِزِ
و هی جمع عِجْلِزهَ التی ذکرَها الجوْهَرِیّ .
*و مّما یُسْتَدْرَک علیه:
رَمْلهٌ عِجْلِزهٌ :ضَخْمهٌ صُلْبهٌ .و کَثِیب عِجْلِزٌ :ضَخْمٌ صُلْبٌ .و العَجَالِزُ :مِیاهٌ لضَبَّهَ (1)بنَجْد،هکذا ذکرَه فی مُخْتَصَر البُلدَان،و یمکن أَن یکون المُرَادَ فی الرّجز، فتَأَمَّلْ .
العَرَزُ ،مُحرَّکهً ،قال اللیث: شَجَرٌ من أَصاغِر الثَّمَامِ و أَدَقّه ،له وَرقٌ صِغَارٌ مُتفَرِّقُ ،و ما کان من شَجَرِ الثُّمام من ضَرْبه فهو ذُو أَمَاصِیخ،أُمْصُوخَهٌ فی جَوْف أُمْصُوخَهٍ ،تَنْقَلِعُ العُلیَا من السُّفلی انقِلاعَ العِفَاصِ من رَأْس المُکْحُلَه، هکذا ذَکَرُوه. قال الصاغانیّ : و هو تَصْحِیف، و الصَّوابُ بالغَیْنِ المُعْجَمَهِ .
و عَرَزَه یَعْرِزُه ،بالکَسْر: انْتَزَعَه انْتِزَاعاً عَنِیفاً.
قاله (2)ابنُ دُرْید: و عَرَزَ فُلاناً:لاَمَه و عَتَبَه ،فهو عارِزٌ و عَرِزٌ .
و الشَّیءُ:اشتَدَّ و غَلُظَ ،و هو من بَابِ فَرِح،و کذلک استَعْرَز ،کما ذکره المُصَنِّف قریباً،و قال ابنُ دُرَیْد: عَرِزَ لحمُ الدّابَّه،بالکَسْر،إِذا اشْتَدَّ.و زاد ابنُ القَطَّاع و صَلُب، عَرَزاً ،و استَعْرَز کذلک.
و یقال: عَرَز لفُلانٍ عَرْزاً ،من حَدّ ضَرَبَ ،إِذا قَبَض علی شَیْ ءٍ فی کَفّه ضَامًّا علیه أَصابِعَه یُریه أَی صاحبَه منه شَیْئاً لینْظُر إِلیه و لا یُرِیه کُلَّه ،کذَا فی اللِّسَان و التَّکْمِلَه.
و تَعَرَّزَ علیه:استَصْعَب، کاستَعْرَزَ ،کذا نقله الصاغانیّ .
و التَّعْرِیز :الإِخْفَاءُ. یقال: عَرَّز عنّی أَمرَه تَعْرِیزاً ،إِذا أَخْفَاه،و فِیه نَظرٌ،قاله الصاغانیّ .
و التّعزِیزُ کالتَّعْرِیض فی الخُصُومَه و فی الخِطْبَه ،و اقتصر صاحِبُ اللّسَان و الصاغَانیّ علی الخُصُومَه و لم یَذکر الخِطْبَه،و کأَنّ المصنِّف قاسَهَا علیها.
و اسْتَعْرَز الشیْ ءُ: اشْتَدَّ و صَلُب کعَرِزَ،بالکَسْر ،و هذا بعَیْنِه قَوْلُه الأَوّل،فلو قال هناک کاستَعْرَزَ کان مُسْتَوفِیاً للمَقْصُود،کما لا یَخفَی.
و استَعْرَزَ الشیْ ءُ: انْقَبَضَ کعَرَز ،مثل ضَرَب. و تَعَارَزَ و عَارَزَ و عَرَّزَ ،الأَخِیر بالتَّشْدِید،کلّ ذلک بمعنَی انْقَبَضَ ، فهو عارِزٌ و مُعَارِزٌ و مُعَرِّز ،قال الشَّمّاخُ :
و کُلُّ خَلِیلٍ غَیرِ هَاضِمِ نَفْسِه
لوَصْلِ خَلِیلٍ صارِمٌ أَو مُعَارِزُ
قال ثعلب: المُعَارِزُ :المُنْقَبِض. و أَعرَزَ :أَفسَدَ ،نقله الصاغانِیّ .
و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ : العُرَّازُ کرُمّان: المُغْتَابُون للنَّاس ، هکذا نقله الصاغَانِیّ .و فی اللِّسَان:المُغْتَالُون،بالَّلام بدَل المُوَحَّدَه،و هو الأَشبَه.
و المُعَارَزَه :المُعَانَدَه و المُجَانَبَهُ و المُخَالَفَه و المُغَاضَبَهُ ، نقَله الجوهَرِیُّ عن أَبی عُبَیْد،و اقتصر علی الأُولَیَیْن.
*و مّما یُسْتَدْرَک علیه:
أَعَرزْتَنِی من کذا،أَی أَعوَزْتَنِی منه،کذا فی نَوَادِر الأَعراب.و اعْتَرَزَ ،أَی تَقبَّضَ و استعَرَزَ النَّبتُ :اشتَدَّ و صَلُب.و استعَرزَتِ الجِلْدهُ فی النّار:انْزَوَت.و المُعَارَزَه :
المُعَاتَبَه.و استَعَرزَ الشیْ ءُ:انقَبَضَ و اجْتَمَعَ .و استَعَرَزَ الرجُلُ :تَصعَّبَ .و قال الفَرّاءُ: الاستِعْراز :الانْقِطَاع عن الشَّیْ ءِ.
و عَرْزهُ اسمٌ .
عَرْطَزَ الرَّجُلُ :تَنَحَّی،لُغَهٌ فی عَرطَس ، بالسّین،کما سیأْتی،هکذا ذکرَه الجَوْهَرِیُّ و ابنُ القَطّاع.
ص:99
اعْرنْفَزَ الرَّجلُ :مات،ذکرَه ابن القَطَّاع،و قد أَهمَلَه الجَوْهَرِیّ :و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ : کَادَ یَمُوت قُرًّا،أَی مِنَ البَرْد ،نقله ابن مَنْظُور و الصاغانّی.
*و ممّا یسْتَدْرَک علیه:
عُرْکُز ،کهُدْهُد من الأَعْلاَم،قالَه ابنُ دُرَیْد (1)،و استدرکه الصاغانِیّ علی الجوهریّ و أَهمَلَه صاحِبُ اللّسَان أَیضاً کغَیْرِه.
عَزَّ الرَّجلُ یَعِزّ عِزًّا و عِزَّهً ،بکَسْرِهما،و عَزَازَهً ، بالفَتْح: صار عَزِیزاً ، کتَعَزَّزَ ،و منه الحدیث قال لعائشه:
«هل تَدْرِین لمَ کانَ قَوْمُک رَفَعُوا بابَ الکَعْبَهِ ،قالت:لا، قال: تَعَزُّزاً لا یدخُلُهَا إِلاَّ مَنْ أَرادُوا»،أَی تَکَبُّراً و تَشدُّداً علی الناس،و جاءَ فی بعض نُسَخ مُسْلِم:تَعَزُّراً،بالرّاءِ بعد الزّای من التَّعْزِیر و هو التَّوقِیرُ. و قال أَبو زَیْد: عَزَّ الرَّجل یَعِزّ عِزّاً و عِزَّهً ،إِذ قَوِیَ بعد ذِلَّهٍ و صار عَزِیزاً . و أَعَزّه اللّه تعالی:جَعَلَه عَزِیزاً و عَزَّزَه تَعْزِیزاً کذلک،و یقَال:
عَزَزْتُ القَوْمَ و أَعزَزْتُهم و عَزَّزْتُهُم قَوَّیتُهُم و شَدَّدْتُهُمْ و فی التَّنزِیل: فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ (2)أَی قَوَّیْنَا و شَدّدَنا»و قد قُرِئَت:
فعَزَزْنَا بالتَّخفِیفِ کقولک:شَدَدنا.و العِزّ فی الأَصْل القُوَّهُ و الشِّدّه و الغَلَبَه و الرِّفعه و الامْتِنَاعُ .و فی البَصَائِر: العِزَّهُ :
حالهٌ مانِعَهٌ للإِنْسَان من أَن یُغْلَبَ ،و هی یُمْدَح بها تَارَهً ، و یُذَمّ بها تَارَهً ، کعِزَّه الکُفَّار بَلِ الَّذِینَ کَفَرُوا فِی عِزَّهٍ وَ شِقاقٍ (3)و وَجْهُ ذلک أَنَّ العِزَّهُ للّه و لِرسُولِه (4)،و هی الدّائِمَه البَاقِیَه،و هی العِزّه الحَقِیقِیّه،و العِزّهُ التی هی للکُفّار هی التَّعَزُّز ،و فی الحَقِیقَه ذُلّ لأَنّه تَشَبُّع بما لم یُعْطَه،و قد تُسْتَعَار العِزّه للحَمِیَّه و الأَنَفَه المَذْمُومه،و ذلِک فی قَوْله تَعَالی: وَ إِذا قِیلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ اَلْعِزَّهُ بِالْإِثْمِ (5).
و عَزَّ الشّیْ ءُ یَعِزّ عِزًّا و عِزَّهً و عَزَازَه : قَلَّ فلا یَکَادُ یُوجَد ، و هذا جامِعٌ لکَلّ شَیْ ء، فهو عَزِیزٌ قَلِیلٌ .و فی البَصَائِر:هو اعْتِبَار بما قِیل:کُلّ مَوْجُودٍ مَمْلُولَ و کُل مَفْقُودٍ مَطْلُوبٌ ، ج عِزَازٌ ،بالکَسْرِ، و أَعِزَّهٌ و أَعِزَّاءُ . قال اللّه تعالی: فَسَوْفَ یَأْتِی اللّهُ بِقَوْمٍ یُحِبُّهُمْ وَ یُحِبُّونَهُ أَذِلَّهٍ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ أَعِزَّهٍ عَلَی الْکافِرِینَ (6)،أَی جَانِبهُم غَلِیظٌ علی الکَافِرِین،لَیّنٌ علی المُؤْمِنِین،و قال الشاعر:
بِیضُ الوُجُوهِ کَریمَهٌ أَحْسَابُهُم
فی کلِّ نائِبَهٍ عِزَازُ الآنُفِ (7)
و لا یُقال عُزَزَاءُ ،کَراهِیَهَ التَّضْعِیف،و امْتِنَاع هذا مُطَّرِد فی هذا النَّحْو المُضَاعَف.قال الأَزْهَرِیّ :یَتَذَلَّلُون للمُؤْمِنین و إِن کَانُوا فی شَرَفِ الأَحْسَاب دُونَهُم.
و عَزَّ المَاءُ یَعِزُّ ،بالکَسْر،أَی سَالَ و کَذلک هَمَی و فَزَّ و فَضّ . و عَزّت القَرْحَهُ تَعِزّ ،بالکَسْر،إِذا سَالَ مَا فِیهَا و یقال: عَزَّ عَلَیَّ أَن تَفْعَلَ کذا ،و عَزّ علیّ ذلِک،أَی حَقَّ و اشْتَدّ و شَقّ ،و کذا قَولهم: عَزّ عَلَیَّ أَن أَسوءَک،أَی اشتَدّ، کما فی الأَسَاس، یَعِزّ و یَعَزّ ، کیَقِلّ و یَمَلّ ،أَی بالکسر و بالفَتْح، یقال: عَزّ یَعَزُّ ،بالفَتْح،إِذا اشْتَدَّ.
و عَزَزْتُ علیه أَعِزّ ،من حَدّ ضَرَب،أَی کَرُمْت علیه، نقله الجوهریّ .
و أُعْزِزْتُ بما أَصابَکَ ،بالضّمّ ،أَی مَبْنِیًّا للمَجْهُول، أَی عَظُم عَلَیّ . و یقال: أَعزِزْ عَلَیَّ بذلک،أَی أَعْظِمْ ،و معناه عَظُمَ عَلَیّ ،و منه
1- حَدِیث عَلِیّ رَضِیَ اللّه عنه: لمَّا رَأَی طَلْحَهَ قَتِیلاً قال:« أَعزِزْ عَلَیَّ أَبا محمَّد أَنْ أَرَاک مُجَدَّلاً تحتَ نُجُومِ السَّمَاءِ».
و العَزُوزُ ،کصَبور: النّاقَهُ الضَّیِّقَهُ الإِحْلِیل لا تَدِرّ حتی تُحلَب بِجهْد،و کذلک الشَّاه، ج عُزُزٌ ،بضمَّتَیْن،کصَبُور و صُبُر،و یقولون:ما العَزُوز کالفَتُوح،و لا الجَرُور کالمَتُوح، أَی لَیْسَت الضَّیِّقَه الإِحْلِیلِ کالواسِعَتِه،و البَعِیدهُ القَعْرِ کالقَرِیبَتِه،و قد عَزَّتْ تَعُزُّ ، کمَدَّ یَمُدُّ، عُزُوزاً ،کقُعُود، و عِزَازاً ،بالکَسْر،و عَزُزَت ،ککَرُمَت ،قَال ابنَ الأَعْرَابِیّ :
عَزُزَت ،الشَّاهُ و النَّاقَهُ عُزُزاً شَدِیداً،بضَمَّتَیْن،إِذا ضاقَ خَلِفُهَا (8)و لها لَبَنٌ کَثِیرٌ.قال الأَزهَرِیُّ :أَظهَر التَّضْعِیف فی
ص:100
عَزُزَتْ ،و مِثْلُه قَلِیل (1)، و قد أَعَزَّت ،إِذا کانَتْ عَزُوزاً ، و کذلِک تَعَزَّزَت ،و الاسم العَزَز و العَزَازُ .
و عَزّه یَعُزّه عَزًّا کمَدَّه :قَهَرَه و غَلَبهَ فی المُعَازَّهِ ،أَی المُحَاجَّهِ .قال الشاعِرُ یَصِف جَمَلاً:
یَعُزُّ علی الطَّرِیق بمَنْکِبَیْه
کما ابتَرَکَ الخَلِیعُ علی القِدَاحِ (2)
أَی یَغْلِب هذا الجَمَلُ الإِبلَ علی لُزُوم الطَّرِیقِ ،فشَبَّهَ حِرْصَه علیه و إِلحَاحَه فی (3)السَّیْر بِحِرْص هذا الخَلِیعِ علی الضَّرْب بالقِدَاحِ لعلّه یَسْتَرْجِع بعضَ ما ذهب من مالِه، و الخَلِیع:المَخْلُوع المَقْمُور مالَه. و الاسم العِزَّه ،بالکَسْر ، و هی القُوَّه و الغَلَبه، کعَزْعَزَه عَزْعَزَهً . و عَزَّه فی الخِطَابِ ، أَی غَلَبَه فی الاحْتِجَاج،و قیل: غَالَبَه کعَازَّه مُعَازَّهً ،و قوله تعالی: وَ عَزَّنِی فِی الْخِطابِ (4)أَی علبنِی،و قُرِیءَ:
و عَازَّنِی ،أَی غَالَبَنِی،أَو عَزَّنِی :صَارَ أَعزَّ مِنّی فی المُخَاطَبه و المُحَاجَّه،و یقال: عَازَّنی فعَزَزْتُه ،أَی غَالَبَنِی فغَلَبْتُه،و ضَمّ العَیْنِ فی مثل هذا مُطَّرِدٌ و لَیْس فی کلّ شیْ ءٍ یُقَال فاعَلَنی فَفعَلْتُه.
و العَزّه ،بالفَتْح: بِنْتُ الظَّبْیَه ،و قال الراجز:
هَانَ علی عَزَّهَ بِنْتِ الشَّحّاجْ
مَهْوَی جِمَالِ مالِکٍ فی الإِدْلاَجْ
و بهَا سُمِّیَت المَرْأَه عَزَّه ،و هی بنتُ جَمِیل الکِنانِیّه صاحِبه کُثَیِّر،و جَمِیلٌ هو أَبو بَصْره الغِفَارِیّ .
و العَزَازُ ،کسَحَاب: الأَرْضُ الصُّلْبَهُ ،و
14- فی کِتَابِه صلّی اللّه علیه و سلم لوَفْدِ هَمْدانَ : «علَی أَنّ لهم عَزَازَها ». و هو ما صَلُبَ من الأَرْض و خَشُنَ و اشتَدَّ،و إِنَّمَا یَکُون فی أَطْرافهَا،و یقال: العَزَاز :
المَکَانُ الصُّلبُ السَّرِیعُ السَّیْلِ .قال ابنُ شُمَیْل: العَزَازُ :ما غَلُظَ من الأَرْض و أَسْرَعَ سَیْلُ مَطَرِه،یکونُ من القِیعَانِ و الصَّحاصِح و أَسْنادِ الجِبَالِ و الآکامِ و ظُهُورِ القِفَافِ .قال العَجّاج:
من الصَّفَا العَاسِی و یَدْهَسْنَ الغَدَرْ
عَزَازَهُ و یَهْتَمِرْن مَا انْهَمَرْ
و قال أَبو عَمرو فی مَسایِلِ الوَادِی:أَبعَدُهَا سَیْلاً الرَّحَبَهُ ، ثمّ الشُّعْبَهُ ،ثمّ التَّلْعَه،ثمّ المِذْنَبُ ثمّ العَزَازَهُ .و
16- فی الحَدِیث: «أَنَّه نَهَی عن البَوْل فی العَزَاز ». لئلاً یَتَرشَّشَ علیه.
و
17- فی حَدِیث الحَجَّاج فی صِفَه الغَیْث: و أَسَالت العَزَازَ .
و أَعَزَّ الرَّجلُ إِعْزَازاً : وَقَعَ فیها ،أَی فی أَرْضٍ عَزَازٍ و سارَ فیها،کما یُقَال أَسْهَلَ ،إِذا وَقَع فی أَرْضٍ سَهْلَهٍ .
و عن أَبِی زَید: أَعَزَّ فُلاناً :أَکْرمَه و أَحَبَّه ،و قد ضَعَّفَ شَمِرٌ هذِه الکلمهَ عن أَبی زَیْد.
و عن أَبی زَیْد أَیضاً: أَعَزَّت الشَّاهُ من المَعْزِ و الضَّأْن، إِذا اسْتَبَانَ حَمْلُهَا و عَظُمَ ضَرْعُهَا ،قال:و کذلِک أَرْأَتْ و رَمَّدَتْ و اضْرَعَت،بمعنًی وَاحِدٍ. و أَعَزَّت البَقَرَهُ إِذا عَسُرَ حَمْلُهَا و قال ابنُ القَطَّاع:ساءَ حَمْلُهَا.
و عَزَاز ،کسَحَاب: ع بالیَمَن.و عَزَاز : د بالرِّقّه قُرْبَ حَلَبَ شَمَالیَّها.قالوا: إِذا تُرِکَ تُرَابُها علی عَقْربٍ قَتَلَهَا بالخَوَاصّ ،فإِن أَرضَها مُطلْسمه،و قد نسِب إِلیها الشِّهَابُ العَزَازِیّ أَحدُ الشّعراءِ المُجِیدِین،کان بعدَ السَّبْعِمائَه،و قد ذَکَرَه الحَافِظُ فی التَّبْصِیر.
و العَزَّاءُ ،بالمدّ: السَّنَهُ الشَّدِیدَهُ ،قال:
و یَعْبِطُ الکُومَ فی العَزَّاءِ إِن طُرِقَا
و یقال: هُوَ مِعْزازُ المَرَضِ ،کمِحْرَاب،أَی شَدِیدُه.
و العُزَّی ،بالضَّمّ : العَزِیزَهُ من النِّساءِ و قال ابنُ سِیدَه:
العُزَّی تَأْنِیث الأَعَزّ ،بمنزله الفُضْلَی من الأَفْضَل،فإِن کان ذلک فاللامُ فی العُزَّی لیست بزائِدَه،بل هی فِیهِ علی حَدّ اللاّم فی الحَارِث و العَبَّاس،قال:و الوَجْهُ أَن تکُون زائِدَهً ، لأَنَّا لم نَسْمَع فی الصِّفَات العُزَّی ،کما سَمِعْنَا فیها الصُّغْرَی و الکُبْرَی.
و قوله تعالی: أَ فَرَأَیْتُمُ اللاّتَ وَ اَلْعُزّی (5)جاءَ فی التَّفْسِیر أَنّ الَّلاتَ صَنَمٌ کان لِثَقِیف،و العُزَّی : صَنَمٌ کان لُقرَیْش و بَنِی کِنَانَهَ ،قال الشاعر:
ص:101
أَمَا و دِمَاءٍ مَائِرَاتٍ تَخالُهَا
علی قُنَّهِ العُزَّی و بِالنَّسْرِ عَنْدَمَا
أَو العُزَّی : سَمُرَهٌ عَبدَتْهَا غَطَفانُ بنُ سَعْدِ بنِ قَیْس عَیْلان، أَوَّلُ مَنِ اتَّخَذَها منهم ظَالِمُ بنُ أَسعَد،فوقَ ذات عِرْق إِلی البُسْتَان بتِسْعَه أَمیال ،بالنَّخْلَه الشّامِیه (1)،بقرب مکّه،و قیل بالطَّائف، بَنَی علیها بَیْتاً و سَمَّاه بُسًّا ،بالضَّمّ ، و هو قَولُ ابنِ الکَلبِیّ ،و
14- قال غیره: اسمُه بُسّاءُ،بالمَدّ کما سَیَأْتِی،و أَقامُوا لها سَدَنَه مُضاهَاهً للکَعْبَه، و کانُوا یَسْمَعُون فیها الصَّوْتَ ،فبَعَث إِلیها رَسُولُ اللّه صلّی اللّه علیه و سلم خَالِدَ بنَ الوَلِید رَضِیَ اللّه عنه عامَ الفَتْح، فهَدَم البَیْتَ ،و قتل السادِنَ و أَحْرَقَ السَّمُرَهَ . . و
14- قرَأْتُ فی شَرْح دِیوانِ الهُذَلِیّین لأَبِی سَعِید السُّکَّریّ ما نَصُّه:أَخبَرَ هِشَامُ بنُ الکَلبیّ عن أَبِیه عن أَبِی صَالِح،عن ابنِ عَبَّاس قال: کانت العُزَّی شَیْطَانهً تأْتی ثَلاثَ سَمُرَات ببَطْن نَخْلَه فلما افتَتَح النَّبِیُّ صلّی اللّه علیه و سلم مَکَّهَ بعَثَ خالدَ بنَ الوَلِید فقال:ائْتِ بَطْنَ نَخْلَهَ ،فإِنک تَجِدُ بها ثَلاثَ سَمُرَّاتٍ ،فاعْضِد الأُولَی،فأَتَاهَا فعَضدَها،ثم أَتَی النَّبِیَّ صلّی اللّه علیه و سلم،فَقَال:هل رأَیتَ شَیْئاً:قال:لا،قال:فاعْضِد الثَّانِیَه،فَأَتَاهَا فعَضَدَها،ثم أَتَی النبیَّ صلّی اللّه علیه و سلم،فقال:هل رأَیتَ شَیْئاً؟قال:لا،قال:فَاعْضِد الثَّالِثَهَ .فأَتَاهَا،فإِذَا هو بزِنْجِیّه (2)نَافِشَهٍ شَعرَهَا وَاضِعَهٍ یَدَیْهَا علی عَاتِقها تَحْرِق بأَنْیَابها و خَلْفَها دُبَیّه (3)السُّلَمِیّ و کان سادِنَها فَلَمَّا نظر إِلی خَالِد قال:
أَیَا عُزَّ شُدِّی شَدّهً لا تُکَذِّبِی (4)
علی خالدٍ أَلقِی الخِمَارَ و شَمِّرِی
فإِنَّکِ إِن لمْ تَقتُلی الیومَ خالِداً
فبُوئِی بذُلًّ ٍّ عاجِلٍ و تَنَصَّرِی
فقال خالدٌ:
یا عُزَّ کفُرانَکِ لا سُبْحَانَکِ
إِنی وجدتُ اللّه قد أَهَانَکِ
ثمّ ضَرَبَهَا ففَلقَ رأْسَها،فإِذا هی حُمَمَهٌ ،ثمّ عَضَدَ السَّمُرَهَ و قَتَل دُبَیَّهَ السّادِنَ ،ثمّ أَتی النبیَّ صلّی اللّه علیه و سلم فأَخبَرَه.فقال:
تِلک العُزَّی و لا عُزَّی للعَرب بَعْدَهَا أَبداً،أَمَا إِنّها لا تُعْبَد بعدَ الیومِ أَبداً»قال:و کان سَدَنهُ العُزَّی بنی شَیْبَانَ بن جَابر بنِ مُرَّهَ ،من بنی سُلَیم،و کان آخِرَ مَن سَدَنها منهم دُبَیّهُ بنُ حَرَمیّ (5).
و العُزَیْزَی ،مُصَغَّراً مَقْصُوراً و یُمَدّ:طَرَفُ وَرِکِ الفَرَسِ ،أَو ما بَیْن العَکْوَهِ و الجَاعِرَه ،و هما عُزَیْزَیَانِ ،و من مَدّ یقول:عُزَیْزَوَانِ و قِیل: العُزَیْزَوَانِ :عَصَبَتَانِ فی أُصولِ الصَّلَوَیْن،فُصِلَتا من العَجْب و أَطرافِ الوَرِکَیْن:و قال أَبو مَالِک: العُزَیْزَی :عَصَبَهٌ رَقِیقهٌ مُرکّبهٌ فی الخَوْرَانِ إِلی الوَرِکِ ،و أَنشد فی صِفَهِ فَرَسٍ :
أُمِرَّت عُزَیْزاهُ و نِیطَتْ کُرُومُه
إِلی کَفَلٍ رَابٍ و صُلْبٍ مُوَثَّقِ
المُرَادُ بالکُرُوم (6)رأْسُ الفَخِد المُسْتَدِیر کأَنّه جَوْزَهٌ .
و سَمّت العَرَبُ عِزّانَ ،بالکَسْر،و أَعزَّ ،و عَزَازَهَ ، بالفَتْح،و عَزُّون ،کحَمْدُون، و عَزِیزاً ،کأَمِیر، و عُزَیْزاً کزُبَیْر، و أَعَزُّ بنُ عُمَرَ بنِ مُحَمَّد السُّهْرَوَرْدِیّ البَکریّ ، حدّثَ عن أَبی القاسم بنِ بَیَان و غَیرِه،مات سنه 557.
و الأَعزُّ بنُ عَلِیّ بن المُظَفّر البَغْدَادِیّ الظَّهیْرِیّ ،بفَتْح الظّاءِ المَنْقُوطه (7)،أَبو المَکَارِم،رَوَی عن أَبی القَاسِم بن السَّمَرقَنْدِیّ ،قیل اسمُه المُظَفّر،و وَلدُه أَبو الحَسَن عَلیّ من شُیوخِ الدِّمیاطیِّ ،سَمِع أَباه أَبا المَکَارم المَذْکُور فی سنه 83 و قد رأَیته فی مُعْجَم شُیُوخِ الدِّمیاطِیّ هکذا،و قد أَشَرْنَا إِلیه فی:ظَهْر. و أَبو نَصْر الأَعزّ بنُ فَضَائِل بن العُلَّیْق سَمِعَ شُهْدَه الکَاتِبَه،و عنه أُمّ عبد اللّه زَیْنَب بِنتُ الکَمَال و أَبُو الأَعزِّ قَرَاتَکِینُ ،سَمِع أَبا محمّد الجَوهریّ ، مُحَدِّثون.
قلْت:و فاتَه عبدُ اللّه بنُ أَعزّ ،شیخٌ لأَبِی إِسحاقَ السَّبِیعِیّ ،ذکره ابنُ مَاکُولاَ.و یَحْیَی بنُ عبد اللّه بن أَعَزَّ ، روی عن أَبی الوَقْت ذکَره ابنُ نُقْطَه.و أَعزّ بن کَرَم الحَرْبِیّ ، عن یَحْیَی بن ثابت بن بُنْدار،و ابنه عبد الرحمن،رَوَی عن
ص:102
عبدِ اللّه بن أَبی المَجْد الحَرْبِیّ ،و الحَسَنُ بنُ محمّد بنِ أَکْرَم بن أَعَزَّ الموسویّ ،ذکره ابنُ سَلِیم.و الأَعزُّ بن قَلاقِس،شاعِرُ الإِسْکَنْدَرِیّهِ ،مَدَحَ السِّلَفیّ و سَمِع منه، و اسمه نَصْر،و کُنْیَتُه أَبو الفُتُوح.و الأَعزّ بنُ عبد السّیّد بن عبد الکریم السُّلَمیّ ،رَوَی عن أَبِی طَالِب بن یُوسف، و عُمَرُ بن الأَعَزّ بن عُمر،کتبَ عنه ابنُ نُقْطَه،و الأَعزّ بنُ مَأْنُوس،ذکرَه المُصَنِّف فی أَنس،و أَبُو الفَضَائِل أَحمدُ بنُ عبد الوهّاب بن خَلَف بن بَدْر ابن بِنْتِ الأَعزّ العلائِیّ ،وُلِد بالقاهره سنه 648 و توفی سنه 699 و الأَعزّ الذی نُسِب إِلیه هو ابن شُکْر وَزِیرُ الملکِ الکامل.
و عَزَّانُ ،بالفَتْح:حِصْنٌ علی الفُراتِ ،بل هی مَدِینَه کانت للزَّبَّاءِ،و لأُخْتِهَا أُخرَی یقال لها عَدَّانُ . و عَزّانُ خَبْتٍ .
و عَزَّانُ ذَخِرٍ ،ککَتِف: مِن حُصُون الیَمَن. قلْت:هی من حصون تَعِزّ فی جبل صَبِر، و تَعِزّ کتَقِلّ :قَاعِدَهُ الیَمَنِ ،و هی مَدِینَهٌ عَظِیمَهٌ ذَاتُ أَسوارٍ و قُصَور،کانَتْ دَارَ مُلْکِ بَنِی أَیُّوبَ ثمّ بَنِی رَسُولٍ من بَعْدِهِم.
و یقال: عَزْعَزَ بالعَنْزِ فلَم تَتَعَزْعَزْ ،أَی زَجَرَهَا فلم تَتَنَحَّ ، و عَزْعَزْ زَجْرٌ لها ،کذا فی اللّسَان و التَّکْمِلَه.
و اعْتَزَّ بفُلانٍ :عَدَّ نَفْسَه عَزِیزاً به ،و اعتَزّ به و تَعَزَّزَ ،إِذا تَشَرَّفَ ،و منه المُعْتَزُّ باللّه أَبو عبد اللّه مُحَمَّدُ بن المُتَوَکّل العَبّاسِیّ ،وُلِدَ سنه 224 و بُویِعَ له سنه 252 و تُوُفِّی فی رجب سنه 255 و ابنه عَبْدُ اللّه بنُ المُعْتَزّ الشّاعِر المَشْهُور.
و استَعَزَّ عَلَیْه المَرَضُ ،إِذا اشْتَدَّ عَلیْه و غَلبَه ،و کذلک استعَزّ به،کما فی الأَسَاس، و استعَزَّ اللّه به:أَمَاتَه، و استَعَزَّ الرَّمْلُ :تَمَاسَکَ فلم یَنْهَلْ و عَزَّزَ المَطَرُ الأَرْضَ ،و کذا عَزَّزَ المَطَرُ منها تَعْزِیزاً ،إِذا لَبَّدَهَا و شَدَّدَهَا فلا تَسُوخُ فیها الأَرجُلُ ،قال العَجّاج:
عَزَّزَ مِنْه و هو مُعْطِی الإِسْهَالْ
ضَرْبُ السَّوارِی مَتْنَه بالتَّهْتَالْ
و عَزَوْزَی ،کشرَوْرَی،و ضَبَطَه الصَّاغَانِیّ بضَمّ الزّای الأُولَی (1): ع بین الحَرَمَیْن الشَّرِیفَیْن ،فیما یقال،هکذا قاله الصاغَانِیّ . و المَعَزَّهُ :فَرَسُ الخَمْخَامِ بن حَمَلَهَ بن أَبی الأَسود.
و عِزّ ،بالکَسْر: قَلْعَهٌ برُسْتَاقِ بَرْذَعَهَ ،من نَوَاحِی أَرَّانَ .
و العِزّ أَیضاً ،أَی بالکَسْر: المَطَرُ الشَّدِیدُ ،و قیل:هو العَزِیز الکَثِیر الذی لا یَمْتَنِع منه سَهْلٌ و لا جَبَل إِلاّ أَسَالَه.
و الأَعزّ : العَزِیزُ ،و به فُسِّر قَوْلُه تعالی: لَیُخْرِجَنَّ اَلْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ (2)أَی العَزِیزُ منها ذَلِیلاً (3).و یُقَال:مَلِکٌ أَعزّ و عَزِیزٌ بمَعْنًی وَاحِدٍ،قال الفرزدق:
إِنّ الَّذِی سَمَکَ السَّمَاءَ بَنَی لنا
بَیْتاً دعَائِمُه أَعَزُّ و أَطْوَلُ
ای عَزِیزهٌ طَوِیلَهٌ ،و هو مثل قَوْلِه تعالی: وَ هُوَ أَهْوَنُ عَلَیْهِ (4)و إِنّمَا وَجّهَ ابنُ سِیدَه هذا علی غَیْر المُفَاضَلَهِ ،لأَن الّلام و من مُتَعَاقِبَتَان،و لیس قَوْلُهُم:اللّه أَکْبَر بحُجَّه،لأَنّه مَسْمُوع،و قد کَثُر استِعْمَاله علی أَنّ هذا وُجِّه علی کبِیر أَیضاً.
و المَعْزُوزَهُ :الشَّدِیدَهُ . یُقَال: أَرض مَعْزُوزَهٌ [و عزازه قد لبدها المطر،و عززها . و قال أَبو حنیفه: العز المطر الکثیر.و المعزوزه : الأَرض الممطوره ،یُقال:أَرض مَعْزوزه ] (5):أَصابها عِزّ من المَطَر،و فی قَوْلِ المُصَنّف نَظَرٌ، فإِن الشَّدِیدَهَ و المَمْطُورَهَ کِلاهُمَا من صِفَهِ الأَرضِ ،کما عَرفْت،فلا وَجْهَ لتَخْصِیصِ أَحَدِهما دُونَ الآخرِ،مع القُصُورِ فی ذِکْر نَظَائِر الأُولَی،و هی العَزَازَه و العَزَّاءُ ،کما نبّه علیه فی المستدرکات.
و أَبو بَکْر مُحَمَّدُ بنُ عُزَیْز ،کَزُبَیْر،و قد أَغْفَل ضَبطَه قُصُوراً،فإِنّه لا یُعْتَمد هنا علی الشُّهْرَه مع وُجود الاخْتِلافِ ، العُزَیْزِیّ السِّجِسْتَانِیّ المُفَسِّر، مُؤَلّف غَرِیبِ القُرْآن و المُتَوفَّی سنه 330 و البَغَادِدَهُ ،أَی البَغْدَادِیُّون، یَقُولُون هو مُحَمَّدُ بنُ عُزَیْز ، بالرّاءِ ،و منهُم الحَافِظُ أَبو الفَضْل محمَّدُ بنُ ناصِر السّلامیّ ،و الحَافِظ أَبو بَکْر محمدُ ابنُ عبد الغَنِیّ بنِ نُقْطَه،و ابن النّجّار صاحب التاریخ،و أَبو محمّد بن عُبید اللّه،و عبد اللّه بن الصّبّاح البَغْدَادِیّ ،فهؤلاءِ
ص:103
کلُّهم ضَبطُوا بالرَّاءِ،و تَبِعَهم من المَغَارِبَه الحُفَّاظِ أَبو علیّ الصّدفِیّ ،و أَبو بَکْر بن العَرَبِیّ ،و أَبو عامر العَبْدَرِیّ ، و القاسِم التُّجِیبیّ ،فی آخرین،و إِلیه ذَهَب الصَّلاحُ الصَّفَدِیّ فی الوَافِی بالوَفَیات، و هو تَصْحِیف،وَ بَعْضُهم ، أَی من البَغَادِدَه،و المُرَادُ به الحَافِظُ ابنُ نَاصِر،قد صَنّفَ فِیهِ رِسَالَهً مستقلَّهً ، و جَمعَ کلامَ الناسِ ،و رجَّحَ أَنَّه بالرَّاءِ، و قد ضَرَبَ فی حَدِیدٍ بَارِدٍ لأَن جمیع ما احتَجَّ به فیها راجِعٌ إِلی الکِتَابهِ لا إِلی الضَّبْط من قبل الحُرُوفِ ،بل هو من قبلِ الناظِرِین فی تلک الکِتَابَات،و لَیْسَ فی مَجموعه ما یُفید العِلْمَ بأَنَّ آخِرَه رَاءٌ،بل الاحْتِمَال یَطْرق هذِه المَواضِعَ التی احتَجَّ بها،إِذ الکاتِبُ قد یَذْهَلُ عن نَقْط الزَّای فتَصِیرُ رَاءً،ثمّ ما المَانعُ أَن یکون فَوْقَها نُقْطَه فجَعَلَهَا بعضُ من لا یُمَیِّز علامَهَ الإِهْمَال،و لنَذْکُر فیه أَقْوَالَ العُلَمَاءِ لیَظْهَر لک تَصْوِیبُ ما ذَهَب إِلیه المُصَنِّف،قال الحَافِظُ الذَّهَبِیّ فی المِیزَان فِی تَرْجَمَتِه (1):قال ابنُ ناصر و غیرُه:من قَاله بزَاءَیْن مُعْجَمَتَیْن فقَد صَحّف،ثمّ احتَجّ ابنُ ناصِر لقَوْله بأُمور یَطول شَرحُها تُفِید العِلْم بأَنّه بِرَاءٍ،و کذا ابنُ نُقْطَه و ابنُ النّجّار،و قد تَمَّ الوَهمُ فیه علی الدارَقطنیّ و عبدِ الغَنِیّ ، و الخَطِیب،و ابنِ مَاکُولاَ فقالوا: عزیز ،بزای مکرَّره،و قد بَسطْنا القولَ فی ذلک فی تَرجَمَتِه فی تاریخ الإِسلام،قال الحافِظُ ابنُ حَجَر فی التَّبْصِیر:هذا المکانُ هو مَحَلُّ البَسْطِ فیه،لأَنّه مَوضِعُ الکَشْفِ عنه،و قد اشتَهَر علی الأَلسِنَهِ کِتَابُ غَرِیبِ القرآن للعُزَیْزِیّ ،بزاءَین معجمتین.
و قَضِیّه کَلام ابنِ نَاصِر و مَنْ تَبِعَه أَن تَکُونَ الثَانِیَهُ رَاءً مهملَه،و الحُکْم علی الدار قطنیّ فیه بالوَهَم مع أَنّه لَقِیَه و جَالَسه و سَمِع مَعَه و منه،ثمّ تَبِعَه النُّقَّادُ الذِین انتَقَدُوا علیه، کالخَطِیب،ثم ابن مَاکُولاَ و غَیْرهمَا،فی غَایَه البُعْدِ (2)عِنْدِی.
و الذی احتَجَّ به ابنُ ناصِرِ هُو أَنّ الإِثباتَ من اللّغَویِّین ضَبَطُوه بالرّاءِ.قال ابنُ نَاصِر:رأَیْت کِتَابَ المَلاَحن (3)لأَبِی بکر بنِ دُرَیْد،و قد کَتَبَ عَلَیْه لمحمّد بن عُزَیْز السِّجِسْتَانِیّ ،و قَیْده بالرَّاءِ،قال:و رأَیت بخَطّ إِبراهِیمَ بنِ مُحَمَّد الطَّبَرِیّ تُوزونَ ،و کان ضابِطاً،نُسخهً من غَرِیبِ القرآن،کَتَبَها عن المُصنّف،و قیّد التَّرْجمه:تأْلِیف محمّد بن عُزَیْر-بالرّاءِ غیر معجمه-قال:و رأَیتُ بخَطّ محمّدِ بنِ نَجْده الطَّبَرِیّ اللّغوی نُسْخَه من الکِتَابِ کذلِک.قال ابنُ نُقْطَه:و رأَیْتُ نُسْخَهً من الکِتَاب بخَطّ أَبِی عامر العَبْدَرِیّ ،و کان من الأَئمه فی اللُّغَه و الحَدِیث قال فیها.قال عبد المحسن السِّنجیّ :رأَیتُ نُسْخَهً من هذا الکتاب بخَطّ محمّد بن نَجْده،و هو مُحَمَّد ابن الحُسین الطّبَریّ ،و کان غایه فی الإِتْقَان،تَرجمتُها:
کتاب غریب القرآن لمحمّد بن عُزَیر،الأَخِیرَه راءٌ غَیْرُ مُعْجَمَه.قال أَبو عامر:قال لی عبد المُحسن:و رأَیتُ أَنا نُسْخَهً من کتاب الأَلْفاظ روایه أَحمد بن عُبید بن ناصِح، لمحمّد بن عُزَیْر السِّجِسْتَانِی،آخره راءٌ،مکتوب بخطّ ابن عُزَیْرٍ نَفسهِ الذی لا یَشُکّ فیه أَحدٌ من أَهل المَعْرِفه.
هذا آخر ما احتَجَّ به ابنُ نَاصِر و ابنُ نُقطه.و قد تقدَّم ما فیه.ثمّ قال الحافظ :فکیف یَقْطع علی وَهم الدارقطنیّ الذی لَقِیَه و أَخذَ عنه و لم یَنْفَرِد بذلک حتی تابَعَه جَمَاعهٌ .
هذا عندی لا یَتّجِه،بل الأَمر فیه علی الاحتمال،و قد اشتهر فی الشّرق و الغَرْب بزَاءَیْنِ مُعْجَمَتَیْنِ إِلاّ عندَ مَن سَمَّیْنَاه،و وجد بخَطّ أَبی طَاهِر السِّلفِیّ أَنّه بزَاءَیْن.و قیل فیه:براءٍ آخره،و الأَصح بزَاءَین.قال:و القَلْبُ إِلی ما اتَّفَقَ علیه الدارقطنیّ [و أَتْبَاعه]أَمیّلُ ،إِلاّ أَن یَثبت عن بَعْضِ أَهل الضّبط أَنّه قَیَّدَه بالحُرُوف لا بالقَلَم.قال:و مِمَّن ضَبَطَه من المَغَارِبه بزَاءَیْن مُعْجَمَتَیْن أَبو العَبَّاس أَحمد بنُ عبد الجَلِیل بن سُلَیْمَان الغَسَّانیّ التُّدْمِیرِیّ ،کما نَقَلَه ابنُ عبد الملک فی التَّکْمِلَه،و تعقّب ذلِک علیه بکَلاَم ابنِ نُقْطَه،ثمّ رجعَ فی آخرِ الکلام أَنه علی الاحْتِمَال.قلت:و نسبَه الصَّفدِیّ إِلی الدّار قُطْنیّ ،قال:و هو مُعاصِرُه و أَخَذَا جَمِیعاً عن أَبی بَکْر بنِ الأَنْبَارِیّ ،أَی فهو أَعرَفُ باسْمه و نَسَبِه من غیره.
و عُزَیْز أَیضاً ،أَی کزُبَیْر کُحْلٌ م مَعْرُوف من الأَکْحَالِ ، نقله الصَّاغَانِیّ .
و حَفْر عزَّی ، (4)ظاهره أَنه بفَتْح العَیْن،و هکذا هو
ص:104
مَضْبُوط بخَطّ الصّاغَانِیّ ،و الذی ضَبَطَه من تَکَلَّم علی البِقَاع و البُلْدَان أَنه بکَسْرِ العَیْن و قالوا:هو ناحِیَهٌ بالمَوْصِلِ .
و تَعَزَّزَ لَحمُه ،و فی الأَساس و اللّسَان:لَحْمُ النّاقَهِ : اشتَدَّ و صَلُبَ ،و قال المُتَلَمِّس:
أُجُدٌ إِذا ضَمَرَت تَعَزَّزَ لَحْمُها
و إِذا تُشَدّ بنِسْعِهَا لا تَنْبِسُ (1)
و العَزِیزَهُ فی قَوْلِ أَبی کَبِیرٍ ثابِتِ بن عَبْد شَمْس الهُذَلِیّ من قَصِیدهٍ فائِیّه عِدَّتُها ثَلاَثَهٌ و عِشْرُون بَیْتاً:
و أَولُهَا:
أَزُهَیْرَ هَل عن شَیْبَهٍ من مَصْرِفِ
أَم لا خُلُودَ لبَاذِلٍ مُتَکَلِّفِ
یرید زُهَیْرَه و هی ابنتُه،و قَبْل هذا البَیْت:
و لقد غَدَوتُ و صاحِبِی وَحْشِیّهٌ
تَحت الرِّداءِ بَصِیرَهٌ بالمُشْرِفِ
یرید بالوَحْشِیّه الرِّیحَ .یقول:الرِّیح تَصْفُقُنِی.و بَصِیرَه الخ،أَی هذِه الرِّیح مَنْ أَشرَفَ لها أَصَابَتْه إِلاّ أَن یَستَتِرَ تدخُل فی ثِیَابِه،و المُرَاد بالعَزِیزه العُقَاب (2)،و بالفِرَاش وَکْرها،ورَوْثَه أَنْفِهَا،أَی طَرَف أَنْفِهَا.یَعْنِی مِنْقَارَها،أَراد:
لم أَزَلْ أَعْلُو حتی بَلَغْت وَکْرَ الطَّیْر.و المِخْصَفُ :الذی یُخْصَف به،کالإِشْفَی، و یُرْوَی عَزِیبَه ،و هی التی عَزَبَت عَمَّن أَرادَهَا،و یُرْوَی أَیضاً غَرِیبَه،بالغَیْن و الراءِ،و هی السوداءُ،کما نَقله السُّکّرِیّ فی شَرْح دیوان الهُذَلیّین.
و یَقُولُون للَّرجُل: تُحِبُّنی،فیقُول: لَعَزَّ مَا،أَی لَشَدَّ ما و لَحَقَّ مَا،کذا فی الأَساس. و یقولون:فلان جیءْ به عَزًّا بَزًّا،أَی لا مَحَالَهَ ،أَی طَوْعاً أَو کَرْهَا. و قال ثَعْلَب فی الکَلاَم الفَصِیح:« إِذا عَزَّ أَخُوک فهُنْ »،و العَرَبُ تَقُولُه،و هو مَثلٌ ، أَی إِذا تَعظَّمَ أَخُوک شامِخاً علیک فَهُن،فالتَزِمْ لهالهَوَانَ ،و قال الأَزهریّ :المَعْنَی: إِذا غَلَبَکَ و قَهَرَک و لم تُقَاوِمْه فلِنْ له :أَی تواضع له فإِن اضْطِرابک علیه یَزِیدُک ذُلاًّ و خَبَالاً.قال أَبو إِسحاق:الذی قاله ثَعْلَب خَطَأٌ،و إِنَّمَا الکلام:إِذا عَزَّ أَخُوک فهِنْ .بکَسْر الهاءِ.مَعْنَاه:إِذا اشْتَدّ عَلَیْک فهِنْ له و دَارِه.و هذا من مَکارِم الأَخلاقِ .و أَمّا هُنْ ، بالضّمّ ،کما قَالَه ثَعْلَب،فهو من الهَوَانِ ،و العَرب لا تَأْمُر بذلِک،لأَنهم أَعِزَّه أَبَّاؤُون للضَّیْم.
قال ابنُ سِیدَه:إِن الذی ذَهبَ إِلیه ثَعْلَبٌ صَحِیحٌ ،لِقَوْل ابنِ أَحمَر:
و قارِعَهٍ من الأَیّام لولاَ
سَبِیلُهُمُ لَزَاحَتْ عنک حِینَا
دَبَبْتُ (3)لهَا الضَّرَاءَ فَقُلتُ أَبقَی
إِذا عَزَّ ابنُ عَمِّک أَن تَهُونَا
« و من عَزَّ بَزَّ » أَی مَنْ غَلَبَ سَلَب ،و هو أَیضاً من الأَمثال،و قد تقدّم فی ب ز ز.
و العَزِیزُ کأَمِیر، المَلِک ،مأْخُوذ من العِزّ ،و هو الشِّدّه و القَهْر؛و سُمِّیَ به لِغَلَبَتِه علی أَهْلِ مَمْلَکَتِه ،أَی فلَیْس هو من عِزَّهِ النَّفْس. و العَزِیزُ أَیضاً: لَقَبُ مَنْ مَلَکَ مِصْر مع الإِسْکَنْدَرِیَّه ،کما یُقَال النَّجَاشِیّ لمَنْ مَلَک الحَبَشَه،و قَیْصَر لمَنْ مَلَک الرّومَ ،و بهما فُسِّر قوله تعالی: یا أَیُّهَا اَلْعَزِیزُ مَسَّنا وَ أَهْلَنَا الضُّرُّ (4).
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
اَلْعَزِیزُ :من صِفات اللّه تعالی و أَسمائِه الحُسْنَی،قال الزَّجَّاج:هو المُمتَنِع فلا یَغْلِبُه شیْ ءٌ.و قال غَیْرَه:هو القَوِیّ الغالِبُ کلَّ شیْ ءٍ،و قیل:هو الذی لَیْسَ کَمِثْلِهِ شَیْ ءٌ .و من أَسمائِه عَزَّ و جَلَّ : المُعِزّ ،و هو الذی یَهَب العِزَّ لمَنْ یَشَاءُ من عِبَادِه.و التَّعَزُّز :التَّکَبُّر:و رجل عَزِیزٌ :مَنِیعٌ لا یُغْلَب و لا یُقْهَر،و قَوله تعالی: وَ إِنَّهُ لَکِتابٌ عَزِیزٌ لا یَأْتِیهِ الْباطِلُ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَ لا مِنْ خَلْفِهِ (5)أَی حُفِظَ و عَزّ من أَن یَلحَقَه شَیْ ءٌ من هذا.و عِزٌّ عَزِیزٌ ،علی المُبَالَغَه،أَو بمعنی مُعِزّ ،قال طَرَفَهُ :
ص:105
و لو حَضَرَتْه تَغْلِبُ ابنَهُ وَائِلٍ
لَکانُوا له عِزًّا عَزِیزاً و نَاصِرَا
و کَلِمَهٌ شَنْعَاءُ لاهْل الشِّحْر،یَقُولُون: بعِزِّی لَقَدْ کان کَذا و کذا،و بِعِزِّک ،کقَوْلِک:لعَمْرِی و لَعَمْرُک.و
17- فی حَدِیثِ عُمَر: «اخْشَوْشِنُوا و تَمَعْزَزُوا ». أَی تَشَدَّدُوا فی الدّیْن و تَصَلَّبُوا.من العِزّ القُوّهِ و الشِّدَه.و المِیمُ زَائِدَه، کتَمَسْکَن من السُّکُون،و قیل:هو من المَعَز و هو الشدّه، و سَیَأْتِی فی مَوْضِعِه و یُرَوی و:تَمَعْدَدُوا.و قد ذُکِر فی مَوضعه.و عَزَّزتُ القَوْمَ :قَوَّیتُهُم (1).و الأَعِزَّاءُ :الأَشِدَّاءُ و لیس من عِزَّه النَّفْسِ .و نقلَ سِیبَوَیْه:و قالُوا: عَزَّ ما أَنَّک ذَاهِبٌ ،کقَولِک:حَقًّا أَنّک ذَاهِب.
و العَزَز ،مُحَرَّکه:المَکَانُ الصُّلْبُ السَّرِیع السَّیْل.و أَرضٌ عَزَازَهٌ و عَزَّاءُ : مَعْزُوزَه (2)،أَنشدَ ابنُ الأَعْرَابِیّ :
عَزَازَه کلِّ سائِلِ نَفْعِ سَوْءٍ
لکُلِّ عَزَازَهٍ سالَتْ قَرَارُ
و فَرسٌ مُعْتَزَّهٌ :غَلِیظَهُ اللَّحْمِ شَدِیدَتُه.
و قولهم: تعزَّیت عنه،أَی تَصَبَّرْت،أَصلها تَعَزَّزْت ،أَی تَشدَّدْت مثل تَظَنَّیْت من تَظَنَّنْت،و لها نَظَائِر تُذْکَر فی مَوْضِعها.و الاسمُ منه العَزَاءُ .و
16- فی الحدِیث: «مَن لم یَتَعَزَّ بعَزَاءِ اللّه فلَیْس مِنّا». فسّره ثَعْلَب فقال:معناه مَنْ لم یَرُدَّ أَمرَه إِلی اللّه فلَیْس مِنَّا.
و العَزّاءُ :السنه الشَّدِیدَه.
و عَزَّه یَعُزّه عَزًّا :أَعانه،نقلَه ابنُ القَطّاع،قال:و به فَسَّر من قرأَ: فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ (3).
یقال:فلانٌ عَنْزٌ عَزُوز ،کصَبُور:لها دَرٌّ جَمٌّ ،و ذلک إِذا کان کثِیَر المَالِ شَحِیحاً.و عازَّ الرجُلُ إِبلَه و غَنَمَه مُعَازَّهً ،إِذا کانت مِرَاضاً لا تَقدِرُ أَن تَرْعَی فاحْتَشّ لها و لَقَّمَها،و لا تکون المُعازَّهُ إِلاّ فی المَالِ ،و لم یُسْمَع فی مَصْدَرِه عِزَازاً .
و سَیْلٌ عِزٌّ ،بالکَسْر:غالبٌ .و المُعْتَزّ : المُسْتَعِزّ .
و عِزَّ ،بالکَسْر مَبْنِیًّا علی الفَتْح:زَجْرٌ للغَنَم،و هذِه عن الصّاغَانِیّ .و عَزِیز ،کأَمِیر:بَطْن من الأَوْس من الأَنْصار.
و فی شرح أَسماءِ اللّه الحُسْنَی لابن بَرْجَان: العَزُوزُ ، کصَبور:من أَسماءِ فَرْج المرأَه البِکْر.و عُزَّی ،علی اسمِ الصَّنَم:لَقبُ سَلمَه بنِ أَبی حَیَّهَ الکاهِن العُذرِیّ .
و العُزَّیَانِ ،مُثَنًّی،هُمَا بظاهر الکُوفَه حیث قَبْرُ أَمِیرٍ المُؤمِنِین علیٍّ رضی اللّه عنه،زَعمُوا أَنهما بَناهُما بَعْضُ ملُوکِ الحِیرَهِ .و خَیَالانِ من أَخْیِلَهِ حِمَی فَیْد،یَطؤُهُمَا طَرِیقُ الحَاجّ ،بینَهُمَا و بین فَیْدٍ سِتَّهَ عَشَر مِیلاً.
و استَعَزّ فُلانٌ بحَقّی،أَی غَلَبَنِی،و استُعِزَّ بفُلان أَی غُلِب فی کل شیْ ءٍ من عاهَهٍ أَو مَرَضٍ أَو غیرِه.و قال أَبو عَمْرو:
استُعِزّ بالعَلِیل،إِذا اشْتَدّ وَجَعُه و غُلِب علی عَقْلِه.و
16- فی الحدیث: «لما قَدِم المَدِینَهَ نَزَل علی کُلْثُومِ بنِ الهَدْمِ ، و هو شاکٍ ،ثمّ استُعِزّ بکُلْثومٍ فانتَقَلَ إِلی سَعْد بنِ خَیْثَمَه».
و یقال أَیضاً: استُعِزّ به،إِذا مَاتَ .
و عَزَّز بهم تَعْزِیزاً:شَدَّدَ علیهم و لم یُرَخِّص.و منه
17- حَدِیثُ ابنِ عُمَر: «إِنکم لمُعَزَّز بکم،علیکم جَزاءٌ وَاحِدٌ». أَی مُثَقَّل علیکم الأَمرُ.
و محمّد بن عِزّانَ ،بالکَسْر،رَوَی عن صالحٍ مَوْلَی مَعْنِ بن زائده.و عَزَّاز بن أَوْس،کشَدَّاد:مُحَدّث.و عُزَیْز ، کزُبَیْر:محمّد بن عُزَیْز الأَیلیّ ،و عبد اللّه بن محمد بن عُزَیْزِ المَوْصِلیّ .و أَحمَد بن إِبراهیم بن عُزَیْز الغُرناطِیّ .و مَیْسَرَهُ ابن عُزَیز :مُحَدِّثون.و کأَمِیر،أَبو هُرَیْرَه عَزِیز بن محمّد المَالِقیِّ الأَندلُسِیِّ .و عَزِیز بن مُکْنِف،و عَزِیز بنُ محمّدِ بنِ أَحمدَ النَّیْسَابُورِیّ ،و مُصْعَب بن عبد الرحمن بن شُرَحْبِیل ابن[أَبی] عَزِیز ،و عَبْدُ اللّه بنُ یَحیی بن معاوِیَه بن عَزِیز بن ذی هِجْرَان السّبائی المِصْرِیّ ،و عُمر بن مُصْعَب بن أَبی عَزِیزٍ الأَندلسیّ :مُحَدِّثون.
و أَبو إِهَابِ بنُ عَزیز بن قَیْسٍ الدّارِمیّ :أَحَدُ سُرَّاقِ غَزَالِ الکَعْبَه،و ابنَتَاه أُمّ حُجَیْر و أُم یَحْیَی،وقع ذکرُ الأَخیرهِ فی صَحِیح البخاریّ ،المَشْهُورُ فیه الفَتْح:و قَیَّده أَبو ذَرّ الهَرَوِیّ فی روَایتِه عن المُسْتَمْلی و الحَمَوِیّ بالضّمّ .و أَبو عَزِیز بن عُمَیْر العَبْدَرِیّ ،قُتِل یَوْمَ أُحُد کافِراً،و حَفِیده مُصْعَب بن
ص:106
عُمَیْر بن أَبی عَزِیز قُتِل بالحَرَّه.و هانئُ بن عَزیزٍ أَوّل من قُتِل من مُشْرِکِی مکّه،ذکره ابنُ دُرَیْد.و یَحْیَی بنُ یَزِید بن حُمْرَان بن عَزِیز الکِلابیّ ،من صَحَابَه المَنْصُور،و شُمَیْسه بنت عَزِیز ،لها روایه.و عَزِیزَه ابنهُ علِیّ بن یَحْیَی بن الطَّرَّاح،عن جَدّهَا،ماتَت سنه 600 و عَزِیزه بنت مُشَرِّف، ماتت سنه 619 و عَزِیزهُ .لَقبُ مُسنده مِصر أُمّ الفضل هاجَرُ القُدْسیه.
و بالضّمّ أَبو بکر محمّدُ بنُ عمر بن إِبراهیم بن عُزَیْزه الأَصْبَهَانیّ من شیوخ السِّلفَیّ ،و أَخوه عبد اللّه،و ابنه أَبو الخَیْر عُمَر بن محمّد،حدّث عنهما أَبو موسی المَدِینیّ ، و عَنْهما،یعنی:أَخبرَنا العُزَیْزِیّان ،و ولده أَبو الوفاءِ محمّد بن عُمر،حَدَّث أَیضاً،و أَبو المَکَارم أَحمد بن هِبه اللّه بن عُزَیْزَه الشّاهد،و ابن عمه محمّد بن عبد اللّه بن محمود،حَدّثَا.و الشِّهاب علیّ بن أَبی القاسم بن تمیم الدِّهِسْتانیّ العَزِیزِیّ ،بالفَتْح،سَمع من أَبی الیُمْن بنِ عَسَاکرَ،مَولده سنه 627.و عُزَیْزِیّ بلفظ النَّسب،اسم شَیْذَلهَ الواعِظِ المشهور،یأْتی للمصنِّف فی شَ ذَ ل.و أَبو عبد رَبّ العِزّه ،بالکَسْر،رَوَی عن معاویهَ ،و عنه عَبْدُ الرحمن بن یَزِید بن جابر.و عبد العُزَّی اسمُ أَبی لَهَبٍ ، و عبد العُزَّی بن غَطَفان أَخو رَیْث و یُسَمَّی عبد اللّه.و عَبْد العُزَّی وَالدُ أَبی الکنُود و جَعْدهَ الشَّاعرَین.و عزازه بنُ عبدَّ الدائم شَیْخٌ لأَبی أَحمد العَسکریّ .و الحُسین بن علی المُعْتَزّی المِصْریّ ،روَی عن جعفر بن عبد الواحد الهَاشِمِیّ ،و ذکره المَالِینیّ و مُعْتَزَّه بنتُ الحُصَیْن الأَصْبَهانِیَّه، روتْ عن عبد المَلک بن الحُسین بن عَبْد رَبِّه العَطَّار،ماتتْ بعد الخَمْسِمِائَه.و العَزِیزِیّه ،بالفَتْح:اسمٌ لثلاثِ قُرًی بمِصْر بالشَّرقِیَّه و المُرتاحِیّه و السَّمَنُّودِیّه (1).و مُنْیَه العِزّ ،اسمٌ لأَربعِ قُرًی بمِصْر أَیضاً،بالدَّقَهْلِیّه و بالشَّرقِیَّه و بالمُنُوفِیَّه و بالأَشْمُونین،و کُوْم عَزّ الملک و مُنیه عِزّ الملک،و مُنْیَه عَزُّونَ :قُرًی بالدیار المِصریّه.
و أَبو العِزّ محمّد بن أَحمد بن أَحمد بن عبد الرحمن القاهرِیّ شَیخُ شُیوخِنا،أَجازَه المُعمَّر محمّدُ بنُ عُمرالشّوبریّ و الشَّمس البابِلیّ و الشَّمْس بن سُلیمان المَغْرِبیّ ، سمعَ منه شیوخُنا:الشِّهابانِ :أَحمدُ بنُ عبد الفتاح المجیریّ ،و أَحمد بن الحسن الخَالِدیّ ،و المحمَّدانِ :ابنُ یَحْیی بن حِجازیّ ،و ابن أَحْمَد بن محمّد الأَحمدیّ ، و غیرهم،و هو من أَعظَم مُسْندی مصرَ،کأَبِیه.و عبد اللّه بن عُزَیِّز ،مُصَغَّراً مثقَّلاً،من شُیُوخ العِزّ عبد السلام البَغْدَادِیّ الحَنَفِیّ .
عَشَز الرّجلُ یَعْشزُ ،من حدّ ضَرَب، عَشَزَاناً ، محرکهً : مَشَی مِشْیَهَ المَقْطُوعِ الرِّجْلِ ،قاله ابنُ القَطّاع، و فی التَّکْمِلَه: عَشَزَ علی عَصَاه ،أَی تَوَکَّأَ.
و العَشْوَزُ ،کجَعْفَر و عَذَوَّر:الأَرض الصُّلْبَهُ الغَلِیظَهُ الخَشِنَهُ ، أَو العَشْوَزُ : الشَّدِیدُ الخَلْق الغَلِیظُ من الإِبل ، کالعَشَوَّز. و العَشْوَزُ : الخَشِنُ من الطَّرِیق،و الأَرضُ الصُّلْبُ مَسْلَکُها،و الجمْع العَشاوِزُ .قال الشّمّاخ:
حَذَاهَا من الصَّیْداءِ نَعْلاً طِرَاقُهاَ
حَوَامِی الکُرَاعِ المُؤْیِدَاتُ العَشَاوِزُ
و یُرْوَی:المُوجِعَاتُ ،قاله الصاغانِیُّ .قُلْتُ :و یُرْوَی:
المُقْفِرَات أَیضاً. و العَشْوَز : الکَثِیرُ من اللَّحْم.و العَشْزُ بالفَتْح: فِعْلٌ مُمَاتٌ ،و هو غِلَظُ الجِسْمِ ،و منه العَشَوْزَنُ ، کسَفَرْجَل، للغَلِیظ من الإِبِل و الشَّدِیدُ الخَلْق العَظِیم من النَّاس،و النُّون زَائِدَه.و العَشَوْزَنُ أَیضاً:ما صَعُب مَسْلَکُه من الأَمَاکن قال رُؤْبَه:
أَخْذُکَ بالمَیْسُورِ و العَشَوْزَنِ
و یقال:قَنَاهٌ عَشَوْزَنَهٌ ،أَی صُلْبَهٌ کما فی اللّسَان و سیَأْتِی فی عَشْزَن بَعْضُ ذلک.
عَضَز یَعْضِز عَضْزاً ،من حَدّ ضَرَبَ ،أَهمَلَه الجوهریّ .و قال ابن دُرَیْد:أَی مَنَع ،هکذا نَقله عنه الصّاغَانِیّ . و فی اللّسَان: عَضَزَ یَعْضِز : مَضَغ ،فی بَعْض اللُّغَات، أَو لم یَعْرِفْهَا البَصْرِیّون ،قاله ابن دُرَیْد (2)، و هو بِنَاءٌ مُسْتَنْکَرٌ ثَقِیل.
العَضَمَّز ،کعَمَلَّس ،أَهمله الجَوْهَرِیّ ،و هو
ص:107
الأَسَد ،لشِدَّته، و العَضَمَّز : الشَّدیدُ من کُلّ شَیْ ءٍ ،و کذلک الضَّخْم من کُلّ شَیْ ءٍ،و رجُلٌ عَضَمَّزُ الخَلْقِ :شَدِیدُه.
و قال اللّحْیانیّ : العَضَمَّزُ :الرّجُلُ البَخِیلُ ،و بهاءٍ الأُنثَی ، و قد خَالف هنا قاعِدَته:و هی بهاءٍ،لیَعْطِف علیه ما بَعْدَه، قال حُمَیْد:
عَضَمَّزَهٌ فیها بَقَاءٌ و شِدَّهٌ
و وَالٍ لها بَادِی النَّصَاحَهِ (1)جاهِدُ
و العَضَمَّزَه : العَجُوزُ الغَلِیظَهُ اللَّحْیَیْن الدَّاهِیَهُ ،هکذا فی سائر النُّسَخ،و الصَّواب العَجُوز،و الغَلِیظَه،إِلی آخره،کما هو نَصّ الصّاغَانِیّ أَو (2)هی القَبِیحَهُ الوَجْهِ ،نقله الصاغَانِیّ أَیضاً. و قال الأَزهَرِیُّ :عَجوز عِکْرِشَهٌ و عِجْرِمَهٌ و عَضَمَّزَه و قَلَمَّزَهٌ ،هی اللَّئیمَهُ القَصِیرَهُ .
قال الکِسَائِیّ و العَیْضَمُوز ،کحَیْزَبُون: العَجُوزُ الکَبیره، و أَنشد:
أَعطَی خُبَاسَهَ عَیْضَمُوزاً کَزَّهً
لَطْعَاءَ بِئْس هَدِیَّهُ المُتَکَرِّمِ
و قال اللیث: العَیْضَمُوز : النَّاقَهُ الضَّخْمَهُ التی مَنَعها الشَّحْمُ أَن تَحْمِل،أَو هی الطَّویلَهُ العَظِیمَهُ ،أَو الغَلِیظَهُ اللَّحْمِ المُتَقَارِبَهُ الخَلْقِ ،أَو المُجْتَمِعَهُ الشَّدِیدَهُ ،التی إِذا رَأَیْتَهَا کأَنَّهَا غَضْبَی کَالِحَهُ الوَجْه. و العَیْضَمُوز : الصَّخْرَه الطَّوِیلَه العَظِیمَه ،نقله الصاغانیّ ،و لم یَذْکُر العظیمه.
العَیْطَمُوز ،علی وَزْن الذی سَبَق،أَهمَله الجَوْهَرِیّ ،و قال ابنُ دُرَیْد:هو من النُّوق و الصَّخَرَات:
الطّوِیلَهُ العَظِیمَهُ . و یقال:صَخْرَهٌ عَیْطَمُوزٌ :ضَخْمَهٌ ، أَو هو بَدَلٌ من عَیْطَمُوس ،بالسِّین المُهْمَلَه،کما یَجِیءُ فی مَحَلّه، و لذا ذکرَه الأَزهریّ فی ترجمه«عَطْمَس»استِطْرَاداً.قُلْتُ :
و سیأْتی فی العَیْطَمُوس،عن ابنِ الأَعرابیّ أَنها النَّاقَهُ الهَرِمَهُ .
عَفَرَّزانُ ،بفَتْح العَیْن و الفَاءِ و الرَّاءِ المُشَدَّده ، و لو قال کمُثَنَّی عَفَرَّز کعَلَمَّس أَو ما یَقْرُب من ذلک کان أَخصَرَ،و قد أَهمَلَه الجوهَریّ ،و هو اسمُ مُخَنَّث کان بالبَصْرَه ،قال جَرِیر:
عَجِبْنَا یا بَنِی عُدُسَ بنِ زَیْدٍ
لِبسْطَامٍ شَبِیهِ عَفَرَّزَانِ
قال الصاغَانیّ :بِسْطَام هو بِسْطَام بنِ ضِرَارَ بنِ القَعْقَاع بن مَعْبَد بنِ زُرَارَهَ .و قد أَهمَلَه صاحِبُ اللِّسَان أَیضاً.
العَفْزُ ،بالفَتْح،أَهمله الجَوْهَرِیّ ،و قال ابنُ الأَعرابِیّ :هو الجَوْزُ المَأْکُولُ ، کالعَفَازِ ،کسَحاب، الوَاحِده عَفْزَه و عَفَازَه .
و العَفْزُ : مُلاعَبَهُ الرّجُلِ أَهلَه، کالمُعَافَزَه ،و یقال:بات یُعَافِزُهَا ،أَی یُلاعِبُهَا و یُغَازِلُها.قال الأَزهریّ :هو من باب قَوْلهم:بات یُعَافِسُهَا،فَأَبْدَل من السّین زَایاً.
و العَفْزُ : إِنَاخَتُه بَعِیرَه ،و قد عَفَزَه .نقله الصّاغانیّ .
و العَفَازه ،کسَحابه الأَکَمَهُ ،یقال:لَقِیتُه فوقَ عَفَازَهٍ .
و العُفَازهُ ، بالضَّمّ :جَوْزهُ القُطْنِ ،کأَنَّها شُبِّهت بالجَوْز الذی یُؤْکَل،و قد ضَبَطوا هذه بالضَّمّ .
*و ممّا یُسْتَدْرَک عَلیه:
عَفْزَه ،بالفَتْح:بَلْدَهٌ قَدِیمهٌ قُرْبَ الرّقّهِ الشامِیّهِ ،علی شَاطِئ الفُرَاتِ ،و هی الآنَ خَرَابٌ ،کما نقله الصّاغَانِیّ (3).
و العِفَازَهُ ،بالکَسْر:الأَکَمَهُ ،لُغَه فی العَفَازه ،بالفَتْح، نقله الصَّاغَانیّ .
و یقال:للکُمَّه التی تحت البَیْضَهِ و التَّرْکَهِ و المِغْفَرِ لِتَقِیَ الرَّأْسَ ، عَفَازَه ،کسَحَابه،قال الشَّاعِر:
الطّاعِنِینَ الخَیْلَ فی لَبَّاتِهَا
و الضَّارِبِینَ عَفَازَهَ الجَبَّارِ
نَقلتُه من کِتَاب الدِّرْع لأَبی عُبَیْدَه.
العَقْزُ ،أَهملَه الجَوْهَرِیّ ،و قال ابنُ دُرَیْد،هو فِعْل مُمات،و هو تَقَارُبُ دَبیبِ الذَّرَّهِ (4)أَی النَّمْل و ما أَشْبَهَها.
و العَنْقَزُ ،کجَعْفَر و النّون زائده،و هذا مَوضِع ذِکْره،کما ذَکَرَه ابنُ دُرَیْد،لا کما تَوَهَّمَه الجَوْهَرِیّ فذَکرَه فی«عنقز»
ص:108
بعد ترکیب عنز،کما قاله الصّاغَانِیّ : جُرْدَانُ الحِمَارِ.
و العنْقز ،کجَعْفَر و هُدْهُد: المَرْزَنْجُوشُ ،الأَخیره عن کُراع.قلْت:و سیأْتی فی«سفف»أَنّه فی لُغَه نَجْد،و أَمّا أَهلُ الیَمَن فیُسَمُّونه سَفْسَفاً،کجَعْفَر،و أَنشد الجَوْهَرِیُّ للأَخْطَلِ یَهْجُو رَجُلاً:
أَلاَ اسْلَمْ سَلِمْتَ أَبَا خَالِدٍ
و حَیَّاکَ رَبُّک بالعَنْقَزِ
قال الصاغانیّ :فاسْتَشْهَد به الجَوْهَرِیّ علی أَن العَنْقَز هنا المَرْزَنْجُوش،و لیس کَذلِک،بل المُرَاد به هنا جُرْدَانُ الحِمَارِ،و إِنما غَلط مَنْ نَقَل من کِتابه،حیث رَأَی للعَنْقَز مَعانِیَ أَحدُها المَرْزَنْجُوشُ ،و سَمِع قَولَ النَّابِغَه الذُّبْیَانِیّ :
رِقَاقُ النِّعَال طَیِّبٌ حُجُزَاتُهُم
یُحَیَّوْن بالرَّیْحَان یَوْمَ السَّباسِبِ
فَتَوهَّمَ أَن الذی یُحَیَّی به أَبُو خَالِد هو العَنْقَز الذی هو المَرْزَنْجُوش،و قد قَاس المَلائکهَ بالحَدَّادِین،فإِنّ شِعْرَ النّابِغَه مَدْحٌ ،و الشِّعْر الذی استَشْهَد به الجَوْهَرِیّ و عَزَاهُ إِلی الأَخْطَل،و لَیْس فی شِعْر الأَخطل غِیاث بنِ غَوْثٌ ،ذَمّ و هِجَاءٌ،و لیس له فی حَرْف الزَّای شَیْ ءٌ.قُلْت:و قد ذَکَرَ الجَوْهریّ بَعْدَ هذا البَیْت أَبیاتاً أُخَرَ و هی هذه:
و رَوَّی مُشَاشَک بالخَنْدَرِی س
ِ قَبْلَ المَمَاتِ فلا تَعْجِزِ
أَکلتَ القِطَاطَ فأَفْنَیْتَهَا
فهَلْ فی الخَنَانِیصِ من مَغْمَزِ
و دِینُک هذا کَدِینِ الحِمَا
رِ بلْ أَنْتَ أَکفَرُ من هُرْمُزِ
و نَقَلَه ابنُ بَرّیّ و ذَکرَ فی العَنْقَز القَوْلَیْن.
و العَنْقَزهُ : بِهَاءٍ:الرَّایَهُ .
و قیل: العَنْقَزُ ،کجَعْفَر: الدّاهِیَه.
و قیل السَّمّ ،کِلاهُمَا من کتاب أَبی عَمرو.
و أَبو العَنْقَز ،کجَعْفر: رَجلٌ رُدَّت شَهَادَتُه عند بَعْضِ القُضَاه ،المُرَادُ بهِ إِیاسٌ ، لُکْنَیتِه ،و ضَبَطَه الحَافِظُ بالرَّاءِ، و قد تَقَدَّم.
و عَمْرُو بنُ محمّد العَنْقَزِیّ ،و ابنه الحُسَیْن،مُحَدِّثان و دَارَهُ العَنْقَزِ ،هکذا فی النُّسخ،و الصَّواب:ذَاتُ العَنْقَز،کما هو نَصُّ التکمله و التَّبْصِیر،ثمّ إِن مُقْتَضَی سِیاقِه أَنه کجَعْفَر،و ضَبَطه الصّاغَانِیّ بالضّمّ (1)و قال:هو مَوضِع بِدِیارِ بَکْرِ بنِ وَائِلٍ .
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
العُنْقُزَانُ بالضّمّ :المَرْزَ نْجُوشُ ،نقلَه ابنُ بَرِّیّ .و قال أَبو حَنِیفَهَ :و لا یَکُون فی بِلادِ العَرَب،و قد یکون بغَیْرها،و منه یَکُون هناک اللاَّذَنُ .
و العُنْقُز ،بالضَّمّ :أَصلُ القَصَبِ الغَضِّ ،و قیل بالرَّاءِ و قد ذُکِر فی مَوْضعه.و العُنْقُزُ أَیضاً:أَبناءُ الدّهاقِین،و قیل بالرّاءِ،و قد ذُکِرَ فی مَوْضِعِه.
و محمّد بن علیّ بن أَبِی العَنَاقز (2)الشَّلْمَغانِیّ الذی أَحدَثَ مَذْهَبَ الرَّفْضِ ببَغْدَادَ و قال بالتَّنَاسُخ و الحُلُول، ذکرَه الصَّفَدِیّ .
*و ممّا یُسْتَدْرَکْ عَلَیه هنا:
العَقْفَزَهُ ،اسْتَدْرکه صاحِبُ اللّسَان و قال:هو أَن یَجْلِس الرَّجُلُ جِلْسَهَ المُحْتَبِی،ثم یَضُمّ رُکْبَتَیْه و فَخِذَیْه، کالذی یَهُمّ بأَمْرِ شَهْوَهٍ لَه،قال:
ثمّ أَصابَ ساعَهً فعَقْفَزَا
ثمّ عَلاَهَا فدَحَا و ارْتَهَزَا
قلت:و سیَأْتی للمُصَنّف فی اقعَنْفَز.
العَکْزُ ،بالفَتْح: التَّقبُّضُ ،و الفِعْل ، عَکِزَ ، کسَمِع.
و العِکْز ، بالکَسْرِ :الرجُلُ السَّیِّیءُ الخُلُقِ البَخِیلُ المَشْؤُمُ المُنْقَبِضُ ،و ضَبَطَه فی اللّسَان ککَتِف.
و عَکَزَ علی عُکَّازَتِه :تَوکَّأَ ،و العُکَّازَه ،کرُمَّانَه،یأْتی بَیَانُهَا، کتَعَکَّزَ .و عَکَزَ الرُّمْحَ :رَکَزَه،و عَکَزَ بالشَّیْ ءِ:
اهْتَدَی به ،و العُکَّازه مُشتقّ منه.
ص:109
و العَکْوزَ کجَرْوَل ،و ضبطه الصَّاغَانیّ کتَنُّور (1)و هو الصَّواب: عَصاً ذَاتُ زُجٍّ فی أَسفَلِها یَتَوکَّأُ علیها الرجُلُ ، کالعُکَّاز ،کرُمَّان.
و العَکُوز ،کصَبُور،کما ضَبَطَه الصاغَانیّ : مِثْلُ الجُبَّه من الحَدِید یَجْعَل الأَجذَمُ رِجْلَه فیها. و فی التَّکْمِلَه:فِیه.
و سَمَّوْا، عاکِزاً و عُکَیْزاً ،کزُبَیْر.
و عَکَّز الرُّمْحَ تَعْکِیزاً :أَثبَتَ فیه العُکَّاز ،نقله الصّاغَانِیّ و لم یُقَیّد بالرُّمْح.قُلتُ : العُکَّازه تُکنی عَمّا یَتولاَّه الإِنْسَانُ من مَنْصِب،و منه قَولُهم:فُلانٌ من أَرْباب العَکَاکِیز ، و یقال: تَعَکّز قَوسَه،أَی جَعَلَهَا عُکَّازَهً ،و هذِه مِنَ الأَسَاس.
و یقال: تَعَکّز قَوسَه،أَی جَعَلَهَا عُکَّازَهً ،و هذِه مِنَ الأَسَاس.
و یقال: عَکَزَ بالشَّیْ ءِ إِذا جَمَع علیه أَصابِعَه،عن ابنِ القَطَّاع.و عَکَز بالشَّیْ ءِ:ائْتَمَّ به،و منه العُکّازُ فی الیَدِ،عن ابنِ القَطَّاع أَیضاً.
العُکْبُز ،بالضَّمّ :أَهمله الجَوْهَرِیّ و صاحِبُ اللّسَان.و قال الصّاغانِیّ :هو حَشَفَهُ الإِنْسَانِ . باؤُه مُنْقَلِبَهٌ عن المِیمِ .
کالعُکْمُزِ و العُکْمُوز ،بضَمّهِما. و العُکْمُز و العُکْموز أَیضاً و بالهَاءِ فِیهمَا:المَرْأَهُ الحَادِرَهُ التّارَّه ،نقله الأَزهَرِیّ ،و قیل:هی الطَّوِیلهُ الضَّخْمَهُ ،قال:
إِنّی لأَقْلِی الجِلْبِحَ العَجُوزَا
و أَمِقُ الفَتِیّهَ العُکْمُوزَا (2)
قال الأَزهری:و العُکْمُز : الذَّکَرُ المُکْتَنِزُ ،و أَنشَد:
و فَتَحَتْ للعَرْد بِئْراً هُزْهُزَا
فالتَقَمَتْ جُرْدَانَه و العُکْمُزَا
العَلَز ،مُحَرَّکَهً :قَلَقٌ و خِفَّهٌ و هَلَعٌ و ضَجَرٌ و اضْطِراب و شِبْهُ رِعْدَهٍ یُصِیبُ المَرِیضَ و الأَسِیرَ ،تقول (3):
علی عَلَز بَیْن الشَّراسِیف،و عِضَاضِ قَیْدٍ یَمنع من الرَّسِیفِ و کذا یُصِیب الحَرِیصَ علی الشیءِ کأَنّه لا یَسْتَقِرّ[فی] (4)مَکانِه من الوَجَع، و قد یُوصَف به المُحْتَضَر فیقال:هو فی عَلَزِ المَوْتِ ،أَی فی قَلَقهِ و کَرْبِه،قالت أَعرابِیّه تَرثِی ابنَهَا:
و إِذَا لَهُ عَلَزٌ و حَشْرَجَهٌ
ممّا یَجِیشُ به من الصَّدْرِ
و قد عَلِز ،فی الکُلّ ، کفَرِح ، عَلَزاً و عَلَزَاناً ،مُحَرَّکهً فیهما، و هو عَلِزٌ ،أَی وَجِعٌ قَلِقٌ لا یَنَامُ ،یقال:بات فُلانٌ عَلِزاً .و یقال:مَالِی أَراک عَلِزاً ،و قال:
عَلَزَان الأَسِیرِ شُدَّ صِفَادَا
و العِلَّوْز ،کسِنَّور :البَشَمُ ،و قال الجوهریّ :هو لغهٌ فی العِلَّوْصِ ،و هو وَجَعُ البَطْنِ الذِی یقال له اللَّوَی.
و العِلَّوْز : الجُنُونُ ،و هذِه عن الصّاغَانِیّ (5). و العِلَّوْزُ :
المَوْتُ الوَحِیّ ،و هذِه عن اللّسَان، و العِلَّوْز : البَظْرُ الغَلِیظُ .
و عالِز :ع ،قال الشّمّاخ.
عفا بَطْنُ قَوٍّ من سُلَیْمَی فعَالِزُ
فذَاتُ الغَضَی فالمُشْرِفَاتُ النَّوَاشِزُ
و أَعلَزه :أَعجَزَه ،و عِلزَ علیه،نقَلَه الصَّاغَانِیّ .
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
العَلَزُ ،محرکهً :ما تَبَعَّثَ من الوَجَعِ شَیْئاً إِثْرَ شَیْ ءٍ، کالحُمَّی یَدخُل علیها السُّعَالُ و الصُّدَاعُ و نَحْوُهما.و عَلِزَ من کذا:تَمَرَّض.و أَعْلزَه الوَجَعُ :أَقلقَه و عَلِز إِلی الشیءِ:مال و عَدَل،و أَیضاً:اشْتَاقَ ،کلاهما من التَّهْذِیب لابنِ القَطّاع.
العلْکز ،کزِبْرِج و جَعْفَر ،أَهمله الجَوهَرِیّ و الصّاغَانِیُّ .و فی اللسان:هو الرَّجُلُ الغَلِیظُ الشَّدِیدُ الصُّلْبُ الضَّخْمُ العَظِیمُ ، کالعَلَنْکَزِ ،کسَفَرْجَل،و النون زائده.
العِلْهِزُ ،بالکَسْر:القُرَادُ الضَّخْمُ ،قاله ابنُ شُمَیْل. و
16- فی حدیث عِکْرِمَه: «کَان طَعَامُ أَهْلِ الجَاهِلِیَّهِ العِلْهِزَ ». قال ابن الأَثِیر:هو طَعَامٌ من الدَّم و الوَبَر کان یُتَّخَذ فی أَیّام (6)المَجَاعَهِ فی الجاهِلِیَّه،و ذلک أَن یُخْلَطَ الدَّمُ
ص:110
بِأَوْبَارِ الإِبِل،ثمّ یُشْوَی فی النّار،قیل:و کانُوا یَخْلِطون فیه القِرْدَانَ .و قال الأَزهری: العِلْهِز :الوَبَرُ مع دَمِ الحَلَمِ ، و أَنشدَ ابنُ شُمَیْل:
و أَنّ قِرَی قَحْطَانَ قِرْفٌ و عِلْهِزٌ
فَأَقْبِحْ بهذا وَیْحَ نَفْسِک من فِعْلِ
و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ : العِلْهِزُ :الصُّوفُ یُنْفَش و یُشْرَب بالدّمَاءِ و یُشْوَی و یُؤْکَل، قال: و النَّابُ المُسِنَّه عِلْهِزٌ و دِرْدِحٌ . و قال ابنُ شُمَیْل:هی التی فِیهَا بَقِیَّهٌ و قد أَسَنَّت.
و العِلْهِز : نَبَاتٌ [ یَنْبُتُ ] (1)بِبِلادِ بنی سُلَیْم ،له أَصْلٌ کأَصْلِ البَرْدِیّ ،و منه حَدِیثُ الاسْتِسْقَاءِ:
و لا شَیءَ مما یَأْکلُ النَّاسُ عِندنَا
سِوَی الحَنْظَلِ العَامِیِّ و العِلْهِزِ الفَسْلِ
و لیس لَنَا إِلاّ إِلیْکَ فِرَارُنَا
و أَیْنَ فِرَارُ النَّاس إِلاّ إِلَی الرُّسْلِ
و فی الصّحاح: المُعَلْهَز :اللَّحْمُ النِّیءُ ،أَی الّذِی لم یَنْضَج. و فی التَّکْمِله: المُعَلْهَزَه ، بهاءٍ:الشَّاهُ العَجْفَاءُ (2).
*و ممّا یُسْتَدْرَک عَلَیْه.
عن ابنِ سِیدَه المُعَلْهَز :الحَسَنُ الغِذَاءِ،کالمُعَزْهل.
العَنْزُ . الماعِز،و هی الأُنْثَی من المَعز و الأَوْعَالِ و الظِّباءِ، ج أَعْنُزٌ و عُنُوزٌ ،بالضَّمِّ ، و عِنَازٌ ،بالکَسْر،و خَصَّ بعضُهم بالعِنَاز جمْعَ عَنْزِ الظِّبَاءِ.
و العَنْز : فَرَسُ أَبی عَفْرَاءَ سِنَانِ بن شُرَیْط بن عُرْفُطَهَ (3)، و به فُسِّر قول الشاعر:
دَلَفْتُ له بِصَدْر العَنْزِ لَمّا
تحامَتْه الفَوَارِسُ و الرِّجَالُ
و هو قَولُ أَبِی مُحَمَّدٍ الأَسْوَد.و قال غَیْرُه:هو فَرَسُ أَبِی عَفْرَاءَ بن سِنَانٍ المُحَارِبیّ ،مُحَارب عَبْدِ القَیْس، أَو اسمُ سَیْفه ،کما قاله أَبو النَّدَی و کان مُعْوَجًّا،و المَشْهُور هذا القَوْلُ الثَّانی. و العَنْز : الأَکمَهُ السَّوداءُ. قال رُؤْبَه:
و إِرَمٍ أَخْرَسَ فَوْقَ العَنْزِ
و الإِرَم:عَلَمٌ یُبْنَی فَوْقَها لیُهْتَدی به علی الطَّرِیق فی الفَلاَه،و کُلُّ بِنَاءٍ أَصَمَّ فهو أَخْرَسُ ،و یُرْوَی:«و إِرَمٍ أَعْیَسَ (4)»،نقله الأَزهَرِیّ و الجَوْهَرِیّ .
و العَنْز : العُقَابُ الأُنثَی ،و الجَمْع عُنُوزٌ ،و به فُسّر قَوْلُ الشَّاعر:
إِذا ما العَنْزُ من مَلَقٍ تَدَلَّتْ
ضُحَیًّا وَ هْیَ طَاوِیَهٌ تَحُومُ
و العَنْز : سَمَکَهٌ کَبِیرَهٌ لا یَکادُ یَحْمِلُهَا بَغْلٌ ،و یُقَالُ لهَا أَیضاً: عَنْزُ الماءِ. و العَنْز أَیضاً: طَیْرٌ مائِیٌّ ،أَی من طُیُورِ المَاءِ. و العَنْزُ : أُنثَی الحُبَارَی و النُّسُورِ و الصُّقورِ،الأُولی ذَکَرَها ابنُ دُرَیْد.و قال غیرُه:و یقال لها العَنْزَه أَیضاً.
و عَنْزُ ،بلا لامٍ : امرأَهٌ من طَسْمٍ یقال لها: عَنْزٌ الیَمَامَهِ ، و هی المَوْصُوفَه بحِدَّهِ النَّظَر.قال الأَصْمَعِیّ :یقال:إِنها سُبیَت فحَمَلُوها فی هَوْدَجٍ و أَلطَفُوها بالقَوْل و الفِعْلِ فقالت عند ذلک: هذا شَرّ یَوْمَیّ . و لیس فی نَصّ الأَصْمَعِیّ لَفْظه هذَا،و نَصّه:فعِنْد ذلِک قالت:
شَرَّ یَوْمَیْها و أَغْوَاهُ لَهَا
رَکِبَت عَنْزٌ بحِدْجٍ جَمَلاَ
أَی شَرّ أَیامی حِینَ صِرْتُ أَکرَم للسِّبَاءِ ،یُضْرَب مَثَلاً فی إِظهار البِرِّ فی اللِّسَان و الفِعْل لمَنْ یُرادُ به الغَوَائلِ ،و حَکَی ابنُ بَرِّیّ قال:کان المُمَلَّک علی طَسْمٍ رَجُلاً یقال له عُمْلُوقٌ أَو عِمْلِیقٌ ،و کان لا تُزَفُّ امرأَهٌ من جَدِیسَ حَتَّی یُؤتَی بها إِلیه فیکون هو المُفْتَضّ لها أَوَّلاً،و جَدِیسُ هی أَختُ طَسْم،ثمّ إِنّ عُفَیْرَه بنتَ عَفارٍ و هی من سَادَات جَدِیس زُفَّت علی بَعْلِهَا،فأَتِی بها إِلی عِمْلِیق،فَنَال منها ما نَالَ ،فَخَرَجَت رافِعَهً صَوْتَهَا،شاقَّهً جَیْبَها،کاشِفَهً قُبُلَهَا، و هی تقول:
لا أَحَدٌ أَذَلَّ من جَدِیسِ
أَ هکذا یُفْعَلُ بالعَرُوسِ
ص:111
فلما سَمِعُوا ذلِک عَظُم علیهم و اشتَدّ غَضَبُهم،و مَضَی بعضُهم إِلی بَعْض،ثمّ إِن أَخَا عُفَیْرَه و هو الأَسودُ بنُ عَفَارِ صنعَ طَعاماً لعُرْسِ أُختِه عُفَیْرهَ ،وَ مضَی إِلی عِمْلِیق یسأَله أَن یَحْضُر طَعَامَه،فأَجَابَه و حَضَر هو و أَقارِبُه و أَعْیَانُ قَوْمِه، فلمّا مَدُّوا أَیدِیَهُم إِلی الطَّعام غَدَرَت بهِم جَدِیسُ فقُتِل کُلّ مَنْ حَضرَ الطعامَ ،و لم یُفْلِتْ مِنْهُم أَحدٌ إِلاّ رَجلٌ یقال له رِیَاحُ بنُ مَرَّهَ ،.تَوجّه حتی أَتی حَسَّانَ بن تُبَّع،فاستَجاشَه علیهم،و رَغَّبَه فیما عِنْدَهم من النَّعم،و ذکرَ أَنَّ عِندَهم امرأَهً یقال لها عَنْزُ ،ما رَأَی الناظِرُون لها شَبَهاً،و کانت طَسْم و جَدِیسُ بِجَوِّ (1)الیَمَامهِ ،فأَطاعه حَسَّان،فخَرَجَ هو و مَنْ عِنْدَه حتی أَتوْا جَوًّا،و کان بها زَرْقَاءُ الیمامهِ ،و کانت أَعلَمَتْهُم بجَیْشِ حَسّان من قَبل أَن یَأْتِیَ بثَلاثهِ أَیّامٍ ،فأَوْقَعَ بجَدِیسَ و قَتَلَهُم و سَبَی أَولادَهَم و نِسَاءَهم،و قَلَع عَیْنَیْ زَرْقَاءَ و قَتَلَهَا، و أُتِیَ إِلیه بعَنْز راکِبَهً جَمَلاً،فلمّا رأَی ذلِک بَعْضُ شُعَرَاءِ جَدِیسَ قال:
أَخلَقَ الدَّهْرُ بِجَوٍّ طَلَلاَ
مِثلَ ما أَخْلَقَ سَیْفٌ خِلَلاَ
و تَداعَتْ أَربَعٌ دَفَّافَهٌ
تَرَکَتْه هَامِداً مُنْتَخِلاَ
مِن جَنُوبٍ وَ دَبُورٍ حِقْبَهً
و صَباً تُعقِبُ رِیحاً شَمْأَلاَ
وَیْلَ عَنْزٍ و اسْتَوَتْ رَاکِبَهً
فوْقَ صَعْبٍ لم یُقَتَّلْ ذُلُلاَ
شَرَّ یومَیْهَا و أَغوَاهُ لَهَا
رَکِبَت عَنْزٌ بحِدْجٍ جَمَلاَ
لا تُرَی من بَیْتِهَا خارِجَهً
و تَرَاهُنّ إِلیها رَسَلاَ
مَنَعَت جَوًّا و رامَتْ سَفَراً
تَرَکَ الخَدَّیْن منها سَبَلاَ
یَعلَمُ الحَازِمُ ذُو اللُّبِّ بذَا
أَنّمَا یُضْرَب هذا مَثَلاَ
و نَصبُ شَرّ یَومَیها علی الظَّرفِیّه برَکِبَت، مَعْنَی ذلِک رَکِبَتْ بحِدْجٍ جَمَلا فی شَرِّ یَومَیها. و عَنَزَ عنه عُنُوزاً : عَدَلَ و مالَ ،و قال ابنُ القَطَّاع:تَنَحَّی.
و عَنَز فُلاَناً عَنْزاً : طَعَنَه بالعَنَزهِ ،قاله ابنُ القَطّاع.و قال الزّمخْشَرِیّ : عَنَزُوه :طَعَنُوا فیه،مثل تَرَکُوه (2). و هی ،أَی العَنَزه محرّکهً : رُمَیْح بَیْن العَصَا و الرُّمْح ،قالُوا:قَدْر نِصْفِ الرُّمح أَو أَکْثَر شَیْئاً، فیه سِنانٌ مثلُ سِنَان الرُّمْح،و قیل:فی طَرَفه الأَسْفَلِ زُجٌّ کزُجِّ الرُّمْحِ یَتَوَکَّأُ علیها الشَّیخُ الکَبِیرُ، و قیل:هی أَطْولُ من العَصَا و أَقصَرُ من الرُّمْح،و العُکَّازَهُ قَرِیبَهٌ منها.
و العَنَزَه أَیضاً: دَابَّهٌ تکون بالبَادِیَه،دَقِیقَهُ الخَطْمِ ، أَصغَرُه من الکَلْب،و هی من السِّباعِ ، تأْخُذُ البَعِیرَ من قِبَل دُبُرِه،و قَلَّما تُرَی،و تَزْعُم العَرَبُ أَنَّهَا شَیْطَانٌ . أَو هی کابْنِ عِرْسٍ تَدْنُو من النّاقّه البَارِکَهِ ثمّ تَثِبُ فَتَدْخُل فی حَیَائِهَا فتَنْدَسُّ ،و نَصّ الأَزهریّ :فتَنْدَمِص فِیهِ حتّی تَصلَ إِلی الرَّحِم:فتَجْتَذِبُها فَتَمُوتُ النَّاقَهُ مَکَانَها. قال الأَزْهَرِیّ :
و رأَیتُ بالصَّمَّانِ ناقهً مُخِرَتْ من قِبَلِ ذَنَبِها لَیْلاً فأَصْبَحَتْ و هی مَمْخُورَه،قد أَکَلَت العَنَزهُ من عَجُزِهَا طائِفَهً [و الناقهُ حیّه] (3)،فَقَال رَاعِی الإِبِلِ و کان نُمَیْرِیّا فَصیحاً:طَرَقَتْهَا (4)العَنَزَهُ فمَخَرتْهَا.و المَخْرُ:الشَّقُّ ،و قَلَّمَا تَظْهرَ لخُبْثِهَا.
و العَنَزَه من الفَأْسِ :حَدُّها.
و عَنَزَهُ بنُ أَسَدِ بن رَبِیعَهَ بن نِزَار بن معَدٍّ،و اسمُه عَمرو:
بَطْن من أَسد و هو من اللّهَازم.قال ابن الکلبیّ :و قد دَخَلُوا فی عَبْدِ القَیْس، أَو ابنُ عَمْرو ،هکذا فی النُّسَخ بإِثْبَاتِ أَو، و الصّواب و ابنُ عَمْرو،بالوَاو،و هو ابن عَوْف بن عَدِیّ بنِ عَمْرو بنِ مَازِن بن الأَزْد: أَبو حَیّ من الأَزْد.و فَاتَه عَنَزَهُ بنُ عَمْرو بنِ أَفْصَی بنِ حَارِثَهَ الخُزَاعِیّ ،ذَکَرَه الصَّاغَانِیّ ، و عُنَیْزَهُ ،مُصَغَّراً: هَضْبَهٌ سَوْدَاءُ بالشَّجِی (5)ببَطْنِ فَلْجٍ (6)بَیْن البَصْرَه و حِمَی ضَرِیّهَ .قال الصّاغَانِیُّ :و إِیّاهَا عَنی ابنُ حَبِیب حَیْث رَوَی بیتَ امریءِ القَیْس:
ص:112
و یَومَ دَخَلْتُ الخِدْرَ یَومَ (1)عُنَیْزَهٍ
فقالت لَکَ الْوَیْلاتُ إِنَّکُ مُرْجِلِی
و قَال:هکَذَا الرِّوَایَهُ ،قال:و الدَّلِیلُ علی أَنَّ عُنَیْزهَ فی هذا البَیْتِ مَوْضِعٌ قَولُه:
أَفاطِمَ مَهْلاً بعضَ هذَا التَّدَلُّلِ
و إِن کُنْتِ قد أَزمَعْتِ صُرْمِی فأَجْمِلِی
قال ابنُ الکَلْبِیّ :هی فاطِمَهُ بِنْت العُبَیْد بنِ ثَعْلَبَه بنِ عَامِر العُذْرِیّه. و عُنَیْزَه :اسم جَارِیَه ،نَقَلَه الجَوْهَرِیّ .
و عُنَیْزَتَانِ ،مُثَنَّی عُنَیْزَه : ع بالبَادِیَه.
و أَعْنَزَه :أَمالَه و نَحَّاه.
و المُعَنَّز ،کمُعَظَّم :الرَّجلُ الصَّغِیرُ الرّأْسِ .و یقال:
رجُلٌ مُعَنّزُ الوَجْهِ ،إِذا کان قَلِیل لَحْمِه ،و هو المَعْرُوق أَیضاً،أَنشَدَ النَّضرُ:
مُعَنَّزُ الوَجْهِ فی عِرْنِینهِ شَمَمٌ
کَأَنَّمَا لِیطَ نَابَاهُ بزِرْنیقِ (2)
و سُمِعَ أَعرابِیُّ یَقُولُ لِرَجُل:هو معَنَّزُ اللِّحْیَهِ ،و فَسَّره أَبو دَاوود بقَوْلِه:هو بُزْ رِیش،أَی لِحْیَتُه کالتَّیْس ،و بُزْ بالفَارِسِیه التَّیْس.
و اعتَنَزَ ،و اسْتَعْنَز ، تَعَنَّزَ ،إِذا تَنَحَّی النّاسَ و اجْتَنَب عَنْهُم.و قِیل: المُعْتَنِز :الذِی لا یُسَاکِن النّاس لئَلاّ یُرْزَأَ شَیْئاً.و نَزَل (3)مُعْتَنِزاً إِذا نَزَلَ حَرِیداً فی ناحِیَه من النّاس.
و رأَیته مُعْتَنِزاً و مُنْتَبِذاً،إِذا رَأَیته مُتَنَحِیًّا عن الناس،و قال الشاعرُ،و هو أَبو الأَسْوَد الدُّؤَلِیّ یَقُولُ فی عَمّار بنِ عَمْرو البَحَلِیّ و کان مَوْصُوفاً بالبُخْل:
أَبَاتَک اللّه فی أَبْیاتِ مُعْتَنِزٍ
عن المَکَارِمِ لا عَفٍّ و لا قَارِی
أَی و لا یَقْرِی الضَّیْفَ . و العَنِیزُ ،کأَمِیر، و العَنُوزُ (4):المُصابُ بداهِیَه ،نقله الصاغانیّ .
و بنو العِنَاز ،بالکَسْر،هکذَا ضَبَطَه الصّاغَانِیّ : قَبِیلَهٌ ، أَنشَد شَمِر:
رُبَّ فَتَاهٍ من بَنِی العِنَازِ
حَیَّاکَهٍ ذَاتِ حِرٍ کِنَازِ
و عَنْزُ بنُ وَائِلِ بنِ قَاسِط بنِ هِنْبِ بن أَفْصَی بنِ دُعْمِیّ بنِ جَدِیلَه بنِ أَسَد بنِ رَبِیعَه: أَبو حَیّ ،و هو بالفَتْح،و هو أَخُو بَکْر بنِ وَائِل.
و یقال:« هُمَا کَرُکْبَتَی العَنْزِ »،و هو مَثَل یُضْرَب للمُتَبارِیَیْن ،أَی المُتَسَاوِیَیْن فی الشَّرَف ،و ذلک لأَنّ رُکْبَتَیْهَا إِذا أَرادَت أَن تَرْبض وَقَعَتا مَعاً.و مِنْ أَمْثَالِهِم أَیضاً:
« لَقِی (5)فُلانٌ یومَ العَنْزِ »یُضْرَب لمَنْ یَلْقی ما یُهْلِکُه ، و حُکِی عن ثَعْلَب«یَوْمٌ کیَوْمِ العَنْز »،و ذلِک إِذا قاد حَتْفاً، قال الشَّاعِرُ:
رأَیتُ ابنَ ذبْیانٍ یَزِیدَ رَمَی به
إِلی الشَّام یَومُ العَنْزِ و اللّه شَاغِلُهْ
قال المُفضَّل:یُرِید حَتْفاً کحَتْف العَنْزِ حین (6)بَحثَت عن مُدْیَتِهَا.
قلتُ :و هو إِشارَه إِلی مَثَل آخرَ،یَقُولُون للجَانِی علی نَفْسِه جِنایَهً یکون فیها هَلاَکُه:«لاتَکُ کالعَنْز تَبْحَث عن المُدْیَه»و کَذلِک یَقُولُون:«حَتْفَها تَحِمل ضَأْنٌ بأَظْلافِها».
و العَنْقَزُ فی:ع ق ز ،و قد تقدّم البحثُ فیه قریباً،و ذَکرَه الجوهَرِیّ و بعضُ أَئمَّه الصرف بعدَ ترکیبِ «ع ن ز».
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
العَنْز ،بالفَتْح:الباطِلُ .و العَنْز :قَبِیلَهٌ من هَوَازِنَ ،و فِیهِم یَقُولُ :
و قاتَلَتِ العَنْزُ نِصْفَ النَّها
رِ ثمَّ تَوَلَّتْ معَ الصّادِرِ
ص:113
و العَنْز و عنْز :أَکَمَهٌ بعَیْنها،و به فُسِّر قَوْلُ الشّاعر:
و کَانَتْ بِیَوْمِ العَنْزِ صادَتْ فُؤَادَه
کانُوا نَزَلُوا علیها فکان لَهُمْ بها حَدِیثٌ .و العَنْزُ :صَخَره فی المَاءِ،و الجَمْع عُنُوز .و العَنْز :أَرضٌ ذاتُ حُزُونَهٍ و رَمْلٍ و حِجَارَه أَو أَثْل:و العَنْزَه ،بالفَتْح:الحُبَارَی:
و تَعَنَّزَ الرَّجُلُ :اجتَنَبَ النّاسَ .و عَنْزٌ :اسمُ رَجُل،و کذلک عِنَازٌ ،بالکَسْر.و عُنَیْزَهُ قَبِیلَه.
و أَعْنَاز :بَلَد بین حِمْص و السّاحِل.
و العَنْز :فَرَسُ أَبی عَمْرو بنِ سِنَان بنِ مُحَارِب،من عَبْدِ القَیْس،و فِیه یَقُولُ :
دَلفتُ له بصَدْر العَنْز لمّا
تحامَتْه الفَوارِسُ و الرِّجَالُ
و عُنَازَهُ ،بالضَّمّ :اسمُ ماءٍ.قال الأَخْطَل؛
رَعَی عُنَازَهَ حَتَّی صَرَّ جُنْدُبُهَا
و ذَعْذَعَ المَالَ یَوْمٌ تَالِعٌ یَقِرُ
و عَنّاز بن مُدلل الضَّرِیر،عن أَبی بکر الطرْثیثِی،مات سنه 538.و من أَمثالِهِم:لا أَفْعَلُ کَذَا حتی یَؤوبَ العَنَزِیّ .
العَوْز ،بالفَتْح: حَبُّ العِنَب ،عن أَبی الهَیْثَم فی قَوْلِه:خَرَطْت العِنَب (1)خَرْطاً،إِذا اجْتَذَبْتَ ما عَلَیْه من العَوْزِ بجَمِیع أَصابِعِک حتی تُنْقِیَه من عُودِه (2)،و ذلِک الخَرْطُ ،و ما سَقَط منه عند ذلِک هو الخُرَاطَه، الوَاحِدَه عَوْزَهٌ ، بِهَاءٍ.
و العَوَزُ : بالتَّحْرِیک الحَاجَهُ و العُدْم و سُوءُ الحَالِ و ضِیقُ الشَّیْ ءِ. عَوِزَ الشَّیْ ءُ،کفَرِح ، عَوْزاً : لم یُوجَد.
و عَوِزَ الرَّجُلُ :افتَقَرَ، کأَعْوَزَ ،فهو مُعْوِزٌ فَقِیرٌ قَلِیلُ الشیْ ءِ.
و عَوِزَ الأَمْرُ:اشْتَدَّ و عَسُر و ضَاقَ . و قال اللَّیْث: العَوزَ :أَن یُعْوِزَک الشیْ ءُ و أَنتَ مُحْتَاجٌ إِلیه،و إِذا لم تَجِدْ شَیْئاً قُلْ :
عَازَنِی . قال الأَزهرِیّ : عَازَنِی ،غَیْر مَعْرُوفٍ .
و المِعْوَزُ ،کمِنْبَر، و المِعْوَزَه ، بهاءٍ:الثَّوْبُ الخَلَقُ ،زادالجَوْهَرِیّ : الذی یُبْتَذَلْ . و
17- فی حَدِیث عُمَر رَضیَ اللّه عنه:
«أَمَالَک مِعْوَزٌ ». أَی ثَوب خَلَقٌ ؛ لأَنه لِبَاسُ المُعْوِزِین ،أَی الفُقَراءِ،فخُرِّجَ مَخْرَجَ الآلَهِ و الأَداه ج مَعَاوِزُ . قال حَسَّان رَضِیَ اللّه عَنْه:
و مَوْؤُودَهٍ مَقْرُورَهٍ فی مَعَاوِزٍ
بآمَتِهَا مَرْمُوسَهٍ لم تُوَسَّدِ
المَوْؤُوده:المَدْفُونَه حَیَّهً .و آمَتُهَا:هَنَتُهَا و هی القُلْفَه.
و فی التّهْذِیب: المَعَاوِزُ :خُلْقَانُ الثّیابِ ،لُفَّ فیها الصّبِیُّ أَو لم یُلَفّ .
و أَعْوَزَه الشَّیْ ءُ ،إِذا احْتَاجَ إِلیه فلم یَقْدِر عَلَیْه.و قال أَبو مَالِک:یُقَال: أَعوَزَنِی هذَا الأَمْرُ،إِذا اشتَدَّ علیک و عَسُرَ، و أَعْوَزَنِی الشَّیْ ءُ یُعْوِزُنی ،أَی قَلَّ عندی مع حاجَتِی إِلیه.
و أَعوَزَه الدَّهْرُ:أَحْوَجَه و حَلَّ علیه الفَقْر.و فی المُحْکَم:
عازَنِی الشیْ ءُ و أَعْوَزَنِی :أَعجَزَنِی علی شِدَّه حاجَهٍ ،و الاسْم العَوَزُ .
و یُقَال: ما یُعوِزُ لِفلانٍ شَیْ ءٌ إِلاّ ذَهَب به،أَی مَا یُوهِف له و ما یُشْرِف ،قَالَهُ أَبو زَیْد،بالزّای.قال أَبو حَاتِم:و أَنکَرَه الأَصْمَعِیّ ،و هو عند أَبِی زَیْد صَحِیحٌ و مَسْمُوعٌ من العَرَب، و إِنّه لعَوِزٌ لَوِزٌ ،تَأْکِید له و إِتْبَاع ،کما تَقول:تَعْساً له و نَعْساً. و عُوزٌ ،بالضَّمّ :اسم.
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
أَعْوَزَ الرَّجُلُ فهو مُعْوِزٌ و مُعْوَزٌ ،إِذا ساءَت حالُه،الأَخِیرَه علی غَیْرِ قِیَاسٍ .و قیل: المِعْوَزَه :کُلّ ثَوْب تَصُون به آخَرَ، و قیل:هو الجَدِیدُ من الثِّیَاب،حُکِیَ عن أَبِی زَیْد،و الجَمْع مَعَاوِزَهٌ ،زادُوا الهَاءَ لتَمْکِین التَّأْنِیث،أَنشد ثَعْلب:
رَأَی نَظْرَهً منها فلمْ یَمْلِک الهَوَی
مَعَاوِزُ یَرْبُو تَحْتَهُنّ کَثِیبُ
فلا مَحَالَهَ أَن المَعاوِزَ هنا الثِّیابُ الجُدُدُ،و قال:
و مُحْتَضَر المَنَافِعِ أَریَحِیٍّ
نَبِیلٍ فی مَعَاوِزَهٍ طِوَالِ
و اعْوَزّ الرَّجُلُ اعْوِزَازاً :احْتَاجَ (3).و اختَلَّت حَالُه،قاله الزَّمَخْشَرِیّ .
ص:114
و من أَمثالِهم المَشْهُورَه:«سَدَادٌ من عَوَزٍ »قد ذکر فی «س د د».و هذا شیءٌ مُعْوِزٌ :عَزِیزٌ،و أَعْوزَ (1)اللَّحْمُ عَوَزَا .
و أَعْوَزَ الشَّیءُ:تَعَذَّرَ،قاله ابنُ القَطَّاع.
عِیزَ عِیزَ ،مکسوران مَبْنِیَّانِ علی الفَتْح، و یُفْتَحَان:زَجْرٌ للضَّأْنِ ،أَهمله الجوهَرِیّ ،و نقله الصاغانِیّ و نَصُّ عِبارَته هکَذا:و عِیزْ عِیزْ ،مَکْسُورَانِ مَبْنِیَّان علی السُّکون و یُفْتَحَان.و فی کَلام المُصَنِّف مُخَالَفه ظاهِرهٌ ،ثم إِنه لُغَه فی حَیْز حَیْز بالحَاءِ،و قد ذُکِر فی موضِعه.
غرَزَه بالإِبْرَهِ یَغْرِزُه ،من حَدِّ ضَرَبَ : نَخَسَه.
و من المَجَاز: غَرَزَ رِجْلَه فی الغَرْز یَغْرِزُهَا غَرْزاً - و هو ، أَی الغَرْزُ ،بالفَتْح: رِکَابٌ الرَّحْلِ من جِلْدٍ مَخْزُوزٍ،فإِذا کان من حَدِیدٍ أَو خَشَب فهُو رِکَابٌ -: وَضَعَهَا فیه لِیَرْکَبَ ، و أَثْبَتهَا،و کذا إِذا غَرَزَ رِجْلَه فی الرِّکابِ ، کاغْتَرَزَ . و قال ابنُ الأَعْرَابیِّ : الغَرْزُ للنّاقَهِ مثلُ الحِزَامِ للفَرَسِ ،و قال غیرُه:
الغَرْزُ للجَمَلِ مثلُ الرِّکَابِ للبَغْلِ .و قال لَبِیدٌ فی غَرْزِ النَّاقهِ :
و إِذا حَرَّکْتُ غَرْزِی أَجْمَزَتْ
أَو قِرَابِی عَدْوَ جَوْنٍ قد أَتلْ (2)
و
16- فی الحَدِیث: «کان إِذا وَضَعَ رِجْلَه فی الغرْزِ -یرِید السَّفرَ-یقولُ :باسمِ اللّه». و
16- فی الحدیث: «أَنّ رَجلاً سأَلَه عن أَفْضَلِ الجِهَادِ،فسکتَ عنه،حتّی اغْتَرَزَ فی الجَمْرَهِ الثّالثهِ ». أَی دَخلَ فیهَا،کما یَدْخُلُ قَدَمُ الرّاکبِ فی الغَرْز .
و غَرِزَ الرَّجلُ ، کسَمِعَ :أَطاعَ السُّلْطَانَ بعد عِصْیَانٍ ،نقلَه الصّاغَانِیُّ ؛و کأَنَّه أَمْسَکَ بغَرْزِ السُّلْطَان،و سارَ بسیْرِه،و هو مَجَازٌ.
و غَرَزَتِ النَّاقَهُ تَغْرُزُ غَرْزاً ،بالفَتْح، و غِرَازاً ،بالکَسْر:
قلَّ لَبَنُهَا،و هی غَارِزٌ ،من إِبِل غُرَّزٍ ،و کَذلِک الأَتَانُ إِذا قَلَّ لَبَنَهَا،یقَال: غَرَزَتْ .و قال الأَصْمَعِیُّ : الغَارِزُ :النّاقَهُ التی قد جَذَبَتْ لَبَنهَا فَرَفَعَتْه.و قال القُطَامِیُّ :
کأَنَّ نُسُوعَ رَحْلِی حینَ ضَمَّتْ
حَوَالِبَ غُرَّزاً و مِعاً جِیَاعَا
نَسَبَ ذلک إِلی الحَوَالِبِ ،لأَنّ اللَّبَنَ إِنّمَا یکُونُ فی العُرُوق.
و الغُرُوزُ ،بالضّمّ : الأَغصانُ تُغْرَز فی قُضْبَان الکَرْمِ للوَصْلِ ،جَمْعُ غَرْزٍ ،بالفَتْح.
و یقال: جَرَادهٌ غارِزٌ ،و یقال: غارِزَهٌ ،و یقال: مُغَرِّزَهٌ :
قد رَزَّتْ ذَنَبَها فی الأَرض -أَی أَثْبَتَتْه- لِتَسْرَأَ ،أَی لتَبِیضَ ، و قد غَرَّزَتْ و غَرَزَتْ .
و من المَجَاز: هو غارِزٌ رَأْسَه فی سِنَتِه ،بکسْرِ السِّین، قال الصّاغَانِیُّ :عِبارَهٌ عن الجَهْل و الذَّهَابِ عَمَّا علیه و له من التَّحَفُّظ ؛أَی جاهِلٌ ،قال ابنُ زَیّابَهَ (3)و اسْمُه سَلَمَهُ بنُ ذُهْلٍ التَّیْمِیُّ :
نُبِّئْتُ عَمْراً غارِزاً رَأْسَه
فی سِنَهٍ یُوعِدُ أَخْوَالَهُ (4)
و لم یَعُدَّه الزَّمَخْشَرِیُّ مَجَازاً فی الأَساس،و هو غَرِیبٌ .
و الغَرَزُ ،محرَّکهً :ضَرْبٌ من الثُّمَام صغیرٌ یَنْبُتُ علی شُطُوطِ الأَنْهَارِ لا وَرَقَ لها؛إِنَّمَا هی أَنابِیبُ مُرَکَّبٌ بعضُها فی بَعض،و هو من الحَمْضِ ،و قیل:الأَسَلُ ،و به سُمِّیَتِ الرِّمَاحُ ،علی التَّشْبِیه.و قال الأَصْمَعِیُّ : الغَرَزُ :نَبْتٌ رأَیتُه فی البادِیَهِ ،یَنْبُتُ فی سُهُولَهِ الأَرْض. أَو نَباتُه کنَبَاتِ الإِذْخِرِ،من شَرِّ -و قال أَبو حنیفه:من وَخِیمِ - المَرْعَی ؛ و ذلِک أَنّ الناقَهَ التی تَرْعَاه تُنْحَرُ،فیُوجَدُ الغَرَزُ فی کَرِشِهَا مُتَمَیِّزاً عن الماءِ،لا یَتَفَشَّی،و لا یُورِثُ المالَ قُوَّهً ،وَاحِدَتُه غَرَزَهٌ ،و هو غیرُ العَرَزِ الذی تقدَّم ذِکْرُه فی العَیْن المهملَه، و جَعَلَه المُصَنِّفُ تَصْحِیفاً،و غَلَّطَ الأَئِمَّهَ المصنِّفِین هناک تَبَعاً للصّاغانیِّ ،مع أَن الصّاغَانیَّ ذَکرَه هنا ثانِیاً من غَیْر تَنْبِیهٍ علیه.قلتُ :و به فُسِّرَ
17- حدیثُ عُمَرَ رضیَ اللّه عنه: أَنه رَأَی
ص:115
فی رَوْثِ فَرَسٍ شَعِیراً فی عام مَجَاعهٍ (1)فقال:لَئِنْ عِشْتُ لاجْعَلنَّ له مِن غَرَزِ النَّقِیعِ ما یُغْنِیه عن قُوتِ المسلمین».
و النَّقِیعُ :مَوضعٌ حَمَاه لِنَعَمِ الفَیْ ءِ و الخَیْلِ المُعَدَّهِ للسَّبِیل.
و وَادٍ مُغْرِزٌ ،کمُحْسِنٍ :به الغَرَزُ . و قد أَغْرَزَ الوَادِی،إِذا أَنْبَتَه.
و التَّغَارِیزُ :ما حُوِّلَ من فَسِیلِ النَّخْلِ و غیرِه،و الواحِدُ تَغْرِیزٌ ،قالَه القُتَیْبِیُّ ،و قال:سُمِّیَ بذلک لأَنّه یُحوَّلُ من مَوْضعٍ إِلی مَوضعٍ فیُغْرَزُ ،و مثله فی التَّقْدِیر التَّنَاوِیرُ،لِنَوْرِ الشَّجَرِ،و به فُسِّرَ
16- الحدیثُ : «أَنَّ أَهلَ التَّوحِیدِ إِذا (2)خَرَجُوا من النّار و قد امْتُحِشُوا یَنْبُتُون کما تَنْبُتُ التَّغَارِیزُ ». و رواه بعضُهم بالثّاءِ المُثَلَّثَهِ و العَیْنِ المُهْمَلَهِ و الرّاءَیْن،و قد ذُکِرَ فی مَوْضِعِه.
و الغَرِیزَهُ ،کسَفِینَهٍ : الطَّبِیعَهُ .
و القَرِیحَهُ و السَّجِیَّهُ ،من خیرٍ أَو شَرٍّ.و قال اللَّحْیَانِیُّ :
هی الأَصْلُ ،و الطَّبِیعَهُ ،قال الشاعر:
إِنّ الشَّجَاعَهَ فی الفَتَی
و الجُودَ مِنْ کَرَمِ الغَرَائِزْ
و
17- فی حدیث عُمَرَ رضِیَ اللّه عنه: «الجُبْنُ و الجُرْأَهُ غَرَائِزُ ». أَی أَخْلاقٌ و طبائعُ صالحهٌ أَو ردِیئَهٌ .
و غَرْزَهُ ،بالفَتْح: ع،بین مکّهَ و الطّائفِ ،و قال الصّاغَانِیّ ببلادِ هُذَیْل.
و غُرَیْزٌ (3) کزُبَیْرٍ:ماءٌ بضَرِیَّهَ فی مُمْتَنِعٍ من العَلَمِ یَسْتَعْذِبُهَا الناسُ ، أَو هو ببِلادِ أَبی بَکْرِ بنِ کِلاَبٍ .
و غَرَازِ کقَطَامِ (4)و سَحَابٍ .ع.
و غَرَّزَتِ الناقهُ تَغْرِیزاً :تُرِکَ حَلْبُهَا،أَو کُسِعَ (5)ضَرْعُهَا بماءٍ بارِدٍ؛لیَنْقَطِعَ لبنُهَا و یَذهَبَ ، أَو تُرِکَتْ حَلْبَهً بین حَلْبَتَیْن ؛و ذلِک إِذا أَدْبَرَ لبنُ الناقَهِ .و قال أَبو حَنِیفَهَ :
التَّغْرِیزُ :أَن یُنْضَحَ ضَرْعُ النّاقَهِ بالمَاءِ،ثمّ یُلَوِّثَ الرَّجُلُ یدَهبالتُّرَاب،ثمّ یَکْسَعَ الضَّرْعَ کَسْعاً،حتی یَدْفَعَ اللَّبَنَ إِلی فَوْق،ثمّ یَأْخذ بذَنَبِهَا فیجتذبَها به اجتذاباً شدیداً،ثم یَکْسَعَها به کَسْعاً شدیداً،و تُخَلَّی؛فإِنّها تَذْهَبُ حینئذٍ علی وَجْهِها ساعهً .و فی حدیث عَطاءٍ:و سُئِلَ عن تَغْرِیزِ الإِبلِ فقال:«إِنْ کَان مُبَاهَاهً فلا،و إِنْ کَان یُرِیدُ أَنْ تَصْلُحَ للبَیْع فنَعَمْ »قال ابنُ الأَثِیر:و یجوزُ أَن یکونَ تَغْرِیزُهَا نِتَاجَهَا و سِمَنَهَا (6)؛مِنْ غَرْزِ الشَّجَرِ،قال:و الأَوَّلُ الوَجْهُ .
و من المَجَاز: اغْتَرَزَ السَّیْرَ (7)اغترازاً ؛إِذا دَنَا مَسِیرُه، و أَصْلُه مِن الغَرْز .
و من المَجاز: الْزَمْ غَرْزَ فُلانٍ ،أَی أَمْرَه و نَهْیَه.
و کذا قولُهُمْ : اشْدُدْ یَدَیْکَ بغَرْزِه ،أَی حُثَّ نفْسَک علی التَّمَسُّکِ به ،و منه
17- حدیثُ أَبی بکر: «أَنه قَال لعُمَرَ رضیَ اللّه عنهما:اسْتَمْسِکْ بغَرْزِه ». أَی اعْتَلِقْ به و أَمْسِکْه و اتَّبعْ قَولَه و فِعْلَه،و لا تُخَالِفْه؛فاستعارَ له الغَرْزَ ،کالذی یُمْسِکُ برِکَابِ الرّاکِبِ ،و یَسِیرُ بِسَیْرِه.
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
غَرَزَ الإِبْرَهَ فی الشَّیْ ءِ،و غَرَّزَهَا :أَدخَلَها.و کُلُّ مَا سُمِّرَ فی شیءٍ فقد غُرِزَ و غُرِّزَ .و
17- فی (8)حدیث الحَسَن: «و قد غَرَزَ ضَفْرَ رَأَسِه». أَی لَوَی شَعرَه و أَدخَلَ أَطْرافَه فی أُصُولِه.
و
17- فی حدیث الشَّعْبِیِّ : «ما طَلَعَ السِّمَاکُ قَطُّ إِلاّ غَارِزاً ذَنَبَه فی بَرْدٍ». أَرادَ السِّمَاکَ الأَعْزَلَ ،و هو الکَوکبُ المَعْرُوفُ فی بُرْجِ المِیزَانِ ،و طُلُوعُه یکونُ مع الصُّبْحِ لِخَمْسٍ تَخْلُو مِن تشْرِینَ الأَوَّلِ ،و حینئذٍ یبتدیءُ البَرْدُ.
و المَغْرَزُ ،کمَقْعَدٍ:مَوضعُ بَیْضِ الجَرَادِ.
و غَرَزْتُ عُوداً فی الأَرْض و رَکَزْتُه،بمعنًی وَاحدٍ.
و مَغْرِزُ الضِّلَعِ و الضَّرْعِ (9)و الرِّیشَهِ و نحوِهَا،کمَجْلِسٍ :
أَصلُهَا،و هی المَغَارِزُ .
ص:116
و مَنْکِبٌ مُغَرَّزٌ ،کمُعَظَّمٍ :مُلْزَقٌ بالکَاهِلِ .
و قال أَبو زَیْد:غَنَمٌ غَوَارِزُ ،و عُیُونٌ غَوَارِزُ (1):ما تَجْرِی لهنّ دُمُوعٌ ،و الأَخِیرُ مَجَازٌ.
و غَرَزَتِ الغَنَمُ غَرَزاً و غَرَّزَها صاحِبُها،إِذا قَطَعَ حَلْبَها، و أَرادَ أَن تَسْمَنَ .
و الغَارِزُ :الضَّرْعُ القَلِیلُ اللَّبَنِ .
و مِن الرِّجَال:القَلِیلُ النِّکَاحِ ،و هو مَجازٌ،و الجمعُ غُرَّزٌ .
و یقال:اطْلُبِ الخَیرَ فی مَغَارِسِه و مَغَارِزِه ،و هو مَجازٌ.
و قَیْسُ بنُ غَرَزَهَ بنِ عُمَیْرِ بنِ وَهْبٍ الغِفَارِیُّ ،محرّکهً :
صَحابیٌّ کُوفِیٌّ ،رَوَی عنه أَبو وَائِلٍ حدیثاً صَحِیحاً،و مِن وَلَدِه:أَحمدُ بنُ حازِمِ بنِ أَبِی غَرَزَهَ صاحِبُ المُسْنَد.
و ابنُ غُرَیْزَهَ -مُصَغَّراً-هو کَبِیر بنُ عبدِ اللّه بنِ مالِکِ بنِ هُبَیْرَهَ الدّارِمِیُّ :شاعِرٌ مُخَضْرَمٌ ،و غُرَیْزَهُ أُمُّه،و قیل:جَدَّتُه.
غَزَّ فُلانٌ بفُلانٍ غَزَزاً ،محرَّکه، و اغْتَزَّ به و اغْتَزَی به،إِذا اخْتَصَّه من بَین أَصحابِه و الغَزَزُ :
الخُصُوصِیَّه،قاله أَبو زَیْد (2)نَقْلاً عن العرب،و أَنشدَ:
فمَنْ یَعْصِبْ بِلِیَّتِه اغْتِزَازاً
فإِنکَ قد مَلأْتَ یَداً و شَامَا
أَی فمَنْ یَلزمْ قَرَابتَه و أَهلَ بیتِه بالبِرِّ فإِنّکَ قد مَلأْتَ بمعروفک الیَمَنَ و الشّامَ (3)،و یرید بالیَدِ هنا الیَمَنَ .کذا قالَه الصّاغَانیُّ ،و نَسَبَه فی اللِّسَان لأَبی عَمْرو.
و غَزَّ الإِبِلَ و الصَّبِیَّ یغُزُّهما غَزًّا : عَلّقَ علیهما العُهُونَ ، أَی الصُّوفَ المَنْفُوش؛ من العَیْنِ ،أَی دَفْعاً لإِصابَتِهَا.
و الغُزُّ بالضّمّ :الشِّدْقُ و هما الغُزّانِ ،عن ابن الأَعْرَابیّ ، کالغُزْغُزِ ،کهُدْهُدٍ.
و الغُزُّ : جِنْسٌ من التُّرْکِ . کذا فی الصّحاح. و قال شَمِرٌ: أَغَزَّتِ الشَّجرهُ إِغزَازاً : کَثُرَ شَوْکُهَا و اشتدَّ و التفَّ ،فهی مُغِزٌّ .
و أَغَزَّتِ البَقَرهُ :عَسَرَ (4)حَمْلهَا،و هی مُغِزٌّ ،قالَه اللیْثُ .
قال الأَزهریُّ :الصَّوابُ :أَغْزَتْ فهی مُغْزٍ؛مِن ذواتِ الأَرْبَعَهِ (5).
و یقَال للنّاقَه إِذا تأَخَّرَ حَمْلُهَا فاستأْخَر نِتَاجُهَا:قد أَغْزَتْ فهی مغْزٍ،و منه قولُ رُؤْبَهَ :
و الحَرْبُ عَسْرَاءُ اللِّقَاحِ مُغْزِی
بالمَشْرَفِیّاتِ و طَعْنٍ وَخْزِ
قلتُ :و قد تقدَّم فی العَیْن أَیضاً: أَغَزَّتِ (6)النَّاقَهُ ،إِذا اسْتَأْخَر حَمْلُها.و قال ابنُ القَطّاع:ساءَ حَمْلُهَا؛فإِن لم یکن تَصْحِیفاً من هذا فهی لغهٌ فی ذلک.
و الغُزَیْزُ ،کزُبَیْرٍ:ماءٌ لبنی تَمِیمٍ ،عَن یَسَارِ مَنْ قَصَدَ مکهَ ،حَرَسَهَا اللّه تعالَی،مِن الیَمَامهِ .قلتُ :و هو فی قُفّ عند ثِنْی الوَرِکَهِ لِبَنِی عُطَارِدِ بنِ عَوْفِ بنِ سَعدٍ،و قد جاءَ ذِکرُه
17- فی حَدِیث الأَحْنَفِ بنِ قیسٍ : قیلَ له لما احْتُضِرَ:ما تَتمنَّی ؟قال:شَرْبَهً من ماءِ الغُزَیْز . و هو ماءٌ مُرٌّ،و کانَ مَوتُه بالکُوفهِ ،و الفُرَاتُ جاره.
و غَازَزْتُه :بارَزْتُه و نافَسْتُه ،و فی بعض النُّسَخِ :
بارَزْتُه (7)،و الأُولَی هی التی فی التَّکْمِلَه.
و تَغَازَزْناه :تَنَازَعْنَاه.
و الغُزّازُ ،کرُمّانٍ :البَرَرَهُ بالقَرَاباتِ و الأَوْلادِ و الجِیرَانِ و فِعْلُه الغَزَز محرّکه.
و غَزَّهُ ،بالفَتْح: د ،بمَشارِفِ الشّامِ - بِفَلَسْطِینَ ،مشهورٌ، بها وُلِدَ الإِمَامُ محمّدُ بنُ إِدْرِیسَ الشافعیُّ ،رضِیَ اللّه عَنْه ، سنه 150 تقریباً، و بها ماتَ هاشِمُ بنُ عبدِ مَنَافٍ جَدُّ النّبیِّ صلّی اللّه علیه و سلم،حین کان تَوَجَّهَ للشّام بالتِّجَاره،فأَدْرَکَتْه مَنِیَّتُه فماتَ بغَزَّهَ ،و بها قَبْرُه و لکنْ غیرُ ظاهِرٍ الآنَ ،و إِلیه نُسِبَتْ فقیل:
غَزَّهُ هَاشِمٍ . و جَمَعَها،أَی تَکَلَّم بها بلَفْظِ الجمعِ
ص:117
مَطْرُودُ بنُ کَعْبٍ الخُزَاعِیُّ یَبْکِی بَنِی عبدِ مَنَافٍ من قَصِیدٍ فقال:
و فی بعض الأُصُولِ المُصَحَّحَهِ :«بینَ غَزّاتٍ »؛کأَنَّه سَمَّی کلَّ ناحیهٍ منها باسمِ البَلدَهِ و جَمَعَها علی غَزّات ،و لها نَظائرٌ؛کأَذْرِعاتٍ و عانَات،و تُکْتَبُ بالتّاءِ المُطَوَّلَهِ و المَرْبُوطَهِ ،فیقال: غَزّاه ،کما قِیلَ فی أَذْرِعاتٍ ،و أَنشدَ ابنُ الأَعْرَابیّ :
مَیْتٌ بَرَدْمَانَ و مَیْتٌ بسَلْ
مَانَ و مَیْتٌ عِنْدَ غَزّاتِ
و رَمْلَهٌ بالسَّوْدَهِ بِبِلادِ بنی سَعْد بنِ زیدِ مَنَاهَ ،یقال لها:
غَزَّهُ ،و فیها أَحساءٌ جَمَّهٌ و نَخْلٌ بَعْلٌ ،قد رَآها الأَزهریُّ .
و غَزَّهُ : د،بأَفْرِیقیَّهَ .
و نَاحِیَهٌ عن یَمِینِ عَیْنِ التَّمْرِ بالعِرَاقِ یُقَال لها: غَزَّهُ ،و هذا یُسْتَدْرَکُ به علی المُصَنِّف.
و کُسَیْلُ بنُ أَغَزَّ البَرْبَریُّ ،م معروفٌ ،هکذا نقلَه الصّاغَانِیُّ ،و الذی فی التَّبْصِیرِ للحافِظِ :هو أُسیدُ بنُ أَغَزَّ ، له ذِکْرٌ فی فُتُوح المَغْرِب.
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
الغَزْغَزَهُ :الأَکلُ بالأَشْدَاقِ من غیر شَهْوَهِ نَفْسٍ ؛کأَنَّه مُکْرَهٌ علیه،هکذا سَمعتُهم یقولون،و أَحْرِ به أَن یکونَ عربیًّا صحیحاً.
غَمَزَه بیَدِه یَغْمِزُه غَمْزاً ،من حَدِّ ضَرَبَ : شِبْهُ نَخَسَه و عَصَرَه و کَبَّه،و منه
17- حدیثُ عُمَرَ: «أَنَّه دَخَلَ علیه و عنده غُلیِّمٌ (1)یَغْمِزُ ظَهْرَه». و
16- فی حدیث الغُسْل: « اغْمِزِی قُرُونَکِ ». ؛أَی اکْبِسِی ضَفَائِرَ شَعرِک عند الغُسْل.و قال زیادٌ الأَعْجَمُ :
و کُنْتُ إِذا غَمَزْتُ قَنَاهَ قَومٍ
کَسَرْتُ کُعُوبَهَا أَو تَسْتَقِیمَا
أَی لَیَّنْتُ ،و هو مَثَلٌ ،و المَعْنَی:إِذا اشتَدَّ علیّ جانبُ قَوم رُمْتُ تَلْیِینَه أَو یستقیم.قال ابنُ بَرّیٍّ :هکذا ذَکرَ سِیبَوَیْهِ هذا البیتَ بنصبِ «تستقیم»بأو،و جمیعُ البَصْرِیِّین،قال:
و هو فی شِعْره«تَستقیمُ »بالرَّفع،و الأَبیاتُ کّلهَا ثلاثهٌ لا غیر،و هی:
أَلمْ تَرَ أَنَّنِی وَتَّرْتُ قَوْسِی
لابْقَعَ مِنْ کِلابِ بَنِی تَمِیمِ
عَوَی فرَمَیْتُه بِسهامِ مَوتٍ
تَرُدُّ عَوَادِیَ الحَنِقِ اللَّئیمِ
و کنتُ إِذا غَمَزْتُ قَنَاهَ قَومٍ
کَسَرْتُ کُعوبَهَا أَو تستقیمُ (2)
قال:و الحُجَّهُ لسِیبَوَیْهِ فی هذا أَنّه سَمِعَ مِن العرب مَنْ یُنْشِدُ هذا البیتَ بالنَّصب،فکان إِنشادُه حُجَّهً ،و کان زیادٌ یُهَاجِی عَمْرَو (3)بنَ حَبْنَاءَ التَّمِیمِیَّ .
و من المَجاز: غَمَزَ بالعَیْنِ و الجَفْنِ و الحاجبِ یَغْمِزُ غَمْزاً : أَشارَ ،کرَمَزَ.
و من المَجَاز: غَمَزَ بالرجُلِ غَمْزاً ؛إِذا سَعَی به شَرًّا.
و قال أَبو عَمْرٍو: غَمَزَ دَاؤُه أَو عَیْبُه:ظَهَرَ ،و أَنشدَ لنِجَادِ بن مَرْثَدٍ:
و بَلدهٍ للدّاءِ فیها غامِزُ
مَیْتٌ بها العِرْقُ الصَّحِیحُ الرّاقِزُ (4)
و غَمَزَتِ الدّابَّهُ غَمْزاً : مالَتْ مِن رِجْلِهَا ،أَی ظَلَعَتْ ، و قیل: الغَمْزُ فی الدّابّه غَمْزٌ خَفِیٌّ .و قال ابنُ القَطّاعِ :
غَمَزَتِ الدّابَّهُ بِرِجْلِهَا:أَشارَتْ إِلی الخَمْع،و هذا یُؤْذِن بأَنّه مَجازٌ فیه.
و غَمَزَ الکَبْشَ غَمْزاً :مِثلُ غَبَطَه ،و کذلِک النّاقَه؛و ذلِک إِذا وضعتَ یَدَکَ علی ظَهْرِه لتَنْظَرَ سِمَنَه.
و الغَمّازَهُ :الجَارِیَهُ الحَسَنَهُ الغَمْزِ للأَعضاءِ ،أَی الکَبْسِ بالیَدِ.
و من المجاز:ما فیه مَغْمَزٌ ،کمَسْکَنٍ ، و لا غَمِیزَهٌ ،
ص:118
کسَفِینَهٍ ،و لا غَمِیزٌ ،کأَمِیرٍ؛ أَی مَطْعَنٌ ،أَی ما فیه ما یُطْعَنُ به و یُعَابُ ،و جَمْع المَغْمَزِ مَغَامِزُ،یقال:فی فُلانَه مَغَامِزُ جَمَّهٌ ،و قال حَسّانُ رضی اللّه عَنْه:
و ما وَجَدَ الأَعْدَاءُ فیَّ غَمِیزَهً
و لا طافَ لِی منهمْ بوَحْشِیَ صائِدُ
و الغَمِیزَهُ :ضَعْفٌ فی العَمَلِ ،و فهَّهٌ فی العَقْل،و فی التَّهْذِیب:و جَهْلَهٌ فی العَقْل.
و الغَمِیزَهُ :العَیْبُ .
أَو ما فی هذا الأَمْرِ مَغْمَزٌ ؛أَی مَطْمَعٌ . و به فُسِّرَ قولُ الشاعر:
أَکَلْتَ القِطَاطَ فَأَفْنَیْتَهَا
فهلْ فی الخَنَانِیصِ مِنْ مَغْمَزِ
و الغَمُوزُ من النُّوقِ ،کصَبُورٍ:مِثْلُ العَرُوکِ و الشَّکُوکِ ، عن أَبی عُبَیْدٍ،و الجمعُ غُمُزٌ .
و من المَجَازِ: الغَمَزُ ،محرَّکَهً :الرَّجُلُ الضَّعِیفُ ،مثلُ القَمَزِ،و الجمعُ أَغمازٌ (1)و أَقماز،و أَنشد الأَصْمعیُّ :
أَخَذْتُ بَکْراً نَقَزاً مِنَ النَّقَزْ
و نابَ سَوْءٍ قَمَزاً مِنَ القَمَزْ
هذا و هذا غَمَزٌ مِنَ الغَمَزْ
و الغَمَزُ أَیضاً: رُذالُ المَالِ من الإِبلِ و الغَنَمِ ،عن الأَصْمَعِیّ .
و أَغْمَزَ الرجُلُ . اقْتَنَاه ،أَی الغَمَزَ .
و من المَجَاز: المغموزُ :المُتَّهَمُ بعَیْبٍ .
و غُمَازَهُ ،کأُمَامَه:عَیْنٌ لبنی تَمِیمٍ ،أَو بِئرٌ بین البَصْرَه و البَحْرَیْنِ لبنی تَمِیم،قال رَبِیعَه بنُ مَقْرُومٍ الضَّبِّیُّ :
و أَقْرَبُ مَوْرِدٍ مِنْ حیثُ راحَا
أُثَالٌ أَو غُمَازَهُ أَو نُطَاعُ (2)
و قال ذو الرُّمَّهِ :
أَعَیْنُ بَنِی بَوٍّ غُمَازَهُ مَوْرِدٌ
لَها حینَ تَجْتَابُ الدُّجَی أَمْ أُثَالُهَا
و قال الأَزْهَرِیُّ :و ذَکَرَهَا ذو الرُّمَّهِ فقال:
تَوَخَّی بها العَیْنَیْنِ عَیْنَیْ غُمَازَهٍ
أَقَبُّ رَبَاعٍ أَو قُوَیْرِحُ عَامِ (3)
و أَغْمَزَنِی الحَرُّ ،أَی فَتَرَ فاجْتَرَأْتُ علیه و سِرْتُ فیه ، و نَصُّ ابنِ السِّکِّیتِ بعد قوله:«عَلَیْه»:«و رَکِبْتُ الطَّرِیقَ »، قال:حَکَاه لنا أَبو عَمْرٍو،و مثلُه لابنِ القَطّاع،بالأَلف.و قال الأَزْهَرِیُّ : غَمَزَنِی الحَرُّ،عن أَبی عَمْرٍو،و قال غیره بالراءِ، و قد ذُکِرَ فی موضعه،و هو مَجَازٌ.
و من المَجَاز: أَغْمَزَ فی فُلانٍ إِغمَازاً : عَابَه و اسْتَضْعَفَه و صَغَّرَه ،أَی صَغَّرَ شَأْنَه.قال الکُمَیْتُ :
و مَنْ یُطِع النِّسَاءَ یُلاَقِ منهَا
إِذا أَغْمَزْنَ فیه الأَقْوَرِینَا
أَی مَنْ یُطِعِ النِّسَاءَ إِذا عِبْنَه و زَهِدْنَ فیه یُلاقِ الدَّوَاهِیَ التی لا طاقَهَ له بها،و نَسَبَه الأَزهریُّ لرجلٍ من بَنِی سَعْد.
و قال: أَغْمَزْت فیه،أَی وَجَدتُ فیه ما یُسْتَضْعَف لأَجْله.
و قال ابنُ القَطّاع: أَغْمَزتُ الرّجُلَ :عِبْتُه و صَغَّرتُ من شَأْنِه.
و أَغْمَزَتِ النَّاقَهُ إِغمَازاً ؛إِذا صَارَ فی سَنامِهَا شَحْمٌ ،نقلَهَ الصّاغانِیُّ ،زاد ابنُ سِیدَه:«قَلِیل»،و زاد ابنُ القَطّاعِ کابنِ سِیدَه:« یُغْمَزُ » (4).و قال ابنُ سِیدَه:و منه یُقَال ناقَهٌ غَمُوزٌ ، و الجَمْعُ غُمُزٌ .
و من المَجَاز: التَّغَامُزُ :أَن یُشِیرَ بعضُهُم إِلی بعضٍ بأَعْیُنِهِم. و زاد فی البصائر:أَو بالیَدِ،طَلَباً إِلی ما فیه مَعَابٌ و نَقْصٌ ،قال:و به فُسِّرَ قولُه تعالَی: وَ إِذا مَرُّوا بِهِمْ یَتَغامَزُونَ (5).
و من المَجَاز: اغْتَمَزَه :طَعَنَ علیه ،یقال:فَعَلتُ شیئاً فاغْتَمَزَهُ فُلانٌ ،أَی طَعَنَ علیَّ ،و وَجَد بذِّلک مَغْمَزاً .و فی الأَساس:سَمِعَ منِّی کلمه فَاغْتَمَزَهَا (6)فی عَقْلِه،أَی استْضعفَهَا،و کذلک أَغْمَزَ فیها،أَی وَجَدَ فیها ما تُسْتَضْعَفُ لأَجلِهِ .
ص:119
و غَمِیزُ الجُوعِ ،کأَمِیرٍ: تَلٌّ بطَرَفِ رَمّانَ عند مُوَیْهَهٍ بها، نقَلَه الصَّاغانیُّ .
*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:
غَمَزَه الثِّقَافُ (1):عَضَّه،قالَهُ الزَّمَخْشَرِیُّ .
و أَغْمَزَ الرَّجُلُ :لانَ فاجْتُرِئَ علیه،عن ابن القَطّاع.
و غُمَازٌ ،کغُرَاب:مَوضعٌ .
و غَمَّازهُ :بالتشدید:قَریهٌ بمصْرَ من أَعمال إِطْفِیحَ بالشَّرق،و قد دَخلتُهَا.
و کشَدّادٍ:قاضِی تُونُسَ :أَو العَبّاس أَحمدُ بنُ محمّدِ بنِ حَسَنٍ الأَنصاریُّ ،ابنُ الغَمَّازِ الغَمّازِی ،آخِرُ مَنْ رَوَی التَّیْسِیرَ عالِیاً،سَمِعَه من أَصحَابِ ابنِ هُذَیْلٍ ،و ماتَ سنهَ 693 بتُونُسَ .
غازَه غَوْزاً ،أَهمله الجوهریُّ .و قال أَبو عَمْرٍو:
أَی قَصَدَه ،لغهٌ فی غَزَاه.نقلَه الأَزهریُّ فی غَزَا.
و الأَغْوَزُ :البارُّ بأَهْلِه و قَرابَتِه کالغَازِّ،بالتَّشْدِید.
و أَبو سَرِیحَهَ حُذَیْفَهُ بنُ أَسِیدِ بنِ خالدِ (2)-و فی أَنسابِ ابنِ الکَلْبِیّ :أُمَیَّهَ - بن الأَغْوَزِ ،قال الصاغانیُّ : و یقال:
الأَغْوَسِ بالسِّین،الغِفَارِیُّ ،بایَعَ تحتَ الشجرهِ ،و تُوُفِّیَ بالکُوفَهِ . و ربِیعَهُ بنُ الغَازِ الجُرَشِیُّ ،و یُقَال:ربیعَهُ بنُ عَمْرِو بنِ الغَازِ ،و هو جَدُّ هِشَامِ بنِ الغَازِ ،و کان یُفْتِی الناسَ زَمَنَ معاویَهَ ،و قُتِلَ بمَرْجِ راهِط سنه 64 صحابِیّانِ ،الأَخِیرُ مُخْتَلَفٌ فیه.قلتُ :و مِن وَلَدِ الأَخِیر:عبدُ الوهّابِ بنُ هِشَامِ بنِ الغَازِ ،رَوَی عنه الوَلِیدُ بنُ یَزِیدَ البَیْرُوتِیُّ ،و ابنُه محمّدُ بنُ عبدِ الوهّابِ ،رَوَی عنه النَّبّاشُ بنُ الوَلیدِ البَیْرُوتِیُّ ،و وَلدُه أَبو اللَّیْثِ محمّدُ بنُ عبدِ الوَهّابِ ،من شُیُوخ ابنِ جَمِیع.
*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:
الغازُ بنُ جَبَلَهَ حَدِیثُهُ فی طَلاقِ المُکْرَهِ ،و رَوَاه البُخَارِیُّ بالرَّاءِ،و قد ذُکِرَ فی مَوضعِه.
غِیزَانُ ،ککِیزان،أَهمَلَه الجوهریُّ و ابنُ مَنْظُورٍ.
و قال الصّاغَانِیُّ :هو بالکَسْر:ه،بهَراهَ ،منها:محمّدُ بنُ أَحمدَ بنِ موسی الغِیزانِیُّ المُحَدِّثُ .
الفَجْزُ ،أَهملَه الجَوْهریُّ ،و هو التَّکَبُّرُ و هو لُغَهٌ فی الفَجْسِ ،بالسِّین،أَوردَه الصَاغَانِیُّ و ابنُ مَنْظُور.
*و ممّا یُسْتَدْرَک علی المصنِّف:
الفحز ،بالحَاءِ المهمله،یقال:رجلٌ مُتَفَحِّزٌ ،أَی مُتَعَظِّمٌ مُتَفجِّسٌ (3)حَکاه الجوهریُّ عن ابنِ السِّکِّیتِ .و کأَنَّ المصنِّفَ فی تَرْکِه هذا الحرفَ قَلَّدَ الصّاغَانَّی؛فإِنّه أَهمَلَه، و هو ثابتٌ فی اللِّسَان.
فَخَزَ ،کفَرِحَ و مَنَعَ ، فَخزاً ،محرَّکهً ،و الأُولَی أَکثَرُ: تَکَبَّرَ و تَعَظَّمَ ، کتَفَخَّرَ . و قال الأَصْمَعِیُّ :یقال من الکِبْرِ و الفَخْز ، فَخَزَ الرجلُ و جَمَخَ و جَفَخَ بمعنًی وَاحدٍ.
و یقال:رَجلٌ مُتفَخِّزٌ ،أَی مُتَعَظِّمٌ مُتفجِّسٌ (4).و هو یَتَفخَّزُ (5)علینَا.
أَو فَخَزَ الرجُلُ ،إِذا جاءَ بفَخْزِه و فَخْزِ غَیره حالهَ کَوْنِه کاذِباً فی مُفَاخَزَتِه ،و الاسمُ الفَخْزُ ،قالَه ابنُ الأَعْرَابِیّ .
و الفَخْزُ :الفَضْلُ ،و فی بعض النُّسَخِ :الأَصْلُ .
و الفَخْزُ : الإِفضالُ .
و الفَاخِزُ :التَّمْرُ الذِی لا نَوَی له،أَو هو بالرّاءِ،و هو الصَّحِیحُ ،و قد ذُکِرَ فی مَوضِعِه،و ذَکَرْنا هناک التَّعْلِیلَ .
و الفَیْخَزُ ،کصَیْقَلٍ : الجُرْدانُ نفْسُه،نقلَه الصّاغَانیُّ .
و قال أَبو عُبَیْدَهَ : الفَیْخَزُ الفَرَسُ الضَّخْمُ الجُرْدانِ ، و یُرْوَی بالرّاءِ و قد ذُکِرَ فی مَوضعه.
و الفَیْخَزُ : العظیمُ الذَّکَرِ من الناس و من الخَیْلِ . قال ابنُ دُرَیْدٍ:رَجلٌ فَیْخَزٌ :عَظیمُ الذَّکَرِ،قال:و قال أَبو حاتم:
ص:120
ذَکَرٌ فَیْخَزٌ -بالزّای-إِذا کَانَ عظیماً،و کذلِک الفَرَسُ ،قال:
و قال غیرُه بالرّاءِ؛مأْخُوذٌ من الضَّرْعِ الفَخُورِ،و هو الغَلِیظُ الضَّیِّقُ الأَحالِیلِ (1).
و ضَرْعٌ فَخُوزٌ ،کصَبُورٍ: غَلِیظٌ ضَیِّقُ الأَحالِیلِ ،قلتُ :
هذا الکلامُ مأْخوذٌ من عباره ابنِ دُرَیْدٍ التی نَقَلَها الصّاغَانِیُّ ، و لکن اشتَبه علی المصنِّف؛فإِنّه قَیَّدَه بالرّاءِ فظَنَّ المصنِّفُ أَنه بالزّای،مع أَنه سَبَقَ له فی الرّاءِ:و الفَخُورُ من الضُّرُوع:الغَلِیظُ الضَّیِّقُ الأَحالِیلِ ،القَلِیلُ اللَّبَنِ ،عن ابن الأَعْرَابِیِّ ،و تقدَّم الکلامُ هنالک.
الفَرْزُ :الفَرْجُ بین الجَبَلَیْن،و قیل:هو ما اطْمَأَنَّ من الأَرْضِ بینَ رَبْوتَیْنِ ،قال رُؤْبَهُ یَصفُ ناقَهً .
کَمْ جَاوَزَتْ مِنْ حَدَبٍ و فَرْزِ
و الفَرْزُ : عَزْلُ شیْ ءٍ من شیْ ءٍ و مَیْزُه، کالإِفْرازِ ،قالَه الجَوْهَرِیُّ . و قد فَرَزَه یَفْرِزُه ،بالکَسْر، فَرْزاً ،و أَفْرَزَه :مَازَه.
و فَرَّزَ عَلیَّ برَأْیِه تَفْرِزَهً قَطَعَ عَلیَّ به.
و الفِرْزَهُ ،بالکَسْر:القِطْعَهُ ممّا عُزِلَ ،کالفِزْرِ،و جمعُهُمَا أَفْرَازٌ و فُرُوزٌ .
و الفُرْزَهُ ، بالضّمّ :النَّوْبَهُ و الفُرْصَهُ . الذی نقلَه صاحِبُ اللَّسَانِ عن القُشَیْرِیِّ یُقَال للفُرْصَه: فُرْزَهٌ ،و هی النَّوْبَهُ ، و مثلُه فی التَّکْمله.
و الفُرْزَهُ : الطَّرِیقُ فی الأَکَمَهِ کالفِرْزِ ،بالکَسْر ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ ،و قد تقدَّم للمصنِّف فی الرّاءِ أَیضاً،نقلاً عن الصّاغَانِیِّ .
و الفُرْزَهُ (2): جَبَلٌ بالیَمَامَهِ . الصَّوابُ فیه بالفَتْحِ کما ضَبَطَه الصاغانیُّ ،و قد سَبَقَ .
و لِسَانُ و کَلامٌ فَارِزٌ بَیِّنٌ فَاصِلٌ . و فیه لَفٌّ و نَشْرٌ مُرَتَّبٌ ، یقال: فَرَزْتُ الشیْ ءَ من الشیْ ءِ،إِذا فَصَلْتَه،و تَکلَّمَ فلانٌ بکلاَمٍ فارِزٍ ،أَی فَصَلَ به بین أَمْرَیْنِ .و لِسانٌ فارِزٌ :بَیِّنٌ ، قال:
إِنِّی إِذا ما نَشَزَ المُنَاشِزُ و فَارَزَه ،أَی شَرِیکُه: فاصَلَه و قَاطَعَه.
و فِرْزانُ الشِّطْرَنْج،بالکَسْر ،أَعجمیٌّ ، مُعَرَّبُ فَرْزِینَ ، بالفتح ،و هو معْروفٌ .
و الفُرُزُّ ،کعُتُلٍّ :العَبْدُ الصحِیحُ ،أَو الحُرُّ الصحیحُ التّارُّ ،هکذا أَوردَه الصّاغانیُّ .
و فِرْزِینُ (3)،بالکَسْر:ع من نَوَاحِی کَرْمانَ .
و فَرْزَنُ ،بالفَتْح (4):ه من قُرَی هَرَاهَ ،و لا یُستبعَدُ أَن تکونَ نُونُهَا کنونِ زَوزَنَ ،أَصلیَّهً .
و أَفْرَزَهُ الصَّیْدُ:أَمْکَنَه فَرَماه عن کَثَبٍ ،أَی من قُرْبٍ .
و ثَوْبٌ مَفْرُوزٌ ،کمَسْعُودٍ،و ضبطه بعضُهم کمُدَحْرِج: له تَطَارِیفُ مأْخُوذٌ من إِفْرِیزِ الحَائطِ .
و فَرْوَزَ الرجلُ : مات ،کهَرْوَزَ.
و إِفْرِیزُ الحائطِ ،بالکسر:طُنُفُه،مُعَرَّبٌ ،قال الجَوْهریُّ : الإِفْرِیزُ مُعَرَّبٌ لا أَصلَ له فی العَرَبیّه،قال:و أَمَّا الطُّنُفُ فهو عربیٌّ محْضٌ .قلتُ :و إِفْرِیز (5)تَعْرِیبُ بَرْوَازٍ- بالفتح-بالفَارِسیَّه،و قد جاءَ فی شعر أَبی فِرَاس:
بُسُطٌ من الدِّیباج قد فُرِّزَتْ
أَطْرافُهَا بقَرَاوِزٍ (6)خُضْرِ
و قیل: الفِرْوازُ فِعْلالٌ مِن فَرَزَ الشیْ ءَ،إِذا عَزَلَه؛فهو إِذاً عربیٌّ ،نقلَه شیخُنَا عن ابن حَجَرٍ،و فیه نَظَرٌ.
و الفَارِزُ :جَدُّ السُّودِ من النَّمْلِ ،و عُقْفَانُ :جَدُّ الحُمْرِ منها،و قد تَقدَّم للمصنِّف فی الرّاءِ ما نَصُّه:و الفازِرُ نَمْلٌ أَسودُ فیه حُمْرَهٌ ،نقلاً عن الصّاغَانِیِّ ،و زاد هنا ذِکْرَ «عُقْفَان»،و لعلّه تصحِیفٌ فلْیُنْظَرْ.
و فی التَّهْذِیب،نقلاً عن اللیث: الفَارِزَهُ :طَرِیقَهٌ تأْخُذُ فی رَمْلَهٍ فی دَکَادِکَ لَیِّنَهٍ کأَنّهَا صَدْعٌ من الأَرْض،منقادٌ طویلٌ خِلْقَهً .و قد سَبَقَ ذلِک بعینه للمصنِّف فی الرّاءِ.
و فَیْرُوزُ -بالفَتْح-أَبو عبدِ اللّهِ (7)الدَّیْلَمِیُّ :صَحَابِیٌّ ،و هو فَرَّجَ عنْ عِرْضِی لِسَانٌ فارِزُ
ص:121
قاتِل الأَسْوَدِ العَنْسِیِّ الکَذَّابِ ، رَوَی عنه أَبناؤُه الثَّلاثهُ :
الضَّحّاکُ و سعیدٌ و عبدُ اللّه ،الأَخِیرُ سَکَنَ فِلَسْطِینَ ،و رَوَی عنه أَبو إِدْرِیسَ الخَوْلانِیُّ ،و یَحْیَی بنُ أَبی عَمْرٍو الشَّیْبَانِیُّ ، و ربیعهُ بنُ یَزِیدَ،و عُرْوَهُ بنُ رُوَیم،و قد وَقَعَ لَنَا حدیثُه عالیاً فی کتاب الرِّحلهِ للخَطِیب من طُرُقِ هؤُلاءِ الأَرْبَعهِ .
و فَیْرُوزُ الهَمْدَانِیّ الوَادِعِیُّ ،أَدْرَکَ الجَاهِلَیَّهَ و الإِسلامَ ، و قد یُعَدُّ فی الصَّحابه ،و هو جَدُّ زکریَّا بن أَبی زائدهَ بنِ مَیْمُونِ بنِ فَیْرُوزَ .
و فَیْرُوزَابَادُ (1)بالفَتْح،و معناه عِمَارَهُ فَیْرُوزَ ،و هو من سَلاطِین العَجَمِ و تُکْسرُ فاؤُه ،و یقال:إِن الفَتْحَ عند الإِطلاقِ ،و أَمّا فی النَّسَبِ فالفَاءُ مکسُورَهٌ لا غیر،کما قالَه ابنُ الأَثیر فی الأَنساب: د،بفارِسَ ،و إِلیه نُسِبَ المُصَنِّفُ .
و فَیْرُوزابادُ : ه بها عند مَرْدَشْتَ .
و فَیْرُوزابادُ : قَلْعَهٌ حَصِینَهٌ بأَذْرَبِیجَانَ المشهُور الآنَ بأَرْدَبِیلَ ،أَنشأَهَا أَحَدُ مُلوکِ الفُرْسِ ،و یقال لها أَیضاً:باذَانُ فَیْرُوزَ .
و فَیْرُوزابادُ : ه،بظاهِرِ هَرَاهَ .
و فَیْرُوزابادُ : ه،قُرْبَ مَکْرانَ .
و فَیْرُوزابادُ : د،بالهِنْدِ ،بناه فَیْرُوز شاه سلطانُ دَهْلِی.
و فَیْرُوزَقُبَاذَ (2):د،کان قُرْبَ بابِ الأَبوابِ و هو دَرْبَنْد شِرْوانَ .
و فَیْرُوزُ : (3)طَسُّوجٌ قُرْبَ بغدادَ ،منسوبٌ إِلی فَیْرُوز ، مولًی لربیعهَ بنِ کَلَدَهَ الثَّقَفِیِّ .
و فَیْرُوزکُوه :قَلْعَهٌ حَصینهٌ بین هَرَاهَ و غِزْنِینَ ،و معناه جَبَلُ فَیْرُوز (4).
و فَیْرُوزکُوه : قَلْعَهٌ أُخرَی قُرْبَ جَبَلِ دُنْباوَنْدَ.
و افْتَرَزَ أَمْرَه دونَ أَهلِ بَیْتِه:قَطَعَه. نقلَه الصاغانیُّ .*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
فَرَزْتُ الشیْ ءَ فَرْزاً :فَرَّقْتُه،عن أَبی زَیْدٍ و أَبِی عُبَیْدَهَ ، نَقله ابنُ القَطّاع.
و الفِرْزُ ،بالکَسْر:النَّصِیبُ المَفْرُوزُ لصاحِبِه،وَاحداً کان أَو اثْنَیْن،أَی المعزولُ ناحیهً .
و قد فَرَزَه و أَفْرَزه :قَسَمَه.قاله الأَزهریُّ .
و قال اللَّیْثُ الفِرْزُ ،بالکَسْر:الفَرْدُ،و أَنکره الأَزهریُّ و رَدَّه علیه.
و الفَرْزَهُ ،بالفَتْح:شَقٌّ یکونُ فی الغَلْظِ .
و من المَجَاز: تَفَرْزَنَتِ البَیَاذِقُ .
و نَهرُ فَیْرُوزَ :مِن أَنهارِ العراقِ .
و أَبو الحَسَنِ إِسماعِیلُ بنُ إِبراهِیمَ بنِ مُفرِّجِ بنِ فَیْرُوزَ الفَیْرُوزیُّ (5)البَلَدِیُّ -بفتح الفاءِ-رَوَی عن یَحْیَی بنِ أَبی طالبٍ ،و عنه أَبو الحُسَیْن بنُ جُمَیع.
و بالکسر:أَبو الحَسَنِ عَبّاسُ بنُ عبدِ اللّهِ بنِ فَیرُوزَ بن جَمِیلِ بنِ زیادٍ الحِمْصِیُّ الفِیرُوزِیُّ ،قال أَبو بکرِ بن المُقْرِیء:حدَّثنا أَبو الحَسَنِ عبّاسٌ الحِمْصِیُّ ،مِن قریهٍ یقال لها: فِیرُوز -بکسر الفاءِ-و هذا یقال له الفَیرُوزِیُّ بالکَسْر و الفتح،أَمّا بالکَسْر فَلمَا ذُکِرَ،و أَمّا بالفَتْح فنِسْبَه إِلی جَدِّه المذکورِ،ذَکَرَه ابنُ السَّمْعَانیِّ .
و فَیْرُوز سَابُور هو مدینهُ الأَنْبَارِ الذِی مَرَّ ذِکرُه فی مَوضعِه.
و فَارِزَهُ :مَحَلَّهٌ مِن مَحَالِّ بُخَارَا،نقلَه الصّاغَانیُّ .
و محمّدُ بنُ أَحمدَ بنِ هِبَهِ اللّه الفِرْزانِیُّ -بالکَسْر-رَوَی عن أَبی الکَرَمِ الشَّهْرَزُورِیِّ و غیرِه مات سنه 603.
فَزَّ فُلانٌ عَنِّی:عَدَلَ ،نقلَه الصاغانیُّ .
و فَزَّ عنه: انْفَرَد.
و فَزَّ الظَّبْیُ یَفِزُّ فَزًّا : فَزَعَ و فَزَّ الرجُلُ یَفِزُّ ،بالکسر، فَزَازَهً ،کسَحَابَهٍ ، و فُزُوزَهً ،بالضّمّ : تَوَقَّدَ.
ص:122
و قال ابنُ دُرَیْد (1): فَزَّ فُلاناً عن مَوضعِه یَفِزُّه فَزًّا :أَفْزَعَه و أَزْعَجَه و طَیَّرَ فُؤَادَهُ .
و فَزَّ الجُرْحُ یَفِزُّ و کذا الماءُ فَزًّا و فَزِیزاً ،کأَمِیرٍ: سالَ بما فیه و نَدَّی و کذا فَصَّ فَصِیصاً.
و اسْتَفَزَّه الخوفُ : استَخَفَّه ،و به فُسِّرَ قولُه تعالی:
وَ اِسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِکَ (2)قال الفَرّاءُ:أَی اسْتَخِفَّ بصَوْتِک و دُعَائِک،قال:و کذلک قولُه عَزَّ و جلّ :
وَ إِنْ کادُوا لَیَسْتَفِزُّونَکَ مِنَ الْأَرْضِ (3)أَی یَسْتَخِفُونَکَ ، و قیل:یُفْزِعُونَکَ إِفزَاعاً یَحْمِلُکَ علی خِفَّهِ الهَرَبِ .
و استَفَزَّه : أَخْرَجَه من دَارِه و أَزْعَجَه إِزْعَاجاً یَحْمِلُه علی الاستِخْفَافِ .
و قال أَبو عُبَیْدٍ: أَفْزَزْتُه و أَفْزَعْتُه سَواءٌ،و فی بعض النُّسَخِ :أَزْعَجْتُه.قال أَبو ذُؤَیْب:
و الدَّهْرُ لا یَبْقَی علی حَدَثانِه
شَبَبٌ أَفَزَّتْه الکِلاَبُ مُرَوَّعُ
و لا یَخْفَی أَنه لو قال عند قوله: فَزَّه فَزًّا :أَزْعَجَه کأَفَزَّه، کان أَحْسَنَ .
و الفَزُّ :الرجُلُ الخَفِیفُ ،نقَلَه الزَّمَخْشَرِیُّ و ابنُ مَنْظُور.
و الفَزُّ : وَلَدُ البَقرهِ الوَحْشِیَّهِ ؛لمَا فیه من عَدَمِ السُّکُونِ ، و الفِرَارِ. ج أَفْزَازٌ ،قال زُهَیْرٌ:
کمَا استَغاثَ بِسَیْ ءٍ فَزُّ غَیْطَلَهٍ
خافَ العُیُونَ فلمْ یُنْظَرْ به الحَشَکُ
و فُزُّ ،بالضّمّ :مَحَلَّهٌ بنَیْسَابُورَ ،نقلَه الصاغانیُّ .
و فَزّانُ ،کحَسّان:وِلاَیَهٌ وَاسِعَهٌ بین الفَیُّومِ و طَرَابُلْسِ الغَرْبِ ،فیها عِدَّهُ قَبائلَ من العربِ من بَنِی هِلالٍ و غیرِهم، قیل: سُمِّیَتْ بفَزّانَ بنِ حَام بنِ نُوحٍ ،عَلَیْه السّلام،هکذا قیل،و لیس لحامٍ وَلدٌ اسمُه فَزّانُ ،فلْیُنْظَرْ.
و تَفَزَّزَ الرجُلُ عَنِّی ،هکذا فی النُّسَخ بالعَیْن المُهْمَلَه، و فی بعضها:«تَغَنَّی»و الصَّوابُ کما فی التَّکْمِلَه:«غَنَّی» بالغین المعجَمَه: و افْتَزَّ افْتِزازاً : غَلَبَ ،کابْتَزّ و ابْتَذَّ،کذا فی النَّوادِر.
و عن ابن الأَعْرَابِیِّ : فَزْفَزَ ،إِذا طَرَدَ إِنساناً أَو غیرَه ، و مَقْلُوبُه زَفْزَفَ ،إِذا مَشَی مِشْیَهً حَسَنَهً .
و یقال: تَفَازَزْنَا ،أَی تَبَازَرْنَا هکذا بالرّاءِ قبل الزّای،فی کَثیر من النُّسَخ،و الصَّوَابُ بزَاءَیْن،و هو فی النَّوادر.
و اسْتَفَزَّه :خَتَلَه حتی أَلْقَاه فی مَهْلکَه.و استفَزَّه :قَتَلَه، هکذا نَقلَه بعضُ المُفَسِّرین فی تفسیر قولِه تعالی:
لَیَسْتَفِزُّونَکَ .
و الفَزَّه ،بالفتح:الوَثْبَهُ بالانْزِعَاجِ .
و الفُزَفِزُ ،کهُدَبِدٍ:الثَّدْیُّ ،عن کُرَاع.
فَطَزَ الرجُلُ یَفْطِزُ ،من حَدِّ ضَرَبَ : ماتَ أَهملَه الجَوْهَرِیُّ ،و ذَکَرَه ابنُ دُرَیْدٍ هکذا، أَو لُغَهٌ فی فَطَسَ ، بالسِّین و هو بعَیْنِه قولُ ابنِ دُرَیْدٍ (4)؛فلم یُحْتَجْ إِلی إِتیان «أَو».
فَقَزَ یَفْقِزُ :ماتَ ؛لُغَهٌ فی فَقَسَ أَهملَه الجوهریُّ و صاحبُ اللِّسَانِ ،و استدرکَه الصّاغَانیُّ .
الفِلِزُّ -بکسر الفاءِ و الّلامِ و شَدِّ الزّایِ ،هذِه اللغهُ المَشْهُورهُ ،و لو قال:کطِمِرٍّ،کان أَجودَ فی الاختصار، و فیه لُغَتَانِ أُخْریَانِ : الفِلَزُّ و الفُلُزُّ ، کهِجَفٍّ و عُتُلٍّ ،الأَخیره عن ثعلبٍ ،و رَواه ابنُ الأَعْرَابیِّ بالقَاف کما سیأْتی-: نُحَاسٌ أَبْیضُ ،تُجْعَلُ منه القُدُورُ العِظَامُ المُفْرَغَهُ و الهاوُنَاتُ ،قالَه اللَّیْث، أَو هو خَبَثُ ما أُذیبَ من الذَّهَبِ و الفِضَّهِ و الحَدیدِ.
أَو الفِلِزُّ : الحِجَارهُ .
أَو هو جَوَاهِرُ الأَرْضِ کلُّهَا من الذَّهبِ و الفِضَّهِ و النُّحَاسِ و أَشبَاهِها.
أَو هو ما یَنْفِیه الکِیرُ من کلِّ ما یُذَابُ منها ،أَی من جَوَاهِرِ الأَرضِ .
و الفِلِزُّ : الرَّجُلُ الشَّدِیدُ (5)الصُّلْبُ الغَلِیظُ ؛تَشْبِیهاً بما تقدَّم.
ص:123
و الفِلِزُّ أَیضاً: الضَّرِیبَهُ التی تُجَرَّبُ علیها السُّیُوفُ ،نقلَه الصاغانیّ .
و قد یُسْتَعَارُ فیقالُ للرجُلِ البخِیلِ : فِلِزُّ ؛لِغِلَظِه و شِدَّتِه فی بُخْلِه،کأَنه حدیدٌ صُلْبٌ لا یُؤَثِّرُ فیه شیءٌ.
الفَوْزُ :النَّجَاهُ من الشَّرِّ، و الظَّفَرُ بالخَیْرِ و الأُمْنِیَّهِ ،یقال: فازَ بالخَیْر،و فازَ من العَذاب.
و الفَوْزُ أَیضاً: الهَلاکُ ،و هو ضِدٌّ ،یقال: فازَ یَفُوزُ :
مات و هَلَکَ .
و فازَ به فَوْزاً و مَفَازاً و مَفَازَهً : ظَفِرَ ،و یقال: فازَ ،إِذا لَقِیَ ما یُغْتَبَطُ ،و تأَوِیلُه التَّبَاعُدُ من المَکْرُوه.
و فازَ منه فَوْزاً و مَفَازاً : نَجَا.
و الفَوْزُ :ه بحِمْصَ ،نقلَه الصاغَانیُّ .
و أَفَازَه اللّه بکذا:أَظْفَرَه، ففَازَ به ،أَی ذَهَب به.
و المَفَازَهُ :المَنْجَاهُ ،و به فَسَّر أَبو إِسحاقَ قَولَه تعالی:
فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفازَهٍ مِنَ الْعَذابِ (1)أَی بمَنْجَاهٍ منه، و قال الفَرّاءُ:أَی ببَعِیدٍ منه.
و قیل:أَصْلُ المَفَازهِ : المَهْلَکَهُ ،من الفَوْزِ بمعنَی الهَلاکِ .و قال ابن الأَعرابیِّ :سُمِّیَتِ المَفَازَهَ ؛مِن فَوَّزَ الرَّجُلُ ،إِذا مَاتَ ،و قیل:سُمِّیَتْ تَفَاؤُلاً بالسَّلامهِ ،من الفَوْز :النَّجَاه،و هذا قولُ الأَصمعیِّ حَقَّقه ابنُ فارِس فی المُجْمَل و غیرِه،و قد أَنْکَره أَبو حَیَّانَ فی شرح التَّسْهِیل حیث قال:السَّلِیم للَّدِیغ؛مِنْ سَلَمَتْه الحَیَّهُ :لَدَغَتْه،و لا تَنظرْ إِلی قَوْل مَن قال:إِنه علی طَریقهِ التَّفَاؤُلِ ،فقد غَلِطَ فی ذلِک جماعهٌ من العُلَمَاءِ،کما غَلِطُوا فی قولهم:إِن المَفازَهَ سُمِّیَتْ مِن الفَوْزِ ،علی التَّفاؤُل؛و إِنّما سُمِّیَتْ من فازَ الإِنسانُ فَوْزاً ،إِذا هَلَک.قال شیخُنا:و ما نَفَاه و جَعَلَه غَلَطاً فقد رَواه جَماعهٌ عن الأَصْمَعِیِّ ،و قد ذَکَرُوا فیها أَقوالاً،منها ما ذَکَرناه،و منها التَّأْوِیلُ ،و صَحَّحَ أَقْوَامٌ ما ذَهَب إِلیه أَبو حَیّانَ ،و أَنشدوا:
أَحَبَّ الفَالَ حینَ رَأَی کَثیراً
أَبوه عن اقتناءِ المجْدِ عَاجِزْ
فسَمّاه لقِلَّتِه کثیراً کتَسمیَهِ المَهَالِکِ بالمَفاوِزِ .قلتُ :
و الأَقوالُ ذَکَرها ابنُ سِیدَه و الأَزهریُّ و قالا:الأَوّلُ أَشهَرُ، و إِن کان الآخرُ أَقْیَسُ .
و المَفَازَهُ :البَرِّیَّهُ ،و کُلُّ قَفْرٍ مَفَازَهٌ .
و قیل: المَفَازَهُ : الفَلاَهُ التی لا ماءَ بها ،قالَه ابنُ شُمَیْلٍ ، و قال بعضُهم:إِذا کانت لَیْلَتَیْن لا ماءَ فیها (2)فهی مَفَازهٌ ،و ما زادَ علی ذلِک کذلِک،و أَمّا اللَّیْلَهُ و الیَوْمُ فلا یُعَدُّ مَفَازهً .
و قیل: المَفَازهُ و الفَلاَهُ ،إِذا کان بین الماءَیْنِ رِبْعٌ من وُرُودِ (3)الإِبِلِ وغِبٌّ من سائرِ المَاشِیَه.و قیل:هی من الأَرَضِین:ما بَیْن:الرِّبْعِ من وُرُودِ 3الإِبل و ما بَیْن الغِبِّ من وُرُودِ 3غیرِهَا مِن سائرِ الماشیَهِ ،و هی الفَیْفَاهُ ،و لم یَعْرِفْ أَبو زَیْدٍ الفَیْفَ .
و قال ابن الأَعْرَابیِّ أَیضاً:سُمِّیَتِ الصَّحَراءُ مَفَازهً لأَنَّ مَن خَرَجَ منها و قَطَعَهَا فَازَ .
و فَوَّزَ الرجلُ : ماتَ ،قال کَعْبُ بنُ زُهَیْرٍ:
فمَنْ للقَوَافِی شَانَهَا مَنْ یَحُوکُها
إِذا ما تَوَی کَعْبٌ و فَوَّزَ جَرْوَلُ
یقولُ فلا یَعْیَا بشیْ ءٍ یَقولُه
و مِنْ قائِلِیهَا مَنْ یُسِیءُ و یَعْمَلُ
قولُه:شانَها،أَی جاءَ بها شائِنَهً ،أَی مَعِیبَهً ،و تَوَی:
مَاتَ .و کذا فَوَّزَ .قال ابنُ بَرِّیٍّ :و قد قِیل إِنه لا یُقَال فَوَّزَ فلانٌ حتی یَتقدَّم الکلامَ کلامٌ ،فیقال:مات فلانٌ ،و فَوَّزَ فلانٌ بعدَه؛یُشَبَّهُ بالمُصَلِّی من الخَیْلِ بعد المُجَلِّی.
و جَرْوَلٌ یَعْنِی به الحُطَیْئَهَ .و قال الکُمَیْتُ :
و ما ضَرَّهَا أَنَّ کَعْباً تَوَی
وَ فَوَّزَ مِنْ بَعْدِه جَرْوَلُ
و قال غیرُه:یُقَال للرجُل إِذا مات:قد فَوَّزَ ،أَی صارَ فی مَفَازه ما بَیْن الدُّنْیا و الآخِرَهِ من البَرْزَخِ المَمْدُودِ.
و فَوَّزَ الطَّرِیقُ :بَدَا و ظَهَرَ ،نقَلَه الصَّاغَانیُّ ،و زاد بعده:
«أَو انقَطعَ »،و تَرَکه المصنِّفُ قُصُوراً.
ص:124
و قال ابنُ الأَعْرَابیِّ :و یقال فَوَّزَ الرَّجُلُ ،إِذا صارَ إِلی المَفَازَه .و قیل:رَکِبَها و مَضَی فیها.
و یُقَال: فَوَّزَ الرَّجُلُ بإِبِلِه ،إِذا رَکِبَ بها المَفَازَهَ ،و منه قَولُ الرَّاجِزِ:
فَوَّزَ مِنْ قُرَاقِرٍ إِلی سُوَی
خِمْساً (1)إِذا مَا سارَها الجِبْسُ بَکَی
و قُرَاقِرُ و سُوَی:ماءان لکَلْب.
و الفَازَهُ :مِظَلَّهٌ بعَمُودَیْنِ . و نَصُّ الجَوْهریِّ :مِظَلَّهٌ تُمَدُّ بعَمُودٍ،عَربیٌّ فیما أُرَی.و قال ابنُ سِیدَه:أَلِفُهَا منقلبهٌ عن الواوِ،و الجمعُ فازٌ .
و فَازَهُ : ع،بالأَهْوَابِ من ساحِلِ بَحْرِ الیَمَنِ بالقُرْب من زَبِیدَ.
و الفَائِزُ (2):سَیْفُ سَعِیدِ بنِ زَیْدِ بنِ عَمْرِو بنِ نُفَیْلٍ ، رضیَ اللّه تعالَی عنه. نقلَه الصّاغَانیُّ .
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
فازَ القِدْحُ فَوْزاً :أَصابَ ،و قیل:خَرَجَ قبلَ صاحبِه قال الطِّرِمّاحُ :
و ابنِ سَبِیلٍ قَرَیْتُه أَصُلاً
مِنْ فَوْزِ قِدْحٍ مَنْسوبَهٍ تُلُدُهْ
و إِذا تَساهَمَ القَوْمُ علی المَیْسِرِ فَکُلَّمَا خَرَجَ قِدْحُ رجُلٍ قیل:قد فازَ فَوْزاً .
و المَفَازُ : المَفَازَهُ ،و منه
16- حَدِیثُ کَعْبِ بنِ مالکٍ :
«فاسْتَقْبل سَفَراً بَعیداً و مَفَازاً ».
و فَوَّزَ الرَّجلُ :خَرَجَ من أَرضٍ إِلی أَرْض،کهَاجَرَ.
و تَفَوَّزَ ، کفَوَّزَ .قال النابغهُ الجَعْدِیُّ :
ضَلاَل خَوِیٍّ إِذْ تَفَوَّزَ عن حِمًی
لَیَشْرَبَ غِبًّا بالنِّبَاجِ و نِبْتَلاَ (3)
و یقَال: فاوَزْتُ بینَ القَوم و فارَصتُ (4)بمعْنًی وَاحِدٍ.
و قد سَمَّوْا فَوْزاً .
و خَطَّاب بنُ عثْمَانَ الفَوْزِیُّ :محَدِّثٌ .
و فَازَ بِفَائِزَهٍ ،أَی بشیْ ءٍ یسیرٍ (5)،و یُصِیبُ به الفَوْزَ .
الفِیَزُّ من الرِّجَال، کهِجَفٍّ :الشَّدِیدُ العَضَلِ ، محرَّکَهً .
و الانْفِیَازُ :الانْفِرادُ ،هکذا أَوردَه الصّاغَانیُّ ،و قد أَهملَه الجَوْهَریُّ و صاحِبُ اللِّسَان.
القِبْزُ ،بالکسر ،قال الأَزهریُّ :أَهملَه اللَّیْثُ ، و قال الصاغانیُّ :أَهمله الجوهریُّ ،و قال أَبو عمرو:هو القَصِیرُ البخِیلُ .
قَحَزَ ،کجَعَلَ ، یَقْحَزُ قَحْزاً : وَثَبَ و قَلِقَ و اضطربَ ،تقول:ضَربتُه فقَحَزَ ،نقلَه الجوهَرِیُّ ،و أَنشدَ لأَبی کَبِیرٍ الهُذَلِیِّ :
مُسْتَنَّهٍ سَنَنَ الفُلُوِّ (6)مُرِشَّهٍ
تَنْفِی التُّرَابَ بقَاحِزٍ مُعْرَوْرِفِ
و قَحَزَه بالعَصَا قَحْزاً : ضَرَبَه کَقَجَّزَه تَقْحِیزاً ،نقلَه الصّاغانیُّ .
و قَحَزَ بالرجُلِ :صَرَعَه ، قَحْزاً و قُحُوزاً .
و قَحَزَ الرجُلُ قُحُوزاً ،بالضّمِّ ،فهو قاحِزٌ ،إِذا سَقَطَ کالمیِّتِ ،عن ابن الأَعرابیِّ .
و قال ابنُ دُرَیْد: قَحَزَ السَّهْمَ (7)یَقْحَزُ قَحْزاً : رَمَاه فوَقَعَ بین یَدَیْه.
و قَحَزَ الکَلْبُ ببَوْلِه یَقْحَزُ قَحْزاً ،بالفتح، و قُحُوزاً ، بالضّمّ و قَحَزَاناً ،محرَّکَهً : رَمَی به،کقَزَحَ ،و هو مقلوب
ص:125
منه،کما قالَه الزَّمَخْشَرِیُّ و ابنُ القَطّاعِ ،و زاد الأَخِیرُ:أَی أَرسلَه دُفَعاً.
و تَقحِیزُ الکلامِ و تَقَحُّزُه :تَغْلِیظُه و هو شِبْهُ الوَعیدِ.
و القَاحِزَاتُ :الشَّدَائِدُ ،و أَنشدَ ابنُ دُرَیْدٍ لرُؤْبَهَ :
إِذَا تَنَزَّی قاحِزَاتُ القَحْزِ
عنه و أَکْبَی وَاقِذَاتُ الرَّمْزِ
أَکْبَی:صَرَعه لوَجْهِه،و الوَاقذاتُ :القاتِلاتُ ،و الرَّمْزُ:
الوَقْعُ .
و قُحِزَ عن الماءِ، کعُنَی:رُدَّ ،نقلَه الصاغانیُّ .
و القُحَازُ ، کغُرَابٍ .داءٌ فی الغَنَم ،کذا وُجِدَ فی بعض نُسَخِ الصّحاح، أَو هو سُعَال الإِبلِ .
و فی التَّکْمِلَه: القَحَزَی ،کجَمَزَی:القَوْسُ التی تَنْزُو.
و القُحّازَهُ -کرُمّانَهٍ ،و ضَبَطَه الصاغانیُّ بالفَتْح-: شیءٌ یُصطادُ به الطَّیْرُ.
و التَّقْحِیزُ :التَّنْزِیَهُ ،یقال: قَحَّزَه تَقْحِیزاً ،أَی نَزّاه.
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
قَحَزَ الرجُلُ عن ظَهْرِ البَعِیرِ یَقْحَزُ قُحُوزاً :سَقَطَ .
و القَاحِزُ :السَّهْمُ الطامِحُ عن کَبِدِ القَوْس ذاهباً فی السماءِ،یقال:لَشَدَّ ما قَحَزَ سَهْمُکَ ،أَی شَخَصَ .
و قَحَزَ الرجُلَ قَحْزاً و قُحُوزاً و قَحَزَاناً :أَهلَکَه.
و التَّقْحِیزُ :الشَّرُّ.
و جُوعٌ مُقَحِّزٌ :شدیدٌ،عن أَبی عَمْرو.
قَحْفَزَ له الکلامَ :غَلَّظَه ،هذا الحرفَ قد أَهملَه الجوهریُّ و ابنُ مَنْظُورٍ،و أَوردَه الصّاغانیُّ .
و قَحْفَزَ فی المَشْی:أَسْرَعَ . و قال الصاغانیُّ : القَحْفَزَهُ :
سُرْعَهُ نَقْلِ القَدَمِ .
و قَحْفَزَ الحَقِیبَهَ قَحْفَزَهً ،إِذا حَشَاهَا حَشْواً نِعِمَّا ،أَی جَیِّداً.
القَحْفَلِیزُ ،کزَنْجَبِیلٍ :من أَسماءِ الفَرْجِ ، أَهملَه الجَوْهَرِیُّ و الجَمَاعهُ ،و أَورَدَه الصَّاغَانِیُّ .
القَحْلَزَهُ ،أَهمَله الجوهریُّ و الجماعهُ ،و أَوردَه الصاغانیُّ فقال:هو مِشْیَهُ القَصِیرِ ،کالقَلْحَزَهِ .
و القَحْلَزَهُ فی الکلام:التَّغْلِیظُ ،و هو شِبْهُ الوَعِیدِ.
و ضَرَبْتُه (1)فتَقَحْلَزَ ،أَی انْجَدَلَ (2)،کقولِهِم:ضَربتُه فقَحَزَ،أَی سَقَطَ .
القَخْزَهُ ،هکذا فی النُّسَخ،و قد أَهملَه الجمهورُ،و أَورَدَه الصّاغَانِیُّ ،و نَصُّه: القَخْزُ : ضَرْبُ شیْ ءٍ یَابِسٍ بمثْلِه ،و هو بالخَاءِ المعجَمه (3).
القَرْزُ ،أَهملَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ:هو قَبْضُکُ التُّرَابَ و غیرَه بأَطْرَافِ أَصابعِک ،نحو القَبْضِ ، و قال الأَزهریُّ :کأَنَّ القَرْزَ مُبْدَلٌ مِن القَرْص.
و القَرْزُ : الأَکَمَهُ ،و الغِلَظُ من الأَرض ،إِنْ لمْ یکن تصحِیفاً عن الفَرْزِ،بالفَاءِ.
و القُرْزُ ، بالضّمّ :مُدْهُنُ الحَجّامِ .
و القُرْزَهُ ،بالضّمّ :نَحْوُ القَبْضَهِ .
*و ممّا یُسْتَدْرَک عَلَیْه:
حارهُ المَقَارِزَهِ ببَعْلَبَکَّ ،کما حَقَّقَه الحَافِظُ السَّخَاوِیُّ ، و إِلیها نُسِبَ الإِمامُ المؤرِّخُ تَقِیُّ الدِّینِ المَقْرِیزِیُّ صاحِبُ الخِطَطِ .
رَجُلٌ قُرْبُزٌ ،بالضّمِّ ،أَی خَبٌّ کجُرْبُزٍ ،نقلَه الجوهریُّ و قال:هما مُعَرَّبانِ .
و قال الأَزهریُّ : القُرْبُزُ و القُرْبُزِیُّ :الذَّکَرُ الشَّدِیدُ (4).
قِرْعِزُ ،بالکَسْر:اسمُ تُرْکِیٍّ ،و له مدرسهٌ بغَزْنَهَ . قلتُ :هکذا فی الأُصُول الموجوده،بالعَیْن المُهْمَلَهِ قبل الزّای،و لا یَخْفَی أَنه لَیْس من اللُّغَه فی شیْ ءٍ،و لا ممّا یُسْتَدْرکُ به علی صاحب الصّحاح،و إِنما قَلَّدَ الصاغانیَّ فیما یُورِدُه فی التَّکمله علی عادته،مع أَنه حَصَلَ منه تصحیفٌ مُنْکَرٌ:فإِن الصّاغانِیَّ نَصُّه هکذا:قَرْقِیزُ:من الأَعلام،و مَدرسهُ قَرْقِیزَ:من مَدَارِس غَزْنَهَ .هکذا بقَافَیْن الأُولی مفتوحَهٌ ،فتَأَمَّلْ .
ص:126
القِرْمِزُ ،بالکَسْر ،أَهملَه الجَوْهَرِیُّ .و قال اللَّیْثُ :هو صِبْغٌ إِرْمَنِیٌّ (1)أَحْمرُ،یقال إِنّه یکونُ مِن عُصَارَهِ دُودٍ یکونُ فی آجامِهم ،فارسیٌّ معرَّبٌ .و لا یَخْفَی أَن لفظَهَ «یکونُ »الأُولی زائدهٌ مُخِلَّهٌ بالاختصارِ،و أَنشدَ اللَّیْثُ :
فَحُلَّیتِ مِنْ خَزٍّ و قَزٍّ و قِرْمِزٍ
و مِنْ صَنْعَهِ الدُّنْیا علیکِ النَّقارِسُ (2)
قلتُ :و قد جاءَ فی تفسیر قولِه تعالَی فَخَرَجَ عَلی قَوْمِهِ فِی زِینَتِهِ قال: کالقِرْمِزِ ،و یُوجَدُ هنا فی بعض النُّسَخ الصحِیحَهِ زیادَهُ هذِه العِبَارَهِ بعد قوله فی آجامهم: و قیل:
هو أَحمَرُ کالعَدَس مُحَبَّبٌ ،یَقَعُ علی نَوعٍ من البَلُّوطِ فی شَهر آذارَ،فإِن غُفِلَ عنه و لم یُجْمَعْ صارَ طائراً و طارَ.
و هذا الحَبُّ منه شیْ ءٌ یُسَمَّی القِرْمِزَ ،مِن خاصِّیَّتِه صِبْغُ ما کَانَ حَیوانیًّا کالصُّوف و القَزِّ،دُونَ القُطْنِ . إِلی هنا،و قد سَقَطَتْ من بعض الأُصول المصحّحه.
و القِرْمِیزُ ،بالکَسْر: الضَّعِیفُ الضّاوِیّ ،قالَه الصّاغَانیُّ .
و قال شَمِرٌ: القِرْمازُ ،بالکَسْر:الخُبْزُ المُحَوَّرُ ،و أَنشدَ لبعض الأَعرَاب:
جاءَ مِن الدَّهْنَا و مِنْ آرَابِهِ
لا یَأْکُلُ القِرْمَازَ فی صِنَابِهِ
و لا شِواءَ الرُّغْفِ مَعْ جُوذَابِهِ
إِلاّ بَقایَا فَضْلِ ما یُؤْتَی بِهِ
مِنَ الیَرَابِیعِ و مِنْ ضِبَابِهِ
قلتُ :و هو مُعرَّب أَیضاً.
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
دَرْبُ قِرْمِز :إِحدی مَحالِّ مِصرَ،حَرَسَهَا اللّهُ تعالَی.
القَزُّ :الوَثْبُ ،و الانقباضُ للوَثْبِ قال اللَّیْث: قَزَّ الإِنْسَانُ یَقُزُّ ،بالضمّ ، قَزًّا ،إِذا قَعَدَ کالمُسْتَوْفِزِ ثمّ انْقَبَضَ و وَثَبَ .و
16- فی بعض الحدیثِ : «إِنّ إِبلِیسَ لَیَقُزُّ القَزَّهَ مِن المَشْرِق فیَبْلُغُ المَغْرِبَ ». هکذا ذَکَرَ اللَّیْثُ ،و ضَبَطَه الصاغَانیُّ ،و نَقَلَه ابنُ مَنْظُورٍ،فلا عِبْرَهَ بإِنکارِ شیخِنَا الضَّمَّ فی مُضارِعِه؛و احْتَجَّ بأَنّ ابنَ مالِکٍ لم یَذکره فی مُصَنَّفاته و لا غَیْره،قال: و و کان القیاسُ یَقِزُّ بالکَسْر فقط .
و القَزُّ : الإِبْرِیسَمُ . و قال الأَزهریُّ :هو الذی یُسَوَّی منه الإِبْرِیسَمُ .و فی المُحْکَم و الصّحَاح:أَعْجَمِیٌّ مُعَرَّبٌ .
و جَمْعُه قُزُوزٌ .
و القَزُّ : إِبَاءُ النَّفْسِ الشیْ ءَ ،یقال: قَزَّتْ نَفْسِی عن الشیْ ءِ قَزًّا ،و قَزَّتْه ،بحرفٍ و غیر حرف،أَی أَبَتْه و عافَتْهُ و أَکثرُ ما یُسْتَعْمَل بمعنَی عافَتْه،و الأُولَی جَعَلَها ابنُ القَطّاعِ لُغَهً یَمانِیَهً .
و القُزُّ ، بالضّمّ :التَّنَطُّسُ و التَّبَاعُدُ من الدَّنَسِ ، کالتَّقَزُّزِ ،یقال: تَقَزَّزَ الرجُلُ عن الشیْ ءِ:لم یَطْعَمْه و لم یَشْرَبْه بإِرادهٍ .و قد تَقَزَّزَ من أَکْلِ الضَّبِّ و غیرِه.
و القُزُّ ، بالتَّثْلِیث ،و کذلک القنْزُ،هو عن اللِّحْیَانِیِّ :
الرجُلُ المُتَقَزِّزُ . و لو قال:«فهو قُزٌّ و یُثَلَّثُ »کان أَجودَ فی الاختِصَارِ،و التَّثْلِیثُ ذَکَرَه الجوهَرِیُّ : و هی بهاءٍ ،قال اللِّحْیَانیُّ :یُثَنَّی و یُجْمَعُ و یُؤَنَّثُ ،و لم یَذکر الجَمْعَ ، و سنَذکرُه.
و القَازُوزَهُ . نقلَه اللَّیْثُ عن بعض العربِ و القَاقُوزَهُ و القَاقُزَّهُ ،بتشدید الزّایِ مع ضمِّ القافِ الثانیه،و هذِه ذَکَرَها اللَّیْثُ و أَنکرَهَا الجوهریُّ .قلتُ :و قد ذَکَرها النابغهُ الجَعْدِیُّ فی شِعره:
کأَنِّی إِنّمَا نادَمْتُ کِسْرَی
فَلِی قَاقُزَّهٌ و له اثْنَتانِ
مَشْرَبَهٌ :دُونَ القَرْقارَهِ ،قاله اللَّیْثُ .و قال الخَطّابِیُّ فی غریب الحَدِیثِ :مَشْربَه کالقَارُورَهِ . أَو قَدَحٌ دُونَ القَرْقَارَهِ ، أَعجَمِیَّهٌ معرَّبهٌ ، أَو الصَّغِیرُ من القَوَارِیرِ ،و هو قولُ الفَرّاءِ.
و جُمِعَ علی القَوَازِیز ،قال:هی الجَمَاجِمُ الصِّغَارُ التی من قَوَارِیر.
و قال أَبو حَنِیفَهَ : القاقُزَّهُ هو الطّاسُ ،و قال:هذا الحرفُ فارسیٌّ ،و أَحرُفُ العَجمیِّ یُعَرَّبُ علی وُجُوه.
ص:127
و قال اللَّیْثُ (1):لیس فی کلام العربِ مما یَفْصِلُ أَلفٌ بین حرفیْن مِثْلَیْنِ ممّا یَرْجِعُ إِلی بناء قَفْزٍ و نحوِه،و أَما بابِلُ فهو اسمُ بَلْدَهٍ ،و هو اسمٌ خاصُّ لا یَجْرِی مَجْرَی اسم (2)العَوّام.
و قال أَبو عُبَیْدٍ فی کتاب ما خالَفَت العامَّهُ فیه لُغاتِ العرب:هی قاقُوزَه و قازُوزه ،للتی تُسَمَّی قاقُزَّه و زاد الزَّمَخْشَرِیُّ : القَاقُزَّهَ و فَسَّرَه بالفَیَالِجَه.
قلتُ :و هی الفَنَاجِینُ التی یُشْرَبُ بها الشَّرَابُ .و قال ابن السِّکِّیت:و أَما القاقُزَّهُ فموَلَّدهٌ ،و أَنشدَ للأُقَیْشِرِ الأَسَدِیِّ :
أَفْنَی تِلاَدِی و ما جَمَّعْتُ مِنْ نَشَبٍ
قَرْعُ القَوَاقِیزِ أَفْوَاهَ الأَبارِیقِ (3)
و قال الفَرّاءُ: القَازُّ :الشَّیْطَانُ ،و قد مَرَّ تَعْلِیلُه فی الحَدِیثِ الذِی ذُکِرَ قریباً.
و القَزَزُ ،محرَّکهً :الرجُلُ الظَّرِیفُ المُتَوَقِّی للعُیُوبِ و المُتَقَزِّزُ المتَبَاعِدُ مِن المَعَاصِی و المَعَایِبِ لا کبْرا (4)و تِیهاً، کالقُزّازِ ،کرُمّانٍ ،و هذِه عن ابن الأَعْرابِیِّ .و کذلک القُزُّ - بالتثلیث-بهذا المعنَی و قد تقدَّم للمصنِّف قریباً.
و فی التَّکْمِله: القَزَازُ ، کسَحَابٍ :الثُّعْبَانُ العظیمُ ،أَو الحَیّاتُ القِصَارُ. کذا فی النُّسَخ،و الذی فی نَصِّ الصّاغَانیِّ :«الصِّغار»و المعنی الأَخِیرُ قریبٌ من مَأْخَذِ المَادّهِ ،علی أَنّ بین العظیمِ و الحَیّاتِ الصِّغار،علی ما هو نَصُّ الصّاغَانِیِّ ،نوعاً من الضَّدِّیَّهِ ،فلْیُتَأَمَّلْ .
و القَزّازُ ، کشَدّادٍ:بائعُ القَزَّ . و اشْتَهَر به أَبو غالبٍ محمّدُ بن عبدِ الواحِدِ بنِ الحَسَنِ بنِ مبرک (5)القَزّازُ الشَّیْبَانِیُّ ، عُرِفَ بابن زُرَیْق،و ابنُه أَبو منصورٍ عبدُ الرَّحمنِ بنُ محمّد، راوِی تاریخِ الخَطِیب.قلتُ :رَوَی عن القاضِی أَبی الحُسَیْنِ بنِ المُهْتَدِی،و عنه عبدُ المَلِکِ بن المبارکالحریمیّ ،و غیرِه.و ابنُه أَبو السَّعَاداتِ نَصْرُ اللّهِ بنُ عبدِ الرَّحمنِ ،رَوَی عن أَبی سَعْدٍ محمّدِ بنِ خُشَیش، و المبارکُ بنُ محمّدٍ الخَوّاصُ ،و یوسفُ بنُ أَحمدَ السقار و غیرُهما.
و أَبو الفَضْلِ مُرَجّا بنُ علیِّ بنِ هِبَهِ اللّه الرَّبعِیُّ الوَاسِطیُّ المَقرئُ القَزّازُ :من شُیُوخِ الدِّمْیَاطِیِّ .
و ابنُ قُزْقُزٍ -بالضَّمّ -أَحمدُ بن محمَّدٍ ،یُعْرَفُ بزَنْجِیّ :
مُحَدِّثُ حَدَّث عنه العَتیقیّ ،قال الحَافظ :و الذی فی الإِکمال أَن زَنْجِیًّا لَقَبُ شَیْخِه عبدِ الرّحْمنِ بن الحَسَن.
و قَزْقَزٌ ،بالفَتْح:ع ،نقلَه الصّاغَانیُّ .
و قَزَاقِزُ مِنَ الشَّیْ ءِ:نُبَذٌ (6)منه ،نقلَه الصّاغَانیُّ .
و القَاقُزّانُ (7):ثَغْرٌ بقَزْوِینَ ،تَهُبُّ فی ناحِیَتِه رِیحٌ شَدیدهٌ ، قال الطِّرِمّاحُ :
طَرِبْتَ و شاقَکَ البَرْقُ الیَمَانِی
بفَجِّ الرِّیحِ فَجِّ القَاقُزَانِ
قال الصّاغَانِیُّ :و حَقُّ هذا اللَّفْظِ أَن یُفْرَدَ له تَرکیبٌ ، و إِنما ذَکرتُه هنا لذِکْرِ الجَوْهرِیِّ القَافُزَّهَ فی هذا التَّرکیب.
قلتُ :و قد قَلَّدَه المصنِّفُ فی ذلک.
*و ممّا یُسْتَدْرَک عَلَیْه:
القَزَازَه ،بالفتح:الحَیَاءُ. قَزَّ یَقُزُّ و رجلٌ قَزٌّ :حَیِیٌّ ، و الجمعُ أَقِزَّاءُ نادرٌ.
و حَکَی أَبو جعفرٍ الرُّؤاسِیُّ :ما فی طَعامِه قَزٌّ و لا قُزٌّ و لا قَزَازَهٌ ،أَی ما یُتَقَزَّزُ له.
القَشْنِیزَهُ ،بالفتح،أَهمَلَه الجَوهریُّ .و قال أَبو حَنِیفَه:هی عُشْبَهٌ ذاتُ جِعْثِنَهٍ (8)وَاسعهٍ تُخَطِّرُ خِطَرَهً کبیرهً و تُورِقُ وَرَقاً کوَرقِ الهِنْدِبَاءِ الصِّغَار ،و هی خَضراءُ مُلَبَّنَهٌ أَی کثیرهُ اللَّبنِ ، یأْکُلها الناسُ ،و تُحِبُّها الغَنَمُ جدًّا ،کذا فی اللِّسَان و التَّکْمِلَه،بعضُهم یَزِیدُ عن بعض.
ص:128
قَعَزَ الإِناءَ،کمَنَع ،أَهملَه الجَوْهریُّ .و قال ابن دُرَیْد (1):أَی مَلأَه شَرَاباً أَو غیرَه.
قال: و القَعْزَ أَیضاً:الشُّرْبُ عَبّاً،یقال: قَعَزَ ما فی الإِناءِ ،إِذا شَرِبَه شُرْباً شَدیداً. و هکذا ذَکَرَه ابنُ القَطَّاع فی التَّهْذِیب.
اقْعَنْفَزَ الرجُلُ : جَلَس القَعْفَزَی ،أَی مُسْتَوْفِزاً ، نقلَه الجوهریُّ .عن الفَرّاءِ.
و قَعْفَزَ له الکلامَ ،إِذا أَرادَ دَفْعَه عن نَفْسِه بتَهْدِیدٍ.
و قَعْفَزَ فی المَشْیِ :مَشَی مَشْیاً ضَیِّقاً ،کعَقْفَزَ.
و قَعْفَزَ الرجُلُ :جَلَسَ جِلْسَهَ المُحْتَبِی؛ضامًّا رُکْبَتَیْه و فَخِذَیْه،کالذِی یَهُمُّ بأَمْرٍ شَهْوَهً له.و ذَکَره صاحبُ اللِّسَان فی عقفز،و قد ذُکِرَ فی مَوضعه.
و تَقَعْفَزَ :بَرَکَ ،کتَعَقْفَزَ.
و شَجرهٌ مُتَقَعْفِزَهٌ ،أَی مُتَکَبِّبَهٌ . و هو مَجَازٌ.
و القُعْفُوز بالضّمّ : نَبْتٌ .
قَفَزَ یَقْفِزُ ،من حَدِّ ضَرَبَ ، قَفْزاً ،بالفَتْح، و قَفَزاناً ،محرَّکَهً ، و قُفَازاً (2)و قُفُوزاً ،بضَمِّهما: وَثَبَ .
و الاسمُ القَفَزَی ،محرَّکَهً ،یقال:جاءَت الخَیْلُ تَعْدُو القَفَزَی .
و قَفَزَ فُلانٌ :ماتَ ،کأَنّه مقلوبُ فَقَزَ،و هو مَجَازٌ.
و القَفِیزُ ،کأَمِیرٍ: مِکْیَالٌ معروفٌ ،و هو ثَمانیهُ مَکَاکِیکَ ، عند أَهلِ العِراق.
و من الأَرْض:قَدْرُ مِائهٍ و أَرْبعٍ و أَربَعین ذِرَاعاً.
و قیل:هو مِکْیالٌ یتَوَاضَعُ الناسُ علیه.
و فی التَّهْذِیب: القَفِیزُ :مقْدارٌ من مِساحهِ الأَرْضِ .
ج، أَقْفِزَهٌ و قُفْزانٌ ،بالضّمِّ ،و بالکَسْر نقلَه الصاغانیُّ عن الفَرّاءِ و قال أَنه لغهٌ فی الضّمِّ .
و
17- فی حدیث ابن عُمَرَ: «[أَنه] (3)کَرِهَ للمُحْرِمَهِ لُبْسَ القُفَّازَیْنِ ». القُفَّاز کرُمّان :لِبَاسُ الکَفِّ ،و هو شیْ ءٌ یُعْمَلُ للیَدَیْنِ یُحْشَی بقُطْنٍ بِطَانَهً و ظِهَارهً ،و من الجُلُود و اللُّبُود، و لهُ أَزْرارٌ تُزَرَّرُ،علی السّاعِدَیْن، تَلْبَسُهما المَرأَهُ للبَرْدِ ، و هو من لِبْسَهِ نِساءِ الأَعْرَاب،و
17- فی حدیثِ عائِشَهَ ،رِضوانُ اللّه علیها: «أَنَّهَا رَخَّصَتْ لهَا» (4). و قال خالدُ بنُ جَنْبَهَ :
القُفّازانِ تُقَفِّزُهما المرأَهُ إِلی کُعُوبِ المِرْفَقَیْنِ ،فهو سُتْرَهٌ لها.
أَو (5) القُفّازُ : ضَرْبٌ من الحُلِیِّ تَتَّخِذُه المَرأَهُ للیَدَیْنِ و الرِّجْلَیْنِ ،و منه استُعِیرَ التَّقَفُّزُ بالحِنّاءِ،کما سیأْتی.
و یقال:لَبِسَ الصائدُ القُفَّازَیْن . القُفّاز : حَدِیدَهٌ مُشْتَبِکَهٌ یَجْلِسُ علیهَا البَازِی ،و قد تَقَفَّزَ الصائدُ،قالَه الزَّمَخْشَرِیُّ .
و من المَجَاز: القُفّاز : بَیَاضٌ فی أَشاعِرِ الفَرَسِ .
و قد قَفِزَ -کفَرِحَ - قَفَزاً :ابْیَضَّتْ یَدَاه إِلی مِرْفَقَیْه دُونَ رِجْلَیْه،قاله ابنُ القَطّاع.
و من المَجَاز: تَقَفَّزَتِ المرأَهُ بالحِنّاءِ ،أَی نَقَشَتْ یَدَیْهَا و رِجْلیْهَا به ،قال:
قُولاَ لذَاتِ القُلْبِ و القُفّازِ :
أَ مَا لِمَوْعُودِکِ مِنْ نَجَازِ؟
و من المَجَاز: الأَقْفَزُ و المُقَفَّزُ من الخَیْلِ :ما کَان بَیاضُ تَحْجِیلِه فی یَدَیْه إِلی المِرْفَقَیْن دُونَ الرِّجْلَیْن ؛کأَنّه لَبِسَ القُفّازَیْن .و قال أَبو عَمْرو فی شِیاتِ الخَیْلِ :إِذا کان البَیَاضُ فی یَدَیْه فهو مُقَفَّزٌ ،فإِذا ارتَفَع إِلی رُکَبَتَیْه فهو مُجَبَّبٌ ،و هو مأْخوذٌ من القُفَّازَیْن .و قال الزَّمَخْشَرِیُّ :
المُقَفَّزُ :ما لم یُجَاوِزْ تَحْجِیلُه الأَشَاعِرَ،و هو المُنَعَّلُ .
و یقال: تَقَافَزَ الصِّبْیَانُ ،و هم یَلْعَبُون القُفَّیْزَی ، کسُمَّیْهَی:لُعْبَهٌ للصِّبْیَانِ ؛یَنْصِبُون خَشَبَهً -و فی الأَساس:
خَشَباتٍ - و یَتَقَافَزُون علیها ،أَی یَتَواثَبُون.
و القَوَافِزُ :الضَّفادِعُ ،نقلَه الصاغانیُّ .
14- و قَفِیزٌ ،کأَمِیرٍ: غلامٌ للنَّبیِّ صلّی اللّه علیه و سلم . جاءَ ذِکْرُه فی حدیثِ أَنَسِ بنِ مالکٍ ،قالَه ابنُ فَهْد قلْت:هذا الحدیثُ رَوَاه
ص:129
الدَّارَقُطْنِیُّ و غیرُه من طَرِیق محمّدِ بنِ سلیمانَ الحَرّانِیِّ ، عن زهَیْرِ بنِ محمّدٍ،عن أَبی بکرِ بنِ أَنَسٍ .
و خَیْلٌ قافِزَهٌ و قَوَافِزُ :سِرَاعٌ تَثِبُ فی عَدْوِها ،قال:
بقافِزاتٍ تَحْتَ قافِزِینَا
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
القَفّاز -ککَتّانٍ -هو النَّقّاز.
و یا بْنَ القَفّازَه ،و هی الأَمَهُ :لقِلَّهِ استِقرارِهَا.
قال الأَزهریُّ :و قَفِیزُ الطَّحّانِ الذِی نُهِی عَنْه،قال ابنُ المُبَارکِ ،هو أَن یَقُولَ :أَطْحَنُ (1)بکذا و کذا و زیادَهِ قَفِیزٍ من نفسِ الدَّقِیق،و قیل:هو أَن یَسْتَأْجِرَ رجُلاً لیَطْحَنَ له حِنْطَهً مَعْلُومهً بقَفِیزٍ من دَقِیقها.
و محمّدُ بنُ سَعِید بنِ قَفِیزٍ ،کأَمِیرٍ،عن معرُوفٍ الخَیّاط .
و قَفِیزٌ أَیضاً:لَقَبُ عبدِ اللّه بنِ عامرِ بنِ کُرَیزٍ القُرَشِیِّ ، کذا ذَکره ابنُ ماکُولاَ.
القاقُزُّ ،مَرَّ ذِکرُه فی ق ز ز و أُورِدَ بالحُمْرَه بناءً علی أَنه مُسْتَدْرَکٌ علی الجَوهریِّ ،و لیس کذلک،بل ذَکَرَه الجوهریُّ مع نظائِره فی ق ز ز فتأَمَّلْ .
القَلْزُ ،أَهمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال اللَّیْثُ :هو ضَرْبٌ من الشُّرْب ،و اخْتُلِفَ فیه:فقِیل:هو مُتَابَعَهُ الشُّرْب، و قیل:إِدامتُه،و قال ثعلب:هو الشُّرْبُ دَفْعَهً وَاحدهً ،و قال غیرُه:هو المَصُّ .و قد قَلَزَ یَقْلُزُ ،بالضّمِّ ، قَلْزاً ، و یَقْلِزُ ، بالکَسْر،و هذِه عن اللَّیْث.
و القَلْزُ : الضَّرْبُ ،و قد قَلَزَه قَلْزاً .
و القَلْزُ : الرَّمْیُ ،یقال: قَلَزَ بسهم،إِذا رَمَی.و کذا قَلَز بقَیْئِه.
و القَلْزُ : النَّشَاطُ ، کالتَّقَلُّزِ .
و القَلْزُ : الوُثُوبُ ،قال ابنُ الأَعْرَابیِّ : القَلْزُ قَلْزُ الغُرَابِ و العُصْفُورِ،و کلُّ ما لا یَمْشِی مَشْیاً فقد قَلَزَ و هو یَقْلِزُ ،و منه قولُ الشُّطّار: قَلَزَ فی الشَّرَابِ ،أَی قَذَفَ بیده النَّبِیذَ فی فَمِه،کما یَقْلِزُ العُصْفُورُ. و القَلْزُ : العَرَجُ ،و قد قَلَزَ یَقْلِزُ -بالکَسْر- قَلْزاً :عَرِجَ .
و القَلْزُ : الرَّجُلُ الخَفِیفُ الضَّعیفُ ،أَی فهو یَثِبُ لخِفَّتِه و نَشاطِه.
و القَلْزُ : نَکْتُ الأَرضِ بالعَصَا ،یقال: قَلَزَ بعَصَاه الأَرضَ ،أَی نَکَتَها بها،إِذا ما حَذَفَ .قالَه الصاغانیُّ .
و قِلَّزُ ، کحِمَّص ،أَی بکسر الأَوّل و فتح الثانی مع التشدید،و ضَبَطَه الصاغانیُّ بکسر الثّانی (2)کجِلِّق: مَرْجٌ بالرُّوم قُرْبَ سُمَیْسَاطَ ،و سیأْتی للمصنِّف فی کلز مثْلُ هذا بعَیْنِه إِن لم یَکُونَا وَاحداً.
و القلزُّ ، کعُتُلٍّ و فِلِزٍّ:النُّحاس الذی لا یَعْمَلُ فیه الحَدِیدُ ،هکذا رَوَاه ابنُ الأَعْرَابیِّ بالقَاف،و رواه غیرُه بالفاءِ،و قد ذُکِرَ فی مَوْضِعِه،و اقْتَصر الصاغَانِیُّ علی اللغه الأُولَی.
و القُلُزُّ ،کعُتُلٍّ : الرَّجُلُ الشَّدِیدُ. و هی بهاءٍ.
و قَلَزْتُهُ أَقدَاحاً أَقْلِزُه قَلْزاً : جَرَّعْتُه، فاقْتَلَزَه ،هکذا فی النُّسَخ،و صَوابُه:فاقْتَلَزَهَا،أَی تَجَرَّعَها.
و قَلَزَ الجَرَادُ:رَزَّ ذَنَبَه فی الأَرْض لیَبِیضَ ، کأَقْلَزَ و قَلَّزَ تَقْلِیزاً .
و التَّقَلُّزُ :عَدْوُ الوَعِلِ ،و سیأْتی أَنه التَّقَوُّزُ.
*و ممّا یُستدرَک علیه:
إِنّه لَمِقْلَزٌ -کمِنْبَرٍ-أَی وَثَّابٌ ،عن ابن الأَعرابیِّ ، و أَنشد:
یَقْلِزُ فیها مِقْلَزَ الحُجُولِ
نَغْباً علی شِقَّیْه کالمَشْکُولِ
یَخطّ لام أَلِفٍ مَوْصُولِ (3)
ص:130
و القَلاَزَهُ ،کسَحابَهٍ :الرجُلُ الخفیفُ العَقْلِ ،هکذا یُسْتَعْملُ عند العامَّه؛و لعَلَّه صحیحٌ .
و القَلاّزُ ،کشَدّادٍ:الطَّرَّارُ و الشَّاطِرُ.
القَلْحَزَهُ ،أَهملَه الجَوْهَرِیُّ ،و هو مقلوبُ القَحْلَزَه،و هو مِشْیَهُ القَصِیرِ.
و القِلَّحْزُ ،کجِرْدَحْلٍ :السَّمِینُ من الرِّجال القصیرُ التّائِهُ الذِی قولُه أَکثرُ من فِعْلِه. هکذا أَوردَه الصاغَانیُّ ،و قد أَهملَه صاحبُ اللِّسَان کمَقْلُوبِه.
عَجُوزٌ قَلَمَّزَهٌ ،کهَبَنَّقَهٍ :لَئِیمَهٌ قَصیرهٌ . أَهملَه الجوهریُّ ،و أَوردَه الأَزهریُّ و قال:و کذلک عَجُوزٌ عِکْرِشَهٌ و عِجْرِمَهٌ و عَضَمَّزَهٌ .
القُمَّرِزُ ،کهُمَّقِعٍ ،أَی بضمِّ الأَول مع تشدیدِ الثانی المفتُوحِ و کسرِ الثالِث، و یقال: القُمَرِزُ ،مثالُ عُلَبِطٍ ،أَهملَه الجوهریُّ ،و قال ثعلبٌ :هو الصَّغِیرُ الأُذُنِ الشدیدُ،عن ثعلبٍ ،و أَنشدَ ابن الأَعْرَابِیِّ .
قُمَّرِزٌ آذَانُهُمْ کالإِسْکَابْ (1)
و قال اللِّحْیَانِیّ :القُمَّرِزُ-بالتشدید-أَی القَصِیرُ.
و الهُمَّقعُ :جَنْی التَّنْضُبِ .
القَمْزُ :الجَمْعُ ،یقال: قَمَزْتُ الشیْ ءَ قَمْزاً ،أَی جَمَعْتُه،قالَهُ الصّاغَانِیّ .
و القَمْزُ : الأَخْذُ بأَطْرَافِ الأَصابِع ،و قد قَمَزَ قُمْزَهً .
و القَمَزُ ، بالتَّحْرِیک:الرُّذَالُ الذی لا خَیرَ فیه ،أَی من المالِ ،نقَلَه الجوهریُّ عن الأَصمَعِیِّ ،کالقَزَمِ ،و أَنشد:
أَخَذْتُ بَکْراً نَقَزاً مِنَ النَّقَزْ
و نَابَ سَوْءٍ قَمَزاً مِنَ القَمَزْ
و أَقْمَزَ الرجلُ : اقْتَنَاه.
و القُمْزَهُ ،بالضّمّ :القَبْضَهُ من التَّمْر و غیرِه کالحَصَا و التُّرابِ ،مثْل الجُمْزَه.
و القُمْزَهُ أَیضاً: بُرْعُومُ النَّبْتِ الذِی تکونُ فیه الحَبَّهُ .
و یقال: الکَلأُ هنا قُمَزٌ و قُمَزٌ ،أَی مُتَقَطِّعٌ غیرُ مُتَرَاصٍّ . قال الأَزهریُّ :سمعتُ جامِعاً الحَنْظَلِیَّ یقول:رأَیتُ الکَلأَ فی جُؤْجُؤَی (2)قُمَزاً قُمَزاً .أَراد أَنَّه لم یَتَّصِلْ ،و لکنَّه نَبَتَ مُتفرِّقاً لُمْعَهً هَاهُنَا و لُمْعَهً هاهُنا.
القُمَهْزِیَهُ ،کبُلَهْنِیَهٍ :القَصیرهُ جِدّاً من النّسَاءِ.
هکذا نقلَه الصّاغانیُّ ،و قد أَهملَه الجوهَرِیُّ و مَنْ بَعدَه، و الذی قالَه اللَّیْثُ :امرأَهٌ قَهْمَزَهٌ :قَصیرهٌ جِدًّا،کما سیأْتی:
فصَحَّفَه الصّاغَانیُّ .
القِنْزُ ،بالکَسْر ،أَهملَه الجَوْهریُّ .و قال أَبو عَمرو:هو الرّاقُودُ الصغیرُ، کالإِقْنِیزِ ،کإِزْمِیل،و هو الدَّنُّ الصغیرُ.
و أَقْنَزَ الرجُلُ : شَرِبَ به طَرَباً،قالَه ابنُ الأَعْرَابیِّ .
و القِنْزُ : الرجُلُ المُتَقَزِّزُ ،حَکَاه اللِّحْیَانیُّ ، و یُضَمُّ فی هذِه.
و القَنَزُ ، بالتحریک:الخَزَفُ ،نقلَه الصاغَانیُّ .
و القَنَزُ لُغَهٌ فی القَنَصِ ،و حَکَی یعقوبُ أَنه بَدَلٌ .
و القَانِزُ :القَانِصُ ،حَکاه یعقوبُ أَیضاً، کالمُقَنِّزِ و القَنّازِ ، کمحدِّثِ و شَدَّادٍ،الأَخیر حکاه یعقوبُ أَیضاً.
و قال غلامٌ من بَنِی الصَّارِدِ رَمَی خِنْزِیراً فأَخْطَأَه و انْقَطَعَ وَتَرُهُ ،فأَقبلَ و هو یَقول:إِنک رَعْمَلِیٌّ ،بِئْسَ الطَّرِیدَهُ القَنَزُ .
و أَنشدَ أَبو حاتمٍ فی صَیْدِ الضِّبابِ :
ثُمَّ اعْتَمَدْتُ فَجَبَذْتُ جَبْذَهً
خَرَرْتُ منها لقَفَایَ أَرْتَهِزْ
فقلتُ حَقًّا صادقاً أَقُولُه
هذا لَعَمْرُ اللّه من شَرِّ القَنَزْ
یُرید القَنَصَ .قال أَبو عَمرو:و سأَلتُ أَعرابیًّا عن أَخِیه فقال:خَرَجَ یَتَقَنَّزُ .أَی یَتَقَنَّصُ ،حکَاه یعقوبُ فی المُبْدَل.
القَوْزُ :المُستدیرُ من الرَّمْل تُشَبَّه به أَرْدافُ النِّسَاءِ،قال:
و رِدْفُهَا کالقَوْزِ بَیْنَ القَوْزَیْنْ
ص:131
و قال الجوهریُّ : القَوْزُ : الکَثِیب الصَّغِیرُ،عن أَبی عُبَیْدَه،و قال الأَزهریُّ :سَمَاعِی من العرب فی القَوْز أَنه الکَثِیبُ المُشْرِفُ ،و فی الحدیث:«مُحَمَّدٌ فی الدَّهْمِ بهذا القَوْزِ »،و هو العالِی من الرَّمْلِ ؛کأَنّه جَبَلٌ ،و منه حَدِیثُ أُمِّ زَرْعٍ :«زَوْجِی لَحْمُ جَمِلٍ غَثّ ،علی رَأْسِ قَوْزٍ وَعْثٍ »؛ أَرادَت شِدَّهَ (1)الصُّعُودِ فیه،لأَن المَشْیِ فی الرَّمْل شاقٌّ ، فکیفَ الصُّعُودُ فیه،لا سِیَّمَا و هو وَعْثٌ .و قال ابن سِیدَه:
القَوْزُ :نَقاً مُستدیرٌ مُنْعَطِفٌ .
ج أَقْوَازٌ ،قال ذو الرُّمَّهِ :
إِلی ظُعُنٍ یَقْرِضْنَ أَقْوَازَ مُشْرِفٍ
شِمَالاً و عن أَیْمَانِهِنَّ الفَوَارِسُ
و فی الکثیر قِیزَانٌ ،قال:
لمّا رَأَی الرَّمْلَ و قِیزَانَ الغَضَی
و البَقَرَ المُلَمَّعَاتِ بالشَّوَی
بَکَی و قال:هل تَرَوْنَ ما أَرَی (2)
و أَقاوِیزُ و أَقَاوِزُ قال الشاعِر:
و مُخَلَّداتٍ باللُّجَیْنِ کأَنَّمَا
أَعْجازُهُنَّ أَقاوِزُ الکُثْبانِ
قال ابنُ سِیده:هکذا حَکی أَهلُ اللغهِ : أَقاوِز ،و عِندی أَنه أَقاوِیزُ ،و أَن الشاعرَ احتاجَ فحَذفَ ضَرورَهً .
و التَّقَوُّز :التَّقَلُّزُ أَی،النَّشاطُ .
و التَّقَوُّزُ : التَّهَوِّی ،هکذا فی النُّسخ،و الصواب التَّهَوُّر، بالرّاءِ،کما فی التکمله.
و التَّقَوُّزُ : التَّهدُّمُ ،و تَقَوُّضُ البَیتِ .
و التَّقَوُّزُ : عَدوُ الوَعِلِ ،کالتَّقَلُّزِ،قاله الصاغانیُّ .
و القَوّاز ،کشَدّادٍ: الطَّوَّازُ ،أَی اللَّیِّنُ المَسِّ ،عن الفرّاءِ.
و اقْتازَه النَّمِرُ:أَکلَه ،نقلَه الصاغانیُّ .
و قَوَّزَ النَّبْتُ تقْوِیزاً :کَثُرَ. نَقلَه الصاغانیُّ .
القَهْز ،بالفتح و یُکسَر ،و قال اللیْث:الأُولَی لغهٌ جَیِّدهٌ فی الثانِیَه، و القَهْزِیُّ ،بیاءِ النَّسَبِ : ثِیَابٌ تُتَّخذُ من صُوفٍ أَحمرَ کالمِرْعِزَّی،و رُبمَا یُخالِطُه ،هکذا فی النُّسَخ،و الصَّوابُ :یخَالِطهَا الحَرِیرُ ،و قیل:هو القَزُّ بعَیْنِه، و أَصله بالفارِسیّه کِهْزانَهْ ،و قد یشَبّه الشَّعرُ و العِفَاءُ به،قال رؤْبهُ :
و ادَّرَعَتْ مِنْ قَهْزِهَا (3)سَرَابِلاَ
أَطَارَ عنها الخِرَقَ الرَّعَابِلاَ
یصِفُ حُمُرَ الوَحْشِ ،یَقُول:سَقَطَ عنْها العِفَاءُ و نَبَتَ تحتَه شَعرٌ لَیِّنٌ .
و قال أَبو عبَیْدَهَ (4)القَهْزُ :ثِیابٌ بیضٌ یُخالِطُها حَرِیرٌ، و أَنشد لذِی الرُّمَّهِ یَصفُ البُزَاهَ و الصُّقُورَ بالبَیاضِ :
مِنَ الزُّرْقِ أَو صُقْعٍ کأَنّ رُؤُوسَها
مِنَ القِهْزِ و القُوهِیِّ بِیضُ المَقَانعِ
و قال الراجِزُ یَصفُ حُمُرَ الوَحْشِ .
کأَنَّ لَوْنَ القِهْزِ فی خُصُورِهَا
و القَبْطَرِیَّ البِیضَ فی تَأْزِیرِهَا
و قَهَزَ ،کمَنَعَ :وَثَبَ .
و القَهِیزُ ،کأَمِیرٍ: القَزُّ. و هذِه عن الصاغَانیِّ .
و القَهْقَزَاتُ :العِظَامُ الکِرَامُ من الإِبِلِ .الوَاحِدَهُ قَهْقَزَهٌ و القَهْقَزُ :الأَسْوَدُ.و هی بهاءٍ.
و القَهْقَزِیَّهُ :القَصِیرَهُ من النَساءِ،قالَه الصاغانیُّ .
القَهْمَزَه ،أَهملَه الجَوْهَرِیُّ .و قال الصّاغانیُّ :
هو الوَثْبُ .
و قال ابنُ دُرَیْدٍ (5): القَهْمَزُ : القَصِیرُ ،هکذا نقلَه عنه الصّاغانیُّ ،مثالُ جَعْفَر؛ففی کلام المصنِّف نَظرٌ.
و قال اللیْث: القَهْمزَهُ : القَصیرَهُ جدًّا.
ص:132
و قال أَبو عَمْرٍو: القَهْمَزهُ : الناقَهُ العظیمهُ البَطِیئَهُ ، و أَنشد:
إِذا رَعَی شَدّاتِهَا العَوَائِلاَ
و الرُّقْصَ مِنْ رَیْعانِها الأَوَائِلاَ
و القَهْمَزَاتِ الدُّلَّحَ الخَوَاذِلاَ
بذَاتِ جَرْسٍ تَمْلأُ المَدَاخِلاَ
و القَهْمَزَی :الإِحضَار و السُّرْعَهُ و النّشَاط . و اقتَصَر أَبو عَمْرٍو علی الأَوّل،و أَنشدَ ابنُ الأَعرابیِّ لرجُلٍ من بنی عُقَیْلٍ یَصفُ أَتَاناً.و قال الصّاغانیُّ :هو لِحُمَیْدِ بنِ ثَوْرٍ لا غیرُ:
من کُلِّ قَرْوَاءَ نَحُوصٍ جَرْیُهَا
إِذَا عَدَوْنَ القَهْمَزَی غیرُ شَنِجْ (1)
أَی غیرُ بَطِییءٍ،نقلَه صاحبُ اللِّسَان و التَّکْمِلَه.
قُهُنْدُزُ ،بضَمِّ القافِ و الهَاءِ و الدّالِ (2)،و لو قال بالضمِّ مقتصراً علیه کان یُفْهَمُ منه أَنّ ما بعده مضمومٌ أَیضاً، کما هو اصطلاحُه فی غالب المَواضِع،و قد یقال:إِنّ هذا إِذا کان رُباعیًّا،ثمّ إِن الضَّبطَ الذی ذَکَرَه هو الذی قاله أَبو سعدٍ السَّمْعَانِیُّ و غیرُه،و نَقَلَ بعضُهم بفتح الهاءِ أَیضاً:
أَربعهُ مَوَاضِعَ فی بلادِ العَجَمِ .و فی مُعَرَّبِ الجَوالِیقیِّ أَنه مدینهٌ من مُدُنِ العَجَمِ .و فی المُشْتَرک لیاقوت:هو اسمُ جِنْسٍ لکلِّ حِصْنٍ فی وَسَطِ المدینهِ العُظْمَی،و قلَّمَا یَخْلُو بلدٌ من خُراسانَ و ما وَراءَ النَّهْرِ من قُهنْدُزَ .و المذکورُ منها ما نُسِب إِلیه بعضُ الرُّواه کما نقلَه شیخُنَا.و هو مُعَرَّب کومانداز (3)، و لا یُوجَدُ فی کلامهِم دالٌ ثمّ زایٌ بلا فاصِلَهٍ بینهما ،فإِنْ وُجِدَ فهو معرَّبٌ ،کهَذا و غیرِهِ .
کَأَزْتَه کَأْزاً :جَمَعْتَه بأَصَابعکَ ،نَقَلَه ابنُ القَطّاع فیالتهذیب،و هو مُسْتَدْرَکٌ علی المصنِّف،بل و غیره.
کَرَزَ یَکْرِزُ کُرُوزاً ،من حَدِّ ضَرَبَ : دَخَلَ ،فهو کَارِزٌ ،نقَلَه الصاغَانیُّ . و کَرَزَ یَکْرُزُ کُرُوزاً ،إِذا اسْتَخْفَی فی خَمَرٍ أَو غَارٍ،و منه المُکَارَزَهُ .
و کَرَزَ إِلیه کُرُوزاً : الْتَجَأَ و مَالَ و اخْتَبَأَ،قال مُتَمِّمُ بنُ نُوَیْرَهَ الیَرْبُوعِیُّ :
لاَقَی علَی جَنْبِ الشَّرِیعَهِ کارِزاً
صَفْوَانَ فی نامُوسِه یَتَطَلَّعُ
و قال الشَّماخُ :
فلمّا رَأَیْنَ المَاءَ (4)قد حالَ دُونَه
ذُعَافٌ لَدَی جَنْبِ الشَّرِیعَهِ کارِزُ
و کَرَزَ الفَحْلُ البَوْلَ ،إِذا تَشَمَّمَه. نقلَه الصاغانیُّ .
و کَرِزَ کسَمِعَ :دامَ علی أَکْلِ الأَقِطِ ،و هو الکَرِیزُ ،کما سیأْتی:
و الکُرَازُ ،کغُرَابٍ ،عن ابن دُرَیْد (5)، و الکُرّازُ ،مثالُ رُمّانٍ :القَارُورَهُ ،أَو کُوزٌ ضَیِّقُ الرَّأْسِ ج کِرْزَانٌ ،کغُرَابٍ و غِرْبانٍ .قال ابن دُرَیْد 5:و لا أَدْرِی أَ عربیٌّ هو أَم مُعَرَّبٌ ، غیرَ أَنّ العرَب قد تَکلَّمُوا به.
و الکَرّاز ، کحَمّادٍ:الکَبْشُ الذِی یَحْمِلُ خُرْجَ الرّاعِی و یکونُ أَمامَ القَومِ (6)،و لا یَکُونُ إِلاّ أَجَمَّ ،لأَنَّ الأَقْرَنَ یَشْتَغِلُ بالنِّطَاح،قال:
یا لَیْتَ أَنِّی و سُبَیْعاً فی الغَنَمْ
و الخُرْجُ منها فوقَ کَرّازٍ أَجَمْ
و کَرّازٌ : وَالدُ سُلَیْمَانَ المُحَدِّث الطُّفَاویِّ ،روَی عن مبارک بن فَضَاله.قال الحَافظ :هکذا ضَبَطَه الأَمیرُ،و ضَبَطَه عبدُ الحقِّ فی الأَحکام بالتخفیف،و آخِرُه نون،وَردَّ ذلکَ علیه ابنُ القَطّان. و الکُرَّزُ ، کقُبَّرٍ:اللَّئِیمُ ،و هو دَخیلٌ فی العَرَبیّه،و یقال:لا أَحْوَجَکَ اللّه إِلی کُرَّزٍ ،و هو مَجاز.
کالمُکَرِّزِ ،کمُحدِّثٍ .
ص:133
و قال ابنُ الأَنبَارِیِّ : الکُرَّزُ :الدّاهِی الخَبِیثُ المُحْتالُ ، و هوَ مجازٌ؛شُبِّهَ بالبازِی فی خُبْثِه و احتیالِه کالکُرَّزَی فیهما ، هکذا عندنا بالأَلف المقصوره فی آخِرِه،و فی بعض الأُصول بیاءِ النِّسْبَهِ ،و هو دخیلٌ فی العَربیّه أَیضاً.
و من المَجَاز: الکُرَّزُ : الحاذِقُ ،یقال:هو کُرَّزٌ فی صِناعتِه،أَی حاذِقٌ ،و هو فارِسیٌّ معرَّب.
و من المَجاز: الکُرَّزُ : العَیِیُّ . و فی الصّحاح:هو اللئیمُ ،و هو معرَّب أَیضاً و صَحَّفَه بعضُهُم بالغَبِیّ .
و الکُرَّزُ : الصَّقْرُ و البازِی. زاد أَبو حاتم:فی سنَتِه الثانِیَه.و فی الأَسَاسِ :و یقال للبَازِی: کُرَّزُ عامٍ ،و کُرَّزُ عامَیْنِ .و قیل: الکُرَّزُ :البازِی یُشَدُّ فیَسْقُطُ رِیشُه،و أَنشد أَبو عَمْرو:
لمّا رَأَتْنِی راضِیاً بالإِهْمَادْ
لا أَتَنَحَّی قاعِداً فی القُعَّادْ
کالکُرَّزِ المَرْبُوطِ بین الأَوْتَادْ (1)
قال الأَزْهَرِیُّ :شَبَّهَه بالرجُلِ الحَاذقِ ،هو بالفَارِسِیَّهِ کُرُو،فعُرِّبَ .
و قیل: الکُرَّزُ : طائرٌ أَتَی علیه حَوْلٌ ،و قد کُرِّزَ .
ج الکَرَارِزَهُ .
و الکَرِیزُ کعَزِیزٍ:الأَقِطُ ،و هو الکَرِیصُ أَیضاً.
و الکُرْزُ ، کبُرْجٍ :خُرْجُ الرَّاعِی ،نقلَه الجَوْهَرِیُّ عن ابن السِّکِّیت،و زاد غیرُه:یَحْمِلُ فیه زادَه و مَتَاعَه.و قیل:هو الجُوَالِقُ الصَّغِیرُ. ج کِرَزَهٌ بکسرٍ ففَتْح،مثل جُحْرٍ و جِحَرهٍ ، و غُصْنٍ و غِصَنَهٍ ،و یُجْمَعُ أَیضاً علی أَکْرَازٍ ،قالَهُ ابنُ سِیدَه.
و منه قولهم:عَلَّقَ کُرْزَه علی الکَرّاز .
و کَرَازٌ ، کسَحَابٍ :فَرَسُ حُصَیْنِ بنِ عَلْقَمَهَ الذَّکْوانِیِّ السُّلَمِیِّ ،و هو حُصَیْنُ الفَوَارِسِ ،هکذا ضَبَطَه ثعلبٌ بخطِّه، أَو بزاءَیْن ،کما سیأْتی للمصنِّف.
و قد سَمَّوْا کَارِزاً و کُرْزاً و کُرَیْزاً ،کزُبَیْرٍ،و کَرِیزاً ،کأَمِیرٍ، و مِکْرَزاً (2)کمِنْبَرٍ. و کارِزُ ،بکسر الراءِ،و قیل بفتحها: ه بنَیسابُورَ،منها:
أَبو الحَسَنِ محمّدُ بنُ محمّدِ بنِ الحَسَنِ الکَارِزِیُّ ،عن علیِّ بنِ عبدِ العزیز البَغَوِیِّ ،و هو شیخُ عبدِ الرّحمنِ بنِ محمّدٍ السَّرّاجِ و الحاکِم.
و کَارَزَ إِلی المَکَان:بادَرَ إِلیه.
و کارَزَ فی المکانِ : اخْتَبَأَ فیه.
و کارَزَ عن فُلانٍ (3)،إِذا هَرَبَ منه.
و کارَزَ فُلاناً ،إِذا عَاجَزَه وَفَرَّ منه.
و کَارِزِینُ ،بکسر الرّاءِ،کما هو المَشْهُور،و مثله ضَبَطَه الصّاغَانیُّ ،و ضَبَطَه السَّمْعَانِیُّ بفتحها: د بفارِسَ ،منه :أَبو الحَسَنِ محمدُ بنُ الحَسَنِ (4)بنِ سَهْلٍ : مُقْرئُ الحَرَمِ ،رَوَی ببغدادَ شیئاً من الشِّعْر عن أَبِیه،و عنه أَبو شُجاعٍ کیخسرو بنُ یَحْیَی الشِّیرَازِیُّ .قال الحافظ :حَکَی أَبو حَیّانَ أَنّ أَبا علیٍّ عُمَرَ بنَ عبدِ المَجِیدِ النَّحْوِیَّ کان یُصَحِّفُه فیقدِّمُ الزَّایَ علی الرّاءِ،و ضَبطه هکذا فی عِدَّهِ مواضعَ . و به وُلِدْتُ ،و قد أَسْلَفْنا ذلک فی المقدِّمه،و أَنّ مَن قال بکازَرین أَو کازَرون فقد أَخْطَأَ،و قد تَوهَّم فیه کثیرٌ من الخَواصّ .
و إِلیه یُنْسَبُ مُحَدِّثون و عُلماءُ ،منهم:أَبو الحَسَنِ مَحمّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ سَهْلٍ الکارِزِینِیُّ (5)،رَوَی عن أَبیه،و عنه أَبو شُجَاعِ بنِ یَحْیَی الشِّیرَازِیُّ و غیرُه.
و یقال کُرِّزَ البَازِی،بالضّمّ ،أَی علی ما لم یُسَمَّ فاعلُه، تَکریزاً :جُعِلَ فی کَرِیز و رُبِطَ حتی سَقَطَ رِیشُه ،قال رُؤْبَهُ :
رأَیتُه کما رَأَیتُ نَسْرَا (6)
کُرِّزَ یُلْقِی قادِمَاتٍ زُعْرَا
و یقال: کَرَّزَ الرجُلُ صَقْرَه،إِذا خاطَ عَیْنَیْه و أَطْعَمَه حتَّی یَذِلَّ .
و کُرْزِینُ ،بضمِّ الکافِ و کسرِ الزّای (7)،کما هو مضبوطٌ عندنا،و الذی فی التَّکْمِلَه بفتحِ الکافِ و الزّایِ : قَلْعَهٌ من نَواحِی حَلَبَ .
ص:134
و کُرْزُ بنُ عَلْقَمَهَ بنِ هِلالٍ الخُزاعِیُّ الکَعْبِیُّ بالضّمّ ،أَو هو کوزٌ ،بالواو بدل الرّاءِ،فی روایه ابنِ إِسحاقَ ،و أَوردَه الخطِیبُ و ابن ماکولاَ هکذا بالواو. و کُرْز بنُ وَبْرهَ ،له حدیثٌ ،لکنه مُرْسَل و هو تابِعِیٌّ . و کُرْزُ بنُ جابِرِ بن حُسَیل الفِهْرِی،استُشهِدَ یومَ الفَتح. و کُرْزُ بنُ أُسَامه ،و قیل:ابنُ سلمی العامریُّ (1)،له وِفَادهٌ مع النابِغَهِ الجَعْدِیّ و رِوایهٌ .
و آخَرُ غیرُ منْسوبٍ ،یعْنِی به کُرْزاً التمِیمِیَّ ،أَو کُرْزاً الذی رَوی عنه عبدُ اللّه بنُ الوَلِید: صحابیُّون و قد عرفتَ أَن الصوَابَ فی کُرْزِ بنِ وَبْرهَ أَنه تابِعِیٌّ .
*و ممّا یسْتدْرکُ علیه:
کَارَزَ إِلی ثِقهٍ من إِخوانٍ و مالٍ و غِنًی:مَالَ .
و قال أَبو زیدٍ:إِنه لَیُعاجِزُ إِلی ثِقَهٍ معَاجزه،و یُکارِزُ إِلی ثِقَهٍ مُکَارَزَه ،إِذا مالَ إِلیه.
و قال غیرُه: کَارَزَ القَومُ ؛إِذا تَرَکوا شیئاً و أَخَذوا غیرَه.
و الکُرَّز ،کسُکَّرٍ:النَّجِیب.
و کَرْزُ الجُعَلِ :دُحْرُوجَته،و هو مَجاز.
و فی المثَل:«رُبَّ شَدٍّ فی الکُرْز »؛و أَصله أَنَّ فَرَساً یقال له:أَعوَجُ نُتِجَتْه أُمُّه،و تَحَمَّلَ أَصحابه فحمَلوه فی الکُرْز ، فقیل لهم:ما تَصْنَعون به ؟فقال أَحدُهم:رُبَّ شَدٍّ فی الکُرْز .یعْنِی عَدْوَه.
و سَعِیدُ کُرْزٍ :لَقَبٌ ،قال سِیبوَیهِ :إِذَا لَقَّبْتَ مُفْرداً بمفْردٍ أَضَفْته إِلی اللَّقَب،و ذلک قَولُک:هذا سَعیدُ کُرزٍ ،جَعلْتَ کُرْزاً معرفهً ؛لأَنک أَردْتَ المعرفهَ التی أَردْتهَا إِذا قُلتَ :هذا سَعیدٌ،فلو نَکَّرْتَ کُرْزاً صار سَعیدٌ نَکرهً ؛لأَن المُضافَ إِنّمَا یکون نَکرهً و مَعرفهً بالمضافِ إِلیه،فیَصیر کُرْزٌ هاهُنَا کأَنّه کان مَعرفهً قبل ذلک ثم أُضِیفَ إِلیه.
و کَرَزَ کُرُوزاً :جَمَعَ .
و کَرّازٌ ،کشَدّادٍ:لقَبُ علیِّ بنِ محمّدِ بنِ عیسی الوَاسِطِیِّ المحدِّثِ عن طِرَادٍ الزَّیْنبِیِّ .و أَبو الحسَنِ واثلهُ بنُ بَقاءِ بنِ کَرّاز ،عن أَبی علیٍّ الرَّحَبیّ . کُرْزِینُ ،بالضّمّ :لقَبُ جَماعهٍ من المحَدِّثین.
و طَلْحه بنُ عبَیْدِ اللّه بنِ کَرِیزٍ -کأَمیرٍ-الخُزَاعِیُّ ،تابعِیٌّ ، و ابنُه عُبَیدُ اللّه،عن الحَسنِ و الزُّهْرِیِّ .
و محمّد بنُ سُلیمانَ بنِ کَعْبٍ الصَّبَّاحِیُّ الکَرْزِیُّ -بالفَتح-رَوی عن أَبِیه،و عنه الکُدَیْمیّ .
و بالضّمّ :شُجَاعُ بنُ صبیح الجُرْجَانِیُّ الکُرْزِیُّ ،یقال إِنه مَوْلَی کُرْزِ بنِ وَبْرهَ ،رَوَی عن أَبی طَیْبه عیسی بنِ سُلیمانَ .
الکِرْبِز ،بالکسْر ،أَهمله الجوهریُّ .و قال ابنُ الأَعرابیِّ :هو القِثّاءُ الکِبارُ.
و کُرْبَزَان ،بالضّمّ :لقَب عبدِ الرحمنِ بنِ محمّدِ بنِ مَنصورٍ الحارِثِی،سمِعَ یحْیَی القَطّانَ ،نقلَه الحَافِظ .
الکَزَازَهُ ،بالفتح، و الکُزُوزهُ ،بالضّمّ :هو الیُبْس و الانقِباضُ . کَزَّ الشیْ ءُ یَکُزَّ کَزَازهً ، فهو کَزٌّ ،بالفتح، و هم کُزٌّ ،بالضّمّ .
و الکَزُّ :هو الذی لا یَنبَسِطُ . و وَجْهُ کَزٌّ ،أَی قَبِیح ، و یقال:رجُلٌ کَزٌّ ،أَی قلِیلُ المُوَاتاهِ و الخَیرِ،مُبِینُ (2)الکَزَزِ ، قال الشاعر:
أَنتَ للأَبْعَدِ هَیْنٌ لَیِّنٌ
و علَی الأَقرَبِ کَزٌّ جافِی
و من المَجاز: رجلٌ کَزُّ الیَدَیْنِ . أَی بَخِیلٌ شحِیحٌ -مثلُ جَعْدِ الیَدَین- ذو کَزَزٍ ،محرَّکهً ، أَی بُخْلٍ و شُحٍّ .
و الکُزاز ،کغُرَابٍ ،کما ضَبطه الجوْهرِیُّ ، و مثلُ رُمّانٍ ، نَقله ابن الأَعرابیِّ و نَسَبَ التخفیفَ للعامَّه: داءٌ یَأْخذُ من شِدَّه البَرْدِ ،و هو تَشنُّجٌ یُصِیب الإِنسانَ من البَرد الشَّدِید، أَو الرِّعْدَهِ مِنها ،أَی من شِدَّه البَرْد،کما فَسَّره ابنُ الأَعْرابِیّ ، و زاد الزَّمَخشَرِیُّ (3):«حَتَّی یموتَ »،أَو مِن خُرُوجِ دَمٍ کَثیرٍ،کما حَقَّقَه الأَطِبّاءُ.
و قد کُزَّ الرجُلُ ، بالضّمّ ،أَی زُکِمَ ، فهو مَکْزُوزٌ ،و منه
16- الحدیث: «أَنّ رجُلاً اغتَسَلَ فکُزَّ فمَاتَ ».
ص:135
و کُزَازٌ ، کغُرَابٍ :لَقَبُ محمّدِ بن أَحمدَ بنِ أَبی أَسَدٍ الهَرَوِیِّ المحدِّث ،یَرْوِی عن الحَسَنِ بنِ عَرَفهَ و غیرِه.
و کَزَازِ کقَطَامِ :فَرَسُ الحُصَیْنِ بن عَلْقَمَهَ السُّلَمِیِّ ،بضمِّ السِّین،کما فی النُّسَخ،و ضَبَطَه الصاغانیُّ بفتحها،و هو الذَّکْوانیُّ الذی تَقدَّم ذِکْرُه قریباً.
و کَزَّ الشیءَ یَکُزُّه کَزًّا ضَیَّقَه (1)فهو مَکْزُوزٌ .
و من المَجَاز: کَزَّتْ خُطَاه:تَقَارَبَتْ ،قالَه الزَّمَخْشَرِیُّ .
و یقال: قَوْسٌ کَزَّهٌ ،إِذا کان فی عُودِهَا یُبْسٌ عن الانْعِطافِ ،قالَه الجوهریُّ .و یقال:قَوسٌ کَزَّهٌ :لا یَتَبَاعَدُ سهْمُهَا من ضِیقها،أَنشدَ ابنُ الأَعْرَابِیّ :
لا کَزَّهُ السَّهْمِ و لا قَلُوعُ
و قال أَبو حنیفهَ :قال أَبو زیاد: الکَزَّهُ أَصغَرُ القِیَاسِ (2)و بَکَرَهٌ ،محرَّکهً ، کَزَّهٌ ،أَی ضَیِّقَهٌ شدیدهُ الصَّرِیر ،لضِیقِها.
و ذَهَبٌ کَزٌّ :صُلْبٌ جِدٍّا ،أَی یابِسٌ .
و أَکَزَّه اللّه تعالَی:رَمَاه بالکُزَازِ ،فهو مَکْزُوزٌ ،مثلُ أَحَمَّه فهو مَحْمُوم.
و من المَجَاز: اکْتَزَّ الرجُلُ اکْتزازاً ،إِذا تَقَبَّضَ ،و تَقُول:
فُلانٌ لا یَهْتَزّ،و لکنّه یَکْتَزّ (3).
و ذِکْرُ الجَوْهریِّ اکْلأَزَّ هنا وَهَمٌ ،لأَن لامَه أَصلیَّهٌ ، و الصَّوابُ ذِکْرُه فی ک ل ز ،کما سیأْتی.قال الصّاغانیُّ :
و لو کانت لامُه زائدهً لکان وَزْنُ أَکْلأَزَّ افْلأَعْلَ ،و ذاک بمکانٍ من الإِحَاله،و الصحیحُ أَن وَزْنَه افْعَلَلّ ،مثلُ اطْمَأَنَّ .قلتُ :
و نَقَلَ شیخُنَا عن أَبْنِیَه ابنِ القَطّاعِ أَنّ وَزْنَ اکْلأَزَّ.افلأَعْلَ ، اللامُ و الهمزهُ زائدتان،فیکون ثنائیّا (4)،و قیل:الّلام أَصلیَّهٌ و وَزنُه افْعَأْلَلَ (5)،من کَلَزَ،إِذا جَمَعَ ؛قیل:الهمزهُ أَصلیَّهٌ و اللامُ زائدهٌ ؛من کَأَزَ،إِذا جمع أَیضاً،و یکون وَزنُه افْلَعَلَّ ، فتَأَمَّلْ .*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
یقال:جَمَلٌ کَزٌّ ،أَی صُلْبٌ شدیدٌ.
و خَشَبَهٌ کَزَّهٌ :یابِسَهٌ مُعْوَجَّه.و قَنَاهٌ کَزَّهٌ کذلِک،و فیها کَزَزٌ .
و کَزَّتِ المَرأَهُ دُمْلُجَهَا:مَلأَتْه بعَضُدِهَا،و هو مَجاز،قال الشاعر:
یا رُبَّ بَیْضَاءَ تَکُزَّ الدُّمْلُجَا
تَزَوَّجَتْ شَیْخاً طَوِیلاً عَفْشَجَا (6)
و کُزَّازٌ ،کرُمّان:جَدُّ جَعْفَرِ بنِ أَحمدَ المُقْرِیء،رَوَی عنه أَبو الحَسَنِ محمّدُ بنُ أَبی الأَخْرَم.
کَعَزَ ،کمَنع:[جَمَعَ ] (7)الشیءَ بأَصَابِعه ،أَهملَه الجَوهریُّ ،و ذَکرَه ابنُ دُرَیْدٍ (8)کما نقَلَه عنه الصّاغانیُّ ،و قد أَهملَه صاحِبُ اللِّسَان أَیضاً.
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
تَکَعْمَزَ الفِرَاشُ :انْتَقَضتْ خُیوطُه و اجْتَمَع صُوفُه.أَهملَه الجوهریُّ و الصَّاغَانیُّ و نَقَله صاحبُ اللسان عن الهَجَرِیّ .
کَلَزَه ،أَهملَه الجَوْهریُّ .و قال ابنُ دُرَیْدٍ:
الکَلْزُ :الجَمْعُ ،یقال: کَلَزَ الشیءَ یَکْلِزُه کَلْزاً ،من حَدِّ ضَرَبَ : جَمَعَه، ککَلَّزَه تَکْلِیزاً .
و کَلاّزٌ ،ککَتَّانٍ :عَلمٌ .
و الکِلَزُّ ، کخِدَبٍّ :الرجلُ الشدیدُ العَضَلِ ،أَو هو المُتَقَارِبُ الخَلْقِ فی غیرِ امتدادٍ.
و کِلِّزُ کجِلِّق:ه من نَوَاحِی عَزَازَ، بین حَلَبَ و أَنطاکِیَهَ ، و العامَّهُ تقول:کِلِّس،بالسِّین المهمَله.
و کَلِیزُ ، کأَمِیرٍ (9):ع علی مَرحلهٍ من الرَّیِّ ،و هی المَرحلهُ الأَولَی منها،کما نقلَه الصّاغانیُّ .
قال: و الکَوَالِیزُ :قَومٌ یَخْرُجُون بالسِّلاحِ للماءِ،إِذا
ص:136
تَشَاحُّوا علیه و فی نَصّ الصاغَانی فیه: الواحدُ کَالُوزٌ .
و اکْلَأَزّ الرجُلُ اکْلِئْزازاً : انْقَبَض و تَجَمَّعَ ، أَو هو انقباضٌ فی خَفاءٍ لیس بمُطْمَئِنٍّ ،بمنْزِلهِ الرّاکِبِ ،و نَصُّ اللَّیْث:
کالرَّاکب إِذا لم یَتَمَکَّن عَدْلاً مِن ،و فی نَصّ اللیث:عن ظَهْرِ الدّابَّهِ . یقال:جَمَلٌ مُکْلَئِزُّ .و قال الشاعر:
أَقولُ و النّاقهُ بی تَقَحَّمُ
و أَنَا منها مُکْلَئِزٌّ مُعْصِمُ
و أَمِیتَ ثُلاثِیُّ فِعْلِه،و أَنشدَ شَمِرٌ:
رُبَّ فتاهٍ مِنْ بَنِی العِنَازِ
حَیّاکَهٍ ذاتِ حِرٍ کِنَازِ
ذی عَضُدَیْنِ مُکْلَئِزٍّ نَازِی
و اکْلأَزَّ البَازِی:هَمَّ بأَخْذِ الصَّیْدِ و تَجَمَّعَ له.
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
الکِلاَزُ ،بالکَسْر:المُجْتَمِعُ الخَلْقِ الشَّدِیدُ،هکذا فُسِّر به قولُ حُمَیْدِ بنِ ثَوْر:
فحَمَّلَ الهَمَّ کِلازاً جَلْعَدَا
کذا فی اللِّسان.
و أَبو بکر أَحمدُ بنُ کلِیزٍ العِراقیّ -کأَمِیرٍ-کَتَبَ عنه ابنُ نُقْطَهَ و ضَبَطَه،نقلَه الحافظُ .
الکَلْنَزُ -کجَعْفَر ،أَهملَه الجوهرِیُّ و صاحبُ اللسان،و أَوردَه الصّاغَانیُّ فی ک ل ز،و لکنه ضَبَطَه بفتح الأَولِ و الثانِی و سُکُونِ الثالث،کذا هُو مُجَوَّداً بخَطِّه-:
المُتَقَارِبُ الخَلْقِ و الوَجْهِ ،الشَّدیدُ العَضَلِ ،فی غیرِ امتدادٍ. و نَصُّه: الکَلَنْزُ هو الکِلَزُّ-أَی کخِدَبٍّ -الذی تقدَّم فی کلام المصنِّف و النُّونُ زائدهٌ ،و قال فی بیان معنَی الکِلَزِّ:
رجلٌ کِلَزٌّ:شدِیدُ العَضَلِ ،أَو هو المتقارِبُ الخَلْقِ فی غیرِ امتدادٍ،و لم یَذْکُرِ الوَجْهَ ،ففی کلام المصنِّف نَظَرٌ من وُجُوه،فتَأَمَّلْ .
و المُکْلَنْزِزُ :المُتَشَدِّدُ. لا یَخْفَی أَنَّ النُّونَ فیه زائدهٌ کالکلنَزِ ،فلا وَجْهَ لإِفرادِهما فی ترجمهٍ .
المُکْلَهِزُّ ،کمُقْشَعِرٍّ،أَهملَه الجَوْهَرِیُّ و صاحبُ اللِّسَان،و أَوردَه الصّاغَانِیُّ ،و قال:هو المُکْلَئِزُّ أَی المُتَقَبِّضُ المُتَجَمِّعُ .
الکَمْزُ ،کالضَّرْبِ ،أَهمله الجَوْهَرِیُّ و قال ابنُ دُرَیْد (1):هو جَمْعُکَ الشَّیْ ءَ بیَدِک ،هذا نَصُّ الصّاغَانیِّ .
و قال صاحبُ اللِّسَان:فی یَدَیْکَ ، حَتَّی یَسْتَدِیرَ. قال:و لا یکونُ ذلِک إِلاّ فی الشَّیْ ءِ المُبْتَلِّ کالعَجِینِ و نحوهِ . و قال اللَّیْثُ : الکُمْزَه ،بالضّمّ .الکُتْلهُ من التَّمْرِ و نحوِه کالجُمْزَهِ ،کما قالَه أَبو حنیفهَ .و قال عُرَام:هذِه قُمْزَهٌ مِن تَمْرٍ و کُمْزَه ،و هی الفِدْرَه،کجُثْمانِ القَطَا أَو أَکبر (2).
و یقال: الکُمْزَهُ : الکُثْبَهُ من الرَّمْل و التُّرابِ ،کالقُمْزَه.
و قیل: الکُمْزَهُ :ما أُخِذَ بأَطْرَافِ الأَصابعِ .
ج کُمَزٌ ،بضمًّ ففتحٍ ،و کذلک قُمَزٌ و جُمَزٌ،و قد تقدَّم ذِکْرُهما فی موضعهما.
الکَنْزُ :المالُ المَدْفُونُ تحت الأَرضِ ،هذا هو الأَصْلُ ،ثمّ تُجُوِّزَ فیه فقیل:إِذا أَخْرِجَ منه الواجِبُ علیه لم یَبْقَ کَنْزاً و لو کان مَکْنُوزاً ،و منه
16- الحَدِیثُ : «کُلُّ مالٍ لا تُؤَدَّی زَکَاتُه فهو کَنْزٌ ». و الجمع کُنُوزٌ .
و قد کَنَزَه یَکْنِزُه ،مِن حَدِّ ضَرَب،هذا هو المَشْهُور فیه، و مثلُه فی التَّهْذِیب و المُحْکَم و اللِّسَان و تَهْذِیب ابنِ القَطّاع و الأَساس،و حَکَی شیخُنَا فی مُضَارِعه: یَکْنُزُ ،بالضّمِّ من حَدِّ نَصَرَ.
و
16- فی الحَدِیث: «أُعْطِیتُ الکَنْزَیْن من (3)الأَحْمَر و الأَبْیَض». أَی الذَّهَب و الفضَّه. و فی قول عَدِیِّ بن زَیْدٍ العِبَادیِّ :
دُمْیَهٌ شافَهَا رِجالُ نَصَارَی
یومَ فِصْحٍ بماءِ کَنْزٍ مُذَابِ
الکَنْزُ :الذَّهَبُ .و قال شَمِرٌ:قال العَلاءُ بنُ عَمْرٍو الباهلیُّ : الکَنْزُ :الفِضَّهُ فی قَوْل الشاعر:
کأَنّ الهِبْرِقِیَّ غَدَا علیهَا
بماءِ الکَنْزِ أَلْبَسَه قَرَاهَا
و قیل: الکَنْزُ :اسمٌ للمال،إِذا أُحْرِزَ فی وِعَاءٍ،و کذا
ص:137
ما یُحْرَزُ به ،أَی فیه، المالُ ،قال شَمِرٌ:و تُسَمِّی العربُ کلَّ کَثیرٍ مجموعٍ یُتَنَافَسُ فیه: کَنْزاً .
و الکَنْزُ أَیضاً، رَکْزُ الرُّمْحِ فی الأَرض. یقال: کَنَزْتُ الرُّمْحَ کَنْزاً ،إِذا رَکَزْتُه،نقلَه الصاغانیُّ .
و کلُّ شیْ ءٍ غَمَزْتَه بیَدِکَ أَو رِجْلکَ فی وِعَاءٍ أَو أَرضٍ فقد کَنَزْتَه تَکْنِزُه کَنْزاً .
و اکْتَنَزَ الشیْ ءُ. اجْتَمَع و امْتَلأَ یقال: کَنَزْتُ البُرَّ فی الجِرَاب فاکْتَنَزَ ،و کَنَزْتُ السِّقَاءَ فاکْتَنَزَ .
و الکَنِیزُ ،کأَمیرٍ: التَّمْرُ یُکْتَنَزُ فی قَوَاصِرَّ و الأَوْعِیه و الجِلاَلِ للشِّتاءِ. و الفعْل الاکِتنازُ.
و کَنِیزٌ : وَالدُ بَحْرٍ السَّقّاءِ المُحَدِّث ،قال الذَّهَبیُّ :کان یَسْقِی المَاءَ بعَرَفَاتٍ .و فی الأَماکنِ المُنْقَطعَهِ ،اتَّفَقُوا علی تَرْکِه،و قال الحافظ :هو جَدُّ عَمْرِو بن بَحْرِ بنِ کَنِیزٍ الفلاّس (1)الحافِظِ .
و البَحْرَانِیُّون یقولُون:جاءَ زَمَنُ الکِنَازِ ،کسَحَابِ ، و یکسر مثل الجَدَادِ و الجِدَادِ و الصَّرَامِ و الصِّرَامِ ،أَی أَوَانُ کَنْزِ التَّمْرِ فی الجِلاَل،و هو أَن یُلْقَی جِرَابٌ أَسْفَلَ الجُلَّهِ ، و یُکْنَزَ بالرِّجْلَیْن حتّی یَدْخُلَ بعضُه فی بَعض،ثم جِرَابٌ بعدَ جِرَابٍ ،حتَّی تَمْتَلِئَ الجُلَّهُ مَکْنُوزَهً ،ثمّ تُخَاط بالشُّرُطِ .
و قال الأُمَوِیُّ :أَتَیتُهم عند الکَنَازِ و الکِنَازِ ،یَعْنِی حین کَنَزُوا التَّمْرَ.و قال ابنُ السِّکِّیت:هو الکَنَازُ ،بالفَتْح لا غیرُ،قال و لم یُسْمَعْ إِلاّ بالفَتْح. و قد کَنَزُوه یَکْنِزُونَه کَنْزاً ،من حَدِّ ضَرَبَ ،فهو کَنِیزٌ و مَکْنُوزٌ ،و ربما اسْتُعْمِل الکَنَازُ فی البُرِّ، أَنشدَ سِیبَوَیْهِ للمُتَنَخِّلِ الهُذَلِیِّ :
لا دَرَّ دَرِّیَ إِنْ أَطْعَمْتُ نَازِلَکُمْ
قِرْفَ الحَتِیِّ و عِنْدِی البُرُّ مَکْنُوزُ
و ناقَهٌ کِنَازٌ ، و جارِیَهٌ کِنَازٌ ،ککِتَابٍ :کَثیرهُ -هکذا فی النُّسَخ بالمُثَلَّثه و الرّاءِ و فی بعض الأُصُول: کَنِیزه .. اللَّحْمِ .
و فی الصّحاح:أَی مُکْتَنِزَهُ اللَّحْمِ صُلْبَهٌ . و قال الشاعر:
حَیَّاکَهٍ ذاتِ هَنٍ کِنَازِ
ج کُنُزٌ (2)بضمَّتَیْنِ ، و کِنَازٌ ،بالکَسْر، کالوَاحِدَهِ ،باعتقاداختلافِ الحَرَکَتَیْن و الأَلِفَیْن،و جَعَلَه بعضُهُم من بَابِ جُنُب، و هذا خَطَأٌ،لقولهم فی التَّثْنِیَه، کِنَازَانِ .
و کَنْزَهُ ،بالفتح: وَادٍ بالیَمَامَهِ کثیرُ النَّخْلِ .
و کَنْزَهُ اسمُ أُمّ شَمْلَهَ بنِ (3)بُرْدٍ المِنْقَرِیِّ التَّمِیمِیِّ .
و کَنْزَهُ أَیضاً جَدُّ محمّد بن علیٍّ الأَهْوَازِیِّ المحدِّثِ ، یَرْوِی عن عَمْرِو بن مَرْزُوقٍ ،و عنه محمدُ بنُ نُوحٍ الجُنْدَیْسابُورِیُّ .
و کَنْزَهُ : فَرَسُ المُقْعَدِ بنِ شَمّاس السَّعْدِیِّ الجُذَامِیِّ ، و لها یقول:
أَ تَأْمُرُنِی بکَنْزَهَ أُمُّ قَشْعٍ
لأَشْرِیَها فقُلتُ لها دَعِینِی
فلو فی غیرِ کَنْزَهَ تَعْذِلِینِی
و لکنِّی بکَنْزَهَ کالضَّنِینِ
کذا فی أَنْسَاب الخَیْل لابْنِ الکَلْبِیِّ .
و کَنَّازٌ ، ککَتّانٍ :اسمُ رَجُل من ضَبَّهَ بنِ أُدّ بنِ طابِخَهَ بن الیاسِ بنِ مُضَرَ.قلتُ :و هو أَبو خَبِیئَهَ الذی مَرّ ذِکرُه فی خبأَ.
و کَنّازُ بنُ حِصْنٍ أَو حُصَیْنٍ -کزُبَیْرٍ-بنِ یَرْبُوعٍ أَبو مَرْثَدٍ الغَنَوِیُّ ،صَحابِیُّ بَدْرِیٌّ ،حَلِیفُ حَمْزَهَ بنِ عبد المُطَّلِبِ .
و قال ابنُ الجَوْزِیِّ فی التَّلْقِیح:اسمُه أَیْمَنُ ،و الأَوّل أَصَحُّ .
و کَنّازُ بنُ صُرَیْمٍ ،و کَنّازُ بنُ نُعَیْمٍ :شاعِرَان.
و کُنَیْزٌ الخَادِمُ ،کزُبَیْر،مُحدِّث و هو مَوْلَی أَحمدَ بن طُولُونَ ،یَرْوی عن الرَّبیع بن سُلیمانَ ،و داوود بن علیٍّ الأَصْبهانیِّ ،و عنه الطَّبَرانیُّ و أَبو بکْرِ بن الحَدّاد.
و کُنَیْزُ دُبَّهَ :من المُغَنِّین ،له أَخبارٌ،ذکرَه ابنُ مَاکُولاَ.
*و ممّا یُسْتَدْرک علیه:
اکْتنَزَ المالَ : کَنَزَه .
و کَنَزْتُ السِّقَاءَ:مَلأْتُه.
و یقولون:شَدَّ کَنْزَ القِرْبَهِ ،إِذا مَلأَهَا.
و له مَکْنِزٌ و مَکَانِزُ :هو الذی یُکْنَز فیه.
ص:138
و إِنّه کَنِیزُ اللَّحْمِ و کَنِزُه : مُکْتَنِزُه .
و الکَنّازُ ،ککَتّانٍ :المُدَّخِرُ للذَّهَب و الفضَّهِ و المُبَالِغُ فی کَنْزِهما .
و رَجُلٌ مَکْنُوزُ اللَّحْمِ ،أَنشدَ سیبَوَیْه:
صَقْبانِ مَمْشُوقانِ مَکْنُوزَا العَضَلْ
و الکِنَازُ ،بالکَسْر:المُجْتَمِعُ اللَّحْمِ القَوِیُّه.
و من المَجَاز:معه کَنْزٌ من کُنُوزِ العلْمِ ،و من ذلک
16- الحدیثُ : «أَلاَ أَعَلِّمُکَ کَنْزاً من کُنُوز الجَنَّه:لا حَوْلَ و لا قُوَّهَ إِلاّ باللّه». أَی أَجْرُهَا مُدَّخَرٌ لقائلهَا،و المُتَّصِفِ بها؛کما یُدَّخَرُ الکَنْزُ .و
17- قال ابنُ عَبّاسٍ : فی قوله تعالَی: وَ کانَ تَحْتَهُ کَنْزٌ لَهُما (1)قال:ما کانَ ذَهَباً و لا فِضَّهً ،و لکن کان عِلْماً و صُحُفاً.
و
1- رُوِیَ عن عَلیٍّ رضیَ اللّه عنه أَنّه قال: «أَربعهُ آلافٍ و ما دُونَها نَفَقَهٌ ،و ما فوقَها کَنْزٌ ».
و الکُنَیْزَهُ ،مُصَغَّراً:مَوضعٌ قُرْبَ قُرّانَ من بلادِ العَرَب (2).
و عبدُ العَزیز بنُ عبد بن کَنْز بن عیسی التِّنِّیسیُّ :
مُحَدِّثٌ ،رَوَی عن جَدِّه،و عنه عبدُ الرّحمن بن عُمَرَ البَزّازُ.
و کِتابُ مُکْتَنِزٌ بالفَوَائد،و هو مَجازٌ.
و اسْتَدْرَکَ شیخُنَا: الکَنْز ،بمعنی الشَّحْم فی بیت عَلْقَمَهَ ،قال:و عَدُّوه.من المَفَارِید،و قال أَبو علیٍّ القَالی فی أَمالیه:لا أَعرفُه إِلاّ فی هذا البیتِ (3).قلتُ :و لم یَذْکُر بیتَ عَلْقَمَهَ حتی یَظْهَرَ لنا معناه،و إِنْ صَحَّ ما ذَکَرَه فهو بضَرْبٍ من المَجَاز،کما لا یَخْفَی.
و بَنُو الکَنْز :مُلُوکُ البَجَه،و یُعْرَفُون الآن بالمک،و کان آخرَهم کَنْزُ الدَّوْلَه،قَتَلَه المَلِکُ العَادلُ أَبو بکرِ بنُ أَیُّوبَ بطَوْد سنهَ 570.
الکُوزُ ،بالضّمّ ،من الأَوانی، م ،أَی معروفٌ ،یقال إِنّه من کازَ الشیْ ءَ،إِذا جَمَعَه. ج أَکْوَازٌ و کِیزانٌ و کِوَزَهٌ (4)،حَکَاهَا سیبَوَیْه،مثلُ عُودٍ و أَعْوَادٍ و عِیدَانٍ و عِوَدَهٍ .
و الکَوْزُ ، بالفَتْح:الجَمْعُ ، کُزْتُه أَکُوزُه کَوْزاً :جَمَعْتُه.
و قال أَبو حَنیفَهَ : الکُوزُ -بالضّمّ -فارسیٌّ .قال ابنُ سیدَه:و هذا قَولٌ لا یُعرَّجُ علیه،بل الکُوزُ عربیٌّ صحیحٌ .
و الکَوْزُ : الشُّرْبُ بالکُوز ،یقال: کازَ یَکُوزُ ،إِذا شَرِبَ بالکُوز ،و کذلک اکْتازَ .و قال ابنُ الأَعرابیِّ :کابَ یَکُوبُ ، إِذا شَرِبَ بالکُوب،و هو الکُوزُ بلا عُرْوَهٍ ،فإِذا کان بعُرْوَهٍ فهو کُوزٌ .یقال:رأَیْتُه یَکُوزُ و یَکْتَازُ ،و یَکُوبُ و یَکْتَابُ .
و تَکَوَّزُوا :اجْتَمعُوا ،نقلَه الصاغانیُّ .
و بَنُو کُوزٍ ،بالضّمّ :بَطْنٌ فی بَنِی أَسَد بن خُزَیْمَهَ بن مُدْرِکَهَ .
و کُوزُ بنُ کَعْب بن بَجَالهَ بن ذُهْل بن مالک بن بکْرٍ:
بطْنٌ فی بَنی ضَبَّهَ بن أُدِّ،منهم:المُسیِّبُ بنُ زُهَیْر بن عَمْرٍو و غیرُه،و فیهم یقُولُ شَمْعَلَهُ بنُ الأَخْضَر الضَّبِّیُّ :
وَضَعْنا (5)علی المِیزَانِ کُوزاً و هَاجِراً
فمالَتْ بَنُو کُوزٍ بأَبْنَاءِ هاجِرِ
و کُوزُ بنُ عَلْقَمَهَ :صَحَابیٌّ ،هذا هو أَکْثرُ أَو هو کُرْزٌ ، بالرَّاءِ کما فی روایه ابن إِسحاقَ ،و قد تقدَّم ما فیه فی کرز.
و سَمَّوْا کُوَیْزاً ،مُصَغَّراً ،و منه:ابنُ الکُوَیْز ،أَحدُ الرُّؤَسَاءِ بمصرَ فی عَصْر الحَافظ ابن حَجَر.قلتُ :و هو القاضی الرئیسُ بَدرُ الدِّین محمّدُ بنُ سُلَیْمَانَ بن داوود بن خَلیلٍ المعروف بابن الکُویْز السولکیّ القاهریّ :ناظرُ الخَاصِّ ،تُوُفِّیَ سنه 885.
و مِکْوَزاً ،کمِنْبَرٍ ،و فی التَّکْملَه مِکْوازاً ،بالکَسْر،و مثلُه فی اللِّسَان.
و مَکْوَزَهُ ،بالفَتْح مُرْتَجلٌ شاذٌّ غیرُ قیاسیٍّ ،و قیاسُهَا مَکَازَه مثلُ مَقَامَه و مَنَارَه.
ص:139
و کَازَهُ :ه بمَرْوَ،و النِّسْبَهُ إِلیها کازَقِیٌّ ،بزیاده القاف (1).
و کُوزُکُنَانَ ،بالضّمّ ه بأَذْرَبیجَانَ من نَوَاحی تِبْریزَ،و کَافُهَا أَعجمیَّهٌ .
و کُوزَی ،کطُوبَی:قَلعهٌ بطَبَرِسْتَانَ ،سامِیَهٌ جدًّا لا یَعْلُوها الطَّیْرُ فی تَحْلیقهَا،و لا السُّحُبُ فی ارتفَاعهَا،و إِنّمَا تَقِفُ دُونَ قُلَّتَها.
و اکْتازَه ،أَی المَاءَ: اغْتَرَفَه بالکُوز ،و هو افْتَعَل من الکوز .و
17- فی حدیث الحَسَن: «کان مَلکٌ من مُلُوک هذه القَرْیَهِ یَری الغُلامَ من غِلْمَانه یَأْتِی الحُبَّ ، فیَکْتَازُ منه،ثمّ یُجَرْجِرُ قائماً،فیقول:یا لَیْتَنی مثلُک،یا لَهَا نِعْمَهً تأْکُل لَذَّهً و تُخْرِجُ سَرْحاً». یَکْتَازُ ،أَی یَغْتَرِفُ بالکُوزِ ،و کان بهذا المَلک أَسْرٌ،و هو احْتبَاسُ بَوْله،فَتَمَنَّی حالَ غُلامِه.
و رجُلٌ مُکَوَّزُ الرَّأْس ،کمُعَظَّم: طَویلُه ،و کذلک مُبَرْطَلُ الرَّأْسِ ،کذا فی الأَساس.
*و ممّا یُسْتَدْرک علیه:
مُرَّهُ بنُ عبد اللّه بن هِلال بن سِنَان بنِ کُوزٍ :شاعرٌ.
و السَّکْنُ بنُ أَخْنَسَ بن کُوزٍ الکُوزیُّ البُخَاریُّ إِلی جَدِّه، یأْتی ذِکْرُه فی سکن.
و حَمَلُ بنُ کوزٍ ،له ذِکْرٌ فی الشِّعْر و قد مَرّ فی أَبز، و یقال:جَمَلٌ ،بالجیم.
*و ممّا یستدرَک علیه:
کِیزُ ،بالکاف المُمالَه:من أَشْهَر مُدُنِ مُکْرَانَ ، و بعضٌ یقول:کِیج.
اللَّبْزُ ،کالضَّرْب:الأَکْلُ الشَّدیدُ ،قالَه أَبو عَمْرٍو، و أَنشدَ:
تَأْکُلُ فی مَقْعَدهَا قَفیزَا
تَلْقَمُ أَمْثَالَ القَطَا مَلْبُوزَا
و قال ابنُ السَّکِّیت: اللَّبْزُ : اللَّقْمُ . و یقال: لَبَزَ یَلْبِزُ ،إِذا أَجادَ فی الأَکْل.
و اللَّبْزُ . ضَرْبُ الظَّهْر بالیَد ،قالَه ابنُ دُرَیْد (2).
و اللَّبْزُ : الضَّرْبُ الشَّدیدُ یقالُ : لَبَزَ فی الطَّعَام،إِذا جَعَلَ یَضْرِبُ فیه.و کلُّ ضَرْبٍ شدیدٍ لَبْزٌ .
و قال ابنُ دُرَیْدٍ أَیضاً (3): اللَّبْزُ :مثلُ النَّبْز.
و اللَّبْزُ أَیضاً: ضَرْبُ النّاقَهِ الأَرضَ بجُمْعِ خُفِّهَا ،قال رؤبه:
خَبْطاً بأَخْفافٍ ثِقَالِ اللَّبْزِ
و فی بعض الأُصُول:«بخُفَّیْهَا».و قد لَبَزَتْ لَبْزاً ، أَو لَبَزَتْ بخُفَّیْهَا:ضَرَبَتْ ضَرْباً لَطیفاً فی تَحَامُلٍ .
و اللِّبْزُ ، بالکَسْر:ضَمْدُ الجُرْحِ بالدَّوَاءِ،هکذا ذَکَرَه أَبو عَمْرٍو الشَّیْبَانیُّ فی باب حرُوفٍ علی مِثال فِعْلٍ ،بالکَسْر.
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
اللَّبْزُ :الوَطْ ءُ بالقَدَمِ .
و لَبَزَ ظَهْرَه:کَسَرَه.
اللَّتْزُ ،بالمُثَنّاه الفَوْقیَّه،أَهملَه الجوهریُّ .و قال ابنُ دُرَیْد:هو اللَّکْزُ، أَو هو الوَکْزُ،و هو الدَّفْعُ و الطَّعْنُ یَلْتُزُ بالضّمّ و یَلْتِزُ بالکَسْر فی الکُلِّ ،ذَکَرَه ابنُ دُرَیْد.
اللَّجِزُ ،ککَتِفٍ :قَلْبُ اللَّزِج ،و هو صحیحٌ ، نقلَه یعقوبُ فی المُبْدَل، و استشهادُ الجوهریِّ ببیت ابن مُقْبل :
یَعْلُونَ بالمَرْدَقُوشِ الوَرْدِ (4)ضاحِیَهً
علی سَعابِیبِ ماءِ الضَّالَهِ اللَّجِزِ
تَصْحیفٌ واضحٌ ،و الصَّوابُ فی البَیت ،کما حَقَّقَه ابنُ بَرِّیٍّ و تَبِعَه الصاغانیُّ .«ماءَ الضَّالَهِ اللَّجِنِ »،بالنُّون، و القصیدهُ نُونیَّهٌ و قبلَه:
مِنْ نِسْوَهٍ شُمُسٍ لا مَکْرَهٍ عُنُفٍ
و لا فَوَاحِشَ فی سِرٍّ و لا عَلَنِ
ص:140
قال ابنُ بَرِّیٍّ :و ضَاحیَهٌ :بارِزَهٌ للشَّمْسِ ،و السَّعابیبُ :ما جَرَی من الماءِ لَزجاً،و اللَّجنُ :اللَّزجُ ،و شُمُسٌ لا یَلِنَّ للخَنَا،و مَکْرَه:کَریهاتُ المَنْظَر،و عُنُف:لیس فیهنّ خُرْقٌ و لا یُفْحِشْنَ فی القَوْل فی سرٍّ و لا عَلَنٍ .قلتُ :و أَوَّلُ القصیده:
قد فَرَّقَ الدَّهْرُ بَیْنَ الحَیِّ بالظَّعَنِ
و بَیْنَ أَهْوَاءِ شِرْبٍ یَوْمَ ذِی یَقَنِ
و قد نقلَه الجوهَریُّ عن ابن السِّکِّیت فی باب القَلْب و الإِبدال فی ماده س ع ب،و هو صحیحٌ ،إِلاّ أَنّه ما قال إِنّ اللَّجزَ ثَعْلوبُ اللَّزج و إِنَّما عَنَی أَنَّ الثّاءَ تُبْدَلُ سیناً،یقال:
سَعابیب و ثَعابیب،و العَجَبُ من أَبی زَکَریّا و أَبی سَهْلٍ النَّحْویِّ :کیف فاتَهما هذا مع التَّصَدِّی للأَخْذِ علی الجوهریِّ ،بل ذلک منسوبٌ إِلی السَّهْو الذی لا عِصْمَهَ منه،و رامَ شَیْخُنا أَن یَنْتَصِرَ للجوهریِّ فلم یَفْعَلْ شَیْئاً.
اللَّحْز ،بالحَاءِ المهمله، کالمَنْع. وُجدَ هذا الحرفُ فی بعض أُصُول القامُوس بالحُمْرَه،و الصَّواب کَتْبُه بالسَّواد؛فإِنه موجودٌ فی الصّحاح و معناه الإِلْحَاحُ ،و به فُسِّرَ بیتُ رُؤْبَهَ :
یُعْطِیکَ منه الجُود قبْلَ اللَّحْزِ
هکذا فی اللِّسَان،و الصَّوابُ :
یُعْفِیکَ منه الجُودُ قبل الحَزِّ
و قبله:
فامْدَحْ کَریمَ المُنْتَمَی و الحِجْزِ
و اللِّحْزُ ، بالکَسْر ،عن شَمر.
و اللَّحِزُ ، ککَتِف ،مثلُ اللِّبْن و اللَّبِن،و الکِتْف و الکَتِف، و النِّمْر و النَّمِر: البَخِیلُ ،و قیل:هو الضَّیِّقُ الخُلُقِ الشَّحیحُ النَّفْسِ ،الذی لا یکادُ یُعْطِی شیئاً،فإِنْ أَعْطَی فَقلِیلٌ .
و قد لَحِزَ ،کفَرِحَ ، لَحَزاً ، و تَلَحَّزَ تَلَحُّزاً ،قال الشاعر:
تَرَی اللَّحِزَ الشَّحیحَ إِذا أُمِرَّتْ
عَلَیْه لمَالِه فیه (1)مُهِینَا
و قَال رُؤْبَهُ یَمْدَحُ أَبَانَ بنَ الوَلید البَجَلیَّ :
إِذَا أَقَلَّ الخَیْرَ کلُّ لِحْزِ
فذاکَ بَخّالٌ أَرُوزُ الأَرْزِ
و المَلاَحِزُ :المَضَایِقُ ،قال اللِّحْیَانیُّ :طَریقٌ لِحْزٌ ، بالکَسْر،أَی ضَیِّقٌ .
و التَّلَحُّزُ :التَّأَخُّر ،نقلَه الصاغَانیُّ .
و قال اللَّیْث: التَّلَحُّز : تَحَلُّبُ فِیکَ من أَکلِ رُمّانَهٍ حامضَهٍ [و نحوها] (2)أَو إِجّاصَهٍ ؛ شَهْوَهً لذلک و لیس فی نَصِّ اللَّیْث«حامضَهٍ ».
و التَّلَحُّزُ : تَشْمِیرُ الثِّیَابِ لقِتالٍ أَو سَفَرٍ.
و فی التَّکْملَه: اللُّحَیْزاءُ ،کغُبَیْرَاءَ:الذَّخیرَهُ .
و فی اللِّسان: تَلاَحزُوا فی القَوْل ،إِذا تَعاوَصُوا. هکذا فی النُّسَخ و فی بعض الأُصُول:«تَعَارَضُوا»، (3)و یُؤَیِّدُه قَوْلُهُم: تَلاحَزُوا :تَعَارَضُوا الکَلاَمَ بینَهُم،و فی أُخْرَی:
«تَقَارَضُوا»، و من ذلک: تَلاَحزَ الصِّبْیَانُ ،إِذا ناقلُوا بالقَوَافِی الشِّعْریَّه.
و شَجَرٌ مُتَلاحِزٌ :مُتَضَایِقٌ دَاخِلٌ بَعضُه فی بعض.
اللَّخْزُ ،بالخَاءِ المُعْجَمَه: السِّکِّینُ المُحَدَّدَهُ ، أَهملَه الجوهَریُّ ،و الصاغَانیُّ ،و صاحِبَا اللِّسَانِ و الأساسِ ، و کذا ابنُ القَطَّاع.و أَراه من لَخَزَ السِّکِّینَ ،إِذا حَدَّدَهَا.
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
اللاّرِزِیُّ :نسْبَهُ أَبی جَعْفَرٍ محمّدِ بنِ علیٍّ ،و إِبراهیمَ بنِ محمّد بن العَبّاس، الّلارِزیّان ،سَمِعَا ببغدادَ من أَبی الغَنَائم النَّرْسیِّ ،قالَه الحَافظُ .
لَزَّه یَلُزُّه لَزًّا ،بالفَتْح، و لَزَزاً ،محرَّکَهً ،هکذا فی النُّسَخ و فی اللِّسَان« لَزَازاً »کسَحَابٍ : شَدَّه و أَلْصَقَه، کأَلَزَّه إِلْزازاً .
و اللَّزُّ :الطَّعْنُ (4)،کاللَّکْز.
ص:141
و اللَّزُّ : لُزُومُ الشَّیْ ءِ بالشَّیْ ءِ و إِلزَامُه به ،بمَنْزلَه لِزَازِ البَیتِ ،قاله اللَّیْثُ .
و اللَّزُّ الزُّرْفِینُ ،قَال ابنُ مُقْبل:
لم یَعْدُ أَنْ فَتَقَ النَّهِیقُ لَهَاتَه
و رأَیْتُ قارِحَه کلَزِّ المِجْمَرِ
یَعْنی کزُرْفِین الْمِجْمَر إِذا فَتَحْتَه.
و لَزّ : ع بجَزیرَهِ قَیْسٍ ،عنده مَسجدٌ مُتَبَرَّکٌ به،قالَهُ الصّاغَانیُّ .
و یقال:فلانٌ لِزُّ شَرٍّ،بالکَسْر،و لَزِیزُه ،أَی لَصِیقُه.
و هو مَجَازٌ،و کذلک نِزُّ شَرٍّ و نَزِیزُه.و یقال أَیضاً: لَزُّ شَرٍّ، بالفَتْح،و لِزَازُ شَرٍّ،ککِتَابٍ .
و لازَزْتُه :لاصَقْتُه و قَارَنْتُه، لِزَازاً .
و رجُلٌ کَزٌّ لَزٌّ ،إِتباعٌ له.قال أَبو زَیْد:إِنّه لکَزٌّ لَزٌّ ،إِذ کان مُمْسِکاً.
و قال ابنُ الأَعرابیِّ ؛ عَجُوزٌ لَزُوزٌ ،و کَیِّسٌ لَیِّسٌ ، إِتباعٌ له. و المِلَزُّ ،بالکَسْر:الرجُلُ الشَّدیدُ الخُصُومَهِ و اللَّزُومُ لِمَا طَالَبَ ،و هو مَجاز،قال رُؤْبَهُ :
و لا امْرُؤٌ ذو (1)جَلَدٍ مِلَزِّ
هکذا أَنشدَه الجوهَریُّ ،و إِنما خُفِضَ علی الجِوار.
و اللِّزَازُ ،ککِتابٍ :خَشَبَهٌ یُلَزُّ بها أَی یُتْرَسُ بها البابُ ، و هو نِطَاقُه الذی یُشَدّ به، کاللَّزَزِ ،محرَّکَهً و هو المَتْرَسُ .
و لِزَازٌ ، بلا لامٍ :عَلَم رجلٍ من بنی أَسَدٍ.
و لِزَازٌ : فَرَسٌ للنّبیِّ صلّی اللّه علیه و سلم سُمِّیَ به لِشدَّهِ تَلَزُّزِه و اجْتمَاعِ خَلْقِه،و هی التی أَهْدَاها المُقَوْقِسُ مَلِکُ الإِسْکَنْدَریَّه مع مارِیَهَ القِبْطیَّهِ .قلتُ :و هی من جُمْلَه الخُیُول الخَمسه التی هی: لِزَازٌ و لِحَافٌ (2)و المُرْتَجِزُ و السَّکْبُ و الیَعْسُوبُ ،کماذَکَره ابنُ الکَلْبیِّ ،و تفصیلُه فی کُتُب السِّیَر،و قد مَرَّ ذِکْرُ بعضٍ منها.
و اللَّزِیزُ ،کَأَمیرٍ،کما فی التَّکْملَه،و الذی فی اللِّسَان، و اللَّزیزَهُ : مُجْتَمَعُ اللَّحْمِ من البَعیر فَوْقَ الزَّوْرِ ممّا یَلِی المِلاَطَ ،و الجَمْعُ اللَّزَائزُ و هی الجَنَاجِنُ ،قال إِهَابُ بنُ عُمَیْر:
إِذا أَرَدْتَ السَّیْرَ فی المَفاوِزِ
فاعْمِدْ لهَا ببَازِلٍ تُرَامِزِ
ذی مِرْفَقٍ بانَ عن اللَّزَائزِ
و تَلَزْلَزَ :تَحَرَّکَ ،مَقْلُوبُ تَزَلْزَلَ .
و المُلَزَّزُ .کمُعَظَّمٍ :المُجْتَمِعُ الخَلْق الشَّدیدُ الأَسْرِ المُنْضَمُّ بعضُه إِلی بَعضٍ . و قد لَزَّزَه اللّه تعالَی :جَعَلَه کذلک.
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
اللَّزَزُ ،محرَّکهً :الشِّدَّهُ .
و اللِّزَازُ ،بالکَسْر:المُقَارَنَهُ ،یقال:إِنه لَلِزَازُ خُصُومَهٍ ، أَی لاَزِمٌ لها،مُوَکَّلُ بها،یَقْدِرُ علیها.
و رجُلٌ مِلَزٌّ ،و امرأَهٌ مِلَزٌّ -بغیر هاءٍ-أَی شَدیدُ اللُّزُومِ ، و یقال:جَعلتُ فُلاناً لِزَازاً لفُلانٍ ،أَی لا یَدَعُه یُخَالِفُ و لا یُعَانِدُ،و کذلک جَعلتُه ضَیْزَناً له،أَی (3)بُنْداراً علیه ضاغِطاً.
و یُقَال للبَعیرَیْن إِذا قُرِنَا فی قَرَنٍ وَاحدٍ:قد لُزَّا ،و کذلک وَظِیفَا البَعیرِ یُلَزّانِ فی القَیْد،إِذا ضُیِّقَ ،قال جَریر:
و ابنُ اللَّبُونِ إِذا مَا لُزَّ فی قَرَنٍ
لم یَسْتَطعْ صَوْلَهَ البُزْلِ القَنَاعِیسِ
و لَزَّ به الشَّیْ ءُ،أَی لَصِقَ به؛کأَنَّه یَلْتَزِقُ بالمَطْلُوب لسُرْعَته،و هو مَجَازٌ.
و من المَجَاز أَیضاً: لَزَّه إِلی کذَا،أَی اضْطَرَّه.
و أَلْزَزْتُ به،أَی أَلْصَقْتُ به،و لم یُجِزْه الأَصمعیُّ ،کذا فی التَّکْملَه.
و هو لِزَازُ مالٍ ،أَی مُصْلِحٌ له،و هو مَجَازٌ.
ص:142
و الالْتِزَازُ .الالْتِصاقُ .
اللُّصُوزُ :اللُّصُوصُ ،أَهملَه الجَوْهَریُّ و صاحبُ اللِّسَان،و أَورده الصّاغَانیّ نقلاً عن الخَارْزَنْجیِّ .
لَطَزَها ،کمنَعَ ،هکذا فی سائر النُّسخ بالطَّاءِ، و هو غَلَطٌ ،و الصَّوابُ «لَعَزَها»بالعیْن المُهْملَه،کما فی اللِّسان و التَّکْملَه،و مثلُه فی تَهْذیب ابن القَطّاع،و قد أَهملَه الجوهریُّ و نقَلَه الصاغَانیُّ عن اللَّیْث،قال:
لَعَزَ فُلانٌ جَاریَتَه،إِذا جَامَعَها. قال:و هو من کَلام أَهل العراق،و قال غیرُه:لغهٌ سُوقیَّهٌ غیرُ عربیَّهٍ .و قال ابنُ دُرَیْد:
اللَّعْزُ:کِنَایَهٌ عن النِّکَاح،یقال:باتَ یَلْعَزُهَا.
و فی لغه قَومٍ من العَرَب:لَعَزَت النَّاقَهُ فَصِیلَهَا ،أَی لَطَعَتْه بلسانهَا،کما فی تَهْذیب ابن القَطّاع.
و لَعَزَه:دَفَعَه و لَکَزَه،و قد ذَکَرَه المصنِّف استطراداً فی م ح ز.
اللَّغْزُ ،بالغَیْن المُعْجَمَه: مَیْلُکَ بالشیْ ءِ عن وَجْهِه و صَرْفُه عنه.
و اللُّغْزُ ، بالضَّمِّ ،و بضَمَّتَیْن،و بالتَّحْریک (1)،هکذا هو فی التَّکْملَه و قَلَّدَه المصنِّف (2)،و فی عباره الصّاغَانیِّ زیاده فائدهٍ ؛فإِنّه قال بعد ذِکْره هذه اللُّغَات:ثلاثُ لُغَاتٍ فی اللُّغَز -مثل رُطَبٍ -الذی ذَکَرَه الجوهَریُّ ،فکانَ الواجبُ علی المصنِّف أَن یُصَدِّرَ بما أَوْرَدَه الجوهَریُّ ،ثمّ یُتْبعَ به اللُّغَاتِ المذکورَهَ ،نَعَمْ ،ذَکَرَهُ فیما بعْدُ عندَ ذِکْر معنَی جُحْر الیَرْبُوع و لم یَذْکُرْه هنا،کما تَرَکَ فی مَعْنَی الجُحْر اللُّغَتَیْن الآتی ذِکرُهما قُصُوراً،و علی کلِّ حالٍ فإِنّ کلامَه لا یَخْلُو من تَأَمُّل. و اللُّغَیْزَاءُ کالحُمَیْرَاءِ ،هکذا نقلَه الأَزهریُّ (3)، و اللُّغَیْزَی ، کالسُّمَیْهَی ،أَی مُشَدَّداً،و لیست یاؤُه للتَّصْغیر، لِأَن یاءَ التَّصغیر لا تکون رابعَهً و إِنما هی بمنزله خُضّارَی للزَرْع،و شُقّارَی نَبْتٌ ،قالَه الجوهریُّ ، و الأُلْغُوزَهُ ، بالضَّمّ :ما یُعَمَّی به من الکلام،و هو مَجازٌ.و أَصلُ اللُّغَز الحَفْرُ المُلْتَوِی،کما قالَه ابنُ الأَعْرابیِّ .
و جَمْعُ الأَرْبَع الأُوَلِ أَلْغَازٌ . المُرَاد بالأَربع الأُوَل اللُّغْزُ بالضمّ و بضمتیْن و بالتَّحْریک،و أَما الرَّابعُ فاللُّغَزُ-کرُطَب- فإِنَّه الذی جَمْعُه أَلْغَازٌ ،و هذا یَدُلُّ علی أَنه سَقَطَ من المصنِّف ذِکرُه سَهواً،أَو من الکَاتب؛فإِنّ اللُّغَیْزاءَ کحُمَیْرَاءَ لا یُجْمَعُ علی أَلغازٍ ،و هو ظاهرٌ عند التَّأَمُّل.
و أَلْغَزَ کَلامَه،و أَلْغَزَ فیه ،إِذا عَمَّی مُرَادَه و لم یُبَیِّنْه و أَضْمَرَه علی خِلاف ما أَظْهَرَه.و قیل:أَوْرَی فیه و عَرَّض لیَخْفَی،مثل قَول الشاعر،أَنشدَه الفَرّاءُ:
و لمّا رَأَیتُ النَّسْرَ عَزَّ ابْنَ دَأْیَهٍ
و عَشَّشَ فی وَکْرَیْه جاشَتْ له نَفْسِی
أَراد بالنَّسْر الشَّیْبَ ؛شَبَّهَه به لبَیاضِه،و شَبَّهَ الشَّبابَ بابْن دَأْیَهَ ،و هو الغُرَابُ الأَسودُ،لأَن شَعر الشّباب أَسودُ.
و اللُّغْزُ ،بالضَّمِّ و یُفْتَح،و ، اللُّغَزُ کصُرَدٍ و یُحَرَّکُ أَیضاً، و کذلک اللُّغَیْزاءُ ،مَمْدُوداً (4)،کلُّ ذلک حُفْرَهٌ :یَحْفِرُهَا الیَرْبُوعُ فی حُجْره تحتَ الأَرضِ ،و قیل:هو جُحْرُ الضَّبِّ و الفأْر و الیَرْبُوع ،بین القَاصِعَاءِ و النّافقاءِ:سُمِّیَ بذلک لأَنّ هذه الدّوابَّ تَحْفِرُه مستقیماً إِلی أَسفَلَ ،ثمّ تَحْفِرُ فی جانبٍ منه طَریقاً،و تَحْفِرُ فی الجانب الآخَرِ طَریقاً،و کذلک فی الجانب الثّالث و الرّابع،فإِذا طَلَبَه البَدَوِیُّ بعَصَاه من جانبٍ نَفَقَ من الجَانب الآخَر.
و ابْنُ أَلْغَزَ ،کأَحْمَدَ:رَجلٌ أَیِّرٌ ،أَی عَظیمُ الأَیْرِ، نَکّاحٌ ، کثیرُ النِّکَاح،و زعموا أَنّ عَرُوسَه زُفَّتْ إِلیه فأَصابَ رأْسُ أَیْرِه جَنْبَهَا فَقَالَت:أَتُهَدِّدُنی بالرُّکْبَه ؟.و یُقَال:إِنّه کان یَسْتَلْقِی علی قَفَاه ثمّ یُنْعِظُ فیَجِیءُ الفَصیلُ فیَحْتَکُّ بذَکَره -و لو قال:
بمَتَاعِه کما فَعَلَه الصّاغَانیّ کانَ أَحْسَنَ فی الکِنَایَه- و یَظُنُّه الجِذْلَ المَنْصُوبَ فی المَعَاطن؛ لتَحْتَکَّ به الجَرْبَی ،و هو القَائلُ :
أَلاَ رُبَّما أَنْعَظْتُ حتّی إِخَاله
سَیَنْقَدُّ للإِنْعَاظِ أَو یَتَمَزَّقُ
فأُعْمِلُه حتّی إِذا قُلتُ قدْ وَنَی
أَبَی و تَمَطَّی جامِحاً یَتَمَطَّقُ
ص:143
و منه المَثَلُ :هو« أَنْکَحُ من ابنِ أَلْغَزَ »،و هو من بَنی إِیادٍ، و اسمُه سَعْدٌ أَو عُرْوَهُ بنُ أَشْیَمَ ،-و هکذا ذَکَرَه الزَّمَخْشَریُّ فی رَبیع الأَبْرَار- أَو الحارثُ . و ذَکَرَ الأَقْوَالَ الثّلاثَهَ الصّاغَانیُّ ،غیرَ أَنّه أَخَّرَ ذِکْرَ عُرْوَه و ذَکَر أَباه؛إِشَارَهً إِلی أَنَّ الاخْتلافَ إِنّمَا هو فی اسْمه،و أَمّا أَبُوه فإِنّه الأَشْیَمُ علی کلِّ حالٍ .
و رَجُلٌ لَغَّازٌ ،ککَتّانٍ : وَقّاعٌ فی النّاس ؛کَأَنَّه یُلْغِزُ فی حَقِّهم بکلامٍ یُعَرِّضُ بالذُّمِّ و الوَقِیعَه.و هو مَجَاز.
و یقال من المَجاز:الْزَم الجادَّهَ و إِیَّاکَ و الأَلْغَازَ ،و هی طُرُقٌ تَلْتَوِی و تُشْکِلُ علی سالِکِها. و قال ابنُ الأَعْرَابیِّ :
اللُّغَزُ :الحَفْرُ المُلْتَوِی. و الأَصْلُ فیها. أَی الأَلْغَاز أَنَّ الیَرْبُوعَ یَحْفِرُ بین النّافِقَاءِ و القَاصعَاءِ حَفْراً مُسْتَقیماً إِلی أَسْفَلَ ثمّ یَعْدِلُ عن یَمِینه و شِمَاله عُرُوضاً یَعْتَرِضُها یُعَمِّیه فیَخْفَی (1)مکانُه بذلک الإِلغاز .
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
17- قولُ سَیِّدنا عُمَرَ رضیَ اللّه عَنْه: «ما هذه الیَمینُ اللُّغَّیْزَا (2)؟ أَی ذاتُ تَعْریضٍ و تَوْریَهٍ و تَدْلیسٍ ،و هو مَجَازٌ.
قال الزَّمَخْشَریُّ :هکذا مُثَقَّلَه الغَیْن جَاءَ بها سیبَوَیْه فی کتابه (3)مع الخُلَّیْظی،و رَوَاه الأَزْهَریُّ بالتَّخْفیف،قال:
و حَقُّها أَن تکونَ تَحْقیرَ المُثَقَّلَهِ ،کما یُقَال فی سُکَیْتٍ إِنّه تَحْقیرُ سِکِّیتٍ .
و یُقَال:رأَیتُه یُلاغِزُه و یُلاَمِزُه،و هُوَ مَجَاز.
و ذَکَرَ فی هذه ابنُ القَطّاع: لَغَزَت النّاقَهُ فَصیلَهَا:لَحَسَتْه بلسَانهَا.فإِن لم یَکُنْ لُغَهً فی«لَعَزَتْ »،بالعَیْن فهو تَصْحیفٌ ،فَلْیُنْظَرْ.
اللَّقْزُ ،أَهملَه الجوهریُّ .و قال ابنُ دُرَیْدٍ:هو الضَّرْبُ بالجُمْع -و فی هامش الصِّحاح فی ل ک ز:«کذا وَجدتُه:بالجَمْع،و صوابُه بجُمْع الیَدِ»- علی الصَّدْر،أَو فی جمیع الجَسَد،أَو اللَّکْزُ و اللَّقْزُ بجُمْع الکَفِّ فی العُنُق و الصَّدْر،و الوَهْزُ بالرِّجْلَیْن،و البَهْزُ بالْمِرْفَق،و اللَّهْزُ فی العُنُق. و قیل: اللَّقْزُ و اللّکْزُ:الدَّفْعُ ،و یقال:الوَکْزُ:فی الصَّدْر،و اللَّکْزُ:فی العُنُق.و قیل:اللَّکْزُ:بأَطْرَاف الأَصَابع،أَو غیر ذلک،کما سیأْتی،و قد أَطالَ المُصَنِّفُ هنا إِطالهً غیرَ مفیدهٍ ،مخالِفاً طَریقتَه التی بَنَی علیها منْ حُسْن الاختصار؛فإِنّ البَهْزَ قد تقدَّم ذِکرُه فی مَحَلِّه،و الوَهْزُ و اللَّهْزُ یأْتی ذِکرُهما بعدُ،و سیأْتی للمصنِّف فی اللَّهْز أَنّه مع نَظَائره أَخَوَاتٌ .و الذی نَقَلَه ابنُ دُرَیْدٍ أَنّ اللَّقْزَ لُغَهٌ فی اللَّکْز؛ یقال: لَقَزَه و لَکَزَه بمعنًی واحدٍ، کالَّلکْز،و هو الوَکْزُ ،أَی أَنَّهما مُترادِفان،کما صَرَّح به غیرُ وَاحدٍ.
و قد لَکَزَه یَلْکُزُه لَکْزاً .و قیل:هو الضَّرْبُ بالجُمْع فی جمیع الجَسَد،نقلَه الجوهَریُّ عن أَبی زَیْد.
و قیل: اللَّکْزُ هو الوَجْ ءُ فی الصَّدْر بجُمْع الیَد،نقلَه الجَوْهَریُّ عن أَبی عُبَیْدَهَ ، و کذلک فی الحَنَکِ .
و یقال:هو شَدیدُ اللَّکْزَهِ و الوَکْزَهِ .
و للَّکْزُ : د،خَلْفَ دَرَبَنْدَ (4)کذا نقلَه الصاغانیُّ .قلتُ :
هو دَرْبَنْدُ شِرْوَان و هو بابُ الأَبواب،و الصّوابُ أَن اللَّکْزَ اسمُ أُمَّهٍ من الأُمَم خَلْفَ باب الأَبْوَاب،لا بَلَدٌ،و هم المَشْهُورُون الآن باللزکی الذین یُغِیرُون علی بلادِ الکَرَجِ و مَنْ وَالاَهُم.و قال یاقُوتٌ (5):و ممّا یَلِی بابَ الأَبْوابَ 4بَلَدُ اللَّکْز ،و هم أُمَمٌ کثیرَهٌ ذَوُو خَلْقٍ و أَجسامٍ ،و ضِیَاع عامرهٍ ، و کُورَهٍ مَأْهُولَهٍ ،فیها أَحرارٌ یُعْرَفُون بالخَمَاشرَه،و فَوْقَهم المُلُوکُ ،و دُونَهُم المَشَاقّ ،و بینهم و بین باب الأَبوابِ بلد طَبَرسرَان (6)شاه،و هم بهذه الصِّفَهِ من البأْس و الشِّدَّه و العمَاره الکثیره،إِلاّ أَن اللَّکْزَ أَکثرُ عَدَداً،و أَوْسَعُ بلداً.
و اللِّکِزُ ، ککَتِفٍ :البَخیلُ .
و اللَّکَازُ ککِتَاب:نِخَاسَهُ البَکْرَه. قالَه الصّاغَانیُّ ، و هی رُقْعَهٌ تُدْخَلُ فی ثَقْب الْمِحْوَر إِذا اتَّسَعَ . و سیأْتی للمُصنِّف فی ل ه ز و فی خ س؛فذِکْرُه هُنَا مُخلٌّ بالاختصار،کما لا یَخْفَی.
ص:144
و شَنٌّ و لُکَیْزٌ ،کزُبیر:ابْنَا أَفْصَی بن عَبْد القَیْس بن أَفْصَی بن دُعْمیِّ بن جَدیلَهَ ،یقال:إِنهما کانَا مع أُمِّهما لیْلَی بنْت قُرّانَ فی سَفَرٍ حتَّی نَزَلَتْ ذا طُوی،فلمّا أَرادَت الرَّحیلَ فَدَّتْ لُکَیْزاً ،أَی قالتْ له:فِدَاکَ أَبی و أُمِّی، و دَعَتْ شَنًّا لیَحْملَها،فحَمَلَهَا و هو غَضْبَانُ ،حتّی إِذا کانا (1)فی الثَّنِیَّه رَمَی بها عن بَعیرهَا فَمَاتَتْ ،فقال شَنٌّ :« یَحْمِلُ شَنٌّ و یُفَدَّی لُکَیْزٌ »فَجَرَی مَثَلاً، یُضْرَبُ فی وَضْع الشَیءِ فی غیر مَوْضِعه ،و قیل:یُضْرَبُ لمَنْ یُعَانی مِرَاسَ العَمَل فیُحْرَمَ ، و یَحْظَی غیرُه فیُکْرَمُ ، ثمّ قال شَنٌّ لأَخیه: عَلَیْکَ بجَعَرَاتِ أُمِّکَ یا لُکَیْزُ . و هذه الجملَهُ الأَخیرَهُ غیرُ محتاجهٍ فی الإِیرَاد هنا،و قد تَرَکَهَا غَیرُه من المُصَنِّفین نَظَراً للاختصار؛فإِنّ الإِطالهَ فی بَیانِ قَصَصٍ مَحَلُّه کُتُبُ الأَمْثَالِ ،و لذا اقْتَصَرَ الجوْهَریُّ علی إِیرادِ المَثَلِ فقط .
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
لاَکَزَه مُلاَکَزَهً ،و تَلاَکَزَا .
و من المَجَاز:هو مُلَکَّزٌ ،کمُعَظَّمٍ ،أَی ذَلیلٌ مُدَفَّعٌ عن الأَبْوَاب،کما فی الأَسَاس.
اللَّمْزُ :العَیْبُ فی الوَجْه.و قال الفَرّاءُ:الهَمْزُ و اللَّمْزُ و المَرْزُ و اللَّقْسُ و النَّقْسُ :العَیْبُ . و أَصلُه الإِشارهُ بالعَیْن و نَحوِهَا ،کالرَّأْس و الشَّفَه مع کلامٍ خَفیٍّ .
و قیل:هو الاغْتیابُ .
لَمَزَهُ یَلْمُزُهُ و یَلْمِزُه ،من حَدِّ ضَرَبَ و نَصَرَ،و قُریءَ بهما قولُه تعالَی: وَ مِنْهُمْ مَنْ یَلْمِزُکَ فِی الصَّدَقاتِ (2).
و اللَّمْزُ : الضَّرْب ،و قد لَمَزَه لَمْزاً ،أَی ضَرَبَه و قال أَبو مَنْصُور:الأَصْلُ فی الهَمْز و اللَّمْز : الدَّفْعُ ،قال الکسائیُّ :
یقال:هَمَزْتُه و لَمَزْتُه (3)،إِذا دَفَعْتَه.
و لَمَزَه القَتِیرُ أَی،الشَّیْبُ ، یَلْمُزُه و یَلْمِزُه -أَی من بابَیْ نَصَر و ضَرَبَ ،و لم یُحْتَجْ إِلی إِعادتهما ثانیاً،و هذا الحرفُ نقَلَه من التَّکْملَه و لیس فیها ذِکْرُ البابَیْن-: ظَهَرَ فیه. و نَصُّ الصاغَانیِّ :« لَمَزَه القَتِیرُ».و لا یَخْفَی أَنّ هذه العبارَهَ أَفْوَدُ من عبارَه المصنِّف. و اللَّمَاز ، کسَحَاب ،و اللُّمَزهُ مثلُ هُمَزَهٍ :العَیّابُ للنّاس ،و کذلک امرأَهٌ لُمَزَهٌ ،الهاءُ فیها للمبالغَه لا للتَّأْنیث.
أَو اللُّمَزَهُ : الذی یَعِیبُکَ فی وَجْهِک،و الهُمَزَهُ :مَن یَعیبُک فی الغَیْب.
أَو الهُمَزَهُ :المُغْتابُ للنّاس، و اللُّمَزَهُ العَیّابُ لهم.
أَو هما بمعنًی وَاحِدٍ ،هکذا قالَه الزَّجَّاجُ و ابنُ السِّکِّیت، و لم یُفَرِّقَا بینهما و قالا:الهُمَزَهُ اللُّمَزَهُ :الذی یَغْتَابُ النّاسَ و یَغُضُّهم.و
17- رُوِیَ عن ابن عَبّاسٍ : فی تفسیر قوله تعَالَی:
وَیْلٌ لِکُلِّ هُمَزَهٍ لُمَزَهٍ (4)قال:هو المَشّاءُ بالنَّمیمَه و المُفَرِّقُ بین الجَمَاعَهِ المُفَرِّقُ بین الأَحبَّه.
أَو الهُمَزَهُ :المُغْتَابُ فی الوَجْه،و اللُّمَزَهُ المُغْتَابُ فی القَفَا.
و قال اللَّیْث:الهُمَزَهُ :الذی یَهْمِزُ أَخاه فی قَفَاه من خَلْفه،و اللُّمَزَهُ :فی الاستقبال.
و قال ابنُ القَطّاع لَمَزَه لَمْزاً :لَقِیَه بالعَیْب له.
أَو الهُمَزَهُ :الطَّعّانُ فی النَّاس بذِکْر عُیُوبهم، و اللُّمَزَهُ :
الطَّعّانُ فی أَنْسَابهم.
أَو الهُمَزَهُ :بالعَیْن،و اللُّمَزَهُ :باللِّسَان،أَو عَکْسُه.
و الصحیح أَنّ هذه الأَقْوَالَ داخلهٌ فی قوله أَوّلاً:«الهُمَزَهُ :
المُغْتَابُ »؛فإِنّ الذی یَغْتَابُهم أَعَمُّ من أَنْ یکون بالشِّدْق أَو بالعَیْن أَو بالرَّأْس،حَقَّقه غیرُ وَاحدٍ من أَئمَّه الاشتقاق.
فقولُه: أَقوالٌ أَطالَ بذکْرهَا کِتابَه خُرُوجاً عن جادَّه التَّحْقیق، کَما هو ظاهرٌ عند التَّأَمُّل،و سَیَأْتی ذکْرُ بعضها فی مَاده همز.
و التَّلَمُّزُ :التَّلَمُّسُ ،نقلَه الصاغانیُّ ،و هو بَدَلٌ .
و التَّلَمُّزُ : السُّرْعَهُ فی السَّیْر ،نقلَه الصاغانیُّ أَیضاً،و به فُسِّرَ قولُ مَنْظُور بن حَبَّهَ :
حادِی المَطَایَا خافَ أَنْ تَلَمَّزَا
یُحْسَبْنَ منْ حَنْذِ المَوَامِی نُحَّزَا
ص:145
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
الَّلمَّازُ ،کشَدَّادٍ:النَّمّامُ ،کهَمَّازٍ،نقلَه اللِّحْیَانیُّ .
و اللُّمّازُ ،کرُمّانٍ :المُغْتابُون بالحَضْرَه،عن ابن الأَعْرَابیِّ .
و اللُّمَزَهُ :المُغْرِی بینَ الاثْنَیْن.
و المُلامَزَهُ :المُلاغَزَهُ .
اللَّوْزُ ،م ،أَی ثَمَرٌ معرُوفٌ ،عربیٌّ ،و هو فی بلاد العَرَب کثیرٌ،اسْمٌ للْجِنْس. وَاحدَتُه بهاءٍ. و قیل:هو صنْفٌ من المِزْج،و الْمِزْجُ :ما لم یُوصَلْ إِلی أَکْله إِلاّ بکَسْرٍ.و قیل:هو ما دَقَّ من المِزْجِ .و من أَسمائه:
القُمْرُوصُ .
و هو علی نوعین:حُلْوٌ و مُرٌّ،و لکلٍّ منهما خَواصّ :
أَما حُلْوُه فإِنّه مُعْتَدِلٌ نَافعٌ للصَّدْر و الرِّئَه و المَثَانَه برُطُوبَته و لِینه، و یَزیدُ أَکلُ مَقْشُوِره بالسُّکَّر فی المُخِّ و الدِّماغ، و یُسَمِّنُ ؛لأَن فیه غِذاءً حَسَناً.
و مُرُّه حارٌّ فی الثّالثَه،یُفَتِّحُ السُّدَدَ،و یَجْلُو النَّمَشَ ، و یُسَکِّنُ الوَجَعَ شُرْباً و تَقْطیراً فی الأُذُن، و یُلَیِّنُ البَطْنَ ، و یُنَوِّمُ تَمْریخاً فی باطن القَدَمَیْن و تَسْعیطاً، و یُدِرُّ البوْلَ .
و أَرضٌ مَلاَزَهٌ :کَثیرَتُه. و فی المُحْکَم:أَی فیها أَشجارَ من اللَّوْز .
و اللَّوّازُ ،کشَدّادٍ: بائعُه. و قد عُرِفَ به بعضُ المُحَدِّثین.
و المُلَوَّزُ :کمُعَظَّمٍ : التَّمْرُ المَحْشُوُّ به ؛و ذلک أَن یُنْزَعَ منه نَوَاه،و یُحْشَی فیه اللَّوْزُ ،نَقَلَه الصاغانیُّ .
و المُلَوَّزُ من الوُجُوهِ :الحَسَنُ المَلیحُ و رجُلٌ مُلَوَّزٌ :خَفیفُ الصُّوَرَه.
و اللَّوْزِیَّهُ :مَحَلَّهٌ ببغدادَ بالجانب الشَّرْقیِّ ،و إِلیها نُسِبَ أَبو شُجَاعٍ محمّدُ بنُ أَبی محمّد بن المَقْرُون اللَّوْزیُّ ، المُقْریءُ،المُتَوفَّی سنهَ 597،و ابنُه عبدُ الحَقِّ اللَّوْزِیُّ ، سمع ابن المَادح،مات سنهَ 615.
و لازَ إِلیه یَلُوزُ لَوْزاً لَجَأَ.
و منه: المَلاَزُ :المَلْجَأُ ،لغهٌ فی الذّال.
و لازَ الشَّیْ ءَ:أَکَلَه ،نقلَه الصاغانیُّ .
و یُقال: مَا یَلُوزُ منه ،أَی مَا یَتَخَلَّصُ ،نقلَه الصاغَانیُّ أَیضاً.
و اللَّوْزِینَجُ منَ الحَلْوَاءِ م ،و هو شِبْهُ القَطَائف یُؤْدَمُ بدُهْن اللَّوْز مُعَرَّبٌ . هنا ذَکَرَه الأَزْهَریُّ و غیرُه،و قال الصاغَانیُّ :
و لو ذُکِرَ فی الجیم لکان وَجْهاً،و قد أَشَرْنا إِلیه هناک.
و یقال: إِنّه لَعَوِزٌ لَوِزٌ ککَتِفٍ ،أَی مُحْتَاجٌ ،و هو إِتباعٌ لَه.
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
اللَّوْزتانِ :لُحْمتانِ فی جَانِبَیِ الحَلْقِ ،یقال:هو یَشْکُو لَوْزَتَیْه،و طَعَنَه فی لَوْزَتَیْه ؛هما خُرْبَتَا الوَرِکَیْن،کما فی التَّکْملَه و الأَسَاس.
و لازُ :أُمَّهٌ وَراءَ الخَلیج القُسْطَنْطینیِّ .
و أَبو الحُسَیْن (1)بنُ أَبی سَهْل اللاّزیُّ :شاعرٌ فاضلٌ ، ذَکَرَه السمعانیُّ .
لَهَزَهم ،کمَنَعَ :خَالَطَهم وَ دَخَل بینهم.
و لَهَزَ و لَکَزَ بمعنًی وَاحدٍ،و هو الضَّرْبُ بجُمْع الیَدِ فی الصَّدْر و الحَنَک،عن أَبی عُبَیْدَهَ .و قیل: اللَّهْزُ :الضَّرْبُ بالجُمْع فی اللَّهَازِم و الرَّقَبَهِ ،عن أَبی زَیْد.و قال ابنُ بُزُرْج:
اللَّهْزُ :فی العُنُق،و اللَّکْزُ:بجُمْعِکَ فی عُنُقه و صَدْره.
کلَهَّز تَلْهیِزاً .
و لَهَزَ الفَصِیلُ یَلْهَزُ لَهْزاً : ضَرَبَ ضَرْعَ أُمِّه برَأْسه أَو بفِیه عندَ الرَّضَاع.
و دائرَهُ اللاَّهِزِ :مِن دَوائرِ الخَیْلِ التی تکونُ علی اللِّهْزِمَه ،و تُکْرَه،و ذَکَرَهَا أَبو عُبَیْده (2)فی الخَیْل.
و المَلْهُوزُ :الرجُلُ المُضَبَّرُ الخَلْقِ ،و کذلک الفَرْسُ ،و قد لُهِزَ لَهْزاً ،و منه قولُ الأَعْرَابیِّ : لُهِزَ لَهْزَ العَیْرِ،و أُنِّفَ تَأْنیفَ السَّیْرِ،أَی ضُبِّرَ تَضْبِیرَ العَیْرِ،و قُدَّ قَدَّ السَّیْر المُسْتَوِی.
و من المَجَاز: المَلْهُوزُ : الرجُلُ خَالَطَه الشَّیْبُ ،یقال:
ص:146
لَهَزَه القَتِیرُ،أَی وَخَطَه،فهو مَلْهُوزٌ ،ثمّ هو أَشْمَطُ ،ثمّ أَشْیَبُ .و قال أَبو زَیْد:یُقَال للرّجُل أَوّلَ ما یَظْهَرُ فیه الشَّیْبُ :قد لَهَزَه الشَّیْبُ و لَهْزَمَه.قال الأَزْهَریُّ :و المیمُ زائدهٌ ،و منه قَولُ رُؤْبَهَ :
لَهْزَمَ خَدَّیَّ به مُلَهْزِمُهْ
و المَلْهُوزُ من الجِمَال: المَوْسُومُ فی لِهْزِمَتِه ،قال الجُمَیْحُ و هو مُنْقِذُ بنُ الطَّمّاح:
مَرَّتْ برَاکِبِ مَلْهُوزٍ فقالَ لها:
ضُرِّی الجُمَیْحَ و مَسِّیه (1)بتَعْذِیبِ
و إِنّمَا قال:«برَاکبِ مَلْهُوزٍ »لیَخُصَّه بهذه السِّمَهِ ،لأَنّ سِمَات القَبَائل مشهورهٌ .
و قال النَّضْرُ: الَّلاهِزُ :الجَبَلُ یَلْهَزُ الطَّریق (2)، و کذلک الأَکَمَهُ ؛یَضُرّان بالطَّریق.و إِذَا اجْتَمَعَت الأَکَمَتانِ ،أَو الْتَقَی جَبَلاَن حّتَّی یَضیقَ ما بینهما کهَیْئَهِ الزُّقاق، فهمَا لاَهِزَانِ ،کلُّ وَاحدٍ منهُمَا یَلْهَزُ صاحِبَه.و قال أَبو حَنیفَهَ :
الّلاهِزَهُ :الأَکمَهُ إِذا شَرَعَتْ فی الوَادِی و انْعَرَجَ عنها.
و اللِّهَازُ فی البَکْره، ککِتَابٍ :رُقْعَهٌ یُضَیَّقُ بها المِحْوَرُ الوَاسِعُ بإِدْخَالِهَا فی قَبِّ البَکرَهِ .
و اللَّهَزَهُ ،بالتَّحْریک:اللِّهْزمَهُ نقلَه الصاغانیُّ ،و المیمُ زائده.
و اللَّهِزَهُ ، بکسر الهاءِ:المرأَهُ السَّمینهُ ظُهُورِ الشِّدْقَیْن ، نقلَه الصاغَانیُّ .
و الْمِلْهَزُ ،کمِنْبَرٍ: الضّارِبُ بالجُمْع فی اللَّهَازِمِ و الرَّقَبَه قال الرّاجز:
أَ کُلَّ یوم لکَ شاطِنانِ
علی إِزاءِ البئْرِ مِلْهَزانِ
إِذا یَفُوتُ الضَّرْبُ یَحْذِفَانِ
و مِلْهَزٌ : عَلَمٌ سُمِّیَ (3)بذلک.*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
اللَّهْزُ :الدَّفْعُ ،و الضَّرْبُ .قال الأَصْمَعیُّ : لَهَزْتُه و بَهزْتُه و لَکَمْتُه،إِذا دَفَعْتَه.و قال ابنُ الأَعْرَابیِّ :البَهْزُ و اللَّهْزُ (4)و الوَکْزُ وَاحدٌ.و قال الکِسَائیُّ : لَهَزَه و بَهَزَه و مَهَزَه و نَهَزَه و بَحَزَه و نَحَزَه و مَحَزَه و وَکَزَه وَاحدٌ (5).
16- و فی الحَدیث: «إِذا نُدِبَ المَیِّتُ وُکِّلَ به مَلَکَانِ یَلْهَزَانِه ». أَی یَدْفَعَانه و یَضْرِبَانه.
و اللَّهِزُ ،ککَتِفٍ :الشَّدیدُ.
و قد سَمَّوْا لاَهِزاً ،و لَهّازاً ،ککَتّانٍ .
لاَزَ یَلِیزُ ،أَهملَه الجوهَریُّ و صاحبُ اللِّسَان.
و قال الصَّاغَانیُّ :هو لُغَهٌ فی لازَ یَلُوزُ،أَی لَجَأَ.
و یقال:ما أَجدُ مَلِیزاً ؛ المَلِیزُ :المَلْجَأُ،کالمَلاَز ،و قد ذُکرَ قریباً.
مَتَزَ فُلانٌ بسَلْحه ،إِذا رَمَی به. أَهملَه الجوهَرِیُّ ،و نَسَبَه الأَزهَریُّ لابن دُرَیْد،قال:و مَتَسَ مثلُه، قال الأَزهریُّ :و لم أَسْمَعْهَا لغیرِه.قال الصاغانیُّ :و لم أَجِدْهُ فی الجَمْهَره.قلتُ :و القوْلُ ما قَالَه الصَّاغَانیُّ ، و الصَّوَابُ أَنّه قولُ اللَّیْث،و سیأْتی فی متس تحقیقُ ذلک..
مَحَزَ الجاریَهَ -کمَنَعَ - مَحْزاً و مِحَازاً ظاهرُه أَنّهَا بالفَتْح،و الصَّوَابُ فی الثانی الکسْر: نَکَحَهَا ،أَنشَدَ شَمِرٌ:
رُبَّ فَتاهٍ منْ بَنِی العِنَازَ
حَیّاکَهٍ ذاتِ هَنٍ کِنَازِ
ذی عَضُدَیْنِ (6)مُکْلَئِزٍّ نازی
تَأَشُّ للقُبْلَهِ و المِحَازِ
أَی النِّکَاح،و قد ضَبَطَه الصَّاغَانیُّ .و هذا الحرفُ أَهمَلَه الجوهَریُّ ،و نقلَه ابنُ القَطّاع و اللَّیْثُ ،و أَنشدَ اللَّیْثُ لجَریر:
کانَ الفَرَزْدَقُ شاعراً فخَصَیْتُه
مَحَزَ الفَرَزْدَقُ أُمَّه منْ شَاعرِ
ص:147
و مَحَزَ فُلاناً:لَهَزَه،أَو مَحَزَه ،بالمیم، و نَحَزَه ،بالنُّون، و بَحَزه ،بالمُوَحَّده، و نَهَزَه بالنُّون و الهاءِ، و لَهَزَه ،بالّلام، و مَهَزَه ،بالمیم، و بَهَزَه ،بالمُوَحَّده، و لَکَزَه و وَکَزَه و وَهَزَه و لَقَزَه و لَعَزَه:أَخَوَاتٌ . نَقَلَ الکِسَائیُّ منهنّ الثمَانیَهَ الأُوَلَ ، و ذَکَرَ ابنُ الأَعْرَابیِّ :البَهْزَ و اللَّهْزَ و الوَکْزَ و المَهْزَ و المَحْزَ و النَّهْزَ،و تَقَدَّم اللَّقْزُ قریباً،و کذلک اللَّبْزُ و اللَّتْزُ،و قد أَغْفَلَ المصنِّفُ اللَّعْزَ بهذا المعنَی فی مَوضعه،و قد أَشَرْنَا إِلیه.
و المَاحُوزُ :رَیْحَانٌ ،و یقال له أَیضاً:مَرْوُمَاحُوزِی (1)، و یُخْتَصَرُ فیقال مَرْماحُوزُ ،و هو نَباتٌ مثْلُ المَرْوِ الدِّقَاقِ الوَرَقِ ،و وَرْدُه أَبیضُ ،و هو طَیِّبُ الرِّیحِ ،و یقال له:
الخُرَنْبَاشُ ، و یأَتی فی خربش.
*و ممّا یُسْتَدْرَک عَلَیْه:
الماحُوزُ :هو المَکَانُ الذی بَینهم و بینَ العَدُوِّ،و فیه أَسامِیهم،بلُغَه الشّام،و منه
16- الحدیثُ : «فلَم نَزلْ مُفْطِرِینَ حتی بَلَغْنَا مَاحُوزَنَا ». و لیس من حُزْتُ الشَّیْ ءَ أَحُوزُه؛لأَنه لو کان کذلک لقیل:مَحَازَنَا،و مَحُوزَنَا.حَقَّقَه الأَزهریّ .
المَرْزُ :القَرْصُ بأَطْرَاف الأَصَابع رَفیقاً غیرَ مُوجِعٍ ،لیس بالأَظفار، فإِذا أَوْجَعَ المَرْزُ فقَرْصٌ ،عن (2)أَبی عُبَیْد،و قیل:هو أَخْذٌ بأَطْرَافِ الأَصابِع،قَلیلاً کان أَو کَثیراً.و
17- فی حَدیث عُمَرَ رضیَ اللّه عنه: «أَنّه أَرادَ أَن یَشْهَدَ جِنَازَهَ رجُل و یُصَلِّی علیه، فمَرَزَه حُذَیْفَهُ ». أَی قَرَصَه بأَصَابعه؛لئلاَّ یُصَلِّیَ علیه،کأَنَّه أَرادَ أَن یَکُفَّه عن الصَّلاه عَلَیْهَا؛لأَنّ المَیِّتَ کان مُنَافِقاً عندَه،و کان حُذَیْفَهُ رضیَ اللّه عنه یَعْرِفُ المُنَافِقین.
و المَرْزُ العَیْبُ و الشَّیْنُ ،و منه عِرْضٌ مَرِیزٌ ،أَی قد نِیلَ منه.
و المَرْزُ : الضَّرْبُ بالیَد ،و به فُسِّرَ أَیضاً حدیثُ سَیِّدنا عُمَرَ الذی مَرَّ قریباً.
و مَرْزُ (3): ه بالبَحْرَیْن.
و مَرْزُ :ه أُخْرَی و هی غیرُ التی بالبَحْرَیْن. و یقال: امْرُزْ لِی مِنْ عَجِینِکَ مِرْزَهً ،بالکَسْر و ضَبَطَه فی الصّحاح بالفَتْح، أَی اقْطَعْ لی منه قِطْعَهً . و قد مَرَزَهَا یَمْرُزها مَرْزاً .
و المُرْزَهُ ،بالضَّمِّ :الحِدَأَه،أَو طائرٌ کالعِقْبَان.
و المَرْزتَان ،بالفَتْح -إِنما ذَکَرَه بعدَ قوله:«بالضّمّ »لرَفْع الالْتبَاس،فلا یکونُ مُسْتَدرکاً-: الهَنَتَان النّاتِئَتان فوقَ الشَّحْمَتَیْن ،نقلَه الصاغانیُّ ،و هو من الأَساس.
و امْتَرَزَ عِرْضَه و مِنْ عِرْضه: نالَ منه ،و قال ابنُ الأَعْرَابیّ :عِرْضٌ مَرِیزُ و مُمْتَرَزٌ منه،أَی قد نِیلَ منه،و هو مَجاز.
و امْتَرَزَ شَرِیکَه:عَزَلَ عنه مَالَه.
و امْتَرَزَ من مَالهِ مِرْزَهً ،بالکَسْر، و مَرْزَهً ،بالفَتْح: نال منه. و منه أُخِذَ الامْترازُ من العِرْض.
و رجلٌ تُمَرِزٌ -کعُلَبِط -و تُشَدَّدُ المیمُ ،أَی قَصیرٌ ،نقَلَه الصاغانیُّ .
و مارَزَه :مثْلُ مارَسَه ،عن اللِّحْیَانیّ .
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
مَرَزَ الصَّبیُّ ثَدْیَ أُمِّه مَرْزاً :عَصَره بأَصَابعه فی رَضَاعِه، و رُبَّمَا سُمِّیَ الثَّدْیُ المِرَازَ لذلک،کذَا فی اللِّسَان.قلتُ :
و هو ککِتَابٍ ،و نَسَبَه الصاغَانیُّ لابن دُرَیْد (4).
و تِمْرَازٌ ،بالکَسْر:عَلَمْ .
و التُّمَارِزُ ،کعُلاَبِط :القَصیرُ.
و مَرَزُ ،محرَّکهً :ناحِیَهٌ ببلادِ الرُّومِ .
و المَرْزُ ،بالفَتْح:الحُبَاسُ الذی یَحْبِسُ المَاءَ،فارسیُّ معرَّب،عن أَبی حنیفَهَ ،و الجمع مُرُوزٌ .
و مَرَزَ الشَّرَابَ مَرْزاً :تَذَوَّقَه.
و الإِنَاءَ:مَلأَه.و هذان عن ابن القطّاع،و کأَنَّه لُغَهٌ فی مَزَرَ،بتقدیم الزّای،و قد تقدَّم مَزَرَ النَّبیذَ مَزْراً:مَصَّه، و الإِنَاءَ:مَلأَه،فَلْیُنْظَرْ.
مَزَّه مَزّاً : مَصَّه.
ص:148
و المَزَّهُ :المَرَّهُ منه،و هی المَصَّهُ ،و منه
17- حدیثُ المُغیرَه:
«فتُرْضِعُها جارَتُها المَزَّهَ و المَزَّتَیْن ».
و المَزَّهُ : الخَمْرُ اللَّذیذَهُ الطَّعْم سُمِّیَتْ للَذْعها اللِّسَانَ ، و قیل:اللَّذیذَهُ المَقْطَع،عن ابن الأَعْرابیِّ ،هکذا رَواه أَبو سَعید بالفَتْح،و أَنشدَ للأَعْشَی:
نَازَعْتُهمْ قُضُبَ الرَّیْحَان مُتَّکئاً
و قَهْوَهً مُزَّهً رَاوُوقُهَا خَضِلُ
و قال حَسّان:
کَأَنَّ فَاهَا قَهْوَهٌ مُزَّهٌ
حَدیثَهُ العَهْدِ بفَضِّ الخِتَامْ
کالمُزّاءِ ،بالضَّمِّ مَمْدُوداً،قال الفارسیُّ :هو علی تَحْویل التَّضْعیفِ ،و هو اسمٌ لهَا،و لو کان نَعْتًا لقیل: مَزّاءُ بالفَتْح.
و قال أَبو حنیفَهَ : المُزَّهُ و المُزّاءُ :الخمرُ التی تَلْذَعُ اللِّسَانَ .
و لیستْ بالحَامِضَه،قال الأَخْطَلُ یَعِیبُ قوماً:
بِئْسَ الصُّحَاهُ و بئْسَ الشُّرْبُ شُرْبُهُمُ
إِذا جَرَتْ (1)فیهمُ المُزَّاءُ و السَّکَرُ
و قال ابنُ عُرْسٍ فی جُنَیْد بن عبد الرَّحمن المُرِّیِّ (2).
لا تحسَبَنَّ الحَرْبَ نَوْمَ الضُّحَی
و شُرْبَکَ المُزّاءَ بالباردِ
فلمّا بَلَغَه ذلکَ قال:کَذَبَ علیَّ ،و اللّه ما شَرِبْتُهَا قَطُّ .
قال أَبو عُبَیْد: المُزّاءُ :ضَرْبٌ من الشَّرَاب یُسْکِرُ.قال الجوهَریُّ :و هی فُعَلاءُ-بفَتْح العین-فأُدْغِمَ ؛لأَنّ فُعْلاَءَ لیس من أَبْنیَتهم،و یقال هو فُعّالٌ من المَهْمُوز،قال:و لیس بالوَجْه:لأَنّ الاشتقاقَ لیس یَدُلُّ علی الهَمْزه،کما دَلَّ فی القُرَّاءِ و السُّلاّءِ.و قال ابنُ بَرِّیٍّ فی قول الجَوْهَریِّ وَ هو «فُعَلاءُ فأُدْغِمَ »،قال:هذا سَهْوٌ؛لأَنَّه لو کانت الهَمْزَهُ للتأْنیث لامْتَنَعَ الاسمُ من الصَّرْف عند الإِدْغَام،کما امتنَع قبلَ الإِدْغَام،و إِنَّمَا مُزّاءٌ فُعْلاءٌ من المَزّ ،و هو الفَضْلُ ، و الهمزهُ فیه للإِلْحاق،فهو بمنزله قُوباءٍ فی کَوْنه علی وزن فُعْلاءٍ،قال:و یجوزُ أَن یکونَ مُزّاء فُعّالاً من المَزِیَّه ، و المعنَی فیهما واحدٌ؛لأَنَّه یقال:هو أَمْزَی منه، أَمَزُّ منه، أَی أَفْضَلُ . و کذلک المُزُّ ،بالضَّمِّ ،فإِنّه من أَسماءِ الخَمْر أَیضاً؛ سُمِّیَتْ للَذْعِهَا اللِّسَانَ (3).
و المِزَّهُ ، بالکَسْر:ه بدمشقَ من دِیَار قُضَاعهَ ،و إِلیها یُنْسَبُ الإِمامُ الحَافظُ أَبو الحَجّاج یُوسُفُ بنُ الزّکِی المِزِّیُّ ، رَوَی عن العِزِّ الحَرّانیِّ ،و ابن أَبی الخَیْر،و صَنَّفَ کُتُباً مفیدهً ،و أَخُوه محمّدٌ،و ابنُه عبدُ الرَّحْمن بنُ یُوسُفَ ،و أَبو بکر بنُ یُوسُفَ ،و ابنُه أَحمدُ بنُ أَبی بکر،و حفیدُه محمدُ بن أَحمدَ:مُحَدِّثُون.
و المُزَّهُ ، بالضَّمِّ :الخَمْرُ التی فیها طَعْمُ حُمُوضَه و لا خَیْرَ فیها،قال الجَوهریُّ :و لا یُقَال: مِزَّهٌ ،بالکَسْر.و یقال:
یُرْوَی فی بیت الأَعْشَی بالوَجْهَیْن.و قال بعضهم: المُزَّهُ :
الخَمْرُ التی فیها مَزَازَهٌ ،و هو طَعمٌ بین الحَلاَوهِ و الحُمُوضه، و أَنْشَدَ:
مُزَّهٌ قبلَ مَزْجِهَا فإِذَا مَا
مُزِجَتْ لَذَّ طَعْمُهَا مَنْ یَذُوقُ
و قیل:هی مِن خِلْط البُسْر و التَّمْر.
و المِزُّ ،بالکَسْر:القَدْرُ و الفَضْلُ ،و المَعْنیَان مقتربان. و یقال:فُلانٌ له مِزٌّ علیک ،أَی فَضْلٌ و قَدْرٌ.
و هذا أَمَزُّ من هذا،أَی أَفْضَلُ .
و مَزِزْتَ یا هذا- بالکَسْر- تَمَزُّ ،بالفَتح،أَی صِرْتَ مَزِیزاً ،کأَمِیرٍ، أَی فاضِلاً ،نقلَه الصّاغَانیُّ .
و مَزْمَزَه :حَرَّکَه و أَقْبَلَ به و أَدْبَرَ، فتَمَزْمَزَ :تَحَرَّکَ ،و کذلک البَزْبَزَهُ ،و هو التَّحْریکُ الشَّدیدُ،و به فُسِّرَ
17- قولُ ابن مَسْعُود:
فی سَکْرَانَ أُتِیَ به:«تَرْتِرُوه و مَزْمِزُوه ». أَی حَرِّکُوه؛ لیُسْتَنْکَهَ ،و هو أَن یُحَرَّکَ تَحریکاً عَنیفاً؛لعلَّه یُفِیقُ من سُکْره و یَصْحُو.
و مَازَزْتُ بینهما:باعَدْتُ ،نقلَه الصَّاغَانیُّ .
و تَمَازَّتْ به النِّیَّهُ :تَبَاعَدَتْ ،نقلَه الصاغانیُّ أَیضاً.
و تَمَزَّزَ .تَمَصَّصَ الشَّرَابَ ،و قال أَبو عَمْرٍو:هو شُرْبُه قَلیلاً قلیلاً.و فی روایهٍ
16- من حَدیث أَبی العَالیَه: «اشْرَب
ص:149
النَّبیذَ و لا تُمَزِّزْ ». بهذا المعنی،و المشهورُ بزایٍ وراءٍ،و قد ذُکرَ فی مَحَلِّه.
و المَزَزُ ،محرَّکهً :المَهَلُ .
و أَیضاً الکَثْرَهُ و الفَضْلُ ، کالمَزَازَه .
و المَزِیزُ ،کأَمیرٍ: القَلیلُ مّما یُمَصُّ .
و المَزِیزُ : الصَّعْبُ الذی لا یُنَالُ فی فَضْلِه، کالأَمَزِّ و المَزِّ ،بالفَتْح.
و عَزِیزٌ مَزِیزٌ :إِتْبَاعٌ لهُ ،أَو عَزِیزٌ فاضلٌ .
و یقال: شَرَابٌ مُزٌّ ، و رُمَّانٌ مُزٌّ ،بالضَّمِّ :بَیْن الحَامِض و الحُلْوِ. قال اللَّیْث: المُزُّ من الرُّمّان:ما کان طَعمُه بینَ حَلاوهٍ و حُمُوضهٍ .و حَکَی أَبو زَیْد عن الکِلابِیِّین:شَرَابُکم مُزٌّ .
و قد مَزَّ شَرَابُکُم أَقْبَحَ المَزَازهِ و المُزُوزَهِ ؛و ذلک إِذا اشْتَدَّتْ حُمُوضَتُه.
و تَمَزْمَزَ للقیَام:نَهَضَ و تَحرَّکَ .
و تَمَزْمَزَ بَنُو فُلانٍ :انْحَاشُوا و تَفَرَّقُوا ،هکذا فی سَائر النُّسخ،و صوابُه فَرِقُوا:کما هو نَصُّ التَّکْملَه.
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
رجلٌ مِزٌّ و مَزیزٌ و أَمَزُّ ،أَی فاضِلٌ .
و قد مَزَّ مَزَازَهً .و مَزَّزَه :رَأَی له فَضْلاً أَو قَدْراً.
و مَزَّزَه بذلک الأَمْر:فَضَّلَه،قال المُتَنَخِّلُ الهُذَلیُّ :
لَکَانَ أُسْوَهَ حَجّاجٍ و إِخْوَتِه
فی جُهْدِنَا و له شِفٌّ و تَمْزِیزُ
کَأَنَّهُ قَال:و لَفَضَّلْتُه علی حَجّاجٍ و إِخْوَته،و هم بنو المُتَنَخِّل.قلتُ :و لم أَجِدْه فی شعر المتنخِّل.
و المِزُّ ،بالکَسْر:الکَثْرَهُ ،و منه
17- قَولُ النَّخَعیِّ : «إِذَا کان المَالُ ذا مِزٍّ ففَرِّقْه فی الأَصْنَاف الثَّمانیهِ ،و إِذا کان قَلیلاً فأَعْطِه صِنْفاً وَاحداً».
و قد مَزَّ مَزَازَهً ،فهو مَزِیزٌ ،إِذا کَثُرَ.
و یُقَال:مَا بَقِیَ فی الإِنَاءِ إِلاّ مَزَّهٌ ،أَی قَلیلٌ .
و المَزُّ اسمُ الشیْ ءِ المَزیز ،و هو الذی یَقَعُ مَوْقِعاً فی بَلاغَته و کَثْرَته.
و التَّمَزُّزُ :أَکْلُ المُزِّ و شُرْبُه.
و المَزْمَزَهُ :التَّعْتَعَهُ .
و یقال:صَحْفَهٌ مِمَزَّهٌ (1)،بالکَسْر،أَی وَاسعَهٌ .
و حِنْطَهٌ مازَّهٌ ،و هی التی لا یَکادُ یُعْجَنُ دَقیقُها؛لرَخَاوَته.
و خَلْقٌ مَزْمَازٌ -بالفَتْح-أَی حَسَنٌ مُمُتَدٌّ (2).
و کأَمیرٍ:إِسْحَاقُ بنُ إِبراهیمَ بن مَزیزٍ السَّرَخْسیُّ ،عن مُعتب بن بدیل،و عنه ابنُه أَحْمَدُ،و عن أَحْمَد جماعَهٌ منهم:ابنُه محمّدٌ،و أَبو حامدٍ النُّعَیْمیُّ ،و عن محمّدٍ أَبو الحَسَن بنُ رزْقَوَیه،و قَریبُهم محمّدُ بنُ موسی بن إِسحَاقَ بن مَزِیز ،ذَکره الخَطیبُ فی تاریخه.
و کزُبَیْر:مُحَدِّثُ حَمَاهَ إِدْریسُ بنُ محمّد بن مُزَیزٍ تَقیُّ الدِّین،رَوَی عن ابن رَوَاحَهَ ،و طَبَقَته،و أَولادُه:التاجُ أَحمدُ،و عبدُ الرَّحیم،و ستُّ الدَّار.قال الذَّهَبیُّ :سمِعْتُ منهم.
الْمِشْلَوْزُ ،أَهملَه الجَوْهَرِیُّ .و قال شَمِرٌ:و هو بالکَسْر الْمِشْمِشَهُ الحُلْوَهُ المُخِّ ،أُخِذَ من الْمِشْمِش و اللَّوْز، ذَکَرَه الأَزهریُّ فی ش ل ز. قال الصَّاغَانیُّ : و حَقُّه أَن یُذْکَرُ فی أَحَدِ المَوَاضع الثَّلاثه: إِمّا فی مُضَاعَفِ الشِّین؛لأَنّ صَدْرَ الکَلمَهِ مُضَاعَفٌ ،و إِمّا فی مُعْتَلِّ الزّایِّ ؛لأَنّ عَجُزَ الکَلمَهِ أَجْوَفُ ،و إِمّا فی رُبَاعیِّ الشِّین. قال: و هذا أَوْلَی؛ لأَنّ الکَلمهَ مرکَّبَهٌ ،فصارَتْ کشَقَحْطَب و حَیْعَلَ و أَخَواتِهمَا من المُرَکَّبات.کذا فی التَّکْملَه.
ناقهٌ مَضُوزٌ ،کصَبُورٍ:مُسِنَّهٌ ،أَهملَه الجوهَریُّ و الصاغَانیُّ ،و هو قَلْبُ ضَمُوزٍ،کذا ذَکَرَه صاحبُ اللِّسَان.
المَطْزُ :کِنایهٌ عن النِّکَاح ،کالمَصْد،أَهملَه الجَوْهَرِیُّ ،و ذَکَرَه ابنُ دُرَیْد (3)،و قال:لیس بثَبتٍ .
*و مّما یُسْتَدْرَک علیه:
مَوَاطیز :قریَهٌ من قُرَی بَلَنْسِیَهَ .
ص:150
المَعْز ،بالفَتْح ،ذِکْرُ الفَتْحِ مُسْتَدرَکٌ ،فإِنّ الإِطلاقَ کافٍ ،و لو قال: المَعْزُ و یُحرَّکُ (1)لَجَرَی علی قاعِدَته التی هی کالنَّصّ ، و المَعِیزُ کأَمیرٍ، و الأُمْعُوزُ ،بالضَّمّ ، و المِعَاز ،ککِتَاب،و المِعْزَی ،بالکَسْر مَقْصُوراً و یُمَدُّ -نَقَلَه الصَّاغانی،فلا عِبْرَهَ بإِنکار شَیْخنا له،و قولُه إِنّه أَی المَدَّ معروفٌ ،و لا یَثْبُتْ : خِلاَفُ الضَّأْنِ من الغَنَم ؛ فالمَعْزُ ذَوَاتُ الشُّعُور منها،و الضَّأْنُ ذَوَاتُ الصُّوفِ ،قال اللّه تعالَی:
وَ مِنَ اَلْمَعْزِ اثْنَیْنِ (2)قَرَأَ أَهلُ المدینه و الکُوفَه و ابنُ فُلَیحٍ بتَسْکین العَیْن،و الباقُون بتَحْریکهَا.قال سِیبَوَیْه: مِعْزًی مُنَوَّنٌ مَصْرُوفٌ ،لأَنّ الأَلفَ للإِلْحَاق لا للتَّأْنِیث،و هو مُلْحَقٌ بدِرْهَمٍ علی فُعْلَلٍ ؛لأَنّ الأَلفَ الملْحَقَهَ تَجْری مَجْری ما هو من نَفْسِ الکلِم؛یَدُلُّ علی ذلک قولُهم: مُعَیْزٍ و أُرَیْطٍ ، فی تَصْغِیر مِعْزًی و أَرْطًی،فی قول مَن نَوَّنَ ،فکَسَرَوا ما بَعْدَ یاءِ التَّصْغِیر،کما قالوا:دُرَیْهِمٌ ،و لو کانت للتَّأْنِیث لم یَقْلِبوا الأَلفَ یاءً،کما لم یَقْلبوها فی تَصْغیر حُبْلَی و أُخْرَی.و قال الفَرَّاءُ: المِعْزَی مُؤنثهٌ ،و بعضُهُم ذَکَّرَهَا،و قال الأَصْمَعیُّ :
قلتُ لأَبی عَمْرِو بن العَلاءِ: مِعْزَی من المَعَز ؟قال:نعمْ ، قلتُ :و ذِفْرَی من الذَّفَر؟قال:نعمْ ،و قال ابنُ الأَعْرَابیِّ :
مِعْزی یُصْرَفُ إِذا شُبِّهَتْ بمِفْعَلٍ ،و هی فِعْلَی،و لا تصْرَفُ إِذا حُمِلَتْ علی فِعْلَی،و هو الوَجْه عنده.
و الماعِزُ :وَاحدُ المَعْزِ ،کصاحب و صَحْب للذَّکَر و الأُنْثَی و قیل: الماعِزُ الذَّکَرُ،و الأُنْثَی ماعِزَهٌ و مِعْزَاهٌ . و ج مَوَاعِزُ .
و یقال: مِعَازٌ ،بالکَسْر:اسمٌ للجَمْع مِثْل البَقَر،و کذلک الأُمْعُوزُ ،قال القُطَامِیُّ :
فصَلَّیْنَا بهمْ و سَعَی سِوَانَا
إِلی البَقَرِ المُسَیَّبِ و المِعَازِ
و قال اللَّیْثُ : المَاعِزُ :الرجُلُ الشَّدیدُ عَصْبِ (3)الخَلْقِ ، و قیل:الحازِمُ المانِعُ ما وَراءَه،و هو مَجَازٌ.
و قال الجوهریُّ : المَاعِزُ : جِلْدُ المَعَزِ ،قال الشَّمَّاخ:
وُ بُردَانِ من خالٍ و سَبْعُونَ دِرْهَماً
علی ذَاک مَقْرُوظٌ مِن القِدِّ ماعِزُ
قولُه:«علی ذاک»،أَی مع ذاک.
و ماعِزُ : ه بسَوَادِ العراقِ ،نقلَه الصاغَانیُّ .
و قال ابنُ حَبیب: المَاعِزُ : الرجُلُ الشَّهْمُ الحَازِمُ المَانِعُ ما وَراءَه. و الضّائنُ :الضَّعیفُ الأَحْمَقُ .
و ماعِزٌ : أَبو بَطْنٍ من العَرَب (4).
و ماعِزُ بنُ مالِک الأَسْلَمیُّ المَرْجُومُ ،فی قِصَّه مذکورَهٍ فی جزءِ ابن الطلابه.
و ماعِزُ بنُ مُجَالِد بن ثَوْرٍ البَکائیّ ،له وِفَادَهٌ ،ذَکَرَه ابنُ الکَلْبیِّ .
و ماعِزُ بنُ ماعِزٍ البَصْریُّ ،رُوِیَ عن ابْنه عبد اللّه عنه.
و ماعِزٌ :رجُلٌ آخَرُ تَمیمیٌّ غیرُ مَنْسُوبٍ ،نَزَلَ البَصْرَهَ ، و قیل:هو المُتقدِّم قبلَه.
صَحابیُّون رضیَ اللّه عنهم.
و الأُمْعُوزُ ،بالضّمّ : السِّرْبُ من الظِّبَاءِ ،قیل:الثَّلاثُون منها إِلی مَا بَلَغَتْ (5)،و قیل:هو القَطِیعُ منها،و قیل:هو ما بَین الثَّلاثِین إِلی الأَرْبَعِین.الأَخِیرُ نَقَلَه الجوهریُّ ، أَو الأُمْعُوزُ جَماعهٌ من الأَوْعالِ . و قال الأَزهریُّ :جَماعَهُ الثَّیَاتل من الأَوْعَال.و قال غَیرَه: الأُمْعُوز :جماعهُ التُّیُوس من الظِّباءِ خاصَّه.
ج أَمَاعِیزُ و أَمَاعِزُ .
و المِعْزَی بالکَسْر مقصوراً قد یُؤَنَّثُ و قد یُمْنَعُ ،و قد تَقَدَّمَ البحثُ فی ذلک قریباً.
و المَعّازُ ،ککَتّانٍ : صاحبُه. قال أَبو محمّد الفَقْعَسیُّ یَصفُ إِبلاً بکثْره اللَّبَنِ ،و یُفَضِّلُهَا علی الغَنَم فی شِدَّهِ الزَّمَانِ :
یَکِلْنَ کَیْلاً لیس بالمَمْحُوقِ
إِذْ رَضِیَ المَعّازُ باللَّعُوقِ
و عن ابن الأَعْرَابیِّ : المِعْزِیُّ بالکَسْر و یاءِ النِّسْبَه:
البَخیلُ الذی یَجْمَعُ و یَمْنَعُ .
ص:151
و المَعَزُ ،مُحَرَّکَهً :الصَّلاَبَهُ ؛یقال: مَکَانٌ أَمْعَزُ ،و أَرْضٌ مَعْزَاءُ ،أَی حَزْنَهٌ ذاتُ حِجارَه.و هو مَجَازٌ.
ج مُعْزٌ -بالضَّمِّ -و أَمَاعِزُ ،و مَعْزَاوَاتٌ ،فأَمّا مُعْزٌ فعلی تَوَهُّمِ الصِّفَه،قال طَرَفَهُ :
جَمَادٌ بهَا البَسْبَاسُ یُرْهِصُ مُعْزُهَا
بَنَاتِ المَخَاض و الصَّلاَقِمَهَ الحُمْرَا
و أَمَّا أَمَاعِزُ ؛فلأَنَّه قد غَلَبَ علیه الاسْمُ .و مَعْزاواتٌ جَمْعُ مَعْزَاءَ .
و قال أَبو عُبَیْدٍ فی المُصَنَّف: الأَمْعَزُ و المَعْزاءُ :المَکَانُ الکَثِیرُ الحَصَی الصُّلْبُ ،حَکَی ذلک فی باب الأَرْضِ الغَلِیظهِ ،و قال فی باب فَعْلاءَ، المَعْزَاءُ :الحَصَی الصِّغَارُ، فعَبَّر عن الوَاحِدِ الذی هو المَعْزَاءُ بالحَصَی الذی هو الجَمْع.
و قال ابنُ شُمَیْلٍ : المَعْزَاءُ :الصَّحْرَاءُ فیها إِشرافٌ و غِلَظٌ ،و هو طِینٌ و حَصًی مُخْتَلِطَان،غیر أَنَّهَا أَرْضٌ صُلْبَهٌ غَلِیظَهُ المَوْطِئِ .
و یقال: مَا أَمْعَزَه مِن رَجُلٍ ،أَی ما أَشَدَّه و أَصْلَبَه،قالَه اللَّیْثُ ،و هو مَجَازٌ.
و تَمَعَّزَ الوَجْهُ :تَقَبَّضَ ،نقَلَه الصاغانیُّ ،إِنْ لم یکن تَصْحِیفاً عن تَمَعَّرَ،بالرّاءِ،أَو تَمَغَّرَ،بالغَیْن.
و تَمَعَّزَ البَعِیرُ ،إِذا اشْتَدَّ عَدْوُه ،نقلَه الصاغانیُّ أَیضاً.
و مَعِزَ الرَّجلُ ، کفَرِحَ :کَثُرَتْ مِعْزَاه ، کأَمْعَزَ .
و قال ابنُ دُرَیْدٍ: اسْتَمْعَزَ الرجُلُ ،إِذا جَدَّ فی الأَمْرِ (1).
و عبدُ اللّه بنُ مُعَیْزٍ السَّعْدِیُّ کزُبَیْرٍ:تابِعِیٌّ ،رَوَی عن ابنِ مَسْعُودٍ،و عنه أَبو وَائِلٍ .
و رجُلٌ مُمَعَّزٌ ،کمُعَظَّمٍ :صُلْبُ الجِلْدِ خِلْقَهً .
و یقال: مَعَزْتُ المِعْزَی -کمَنَعَ -و ضَأَنْتُ الضَّأْنَ ،أَی عَزَلْتُ هذِه من هذِه ،و نقَلَه المصنِّفُ فی البَصَائِر عن ابن عَبّاد.*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
الماعِزُ من الظِّباءِ (2):«خِلافُ الضَّائِنِ (3)؛»لأَنهما نَوْعَانِ .
و أَمْعَزَ القَومُ :صارُوا فی الأَمْعَزِ .
و قال الأَصْمَعِیُّ :عِظَامُ الرَّمْلِ ضَوَائِنُه (4)،و لِطَافُه مَوَاعِزُه ،و هو مَجَازٌ.
و المَعِزُ -ککَتِفٍ -و المَاعِزُ :الجَادُّ فی أَمْرِه.
و رجُلٌ مَعِزٌ :مَعْصُوبُ الخَلْقِ .
و
17- رُوِیَ حدیثُ عُمَرَ: « تَمَعْزَزُوا و اخْشَوْشِنُوا». أَی کُونُوا أَشِدَّاءَ صُبُراً؛من المَعَز و هو الشِّدَّهُ ،و قیل:المیمُ زائدهٌ ، و قد ذُکِرَ فی مَوْضِعِهِ .
و ما أَمْعَزَ رَأْیَه،إِذا کان صُلْبَ الرَّأْیِ .
و اسْتَمْعَزَ فی رَأْیِه:صَلُبَ وجَدَّ.
و أَبو مَاعِزٍ :کُنْیَهُ رَجُلٍ .
وَ عَلْقَمَهُ بنُ مَاعِزٍ :رجُلٌ ،قال الشَّاعِر:
وَیْحَکَ یا عَلْقَمَهُ بنَ ماعِزِ
هل لکَ فی اللَّوَاقِحِ الحَرَائِزِ
مَلَزَ به و امَّلَزَ ظاهِرُه أَنه کأَکْرَمَ ،و قد ضَبَطَه الصاغانیُّ و غیره بتَشدیدِ المِیمِ ،و قالُوا:هو لغهٌ فی امَّلَسَ - و تَمَلَّزَ ، مَلْزاً و امِّلاَزاً و تَمَلُّزاً : ذَهَبَ به.
و یُقَال مَلَزَ عنه و امَّلَزَ عنه،إِذا تَأَخَّرَ.
و مَلَّزَه تَمْلِیزاً :خَلَّصَه ،کمَلَّسَه، فتَملَّزَ هو،أَی تَخَلَّصَ ، و یقال:ما کِدْتُ أَتَمَلَّصُ من فلانٍ و لا أَتَمَلَّزُ منه،أَی لا أَتَخَلَّصُ (5).
و امْتَلَزَه :انْتَزَعَه و اخْتَطَفه،کامْتَلَسَه.
و انْمَلَزَ منه و امَّلَزَ :انْمَلَسَ و أَفْلَتَ ،نقلَه الجوهریُّ عن ابنِ السِّکِّیت.
و المَلِزُ ،ککَتِفٍ :العَضِلُ من الرِّجَال ،نقلَه الصّاغَانیُّ .
ص:152
و المَلاّزُ ، ککَتّانٍ :الذِّئْبُ ؛لأَنّه یَذْهَبُ بسُرْعَهٍ .
و یقال: بِعْتُه المَلَزَی ،مُحَرَّکهً ، أَی المَلَسَی.
و یُقَال: تَمَلَّزَ من الأَمْر تَمَلُّزاً ،و تَمَلَّسَ تَمَلُّساً:خَرَجَ منه.
المَوْزُ ،ثَمَرٌ،م معروفٌ ،و الوَاحدَهُ بهاءٍ مُلَیِّنٌ مُدِرٌّ مُحَرِّکٌ للباءَه،یَزیدُ فی النُّطْفَه و البَلْغَمِ و الصَّفْرَاءِ، و إِکْثَارُه مُثَقِّلٌ جدًّا ؛لأَنه بَطیءُ الهَضْمِ ، و قِنْوُه یَحْمِلُ من الثَّلاثِین إِلی خَمْسِمِائَهِ مَوْزَهٍ ،نقلَه المُؤَرِّخُون.قلتُ :هو مشاهَدٌ فی نَوَاحِی مَقْدَشُوه.قال أَبو حَنیفَهَ : المَوْزَهُ تَنْبُتُ نَبَاتَ البَرْدیِّ ،و لها وَرَقَهٌ طَوِیلَهٌ عَرِیضَهٌ تکونُ ثلاثهَ أَذْرُعٍ فی ذِرَاعَیْن،و تَرتفعُ قامَهً ،و لا تَزَالُ فِرَاخُها تَنْبُتُ حَولَهَا،کلُّ وَاحدٍ منها أَصْغَرُ مِن صَاحِبِه،فإِذا أَجْرَتْ قُطِعَتِ الأُمُّ من أَصْلِهَا،و طَلَعَ فَرْخُهَا الذی کان لَحِقَ بها،فیَصِیرُ أُمًّا، و تَبْقَی البَوَاقِی فِرَاخاً،فلا تَزَالُ هکذا،و لذلک
17- قال أَشْعَبُ لابْنِه-فیما رَواه الأَصْمَعِیُّ -:لمَ لا تَکُونُ مِثْلِی ؟فقال:
مَثَلِی کمَثَل المَوْزَهِ لا تَصْلُحُ حتّی تَمُوتَ أُمُّها.
و بائِعُه مَوّازٌ ،کشَدَّاد.
و المَوّازُ بنُ حَمُّویَهَ :مُحدِّثٌ و هو شیخُ البُخارِیِّ ،و قد حَصَلَ فیه تَصْحِیفٌ مُنْکَر للمصنِّف،و صَوابُه المَرّار -براءَیْن (1)-و مَا ظَهَرَ لی ذلک إِلاّ بعد تَأَمُّل شَدِیدٍ،و تَصَفُّح أَکیدٍ،فی التَّبْصیر للحافظ ،و الإِکمال و ذَیْله للصّابُونیِّ ،فلم أَجدْ فی المُحَدِّثین مَن اسمُه المَوّازُ ،إِلی أَن أَرشَدَنِی اللّه تعالَی بإِلهامِه:فظَهَر أَنه تَصْحیفٌ .و قال الحَافظُ فی مُقَدِّمه الفَتْح:قال الجَیّانیُّ :أَبو أَحمدَ المَرّارُ بنُ حَمُّوَیه الهَمَذَانیُّ -بفَتْح المیم و الذّال المُعْجَمَه-یقال إِنّ البُخاریَّ حَدَّثَ عنه فی الشُّرُوط .
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
مُنْیَهُ المَوْز :قَریهٌ بمصرَ،من أَعمال جزیرَه قَوِیسْنَا (2)، و قد رأَیتُهَا.
و ابنُ المَوّاز :من العُلَماءِ المَالِکیَّه،و هو مشهورٌ.و محمّدُ بنُ عبد اللّه بن حَسَن بن المَوّاز :حَدَّثَ ،ذَکَرَه المَقْریزیُّ فی العُقُود.
مَهَزَه ،کمَنَعَه ،أَهملَه الجَوْهَریُّ ،و قال الکسَائیُّ و ابنُ الأَعْرَابیِّ :یُقَال: مَهزَه (3)و مَحَزَه و نَحَزَه و بَهَزَه بمَعْنَی:
دَفَعَه. و أَهمَلَهَا صاحبُ اللِّسَان،و ذَکَرَه استطراداً فی ترجمه لَهَزَه،نَقْلاً عن الکسَائیّ .
مَازَه یَمیزُهُ مَیْزاً :عَزَلَه و فَرَزَه، کأَمَازَه و مَیَّزَه ، و الاسمُ المِیزَهُ بالکَسْر، فامْتَازَ و انْمازَ و تَمَیَّزَ و اسْتَمَازَ ، و کذلک امّازَ ،و فی التَّنْزیل العَزیز: حَتّی یَمِیزَ الْخَبِیثَ مِنَ الطَّیِّبِ (4)قُریءَ « یَمِیزَ » من مازَ یَمِیزُ ،و قُریءَ « یُمَیِّزَ » من مَیَّز یُمَیِّز ،و ما ذَکَرَه المصنِّف من الأَفْعَال المُطَاوعه کلِّهَا بمعنًی وَاحدٍ،إِلاّ أَنَّهُم إِذا قالوا: مِزْتُه فلم یَنْمَزْ،لم یتَکَلَّمُوا بهما جمیعاً،إِلاّ علی هَاتَیْن الصِّیغَتَیْن،کما أَنهم إِذا قالُوا:زِلْتُه فلم یَنْزَلْ ،لم یتَکلَّمُوا به إِلاّ علی هَاتَیْن الصِّیغَتَیْن،لا یَقُولُون: مَیَّزْتُه فلم یَتَمَیَّزْ ،و لاَ زَیَّلْتُه فلم یَتَزَیَّلْ ،و هذا قَوْلُ اللِّحْیَانیِّ .
و مازَ الشیءَ یَمِیزُه مَیْزاً : فَضَّلَ بَعْضَه علی بعضٍ ،هکذَا فی سائرِ الأُصُولِ الموجودهِ ،و الذی فی المُحْکَم:فَصَلَ بَعضَه من بعضٍ ،و هذا هو الصَّوَاب.
و مازَ فُلانٌ ،إِذا انْتَقَل من مَکانٍ إِلی مَکانِ ،عن ابن الأَعْرَابیِّ .
و یقال: رَجلٌ مَیْزٌ و مَیِّزٌ ،کهَیْنٍ و هَیِّنِ : شَدیدُ العَضَلِ .
و اسْتَمَازَ القَوْمُ : تَنَحَّی عِصَابَهٌ منهم ناحیهً ،کامْتَازَ،قال الأَخْطَلُ :
فإِنْ لا تُغَیِّرْهَا قُرَیْشٌ بمُلْکهَا
یَکُنْ عَن قُرَیْشٍ مُسْتَمَازٌ و مَزْحَلُ (5)
و تَمَیَّزَ الرَّجلُ من الغَیْظ :تَقَطَّعَ ،و منه قولُه تعالَی:
تَکادُ تَمَیَّزُ مِنَ الْغَیْظِ (6)و هو مَجازٌ.
و قَولُ القاتِلِ للمَقْتُولِ : مازِ رَأَسَک-و قد یقولُ : مَاز ،
ص:153
و یَسْکُتُ -مَعْنَاه مُدَّ عُنُقَکَ أَو رَأَسَک.قال اللَّیْث:فإِذا قال، أَخْرِجْ رأْسَکَ ،فقد أَخْطَأَ.قال أَبو منصور الأَزْهَریُّ :لا أَدْری ما هو ،و نَصُّه فی التَّهْذیب:لا أَعْرفُ مازِ رَأْسَک بهذا المعنَی إِلاّ أَنْ یکونَ بمعنَی مایِزْ،فَأَخَّرَ الیَاءَ فقال:مازِی، و حَذَفَ الیاءَ للأَمْر ،و نَصُّ التَّهْذیب:و سَقَطَت الیاءُ فی الأَمْر. ابنُ الأَعرابیّ فی نَوَادره: أَصْلُه أَنّ رَجلاً أَرادَ قَتْل رَجُلٍ اسْمُه مازِنٌ ،فقال: مازِ رَأْسَک و السَّیْفَ ؛تَرْخِیمُ مازنٍ ،فصارَ مُسْتَعْمَلاً،و تَکَلَّمَتْ به الفُصْحَاءُ. و اقْتَصَرَ صاحبُ اللِّسَان علی ما ذَکَرَه الأَزهریُّ .
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
المَیْزُ : التَّمْیِیزُ بینَ الأَشْیَاءِ.
و المَیْزُ :الرِّفْعَهُ .
و المِیزَهُ ،بالکَسْر:التَّنَقُّلُ .
و تَمَیَّزَ القَومُ و امْتَازُوا :صارُوا فی ناحیَه،و قیل:انْفَرَدُوا.
و اسْتَمَازَ عن الشَّیءِ:تَبَاعَدَ منه،و استمازَ عن الشیءِ:
انْفَصَل منه.
و امتازَ القَوْمُ : تَمَیَّزَ بَعضُهُم من بَعض.
و التَّمَایُزُ :التَّحَزُّبُ و التَّنَافُسُ .
و مازَ الأَذَی من الطَّریق:نَحّاه و أَزَاله.
و انْمَازَ عن مُصَلاّه:تَحَوَّلَ عنه.
النِّبْزُ ،بالکَسْر:قِشْرُ النَّخْلَهِ الأَعْلَی ،نقَلَه الصَّاغَانیُّ ،و هو السَّعَفُ .
و النَّبْزُ ، بالفتح :مِثْلُ اللَّمْز.
و النَّبْزُ ، مَصْدَرُ نَبَزَه یَنْبِزُه ،إِذا لَقَّبَه، کنَبَّزَه ،شُدِّدَ للکَثْرَه.
و النَّبَزُ ، بالتَّحْریک:اللَّقَبُ و الجَمْعُ الأَنْبَازُ .
و النَّبِزُ ککَتِف:اللَّئیمُ ،نقلَه الصَّاغَانیُّ ،وزادَ المصنِّف:
فی حَسَبِه و خُلُقهِ ،و لم یُقَیِّدْه الصَّاغَانیُّ بشیْ ءٍ.
و رجلٌ نُبَزَهٌ ،کهُمَزَه:یُلَقِّبُ النّاسَ کثیراً.
و التَّنَابُزُ :التَّعَایُرُ ؛و هو أَن یُلَقِّبَ بَعضُهُم بَعضاً بما یُعَیِّرُه به،و به فُسِّرَ قَولُه تعالَی: وَ لا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ (1)أَی لا تُعَایرُوا بها بعضَکم بعضاً بما تَکْرَهُون،بل یجبُ أَن یُخَاطَبَ المُؤْمِنُ بأَحَبِّ الأَسماءِ إِلیه. و قیل: التَّنابُزُ :هو التَّدَاعی بالأَلْقاب ،و هو یَکْثُرُ فیما کان ذَمًّا،و منه
16- الحدیثُ :
«أَنَّ رَجُلاً کان یُنْبَزُ قُرْقُوراً». أَی یُلَقَّبُ بقُرْقُور.
و قال الخلیلُ :الأَسماءُ علی وَجْهَیْن:أَسماءُ نَبَزٍ ،مثلُ زَیْدٍ و عَمْرو،و أَسماءُ عامٍّ ،مثلُ فَرَسٍ و رَجُلٍ و نحوه.
نَجزَ الشَّیْ ءُ،بالجیم، کفَرِحَ و نَصَرَ:انْقَضَی و فَنِیَ و ذَهَبَ ،فهو ناجزٌ .
و نَجَزَ الوَعْدُ یَنْجُزُ نَجْزَاً ،من حَدِّ نَصَرَ: حَضَرَ ،و قد یُقَال: نَجِزَ کفَرِحَ ،قال شیخُنَا:اللُّغَتَان فَصیحَتَان مَسْمُوعَتَان،و حَقَّقَ ابنُ غالبٍ فی شَرْح الکِتاب أَنّ نَجَزَ - کنَصَرَ-هو الواردُ فی مَعْنَی حَضَرَ،و نَجِزَ -کفَرِح-هو الوارِدُ فی معنی فَنِیَ و انْقَضَی،و اخْتَارَه جماعَهٌ ،و کَثُرَ دَوَرَانُه، حتَّی قال القَائل: نَجِزَ الکِتَابُ ،إِذا أَردتَ تَمَامَه،بالکَسْر، فَتْحُ الجیمِ لیس بجائز،فإِذا أَردْتَ به الحُضُورَ فَتحْتَ منه، للحدیث:أَتیَ بأَمْرٍ ناجِز .و مالَ إِلیه الشِّهاب فی شرْح الدُّرَّه و غیرُه،و الصَّواب أَن هذا هو الأَفْصَحُ فی الاستعمال، و اللُّغَتَان مَسْمُوعتان.انتهی.قلتُ :و أَنشَدَ الجوْهَریُّ قَولَ النّابغَهِ الذُّبْیَانیِّ :
و کُنْتَ رَبیعاً للیَتَامَی و عِصْمَهً
فمُلْکُ أَبِی قابُوسَ أَضْحَی و قد نَجِزْ
هکذا ضَبَطَه بکسر الجیم،و رَوَی أَبو عُبَیْد هذا البیتَ « نَجَزْ »بفَتْح الجیم،و قال:مَعناه فَنِیَ و ذَهَبَ ،و الأَکثرُ علی قول أَبی عُبَیْد،و معنَی البیتِ :أَی انْقَضَی وَقْتُ الضُّحَی؛ لأَنّه ماتَ فی ذلک الوَقْت.و أَبو قابُوس:کُنْیَهُ النُّعْمَان بن المُنْذرِ.
و نَجِزَ الکلامُ :انْقَطَعَ و تَمَّ .
و قال ابنُ السِّکِّیت: نَجَزَ حاجَتَه یَنْجُزُهَا نَجْزاً ،منْ حدِّ نَصَرَ: قَضَاهَا، کأَنْجَزَها إِنْجَازاً .
و یقال: أَنْتَ عَلَی نَجْزِ حاجَتِکَ ،بفَتْح النُّون و یُضَمُّ ، أَی عَلَی شَرَفٍ من قَضَائهَا.
ص:154
و النّاجِزُ و النَّجِیزُ ،کناصِرٍ و أَمیر: الحَاضِرُ المُعَجَّلُ .و من أَمثالهم:« ناجِزاً بناجِزٍ »،کقَولک:یَداً بیَدٍ،و عاجلاً بعاجل.
و
16- فی الحدیث: «إِلاَّ ناجِزاً بناجِزٍ ». أَی حاضِراً بحاضِرٍ.
و المُنَاجَزَهُ فی القِتَال:المُبَارَزَهُ و المُقَاتَلَهُ :و هو أَن یَتَبَارَزَ الفارِسَان،فیتَمَارَسَا حتّی یَقْتُلَ کلُّ وَاحدٍ منهُمَا صاحبَه،أَو یُقْتَلَ أَحدُهما،قَال عَبیدٌ:
کالهُنْدُوَانیِّ المُهَنَّ
دِ هَزَّه القِرْنُ المُنَاجِزْ
کالتَّنَاجُز بهذا المَعْنی.و یقال: تَنَاجَزَ القَوْمُ ،أَی تَسَافَکُوا دِماءَهم؛کأَنَّهُمْ أَسْرَعُوا فی ذلک.
و اسْتَنْجَزَ حاجَتَه،و تَنَجَّزَهَا :اسْتَنْجَحَهَا.
و استَنْجَزَ العِدَهَ و تَنَجَّزَه إِیّاهَا: سَأَلَ إِنْجَازَهَا و اسْتَنْجَحَها.
و تَنَجَّزَ الشَّرَابَ : أَلَحَّ فی شُرْبه ،و هذه عن أَبی حَنیفَهَ .
و قال أَبو المِقْدَام السُّلَمیُّ : أَنْجَزَ علی القَتیل ،و أَوْجَزَ علیه،و أَجْهَزَ ،بمعْنًی وَاحدٍ (1).
و قال غَیرُه: أَنْجَزَ علی الوَعْد إِنْجَازاً ،إِذا وَفَی به ، کنَجَزَ به.
و نَجَاوِیزُ :د،بالیَمَن ،ذَکَرَه الکُمَیْتُ فی شعْره،کذا فی المُعْجم،و نقلَه الصّاغانیُّ .
و من أَمثالهم:« أَنْجَزَ حُرٌّ مَا وعَدَ » (2)، یُضْرَبُ فی الوَفَاءِ بالوَعْد ،أَی أَوْفَی الحُرُّ بما وَعَدَ،هذا هُو المشهورُ فیه، و قد یُضْرَبُ فی الاسْتنْجَاز أَیضاً ،و هو سُؤالُه لوَفائِه. قال الحارِثُ بنُ عَمْرٍو لصَخْرِ بن نَهْشَلٍ :هل أَدُلُّکَ علی غَنیمَهٍ و لِی خُمْسُهَا؟فقال:نَعَمْ ،فدَلَّه علی ناسٍ من الیَمَن، فأَغَارَ علیهم صَخْرٌ،فظَفِرَ و غَلَبَ و غَنِمَ ،فلَمَّا انصَرفَ قال له الحَارثُ ذلک القَوْلَ فوَفَی له صَخْرٌ بالخُمْس من الغَنیمَه، کما فی کُتُب الأَمْثَال.
و من أَمْثَالهم:«إِذا أَردْتَ المُحَاجَزَه ف « قَبْلَ المُنَاجَزَه »، أَی المُسَالَمَهُ قَبلَ المُسَارَعَه و المُعَاجَلَهِ فی القتَال؛یُضْرَبُ فی حَزْمِ مَنْ عَجَّلَ الفِرِارَ ممَّنْ لا قِوَامَ له به.و قال أَبو عُبَیْد:یُضْرَبُ لمَنْ یَطْلُبُ الصُّلْحَ بعد القِتَال *و ممّا یُستدرَک علیه:
وَعْدٌ ناجِزٌ و نَجِیزٌ :قَد وُفِیَ به.
و قال ابن الأَعْرَابیِّ فی قولهم:
جَزَا الشَّمُول (3)ناجِزاً بنَاجِزِ
أَی جَزَیْتَ جَزاءَ سَوْءٍ فجَزَیْتُ لکَ مِثلَه،و قال مَرَّهً :إِنّمَا ذلکَ إِذا فَعَلَ شیئاً ففعلتَ مثلَه،لا یَقْدرُ أَن یَفُوتَک و لا یَجُوزک فی کَلام أَو فِعْل.
و لأُنْجِزَنَّ نجِیزَتَک ،أَی لأَجزِیَنَّ جَزَاءَکَ .
و المُنَاجَزَهُ :المُخَاصَمَهُ ،و منه
17- قولُ عائشهَ رضیَ اللّه عنها: «ثَلاثٌ تَدَعُهُنَّ أَو لأُناجِزَنَّکَ ».
نَحَزَه ،کمَنَعَه:دَفَعَه ،قالَه الکسَائیُّ و ابنُ الأَعْرَابیِّ ،قال ذو الرُّمَّه:
و العِیسُ مِن عاسِجٍ أَو وَاسج خَبَباً
یُنْحَزْنَ مِنْ جانبَیْهَا و هْیَ تَنْسَلِبُ
أَی یُدْفَعْنَ بالأَعْقَاب فی مَرَاکِلِهَا یعنی (4)الرِّکاب.
و نَحَزَه نَحْزاً : نَخَسَه.
و نَحَزَه یَنْحَزُه نَحْزاً : دَقَّه و سَحَقَه بالمِنْحَاز ،بالکَسْر، اسمٌ للهاوُن و هو الذی یُدقُّ فیه.
و النُّحَازُ ، کغُرَاب:داءٌ للإِبل یُصِیبُهَا فی رِئَتِهَا ،و کذلک الدَّوَابُّ کلُّها تَسْعُلُ به سُعَالاً شَدیداً ،و قد نَحُزَ و نَحِزَ ،ککَرُمَ و فَرِحَ .
و بَعیرٌ ناحِزٌ و نَحِیزٌ و نَحِزٌ ککَتِف،و هذه عن سیبَوَیْه، و مَنْحُوزٌ ،و مُنَحِّزٌ ،کمُحَدِّث: به نُحَازٌ :سُعَالٌ شدیدٌ.
و نَاقَهٌ نَحِزَهٌ و مُنَحِّزَهٌ ،نقَلهما الکسائیُّ و أَبو زیْد،و کذلکَ ناحِزٌ و مَنْحُوزَهٌ ،قال الشَّاعر:
له ناقَهٌ مَنْحُوزَهٌ عند جَنْبِه
و أُخْری له معْدُودَهٌ ما یُثِیرُها
ص:155
و أَنْحَزُوا :أَصَابَ إِبلَهم ذلک ،أَی النُّحَازُ .
و النَّحِیزَهُ :الطَّبیعَهُ و النَّحیتَهُ ،و یُجْمَعُ علی النَّحائِز .
و من المَجاز: النَّحِیزَهُ : طَریقهٌ من الأَرض مُسْتَدِقَّهٌ صُلْبَهٌ ،أَو طَرِیقهٌ من الرَّمْل سوْدَاءُ مُمْتَدَّهٌ کَأَنَّها خَطٌّ ، مستَویَهٌ مع الأَرضِ خَشِنَهٌ لا یکونُ عَرْضُهَا ذِرَاعَیْن،و إِنما هی عَلاَمهٌ فی الأَرضِ .و الجَمْعُ النَّحَائِزُ .
أَو قِطْعَهٌ منها ،کالطِّبَّهِ ، مَمْدُودَهٌ فی بَطْنِ الأَرْض نَحْواً من مِیلٍ أَو أَکثرَ،تَقُودُ الفَرَاسِخَ و أَقلَّ من ذلک.
و قال أَبو خَیْرَهَ : النَّحِیزَهُ :الجَبلُ المُنْقادُ فی الأَرض.
و قال غیرُه: النَّحیزَهُ :المُسَنّاهُ فی الأَرض،و قیل:مثْلُ المُسَنّاهِ .
و قیل:هی السَّهْلَهُ .
و قال الأَزهریُّ :و أَصْلُ النَّحِیزَهِ الطَّریقَهُ المُسْتَدِقَّهُ .
و کُلُّ ما قالُوا فیها فهو صحیحٌ ،و لیس باخْتلاف؛لأَنّهُ یُشَاکلُ بعْضُه بعْضاً.
و قال أَبو عَمْرٍو: النَّحیزَهُ : نَسیجَهٌ شِبْهُ الحِزَام تکونُ علی الفَساطِیط و البُیُوت تُنْسَجُ وَحدَهَا؛فکأَنَّ النَّحائزَ من الطُّرُق مُشَبَّهَهٌ به.و قال غیرُه (1): النَّحِیزَهُ :طُرَّهٌ تُنْسَجُ ثمّ تُخَاطُ عَلَی شَفَهِ الشُّقَّه من شُقَقِ الخِبَاءِ.و قیل: النَّحیزَهُ من الشَّعرِ:هَنَهٌ عرْضُهَا شِبْرٌ،و طَویلَهٌ ،یُعَلِّقُونها علی الهَوْدَجِ ؛یُزَیِّنُونَه بها، و رُبَّما رَقَمُوها بالعِهْن.و قیل:هی مثْلُ الحِزامِ بَیْضَاءُ.
و النَّحِیزَهُ : وَادٍ بدِیَار غَطَفَانَ ،عن أَبی موسَی.
و النَّحازُ ،کغُرَاب و کِتاب:الأَصْلُ ،مثلُ النُّحاس و النِّحَاس.
و قال الجوهَریُّ : الأَنْحَزَانِ : النُّحَازُ و القَرَحُ ،و هما دَاءان یُصیبَان الإِبلَ .
و المِنْحَازُ -هکذا فی النُّسَخ.و فی التَّکْملَه: مِنْحازٌ بالکَسْر-: فَرَسُ عَبّادِ بن الحُصَیْن الحَبَطِیِّ .
و فی المَثَل أَنْشدَه اللَّیْثُ :
دَقَّکَ بالمِنْحَازِ حَبَّ الفُلْفُل (2)قال الأَصْمَعیُّ :الفاءُ تَصْحِیفٌ ،و إِنَّمَا هو القِلْقِل، بقافَیْن. و قال أَبو الهَیْثَم:القَافُ تَصحیفٌ ،و إِنّمَا هو الفُلْفُل،بفاءَیْن؛ لأَنَّ حَبَّ القِلْقِلِ بالقَاف لا یُدَقُّ ؛یُضْرَبُ فی الإِلْحَاح علی الشَّحیح،و یُوضَعُ فی الإِدْلالِ و الحَمْلِ علیه ،کما فی کُتُب الأَمْثال.
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
النَّحْزُ :الضَّرْبُ بالجُمْع فی الصَّدْرِ.
و الرّاکبُ یَنْحَزُ بصَدْره وَاسِطَهَ الرَّحْل،أَی یَضْرِبُها،قال ذو الرُّمَّه:
إِذا نَحَزَ الإِدلاجُ ثُغْرَهَ نَحْرِه
به أَنّ مُسْتَرْخِی العمَامَهِ ناعِسُ
و النَّحَائزُ :الإِبلُ المَضْرُوبَهُ ،وَاحدَتُهَا نَحِیزَهٌ .
و نَحَزَ النَّسِیجَهَ :جَذَبَ الصِّیصَهَ لیُحْکِمَ اللُّحْمَهَ .
و النَّحْزُ من عُیُوبِ الخَیْلِ :هو أَن تکونَ الوَاهِنَهُ لیستْ بمُلْتَئِمَه،فیعظُمُ ما وَالاَها من جِلْدِ السُّرَّه؛لوُصُول ما فی البَطْن إِلی الجِلْد؛فذلک فی مَوْضِع السُّرَّه یُدْعَی النَّحْزَ ، و فی غیر ذلک المَوْضعِ یُدْعَی الفَتْقَ .
و النَّحْزُ أَیضاً:السُّعَالُ عامَّهً .
و نَحِزَ الرَّجلُ :سَعَلَ .
و نَحْزَهً له:دُعَاءٌ علیه.
و النَّاحِزُ :أَن یُصیبَ الْمِرْفَقُ کِرْکِرَهَ البَعیرِ فیُقَال:به ناحِزٌ .قال الأَزهَریُّ :لم أَسْمَع النّاحِزَ فی باب الضّاغِط لغَیر اللَّیْث،و أُراه أَرادَ الحَازَّ فَغَیَّرَه.
و النَّحِیزَهُ :الطَّریقُ بعَیْنِه؛شُبِّه بخُطُوطِ الثَّوْبِ .
نَخَزَه ،بالخاءِ المُعْجَمه،أَهملَه الجَوهریُّ .
و قال ابنُ دُرَیْد (3):یُقَال: نَخَزَه بحَدیدَه أَو نحوِهَا، کمَنَعَه ، إِذا وَجَأَه بها.
و نخَزَه بکَلمَهٍ :أَوْجَعَه بها ،کذا فی اللِّسَان و التَّکْملَه.
النَّرْزُ ،أَهملَه الجَوْهَریُّ ،و قال ابنُ دُرَیْد (4):هو فِعْلٌ مُمَاتٌ ،و هو الاسْتخْفَاءُ من فَزَعٍ ،زَعَمُوا.قال: و به
ص:156
سَمَّوْا نَرْزَهَ و نارِزَهَ ،قال:و أَحْسبُه مَصْنُوعاً،قال:و النَّرْزُ أَیضاً غیرُ مَحْفُوظ .قلتُ :و قد سَبَقَ للمصنِّف أَنه لیس فی الکلامِ نُونٌ وراءٌ بلا فاصل بینهُمَا،و قال شیخُنَا:فیُزَادُ هذا علی«ونر»و ما مَعَه.قلتُ :قَدَّمْنَا الکلامَ فی«ونر»و ذَکَرْنا هناک مَا حَصَلَ للمصنِّف من التَّصْحیف فی تَقْلیده للصّاغانیِّ ،و قد سمعْت عن ابن دُرَیْد فی النَّرْز ما یَدُلُّ علی أَنه مَصْنُوعٌ ،و ما عَدَاهما فإِمّا فارسیَّهٌ مُعَرَّبَهٌ ،أَو کلمهٌ مَصْنُوعَهٌ ،و الأَصلُ إِبقاءُ القاعدهِ علی صِحَّتهَا،فتَأَمَّلْ .
و قال ابنُ الأَعْرَابیِّ : النَّرْزُ (1): ع. قلتُ :و کأَنَّه لغهٌ فی النَّرْس،بالسین،کما سیأْتی.
قال: و النَّرِیزیُّ صاحبُ الحِسَاب لا أَدْری إِلی أَیِّ شیْ ءٍ نُسبَ .قال الصّاغَانیُّ : نَریزُ ،کأَمیر:ه بأَذْرَبیجَانَ من نواحی أَرْدَبِیلَ ، و إِلیها نُسِبَ (2)النَّریزیُّ صاحبُ الحِساب، و هو أَحمدُ بنُ عُثْمَانَ الحَافظُ الفَرَضیُّ . قال الحَافظُ :رَوَی عَنْه أَبو المفضل الشَّیْبَانیُّ ،ذَکَرَه أَبو العَلاَءِ الفَرَضیُّ ،ثمّ تَرَدَّدَ فذَکَرَه بفتحِ المُوَحَّدَهِ و زایٍ مُکَرَّرهٍ ،و قال لیُحَرَّرْ.
قُلتُ :الأَوّلُ هو الصَّوَابُ .و قد حَدَّثَ عن أَحمدَ بن الهَیْثَمِ الشَّعْرَانیِّ ،و یَحْیَی بن عَمْرو بن نفلان التَّنوخیّ ،و نَظیرُه عبدُ الباقِی بنُ یُوسُفَ بنِ علیٍّ النَّرِیزیُّ أَبو تُرَابٍ المَراغِیُّ نَزِیلُ نَیسابُور،مات سنه 492 (3)ذَکَرَه ابنُ نُقْطَهَ .قلتُ :
و رَوَی عن أَبی عبد اللّه المَحَاملیِّ و أَبی القَاسم بن بشران، و عنه أَبو منصور الشَّحّامیُّ ،و غیرُه.
و نَیْرِیزُ ،بالفَتْح،و زیاده یاءٍ تَحْتیَّه بین النُّونِ و الرّاءِ: ه بفارِسَ ،من أَعمال شِیرازَ،و منها:الإِمَامُ جمالُ الدِّین محمّدُ بنُ عبد اللّه بن محمّد الحُسَیْنیُّ النَّیْرِیزیُّ ،ممَّنْ صافَحَ الزَّیْنَ الخوافیّ و أَخَذَ عنه،و أَبو نَصْر الحُسَیْنُ بنُ علیِّ بن جَعْفَرٍ النَّیْریزیُّ ،ذَکَرَه الأَمیرُ.
و النَّیْرُوزُ :اسمُ أَوَّل یومٍ من السَّنَهِ عند الفُرْس،عند نُزُولِ الشَّمْس أَوَّلَ الحَمَلِ ،و عند القِبْط أَوَّل تُوت،کما فی الْمصْبَاح، مُعَرَّبُ نوْرُوزٍ ،أَی الیَوْمُ الجَدیدُ،و قد اشْتَقُّوا منه الفِعْلَ ،کما
1- حُکیَ : أَنَّهُ قُدِّمَ إِلی علیٍّ رضیَ اللّه عنه شیْ ءٌ من الحَلْوَی،فسَأَلَ عنه،فقالوا: للنَّیْرُوز ،فقال : نَیْرِزُونَا کلّ یوم،و فی المَهْرجان قال:مَهْرِجُونا کلَّ یَوم .
و فیه استعمالُ الفعْل من الأَلْفَاظ الأَعْجمیَّه،و هو من قُوَّهِ الفَصاحه،و طَلاَقَه اللِّسان،و القُدْرهِ علی الکلام،فهو إِمّا أَنْ یُلْحَقَ بالمنْحُوت،أَو الْمَأْخُوذ من الأَلْفَاظ الجَامدَه؛ کتَحَجَّرَ الطِّینُ :صارَ حَجَراً،و نَحوه،کما حَقَّقَه شیخُنَا، و نَقَلَ عن«عَبَثَ الوَلید»للمَعَرِّیِّ .کلاماً یُنَاسِبُ ذِکْرُه هنا، فَنَقَلْتُه برُمَّته لأَجْل الفائدَه،و نَصُّه: النَّیْرُوزُ :فارسیٌّ مُعَرَّبٌ ، و لم یُسْتَعْمَلْ إِلاّ فی دَوله بَنی العَبّاس،فعند ذلک ذَکَرَتْه الشُّعَرَاءُ،و لم یأْتِ فی شِعْرٍ فَصیحٍ ؛إِذْ کان نُقِلَ عن أَعیادِ فارسَ ،و المُحْدَثُون یَسْتَعْملُونه علی جِهَتَیْن:منهُم مَن یقول: نَیْرُوز ،فیَجیئُ به علی فَیْعُول،و هو الأَسماءِ العربیّهِ کثیرٌ؛کالعَیْشُوم:نَبْتٌ ،و کذا القَیْصُوم،و الدَّیْجُور، للظُّلْمَه.و فَوْعُول معدُومٌ فی کلام العرب،و النَّیْرُوزُ إِذا حُمِلَ علی العَربیَّه یَجبُ أَن یَکُونَ اشتقاقُه من النَّرْز ،و لم یَصِحَّ فی اللُّغَه أَنّ النَّرْزَ یُسْتَعْمَلُ ،و قد زَعَمَ بعضٌ أَنه الأَخْذُ بأَطْرَاف الأَصابع،و قیل:الأَخْذُ فی خُفْیَهٍ ،و لم یَبْنُوا فی الثُّلاثیَّه المَحْضَه اسْماً أَوَّلُه نُونٌ و راءٌ،و أَما النَّرْدُ الذی یُلْعَبُ به فلیستْ بعربیَّه،و قالُوا:النَّیْرَبُ للنَّمیمَه و الدَّاهیَه و لم یقولوا:النَّرْبُ ،و لم یَهْجُرُوا هذا البنَاءَ لأَنَّهُ ثَقیلٌ عَلی اللِّسَان،و لکنْ تَرَکُوه باتِّفاق أَنّ الرّاءَ تَجیءُ بعد النّون کثیراً فی غَیْر الأَسْمَاءِ،یَقُولُون:نَرْضَی و نَرْقَی و نَرْمِی فی أَفْعَالٍ کثیرهٍ یَلْحَقُهَا نُونُ المُضَارَعَه و أَوّلُ حُرُوفِهَا الأَصْلیَّه راءٌ، و إِنّمَا تُرِکَ هذا اللَّفْظُ کَمَا تُرکَ الوَدْع،و لو اسْتُعْملَ لکانَ حَسَناً.انتهی. و ابنُ نَیْرُوزٍ الأَنْماطیُّ :مُحَدِّثٌ . قلت:هو أَبو بکرٍ محمّدُ بنُ إِبراهیمَ بن نَیْرُوزٍ الأَنْمَاطیُّ ،حَدَّثَ عن یَحْیَی بن محمّد بن السَّکْن،و عنه أَبو محمَّد عُبَیْدُ اللّه بنُ أَحمدَ بن مَعْرُوفٍ قاضِی القُضَاه.کذا وَجدتُه فی رَوْضَهِ الأَخْبَار،للخَطیب عبد اللّه بن أَحمدَ الطُّوسیِّ .قلتُ :و قد حَدَّثَ عنه أَیضاً الدَّارَقُطْنیُّ .
و عبدُ اللّه بنُ نَیْرُوز الْمِصْریُّ الناسخُ ،حَدَّثَ عنه ابنُ رَوَاحٍ بالإِجازه.
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
نِیرُوزُ :مَدینَهٌ من نَوَاحِی السِّنْدِ،بین الدَّیْبُل (4)
ص:157
و المَنْصُوره،علی نِصْفِ الطَّریقِ ،ذَکَرَه یاقُوتُ .
1- و عَیْنُ أَبی نَیْرزَ (1)بالفَتْح و کسر الراءِ:مِنْ صَدَقات علیٍّ رَضیَ اللّه عنه بأَعْرَاض المَدینَه المُشَرَّفَه،نُسِبَ إِلی عَبْدٍ حَبَشیٍّ اسمُه أَبو نَیْرَزَ کان یَعْمَلُ فیها.قلتُ :هو مَوْلَی علیِّ بن أَبی طالبٍ ،و کان ابْناً للنَّجَاشیِّ نفْسه،و إِنّ عَلیًّا وَجَدَه مع تاجر بمکَّهَ فاشتَرَاه،فأَعْتَقَه؛مکافأَهً لما صَنَعَ أَبُوه مع المُسلمین،و یقال:لمّا مَرجَ أَمْرُ الحَبَشَهِ بعدَ مَوتِ أَبیه أَرسَلُوا لَهُ وَفْداً لیُمَلِّکُوه و یُتَوِّجُوه،فأَبَی،و کانَ منْ أَطْوَلِ الناسِ قامَهً ،و أَحْسَنِهم وَجْهاً،إِذا رأَیتَه قلتَ :رَجلٌ من العَرَب، کذا فی الرَّوْض للسُّهَیلِیِّ .
النَّزُّ :ما یَتَحَلّبُ من الأَرْض من المَاءِ،و یُکْسَرُ ، و الکَسْرُ أَجْوَدُ،فَارسیٌّ مُعَرَّبٌ .
و النَّزُّ : الکَثیرُ.
و النَّزُّ : الذَّکِیُّ الفُؤَادِ الظَّریفُ الخَفیفُ الرُّوحِ العَاقلُ ، عن أَبی عُبَیْدَهَ (2)،قال الشاعر:
فی حَاجَهِ القَوْمِ خُفَافاً نَزَّا
و النَّزُّ أَیضاً: السَّخِیُّ ،نقلَه الصاغَانیُّ و النَّزُّ أَیضاً:
الطَّیّاشُ ،و هو ذَمُّ ،قال البَعیثُ ،کما فی التَّکْملَه، و الصَّوابُ :قال جَریرٌ یَهْجُو البَعیثَ :
لَقًی حَمَلَتْه أُمُّه وَ هْیَ ضَیْفَهٌ
فَجَاءَتْ بنَزٍّ منْ نُزَالَهِ أَرْشَمَا (3)
أَی منْ ماءِ عَبْدٍ أَرْشَمَ (4).
و النَّزُّ :الرجُلُ الکَثیرُ التَّحَرُّکِ ، کالمِنَزِّ بکسر المیم. و نَزَّ الظَّبْیُ یَنِزُّ نَزِیزاً :عَدَا و أَسْرَعَ .
و کذلک إِذا صَوَّتَ ،عن أَبی الجَرّاح (5)،حَکَاه الکسَائیُّ ،کما فی الصّحاح،قال ذو الرُّمَّه:
فَلاهٌ یَنِزُّ الظَّبْیُ حَجَرَاتهَا
نَزِیزَ خِطَامِ القَوْسِ یُحْذَی بها النَّبْلُ
و نَزَّت الأَرْضُ . و فی الصّحاح: أَنزَّتْ : تَحَلَّبَ منها النَّزُّ ،أَو صارتْ ذاتَ نَزٍّ ، أَو صارَتْ مَنَابعَ ،هکذا فی سائرِ الأُصُولِ بموحَّده،و مثلُه فی التَّکْملَه،و الذی فی المُحْکَم:مَنَاقِعُ للنَّزِّ،بالقَاف. و نَزَّ عَنِّی:انْفَرَدَ جانِباً.
و قَتَلَتْه النِّزَّهُ ،بالکَسْر ،أَی الشَّهْوَهُ .
و فی نَوَادرِ ابن الأَعْرَابیِّ (6): النَّزِیزُ ،کأَمیرٍ: الشَّهْوَانُ .
و فی التَّکْملَه: النَّزیزُ : الظَّرِیفُ ، کالنَّزِّ .
و النَّزِیزُ : اضطرابُ الوَتَرِ عند الرَّمْیِ نَزَّ الرجُلُ یَنِزُّ ،من حَدِّ ضَرَبَ ،و کذلک الوَتَرُ.
و أَنَزَّ :تَصَلَّبَ و تَشَدَّدَ ،نقَله الصاغانیُّ .
و المُنازَّهُ :المُعازَّهُ و المُنَافَسَهُ .
و النَّزْنَزَهُ :تَحْریکُ الرَّأْسِ .
و النُّزَانِزُ ،بالضّمّ :القَرِیعُ من الفُحُول ،نقَلهما الصَّاغانیُّ .
و نَزَّزَه عن کذا ،أَی نَزَّهَه ،کذا فی اللسان.
و نَزَّزَت الظَّبْیَهُ تَنْزِیزاً : رَبَّتْ وَلَدَهَا طِفْلاً.
و یُقَال:هو نَزِیزُ شَرٍّ ،کأَمیرٍ، و نِزَازُه ککِتَابٍ ،أَی لَزِیزُه و لِزَازُه (7)،و لم یَذکر لِزازاً فی موضعه،و إِنّمَا ذَکَرَ:لِزّه و لَزِیزَه،و قد أَشرنا هناک.
و المِنَزُّ ،بکسر المیم:المَهْدُ مَهْدُ الصَّبیِّ ؛سُمِّیَ بذلک لکَثْرَه حَرَکَته.
و ظَلیمٌ نَزٌّ :سَرِیعٌ لا یَسْتَقِرُّ فی مَکانٍ ،قال:
أَوْ بَشَکَی وَخْدَ الظَلیمِ النَّزِّ
ص:158
وَخْدَ،بَدَلٌ من بَشَکَی،أَو منصوبٌ علی المَصْدَر.
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
أَنَزَّت الأَرْضُ :نَبَعَ منها النَّزُّ .و أَنَزَّتْ :صارَتْ ذاتَ نَزٍّ .
و أَرْضٌ نازَّهٌ و نَزَّهٌ :ذاتُ نَزٍّ ،کلتاهما عن اللِّحْیَانیِّ .
و ناقَهٌ نَزَّهٌ :خَفیفهٌ ،و بَعیرٌ نَزٌّ :خَفیفٌ ،قال الشاعر:
عَهْدی بجَنّاح إِذا ما اهْتَزَّا
و أَذْرَتِ الرِّیحُ تُرَاباً نَزَّا
أَنْ سَوْفَ یُمْطِیه و مَا ارْمَأَزَّا
أَی یُمْضی علیه،و نَزّا ،أَی خَفیفاً.
و النِّزَازُ ،بالکَسْر:المُنَازَعَهُ و المُنَافَسَهُ ،و العَامَّهُ تقول:
نَزْنَازٌ .
و النَّزَّهُ ،بالفتح:مَوضعٌ من حَوْفِ رَمْسیسَ بمصرَ،و قد وَرَدْتُه.
النَّشْزُ :المَکَانُ . و فی المُحْکَم:المَتْنُ المُرْتَفعُ من الأَرْض، کالنَّشَاز ،بالفَتْح،و النّشَز -مُحَرَّکَهً -و قیل، النَّشْزُ و النَّشَزُ :ما ارتفعَ عن الوَادی إِلی الأَرْض،و لیس بالغَلیظ . ج ،أَی جَمْعُ النَّشْز بالفَتْح نشُوزٌ .و جَمْعُ المُحَرَّکِ أَنْشَازٌ ،کسَبَب و أَسباب، و نِشَازٌ مثلُ جَبَل و أَجْبَال و جِبَال.
و النَّشْزُ : الارتفاعُ فی مَکانٍ . و قد نَشَزَ الرجُلُ فی مَجْلِسه یَنْشُزُ و یَنْشِزُ ،بالضّمِّ و الکَسْر:ارْتَفَعَ قَلیلاً.و نَشَزَ :أَشْرَفَ علی نَشْزٍ من الأَرْض و ظَهَرَ.
و یقال:اقْعُدْ علی ذلک النَّشَاز .و
16- فی الحدیث: «کان إِذا أَوْفَی علی نَشَزٍ کَبَّرَ». أَی ارْتَفَعَ علی رابیَه فی سَفَرٍ،یُرْوَی بالتَّحْریک و التَّسْکین.
و نَشَزَ بقِرْنهِ یَنْشِزُ (1)به نَشْزاً : احْتَمَلَه فصَرَعَه. قال شَمِرٌ:
و هذا کأَنَّه مَقْلُوبٌ مثلُ جَبَذَ و جَذَبَ (2). و نَشَزَتْ نَفْسُه:جاشَتْ من فَزَعٍ .
و من المَجَاز: نَشَزَت المَرْأَهُ بزَوْجهَا،و علی زَوْجها:
تَنْشُزُ و تَنْشِزُ نُشُوزاً ،و هی نَاشِزٌ : اسْتَعْصَتْ علی زَوْجهَا و ارْتَفَعَتْ علیه و أَبْغَضَتْه ،و خَرَجَتْ عن طاعَته،و فَرِکَتْه،و قد تَکَرَّر ذِکْرُ النُّشُوز فی القرآن و الأَحَادیث،و هو یکونُ بین الزَّوْجَیْن،قال أَبو إِسْحَاقَ :و هو کَرَاهَهُ کُلِّ وَاحدٍ منهما صاحبَه،و سُوءُ عِشْرَته له،و اشْتقَاقُه من النَّشْزِ ،و هو ما ارتفعَ من الأَرْض.
و نَشَزَ بَعْلُها علیها یَنْشُزُ نُشُوزاً : ضَرَبَهَا و جَفَاهَا و أَضَرَّ بها،قال اللّه تعالی: وَ إِنِ امْرَأَهٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً أَوْ إِعْراضاً (3).
و عِرْقٌ ناشزٌ .مُنْتَبرٌ ،أَی مُرْتَفِعٌ لا یَزالُ یَضْربُ ،من داءٍ أَو غیرِه.
و قَلْبٌ نَاشِزٌ :ارْتَفَعَ عن مکانِه رُعْباً ،أَی من الرُّعْب.
و أَنْشَزَ عِظَامَ المَیِّت إِنْشَازاً : رَفَعَهَا إِلی مَوَاضِعهَا،و رَکَّبَ بعضَهَا علی بعضٍ ،و به فُسِّرَ قولُه تعالَی: وَ انْظُرْ إِلَی الْعِظامِ کَیْفَ نُنْشِزُها ثُمَّ نَکْسُوها لَحْماً (4)قال الفَرّاءُ:قرأَ زیدُ بنُ ثابت « نُنْشِزُها » بالزای،و الکُوفیُّون بالرّاءِ.قال ثَعْلَبٌ :و المُخْتَارُ بالزّای.
و أَنْشَزَ الشَّیْ ءَ:رَفَعَه عن مَکانِه ،و منه
16- الحدیثُ :
«لا رَضَاعَ إِلاّ ما أَنْشَزَ العَظْمَ ». أَی رَفَعَه و أَعْلاَه،و أَکْبَرَ حَجْمَه.
و النَّشَزُ ،محرَّکَهً . الرَّجُلُ المُسِنّ القَوِیُّ ،أَی الذی أَسَنَّ و لم یَنْقُصْ ،نقلَه الجوهَریُّ عن ابن السِّکِّیت،و یقال:إِنه لَنَشَزٌ من الرِّجَال،و صَتَمٌ (5)،إِذا انْتَهَی سِنُّه و قُوَّتُه و شَبَابُه.
و تَنَشَّزَ له:مثْلُ تَشَزَّنَ ،و سیُذْکَر فی موضعه.
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
رَجلٌ نَاشِزُ الجَبْهَهِ ،أَی مُرْتَفِعُهَا.
و لَحْمَهٌ نَاشِزَهٌ :مُرتفِعهٌ علی الجِسْم.
ص:159
و تَلٌّ نَاشِزٌ :مُرتَفِعٌ ،و جَمعُه نَوَاشِزُ .
و فی القرآن: وَ إِذا قِیلَ اُنْشُزُوا فَانْشُزُوا (1)قال الفَرّاءُ:
قَرَأَهَا الناسُ بکسر الشِّین و الحِجازیُّون یَرْفَعُونها،قال:و هما لُغَتَان.قال أَبو إِسحاقَ :معناه إِذا قیل انْهَضُوا فانْهَضُوا و قُومُوا.
و یقال: نَشَزَ الرجُلُ یَنْشُزُ ،إِذا کان قاعداً فقَامَ .
و رَکَبٌ نَاشِزٌ :نَاتِئُ مَرتفِعٌ .
و قولُ الشاعر،أَنشَدَه ابنُ الأَعْرَابیِّ :
فمَا لَیْلَی بنَاشِزَهِ القُصَیْرَی
و لا وَقْصَاءَ لِبْسَتُهَا اعْتِجَارُ
فَسَّرَه فقال: نَاشِزَهُ القُصَیْرَی،أَی لیسَتْ بضَخْمَه الجَنْبَیْن مُشْرِفَهِ القُصَیْرَی بما عَلَیْهَا من اللَّحْم.
و رجلٌ نَشَزٌ :غلیظٌ عَبْلٌ ،قال الأَعْشَی:
و تَرْکَبُ منِّی إِنْ بَلَوْتَ نَکِیثَتی
علی نَشَزٍ قد شَابَ لیسَ بتَوْأَمِ
أَی غِلَظٍ ،ذَهَبَ إِلی تَعْظیمه،فلذلک جَعَلَه أَشْیَبَ .
و نَشَزَ بالقَوْم فی الخُصُومَه نُشُوزاً :نَهَضَ بهم للخُصُومَه.
و قال أَبُو عُبَیْدٍ: النَّشَزُ (2)و النَّشْزُ :الغَلیظُ الشَّدیدُ.
و دَابَّهٌ نَشِیزَهٌ ،إِذا لم یَکَدْ یَسْتَقِرُّ الرّاکِبُ و السَّرْجُ علی ظَهْرِهَا.
و یُقَال للدّابّه إِذا لم یَکَدْ یَسْتَقرُّ السَّرْجُ و الرّاکبُ علی ظَهْرهَا:إِنها لَنَشْزهٌ ،قالَهُ اللَّیثُ .
و قال ابن القَطّاع: نَشَزَ القَوْمُ فی مَجْلِسهم:تَقَبَّضُوا لجُلَسائهم،و أَیضاً قَامُوا منه.
نَطْنَزُ ،کجَعْفَر، و یُقَال: نَطْنَزَهُ ،بزیاده هاءٍ: د، بین قُمٍّ و أَصْبَهانَ ،علی عشرینَ فَرْسَخاً من أَصْبَهَانَ ،و قد أَهملَه الجوْهَریُّ و صاحبُ اللِّسَان.و ممَّن نُسبَ إِلیهَا:أَبو عبد اللّه الحُسَیْنُ بنُ إِبراهیمَ ،یُلَقَّبُ ذا اللِّسَانَیْن؛لحُسْن نَظْمِه و نَثْرِه بالعَرَبیّه و العَجَمیَّه،سَمِعَ أَصحابَ أَبی الشیخالحافظ ،و عنه حَفِیدُه أَبو الفَتْح محمّدُ بنُ علیِّ بن الحُسَیْن النَّطْنَزِیّان الأَدیبَانِ .ماتَ أَبو الفَتْح سنهَ 497 و له ترجمهٌ واسعَهٌ فی ذَیْل البنداریّ علی تاریخ الخَطیب.
نَغَزَ ،بالغَیْن المُعْجَمَه،أَهملَه الجوهریُّ ،و قال الفَرّاءُ: نَغَزَ بَیْنهم:أَغْرَی و حَمَلَ بعضَهُم علی بعضٍ ، کنَزَغَ .
و نَغَزَهم النُّغّازُ ،کرُمّان،أَی نَزَغَهم النُّزَّاغ.
و نَغَزَ الصَّبیَّ :دَغْدَغَه کنَزَغَه.
نَفَزَ الظَّبْیُ یَنْفِزُ -من حَدِّ ضَرَبَ - نَفْزاً و نُفُوزاً و نَفَزَاناً ،محرَّکَهً : وَثَبَ فی عَدْوِه و نَزَا،و کذلک أَبَزَ یَأْبِزُ، قالَه الأَصْمَعیُّ ،و قیل:رَفَعَ قَوَائمَه معاً و وَضَعها مَعاً، و قیل:هو أَشَدُّ إِحْضارِه،و قیل:وَثْبُهُ و وُقُوعُه مُنْتَشِرَ القَوَائم،فإِنْ وَقَعَ مُنْضَمَّ القَوَائمِ فهو القَفْزُ.و قال أَبو زَیْد:
النَّفْزُ :أَنْ یَجْمَعَ قَوَائمَه ثمّ یَثِبَ ،و أَنشدَ:
إِرَاحَهَ الجِدَایَهِ النَّفُوزِ (3)
و هو ظَبْیٌ یَنْفُوزٌ ،بتَقْدیم التَّحْتیَّه علی النُّون (4)،أَی شَدیدُ النَّفْز .
و نَفَّزَه تَنْفیزاً :رَقَّصه یقال: نَفَّزَتْهُ المَرْأَهُ ،و هی تُنَفِّزُ وَلَدَهَا.
و نَفَّزَ السَّهْمَ تَنْفیزاً : أَدارَه علی ظُفُره بیَده الأُخْرَی؛ لیَبینَ له اعوِجاجُه مِن استقامَتِه ،قالَه الأَزهریُّ کأَنْفَزَه ،قال أَوْسُ بنُ حَجرٍ:
یُحَزْنَ إِذَا أُنْفِزْنَ فی سَاقط النَّدَی
و إِنْ کانَ یَوماً ذا أَهَاضِیبَ مُخْضِلاَ
و النَّفِیزُ و النَّفِیزَهُ :زُبْدهٌ تَتَفَرَّقُ فی المِمْخَض و لا تَجْتَمِعُ .
و قال أَبو عَمْرو: النَّفْزُ (5):عدْوُ الظَّبْیِ منَ الفَزَعِ .
و نَوَافِزُ الدَّابَّهِ :قَوائمُها ،الواحدهُ نَافِزَهٌ ،قال الشَّمّاخ:
قَذُوفٌ إِذَا ما خَالَطَ الظَّبْیَ سَهْمُها
و إِنْ رِیغَ منْه أَسْلَمتْه النَّوَافِزُ
ص:160
و المَعْرُوفُ النَّواقزُ بالقَاف،کما سیأْتی.
و نَفْزَهُ :د،بالمغْرب ،هکذا نقلَه الصاغانیُّ ،و قال یاقُوتٌ فی المُعْجم:مَدینهٌ بالأَنْدَلُس:و قال شیخُنَا:و هذا غَلَطٌ ظاهرٌ؛إِذْ لا یُعرَفُ ببلاد المَغْرب بَلدهٌ یُقال لها: نَفْزَهُ ، و إِنّما المُصَنِّفُ رَأَی النِّسْبهَ إِلیها فظَنَّها بَلْدهٌ ،و هی قَبیلَهٌ مشهُورهٌ من قَبائل البَرْبر الذین بالمَغْرب،کما فی البُغْیه فی تَرْجمه الشَّیْخ أَبی حَیّانَ .وَ قَال فی نَفْح الطِّیب:و خَلَص عبدُ الرَّحْمن الدّاخلُ إِلی المَغْرب،و نَزَلَ علی أَخْوالِه نَفْزَهَ ، و هُمْ قبیلهٌ من بَرَابرهِ طَرابُلُس.انتهی.قلتُ :و هکذا ذَکَره الحافظُ فی التَّبْصیر،و نُسِبَ إِلیها جماعهٌ من المُحدِّثین، کالمُنْذر بن سعید البلُّوطِیِّ النَّفْزِیِّ ،ذَکَره الرُّشَاطیُّ ،و محمّد ابن سُلَیْمَانَ المَالَقِی النَّفْزیِّ ،و عبد اللّه بن محمّد النَّفْزیِّ ، ذَکَرهما ابنُ بشْکُوال،ثمّ قال:و نَفْزَهُ :قریهٌ بمالقَهَ منها:
ابنُ أَبی العاص النَّفْزیُّ شیخُ الشَّاطبِیِّ ،فالعجبُ من إِنکار شَیْخنا عَلی المصنِّف،و قَوله إِنّه لا یُعْرفُ بالمغْرب بَلدهٌ اسمُها نَفْزَهُ ،و قد صرَّحَ یاقُوتٌ فی مُعْجمه فی المُجلَّد الثّانی لمّا سردَ قَبائلَ البَرْبر فقال:و هذا أَسماءُ قَبائلِهم التی سُمِّیَتْ بها الأَمَاکِنُ التی نَزَلُوا بها،و هی هَوّارهُ و أَمناههُ و ضریسهُ و مغیلهُ و فجومه (1)و لیطه و مَطْنَاطهُ و صَنْهَاجَهُ و نَفْزَهُ و کُتَامَهُ ،إِلی آخر ما ذَکَر؛فکیف یَخْفَی علی شَیْخنَا هذا؟.
قلتُ :و من المَنْسُوبین إِلی هذه:وَجیهُ الدِّین موسَی بنُ محمّد النَّفْزیُّ :مُحَدِّثٌ ،ماتَ بمصْرَ،و الإِمَامُ أَبو عبد اللّه محمّدُ بنُ عَبّادٍ النَّفْزِیُّ :خَطِیبُ جامِعِ القَزْوِینیِّ ،الذی دُفِنَ بباب الفُتُوح من مَدینَه فاسَ ،و له کراماتٌ شَهیرهٌ ، و عبدُ اللّه بنُ أَحمدَ بن قَاسم بن مناد النَّفْزیُّ ،ممَّن لَقِیَه البْرُهَانُ البقَاعیّ ،مَاتَ قَرِیبَ الخَمْسین و الثَّمَانِمِائَه.
و النُّفّازُ ، کَرُمّان ،و هذا غَلَطٌ ،و صَوابُه: النُّفَازَی بالأَلِف المَقْصُورَهِ کما فی التَّکْملَه (2): لُعْبَهٌ لهم یَتَنَافَزُون فیها،أَی یَتَواثَبُون.
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
نَفَزَ الرجلُ ؛إِذا ماتَ ،کذا فی اللِّسان،و مثلُه لابن القَطّاع و ضَبَطَه.
النّقزُ ،بالقَاف، ککَتِف ،هکذا فی سائر الأُصُول،و ضَبَطَه الصّاغَانیُّ بکسر النُّون،و هو الصَّوَابُ :
المَاءُ الصّافی العَذْبُ .
و أَنْقَزَ الرَّجُلُ : دَاوَمَ علی شُرْبه قالَه ابنُ الأَعْرَابیِّ .
و قولُه:«دَاوَمَ »هکذا فی سائر النُّسَخ بالوَاوِ،و وَقَع فی نَصِّ النَّوادر و التَّکْملَه:دَامَ ،بغیر وَاوٍ (3)و هو الأَحْسَنُ .
و النِّقْزُ -بالکَسْر-کما ضَبَطَه الصّاغَانیُّ علی الصَّوَاب، و سیَاقُ المصنِّف یَقْتَضی أَن یکونَ ککَتِف،و هو غَلَطٌ :
اللَّقَبُ ،و یُحَرَّکُ .
و النُّقْزُ بالضّمّ :البِئْرُ ،و کذلک النِّقْزُ ،بالکَسْر؛ففی اللِّسَان:یقال:ما لِفُلان بموضِع کذَا نُقْزٌ و نِقْزٌ ،أَی بِئْرٌ أَو ماءٌ،الضَّمُّ عن ابن الأَعْرَابیِّ ،و قد رُوِیَ بالرّاءِ و الزّای جمیعاً،و جَعَلَه الصّاغَانیُّ بالرّاءِ تَصْحیفاً؛و کأَنَّه لأَجْل هذا لم یَتعرَّض له المُصنِّف هناک.و قد اسْتَدْرَکْنَا علیه فی ذلک المَوْضع،فرَاجِعْه.و کذلک یقولون:ما له شِرْبٌ و لا مِلْکٌ ، و لا مُلُکٌ و لاَ مَلَکٌ .
و النَّقْزُ ، بالفَتْح:الوَثْبُ صُعُداً،و قد غَلَبَ علی الطّائر المُعْتَادِ الوَثْب،کالغُرَاب و العُصْفُورِ، کالنَّقَزَان ،محرَّکَهً .
نَقَزَ یَنْقُزُ و یَنْقِزُ نَقْزاً و نَقَزَاناً و نِقَازاً ،و نَقَزَ (4).کذا فی المُحْکَم،ففی عبَارَه المصنِّف قُصُورٌ ظاهرٌ من وُجُوه،کما یَظْهَرُ عند التَّأَمُّل.و قال ابنُ دُرَیْد: النَّقْزُ :انْضمامُ القَوَائمِ فی الوَثْب،و النَّفْزُ:انتشارُهَا.و
17- فی حَدیث ابن مَسْعُود:
«کان یُصَلِّی الظُّهْرَ و الجَنَادِبُ تَنْقُزُ من الرَّمْضَاءِ». أَی تَقْفزُ و تَثبُ من شدَّه الحَرِّ.و
17- فی الحَدیث أَیضاً: « یَنْقُزَان القِرَبُ (5)علی مُتُونِهمَا». أَی یَحْملانهَا و یَقْفِزَان بها وَثْباً.و قد اسْتُعْمِلَ النَّقْزُ أَیضاً فی بَقَرِ الوَحْشِ ،قال الرّاجزُ:
کَأَنَّ صیرَانَ المَهَا المُنَقَّزِ
و النَّقَزُ ، بالتَّحْریک:رُذَالُ المالِ ،و یُکْسَرُ ،و أَنشدَ الأَصْمَعِیُّ :
ص:161
أَخَذْتُ بَکْراً نَقَزاً منَ النَّقَزْ و نابَ سَوْءٍ قَمَزاً منَ القَمَزْ و أَنْقَزَ الرجُلُ : اقْتَنَاه ،مثْلُ أَقْمَزَ و أَغْمَزَ.
و عَطَاءٌ نَاقِزٌ و ذُو نَاقِز : خَسِیسٌ ،قال إِهَابُ بنُ عُمَیْر:
لاَ شَرطٌ فیهَا و لا ذُو ناقِزِ
قاظَ القُرَیّاتِ (1)إِلی العَجَالِزِ
و النُّقَازُ ، کغُرَاب:داءٌ للماشَیه و خُصَّ بالغَنَم شَبیهٌ بالطّاعُون فتَثْغُو الشَّاهُ منه ثَغْوَهً وَاحدَهً ،و تَنْزُو و تَنْقِزُ منه حتّی تَمُوتَ ،مثْلُ النُّزَاءِ.
و شاهٌ مَنْقُوزَهٌ :بها ذلک.
و أَنْقَزَ الرجُلُ : وَقَعَ فی ماشِیَتِه ذلک.
و أَنْقَزَ عَدُوَّه:قَتَلَه قَتْلاً وَ حِیًّا ،أَی سَریعاً.
و النّقَّازُ ، کرُمَّان و شَدَّادٍ:طائرٌ أَسودُ الرَّأْسِ و العُنُقِ ، و سائرُه إِلی الوُرْقَه، أَو هو من صِغَار العَصَافیرِ. و قال عَمْرو ابنُ بَحْر:یُسَمَّی العُصْفُورُ نَقَّازاً و جَمْعُه النَّقَاقِیزُ ، لنَقَزَانِه ، أَی وَثْبِه إِذا مَشَی..و العُصْفُورُ طَیَرَانُه نَقَزَانٌ أَیضاً؛لأَنَّه لا یَسْمَحُ بالطَّیَرَان کما لا یَسْمَحُ بالمَشْی.
و انْتَقَزَت الشّاهُ :أَصَابَهَا النُّقَازُ ،أَی الدّاءُ الذی ذُکِرَ آنفاً.
و انْتَقَزَ له منْ مالِه:أَعْطَاه نَقَزَه ،أَی خَسِیسَه و اختارَ له ذلک.
و نَقِیزَهُ ،کسَفینَه:کُورَهٌ بمصرَ من کُوَر بَطْن الرِّیف.
و نَوَاقِزُ الدَّابَّهِ :قَوَائمُهَا ؛لأَنها تَنْقُزُ بها،و کذلکَ وَقَعَ فی المصنَّف لأَبی عُبَیْدٍ،وَ أَوْرَدَ شِعْرَ الشَّمّاخ،و یُرْوَی النَّوَافِزُ، بالفَاءِ،و قد تَقَدَّمَ قَریباً، و التَّنْقیزُ :التَّرْقیصُ ،یُقَال: نَقَّزَت المَرْأَهُ صَبِیَّهَا،إِذا رَقَّصَتْه.
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
النِّقْزُ ،بالکَسْر:الرَّدیءُ الفَسْلُ من النّاس.
و نَقَزَه عنهم:دَفَعَه،عن اللِّحْیَانیِّ .و أَنْقَزَ عن الشیْ ءِ:کَفَّ وَ أَقْلَعَ .
و نُقِزُوا ،بالضّمّ :رُذِلُوا،و هذه من التَّکْملَه.
نَکَزَت البِئْرُ،کنَصَرَ و فَرِحَ ، تَنْکُزُ و تَنْکَزُ نَکْزاً (2)و نُکُوزاً : فَنِیَ ماؤُهَا ،و قیل:قَلَّ .
و أَنْکَزْتُهَا ،و کذلک نَکَزْتُهَا .
و هی بِئْرٌ نَاکِزٌ و نَکُوزٌ ،کصَبُور،قال ذو الرُّمَّه:
علی حِمْیَرِیّاتٍ کأَنّ عُیُونَهَا
ذِمَامُ الرَّکَایَا أَنْکَزَتْهَا المَوَاتِحُ
ج نَوَاکِزُ و نُکُزٌ ،بضَمَّتَیْن.
و نَکَزَ الماءُ نُکُوزاً ،بالضّمّ : غَارَ و نَقَصَ .
و نَکَزَتْهُ الحَیَّهُ تَنْکُزُه نَکْزاً : لَسَعَتْ بأَنْفهَا ،و خَصَّ بعضُهُم به الثُّعْبَانَ و الدَّسّاسَهَ .قال أَبو الجَرّاح:یُقَال للدَّسَّاسَه من الحَیَّاتِ وَحْدَهَا: نَکَزَتْه ،و لا یُقَال لغیرهَا.
و قال الأَصْمَعیُّ : نَکَزَتْه الحَیَّهُ و وکَزَتْه و نَشَطَتْه و نَهَشَتْه بمعنًی وَاحدٍ.و قال غیرُه: النَّکْزُ :أَنْ یَطْعَنَ (3)بأَنْفه طَعْناً.
و نَکَزَ فُلانٌ :ضَرَبَ و دَفَعَ نقلَه الجوهَریُّ عن الأَصْمَعیّ .
و فی التکمله: نَکَزَ : نَکَصَ .
و النِّکْزُ ،بالکَسْر:الرُّذالُ ،و الذی فی التَّکْملَه:الرَّذْلُ ، أَی من المَالِ و النّاسِ ،و کأَنَّهُ لغهٌ فی النِّقْز.
و النِّکْزُ أَیضاً: باقِی المُخِّ فی العَظْم.
و النَّکْزُ ، بالفتح :الطَّعْنُ و الغَرْزُ بشیْ ءٍ مُحَدَّدِ الطَّرَفِ ، کسِنَانِ الرُّمْح،و قیل.بطَرَفِ شیْ ءٍ حَدیدٍ.
و النَّکّازُ ، کشَدّاد:حَیّهٌ لا یَنْکُزُ إِلاّ بأَنْفه. و قال النَّضْر:
لیْس له فَمٌ یَعَضُّ به. و قال غیرُه: لا یُعْرَفُ ذَنَبُه منْ رَأْسه؛ لدِقَّته ،أَی لدِقَّه رَأْسه،و هی من أَخْبَث الحَیّات لا تَقْبَلُ رُقْیَهً ، ج، نَکَاکیزُ و نَکّازاتٌ .
قال أَبو زَیْد: النَّکْزُ من الحَیَّه بالأَنْف،و مِن کلِّ دابَّهٍ سِوَی الحَیَّهِ العَضُّ .
ص:162
و قال شَمِرٌ: النَّکّازُ :حَیَّهٌ لا یُدْرَی ذَنَبُهَا من رَأْسهَا،و لا تَعَضُّ إِلاّ نَکْزاً ،أَی نَقْزاً.
*و ممّا یُسْتَدْرَک عَلَیْه:
جاءَ نکزاً (1)،أَی فارِغاً،من قولهم: نَکِزَت الْبِئْرُ،عن ثَعْلَب.و قال ابنُ الأَعْرَابیِّ : مُنْکِزاً ،و إِنْ لَم نَسْمَعْهم قالوا:
أَنْکَزَت الْبِئْرُ،و لا أَنَکَزَ صاحِبُها.
و نَکِزَ البَحْرُ:نَقَصَ .
و فُلانٌ بمَنْکَزَهٍ من العَیْش،أَی ضِیقٍ .
و النَّکْزُ :العَضُّ من کُلِّ دابَّهٍ ،عن أَبی زید.
و نَکَزَ الدّابَّهَ بعَقِبه لیَحُثَّهَا:ضَرَبَهَا.و قال الکسَائیّ :
نَکَزْتُهُ و وَکَزْتُه و لَهَزْتُه (2)بمعنًی وَاحدٍ.
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
نمز ،و هذه المادَهُ مُهْمَلَهٌ لدیهم.
و بَنُو النَّمَازی ،بالفَتْح:قَبیلهٌ بالیَمَن.
و نِیمروز ،بالکَسْر:اسمٌ لوِلاَیَهِ سِجِسْتَانَ و نَاحیَتهَا؛ سُمِّیَ (3)فیما زَعَمُوا أَنّها مِثْلُ نِصْفِ الدُّنْیَا.قالَه یاقُوتٌ .
نَهَزَه ،کمَنَعَه:ضَرَبَه و دَفَعَه ،مثلُ وَکَزَه و نَکَزَه.
و قال الأَزْهَریّ :فُلانٌ یَنْهَزُ دَابَّتَه نَهْزاً و یَلْهَزُهَا لَهْزاً،إِذا دَفَعَهَا و حَرَّکَهَا.و قال الکسَائیُّ : نَهَزَه و لَهَزَه بمعْنًی وَاحدٍ.
و نَهَزَ الشَّیْ ءُ:قَرُبَ .
و نَهَزَ رَأْسَه:حَرَّکَه.
و نَهَزَت الدَّابَّهُ :نَهَضَتْ بصَدْرهَا للسَّیْر و المُضِیِّ ،قال ذو الرُّمَّه:
قِیَاماً تَذُبُّ البَقَّ عن نُخَرَاتهَا
بنَهْرٍ کإِیماءِ الرُّؤُوسِ المَوتِعِ (4)
و نَهَزَ بالدَّلْو فی البِئْر یَنْهَزُ بها نَهْزاً : ضَرَبَ بهَا فی المَاءِ ،و فی بعض الأُصُول:إِلی المَاءِ لتَمْتَلِیءَ و فی الأَساس:حَرَّکَها لتَمْتَلئَ .
و النُّهْزَهُ :بالضّمّ :الفُرْصَهُ تَجِدُهَا من صاحِبکَ ،و یقال:
فُلانٌ نُهْزَهُ المُخْتَلِسِ ،أَی هو صَیْدٌ لکلِّ أَحَدٍ.
و انْتَهَزَها :اغْتَنَمها. و تقول: انْتَهِزْها قد أَمْکَنَتْکَ قَبْلَ الفَوْتِ .و فی الأَساس: انْتَهِزْ فقد أَعْرَضَ لکَ .
و انْتَهَزَ فی الضَّحِک:أَفْرَطَ فیه و قَبَّحَ ،نقَلَه الصاغَانیُّ .
و نَاهَزَه مُنَاهَزَهً : دَانَاه و قَارَبَه،و کذلک نَهَزَه ،یقال: نَاهَزَ فُلانٌ الحُلُمَ ،و الصَّبِیُّ البُلُوغَ ،و کذا قَوْلُهُم: نَاهَزَ الخَمْسینَ ،و قال الشاعر:
تُرْضِعُ شِبْلَیْن فی مَغَارِهما
قد ناهَزَا للْفِطَامِ أَو فُطِمَا
و ناهَزَ الصَّیْدَ مُنَاهَزَهً : بَادَرَه فقَبَضَ عَلَیْه قبلَ إِفْلاتِه.
و تَنَاهَزَا :تَبَادَرَا و اغْتَنَمَا،أَنشَدَ سیبَوَیْه:
و لقدْ عَلِمْتُ إِذا الرِّجَالُ تَنَاهَزُوا
أَیِّی و أَیُّکُمُ أَعَزُّ و أَمْنَعُ
و یقال: نَهْزُ کَذَا،بالفَتْح،و نُهَازُه ،بالضّمّ و الکسر ،أَی قَدْرُه و زُهَاؤه. یُقالُ إِبل نَهْزُ مِائَهٍ و نُهَازُ مِائَهِ ،أَی قُرَابَتُها، و قال الأَزهریّ :کان الناسُ نَهْزَ عَشرهِ آلافٍ ،أَی قُرْبَها؛ و حَقِیقَتُه:کان ذا نَهْزٍ .
و النَّهِزُ ، ککَتِف:الأَسَدُ ،نقلَه الصَّاغَانیُّ ،کَأَنَّه لدَفْعِه و ضَرْبِه و حَرَکَتِه.
و النَّهّازُ ،کشَدّاد: الحِمَارُ الذی یَنْهَزُ بصَدْرِه للسَّیْر ، قال:
فلا یَزَالُ شاحِجٌ یَأْتِیکَ بِجْ
أَقْمَرُ نَهّازٌ یُنَزِّی زَفْرَتِجْ
و المُنْهَزُ ،کمُکْرَم،منَ الرَّکِیَّه:مَا ظَهَرَ من ظَهْرهَا حیثُ تَقُومُ السَّانِیَهُ :إِذا دَنَا من فَمِ الرَّکِیَّه هکذا نقلَه الصاغانیُّ .
و قد سَمَّوْا نَاهِزاً و نَهّازاً ،ککَتّانٍ .
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
النَّهْزُ :التَّنَاوُلُ بالیَد،و النُّهُوضُ للتَّناوُلِ جمیعاً.
ص:163
و انْتَهَزَ الشَّیْ ءَ،إِذا قَبِلَه و أَسْرَعَ إِلی تَنَاوُلِه.
و انْتَهَزَها و ناهَزَها :تَنَاوَلَهَا من قُرْب.
و یقَال للصَّبِیِّ إِذا دَنَا للفِطَام: نَهَزَ للفِطَام،فهو نَاهِزٌ ، و الجَارِیَهُ کذلک.
و نَهَزَ الفَصِیلُ ضَرْعَ أُمِّه:مثْلُ لَهَزَه.
و نَهَزَ النّاقَهَ نَهْزاً :ضَرَبَ ضَرَّتَها لتَدرَّ صُعُداً.
و النَّهُوزُ من الإِبل:التی یَمُوتُ وَلَدُهَا فلا تَدِرُّ حتی یُوجَأَ ضَرْعُهَا،قال:
أَبْقَی علی الذُّلِّ منَ النَّهُوزِ
و قیل:نَاقَهُ نَهُوزٌ :شَدیدَهُ الدَّفْعِ للسَّیْرِ،قال:
نَهُوزٍ بأُولاهَا زَجُولٍ بصَدْرهَا (1)
و أَنْهَزَت النّاقَهُ ،إِذا نَهَزَ وَلَدُهَا ضَرْعَهَا،هکذا قالَه ابن الأَعْرَابیِّ ،و رَوَی قولَ الشاعر:
و لکنَّهَا کانَتْ ثَلاثَاً مَیَاسِراً
و حائلَ حُولٍ أَنْهَزَتْ فَأَحَلَّتِ
و رَوَاه غیرُه«أَنْهَلَتْ »باللام.
و نَهَزَ الدَّلْوَ یَنْهَزُهَا نَهْزاً :نَزَعَ بها.
و دِلاَءٌ نَوَاهِزُ ،قال الشَّمّاخ:
غَدَوْنَ لَهَا صُعْرَ الخُدُودِ کمَا غَدَتْ
علی ماءِ یَمْؤُودَ الدِّلاَءُ النَّوَاهِزُ
یقول:غَدَتْ هذه الحُمُرُ لهذا الماءِ کما غَدَت الدِّلاءُ النَّواهِزُ فی یَمْؤُدَ.و قیل: النَّواهِزُ :اللاّتِی یُنْهَزْنَ فی المَاءِ، أَی یُحَرَّکْنَ ؛لیَمْتَلِئْنَ ،فاعِلٌ بمعنی مَفْعُولٍ .
و هما یَتَنَاهَزَان إِمَارَهَ بَلَدِ کذَا،أَی یَتَبَادَرَان إِلی طَلَبِهَا و تَنَاوُلِهَا.و المُنَاهَزَهُ :المُسَابَقَهُ .
و نَهَزَ الرجُلُ :مَدَّ بعُنُقِه و نَأَی بصَدْرِه؛لیَتَهَوَّعَ .
و نَهَز قَیْحاً:قَذَفَه.و یقال: نَهَزَتْنی إِلیکَ حاجَهٌ ،أَی جاءَتْ بی إِلیکَ .
و اسْتَدْرَک شیخُنَا من التَّوْشیحِ للجَلال:
أَنْهَزَه إِنْهازاً :دَفَعَه.
و أَنْهَزَه أَیضاً،کأَنْهَضَه،وَزْناً و مَعْنًی.
و قد سَمَّوْا مُنَاهِزاً و نُهَیزاً .
التَّنْویزُ :التَّقْلِیلُ ،أَهملَه الجوهریُّ ،و
17- نقَلَه شَمِرٌ عن القَعْنَبِیِّ فی تَفْسیر حَدیثِ حِزَامِ بنِ هشَامٍ عن أَبیه، قال: «رأَیْتُ عُمَرَ رضیَ اللّه عنه أَتاه رجُلٌ من مُزَیْنَهَ بالمُصَلَّی عامَ الرَّمَادَهِ ،فشَکَا إِلیه سُوءَ الحال،و إِشْرَافَ عِیَاله علی الهَلاَکِ ،فأَعْطَاه ثَلاثَهَ أَنْیَابٍ جَزَائرَ (2)و جَعَلَ علیهنَّ غَرَائرَ فیهنّ رِزَمٌ من دَقیق،ثم قال له:سِرْ فإِذا قَدِمْتَ فانْحَرْ ناقَهً ،فأَطْعِمْهم بوَدَکِهَا و دَقِیقهَا،و لا تُکْثِرْ طَعامَهم فی أَوّلِ ما تُطْعِمُهم،و نَوِّزْ .فَلَبِثَ حِیناً،ثمّ إِذا هو بالشَّیْخ المُزَنِیَّ فسأَلَه،فقال:فَعَلْتُ ما أَمَرْتَنی[به] (3)،و أَتَی اللّه بالحَیَا،فبعْتُ ناقَتَینْ ،و اشتَریتُ للعِیَال صُبَّهً من الغَنَم، فیه تَرُوحُ علیهم» (4). قال شَمِرٌ:قال القَعْنَبیُّ :قَولُه: نَوِّزْ ، أَی قَلِّلْ ،قال شَمِرٌ:و لم أَسْمَعْ هذه الکَلمَهَ إِلاّ له،و هو ثقَهٌ .هکذا هو نَصُّ الأَزْهَریِّ فی التهذیب،و خالَفَه الصّاغَانیُّ فقال:قال شَمِرٌ:و لم أَسمع هذه الکَلمَهَ إِلاّ لعُمَرَ رضیَ اللّه عنه.
و نُوزُ ،بالضَّمّ :ه من قُرَی بُخَارَا،و یقال لها أَیضاً:
نُوزَابَاذُ .قولُ شیخِنا:و قولُه:بالضَّمّ ،أَی مَبْنیّاً للمَجْهُول لأَنَّه من إِطلاقاته فی الأَفْعَال،مَحَلُّ تَأَمُّل؛و کأَنَّه سَقَطَ من نُسْخَته إِشارَهُ القَرْیَه،و هو سَهْوٌ ظَاهرٌ.و أَفَادَ یاقُوتٌ أَن نُوزاً معناه بالُّلغه الخُوارَزْمیّه:الجَدیدُ،و به سُمِّیَت القَریَهُ نوزکاث (5)،أَی الحائِط الجدید؛و نُسِبَ إِلیها الإِمَامُ المحدِّثُ المُطَهَّر بن سَدیدٍ النُّوزیُّ اسْتُشْهِدَ فی وَقْعَهِ التَّتَارِ.
ص:164
*و مما یستدرک علیه:
نَیَازَهُ ،بالکَسْر:قَرْیهٌ بین کشَّ (1)و نَسَفَ ،و النِّسْبَهُ إِلیها:
نِیَازَکِیٌّ ،بزیاده الکاف،و قد یقال: نِیَازَویٌّ (2).إِلیها نُسِبَ الإِمَامُ أَبو نَصْرٍ أَحمدُ بنُ محمّد بن الحَسَن الکَرْمِینیُّ (3)، یَرْوِی عن الهَیْثَم بنِ کُلَیْبٍ الشّاشیِّ ،و عنه المُسْتَغْفریُّ .
تُوُفِّیَ سنهَ 399.
*و مما یستدرک علیه:
نَوَازُ ،کسَحَاب:قَریهٌ فی جَبَل السُّمَاقِ ،من أَعمال حَلَبَ ،فیها تُفَّاحٌ کبیرٌ مَلیحُ اللَّوْنِ أَحْمَرُ،قالَهُ یاقُوتٌ .
و نُوَیْزَهُ ،مصغَّراً:مَوضعٌ بفارِسَ (4).نُسِبَ إِلیه أَبو سَعْد محمّدُ بنُ أَحمِدَ النُّوَیْزیُّ الصُّوفیُّ السَّرْخَسیُّ :من شُیُوخ ابن السَّمْعَانیِّ و ابن عَسَاکِرَ.ماتَ فی سنه 543.
الوَتْزُ :شَجَرٌ ،أَهمَلَه الجَوْهَریُّ ،و هی لُغَهٌ یَمَانِیَّهٌ ،و نَسَبَهَا صاحِبُ اللِّسان إِلی ابن دُرَیْدٍ و قال:لیس بثَبتٍ ،و نقلَه الصّاغَانیُّ من غیر عَزْوٍ لابن دُرَیْدٍ،و کأَنَّهَا سَقَطَتْ من نُسْخَه الجَمْهَرَه التی عنده.
الوَجْزُ :الرجُلُ السَّریعُ الحَرَکَهِ فیما أَخَذَ فیه، و هی بهاءٍ.
و الوَجْزُ أَیضاً:الرجُلُ السَّریعُ العَطَاءِ ،قال رُؤْبَهُ :
لوْلاَ عَطَاءٌ (5)من کَرِیمٍ وَجْزِ
یُعْفِیکَ عَافِیهِ و قَبْلَ النَّحْزِ
أَی یَأْتیکَ خَیْرُه عَفْواً قَبلَ السُّؤَالِ .
و الوَجْزُ : الخَفیفُ المُقْتَصَدُ من الکَلامِ و الأَمْرِ.
و الوَجْزُ : الشیْ ءُ المُوجَزُ ،کالوَاجِزِ و الوَجِیزِ ،یقال:أَمْرٌ وَجْزٌ و وَجِیزٌ و وَاجِزٌ و مُوجَزٌ و مُوجِزٌ ،و کلامٌ وَجْزٌ و وَجِیزٌ و وَاجِزٌ .
و قد وَجزَ فی مَنْطِقِه-ککَرُمَ و وَعَدَ- وَجْزاً ،بالفَتْح، و وَجَازَهً ،کسَحَابَه، و وُجُوزاً ،بالضَّمِّ ،الثَّانی مصدَرُ باب کَرُمَ ،ففیه لَفٌّ نَشْرٌ غیرُ مُرَتَّبٍ .
و المَوَاجِزُ :ع ،قالَه أَبو عَمْرو،و قال غیرُه:هو المَوَازِجُ ، و قد ذُکِرَ فی الجیم.
و أَوْجَزَ الکَلامُ :قَلَّ فی بَلاَغَه،و کذلکَ : وَجُزَ ،ککَرُمَ ، وَجَازهً و وَجْزاً ،کذا فی المُحْکَم.
و أَوْجَزَ کَلاَمَه:قَلَّلَه ،و کذلک العَطَاءَ.و هو کَلامٌ وَجْزٌ ، و عَطاءٌ وَجْزٌ .و فی المُحْکَم،أَی اخْتَصَرَه،قال:و بین الإِیجازِ و الاختصار فَرْقٌ مَنْطِقیٌّ لیس هذا مَوضعَه.قلتُ :
و قد تَقَدَّمَ الکَلامُ فی الفَرْق بینهما فی خ ص ر (6)و إِنْ مالَ قَومٌ إِلی تَرَادُفِهما.و فی النهایه فی تفسیر
16- حدیث جَریر: «إِذا قلتَ فأَوْجِزْ ». أَی أَسْرعْ و اقْتَصِرْ.قال شیخُنا:و قد یُمْکنُ أَن یکونَ (7)هذا من باب مُسْهَبٍ السابق،فتَأَمَّلْ .
و هو مِیجَازٌ ،کمِیزانٍ ،أَی یُوجِزُ فی الکَلامِ و الجَوَاب.
و أَوْجَزَ العَطِیَّه:قَلَّلَهَا ،کذا نَقلَه الصاغَانیُّ ؛کأَنه من الوَجْز ،و هو الوَحَی،و نَقلَ عن ابن دُرَیْدٍ (8): المِیجَازُ :
مِفْعَالٌ من الإِیجاز فی الجَوَاب و غَیْره،و هکذا نَقَلَه.و فی قوله:«مِفْعَالٌ من الإِیجاز»مَحَلُّ نَظَرٍ؛لأَن مِفْعالاً لا یُبْنَی من المَزِید،فتَأَمَّلْ .و فی الِّلسَان: أَوْجَزَ العَطاءَ:قَلَّلَه، و عَطَاءٌ وَجْزٌ ،و منه قولُ الشاعر:
ما وَجْزُ مَعْرُوفِکَ بالرِّمَاقِ
فهذا یُسْتَدْرَکُ به علی المصنِّف.
و تَوَجَّزَ الشَّیءَ مثْلُ تَنَجَّزَه ،أَی الْتَمَسه و سَأَلَ إِنْجَازَه.
ص:165
و وَجْزَهُ ،بالفَتْح: فَرَسُ یَزید بن سِنَان بنِ أَبی حَارِثَهَ المُرِّیِّ ،سُمِّیَ من الوجْز ،و هو السُّرْعه.
و أَبو وَجْزَه :یَزیدُ بنُ عُبَیْدٍ أَو أَبی عُبیْدٍ:شاعرٌ سَعْدیٌّ سَعْدُ بنُ بَکْرٍ،بل تَابِعیٌّ ،کما صَرَّحَ به الحَافظُ فی التَّبْصیر.و فی الصّحَاح:شاعِرٌ و مُحَدِّثٌ .
*و مما یستدرک علیه:
الوَجْزُ :البَعِیرُ السَّرِیعُ ،و به فُسِّرَ قولُ رُؤْبَهَ :
علی حَزَابیٍّ جُلاَلٍ وَجْزِ
و مَعْرُوفُ وَجْزٌ :قَلیلٌ .
و مُوجِزٌ :من أَسْمَاءِ صَفَرَ،قال ابنُ سیدَه:أُرَاها عَادِیَّهً .
الوَخْزُ ،کالوَعْد:الطَّعْنُ بالرُّمْح و غَیرهِ کالخِنْجَر و نَحوِه، لا یکونُ نافِذاً ،و به فُسِّرَ
16- حدیثُ الطَّاعُونِ : «فإِنّه وَخْزُ إِخْوَانِکم من الجِنِّ ». و
16- فی حدیث عَمْرو بن العاص:
«إِنّمَا هو وَجْزٌ من الشَّیْطَان».و فی روَایَه:«رِجْزٌ».
و قیل: الوَخْزُ :هو الطَّعْنُ النافذُ،و علیه حَمَل بعضُهُم حدیثَ الطّاعُون و الوَخْزُ أَیضاً: التَّبْزیغُ . قال أَبو عَدْنَانَ :
یُقَال:بَزَّغَ البیْطَارُ الحَافِرَ،إِذا عَمَدَ إِلی أَشاعِرِه بمِبْضَع فوَخَزَه به وَخْزاً خَفیفاً لا یَبْلُغُ العَصَبَ ،فیکونُ دَوَاءً له،و أَمّا فَصْدُ عِرْقِ الدّابَّهِ ،و إِخْرَاجُ الدَّمِ منه فیقال له:التَّوْدیجُ .
و قال خالدُ بنُ جَبْنَهَ : وَخَزَ فی سَنَامِهَا بمِبْضَعِه.قال:و الوَخْزُ کالنَّخْس،و یکونُ من الطَّعْن الخَفیفِ الضَّعیفِ .
و الوَخْزُ : القَلیلُ منْ کلِّ شیْ ءٍ. و یُطْلَقُ علی القَلِیل من الخُضْرَه فی العِذْق،و الشَّیْبِ فی الرَّأْس،و قال أَبو کاهِلٍ الیَشْکُریُّ یُشَبِّه ناقَتَه بالعُقَاب:
لَها أَشارِیرُ منْ لَحْمٍ تُتَمِّرُه (1)
من الثَّعَالِی و وَخْزٌ منْ أَرَانِیهَا
الوَخْزُ شیءٌ منه لیس بالکثیر.و قال الِّلحْیَانیُّ : الوَخْزُ :
الخَطِیئَهُ بعدَ الخَطیئَه.قال الأَزهریُّ :مَعْنَی الخَطِیئَه:
القَلِیلُ بین ظَهْرَانَیِ الکَثیر[من غیر جنس القلیل] (2).و قال ثعلبٌ :هو الشیْ ءُ بعدَ الشیْ ءِ،قال:و قالوا:هذه أَرضُ بَنی تَمیم و فیها وَخْزٌ من بَنی عامرٍ،أَی قلیلٌ ،و أَنشدَ:
سِوَی أَنّ وَخْزاً من کِلاَبِ بنِ مُرَّهٍ
تَنَزَّوْا إِلینا منْ نَقیعَهِ جابِرِ (3)
و من ذلک: الوَخْزُ : الشَّعْرَهُ بعدَ الشَّعْرَه تَشیبُ و باقِی الرَّأْسِ أَسْوَدُ ،یقال: وَخَزَه القَتیرُ وَخْزاً ،و لَهَزَه لَهْزاً،بمعنًی وَاحدٍ،إِذا شَمِطَ مَوَاضِعُ من لِحْیَته،فهو مَوْخُوزٌ ،و هو مَجَازٌ.
و الوَخْزُ : عَمَلُ الوَخِیزِ ،کأَمیر، و هو ثَرِیدُ العسَلِ ،نقلَه الصاغانیُّ .
و یُقَال إِذا دُعِیَ القَوْمُ إِلی طَعَامٍ : جاءُوا وَخْزاً وَخْزاً ، أَی أَرْبَعَهً أَربَعَهً ،و إِذا جاءُوا عُصْبَهً (4)قِیل:جاءُوا أَفَاوِیجَ ، أَی فَوْجاً فَوْجاً.قالَه الَّلیْثُ .
*و مما یستدرک علیه:
الوَخْزُ :ما أَرْطَبَ من البُسْر.
و الوَخْزُ :الطّاعُونُ نَفسُه،و به فُسِّرَ قولُ الشاعر:
قد أَعْجَلَ القَومَ عن حاجاتهم سَفَرٌ
مِن وَخْزِ جِنٍّ بأَرْضِ الرُّومِ مذْکُورِ
و یُقَال:إِنِّی لأَجِدُ فی یَدِی وَخْزاً ،أَی وَجَعاً،عن ابن الأَعْرَابیِّ .
و الوَخْزُ :المُخالَطَهُ .
ورْزٌ ،أَهملَه الجوهریُّ و صاحبُ اللِّسَان.و قال الصّاغَانیُّ و یاقُوتٌ :اسمُ ع.
و إِبراهیمُ بنُ محمّد بنِ بِشْرَوَیْهِ بن وَزْرٍ البُخَاریُّ :
مُحَدِّثٌ ،رَوَی عن عُبَیْد بن وَاصِلٍ .
و وَرْزَهُ :لَقَبُ مُقَاتِل بن الوَلیدِ ،نقَلَه الصاغَانیُّ .
و الوَرِیزَهُ :العِرْقُ الذی یَجْرِی من المَعِدَه إِلی الکَبِد.
و بلا لامٍ :رَجُلٌ من غَسّانَ . تَبعَ فیه المُصَنِّفُ الصاغَانیَّ حیثُ قال:و وَرِیزَهُ الغَسّانیُّ ،علی فَعِیلَه.و لم یُبَیِّنْه،و هو
ص:166
وَرِیزَهُ بنُ محمّد الغَسّانیُّ ،حَدَّثَ بدمشقَ ،قبلَ الثَّلاثمائَه، رَوَی عنه خَیْثَمَهُ بنُ سُلَیْمَانَ ،فهذا کان یُنَاسِبُ أَن یقولَ فیه:«و بلا لام:مُحَدِّثٌ غَسّانیُّ »مع أَنّ الحَافظَ عبدَ الغَنیِّ المَقْدسیِّ قَیَّدَه بالتَّصْغیر و ضَبَطَه،کما نَقَلَه عنه الحافظُ فی التَّبْصیر،ففی کلام المصنِّف نَظَرٌ من وُجُوه.
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
وَرْزَاز ،کسَلْسَال:قبیلَهٌ بالمَغْرب من البَرْبَر،أَو مَوضعٌ ، منهم:الإِمامُ المُحَدِّثُ أَبو عبد اللّه محمّدُ بنُ أَحمدَ بن عبد اللّه بن الحُسَیْن الوَرْزَازیُّ ،أَخَذَ عن أَحمدَ بن الحاجّ الفاسیِّ ،و عبدِ اللّه بن عبد الواحدِ بن أَحمدَ القدوسیّ ، و الحُسَیْنِ بن محمّد بن سَعیدٍ الغیلانیّ ،و أَبی زَیْد عبد الرَّحمن بن عِمْرَانَ الفَاسیِّ ،و غیرِهم،حَدَّث عنه شُیوخُنا:الشِّهابانِ أَحمدُ بنُ عبد الفَتّاح و أَحمدُ بنُ الحَسَن القاهِریّانِ و غیرُهُم.
و وَرَازَانُ :من قُرَی نَسَفَ .
و وَرَازُونُ :مَوضعٌ .
و وَرْزٌ :مَوضعٌ .
و وَرْزَنِینُ :من أَعیانِ قُرَی الرَّیّ کالمَدینَه (1).
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
وَراکِیز (2)بالفَتح:بَلدهٌ بینها و بین بَلْخ ثَلاثهُ أَیامٍ .
الوَزُّ ،لغهٌ فی الإِوَزِّ ،و هو من طَیْرِ الماءِ،قالَه الجوْهریُّ ، کالوَزِّینَ ،بفتح فتشدید زایٍ مکسورهٍ ،نقلَه الصاغانیُّ ،و نَصُّه: الوَزِّینَهُ :الإِوَزَّهُ .
و أَرْضٌ مَوَزَّهٌ :کَثیرَتُه ،و هذا علی حَذْف الهَمزه،و أَمّا علی إِثباتهَا فیَنْبَغِی أَن یکونَ مَأْوَزَهً ،کما حَقَّقه اللَّیْثُ ، و تقدَّم ذلک فی أَوَّل الباب.
و الوَزْوَازُ :طائرٌ ،عن ابن دُرَیْد (3).
و الوَزْوَازُ : الرَّجُلُ الطَّیّاشُ الخَفیفُ فی مَشْیِه، کالوُزَاوِزَهِ (4)،بالضَّمِّ و الوَزْوازُ أَیضاً: الذی یُوَزْوِزُ اسْتَه إِذا مَشَی،أَی یُلَوِّیها ،و هو مَشْیُ الرجُلِ مُتَوَقِّصاً فی جانِبَیْه.
و الوَزْوازُ : القَصِیرُ الغَلیطُ کالإِوَزِّ.
و الوَزْوَزُ ،أَی کجَعْفَر: المَوْتُ ،و ضَبَطَه الصاغَانیُّ ، کصَبُور (5).
و الوَزْوَزُ ،کجَعْفَرٍ: خَشَبَهٌ عَریضَهٌ یُجَرُّ -و فی التَّکْملَه:
یُجْرَفُ - بها تُرَابُ الأَرْض ،و زاد فی اللِّسَان: المُرتفِعه إِلی المُنخفِضه. و هو بالفَارسیَّه زوزم.
و الوَزْوَزَهُ :الخِفَّهُ و الطَّیْشُ .
و الوَزْوَزَهُ : سُرْعَهُ الوَثْبِ فی المَشْی.
و الوَزْوَزَهُ : مُقَارَبَهُ الخَطْوِ مع تَحْریکِ الجَسَدِ ،و هو مِشْیَهُ القَصیرِ الغَلیظ .
و قال الفَرّاءُ: رَجُلٌ مُوَزْوِزٌ کمُدَحْرِج؛کأَنَّه فی معنَی مُغَرِّد ،و قد تَقَدَّمَ بعضُ ما یَتَعَلَّقُ به فی«أَوز»أَوَّلَ الباب.
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
الوَزْوَازَهُ ،بالفتح:ماءٌ لبَنی کَعْبِ بن أَبی بَکْرٍ،تُسَمَّی حَفْرَ (6)الفَرَس،نَقَلَه یاقُوتٌ .
الوَشْزُ ،بالفَتْح و یُحَرَّکُ :المَکانُ المرتفِعُ ،مثْلُ النَّشْز و النَّشَز،قال رُؤْبَهُ :
و إِنْ حَبَتْ أَوْشازُ کُلِّ وَشْزِ
بعَدَدٍ ذی عُدَّهٍ و رکْزِ
و الوَشْزُ : الشِّدَّهُ فی العَیْش (7).
و الوَشْزُ : البَعیرُ القَوِیُّ علی السَّیْرِ.
و الوَشْزُ : العَجَلَهُ ،و یُحَرَّکُ ،و بالتَّحْریک ضَبَطَه الصَّاغَانیُّ .
و الوَشْزُ : الذی یُسْنَدُ إِلیه و یُلْجَأُ ،و بالتَّحْریک ضَبطَه الصّاغانیُّ ،و هو الذی فی اللِّسَان،یقال:لَجَأْتُ إِلی وَشَزٍ ، أَی تَحَصَّنْتُ .
ص:167
و الأَوْشازُ :الأَعْوَازُ (1)،هکذا بالزّای فی آخره فی سائر الأُصُول،و فی التَّکْملَه:الأَعْوانُ ،بالنُّون.
و قیل: الأَوْشَازُ : الأَنْذَالُ .
و قیل: الأَوْصَالُ .
و قیل: الشَّدَائدُ ،یقال:إِنّ أَمامکَ أَوْشازاً فاحْذَرْهَا،أَی أُمُوراً شِدَاداً مَخُوفَهً .و الأَوْشازُ من الأُمُور:غَلْظُهَا،وَاحدُهَا وَشَزٌ -بالتحریک-و به فُسِّرَ قولُ الرّاجز:
یا مُرُّ قَاتِلْ سوفَ أَکْفیکَ الرَّجَزْ
إِنَّکَ منِّی لاجئٌ إِلی وَشَزْ
إِلی قَوَافٍ صَعْبَهٍ فیها عَلَزْ
و قال ابن دُرَیْد (2): الوَشَائزُ :المَرَافقُ ،أَی الوَسَائدُ الکَثیرهُ الحَشْوِ. و فی اللِّسَان:المَحْشُوَّهُ جِدًّا.
و یُقَال: تَوَشَّزَ للشَّرِّ ،أَی تَهَیَّأَ له.
و یُقَال: لَقِیتُه علی أَوْشَازٍ ،و وَشَزٍ ،محرَّکهً ، أَی أَوْفَازٍ و وَفَزٍ ،أَی عَجَلَهٍ ،کما سَیَأْتی قریباً.
وَعَزَ إِلیه فی کذا أَنْ یَفْعَلَ أَو یَتْرُکَ ، وَعْزاً ، وَ أَوْعَزَ ، إِیعازاً ، و وَعَّزَ تَوْعیزاً : تَقَدَّم و أَمَرَ ،قال الرّاجز:
قد کنتُ وَعَّزْتُ إِلی عَلاَءِ
فی السِّرِّ و الإِعْلانِ و النِّجَاءِ
بأَنْ یُحِقَّ وَذَمَ الدِّلاَءِ
و قیلَ : وَعَزَ و وَعَّزَ :قَدَّمَ .و حُکِیَ عن ابن السِّکِّیت،قال:
یُقَال: وَعَّزْتُ و أَوْعَزْتُ ،و لم یُجِزْ وَعَزْتُ مُخَفَّفاً.و نَحْوَ ذلک رَوَی أَبو حاتم عن الأَصْمَعیِّ أَنَّه أَنْکَر وَعَزْتُ ،بالتخفیف، و هذا الذی أَنْکَرَه الأَصْمَعیُّ قد نَقَلَه الجوهریُّ بصیغه التَّقْلیل.
الوَفْزُ ،بالفَتْح و یُحَرَّکُ :العَجَلَهُ .ج: أَوْفازٌ ، کسَبَب و أَسْبَاب، و منه:نحْن علی أَوْفازٍ و وَفَز ،أَی علی سفَرٍ قد أَشْخَصْنَا.و لَقیتُه علی أَوْفَازٍ و وَفَزٍ ،أَی علی حَدِّ عَجَلَهٍ ،نَقَلَه الأَزْهَریُّ ،و قیل:معْنَاه أَنْ تَلْقَاه مُعِدًّا،کما فی المُحْکَم. و الوَفْزُ : المکانُ المُرْتفعُ ،کالنَّشْز،و یُحرَّکُ .و الجَمْعُ أَوْفَازٌ ،و أَنشدَ أَبو بَکْر:
أَسُوقُ عَیْراً مَائلَ الجَهَازِ
صَعْباً یُنَزِّینِی علی أَوْفَازِ
و أَوْفَزَه :أَعْجلَه.
و اسْتَوْفَزَ الرجُلُ فی قِعْدَتِه:انْتَصَبَ فیها غَیرَ مُطْمَئنٍّ ، و هی الوَفَزَهُ ،قالَه اللَّیْث.و یقال له:اطْمَئنَّ ،فإِنِّی أَراکَ مُسْتَوْفِزاً . أَو اسْتَوْفَزَ : وضَعَ رُکْبَتَیْهِ وَ رَفَعَ أَلْیَتَیْه ،هکذا قالَه أَبو مُعَاذٍ فی تفسیر قوله تعالَی: وَ تَری کُلَّ أُمَّهٍ جاثِیَهً (3)و قال مُجَاهدٌ:علی الرُّکَب مُسْتَوْفِزِین . أَو اسْتَوْفَزَ : اسْتَقَلَّ علی رِجْلَیْه و لَمّا یَسْتَو قائماً و قد تَهَیَّأَ للوُثُوب و المُضیِّ و الأَفْزِ،قالَه اللَّیْثُ .و نَقَلَ شیخُنَا عن بعضهم أَنّ المُسْتَوْفِزَ هو الجَالس علی هَیْئَهٍ کأَنَّه یُریدُ القِیَامَ ،سواءٌ کان بإِقعاءٍ أَوْلا.
و المُتَوَفِّزُ :المُتَقَلِّبُ علی الفِرَاش، لا یکادُ یَنامُ . نقلَه الزَّمَخْشَریُّ ،و الصّاغانیُّ فی العُبَاب عن ابن عَبَّادٍ، و نقَلاَ أَیضاً: تَوفَّزَ (4)للشَّرِّ:تَهیَّأَ له،مثْل تَوَشَّزَ.
*و ممّا یُستدرک علیه:
وَافَزَه :عَاجَلَه،نقَلَه الزَّمخْشَریُّ .
و اسْتَدْرَکَ شیخُنَا: الوِفَازَ -بالکَسْر-فی جَمْع وَفَزٍ - بالتَّحْریک-کجَبَلٍ و جِبَال.قلتُ :و مَنَعَهَ فی اللِّسَانِ حیثُ قال:یُقَال:اقْعُدْ علی أَوْفَازٍ من الأَرْض،و لا تَقُلْ علی وِفَازٍ .و فی العُبَاب:و جَوَّزَه آخَرُون (5).
المُتَوقِّزُ ،بالقَاف،أَهمله الجَوْهَریُّ و الصاغانیُّ فی التَّکْملَه.و قال الأَزهریُّ :قرأْتُ فی نَوَادرِ الأَعْرَاب لأَبی عَمْرو:المُتَوَفِّزُ هو الذی لا یَکَادُ یَنامُ ،یَتَقَلَّبُ ،و هو المُتَوَفِّزُ ،بالفاءِ،الذی مَرَّ ذکرُه قریباً.و فی العُبَاب و هو بالفاءِ أَصَحُّ .
الوَکْزُ ،کالوَعْدِ:الدَّفْعُ و الطَّعْنُ مثلُ نَکَزَه و نَهَزَه،قالَه الکسَائیُّ .و یقال: وَکَزَهُ ،إِذا نَخَسَه. و الوَکْزُ
ص:168
أَیضاً: الضَّرْب یقال: وَکَزَه بالعَصَا،إِذا ضَرَبَه بها،و قیل:
هو الضَّرْبُ بجُمْع الکَفِّ علی الذَّقَن،و به فُسِّرَ قَوْلُه تعالَی:
فَوَکَزَهُ مُوسی فَقَضی عَلَیْهِ (1)قالَهُ الزَّجّاج.و قال غَیْرُه:
ضَربَه بالعصَا.
و الوَکْزُ : المَلْ ءُ ،و منه:قِرْبَهٌ مَوْکُوزَهٌ ،أَی مَمْلُوءَهٌ .
و الوَکْزُ : الرَّکْزُ ،و رَوَی أَبو تُرَاب (2)لبعضِ العَرَب:رُمْحٌ مَرْکُوزٌ و مَوْکُوزٌ ،بمعنًی وَاحدٍ،و أَنشَدَ للمُتَنَخِّل:
حتّی یَجِئَ و جِنُّ الَّلیْلِ مُوغِله
و الشَّوْکُ فی أَخْمَصِ الرِّجْلَیْن مَوکُوزُ (3)
قلتُ :هکذا أَنشدَه الصاغانیُّ للمُتَنخِّل،و لم أَجِدْه فی شِعْره.و قال فی العُبَاب:و یُرْوَی«مرْکُوزُ»و هی الرِّوایهُ المشهورهُ ،و نَسَبَ صاحبُ اللِّسَانِ هذا القَوْلَ لأَبِی (4)الفَرَج عن بعضهم. و الوَکْزُ : العَدْوُ و الإِسراعُ ،قالَه ابنُ عبّادٍ.و قیل:هو العَدْوُ من فَزَعٍ أَو نَحوهِ ، کالتَّوْکیز ،حکَاه ابنُ دُریْدٍ،قال:و لیس بثَبتٍ ،و فی کلام المصنِّف قُصُورٌ.
و وَکْزٌ : ع عن ابن الأَعْرابیِّ ،و أَنشد:
فإِنَّ بأَجْرَاعِ البُرَیْراءِ فالحَشَی
فوَکْزٍ إِلی النَّقْعَیْنِ مِنْ وَبِعَانِ
و تَوکَّز لکَذا تَهیَّأَ،مثْلُ تَوَشَّزَ و تَوَفَّز، و تَوکَّزَ علی عصاه:
تَوکَّأَ.
و تَوکَّزَ من الطَّعامِ : تملَّأَ. کذا فی العُباب.
*و ممّا یُسْتدْرک علیه:
وَکَزْتُ أَنْفَه أَکِزُه :کَسَرْتُه،مثلُ وَکعْت أَنْفَه فأَنا أَکَعُه، کذا فی التَّهْذیب.
و تقول:فُلانٌ وَکّازٌ لکَّاز،کأَنَّه حَیَّه نَکّاز،کما فی الأَساس.و ناقَهٌ وکَزَی ،کجَمَزَی:قَصیرهٌ ،کما فی التَّکْملَه و العُبَاب.
وَمَزَ ،بالمیم،أَهملَه الجَوْهَریّ و صاحبُ اللِّسَان.و قال الصاغانیُّ فی التَّکْملَه: وَمَزَ بأَنْفه یَمِزُ وَمْزاً کوَعَدَ ،إِذا رَمَع (5)به. و نَسَبَه فی العُبَاب لابن عبّاد.
و التَّوَمُّزُ :التَّنَزِّی فی المَشْی سُرْعَهً .
و التَّوَمُّزُ أَیضاً: تحَرُّکُ رَأْسِ الجُرْدَانِ عند النِّزَاءِ ،قال الصَّاغَانیُّ فی کِتابَیْه: و هو التَّهیُّؤُ للقِیَام.
الوَهْزُ ،بالفَتْح: الرجُلُ القَصیرُ ،قاله ابنُ دُرَیْدٍ (6)،قال:و الجمعُ أَوْهازٌ ،قِیاساً.
و قال غَیرُه:هو الشَّدیدُ المُلزَّزُ الخَلْقِ .أَو هو الغَلیظُ الرَّبْعَهُ ،قال رُؤْبَهُ :
کلُّ طُوَالٍ (7)سَلِبٍ و وَهْزِ
دُلاَمِزٍ یُرْبِی علی الدِّلَمْزِ
و الوهْزُ : الوَطْ ءُ أَو شِدَّتُه.
و فی الصّحَاح:البَعیر (8)المُثْقل.
و الوهْزُ : الدَّفْعُ و الضَّرْبُ کاللَّهْز و النَّهْزِ،قالَه الکسائیُّ .
و فی المُحْکَم: وَهَزَه وَهْزاً :دَفَعَه و ضَرَبَه.و قیل: الوَهْزُ :
شِدَّهُ الدَّفْعِ .و قال الأَزْهَریُّ فی تَرْجَمَه لَهَزَ:اللَّهْزُ:الضَّرْبُ فی العُنُق،و اللَّکْزُ بجُمْعکَ فی عُنُقه و فی صَدْره،و الوهْزُ بالرِّجْلَیْنِ ،و البَهْزُ بالمِرْفَق،و قد تَقَدَّمَ مثلُ ذلک للمصنِّف أَیضاً فی محالَّ عَدیدهٍ ،و قد أَغْفلَه هنا.و قیل: وَهَزْتُ فُلاناً،إِذا ضَرَبْتَه بثِقَلِ یَدِکَ .
و قیل: الوَهْزُ : الحَثُّ و الإِسراعُ ،و منه
14- حدیثُ مُجَمِّعٍ :
«شَهِدْنا الحُدَیْبِیَهَ مع النبیِّ صلّی اللّه علیه و سلم فلمّا انْصَرَفْنَا عنها إِذا النّاسُ یَهِزُونَ الأَبَاعِرَ». أَی یَحُثُّونَهَا و یَدْفَعُونَهَا.و قال تَمیمُ بنُ أَبَیّ [ابن]مُقْبلٍ :
ص:169
یَمِحْن بأَطْرَافِ الذُّیُولِ عَشِیَّهً
کما وَهَزَ الوَعْثُ الهِجَانَ المَزَنَّمَا (1)
و الوَهْزُ : قَصْعُ القَمْلَهِ و حَکُّهَا بینَ الأَصابع،أَنشد شَمِرٌ:
یَهِزُ الهَرَانِعَ لا یَزَالُ و یَفْتَلِی
بأَذَلِّ حیثُ یکونُ مَنْ یَتذَلَّلُ
قال ابنُ الأَعْرَابیِّ :الهُرْنُعُ و الهُرْنُوعُ :القَمْلَهُ الصَّغیرَهُ .
و قال ابنُ الأَعْرَابیِّ أَیضاً: الأَوْهَزُ :الحَسَنُ المِشْیَهِ .
و هو مأْخُوذٌ من الوِهَازَه بالفتح،کما فی سائر النُّسَخِ ، و ضَبَطَه الصّاغَانیُّ بالکَسْر و قال:و هو قولُ ابن الأَعْرَابیِّ :
مِشْیَهُ الخَفِرَات. و
17- فی حَدیث أُمِّ سَلَمَهَ رضیَ اللّه عنها أَنَّها قالتْ لعائشَه رضیَ اللّه عنه : ا:«حُمادَیَاتُ النِّساءِ غَضُّ الأَطْرافِ ،و خَفَرُ الإِعْراضِ ،و قِصَرُ (2)الوِهَازَه » (3). أَی غَایهُ أُمُورٍ یُحْمَدْنَ عَلیها.و قولُه:«الأَطراف»،هکذا بالفاءِ فی سائر أُصُول الحَدیث،و هو خَطَأٌ،و الصَّوابُ «الإِطْرَاق»، کما نَبَّه علیه الصاغَانیُّ و وَجَّهَه بوُجُوهٍ ،و قال:«معناه أَنْ یَغْضُضْنَ مُطْرِقَات[أَی رامیات بأَبْصَارهنّ ] 3إِلی الأَرض، و الوِهَازَهُ ،بالکَسْر:الخَطْوُ.
و المُوَهَّزُ ،کمُعظَّم:الشَّدیدُ الوَطْ ءِ من الرِّجَال،قالَه الأَصْمَعیُّ .و قال أَبو نَصْرٍ:هو مُوَهِّزٌ ،أَی کمُحَدِّث، کالمُتَوَهِّز .
و قد تَوَهَّزَ ،إِذا وَطِئَ وَطْأً ثَقیلاً.
و تَوَهَّزَ الکَلْبُ : تَوَثَّبَ ،قال الشاعر:
تَوَهُّزَ الکَلْبَهِ خَلْفَ الأَرْنَبِ
و أَنشدَ ابنُ دُرَیْد:
ناکَ أَبُوکَ کَلْبَهَ امِّ الأَعْلَبْ
فهْیَ علی فَیْشَتِه تَوَثَّبْ
تَوَهُّزَ الفَهْدَهِ أَمّ (4)الأَرْنَبْ
*و ممّا یُسْتدْرَک علیه:
التَّوَهُّزُ :وَطْ ءُ البَعیرِ المُثْقَلِ .
و یقال: یَتَوَهَّزُ ،أَی یَمْشِی مِشْیَه الغِلاَظِ و یَشُدُّ وَطْأَه.
و وَهَّزَه تَوْهیزاً :أَثْقَلَه.
و مَرَّ یَتَوَهَّزُ ،أَی یَغْمِزُ الأَرْضَ غَمْزاً شَدیداً،و کذلک یَتَوَهَّسُ .
و الوَهْزُ :الکَسْرُ،و الدَّقُّ ،و الوَثْبُ ،و الضَّرْبُ بالرِّجْلَیْن أَو بجُمْع الیَد أَو بثِقَلهَا،کما تقدَّم.
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
وِیزَهُ ،بالکَسْر:موضعٌ ،قالَه یاقُوتٌ .
هَبَزَ یَهْبِزُ -من حَدِّ ضَرَبَ - هَبْزاً و هُبُوزاً و هَبَزَاناً ،بالتَّحْریک،أَهملَه الجَوْهَریُّ .و قال أَبو زَیْد و ابنُ القَطّاع:یُقَال ذلک إِذا ماتَ أَو هَلَکَ فَجْأَهً . و قیل:هو المَوْتُ أَیَّا کانَ ،و کذلک قَحَزَ یَقْحَزُ قُحُوزاً.
و الهَبْزُ :الهَبْرُ ،و هو ما اطْمَأَنَّ من الأَرض و ارْتَفَع ما حَوْلَه،و جمْعُه هُبُوزٌ ،و الرَّاء أَعْلَی.
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
هَبَزَ :وَثَبَ ،مثلُ أَبَزَ،نَقَلَه الصاغَانیُّ .
الهِبْرِزِیُّ ،بالکَسْر:الأُسْوَارُ من أَسَاوِرَهِ الفُرْسِ قال ابنُ سِیدَه:أَعْنِی بالأُسُوار:الجَیِّد الرَّمْیِ بالسِّهَامِ ،فی قول الزَّجّاج،أَو هو الحَسَنُ الثَّبَاتِ علی ظَهْرِ الفَرَسِ ،فی قَول الفارسیِّ .و قال شیخُنَا:زَعَمَ جَماعَهٌ أَنّ الهاءَ فیه زائدهٌ و وَزْنُه هِفْعِلٌ منْ بَرَزَ،إِذا ظَهَرَ،و علیه اقتصرَ ابنُ القَطّاع فی الأَبْنِیَه.قلتُ :و ابنُ فارسٍ فی المُجْمَلِ .
و الهِبْرِزِیُّ : الدِّینارُ الجَدِیدُ ،عن ابن الأَعْرَابیِّ ،و أَنشَدَ لأُحَیْحَهَ یَرْثِی ابْناً له،و قیل أَخاً له:
فمَا هِبْرِزِیٌّ مِنْ دَنَانیرِ أَیْلَهٍ
بأَیْدِی الوُشَاهِ نَاصِعٌ یَتَأَکَّلُ
ص:170
بأَحْسَنَ منه یَوْمَ أَصْبَحَ غادِیًا
و نَفَّسَنی فیه الحِمَامُ المُعَجَّلُ
قال:الوُشَاهُ :ضَرَّابُو الدَّنانیرِ،یَتَأَکَّلُ :یأْکُل بَعضُه بَعضاً من حُسْنِه.
و الهِبْرِزِیُّ : الجَمیلُ الوَسِیمُ من کلِّ شیْ ءٍ ،عن ثَعْلَب، کالهِبْرِقِیِّ .
و الهِبْرِزِیُّ : الأَسَدُ ،و منه قَولُ الشّاعر:
بها مِثْلَ مَشْیِ الهِبْرِزِیِّ المُسَرْوَلِ (1)
و الهِبْرِزِیُّ : الخُفُّ الجَیِّدُ ،یَمَانِیَّهٌ ،نقلَه اللَّیْثُ .
و الهِبْرِزِیُّ : الذَّهَبُ الخَالِصُ ،کالإِبْرِزِیِّ ،و هو الإِبْرِیزُ.
و أُمُّ الهِبْرِزِیِّ :الحُمَّی ،فی قَوْلُ العُجَیْرِ السَّلُولِیِّ ،فیما أَنشَدَه الإِیادِیُّ :
فإِن تَکُ أُمُّ الهِبْرِزِیِّ تَمَصَّرَتْ
عِظَامِی فمِنْها نَاحِلٌ و کَسِیرُ (2)
و یُرْوَی«تَلَمَّسَتْ ».
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
قال اللَّیْث: الهِبْرِزِیُّ :الجَلْدُ النافِذُ.
و الْهِبْرِزِیُّ أَیضاً:الْمِقْدَامُ البَصِیرُ فی کلِّ شیْ ءٍ،قال ذو الرُّمَّهِ یَصفُ ماءً:
خَفِیفِ الجَبَا لا یَهْتَدِی فی فَلاَتِه
مِنَ القَوْمِ إِلاَّ الهِبْرِزِیُّ المُغَامِسُ
الهَجْزُ ،أَهمَلَ الجَوْهریُّ .و قال ابنُ دُرَیْدٍ (3):
هو لُغَهٌ فی الهَجْسِ ،و هی النَّبْأَهُ الخَفِیَّهُ . و مِن ذلک قَولُهم: هاجَزَه ،أَی سارَّه و هاجَسَه.
الهَرْزُ ،کَتَبَه بالحُمْره علی أَنه من الزِّیاداتِ ، و هو مَوْجُودٌ فی أُصُولِ الصّحاح،فلْیُنْظَرْ.قال ابنُ القَطّاعِ :
الهَرْزُ : الغَمْزُ الشَّدیدُ ،کالهَرْسِ .
و قال أَیضاً: الهَرْزُ : الضَّرْبُ بالخَشَبِ . و رُوِیَ عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ : هَرِزَ الرجُلُ ،و هَرِسَ ، کسَمِعَ ،إِذا ماتَ .
و قال الأَزْهَرِیُّ : هَرْوَزَ الرجُلُ و الدَّابَّهُ هَرْوَزَهً :مَاتَا،و هو فَعْوَلَهٌ من الهَرْزِ .و قال الصاغَانِیُّ :فحَقُّه أَن یُذْکَرَ فی هذا التَّرْکِیب،أَی خِلافاً للجوهریِّ .قُلتُ :و هو قولُ أَبی زَیْد،کما فی العُباب.
و تَهَرْوَزَ من الجُوعِ : هَلَکَ ،عن ابنِ عَبّادٍ،کذا فی العُبَاب.
*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:
14- مَهْرُوزٌ :اسمُ مَوْضِعِ سُوقِ المَدِینَهِ الذی تَصَدَّقَ به رسُولُ اللّه صلّی اللّه علیه و سلم علی المُسلمین. و أَمّا مَهْزُورٌ-بتقدیم الزّای- فوَادٍ لقُرَیْظَهَ ،و قد تَقَدَّمَ ذِکْرُه فی مَحَلِّه.
هَرْمَزَ ،أَهملَه الجَوْهَرِیُّ .و قال اللَّیْثُ : هَرْمَزَ الشیخُ اللُّقْمَهَ هَرْمَزَهً : لاَکَهَا فی فِیه ،و هو یُدِیرُها و لا یُسِیغُهَا.
و هَرْمَزَتِ النَّارُ:طَفِئَتْ .
و الهَرْمَزَهُ :اللُّؤْمُ .
و المَضْغُ الخَفِیفُ من غَیْر إِساغَهٍ .
و الهَرْمَزَهُ : الکَلامُ الذی تُخْفِیه عن صاحِبِکَ ،عن ابن عَبّاد.
و قد هَرْمَزَ فی الکُلِّ .
و هُرْمُزُ ،بالضّمّ :د،علی خَوْرٍ من أَخْوارِ بَحْرِ الْهِنْدِ علی بَرِّ فارِسَ ،و هو فُرْضَهُ کَرْمانَ ،إِلیه تُرْفَأُ المَرَاکِبُ ،و منه تُنْقَلُ أَمْتِعَهُ الْهِنْدِ إِلی کَرْمَانَ و سِجِستَانَ و خُرَاسَانَ ،و یُسَمَّی أَیضاً: هُرْمُوز .
و هُرْمُزُ : قَلْعَهٌ بینَ القُدْسِ و الکَرَکِ ،بوَادِی مُوسَی علیه السلامُ .
و قال اللَّیْثُ : هُرْمُزُ : عَلَمٌ من أَعلامِ العَجَمِ .و فی العُبَابِ :و فی المَثَلِ :«أَکْفَرُ مِنْ هُرْمُزَ »؛و هو الذی قَتَلَه خالدُ بنُ الوَلِید بکاظِمَهَ ،و کان کثیرَ الجَیشِ ،عَظیمَ المَدَدِ، و لم یکن أَحدٌ من النّاسِ أَعْدَی للعَرَبِ و الإِسلام من هُرْمُزَ ، و لذلِک ضَرَبَتِ العَرَبُ فیه المَثَلَ .قال الشّاعر:
ص:171
و دِینُکَ هذا کَدِینِ الحِمَا
رِ بل أَنتَ أَکْفَرُ مِنْ هُرْمُزِ
و رَامَهُرْمُزُ :د،بخُوزِسْتَانَ ،و مِنَ العَرَبِ مَن یَبْنِیه علی الفَتْحِ فی جمیع الوُجُوهِ ،و منهم مَن یُعْرِبُه و لا یَصْرِفُه، و منهُم مَنْ یُضِیفُ الأَوَّلَ إِلی الثّانِی و لا یَصْرِفُ الثانِیَ ، و یُجْرِی الأَوَّلَ بوُجُوهِ الإِعرابِ ،قال کَعْبُ بنُ مَعْدانَ الأَشْقَریُّ (1)یَذْکُر وَفاهَ بِشْرِ بن مَرْوَانَ :
حتَّی إِذا خَلَّفُوا الأهْوَازَ و اجْتَمَعُوا
برَامَ هُرْمُزَ وَافَاهُمْ به الخَبَرُ
و النِّسْبَهُ إِلی رَامَهُرْمُزَ :رامِیٌّ ،و إِنْ شئت هُرْمُزِیٌّ (2)، قال:
تَزَوَّجْتُهَا رَامِیَّهً هُرْمُزیَّهً
بفَضْلِ الذی أَعْطَی الأَجیرُ من الرِّزْقِ
کذا فی العُبَاب.
و الهُرْمُزُ ،و الهُرْمُزَانُ ،بضمِّهما و الهَارَمُوزُ ،بفتح الرّاءِ، الکَبیرُ من مُلُوکِ العَجَمِ ،و سیأْتی إِعرابُ هُرْمُزَانَ فی النُّون.
الهَرَنْبَزُ ،کسَفَرْجَل،الأُولَی رَاءٌ کما یَقْتَضِیه صَنیعُه حیثُ قَدَّمَه علی ه ز ز،و هو روایهُ ابن الأَنْبَاریِّ ،کما فی العُبَاب.و فی التَّکْملَه بزَاءَیْن،و مثلُه فی اللِّسَان.و قد أَهملَه الجوهَریُّ .و قال ابنُ السِّکِّیت: الهَرَنْبَزُ و الهَرَنْبَزَانُ :
الوَثّابُ و الهَزَنْبَزُ و الهَزَنْبَزَانُ : الحَدیدُ ،حکاه ابنُ جنِّی بزاءَیْن.
کالهَرَنْبَزَانِیِّ (3)قال:و هی من الأَمْثلَه التی لم یَذْکُرْهَا سیبَوَیْه،و کأَنّ المُصنِّفَ اعتمَدَ علی روایه ابن الأَنْبَاریِّ .
هَزَّه یَهُزُّه هَزًّا ، و هَزَّ به:حَرَّکَه بجَذْبٍ و دَفْعٍ ، أَو حَرَّکَه یَمیناً و شِمَالاً،و قَیَّدَه الرَّاغبُ بالشِّدَّه،و فی التَّنْزیل العزیز: وَ هُزِّی إِلَیْکِ بِجِذْعِ النَّخْلَهِ (4)أَی حَرِّکِی، یَتَعَدَّی بنفْسه و بالباءِ،هکذا یقولُه العَرَبُ ،و مثلُه خُذِ الخِطَامَ و خُذْ بالخِطَام،و تعَلَّقْ زَیْداً و تَعَلَّقْ بزَیدٍ.قال ابن سِیدَه:و إِنّما عَدّاه بالباءِ لأَنّ هُزِّی فی معنَی جُرِّی،و أَنشَدَ فی العُبَاب قولَ تَأَبَّطَ شَرًّا:
أَهُزُّ به فی نَدْوَهِ الحَیِّ عِطْفَه
کما هَزَّ عِطْفِی بالهِجَانِ الأَوَارِکِ
و قَولُ شیخِنا:و کأَنَّ المُصَنِّفَ اغتَرَّ بظاهرِ قوله تعالَی المُشَار إِلیه،و الحَقُّ أَنه لا یَتَعَدَّی بالباءِ و إِنَّمَا یَتَعَدَّی بنْفسه، مَحلُّ تَأَمُّلٍ .
و من المَجاز: هَزَّ الحادِی الإِبلَ یَهُزُّها هَزًّا و هَزِیزاً فاهْتَزَّتْ هی،أَی نشَّطَهَا بحُدَائِه فتَحَرَّکتْ فی سیْرها و خَفَّتْ .
و قد هَزَّها السَّیْرُ.
و لها هَزیزٌ عند الحُداءِ:نَشَاطٌ فی السَّیْرِ و حَرَکهٌ .
و من المَجاز: هَزَّ الکَوْکَبُ :انْقَضَّ ،فهو هَازٌّ ، کاهْتَزَّ ، کما فی الأَساس و العُبَاب و اللِّسَان.
و الهَزیزُ ،کأَمِیر: الصَّوْتُ ،کالأَزِیز،و منه
16- الحدیثُ :
«إِنِّی سَمِعْتُ هَزِیزاً کهَزِیزِ الرَّحَا». أَی صَوْت دَوَرَانِهَا.
و من المَجَاز: الهَزیزُ دَوِیُّ الرِّیحِ عندَ هَزِّها الشَّجَرَ، و صَوْتُ حَرَکَتِهَا،و قیل:خِفَّتُهَا و سُرْعَهُ هُبُوبِهَا،قال امْرُؤُ القَیْس:
إِذا مَا جَرَی شَأْوَیْن و ابْتلَّ عِطْفُه
تقُولُ هَزِیزُ الرِّیحِ مَرَّتْ بأَثْأَبِ
و الهِزَّهُ ،بالکَسْر:النَّشَاطُ ،و الارْتیَاحُ ،و هو مَجَازٌ.
و کذلک الهِزَّهُ : صَوْتُ غَلَیَانِ القِدْرِ.
و الهِزَّهُ أَیضاً: تَرَدُّدُ صَوْتِ الرَّعْدِ، کالهَزِیز ،کأَمیر.
و قال الأَصْمَعیُّ : الهِزَّهُ : نَوْعٌ من سَیْرِ الإِبلِ ،أَن یَهْتَزَّ المَوْکِبُ ،قال النَّضْر: یَهْتَزّ ،أَی یُسْرِع.و قال ابنُ سِیدَه:
الهِزَّه أَن یَتَحَرَّکَ المَوْکِبُ .و قال ابنُ دُرَیْد: هِزَّهً المَوْکِب، إِذا سَمِعْتَ حَفِیفَه،و أَنشَدَ:
کالیَوْمِ هِزَّهَ أَجْمالٍ بأَظْعَانِ
و من المَجَاز: الهِزَّهُ : الأَرْیَحِیَّهُ ،یقال:أَخَذَتْه لذلک الأَمْرِ هِزَّهٌ ،إِذا مُدِحَ ،أَی أَرْیَحیَّهٌ و حَرَکَهٌ . و من المجاز:
ماءٌ هُزَهِزٌ و هُزَاهِزٌ ، کعُلَبطٍ و عُلاَبِطٍ و هُدْهُدٍ وَ صْفْصافٍ ،أَی
ص:172
کَثیرٌ جارٍ یَهْتَزُّ منْ صَفائه.و عَیْنٌ هُزْهُزٌ کذلک.و قال أَبو وَجْزَهَ السَّعْدیُّ :
و الماءُ لا قَسْمٌ و لا أَقْلاَدُ
هُزَاهِزٌ أَرْجَاؤُها أَجْلادُ
لا هُنَّ أَمْلاحٌ و لا ثِمَادُ
و أَنشد الأَصْمَعیُّ :
إِذا اسْتَراثَتْ سَاقِیاً مُسْتَوْفِزَا
بَجَّتْ منَ البَطْحَاءِ نَهْراً هُزْهُزَا
قال ثَعْلَبٌ :قال أَبو العالیَه؛قلتُ للغَنَویِّ :ما کان لکَ بنَجْدٍ؟قال:سَاحَاتٌ فِیحٌ ،و عَیْنٌ هُزْهُزٌ وَاسعهُ مُرْتَکَضِ (1)المَجَمِّ .قلتُ :فما أَخْرَجَکَ عنها؟قال:إِن بَنی عامِرٍ جَعَلُونی علی حِنْدِیرَهِ أَعْیُنِهم،یُریدُون أَنْ یَخْتفُوا دَمِیَهْ .أَی یَقْتُلُونی و لا یُعْلَم بی.
و سَیْفٌ هَزْهازٌ ،بالفَتْح: صَافٍ لَمَّاعٌ کثیرٌ الماءِ،و هو مَجَاز،و أَنشدَ الأَصْمَعیُّ :
فوَرَدَتْ مثْلَ الیَمَانِ الهَزْهازْ
تَدْفَعُ عن أَعْناقِهَا بالأَعْجازْ
أَراد أَنَّ هذه الإِبلَ وَرَدَتْ ماءً مثلَ السَّیْفِ الیَمَانِی فی صَفَائه.و کذلک سَیْفٌ هَزْهَزٌ ،کفَدْفَد،و هُزَهِزٌ ،کعُلَبطٍ ، و هُزَاهِزٌ کعُلابِط ،کما فی التکمله.
و هَزْهازٌ ،بالفَتْح: اسم کَلْب ،نقلَه الصاغَانیُّ فی العُبَاب عن ابن عَبّاد.
و قال أَبو عَمْرو: بِئْرٌ هُزْهُزٌ ،کقُنْفُذٍ:بَعیدَهُ القَعْرِ ، و أَنشدَ:
و فَتَحَتْ لِلْعَرْدِ بِئْراً هُزْهُزَا
فالْتَقَمَتْ جُرْدَانَه و العُکْمُزَا
و من المَجَاز: الهُزَهِزُ ، کعُلَبطٍ :الخَفِیفُ السَّریعُ الظَّریفُ من الرِّجَال.
و هَزَّزَه تَهْزیزاً ،و کذا هَزَّزَه به: حَرَّکه ،قال المتنخِّل الهُذلیّ :
قدْ حالَ بین دَرِیسَیْه مُؤَوِّبهٌ
مِسْعٌ لهَا بعِضَاهِ الأَرْضِ تَهْزیزُ (2)
فاهْتَزَّ و تَهَزَّزَ ،الصَّوَابُ أَنّ اهْتَزَّ مُطَاوعُ هَزَّه فاهْتَزَّ ،و تَهَزَّزَ مُطَاوِعُ هَزَّزَه و هَزْهَزَه فتَهَزَّزَ . کتَهَزْهَزَ .
و الهَزْهَزَهُ :تَحْریکُ الرَّأْسِ .
و الهَزَاهِزُ (3):تَحْریکُ البَلایَا و الحُرُوبِ النّاسَ (4)أَی تَحْریکُهَا إِیّاهم.
و هَزْهَزَه هَزْهَزَهً : ذَلَّلَه و حَرَّکَه فتَهَزْهَزَ ،و استعمالُه فی التَّذْلیل مَجَازٌ.
و من المَجَاز أَیضاً قولُهُم: تَهَزْهَزَ إِلیه قَلْبی ،أَی ارتَاحَ للسُّرُور وهَشَّ ،قال الراعی:
إِذا فَاطَنَتْنَا فی الحَدیث تَهَزْهَزَتْ
إِلیها قُلُوبٌ دُونَهُنَّ الجَوَانِحُ (5)
و من المَجَاز أَیضاً ما
16- جاءَ فی الحَدیث: « اهْتَزَّ عَرْشُ الرَّحْمن ». هکذا فی سائر النُّسَخ کما فی روایه،و
14- فی أُخْرَی:
« اهْتَزَّ العَرْشُ لمَوْتِ سَعْد بن مُعاذ». قلتُ :و هو سَعْدُ بنُ مُعَاذِ بن النُّعْمَان بن امْریءِ القَیْس بن زَیْد بن عَبْد الأَشْهَل الأَوْسِیُّ أَبو عَمْرو،سَیِّدُ الأَوْس،بَدْریٌّ ،قال النَّضْر: اهتزَّ العَرشُ ،أَی فرحَ ،یقال: هَزَزْتُ فلاناً لخَیْر فاهْتَزَّ ،و أَنشدَ:
کریمٌ هُزَّ فاهْتَزّ
کذاک السَّیِّدُ النَّزّ
و قال بعضهم:أُریدَ بالعَرْش هاهنا السَّریرُ الذی حُمِلَ علیه سَعْدٌ حین نُقِلَ ،إِلی قَبْره.و قیل:هو عَرشُ اللّه ارتَاحَ (6)برُوحِه حین رُفِعَ إِلی السَّمَاءِ.و قال ابن الأَثیر:أَی ارتاحَ بصُعُوده (7)حین صُعِدَ به، و اسْتَبْشَرَ لکَرَامَته علی رَبِّه ،و کُلُّ مَنْ خَفَّ لأَمْرٍ و ارْتَاحَ له فقد اهْتَزَّ له،و قیل:أَرادَ:فَرحَ أَهْلُ العَرْشِ بمَوْته.و اللّه أَعْلَمُ بما أَراد.
ص:173
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
هَزَّ به السَّیْرُ:أَسْرَعَ به.
و اهْتَزَّ النَّبَاتُ :تَحَرَّکَ و طالَ ،و هو مَجازٌ.
و هَزَّتْه الرِّیحُ و الرِّیُّ :حَرّکَاه و أَطالاَه.و فی الأَخیر مَجازٌ.
و اهْتَزَّت الأَرْضُ :تحَرَّکَتْ و أَنْبَتَتْ ،و هو مَجازٌ،و قولُه تعالَی: فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَیْهَا الْماءَ اِهْتَزَّتْ وَ رَبَتْ (1)أَی تَحَرَّکَتْ عند وُقُوعِ النَّبَاتِ بها، وَ رَبَتْ ،أَی انْتَفَخَتْ و عَلَتْ .
و اهْتَزَّت الإِبلُ :تَحَرَّکَتْ فی سَیْرهَا،و هو مَجاز.
و الهَزَاهِزُ :الفِتَنُ یَهْتَزُّ فیها النّاسُ .
و الهَزَائزُ :الشَّدَائدُ،حَکَاهَا ثَعْلَبٌ ،قال:و لا وَاحدَ لها.
و هَزَّ عِطْفَیْه لکَذا،و کذا مَنْکِبَیْه،و هَزْهَزَ منه،کلُّ ذلک مَجازٌ.
و کذا اهْتَزَّ الماءُ فی جَرْیه،و کذا الکَوْکَبُ فی انْقِضاضه، و هو مَجَازٌ.
و بَعیرٌ هُزَاهِزٌ ،کحُلاحِل:شَدیدُ الصَّوْتِ ،قال إِهَابُ بنُ عُمَیْر:
تَسْمَعُ منْ هَدیره الهُزَاهِزِ
قَبْقَبَهٌ مِثْلَ عَزِیفِ الرّاجِزِ
و الهَزْهازُ و الهُزَاهِزُ :الأَسَدُ،نقَلَه الصّاغَانیُّ .
و امْرَأَهٌ هَزَّهٌ :نَشیطَهٌ للشَّرِّ مُرْتَاحَهٌ له،و نِسَاءٌ هَزّاتٌ ،و هو مَجَازٌ.
و هِزّانُ بنُ یَقْدُم:بطْنٌ من العَرَب،منهم:أَبو رَوق الهِزّانیُّ و غیرُه،قال الأَعْشَی یُخَاطبُ امرأَهً :
فقد کانَ فی شُبّانِ قَوْمِکِ مَنْکَحٌ (2)
و فِتْیانِ هِزّان الطِّوِالِ الغرَانِقَهْ
و هَزَازٌ ،کسَحَابٍ :لَقَبُ أَبی الحَسَن سَعیدِ بنِ ضباح موْلَی قُرَیْش،رَوَی عن ابن عُیَیْنَه،و طَبَقَته.و أَبو مُحَمّد بن هَزَازٌ :مُحَدِّثٌ معروف.
و هِزَّانُ بنُ الحارث الخَوْلانیُّ ،شَهدَ فَتْحَ مصْرَ.
و هُزَیْزُ بن شَنِّ بن أَفْصَی بن عبد القَیْس-کزُبَیْر-و إِلیه تُنْسَبُ الرِّمَاحُ الهُزیْزِیَّهُ .
الهَقْزُ :القَهْزُ ،أَهملَه الجوهریُّ و ابنُ مَنْظُور، و ظاهرُه أَنه بالفَتْح،و لیس کذلک،بل هو:وِحَافُ القِهْز، بکَسْر القاف،لغهٌ فی القَهْرِ،بالفَتْح و الرّاءِ، و بالوجْهَیْن یُرْوَی فی بَیْت لَبیدٍ (3)رَضیَ اللّه عَنْه:
فصُوَائقٌ إِنْ أَیْمَنتْ فمَظِنَّهٌ
منها وِحَافُ القِهْزِ أَو طِلْخَامُهَا
و هو اسمُ موضعٍ ،و فی کلام المُصَنِّف نَظَرٌ من وُجُوه.
تَهَلَّزَ الرجُلُ ،إِذا تَشَمَّرَ ،لغهٌ فی تَحلَّزَ.و قد أَهمَلَه الجَوْهَریُّ و ابنُ مَنْظُور،و اسْتَدْرَکَه الصّاغَانیُّ فی التَّکْمله،و نقَله فی العُبَاب عن الخَارْزَنْجیّ .
الهَمْزُ :الغَمْزُ ، هَمزَه یَهْمِزُه هَمْزاً :غَمَزَه،و قد هَمَزْتُ الشَّیْ ءَ فی کفِّی،قال رُؤْبَهُ :
و مَنْ هَمزْنا رَأْسَه تَهَشَّمَا
و همَزَ الجَوْزَهَ بیَدِه یَهْمِزُهَا هَمْزاً کذلک.و هَمَزَ الدّابَّهَ یَهْمِزُهَا هَمْزاً :غَمَزهَا.
و الهَمْزُ : الضَّغْطُ . و قد هَمَزَ القَنَاهَ ،إِذا ضَغطَهَا بالمهَامِز للتَّثْقیف،و قال رُؤْبَهُ :
و مَنْ هَمزْنَا رَأْسَه تَهَشمَا
و منه الهَمْزُ فی الکَلام لأَنّه یُضْغَطُ ،یقال: هَمَزْتُ الحَرْف.کذا فی العُباب.
و الهَمْزُ : النَّخْسُ و هو شِبْهُ الغَمْز.
و الهَمْزُ : الدَّفْعُ و الضَّرْبُ ،و قد هَمَزَه ،مثلُ نَهَزَه و لَهَزَه و لَمَزَه،أَی دَفَعَه و ضَرَبَه،قال رؤْبه:
و مَنْ هَمَزْنا عِزَّه تَبَرْکَعَا
علَی اسْتِه رَوْبَعَهً أَو زَوْبَعَا (4)
ص:174
تَبَرْکَعَ الرَّجُلُ ،إِذا صُرِعَ فَوقَع علی اسْتِه.
و یقال: هَمَزَتْه إِلیه الحاجَهُ ،أَی دَفَعَتْه.
و قال ابنُ الأَعرابیِّ : الهَمْزُ : العَضُّ (1).
و الهَمْزُ : الکَسْرُ، یَهْمُزُ و یَهْمِزُ ،بالضّمِّ و الکسرِ.
و من المَجَاز: الهامِزُ و الهُمَزَهُ :الغَمّازُ ،الأَخیرُ للمبالغهِ ،کذلک الهَمّازُ -ککَتّانٍ -و هو العَیّابُ .و قیل:
الهَمَّازُ و الهُمَزَهُ :الذی یَخْلُفُ النّاسَ مِن وَرائِهم،وَ یَأْکُلُ لُحُومَهم،و هو مِثْلُ العُیَبَهِ ،یکونُ ذلک بالشِّدْقِ و العَیْنِ و الرَّأْسِ .و قال اللَّیْثُ : الهَمّازُ و الهُمَزَهُ :الذی یَهْمِزُ أَخاهُ فی قَفَاهُ مِنْ خَلْفِه،و فی التَّنْزِیل العَزِیز: هَمّازٍ مَشّاءٍ بِنَمِیمٍ (2)،و فیه أَیضاً: وَیْلٌ لِکُلِّ هُمَزَهٍ لُمَزَهٍ (3).
و کذلک امرأَهٌ هُمَزَهٌ لُمَزَهٌ ،لم تَلْحَقِ الهاءُ لتَأْنِیثِ المَوْصُوفِ بما هو فیه؛و إِنَّمَا لَحِقَتْ لإِعلامِ السّامِعِ أَنّ هذا المَوْصُوف بما هو فیه قد بَلَغَ الغایَهَ و النِّهَایَهَ ،فجُعِلَ تَأَنِیثُ الصِّفَهِ أَمارَهً لِمَا أُرِیدَ من تَأْنِیثِ الغَایَهِ و المُبَالَغَهِ .و قال إِسحاقُ : الهُمَزَهُ اللُّمَزَهُ :الذی یَغْتَابُ النّاسَ و یَغُضُّهُم، و أَنشدَ:
إِذَا لَقِیتُکَ عن شَحْطٍ (4)تُکَاشِرُنِی
و إِنْ تَغَیَّبْتُ کنْتَ الهامِزَ اللُّمَزَهْ
و
17- رُوِیَ عن ابنِ عَبّاسٍ : فی قوِلهِ تعالَی وَیْلٌ لِکُلِّ هُمَزَهٍ لُمَزَهٍ قال:هو المَشّاءُ بالنَّمِیمَهِ ،المُفَرِّقُ بین الجَمَاعَه، المُغْرِی بین الأَحِبَّه.
و فَسَّرَ النبیُّ صلّی اللّه علیه و سلم هَمْزَ الشَّیطَانِ بالمُوتَهِ ،أَی الجُنُونِ و
14- نَصُّ الحَدِیثِ : «کان إِذا اسْتَفْتَحَ الصّلاهَ قال:اللّهُمَّ ،إِنِّی أَعُوذُ بکَ مِنَ الشَّیْطَانِ الرَّجِیمِ ؛مِنْ هَمْزِه وَ نَفْثِه و نَفْخِه.قیل:یا رسولَ اللّه:ما هَمْزُه و نَفْثُه و نَفْخُه ؟قال:أَمّا هَمْزُه فالمُوتَهُ ، و أَمّا نَفْثُه فالشِّعْرُ،و أَمّا نَفْخُه فالکِبْرُ». قال أَبُو عُبَیْد:
المُوتَهُ :الجُنُونُ ؛لأَنه یَحْصُلُ منْ نَخْسِه و غَمْزِه.و کُلُّ شیْ ءٍ دَفَعْتَه فقد هَمَزْتَه .و قیل: هَمَزَ الشَّیْطَانُ هَمْزاً :هَمَسَ فیقَلْبه وَسْوَاساً.و هَمَزَاتُ الشّیطانِ (5):خطراتُهُ التی یُخْطِرُهَا بقَلْبِ الإِنْسَانِ ،و هو مَجَازٌ.
و المِهْمَزُ و المِهْمَازُ ،کمِنْبَر و مِصْباحٍ :ما هَمَزتَ به و هی حَدیدَهٌ فی مُؤَخَّر خُفِّ الرّائضِ .ج مَهَامِزُ و مَهَامیزُ ،کمَنَابرَ و مَصَابیحَ ،قال الشَّمّاخُ :
أَقامَ الثِّقَافُ و الطَّریدَهُ دَرْأَهَا
کما قَوَّمَتْ (6)ضِغْنَ الشَّمُوسِ المَهَامِزُ
و قال أَبو الهَیْثَم: المِهْمَزَهُ :المِقْرَعَهُ من النُّحَاس (7)تُهْمَزُ بها الدَّوابُّ لتُسْرِعَ ،و الجمعُ المَهَامِزُ . و الْمِهْمَزَهُ العَصَا عَامَّهً أَو عَصاً فی رَأْسِهَا حَدیدَهٌ یُنْخَسُ بها الحِمَارُ ،قاله شَمِرٌ،قال الشَّمّاخُ یَصِفُ قَوْساً:
أَقامَ الثِّقَافُ و الطَّریدَهُ دَرْأَهَا
کما قَوَّمَتْ ضِغْنَ الشَّمُوسِ المَهَامِزُ
و رجُلٌ هَمِیزُ الفُؤادِ ،کأَمیرٍ،أَی ذَکیٌّ ،مثلُ حَمِیزٍ.
و هَمَزَی ،کجَمَزَی:ع بعَیْنه،هکذا ذَکَرَه یاقُوتٌ ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ:زَعَمُوا.
و رِیحٌ هَمَزَی :لها صَوْتٌ شَدیدٌ.
و قَوْسٌ هَمَزَی :شَدیدَهُ الدَّفْعِ و الحَفْزِ للسَّهْمِ ،عن أَبی حَنیفَهَ .و قال ابنُ الأَنْبَاریِّ :قَوْسُ هَمَزَی :شدیده الهَمْزِ إِذا نُزِعَ فیها،و قَوْسٌ هَتَفَی:تَهْتِفُ بالوَتَرِ.قال أَبو النَّجْم یَصفُ صائداً:
أَنْحَی شِمَالاً هَمَزَی نَصُوحَا (8)
و هَتَفَی مُعْطِیَهً طَرُوحَا
و سَمَّوْا هُمَیْزاً و هَمّازاً ، کزُبَیرٍ و عَمّارٍ ،قالَه ابنُ دُرَیْدٍ.
و یقال: هَمَزْتُ به الأَرْضَ ،أَی صَرَعْتُه.
*و مّما یُسْتَدْرَک علیه:
قَوْسٌ هَمُوزٌ ،کصَبُورٍ:مثلُ هَمَزَی ،عن أَبی حَنیفَهَ .
ص:175
و الهُمّازُ :العَیّابُون فی الغَیْب،عن ابن الأَعْرَابیّ .
و الهَمْزُ :العَیْبُ ،عنه کذلک.
و الهُمْزَهُ ،بالضَّمِّ (1):النُّقْرَهُ ،کالهَزْمَه،و قیل:هو المکانُ المُنْخَسِفُ ،عن کُراع.
و الهَمْزَهُ :أُخْتُ الأَلف،إِحْدَی الحُرُوف الهجَائیَّه،لُغَهٌ صَحیحَهٌ قدیمه مسموعه مشهورهٌ ؛سُمِّیَتْ بها لأَنَّها تُهْمَزُ (2)فتَنْهَمزُ عن مَخْرَجهَا،قالَه الخَلیلُ ،فلا عِبْرَهَ بما فی بعض شُرُوحِ الکَشّاف:أَنّها لم تُسْمَعْ و إِنّمَا اسْمُها الأَلِفُ .و قد تَقَدَّمَ الکلامُ علیها فی أَوّل الکِتَاب،قال شیخُنَا:و قد فَرقَ بینها و بین الأَلف جماعهٌ بأَنّ الهَمْزَهَ کَثُرَ إِطلاقُهَا علی المُتَحَرِّکَه،و الأَلفَ علی الحَرْفِ الهَاوِی السَّاکِن الذی لا یَقْبَلُ الحَرَکَهَ .
الهَامَرْزُ ،بفتح المیمِ ،أَهمله الجَوْهریُّ و ابنُ مَنْظُورٍ.و قال اللَّیْثُ :هو من مُلُوکِ العَجَمِ ،قال الأَعْشَی:
هُمُ ضَرَبُوا بالحِنْوِ حِنْوِ قُرَاقِرٍ
مُقَدِّمَهَ الهامَرْزِ حتّی تَوَلَّتِ (3)
الهَنیزَهُ ،أَهمَلَه الجَوْهَریُّ .و قال الأَزْهَریُّ فی نَوَادِرِ الأَعْرَاب:یقال:هذه قَرِیصَهٌ من الکلامِ و هَنِیزَهٌ و أَرِیفَهٌ (4)،فی مَعْنَی الأَذِیَّه. و هکذا فی العُبَاب و التَّکْملَه.
الْهِنْدَازُ -بالکَسْر و وُجِدَ فی کتاب الأَزهریِّ فی غیر موضعٍ تَقْییدُه بالفَتْح من غیر ضَبْط -: الحَدُّ ،فارسیٌّ مُعَرَّبٌ ؛و أَصلُه أَنْدازَهْ ،بالفتح. یقال:أَعْطَاه بلا حِسابٍ و لا هِنْدازٍ .
و منه: المُهَنْدِزُ ،لمُقَدِّرِ مَجَارِی القُنِیَّ و الأَبْنِیَه،و إِنّمَا صَیَّرُوا الزّایَ سیناً فقالُوا:مُهَنْدِسٌ لأَنّه لیس فی کلامهم زایٌ قَبلَهَا دالٌ . و أَمّا ما مَرَّ من«قُهُندُزَ»فإِنّه أَعجمیٌّ . و إِنَّمَا کَسَرُوا أَوَّلَه ،أَی الهِنْدَاز ، و فی الفارسیِّ مَفْتُوح لعِزَّهِ بِناءِ فَعْلالٍ ،بالفَتْح، فی غیر المُضَاعَفِ ،و قِلَّته.
*و مّما یُسْتَدْرَک علیه:
الهِنْدَازَهُ ،بالکَسْر:اسمٌ للذِّراعِ الذی تُذْرَعُ به الثِّیَابُ و نحوُهَا،أَعْجَمیٌّ مُعَرَّبٌ .
و رجُلٌ هِنْدَوْزٌ ،کفِرْدَوْس:جَیَّدُ النَّظَرِ صَحیحُه،مُجَرِّبُ .
و هم هَنَادِزَهُ هذا الأَمرِ،أَی العُلَمَاءُ به.
الهُوزُ :بالضَّمِّ ،أَهملَه الجَوْهَریُّ .و قال ثَعْلَبٌ .
هو الخَلْقُ .و قال ابنُ السِّکِّیت:هو النّاسُ . قال ثَعْلَبٌ :
تقولُ :ما فی الهُوز مِثْلُکَ ،أَی الخَلْق،و کذلک ما فی الغاطِ مثْلُکَ . و قال ابنُ السِّکِّیت: ما أَدْرِی أَیُّ الهُوزِ هو ، و ما أَدْری أَی الطَّمْش هو،رَواه بعضُهم:أَیُّ الهُونِ هو، و الزّایُ أَعْرَفُ ،أَیْ أَیُّ النّاسِ .قالَه ابنُ سیدَه.
و قال اللَّیْتُ : الأَهْوَازُ :تِسْعُ -هکذا بتقدیم المُثَنّاه علی السِّین فی النُّسَخ،و الصّوابُ :سَبْعُ (5)- کُوَر بتقدیم السِّین علی المُوَحَّدَه،کما هو نَصُّ اللَّیْث،و مثلُه فی العُبَاب، بین البَصْرَه و فَارِسَ لکلِّ کُورَه منها اسمٌ و یَجْمَعُهُنَّ الأَهْوَازُ أَیضاً،لیس لأَهْوَاز وَاحدٌ من لَفْظه،و لا تُفْرَدُ وَاحدَهٌ منْهُنَّ بهُوز (6)،و هی أَی تلک الکُوَرُ السَّبْعَهُ : رَامَهُرْمُزُ ،و قد تقدَّم قریباً أَنّه بلدٌ بخُوزِسْتَانَ ، و عَسْکَرُ مُکْرَمٍ ،قد ذُکرَ أَیضاً فی مَوضعه، و تُسْتَرُ ،ذُکِرَ کذلک فی مَوضعه، و جُنْدَیْسَابُورُ ،قد أَشَرْنا إِلیه فی س ب ر، و سُوسُ ،سیَأْتی فی مَوضعه، و سُرَّقُ ،کسُکَّرٍ،سَیَأْتِی فی مَوضعه، و نَهْرُ تِیرَی ،بالکَسْرِ، قد ذُکرَ فی مَوضعه.فهؤلاء السَّبْعَه المذکورهُ عن اللَّیْث، و زاد بعضُهم علی السَّبْع،و الزَّائدُ: أَیْذَجُ ،و مَنَاذِرُ ،و قد تقدَّم ذِکرُهما فی مَوضعهما،و تَقدَّم أَیضاً أَن«مَنَاذِرَ»بَلْدَتَان بنواحِی الأَهْوَازِ :کُبْرَی و صُغْرَی.و افْتَتَح الأَهْوَازَ أَبو موسی الأَشْعَرِیُّ ،فی زَمَن عُمَرَ،رَضیَ اللّه تعالَی عنهْما.
ص:176
و هَوَّزَ الرجُلُ تَهْویزاً :ماتَ و کذلک فَوَّزَ تَفْویزاً،قالَه ابنُ دُرَیْدٍ.
و قال اللَّیْثُ : هَوَّزْ هَوّاز ،و کذلک ما معها من الکَلمَات قَبْلَها و بَعدَهَا: حُرُوفٌ ،أَی کلماتٌ وُضِعَتْ لحسَاب الجُمَّل ،أَی من الواحد إِلی الأَلف آحاداً و عَشَراتٍ و مِئاتٍ ، إِنّمَا تَرَکُوا فیها العَدَدَ المُرَکَّبَ ،کَأَحَدَ عَشَرَ،و نحوَه،فالهاءُ بخَمْسَهٍ ،و الواوُ بستَّهٍ ،و الزایُ بسَبْعَهٍ .
و مّما یُسْتَدْرَک عَلَیْه:
یُوزُ ،بالضّمّ :سِکَّهٌ ببَلْخَ ،نقلَه الصاغانیُّ فی التَّکْملَه (1). و به تَمَّ حَرْفُ الزّای، وَ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ ،و صلَّی اللّه علی سیِّدنا و مَوْلاَنَا محمّد النبیِّ الأُمِّیِّ و علی آله و صَحْبه أَجْمَعین،و حَسْبُنَا اللّهُ وَ نِعْمَ الْوَکِیلُ .قال مُؤلِّفُ هذا الشَّرْح، و هو السَّیِّدُ الجَلیلُ محمّدُ بنُ محمّد بن محمّد بن محمّد الحُسَیْنیُّ العَلَویُّ الزَّبِیدیُّ الیَمَنیُّ الوَاسِطیُّ الحَنَفِیُّ ،الشَّهیرُ لَقَبُه بالمُرْتَضَی،أَدامَ اللّه له الإِحْسَانَ و الرِّضَا،و أَلْحَقَه بمَقَامِ آبائه و أَجْدَادِه الطَّاهرین،و رَضیَ اللّه عنهُم أَجْمَعین:
فَرَغَ ذلک فی عَشیَّهِ نَهَارِ الخَمیسِ ،لأَرْبَعٍ بَقینَ من شَوّال سنه 1183.
ص:177
ص:178
هی و الصّاد و الزّای أَسَلیَّهٌ ؛لأَن مَبْدَأَهَا من أَسَلَه اللِّسَان، و هی مُسْتَدَقُّ طَرفِ اللِّسَان،و هذه الثَّلاثهُ فی حَیِّزٍ وَاحدٍ.
و السِّینُ من الحُرُوفِ المَهْمُوسَه،و مَخْرَجُ السِّین بین مَخْرَجَیِ الصّاد و الزّای.قال الأَزْهَریُّ :لا تَأْتَلفُ الصَّادُ مع السِّین و لا مع الزّای فی شیءٍ من کلام العَرَب.
أَبَسَه یَأْبِسُه أَبْسا : وَبَّخَه و رَوَّعَه و غَاظَه،قالَهُ الخَلِیلُ .
و أَبَسَ به یَأْبِسُ أَبْساً : ذَلَّلَه و قَهَرَه ،عن ابن الأَعْرَابِیِّ .
و کَسَّرَه و زَجَرَه،قال العَجّاج:
لُیُوثُ هَیْجَا لم تُرَمْ بأَبْسِ (1)
أَی بزَجْرٍ و إِذلالٍ .
و أَبَسَ فُلاناً:حَبَسه و قَهَرَهُ .
و بَکَعَه (2)بما یَسُوؤُه و قَابَلَه بالمَکْرُوه.
و قیل: صَغَّرَه و حَقَّره ،نقلَه الأَصْمَعِیُّ ، کأَبَّسَه تَأْبِیساً . و بکُلِّ ذلک فُسِّرَ
14- حدیثُ جُبَیْرِ بن مُطْعِمٍ : «جاءَ رجلٌ إِلی قُرَیْش من فَتْح خَیْبَرَ فقال:إِنّ أَهلَ خَیْبَرَ أَسَرُوا رسولَ اللّه صلّی اللّه علیه و سلم،و یُریدُون أَن یُرْسِلُوا به إِلی قَومه؛لیَقْتُلُوه،فَجَعَلَ المُشْرِکُون یُؤَبِّسُون به العَبّاسَ ». و کذلک قَوْلُ العَبَّاس بن مِرْدَاسٍ یُخَاطبُ خُفَافَ بنَ نُدْبَهَ .
إِنْ تَکُ جُلْمُودَ صَخْرٍ لا أُؤَبِّسُه
أُوقِدْ علَیْه فأُحْمِیه فیَنْصَدعُ
السَّلْمُ یَأْخُذُ منها ما رَضِیتَ به
و الحَرْبُ یَکْفیکَ من أَنْفَاسها جُرَعُ
قال ابنُ بَرِّیٍّ : التَّأْبیسُ :التَّذْلیلُ ،و یُرْوَی:«إِنْ تَکُ جُلْمُودَ بِصْرٍ»،و قال:البِصْرُ:حجارهٌ بِیضٌ .و قال صاحبُ اللِّسَان:و رأَیْتُ فی نُسْخَهٍ من أَمالی ابن بَرِّیٍّ بخطِّ الشیخ رَضیِّ الدِّین الشّاطبیِّ رَحمَه اللّه تعالَی،قال:أَنْشَدَه المُفَجِّعُ فی التَّرْجُمَان:
إِنْ تَکُ جُلْمُودَ صَخْدٍ.
و قال بعدَ إِنشادِه:صَخْدٌ:وَادٍ.و قال الصّاغَانیُّ :
الصَّوَابُ فیه لا أُؤَیِّسُه-بالتَّحْتیَّه-بالمَعْنَی الذی ذَکَرَه،کما سیأْتی.
و الأَبْسُ :الجَدْبُ نقَلَه الصّاغَانیُّ فی کتابَیْه.
و الأَبْسُ : المَکَانُ الغَلیظُ الخَشِنُ ،مثلُ الشَّأْز،و منه:
مُنَاخٌ أَبْسٌ ،إِذا کان غیرَ مُطْمَئنٍّ ،قال مَنْظُورُ بنُ مَرْثَدٍ الأَسَدیُّ یَصفُ نُوقاً قد أَسْقَطَتْ أَولادَهَا؛لشِدَّه السَّیْر و الإِعْیَاءِ:
ص:179
یَتْرُکْنَ فی کلِّ مُنَاخٍ أَبْسِ (1)
کُلَّ جَنِینٍ مُشْعَرٍ فی الغِرْسِ
و یُکْسَرُ ،عن ابن الأَعرَابیِّ .
و قال ابنَ الأَعْرَابیِّ : الأَبْسُ : ذَکَرُ السَّلاحِف ،قال:و هو الغَیْلَمُ .
و قال أَیضاً: الإِبْسُ بالکَسْر:الأَصْلُ السُّوءُ.
و قال ابنُ السِّکِّیتِ : امرَأَهٌ أُبَاسٌ ،کغُرَابٍ ،إِذا کانت سَیِّئَهَ الخُلُقِ ،و أَنشَد لخِذامٍ الأَسَدیِّ :
رَقْرَاقَه مثل الفَنیق عَبْهَرَهْ
لیسَتْ بسَوْداءَ أُبَاسٍ شَهْبَرَهْ (2)
و تَأَبَّسَ الشیْ ءُ،إِذا تَغَیَّرَ ،قالَه الجوهریُّ ،و أَنشدَ قولَ المُتَلَمِّس.
تُطیفُ به الأَیّامُ ما یَتَأَبَّسُ
و هکذا أَنشدَه ابنُ فارسٍ .قلت:و أَوَّلُه:
أَ لمْ تَرَ أَنّ الجَوْنَ أَصبَحَ راسِیاً
أَو هُوَ تَصْحیفٌ من ابن فَارسٍ و الجَوْهریِّ ،و الصَّوَابُ «تَأَیَّس»بالمُثَنّاه التَّحْتیَّه بالمعنی الذی ذَکَرَه فی هذا التَّرْکیب،کما نَقَلَه الصّاغَانیُّ فی کتابَیْه فی هذه المادّه، و قال أَیضاً فی ماده«أَیس»:و الصَّوابُ إِیرادُهما؛أَعْنی بَیْتَیِ المُتَلَمِّس و ابن مِرْداسٍ هاهنا،لُغَهً و استشهاداً،و إِنّمَا اقْتَدَی بمَنْ قَبْلَه،و نَقَلَ من کُتُبهم،من غیرِ نَظَرٍ فی دَوَاوینِ الشُّعَراءِ،و تَتَبُّع الخُطُوطِ المُتْقَنَه؛فقولُ شَیْخنَا:تَبعَ فیه ابنَ بَرِّیٍّ ،و تَعَقَّبُوه و صَوَّبُوا ما نَقَلَه ابنُ فارس،مَحَلُّ تَأَمَّلٍ و نَظَرٍ بوُجُوهٍ .
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
التَّأْبیسُ :التَّعْییرُ.و قیل:الإِرغامُ .و قیل:الإِغْضَابُ .و قیل:حَمْلُ الرَّجُلِ علی إِغلاظِ القَوْل له.
و بکلِّ ذلک فُسِّرَ حدیثُ جُبَیْر السّابقُ .
و حَکَی ابنُ الأَعْرَابیِّ :إِبَاءٌ أَبْسٌ [مُخْزٍ کاسرٌ] (3).قال المُفَضَّلُ :إِنّ السُّؤَالَ المُلِحَّ یَکْفیکَه الإِباءُ الأَبْسُ .و قال ثعلبٌ :إِنّمَا هو الإِباءُ الأَبْأَسُ ،أَی الأَشَدُّ.
و أَبْسُسُ ،بفتحٍ فسکونٍ و ضمِّ السِّین الأُولی:اسمُ مدینه قُرْبَ أَبُلُسْتَیْنَ من نَواحِی الرُّومِ ،و هی خَرَابٌ ،و فیها آثَارٌ غَریبهٌ مع خَرَابهَا،یقال:فیهَا أَصحابُ الکَهْف و الرَّقیم.
قالَهُ یاقُوت.
*و ممّا یُسْتَدْرَک عَلَیْه:
الإِدَاسُ -ککِتَابٍ -لغهٌ فی الحِدَاس،بالحاءِ المهمله.
یقال:بَلَغَ به الإِداسَ ،أَی الغایهَ التی یَجْری إِلیها.أَو هی لغهٌ .و قد أَهْمَلَه الجَوْهریُّ و الصّاغَانیُّ ،و ذَکَرَه صاحبُ اللِّسَان و الأَزْهَریّ فی ح د س.
الإِرْسُ ،بالکَسْر:الأَصْلُ الطَّیِّبُ هکذا وَقَعَ فی سائر الأُصُول هذا الحرفُ مکتوباً بالسَّوَاد،و هو الصَّوابُ .و فی التَّکْملَه:أَهملَه الجوهَریّ .و کأَنَّه سَبْقُ قَلَمٍ ؛فإِنَّه موجُودٌ فی نُسَخ الصّحاح.
و قال ابن الأَعْرَابیِّ : الأَریسُ (4)و الإِرِّیسُ ،کجَلیسٍ و سِکِّیت:الأَکّارُ. و الأَخیر عن ثَعْلب أَیضاً،فالأَوَّل ج أَرِیسُونَ (5)،و الثّانی جَمْعُه إِرِّیسُونَ ،و أَرَارِسَهٌ ، و أَرَارِیسُ و أَرَارِسُ ،و أَرَایِسَهٌ تَنْصَرفُ ،و أَرَارِسُ لا تَنْصَرفُ .
و الفعْلُ منهما: أَرَسَ یَأْرسُ أَرْساً ،وَ أَرَّسَ یُؤَرِّسُ تَأْریساً .
و
17- فی حدیث مُعَاویَهَ : «أَنَّه کَتَبَ إِلی مَلکِ الرُّومِ :
لأَرُدَّنَّکَ إِرِّیساً منَ الأَرَارِسَه ،تَرْعَی الدَّوَابِلَ ».و فی حدیثٍ آخَرَ:«فَعَلَیْکَ إِثْمُ الإِرِّیسِیِّینَ ». مَجْمُوعاً مَنْسُوباً،و الصَّحیحُ بغیر نَسَبٍ ،ورَدَّه علیه الطَّحَاویُّ ،و حُکِیَ عن أَبی عُبَیْد
ص:180
أَیضاً أَنّ المرادَ بهم الخَدَم و الخَوَلُ ،یَعْنی بصَدِّه لهُم عن الدِّین.
و قال الصاغَانیُّ :و قولُهُم للأَرِیسِ أَرِیسِیٌّ ،کقول العَجّاج:
و الدَّهْرُ بالإِنْسَان دَوّارِیُّ
أَی دَوّارٌ.قال الأَزهریُّ :و هی لغهٌ شامیَّهٌ ،و هم فَلاّحُو السَّوادِ الذین لا کِتابَ لهم.
و قیل: الأَرِیسِیُّون :قَومٌ من المَجُوس لا یَعْبُدُون النّارَ، و یَزْعَمُون أَنَّهُم علی دِینِ إِبرَاهیمَ ،علَیْه السّلامُ و علی نَبیِّنَا.
و فیه وَجْهٌ آخَرُ هُوَ أَنَّ الإِرَّیسِینَ هم المَنْسُوبون إِلی الإِرِّیس ،مثلِ المُهَلَّبینَ و الأَشْعَرِینَ (1)المَنْسُوبین إِلی المُهَلَّب و الأَشْعَر؛فیکونُ المَعْنَی:فعلَیْکَ إِثمُ الذین هم داخلُون فی طاعَتِکَ ،و یُجیبُونَکَ إِذا دَعَوْتَهُم،ثمّ لم تَدْعُهم للإِسلام،و لو دَعَوْتَهُم لأَجابُوک،فعلیکَ إِثْمُهم؛لأَنَّکَ سَبَبُ مَنْعِهم الإِسْلاَمَ .
و قال بعضُهُم:فی رَهْط هِرْقلَ فِرْقهٌ تُعْرَفُ بالأَرُوسِیَّه ؛ فجاءَ علی النَّسَب إِلیهم.
و
16- قیل: بانهم أَتباعُ عبدِ اللّه بن أَرِیسَ ،رَجُلٍ کَانَ فی الزَّمَن الأَوَّل،قَتَلُوا نَبِیًّا بَعَثَه اللّه إِلیهم.
و و الفِعْلُ منهما: أَرَسَ یَأْرِسُ أَرْساً ،من حَدِّ ضَرَبَ ،أَی صار أَرِیساً ، و أَرَّسَ یُؤَرِّسُ تَأْریساً :صَارَ أَرِیساً ،أَی أَکَّاراً.
قَالَه ابنُ الأَعْرَابیِّ .
و الإرِّیسُ کسِکِّیت:الأَمیرُ عن کُراعٍ ،حَکَاه فی باب فِعِّیل،و عَدَلَه بإِبِّیل،و الأَصْلُ عنده فیه رِئِّیسُ علی فِعِّیل من الرِّیَاسه فقُلِبَ .
و أَرَّسَه تَأْرِیساً :اسْتَعْمَلَه و اسْتَخْدَمَه ،فهو مُؤَرَّسٌ ، کمُعَظَّمٍ ،و به فُسِّر الحدیثُ السابقُ ،و إِلیه مالَ ابنُ بَرِّیٍّ فی أَمالیه،حیث قال بعد أَنْ ذَکَرَ قولَ أَبی عُبَیْدَهَ (2)الذی تَقَدَّمَ :و الأَجْوَدُ عندی أَن یُقَال:إِنّ الإِرِّیسَ کَبیرُهم الذی یُمْتَثَلُ أَمرُه،و یُطیعُونه إِذا طَلَبَ منهم الطَّاعَهَ ،و یَدُلُّ علی ذلک قولُ أَبی حِزَام العُکْلیِّ :
لا تُبِئْنی و أَنْتَ لی بِکَ وَغْدٌ
لا تُبِئْ بالمُؤَرَّسِ الإِرِّیسَا
یُریدُ:لا تُسَوِّنی بکَ و أَنتَ لی وَغْدٌ،أَی عَدُوٌّ،و لا تُسوِّ الإِرِّیس ،و هو الأَمیرُ، بالمُؤَرَّس ،و هو المأْمُورُ؛فیکونُ المعْنَی فی الحدیث:فعلَیْکَ إِثْمُ الإِرِّیسِین :یُریدُ الذین هُم قادرُون علی هِدایهِ قَوْمِهم،ثُمَّ لم یَهْدُوهم،و أَنْتَ إِرِّیسُهُم الذی یُجیبُونَ دَعْوتَکَ و یَمْتَثلُون أَمْرَکَ ،و إِذا دَعوْتَهُم إِلی أَمْرٍ طَاوَعُوکَ (3)،فلو دَعَوْتَهُم إِلی الإِسْلام لأَجَابُوکَ ،فعلیکَ إِثْمُهم.
و
14- فی حَدیث خاتَمِ النَّبیِّ صلّی اللّه علیه و سلم: «فسَقَطَ من یَدِ عُثْمَانَ فی بِئْر أَرِیس »کأَمیر ،و هی معروفهٌ بالمَدینه قَریباً من مَسجدِ قُبَاءٍ،و هی التی وَقَعَ فیها خاتمُ النَّبیِّ صلّی اللّه علیه و سلم من عُثمان،رَضیَ اللّه تعالَی عنه. و یَرِیس،بالیَاءِ،لُغَهٌ فیه،کما سَیَأْتی.قال شیخُنَا:و سُئلَ الشَّیْخُ ابنُ مالکٍ عن صَرْفه فأَفْتَی بالجَوَاز.
*و ممّا یُسْتَدرَکَ علیه:
الأَرِیسُ (4)،کأَمیر:العَشَّارُ،قیل:و به فَسَّرَ بعضُهُم الحدیثَ .
و أَرَسَهُ (5)بنُ مُرٍّ،زادَ:[الصاغانیّ :هو]أَخُو تَمیمٍ بن مُرٍّ.قال الأَصْمَعیُّ لا أَدْری منْ أَیِّ شیْ ءٍ اشتقاقُه.قال الصّاغَانیُّ فی العُبَاب:اشتقاقُه ممّا تَقَدَّمَ من قول ابن الأَعرابیِّ : الأَرْسُ :الأَصْلُ الطَّیِّبُ (6).
و الأَرَارِیسُ :الزَّرّاعُون،و هی شامِیَّهٌ .و قال ابنُ فارس:
الهمزهُ و الرّاءُ و السِّینُ لیْستْ عَرَبیَّهً .
ص:181
الإِسُّ ،مثلَّثَهً :أَصْلُ البِنَاءِ، کالأَسَاس و الأَسَس ،محرَّکَهً ،مَقْصُورٌ من الأَساس .و أُسُّ البناءِ مُبْتَدَؤُه،و هو من الأَسماءِ المُشْتَرَکَه،و أَنشد ابنُ دُرَیْد،قال:
و أَحْسبُه لکذّاب بَنی الحِرْماز:
و أُسُّ مَجْدٍ ثابِتٌ وَطِیدُ
نالَ السَّمَاءَ فَرْعُه مَدیدُ
و أُسُّ الإِنسان و أَسُّه :أَصْلُه. و قیل: الأَسُّ : أَصْلُ کلِّ شیْ ءٍ ،و منه المَثَلُ :«أَلْصِقُوا الحَسَّ بالأَسِّ ».قال ابنُ الأَعْرَابیِّ :الحَسُّ -بالفَتْح-هنا الشَّرُّ،و الأَسُّ :الأَصْلُ ؛ یقول:أَلْصقُوا الشَّرَّ بأُصُول مَنْ عَادَیْتُم أَو عَادَاکم.
ج إِسَاسٌ ،بالکَسْر، کعِسَاسٍ ،جَمْعُ عُسٍّ بالضَّمِّ ، و قُذُلٍ ،بضَمَّتَیْن جمْع قَذَالٍ کسَحابٍ ، و أَسْبَابٍ ،جمعُ سَبب محرَّکهً .و یقال:إِن الآساس کأَعْنَاق،جمعُ أَسُس ، بضَمَّتَیْن،فهو جَمعُ الجَمْعِ .و عباره المصنِّف ظاهِرهٌ ، و مثلُه فی المُحْکَم و لا تسامح فیها،کما ادّعَاه شیخنا، رَحمَه اللّه.
و من المَجَاز: کان ذلک علی أَسِّ الدَّهْر،مُثَلَّثَهً ،و زاد الزَّمَخْشَریُّ :و اسْت الدَّهْر (1)، أَی علی قِدَمِه و وَجْهه.
و الأَسّ :الإِفسادُ بینَ الناسِ ، و یُثلَّث ، أَسّ بینَهم یَؤُسُّ أَسًّا .
و رجُلٌ أَسّاسٌ :نَمّامٌ مُفْسِدٌ،قال رُؤْبَهُ :
و قلتُ إِذْ أَسَّ الأَمُورَ الأَسّاسْ
و رَکِبَ الشَّغْبَ المُسِیءُ المَآسْ
أَی أَفْسَدَهَا المُفْسِدُ.
و الأَسُّ :بالفَتْح: الإِغْضَابُ ،هو قَریبٌ من معنَی الإِفَسَادِ.و فی بعض النُّسَخ«الأَعْصَاب»و هو غَلطٌ .
و الأَسُّ : سَلْحُ النَّحْلِ . و قد أَسَّ أَسًّا ،و الأَشْبَهُ أَن یکونَ مَجَازاً؛علی التَّشْبیه بأَسِّ البیُوت.
و الأَسُّ . بِنَاءُ الدّارِ. أَسَّها یَؤُسُّهَا أَسًّا ،و أَسَّسَها تَأْسیساً .
و الأَسُّ : زَجْرُ الشَّاه بإِسْ إِسْ بکَسْرهمَا،مَبْنیّ علیالسُّکُون،و لغهٌ أُخْرَی بفَتْحهما.و قد أَسَّ بها،إِذا زَجَرَهَا و قال: إِسْ إِسْ .
و الأُسُّ ، بالضمّ :باقِی الرَّمَادِ ،بین (2)الأَثافی،و قد رُوِیَ فی بیت النّابغَه الذُّبْیَانیِّ :
فلم یَبْقَ إِلاّ آلُ خَیْمٍ مُنَصَّبٍ
و سُفْعٌ علی أُسٍّ و نُؤْیٌ مُعَثْلَبُ
قال الصّاغَانیُّ :و أَکثرُ الرُّواهِ یَرْوونه:علی آسٍ ،مَمْدُوداً بهذا المَعْنی.
و الأُسّ ،بالضّم: قَلْبُ الإِنسانِ ،خُصَّ به لأَنه أَوَّلُ مُتَکَوِّنٍ فی الرَّحِم.
و الأُسُّ أَیضاً: الأَثَرُ من کلِّ شَیْ ءٍ ،و هو من الأَسْمَاءِ المُشْتَرَکَهِ .
و الأَسِیسُ ،کأَمِیرٍ: العِوَضُ ،عن ابن الأَعرابِیِّ .
و الأَسِیسُ ، أَصْلُ کلِّ شیْ ءٍ کالأَسِّ .
و أُسَیْسٌ کزُبَیْرٍ:ع بِدِمَشْقَ قیلَ :هو ماءٌ شَرْقِیَّهَا،و قد ذَکَرَه امْرُؤُ القَیْسِ فی شِعْرِه فقال:
و لَوْ وَافَقْتُهُنَّ علی أُسَیْس
و حَافَهَ إِذْ وَرَدْنَ بِنَا وُرُودَا
هکذا فی اللِّسَان (3).قلتُ :و الصَّوَابُ أَنّ أُسَیْساً فی قول امْریءِ القَیْس اسمُ مَوْضعٍ فی بلاد بَنی عامِر بن صَعْصَعَهَ .
وَ أَوَّلُه (4):
فلو أَنِّی هَلَکْتُ بأَرْض قَوْمِی
لَقُلْتُ المَوْتُ حَقٌّ لا خُلُودَا
و أَمّا الذی هو ماءٌ شَرقیَّ دِمَشْقَ فقد جَاءَ فی قول عَدیِّ ابن الرِّقَاع:
قد حَبَانِی الوَلیدُ یَومَ أَسَبیْسٍ
بعِشَارٍ فیها غِنًی و بَهَاءُ
هکذا فَسَّرَه ابنُ السِّکِّیت،کذا فی المُعْجَم.
ص:182
و التَّأْسیسُ :بیانُ حُدُود الدّارِ،و رَفْعُ قَوَاعِدهَا. قالَه اللَّیْث. و قیل:هو بِنَاءُ أَصْلِها. و قد أَسَّسَه ،و هذا تَأْسیسٌ حَسَنٌ .
و فی المُحْکَم: التَّأْسیسُ فی القَافیَه:الأَلفُ التی لیس بینَها و بین حَرْفِ الرَّوِیِّ إِلاّ حَرْفٌ وَاحدٌ،کقَوْل النّابغَه الذُّبیانیِّ :
فلا بُدَّ من هذه الأَلفِ إِلی آخِرِ القصیدهِ .قال ابن سیدَه:هکذا أَسماه الخَلیلُ تَأْسیساً ،جَعلَ المَصْدر اسْماً له،و بعضُهُم یقولُ :أَلِفُ التَّأْسیس ،فإِذا کان ذلک احْتملَ أَن یُریدَ الاسمَ و المصدرَ،و قالُوا فی الجَمْع: تَأْسیسَاتٌ .
أَو التَّأْسیسُ :هو حَرْفُ القَافیهِ الذی هو قَبْلَ الدَّخِیل، و هو أَوَّلُ جُزءٍ فی القَافیَه،کأَلِفِ ناصب.و قال ابن جِنِّی:
أَلِفُ التَّأْسیسِ کأَنَّهَا أَلِفُ القَافیَه،و أَصْلُهَا أُخِذَ من أُسِّ الحَائطِ و أَساسِه ؛و ذلک أَنَّ أَلِفَ التَّأْسیسِ لتَقَدُّمِهَا و العنَایَهِ بها و المحَافَظه علیها کأَنَّهَا أُسُّ القَافیَهِ ،و للأَزهریِّ فیه تَحقیقٌ أَبْسَطُ من هذا؛فراجِعْهُ فی التَّهْذیب (1).
و یقال: خُذْ أُسَّ الطَّریقِ ؛و ذلک إِذا اهْتَدَیْتَ بأَثَرٍ أَو بَعْرٍ،فإِذا اسْتَبانَ الطَّریقُ قیلَ :خُذْ شَرَکَ الطریقِ و أُسْ أُسْ ، بالضّمّ :کلمهٌ تُقَالُ للحَیَّه إِذا رَقَوْها، لیأْخُذوها ففَرَغَ أَحَدُهم منْ رُقْیَتِه؛ فتَخْضَعُ له و تَلِینُ .قالَه اللَّیْث.
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
أَسَّسَ بالحَرْف:جَعَلَه تَأْسیساً .
و الأَسّاسُ ،کشَدّادٍ:النَّمَّامُ .
و الأُسُّ :المُزَیِّنُ للکَذِب.و فَلانٌ أَسَاسُ أَمْرِه الکَذِبُ ،و هو مَجَازٌ.
و کذا قولُهُم:مَنْ لم یُؤَسِّسْ مُلْکَه بالعَدْل[فقد] (2)هَدَمَه.
و أَسِیسٌ ،کأَمیرٍ:حِصْنٌ بالیَمَن،قالَه یاقُوت.
الأَلْسُ :اختلاطُ العَقْلِ ،و قیل:ذَهَابُه،و به فُسِّرَ
16- الدُّعاءُ: «اللّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بکَ منَ الأَلْسِ و الکِبْر». قالَه أَبُو عُبَیْدٍ (3).
أُلِسَ الرجُلُ ، کعُنِیَ ، أَلْساً فهو مَأْلُوسٌ ،أَی مَجْنُونٌ :
ذَهَبَ عَقلُه،عن ابن الأَعْرَابیِّ .و قال غیره:أَی ضَعِیفُ العَقْلِ ،قال الرّاجز:
یَبْتَعْنَ مثْلَ العُمَّجِ المَنْسُوسِ
أَهْوَجَ یَمْشِی مِشْیَهَ المَأْلوُسِ
و الأَلْسُ : الخِیانَهُ ،و به فَسَّرَ القُتَیْبیُّ حدیثَ الدُّعَاءِ السابقِ ،و خَطَّأَه ابنُ الأَنْبَاریِّ .
و الأَلْسُ أَیضاً: الغِشُّ و الخِدَاعُ .
و الکَذِبُ .و السَّرِقَهُ .
و بالأَوّل فُسِّر قولُ الشاعر و هو الحُصَیْنُ بنُ القَعقاع: (4)
هُمُ السَّمْنُ بالسَّنُّوت لا أَلْسَ فیهمُ
و همْ یَمْنَعُون جارَهم أَنْ یُقَرَّدَا
و الأَلْسُ : إِخطاءُ الرَّأْی و هو من ذَهاب العَقْل و تَذْهِیله.
الثَّلاثَهُ عن ابن عَبّاد.
و الأَلْسُ : الرِّیبَهُ .
و الأَلْسُ : تَغَیُّرُ الخُلُق من رِیبَه (5)أَو مَرَض.و یقال:ما أَلَسَکَ ؟.
و الأَلْسُ : الجُنُون ،یُقَال:إِنّ به لأَلْساً ،و أَنشدَ:
یا جِرَّتَیْنَا بالحَبَاب حَلْسَا
إِنّ بِنَا أَوْ بِکُمُ (6)لأَلْسَا
ص:183
کالأُلاَسِ ،بالضّمّ ،أَی کغُرَاب.
و قال ابنُ فارس:یقال:هو الذی یَظُنُّ الظَّنَّ و لا یَکُونُ کذلک. و الأَلْسُ (1): الأَصْلُ السُّوءُ.
و قال ابنُ عَبّاد: المَأْلُوسُ :اللَّبَنُ لا یَخْرُجُ زُبْدُه،و یَمُرُّ طَعْمُه ،و لا یُشْرَبُ من مَرَارَتهِ .نقَلَه الصّاغَانیُّ .
و إلْیَاسُ ،بالکسر،و الفتح ،و به قَرَأَ الأَعْرَجُ و نُبَیْح و أَبو وَاقد و الجَرّاحُ : وَ إِنَّ إِلْیاسَ (2): عَلَمٌ أَعْجَمیُّ ،و زادَ فی العُبَاب:لا یَنْصَرفُ للعُجْمَه و التَّعْریف:قال اللّه تعالَی:
وَ إِنَّ إِلْیاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِینَ و قال الجوهَریُّ :اسمٌ أَعْجَمیٌّ .قال شیخُنَا:هو فِعْیَال من الأَلْس و هو الخَدیعَهُ و الخِیانهُ ،أَو من الأَلْس و هو اخْتلاطُ العَقْلِ .و قیل:هو إِفْعَال من لیس،یقال:رجل أَلْیَسُ ،أَی شُجاعٌ لاَ یَفرُّ،أَو أَخَذُوه من ضِدّ الرّجَاءِ و مَدُّوه.و الْیاسُ بنُ مُضَرَ فی التَّحْتیَّه، و هو اسمٌ عِبْرَانیٌّ ،انْتَهَی.قال الجَوْهَریُّ :و قد سَمَّت العربُ به.و هو الْیَاسُ بنُ مُضَرَ بن نِزَار بن مَعَدِّ بن عَدْنَانَ :
قال الصّاغَانیُّ :قِیَاسُه إِلْیاسَ النَّبیَّ صَلَوَاتُ اللّه علیه علی الْیاس بن مُضَرَ فی التَّرْکیب قیاسٌ فاسدٌ؛لأَنّ ابن مُضَرَ الأَلفُ و الّلامُ فیه مثْلُهما فی الفَضْل.و کذلک أَخُوه النَّاسُ (3)عَیْلاَنُ ،و ما کان صِفَهً فی أَصْله أَو مَصدراً فدُخُولُ الأَلفِ و الَّلام فیه غیرُ لازمٍ .
و أُلَّیْسُ ،کقُبَّیْطٍ :ه،بالأَنْبار. کذا فی کتاب الفُتُوح و العُبَاب.و فی التَّکْملَه:مَوضعٌ .قلتُ :و قد جاءَ ذِکْرُه فی شعْر أَبی مِحْجَنٍ الثَّقَفیِّ ،و کان قد حَضَرَ غَزَاهً بها،و أَبْلَی بَلاءً حَسَناً،فقال:
و قَرَّبْتُ رَوَّاحاً و کُوراً و نُمْرُقاً
و غُودِرَ فی أُلَّیْسَ بَکْرٌ و وَائلُ (4)
و آلِسٌ ،کصاحِبٍ :نَهْرٌ ببلادِ الرُّوم،علی یَوْمٍ منْ طَرَسُوسَ ،قریبٌ من البَحْر ،من الثُّغُور الجَزَریَّه،و فیه یقولُ أَبو تَمَّامٍ یَمْدَحُ أَبا سَعیدٍ الشغریّ (5):
فإِنْ یَکُ نَصْرٌ آتِیاً (6)نَهْرَ آلِسٍ
فَقَدْ وَجَدُوا وَادِی عَقَرْقَسَ مُسْلِمَا
و یُقَال: ضَرَبَه مِائهً فما تَأَلَّسَ ،أَی ما تَوَجَّعَ .
و یُقَال: هو لا یُدَالِسُ و لا یُؤَالِسُ ،أَی لا یُخَادِعُ و لا یَخُونُ ،فالمُدَالَسَهُ من الدَّلَس و هی الظُّلْمَهُ ؛یُرَادُ أَنّه لا یُعَمِّی علیکَ الشَّیْ ءَ فیُخْفِیه و یَسْتُر ما فیه من عَیْب.
و المُؤالَسَهُ :الخِیَانَهُ .
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
قال أَبو عَمْرو:یُقَال:إِنّه لَمَأْلُوسُ العَطِیَّه،و قد أُلِسَتْ عَطِیَّتُه،إِذا مُنِعَتْ منْ غیر إِیَاسٍ منها.
و یُقَال للغَریم:إِنّه لیَتَأَلَّسُ (7)فما یُعْطِی و ما یَمْنَعُ .
و التَّأَلُّسُ :أَن یَکونَ یُریدُ أَنْ یُعْطِیَ و هو یَمْنَعُ ،و أَنشدَ:
و صَرَمَتْ حَبْلَکَ بالتَّأَلُّسِ
و یُقَال:ما ذُقْتُ عندَه أَلُوساً ،أَی شیئاً من الطَّعَام،و کذا مَأْلُوساً.
و أَلُوسُ ،کصَبُور اسْمُ رَجُلٍ سُمِّیَتْ به بَلدهٌ علی الفُرَات،قُرْبَ عَانَات و الحَدِیثَه (8)قال یاقُوت:و غَلطَ أَبو سَعْد الإِدْریسیُّ فقال:إِنّهَا بساحلِ بَحْرِ الشّامِ قُرْبَ طَرَسُوسَ :و إِنّما غَرَّه نِسْبَهُ أَبی عبد اللّه عُمَرَ بن حِصْن بن خالدِ الأَلُوسیِّ الطَّرْسُوسیِّ ،من شُیُوخ الطَّبرانیِّ ،و ابن المقری،و إِنّما هُو من أَلُوس،و سَکَنَ طَرَسُوسَ :فنُسبَ إِلیها.و یُقَال فیها أَیضاً: آلُوسَهُ ،بالمَدِّ.
الأَمْبَرْباریسُ (9)،أَهملَه الجَوْهَریُّ و صاحبُ اللِّسَان،و نقَلَه الصاغانیّ ، و یُقَال فیه أَیضاً:
الأَنْبَرْبَارِیسُ ،بقَلْب المیم نُوناً،و صَحَّحَه صاحبُ المنْهَاج و البَرْبَاریسُ بحَذْف الأَلف و النُّون؛اکتفاءً.و فی المنْهَاجَ أَیضاً:أَمْیَرْبَاریسُ ،بالتَّحْتیَّه بَدَلَ المُوحَّدَه: الزِّرّشْکُ ، و بالفارسیَّه زرنک، و هو حَبٌّ حامضٌ ،م ،منه مُدَوَّرٌ أَحمرُ، سَهْلٌ ،و منه أَسْوَدُ مُسْتَطیلٌ رَمْلیٌّ أَو جَبَلیٌّ ،و هو أَقْوَی.
ص:184
کَلمَهٌ رُومیَّهٌ إِلاَّ أَنهُم تصَرَّفُوا فیه بإِدْخَال الَّلام علیه مُفْرَداً و مُضَافاً إِلیه.و هو بارِدٌ یَابسٌ فی الثّانیَه،و قیل:فی الثَّالثَه، نافعٌ للصَّفْرَاءِ جدًّا،و یَنْفَعُ الأَوْرَامَ الحَارَّهَ ضِمَاداً،و یُقَوِّی المَعدَهَ و الکَبدَ،و یَقْطَعُ العَطَش،و یَمْنَعُ القَیْ ءَ،و یُقَوِّی القَلْبَ ،و یَعْقِلُ ،و یَنْفَعُ السَّحْجَ ،و یَضُرُّ بأَصْحَاب الاعْتقَال.
و یُصْلِحُه الجُلاّبُ ،کذا فی المنْهَاجِ .و فی«سُرُور النَّفْس» لابن قاضی بَعْلَبَکَّ أَنَّه یَمْنَعُ جمیعَ العِلَل التی تکونُ من حَبْس الإِسْهال،و یُحَسِّنُ اللَّوْنَ ،و یُسَکِّنُ الخَفَقانَ الحادِثَ عن الحَرَاره،و قد استعمله جماعهٌ من الفُضَلاءِ فی المُفَرِّحات.و الشَّیْخُ أَهملَه فی الأَدْویَه القَلْبیَّه.
أَمْس ،مثلَّثَه الآخر :من ظُرُوف الزَّمَانِ مَبْنیَّهٌ علی الکَسْر،إِلاّ أَن یَنکَّرَ أَو یُعَرَّفَ ،و رُبَّمَا بُنیَ علی الفَتْح، نَقَلَه الزَّجّاجیُّ فی أَمالیه.و قال ابنُ هشَام علی«القَطْر»:إِنّ البنَاء علی الفَتْح لُغَهٌ مَرْدُودهٌ ،و أَمَّا البناءُ علی الضَّمِّ فلم یَذْکُرْه أَحدٌ من النُّحاه.ففی قول المُصنِّف حکایه التَّثْلیث نَظَرٌ حقَّقه شیخُنَا.و هو الیوْمُ الذی قَبْلَ یوْمکَ الذی أَنتَ فیه بلَیْلَه. قال ابن السِّکِّیت:تقُول:ما رأَیْتُه مُذْ أَمْسِ ،فإِنْ لم تَرَه[یوماً قَبْلَ ذلک قُلْتَ :ما رَأَیْتُه مُذْ أَوَّلَ مِن أَمْسِ ،فإِن لم تَرَه یَوْمَیْن (1)]قبلَ ذلک قلْتَ :ما رأَیتُه مُذْ أَوَّلَ مِنْ أَوَّلَ منْ أَمْس ،و قال ابنُ بُرُزْجَ :و یُقَال:ما رأَیْته قبلَ أَمْسِ بیوم،یُریدُ:مِنْ أَوَّلَ منْ أَمْس ،و ما رأَیتُه قبلَ البارحَهِ بلَیْلَهٍ .
یُبْنَی مَعْرِفَهً ،و یُعْرَبُ مَعْرفَهً ،فإِذا دَخَلَهَا ال تُعْرَبُ (2).
و فی الصّحاح: أَمْس اسمٌ حُرِّکَ آخِرُه لالتقاءِ السَّاکنَیْن، و اخْتَلَفَت العربُ فیه،فأَکْثرُهُم یَبْنِیه علی الکَسْر مَعْرِفهً ، و منهم من یُعْرِبُه مَعْرفَهً ،و کلُّهُم یُعْربُه إِذا دَخَلَ علیه الأَلفُ و الّلامُ أَو صَیَّرَه نَکِرَهً أَو أَضافَه.
قال ابنُ بَرِّیِّ :اعْلَمْ أَنَّ أَمْس مَبْنیَّهٌ علی الکَسْر عند أَهل الحجَاز،و بَنُو تَمیمٍ یُوَافقُونَهُم فی بنائها علی الکَسْر فی حال النَّصْب و الجَرِّ،فإِذا جاءَتْ أَمْس فی مَوْضع رَفْع أَعْرَبُوهَا فقالُوا:ذَهَبَ أَمْسُ بما فیه،و أَهل الحجاز یقولون:
ذَهَبَ أَمْسِ بما فیه؛لأَنَّهَا مَبْنیَّهٌ ؛لتَضَمُّنهَا لامَ التَّعْریف، و الکسرهُ فیها لالتقاءِ السّاکنَیْن،و أَمّا بَنُو تَمیمٍ فیَجْعَلُونَهَا فیالرَّفْع مَعْدُولَهً عن الأَلف و الّلام؛فلا تُصْرَفُ للتَّعْریف و العَدْل،کما لا تَصْرِفُ سَحَراً إِذا أَرَدْتَ به وَقْتاً بعَیْنه؛ للتَّعْریف و العَدْل،قال:و اعْلَمْ أَنکَ ،إِذا نَکَّرَت أَمْس أَو عَرَّفْتَهَا بالأَلف و الّلام أَو أَضَفْتَهَا أَعْرَبْتَهَا،فتقول فی التَّنْکیر:
کلُّ غَدٍ صائرٌ أَمْساً ،و تقولُ فی الإِضافَه و مع لام التَّعْریف:
کان أَمْسُنا طَیِّباً،و کان الأَمْسُ طَیِّباً.قال:و کذلک لو جَمَعْتَه لأَعْرَبْتَه.
و سُمِعَ بعضُ العربِ یقولُ : رأَیتُه أَمْسٍ ،مُنَوَّناً ؛لأَنّه لما بُنِیَ علی الکَسْر شُبِّه بالأَصْوات،نحو«غاق»فنُوِّنَ و هی لُغَهٌ شاذَّهٌ .
ج آمُسٌ ،بالمَدِّ و ضَمِّ المیم، و أُمُوسٌ ،بالضَّمِّ ، و آمَاسٌ کأَصْحَابٍ ،و شاهدُ الثانی قولُ الشاعر:
مَرَّتْ بنا أَوَّلَ مِنْ أُمُوسِ
تَمِیسُ فینا مِشْیَهَ العَرُوسِ
قال الزَّجّاج:إِذا جَمَعْتَ أَمْس علی أَدْنَی العَدَدِ قلتَ :
ثلاثهُ آمُسٍ ،مثلُ فَلْسٍ و أَفْلُسٍ ،و ثلاثهُ آمَاسٍ ،مثلُ فَرْخ و أَفْرَاخٍ ،فإِذا کَثُرَتْ فهی الأُمُوسُ ،مثلُ فَلْسٍ و فُلُوسٍ .
*و مما یُسْتَدْرَک علیه:
آمَسَ الرجُلُ :خَالَفَ .
قال أَبو سَعیدٍ:و النِّسْبَهُ إِلی أَمْس إِمْسیٌّ -بالکَسْر-علی غیر قیَاسٍ ،و هو الأَفْصَحُ ،قال العَجَّاجُ :
و جَفَّ عنه العَرَقُ الإِمْسیُّ
و رُوِیَ جَوَازُ الفَتْح عن الفَرّاءِ،کما نَقَلَه الصّاغَانیُّ .
و المَأْمُوسَهُ :النّارُ،فی قول ابن الأَحْمَر (3)الباهلیِّ ،و لم یُسْمَع إِلاّ فی شعْره،و هی الأَنیسَهُ (4)و المَأْنُوسَهُ ،کما سیأْتی.
و أَمَاسِیَهُ ،بفَتْح الهمزه و تَخْفیف المیم:کُورَهٌ وَاسعَهٌ ببلادِ الرُّوم،منها:العِزُّ محمّدُ بنُ عُثْمَانَ بن صالح رسول
ص:185
الأَمَاسِیُّ الدِّمَشْقِیُّ الحَنَفِیُّ ،سَمعَ فی الحِجَاز علی أَبیه، و تُوفِّیَ سنهَ 798،و وَلَدُه محمَّدٌ ممَّنْ سَمعَ .
الإِنْسُ ،بالکَسْر: البَشَرُ، کالإِنْسَان ،بالکَسْر أَیضاً،و إِنّما لم یَضْبطْهُمَا لشُهْرَتهما، الوَاحدُ إِنْسِیٌّ ، بالکَسْر، و أَنَسیٌّ ،بالتَّحْریک.
قال مُحَمَّدُ بنُ عَرَفَهَ الوَاسطیُّ :سُمِّیَ الإِنْسیُّونَ لأَنَّهُم یُؤْنَسُونَ ،أَی یُرَوْنَ ،و سُمِّیَ الجنُّ جِنًّا لأَنَّهُمْ مَجْنُونُونَ (1)عن رُؤْیَه النّاس،أَی مُتَوارُونَ .
ج أَنَاسِیُّ ،ککُرْسیٍّ و کَرَاسِیَّ ،و قیل:هو جمْعُ إِنْسَانٍ ، کسِرْحانٍ و سَرَاحینَ ،و لکنَّهُم أَبْدَلُوا الیاءَ من النُّون،کما قَالُوا للأَرَانب:أَرَانِیّ ،قالَهُ الفَرّاءُ، و قَرَأَ الکسَائیُّ و یَحْیَی ابنُ الحَارث قولَه تَعَالَی: وَ أَناسِیَّ کَثِیراً (2)بالتَّخْفِیف أَسقَطَ الیاءَ التی تکونُ فیما بینَ عَیْن الفِعْل و لامه،مثل:
قَرَاقِیرَ و قَرَاقِرَ،و یُبَیِّنُ جَوازَ أَنَاسِیَ بالتَّخْفیف قولُهُم: أَنَاسِیَهٌ کثیرهٌ ،جعلوا الهاءَ عِوَضاً من إِحْدَی یاءَیْ أَناسِیّ جمع إِنسان ،و قال المُبَرِّدُ: أَناسِیَهٌ جمْع إِنْسیَّهٍ ،و الهاءُ عِوَضٌ من الیَاءِ المَحْذُوفه؛لأَنَّه کانَ یجب أَناسیّ بوزْن زَنَادیقَ و فَرازینَ ،و أَنّ الهاءَ فی زَنادِقَهٍ و فَرَازنَه إِنّمَا هی بدلٌ من الیاءِ،و أَنَّهَا لما حُذِفَتْ للتخفیف عُوّضَتْ منها الهاءُ،فالیاءُ الأُولَی من أَناسیَّ بمنزله الیاءِ من فَرَازینَ و زَنَادیقَ ،و الیاءُ الأَخیرهُ منه بمنزله القافِ و النُّونِ منهما،و مثلُ ذلک جَحْجاحٌ و جَحَاجِحَهٌ ،إِنما أَصلُه جَحَاجِیحُ .
و قد یُجْمَعُ الإِنْسُ علی آنَاس مثل:إِجْلٍ و آجَالٍ ، هکذا ضَبَطَه الصّاغَانیّ ،و سیأْتی فی«نوس»أَنَّهُ أُنَاسٌ ، بالضَّمِّ ،فتأْمّل.
و المَرْأَهُ أَیضاً إِنْسَانٌ ،و قولُهُم: إِنْسَانَهٌ ، بالهَاءِ ،لغه عَامِّیّهٌ ،کذا قاله ابنُ سیدَه،و قالَ شیخُنَا:بل هی صحیحَهٌ و إِن کانَت قلیلَهً ،و نقَلَه صاحبُ هَمْع الهَوَامع و الرَّضِیُّ فی شَرْح الحَاجبیّه،و نَقَلَه الشَّیْخُ یس فی حواشیه علی الأَلْفیَّه عن الشیخ ابن هشَام،فلا یُقَال إِنّهَا عامِّیَّهٌ بعدَ تصریح هؤُلاءِ الأَئمَّهِ بوُرُودهَا،و إِن قَالَ بعضُهُم:إِنَّهَا قلیلَهٌ ،فالقِلَّهُ عندَ بعض لا تَقْتَضِی إِنْکَارَهَا و أَنَّهَا عامِّیّهٌ .انتهی،فانظُرْهذه مع قَوْل ابن سیدَه:و لا یُقَالُ إِنْسَانَهٌ ،و العَامَّهُ تَقُولُه.
و سُمِعَ فی شِعْر بعضِ المُوَلَّدین،قیلَ :هو أَبو مَنْصُور الثّعَالبیُّ صاحبُ الیَتیمَه،و المُضَاف و المَنْسُوب،و غیرهمَا، کما صَرَّحَ به فی کُتُبه مُدَّعیاً أَنّه لم یُسْبَقْ لمعناهُ کما قالَهُ شیخُنَا، و کَأَنّه مُوَلَّدٌ لا یُسْتَدَلُّ به:
مَلاَبِسَ الصَّبِّ الغَزِلْ
إِنْسَانَهٌ فَتَّانَهٌ
بَدْرُ الدُّجَی منْهَا خَجِلْ
إِذَا زَنَتْ عَیْنِی بهَا
قلتُ :و هذا البیتُ الأَخیرُ الذی ادَّعَی فیه أَنّه لم یُسْبَقْ لمَعْناهُ .و لَمّا رَأَی بعضُ المُحَشِّینَ إِیرَادَ هذه الأَبیاتَ ظَنَّ أَنَّهَا من باب الاسْتدْلال،فاعْتَرَضَ علیه بقوله:لا وَجْهَ لإِیراده و تَشَکُّکِه فیه،و أُجِیبَ عنه بأَنَّه قد یُقَالُ :إِنَّ الثَّعَالبیَّ من أَئمّه اللُّغَه الثّقَات،و هذا غَلَطٌ ظاهرٌ،و تَوَهُّمٌ باطِلٌ ،إِذ المُصَنِّفُ لم یَأْتِ به دَلیلاً،و لا أَنْشَدَه عَلَی أَنَّه شَاهدٌ،بل ذَکَرَه علی أَنَّهُ مُوَلَّدٌ لیسَ للعَامَّه أَن یَسْتَدلُّوا به،فتأَمَّلْ .
حَقَّقَه شیخُنَا،قال:و قد وَرَدَ فی أَشْعَار العَرَب قَلیلاً،قال کامل (3)الثَّقَفیُّ :
إِنْسَانَهُ الحَیِّ أَمْ أَدْمانَهُ السَّمُرِ
بالنَّهْیِ رَقَّصَها لَحْنٌ من الوَتَرِ
قال:و حَکَی الصَّفَدیُّ -فی شَرح لامیَّه العَجَم-أَنَّ ابنَ المُسْتَکْفِی اجْتَمَعَ بالمُتَنَبِّی بمصر،و رَوَی عنه قولَه:
لاعَبْتُ بالخَاتَمِ إِنْسانَهً
کمِثْل بَدْرٍ فی الدُّجَی النّاجِمِ
و کُلَّمَا حَاوَلْتُ أَخْذِی لَهُ
من البَنَانِ المُتْرَف النَّاعِمِ
أَلْقَتْهُ فی فِیها فقُلْتُ انْظُرُوا
قد أَخْفَت الخاتَمَ فی الخَاتَمِ
و الأُنَاسُ بالضّمِّ :لُغَهٌ فی النّاس قال سیبَوَیْه:و الأَصْلُ فی النّاس الأُنَاسُ مُخَفَّف،فجَعَلُوا الأَلفَ و الّلامَ عِوَضاً عن الهَمْزَه،و قد قالُوا: الأُنَاس ،قال الشّاعرُ:
ص:186
إِنَّ المَنَایَا یَطَّلِعْ
نَ علی الأُنَاس الآنِسِینَا (1)
و أَنَسُ بنُ أَبی أَنَاس بن زُنَیْمٍ الکِنَانیُّ (2)الدِّیلیّ : شاعرٌ و أَخُوه أَسید،و هما ابْنَا أَخِی سارِیَهَ بن زُنَیْم الصَّحَابیِّ ، و قیل:إِنّ أَبا أُنَاس هذا له صُحْبَهٌ ،و هُو أَیضاً شاعرٌ،و من قَوْله:
و مَا حَمَلَتْ من نَاقَهٍ فَوْقَ رَحْلها
أَبَرَّ و أَوْفَی ذِمَّهً من مُحَمَّدِ
صلّی اللّه علیه و سلم.
و من المَجَاز: الإِنْسیُّ ،بالکَسْر: الأَیْسَرُ من کُلِّ شَیْ ءٍ ، قالَهُ أَبو زَیْد،و قَالَ الأَصْمَعیُّ :هو الأَیْمَنُ ،و قالَ :کُلُّ اثْنَیْن من الإِنْسَان مثل الساعِدَیْن و الزَّنْدَیْن و القَدَمَیْن،فما أَقْبَلَ منْهُمَا علی الإِنْسَان فهو إِنْسیٌّ ،و ما أَدْبَرَ عنه فهو وَحْشیٌّ ، و فی التَّهْذیب: الإِنْسیُّ من الدّوابِّ :هو الجانبُ الأَیْسَرُ الذی منه یُرْکَبُ و یُحْتَلَبُ ،و هو من الآدَمیِّ (3).الجانبُ الذی یَلِی الرِّجْلَ [الأخری] (4)و الوَحْشیُّ من الإِنْسَان :الذی یَلِی الأَرْضَ و الإِنْسیُّ من القَوْس:ما أَقْبَلَ علیکَ منْهَا ، و قیل:مَا وَلیَ الرّامِیَ ،و وَحْشیُّهَا:ما وَلِیَ الصَّیْدَ،و سیأْتی تَحْقیقُ ذلک فی الشِّین إِنْ شَاءَ اللّه تَعالَی.
و الإِنْسَانُ :معروفٌ ،و الجَمْعُ النّاسُ ،مُذَکَّرٌ،و قد یُؤَنَّثُ علی مَعْنَی القَبیلَه و الطّائفَه،حکی ثعلبٌ :جاءَتْکَ النّاسُ ، معناه جاءَتْکَ القَبیلَهُ أَو القِطْعَهُ .
و الإِنْسَانُ له خَمْسَهُ مَعانٍ :أَحَدُها الأَنْمُلَهُ ،قاله أَبو الهَیْثَم،و أَنْشَدَ:
تَمْرِی بإِنْسَانِهَا إِنْسَانَ مُقْلَتِهَا
إِنْسَانَهٌ فی سَوَاد اللَّیْل عُطْبُولُ
کذا فی التَّکْملَه،و فی اللِّسَان فَسَّره أَبو العَمَیْثَل الأَعْرَابیُّ فقالَ : إِنسانُها :أُنْمُلَتُهَا،قالَ ابنُ سیدَه:و لم أَرَهُ لغَیره، و قال:
أَشارَتْ لإِنْسَانٍ بإِنْسَانِ کَفِّهَا
لتَقْتُلَ إِنْسَاناً بإِنْسَان عَیْنِهَا
و ثانیهَا:ظِلُّ الإِنْسَانِ .
و ثالثُهَا: رَأْسُ الجَبَل.
و رابعُها: الأَرْضُ الّتی لم تُزْرَعْ .
و خامسُهَا: المِثالُ الَّذی یُرَی فی سَواد العَیْنِ ،و یُقَال له: إِنْسَانُ العَیْنِ ،و ج أَنَاسِیُّ ،قال ذُو الرُّمَّه یصفُ إِبلاً غارَتْ عُیُونُهَا من التَّعَبِ و السَّیْر:
إِذَا اسْتَحْرَسَتْ آذانُهَا اسْتَأْنَسَت لَهَا
أَنَاسِیُّ مَلْحُودٌ لها فی الحَوَاجبِ (5)
یقولُ :کأَنّ مَحَارَ أَعْیُنَها جُعِلْنَ لَهَا لُحُوداً،وَصَفَهَا بالغُؤُور،قال الجَوْهَریُّ :و لا یُجْمَعُ علی أُنَاسٍ ،و فی الأَساس:و من المَجَاز:تَخَیَّرْتُ من کتَابه سُویداوات (6)القُلُوبِ ،و أَنَاسِیَّ العُیُونِ .
و من المَجاز:هو إِنْسُکَ ،و ابنُ إِنْسکَ ،بالکَسْر فیهما:
أَی صَفِیُّکَ و خاصَّتُکَ ،قاله الأَحْمَرُ،و یقال:هذا حِدْثِی و إِنْسِی و جِلْسِی کلّه بالکَسْر،و قال أَبو زَیْد:تقولُ العَرَبُ للرَّجُل:کَیْفَ تَرَی ابنَ إِنْسک ،إِذا خاطَبْتَ الرجُلَ عن نَفْسکَ ،و مثلُه قولُ الفَرّاءِ،و نقله الجَوْهَریُّ .
و الأَنُوسُ من الکِلاَب ،کصَبُور: ضِدُّ العَقُورِ،ج، أُنُسٌ ،بضمّتین.
و مِئْنَاسُ ،کمِحْرَاب: امرَأَهٌ ،و ابْنُه شاعرٌ مُرَادیٌّ ،هکذا فی النُّسَخ،و فی بعضها و ابْنُهَا شاعرٌ مُرادیٌّ ،و هو الصوابُ ، و مثلُه فی العُبَاب.
و الأَغَرُّ (7)بنُ مَأْنُوسٍ الیَشْکُریُّ :شاعرٌ جاهلیٌّ ،هکذا فی النُّسَخ بالغین المُعْجَمَه و الراءِ و فی بعضها بالعین المُهْمَلَه و الزّای.
و قالَ أَبو عَمْرو: الأَنِیسُ ،کأَمیر: الدِّیکُ ،و هو الشُّقَرُ أَیضاً.
ص:187
و الأَنِیسُ : المُؤَانِسُ و الأَنِیسُ : کُلُّ مَأْنُوسٍ به ،و فی بعض الأُصول:کُلُّ ما یُؤْنَسُ به.
و من المَجَاز:باتَتْ الأَنِیسَهُ أَنیسَتَه،قال ابنُ الأَعْرَابیّ :
الأَنِیسَهُ بهاءٍ:النّارُ، کالمَأْنُوسَه ،و یُقَالُ لها:السَّکَنُ ؛لأَنّ الإِنْسَانَ إِذا آنَسَهَا لَیْلاً أَنِسَ بهَا و سَکَنَ إِلَیْهَا و زالَتْ عنه الوَحْشَهُ و إِنْ کانَ بالأَرْض القَفْر،و فی المُحْکَم: مَأْنُوسَهُ و المَأْنُوسَهُ جَمیعاً:النّارُ،قال:و لا أَعرفُ لها فِعْلاً،فأَمّا آنَسْتُ فإِنَّمَا حَظُّ المَفْعُولِ منها مُؤْنَسَهٌ ،و قال ابنُ أَحْمَرَ:
کَمَا تَطَایَرَ عن مَأْنُوسَهَ الشَّرَرُ
قالَ الأَصْمَعیُّ :و لم یُسْمَعْ به إِلاّ فی شعْر ابن أَحْمَرَ.
و جَاریَهٌ آنِسَهٌ :طَیِّبَهُ النَّفْسِ ،تُحِبّ قُرْبَکَ و حَدیثَکَ ، و الجَمْعُ آنِساتٌ و أَوَانِسُ ،قاله اللَّیْثُ ،و مثله فی الأَساس، و فی اللِّسَان:طَیِّبَهُ الحَدیث،قال النّابغَهُ الجَعْدیُّ :
بآنِسَهٍ غیرِ أُنْسِ القِرَافِ
تُخَلِّطُ باللِّین منْهَا شِمَاسَا
و قالَ الکُمَیْتُ :
فیهنَّ آنِسَهُ الحَدیثِ حَبیبَهٌ (1)
لیسَتْ بفاحِشَهٍ و لا مِتْفالِ
أَی تَأْنَسُ حَدیثَکَ ،و لم یُردْ أَنّها تُؤْنِسُکَ ؛لأَنّه لو أَرادَ ذلکَ لقالَ : مُؤْنِسَه .
و الأُنْسُ ،بالضّمِّ ،و الأَنَسُ ، بالتَّحْریک،و الأَنَسَهُ محرَّکَهً :ضدُّ الوَحْشَهِ ،و هو الطُّمْأَنینَهُ ، و قد أَنسَ به،مثَلَّثَهَ النُّون ،الضّمُّ :نَقَلَه الصاغانیُّ ،قال شیخُنا و هو ضَبْطٌ للماضی،و لم یُعَرِّفْ حکمَ المُضَارع،و لا فی کلامه ما یُؤْخَذُ منه،و الصوابُ و قد أَینسَ ،کعَلِمَ و ضَرَبَ و کَرُمَ .
قلتُ :ضبطُه للماضی بالتَّثْلیث کاف فی ضبط الأَبْوَاب الثلاثه التی ذَکَرَها[فهی]لا تَخرُجُ ممّا ضَبَطَه المصنِّفُ ، و هو ظاهرٌ عند التأَمُّل،و لیس الکلامُ فی ذلکَ ،و قد روَی أَبو حَاتمٍ عن أَبی زَیْد: أَنسْتُ به إِنْساً ،بکسر الأَلف،و لا یُقَال: أُنْساً ،إِنَّمَا الأُنْسُ حَدیثُ النِّسَاءِ و مُؤَانَسَتُهُنَّ ،و کذلکَ قال الفَرّاءُ: الأُنْسُ بالضّمِّ :الغَزَلُ ،فیُنْظَرُ هذا مع اقْتصَار المُصنِّف علی الضّمِّ و التَّحْریک،و إِنْکَار أَبی حاتمٍ الضّمَّ ، علی أَنّ فی التَّهْذیب أَنّ الذی هو ضِدُّ الوَحْشَهِ هو الأُنْسُ ، بالضّمِّ ،و قد جاءَ فیه الکَسْرُ قلیلاً،فلیتأَمّلْ .
و الأَنَسُ ،مُحَرَّکَهً :الجَماعهُ الکَثیرَهُ من الناسِ ،تَقُوَلَ :
رأَیتُ بمَکانِ کذا و کذا أَنَساً کَثیراً،أَی نَاساً کثیراً.
و الأَنَسُ : الحَیُّ المُقیمُونَ ،و الجمع آنَاسٌ ،قال عَمْرٌو ذُو الکَلْبِ :
بفِتْیَانٍ عَمَارِطَ منْ هُذَیْلٍ
هُمُ یَنْفُونَ آنَاسَ الحِلاَلِ
و أَنَسٌ ، بلا لامٍ ،هو ابنُ مالک بن النَّضْر بن ضَمْضَم الأَنْصَاریُّ الخَزْرَجیُّ ،کُنیتُه أَبو حَمْزَهَ خادمُ ،النَّبیِّ صلّی اللّه علیه و سلم.
و أَحَدُ المُکْثِرینَ من الرِّوَایَه،و کانَ آخِرَ الصَّحَابَه مَوْتاً بالبَصْرَه،قال شُعَیْبُ بنُ الحَبْحَاب:مات سنهَ تسْعینَ ، و قیل:إِحْدَی و تسْعینَ ،و قال أَبو نُعَیْمٍ الکُوفیُّ :سنه ثلاث و تسْعینَ .
و من المُتَّفق و المُفْتَرق: أَنَسُ بنُ مالِکٍ خَمْسَهٌ :اثْنَان من الصَّحَابَه،أَبو حَمْزَهَ الأَنْصَارِیُّ ،و أَبُو أُمَیَّهَ الکَعْبیُّ (2)، و الثَّالثُ أَنَسُ بنُ مالکٍ :الفَقیهُ ،و الرّابعُ کُوفیٌّ و الخَامسُ حِمْصیٌّ .
و آنَسَهُ إِیناساً : ضِدُّ أَوْحَشَهُ .
و أَنِسَ به و أَنُسَ به،بمَعْنًی وَاحدٍ.
و آنَسَ الشَّیْ ءَ إِیناساً : أَبْصَرَهُ و نَظَرَ إِلیه،و به فُسِّرَ قولُه تعالی: آنَسَ مِنْ جانِبِ الطُّورِ ناراً (3).و
16- فی حَدیث هَاجَرَ و إِسْمَاعیلُ : «فَلَمّا جاءَ إِسْمَاعیلُ عَلَیْه السَّلاَمُ کأَنَّهُ آنَسَ شَیْئاً».
أَی أَبْصَرَ و رَأَی شَیْئاً لم یَعْهَدْهُ . کأَنَّسَهُ تَأْنیساً ،فیهمَا ،و بهمَا فُسِّرَ قولُ الأَعْشَی:
لا یَسْمَعُ المَرءُ فیها ما یُؤَنِّسُه
باللَّیْل إِلاّ نَئِیمَ البُومِ و الضُّوَعَا
و آنَسَ الشَّیْ ءَ: عَلِمَهُ ،یُقَالُ : آنَسْتُ مِنْهُ رُشْداً،أَی عَلِمْتُه،و
16- فی الحَدیث: «حَتَّی تُؤْنِسَ منْهُ الرُّشْدَ». أَی تَعْلَمَ
ص:188
منه کَمَالَ العَقْلِ ،و سَدَادَ الفِعْلِ ،و حُسْنَ التَّصَرَّفِ .
و آنَسَ فزَعاً: أَحَسَّ به و وَجَدَه فی نَفْسه.
و آنَسَ الصَّوْتَ :سَمعَه ،قال الحَارثُ بنُ حِلِّزَهَ یصفُ نَبْأَهَ :
آنَسَتْ نَبْأَهً و أَفْزَعَهَا القَنّ
اصُ عَصْراً و قد دَنَا الإِمْساءُ
و المُؤْنَسَهُ ،کمُکْرَمَه (1)،کما فی نُسْخَتنَا،و فی بعضها کمُحَدِّثَهٍ : ه قُرْبَ نَصِیبِینَ عَلی مَرْحَلَه منها للقاصد إِلی المَوْصِل،بها خانٌ بنَاهُ أَحَدُ التُّجَّارِ (2)سنه 615 و هی مَنْزِلُ القَوَافلِ الآنَ ،و رُؤساؤُها التُّرْکُمَانُ .
و المُؤْنِسِیَّهُ (3):ه بالصَّعید شَرقیَّ النِّیلِ ،نُسِبَتْ إِلی مُؤْنِس الخَادمِ مَمْلُوکِ المُعْتَصمِ ،أَیّامَ المُقْتَدر،عند قُدُومِه مصرَ لقِتَالِ المَغَاربَه.قلتُ :و هی فی جَزیرَهٍ من أَعمالِ قُوصَ دُونَهَا بیومٍ وَاحدٍ.
و یُونسُ ،مُثَلَّثَهَ النّون،و یُهْمَزُ حکاه الفَرّاءُ: عَلَم نَبِیٍّ من الأَنْبیَاءِ،علیهم الصّلاهُ و السّلامُ ،و هو ابنُ مَتَّی،علیه و علی نَبیِّنا السلامُ ،قرأَ سَعیدُ بنُ جُبَیْرٍ،و الضَّحّاکُ ،و طَلْحَهُ بنُ مُصَرِّف،و الأَعْمَشُ ،و طاؤوسُ ،و عیسَی بنُ عُمَر، و الحَسَنُ بنُ عِمْرَانَ ،و نُبَیْحٌ و الجَرّاحُ : « یُونِس » ،بکسر النون،فی جَمیعِ القُرْآن.
و یُقَال:إِذا جاءَ اللَّیْلُ اسْتَأَنَسَ کُلُّ وَحْشِیٍّ ،و اسْتَوْحَشَ کُلُّ إِنْسیٍّ ،أَی ذَهَبَ تَوَحُّشُه.
و یُقَالُ : اسْتَأْنَسَ الوَحْشیُّ :أَحَسَّ إِنْسِیًّا .
و قالَ الفَرّاءُ: الاسْتِئْناسُ فی کَلاَمِ العَرَبِ :النَّظَرُ، یقال:اذْهَبْ فاسْتَأْنِسْ هَلْ تَرَی أَحَداً؟فیکونُ معناه:هَلْ تَرَی أَحَداً فی الدّارِ،و قال النّابِغَهُ :
بذِی الجَلِیل علی مُسْتَأْنِسٍ وَحَدِ (4)
أَی عَلَی ثَوْرٍ وَحْشیٍّ أَحَسّ بما رَابَه (5)،فهو یَسْتَأْنِسُ ،أَییَتَبَصَّرُ و یَتَلَفَّتُ هل یَرَی أَحَداً.أَرادَ أَنَّه مَذْعُورٌ،فهو أَجَدُّ لعَدْوهِ و فِرَاره و سُرْعَته.
و اسْتَأْنَسَ الرَّجُلُ :اسْتَأْذَنَ و تَبَصَّرَ ،و به فُسِّرَ قولُه تعالی:
لا تَدْخُلُوا بُیُوتاً غَیْرَ بُیُوتِکُمْ حَتّی تَسْتَأْنِسُوا وَ تُسَلِّمُوا (6)قال الزَّجّاجُ :معنَی تَسْتَأْنِسُوا فی اللُّغَه تَسْتَأْذِنُوا ،و لذلک جاءَ فی التَّفْسیر تَسْتَأْنِسُوا فتَعْلَمُوا:أَیُریدُ أَهْلُهَا أَنْ تَدْخُلُوا،أَمْ لا؟ و قالَ الفَرّاءُ:هذا مُقَدَّمٌ و مُؤَخَّرٌ،إِنَّمَا هو حَتَّی تُسَلِّمُوا و تَسْتَأْنِسُوا ؛السَّلامُ عَلَیْکُم،أَدْخُلُ ،أَمْ لا؟
17- و کانَ ابنُ عَبّاس یَقْرَأُ هذه الآیَه «حَتَّی تَسْتَأْذِنُوا» قالَ : تَسْتَأْنِسُوا خَطَأٌ من الکاتب (7).
17- قال الأَزْهَریُّ : قرأَ أُبَیٌّ و ابنُ مَسْعُودٍ «تَسْتَأْذِنُوا» (8)کما قرأَ ابنُ عَبّاس،و المَعْنَی فیهمَا وَاحدٌ، و قال قَتَادَهُ و مُجَاهِدٌ: تَسْتَأْنِسُوا هو الاسْتِئْذَانُ .
و المُتَأَنِّسُ و المُسْتَأَنِسُ : الأَسَدُ ،کما فی التَّکْملَه، أَو المُتَأَنِّسُ : الّذی یُحِسُّ الفَریسَهَ (9)من بُعْدٍ و یَتَبَصَّرُ لهَا، و یَتَلَفَّتُ ،قیل:و به سُمِّیَ الأَسَدُ.
و یُقَال: ما بالدّار منْ أَنِیس ،و فی بعْض النُّسَخ:ما بالدَّار أَنِیسٌ ،أَی أَحَد و فی الأَسَاس:من یُؤْنَسُ به.
و من المَجازِ:لَبِسَ المُؤْنِسَات ،أَی السِّلاح کُلّه ،قال الشّاعرُ:
و لَسْتُ بزُمَّیْلَهٍ نَأْنَإِ
خَفِیٍّ إِذَا رَکِبَ العَودُ عُودَا
و لکنَّنی أَجْمَعُ المُؤْنِساتِ
إِذا ما اسْتَخَفَّ الرِّجَالُ الحَدِیدَا
یَعْنی أَنّه یقاتِلُ بجَمیع السِّلاحِ . أَو المُؤْنِساتُ : الرُّمْحُ و الْمِغْفَرُ و التِّجْفَافُ و التَّسْبِغَهُ ،کتَکْرِمَهٍ ،و هی الدِّرْعُ و فی بعض النُّسَخ:النیعه،و فی أُخْرَی:النَّسیعَهُ (10)،و الصوابُ ما قَدَّمنا. و التَّرْسُ ،قالَهُ الفَرّاءُ،و زاد ابنُ القَطّاع:و القَوْسُ و السَّیْفُ و البَیْضَهُ .
ص:189
و مُؤَنِّسٌ ،کمُحَدِّث:ابنُ فَضَالَهَ الظَّفَریُّ : صَحَابیٌّ .
و فاتَه مُؤَنِّسُ بنُ مَعْمَرٍ الفَقیهُ ،حَدَّثَ عن ابن البُخَاریِّ ، و مُؤَنِّسٌ الحَنَفیُّ ،و أَحْمَدُ بنُ یُونُسَ بن عَبْد المَلک، و غیرُهُم،و اختُلف فی عَیّاش (1)بن مُؤنّس علی ثَلاثَه أَقْوَال ذَکَرها.
و أُنَیْسٌ ، کزُبَیْر:عَلَمٌ ،منهم أُنَیْسُ بنُ قَتَادَهَ الأَنْصَاریُّ الذی شَهِدَ بَدْراً،قاله الوَاقدیُّ .
و کأَمیر:ابنُ عَبْدِ المُطَّلب کُنَیْتُه أَبُو رُهْمٍ : جاهلیٌّ ،کذا نَقَلَه الصاغَانیُّ ،و کذا فی النُّسَخ،و الصَّوَابُ أَنّه أَنیسُ بنُ المُطَّلب بن عَبْد مَنَاف،کذا حَقَّقَه الحافظُ و أَئمَّهُ النَّسَبِ ، و هو قولُ الزُّبَیْر بن بَکّار،و نقله الصّاغَانیُّ فی العُبَاب.
و وَهْبُ بنُ مَأْنُوسٍ الصَّنْعَانیّ (2): من أَتْبَاع التّابعینَ ،نَقَلَه الصّاغَانیُّ :
و أَبُو أَنَاسٍ ،کغُرَاب، عَبْدُ المَلک بنُ جُؤَیَّهَ (3)،قال یَحْیَی بن آدَمَ : أَخْبَاریٌّ مُقِلٌّ .و فاتَه أَبُو أُنَاس [بنَ ]علیِّ بن حَمْزَهَ الکسَائیِّ ،ذَکَرَهُ خَلَفُ بنُ هِشَامٍ البَزّارُ فی أَحکامه.
و أُمُّ أُنَاسٍ بنْتُ أَبی مُوسَی الأَشْعَریِّ الصَّحَابیِّ و أُمُّ أُنَاسٍ بنْتُ قُرْطٍ :جَدَّهٌ لعَبْد المُطَّلب بن هاشمٍ ، و أُمُّ أُنَاسٍ بنْتُ أَهَیْبٍ الجُمحیَّهُ : جَدَّهٌ لأَسْمَاءَ بنْت أَبی بَکْرٍ الصِّدِّیقِ . و غَیْرُهُنَّ ،کأُمِّ أُنَاسٍ بنْت عَوْف بن مُحَلِّم (4)بن ذُهْل بن شَیْبَانَ ،و أُمّ أُنَاسٍ بنْتُ أَبی بَکْر بن کِلاب، و هی أُمُّ الخُلَعاءِ،بَطْن من عامرِ بن صَعْصَعَه،ذکرَه ابنُ الکَلْبیِّ ،و سیأْتی.
*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علَیْه:
الاسْتِئْناسُ و التَّأَنُّسَ ،بمعْنَی الأُنْس ،و قد أَنِس به، و اسْتَأْنَسَ و تَأَنَّسَ ،بمعنًی.
و الحُمُرُ الإِنْسیَّهُ ،فی الحَدیث (5)،بکسر الهَمْزَه،علی المَشْهُور،و هی التی تَأْلَفُ البُیوتَ ،و فی کتابِ أَبِی مُوسَیما یَدُلُّ علی أَنَّ الهَمْزَهَ مَضْمُومهٌ ،و رواهُ بعضُهم بالتَّحْرِیکِ ، و لیس بشَیْ ءٍ،قال ابنُ الأَثیر:إِنْ أَرَادَ أَنَّ الفتحَ غیرُ معروف فی الرِّوایَه یَجُوزُ (6)،و إِن أَرادَ أَنّه غَیْرُ معروفٍ فی اللُّغَه فلا، فإِنّه مَصْدَرُ أَنِسْتُ به آنَسُ أَنَساً و أَنَسَهً .
و اسْتَأْنَسَ :أَبْصَرَ،و به فُسِّرَ قولُ ذِی الرُّمَّه السّابقُ .
و إِنْسَانُ السَّیْفِ و السَّهْمِ :حَدُّهُما.
و الإِنْسُ ،بالکَسْر (7):أَهْلُ المَحَلِّ ،و الجَمْع آنَاسٌ ،قال أَبو ذُؤَیْب:
مَنَایَا یُقَرِّبْنَ الحُتُوفَ لأَهْلهَا
جِهَاراً و یَسْتَمْتِعْنَ بالأَنسِ الجَبْلِ
هکذا فی اللِّسَان،و الصوابُ فی قوله:«و یَسْتَمْتِعْنَ بالأَنَس الجَبْل محرَّکَه،و هو الجَمَاعهُ ،و الجَبْلُ بالفَتْح:
الکَثیرُ،و قد تَقَدَّمَ ذلک فی کلام المُصَنّف.
و الأَنَسُ محرّکهً ،لغهٌ فی الإِنْس بالکسر،و أَنْشَدَ الأَخْفَشُ علی هذه اللُّغَه:
أَتَوْا نارِی فقُلْتُ :مَنُونَ أَنْتُمْ
فقالُوا:الجنُّ !قلتُ :عِمُوا ظَلامَا
فقُلْتُ :إِلی الطَّعَام فقال منْهُمْ
زَعیمٌ :نَحْسُدُ الأَنَسَ الطَّعَامَا
قالَ ابنُ بَرِّیّ :الشِّعْرُ لِشَمِر بن الحارثِ الضَّبِّیّ ،و قد ذَکَرَ سیبَوَیْه البیتَ الأَوّلَ ،و قال:جاءَ فیه مَنُونَ مَجْمُوعاً للضَّرُورَه،و قیَاسُه:مَنْ أَنْتُمْ ؟و قالوا:کَیفَ ابنُ أُنْسِکَ ، بالضَّمِّ ،أَی کیفَ نَفْسُکَ ،و هو مَجازٌ.
و من أَمْثَالهم:« آنَسُ منْ حُمَّی»یُریدُون أَنَّهَا لا تَکَادُ تُفَارِقُ العَلیلَ ،کَأَنَّهَا آنِسَهٌ به.
و قال أَبُو عَمْرو: الأَنَسُ محرَّکهً :سُکّانُ الدّارِ،قال العَجّاجُ :
و بَلْدَهٍ لَیْسَ بها طُورِیُّ
و لا خَلاَ الجِنّ بها إِنْسیُّ
تَلْقَی و بِئْسَ الأَنَسُ الجِنِّیُّ
ص:190
و کانت العَرَبُ القُدَمَاءُ یُسَمُّونَ یومَ الخَمیس مُؤْنِساً ؛ لأَنَّهُم کانُوا یمِیلُونَ فیهِ إِلی المَلاذِّ،بَلْ
1- وَرَدَ فی الآثارِ عن عَلیٍّ رَضیَ اللّه تعالی عنه: أَنّ اللّه تَبَارَکَ و تَعَالَی خَلَقَ الفِرْدَوْسَ یومَ الخَمیسِ و سَمّاهَا مُؤْنِسَ .
و ابنُ الأَنَس :هو المُقیمُ (1).
و مَکانٌ مَأْنُوسٌ :فیه أَنْسٌ (2)کمَأْهُولٍ :فیه أَهْلٌ ،قالَه الزَّمَخْشَریُّ .
و فی اللِّسَان:إِنّمَا هُوَ عَلَی النَّسَب؛لأَنّهُمْ لم یَقُولُوا:
أَنَسْتُ المَکَانَ ،و لا أَنِسْتُه ،فلما لم نَجدْ له فِعْلاً،و کانَ النَّسَبُ یَسُوغُ فی هذا،حَمَلْنَاهُ علیه،قال جَریرٌ:
فالْحِنْوُ أَصْبَحَ قَفْراً غَیرَ مَأْنُوسِ (3)
و جاریَهٌ أَنُوسٌ ،کصَبُور،من جَوَارٍ أَنُسٍ ،قال الشّاعرُ یَصفُ بَیْضَ نَعَامٍ :
أَنُسٌ إِذَا ما جِئْتَها ببُیُوتِهَا
شُمُسٌ إِذا دَاعِی السِّبَابِ دَعَاهَا
جُعلَتْ لَهُنَّ مَلاَحِفٌ قَصَبیَّهٌ
یُعْجِلْنَهَا بالعَطِّ قَبْلَ بِلاهَا
و المَلاَحفُ القَصَبیَّهُ یعنی بها ما عَلی الأَفْرُخِ من غِرْقِئِ البَیْضِ .
و اسْتَأْنَسَ الشَّیْ ءَ:رآهُ ،عن ابن الأَعْرَابیِّ ،و أَنْشَدَ:
بعَیْنَیَّ لم تَسْتَأْنِسَا یَومَ غُبْرَهٍ
و لم تَرِدَا جَوَّ العِرَاقِ فثَرْدَمَا
و قال ابنُ الأَعْرَابیِّ : أَنِسْتُ بفلانٍ :فَرِحْتُ به.
و اسْتَأْنَسَ :اسْتَعْلَمَ .
و الاسْتئْنَاسُ :التَّنَحْنُحُ ،و به فَسَّرَ بعضُهُم الآیَهَ .
و
16- فی حدیث ابن مَسْعُود رَضیَ اللّهُ عنه: «کَانَ إِذا دَخَلَ دَارَهُ اسْتَأْنَسَ و تَکَلَّمَ ». أَی اسْتَعْلَمَ و تَبَصَّرَ قَبْلَ الدُّخول.و الإِینَاسُ :المَعْرِفَهُ و الإِدْرَاکُ و الیَقینُ ،و منه قولُ الشّاعر:
فإِنْ أَتاکَ امْرُؤٌ یَسْعَی بکِذْبَته
فانْظُرْ،فإِنَّ اطِّلاعاً غَیرُ إِیناسِ
الاطِّلاعُ :النّظَرُ،و الإِینَاسُ :الیَقینُ .و قالَ الفَرّاءُ:من أَمْثَالهم:«بَعْدَ اطِّلاعٍ إِیناسٌ »یقول:بعد طُلُوعٍ إِیناسٌ .
و تَأَنَّسَ البَازِیُّ :جَلَّی بطَرْفه و نَظَرَ رافِعاً رأْسَه طامِحاً بطَرْفه.
و
16- فی الحَدیث: «لو أَطَاعَ اللّه النّاسَ فی النّاس لم یَکُنْ ناسٌ ». قیل:معناه أَنَّ النّاسَ یُحبُّونَ أَن لا یُولَدَ لهم إِلاَّ الذُّکْرَانُ (4)دُونَ الإِنَاث،و لو لم تَکُنْ الإِناثُ ذَهَبَ النّاسُ ، و مَعْنَی أَطَاعَ اسْتَجَابَ دُعَاءَهُ (5).
و أُنُسٌ ،بضمَّتَیْن:ماءٌ لبَنی العَجْلان،قال ابنُ مُقْبل:
قالَتْ سُلَیْمَی ببَطْنِ القَاعِ من أَنُسٍ :
لا خَیْرَ فی العَیْش بَعدَ الشَّیْبِ و الکِبَرِ (6)
و قد سَمَّوْا مُؤْنِساً ،و أَنَسَهَ ،و الأَخیرُ مَوْلی النبیِّ صلّی اللّه علیه و سلم، و یُقَال:أَبُو أَنَسَهَ ،و یقال إِنّ کُنْیَتَه أَبو مَسْرُوحٍ ،شَهدَ بَدْراً، و اسْتُشْهِدَ به،و فیه خلافٌ .
و إِنْسَانُ ،بالکسر:قبیلهٌ من قَیْسٍ :ثمّ من بنی نَصْر، قاله البرقیُّ ،استدرَکه شیخُنا.قلْتُ :بَنی نَصْرِ بن مُعَاویَهَ بن أَبی بَکْر بن هَوَازِنَ .
و إِنْسَانُ ،أَیضاً،فی بَنی جُشَمَ بن مُعَاویَه،أَخی نَصْرٍ هذا،و هو إِنْسَانُ بنُ عواره بن غَزِیَّهَ بن جُشَمَ ،و منهم ذُو الشَّنَّه وَهْبُ بنُ خالد بن عَبْد بن تَمیم بن مُعَاویَهَ بن إِنْسَان (7)الإِنْسانیُّ ،و أَما أَبو هَاشم کثیرُ بنُ عبد اللّه الأَیْلیُّ الأَنسَانیُّ فمُحَرّکهٌ ،نُسِبَ إِلی قَرْیَهِ أَنس بن مَالک،و رَوَی عنه،و هو أَصْلُ الضُّعَفَاءِ،قال الرُّشاطیُّ :و إِنّمَا قیلَ له کذا لیُفْرَق بینَه و بینَ [المَنْسُوب إِلی] أَنَس .
و أَبو عَامر الأَنَسیّ ،محرّکه،شَیْخٌ للمَالینیّ .
ص:191
و أَبُو خَالد مُوسَی بنُ أَحْمَد الأَنَسیُّ ثمّ الإِسماعیلی، نُسِبَ إِلی جَدِّه أَنَس بن مَالک.
و أَنِسٌ ،بکَسْر النون ابن أَلْهَانَ :جاهلیٌّ ،ضبَطَه أَبو عُبَیْد البَکْریُّ فی مُعجَمه،قال:و به سُمِّیَ الجَبَلُ الذی فی دِیَار أَلْهَانَ ،قال الحافظُ :نَقَلْتُه من خَطّ مغلْطَای.
و آنِسٌ ،کصاحبٍ :حِصْنٌ عَظیمٌ بالیَمَن،و قد نُسِبَ إِلیه جُملَهٌ من الأَعْیَان،منهم:القَاضی صالحُ بن داوُود الآنِسیُّ صاحِب الحَاشیَه علی الکَشّاف،توفِّی سنه 1100،و وَلَدُه یَحْیَی دَرَّسَ بعد أَبیه بصَنْعَاءَ و صَعْدَهَ .
* تَذْنیبٌ
الإِنسان أَصله إِنْسِیَان ؛لأَن العرب قاطبهً قالوا فی تصغیره: أُنَیْسِیَان ،فدَلَّت الیاءُ الأَخیرَهُ علی الیاءِ فی تَکْبِیرِه،إِلاّ أَنَّهم حَذَفُوها لمّا کَثُرَ فی کلامِهم،و قد جاءَ أَیضاً هکذا
16- فی حدیث ابن صَیّاد: «انطَلِقُوا بنَا إِلی أُنَیْسِیانِ (1)». و هو شَاذٌّ علی غَیْر قیاسٍ .
و
17- روِیَ عن ابن عَبّاس رَضی اللّه عنهما أَنّه قال: إِنّمَا سُمِّیَ الإِنْسَانُ إِنْسَاناً لأَنّه عُهِدَ إِلیه فَنَسِیَ . قال الأَزْهَریُّ :
و إِذا کانَ الإِنْسَانُ فی أَصْله إِنْسِیَانٌ فهو إِفْعِلانُ من النِّسْیَان، و قولُ ابن عَبّاس له حُجَّهٌ قویَّهٌ ،و هو مثلُ :لیْل إِضْحِیان من ضَحِیَ یَضْحَی،و قد حُذفَتِ الیاءُ فقیلَ : إِنْسَانٌ ،و هو قولُ أَبی الهَیْثَم،قال الأَزْهَریُّ :و الصَّوابُ أَنَّ الإِنْسِیَانَ فِعْلیَانٌ من الإِنْس ،و الأَلفُ فیه فاءُ الفِعْل،و علی مِثاله حِرْصِیَانٌ ، و هو الجِلْدُ الذی یَلِی الجِلْدَ الأَعْلَی من الحَیوَان.و فی البَصائر للمُصَنِّف:یُقَال للإِنْسان أَیضاً أَنْسانِ ، أَنْسٌ (2)بالحَقّ و أَنْس بالخَلْق،و یُقَال:إِنّ اشْتقَاقَ الإِنسان من الإِیناس ،و هو الإِبْصارُ و العِلْمُ و الإِحْساسُ ،لوُقُوفه علی الأَشْیَاءِ بطریق العِلْمِ ،و وصُوله إِلیها بطَریق الرُّؤْیَه و إِدراکه لها بوسیله الحَواسِّ ،و قیل:اشْتقاقُه من النَّوْس و هو التَّحَرُّکُ ،سُمِّیَ لتَحَرُّکه فی الأُمُور العِظَام،و تَصَرُّفه فی الأَحْوَال المُخْتَلِفَه و أَنواعِ المَصَالحِ .
و قیل:أَصْلُ النّاس النّاسی،قالَ تعالَی: ثُمَّ أَفِیضُوا مِنْ حَیْثُ أَفاضَ النّاسُ (3)بالرفع و الجَرِّ:الجَرُّ إِشارَهٌ إِلی أَصْله:إِشارَه إِلی عَهْد آدَمَ حیثُ قال: وَ لَقَدْ عَهِدْنا إِلی آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِیَ (4)و قال الشّاعرُ:
و سُمِّیتَ إِنساناً لأَنَّکَ ناسِی
و قالَ الآخَرُ:
[فاغْفرْ]فأَوَّلُ ناسٍ أَوَّلُ النّاسِ و قیلَ :عَجَباً للإِنْسَان کَیْفَ یُفْلِحُ و هو بَیْن النِّسْیَانِ و النِّسْوَانِ .
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
أَنْدُلُسُ ،بفتح الهمزه و بضمِّ الدّال و اللام:قُطْرٌ وَاسعٌ بالمَغْرب،استَدْرَکَه شیخُنَا،و کذا الآبنُوسُ ،أَما أَنْدُلُسُ فقد أَوْرَدَه المُصَنِّفُ فی«د ل س»تبعاً للصّاغَانیِّ ،و أَمّا آبنُوسُ فصوابُ ذکْره«ب ن س»کما سیأْتی.
و أَوْرَدَ صاحبُ اللِّسَان هُنَا أَنْقَلَیْسُ بفتحِ الهمزه و کسرِها و یُقال: أَنْکَلَیْسُ :السمکُ الذی یُشْبهُ الحَیَّهَ ، و قد ذَکَرهُما المصنِّفُ فی«ق ل س»تبعاً للصاغانیِّ کما سیأْتی.
الأَوْسُ :الإِعْطَاءُ و التَّعْویضُ ،تقولُ فیهمَا:
أُسْتُ القَوْمَ أَؤُوسُهُم أَوْساً ،أَی أَعْطَیْتُهُم،و کذا إِذا عَوَّضْتَهُمْ من الشّیْ ءِ ،و
16- فی حَدیث قَیْلَهَ : «رَبِّ أُسْنِی (5)لِمَا أَمْضَیْت».
أَی عَوِّضْنی،وَ یَقُولُون: أُسْ فُلاناً بخَیْر،أَی أَصِبْهُ ، و یقال:ما یُوَاسِیه من مَوَدَّته و لا قَرَابَته شَیْئاً.مأْخُوذٌ من الأَوْس ،و هو العِوَضْ ،و کانَ فی الأَصْلِ ما یُواوِسُه،فقَدَّمُوا السِّینَ و هی لامُ الفِعْل،و أَخَّرُوا الوَاوَ و هی عَیْنُ الفعْل فصار یُواسِوُه،فصارَت الواوُ یاءً لتَحَرُّکهَا و انْکسَار مَا قبلَهَا،و هذا من المَقْلُوب.
و الأَوْسُ : الذِّئْبُ ،و به سُمِّیَ الرَّجُلُ ،و قالَ ابنُ سِیدَه:
أَوْسٌ :الذِّئْبُ ،معرفَهٌ ،قال:
ص:192
لمّا لقینَا بالفلاه أَوْسَا
لم أَدْعُ إِلاّ أَسْهُماً و قَوْسَا
و قال أَبو عُبَیْدٍ:یُقَال للذِّئْب:هذا أَوْسٌ عادِیاً،و أَنشدَ:
کَمَا خامَرَتْ فی حِضْنهَا أُمُّ عامِرٍ
لَدَی الحَبْلِ حتّی عالَ أَوْسٌ عِیالَها (1)
یعنی أَکَلَ جرَاءها. کأُوَیْس ،و جاءَ مُصغّراً مثل الکُمیْت و اللُّجَیْنِ ،قال الهُذَلیُّ :
یا لَیْتَ شِعْری عَنْکَ و الأَمْرُ أَمَمْ
مَا فَعَلَ الیَوْمَ أُوَیْسٌ فی الغَنَمْ
کذا أَنشدَه الجَوْهَریُّ ،و هو لأَبی خِراش فی رِوَایَه أَبی عَمْرو،و قیلَ :لعَمْرو ذی الکَلْب فی روایَه الأَصْمَعیِّ ، و قیل:لرجُل من هُذَیْل غیر مُسَمًّی فی روایه ابن الأَعْرَابیِّ (2)،و قال ابنُ سیدَه:و أُوَیْسٌ حَقَّرُوه مُتَفَئِّلینَ أَنَّهُم یَقْدِرُونَ علیه.
و الأَوْسُ : النُّهْزَهُ ،نقله الصّاغَانیُّ فی کتَابَیْه.
و أَوْسٌ ، بلا لامِ ،و فی المُحْکَم،و الأَوْسُ : أَبُو قَبیلَه ، و هو أَوْسُ بنُ قَیْلَهُ أَخو الخَزْرَج،منهما الأَنْصارُ،و قَیْلَهُ أُمُّهُمَا،سُمِّیَ بأَحَد أَمْرَیْن:أَن یکونَ مَصْدَرَ أُسْتُه ،أَی أَعْطَیْتُه،کما سَمَّوْا عَطَاءً،و عَطِیَّهَ ،و أَن یکُونَ سُمِّیَ به کما سَمَّوْا ذِئْباً،و کَنَوْا بأَبی ذُؤَیْب.
14,1- و أُوَیْسُ بنُ عامرٍ ،و قیلَ :عَمْرٍو القَرَنیُّ ،محرَّکَهً ،من بَنی قَرَن بن رَوْمَانَ بن ناجیَهَ بن مُرَاد: من ساداتِ التّابعینَ زُهْداً و عبَادَهً ،أَما روایَتُه فقلیلهٌ ،ذکَرَهُ ابنُ حِبّان فی الکامل، و قد أَفْرَدْت لتَرْجَمته رِسَالَهً ،و قُتِلَ بصِفِّینَ مع علیًّ ،رضیَ اللّه تعالی عنهُمَا،کما ذَکَرَه ابنُ حَبیب فی کتَابِ عُقَلاءِ المَجَانین،کذا فی المُقَدِّمَه الفاضلیَّه للجَوّانیِّ النّسّابَه،و هو الّذی قال فیه النَّبّی صلّی اللّه علیه و سلم،لعُمَرَ رضیَ اللّه عنه:«یَأْتی علیکَ أُوَیْسُ بنُ عامرٍ مَعَ أَمْدَادِ أَهلِ الیَمَنِ منْ مُرادٍ ثُمّ من قَرَنٍ ، کانَ به بَرَصٌ فبَرَأَ منه إِلا مَوْضِعَ دِرْهَم،له وَالدَهٌ هو بها بَرٌّ، لو أَقْسَمَ علی اللّه لأَبَرَّهُ ،فإِنْ شئْتَ أَن یَسْتَغْفرَ لَکَ فافْعَلْ ». و الآسُ ،بالمَدِّ: شَجَرَه (3)م ،معروفَهٌ ،قالَ أَبُو حَنیفَهَ :
الآسَ بأَرضِ العَرَب کثیرٌ،یَنْبُتُ فی السَّهْل و الجَبل، و خُضْرَتُه دَائمَهٌ (4)أَبَداً،و یَنْمُو حتّی یکونَ شَجَراً عِظَاماً الواحدَهُ آسَهٌ ،قال:و فی دَوَامِ خُضْرَته یَقُولُ رُؤْبَهُ :
یَخْضَرُّ ما اخْضَرَّ الأَلاَ و الآسْ
و قالَ ابنُ دُرَیْد: الآسُ لهذا المَشْمُوم أَحْسبه دَخیلاً،غیرَ أَنَّ العَرَبَ قد تَکَلَّمَتْ به،و جاءَ فی الشِّعْر الفَصیح،قال الهُذَلیُّ :
بمُشْمَخِرٍّ به الظَّیَّانُ و الآسُ (5)
و الآسُ : بَقیَّهُ الرَّمادِ فی المَوْقِدِ ،قال النّابغَهُ :
فلَمْ یَبْقَ إِلاّ آلُ خَیْمٍ مُنَضَّدٍ
و سُفْعٌ علی آسٍ و نُؤْیٌ مُعَثْلَبُ
و قد تَقَدَّمَ فی«أَسس».
و الآسُ : العَسَلُ نَفْسُه، أَو هو بَقیَّتُه فی الخَلیَّه ، کالکَعْب (6)من السَّمْن.
و الآسُ : القَبْرُ.
و الآسُ : الصّاحبُ ،قالَ الأَزْهَریّ :لا أَعْرفُ الآسَ بالمَعَانِی الثَّلاثهِ فی جِهَهٍ تَصِحُّ ،أَو رِوَایَه عن الثِّقَه،و قد احتَجَّ اللَّیْثُ لَهَا بشِعر أَحْسَبُه مَصْنُوعاً:
بَانَتْ سُلَیْمَی فالفُؤَادُ آسِی
أَشْکُو کُلُوماً مالَهُنَّ آسِی
من أَجْل حَوْرَاءَ کغُصْنِ الآسِ
رِیقَتُهَا کمِثْل طَعْمِ الآسِ
و ما اسْتَأَسْتُ بَعْدَهَا من آسِ
وَیْلِی فإِنِّی لاَحِقٌ بالآسِ
و قالَ الأَصْمَعیُّ : الآسُ : آثَارُ الدّارِ و مَا یُعْرَفُ من عَلاَمَاتِهَا
ص:193
و قیل:هو کُلُّ أَثَرٍ خَفیٍّ کأَثَر البَعیرِ و نَحْوِه.
و قال أَبو عَمْرٍو: الآسُ :أَن تَمُرَّ النَّحْلُ فیَسْقُطَ منها نُقَطٌ من العَسَلِ علی الحِجارَه فیُسْتَدَلَّ بذلک عَلَیْهَا.
و المُسْتآسَهُ :المُسْتَعَاضَهُ ،قالَ الجَعْدیُّ :
لَبِسْتُ أَنَاساً فأَفْنَیْتُهُمْ
و أَفْنَیْتُ بعدَ أُنَاسٍ أُنَاسَا
ثَلاثَه أَهْلینَ أَفْنَیْتُهُم
و کانَ الإِلهُ هُو المُسْتَآسَا
أَی المُسْتَعَاض،و یُقَال: اسْتَآسَنِی فأُسْتُه ،أَی اسْتَعَاضَنی.
و المُسْتَآسَهُ : المُسْتَصْحَبَهُ و المُسْتَعْطاهُ و المُسْتَعَانَهُ ،و قد اسْتَآسَه ،إِذا طَلَبَ منه الصُّحْبَهَ و العَطیَّهَ و الإِعَانَهَ .
و أَوْسْ أَوْسْ ،مبنیّانِ علی السُّکُون: زَجْرٌ للغَنَم و البَقَر ، کذا فی التَّکْملَه،و فی اللِّسَان:المَعز،بدلَ الغَنَم (1).
*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:
الآسُ :البَلَحُ .
و الأَوَیْسِیّون قَومٌ تَربَّوا بالرُّوحَانیّه.
و أَوْسُ الّلاتِ :رجُلٌ من الأَنْصَار و یُقَالُ له: أَوْسُ اللّه، مُحَوَّلٌ عن اللات،أَعقَب فلَه عِدَادٌ.
أَیِسَ منه،کسَمِعَ ، إِیَاساً :قَنَطَ ،لغهٌ فی یَئِسَ منه یَأْساً،عن ابن السِّکِّیت،و فی خُطْبَه المُحْکَم:و أَما یَئسَ و أَیِسَ فالأَخیرَهُ مقلُوبهٌ عن الأُولَی؛لأَنَّه لا مَصْدَرَ لأَیِسَ ،و لا یُحْتَجُّ بإِیاسٍ اسم رَجُلٍ ،فإِنّه فِعَالٌ من الأَوْس،و هو العَطَاءُ،فتأَمَّلْ .
و آیَسْتُه و أَیَّسْتُه بمعنًی وَاحدٍ،و کذلک یَأَسْتُه.
قال ابنُ سیدَه: أَیِسْتُ من الشیْ ءِ:مقلوبٌ عن یَئِسْتُ ، و لیس بلُغَهٍ فیه،و لولا ذلک لأَعَلُّوه فقالُوا: إِسْتُ أَآسُ ، کهِبْتُ أَهابُ ،فظُهُورُه صَحیحاً یدُلُّ علی أَنَّهُ صَحَّ لأَنّه مَقْلُوبٌ عما تَصِحُّ عَینُه،و هو یَئِسْتُ ؛لتکونَ الصِّحَّهُ دلیلاً علی ذلکَ المَعْنَی،کما کانَتْ صِحَّهُ عَورَ دَلیلاً علی ما لا بُدَّ من صِحَّته و هو أَعْوَرُ. و الأَیْسُ :القَهْرُ و الذُّلُّ ،و قد أَیِسَ أَیْساً :قُهِرَ و ذَلَّ و لاَنَ ، قاله الأَصْمَعیُّ .
و قال ابنُ بُزُرْجَ : إِسْتُ أَئِیسُ ،بکَسْرهمَا، أَیْساً ، بالفَتْح،أَی لِنْتُ .
و حَکَی اللِّحْیَانیُّ أَنَّ الإِیسان (2)بالکَسْر و التَّحْتیَّه:لُغَهٌ فی الإِنْسَان طائیَّه،قال عامرُ بنُ جُوَیْن (3)الطّائیُّ :
فیَا لَیْتَنی من بَعدِ ما طَافَ أَهْلُهَا
هَلَکْتُ و لم أَسْمَعْ بهَا صَوْتَ إِیسانِ
قال ابنُ سیدَه:و کذا أَنْشَدَه ابنُ جِنِّی،و قال:إِلاّ أَنَّهُمْ قد قالُوا فی جمْعه أَیَاسِیّ ،بیاءٍ قبلَ الأَلف،فعَلَی هذا[لاَ] یَجُوزُ أَن تَکُونَ الیاءُ غیرَ مُبْدَلَه،و جائزٌ أَیضاً أَن یکونَ من البَدَل الّلازمِ نحو عِیدٍ،و أَعْیَادٍ،و عُیَیْد،و قال اللِّحْیَانیُّ :
أَی یَجْمَعُونَه أَیاسینَ ،و قال فی کتَاب اللّه عَزَّ و جَلَّ یس.
وَ الْقُرْآنِ الْحَکِیمِ (4)بلُغَه طَیِّیءٍ،قال الأَزْهَریُّ :و قَولُ العُلَمَاءِ:إِنّه من الحُرُوف المُقَطَّعَهِ .و قال الفَرّاءُ:العَرَبُ جَمیعاً یَقُولُونَ الإِنْسَان،إِلا طَیِّئاً،فإِنّهم یَجْعَلُون مکانَ النُّون یاءً،قالَ الصّاغَانیُّ :و قرأَ الزُّهْریُّ و عِکْرمَهُ و الکَلْبیُّ و یَحْیَی بنُ یَعْمُرَ،و الیَمَانیُّ ،بضمِّ النون علی أَنّه نداءٌ مُفْردٌ، معناه یا إِنْسَانُ .قلت:و قد رَوَی فی ذلک قَیْسُ بنُ سَعْد عن ابن عَبّاس أَیْضاً.و رَواهُ هَارُونُ عن أَبی بَکْر الهُذَلیِّ عن الکَلْبیِّ .
و التَّأْییسُ :الاسْتقْلالُ ،قالَه اللّیْثُ ،یُقَال:ما أَیَّسْنَا فُلاناً خَیْراً:أَی ما اسْتَقْلَلْنَا منْه خَیْراً؛أَی أَرَدْتُه لأَسْتَخْرِجَ منه شَیْئاً فما قَدَرْتُ علیه.
و التَّأْییسُ أَیضاً: التَّأْثیرُ فی الشَّیْ ءِ ،أَنْشَدَ أَبو عُبَیْد للشّمّاخ:
و جِلْدُها منْ أَطُومٍ لا (5)یُؤَیِّسُه
طِلْحٌ بضَاحِیَهِ الصَّیْداءِ مَهْزُولُ
أَی لا یُؤَثِّرُ فیه،و الطِّلْحُ المهْزُولُ من القِرْدانِ .
و التَّأْیِیسُ أَیضاً: التَّلْیِینُ و التَّذْلیلُ ،و قد أَیَّسهُ :ذَلَّلَه،قال العَبّاسُ بنُ مِرْدَاس،رضیَ اللّه تَعَالَی عنه:
ص:194
إِنْ تَکُ جُلْمُودَ صَخْرٍ لا أؤَیِّسُه
أُوقِدْ عَلَیْه فأُحْمِیه فیَنْصَدِعُ (1)
و تَأَیَّسَ الشّیْ ءُ: لاَنَ و تَصَاغَرَ،قال المُتَلَمِّسُ :
أَلَمْ تَرَ أَنَّ الجَوْنَ أَصْبَحَ رَاکِداً
تُطِیفُ به الأَیّامُ ما یَتَأَیَّسُ
قالَ الصّاغَانیُّ :و قد أَورَدَ الجوهَریُّ البَیْتَیْن أَعنی بیتَ العَبّاس و بیتَ المُتَلَمِّس فی«أ ب س»و الصوابُ إِیرادُهما هاهنا،و قد تقدَّمَت الإِشارَهُ إِلیه.
و أَیَاسُ ، کسَحَاب:د،کانَتْ للإِرْمَنِ فُرْضَهَ تَلکَ البلادِ، صارَتْ الآن للإِسْلام ،و منه الشیخُ الإِمَامُ ناصرُ الدِّین الأَیَاسیُّ ،رَئیسُ الحَنَفیَّه بغَزَّهَ .
و إِیَاسٌ ، ککتَابٍ :عَلَمٌ ،هُنَا نَقَلَهُ الصّاغَانیُّ ،و قد قَلّدَه المُصَنِّفُ ،و صوَابُه أَن یُذْکَر فی«أَوس»و قد نَبَّه علیه ابنُ سیدَه فقالَ :و أَمّا إِیاسٌ اسمُ رَجُل فإِنَّه من الأَوْس الذی هو العِوَضُ ،علی نَحْو تَسْمیَتهمْ الرَّجُلَ عَطیَّهَ تَفَاؤُلاً،و مثْلُه تَسْمیَتُهُم عِیَاضاً.
و المُسَمَّی بإِیاسٍ سَبْعَهَ عَشَرَ صَحَابیّاً ،منهم إِیاسُ بنُ أَوْس بن عَتِیک الأَنْصَاریُّ ،و إِیاسُ بنُ البُکَیر اللَّیْثیُّ .
و المُسَمَّی بإِیاسٍ أَیضاً مُحَدِّثُونَ منهم إِیَاسُ بنُ مُعَاویَهَ :
ثِقهٌ مشهورٌ،و إِیاسُ بنُ خَلیفَهَ ،و إِیاسُ بنُ مُقَاتِل،و إِیَاسُ بنُ أَبی إِیاس ،و غیرُهم.
*و مما یستدرک علیه:
أَیَّسَ الرَّجُلَ ،و أَیَّسَ به:قَصَّرَ به و احْتَقَرَه.
و قال الخَلیلُ :العَرَبُ تَقُولُ :جئْ به من حَیْثُ أَیْسَ و لَیْسَ ،لم تُسْتَعْمَلْ أَیس إِلاّ فی هذه الکَلمَه،و إِنَّمَا مَعْنَاهَا کمَعْنَی حَیْثُ هو فی حال الکَیْنُونَه و الوُجْد،و قالَ :إِنَّ معْنَی [لیس] (2)لا أَیْسَ ،أَی لا وُجْدَ،کما سَیَأْتی.
و الإِیاسُ :انْقطَاعُ الطَّمَع،کما فی العُبَاب.
البَأْسُ :العَذَابُ الشَّدِیدُ، کالبَئِسِ ،ککَتِف، عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ . و البَأْسُ : الشِّدَّهُ فی الحَرْبِ ،و منه
14- الحَدِیثُ : «کُنّا إِذا اشْتَدَّ البَأْسُ اتَّقَیْنَا برَسُولِ اللّه صلّی اللّه علیه و سلم». یُریدُ الخَوفَ ،و لا یَکُونُ إِلاّ مع الشِّدَّهِ ،و قال ابنُ سِیدَه: البَأْسُ :الحَرْبُ ،ثمّ کَثُرَ حتّی قِیلَ :لاَ بَأْسَ علیکَ ،أَی لا خَوْفَ ،قال قَیْسُ بنُ الخَطِیمِ :
یَقُولُ لِیَ الحَدّادُ وَ هْوَ یَقْودُنِی
إِلی السِّجْنِ :لا تَجْزَعْ فَما بِکَ من بَاسِ
أَرادَ«فمَا بِکَ من بَأْس »فخُفِّفَ تَخْفِیفاً قِیَاسیّاً لا بَدَلِیّاً، أَلا تَرَی أَنَّ فِیها:
و تَتْرُکُ عُذْرِی و هو أَضْحَی من الشَّمْسِ
و إِنْ قالَ الرجُلُ لعَدُوِّهِ :«لا بَأْسَ علیکَ »فقد أَمَّنَه؛لأَنّه نَفَی البَأْسَ عنه،و هو فی لُغَهِ حِمْیَرَ«لَبَاتِ »قال شاعرهم:
تَنَادَوْا عِنْدَ غَدْرِهِمُ :لَبَاتِ (3)
و قد بَرَدتْ مَعَاذِرُ ذِی رُعَیْنِ
قالَ الأَزْهَریُّ :هکذا وَجَدْتُه فی کِتاب شَمر.و قد بَؤُسَ الرَّجُلُ ، ککَرُمَ ، بَأْساً ،فهُوَ بَئِیسٌ (4):شُجَاعٌ ،شَدِیدُ البَأْسِ ،حکاه أَبو زَیْدٍ فی کِتابِ الهَمْزِ،و لکنه قالَ :هو بَئِسٌ علی فَعِیل.
و بَئِسَ الرَّجُلُ ، کسَمِعَ ، یَبْأَسُ بُؤْساً ،[و بُؤوساً] (5)بالضمِّ و بَأْساً و بَئِیساً کأَمِیرٍ، و بُؤْسَی و بِئْسَی (6)بالضّمِّ و الکسرِ، هکذا فی سائرِ النُّسَخِ ،و صوابُه بَئِیسَی ،علی فَعِیلَی،کما فی التَّکْمِلَه،و أَنْشَدَ لرَبِیعَهَ بنِ مَقْرُومٍ الضَّبِّیِّ :
و أَجْزِی القُرُوضَ وَفَاءً بِهَا
بِبُؤْسَی بَئِیسَی و نُعْمَی نَعِیمَا
قال:و یُرْوَی:« بَئِیساً »بالتَّنْوِینِ .إِذا افْتَقَرَ و اشْتَدَّتْ حَاجَتُه فهو بائِسٌ ،و أَنْشَدَ أَبو عَمْرو للفَرَزْدَقِ :
و بَیْضَاءَ من أَهْلِ المَدِینَهِ لم تَذُقْ
بَئِیساً و لم تَتْبَعْ حَمُولَهَ مُجْحِدِ
ص:195
قالَ :و هو اسْمٌ وُضِعَ مَوْضِعَ المَصْدَرِ.
و
16- فی حَدِیثِ الصّلاهِ : «تُقْنِعُ یَدَیْکَ و تَبْأَسُ ». هو من البُؤْسِ و الخُضُوع و الفَقْرِ.
و
16- فی حَدِیثِ عَمّار: بُؤْسَ ابنِ سُمَیَّهَ ». کأَنَّه تَرَحَّمَ له من الشِّدَّهِ التی یَقَعُ فیها.
قال سِیبَوَیْهِ :و قالُوا: بُؤْساً له فی حَدِّ الدُّعاءِ،و هو مما انْتَصَبَ علی إِضْمَارِ الفِعْلِ غیرِ المُسْتَعْمَلِ إِظْهَارُه.
و قال أَیضاً: البَائِسُ (1):من الأَلْفَاظ المُتَرَحَّمِ بِهَا کالْمِسْکِینِ ،قال:و لیسَ کُلُّ صِفَهٍ یُتَرَحَّمُ بِهَا،و إِن کانَ فِیهَا معنَی البائِسِ و المِسْکِینِ ،و قد بَؤُسَ بَآسَهً و بَئِیساً ،و الاسم البُؤْسَی .
و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :یُقَال: بُوساً و تُوساً و جُوساً له، بمعنًی وَاحدٍ:
و البَأْساءُ :الشِّدَّهُ ،قال الأَخْفَشُ بُنِیَ علی فَعْلاءَ و لیس له أَفْعَلُ ؛لأَنّه اسمٌ ،کما قد یَجِیءُ أَفْعَلُ فی الأَسْمَاءِ لیسَ معه فَعْلاءُ نحو أَحْمَدَ،و البُؤْسَی :خِلافُ النُّعْسَی،قال الزَّجّاجُ البَأْساءُ ،و البُؤْسَی :من البُؤْسِ ،قال ذلِکَ ابنُ دُرَیْد،و قال غیرُه:هی البُؤْسَی و البَأْساءُ :ضِدُّ النُّعْمَی و النَّعْمَاءِ،و أَما فی الشَّجاعهِ و الشِّدَّهِ فیُقَال: البَأْسُ .
و الأَبْؤُسُ :جمعُ بُؤْس ،من قولهِم:یَوْمٌ بُؤْسٍ و یوم نُعْمٍ ،کذا قِیلَ ،و الصَّحِیحُ أَنّه جَمْعُ بائِس کما یأْتی.
و الأَبْؤُسُ أَیضاً: الدَّاهِیَهُ ،و منه المَثَل:« عَسَی الغُوَیْرُ أَبْؤُساً »أَی دَاهِیَهً ،قال ابن بَرِّیّ :صوابُه أَن یَقُول:
الدَّوَاهِی،لأَنَّ الأَبْؤُسَ جمْعٌ لا مُفْرَدٌ،و کذلک هو فی قَوْلِ الزَّبّاءِ:«عَسَی الغُوَیْرُ أَبْؤُساً »،هو جَمْعُ بَأْس ،مثل کَعْبٍ و أَکْعُبٍ ،و فَلْس و أَفْلُس فی القِلَّهِ (2)،و أَما بابُ فُعْلٍ فإِنّه یُجْمَعُ فی القِلَّهِ علی أَفْعَالٍ ،نحو:قُفْلٍ و أَقْفَالٍ و بُرْدٍ و أَبْرَادٍ،[و قد أَبْأَسَ إِبْآساً ] (3)و منه قولُ الکُمَیْتِ :
قالُوا:أَساءَ بَنُو کُرْزٍ فقُلْتُ لَهُمْ :
عَسَی الغُوَیْرُ بإِبْآسٍ و إِغْوَارِ
قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :یُضْرَبُ هذا المَثَلُ للمُتَّهَمِ بالأَمْرِ، و قال الأَصْمَعِیُّ :لکُلِّ شَیءٍ یُخَافُ أَن یأْتِیَ منه شَرٌّ،و قد تَقَدَّمَ ذلک مَبْسُوطاً فی«غور».
و البَیْأَسُ ،کفَیْعَل:الشَّدِیدُ.
و البَیْأَسُ : الأَسَدُ ،کالبَیْهَسِ ؛لشِدَّتِه.
و عَذَابٌ بِئْسٌ ،بالکَسْرِ،و بَئِیسٌ ،کأَمِیر،و بَیْأَسٌ ، کجَیْأَلٍ :شَدِیدٌ ،و فی التَّنْزِیل العَزِیزِ: بِعَذابٍ بَئِیسٍ بِما کانُوا یَفْسُقُونَ (4)قرَأَ أَبو عَمْرو و عاصِمٌ و الکسائِیُّ و حَمْزَهُ «بِعَذابٍ بَئِیسٍ » ،کأَمِیر،و قرأَ ابنُ کَثِیرٍ « بئِیس » ،علی فِعِیل بالکَسْرِ،و کذلِک قَرَأَهَا شِبْلٌ و أَهلُ مَکَّهَ ،و قرأَ ابنُ عامِرٍ « بِئْسٍ » ،علی فِعْلٍ بالهمزهِ و الکسر،و قرأَها نافِعٌ و أَهلُ المَدِینَه (5)« بِیس » ،بغیر همزه.
و بِئْسَ مهموزٌ:فِعْلٌ جامِعٌ لأَنْوَاعِ الذَّمِّ ،و هو ضِدُّ نِعْمَ فی المَدْحِ ،إِذا کَانَ مَعَهُما اسمُ جِنْسٍ بغیرِ أَلفٍ و لامٍ فهو نَصْبٌ أَبَداً،فإِذا کانت فیهِ الأَلفُ و الَّلامُ فهو رَفْعٌ أَبداً، و ذلک قولُه:نِعْمَ الرَّجُلُ زَیْدٌ، و بِئْسَ رَجُلاً زَیْدٌ ،و هو فِعْلٌ ماضٍ لا یتَصَرَّفُ ؛لأَنَّه أُزِیلَ عن مَوْضِعِه ،و کذلک نِعْمَ ، فبِئْسَ :منقولٌ من بَئِسَ فُلان،إِذا أَصَابَ بُؤْساً ،و نِعْمَ من نَعِمَ فلانٌ ،إِذا أَصابَ نِعْمَهً ،فنُقِلاَ إِلی المَدْحِ و الذَّمِّ ، فتَشَابَهَا بالحُرُوفِ ،فلم یَتَصَّرفَا.و قال الزَّجّاجُ : بِئْسَ إِذا وَقَعَتْ علی«ما»جُعِلَتْ «ما»معها بمنزِلَهِ اسمٍ مَنْکُورٍ؛لأَنَّ بِئْسَ و نِعْمَ لا یَعْمَلانِ فی اسمٍ عَلَمٍ ،و إِنّمَا یَعْمَلاَنِ فی اسمٍ مَنْکُور دالٍّ علی جِنْسٍ ، و فیه لُغَاتٌ أَربعه تُذْکَرُ فی نِعْمَ ،إِن شَاءَ اللّه تعالی.
و بَنَاتُ بِئْسٍ ،بالکَسْر: الدَّوَاهِی.
و المُبْتَئِسُ :الکَارِهُ و الحَزِینُ قالَ حَسّانُ بنُ ثابِتٍ رضِیَ اللّه تَعَالَی عنه:
ما یَقْسِمِ اللّه أَقْبَلْ غَیْرَ مُبْتَئِسٍ
منه و أَقْعُدْ کَرِیماً ناعِمَ البَالِ
أَی غیرَ حَزِینٍ و لا کارِهٍ ،قالَ ابنُ بَرِّیّ :الأَحْسَنُ فیه عِندی قولُ من قالَ :إِنَّ مُبْتَئِساً مُفْتَعِلٌ من البَأْسِ الذِی هو
ص:196
الشِّدَّهُ ،و منه قولُه سبحانَه و تَعَالَی: فَلا تَبْتَئِسْ بِما کانُوا یَفْعَلُونَ (1)أَی فلا یَشْتَدّ علیکَ أَمرُهم،فهذا أَصْلُه؛لأَنَّه لا یُقَال: ابْتَأَسَ بمَعْنَی کَرِهَ ،و قال الزَّجّاجُ : المُبْتَئِسُ :
المِسْکِینُ الحَزِینُ ،و منه الآیهُ ،أَی لا تَحْزَنْ و لا تَسْتَکِنْ (2).
و قال أَبو زَیْدٍ: اسْتَبْأَسَ الرَّجُلُ :إِذا بَلَغَه شیءٌ یَکْرَهُه.
و التَّبَاؤُسُ ،بالمَدِّ،و یجوزُ، التَّبَؤُّسُ ،بالقَصْرِ و التّشْدِیدِ، و هو التَّفاقُرُ عنْدَ النّاسِ ، و هو أَنْ یُرِیَ تَخَشُّعَ الفُقَرَاءِ إِخْباتاً و تَضَرُّعاً. و قد نُهِیَ عنه،و منه
16- الحَدِیثُ : «کان یَکْرَهُ البُؤْسَ و التَّبَاؤُسَ ». یعنی عِندَ النّاسِ .
*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:
البَأْساءُ :اسمٌ للحَرْبِ و المَشَقَّهِ و الضَّرْبِ ،قاله اللَّیْثُ .
و البَأْسُ :الخَوْفُ .
و المَبْأَسَهُ کالبُؤْسِ ،قال بِشْرُ بنُ أَبِی خازِمٍ :
فأَصْبَحُوا بعد نُعْماهُمْ بمَبْأَسَهٍ
و الدَّهْرُ یَخْدَعُ أَحْیَاناً فَیَنْصَرِفُ
و البَأْساءُ :الجُوعُ ،قاله الزَّجّاجُ .
و أَبْأَسَ الرَّجُلُ :حَلَّتْ به البَأْساءُ ،قاله ابنُ الأَعْرَابِیِّ .
و البائِسُ :المُبْتَلَی،و جمعُه بُوسٌ بالضّمِّ ،قال تَأَبَّطَ شَرّاً:
قدْ ضِقْتُ مِن حُبِّها ما لاَ یُضَیِّقُنِی
حَتَّی عُدِدْتُ من البُوسِ المَسَاکِین
و البائِسُ أَیضاً:النازِلُ به بَلِیَّهٌ أَو عُدْمٌ یُرْحَمُ لمَا بِه،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ .
و البَؤُوسُ ،کصَبُورٍ:الظّاهِرُ البُؤْسِ .
و عَذَابٌ بَیْئِسٌ (3)،کسَیِّدٍ:شَدِیدٌ،هَمْزَتُه مُنْقَلِبَه.
و الإِباس ،کالصفار:الدَّوَاهِی.
و قالَ الصّاغَانِیُّ : ابْتَئِسْ هذا الأَمْرَ،أَی اغْتَنِمْهِ ،نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ.
البَابُوسُ ،بباءَیْنِ ،أَهمله الجَوْهَرِیُّ ،قالَه الصّاغانیُّ ،و هکذا سَقَطَ من سائِرِ نُسَخِ الصّحاحِ التی رَأَیْنَاها؛قال شَیْخُنَا:و قد أُلْحِقَتْ فی بعضِ نُسَخِهَا المُعْتَمَدَهِ ،و هی ثابِتَهٌ فی نُسْخَتنَا،و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ :هو وَلَدُ النّاقَهِ ،و فی المُحْکَم:الحُوَارُ،قال ابنُ أَحْمَرَ:
حَنَّتْ قَلُوصِی إِلی بَابُوسِهَا طَرَباً
فَمَا حَنِینُکِ أَمْ ما أَنْتِ و الذِّکَرُ (4)
و قد یُسْتَعْمَلُ فی الإِنْسَانِ . و فی التَّهْذِیب: البابُوسُ :
الصَّبِیُّ الرَّضِیعُ فی مَهْدِه،و
17- فی حدیثِ جُرَیْج الرّاهِبِ (5):
حِینَ اسْتَنْطَقَ الصَّبِیَّ فی مَهْدِه:«مَسَحَ رَأْسَ الصَّبِیِّ ،و قالَ له:یا بَابُوسُ من أَبُوکَ ؟فقال:فلانٌ الرّاعِی». فقَالَ :فلا أَدْرِی أَ هُوَ فی الإِنْسَانِ أَصْلٌ أَم اسْتِعَارَه،و قال الأَصْمَعِیُّ :
لم نَسْمَعْ به لغیرِ الإِنْسَانِ إِلاّ فی شِعْرِ ابنِ أَحْمَرَ،و الکلمهُ غیرُ مَهْمُوزهٍ ،و قد جَاءَ فی غَیْرِ مَوْضِع. و (6)قیل:هو الوَلَدُ عامَّهً ،من أَی نَوْعٍ کانَ ،و اخْتُلِفَ فی عَرَبِیَّتِه،فقیل:
رُومِیَّه ،استعمله العَرَبُ ،کما فی المحیط ،و قیل:عَرَبِیَّه، کما فی التَّوْشِیح.
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
بِتِبْسُ ،بکسر المُوَحَّدَهِ الأُولی و الفَوْقِیّه، و سُکُونِ المُوَحّدَهِ الثَانِیه:قَرْیَهٌ بالمَنُوفِیَّهِ من أَعمالِ مِصْر، و تُذْکَرُ مع السُّکَّرِیَّه.
بَجَسَ الماءَ و الجُرْحَ یَبْجِسُه ،بالکَسْرِ، و یَبْجُسُه ،بالضمِّ ، بَجْساً ،فیهما: شَقَّهُ ، فانْبَجَسَ .
و البَجْسُ :انْشِقَاقٌ فی قِرْبَهٍ أَو حَجَرٍ أَو أَرْضٍ یَنْبُع منه الماءُ،فإِنْ لم یَنْبُع فلیسَ بانْبِجاسٍ ،و هو فی الجُرْح مَجَازٌ، و منه
1- حدیثُ حُذَیْفَهَ : «ما مِنّا رَجُلٌ إِلاّ بِهِ آمَّهٌ یَبْجُسُهَا الظُّفُرُ إِلاّ رَجُلَیْنِ ». یعنِی عَلِیّاً و عُمَر رضیَ اللّه تَعَالَی عنهُما،الآمّهُ :
الشَّجَّهُ التی تَبْلُغُ أُمَّ الرَّأْسِ .و یَبْجُسُها :یَفْجُرُهَا،و هو مَثَلٌ ،أَرادَ أَنّهَا نَغِلَهٌ کَثیرهُ الصَّدِیدِ،فإِن أَرادَ أَحَدٌ أَن یَفْجُرَها بظُفْرِه قَدَرَ علی ذلِکَ لامْتِلائِهَا،و لم یحْتَجْ إِلی حَدِیدَه
ص:197
یَشُقُّها بها.أَرادَ لیسَ مِنّا أَحدٌ إِلاّ و فیه شیءٌ غیر هذینِ الرَّجُلَیْنِ .
و بَجَسَ فُلاناً یَبْجُسُه بُجُوساً بالضّمّ : شَتَمَهُ ،و هو مَجازٌ أَیضاً،کأَنَّه نَمَّ عن مَسَاوِیهِ .
و ماءٌ بَجْسٌ :مُنْجِسٌ ،و قد بَجَسَ بنَفْسِه یَبْجُسُ ،یَتعدَّی و لا یَتَعَدَّی،و کذلک سَحابٌ بَجْسٌ .
و بَجَّسَهُ اللّه تَبْجیساً :فَجَّرَه ،من السَّحابِ و العَیْنِ ، فانْبَجَسَ و تَبَجَّسَ :انْفَجَرَ و تَفَجَّرَ،قال اللّه تعالَی:
فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَهَ عَیْناً (1).
و بَجْسَهُ ،بالفَتْح: ع،أَو اسمُ عَیْن بالیَمَامَهِ ،سُمِّیَ لانْفِجَارِ الماءِ به.
و البَجِیسُ :العَیْنُ الغَزِیرَهُ .
و الانْبِجَاسُ :النُّبُوعُ فی العَیْن خاصَّهً ،أَو هو عامٌّ ، و النُّبُوعُ للعَیْن خاصَّهً .
*و مما یستدرک علیه:
ماءٌ بَجِیسٌ ،کأَمِیرٍ:سائِلٌ .عن کُراع.
و السَّحَابُ یَتَبَجَّسُ بالمَطَرِ.
و جاءَکَ بثَرِیدٍ یَتَبَجَّسُ أُدماً (2)،أَی من کَثْرَهِ الوَدَکِ ،قالَه الزَّمَخْشَرِیّ .
و المُنْبَجِسُ :ماءٌ بالحِمَی فی جِبَالٍ تُسَمَّی البَهَائِمَ ،ذکَره المُصَنِّفُ فی«ب ه م».
و بَجَّسَ المُخُّ تَبجِیساً :دَخَلَ فی السُّلاَمَی و العَیْنِ فذَهَبَ ،و هو آخرُ ما یَبْقَی،و قال أَبو عُبَیْدٍ:هو بالخَاءِ المُعْجَمَهِ ،کما سیأْتِی للمُصَنِّف.
و باجنس (3):مَدینَهٌ من أَعْمَالِ خِلاَطَ ،تُذْکَرُ مع أَرْجِیشَ ،بها مَعْدِنُ المِلْحِ الأَندرانِیّ .
جاءَ فلانٌ یَتَبَحْلَسُ ،بالحَاءِ المُهْمَلَهِ ،أَی جاءَ فارِغاً لا شَیْ ءَ معه،و کذلک جاءَ یَنْفُضُ أَصْدَرَیْه،و جاءَمُنْکَراً،و جاءَ رائِقاً (4)عَثَرِیّاً قالَهُ ابن الأَعْرَابِیِّ ،و نَقَلَه الأَزْهَرِیُّ ،و قد أَهمَلَه الجَوْهَرِیُّ .
البَخْسُ :النَّقْصُ و الظُّلْمُ ،و قدْ بَخَسَه بَخْساً ، کمَنَعَه ،و قولُه تَعَالَی: وَ لا تَبْخَسُوا النّاسَ (5)أَی لا تَظْلِمُوهُم،و قولُه تَعَالَی: فَلا یَخافُ بَخْساً وَ لا رَهَقاً (6)أَی لا یُنْقَصُ من ثَوابِ عَمَلِه، وَ لا رَهَقاً ،أَی ظُلْماً،و قولُه تعالَی: وَ شَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ (7)،و قالَ الزَّجّاجُ : بَخْسٍ أَی ظُلْمٍ ؛لأَنَّ الإِنْسَانَ الموجودَ لا یَجُوزُ (8)بیعُه،و قیل:إِنّه ناقِصٌ دونَ ما یَجِب،و قیل؛دُونَ ثَمَنِه،و
16- جاءَ فی التَّفْسِیرِ:
أَنّه بِیعَ بعِشْرِین دِرْهَماً،و قیلَ باثْنَیْنِ و عِشْرِینَ دِرْهَماً،أَخَذَ کُلُّ وَاحدٍ من إِخْوَتِه دِرْهَمَیْنِ ،و قِیلَ :بأَرْبَعِینَ دِرْهَماً.
و قال الِّلیْثُ : البَخْسُ : فَقْ ءُ العَیْنِ بالإِصْبَعِ و غَیْرِها ، قالَهُ الأَصْمَعِیُّ ،و هو لُغَهٌ فی البَخْصِ ،و قَالَ ابنُ السِّکِّیتِ :
بَخَصَ عَیْنَه،بالصادِ،و لا تَقُل: بَخَسَهَا ،و إِنّمَا البَخْسُ :
نُقْصانُ الحَقِّ ،کما نَقَلَه الأَزهریُّ ،و سَیَأْتِی فی الصادِ، و الجَمْعُ بُخُوسٌ .
و البَخْسُ من (9)الزَّرْعِ :ما لَمْ یُسْقَ بماءٍ عِدٍّ إِنّمَا سَقَاهُ مَاءُ السماءِ،قَال أَبُو (10)مالِکٍ :قال رَجُلٌ من کِنْدَهَ یُقَالُ له العُذَافُه (11)و قد رَأَیْتُه:
قالَتْ لُبَیْنَی:اشْتَر لَنا سَوِیقَا
و هَاتِ بُرَّ البَخْسِ أَو دَقِیقَا
و اعْجَلْ بشَحْمٍ نَتّخِذْ جُرْدیقَا
قال: البَخْسُ :الّذِی یُزْرَعُ بماءِ السَّماءِ.
و البَخْسُ : المَکْسُ ،و هو ما یَأْخُذُه الوُلاهُ باسمِ العُشْرِ یَتَأَوَّلُونَ فیه أَنّه الزَّکَاهُ و الصَّدَقَاتُ ،و منه ما
16- رُوِی عن الأَوْزاعِیِّ فی حَدِیثٍ : «أَنّه یَأْتِی علی النّاسِ زَمَانٌ یُسْتَحَلُّ
ص:198
فیه الرِّبَا بالبَیْعِ ،و الخَمْرُ بالنَّبِیذِ،و البَخْسُ بالزَّکَاهِ ، و السُّحْتُ بالهَدِیَّهِ ،و القَتْلُ بالمَوْعِظَهِ ».
و کُلُّ ظالِم بَاخِسٌ .
و من أَمْثَالِهم:« تَحْسَبُها حَمْقَاءَ و هی باخِسٌ »،أَی ذاتُ بَخْس أَو باخِسَهٌ ،یُضْرَبُ لمَنْ یَتَبَالَهُ و فِیهِ دَهَاءٌ و نُکْرٌ. قِیلَ :
أَصْلُ المَثَلِ : خَلَطَ رَجُلٌ من بَنِی العَنْبَرِ من تَمِیمٍ مالَهُ بمالِ امْرَأَهٍ طامِعاً فِیهَا،ظَانًّا أَنّهَا حَمْقَاءُ مُغَفَّلَهٌ لا تَعْقِلُ و لا تَحْفَظُ و لا تَعْرِفُ مَالَها،فقَاسَمَهَا بعدَ مَا خَلَطَ فَلَمْ تَرضَ عندَ المُقَاسَمَهِ حَتّی أَخَذَتْ مالَها و اسْتَوْفَتْ و شَکَتْهُ عند الوُلاهِ حَتّی افْتَدَی مِنْهَا بمَا أَرَادَتْ من المَالِ ، فعُوتِبَ الرَّجُلُ فی ذلِکَ و قِیلَ له بأَنَّکَ تَخْدَعُ امْرَأَهً أَ لَیْسَ ذلِک بخساً فقالَ الرَّجُلُ عندَ ذلک:« تَحْسبُهَا حَمْقَاءَ و هی باخِسٌ »فذَهَب المَثَل،أَی و هی ظالِمَهٌ ،قاله ثَعْلَبٌ .
و الأَبَاخِسُ :الأَصَابعُ نَفسُهَا،قال الکُمَیْتُ :
جَمَعْتُ نِزَاراً وَ هْیَ شَتَّی شُعُوبُها
کَما جَمَعَتْ کَفٌّ إِلیها الأَبَاخِسَا
و قیلَ :ما بَیْنَ الأَصَابعِ و أُصُولها.
و یُقَال:إِنّه لشَدِیدُ الأَبَاخِسِ :أَی لَحْمِ (1)العَصَب.
و یُقَال: بَخَّسَ المُخُّ تَبْخِیساً ،و کذا تَبَخَّسَ ،و هذِه عن الصّاغانِیِّ : نَقَصَ و لم یَبْقَ إِلاّ فی السُّلاَمَی و العَیْنِ و هو آخِرُ ما بَقِیَ ،و قال الاُّمَوِیُّ :إِذا دَخَلَ فی السُّلاَمَی و العَیْنِ فذَهَبَ ،و هو آخِرُ ما یَبْقَی،و قد رُوِی بالجِیم،و قد تَقَدَّم، و بخطّ أَبی سَهْلٍ :قلتُ :هذا یُرْوَی بالبَاءِ و النُّون.
و تَبَاخَسُوا :تَغَابَنُوا.
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
یقال للبَیْعِ إِذا کَانَ قَصْداً:لا بَخْسَ فیه و لا شَطَطَ ،و فی التَّهْذِیبِ :و لا شُطُوطَ .
و البَخِیسُ ،کأَمِیرٍ:نِیَاطُ القَلْبِ ،هکذا فی اللِّسَانِ ،و لعلَّ الصّوابَ فیه بالنُّونِ ،کما سیأْتی.
و البَخِیسُ من ذِی الخُفِّ :اللَّحْمُ الدّاخِلُ فی خُفِّهِ .
*و ممّا یُسْتَدْرَک عَلَیْه:
بَدَسَه بکَلِمَهٍ بَدْساً :رَمَاهُ بها،نَقَلَه الأَزهرِیّ عن ابنِ دُرَیْدٍ،کذا فی اللسانِ ،و قد أَهمَلَه الجَوْهَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ و غیرُهُمَا.
و بادِسُ کصاحِب:قریَهٌ بالمَغْرِبِ علی البَحْرِ بالقربِ من فاسَ ،و قَریهٌ أُخْرَی من عَمَلِ الزّاب،و من الأُولَی:أَبو عَبْدِ اللّه البَادِسِیُّ المُحَدِّثُ ،و أَبو محمّدٍ عبدُ اللّه بنُ خالدٍ البادِسِیُّ ،و قد حَدَّثَ ،قاله یاقوت.
و بَدَّسُ ،کبَقَّم:[من قُرَی الیَمَنِ ] (2)نقله یاقُوت.
و بَنُو بادِیسَ :قَبِیلَهٌ بالمَغْرِبِ ،رَئیسُهُم المُعِزُّ بنُ بادِیسَ الّذِی مَلَکَ إِفْرِیقِیَّهَ ،و أَزالَ خُطْبَهَ الفَاطِمِیِّینَ ،و ذلک فی سنه 425 و خَطَب للقائِم بأَمْرِ اللّه العَبّاسِیِّ ،و جاءَته الخِلْعَهُ من بَغْدَادَ،و ماتَ المُعِزُّ فی سنه 453،ثمّ وَلِیَهَا ابنُه تَمِیمُ بنُ المُعِزِّ،و مات سنه 501 فوَلِیَهَا ابنُه یَحْیَی بنُ تَمِیم،و مات سنه 508 فوَلِیَهَا ابنُه علیُّ بنُ یَحْیَی إِلی أَن مَاتَ فی سنه 515 و وَلِیَهَا ابنُه الحَسَنُ بنُ علیٍّ ،و فی أَیّامه تَغَلَّب مَلکُ صِقِلِّیَهَ علی بلادِ إِفْرِیقِیَّهَ فخَرَجَ الحَسَنُ بنُ علیٍّ و لَحِقَ بعبدِ المُؤْمِنِ بنِ علیٍّ مُسْتَنْجِداً،و مَلَک الإِفْرِنْجُ إِفْرِیقِیَّهَ ،و ذلک سنه 543 و انْقَضَتْ دَولَتُهُم،و قَدْ وَلِیَ منهم تِسْعَهُ مُلُوکٍ فی مِائه سَنهٍ و إِحْدَی و ثمانینَ سَنهً ،و ملَکَ الإِفْرِنْجُ إِفْرِیقِیَّهَ اثْنَتَیْ عَشْرَهَ سنهً حتی قَدِمَها عبدُ المُؤْمِنِ بنُ علیٍّ فاسْتَنْقَذَها منهم فی سنه 555 کذا فی مُعْجَمِ یاقُوت.
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
بَذِیسُ ،کأَمِیر و الذّالُ معجمه:من قُرَی مَرْوَ،منها عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ أَحْمَدَ البَذِیسیُّ ،تُوفِّیَ سنه 533،نقله یاقوت.
بِدْلِیسُ ،بالکَسْرِ ،و ضَبَطَه یاقُوت بالفَتْحِ ، و قال:لا أَعْلَمُ له نظیراً فی کَلامِ العَرَبِ إِلاّ وَهْبِیل (3):بَطْنٌ من النَّخَعِ .قلتُ :و وَهْبِین اسم مَوْضِعٍ : د،حَسَنٌ قُرْبَ
ص:199
خِلاَطَ من أَعْمَالِ إِرْمِینِیَهَ ،ذاتُ بَسَاتِینَ کَثِیرهٍ ،یُضْرَبُ بتُفّاحِها المَثَلُ فی الجَوْدَهِ و الکَثْرَهِ و الرُّخْصِ ،و یُحْمَلُ إِلی بُلْدَانٍ شَتَّی،صالَحَ أَهْلُهَا عِیاضَ بنَ غَنْمٍ (1)الأَشْعَرِیّ ، و فیها یَقُول أَبو الرِّضَا الفَضْلُ بنَ مَنْصُورٍ الظَّرِیفُ :
بَدْلِیسُ قد جَدَّدْتِ لی صَبْوَهً
بعدَ التُّقَی و النُّسْکِ و الصَّمْتِ (2)
هَتَکْتِ سِتْرِی فی هَوَی شادِنٍ
و ما تَحَرَّجْتِ ما خِفْتِ
و کُنْتُ مَطْوِیًّا علی عِفَّهٍ
مَطْوِیَّهٍ (3)یَمْشِی بِهَا وَقْتِی
و إِنْ تَحَاسَبْنَا فَقُولِی لَنَا:
مَنْ أَنْتِ یا بَدْلِیسُ ؟مَنْ أَنْت
و أَیْنَ ذا الشَّخْصُ النَّفیسُ الَّذِی
یَزِیدُ فی الوَصْفِ علی النَّعْتِ
باذْغِیسُ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و ابنُ مَنْظور،و هو بسُکُونِ الذّالِ و کَسْر الغَیْن المُعْجَمَتَیْنِ ،و بخَطِّ الصَّاغَانِیِّ الذّالُ مَفْتُوحَهٌ ،و مثله یاقُوت،قال: ه،بهَراهَ ،أَنْشَدَ الأَصْمَعِیُّ لنفسِهِ :
جارِیَهٌ من أَعْظَمِ المَجُوسِ
أَبْصَرْتُهَا فی بَعْضِ طُرْقِ السُّوسِ
جَالِسَهً بحَضْرَهِ النّاقُوسِ
تَسُرُّ عَیْنَ النّاظِرِ الجَلِیسِ
بوَجْهٍ لا کَابٍ و لا عَبُوسِ
و هَیْئَهٍ کهَیْئَهِ العَرُوسِ
إِذَا مَشَتْ (4)فی مِرطِها المَغموسِ
بالمِسْکِ و العَنْبَرِ و الوُرُوسِ
قد فَتَنَتْ أَشْیَاخَ بَاذَغِیسِ
أَو باذغِیس :اسمُ بُلَیْدَات و قُرًی کَثِیرَه من أَعْمَالِ هَرَاهَ ، کما حَقَّقَه یاقُوت،و هو مُعَرَّب بادْخِیزَ (5)،و إِنّمَا سُمِّیَت بذلِک لکَثْرَهِ الرِّیاحِ بِهَا ،و مَعْنَی بادْخِیز بالفارِسِیَّه:قِیَامُ الرِّیحِ ،أَو هُبُوبُ الرِّیحِ ،قال یاقُوت:قصَبَتُهَا بَوْنُ و بامَئِینُ (6):بَلْدَتَان مُتَقَارِبَتَانِ رأَیتُهما غیر مَرَّه،و هی ذاتُ خَیْرٍ و رُخْصٍ ،یکثُرُ فیها شَجَرُ الفُسْتُقِ ،و قیل:إِنّهَا کانت دارَ مَمْلَکَهِ الهَیَاطِلَهِ ،و قد نُسِبَ إِلیها جماعهٌ من أَهل الذِّکْرِ، منهم أَحمَدُ بنُ عَمْرٍو الباذغِیسِیُّ قَاضِیها،یَرْوِی عن ابنْ عُیَیْنَهَ .
البِرْسُ ،بالکَسْرِ:القُطْنُ ،قال الشّاعِرُ:
تَرْمِی اللُّغَامَ علی هَامَاتِهَا قَزَعاً
کالبِرْسِ طَیَّرَهُ ضَرْبُ الکَرَابِیلِ
الکَرَابِیلُ ،جمع کِرْبَالٍ ،و هو مِنْدَفُ القُطْنِ . أَو هو شَبِیهٌ به،أَو هو قُطْنُ البَرْدِیِّ خاصَّهً ،قالَهُ اللَّیْثُ ،و أَنشد:
کنَدِیفِ البِرْسِ فَوْقَ الجُمّاح
و یُضَمُّ ،عن ابنِ دُرَیْدٍ (7).
و البِرْسُ : حَذَاقَهُ الدَّلِیلِ ،و یُفْتَحُ ،عن ابنِ الأَعْرَابیِّ .
و
16- فی حَدِیثِ الشَّعْبِیِّ : «هو أَحَلُّ من ماءِ بُرْسٍ ». بُرْس بالضمِّ ،کما ضَبَطَه الصّاغَانِیُّ و یاقُوت،و سَیَأْتِی للمصنَفِ ما یَقْتَضِی أَن یَکُونَ بالکَسْرِ،و هی:أَجَمَهٌ مَعْرُوفَهٌ بسَوَادِ العِراقِ ،و هی الآن قَرْیَهٌ ، و قال الصّاغانِیُّ : ه،بینَ الکُوفَهِ و الحِلَّهِ ،و سیأْتِی له أَیضاً فی فارِس أَنّهَا:قَرْیَهً بسَوادِ الکُوفَهِ ،و قال یاقُوت:هو مَوضعٌ بأَرْضِ بابِل،به آثارٌ لبُخْتُ نَصَّرَ،و تَلٌّ مُفْرِطُ العُلُوِّ یُسَمّی صَرْحَ البُرْسِ ،إِلیه یُنْسَبُ عُبَیْدُ اللّه (8)بنُ الحَسَنِ البُرْسِیُّ ،کانَ من جِلَّهِ الکُتَّابِ ،وَلَی دیوان ما دَارَایَا (9)فی أَیّامِ المُعْتَضِدِ و غیرِه.
و قال الحَافِظُ :إِنّهَا قَرْیَهٌ بجَیْلانَ ،بالکَسْر کالمُصَنِّفِ ،و نُسِبَ إِلیهَا محمّدُ بنُ یَعْقُوبَ الجَیْلِیُّ البِرْسِیُّ الخَطِیبُ .
و بُرْسانُ ،بالضّمِّ ،ابنُ کَعْبِ بنِ الغِطْرِیفِ الأَصْغَرِ بنِ عَبْدِ اللّه بنِ عامِر: أَبو قَبِیلَهٍ من الأَزْدِ ،یَرجعون إِلی بنی عَمْرِو بنِ شَمِرِ بنِ عَمْرِو بنِ غالِبِ بن عُثْمَانَ بنِ نَصْرِ بنِ الأَزْدِ،قاله ابنُ الکَلْبِیِّ .
ص:200
و بَرِسَ ،کسَمِعَ :تَشَدَّدَ علی غَرِیمِه ،کذا فی التَّکْمِلَهِ و العُبَابِ ،و فی اللِّسَانِ :اشْتَدَّ.
و التَّبْرِیسُ :تَسْهِیلُ الأَرْضِ و تَلْیِینُهَا ،کالتَّبْرِیضِ .
و یُقَال: ما أَدْرِی أَیُّ البَرْساءِ هُوَ ،بالفَتْح، و أَیُّ بَرْسَاءَ هُوَ ،هکذا فی سائِرِ النُّسَخِ و صوابُه بَرَاساءَ ،بزیاده الأَلِفِ ، أَیْ أَیُّ النّاسِ هو،و کذلک البَرْنَسَاءُ و البَرْناسَاءُ (1)،و یأْتِیَانِ فی مَوْضِعِهما.
و بَرْبَرُوسُ ،و یُقَال: بَرْبَرِیسُ ، فی شِعْرِ جَرِیرٍ:ع قال:
طالَ النَّهَارُ بِبَرْبَرُوسَ و قد نرَی
أَیّامَنا بِقُشَاوَتَیْنِ قِصَارَا
کذا فی مُعْجَم یاقُوت.
*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلیه:
النِّبْرَاسُ ،بالکَسْرِ:المِصْباحُ ،قال ابنُ سِیدَه:النونُ زائِدَهٌ ،مأْخُوذٌ من البُرْسِ و هو الفَتِیلَه،و فی الأَغْلَبِ إِنّمَا تکونُ من القُطْنِ و قد ذَکَرَه الأَزْهَرِیُّ فی الرُّبَاعِیِّ ،و سیأْتِی للمُصَنِّفِ هناک.
و تَمْرَهٌ بِرْسِیَانَه (2).هنا ذَکرَه الزَّمَخْشَرِیُّ ،و سیأْتی للمُصَنّفِ فی«ف ر س».
و الحَسَنُ بنُ البَرْسِیِّ ،بالفَتْحِ :سَمِع مع الذَّهَبِیِّ علی العِمَادِ بنِ سَعْدٍ،نقلَه الحافِظ هکذا.
و بارُوسُ :من قُرَی نَیْسَابُورَ.
بَرْبَسَهُ ،أَهمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال اللَّیْثُ :أَی طَلَبَه ،و أَنْشَدَ لابنِ (3)الزَّعْرَاءِ الطّائِیِّ :
وَ بَرْبَسْتُ فی تَطْلابِ عَمْرِو بنِ مالِکٍ (4)
فأَعْجَزَنِی و المَرْءُ غیرُ أَصِیلِ
و قالَ أَبو عَمْرو: البِرْباسُ ،بالکَسْرِ:البِئْرُ العَمِیقَهُ ،و نَسَبَه الصّاغَانیُّ لابْنِ الأَعْرَابِیِّ ،و قال غیرُهما:هی البِرْناسُ ،بالنُونِ .
و قالَ اللَّیْثُ : تَبَرْبَسَ :مَشَی مِشْیَهَ الکَلْبِ ،و التَّبَرْبُسُ :
اسمٌ لمِشْیَهِ الکَلْبِ ،و الإِنْسَانُ إِذا مَشَی کذلِکَ قیل:
تَبَرْبَسَ ،هکذا نَقَلَه الصاغَانیُّ ،و قَلَّدَه المُصَنِّفُ و یُقَال:
تَبَرْنَسَ ،بالنُّون بدلَ المُوَحَّدَهِ ،و ضَبَطَه الأَرمویّ تَبَرْیَسَ بالتَّحْتِیَّه،و صَوّبه. أَو تَبَرْبَسَ :مَشَی مَشْیاً خَفِیفاً ،قاله ابنُ السِّکِّیتِ ،قال دُکَیْنٌ (5):
فصَبَّحَتْهُ سِلَقٌ تَبَرْبَسْ
تَهْتِکُ خَلَّ الحَلَقِ المُلَسْلَسْ
أَو تَبَرْبَسَ ،إِذا مَرَّ مَرًّا سَرِیعاً.
و قال أَبو عَمْرٍو:جاءَنا فُلانٌ یَتَبَرْبَسُ ،إِذا جاءَ یَتَبَخْتَرُ، و هو مُسْتَدْرَک،و الصوابُ بالنُّونِ ،کما سیأْتِی،و قیلَ بالتَّحْتِیَّه.
البِرْجِیسُ ،بالکَسْرِ ،و کذلک البِرْجِسُ ، کزِبْرِج،و الأَوّلُ أَعرفُ : نَجْمٌ فی السَّمَاءِ، أَو هُوَ المُشْتَرِی ،قال الجَوْهرِیُّ :نقله الفَرّاءُ عن ابنِ الکَلْبِیِّ ، و فی بعضِ النُّسَخِ :عن الکَلْبِیِّ (6).قلتُ :و الصّوابُ عن ابنِ الکَلْبِیِّ ،و کذلِک وُجِدَ بخطِّ الازْهَرِیِّ ،و قیلَ المِرِّیخُ ، و
14- فی الحَدِیثِ : «أَنَّ النَّبِیَّ صلّی اللّه علیه و سلم سُئِلَ عن الکَوَاکِبِ الخُنَّسِ فقَال:هی البِرْجِیسُ و زُحَلُ و بَهْرَامُ و عُطَارِدُ و الزُّهَرَهُ ». قال:
البِرْجِیسُ :المُشْتَرِی،و بَهْرَامُ :المِرِّیخُ .
و البِرْجِیسُ : النّاقَهُ الغَزِیرَهُ اللَّبَنِ .
و البُرْجَاسُ ،بالضمِّ ،و العامَّهُ تکسِرُه: غَرَضٌ فی الهَوَاءِ عَلَی رَأْسِ رُمْحٍ و (7)نَحْوِه یُرْمَی بهِ ،قال الجَوْهَرِیُّ : مُوَلَّدٌ أَظُنُّه.
و البُرْجاسُ : حَجَرٌ یُرْمَی به فی البِئْرِ لیَفْتَحَ عُیُونَها و یُطَیِّبَ ماءَها ،هکذا رواه المُؤَرِّجُ فی شِعْرِ سَعْدِ بنِ المُنْتَحِرِ (8)البارِقِیِّ ،و رَواهُ غیرُه بالمیمِ ،و هو قولُه:
ص:201
إِذا رَأَوْا کَرِیهَهً یَرْمُونَ بِی
کرَمْیِکِ البُرْجَاسَ فی قَعْرِ الطَّوی
و البُرْجَاسُ : شِبْهُ الأَمَرَهِ یُنْصَبُ من الحِجَارَهِ ،قاله شَمر.
البِرْدِسُ ،بالکَسْرِ ،أَهمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ فَارِس:هو الرَّجُلُ الخَبِیثُ ،و المُسْتَکْبِرُ هکذا فی النُّسَخِ ،و فی بعض النُّسَخِ :المُتَکَبِّرُ،و مثله فی التکمله، کالبِرْدِیسِ ،بزیادهِ التحتیّه.
و البِرْدِسُ و البِرْدِیسُ أَیضاً: المُنْکَرُ من الرِّجَالِ ،قاله ابنُ فارِس أَیضاً:قال:و هو أَجْوَدُ.
و البَرْدَسَهُ :التَّکَبُّرُ،و قِیلَ :النُّکْرُ،و هو أَجودُ،قاله الصّاغَانِیُّ .
و برْدِس ، کنَرْجِسٍ (1):اسْمٌ .
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
بَرْدِیسُ ،بالفَتْحِ :قَریهٌ بصَعِیدِ مِصْر الأَعْلَی من کُورَهِ قُوص،علی غَرْبِیِّ النیلِ .
و بَرْدَنِیسُ ،کزَنْجَبِیل:ناحِیَهٌ من أَعْمَالِ صَعِیدِ مصرَ قُربَ أَبْویط (2)،فی کُورَهِ الأَسْیُوطِیَّه.
المُبَرْطِسُ ،أَهمله الجَوهریُّ ،و قال ابنُ دُرَیْد (3):هو الذِی یَکْتَرِی للنّاسِ الإِبِلَ و الحَمِیرَ و یَأْخُذُ علیه جُعْلاً ،و الاسمُ : البَرْطَسَهُ .
و بُرْطاسٌ ،بالضّمِّ :عَلَمٌ .
و أَیضاً: اسمُ أُمَم لهُمْ بِلادٌ وَاسعَهٌ تُتَاخِمُ أَرْضَ الرُّوم ، نقله الصاغانیُّ ،و قال یاقُوت:أَرض الخزَرِ.و هم مُسْلِمُونَ ،و لهم مَسْجِدٌ جامعٌ و لِسانٌ مُفْرَدٌ،لیس بتُرْکِیٍّ و لا خَزَرِیٍّ و لا بُلْغَارِیٍّ ،و طولُ مَملکَتِهِم خَمْسَهَ عَشَرَ یوماً، و اللَّیْلُ عندهم لا یَتَهَیَّأُ أَن یُسَارَ فِیهِ فی الصّیْفِ أَکثر من فَرْسَخٍ .
و بُرْطاس : ه،بالقُدْسِ . *و ممّا یُسْتَدْرَک عَلَیْه:
بَرْطِیس ،بالفتح،قریهٌ بالجِیزَه.
البِرْعِیسُ ،بالکَسْرِ:الصَّبُورُ علی اللَّأْواءِ.
و نَاقَهٌ بِرْعِسٌ و بِرْعِیسٌ :غَزِیرَهٌ قال:
إِنْ سَرَّکَ الغُزْرُ المَکُودُ الدّائِمُ
فاعْمِدْ بَرَاعِیسَ أَبُوهَا الرَّاهِمُ
و الرّاهِمُ :اسمُ فَحْلٍ .و قِیلَ :نَاقَهٌ بِرْعِسٌ و بِرْعِیسٌ :
جَمِیلَهٌ تَامَّهُ الخَلْقِ کَرِیمَه الأَصلِ نَجِیبَهٌ .
البِرْغیسُ ،بالکسرِ و الغینِ المُعْجَمَه،أَهملَه الجَوْهَرِیُّ و الصّاغانیُّ و صاحبُ اللِّسَانِ ،و هو لغَه فی المُهْمَلَه،و هو الصَّبُورُ عَلَی الأَشْیَاءِ لا یُبَالِیهَا.
و البَرَاغِیسُ :الإِبِلُ الکِرَامُ و لو قالَ :کالبِرْعیسِ ،و أَحال ما ذَکَرَهُ هنا عَلَی ما تَقَدَّمَ کانَ أَجْوَدَ فی الاختِصار.
*و ممّا یُسْتَدرَکُ علیه:
بَرْکَسَ الشّیْ ءَ:جَمَعَه،یمانِیّه.
و البِرْکاسُ ،بالکَسْرِ:القِطْعَهُ المُجْتَمِعَهُ من وَرَقِ الشَّجَرِ.
و بَرَقْسُ ،بفتحتَین و قَافِ ساکِنَه،و کذا بَرَفِیسُ بالفَاءِ:
قَرْیَتَانِ بمِصْرَ.
بُرُلُّسُ ،أَهمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و هو بالضَّمّاتِ و شَدِّ الَّلامِ ،و ضَبَطَه یاقُوت بفَتْحَتَیْنِ و ضَمِّ اللاَّمِ و شَدِّها:
ه بسَوَاحِلِ مِصْرَ من جِههِ الإِسْکَنْدَرِیّه،و هی إِحْدَی مَواخِیرِ مصر.قلتُ :و لها قُرًی عِدَّهٌ من مُضَافاتِهَا،و ذَکَر أَبو بَکْرٍ الهَرَوِیُّ أَنَّ بالبُرُلُّسِ اثْنَیْ عَشَرَ رَجُلاً من الصَّحَابَهِ لا تُعْرَفُ أَسْمَاؤُهم،و قد نُسِبَ إِلیها جماعهٌ من أَهْلِ العِلْمِ ،منهم:
أَبو إِسْحاقَ إِبرَاهِیمُ بنُ سُلَیْمَانَ بنِ داوُودَ الکُوفِیُّ البُرُلُّسِیُّ الأَسَدِیُّ :حَدَّثَ عن أَبِی (4)الیَمَانِ الحَکَمِ بنِ نافِعٍ ،و عنه أَبو جَعْفَرٍ الطَّحَاوِیُّ ،و کان حافِظاً ثِقَهً ،مات بمصْرَ سنه 252 (5).
ص:202
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
بُرْمُسُ ،کقُنْفُذ:قَرْیَهٌ من نَواحِی أَسْفَرَایِینَ ، من أَعْمالِ نَیْسَابُورَ،نقله یاقُوت.
البُرْنُسُ ،بالضّمِّ :قَلَنْسُوَهٌ طَوِیلَهٌ ،و کانَ النّاسُ یَلْبَسُونَهَا فی صَدْرِ الإِسْلامِ ،قاله الجَوْهَرِیُّ أَو هو کُلُّ ثَوْبٍ رَأْسُه مِنْهُ مُلْتَزِقٌ به، دُرّاعَهً کانَ ،أَوْ جُبَّهً ،أَو مِمْطَراً ،قاله الأَزْهَرِیُّ ،و صَوَّبُوه،و هو من البِرْسِ ،بالکَسْرِ:القُطْن، و النُّون زائدهٌ ،و قِیل:إِنّه غیرُ عَرَبِیٍّ .
و یُقَال: ما أَدْرِی أَیُّ البَرْنَسَاءِ هو،و أَیُّ بَرْنَسَاءَ ،بسکونِ الرّاءِ فِیهمَا،و قد تُفْتَحُ ،و کذلک: أَیُّ بَرْنَسَاءَ (1)هو؟أَی ما أَدْرِی أَیُّ النّاسِ هو،و کذلِکَ أَیُّ بَرَاسَاءَ ،و قد تَقَدَّمَ .
و الوَلَدُ بالنَّبَطِیَّه بَرَه نَساءَ (2).
و یُقَال: جَاءَ یَمْشِی البَرْنَساءَ ،ممدود غیر مصروف،و فی التَّکْمِلَه البَرَنْسَی ،کحَبَنْطَی،و فی اللسان البَرْنَساءُ ، کعَقْرَبَاءَ، أَی فی غَیْرِ ضَیْعَه (3)و هو نَوعٌ من التَّبَخْتُر،و فی بعضِ النُّسَخ صَنْعَه بالنُّونِ و الصّاد،و هو غَلطٌ .
و التَّبَرْنُسُ :مَشْیُ الکَلْبِ ،و إِذا مَشَی الإِنْسَانُ کذلِک قِیلَ :هو یَتَبَرْنَسُ ،قاله اللَّیْثُ ،و هُنَا مَحَلّ ذِکْرِه،و کذا إِذا مَرَّ مَرًّا سَرِیعاً یُقَال: یَتَبَرْنَسُ ،عن أَبی عَمرو،و هنا مَحلّ ذِکْرِه.
و البِرْناسُ :البِئْرُ العَمِیقَهُ ،و قد مَرّ ذِکْرُ ذلِک جَمِیعه.فی «بربس»بالموحَّده.
*و ممّا یُستَدْرک علیه:
بُرْنُس ،کقُنْفُذٍ:قَبِیلَهٌ من البَرْبَرِ،سُمِّیَتْ بهم مَسَاکِنُهم، و منهم الوَلِیُّ الشَّهِیرُ أَبو العَبّاسِ أَحمَدُ بنُ عِیسَی البُرْنُسِیُّ المُلَقَّب بزَرُّوقٍ ،اسْتَدْرَکَه شیخُنَا،و عبدُ اللّه بنُ فارِسِ بن أَحْمَدَ البُرْنُسِیُّ :أَحَدُ الفُضَلاءِ،ماتَ بمکَّهَ سنه 894.
. [برندس.برشنس.برنتس]:
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه هنا:
بُرُونْداسُ ،بضم أَوّلِه و ثانیه:اسم مَوْضِع (4).
و بَرَوْنّس ،بفَتْحَتَیْنِ و سُکُونِ الواوِ و تَشْدِیدِ النُّونِ :جَزِیرَهٌ کبیره فی بَحْرِ الرُّومِ .
و بَرْشَنْسُ ،بالفَتْحِ و سکونِ النّونِ و الشینُ الأُولی معجمه:قَرْیَهٌ بمصرَ من المَنُوفیه.
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
بَرَنْتِیسُ ،بفَتْحَتَیْنِ و سکونِ النّونِ و کسرِ المُثَنّاهِ الفَوْقِیَّه و سُکُونِ التّحتیّه:حِصْنٌ من غَرْبِ الأَنْدَلُس من أَعمالِ أُشْبُونَهَ ،و منه الشَّمْسُ محمَّد بنُ القَاسمِ بن محمَّد بنِ إِبراهِیمَ البَرَنْتِیسِیُّ المَغْرِبِیُّ ،دَخَلَ القَاهِرَهَ و حَجَّ و سَمِعَ بمکَّهَ علی الشَّیْخِ ابنِ فَهْدٍ و غیرِه،و ابنُ عَمِّ والِدِه إِبراهِیمُ بنُ عبدِ المَلِکِ بنِ إِبْراهِیم البَرَنْتِیسِیُّ ،حَدَّث أَیضاً.
البَسُّ :السَّوْقُ اللَّیِّنُ الرَّفِیقُ اللطِیفُ ،کما أَنَّ الخَبْزَ هو السَّوْقُ الشَّدِیدُ العَنِیف،و قد بَسَّ الإِبِلَ بَسّاً :
ساقَها،قال الرّاجِزُ:
لا تَخْبِزَا خَبْزاً و بُسَّا بَسَّا
و لا تُطِیلاَ بمُنَاخٍ حَبْسَا
و فسّرَه أَبو عُبَیْدَهَ علی غیرِ مَا ذَکَرْنَا،و قد تَقَدَّم فی «خ ب ز».
و البَسُّ : اتَّخاذُ البَسِیسَهِ بِأَنْ یُلَتَّ السَّوِیقُ -أَو الدَّقِیقُ - أَو الأَقِطُ المَطْحُونُ -بالسَّمْنِ أَو (5)الزَّیتِ ثمَّ یُؤْکَل و لا یُطْبَخ،و قال یَعْقُوب:هو أَشَدُّ من اللَّتِّ بَلَلاً،و أَنشَدَ قولَ الرّاجِزِ السّابِق.
و البَسُّ : زَجْرٌ للإِبِل بِبَسْ بَسْ ،بکسرِهِمَا و بِفَتْحِهما کالإِبْساسِ و قد بَسَّ بِهَا یَبُسُّ و یبس و أَبَسَّ ،و منه
16- الحَدِیثُ :
«یَخرُجُ قَومٌ مِنَ المَدِینَهِ إِلی الشّامِ و الیَمَنِ و العِراقِ یُبِسُّون و المَدِینَهُ خَیْرٌ لهُمْ لو کانُوا یَعْلمُون. »قال أَبو عُبَیْدٍ:قوله یُبِسُّونَ هو أَنْ یُقَالَ فی زَجْرِ الدّابَّهِ إِذا سِیقَتْ حِمَاراً أَو غَیْرَه
ص:203
بَسْ بَسْ ،و بِسْ بِسْ ،بفتح الباءِ و کسرِهَا،و أَکْثرُ ما یُقَالُ بالفَتْحِ ،و هو من کلامِ أَهْلِ الیَمَنِ ،و فیه لُغَتَانِ بَسَسْتُهَا و أَبْسَسْتُهَا ،و قال أَبُو سَعِید: یُبِسُّونَ ،أَی یَسِیحُونَ فی الأَرْضِ .
و البَسُّ : إِرْسَالُ المَالِ فی البلادِ و تَفْرِیقُهَا فیها، کالبَثِّ ،و قد بَسَّهُ فی البِلادِ فانْبَسَّ ،کبَثَّهُ فانْبَثَّ .
و البَسُّ : الطَّلَبُ و الجَهْدُ ،و مِنْه قولُهم:لأَطْلُبَنَّهُ من حَسِّی و بَسِّی ،أَی مِنْ جَهْدِی،کما سَیَأْتِی.
و البَسُّ : الهِرَّهُ الأَهْلِیَّهُ ،نقلَه ابنُ عَبّادٍ، و العَامَّهُ تَکْسِرُ البَاءَ ،قالَه الزَّمَخْشَرِیُّ (1)، الوَاحِدَهُ بهاءٍ ،و الجَمْعُ بِسَاسٌ .
و یُقَال: جاءَ بهِ مِنْ حسِّهِ و بسِّه ،مُثَلَّثَیِ الأَوَّلِ ،أَی من جَهْدِه و طاقَتِهِ ،قَالَهُ أَبو عَمْرٍو،و قال غیرُه:أَی من حَیْثُ کانَ و لم یَکُنْ ،و یقالُ :جِیءْ بِه من حسِّک:و بسِّک ،أَی ائْتِ بهِ علی کُلِّ حالٍ من حَیْثُ شِئْتَ . و لأَطْلُبَنَّه من حسِّی و بسِّی ،أَی جَهْدِی و طَاقَتِی ،و یُنْشَدُ:
تَرَکَتْ بَیْتِی مِنَ الأَشْ
یاءِ قَفْراً مِثْلَ أَمْسِ
کُلُّ شَیْ ءٍ کُنْتُ قَدْ جَمَّ
عْتُ مِنْ حسِّی و بسِّی
و بَسْ بمَعْنَی حَسْبُ ،أَو هُوَ مُسْتَرْذَلٌ ،کذا قالَهُ ابنُ فارِس،و وقع فی المُزْهِرِ أَیْضاً أَنّهُ لَیْسَ بعَرَبَیّ ،قال شیخُنَا:و قد صَحَّحَها بعضُ أَئِمَّهِ اللُّغَهِ ،و فی الکَشْکُول للبَهَاءِ العامِلِیِّ ما نَصُّه:ذَکَرَ بعضُ أَئِمَّهِ اللُّغَه أَنّ لَفْظَهَ بَسْ فارِسِیَّهٌ تقولُهَا العَامَّهُ ،و تَصَرَّفُوا فیها،فقالوا بَسَّک و بَسِّی ، إِلخ،و لیسَ للفُرْسِ فی مَعْنَاهَا کَلِمَهٌ سِوَاهَا،و للعَرَب حَسْبُ ،و بَجَلْ ،و قَطْ مُخَفَّفَه،و أَمْسِکْ ،و اکْفُفْ ،و ناهِیکَ ، ومَهْ ،و مَهْلاً،و اقْطَعْ ،و اکْتَفِ .
و البَسُّ : بَطْنٌ من حِمْیَرَ،مِنْهُم أَبو مِحْجَنٍ تَوْبَهُ بنُ نَمِرٍ البَسِّیُّ قاضِی مِصْرَ ،نُسِبَ إِلی هذَا البَطْنِ ،نقَلَهُ الحافِظُ .
قلتُ :و هو تَوْبَهُ بنُ نَمِرِ بنِ حَرْمَلَهَ بنِ تَغْلِبَ بنِ رَبِیعَهَ الحَضْرَمِیُّ ،رَوَی عن اللَّیْثِ و غیرِه،و عَمُّه الحارِثُ بنُ حَرْمَلَهَ بنِ تَغْلِب،عن عَلِیٍّ ،و عنه رَجَاءُ بنُ حَیْوَهَ و عَبّاسُ بنُ عُتْبَهَ بنِ کُلَیْب بن تَغْلِبَ ،عن یَحْیَی بنِ مَیْمُون و مُوسَی بنِ وَرْدَانَ ،و عن ابنِ وَهْبٍ .
و البَسُوسُ ،کصَبُور: النّاقَهُ الَّتِی لا تَدُرُّ إِلاّ عَلَی الإِبْسَاسِ ،أَی التَّلَطُّف بأَنْ یُقَالَ لَهَا بُسّ بُسّ بالضّمِّ و التَّشْدید،قاله ابنُ دُرَیْد (2)، تَسْکِیناً لَهَا ،قالَ :و قد یُقَال ذلِکَ لغَیْرِ الإِبِلِ .
و فی المَثَلِ :«أَشْأَمُ مِنَ البَسُوس »لأَنّه أَصابَها رَجُلٌ من العَرَبِ بسَهْم فی ضَرْعِها،فقَتَلَهَا،فقامَت الحَرْبُ بَیْنَهُما.
و قیل: البَسُوسُ :اسم امْرَأَه ،و هی خالَهُ جَسّاسِ بنِ مُرَّهَ الشَّیْبَانِیِّ ،کانَتْ لها ناقَهٌ یُقال لها:سَرَابِ ،فرآها کُلَیْبُ وائِلٍ فی حِمَاه،و قد کَسَرَتْ بَیْضَ طَیْرٍ کان قد أَجارَهُ ، فرَمَی ضَرْعَها بسَهْمٍ ،فوَثَبَ جَسّاسٌ علی کُلَیْبٍ فقَتَلَه، فهاجَت حَرْبُ بَکْرٍ و تَغْلِبَ ابْنَیْ وَائِل بسَبَبِهَا أَربعینَ سَنَهً حَتَّی ضُرِبَ بها المَثَلُ فی الشُّؤْمِ ،و بها سُمِّیَتْ حَرْبُ البَسُوسِ ،و قِیل:إِنَّ الناقَهَ عَقَرَهَا جَسّاسُ بنُ مُرَّهَ ،و فی البَسُوسِ قولٌ آخرُ
16- رُوِیَ عن ابنِ عَبّاسٍ رَضِیَ اللّه عَنْهُمَا، قالَ الأَزْهَرِیّ فیه:إِنّه أَشْبَهُ بالحَقِّ ،و قد ساقَه بسَنَدِه إِلیهِ : فی قولِه تَعالَی: وَ اتْلُ عَلَیْهِمْ نَبَأَ الَّذِی آتَیْناهُ آیاتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها (3)قال:کانَت امْرَأَهٌ مَشْؤُومَه اسمُها البَسُوس ، أُعْطِیَ زَوْجُهَا ثَلاث دَعَواتٍ (4)مُسْتَجاباتٍ ،و کانَ لَهُ مِنْهَا وَلَدٌ، فکانت مُحِبَّهً لهُ ، فقالَتْ :اجْعَلْ لِی مِنْهَا دَعْوَهً وَاحِدَهً .
قالَ :فلَکِ وَاحِدَهٌ ، فما ذَا تُرِیدِینَ ؟قالَت:ادْعُ اللّه أَنْ یَجْعَلَنِی أَجْمَل امْرَأَهٍ فی بَنِی إِسْرَائِیلَ ،ففَعَلَ ،فرَغِبَتْ عنهُ لَمّا عَلِمَتْ أَنّه لیسَ فیهِم مِثْلُهَا، فَأَرادَتْ سَیِّئاً (5)،فدَعَا اللّه تَعَالَی عَلَیْهَا أَنْ یَجْعَلَها کَلْبَهً نَبّاحَهً ،فذَهَبَتْ فِیهَا دَعْوَتانِ ، فجاءَ بَنُوهَا،فقالُوا:لَیْسَ لَنَا عَلَی هذا قَرَارٌ ،قد صارَتْ أُمُّنا کَلْبَهً یُعَیِّرُناهَا النّاسُ ،کذا نَصُّ التَّکْمِلَهِ ،و فی اللِّسَانِ یُعَیِّرُنَا بِهَا النَّاسُ ، فادْعُ اللّه تَعَالَی أَن یَرُدَّهَا إِلی حالِهَا الَّتِی کانَتْ علیها، ففَعَلَ ،فعادَتْ کما کَانَتْ ، فذَهَبَت الدَّعَواتْ الثَّلاثُ بشُؤْمِهَا،و بها یُضْرَبُ المَثَلُ .
ص:204
قالَ اللِّحْیَانِیُّ :یقال: بُسَّ (1)فلانٌ ،بالضّمِّ ، فی مالِه بَسّاً ،إِذا ذَهَبَ شَیْ ءٌ من مالِهِ ،کذا فی التَّکْمِلَه،و الذی فی اللِّسَانِ : بَسَّ فی مالِه بَسَّهً و وَزَمَ وَزْمَهً :أَذْهَب منه شَیْئاً.
و بِسْ بِسْ ،مُثَلَّثَیْنِ :دعاءٌ للغَنَمِ و قد بَسَّهَا ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ: بَسَسْتُ الغَنَمَ :قلتُ لَهَا: بسْ بسْ ،و قال الکِسَائِیُّ :
أَبْسَسْتُ بالنَّعْجَهِ ،إِذا دَعَوْتَهَا للحَلبِ ،و قال الأَصْمَعِیُّ :لم أَسْمَع الإِبْسَاسَ إِلاّ فی الإِبِلِ .
و بُسٌّ ،بالضّمِّ ،و التَّشْدِیدِ: جَبَلٌ قُرْبَ ذاتِ عِرْقٍ ،و قیل:
أَرضٌ لبَنِی نَصْرِ بنِ مُعاوِیَهَ بن بَکْرِ بنِ هَوَازِنَ قَرْبَ حُنَیْنٍ ، و یقال: بُسَی أَیضاً،و هو اسمٌ لجِبَالٍ هُنَاک فی دِیارِهِم، و إِیّاهُ عَنَی عَبّاسُ بنُ مِرْداسٍ السُّلَمِیُّ فی قوله:
رَکَضْتُ الخَیْلَ فیها بَیْنَ بُسٍّ
إِلی الأَوْرالِ تَنْحِطُ بالنِّهَابِ
و قال عاهانُ بنُ کَعْب:
بَنِیکَ و هَجْمَهٌ کأَشَاءِ بُسٍّ
غِلاظُ مَنَابِتِ القَصَرَاتِ کُومُ (2)
و
17- قالَ ابنُ الکَلْبِیِّ : بُسّ : بَیْتٌ لغَطَفَانَ بنِ سَعْدِ بنِ قَیْسِ عَیْلان کانت تَعْبُدُه، بنَاهُ ظَالِمُ بنُ أَسْعَدَ بنِ رَبِیعَهَ بنِ مالِکِ بنِ مُرَّهَ بن عَوْفِ لمّا رَأَی قُرَیْشاً یَطُوفُون بالکَعْبَهِ و یَسْعَوْنَ بینَ الصَّفَا و المَرْوَهِ فذَرَعَ البَیْتَ . و نصُّ العُبَابِ :
و أَخَذَ حَجَراً من الصَّفَا و حَجَراً من المَرْوَهِ فرَجَعَ إِلی قَوْمِه و قال:یا مَعْشَرَ غَطَفَانَ ،لِقُرَیْشٍ بیتٌ یَطُوفُونَ حَولَه، و الصَّفَا و المَرْوَهُ ،و لیسَ لکم شَیْ ءٌ، فبَنَی بَیْتاً علی قَدْرِ البَیْتِ ،و وَضَعَ الحَجَرَیْنِ ،فقال:هذان الصَّفَا و المَرْوَهُ .
فاجْتَزَؤُوا به عن الحَجِّ ،فأَغَار زُهَیْرُ بنُ جَنَاب بنِ هُبَل بن عبدِ اللّه بنِ کِنَانَهَ الکَلْبِیُّ فقتَلَ ظالِماً و هَدَمَ بِنَاءَه. . و قد تَقَدَّم للمُصَنِّفِ فی«ع ز ز»
14- أَنّ العُزَّی سَمُرَهٌ عَبَدَتْهَا غَطَفَانُ ، أَوَّلُ من اتَّخَذَهَا ظالِمُ بنُ أَسْعَدَ فوقَ ذاتِ عِرْقٍ إِلی البُسْتَانِ بتِسْعَهِ أَمْیَالٍ ،بَنَی عَلَیْهَا بَیْتاً و سَمّاهُ بُسّاً ، و أَقَامَ لها سَدَنَهً ،فبَعَثَ إِلَیْهَا رَسُولُ اللّه صلّی اللّه علیه و سلم خَالِدَ بنَ الوَلِیدِرضِیَ اللّه عنه فهَدَمَ البیتَ و أَحْرَقَ السَّمُرَهَ . فانظرْ هذا مع کلامِه هُنَا،ففیه نَوْعُ مُخَالَفَهٍ ،و لعَلّ هذا البَیْتَ هُدِمَ مَرَّتَیْنِ ،مرَّهً فی الجَاهِلِیَّهِ علی یَدِ زُهَیْرٍ،و قُتِل إِذْ ذاکَ بانِیه ظالِمٌ ،و المَرَّه الثانِیَه عامَ الفَتْحِ علی یدِ خَالِدِ بنِ الوَلیدِ رضِیَ اللّه تعالَی عنه،و قُتِلَ إِذْ ذاکَ سادِنُه رَبِیعَهُ بنُ جَرِیرٍ السُّلَمِیُّ (3)،و لو قالَ :و بُسٌّ :بیتٌ لغَطَفانَ هی العُزَّی،کان قد أَصابَ فی جَوْدَهِ الاقْتِصَارِ،علی أَنّ الصّاغَانِیَّ ذَکَر فیه لغه أُخرَی و هی بُساءُ،بالضّمِّ و المَدِّ،فترْکُه قُصُورٌ،و قولُه:
جَبَلٌ قُرْبَ ذاتِ عِرْقٍ ،و أَرْضٌ لبَنِی نَصْر،ثمّ قولُه:و بَیْتٌ لغَطَفَانَ ،کلُّ ذلِکَ وَاحِدٌ،فإِنَّهُمْ صَرَّحُوا أَنّ أَرضَ نَصْر هذِه هی الجِبَالُ التی فَوقَ النَّخْلَهِ الشَّامِیَّه بذَاتِ عِرْقٍ ،و به سُمِّیَ البَیْتُ المَذْکُور،و بنو نَصْرِ بنِ مُعَاوِیَه مع غَطَفَان شَیْ ءٌ وَاحِدٌ؛لأَنَّهُم أَبنَاءُ عَمٍّ أَقْرِبَاءُ،فغَطفانُ هو ابنُ سَعْدِ بنِ قَیْسِ عَیْلاَنَ ،و نَصرٌ هو ابنُ مُعَاوِیَهَ بنِ بَکْرِ بنِ هَوازِنَ بنِ مَنْصُورِ بنِ عِکْرِمَهَ بنِ خَصَفَهَ بنِ قَیْسِ عَیْلاَنَ ،و لِبَنِی کَلْبٍ یَدٌ بیضاءُ فی نُصْرَتِهم لقُرَیْشٍ حینَ بَنَوا الکَعْبَهَ ،ذَکَر ابنُ الکَلْبِیِّ فی الأَنْسَابِ ما نَصُّه:من بَنِی عَبْدِ اللّهِ بن هُبَلَ بنِ أَبی سالِمٍ الذِی أَتَی قُرَیْشاً حینَ أَرادُوا بناءَ الکَعْبَهِ و مَعَه مالٌ فقالَ :دَعُونِی أَشْرَکْکُم فی بِنَائِهَا،فأَذِنُوا له،فبَنَی جانِبَه الأَیْمَنَ .
و البَسْبَسُ :القَفْرُ الخالِی ،لُغَهٌ فی السَّبْسَبِ ،و زَعَم یَعْقُوبُ أَنّه من المَقْلُوبِ ،و بهما رُوِیَ قولُ قُسٍّ :«فبَیْنَمَا أَنا أَجُولُ بسَبْسَبِهَا».
و البَسْبَسُ : شَجَرٌ تُتَّخَذُ منه الرِّحالُ ،قالَهُ اللَّیْثُ ، أَو الصوابُ السَّبْسَبُ (4)بالبَاءِ،و قد تصحَّفَ علی اللَّیْثِ ،قالَه الأَزْهَرِیّ .
و بَسْبَسُ بنُ عَمْرٍو الجُهَنِیُّ الصّحابِیُّ حلیفُ الأَنْصَارِ، شهِدَ بَدْراً،و بُعِثَ عَیْناً للعِیرِ،و یقال:بَسْبَسَهُ ،بهاءٍ.
و من المَجَازِ: التُّرَّهَاتُ البَسَابِسُ ،و رُبَّمَا قالُوا:تُرَّهَاتُ البَسَابِسِ ، بالإِضَافَه ،هی: الباطِلُ و فَسَّرَه الزَّمَخْشَرِیُّ :
بالأَباطِیلِ .
ص:205
و قال الجَوْهَرِیُّ : البَسْبَاسَهُ :نَبْتٌ ،و لم یَزِدْ،و قال اللّیْثُ :بَقْلَه،و لم یَزِدْ،و قالَ أَبو حَنِفَهَ : البَسْبَاسُ من النّبَاتِ :الطَّیِّبُ الرِّیحِ ،و زَعَم بعضُ الرُّواهِ أَنّه النانخاه.
قلتُ :الصواب هما بَسْبَاسَتان ،إِحْداهُمَا: شَجَرَهٌ تَعْرِفُهَا العَرَبُ ،قالَه الأَزْهَرِیُّ ،قال الصّاغانِیُّ : وَ یَأْکُلُهَا النّاسُ و الماشِیَهُ ،تَذْکُرُ بِهَا رِیحَ الجَزَرِ و طَعْمَه إِذا أَکَلْتَهَا. قلتُ :
و هو قولُ أَبِی زِیَادٍ،زاد الصّاغَانِیُّ :مَنْبِتُهَا الحُزُونُ ، و الأُخْرَی: أَوْرَاقٌ صُفْرٌ طَیِّبَهُ الرِّیح تُجْلَبُ من الهِنْد ،قال صاحِبُ المنْهَاجِ :و قیل:إِنّه قُشُورُ جَوْز بَوا،و أَنَّ قُوَّتَه کقُوَّهِ النّارمشک ،و أَلْطَف منه، و هَذِه هی الَّتی تَسْتَعْمِلُها الأَطبَّاءُ ، و یُرِیدُونَهَا إِذا أَطْلَقُوا،و لکنّهُم یَکْسِرُونَ الأَوَّلَ ،و کلُّ واحِدَهٍ منها غیرُ الأُخْرَی.
و بَسْبَاسَهُ :امْرَأَهٌ من بَنِی أَسَدٍ ،و إِیّاهَا عَنَی امْرُؤُ القَیْسِ بقولِه:
أَلاَ زَعَمَتْ بَسْبَاسَهُ الیَوْمَ أَنَّنِی
کَبِرْتُ و أَلاّ یَشْهَدَ اللَّهْوَ أَمْثَالِی
و البَاسَّهُ و البَسّاسَهُ :من أَسْمَاءِ مَکَّه شَرَّفَها اللّه تَعالَی ، الأَوّلُ
17- فی حَدِیثِ مُجَاهِدٍ قال: «سمِّیَتْ بِهَا لأَنَّها تَحْطِمُ من أَخْطَأَ فِیهَا. و البَسُّ :الحَطْمُ ،و یُرْوَی بالنُّونِ ،من النَّسِّ ، و هو الطَّرْدُ.و الثانیَهُ ذَکَرَها الصّاغَانِیُّ و یاقُوت،و سَیَأْتِی، و قولُ اللّهِ عَزَّ و جَلّ وَ بُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا (1)أَی فُتِّتَتْ ،نَقَلَه اللِّحْیَانِیُّ ، فَصَارَتْ أَرْضاً ،قاله الفَرّاءُ،و قال أَبو عُبَیْدٍ:
فصارَتْ تُرَاباً،و قیل:نُسِفَتْ ،کما قال تعالَی: یَنْسِفُها رَبِّی نَسْفاً (2)و قیل:سِیقَتْ ،کما قال تعالَی: وَ سُیِّرَتِ الْجِبالُ فَکانَتْ سَراباً (3)و قال الزَّجّاجُ : بُسَّتِ :لُتَّتْ و خُلِطَتْ ،و قال ثَعْلَبٌ :خُلِطَتْ بالتُّرَابِ ،و نَقَلَ اللِّحْیَانِیُّ عن بعضِهِم:سُوِّیَتْ .
و البَسِیسُ ،کأَمِیرٍ: القَلِیلُ من الطَّعَامِ الذی قد بُسَّ ،أَی ذَهَبَ منه شیءٌ و بَقِیَ منه شیْ ءٌ.
و البَسِیسَهُ ، بهاءٍ:الخُبْزُ یُجَفَّفُ و یُدَقُّ و یُشْرَبُ کما یُشْرَبُ السَّوِیقُ ،قال ابنُ دُرَیْدٍ:و أَحْسَبُهُ الذی یُسَمَّیالفَتُوت،و قیل: البَسِیسَهُ عندَهُم:الدَّقِیقُ و السَّوِیقُ یُلَتُّ و یُتَّخَذُ زَاداً،و قال اللِّحْیَانِیُّ :هی التی تُلَتُّ بزَیْتٍ أَو سَمْن، و لا تُبَلُّ ،و قال ابنُ سِیدَه: البَسِیسَهُ :الشَّعِیرُ یُخْلَطُ بالنَّوَی للإِبِلِ .و قال الأَصْمَعِیُّ : البَسِیسَهُ :کلُّ شیءٍ خَلَطْتَه بغیرِه، مثل السَّوِیق بالأَقِطِ ،ثمّ تَبُلُّه بالزُّبْدِ (4)،أَو مثلْ الشَّعِیرِ بالنَّوَی ثمّ تَبُلُّه للإِبِلِ .
و البِسِیسَهُ : الإِیکالُ بین النّاسِ بالسِّعایَهِ ،عن ابنِ عَبّادٍ، و یُقَال:هو البَسْبَسَهُ ،بباءَیْن موحَّدَتَیْن.
و البُسُسُ ،بضَمَّتَیْنِ :الأَسْوِقَهُ المَلْتُوتَهُ ،جمع بَسِیسَهٍ ، عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ .
و البُسُسُ : النُّوقُ الآنِسَهُ التی تَدُرّ عند الإِبْسَاسِ لها، جمْع بَسُوسٍ ، و البُسُسُ : الرُّعاهُ ،لأَنَّهُم یَبُسُّونَ المَالَ ،أَی یَزْجُرُونَه، أَو یَسُوقُونَه.
و بَسْبَسَ :أَسْرَعَ فی السَّیْرِ نَقَلَه الصّاغَانِیُّ ،و کَأَنَّهُ لغهٌ فی بَصْبَصَ بالصّادِ،کما سَیَأْتِی.
و بَسْبَسَ بالغَنَمِ أَو النّاقَهِ :إِذا دَعَاهَا للحَلْبِ فقالَ لها، بُسْ بُسْ ،بکسرِهِمَا و بِفَتْحِهِمَا (5)،قال الرّاعِی:
لعاشِرَهٍ و هْوَ قدْ خَافَها
فَظَلَّ یُبَسْبِسُ أَو یَنْقُرُ (6)
لعَاشِرَهٍ :بعدَ ما سارَتْ عَشْرَ لَیالٍ ، یُبَسْبِسُ :أَی یَبُسُّ بها،یُسَکِّنُهَا لتَدِرَّ،و الإِبْسَاسُ بالشَّفَتَیْنِ دونَ اللِّسَانِ ،و النَّقْرُ باللِّسَانِ ،دُونَ الشَّفَتَیْنِ ،و قد ذُکِر فی مَوْضِعِه.
و بَسْبَسَت النّاقَهُ :دَامَتْ علی الشَّیْ ءِ ،نقله الصّاغَانِیُّ .
و بُسَیْسٌ الجُهَنِیُّ ،کزُبَیْرٍ: صَحَابِیٌّ . قلتُ :هو ابنُ عَمْرو الذِی تَقَدَّم ذِکرُه،یُقَالُ فیه: بَسْبَسٌ کجَعْفَرٍ،و بَسْبَسَهُ ، بهاءٍ،و بُسَیْسَهُ ،مصغَّراً بهاءٍ،هکذا ذَکَرَه الأَئِمَّهُ ،ثلاثه أَقْوَالٍ ،و لم یَذْکُرُوا مُصَغَّراً بغیرِ هاءٍ،ففی کلامِه نَظَرٌ.
وَ تَبَسْبَسَ الماءُ:جَرَی علی وَجْهِ الأَرْضِ ،مثلُ تَسَبْسَبَ ،أَو هو مَقْلُوبٌ منه.
ص:206
و الانْبِسَاسُ :الانْسِیَابُ علی وَجْهِ الأَرْضِ ،و قد انْبَسَّتِ الحَیَّهُ و انْسابَتْ .
و انْبَسَّ فی الأَرْضِ :ذَهَبَ .عن اللِّحْیَانِیِّ وَحْدَه،حکاهُ فی بابِ انْبَسَّتِ الحَیّاتُ انْبِساساً ،و المَعْرُوفُ عندَ أَبی عُبَیْدٍ و غیرِه:ارْبَسَّ ،و سیأْتِی فی مَوْضِعِه إِن شَاءَ اللّه تعالی.
و قال أَبو زَیْدٍ: أَبَسَّ بالمَعزِ إِبْساساً :أَشْلاَهَا إِلی الماءِ.
و أَبَسَّ بالإِبِلِ إِذا دَعا الفَصِیلَ إِلَی أُمِّه،و أَبَسَّ بأُمِّه لَهُ .
*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:
یَقُولُونَ :مَعِی بُرْدَهٌ قد بُسَّ مِنْهَا،أَی نِیلَ مِنْها و بَلِیَتْ ، قال اللِّحْیَانِیُّ أَبَسَّ بالنّاقَهِ :دَعَاهَا للحَلْبِ ،و قِیلَ مَعْنَاهُ :دَعَا وَلَدَهَا لتَدِرَّ علی حالِبِها،و اقْتَصَرَ المُصَنِّفُ علی معْنَی الزَّجْرِ،و الصَّحِیحُ أَنّه یُسْتَعْمَلُ فیه و فی الدُّعَاءِ للحَلبِ ، و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: بَسَّ بالنَّاقَهِ و أَبَسَّ بها:دعَاها للحَلْبِ ، و بَسَّتِ الرِّیحُ بالسَّحابَهِ ،علی المَثَلِ ،قِیلَ :و لا یُبَسُّ الجَمَلُ إِذا اسْتَصْعَبَ ،و لکن یُشْلَی باسْمِه و اسْمِ أُمِّه فیَسْکُنُ .
و بُسَّهُمْ عنْکَ :أَی اطْرُدْهُمْ .
و بَسَّهُ بَسًّا :نَحّاهُ .
و انْبَسَّ الرجُلُ :تَنَحَّی.
و بَسْبَسَ بِه،و أَبَسَّ بهِ :قال له: بَسْ ،بمعْنَی حَسْبُ .
و أَبَسَّ بهِ إِلی الطَّعَامِ :دَعاهُ .
و بَسَّ عَقَارِبَه:أَرْسَلَ نَمَائِمَه و أَرْسَلَ أَذاهُ ،و هو مَجازٌ.
و البَسُّ :الدَّسُّ ،یُقَال: بَسَّ فُلانٌ لفُلان مَنْ یَتَخَبَّرُ له خَبَرَهُ ،و یَأْتِیه به،أَی دَسَّهُ إِلیه،و منه
17- حَدِیثُ الحَجّاجِ : قالَ للنُّعْمَانِ (1)بنِ زُرْعَه:«أَمِنْ أَهْلِ الرَّسِّ و البَسِّ أَنْتَ »؟ و البَسّ :شَجَرٌ.
و البَسَابِسُ :الکَذِبُ .
و بَسْبَسَ بَوْلَه:سَبْسَبهُ (2).
و یُقَال:لا أَفْعَلُ ذلِک آخِرَ باسُوسِ الدَّهْرِ،أَی أَبَداً.و بَسّانُ ،بالفتح:مِن مَحالِّ هَرَاهَ .
و بَسُوسَی:مَوضِعٌ قربَ الکُوفَهِ .الثّلاثَهُ نَقَلَهَا الصّاغانِیُّ .
و بُسّهُ ،بالضمّ :جَماعَهُ نِسْوَهٍ ،و بالضمّ بُسَّهُ بنتُ سُلَیْمَانَ ،زَوْجُ یُوسُفَ بنِ أَسْبَاط .
و من أَمْثَالِهِم:لا أَفْعَلُه ما أَبَسَّ عَبْدٌ بناقَهٍ .
و من کتابِ الأَساسِ :أَکَلَتْهُم (3)البَسُوسُ ،کما یأْکُلُ الخَشَبَ السُّوسُ .
و بَیْسُوس،فَیْعُول من البَسِّ :قَرْیَهٌ بشَرْقِیِّ مِصْرَ.
*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیهِ :
بَشْکالِیسُ :قَرَیهٌ بمصْر من الرنجادِیّه.
بِطْیاسُ ،کجِرْیال ،أَهمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال الفَرّاءُ:اسمُ مَوْضِع،هکذا نَقَلَه الأَزْهَرِیُّ ،و شَکَّ فیهِ ، فقال:قرأْتُ هذا فی کِتابٍ غیرِ مَسْمُوع،و لا أَدْرِی أَ بِطْیَاسُ هو أَم نِطْیَاسُ (4)بالنون،و أَیَّ ذلک کانَ فهو أَعْجَمِیٌّ ،قال الصَّاغَانِیُّ :و الصّحِیحُ الأَوّلُ ،و هی: ه،ببابِ حلَبَ ،قال البُحْتُرِیُّ :
فِیها لِعَلْوَهَ مُصْطافٌ و مُرْتَبَعٌ
مِن بَانَقُوسَا و بَابِلَّی و بِطْیاسِ
و ضَبَطَه ابنُ خلّکانَ بالفَتْحِ ،و قال:لم یَبْقَ لها الیَوْمَ أَثَرٌ، کذا نَقَله عنه الدّاوُودِیُّ .
و بُطَاسُ ،کغُرَابٍ :قریهٌ من أَعْمَال البَهْنَسَا.
بَطَلْیَوْسُ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و ابنُ مَنْظُورٍ،و هو بفَتْحِ البَاءِ و الطّاءِ و سُکُونِ اللاّمِ و فَتْحِ الیاءِ المُثَنّاهِ التَّحْتِیَّه ،هکذا ضَبَطَه الصّاغَانِیُّ ،و منهم مَنْ یَقُولَه کَعَضْرَفُوطٍ (5): د،بالأَنْدَلُس ،و منه أَبو مَحَمَّدٍ عبدُ اللّه [بن] (6)مُحَمَّدُ بنُ السَّیِّدِ البَطَلْیَوْسِیّ صاحبُ التّآلِیفِ (7).
و بَطْلَیْمُوسُ ،بفتح فسُکُون ففَتْحٍ : حَکِیمٌ
ص:207
یُونَانِیٌّ ،و قال السُّهَیْلِیُّ فی الرَّوْضِ : بَطْلَیْمُوس :اسمٌ لکُلِّ مَنْ مَلَکَ یُونَانَ .
البَعُوسُ ،کصَبُور ،أَهْمَله الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ ،و قال ابنُ عَبّادٍ:هی النّاقَهُ الشّائِلَهُ المَنْهُوکَهُ ،ج:
بَعَائِسُ و بِعَاسٌ ،بالکَسْرِ،أَوْرَدَه الصّاغَانِیُّ هکذا فی العُبَابِ و التَّکْمِلَه.
البَعْنَسُ ،کجَعْفَرٍ،أَهمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال أَبو عَمْرو:هی. الأَمَهُ الرَّعْناءُ.
و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : بَعْنَسَ الرَّجُلُ ،إِذا ذَلَّ بخِدْمَهٍ أَو غَیْرِها ،هکَذَا أَوْرَدَه الصّاغَانِیُّ ،و هو فی التَّهْذِیبِ للأَزْهَرِیِّ ،و العَجَبُ مِنْ صاحِبِ اللِّسَانِ حیثُ تَرَکَه هُنَا، و قد تصَحَّفَ علیه،و سَنَذْکُره فیما بَعْدُ.
البَغْسُ ،بالغیْنِ المُعْجَمَه،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ، و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: السَّوَادُ ،لُغَهٌ یَمانِیَهٌ ،ذَکر ذلِک أَبُو مالِکٍ (1)، و احْتَجَّ فیه بِبَیْتٍ لیس بمَعْرُوفٍ .
بَغْرَاسُ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و ابنُ مَنْظُورٍ،و قالَ شیخُنَا:قَوْلُه بالفَتْح کأَنَّه صَرَّحَ به لغَرابَتهِ ؛لأَنَّه فَعْلاَلٌ ،و هو فی غَیْرِ المُضَاعَفِ قَلِیلٌ جِدًّا حَتَّی قِیلَ :إِنَّه لم یَرِدْ مِنْهُ غیرُ خَزْعَالٍ ،و قالَ الصّاغَانِیُّ :إِنّه مَوْضِعٌ ،و لم یزد،و صَرَّحَ فی العُبَابِ أَنَّه: د.بلِحْفِ جَبَل الُّلکَام (2)کانَ لمَسْلَمَهَ بنِ عَبْدِ المَلِکِ بنِ مَرْوَانَ و لوَرَثَتِه من بَعْدِه،حَتّی جاءَت الدَّوْلَهُ العَبّاسِیَّهُ فانْتَزَعَتْهَا مِنْهُم،و أَقْطَعَهَا السَّفّاحُ مُحَمَّدَ بنَ سُلَیْمَانَ بنِ عَلیٍّ ،ثمّ الرَّشِید،ثمّ المَأْمُون،ثمّ لوَلَدِهِ من بعده،و قد نُسِبَ إِلیه سَعِیدُ بنُ حَرْبٍ البَغْرَاسِیُّ ،حَدَّثَ عن عُثْمَانَ بنِ خُرزَادَ و غیرِه.
البَقْسُ ،قد أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ، و یُقَالُ فیه:
بَقْسِیسٌ أَیضاً،بسِینیْنِ ،و فی بَعْض النُّسَخِ بَقْبِیسٌ ،بموحَده بعد القاف،و هو اسم شَجَر کالآسِ وَرَقاً و حَبًّا،أَو هو شَجرُ الشِّمْشاذ ،مَنابِتُه بلادُ الرُّومِ ،تُتَّخَذُ منه المَغَالِقُ و الأَبْوَابُ ،لمَتَانَتِه و صَلاَبَتِه، قَابِضٌ یُجَفِّفُ (3)بِلَّهَ الأَمْعَاءِ ، و نِشَارَتُه مَعْجُونَهً بالعَسَل تُقَوِّی الشَّعَرَ و تُغَزِّرُه إِذا لُطِخَ به، و تَمْنَعُ الصُّداعَ ضِماداً، و بِبَیَاضِ البَیْضِ تَنْفَعُ الوَتْیَ ،أَی الکَسْرَ،و یُحْتَمَلُ أَنْ یکونَ بالشِّینِ ،کما سَیَأْتِی.
*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:
بِقِنِّسُ ،بکسرات،و النُّونُ مُشَدَّهٌ :من قُرَی البَلْقَاءِ بالشّامِ ،کانت لأَبِی سُفْیَانَ بنِ حَرْبٍ أَیّام تِجارَتِهِ ،ثمَّ لوَلَدِه.
و بَقیس بالفَتْح:قَرْیَهٌ بمِصْرَ.
بَکَسَ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ اللَّیْثُ : بَکَسَ الخَصْمَ بَکْساً ،إِذا قَهَرَهُ ،هکذا نَسَبَه الصّاغَانِیُّ له،و نَسَبَهُ الأَزْهَرِیُّ إِلی ابنِ الأَعْرَابِیِّ .
قال: و البُکْسَهُ ،بالضَّمِّ :خَزَفَهٌ (4)یُلْعَبُ بِهَا یُدَوِّرُهَا الصِّبْیَانُ ،ثُمّ یَأْخُذُونَ حَجَراً فیُدَوِّرُونَه کأَنَّهُ کُرَهٌ ،ثمّ یَتَقَامَرُونَ بهما،و تُسَمَّی هذِه اللُّعْبَهُ الکُجَّهَ ،و قد ذُکِرَ فی مَوْضِعِه،و یُقَال لِهذِه الخَزَفَهِ أَیْضاً التُّونُ و الآجُرَّهُ .
و بَکّاسُ ، کشَدّاد ،و ضَبَطَه الصّاغَانِیُّ کسَحَابٍ : قَلْعَهٌ حَصِینَهٌ قُرْبَ أَنْطَاکِیَهَ ،و قال الصّاغَانِیّ :من نَوَاحِی حَلَبَ (5)،و سیأْتِی للمُصَنِّف ذِکْرُها فی«لکم».
البَلَسُ ،مُحَرَّکَهً :مَنْ لا خَیْرَ عَنْدَه،أَو هو الذی عِنْدَه إِبْلاسٌ و شَرٌّ.
و البَلَسُ : ثَمَرٌ کالتِّینِ یَکْثُرُ بالیَمَن،قاله الجَوْهَرِیُّ ، و قِیلَ :هو التِّینُ نَفْسُه إِذا أَدْرَکَ ،و الوَاحدَهُ بَلَسَهٌ .
و البُلُسُ ، بضَمَّتَیْنِ ،و فی التَّکْمِلَه مضبوطٌ بالتَّحْرِیکِ (6):
جَبَلٌ أَحْمَرُ ضَخْمٌ ببِلادِ مُحَارِب بن خَصَفَهَ .
و
17- البُلُسُ : العَدَسُ المَأْکُولُ ،کما جاءَ فی حَدِیثِ عَطاءٍ حینَ سَأَلَه عنه ابنُ جُرَیْجٍ (7). و
16- فی حَدِیثٍ آخر: «من أَحَبَّ أَنْ یَرِقَّ قَلْبُه فلیُدْمِنْ أَکْلَ البُلُسِ ». هکذا الرِّوَایَهُ ،و من المُحَدِّثِین من ضَبَطَه بالتَّحْرِیکِ ،و عَنَی به التِّینَ ، کالبُلْسُنِ ،
ص:208
کقُنْفُذٍ،و النُّون زَائِدَهٌ کزیادَتِها فی ضَیْفَن و رَعْشَنٍ ،و قد ذَکَرَه الجَوْهَرِیُّ فی النُّونِ ،و هو وَهَمٌ ،کما نَبَّهَ علیه الصّاغَانِیُّ .
و البَلِسُ ، ککَتِفٍ : المُبْلِسُ السّاکِتُ عَلَی ما فی نَفْسِه من الحُزْنِ أَو الخَوْفِ .
و البَلاَسُ ، کسَحَاب:المِسْحُ ،ج: بُلُسٌ ،بضَمَّتَیْنِ ، و بائِعُه بَلاّسٌ ،کشَدّادٍ،قال أَبو عُبَیْدَه:و ممّا دَخَلَ فی کَلام العَرَبِ من کَلام فارِس المِسْحُ ،تُسَمِّیهِ العَرَبُ البَلاَسُ ، بالباءِ المُشْبَعِ ،و أَهْلُ المَدِینَهِ یُسَمُّونَ الْمِسْحَ بَلاَساً ،و هو فارِسِیٌّ مُعَرَّبٌ .
و بَلاَسُ : ع بدِمَشْقَ ،قال حَسّانُ بنُ ثابت رَضِیَ اللّه عنه.
لمَنِ الدّارُ أَقْفَرَتْ بمَعَانِ
بَیْنَ أَعْلَی الیَرْمُوکِ فالحِمّانِ
فالقُرَیّاتِ من بَلاَسَ فدَارَیّا
فسَکّاءَ فالقُصُورِ الدَّوَانِی
و بَلاَسُ أَیضاً: د،بَیْنَ وَاسِطَ و البَصْرَهِ ،کما فی العُبابِ (1).
و بَلاَسَهُ ، بهاءٍ:ه،ببَجِیلَهَ .
و البَلَسَانُ مُحَرَّکَهً : شَجَرٌ صِغَارٌ کشَجَرِ الحِنَّاءِ کَثِیرُ الوَرَقِ ،یَضْرِبُ إِلی البَیَاضِ ،شَبِیهٌ بالسَّذَابِ فی الرّائِحَهِ ، لا یَنْبُتُ إِلا بعَیْنِ شَمْسٍ ظاهِرَ القَاهِرَهِ ،و هی المَطَرِیَّه،قال شیخُنَا:و هذا غَرِیبٌ ،بل المَعْرُوفُ المشهورُ أَنَّ أَکْثَرَ وُجُودِه ببلاد الحجَاز بَیْنَ الحَرَمَیْن و الیَنْبُع و یُجْلَبُ منه لجَمیع الآفاقِ .قلْت:و هذا الَّذی اسْتَغْرَبَه شیْخنَا قَدْ صَرَّحَ به غالبُ الأَطبّاءِ و المُتَکلِّمینَ علی العَقَاقیر،ففی المُحْکَم:
یَنْبُتُ بمصْرَ،و له دُهْنٌ ،و فی الْمنْهَاج: بَلَسان :شجَرَهٌ مصْریّه تنْبُتُ فی مَوضِعٍ یُقالُ لهُ عَیْنُ شمْسٍ فقط ،نعم انْقطَعَ منه فی أَواخِرِ القَرْن الثّامِنِ ،و اسْتُنْبِتَ فی وَادِی الحِجازِ،فکلامُ المُصنّفِ غیرُ غَرِیبٍ . یُتَنَافَسُ فی دُهْنِهَا :
کذا فی سائِرِ النُّسَخِ ،و صوابُه فی دُهْنِه،قال اللَّیْثُ :و لحَبِّه دُهْنٌ حارٌّ یُتَنَافَسُ فیه،و قال صاحِبُ المِنْهَاجِ :دُهْنُه أَقْوَی من حَبِّه،و حَبُّه أَقْوَی مِن عُودِه،و أَجْوَدُ عُودِه الأَمْلَسُ الأَسْمَرُ الحادُّ الطَّیِّبُ الرّائحَهِ حارٌّ یابِسٌ فی الثّانِیَه،و حَبُّه أَسْخَنُ مِنْهُ یَسِیراً،و عُودُه یَفْتَحُ السّدَدَ،و یَنْفَعُ من عِرْقِ النَّسَا و الدُّوَارِ و الصُّدَاعِ ،و یَجْلُو غِشَاوَهَ العَیْنِ ،و یَنْفَعُ الرَّبْوَ، و ضیق النَّفَس و یَنْفعُ رُطُوبَه الأَرْحامِ بَخُوراً،و یَنْفَعُ العُقْمَ ، و یُقَاوِمُ السُّمُومَ و نَهْشَ الأَفاعِی.
و المِبْلاسُ :النّاقَهُ المُحْکَمَهُ الضَّبَعَهِ (2)،عن الفَرّاءِ.
وَ أَبْلَسَ الرّجُلُ من رَحْمَهِ اللّه: یَئِسَ .
و فی حُجَّتِه:انْقَطَع.
و قِیلَ : أَبْلَسَ ،إِذا دَهِشَ و تَحَیَّرَ ،قاله ابنُ عَرَفَهَ ، و منه اشْتِقَاقُ إِبْلِیس لعَنَهُ اللّه؛لأَنّه یَئِسَ من رَحْمَهِ اللّه و نَدِمَ ، و کانَ اسمُه من قَبْلُ عَزَازِیلَ ، أَوْ هُوَ أَعْجَمِیٌّ مَعْرِفَهٌ ،و لذا لم یُصْرَفْ ،قاله أَبُو إِسْحَاقَ .قلتُ :و لذا قِیلَ :إِنَّهُ لا یَصِحُّ أَنْ یُشْتَقَّ إِبْلِیسُ و إِنْ وَافَقَ معنی أَبْلَسَ لفْظاً و معنًی،و قد تَبعَ المُصَنِّفُ الجَوْهَرِیَّ فی اشْتِقَاقِه،فغَلَّطُوه،فلیْتَنَبَّه لذلک.
و قالَ أَبو بَکْرٍ: الإِبْلاسُ مَعناه فی اللُّغَه:القُنُوطُ و قَطْعُ الرَّجَاءِ من رحمَهِ اللّه تعالَی،و قال غیره الإِبْلاس :الانْکِسَارُ و الحُزْنُ ،یقال: أَبْلَسَ فلانٌ ،إِذا سَکَتَ غَمًّا و حُزْنَا،قال العَجّاجُ :
یا صاحِ هَلْ تَعْرِفُ رَسْماً مُکْرَسَا
قالَ :نَعَمْ أَعْرِفُه و أَبْلَسَا
و أَبْلَسَت النّاقَهُ إِبْلاساً ،إِذا لَمْ تَرْعُ من شِدَّهِ الضَّبَعَهِ ، فهی مِبْلاسٌ .
و قالَ اللِّحْیَانِیُّ : ما ذُقْتُ عَلُوساً و لا بَلُوساً ،أَی شَیْئاً ، کذا فی اللِّسَانِ ،و سیأْتِی فی«علس»زیاده إیضاح لذلک، و أَنّ الجوهریّ ضَبَطَه و لا لَؤُوساً،و غیرُه قال:أَلُوساً.
و بُولَسُ ،بضمّ الباءِ و فَتْحِ الّلامِ :سِجْنٌ بجَهَنّمَ أَعاذَنَا اللّه تَعَالَی مِنْهَا برَحْمَتِه و کَرَمِه،هکذا جاءَ
16- فی الحَدِیثِ مُسَمًّی: «یُحْشَرُ المُتَکَبِّرُونَ یومَ القِیَامَهِ أَمْثَالَ الذَّرِّ حَتّی یُدْخَلُوا سِجْناً فی جَهَنَّمَ یُقَالُ له بُولَسُ ».
و بَالِسُ ،کصاحِب :د، بشَطِّ الفُرَاتِ بینَ حَلَبَ و الرَّقَّهِ بینَه و بَیْن الفُرَاتِ أَربعهُ أَمْیَالٍ ،سُمِّیَتْ فیما یُذْکَرُ ببَالِسِ بنِ
ص:209
الردم (1)بنِ الیَقَن بنِ سامِ بنِ نُوحٍ ،و قُرْبَه جِسْرٌ مَلیحٌ اتُّخِذَ فی زَمَنِ عُثْمَانَ رضِیَ اللّه تَعَالَی عنه،و لمّا تَوَجَّه مَسلمهُ بنُ عبدِ المَلِک غازِیاً للرُّومِ من نَحْوِ الثُّغُورِ الجَزرِیَّه عَسْکَرَ ببَالِسَ ،فأَتَاهُ أَهْلُها و أَهلُ القُرَی المَنْسُوبَهِ إِلیها،فسَأَلُوه جمیعاً أَن یَحْفِرَ لهُمْ نَهْراً من الفُرَاتِ یَسْقِی أَراضِیَهم عَلَی أَن یَجْعَلُوا له الثُّلثُ مَنْ غِلالِهِم بعدَ عُشْرِ السُّلْطَانِ ،فَحَفَر النَّهْرَ المَعْرُوفَ بنَهْرِ مَسْلَمَهَ ،و وَفَّوْا له بالشَّرْطِ ،و رَمَّ سُورَ المَدِینهِ و أَحْکَمَه،فلما ماتَ مَسْلَمَهُ صارَتْ بَالِسُ و قُرَاها لوَرَثَتِه،فلم تَزَلْ فی أَیْدِیهم حَتّی جاءَت الدَّوْلَهُ العَبّاسِیّه، فانْتُزِعَتْ مِنْهُم،فکانَت للمَأْمُونِ و ذُرِّیَّتِه،قال ابنُ غَسّان الکورانیّ (2):
آمَنَ اللّه بالمُبَارَکِ میّ
حوفَ مِصْرٍ إِلی دِمَشْقَ فبَالِسْ (3)
و مِنْهُ أَبو العَبّاسِ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهیمَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ بَکْر البَالِسِیُّ المُحَدِّثُ ،و أَبُو المَجْدِ مَعد (4)بن کَثیرِ بنِ عَلیٍّ البَالِسِیُّ الفَقِیهُ الأَدِیبُ ،تفَقَّه علی أَبِی بَکْرٍ الشَّاشِیِّ ،و أَبو عَلِیٍّ الحَسَنُ بنُ عبدِ اللّه بنِ مَنْصُورِ بنِ حَبِیبٍ الأَنْطَاکِیُّ ، یُعْرَفُ بالبَالِسِیِّ ،و أَبو الحَسَنِ إِسماعیلُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَیُّوبَ البَالِسِیّ الخَیْزُرانِیُّ ، و جَمَاعَهٌ غیرُهُم،و من المُتَأَخِّرِینَ :
النَّجْمُ محمَّدُ بنُ عَقِیلِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ البَالِسِیِّ ،من کِبَارِ أَئِمَّهِ الشافِعِیَّه،و حَفیدُه أَبو الحَسَنِ محمَّدُ بنُ علیِّ بنِ مُحَمَّدٍ،سَمِعَ علی جَدِّهِ ،و أَبو الفَرَجِ بنُ عَبْدِ الهَادِی،و هو من شُیُوخِ الحَافِظِ ابنِ حَجَرٍ،توفِّیَ سنه 804 بمصر، و الجَمَالُ عبدُ الرَّحِیمِ بنُ محمّدِ بنِ مَحْمُودٍ البَالِسِیُّ سِبْطُ ابنِ المُلَقِّنِ ،و غَیْرُهما.
*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:
أَبْلَسَ الرّجُلُ :قُطِعَ به،عن ثَعْلَبٍ .
و أَبْلَسَ :سَکَتَ فلمْ یَرُدَّ جَواباً.
و البَلَسُ ،بضمّتین (5):غَرَائِرُ کِبَارٌ من مُسُوحٍ یُجْعَلُ فیهاالتِّیْنُ ،و یُشَهَّرُ علیهَا من یُنَکَّلُ به،و یُنَادَی علیه،و من دَعَائِهِم:أَرانیکَ اللّه علی البُلُسِ .
و البَلَسَان :نَوعٌ من الطُّیُورِ یُقَال لَها الزَّرازِیرُ،و قد جاءَ ذِکْرُه فی حَدِیثِ أَصْحَابِ الفِیل (6)،و فَسَّرَه عَبّادُ بنُ مُوسَی هکذا.
و بُلَسُ ،بالضَّمِّ و فتحِ الّلام:إِحْدَی قُرَی بَالِسَ التی کانَتْ لمَسْلَمَهَ بنِ عبدِ المَلِکِ ،ثمّ کَانَت لوَرَثَتِه فیما بعدُ.
و بَلُوسُ ،کصَبُور:قَریهٌ بمصر من المَنُوفِیّه.
و بِلاَسٌ ،ککِتَابٍ :اسمُ رَجُلٍ ،کذا فی مَعَارِفِ ابنِ قُتَیْبَهَ ،إِلیه یُنْسَبُ بِلاَسْ آباد،و قد ذَکرَه المُصَنِّف رَحِمَهُ اللّه اسْتِطْرَاداً فی«سبط »فانظُرْهُ .
بُلْبَیْسُ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و ضَبَطَه الصّاغَانِیُّ کغُرْنَیْقٍ ،و نَسَبَه بعضُهم للعامَّهِ ، و قد یُفْتَحُ أَوَّلُه ،و هذا قد صَحَّحَه بعضُهم (7): د،بمِصْرَ بالشَّرْقِیَّهِ علی عَشْرَهِ فَرَاسِخَ منها،کما فی العُبَابِ ،أَو علی مَرْحَلَتَیْنِ منها،نَزَلَه عَبْسُ ابنُ بَغِیض،یُنْسَبُ إِلیه جَمَاعَهٌ من أَهْلِ العِلْم و الحَدِیثِ ، و من المُتَأَخِّرِینَ المُحِبُّ محمَّدُ بنُ علیِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ الشّافِعِیُّ إِمامُ الجامِعِ الأَزْهَرِ،کأَبِیه وجَدِّهِ ،لاَزَمَ مَجلِسَ الحافِظ ابن حَجَرٍ و ماتَ سنه 889 نابَ ابنُه یَحْیَی مَحَلَّه.
*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:
بَلْبُوس ،بالفَتْح:هو بَصَل الرَّنْدِ،یُشْبِهُ وَرَقُه وَرَقَ السَّذَابِ ،ذکرَه صاحب المِنْهَاجِ .
و بَلَوْطَسُ ،کسَفَرْجل:قَرْیَهٌ بمِصْرَ من الغَرْبِیّه.
البَلْعَسُ ،کجَعْفَرٍ:النّاقَهُ الضَّخْمَهُ المُسْتَرْخِیَهُ المُتَبَجْبِجَهُ اللَّحْمِ الثَّقِیلَهُ ،و هی أَیضاً:الدَّلْعَسُ و الدَّلْعَکُ .
و قالَ ابنُ عَبّادٍ: البِلعَوْسُ ،کجِرْدَحْلٍ و حَلَزُونٍ :المَرْأَهُ الحَمْقَاءُ ،کأَنَّه علی التَّشْبِیهِ بالنّاقَهِ المُسْتَرْخِیَهِ الثَّقِیلَهِ ،فإِنّ البِلْعَوْس لُغَهٌ فی البَلْعَسِ ،کنَظَائِرِه،کما سیأْتِی.
ص:210
و البُلَعْبِیسُ ،بضمِّ المُوَحَّدَهِ و فَتْح اللاَّمِ و سُکُونِ العَیْن: الأَعاجِیبُ ،و ذَکَرَه صاحبُ اللسَانِ فی ترجمه مُسْتَقِلَّهٍ ،و فسَّرَه بالعَجَبِ .
بِلْقِیسُ ،أَهْمَلَه الجوهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ ، و هو بالکَسْرِ و العَامَّهُ تَفْتَحُهَا،کما فی العُبَابِ : مَلِکَهُ سَبَأَ التی ذَکَرَهَا اللّه تَعَالَی فی کِتَابِه العَزِیز،فقالَ : إِنِّی وَجَدْتُ امْرَأَهً تَمْلِکُهُمْ (1)قَالَهُ الصّاغَانِیُّ تَبَعاً للمُفَسِّرِین،و قال شیخُنَا الکَسْرُ بعدَ التَّعْرِیبِ ،و أَما قبْلَه فبِالْفَتْحِ ،و حکاهُ بعضُهُم بعدَه أَیْضاً إِبْقَاءً للأَصْلِ ،مَلَکَتْ بعدَ أَبِیهَا الهَدْهَادِ،و
16- فی الرَّوْضِ : مَلَکَتْ بَعْدَ ذِی الأَذْعَارِ (2)،و کَانت أُمُّها جِنِّیَّهً ،و اسمُهَا رُکَانَهُ بنتُ السَّکَن الذِی کانَ مَلِکَ الجِنِّ ،خَطَبَهَا الهَدْهَادُ منه،فزَوَّجَهُ بهَا.
*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:
بَلَّقْسُ ،بِفتحٍ و تشدیدٍ فَسُکُون:قَرْیَهٌ بشَرْقِیِّ مِصْرَ، و الخُبْزُ المُبَلْقَسُ منسوب إِلی بَلَّقس،و هی خُبْزَهٌ فیها أَرْبَعَهُ أَرْطَالٍ ،أَوّلُ من اتَّخَذها سیّدُنا إِبْرَاهِیمُ علیه الصَّلاهُ و السَّلام،کذا وَرَدَ فی الأَوّلِیّاتِ ،و فسَّرَه الدَّیْلَمِیُّ بما ذکَرْنَا فی مُسْنَد الفِرْدَوْسِ .
و بُلْقَاسُ ،بالضّمِّ :قریهٌ بمِصْر منها الشِّهَابُ أَحْمَدُ بنُ سُلَیْمَانَ بن أَحمَدَ بن نصْرِ اللّه البُلْقاسِیُّ ،سمع الحافِظَ ابنَ حَجَرٍ،و لاَزَمَ الشَّمْسَ العِنَایاتی و الوَنَائِیَّ و الشَّرَفَ السُّبْکِیَّ ، توفِّی بمِصْرَ فی شَوّال سنه 852 ترجمَه الحَضْرَمِیُّ .
*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:
بَلَکُوس ،بفتحتین ثمّ ضمّ :قریَهٌ بمِصْرَ.
بَلَنْسِیَهُ ،أَهمله الجُمْهُور،و هی بفَتْحِ الباءِ و اللاَّمِ ،و کسرِ السِّینِ ،و فتحِ الیاءَ المُثَنّاهِ التَحتیَّهِ مُخَفَّفَهً و العامّهُ تضمُّ الموحَّدَهَ : د،شَرْقِیَّ الأَنْدَلُسِ مَحْفُوفٌ بالأَنْهَارِ و الجِنَانِ بحَیْثُ لا تَرَی إِلاّ مِیَاهاً تدْفَعُ و لا تَسْمَعُ إِلاّ أَطْیَاراً تَسْجعُ .
و بِلِنْیَاسُ ،کسِرِطْرَاطٍ :د،حَسَنَهٌ هکذا فی النُّسَخِ ، و صوابُه حَسَنٌ بسَوَاحِلِ حِمْصَ .
بَلْهَسَ الرَّجُلُ ،أَهمله الجَوْهَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ فِی التَّکْمِلَهِ ،و نَقلَ فی العُبابِ عن ابنِ فارِسٍ :أَی أَسْرَع فی مَشْیِه ،و أَوْرَدَه صاحِبُ اللِّسَانِ هکذا.
البَنَسُ ،محرَّکَهً :الفِرَارُ من الشَّرِّ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ ، کالإِبْناسِ ،و هو الفِرَارُ من السُّلْطَانِ ،عنه أَیضاً.
و بَنَّسَ عنه تبْنِیساً :تَأَخَّرَ ،قال ابنُ أَحْمَرَ:
کأَنَّهَا من نَقَی العَزّافِ طَاوِیَهٌ
لمّا انْطَوَی بَطْنُهَا و اخْرَوَّطَ السَّفَرُ
مارِیَّهٌ لُؤْلُؤانُ اللَّوْنِ أَوَّدَهَا
طَلٌّ و بَنَّسَ عَنْهَا فَرْقَدٌ خَصِرُ
نَقَلَه ابنُ سِیدَه عن ابنِ جِنِّی،قال:و قال الأَصْمَعِیُّ :
هی أَحَدُ الأَلْفَاظِ التی انْفَرَدَ بها ابنُ أَحْمَرَ و قال شَمِرٌ:لم أَسمَعْ بَنَّسَ إِلاّ لابنِ أَحْمَرَ.
و عَنْ کُرَاعٍ : بَنِّسْ :اقْعُدْ،هکذا حَکاهُ بالأَمْرِ،و الشینُ لُغَهٌ فیه،قال اللِّحْیَانِیُّ : بَنَّسَ ،و بَنَّشَ ،إِذا قَعَدَ،و أَنشدَ:
إِنْ کُنْتَ غَیْرَ صائِدٍ فبَنِّسِ
و یُرْوی:« فبَنِّسِ »،و سَیُذْکَر فی موضِعِه.
و إِبْنَاسُ ،بالکَسْرِ:ه، بمصرَ من الغَرْبِیَّهِ ،و هی فی الدِّیوَانِ إِبْنَهْس ،و یُنْسَبُ إِلیها خَلْقٌ من المُحَدِّثِین،منهم البُرْهَانُ إِبْرَاهِیمُ بنُ مُوسَی الإِبْنَاسِیُّ الشّافِعِیُّ ،ممن سَمِعَ عن المَیْدُومِیّ ،و عنه الحافِظُ ابنُ حَجَرٍ،و الزَّیْنُ عبدُ الرَّحِیمِ بنُ حَجّاجِ بنِ مُحْرِزٍ الإِبْناسِیُّ ،أَخَذَ عن العِنَایَاتِی و ابنِ حَجَرٍ و العَلَمِ البُلْقِینِیِّ مات سنه 891.
*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:
بَنُوسُ بنُ أَحْمَدَ الوَاسِطِیُّ ،کصَبُور:مُحَدِّثٌ تُکُلِّمَ فِیهِ .
و بَانْیَاسُ :من أَنْهَارِ دِمَشْقَ ،و یُقَال أَیضاً: بَانَاسُ ،یَدْخُلُ إِلی وَسَطِ المَدِینَهِ فیکونُ منه بعض مِیَاهِ قَنَوَاتِهَا،و یَنْفَصِلُ باقِیهِ فیَسْقِی الزُّرُوعَ من جِههِ البابِ الصَّغِیرِ و الشَّرْقِیِّ ،و فیه یَقُولُ العِمَادُ الکاتِبُ الأَصْبَهَانِیُّ مع ذِکْرِ غَیْرِه من الأَنْهَار:
إِلی نَاسِ بَانَاسَ لی صَبْوَهٌ
لَهَا الوَجْدُ دَاعٍ (3)و ذِکْرِی مُثِیرُ
ص:211
یَزِیدُ اشْتِیَاقِی و یَنْمُو کَمَا
یَزِیدُ یَزِیدُ و ثَوْرَا یَثُورُ
و مِنْ بَرَدَی بَرْدُ قَلْبِی المَشُوقِ
فها أَنَا من حَرِّهِ اسْتَجِیرُ
*و ممّا یُسْتَدْرَک عَلَیْه أَیضاً:
بُونَسُ ،بالضّمِّ و فتحِ النّونِ :قریهٌ من أَعمالِ شَرِیشَ ، و منها إِبْرَاهِیمُ بنُ علیٍّ الشَّرِیشِیُّ ،و له تَصانِیفُ ،ذَکَرَه الدّاوُودِیُّ .قلتُ :ماتَ سنه 658.
*و یُسْتَدْرَکُ علیه أَیضاً:
آبِنُوسُ ،بمَدّ الأَلِفِ و کَسْرِ المُوَحَّدَهِ ،قیل:هو السّاسَمُ ، و قیل:هو غَیْرُه،و اخْتُلِفَ فی وَزْنِه،و هُنَا مَحَلُّ ذِکْرِه.
و أَبو الحُسَیْنِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بن مُحَمَّدِ بنِ عَلِیِّ بنِ الآبِنُوسِیِّ الصَّیْرَفِیُّ ،له جُزْءٌ مَشْهُورٌ،وَقَعَ لنا من رِوَایَهِ ابنِ طَبَرْزَدَ عن أَبِی غالِبِ ابنِ البَنّاءِ،عنه.
*و یُسْتَدْرَک علیه أَیضاً:
بَنْطُسُ (1)،بالفتح و ضمِّ الطاءِ،ضَبَطَه أَبُو الرَّیْحَانِ البَیْرُونِیُّ ،و قال:و فی وَسط المعموره بأَرضِ الصَّقالِبَهِ و الرُّوسِ بحَرٌ یُعْرَفُ ببنْطُسَ (2)عند الیُونانِیِّینَ ،قال:و یُعْرَفُ عِنْدَنا ببَحرِ طَرَابُزنده؛لأَنّها فُرْضَهٌ علیهِ ،یَخرُجُ مِنه خَلِیجٌ یمرّ[بسور] (3)قُسْطَنْطِینِیّهَ ،و لا یَزالُ یَتَضَایَقُ حتی یَقَعَ فی بَحْرِ الشّامِ .
البَنَاقِیسُ ،أَهمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ ،و قالَ ابنُ عَبّادٍ:هوُ مَا طَلَعَ مِنْ مُسْتَدِیرِ البِطِّیخ، الوَاحِدُ بُنْقُوسٌ ،بالضّمِّ .
و بَنَاقِیسُ الطُّرْثُوثِ :شیْ ءٌ صَغِیرٌ یَنْبُتُ مَعَه أَوّل ما یُرَی.*و مّما یُسْتَدْرَکُ علیه:
بانَقُوسَا :جَبَلٌ فی ظَاهِرِ حَلَبَ من جهَهِ الشَّمَالِ ،قال البُحْتُرِیُّ :
أَقَامَ کُلُّ مُلِثِّ القَطْرِ رَجّاسِ
علی دِیَارٍ بعَلْوِ الشّامِ أَدْرَاسِ
فیها لعَلْوَهَ مُصْطافٌ و مُرْتَبَعٌ
منْ بانَقُوسَا و بَابِلَّی و بِطْیَاسِ
مَنَازِلٌ أَنْکَرَتْنَا بَعْدَ مَعْرِفَهٍ
و أَوحَشَتْ مَنْ هَوَانَا بعدَ إِیناسِ
یا عَلْوَ لو شِئْتِ أَبْدَلْتِ الصُّدُودَ لَنَا
وَصْلاً ولاَنَ لصَبٍّ قَلْبُکِ القاسِی
هَلْ من سَبِیلٍ إِلی الظَّهْرَانِ من حَلَبٍ
و نَشْوَهٍ بینَ ذاکَ الوَرْدِ و الآسِ
بِنِمْسَوَیْه ،بکسر المُوَحَّدَهِ و النُّونِ و ضَمِّ السّینِ ثمّ فَتْحِ الوَاو:قریهٌ بمصر،و هی التی اشْتَهَرَت الآن ببَنِی سُوَیْف،و منها الإِمامُ شَمْسُ الدّین مُحَمَّدُ بنُ عبدِ الکافِی بنِ عَبْدِ اللّه الأَنْصَارِیّ العبادیّ البِنِمْسَاوِیّ الشّافِعِیُّ ،حَدَّثَ و أَبوهُ و جَدُّه و وَلَدُه،مات بمصر سنه 852 سَمِعَ علیه الحافِظُ السَّخَاوِیُّ و غیرُه.
البَوْسُ ،بالفَتْح: التَّقْبِیلُ ،فارِسِیٌّ مُعَرَّبٌ ،و قد بَاسَهُ یَبُوسُه ،و باسَ لَه الأَرْضَ بَوْساً ،و بِسَاطٌ مَبُوسٌ (4).و من سَجعَاتِ الأَسَاس:أَیُّهَا البائِس ،ما أَنْتَ إِلاّ البائِس .
و البَوْسُ : الخَلْطُ ،نَقَلَه الصَّاغانیُّ عن ابنِ عَبّادٍ،و الشِّینُ المُعْجَمَهُ أَعْلَی.
و باسَ الشَّیْ ءُ: خشُنَ ،نقَلَه الصَّاغانیُّ .
و الحَسَنُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَی البَوْسِیُّ الصَّنْعَانِیُّ الأَنْبَارِیُّ ، مُحَدِّثُ ،هو شَیْخُ الطَّبَرانِیِّ ،و حَفِیدُه قاضِی صَنْعَاءَ أَبو مُحَمَّدٍ عبدُ الأَعْلَی (5)بنُ محمَّدِ بنِ الحَسنِ ،عن جَدِّه و الدَّیرِیِّ ،و عنه مُحَمَّد بنُ مُفْرِج القُرْطُبِیُّ ،و حفیدُه القاضِی أَبو عَبْدِ اللّه الحسَیْنُ بنُ محمَّدِ بنِ عَبْدِ الأَعْلَی بنِ مُحَمَّدٍ:
حَدَّث عن جَدِّه عبدِ الأَعْلَی،رَوَی عنه أَبو تَمّامٍ إِسحاقُ بنُ الحَسنِ ،شیخٌ لأَبِی طاهِرِ بنِ أَبِی الصَّقْرِ،قاله الحافِظُ .
ص:212
*و مّما یُسْتَدْرَک علیه:
جاءَ بالبَوْسِ البائِس :أَی الکَثِیر،و الشینُ المُعْجَمَهُ أَعْلَی،کما سیأْتی.
و البَوْسُ أَیضاً:قَریَهٌ بین عَکَّا و نَابُلُسَ ،و منها عَوَضُ بنُ مَحْمُودٍ البَوْسِیُّ المِصْرِیُّ ،ذَکَرَه المَقْرِیزِیُّ هکذا و ضَبَطَه، و قد أَهْمَلَه الجَمَاعهُ .
مَرَّ یَتَبَهْرَسُ ،بتَقْدِیمِ المُوَحَّدَهِ علی الهاءِ، و یَتَهَبْرَسُ ،بتقدیم الهاءِ علی المُوَحَّدَهِ ، أَی یَتَبَخْتَرُ فی مَشْیِه،عن ابنِ عَبّادٍ،کما فی العُبَابِ ،و هو مثل یَتَبَیْهَسُ ، و یَتَبَرْنَس،و یَتَفَیْجَس،و یَتَبَهْنَس.
البَهْسُ ،کالمَنْعِ :الجُرْأَهُ قالَه ابنُ دُرَیْدٍ (1)و منه البَیْهَسُ ،کحَیْدَرٍ: الأَسَدُ ،عن ابنِ دُرَیْدٍ،و قال ابنُ سِیدَه:هو من صِفاتِ الأَسَدِ،مُشْتَقٌّ منه.
و کذلک الشُّجَاعُ من النّاسِ .
و البَیْهَسُ من النِّسَاءِ:الحَسَنَهُ المَشْیِ ،عن ابنِ عَبّادٍ، و هی التی إِذا مَشَتْ تَبَخْتَرَتْ و حَقِیقَتُه:مَشَتْ مِشْیَهَ الأَسَدِ.
و بَیْهَسٌ ، بلا لامٍ :رَجُلٌ یُضْرَبُ به المَثَلُ فی إِدْرَاکِ الثَّأْرِ قالَ المُتلَمِّسُ :
فمِنْ طَلَبِ الأَوْتارِ ما حَزَّ أَنْفَهُ
قَصِیرٌ و خاضَ المَوْتَ بالسَّیْفِ بَیْهَسُ
و أَبو بَیْهَسٍ :هَیْصَمُ بنُ جابِرٍ الخارِجِیُّ ،أَحَدُ بَنِی سَعْدِ بنِ ضُبَیْعَهَ (2)بنِ قیْس، نُسِبَ إِلَیْه البَیْهَسِیَّهُ :من فِرَقِ الخَوَارِج.
و تَبَیْهَسَ ،تَبَخْترَ.
و یُقَال: جاءَ یَتَبَیْهَسُ ،أَی فارِغاً لا شَیْ ءَ مَعَه.
و أَبُو الدَّهْمَاءِ قِرْفَهُ بنُ بُهْیَس ،کزُبَیْرٍ:تابِعِیٌّ ،عن سَمُرَهَ بنِ جُنْدَبٍ ،و غیرِه.
*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:
البَهْسُ :المُقْلُ ما دَامَ رَطْباً،و الشِّینُ لُغَهٌ فیه.و بُهَیْسَهُ :اسمُ امْرَأَهٍ ،قالَ نَفْرٌ جَدُّ الطِّرِمّاحِ :
أَلاَ قالَتْ بُهَیْسَهُ :ما لِنَفْرٍ
أَرَاهُ غَیَّرَتْ منه الدُّهُورُ
و یروی بالشِّینِ .
و مَرّ فُلانٌ یَتَبَیْهَسُ و تَیَفَیْسَجُ ،و یَتَفَیْجَسُ ،إِذا کانَ یَتَبَخْتَرُ فی مَشْیِه.
و محّمدُ بنُ صالِحِ بنِ بَیْهَسٍ القَیْسِیُّ الکِلابِیُّ :أَمِیرُ عَرَبِ الشّامِ ،و فارِسُ قَیْس و زَعِیمُها،و المُقاوِمُ للسُّفْیانِیِّ بنِ القُمَیطر الذِی خَرَجَ بالشّامِ .
و بَیْهَسٌ الفَزارِیُّ المُلَقَّبُ بالنَّعامَهِ ،أَحَدُ الإِخْوَهِ السَّبْعَهِ الذین قُتِلُوا و تُرِکَ هو لحُمْقِه،و هو القائِلُ :
الْبَسْ لِکُلِّ حَالَهٍ لَبُوسَهَا
إِمَّا نَعِیمَها و إِمّا بُوسَهَا
و منه:أَحْمَقُ من بَیْهَسٍ ،قاله الزَّمَخْشَرِیُّ .
*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:
بُهَرْمِسُ بالضمّ :قَرْیَهٌ بجِیزَه مصْرَ،منها الشَّمْسُ مُحَمَّدُ بنُ علیِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللّهِ الشّافِعِیُّ ،وُلدِ سنه 820 سَمِعَ عنه الحافِظُ السَّخَاوِیُّ ،مات سنه 858.قلتُ :
و هی أَبو هَرْمِیس،و سیأْتی ذکرُها فی«ه ر م س».
التَّبَهْلُسُ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و ابنُ مَنْظُورٍ،و قالَ ابنُ عَبّادٍ:هو أَنْ یَطْرَأَ الإِنْسَانُ مِنْ بَلَدٍ لَیْسَ مَعَهُ شَیْ ءٌ و هو التَّبَحْلُسُ ،و قد مَرَّ ذِکْرُه.
البَهْنَسُ ،کجَعْفَر ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ هُنَا، و لکن ذَکَرَه فی«ب ه س»اسْتِطْراداً لا لِزِیادَهِ النُّونِ ،فلا یَکُونُ مُسْتَدْرَکاً علیه،کما لا یَخْفَی،و هو الثَّقِیلُ الضَّخْمُ من الرِّجَالِ ،قالَه ابنُ عَبّادٍ.
و البَهْنَسُ : الأَسَدُ یُبَهْنسُ فی مَشْیِه کالمُبَهْنِسِ و المَنَبَهْنِسِ ،کأَنَّه یُبَهْنِسُ فی مِشْیَتِه و یَتَبَهْنسُ ،أَی یَتَبَخْترُ، قال أَبو زُبَیْدٍ حَرْمَلَهُ بنُ المُنْذِرِ الطّائِیُّ یَصِفُ أَسداً:
إِذا تَبَهْنَسَ یَمْشِی خِلْتَه دَعِثاً
دعا السَّوَاعِدُ منه غیر تَکْسِیرِ
ص:213
و قال أَیضاً فی هذِه القَصِیدَهِ یصفه:
مُبَهْنِساً حَیْثُ یَمْشِی لَیْسَ یُفْزِعُه
مُشمِّراً للدَّوَاهِی أَیَّ تَشْمِیرِ
قال الصّاغَانِیُّ فی العُبَابِ :و هو مَنْحُوتٌ من بَهَسَ ،إِذا جَرَی،و من بَنَسَ ،إِذا تَأَخَّرَ،مَعْناهُ أَنّه یَمْشِی مُقارِباً خَطْوَهُ فی تَعَظُّمٍ و کِبْرٍ.
و البَهْنَسُ : الجَمَلُ الذَّلُولُ ، کالبُهَانِسِ ،بالضَّمِّ ،عن أَبِی زیْدٍ.
و مُحَمَّدُ بنُ بَهْنسٍ المَرْوَزِیُّ :مُحَدِّثٌ ،کان مُسْتَمْلِیَ النَّضْرِ بمَرْوَ،رَوی عن مُطَهّرِ بنِ الحَکَمِ ،و غَیْرِه.
و اخْتُلِفَ فی جَدِّ ذِی الرُّمَّهِ غَیْلاَنَ بنِ عُقْبَهَ بنِ بَهْنَسٍ العَدَوِیِّ الشّاعِرِ،فَقِیلَ هکذا،و قیل بُهَیْس مُصَغَّراً.
و بَهْنَسَ ،و تَبَهْنَسَ :تَبَخْترَ خصَّ بعضُهُم بهِ الأَسَدَ، و عَمَّ بِهِ بَعْضُهُم.
و بَهْنسَی ،کقَهْقَرَی:کُورَهٌ بصَعِیدِ مِصْرَ الأَدْنَی غَرْبِیَّ النِّیلِ ،و النِّسْبَهُ إِلَیْهَا بَهْنَسِیٌّ و بَهْنَسَاوِیٌّ ،و قد نُسِبَ إِلیها جماعهٌ من أَهْل العلمِ منهم:الإِمام الصُّوفِیُّ المُفسِّرُ الشَّمْسُ محمَّدُ بنُ محمّدٍ البَهْنَسِیُّ الشَّافِعِیُّ ،و شَیْخُنا المُعَمَّرُ المُحَدِّثُ عَبْدُ الحَیِّ بنُ الحَسَنِ بنِ زَیْنِ العَابدِینَ البَهْنَسِیُّ المالِکِیُّ الشّاذِلِیُّ نَزِیلُ بُلاقَ سنه 1175 و سَمِعَ عن الخَرَاشِیِّ و الزُّرْقَانِیّ و الإِطْفِیحِیِّ و الغَمْرِیِّ و البَصْرِیِّ و النَّخْلِیِّ و توفِّیَ سنه 1181.
بَیْسٌ :ناحِیَهٌ بسَرَقُسْطَه من الأَنْدَلسِ .
و بَیْسَانُ :ه،بمَرْوَ.
و بَیْسَانُ أَیضاً: ه بالشّامِ فیها کُرُومٌ ،و إِلیهَا یُنْسَبُ الخمْرُ قال حَسّان:
من خَمْرِ بَیْسَانَ تَخَیَّرْتُها
تِرْیاقَهً تُوشِکُ فَتْرَ العِظامْ (1)
و قال بعضُهُم:هو مَوْضِعٌ بالأُرْدُنِّ ،فیه نخْلٌ لا یُثْمِرُ إِلی خُروجِ الدَّجَّالِ ،و فیه قبْرُ أَبی عُبَیْدَه بن الجَرّاحِ ،و به کانَ یَنْزِلُ رَجَاءُ بنُ حَیْوَهَ .
قلتُ :وَ أَوْرَدَ الجَوْهَرِیُّ بَیْسَان أَیضاً فی«ب س ن» و أَنْشَدَ علیه قولَ حسّان (2)،فَلْیُتَأَمَّلْ ، منها القاضِی الفاضِلُ الأَشْرَفُ مُحْیِی الدِّینِ أَبو عَلِیٍّ عبْدُ الرَّحِیمِ بنِ علِیّ بنِ الحُسَیْنِ بنِ أَحْمَد بنِ الفَرَجِ بنِ أَحْمَدَ اللَّخْمِیُّ البَیْسَانِیُّ العَسْقَلانِیُّ صاحِبُ دَواوِینِ الإِنْشَاءِ،و وَزِیرُ السُّلْطَانِ صَلاحِ الدِّینِ (3)یُوسُف بنِ أَیُّوب،وُلد سنه 529 سَمِع من السِّلَفِیِّ و ابنِ عَسَاکِر،و تُوفی سنه 596 و دُفِن هو و الشّاطِبِیُّ فی مَحلٍّ وَاحِدٍ بالقُرْبِ من تُرْبَهِ الکِیزانِیِّ ،نقلتُه من کِتَابِ الفَتْحِ الواهِبِیّ فی مَنَاقِبِ الإِمَامِ الشَّاطِبِیّ للشِّهابِ العَسْقَلانِیّ شارِحِ البُخَارِیّ .
و بَیْسَانُ أَیضاً: ع،بالیَمَامَهِ ،نقلَه الصّاغَانِیُّ .قلتُ :و هو جَبَل لبنی سَعْدِ بنِ زَیْدِ مَنَاه (4).
و بَیْسَکَ :مثْلُ وَیْسَکَ .
و بَاسَ الرّجُلُ یَبِیسُ بَیْساً : تَکَبَّرَ عَلَی النّاسِ و آذاهُمْ ، قالَهُ الفَرّاءُ.
و بیَاسُ ، کسَحاب:ه من الشّامِ ،قُربَ جَبَلِ اللُّکّامِ ، و یُروَی فیه التَّشْدِید (5).
*و ممّا یُسْتَدْرکُ عَلیْه:
بَیْس ،بالفتح،لغه فی بِئْسَ ،حَکَاهُ الفارِسِیُّ .
و قال الفَرّاءُ: باسَ یَبِیسُ ،إِذا تَبَخْتَرَ،قال الأَزْهَرِیّ :
ماسَ یَمِیسُ بهذا المَعْنَی أَکْثَرُ،و الباءُ و المِیمُ یَتَعَاقبانِ .
و بَیَاسَهُ ،کسَحَابَه (6):مَدِینَهٌ کَبِیرَهٌ بالأَنْدَلُسِ من کُورَهِ جیّانَ ،منها أَبو الحَجّاج البَیَاسِیُّ صاحِبُ المُصَنَّفَاتِ .
و بَیَاس کسَحابٍ :نَهرٌ عَظِیم بالسِّنْدِ،یَصُبُّ فی الْمُلْتانِ .
ص:214
التُّخَسُ ،کصُرَدٍ ،أَهْمَلَه الجوْهَرِیُّ و صاحبُ اللِّسانِ ،و قالَ الصّاغَانِیُّ : دابَّهٌ بحْرِیَّهٌ تُنجِّی الغَرِیق و ذلِک أَنْ تُمَکِّنه مِنْ ظَهْرِهَا لیَسْتَعِینَ علی السِّباحَهِ ،و تُسَمّی الدُّلْفِین و هی الدُّخَسُ ،کما سَیَأْتِی للمُصَنّف فی«د خ س».
*و ممّا یُسْتَدْرکُ عَلَیْه:
تِبَسَّه ،بکسرِ التّاءِ و فتح المُوحَّدَهِ و تشدیدِ السّین:قریَهٌ قُرْبَ قَفْصَهَ (1)،منها سَدِیدُ الدِّینِ عُمَرُ بنُ عبدِ اللّه القَفْصِیُّ التِّبَسِّیُّ ،کتَبَ عنه ابنُ العَدِیمِ ،و ضَبَطه، قال الحَافِظُ نقَلْتُه من خطِّ ابنِ المُنْذِرِیِّ مضبوطاً.
*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:
تَخْتَنُوسُ :اسم امرأَه،و یُقَال فیها،دَخْتَنُوسُ ، و دَخْدَنوسُ ،هکذا ذکَرَه صاحبُ اللِّسَانِ ،و سیأْتی للمصنف فی«دخنتس».
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
التِّخْرِیسُ ،بالکَسْرِ:لُغهٌ فی التِّخْرِیصِ ،و الدِّخْرِیس، کذا فی العُبَابِ فی«د خ ر ص».
التُّرْسُ ،بالضَّمِّ ،من السِّلاحِ :المُتَوَقَّی بها، م ،مَعْرُوفٌ ، ج أَتْرَاسٌ و تِرَسَهٌ ،کعِنَبَهٍ ، و تِرَاسٌ ،بالکَسْرِ، و تُرُوسٌ ،بالضَّمِّ ،قال یَعْقُوبُ :و لا تَقُل: أَتْرِسَهٌ ،قال الشَّاعِر:
کأَنَّ شَمْساً نازَعَتْ شُمُوسَا
دُرُوعَنَا و البِیضَ و التُّرُوسَا
و التَّرّاسُ ،کشَدّادٍ: صاحِبُه و صانِعُه.
و التِّرَاسَهُ ،بالکَسْرِ، صَنْعَتُه و إِنَّمَا أَطْلَقَهُ لشُهْرَتِه قِیاساً علی صِیَغِ الحِرْفَهِ . و التَّتْرِیسُ و التَّتَرُّسُ :التَّسَتُّرُ بهِ ،أَی بالتُّرْسِ ،یقال:
تَتَرَّسَ بالتُّرْسِ ،أَی تَوَقَّی.
و المِتْرَسُ ،ضَبَطُوه کمِنْبَرٍ،و ظاهِرُه أَنّه بالفَتْحِ کمَقْعَدٍ، و قد وَقَعَ فی الحَدِیثِ الصَّحِیحِ الذِی أَخْرَجَه البُخَارِیُّ ، و اخْتَلَفُوا فی ضَبْطِه،فقِیل:کمِنْبَرٍ،و قِیلَ کمَقْعَدٍ،و قیلَ بتَشْدِیدِ المُثَنّاهِ ،کما فی التّوْشِیحِ : خَشَبَهٌ تُوضَعُ خَلْفَ ، البابِ ،قالَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و الصحیحُ فی ضَبْطِه أَنّه بفَتْحِ المِیمِ و التاءِ و سُکُونِ الرّاءِ،کما ضبَطَه الحافِظُ ابنُ حَجَر، فی حَدِیثِ البُخَارِیّ ،و هی فارِسِیَّهٌ ،و فی التّهْذِیبِ المَتَّرَسُ (2):الشِّجَارُ الّذِی یُوضَعُ قِبَلَ (3)البابِ دِعَامَهً ،و لَیْس بعَرَبِیٍّ ،و معناهُ مَتَرْسُ ، أَی لا تخَفْ مَعَهَا و[لیس فی] (4)نَصِّ التَّهْذِیبِ لفظه مَعَهَا،و یقال:إِنّ اسْمَ هذِه الخَشَبَهِ بالعَرَبِیّهِ التُّرْسُ بالضّمِّ ،و هی بالفَارِسِیَّه مَتَرْسُ ،فعَلَی هذا لا وَهم فی عِبَارَهِ المُصَنّفِ ،کما زَعَمَه شیخُنَا،إِلاّ أَنّهُ أَطْلَق الضَّبْط فأَخَلَّ ،و أَمّا لَفْظُ البُخارِیِّ فمَعْناه لا تخَفْ ، بالاتِّفاقِ ،و الصحیحُ فی ضَبْطِه ما مرَّ عن الحَافِظِ ابن حَجَر، کما جَزَمَ به جماعَهٌ ،و وَافقه أَهْلُ اللِّسَانِ ،فإِنَّ المِیم عندهُم عَلامَهُ النَّهْیِ ،و تِرْس معناه:خَفْ ،فإِذا قِیل: مَتَرْس :
فمعناه:لا تَخفْ .
و کُلُّ ما تَتَرَّسْتَ بهِ فهُو مِتْرَسَهٌ لَکَ ،هکذا ضَبَطَه بکسرِ المِیمِ ،و هذا یُشْعِرُ أَنَّه الْمِتْرَسُ الذِی ذُکِرَ قبل ذلِکَ ،و فی الأَساس:هو مَتْرَسَهٌ لک،و هو مَجَازٌ،أَی کأَنَّه یُتَوَقَّی به فی النَّوَائِبِ .
و قال ابنُ عَبّادِ: التُّرْسُ ،بالضَّمِّ . من جَلَدِ الأَرْضِ :
الغَلِیظُ منْهَا ،کأَنَّهُ علی التَّشْبِیه،و یُقَال:هو القاعُ المُسْتدِیرُ الأَمْلَسُ (5)،کما قالَهُ الزَّمَخْشَرِیُّ ،و منه قولُهُم:وَاجَهْتُ تُرْساً من الأَرْضِ ،قال ابنُ مَیّادَه:
سَفَیْنَ تُرَابَ الأَرْضِ حَتّی أَبَدْنَه
و وَاجَهْنَ تُرْساً من مُتُونِ صَحَارِی
ص:215
*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:
رَجُلٌ تَارِسٌ :ذو تُرْس ،تقولُ :لا یَسْتَوِی الرّاجِلُ و الفَارِسُ ،و الأَکْشَفُ و التّارِسُ .و حَکَی سِیَبَویْهِ : اتَّرَسَ الرّجُلُ اتِّرَاساً ،من بابِ الافْتِعَالِ ،إِذا تَوَقَّی بالتُّرْسِ .
و المِتْرَسَهُ :ما تُتُرِّسَ بهِ .
و التُّرْسُ ،بالضّمّ :هو المِتْرَسُ خَلْفَ البابِ ،هذا هو الأَصْلُ ،ثمّ اسْتُعْمِلَ فی غَلقِ البابِ کیفَ کانَ ،یَقُولُونَ :
تَرَسَ البابَ ،و باب مَتْرُوسٌ ،و العامَّهُ تقُولُه بالشِّینِ المُعْجَمه.
و فی الأَسَاسِ :تَسَتَّرْتُ بک من الحَدَثَان،و تَتَرَّسْتُ من نِبَالِ الزَّمَان.
و أَخَذَتْ إِبِلِی سِلاَحَها،و تَتَرَّسَتْ بتُرْسِهَا (1)،إِذا سَمِنَتْ و حَسُنَتْ و مَنَعَتْ بذلک صاحِبَها من العَقْرِ.
و تُرْسُ الشَّمْسِ :قُرْصُها و کل ذلک مَجازٌ.
و تِرْسَا ،بالکَسْر:اسمٌ لثَلاثِ قُرًی بمصرَ:فی الشَّرْقِیَّهِ و الجِیزِیَّهِ و الفَیُّومِ ،فمن الجِیزِیَّهِ -و قد دخَلْتُهَا ثلاَثَ مِرَارٍ- أَبو البَقَاءِ مُحَمّدُ بنُ عَلِیِّ بنِ خَلَفٍ الشافِعِیُّ التِّرْساوِیُّ ،وُلدَ بها سنه 841 و سَمعَ علی الدیمیّ و السَّخاوِیِّ .
و أَبو تُرَیْسٍ ،کزُبَیْرٍ:جَمَله بنُ عامِرٍ تابِعِیٌّ رَوَی عن عُمَرَ،قالَه الحَافِظُ .
و تَرَّسه ،بفتح و تشدید راءٍ:قَرْیَهٌ بالأَنْدَلُسِ منها عبدُ اللّه بنُ إِدْرِیسَ التَّرَّسِیُّ ،هکذا ضَبَطَه الحافِظُ .
و إِتْرِیسُ ،کإِدْرِیس:قریهٌ بمصر من أَعمالِ حَوْفِ رَمْسِیس.
و التُّرْسُ ،بالضّمِّ :خشَبَهٌ تُشَبّه به،قال جالِینُوس:إِنها تَنفع من عَضَّه الکَلْب الکَلِب،هکذا فی المنهاج.
و تِرَاسُ الخَلِیجِ ،بالکَسْرِ:قَرْیَهٌ فی الدَّقَهْلِیَّهِ بمِصْرَ، بالقُرْب من دِمْیَاط ،و قد دَخَلْتُهَا مِرَاراً،و العّامَّهُ تقولُ :رأْس الخَلیج.
و نُصَیر بن تَرْوَس ،من قسطه،کجَعْفَر،من شُیُوخِ الشَّرَفِ الدِّمْیَاطِیِّ .
التُّرْمُسُ ،بالضّمِّ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال اللّیْثُ :هو حَمْلُ شجَرٍ لَهُ ،و فی اللسان:شَجَرَهٍ لهَا حَبٌّ مُضَلَّعٌ مُحَزَّزٌ،أَو الباقِلاءُ الْمِصْرِیُّ ،کما قالَهُ صاحبُ الْمِنْهَاج،و قال أَبو حَنِیفَهَ : التُّرْمُسُ :الجِرْجِرُ (2)الْمِصْرِیُّ ، و هو من القَطَانِیّ .و قال فی باب الجیم:الجِرْجِر:الباقِلاءُ، و فی الْمِنْهَاج:هو حَبُّ مُفَرْطَحُ الشَّکْلِ مُرُّ الطَّعْمِ ،منقُورُ الوَسَطِ ،و البَرِّیُّ منه أَصْفَر،و هو أَقْوَی،و التُّرْمُسُ إِلی الدَّواءِ أَقْرَبُ منه إِلی الغِذَاءِ،و أَجوَدُه الأَبْیَضُ الکُبَارُ الرّزِینُ ،و نَقَلَ شَیْخُنا عن جَمَاعَه أَنّ تاءَه زائِدَهٌ ؛لأَنّه من رَمَسَ الشیْ ءَ:
سَتَرَه و باقِی المادّه فیه ما یَدُلُّ علی ذلک.
و تُرْمُسٌ : ماءٌ لبَنِی أَسَدٍ ،أَو وَادٍ و یُفْتحُ (3).
و تُرْمُسَانُ ،بالضّمِّ :ه،بحِمْصَ .
و قال اللَّیْثُ : التَّرَامِسُ :الجُمَانُ ،کأَنَّه جَمْعُ تُرْمُسَهٍ ، علی التَّشْبِیهِ .
و یُقَال: حَفَرَ تُرْمُسَهً تحتَ الأَرْضِ بالضّمّ ، أَی سِرْدَاباً.
و عن ابن الأَعْرَابیِّ : تَرْمَسَ الرَّجُلُ ،إِذا تَغَیَّبَ عن حَرْبٍ أَو شَغْب ،و هذا یُقَوِّی من قالَ بزِیادَهِ التّاءِ فیه.
*و ممّا یُستدرک علیه:
التُّرَامِسُ ،بالضَّمّ :الحِمَارُ،هکذا رأَیْتُه فی التَّکْمِلَه مضبوطاً مُجَوَّداً،فهو إِنْ لم یَکُنْ تَصْحِیفاً عن الجُمَانِ (4)کما تَقَدَّم عن اللّیْثِ فحالُه حالُ التُّرَامِزِ الذِی تَقَدَّمَ فی أَصَالَهِ تائِه و زیَادَتِهَا،فتأَمَّلْ .
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
التُّرْنُسَهُ ،بالضّمِّ :الحُفْرَهُ تحتَ الأَرْضِ ،هکذا أَورَدَه صاحِبُ اللِّسانِ ،و هو لغهٌ فی التُّرْمُسَهِ بالمِیمِ .
التُّسُسُ ،بضمَّتَیْنِ ،أَهمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسانِ ،و قالَ ابنُ الأَعْرَابیِّ :هی الأُصُولُ الرَّدِیئَهُ ،هکذا نَقَله عنه الصاغَانِیُّ فی التَّکْمِلَهِ و العُبَابِ ،و لم یُبَیِّن المُفْرَدَ، و لا أَدْرِی کیفَ ذلک.ثمّ ظَهَر لِی فیما بَعْدُ عندَ التَّأَمُّلِ
ص:216
و المُرَاجَعَهِ أَنَّ هذا تَصْحِیفٌ من الصَّاغَانِیِّ فی کِتَابَیْهِ ،و قَلّدَه المُصَنِّفُ ،و صوَابُه النُّسُسُ ،و بالنّونِ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ ، کما نَقَلَه الأَزْهَرِیُّ علی الصوابِ ،و یأْتی للمُصَنِّفِ أَیضاً فی «ن س س»و الحَمْدُ للّهِ تَعَالَی عَلَی وِجْدَانِه.
التَّعْسُ :الهَلاکُ ،قاله عَمْرِو بنُ العَلاَءِ نَقْلاً عن العَرَبِ ،و أَنشَدَ:
الوَقْسُ یُعْدِی فتَعَدَّ الوَقْسَا
مَنْ یَدْنُ للوَقْسِ یُلاقِ تَعْسَا (1)
الوَقْسُ :الجَرَبُ ،و تَعَدَّ:تَجَنَّبْ و تَنَکَّبْ .
و التَّعْسُ أَیضاً: العِثَارُ و السُّقُوطُ علی الیَدَیْنِ و الفَمِ ، و قِیل:هو النَّکْسُ فی سَفَالٍ ،و قال الرُّسْتُمِیُّ : التَّعْسُ :هو أَنْ یَخِرَّ علی وَجْهِهِ و النَّکْسُ :أَن یَخِرَّ علی رَأْسِه.
و قِیل: التَّعْسُ : الشَّرُّ،و قِیلَ : البُعْدُ،و قالَ أَبو إِسْحَاقَ :هو الانْحِطَاطُ ،و الفِعْلُ کمَنَعَ و سَمِعَ ،قال الزَّمَخْشَرِیُّ ،و الکَسْرُ غیر فَصِیحٍ ،نَقَلَ الصّاغَانِیُّ عن أَبِی عُبَیْدٍ: تَعَسَهُ اللّه،فهو مَتْعُوسٌ ،أَی أَهْلَکَه،و قالَ شَمِرٌ:
تَعِسَ ،بالکَسْر،إِذا هَلَکَ .
أَو إِذا خَاطَبْتَ بالدُّعاءِ قلت: تَعَسْتَ کمَنَع،و إِن (2)حَکَیْت عن غائِبٍ قُلْتَ : تَعِسَ ،کسَمِعَ . قَالَ ابنُ سیِدَه:
هذا من الغَرَابَهِ بحَیْثُ ترَاهُ ،و
17- قال شَمِرٌ:سَمِعْتُه فی حَدِیثِ عَائِشَه رَضِیَ اللّه عنها: « تَعِسَ مِسْطحٌ ». و قال ابنُ الأَثِیرِ:
تَعِسَ یَتْعَسُ ،إِذا عَثرَ و انْکَبَّ لوَجْهِه،و قد تُفْتَحُ العَیْنُ ،قال ابنُ شُمَیْلٍ : تَعَسْتَ ،کأَنّه یَدْعُو علیه بالهَلاکِ .
و فی الدُّعَاءِ: تَعْساً لَهُ ،أَی أَلْزَمَه اللّه تَعَالَی هَلاکاً،و قولُه تَعَالَی: فَتَعْساً لَهُمْ وَ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ (3)یَجُوزُ أَن یکونَ نَصْباً علی مَعْنَی أَتْعَسَهُم اللّه،قالهُ أَبو إِسْحَاقَ .
و تَعِسَهُ (4)اللّه و أَتْعَسَه فعلْت أَفْعَلْتُ بمعنًی وَاحِدٍ قال مُجَمِّعُ بنُ هِلالٍ :
تَقُولُ و قد أَفْرَدْتُهَا مِنْ حَلِیلِهَا (5)
تَعَسْتَ کما أَتْعَسْتَنِی یا مُجَمِّعُ
قالَ الأَزْهَرِیُّ :قال شَمِر:لا أَعْرِفُ تَعسَه اللّه،و لکن یُقَال: تَعِسَ بنَفْسِه،و أَتْعَسَهُ اللّه،و التَّعْسُ :السُّقُوطُ علی أَیِّ وَجْهٍ کانَ .
و قال بعضُ الکِلابِیِّینَ : تَعِسَ یَتْعَسُ تَعْساً ،و هو أَنْ یُخْطِئَ ،حُجَّتَه إِن خاصَمَ ،و بُغْیَتَه إِن طَلَبَ ،یقال: تَعِسَ فما انْتَعَشَ ،و شِیکَ فلا انْتَقَشَ ،و
16- فی الحَدِیثِ : « تَعِسَ عَبْدُ الدِّینَارِ[و عَبدُ] (6)الدِّرْهَمِ ». و هو من ذلِکَ .
و یدعُو الرَّجُلُ عَلَی بَعِیرِه الجَوَادِ إِذا عَثَرَ فیَقُولُ : تَعْساً ، فإِذا کانَ غَیْرَ جَوادٍ و لا نَجِیبٍ فعثَرَ قال له:لَعاً،و منه قولُ الأَعْشَی:
بَذاتِ لَوْثٍ عَفَرْنَاهٍ إِذَا عَثَرَتْ
فالتَّعْسُ أَدْنَی لَهَا مِنْ أَنْ أَقُولَ :لَعَا
و رَجُلٌ تاعِسٌ و تَعِسٌ ،و قالَ أَبو الهَیْثَمِ :یُقَالُ : تَعِسَ فلانٌ یَتْعَسُ :إِذا أَتْعَسَهُ اللّه،و مَعْنَاهُ انْکَبَّ فعَثَرَ و سَقَطَ علی یَدَیْهِ و فَمِه،و معناه أَنَّه یُنْکَرُ من مِثْلِهَا فی سِمَنها و قُوَّتِهَا العِثَارُ،فإِذا عَثَرَتْ قِیل لهَا: تَعْساً ،و لم یَقُلْ لها: تَعِسَک اللّه،و لکن یَدْعُو علَیْهَا بأَنْ یَکُبَّهَا اللّه علی مَنْخَرَیْها (7).
*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:
و هذا مَنْحُوسٌ مَتْعُوسٌ .
و هذا الأَمْرُ مَنْحَسَهٌ مَتْعَسَهٌ .
و من المَجازِ:جَدٌّ تَاعِسٌ ناعِسٌ .
التَّغْسُ ،بالغَیْنِ المُعْجَمَه،أَهْمَلَه الجَوْهرِیُّ و صاحبُ اللِّسَانِ ،و قال الصّاغَانِیُّ عن ابنِ دُرَیْدٍ:هو لَطْخُ سَحابٍ رَقِیقٍ فی السَّمَاءِ ،قال:و لَیْسَ بثَبتٍ .
*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلیْه هنا:
قولُهُم:وَقَعَ فُلانٌ فی تُغَلِّسٍ بضمِّ التاءِ و فتحِ الغَیْنِ و کسرِ اللامِ المُشَدَّدهِ ،أَی فی الدَّاهِیَهِ ،عن أَبی عُبَیْدٍ.هُنَا نَقَلَه صاحِبُ اللِّسَانِ ،علی أَنَّ التاءَ أَصلِیَّهٌ ،و سیأْتِی للمُصَنِّف فی«غ ل س».
ص:217
تَفْلِیسُ ،بالفَتْحِ ،و العامَّهُ تَکْسِرُ الأَوَّلَ : قَصَبَهُ کُرْجُسْتَانَ ،أَورَدَهُ الصّاغَانِیُّ فی«ف ل س»فقالَ :و بَعْضُهُم یکسِرُ تاءَهَا،فیکون علی وَزْنِ فِعْلِیلٍ ،و یَجْعَلُ التاءَ أَصلِیَّهً ؛لأَنّ الکَلِمَه جُرْجِیَّهٌ و إِن وَافَقَتْ أَوزانَ العَرَبِیَّهِ ،و من فَتَحَ التاءَ جَعَلَ الکَلمَهَ عربِیَّهً ،و تکونُ عندَه علی وَزْنِ تَفْعِیلٍ .فانْظُرْه مع قولِ المُصَنِّفِ و تأَمَّل. علیه سُورَانِ ، و حَمّاماتُهَا تَنْبُعُ ماءً حارًّا بغیرِ نارٍ لأَنَّ مَنَابِعَها علی مَعَادِنِ کِبْرِیتٍ ،کما قِیلَ ،و هو فی حُدُودِ أَرْضِ فارِسَ ،و أَعادَه المُصَنِّف ثانِیاً فی«ف ل س»و قال هناک:و قد تُکْسَرُ،و قد قَلَّدَ فیه الصّاغَانِیَّ من غیر تَنْبِیهٍ علیه،فتأَمّل.
التِّلِّیسَهُ ،کسِکِّینَهٍ ،أَهمله الجَوْهَرِیُّ ،و قال الصّاغَانِیُّ :هی الخُصْبَهُ ،و هما تِلِّیسَتَانِ .
و التِّلِّیسَهُ : هَنَهٌ تُسَوَّی ،کما قالَه الأَزْهَرِیُّ ،و قال غیرُه:
وِعَاءٌ یُسَوَّی من الخُوصِ شِبْه قُفَّهٍ (1)،و هی شِبْهُ العَیْبَهِ الّتِی تَکُونُ عندَ القَصّارِینَ (2)،و الجَمْعُ تَلالِیسُ .
و التِّلِّیسَهُ أَیضاً: کِیسُ الحِسَابِ یُوضَعُ فیه الوَرَقُ و نحوُه، و لا تُفْتَحُ ،قاله ثَعْلَبٌ .
تِلِمْسانُ ،بکسرِ التّاءِ و اللاَّمِ و سُکُونِ المِیمِ ، أَهْمَلَه الجُمْهُورُ،و هی: قَاعِدهُ مَمْلَکهٍ بالغَرْبِ ذاتُ أَشْجَارٍ و أَنْهَارٍ و حُصُونٍ و فُرَضٍ و أَعْمَالٍ و قُرًی،و فِیها یَقُولُ شاعِرُهُم:
تِلِمْسَانُ لو أَنَّ الزَّمَان بِهَا یَسْخُو
فما بَعْدَهَا دَارُ السَّلامِ و لا الکَرْخُ
و قد نُسِبَ إِلیها خَلْقٌ کَثِیرٌ من أَهْلِ العِلْمِ .
تِنِّیسُ ،کسِکِّینٍ ،قال شَیْخُنا:و حَکَی بعضُهم فَتْحَها: د،بجزِیرَهٍ من جَزائِرِ بَحْرِ الرُّومِ ،قاله الأَزْهَرِیُّ ، و هو قُرْب دِمْیَاط ،تُنْسَبُ إِلیه الثِّیَابُ (3)الفاخِرَهُ ،قال شیخُنَا:و سَمّاهَا بعضٌ :تُونه،یُقَال:إِنّهَا سُمِّیتْ بتِنِّیس بن نُوحٍ علیه السّلامُ .قلتُ :الصّوابُ أَنَّ تُونهَ من أَعْمالِها کدَبِیق و بُورا (4)و القسیس،و أَما تِنِّیس فإِنها سُمِّیَت بتِنِّیس بنِ حامِ بنِ نُوحٍ علیه السّلام،و یقال بَناها قلیمون من مُلُوکِ القِبْطِ ،و بِنَاؤُه الذی قد غَرَّقَه البَحْرُ،و کان مُلْکَهُ تِسْعِینَ سنهً ،و کانت من أَحسنِ بِلادِ اللّه بَساتِینَ و فوَاکِهَ ،و یُقَال:
کانَ لها مِائَهُ بابٍ ،فلمّا مَضَی لدِقْلِطْیَانُوس من مُلْکِه مِائَتانِ و إِحْدی و ثَلاثُون سنهً هَجَم الماءُ من البَحْرِ علی بعضِ المَواضِعِ التی تُسَمَّی الیَوْمَ ببُحَیْرَهِ تِنِّیس ،فأَغْرَقه،و لم یَزلْ یَزِیدُ حَتَّی أَغْرقهَا بأَجْمَعِها،و بَقِیَتْ بعضُ الموَاضِعِ التی کانَتْ فی ارْتِفَاعِها باقِیَهً إِلی الآن،و البَحْرُ محیطٌ به،و کان اسْتِحْکَامُ غرَقِ هذِه الأَرْض قَبْلَ أَن تُفْتح مِصْرُ بمائَهِ سَنَهٍ ، و بَقِیَتْ منها بَقَایَا،فخَرَّبَها الملکُ الکامِلُ محمَّد بنُ أَبِی بکْرِ بنِ أَیُّوب فی سنه 624 خَوْفاً من أَن یَتحَصَّنَ بها النَّصَارَی،فاسْتَمَرَّتْ إِلی الآن خَراباً،و لم یَبْقَ الآنَ إِلاّ رُسُومُهَا.
و تُونِسُ ،بالضّمِّ و کسرِ النُّونِ ،قال الصاغانِیُّ :و لو کان مهْمُوزاً لکان مَوضِعُ ذِکْرِه فصلَ الهَمْزَهِ ،و لو کانَت التّاءُ زائدهً مع کوْنِه مُعْتَلَّ الفَاءِ لکان مَوضعُ ذِکْرِه فصلَ الواو.
قاعِدَهُ بِلادِ إِفْرِیقِیَّهَ قِیل:إِنّهَا عُمِّرَتْ من أَنْقاضِ [مَدینهِ ] (5)قَرْطَاجَنَّهَ ،و هی من أَشْهَرِ مُدُنِ إِفْرِیقِیَّه و أَعْمَرِهَا،مُشْتَمِلَهٌ علی قِلاعٍ و حُصُونٍ و قُرًی و أَعمالٍ عامِرَهٍ .و قد نُسِبَ إِلیها خَلْقٌ کَثِیرٌ من أَهْلِ العِلم،منهم الشیخُ مَجْدُ الدِّینِ أَبو بَکْرٍ مُحَمَّدٌ التُّونِسِیُّ شَیْخُ القُرّاءِ و الأُصولِیَّهِ و النُّحَاهِ بِدِمَشْقَ مات سنه 718 و غیرُه.
و جَمَالُ الدِّینِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ التَّنَسِیُّ ،محرَّکَهً ، و یُقَال:سِبْطُ التَّنَسِیِّ ،کما حَقَّقَه الحافِظُ :مُحَدِّثٌ إِسْکَنْدَرِیٌّ ،و لم یُبَیِّنْ نِسْبَتَه إِلی أَیّ شَیْ ءٍ.قلتُ :و هی قریَهٌ بساحِلِ إِفْرِیقِیَّه کما قاله الرُّشاطِیُّ ، له نسْلٌ منهم جماعَهٌ فُضلاءُ،آخِرُهُمْ قاضِی المالِکِیَّهِ بمصر ناصِرُ الدّینِ أَحمَدُ ابنُ التَّنَسِیِّ ،و من أَسْلافِهِم:أَبو عَبْدِ اللّه مُحَمَّدُ بنُ المُعِزِّ التَّنَسِیُّ ،ذکَرَه مَنْصُورٌ فی الذَّیْلِ ،و من هذه القَرْیَه أَیضاً:
إِبراهیمُ بنُ عبد الرّحْمنِ التَّنَسِیُّ ،سمِعَ من وَهْبِ بن مَیْسَرَه (6)،و کان یُفْتِی،مات سنه 387 (7)و ذکَر السَّخَاوِیُّ فی
ص:218
الضَّوْء:أَنّ تنسَ من أَعْمَالِ تِلِمْسَانَ ،و نسَبَ إِلیها مُحَمّدَ بنَ عبدِ اللّه التَّنَسیَّ من القرْنِ التاسِعِ .
*و ممّا یُسْتدْرَک عَلیْه:
تُناسُ النّاسِ ،بالضّمِّ :رَعَاعُهُم،عن کُراع،هکذا نقلَهَ صاحبُ اللِّسَانِ ،قال:و لم یعْرِفْه الأَزْهَرِیُّ .
التُّوسُ ،بالضّمِّ :الطَّبِیعَهُ و الخِیمُ و الخُلُق، یُقَال:الکَرَمُ من تُوسِه و سُوسِه،أَی من خَلِیقَتِهِ و طُبعَ علیه، و جَعَل یَعْقُوبُ تاءَ هذا بَدَلاً من سِین سُوسِهِ ،و إِلیه ذَهَب ابنُ فارِسٍ ،و
16- فی حَدِیثِ جابِرٍ: «کانَ مِنْ تُوسِی الحَیَاءُ».
و یُقَال: هُوَ مِنْ نُوسِ صِدْقٍ ،أَیْ من أَصْلِ صِدْقٍ .
رواهُ ابنُ الأَعْرَابِیِّ .
و تُوساً لهُ و جُوساً ،مثل بُوساً له،رواه ابنُ الأَعْرَابِیِّ أَیْضاً،و هو دُعَاءٌ علیهِ .
و یُقَال: تاساه ،إِذا آذاهُ و اسْتَخَفَّ به،و هو مُسْتَدْرَکٌ عَلَیْه.
التَّیْسُ :الذَّکَرُ من الظِّبَاءِ و المَعزِ و الوُعُولِ ، و قِیلَ :هو خاصُّ بالمَعزِ أَو هو من المغزِ إِذا أَتَی علیهِ سَنَهٌ ، و قَبْلَ الحَوْلِ جَدْیٌ ،کذا فی المِصْباحِ ،و قال أَبو زَیْدٍ:إِذا أَتَی علی وَلَد الْمِعْزی سَنَهٌ فالذَّکَرُ تیْسٌ و الأُنْثَی عَنْزٌ.
ج تُیُوسٌ ،فی الکَثِیرَ، و أَتْیَاسٌ و تِیَسَهٌ ،کعِنَبَهٍ ،و أَتْیُسٌ کأَفْلُسٍ ،فی القَلِیلِ ،قال الهُذَلِیُّ :
من فَوْقِه أَنْسُرٌ سُودٌ و أَغْرِبَهٌ
و دُونَه أَعْنُزٌ کُلْفٌ و أَتْیَاسُ (1)
و قال طَرَفَهُ :
ملک النَّهَار و لِعْبُه بفُحُولَهٍ
یَعْلُونَه باللَّیْلِ عَلْوَ الأَتْیُسِ
و مَتْیُوساءُ :جَماعَهُ التُّیُوسِ .
و التَّیّاسُ ،کشَدّادٍ: مُمْسِکُه ،و منه قولُ عَبْدِ العُزَّی بنِ صَفْوانَ بنِ أُمَیَّهَ لأَبِی (2)حاضِرٍ الأَسَدِیِّ :«عُهَیْرَهٌ (3)تَیّاسٌ ». و التَّیّاسُ : لَقَبُ الوَلِیدِ بنِ دِینَار السَّعْدِیّ شیخ لأَبِی نُعَیْم الفَضْلِ بنِ دُکَیْنٍ ،یَرْوِی عن الحَسَن کذا فی تاریخِ البُخَارِیِّ ،و حَدِیثُه مُنْقَطِعٌ .
و عَنْزٌ تیْسَاءُ بَیِّنُ ،هکذا فی سائِرِ النُّسَخِ ،و الصّوَابُ بَیِّنَهُ (4)التَّیَسِ ،مُحَرَّکهً ،و هی الَّتِی قرْناهَا کقَرْنَیِ الوَعِلِ الجَبَلِیّ فی طُولِهَا،قال ابنُ شُمَیْلٍ :و العرَبُ تُجْرِی الظِّباءَ مُجْرَی العَنْزِ،فیَقُولونَ فی إِناثِهَا المَعز،و فی ذُکُورِهَا التُّیُوس ،قال الهُذَلِیُّ :
و عادِیَهٍ تُلْقِی الثِّیَابَ کَأَنَّهَا
تُیُوسُ ظِبَاءٍ مَحْصُهَا و انْتِبارُهَا
و لو أَجْرَوْهَا مُجْرَی الضَّأْنِ لقالُوا:کِبَاشُ ظِبَاءٍ.
و فی الصّحَاحِ : فیه تیْسِیَّهٌ ،و ناسٌ یَقُولُونَ : تیْسُوسِیَّهٌ و کَیْفُوفِیَّهٌ ،قال:و لا أَدْرِی ما صِحَّتُهما.و فی العُبَابِ :
الأُولَی أَوْلی.
و تِیَاسٌ ،ککِتَاب:ع بالبَادِیَهِ ،قیلَ :بینَ البَصْرَهِ و الیَمَامَه،و إِلیها أَقْرَبُ ،و قیل:جَبَلٌ قریبٌ من أَجَأَ و سَلْمَی،و قِیل:من جبالِ بَنِی قُشَیْرٍ، الْتَقَی فیهِ بَنُو عَمْرٍو، و بَنُو سَعْدٍ،فظَفِرَتْ بَنُو عَمْرٍو ،و فیه قُطِع رِجْلُ الحَارِثِ بنِ کَعْبٍ ،فسُمِّیَ الأَعْرَج،و فی بَعْضِ الشِّعْرِ:
و قتْلی تِیَاسٍ عَنْ صَلاَحٍ تُعَرِّبُ (5)
و تِیَاسَانِ :جَبَلانِ ،و فی نَصِّ الأَصْمَعِیِّ :عَلمَانِ شمالِیَّ قطَنٍ من دِیَارِ بَنِی عَبْسٍ ، کُلٌّ مِنْهُما تِیَاسٌ ،و قیل: تِیَاسَان :
بَلدٌ لبَنِی أَسَدٍ.
و التِّیَاسَانِ :نجْمَانِ ،و أَنشدَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :
باتَ و ظَلَّتْ بأُوَامٍ (6)بَرْحِ
بَیْنَ التِّیَاسَیْنِ و بَیْنَ النَّطْحِ
یَلْقَحُها المِجْدَحُ أَیَّ لَقْحِ (7)
ص:219
و تِیسِی ،بالکسْرِ:کَلِمَهٌ تُقالُ فی مَعْنی إِبْطَالِ الشَّیْ ءِ و تَکْذِیبِه و التَّکْذِیبِ بهِ ،و منه
16- حَدِیثُ أَبِی أَیُّوب: أَنَّه ذکَر الغُول فقَال:«قُلْ لهَا: تِیسِی جَعَارِ». فکأَنَّه قالَ لهَا:کَذَبْتِ یا خارئَهُ (1)قال:و العامَّهُ تُغیِّرُ هذا اللَّفْظَ وَ تَقُول:طِیزِی.تُبْدِلُ من الطّاءِ تاءً،و من السِّینِ زَایاً؛لتَقارُبِ ما بَیْنَ هذِه الحُرُوفِ من المَخارِجِ .
و قال أَبو زَیْدٍ:یُقَالُ :«احْمُقِی و تِیسِی »للرَّجُلِ إِذا تَکَلَّمَ بحُمْقٍ أَو بما لا یُشْبِهُ شَیْئاً، أَو[هی] (2)تِیسِی : لُعْبَهٌ و قیل:
سُبَّهٌ .
و قالَ ابنُ السِّکِّیتِ :تُشْتَمُ المَرْأَهُ فیُقَالُ :قُومِی جَعَارِ، و تُشَبَّهُ بالضَّبُعِ و یُقَال للضَّبُع: تِیسِی جَعَارِ ،و یُقَال:اذْهَبِی لَکَاعِ و ذَفَارِ و بَطَارِ و جعَارِ،مَعْدُولَهً من جاعِرَه،و هو الحَدَثُ معناهُ کُونِی کالتَّیْسِ فی حُمْقِه یا ضَبُعُ ،مَثَلٌ فی الأَحْمَقِ ، قالَه الزَّمَخْشَرِیُّ .
و تِسْ تِسْ ،بکسرِهما: زَجْرٌ للتَّیْسِ لیَرْجِعَ . عن ابنِ فارِسٍ .
و یُقَال: تَیَّسَ الرَّجُلُ فَرَسَه و کَذلِکَ جَمَلَه،إِذا راضَه و ذَلَّلَه،و کذلک خیَّسَه،و هو مَجَازٌ.
و من المَجَازِ: اسْتَتْیَسَتِ العَنْزُ:صَارَتْ کهُوَ ،أَی کالتَّیْسِ ،قال ثَعْلَبٌ :و لا یُقَالُ :اسْتَتَاسَتْ یُضْرَبُ للذَّلِیل یَتَعَزَّزُ ،کما یُقَالُ :اسْتَنْوَقَ الجَمَلُ و من المَجَازِ:بینَهُم المُتَایَسَهُ و التِّیَاسُ ،بالکَسْر: المُمَارسَهُ و المُکَایَسَهُ و المُدَافَعَهُ . و قد تَایَسَ قِرْنَه،إِذا مَارَسَه،قاله الزَّمَخْشَرِیُّ و ابنُ عبّادٍ.
*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:
تَاسَ الجَدْیُ :صَارَ تَیْساً ،عن الهَجَرِیِّ .
و تَیَّسَه عَنْ کَذا،إِذا رَدَّهُ عنه.و أَبْطَلَ قَوْلَه،و قد جاءَ
1- فی حَدِیثِ عَلِیٍّ رضِیَ اللّه عَنْه: «و اللّهِ لأُتِیسَنَّهُمْ (3)عن ذلِک».
و تَتَایَسَ الماءُ:تَنَاطَح مَوْجُه،و هو مَجازٌ.
و یقال للنَّکّاحِ :هُوَ مِنْ مَتْیُوساءِ بَنِی حِمّانَ ،و هو مجَازٌ، قالَه الزَّمَخْشَرِیُّ .
و لِحْیَهُ التَّیْسِ :نَبْتٌ .و رِجْلَهُ التَّیْسِ :مَوضِعٌ بین الکُوفَهِ و الشّامِ .
و جَبَلُ التَّیْسِ :أَحَدُ مَخَالِیفِ الیَمَنِ .
*ممّا یُسْتَدْرَک عَلَیْه:
مَکانٌ جَأْسٌ :وَعْرٌ،کشَأْسٍ ،قیل:لا یُتکَلَّمُ به إِلاّ بعدَ شَأْسٍ ،کأَنَّه إِتْبَاعٌ ،أَوردَه صاحبُ اللِّسانِ ، و أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ .
الجِبْسُ ،بالکَسْر (4):الجامِدُ من کُلِّ شیءٍ الثَّقِیلُ الرُّوحِ الذی لا یُجِیبُ إِلی خَیْرٍ. و الفاسِقُ ، و الدَّنِیءُ، و الرَّدِیءُ،و الجَبَانُ الفَدْمُ ، و اللَّئِیمُ الضَّعِیفُ ،قال الرّاجِزُ-لمّا طَوَی خالِدُ بنُ الوَلِیدِ بَرِّیَّه السَّمَاوَهِ -:
یا عَجَباً لرافَعٍ کَیْفَ اهْتَدَی
فَوَّزَ من قُرَاقِرٍ إِلی کُدَا
خِمْسٌ إِذا ما سَارَهَا الجِبْسُ بَکَی
و یُقَال:إِنَّه لجِبْسٌ من الرِّجَالِ ،إِذا کَانَ غَبِیًّا (5)،عن الأَصْمَعِیِّ .
و الجِبْسُ : وَلَدُ الدُّبِّ ، کالجَبِیسِ ،فِیهمَا ،کأَمِیرٍ.
و الجِبْسُ :الَّذِی یُبْنَی به،و هو الجِصُّ ،عن کُرَاع.
ج أَجْبَاسٌ و جُبُوسٌ ،بالضّمّ .
و الجَبُوسُ ،کصَبُورٍ: الفَسْلُ الرَّدِیءُ من النّاسِ .
و الأَجْبَسُ :الضَّعِیفُ الجَبَانُ ، کالجِبْسِ ،قال بِشْرُ بنُ أَبِی خازِمٍ :
عَلَی مِثْلِهَا آتِی المَهَالِکَ وَاحِداً
إِذا خَامَ عَنْ طُولِ السُّرَی کُلُّ أَجْبَسِ
و المَجْبُوسُ :من یُؤْتَی فی دُبُرِه طائِعاً ،قالَهُ ابنُ دُرَیْدٍ (6)، و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : المَجْبُوسُ و الجَبِیسُ :نَعْتُ سوءٍ للرَّجُلِ المَأْبُونِ ، و لَمْ یَکُنْ فی الجَاهِلیَّهِ إِلاّ فی نُفَیْر (7)قالَ
ص:220
أَبو عُبَیْدَهَ : مِنْهُم:أَبو جَهْل بنُ هِشَامٍ ،فقد جاءَ أَنّه کانَ إِذا تَحَرَّکَتْ عَلَیْهِ یُلْقِمُهَا الوَتِدَ..کما قالَهُ الزَّمَخْشَرِیُّ فی رَبِیعِ الأَبْرَارِ. و الزِّبْرِقَانُ بنُ بَدْرٍ،و طُفَیْلُ بنُ مالِکٍ ، و قابُوسُ بنُ المُنْذِرِ المَلِکُ عَمُّ النُّعْمانِ بنِ المُنْذِرِ من مُلُوکِ الحِیرَهِ ،و کانَ یُلَقَّبُ جَیْبَ العَرُوسِ .
و تَجَبَّسَ الرَّجُلُ ،إِذا. تَبَخْتَرَ فی مَشْیِه،قالَهُ أَبُو عُبَیْدٍ، قال عُمَرُ (1)بنُ لجَإِ:
تَمْشِی إِلی رِوَاءِ عَاطِنَاتِهَا
تَجَبُّس العانِسِ فی رَیْطاتِهَا
*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:
الجِبْسُ :الضَّعِیفُ و المُتَبَخْتِرُ.
و المَجْبَسَهُ ،و الجَبّاسَهُ :مَوضِعُ الجِبْسِ .
و الجَبّاس :الغَلِیظُ الفَدْمُ .
و أَخَذه مُجبساً ،أَی بالغِلْظه،عامِّیّه.
*و مّما یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :
جبرس .قد أَهْمَلَه الجُمْهُورُ،و جاءَ مِنْه: جَبَارِسُ ، بالفَتْحِ :قریهٌ من حَوْفِ رَمْسِیس،من أَعمالِ مِصْر.
و جَابَرْسَا :آخِرُ بلادِ الدُّنّیا،ذکَرَه المُصَنِّف فی الصّاد.
جَحَسَ فیه،کجَعَلَ :دَخَلَ .
و جَحَس جِلْدَهُ :کدَحَه و خَدَشَه و قَشَرَه،مثْل جَحَشَه، بالشّینِ ،حَکاهُ یَعْقُوبُ فی البَدَلِ ،و بهِمَا
16- رُوِیَ الحَدِیثُ :
«سَقَطَ عَنْ فَرَسٍ فجُحِسَ شِقُّهُ الأَیْمَنُ ». و الشّینُ أَعْرَفُ . و جَحَسَ فُلاناً:قَتَلَه ،لُغَهٌ فی الشِّینِ .
و قالَ الأَزْهَرِیُّ فی الشِّینِ : الجَحْشُ :الجِهَادُ،و تُحَوَّلُ الشِّینُ سِیناً.
و الجِحَاسُ فی القِتالِ :مثْل الجِحَاش ،لُغَتانِ بالسّین و الشِّینِ .
و جَاحَسَهُ جِحَاساً : زَاحَمَهُ و قَاتلَه و زَاوَلَه علی الأَمْرِ،کجَاحَشه،حکاهُ یَعْقُوبُ فی البَدَلِ ،و أَنشد:
إِذا کَعْکَعَ القِرْنُ عَنْ قِرْنِه
أَبَی لَکَ عِزُّکَ إِلاّ شِمَاسَا
و إِلاّ جِلاَداً بِذِی رَوْنَقٍ
و إِلاّ نِزَالاً و إِلاّ جِحَاسَا
و نقَلَه الجَوْهَرِیُّ عن الأَصْمَعِیِّ ،و أَنشَدَ لأَبِی حِمَاسٍ الفَزَارِیّ :
و الصَّقْعِ فی یَوْمِ الوَغَی الجِحَاسِ (2)
و یُقال: ذاکَ مِنْ جَحْسِه و دَحْسِه:أَی مَکْرِه و مُزْاوَلَته.
جَدِیسُ ،کأَمِیر:قبِیلَهٌ ،کانَتْ فی الدَّهْرِ الأَوّلِ ،و انْقَرَضَتْ ،قاله الجَوْهَرِیُّ .
و جَدَسٌ ،مُحرَّکَهً ،من الأَعْلامِ ،قاله الصّاغَانِیُّ .
و جَدَسٌ : بَطْنٌ مِنْ لَخْمٍ ،و هو جَدَسُ بنُ أُرَیْشِ بنِ إِراشٍ السَّکُونِیّ ، أَو هو تَصْحِیفٌ ،و الصَّوابُ بالحاءِ المُهْمَلَهِ ،و ذکَرَه الأَمِیرُ بالجیمِ عَلَی الصّوابِ (3)،و أَمّا الّذِی بالحَاءِ فإِنَّهُم قومٌ سِوَاهُم،کما سَیَأْتِی فی مَوضِعِه.
و الجَادِسَهُ :الأَرْضُ لَمْ تُعْمَرْ و لم تُعْمَلْ و لم تُحْرَثْ ،قاله أَبو عُبَیْدَه،و ج جَوَادِسُ ،و به فُسِّر ما
16- رُوِیَ عن مُعَاذِ بنِ جَبَلٍ رضِیَ اللّه عَنْهُ : «من کانَتْ له أَرْضٌ جَادِسَهٌ قد عُرِفَتْ له فی الجاهِلِیَّهِ حَتّی أَسْلَمَ فهِیَ لرَبِّهَا». و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :التی لم تُزْرَعْ قَطُّ .
و الجَادِسُ : الجادِسَهُ ،بمعنًی. و قال أَبو عَمْرو:
الجادِسُ : الدّارِسُ من الآثارِ ،و قد جَدَسَ و دَمَسَ و طَلَقَ و دَسَمَ .
و الجادِسُ : مَا اشْتَدَّ من کُلِّ شَیْ ءٍ و یَبِسَ ،کالجَاسِدِ، و منه:أَرْضٌ جَادِسَهٌ .
و الدَّمُ الجادِسُ : الیَابِسُ .
ص:221
الجِرْجِسُ ،بالکَسْرِ :الَبقُّ ،و البَعْوضُ الصِّغارُ ،و کَرِه بعضهم الجِرْجِسَ ،و قال:إِنّمَا هو الْقِرْقِسُ ،و قال الجَوْهَرِیُّ :هو لُغَهٌ فیه،کما سیأْتی.
و الجِرْجِسُ : الشَّمَعُ ،و قیلَ :هو الطِّینُ الذی یُخْتَمُ به ، و قیل:هو الصَّحِیفَهُ . و بکُلٍّ من ذلک فُسِّرَ قَوْلُ امریءِ القیْسِ :
تَرَی أَثَرَ القُرْحِ فی جِلْدِه (1)
کنَقْشِ الخَواتِمِ فِی جِرْجِسِ
و جِرْجِیسُ :نَبِیٌّ ،علیهِ السّلامُ ،من أَهْلِ فِلَسْطِین، و کانَ قد أَدْرَک بعضَ الحَوَارِیِّینَ ،و بُعِث إِلی مَلِکِ المَوْصِلِ ،و هو بَعْدَ المَسِیحِ عَلَیْه السّلامُ ،کذا فی المَعَارِفِ لابنِ قُتَیْبَهَ ،نقله شَیْخُنا رحمه اللّه.
الجَرْسُ ،بالفَتْحِ ،المَصْدَرُ: الصَّوْتُ المَجْرُوسُ ،عن اللیْثِ ،أَو الصَّوْتُ نَفسُه،عن ابنِ السِّکِّیتِ ، أَو خَفِیُّه ،عن ابنِ دُرَیْدٍ، و یُکْسَرُ ،عن ابنِ السِّکِّیت،و نَقَلَه ابنُ سِیدَه،و ذَکَرَ فیه التَّحْرِیکَ أَیضاً عن کُراعٍ ، أَو إِذا أُفْرِدَ فُتِحَ فقِیلَ :ما سَمِعْتُ له جَرْساً أَی صَوْتاً، و إِذا قالُوا:ما سَمِعْتُ لَهُ حِسًّا و لا جِرْساً ،کَسَرُوا فأَتْبَعُوا اللَّفْظَ ،و لم یَفْرُقِ ابنُ السِّکِّیتِ .
و الجَرْسُ : اللَّحْسُ باللِّسانِ ، یَجْرُسُ ،بالضمِّ ، و یَجْرِسُ ،بالکَسْرِ،یقال: جَرَسَت المَاشِیَهُ الشَّجرَ و العُشْبَ تَجْرِسُه و تَجْرُسُه جَرْساً :لَحِستْه،و جَرَسَتِ البَقَرَهُ ولَدَهَا جَرْساً :لَحِسَتْهُ ،و کذلِکَ النَّحْلُ إِذا أَکَلَت الشَّجَرَ للتَّعْسِیلِ ، زاد الزَّمَخْشَرِیُّ :و لَهَا عِنْدَ ذلِک جَرْسٌ ،و قالَ اللَّیْثُ :النَّحْلُ تَجْرُسُ العَسَل جَرْساً و تَجْرِسُ النَّوْرَ،و هو لَحْسُهَا إِیّاه ثمّ تُعَسِّلُه (2).
و الجَرْسُ : الطّائِفَهُ من الشَّیْ ءِ یُقَال:مَرَّ جَرْسٌ من اللَّیْلِ ،أَی وَقْتٌ و طائِفَهً منه.و حُکِیَ عن ثَعْلَبٍ فیه جَرَسی ، بالتّحرِیکِ ،قالَ ابنُ سِیدَه:و لَسْتُ منه علی ثِقهٍ ،و قد یُقال بالشِّینِ .مُعْجَمَهً ،و الجمعُ أَجْرَاسٌ و جُرُوسٌ .
و الجَرْسُ : التَّکَلُّمُ ، کالتَّجَرُّسِ ،و قد جَرَسَ و تَجَرَّسَ ، إِذا،تَکَلَّمَ بشَیْ ءٍ و تَنَعَّمَ .نَقَلَه اللّیْثُ . و الجِرْسُ ، بالکَسْرِ:الأَصْلُ .
و الجَرَسُ ، بالتَّحْرِیکِ :الَّذِی یُعَلَّقُ فی عُنُقِ البَعِیرِ ، قال ابنُ دُرَیْدٍ:اشْتقَاقُه من الجَرْسِ ،أَی الصَّوْتِ ،و خَصَّهُ بَعضُهُم بالجُلْجُلِ ،و منه
16- الحَدِیثُ : «لا تَصْحَبُ المَلائِکَهُ رُفْقَهً فیها جَرَسٌ ». قیل:إِنَّمَا کَرِهَه لأَنَّه یَدُلُّ عَلَی أَصْحَابِه بصَوْتِه،و کان علیه السلامُ یُحِبُّ أَن لا یَعْلَم العَدُوُّ بهِ حَتَّی یَأْتِیَهُم فَجْأَهً .
و الجَرَسُ : الَّذِی یُضْرَبُ بِه أَیضاً ،نَقَلَه اللّیْثُ .
و أَجْرَسَه :ضَرَبَه.
و جَرَسٌ :اسمُ کَلْبٍ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .
14- و جَرَسُ بنُ لاطِم بنِ عُثْمَانَ بنِ مُزَیْنَهَ جَدُّ شُرَیْحِ بنِ ضَمْرَهَ الصَّحَابِیِّ ،أَوَّل من قَدِمَ بصَدَقَاتِ مُزَیْنَهَ علی النَّبِیِّ صلّی اللّه علیه و سلم.
و جُرَیْسٌ ، کزُبَیْرٍ ،الجَعْفَرِیُّ ،کُوفِیٌّ ، وَالدُ عَبْدِ الرَّحْمنِ و عَوْفٍ ،و هما من أَتْبَاعِ التّابِعینَ . رَوَی عبدُ الرَّحْمنِ عن التّابعِینَ ،و عنه الثَّوْرِیُّ ،و عَوْفٌ روَی عَنْهُ ابنُ عُیَیْنَه.
و قال أَبو عُبَیْدَهَ : الجَرْسُ :الأَکْلُ ،و قد جَرَسَ یَجْرُسُ .
و الجَارُوسُ :الأَکُولُ ،عن ابنِ الأَعْرَابیِّ .
و جَرُوسُ ، کصَبُور:د،بَیْنَ هَرَاهَ و غَزْنَهَ . .
و جَرُوس : ماءٌ بنَجْدٍ،لبَنِی عُقَیْلٍ .
و الجَاوَرْسُ :حَبٌّ ،م معرُوفٌ یُؤْکَلُ مثلُ الدُّخْنِ (3)، مُعَرّب کاوَرْسْ (4)،و هو ثلاثَهُ أَصْنَافٍ (5)،أَجْوَدُهَا الأَصْفَرُ الرَّزِینُ ،و هو یُشَبَّهُ بالأَرُزّ فی قُوَّتِه،و أَقْوَی قَبْضاً من الدُّخْنِ ،یُدِرُّ البَوْلَ ،و یُمْسِکُ الطَّبِیعَهَ .
و جَاوَرْسَهُ :ه،بمَرْوَ،بها قَبْرُ عَبْدِ اللّه بنِ بُرَیْدَه بنِ الحُصیْبِ (6)بنِ عَبْدِ اللّه بنِ الأَعْرَجِ الأَسْلَمِیّ التّابِعِیّ قاضِی
ص:222
مَرْوَ،رَوَی عن أَبیهِ ،و أَبُوه هو الّذِی نَزَل مَرْوَ و دُفِنَ بها بمَقْبَرَهِ حصین،و هیَ مَقْبَرَهُ مَرْوَ،کما سَیأْتِی.
و جَاوَرْسان :ه ،هکَذَا نَقله الصّاغانِیُّ و لم یُعَیِّن فی التَّکْمِلَه،و هی بالرَّیَّ (1)،کما صَرَّحَ به فی العُباب.
و قُهْ جاورْسَان هکذا بضَمِّ القاف و سُکُون الهاءِ: ه بأَصْبهَانَ و قُهْ :معرَّبٌ ،معناه القَرْیَهُ .
و الجَرِیسَهُ :ما یُسْرَقُ من الغَنَمِ باللَّیْلِ ،عن ابنِ عَبّادٍ.
و أَجْرسَ الرَّجُلُ :علا صَوْتُه.
و الطّائِرُ إِذا سَمِعْت صَوْتَ مَرِّهِ ،قالَ جَنْدَلُ بنُ المُثنَّی الحارِثِیُّ :
حَتّی إِذا أَجْرَسَ کُلُّ طائِرِ
قامَتْ تُعَنْظِی بِکَ سَمْعَ الحَاضِرِ
و أَجْرَسَ الحَادِی ؛إِذا حَدَا للإِبِلِ ،عن ابنِ السِّکِّیتِ ، و أَنْشد للرّاجِزِ:
أَجْرِسْ لَها یا بن أَبِی کِبَاشِ
فمَا لَها اللَّیْلَهَ من إِنْفاشِ (2)
أَی احْدُ لهَا لتَسْمَع الحُداءَ فتَسِیر،قال الجوْهَرِیُّ :و رواه ابنُ السِّکِّیتِ بالشّینِ و أَلِفِ الوَصْلِ و الرُّواهُ علی خِلافِه.
و من المجَازِ: أَجْرَسَ الحَلْیُ :صارَ مثْل صَوْتِ الجَرَسِ ،قال العجّاجُ :
تَسْمَعُ للحَلْیِ إِذا ما وَسْوَسَا
و ارْتَجَّ فی أَجْیادِهَا و أَجْرَسَا
زَفْزَفَهَ الرِّیحِ الحَصَادَ الیَبَسَا
و أَجْرسَ السَّبُعُ :سَمِعَ جَرْسَ الإِنْسَانِ من بَعِیدٍ.
و من المجَازِ: التَّجْرِیسُ :التَّحْکِیمُ و التَّجْرِبَهُ ،و منه
17- الحَدِیثُ : قالَ عُمَرُ لَطلْحَه رضِیَ اللّه عنْهُمَا (3):«قَدْ جَرَّسَتْکَ الدُّهُورُ». أَی حَنَّکَتْکَ و أَحْکَمتْکَ و جَعَلَتْک خَبِیراً بالأُمُورِ مُجَرّباً،و یُرْوَی بالشِّین بمعناه.و رجُلٌ مُجَرِّسٌ و مُجَرَّسٌ کمُحَدِّثٍ و مُعَظَّمٍ ،علی الأَخِیرِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ ،و نَاقَهٌ مُجَرَّسَهٌ :مُدَرَّبَهٌ مُجَرَّبَهٌ فی السّیْرِ و الرُّکُوبِ .
و التَّجْرِیسُ بالقَوْمِ ،التَّسْمِیعُ بِهِم و التَّنْدِیدُ،عن ابنِ عَبّادٍ،و الاسْمُ الجُرْسَهُ ،بالضّمّ .
و قال أَبو سَعِیدٍ و أَبُو تُرَابٍ : الاجْتِرَاسُ :الاکْتِسَابُ ، و الشِّینُ لُغَهٌ فیه.
و التَّجَرُّسُ :التَّکَلُّمُ و التَّنَغُّمُ ،عن أَبی تُرَابٍ ،و قد تَقَدَّم فی کلامِه،فهو تَکْرَارٌ.
و فی العُبَابِ :التَّرْکِیبُ یَدُلُّ علی الصّوْتِ ،و مَا بَعْدَ ذلِکَ فمَحْمُولٌ عَلِیهِ ،و قد،شَذَّ عَنْ (4)هذَا التَّرْکِیبِ :الرَّجُلُ المُجَرَّسُ ،و مَضَی جَرْسٌ من اللَّیْلِ .
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
جَرسُ الطَّیْرِ،محَرَّکَهً (5)صوْتُ مناقِیرِهَا عَلَی شَیْ ءٍ تَأْکُلُه، و منهُ
16- الحَدِیثُ : «فیَسْمَعُونَ صَوْتَ جَرْسِ طَیْرِ الجَنَّهِ . أَی صَوْت أَکْلِهَا،و قد جَرَسَ و أَجْرَسَ ،إِذا صَوَّتَ ،
16- قال الأَصْمَعِیُّ : کنتُ فی مَجْلِسِ شُعْبَهَ قال:«فیَسْمَعُونَ جَرْشَ طَیْرِ الجَنَّه»،بالشِّینِ ،فقُلْتُ : جَرْسَ ،فنَظرَ إِلیَّ و قَالَ :
خُذُوهَا عَنْهُ فإِنَّه أَعْلَمُ بهذَا مِنّا. و قد تَقدَّمَتْ له الإِشَارَهُ فی الخُطْبَهِ فی التَّصْحِیفِ .
و الجَرَسُ ،محرَّکَهً :الحَرَکهُ ،عن کُرَاع.
و أَرضٌ خِصْبهٌ جَرِسَهٌ ،و هی التی تُصَوِّتُ إِذا حُرِّکت و قُلِّبت.
و أَجْرَسَ الحَیُّ :سَمِعْتَ جَرْسَه ،و فی التَّهْذِیب: أَجْرَسَ الحَیُّ :سَمِعْتَ [صَوْتَ ] (6)جَرْسِ شَیْ ءٍ.
و فُلانٌ مَجْرَسٌ لفُلانٍ :یَأْنَسُ بکَلامِه و یَنْشَرِحُ بالکَلامِ عِنْدَه.
و قال أَبو حَنِیفَه رحمه اللّه:فُلانٌ مَجْرَسٌ لفُلانٍ ،أَی مَأْکَلٌ و مُنْتَفَعٌ ،و قال مَرَّهً :فلانٌ مَجْرَسٌ لفُلانٍ ،أَی یَأْخُذُ منه و یَأْکُل[من عنده] (7).
ص:223
و جَرْسُ الحَرْفِ نَغْمَتُه،و سَائِرُ الحُرُوفِ مَجْرُوسَهٌ ما عَدَا حُرُوفَ اللِّینِ :الیَاءَ و الأَلِفَ و الوَاوَ.
و الجَوَارِسُ :النَّحْلُ ،قال أَبو ذُؤَیْبٍ :
یَظَلُّ عَلَی الثَّمْرَاءِ مِنْهَا جَوَارِسٌ
مَرَاضِعُ صُهْبُ الرِّیشِ زُغْبٌ رِقَابُهَا
و قِیلَ : جَوارِسُ النَّحْلِ :ذُکُورُهَا.
و انْجَرَسَ الحَلْیُ :کأَجْرَسَ ،و أَجْرَسَ بهِ صاحِبُه،نقلَهُ الزَّمَخْشَرِیُّ .و جُرَیْسٌ کزُبَیْرٍ:شَیْخٌ یَرْوِی عنه زُهَیْرُ بن مُعَاوِیَهَ .
و جُرَیْسَانُ ،بالضَّمّ :قَرْیَهٌ من جَزِیرَهِ ابنِ نَصْرٍ،من أَعْمَالِ مِصْر.
و الجُرَیْسَاتُ :قَرْیَهٌ من أَعْمَالِ المَنُوفِیَّه من مِصْرَ،نُسِبَ إِلیها أَشْمُومُ .
الجِرْفاسُ ،بالکسرِ، و الجُرَافِسُ ،بالضّمِّ :
الضَّخْمُ ،عن ابنِ فارِسٍ ،و قال غیرُه:هو الشَّدِیدُ من الرِّجَالِ ،و کذلِک الجرَنْفسُ ،و الشینُ المعجَمَهُ لغهٌ فیه،عن سِیبَوَیْهِ و من تَبِعَه من البَصْرِیِّینَ .
و الجِرْفاسُ و الجُرَافِسُ : الجَمَلُ العَظِیمُ الرَّأْسِ ،و قِیل:
الغلِیظُ الجُثَّهِ .
و الجِرْفاسُ و الجُرَافِسُ : الأَسَدُ الهَصُورُ ،کأَنَّه وُصِفَ بذلک لصَرْعِه الرِّجالَ و الفَرائسَ ، و یَجُوز أَنْ یکونَ مَأْخُوذاً من جَرْفَسَه جَرْفسَهً ،إِذا صَرَعَه ،عن ابنِ الأَعْرابِیِّ ، و قیل:
جَرَفَه ،عن ابنِ فارِسٍ ،و أَنْشَد ابنُ الأَعْرَابِیِّ :
کأَنَّ کَبْشاً ساجِسِیًّا أَدْبَسَا
بَیْنَ صَبِیَّیْ لَحْیِهِ مُجَرْفَسَا
قال الصاغَانِیُّ :جَعَلَ خَبَر کَأَنَّ فی الظَّرْفِ .قلتُ :
یَعْنِی بَیْنَ ،و هو قولُ أَبِی العَبّاسِ ،یَقُول:کأَنَّ لِحْیتَه بَیْنَ فکَّیْهِ کَبْشٌ سَاجِسِیُّ ،یَصِفُ لِحْیَهً عَظِیمَهً .
و جَرْفَس فُلانٌ (1):أَکلَ أَکْلاً شَدِیداً و منه:رجُلٌ جَرْفَسِیٌّ ،و یَجُوزُ أَن یکُونَ تَسْمِیَهُ الأَسَدِ مَأْخُوذاً من هذا، و لهذا قِیلَ لَهُ :الضَّیْغَمُ ،کذا فی العُبَابِ .*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:
الجَرْفَسهُ :شِدَّهُ الوَثَاقِ ،و قال الأَزْهَرِیُّ :کُلّ شَیْ ءٍ أَوْثَقْتَه فقد قَعْطَرْتَه و جَرْفَسْتَه ،قال الصّاغَانِیُّ :و یَجُوزُ أَنْ یَکُونَ تَسْمِیَهُ الأَسَدِ مَأْخُوذاً من هذا؛لأَنَّهُ إِذا أَخَذَ الفَرِیسَهَ فکأَنَّه أَوْثقَهَا فلا تُفْلِتُ مِنْهُ .
الجَرَنْفَسُ ،کسَمَنْدَلٍ :الرَّجُلُ الضَّخْمُ الشَّدِیدُ.
الجِرْهاسُ ،بالکَسْرِ أَهمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال اللَّیْثُ :هو الجَسِیمُ و أَنْشَدَ:
یُکْنَی-و مَا حُوِّلَ عَنْ جِرْهاسِ
من فَرْسَهِ الأُسْدَ-أَبا فِرَاسِ
و الجِرْهَاسُ أَیضاً: الأَسَدُ الغَلِیظُ الشَّدِیدُ ،نَقَله الصّاغَانِیُّ عن ابنِ دُرَیْدٍ.
الجَسُّ :المَسُّ بالیَدِ،کالاجْتِساسِ ،و قد جَسَّهُ بیَدِه،و اجْتَسَّهُ ،أَی مَسَّه و لمَسَه.
و مَوْضِعُه الَّذی تقعُ علیهِ یَدَاهُ إِذا جَسَّه : المَجَسَّهُ ، کالمَجَسِّ ،و یقال،مجَسَّتُه حارَّهٌ .
و من المَجَازِ: الجَسُّ : تَفَحُّصُ الأَخْبَارِ و البَحْثُ عنها، کالتَّجسُّسِ ،قال اللِّحْیَانِیُّ : تَجَسَّسْتُ فُلاناً،و من فُلانٍ :
بَحَثْتُ عنه،کتَحَسَّسْتُ ،و من الشّاذِّ قِرَاءَهُ من قَرَأَ:
فتجَسَّسُوا مِنْ یُوسُفَ و أَخِیه (2)و قِیلَ : التَّجَسُّسُ بالجِیمِ :
أَن یطْلُبَه لغَیْرِه،و بالحَاءِ:أَن یَطْلُبَه لنَفْسِه،و قیل:بالجِیمِ :
البَحْثُ عن العَوْراتِ ،و بالحاءِ:الاسْتِمَاعُ ،و مَعْنَاهُمَا وَاحِدٌ فی تَطَلُّبِ مَعْرِفَهِ الأَخْبَارِ و منه الجاسُوسُ و الجَسِیسُ ، کأَمِیرٍ: لصَاحِبِ سِرِّ الشَّرِّ ،و هو العَیْنُ الذِی یَتَجَسَّسُ الأَخْبَارَ،ثمّ یَأْتِی بها،و النَّامُوسُ :صَاحِبُ سِرِّ الخَیْرِ (3).
و قالَ الخَلِیلُ : الجَوَاسُّ :الحَوَاسُّ . و نَسَبَهُ ابنُ سِیدَه للأَوَائِلِ ،و هی خَمْسٌ :الیَدَانِ و العَیْنانِ و الفَمُ ،و الشَّمُّ ، و السَّمْعُ ،و الوَاحِدَهُ حاسَّهٌ ،و قَالَ ابنُ دُرَیْدٍ:و قد یکُونُ بالعَیْنِ أَیضاً.قلْتُ :و اسْتِعْمَالُه فی غیْرِ الیَدِ مَجَازٌ.
ص:224
و فی المَثَلِ :أَحْنَاکُهَا،أَو یُقَال:«أَفْوَاهُهَا مَجَاسُّهَا »، و إِنَّمَا قِیل ذلک لأَنَّ الإِبِلَ إِذا أَحْسَنَت الأَکْلَ اکْتَفَی النّاظِرُ بذلِک فی مَعْرِفَهِ سِمَنِها من أَنْ یَجُسَّهَا و یَضْبِثَها. و قال الزَّمَخْشَرِیُّ :إِذا رَأَیْتَهَا تُجِیدُ الأَکْلَ أَوّلاً فکأَنَّمَا جَسَسْتَهَا، و یَقُولُون:کَیْف تَرَی مَجَسَّتَها ؟فتَقُولُ :دالَّهٌ عَلَی السِّمَنِ .
یُضْرَبُ فی شَوَاهِدِ الأَشْیَاءِ الظَّاهِرَهِ المُعْربَهِ عن بَوَاطِنِها و قال أَبو زَیْدٍ:إِذا طَلَبَتْ کَلأ جَسَّتْ برُؤُوسِهَا و أَحْنَاکِهَا؛فإِن وجَدَتْ مَرْتَعاً[رَمَتْ ]برؤُوسِهَا فرَتَعَتْ ،و إِلاَّ مَرَّتْ ، فالمَجَاسُّ عَلَی هذا:المَوَاضِعُ التی تجُسُّ بِهَا (1)هِی.
و من المَجَازِ قَوْلُهُمْ : فُلانٌ ضَیِّقُ المَجَسَّهِ و المَجَسِّ ،إِذا کانَ غَیْر رَحِیبِ الصَّدْرِ و لم یَکُنْ وَاسِعَ السَّرْبِ ،و یُقَال:
فی مَجَسِّکَ ضِیقٌ .
و من المجَازِ عن ابنِ دُرَیْدٍ: جَسَّهُ بعَیْنِه ،إِذا أَحَدَّ النَّظَرَ إِلَیْهِ لیَسْتَثْبِتَ و یَسْتَبِینَ ،قال الشّاعِرُ:
و فِتْیَهٍ کالذِّئابِ الطُّلْسِ قُلْتُ لَهُمْ :
إِنِّی أَرَی شَبحاً قد زَالَ أَوحَالاَ
فاعْصَوْصَبُوا ثُمَّ جَسُّوه بأَعْیُنِهِم
ثمّ اخْتَفَوْهُ و قَرْنُ الشَّمْسِ قد زَالاَ
اخْتَفَوْهُ :أَظْهَرُوه،و هکذا أَنْشَدَه الجَوْهَرِیُّ ،و حَکَاه عن ابنِ دُرَیْدٍ (2)،و قال الصّاغَانِیُّ :هو فی حِکَایَتِه[عنه] (3)صادِقٌ ،و لکنه تَصْحِیفٌ ،و الرِّوایَهُ «حَسُّوه»بالحَاءِ،یُقَال:
حَسَّهُ و أَحَسَّهُ بمَعْنًی،و البَیْتَانِ لعُبَیْدِ بنِ أَیُّوبَ العَنْبَرِیِّ ، و الروایَه:
فاهْزَوْزَعُوا ثُمَّ حَسُّوه بأَعْیُنِهِم
ثُمّ اخْتَتَوْهُ و قَرْنُ الشّمْسِ قد زَالاَ
اهْزَوْزَعُوا:تَحَرَّکُوا و انْتَبَهُوا حَتَّی رَأَوْه،و اخْتَتْوُه:أَخَذُوه.
قلتُ :و مثلُه بخَطِّ أَبِی زَکَرِیّا فی دِیوَانِه،و قال:حَسُّوه، و أَحَسُّوه بمعْنًی.
و الجَسّاسَهُ :دَابَّهٌ تکونُ فی الجَزائِرِ (4)تَجُسُّ الأَخْبَارَ ، فتَأْتِی بها الدَّجّال. قالَهُ اللَّیْثُ ،زادَ فی اللِّسان:زَعَمُوا.
و هی المَذْکُورهُ فی حَدِیثِ تَمِیمٍ الدّارِیِّ .
و من المَجَاز: الجَسّاسُ (5)ککَتَّانٍ :الأَسَدُ المُؤَثِّرُ فی الفَرِیسَهِ ببَرَاثِنِه ،فکأَنَّه قد جَسَّهَا،و منه قولُ مالِکِ بنِ خالِدٍ الخُنَاعِیِّ (6)و یُرْوَی لأَبِی ذُؤَیْبٍ أَیضاً،فی صِفَهِ الأَسَدِ:
صَعْبُ البَدِیهَهِ مَشْبُوبٌ أَظَافِرُه
مُواثِبٌ أَهْرَتُ الشِّدْقَیْنِ جَسّاسُ
و قال أَبو سَعِیدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَیْنِ السُّکَّرِیُّ (7): جَسَّاسٌ یَجُسُّ الأَرْضَ ،أَی یَطَؤُهَا (8).
و جَسّاسُ بنُ قُطَیْبٍ أَبو المِقْدَامِ : رَاجِزٌ.
و جَسّاسُ بنُ مُرَّهَ الشَّیْبَانِیُّ : قَاتِلُ کُلَیْبِ بن وَائِل و بسَبَبِه هَاجَتْ حَرْبُ بَکْرٍ و تَغْلِبَ بنِ وائِلٍ ،کما تَقدَّمَ فی بسّ ، و فیه یَقُولُ مُهَلْهِلٌ :
قَتِیلٌ ما قَتِیلُ المَرْءِ عَمْرٍو
و جَسّاسُ بنُ مُرَّهَ ذُو ضَرِیرِ
و قَتَلَه هِجْرِسُ بنُ کُلَیْبٍ ،و له کلامٌ تقَدَّم فی«ز ر ر».
و عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ جَسّاسٍ المِصْرِیّ : من أَتْبَاعِ التَّابِعِینِ و جَسّاسُ بنُ مُحَمَّدٍ:من المُحَدِّثِینَ .
و جِسَاسٌ ، ککِتَابٍ ابنُ نُشْبَهَ بن رَبِیعٍ التَّمِیمِیّ بنِ عمْرِو بنِ عَبْدِ اللّه بنِ لُؤَیِّ بنِ عَمْرِو بنِ الحارِثِ بنِ تَیْمِ اللّه بنِ عبْدِ مَنَاهَ بنِ أَدّ:أَبو قَبِیلهٍ ،من وَلدِه مُزَاحِمُ بنُ زُفَرَ ابنِ عِلاَج بنِ الحَارِثِ بنِ عامِرِ بنِ جِسَاسٍ ،عن شُعْبَهَ ، و عنه أَبو الرَّبِیعِ الزَّهْرانِیّ ،أَخُوهُ عُثْمَانُ بنُ زُفَرَ:حَدَّثَ عن یُوسُفَ بن مُوسَی القَطّانِ و غَیْرِه،و أَنشد ابنُ الأَعْرَابِیّ :
أَحْیَا جِسَاساً فلمّا حانَ مَصْرَعُه
خَلَّی جِسَاساً لأَقْوَامٍ سَیَحْمُونَهْ
ص:225
و جِسْ ،بالکَسْرِ:زَجْرٌ للبَعِیرِ ،قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:لم یَتَصَرَّفْ له فِعْلٌ .
و قولُه تَعَالَی: وَ لا تَجَسَّسُوا (1)
17- قال مُجاهِدٌ: أَی خُذُوا ما ظَهَرَ و دَعُوا ما سَتَرَ اللّه عَزَّ و جَلَّ ،أَو لا تَفْحَصُوا عَنْ بوَاطِنِ الأُمُورِ،أَو لا تَبْحَثُوا علی العَوْرَاتِ . کُلّ ذلِک من مَعَانِی التَّجَسُّسِ ،بالجِیم،و قد تقدَّمَ الفَرْقُ بیْنَه و بینَ التَّحَسُّسِ ،بالحَاءِ،و هو مَجاز.
و من المَجَازِ: اجْتَسَّتِ الإِبِلُ الکَلأَ ،إِذا رَعَتْهُ بمَجَاسِّهَا ، أَی أَفْوَاهِهَا،و فی الأَسَاسِ :الْتَمَسَتْهُ بأَفْوَاهِهَا.
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
الجَسُّ : جَسُّ النَّصِیِّ و الصِّلِّیَانِ حیثُ یَخْرُجُ من الأَرْضِ علی غَیْرِ أُرُومَهٍ (2).
و یُقَال: جَسَّ الأَرْضَ جَسًّا :وَطِئَهَا،و منه سُمِّیَ الأَسَدُ جَسّاساً .
و هاشِمُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الجَسّاسُ :کُوفِیٌّ رَوَی عن جَعْفَرِ بنِ مُحَمّدِ بن شاکِرٍ،و إِبراهِیمُ بنُ الوَلِیدِ الجَسّاسُ یَرْوِی عن أَبِی بَکْرٍ الرَّمَادِیّ .
و عَبْدُ السّلامِ بنُ حَمْدُون جَسُّوس کتَنُّورٍ:حَدَّثَ عن إِمَامِ الجَمَاعَهِ سَیِّدِی عبدِ القَادِرِ الفاسِیِّ و غیرِه،و عن شَیْخِ مَشَایِخِنَا مُحَمَّدِ بنِ عبدِ اللّه السِّجِلْماسِیِّ ،و محمّدُ بنُ عَبْدِ الرّزّاقِ بنِ عبدِ القَادِرِ بنِ جَسّاسٍ الأَرِیحِیُّ الدِّمَشْقِیُّ ، سمعَ عَلَی الزَّیْنِ العِرَاقِیِّ و الهَیْثَمِیِّ ،مات سنه 874.
جِشْنِسُ ،بالکَسْرِ،و الشِّینُ الأُولَی مُعْجَمَهٌ ، علی مثال زِبْرِجٍ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال الصّاغانِیُّ :هو من الأَعْلامِ ،غیرُ مُنْصَرِفٍ ،للعَلَمِیّه و العُجْمَهِ ،و هو اسمُ جَدّ أَبِی بَکْرٍ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ جِشْنِسَ الأَصْفَهَانِیِّ المُحَدِّثِ بن صاعد.
*و فَاتَه:
مُحَمَّدُ بنُ نَصْرِ بنِ عَبْدِ اللّه بنِ أَبَانِ بن جِشْنِسَ الأَصْبَهَانِیُّ یَرْوِی عن إِسْمَاعِیلَ بنِ عَمْرٍو البَجَلِیّ ،و عَنْه أَبوالشَّیْخِ ،و ابْنُه أَحمَدُ من شُیُوخِ ابنِ مرْدوَیه،و أَبو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ المَرْزُبَانِ بنِ أَدّ،و جِشْنِسُ :راوِی جُزْءِ لُوَیْنٍ .
الجَعْسُ :الرَّجِیعُ ،مُوَلَّدٌ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .
أَو الجَعْسُ : اسمُ المَوْضِعِ الَّذِی یَقَعُ فِیه الجُعْمُوسُ ، کما نَقَلَه ابنُ دُرَیْدٍ،و قال غیرُه:المِیمُ فیه زائِدَهٌ ،و أَنشَدَ ابنُ دُرَیْدٍ:
أُقْسِمُ باللّه و بالشَّهْرِ الأَصَمْ
ما لَکَ مِنْ شاءٍ (3)تُرَی و لا نَعَمْ
إِلاَ جَعَامِیسَکَ وسْطَ المُسْتَحَمْ
قلتُ :و کسرُ الجِیمِ فیه لُغَهٌ ،و لو قال:مَوْضِعُه، لأَصَابَ .
و الجُعْسُوسُ ،بالضّمِّ : القَصِیرُ الدَّمِیمُ اللَّئِیمُ الخِلْقَهِ و الخُلُقِ القَبِیحُ ،عن الأَصْمعِیِّ ،کأَنَّه مُشْتَقٌّ من الجَعْسِ ، صِفَه علی فُعْلُولٍ ،فشُبِّهَ الساقِطُ المَهِینُ من الرِّجالِ بالخُرْءِ و نَتْنِه،و الأُنْثَی جُعْسُوسٌ أَیضاً،حکاه یَعْقُوب،و هم الجَعاسِیسُ ،و رَجُلٌ دُعْبُوبٌ ،و جُعْبُوبٌ ،و جُعْسُوسٌ ،إِذا کانَ قَصِیراً دَمِیماً،و
16- فی الحَدِیثِ : «أَ تُخَوِّفُنَا بجَعاسِیسِ یَثْرِبَ ». و قالَ أَعرابِیٌّ لامرأَتِه:إِنَّکِ لجُعْسُوسٌ صَهْصَلِقٌ .
فقالَتْ :و اللّه إِنَّکَ لهِلْبَاجَهٌ نَؤُومُ ،خَرِقٌ سَؤُومٌ ،شُرْبُکَ اشْتِفَافٌ ،و أَکْلُکَ اقْتِحافٌ ،و نَوْمُکَ الْتِحَافٌ ،عَلَیْکَ العَفَا، و قُبِّح منکَ القَفَا.
و قالَ ابنُ السِّکِّیتِ -فی کِتَابِ القَلْبِ و الإِبْدَالِ -:
جُعْسُوسٌ و جُعْشُوشٌ ،بالشِّینِ و السّینِ ،و ذلِک إِلی قَماءَهٍ و صِغَرٍ و قِلَّهٍ ،یُقَال:هو من جَعَاسِیسِ النّاسِ ،قال:و لا یُقَالُ بالشِّینِ ،قال عَمْرُو بنُ مَعْدِیکَرِبَ :
تَدَاعَتْ حَوْلَه جُشَمُ بنُ بَکْرٍ
و أَسْلَمَه جَعَاسِیسُ الرِّبَابِ
هکَذا أَنْشَدَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال الصّاغانِیُّ :و هذا تَصْحِیفٌ قَبِیحٌ ،و إِنَّمَا هُو لِغَلْفَاءَ أَخِی شُرَحْبِیلَ بن الحارِثِ بنِ عَمْروٍ آکِلِ المُرَارِ،و اسْمُ غَلْفَاءَ مَعْدِیکَرِبُ ، و قیل:سَلَمَهُ ،و أَوّلُه:
ص:226
أَلا أَبْلِغْ أَبَا حَنَشٍ رَسُولاً
فمالَکَ لا تَجِیءُ إِلی الثَّوَابِ
تَعَلَّمْ أَنَّ خَیْرَ النّاسِ حَیًّا
قَتِیلٌ بینَ أَحْجارِ الکُلاَبِ
تَدَاعَتْ حَوْلَه...
الخ.
و تَجَعَّسَ الرَّجُلُ :تَعَذَّرَ.
و من المَجَازِ: تَجَعَّسَ ،إِذا بَذَا بلِسَانِه.
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
الجَعِیسُ ،کأَمِیرٍ:الغَلِیظُ الضَّخْمُ .
و الجُعْسُوسُ ،بالضّمِّ :النَّخْلُ فی لُغَهِ هُذَیْل،و ذکرَه المُصَنِّفُ رحمه اللّه فی«جعمس» (1)کما سیَأْتِی.
الجُعْبُسُ ،بالضَّمِّ (2)،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ ابنُ السِّکِّیتِ هو کعُصْفُرٍ.
و قال غیرُه: الجُعْبُوسُ مثال: عُصْفُورٍ: (3)المائِقُ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ فی التَّکْمِلَهِ و العُبَابِ ،و صاحبُ اللّسانِ .
الجُعْمُوسُ ،کعُصْفُورٍ ،أَهمَلَه الجَوْهَرِیُّ هُنَا،و لکن صَرَّحَ بِه فی«جعس»فإِنَّ مِیمَه زائِدَهٌ و إِنَّ وَزْنَه فُعْمُولٌ ،و هو: الرَّجِیعُ ،قالَ أَبو زَیْدٍ: الجُعْمُوسُ :ما یَطْرَحُه الإِنْسَانُ من ذِی بَطْنهِ ،و جَمْعُه جَعَامِیسُ ،و أَنشدَ:
ما لَکَ مِنْ إِبْلٍ تُرَی و لا نَعَمْ
إِلا جَعامِیسَکَ وَسْطَ المُسْتَحَمْ
و جَعْمَسَ الرَّجُلُ : وَضَعَهُ بمَرَّهٍ وَاحِدَه ،و قِیلَ :إِذا وَضَعَه یابِساً، و هو مُجَعْمِسٌ و جُعَامِسٌ ،بالضّمِّ ،قالَ الصاغَانِیُّ :
وَزنُ جَعْمَسَ فَعْمَلَ لزیادَهِ المیمِ ،و کذلِک جُعَامِسٌ .
قلْتُ :فلِذَا لم یُفْرِدْ بمادَّهٍ وَاحده،بل ذَکَرَه فی«جعس».
و الجَعامِیسُ :النَّخْلُ ،هُذَلِیَّهٌ ،قالَهُ ابنُ عَبّادٍ،و قد تَقَدَّمَ أَنَّ فی لُغَهَ هُذَیْلٍ فی اسْمِ النَّخْل الجُعْسُوسُ أَیضاً، و الجمعُ الجَعَاسِیسُ . و الجُعْمُوسَهُ ،بالضَّمِّ (4): ماءٌ لبَنِی ضَبِینَهَ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .
الجَعَانِسُ :الجِعْلاَنُ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صَاحِبُ اللِّسَانِ ،و أَوْرَدَهُ الصَّاغانِیُّ ،و هو قَلْبُ عَجَانِسَ ، کما سَیُذْکَرُ فی موضِعِه،و هو عن ابنِ عَبّادٍ،کما فی العُبَابِ .
جَفِسَ من الطَّعَامِ ، کفَرِحَ ، جَفَساً ،محرّکَهً و جَفَاسَهً ،کسَحابَهٍ : اتَّخَمَ ،و هو جَفِسٌ .
و الجِفْسُ ،بالکَسْرِ،و ککَتِفٍ :الضَّعِیفُ الفَدْمُ ،لُغَهٌ فی الجِبْسِ ،قالَهُ ابنُ دُرَیْدٍ (5).
و الجِفْسُ : اللَّئِیمُ ، کالجَفِیسِ ،کما مَرَّ عن ابنِ عَبّادٍ.
*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:
جَفِسَتْ نَفْسُه منه:خَبُثَتْ .
و حکی الفَارِسِیُّ :رَجُلٌ جَیْفَسٌ و جِیَفْسٌ مثل بَیْطَرٍ و بِیَطْرٍ:ضَعِیفٌ فَدْمٌ و یُرْوَی بالحاءِ،کما سیأْتی.
و فی النَّوادِرِ:فلانٌ جِفْسٌ و جَفِسٌ ،أَی ضَخْمٌ جافٍ .
و جَفَاسَاءُ :رَجُلٌ من بَلْعَنْبَرِ کانَ قد ابْتُلِیَ ببَطْنَه.
جَلَسَ یَجْلِسُ جُلُوساً ،بالضّمّ ، و مَجْلَساً ، کمَقْعَدٍ ،و منه
16- الحَدِیثُ : «فإِذا أَتَیْتُمْ (6)إِلی المَجْلَس فأَعْطُوا الطَّرِیقَ حَقَّه». قال الأَصْبَهَانیُّ فی المفردات و تَبعه المُصَنِّفُ فی البَصَائِرِ:إِنّ الجُلُوسَ إِنّمَا هو لِمَنْ کانَ مُضْطَجِعاً، و القُعُود لمَنْ کان قائِماً،باعتِبَارِ أَنَّ الجَالِسَ مَنْ (7)کانَ یَقصد الارتِفَاعَ ،أَی مَکاناً مُرْتفِعاً،و إِنّمَا هذا یُتَصَوَّرُ فی المُضْطَجِعِ ،و القَاعِدُ بخِلاَفهِ ،فیُنَاسِبُ القائِمَ . وَ أَجْلَسْتُه یَتَعَدَّی بالهَمْزَهِ .
و المَجْلِسُ مَوْضِعُه، کالمَجْلِسَهِ ،بالهَاءِ،حکاهُمَا اللِّحْیَانِیُّ ،قال:یقال:ارْزُنْ فی مَجْلِسِکَ و مَجْلِسَتِکَ ، و نقَلَه الصّاغَانِیُّ عن الفَرّاءِ و قال:هو کالمَکَانِ و المکَانَه،
ص:227
قال شَیْخُنا و أَغرب فی الفَرْقِ من المَجْلِسِ بکسرِ الّلام:
البَیْت،و بالفَتْحِ :مَوضعُ التَّکْرِمَهِ الْمَنْهِیِّ عن الجُلُوسِ علیها بغیرِ إِذْنٍ ،قال:و لا یَظْهَرُ للفَتْحِ فیه وَجْهٌ بل الصَّوابُ فیهِ بالکَسْرِ؛لأَنّه اسمٌ لما یُجْلَسُ علیه.
و فی الصّحاح: الجِلْسَهُ ،بالکَسْرِ:الحَالَهُ الَّتِی یَکُونُ علیها الجَالِسُ ،و یُقَال:هو حَسَن الجِلْسه و قالَ غَیْرُه:
الجِلْسَهُ :الهَیْئَهُ التی یُجْلَسُ علیها،بالکَسْر،علی ما یَطَّرِدُ علیه هذا النَّحْوُ.
و الجُلَسَهُ ، کتُؤدَهٍ :الرَّجُلُ الکَثِیرُ الجُلُوسِ .
و یُقَال:هذا جِلْسُکَ ،بالکسْرِ، و جَلِیسُکَ ،کأَمِیرٍ،کما تَقُول خِدْنُک و خَدِینُک، و جلِّیسُکَ ،کسِکِّیتٍ ،کما فی نُسْخَتِنَا،و قد سَقَطَ من بَعْضِ الأُصُولِ ،أَی مُجَالِسُک ، و قِیل: الجِلْسُ :یَقَعُ علی الوَاحِدِ و الجَمْعِ و المُؤَنَّثِ و المُذَکَّرِ،و الجَلِیسُ للمُذَکَّرِ،و الأُنْثَی جَلِیسَهٌ .
و جُلاّسُکَ : جُلَسَاؤُکَ الذین یُجَالِسُونَک .
و الجَلْسُ ،بالفتْحِ :الغَلِیظُ من الأَرْضِ ،هذا هو الأَصْلُ فی المَادَّهِ ،و منه سُمِّیَ الجُلُوس ،و هو:أَنْ یَضَعَ مَقْعَدَه فی جَلْسٍ من الأَرْضِ ،کما صَرَّحَ به أَرْبَابُ الاشْتِقاقِ ،و ذِکْرُ الفَتْح مُسْتَدْرَکٌ .
و الجَلْسُ :الشَّدِیدُ من العَسَلِ و یُقَال:شُهْدٌ جَلْسٌ :
غَلیظٌ .
و الجَلْسُ :الغَلِیظُ من الشَّجَرِ.
و الجَلْسُ : النّاقَهُ الوَثِیقَهُ الجِسْمِ الشَّدِیدَهُ المُشْرِفَهُ ، شُبِّهَت بالصَّخْرَهِ ،و الجَمْعُ أَجْلاسٌ ،قال ابنُ مُقْبِلٍ :
فأَجْمَعُ أَجْلاساً شِدَاداً یَسُوقُهَا
إِلیَّ إِذا راحَ الرِّعاءُ رِعَائِیَا
و الکثیرُ جُلاَّسٌ .
و جَمَلٌ جَلْسٌ کذلِکَ ،و الجَمْعُ جُلاّسٌ و قالَ اللِّحْیَانِیُّ :
کُلُّ عَظِیمٍ من الإِبِلِ و الرِّجَالِ جَلْسٌ ،و ناقَهٌ جَلْسٌ و جَمَلٌ جَلْسٌ :وَثِیقٌ جَسِیمٌ ،قِیلَ :أَصْلُه جَلْزٌ.فقُلِبَت الزایُ سِیناً،کأَنَّهُ جُلِزَ جَلْزاً،أَی فُتِلَ حتّی اکْتَنَزَ و اشْتَدَّ أَسْرُه، و قالت طائِفَهٌ :یُسمّی جَلْساً لطُولِه و ارْتِفَاعِه.
و الجَلْسُ : بَقِیَّهُ العَسَلِ تَبْقَی فی الإِنَاءِ ،قال الطِّرِمّاحُ :
و ما جَلْسُ أَبْکَارٍ أَطاعَ لِسَرْحِها
جَنَی ثَمَرٍ بالوَادِیَیْنِ وَ شُوعُ (1)
و الجَلْسُ : المَرْأَهُ تَجْلِسُ فی الفِنَاءِ لا تَبْرَحُ . قال حُمْیَدُ بنُ ثَوْرٍ یُخَاطِبُ امْرَأَهً ،فقالَتْ لَهُ :مَا طَمِعَ أَحَدٌ فیّ قَطُّ ،فذَکَرَتْ أَسْبَابَ الیَأْسِ مِنْهَا،فقَالَتْ (2):
أَمّا لَیَالِیَ کُنْتُ جَارِیَهً
فحُفِفْتُ بالرُّقَباءِ و الحَبْسِ
حَتّی إِذا ما الخِدْرُ أَبْرَزَنِی
نُبِذَ الرِّجَالُ بزَوْلَهٍ جَلْسِ
و بِجَارَهٍ شَوْهَاءَ تَرْقُبُنِی
و حَمٍ یَخِرُّ کمَنْبَذِ الحِلْسِ
أَو الجَلْسُ :المَرْأَهُ الشَّرِیفَهُ فی قَوْمِهَا.
و الجَلْسُ :ما ارْتَفَعَ (3)من الغَوْرِ،و زادَ الأَزْهَرِیُّ فخَصَّصَ بِلاد نَجْدٍ و فی المُحْکَم:و الجَلْسُ :نَجْدٌ،سُمِّیَتْ بذلِکَ .
و حَکَی اللِّحْیَانِیُّ :إِنَّ المَجْلِسَ و الجَلْسَ لیَشْهَدُونَ بکَذَا و کَذَا،یریدُ أَهْل المَجْلِسِ قالَ ابنُ سِیدَه:و هذا لیسَ بشَیْ ءٍ؛إِنّمَا هو علی ما حَکَاهُ ثَعْلَبٌ من أَنَّ المَجْلِسَ :
الجَمَاعَهُ من الجُلُوسِ ،و هذا أَشْبَهُ بالکَلاَمِ ؛لقوله:
الجَلْس الَّذِی هو لا محالَهَ اسمٌ لجَمْعِ فاعِلٍ ،فی قِیَاسِ قَوْلِ سِیَبَویْهِ ،أَو جَمْعٌ له،فی قِیَاسِ قَوْلِ الأَخْفَشِ .
و الجَلْسُ : الغَدِیرُ ،عن ابنِ عَبّادٍ.
ص:228
و الجَلْسُ : الوَقْتُ ،هکذا فی النُّسَخِ بالتّاءِ المُثَنّاهِ ، و الصّوابُ :الوَقْتُ ،بالمُوَحَّدَهِ ،کما فی المُحِیطِ .
و الجَلْسُ : السَّهْمُ الطَّوِیلُ ،عن ابنِ عَبّادٍ.قلت:و هو خلافُ النِّکْسِ قالَ الهُذَلِیُّ :
کمَتْنِ الذِّئْبِ لانِکْسٌ قَصِیرٌ
فأُغْرِقَه و لا جَلْسٌ عَمُوجُ (1)
و الجَلْسُ : الخَمْرُ العَتِیقُ .
و الجَلْسُ : الجَبَلُ و قِیلَ :هو العَالِی الطَّوِیلُ ،قال الهُذَلِیُّ :
أَوْفَی یَظَلُّ علی أَقْذَافِ شاهِقَهٍ
جَلْسٍ یَزِلُّ بها الخُطَّافُ و الحَجَلُ
و عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ : الجِلْسُ ، بالکَسْرِ:الرَّجُلُ الفَدْمُ الغَبِیُّ .
و بلا لامٍ ، جِلْسُ بنُ عامِرِ بنِ رَبِیعَهَ بنِ تَدُولَ (2)بن الحارِثِ بنِ بَکْرِ بنِ ثَعْلَبه بنِ عُقْبَهَ بنِ السَّکُونِ ،أَبو قَبِیلَهٍ من السَّکُونِ .
و الجِلْسِیُّ ،بالکسرِ ،و ضَبَطَه الصاغَانِیُّ بالفَتْحِ ضَبْطَ القَلَمِ : مَا حَوْلَ الحَدَقَهِ ،و قِیلَ :ظاهِرُ العَیْنِ ،قال الشَّمّاخُ :
فأَضْحَتْ علَی ماءِ العُذَیْبِ و عَیْنُهَا
کوَقْبِ الصَّفَا جِلْسِیُّهَا قَدْ تَغَوَّرَا
و الجُلاَسُ ،کغُرَابٍ :ابنُ عَمْروٍ الکِنْدِیُّ ،یَرْوِی زَیْدُ بنُ هِلالِ بنِ قُطْبَهَ الکِنْدِیُّ عنه،إِن صَحّ .
و الجُلاَسُ بنُ سُوَیْدِ بنِ الصّامِتِ بنِ خالِدٍ الأَوْسِیُّ :
صحابِیّانِ .
و فَاتَه: الجُلاسُ بنُ صَلْتٍ (3)الیَرْبُوعِیُّ له صُحْبَهٌ ،رَوتْ عنه بِنْتُه أُمُّ مُنْقِذٍ فی الوضوءِ.
و الجُلَّسَانُ ،بتَشْدِیدِ اللاَّمِ المَفْتُوحَهِ مع ضَمِّ الجِیمِ :
نِثَارُ الوَرْدِ فی المَجْلِسِ ، مُعَرّب کُلْشَنَ (4)،و قالَ الجَوْهَرِیُّ :کُلْشَانَ ،و مثلُه قولُ اللّیْثِ (5)،و کلاهُمَا صَحِیحٌ ،و قِیلَ :
الجُلَّسَانُ :الوَرْدُ الأَبْیَضُ ،و قِیلَ :هو ضَرْبٌ من الرَّیْحانِ ، و به فُسِّرَ قولُ الأَعْشَی:
لَنا جُلَّسَانٌ عِنْدَها و بَنَفْسَجٌ
و سِیسَنْبَرٌ و المَرْزَجُوشُ مُنَمْنَمَا (6)
و آسٌ و خِیرِیٌّ و مَرْوٌ و سَوْسَنٌ
یُصَبِّحُنا فی کُلِّ دَجْنٍ تَغَیَّمَا
و قالَ الأَخْفَشُ : الجُلَّسانُ :قُبَّهٌ یُنْثَرُ علیها الوَرْدُ و الرَّیْحانُ ،و مثلُه لابنِ الجَوَالِیقِیِّ فی المُعَرَّبِ ،و فی کِتَابِ «السّامِی فی الأَسامِی»للمَیْدانِیِّ : الجُلَّسانُ :مُعَرَّبُ کُلْشَانَ ،هکذا ذَکَرَه مع الصُّفَّهِ و الدّکّهِ و ما یَجْرِی مَجْرَاهُمَا، و من سَجَعَاتِ الأَساسِ :کأَنَّه کِسْرَی مع جُلَسَائِه فی جُلَّسَانِه،قال:و هی قُبَّهٌ کانَتْ له یُنْثَرُ علیه من کُوَّهٍ فی أَعْلاهَا الوَرْدُ.فإِذا عَرَفْتَ ذلک ظَهَر لکَ القُصُورُ فی عِبَارَهِ المُصَنِّفِ .
و مُجَالِسٌ ،بالضّمِّ :فَرَسٌ کانَ لبَنِی عُقَیْلٍ ،أَو بَنِی فُقَیْمٍ . قالَه (7)أَبُو النَّدَی،هکذا ذَکَرَهُ الصّاغَانِیُّ هُنَا، و سَیَأْتِی أَیضاً فی«خ ل س»مثل ذلِکَ ،فلیُتَأَمَّلْ .
و القاضِی الجَلِیسُ ،کأَمِیرٍ :لَقَبُ عَبْد العَزِیزِ بن الحُسَیْنِ بنِ عَبْدِ اللّهِ بنِ أَحْمَدَ التَّمِیمِیّ السّعْدِیّ ،عُرِفَ بابنِ الحُبَابِ (8)،و هو لَقَبُ جَدِّهِ عبدِ اللّه،و إِنّمَا لُقِّبَ بذلِکَ لأَنَّه کانَ یُجَالِسُ الخَلِیفَهَ ،و للقَاضِی الفَاضِلِ فیه مَدَائِحُ کَثِیرَهٌ ، و قد حَدَّثَ هو و جَمَاعَهٌ من أَهْلِ بَیْتِه،فَأَوَّلُهُم:أَخُوه عبدُ الرَّحْمنِ بنُ الحُسَیْنِ أَبُو القَاسِمِ ،حَدّثَ عن محمّدِ بنِ أَبِی الذِّکْرِ الصِّقِلِّیّ ،و ابنُه إِبراهِیمُ بنُ عبدِ الرّحْمنِ حَدَّث عن السِّلفِیّ ،و عَبْدُ القَوِیَّ بنُ عبدِ العَزِیزِ سَمِعَ من ابنِ رِفَاعَهَ ،و ابنُ أَخِیهِ [أَبو]الفَضْل أَحمد بن مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ العَزِیزِ،سَمِعَ السِّلفِیَّ ،و غیر هؤلاءِ.
ص:229
*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:
المَجْلِسُ :الناسُ ،حکاهُ شَیْخُنَا عن أَبی[علیٍّ ]القَالِی، و أَنْشَدَ:
نُبِّئْتُ أَنَّ النّارَ بَعْدَکَ أُوقِدَتْ
و اسْتَبَّ بَعْدَکَ یا کُلَیْبُ المَجْلِسُ
الشّعْرُ لمُهَلْهِلٍ .قلْت:و أَحْسَنُ من هذا ما قَالَه ثَعْلَبٌ :
إِن المَجْلِسَ جَمَاعَهُ الجُلُوسِ ،و أَنْشَدَ:
لَهُمْ مَجْلِسٌ صُهْبُ السِّبَالِ أَذِلَّهٌ
سَوَاسِیَهٌ أَحْرَارُها و عَبِیدُها
و
16- فی الحَدِیث: «و إِنَّ مَجْلِسَ بَنِی عَوْفٍ ینْظُرُون إِلیهِ ».
أَی أَهْلَ المَجْلِسِ ،علی حَذْفِ المُضَافِ .
و فی الأَسَاسِ :رأَیْتُهُم مَجْلِساً ،أَی جالِسِین .
و جَالَسَه مُجَالسَهً و جِلاَساً .و ذکر بعض الرِّجَالِ فَقَالَ :
کَرِیمُ النِّحَاس طَیِّبُ الجِلاَس .
و تَجَالَسُوا فتَآنَسُوا.و لا تُجَالِسْ من لا تُجَانِس.
و جَلَسَ الشّیْ ءُ:أَقَامَ ،قال أَبو حَنِیفَهَ :الوَرْسُ یُزْرَعُ سَنَهً فیَجْلِسُ عَشْرَ سِنِینَ ،أَی یُقِیمُ فی الأَرْضِ ،و لا یَتَعَطَّلُ .
و ابْنا جالِسٍ و سَمِیرٍ:طَرِیقان یُخَالِفُ کُلُّ وَاحِدٍ منهُمَا صاحِبَه،قال الشّاعِرُ:
فإِنْ تَکُ أَشْطَانُ النَّوَی اخْتَلَفَتْ بِنَا
کما اخْتَلَفَ ابْنَا جَالِسٍ و سَمِیرِ
و هو مَجازٌ.
و جَلسَت الرَّخَمَهُ :جَثَمَتْ .عن أَبِی (1)الهَیْثَمِ [و فُلانٌ جَلِیسُ نَفْسِه]: (2)یُقَال ذلِکَ لمَنْ کانَ من أَهْل العُزْلهِ ،و هو مَجاز،ذَکَرَه الزَّمَخْشَرِیُّ .
و الجَلْسُ :الصَّخْرَهُ العَظِیمَهُ الشَّدِیدَهُ ،قِیل:و به شُبِّهَتِ النّاقَهُ .
و جَلَسَ القَوْمُ یَجْلِسُون جَلْساً :أَتَوا الجَلْسَ ،و فی التَّهْذِیب:أَتَوْا نَجْداً،قال الشّاعِرُ،و هو العَرْجِیُّ :
شِمَالَ مَنْ غَارَ بِهِ مُفْرِعاً
و عَنْ یَمِینِ الجَالِسِ المُنْجِدِ
و قالَ مَرْوَانُ بنُ الحَکَمِ :
قُلْ لِلْفَرَزْدَقِ و السَّفَاهَهُ کاسْمِها:
إِن کُنْتَ تارِکَ ما أَمَرْتُکَ فاجْلِسِ
أَی ائْتِ نَجْداً،و أَنْشَدَ الزَّمَخْشَرِیُّ لدُرَیْدٍ:
حَرَامٌ عَلَیْهَا أَنْ تُرَی فی حَیَاتِهَا
کمِثْلِ أَبِی جَعْدٍ فغُورِی أَو اجْلِسِی
وَ رَأَیْتُهُم یَعْدُونَ جالِسِین ،أَی مُنْجِدِین.
و جَلَس السَّحَابُ :أَتی نَجْداً،قال ساعِدَهُ بنُ جُؤیَّهَ :
ثُمَّ انْتَهَی بَصَرِی و أَصْبَحَ جَالِساً
منهُ لنجْدٍ طائِقٌ مُتَغَرِّبُ (3)
و عَدّاه بالّلام لأَنّه فی مَعْنَی عامِداً له،و
16- فی الحَدِیثِ :
«أَنّه أَقْطَعَ بِلالَ بنِ الحارِثِ مَعادِنَ القَبَلِیّهِ (4)غَوْرِیَّها و جَلْسِیَّها ». قلتُ :و هی فی ناحِیَهِ الفُرْعِ .
و قِدْحٌ جَلْسٌ :طَوِیلٌ ،خِلاَفُ نِکْسٍ ،و قد تَقَدَّم.
و قد سَمَّوْا جَلاّساً ،ککَتّانٍ .
و فی الأَساس:رَآنِی قائماً فاسْتَجْلَسَنِی .قلْت:و هذا علی خِلافِ ما ذَکَرْناه من الفَرْقِ فی أَولِ المادّه.
و أَبو الجُلاَس عُقْبَهُ بنُ یَسارٍ الشّامِیّ ،رَوَی عن علیِّ بنِ شَمّاخ،علی خِلافٍ ،و عنه عبدُ الوارِثِ أَبو سَعِیدٍ،ذکرَه المِزِّیُّ فی الکُنَی،و عُلاثَهُ بنُ الجُلاَس الحَنْظَلِیُّ :فارِسٌ شاعِرٌ.
و أَجْلَسْتُه فی المَکَانِ :مَکَّنْتُه فی الجُلُوسِ .
*و ممّا یُسْتدْرَکُ عَلَیْه:
جِلْداسٌ ،بالکَسْر:اسمُ رجُلٍ ،قال:
عَجِّلْ لنَا طَعامَنَا یا جِلْداسْ
علی الطَّعَامِ یَقْتُلُ النّاسُ النّاسْ
ص:230
و قالَ أَبو حَنِیفَهَ رَحِمَهُ اللّه: الجِلْدَاسِیُّ مِن التِّینِ :أَجْوَدُه، یَغْرِسُونه غَرْساً،و هو تَینٌ أَسْوَدُ،و لیس بالحالِکِ ،فیه طولٌ ، و إِذا بَلَغ انْقلَعَ بأَذْنابِه،و بُطُونُه بِیضٌ ،و هو أَصْلُ (1)تِینِ الدُّنْیَا،و إِذا امْتَلأَ منه الآکِلُ أَسْکرَه،و قَلَّ من یُکْثِر من أَکْلِه عَلَی الرِّیقِ لشِدَّهِ حَلاوَتِه.
الجَامُوسُ :نوعٌ من البَقَرِ، م ،معروفٌ ، مُعَرَّبُ کَاوْمِیش ،و هی فارِسِیَّهٌ ، ج الجَوَامِیسُ ،و قد تَکَلَّمَتْ بهِ العَرَبُ ، و هی جامُوسَهٌ . خالَفَ هنا قاعِدَتَه:و هی بهاءٍ.
و جُمُوسُ الوَدَکِ :جُمُودُه ،و قد جَمسَ یَجْمُسُ جَمْساً ، و جَمسَ ،کنَصَرَ و کَرُمَ ،و قد أَغْفَلَه المُصَنِّفُ ،و کذا الماءُ، أَو أَکْثَرُ ما یُسْتَعْمَلُ فی المَاءِ جَمَدَ،و فی السَّمْنِ ،و غَیْرِه کالوَدَکِ جَمسَ ،و کان الأَصْمَعِیُّ یَعِیبُ قولَ ذِی الرُّمَّهِ :
نَغَارُ إِذا ما الرَّوْعُ أَبْدی عنِ البُرَی (2)
و نَقْرِی عَبِیطَ اللَّحْمِ و الماءُ جامِسُ
و یَقُول:إِنّمَا الجُمُوسُ للوَدکِ ،کما رَوَاهُ عنه أَبو حاتِمٍ ، و منه
17- قولُ عُمَر رضِی اللّه عنه: و قد سُئلَ عن فَأْرَهٍ وَقَعتْ فی السَّمْنِ ،فقال:«إِنْ کانَ جَامِساً أُلْقِیَ ما حَوْلَهُ و أُکِلَ ».
و الجَامِسُ من النَّبَاتِ :ما ذَهَبَتْ غُضُوضَتُه و رُطُوبَتُه فولَّی و جَسَأَ،قاله أَبو حنِیفَه.
و الجُمْسهُ ،بالضَّمِّ :القِطْعَهُ من الإِبِلِ ،نقله الصّاغَانِیُّ فی العُبَاب.
و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: الجُمْسَهُ من التَّمْر:الیابِسُ ،صَوابُه:
الیابِسه؛لأَنَّهَا صِفَهٌ للقِطْعَهِ ،و مثله فی المُحْکمِ .قال الأَصْمَعِیُّ :یُقال للرُّطَبَهِ و البُسْرَه إِذا أَرْطَبَ کُلُّها و هی صُلْبَهٌ لم تنْهَضِمْ بَعْدُ فهِیَ جُمْسَهٌ ،و جَمْعُها جُمْسٌ ،و هکذا قال الزَّمَخْشَرِیُّ أَیضاً.
و الجَمْسَهُ ، بالفَتْح:النّارُ ،بلُغَهِ هُذَیْلٍ ،عن ابنِ عَبّادٍ.
و یُقَال: لیْلَهٌ جُمَاسِیَّه،بالضَّم ،أَی بارِدَهٌ یَجْمُسُ فیها الماءُ ،عن الفرّاءِ نَقلهُ الصَّاغانِیُّ .
و الجَمَامِیسُ :جِنْسٌ من الکَمْأَهِ ،لم یُسْمعْ بِوَاحِدِهَا ، قالهُ أَبو حَنِیفَه،و أَنْشدَ الفَرّاءُ:
و ما أَنا و الغَادِی و أَکْبَرُ هَمِّه
جَمَامِیسُ أَرْضٍ فوْقَهُنَّ طُسُومُ (3)
و قَال الأُمَوِیُّ :هی الجمَامِیسُ للکمْأَهِ ،و یُقَال:إِنّ وَاحِدَها جَامُوسٌ ،کما فی اللِّسَانِ .
و صَخْرَهٌ جَامِسَهٌ :یابِسَهٌ ثابِتَهٌ فی مَوْضِعِهَا لازِمَهٌ لمَکانِهَا مُقْشعِرَّهٌ .
*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:
کفْرُ الجَامُوسِ :مَوضِعٌ شرْقِیِّ مِصْر.
و دارُ الجامُوسِ :قَرْیه بمصر.
و ابن الجَامُوسِ اشْتَهَرَ بِه الزَّیْنُ عبدُ الرّحْمنِ بنُ محمَّدِ بن محمّدِ بنِ عبدِ الرَّحْمنِ الأَسَدِیُّ الدِّمَشْقِیُّ الشّافِعِیُّ ،وَالِد عُمَرَ،سمِعَ علی الجَمَال بنِ الشَّرَایحِیّ أَمالِیَ ابنِ شَمْعُون،توفی سنهَ 873.
الجِنْسُ ،بالکَسْرِ:أَعَمُّ من النَّوْعِ ،و منه المُجَانَسَهُ و التَّجْنِیسُ ، و هُو:کُلُّ ضرْب من الشَّیْ ءِ و من النّاسِ و من الطَّیْرِ،و من حُدودِ النَّحْوِ و العَرُوضِ ،و من الأَشْیَاءِ جُمْلهً ،قال ابنُ سیدَه:و هذا علی مَوْضُوعِ عِبَارَاتِ أَهْلِ اللُّغهِ ،و له تحْدِیدٌ، فالإِبِلُ : جِنْسٌ من البَهَائِم العُجْمِ ،فإِذا وَالَیْتَ سِنًّا من أَسْنَانِ الإِبِلِ [عَلی حِدَه] (4)فقد صَنَّفْتَهَا تَصْنِیفاً،کأَنَّکَ جَعَلْتَ بنَاتِ المَخَاضِ مِنْهَا صِنْفاً و بَنَاتِ اللَّبْونِ صِنْفاً،و الحِقَاق صِنْفاً،و کذلِک الجَذَعُ (5)و الثَّنِیّ و الرُّبَع.
و الحَیَوانُ أَجْنَاسٌ ،فالنّاسُ جِنْسٌ ،و الإِبِلُ جِنْسٌ ،و البَقَرُ جِنْسٌ ،و الشّاءُ جِنْسٌ . ج أَجْناسٌ و جُنُوسٌ ،الأَخِیرَهُ عن ابنِ دُرَیْد،قال الأَنْصَارِیُّ یصِفُ نخْلاً:
تَخَیَّرْتُهَا صالِحَاتِ الجُنُو س
ِ لا أَسْتَمِیلُ و لا أَسْتَقِیلُ
و من سجَعَاتِ الأَسَاسِ :النّاسُ أَجْناس ،و أَکْثَرَهُمْ أَنْجَاس.
ص:231
و الجَنسُ بالتَّحْرِیکِ :جُمُودُ الماءِ و غَیرِه ،عن ابنِ الأَعْرَابِیّ ،نَقَلَه الأَزْهَرِیُّ عنه.و لیسَ عنده«و غَیْرِه».
و قالَ أَیضاً: الجُنُسُ ،بضَمَّتَیْنِ :المِیَاهُ الجامِدَهُ .و کأَنَّهُ لغهٌ فی الجُمُسِ بالمِیمِ ،و قد تقَدَّم.
و الجَنِیسُ ،کأَمِیر: العَرِیقُ فی جِنْسِه ،نقَلَه ابنُ عَبّادٍ.
و الجِنِّیسُ ، کسِکِّیتٍ :سَمَکهٌ بینَ البَیَاضِ و الصُّفْرَهِ .
نَقَله الصاغانِیُّ أَیضاً.
و المُجَانِسُ :المشاکِلُ ،یقَال:هذا یُجَانِسُ هذا،أَی یُشاکِلُه،و فُلانٌ یُجَانِسُ البَهَائِمَ و لا یُجَانِسُ النّاسَ ،إِذا لمْ یکُنْ له تَمْیِیزٌ و عَقْلٌ .
و جَنسَتِ الرُّطَبَهُ ،إِذا نَضِج کُلُّهَا فکَأَنَّهَا صارَتْ جِنْساً وَاحِداً،أَو أَنّهَا مِثْلُ جَمَسَتْ ،بالمِیمِ ،إِذا رَطُبَتْ و هی صُلْبَهٌ ،کما تقدَّم.
و التَّجْنِیسُ تفْعِیلٌ مِن الجِنْسِ ،و کذلک المُجَانسَهُ مُفَاعَلَهٌ منه، و قَوْلُ الجَوْهَرِیِّ عن ابنِ دُریْد:إِنَّ الأَصْمعِیَّ کانَ یقُولُ : الجِنْسُ المُجانسَهُ من لُغَاتِ العَّامَهِ ،غلطٌ ؛لأَنَّ الأَصْمَعِیَّ وَاضِعُ کِتَاب الأَجْناسِ ،و هو أَوَّلُ من جاءَ بهذا اللَّقَبِ . قلتُ :هذا التَّغْلِیطُ هو نصُّ ابنِ فارِس فی المُجْمَلِ الذِی نَقَلَ عن الأَصْمَعِیِّ أَنّه کان یَدْفعُ قَوْلَ العَامَّهِ :هذا مُجَانِسٌ لِهذَا،إِذا کانَ من (1)شَکْلِه،و یَقُولُ :
لیس بعَرَبِیٍّ صَحِیح،یَعْنِی لَفْظَه الجِنْسِ ،و یقولُ :إِنّهُ مُوَلّدٌ،و قولُ المُتکَلِّمِینَ :الأَنْوَاعُ مَجْنُوسَهٌ للأَجْنَاسِ ،کلامٌ مُوَلّد؛لأَنّ مثلَ هذا لیس من کلامِ العَرَبِ ،و قولُ المُتَکَلِّمِینَ : تَجَانَس الشَّیْئانِ :لیس بعربِیٍّ أَیضاً،إِنّمَا هو توسُّعٌ ،هذا الذِی نقله صاحِبُ اللِّسَانِ و غیرُه،فقولُ المُصَنِّفِ :کان یقولُ ،إِلی آخره،مَحَلُّ نظر؛إِذ لیس هذا من قوْلِه،و لا هُوَ ممن یُنْکِرُ عَربِیَّه لفظِ المُجَانَسَهِ و التَّجْنِیس لغیرِ معْنی المُشاکلهِ ،و إِذا فُرِض ثُبُوتُ ما ذَکَره المُصَنِّفُ فلا یَلْزمُ من نَفْیِ الأَصْمَعِیِّ لذلِک نَفْیُه بالکُلِّیَّهِ ،فقَدْ نقله غیرُهُ ، و لا یَخْفَی أَنَّ الجَوْهَرِیّ ناقِلٌ ذلِک عن ابنِ دُریْدٍ،و قد تابَعَه علی ذلک ابنُ جِنِّی عن الأَصْمَعِیِّ ،فهو عند أَهلِ الصِّناعهِ کالمُتواتِرِ عنه،فکیف یُنْسَبُ الغلطُ إِلی الناقِلِ و هو بهذه المَثابَهِ ؟و أَیّ جامِعٍ بین نَفْیِ المُجَانسَهِ و الجِناسِ و بینإِثْبَاتِ الأَجْناسِ و أَنّه أَلَّف فیها؟و کیف یکونُ أَنَّه أَوّلُ من جاءَ بهذا اللَّقبِ ،و قد ثبَتَ ذلک من غیْرِه من أَئِمَّهِ اللُّغهِ المُتقدِّمِینَ ؟و علی کُلِّ حالٍ فکلامُ المُصَنِّفِ مع قُصُورِه فی النَّقْلِ لا یَخْلُو عن النَّظرِ مِن وُجُوهٍ شَتَّی،فتَأَمَّلْ تَرْشُد.
*و ممّا یُسْتدْرکُ علیْه:
قَولهم:جِیءْ بهِ من جِنْسکِ ،أَی من حَیْثُ کَانَ ، و الأَعْرفُ من حَسِّک و الجِناسُ الّذِی یَذْکُرُه البَیَانِیُّون مُوَلَّدٌ.
و علیُّ بن سَعَادَهَ بنِ الجُنَیْسِ ،کزُبَیْرٍ،الفَارِقِیُّ العطّارِیُّ مات سنه 602.
«فائده»و لأَهْلِ البَدِیعِ کلامٌ فی الجِنَاسِ و تَعْرِیفِه لا یَسَعُ المَحَلُّ إِیرادَه،و قَسَّمُوه،و جَعلُوا له أَنواعاً،فمنها الجِنَاسُ المُطْلَقُ ،و المُمَاثِلُ ،و التَّامُّ ،و المَقْلُوبُ ، و المُطَرَّفُ ،و المُذَیَّلُ ،و اللَّفْظِیُّ ،و الّلاحِقُ ،و المَعْنَوِیُّ ، و المُلَفَّقُ ،و المُحرَّفُ ،و لو أَرَدْنا ذِکْرَ شَوَاهِدِ کُلٍّ منها لخَرجْنَا عن المَقْصُودِ،و قد تضَمَّنَ بیانَ ذلک کُلِّه الموْلی الفاضِلُ بدیعُ زمانِه علیُّ بنُ تاجِ الدِّینِ القلعیّ الحَنفِیُّ المَکِّیُّ فی کِتابِه«شرْح البَدِیعِیَّهِ »له،رحمه اللّه تَعَالی،فَرَاجِعْهُ إِن شِئْتَ .
و مُجَانس ،بالضَّمّ ،قَرْیَه من أَعْمَال قُوص (2).
*و مّما یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:
نَاقَهٌ جَنْعَسٌ :قد أَسَنَّتْ و فیها شِدَّهٌ ،نقَلَه صاحبُ اللِّسَانِ عن کُرَاع.
*و مّما یُسْتدْرَکُ علیه:
جَنْفَسَ الرَّجُلُ ،إِذا اتَّخَمَ ،عن ابن الأَعْرَابِیِّ ،هذا مَحَلُّ ذِکْرِه،و ذَکَرَه صاحِبُ اللِّسَانِ فی«جفس» (3)و النُّونُ فی ثَانِی الکَلِمَهِ لا تُزَادُ إِلاّ بثَبتِ .
ص:232
الجَوْسُ :طَلَبُ الشّیْ ءِ بالاسْتِقْصَاءِ ،عن الزَّجّاجِ ،و هو مَصْدَرُ جَاسَ یَجُوسُ .
و الجَوْسُ أَیْضاً: التَّرَدُّدُ خِلالَ الدُّورِ و البُیُوتِ فی الغَارَهِ ،قالَ اللّه تَعَالَی: فَجاسُوا خِلالَ الدِّیارِ (1)أَی تَرَدَّدُوا بَیْنَهَا للغَارَهِ ،و قال الفَرّاءُ:قَتَلُوکُم بینَ بُیُوتِکُم،قال:
و جاسُوا و حاسُوا بمعنًی وَاحِدٍ:یَذْهَبُونَ و یَجِیئون.
و قِیلَ : الجَوْسُ : الطَّوْفُ فِیهَا. و معنَی الآیَه:فطافُوا فی خِلالِ الدِّیَارِ یَنْظُرُونَ هَلْ بَقِیَ أَحَدٌ لم یَقْتُلُوه،قاله الزَّجّاجُ ، و فی الصّحاح: جاسُوا خِلاَل الدِّیَارِ،أَیْ تَخَلَّلُوهَا فطَلَبُوا ما فِیها،کما یَجُوسُ الرَّجلُ الأَخْبَارَ:أَی یَطْلُبَها. کالجَوَسانِ ، مُحَرَّکَهً ، و الاجْتِیاسِ ،و هو الطَّوَفَانُ باللَّیْلِ ،و کل ما وُطِئَ فقد جِیس ،و قِیلَ : الجَوْسُ :مثل الدَّوْسِ .
و قالَ أَبو عُبَیْد:کُلُّ مَوضِع خالَطْتَه و وَطِئْتَه فَقَدْ جُسْتَه و حُسْتَه.
و الجَوّاسُ ،ککَتّانٍ :الذِی یَجُوسُ کُلَّ شَیْ ءٍ،یَدُوسُه،أَو یَتَخَلَّل القَوْمَ فیَعیثُ فیهم، و منه الأَسَدُ ،و قد جاسَهم الأَسَد جَوْساً و جُؤُوساً ،إِذا فَعَلَ ذلِکَ ،قال رُؤْبَهُ :
أَشْجَعُ خوّاض غِیَاصٍ جَوّاسْ
فی نَمِرَاتٍ لِبْدُهُنَّ أَحْلاسْ
عَادَتُه ضَبْطٌ و عَضٌّ هَمّاسْ
و یُسَمَّی الرَّجُلُ أَیضاً کذلک.
و جَوّاسُ بنُ القَعْطَلِ بنِ سُوَیْدِ بنِ الحارِثِ بنِ حِصْن (2)ابنِ ضَمْضمِ بنِ عَدِیِّ بنِ جَناب (3)الکَلْبِیُّ ،و کان اسمُ القَعْطَلِ ثابِتاً.
و جَوّاسُ بنُ قُطْبَه أَحَدُ بَنِی الأَحَبِّ بنِ حُنّ (4)و هو رَهْطُ بُثَیْنه صاحِبَهِ جَمِیلٍ .
و جَوّاسُ بنُ حَیّان بن عَمْرِو بنِ تَمِیمٍ ،و یعرف بابن أُمِّ نَهَارٍ،و أُمُّ نهَارِ أُمُ أَبِیه.
و جَوّاسُ بنُ نُعیْمِ بنِ الحَارِثِ أَحَدُ بَنِی الهُجَیْمِ . و جَوّاسُ بنُ نُعَیْمٍ :أَحَدُ بَنِی حُرْثَان بنِ ثعْلَبَه بنِ ذُؤَیْبِ الضّبِّیِّ : شُعَراءُ ،کما فی العبَابِ ،و اقْتَصَر فی التَّکْمِلَهِ علی الثّانی و الثّالِثِ و الرّابع.
و ضَمْضَمُ بنُ جَوْسٍ ،بالفَتْحِ ، من التّابِعِینَ .
و قَوْلُهم: جُوعاً لهُ و جُوساً ،إِتْبَاعٌ ،و الصحیحُ أَنّ الجُوسَ هو الجُوعُ ،فی لُغَهِ هُذَیْل،یقال: جُوساً له و بُوساً، کما یُقال:جُوعاً له و نُوعاً،و حَکی ابنُ الأَعْرَابِیِّ جُوساً له، کقوله:بُوساً له،ففی کلامِ المُصَنِّفِ نَظَرٌ،و کأَنَّه قَلَّد الصّاغَانِیّ فیما قاله.
و جُوسِیَهُ ،بالضّمِّ :ه بالشّامِ قُرْبَ حِمْصَ بینَهَا و بین حِمْصَ للقاصِدِ إِلی دِمَشْق سِتَّهُ فرَاسِیخ بین جَبَلِ لُبْنانَ و جَبَلِ سَنِیرٍ، منْهَا ابنُ عُثْمَانَ الجُوسِیُّ (5)المُحَدِّثُ حدَّثَ عنه محمَّدُ بنُ جابِرٍ.
*و مّما یُسْتدْرَکُ علیه:
جَاسَاهُ :عادَاهُ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ .و جَوْسٌ (6):اسمُ أَرْضٍ ،قال الرّاعِی:
فلمَّا حبَا من دُونِهَا رَمْلُ عَالِجٍ
و جَوسٌ بَدتْ أَثْبَاجُه و دَجُوجُ (7)
و جَوْسَهُ النّاظِرِ:شِدَّهُ نظرِه و تتابُعُه فیه.
جُهَیْسٌ ،کزُبَیْر ،أَهمَلَه الجوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ ،و
14- قال فی العُبَابِ : هو جُهَیْسُ (8)بنُ أَوْس ،و یقال:
أَوس النَّخَعِیُّ و یُقَال:الخُزَاعِیُّ : صَحابِیٌّ قدِم علی رسُولِ اللّه صلّی اللّه علیه و سلم فی نفرٍ من أَصْحابِه،فقال:«یا نبِیَّ اللّه،إِنّا حیٌّ من مَذْحِجٍ عُبَابُ سَلفِها،و لُبَابُ شرَفِهَا». قال:هکذا ذکره الخطّابِیُّ فی غرِیبِ الحَدِیثِ ،من تأْلِیفِه،و الزَّمَخْشرِیُّ فی الفائِقِ الذی هو بخطِّه.
أَو هو جُهیْشُ بنُ یزِیدَ بنِ مالِکِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ بن
ص:233
الحارِثِ بنِ بِشْرِ (1)بن یاسِرِ بنِ جُشم بنِ مالِکِ بنِ بکْرٍ کما ذَکرَه ابنُ الکلْبِیِّ فی جَمْهَرَهِ النَّسب،و اسمُه الأَرْقمُ ،هکذا ضبطه بالشِّینِ المُعْجمهِ ،قال الصّاغانِیُّ هکذا رأَیتُه فیه بخطِّ ابنِ عبدَهَ النّسابَهِ ،و قال فیه:وفد علی رَسُولِ اللّه صلّی اللّه علیه و سلم.
جَیْسَانُ ،أَهمَلَه الجوْهرِیُّ ،و قالَ اللَّیْثُ :هو اسْمٌ .
و قال الدِّینوَرِیُّ : الجیْسُوَانُ :جِنْسٌ من أَفْخرِ النَّخْلِ ، له بُسْرٌ جَیِّدٌ،وَاحِدَتُه جَیْسُوَانَهٌ ،و هو مُعَرَّب کیْسُوان،و معْناهُ الذَّوائِبُ و أَصْلُه فارِسِیٌّ ،نقله الصّاغَانِیُّ .
*و مّما یُسْتَدْرَکُ علیْه.
جَیْسَانُ :اسمُ مَوْضِعٍ فی شِعْرِ عبْدِ القیْسِ ،و رواه ابنُ دُرَیْد بالشِّینِ ،و سیأْتِی إِنْ شَاءَ اللّه.
الحَبْسُ :المَنْعُ و الإِمْساکُ ،و هو ضِدُّ التَّخْلِیَه، کالمَحْبَسِ ،کمقْعَد ،قاله بعضُهم،و نَظِیره قولُه تَعَالَی:
إِلَی اللّهِ مَرْجِعُکُمْ (2)أَی رُجُوعُکُم وَ یَسْئَلُونَکَ عَنِ الْمَحِیضِ (3)قال ابنُ سِیدَه:و لیسَ هذا بمُطّردٍ،إِنّمَا یُقْتَصَر منه علی ما سُمِعَ ،قال سِیبَویْهِ : المَحْبِسُ علی قِیَاسِهِم:المَوْضِعُ الذِی یُحْبَسُ فیه،و المَحْبَسُ المَصْدرُ، و قالَ اللّیْثُ : المَحْبِسُ یَکُونُ سِجْناً،و یَکُونُ فِعْلاً، کالحَبْسِ ، حَبَسَهُ یَحْبِسُه ،من حَدّ ضَرَبَ ، حَبْساً ،فهو مَحْبُوسٌ وَ حبِیسٌ .
و الحَبْسُ : الشَّجاعَهُ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ .
و الحَبْسُ : ع أَو جَبَلٌ فی دِیَارِ بَنِی أَسَد، و یُکْسَرُ ،و بهما رُوِیَ بیتُ الحارِث بنِ حِلِّزَهَ الیَشْکُرِیِّ :
لِمَن الدِّیَارُ عَفَوْنَ بالحَبْسِ
آیَاتُهَا کمَهَارِقِ الفُرْسِ
نَقَلَهُمَا الصَّاغَانِیُّ ،و رُوِیَ بالضَّمِّ أَیْضاً،فهو إِذاً مُثَلَّثٌ . و الحَبْسُ : الجَبَلُ الأَسْوَدُ العَظِیمُ ،عن أَبِی عَمْرو، و أَنْشَدَ:
کأَنَّهُ حَبْسٌ بلَیْلٍ مُظْلِمُ
جَلَّلَ عِطْفَیْهِ سَحابٌ مُرْهِمُ
و قال ثَعْلبٌ (4):یکونُ الجَبَلُ خَوْعاً،أَی أَبیَضَ و یکونُ فیه بُقْعَهٌ سَوْدَاءُ،و یکونُ الجَبَلُ حَبْساً ،أَی أَسْوَدَ تکونُ فیه بُقْعَهٌ بَیْضاءُ.
و الحِبْسُ بالکَسْرِ:خَشَبهٌ أَو حِجَارَهٌ تُبْنَی فی مَجْرَی الماءِ لِتَحْبِسه کی یَشْرَبَ القَوْمُ و یَسْقُوا أَموالهُم. و یُفْتَحُ (5)، حکاهُ العامِرِیُّ ،و الجَمْعُ أَحْبَاسٌ ،و قِیل:ما سُدَّ بِهِ مَجْرَی الوَادِی فی أَیِّ مَوْضِعٍ : حبْسٌ ،و قال ابنُ الأعرابی:هی حِجَارَهٌ تُوضَعُ فی فُوَّهَهِ النَّهْرِ تَمنَعُ طُغْیَانَ المَاءِ.
و قالَ أَبو عَمْرو: الحِبْس کالمَصْنَعَهِ تُجْعَلُ للماءِ ، و الجَمْعُ أَحْبَاسٌ .
و الحِبْسُ : نِطَاقُ الهَوْدَج.
و الحِبْسُ : المِقْرَمهُ ،و هی: ثَوْبٌ یُطْرَحُ علی ظَهْرِ الفِرَاشِ للنَّوْمِ عَلیْهِ .
و قال ابنُ عَبّاد: الحِبْسُ : الماءُ المَجْمُوعُ الذِی لا مَادَّهَ لَهُ ،سُمِّیَ باسْمِ ما یُسَدُّ بهِ ،کما یُقَالُ له:نِهْیٌ أَیضاً،قال أَبو زُرْعَه التَّمِیْمِیُّ :
من کَعْثَبٍ مُسْتَوْفِزِ المَجَسِّ
رابٍ مُنِیفٍ مثْلِ عَرْضِ التُّرْسِ
فشِمْتُ فیها کعَمُودِ الحِبْس
أَمْعَسُهَا یا صاحِ أَیَّ مَعْسِ
حَتّی شفَیْتُ نَفْسها من نَفْسِی
تِلْک سُلیْمَی فاعْلَمَنَّ عِرْسی (6)
و الحِبْسُ : سِوارٌ من فِضَّهٍ یُجْعلُ فی وَسَطِ القِرَامِ ،و هو سِتْرٌ یُجْمَع بهِ لیُضِیءَ البَیْتُ .
و فی حَدِیثِ الفَتْحِ :أَنَّه بَعَثَ أَبا عُبَیْدَهَ علی الحُبُسِ ، ضبَطَه الزَّمخْشرِیُّ بضمَّتَیْنِ و قال:همُ الرَّجّالَهُ . قال
ص:234
القُتَیْبِیُّ :و رواه بضمٍّ فسُکُون،سُمُّوا بذلک لتحَبُّسِهِمْ عنِ الرُّکْبانِ و تَأَخُّرِهِمْ .و قالَ الزَّمَخْشَرِیُّ : لحَبْسِهِم الخَیّالَهَ ببُطْ ءِ مَشْیِهِم،کأَنّه جمعُ حَبُوس ،أَو لأَنَّهم یَتَخَلَّفُونَ عنهُم، و یحْتَبسُون عن بُلُوغِهِم،کأَنّه جَمْعُ حَبِیسٍ ،و قال القُتیْبِیُّ :
و أَحْسبُ الوَاحِدَ حَبِیساً ،فَعِیلٌ بمعنَی مفْعُول،و یجوز أَنْ یَکُون حابِساً ،کأَنَّهُ یَحْبِسُ مَن یَسِیرُ من الرُّکْبانِ بمَسِیرِه، کالحُبَّسِ ،کرُکَّع. قال ابنُ الأَثِیرِ:و أَکْثرُ مَا یُرْوی هکذا، فإِن صَحَّتِ الرِّوَایَهُ فلا یَکُونُ واحِدُهَا إِلاّ حَابِساً ،کشاهِدٍ و شُهَّدٍ،قال:و أَمّا حَبِیسٌ فلا یُعْرَفُ فی جَمْعِ فَعِیل فُعَّلٌ ، و إِنّمَا یُعْرَفُ فیه فُعُلٌ کنَذِیرٍ و نُذُرٍ.
و من المَجَازِ: الحُبُسُ (1): کُلُّ شَیْ ءٍ وَقَفَه صاحبُه وَقْفاً مُحَرَّماً لا یُبَاع و لا یُورَثُ من نَخْلٍ أَو کَرْمٍ أَو غَیْرها ، کأَرْضٍ أَو مُسْتَغَلٍّ یُحَبَّسُ (2)أَصلُه و تُسَبَّلُ غَلَّتُه هکذا فی سائر الأُصول،و فی بعض الأُمَّهاتِ :ثَمَرَتُه،أَی تَقَرُّباً إِلی اللّه تعالَی،کما
14- قالَ النَّبِیُّ صلّی اللّه علیه و سلم لعُمَرَ فی نَخْلٍ له أَرادَ أَن یَتَقَرَّبَ بصَدَقَته إِلی اللّه عَزَّ و جَلَّ ،فقالَ لَهُ :« حَبِّس الأَصْلَ و سَبِّل الثَّمَرَهَ . أَی اجْعَلْهُ وَقْفاً حُبُساً .
و ما
14- رُوِیَ عن شُرَیْحٍ أَنّه قالَ : «جَاءَ مُحَمّدٌ صلّی اللّه علیه و سلم بإِطْلاق الحُبُس ». إِنّمَا أَرادَ بهَا ما کانَ من أَهْل الجَاهلیَّه یَحْبِسُونَه (3)من السَّوَائب،و البَحَائِر،و الحَوَامِی (4)،و غیرهَا،و المَعنَی:
أَنَّ الشَّریعَهَ أَطْلَقَتْ ما حَبَسُوا و حَلَّلَتْ ما حَرَّمُوا،و هو جَمْعُ حَبِیسٍ ،و قد رَواهُ الهَرَویُّ فی الغَریبَیْن بإِسْکَان الباءِ،قال ابنُ الأَثیر:فإِنْ صَحَّ فیکونُ قد خَفَّفَ الضَّمَّهَ ،کما قَالُوا، فی جَمْعَ رَغیفٍ :رُغْفٌ ،بالسُکُون،و الأَصْلُ الضّمُ .
و الحُبْسَهُ ،بالضّمِّ :الاسْمُ من الاحْتبَاس،یقال:
الصَّمْتُ حُبْسَهٌ ،و هو تَعَذُّرُ الکَلاَمِ و تَوَقُّفُه عند إِرادَتهِ ،قالَهُ المُبَرِّدُ فی«بابِ عِلَلِ اللِّسَانِ »قال:و العُقْلَهُ :الْتِوَاءُ اللِّسَانِ عندَ إِرادَهِ الکَلاَمِ ،قال الزَّمَخْشَرِیُّ : الحُبْسَهُ :ثِقْلٌ یَمْنَعُ من البَیَانِ ،فإِن کانَ الثِّقَلُ من العُجْمَهِ فهی حُکْلَهٌ .
و من المَجَازِ: الحَبِیسُ من الخَیْلِ ،کأَمِیرٍ: الموْقُوفُ فی سَبِیل اللّه علی الغُزاهِ یَرْکَبُونَه فی الجِهَادِ، کالمَحْبُوسِ و المُحْبَسِ کمُکْرَمٍ ،قالَهُ اللّیْثُ ،و کلُّ ما حُبِسَ بوَجْهٍ من الوُجُوهِ ، حَبِیسٌ ، و قَدْ حَبَسَه حَبْساً و أَحْبَسَه إِحْباساً ،و حَبَّسَه تَحْبیساً ،قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:و هذا أَحَدُ ما جَاءَ عَلَی فَعِیلٍ من أَفْعَلَ ،قال شیخُنَا:و قال قَومٌ :الفَصِیحُ : أَحْبَسَه و حَبَّسَه تَحْبِیساً .و حَبَسَه ،مُخَفَّفاً،لُغَهٌ رَدِیئَهٌ ،و بالعَکْسِ وَقَفَه و أَوْقَفَه؛فإِنَّ الأَفْصَحَ وَقَفَه مُخَفّفاً،و وَقَّفَ مُشَدّداً مُنْکَرَهٌ قَلِیلَهٌ .قلتُ :و فی شَرْح الفَصِیح لابْنِ دَرَسْتَوَیْهِ :أَمّا قَوْلُه:
أَحْبَسْتُ فَرساً فی سَبِیلِ اللّه،بمعْنَی جَعَلْتُه مَحْبُوساً ، فدَخَلَتِ الأَلِفُ لِهذَا المَعْنَی؛لأَنَّه من مَوَاضِعِها،و لا یَمْتَنِعُ أَن یُقَالَ : حَبَسْتُ فَرَسِی فی سَبِیلِ اللّه،کما تَقُولُه العَامَّهُ ؛ لأَنّه إِذا أُحْبِسَ فقد حُبِسَ ،و لکن قد اسْتُعْمِلَ هذا فی الوَقْفِ من الخَیْلِ و سائِرِ الأَمْوَالِ التی مُنِعَتْ من البَیْعِ و الْهِبَهِ ،للفَرْقِ بینَ المَوْقُوفِ المَمْنُوعِ ،و بَیْنَ المُطْلَقِ غیر الممنوع.
و الحَبِیس :قَد یَکُونُ فَعِیلاً فی مَوْضِعِ مَفْعُولٍ ،مثْل قتِیلٍ و جَرِیحٍ ،و قد یَقَعُ فی مَوْضِع المُفْعَل؛لأَنَّهُمَا جَمِیعاً فی المَعْنَی مَفْعُولان،و إِنْ کانَ لفْظُ أَحَدِهِمَا مُفْعَلا،فلذلک قِیلِ : حَبَسْتُ فَرَسی فهو حَبِیسٌ .
و الحَبِیسُ ؛ ع،بالرَّقَّهِ فیه قُبُورُ جماعَهٍ شَهِدُوا صِفِّینَ مع علیٍّ رَضِیَ اللّه عَنْه.
و ذَاتُ حَبِیسٍ :ع،بمَکَّهَ شَرَّفها اللّه تَعَالَی،جاءَ ذِکْرُه فی الحَدِیثِ و هُنَاکَ الجَبَلُ الأَسْوَدُ المُلَقَّبُ بالظُّلَمِ کصُرَدٍ (5).
و حَبَسْتُ الفِرَاشَ بالمِحْبَسِ ،بالکسرِ:اسمٌ للمِقْرَمَهِ و هی،السِّتْرُ،أَی سَتَرْته، کحَبَّسْتُه تَحْبِیساً .
و الحابِسَهُ ،و الحَابِسُ :الإِبِلُ کانَتْ تُحْبَسُ عندَ البُیُوتِ لکَرَمِهَا ،و هی الحَبَائِسُ أَیْضاً،و
17- فی حَدِیث الحَجّاجِ : «أَنَّ الإِبِلَ ضُمُرٌ حُبُسٌ ما جُشِّمَتْ جَشِمَتْ ». قال ابنُ الأَثِیرِ:
هکَذا رَواهُ الزمَخشَرِیُّ (6)،و قال: الحُبُسُ :جمْع حابِسٍ ، من حَبَسَه ،إِذا أَخَّرَه،أَی أَنَّهَا صَوَابِرُ علی العَطَشِ تُؤَخِّرُ الشرْبَ ،و الرِّوَایَهُ بالخَاءِ و النُّونِ .
ص:235
و حُبْسَانُ ،بالضّمّ :ماءٌ قُرْبَ الکُوفَهِ غَرْبِیَّ طَرِیقِ الحَاجِّ منهَا.
و تَحْبِیسُ الشَّیْ ءِ:أَن یَبْقَی أَصْلُه ،و مَعْنَاه:أَن لا یُورَثَ و لا یُبَاع و لا یُوهَبَ ،و لکن یُتْرَکُ أَصْلُه و یُجْعَلُ ثَمَرُه فی سَبِیلٍ اللّه (1)،هکذا فُسِّر به حَدِیثُ عُمَرَ السَابِقُ .
و احْتَبَسَه : حَبَسَه ، فاحْتَبَسَ ،لازِمٌ مُتَعَدٍّ.
و تَحَبَّسَ علَی کَذا ،أَی حَبَسَ نَفْسَه علیهِ .
و حابَسَ صاحِبَهُ ،قال العَجّاجُ :
إِذا الوَلُوعُ بالوَلُوعِ لَبَّسَا
حَتْفَ الحِمَامِ و النُّحُوسَ النُّحَّسَا
و حابَسَ النّاسُ الأُمورَ الحُبَّسَا
وجَدْتَنَا أَعَزَّ مَنْ تَنَفَّسَا
و فُنُونُ بِنْتُ أَبِی غالِبِ بنِ مَسْعُودِ بنِ الحَبُوسِ ، کصَبُورٍ ،الحَرْبِیَّهُ : مُحَدِّثَهٌ ،رَوَتْ عن عُبَیْدِ اللّه بنِ أَحْمَدَ بنِ یُوسُفَ .
*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:
حَبَسَه :ضَبَطه،قاله سِیبَوَیْهِ .
و احْتَبَسَهُ :اتَّخَذَه حَبِیساً ،و قِیل: احْتِبَاسُک إِیّاه:
اخْتِصَاصُکَ بهِ نَفْسَکَ ،تقولُ : احْتَبَسْتُ الشّیْ ءَ،إِذا اخْتصَصْتَه لنَفْسِکَ خاصَّهً .
و إِبِلٌ مُحْبَسَهٌ :داجِنَهٌ ،کأَنَّهَا قد حُبِسَتْ عن الرَّعْیِ ، «و لا یُحْبَسُ دَرُّکُم (2)»أَی لا تُحْبسُ ذوَاتُ الدَّرِّ.و
16- فی حَدِیثِ الحُدَیْبِیَهِ : « حَبَسَها حابِسُ الفِیلِ ». أَی فِیل أَی فِیل أَبْرَهَهَ الحَبَشِیِّ الذِی جَاءَ یَقْصِدُ خَرَابَ الکَعْبَهِ فحَبَسَ اللّه الفِیلَ فلَمْ یَدْخُلِ الحَرَمَ ،و رَدَّ رَأْسَه راجعاً من حیثُ جاءَ.
و المَحْبِسُ :مَعْلَفُ الدّابَّهِ .
و فی النَّوَادِرِ:جَعَلَنِی اللّه رَبِیطَهً لکَذَا و حَبِیسَهً ،أَی تَذْهَبُ (3)فتفْعلُ الشَّیءَ و أُوخَذُ به.
و الحَابِسُ :مَصْنَعَهُ الماءِ.و زِقٌّ حَابِسٌ :مُمْسِکٌ للماءِ.
و الحُبُسُ ،بالضّمّ :ما وُقِفَ .
و الحَبَائِسُ :جمْع حَبِیسَهٍ ،و هی ما حُبِسَ فی سَبِیلِ الخَیْرِ.
و حبْسُ سَیَلَ (4):إِحْدَی قُرَی سُلَیْمٍ ،و هُمَا حَرّتَانِ بَیْنَهُمَا فَضَاءٌ،کِلْتَاهُمَا أَقَلُّ من مِیلَیْنِ ،و قیل (5):هو بَیْنَ حَرَّهِ بنی سُلَیْمٍ و بینَ السُّوَارِقِیَّهِ ،و قیل:هو بضَمِّ الحَاءِ،و قیل:هو طَرِیقٌ فی الحَرَّهِ یَجْتَمِعُ فیه ماءٌ لو وَرَدَتْ علیه أُمَّهٌ لوَسِعَهُم.
و الحُبَاسَهُ و الحِبَاسَهُ کالحِبْسِ ،بالکَسْرِ،و قالَ اللّیْثُ :
الحُبَاسَاتُ فی الأَرْضِ التی تُحِیطُ بالدَّبْرَهِ ،و هی المَشَارَهُ یُحْبَسُ فیها المَاءُ حتَّی تَمْتَلِئَ ،ثمّ یُسَاق[الماءُ]إِلی غَیْرِهَا.
و کَلأٌ حَابِسٌ :کثیرٌ یَحْبس المالَ .
و قد سَمَّوا حابِساً و حُبَیْساً .
و الأَقْرَعُ بنُ حابِسٍ التَّمِیمِیُّ مَشْهُورٌ.
و حَابِسُ بنُ سَعْد کانَ عَلی طَیِّئٍ بالشّامِ مَعَ مُعَاوِیَه فقُتِلَ یَوْمَ صِفِّینَ .
و أَبُو مَنْصُورِ بنُ حَبَاسَهَ ،کسَحابَه،صاحبُ المَدْرَسَهِ بالإِسْکَنْدَرِیّه،و آلُ بَیْتِه حَدَّثُوا.
و الخُسُّ بنُ حابِسٍ الإِیَادِیُّ ،یَأْتِی ذِکْرُه فی«خس (6)».
و أَبو حَبِیسٍ کأَمِیرٍ:محمّد بنُ شُرَحْبِیل،شَیْخٌ لعُبَیْدِ اللّه ابنِ مُوسَی.
و حَبِیسُ بنُ عابِدٍ الْمِصْرِیُّ وَالِدُ جَعْفَرٍ و عَلِیٍّ ،حَدَّثَ هو و وَلَداهُ .
الحَبَرْقَسُ ،کسَفَرْجَل ،أَهملَه الجَوْهَرِیُّ ، و قالَ اللَّیْثُ :هو الضَّئِیلُ من الحُمْلانِ و البِکَارَهِ ،کَذَا نَقَلَه الصّاغَانِیُّ ،وزادَ فی اللِّسَانِ :و قِیلَ :هو الصَّغِیرُ الخَلْقِ فی جَمِیع الحَیَوَانِ .
ص:236
و الحَبَرْقَسُ ،أَیْضاً:صِغَارُ الإِبِلِ ،کالحَبَرْقَصِ بالصّادِ، و سَیُذْکَرُ فی مَوْضِعِه.
الحَبَلْبَسُ ،کسَفَرْجَل ،أَهمَلَه الجَوْهَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ ،و فی اللِّسَان:هو الحَرِیصُ المُقِیمُ اللاَّزِمُ بالمَکَانِ لا یَبْرحُه و لا یُفَارِقُه،و فی بعض النُّسَخِ لا یَبْرَحُ ، و أَوْرَدَه الأَزْهَرِیُّ فی التَّهْذِیبِ فی«ر ع س»فقال الحَبَلَّسُ کعَمَلَّسٍ ،و الحَبَلْبَس و العُلاَبِسُ :الشُّجَاعُ لا یَبْرَحُ مکانه، و أَنشد:
سَیَعْلَمُ مَنْ یَنْوِی جَلائِیَ أَنَّنِی
أَرِیبٌ بأَکْنَافِ النَّضِیضِ حَبَلْبَسُ
و یُرْوَی حَبَلَّسُ ،و هذا مُسْتدْرَکٌ علی المصنِّفِ و الصّاغَانِیِّ و صاحِب اللِّسَانِ ،ثمّ رأَیْتُ الصّاغَانِیَّ ذَکَر فی العُبَابِ فی «حلبس»ما نصُّه:و الحبَلْبَسُ :قیل هو الحَلْبَسُ فزادُوا فیه باءً،و أَنْشَدَ أَبو عَمْرو لنَبْهَان.فساقَه،و ذکَرَه الجَوْهَرِیُّ أَیضاً فی حلبس قالَ :و قد جاءَ فی الشِّعْرِ الحَبَلْبِسُ ،و أَظُنُّه أَراد الحَلْبَسَ ،فزادَ باءً،و أَنَشَد لنبْهَان عن أَبی عَمْرٍو،و فیه:
بأَکْناف النفیه (1)،فَظَهَر بما ذکَرَه أَنَّ هذِه المادَّه الصَّوابُ کَتْبُهَا بالسّوادِ لا بالحُمْرَهِ .فتَأَمَّلْ .
الحَدْسُ :الظَّنُّ و التَّخْمِینُ ،یُقَال:هو یَحْدِسُ ،بالکَسْرِ،أَی یَقُولُ شَیْئاً برأْیِه،و أَصْلُ الحَدْسِ :
الرَّمْیُ ،و منه حَدْسُ الظَّنِّ ،إِنّمَا هو رَجْمٌ بالغَیْبِ ،یقال حَدَسْتُ عَلَیْه ظَنِّی و نَدسْتُه،إِذا ظَنَنْتَ الظَّنَّ و لا (2)تحُقُّه.
و قال الأَزْهَرِیُّ : الحَدْسُ : التَّوَهُّمُ فی مَعَانِی الکَلامِ و الأُمُور، یَحْدِسُ ،بالکَسْر، و یَحْدُسُ بالضّمِّ ،یُقَال:بَلَغَنِی عن فُلانٍ أَمْرٌ و أَنَا (3)أَحْدِس فیه،أَی أَقُولُ بالظَّنِّ و التَّوَهُّمِ .
و القَصْدُ بأَیِّ شَیْ ءٍ کَانَ ظَنًّا أَو رَأْیاً أَو دَهَاءً.
و الحَدْسُ : الوَطْ ءُ ،و قد حَدَسَ برِجْلِه الشیْ ءَ،إِذا وَطِئَه.
و الحَدْسُ : الغَلَبَهُ فی الصِّرَاعِ ،یُقَالُ : حَدَسَ بالرَّجُلِ یَحْدِسُه حَدْساً ،فهو حَدِیسٌ :صَرَعَه و ضَرَبَ به الأَرْضَ ، قال مَعدِی کَرِبَ (4):
لِمَنْ طَلَلٌ بالعَمْقِ أَصْبَحَ دارِسَا
تَبَدَّلَ آرَاماً و عِیناً کَوَانِسَا
تَبَدَّلَ أُدْمانَ الظِّبَاءِ وَ حیْرَماً
و أَصْبَحْتُ فی أَطْلالِهَا الیَوْمَ جالِسَا
بمُعْتَرَکٍ شَطَّ الحُبَیَّا تَرَی بِه
من القَوْم مَحْدُوساً و آخَرَ حادِسَا (5)
و قالَ اللَّیْثُ : الحَدْسُ : السُّرْعَهُ فی السَّیْرِ ،قال العَجّاجُ :
حَتَّی احْتَضَرْنَا بَعْدَ سَیْرٍ حَدْسِ
إِمَامَ رَغْسٍ فی نِصَابٍ رَغْسِ
مَلَّکَه اللّه بغَیْرِ نَحْسِ
و الحَدْسُ : المُضِیُّ علی اسْتِقَامَهٍ ،و قیل: علی طَرِیقَهٍ مُسْتَمِرَّهٍ ،کذا نصُّ العُبَاب،و نَصّ الأَزْهَرِیّ :عَلی غَیْرِ طَرِیقَهٍ مُسْتَمِرَّهٍ ،و قال الأُمَوِیُّ : حَدَسَ فی الأَرْضِ و عَدَسَ یَحْدِسُ و یَعْدِسُ ،إِذا ذَهَب فیها.
و الحدْسُ : إِضْجَاعُ الشَّاهِ للذَّبْح ،عن الصّاغَانِیِّ ،و قد حدَسَها و حَدسَ بها.
و الحَدْسُ : إِنَاخَهُ النّاقَهِ ،و قدْ حَدَسَهَا و حَدَسَ بِها،عن ابنِ دُرَیْدٍ،و قیل:أَناخها ثمّ وَجَأَ بشَفْرَتِه فی نَحْرِهَا،و عن ابنِ دُرَیْدٍ:إِذا وَجَأَ فی سَبَلَتِها (6)،أَی نَحْرِها.
و من الأَوّلِ المَثَلُ السائِرُ حدَسَ لَهُم ،و روَی أَبو زید «حَدَسَهُم بمُطْفِئَهِ الرَّضْفِ »أَی ذَبَحَ لهم شاهً مَهْزُولَهً تُطْفِیءُ النّارَ و لا تَنْضَجُ . ذَکَرَه أَبو عُبَیْدَهَ ،و زاد:أَو سَمِینَهً ،و قالَ الأَزْهَرِیُّ :مَعْنَاهُ أَنَّه ذَبَحَ لأَضْیَافِه الشَّاهَ سَمِینهً أَطْفَأَتْ من شَحْمِهَا تِلْکَ الرَّضْفَ .
و قالَ ابنُ کِناسَه:تقولُ العَرَبُ .إِذا أَمْسَی النَّجْمُ قِمَّ الرَّأْسَ ،ففی الدّارِ فاخْنِسْ ،و فی بَیْتِکَ فاجْلِس،
ص:237
و عُظْماهُنَّ (1)فاحْدِسْ ،و إِنْ سئِلْتَ فاعْبِسْ ،و أَنْهِسْ بَنِیکَ و انْهَسْ .قولُه:عُظْماهُنّ فاحْدِسْ ،معناه انْحَرْ أَعْظَمَ الإِبِلِ ،و قِیلَ :قَوْلُهم: فاحْدِسْ ،من حَدَسْتُ الأُمُورَ:
تَوَهَّمْتُهَا،کأَنَّه یُرِیدُ:تَخَیَّرْ بوَهْمِکَ عُظْمَاهُنَّ .
و حَدَسٌ ،مُحَرَّکَهً :قَوْمٌ کانُوا عَلَی عَهْدِ سَیِّدنا سُلَیْمانَ عَلیهِ السّلامُ و کانُوا یَعْنُفُونَ عَلی البِغَالِ ،فإِذا ذُکِرُوا نفَرَتِ البِغَالُ [خَوْفاً] (2)لما کانَتْ لَقِیَتْ منهُم،نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ عن ابنِ أَرْقَم الکُوفِیِّ . فصارَ زَجْراً لَهُم. و قیل:
حَدَسْ و عَدَسْ :اسْمَا بَغَّالَیْن علی عَهْدِ سیّدِنا سُلَیْمانَ علیهِ السّلامُ ،قالَ الصّاغَانِیُّ :و قولُ ابنِ أَرْقَمَ یُقَوِّی قَوْلَ من قالَ : حَدَسْ ،فی زجْرِ البِغَالِ ،و فی اللِّسَانِ :و العَرَبُ تَخْتَلِفُ فی زَجْرِ البِغَالِ ،فبَعْضٌ یَقُولُ : حَدَسْ و بَعْضٌ یَقُولُ عَدَسْ . قالَ الأَزْهَرِیُّ :و عَدَسْ أَکْثَرُ من حَدَسْ ، و سیأْتِی.
و بنُو حَدَسٍ :بَطْنٌ عظِیمٌ مِنَ العَرَبِ من لخْمٍ ،و هو حَدَسُ بنُ أُرَیش بنِ إِراش بنِ جَزِیله بنِ لَخْم،و منه قولُ الشّاعِرِ:
لا تَخْبِزَا خَبْزاً و بُسَّا بَسَّاَ
مَلْساً بذَوْدِ الحَدَسِیِّ مَلْسَا
و قِیلَ :هم بالجِیمِ ،و قد تَقَدَّم.
و وَکِیعُ بنُ حُدُسٍ ،کما قاله یَزِیدُ بنُ هارُونَ و أَحْمَدُ بنُ حَنْبَل، أَو عُدُسٍ ،بضمَّتَیْنِ فِیهما:تابِعِیٌّ ،و جَعَله الحَافِظُ من الصَّحَابَهِ ،فی التَّبْصِیرِ،و فیه نَظَرٌ.
و قالَ ابنُ السِّکِّیتِ :یُقَالُ : بَلَغْتُ بِه الحِدَاسَ ،بالکَسْرِ، أَی الغَایَهَ الَّتِی یُجْرَی إِلَیْهَا ،أَو أَبْلُغ (3)،و لا تَقُلْ :الإِدَاسَ .
و المَحْدِسُ ،کمَجْلِسٍ :المَطْلَبُ ،و یُقال:فلانٌ بَعیدُ المَحْدِسٍ ،و قال الشّاعِرُ:
أُهْدِی ثَنَاءً مِنْ بَعِیدِ المَحْدِسِ
و تَحَدَّسَ الأَخْبَارَ،و تَحَدَّسَ عَنْهَا:تَخَبَّرَهَا و أَرادَ أَن یَعْلَمَهَا من حَیْثُ لا یُعْلَمُ بِه ،و فی المُحْکمِ :و أَرَاغَهالیَعْلَمَها من حَیْثُ لا یَعْرِفُونَ به،و قالَ أَبو زَیْدٍ: تَحَدَّسْتُ عن الأَخْبَارِ تَحَدُّساً ،و تَنَدَّسْتُ عَنْهَا تَنَدُّساً،و تَوَجَّسْتُ ،إِذا کُنْتَ تُرِیغُ أَخْبَارَ النّاسِ لتَعْلَمَها من حَیْثُ لا یَعْلَمُونَ .
*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:
حَدَسَ الکَلاَمَ علی عَوَاهِنِه،إِذا تَعَسَّفَه و لم یَتَوَقَّهُ .
و قالَهُ بالحَدْسِ ،أَی بالفِرَاسَهِ .
و الحَدْسُ :النَّظَرُ الخَفِیُّ ،و منه:الحِنْدِسُ ،و سیأْتی.
و الحَدْسُ :الضَّرْبُ و الذَّهَابُ فی الأَرْضِ علی غَیْرِ هِدَایَهٍ .
و حَدَسْتُ بسهْمٍ :رَمَیْتُ .
و الحَدّاسُ :الظَّنّانُ .
و الحَدِیسُ :المَصْرُوعُ بهِ فی الأَرْضِ کالمَحْدُوسِ .
و الحَدَسُ ،مُحَرَّکَهً :بَلَدٌ بالشامِ .یَسْکُنُه قومٌ من بَنِی لَخْمٍ .
و الحَدُوسُ کصَبُورٍ:الَّذِی یَرْمِی بنَفْسِه فی المَهَالِکِ ،قال رُؤْبَهُ :
قَالَتْ لمَاضٍ لم یَزَلْ حَدُوسَا
انظرْ بقِیَّتَه فی«عطس».
حَرَسَهُ یَحْرُسُه و یَحْرِسُه حَرْساً و حِرَاسَهً ، بالکَسْر:حَفِظَه، فهو حارِسٌ ،ج حَرَسٌ ،مُحَرّکَهً ، و أَحْرَاسٌ ،و حُرّاسٌ ،کخَادِم و خَدَمٍ و خُدّامٍ .
و الحَرَسِیُّ ،مُحَرَّکَهً : وَاحِدُ حَرَسِ السُّلْطَانِ الذین یُرَتَّبُونَ لِحِفْظِه و حِرَاسَتِه ،و لا تَقُلْ : حَارِس ؛لأَنَّه قد صارَ اسْمَ جِنْسٍ ،فنُسِبَ إِلیه،إِلاّ أَنْ یُذْهَبَ به إِلی مَعْنَی الحِرَاسَهِ دُون الجِنْسِ ، و هُمْ الحُرّاسُ ،فی الجَمْعِ .
و الحَرْسُ ،بالفَتْح: الدَّهْرُ. و قِیل:وَقْت[من] (4)الدَّهْرِ دُونَ الحُقْبِ ،و هو مَجَازٌ،قال الرّاجزُ:
فی نِعْمَهٍ عِشْنَا بذَاکَ حَرْسَا
ص:238
ج أَحْرُسٌ ،بضمِّ الرّاءِ،قال:
وقَفْتُ بعَرّاف علی غَیْرِ مَوْقِفٍ
عَلی رسْمِ دارٍ قد عَفَتْ مُنْذُ أَحْرُسِ
و قالَ امْرُؤُ القیْسِ :
لِمَنْ طَللٌ دَاثِرٌ آیُهُ
تَقَادَمَ فی سالِفِ الأَحْرُسِ
و الحَرْسانِ ،بالفَتْحِ : جَبَلاَنِ بنَجْدٍ، و کُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا حَرْسٌ ،یُقال لأَحَدِهِمَا: حَرْسُ قساً، بِبِلادِ بَنِی عامِرِ بنِ صَعْصَعه ،قال زُهَیْرٌ:
هُمُ ضَرَبُوا عن فَرْجِهَا (1)بکَتِیبَهٍ
کبَیْضاءِ حَرْسٍ فی طرائِقِها الرَّجْلُ
البَیْضَاءُ:هَضْبَهٌ فی هذا الجَبَلِ .
و حَرَسَ الرَّجُلُ حَرْساً ، کضَرَبَ :سَرَق، کاحْتَرَس ، یُقَال: حَرَسَ الإِبِلَ و الغَنَمَ یَحْرِسُهَا و احْتَرسَهَا :سَرَقَهَا لَیْلاً فَأَکَلهَا،فهو حارِسٌ و مُحْتَرِسٌ ،و هو مَجَازٌ،قالَ الزَّمَخْشرِیُّ :و هو ممّا جَاءَ علی طَریقِ التَّهَکُّمِ و التَّعْکِیسِ ؛ و لأَنَّهُم وَجَدُوا الحُرّاسَ فیهم السَّرِقَهُ ،و نَحْوُه:کُلُّ النّاسِ عُدُولٌ إِلا العُدُولَ ،فقالُوا للسّارِقِ حارِسٌ ،و حَسِبْنَاهُ أَمِیناً فإِذا هو حارِسٌ .
و من المَجَاز: حَرِسَ الرَّجُلُ کسَمِعَ :عاشَ زَماناً طَوِیلاً ،نَقَله الصّاغانیُّ .
و من المَجَاز:«لا قَطْعَ فی حَرِیسهِ الجَبَل» (2)الحَرِیسَهُ :المَسْرُوقَهُ ،قال الجَوْهَرِیُّ :هی الشَّاهُ تُسْرَقُ لَیْلاً،فعِیلَهٌ بمعْنَی مَفْعُولَهٍ ،و قِیلَ : الحَرِیسَهُ :هی الشّاهُ التی یُدْرِکُها اللَّیْلُ قبل أَنْ تَصِلَ إِلی مُرَاحِهَا، ج حَرَائِسُ ، قال:
لَنَا خُلَصَاءُ لا نَسِیبُ غُلامَنَا
غَرِیباً و لا یُؤْدَی إِلیْنَا الحَرائِسُ
و الحَرِیسَهُ : جِدَارٌ من حِجَارَهٍ یُعْمَلُ للغَنَمِ لأَجْلِ الحِرَاسَهِ لَهَا و الحِفْظ .
و قالَ اللَّیْثُ :البِنَاءُ الأَحْرَسُ هو القَدِیمُ العادِیُّ الذی أَتَی عَلَیْه الحَرْسُ ،أَی الدَّهْرُ،قال رُؤْبَهُ :
کَمْ ناقَلَتْ مِنْ حَدَبٍ و فَرْزِ
و نَکَّبَتْ من جُؤْوَهٍ و ضَمْزِ
و إِرَمٍ أَحْرَسَ فَوقَ عَنْزِ
وجَدْبِ أَرْضٍ و مُنَاخٍ شَأْزِ
الإِرَمُ :شِبْهُ عَلَمٍ یُبْنَی فوقَ القَارَهِ ،و العَنْزُ:قَارَهٌ سَوْدَاءُ، و یُروَی:«و إِرَمٍ أَعْبَسَ ».و قال ابنُ سِیدَه: الأَحْرَسُ :البِنَاءُ الأَصَمُّ .
و حَرُوسٌ ، کصَبُورٍ:ع ،قالَ عَبِیدُ بنُ الأَبْرَصِ :
لِمَنِ الدِّیَارُ بصَاحَهٍ (3)فحَرُوسِ
دَرَسَتْ من الإِقْفارِ أَی دُرُوسِ
و حُرَیْسٌ ، کزُبیْرٍ:ابنُ بَشِیرٍ البَجَلِیُّ ،شَیْخٌ لسُفْیَانَ الثَّوْرِیِّ ،و قالَ الحافِظُ :قالَ فیه وَکِیعٌ :عن أَبی حُرَیْسٍ .
و حَرَسْتَی :ه،ببابِ دِمَشْقَ علی فَرْسخٍ منْهَا،مِنْهَا التَّقِیُّ عبدُ اللّهِ بنُ خَلِیلِ بنِ أَبِی الحَسَنِ بنِ ظاهر الحَرَسْتَانِیُّ الحَنْبَلِیُّ من شُیُوخِ الحافِظِ ابنِ حَجَرٍ،أَجاز له الجمار و البِرْزالِیّ و الذَّهَبِیُّ مات سنه 850.
و حَرَسْتَی : حِصْنٌ بحَلَبَ من أَعمالِهَا،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .
و تَحَرَّسْتُ مِنْه،و احْتَرَسْتُ بمَعْنًی،أَی تَحَفَّظْتُ منه.
و قَوْلُهُم:
و مُحْتَرِسٌ مِنْ مِثْلِه و هو حارِسُ
هو فی بَیْت لأَبی هَمّامٍ ،وَ أَوَّلُه:
فسَاعٍ إِلی السُّلْطَانِ لَیْسَ بناصِحٍ (4)
مَثلٌ یُضْرَبُ لِمَنْ یَعِیبُ الخَبِیث و هو أَخْبَثُ منه ،و قِیلَ :
لمَنْ یُؤْتَمَنُ عَلَی حِفْظِ شَیْ ءِ لا یُؤْمَنُ أَنْ یَخُونَ فیه.
ص:239
*و مّما یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:
الحَرِیسَهُ :السَّرِقَهُ نَفْسُها.
و الحَرِیسَهُ أَیضاً:ما احْتُرِسَ منها.
و قیل: الاحْتِرَاسُ :أَنْ یُسْرَق الشَّیْ ءُ مِنَ المَرْعَی.
و یُقَالُ :فُلانٌ یأْکُلُ الحِرَاسَات (1)،إِذا سَرَق غَنَمَ النّاسِ فَأَکَل مِنْها.
و قال شَمِرٌ: الاحْتِرَاسُ :أَن یُؤْخَذَ الشَّیْ ءُ من المَرْعَی، و السَارِقُ : مُحْترِسٌ ،و هُنّ الحَرَائِسُ .
و أَحْرَس بالمَکانِ :أَقام بهِ حَرْساً .
و حَرَسَنِی شاهً مِنْ غَنَمِی،و أَحْرَسَنِی .
و المِحْرَاسُ :سَهْمٌ عَظِیمُ القَدْرِ.
و قال الزُّبَیْرُ بنُ بَکّارٍ:کُلُّ مَن فی الأَنْصَارِ حَرِیسٌ ،أَی کأَمِیرٍ،إِلاّ حَرِیشَ بن جَحْجَبَی فإِنّه بالشِّینِ المُعْجَمَه.
و الحَرَسُ ،مُحَرَّکهً :قَریَهٌ بمِصْرَ،منها زکَرِیّا بنُ یَحْیَی الحَرَسِیُّ کاتبُ العُمَرِیِّ ،و عامِرُ بنُ سَعِیدٍ الحَرَسِیُّ ،قرأَ عَلَی وَرْشٍ ،و أَحْمَدُ بنُ رزین الحَرَسِیُّ شیخٌ لیُونُس بنِ عبدِ الأَعْلی،و عَبْدُ الرّحمنِ بنُ زِیادٍ الحَوْتکِیُّ أَبو کِنَانَه الحَرَسِیُّ ،توفِّی سنه 1096،و عُثْمَانُ بنُ کُلَیْبٍ القُضاعِیُّ الحَرَسِیُّ ،رَوَی عن عَمْرِو بنِ الحَارِثِ ،و عَنْهُ زکَرِیَّاءُ بنُ [یَحْیَی (2)]المَذْکُورُ قبل.
و إِبْرَاهِیمُ بنُ سُلَیْمَان بنِ عَبْدِ اللّهِ بنِ المُهَلَّبِ القُضَاعِیُّ الحَرَسِیُّ ،روَی عن خالِدِ بنِ نِزَارٍ.
و بضَمَّتَیْنِ :مَسْعُودُ بنُ عِیسَی الحُرُسِیُّ ،یُقَال:له صُحْبهٌ ،أَسْلَمَ یومَ مُؤْتَه،منسوبٌ إِلی الحُرُسِ من لخْمٍ .
و حِرَاسُ بنُ مَالِکٍ ،ککِتَابٍ ،و قیل ککَتّانٍ ،و یُرْوَی بالشِّینِ مُعْجَمَهً ،روَی عن یحْیَی بن عُبَیْدٍ،و سیأْتی للمُصَنِّفِ .
و جَابِرُ بنُ حُرَیْسٍ الأَجَئیُّ (3)،شاعِرٌ. *و مّما یُسْتدْرکُ علیه:
أَرْضٌ حَرْبَسِیسٌ ،کزَنْجَبِیل:صُلْبَهٌ ، کعَرْبَسِیسٍ ،أَهمَلَه الجَوْهَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ ،و أَوْرَدَه صاحِبُ اللِّسَانِ (4).
*و مّما یُسْتدْرَکُ عَلَیْه:
الحُرْقُوسُ :لغهٌ فی الحُرْقُوصِ ،أَهمَلَه الجَوْهَرِیُّ و الصّاغانِیُّ ،و أَوْرَدَهْ صاحبُ اللِّسَانِ (5).
بَلَدٌ حِرْمَاسٌ ،کقِرْطاسٍ ،أَهْمَله الجَوْهَرِیُّ ، و قال أَبو عَمْرٍو:أَی أَمْلَسُ ،و أَنْشدَ:
جاوَزْنَ رَمْلَ أَیْلَهَ الدَّهَاسَا
و بَطْنَ لُبْنَی بَلداً حِرْماسَا
و قِیل: أَرْضٌ حِرْمَاسٌ :صُلْبَهٌ واسِعَهٌ .عن ابنِ دُرَیْدٍ.
و قالَ شَمِرٌ: سِنُونَ حَرَامِسُ ،أَی شِدَادٌ مُجْدِبَهٌ ،جَمْعُ حِرْمِسٍ بالکَسْرِ.
و الحِرْمِسُ أَیضاً:الأَمْلَسُ ،کذا فی اللِّسَانِ .
الحَسُّ :الجَلَبَهُ ،هکذا فی النُّسَخِ ،و صَوابُه الحِیلَهُ ،و هو عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ ،کما نَقَلَه الصّاغانِیُّ و صاحبُ اللِّسَانِ (6).
و الحَسُّ : القَتْلُ الذَّرِیعُ و الاسْتِئْصَالُ ، حَسَّهُم یَحُسُّهُم حَسًّا :قَتَلَهُم قَتْلاً ذَرِیعاً مُسْتَأْصِلاً،و قولُه تَعَالَی: إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ (7)أَی تَقْتلُونَهُمْ قَتْلاً شَدِیداً.و الاسْمُ الحُسَاسُ ،عن ابن الأَعْرَابِیِّ ،و قال أَبو إِسْحَاقَ :مَعْنَاه:
تَسْتَأْصِلُونَهُمْ قَتْلاً،و قالَ الفَرّاءُ: الحَسُّ :القَتْلُ و الإِفْنَاءُ هاهُنَا.
و من المَجَازِ: الحَسُّ نَفْضُ التُّرَابِ عَن الدّابَّهِ بالمِحَسَّهِ ،بالکَسْرِ،اسمٌ للفِرْجَوْنِ ،و قد حَسَّ الدّابَّهَ
ص:240
یَحُسُّها ،إِذا نَفَضَ عَنْهَا التُّرَابَ ،و ذلِکَ إِذا فَرْجَنَهَا (1)بالمِحَسَّهِ ،و منه
17- قولُ زَیْدِ بنِ صُوحَانَ یومَ الجَمَلِ : «ادْفِنُونِی فی ثِیَابِی و لا تَحُسُّوا عَنِّی تُرَاباً». أَی لا تَنْفُضُوه.
و الحِسُّ ، بالکَسْرِ:الحَرَکَه ،و منه
16- الحَدِیثُ : «أَنَّهُ کانَ فی مَسْجِدِ الخَیْفِ فسَمِعَ حِسَّ حَیَّهٍ ». أَی حَرَکَتَها و صَوْتَ مَشْیِها،و یَقُولون:ما سَمِعَ له حِسّاً و لا جَرْساً،أَی حَرَکَهً و لا صَوْتاً،و هو یَصْلُح للإِنْسَانِ و غَیْرِه،قالَ عَبْدُ مَنَافِ بنِ رِبْعٍ الهُذَلِیُّ :
و للقِسِیِّ أَزَامِیلٌ و غَمْغَمَهٌ
حِسَّ الجَنُوبِ تَسُوقُ الماءَ و البَرَدَا
و الحِسُّ : أَنْ یَمُرَّ بِکَ قَرِیباً فتَسْمَعَه و لا تَرَاهُ ،و هو عامٌّ فی الأَشْیَاءِ کُلِّهَا، کالحَسِیسِ ،کأَمِیرٍ،عن إِبْرَاهِیمَ الحَرْبِیِّ ،و منه قولُه تَعَالَی: لا یَسْمَعُونَ حَسِیسَها (2)أَی حِسَّهَا و حَرَکَهَ تَلَهُّبِهَا،و قالَ یَصِفُ بازاً:
تَرَی الطَّیْرَ العِتَاقَ یَظَلْنَ مِنْهُ
جُنُوحاً إِنْ سَمِعْنَ له حَسِیسَا
و الحِسُّ و الحَسِیسُ : الصُّوْتُ الخَفِیُّ .
و الحِسُّ : وَجَعٌ یَأْخُذُ النّفَسَاءَ بعد الوِلادَهِ ،و قِیلَ :وَجَعُ الوِلاَدَهِ عِنْدَمَا تُحِسُّها ،و یشهد للأَوّلِ
17- حَدِیثُ سَیِّدِنَا عُمَرَ رضِیَ اللّه عنه: «أَنَّه مَرّ بامْرَأَهٍ قد وَلَدَتْ فدَعَا لها بشَرْبَهٍ مِنْ سَوِیقٍ ،و قال:اشْرَبِی هذا فإِنَّه یَقْطَعُ الحِسَّ ».
و من المَجَاز: الحِسُّ : بَرْدٌ یُحْرقُ الکَلأَ ،و هو اسمٌ ، و قد حَسَّهُ یَحُسُّه حَسًّا ،و الصَّادُ لُغَهٌ فیه،عن أَبِی حَنِیفَه؛أَی أَحْرَقَه ،یُقال:إِنّ البَرْدَ مَحَسَّهٌ للنَّبَاتِ و الکَلإِ،أَی یَحُسُّه و یُحْرِقُه.
و یَقُولُون: أَلْحِق الحِسَّ بالإِسِّ ،أَی الشَّیْ ءَ بالشَّیءِ،أَی إِذا جاءَکَ شَیْ ءٌ من ناحِیَهٍ فافْعَلْ مِثْلَه ،هکذا فی الصحاح، و قد تقدَّمَ فی«أَسّس»نقلاً عن ابنِ الأَعْرَابِیّ أَنّه رَوَاهُ أَلْحِقُوا الحَسَّ هو الشَّرُّ،و الأَسُّ :الأَصْلُ ،یقُول:أَلْصِقِ الشَّرَّ بأُصُولِ من عادَیْت أَو عاداکَ ،و مِثْلُه لابنِ دُرَیْدٍ.
و بات فُلانٌ بحِسَّهِ سَوْءٍ و حِسَّهٍ سَیِّئَهٍ ، و یُفْتَحُ ،و الکسْرأَقْیَسُ (3):أَیْ بحالَهِ سَوْءٍ و شِدَّهٍ ،قاله اللَّیْثُ ،و قال الأَزْهَرِیُّ :و الذی حفِظْنَاهُ من العرَبِ و أَهْلِ اللُّغهِ :باتَ فلانٌ بجِیئَه سَوْءٍ،و تِلَّهِ سَوءٍ (4)،و بِیئَهِ سَوْءٍ،و لم أَسمعْ بحِسَّهِ سَوْءٍ لغیْرِ اللّیْثِ .
و الحَاسُوسُ :الَّذِی یَتَحَسَّسُ الأَخْبَارَ،مثلُ الجاسُوس ، بالجیم، أَو هُوَ فی الخَیْرِ،و بالجِیمِ فی الشَّرِّ و قد تَقدَّمَ فی «ج سّ ».
و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الحاسُوسُ المشْؤوم منِ الرِّجَالِ .
و الحاسُوسُ : السَّنَهُ الشَّدِیدَهُ المَحلِ ،القَلِیلُه الخَیْرِ، کالحَسُوسِ ،کصَبُورٍ،یقال:سَنَهٌ حَسُوسٌ :تأْکُلُ کُلَّ شَیْ ءٍ،قال:
إِذا شَکَوْنا سَنهً حَسُوسَا
تَأْکُلُ بعدَ الخُضْرَهِ الیَبِیسَا (5)
و المَحَسَّهُ :الدُّبُرُ ،قِیل:إِنَّهَا لُغهٌ فی المَحَشَّهِ .
و الحَوَاسُّ هی مَشَاعِرُ الإِنْسَانِ الخَمْسُ : السَّمْعُ و البَصَرُ و الشَّمُّ و الذَّوْقُ و اللَّمْسُ ،جَمْعُ حَاسَّهٍ ،و هی الظَّاهِرهُ ،و أَما الباطِنهُ فخمْسٌ أَیْضاً،کما نقَلَه الحُکَمَاءُ،و اخْتَلَفُوا فی مَحَلِّها،و لذلک قال الشِّهَابُ فی شَرْحِ الشِّفاءِ:عَلَی أَنَّهُم فِی إِثْبَاتِهَا فی مَواضِعِها فی حَیْصَ بَیْصَ .
و حَواسُّ الأَرْضِ خَمْسٌ : البَرْدُ بالفتح، و البَرَدُ ، مُحَرَّکهً ، و الرِّیحُ ،و الجَرادُ،و المَوَاشِی ،هکذا ذَکَرُوه.
و حَسَسْتُ لَهُ أَحِسُّ بالکسْرِ ،أَی فی المُضارِعِ : رَققْتُ لهُ ،بالقافیْنِ ،قال ابنُ سِیده:و وجدْتُه فی کتابِ کُراع بالفاءِ و القافِ ،و الصحِیحُ الأَوّلُ ، کحَسِسْتُ ،بالکَسْرِ ،لُغَه حَکَاهَا یَعْقُوبُ ،و الفتحُ أَفْصَحُ ، حَسّاً ،بالفتحِ ، و حِسّاً ،بالکسْرِ، و یقال: الحَسُّ ،بالفتْحِ ،مَصْدَرُ البَابَیْن،و بالکسْرِ الاسْمُ ، تقولُ العَرَبُ :إِنّ العامِرِیَّ لیَحِسُّ للسَّعْدِیِّ ،أَی یرِقُّ لهُ ، و ذلک لِمَا بیْنهُمَا من الرَّحِمِ .و قالَ یَعْقُوبُ :قال أَبو الجَرّاحِ العُقَیْلیُّ :مَا رَأَیْتُ عُقَیْلِیّاً إِلاّ حَسَسْتُ له،و قال أَبو زَیْدٍ: حَسِسْتُ له،و ذلِک أَنْ یکُونَ بَیْنَهُمَا رَحِمٌ فیَرِقَّ له،
ص:241
و قال أَبو مالِکٍ :هو أَن یَشْتکِیَ له و یَتَوَجَّعَ ،و قال:أَطَّتْ له مِنِّی حاسَّهُ رَحِمٍ .
و حَسَسْتُ الشَّیْ ءَ أَحُسُّه حَسّاً و حِسّاً و حَسِیساً بمعنَی أَحْسَسْتُه بمعنَی:عَلِمْتُه و عَرَفْتُه و شَعَرْتُ به.
و حَسَسْتُ اللَّحْمَ أَحُسُّه حَسّاً : جَعَلْتُه علی الجَمْرِ ، و الاسمُ الحُسَاسُ بالضّمِّ ،و منه قَوْلُهُم:فَعَلَ ذلِکَ قَبل حُسَاسِ الأَیْسَارِ،و یُقَال: حَسَّ الرَّأْسَ یَحُسُّه حسّاً ،إِذا جَعَلَه فی النّار،فکُلّ ما تَشَیَّط أَخَذَهُ بشَفْرَهٍ ،و قیل الحُسَاسُ :أَن یُنْضِجّ أَعْلاهُ و یَتْرُکَ داخِلَه،و قِیل:هو أَن یَقْشِرَ عنه[الرَّمَادَ] (1)بعدَ أَنْ یَخْرُجَ مِنَ الجَمْرِ. کحَسْحَسْتُه.
و قال ابنُ الأَعْرابِیِّ :یُقَالُ : حَسَسْتُ النار و حَشَشْتُ ، بمعنًی.
و حَسَسْتُ النّارَ:رَدَدْتُهَا بالعَصَا علی خُبْزِ المَلَّهِ أَو الشِّواءِ لیَنْضَجَ ،و مِنْ کَلامِهِم:قالَتِ الخُبْزَهُ :لَوْلاَ الحَسُّ ما بالَیْتُ بالدَّسِّ .
و حَسِسْتُ به،بالکَسْرِ،و حَسِیتُ بهِ و أَحْسَیْتُ ،تُبدَلُ السِّینُ یاءً،قال ابنُ سِیدَه:و هذا کُلُّه من مُحوَّلِ التَّضْعِیفِ ، و الاسمُ من کُلِّ ذلِکَ الحِسُّ ؛أَی أَیْقنْتُ بِهِ ،قال أَبو زُبیْدٍ:
خَلاَ أَنَّ العِتَاقَ مِن المَطایا
حَسِینَ بهِ فهُنَّ إِلَیْهِ شُوسُ
قال الجَوْهَرِیُّ :و أَبُو عُبَیْدَهَ یرْوِی بَیتَ أَبی زُبَیْدٍ:
أَحَسْنَ بهِ فهُنَّ إِلیهِ شُوسُ
و أَصْلُه أَحْسَسْنَ .
و حَسّانُ . ککَتّانِ : عَلَمٌ مُشْتَقٌّ من أَحَدِ هذِه الأَشْیَاءِ،قال الجَوْهَرِیُّ :إِنْ جَعَلْتَه فَعْلان من الحِسِّ لم تُجْرِه،و إِنْ جَعَلْتَه فعّالاً من الحُسْنِ أَجْرَیْتَه؛لأَنَّ النُّونَ حِینئذٍ أَصْلِیَّهٌ .
و حَسّانُ :ه بینَ وَاسِط و دَیْرِ العَاقُولِ ،علی شَاطِیءِ دجْلَه، و تُعْرفُ بقَرْیَهِ حَسّان ،و قرْیَهِ (2)أُمِّ حَسّانَ ،کذا فی التَّکْمِلهِ .
و حَسّانُ : ه قُرْبَ مَکَّه،و تُعْرفُ بأَرْضِ حَسّانَ . و قال الصّاغَانِیُّ : الحَسْحَاس :السَّیْفُ المُبِیرُ.
و قال الجَوْهَرِیُّ :و رُبَّمَا سَمَّوُا الرَّجُل الجَواد حَسْحَاساً .
و قال ابنُ فارسٍ :هو الّذِی یَطْرُدُ الجُوعَ بسَخائِه.
و الحَسْحَاسُ : عَلَمٌ ،قال ابنُ سِیدَه:رجُلٌ حَسْحَاسٌ :
خفِیفُ الحَرکَهِ ،و بِه سُمِّی الرَّجُلُ .
و بَنُو الحَسْحَاسِ :قوْمٌ من العَرَبِ .
و عَبْدُ بَنِی الحَسْحَاسِ :شاعِرٌ مَعْرُوفٌ اسمُه سُحَیْمٌ .
و الحُسَاسُ ،بالضّمِّ :الهِفُّ ،و هو سَمَکٌ صِغارٌ ،قاله الجَوْهَرِیُّ ،و زاد غیرُه[یُعرَف]بالجِرِّیثِ ، یُجَفَّفُ حَتّی لا یَبْقَی فیهِ شَیْ ءٌ من ماءٍ،الواحِدهُ حُسَاسَهٌ .
و الحُسَاسُ أَیضاً: کُسَارُ الحَجَرِ الصِّغارُ ،قال یَصِفُ حَجرَ المَنْجَنِیقِ :
شَظِیَّهٌ مِنْ رَفْضَهِ الحُساسِ
تعْصِفُ بالمُسْتلْئِمِ التَّرّاسِ
و الحُسَاسُ ، کالجُذَاذِ من الشَّیْ ءِ ،نقَلهُ الأَزْهَرِیُّ .
و إِذا طَلَبْتَ شیْئاً فلم تَجِدْهُ قُلْتَ : حَسَاسِ ،کقَطَامِ ، عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ .
و یقُولون: أَحْسَسْتُ بالشَّیْ ءِ إِحْسَاساً و أَحْسَیْتُ بهِ ، یُبْدِلُونَ من السِّینِ یاءً، و و أَمّا قَوْلُهُمْ : أَحَسْتُ بالشَّیْ ءِ، بسِینٍ واحِدَهٍ ،فعَلَی الحَذْف کَرَاهِیَه الْتِقَاءِ المِثْلیْنِ ،قال سِیبَویْهِ :و کذلک یُفْعَلُ فی کُلِّ بنَاءٍ یُبْنَی الَّلامُ من الفِعْلِ منه عَلی السُّکُونِ ،و لا تَصِلُ إِلَیْه الحَرَکَهُ ،شَبَّهُوهَا بأَقمْتُ ، و هُوَ من شَوَاذِّ التَّخْفِیفِ ،أَی ظَنَنْتُ و وَجَدْتُ و أَبْصَرْتُ و عَلِمْتُ ، و یُقَال: أَحَسْتُ بالشَّیْ ءِ،إِذا عَلِمْتَه و عَرَفْته،و یقال:
أَحْسَسْتُ الخَبَرَ و أَحَسْتُه و حَسَیْتُ ،إِذا عَرَفْت منه طَرَفاً، و تقول:ما أَحْسَسْتُ بالخَبَرِ،و ما أَحَسْتُ ،و ما حَسِیتُ ،و ما حِسْتُ ،أَی لَمْ أَعْرِفْ منه شَیْئاً (3).و قولُه تَعالَی: فَلَمّا
ص:242
أَحَسَّ عِیسی مِنْهُمُ الْکُفْرَ (1)أَی رَأَی،قالَهُ اللِّحْیَانِیُّ ،و قولُه تَعالی: هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ (2)معناهُ هل تُبْصِرُ،هَلْ تَرَی،و قالَ الفرّاءُ: الإِحْسَاسُ :الوُجُودُ،تَقُولُ فی الکَلام:
هل أَحْسَسْتَ منهُم من أَحَدٍ،و قالَ الزَّجّاجُ :معنی أَحَسَّ :
عَلِم و وَجَدَ،فی اللُّغَهِ ،و یقال:هل أَحْسَسْت صاحِبَکَ ؟أَی هَلْ رَأَیْتَه،و هَلْ أَحْسَسْت الخَبَرَ؟أَی هَلْ عَرَفْتَه و عَلِمْتَه ؟، و قال ابنُ الأَثِیرِ: الإِحْسَاسُ :العِلْمُ بالحَوَاسِّ .
و أَحْسَسْتُ الشَّیْ ءَ:وجَدْتُ حِسَّهُ ،أَی حَرَکَتَه،أَو صَوْتَه.
و التَّحَسُّسُ :الاسْتِمَاعُ لِحَدِیثِ القَوْمِ ،عن الحَرْبِیِّ ، و قیل:هو شِبْهُ التَّسَمُّع و التَّبَصُّرِ،قالَه أَبو مُعَاذٍ.
و قِیل:هو طَلَبُ خَبرِهِم فی الخَیْرِ ،و بالجِیم فی الشَّرِّ.
و قال أَبو عُبَیْدٍ: تحَسَّسْتُ الخبَرَ،و تَحَسَّیْتُه ،و قالَ شَمِرٌ:
تَنَدَّسْتُه مثلُه،و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :تبَجَّسْتُ الخَبَرَ، و تَحَسَّسْتُه بمعنًی وَاحدٍ.
و تَحَسَّسْتُ من الشَّیْ ءِ،أَی تخبَّرْتُ خَبَرَه،و بکُلِّ ما ذُکِرَ فُسِّرَ قولُه تَعَالَی: یا بَنِیَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ یُوسُفَ وَ أَخِیهِ (3).
و الانْحِسَاسُ :الانْقِلاعُ و التّساقُطُ و التَّحاتُّ و التَّکسُّرُ،و هو مَجَازٌ،یُقَال: انْحَسَّتْ أَسْنَانُه،إِذا انْقَلَعَتْ و تَکَسَّرَتْ ،السِّینُ لُغَهٌ فی التّاءِ،کما صَرَّحَ به الأَزْهَرِیُّ ،قالَ العَجّاجُ :
إِنَّ أَبا العَبّاسِ أَوْلَی نَفْسِ
بمَعْدِنِ (4)المُلْکِ الکَرِیمِ الکِرْسِ
فُرُوعِه و أَصْلِه المُرَسِّ
لَیْس بمقْلُوعٍ و لا مُنْحَسِّ
أَی لیسَ بمُحَوَّلٍ عنه و لا مُنْقطِع.
و حَسْحَسَ له: تَوَجَّع و تَشَکَّی.
و تَحَسْحَسَ للقِیَامِ ،إِذا تَحَرَّکَ . و تَحَسْحسَتْ أَوْبارُ الإِبِلِ و تَحَسَّسَتْ : تحَاتَّتْ و تطَایرَتْ و تفرَّقَتْ .
و لأُخَلِّفنَّهُ بحَسْحَسِه ،أَی ذَهَابِ مالِه حَتَّی لا یبْقَی مِنْهُ شَیَ ءٌ ،و هو مَثلٌ .
و یُقَال: ائْتِ بهِ من حِسِّک وَ بِسِّک ،بفَتْحِهما و بکَسْرهما، أَی من حیْثُ شِئْتَ ،و کَذا من حَسّکِ وَ عَسِّکَ .
کذا فی التَّهْذِیب،و قیل:مَعْنَاهُ من حَیْثُ کانَ و لم یَکُنْ ، و قال الزَّجّاجُ :تأْوِیلُه:من حَیْثُ تُدْرِکُه حاسَّهٌ من حوَاسِّکَ ، أَو یُدْرکُه تَصَرُّفٌ من تَصَرُّفِکَ ،و قیل:من کُلِّ جِهَهٍ .
و الحَسّانِیّاتُ :مِیاهٌ بالبَادِیَهِ . نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .
و أُمُّ الخَیْرِ فاطِمَهُ بنتُ أَحْمدَ بنِ عَبْدِ اللّه بنِ حُسَّهَ ، بالضّمِّ ،الأَصْفَهَانِیَّهُ :مُحَدِّثهٌ ،حَدَّثَتْ عن الحَسَنِ بنِ علیٍّ البَغْدَادِیِّ ،و عنها سَعِیدُ بنُ أَبِی الرَّجاءِ؛و أَبُوهَا حَدَّثَ عن ابنِ مَنْدَه،و مات سنه 494 قاله الحَافِظُ .
*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلیْه:
حِسُّ الحُمَّی و حِسَاسُهَا :رَسُّها وَ أَوَّلُهَا عِنْدَمَا تُحَسُّ ، الأَخِیرهُ عن اللِّحْیَانِیِّ ،و قالَ الأَزْهَرِیُّ : الحِسُّ :مَسُّ الحُمَّی أَوّلَ ما تبْدَأُ.
و قالَ الفَرّاءُ:تَقُولُ :من أَیْنَ حَسَیْتَ هذا الخَبَرَ؟یُرِیدُون من أَیْن تخَبَّرْته.
و حَسَّ مِنْهُ خَبَراً و أَحَسَّ کِلاهُمَا:رَأَی.
و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :سَمِعْتُ أَبا الحَسَنِ یَقُول: حَسْتُ و حَسِسْتُ ،و وَدْتُ و وَدِدْتُ و هَمْتُ و هَمَمْتُ ،و
16- فی الحَدِیثِ :
هَلْ حَسْتُمَا مِنْ شَیْ ءَ».
و الحسَاسُ ،بالفَتْح:الوُجُودُ،و منه المَثلُ «لا حَسَاسَ مِن ابْنَیْ مُوقِدِ النّارِ»و قالُوا:ذهَبَ فلانٌ فلا حَسَاسَ بهِ ؛أَی لا یُحَسُّ بِه،أَولا یُحَسُّ مکانُه.
و الشَّیْطَانُ حَسّاسٌ لَحّاسٌ ،أَی شَدِیدُ الحِسِّ و الإِدْرَاکِ .
و الحِسُّ :الرَّنَّه.
و حَسِّ ،بفتحِ الحاءِ و کَسْرِ السّینِ و تَرْکِ التّنْوِینِ :کَلِمَهٌ تقالُ عند الأَلمِ .
و قال الجَوْهَرِیُّ :قَولُهُم:ضرَبَه فما قالَ حَسِّ یا هذا،
ص:243
بفَتْحِ أَوَّلِه و کَسْرِ آخِره:کَلِمَهٌ یَقُولُهَا الإِنْسانُ إِذا أَصَابَه غَفْلَهً ما مَضَّه و أَحرَقه،کالجَمْرَهِ و الضَّرْبهِ .
و یُقَال:لآخُذنَّ الشَّیْ ءَ مِنْکَ بحَسٍّ أَو ببَسٍّ :أَی بمُشادَّهٍ أَو رِفْقٍ ،و مثله (1):لآخُذَنَّهُ هَوْناً أَو عَتْرَسهً .
و ضُرِبَ فما قال حَسٍّ و لا بَسٍّ .بالجَرِّ و التَّنْوِین،و مِنْهُم من یَجُرُّ و لا یُنوِّنُ ،و مِنْهُمْ من یکْسِرُ الحاءَ و الباءَ،و منهُمْ من یَقُول: حسًّا و لا بسًّا،یَعْنِی التَّوجُّعَ .و یقال اقتُصَّ من فُلانٍ فما تَحَسَّسَ ،أَی ما تحَرَّکَ و ما تَضوَّرَ (2).
و قال اللِّحْیَانِیُّ :مرَّتْ بالقَومِ حَواسُّ ،أَی سِنُونَ شِدَادٌ.
و الحَسِیسُ ،کأَمِیرٍ:القَتِیلُ ،قال الأَفْوَهُ الأَوْدِیُّ (3):
نَفْسِی لَهُمْ عِنْدَ انْکِسَارِ القَنا
و قد ترَدَّی کُلُّ قِرْنٍ حَسِیسْ
و حَسَّه بالنَّصْلِ ،لُغَهٌ فی حَشَّهُ .
و حَسَّهُمْ یَحُسُّهُم :وَ طِئَهُمْ و أَهَانهُم،قِیل:و منه اشْتِقَاقُ حَسّان .
و یُقال:أَصابَتْهُمْ حاسَّهٌ من البَرْدِ:أَی إِضرارٌ،و أَصَابَت الأَرْض حاسَّهٌ :أَی بَرْدٌ،عن اللِّحْیانِیِّ ،أَنَّثَه (4)علی معْنی المُبَالغهِ .
و أَرْضٌ مَحْسُوسَهٌ :أَصابهَا الجَرَادُ و البَرْدُ.
و حَسَّ البَرْدُ الجرادَ:قتله.
و جَرَادٌ مَحْسُوسٌ :مَسَّتْه النّارُ،أَو قَتَلَتْه.
و الحاسَّهُ :الجَرَادُ یَحُسُّ الأَرْضَ :أَی یَأْکُلُ نَبَاتهَا.
و قالَ أَبو حَنِیفَهَ : الحَاسَّهُ :الرِّیحُ تحس التُّرَابَ فی الغُدُرِ فَتمْلَؤُهَا فَیَیْبسُ الثَّرَی.
و الحَسُّ و الاحْتِسَاس (5)فی کُلِّ شَیْ ءٍ:أَن لا یُتْرَکَ فی المکَانِ شَیْ ءٌ.
و الحُسَاسُ ،بالضّمِّ :الشُّؤْمُ و التکدر و قالَ الفَرّاءُ:سُوءُالخُلُقِ ،حکاه عنه سَلَمَه،و نَقَله الجوْهَرِیُّ ،و به فُسِّرَ قولُ الرّاجِز:
رُبَّ شَرِیبٍ لَک ذِی حُسَاسِ
شِرَابُه کالحَزِّ بالمَواسِی
و المَحسوس :المَشْؤُوم،عن اللِّحْیَانِیِّ .
و رجُلٌ ذو حُسَاسٍ :رَدِیءُ الخُلُقِ .
و الحُسَاسُ :القَتْلُ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ .
و الحَسُّ ،بالفَتْح:الشَّرُّ.
و الحَسِیسُ ،کأَمِیرٍ:الکَرِیمُ .
و الحَسْحَاسُ (6):الخَفِیفُ الحَرَکهِ .
و الحَسْحَاسُ :جَدُّ عامِرِ بنِ أُمَیَّهَ بنِ زَیْدٍ،الصّحابِیِّ .
و کَرِیمَهُ بنتُ الحَسْحاسِ ،عن أَبِی هُرَیْرَه.
و الحَسْحَاسُ بنُ بَکْرِ بنِ عَوْفِ بن عمْرِو بنِ عَدِیّ ،له صُحْبَهٌ ،ذکرَه ابنُ ماکُولاَ.
و المُسَمّی بحَسّانَ من الصّحابَهِ سِتَّهٌ (7).
و مَنْزِلَهُ بَنِی حَسُّونَ :قَریَهٌ من أَعْمَالِ المُرْتاحِیّه بمِصْرَ.
حُسْنُسٌ ،بالضّمِّ ،أَهْمَله الجَوْهَرِیُّ ،و قال الصّاغَانِیُّ فی التَّکْمِلَه:هو من الأَعْلامِ ،و لم یَزِدْ علی ذلِک،و قال فی العُبَابِ :هو لَقَبُ أَبِی القاسِمِ عَلِیِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُوسَی بنِ سَعِید بنِ مَهْدِیّ المَعْرُوفِ با بنِ صُفْدَانَ (8)بالضّمِّ ،الأَنْبَارِیّ المُحَدِّثِ المُقرِی،رَوی عنه ابنُ جُمَیْعٍ فی مُعْجَمِه.
الحِیَفْسُ ،کهِزَبْرٍ:الغَلِیظُ القَصِیرُ،عن ابنِ السِّکِّیتِ .
و الضَّخْمُ لا خَیْرَ عِنْدَه، کالحَیْفَسَاءِ بالفَتْح ممدود، عن ابنِ دُرَیْدٍ، و الحَیْفَسَاءِ مهموز،غیر ممْدُودٍ، و الحُفَاسِیِّ ،ضَبطَه الصّاغانِیُّ بالضَّمّ ، و الحِیَفْسِیِّ (9)،بکسر الحاءِ و فتح التَّحْتِیَّه و سکون الفاءِ و کسرِ السِّینِ و یاءِ النِّسْبَهِ ، کما ضَبَطَه الصّاغَانِیُّ ،و هما عن ابنِ عبّادٍ.
ص:244
و فی اللِّسَانِ :رَجُلٌ حِیَفْسٌ و حَیْفَسٌ ،کهِزبْرٍ و صَیْقَل، و حَفَیْسَأٌ ،مثلُ حَفیْتَإٍ،عَلی فعَیْللٍ ،و حَفَیْسِیٌّ :قَصِیرٌ سَمِینٌ ،عن الأَصْمَعِیِّ ،و قِیل:قَصِیرٌ لَئیمُ الخِلْقهِ ،ضَخْمٌ لا خیْرَ عندَه.
و الأَکُولُ البَطِینُ ،عن ابنِ عَبّادٍ.
قال الأَصْمَعِیُّ :إِذا کانَ مع القِصَرِ سِمَنٌ .قِیلَ :رَجُلٌ حَفَیْسَأٌ و حَفَیْتَأٌ،بالتاءِ،قالَ الأَزْهَرِیُّ :أُرَی التّاءَ مُبْدَلَهً من السّینِ ،کما قالُوا:انْحَتَّتْ أَسْنانُه و انْحَسَّتْ ،و قال ابنُ السِّکِّیتِ :رَجُلٌ حَفَیْسَأٌ و حَفیْتَأٌ بمَعْنًی وَاحِدٍ،و نقَلَ الصَّاغانیُّ عن ابنِ دُرَیْدِ رجُلٌ حَیْفَسَی :ضَخْمٌ لا خیرَ عِنْدَهُ ،و کذلک الحِیَفْسِیُّ و الحُفَاسِیُّ (1).
و نَقل عن أَبی سَعِید:رَجُلٌ حِیَفْسَأٌ (2)ضخْمُ .
و الحِیَفْسُ : الّذِی یغْضبُ و یَرْضَی من غیْرِ شیْ ءٍ.
و الحَیْفسُ کصقَیْل ،و ضبطه الصاغَانِیُّ کهِزَبْرٍ مثل الأَوّل:
المُغْضَبُ .
و التَّحَیْفُسُ :التَّحَرُّکُ عَلی المَضْجَعِ و التَّحَلْحُلُ (3)الأَخِیرُ عَن ابنِ عَبّادٍ.
و حَفَسَ یَحْفِسُ ،من حَدّ ضَرَبَ : أَکلَ بنَهْمَهٍ .
الحَفدْلسُ ،کسَفَرْجَل:السَّوْدَاءُ ،أَهمله الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ و الصّاغَانِیُّ فی التَّکْمِلَه،و أَوْرَدَه صاحب العُبَابِ هکذا.
الحِفْنِسُ ،کزِبْرِجٍ ،أَهمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ اللَّیْثُ :یُقالُ للجَارِیَهِ القَلِیلَه الحَیَاءِ البَذِیئَه اللِّسَانِ حِنْفِسٌ و حِفْنِسٌ ،قال الأَزْهَرِیُّ :و المَعْرُوفُ عِنْدَنا بهذا المَعْنَی:
عِنْفِصٌ .
و الحِفْنِسُ : الرَّجُلُ الصَّغِیرُ الخلْقِ ،عن ابنِ عَبّادٍ، کالحِنْفِس،و هو مذکُورٌ فی الصّادِ،کما سَیَأْتی.
و الحَفَنْسَأُ ،کسَفرْجَلٍ ، بالنُّونِ :القَصِیرُ الضَّخْمُ البطْنِ ، هُنَا ذَکَره ابنُ عبّادٍ،و قد سَبقَ للمُصَنِّفِ فی الهَمْزِ قولُه:و وهِم أَبو نصْرٍ فی إِیرادِه فی«ح ف س»و أُراه لم یَتَنَبَّهْ هنا، و ذَکرَه مُقَلِّداً له غَیْر مُنَبِّهٍ علیه،فلیتأَمل.
الحِلْسُ ،بالکسْرِ :کُلُّ شیْ ءٍ وَلِیَ ظَهْرَ البَعِیرِ و الدّابَّهِ تَحْتَ الرَّحْلِ و السَّرْجِ و القَتَبِ ،و هُو بمَنْزِلَهِ المِرْشَحَهِ تکُونُ تحتَ اللِّبْدِ،و قیل:هو کِسَاءٌ رَقِیقٌ عَلَی ظَهْرِ البَعِیرِ یکونُ تَحْتَ البَرْذعَهِ .
و الحِلْسُ أَیضاً:اسمٌ لمَا یُبْسَطُ فی البَیْت تَحْتَ حُرِّ الثِّیاب و المَتَاعِ من مِسْحٍ و نَحْوِه، و یُحَرَّکُ ،مثل شِبْهٍ و شَبَهٍ ، و مِثْلٍ و مَثَلٍ ،حکاه أَبو عُبَیْدٍ.
ج أَحْلاَسٌ و حُلُوسٌ و حِلَسَهٌ الأَخیرُ عن الفَرّاءِ،مثل قِرْد و قرَدَه،نقَلَه الصّاغَانیُّ .
و قال ابنُ الأَعْرَابیِّ :یُقَال لبِسَاطِ البَیْتِ : الحِلْسُ ، و لحُصُرِه:الفُحُولُ .
و الحِلْسُ : الرّابعُ من سِهَامِ المَیْسِرِ ،عن أَبی عُبَیْدٍ، کالحَلِسِ ،ککَتفٍ نَقَلَه ابنُ فارسٍ .قالَ اللِّحْیَانیُّ :فیه أَرْبَعَهُ فُرُوضٍ ،و له غُنْمُ (4)أَرْبَعَه أَنْصبَاءَ إِن فازَ،و علیه غُرْمُ أَرْبَعَهِ أَنْصبَاءَ إِن لم یَفُزْ.
و من المَجَازِ: الحِلْسُ : الکَبِیرُ من النَّاس للُزُومه مَحَلَّه لا یُزَایِلُه.و الذی فی المُحیط :رَأَیْتُ حِلْساً فی النّاس،أَی کَبیراً.
و یُقَالُ : هو حِلْسُ بَیْتِه،إِذا لَمْ یَبْرَحْ مَکَانَه ،و هو ذَمٌّ ، أَی أَنَّهُ لا یَصْلُحُ إِلاّ للُزُومِ البَیْت،نقَلَه الأَزْهَریُّ عن الغِتْرِیفِیّ (5)،قالَ :و یُقَال:فُلانٌ من أَحْلاَسِ البِلاَدِ،للّذی لا یُزَایلُها من حُبِّه إِیّاها،و هذا مَدْحٌ ،أَی أَنّه ذُو عِزَّهٍ و شِدَّهٍ ، و أَنّه لا یَبْرَحُهَا لا یُبَالی دَیْناً (6)و لا سَنَهً حتی تُخْصبَ البلادُ، فیُقَالُ :هو مُتَحَلِّسٌ بها،أَی مُقیمٌ ،و حِلْسٌ بها کذلک،و منه
16- الحَدیثُ : «کُنْ حِلْساً من أَحْلاسِ بَیْتِکَ ». یعنی فی الفتْنَهِ .
و بَنُو حِلْسٍ :بَطْنٌ ،و فی اللّسانِ :بُطَیْنٌ من الأَزْدِ یَنْزلُونَ نَهْرَ المَلِکِ ،و هم من الأَزْد،کما قالَهُ ابنُ دُرَیْدٍ،و قالَ ابنُ حَبیب:فی کنَانَهَ بن خُزَیْمَهَ حِلْسُ بنُ نُفاثَهَ (7)بن عَدیِّ [بن
ص:245
الدِّیلِ ] (1)بن عَبْدِ مَنَاهَ (2)،قال و حِلْسٌ همْ عِبَادٌ دَخَلُوا فی لَخْمٍ ،و هو حَلْسُ بنُ عامِرِ بنُ رَبیعَهَ بن غَزوان.
و أُمُّ حِلْسٍ :کُنْیَهُ الأَتَانِ .
و حُلَیْسٌ ،کزُبَیْرٍ :اسمُ جَمَاعَه،منهُم: حُلَیْسٌ الحِمْصیُّ ،رَوَی عنه أَبُو الزَّاهریَّه فی فَضْل قُرَیْشٍ .
و حُلَیْسُ بنُ زَیْدِ بن صَیْفیّ هکذا فی النُّسخ،و الصّوابُ صَفْوَان الضَّبِّیُّ : صَحَابیّان ،الأَخیرُ له وِفَادَهٌ وَجْهٍ وَاهٍ ، و أَوْرَدَه النَّسائیّ .
و حُلَیْسُ بنُ عَلْقَمَهَ الحَارثیُّ : سَیِّدُ الأَحَابیشِ و رَئیسُهُم یومَ أُحُدٍ،و هو من بَنِی الحارِثِ بنِ عبدِ مَنَاهَ ،من کِنانَهَ .
و حُلَیْسُ بنُ یَزِیدَ مِنْ کِنَانَهَ ،و فی کِنَانَهَ أَیْضاً حُلَیْسُ بنُ عَمْرِو بنِ المُغَفَّلِ .
و الحُلَیْسِیَّهُ :ماءُ ،و فی التَّکْمِلَهِ مَاءَهٌ لبَنِی الحُلَیْسِ ، کزُبَیْرٍ،نُسِبَتْ إِلَیْهِم،و هم من خَثْعَمٍ ،کما یَأْتِی للمُصَنِّفِ فی«دغم».
و حَلَسَ البَعِیرَ یَحْلِسُه حَلْساً ،من حَدِّ ضَرَبَ ،و علیه اقْتَصَر الصّاغَانِیُّ ،و زادَ فی اللِّسَانِ ،و یَحْلُسُه ،بالضّمِّ :
غشَاهُ بحِلْسٍ .
و من المَجَازِ: حَلَسَت السّماءُ حَلْساً ،إِذا دامَ مَطَرُها ، و هو غیرُ وَابِلٍ ،کذا فی التَّهْذِیبِ ، کأَحْلَسَ ،فیهِما ،الأَوَّلُ عن شَمِرٍ،قال: أَحْلَسْتُ بَعِیرِی،إِذا جَعَلَ علیهِ الحِلْسَ .
و قال الزَّمَخْشَرِیُّ :و حَلَسَت السّماءُ:مَطَرَتْ مَطَراً رَقِیقاً دائِماً،و هو مَجَازٌ.
و من المَجَازِ: الحَلْسُ :العَهْدُ الوَثِیقُ و المِیثاقُ ،تقولُ :
أَحْلَسْتُ فُلاناً إِذا أَعْطَیْتَه حِلْساً ،أَی عَهْداً یَأْمَنُ به القَوْمَ ، و ذلکَ مثل سَهْم یَأْمَنُ به الرَّجُلُ ما دامَ فی یَدِه، و یُکْسَرُ.
و قالَ الأَصْمَعِیُّ : الحَلْسُ أَنْ یَأْخُذَ المُصَدِّقُ النَّقْدَ مَکَانَ الفَرِیضَهِ . و نَصُّ الأَصْمَعِیِّ :مَکَانَ الإِبِلِ ،و مِثْلُه فی اللِّسَان و التَّکْمِلَه (3)،و فی التَّهْذِیبِ مثلُ ما للمُصَنِّفِ . و من المَجَازِ: الحَلِسُ ککَتِفٍ :الشُّجَاعُ الذی یُلازِمُ قِرْنَه، کالحَلِیسِ ،و قال الشّاعِرُ:
فقُلْتُ لهَا کأَیِّنْ مِن جَبَانٍ
یُصَابُ و یُخْطَأُ الحَلِسُ المُحَامِی
کأَیِّنْ بمَعْنَی کَمْ .
و من المَجَازِ: الحَلِسُ : الحَرِیصُ المُلازِمُ کحِلْسَمٍّ ، بزِیَادَهِ المیمِ ، کإِرْدَبٍّ و سِلْغَدٍّ،قاله أَبو عَمْرٍو،و أَنْشَدَ:
لَیْسَ بقِصْلٍ حَلِسٍ حِلْسَمِّ
عِنْدَ البُیُوتِ رَاشِنٍ مِقَمِّ
و الحَلَسُ ، بالتَّحْرِیکِ :أَنْ یَکونَ مَوْضِعُ الحِلْسِ من البَعیر یُخَالِف لَوْنَ البَعِیرِ ،و منه بَعِیرٌ أَحْلَسُ :کَتِفَاه سَوْدَاوانِ و أَرْضُه و ذِرْوَتُه أَقَلُّ سَواداً من کَتِفَیْهِ .
و المَحْلوسُ من الأَحْراحِ ،کالمَهْلوسِ ،و هو: القَلِیلُ اللَّحْمِ ،نَقَلَه الصَّاغَانِیُّ عن ابنِ عَبّادٍ.
و الحَلْسَاءُ :شاهٌ ذات شَعر ظهْرِها أَسْوَدُ و تَخْتَلِط به شَعرَهٌ حَمْرَاءُ ،عن ابنِ عَبّادٍ،و قِیل:هی الَّتِی بینَ السَّوادِ و الخُضْره،لونُ بَطْنِها کلَوْنِ ظَهْرِها، و هو أَحْلَسُ :لونه بینَ السّوادِ و الحُمْرَه.
و الحُلاَسَاءُ ،بالضّمِّ و المَدِّ، من الإِبِلِ :الَّتِی قَدْ حَلّسَتْ (4)بالحَوْضِ و المَرْتَعِ (5)،کذا نَقَلَه الصّاغَانِیُّ عن ابنِ عبّادٍ،و فی بعض النّسخ المَرْبَعِ ،بالمُوحَّدَهِ ،و هو مجازٌ، من قَوْلهم: حَلِسَ فی هذا الأَمْرِ،إِذا لزِمَه و لَصِقَ بهِ ،و کذا حَلِسَ به،فهو حَلِسٌ به،ککَتِفٍ ،فهو مَجاز.
و أَبُو الحُلاَسِ کغُرَابٍ :ابن طَلْحَه بنِ أَبِی طَلْحَهَ عَبْدِ اللّه بنِ عَبْدِ العُزَّی بنِ عُثْمَانَ بنِ عَبْدِ الدّارِ، قُتِلَ کافِراً یومَ أُحُدٍ،و کذا إِخْوَتُه شافِعٌ و کِلاَبٌ و حُلاَسٌ و الحارِثُ ،و معهم اللّواءُ،و کذا عَمُّهم أَبو سَعِیدِ بنُ أَبِی طَلْحَهَ ،قتِلَ کافِراً و معه اللّواءُ یومَ أُحُدٍ،و أَما عُثْمَان بنِ طَلْحَهَ بنِ أَبِی طَلْحَهَ فهو الَّذِی أَخَذَ منه النّبِیُّ صلّی اللّه علیه و سلم مِفْتَاحَ الکَعْبَهِ ،ثمّ رَدَّه علیه.
و أَمّ الحُلاسِ بِنْتُ أَبی صَفْوان یَعْلَی بنِ أُمَیَّهَ الصَّحَابِیِّ التَّمِیمِیِّ الحَنْظَلِیِّ ،رَوَتْ عَنْ أَبِیهَا.
ص:246
و أُمُّ الحُلاَسِ بِنتُ خَالِدٍ.
و الحَوَالِسُ :لُعْبَهٌ لِصِبْیَانِ العَرَبِ ،و ذلِک أَنْ تُخَطَ خَمْسَهُ أَبْیَاتٍ فی أَرْضٍ سَهْلَهٍ ،و یُجْمَع فی کلّ بَیْتٍ خَمْسُ بَعَرَاتٍ ،و بینَهَا خَمْسَه أَبْیَاتٍ لیس فِیهَا شَیْ ءٌ،ثمَّ یُجَرّ البَعْرُ إِلَیْهَا،کلُّ خَطٍّ منها حالِسٌ ،قاله ابن السِّکِّیتِ ،و قال الغَنَوِیُّ : الحَوالِسُ :لعْبَهٌ لصِبْیانِ العَرَبِ مثلُ أَرْبَعَهَ عَشَرَ، و قالَ عَبْدُ اللّه بنُ الزَّبِیرِ الأَسَدِیُّ :
و أَسْلَمَنِی حِلْمِی و بِتُّ کأَنَّنِی
أَخوّ حَزَنٍ یُلْهِیهِم ضَرْبُ حَالِسِ
و یقال: أَحْلَسَ البَعِیرُ إِحْلاساً ؛إِذا أَلْبَسَه الحِلْس ،عن شَمِرٍ.
و أَحْلَسَتِ السَّمَاءُ ،إِذا أَمْطَرَتْ مَطَراً دَقَیقاً (1)دائِماً ،و هذا أَیضاً قد تَقَدّمَ ،و هو قوله« کأَحْلَسَ فِیهِمَا»فإِعَادَته ثانیاً تَکْرَارٌ مَحضٌ ،و قد یَخْتَارُه المصنِّف فی أَکثر المَوَاضع من کِتابِه.
و من المَجَازِ: أَرْضٌ مُحْلِسَهٌ :صارَ النَّبَاتُ عَلَیْهَا کالحلْس لها کَثْرهً ،و أَخْصَرُ من هذا قول شَمِرٍ:أَرْضٌ مُحْلِسَهٌ :قد اخْضَرَّتْ کلُّها،و قد أَحْلَسَت .
و الإِحْلاسُ :غَبْنٌ فی البَیْعِ ،عن أَبی عَمْرٍو،و قد أَحْلَسَه فیه.
و الإِحْلاسُ : الإِفْلاسُ ،عن ابنِ عَبّادٍ،یُقَال: مُحْلِسٌ مُفْلِسٌ ،نَقَله الصّاغَانِیُّ .
و من المَجَازِ: اسْتَحْلَسَ السَّنَامُ :رَکِبَتْهُ رَوادِفُ الشَّحْمِ و رَوَاکِبُه،قالَهُ اللّیْث.
و من المَجَازِ: اسْتَحْلَسَ النَّبَاتُ (2)،إِذا غَطَّی الأَرْضَ بکَثْرَتِه ،زادَ الزَّمَخْشَرِیُّ :و طُولهِ ،و منه قَوْلهم:فی أَرْضِهِمْ عُشْبٌ مُسْتَحْلِسٌ ،و قال الأَصْمَعِیُّ :إِذا غَطَّی النَّبَاتُ الأَرْضَ ،بکَثْرَتِه قِیلَ له: اسْتَحْلَسَ ،فإِذا بَلَغَ و الْتَفَّ قیل:
قد اسْتَأْسَدَ. کأَحْلَسَ و قیل: أَحْلَسَتِ الأَرْضُ ،و اسْتَحْلَسَتْ :کَثُرَ بذْرُهَا فأَلْبَسَها،و قیل:اخْضَرَّت و اسْتَوَی نَبَاتُها. و من المَجَازِ: اسْتَحْلَسَ فلانٌ (3)الخَوْفَ ،إِذا لم یُفَارِقْهُ -أَی صَیَّرَه کالحِلْسِ الذی یُفْتَرَش-و لم یَأْمَنْ ،و منه
17- حدیث الشَّعْبِیِّ : أَنّه أُتِیَ به الحَجّاجُ فقالَ :أَخَرَجْتَ عَلیَّ یا شَعْبِیُّ ؟فقالَ :أَصْلَحَ اللّه الأَمِیرَ،أَجْدَبَ بِنَا الجَنَابُ ، و أَحْزَنَ بِنَا المَنْزِل،و اسْتَحْلَسْنا الخَوْفَ ،و اکْتَحَلْنا السَّهَرَ، فأَصَابَتْنَا (4)خَزْیَهٌ فلم نَکنْ فِیهَا برَرَهً أَتْقِیَاءَ،و لا فَجَرَهً أَقْوِیَاءَ.قال:للّه أَبُوکَ یا شَعْبِیُّ ،ثمّ عَفَا عنه.
و اسْتَحْلس المَاءَ:بَاعَهُ و لَمْ یسْقِه ،فهُوَ مُسْتَحْلِسٌ ،کما فی العُبَابِ .
و احْلَسَّ احْلِسَاساً ،کاحْمَرَّ احْمِرَاراً: صَارَ أَحْلَسَ ،و هو الَّذِی لَوْنُه بین السَّوادِ و الحُمْرهِ ،قالَ المُعَطَّلُ الهُذلِیُّ یَصِفُ سَیْفاً:
لَیْنٌ حُسَامٌ لا یُلِیقُ ضرِیبَهً
فی مَتْنِه دَخَنٌ و أَثْرٌ أَحْلسُ
هکذا فی الصّحاحِ .قلتُ :و الصّوابُ أَنَّ البَیْتَ لأَبِی قِلابَه الطابِخِیِّ و نصّه:«عَضْبٌ حُسَامٌ »و لا یُلِیقُ ،أَی لا یُبْقِی أَو لا یُمْسِکُ ضَرِیبَهً حتَّی یَقْطعها،و الأَثْرُ:فِرِنْدُ السَّیْفِ ،و الأَحْلسُ :المُخْتلِفُ الأَلْوَانِ .
و فی النَّوَادِرِ: تَحَلَّسَ فُلانٌ لکذا و کَذَا: طافَ له و حَامَ بهِ .
و تَحَلَّسَ بالمکَانِ و تَحَلَّز بهِ ،إِذا أَقام بِه.
و سَیْرٌ مُحْلَسٌ ،کمُکْرَمٍ ،و ضَبَطه الصّاغَانِیُّ کمُحْسِنٍ ، لا یُفْترُ عَنْهُ ،و هو مَجازٌ،قَالَ :
کأَنَّهَا و السَّیْرُ نَاجٍ مُحْلسُ
أَسْفَعُ مَوْشِیٌّ شوَاهُ أَخْنسُ
و من أَمْثَالِهِم یقُولُون:« ما هُوَ إِلاّ مُحْلَسٌ عَلی الدَّبرِ » و الَّذِی فی اللّسَانِ و التَّکْمِلَهِ ما هُوَ إِلا مَحْلُوسٌ علی الدَّبَرِ، أَی أَلْزِمَ هذا الأَمْرَ إِلْزام الحِلْسِ الدَّبِرَ ککَتِفٍ (5)،یُضْرَبُ للرَّجُلِ یُکْرهُ علی عَمَلٍ أَو أَمْر.
ص:247
*و ممّا یُسْتدْرکُ عَلیْه:
المُتَحَلِّسُ :المُقِیمُ بالبِلادِ کالحِلْسِ .
و حُلِسَتْ أَخْفَافُهَا شَوْکاً،أَی طُورِقَتْ بشَوْکٍ من حَدِیدٍ و أَلْزِمَتْهُ و عُولِیَتْ (1)بِه کما أَلْزِمَتْ ظُهورَ الإِبِل أَحْلاسُها .
و المُسْتَحْلِسُ :المُلازِمُ للقِتَالِ .
و فُلانٌ من أَحلاس الخَیلِ ،أَی من رَاضَتِها و سَاسَتِها و المُلازِمِین ظَهُورَها.
و الحَلُوسُ ،کصَبُورٍ:الحَریصُ المُلازِمُ .
و قالَ اللَّیْثُ :عُشْبٌ مُسْتحْلِسٌ :تَرَی له طَرَائِقَ بَعْضُهَا تَحْتَ بَعْضٍ من تَرَاکُبِه (2)و سَوادِه.
و اسْتحْلس اللَّیْلُ بالظَّلامِ :تَرَاکَمَ .
و الحَلِسُ ،ککَتِف:الّذِی لَوْنُه بینَ السّوادِ و الحُمْرَهِ ،قال رُؤْبَهُ یُعاتِبُ ابنه عبدَ اللّهِ :
أَقُولُ یَکْفِینِی اعْتِدَاءَ المُعْتَدِی
و أَسَدٌ إِنْ شَدَّ (3)لم یُعَرِّدِ
کأَنَّهُ فی لِبَدٍ و لِبَدِ
مِنْ حَلِسٍ أَنْمَرَ فی تَزَبُّدِ (4)
مُدَّرِعٍ فی قِطَعٍ مِنْ بُرْجُدِ
و أَحْلَسْتُ فُلاناً یَمِیناً،إِذا أَمْرَرْتَها علیه،و هو مَجازٌ.
و الإِحْلاسُ :الحَمْلُ علی الشَّیْ ءِ.
و قال أَبو سَعِیدٍ: حَلَسَ الرَّجُلُ بالشَّیْ ءِ و حَمِسَ بهِ ،إِذا تَوَلَّعَ .
و أَحْلَسَه إِحْلاساً :أَعْطَاهُ عَهْداً یَأْمَنُ بهِ .
و قال الفَرّاءُ:هو ابنُ بُعْثُطِهَا و سُرْسُورِهَا و حِلْسِهَا ،و ابْنُ بَجْدَتِهَا،و ابنُ سِمْسَارِهَا و سِفْسِیرِهَا،بمعْنًی وَاحِدٍ.
و یُقَال:رَفَضْتُ فُلاناً و نَفَضْتُ أَحْلاسَه ،إِذا تَرَکْتَه.
و فَلانٌ یُجالِسُ بنِی فُلانٍ و یُحالِسُهم :یُلازِمُهُم،و هو مَجاز.و أَبُو الحُلَیْسِ :رَجُلٌ .
و الأَحْلَسُ العَبْدِیُّ :من رِجالِهم.ذَکَرَه ابنُ الأَعْرَابیِّ .
و رَأَیت حِلْساً من النَّاسِ ،أَی جَماعَهً ،ذکَرَه الصاغانِیُّ ، و قد تَقدَّمَ عن ابنِ عَبّادٍ.
و أَبو الحُلَیْسِ :کُنْیَهُ الحِمَارِ.
و أُمُّ الحُلَیْسِ :امْرَأَهٌ .
الحلبس ،کجعفَرٍ و عُلَبِطٍ ،و عُلابِطٍ :الشُّجَاعُ الذِی یُلازِمُ قِرْنَه، کالحبَلْبَسِ ،کسَفرْجل،قد جاءَ فی الشِّعْرِ،أَنْشَدَ أَبو عَمْرٍو لنَبْهَانَ :
سَیَعْلَمُ مَن یَنْوِی جَلائِی أَنَّنِی
أَرِیبٌ بأَکْنَافِ النَّضِیضِ حَبَلْبَسُ
قال الجَوْهَرِیُّ :و أَظُنُّه أَرادَ الحَلْبَس فزَادَ فیه باءً،و قد تَقدَّمَ فی موضِعِه.
و الحَلْبَسُ :الحَرِیصُ المُلازِمُ للشَّیْ ءِ لا یُفَارِقه،قال الکُمَیْتُ یعنی الثَّوْرَ و کِلابَ الصَّیْدِ:
فلمَّا دَنَتْ للکَاذَتَیْنِ و أَحْرَجَتْ (5)
به حَلْبَساً عندَ اللِّقَاءِ حُلاَبِسَا
و الحَلْبَسُ : الأَسَدُ، کالحِلْبِیسِ ،بالکَسْرِ،و الحُلاَبِسِ ، و الحُلَبِسِ ،الثَّلاثهُ عن الصّاغَانِیِّ .و قال ابنُ فارِسٍ :
الحَلْبَسُ و الحُلاَبِسُ :مَنْحُوتانِ من حَلَسَ ،و حَبَسَ ، فالحَلِسُ :المُلازِمُ للشَّیْ ءِ لا یُفَارِقُه،و کأَنَّه حَبَسَ نَفْسَه علی قِرْنِه و حَلِسَ بِهِ لا یُفَارِقُه.
و حَلْبَسُ بنُ عَمْرو بنِ عَدِیِّ بنِ جُشَمَ بنِ عَمْرِو بنِ غَنْمِ بنِ تَغْلِبَ التَّغْلبِیّ : شاعِرٌ.
و حَلْبَسٌ الحَنْظَلِیُّ :شَیْخٌ للحَارِثِ بنِ أَبِی أُسَامَهَ صاحِب المُسْنَد.
و یُونُسُ بنُ مَیْسَرَهَ بنِ حَلْبَسٍ الحارِثِیُّ ،مَشْهُورٌ،و أَخُوه یَزِیدُ،و أَخُوهما أَیَّوبُ .
و مُحَمَّدُ بنُ حَلْبَسٍ البُخَارِیُّ ماتَ سنه 324: مُحَدِّثُونَ .
و فاتَه: حَلْبَسُ بنُ مُحَمَّدٍ الکِلابِیّ (6)عن الثَّوْرِیِّ ،و عَنْه ابنُه غالِبٌ .
ص:248
و حَلْبَسُ بنُ حَمّادٍ الوَرّاق الفَامِینِیّ (1).
و أَبُو حَلْبَس :تابِعِیُّ ،عن أَبِی هُرَیْرَهَ .
و أَبو حَلْبَسٍ ،آخَرُ: مُحَدِّثٌ رَوَی عَنْ مُعَاوِیَهَ بنِ قُرَّهَ .
هکذا ذَکَرُوه،و الصّوابُ عن خُلَیْدِ بنِ خُلَیْدٍ،عن مُعَاوِیَهَ عن قُرَّهَ عن أَبِیه فی الوَصِیَّه،رَوَی عن بَقِیَّهَ بنِ الوَلِیدِ،کذا حَقَّقَه المِزِّیُّ فی الکُنَی،و قال فیه:و یقال أَبو حبس،و هو أَحَدُ المَجَاهِیلِ ،و لم یَذْکُرْه الذَّهَبِیُّ فی الدِّیوانِ و لا ذَیْلِه.
و فَاتَه: حَلْبَسُ بنُ حاتِمٍ الطّائِیُّ ،أَخُو عَدِیِّ بنِ حاتِم لأُمِّه.
و ضَأْنٌ حُلْبُوسٌ ،و کذلِکَ إِبِلٌ حُلْبُوسٌ ،بالضَّمِّ ،أَی کَثِیرَهٌ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ فی العُبَابِ عن ابنِ عَبّادٍ.
و حَلْبَسَ فُلانٌ فلا حَسَاسِ مِنْهُ ،أَی ذَهَبَ .
الحِلَفْسُ ،کهِزَبْرٍ ،أَهمله الجَوْهَرِیُّ ،و ضَرَبَ عَلَیْه صاحِبُ اللِّسَانِ فی مُسَوَّدَتِه،و کَأَنَّهُ لم یَثْبُتْ عِنْدَه، و أَورَدَه الصاغَانِیُّ فی التَّکْمِلَه،و فی العُبَابِ ،و صَرَّحَ فی الأَخِیر عن ابنِ عَبّادٍ،قال:هو الشِّیاهُ ،هکذا فی النُّسَخِ ، و مثله فی العُبَابِ ،و فی بعضِهَا:الشَّاهُ الکَثِیرَهُ اللَّحْمِ ، و الَّذِی فِی التَّکْمِلَهِ : الحِلَفْسُ : الکَثِیرُ اللَّحْمِ ،و قیل:هو الکَثِیرُ الهَبْرِ.و البَضْعِ ،کذا فی العُبَابِ .
حَمِسَ الأَمْرُ، کفَرِحَ :اشْتَدَّ ،و کذلِکَ حَمِشَ ، و
1- قولُ علیّ رَضِیَ اللّه تَعَالَی عنه: « حَمِسَ الوَغَی و اسْتَحَرَّ المَوْتُ ». أَی اشْتَدَّ،مجاز.
و حَمِسَ الرَّجُلُ : صَلُبَ فی الدِّینِ ،و تَشَدَّدَ و کذلِکَ فی القِتَالِ و الشَّجَاعَهِ ، فهو حَمِسٌ ،ککَتِفٍ ، و أَحْمَسُ بَیِّنُ الحَمَسِ ،و منه سُمِّیَ الوَرِعُ أَحْمَسَ ؛لغَلائِه فی دِینِه، و تَشَدُّدِه علی نَفْسهِ ، کالمُتَحَمِّسِ ، و هم حُمْسٌ ،بضمٍّ فسُکُون.
و الحُمْسُ أَیضاً: الأَمْکِنَهُ الصُّلْبَهُ ،جمْعُ أَحْمَسَ ،و هو مَجازٌ،قال العَجّاجُ :
و کَمْ قَطَعْنَا مِنْ قِفَافٍ حُمْسِ
و هُوَ ،أَی الحُمْسُ : لَقَبُ قُرَیْشٍ و من وَلَدَتْ قُرَیْشٌ و کِنَانَهَ و جَدِیلَه ،قَیْسٍ ،و هم فهْمٌ و عَدْوَانُ ابْنَا عَمْرِو بنِ قَیْسِ عَیْلاَنَ ،و بَنُو عامِر بنِ صَعْصَعَهَ ،قاله أَبو الهَیْثَمِ و من تَابَعَهُم فی الجاهِلِیَّهِ ،هؤُلاء الحُمْسُ ،و إِنّمَا سُمُّوا لتَحَمُّسِهِم فی دِینِهِمْ ،أَی تَشَدُّدِهِمْ فیه،و کذا فی الشَّجَاعَهِ فلا یُطَاقُونَ ، أَو لالْتِجَائِهِم بالحَمْسَاءِ ،و هی الکَعْبَهُ ؛لأَنَّ حَجَرَها أَبْیَضُ إِلی السّوادِ و قال الصّاغَانِیُّ :لنُزُولِهِم بالحَرَمِ الشَّرِیفِ ،زادَهُ اللّه شَرَفاً،و قِیلَ :لأَنَّهُم کانُوا لا یَسْتَظِلُّون أَیّامَ مِنًی،و لا یَدْخُلُونَ البُیُوتَ من أَبْوابِهَا و هم مُحْرِمُونَ ، و لا یَسْلَؤُونَ (2)السَّمْنَ و لا یَلْقُطُونَ البَعْرَ الجَلَّهَ .و قال أَبو الهَیْثَمِ :و کانَت الحُمْسُ سُکّانَ الحَرَمِ ،و کانُوا لا یَخْرُجُونَ فی أَیّامِ المَوْسِمِ إِلی عَرَفَات،إِنّمَا یَقِفُونَ بالمُزْدَلِفَهِ ، وَ یَقُولُونَ :نحنُ أَهْلُ اللّه،و لا نَخْرُجُ منَ الحَرَمِ ،و صارَت بَنُو عَامِرٍ من الحُمْسِ ،و لَیْسُوا من ساکِنِی الحَرَمِ ؛لأَنَّ أُمَّهُم قُرَشِیَّهٌ ،و هی مَجْدُ بنتُ تَیْمِ بنِ مُرَّهَ ،و خُزَاعَهُ إِنّمَا سُمِّیَتْ خُزَاعَهَ لأَنَّهُم کانوا من سُکّانِ الحَرَمِ فخُزِعُوا (3)عنه، أَی أُخْرِجُوا،و یُقال:إِنَّهُمْ من قُرَیْشٍ ،انْتقلوا ببَنِیهِم إِلی الیَمنِ ،و هُم من الحُمْسِ .
و الحَمَاسه :الشَّجَاعَه و المنْع و المُحَاربَه.
و منه الأَحْمَسُ و هو الشُّجَاع ،عن سِیبَوَیْهِ ، کالحَمِیسِ و الحَمِسِ ،کأَمِیرٍ و کَتِفٍ ،و الجمع أَحامِسُ ،و حُمَس و أَحْماسٌ ،و منه الحَدِیث:«أَمّا بَنو فلانٍ فمُسَکٌ (4)أَحْمَاسٌ » و قال ابن الأَعْرَابِیِّ فی قوْلِ عَمْرِو:
بتَثْلِیث ما ناصیْتَ (5)بَعْدِی الأَحَامِسا
أَرادَ قُریْشاً،و قال غیْرُه:أَرادَ بَنِی عامِر؛لأَنَّ قریْشاً وَلَدَتْهُم،و قیل:أَراد الشُّجْعَان من جمیعِ النّاسِ .
و من المَجازِ: الأَحْمَسُ : العَامُ الشَّدِیدُ،و یُقال: سَنَهٌ حَمْسَاءُ :أَی شَدِیدَهٌ ،و یقال:أَصابَتْهُم سِنُونَ أَحامِسُ ، و قال الأَزْهَرِیُّ :لو أَرادُوا مَحْض النَّعْتِ لقالوا:سِنون حُمْسٌ ،إِنما أَرادُوا بالسِّنِینَ الأَحَامِسَ تَذْکِیر الأَعْوَامِ ،و قال ابن سِیده:ذَکرُوا علی إِرادهِ الأَعْوَامِ ،و أَجْرَوْا أَفْعَل هاهنا صِفهً مُجْرَاه اسْماً،و أَنْشد:
ص:249
لنا إِبِلٌ لَمْ نکْتسِبْها بغَدْرَهٍ
و لم یُفْنِ مَوْلاهَا السِّنونَ الأَحَامِسُ
و قال آخر:
سَیَذْهَبُ بابْنِ العَبْدِ عَوْنُ بنُ جَحْوَشٍ
ضَلالاً و یُفْنِیها السِّنونَ الأَحامِسُ
و من المجازِ: وَقَعَ فُلانٌ فی هِنْدِ الأَحامِسِ ،کذا نصُّ التَّکْمِله،و نصُّ اللّسَانِ :لقِی هِنْدَ الأَحامِسِ ، أَی الشِّدَّه، و قیل:إِذا وقعَ فِی الدّاهِیَهِ ،أَو معْناهُ : ماتَ ،و لا أَشد من المَوْتِ ،و أَنْشد ابن الأَعْرَابِیِّ :
فإِنَّکُمُ لَسْتُمْ بدَارِ تُلُنَّهٍ (1)
و لکِنّما أَنْتُمْ بهِنْدِ الأَحامِسِ
و قال الزَّمَخْشرِیّ :وَقَعُوا فی هِنْدِ الأَحَامِسِ ،إِذا وَقَعُوا فی شِدَّهٍ و بلِیَّهٍ ،و لِقیَ فُلانٌ هِنْدَ الأَحامِیس ،إِذا مات.و بَنُو هِنْدٍ:قومٌ من العرَبِ فیهِم حَماسَهٌ ،و معْنی إِضافَتِهم إِلی الأَحامِسِ إِضافتُهُمْ إِلی شُجْعانِهِم،أَو إِلی جِنْس الشُّجْعَانِ ،و أَنّه مِنْهُم.
و حِمَاسٌ اللَّیْثِیُّ ،بالکسْرِ:وُلِد فی عَهْدِ رسُولِ اللّه صلّی اللّه علیه و سلم و له دارٌ بالمَدِینهِ ،قاله الوَاقِدِیُّ .
و حِمَاسُ بنُ ثامِلٍ :شاعِرٌ.
و ذُو حِمَاسٍ :ع ،قال القُطامِیُّ :
عفَا مِنْ آلِ فاطِمَه الفُرَاتُ
فشَطَّا ذی حِمَاسَ فحَایلاتُ (2)
و فی النّوادِرِ: حَمسَ اللّحْمَ قَلاَه.
و قال الزَّجّاجُ : حَمَسَ فُلاناً ،إِذا أَغْضَبَه، کأَحْمسَه ، و کذلِک حَمَشَه و أَحْمَشَه، و حَمَّسَه تحْمِیساً ،و هذا عن غیْرِ الزَّجّاجِ ،و هو مجَازٌ.
و فی النّوادِرِ الحَمِیسَهُ ،کسَفِینَهٍ : القَلِیَّهُ ،و هی المِقْلاهُ .
و قال أَبو الدُّقَیْشِ : الحَمِیسُ ،کأَمِیر: التَّنُّورُ ،و یُقَالُ له:الوَطِیسُ أَیضاً،و قال ابنُ فارِسٍ :و قال آخَرُونَ هو بالشِّین المُعْجَمَهِ ،و أَیَّ ذلِک کان فهو صَحِیحٌ . و الحَمِیسُ أَیْضاً: الشَّدِیدُ ،قال رُؤُبَهُ :
و کَلْکَلاً ذَا بِرْکهٍ هَرُوسَا
لاَقَیْن مِنْه حَمِساً حَمِیسَا
أَی شَدِیداً،کذا فی التَّکْمِلَهِ ،و قال الأَزْهَرِیّ :أَی شِدَّه و شَجَاعَه.
و الحُمْسَهُ ،بالضَّمِّ :الحُرْمَهُ ،قال العجّاجُ :
و لَمْ یَهَبْن حُمْسَهً لأَحْمَسَا
و لا أَخَا عَقْدٍ و لا مُنَجَّسَا (3)
أَی لم یَهَبْنَ لذی حُرْمَهٍ حُرْمَهً ،أَی رَکِبْنَ رُؤُوسَهُنّ ، و التَّنْجِیسُ :شیءٌ کانَت العرَبُ تَفْعَله کالعُوذَهِ تَدْفَع بها العَیْنَ .
و الحَمَسَه ، بالتَّحْرِیکِ :دابَّهٌ بَحرِیَّهٌ ،أَو السُّلحْفاه زعَمُوا،قالَه ابن دُریْدٍ (4)، ج حَمَسٌ ،محرَّکَه،و قِیلَ هی اسم الجَمْعِ .
و الحَوْمَسِیسُ ،کزنْجَبِیل: المَهْزول ،عن أَبِی عَمْرو، و هو مَجاز.
و الحَمْسُ ،بالفتْح: الصَّوْت و جَرْسُ الرِّجَالِ ،أَنْشَد أَبو الدُّقَیْشِ :
کأَنَّ صَوْت وَهْسِها تَحْتَ الدُّجَی
حَمْسُ رِجَالٍ سَمِعُوا صَوْتَ وَحَی
و الحِمْس ، بالکَسْرِ:ع.
و التَّحْمِیسُ :أَنْ یُؤْخَذَ شَیْ ءٌ من دَوَاءٍ و غیْرِه،فیُوضَعَ عَلی النّارِ قلِیلاً و منهُ تَحْمِیسُ الحِمَّصِ و غیرِه،و هی التَّقْلِیَه.
و احْتَمَس الدِّیکَانِ :هاجَا ،کاحْتمَشا،قاله یَعْقوب.
و احْمَوْمسَ :غَضِبَ ،و کذلِکَ اقْلَوْلَی،و هو مَجَازٌ،قال أَبو النَّجْمِ یَصِف الأَسَد:
کأَنَّ عَیْنَیْهِ إِذا ما احْموْمَسَا
کالجَمْرَتیْنِ خِیلَتَا لِتُقْبسَا
و ابن أَبِی الحمْساءِ :رجُلٌ آمَنَ بالنَّبِیِّ صلّی اللّه علیه و سلم و تابَعَه قبل المَبْعَثِ ،له ذِکْرٌ فی کُتبِ السِّیَرِ.
ص:250
و بَنو أَحْمَس :بطْنٌ من ضُبَیْعَهَ ،کما فی العُبَابِ ،و بَطْنٌ آخَرُ من بَجِیله،و هو ابن الغوْثِ بنِ أَنْمار.
*و مّما یُسْتدْرَک علیه:
حَمِسَ بالشَّیْ ءِ:تَعَلَّق بهِ و تولَّع،عن أَبی سَعِیدٍ.
و احْتمَسَ القِرْنانِ :اقْتَتَلاَ،کاحْتَمَشَا،عن یَعْقوبَ .
و الحَمَاسُ ،کسَحَابٍ :الشِّدَّه و المَنْع و المُحَارَبَه.
و التَّحَمُّسُ :التَّشدُّدُ.
و تَحَمَّسَ الرَّجُلُ ،إِذا تَعَاصَی (1).
و حَمِسَ الوَغَی:حَمِیَ .
و نَجْدَهٌ حَمْسَاءُ :شَدِیدَهٌ (2)،قال:
بنجْدَهٍ حَمْسَاءَ تُعْدِی الذِّمْرَا
و حَمسَ الرجُلُ حَمساً ،من حدّ ضَرَب،إِذا شَجُعَ ،عن سِیبوَیْه،أَنْشَدَ ابن الأَعْرابِیّ :
کأَنَّ جَمِیر قَصَّتِهَا إِذَا ما
حَمسْنا و الوِقَایَهُ بالخِنَاقِ
و تَحَامَسَ القوْمُ تَحَامُساً :تَشَادُّوا و اقْتتَلوا.
و المُتحَمِّسُ :الشَّدِیدُ.
و الأَحْمَسُ :الوَرعُ المُتَشَدِّدُ علی نَفْسِه فی الدِّینِ .
و عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ : الحَمْسُ :الضَّلاُل و الهَلَکَه و الشَّرُّ.
و الأَحَامِسُ :الأَرْضُ الَّتِی لیسَ بها کَلأٌ و لا مرْتَعٌ و لا مَطرٌ و لا شَیْ ءٌ،و قیل:أَرْضُ أَحَامِسُ :جَدْبَهٌ ،صِفهٌ بالجَمْعِ ،کذا فی الأَساسِ ،و فی اللِّسانِ :أَرَضونَ أَحَامِسُ :جَدْبَهٌ .
و تَحَمَّسَتْ :تَحَرَّمَتْ و اسْتَغَاثَتْ ،من الحُمْسَهِ قال ابن أَحْمَرَ:
لَوْ بِی تحَمَّسَتِ الرِّکَابُ إِذاً
ما خاننِی حسَبِی و لا وفْرِی
هکذا فَسَّرَه شَمِرٌ.
و الأَحْمَاسُ من العرَبِ :الّذین أُمهاتهُم من قُرَیْشٍ .و بنو حَمْسٍ و بَنو حُمَیْس [و بنو حِمَاس ] (3):قبَائِلُ .
و حَمَاسَاءُ ،مَمْدوداً:مَوْضِعٌ (4).هنا ذَکَره صاحِبُ اللِّسَان،و سیأْتی للمصنّف فی«خ م س».
و أَبو محَمَّدٍ عبدُ اللّهِ بن أَحْمَدَ بنِ حَمِیسٍ ،کأَمِیرٍ، السَّرّاجُ ،رَوَی عن أَبِی القاسِمِ بنِ بَیَانٍ و غیْرِه،مات سنه 578 ذَکَرَه ابنُ نُقْطَه.
و أَبو الحَمِیس :حَدَّثَ .
و أَبو إِسْحَاق حازِمُ بنُ الحُسَیْنِ الحُمَیْسِیُّ ،بالضَّمّ ،عن مالِکِ بنِ دِینَار،و عنه جُبَارَهُ بنُ المُغَلِّس (5).
و أَبُو حَمَاسٍ ،رَبِیعَهُ بنُ الحَارِثِ :بَطْنٌ .
و هِجْرَهُ الحَمُوسِ :قَرْیَهٌ فی الیَمَنِ بوَادِی غُدَرَ.
و أَبو حِمَاسٍ ،ککِتَاب:شاعِر من بَنِی فَزَارَه.
الحُمَارِسُ ،بالضَّمِّ :الشَّدِیدُ.
و اسمُ الأَسَد ،أَو صِفَهٌ غَالِبَهٌ ،و هو منه.
و الحُمَارِسُ : الجَرِیءُ الشُّجَاعُ الْمِقْدَامُ ،و کذلِک الرُّمَاحِسُ ،و الرُّحَامِسُ و القُدَاحسُ ،قالَ الأَزْهَرِیُّ :و هی کلّها صَحِیحَهٌ .قلتُ :و هو قَوْلُ أَبِی عَمْرٍو،قال الشّاعِرُ:
ذُو نَخْوَهٍ حُمَارِسٌ عُرْضِیُّ
قلتُ :و آخِرُه:
أَلْیَسُ عَنْ حَوْبَائِه (6)سخِیُّ
و هو قوْلُ العجّاجِ یَصِفُ ثَوْراً.
و قال ابنُ فارِسٍ : الحُمَارِسُ :مَنْحُوتٌ من کَلِمَتَیْنِ ،من حَمَسَ (7)و مَرَسَ ؛فالحَمِس:الشَّدِید،و المرِس:المتمرِّسُ بالشَّیْ ءِ (8)و أُمُّ الحُمَارِسِ البَکلَّهُ مَعْرُوفَهٌ . و فی الصّحاح:و أُمُّ
ص:251
الحُمَارِسِ :امرَأَهٌ .قلتُ :و قال الشَّاعِرُ:
یا منْ یَدُلُّ عَزَباً عَلی عزَبْ
علی ابْنه الحُمارِسِ الشَّیْخِ الأَزَبّ
الحَمَاقِیسُ :الشَّدَائِدُ و الدَّوَاهِی.
و التَّحَمْقُسُ :التَّخَبُّثُ ،أَهْمَلَه الجوْهرِیُّ و الصّاغَانِیُّ هُنا و صاحِبُ اللِّسانِ ،و أَوردَه المُصَنِّفُ ،و هو فی العُبَابِ هکذا عن أَبِی عَمْرٍو،و لم یَذْکُرْ لهُ وَاحداً،و القِیَاسُ أَنْ یکُون حُمْقوساً أَو حِمْقَاساً ،فلیُنْظرْ.
الحِنْدِسُ ،بالکسْرِ:اللَّیْلُ المُظْلِمُ ،یقالُ :
لَیْلُ حِنْدِسٌ ،و لیْلهٌ حِنْدِسهٌ ،و عِبارَهُ الصّحاحِ :اللَّیْلُ الشَّدِیدُ الظُّلْمَهِ ،و منه
16- الحدِیثُ : «فی لَیْلهٍ ظَلْمَاءَ حِنْدِسٍ ».
أَی شدِیدَهِ الظُّلْمَهِ .
و الحِنْدِسُ : الظُّلْمَهُ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ ،و منه
17- حدِیثُ الحَسَنِ : «قَام اللَّیْلَ فِی حِنْدِسِهِ ». ج حَنَادِسُ .
و تَحَنْدَسَ اللَّیْلُ :أَظْلم أَو اشْتَدَّ ظَلامُه.
و تحَنْدَسَ الرَّجلُ :سَقَط و ضَعُفَ ،نَقَلَه الصّاغانِیُّ فی «ح د س».
و الحَنَادِسُ :ثَلاثُ لَیَالٍ فی الشَّهْرِ بعدَ الظُّلَمِ ، لظُلَّمَتِهِنَّ ،و یُقال دَحَامِسُ ،و سَیَأْتَی فی مَوْضِعِهِ .أَوْرَدَه الزَّمخْشَرِیُّ فی«ح د س»و جَعَلَ النُّونَ زَائِدَهً ،قالَ :من الحَدْسِ الَّذِی هو نَظَرٌ خافٍ .
*و مّما یُسْتَدْرَکُ علیه:
أَسْوَدُ حِنْدِسٌ کقَوْلِکَ أَسْوَدُ حَالِکٌ ،کذا فی اللِّسَانِ .
الحَنْدَلِسُ ،بفتح الحاءِ و الدّالِ و کَسْرِ الّلامِ ،و لَوْ قالَ :کجَحْمَرِشٍ لأَصابَ ،ثمّ إِنَّه مکتوبٌ فی سائِر النُّسَخِ بالحُمْرهِ ،علی أَنَّ الجَوْهَرِیَّ ذکره فی «ح د ل س»و تبِعَه الصاغَانِیُّ أَیضاً فی ذِکْرِه هُنَاکَ ؛لأَنَّ وزْنه عنْدَه فَنْعَلِلٌ ،کما صَرَّح بهِ کُرَاع أَیضاً،و هی من النُّوقِ :
الثَّقِیلهُ المَشْیِ ،نقلَه الجَوْهَرِیُّ ،و هو قَول الأَصْمَعِیِّ ،کما قالَهُ الصّاغانِیُّ .
و هی أَیضاً: الکَثِیرهُ اللَّحْمِ .المُسْتَرْخِیَتُه ،عن ابنِ دُرَیْد،قال:و الخاءُ لُغَهٌ فیه،و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیَّ :هی الضَّخْمَهُ العَظِیمَهُ ، و قالَ اللَّیْثُ :هی النَّجِیبَهُ الکَرِیمَهُ منها.
*و مّما یُسْتَدْرَکُ علیه:
الحَنْدَلِسُ :أَضْخَمُ القَمْل،عن کُرَاع.
الحَنَسُ ،بالتَّحْرِیکِ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ ابنُ الأَعْرابِیّ :هو لزُومُ وَسَطِ المَعْرَکَهِ شَجَاعَهً .
و قالَ أَیضاً: الحُنُسُ ، بضَمَّتیْن:الوَرِعُونَ المُتَّقُونَ .
و لیسَ فی نَصِّ ابنِ الأَعْرَابِیِّ المُتَّقُونَ ،و کأَنَّهُ زادَ به المُصَنِّفُ للإِیضاحِ .
:و فی اللِّسَانِ :الأَزْهَرِیُّ خاصَّهً ،قالَ شَمِرٌ: الحَوَنَّسُ من الرِّجَال، کعَمَلَّسٍ :الَّذِی لا یَضِیمُهُ أَحَدٌ،و إِذا قام فی مَکَانٍ لا یُحَلْحِلُه (1)أَحدٌ ،و أَنْشد:
یَجْرِی النَّفِیُّ فَوْقَ أَنْفٍ أَفْطَسِ
مِنْهُ و عَیْنَیْ مُقْرِفٍ حَوَنَّسِ
و کتَنُّورٍ: حَنُّوسُ بنُ طارِقٍ المَغْرِبِیِّ ،هکذا فی النُّسخِ کُلِّها،و هو غَلطٌ ،و الصَّوَاب المُقْرِیءُ،کما فی التَّبْصِیر و التَّکْمِلهِ .
*و ممّا یُسْتَدْرک علیه:
یُحَنَّسُ ،بضمِّ الیاءِ و فتحِ النُّونِ المُشدَّدَهِ :عَتِیقُ عُمَرَ بنِ الخِطّابِ ،رضِیَ اللّه تَعَالَی عنهُ ،هکذا أَوْرَدَه الصّاغانِیّ .
قلتُ :و هو معروفٌ بالنَّبّالِ ،نزل من الطّائِفِ ،و کان عَبْداً لثَقِیف (2)،فأَسْلمَ .مَعْدُودٌ فی الصَّحَابَهِ .
14- و یُحَنَّسُ بنُ وَبَرَه الأَزْدِیُّ :رَسُولُ رَسُولِ اللّه،صلّی اللّه علیه و سلم،إِلی فَیروزَ (3). مَعْدُودٌ فی الصَّحابَهِ أَیضاً.
الحِنْفِسُ ،بالکَسْرِ ،أَهْمَله الجَوْهَرِیُّ ،و قال اللّیْثُ :یقالُ للجَارِیَهِ البَذِیئَه القَلِیلَه الحَیاءِ : حِنْفِسٌ ، کالحِفْنِسِ ،بتَقْدِیمِ الفاءِ علی النون،قال الأَزْهَرِیُّ :
و المَعْرُوفُ عنْدَنا بهذا المَعْنَی عِنْفِصٌ .
ص:252
و الحِنْفِسُ و الحِنْفِسُ أَیضاً:الصَّغِیرُ الخَلْقِ ،و هو مَذْکُورٌ فی الصّادِ،و قد سَبَقَ للمُصَنِّفِ أَیضاً.
*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:
حِنْکَاسٌ ،بالکَسْرِ:اسمٌ .
و أَبُو بَکْرِ بنُ حِنْکَاسٍ الحَنَفِیُّ :أَحَدُ الفُقَهَاءِ بتَعِزَّ،و هو جَدُّ الفقِیهِ عُمَرَ بنِ عَلِیٍّ العَلَوِیِّ لأُمِّه.
الحَوْسُ و الجَوْسُ ،بالجِیمِ ،بِمَعْنًی،و قد تقَدَّمَ ،و قُرِئَ : فحَاسُوا خِلاَل الدِّیارِ (1)بمَعْنی جاسُوا.
و من المجاز: الحَوْسُ : سَحْبُ الذَّیْلِ ،و قد حَاسَتِ المَرْأَهُ ذَیْلها حَوْساً ،إِذا سَحَبَتْهُ .زاد الزَّمَخْشَرِیُّ :و وَطِئَتْهُ کأَنَّهَا تُفْسِدُه بالابْتِذَالِ ،و کذلِک:هم یَحُوسُونَ ثِیَابَهُم،إِذا کانُوا یُفْسِدُونَهَا بالابْتِذَالِ .
و الحَوْسُ : الکَشْطُ فی سَلْخِ الإِهَابِ أَوّلاً فأَوّلاً ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ و هو مَجازٌ،قالَ الزَّمَخْشَرِیُّ :یقالُ : حاسَ الجَزّارُ الإِهَابَ یَحُوسُه حَوْساً ،إِذا رَفَعَه (2)بیَدِه أَوَّلاً فأَوَّلاً حَتّی یَنْکَشِطَ .
و یقال: تَرَکْتُ فُلاناً حَوْسَ ،هکذا فی سائِرِ النُّسَخِ ، و صَوَابُه یَحُوسُ بَنِی فُلانٍ و یَجُوسُهم، أَی یَتَخَلَّلُهم و یَطْلُب فِیهِم و یَدُوسهم،و کذلِک الذِّئْب یَحُوسُ الغَنَمَ ،أَی یَتَخَلَّلُهَا و یُفَرِّقُهَا،و به فُسِّرَت الآیهُ .
و یُقَال: إِنّه لحَوّاسٌ غَوَّاسٌ ،أَی طَلاّبٌ باللَّیْلِ .
و من المَجَازِ:خَبَطَتْهُم الخُطُوبُ الحُوَّسُ ،کرُکَّعِ ، و هی الأُمُورُ الَّتِی تَنْزِلُ بالقَوْمِ فتَغْشَاهُم،و تَتَخَلَّلُ (3)دِیَارَهُم قالَ الحُطَیْئَهُ :
رَهْطُ ابنُ جَحْشٍ (4)فی الخُطُوبِ أَذِلَّهٌ
دُنُسُ الثِّیَابِ قَنَاتُهمْ لَمْ تُضْرَسِ
بالهَمْزِ من طُولِ الثِّقافِ و جَارُهُمْ
یُعْطَی الظُّلامَهَ فی الخُطُوبِ الحُوَّسِ
و من المَجَازِ: الحَوْساءُ :النّاقَهُ الکَثِیرَهُ الأَکْلِ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ و الجَمْع حُوسٌ . و قال ابن دُرَیْدٍ (5):هی الشَّدِیدَهُ النَّفْسِ .
و إِبِلٌ حُوسٌ ،بالضَّمِّ :بَطِیئاتُ التَّحَرُّکِ من مَرْعاها. و فی اللسان مرعاهُنّ .
و الأَحْوَسُ :الجَرِیءُ الّذِی لا یَرُدُّهُ شَیْ ءٌ،و قالَ الجَوْهَرِیُّ :الَّذِی لا یَهُولُه شیْ ءٌ.
و الأَحْوَسُ : الذِّئْبُ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ ،و هو من ذلِکَ .
و الحُوَاسَه بالضَّمِّ :القَرَابَه، کالحُوَیْساءِ مصغَّراً مَمْدُوداً، عن ابنِ عَبّادٍ.
و الحُوَاسَه : الطَّلِبَه بالدَّمِ .
و الحُوَاسَه : الغارَه.
و قالَ الجَوْهَرِیُّ : الحُوَاسَه : الجَمَاعَه من النّاسِ المُخْتَلِطَه ،ذکرَه فی«ح ی س»و حَقُّه أَنْ یُذْکَرَ هُنَا.
و الحُوَاسَه أَیضاً: مُجْتَمَعُهُم.
و قال الجَوْهَرِیُّ : الحُوَاسَات ،بالضَّمّ :الإِبِل المُجْتَمِعَه قالَ الفَرَزْدَق:
حُوَاسَاتِ العِشَاءِ خُبَعْثَنَاتٍ
إِذا النَّکْبَاءُ عارَضَتِ (6)الشَّمَالاَ
و یُرْوَی العَشاء،بفتح العین،هکذا أَوْردَه فی«ح ی س» و صوابُه هُنَا،قال ابنُ سِیدَه:و لا أَدْرِی ما مَعْنَی حُوَاساتٍ إِلاّ إِن کانَت المُلازِمَه للعَشاءِ،أَو الشَّدِیدَه الأَکْلِ ،و أَوْرَدَ الأَزْهَرِیُّ هذا البَیْتَ علی الذِی لا یَبْرَحُ مکانَه حتی یَنالَ حاجَتَه.
و الحُوَاسَاتُ :الإِبِلُ الکَثِیرَهُ (7)الأَکْلِ ،و به فَسَّر ابنُ سِیدَه قَوْل الفَرَزْدَقِ .
و التَّحَوُّسُ :التَّشَجُّعُ فی الکَلام،و منه
17- حَدِیثُ عُمَرَ بنِ عبدِ العَزِیزِ: «دَخل علیهِ قَوْمٌ فجَعلَ فَتًی مِنْهُمْ یَتَحَوَّسُ فی کَلامِه،فقال:کَبِّرُوا کَبِّرُوا» (8). أَی یَتجَرَّأُ و لا یُبالِی.
ص:253
و التَّحَوُّسُ : التَّوَجُّعُ للشَّیْ ءِ نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .
و التَّحَوُّس : الإِقامَهُ مع إِرادَهِ السَّفَرِ ،کأَنَّه یُرِیدُ سَفراً و لا یَتَهَیَّأُ له لاشْتِغالِه بشَیْ ءٍ بعدَ شَیْ ءٍ،وَ أَنْشَدَ المُتَلَمِّس یخَاطِبُ أَخاه طَرَفَه:
سِرْ قَدْ أَنَی لَکَ أَیُّهَا المُتَحَوِّسُ
فالدّارُ قد کادَتْ لعَهْدِکَ تَدْرُسُ
و حَوْسَی (1)،کسَکْری:الإِبِلُ الکَثِیرَهُ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ ،و أَنْشدَ:
تَبَدَّلَتْ بعدَ أَنِیسٍ رُغْبِ
و بَعْد حَوْسَی جامِلٍ (2)و سَرْبِ
و یُقَال: مَا زَال یَسْتَحْوِسُ و فی اللِّسَان: یَتَحَوَّسُ ،أَی یَتَحَبَّسُ و یُبْطِیءُ ،کأَنَّه یتَأَهَّبُ للأَمْر و مَا یَتَهَیَّأُ له.
*و ممّا یُسْتَدْرکُ علیه:
الحَوْس :انْتِشَار الغَارَهِ ،و القَتْلُ و التَّحَرُّکُ فی ذلِکَ .
و الضَّرْبُ فی الحَرْبِ .
و شِدَّهُ الاخْتِلاطِ ،و مُدَارَکَهُ الضَّرْبِ .
و الحَوْس :الدَّوْس.
و حَاسَهم :خالَطَهم و وَطِئَهم و أَهانَهُمْ ،قال:
یَحُوسُ قَبِیلَهً و یُبِیرُ أُخْرَی
و حاسَهُ عَلی الفِتْنهِ :حَرَّکَهُ و حَثَّهُ علی رُکُوبِهَا.
و حاسوا العَدُوَّ ضرْباً حتی أَجْهَضُوهم (3)عَنْ أَثْقَالِهم:
بالغُوا فی النِّکَایهِ فِیهِم.
و المرْأَهُ تُحَاوِس الرِّجال،أَی تُخَالِطُهم.
و إِنَّه لذُو حَوْسٍ و حَوِیسٍ ،أَی عَدَاوَهٍ ،عن کُرَاع.
و یقَال: حاسُوهم :ذَلَّلُوهم.
و قال الفَرّاءُ: حَاسَهم و جَاسَهُم (4)،إِذا ذَهَبوا و جاءُوا یَقْتُلُونهم.و الأَحْوَس :الأَکول،و قیل:هو الَّذِی لا یَشْبَعُ من الشّیْ ءِ و لا یَمَلُّه.
و الأَحْوَسُ و الحَوُوسُ (5).کِلاهما:الشُّجَاعُ الحَمِسُ عند القِتَالِ الکَثِیرُ القَتْلِ لِلرِّجالِ ،و قیل:هو الذی إِذا لَقِیَ لم یَبْرَحْ ،و لا یُقالُ ذلِک للمَرْأَهِ ،و أَنْشَد ابنُ الأَعْرَابیِّ :
و البَطَلُ المُسْتَلْئِمُ الحَوُوسُ
و قد حَوِس حَوَساً .
و الحُوسُ ،بالضَّمّ :الشُّجْعانُ .
و التَّحَوُّس فی الکَلاَمِ :التَّأَهُّبُ له،و یروی بالشینِ .
و غَیْثٌ أَحْوَسِیّ :دائِمٌ لا یُقْلِعُ (6).نقلَه الأَزْهَرِیّ .
و امْرَأَهٌ حَوْسَاءُ الذَّیْلِ :طَوِیلَتُه،و أَنْشدَ شَمِرٌ:
قَدْ عَلِمَتْ صَفْراءُ حوْسَاءُ الذَّیْلْ
و الحَوّاسُ ،ککَتّانٍ :الَّذِی یُنَادِی فی الحَرْبِ یا فُلانُ یا فُلانُ ،قال رُؤْبَه:
و زَوَّل الدَّعْوَی الخِلاطُ الحَوّاسْ
قال ابنُ سِیدَه:و أُراه کأَنَّه لمُلازَمَتِه النِّدَاءَ و مُوَاظَبَتِه له.
و الأَحْوسُ و الحَوّاسُ :الأَسَدُ،نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ .
و المُحْثَلُ (7)بنُ الحَوْساءِ :شاعِرٌ.
و إِذَا کَثُر یَبِیسُ النَّبْتِ فهو الحَائِسُ .
و الحُوَاسَهُ ،بالضّمّ :الحاجَهُ ،کالحُوَاشَهِ ،کلُّ ذلک نَقَلَه الصاغانِیُّ .
و حَوْسٌ :اسمٌ .
و حَوْساءُ و أَحْوَسُ :مَوضِعَانِ ،الأَخِیرُ ببِلادِ مُزَیْنَهَ ،فیه نخْلٌ شدید،قال مَعْنُ بنُ أَوْسٍ :
و قَدْ عَلِمَتْ نَخْلِی بأَحْوَسَ أَنَّنِی
أَقَلُّ و إِنْ کانَتْ بِلادِی اطِّلاعَهَا
و رواه نَصرٌ بالخَاءِ المُعْجَمَه.
و الحُوَاسَه ،بالضَّمِّ :الغَنِیمَه،عن ابنِ الأَعْرابِیِّ .
ص:254
الحَیْسُ :الخَلْط و ،منه سُمِّیَ الحَیْسُ ،و هو تَمْرٌ یُخْلَط بسَمْنٍ و أَقِطٍ فیُعْجَنُ . و فی اللِّسَانِ :هو التَّمْرُ البَرْنِیُّ و الأَقِطُ یُدَقّانِ و یُعْجَنانِ بالسَّمْنِ عَجْناً شَدِیداً،ثمَّ یُنْدَرُ منه نَوَاهُ . و فی اللِّسَانِ حَتّی یَنْدُرَ النَّوَی عنه (1)نَواهً ثمّ یُسَوَّی کالثَّرِیدِ،و هی الوَطِیئَه (2)و رُبُّما جُعِلَ فیه سَوِیقٌ أَو فَتِیتٌ عِوَض الأَقِطِ (3)،و قال ابن وَضّاحٍ الأَنْدَلسِیُّ :
الحَیْسُ :هو التَّمْرُ یُنْزَع نَوَاه و یُخْلَط بالسَّوِیقِ ،و قال شَیْخنَا:
و هذا لا یُعْرَف.قلْت:أَی لنَقْصِ أَجْزَائِه،و قال الآبِیّ فی شَرْحِ مُسْلِمٍ :قالَ عِیاضٌ :قالَ الهَرَوِیُّ : الحَیْسُ :ثَرِیدَهٌ مِنْ أَخْلاطٍ .
و قد حاسَهُ یَحِیسُه :اتَّخَذَهُ ،قال الرّاجِز:
التَّمْرُ و السَّمْن مَعاً ثُمَّ الأَقِطْ
الحَیْسُ إِلاّ أَنَّهُ لم یَخْتَلِطْ
قال شیخنَا:هذا البَیْت مَشْهُورٌ تُنْشِدُه الفقَهَاءُ أَو المُحدِّثون،و مفهومُه أَنّ هذه الأَجْزَاءَ إِذا خُلِطَتْ لا تَکون حَیساً ،و هو ضِدُّ المرَادِ،و قد اسْتَشْکَلَه الطیبیُّ أَیْضاً فی شَرْح الشِّفَاءِ و أَبْقَاه علی حالِه،و الظاهِر أَنّه یُرِیدُ:إِذا حَضَرَتْ هذِه الأَشْیَاءُ الثَّلاثَهُ فهی حَیْسٌ ،بالقُوَّهِ ،لوجُودِ مادَّتِه،و إِنْ لم یَحْصُلْ خَلْطٌ فیما عَناه،و قد أَشارَ إِلیه شیْخنَا الزُّرْقَانِیّ فی شَرْحِ المَوَاهِبِ و إِنْ لم یُحَرِّرْهُ تَحْرِیراً شافِیاً، و عَرضْتُه کثیراً علی شیُوخِنَا فلم یَظْهَرْ فیه شیْ ءٌ،حَتّی فَتَحَ اللّه تَعَالَی بما تَقَدَّمَ .انْتَهَی.
و قالَ هُنَیُّ بن أَحْمَرَ الکِنَانِیُّ ،و قِیلَ هو لزَرَافَهَ البَاهِلِیِّ :
هَلْ فِی القَضِیَّهِ أَنْ إِذا اسْتغْنَیْتمُ
و أَمِنْتمُ فأَنا البَعِیدُ الأَجْنَبُ
و إِذا الکَتَائِبُ بالشَّدائِدِ مَرَّهً
حَجَرَتْکمُ فأَنَا الحَبِیبُ الأَقْرَبُ
و لِجُنْدَبٍ (4)سَهْلُ البِلادِ و عَذْبُهَا
ولِیَ المِلاحُ و حَزْنُهُنَّ المُجْدِبُ
و إِذا تَکون کَرِیهَهٌ أُدْعَی لَهَا
و إِذا یُحاسُ الحَیْسُ یُدْعَی جُنْدَبُ
عَجَباً لِتِلْکَ قَضِیَّهً و إِقَامَتِی
فیکمْ علی تِلْک القَضِیَّهِ أَعْجَبُ
هذا لَعَمْرُکم الصَّغَارُ بعَیْنِه
لا أُمَّ لِی إِنْ کانَ ذاک و لا أَبُ
و الحَیْسُ : الأَمْرُ الرَّدِیءُ الغَیْرُ المُحْکَمِ ،و منه المَثَل « عَاد الحَیْسُ یُحاسُ »،أَی عادَ الفاسِدُ یُفْسَدُ ،و معناه:أَنْ تَقولَ لصاحِبِکَ :إِنّ هذا الأَمْرَ حَیْسٌ :[أَی] (5)لَیْسَ بمُحْکمٍ و لا جیِّدٍ،و هو رَدِیءٌ،أَنشَدَ شَمِرٌ قوله (6):
تَعْیِبِینَ أَمْراً ثمّ تَأْتِینَ مِثْلَه
لقَدْ حاسَ هذا الأَمْرَ عِنْدَکِ حائِسُ
و أَصْلُه أَنَّ امْرَأَهً وَجَدَتْ رَجُلاً علی فُجُورٍ فعَیَّرَتْه فجُوره،فلم یَلْبَثْ أَنْ وَجَدَهَا الرَّجُل علی مِثْلِ ذلِکَ ،أَو أَنَّ رَجلاً أُمِرَ بأَمْرِ فَلَمْ یُحْکِمْه،فذَمَّه آخَر،و قامَ لیُحْکِمَهُ ، فجاءَ بشَرٍّ منهُ ،فقالَ الآمِرُ:عادَ الحَیْسُ یُحَاسُ . و القَوْلانِ ذَکَرَهُمَا الصّاغَانِیُّ هُنا،و فَرَّقَهُمَا صاحِبُ اللِّسَانِ فی المادَّتَیْنِ «ح و س»و«ح ی س»و زادَ قولَ الشّاعِرِ أَنْشَدَه ابن الأَعْرابِیِّ :
عَصَت سَجَاحِ شَبَثاً و قَیْسا
و لَقِیَتْ من النِّکاحِ وَیْسَا
قَدْ حِیسَ هذا الدِّینُ عِنْدِی حَیْسَا
أَی خُلِطَ کما یُخْلَطُ الحَیْسُ ،و قال مَرَّهً :أَی فُرغَ منه کما یُفْرَغُ من الحَیْسِ .
و رَجُلٌ مَحْیُوسٌ :وَلَدَتْهُ الإِماءُ من قِبَلِ أَبِیهِ و أُمِّهِ ،و قال ابنُ سِیده:هو الَّذِی أَحْدَقتْ به الإِماءُ من کُلِّ جِهَهٍ (7)،یُشَبَّهُ بالحیْسِ ،و هو یُخْلَطُ خَلْطاً شَدِیداً،و قِیلَ :إِذَا کانَتْ أُمُّه و جَدَّتُه أَمَتیْنِ ،قاله أَبو الهَیْثَمِ ،و
16- فی حدیث آلِ البیْتِ : «لا یُحِبُّنَا الأَکَعُّ و لا المَحْیُوسُ »و فی روایهٍ :اللُّکَعُ (8). قال ابنُ الأَثِیرِ: المَحْیُوسُ :الَّذِی أَبُوه عبْدٌ و أُمُّه أَمهٌ ،کأَنَّهُ مَأْخُوذٌ من الحَیْسِ .
ص:255
و قال الفَرّاءُ:یُقَالُ :قدْ حِیسَ حیْسُهُم ،إِذا دَنَا هَلاکُهُم ،کذا نَصُّ التَّکْمِلَه (1)،و فی اللِّسَانِ عن الفرّاءِ:قد حاسَ حَیْسُهم.
و حاس الحَبْل یَحِیسُه حَیْساً : فَتَلَه و لم یُحْکِمْهُ .
و أَبُو الفِتْیانِ مُصْطَفَی الدّوْلهِ مُحمَّدُ بنُ سُلْطان بنِ مُحَمَّدِ ابن حَیُّوسِ الغَنوِیُّ ، کتَنُّورٍ:شَاعِر دِمشْق،مشْهُورٌ،له دِیوانٌ قد اطَّلَعْتُ علیْهِ ،وُلِدَ بدِمشْق سنه 394 و روَی عَنه أَبُو بَکْرٍ الخطِیبُ ،و تُوُفِّی بحَلب سنه 473.
*و مّما یُسْتدْرَک علیه:
حَیَّسَ الحَیْس تَحْیِیساً :خلطه و اتَّخذه.
و حیُوسٌ ،کصبُورٍ:القتّالُ ،لغهٌ فی الحؤُوسِ ،عن ابن الأَعْرَابِیّ .
و الحَیْسُ (2):قَرْیَهٌ مِنْ قُری الیمَنِ ،قال الصّاغانِیّ :قد وَرَدْتُها.
قلتُ :و الحَیْسُ ؛شِعْبٌ بالشَّرَبَّه من هَضْبِ القَلِیبِ فی دِیَارِ فَزَارَهَ سُمِّیَ بهِ لأَنَّ حَمَلَ بنَ بَدْرٍ مَلأَ دِلاَءً من الحَیْسِ ، و وَضعها فی هذا الشِّعْبِ حَتّی شَرِبَ مِنْهَا قوْمٌ رَدُّوا دَاحِساً عن الغایَهِ .
و قالَ ابنُ فارِسٍ : حِسْتُ الحَبْلَ حَیْساً .إِذا فَتَلْتَهَ .
و أَبُو عبْدِ اللّه مُحَمَّدُ بنُ الحَیْسِیِّ بن عَبْدِ اللّه بنِ حَیُّوسٍ ، کتَنُّورٍ:الشَّاعِرُ المُفْلِقُ ،روَی شِعْرَه عَبْدُ العَزِیزِ بن زَیْدَانَ ، تُوُفِّیَ سَنَه 580.
خَبَسَ الشیءَ بکَفِّه یَخْبُسُه خَبْساً : أَخَذَه و غَنِمَه، کخَبَّسَه و اخْتَبَسَه .
و خَبَسَ فُلاناً حَقَّه أَو مالَه: ظَلَمه و غَشَمه ، کاخْتَبَسَه إِیَّاه.
و الخَبُوسُ ،کصَبُورٍ: الظَّلوُمُ الغَشومُ (3)،قاله هشامٌ ،و به سُمِّیَ الأَسَدُ خَبُوساً . و الخُبَاسَه و الخُبَاسَاءُ (4)،بضمِّهما؛الغَنیمَه. قال عَمْرو ابن جُوَیْنٍ ،أَو امرُؤُ القَیْس:
فَلَمْ أَرَ مِثْلَهَا خُبَاسَهَ وَاحدٍ
و نَهْنَهْتُ نَفْسِی بَعْدَ مَا کِدْتُ أَفْعَلَهْ
هکذا فی اللِّسَان.
و قال الأَصْمَعِیُّ : الخُبَاسَهُ :ما تَخَبَّسْتَ من شیْ ءٍ،أَیْ أَخذْتَه و غَنِمْتَه.
و الخِبْسُ ،بالکسر:أَحدُ أَظْمَاءِ الإِبل ،هکذا فی سائر النُّسخ،و فی التَّکْمِلَه:آخِرُ أَظْمَاءِ الإِبِل،و هو الخِمْسُ (5)، بالمیم و لعلّ ما فی التکمله تصحیفٌ ،فقد سبق أَنَّ آخِرَ أَظماءِ الإِبِلِ العِشْرُ،فالصوَاب ما هنا،فتأَمَّلْ .
و خُبَاسٌ ، کغُرَابٍ :فَرَسُ فُقَیْمِ بن جَرِیر بن دارِمٍ .قال دُکَیْنُ بنُ رجاء الفُقَیْمِیُّ :
بَیْنَ الخُبَاسیات و الأَوَافِقِ
و بَیْنَ آل ساطِعٍ وَ نَاعِقِ
و خُبَاسَهُ ، بهاءٍ:قائدٌ من قُوَّادِ العُبَیْدیِّین الفاطِمِّیین،و هو الذی سارَ فی جَیْشٍ عَظیمٍ لیَأْخذَ مِصْرَ فهَزَمَهُ ابنُ طُولُونَ .
قلتُ :و قد ضَبَطَه الحافظُ بفتحِ الحاءِ المُهْمَلَهِ و الشین المعجمه،ففی کلامِ المُصَنِّفِ نَظرٌ لا یخفَی.
و اخْتَبَسَه :أَخَذَه مُغَالَبَهً .
و اخْتَبَسَ مالَه:ذَهَبَ به.
و المُخْتَبِسُ :الأَسَدُ، کالخَابِسِ و الخَبُوسِ ،کصَبُورٍ، و الخَبَّاسِ ،ککَتَّانٍ ،و الخَنْبَسِ و الخُنَابِسِ ،کجَعْفَرٍ و عُلاَبِطٍ ،و قد ذَکَرَهما المصنِّف فی خ ن ب س،و الصوابُ أَنّ النونَ زائدَهٌ .و إِنّما سُمِّیَ الأَسَدُ بذلک؛لأَنّه یَخْتَبِسُ الفَرِیسَهَ .
و خَبَسَه :أَخَذَه.
و أَسَدٌ خُوَابِسٌ .و أَنشد أَبو مَهْدِیٍّ لأَبی زُبَیْدٍ الطّائِیِّ ، و اسمُه حَرْمَلَهُ بنُ المُنْذِر:
فَمَا أَنَا بالضَّعِیفِ فَتَزْدَرُونِی
وَ لاَ حَقِّی اللَّفَاءُ وَ لاَ الْخَسِیسُ
ص:256
وَ لکِنِّی ضُبَارِمَهٌ جَمُوحٌ
عَلَی الأَقْرَانِ مُجْتَرِئٌ خَبُوسُ (1)
و ما تَخَبَّسْتُ منْ شَیْ ءٍ ،أَی ما اغْتَنَمْتُ ،نقله الجَوْهَرِیّ ، و هو مَأْخُوذٌ من عِبَارَهِ الأَصْمَعِیّ فی الخُبَاسَه ،فإِنَّه قال:ما تَخَبَّسْتُ منْ شَیْ ءٍ،أَی ما أَخَذْتُه و غَنِمْتهُ .
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
رجُلٌ خَبَّاسٌ :غَنَّامٌ .
و الخُبَاسَهُ :الظُّلاَمَهُ .
الخَنْدَرِیسُ :الخَمْرُ القَدِیمهُ ، مُشْتَقٌّ من الخَدْرَسَهِ ،و لم تُفَسَّرْ :و نَقل شیخُنَا عن أَبی حَیَّانَ أَنَّ أَصلَه «فَنْعَلِیسٌ »فأُصولُه إِذاً«خَدَرَ»فالصوابُ ذِکْرُه فی الرَّاء؛لأَنَّ الخَمْرَ مُخَدِّرٌ،و علیه المُطَرِّزِیُّ .و قیل:من الخَرَسِ ، و تعقَّبُوه؛لأَنّ الدّالَ لا تُزاد،و الصحیحُ أَنَّه فَعْلَلِیلٌ ،کما قالَه سیبَوَیْهِ ،و علیه فمَوضِعُ ذِکْره قبلَ «خَنَس».انتهی.
قلتُ :و أَوْرَدَه صاحبُ اللِّسَانِ بعد«خَنَسَ »و تَبِعَهُ غیرُ وَاحدٍ.
أَو رُومِیَّه مُعَرَّبه. و قال ابنُ دُرَیْدٍ:أَحسَبُه معرَّباً،سُمِّیتْ بذلک لقِدَمِها.
قلتُ :و یجوز أَن یکونَ فارِسِیَّهً معرَّبهً و أَصلُها خَنْدَهْ رِیش،و معناه:ضاحِکُ الذَّقَن،فمَن استَعْمَلَه یضْحَک علی ذَقَنِه،فتأَمَّلْ .
و حِنْطَهٌ خَنْدَرِیسٌ :قَدِیمهٌ . نَقَله ابنُ دُرَیْدٍ.و کذلِک تَمْرٌ خَنْدَرِیسٌ ،أَی قَدِیمٌ .
الخَنْدَلِسُ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ .و قال ابنُ دُرَیْدٍ (2): الناقَهُ الکَثِیرهُ اللَّحْمِ المُسْتَرخِیَتُه،کالْحَنْدَلِسِ ، بالحَاءِ المهمله،و قد تقدَّم.و أَوْرَدَه صاحبُ اللِّسَانِ بعد:
«خَنَسَ ».
الخَرْسُ ،بالفَتْح: الدَّنُّ ،و یُکْسَر ،الأَخِیرَهُ عن کُراع،و الصادُ فی هذِه الأَخِیرَهِ لُغَهٌ . ج خُرُوسٌ ،قال الأَزهرِیُّ :و قرأْتُ فی شِعْرِ العَجَّاجِ المَقْرْوءِ علی شَمِرٍ:
مُعَلِّقِینَ فی الکَلالِیبِ السُّفَرْ
و خَرْسهُ المُحْمَرّ فِیهِ مَا اعْتُصِرْ (3)
و بائِعُه و صانِعُه: خَرَّاسٌ ،ککَتَّانٍ ،قال الجَعْدِیُّ :
جَوْنٍ کجَوْنِ الخَمّارِ جَرّدَه الخَ
رّاسُ لا ناقِسٍ و لا هَزِمِ (4)
النّاقِسُ :الحَامِضُ .
و الخُرْسُ ، بالضَّمِّ :طَعَامُ الوِلادَهِ ،کالخِرَاسِ ، ککِتَابٍ ،الأَخِیرَهُ عن اللِّحْیَانِیِّ .هذا الأَصْلُ ،ثمّ صارت الدَّعْوَهُ للوِلادَهِ خُرْساً و خِرَاساً .قال الشّاعرُ:
کُلُّ طَعَامٍ تَشْتَهِی رَبِیعَهْ
الخُرْسُ و الإِعْذارُ و النَّقِیعَهْ
و منه
16- حدیث حَسّانَ : «کان إِذا دُعِیَ إِلی طَعامٍ قال:إِلی عُرْسٍ أَم خُرْسٍ أَم إِعْذارٍ؟فإِن کان إِلی وَاحدٍ من ذلک أَجابَ ،و إِلاّ لَم یُجِبْ ».
و الخُرْسَهُ بِهَاءٍ:طَعَامٌ تُطْعِمُه النُّفَسَاءُ نَفْسِهَا ،أَو ما یُصْنَع لها من فَرِیقَهٍ و نَحْوِهَا.و خَرَسَهَا یَخْرُسُها ،عن اللِّحْیَانِیِّ .
و کَوْنُ الخُرْسِ طَعَامَ الوِلادَهِ ،و الخُرْسَهِ :طَعَامَ النُّفَساءِ هو الذی صَرَّح به ابنُ جِنِّی،و هو یُخَالِفُ ما ذَکَرَه ابنُ الأَثِیرِ فی تفسیر
16- حَدِیثٍ فی صِفَهِ التَّمْرِ: «هِیَ صُمْتَهُ الصَّبِیِّ و خُرْسَهُ مَرْیَمَ ». قال: الخُرْسَهُ :ما تَطْعَمُه المرأَهُ عِند وِلاَدِهَا.
و خَرَّسْتُ النُّفَسَاءَ:أَطْعَمْتُهَا الخُرْسَهَ ،و أَرادَ قولَ اللّه تَعَالی:
وَ هُزِّی إِلَیْکِ بِجِذْعِ النَّخْلَهِ تُساقِطْ عَلَیْکِ رُطَباً جَنِیًّا (5).
و کأَنَّه لَمْ یَرَ الفَرْقَ بینَهُمَا،فتأَمَّلْ .
و فی قولِ المُصَنِّف:«النُّفَسَاء نَفْسَهَا»جِنَاس اشْتِقاقٍ ، و سیأْتی أَنَّ الصادَ لغهٌ فیه.
و الخَرُوسُ ، کصَبُورٍ:البِکْرُ فی أَوَّلِ حَمْلِهَا. قالَ الشاعِر یَصِفُ قوماً بقِلَّه الخَیْرِ:
شَرُّکُمْ حَاضِرٌ و خَیْرُکُمُ
دَرُّ خَرُوسٍ من الأَرَانِبِ بِکْرِ (6)
ص:257
و یُقَال فی هذا البیتِ : الخَرُوسُ :هی التی یُعْمَلُ لَهَا الخُرْسَهُ ،زادَ بعضُهُم:عند الوِلادَهِ .
و الخَرُوسُ ،أَیضاً: القَلِیلَهُ الدَّرِّ. نقله الصّاغَانِیُّ .
و خَرِسَ الرَّجُلُ ، کفَرِحَ :شَرِبَ بالخَرْسِ ،أَی الدَّنِّ .
نقله الصاغانِیُّ .
و خَرِسَ خَرَساً : صارَ أَخْرَسَ بَیِّنَ الخَرَسِ ،مُحَرَّکهً ، و هو ذَهَابُ الکَلام عِیًّا أَو خِلْقَهً ، مِنْ قَوْمٍ خُرْسٍ و خُرْسَانٍ ،بضَمِّهما، أَی مُنْعَقِدَ اللِّسَانِ عَن الکَلامِ عِیًّا أَو خِلْقَهً .
و أَخْرَسَه اللّه تَعالَی :جَعَلَه کذلک.
و الأُخَیرِسُ ،مُصَغَّراً: سَیْفُ الحَارِثِ بنِ هِشَام ابنِ المُغِیرَهِ (1)المَخْزُومِیِّ ، رَضِیَ اللّه عنه ،نَقَلَه الصاغَانِیُّ ، و أَنشدَ فی العُباب له:
فمَا جَبُنَتْ خَیْلِی بِفحْلَ (2)و لاَ وَنَتْ
و لا لُمْتُ یَوْمَ الرَّوْعِ وَقْعَ الأُخَیْرِسِ
و من المَجَازِ: کَتِیبهٌ خَرْسَاءُ ،هی الَّتِی لا یُسْمَعُ لها صَوْتٌ ،لوَقَارِهِمْ فی الحَرْبِ ،أَو هی الَّتِی صَمَتَتْ من کَثْره الدُّرُوعِ ،أَی لیس لها قَعَاقِعُ ،و هذا عن أَبِی عُبِیْدٍ.
و من المَجَازِ:نَزَلْنَا ببَنی أَخْنَسَ ،فسَقَوْنا لَبَناً أَخْرَسَ ، یقال: لَبَنٌ أَخْرَسُ :خائِرٌ لا صَوْتَ له فی الإِناءِ ،لِغلَظِه.
و فی الأَسَاسِ :خاثِرٌ لا یَتَخَضْخَضُ فی إِنائِه.
و قالَ الأَزْهَرِیُّ :و سمِعْتُ العَرَبَ تقولُ لِلَّبَنِ الخَاثِر:هذِه لَبَنَهٌ خَرْسَاءُ ،لا یُسْمَعُ لهَا صَوْتٌ إِذا أُرِیقَتْ .
و فی المُحْکَم:و شَرْبَهٌ خَرْسَاءُ ،و هی الشَّرْبَهُ الغَلِیظَهُ من اللَّبَنِ .
و من المَجَازِ: عَلَمٌ أَخْرَسُ :لَمْ یُسْمَع فیه ،و فی الأَسَاسِ :منه صَوْتُ صَدًی ،و فی التَّهْذِیب:لا یُسْمَعُ فی الجَبَلِ له صَدًی، یَعْنِی أَعْلاَمَ الطَّرِیقِ التی یُهْتَدَی بها (3)،قالَه اللَّیْثُ .قالَ الأَزْهَرِیُّ :و سَمِعْتُ العَرَبَ تُنْشِدُ:
و أَیْرَمٍ أَخْرَسَ فَوْقَ عَنْزِ (4)
قال:و أَنْشَدَنِیهِ أَعرابیٌّ آخَرُ:«و إِرَمٍ أَعْیَسَ ».
و قد تقدّم ذکره فی«ح ر س».
و من المَجَازِ:رَمَاه بخَرْساءَ ، الخَرْسَاءُ :الدّاهِیَهُ ، و أَصْلُهَا الأَفْعَی،قالَهُ الزَّمَخْشَرِیُّ .
و من المَجَازِ: الخَرْساءُ : السَّحَابَهُ لیسَ فیها رَعْدٌ و لا بَرْقٌ ،و لا یُسْمَعُ لها صوتٌ ،و أَکْثَرُ ما یکُون ذلک فی الشِّتَاءِ؛لأَنّ شِدَّهَ البَرْدِ تُخْرِسُ الرَّعْدَ و تُطْفِئُ البَرْقَ .قاله أَبو حَنِیفَهَ .
و رَجُلٌ خَرِسٌ ،ککَتِفٍ :لا یَنامُ :باللَّیْلِ (5)،أَو هو خَرِشٌ ،بالشِّینِ المُعْجَمَهِ ،کما سَیَأْتِی،و الوَجْهَانِ ذَکَرَهُمَا الأُمَوِیّ :
و الخُرْسَی ،کحُبْلَی:التی لا تَرْغُو من الإِبِلِ ،نَقَلَه الصَّاغَانِیُّ ،عن ابنِ عَبَّادٍ،و هو مَجازٌ.
و خُرَاسَانُ ،بالضّمِّ ،و إِنَّمَا أَطْلَقَهُ لشُهْرَتِه: بِلادٌ مشهورَهٌ بالعَجَمِ ، و النِّسْبَهُ إِلیْهَا خُرَاسَانِیُّ ،قال سِیبَوَیْهِ :و هو أَجْوَدُ، و خُرَاسِنیٌّ ،بحذف الأَلِفِ الثانیهِ مع کَسْرِ السِّینِ ، و خُرَسَنِیٌّ ،بحَذْفِ الأَلِفَیْنِ ، و خُرْسِیٌّ ،بحذفِ الأَلِفَیْنِ و النون، و خُرَاسِیٌّ ،ذَکَر الجَوْهَرِیُّ منها الأَوَّلَ و الرّابِعَ و الخَامِسَ .
و خَرَّسَ عَلَی المَرْأَهِ تَخْرِیساً :أَطْعَمَ فی وِلاَدَتِهَا ، کخَرَسَهَا یَخْرُسُهَا ،عن الَّلحْیَانِیِّ ،و کذا خَرَّسْتُهَا تَخْرِیساً ، و خَرَّس عَنْهَا،کِلاَهُمَا:عَمِلَهَا لَهَا.قال:
و للّه عَیْنَا مَنْ رَأَی مِثْلَ مِقْیَسٍ
إِذَا النُّفَسَاءُ أَصْبَحَتْ لمْ تُخَرَّسِ
و قد خُرِّسَتْ هی،أَی یُجْعَلُ لَهَا الخُرْسُ .
و تَخَرَّسَتْ هِی اتَّخَذَتْهُ لِنَفْسِهَا و منه المَثَلُ « تَخَرَّسِی یا نَفْسُ لاَ مُخَرِّسَهَ لَکِ »أَیْ اصْنَعِی لنَفْسِکِ الخُرْسَهَ . قالَتْهُ
ص:258
امْرَأَهٌ وَلَدَتْ و لم یَکُنْ لَهَا مَنْ یَهْتَمُّ لَهَا.یُضْرَبُ فی اعتِنَاءِ المرءِ بنَفْسِه. أَورَدَهُ الزَّمَخْشَرِیُّ و الصاغانِیُّ فی کتابَیْه هکذا،و صاحِبُ الِّلسَان،و لم یذکر:یا نَفْسُ .
*و مما یستدرک علیه:
جَمَلٌ أَخْرَسُ :لا ثَقْبَ لِشِقْشِقَتِه یَخْرُجُ منه هَدِیرُه،فهو یُرَدِّدُه فیها،و هو یُسْتَحَبُّ (1)إِرْسَالُه فی الشَّوُلِ ؛لأَنَّهُ أَکثرُ ما یکونُ مِئْناثاً.
و ناقهٌ خَرْسَاءُ :لا یُسْمَعُ لها رُغَاءٌ.
و عَیْنٌ خَرْسَاءُ :لا یُسْمَعُ لجَرَیَانِها صَوتٌ .
و قال الفَرَّاءُ:یقالُ :وَلاَّنِی عُرْضاً أَخْرَسَ أَمْرَسَ ،یرید:
أَعْرَضَ عنِّی و لا یُکَلِّمُنِی.
و العِظَامُ الخُرْسُ :الصُّمُّ .حکاهُ ثَعْلَبٌ .
و الخَرْسَاءُ من الصُّخُورِ:الصَّمَّاءُ.أَنْشَدَ الأَخْفَشُ قولَ النّابِغَهِ :
أَ وَاضِعَ البَیْتِ فی خَرْسَاءَ مُظْلِمَهٍ
تُقَیِّدُ العَیْرَ لا یَسْرِی بها السَّارِی
و یُرْوَی:تُقَیِّدُ العَیْنَ .
و الخِرَاسُ ،ککِتَابٍ :طَعامُ الوِلادَهِ ،عن اللِّحْیَانِیّ .
و قالَ خالِدُ بنُ صَفْوَانَ ،فی صَفِهِ التَّمُرِ:تُحْفَهُ الکَبِیرِ، و صُمْتَهُ الصَّغِیرِ،و تَخْرِسَهُ مَرْیَمَ .کأَنَّهُ سَمَّاه بالمَصْدَرِ،و قد یکونُ اسْماً،کالتَّوْدِیَهِ و التَّنْهِیَهِ .
و یُقَال للأَفَاعِی: خُرْسٌ ،قالَ عَنْتَرَهُ :
عَلَیْهمْ کُلُّ مُحْکَمَهٍ دِلاَصٍ
کَأَنَّ قَتِیرَها أَعْیَانُ خُرْسِ
و الخَرّاسُ ،ککَتَّانٍ :الخَمَّارُ.
و یُجْمَع الخُرْسانُ علی الخُرَسِینَ ،بتخفیف یاءِ النِّسْبَه، کقولک:الأَشْعَرِینَ .
و الخِرْسُ ،بالکَسْرِ:الأَرضُ التی لم تُصْلَحْ للزِّراعه، و قد خَرسَتْ و أَخْرَسَتْ و اسْتَخْرَسَتْ .و یَحْیَی (2)الخَرسِیُّ ،بالفتح،وَلِیَ خَرَاجَ مِصْرَ أَیامَ المَهْدِیِّ ،و حُسَیْنُ بنُ نَصْرٍ الخُرْسِیّ ،عن سَلاّم بنِ سُلَیْمَانَ المَدائِنِیِّ .و أَبو صالِح الخُرْسِیُّ :رَوَی عن اللَّیْثِ بنِ سَعْدٍ.
و خُرْسٌ ،بالضَّمّ :مَوْضِعٌ قُرْبَ مِصْر.
أَرْضٌ خَرْبَسِیسٌ ،کزَنْجَبِیلٍ أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ:أَی صُلْبَهٌ شَدِیدَهٌ ،و عَرْبَسِیسٌ مِثْلُه (3).
و الخَرْبَسِیسُ :الشیْ ءُ الیَسِیرُ،یقال: ما یَمْلِکُ خَرْبَسِیساً ،أَی شَیْئاً ،و خَرْبَصِیصاً مِثْلُه.
و قیل:هی بالصاد فی النَّفْیِ خاصَّهً ،کما سیأْتی.
الإِخْرنْمَاسُ ،أَهملَه الجَوْهَرِیُّ ،و أَوْرَدَه صاحِبُ اللِّسَانِ ،و الصّاغَانِیُّ فی العُبَابِ ،و أَهمَلَه فی التَّکْمِلَهِ .قالوا:هو السُّکُوتُ ، کالإِخْرِمَّاس ،مُدْغَمَهَ النُّونِ فی المیم،عن الفَرّاءِ،و الصادُ لغهٌ فیه.
و اخْرَنَّسَ و اخْرَمَّصَ :سَکَتَ .
و اخْرنْمَسَ الرجُلُ ،و اخْرَمَّسَ :ذَلَّ و خَضَعَ . و قیل:
سَکَتَ ،و قد وَرَدَتْ بالصاد،عن کُرَاع و ثَعْلَبٍ .
و الخِرْمِسُ ،بالکَسْر:اللَّیْلُ المُظْلِمُ ،عن ابنِ عَبَّادٍ، و سیأْتی،و لکن رَأَیْتُ الجَوْهَرِیَّ ذکر الآخْرِ نْمَاسَ فی ماده «خ ر س»فحینئذٍ کَتْبُ هذِه المَادّهِ بالسَّوادِ أَوْلَی،و لهذا أَهْمَلَهُ الصاغَانِیُّ فی التَّکْمِلَهِ .
الخَسُّ :بَقْلٌ م ،أَی مَعْرُوفٌ ،من أَحْرَارِ البُقُولِ ،عَرِیضُ الوَرَقِ حُرٌّ لَیِّنٌ ،یَزِیدُ فی الدَّمِ ،و البَرِّیُّ منه فی قُوَّهِ الخَشْخاشِ الأَسْوَدِ،و أَجْوَدُه البُسْتَانِیُّ الطَّرِیُّ الأَصْفرُ العَرِیضُ ،و هو بَارِدٌ رَطْبٌ .و أَغْذاهُ المَطْبُوخُ ،و هو نافِعٌ من اختلاَفِ المِیَاهِ ،و دَوَامُ أَکْلِه یُضْعِفُ البَصَرَ،و یَضُرُّ بالباهِ .
و خَسُّ الحمَارِ:السِّنْجارُ ،و هو أَبو حَلْسَا،و هو فَیْلُوس، و هو وَرَقُ الخَسِّ الرَّقِیق،کثیرُ العَدَدِ إِلی السَّوَادِ،و أَورَاقُه لاَصِقَهٌ بالأَصلِ ،و لَوْنُ أَصلِه إِلی الحُمْرَهِ ،و یَصْبُغُ الیدَ
ص:259
و الأَرْضَ ،و المَکْبُوسُ منه بالخَلِّ ینفَعُ الطِّحَالَ ،أَکْلاً و ضِماداً.
و بالضّمِّ ، الخُسُّ بنُ حابِسٍ :رَجُلٌ من إِیادٍ معروفٌ ، و هو أَبُو هِنْد بِنْتِ الخُسِّ الإِیادِیَّهِ ،التی جاءَتْ عَنْهَا الأَمْثَالُ ،و کانَتْ مَعْرُوفَهً بالفَصَاحَهِ .نَقَلَه ابنُ دُرَیْد.
و فی نَوَادِرِ ابنِ الأَعْرَابِیِّ :یُقَال فیه: خُسٌّ ،و خُصُّ ، بالسینِ و الصاد،و هو خُصُّ بنُ حابِسِ بنِ قُرَیْطٍ الإِیَادِیُّ .
و قال أَبو مُحَمَّدٍ الأَسْودُ:لا یجوزُ فیه إِلا الخُسُّ ،بالسینِ .
أَو هی (1)،أَی ابْنَهُ الخُسِّ : من العَمَالِیقِ ،نَقَلَهُ ابنُ الأَعْرَابِیِّ . و الإِیادِیَّهُ :هی جُمْعهُ بنتُ حابِسٍ الإِیَادِیّ ، و کِلْتاهما مِن الفِصَاحِ .
و الصَّوَابُ أَنَّ ابْنَهَ الخُسِّ المَشْهُورَهَ بالفَصَاحَهِ وَاحِدَهٌ ، و هی من بَنِی إِیادٍ،و اخْتُلِف فی اسْمِها،فقیل هِنْد،و قیل:
جُمْعَهُ ،و من قال:إِنّهَا بِنْتُ حابِسٍ فقد نَسَبَهَا إِلی جَدِّهَا، کما حَقَّقَهُ غیرُ وَاحدٍ.
و نقلَ شیخُنَا عن ابنِ السِّیدِ فی الفَرْق،أَنهُ یُقَال لامْرَأَهٍ من العَرَبِ حَکِیمَهٍ :بنتُ الخُصِّ ،و ابنهُ الخُسِّ ،فهذا یَدُلُّک علی أَنَّهَا امرأَهٌ وَاحِدَهٌ ،و الاخْتِلاَفُ فی اسْمِها،فتأَمَّلْ .
قلتُ :و نَقَلَ الأُرْمَوِیُّ فی کِتَابِه عن اللِّحْیانِیّ :قال الخُسُّ لِبِنْتِه:إِنِّی أُریدُ أَلاّ أُرْسِلَ فی إِبِلِی إِلاّ فَحْلاً وَاحِداً.قالت:
لا یُجْزِئُهَا إِلاَّ رَبَاعٌ قِرْفَاصٌ ،أَو بَازلٌ خُجَأَهٌ .
و الخُسَّانُ ،کرُمَّانٍ :النُّجُومُ الَّتِی لا تَغْرُب (2)،کالجَدْیِ ، و القُطْبِ ،و بَنَاتِ نَعْشٍ ،و الفَرْقَدَیْنِ ،و شِبْهِه هکذا تُسمِّیها العَرَبُ .نقله ابنُ دُرَیْدٍ.
و خَسَّ نَصِیبَه یَخُسُّه ،بالضَّمِّ : جَعَلَه خَسِیساً دَنِیئاً حَقِیراً.
و یُقَال: خَسِسْتَ بَعْدِی، بالکَسْرِ، خِسَّهً ،بالکَسْرِ، و خَسَاسَهً ،بالفَتْحِ ، إِذا کانَ فی نَفْسِهِ خَسِیساً أَی دَنِیئاً حَقِیراً.
و خَسِسْتَ و خَسَسْتَ تَخِسُّ خَسَاسَهً ،و خُسُوساً (3)و خِسَّهً :
صِرْتَ خَسِیساً . و خَسِیسَهُ النّاقَهِ :أَسْنَانُهَا دونَ الإِثنَاءِ،یُقَال:جَاوَزَتِ الناقهُ خَسِیستَهَا ،و ذلک فی السَّنَهِ السَّادِسَهِ ،إِذا أَلْقَتْ ثَنِیَّتَها، و هی التی تَجُوزُ فی الضَّحَایَا و الهَدْیِ .
و مِن المَجَازِ:یقال: رَفَعْتُ مِن خَسِیسَتِه ،إِذَا فَعَلْتَ به فِعْلاً یکونُ فِیه رِفْعَتُه. نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .
و قالَ الأَزْهَرِیّ :یقال:رَفَعَ اللّه خَسِیسَهَ فُلانٍ ،إِذا رَفَعَ اللّه حالَه بعدَ انْحِطَاطِهَا.
و الخُسَاسَهُ ،بالضَّمِّ :عُلاَلَهُ الفَرَسِ .و القَلِیلُ مِن المالِ أَیضاً،نقلهما الصاغانِیُّ .
و یُقَال: هذه الأُمُورُ خِسَاسٌ بینَهُمْ ،ککِتَابٍ :أَی دُوَلٌ ، نقله ابنُ فارِسٍ ،أَی یَتَدَاوَلُونَهَا.
و أَخْسَسْتَ یا رَجُلُ ، إِذا فَعَلْتَ فِعْلاً خَسِیساً ،عن ابنِ السِّکِّیتِ ،أَو جِئْتَ بخَسِیسٍ فی الأَفْعَالِ .
و أَخْسَسْتَ فُلاَناً:وَجَدْتَه خَسِیساً .
و اسْتَخَسَّه :عَدَّه کذلِکَ ،أَی خَسِیساً .نقلَه الجَوْهَرِیُّ .
و المُسْتَخِسُّ ،و یُفْتَحُ الخاءُ :الشیْ ءُ الدُّونُ .
و المُسْتَخِسُّ ،و المُسْتَحسُّ : القَبِیحُ الوَجْهِ الدَّمِیمُه، و هِی بِهاءٍ ،مُشْتَقٌّ من الخِسَّهِ .
و تَخَاسُّوه :تَدَاوَلُوه و تَبَادَرُوه. نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ .
*و مّما یُسْتَدْرَک علیه:
خَسَّ الشَّیءُ یَخَسُّ و یَخِسُّ خِسَّهً و خَسَاسَهً ،فهو خَسِیسٌ :رَذُلَ .
و شیْ ءٌ خَسِیسٌ ،و خُسَاسٌ ،و مَخْسُوسٌ :تَافِهٌ .
و رَجُلٌ مَخْسُوسٌ :مَرْذُولٌ .
و قَوْمٌ خِسَاسٌ :أَرْذالٌ .
و خَسَّ الحَظُّ ،و أَخَسَّه :قَلَّلَهُ و لم یُوَفِّرْه (4).قالَ أَبو مَنْصُورٍ:العَرَبُ تقول: أَخَسَّ اللّه حَظَّه،و أَخَتَّه،بالأَلف، إِذا لم یَکُنْ ذا جَدٍّ و لا حَظٍّ فی الدنْیا و لا شیءٍ من الخَیْر.
ص:260
و امْرَأَهٌ خَسَّاءُ :دَمِیمَهٌ .
و الخَسَاسَهُ :الحالَهُ التی یَکُونُ عَلَیْهَا الخَسِیسُ .
و الخَسِیسُ :الکافِرُ.و یُقَال:هو خَسِیسٌ خَتِیتٌ .
و الأَخِسَّاءُ :الرُّذَلاءُ لا یُعْبَأُ بهِم.
الخَفْسُ :الاسْتِهْزَاءُ،و الأَکْلُ القَلِیلُ ،کِلاهُمَا عن أَبِی عَمْرٍو.
و الخَفْسُ : الهَدْمُ ،یُقَال: خَفَسَ البِنَاءَ،إِذا،هَدَمَه.
و الخَفْسُ : النُّطْقُ بالقَلِیل (1)مِنَ الکَلامِ ، کالإِخْفاسِ ، هکذا فی سائِر النّسَخ،و الصَّوابُ :بالقَبِیحِ من الکَلام.
یُقَالُ للرَّجُلِ : خَفَسْتَ یا هذا،و أَخْفَسْتَ ،کما فی الصّحاحِ و التَّکْمِلَه،و فی العُبَابِ :قال اللَّیْث:یُقَال للرَّجُلِ : خَفَسْتَ یا هذا،و هو من سُوءِ القَوْلِ ،إِذا قُلْتَ لصاحِبِکَ أَقْبَحَ ما تَقْدِرُ عَلَیْه (2).
و الخَفْسُ : الغَلَبَهُ فی الصِّرَاعِ . و قد خَفَسَه،إِذا غَلَبَه.
قاله الصّاغَانِیُّ عن ابنِ عَبَّادٍ.
و الخَفْسُ : الإِقْلالُ ،أَو الإِکْثَارُ من الماءِ فی الشَّرَابِ ، کالإِخْفَاسِ و التَّخْفِیسِ ،قالَ الفَرَّاءُ الشَّرَابُ إِذا أَکْثَرْتَ ماءَه قُلْتَ : خَفَسْتُه ،و أَخْفَسْتُه ،و خَفَّسْتُه ،و قالَ أَیضاً:یقَال:
أَخْفِسْ ،أَی أَقِلَّ الماءَ و أَکْثِرْ من النَّبِیذِ.قال ثَعْلَبٌ :هذا من کَلامِ المُجَّانِ ،و الصّوابُ :أَعْرِقْ له،یرید:أَقْلِل له،مِن الماءِ فی الکَأْسِ حَتّی یَسْکَرَ.و قَالَ أَبو حَنِیفَهَ : أَخْفَسَ له، إِذا أَقَلَّ الماءَ و أَکْثَرَ الشَّرَابَ أَو اللَّبَنَ أَو السَّوِیقَ .و کان أَبو الهَیْثَمِ یُنْکِرُ قولَ الفَرّاءِ فی الشَّرَابِ الخَفِیسِ (3):إِنَّهُ الّذِی أُکْثِرَ نَبِیذُه و أُقِلَّ ماؤُه.و کلامُ المصنِّفِ ،رَحِمَهُ اللّه،لا یَخْلُو عن نَظَرٍ عند صِدْقِ التأَمُّل.
و تَخَفَّس :انْجَدَلَ و اضْطَجَع ،کِلاهما عن ابن عَبَّادٍ.
و انْخَفَسَ الماءُ:تَغَیَّرَ ،کما فی العُبَابِ .
و عن أَبِی عَمْرٍو: الخَفِیسُ ،کأَمِیر: الشَّرَابُ الکَثِیرُ المِزاجِ . و قد أَخْفَسَ له منه،إِذا أَکْثَر مَزْجَه. و شَرَابٌ مُخْفِسٌ :سَرِیعُ الإِسْکَار ،و اشْتِقَاقُه من القُبْح؛ لأَنّهُ یَخْرُجُ به سُکْرِه إِلی القَبِیح (4)من القَوْلِ و الفِعل.
الخَلْسُ ،بالفَتْح: الکَلأُ الیابِسُ نَبَتَ ،هکذا فی سائرِ النُّسَخ،و فی التَّکْمِلَه:یَنْبُتُ فی أَصْلِه الرَّطْبُ فیَخْتَلِطُ به، کالخَلِیسِ ،کأَمِیرٍ،و هو مَجَازٌ.قال ابنُ هَرْمَهَ :
کأَنَّ ضِعَافَ المَشْیِ مِنْ وَحْشِ بِینَهٍ
تَتَبَّعُ أَوراقَ العِضاهِ مَعَ الخَلْسِ
و الخَلْسُ : السَّلْبُ و الأَخْذُ فی نُهْزَهٍ و مُخَاتَلَهٍ . خَلَسَهُ یَخْلِسُهُ خَلْساً ،و خَلَسَه إِیَّاه،فهو خالِسٌ و خَلاَّسٌ ، کالخِلِّیسَی ،کخِصِّیصَی، و الاخْتِلاسِ ،یُقَال:أَخَذَه خِلِّیسَی ،أَی اخْتِلاساً .
أَو هو ،أَی الاخْتِلاسُ ، أَوْحَی مِن الخَلْسِ و أَخَصُّ .
قالَه اللَّیْث.
و فی الصّحاحِ : خَلَسْتُ الشیْ ءَ،و اختَلَسْتُه ،و تَخَلَّسْتُه ، إِذا اسْتَلَبْتَه.
و الاسْمُ منه: الخُلْسَهُ ،بالضَّمِّ ،و هی النُّهْزَهُ ، و کذا مِنْ أَخْلَسَ النَّبَاتُ ،إِذا اخْتَلَط رَطْبُه بیابِسِه.
و قال الجوهَرِیُّ : أَخْلَسَ (5)النَّبْتُ ،إِذا کان بَعْضُه أَخْضَرَ، و بَعْضُه أَبْیَضَ ،و ذلک فی الهَیْجِ ،و خَصَّ بَعْضُهُمْ به الطَّرِیقَهَ و الصِّلِّیَانَهَ (6)و الْهَلْتَی و السَّحَمَ .
و الخَلِیسُ ،کأَمِیر: الأَشْمَطُ . و أَخْلَسَتْ لِحْیَتُه،إِذا شَمِطَتْ .
و قال أَبو زَیْدٍ: أَخْلَسَ رَأْسُه فهو مُخْلِسٌ و خَلِیسٌ ،إِذا ابْیَضَّ بَعْضُه،فإِذا غَلَبَ بَیاضُه سَوادَه فهو أَغْثَمُ .
و فی الصّحاحِ : أَخْلَسَ رَأْسُه،إِذا خالَطَ سَوادَه البَیَاضُ .
و من المَجَازِ: الخَلِیسُ : النَّبَاتُ الهائِجُ ،بَعْضُه أَصْفَرُ، و بعْضُه أَخْضَرُ، کالمُخْلِس .
و الخَلِیسُ : الأَحْمَرُ الَّذِی خالَطَ بیاضَه سَوادٌ
ص:261
و یُقَال: هُنَّ نِسَاءٌ خُلْسٌ ،أَی سُمْرٌ.و منه
16- الحدیث:
«سِرْ حَتَّی تَأْتِیَ فَتَیَاتٍ قُعْساً،و رِجَالاً طُلْساً،و نِساء خُلْساً ».
و فی الوَاحِدَهِ ،إِمَّا: خَلْسَاءُ ،تَقْدِیراً ،کحَمْرَاءَ و حُمْرٍ. و إِمّا:
خَلِیسٌ ،فَعِیلٌ ،و هو یَشْمَل المُذَکَّرَ و المُؤَنَّث. و إِمّا:
خِلاَسِیَّهٌ ،بالکَسْر، علی تَقْدِیرِ حَذْفِ الزّائِدَیْنِ و هُمَا الیاءُ و الهاءُ، کَأَنَّک جَمعْتَ خِلاَساً،ککِتَابٍ و کُتُبٍ . و القِیَاسُ :
خُلُسٌ ،نحو کِنَازٍ و کُنُزٍ،فخفّف.کذا فی العُباب.
و من المَجَازِ: الخِلاَسِیُّ ،بالکسر:الوَلَدُ بینَ أَبَوَیْنِ :
أَبْیَضَ و أَسْوَدَ ،أَبْیَضَ و سَوْدَاءَ،أَو أَسْوَدَ و بَیْضَاءَ.قال الأَزْهَرِیُّ :تقولُ العَرَبُ للغُلامِ إِذا کانَت أُمُّه سَوْدَاءَ و أَبوهُ عَرَبِیًّا آدَمَ ،فجاءَتْ بوَلدٍ بینَ لَوْنَیْهِمَا (1):غُلامٌ خِلاَسِیٌّ ، و الأُنْثَی خِلاَسِیَّهٌ .
و قال اللَّیْثُ : الخِلاَسِیُّ : الدِّیکُ بینَ دَجَاجَتَیْنِ :هِنْدِیَّهٍ و فارِسِیَّهٍ ،و هو مَجَازٌ.
و خِلاَسُ بنُ عَمْرٍو الهَجَرِیُّ ،عن علیٍّ ،رضی اللّه عنه.
و خِلاَسُ بنُ یَحْیَی التَّمِیمِیُّ ،عن ثابِتٍ : تابِعِیَّانِ ،و الصَّوَابُ فی الأَخِیرِ:مِنْ أَتْبَاعِ التَّابِعِین.
و سِمَاکُ بنُ سَعْدِ بنِ ثَعْلَبَهَ بنِ خَلاَّسٍ ،کشَدَّادٍ ، البَدْرِیُّ : صَحَابِیٌّ ،لم یُعْقِبْ ،و کذا أَخوه (2)بشِیرُ بنُ سَعْدٍ، بَدْرِیٌّ أَیضاً.و ابنُ أَخیه النُّعْمَانُ بنُ بَشِیرٍ:صَحَابِیٌّ أَیضاً.
و أَبُو خَلاَّسٍ أَحَدُ الأَشْرَافِ : شاعِرٌ رئیسٌ جاهِلِیٌّ . و من ذُرِّیَّتِه زَبَّانُ بنُ علیِّ بنِ عبدِ الواسِعِ ،کانَ مع عبدِ اللّه بنِ علیِّ بنِ عَبّاسٍ ،فی حَرْبِ بَنِی أُمَیّهَ ،و ابنُه خالِدُ بنُ زَبَّان، کانَ مع جَمَاعَهِ المَنْصُورِ العَبّاسِیِّ .
و فاتَه ذِکْرُ عبدِ اللّه بنِ عُمَیْرِ بنِ حارِثَهَ بنِ ثَعْلَبَهَ بنِ خَلاَّسٍ ،بَدْرِیُّ أَیضاً.
و عَبَّاسُ بنُ خُلَیْسٍ ،کزُبَیْر:مُحَدِّثٌ من تابِعِی التّابِعِینَ یَرْوِی عن رَجُلٍ ،عن أَبی هُرَیْرَهَ رَضِیَ اللّه تعالی عنه.
و مُخَالِسٌ ،بالضَّمِّ : حِصَانٌ مِن خَیْلِ العَرَبِ معروفٌ .
قِیلَ : لِبَنِی هِلاَلٍ ،أَو لبَنِی عُقَیْلٍ ،قاله أَبو مُحَمَّدٍ الأَسْوَدُ.
أَو لِبَنِی فُقَیْمٍ ،قالَهُ أَبُو النَّدَی.قال مُزَاحِمٌ :
یَقُودَانِ جُرْداً مِن بَنَاتِ مُخَالِسٍ
و أَعْوَجَ یُقْفَی بالأَجِلَّهِ و الرِّسْلِ
و قد سَبَق له فی«ج ل س»مثلُ ذلِک،فَأَحَدُهما تَصْحِیفٌ عن الآخَر،أَو الصوابُ بالخاء.
و التَّخَالُسُ :التَّسَالُبُ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .
و فی التَّهْذِیب: تَخالَسَ القِرْنانِ و تَخَالَسا نَفْسَیْهِمَا:رامَ کلٌّ منهُمَا اختِلاسَ صاحِبِه (3).قال أَبو ذُؤَیْبٍ :
فتَخالَسَا نَفْسَیْهِمَا بِنَوَافِذٍ
کنَوَافِذِ العُبُطِ الَّتی لا تُرْقَعُ
*و مّما یُسْتَدْرَکُ علیه:
الخُلْسَهُ ،بالضَّمِّ :الفُرْصه،یُقَال:هذِه خُلْسَهٌ فانْتَهِزْهَا.
و الخَلْسُ ،فی القِتَالِ و الصِّراعِ .
و هو رَجُلٌ مُخَالِسٌ ،أَی شُجَاعٌ حَذِرٌ،کخَلاَّسٍ و خَلِیسٍ .
و خَالَسَه مُخَالَسهً و خِلاَساً .أَنشد ثَعْلَب:
نَظَرْتُ إِلی مَیٍّ خِلاَساً عَشِیَّهً
عَلَی عَجَلٍ و الکَاشِحُونَ حُضُورُ
و طَعْنَهٌ خَلِیسٌ ،إِذا اخْتَلَسَهَا الطّاعِنُ بحِذْقِه.
و رَکَبٌ مَخْلُوسٌ :لا یُرَی من قِلَّه لَحْمِه.
و أَخْلَسَ الشَّعرُ فهو مُخْلِسٌ و خَلِیسٌ :اسْتَوَی سَوَادُه و بَیَاضُه،أَو کان سَوَادُه أَکْثَر مِن بَیاضِه،و هی الخُلْسَهُ .قال سُوَیْدٌ الحارِثِیُّ .
فَتًی قَبَلٌ لم تُعْنِسِ السِّنُّ وَجْهَهُ
سِوی خُلْسَهٍ فی الرَّأْسِ کالبَرْقِ فی الدُّجَی
و أَخْلَس الحَلِیُّ :خَرَجَتْ فیه خُضْرهٌ طَرِیَّهٌ .عن ابنِ الأَعْرَابِیّ .
و أَخْلَسَتِ الأَرْضُ :أَطْلَعَتْ شَیئاً من النَّبَاتِ .
و الخَلِیسُ :الخَلِیطُ .
ص:262
و الخَلِیسَهُ :ما تُسْتَخْلَص من السَّبُعِ فتموتُ قَبْلَ أَنْ تُذَکَّی،و قد نُهِیَ عنها.
و الخَلِیسَهُ :النُّهْبَهُ ، کالخُلْسَهِ ،بالضّمّ ،و هو ما یُؤْخَذُ سَلْباً و مُکَابَرهً .
و المُخْتَلِسُ :السالِبُ علی غِرَّه.
و الخَالِسُ :المَوْتُ :لأَنّه یَخْتَلِس علی غَفْلَهٍ .
و المَصَادِرُ المُخْتَلَسَهُ :ما کانَت علی حَذْوِ الفِعْل، کانْصَرفَ انْصِرافاً،و رَجَع رُجُوعاً.و المُعْتَمَدَه:ما جُعِلَت اسْماً للمَصْدرِ،کالمَذْهَب و المَرْجِع قاله الخَلِیلُ .
و إِذا ضَرَب الفَحْلُ الناقَهَ و لم یکُنْ أُعِدَّ لَهَا قِیلَ لذلِکَ الوَلَدِ: الخَلْسُ ،نقله الصّاغَانِیُّ .
الخُلاَبِسُ ،کعُلابِطٍ :الحَدِیثُ الرَّقِیقُ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ . و قیل: الکَذِبُ ،قال الکُمَیْتُ یصِفُ آثارَ الدِّیارِ:
بِمَا قَدْ أَرَی فِیهَا أَوَانِسَ کالدُّمَی
و أَشْهَدُ مِنْهُنَّ الحَدِیثَ الخُلاَبِسَا
و الخَلابِسُ ، بالفَتْح:الباطِلُ ،رَوَاه الأُمَوِیّ ، کالخَلابِیسِ یُقَال:وَقَعُوا فی الخَلابِیسِ .
و الخَلابِیسُ أَیضاً: المُتَفَرِّقُونَ مِنْ کلِّ وَجْهٍ .لا یُعْرَفُ لها وَاحِدٌ ،علی الصَّحِیح،و هو قولُ الأَصْمَعِیّ . أَو وَاحِدُهَا خِلْبِیسٌ ،عن ابنِ دُرَیْدٍ.
و قال اللَّیْث: الخَلابِیسُ : الکَذِبُ .
و الخَلابِیسُ : أَن تَرْوَی الإِبِلُ ثمّ تَذْهَبَ ذَهَاباً شَدِیداً یُعْیِی ،أَی یُعْجِزُ الرّاعِیَ . و فی بعض الأُصول المُصَحَّحَه:
«یُعْنِّی» (1)یقال:أَکْفِیکَ الإِبِلَ و خَلاَبِیسَها .
و قال ابنُ دُرَیْدٍ: الخَلاَبیسُ : الشَّیْ ءُ الذی لا نِظَامَ له ، و أَنْشَد للمُتَلَمِّسِ :
إِنّ العِلاَفَ و مَنْ بِاللَّوْذِ مِنْ حَضَنٍ
لمّا رأَوْا أَنّه دِینٌ خَلابِیسُ
شَدُّوا الجِمَالَ بأَکْوَارٍ علی عَجَلٍ
و الظُّلْمُ یُنْکِرُه القَوْمُ المَکَایِیسُ
و قیل: الخَلابِیسُ :الذی لا یَجْرِی علی اسْتِوَاءٍ. عن ابنِ دُرَیْدٍ.یُقَال:أَمْرٌ خَلاَبِیسُ :علی غیرِ استِقامَهٍ .و کذلِک خَلْقٌ خَلابِیسُ .و الوَاحِد خِلْبِیسٌ و خِلْبَاسٌ ،أَوْ لا وَاحِدَ له.
و الخَلابِیسُ : اللِّئامُ . نَقله الصاغانیُّ .
و الخَلابِیسُ : الأَنْذال ،وَاحِدُهَا خُلْبُوسٌ .
و قال اللَّیْث: الخَلْنَبُوسُ ،کعَضْرَفُوطٍ :حَجَرُ القَدَّاحِ ، و ضَبطَه الصاغانِیُّ بفتحِ الخَاء و اللاّمِ و سکونِ النُّونِ ،و ذَکَرَه الصاغَانِیُّ فی«خنبس»کما سیأْتی.
و فی الصّحاحِ :و رُبَّمَا قالُوا: خَلْبَسَه و خَلْبَس قَلْبَه ،أَی فَتَنَهُ ،و ذَهَبَ بهِ ،کما یُقَالُ :خَلَبَه،و لیس یَبْعُد أَنْ یکونَ هو الأَصْلَ ؛لأَنَّ السِّینَ من حُرُوفِ الزِّیَادَاتِ .
قلْت:و جَزمَ بهِ ابنُ القَطَّاعِ و ابن مالِکٍ فی الّلامِیَّهِ ،قال شَیْخُنا:لم یَذْکُرْ شُرَّاحُها خِلافاً فی ذلِک،و کذا ذَکَرَ الشیخُ أَبو حَیَّانَ فی خُلاَبِس :أَنه بمَعْنَی الخَلاَّبِ ،و أَن السِّینَ فیه زائدهٌ فتأَمَّلْ .
و قال ابنُ فارِسٍ :هو مَنْحُوتٌ من کلمتین:خَلَبَ ، و خَلَسَ .نَقَلَه الصّاغَانِیُّ فی العُبَابِ .
الخَلاَمِیسُ ،أَهْمَله الجَوْهَرِیُّ ،و الصَّاغانِیُّ فی التَّکْمِلَه،و صاحِبُ اللِّسَانِ ،و فی العُبَابِ عن أَبی عَمْرٍو:و هو أَنْ تَرْعَی أَرْبَعَ لَیَالٍ ثمّ تُورَدَ غُدْوَهً أَو عَشِیَّهً ،لاَ تَتَّفِقُ علی وِرْدٍ وَاحِدٍ،و حِینَئذٍ تَقُولُ :رَعَیْتُ خُلْمُوساً ، بالضَّمِّ . و هو الخِمْسُ الَّذِی هو أَحَدُ الأَظْمَاءِ،کما سَیأْتِی إِن شاءَ اللّه تعالی.
الخَمْسَهُ من العَدَدِ:م ،معروفٌ ،و هو بالهاءِ فی المُذَکَّر،و بغَیْرِهَا فی المُؤَنَّثِ ،یقال: خَمْسَهُ رِجَالٍ ، و خَمْسُ نِسْوَهٍ .قالَ ابنُ السِّکِّیتِ :یقال:صُمْنا خَمْساً من الشَّهْر،فیُغَلِّبُونَ اللَّیَالِیَ علی الأَیّامِ إِذا لم یَذْکُرُوا الأَیّامَ ، و إِنَّما یَقَعُ الصِّیَام؛لأَن لَیْلَهَ کلِّ یومٍ قَبْلَه،فإِذا أَظْهَرُوا الأَیّامَ ،قالُوا:صُمْنَا خَمْسَهَ أَیّامٍ ،و کذلِک:أَقَمْنَا عِنْدَه عَشْراً،بَیْنَ یَوْمٍ و لیلهٍ ،غَلَّبوا التَّأْنِیثَ .
ص:263
و الْخَامِی: الخامِسُ ،إِبْدَالٌ . یقال:جاءَ فلانٌ خامِساً و خامِیاً.و أَنشدَ ابن السِّکِّیت لِلْحادِرَه (1):
کَمْ لِلْمَنَازِلِ مِنْ شَهْرٍ و أَعْوَامِ
بِالْمُنْحَنَی بَیْنَ أَنْهَارٍ و آجَامِ
مَضَی ثَلاثُ سِنِینَ مُنْذُ حُلَّ بِهَا
و عامَ حُلَّتْ و هذا التابِعُ الحَامِی
و ثَوْبٌ مَخْمُوسٌ ، و رُمْحٌ مَخْمُوسٌ ،و خَمِیسٌ :طُولُه خَمْسُ أَذْرُعٍ ،و کذا ثَوْبٌ خُمَاسِیٌّ .قالَ عَبِیدٌ یذْکُرُ ناقَتَه:
هاتِیکَ تَحْمِلُنی و أَبْیَضَ صارِماً
و مُذَرَّباً فی مَارِنٍ مَخْمُوسِ
یَعْنِی رُمْحاً طُولُ مَارِنِه خَمْسُ أَذْرُعٍ .
و
16- فی حدیثِ مُعَاذٍ: «ائْتُونِی بِخَمِیسٍ أَوْ لَبِیسٍ آخُذُه منکُم فی الصَّدَقَهِ ». الخَمِیسُ :هو الثَّوْبُ الذی طُولُه خَمْسُ (2)أَذْرُعٍ ،کأَنَّه یَعْنِی الصَّغِیرَ من الثِّیابِ ،مثل:
جَرِیحٍ و مَجْرُوح،و قَتِیلٍ و مَقْتُولٍ .
و حَبْلٌ مَخْمُوسٌ ،أَی من خَمْسِ قُوًی. و قد خَمَسَهُ یَخْمِسُه خَمْساً :فَتَلَهُ علی خَمْسِ قُوًی.
و خَمَسْتُهُمْ أَخْمُسُهُم ،بالضَّمِّ :أَخَذْتُ خُمْسَ أَموالِهِم.
و الخَمْسُ :أَخْذُ وَاحدٍ من خَمْسَهٍ .و منه
17- قولُ عَدِیِّ بنِ حاتِمٍ : «رَبَعْتُ فی الجاهِلِیَّهِ ،و خَمَسْتُ فی الإِسْلامِ ». أَی قُدْت (3)الجَیْشَ فی الحالَیْنِ ؛لأَنّ الأَمیرَ فی الجاهِلیَّهِ کانَ یأْخذُ الرُّبُعَ من الغَنِیمَهِ ،و جاءَ الإِسْلامُ فجَعَلَه الخُمْسَ ، و جَعَلَ له مَصَارِفَ ،فیکُونُ حینئذٍ من قولهم:رَبَعْتُ القَوْمَ و خَمَسْتُهُمْ ،مُخَفَّفاً،إِذا أَخَذْتَ رُبْعَ أَموالهِم و خُمْسَها ، و کذلک إِلی العَشَرَهِ .
و خَمَسْتُهم أَخْمِسُهم ،بالکَسْرِ:کُنْتُ خامِسَهُمْ .
أَو خَمَسْتُهُم أَخمِسُهُم : کَمَّلْتُهُم خَمْسَهً بنفْسی. و قد تقدَّم بحثُ ذلِک فی«ع ش ر».
و یَوْمُ الخَمِیسِ ،من أَیَّام الأَسْبُوعِ م معروفٌ ،و إِنّمَاأَرادُوا الخَامِسَ ،و لکِنَّهم خَصُّوهُ بهذا البِنَاءِ،کما خَصَّوا النَّجْمَ بالدَّبَرَانِ .قال اللِّحْیَانِیُّ :کانَ أَبو زَیْدٍ یقولُ :مَضَی الخَمِیسُ بما فِیه،فیُفْرِدُ و یُذَکِّرُ.و کان أَبو الجَرَّاحِ یقول:
مَضَی الخَمِیسُ بِمَا فِیهِنَّ ،فیَجْمَع و یُؤَنِّث،و یُخْرِجُه مُخْرَجَ العَددِ. ج أَخْمِسَاءُ و أَخْمِسَهٌ و أَخامِسُ .حُکِیَتِ الأَخِیرَهُ عن الفَرَّاءِ.
و الخَمِیسُ :الجَیْشُ الجَرَّارُ،و قیل:الخَشِنُ .و فی المُحْکَم:سُمِّیَ بذَلک؛ لأَنَّهُ خَمْسُ فِرَقٍ :المُقَدِّمه، و القَلْبُ ،و المَیْمَنَهُ ،و المَیْسَرهُ ،و السَّاقَهُ . و هذا القولُ الذی علیه أَکثرُ الأَئمَّهِ .و قیل:سُمِّیَ بذلِک؛لأَنه یُخَمَّسُ فیه الغَنَائِمُ .نَقَلَهُ ابنُ سِیدَه،و نَظَرَ فیه شیخُنَا قائلاً بأَنَّ التَّخْمِیسَ للغَنَائِمِ أَمْرٌ شَرْعِیٌّ ،و الخَمِیسُ مَوْضُوعٌ قدِیمٌ .
و الخَمِیسُ : اسمٌ تَسَمَّوْا به،کما تَسَمَّوْا بِجُمْعَهَ .
و یُقَالُ : مَا أَدْرِی أَیُّ خَمِیسِ الناسِ هُو،أَیْ أَیُّ جَمَاعَتِهِمْ . نَقَلَه الصّاغانِیُّ عنِ ابن عَبَّادٍ.
و خَمِیس بنُ علیٍّ الحَوْزِیُّ الحافِظُ أَبو کَرَمٍ الواسِطِیُّ النَّحْوِیُّ ،شیخُ أَبِی طاهِرٍ السِّلَفِیّ ،إِلی الحَوْزَه:مَحَلَّه شَرْقِیَّ وَاسِطَ .و قد تقدَّم.
و مُوَفَّقُ الدِّینِ أَبو البَرَکَاتِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ الحُسَیْنِ بنِ القاسِمِ بن خَمِیسٍ المَوْصِلِیّ ،مُحَدِّثان ، الأَخِیرُ عن أَبی نَصْرِ بنِ عبدِ الباقِی بنِ طَوْقٍ ،و غیرِه،و هو من مَشَایخِ الخَطِیبِ عبدِ اللّه بنِ أَحْمَدَ الطُّوسِیِّ ،صاحِبِ رَوْضَه الأَخْبَارِ.
و الخِمْسُ ،بالکَسْرِ:مِن أَظْمَاءِ الإِبِلِ .و هِی ،کذا فی النُّسَخ،و الصّوابُ :«و هو»،و سَقَطَ ذلک منَ الصّحاحِ : أَنْ تَرْعَی ثَلاَثَهَ أَیّامٍ و تَرِدَ الیومَ الرابعَ ،و لو حَذَفَ کلِمَهَ «و هی» لأَصَابَ . و هی إِبلٌ خامِسَهٌ و خَوَامِسُ ،و قد خَمَسَتْ .
و قال اللَّیْثُ : الخِمْسُ :شُرْبُ الإِبِلِ یَوْمَ الرابعِ مِن یَوْم صَدَرَتْ ؛لأَنَّهُمْ یَحْسُبُونَ یومَ الصَّدَرِ فیه،و قد غلَّطَه الأَزْهَرِیُّ ،و قال:لا یُحْسَبُ یَوْمُ الصَّدَرِ فی وِرْدِ النَّعَمِ .
قلتُ :و قال أَبو سَهْل الخَوْلِیُّ :الصَّحِیحُ فی الخِمْسِ من أَظْمَاءِ الإِبِل:أَن تَرِدَ الإِبِلُ الماءَ یوماً فتَشْرَبَه،ثمَّ تَرْعَی ثَلاثهَ أَیَّامٍ ،ثمّ تَرِدَ الماءَ الیومَ الخامِسَ ،فیَحْسُبُون الیومَ
ص:264
الأَوّلَ و الآخِرَ الیَومیْنِ اللَّذَیْنِ شَرِبَتْ فیهما،و مثلُه قولُ أَبِی زَکَرِیَّا.
و الخَمْسُ : اسمُ رجُلٍ و مَلِکٍ بالیَمَن ،و هو أَوَّلُ مَن عُمِلَ له البُرْدُ المَعْرُوفُ بالخِمْسِ ،نُسِبَتْ إِلیه.و سُمِّیَتْ به،و یُقَال لها أَیضاً: خَمِیسٌ ،قال الأَعْشَی یصفُ الأَرْضَ :
یَوْماً تَرَاهَا کَشِبْهِ أَرْدِیَهِ الْ
خِمْسِ و یَوْماً أَدِیمَها نَغِلاَ (1)
و کان أَبو عَمْرٍو (2)یقولُ :إِنما قیلَ للثَّوْبِ : خَمِیسٌ ؛لأَنَّ أَوَّلَ مَن عَمِلَه مَلِکٌ بالیَمن یُقَالُ له: الخِمْسُ ،بالکَسْر،أَمَرَ بعَمَلِ هذِه الثِّیَابِ فنُسِبَتْ إِلیه،و به فُسِّر حَدِیثُ مُعَاذٍ السابقُ .قال ابنُ الأَثِیرِ:«و جَاءَ فی البُخَارِیِّ «خَمِیص»، بالصَّادِ،قال:فإِنْ صَحَّت الرِّوَایَهُ فیکونُ (3)اسْتَعارَها للثَّوْبِ .و قد أَهْمَلَه المُصنِّف عندَ ذِکْرِ الخَمِیسِ ،و هو مُسْتَدْرَکٌ عَلَیْه.
و قال الأَزْهَرِیُّ : فَلاهٌ خِمْسٌ ،إِذَا انْتَاطَ مَاؤُهَا حتّی یکُونَ وِرْدُ النَّعَمِ الیومَ الرَّابعَ ،سِوَی الیومِ الذی شَرِبَتْ و صَدَرَتْ فیه. هکذا ساقَهُ فی ذِکْرِه علی اللَّیْثِ ،کما تَقَدَّم قریباً.
و یُقَال: هُمَا فی بُرْدَهٍ أَخْمَاسٍ ،أَی تَقَارَبَا (4)و اجْتَمَعَا و اصْطَلَحَا. و أَنْشَدَ ابنُ السِّکِّیتِ :
صَیَّرَنِی جُودُ یَدَیْهِ و مَنْ
أَهْوَاه فی بُرْدَهِ أَخْمَاسِ
فسَّرَه ثَعْلَبٌ ،فقال:قَرَّبَ ما بَیْنَنا حتی کأَنّی و هو فی خَمْسِ أَذْرُعٍ .و قال الأَزْهَرِیّ ،و تَبِعه الصّاغَانِیُّ :کأَنَّهُ اشْتَرَی لَهُ جَارِیَهً ،أَو ساقَ مَهْرَ امْرَأَتِه عنه.
و قال ابنُ السِّکِّیتِ یُقَالُ فی مَثَلٍ :«لَیْتَنَا فی بُرْدَهٍ أَخْمَاسٍ »أَی لَیْتَنَا تَقَارَبْنَا.و یُرَادُ بأَخْمَاسٍ ،أَی طُولُها خَمْسَهُ أَشْبَارٍ. أَو یُقَالُ ذَلک إِذا فَعَلاَ فِعْلاً وَاحِداً یَشْتَبِهَانِ فیه،کأَنَّهما فی ثَوْبٍ وَاحِدٍ لاشْتِباهِهِما.قاله ابنُ الأَعْرَابِیّ .
و من أَمْثَالِهِم: یَضْرِبُ أَخْمَاساً لأَسْدَاسٍ ،أَی یَسْعَی فی المَکْرِ و الخَدِیعَهِ . و أَصْلُه من أَظْمَاءِ الإِبل،ثمّ ضُرِبَ مَثَلاً للَّذِی یُرَاوِغ صاحِبَه و یُرِیه أَنَّهُ یُطِیعُه.کذا فی اللِّسَانِ .
و قِیلَ : یُضْرَب لمَنْ یُظْهِر شَیْئاً و یُرِیدُ غَیْرَه ،و هو مأْخوذٌ من قَوْلِ أَبِی عُبَیْدَهَ ،و نَصُّه:قالوا:«ضَرْبُ أَخْمَاسٍ لأَسْدَاسٍ ».یُقَال للذی یُقَدِّمُ الأَمْرَ یُرِیدُ به غَیرَه فیَأْتِیه من أَوَّلِه،فیَعْملُ [فیه] (5)رُوَیْداً رُوَیْداً.و قوله: لأَنَّ إِلی آخره، مأْخوذٌ من قَوْلِ رَاوِیهِ (6)الکُمَیْتِ ،و نَصُّه:أَنَّ الرَّجُلَ إِذا أَرادَ سَفَراً بَعِیداً عَوَّدَ إِبِلَهُ أَنْ تَشْرَبَ خِمْساً (7)سِدْساً ،حتی إِذا دَفَعَتْ 5فی السَّیْرِ صَبَرَتْ .إِلی هُنَا نَصُّ عبارَهِ رَاوِیَهِ (8)الکُمَیتِ . و ضَرَبَ بمعْنَی:بَیَّنَ ،أَی یُظْهِر أَخْمَاساً لأَجْلِ أَسْدَاسٍ ،أَی رَقَّی إِبِلَه من الخِمْس إِلی السِّدْس. و هو معنَی قَوْلِ الجَوْهَرِیّ :و أَصْلُه من أَظْمَاءِ الإِبل.
و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :العَرَبُ تَقُولُ لمَنْ خاتَلَ :«ضَرَبَ أَخْمَاساً لأَسْدَاسٍ ».و أَصْلُ ذلِکَ أَنَّ شَیْخاً کانَ فی إِبلهِ و مَعَهُ أَولادُه رِجالاً یَرْعَوْنَهَا،قد طالَتْ غُرْبَتُهُم عن أَهْلِهِم، فقال لهم ذاتَ یومٍ :ارْعَوْا إِبِلَکم رِبْعاً،فرَعَوْا رِبْعاً نَحْوَ طریقِ أَهْلِهِم،فقالُوا له:لو رَعَیْنَاها خِمْساً :فزادوا یوماً قِبَلَ أَهلِهِم؛فقالُوا:لو رَعَیْنَاها سِدْساً:فَفَطَنَ الشیخُ لِمَا یُرِیدُون فقالَ :ما أَنْتُم إِلاّ ضَرْبُ أَخْمَاسٍ لأَسْداسٍ ،ما هِمَّتُکم رَعْیُهَا،إِنَّمَا هِمَّتُکُم أَهْلُکُم،و أَنشَأَ یَقولُ :
و ذلکَ ضَرْبُ أَخْمَاسٍ أُرَاهُ
لأَسْدَاسٍ عَسَی أَلاّ تَکُونَا
و أَخَذَ الکُمَیْتُ هذا البیتَ لأَنَّه مَثَلٌ فقال:
و ذلِکَ ضَرْبُ أَخْمَاسٍ أُرِیدَتْ
لأَسْداسٍ عَسَی أَلاّ تَکُونَا
ص:265
و أَنشَدَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ لرَجُلٍ من طَیِّیءٍ:
فی مَوْعِدٍ قالَه لِی ثُمّ أَخْلَفَهُ
غَداً غَداً ضَرْبُ أَخْمَاسٍ لِأَسْداسِ
و قال خُرَیْمُ بنُ فاتِکٍ الأَسَدِیّ :
لکِنْ رَمَوْکُمْ بشَیخٍ مِن ذَوِی یَمَنٍ
لم یَدْرِ ما ضَرْبُ أَخْمَاسٍ لِأَسْدَاسِ
و نَقَلَ ابنُ السِّکِّیتِ عن أَبِی عَمْرٍو،عند إِنْشَادِ قولِ الکُمَیْتِ :هذا کقَولک:شَشْ بَنْجْ ،یعنی:یُظْهِر خمسهً و یُرِیدُ سِتَّهً .
و نَقلَ شَیْخُنَا عن المَیْدَانِیِّ و غیرِه،قالُوا:«ضَرَبَ أَخْمَاسَه فی أَسْدَاسِه»أَی صَرَف حَوَاسَّه الخَمْسَ فی جِهَاتِه السِّتِّ ، کِنایهً عن استِجْمَاعِ الفِکْرِ للنَّظَرِ فیما یُرَادُ،و صَرْفِ النَّظَرِ فی الوُجُوه.
و الخُمْسُ بالضّمّ ،و به قرأَ الخَلِیلُ : فَأَنَّ للّه خُمْسَهُ (1)و بضَمَّتَیْنِ ،و کذلِک الخَمِیسُ ،و علی ما نَقَلَه ابنُ الأَنْبَارِیّ من اللُّغَوِیِّین،یَطَّردُ ذلِک فی جَمِیعِ هذِه الکُسُورِ،فیما عَدَا الثَّلِیث.کذا قرأْته فی مُعْجَم الحافظ الدِّمْیَاطِیِّ ،فهو مُسْتَدْرَکٌ عَلَی المُصَنِّفِ : جُزْءٌ من خَمْسَهٍ و الجَمْعُ :
أَخْمَاسٌ .
و جَاءُوا خُمَاسَ و مَخْمَسَ ،أَی خَمْسَهً خَمْسَهً ،کما قالوا:
ثُنَاءَ و مَثْنَی،و رُبَاعَ و مَرْبَعَ .
و خَمَاسَاءُ ،کبَرَاکَاءَ:ع ،و هو اللِّسَان فی ح م س،و ذکره الصاغانیُّ ها هنا و أَخْمَسُوا :صاروا خَمْسَهً .
و أَخْمَسَ الرَّجُلُ :وَرَدَتْ إِبِلُه خِمْساً . و یقَال لصاحِبِ تلک الإِبِل: مُخْمِسٌ .و أَنْشَدَ أَبُو عَمْرِو بنُ العَلاءِ لامْرِئِ القَیْسِ :
یُثِیرُ و یُبْدِی (2)تُرْبَهَا و یَهِیلُهُ
إِثارَهَ نَبَّاثِ الهَوَاجِرِ مُخْمِسِ
و خَمَّسَهُ تَخْمِیساً :جَعَلَه ذَا خَمْسهِ أَرْکَانٍ . و منه المُخَمَّسُ من الشِّعْرِ:ما کانَ علی خَمْسَهِ أَجْزَاءٍ، و لیسَ ذلِکَ فی وَضْعِ العَرُوض.و قال أَبُو إِسحاق:إِذا اخْتَلَطت القَوَافِی فهو المُخَمَّس .
و قال ابنُ شُمَیْلٍ : غُلامٌ خُمَاسِیٌّ و رُبَاعِیٌّ :طالَ خَمْسَهَ أَشْبَارٍ،و أَرْبعهَ أَشْبَارٍ،و إِنّمَا یُقَال: خُمَاسِیّ و رُبَاعِیٌّ فیمَن یَزْدَادُ طُولاً،و یقال فی الثَّوْب:سُبَاعِیٌّ .و قالَ اللَّیْثُ :
الخُمَاسِیُّ ،و الخُمَاسِیَّهُ من الوَصائفِ :ما کان طُولُه خَمْسَه أَشْبَارٍ. قال: و لا یُقَال:سُدَاسِیٌّ و لا سُبَاعِیٌّ إِذا بَلَغَ سِتَّهَ أَشْبَارٍ و سَبْعَهً .و قالَ غیرُه:و لا فِی غَیْرِ الخَمْسَهِ ؛ لأَنّه إِذا بَلَغَ سِتَّهَ (3)أَشْبَارٍ فهو رَجُلٌ . و فی اللِّسَان:إِذا بَلَغ سَبْعَهَ أَشْبَارٍ صار رَجُلاً.
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
الخَمْسُونَ من العَدد معروف.و قولُ الشّاعِرِ،فیما أَنْشَدَه الکِسَائِیُّ و حکاهُ عنه الفَرّاءُ:
فِیمَ قَتَلْتُمْ رَجُلاً تَعَمُّدَا
مُذْ سَنَهٌ و خَمِسُونَ عَدَدَا
بکسرِ المیمِ من« خَمسُون »لأَنَّه احتاجَ إِلی حَرَکَهِ المیمِ لإِقامَهِ الوَزْنِ ،و لم یَفْتَحْها لئَلاَّ یُوهِمَ أَنَّ الفَتْحَ أَصْلُهَا.و فی التَّهْذِیبِ :کَسَرَ المِیمَ من« خَمسُون ،و الکلامُ خَمْسُون ،کما قالوا: خَمْسَ عَشِرَهَ ،بکسر الشینِ .و قالَ الفَرَّاءُ:رواه غیرُه بفتحِ المِیمِ ،بَنَاهُ علی خَمَسَهٍ و خَمَسَاتٍ .
و جَمْعُ الخِمْسِ من أَظماءِ الإِبِل: أَخْمَاسٌ :قال سِیبَوَیْه:
لم یُجَاوَزْ به هذا البناء.
و یُقَال: خِمْسٌ بَصْبَاصٌ ،و قَعْقَاعٌ ،و حَثْحَاتٌ ،إِذا لم یَکُنْ فی سَیْرِها إِلی الماءِ وَتِیرَهٌ و لا فُتُورٌ لبُعْدِه.قالَ العَجّاجُ :
خِمْسٌ کحَبْلِ الشَّعَرِ المُنْحَتِّ
أَی خِمْس أَجْرَدُ کالحَبْلِ المُنْجَرِدِ.،من اعْوِجَاجٍ (4).
ص:266
و التَّخْمِیسُ فی سَقْیِ الأَرْضِ :السَّقْیَهُ التی بَعْدَ التَّرْبِیعَ .
و حَکَی ثَعْلَبٌ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ :لا تَکُ خَمِیسِیًّا :أَی مِمَّنْ (1)یَصُومُ الخَمِیسَ وَحْدَه.
و أَخْمَاسُ البَصْرهِ خَمْسَه ، فالخُمسُ الأَوَّلُ :العالِیَهُ :
و الثانِی:بَکْرُ بنُ وَائِلٍ ،و الثالِثُ :تَمِیمٌ ،و الرابِعُ :
عَبْدُ القَیْسِ ،و الخَامِسُ :الأَزْدُ.
و الخُمْسُ ،بالکَسْرِ:قَبِیلهٌ ،أَنْشَدَ ثَعْلَب:
عاذَتْ تَمِیمُ بِأَحْفَی الخِمْسِ إِذْ لَقِیَتْ
إِحْدَی القَنَاطِرِ لا یُمْشَی لها الخَمَرُ
و القَنَاطِرُ:الدَّواهِی.
و ابنُ الخِمْسِ :رَجُلٌ .
و قَوْلُ شَبِیبِ بنِ عَوَانَهَ :
عَقِیلَهُ دلاَّهُ لِلحَدِ ضَرِیحِهِ
و أَثْوَابُه یَبْرُقْنَ و الخِمْسُ مَائحُ
عَقِیلَهُ و الخِمْسُ :رَجُلانِ .
و
1- فی حَدِیثِ الحَجَّاجِ : أَنَّه سأَلَ الشَّعْبِیَّ عن المُخَمَّسهِ ، قال:هی مسأَلهٌ مِنَ الفَرَائِضِ اخْتَلَفَ فِیهَا خَمْسَهٌ من الصَّحَابَهِ ،علیٌّ ،و عثمانُ ،و ابنُ مَسْعُودٍ،و زَیدٌ،و ابنُ عَبّاسٍ ،رضی اللّه تَعَالَی عنهم.و هی أُمٌّ و أُخْتٌ و جَدٌّ.
و مُنْیَهُ الخَمِیسِ ،کأَمِیر:قَریهٌ صغیرَهٌ من أَعمالِ المَنْصُورهِ ،و قد دَخلتُها،و منها شَیْخُ مشایخِنَا شِهَابُ الدِّین أَحْمَدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ محمَّدٍ الخَمِیسیُّ الشافعیُّ ،أَجازه الشِّهَابُ أَحمدُ بنُ محمَّدِ بنِ عَطِیَّهَ بنِ أَبِی الخَیْرِ الخَلِیفِیّ سنه 1132.
و وَادِی الخَمِیس :مَوْضِعٌ بالمَغْرِب.
الخُنَابِسُ ،کعُلابِطٍ ،أَهْمَله الجَوْهَرِیُّ هنا، و ذَکَرَه فی«خ ب س»و أَورَدَ الصاغَانِیُّ بعْضاً منه فی «خ ب س،فالصوابُ کَتْبُ هذه المادَّهِ بالسَّوادِ و فی اللِّسَانِ :هو الکَرِیهُ المَنْظَرِ. و الخُنَابِسُ : الأَسَدُ ؛لأَنّه یَخْتَبِسُ الفَرِیسهَ ،و اخْتِبَاسُه:
أَخْذُه.و یُقَال:أَسَدٌ خُنَابِسٌ ،أَی جَریءٌ شَدِیدٌ.و الأُنْثَی:
خُنَابِسَهٌ .و یُقَال: خُنَابِسٌ :غَلِیظٌ .و قال الصاغانِیُّ :النونُ زائدهٌ .و ذَکَره فی«خبس».
ج خَنَابِسُ ، بالفَتْح.
و الخُنَابِسُ : القَدِیمُ الشَّدِیدُ الثابِتُ . قال القُطامِیُّ :
و قَالُوا:عَلَیْکَ ابنَ الزُّبَیْرِ فلُذْ بِهِ
أَبَی اللّه أَنْ أَخْزَی و عِزٌّ خُنَابِسُ (2)
و الخُنَابِسُ مِن اللَّیَالِی:الشَّدِیدُ الظُّلْمَهِ .
و الخُنَابِسُ : الرَّجُلُ الضِّخْمُ الذی تَعْلوه کَرْدَمَهٌ (3)،قاله زیدُ ابن کثْوَهَ ، کالخَنْبَسِ ،کجَعْفَرٍ، ج خُنَابِسُونَ ،و أَنْشَدَ الإِیَادِیُّ :
لَیْث یَخَافُکَ خَوْفَه
جَهْمٌ ضبارِمَهٌ خُنَابِسْ
و خِنْبِس بن عَمْرِو بنِ ثَعْلَبَهَ ، بالکَسْر ،أَی کزِبْرِجٍ ، جاهِلِیٌّ ،و هو جَدٌّ لهُدْبَهَ بنِ خَشْرَمٍ ،و جَدٌّ لزِیَادَهَ بنِ زَیْدٍ، الشَّاعِرَیْن. فأَمّا خَشْرَمٌ فهو بنُ کُرْزِ بنِ أَبی (4)حَیَّهَ بنِ الأَسْحَمِ بنِ عامِرِ بنِ ثَعْلَبَهَ بن قُرَّهَ (5)بنِ خِنْبِسٍ .و أَمّا زیدٌ فهو ابنُ مالِکِ بنِ ثَعْلَبَهَ بنِ قُرَّهَ بنِ خِنْبِسٍ المَذْکُور.
و دُعْجَهُ بن خَنْبَسٍ بالفَتْح ابنِ ضَیْغَمِ بنِ جَحْشَنَهَ بنِ الرَّبِیعِ بنِ زِیَادِ بنِ سَلاَمَهَ بنِ خَنْبَس شاعِرٌ فارِس ،قُتِل فی آخِر خِلافَهِ عُثْمَانَ ،رضی اللّه تَعَالَی عنه،ذَکَرَهُ ابن الکَلْبِیّ .قالَ الصّاغَانِیُّ فی التَّکْمِلَهِ :و هو فارِسُ العَرَادَهِ .
و هو غلطٌ ،و الصَّوابُ أَنَّ فارِسَ العَرَادَهِ جَدُّه،کما نَقَلَهُ الحافِظ عن ابنِ الکَلْبِیِّ و نَقَلَه علی الصَّوَابِ فی العُبَابِ فی«ع ر د»و أَنَّ فارِسَ العَرَادَهِ هو هُبَیْرهُ (6)بن عبدِ مَنَاف الیَرْبُوعِیُّ .
و خَنْبَسَ الرَّجُلُ : قَسَمَ الغَنِیمَهَ ،ذکرَه الصاغَانِیُّ فی
ص:267
خَنْبَس (1)،و النون زائده،و یَدُلُّک علیه ما تقدَّم من قوله:
«الخُبَاسَاءُ من الغَنِیمَه:ما یُخَبَّسُ »فتأَمَّلْ :
و خَنْبَسَهُ الأَسَدِ:تَرَارَتُهُ أَو مِشْیَتُه. و یقال:جَرَاءَتُه.
*و مّما یُسْتَدْرَک علیه:
الخَنَّبُوسُ ،بتَشْدِیدِ النُّونِ المفتوحَه:الحَجَرُ القَدَّاحُ .
ذکرَه الصاغانِیُّ باللام،و قلَّده المصنِّف،و سیأْتی أَیضاً فی «خ ن ب ل س».
و الخُنَابِسَهُ :الَّلبُؤهُ التی اسْتَبانَ حَمْلُهَا.کذا فی العُبَابِ .
خَنَسَ عنه یَخْنِسُ ،بالکَسْر و یَخْنُسُ ، بالضَّمّ ، خَنْساً ،بالفَتْح، و خُنُوساً ،کقُعُودٍ،و خُنَاساً (2)، کغُرَابٍ : تَأَخَّرَ و انْقَبَضَ ، کانْخَنَسَ و اخْتَنَسَ ،و بکِلَیْهما رُوِیَ حَدیثُ (3)أَبی هُرَیْرَهَ رضِیَ اللّه عنه. و خَنَسَ زَیْداً:أَخَّرَه ، لازِمٌ مُتَعَدٍّ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ عن الفَرَّاءِ و الأُمَوِیِّ .و فی التَّهْذِیبِ : خَنَسَ ،فی کلام العَرَبِ ،یکون لازِماً و یکونُ مُتَعَدِّیاً.یقال: خَنَسْتُ فلاناً فخَنَسَ ،أَی أَخَّرْتُه فتأَخَّرَ، کأَخْنَسَهُ ،و هو الأَکثَرُ،و الذی رَوَاهُ أَبو عُبَیْدٍ عن الفَرّاءِ و الأُمَوِیّ خِلاف ما نَقَلَه الصّاغَانِیُّ عنهما.و نَصُّهما: خَنَسَ الرجُلُ یَخْنِسُ ،و أَخْنَسْتُه ،بالأَلف.قال الأَزْهَرِیّ :و أَنشَدَ أَبو بَکْرٍ الإِیَادِیّ لشاعرٍ قَدِمَ علی النَّبِیِّ ،صلّی اللّه علیه و سلم،فأَنْشَدَه من أَبْیَاتٍ .قالَ الصّاغَانِیُّ :هو العَلاَءُ بن الحَضْرَمِیِّ :
و إِنْ دَحَسُوا بالشَّرِّ فَاعْفُ تَکَرُّماً
و إِنْ خَنَسُوا عَنْکَ الحَدِیثَ فلا تَسلْ
قال:و هذا حُجَّهٌ لمَنْ جَعَلَ خَنَسَ وَاقعاً.
و مّما یدُلّ علی صِحَّه هذه اللُّغَه أَیضاً قولهُم: خَنَسَ الإِبْهَامَ ،أَی قَبَضَهَا. و
14- قد رُوِیَ عن النَّبِیِّ ،صلّی اللّه علیه و سلم،أَنَّه قالَ :
«الشَّهْرُ هکذا و هکذا (4)و خَنَسَ إِصْبَعَه فی الثّالِثَه». أَی قَبَضَهَا،یُعْلِمُهم أَنَّ الشَّهْرَ یکونُ تِسْعاً و عِشْرِین.
و خَنَسَ بفُلانٍ :غَابَ به قالهُ ابنُ شُمَیْلٍ فی تفسیر
16- حدیثٍ رواه: «یَخْرُجُ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ فتَخْنِسُ بالجَبَّارِینَ فی النَّارِ». أَی تُغَیِّبُهم و تُدْخِلُهُم فیها. کتَخَنَّسَ به.
و الخَنَّاسُ ،کشَدَّادٍ: الشَّیْطَانُ ،قال الفَرَّاءُ:هو إِبْلِیسُ یُوَسوِسُ فی صُدُورِ النّاسِ .
و قال الزَّجَّاجُ فی قوله تعالی: فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ . اَلْجَوارِ الْکُنَّسِ (5)أَکثرُ أَهْلِ التَّفْسِیرِ أَنَّ الخُنَّس (6)هی: الکَوَاکِبُ کُلُّهَا،أَو السَّیّارَهُ مِنْهَا دُونَ الثَّابِتَهِ : أَو النُّجُومُ الخَمْسَهُ تَخْنِسُ فی مَجْرَاهَا و تَرْجِعُ و تَکْنِسُ کما تَکْنِسُ الظِّباءُ،و هی: زُحَلُ و المُشْتَرِی و المِرِّیخُ (7)و الزُّهَرَهُ و عُطَارِدُ ،لأَنَّهَا تَخْنِسُ أَحیاناً فی مَجْرَاهَا حَتَّی تَخْفَی تحتَ ضوءِ الشَّمْسِ ،و تَکْنِسُ ؛أَی تَسْتَتِر کما تَکْنِسُ الظِّبَاءُ فی المَغَارِ،و هی الکِنَاسُ ، و خُنُوسُها أَنَّهَا تَغِیبُ کما تَغَیِبُ الظِّبَاءُ فی کِنَاسِها،و قیل: خُنُوسُهَا :اسْتِخْفَاؤُهَا بالنَّهَارِ،بَیْنا نَراهَا فی آخِرِ البُرْجِ کَرَّتْ رَاجِعهً إِلی أَوَّلِه.و قیل:سُمِّیَتْ خُنَّساً لتأَخُّرِهَا؛لأَنَّهَا الکَوَاکِبُ المُتَحَیِّرَهُ الَّتِی تَرْجِعُ و تَسْتَقِیمُ .و قیل:سُمِّیَتْ لأَنَّهَا تَخْنِسُ و تَغِیبُ کما یَخْنِسُ الشَّیْطَانُ . قیل:إِنَّ له رَأْساً کرَأْسِ الحَیَّهِ یَجْثِمُ علی القَلْب، إِذا ذکرَ العَبْدُ اللّه عَزَّ و جَلَّ تَنَحَّی و خَنَسَ ،و إِذا تَنَحَّی عن الذِّکْرِ رَجَعَ إِلی القَلْبِ یُوَسْوِسُ .نَعُوذُ باللّه منه.
و الخَنَسُ ،مُحَرَّکهً :قَرِیبٌ من الفَطَسِ ،و هو تَأَخُّرُ الأَنْفِ عن الوَجْهِ مع ارْتِفَاعٍ قلیلٍ فی الأَرْنَبَهِ . و قیل:هو لُصُوقُ القَصَبَهِ بالوَجْنَهِ و ضِخمُ الأَرْنَبَهِ .و قیل:انْقِباضُ قَصَبَهِ الأَنْفِ و عِرَضُ الأَرْنَبَهِ .و قیل:هو تأَخُّرُ الأَنْفِ إِلی الرَّأْسِ .
و ارْتِفَاعُه عن الشَّفَهِ ،و لیسَ بطَوِیلٍ و لا مُشْرِفٍ . و هو أَخْنَسُ ،و هی خَنْسَاءُ و الجَمْعُ خُنْسٌ .و قیل: الأَخْنَسُ :
الذی قَصُرَتْ قَصَبَتَهُ و ارْتَدَّتْ أَرْنَبَتُه إِلی قَصَبَتِه.و
16- فی الحَدِیث: «تُقَاتِلُون قَوْماً خُنْسَ الآنُفِ ». و المُرَادُ بهِم التُّرْکُ ؛ لأَنَّه الغالِبُ علی آنافِهِم.
و الأَخْنَسُ :القُرَادُ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .
و الأَخْنَسُ : الأَسَدُ، کالْخِنَّوْسِ ،کسِنَّوْرٍ ،قال الفَرَّاءُ:
الخِنَّوْسُ ،بالسین،من صِفَاتِ الأَسَدِ فی وَجْهِه و أَنْفهِ ، و بالصّادِ:وَلَدُ الخِنْزِیرِ.
ص:268
و الأَخْنَسُ بنُ غِیَاثِ بنِ عِصْمَهَ :أَحَدُ بَنِی صَعْبِ بنِ وَهْبَ بنِ جُلَیّ (1)بنِ أَحْمَسَ بنِ ضُبَیْعَهَ بنِ رَبِیعَهَ بنِ نِزار.
و الأَخْنَسُ بنُ العَبّاسِ (2)بنِ خُنَیْس بنِ عَبْدِ العُزَّی بنِ عائِذِ (3)ابن عُمَیْسِ بن بِلالِ بنِ تَیْمِ اللّه بن ثَعْلَبَهَ . و الأَخْنَسُ بنُ نَعْجَه بنِ عَدِیّ بنِ کَعْبِ بن عُلَیْمِ بنِ جَنَاب (4)الکَلْبِیّ ، شُعَرَاءُ.
و الأَخْنَسُ بنُ شِهابِ بنِ شَرِیقِ بنِ ثُمامَهَ بنِ أَرْقَمَ بنِ عَدِیِّ بنِ مُعَاوِیَهَ بنِ عَمْرِو بنِ غَنْمِ بنِ تَغْلِبَ .الصوابُ فیه أَنّه شاعرٌ لیس له صُحْبَه،و الذی له صُحْبَهٌ هو الأَخْنَسُ بنُ شَرِیقٍ الثَّقَفِیُّ ،حَلِیفُ بنی زُهْرَهَ ،و هو لَقبٌ له؛لأَنَّه خَنَسَ ببَنِی (5)زُهْرَهَ یومَ بَدْرٍ،و کانَ مُطَاعاً فیهم،فلم یَشْهَدْها مِنْهُم أَحَدٌ،کما فی العُبَابِ . و الأَخْنَسُ بنُ جَنَّابٍ السُّلَمِیُّ :
صَحَابِیَّان.
و أَبو عامِرِ بنُ أَبِی الأَخْنَسِ الفَهْمِیُّ : شاعِرٌ.
و فاتَه أَخْنَسُ بن خَلِیفَه؛تابِعِیٌّ ،عن ابنِ مَسْعُودٍ.
و خَنْسَاءُ بنْتُ خِذَام بنِ خالِدٍ الأَنْصَارِیَّهُ ،لها ذِکْرٌ فی حَدِیثِ أَبی هُرَیْرَهَ ،رضی اللّه عنه.و فی المُوَطَّإِ:زَوَّجَها أَبُوها و هی ثَیِّبٌ . و خَنْسَاءُ بنتُ عَمْرِو بنِ الشَّرِیدِ السُّلَمِیَّهُ الشاعِرهُ ،اسمُها تُمَاضِرُ،وَفَدَتْ ،و أَسْلَمتْ ، صحابِیَّتَانِ .
و خَنْسَاءُ بنتُ عَمْرٍو،أَخْتُ صَخْرٍ،شاعِرَهٌ و هی بِنْتُ عَمْرِو بنِ الشَّرِیدِ السُّلَمِیَّه التی ذَکرها. و هی التی یُقَال لها:
خُنَاسٌ ،کغُرَابٍ ، أَیضاً ،جاءَ ذلِکَ فی شِعْرِ دُرَیْدِ بنِ الصِّمَّهِ :
أَ خُنَاسُ قَدْ هَامَ الفُؤادُ بِکُمْ
و أَصَابَهُ تَبْلٌ مِنَ الحُبِّ
یَعْنِی به خَنْسَاءَ بنتَ عَمْرِو بنِ الشَّرِیدِ،فغَیَّره لِیسْتَقِیمَ له وزنُ الشِّعرِ،و لها مَراثٍ و أَشْعَارٌ فی أَخِیهَا صَخْرٍ،مشهورهٌ ، و أَجْمَعُوا علی أَنّهُ لم تَکُن امرأَهٌ أَشْعَرَ منها.و رُوِیَ أَنهاشَهِدَت القادِسِیَّهَ و مَعَهَا أَربعهُ بَنِینَ لها،فلم تَزَلْ تَحُضُّهُم علی القِتَال و تَذْکُر لهم الجَنَّهَ ،بکلامٍ فَصِیحٍ ،فأَبْلَوْا یومَئذٍ بلاءً حسناً و استُشْهِدُوا،فکان عُمَرُ،رضی اللّه عنه،یُعْطِیهَا أَرزاقَهُم.ففی کلام المصنِّف نَظَرٌ و قُصُورٌ من وَجْهَیْنِ .
و فَاتَه ذِکْرُ خَنْسَاءَ بنتِ رَبابِ (6)بنِ النُّعْمَان،من المُبایِعاتِ .
و الخَنْسَاءُ :البَقرهُ الوَحْشِیَّهُ .صِفَه لَهَا. و أَصْل الخَنَسِ فی الظِّبَاءِ و البَقَرِ،و هی کلُّهَا خُنْسٌ ،و أَنْفُ البَقَرِ أَخْنَسُ ،لا یکونُ إِلاّ هکذا.قیل:و به سُمِّیَت المَرْأَهُ .قال لَبِید:
أَ فَتِلْکَ أَمْ وَحْشِیَّهٌ مَسْبُوعَهٌ
خَذَلَتْ و هَادِیَهُ الصِّوارِ قِوَامُهَا
خَنْسَاءُ ضَیَّعَتِ الغَرِیرَ فلم یَرِمْ
عُرْضَ الشَّقائِق طَوْفُهَا و بُغَامُهَا
و الخَنْسَاءُ : فَرَسُ عُمَیْرَه (7)بنِ طارِقٍ الیَرْبُوعِیّ و هو أَخو حَزِیمَهَ بنِ طارِقٍ الذی أَسَرَه أَسِیدُ بن حِنّاءَه (8)أَخو بَنِی (9)سَلِیطِ بنِ یَرْبُوعٍ .و هذا الفَرَسُ من أَولادِ أَعْوَجَ الَّذِی تَقَدَّم ذِکْرُه،و هو القائِلُ فِیهَا:
کَرَرْتُ لَهُ الخَنْسَاءَ آثَرْتهُ بِهَا
أَوَائِلهُ مِمَّا عَلِمْت و یَعْلَمُ
و خُنَاسٌ ، کغُرَابٍ :ع بالیَمَنِ ،بل أَحَدُ مَخَالِیفِها.
و خُنَاسُ بنُ سِنانِ بنِ عُبَیْدٍ الخزرجیّ السُّلَمِیُّ ، جدُّ المنذر بن سَرْحٍ ،و ابْنَاهُ یَزِیدُ بَدْرِیُّ ، و مَعْقِلٌ عَقَبِیٌّ بَدْرِیٌّ .
و عبدُ اللّه بن النُّعْمَانِ بنِ بَلْذَمَهَ بنِ خُنَاس بنِ سِنَانٍ المَذْکُورِ.
و بَلْذَمَهُ ،بالذَّالِ المعجمه،و یُقَالُ بالمُهْمَلَهِ ،و یُقَال بضمَّتین،کما سیأْتی ذِکْرُه فی مَوضعه.بَدْرِیٌّ أُحُدِیُّ ، و کذلِک أَبُو قَتَادَهَ الحارِثُ بنُ رِبْعِیِّ بنِ بَلْذَمَهَ بنِ النُّعْمَانِ بنِ خُنَاسٍ ،و اختُلِف فی اسمه.بَدْرِیٌّ فی قولِ بعضِهِم،و هو مُسْتَدْرَکٌ علی المصنِّفِ .
و أُمُّ خُنَاسٍ :امرأَهُ مَسْعُودٍ.هکذا ضَبَطَه ابنُ مَاکُولاَ.
ص:269
لهم صُحْبَهٌ .و هَمّامُ بنُ خُنَاسٍ المَرْوَزِیُّ ، تَابِعِیٌّ ،عن ابنِ عمرو (1).
و فَاتَه: خُنَاسُ بنُ سُحَیْم،عن زِیاد بن حُدَیْرٍ،و خُنَاسٌ الذی حَدَّث عنه کُلَیْبُ بنُ وَائِل.
و خُنَیْسٌ (2)، کزُبَیْرٍ،ابنُ خالِدٍ أَبُو صَخْرٍ الخُزَاعِیُّ الکَعْبیُّ ،قُتِل فیما قِیل یومَ الفَتْحِ .
و خُنَیْسُ بنُ أَبی السَّائِبِ بن عُبَادَهَ الأَنْصَارِیُّ الأَوْسِیُّ ؛ فَارِسٌ بَطَلٌ بَدْرِیٌّ .
و خُنَیْسُ بنُ حُذَافَهَ بن قَیْسٍ السَّهْمِیُّ ،أَخُو عبدِ اللّه،له هِجْرَتانِ . و أَبو خُنَیْسٍ الغِفَارِیّ ،و یقال: خُنَیْسٌ ،و الأَوّل أَثْبَتُ ،له حدیثٌ ، صحابِیُّون.
و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الخُنُسُ ،بضمَّتَیْن ،و ضَبَطه الصّاغَانِیُّ بالضَّمّ : الظِّبَاءُ أَنْفُسُها. و مَوْضِعُهَا أَیضاً : خُنُسٌ .
کذا هو نَصُّ التَّکْمِلَه،و فی اللِّسان؛مَأْوَاها.
و الخُنُسُ : البَقَرُ ،و قد تقدَّم أَنَّ أَصلَ الخَنَسِ فی الظِّبَاءِ،و البَقَر،کلُّها خُنْسٌ ،وَاحِدُهَا خَنْسَاءُ .
و انْخَنَسَ الرَّجُل: تأَخَّر ،مُطاوِع خَنَسَهُ ،و قد تقدَّم فی أَوَّل المادّه،فهو تَکْرَارٌ مع عَدَمِ ذِکْرِه: اخْتَنَسَ ،و هو مِثْلُه، کما صرَّح به غیرُ وَاحد.
و مِن المَجَازِ: انْخَنَسَ الرَّجُلُ ،إِذا تَخَلَّف من القَوْمِ ، و کذلِک خَنَسَ ،کما نقله الأَصْمَعِیُّ عن أَعرابِیٍّ مِنْ بَنِی عُقَیْلٍ .
و تَخَنَّس بهم ،أَی تَغَیَّبَ بهم،و هذا أَیضاً قد تقدَّم فی أَوَّلِ الماده،فهو تَکْرَار.
*و مّما یُسْتَدْرَکُ علیه:
الخُنُوسُ :الانْقِبَاضُ .
و خَنَسَ مِن بَیْنِ أَصحابِه:اسْتَخْفَی.
و الخِنَاسُ کالخُنُوسِ .
و خَنَسَتِ النَّخْلُ :تَأَخَّرتْ عن قَبُول التَّلْقِیح فلم یُؤَثِّرْ فیها و لم تَحْمِلْ فی تِلْک السَّنَهِ .و الخَانِسُ :المُتَأَخِّرُ،و الجَمْع: الخُنَّسُ ،و قد تُوصَفُ به الإِبلُ .و منه
17- حَدیثُ الحَجّاج: «إِنَّ الإِبِلَ ضُمَّزٌ (3)خُنَّسٌ ،ما جُشِّمَتْ جَشِمَتْ ». أَی صَوَابِرُ علی العَطَشِ و ما حَمَّلْتَهَا حَمَلَتْه.و ضَبَطَه الزَّمَخْشرِیُّ بالحاءِ المُهْمَلَهِ و المُوَحَّده بغیرِ تَشْدِید،و قد تقدَّمَ فی مَوْضعه.
و خَنَسَ به:وَارَاه.و خَنَسَ ؛إِذا تَوَارَی و غابَ .و أَخْنَسْتُه أَنا:خَلَّفْتُه.قاله الأَصْمَعیّ .و أَخْنَسُوا الطَّرِیقَ :جَاوَزُوه، عن أَبی عَمْرو،أَو خَلَّفُوه وَراءَهم،و هو مَجَازٌ،کما للزَّمَخْشَرِیِّ .
و قالَ الفَرَّاءُ: أَخْنَسْتُ عنه بَعْضَ حَقِّهِ ،فهو مُخْنَسٌ ،أَی أَخَّرْتُه.
و قال أَبو عُبَیده:فَرَسٌ خَنُوسٌ ،کصَبُورٍ:هو الذی یَعْدِلُ و هُوَ مُسْتَقِیمٌ فی حُضْرِه ذاتَ الیَمِیْنِ و ذاتَ الشِّمَالِ ،و کذلِک الأُنْثَی بغیرِ هاءٍ.نَقَلَهُ الصّاغانِیُّ ،و الجَمْعُ خُنُسٌ ، و المَصْدَر: الخَنْسُ ،بسکونِ النُّونِ .
و قال ابن سِیدَه:فَرَسٌ خَنُوسٌ :یَسْتَقِیمُ فی حُضْرِه ثمّ یَخْنِسُ ،کأَنَّه یَرْجِعُ القَهْقرَی.
و الخُنْسُ :نوعٌ من التَّمْرِ بالمَدِینَهِ ،صِغَارُ الحَبِّ لاَطِئَهُ الأَقْمَاعِ ،علی التَّشْبِیهِ بالأَنْفِ ،و اسْتَعَاره بعضُهُم للنَّبْل، فقال یَصِف دِرْعاً:
لَهَا عُکَنٌ تَرُدُّ النَّبْلَ خُنْساً
وَ تَهْزَأُ بالمَعَابِلِ و القِطَاعِ
و خَنَسَ من مالِه:أَخَذَ.
و قال الأَصْمَعِیُّ :وَلَدُ الخِنْزِیر یُقَال له: الخِنَّوْسُ ، بالسینِ .رواه أَبُو یَعْلَی عنه.
و الخَنَسُ فی القَدَمِ :انبِسَاطُ الأَخْمَصِ و کَثرهُ اللَّحْمِ .
قَدَمٌ خَنْسَاءُ .
و الخُنَاسُ ،کغُرَابٍ :دَاءٌ یُصِیبُ الزَّرْعَ فیتَجَعْثَنُ منه [الحَرْثُ ] (4)فلا یَطُولُ .
و خَنْسَاءُ و خُنَاسُ و خُنَاسَی ،کُلُّه:اسمُ امرأَهٍ .
ص:270
و بَنُو خنس (1):حَیٌّ .
و الثَّلاثُ الخُنَّسُ :من لَیَالِی الشَّهْرِ،قیل لها ذلک لأَنَّ القَمَرَ یَخْنِسُ فیها،أَی یَتأَخَّر.
و رَحْبَهُ خُنَیْسٍ ،کزُبَیْرٍ:مَحَلَّهٌ بالکوفَهِ .
و الخِنِّیسُ کسِکِّیت:المُرَاوِغُ المُحْتَالُ .
و الخَنْسُ :الرُّجُوع،و هو مَجَاز.
*و مّما یُسْتَدْرَک علیه:
الخَنْبَلُوسُ ،کعَضْرَفُوطٍ :حَجَرُ القَدَّاحِ ،هُنَا ذَکَرَه صاحِبُ اللسَانِ نقلاً عن الأَزْهریّ ،فی الخُمَاسِیّ .
*و مّما یُسْتَدْرَک علیه أَیضاً:
نَاقَهٌ خَنْدَلِسٌ ،کجَحْمَرِشٍ :کثیرهُ اللَّحْمِ ،هنا ذَکَرَهُ صاحِبُ اللسَان،و قد تقدَّم للمُصَنِّف فی«خدلس».ثمّ رَأَیْتُ المصنِّفَ ذَکَرَها عن ابنِ دُرَیْدٍ فی«خنس»أَیضاً.و قد تقدَّم.
الخَنْعَسُ ،کجَعْفَرٍ ،أَهملَه الجَوْهَرِیُّ ،و نَقَلَه الصّاغَانِیُّ فی التَّکْمِلَه،و صاحبُ اللسَان،و لم یَعْزِیَاه و عَزَاهُ فی العُبَابِ للخَارْزَنْجِیِّ .قال:هو الضَّبُعُ ،و أَنْشَدَ الثّانِی قولَ الشَّاعِرِ:
و لَوْلاَ أَمِیرِی عاصِمٌ لَتَثَوَّرَتْ
مَعَ الصُّبْحِ عَنْ قُوْرِ ابنِ عَیْسَاءَ خَنْعَسُ
و قالَ الأَوّلُ :هو الخَتْعَسُ ،بالتاءِ.
*و مَّما یُسْتَدْرَکُ علیه:
خَنْعَسٌ ،کجَعْفَرٍ:جَبَلٌ قُرْبَ قرّ (2)فِی دِیَارِ غَنِیِّ بنِ أَعْصُر.
خَنْفَسَ الرَّجُلُ عن القَوْمِ خَنْفَسَهً ،إِذا کَرِهَهُم و عَدَل عَنهُم ،عن أَبِی زَیْدٍ،و کذا خَنْفَسَ عن الأَمْرِ،إِذاعَدَلَ عنه،و النُّونُ زَائِدَهٌ ،و لِذا ذَکَرَ الصّاغَانِی غالِبَ هذِه المادّه فی«خ ف س».
و الخُنَافِس ،بالضَّم.الأَسَد ،نَقَلَه الصَّاغَانِیُّ ،کَأَنَّهُ من الخَفْسِ ،و هو الغَلَبَهُ فی الصِّراعِ .
و الخَنَافِسُ ، بالفَتْح:ع قُرْبَ الأَنْبَارِ ،کان یُقَامُ بها سُوقٌ للعَرَبِ .و قِیل:هو اسمُ ماءٍ.
و دَیْرُ الخَنَافِسِ علی طَوْدٍ شاهِقٍ غَرْبِیَّ دِجْلَهَ ،و فیه طِلَّسْمٌ ،و هو أَنَّهُ تَسْوَدُّ فی کُلِّ سَنَهٍ ثلاثهَ أَیّامٍ حِیطانُه و سُقُوفُه و أَرْضُه بالخَنَافِسِ الصِّغَارِ،و بعدَ انْقِضَاءِ تلکَ الأَیَّامِ الثَّلاثَهِ لا تُوجَدُ ثَمَّ وَاحِدَهٌ الْبَتَّهَ ،هکذا نَقَلَه الصاغَانِیُّ .
و یَوْمُ الخَنْفَسِ ،بالفَتْحِ :مِنْ أَیَّامِ العَرَبِ ،نقله الصّاغانِیُّ أَیضاً.قلتُ :و هو ناحِیَهٌ بالیَمَامَهِ قَرِیبَهٌ من خَزَالا (3)،و مُرَیْفِقٍ ،بین جُرَادٍ و ذی طُلُوحٍ ،و بینَها و بینَ حَجْر سَبْعَهُ أَیّامٍ أَو ثَمَانِیَهٌ .
و الخُنفسهُ ،کقُرْطَقَهٍ و عُلبِطَهٍ (4)،من الإِبِلِ :الرّاضِیَهُ بأَدْنَی مَرْتَعٍ ،و هو مأْخُوذٌ من الخَفْسِ ،و هو الأَکلُ القلیلُ ، کما مرَّ عن أَبی عَمْرٍو.
و الخُنْفَسَاءُ ،بفَتْح الفاءِ مَمْدُودٌ. و الخُنْفَسُ ،کجُنْدَب ، و ضَمُّ الفاءِ لغهٌ فیهما، و الخِنْفِسُ ،مِثَال خِنْدِفٍ ،بلُغَهِ أَهْلِ البَصْرهِ .قال الشَّاعِر:
و الْخِنْفِسُ الأَسْوَدُ مِنْ نَجْرهِ
مَوَدَّهُ العَقْرَبِ ،فی السِّرِّ
و الخُنْفُسَهُ ،مثَالُ قُنْبُعَهٍ ،و الخُنْفَسَهُ ،مثَالُ قُرْطَقَهٍ .
و بهما یُرْوَی قولُ ابنِ دَارَهَ :
و فی البَرِّ منْ ذِئْبٍ و سِمْعٍ و عَقْرَبٍ
و ثُرْمُلَهٍ تَسْعَی و خُنْفُسَهٌ تَسْرِی
هی هذه الدُّوَیْبَهُ السَّوْدَاءُ المُنْتِنَهُ الرِّیحِ ،و هی أَصْغَرُ من الجُعَل،تَکُونُ فی أُصُولِ الحِیطانِ .و یُقَال:هو أَلَجُّ (5)من
ص:271
الخُنْفُسَاءِ .لرُجُوعِهَا إِلیک کلَّمَا رَمَیْتَ بها.و قال أَبو عَمْرٍو:
هو الخُنْفَسُ ،للذَّکَر من الخَنَافس ،و هو العُنْظُبُ و الحُنْظُبُ .
و قال الأَصْمَعیُّ رحمه اللّه:لا یُقَال: خُنْفُساهٌ (1)،بالهاءِ.
و خُنْفَسٌ :لَقَبُ رَجُلٍ .حَکاه ثَعْلَبٌ .
خَاسَ به خَوْساً :غَدَرَ بهِ و خَانَ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرْیُّ هنا،و أَوْردَه فی«خ ی س»تَبَعاً لِلعَیْن.و أَوْرَدَه هنا صاحبُ اللِّسَانِ و الصّاغَانِیُّ ،و لکن لم یَتَعَرَّضَا لهذا المَعْنَی.
و فی اللِّسَانِ : خاسَ عَهْدَه و بعَهْدِه:نَقَضَه و خانَه.
و خاسَ فُلانٌ ما کانَ علیهِ ،أَی غَدَرَ به.
و قال اللَّیْثُ : خاسَ فُلانٌ بوَعْدِهِ ،یَخِیسُ ،إِذا أَخْلَفَ .
و خاسَ بعَهْدِه،إِذا غَدَرَ و نَکَثَ .
و قال الجَوْهَرِیُّ : خاسَ بِه یَخِیسُ و یَخُوسُ ،أَی غَدَرَ به.
و سیأْتی للمصنِّف فی«خ ی س»أَیضاً.و کَتَب المادَّهَ بالحُمْرَه لیُوهِمَ أَنه اسْتَدْرَک به علی الجَوْهَریّ ،و لیسَ کذلکَ ،فقد رَأَیتَ أَنَّ الجَوْهَرِیَّ ذَکَرَ فیه الوَجْهَیْنِ :بالواوِ و بالیاءِ.
و خاسَت الجِیفَهُ :أَرْوَحَتْ و تَغیَّرتْ .نقله ابنُ فارسٍ ، و صوابُه أَن یُذْکر فی«خ ی س».لأَنَّ مَصْدَرَه الخَیْسُ ،لا الخَوْسُ ،کما سیأْتی.
و منه: خاسَ الشَّیءُ کالطَّعامِ و البَیْع: کَسَدَ حتّی فَسَدَ، عن ابن قُتَیْبهَ .و هذا أَیضاً مَوضِعُ ذِکْره فی«خ ی س».
و خاسَ بالعَهْد:أَخْلَفَ ،قالَه اللَّیْثُ فی«خ ی س».
و مِخْوَسٌ ،کمِنْبِرٍ،و مِشْرَحٌ مثْلُه أَیضاً، و جَمْدٌ ، بالفَتْح (2)، و أَبْضَعَهُ :بَنُو مَعْدِی کَرِبَ الکِنْدِیِّ بن وَلیعَهَ بن شُرَحْبِیل بن مَعَاوِیَهَ (3)بن حُجْرٍ القَرِدِ.
14- و هم المُلُوکُ الأَرْبَعَهُ الذینَ لَعَنَهُم رسولُ اللّه صلّی اللّه علیه و سلم،و لَعَنَ أُخْتَهُم العَمَرَّدَهَ ،و کانُوا قد وَفَدُوا مع الأَشْعَثِ بن قَیْسٍ الکِنْدِیِّ فَأَسْلَمُوا و رَجَعُواإِلی الیَمَن ثم ارْتَدُّوا فقُتِلُوا یومَ النُّجَیْرِ ،کزُبَیْرٍ:حِصْن مَنِیع بحَضْرَمَوْت،کانُوا الْتَجَأوا إِلیهِ مع الأَشْعَث بن قَیْس أَیّامَ أَبی بَکْرٍ،رضِیَ اللّه عَنْهُ ،فنَزَلَ الأَشْعَثُ بالأَمَانِ ،و قُتِلَ مَن بَقِیَ فی الحِصَارِ. و قِصَّتُه مطوَّلَهٌ ذکرَهَا البِلْبِیْسِیُّ فی الأَنْسَابِ . فقالَتْ نائحَتُهم :
یَا عَیْنُ بَکِّی لی المُلُوکَ الأَرْبَعَهْ
تَعْنِی المَذْکُورینَ من بَنی مَعْدیِ کَرِبَ .
و التَّخْوِیُس فی الوِرْدِ:أَن تُرْسِلَ الإِبلَ إِلی الماءِ بَعیراً بَعیراً؛و لا تدَعَها تَزْدَحِمُ ،عن اللَّیْث،و الصادُ لغهٌ فیه، و سیُذْکر فی مَحَلِّه.
و المُتَخَوِّسُ من الإِبِلِ : الذی ظَهَرَ لَحْمُه و شَحْمُه سِمَناً *و مّما یُسْتَدْرَکُ علیه:
التَّخْوِیسُ :النَّقْصُ ،عن أَبی عَمْرٍو.
و عن ابن الأَعْرَابیّ : الخَوْسُ :طَعْنُ الرِّماح وِلاَءً (4).
یقال: خاسَه یَخُوسُه خَوْساً .
و الأَخْوَسُ :مَوْضِعٌ بالمَدِینَهِ فیه زَرْعٌ .ذَکرَه نَصْرٌ،و أَنشد لِمَعْن بن أَوْسٍ (5).
و قالَ :رِجَالٌ فاسْتَمَعْتُ لِقِیلِهِمْ
أَبِینُوا لِمَنْ مَالٌ بأَخْوَسَ (6)ضائعُ
الخِیسُ ،بالکَسْر:الشَّجَرُ الکثیرُ المُلْتَفُّ .
و قال أَبو حَنِیفهَ رحمهُ اللّه:المُجْتمعُ من کُلِّ الشَّجَرِ. أَو ما کانَ حَلْفاءَ و قَصَباً ،و هو قولُ ابنِ دُرَیْدٍ.و قال أَبو حنیفه مَرَّهً :هو المُلْتفُّ من القَصَب و الأَشاءِ و النَّخْل.هذا تعْبیرُ أَبی حَنیفه رحمهُ اللّه.و قیل:هو مَنْبِتُ الطَّرْفاءِ و أَنْواعِ الشَّجرِ.
و قال أَبو عُبَیْدٍ: الخِیسُ :الأَجَمَهُ .
و الخِیسُ أَیضاً: مَوْضِعُ الأَسَدِ، کالخِیسَهِ ،فی الکُلِّ ، ج أَخْیَاسٌ و خِیَسٌ ،الأَخیرُ کعِنَبٍ .
ص:272
قالَ الصَّیْداوِیُّ :سأَلْتُ الرِّیَاشِیَّ عن الخِیسَهِ ،فقال:
الأَجَمَهُ ،و أَنْشَدَ:
لِحَاهُمُ کأَنَّهَا أَخْیَاسُ
و الخِیسُ : اللَّبَنُ . عُرِضَ ذلک علی الرِّیاشِیِّ -فی معنی دُعَاءِ العَربِ الآتی قریباً-فأَقرَّ بِهِ عنهم،قال:إِلاَّ أَنَّ الأَصْمَعِیَّ لم یَعْرِفْه.
و الخِیسُ : الدَّرُّ.یُقالُ :أَقلَّ اللّه خِیسَهُ ،أَی دَرَّه.رواه عَمْرٌو،عن أَبیه هکذا،و نَقَلَه الأَزْهَریُّ .
و الخِیسُ : ع بالیَمَامَه به أَجَمَهٌ .
و الخَیْسُ ، بالفَتْح:الغَمُّ ،و منه یُقالُ للصَّبیِّ :ما أَظْرَفَهُ ، قَلَّ خَیْسُه ،أَی غَمُّهُ .و قال ثَعْلَب:معنَی قَلَّ خَیْسُه :قَلَّتْ حَرَکَتهُ .قال:لَیسَتْ بالعَالِیَهِ .
و أَجْحَفَ الصّاغَانِیُّ فی نَقْلِه،فقال:«و زعَم ناسٌ أَنَّ العَرَبَ تَقُول فی الدُّعاءِ للإِنْسَان:قَلَّ خَیْسُه ،بالفَتْح،ما أَظْرَفَهُ .أَی قَلَّ غَمُّه،و لَیسَتْ بالعَالِیَه» (1).و إِنَّمَا الَّتِی لَیْسَت بالعالیَهِ : الخَیْسُ بمَعْنَی الحَرَکهِ ،فتأَمَّلْ .
و الخَیْسُ : الخَطَأُ ،یقال:قَلَّ خَیْسُهُ ،أَی قَلَّ خَطَأُهُ ، رواه أَبُو سَعِیدٍ،و ضَبَطَه الصّاغَانیُّ بالکَسرِ (2).
و الخَیْسُ : الضَّلاَلُ . و منه قولُهُم: خاسَ خَیْسُکَ ،أَی ضَلَّ ضَلاَلُک،عن ابن عَبّادٍ.
و خَیْسٌ : ع بالحَوْفِ الغَرْبِیِّ بمِصْرَ،و یُکْسَر ،قالهُ الصّاغانِیُّ ،وزاد:إِلیها تُنْسَبُ البَقَرُ الخَیْسِیَّهُ .
قلتُ :البَلد الذی یُنْسَب إِلیه البَقَرُ الجِیَادُ هو من بُلدَانِ صَعِیدِ مصر،و لیس من کُورَ (3)الحَوْفِ الغَرْبِیِّ ،و هو من فُتُوحِ خَارِجهَ بن حُذَافَهَ ،فتأَمَّلْ . و لعَلَّ منه مُحَمَّدَ بن أَیُّوبَ بنِ الخَیْسیِّ ،بالفتح،الذَّهَبِیَّ المُحَدِّث رَوَی عن ابنِ عَبْدِ الدّائمِ ،و عنه الحَافِظُ الذَّهَبِیّ .
و الخَیْسُ : الکَذِبُ . و منه یُقال:أَقْلِلْ (4)من خَیْسِکَ ،أَی کَذِبِکَ .و ضبَطَه الصّاغانِیُّ بالکسْرِ. و قد خاسَ بالعَهْدِ یَخِیسُ خَیْساً و خَیَسَاناً ،الأَخیرَهُ بالتَّحْرِیکِ ،و کذلک یَخُوسُ خوْساً ،کما صَرَّح به الجَوْهَرِیّ ،إِذا غَدَرَ به و نَکَثَ ،و
16- فی الحدیث: «لا أَخِیسُ بالْعَهْدِ». أَی لا أَنْقُضُه.
و زادَ اللَّیْثُ :و خاسَ بوَعْدِه:أَخْلَفَ .و کُلُّ ذلک مَجَازٌ.
و خاسَ فُلانٌ :لَزِمَ مَوْضِعَه ،یَقُولُون:دَعْ فُلاناً یَخِیسُ ، معناه:دَعْهُ یَلْزَم مَوْضِعَه الذی یُلازِمُه.قاله أَبو بَکْرٍ.
و خاسَتِ الجِیفَهُ تَخِیسُ خَیْساً : أَرْوَحَتْ و نَتَنَتْ و تَغَیَّرتْ .
و یُقال: هُو فی عِیصٍ أَخْیَسَ ،أَو عَدَدٍ أَخْیَسَ ،أَی کثیرِ العَدَدِ ،قال جَنْدَلُ :
و إِنَّ عِیصِی عِیصُ عِزٍّ أَخْیَسُ
أَلَفُّ تَحْمِیهِ صَفَاهٌ عِرْمِسُ
و یُقال:إِنْ فَعَلَ فُلانٌ کَذا فإِنَّه یُخَاسُ أَنْفُه،أَی (5)یُرْغَمُ و یُذَلُّ .
و خَیَّسُه تَخْیِیساً :ذَلَّلَهُ . و کذلک: خاسَه :یقال: خاسَ الرَّجُلَ و الدَّابَّهَ ،و خَیَّسَهُمَا .و خاسَ هو:ذَلَّ ،لازِم مُتعَدٍّ.
و هذا قد أَهمله المصنِّفُ ،قُصُوراً.و
16- فی الحدیثِ : «أَنَّ رجُلاً سارَ مَعَه عَلی جَمَلٍ قدْ نَوَّقَهُ و خَیَّسَه ». أَی رَاضَهُ و ذَلَّلَهُ بالرُّکُوبِ .و
3- فِی حَدِیثِ مُعَاوِیَهَ : «أَنَّه کَتَبَ إِلی الحُسَیْنِ بنِ علیٍّ رضِی اللّه عنهُم:«إِنی لمْ أَکِسْک و لمْ أَخِسْک ». أَی لم أُذِلَّک و لم أُهِنْک.و قِیل:لم أُخْلِفْکَ وَعْداً.
و المُخَیَّسُ ،کمُعَظَّمٍ و مُحَدِّثٍ :السِّجْنُ لأَنَّهُ یُخَیَّسُ فیه المَحْبُوسُ ،و هو مَوْضِعُ التَّذْلِیلِ .نَقَلَهُ ابنُ سیدَه.قال الفَرَزْدَقُ :
فَلَمْ یَبْقَ إِلاَّ دَاخِرٌ فی مُخَیَّسٍ
وَ مُنْجَحِرٌ فی غَیْرِ أَرْضِکَ فی جُحْرِ (6)
و قیلَ :سُمِّیَ السِّجْنُ مُخَیَّساً ؛لأَنّ الناسَ یُلْزَمُون نُزُولَه.
و قال.بعضٌ :کمُعَظَّمٍ :مَوْضِعُ التَّخْیِیسِ و کمُحَدِّثٍ :
فاعِلُه.
1- و منه سُمِّیَ سِجْنٌ کان بالعِراقِ للحَجَّاجِ ،و قیلَ :
بالکُوفَهِ ، بَنَاهُ أَمیرُ المُؤمنینَ علیٌّ رضیَ اللّه عنه،و کان أَوَّلاً
ص:273
جَعَلَه من قَصَبِ و سَمَّاه نافعاً ،و کان غَیْرَ مُسْتَوْثَقِ البنَاءِ، فنَقَبَهُ اللُّصُوصُ و هَرَبُوا منه،فهَدَمه و بَنَی المُخَیَّسَ لهم من مَدَرٍ فَقَالَ :
بَنَیْتُ بَعْدَ نافِعٍ مُخَیِّسَا
و فی بعضَ الأُصولِ :«باباً کبیراً». قال شیخُنَا تَبَعاً للبَدْر:و هذا یُنَافِی ما سَیَأْتی له فی«و د ق»أَنَّه لم یَثْبُتْ عنه أَنَّه قالَ شِعْراً،إِلی آخرِه،فتأَمَّلْ .
قلتُ :و یُمْکِنُ أَن یُجَابَ أَن هذا رَجَزٌ،و لا یُعَدُّ من الشِّعْرِ عند جَمَاعَهٍ .و قد تقدَّم البحثُ فی ذلک فی«ر ج ز» فراجِعْه.
و قد سَمَّوْا مُخَیِّساً کمُحَدِّث،منهم سِنَانُ بنُ المُخَیِّسِ (1)،کمُحَدِّث،قاتِلُ سَهْمِ بنِ بُرْدَهَ ،نقَلَه الصَّاغَانِیُّ فی العُبَابِ . و أَبو المُخَیِّس السَّکُونِیُّ ،یَرْوِی عَنْ أَنَسٍ .و قد تُکُلِّمَ فیه. و مُخَیِّسُ بنُ ظَبْیَانَ الأَوَّابِیُّ الْمِصْرِیُّ ، تابِعِیّانِ .و مُخَیِّسُ بنُ تَمِیمٍ ،من أَتْبَاعِ التَّابِعِین ، رَوَی عن حَفْصِ بنِ عُمَرَ.قال الذَّهَبِیّ :و شیخُه مَجْهُول.
أَو هو بِزِنَهِ مجْلَزٍ ،کمَجْلِسٍ و مِنْبَرٍ.و قد تَقَدَّم فیه الوَجْهَانِ فی الزَّایِ .
و الإِبلُ المُخَیَّسَهُ ،بالفَتْح ،أَی کمُعَظَّمَه: التی لم تُسَرَّحْ إِلی المَرْعَی و لکِنَّهَا حُبِسَتْ للنَّحْرِ أَو القَسْمِ ،کذا فی الأَساسِ و اللِّسَانِ ،کأَنَّهَا أَلْزِمَتْ مَکَانَهَا لِتَسْمَنَ .
*و مَّما یُسْتَدْرَک علیه:
خاسَ الطَّعَامُ خَیْساً :تَغَیَّرَ.
و خاسَ البَیْعُ خَیْساً :کَسَدَ.و یُقَالُ للشَّیْ ءِ یَبْقَی فی مَوْضِعٍ فیتَغَیَّر و یَفْسُد،کالجَوْزِ و التَّمْرِ: خائسٌ ،کالخَائزِ، و الزّایُ فی الجَوْزِ و اللَّحْمِ أَحْسَنُ .
و المُتَخَیِّسُ من الإِبِل:الذی ظَهَر لَحْمُه و شَحْمُه مِن السِّمَن.ذکره اللیث فی خ و س هکذا،فالمُتَخَوِّسُ و المُتَخَیِّسُ لُغَتَانِ صحیحتانِ .و خَیَّسَ الرّجُلُ :بلَغَ شِدَّهَ الذُّلِّ و الإِهَانَهِ و الغَمِّ و الأَذَی.
و خاسَ الرَّجُلَ خَیْساً :أَعطاه بسِلْعَتِه ثَمَناً ما،ثمّ أَعطاهُ أَنْقَصَ منه،و کذلک إِذا وَعَدَهُ بشیءٍ ثُمّ أَعْطَاه أَنْقَصَ مِمَّا وَعَدَه به.
و الخَیْسُ ،بالفَتْح:الخَیْرُ،و منه قولُهم:مالَهُ قَلَّ خَیْسُه :
نقَلَه الصّاغَانِیُّ و صاحِبُ (2)العُبَاب.
و خَیْسٌ أَخْیَسُ :مُسْتَحْکِمٌ .قال:
أَلْجَأَهُ لَفْحُ الصَّبَا و أَدْمَسَا
و الطَّلُّ فِی خِیسِ أَراطَی أَخْیَسَا
و الخِیسُ ،بالکسرِ:ما تَجَمَّعَ فی أُصُولِ النَّخْلَهِ من الأَرْضِ ،و ما فَوقَ ذَلِکَ الرَّکائِبُ .
و مُخَیِّسٌ ،کمُحَدِّثٍ :اسمُ صَنَمٍ لبَنِی القَیْنِ .
و یُقَال:أَقْلِلْ مِن خَیْسِکِ ،أَی کَذِبِکَ .کذا فی العُبابِ .
الدِّبْسُ ،بالکَسْرِ و بکسرتْین:عَسَلُ التَّمْرِ و عُصَارَتُه.و قال أَبو حنیفهَ ،رحمه اللّه:عُصارَهُ الرُّطَبِ مِنْ غَیْرِ طَبْخٍ .و قیلَ :هما ما یَسِیلُ من الرُّطَبِ .قال شیخُنَا:
و العَامَّهُ تُطْلِقُه علی عَسَلِ الزَّبِیب،کما هو ظاهِرُ کلامِ البَیْضَاوِیّ فی أَثْنَاءِ«المُؤْمِنِینَ ».
قلت:فی«ص ق ر»إِنَّ الدِّبْسَ هو الصَّقْرُ عندَ أَهْلِ المَدِینَهِ .و خَصَّ بعضُهُمْ عَسَلَ الرُّطَبِ .و قِیلَ :هو ما تَحَلَّبَ من الزَّبِیبِ و العِنَبِ .و قِیل:ما سالَ من جِلاَلِ التَّمْرِ، فرَاجِعْه.
و الدِّبْسُ ،أَیضاً: عَسَلُ النَّحْلِ ،هکذا فی سائر النُّسَخِ ،و وَقعَ هکذا فی الأَسَاسِ (3)،و أَسْقَطَه شیخُنا،و لم أَرَه لغَیْرِ المُصنِّف و الزَّمَخْشَرِیِّ ،و لا هو معروفٌ ،غیرَ أَنِّی وَجَدتُ الدِّینَوَرِیَّ ذَکَرَ الدِّبَاسَاتِ ،بتخفیف الباءِ،و فَسَّرها بالخَلاَیَا الأَهْلِیَّهِ ،کما نَقَلَه عنه (4)صاحبُ اللِّسَان،فهذا
ص:274
یُسْتَأْنَسُ به أَنْ یکونَ إِطْلاقُ الدِّبْسَ علی ما تَقْذِفُه النَّحْلُ صَحِیحاً،فتأَمَّلْ .و یَجُوزُ أَنْ یکونَ عَسَلَ النَّخْلِ ،بالخَاءِ المعجمه،کما رَأَیْتُ هکذا فی بَعْضِ نُسَخِ الأَساسِ (1)، و یکونَ عَطْفَ تفسیرٍ لما قَبْلَه،و المُرَادُ به عُصَارهُ تَمْرِ النَّخْلِ ،بضَرْبٍ من التَّجوُّز،و فیه تَکْرارٌ من غیرِ فائدَهٍ ، و تَکلُّفٌ ظاهِرٌ،ثمّ رأَیتُ فی العُبَابِ ذَکَر عن ابنِ دُرَیْدٍ ما نَصُّه:و سُمِّیَ عَسَلُ النَّحْلِ دِبِساً ،بکسرِ الدّالِ و الباءِ.
و أَنْشَدَ لأَبِی زُبَیْدٍ الطائِیّ :
فی عارِضٍ منْ جِبَالِ بَهْرَائِهَا الْ
أُولَی مَرَیْنَ الحُرُور عَنْ دُرُسِ (2)
فَبهْرَهٌ مَنْ لَقوا حَسِبْتَهُمُ
أَحْلَی و أَشْهَی مِنْ بارِدِ الدِّبِسِ (3)
فزال الإِشْکَالُ عن کَلامِ المُصَنِّف،فتأَمَّلْ .
و الدَّبْسُ ، بالفَتْحِ :الأَسْوَدُ مِنْ کُلِّ شیءٍ ،قاله اللَّیْثُ .
و الدِّبْسُ ، بالکَسْرِ:الجَمْعُ الکَثِیرُ مِنَ النّاسِ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ ، و یُفْتَحُ فیَعُمُّ ،فیُقَال:مالٌ دَبْسٌ ،أَی کثِیرٌ.
و الدُّبْسُ ، بالضَّمِّ :جَمْعُ الأَدْبَسِ مِن الطَّیْرِ و الخَیْلِ الَّذِی لَوْنُه بینَ السَّوادِ و الحُمْرَهِ ،و تکونُ الدُّبْسَهُ فِی الشّاءِ أَیضاً. و منه الدُّبْسِیَّ ،بالضّمّ :اسْمُ ضَرْبٍ من الحَمَامِ .
و قیل: لطائرٍ صَغِیرٍ أَدْکَنَ یُقَرْقِرُ ،و لذا قِیلَ :إِنَّه ذَکَرُ الیَمَامِ ،جاءَ علی لَفْظِ المَنْسُوبِ و لیس بمَنْسُوبٍ .و قیل:
هو مَنْسُوبٌ إِلی طَیْرٍ دُبْسٍ ،و یُقَال:إِلی دِبْسِ الرُّطَبِ ؛ لأَنَّهُم یُعَیِّرُونَ فی النَّسَبِ ،و یَضُمُّون الدّالَ ،کالدُّهْرِیِّ و السُّهْلِیِّ .و قرَأْتُ فی کِتَاب غَرِیب الحَمَامِ ،لحُسَین بنِ عَبْدِ اللّه الأَصْبَهَانِیِّ الکاتِبِ ،عندَ ذِکْرِ صِفاتِ الأَلْوان،ما نَصُّه:و الأَدْبَسُ :الأَخْضَرُ،و فیه حُمْرَهٌ و سَوادٌ،و هی الدُّبْسَهُ . و هی بهاءٍ : دُبْسِیَّهٌ .
و الدَّبُوسُ ، کصَبُورٍ ،و ضَبَطه الصاغَانیُّ بالضَّمِّ : خُلاَصُ تَمْرٍ. و فی اللِّسَان:خُلاصَهُ التَّمْرِ یُلْقَی فی مَسْلاَءِ السَّمْنِ فیَذُوبُ فیه،و هُو مَطْیَبَهٌ للسَّمْنِ .
و الدَّبُّوسُ ، کتَنُّورٍ:وَاحِدُ الدَّبَابِیسِ ،للمَقَامِعِ من حَدِیدٍ و غیرِه.و قد جاءَ فی قَوْلِ لَقِیطِ بنِ زُرَارَهَ :
لَوْ سَمِعُوا وَقْعَ الدَّبابِیسِ
و کأَنَّهُ مُعَرَّب دَبُّوز،فالصّوَابُ أَن یکونَ المُفْرَدُ دُبُّوس ، بالضّمّ ،و کذا ضَبَطَه غیرُ وَاحدٍ.
و دَبُّوسِیَّهُ :ه بصُغْدِ سَمَرْقَنْدَ ،بینَهَا و بَیْنَ بُخَارَا،و هی فی النُّسَخ کلِّهَا بتَشْدِید المُوَحَّدَهِ ،و مثلُه فی التَّکْمِلَه،و ضَبَطَه الحافِظُ بتَخْفِیفِها،و قال:منها القاضِی أَبو زَیْدٍ عَبْدُ اللّه بنُ عمرو (4)بن عِیسی الدَّبُوسِیّ ،من کِبَارِ أَئِمَّهِ الحَنَفِیّهِ .
قلت:و الإِمامُ أَبُو القَاسِمِ علیُّ بنُ حَمْزَهَ بن زَیْد بن حَمْزَهَ بن زَیْد بن حَمْزَهَ بنِ محمّدِ السَّلیق الحُسَیْنِیّ (5).من کبار أَئمه الشافعیّه،تُوفِّیَ ببغداد سنه 443 (6)ترجَمه الذهبیُّ فی التاریخ،و ذکرتُه فی شَجر الأَنساب.
و دُبَاسٌ ، کغُرَابٍ :فَرَسُ جَبَّارِ بنِ قُرْطٍ الکَلْبِیِّ ،من وَلَدِ أَعْوَجَ .و هو القَائِلُ فیه:
أَلاَ أَبْلِغْ أَبَا کَرِبٍ رَسُولاً
مُغَلْغَلَهً و لَیْسَتْ بالمُزَاحِ
فَإِنِّی لَنْ یُفَارِقَنِی دُبَاسٌ
و مُطَّرِدٌ أَحَدُّ مِنَ الرِّمَاحِ
و یُقَال للسَّمَاءِ إِذا مَطَرَتْ ،و فی التَّهْذِیب: أَخَالَتْ للمَطَرِ (7):دُرِّی دُبَسُ ،کزُفَرَ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیّ ،و لم یُفَسِّرْه بأَکْثرَ من هذا.قال ابنُ سِیدَه:و عندِی أَنَّه إِنّمَا سُمِّیَتْ بذلک لاسْوِدادِها بالغَیْمِ .
و الدِّبَاسَاءُ ،بالکَسْر و یُرْوَی بالفَتْح أَیضاً،ممدوداً فی القَولَیْنِ : الإِناثُ من الجَرَادِ.الوَاحِدَهُ بِهَاءٍ ، دِبَاسَاءَهٌ .نقله ابنُ دُرَیْدٍ.
ص:275
و الدَّبْساءُ :فَرَسٌ سابِقَهٌ کانَتْ لمُجاشِعِ بنِ مَسْعُودِ بنِ ثَعْلَبهَ السُّلَمِیِّ الصَّحابِیِّ أَمیرِ تَوَّجَ زَمَنَ سیِّدِنا عُمَرَ،و کان من المُهاجِرینَ ،قُتِل یومَ الجَملِ مع عائِشَهَ ،رضی اللّه تَعَالَی عنهم.
و أَدْبَسَتِ الأَرْضُ :أَظْهَرَتِ النَّبَاتَ . و قال أَبو حَنِیفَهَ ، رحمه اللّه: أَدْبَسَتْ :رُئِیَ أَوَّلُ سَوَادِ نَبْتِهَا،فهی مُدْبِسَهٌ .
و دَبَّسَهُ تَدْبِیساً :وَارَاهُ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیّ ،و أَنشد لِرَکَّاضٍ (1)الدُّبَیْرِیِّ :
لاَ ذَنْبَ لِی إِذ بِنْتُ زُهْرَهَ دَبَّسَتْ
بِغَیْرِک أَلْوَی یُشْبِهُ الحَقَّ باطِلُهْ (2)
فدَبَّسَ هو،أَی تَوَارَی، لازِمٌ مُتَعَدٍّ ،هکذا فی سائرِ النُّسَخِ .و لا یَخْفَی أَنه لا یکونُ لازِماً و متعدِّیاً إِلاَّ إِذا کانَ :
دَبَسَهُ ،بالتَّخفِیف،و هو قد ضَبَطَهُ بالتَّشْدِیدِ،و هکذا عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ ،فاخْتَلفَا،فتأَمَّلْ .فالصّوابُ فی قوله:«فدَبَّسَ » بالتَّشْدِید،کما صرَّحَ به الصّاغَانِیُّ فی العُبَابِ ،و نَسَبَه إِلی ابنِ عَبَّادٍ.
و دَبَّسَ خُفَّهُ تَدْبِیساً : لَدَمَهُ ،نقله الصّاغانِیُّ .
و ادْبَسَّ الفَرَسُ ادْبِسَاساً :صارَ أَسْوَدَ مُشْرَباً بحُمْرَهٍ .
*و ممّا یُسْتَدْرَک عَلیه:
ادْبَاسَّتِ الأَرْضُ ادْبِیسَاساً :اخْتَلطَ سَوَادُها بحُمْرَتِهَا.
و جاءَ بأُمُورٍ دُبْسٍ ،أَی دَواهٍ مُنْکَرَهٍ ،عن أَبی عُبَیْدٍ،و قد أَنْکِرَ ذلک عَلَیْه،و أَنّ الصّوَابَ «رُبْسٍ »بالراءِ.
قلتُ :و إِنَّ هذا الّذی أَنْکِرَ علیه قد ذَکَرَه الزَّمَخْشَرِیّ فی الأَساسِ ،فإِنَّهُ قالَ :داهِیَهٌ دَبْسَاءُ.و دَوَاهٍ دُبْسٌ .و هو مَجَاز.
و کزُبَیْرٍ: دُبَیْسٌ المَلاّلُ ،عن الثَّوْرِیِّ .و إِبْرَاهِیمُ بنُ دُبَیْسٍ الحَدّادُ.ذَکَرَه المُصَنِّف فی«س ب ت».و دُبَیْسُ بنُ سَلاّمٍ القَبانی،عن علیِّ بنِ عاصمٍ .و دُبَیْسٌ :رجلٌ من بَنِی صَخْرٍ،و هو فارِسُ الحَدْبَاءِ.و دُبَیْسٌ الأَسَدِیُّ :مشهورٌ، انْظُرْه فی شُرُوحِ المَقَامَات.و نَهْرُ دُبَیْسٍ :بالعراق،إِلی مَولَی لزیادِ ابنِ أَبیهِ ،و قیل:
رجُلٍ قَصَّارٍ کان له تبصر علی الثِّیَاب (3).
و الدِّبْسُ ،بالکسرِ:لَقَبُ أَبِی العَبّاسِ أَحْمَدَ بنِ محمَّدٍ الحَمّالِ ،و حازِم بن محمَّدِ بنِ أَبِی الدِّبْسِ الجُهَنِیِّ ، کلاهُما عن شُیُوخِ ابن الزَّیْنِیّ .و المُبَارَکُ بنُ علیٍّ الکِنَانِیُّ یُکْنَی أَبا الدِّبْسِ ،سَمِعَ منه الدُّبَیْثیّ (4).
و الدَّبَّاسُ ،ککَتَّانٍ :لَقَبُ جَمَاعَهٍ ،أَشهَرُهم حَمّادٌ شیخُ سَیِّدِی عبدِ القادِرِ الجیلانِیِّ ،قُدِّس سِرُّه.و یُونُسُ بنُ إِبرَاهِیمَ بنِ عبد القَوِیِّ الدَّبُّوسِیّ ،بتثقیل الباءِ الموَحَّدهِ ، و یقالُ له: الدَّبَابِیسِیُّ ،أَیضاً،و هو آخِرُ مَن حَدَّثَ عن ابنِ المُقَیّر (5)،و عنه جَمَاعَهٌ من شیوخِ الحَافِظِ .و مُحَمّدُ بنُ علیِّ بن أَبی بَکْرِ بنِ دَبُّوسٍ ،و قَرِیبُه مُحَمَّدُ بنُ محمَّدِ بنِ عبدِ اللَّطِیفِ بنِ دَبُّوسٍ ،حَدَّثَا.
و المَدَابِسَهُ :بَطْنٌ من لامِ بنِ الحَارِثِ بنِ ساعِدَهَ ،فی الیَمَنِ .
الدُّبَّحْسُ ،کشُمَّخْرٍ ،و الحاءُ مُهْمَلَهٌ .أَهمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و صاحِبُ اللِّسَانِ ،و نَقَلَ الصَّاغَانِیُّ عن سِیبَوَیْهِ ، و قالَ صاحِبُ اللِّسَانِ :هو بالخَاءِ المُعْجَمَهِ ،مَثَّلَ به سِیبَوَیْهِ ، و فَسَّرَه السِّیرَافِیُّ فقال:هو الضَّخْمُ ،فأَوْهَمَ الصّاغَانِیُّ أَنَّ التَّفْسِیرَ لسِیبَوَیْهِ .
و قیل:هو العَظِیمُ الخَلْقِ ،و هو بَیَانٌ لمَعْنَی الضَّخْمِ ، و الصّوَابُ أَنَّ هذا بالخَاءِ المُعْجَمَهِ ،کما یَأْتِی عن ابنِ خالَوَیْهِ .
و قال غیرُ السِّیرافِیِّ : الدُّبَحْسُ :هو الأَسَدُ ،کَأَنَّه لضَخامَتِه.
کالدُّبَّخْسِ ،بالخَاءِ المُعْجَمَه، زِنَهً و مَعْنًی ، و هو الَّذِی ذکرَه صاحبُ اللِّسانِ .
و ذَکَرَهُ ابنُ خَالَویْهِ فی«کِتَابِ لَیْسَ ».و قالَ فیهِ :
الدَّبَّخْسُ :من غَرِیبِ أَسْمَاءِ الأَسَدِ.و قال فی«کتابِ أَسْمَاءِ الأَسَد»: الدُّبَّخْسُ :العَظِیمُ الخَلْقِ ،یقال:رَجُلٌ دُبَّخْسُ ، و أَسَدٌ دُبَّخْسٌ .
ص:276
*و مما یستدرک علیه:
دبلوس :قریهٌ بمِصْرَ،من الدَّنْجَاوِیه.و قد أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ أَیضاً.
دَحَسَ بَیْنَهُمْ دَحْساً ، کمَنَعَ :أَفْسَدَ ،و کذلِک مَأَسَ و أَرَّشَ .
و دَحَسَ : أَدْخَلَ الیَدَ بینَ جِلْدِ الشّاهِ و صِفَاقِها للسَّلْخِ ، و منه
16- الحَدِیث: « فدَحَسَ بِیَدِهِ حَتَّی تَوَارَتْ إِلی الإِبطِ ثُمَّ مَضَی و صَلَّی و لم یَتَوَضَّأْ». أَی دَسَّهَا بین الجِلْدِ و اللَّحْمِ ،کما یَفعل السَّلاَّخُ .
و دَحَسَ الشَّیْ ءَ:ملأَه و دَسَّه.
و دَحَسَ السُّنْبُلُ :امْتَلأَتْ أَکِمَّتُه مِنَ الحَبِّ ، کأَدْحَسَ ، و ذلِکَ إِذا غَلُظَ .
و دَحَسَ برِجْلِه :مثل دَحَصَ .
و دَحَسَ عنه الحَدِیثَ :غَیَّبَه و دَحَسَ بالشَّرِّ:دَسَّهُ مِن حَیْثُ لا یُعْلَمُ . و منه
14- قولُ العَلاءِ ابنِ الحَضْرَمِیِّ ،رَضِیَ اللّه تَعَالَی عنه،أَنشدَه النَّبِیَّ صلّی اللّه علیه و سلم:
وَ إِنْ دَحَسُوا بِالشَّرِّ فَاعْفُ تَکَرُّماً
و إِنْ خَنَسُوا عَنْکَ الْحَدِیثَ فَلا تَسَلْ .
قال ابنُ الأَثِیر:یُرْوَی بالْحَاءِ و بالخَاءِ،یُرید:إِن فَعَلُوا الشَّرَّ مِن حیثُ لا تَعْلَمُه.
قال:و الدَّحْسُ :التَّدْسِیسُ للأُمُورِ لِتَسْتَبْطِنَها و تَطْلُبَها أَخْفَی ما تَقْدِرُ علیه.
و الدَّحْسُ ،کالمَنْعِ : الزَّرْعُ إِذَا امْتَلأَ حَبّاً ،سُمِّیَ بالمَصْدَرِ.
و داحِسٌ و الغَبْرَاءُ:فَرسَانِ مَشْهُورَانِ .قالهُ الجَوْهَرِیّ .
داحِسٌ : فَرَسٌ لقَیْسِ بن زُهَیْر بن جَذِیمهَ العَبْسِیّ . و منه :
«وَقَعَ بَیْنَهُم حَرْبُ دَاحِسٍ »،و ذلِکَ أَنَّه تَرَاهَنَ قَیْسٌ و حُذَیْفهُ بنُ بَدْرٍ الذُّبیانِیُّ ثمّ الفَزارِیُّ علی خَطَرٍ (1): عِشْرینَ بَعِیراً،و جَعَلاَ الغَایَهَ مائهَ غَلْوَهٍ ،و الْمِضْمَارَ أَرْبَعِینَ لَیْلَهً . و المَجْرَی مِن ذاتِ الإِصادِ،مَوْضعٍ فی بلادِ بَنِی فَزَارَهَ .
فأَجْرَی قَیْسٌ داحِساً و الغَبْرَاءَ ،و هما فَرسانِ له،و قد أُغْفِلَ المصنِّف عنه فی«غ ب ر»و اسْتُدْرِک علیه هنالک.
و أَجْرَی حُذَیْفَهُ الخَطَّارَ و الحَنْفَاءَ ،و هما فَرسانِ له.قال السُّهَیْلِیُّ :و یقال:إِن الحَنْفاءَ هیَ الَّتِی أُجْرِیَتْ مع الغَبْرَاءِ ذلِکَ الیومَ ،و فیه یَقْولُ الشاعِرُ:
إِذا کانَتِ الغَبْرَاءُ لِلْمَرْءِ عُدَّهً
أَتَتْهُ الرَّزَایَا مِنْ وُجُوهِ الفَوَائدِ
فَقَدْ جَرَّتِ الحَنْفَاءُ حَتْفَ حُذَیْفَهٍ
و کانَ یَرَاهَا عُدَّهً للشَّدائدِ
فَوَضَعَتْ بنو فَزَارَهَ رَهْطُ حُذَیْفَهَ کَمِیناً فی الطَّرِیقِ ،و فی الصّحاحِ :علی الطّرِیقِ ، فَرَدُّوا الغَبْرَاءَ و لَطَمُوهَا،و کانت سابِقَهً ،فهاجَتِ الحَرْبُ بینَ عَبْسٍ و ذُبْیَانَ أَرْبَعِین سَنهً . و هو نَظِیرُ حَرْبِ البَسُوسِ ،فإِنها أَیضاً کانَتْ أَرْبَعِینَ سَنهً ،و قد تقدَّم بَیانُهَا فی«بس».و قالَ السُّهَیْلِیُّ :و یُقَال:دامَتْ حَرْبُ داحسٍ ثَمانِ عَشْرَهَ سَنَهً ،لم تَحْمِلْ فیها أُنْثَی،لأَنَّهُم کانُوا لا یَقْرَبُون النِّسَاءَ ما دَامُوا مُحَارِبِینَ .
و هذا الذی ذَکَرَه المصنِّف هنا بعَیْنِه هو عِبَارَهُ الجَوْهَرِیِّ .
و کَوْنُ داحِسٍ و الغَبْرَاءِ فَرَسَیْ قَیْسٍ ،هو الصَّحِیحُ ،و صَرَّح به أَیضاً أَبو عُبَیْدٍ البَکْرِیُّ فی شرحِ أَمالِی القالِی،و نَقَل السُّهَیْلِیُّ عن الأَصْبَهَانِیِّ :أَنَّ حَربَ داحِسٍ کانَت بعدَ یَوْمِ جَبَلَهَ بأَرْبَعِینَ سَنهً ،و آخِرها بِقُلَهَ ،من أَرْضِ قَیْسٍ .و هُناکَ اصْطَلَحَتْ حَیْسٌ و مَنُولَهُ ،و هی أُمُّ بَنی فَزارَهَ .
و قد تَقَدَّم للمصنِّف فی«غ ب ر»أَنَّ الغَبْرَاءَ فَرَسُ حَمَلِ بنِ بَدْرٍ،و صَوَّب شیخُنَا أَنَّهَا لأَخِیه حُذَیْفَهَ بنِ بَدْرٍ، و جَعَلَ کلاَمَ المصنِّفِ لا یَخْلُو عن تَخْلِیطٍ ،و قد قلتُ :إِنَّ الذی أَوْرَدَه المصنِّفُ هو نَصُّ الجَوْهَرِیّ ،و لا تَخْلِیطَ فیه أَصلاً،و ما صَوَّبه شیخُنَا من أَنَّ الغَبْرَاءَ لحُذَیْفَهَ فیه نَظَرٌ، فإِنَّ الذِی عُرِفَ من کلامِهِم أَنَّ الغَبْرَاءَ اسمٌ لثلاثهِ أَفراسٍ ، لحَمَلِ بنِ بَدْرٍ الفَزَارِیِّ ،و لقُدَامَهَ بنِ نَصّارٍ الکَلْبِیِّ ،و لقَیْسِ ابنِ زُهَیْرٍ العَبْسِیِّ ،و هذه الأَخِیرَهُ هی خالَهُ داحَسٍ ،و أَخْتُه لأَبِیهِ ،کما صَرَّح به ابنُ الکَلْبِیّ فی الأَنْسَابِ .و الحَنْفَاءُ و الخَطَّارُ کِلاَهُمَا لحُذَیْفَهَ ،و الأُولَی أُخْتُ داحِسٍ لأَبِیه من وَلَدِ ذی العُقَّالِ .و مِن وَلدِ الغَبْرَاءِ هذه الصَّفا:فَرَسُ مُجَاشِع بنِ مَسْعُودٍ السُّلَمِیِّ ،رَضِیَ اللّه عنه،الذی اشْتَراهُ منه سیِّدُنا عُمَرُ رَضِیَ اللّه عنه،فی خِلافته بعَشْرَهِ آلافِ
ص:277
دِرْهمٍ ،ثمّ أَعْطاه له لمَّا أَرْسَلَه إِلی بلادِ فَارِسَ .نَقله ابنُ الکَلْبِیِّ .
و سُمِّیَ داحِساً لأَنَّ أُمَّهُ جَلْوَی الکُبْرَی کانَتْ لبنِی تَمِیمٍ ، ثمّ لرَجُلٍ من بَنِی یَرْبُوعٍ ،اسمُه قِرْوَاشُ بنُ عَوْفٍ مَرَّتْ بِذی العُقَّال بنِ أَعْوَجَ .فی الأَنْسَاب:ابنِ الهُجَیْسِیّ بن زادِ الرَّکْب. و کان ذو العُقَّالِ فَرَساً عَتِیقاً لِحَوْطِ بنِ [أَبِی]جابِرٍ، مع جارِیَتَیْنِ من الحَیِّ خَرَجَتَا لِتَسْقِیاهِ فلمّا رأَی جَلْوَی وَدَی،فضَحِکَ شَبَابٌ مِن الحَیِّ کانُوا هُنَاک، فاسْتَحْیَتَا، فأَرْسَلَتَاه. و نَصُّ السُّهَیْلِیّ فی الرَّوْضِ :فاسْتَحَیَا وَ نَکَّسَا رؤُوسَهما،فأَفْلَتَ ذُو العُقَّالِ فَنَزَی عَلَیْها،فَوافَقَ قَبُولَهَا، فعرَفَ حَوْطٌ صاحِبُ ذی العُقَّال ذلِکَ حِینَ رأَی عَیْنَ فَرَسِه :
و هو رجُلٌ من بنی ثَعْلَبَهَ بنِ یَرْبُوع، و کان شِرَّیراً ،فأَقْبَلَ مُغْضَباً فطَلَبَ منهم ماءَ فَحْلِه،فلمّا عَظُمَ الخَطْبُ بینَهُمْ قالوا له:دُونَکَ ماءَ فَرَسِک،فسطَا علیها حَوْطٌ و جَعَل یدَه فی ماءٍ و تُرَابٍ ،فأَدْخَلَ یدَه فی رَحَمِهَا ثمّ دَحَسَهَا حتَّی ظَنَّ أَنَّه قد أَخْرَجَ الماءَ،و اشْتَمَلَتِ الرَّحِمُ علی ما فِیهَا من بقیَّه الماءِ فنَتَجَهَا قِرْوَاشٌ مُهْراً،فسُمِّیَ داحِساً [من ذلک] (1)، و خَرَجَ و کَأَنَّه ذُو العُقَّالِ أَبُوهُ . و له حَدِیثٌ طویلٌ فی حَرْبِ غَطَفَانَ . و ضُرِبَ به المَثَلُ ،فقیل:«أَشْأَمُ من دَاحِسٍ ».
و ذلِکَ لِمَا جَرَی بسَبَبِه من الخُطُوبِ .فلا یُقَال:إِنَّ الصوابَ «أَشْأَمُ من الغَبْرَاءِ»کما نَقَلَه شیخُنَا عن بَعْضِ أَهْلِ النَّظَرِ، زَعَمُوا.و قالُوا:هو المُطَابِقُ للواقِعِ ؛لأَنَّ الحَرْبَ إِنّمَا هَاجَتْ بسَبَبِ الغَبْرَاءِ،فإِنَّ المُرَادَ فی شُؤْمِه هُنَا هو ما أَشارَ له المصنِّف فی قِصَّه نِتاجِهِ ،دُونَ المُرَاهَنَهِ التی سَبَقَتْ مِن قَیْسٍ و حُذَیْفَهَ ،کما هو ظاهرٌ،فتأَمَّلْ .
قال السُّهَیْلِیّ :و أَظْهَرُ منه أَن یکونَ مِثْلَ :لابِنٍ و تامِرٍ، و أَنْ یکونَ فاعِلاً بمعنی مَفْعُولٍ .
و إِنَّمَا قَیَّدَ المصنِّفُ جَلْوَی بالکُبْرَی احْتِرازاً من الصُّغْرَی،فإِنَّهَا بِنْتُ ذِی العُقَّال مِن جَلْوَی الکُبْرَی،سُمِّیَتْ باسمِ أَمِّهَا،فهی أُختُ داحِسٍ من أَبِیه و أُمِّه،و هی أَیضاً لبنی ثَعْلَبَهَ بنِ یَرْبُوعٍ .
و الدحّاسُ ،کرُمَّانٍ و شَدَّادٍ:دُوَیْبهٌ صَفْرَاءُ سُمِّیَتْ لاستِیطانِها فی الأَرْضِ ،و هی فی الصّحاح هکذا، و الجَمْعُ : الدَّحَاحِیسُ و الأُولَی نَقَلَها الصاغانِیّ .و فی المُحْکَم: الدَّحّاسَهُ :دُودَهٌ تَحْتَ التُّرَابِ صَفْرَاءُ صافِیهٌ ،لها رأْسٌ مُشَعّبٌ دَقِیقَهٌ تَشُدُّها الصِّبْیَانُ فی الفِخَاخِ لِصَیْدِ العَصَافِیرِ ،لا تُؤْذِی.
و الدَّاحِسُ و الدَّاحُوسُ :قَرْحَهٌ تَخْرُج بالیَدِ،و به أَجَابَ الأَزْهَرِیُّ حینَ سُئِلَ عنه، أَو بَثْرَهٌ تَظْهَرُ بَیْنَ الظُّفُرِ و اللَّحْمِ فیَنْقَلِعُ منها الظُّفُرُ ،کما حَدَّدَهُ الأَطِبَاءُ.
و قال الزَّمَخْشَرِیُّ : الدَّاحِسُ :تَشَعُّثُ الإِصْبَعِ ،و سُقُوطُ الظُّفُرِ.
و أَنشَدَ أَبو علیٍّ :
تَشَاخَسَ إِبْهَامَاکَ إِنْ کُنْتَ کَاذِباً
و لاَ بَرِئَا مِنْ دَاحِسٍ و کُنَاعِ
و الإِصْبَعُ مَدْحُوسَهٌ ،من ذلک.
و
16- فی حَدِیثِ طَلْحَهَ : «أَنَّه دَخَلَ علیهِ دَارَهُ و هِیَ دِحَاسٌ ».
أَی ذاتُ دِحَاسٍ و بَیْتٌ مَدْحُوسٌ و دِحَاسٌ ،بالکَسْرِ:مَمْلُوءٌ کثیرُ الأَهْلِ ،قالَهُ ابنُ دُرَیْدٍ (2).و الدِّحَاسُ :الامتلاءُ و الزِّحَام.
و الدَّیْحَسُ ،کصَیْقَلٍ : الکثیرُ من کلِّ شیْ ءٍ ، کالدَّیْخَسِ (3)و الدَّیْکَسِ .
*و مما یستدرک علیه:
دَحَسَ ما فی الإِنَاءِ دَحْساً :حَسَاهُ .
و وِعَاءٌ مَدْحُوسٌ و مَدْکُوسٌ و مَکْبُوسٌ ،بمعنًی وَاحدٍ.نقَلَه الأَزْهَرِیُّ عن بعضِ بنی سُلَیْمٍ .
و دَحَسَ الثَّوْبَ فی الوِعَاءِ یَدْحَسُه دَحْساً :أَدْخَله.
و بَیْتٌ مَدْحُوسٌ من النّاسِ :أَی مملوءٌ و دَحَسَ الصُّفُوفَ :زَاحَمَهَا بالمَنَاکِبِ .
و دَاحِسُ :مَوْضِعٌ .قال ذُو الرُّمَّه:
أَقُولُ لِعَجْلَی بَیْنَ یَمٍّ و دَاحِس
أَجِدِّی فَقَدْ أَقْوَتْ عَلَیْکِ الأَمالِسُ (4)
ص:278
و الدَّحْسُ :الکَشْطُ .
الدّحْمُس ،کجَعْفَرٍ و زِبْرِجٍ و بُرْقُع:الأَسْوَدُ من کلِّ شَیءٍ ،کالدَّحْسَمِ .
و لَیْلَهٌ دُحْمُسَهٌ ،بالضّمِّ (1):مُظْلِمه. و لَیْلٌ دُحْمُسٌ ، بالضّمّ (2)،و ضَبَطَه الصّاغَانِیُّ کزِبْرِجٍ : مُظْلِمٌ شَدِیدُ الظُّلمهِ .
و قال الأَزْهَرِیُّ :و أَنْشَدَنی رجلٌ :
و ادَّرِعِی جِلْبَابَ لَیْلٍ دُحْمُسِ
أَسْوَدَ دَاجٍ مِثْلِ لَوْنِ السُّنْدُسِ
و یقَال: رَجُلٌ دَحْمَسٌ ،بالفَتْحِ ،و دُحَامِسٌ و دُحْمُسانٌ و دُحْمُسانِیٌّ ،بضَمِّهِنّ ،أَی آدَمُ اللَّوْنِ أَسْوَدُ ضَخْمٌ غَلِیظٌ سَمِینٌ ،کالدُّحْسُمِ .و قال ابن دُرَیْدٍ (3): الدُّحَامِسُ :الرَّجُلُ الأَسْوَدُ الضَّخْمُ ،بالحاءِ و الخاءِ جَمِیعاً.
و الدَّحْمَسُ ،کجَعْفَرٍ: زِقّ یُجْعَلُ فیه الخَلُّ ،عن ابنِ عَبّاد.
و الدُّحْمُسَانُ ،بالضّمّ :الأَحْمَقُ السَّمِینُ ،و قد یُقْلَبُ (4)، فیُقَال: دُحْسُمَان ،نقله الجَوْهَرِیّ .
و الدُّحَامِسُ ،الشُّجَاعُ الضِّخْمُ .
و الدَّحَامِسُ ، بالفَتْح:اللَّیَالِی المُظْلِمَهُ ،نقله الأَزْهَرِیُّ .
و عن أَبِی الهَیْثَمِ : الدَّحَامِسُ : ثَلاثُ لَیَالٍ بَعْدَ الظُّلَمِ ، و هی الحَنَادِسُ أَیضاً ،و قد مَرَّ فی مَوْضِعِه سابقاً.
دَخْتَنُوسُ ،کعَضْرَفُوط ،أَهملَه الجَوْهَرِیُّ هنا،و أَوردَه اسْتِطْراداً فی ترکیب«أ ل ک»،فقال-حِینَ أَنْشَدَ قَولَ الشاعِر:
أَبْلِغْ أَبَا دَخْتَنُوسَ مَأْلُکَهً
غَیْرَ الَّذِی قَدْ یُقَالُ مِلْکَذِبِ
هی بِنْتُ لَقِیطِ (5)بنِ زُرَارَهَ التَّمِیمِیِّ وحی (6)،هکذا فی سائِرِ النُّسَخِ ،و لعله:و هی مُعَرَّبَهٌ ،أَصلُهَا دُخْتَرْنُوشُ أَی بِنْتُ الهَنِئَ ،سَمّاهَا أَبُوها باسْمِ ابْنَهِ کِسْرَی قُلِبَت الشِّینُ سِیناً لمَّا عُرِّبَتْ .قال لَقِیطُ بنُ زُرارَهَ :
یَالیْت شِعْرِی الْیَوْمَ دَخْتَنُوسُ
إِذَا أَتَاها الخَبرُ المَرْمُوسُ
أَتَحْلِقُ القُرُونَ أَمْ تَمِیسُ
لاَ بَلْ تَمِیسُ إِنَّهَا عَرُوسُ
و یقال:دَخْدَنُوسُ ،بالدال ،و تَخْتَنُوسُ أَیضاً،و قد تقدَّم.
الدَّخِیسُ ،کأَمِیرٍ: اللَّحْمُ الصُّلْبُ المُکْتَنِزُ الکَثِیرُ ،قال النَّابِغَهُ یَصِفُ ناقَتَه:
مَقْذُوفهٍ بدَخِیسِ النَّحْضِ بَازِلُهَا
لَهُ صرِیفٌ صَرِیفَ القَعْوِ بالمَسَدِ
و هو فَعِیلٌ کأَنَّه دُخِسَ بَعْضُه فی بَعْضٍ ،أَی أُدْمِجَ .
و الدَّخِیسُ : مَوْصِلُ الوَظِیفِ فی رُسْغِ الدّابَّهِ ،و هو عَظْمُ الحَوْشَبِ .و قَالَ ابنُ شُمَیْلٍ : الدَّخِیسُ : عُظَیْمٌ فی جَوْفِ الحافِرِ کأَنَّه ظِهَارَهً له.و الحَوْشَبُ :عَظْمُ الرُّسْغِ .
و الدَّخِیسُ : لَحْمُ باطِنِ الکَفِّ . قالَ الأَزْهَرِیُّ :و هو من الإِنْسَانِ و السِّبَاعِ .
و الدَّخِیسُ مِن الناسِ : العَدَدُ الجَمُّ الکَثِیرُ المُجْتَمِعُ .
یقال:عَدَدٌ دَخِیسٌ و دِخَاسٌ :أَی کَثِیرٌ،و کذلِک نَعَمٌ دِخَاسٌ (7).
و الدَّخِیسُ الکَثِیرُ ،هکذا بخَطِّ الجَوْهَرِیّ ،و فی بعضِ نُسَخ الصّحاح:الکَنِیزُ (8)،بالنون و الزای، مِنْ أَنْقَاءِ الرَّمْلِ .
و الکَثِیرُ مِن مَتاعِ الْبَیْتِ .
و الدَّخِیسُ : الْمُلْتَفُّ مِن الکَلإِ الکَثِیرُ، کالدَّیْخَسِ (9)، کصَیْقَلٍ .قَالَهُ أَبُو حَنِیفَهَ .و قد یکونُ الدَّیْخَسُ فی الیَبِیسِ .
و الدَّخْسُ ،بالفَتْح:الإِنْسَانُ التَّارُّ المُکْتَنِزُ اللَّحْمِ ،عن اللَّیْثِ .
و الدَّخْسُ : الفَتِیُّ مِنَ الدِّبَبَهِ ،جمْع دُبٍّ .
و قال اللَّیْثُ : الدَّخْسُ انْدِسَاسُ شَیْ ءٍ فی التُّرَابِ ،کما
ص:279
تُدْخَسُ الأُثْفِیَّهُ فی الرَّمَادِ.و لذلِکَ یُقَال للأَثافِیِّ : دَوَاخِسُ ، و زاد غیرُه: کالدُّخَّسِ .قال العَجَّاجُ :
دَوَاخِساً فی الأَرْضِ إِلاَّ شَعَفَا
و الدُّخَسُ ، کصُرَدٍ :دابَّهٌ فی البَحْرِ تُنْجِی الغَرِیقَ ، تُمَکِّنُه من ظَهْرِهَا لِیستَعِینَ علی السِّبَاحَه،و تُسَمَّی الدُّلْفِینَ ، و هی التُّخَسُ و قد سَبَقَ فی مَحَلِّه.و التَّاءُ بَدَلٌ عن الدّال.
قال الطِّرِمَّاحُ :
فَکُنْ دُخَساً فِی البَحْرِ أَوْ جُزْ وَراءَهُ
إِلَی الْهِنْدِ إِنْ لَمْ تَلْقَ قَحْطَانَ بِالْهنْدِ
و قال ابنُ دُرَیْدٍ: الدَّخَسُ ، بالتَّحْرِیک :داءٌ یأْخُذُ فی مُشَاشِ الحافِرِ ،و هو وَرَمٌ یکونُ فی أُطْرَهِ حافِرِ الدّابَّهِ . و قد دَخِسَ ،کفَرِحَ فهو دَخِسٌ ،و فَرَسٌ دَخِسٌ :به عَیْبٌ .
و عَددٌ دِخاسٌ ،بالکَسْرِ ،أَی کَثِیرٌ،و کذلِک:عَدَدٌ دَخِیسٌ .و نَعَمٌ دَخَائِسُ .
و دِرْعٌ دِخَاسٌ :مُتَقَارِبَهُ الحَلَقِ *و مِمَّا یُسْتَدْرَک علیه:
الدَّخْسُ و الدَّخِیسُ :التَّارُّ المُکْتَنِزُ.
و امرأَهٌ مُدْخِسَهٌ :سَمِینهٌ ،کأَنَّهَا دَخِیسٌ .و کُلُّ ذِی سِمَنٍ :
دَخِیسٌ .
و دَخَسُ اللَّحْمِ :اکتنَازُهُ .
و الدَّخَسُ :امْتِلاءُ العَظْمِ مِنَ السِّمَنِ .
و الدَّخِسُ :الکَثِیرُ اللَّحْمِ المُمْتَلِئُ العَظْمِ .و الجَمْع:
أَدْخاسٌ .
و الدَّخسُ :النّاقَهُ الکَثِیرَهُ اللَّحْمِ ،ذکره الأَزْهَرِیُّ فی «ل د س».
و بَیْتٌ دِخَاسٌ .مَلآنُ .و یُرْوَی بالحاءِ و قد تَقَدَّم.
و الدَّخْسُ فی سَلْخِ الشاهِ :الدَّحْسُ .
و الدَّیْخَسُ ،کصَیْقَلٍ :الذی لا خَیْرَ فیه.
و الدَّخُوسُ ،کصَبُورٍ:الجَارِیهُ التّارَّهُ ،عن ابن فارِسٍ .
الدُّخَامِسُ ،کعُلابِطٍ ،أَهملَه الجَوْهَرِیُّ .و قال ابنُ دُرَیْدٍ (1):هو الأَسْوَدُ الضَّخْمُ فی الرِّجَال،کالدُّحَامِس، بالحَاءِ.
و قال اللَّیْثُ : الدَّخْمَسَهُ :الخَبُّ الَّذِی لا یُبَیِّنُ لکَ مَعْنَی ما یُرِیدُ، کالدَّخْمَسِ ،و قد دَخْمَسَ علیه. و فُلانٌ یُدَخْمِسُ علیک أَی لا یُبَیِّنُ لکَ مِحْنَهَ (2)ما یُرِیدُ.
و قال ابنُ الفَرَجِ : أَمْرٌ مُدَخْمَسٌ و مُدَغْمَسٌ و مُدَهْمَسٌ و مُرَهْمَسٌ و مُنَهْمَسٌ ،أَی مَسْتُورٌ ،و قالَ ابنُ فارِسٍ :
الدَّخْمَسَهُ :مَنْحُوتهٌ من کلمتین؛من دَخَسَ ،و من دَمَسَ .
*و مّما یُسْتَدرْک علیه:
ثَنَاءٌ مُدَخْمَسٌ و دِخْمَاسٌ :لیستْ له حَقِیقَهٌ ،و هو الذی لا یُبَیَّنُ و لا یُجَدُّ فیه.و أَنشَدَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :
یَقْبَلُونَ الْیَسِیرَ مِنْکَ و یُثْنُو
نَ ثَنَاءً مُدَخْمَساً دِخْمَاسَا
و لم یفسِّرْه ابنُ الأَعْرَابِیِّ .
و الدُّخَامِسُ من الشَّیْ ءِ:الرَّدِیءُ منه.قال حاتمٌ الطّائِیُّ :
شَآمِیَهٌ لَمْ تُتَّخَذْ لِدُخَامِسِ الطَّ
بِیخِ و لا ذَمِّ الخَلِیطِ المُجَاوِرِ
و الدُّخَامِسُ :قَبِیلَهٌ .
و دُخْمَیْس :قریهٌ بمِصْرَ من الغَرْبِیَّه.
الدَّخْنَسُ ،کجَعْفَرٍ ،أَهملَه الجَوْهَرِیُّ ، و الصاغانِیُّ فی التَّکْمِلَهِ (3).و أَورده صاحِبُ اللسان،عن الأَزْهَرِیّ و مثلُه فی العُبَاب،فقال:هو الشَّدِیدُ مِن الناسِ و الإِبِل.أَو :هو الکَثِیرُ اللَّحْمِ الشُدِیدُ منها. قالَ الرّاجِزُ:
و قَرَّبُوا کُلَّ جُلاَلٍ دَخْنَسِ
عَبْلِ (4)القَرَا جُنَادِفٍ عَجَنَّسِ
تَرَی عَلَی هَامَتِهِ کالبُرْنُسِ
الدِّرْبَاسُ ،کقِرْطَاسٍ ،أَهملَه الجَوْهَرِیُّ .
ص:280
و قال الصّاغَانِیّ :هو الأَسَدُ کالدِّرْناس و الدِّرْوَاسِ (1)،و أَنْشَدَ فی العُبَابِ لرُؤْبَهَ :
و التُّرْجُمَانُ بْنُ هُرَیْمِ هَمَّاسْ
کأَنَّهُ لیْثُ عُرِینٍ دِرْبَاسْ
و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الدَّرْبَاسُ : الکَلْبُ العَقُورُ.
و الدُّرَابِسُ ، کعُلابِطٍ :الضَّخْمُ الشَّدِیدُ من الإِبِلِ . عن ابنِ عَبَّادٍ،و من الرِّجَالِ ،قال الشّاعر:
لَوْ کُنْتَ أَسْمَیْتَ طَلِیحاً نَاعِسَا
لَمْ تُلْفِ ذَا رَاوِیَهٍ دُرَابِسَا
و تَدَرْبَسَ :تَقَدَّم. عن ابن فارِس.قال الشاعِر:
إِذَا الْقَوْمُ قَالُوا:مَنْ فَتًی لِمُهِمَّهٍ ؟
تَدَرْبَسَ بَاقِی الرِّیقِ فَخْمُ المَنَاکِبِ
و الشَّمْسُ محمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بن علّی الطِّمائیّ البوتنجیّ ، یُعْرَف بابْنِ دِرْبَاسٍ :حَدَّثَ .
و دِرْبَاسٌ :اسمُ کَلْبٍ بعَیْنِه.قالَ الرّاجِز:
أَعْدَدْتُ دِرْوَاساً لِدِرْباسِ الحُمُتْ
عن ابن بَرِّیّ .و سیأْتی.
الدَّرْدَبِیسُ :الدَّاهِیَهُ ،قال جرَیٌّ الکاهِلِیُّ :
و لَوْ جَرَّبْتَنِی فی ذَاکَ یَوْماً
رَضِیتَ و قُلْتَ أَنْتَ الدَّرْدَبِیسُ
و الدَّرْدَبِیسُ : الشَّیْخُ الکَبِیر الهِمُّ .قالَهُ اللَّیْثُ .و أَنشدَ:
أُمُّ عِیالٍ فَخْمَهٌ نَعُوسُ
قَدْ دَرْدَبَتْ و الشَّیْخُ دَرْدَبِیسُ
و تُکْسَرُ فیه الدال:و هکذا کتبه أَبو عَمْرٍو الإِیادِیّ .
و الدَّرْدَبِیسُ : العَجُوزُ الفَانِیَهُ ،قال الشّاعِرُ:
جَاءَتْکَ فِی شَوْذَرِهَا (2)تَمِیسُ
عُجَیِّزٌ لَطْعَاءُ دَرْدَبِیسُ
أَحْسَنُ منْهَا مَنْظَراً إِبلِیسُ و الدَّرْدَبِیسُ : خَرَزَهٌ سَوْدَاءُ،کأَنَّ سَوادَها لَوْنُ الکَبِدِ،إِذا رَفَعْتَها و استَشْفَفْتَها رَأَیْتَها تَشِفُّ مِثْلَ لَوِن العَنَبَهِ الحَمراءِ، لِلْحُبِّ ،أَی تَتَحَبَّبُ بهَا المَرْأَهُ إِلی زَوْجِهَا،تُوجَدُ فی قُبورِ عادٍ.قال اللِّحْیَانِیُّ :و هُنَّ یَقُلْنَ فی تَأْخِیذِهِنَّ إِیَّاه:«أَخَذْتُه بالدَّردَبِیس ،تُدِرُّ العِرْقَ الیَبِیس».قال:تَعنْی بالعِرْقِ الیَبِیس:الذَّکَرَ.التَّفْسِیرُ له.
و مِمَّا یُسْتَدْرک علیه:
الدَّرْدَبِیسُ :الفَیْشَلَهُ :قالَ الشاعِر:
جَمَّعْنَ مِنْ قَبَلٍ لَهُنَّ و فَطْسَهٍ
و الدَّرْدَبِیسِ مُقابَلاً فی المَنْظَمِ
الدُّرْداقِسُ ،بالضّمّ :عَظْمُ القَفَا.قال الأَصْمَعِیُّ :هو طَرَفُ العَظْمِ الناتِئُ فَوقَ القَفَا.أَنشدَ أَبُو زَید:
مَنْ زَالَ عَنْ قَصْدِ السَّبِیلِ تَزایَلَتْ
بالسَّیْفِ هَامَتُهُ عَنِ الدِّرْقاسِ
قالَ محمّدُ بنُ المُکَرَّم:أَظُنُّ قافِیهَ البَیْت: الدُّرْدَاقِسِ .
و قال أَبُو عُبَیْدَهَ :هو عَظْمٌ یَصِلُ هکذا فی سائر النُّسَخِ .
و الصواب:یَفْصِلُ (3)بَیْنَ الرَّأْسِ و العُنُقِ ،کأَنَّه رُومِیٌّ . و قال الأَصْمَعِیّ :أَحْسَبَه رُومِیًّا،أَعْرَبَتْه العربُ .قال ابن فارِس:
و ما أَبْعَدَ هذه من الصِّحَّه.
قلتُ :و الصادُ لغهٌ فیه،عن ابن عَبّادٍ،کما سیأْتی إِن شَاءَ اللّه تعالی.
دَرَسَ الشیْ ءُ، و الرَّسْمُ یَدْرُسُ دُرُوساً ، بالضّمّ : عَفَا.و دَرَسَتْهُ الرِّیحُ دَرْساً :مَحَتْه،إِذا تَکَرَّرَتْ علیه فَعَفَّتْه. لازِمٌ مُتَعَدٍّ.
و دَرَسَهُ القَوْمُ :عَفَّوْا أَثَرَه.
و مِن المَجَازِ: دَرَسَتِ المَرْأَهُ تَدْرُسُ دَرْساً ،بالفَتْح، و دُرُوساً ،بالضّمّ : حاضَتْ و خَصَّ اللِّحْیَانِیُّ به حَیْضَ الجَارِیهِ . و هی دَارِسٌ ،مِنْ نِسْوَهٍ دُرَّسٍ و دَوَارِسَ .
و مِن المَجَازِ: دَرَسَ الکِتَابَ یَدْرُسُه ،بالضَّمّ ، و یَدْرِسُه ،
ص:281
بالکَسْر، دَرْساً ،بالفَتْح، و دِرَاسَهً ،بالکَسْرِ،و یُفْتَحُ ، و دِرَاساً ،ککِتَابٍ : قَرَأَه. و فی الأَساس:کَرَّرَ قِرَاءَتَه و فی اللِّسَان[و دارَسَهُ ،من ذلِکَ ] (1)کأَنَّه عانَدَه حَتّی انْقَادَ لِحِفْظِهِ .و قال غیرُه: دَرَسَ الکِتابَ یَدْرُسُه دَرْساً :ذَلَّلهُ بکَثْره القِرَاءَهِ حَتّی خَفَّ حِفْظُه علیهِ من ذلِک. کأَدْرَسَه .
عن ابنِ جِنِّی قال:و من الشّاذِّ قِرَاءَهُ أَبی (2)حَیْوَهَ : وَ بِما کُنْتُمْ تَدْرُسُونَ (3)أَی مِنْ حَدِّ ضَرَبَ .
وَ دَرَّسهُ تَدْرِیساً .قال الصاغانِیُّ :شُدِّد للمُبَالَغه،و منه مُدَرِّسُ المَدْرَسَه .
و قال الزَّمَخْشَرِیُّ : دَرَسَ الکِتَابَ ،و درَّسَ غَیْرَه:کَرَّرَه عن حِفْظ .
و مِن المَجَازِ: دَرَسَ الجَارِیَهَ :جَامَعَهَا. و فی الأَسَاس:
دَرَسَ المرأَهَ :نَکَحَها.
و مِن المَجَازِ: دَرَسَ الحِنْطَهَ یَدْرُسُهَا دَرْساً و دِرَاساً :
داسَهَا. قال ابنُ مَیَّادهَ :
هَلاَّ اشْتَرَیْتَ حِنْطَهً بِالرُّسْتَاقْ
سَمْرَاءَ مِمَّا دَرَسَ ابنُ مِخْرَاقْ (4)
هکذا أَنْشَدَهُ .قال الصّاغَانِیُّ :و لیس لابنِ مَیَّادَهَ علی القاف رَجَزٌ.
و دَرَسَ الطعامَ :داسَهُ ،یَمَانِیَهٌ ،و قد دُرِسَ ،إِذا دِیسَ ، و الدِّرَاسُ :الدِّیَاسُ (5)،بلُغَهِ أَهلِ الشّامِ .
و من المَجَازِ: دَرَسَ البَعِیرُ یَدْرُسُ دَرْساً : جَرِبَ جَرَباً شَدِیداً فقُطِرَ ،قال جَرِیرٌ:
رَکِبَتْ نَوارُکُمُ بَعِیراً دَارِساً
فِی السُّوقِ أَفْضَحَ راکِبٍ و بَعِیرِ (6)
قال الأَصْمَعِیُّ :إِذا کَان بالبَعیر شَیْ ءٌ خَفِیفٌ مِن الجَرَبِ قیل:بِه شیءٌ من الدَّرْسِ .و الدَّرْسُ :الجَرَبُ ،أَوَّلُ ما یَظْهَرُ منه.قال العَجَّاج:
بَصْفَرُّ لِلْیُبْسِ اصْفِرَارَ الوَرْسِ
مِنْ عَرَقِ النَّضْحِ عَصِیمَ الدَّرْسِ (7)
مِنَ الأَذَی و مِنْ قِرافِ الوَقْسِ
و قیل:هو الشَّیءُ الخَفِیفُ مِن الجَرَبِ .و قیل:مِنَ الجَرَبِ یَبْقَی فی البَعِیرِ.
و مِن المَجَازِ: دَرَسَ الثَّوْبَ یَدْرُسُه دَرْساً : أَخْلَقَه، فدَرَسَ هُوَ دَرْساً :خَلَقَ ، لازِمٌ مُتَعَدٍّ ،قال أَبو الهَیْثَم:هو مأَخُوذٌ مِن دَرَسَ الرَّسْمُ دُرُوساً ،و دَرَسَتْه الرِّیحُ .
و من المَجَازِ: أَبو (8)دِرَاسٍ :فَرْجُ المرأَه ،و فی العُبَاب:
أَبُو أَدْراسٍ .قال ابنُ فارِسٍ :أَخِذَ من الحَیْضِ .
و المَدْرُوسُ :المَجْنُونُ . و یُقَال:هو مَنْ بِه شِبْهُ جُنُونٍ .
و هو مَجَازٌ.
و الدُّرْسَهُ ،بالضَّمِّ :الرِّیَاضَهُ ،قال زُهَیْرُ بنُ أَبِی سُلْمَی:
وَ فِی الْحِلْم إِدْهانٌ وَ فِی العَفْوِ دُرْسَهٌ
وَ فِی الصِّدْقِ مَنْجَاهٌ مِنَ الشَّرِّ فَاصْدُقِ (9)
و الدَّرْسُ ،بالفَتْح: الطَّرِیقُ الخَفِیُّ ،کأَنّه دُرِسَ أَثَرُه حَتَّی خَفِیَ .
و الدِّرُسُ ، بالکسر:ذَنَبُ البَعِیرِ،و یُفْتَحُ ، کالدَّرِیسِ ، کأَمِیرٍ.و فی التَّکْمِلَه: کالدَّارِسِ .
و الدِّرْسُ : الثَّوْبُ الخَلَقُ کالدَّرِیسِ ،و المَدْرُوسِ :ج:
أَدْراسٌ و دِرْسانٌ ،و فی قَصِیدِ کَعْبٍ :
مُطَرَّحُ البَزِّ و الدِّرْسانِ مَأْکُولُ (10)
و قال المُتَنَخِّلُ :
قَدْ حَالَ بَیْنَ دَرِیسَیْهِ مُؤَوِّبَهٌ
مِسْعٌ لَهَا بِعِضاهِ الأَرْضِ تَهْزِیزُ
ص:282
17- و قَتَل رجُلٌ فِی (1)مَجلِسِ النُّعْمَانِ جَلِیسَه،فَأَمَر بقَتْلِه، فقَالَ :أَ یَقْتُلُ المَلِکُ جارَه[و یُضَیِّع ذِمَارَه (2)؟]قَال:نعمْ ،إِذا قَتَلَ جَلِیسَه،و خَضَبَ دَرِیسَه . [أَی بِسَاطَه 2] و إِدْرِیسُ النّبِیُّ صلّی اللّه علیه و سلم لیس مُشْتَقًّا من الدِّرَاسَهِ ،فی کتابِ اللّه عزَّ و جَلَّ کما تَوَهَّمَه کَثِیرُونَ و نَقَلُوه؛ لأَنهُ أَعْجَمِیٌّ ، و اسمُه خَنُوخُ ،کصَبُور.و قِیلَ :بفَتح النُّونِ .و قِیلَ :بل الأُولَی مُهْمَلَهٌ .و قال أَبو زکَرِیّا:هی عِبْرَانِیَّه،و قال غیرُه:
سُرْیَانِیّه. أَوْ أَحْنُوحُ ،بحاءٍ مهمَله،کما فی کُتُب النَّسَب، و نَقَلَه الصّاغَانِیُّ فی العُبَابِ هکذا،و الأَکثرُ الأَوَّلُ .
16- وُلِدَ قَبْلَ موتِ آدمَ علیهِ السَّلامُ بمائهِ سَنَهٍ ،و هو الجَدُّ الرابِعُ و الأَرْبَعُونَ لسیِّدنا رَسُولِ اللّه صلّی اللّه علیه و سلم، علی ما قَالَهُ ابنُ الجَوَّانِیّ فی المُقَدِّمه الفاضِلِیَّه . و قالَ ابنُ خَطِیبِ الدَّهْشَه:
و هو اسمٌ أَعْجَمِیٌّ ،لا یَنْصَرِفُ ،للعَلمِیَّه و العُجْمَه.و قیل:
إِنَّمَا سُمِّیَ به لکَثْرَهِ دَرْسِه ،لیکونَ عَرَبِیًّا.و الأَوَّلُ أَصَحُّ .
و قال ابنُ الجَوّانِیِّ :سُمِّیَ إِدْرِیسَ ؛ لِدَرْسِه الثَّلاثِینَ صَحِیفَهً التی أُنْزِلَتْ علیه.هذا قَوْلُ أَهْلِ النَّسَب.و کونُه أَحَدَ أَجدادِه صلّی اللّه علیه و سلم هو الَّذِی نَصَّ علیه أَئمَّهُ النَّسَبِ ،کشَیْخِ الشَّرَفِ العُبَیْدلِیّ و غیرِه.و
14- صرَّح السُّهَیْلِیُّ فی الرَّوْض: أَنَّه لیسَ بجَدٍّ لنُوحٍ ،و لا هُوَ فی عَمُود النَّسَب.قال:کذلِکَ سَمِعْتُ شیخَنَا أَبا بَکْرِ بنَ العَرَبِیّ یقولُ و یَسْتَشْهِدُ بحَدِیثِ الإِسراءِ:
«قال هل حِینَ لَقِیَه:مَرْحَباً بالأَخِ الصّالِح». قال:و النَّفْسُ إِلی هذا القَوْلِ أَمْیَلُ .
و أَبُو إِدْرِیسَ :کُنْیَهُ الذَّکَر (3).
[ و المِدرَسُ کمِنْبَرٍ ] (4).
و مِنَ المَجَازِ:فی الحَدِیث:«حَتَّی أَتَی المِدْرَاسَ ،و هو بالکسرِ: المَوْضِعُ الذی یُدْرَسُ (5)فیهِ کِتَابُ اللّه،و منه مِدْرَاسُ الیَهُودِ ،قال ابنُ سِیدَه:و مِفْعَالٌ غَرِیبٌ فی المَکَانِ .
و الدِّرْوَاسُ ،بالکَسْر:عَلَمُ کَلْبٍ قال الشّاعِرُ:
أَعْدَدْتُ دِرْوَاساً لِدِرْباسِ الحُمُتْ
قال:هذا کلْبٌ قد ضَرِیَ فی زِقَاقِ السَّمْنِ لیأْکلَهَا،فأَعَدَّ له کَلْباً یُقَال له: دِرْواسٌ .و أَنشد السِّیرافِیُّ :
بِتْنَا و بَاتَ سَقِیطُ الطَّلِّ یَضْرِبُنَا
عِنْدَ النَّدُولِ قِرَانَا نَبْحُ دِرْوَاسِ
و الدِّرْوَاسُ : الکَبِیرُ الرَّأْسِ مِنَ الکِلاَبِ ،کذا فی التَّهْذِیب.
و الدِّرْوَاسُ : الجَمَلُ الذَّلُولُ الغَلِیظُ العُنُقِ .
و قال الفَرَّاءُ: الدَّرَاوِسُ :العِظَامُ مِن الإِبلِ .وَاحِدُهَا:
دِرْوَاسٌ .
و الدِّرْوَاسُ : الشُّجَاعُ الغَلِیظُ العُنُقِ .
و الدِّرْوَاسُ : الأَسَدُ الغَلِیظُ ،و هو العَظِیمُ أَیضاً،و قیل:
هو العَظِیمُ الرَّأْسِ ،و قیل:الشَّدِیدُ،عن السِّیرَافِیِّ ، کالدِّرْیاسِ (6)،بالیَاءِ التَّحْتِیَّه،و هو فی الأَصلِ : دِرْوَاسٌ ، قُلِبَت الواوُ یاءً.و فی التَّهْذِیبِ : الدِّرْیَاسُ ،بالیَاءِ (7):الکَلْبُ العَقُورُ.و فی بَعْض النُسَخ:کالدِّرْبَاس،بالموحَّدَه.و بکُلِّ ذلک رُوِیَ قولُ رُؤْبَهَ السابِقُ فی«د ر ب س».
و من المَجاز: المُدَرِّسُ ،کمُحَدِّثٍ :الرَّجُلُ الکَثِیرُ الدَّرْسِ ،أَی التِّلاَوَهِ بالکِتَابه و المُکَرِّر له،و منه مُدَرِّسُ المَدْرَسَهِ .
و من المَجَازِ: المُدَرِّسُ ، کمُعَظَّمٍ :المُجَرَّب ،کذا فی الأَساس،و فی التکمله:المُدَرَّب.
و من المَجَازِ: المُدَارِسُ :الذِی قَارَفَ الذُّنُوبَ و تَلَطَّخ بِهَا ،من الدَّرْسِ ،و هو الجَرَبُ .قال لَبِیدٌ یذکُرُ القِیَامَهَ :
یَوْمَ لا یُدْخِلُ المُدَارِسَ فی الرَّحْ
مَهِ إِلاَّ بَرَاءَهٌ و اعْتِذَارُ (8)
و هو أَیضاً: المُقَارِئُ الذی قَرَأَ الکُتُبَ .
و المُدَارَسَهُ و الدِّرَاسَهُ :القِرَاءَهُ ،و منه قولُه تعالَی:
وَ لیَقُولُوا دَارَسْتَ (9)فی قِرَاءَه ابنِ کَثِیرٍ و أَبِی عَمْرٍو،و
17- فسَّرَه
ص:283
ابنُ عَبّاسٍ رضی اللّه عَنْهُمَا بقوله: قَرَأْتَ علی الیَهُودِ، و قَرَؤُوا عَلَیْکَ . و به قَرَأَ مُجَاهِدٌ،و فَسَّرَه هکذا.و قرأَ الحَسَن البَصْرِیُّ : دَارَسَتْ ،بفتح السین و سکونِ التاءِ،و فیه وَجْهَانِ ،أَحدُهما: دَارَسَتِ الیَهُودُ محمَّداً صلّی اللّه علیه و سلم.و الثانی:
دَارَسَتِ الآیَاتُ سَائِرَ الکُتُبَ ،أَیّ ما فیها،و طَاوَلَتْهَا المُدَّهَ ، حتَّی دَرَسَ کُلُّ وَاحِدٍ منها،أَی مُحِیَ و ذَهَبَ أَکْثَرُه.
و قرأَ الأَعْمَشُ : دَارَسَ أَی دَارَسَ النبیُّ صلّی اللّه علیه و سلم الیَهُودَ.
کذا فی العُبَابِ .
و قُرِئَ : دَرَسْتَ أَی قَرَأْتَ کُتُبَ أَهْلِ الکِتَابِ .
و قیل: دَارَسْتَ :ذاکَرْتَهُم.و قال أَبو العَبّاس: دَرَسْتَ ،أَی تَعَلَّمْتَ .
و قُرِئَ : دَرُسَتْ و دَرَسَتْ ،أَی هذِه أَخْبَارٌ قد عَفَتْ و انمَحَتْ .و دَرُسَتْ أَشَدُّ مُبَالَغهً .و قال أَبُو العَبّاسِ :
أَی هذا الَّذِی تَتْلُوه علینا قد تَطَاوَلَ و مَرَّ بِنا.
و انْدَرَسَ الرَّسْمُ : انْطَمسَ .
*و مِمَّا یُسْتَدْرَک علیه:
دِرْعٌ ، دَرِیسٌ ،أَی خَلَقٌ ،و هو مَجَازٌ.قال الشاعِر:
مَضَی و وَرِثْنَاهُ دَرِیسَ مُفَاضَهٍ
و أَبْیَضَ هِنْدِیًّا طَوِیلاً حَمائِلُهْ
و سَیْفٌ دَرِیسٌ ،و مِغْفَرٌ دَرِیسٌ کذلک.
و دَرَسَ الناقَهَ یَدْرُسُها دَرْساً :ذَلَّلها و رَاضَهَا.
و الدِّرَاسُ :الدِّیَاسُ .
و المِدْرَاسُ (1)و الْمِدْرَسُ ،بالکَسْر:المَوْضِع یُدْرَس فیه.
و المِدْرَسُ أَیضاً:الکِتَابُ .
و المِدْراسُ :صاحِبُ دِرَاسَهِ (2)کُتُبِ الیهودِ.و مِفْعَلٌ و مِفْعَالٌ من أَبنیه المبالَغَه.
و دارَسْتُ الکُتُبَ ،و تَدَارَسْتُهَا ،و ادَّارَسْتُهَا ،أَی دَرَسْتُها .
و تَدَارَسَ القرْآنَ :قرأَه و تَعَهَّدَهُ ،لئِلاَّ یَنْسَاهُ ،و هو مَجَازٌ.
و أَصْل المُدَارَسَهِ :الرِّیاضهُ و التعهُّدُ للشَیْ ءِ.و جَمْعُ المَدْرَسَهِ المَدَارِسُ .
و فِرَاشٌ مَدْرُوسٌ :مُوَطَّأٌ مُمَهَّدٌ.
و الدَّرْسُ :الأَکلُ الشَّدِیدُ.
و بَعِیرٌ لم یُدْرَسْ :لم یُرْکَبْ .
و تَدَرَّسْتُ أَدْرَاساً ،و تَشَمَّلْتُ أَشْمَالاً (3).
و لَبِسَ دَرِیساً و بَسَطَ دَرِیساً :ثَوْباً و بِسَاطاً خَلَقاً.
و طَرِیقٌ مَدْرُوسٌ :کَثُرَ طارِقوه حتَّی ذَلَّلوه.
و مَدْرَسَهُ النَّعَمِ :طَرِیقُهَا.
و کلُّ ذلِک مَجَازٌ.
و أَبو مَیْمُونَهَ دَرَّاسُ بنُ إِسْمَاعِیلَ ،کشَدَّادٍ،المَدْفُون بفاسَ ،له رِوَایهٌ .
و الإِدْرِیسِیُّون :بَطْنٌ کبِیرٌ من العَلَوِیّه بالمَغْرِب،منهم ملوکُهَا و أُمَرَاؤُهَا و مُحَدِّثوهَا.
و شَبْرَی دَارِس :من قُرَی مِصْرَ،و هی مُنْیَهُ القَزَّازِینَ .
بَعِیرٌ دِرْعَوْسٌ ،کقِرْطَعْبٍ ،أَهملَه الجَوْهَرِیّ .
و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ أَی حَسَنُ الخلْقِ ،هکذا نقَلَه الصاغانِیّ ، فی کِتَابَیْهِ .و نَقَلَه الأَزْهَرِیُّ و غَیْرُه عنه:بَعِیرٌ دِرْعَوْسٌ :غَلِیظٌ شَدِیدٌ،و سَیَأْتِی أَیضاً فی الشِّینِ .
الدِّرَفْسُ .کحِضَجْرٍ:العَظِیمُ من الإِبِلِ ، و نَاقَهٌ دِرَفْسَهٌ ،قالَه الجَوْهَرِیُّ .و قال الأُمَوِیُّ : الدِّرَفْسُ :
البَعیرُ الضَّخْمُ العَظِیمُ .
و الدِّرَفْسُ : الضَّخْم مِن الرِّجالِ ،عن ابنِ فارِسٍ ، کالدِّرْفَاسِ فیهما.
و قال شَمِرٌ: الدِّرَفْسُ : العَلَمُ الکَبِیرُ. و أَنْشَدَ لابنِ قَیْسِ الرُّقَیَّاتِ :
تُکِنُّهُ خِرْقَهُ الدِّرَفْسِ مِنَ الشَّمْ س
ِ کَلَیْثٍ یُفَرِّجُ الأَجَمَا
و الدِّرَفْسُ : الحَرِیرُ ،عن ابنِ عَبّادٍ.
و دَرْفَسَ الرَّجُل دَرْفَسَهً : رَکِبَ الدِّرَفْسَ مِن الإِبِلِ ،أَو حَمَل العَلَمَ الکَبِیرَ ،نقله الصّاغَانِیُّ عن ابنِ عَبّادٍ.
ص:284
و الدِّرْفَاسُ :الأَسَدُ العَظِیمُ الرَّقَبَهِ ،عن ابنِ عَبّادٍ.
*و مِما یُسْتَدْرَک علیه:
الدِّرَفْسُ ،النّاقَهُ السَّهْلَهُ السَّیْرِ.و قِیلَ :هی الکَثِیرَهُ لَحْمِ الجَنْبَیْنِ .
الدَّرَوْمَسُ ،کفَدَوْکَسٍ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیّ .
و قال الصّاغَانِیّ :هو الحَیَّهُ .
و دَرْمَسَ الرَّجُلُ : سَکَتَ ،عن ابنِ عَبّادٍ.
و قال ابنُ دُرَیْدٍ (1): دَرْمَسَ الشَّیْ ءَ:سَتَرَه ،کذا فی اللِّسَانِ و التَّکْمِلَهِ .
الدُّرَانِسُ ،کعُلابِطٍ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ ،و قالَ الصّاغَانِیُّ نَقْلاً عن اللَّیْثِ :هو الضَّخْمُ الشَّدِیدُ من الرِّجَالِ و الإِبِلِ ،قالَ :
لَوْ کُنْتَ أَمْسَیْتَ طَلِیحاً ناعِسَا
لَمْ تُلْفَ ذَا رَاوِیَهٍ دُرَانِسَا
هکذا أَنْشَدَه.و قد تَقَدَّم له ذلک بعَیْنِه فی الدُّرَابِسِ ، بالمُوَحَّدَه،فتأَمَّلْ .
و الدِّرْنَاسُ :الأَسَدُ. نقلَه الصّاغَانِیُّ ،عن ابنِ عَبّادٍ.
و قالَ أَبو سَهْلٍ الهَرَوِیُّ :إِذا جَعَلْتَه اسْماً له تکونُ النونُ فیه أَصْلِیَّهً ،و یجوز أَنْ یکونَ وَصْفاً له،و تکون النونُ زائدهً ، مَأْخُوذٌ من الدَّرْسِ ،من قولِهم:طَرِیقٌ مَدْرُوسٌ ،إِذا کَثُرَ أَخْذُ الناسِ فیهِ ،فکَأَنَّ الأَسَدَ وُصِفَ بذلِکَ (2)لتَذْلِیلهِ و تَلْیِینِه،إِیَّاها.
الدِّرْهَوْسُ ،کفِرْدَوْسٍ ،قال الصّاغانِیُّ :
أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و هو مَکْتُوبٌ فی سائرِ الأُصُولِ بالأَسْوَدِ، و مُلْحَقٌ بهامِشِ الصّحاح و کأَنَّه سقَطَ من نُسْخَهِ الصّاغَانِیِّ ، و مَعْنَاه: الشَّدِیدُ ،قال رُؤْبَهُ :
جَمَّعَ مِنْ مُبَارَکٍ دِرْهَوْسِ
عَبْلِ الشَّوَی خُنَابِسٍ خِنَّوْسِ
ذَا هَامَهٍ و عُنُقٍ عِلْطَوْسِ (3)
و الدَّرَاهِسُ :الشَّدَائِدُ ،مِثْلُ الدَّهَارِسِ ،عن ابنِ الأَعْرَابیّ . و الدُّرَاهِسُ ، بالضَّمِّ :الکَثِیرُ اللَّحْمِ من کلِّ ذِی لَحْمٍ ،و الشَّدِیدُ ،قالَهُ الصّاغَانِیُّ ،عن ابن عَبّاد.و فی اللِّسَان: الدُّرَاهِسُ :الشَّدِیدُ من الرِّجَال.
*و مما یستدرک علیه:
الدِّرْیَوْسُ ،کفِرْدَوْسٍ :الغَبِیُّ من الرِّجَال.هکذا نقلَه صاحِبُ اللِّسَانِ .قالَ :و لا أَحْسَبُهَا عَرَبِیَّهً مَحْضَهً .
الدَّسُّ : دَسُّکَ شَیْئاً تحتَ شَیْ ءٍ،و هو:
الإِخْفَاءُ ،قاله اللَّیْثُ .و دَسَسْتُ الشیْ ءَ فی التُّرابِ :أَخْفَیْتهُ .
و الدَّسُّ أَیضاً: دَفْنُ الشیْ ءِ تحتَ الشیْ ءِ و إِدْخَالُه،و منه قوله تَعالَی: أَمْ یَدُسُّهُ فِی التُّرابِ (4)أَی یَدْفِنُه،أَی الموؤودَه،و رَدَّ الضَّمِیرَ علی لفظِه.قالَهُ الأَزْهَرِیُّ ، کالدِّسِّیسَی کخِصِّیصَی.
و الدَّسِیسُ ،کأَمِیرٍ: الصُّنَانُ الذی لا یَقْلَعُه (5)الدَّوَاءُ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ .
و الدَّسِیسُ : مَنْ تَدُسُّه لِیَأْتِیَکَ بالأَخْبَارِ ،و هو شَبِیهُ المُتَحَسِّس (6).
و یُقَال: انْدَسَّ فُلانٌ إِلی فُلانٍ یأْتِیهِ بِالنَّمائمِ .و العامَّه یُسَمُّونه الدّاسُوسَ .
و الدَّسِیسُ : المَشْوِیُّ ،عن ابن الأَعْرَابِیِّ .
و الدُّسُسُ ،بضَمَّتَیْن:الأَصِنَّهُ الدَّفِرَه (7)الفائِحَهُ ،عنه أَیضاً.
و الدُّسُسُ : المُرَاؤُونَ بِأَعْمَالِهم،یَدْخُلُونَ مع القُرَّاءِ و لَیْسُوا مِنْهُمُ ،عنه أَیضاً.
و قال أَبو خَیْرَهَ : الدَّسَّاسَهُ :شَحْمَهُ الأَرْضِ ،و هی العَنَمَه.قال الأَزْهَرِیُّ :و تُسَمِّیها العربُ :الحُلْکَهَ وَ بناتِ
ص:285
النَّقَا،تَغُوصُ فی الرَّمْلِ کما یَغُوصُ الحُوتُ فی الماءِ،و بهَا نُشَبهُ بَنَاتُ العَذَارَی (1).
و الدَّسّاسُ :حَیَّهٌ خَبِیثَهٌ أَحْمَرُ کالدَّمِ مُحَدَّدُ الطَّرَفَیْنِ ،لا یُدْرَی أَیُّهما رأْسُه،غلِیظُ الجِلْدَهِ [لا] (2)یأْخُذ فیه الضَّرْبُ و لیسَ بالضَّخمِ ،غَلِیظٌ .قال: و هی النَّکَّازُ. قال الأَزْهَرِیُّ :
هکذا قرأْتُه بخَطِّ شَمِرٍ.و قال ابن دُرَیْدٍ:و هو ضَرْبٌ من الحَیَّاتِ ،و لم یُحَلِّهْ .و قال أَبو عَمْرو: الدَّسّاسُ فی الحَیَّاتِ :هو الذی لا یُدْرَی أَیُّ طَرَفَیْهِ رأْسُه،و هو أَخْبَثُ الحَیّاتِ ، یَنْدَسُّ فی التُّرَابِ فلا یَظْهَر للشَّمْسِ ،و هو علی لونِ القُلْبِ من الذَّهَبِ المُحَلَّی.
و الدُّسَّهُ بالضَّمِّ :لُعْبَهٌ لِصِبْیَانِ الأَعْرَابِ .
و دَسَّ الشیءَ یَدُسُّه دَسّاً ،و دَسَّسَه و دَسَّاهُ -الأَخِیرَهُ علی البَدَلِ ،کَرَاهِیهَ التَّضْعِیف-و منه قولُه تَعَالَی: وَ قَدْ خابَ مَنْ دَسّاها (3)، أَی دَسَّسَها ،أُبْدِلَتْ بعضُ سِیناتِهَا یاءً، کتَظَنَّیْتُ فی تَظَنَّنْتُ ،من الظَّنِّ ، لأَنَّ البَخِیلَ یُخْفِی مَنْزِلَه و مالَه ،و السَّخِیُّ یُبْرِزُ مَنْزِلَه فیَنْزِلُ عَلَی الشَّرَفِ من الأَرْض، لِئلاَّ یَستَتِرَ علی الضِّیفانِ و مَنْ أَرادَه،و لکلٍّ وَجْهٌ .قاله الفَرَّاء و الزَّجَّاج. أَو مَعْنَاه :أَفْلَح مَن جَعَلَ نَفْسَه زَکِیَّهً مُؤْمِنَهً ، و خاب مَن دَسَّ نَفْسَه مع الصّالِحِینَ و لیسَ مِنْهُم کذا نَقَلَه ثَعْلَبٌ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیّ . أَو مَعْنَاه: خَابَتْ نَفْسٌ دَسَّاها اللّه تَعَالی.قالَهُ الفَرَّاءُ.أَو المعنی: دَسَّاها :جَعَلَهَا خَسِیسَهً قَلِیلَهً بالعَمَلِ الخَبِیثِ .و یُقَال:خابَ مَنْ دَسَّی نَفْسَه فأَخْمَلَهَا بتَرْکِ الصَّدَقَهِ و الطّاعَهِ .
و انْدَسَّ :انْدَفَنَ ،و قد دَسَّهُ .
*و مِمَّا یُسْتَدْرَک علیه:
العِرْقُ دَسَّاسٌ ،أَی دَخّالُ و قیل: دَسَّهُ دَسّاً ،إِذا أَدْخَلَه بقُوَّهٍ و قَهْرٍ.
و الدَّسِیسُ :إِخْفَاءُ المَکْرِ.
و انْدَسَّ فُلانٌ إِلی فُلانٍ یَأْتِیهِ بالنَّمَائِمِ ،و هو مَجَازٌ،و هی الدَّسِیسَهُ .و الدَّسُّ :نَفْسُ الهِنَاءِ الّذِی تُطْلَی به أَرْفَاغُ الإِبِلِ ،و بَعِیرٌ مَدْسُوسٌ .و قد دَسَّه دَسّاً :لَمْ یُبَالِغْ فی هِنَائِه.قال ذُو الرُّمَّه:
تَبَیَّنَّ بَرَّاقَ السَّرَاهِ کَأَنَّهُ
فَنِیقُ هِجَانٍ دُسَّ مِنْهُ المَسَاعِرُ (4)
و من أَمْثَالهم:«لَیْسَ الهِنَاءُ بالدَّسِّ ».المَعْنَی:أَنَّ البَعِیرَ إِذا جَرِبَ فی مَساعِرِه لم یُقْتَصَرْ مِن هِنائِه علی مَوْضِعِ الجَرَبِ ،و لکِن یُعَمُّ بالهِنَاءِ جَمِیعُ جِلْدِه؛لئلاَّ یَتَعَدَّی الجَرَبُ مَوْضِعَه فیَجْرَبَ مَوْضِعٌ آخَرُ.یُضْرَبُ للرَّجُلِ یَقْتَصِرُ مِن قَضَاءِ حاجهٍ (5)[صاحِبِهِ ]عَلَی ما یَتَبَلَّغُ بهِ و لا یُبَالِغُ فیها.
*و مِمَّا یُسْتَدْرَکُ علیه:
دُسُونِس ،بالضَّمِّ :قَرْیَهٌ بالبُحَیْرَه،و قد تُعْرَفُ بدُسُونِسِ المَقَارِیضِ ،و قد وَرَدْتُهَا.
الدَّعْسُ ،کالمَنْعِ :حَشْوُ الوِعَاءِ ،و قد دَعَسَه :
حَشَاهُ .
و الدَّعْسُ : شِدَّهُ الوَطْ ءِ. یُقَال: دَعَسَتِ الإِبِلُ الطَّرِیقَ تَدْعَسُه دَعْساً ،إِذا وَطِئَتْه وَطْأً شدِیداً.
و الدَّعْسُ : کالدَّحْسِ فی السَّلْخِ ،أَی سَلْخُ الشاهِ ،ففیه ثَلاثُ لُغَاتٍ ،بالحاءِ و الخاءِ و العین.
و الدَّعْسُ : الأَثَرُ ،و قِیلَ :هو الأَثَرُ الحَدِیثُ البَیِّنُ .قال ابنُ مُقْبِل:
و مَنْهَلٍ دَعْسُ آثَارِ المَطِیِّ بِهِ
تَلْقَی المَخَارِمَ عِرْنِیناً فَعِرْنینَا
و الدَّعْسُ : الطَّعْنُ بالرُّمْحِ ، کالتَّدْعِیسِ . یقال: دَعَسَهُ بالرُّمْحِ یَدْعَسُه دَعْساً ،و دَعَّسَهُ :طَعَنَهُ .
و طَرِیقٌ دَعْسٌ :کَثِیرُ الآثَارِ ،و ذلِکَ إِذا دَعَسَتْه القَوَائِمُ و وَطِئَتْه.
و الدِّعْسُ ، بالکَسْرِ:القُطْنُ ،عن ابنِ عَبّادٍ.
ص:286
و قال بعضُهُم: لُغَهٌ فی الدِّعْصِ و المِدْعَاسُ :فَرَسُ الأَقْرَعِ بنِ حابِسٍ التَّمِیمِیّ ، رَضِیَ اللّه تعالَی عنه ،هکذا فی التَّکْمِلَهِ .و فی اللِّسَان:الأَقْرَع بن سُفْیَانَ .و فیه یقول الفَرَزْدَق:
یُعَدِّی عُلاَلاَتِ العَبَایَهِ إِذْ دَنَا
لَهُ فارِسُ المِدْعاسِ غَیْرِ المُعَمِّرِ
و المِدْعاسُ : الرُّمحُ الغَلِیظُ الشَّدِیدُ الذی لا یَنْثَنِی.
و المِدْعَاسُ : الطَّریقُ (1)لَیَّنَتْهُ المَارَّهُ . قال رُؤْبَهُ بنُ العَجَّاج:
فِی رَسْمِ آثَارٍ و مِدْعَاسٍ دَعَقْ
یَرِدْنَ تَحْتَ الأَثْلِ سَیَّاحَ الدَّسَقْ (2)
أَی مَمَرُّ هذه الحَمِیرِ فی رَسْمٍ قد أَثَّرَتْ فیه حَوافِرُهَا، کالمِدْعَسِ ،کمِنْبَرٍ، و هو الرُّمْحُ ، یُدْعَسُ بِهِ ،أَی یُطْعَنُ .
و قال أَبو عُبَیْد: المَدَاعِسُ مِن الرِّمَاحِ :الصُّمُّ .
و المِدْعَسُ أَیضاً: الطَّعَّانُ بالمِدْعَسِ أَنشَدَ ابنُ دُرَیْد:
لَتَجِدَنِّی بالأَمِیرِ بَرَّا
وَ بِالْقَنَاهِ مِدْعَساً مِکَرَّا
إِذا غُطَیْفُ السُّلَمِیُّ فَرَّا
و سَیُذکَر فی الصاد،و هو الأَعْرَفُ .قالَ سِیبَوَیْهِ :و کذلِکَ الأُنْثَی بغیرِ هاءٍ،و لا یُجْمَع بالواوِ و النُّونِ ؛لأَنّ الهاءَ لا تَدْخُلُ مُؤَنَّثَه.
و المَدْعَسُ ، کمَقْعَدٍ:المَطْمَعُ .
و المَدْعَسُ : الجِمَاعُ ،و هو من الکِنَایَاتِ .یقال: دَعَسَ فُلانٌ جارِیَتَه دَعْساً ،إِذا نَکَحَهَا.
و المُدَّعَسُ ،کمُدَّخَرٍ:مُخْتَبَزُ القَوْمِ فی البادِیَهِ و مُشْتَوَاهُمْ . و حَیْثُ تُوضَعُ المَلَّهُ و یُشْوَی اللَّحْمُ ،و هُوَ مُفْتَعَلٌ مِن الدَّعْسِ ،و هو الحَشْوُ.قالَه أَبو عُبَیْد.قال أَبو ذُؤَیْب الهُذَلِیُّ :
وَ مُدَّعَسٍ فِیهِ الأَنِیضُ اخْتَفَیْتَهُ
بِجَرْدَاءَ یَنْتَابُ الثَّمِیلَ حِمَارُها
یقول:رُبَّ مُخْتَبَرٍ جَعَلْتَ فِیه اللَّحْمَ ثمّ اسْتَخْرَجْتَه قبلَ أَن یَنْضَجَ ،للعَجَلَهِ و الخَوْفِ ؛لأَنَّه فی سَفَرٍ.
و فی التَّهْذِیبِ :و المُدَّعَسُ :مُخْتَبَرُ المَلِیلِ .و منه قولُ الهُذَلِیّ و فیه:
بِجَرْدَاءَ مِثْلِ الوَکْفِ یَکْبُو غُرَابُهَا (3)
أَراد:لا یَثْبُتُ الغُرَابُ علیها لمَلاسَتِهَا.أَراد الصحراءَ.
قلتُ :و الذی قَرأْتُ فی دِیوان هُذَیْل ما سُقْتُه أَوَّلاً.قال السُّکَّرِیُّ :الأَنِیضُ :لَحْمٌ لم یَبْلُغِ النُّضْجَ .اخْتَفَیْتَه:
استَخْرَجْتَه.بِجَرْدَاءَ مِن الأَرْضِ .و الثَّمِیلُ :بَقِیَّهُ ماءٍ،هذا الحِمَارُ یَأْتِیه،فخَبَّرک أَنَّهَا أَرْضٌ لیسَ فِیها إِلاّ الوَحْشُ .
و فی الحَدِیث:«فَإِذَا دَنَا العَدُوُّ کَانَتِ المُدَاعَسَهُ بالرِّمَاحِ حَتَّی تَقَصَّد» (4)،أَی المُطَاعَنَه ،و منه رَجُلٌ مُدَاعِسٌ ،أَی مُطَاعِنٌ .قال:
إِذا هَابَ أَقْوَامٌ تَقَحَّمتُ غَمْرَهً
یَهَابُ حُمَیَّاهُ الأَلَدُّ المُدَاعِسُ
و فی النَّوادِرِ: رَجُلٌ دَعُوسٌ عَطُوسٌ قَدُوسٌ دَقُوسٌ ،أَی مِقْدَامٌ فی الغَمَراتِ و الحُرُوبِ .و حَرَّفَهُ الصَّاغَانِیُّ فَقَال:فی العَمَلِ .بدَلَ الغَمَرَاتِ .
*و مِمّا یُسْتَدْرکُ علیه:
رَجُلٌ دِعِّیسٌ ،کسِکِّیت،أَی مِدْعَسٌ .
و أَرْضٌ دَعْسَهٌ و مَدْعُوسهٌ :سَهْلَهٌ ،أَو قد دَعَسَتْها القَوَائِمُ و کَثُرَتْ فیها الآثارُ.و یقال: المَدْعُوسُ مِن الأَرَضِینَ :الذی قد کَثُرَ فیه الناسُ ،و رَعَاه المالُ حتی أَفْسَدَه،و کَثُرت فیه أَرْوَاثُه و أَبْوَالُه،و هم یکرَهُونَه إِلاَّ أَنْ یَجمَعَهُم أَثَرُ سَحَابَهٍ لا یَجِدُون منها بُدًّا.
و أَدْعَسَهُ الحَرُّ:قَتَلَه.
ص:287
و قال أَبو سَعِیدٍ:لَحْمٌ مُدْعَسٌ ،إِذَا کَبَسْتَه بالنّارِ حَیْثُ یَشْتَوُونَ .
و الفَقِیهُ أَبُو بَکْرِ بنُ دَعَّاسٍ ،کشَدَّادٍ:أَحدُ الأَمَراءِ بزَبِیدَ، و إِلیه نُسِبَت المَدْرَسَهُ بها.
الدُّعْبُوسُ ،بالضَّمِّ ،أَهملَه الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ ،و أَورَده الصاغَانِیُّ ،و عَزَاه فی العُبَابِ لابن عَبَّادٍ.قال:هو الأَحْمَقُ . قُلْتُ :و کذلِکَ الدِّعْبَاسُ ، بالکَسْر.
و یَقُولون للحُمَّی:یا دِعْبَاسَهُ .
و الدِّعْبَسَهُ :البَحْثُ و التَّفْتَیِشُ ،فی لُغَهِ العامَّه.
الدِّعْفِسُ ،کزِبْزِجٍ ،من الإِبِلِ :التی تَنْتَظِرُ حتَّی تَشْرَبَ الإِبِلُ ،ثمّ تَشْرَب ما بَقِیَ مِن سُؤْرِهَا ،أَهْمَلَه الصاغانِیُّ فی التَّکْمِلَه (1)و صاحِبُ اللِّسَان.و عَزَاه فی العُبَابِ لأَبِی عَمْرٍو.
الدَّعْکَسهُ :لَعِبٌ للمَجُوسِ یُسَمُّونَه الدَّسْتَبَنْدَ ،نقله الجَوْهَرِیُّ .و قد سَبق فی الدّالِ المُهْمَلَهِ .
یَدُورُون و قد أَخَذَ بعضُهُم یدَ بَعْضٍ ،کالرَّقْصِ .و قد دَعْکَسُوا و تَدَعْکَسُوا ،قال الراجِزِ:
طَافُوا بِهِ مُعْتَکِسِینَ نُکَّسَا
عَکْفَ المَجُوسِ یَلْعَبُونَ الدَّعْکَسَا
،دغس، دغمس [دعمس]،[دغس]،[دغمس]:
أَمْرٌ مُدَعْمَسٌ و مُدَغْمَسٌ (2)و مُدَخْمَسٌ و مُدَهْمَسٌ و مُنَهْمَسٌ :مَسْتُورٌ ،أَهمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و نَقَلَه أَبو تُرَابٍ ،قال:سَمِعْتُ شَبَانَهَ یقولُ ذلک.
*و مِمَّا یُسْتَدْرَک علیه:
مُدَغْمَسٌ :فاسِدٌ مَدْخُولٌ ،عن الهَجَرِیّ .
دَفْطَسَ الرَّجُلُ :ضَیَّعَ مالَهُ ،أَهملَه الجَوْهَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ فی التَّکْمِلَه،و أَوْرَدَهُ صاحِبُ اللِّسَانِ عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ .و أَنْشَدَ:
قَدْ نَامَ عَنْهَا جَابِرٌ و دَفْطَسَا
یَشْکُو عُرُوقَ خُصْیَتَیهِ وَالنَّسَا
و المُرَادُ بالمالِ هنا:الإِبِلُ و النَّعَمُ و الشاءُ.و مثلُه فی العُبَاب.و قالَ الأَزْهَرِیُّ :هو بالذال المُعْجَمه.
أَدْفَسَ الرَّجُلُ ،أَهملَه الجَوْهَرِیُّ .و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :أَی اسْوَدَّ وَجْهُهُ مِنْ غَیْرِ عِلَّهٍ قال الأَزْهَرِیُّ :لا أَحْفَظُ هذا الحَرْفَ لِغَیرِهِ .نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ فی العُبَابِ .
دَقْطَسَ الرَّجُلُ :ضَیَّع مالَه ،بالقافِ .کذا فی سائِرِ النُّسَخِ ،و هو تَصحِیفُ «دَفْطَسَ ».و الصوابُ عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ بالفَاء.کذا حَقَّقَه الأَزْهَرِیُّ ،و لِذَا لم یَذْکُرْه أَحدٌ من الأَئمَّه،ثم إِیرادُ هذا الحَرْفِ هنا فی غیرِ مَحَلِّه، و الصوابُ ذِکْرُه بعد:دَقَسَ .
الدِّفْنِسُ ،بالکسرِ :المَرْأَهُ الحَمْقَاءُ. و أَنشَدَ أَبُو عَمْرَو بنُ العَلاءِ للفِنْدِ الزِّمَّانِیِّ :
وَ قَدْ أَخْتَلِسُ الضَّرْبَ
هَ لاَ یَدْمَی لَهَا نَصْلِی
کجَیْبِ الدِّفْنِسِ الوَرْهَا
ءِ رِیعَتْ وَهْیَ تَسْتَفْلِی
و قیل: الدِّفْنِسُ :الرَّعْنَاءُ البَلْهَاءُ.و قال ابنُ دُرَیْدٍ:هی البَلْهَاءُ:فلم یَزِدْ علی ذلِک،و أَنْشَدَ:
عَمِیمَهُ ضاحِی الجِسْمِ لیْسَتْ بِغَثَّهٍ
وَ لا دفْنِسٍ یَطْبِی الکِلاَبَ حِمَارُهَا
و قال ابنُ دُرَیْدٍ. الدِّفْنِسُ : الأَحْمَقُ الدَّنِیءُ ،و فی بَعْضِ الأُصُولِ :البَذِیُّ ، کالدِّفْنَاسِ قال:و الفاءُ زائِدَهٌ .
و قال غیرُه: الدِّفْنِسُ : الْمَرْأَهُ الثَّقِیلَهُ .
و المُدَفْنِسُ :الثَّقِیلُ الّذِی لا یَبْرَحُ ،عن ابنِ عَبّادٍ.
و قال ابنُ الأَعْرابِیّ : الدِّفْنَاسُ :البَخِیلُ ،و أَنشَدَ المُفَضَّلُ لعاصِمِ بنِ عمرو العَبْسِیِّ :
إِذَا الدِّعْرِمُ الدِّفْنَاسُ صَوَّی لِقاحَهُ
فإِنَّ لنا ذَوداً ضِخَامَ المَحَالِبِ (3)
لَهُنَّ فِصَالٌ لَوْ تَکَلَّمْنَ لاَشْتَکَتْ
کُلَیْباً و قَالَتْ :لیْتَنَا لاِبْنِ غَالِبِ
ص:288
و قِیل: الدِّفْنَاسُ هنا هو: الرَّاعِی الکَسْلانُ الذِی یَنَامُ و یَتْرُکُ إِبِلَه وَحْدَهَا تَرْعَی ،کذا قالَهُ ابنُ الأَعْرَابِیِّ ،و أَنْشَدَ البَیْتَ .
و مِمَّا یُسْتَدْرَک علیه هنا:
دَقَدُوسُ ،بفتح الدالِ و القافِ و ضَمِّ الواو:قَرْیَهٌ بمِصْر من أَعمال الشَّرْقِیَّه،و قد وَرَدْتُهَا غیرَ مَرَّه،منها:
عبدُ القادِرِ بنُ محمَّدِ بنِ علیٍّ الدَّقَدُوسِیُّ ،عُرِفَ بالمِنْهَاجِیِّ ،مِمَّن سَمِع علی السَّخاوِیّ .و تُوفِّیَ سنه 891.
الدَّقارِیسُ ،هکذا فی النُّسَخِ .و فی التَّکْمِلَه:
الدَّقَارِسُ .و قد أَهمله الجَوْهَرِیُّ ،و صاحِبُ اللِّسَان.و عزاه فی العُبَابِ لابنِ عَبّادٍ: الثَّعَالِبُ .
دَقَسَ فی البِلادِ أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ .و قالَ اللَّیْثُ :
دَقَسَ فی الأَرْضِ دَقْساً ،و دُقُوساً ،بالضَّمِّ : أَوغَلَ فِیها ، و فی اللِّسَانِ :ذَهَبَ فتَغَیَّبَ .
و دَقَس الوَتِدُ فی الأَرْضِ :مَضَی ،من ذلِکَ .نقلَه ابنُ عَبَّاد.
و دَقَسَ خَلْفَ العَدُوِّ:حَمَلَ حَمْلَهً ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .
و دَقَسَ البِئْرَ:مَلاهَا.
و جَمَلٌ مِدْقَسٌ ،کمِنْبَرٍ:شَدِیدٌ دَفُوعٌ ،و لم یَخُصَّه الصَّاغَانِیُّ بالجَمَلِ .
و إِبِلٌ مَدَاقِیسُ ،من ذلِک،و هی الَّتِی تَدُقُّ الحَصَی.
و الدُّقْسَهُ ،بالضَّمِّ :حَبٌّ کالْجَاوَرْسِ .
و قال ابنُ دُرَیْدٍ: الدُّقْسَهُ : دُوَیْبَهٌ صغیرهٌ . و یُفْتَح،أَو الصّوابُ بالفَتْحِ (1)،کذا هو بخَطِّ أَبِی سَهْلٍ الهَرَوِیّ .
ضَبْطاً مُجَوَّداً.
و قال الأَزْهَرِیُّ :قرأْتُ فی نَوادر الأَعْرَاب: مَا أَدْرِی أَیْنَ دَقَسَ ،و لا أَیْنَ دُقِسَ بِهِ ،و لا أَیْنَ طَهَسَ و طُهِسَ بِهِ ،أَی أَیْنَ ذَهَبَ و ذُهِبَ بِهِ و قَال اللَّیْثُ : الدَّقْسُ لیس بعَرَبِیٍّ ،و لکن دَقْیُوسُ ، بالفَتْحِ ،اسمُ مَلِک أَعْجَمِیّ اتَّخَذَ مَسْجِداً عَلَی أَصْحَابِ الکَهْفِ .
زادَ الصّاغَانِیُّ : و دَقْیَانُوسُ :اسمُ ملِک هَرَبُوا مِنْه ، و قِصَّتُهم مَذْکُورَهٌ .
و قال الصّاغَانِیُّ : الدَّقْسُ :المَلِکٌ .
و قال الأَزْهَرِیُّ : الدَّقُوسُ ،کصَبُورٍ:الذِی یَسْتَقْدِمُ فی الحُرُوبِ و الغَمَرَاتِ ،کالقَدُوس.
الدِّقَمْسُ ،کقِمَطْرٍ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ .و قالَ أَبو عَمْرٍو:هو الإِبْرَیْسَمُ ،کالْمِدَقْسِ و هو مَقْلُوبٌ منه،و فی بعض النُّسَخ:کالدَمَقْسِ .و کُلُّه صَحِیحٌ .
الدَّکْسُ :الحَثْوُ ،و قَد دَکَسَ الشَّیْ ءَ دَکْساً، إِذا حَثَاهُ .قاله اللَّیْثُ .
و الدَّکَسُ ، بالتَّحْرِیکِ :تَرَاکُبُ الشَّیْ ءِ بَعْضِهِ عَلَی بَعْضٍ . و فی التَّکْمِلَهِ :فی بَعْضٍ .
و الدُّکَاسُ ، کغُرَابٍ :ما یَغْشَی الإِنْسَانَ مِنَ النُّعَاس و یَتَرَاکَبُ علیه،و أَنشد ابنُ الأَعْرَابِیّ :
کأَنَّهُ مِن الکَرَی الدُّکَاسِ
بَاتَ بِکَأْسَیْ قهوهٍ یُحَاسِی
و الدَّوْکَسُ ،کجَوْهَرٍ:من أَسماءِ الأَسد.
و الدَّوْکَسُ مِنَ النَّعَمِ و الشَّاءِ :العَدَدُ الکَثِیرُ، کالدَّیْکَسِ ،کضَیْغَم و قِمَطْرٍ ،و بالوَجْهَیْنِ وُجِدَ الضَّبْطُ فی نُسَخِ التَّهْذِیبِ .یُقَال:نَعَمٌ دَوْکَسٌ ،و شَاءٌ دَوْکَسٌ ،إِذا کَثُرَتْ ،و أَنْشَدَ بعضُهُم:
مَنِ اتَّقَی اللّه فَلَمَّا یَیْأَسِ
مِنْ عَکَرٍ دَثْرٍ وَ شاءٍ دَوْکَسِ
و لُمْعَهٌ دَوْکَس و دَوْکَسَهٌ :مُلْتَفَّهٌ ،عن ابنِ عَبّادٍ.
و الدِّیَکْسَاءُ (2)،بکسرِ الدّالِ و فَتْحِ الیاءِ:قِطْعَهٌ عَظِیمَهٌ من النَّعَمِ و الغَنَمِ ،قالَهُ اللَّیْثُ ،و فی اللِّسَانِ :من الغَنَمِ و النَّعامِ .
و الدَّاکِسُ ،لُغَهٌ فی الکادِسِ :و هو ما یُتَطَیَّرُ به مِن
ص:289
العُطَاسِ و نَحْوِه ،کالقَعِیدِ و غیرِه.و الدَّاکِسُ من الظِّباءِ:
القَعِیدُ.
و الدَّکِیسَهُ :الجَمَاعَهُ مِن النّاسِ ،عن ابنِ عَبّادٍ.
و ادَّکَسَت (1)الأَرْضُ :أَظْهَرَتْ نَبَاتَها ،و قالَ الصّاغَانِیُّ :
و ذلک فی أَوَّلِ نَبْتِهَا،عن ابنِ عَبّاد.
و المُتَدَاکِسُ :الکَثِیرُ من کلِّ شیْ ءٍ.
و المُتَدَاکِسُ : الشَّکِسُ مِن الرِّجَالِ ،کذا فی العُبَابِ .
*و ممَّا یُسْتَدْرَک علیه:
دُکَاسُ الشَّحْمِ و التَّمْرِ:مُلْتَفُّهَما.عنِ ابنِ عَبَّادٍ.
*و مِمَّا یُسْتَدْرَک علیه:
دَکَرْنِیسُ (2)،بفتح الدّالِ و الکافِ و کسرِ النُّونِ :قریهٌ بمِصْر من أَعمال الدَّقَهْلِیَّه.
الدَّلَسُ ،بالتَّحْرِیکِ :الظُّلْمَهُ ، کالدُّلْسَهِ ، بالضّمّ .
و الدَّلَسُ : اخْتِلاطُ الظَّلامِ . و منه قولهم:أَتانَا دَلَسَ الظَّلاَمِ ،و خَرَجَ فی الدَّلَسِ و الغَلَسِ .
و الدَّلَسُ : النَّبْتُ یُورِقُ آخِرَ الصَّیْفِ .
و الدَّلَسُ بَقَایَا النَّبْتِ و البَقْلِ ، ج أَدْلاسٌ ،قال:
بَدَّلْتَنَا مِنْ قَهْوَسٍ قِنْعَاسَا
ذَا صَهَوَاتٍ یَرْتَعُ الأَدْلاَسَا
و یقال:إِنَّ الأَدْلاَسَ مِن الرِّبَبِ ،و هو ضَرْبٌ مِنَ النَّبْتِ .
و فی المُحْکَمِ :و أَدْلاسُ الأَرْضِ :بقَایَا عُشْبِها.
و أَدْلَسْنَا :و قَعْنَا فِیهَا ،أَی فی الأَدْلاسِ .و فی التَّکْمِلَه:
أَی وقَعْنَا بالنَّبَاتِ الذِی یُورِقُ فی آخِرِ الصَّیْفِ .
و أَدْلَسَتِ الأَرْضُ ،إِذا اخْضَرَّتْ بِهَا ،أَی بالأَدْلاسِ .
و قالَ الأَزْهَرِیُّ :سَمِعْتُ أَعْرَابِیًّا یَقُولُ لامْرِئٍ قُرِفَ بِسُوءٍفیه: مَالِی فیه وَلْسٌ وَلا دَلْسٌ ،أَی مَالِی فیه خِیَانَهٌ و لا خَدِیعهٌ .
و التَّدْلِیسُ فی البَیْعِ : کِتْمَانُ عَیْبِ السِّلْعَهِ عن المُشْتَرِی.
قال الأَزْهَرِیُّ : و منه أُخِذَ التَّدْلِیسُ فی الإِسْنَادِ ،و هو مَجازٌ و هو أَنْ یُحَدِّثَ عن الشَّیْخِ الأَکْبَرِ،و لَعَلَّهُ ما رآه، و إِنَّمَا سَمِعَه مِمَّن هُو دُونَه أَو مِمَّنْ سَمِعَه مِنْه،و نحوُ ذلِک ، و نَصُّ الأَزْهَرِیِّ :و قد کان رآه إِلاّ أَنّهُ سَمِعَ ما أَسْنَدَه إِلیهِ من غیره من دُونِه (3).
و فی الأَسَاسِ : المُدَلِّسُ فی الحَدِیثِ :مَن لا یَذْکُرُ فی حَدِیثِه مَنْ سَمِعَه منه،و یَذْکُر الأَعْلَی مُوهِماً أَنَّه سَمِعَه منه، و هو غیرُ مَقْبُولٍ . و قَدْ فَعَلَهُ جَمَاعَهٌ من الثِّقَاتِ حتَّی قالَ بعضُهم:
دلَّسَ لِلناسِ أَحادِیثَهم
و اللّه لا یقبلُ تَدْلِیسَا
و التَّدَلُّسُ :التَّکَتُّمُ .
و التَّدَلُّسُ : أَخْذُ الطَّعَامِ قَلِیلاً قَلِیلاً. و قد تَدَلَّسَهُ .و لیسَ فی التَّکْمِلَه تَکْرَارُ،قَلِیلاً. و التَّدَلُّسُ : لَحْسُ المالِ الشَّیْ ءَ القَلِیلَ فی المَرْتَعِ ،عن ابنِ عَبّادٍ. و ادْلاسَّتِ (4)الأَرْضُ :
أَصابَ المالُ مِنْهَا شَیْئاً، کادْلَسَّتِ ادْلِسَاساً .
و یُقَال:فُلانٌ لا یُدَالِسُ ،و لا یُوَالِسُ ،أَی لا یَظْلِمُ و لا یَخُونُ و لا یُوَارِبُ .و فی اللّسَان:أَی لا یُخَادِعُ و لا یَغْدِرُ.
و هو لا یُدَالِسُک :لا یُخَادِعُکَ و لا یُخْفِی علیکَ الشَّیْ ءَ، فکَأَنَّهُ یَأْتِیکَ بهِ فی الظَّلامِ .و قد دَالَسَ مُدَالَسَهً و دِلاَساً .
*و مِمَّا یُسْتَدْرَک علیه:
التَّدْلِیسُ :عَدَمُ تَبیِینِ العَیْبِ ،و لا یُخَصُّ به البَیْعُ .
و انْدَلَسَ الشَّیْ ءُ،إِذا خَفِیَ .
و دَلَّسْتُه فتَدَلَّسَ ،و تَدَلَّسْتُه .
و الدَّوْلَسِیُّ :الذَّرِیعَهِ المُدَلَّسَهُ و منه
17- حَدِیثُ سَعِیدِ بنِ
ص:290
المُسَیِّب: «رَحِمَ اللّه عُمَرَ،لَوْ لَمْ یَنْهَ عَنِ المُتْعَهِ لاتَّخَذَها النّاسُ دَوْلَسِیًّا ». أَی ذَرِیعَهً للزِّنَا.
و تَدَلَّسَ :وَقَعَ بالأَدْلاَسِ .
و دَلَّسَتِ الإِبِلُ :اتَّبَعَتِ الأَدْلاسَ و أَدْلَسَ النَّصِیُّ :ظَهَرَ و اخْضَرَّ.
و الدَّلَسُ :أَرْضٌ أَنْبَتَتْ بعد ما أَمْحَلَتْ (1).
و الأَنْدُلُسُ ،بضَمِّ الهَمْزَهِ (2)و الدّالِ و اللامِ :إِقْلِیمٌ عَظِیمٌ بالمَغْرِبِ .هنا ذکرَهُ الصّاغَانِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ ،و اسْتَدَرَکَهُ شیخُنَا فی الأَلف،و الأَلف زائدهٌ کالنُّون،فحَقُّه أَن یُذْکَرَ هنا،و المُصَنِّفُ أَغْفَلَ عنه تَقْصِیراً،مع أَنه یستطرِدُ جُمْلهً مِن قُرَاه و حُصُونِه و مَعَاقِلِه و مَواضعه.
و فی اللِّسَانِ :و أَنْدُلُسُ :جَزِیرَهٌ معروفَهٌ ،وَزْنُهَا أَنْفُعُلُ ، و إِن کان هذا مِمَّا لا نَظِیرَ له،و ذلِکَ أَنَّ النُّونَ لا مَحَالَهَ زائِدَهٌ ،لأَنَّهُ لیسَ فی ذَوَاتِ الخَمْسَهِ شیْ ءٌ علی فَعْلُلُلٍ (3)فتکونُ النونُ فیه أَصْلاً؛لوقُوعِهَا مع العَیْنِ ،و إِذا ثَبَتَ أَنَّ النُّونَ زائِدَهٌ فقد بَرَدَ فی أَنْدُلُس ثلاثَهُ أَحْرفٍ أُصُول،و هی الدّالُ و اللاَّمُ و السّین،و فی أَوّل(الکَلامِ هَمْزهٌ ،و مَتَی وَقَعَ ذلِکِ حَکَمْتَ بکونِ الهمزهِ زائدهً ،و لا تکونُ النونُ أَصْلاً و الهَمْزهُ زائده؛لأَنَّ ذَواتِ الأَرْبَعَهِ لا تَلْحَقُهَا الزَّوَائِدُ مِنْ أَوائِلهَا إِلاّ فی الأَسْمَاءِ الجارِیَهِ علی أَفْعَالِهَا نحو:مُدَحْرِج و بابِه،فقد وَجَبَ إِذاً أَنَّ النُّونَ و الهمزَهَ زائِدَتَان،و أَنَّ الکَلِمَهَ علی وَزْنِ أَنْفُعُلٍ ،و إِن کانَ هذا مِثَالاً لا نَظِیرَ له.
و إِنَّمَا أَطَلْتُ فیه الکلامَ ؛لأَنَّهُم اخْتَلَفُوا فی وَزْنِه،و اشْتَبَه الحالُ علیهِم،فبَیَّنْتُ ما یَتَعَلَّقُ بِه لِیستَفِیدَ المُتَأَمِّلُ .و اللّه أَعلم.
الدّلعس ،کجَعْفَرٍ،و حِضَجْرٍ،و فِرْدَوْسٍ ، و بِرْطِیلٍ ،و قِرْطَاسٍ ،و عُلابِطٍ ،سِتّ لُغَاتٍ ،و هی الضَّخْمهُ من النُّوقِ فی اسْتِرْخاءٍ ،و کذلِکَ الْبَلْعَسُ و الدَّلْعَکُ . و الدّلعوسُ ، کفِرْدَوْسٍ ،و حَلَزُونٍ :المرأْهُ الجَرِیئهُ علی أَمْرِها العَصِیَّهُ لأَهْلِهَا ،قاله الأَزْهَرِیُّ ،عن اللَّیْث.
و قالَ ابنُ سِیدَه و الأَزْهَرِیُّ : الدلعوسُ : المَرْأَهُ و النَّاقَهُ الجَرِیئَهُ باللَّیْلِ الدّائِبَهُ الدُّلْجَهِ النَّشِزَهُ . و ضَبَطَه الأُمَوِیُّ کسَفَرْجَلٍ ،و لم یَذْکُر النَّشِزَه.
و یُقَال: جَمَلٌ دِلْعَاسٌ و دُلاَعِسٌ ،أَی ذَلُولٌ ،و کذلِکَ دِلْعَسٌ ،بالکَسْرِ،و دِلْعَوْسٌ ،کبِرْذَوْنٍ .
الدُّلَمِسُ ،کعُلَبِطٍ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ .و قال ابنُ عَبَّادٍ:هو الدَّاهِیَهُ ، کالدِّلْمِسِ ،بالکَسْرِ و هکذا ضبَطَهُ ابنُ فارِسٍ قال:و هی مَنْحُوتَهٌ من کَلِمَتَیْنِ ،مِنْ دَلَس الظُّلْمَه،و مِنْ دَمَسَ ،إِذا أَتَی فی الظُّلْمَهِ . و فی التَّکْمِلَهِ و اللِّسَانِ ،عن ابنِ دُرَیْدٍ (4): الدُّلَمِسُ : الشَّدِیدُ الظُّلْمَهِ ، کالدُّلاَمِسِ ،فیهِمَا ،الأَخِیر فی الدّاهِیه،عن ابنِ عبّاد، یقال:لَیْلٌ دُلاَمِسٌ ،أَی مُظْلِمٌ .
و دَلْمَسٌ ، کجَعْفَرٍ:اسْمٌ ،عن ابنِ دُرَیْدٍ 4. و قال ابنُ دُرَیْدٍ أَیضاً: ادْلَمَّسَ اللَّیْلُ إِذا اشَّتَدَّتْ ظُلْمَتُه ،و هو لَیْلٌ مُدْلَمِّسُ .قال شیخُنَا:و جَزَمَ ابنُ مالِکٍ فی لامِیَّهِ الأَفْعَالِ أَنَّ مِیمَ ادْلَمَّسَ زائِدَهٌ ،و أَصْلُه:دَلَسَ ،و وَافَقُه شُرَّاحُهَا.
الدَّلَهْمَسُ ،کسَفَرْجَلٍ :الجَرِیءُ الماضِی علی اللَّیْلِ . و هو مِن أَسْمَاءِ الأَسَدِ ،قالَ أَبُو عُبَیْدٍ:سُمِّیَ الأَسَدُ بِذلک لقُوَّتِه و جَرَاءَتِه.و لم یُفْصِحْ عن صَحِیحِ اشْتِقَاقِه.قال الشّاعِرُ:
وَ أَسَدٌ فِی غِیلِهِ دَلَهْمَسُ
و قیل:هو الأَسَدُ الذی لا یَهُو لُه شیْ ءٌ لیلاً و لا نَهاراً.
و الدَّلَهْمَسُ : الأَمْرُ المُغَمَّضُ الغَیْرُ المُبَیَّنِ ،عن ابنِ عَبّادٍ.
و الدَّلَهْمَسُ : مِن اللَّیَالِی:الشَّدِیدُه الظُّلْمَهِ ،عن ابنِ عَبَّادٍ.قال الکُمَیْتُ :
إِلَیْکَ فِی الْحِنْدِسِ الدَّلَهْمَسَهِ الطَّا
مِسِ مِثْلِ الکَوَاکِبِ الثُّقُبِ
ص:291
و الدَّلَهْمَسُ : الرَّجُلُ الجَلْدُ الضَّخْم الشُّجَاع،لجراءَتِهِ و قُوَّتِه.
و قال ابنُ فارِسٍ :هو مَنْحوتٌ من کلمتیْن،مِنْ :دَلَسَ ، و مِنْ :هَمَسَ ،فدلس:أَتَی فی الظَّلاَمِ ،و هَمَسَ :کأَنَّه غَمَسَ نَفْسَه فیه و فی کلِّ ما یرِیده.یقَال:أَسَدٌ هَمُوسٌ .
*و مِمَّا یُسْتَدْرَک علیه:
ظُلْمَهٌ دَلَهْمَسَهٌ ،أَی هائلَهٌ .
دَمَسَ الظَّلامُ یَدْمِسُ ،بالکَسْرِ، و یَدْمُسُ ، بالضَّمِّ ، دُمُوساً ،کقُعُودٍ: اشْتَدَّ.
و لَیْلٌ دَامِسٌ ،إِذا أَظْلَمَ .و قیل:اشْتَدَّ.و قد دَمَسَ یَدْمِسُ و یَدْمسُ دَمْساً و دُمُوساً .و قِیلَ :إِذا اخْتَلَطَ ظَلاَمُه.
و لَیْلٌ أُدْمُوسٌ ،بالضَّمِّ : مُظْلِمٌ ،و منه سَمَّی شَیْخُ مَشایخِنا الإِمامُ المُحَدِّثُ اللُّغَوِیُّ أَحْمَدُ بن عبدِ العَزِیزِ الهِلالِیُّ کتابَه:إِضاءَه الأُدْمُوسِ فی شَرْحِ مُصْطَلَحَاتِ القَامُوس.
و دَمَسَهُ فی الأَرْضِ یَدْمِسُه و یَدْمُسُه دَمْساً : دَفَنَهُ و خَبَّأَهُ .
زادَ أَبُو زَیْدٍ: حَیًّا کانَ أَو مَیِّتاً ،و قال أَبو عَمْرٍو: دَمَسَهُ دَمْساً ، إِذا غَطَّاه، کدَمَّسَهُ تَدْمِیساً.
و قال أَبو عَمْرٍو: دَمَسَ المَوْضِعُ و دَسَمَ و سَمَدَ،إِذا دَرَسَ .
و قال ابنُ عَبَّادٍ: دَمَسَ بَیْنَهُمْ ،إِذا أَصْلَحَ ،کدَسَمَ .
و دَمَسَ عَلَیَّ الخَبَرَ دَمْساً : کَتَمَه الْبَتَّهَ .
و دَمَسَ المَرْأَهَ دَمْساً : جامَعَها ،کدَسَمَها،عن کُراعٍ .
و دَمَسَ الإِهَابَ دَمْساً : غَطَّاه لِیُمَرِّطَ شَعَرَهُ ،و هو دَمُوسٌ ،کصَبُورٍ، ج دُمُسٌ ،و کذلِک إِهَابٌ غَمُولٌ ، و الجَمْعُ :غُمُلٌ ،و بالوَجْهَیْنِ رُوِیَ قولُ الکمَیْتِ یمدَحُ مُسْلِمَ بنَ هِشَامٍ (1):
لَقَدْ طَالَ مَا-یا آل مَرْوَانَ -أُلْتُمُ
بِلاَ دَمَسٍ أَمْرَ العُرَیبِ و لا غَمَلْ (2)
و
16- فی صِفَهِ الدَّجَّالِ : «کَأَنَّما خَرَجَ مِنْ دِیمَاسِ ». قال بعضُهم: الدَّیْمَاسُ ،بالفَتْحِ و یُکْسَرُ،هو الکِنُّ ،أَرادَ أَنَّه کان مُخَدَّراً لم یَرَ شَمْساً و لا رِیحاً.
و قِیلَ :هو السَّرْبُ المُظْلِمُ . و
16- قد جاءَ فی الحَدِیثِ مُفَسَّراً: أَنه الحَمَّامُ . قال شیخُنا:و زعم جَماعهٌ أَنَّه بلُغَهِ الحَبَشَه.و فی الرَّوْض الأُنُفِ :أَنَّه من الدَّمْسِ ،و هو التَّغْطِیَه،و قَالوا:یاؤُه بَدَلٌ عن المِیمِ ،و أَصْلهُ ،دِمَّاسٌ ،کما قالُوا فی دِینَارٍ و نَحْوِه. جِ دَیَامِیسُ إِن فَتحْتَ الدَّالَ ،مِثْل شَیْطَانٍ و شَیَاطِینَ و دَمَامِیسُ إِن کَسَرْتَهَا،مِثْل قِیرَاطٍ و قَرَارِیطَ ، و سُمِّیَ بذلِک لظلْمَتِه.
و انْدَمَسَ الرَّجُلُ : دَخَلَ فیه ،أَی الدِیْماس .
و الدَّیْمَاسُ : سِجْنٌ للحَجَّاجِ بنِ یُوسُف الثَّقَفِیّ ،سُمِّیَ به لظُلْمَتِه ،علی التَّشْبِیه.
و الدَّمْسُ ،بالفَتْح: الشَّخْصُ ،عن ابنِ عَبَّادٍ.
و بالتَّحْرِیک:ما غُطِّیَ ، کالدَّمِیسِ ،کأَمِیرٍ.
و الدَّامُوسُ :القُتْرَهُ ،کالنّامُوسِ .
و الدِّمَاسُ ککِتَابٍ :کُلُّ ما غَطَّاکَ من شیْ ءٍ و وَاراکَ .
و الدُّودَمِسُ ،بالضَّمِّ :حَیَّهٌ ،قاله أَبو عَمْرٍو.و قال اللَّیْثُ :
ضَرْبٌ مِن الحَیَّاتِ مُحْرَنْفِشَهُ الغَلاصِیمِ (3)،یُقَال:إِنَّهَا تَنْفُخُ نَفْخاً فتُحْرِقُ ما أَصَابَتْ .ج الدُّودَمِسَاتُ (4)و الدَّوَامِیسُ .
و رَوَی أَبو تُرَابٍ لأَبی (5)مالِکٍ : المُدَمَّسُ ،کمُعَظَّمٍ ، و المُدَنَّسُ ،بمَعْنًی وَاحِد،و قد دَمَّسَ و دَنَّسَ . و تَدَمَّسَتِ المرأَهُ بکذا بمَعْنَی: تَلَطَّخَتْ .
و المُدَامَسَهُ :المُوَارَاهُ ،و قد دَامَسَهُ .
و دُومِیسُ ،بالضَّمِّ :ناحِیَهٌ بِأَرَّانَ ،بَیْنَ بَرْذَعَهَ و دَبِیلَ .
و مِن المَجازِ:یُقَال: جاءَنَا بأُمُورٍ دُمْسٍ ،بالضَّمِّ ،أَی عِظَامٍ ،کأَنَّه جَمعُ دامِسٍ ،مِثل:بازِلٍ و بُزْلٍ .
ص:292
*و مِمَّا یُسْتَدْرَکُ علیه:
أَدْمَسَ اللَّیْلُ .مثل دَمَس .ذکَرَه الزَّمَخْشَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ .
و دَمَّسَ الخَمْرَ تَدْمِیساً :أَغْلَقَ علیها دَنَّهَا.
و قالَ أَبو مالِکٍ (1): المُدَمَّسُ ،کمُعَظَّمٍ :الذِی عَلَیْهِ وَضَرُ العَسَلِ .و به فَسَّر قولَ الشّاعِرِ:
إِذا ذُقْتَ فَاهَا قُلْتَ عِلْقٌ مُدَمَّسٌ
أُرِیدَ بِهِ قَیْلٌ فغُودِرَ فی سَأْبِ
و أَنْکَرَ قولَ أَبِی زَیْدٍ إِنَّه المُغَطَّی.
و أَدْمَسَه إِدْماساً:مثل دَمَّسَه تَدْمِیساً،نَقَلَه الصّاغانِیُّ .
و دَمِسَتْ یَدُه،کفَرِحَ :تَلَطَّخَتْ بقَذَرٍ.
و قال أَبُو زَیْدٍ:یُقَال:أَتَانِی حَیْثُ وَارَی دَمْسٌ (2)دَمْساً ، و ذلِک حِینَ یُظْلِمُ أَوَّلُ اللَّیْلِ شیئاً،و مثلُه:أَتانِی حِینَ تقولُ :
أَخُوک أَمِ الذِّئْبُ .
و الدِّمَاسُ ،بالکَسْرِ:کِسَاءٌ یُطْرَحُ عَلَی الزِّقِّ .
و الدَّیماسُ :القَبْرُ.و منه قولُهم:وقَعَ فی الدَّیِمَاسِ .نقلَه الزَّمَخْشَرِیُّ .
و المُدَمَّسُ ،کمُعَظَّمٍ و مُحَدِّثٍ :السِّجْنُ .
و دَمْسِیسُ ،بالفَتْح:قریهٌ بمِصْرَ،من أَعْمالِ قُوِیْسنا (3)، منها الشَّمْسُ محمَّدُ بنُ علیِّ بنِ محمَّدِ بنِ محمّد بن أَحْمَدَ الدَّمْسِیسِیُّ ،وَالِدُ یَحْیَی،و ابنُ أَخِی الشِّهَابِ أَحْمَدَ الدَّمْسِیسِیّ .مات سنه 865.
و دِمِسُویه ،بکسر الدال و المیم:قَرْیَتَانِ بمِصْرَ،إِحْدَاهُمَا فی جزیره بنِی نَصْر،و الثانیه بالبُحیره.
و مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَبِیبٍ الشَّمْسِیُّ الغانِمِیّ المَقْدِسِیُّ ،یُعْرَف بابنِ دامِسٍ ،سَمِع علَی أَبِی الخَیْر العَلاَئیّ ،و غیرِه.
الدُّمَاحِسُ ،کعُلابِطٍ ،أَهْمَله الجَوْهَرِیُّ .و قالَ ابنُ خَالَوَیْهِ :هو الأَسَدُ. و قال اللَّیْثُ : الدُّمْحُسُ ،و الدُّمْحُسِیُّ بالضَّمِّ :الأَسْوَدُ مِن الرِّجالِ ،کالدُّحْمُس (4). و قال ابنُ عَبّاد: الدُّمْحُسِیُّ من الرِّجَال: السَّمِینُ الشَّدِیدُ مَعَ غِلَظٍ و سَوادٍ.
*و مِمَّا یُسْتَدْرَک علیه:
الدُّمْحُسُ و الدُّمَاحِسُ :الغَلِیظُ ،عن اللَّیْث.
و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ (5): الدُّمَاحِسُ :السَّیِّ ءُ الخُلُقِ .نقلَه الصّاغَانِیُّ ،و صاحِبُ اللِّسَان.
الدِّمَقْسُ ،کهِزَبْرٍ:الإِبْرَیْسَمُ ،أَو القَزُّ ،و قد سَبَقَ فی قَزَز أَنَّ القَزَّ هو الإِبْرَیْسَمُ ،و هنا غایَرَ بینَهُمَا و جَعَلَه الجَوْهَرِیُّ نوعاً منه.قاله شیخُنا، أَو الدِّیباجُ ،أَو الکَتَّانُ ، قالَهُ أَبُو عُبَیْدَه (6)کالدِّمْقَاسِ و الدِّقَمْسِ و المِدَقْسِ مَقْلُوبٌ .
قال امْرُؤُ القَیْسِ :
و شَحْمٍ کهُدَّابِ الدِّمَقْسِ المُفَتَّلِ (7)
و ثَوْبٌ مُدَمْقَسٌ :مَنْسُوجٌ به.
و دِمَقْسُ :قریهٌ بمِصْرَ من الغَرْبِیَّهِ .
الدُّمَانِسُ ،کعُلابِطٍ ،أَهملَه الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَان،و أَوْرَدَه الصاغانِیُّ فی«دَمَسَ ».و هو:
د،بمِصْرَ.
و دُمَانِسُ : ه بِتَفْلِیسَ ،نقلَه الصّاغانِیُّ (8).
الدَّنْحَسُ ،کجَعْفَرٍ ،و الحاءُ مُهْمَلَه.أَهملَه الجَوْهَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ فی التَّکْمِلَه،و أَورده صاحِبُ اللِّسَان، و لکن ضَبَطَه بالخاءِ المُعْجَمَه،و قال:هو الشَّدِیدُ اللَّحْمِ الجَسِیمُ و عَزاهُ الصّاغَانِیُّ فی العُبابِ إِلی ابن فارِسٍ .
و الخاءُ مُعْجَمَهٌ عنده،و ضَبَطَه بعضُ الأُصُول«اللَّحِمُ » ککَتِفٍ .
الدَّنَسُ ،مُحَرَّکهً :الوَسَخُ ،یُقَال: دَنِسَ الثَّوْبُ و الْعِرْضُ (9)،کفَرِحَ ، دَنَساً و دَنَاسَهً ،فهو دَنِسٌ :اتَّسَخَ ،
ص:293
و کذلِک التَّدَنُّسُ ،و استعمالُه فی العِرْض مَجازٌ،و کذلِکَ فی الخُلُقِ . و قَوْمٌ أَدْنَاسٌ و مَدَانِیسُ . قال جَرِیر:
و التَّیْمُ أَلْأَمُ مَنْ یَمْشِی و أَلْأَمُهُمْ
أَوْرَدُ ذُهْلٍ (1)بَنو السُّودِ المَدَانِیسِ
و مِنْ ذلِکَ : دَنَّسَ ثَوْبَه و عِرْضَه تَدْنِیساً :فَعَلَ به ما یَشِینُه ،و هو مَجَازٌ.و رَجُلٌ دَنِسُ المُروءَهِ .و دَنَسُهُ :سُوءُ خُلُقِه،و کذا رَجُلٌ دَنِسُ الجَیْبِ و الأَرْدانِ ،و هو یَتَصَوَّن مِن الأَدْناسِ و المَدَانِسِ .
الدِّنْفَاسُ ،بالکَسْرِ،أَهمَلَه الجَوْهَرِیُّ .و هو کالدِّفْنَاسِ زِنَهً و مَعْنًی ،عنِ ابنِ الأَعْرَابِیِّ ،و هو الرّاعِی الکَسْلانُ .
و قال ابنُ دُرَیْدٍ (2): الدُّنافِسُ کعُلابِطٍ :السَّیِّئُ الخُلُقِ ، و عَزاه فی العُبابِ إِلی ابنِ الأَعْرَابِیِّ .
و قال غَیْرُه: الدِّنْفِسُ ،بالکَسْرِ:الحَمْقَاءُ ،کالدِّفْنِسِ .
الدَّنْقَسَهُ :الإِفْسَادُ بَیْنَ القَوْمِ ،رَوَاه الأُمَوِیُّ هکذا بالقَافِ و السِّینِ ،و قال: المُدَنْقِسُ :المُفْسِدُ،و کذلِکَ رَوَاه أَبُو عُبَیْدٍ،و رواه سَلَمَهُ عنِ الفَرَّاءِ بالفَاءِ و الشینِ ، و کذلک قالَه شَمِرٌ،و قالَ الأَزْهَرِیُّ :و الصوابُ عندِی بالقافِ و الشِّینِ ،و هکذا رواه أَبو بَکْرٍ.
و قال اللَّیْث: الدَّنْقَسَهُ : تَطَأْطُؤُ الرَّأْسِ ذُلاً. و خَفْضُ البَصَرِ خُضُوعاً ،و أَنْشَدَ:
إِذَا رَآنِی مِنْ بَعِیدٍ دَنْقَسَا
و قال أَبو عُبَیْدٍ-فی باب العَیْنِ -: الدَّنْقَسَهُ : النَّظَرُ بِکَسْرِ العَیْنِ ،و قال شَمِرٌ:إِنَّمَا هو بالفَاءِ و الشِینِ ،کما سَیَأْتِی.
دَنْکَسَ ،بالنُّون،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و أَوردَه الصَّاغَانِیُّ فی«دکس»إِلاّ أَنَّه بالتَّحْتِیَّه بدَلَ النُّونِ ،وَ أَوْرَدَه صاحِبُ اللسَان أَیْضاً فی«دکس»إِلاّ أَنّه ضَبَطَهُ بالنونِ (3)کما للمُصَنِّف،و قال: دَنْکَسَ الرَّجُلُ فی بَیْتِه ،إِذَا اخْتَفَی و لم یَبْرُزْ لحاجَهِ القَوْمِ ،و هُو عَیْبٌ عندَهُم.هکذا ذَکَرُوه، و مِثْلُه فی العُبَابِ .
الدَّوْسُ :الوَطْ ءُ بالرِّجْلِ ، کالدِّیَاسِ و الدِّیَاسَهِ ،بکسْرِهما.و قد دَاسَهُ برِجْلِه یَدُوسُه دَوْساً و دِیَاساً و دِیَاسَهً :وَطِئَهُ .و یُقَال:نَزَلَ العَدُوُّ ببنِی فُلاَنٍ فجَاسَهُمْ و حَاسَهُمْ و داسَهُمْ ،إِذا قَتَلَهم و تخَلَّلَ دِیَارَهم و عَاثَ فِیهم.
و مِن المَجَازِ: الدَّوْسُ : الجِمَاعُ بمُبَالَغَهٍ ،و قد داسَهَا دَوْساً ،إِذا عَلاَهَا و بالَغ فی وَطْئهَا.قال:
قَامَتْ تُنَادِی عَامِراً فَأَشْهَدَا
وَ کَانَ قِدْماً نَاخِباً (4)جَلَنْدَدَا
فَدَاسَهَا لَیْلَتَهُ حَتَّی اغْتَدَی
و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الدَّوْسُ : الذُّلُّ ،و قَدْ داسَه ،إِذا أَذَلَّه (5).
و الدَّوْسُ بن عَدْنَانَ بنِ عبدِ اللّه ،هکذا فی سائرِ الأُصُولِ ،و صوابُه:عُدْثَانُ ،بالضَّمِّ و الثاءِ المُثَلَّثَه، أَبو قَبِیلَهٍ من الأَزْدِ.و قال ابنُ الجَوَّانِیِّ النَّسَّابهُ :هو دَوْسُ (6)بن عُدْثَانَ بنِ زَهْرَانَ بنِ کَعْبِ بنِ الحارِثِ بنِ کَعْبِ بنِ عبدِ اللّه بنِ الأَزْدِ.منهم أَبُو هُرَیْرَهَ الدَّوْسِیُّ الصَّحَابِیُّ المَشْهورِ،رضی اللّه تَعَالَی عنه،و قد اخْتُلِف فی اسمِه و اسمِ أَبِیه علی أَکْثَرَ مِن ثَلاثینَ قَوْلاً.و قد تَقَدَّم فی «ه ر ر».
و دَوْس ،أَیْضاً:قَبِیلَهٌ من قَیْسٍ ،و هم بَنو قَیسُ بنِ عَدْوَانَ بن عَمْرِو بنِ قَیسِ عَیْلاَنَ .
و من المَجَازِ: الدَّوْسُ : صَقْلُ السَّیْفِ و نحوِه ،و قد دَاسَهُ ،إِذا صَقَلَه. و الدُّوسُ ، بالضَّمِّ :الصَّقْلَهُ ،عن ابن الأَعرَابِیّ .
و المِدْوَسُ ،کمِنْبَرِ: المِصْقَلَهُ و هی خَشَبه یُشَدُّ علیها مِسَ (7)یَدُوسُ بهَا الصَّیْقَلُ السَّیفَ حتی یَجْلُوَه.و الجَمْع:
مَدَاوِسُ .و منه قولُ الشاعر (8):
وَ کَأَنَّمَا هُوَ مِدْوَسٌ مُتَقَلِّبٌ
فِی الکَفِّ إِلاَّ أَنَّهُ هُوَ أَضْلَعُ
ص:294
و قالَ آخَرُ:
وَ أَبْیَضَ کَالْغَدِیرِ ثَوَی عَلَیْهِ
قُیُونٌ بِالْمَدَاوِسِ نِصْفَ شَهْرٍ (1)
و المِدْوَسُ : مَا یُداسُ بِه الطَّعَامُ ،و فی اللِّسَانِ :الکُدْسُ یُجَرُّ علیه جَرًّا، کالْمِدْوَاسِ ،کمِحرَابٍ .
و المَدَاسُ ،کسَحَابٍ :الذی یُلْبَسُ فی الرِّجْلِ ،قال شیخُنَا:وَزْنُه بسَحَابٍ غیرُ مُنَاسبٍ ،لأَنَّ مِیمَ المَدَاسِ زائدهٌ ،و سِینَ السَّحَابِ أَصْلیَّهٌ ،فلو قالَ :کمَقَامٍ ،أَو کمَقَالٍ ،لکانَ أَوْلَی.و حَکَی النَّوَوِیُّ أَنّه یُقَالُ : مِدَاسٌ ، بکسر المِیمِ أَیْضاً،و هو ثِقَهٌ ،فإِنْ صحَّ فکَأَنَّهُ اعتَبَر فیه أَنَّه آلَهٌ للدَّوْسِ .انْتَهَی.و سیَأْتِی فی«و د س».
و المَدَاسَهُ :مَوْضِعُ دَوْسِ الطَّعَامِ یقال: داسَ الطَّعَامَ دِیَاساً فانْداسَ هو فی المَدَاسَهِ .
و الدَّوَّاسُ ، ککَتَّانٍ :الأَسَدُ الذی یَدُوسُ الفَرَائسَ .
و الشُّجاعُ الذی یَدُوسُ أَقْرَانَه، و کُلُّ ماهِرٍ فی صَنْعَتِه، لدَوْسِ (2)کلٍّ منهم مَن یُنَازِلُه،و هو مَجَازٌ.
و دَوّاسَهُ الرَّجُلِ ، بالهَاءِ:الأَنْفُ .
و الدُّوَاسَهُ ،بالضَّمِّ ، و الدَّوِیسَهُ ،کسَفِینَهٍ : الجَمَاعَهُ مِن النّاسِ :نقلَه الصّاغَانِیُّ .
و قال ابنُ عَبَّادٍ: الدِّیسَهُ ،بالکَسْرِ:الغابَهُ المُتَلَبِّدَهُ ،و فی بعضِ النُّسَخِ :المُلْتَبِدَهُ ، ج، دِیَسٌ ،کعِنَبٍ ، و دِیسٌ ، بکسرٍ فسکون.و الأَصْل:الدِّوْسَهُ ،قُلبِت الواو یاءً للکسره.
و فی حَدِیثِ أُمِّ زَرْعٍ :«و دَائِسٍ و مُنَقٍّ »، الدّائِسُ :
الأَنْدَرُ ،قالَهُ هِشَامٌ ،و قیل:هو الذی یَدُوسُ الطَّعَامَ و یَدُقُّه [بالفدّان] (3)لیُخْرِجَ الحَبَّ منه.و المَنْقِّی (4):الغِرْبَالُ .
و قَولُهُم: أَتَتْهُم الخَیْلُ دَوَائِسَ أَی یَتْبَعُ بَعْضُها بَعْضاً.
*و مِمَّا یُسْتَدْرَک علیه:
الدَّوَائِسُ :هی البَقَرُ العَوَامِلُ فی الدَّوْسِ .و طَرِیقٌ مَدُوسٌ و مُدَوَّسٌ ،کثیرُ الطُّرُوقِ .
و داسَ النَّاسُ الحَبَّ و أَداسُوه :دَرَسُوه،عن أَبِی حَنِیفَهَ ، رحمه اللّه،و هو الدِّیَاسُ ،بلغهِ الشأْمِ .
و قال أَبو زَیْدٍ:یقال:فُلانٌ دِیسٌ مِن الدِّیَسَهِ :أَی شُجَاعٌ شَدِیدٌ یَدُوسُ کلَّ مَن نازَلَه.و أَصلُه: دِوْسٌ .علی فِعْلٍ .
و الدَّوْسُ :الخَدِیعَهُ و الحِیلَهُ .و منه قَوْلُهُم:قد أَخَذْنَا فی الدَّوْسِ .قالَه أَبو بَکْرٍ.و قال الأَصْمَعِیُّ :هو تَسْوِیَهُ الخَدِیعَهِ (5)و تَرْتِیبُهَا،مأْخُوذٌ مِنْ دِیَاسِ السَّیْفِ :و هو صَقْلُه و جِلاؤُه.
و أَبو بکر مُحَمَّد بن بَکْر بن عبد الرزَّاق بن دَاسَهَ البَصْرِیّ الدَّاسِیُّ ،رَاوِیهُ سُنَنِ أَبی داوودَ.
و دَوْسُ بن عَمْرٍو التَّغْلبِیّ ،قاتِلُ عِلْبَاءَ بنِ الحارِثِ الکِنْدِیّ .
و أَبو دَوْسٍ عثمانُ بنُ عُبَیْدٍ الیَحْصُبِیّ ،شیخٌ لعُفَیْرِ (6)بنِ مَعْدانَ .
الدَّهْسُ ،بالفَتْحِ : النَّبْتُ لم یَغْلِبْ علیه لَوْنُ الخُضْرَهِ ،عن ابنِ عَبَّاد.
و الدَّهْسُ : المَکَانُ السَّهْلُ اللَّیِّنُ لیس بِرَمْلٍ و لا تُرَابٍ و لا طِینٍ ،یُنْبِتُ شَجَراً،و تَغِیبُ فیه القَوَائمُ .و قیلَ :
الدَّهْسُ :الأَرْضُ التی یَثْقُلُ فیها المَشْیُ .و قیل:هی التی لا یَغْلِبُ علیها لَوْنُ الأَرْضِ ،و لا لَوْنُ النَّبَاتِ ،و ذلِک فی أَوَّلِ النَّبَاتِ .و الجَمْعُ : أَدْهَاسٌ .
و الدَّهْسُ کالدَّهَاسِ ،کسَحابِ ،مثْل اللَّبْثِ و اللَّبَاثِ :
المَکَانُ السَّهْلُ اللَّیِّنُ ،ثمّ إِنَّ الدَّهَاسَ بالفَتْح،هو الذی اقْتَصَر علیه أَکثَرُ الأَئمَّه،و أَنْشَدُوا قولَ ذِی الرُّمَّهِ :
جَاءَتْ مِنَ الْبِیضِ زُعْراً لاَ لِبَاسَ لَهَا
إِلاَّ الدَّهَاسُ و أُمٌّ بَرَّهٌ وَ أَبُ
إِلاَّ ما حَکَاه النَّوَوِیُّ فی التَّحْرِیرِ،أَنه یُقَالُ فیه بالکَسْرِ أَیضاً،بمَعْنَی المَفْتُوحِ .و قال جَمَاعَهٌ :إِن الدِّهَاسَ ، بالکَسْرِ:جَمْع دَهْسٍ ،بالفَتْحِ ،و هو قِیَاسٌ فیه.نَقَلَهُ
ص:295
شیخُنَا.قلتُ :و قد صرَّحَ غیرُ وَاحدٍ أَنَّ الدَّهْسَ ،بالفَتْح، إِنّمَا یُقَال فی جَمْعِه: أَدْهاسٌ ،کما سبقَ .
و أَدْهَسُوا :سَلَکُوه ،و سارُوا فیه،کما یُقَال:أَوْعَثُوا:سَارُوا فی الوَعْثِ ،عن ابنِ دُرَیْدٍ.
و رَمْلٌ أَدْهَسٌ :بَیِّنُ الدَّهَسِ ،قال العَجَّاج.
أَمْسَی مِنَ القَابِلَتَیْنِ سُدَّسَا
مُوَاصِلاً قُفًّا و رَمْلاً أَدْهَسَا (1)
و رِمالٌ دُهْسٌ :سَهْلَهٌ لَیِّنهٌ .
و الدُّهْسَهِ (2)بالضَّمِّ ،مَعْطُوفٌ علی ما قَبلَه،أَی بَیِّنُ الدَّهَسِ و الدُّهْسَهِ .قالَ ابنُ سِیدَه:هو لَوْنٌ یَعْلُوه أَدْنَی سَوَادٍ،یکون فی الرِّمال و المَعْزِ.
و الدَّهَاسَهُ ،بالفَتْحِ : سُهُولَهُ الخُلُقِ ،و هو دَهَّاسٌ ، ککَتَّانٍ ،سَهْلُ الخُلُقِ دَمِثُهُ .
و امْرأَهٌ دَهْساءُ و دَهَاسٌ ،کسَحَاب:عَظِیمَهُ العَجُزِ ، الأُولَی عن ابنِ عَبَّاد،نقلَه الصَّاغَانِیُّ فی العُبَاب،و یجوز أَن تکون:امرأَهٌ دَهَاسٌ ،مَجَازاً علی التَّشْبِیه.
و عَنْزٌ دَهْسَاءُ ،کالصَّدْآءِ ،و هی السَّوْدَاءُ المُشْرَبَهُ حُمْرَهً إِلاَّ أَنَّه أَقَلُّ مِنْهَا حُمْرَهً ،قالَهُ أَبو زَیْدٍ.و أَنْشَدَ الزَّجَّاجُ یَصِفُ الْمِعْزَی:
وَ جَاءَتْ خُلْعَهٌ دُهْسٌ صَفَایَا
یَصُورُ عُنُوفَهَا أَحْوَی زَنِیمُ (3)
و سیأْتِی.
و الدَّهُوسُ کصَبُورٍ:الأَسَدُ و یُقَال: ادْهَاسَّتِ الأَرْضُ ادْهِیسَاساً : صَارَتْ دَهْساءَ اللَّوْن ،أَی کلَوْنِ الرِّمَالِ و أَلْوَانِ الْمِعْزَی.
و قالَ الصّاغَانِیُّ : ادْهَاسَّ النَّبْتُ ،إِذا صَارَ أَدْهَسَ اللَّوْنِ ، و کذا ادْهاسَّت الأَرْضُ .
الدَّهْرَسُ ،کجَعْفَرٍ:الدَّاهِیَهُ ،ج، دَهَارِسُ ، أَنْشَدَ یَعْقُوبُ :
مَعِی ابْنَا صَرِیمٍ جَازِعَانِ کِلاَهُمَا
و عَرْزَهُ لَوْلاَهُ لَقِینَا الدَّهَارِسَا
و یُجْمَع أَیضاً علی الدَّهَارِیسِ .قال المُخَبَّلُ :
فَإِنْ أَبْلَ لاَقَیْتُ الدَّهَارِیسَ مِنْهُمَا
فَقَدْ أَفْنَیَا النُّعْمَانَ قَبْلُ و تُبَّعَا
قال ابنُ سِیدَه:وَاحِدُهَا دِهْرِسٌ (4)و دُهْرُسٌ ،فلا أَدْرِی لِمَ ثَبَتَت الیاءُ فی الدَّهارِیسِ ؟و نقَل ابنُ الأَعْرَابِیّ الدَّراهِیسَ ، أَیضاً.
و الدَّهْرَسُ : الخِفَّهُ و النَّشَاطُ ،قالَ أَبُو عَمْرٍو:یُقَال:ناقَهٌ ذاتُ دَهْرَسٍ ،أَی ذاتُ خِفَّهٍ و نَشَاطٍ ،و أَنشد:
ذاتُ أَزَابِیَّ و ذاتُ دَهْرَسِ
الدَّهْمَسَهُ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ .و قال الفَرَّاءُ:
هو السِّرَارُ ،کالرَّهْمَسَهِ ،عن ابنِ عَبَّادٍ.
و الدَّهْمَسَهُ : المُسَاوَرَهُ (5)و البَطْشُ .
و فی التَّهْذِیبِ :قال أَبو تُرَابِ :سمِعْتُ شَبَانَهَ یَقُولُ :
هذا؛ أَمْرٌ مُدَهْمَسٌ و مُدَغْمَسٌ ، و مُنَهْمَسٌ ،أَی مَسْتُورٌ ،و قد تقدَّم.
الدَّیْسُ ،أَهملَه الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ .
و قال الصّاغَانِیُّ فی آخرِ مادّه«دوس» الدَّیْسُ : الثَّدْیُ ، عِرَاقِیَّهٌ لا عَرَبِیَّهٌ (6).
قلت:فإِذا کانَتْ لیستْ بعَرَبِیَّهٍ فما فائدهُ اسْتِدْرَاکِهَا علی الجَوْهَرِیِّ الذی شَرطَ فی کِتَابِه أَلاّ یَأْتِیَ فیه إِلاَّ بما صَحَّ عِنْدَه،و کأَنَّه قلَّدَ الصَّاغَانِیَّ فیما أَوردَه.فتأَمَّلْ .
و دِیسَانُ ،بالکَسْره:ه بهَرَاهَ نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ أَیضاً.
قلْت:و ذکره الزَّمَخْشَرِیُّ أَیضاً فی المُشْتَبِه،و نَسَب إِلیهَا رَجُلاً من المُتَأَخِّرِینَ مِمَّنْ حَدَّثَ .
*و مِمَّا یُسْتَدْرَک علیه:
دِیسوه ،بالکَسْر:قریتان بمِصْرَ إِحداهما بالغَرْبِیَّه،و الثانیه فی حَوْفِ رَمْسِیسَ .
ص:296
إِذْرِیطُوسُ ،بالکَسْرِ،أَهملَه الجَوْهَرِیُّ ، و نَقَلَه الأَزْهَرِیُّ ،و ذکره صاحِبُ اللِّسَانِ بِإِهْمَالِ الدال.
و ذَکَرَه الصَّاغانِیُّ فی«ط و س» (1)و قال:هو دَوَاء المَشْی و الکَلِمَهُ رُومِیَّهُ فعُرِّبَتْ . و قال ابنُ الأَعرَابِیِّ :هو الطُّوسُ .
و قِیلَ فی قَوْلِ رُؤْبَهَ :
لَوْ کُنْتَ بَعْضَ الشَّارِبِینَ الطُّوسَا
مَا کَانَ إِلاَّ مِثْلَهُ مَسُوسَا
إِنّ الطُّوسَ هنا:دَوَاءٌ یُشْرَبُ لِلْحِفْظِ ،و قیل:أَراد الآذَرِیطُوسَ (2)،و هو من أَعْظَمِ الأَدْوِیَهِ ،فاقْتَصَر علی بَعضِ حُرُوفِ الکَلِمَهِ .و قال آخَرُ:
بَارِکْ لَهُ فِی شُرْبِ أَذْرِیطُوسَا (3)
أَنْشَدَه ابنُ دُرَیْدٍ،و سیأْتِی فی مَوْضِعِه.قلْت:و هو«ثِیاذ ریطوس»سُمِّیَ باسْمِ المَلِکِ الذِی رُکِّبَ له،و هو«ثیاذ ریطوس»من ملوکِ الیونانِیِّین،و کان قَبْلَ جَالِینُوس:قال صاحِبُ الْمِنْهَاج:و هو تَرْکِیبٌ مُسْهِلٌ من غَیْر مَشَقَّه،و یَنْفَع من الأَمْرَاضِ العَتِیقَهِ ،و من الامْتِلاءِ من الفُضُول اللَّزِجَه الغَلِیظَه،و النِّسْیَانِ ،و ظُلْمَهِ البَصَرِ،و عُسْر النَّفَس،و یَنْفَعُ من سُدَد الکَبِدِ،و الطِّحَالِ ،و وَجَعِ الصَّدْرِ،و ضَعْف النَّفْس،و یَغُوص فی العُروق فیُذِیبُ الأَخْلاطَ و یُخْرِجُها فی البَوْل،و یَنفع من الخُنَاقِ و الصَّرَع،و یُقَوِّی الحَرَارَهَ الغَرِیزِیَّهَ ،و یُسْعَطُ منه بمقدار عَدَسَهٍ للصَّرَعِ و اللَّقْوَهِ بماءِ الشَّهْدَانِجِ .ثمّ ذَکَرَ تَرْکِیبَه من خَمْسَهٍ و عشرینَ جُزْءًا، فراجِعْه.
ذَفْطَس الرَّجُلُ :ضَیَّع مالَه،کدَفْطَسَ ،أَهملَه الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَان،و نقلَه الصّاغَانِیُّ عن ابنِ الأَعْرَابِیّ ،و هکذا ذکره الأَصْمَعِیُّ أَیضاً.و قد تقدَّم أَنَّ الصَّوابَ فیه بالدّالِ المُهْمَلَهِ ،کما هو فی نُسَخ النَّوادِرِ.
الرَّأْسُ :م ،أَی معروفٌ ،و أَجْمَعُوا علی أَنَّه مُذَکَّرٌ.
و الرَّأْسُ : أَعْلَی کُلِّ شیْ ءٍ.
و من المَجَازِ: الرَّأْس : سَیِّدُ القَوْمِ کالرَّیِّسِ ،ککَیِّسٍ و الرَّئِیسِ ،کأَمِیرٍ.قالَ الکُمَیْتُ یَمْدَحُ مُحَمَّدَ بنَ سُلَیْمَانَ الهَاشِمِیَّ :
تَلْقَی الأَمَانَ عَلَی حِیَاضِ مُحَمَّد
ثَوْلاَءُ مُخْرِفَهٌ و ذِئْبٌ أَطْلَسُ
لاَ ذِی تَخَافُ و لاَ لِهذَا جُرْأَهٌ
تُهْدَی الرَّعِیَّهُ مَا اسْتَقَامَ الرَّیِّسُ
و الثَّوْلاءُ:النَّعْجَهُ .و المُخْرِفَهُ .[الَّتِی] (4)لَهَا خَرُوفٌ یَتْبَعُهَا،ضَرَبَ ذلِکَ مَثَلاً لعَدْلِهْ و إِنْصَافِه،حتَّی إِنّه لَیَشْرَبُ الذِّئبُ و الشَّاهُ من ماءٍ وَاحدٍ، ج أَرْؤُسٌ ،فی القِلَّهِ ، و آرَاسٌ ،علی القَلْبِ ، و رُؤُوسٌ ،فی الکَثْرَهِ ،و لم یَقْلِبُوا هذِه.و رُؤُوسٌ ،و هذِه عَلَی الحَذْفِ .قال امْرُؤُ القَیْسُ :
فیَوْماً إِلَی أَهْلِی و یَوْماً إِلیْکُمُ
و یَوْماً أَحُطُّ الخَیْلَ مِنْ رُؤُسِ أَجْبَالِ
و أَمّا الرَّئِیسُ ،فیُجْمَع علی الرُّؤَسَاءِ .و العَامَّهُ تَقُولُ ؛ الرُّیَسَاء.
و الرَّأْسُ : القَوْمُ إِذا کَثُرُوا و عَزُّوا ،نقَلَه الأَصْمَعِیُّ .قال عَمْرُو بنُ کُلْثُومٍ :
بِرَأْسٍ مِنْ بَنِی جُشَمَ بْنِ بَکْرٍ
نَدُقُّ بِهِ السُّهُولَهَ وَ الْحُزُونَاَ
و هو مَجَازٌ.قال الجَوْهَرِیُّ :و أَنا أُرَی أَنَّه أَرادَ الرَّئِیسَ ؛ لأَنَّه قال:«نَدُقُّ به»و لم یَقُلْ :بِهِمْ .
و یقال: رَأْسٌ مَرْأَسٌ ،کمَقْعَدٍ.کذا هو مَضْبُوطٌ ، و صوابُه بالکَسْرِ،أَی مِصَکٌّ للرُّؤُوسِ .و قال العَجَّاجُ :
و عُنُقاً عَرْداً و رَأْساً مِرْأَسَا
مُضَبَّرَ اللَّحْیَیْنِ نَسْراً مِنْهَسَا
عَضْباً إِذا دِمَاغُهُ تَرَهَّسَا
ص:297
و فی الجمع: رُؤُوسٌ مَرَائِیسُ . و رُؤُوسٌ رؤَّسٌ ،کرُکَّع.
و بَیْتُ رَأْسٍ :ع،بالشّامِ مِن قُرَی حَلَبَ یُنْسَبُ إِلیهِ الخَمْرُ قَالَ حَسّان:
کَأَنَّ سَبِیئَهً مِنْ بَیْتِ رَأْسٍ
یَکُونُ مِزَاجَهَا عَسَلٌ و مَاءُ
و نَقَل شیخُنَا أَنها قَرْیَهٌ بینَ غَزَّهَ و الرَّمْلَهِ ،و یُقَال:إِنَّ بها مَوْلِدَ الإِمَامِ الشافِعِیِّ ،رضِیَ اللّه تعالَی عنه،قالَه الفَنَارِیّ فی حَواشِی المُطَوَّلِ .
قلتُ :و قالَ الصّاغَانِیُّ :هی کُورَهٌ بالأُرْدُنِّ ،و هی المُرَادَهُ من قَوْلِ حَسّان.
و رَأْسُ عَیْنٍ :مَدِینَهٌ بالجَزِیرَهِ ، (1)و یُقَالُ فِیهَا: رَأْسُ العَیْنِ ،و لها یَوْمٌ ،و أَنْشَدَ أَبُو عُبَیدهَ لسُحَیْمِ بنِ وَثِیلٍ الرِّیَاحِیِّ :
وَ هُمْ قَتَلُوا عَمِیدَ بَنِی فِرَاسٍ
بِرَأْسِ العَیْنِ فِی الحُجُجِ (2)الخَوَالِی
و فی الصّحاح:قَدِمَ فُلانٌ مِن رَأْسِ عَیْنٍ ،و هو مَوْضِعٌ ، و العامَّه تقول:مِن رأْسِ العَیْنِ .قال ابنُ بَرِّیٍّ :قالَ علیُّ بنُ حَمْزَهَ :إِنَّمَا یُقَالُ :جَاءَ فلانٌ مِنْ رَأْسِ عَیْنٍ ،إِذا کانَتْ عَیْناً من العُیُونِ نَکِرَهً ،فأَمَّا رأْسُ عَیْنٍ هذِه الَّتِی فی الجَزِیرَهِ ،فلا یُقَال فِیهَا إِلاَّ رأْسُ العَیْنِ .
و رَأْسُ الأَکْحَلِ :قَرْیَهٌ بالیَمَنِ مِن نَوَاحِی ذَمَارِ.
و رَأْسُ الإِنْسَانِ :جَبَلٌ بِمَکَّهَ بَیْنَ أَجْیَادٍ الصَّغِیرِ،و أَبِی قُبَیْس.
و رَأْسُ ضَأْنٍ (3)؛جَبَلٌ لِدَوْسٍ .
وَ رَأْسُ الحِمَارِ:د،قُرْبَ حَضْرَمَوْتَ .
وَ رَأْسُ الکَلْب:ه بِقُومَسَ .
و قیل:ثَنِیَّهٌ بِهَا.و یُقَال:إِنَّهَا قَارَاتُ الکَلْبِ .
و رَأْسُ الکَلْبِ ؛ ثَنِیَّهٌ بالیَمَامَهِ (4). وَ رأْسُ کِیفَی ،بکسرِ الکَافِ : ع بالجَزِیرِه من دِیَار مُضَرَ ، و هو المَشْهُورُ بِحِصْنِ کِیفَی،أَو غَیْرُه،فَلْیُنْظَرْ.
و قولُهم:رُمِیَ فُلانٌ مِنْهُ فی الرَّأْسِ ،أَی أَعْرَضَ عَنْهُ و لم یَرْفَعْ به رَأْساً و استَثْقَلَه.تقول: رُمِیتُ مِنْکَ فی الرَّأْسِ ،علی ما لم یُسَمَّ فاعِلُه،أَی ساءَ رأْیُکَ فِیَّ حتی لا تَقْدِرَ أَنْ تَنظُرَ إِلیَّ .
و ذو الرَّأْسِ :لَقَبُ جَرِیرِ بن عَطِیَّهَ بنِ الخَطَفَی،و اسمُه حُذَیْفهُ بنُ بَدْرِ بنِ سَلَمَهَ [بنِ عَوْفِ ] (5)بنِ کُلَیْبِ بنِ یَرْبُوع بن حَنْظَلَهَ بنِ مارِک بنِ زَیْدِ مَنَاهَ ،قِیلَ لَهُ ذلِک لجُمَّهٍ کانتْ له، و کانَ یقال له فی حَدَاثَتِه:ذو اللِّمَمِ .
و ذُو الرَّأْسَیْنِ لَقَبُ خُشَیْنِ بن لأْی بنِ عُصَیْمٍ (6).
و ذو الرَّأْسَیْنِ أَیضاً: أُمَیَّهُ بنُ جُشَمَ بنِ کِنَانهَ بنِ عَمْرو بنِ قَیْن بن فَهْم (7)بن عَمْرِو بنِ قَیْسِ عَیْلاَنَ .
و مِن المَجَازِ: رَأْسُ المالِ :أَصْلُه. و یقال:أَقْرِضْنِی عَشْرهً برُؤوسِهَا،أَی قَرْضاً لا رِبْحَ فیه إِلاَّ رأْسُ المالِ .
و مِن المَجَازِ: الأَعْضَاءُ الرَّئِیسَهُ ،و هی أَرْبَعَهٌ عِنْدَ الأَطِبَّاءِ: القَلْبُ و الدِّماغُ و الکَبدُ ،فهذِه الثَّلاَثَهُ رَئیسَهٌ مِن حَیْثُ الشَّخْصُ ،علی مَعْنَی أَنَّ وُجُودَه بدُونِهَا أَو بِدُونِ وَاحِدٍ منها لا یُمْکِنُ . و الرّابِعُ الأُنْثَیَانِ ،و کونُه رَئیساً مِن حَیْثُ النَّوْعُ ،علی مَعْنَی أَنَّه إِذا فاتَ فاتَ النَّوْعُ .و مَنْ قالَ :إِنَّ الأَعْضَاءَ الرَّئیسَهَ هی الأَنْفُ و اللِّسَانُ و الذَّکَرُ،فقدْ سَهَا.
قالَ الصّاغَانِیُّ : و شاهٌ رَئیسٌ ،کأَمِیرٍ: أُصِیبَ رَأْسُهَا .مِنْ غَنَمٍ رَآسیَ ،بوزنِ رَعَاسَی،مثْل:حَبَاجَی و رَمَاثَی.
و الرَّئیسُ ،و فی التَّبْصِیرُ،و التَّکْمِلَه: رَئیسُ بنُ سَعِید بنِ کَثیر بنِ عُفَیْرٍ الْمِصْرِیّ ، مُحَدِّثٌ شاعِرٌ،و هو أَخو عُبَیْدِ اللّه.
و الرِّئِّیسُ ، کسِکِّیتٍ :الکَثِیرُ التَّرَؤُّسِ ،أَی التأَمُّرِ.
و المِرْآسُ ،کمِحْرَابٍ : الفَرَسُ الذی یَعَضُّ رُؤُوسَ الخَیْلِ إِذا صارَتْ مَعَهُ فی المُجَاراهِ ،قال رُؤْبَهُ :
لَوْ لمْ یُبَرِّزْهُ جَوَادٌ مِرْآسْ
لَسَقَطَتْ بِالْمَاضِغَیْنِ الأَضْراسْ
ص:298
أَو الْمِرْآسُ الَّذِی یَرْأَسُ ،أَی یَکُونُ رَئِیساً لهَا فی تَقَدُّمِه و سَبْقهِ .
و رَأَسهُ یَرْأَسُهُ رَأْساً ، کمَنَع (1):أَصابَ رَأْسَهُ فهو مَرْؤُوسٌ و رَئیسٌ .
و الرَّآَّس ،کشَدَّادٍ:بائِعُ الرُّؤسِ :و الرَّوَّاسِیُّ ، بالواو و یاءِ النِّسْبَهِ ، لَحْنٌ ،و فی اللِّسَانِ (2):مِن لُغَهِ العَامَّهِ .
منه أَبو الفِتْیَانِ عُمَرُ بنُ الحَسَنِ بنِ عبد الکَرِیمِ (3)الدِّهِسْتَانِیّ الحَافِظُ الرَّآسِیّ (4)نُسِبَ إِلی بیعِ الرُّؤوسِ .وَقَع لی حَدِیثُه عالِیاً فی الأَرْبَعِین البُلْدانِیَّهِ للحَافِظِ أَبی طاهِرٍ السِّلَفِیِّ (5)و خَرَّجْتُه أَیضاً فی«بَذْلِ المَجْهُود بتَخْرِیجِ حَدِیثِ :شَیَّبَتْنِی هُود»مات سنه 530.
و المُرَأّسُ ،کمُعَظَّمٍ و مِصْباحٍ و صَبُورٍ،من الإِبِلِ :
الذِی لم یَبْقَ لَهُ طِرْقٌ ،بالکَسْرِ، إِلاَّ فِی رَأْسِه ،عن الفَرَّاءِ، حکاه عنه أَبو عُبَیْدٍ.و فی نَصِّه: المُرائِسُ ،کمُقَاتِلٍ .و قد صَحَّفَهُ المُصَنِّف.و لیسَ عِنْدَه المِرْآسُ ،کمِصْبَاحٍ .
و المُرَئِّسُ ، کمُحَدِّثٍ :الأَسَدُ.
و الَّرَوائِسُ :أَعالِی الأَوْدِیَهِ ،الوَاحِدَهُ : رَائِسٌ .و به فُسِّرَ قولُ ذِی الرُّمَّهِ عَلَی الأَصَحِّ :
خَنَاطِیلُ یَسْتَقْرِینَ کُلَّ قَرَارَهٍ
و مَرْتٍ نَفَتْ عَنْهَا الغُثَاءَ الرَّوَائِسُ
و هی أَیْضاً المُتَقَدِّمَهُ مِن السَّحابِ ، کالمَرَائِسِ .یُقَال:
سَحَابَهٌ رائسَهٌ .و به فُسِّرَ بَعْضُ قول ذِی الرُّمَّهِ السّابِق.
و الرَّائِسُ :جَبَلٌ فی بَحْرِ الشَّامِ .و به فُسِّر قولُ أُمُیَّهَ بنِ أَبِی عائِذٍ (6)الهُذَلِیِّ :
و فی مَعْرَکِ الآلِ خِلْتُ الصُّوَی
عُرُوکاً علی رائسٍ یَقْسِمُونَا
و رائِسٌ : بِئْرٌ لِبَنِی فَزَارَهَ . و الرَّائِسُ : الوَالِی.و المَرؤُوسُ :الرَّعِیَّهُ .
و قَالَ الفَرَّاءُ: المَرْؤُوسُ : الَّذِی شَهْوَتُه فی رَأْسِهِ لا غَیْرُ ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ .
و المَرْؤُوسُ : الأَرْأَسُ ،أَی العَظِیمُ الرَّأْسِ .
و رِئَاسُ السَّیْفِ ،بالکَسْرِ:مَقْبِضُهُ أَو قَبِیعَتُه ،قال الصّاغَانِیُّ :و هذِه أَصَحُّ .قال ابنُ مُقْبِلٍ :
ثُمَّ اضطَغَنْتُ (7)سِلاَحِی عِنْدَ مَغْرِضِهَا
و مِرْفَقٍ کرِئَاسِ السَّیْفِ إِذْ شَسَفَا
هکذا أَنْشَدَه ابنُ بَرِّیّ ،و قال شَمِرٌ:لم أَسْمَعْ : رِئَاساً (8)إِلاَّ هُنَا.قال ابنُ سِیدَه:و وَجَدْنَاهُ فی«المُصَنِّفِ »:«کرِیَاسِ السَّیْف»غَیْرَ مَهْمُوزٍ.قال:فلا أَدْرِی هَلْ هُو تَخْفِیفٌ أَم الکَلِمَهُ من الیاءِ.
و مِن المَجَازِ: الرَّأْسُ مِن الأَمْرِ:أَوَّلُهُ ،و تقولُ لمَنْ یُحَدِّثُکَ :أَعِدْ عَلَیَّ کَلاَمَکَ مِن رَأْسٍ ،و مِن الرَّأْسِ ،و هی أَقَلُّ اللُّغَتَیْنِ ،و أَنْکَرَهَا بَعضُهُم،و قال:لا تَقُلْ :مِنَ الرَّأْسِ .قال:و العَامَّهُ تقولُه.قالَهُ شیخُنَا،و به فُسِّرَ
16- حَدِیثُ : «لَمْ یُبْعَثْ نَبیٌّ إِلاَّ عَلَی رَأْسِ أَرْبَعِینَ عَاماً».
و نَعْجَهٌ رَأْسَاءُ :سَوْداءُ الرَّأْسِ و الوَجْهِ و سائِرُها أَبْیَضُ .
قالَهُ الجَوْهَرِیُّ .و قالَ غیرُه:شاهٌ رَأْساءُ :مُسْوَدَّهُ الرَّأْسِ .
و قال أَبو عُبَیْد:إِذا اسْوَدَّ رأْسُ الشَّاهِ فهی رَأْسَاءُ ،فإِن ابْیَضَّ رَأْسُهَا مِن بَیْنِ جَسَدِهَا فیه رَخْمَاءُ و مُخَمَّرَهٌ .
و بَنُو رُؤَاسٍ ،بالضَّمِّ :حَیٌّ مِن عامِرِ بنِ صَعْصَعَهَ .و هو رُؤَاسُ بن کِلاَبِ بنِ رَبِیعَهَ بنِ عَامِرِ بنِ صَعْصَعَهَ . منهم أَبو دُوَادٍ یَزِیدُ بنُ مُعَاوِیَهَ بنِ عَمْرِو بنِ قَیْسِ بنِ عُبَیْدِ بنِ رُؤَاسِ بنِ کِلاَبِ بنِ رَبِیعَهَ بنِ عامرِ بنِ صَعْصَعَهَ .قاله الأَزْهَرِیُّ (9).
ص:299
قلت:و رُؤَاسٌ اسمُه الحَارِثُ و عَقِبُه مِنْ ثلاثهٍ :بِجَادٍ (1)و بُجَیْدٍ و عُبَیْدٍ،أَولادِ رُؤاسٍ لِصُلْبِهِ .
و مِن وَلَدِ رُؤَاسٍ : وَکِیعُ بن الجَرَّاحِ بنِ مَلِیحِ بنِ عَدِیّ بنِ الفَرَسِ (2)الفَقِیهُ .
و منهم حُمَیْدُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ حُمَیْدٍ،الرُّؤَاسِیُّونَ .
مُحَدِّثُون.قال الأَزْهَرِیُّ :و کانَ أَبو عُمَرَ الزاهِدُ یَقُولُ فی أَبِی جَعْفَرٍ الرُّؤاسِیِّ أَحَدِ القُرَّاءِ و المُحَدِّثِین:إِنَّهُ الرَّوَاسِیُّ ،بفتح الرّاءِ و بالوَاوِ من غَیْر هَمْزٍ،مَنْسُوبٌ إِلی رَوَاس:قَبِیلَهٍ من سُلَیْمٍ ،و کانَ یُنْکِرُ أَنْ یُقَال (3):الرُّؤَواسیُّ ،بالهَمْزِ،کمَا یَقُولُه المُحَدِّثُون و غیرُهم.
قلت:و یَعْنِی بأَبِی جَعْفَرٍ هذا مُحَمَّدَ بنَ أَبی سارهَ (4)الرَّوَاسِیّ .ذکرَ ثَعْلَبٌ أَنَّه أَوَّلُ مَن وَضَعَ نحوَ الکُوفِیِّینَ .و له تَصانِیفُ .و قد تقدَّم ذِکْرهُ فی المُقَدِّمه.
و الرُّؤَاسِیُّ أَیضاً: العَظِیمُ الرَّأْسِ ،و مِمَّن نُسِبَ إِلی ذلِکَ مسْعَرُ بنُ کِدَامٍ الفَقِیهُ و غیرُه،و منهم مَن یقولُه بتشْدِیدِ الواوِ،من غَیْرِ هَمْزٍ،و هو غَلَطٌ .
و یُقَال: رَأَّسْتُه تَرْئیساً ،إِذا جَعَلْتَه رَئیساً علی القَوْمِ .
و ارْتَأَسَ هو: صارَ رَئیساً ، کتَرَأّسَ ،مثلُ تَأَمَّرَ.
و فی نَوَادِرِ الأَعْرَابِ : ارْتَأَسَ زَیْداً ،إِذا شَغَلَه.و أَصْلُه أَخْذٌ بالرَّقَبَهِ و خَفْضُهَا إِلی الأَرْضِ ،و مثله:اکْتَأَسَه و ارْتَکَسَه و اعْتَکَسَه،کلُّ ذلِکَ بمَعْنًی وَاحِدٍ.
و المُرَائِسُ ،کمُقَاتِلٍ : المتَخَلِّفُ عن القومِ فی القِتَالِ ، نقَلَه الصّاغَانِیُّ .
*و مِمَّا یُسْتَدْرَک علیه:
رُئِسَ الرجُلُ :کعُنِیَ :شَکَا رَأْسَه ،فهو مَرْؤُوسٌ .
و الرَّئِیس :الَّذِی قَدْ شُجَّ رَأْسُه ،و منه قولُ لَبِیدٍ:
کَأَنَّ سَحِیلَهُ شَکْوَی رَئیسٍ
یُحَاذِرُ مِنْ سَرَایَا وَ اغْتِیَالِ
و المَرْؤُوسُ :مَنْ أَصَابَهُ البِرْسَامُ .قاله الأَزْهَرِیُّ (5).
و أَصَابَ رأْسَه :قَبَّلَهُ ،و هو کِنَایَهٌ .
و ارْتَأَسَ الشَّیْ ءَ:رَکِبَ رأْسَه .
و فَحْلٌ أَرْأَسُ ،و هو الضَّخْمُ الرَّأْسِ ،کالرُّؤَاسِ و الرُّؤَاسِیّ .و قیل:شاهٌ أَرْأَسُ ،و لا تَقُلْ : رُؤاسِیٌّ ،عن ابنِ السِّکِّیتِ .
و الرَّائِسُ : رَأْسُ الوَادِی.و کُلُّ مُشْرِفٍ : رَائِسٌ .
و رَأْسَ السَّیْلُ الغُثَاءَ:جَمَعَه و سَیَأْتِی للمصَنِّفِ فی «ر و س».
و هُم رأْسٌ عَظِیمٌ ،أَی جَیْشٌ علی حِیَالِهِ لا یَحْتَاجُون إِلی إِحْلاب (6).
و رأْسَ الْقَوْمَ یَرْأَسُهُم رَآسهً :فَضَلَهُمْ .و رأَسَ علیهم.
قاله الأَزْهَرِیُّ .و رَوَّسُوهُ علی أَنفُسِهم،قالَ :و هکَذَا رأْیتُه فی کِتَابِ اللَّیْثِ ،و القِیَاسُ : رَأَسُوه .و قالَ ابن الأَعْرَابِیِّ :
رَأَسَ الرَّجُلُ رَآسَهً ،إِذا زَاحَمَ علیها و أَرَادَهَا.قال:و کانَ یُقَال: الرَّآسَهُ تَنْزِلُ مِن السَّمَاءِ فیُعَصَّبُ بها رَأْسُ مَنْ لا یَطْلُبُها.
و
16- فی الحَدِیث: « رَأْسُ الکُفْرِ مِنْ قِبَلِ المَشْرِقِ ». و هو مَجَازٌ،یکون إِشَارَهً إِلی الدَّجَّالِ أَوْ غَیْرِه من رُؤَسَاءِ الضَّلاَلِ الخَارِجِینَ بالمَشْرِقِ .
و رَئِیسُ الکِلابِ وَ رائِسُهَا :کَبِیرُها الذی لا تَتَقَدَّمُه فی القَنَصِ ،و هو مَجازٌ.
و کَلْبَهٌ رَائِسَهٌ :تَأْخُذُ الصَّیْدَ برَأْسِه .
و کَلْبَهٌ رَؤُوسٌ ،کصَبُورٍ:تُسَاوِرُ رَأْسَ الصَّیْدِ.
و یُقَال:أَعْطِنِی رَأْساً مِن الثُّومِ ،و سِنًّا منه،و هو مَجَازٌ.
و یقال:کَمْ فی رَأْسِک مِن سِنٍّ ؟و هو مَجَازٌ.
و الضَّبُّ رُبَّمَا رأّسَ الأَفْعَی و رُبَّمَا ذَنَّبَها،و ذلِکَ أَنَّ الأَفْعَی تأْتِی جُحْرَ الضَّبِّ فتَحْرِشُه،فیَخْرُجُ أَحْیَاناً برأْسِه
ص:300
مُسْتَقْلِبَهَا (1)،فیُقَال:[خَرَجَ ] (2)مرَئّساً ،و رُبَّما احْتَرَشَهُ الرَّجُلُ فیَجْعَلُ عُوداً فی فَمِ جُحْرِه فیَحْسبُه أَفْعَی فیَخْرُجُ مُرَئِّساً أَو مُذَنِّباً.
و قالَ ابنُ سِیدَهْ :خَرَجَ الضَّبُّ مُرَائِساً :اسْتَبقَ برَأْسِه من جُحْرِه.و رُبَّمَا ذَنَّبَ .
و یقال:وَلَدَتْ وَلَدَها علی رَأْسٍ وَاحِدٍ،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ ،أَی بعضُهُم فی إِثْرِ بَعْضٍ ،و کذلِکَ :وَلَدَتْ (3)ثلاثهَ أَوْلاَدٍ رَأْساً عَلَی رأْسٍ ،أَی وَاحِداً فی إِثْرِ آخَرَ.
و یُقَال:أَنْتَ علَی رأْسِ أَمْرِک و رِئَاسِهِ أَی علی شَرَفٍ منه.قالَ الجَوْهَرِیُّ ،قولُهُم:أَنْتَ علی رِئاسِ أَمْرِکَ :أَی أَوَّلهِ .و العَّامَّهُ تقول:عَلَی رَأْسِ أَمْرِکَ .
و عِنْدِی رَأْسٌ من الغَنَمِ ،و عِدَّهٌ مِن أَرْؤُسٍ ،و هو مَجَازٌ، و کذا: رَأْسُ الدِّینِ الخَشْیَهُ .
و أَهْلُ مَکَّهَ یُسَمُّون یَوْمَ القَرِّ یَوْمَ الرُّؤُوسِ ؛لِأَکْلِهِم فیه رُؤُوسَ الأَضَاحِی.
وَ رَأْسُ الشَّیْ ءِ:طَرَفُه،و قیل:آخِرُه،نَقَلَه شیْخُنَا.
و الرَّأْسُ :من أَسْمَاءِ مَکَّهَ المُشَرَّفَهِ ،و تُسَمَّی رأْسَ القُرَی.
و قال ابنُ قُتَیْبَه فی المُشْکِلِ : رُؤُوسُ الشَّیَاطِینِ :جَبَلٌ بِالحِجَازِ مُتَشَعِّبٌ شَنِعُ الْخِلْقَهِ .
و اسْتَدْرَک الصّاغَانِیُّ هُنَا: رَأْسِکُ ،من مُدُنِ مُکْرَان.
و حَقُّه أَنْ یُذْکَرَ فی الکَافِ .
و الرَّئِیسُ :أَبُو عَلِیِّ بنُ سِینَاءَ،مَشهورٌ.
وَ جَعْفَرُ بنُ مُحمَّدِ بنِ الفَضْل الرَّأْسِیّ (4)من رَأْسِ العَیْنِ ، حَدَّثَ عن أَبِی نُعَیْم،و عنه أَبو یَعْلَی الْمَوْصَلِیّ .
و الصَّدْرُ مُحَمَّدُ بنُ محمَّد بنِ علیّ بنِ محمَّد الرُّؤَاسِیّ الأَسَدِیّ الإِسْفِرَایِنِیّ الشافِعِیّ ،وُلد بِشُقّان (5)من بلادِ خُرَاسَان،لقیه البِقَاعِیُّ بمَکَّه.
رَبَسَهُ بیَدِهِ رَبْساً : ضَرَبَهُ بِهَا. و یُقَال: الرَّبْسُ :
الضَّرْبُ بِالیَدَیْنِ جَمِیعاً،قَالَهُ ابنُ دُرَیْدٍ.
و رَبَسَ الْقِرْبَهَ :مَلأَهَا.
و دَاهِیَهٌ رَبْسَاءُ :شَدِیدَهٌ .
و رَبْسَی ،کسَکْرَی:فَرَسٌ کان لِبَنِی العَنْبَرِ،قَال المَرَّارُ العَنْبَرِیُّ :
وَرِثْتُ عَنْ رَبِّ الکُمَیْتِ مَنْصِبَا
وَرِثْتُ رَبْسَی و وَرِثْتُ دَوْأَبَا
رِبَاطَ صِدْقٍ لَمْ یَکُنْ مُؤْتَشَبَا
و الرَّبِیسُ ،کأَمِیرٍ: الشُّجَاعُ من الرِّجَالِ .
و الرَّبِیسُ : العُنْقُودُ،و الکِیسُ ،کذا فی النُّسَخِ ،و مِثْلُه فی العُبَابِ ،و صَوابُه:و الکَبْشُ المُکْتَنِزَانِ ،یُقَال: ارْتَبَسَ العُنْقُودُ؛إِذا اکْتَنَزَ،و ذلک إِذا تَضَامَّ حَبُّه و تَدَاخَلَ فی بَعْضٍ .و کَبْشٌ رَبِیسٌ و رَبِیزٌ،أَی مُکْتَنِزٌ أَعْجَرُ.
و الرَّبِیسُ : المَضْرُوبُ بالیَدَیْن. و الرَّبِیسُ : المُصَابُ بِمَالٍ أَو غَیْرِه ،عن ابنِ دُرَیْدٍ. و الرَّبِیسُ : الدَّاهِیَهُ مِن الرِّجَالِ ، کالرَّبْسِ ،بالفَتْح،کما یقتضیه سِیاقُه،و ضَبَطه الصاغانیُّ بالکَسْرِ،فی التَّکْمِلَهِ ،و بالوَجهین فی العُبَابِ .
یُقَال:رَجُلٌ رَبِیسٌ ،أَی جَلْدٌ مُنْکَرٌ دَاهٍ ،قال:
و مِثْلِی لُزَّ بِالْحَمِسِ الرَّبِیسِ
و الرَّبِیسُ : الکَثِیرُ من المَال و غیرِه ،عن ابنِ الأَعْرَابِیّ ، کالرِّبْسِ ،بالکَسْر،یقال:جاءَ بِمَالٍ رَبِیسٍ و ربْسٍ ،أَی کَثِیرٍ.
و أُمُّ الرُّبَیْسِ ،کزُبَیْرٍ:الأَفْعَی ،عن ابنِ عَبّاد،و یُکْنَی بها عن الدَّاهِیهِ .
و أَبو الرُّبَیْسِ عَبَّادُ بنُ طَهْمَهَ ،هکذا بالمیم فی التَّکْملَه، و تَبعَه المُصنِّفُ ،و ذکرَ الحافِظُ أَنَّه طِهْفَهُ الثَّعْلَبیُّ شاعِرٌ من بَنِی ثَعْلَبَهَ بنِ سَعْدِ بنِ ذُبْیَانَ .هکذا قالَهُ الصاغَانِیُّ ،و فی اللِّسَان:و أَبُو الرُّبَیْسِ التَّغْلِبِیّ ،من شعراءِ تَغْلِبَ .و هو تَصْحِیفٌ ،و الصوابُ مع الصّاغانِیّ .و هو عَبَّادُ بنُ طَهْفَهَ بن عِیاضٍ ،مِنْ بنی رِزامِ بنِ مَازِنِ بنِ ثَعْلَبَهَ بنِ سَعْدٍ،کما ذَکَرَه ابنُ الکَلْبِیِّ و غیرُه.
ص:301
و کجَعْفَرِ: الرَّبْأَسُ (1)بنُ عامِرٍ الطّائِیُّ .صَحَابِیٌّ و الصوابُ :أَنه رَبْتَسٌ ،بالمُثَنَّاه الفَوقِیَّه،کما حَقَّقه الحَافِظُ ، و غیرُه،و سیأْتِی للمصنِّف قریباً.و أَمّا ما ذکرَه هنا فهو تَصْحِیفٌ .
و کسِکِّیتٍ : رِبِّیسُ السَّامِرَهِ :کَبِیرُهم خَذَلَهُم اللّه تَعَالَی.
و الرَّبِسَهُ من النِّسَاءِ کخَجِلَهٍ :المَرْأَهُ القَبِیحَهُ الوَسِخَهُ ، عن ابن عَبّادٍ،نقَله الصّاغَانِیُّ .
و الرِّیبَاسُ ،بالکَسْرِ:نَبْتٌ له عَسَالِیجُ غَضَّهٌ إِلی الخُضْرَهِ ،عِرَاضُ الوَرَقِ ،طَعْمُهَا حامِضٌ ،مع قَبْضٍ ، یَنْبُتُ فی الجِبَالِ ذَوَاتِ الثُّلُوجِ ،و البلادِ البَارِدَهِ من غیر زَرْعٍ ،بارِدٌ یابِسٌ فی الثّانِیَهِ ،و له مَنَافِعُ جَمَّهٌ ، یَنْفَعُ الحَصْبَهَ و الجُدَرِیَّ و یقْطَعُ العَطَشَ و الإِسْهَالَ الصَّفْرَاوِیَّ ،و یُزِیل الغَثَیانَ و التَّهَوُّعَ ،و فیه تَقْوِیَهٌ للقَلْبِ . و ذُکِر أَنّهَا تنفَعُ من الطاعُون. کذا فی سُرورِ النَّفْسِ ،لابنِ قاضِی بَعْلَبَکَّ .
و رُبُّه یُقَوِّی المَعِدَهَ و الهَضْمَ و یَنْفَعُ من القَیْ ءِ الشَّدِیدِ و الحُمَّی،و یُسَکِّنُ البَلْغَمَ ،کذا فی المِنْهَاج. و عُصارَتُه تُحِدُّ النَّظَرَ و فی بعضِ النُّسَخ:البَصَرَ (2)کُحْلاً مُفْرَداً و مَجْمُوعاً مع الإِثْمِدِ.
و الارْتِبَاسُ :الاخْتِلاطُ و الإِکْثَارُ مِن ،هکذا فی النُّسَخ، و صَوابُه:الاکْتِنَازُ (3)فی اللَّحْمِ ،و غیرِه ،کما فی الأُصُول المُصَحَّحَهِ .
و قال الأُرْمَوِیُّ (4): ارْبَسَّ :الرَّجُلُ ارْبِسَاساً ،إِذا ذَهَب فی الأَرْضِ ،و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ :إِذَا عَدَا (5)فِیهَا.
و ارْبَسَّ أَمْرُهُم ارْبِساساً ،أَی ضَعُفَ حَتَّی تَفَرَّقُوا ،لُغَهٌ فی ارْبَثَّ .
و الارْبِسَاسُ أَیضاً ،هکذا فی سائرِ النُّسَخِ ،و الصَّوابُ :
الإِرْبَاسُ ،من باب الإِفْعَالِ : المُرَاغَمَهُ ،قاله ابنُ الأَثِیر، و به فُسِّرَ
16- الحدیثُ : «أَنَّ رَجُلاً جَاءَ إِلی قُرَیْشٍ »،إِلی آخِرِه،و فیه:«فجَعَلَ المُشْرِکُونَ یُرْبِسُونَ به العَبَّاسَ ». أَی یُسْمِعونَه ما یُسْخِطُه و یَغِیظُه،أَو یَعِیبُونه بما یَسُوءُه،أَو غیر ذلِک.و قد تقدَّم ذِکْرهُ فی«أ ب س».
و الارْبِساسُ : التَّصَرُّفُ ،نقلَه الصاغانِیُّ فی العُبَابِ .
و الارْبِسَاسُ : الاسْتِئْخَارُ ،یقال: ارْبَسَّ أَمْرُهُمْ ،إِذا اسْتَأْخَرَ.
قال الصّاغانِیُّ :التَّرْکِیب یدلُّ علی الضَّرْب بِالیَدَیْنِ ،و قد شَذَّ عن هذا الترکیبِ : الارْبِساس ،و الرِّیباس .
*و مِمَّا یُسْتَدْرَک عَلَیْهِ :
مَالٌ رِبْسٌ ،أَی کَثِیرٌ،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ .
و أَمْرٌ رَبْسٌ :منْکَرٌ.
و جاءَ بأُمورٍ رُبْسٍ ،یعنی الدَّوَاهِیَ ،کدُبْسٍ بالراءِ و الدال.
و تَرَبَّسَ :طَلَبَ طَلَباً حَثِیثاً.
و تَرَبَّسْتُ فُلاناً:طَلَبْتُه،و أَنْشَد:
تَرَبَّسْتُ فِی تَطْلاَبِ أَرْضِ ابْنِ مَالِکٍ
فَأَعْجَزَنِی وَ الْمَرْءُ غَیْرُ أَصِیلِ
و قال ابنُ السِّکِّیت:یُقَال:جاءَ فُلانٌ یَتَرَبَّسُ ،أَی یَمْشِی مَشْیاً خَفیًّا.
و أَرْبَسُ :قَرْیَهٌ مِن أَعْمَالِ تُونُسَ ،منها أَبو عَبْدِ اللّه محمَّدُ بنُ عبدِ اللّه بنِ عُمَرَ بنِ عُثْمَانَ الأَرْبَسِیُّ المَالِکِیُّ قاضِی الرَّکْبِ ،سَمع الحدیثَ بتُونُسَ و الحَرَمَیْنِ و مِصْرَ.
14- رَبْتَسٌ ،کجَعْفَرٍ،ابنُ عامِر بن حِصْنِ بنِ خَرَشَهَ بنِ حَیّهَ (6)الطائِیُّ صَحَابِیٌّ وَفَدَ،و کَتَبَ لهُ النبیُّ صلّی اللّه علیه و سلم . و قد أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و ذکَرَه الصّاغَانِیُّ و غیرُه من الأَئمَّهِ ،و هو الصوابُ ،و أَمَّا ذِکْرُ المصنِّفِ إِیَّاه فی«رَبَسَ » فَوَهَمٌ و تَصْحِیفٌ .
رَجَسَتِ السَّمَاءُ تَرْجُسُ رَجْساً ،إِذا رَعَدَتْ شَدِیداً و تَمَخَضَّتْ ، کارْتَجَسَتْ .و فی الأَسَاسِ :قَصَفَتْ بالرَّعْدِ.
ص:302
و رَجَسَ البَعِیرُ:هَدَرَ و قِیلَ : الرَّجْسُ :الصَّوْتُ الشَّدِیدُ فی الهَدِیرِ.
و رَجَسَ فُلانٌ رَجْساً : قَدَّرَ المَاءَ ،أَی ماءَ البِئْرِ، بالمِرْجاسِ ، کأَرْجَسَ إِرْجاساً .
و سَحَابٌ (2) راجِسٌ و رَجَّاسٌ ،ککَتَّانٍ ،و مُرْتَجِسٌ :شَدِیدُ الصَّوْتِ ،و کذلِکَ الرَّعْدُ،تقول:عَفَتِ الدِّیَارَ الغَمَائِمُ الرَّوَاجِسُ ،و الرِّیَاحُ الرَّوَامِسُ .
و بَعِیرٌ رَجُوسٌ ،کصَبُورٍ، و مِرْجَسٌ ،کمِنْبَرٍ، و رَجَّاسٌ ، ککَتَّانٍ :شَدِیدُ الهَدِیرِ.
و نَاقَهٌ رَجْساءُ الحَنِینِ :مُتَتَابَعَتُهُ ،حکاه ابنُ الأَعْرَابِیّ و أَنْشَد:
یَتْبَعْنَ رَجْسَاءَ الْحَنِینِ بَیْهَسَا
تَرَی بِأَعْلَی فَخِذَیْهَا عَبَسَا
مِثْلَ خَلُوقِ الفارِسِیِّ أَعْرَسَا
و الرَّجَّاسُ کشَدَّادٍ: البَحْرُ ،سُمِّیَ به لصَوْتِ مَوْجِه،أَو لارْتِجاسِه و اضْطِرَابِه،کما سُمِّیَ رَجَّافاً؛لارْتِجَافِه.
و یُقَال:هُمْ فی مَرْجُوسَهٍ مِن أَمْرِهِمْ ،و فی مَرْجُوساءَ ، أَی فی اخْتِلاطٍ و الْتِبَاسٍ و دَوَرَانٍ .
و المِرْجاسُ ،بالکَسْر: حَجَرٌ یُشَدُّ فی طَرَفِ حَبْلٍ ثُمَّ یُدَلَّی (1)فی البِئرِ فَتُمْخَضُ الحَمْأَهُ (2)حتَّی تَثُورَ ثُمَّ یُسْتَقَی ذلک الماءُ فتَنْقَی البِئْرُ ،کذا فی الصّحاح،و منه قولُ الشاعِر:
إِذَا رَأَوْا کَرِیهَهً یَرْمونَ بِی
رَمْیَکَ بِالْمِرْجاسِ فی قَعْرِ الطَّوِی
أَو هو حَجَرٌ یُرْمَی فِیهَا لِیُعْلَمَ بِصَوْتهِ عُمْقُهَا و قَدْرُ قَعْرِها، أَوْ لِیُعْلَمَ أَفِیهَا ماءٌ أَمْ لا ،نقلَه ابن الأَعْرَابِیّ .قال ابنُ سِیدَهْ :و المعروفُ الْمِرْداسُ . و الرَّاجِسُ :مَنْ یَرْمِی بِه ، کالمُرْجِسِ :
و الرِّجْسُ ،بالکَسْرِ:القَذَرُ ،أَو الشَّیْ ءُ القَذِرُ، و یُحَرَّکُ ، و تُفْتَح الراءُ و تُکْسَرُ الجِیمُ ،یقال: رِجْسٌ نِجْسٌ ،و رَجِسٌ نَجِسٌ ،قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:و أَحْسَبُهُم قالُوا: رَجَسٌ نَجَسٌ ،و قالالفَرَّاءُ:إِذا بَدَءُوا بالرِّجْسِ ثمّ أَتْبَعُوه النِّجْسَ کسروا النون (3)،و إِذا بَدَءُوا بالنجسِ ،و لم یَذْکُروا مَعَه الرِّجْسَ فتحوا الجِیم و النون.
و قال ابنُ الکَلْبِیّ فی قولهِ تعالی: فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً (4)و کذا فی قولهِ تعالَی: رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّیْطانِ (5)قال: الرِّجْسُ : المَأْثَمُ .
و قال الزَّجَّاجُ : الرِّجْسُ : کُلُّ ما اسْتُقْذِرَ مِنَ العَمَلِ ، بالَغَ اللّه تعالَی فی ذَمِّ هذِه الأَشْیَاءِ فسَمَّاهَا رِجْساً .
و الرِّجْسُ :العَذَابُ .
و العَمَلُ المُؤَدِّی إِلی العَذَابِ ،و فی التَّهْذِیب:و أَمّا الرِّجْزُ:فالعَذابُ ،و العَمَلُ (6)الذی یُؤدِّی إِلی العَذَابِ ، و الرِّجْسُ :العَذَابُ ،کالرِّجْز،قُلِبت الزَّایُ سِیناً،کما قِیل:
الأَسْدُ و الأَزْد.و جعله الزَّمَخْشَرِیُّ مَجازاً،و قال:لأَنَّه جَزاءُ ما استُعِیرَ له اسمُ الرِّجْسِ .
و قال أَبو جَعْفَرٍ فی قولِه تَعالی: إِنَّما یُرِیدُ اللّهُ لِیُذْهِبَ عَنْکُمُ اَلرِّجْسَ (7)أَی الشَّکَّ .
و قالَ الفَرَّاءُ فی قولِهِ تعَالی: وَ یَجْعَلُ اَلرِّجْسَ عَلَی الَّذِینَ لا یَعْقِلُونَ (8):إِنَّهُ العِقابُ و الغَضَبُ ،و هو مَضارعٌ لقولِهِ :الرِّجْز قال:و لعلَّهما لغتان.
و رَجُسَ کفرِح و کَرُمَ ، رَجَساً و رَجَاسَهً ککَرَامَهٍ : عَمِلَ عَمَلاً قَبِیحاً. و الرَّجْسُ ،بالفتْح:شِدَّهُ الصَّوْتِ ،فکأَنَّ الرِّجْسَ العملُ الذی یَقْبُحُ ذِکْرُه،و یَرْتفِعُ فی القُبْح.
و فی التَّکْمِله: رَجَسَهُ عن الأَمرِ، یَرْجُسُه ،بالضَّمّ ، و یَرْجِسُه ،بالکسْرِ. رِجْساً عاقهُ و عَزاه فی العُبَابِ إِلی ابن عَبَّاد.
و النَّرْجِسُ ،بفَتْحِ النُّونِ و کَسْرِها ،الأَخِیرُ نقله الصّاغانِیُّ عن أَبِی عَمْرٍو:من الرَّیاحِینِ م ،أَی معروفٌ ،و هو مُعَرَّبُ :
ص:303
نَرْکِس. نافِعٌ شمُّه للزُّکامِ و الصُّدَاعِ البارِدَیْنِ ،و من غرِیب خَواصِّه أَنّ أَصله مَنْقُوعاً فی الحَلِیبِ لَیْلَتَیْنِ یُطْلَی بِه ذَکَرُ العِنِّینِ العاجزِ عن الجِمَاعِ فیُقِیمُه و یَفْعَلُ فِعْلاً عَجِیباً ،و له شُرُوطٌ لیس هذا مَحَلَّ ذِکْرِها.و فی اللِّسَانِ :و النونُ زائِدَهٌ ؛ لأَنَّه لیسَ فی کلامِهِم فَعْلِلٌ ،و فی الکلامِ :نَفْعِل،قاله أَبو عَلِیّ ،و یُقَال: النَّرْجِسُ ،فإِن سَمَّیْتَ رَجُلاً بنَرْجِسَ ،لم تَصْرِفْه؛لأَنَّهُ نَفْعِلُ ،کنَجْلِسُ ،و لیسَ برُباعِیٍّ ،لأَنَّه لیس فی الکلامِ مِثْلُ جَعْفرٍ (1)،فإِنْ سمَّیْتهُ بِنِرْجِسٍ ،صَرَفْته؛لأَنَّه علی وَزْنِ فِعْلِلٍ ،فهو رُبَاعِیٌّ کهِجْرِسٍ .
و ارْتَجَسَ البِنَاءُ:رَجَفَ و اضْطَرَبَ و تَحَرَّکَ حَرَکهً یُسْمَعُ لها صَوْتٌ ،و منه:« ارْتِجَاسُ إِیوانِ کِسْرَی لیله وِلادتِه،صلّی اللّه علیه و سلم».
و ارْتجَسَتِ السَّمَاءُ:رَعَدَتْ و تمَخَّضتْ للمَطَرِ،و لا یَخْفَی أَنَّهُ لو قال فی أَوَّلِ المادَّهِ :أَو تَمَخَّضت، کارْتجَسَتْ ،لأَصابَ و سَلِمَ من تَفْرِیقِ معنًی وَاحدٍ فی مَحَلَّیْنِ .
*و مِمَّا یُسْتدْرَک علیه:
رَجُسَ الشَّیْ ءُ یَرْجُسُ رَجَاسَهً ،مِن حَدِّ کَرُمَ ،أَی قَذُرَ، و إِنَّهُ لرِجْسٌ مَرْجُوسٌ ،و رَجُلٌ مَرْجُوسٌ .و قد یُعَبَّرُ به عن الحَرَامِ و اللَّعْنهِ و الکُفْرِ.
و قال مُجَاهِدٌ: الرِّجْسُ :ما لا خیْرَ فیه،و به فُسِّرَ قولُه تعالی: کَذلِکَ یَجْعَلُ اللّهُ اَلرِّجْسَ (2).
و عن ابن الأَعْرَابِیّ :مَرّ بِنا جَمَاعَهٌ رَجِسُون (3)و نَجِسُون، أَی کُفَّارٌ.
و الرِّجْسُ :الحَرَکَهُ الخَفِیفَهُ .و منه
16- الحدِیث: «إِذا کَانَ أَحَدُکُمْ فی الصَّلاهِ فوَجَدَ رِجْساً أَوْ رِجْزاً فَلاَ یَنْصَرِفْ حَتَّی یَسْمَعَ صَوْتاً أَوْ یَجِدَ رِیحاً».
و رِجْسُ الشَّیْطَانِ :وَسْوَسَتُهُ .
و الرَّجْسُ ،و الرَّجْسَهُ ،و الرَّجَسَانُ و الارْتِجَاسُ :صَوتُ الشَّیْ ءِ المُخْتَلِط العَظِیم،کالجَیْشِ و السَّیْلِ و الرَّعْدِ.و هذا رَاجِسٌ حَسَنٌ ،أَی رَاعِدٌ حَسَنٌ .نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ .
الرُّحَامِسُ ،بالضَّمِّ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللَّسَانِ .و قال أَبو عَمْرٍو:هو الجَرْیءُ الشُّجَاعُ کالرُّمَاحِسِ و الحُمَارِسِ .نقَلَهُ الصّاغَانِیُّ ،و سیأْتِی فی «رمحس».
أَرْخَسَ السِّعْرَ ،أَهملَه الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ .و قالَ ابنُ عَبّادٍ:هو لُغَهٌ فی أَرْخَصَهْ ،بالصاد.
و عُتْبَهُ بنُ سَعِیدِ بنِ رَخْسٍ ،بالفَتْح: مُحَدِّثٌ شامِیٌّ ،نَقَلَه الحافِظ و الصَّاغَانِیُّ .
*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:
أُرُخْسُ ،بضمَّتَیْن،و یقال: رُخْسُ :قَرْیَهٌ بسَمَرْقَنْدَ بینهما أَربعهُ فَرَاسِخَ .منها العَبَّاسُ بنُ عبدِ اللّه الرُّخْسِیُّ .
رَدَسَ القَوْمَ یَرْدُسُهُم رَدْساً : رَماهُمْ بحَجَرٍ ، و کذلِکَ نَدَسَهُمْ .قال الشّاعِرُ:
إِذَا أَخُوکَ لَوَاکَ الحَقَّ مُعْتَرضاً
فَارْدُسْ أَخاکَ بِعَبْ ءٍ مِثْلِ عَتَّابِ
و رَدَسَ الحَائِطَ و الأَرْضَ و المَدَرَ رَدْساً : دَکَّهُ بشْیءٍ صُلْبٍ عَرِیضٍ ،یُقَالُ له: الْمِرْدَسُ ،و المِرْدَاسُ ،کمِنْبَرٍ و مِحْرَابٍ .قالَهُ الخَلِیلُ ،و خَصَّ بعضُهُم بهما الحَجَرَ الذِی یُرْمَی به فی البِئْرِ لیُعْلَمَ أَفِیهَا ماءٌ أَم لا.و قالَ الراجِز:
قَذْفَکَ بِالمِرْدَاسِ فی قَعْرِ الطَّوِی
و به یُسَمَّی الرَّجُلُ .و قد أَشارَ المصنِّف بِهذَا فی «رجس».
و قِیل: رَدَسَ یَرْدُسُ رَدْساً :بأَیِّ شیْ ءٍ کانَ .
و رَدَس الحَجَرَ بِالحَجَرِ یَرْدُسُه بالضَّمِّ ، و یَرْدِسُهُ ، بالکَسْرِ، رَدْساً : کَسَرَهُ بِهِ ،عنِ ابنِ دُرَیْدٍ.
و قال أَبو عَمْرٍو: الْمِرْدَاسُ :الرَّأْسُ ،لأَنَّه (4)یُرَدُّ به و یُدْفَعُ ،و أَنْشَد للطِّرِمَّاح:
ص:304
تَشُقُّ مُغَمِّضاتِ اللَّیْلِ عَنْهَا
إِذَا طَرَقَتْ بمِرْدَاسٍ رَعُونِ
یقال: رَدَسَ برَأْسِه،إِذا دَفَعَ به.و الرَّعُون:المُتَحرِّکُ .
و رَدَسَ بالشَّیْ ءِ (1):ذَهَبَ بهِ ،و یُقَالُ :ما أَدْرِی أَینَ رَدَسَ ،أَی أَین ذَهَبَ .
و مِن بَنِی الحارِث بنِ بُهْثَهَ بنِ سُلَیْمٍ : عَبَّاسُ بنُ مِرْدَاس بنِ أَبی عامِرِ بنِ جارِیَهَ السُّلَمِیُّ و إِخْوَتُه:هُبَیْرَهُ ، و جَزْءٌ،و مُعَاوِیَهُ ،و عَمْرٌو،بنو مِرْدَاسٍ ،و أُمُّهُم جَمیعاً غَیْرَ العَبّاسِ وَحْدَه:خَنْسَاءُ بِنْتُ عَمرٍو الشاعِرَهُ .و کان مِرْدَاسٌ صدیقاً لحَرْبِ بنِ أُمَیَّهَ ،فقتلَهما الجِنُّ مَعاً.و قیل:إِنَّ ثلاثهً ذَهَبُوا علی وُجُوههِم فهامُوا،فلم یُسْمَع لهُمْ بأَثَرٍ:
مِرْدَاسٌ ،و طالِبُ بنُ أَبِی طالِبٍ ،و سِنَانُ بنُ حارِثَهَ المُرِّیُّ .
و العَبّاسُ صَحابِیُّ شاعِرٌ شُجَاعٌ سَخِیٌّ ،و کُنْیتُه أَبو الهَیْثَمِ ، و قیل:أَبُو الفَضْلِ ،أَسْلَمَ قُبَیْلَ الفَتْحِ .و فی اللِّسَانِ :و أَمّا قولُ العَبّاسِ بنِ مِرْداسٍ السُّلَمِیِّ :
وَ مَا کَانَ حِصْنٌ و لاَ حَابِسٌ
یَفُوقَانِ مِرْدَاسَ فِی المَجْمَعِ
فکَانَ الأَخْفَشُ یَجْعَلُه من ضَرُورهِ الشِّعْرِ،و أَنْکَرَه المُبَرِّدُ، و لم یُجَوِّزْ فی ضَرُورَهِ الشِّعْرِ تَرْکَ صَرْفِ ما یَنْصَرِفُ .و قال:
الروایهُ الصَّحِیحَهُ :
یَفُوقَانِ شَیْخِیَ فِی مَجْمَعِ
و رَجُلٌ رِدِّیسٌ ،کسِکِّیتٍ و رَدُوسٌ ،مِثْل صَبُورٍ:دَفُوعٌ ، و قال ابنُ الأَعْرابِیِّ :رَدُوسٌ ،أَیْ نَطُوحٌ مِرْجَمٌ .
و المُرَادَسَهُ :المُرَایاهُ (2)،هکذا فی سائِرِ النُّسَخِ بالتَّحْتِیَّه، و هکذا فی العُبَابِ ،و یُمْکِنُ أَن یکونَ :المُرَاماه،بالمِیم.
یقال: رَادَسْتُ القَوْمَ مُرَادَسهً ،إِذا رَامَیْتَهُمْ بالحَجَرِ.
و تَرَدَّسَ مِن مَکانِه :أَی تَرَدَّی ،عنِ ابنِ عَبَّادٍ،نقلَه الصّاغَانِیُّ .
و جَزِیرَهُ رُودِسَ ،بضمِّ الراءِ و کَسْرِ الدّالِ :ببَحْرِ الرُّومِ حِیَالَ الإِسْکَنْدَرِیَّهِ و هی التی یَذْکُرُهَا بَعْدُ،و إِهمالُ الدالِ هو المَشْهُور.*و مِمَّا یُسْتَدْرَک علیه:
قَوْلٌ رَدْسٌ ،کأَنَّهُ یَرْمِی به خَصْمَه،عن ابنِ الأَعْرَابِیّ ، و أَنْشَدَ لِلْعُجَیْرِ السَّلُولِیّ :
بقَوْلٍ (3)وَرَاءَ البابِ رَدْسٍ کَأَنَّهُ
رَدَی الصَّخْرِ فَالْمَقْلُوبَهُ الصِّیدُ تَسْمَعُ
و الرَّدْسُ :الضَّرْبُ ،قاله شَمِرٌ.و رَدَسَهُ رَدْساً ،کدَرَسَهُ دَرْساً:ذَلَّلَهُ .
و مِرْداسُ بنُ عَمْرٍو الفَدَکِیُّ (4)،و یقال:فیه:ابنُ نَهِیکٍ .
و مِرْداسُ بنُ عُرْوَهَ ،و مِرْداسُ بنُ عُقْفَانَ بنِ سُعَیْمٍ ، و مِرْداسُ بنُ قَیْسٍ الدَّوْسِیُّ .و مِرْداسُ بنُ مالِکٍ الأَسْلَمِیُّ و مِرْداسُ بنُ مالِکٍ الغَنَوِیُّ .و مِرْدَاسُ بنُ عُقْفانَ العَنْبَرِیّ (5).
و مِرْدَاسُ بنُ مرْدَاسٍ و مِرْدَاسُ بنُ مُوَیْلِکٍ (6):صَحَابِیُّونَ (7).
رُوذِسُ ،بضَمِّ الرّاءِ و کسرِ الذّالِ المُعْجَمَه ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و أَوْرَدَهُ صَاحِبُ اللِّسَانِ بعد«روس»و هی جَزِیرَهٌ لِلرُّومِ تجَاهَ الإِسْکَنْدَرِیَّهِ ،علی لَیْلَتَیْنِ (8)مِنْهَا،غَزَاهَا مُعَاوِیَهُ رَضِیَ اللّه تَعَالَی عَنْهُ فی خِلافَتِه.و کَأَنَّ المصنِّفَ رحمه اللّه تَعَالَی قَلَّدَ الصّاغَانِیَّ فی ذِکْرِهَا هنا،و لها ذِکْرٌ فی الحَدِیثِ .و ضَبَطَه بعضُهُم بالفَتْحِ و إِعْجَامِ الشِّینِ .و إِذا کانَت الکَلِمَهُ رُومِیَّهً فالصّوَابُ أَنْ تُذْکَرَ بعدَ ترکیبِ «روس، کما فعله صاحِبُ اللِّسَانِ .و المصنِّفُ ذَکَرَهَا فی مَوْضِعَیْن، و هو إِطَالَهٌ من غیر فَائدَهٍ ،مع قُصُورٍ فی ضَبْطِه.
الرَّسُّ :ابْتِدَاءُ الشَّیْ ءِ،و منه رَسُّ الحُمَّی، و رَسِیسُهَا ،عن أَبی عُبَیْدٍ،و هو بَدؤُهَا،و أَوَّلُّ مَسِّهَا،و ذلِک إِذا تَمَطَّی المَحْمُومُ مِن أَجلِها و فَتَر جِسْمهُ و تَخَثَّر،قال الأَصْمَعِیُّ :أَوَّلُ ما یَجِدُ الإِنْسَانُ مَسَّ (9)الحُمَّی قَبْلَ أَنْ تَأْخُذَه و تَظْهَرَ،فذلک الرَّسُّ ،و الرَّسِیسُ أَیْضاً.
ص:305
و قال الفَرّاءُ:أَخَذَتْه الحُمَّی بِرَسٍّ ،إِذا ثَبَتَتْ فی عِظَامِه.
و الرَّسُّ : البِئْرُ المَطْوِیَّهُ بالحِجَارَهِ ،و قیل:هی القَدِیمَهُ ، سواءٌ طُوِیَتْ أَم لا،و منه فی الأَسَاس:وَقَعَ فی الرَّسِّ ،أَی بِئْرٍ لم تُطْوَ،و الجَمْعُ : رِسَاسٌ .قالَ النّابِغَهُ الجَعْدِیُّ :
تَنابِلَهً یَحْفِرُونَ الرِّسَاسَا (1)
و الرَّسُّ : بِئْرٌ لثَمُودَ،و فی الصّحاح: کَانَتْ لِبَقِیَّهٍ مِنْ ثَمُودَ ،و منه قَولُه تَعَالَی: وَ أَصْحابَ اَلرَّسِّ 2 و
16- قالَ الزَّجَّاجُ : یُرْوَی أَنَّ الرَّسَّ :دِیارٌ لطائفهٍ مِنْ ثَمُودَ،قال:
و یُرْوَی أَنّ الرَّسَّ قَرْیَهٌ بالیَمَامَهِ یقال لهَا:فَلْجٌ .و یُرْوَی أَنَّهُمْ کذَّبُوا نَبِیَّهُمْ و رَسُّوهُ فِی بِئْرٍ ،أَی دَسُّوه فِیهَا حتَّی ماتَ .
و الرَّسُّ : الإِصْلاحُ بَیْنَ الناسِ ، و الإِفْسَادُ أَیْضاً،و قد رَسَسْتُ بَیْنَهُم،و هو ضِدٌّ ،قال ابنُ فارِسٍ :و أَیّ ذلِکَ کانَ فإِنَّه إِثْبَاتُ عَدَاوَهٍ أَو مَوَدَّهٍ .
و الرَّسُّ : وَادٍ بِأَذْرَبِیجَانَ ،یُقَال: کَانَ عَلَیْهِ أَلْفُ مَدِینَهٍ .
و الرَّسُّ : الحَفْرُ ،و قد رَسَسْتُ ؛أَی حَفَرْتُ بِئْراً.
و الرَّسُّ : الدَّسُّ و قَد دَسَّهُ فی دَسٍّ أَی دَسَّهُ فی بِئرٍ.
و منه سُمِّیَ دَفْنُ المَیِّتِ فی القَبْرِ: رَسًّا ،و قد رَسَّ المَیِّتَ ،أَی قَبَرَهُ .
و الرَّسُّ فی القَوَافِی: حَرَکَهُ الحَرْفِ (2)الذِی بَعْدَ أَلفِ التَّأْسِیسِ ،نحو حَرَکَهِ عینِ فاعِل فی القَافِیَهِ ،کیْفَما تحرَّکَتْ حَرَکَتُهَا جازَتْ ،و کانَ رَسًّا للأَلِفِ ،قالَهُ اللَّیْثُ ، أَو الرَّسُّ :
حَذْفُ الحَرْفِ الذی قَبْلَه،أَو هو فَتْحَهُ الحَرْفِ الذِی قَبْلَ حَرْفِ التَّأْسِیسِ ،و قد ذَکَرَها الخَلِیلُ و الأَخْفَشُ ،و کان الجَرْمِیُّ (3)یقول:لا حَاجَهَ إِلی ذِکْرِ الرَّسِّ ؛لأَنَّ ما قَبْلَ الأَلِفِ لا یَکُونُ إِلاّ مَفْتُوحاً،و هذا قولٌ حَسَنٌ ،إِذْ کانُوا إِنّمَا أَوْقَعُوا التَّشْبِیهَ علی ما تَلْزَمُ إِعادَتُه،فإِذا فُقِدَ أَخَلَّ ،و هذِه حَرَکَهٌ لا یَجُوزُ عنْدَهُمْ أَنْ تکونَ غیرَ الفتحهِ ،فلا حاجهَ إِلی ذِکْرِها فیما یَلْزَم.
و الرَّسُّ : تَعَرُّفُ أُمُورِ القَوْمِ و خَبَرِهِمْ ،یُقَال: رَسَّ فُلانٌ خَبَرَ القَوْمِ ،إِذا لَقِیَهُم و تَعَرَّف أُمُورَهُم،و مِنْ ذلِکَ
17- قَولُ الحَجَّاجِ للنُّعْمَانِ بنِ زُرْعَهَ : «أَمِنْ أَهْلِ الرَّسِّ و النَّسِّ و الرَّهْمَسَهِ و البَرْجَمَهِ ،أَو مِنْ أَهْلِ النَّجْوَی و الشَّکْوَی،أَو مِنْ أَهْل المَحَاشِدِ و المَخَاطِبِ و المَرَاتِبِ »؟ و أَهْلُ الرَّسِّ :هم الَّذِینَ یَبْتَدِئُون الکَذِبَ و یُوقِعُونَه فی أَفْوَاهِ النّاسِ .و قال الزَّمَخْشَرِیُّ :هو مِنْ : رَسَّ بَیْنَ القَوْمِ ،أَی أَفْسَدَ،لأَنَّه إِثْبَاتٌ للعَدَاوَهِ .و قالَ غیرُه:هو مِنْ : رَسَّ الحَدِیثَ فی نَفْسِه،إِذا حَدَّثَهَا بهِ ،و أَثْبَتَهُ فِیهَا.
و الرَّسُّ لُغَهٌ فی الرَّزِّ ،بالزّای،و قد ذُکِرَ فی مَوْضِعِه.
و أَبو عَبْدِ اللّه مُحَمَّدُ بنُ إِبراهِیمَ بنِ إِسْمَاعِیلَ بنِ تَرْجُمَانِ الدِّین أَبِی مُحَمَّدٍ القَاسِمِ بنِ إِبْرَاهِیمَ بنِ إِسْمَاعِیلَ بنِ إِبرَاهِیمَ بنِ الحَسَنِ المُثَنَّی الرَّسِّیُّ ،من العَلَوِیِّینَ ،بل هو نَقِیبُ الطّالِبِیِّینَ بمِصْرَ،و تَرْجَمَه الذَّهَبِیُّ فی التَّارِیخِ ،قالَ فیه:عن ابنِ یونُسَ ،و هو یَرْوِی عن آبائِه.تُوُفِّیَ بمِصْرَ فی شعْبَانَ سنه 315.
قلتُ :و کان وَالدُه رَئِیساً مُمَدَّحاً،و جَدُّه أَبو محَمَّدٍ أَوَّل من عُرِفَ بالرَّسِّیِّ ؛لأَنَّه کانَ یَنْزِلُ جَبَلَ الرَّسِّ ،و کانَ عَفِیفاً زاهِداً وَرِعاً،و له تَصَانِیفُ .و هو جِمَاعُ بَنِی حَمْزَهَ و بَنِی الهادِی و بَنِی القاسِم.و أَعْقَبَ مُحَمَّدٌ هذا سادَهً نُجَبَاءَ، تقدَّموا بمِصْرَ،منهم:القَاسمُ ،و عِیسَی،و جَعْفَرٌ،و علیٌّ ، و إِسماعِیلُ ،و یَحْیَی،و أَحْمَدُ.الأَخِیرُ،یکْنَی أَبا القَاسِمِ ، تَرْجَمَه الذَّهَبِیُّ فی التارِیخ،و تَوَلَّی النِّقَابَهَ بمِصْرَ،و له شِعْرٌ جَیِّدٌ فی الغَزَلِ و الزُّهْدِ،و له البَیْتَانِ المَشْهوران:
خَلِیلَیَّ إِنِّی لِلثُّرَیَّا لَحَاسِدُ (4)
إِلی آخِرِه،و مِنْ وَلِدِه أَبو إِسْمَاعِیلَ إِبراهِیمُ بنُ أَحمدَ، نقیبُ الأَشراف بمِصْرَ فی أَیَّام العَزِیز،تُوُفِّی بها سنه 365، و ولداه الحسینُ و علیٌّ ،تَوَلَّیَا النِّقَابَهَ بَعْدَ أَبیهما،و قد أَوْرَدْتُ نَسَبَهم و أَنْسَابَ بَنِی عَمِّهم مَبْسوطاً فی المُشَجَّرَات.
ص:306
و الرَّسِیسُ ،کأَمِیرٍ: الشَّیْ ءُ الثَّابِتُ الذِی لَزِمَ مَکَانَه، و قال أَبو عَمْرو: الرَّسِیسُ : العَاقِلُ الفَطِنُ ،کلاهما عن أَبی عَمْرو.
و قال أَبو زَیْد:أَتانا رَسٌّ مِنْ خَبَر ،و رَسِیسٌ مِنْ خَبَرٍ، و هو الخَبَرُ الذِی لم یَصِحَّ .و الرَّسِیسُ : ابْتِداءُ الحُبِّ ، و قیل:بَقِیَّتُه و آخِره.و قال أَبو مالِکٍ : رَسِیسُ الهَوَی (1):
أَصْلُه.و أَنْشَد لِذِی الرُّمَّهِ :
إِذَا غَیَّرَ النَّأْیُ المحِبِّینَ لَمْ أَجِدْ
رَسِیسَ الْهَوَی مِنْ حبِّ مَیَّهَ یَبْرَحُ
و کذلک رَسِیسُ الحُمَّی حِینَ تَبْدَأُ، کالرَّسِّ ،و لا یَخْفَی أَنَّ هذا قَدْ تَقَدَّم فی أَوَّلِ المادَّهِ ،فإِعَادَتُه هنا ثَانِیاً تَکْرَارٌ.
و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ : الرَّسَّهُ ،بالفَتْحِ : السَّارِیَهُ المحْکَمَهُ .
و الرُّسَّهُ ، بالضَّمِّ :القَلَنْسُوَهُ و أَنْشَدَ:
أَفْلَحَ مَنْ کَانَتْ لَهُ تِرعَامَهْ
و رُسَّهٌ یُدْخِلُ فیها هَامَهْ
کالأَرْسُوسَهِ ،بالضَّمِّ أَیْضاً،و هذِه عن ابنِ عَبَّادٍ.
و الرُّسَّی ،کالْحُمَّی:الهَضْبَهُ ، لاِرْتِساسِهَا .
و الرُّمَاحِسُ بنُ الرُّسَارِسِ ،بالضَّمِّ فیهما،فی جُمْهُور نَسَبِ کِنَانَهَ .و الرُّسَارِسُ :هو ابنُ السَّکْرَانِ بنِ وَافِدِ بنِ وُهَیْبِ بنِ جابر بنِ عُوَیْنَهَ بنِ وَائِلَهَ بنِ الفاکِهِ بنِ عَمْرِو بنِ الحارِث بنِ کِنَانَهَ (2).و ذَکَرَ ابنُ الکَلْبِیِّ عبدَ الرَّحْمنِ بنَ الرُّماحِسِ هذا،و ساق نسَبَه هکذا.
و رَسْرَسَ البَعِیرُ ،لغهٌ فی رَصْرَصَ ،و ذلک إِذا ثَبَّتَ رُکْبَته و تَمَکَّنَ للنُّهُوضِ ،و یُقال: رَسَّسَ و رَصَّصَ .
و التَّرَاسُّ :التَّسَارُّ ،و هُمْ یَتَرَاسُّون الخَبَرَ،و یَتَرَهْمَسُونَه، أَی یَتَسارُّونَه.
و ارْتَسَّ الخبَرُ فی النّاسِ ،إِذا جَرَی و فَشَا فیهم.
و المُرَاسَّهُ المُفاتَحَهُ ،و مِنْهُ
17- حدیثُ ابنِ الأَکْوَع: «إِنَّ المُشْرِکِین رَاسُّونَا للصُّلْحِ (3)و ابْتدَءُونا فی ذلِک». أَی فاتحُونَا.و یُرْوَی:«وَاسُونَا»بالواو.
*و مِمَّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:
رَسَّ الهَوَی فی قَلْبِه،و السَّقَمُ فی جِسْمِه رَسًّا و رَسِیساً ، و أَرَسَّ :دَخَلَ و ثَبَتَ .
و رَسُّ الحُبِّ و رَسِیسُه :بَقِیَّتُه و أَثَرُه.
و رَسَّ الحَدِیثَ فی نَفْسِه یَرُسُّه رَسًّا :حَدَّثَها بِه.
و بَلَغَنِی رَسٌّ مِن خَبَرٍ،أَی طَرَفٌ منه،أَو شیءٌ منه،أَو أَوَّلُه.
و رَسَّ له الخَبَرَ:ذَکَرَه له،قال أَبو طالِبٍ :
هُمَا أَشْرَکَا فِی المَجْدِ مَنْ لاَ أَبَالَهُ
مِنَ النَّاسِ إِلاَّ أَنْ یُرَسَّ لَهُ ذِکْرُ
أَی إِلاَّ أَنْ یُذْکَر ذِکْراً خَفِیًّا.
و رِیحٌ رَسِیسٌ :لَیِّنَهُ الهُبُوبِ رُخَاءٌ.قالَه أَبو عَمْرٍو، و أَنْشَدَ (4):
کَأَنَّ خُزَامَی عَالِجٍ طَرَقَتْ بِهَا
شَمَالٌ رَسِیسُ المَسِّ بَلْ هِیَ أَطْیَبُ
و قال المازِنِیُّ : الرَّسُّ :العَلاَمَهُ .و أَرْسَسْتُ الشَّیْ ءَ:
جَعلتُ له عَلامهً .
و رَسَّ الشَّیْ ءَ:نَسِیَه لِتَقادُمِ عَهْدِه.قال:
یَا خَیْرَ مَنْ زَانَ سُرُوجَ الْمَیْسِ
قَدْ رُسَّتِ الحَاجَاتُ عِنْدَ قَیْسِ
إِذْ لاَ یَزَالُ مُولَعاً بِلَیْسِ
و الرَّسُّ :المَعْدِنُ ،و الجَمْعُ الرِّسَاسُ .
و الرَّسُّ ،و الرُّسَیْس ،کزُبَیْرٍ:وَادِیانِ بِنَجْدٍ،أَو مَوْضِعانِ ، و قیل:هما ماءَانِ فی بِلادِ العَرَبِ مَعْروفانِ .
قلتُ : الرَّسُّ :لِبَنِی أَعْیَا بنِ طَرِیفٍ ،و الرُّسَیْس لِبَنِی کاهِلٍ .و قال زُهَیْرٌ:
ص:307
لِمَنْ طَلَلٌ کَالْوَحْیِ عَفٌّ مَنَازِلُهْ
عَفَا الرَّسُّ مِنْهَا فَالرُّسَیْس فَعَاقِلُهْ (1)
و فی الصّحاح:و الرَّسُّ :اسمُ وادٍ فی قول زُهَیْر:
بَکَرْنَ بُکُوراً وَاسْتَحَرْنَ بِسُحْرَهٍ
فَهُنَّ لِوَادِی الرَّسِّ کَالْیَدِ لِلْفَمِ (2)
و رَسَّ الحدِیثَ فی نَفْسِه،إِذا عَاوَدَ ذِکْرَه ورَدَّدَه.
و قالَ أَبو عُبَیْده:إِنَّکَ لَتَرُسُّ أَمْراً ما یَلْتَئِم،أَی تُثَبِّتُ أَمْراً ما یَلْتَئِم.
الرَّطْسُ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ .و قال ابنُ دُرَیْدٍ (3):
هو الضَّرْبُ بِبَاطِنِ الکَفِّ ،قال الأَزْهَرِیُّ :لا أَحْفَظُ الَّرطْسَ لغَیْرِه.و قد رَطَسَهُ یَرْطُسُه و یَرْطِسُه رَطْساً :ضَرَبه بباطِنِ کَفَّه.
و قال ابنُ عَبَّادٍ: ارْطَسَّتْ علیه الحِجَارَهُ ،إِذا تَطَابَقَ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ ،نقلَه الصاغَانِیُّ فی کتابَیْهِ .
الرَّعْسُ ،کالمَنْعِ :الارْتِعَاشُ و الانْتفَاضُ (4)، کالارْتِعاسِ . رَعَسَ فهو راعِسٌ و مُرْتَعِسٌ .و قال الفَرَّاءُ:مِن إِعیاءٍ أَو غَیْرِه.
و الرَّعَسَانُ ،بالتَّحْرِیک: تَحْرِیکُ الرَّأْسِ و رَجَفَانُه کِبَراً ، عن أَبی عَمْرٍو،و قال نَبْهَانُ (5):
أَرَادُوا جَلاَئِی یَوْمَ فَیْدَ وَ قَرَّبُوا
لِحًی و رُؤُوساً لِلشَّهَادَهِ تَرْعَسُ
و الرَّعُوسُ ،کصَبُورٍ من یَرْجُفُ رَأْسُه نُعَاساً ، کالرَّاعِسِ ، و قد رَعَسَ الرَّجُلُ ،إِذا هَزَّ رأْسَه فی نَوْمِه.قال رُؤْبَهُ :
عَلَوْتُ حِینَ یُخْضِعُ الرَّعُوسَا
أَغْیَدُ یَسْقِی سَوْقَهُ النَّعُوسَا
أَرادَ بالأَغْیَدِ النَّوْمَ ؛لأَنَّهُ یُلِینُ الأَعْنَاقَ حتَّی تَمِیلَ . و نَاقَهٌ رَعُوسٌ : یَرْجُفُ رَأْسُهَا کِبَراً.و قیل:تُحَرِّکُ رَأْسَهَا إِذا عَدَتْ نَشَاطاً ،و الشِّینُ لُغَهٌ فیه.
و الرَّعُوسُ ،أَیضاً:النَّاقَهُ السَّرِیعَهُ رَجْعِ الیَدَیْنِ و القَوَائِمِ ،و هذِه عن ابنِ عَبَّادٍ. و الرَّعُوسُ مِن الرِّمَاحِ :
اللَّدْنُ المَهَزَّهِ العَرَّاصُ الشَّدِیدُ الاضْطِرَابِ ، کالرَّعَّاسِ .
و الرَّعِیسُ ،کأَمِیرٍ: البَعِیرُ[الذِی] (6)تُشَدُّ یَدُه إِلی رِجْلِه.
و فی التَّکْمِلَه:إِلی رَأْسِه.و فی اللِّسَان:الذی یُشَدُّ مِنْ رِجْلِه إِلی رَأْسِه بحَبْلٍ حَتَّی لا یَرْفَعَ رأْسَه،قال الأَفْوَهُ الأَوْدِیُّ :
یَمْشِی خِلاَلَ الإِبْلِ مُسْتَسْلِماً
فِی قِدِّهِ مَشْیَ البَعِیرِ الرَّعِیسْ
أَو هو المُضْطَرِبُ فی سَیْرِه ،و هو الذِی یَهُزُّ رأْسَه فی سَیْرِه.یقال:بَعِیرٌ راعِسٌ و رَعِیسٌ .و به فُسِّر بَیتُ الأَفْوَهِ السابِقُ .
و المِرْعَسُ ،کمِنْبَرٍ :الرَّجُلُ الخَسِیسُ القَشَّاشُ .و فی بعْض النُّسَخِ زیادهُ :«الخَفِیف»قَبْلَ «الخَسِیس» (7)و لم تُثْبَتْ فی الأُصولِ المصَحَّحه.
قالُوا:و القَشَّاشُ الَّذِی یَلْتَقِطُ الطَّعَامَ الذِی لا خَیْرَ فِیه مِنَ المَزَابِلِ ،قالَه ابنُ الأَعْرَابِیِّ .
و أَرْعَسَهُ مثل أَرْعَشَهُ ،قال العَجَّاجُ یَصِفُ سَیْفاً:
یُذْرِی بإِرْعَاسِ یَمِینِ المُؤْتَلِی
خُصُمَّهَ الدَّارِعِ هذَّ الْمخْتَلِی
سَوْقَ الحَصَادِ بِغُروبِ (8)الْمِنْجَلِ
یُرْوَی بالشِّینِ .یقولُ :یَقْطَع مُعْظَمَ الدَّارِعِ ،و هو الذِی علیه الدِّرْعُ ،علی أَنَّ یَمِینَ الضَّارِبِ به یَرْجُفُ ،و علی أَنَّه غیرُ مُجْتَهِدٍ فی ضَرْبهِ ،و إِنّمَا نَعَت السَّیْفَ بسُرْعهِ القَطْع.
و المُؤْتَلِی:الذِی لا یَبْلُغُ جُهْدَه.و المُخْتَلِی:الذِی یَحْتَشُّ بِمِخْلاهُ ،و هو مِحَشُّهُ .و الإِرْعَاسُ :الارْتجَافُ (9). فَارْتَعَسَ :
ارْتَعَدَ و اضطرَبَ .
ص:308
و نَاقَهٌ راعِسَهٌ :نَشِیطَهٌ تَهُزُّ رَأْسَهَا فی سَیْرِهَا،عن ابنِ عَبَّادٍ.و بَعِیرٌ رَاعِسٌ و رَعَیسٌ کذلِک.
*و مِمَّا یسْتَدْرَک علیه:
رُمْحٌ رَعَّاسٌ ،کشَدَّادٍ:شَدِیدُ الاضْطِرابِ .
و تَرَعَّسَ :رَجَفَ و اضْطَرَبَ .و رُمْحٌ مَرْعُوسٌ کذلک.
و الرَّاعِسُ فی نَوْمِه،کالرَّعُوسِ .
و المَرْعوس مِن الإِبِلِ کالرَّعِیسِ .
الرَّغْسُ ،بالفَتْح: النِّعْمَهُ ،ج أَرْغَاسٌ ،قال رؤْبَهُ :
کَالْغَیْثِ یَحْیَا فِی ثَرَاه البُؤَّاسْ
تَرَاهْ مَنْضُوراً عَلَیْهِ الأَرْغَاسْ
و قیل:هو السَّعَهُ فی النِّعْمَهِ .
و الرَّغْسُ ،أَیضاً: الخَیْرُ و البَرَکَهُ و النَّمَاءُ و الکَثْرَهُ .و قد رَغَسَهُ اللّه رَغْساً .
و المَرْغُوسُ :المُبَارَکُ المَیْمُونُ .یقال:وَجْهٌ مَرْغُوسٌ ، أَی طَلْقٌ مَیْمُونٌ ،و هو مَرْغُوسُ النَّاصِیَهِ ،أَی مُبَارَکُهَا،قال رُؤْبَهُ یمدَحُ أَبَانَ بنَ الوَلِیدِ البَجَلِیَّ :
دَعَوْتُ رَبَّ العِزَّهِ القُدُّوسَا
دُعَاءَ مَنْ لاَ یَقْرَعُ النَّاقُوسَا
حَتَّی أَرانِی وَجْهَکَ المَرْغُوسَا (1)
و أَنْشد ثَعْلَبٌ :
لَیْسَ بِمَحْمودٍ وَ لاَ مَرْغُوسِ
و المَرْغُوسُ : الرَّجُلُ المُبَارَکُ الکَثِیرُ الخَیْرِ المَرْزُوقُ .
و المَرْغُوسَهُ : بِهَاءٍ:المَرْجوسَهُ ،یقال:هم فی مَرْغُوسَهٍ مِنْ أَمْرِهم،أَی اخْتِلاطٍ .
و المَرْغُوسَهُ : المَرْأَهُ الوَلُودُ ،عن اللَّیْث،و کذلِک الشَّاهُ .
و أَرْغَسَه اللّه تَعالَی مالاً و وَلَداً: أَکْثَرَ لَهُ مِنْهُمَا.قاله الأُمَوِیُّ و بَارَکَ له فِیهِ و فی الوَلَدِ، کرَغَسَهُ . و تقول:کانُوا قَلِیلاً فرَغَسَهُم اللّه،أَی کَثَّرَهمْ و أَنْمَاهمْ .
و کذلِک هو فی الحَسَبِ و غیرِه.و یقال: رَغَسَهُ اللّه یَرْغَسُهُ رَغْساً ، کمَنَعَه ،إِذا کان مالُه نامِیاً کَثِیراً.
و المُرْغِسُ ،کمُحْسِنٍ :الذِی یُنَعِّمُ نَفْسَهُ . نقلَهُ الصّاغَانِیُّ عنِ ابنِ عَبَّادٍ.قلتُ :و الشِّینُ لغهٌ .
و المُرْغِسُ أَیضاً: العَیْشُ الوَاسِعُ ،و تُفْتَحُ الغَیْنُ . یقال:
هُمْ فی مُرْغَسٍ مِن عَیْشهِم.
و اسْتَرْغَسَه :اسْتَلانَه و اسْتَضْعَفَه.
*و مِمَّا یُسْتَدْرَک علیه:
رَجُلٌ مَرْغُوسٌ :مَرْزُوقٌ .
و الرَّغْسُ :النِّکَاحُ .عن کُرَاع.
و رَغَسَ الشَّیْ ءَ:غَرَسَه،مَقْلُوبٌ .
و الأَرْغَاسُ :الأَغْرَاسُ التی تَخْرُج علی الوَلَدِ،مقْلُوبٌ أَیضاً،کِلاهُمَا عن یَعْقُوب.
و المَرْغُوسه :الشَّاهُ الکَثِیرهُ الوَلَدِ.قال:
لَهْفِی عَلَی شَاهِ أَبِی السَّبَّاقِ
عَتِیقَهٍ مِنْ غَنَمٍ عِتَاقِ
مَرْغُوسَهٍ مَأْمُورَهٍ مِعْنَاقِ
مِعْنَاق:تَلِدُ العُنُوقَ ،و هی الإِناثُ من أَوْلادِ المَعْزِ.
رَفَسَ یَرْفُسُ ،بالضَّمِّ ، و یَرْفِسُ ،بالکَسْرِ، رَفْساً بالفَتْحِ ، و رِفَاساً ،ککِتَابٍ ،و ضَبَطَه بعضُهم کغُرَابٍ أَیضاً،و هو بالوَجْهَیْنِ معاً فی الجَمْهَرَه: رَکَضَ بِرِجْلِهِ فی الصَّدْرِ.و إِنَّه رَفُوسٌ ،قالَه ابنُ دُرَیْدٍ.
و رَفَسَ البَعِیرَ یَرْفُسُهُ رَفْساً : شَدَّهُ بالرِّفاسِ ،بالکَسرِ، و هو الإِبَاضُ (2)،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ عن ابنِ فارِسٍ ،و زاد ابنُ عَبَّادٍ:الَّذِی یُشَدُّ به رِجْلاَ البَعِیرِ بَارِکاً إِلی وَرِکَیْهِ .
و قال اللَّیْثُ : الرَّفْسَهُ :الصَّدْمَهُ بالرِّجْلِ فِی الصَّدْرِ.
*و مِمَّا یُسْتَدْرَک علیه:
دَابَّهٌ رَفُوسٌ ،إِذا کانَ مِن شَأْنِهَا ذلِک،و الاسْمُ : الرِّفَاسُ و الرَّفِیسُ و الرُّفُوسُ .
ص:309
و رَفَسَ اللَّحْمَ و غَیْرَه من الطَّعَامِ رَفْساً :دَقَّهُ .و قیل:کُلُّ دَقًّ رَفْسٌ .و أَصْلُه فی الطَّعَامِ .
و الْمِرْفَسُ :الذِی یُدَقُّ به اللَّحْمُ .
مَرْقَسٌ ،کمَقْعَدٍ ،أَهملَه الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ .و قال الصّاغَانِیُّ :هو لَقَبُ شاعِرٍ طائِیٍّ . و یُقَال بضَمِّ القافِ أَیْضاً.و قد أَهملَه المُصَنِّفُ تَقْصِیراً. و اسمُه عبدُ الرَّحْمنِ ،هکذا نقَلَه الصّاغَانِیُّ فی کِتَابَیْهِ : أَحَدُ بَنِی مَعْنِ بنِ عَتُودٍ ،أَخِی بُحْتُر،ثمّ أَحَدُ بَنِی حُیَیِّ بنِ مَعْنٍ .و هو غَلَطٌ قلَّدَ فیه الصّاغَانِیَّ .و صوابُه:عبدُ الرَّحْمنِ بنُ مَرْقَسٍ ، و ضَبَطَه الآمِدِیُّ کما ضَبَطَه المُصَنِّفُ (1)،و قال غیرُه:بضَمِّ القَافِ ،کذا حقَّقه الحافِظُ فی التَّبْصِیر،و سَیَأْتِی للمُصَنِّفِ فی الْمِیمِ مع السّینِ .و فی العُباب:إِنْ کَانَ مَفْعَلاً فهذا مَوضِعُ ذِکرِه،و إِنْ کانَ فَعْلَلاً فترکِیبُه«م ر ق س».
الرَّکْسُ :رَدُّ الشَّیْ ءِ مَقْلُوباً،و قیلَ : قَلْبُ الشَّیْ ءِ علی رأْسِه،أَو رَدُّ أَوَّلِهِ علَی آخِرِه ،قالَه اللَّیْثُ ، و منه: أَرْکِس الثَّوْبَ فی الصَّبْغ،أَی أَعِدْهُ فیه،و قد رَکَسَهُ یَرْکُسُه رَکْساً ،فهو مَرْکُوسٌ و رَکِیسٌ . و الرَّکْسُ : شَدُّ الرِّکاسِ ،ککِتَابٍ ، و هو حَبْلٌ یُشَدُّ فِی خَطْمِ الجَمَلِ إِلی رُسْغِ یَدَیْهِ ،و فی التَّکْمِلَه:إِلی رُسْغِ یَدِهِ فیُضَیَّقُ عَلَیْهِ فیَبْقَی رَأْسُه مُعَلَّقاً ،لِیَذِلَّ ،عن الفَرّاءِ.
قلت:و الرِّکَاسُ :مِثْلُ الرِّفَاسِ و الإِبَاضِ و العِکَاسِ و الحِجَازِ و الشِّغَارِ و الخِطَامِ .و الزِّمَامِ و الکِمَامِ و الخِشَاشِ و العِرَانِ و الهِجَارِ و الرِّفَاقِ .و کُلُّ منها مذکورٌ فی مَحَلَّه.
و الرِّکْسُ ، بالکَسْرِ:الرِّجْسُ ،و قالَ أَبو عُبَیْدٍ (2):هو شَبِیهُ المَعْنَی بالرَّجِیع،و به فُسِّر الحَدِیثُ حین رَدَّ الرَّوْثَ فقال:
«إِنَّهُ رِکْسٌ » (3).
و الرِّکْسُ مِنَ النَّاس:الکَثِیرُ ،و قِیلَ :الجَمَاعَهُ مِن الناسِ . و الرَّاکِسُ :اسمُ وَادٍ ،و الصَّوابُ فیه: راکِسٌ ،بلا لامٍ ، قالَ النَّابِغَهُ :
وَعِیدُ أَبِی قَابُوسَ فِی غَیْرِ کُنْهِهِ
أَتَانِی وَ دُونِی رَاکِسٌ فَالضَّوَاجِعُ (4)
و قال ضِبْعَان بن عَبّاد النُّمَیْرِیّ :
بدُورِ (5)بِرَاقِ الخَیْلِ أَو بَطْنِ رَاکِسٍ
سَقَاهَا بِجَوْدٍ بَعْدَ عُقْرٍ لَجِیمُهَا
و الرَّاکِسُ :الهادِی،و هو الثَّوْرُ الذِی یکونُ [فی] (6)وَسَطِ البَیْدَرِ حِینَ یُدَاسُ و الثِّیرَانُ حَوَالَیْهِ تَدُورُ و هُوَ یَرْتَکِسُ مَکَانَه،فإِنْ کَانَتْ بَقَرَهً فَهِی رَاکِسَهٌ ،و لا یَخْفَی لو قال:
و البَقَرُ حَوْلَه و یَرْتَکِسُ هو.و هی بهاءٍ،لأَصابَ فی حُسْنِ الاخْتِصَار.
و الرَّکُوسِیَّهُ ،بالفَتْح:قَومٌ لهم دِینٌ بَیْنَ النَّصَارَی و الصَّابِئینَ ،و رَوِیَ عن ابن الأَعْرَابِیِّ أَنَّه قال:هذا مِن نَعْتِ النَّصَاری،و لا یُعَرَّبُ .
و الرَّکَاسَهُ ،بالفَتْح و تُکْسَرُ:ما أُدْخِلَ فی الأَرْضِ ، کالآخِیَّهِ ،و ضَبطه الصَّاغَانِیُّ بالفتح و التَّشْدِیدِ.
و فی التَّنْزِیلِ العَزِیز: وَ اللّهُ أَرْکَسَهُمْ بِما کَسَبُوا (7)قالَ ابن الأَعْرَابِیِّ : نَکَّسَهُمْ .و قال الفَرَّاءُ: رَدَّهُمْ فی کُفْرِهم (8)، قال:و رَکَسَهم لُغَهٌ ،و یُقَال: رَکَسْتُ الشَّیْ ءَ و أَرْکَسْتهُ ، لُغَتَان،إِذا رَدَدْتَه.
و عن ابنِ الأَعْرابِیِّ : أَرْکَسَتِ الجارِیَهُ ،إِذا طَلَع ثَدْیُها ، کذا نَصُّ الصّاغَانِیِّ .و فی اللِّسان: ارْتَکَستِ الجارِیهُ ، وزاد: فإِذا اجْتَمَع و ضَخُمَ فقد نَهَدَ ،و قد سَبقَ ذِکرُه فی مَوْضعه.
و ارْتَکَسَ :انْتَکَسَ و ارْتَدَّ،و هو مُطَاوِعُ رَکَسَه و أَرْکَسَه .
و إِذا وَقَعَ الإِنْسانُ فی أَمرٍ[بعد] (9)ما نَجَا منه قیل:
ص:310
ارْتَکَس فیه،و فی الصّحاح: ارْتَکَس فلانٌ فی أَمْر (1)کان نَجا منه.
و ارْتَکَسَ : ازْدَحَمَ ،و منه الحَدِیثُ «الفِتَنُ تَرْتَکِسُ بَیْنَ جَرَاثِیمِ العَرَبِ »،أَی تَزْدحِمُ و تَتَردَّدُ.
*و مِمَّا یُسْتَدْرک علیه:
الرَّکِیسُ ،کأَمِیرٍ:الرَّجِیعُ و کلُّ مُسْتَقْذَرٍ.
و الْمَرْکُوسُ و الرَّکِیسُ :المَرْدُود.
و الْمَرْکُوسُ :المُدْبِرُ عن حالِه،کالمَنْکوسِ .قالَهُ ابن الأَعْرابِیّ .
و الرَّکِیسُ :الضَّعِیفُ المُرْتَکِسُ .
و الرِّکْسُ ،بالکَسْر:الجِسْرُ.
و شَعرٌ مُتَرَاکِسٌ :مُتَرَاکِبٌ .
و بِناءٌ رِکْسٌ :رُمَّ بعد الهَدْم (2)،کما فی الأَساسِ .
الرُّمَاحِسُ ،کعُلابِطٍ ،أَهملَه الجوْهرِیُّ ، و أَوْردَه الصَّاغَانِیُّ عن ابن الأَعْرابِیِّ ،و صاحِبُ اللِّسان عن أَبِی عَمْرٍو،فی نَعْت الشُّجاع الجَرِیء الْمِقْدام، کالرُّحَامِسِ ،و الحُمَارِسِ ،و الفَدَاحِسِ .قال الأَزْهَرِیُّ :
و هی کُلُّها صَحِیحهٌ .
و الرُّمَاحِسُ : الأَسَدُ ،لإِقْدامِه و جَراءَتِه.
و الرُّمَاحِسُ بنُ عَبد العُزَّی بنِ الرُّمَاحِسِ بن الرُّسَارِسِ الکِنَانِیُّ کانَ علَی شُرْطَهِ مَرْوانَ بنِ مُحمَّدِ بن الحکَمِ الملَقَّبِ بالحِمار.
*و مِمَّا یُسْتَدْرک علیه:
عبْدُ اللّه بنُ رُمَاحِسٍ القُتَیْبِیُّ الرَّمَادِیُّ .رَوَی عن المُعَمّر أَبی عَمْرٍو زِیادِ بنِ طارِقٍ ،و عنه الطَّبَرانِیُّ .وَقَع لنا حَدِیثُه عَالِیاً فی العُشارِیَّات.
و الرُّماحِسُ بن الرُّسَارِس،تقدَّم للمُصَنِّفِ فی«رسّ » قَرِیباً.و رَمْحُوسُ ،بالفتح:قَرْیهٌ بمِصْرَ،من أَعمالِ الأُشْمُونِین.
الرَّمْسُ :کِتْمَانُ الخَبرِ ،یُقَال رَمَسَ علیهِ الخَبَرَ رَمْساً ،إِذا لَوَاه و کَتَمه،و قال الأَصْمَعِیُّ :إِذا کَتَمَ الرَّجُلُ الخَبرَ عن القَوْمِ قال:دَمَسْتُ علیهم الأَمْرَ،و رَمَستْهُ ، و رَمَسْتُ الحدِیثَ :أَخْفَیْتهُ و کَتَمْتهُ .
و الرَّمْسُ : الدَّفْنُ . و قد رَمَسَه یَرْمُسُه و یَرْمِسُه رَمْساً ،فهو مَرْمُوسٌ و رَمِیسٌ :دَفَنه و سَوَّی علیه الأَرْضَ .
و فی المُحْکَم: الرَّمْسُ : القَبْرُ نَفْسُه.و قیل:إِذَا کانَ القَبْرُ مُدَرَّماً (3)مَعَ الأَرْضِ فهو رَمْسٌ ،أَی مُسْتَوِیاً مع وَجْهِ الأَرْضِ ،و إِذا رُفِعَ القَبْرُ فی السَّماءِ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ لا یُقَال له: رَمْسٌ ؛و منه
17- حَدِیثُ ابنِ مُغَفَّل: « ارْمُسُوا قَبْرِی رَمْساً ». أَی سَوُّوه بالأَرْضِ و لا تَجْعلوه مُسنَّماً مُرْتَفِعاً.و أَصْل الرَّمْسِ :السَّتْرُ و التَّغْطِیَهُ ، کالمَرْمَسِ ،کمَقْعَدٍ،و هو مَوْضِعُ الرَّمْسِ ،عن ابنِ الأَعْرابِیِّ .و أَنْشَد:
بِخَفْضٍ مَرْمَسِی أَوْ فِی یَفَاعٍ
تُصَوِّتُ هَامَتِی فی رأْسِ قَبْرِی
و الرَّامُوسُ ،عنه أَیضاً، و ج أَرْماسٌ و رُمُوسٌ ،قال الحُطَیْئَه:
جَارَ لِقوْمٍ أَطَالُوا هُونَ مَنْزِلهِ
وَ غادَرُوهُ مُقِیماً بَیْنَ أَرْمَاسِ
و أَنشد ابنُ الأَعْرَابِیّ لِعَقِیلِ بنِ عُلَّفَهَ :
و أَعِیشُ بِالبَلَلِ القَلِیلِ و قدْ أَرَی
أَنَّ الرُّمُوسَ مُصارعُ الفِتْیَانِ
و الرَّمْسُ ،أَیضاً: تُرَابُه ،أَی تُرَابُ القبْرِ،و هو ما یُحْثَی مِنْه علیهِ .قال الشاعِرُ:
و بَیْنمَا المرْءُ فِی الأَحْیَاءِ مُغْتَبِطٌ
إِذا هُو الرَّمْسُ تَعْفُوه الأَعاصِیرُ (4)
أَراد:إِذا هو تُرَابٌ قد دُفِنَ فیه و الرِّیاح تُطَیِّرهُ .
ص:311
و عن ابنِ عَبّادٍ: الرَّمْسُ الرَّمْیُ ،یُقال: رَمَسَه بحَجَرٍ،إِذا رَماه به.
و الرَّوَامِسُ :الرِّیاحُ الدَّوَافِنُ للآثارِ (1)، کالرَّامِسَاتِ ،و هی التی تَنْقُل التُّرابَ من بَلَدٍ إِلی آخَرَ،و بینهُمَا الأَیّامُ ،و رُبَّمَا غَشَّتْ وَجْهَ الأَرْضِ کُلَّهُ بتُرَابِ أَرضٍ أُخْرَی،قاله أَبو حَنِیفَهَ .
و قال ابن شُمَیْل: الرَّوَامِسُ : الطَّیْرُ الَّذِی یَطِیرُ باللَّیْلِ ، قال: أَو کلُّ دَابَّهٍ تَخْرُجُ باللَّیْلِ فهی رَامِسٌ تَرْمُسُ :
[تدفنُ ] (2)الآثَارَ،کما یُرْمَسُ المَیِّتُ .
و التَّرْمُسُ ،کالتَّنْضُب ،و التَّاءُ زائده: وَادٍ لِبَنِی أُسَیْدٍ ، بَالتَّصْغِیرِ،أَو ماءٌ لهم،و فی بَعْضِ الکُتُب:لِبَنِی أَسَدٍ، مُکبَّراً.
و الارْتِماسُ فی المَاءِ: الاغْتِماسُ ،قال شَمِر: ارْتَمسَ فی الماءِ،إِذا انْغَمَسَ فیه حَتّی یَغِیبَ رَأْسُهُ و جَمِیعُ جَسَدِه فیه،و منه
14- الحَدِیث: «کرِهَ للصَّائِمِ أَنْ یَرْتَمِسَ ». کذا نَقَلَه الصّاغانِیُّ ،و قِیل:الفَرْقُ بینَ الارْتِماسِ و الاغْتِماسِ :أَنّه بالراءِ عَدَمُ إِطالهِ اللُّبْثِ فی الماءِ،و بالغین:إِطالتُه،و منه الحدیثُ :«الصَّائِمُ یَرْتَمِسُ و لا یغْتَمِسُ ».
*و مِمَّا یُسْتَدْرَک علیه:
الرَّمْسُ :الصَّوْتُ الخَفِیُّ .
و الرَّمْسُ :طَمْثُ الأَثَرِ.
و کُلّ ما هِیلَ علیه التُّرابُ ،فهو: مَرْمُوسٌ ،و رَمِیسٌ .و قد رُمِسَ .
و الخَبَرُ المَرْمُوسُ المُکَتَّمُ .
و وَقَعُوا فی مَرْمُوسَهٍ من أَمْرِهِم،أَی فی اخْتِلاطٍ .
و رامِسٌ :مَوضِعٌ فی دیارِ مُحارِبٍ ،و قد جاءَ ذِکْرُه فی الحَدِیث.
و رَمَسَ حُبُّک فی قَلْبِی:اشْتَدَّ و اسْتَحْکَمَ .قاله الزَّمَخْشرِیّ .و رَمْسِیسُ ،بالفتْح:قَرْیهٌ بمِصْر،نُسِبتْ إِلیها کُورَهُ الحَوْفِ .
رُومَانِسُ ،بالضَّمّ و کسرِ النُّونِ ،أَهملَه الجوْهَرِیُّ و الصّاغانِیُّ فی التَّکْمِله و صاحِبُ اللِّسان،و أَوْردَهَ فی العُباب:هو اسم أُمّ المُنْذِر الکَلْبِیِّ الشاعِرِ ،من کَلْبِ بنِ وَبَرَهَ ، و أُمّ النُّعْمانِ بنِ المُنْذِرِ،فهُما أَخوانِ لأُمٍّ .
رَاسَ یَرُوسُ : رَوْساً :مَشَی مُتبَخْتِراً ،و الیاءُ أَعْلَی،عن ابنِ دُرَیْدٍ.
و رَاسَ السَّیْلُ الغُثَاءَ :جَمَعَه و احْتَمَلَه ،عن ابنِ دُرَیدٍ أَیضاً.
و رَاسَ فُلانٌ رَوْساً : أَکَل کَثِیراً و جَوَّدَ ،عن ابنِ الأَعْرابِیِّ ،و الشِّین لغهٌ فیه.
و إِنَّه لَرَوْسُ سَوْءٍ ،أَی رَجُلُ سَوْءٍ ،عن ابنِ عبّادٍ.
و رُوسُ ،بالضَّمِّ :بَلَدٌ و قِیلَ : طَائِفَهٌ مِنَ النّاسِ بِلادُهُمْ مُتَاخِمهٌ للصَّقالِبهِ و التُّرْکِ ،و لهم لِسانٌ یَتَکَلَّمُون به.
و رُویْسٌ ، کزُبیْرٍ:لَقَبُ أَبِی عبدِ اللّه مُحَمَّدِ بنِ المُتَوکِّلِ اللُّؤْلُئِیّ البصْرِیِّ القارِئِ راوِی یعْقوبَ بنِ إِسْحَاقَ الحَضْرَمِیِّ .
*و مِمَّا یُسْتَدْرک علیه:
اسْتَراسَ ،إِذا اسْتَطْعمَ .قالَ أَبو حِزَامٍ :
إِذْ تَأَرَّی عَدُوفَنَا مُسْتَرِیسَا (3)
تَأَرَّی:انْتَظَر.و عَدُوفنَا:طَعَامنَا.
و الرُّوَاسُ :کَثْره الأَکْلِ :قِیلَ :و به سُمِّیَت القَبِیلَهُ .
و رَوْسُ بنُ عَادِیهَ ،و هی أُمُّه بنت قَزَعَهَ تقولُ فیه:
أَشْبَهَ رَوْسٌ نَفَراً کِرَامَا
کانُوا الذُّرَا و الأَنْفَ و السَّنَامَا
کانُوا لِمَنْ خَالَطَهمْ إِدَامَا
و الرَّوْسُ :العَیْب (4)،عن کُرَاع.
ص:312
و أَبو حاتِمٍ عبدُ الرَّحْمنِ بن علیِّ بنِ یَحْیَی بنِ رَوَّاسٍ ، کشَدَّادٍ،مُحَدِّثٌ .
و الرَّوَّاسِیُّ ،بالتَّشْدِیدِ:نَسَبُ کَبیرِ الرَّأْسِ ،منهم مِسْعَرُ بن کِدَامٍ ،و أَبُوه،و قد تَقَدَّم.
و بَنو الرَّائِس :بَطْنٌ من العَرب.
الرَّهْسُ ،کالمَنْع ،أَهملَه الجَوْهَرِیُّ .و قال ابنُ دُرَیْدٍ (1):هو الوَطْ ءُ الشَّدِیدُ ،و قد رَهَسَه یَرْهَسُه رَهْساً ، مثل دَهَسَه،أَخْبَر به أَبو مَالکٍ عن العَرَب.
و الرَّهْوَسُ ،کجَرْولٍ :الأَکَولُ ،عن ابنِ فارِس.
و ارْتَهَسَ الوَادِی ارْتِهَاساً : امْتَلأَ ماءً. و ارْتَهَسَ القَوْمُ :
ازْدَحَمُوا ،بالسِّین و بالشِّین.قالَهُ شُجَاعٌ ،کارْتَکَسُوا.
و ارْتَهَسَتْ رِجْلاَ الدَّابَّهِ ،و ارْتَهشَتْ ،إِذا اصْطَکَّتا و ضَرَب بَعْضُها (2)بعضاً.
و ارْتَهَسَ الجَرَادُ:رَکِبَ بَعْضُه بَعْضاً حتی لا یَکَاد یُرَی التُّرَابُ معه.یُقَال (3)للرّائدِ:کَیْفَ البِلادُ التی ارْتَدْتَ ؟قال:
تَرَکْتُ الجَرَادَ یَرْتَهِسُ ،لیس لأَحَدٍ فیها نُجْعَهٌ .و الشِّین لغهٌ فیه.
و تَرَهَّسَ ،إِذا تَمَخَّضَ و تَحَرَّک ،قال العَجَّاج:
عَضْباً إِذَا دِمَاغُهُ تَرَهَّسَا
و حَکَّ أَنْیَاباً و خُضْراً فُؤَّسَا
و تَرَهَّسَ : اضْطَرَبَ ،عن ابنِ عَبّادٍ،کارْتَهَسَ .و منه
17- حَدِیثُ عُبَادَهَ بنِ الصّامِت: «و جَرَاثِیمُ العَرَبِ تَرْتَهِسْ ». أَی تَضْطَرِبُ فی الفِتْنَهِ ،و یُرْوَی بالشین:تَصْطَکُّ (4)قَبَائِلُهم فی الفِتن.و
16- فی حدیث العُرَنِیِّین: «عَظُمَتْ بُطونُنا و ارْتَهَسَتْ أَعْضَادُنا». أَی اضْطَرَبَتْ ،و یُرْوَی بالشین.
الرَّهْمَسَهُ ،أَهمله الجَوْهَرِیّ و الصّاغانِیُّ فی التکمله،و فی اللِّسَان و العُبَاب:هو السِّرَارُ ،کالدَّهْمَسَهِ و الرَّهْسَمَهِ (5)،و منه
17- قَول الحَجَّاج: و قد أُتِیَ بِرَجُل:«أَمِنْ أَهْلِ الرَّیِّس و الرَّهْمَسَهِ أَنْت ؟». کأَنَّه أَرادَ المُسَارَّهَ فی إِثارَهِ الفِتْنهِ ، و شَقِّ العَصَا بین المُسْلِمِین،کالدَّهْمَسَهِ .
و هُو یُرَهْمِسُ و یُرَهْسِم،إِذا سارَّ و سَاوَرَ.
و قیل:هو التَّعْرِیض بالشَّرِّ ،عن ابنِ عَبَّادٍ،و به فُسِّر قولُ الحَجّاجِ أَیضاً.
و قال شَبَانهُ : أَمْرٌ مُرَهْمَسٌ و مُدَهْمَسٌ و مُنهْمَسٌ ،أَی مَسْتُورٌ لا یُفْصَحُ به کُلِّه،و منه:رَهْمَسَ الخَبَرَ،إِذا أَتی منه بطَرَفٍ و لم یُفْصِحُ بجَمِیعِه،کرَهْسَمَ .
رَاسَ یَرِیسُ رَیْساً ،عن ابنِ دُرَیْدٍ، و رَیَسَاناً ، عن غَیْرِه: مَشَی مُتَبَخْتِراً یکون للإِنْسَانِ و الأَسَدِ،و منه قولُ أَبی زُبَیْدٍ الطّائِیِّ :
فَبَاتُوا یُدْلِجُونَ و باتَ یَسْرِی
بَصِیرٌ بالدُّجَی هادٍ هَمُوسُ
إِلی أَنْ عَرَّسُوا و أَغَبَّ عَنْهُمْ
قَرِیباً ما یُحَسُّ له حَسِیسُ (6)
فَلَمَّا أَنْ رَآهُمْ قد تَدَانَوْا
أَتاهُمْ بَیْنَ أَرْحُلِهِمْ یَرِیسُ
وَصَفَ رَکْباً یَسِیرُونَ و الأَسَدُ یَتْبَعُهُم.
و راسَ الشَّیْ ءَ رَیْساً :ضَبَطَهُ و غَلَبَهُ ،عن ابنِ عَبّادٍ.
و راسَ القَوْمَ :اعْتَلَی علیهم ،و الهَمْزُ فیهم أَعْلَی.
و رَیْسُونُ ،بالفَتْحِ : ه،بالأُرْدُنِّ .
*و مِمّا یُسْتَدْرَک علیه:
الرَّیَّاسُ ،کشَدَّادٍ:الأَسَدُ.
و ارْتَاسَ ارْتِیَاساً ؛تَبَخْتَر.
و الرَّیِّسُ ،کقَیِّمٍ :الرَّئیسُ ،و فی الیَمَنِ یُطْلِقُونَه علی من یَحْلِقُ الرأْسَ خاصَّهً .
و سأَلْتُ مَرَّهً شیخَنا المُحَدِّثَ الُّلغَوِیَّ عبدَ الخَالِقِ بنَ أَبِی
ص:313
بَکْرٍ المِزْجَاجِیّ (1)لِمَ سُمِّیَ الرَّیِّسُ رَیِّساً ؟فقالَ من غَیْرِ تَأَمُّلٍ :لأَنَّه یَأْخُذُ بالرَّأْسِ .
و بَحِیرُ (2)بنُ رَیْسَانَ :من التّابِعِینَ .
و رَیْسَانُ بنُ عَنَزَهَ الطّائِیُّ :شاعِرٌ ابنُ شاعِرٍ.
*و مِمَّا یُسْتَدْرَک علیه:
سَئِسَ الطَّعَامُ ،کفَرِح،مهموزاً:سَوَّسَ ،و قد ذَکَرَه المُصَنِّف فی«ک ی س»اسْتِطْرَاداً،و هنا مَوْضعُه.
سَابُسُ ،ککَابُلَ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحبُ اللِّسَانِ .و قالَ الصّاغَانِیُّ : ه بوَاسِطَ ،و نَهْرُ سَابُسَ مُضافٌ إِلَیْهَا ،قال یاقُوت:و هو فَوْقَ وَاسِطَ ،و علیه قُرًی.
*و مِمَّا یُسْتَدْرَکُ علیه:
سَنْتَرِیسُ ،کزَنْجَبِیل:قَریَهٌ بشَرْقِیَّهِ مِصْرَ.
سَجِسَ الماءُ،کفَرِحَ :فهو سَجِسٌ ،ککَتِفٍ ، و سَجْسٌ ،بفَتْحٍ فسُکُونٍ ، و سَجِیسٌ ،کأَمِیرٍ: تَغَیَّرَ ،عن ابن الأَعْرَابِیِّ ، و کَدِرَ ،عن ابنِ السِّکِّیتِ .و قِیلَ : سُجِّسَ الماءُ فهو مُسَجَّسٌ ،کمُعَظَّمٍ ،و سَجِیسٌ :أُفْسِد و ثُوِّرَ،و فی الصّحاحِ : السَّجَسُ ،بالتَّحْرِیکِ :الماءُ المُتَغَیِّر،و قد سَجِسَ ،بالکَسْر،حکاه أَبو عبید.
قلت:و وَجَدْتُ بخَطِّ أَبِی زَکَرِیَّا:قَالَ أَبُو سَهْلٍ :الَّذِی قَرَأْتُه علی أَبِی أُسَامَهَ فی المُصَنَّف: السَّجِسُ ،بکسِر الجِیمِ :الماءُ المُتَغَیِّر،و أَمّا مُحَرَّکه فهی مَصْدَرٌ سَجِسَ الماءُ،لا غَیْرُ.
و یُقَال: لا آتِیکَ سَجِیسَ اللَّیَالِی ،أَی آخِرَهَا، و کذلِکَ سَجِیسَ الأَوْجَسِ ،کأَحْمَدَ، و الآجُسِ (3)،کآنُکٍ ، و کذلِک سَجِیسَ عُجَیْسٍ ،کزُبَیْرٍ، أَی أَبَداً ،و قِیلَ :الدَّهْرَ کُلَّه.قال الشاعر:
فأَقْسَمْتُ لاَ آتِی ابنَ ضَمْرَهَ طائِعاً
سَجِیسَ عُجَیْسٍ ما أَبانَ لِسَانِی
و
16- فی حدیث المَوْلِد: «و لا تَضُرُّوه فی یَقْظَهٍ و لا مَنَامٍ ، سَجِیسَ اللَّیَالِی و الأَیّام». أَی أَبَداً.و قال الشَّنْفَرَی:
هُنالِکَ لا أَرْجُو حَیَاهً تَسُرُّنِی
سَجِیسَ اللَّیَالِی مُبْسَلاً بالجَرَائِرِ (4)
و هو من السَّجِیسِ :للماءِ الکَدِرِ،لأَنَّه آخِرُ مَا یَبْقَی، و عُجَیْسٌ تَأْکیدٌ له،و هو فی مَعْنَی الآخِر أَیضاً فی عَجْسِ اللَّیْلِ و هو آخِرُه.
و السَّاجِسِیُّ :غَنَمٌ لِبَنِی تَغْلِبَ بالجَزِیرَه،قال رُؤْبَهُ :
کأَنَّ مَا لَمْ یُلْقِهِ فی المَحْدَرِ
أَحْزَامُ صُوفِ السَّاجِسِیِّ الأَصْفَرِ
و السَّاجِسِیُّ من الکِبَاشِ :الأَبْیَضُ الصُّوفِ الفَحِیلُ الکَرِیمُ ،قال:
کأَنَّ کَبْشاً سَاجِسِیًّا أَرْبَسَا
بَیْنَ صَبِیَّیْ لَحْیِهِ مُجَرْفَسَا (5)
و التَّسْجِیسُ :التَّکْدِیرُ ،و منه ماءٌ مُسَجَّسٌ ،أَی مُکَدَّرٌ قد ثُوِّرَ.
و سِجِسْتَانُ ،بالکَسْرِ:د ،مَعْرُوفٌ ، مُعَرَّب سِیسْتَانَ ، و یقال فی النَّسَبِ : هو سِجْزِیٌّ ،بالکَسْرِ (6)و یُفْتَح، و سِجِسْتَانِیٌّ ،بالکَسْر، و عِنْدِی أَنَّ الصّوابَ فیه الفَتحُ ؛لأَنَّهُ مُعَرَّب سَکِسْتَانَ ،و سَکْ ،بالفَتْح، یُطْلِقُونه علی الجُنْدِیِّ و الحَرَسِیِّ و نَحْوِهِم تَجَوُّزاً لا حقیقهً ،فإِنَّ أَصْلَ مَعْناهُ عِنْدَهُم الکَلْبُ . و سَأَلْتُ بعضَهُم عن جَماعَهٍ من أَعوان السَّلْطَنَهِ فَقَالَ بالفَارِسیّه:سَکَانِ أَمِیرِ ،بالإِضَافَهِ أَی هُم
ص:314
کِلابُ الأَمِیرِ،و لم یُرِدِ الکِلابَ حقیقهً و إِنَّمَا أَرادَ أَجْنَادَ الأَمِیرِ ،شَبَهَهُم بالکلابِ ؛لإِرْسَالِه إِیَّاهُم فی حَوَائجِهِ الشَّدیدَهِ ،کإِرْسَالِ الصائدِ کِلاَبَهَ علی الصَّیْدِ، و هو مَشْهُورٌ عِنْدَهُمْ ،فالصّوابُ أَنَّ سِجِسْتَانَ معرَّبٌ عن سَکِسْتَانَ ،و هذا کأَنَّه رَدَّ به عَلَی الصّاغَانِیِّ ،حیث قالَ :إِنَّه مُعَرَّبُ سِیسْتَانَ ، و إِنَّه بالفَتْحِ ،و هذا الَّذِی نَقَلَه الصّاغَانِیُّ هو المَشْهُورُ الجارِی علی أَلْسِنَتِهم،و مِنْهُمْ من یَقُولُ :سُوَیْسِتَانُ .
و سجَاسُ ، ککِتَاب:د،بَیْنَ هَمَذَانَ و أَبهَرَ.
سِجِلاَّطُسُ ،بکسر السِّینِ و الجِیمِ و تَشْدِیدِ اللاّمِ و ضمِّ الطاءِ المُهْمَلَهِ :نَمَطٌ رُومِیٌّ ،و الکلمهُ رُومِیَّهٌ فعُرِّبَت ،و قد أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ فی«التَّکْمِلَه» و صاحبُ اللِّسَانِ ،و أَوْرَدَهُ فی«العُبَابِ »عن ابنِ دُرَیْدٍ.
ذَکَرُوا عن الأَصْمَعِیّ أَنَّهُ قَالَ :سَأَلْتُ عَجُوزاً عِنْدَنَا رُومِیّهً عن نَمَطٍ فقلْتُ لَهَا:ما تُسَمُّونَ هذا؟فقالت: سِجِلاَّطُسُ .
سِجِلْمَاسَهُ ،بکسرِ السِّینِ و الجِیم ،أَهْمَلَه الجَمَاعَهُ ،و هی قَاعِدَهُ وِلاَیَهٍ بالمَغْرِبِ ذاتُ أَنْهَارٍ و أَشْجَارٍ غزیرَهُ الخَیْرَاتِ ،یُقَال:إِنَّه یَسِیرُ الرّاکِبُ فی أَسْوَاقِها نِصْف یومٍ فَلا یَقطَعُها،و لیس لها حِصْنٌ ،بل قُصُورُهَا شامِخَهٌ ، و عمَارَاتُهَا مُتَّصِلَهٌ ،و هی علی نَهْرٍ یَأْتِی مِنَ المَشْرِقِ ،و هی المَشْهُورَهُ بتافلالت الآن،و هی کُورَهٌ عَظِیمَهٌ مُشْتَمِلَهٌ علی بُلْدَانٍ و قُرًی و أَوْدِیَهٍ ، و أَهْلُها یُسَمِّنُونَ الکِلاَبَ و یَأْکُلُونَهَا ، و کذا الجَرَاذِینَ ،کذا فی«خَرِیدَهِ العَجَائِبِ »لابنِ الوَرْدِیِّ ، قال:و غالِبُ أَهْلِهَا عُمْشُ العُیُونِ .و منها من المُتَأَخِّرِین إِمامُ النُّحَاه فی عَصْرِه أَبو الحَسَنِ بنِ الزُّبَیْرِ السِّجِلْمَاسِیُّ ،کانَ یَحْفَظُ «التسهیلَ »و شُرُوحَه،أَخَذَ عن إِمام العَرَبِیِّهِ أَبی زَیْدٍ عبدِ الرّحمنِ بنِ قاسِمِ بنِ عَبْدِ اللّه المِکْنَاسِیِّ و غیره،و مِمَّن أَخَذَ عنه الشَّیْخُ عبدُ القادِرِ الفاسِیُّ ،و مُحَمَّدُ بنُ أَبِی بَکْرٍ الدِّلائِیّ ،و مُحَمَّدُ بنُ ناصِرٍ الدّرْعِیّ ،و غیرُهم،تُوفِّیَ بفاسَ سنه 1035.
السُّدُسُ ،بالضمّ و بضمَّتین:جُزءٌ من سِتَّهٍ ، و الجَمْعُ أَسْدَاسٌ ، کالسَّدیسِ ،کأَمِیرٍ،کما یُقَال للعُشْرِ:
عَشِیرُ.
و السِّدْسُ ، بالکَسْرِ ،من الوِرْدِ فی الأَظْمَاءِ:بعْدَ الخِمْسِ ،و قِیلَ :هو بَعْدَ سِتَّهِ أَیّامٍ و خَمْسِ لَیَالٍ ،و فی الصّحاح: أَن تَنْقَطِعَ الإِبِلُ خَمْسَهً و تَرِدَ السادِسَ ،و قال الصاغانیُّ :هو خَطَأٌ و الصّوابُ أَنْ تَنْقَطِعَ أَرْبَعَهً و تَرِد فی الخَامِسِ ،و الجَمْعُ الأَسْدَاسُ .
قلتُ :و قالَ أَبو سَهْلٍ ؛الصَّحِیحُ فی السِّدْسِ فی أَظْمَاءِ الإِبِلِ :أَن تَشْرَبَ الإِبِلُ یوماً،ثمّ تَنْقطِعَ من الماءِ أَرْبَعَهَ أَیّامٍ ،ثُمَّ تَرِدَه فی الیَومِ الخَامِس،فیُدْخِلُونَ الیومَ الأَوَّلَ و الذی کانت شَرِبَتْ فِیهِ فی حِسَابِهِم.و قالَ غیرُه:الصَّحِیحُ فی السِّدْسِ :أَن تَمْکُثَ الإِبِلُ فی المَرْعَی أَرْبَعَهَ أَیّامٍ ثمّ تَرِدَ الیَوْمَ الخَامِسَ .
و السَّدَسُ ، بالتَّحْرِیکِ :السِّنُّ قَبْلَ البازِلِ ،کالسَّدِیسِ ، یَسْتَوِی فیه المذکَّرُ و المُؤَنَّثُ ؛لأَنَّ الإِنَاثَ فی الأَسْنَانِ کلِّهَا بالهاءِ إِلاّ السَّدَسَ و السَّدِیسَ و البَازِلَ .
و ج السَّدَسِ (1)و السَّدِیسِ سُدْسٌ ،بالضَّمِّ ،کأَسَدٍ و أُسْدٍ، و سُدُسٌ ،بضمّتَیْن،کرَغِیفٍ و رُغُفٌ .قال منصور بنُ مسْجَاحٍ (2)یَذْکر دِیَهً أُخِذَتْ من الإِبلِ مُتَخَیَّرَهً کما یَتَخَیَّرها المُصَدِّقُ :
فَطَافَ کما طافَ المُصَدِّقُ وَسْطَها
یُخَیَّرُ مِنْهَا فی البَوَازِلِ و السُّدْسِ
و السَّدِیسُ :ضَرْبٌ مِنَ المَکَاکِیکِ یُکَالُ بهِ التَّمْرُ.
و السَّدِیسُ : الشَّاهُ أَتَتْ علیها السَّنَهُ السادِسَهُ ،و عُدَّ من الإِبِلِ ما دَخَلَ فی السَّنَه الثامِنَهِ ،کما سیأْتِی.
و إِزارٌ سَدِیسٌ : طُولُه سِتَّهُ أَذْرُعٍ ، کالسُّدَاسِیِّ .
و قال أَبُو أُسامَهَ : السُّدُوسُ ،بالضَّمِّ :النِّیلَنْجُ ،و قد جَاءَ فِی قَوْلِ امْرِئِ القَیْسِ (3)، و الطَّیْلَسَانُ (4)و قِیلَ :هُوَ الأَخْضَرُ منها،قال یَزِیدُ بنُ خَذَّاق العَبْدِیُّ :
و دَاوَیْتُهَا حتَّی شَتَتْ حَبَشیَّهً
کَأَنَّ عَلَیْها سُنْدُساً و سُدُوسَا
ص:315
و قَدْ یُفْتَحُ ،کما نَقَلَه الجوهَرِیُّ عن الأَصْمَعِیِّ ،و هو قولُ أَبِی أُسامَهَ أَیضاً،و جَمَعَ بینَهما شَمِرٌ فقال:یُقَال لکلِّ ثَوْبٍ أَخْضَرَ: سَدُوسٌ و سُدُوسٌ .
و سُدُوس ،بالضّمّ : رَجُلٌ طائِیٌّ ،و هو سُدُوسُ بنُ أَصْمَعَ (1)بن أَبَیّ بن عُبَیْدِ بنِ رَبِیعَهَ بنِ نَصْرِ بن سَعْدِ بنِ نَبْهَانَ .
و سَدُوس ، بالفَتْح :رَجُلٌ آخَرُ شَیْبَانِیٌّ ،و هو سَدُوسُ بنُ ثَعْلَبَهَ بنِ عُکَابَهَ بنِ صَعْب، و آخَرُ تَمِیمِیُّ ،و هو سَدُوسُ بنُ دَارِمِ بن مالِکِ بنِ حَنْظَلهَ .قال أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ حَبیب:
کلُّ سَدُوسٍ فی العَرَبِ مَفْتُوحُ السِّینِ إِلاّ سُدُوسَ طیِّ ءِ، و کذلِک قالَهُ ابنُ الکَلْبِیّ ،و مثلُه فی«المُحْکَم».و قالَ ابنُ بَرِّیّ :الذی حَکَاه الجَوْهَرِیُّ عن الأَصْمَعِیِّ هو المَشْهُورُ من قَوْلِه.و قالَ ابنُ حَمْزَهَ :هذا مِنْ أَخْلاطِ (2)الأَصْمَعِیِّ المَشْهُوره،و زَعَمَ أَنَّ الأَمْرَ بالعَکْسِ مِمّا قالَ ،و هو أَنَّ سَدُوس ،بالفتحِ :اسمُ الرَّجُلِ ،و بالضّمّ :اسمُ الطَّیْلَسَان، و ذَکَرَ أَنَّ سَدُوس ،بالفتحِ ،یقعُ فی مَوْضِعَیْنِ :أَحَدهمَا سَدُوس الذِی فی تَمِیمٍ و رَبِیعَهَ و غیرِهِمَا،و الثّانِی فی سَعْدِ بنِ نَبْهَانَ .
قلْت:و قد رَوَی شَمِرٌ عن ابنِ الأَعْرَابِیّ مثلَ ذلک،فإِنَّهُ أَنْشَدَ بیتَ امْرِئِ القَیْسِ :
إِذا ما کُنْتَ مُفْتَخِراً ففَاخِرْ
بِبَیْتٍ مِثْلِ بَیْتِ بَنِی سَدُوسِ
و رَوَاه بفَتْحِ السِّینِ ،قال:و أَرادَ خالِدَ بنَ سَدُوسِ بنِ أَصْمَعَ (3)النَّبْهَانِیَّ .هکذا فی اللِّسَانِ و العُبَابِ .و الصوابُ أَنَّ خَالِداً هو أَخُو سَدُوس ابْنَیْ أَصْمَعَ ،کما حقَّقَه ابنُ الکَلْبِیِّ .
14- و من بَنِی سَدُوسٍ هذا وَزَرُ بنُ جابِرِ بنِ سَدُوسٍ الذی قَتَل عَنْتَرهَ العَبْسِیَّ ،ثُمَّ وفَدَ إِلی النّبِیِّ صلّی اللّه علیه و سلم فلَمْ یُسْلِمْ ،و قال:
لا یَمْلکُ رَقَبَتِی عَرَبِیٌّ .
و الحارِثُ بنُ سَدُوسٍ ،کصَبُورٍ،کان لَهُ أَحَدٌ و عِشْرُونَ وَلَداً ذَکَراً ،قال الشَّاعِرُ:
فَإِنْ شاءَ رَبِّی کانَ أَیْرُ أَبِیکُمُ
طَوِیلاً کأَیْرِ الحَارِثِ بنِ سَدُوسِ
و سَدُوسَانُ ،بالفَتْح،و ضَبَطَه بعضُهُمْ بضَمِّ الدال:د، بالسِّنْدِ کثیرُ الخیرِ مُخْصبٌ .
و سَدَسَهُمْ یَسْدُسُهم ،کنَصَر، سَدْساً : أَخَذ سُدسَ مالِهِم.و سَدَسَهُم یَسْدِسُهم سَدْساً ، کضَرَبَ :کان لهم سادِساً ،و قد تَقَدَّم نظیرُ ذلک فی«ع ش ر»و«ح م س».
و أَسْدَسَ الرَّجُلُ : وَرَدَتْ إِبلُه سِدْساً ،و هو الوِرْدُ المَذْکُور آنفاً.
و أَسْدَسَ البَعِیرُ ،إِذا أَلْقَی السِّنَّ التی بَعْدَ الرَّبَاعِیَهِ ،قال ابنُ فارِسٍ :و ذلِک إِذا وَصَلَ فی السَّنَهِ الثامِنَه.
و السِّتُّ ،بالکَسر: أَصْلُه سِدْسٌ ،قلَبُوا السِّینَ الأَخِیرَه تاءً لِتَقْرُبَ من الدّالِ التی قَبْلَها،و هی مع ذلک حَرْفٌ مَهْمُوسٌ ،کما أَنَّ السِّینَ مَهْمُوسَهٌ ،فصارَ التَّقْدِیرُ:سِدْتٌ ، فلما اجْتَمَعَت الدّالُ و التّاءُ و تَقَارَبَتَا فی المَخْرَجِ أُبْدِلَت الدّالُ تاءً؛لتُوافِقَها فی الهَمْسِ ،ثمّ أُدْغِمت التاءُ فی التّاءِ فصارَتْ «سِتّ »کما تَری،فالتَّغْیِیرُ الأَوَّل للتَّقْرِیبِ من غیرِ إِدْغَام،و الثانِی للإِدْغَامِ . و تقدَّم البَحْثُ فی ذلک فی س ت ت.
قال الصّاغَانِیُّ :و التَّرْکِیبُ یَدُلُّ علی العَدَد،و قد شَذَّ عنه: السَّدُوسُ ،و السُّدُوسُ ،و سَدُوسُ ،و سُدُوسُ (4).
*و ممَّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:
سِتُّونَ مِن العَشَرَات،مشتَقٌّ من السِّتَّهِ ،حکاه سِیبَوَیْهِ .
و سَدَّسْتُ الشیْ ءَ تَسْدِیساً :جَعَلْتُه علی سِتَّهِ أَرْکانٍ ،أَو سِتَّه أَضْلاعٍ ،نقلَه الصّاغَانِیُّ .
و فی اللِّسَان: المُسَدَّسُ من العَرُوضِ :الذی یُبْنَی علی سِتَّهِ أَجْزاءٍ.
و السَّدِیسُ :السِّنُّ التی (5)بَعْدَ الرَّبَاعِیَهِ .
و السَّدِیسُ و السَّدَسُ من الإِبِلِ و الغَنَم:المُلْقِی سَدِیسَه، و کذلِک الأُنْثَی،و منه
16- الحَدِیثُ : «الإِسْلامُ بَدَأَ جَذَعاً،ثُمّ
ص:316
ثَنِیًّا،ثم رَبَاعِیاً،ثُمّ سَدِیساً ،ثم بازِلاً.قال عُمَرُ:فما بَعْدَ البُزُولِ إِلاّ النُّقْصانُ ».
و یقال:لا آتِیکَ سَدِیسَ عُجَیْسٍ ،لُغَهٌ فی«سَجِیس».
و یقال:ضَرَبَ أَخْمَاساً لأَسْداسٍ ،و هو مَجَازٌ.
و السِّدْسُ ،بالکَسْر:قریهٌ بجِیزهِ مِصْرَ.
:
*و مِمَّا یُسْتَدْرَک علیه:
سَرْجِس ،بالفَتْحِ و کسرِ الجیمِ ،و سیأْتِی فی «مارَسَرْجِسَ »له ذِکْرٌ.
و شَیْبَهُ بنُ نِصَاحِ بنِ سَرْجِس السَّرْجِسِیُّ القارِئُ ، مشهورٌ.
سَرَخْسُ ،بفتحِ السِّینِ و الرّاءِ (1)،أَهملَهُ الجَوْهَرِیُّ و الصاغَانِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ ،و هو: د،عظیمٌ بخُرَاسَانَ ،بلا نَهْرٍ ،و ضبطه شَیْخُنَا أَیضاً کجَعْفَرٍ،و قال:
حَکَاها الإِسْنَوِیُّ و شُرَّاح البُخَارِیِّ ،و نَقَلَ ابنُ مَرْزُوقٍ عن ابنِ التِّلِمْسَانِیِّ أَیضاً کَسْرَ السِّینِ و فَتْحَ الرّاءِ و کدِرْهَمٍ أَیضاً، و هاتانِ فیهما نَظَرٌ،و الذی ذَکَرَه المُصَنِّف هو المَشْهُورُ الفَصِیحُ ،ثمّ رأَیتُ ضبطَه هکذا،و قالَ عن ابنِ الصَّلاَحِ :
إِنَّهُ هو الأَشْهَرُ،قال:و یَدُلُّ عَلَیْه قول الشاعِرِ:
إِلاَّ سَرَخْس فإِنَّهَا مَوْفُورَهٌ
مَا دامَ آلُ فُلانَ فی أَکْنَافِهَا
قالَ :و یُقَالُ أَیضاً بإِسْکانِ الرّاءِ و فتحِ الخَاءِ،هکذا قَیَّده ابنُ السَّمْعانِیِّ ،قال:و سَمِعْتُ کثیراً ممَّن یُعْتَمَدُ یَذْکُرونَ أَنَّهَا بفتح الرّاءِ فارِسِیّهٌ ،و بإِسْکانِهَا مُعَرَّبَهٌ ،قال:و هذا حَسَنٌ .
و مِمَّن انْتَسَبَ إِلیهَا من القُدَماءِ محمَّدُ بنُ المُهَلَّبِ السَّرَخْسِیُّ ،شیخُ أَبِی عَبْدِ اللّهِ الدَّغُولِّی (2)و آخَرُون.
*و مِمَّا یُسْتَدْرَکُ عَلیه:
سَرَدُوسُ ،کحَلَزُون:قَرْیَهٌ من قُرَی مِصْرَ بالغَرْبِیَّهِ .
و خلیجُ سَرُدُوس :من الخُلْجَانِ القَدِیمَهِ بمِصْرَ،یقال:
حَفَرَهُ هامانُ لِفِرْعَوْنَ .
السَّرِسُ ،و السَّرِیسُ ، ککَتِفٍ و أَمِیرٍ:العِنِّینُ من الرِّجَال،قالَهُ أَبو عُبَیْدَهَ ،و أَنْشَدَ لأَبِی زُبَیْدٍ الطّائِیّ :
أَ فِی حَقٍّ مؤَاسَاتِی أَخاکُمْ
بِمَالِی ثُمَّ یَظْلِمُنِی السَّرِیسُ ؟
و قد سَرسَ ،إِذا عُنَّ . أَو الذِی لا یَأْتِی النِّسَاءَ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیّ أَو هو الَّذِی لا یُولَد لَه ،عن الأَصْمَعِیِّ .و یُرْوَی «الشَّرِیس»بالمعجمه.
و سَرِیسٌ بَیِّنُ السَّرَسِ . و الفَحْلُ إِذا کان لا یُلْقِحُ ،و هو مَجَازٌ (3).
و السَّرِیس : الضَّعِیفُ ،فی لُغَهِ طَیِّ ءٍ.
و قال أَبو عَمْرٍو: السَّرِیس : الکَیِّس الحافِظُ لما فی یَدِهِ (4).و فی بعضِ الأُصولِ :یَدَیْه، ج، سِرَاسٌ و سُرَاسَاءُ .
و قد سَرِسَ ،کفَرِحَ ، سَرَساً فی الکُلِّ ،و یقَالُ فی الأَخِیرِ:ما أَسْرَسَهُ :و لا فِعْلَ له،و إِنما هو من بابِ :«أَحْنَکُ الشَّاتیْنِ ».
و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : سَرِسَ الرجُلُ بالکَسْرِ،إِذا سَاءَ خُلُقُهُ .
و سَرِسَ أَیضاً إِذا عَقَلَ و حَزَمَ بَعْدَ جَهْلٍ .
و فی التَّکْمِلَهِ : مُصْحَفٌ مُسَرَّسٌ ،کمُعَظَّمٍ :أَی مُشَرَّزٌ ، و ذلک إِذا لم یُضَمَّ طَرَفَاه،و مِثْلُه فی العُبَابِ .
و سَرُوس ،کصَبُورٍ،و رُبَّمَا قِیلَ فیه:شَرُوسُ : د،قُرْبَ إِفْرِیقِیَّهَ ،و فی العُبَابِ : أَهْلُهَا أَباضِیَّهٌ .
*و مِمَا یسْتَدْرَکُ عَلیه:
سِرْس ،بالکَسْرِ:قَرْیَهٌ بمِصْرَ من أَعْمَالِ المَنُوفِیَّه، و تُعْرَف بسِرْسِ القِثَّاءِ،و قد وَرَدْتُها.
ص:317
و إِبرَاهِیمُ بنُ السَّرِیسِیّ :أَدِیبٌ ،ذکرَه مَنْصُورٌ فی الذَّیْلِ (1).
و سَرْسَمُوسُ ،کعَضْرَفُوطٍ :قریهٌ أُخْرَی بها (2)،و قد وَرَدْتُها أَیضاً.
*و مِمَّا یسْتَدْرَکُ عَلیه أَیضاً: سِرْیاقُوسُ ،بالکَسْرِ:قَرْیَهٌ بالقُربِ مِنْ مِصْرَ.
سُسُّویَهُ ،بالضّمّ و الثّانِیَهُ مُشدَّدَهٌ ،أَهمَلَه الجَوْهَرِیُّ .و الصاغَانِیّ ،و صاحِبُ اللِّسَانِ ،و هو اسمٌ . و أَبو نَصْرٍ محَمَّد بنُ أَحْمَدَ ،هکذا فی النُّسخِ ،و فی التَّبْصِیر:
أَحْمَدُ بنُ محَمَّدِ بنِ عُمَرَ بنِ مِمْشَاذَ بنِ سُسُّویَهَ الإِصْطَخْریُّ ثمّ الأَصْبَهَانیُّ المحَدِّث ،روی مُسْنَدَ الشَّافِعِیِّ ،عن الجِیزِیِّ .قاله الحافِظُ .
إِسْفِسُ ،بالفَاءِ،کإِثْمِد ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ ،و هو: ه،بمَرْوَ،و منها خالِد بنُ رُقَادِ بنِ إِبْرَاهِیمَ الذُّهْلِیُّ الإِسْفِسِیُّ المُحَدِّثُ .
و إِسْفِسُ أَیْضاً: ه،بجَزِیرَهِ ابنِ عُمَرَ،ذاتُ بَسَاتِینَ کَثِیرَهٍ .
و مُنْیَهُ إِسْفِسَ :قریهٌ بمِصْرَ من أَعْمَالِ الأُشْمُونِین، و تُعْرَف بمَنْفِیسَ الآنَ .
و أَسْفِرِیسُ :مَحَلَّهٌ بأَصْبَهانَ ،نُسِبَ إِلَیْهَا المَیْدَانِیُّ (3)،و مِنْهَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بن عَبْدِ الرَّحْمنِ بنِ عَبْدِ الوهَّاب المَدِینِیّ المَیْدَانِیّ ،ذکرَه أَبو موسی و قال:
حدَّثنی عنه أَبی و غیرُه.
*و ممَّا یُسْتَدْرَک علیه:
سَفْلِیسَ :اشْتَهَرَ بهِ الشَّمْس مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَالغَرَازِیُّ (4)،عُرِف بابنِ سَفْلِیسَ ،حَدَّثَ .رَوَی عن البِقَاعیِّ ،سامی الشِّعْرِ.توفِّی سنه 837.
السَّلْسُ ،بالفَتْح:الخَیْطُ الذی یُنْظَمُ فیه الخَرَزُ،زادَ الجَوْهَرِیُّ : الأَبْیَضُ الَّذِی تَلْبَسَه الإِماءُ و الجَمْعُ سُلُوسٌ (5)، أَو هو القُرْطُ من الحُلِیِّ ،عن ابنِ عَبَّادٍ.قالَ عبدُ اللّه بن سُلَیْمٍ ،من یَنِی ثَعْلَبَه بن الدُّولِ :
و لَقَدْ لَهَوْتُ و کُلُّ شَیْ ءٍ هالِکٌ
بنَقَاهِ جَیْبِ الدِّرْعِ غَیْرِ عَبُوسِ
و یَزِینُها فی النَّحْرِ حَلْیٌ وَاضِحٌ
و قَلائِدٌ مِنْ حُبْلَهٍ و سُلُوسِ (6)
و السَّلِسُ ، ککَتِفٍ :السَّهْلُ اللَّیِّنُ المُنْقَادُ ،قال حُمَیْد بن ثَوْر:
و بعَیْنهَا رَشَأٌ تُرَاقِبُهُ
مُتَکَفِّتُ الأَحْشَاءِ کالسَّلْسِ
أَی لَطِیفُ الأَحْشَاءِ خَمِیصُها.
و الاسْمُ : السَّلَسُ ،مُحَرَّکَهً .و السَّلاَسَهُ ،یُقَال:رَجُلٌ سَلِسٌ ،و شیْ ءٌ سَلِیسٌ :بَیِّنُ السَّلَسِ و السَّلاَسَهِ ،و فی المُحْکَم» سَلِسَ سَلَساً و سَلاَسَهً و سُلُوساً ،فهو سَلِسٌ و سَالِسٌ .قال الراجِز:
مَمْکُورَهٌ غَرْثَی الوِشَاحِ السَّالِسِ
تَضْحَکُ عَنْ ذِی أُشُرٍ عُضَارِسِ
و السُّلاَسُ ،بالضّمِّ :ذَهَابُ العَقْلِ .
و المَسْلُوسُ :الذاهِبُ العَقْلِ ،کما فی الصّحاحِ ،و هو المَجْنُونُ ،و قال غیرُه:رَجُلٌ مَسْلُوسٌ :ذاهِبُ العَقْلِ و البَدَنِ ،و فی التَّهْذِیب:رَجُلٌ مَسْلُوسٌ فی عَقْلِه،فإِذا أَصابَهُ ذلِک فی بَدَنِه فهو مَهْلُوسٌ . و قد سُلِسَ ،کعُنِیَ ، سَلَساً و سَلْساً ،المَصْدَرَانِ عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ .
و سَلِسَتِ النَّخْلَهُ ،کفَرِحَ :ذَهَبَ کَرَبُهَا ،عن ابن عَبَّادٍ، کأَسْلَسَتْ ،فهی مِسْلاسٌ ،هکذا فی سَائرِ النُّسَخِ ،و فِی
ص:318
العُبَابِ .و الذی فی التَّکْمِلَه و اللِّسَان:فهی مُسْلِسٌ ،فیهَا و فی النّاقَهِ ،و الذی یَظْهَرُ بعدَ التَّأَمُّلِ أَنَّ النَّخْلَهَ مُسْلِسٌ (1)، إِذا تَنَاثَرَ منها البُسْرُ،و مِسْلاسٌ ،إِذا کانَتْ من عادَتِهَا ذلِکَ ، و قد مَرَّت لها نَظَائرُ فی مَوَاضِعَ مُتَعدِّدَهٍ ؛فَإِنْ کَانَ المصنِّفُ أَرادَ بالمِسْلاسِ هذا المَعْنَی فهو جائزٌ.زادَ ابنُ عَبَّادٍ:و یُقَال لمَا سَقَط منهما: السَّلُسُ .
و سَلِسَت الخَشَبَهُ سَلَساً نَخِرَتْ و بَلِیَتْ ،عن ابن عَبَّادٍ.
و السَّلِسَهُ .کخَجِلَهٍ .عُشْبَهٌ کالنَّصِیِّ إِلاّ أَنَّ لها حَبًّا کحَبِّ السُّلْتِ ،و إِذا جَفَّتْ کانَ لهَا سَفاً یَتَطَایَرُ إِذا حُرِّکَتْ کالسِّهَامِ تَرْتَزُّ فی العُیُونِ و المَنَاخِرِ،و کثیراً ما تُعْمِی السائمهَ ،و مَنابِتُها السُّهُولُ .قالَهُ أَبو حَنِیفَهَ .
و أَسْلَسَتِ الناقَهُ :أَخْرَجَتْ (2)،هکذا فی النُّسَخِ ،و فی بعِض الأُصُولِ المُصَحَّحَهِ أَخْدَجَتِ الوَلَدَ قَبْلَ تَمَامِ الأَیَّامِ ، و فی التَّهْذِیبِ :قبلَ تَمامِ أَیَّامِه، و هی مُسْلِسٌ (3)،و الوَلَدُ مُسْلَسٌ .
و التَّسْلِیسُ :التَّرْصِیعُ و التَّأْلِیفُ لِمَا أُلِّفَ من الحَلْیِ سِوَی الخَرَزِ ،و قد سَلَّسَه ،إِذا رَصَّعَه،عن ابنِ عَبّادٍ.
و یُقَال: هو سَلِسُ البَوْلِ ،بکَسْر الّلامِ ،إِذا کانَ لا یَسْتَمْسِکُه ،و قد سَلِسَ بَوْلُه،إِذا لَمْ یَتَهَیَّأُ له أَنْ یُمْسِکَه.
*و مِمَّا یُسْتَدْرَکُ علیه:
سَلِسَ المُهْرُ،إِذا انْقَادَ.
و السَّلِسُ ،ککَتِفٍ :فَرَسُ المُهَلْهِلِ بنِ رَبِیعَهَ التَّغْلبِیّ .
قاله أَبو النَّدَی.
قلْت:و فیه یقول مُخَاطِباً الحَارِثَ بنَ عُبَادٍ فارِسَ نَعَامَهَ :
ارْکَبْ نَعامَهَ إِنی رَاکِبُ السَّلِسِ
و المُسَلَّسُ ،کمُعَظَّمٍ : المُسَلْسَلُ ،قال المُعَطَّلُ الهُذَلِیُّ (4):
لَمْ یُنْسنِی حُبَّ القَتُولِ (5)مَطَارِدٌ
و أَفَلُّ یَخْتَضِمُ الفَقَارَ مُسَلَّسُ
أَرادَ أَنّه فیهِ مِثْلُ السِّلْسِلَهِ من الفِرِنْدِ،هکذا نَقَلَه الجَمَاعَهُ .
قلت:و الشِّعْر لأَبِی قِلابَهَ الهُذَلِیِّ و الرِّوایهُ «ملَسْلَسُ » و أَراد المُسَلْسَلَ فقَلَب:
و السُّلُوسُ :الخُمُرُ،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ ،و أَنْشَدَ:
قَدْ مَلأَتْ مَرْکُوَّهَا رُؤُوسَا
کأَنَّ فِیهِ عُجُزاً جُلُوسَا
شُمْطَ الرُّؤُوسِ أَلْقَتِ السُّلُوسَا
شَبَّهَها و قد أَکلَت الحَمْضَ فابْیَضَّتْ وُجُوهُهَا و رُؤُوسُهَا بعُجُزٍ قَدْ أَلْقَیْنَ الخُمُرَ.
و شَرَابٌ سَلِسٌ :لَیِّنُ الانْحِدَارِ.
و مِسْمَارٌ سَلسٌ :قَلِقٌ ،و کُلُّ شَیْ ءٍ أُقْلِقَ فهو سَلِسٌ .
و فی کلامه سَلاَسَهٌ .
و قد سَلِسَ لی بحَقِّی (6).
و إِنَّهْ لَسَلِسُ القِیَادِ و مِسْلاَسُ (7)القِیَادِ.کذا فی الأَساسِ .
سَلَعُوسُ ،بفتحِ السِّینِ و الّلام :د،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ عن یَعْقُوبَ ،و هو وَرَاءَ طَرَسُوسَ ،غزاه المَأْمُونُ (8)،کما فی العُبَابِ .
و أَمّا الشَّمْسُ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَحْمُودٍ السَّلْعُوسِیُّ الدِّمَشْقِیُّ ،فبإِسْکَانِ الَّلامِ ،کما ضَبَطَه السَّخَاوِیُّ ،و هو من شُیُوخِ ابنِ حَجَرٍ.
سَلَمَاسُ ،بفتح السِّینِ و الّلامِ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحبُ اللِّسَانِ ،و هو: د،بأَذْرَبیجَانَ . قلتُ :
و هو أَحَدُ ثُغورِ فارِسَ المَشْهُورَه،علی ثلاثَهِ أَیّام من تِبْرِیزَ، و قد نُسِب إِلیه المُحَدِّثُون.
*و مِمَّا یُسْتَدْرَکُ علیه (1):
سَلَمْسِین (2):بَلَدٌ نُسِب إِلیه أَحْمَدُ بنُ عَیَّاشٍ الرّافِقِیُّ السَّلَمْسِینیّ (3)حَدَّث عن أَبِی المُظَفَّرِ و غیرِه.
*و مِمَّا یُسْتَدْرَک علیه:
سَمْدِیسَهُ ،بالفَتْح:قریَهٌ بمِصْرَ من أَعْمَالِ البُحَیْره،و منها زَیْنُ الدِّینِ عَبْدُ الغَفَّارِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُوسَی بنِ مَسْعُودٍ السَّمْدِیسِیُّ المَالِکِیُّ ،و أَولاَدُه:البَدْرُ مُحَمَّدٌ،و الشَّرَفُ مُوسَی،و الکَمالُ مُحَمَّد،حَدَّثوا.
سِنْبِسُ ،بالکَسْر ،و هو: ابنُ مُعَاویَهَ ؛بنِ جَرْوَلِ ابنِ ثُعَلَ ،قال الجَوْهَرِیُّ : أَبو حَیٍّ من طَیِّیءٍ. قلتُ :
و العَقِبُ منه فی ثَلاَثَهِ أَفْخَاذٍ:عَمرو،و لَبِید،و عَدِیّ ،أَولاد سِنْبِس ،و منهم بنو أَبَانَ بنِ عَدِیّ بن سِنْبِسَ ،و هم الذین فی بنی تمِیم،و یقولون:أَبَانُ بن دَارِم،و یقال لبنی عَمْرو:بنو عُقْدهَ ،و هی أُمّهم،و من بنی لَبِید هؤلاءِ.
و سِنْباسَهُ البُحَیْرَهِ :من أَعْمَالِ مِصر.
و جَابِرُ بنُ رَأْلانَ السِّنْبِسِیُّ :شاعِرٌ ،و أَحمد بن بَرْقٍ السِّنْبِسِیّ :مُحَدِّثٌ ،روی عن المُسْلِم بن عَلاَّن بدِمَشْق.
و عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ : سَنْبَسَ ،إِذَا أَسْرَعَ ،فهو سِنْبِسٌ ، بالکَسْر ،سَرِیعٌ ،و نقل شیخُنا عن شُرُوح اللامِیَّه أَن السین الأُولی من سِنْبس زائده،و بذلک جزمَ ابن القَطَّاع.قلتُ :
و هو قَوْلُ أَبِی عُمَرَ الزّاهِدِ.
و یُقَال:رأَتْ أُمُّ سِنْبِس فی النَّوم قائلاً یقول لها:
إِذا وَلَدْتِ سِنْبِساً فأَنْبِسِی
أَی أَسْرِعِی.و سَیَأْتِی طَرَفٌ مِنْ ذلِکَ فی«نبس». و سَنَبُوسُ ،کسَلَعُوسٍ :ع بالرُّوم ،نقله الصاغَانِیُّ یقال:
هو دُونَ سَمَنْدُوَهَ (4).
*و ممَّا یُسْتَدْرکُ عَلیه:
سَمْنَاسُ ،بالفَتْح،و سَمْیاطِس:قریتان بجَزِیرَهِ بنی نَصْرٍ، و قد وَرَدْتُ الثَّانِیَه.
و سَنُّورِس بضم النون المشَدَّدَهِ و کسر الراءِ:من قُرَی الجیزه.
و سَنْفَارُوس :أُخْرَی:من عمل الأَشْمونِین.
و سَنْدَسِیس البَصْلِ :أُخْرَی من الغَرْبِیّه.
و سَنْدَبِیسُ :أُخْرَی من عَمَل الشَّرْقِیَّه،و منها زینُ الدِّین أَبو الفَضْلِ عبد الرّحمنِ بنُ التّاجِ محَمَّدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ یَحْیَی الشّافِعِیُّ ،سمِع علَی التَّنْوخِیِّ ،و ابنِ الشَّحْنَهِ و البلْقَیْنِیِّ و العِرَاقِیِّ و الهَیْتَمِیِّ ،و ابن الجَزَرِیِّ ،تُوفِّیَ سنه 852،و ولده المُحِبُّ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ الرّحمنِ ،حدَّث، و مات سنه 873.
مُحمّد بن سُنَیْسٍ ،کزُبَیْرٍ،أَبو الأَصْبَغِ (5)الصُّورِیُّ ،محدِّثٌ ،أَهْمَلَه الجَمَاعَهُ إِلاّ الصاغانِیَّ .قلتُ :
و قد رَوَی عن عبدِ اللّه بنِ صَیْفِیٍّ الرَّقِّیِّ و غَیْرِه،و کانَ یَفْهَمُ الحَدِیثَ ،ذکرَه ابنُ ماکُولاَ،کذا فی التَّبْصِیر.
*و مِمَّا یسْتَدْرَک علیه:
سَنُوسَهُ :قَبِیلَهٌ من البَرَابِرَهِ فی المَغْرِب،و إِلیهم نُسِب الوَلِیُّ الصّالِحُ أَبو عَبْدِ اللّه محَمَّدُ بنُ یُوسُفَ بنِ عمَرَ بنِ شُعَیبٍ السَّنُوسِیّ ،لأَنَّه نَزَلَ عندَهُم،و قیل:بَلْ هو،مِنْهُم، و أُمُّه شَرِیفهٌ حَسَنِیَّه،کذا حقَّقه سیِّدِی مُحَمَّدُ بنُ إِبراهِیمَ الملالیّ فی«المَوَاهِبِ القُدُّوسِیّه»و وُجِد بخطِّه علی شَرْحِ
ص:320
الآجُرُّومِیَّهِ له: السَّنُوسیُّ العِیسِیُّ الشَّرِیفُ القُرَشِیُّ القَصَّارَ.
قلت:العِیسِیُّ من بَیْتِ عِیسی،تُوفِّی سنه 895.
السُّنْدس ،بالضَّمّ :البُزْیُونُ ،قالَه الجَوْهَرِیُّ فی الثُّلاثِیِّ ،علی أَنّ النُّونَ زائِدهٌ ،و قالَ اللَّیث:إِنَّه ضَرْبٌ من البُزْیُونِ یُتَّخَذُ من المِرْعَزَّی. أَوْ ضَرْبٌ من البُرُودِ.و
14- فی الحَدِیثِ : «أَنَّ النبیَّ صلّی اللّه علیه و سلم بعثَ إِلی عُمَرَ رضِیَ اللّه عنه بجُبَّهِ سُنْدُسٍ ». قال المُفَسِّرونَ فی السُّنْدُسِ :إِنّهُ رَقِیقُ الدِّیباجِ و رَفِیعهُ ،و فی تَفْسِیرِ الإِسْتَبْرَقِ :إِنّهُ غَلِیظُ الدِّیباجِ ،و لم یَخْتَلِفُوا فیه، معَرَّبٌ بلا خِلافٍ عندَ أَئمَّهِ اللُّغَهِ ،و نَصُّ اللَّیْثِ :و لم یَخْتَلِفْ أَهلُ اللُّغَه فیهِمَا أَنَّهما مُعَرَّبَانِ ،أَی السُّنْدُس و الإِسْتَبْرَق.قالَ شیخُنَا و یُشْکِلُ عَلَیْه أَنَّه وَقَع ذِکْرُه فی القُرْآنِ .و الشافِعِیُّ ،رحمه اللّه تَعَالی،و جَمَاعَهٌ مَنَعُوا وُقُوعَ المُعَرَّبِ فی القُرْآنِ ،فکیف بَنْفِی الخِلافِ ،و الشّافِعِیُّ الذی لا یَنْعَقِدُ إِجْمَاعٌ بدونِه مُصرِّحٌ بالخِلافِ ،کما فی «الإِتْقَانِ »و غیرِه،و لذلِک قالَ جماعَهٌ :لعلَّه من تَوَافُقِ اللُّغَاتِ ،کما أَشَارَ إِلیه المانِعُونَ ،و اللّه أَعلم.
السُّوسُ ،بالضّمّ :الطَّبِیعَهُ و الأَصْلُ و الخُلُقُ و السَّجیَّه،یقال:الفَصَاحهُ من سُوسِه ،قال اللِّحْیَانِیُّ :
الکَرَمُ من سُوسِه ،أَی طَبْعِه،و فُلانٌ من سُوسِ صِدْقٍ و تُوسِ صِدْقٍ ،أَی من أَصْل صِدْقٍ .
و السُّوسُ : شَجَرٌ،م ،أَی معروفٌ ، فی عُروقِه حَلاَوهٌ شَدِیدَهٌ و فی فُرُوعِه مَرَارَهٌ ،و هو ببِلادِ العَرَبِ کثیرٌ،قاله أَبُو حَنِفَهَ ،و قال غیره: السُّوسُ :حَشِیشَهٌ تُشْبِه القَتَّ ،و فی المُحْکَم: السُّوسُ :شَجَرٌ یَنْبُتُ وَرَقاً من غیر أَفْنَانٍ .
و السُّوسُ : دُودٌ یَقَعُ فی الصُّوفِ و الثِّیابِ و الطَّعَامِ ، کالسَّاسِ ،و همَا العُثَّهُ .
قال الکِسَائِیُّ و قد سَاسَ الطَّعَامُ یَسَاسُ سَوْساً ، بالفَتْح ،و هذِه عن ابنِ عَبّادٍ، و سَوِسَ یَسْوَسُ ، کسَمِعَ ، و سِیسَ ،کقِیلَ ،و أَسَاسَ یُسِیسُ ،کلُّ ذلِک،إِذا وَقَعَ فیه السُّوسُ ،و لیسَ فی قَوْلِ الکِسَائِیِّ « سِیسَ ،کقیلَ »و إِنَّمَا زادَه یُونُس فی کِتَابِ اللُّغَاتِ . و زاد غیره: سَوَّسَ و اسْتَاسَ و تَسَوَّسَ ،کلُّ ذلِکَ بمَعْنًی.
و السُّوس :کُورَهٌ بالأَهْوَازِ یقَال:إِنّ فیهَا قَبْر دَانِیالَ عَلَیْهِ السّلامُ ،و سُورُهَا و سُورُ تُسْتَرَ أَوَّلُ سُورٍ وُضِع بعدَ الطُّوفانِ ،قالَه ابنُ المُقَفَّعِ (1)،و قد ذکر فی«ت س ت ر» قال:و لا یُدْرَی من بَنَی سُوراً لهَا،و یقال:إِنَّهُ بناهَا السُّوس ابن سامِ بن نُوحٍ علیه السلامُ ،عن ابنِ الکَلْبِیِّ ،و فی کَوْنِ السُّوسِ ابن سامٍ لصُلْبِه غَلَطٌ ،فإِنَّ الَّذی صَرَّحَ به أَئِمَّهُ النَّسَبِ أَنَّ أَولادَ سامٍ عَشرهٌ ،و لیسَ فیهِم السُّوسُ ،و مَحَلُّ تَحْقِیقه فی کُتُبِ الأَنْسَابِ .
و السُّوسُ : د،آخَرُ بالمَغْرِب،و هو السُّوسُ الأَقْصَی، وَ بیْنهُمَا مَسِیرهُ شَهْرَیْنِ ،و مثلُه فی التَّکْمِلَه.
و السُّوسُ : د،آخَرُ بالرُّوم ،هکذا فی سَائِرِ الأُصُولِ ، و فی التَّکْمِلَه و العُبَابِ :بما وَراءَ النَّهْرِ (2)،و هو الصوابُ .
و السُّوسُ : ع و السُّوسَهُ :فَرَسُ النُّعْمَانِ بن المُنْذِرِ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .
و السُّوسَهُ : د،بالمَغْرِبِ علی البَحْرِ،حَدٌّ بَیْنَ کُورَهِ الجَزیرَهِ و القَیْرَوَانِ .
و سِیوَاسُ ،بالکسرِ:د،بالرُّومِ .
و سُوسِیَهُ ،بالضّمِّ :کُورَهٌ بالأُرْدُنِّ ،نقلَه الصّاغَانِیُّ .
و قال ابنُ شُمَیْلٍ : السُّوَاسُ ،کغُرَابٍ :داءٌ فی أَعْنَاقِ الخَیْلِ یَأْخُذُهَا و یُیَبِّسُهَا حتی تَمُوتَ .
و سَوَاسٌ ، کسَحَابٍ :جَبَلٌ ،أَو:ع ،أَنشَدَ ثَعْلَبٌ :
و إِنَّ امْرَأً أَمْسَی و دُونَ حَبِیبِهِ
سَوَاسٌ فوَادِی الرَّسِّ فالهَمَیَانِ
لَمُعْتَرِفٌ بالنَّأْیِ بَعْدَ اقْتِرابِه
و مَعْذُورَهٌ عَیْنَاه بالهَمَلانِ
و السَّوَاسُ : شَجَرٌ،الوَاحِدَهُ : سَوَاسَهٌ ،قال اللَّیْثُ :و هو من أَفْضَل ما اتُّخِذَ منه زَنْدٌ ،لأَنّه قَلَّمَا یَصْلِدُ،و قال أَبو حَنِیفَهَ ،رَحِمَه اللّه:قالَ أَبو زِیَادٍ:من العِضاهِ السَّوَاسُ ، شَبِیهٌ بالمَرْخِ ،له سَنِفَهٌ کسَنِفَهِ المَرْخِ ،و یُسْتَظَلُّ تَحْتَه.
و من المَجَازِ: سُسْتُ الرَّعِیَّهَ سِیَاسَهً ،بالکَسْرِ: أَمَرْتُهَا و نَهَیْتُهَا.
و ساسَ الأَمْرَ سِیَاسَهً :قامَ به.
ص:321
و یقال: فُلانٌ مُجَرَّبٌ ،قد ساسَ و سِیسَ عَلَیْه ،أَی:
أَدَّبَ ،و أَدِّبَ و فی الصّحاحِ :أَی أُمِّر و أُمِّرَ عَلیه.
و السِّیَاسَهُ :القِیامُ علی الشیْ ءِ بما یُصْلِحُه.
و مُحَمَّدُ بنُ مُسْلِمِ بنِ سُسْ ،کالأَمْرِ منه أَی مِن سَاسَ یسُوسُ : مُحَدِّثٌ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .
و سَاسَتِ الشاهُ تَسَاسُ سَوْساً :کَثُر قَمْلُهَا، کأَسَاسَتْ إِساسَهً فهی سَیِسَهٌ (1)،کلاهمَا عن أَبِی زَیْدٍ.
و السَّوَسُ ،محرّکهً :مَصْدَرُ الأَسْوَسِ ،و هو: داءٌ یَکُونُ فی عَجُزِ الدابَّهِ بین الوَرِکِ و الفَخِذِ یُورِثُه ضَعْفَ الرِّجُلِ .
و قال اللَّیْثُ : أَبو سَاسَانَ :کُنْیَهُ کِسْرَی أَنُوشِرْوَانَ مَلِکِ الفُرْس،و هو أَعجمیٌّ ،و قالَ بعضُهُم:إِنما هو أَنُو ساسانَ ، بالنون. و ساسانُ الأَکْبَرُ هو ابنُ بَهْمَنَ بنِ أَسْفَنْدِیَارِ المَلِکِ ، و حَفِیدُه سَاسَانُ الأَصْغَرُ ابنُ بابَکَ بنِ مُهَرْمِشَ (2)بنِ سَاسَانَ الأَکْبَرِ أَبو الأَکاسِرَه ،و أَرْدَشِیر بن بابَک بن ساسانَ الأَصغر.
و ذَاتُ السَّوَاسِی ،ککَرَاسِی،کما هو مَضْبوطٌ عندَنَا،و فی التَّکْمِلَه بفتح السینِ الأَخِیرَهِ (3): جَبَلٌ لبَنِی جَعْفر بن کِلابٍ .و السَّوَاسِی مِثْلُ المَرْخِ . أَو ذَاتُ السَّوَاسِی : شُعَبٌ یَصْبُبْنَ فی تَنُوفَ (4)،قالَه الأَصْمَعِیُّ .
و السَّاسُ :القَادِحُ فی السِّنِّ ،و هو غیرُ مَهْمُوزٍ و لا ثَقِیلٍ ، قاله أَبو زَیْدٍ.
و السَّاسُ أَیضاً: الَّذِی قَدْ أُکِلَ ،قال العَجّاجُ :
یجْلُو بِعُودِ الإِسْحِلِ المُفَصَّمِ
غُرُوبَ لا سَاسٍ و لا مُثَلَّمِ (5)
و أَصْلُه: سائسٌ ،کهَارٍ و هائرٍ ،و صافٍ و صائفٍ ،قال العَجَّاج:
صافِی النُّحَاسِ لم یُوَشَّغْ بالکَدَرْ
و لمْ یُخَالِطْ عُوده سَاسُ النَّخَرْ
ساسُ النَّخَر،أَی أَکْلُ النَّخَر. و قال أَبو زَیْدٍ: سَوَّسَ فُلانٌ له أَمْراً فرَکِبَه،کما تَقُولُ :
سَوَّلَ له و زَیَّن له.
و من المَجَاز:یقال: سُوِّسَ فلانٌ أَمْرَ (6)النَّاسِ ،علی ما لم یُسَمَّ فاعِلُه ،إِذا صُیِّر مَلِکاً أَو مَلَک أَمْرَهم،و یُرْوَی قولُ الحُطَیْئه:
لَقَدْ سُوِّسْتِ أَمْرَ بَنِیکِ حَتَّی
تَرَکْتِهِمُ أَدَقَّ مِن الطَّحِینِ
قال الفَرَّاءُ:قولُهم: سُوِّسْت خَطَأٌ.قاله الجَوْهَرِیُّ .
*و مِمَّا یُسْتَدْرَکُ علیه:
السَّاسُ :العُثُّ .
و طَعَامٌ مُسَوَّسٌ ،کمُعَظَّمٍ :مُدَوَّدٌ و کُلُّ آکِلِ شیءٍ فهو سُوسُه ،دُوداً کان أَو غیرَه.
و السَّوْسُ ،بالفَتْح:وقُوعُ السُّوسِ فی الطَّعَامِ ،و قد اسْتَاسَ و تَسَوَّسَ ،و أَرْضٌ سَاسَهٌ و مَسُوسَهٌ ،و کذلک طعامٌ ساسٌ و سَوِسٌ .و ساسَتِ الشَّجَرَهُ سِیَاساً ،و أَسَاسَتْ فهی مُسِیسٌ .
و السُّوسَهُ ،بالضَّمِّ :فَرَسُ النُّعْمَانِ بنِ المنْذِرِ،و هی التی أَخَذَهَا الحَوْفَزَانُ بنُ شَرِیکٍ لَمَّا أَغَار علی هِجَانِه.
و السَّوْسُ ،بالفَتْح:الرِّیاسَهُ ،وَ سَاسُوهم سَوْساً (7)،و إِذا رَأّسُوُه قیل: سَوَّسُوه ،و أَسَاسُوه ،و رَجُلٌ سَاسٌ ،من قومٍ سَاسَهٍ و سُوَّاسٍ ،أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :
سَادَهٌ قَادَهٌ لکُلِّ جَمِیعٍ
سَاسَهٌ للرِّجالِ یَوْمَ القِتَالِ
و سَوَّسَه القَوْمُ :جَعَلُوه یَسُوسُهُم .
و السِّیَاسَهُ :فِعْل السائسِ ،و هو مَن یَقوم علی الدّوابِّ و یَرُوضُهَا.
و سَوَّسَ له أَمْراً،أَی رَوَّضَه و ذَلَّلَه.
و سُوسُ المَرْأَهِ و قُوقُها:صَدْعُ فَرْجِها.
و سَاسِیٌّ :لقب جَماعَهٍ بالمَغْرِب،منهم:القُطْبُ سیِّدِی
ص:322
عَبْدُ اللّه بنُ محمَّدٍ ساسِیٌّ ،مِمَّن أَخَذَ عن أَبِی محمَّدٍ الغَزْوانِیِّ و غیره.
و أَبو سَاسَانَ :کُنْیَهُ الحُضَیْنِ (1)بنِ المُنْذِرِ.
و قال ابن شُمَیْلٍ :یقال للسُّؤَّال:هؤلاءِ بَنُو سَاسانَ .
و السُّوَیْسُ ،کزُبَیْرٍ:أَحَد الثُّغُور المِصْرِیَّهِ ،مَدِینَهٌ علی البحرِ المِلْحِ ،إِلیهَا تَرِد السُّفُنُ الحِجَازِیَّه.
و السَّاسُ (2):قَرْیَهٌ تَحْتَ وَاسِط ،منها أَبو المَعَالِی بنُ أَبی الرِّضَا السَّاسِیُّ ،سمِعَ عَلَی أَبی الفَتْح المَنْدَلیِّ (3).
و أَبو فِرْعَوْنَ الساسِیُّ :شاعِرٌ قدیم،قَیَّدهُ ابنُ الخَشّاب بخَطِّه.
و قال أَبو عبَیْدَهَ :کُلُّ من یُنْسَب سائساً (4)،یَعْنِی من العَرَب-فهو من وَلَدِ زَیدِ مَنَاهَ بنِ تَمِیمٍ ؛لأَنَّه کانَ یقَالُ له:
سَاسِیّ ،کذا فی التَّبْصِیر.
افْعَلْ ذلِکَ سِهِنْساهُ ،بکسرِ السِّینِ و الهاءِ و بضَمِّ الهاءِ الأَخِیرَهِ و کَسْرِها،أَی افْعَلْه آخِرَ کلِّ شیْ ءٍ ، و هو یَخُصُّ المسْتَقْبَلَ ،یُقَال:فَعَلْتُ سِهِنْسَاهُ .أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ فی التَّکْمِلَه و صاحب اللِّسَان (5)،و هو هکذا فی العُبَابِ ،عن الفَرّاءِ.
السِّیسَاءُ ،بالکَسْرِ:منْتَظَمُ فَقَارِ الظَّهْرِ ،و هو فِعْلاءٌ،مُلْحَق بِسِرْدَاحٍ .قالَ الأَخْطَلُ :
لقَد حَمَلَتْ قَیْسَ بنَ عَیْلاَنَ حَرْبُنَا
عَلَی یابِسِ السِّیسَاءِ مُحْدَوْدِبِ الظَّهْرِ (6).
کذا فی الصّحاحِ ،و قالَ الأَصْمَعِیُّ : السِّیساءُ :قُرْدُودَهٌ الظَّهْرِ. و قالَ أَبُو عَمْرٍو: السِّیسَاءُ من الفَرَسِ :حَارِکُهُ ، و من الحِمَارِ:ظَهْرُه ،و قال ابنُ الأَثِیرِ: سِیسَاءُ الظَّهْرِ من الدَّوَابِّ :مُجْتَمَعُ وَسَطِه،و هو مَوْضِعُ الرُّکُوبِ .و قال اللَّیْثُ :هو من البَغْلِ و الحِمَار:الْمِنْسَجُ .و قال اللِّحْیَانیُّ :
هو مُذَکَّرٌ لا غیرُ. ج سَیَاسِیُّ .
و السِّیسَاءَهُ :المُنْقَادَهُ منَ الأَرْض المُسْتَدِقَّهُ ،قالَه ابنُ السِّکِّیتِ .
و مِنَ المَجَاز: حَمَلَه علی سِیسَاءِ الحَقِّ ،أَی حَدِّهِ (7)عن ابنِ عَبّادٍ.
و سَیِسَ الطَّعَامُ ،کفَرِحَ ،و یُهْمَزُ ،و هذِه مَوضِعهَا فی أَوَّلِ فصلِ السین،کما تَقَدَّمَتِ الإِشَارَهُ إِلیه: سَوَّسَ ،أَی وَقَعَ فیه السُّوسُ .
و سِیسَهُ ،بالکَسْرِ، و لا تَقُلْ :سِیسُ کما تَقُولُه العَّامَّه: د، بینَ أَنْطَاکِیَهَ و طَرَسُوسَ .
و سَمُرَهُ بنُ سِیسٍ :من التّابِعینَ و سِنَانٌ بنُ سِیسٍ :من تَابِعِیهِم.
و سَلَمَهُ بنُ سِیسٍ ،أَبو عَقِیلٍ المَکِّیُّ . قد حَرَّف المصنِّف فی إِیرَادِ هذِه الأَسْمَاءِ هنَا،و الصواب فیها:
سِیسَن،بالنُّونِ فی آخِرِهَا،أَمّا الأَوَّل فهکذَا رأَیتُه مَضْبُوطاً فی تاریخ البُخَاریِّ ،بخَطِّ ابنِ الجَوَّانِیِّ النَّسَّابَهِ ،و قالَ فیه:
إِنَّه سَمِع ابنَ عُمَر،و عنه حَیْوَهُ بنُ شُرَیْحٍ ،و نَقَلَ الحَافِظُ مثلَ ذلک،و أَمّا سِنَانٌ و سَلَمهُ فقد ذکَرَهُمَا الحافِظُ فی التَّبْصِیر،و ضَبَطَ أَیضاً وَالدَهُما بالنُّونِ فی آخرِه،و قالَ :
رَوی سِنانٌ عن الحَسَنِ ،و عنه یُونُسُ بنُ بُکَیْر (8)،و أَبو عَقِیل المَکِّیُّ المَذْکُورُ شَیخٌ للحُمَیْدِیّ .فإِیرادُ هذِه الأَسْمَاءِ هنا من أَعْظَم التحریف،فإِنَّ مَحَلَّهَا النُونُ ،فتأَمَّلْ .
*و مِمَّا یُسْتَدْرَکُ علیه:
سَاسَاهُ ،إِذا عَیَّره،عن ابنِ الأَعْرابِیِّ ،و کأَنَّه نَسَبَه إِلی بَنِی سَاسَانَ ،و هم السُّؤَّال،علی ما ذَکَرَه ابنُ شُمَیْلٍ ، و العامّهُ تقول للشَّحَّاذ المُلِحِّ : سِیسَانِیٌّ ،و سَیْسَانیُّ .
وَ أَسوَسُ ،بالفَتحِ :حَجَرٌ یَتَوَلَّد علیهِ المِلْحُ الذی یسَمَّی زَهْرَهَ أَسْوَسَ ،قال صاحب المِنْهَاج:و یُشْبِه أَن یکونَ رُکوبُه
ص:323
من نَداوَهِ البَحْرِ و طَلِّه الَّذِی یَسْقُطُ علیه.
شَئِسَ المَکَانُ ، کفَرِحَ :صَلُبَ ،و قال أَبو زَیْد:
غَلُظَ و اشْتَدَّ، فهو شَئِسٌ ،ککَتِفٍ ، و شَأْسٌ ،بالفتح ،و یقال:
شَأْسٌ جَأْسٌ ،إِتْبَاعٌ ،و فی المُحْکَم:مَکَانٌ شَأْسٌ ،مثل شَأْزٍ:خَشِنٌ من الحِجارَهِ ،و قِیلَ :غَلِیظٌ ،قال:
عَلَی طَرِیقٍ ذی کُؤُودٍ شَاسِ
یَضُرُّ بِالمُوَقَّحِ المِرْداسِ
خَفَّفَ الهَمْزَ،کقولِهِم فی کَأْس کاسٌ ، ج شَئِیسٌ ،مثل أَمِیرٍ کضَأْنٍ و ضَئِینٍ ،و فی المحْکَم: شُؤُوسٌ .قالَ أَبو مَنْصور:و قد یُخَفَّفُ ،فیقَالُ للمَکَانِ الغَلیظِ : شَاسٌ و شَازٌ، و یقَال مقلوباً: شاسِیءٌ و جاسِیءٌ:غَلِیظٌ ،و أَمْکِنَهٌ شُوسٌ (1)، مثل:جَوْنٍ و جُونٍ ،و وَرْدٍ و وُرْدٍ.
وَ شَأْسٌ ،بالفَتح:طریقٌ بَیْنَ خَیْبَرَ و المَدینهِ ،علی ساکِنها السلامُ ،نقله الصّاغَانِیُّ .
و شأْسُ بنُ نَهَار بنِ أَسْودَ بن حَرِید بنِ حُیَیّ بن عِسَاسِ بنِ حُیَیِّ بنِ عَوْفِ بنِ سُود (2)بن عُذْرَهَ بنِ مُنَبَّه بنِ نُکْرَهَ بنِ لُکَیْزِ بنِ أَفْصَی بنِ عَبْدِ القَیْسِ ، و هو المُمَزَّقُ العَبْدِیُّ الشاعِر ،و المُمَزَّق کمُحَمَّد:لَقَبُهُ (3).
و شَأْسٌ : أَخُو عَلْقَمهَ بن عَبَدَهَ الشاعر،و هو شَأْسُ بنُ عَبَدَهَ بن ناشِرَهَ بنِ قَیْسِ بنِ عُبَیْد بنِ رَبِیعَهَ بنِ مالِکٍ ،قال فیه یخَاطِب المَلِک:
و فی کُلِّ حَیٍّ قد خَبَطْتَ بنِعمَهٍ
فحُقَّ لِشَأْسٍ مِن نَدَاکَ ذَنُوبُ
فقال:نَعَمْ و أَذْنِبَهٌ ،فأَطْلَقَه و کان مَحْبُوساً.
و فاتَه: شَأْسُ بن زُهَیْرٍ،أَخُو قَیْس بن زُهَیْرٍ العَبْسِیِّ ،له ذِکْرٌ.
*و مِمَّا یُسْتَدْرَک علیه:
شِبْرِسُ و شَبَارِسُ :دُوَیْبَّهٌ ،زَعَموا،و قد نَفَی سِیبَوَیْهِ أَنْ یکونَ هذا البِنَاءُ للواحِدِ،کذا فی اللِّسَانِ .و قد أَهملَه الصّاغَانِیُّ و الجَوْهَرِیّ .
و شَبَرِّیسُ ،بحَرَکَتَیْنِ و تَشْدِیدِ الرّاءِ المکسورَهِ :من قُرَی مِصْرَ،منها الزَّیْنُ عبد الرّحْمنِ بنُ محمَّدٍ الشَّبَرِّیسیُّ تلمیذُ الزَّیْن الجَوَّانِیّ .
و شَبَاسُ ،کسَحَاب:قَرْیَهٌ بمِصْرَ،و تُعْرَفُ بشَبَاسِ الْمِلْحِ .
الشَّحْسُ [بالفتح] (4)،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال أَبُو حنیفهَ رحمه اللّه:هو شَجَرٌ مِثْلُ العُتْمِ إِلاّ أَنَّهُ أَطْوَلُ منه، و لا تُتَّخَذُ منه القِسِیُّ ،لِیُبْسه و صَلابتِه،فإِنَّ الحَدِیدَ یَکِلُّ عنه،و لو صُنِعَتْ منه القِسِیُّ لم تُؤَاتِ النَّزْعَ ،هکذا حکاه عن بَعْضِ أَعْرَابِ عُمَانَ .
الشَّخْسُ :الاضْطِرَابُ و الاخْتِلافُ .
و الشَّخْس أَیضاً: فَتْحُ الحِمَار فَمَه عند التَّثاؤُبِ أَو الکَرْفِ قالَه اللَّیْثُ .و قیل:رَفْعُ رَأْسِه بعدَ شَمّ الرَّوْثَهِ ،کما فی الأَسَاس، کالتَّشاخُسِ ،و فی نَصِّ اللَّیْث:و یقَال:
شاخَسَ ، و الفِعْل شَخَسَ کمَنَعَ .
و یُقال: أَمْرٌ شَخِیسٌ ،کَأَمِیرٍ،أَی مُتَفَرِّقٌ .
و مَنْطِقٌ (5)شَخِیسٌ :متَفَاوتٌ ،و هو مَجَازٌ.
و قال أَبو سَعِیدٍ: أَشْخَسَ له فی المَنْطِقِ ،إِذا تَجَهَّمَ ، و کذلِکَ :أَشْخَصَ .
و من ذلک: أَشْخَسَ فُلاناً و بِفُلانٍ ،إِذا اغْتَابَهُ ،کأَشْخَصَ به،نقله ابنُ القَطَّاعِ و ابنُ السِّکیِّتِ ،عن أَبِی عُبَیْدٍ.
و تَشَاخَسَتْ أَسْنَانُه:اخْتلَفَتْ ،إِمَّا فِطْرَهً و إِمَّا عَرَضاً.
و قیل: تَشاخَسَتْ ،أَی مالَ بعضُهَا و سَقَط بعضُهَا هَرَماً ، و هو الشُّخَاسُ .
و تَشَاخَسَ مَا بَیْنَهُم ،أَی فَسَدَ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ عن ابنِ السِّکِّیتِ .
ص:324
و تَشاخَسَ أَمْرُهُم :اخْتلفَ و افْتَرَقَ .
و تَشَاخَسَ رَأْسُه مِنْ ضَرْبی:افْتَرَقَ فِرْقَتَیْنِ ،یُقَال:
ضَرَبَه فتَشَاخَسَ قِحْفَا رَأْسِه،أَی تَبَایَنَا و اخْتَلَفَا،عن ابنِ دُرَیْدٍ،و قد استُعْمل فی الإِبْهام،قالَ :
تَشَاخَسَ إِبْهَامَاکَ إِنْ کُنْتَ کاذِباً
و لا بَرئَا مِنْ دَاحِسٍ و کُنَاعِ
و قد یُسْتَعْمَلُ فی الإِنَاءِ،یُقَال: شَاخَسَ الشَّعَّابُ الصَّدْعَ ،أَی صَدْعَ القَدَحِ : مَایَلَهُ ،و فی التَّکْمِلَه:بَایَنَهُ فبَقِیَ غَیْرَ ملْتَئِمٍ ،و قد تَشاخَسَ .أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابیّ لأَرْطاهَ بن سُهَیَّهَ :
و نَحْنُ کصَدْعِ العُسَّ إِنْ یُعْطَ شاعِباً
یَدَعْهُ و فِیهِ عَیْبُه مُتَشَاخِسٌ
أَی مُتَبَاعِدٌ فاسِدٌ،و إِنْ أُصْلِحَ فهو مُتَمَایِلٌ لا یَسْتَوِی.
*و مِمَّا یُسْتَدْرَکُ علیه:
الشَّخِیسُ ،کأَمِیرٍ:المُخَالِفُ لمَا یُوْمَرُ به.
و شَاخَسَ أَمْرُ القَوْمِ :اخْتلَفَ .
و شَاخَسَ فاهُ الدَّهْرُ،و ذلک عند الهَرَمِ ،قال الطِّرِمَّاحُ یَصِف وَعْلاً،و فی التَّهْذیب:بَعِیراً:
و شَاخَسَ فاهُ الدَّهْرُ حتَّی کأَنَّهُ
مُنَمِّسُ ثِیرَانِ الکَرِیصِ الضَّوَائِنِ (1)
و الشُّخَاسُ و الشَّاخِسَهُ (2)فِی الأَسْنَانِ ،و المُتَشَاخِسُ :
المتَمَایِلُ .
و یقَال:أَخْلاقُه مُتَشَاکِسَهٌ و أَقْوَالُه (3)مُتَشَاخِسَه ،و هو مَجَازٌ.
الشَّرَسُ ،محرَّکهً :سُوءُ الخُلُق ،و النُّفُورُ، و شِدَّهُ الخِلاَفِ ، کالشَّرَاسَهِ .و الشَّریسِ ،کأَمِیرٍ، و هوَ أَشْرَسُ و شَرِسٌ ،ککَتِفٍ ، و شَرِیسٌ ،کأَمِیرٍ،و قد شَرِسَ شَرَساً ،کفَرِحَ فقط ،و شَرِسَتْ نَفْسُه شَرَساً ،و شَرُسَتْ شَرَاسَهً فهی شَرِیسَهٌ ،کفَرِحَ و کَرُمَ ،قال.
فَرُحْتُ و لِی نَفْسَانِ نَفْسٌ شَرِیسَهٌ
و نَفْسٌ تَعَنَّاهَا الفِرَاقُ جَزُوعُ
هکذا أَنْشَدَه اللَّیْثُ ،و ما ذَکَرْناهُ مِنْ تَعْیینِ البابَیْنِ و تَمْیِیزِهِما هو الذی صَرَّحَ به ابنُ سِیدَه و غیرُه،و کلامُ المُصنِّفِ لا یَخْلُو عن قُصُورٍ فی التَّحْرِیرِ؛فإِنَّ الشَّرَاسَهَ یَقْتَضِی أَنْ یَکُونَ فِعْلُه مَضْمُوماً،و الشَّرَسَ محرَّکهً أَنْ یَکُونَ مَکْسُوراً.
و یُقال:ناقَهٌ شَرِیسٌ :ذات شِرَاسٍ .و
17- فی حَدِیثِ عَمْرَو بنِ مَعْدِیکَرِبَ : «هُمْ أَعْظَمُنَا خَمِیساً و أَشَّدُّنا شَرِیساً ».
أَی شَرَاسَهً .
و الشَّرَسُ ،مُحَرَّکهً : ما صَغُرَ مِن شَجَرِ الشَّوْکِ ،حکاهُ أَبُو حَنِیفَهَ ،رَحِمَه اللّه کالشِّرْسِ ،بالکَسْرِ ،و هو مِثْل الشُّبْرُمِ و الحَاج،و قیل: الشِّرْسُ :عِضَاهُ الجَبَلِ ،و له شَوْکٌ أَصْفَرُ، و قِیلَ :هو ما رَقَّ شَوْکُه،و نَبَاتُه الهُجُولُ و الصَّحَارِیَ ،و لا یَنْبُت فی قِیعَانِ الأَوْدِیَهِ ،و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ :و هو الشُّکَاعَی و القَتَادُ و السَّحَا و کُلُّ ذِی شَوْکٍ مِمّا یَصْغُر،و أَنْشَدَ:
وَاضعَهٌ تَأْکُلُ کُلَّ شِرْسِ
و شَرِسَ ،کفَرِح:دامَ علَی رَعْیِه ،کذا فی التَّکْمِلَه،و هو نَصُّ ابنِ الأَعْرَابِیّ ،و نَصُّ أَبی حنیفهَ : شَرَسَتِ الماشِیَهُ تَشْرُسُ شَرَاسَهً :اشتَدَّ أَکلُهَا،و لم یَخُصّ بالشِّرْسِ ،و مثلُه قولُ أَبِی زَیْدٍ،کما سَیَأْتِی.
و عن ابنِ الأَعْرَابِیّ : شَرِسَ الرجُلُ ،کفَرِحَ ،إِذا تَحَبَّب إِلی النّاسِ .
و الأَشْرَسُ هو: الجَرِیءُ فی القِتَالِ ،نقلَه الصّاغَانِیُّ ، و الذی فی التَّهْذِیب أَنَّ الجرِیءَ فی القِتَالِ هو الأَشْوَسُ ، فصحَّفه الصاغانِیُّ ،و تَبِعَهُ المصنِّفُ ،فتأَمَّلْ . و منه الأَشْرَسُ : الأَسَدُ ،لجَرَاءَتِه أَو لِسُوءِ خُلُقِهِ ، کالشَّرِیسِ ، کأَمِیرٍ،.
و الأَشْرَسُ بنُ غاضِرَهَ الکِنْدِیُّ ،صحابِیٌّ .
و أَرْضٌ شَرْساءُ و شَرَاسٌ کثَمَانٍ و شَنَاحٍ و رَبَاعٍ و حَزَابٍ و زَمانٍ و مَکَانٍ و سَرَابٍ ،فإِعْرَاب الأَوَّل بالتقدیر فی غیرِ النَّصْبِ ،و الثانی یُعرَبُ بالحَرَکاتِ مُطْلَقاً: شَدِیدَهٌ خَشِنهٌ غَلِیظَهٌ .
ص:325
و الشِّرَاسُ ،بالکَسْر:أَفْضَلُ دِبَاقِ الأَسَاکِفَهِ ،و الأَطِبّاءُ یَقُولُون: إِشْرَاسٌ ،بزِیادَهِ الأَلِفِ المَکْسُورهِ ،قال صاحِبُ الْمِنْهَاج:هو الخبثی،و یُشْبِهُ أَصْلَ اللُّوفِ فی أَفْعَالِه،و إِذا أُحْرِق کان حارًّا فی الثانِیَهِ یابِساً فی الثّالِثَهِ ،و هو نافِعٌ من داءِ الثَّعْلَبِ طِلاءً علیه،و إِذا دُقَّ و شُرِبَ أَدَرَّ البَوْلَ و الحَیْضَ ،و یُضَمَّدُ به الفَتْقُ .
و الشَّرْسُ :جَذْبُکَ الناقَهَ بالزِّمامِ ،أَی بالعُنْفِ .
و الشَّرْسُ : مَرْسُ الجِلْدِ و الراحِلَهِ ،عن ابنِ عَبّادٍ،و قال اللّیْثُ : الشَّرْسُ :شِبْهُ الدَّعْکِ للشَّیْ ءِ،کما یَشْرُسُ الحِمَارُ ظُهُورَ العانَهِ بلَحْیَیْهِ ،و قال غیره: شَرَسَ الحِمَارُ أَتُنَه یَشْرُسُهَا شَرْساً :أَمَرَّ لَحْیَیْهِ و نحوَ ذلِکَ علی ظُهُورِهَا.
و الشَّرْسُ أَیضاً: أَن تُمِضَّ صاحِبَکَ بالکَلامِ الغَلِیظِ ، عن ابنِ عَبّادٍ،و لیس فی التَّکْمِلَهِ و العُبَابِ لَفْظَهُ «الغَلِیظِ »و لا یُحْتَاجُ إِلیها؛فإِنّ الإِمْضَاضَ لا یَکُونُ إِلاّ به،فلو اقْتَصَرَ علی الکَلاَمِ کَانَ أَوْجَزَ.
و قال أَبُو عَمْرٍو: الشُّرْسُ ، بالضَّمّ :الجَرَبُ فی مَشَافِرِ الإِبِلِ ،و منه یُقَال: إِبِلٌ مَشْرُوسَهٌ ،کذا فی العُبَابِ .
و قالَ أَبو زَیْدٍ: الشَّرَاسَهُ :شِدَّهُ أَکْلِ الماشِیَهِ ،و إِنّه لَشَرِسُ الأَکْلِ ،أَی شَدِیدُه،هذه مأْخُوذَهٌ من عِبارَه أَبی حنیفَهَ ،و نَصُّها:و إِنَّه لَشَرِیسُ الأَکْلِ . و قد شَرَسَ کنَصَرَ و ضبَطَه الأُمَوِیُّ کضَرَبَ .
و المُشَارَسَهَ و الشِّرَاسُ ،بالکَسْرِ:الشِّدَّهُ فی المُعَامَلَهِ ، و قد شَارَسَهُ ،إِذا عَاسَرَه و شاکَسَه.
و تَشَارَسُوا :تَعَادَوْا و تَخَالَفُوا،نقله ابنُ فارِس.
و الشَّرْساءُ :السَّحَابَهُ الرَّقِیقَهُ البَیْضَاءُ ،نَقَله الصّاغَانِیُّ .
و من أَمْثَالهِم«عَثَرَ بأَشْرَسِ الدَّهْرِ»أَی بالشدَّه.
و یُقَالُ : هذا جَمَلٌ لم یُشْرَسْ ،أَی لم یُرَضْ و لم یُذَلَّلْ ، و هو مَجازٌ.
*و مِمَّا یُسْتَدْرَک علیه:
مَکانٌ شَرْسٌ ،بالفَتْح،و شَرَاسٌ ،کسَحابٍ :خَشِنٌ غلیظٌ صُلْبٌ ،و فی المحْکَم:خَشِنُ المَسِّ ،قال العَجَّاجُ :
إِذا أُنِیخَ بمَکَانٍ شَرْسِ
خَوَّی علی مُسْتَوِیَاتٍ خَمْسِ (1)
و أَرْضٌ شَرِسَهٌ و شَرِیسَهٌ :کثیرَهُ الشَّرْسِ .
و أُشْرُوسَانُ ،بالضَّمّ :فُرْضَهُ مَنْ جاءَ مِن خُرَاسَانَ یرید السِّنْدَ،منها أَبو الفَضْل رُسْتُمُ بنُ عبد الرّحمن بن خُتُّش (2)الأُشْروسِیّ ،شیخٌ لأَبِی محمّد بن الضَّرَّاب.و بزیادهِ نُونٍ قبل یاءِ النِّسْبَه:جَماعهُ نُسِبوا إِلی أُشْرُوسَنَهَ ،من بلادِ الرُّوم،قاله الحافظ .
و قد سَمَّوْا شَرْساً و شَرِیساً .
و أَشْرَسُ بنُ کِنْدَه،أَخو معاویهَ ،و أُمُّهما رَمْلَه بنت أَسَد ابن رَبیعه.و أَبو الفَتْح محمَّد بن أَحمدَ بن محَمَّد بن أَشْرَسَ النَّحْوِیُّ النَّسَب البَدْرِیُّ .تُوُفِّیَ سنه 441.
الشَّسُّ ،أَهملَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال اللَّیْثُ :هو الأَرْضُ الصُّلْبَهُ الغَلِیظَهُ الیَابِسَهُ التی کأَنَّهَا حَجَرٌ وَاحِدٌ ، کما هو نَصُّ الأَزْهَرِیّ فی العُبَابِ ،و فی المُحْکَم:کأَنَّهَا حِجَارَهٌ وَاحِدَهٌ ، ج شِسَاسٌ ،و شُسُوسٌ ،و هذِه نادِرَهٌ (3)و شَسِیسٌ ،کضَأْنٍ و ضَئِینٍ ،قال أَبو حِماسٍ :
سابِغَهً مِنْ حِلَقٍ دِخَاسِ
کالنِّهْیِ مَعْلُوًّا بِذِی الشِّسَاسِ
و قال المَرَّارُ بن مُنْقِذٍ:
أَ عَرفْتَ الدَّارَ أَمْ أَنْکَرْتَهَا
بَیْنَ تِبْرَاکٍ فشَسَّیْ عَبَقُرّ (4)
ص:326
و الشَّسُّ :لغهٌ فی الشَّثّ (1)بالمُثَلَّثَهِ ، للنَّباتِ المَعْروفِ المتقدِّم ذِکرُه.
و الشّاسُّ :الناحِلُ الضَّعِیفُ من الرِّجالِ .
و قد شَسَّ المَکَانُ شُسُوساً ،بالضّمِّ ،إِذ یَبِسَ ،و کذلک شَزَّ یَشِزّ شَزِیزاً،و قد تقدَّم.
الشَّطْسُ . أَهمله الجَوْهَرِیُّ ،و قال اللَّیْثُ :هو الدَّهَاءُ و العِلْمُ بِهِ و لیس فی نَصِّه لفظُ «به»،و فی التهذیب:
الدَّهَاءُ و الغِلُّ ،و فی المُحْکَم:الدَّهاءُ و الفِطْنَهُ . و الشُّطَسِیُّ کجُمَحِیٍّ :الرجلُ المُنْکَرُ[المارِد] (2)الداهِیَهُ ،ذو أَشْطَاسٍ .
قَال رُؤْبَه:
یا أَیُّهَا السَّائِلُ عَنْ نُحَاسِی
عَنِّی و لَمَّا یَبْلُغُوا أَشْطَاسِی
و رَوَی أَبو تُرَابٍ عن عَرَّامٍ : شَطَسَ فُلانٌ فی الأَرْضِ و شَطَفَ ،إِذا ذَهَبَ ،و فی اللسَان و التَّکْمِلَه:دَخَل فیها إِمّا راسِخاً و إِمَّا وَاغلاً،و أَنشد:
تُشَبُّ لعَیْنَیْ وَامِقٍ شَطَسَتْ بِهِ
نَوًی غَرْبَهٌ وَصْلَ الأَحِبَّهِ تَقْطَعُ
و الشُّطْسَهُ و الشُّطْسُ ،بضمِّهما:الخِلاَفُ ،یقال:أَغْنِ عَنِّی شُطْسَتَکَ و شُطْسَک . و الشَّطُوسُ ، کصَبور:المخَالفُ لمَا أُمِرَ.و قال الأَصْمَعِیُّ :هو الذَّاهِب فی نَاحیَهٍ ،و هو المخَالِفُ ،عن أَبِی عَمْرٍو.قال رُؤْبَهُ :
و الخَصْمَ ذَا الأُبَّهَهِ الشَّطُوسَا
کَدُّ العِدَا أَخْلَقَ مَرْمَرِیسَا
*و مِمَّا یُسْتَدْرَک علیه:
شُقْرَاطِسُ (3):مدینه من أَعمالِ أَقْرِیطِشَ ، منها أَبو محَمّدٍ (4)عبدُ اللّه بنُ یَحْیَی بنِ عَلیّ الشُّقْرَاطِسِیّ ، صاحب القَصِیدَهِ المَعْرُوفَه.
الشَّکْسُ ،بالفَتْح:قَبْلَ الهِلاَلِ بیومٍ أَو یَوْمَیْنِ ،و هو المحَاقُ ،نَقَله الصّاغَانِیُّ فی العُبَاب،عن أَبِی عَمْرٍو،و أَنشد:
یَومَ الثّلاثاءِ بیَوْمٍ شَکْس
و ذِکْرُ الفَتْح مُسْتَدْرَکٌ .
و الشَّکُسُ ، کنَدُسٍ و کَتِفٍ ،الأَخِیرُ عن الفَرَّاءِ،و هو القِیَاسُ : الصَّعْبُ الخُلُقِ العَسِرُهُ فی المُبَایَعَهِ و غَیرِهَا،و قال الفَرَّاءُ:رَجُلٌ شَکِسٌ عَکِصٌ ،قال الراجِزُ:
شَکْسٌ عَبُوسٌ عَنْبَسٌ عَذَوَّرُ
ج شُکْسٌ ،بالضّمّ ،مِثَال:رَجُلٌ صَدْقٌ ،و قَوْمٌ صُدْقٌ ، و قد شَکُسَ ،ککَرُمَ ،و فی التَّهْذِیب:و قَد شَکِسَ ،بالکَسْر، یَشْکَسُ شَکَساً و شَکَاسَهً ،و قال الفَرَّاءُ:رجُلٌ شَکِسٌ ،و هو القِیَاس.
و إِنه لشَکِسٌ لَکِسٌ ،أَی عَسِرٌ.
و من المَجَازِ: الشَّکِسُ ،ککَتِفٍ :البَخِیلُ ،و أَصْلُ الشَّکَاسَهِ :العُسْرُ فی المُعَامَلَه،ثمّ سُمِّیَ به البَخِیلُ ،نقله الصّاغَانِیُّ .
و فی قَوْلِه تعالی: ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً رَجُلاً فِیهِ شُرَکاءُ مُتَشاکِسُونَ (5)أَی مُخْتَلِفُون لا یتَّفِقُون.و قیل: مُتَنَازِعُونَ (6).
و تَشَاکَسُوا :تَخَالَفُوا و تَضَادُّوا،و قال ابنُ دُرَیْدٍ: تَشَاکَسُوا :
تَعَاسَرُوا فی بَیْعٍ أَو شِرَاءٍ (7). و شَاکَسَهُ :عَاسَرَهُ .
*و مِمَّا یُسْتَدْرَک عَلَیْه:
شَکَاسَهُ الأَخْلاَقِ :شَرَاسَتُهَا.
و رَجُلٌ شَکِسٌ ،بالکَسْر، کمِشْکَسٍ ،کمِنْبَرٍ،عن ابنِ الأَعْرَابِیّ ،و أَنْشَدَ:
خُلِقْتُ شَکْساً لِأَعادِی مِشْکَسَا
و مَحَلَّهٌ شَکْسٌ :ضَیقَهٌ ،قال عَبْدُ مَنَافٍ الهُذَلِیُّ :
و أَنا الَّذِی بَیَّتُّکُمْ فِی فِتْیَهٍ
بِمَحَلَّهٍ شَکْسٍ و لَیْلٍ مُظْلِمِ
ص:327
و اللَّیْلُ و النَّهَارُ یَتَشَاکَسَانِ ،أَی یَتَضادَّانِ ،و فی الأَساسِ :
یَخْتَلِفَانِ .
و بَنُو شَکْسٍ ،بالفَتْح:تَجْرٌ بالمَدِینهِ ،عن ابن الأَعرابِیّ .
الشَّمْسُ ،م ،أَی معروفَهٌ ، مؤَنَّثَهٌ ،قال اللَّیْثُ :
الشَّمْسُ عَیْنُ الضِّحِّ ،أَرادَ أَنَّ الشَّمْسَ هو العَیْنُ التی فی السَّمَاءِ تَجْرِی (1)فی الفَلَکِ ،و أَنَّ الضِّحَّ ضَوْؤُه الذی یُشْرِق علی وَجْهِ الأَرْضِ ، ج شُمُوسٌ ،کأَنَّهُم جَعَلُوا کلَّ ناحِیَهٍ منها شَمْساً ،کما قالُوا للمَفْرِقِ :مَفَارِق،قال الأَشْتَرُ النَّخَعِیُّ :
حَمِیَ الحَدِیدُ علیهمُ فکأَنَّهُ
وَمَضَانُ بَرْقٍ أَوْ شُعَاعُ شُمُوسِ
و الشَّمْسُ : ضَرْبٌ مِنَ المَشْطِ ،کانتِ النِّساءُ فی الدَّهْر الأَوَّلِ یَتَمَشَّطْنَ به،و هی الشَّمْسَهُ ،قالَهُ ابْن دُرَیْدٍ (2).
و أَنْشَد:
فامْتَشَطْتِ النَّوْفَلِیّا
تِ و عُلِّیتِ بِشَمْسِ
و الشَّمْسُ : ضَرْبٌ مِن القَلائدِ ،و قیل:هو مِعْلاقُ القِلادَهِ فی العُنُقِ ،و الجَمْعُ شُمُوسٌ ،و قالَ اللحْیَانیُّ :هو ضَرْبٌ من الحُلِیِّ ،مُذَکَّر،و قالَ غیرُه:هو قِلادَهُ الکَلْبِ .
و الشَّمْسُ : صَنَمٌ قَدِیمٌ ،ذکرَه ابن الکَلْبِیّ . و الشَّمْسُ :
عَیْنُ ماءٍ ،یقال له:عَیْنُ شَمْسٍ .
و الشَّمْسُ : أَبُو بَطْنٍ من العَربِ ،قالَ تَأَبَّطَ شَرًّا:
إِنی لَمُهْدٍ مِنْ ثَنَائِی فَقَاصِدٌ
بهِ لاِبْنِ عَمِّ الصِّدْقِ شَمْسِ بنِ مَالِکِ (3)
و یُرْوَی فی (4)البَیْتِ بفَتْح الشِّینِ . و قد سَمَّتْ عَبْدَ شَمْسٍ و هو بَطْنٌ من قُرَیْشٍ ،قِیلَ :
سُمُّوا بذلِک الصَّنَم،و أَوَّلُ مَن تَسَمَّی به سَبَأُ بنُ یَشْجُبَ .
و نَصَّ أَبو عَلِیٍّ فی التَّذْکِره علی مَنْعِه ،أَی تَرْکِ الصَّرْفِ من عَبْدِ شَمْس ، للتَّعْرِیفِ و التَّأْنِیثِ ،و فَرَّق بینَه و بَیْنَ دَعْدٍ،فی التَّخْیِیرِ بینَ الصَّرْفِ و تَرْکِه،قال جَرِیر:
أَنْتَ ابنُ مُعْتَلَجِ الأَبَاطِحِ فافْتَخِرْ
مِنْ عَبْدِ شَمْسَ بِذِرْوَهٍ و صَمِیم
و ما جاءَ فی الشعْر مَصْرُوفاً حُمِلَ علی الضَّرُورَهِ .کذا نَصَّ الصّاغَانِیُّ ،فإِذاً لا یُحْتَاجُ إِلی تَأْوِیلٍ ،و هو قولُ شیخِنَا:لعلَّ المُرَادَ علی جَوازِ مَنْعِه.و إِلاّ فالأَفْصَحُ عند أَبِی علیٍّ فی المُؤَنَّثِ الثُّلاثِیّ الساکِنِ الوسَطِ الصَّرْفُ ،کما فی هَمْعِ الهَوَامِعِ و غیرِه،فتأَمَّلْ .و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ فی قولِه:
کَلاَّ و شَمْسَ لَنَخْضبَنَّهُمُ دَمَا
لم یَصْرِفْ شَمْسَ ؛لأَنَّهُ ذَهَبَ بهِ إِلی المَعْرِفَهِ یَنْوِی به الأَلِفَ و الّلام،فلمّا کانت نِیَّتُه الأَلفَ و اللامَ لم یُجْرِه، و جَعَلَه مَعْرِفَهً ،و قال غیرُه:إِنّمَا عَنَی الصَّنَمَ المُسَمَّی شَمْساً ،و لکنه تَرَکَ الصَّرْفَ لأَنَّهُ جَعَلَه اسْماً للصُّورَهِ ،و قال سِیبَوَیْهِ :لیس أَحَدٌ من العَرَبِ یَقُولُ :هذه شَمْسُ ،فیَجْعَلُها مَعْرِفَهً بغیرِ أَلِف و لام،فإِذا قالوا:عَبْدُ شَمْس ،فکلُّهُم یَجْعَلُهَا مَعْرِفَهً . و أُضِیفَ إِلی شَمْسِ السَّمَاءِ؛لأَنَّهُم کانُوا یَعْبُدُونَهَا و هو أَحَدُ الأَقْوَالِ فیه،و قیل:إِلی الصَّنَمِ .
و النِّسْبَهُ عَبْشَمِیٌّ ،بالأَخْذِ منَ الأَوَّلِ حَرْفَیْنِ و من الثّانِی حَرْفَیْنِ ،ورَدِّ الاسمِ إِلی الرُّباعِیّ .قال عَبْدُ یَغوثَ بنُ وَقَّاصٍ الحَارِثِیُّ :
و تَضْحَکُ مِنی شَیْخَهٌ عَبْشَمِیَّهٌ
کأَنْ لَمْ تَرَ قَبْلِی أَسِیراً ایَمانِیَا (5)
و أَمَّا عَبْشَمْسُ بنُ سَعْدِ بنِ زَیْدِ (6)مَنَاهَ بنِ تَمِیمٍ فأَصْلُه ، علی ما قالَ أَبُو عَمْرِو بنُ العَلاءِ،و نقله عنه الجَوْهَرِیُّ : عَبُّ شَمْسٍ :أَی حَبُّها،أَی ضَوْءُهَا،و العَیْنُ مُبْدَلَهٌ من الحاءِ ،
ص:328
کما قالُوا فی عَبِّ قُرٍّ،و هو البَرْدُ،و قد یُخَفَّفُ فیُقَال:عَبُ شَمْسٍ ،کما هو نَصُّ الجَوْهَرِیّ ،و قِیل:عَبُ الشَّمْسِ :
لُعَابُهَا. و أَمَّا أَصْلُه:عَبْ ءُ شَمْسٍ ،بالهَمْزِ و العَبْ ءُ:
العِدْلُ ، أَی نَظِیرُها و عِدْلُهَا یُفْتَح و یُکْسَرُ،قاله ابنُ الأَعْرَابِیّ ،و النِّسْبَهُ : عَبْشَمِیٌّ أَیضاً،کما صَرَّحَ به ابنُ سِیدَه.
و عَیْنُ شَمْسٍ :ع بمِصْرَ بالمَطَرِیَّه خارِجَ القَاهِرَه،کان به مَنْبِتُ البَلَسانِ قدیماً،کما تَقدَّمَت.الإِشَارَهُ إِلیه،و قد وَرَدْتُ هذا المَوْضِعَ مِرَاراً،و سیأْتی للمصنِّف فی«عین» أَیضاً.
و الشَّمْسَتانِ ،هکذا فی النُّسَخ،و فی التَّکْمِلَه:
الشَّمْسَانِ (1): مُوَیْهَتانِ فی جَوْفِ غَرِیضٍ (2)،کأَمِیرٍ،هکذا بالغینِ المُعْجَمَهِ فی النُّسَخِ ،و الصوابُ بالإِهْمَالِ ، و هی قُنَّهٌ مُنْقَادَهٌ بأَعْلَی نَجْدٍ فی طَرَفِ النِّیرِ،نِیرِ بَنِی غَاضِرَهَ ،و قد سَبَق أَنَّ الّذِی لبَنِی غاضِرَهَ فی النِّیر الجانِبُ الغَرْبِیُّ منه، فإِنَّ شَرْقِیَّهُ لِغَنِیّ بنِ أَعْصُرَ.
و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ و الفَرّاءُ: الشُّمَیْسَتَانِ :جَنَّتَانِ بإِزاءِ الفِرْدَوْسِ ،و سَیَأْتِی الفِرْدَوْسُ فی مَوْضِعه.
و الشَّمَّاسُ ،کشَدَّادٍ،من رُؤُوسِ النَّصَارَی:الذی یَحْلِقُ وَسَطَ رَأْسِه،لازِماً لِلْبِیعَهِ ،و هذا عَمَلُ عُدُولِهِم و ثِقَاتِهِم، قالَهُ اللَّیْثُ ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ:فأَمَّا شَمَّاسُ النَّصارَی فلَیْسَ بعربِیٍّ مَحْض (3).و فی المُحْکَمِ :لیس بعربِیٍّ صحیحٍ ، ج شَمَامِسَهٌ ،أَلْحَقُوا الهاءَ للعُجْمَهِ أَو العِوَض.
و شَمَّاسُ بنُ زُهَیْرِ بنِ مالِکِ بنِ امرِئِ القَیْسِ بنِ مالِکِ بنِ ثَعْلَبَهَ بنِ الخَزْرَجِ جَدُّ أَبِی محمَّدٍ ثابِتِ بنِ قَیْسٍ الصَّحَابِیِّ خَطِیبِ الأَنْصار.
و الشَّمَّاسِیَّهُ :مَحَلَّهٌ بدِمَشْقَ .و أَیضاً: ع قُرْبَ ،و فی التَّکْمِلَه:بجَنْب رُصَافَهِ بَغْدَادَ ،نَقَلَهُمَا الصّاغَانِیُّ .
و شَمَسَ یَوْمُنَا یَشْمُسُ و یَشْمِسُ من حَدِّ نَصَرَ و ضَرَبَ ، شُمُوساً ،بالضّمِّ فیهما، و شَمِسَ ،کسَمِعَ ، یَشْمَسُ ،بالفَتْحعلی القِیَاسِ ،عن ابنِ دُرَیْدٍ.و قد قِیلَ :آتِیه یَشْمُسُ ، بالضّمِّ ،و مثلُه فَضلَ یَفْضُلُ ،قال ابنُ (4)سِیدَه:هذا قولُ أَهْلِ اللُّغَهِ ،و الصحیحُ عندِی أَنَّ یَشْمُس (5)آتِی شَمَسَ .
و أَشْمَسَ یَوْمُنَا،بالأَلِف،أَی صارَ ذا شَمْسٍ .
و یقال:یَوْمٌ ، شامِسٌ ،و قد شَمَسَ شُمُوساً ،أَی ذُو ضِحٍّ نَهَارهُ کُلّه،و قِیلَ :یومٌ شامِسٌ :وَاضِحٌ .
و شَمَسَ الفَرَسُ یَشْمُسُ شُمُوساً ،بالضّمّ ، و شِمَاساً ، بالکَسْرِ:شَرَدَ و جَمَحَ ،و مَنَعَ ظَهْرَهُ عن الرُّکُوبِ لشِدَّه شَغْبِهِ و حِدَّتِه،فهو لا یَسْتَقرُّ، فهو شامِسٌ و شَمُوسٌ ،کصَبُورٍ، مِنْ خَیْلٍ شُمْسٍ ،بالضَّمّ ، و شُمُسٍ ،بضمَّتین،و منه
16- الحَدیثُ :
«کأَنَّهَا أَذْنابُ خَیْلٍ شُمْسٍ ». و قد تُوصَفُ به النّاقهُ ،قال أَعْرَابِیٌّ یَصِفُ ناقَتَه:إِنّهَا لعَسُوسٌ شَمُوسٌ ضَرُوسٌ نَهُوسٌ .
و الشَّمُوسُ :من أَسْمَاءِ الخَمْرِ ،لأَنَّهَا تَشْمُسُ بصاحِبِها:
تَجْمَحُ به،و قال أَبُو حَنِیفَهَ رحِمَهُ اللّه:لأَنَّهَا تَجْمَحُ بصاحِبِها جِمَاحَ الشَّمُوسِ ،فهی مِثْلُ الدَّابَّهِ الشَّمُوسِ .
و الشَّمُوسُ بِنْتُ أَبِی عامِرٍ عَبْدِ عَمْرٍو الرَّاهِبِ ،و هی أُمُّ عاصِمِ بنِ ثابِتٍ . و الشَّمُوسُ بنْتُ عَمْرِو بن حِزَامٍ الظَّفَرِیَّه (6)،و صوابُه السُّلَمِیَّه. و بنتُ مالِک بنِ قَیْسٍ ،ذَکرهُنّ ابنُ حَبِیب. و الشَّمُوسُ بنْتُ النُّعْمَانِ بنِ عامِرٍ الأَنْصَارِیَّهُ ، أَخْرَجَ لها الثَّلاثهُ : صَحابِیَّاتٌ ،رَضِیَ اللّه عَنْهُنَّ .
و الشَّمُوسُ : فَرَسٌ للأَسْوَدِ بنِ شَرِیکٍ ،و فَرَسٌ لِیَزِیدَ بنِ خَذَّاقٍ العَبْدِیّ ،و لها یَقُولُ :
أَلاَ هَلْ أَتَاهَا أَنَّ شِکَّهَ حَازِمٍ
عَلَیَّ و أَنِّی قد صَنَعْتُ الشَّمُوسَا
و فرَسٌ لِسُوَیْدِ بنِ خَذَّاقٍ العَبْدِیِّ ،أَخِی یَزِیدَ هذا.
و فَرَسٌ لِعَبْدِ اللّه بنِ عَامِرٍ القُرَشِیّ ،و هو الْقائِلُ فیه:
جَرَی الشَّمُوسُ نَاجِزاً بناجِزِ (7)
ص:329
و فَرَسٌ لشَبِیبِ بنِ جَرَادٍ أَحَدِ بنی الوَحِید من هَوَازِنَ ، فهی خَمْسَهُ أَفْرَاسٍ ،ذَکَر منها ابنُ الکَلْبِیِّ و ابنُ سِیدَه الثانِیَه،و ابن سِیدَه فقطٍ الخامِسَهَ ،و الباقی عن الصّاغَانِیِّ .
و قال أَبو سَعِیدٍ: الشَّمُوسُ : هَضْبَهٌ مَعْرُوفهٌ ،سُمِّیَتْ به لأَنَّهَا صَعْبَهُ المُرْتَقَی.
و مِنَ المَجَازِ: شَمَسَ له ،إِذا أَبْدَی عَدَاوَهً (1)و کادَ یُوقِعُ ، کذا فی الأَسَاسِ ،و فی المُحْکَم: شَمَسَ لی فُلانٌ ،إِذا بَدَتْ عَدَاوْتُه فلَمْ یَقْدِرْ علی کَتْمِهَا،و فی التَّهْذِیبِ :أَبْدَی عَدَاوتَه کأَنَّه هَمَّ أَنْ یَفْعَلَ .
و التَّشْمِیسُ :بَسْطُ الشَّیْ ءِ فی الشَّمْسِ لِیَیْبَسَ ، و هو أَیضاً: عِبَادَهُ الشَّمْسِ ،یُقَالُ :هو مُشَمِّسٌ ،إِذا کانَ یَعْبُدُها، نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ .
و قالَ النَّضْرُ: المُتَشَمِّسُ من الرّجالِ :الذِی یَمْنَعُ ما وَرَاءَ ظَهْرِه،و هو القَویُّ الشَّدِیدُ القُومِیَّهِ ،هذا هو نَصُّ النَّضْرِ،و قالَ الصّاغَانِیُّ :الشَّدیدُ القُوَّهِ ،و بَیَّض له فی اللسَان،کأَنَّه شَکَّ ،و قد ضَبَطَه أَبو حامِدٍ الأُرْمَوِیُّ علی الصّوابِ کما ذَکَرْنا،قال: و البَخِیلُ غایَهً أَیضاً مُتَشَمِّسٌ ، و هو الذین لا یُنَال منه خَیرٌ،یقال:أَتَیْنَا فُلاناً نتَعَرَّض لمعرُوفهِ فتَشَمَّسَ علینا،أَی بَخِلَ .
و[المُنْتَصِبُ للشَّمسِ ] (2).
و المُتَشَمِّسُ : وَالِدُ أَسِیدٍ التابِعِیّ ،یَرْوِی عن أَبِی موسَی،و عنه الحَسَنُ .
و شَمَاسَهُ ،کثُمَامَهَ ،و یُفْتَحُ :اسمٌ .
و شَامِسْتانُ ،و فی التَّکْمِلَه: شَامِسْتِیانُ (3)، ه ببَلْخ.
و جَزِیرَهُ شامِسَ :من الجَزَائر الیُونانِیَّهِ ،و یُقَال:إِنَّهَا فوقَ الثَّلاثِمائَهِ جَزِیرَهٍ .
و مِمَّا یُسْتَدْرَکُ علیه:
یومٌ شَمْسٌ ،بالفَتح،و شَمِسٌ ،ککَتِفٍ :صَحْوٌ لا غَیْمَ فیه.
و شامِسٌ :شدیدُ الحَرِّ،و حُکِیَ عن ثَعْلَبٍ :یَومٌ مَشْمُوسٌ کشَامِسٍ .
و تَشَمَّسَ الرَّجُلُ :قَعَدَ فی الشَّمْسِ و انْتَصَبَ لهَا.و تَصْغِیرُ الشَّمْسِ : شُمَیْسَهٌ .
و الشَّمُوسُ من النسَاءِ:التی لا تُطَالِعُ الرِّجَالَ و لا تُطْمِعُهُمْ ،قال النّابِغَهُ :
شُمُسٌ مَوَانِعُ کُلِّ لَیْلَهِ حُرَّهٍ
یُخْلِفْنَ ظَنَّ الفَاحِشِ المِغْیَارِ
و قد شَمَسَتْ (4)،و قولُ أَبِی صَخْرٍ الهُذَلِیِّ :
قِصَارِ الخُطَا شُمٍّ شُمُوسٍ عَنِ الخَنَا
خِدَالِ الشَّوَی فُتْخِ الأَکُفِّ خَرَاعِبِ
جَمَعَ شامِسَه [علی شُمُوس ] (5)کقَاعِدَهٍ و قُعُودٍ،کَسَّرَه علی حَذْفِ الزَّائِدِ،و الاسْمُ : الشِّمَاسُ ،کالنِّوَارِ.
و رجُلٌ شَمُوسٌ :صَعْبُ الخُلُقِ ،و لا تَقُلْ : شَمُوصٌ .
و رجُلٌ شَمُوسٌ :عَسِرٌ فی عَدَاوَاتِه شَدِیدُ الخِلافِ علی مَن عَانَدَهُ .
و شَامَسَهُ مُشَامَسَهً و شِمَاساً :عَانَدَهُ و عادَاه،أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :
قَوْمٌ إِذا شُومِسُوا لَجَّ الشِّمَاسُ بِهِمْ
ذاتَ العِنَادِ و إِنْ یَاسَرْتَهُمْ یَسَرُوا (6)
و جِیدٌ شامِسٌ :ذُو شُمُوسٍ ،علی النَّسَبِ قال:
بعَیْنَیْنِ نَجْلاوَیْزِ لم یَجْرِ فِیهِما
ضَمَانٌ و جیدٍ حُلِّیَ الشَّذْرَ شَامِسِ
و بَنُو الشَّمُوسِ :بَطْنٌ .و شُمْسٌ ،بالضّمّ و بالفَتْح، و شمیسٌ کأَمِیرٍ،و زُبَیْرِ:أَسْمَاءٌ.
و الشَّمْسُ (7)و الشَّمُوسُ :بلدٌ بالیَمَنِ ،قال الراعی:
و أَنا الَّذِی سَمِعَتْ مَصانِعُ مَأْرِبٍ
و قُرَی الشَّمُوسِ و أَهْلُهُنَّ هَدِیرِی (8)
و یُرْوَی:« الشَّمِیس ».
و شَمْسانِیَّهُ :بُلَیْدَهٌ بالخَابُورِ.
ص:330
و الشَّمُوسُ :من أَجْوَدِ قُصُورِ الیَمَامَهِ .
و شَمِیسَی:وَادٍ من أَوْدِیَهِ القَبَلِیَّه.
و قالُوا فی عَبْشَمْس : عَبَّشَمْس (1)،و هو من نادِرِ المُدْغَمِ ، حکاهُ الفارِسِیُّ .
و بَنُو شُمْسِ بنِ عَمْرِو بن غَنْم بن غالِب،من الأَزْد، بالضَّمِّ ،منهم مُحَمَّدُ بنُ وَاسِعٍ الأَزْدِیُّ الشُّمْسِیُّ ،من التابعِین.
و أَبُو الشَّمُوس البَلَوِیّ :صَحابِیٌّ ،و رُوِیَ حدیثُ سُلَیْمِ (2)ابنِ مُطَیْرٍ،عن أَبِیهِ ،عنه،ذَکَرَه المِزِّیُّ فی الکُنَی.
و أَبو شَمَّاس بن عَمْرٍو:صَحابِیٌّ ،ذَکَرَه فی العُبَابِ .
و مُنْیَهُ الشَّمّاسِ :قریهٌ بجِیزِه مِصْرَ،و هی المَعْرُوفَهُ بدَیْرِ الشَّمْع.
أَشْنَاسُ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ الأَزْهَرِیُّ :
هو بالفَتْحِ :اسمٌ أَعجمیٌّ .
و قال غَیْرُه:هو ع بِسَاحِلِ بَحْرِ فارِسَ ،و فی کِتَابِ الأُرْمَوِیّ :بإِهْمَالِ الأُولی و إِعْجَامِ الثّانِیَه،و لعَلَّه خَطَأٌ.
*و مِمَّا یُسْتَدْرَک علیه:
شمطس .و جاءَ منه: شُماطِسُ ،بالضَّمِّ و کسرِ الطاءِ المُهْمَلَهِ :قَرْیَهٌ بمِصْرَ من أَعْمَالِ المنُوفِیَّه،و قد دَخَلْتُهَا.
الشَّوَسُ ،محرَّکَهً :النَّظَرُ بمُؤْخِر العَیْن تَکَبُّراً أَو تَغَیُّظاً، کالتَّشَاوُسِ ،و فی المُحْکَمِ :هو أَنْ یَنْظُرَ بإِحْدَی عَیْنَیهِ و یُمِیلَ وَجْهَه فی شِقِّ العَیْنِ التی یَنْظُرُ بها،یکونُ ذلِک خِلْقَهً و یکونُ من الکِبْرِ و التِّیهِ و الغَضَبِ ،و قِیلَ :هو رَفْعُ الرَّأْسِ تَکبُّراً.و یُقَال:فُلانٌ یَتَشَاوَسُ فی نَظَرِه،إِذا نَظَرَ نَظَرَ ذِی نَخْوَهٍ و کِبْرٍ.و قال أَبو عَمْرٍو: تَشَاوَسَ إِلیه،و هو أَنْ یَنْظُرَ بمُؤْخِرِ عَیْنِه،و یُمِیلَ وَجْهَه فی شِقِّ العَیْنِ التی یَنْظُرُ بها.
و قِیلَ : التَّشَاوُسُ :أَنْ یَقْلِبَ نَظَرَه (3)یَنْظُرُ إِلی السَّماءِ إِحْدَی عَیْنَیْهِ أَو الشَّوَسُ : تَصْغِیرُ العَیْنِ و ضَمُّ الأَجْفَانِ للنَّظَرِ،و قد شَوِسَ ،کفَرِحَ ، یَشْوَسُ شَوَساً . و قال اللَّیْثُ : شاسَ یَشَاسُ لغه فی شَوِسَ .
و هو أَشْوَسُ ،إِذا عُرِفَ فی نَظَرِه الغَضَبُ أَو الحِقْدُ، و یَکُونُ ذلک من الکِبْرِ،و امْرَأَهٌ شَوْساءُ ، مِنْ فَوْمٍ شُوسٍ ، قال ذُو الإِصْبَع العَدْوَانِیُّ :
آأَنْ رأَیْتَ بَنِی أَبِی
کَ مُحَمِّجِینَ إِلیْکَ شُوسَا (4)
هکذا أَنْشَدَه شَمِرٌ،و قال أَبو عَمْرٍو:و الأَشْوَسُ و الأَشْوَزُ:
المُذِیخُ المُتَکبِّرُ.
و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الشَّوْسُ فی السِّواکِ :لُغَهٌ فی الشَّوْصِ ،بالصادِ،و قال الفرَّاءُ: شاسَ فاهُ بالسواکِ ،مثل شاصَهُ قال:و قال مَرَّهً :الشَّوْصُ :الوَجَعُ ،و الشَّوْصُ :
المُسِیءُ منه.
و ذُو شُوَیْسٍ مُصَغَّراً (5):ع ،نقله العامَّهُ .
و من المَجَاز: مَاءٌ مُشَاوِسٌ ،أَی قَلِیلٌ لم تَکَدْ تَرَاهُ فی (6)البِئْرِ قِلَّهً أَو بُعْدَ غَوْرِ ،کأَنَّهُ یُشاوِسُ الوَارِدَ،قاله الزَّمَخْشَرِیُّ ،و أَنْشدَ أَبو عَمْرٍو:
أَدْلَیْتُ دَلْوِی فِی صَرًی مُشَاوِسِ
فبَلَّغَتْنِی بَعْدَ رَجْسِ الرَّاجِسِ
سَجْلاً عَلَیْهِ جِیفُ الخَنَافِسِ
*و مِمَّا یُسْتَدْرَک علیه:
الأَشْوَسُ :الرّافِعُ رَأْسَه تَکَبُّراً،عن أَبِی عَمْرٍو.
و الأَشْوَسُ :الجَرِیءُ علی القِتَالِ الشَّدِیدُ،و الفِعلُ کالفِعْلِ ،و قد یکون الشَّوَسُ فی الخُلُقِ .
و التَّشَاوُسُ :إِظْهَارُ التِّیهِ و النَّخْوَهِ ،علی ما یَجِیءُ علیه عامَّهُ هذا البِنَاءِ.
و یُقَال:بُلِیَ فُلانٌ بشُوسِ ،الخُطُوبِ ،و هو مَجَازٌ.
ص:331
صَفَاقُسُ ،بفَتْحِ الصّادِ ،و قد یُکْتَبُ بالسِّینِ أَیضاً (1)، و ضَمِّ القافِ قد أَهْمَلَه الجماعَهُ ،و هو: د، بأَفْرِیقِیَّهَ علی ساحِلِ البَحْر،شُرْبُهُم مِن الآبارِ ،و منه أَبُو البَرَکاتِ مُحَمَّدُ بنُ محمَّد بن حُسَیْنِ بنِ عبدِ السّلامِ بن عَتِیقٍ الصَّفَاقُسِیُّ الإِسْکَنْدَرِیُّ ،عن شیوخ الذَّهَبِیّ ،ولد سنه 620،و أَخُوه أَبُو مُحَمَّدٍ یَحْیَی،و قد حَدَّثَا عن جَدِّهِمَا،عن السِّلَفِیّ .
ضَبِستْ نَفْسُه،کفَرِحَ :لَقِسَتْ و خَبُثَتْ ،نَقَلَه ابنُ القَطَّاعِ ،إِلاّ أَنَّه قالَ : ضَبِسَ الرَّجُلُ :لَقِسَتْ نَفْسُه.
و الضَّبِسُ ،ککَتِفٍ :الشَّکِسُ الشَّرِسُ الخُلُقِ العَسِرُ من الرِّجالِ ، کالضَّبِیسِ ،کأَمِیرٍ:و قد ضَبِسَ ضَبَاسَهً .
و قال أَبو عَدْنَانَ : الضَّبِسُ فی لغهِ قَیْسٍ : الدَّاهِیَهُ ،و فی لُغَهِ طَیِّ ءٍ: الخَبُّ . و فی التَّکْمِلَه:تَمِیم (2)،بدَل طَیءٍ.
و هو ضِبْسُ شَرٍّ،بالکَسْرِ،و ضَبِیسُهُ ،کأَمِیرٍ،أَی صاحِبُه ،الأَخِیرَهُ نَقَلَهَا الصّاغَانِیُّ .
و الضَّبِیسُ ،کأَمِیرٍ: الثَّقِیلُ البَدَنِ و الرُّوحِ ،و نَصُّ أَبِی عَمْرٍو: الضِّبْسُ ،بالکَسْر،و کذا رواه شَمِرٌ،و نقلَهُ عنه الصّاغَانِیُّ .
و الضَّبِیسُ : الجَبَانُ کذا فِی المُحْکَمِ .
و الضَّبِیسُ : الأَحْمَقُ الضَّعِیفُ البَدَنِ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ ،و نَصُّه: الضِّبْسُ ،بالکَسرِ،کذا فی التَّهْذِیب، و ضَبَطَه الصّاغَانِیُّ هکذا،و صحَّحَهُ عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ أَیضاً.
و الضَّبْسُ بالفَتْح: الإِلْحَاجُ علی الغَرِیم ،یُقَال: ضَبَسَ علیه إِذا أَلَحَّ .*و مِمَّا یُسْتَدْرَک علیه:
الضَّبْسُ ،بالفتح:البَخِیلُ ،کذا فی المُحْکَمِ .
و الضَّبِسُ و الضَّبِیسُ ،ککَتِفٍ و کأَمِیرٍ:الحَرِیصُ .
و الضَّبِیسُ :القلیلُ الفِطْنَهِ الذی لا یَهْتَدِی لِحِیلَهٍ .
و الضِّبْسُ ،بالکَسْر،لغه فی الضَّبِسِ ،ککَتِفٍ ،بمعنَی الحَبِّ و الدَّاهِیَهِ ،و منه
17- قَوْلُ عُمَرَ للزُّبَیْرِ رضِیَ اللّه عنهما:
«إِنَّهُ لَضَرِسٌ ضَبِسٌ ». و قال الأَصْمَعِیُّ فی أَرْجُوزهٍ له:
الجَار یَعْلُو حَبْلَه ضِبْسٌ شَبِثْ
و قالَ ابنُ القَطَّاعِ : ضَبِسَ الرجُلُ ضَبَاسَهً :قَلَّ خَیْرُه.
و أَحْمَدُ بنُ عبدِ المَلِکِ بنِ مُحَمَّدٍ الضُّبَاسِیُّ ،بالضَّمّ ،کانَ فَقِیهاً،دَرَّسَ بجامِع عَمِق (3)،بعدَ أَخِیهِ ،ذکَرَهُ ابنُ سَمُرهَ فی تارِیخِ الیَمَنِ .
الضَّرْسُ ،کالضَّرْب:العَضُّ الشَّدِیدُ بالأَضْرَاسِ ،و فی التّهْذِیب: بالضِّرْس (4)،و ضَرَسَه یَضْرِسُه ضَرْساً :عَضّهُ .
و الضَّرْسُ : اشْتِدَادُ الزَّمَانِ و عَضُّه،یقال: ضَرَسَهُم الزَّمَانُ و ضَرَّسهم ،و هو مَجَازٌ،کما فی الأَساسِ .
و مِن المَجَازِ: الضَّرْسُ : صَمْتُ یَوْمٍ إِلی اللَّیْلِ ،و منه
17- حَدِیثُ ابنِ عَبّاسٍ ،رضی اللّه عنهما: «أَنَّهُ کَرِهَ الضَّرْسَ ».
و أَصْلُه من العَضِّ ،کأَنَّهُ عَضَّ علی لِسَانِه فصَمَتَ .
و عن أَبی زَیْدٍ: الضَّرْسُ : أَن یُفْقَرَ (5)أَنْفُ البَعِیرِ بِمَرْوَهٍ ثمّ یُوضَعَ علیه وَتَرٌ أَو قِدُّ لُوِیَ علی الجَرِیرِ لِیُذَلّلَ بِه ، یُقَال:جَمَلٌ مَضْرُوسُ الجَرِیرِ،و أَنْشَدَ:
تَبِعْتُکُمُ یا حَمْدَ حتَّی کأَنَّنِی
بِحُبِّکِ مَضْرُوسُ الجَرِیرِ قَؤُودُ
و فی المُحْکَم: الضَّرْسُ :أَنْ یُلْوَی علی الجَرِیرِ قِدٌّ أَو وَتَرٌ و یُرْبَطَ علی خَطْمِه حَزًّا لِیَقَعَ ذلِکَ القِدُّ علیه إِذا تَیَبَّس فیُؤلِمَه فیَذِلَّ ،فذلک القِدُّ هو الضَّرْسُ ،و قد ضَرَسَه و ضَرَّسه .
و فی التَّهْذِیبِ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ : الضَّرْسُ : الأَرْضُ التی نَبَاتُهَا هاهُنَا و هاهُنَا ،و المَطَرُ هاهُنَا و هاهُنَا:و یقال:
ص:332
مَرَرْنَا بضَرْسٍ من الأَرْضِ ،و هو المَوْضِعُ یُصِیبُه المَطَرُ یوماً أَو بعضَ یومٍ .
و الضِّرْسُ ، بالکَسْر:السِّنُ ،مُذَکَّر و یؤنَّثُ ،و أَنْکَرَ الأَصْمَعیُّ تَأْنِیثَه،و أَنْشَدَ قولَ دُکَیْنٍ :
فَفُقِئَتْ عَیْنٌ وطَنَّتْ ضِرْسُ
فقالَ :إِنَّمَا هو«وَطَنَّ الضِّرْسُ »فلم یَفْهَمْه الَّذِی سَمِعَه، و أَنشَدَ أَبُو زَیْدٍ فی أُحْجِیَّهٍ :
و سِرْبِ سِلاحٍ قَدْ رَأَیْنَا وُجُوهَهُ
إِناثاً أَدَانِیهِ ذُکُوراً أَواخِرُهُ
السِّرْب:الجماعه،فأَراد الأَسْنَانَ ؛لأَن أَدَانِیَها الثَّنِیَّهُ و الرَّبَاعِیَهُ و هما مؤنَّثانِ ،و باقِی الأَسْنَانِ مذَکَّرٌ،مثلُ الناجِذِ و الضِّرْسِ و النّابِ .
ج ضُرُوسٌ و أَضْرَاسٌ و أَضْرُسٌ و ضُرُسٌ (1)،الأَخِیرُ اسمُ جَمْعٍ ،کذا فی المُحْکم.
و الضِّرْسُ : الأَکَمَهُ الخَشِنَهُ الَّتِی کأَنَّهَا مُضَرَّسَهٌ ،و فی التَّهْذِیبِ : الضِّرْسُ :ما خَشُنَ من الآکَامِ و الأَخَاشِبِ ،و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الضِّرْسُ :الأَرْضُ الخَشِنَهُ ،و ضبَطه الصّاغَانِیُّ بالفَتْح،و قِیلَ : الضِّرْس :قِطْعَهٌ من القُفِّ مُشْرِفهٌ شیئاً،غَلِیظَهٌ جِدًّا خَشِنَهُ الوَطْ ءِ،إِنّمَا هی حَجَرٌ وَاحِدٌ لا یُخَالِطُه طِینٌ ،و لا یُنْبِتُ ،و هی الضُّرُوس ،و إِنَّمَا ضَرَسُه غِلْظَهٌ و خُشُونهٌ .
و من المَجَازِ: الضِّرْسُ : المَطْرَهُ الخَفِیفَهُ (2)و فی الصّحاح:«القلیله».و نَصُّ ابنِ الأَعْرَابِیِّ :المَطَرُ الخفیفُ ، ج ضُرُوسٌ ،قال:وَقَعَتْ فی الأَرْضِ ضُرُوسٌ من مَطَر، و هی الأَمْطارُ المُتَفرِّقهُ ،عن الأَصْمَعِیِّ ،و فی التَّهْذِیب:أَی قِطَعٌ مُتفرِّقهٌ .و قیلَ :هی الجُدُرُ.
و الضِّرْسُ : طُولُ القِیَامِ فی الصَّلاهِ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیّ ، و ضَبَطه الصاغانِیُّ بالفَتْحِ .
و الضِّرْسُ : کَفُّ عَیْنِ البُرْقُعِ عن ابن الأَعْرَابِیِّ ،و ضَبَطه الصّاغَانِیُّ بالفَتْحِ (3). و قال المُفَضَّل: الضِّرْسُ : الشِّیحُ و الرِّمْثُ و نَحْوهُمَا إِذا أَکِلَتْ جُذُولُهُما ،و أَنْشَدَ:
رَعَتْ ضِرْساً بِصَحَرَاءِ التَّنَاهِی
فأَضْحَتْ لا تُقِیمُ علَی الجُدُوبِ
و الضِّرْسُ : الحَجَرُ تُطْوَی به البِئرُ،ج، ضرُوسٌ یُقَال:
بِئْرٌ مَضْرُوسهٌ ،إِذا بُنِیَتْ بالحِجَاره،و قد ضَرَسْتُهَا أَضْرِسُهَا ضَرْساً ،من حَدِّ ضَرَب و نَصَر،و قیل: ضَرْسُها :أَن تَسُدَّ ما بَیْنَ خَصَاصِ طَیِّهَا بحَجَرٍ،و کذا جَمِیع البِنَاءِ.
و ضِرْسُ العَیْرِ ،و فی بعض النُّسخ:البَعِیر،و هو خَطأٌ:
سَیْفُ عَلْقَمَهَ بنِ ذِی قَیْفَانَ الحِمْیَرِیّ ،قال ربع (4)الهَمْدَانِیُّ حین قَتَلَ قَیْفَانَ :
ضَرَبْتُ بضِرْسِ العَیْرِ مَفْرقَ رأْسِهِ
فَخَرَّ و لم یَصْبِرْ بحَقِّکَ باطِلُهْ
و ذُو ضُرُوسٍ :سَیْفُ ذِی کَنْعَانَ الحِمْیَرِیّ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ ،یُقَال:إِنّه مَزْبُورٌ فیه ،أَی مکتوبٌ ،ما نَصُّه: أَنَا ذُو ضُروسٍ ،قاتلتُ عاداً و ثَمُوداً بِاسْتِ مَنْ کُنْتُ مَعَه و لم یَنْتَصِرْ.
و ضِرَاسُ ، ککِتَابٍ :ه بجِبَالِ الیَمَنِ ،هکذا ضَبَطَهُ ابنُ السَّمْعَانِیِّ بالکَسْرِ (5)،و إِلیهَا نُسِبَ أَبُو طاهِرٍ إِبراهِیمُ بنُ نَصْرِ بنِ مَنْصُورٍ الفارِقِیُّ الضِّرَاسِیُّ ،سَمِع منه هِبَهُ اللّه الشِّیرَازِیُّ .قال الحافِظُ ابنُ حَجَرٍ:و الذِی سَمِعتُه:
ضُرَاس،بالضّمّ :جَبَلٌ بعَدَنَ مَعْرُوفٌ ،زاد الصّاغَانِیُّ :عند مُکَلاَّ،فتأَمَّلْ .
و یُقَالُ : حَرَّهٌ مَضْرُوسَهٌ ،و فی المُحْکَم: مُضَرَّسَهٌ ، و جَمَعَ بینَهما فی الصّحاح: فیها حِجَارَهٌ کأَضْرَاسِ الکِلاَبِ ،عن أَبِی عُبَیْدٍ.
و ضَرسَتْ أَسْنَانُه،کفَرِحَ تَضْرَسُ ضَرَساً : کَلَّتْ مِن تَنَاوُلِ حامِضٍ ،و قد ضَرِسَ الرَّجُلُ فهو ضَرِسٌ .
و أَضْرَسَهُ الحامِضُ :أَکَلَّ أَسْنَانَه،عن ابنِ عَبّادٍ.و
17- فی حدیث وَهْبِ بن مُنَبِّه: «أَنَّ وَلَدَ زِناً من بَنِی إِسْرَائِیلَ قَرَّبَ
ص:333
قُرْبَاناً فرُدَّ قُرْبَانُه،فقال:یا رَبِّ ،یَأْکُلُ أَبَوایَ الحَمْضَ و أَضْرَسُ أَنا،أَنْتَ أَکْرَمُ مِنْ ذلِکَ ،قالَ :فقُبِلَ قُرْبَانُه» کذا فی العُبَابِ فی«ح م ض» (1).
و من المَجَازِ: الضَّرِسُ ،ککَتِفٍ :مَنْ یَغْضَبُ مِن الجُوعِ ،قالَهُ أَبُو زَیْدٍ،لأَنَّ ذلِک یُحَدِّدُ الأَضْرَاسَ ،و کذلک الضَّرِمُ ،و قد ضَرِسَ ضَرَساً .
و الضَّرِسُ : الصَّعْبُ الخُلُقِ ،کالشَّرِسِ ،قالَهُ الیَزِیدِیُّ .
و الضَّرِسُ : اسمُ فَرَسٍ اشْتَرَاهُ النَّبِیُّ صلّی اللّه علیه و سلم من الفَزَارِیّ ، و غَیَّرَ اسمَه بالسَّکْبِ تَفَاؤُلاً،و قد ذُکِرَ ذلِکَ فی مَوْضعه.
و الضّرُوسُ ،کصَبُورٍ: الناقهُ السَّیِّئهُ الخُلُق و قیلَ :ناقَهٌ ضَرُوسٌ هی الّتِی تَعَضُّ حالِبَها و قِیلَ :هی العُضُوضُ لِتَذُبَّ عن وَلَدِهَا،قال الجَوْهَرِیّ :و منه«هِیَ بِجِنِّ ضِرَاسِها »أَی بِحِدْثانِ نِتَاجِهَا،و إِذا کان کذلِکَ حامَتْ عَنْ وَلَدِها،قال بِشْر:
عَطَفْنا لهُمْ عَطْفَ الضَّرُوسِ مِن المَلاَ
بِشَهْبَاءَ لا یَمْشِی الضَّرَاءَ رَقِیبُهَا (2)
و الضَّرِیسُ ،کأَمِیرٍ: الْبِئْرُ المَطْوِیَّهُ بالحِجَارَهِ ، کالمَضْرُوسَهِ ،و قد ضَرَسَها یَضْرِسُهَا ،من حَدِّ ضرَبَ ، و یَضْرُسُها أَیضاً بالضَّمِّ ، ضَرْساً ،کما ضَبَطه الأُمَوِیُّ .
و الضَّرِیسُ : فَقَارُ الظَّهْر ،و به فُسِّر قولُ عبدِ اللّه بن سُلیْمٍ :
و لقدْ غدَوْتُ علی القَنِیصِ بشَیْظَمٍ
کالجِذْعِ وَسْطَ الجَنَّهِ الفردوسِ
مُتقارِبِ الثَّفِنَاتِ ضَیْقٍ زَوْرُهُ
رَحْبِ اللَّبَانِ شدِیدِ طَیِّ ضَرِیسِ
و الضَّرِیسُ : الجَائِعُ جِدّاً،ج، ضَرَاسَی ،یقال:أَصْبَحالقَوْمُ ضَرَاسَی ،إِذا أَصْبَحُوا جِیَاعاً لا یَأْتِیهِمْ شیْ ءٌ إِلاّ أَکَلُوه من الجُوعِ ، کحَزِینٍ و حَزَانَی.
و من المَجَازِ:یُقال: أَضْرِسْنا مِنْ ضَرِیسِکَ ،أَی التَّمْرِ و البُسْرِ و الکَعْکِ ،کذا فی العُبَاب.
و ضُرَیْسٌ ، کزُبَیْرٍ:عَلَمٌ .
و من المَجَازِ: أَضْرَسَهُ :أَقْلَقَه.
و أَضْرَسَه بالکَلامِ :أَسْکَتَه ،کأَنَّه ضَرِسَ به،عن ابنِ عَبّادٍ.
و من المَجَازِ: ضَرَّسَتْه الحُرُوبُ تَضْرِیساً ،و کذا ضَرَسَتْه ضَرْساً : جَرَّبَتْهُ و أَحْکَمَتْه ،و ضَرَّسَتْه الخُطُوبُ :عَجَمَتْهُ ، و منه یقال:حَرْبٌ ضَرُوسٌ ،أَی أَکُولٌ عَضُوضٌ ،و قد ضَرِسَ نابُهَا،أَی ساءَ خُلُقُها.
و رَجلٌ مُجَرَّسٌ مُضَرَّسٌ ،أَی مُجَرَّبٌ ،و هو الَّذِی أَصابَتْه البَلایَا کأَنَّها أَصابَتْه بأَضْرَاسِها ،و کذلِک المُنَجَّذُ،من الناجِذِ،و قد ذُکرَ فی مَوْضعه.
و المُضَرِّسُ ،کمُحَدِّثٍ :الأَسَدُ ،نَقَلَه الصَّاغانِیُّ ،و قیل:
سُمِّیَ به لأَنَّه یَمْضُغُ لَحْمَ فَرِیسَتِه و لا یَبْتلِعُه ،و قد ضَرَّسه تضْرِیساً .
و مُضَرِّسُ بنُ سُفْیَانَ بنِ خَفَاجَهَ الهَوَازِنیُّ البَصْرِیُّ :
صَحَابِیٌّ شَهِدَ حُنَیْناً.ذکَرَهُ ابنُ سَعْدٍ.
و فَاتَهُ :
مُضَرِّسُ بنُ مُعَاوِیَهَ ،فإِنَّه صحابِیٌّ أَیضاً،و شَهدَ حُنَیْناً، ذکَرَه الکَلْبِیُّ .
و فَاته أَیضاً:
عُرْوَهُ بنُ مضَرِّسِ بنِ أَوْسِ بنِ حَارِثَهَ بن لأْمٍ الطائِیُّ ، کان سیِّداً فی قومِه،صَحابِیٌّ أَیضاً،یَرْوِی عنه الشَّعْبِیُّ .
و مُضَرِّسُ بنُ رِبْعِیّ بن لَقِیطِ بنِ خالِدِ بنِ نَضْلَهَ بنِ الأَشْتَرِ بنِ (3)جَحْوَان بن فَقْعَس الأَسَدِیُّ ، شاعِرٌ ،کذا فی العُباب.
ص:334
و المُضَرَّسُ ، کمُعَظَّمٍ :نَوعٌ من الوَشْیِ ،قالَ ابنُ فارِسٍ : فیه صُوَرٌ کأَنَّهَا أَضْراسٌ ،یقال:رَیْطٌ مُضَرَّسٌ ،أَی مُوَشًّی به أَثَرُ الطَّیِّ ،قال أَبو قِلاَبهَ الهُذَلیُّ :
رَدْعُ الخَلُوقِ بجِلْدِهَا فَکَأَنّهُ
رَیْطٌ عِتَاقٌ فی الصِّوَان مُضَرَّسُ
و یُرْوَی:«فی المَصَانِ ».و هو کُلُّ مَکَانٍ صُنْتَ فیهِ ثَوْباً.
و فی شَرْحِ دیوانِ هُذَیْل: المُضَرَّسُ :الذِی طُوِیَ مُرَبَّعاً.
و قِیلَ : المُضَرَّسَهُ :ضَرْبٌ منَ الثِّیَابِ فیها خُطوطٌ و أَعلامٌ .
و من المَجَاز: تَضَارَسَ البنَاءُ و مثلُه فی الأَسَاسِ ، و الَّذِی فی المُحْکَم تَضَرَّسَ البِنَاءُ: لم یَسْتَوِ ،زاد الزَّمَخْشَرِیُّ :و لم یَتَّسِقْ ،وزاد ابنُ سِیدَه:فصارَ فیهِ کالأَضْرَاسِ .
و من المَجَازِ: ضَارَسُوا (1)مُضَارَسهً و ضِرَاساً ،کذا فی التَّکْمِلَهِ ،و فی المُحْکَمِ : تَضَارَسُوا : تَحارَبُوا و تَعَادَوْا ،و هو من الضَّرَسِ ،و هو غَضَبُ الجُوعِ .
و رَجُلٌ أَخْرَسُ أَضْرَسُ ،إِتْبَاعٌ له.
و رَجُلٌ ضَرِسٌ شَرِسٌ :بمَعْنی صَعْبِ الخُلُقِ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،عن الیَزِیدِیِّ .
قالَ الصّاغَانِیُّ :و التَّرْکِیبُ یَدلُّ علی قُوَّهٍ و خُشُونَهٍ .و مِمَّا شَذَّ عنه الضِّرْس :المَطْرَهُ القَلِیلهُ ،فقد یُمْکِن (2)أَن یُتَمَحَّلَ له قِیاسٌ .
*و ممَّا یُسْتَدْرَکُ علیه:
أَضْراسُ العَقْلِ و الحُلُمِ أَرْبَعَهٌ یَخْرُجْنَ بعدَ اسْتِحْکامِ الأَسْنَانِ .
و الضَّرْسُ ،بالفتح:أَن تُعَلِّمَ قِدْحَکَ بأَنْ تَعَضَّه بأَضْرَاسِکَ ،کذا فی المُحْکَم،و قال الأَزْهَریُّ :بأَسْنَانِکَ ، وزاد ابنُ سِیدَه:فتُؤثِّرَ فیه،قال دُرَیْدُ بنُ الصِّمَّهِ :
و أَصْفَرَ مِنْ قِدَاحِ النَّبْعِ فَرْعٍ
بِه عَلَمَانِ مِنْ عَقَبٍ و ضَرْسِ (3)
و قِدْحٌ مُضَرَّسٌ ،کمُعَظَّمٍ :غیرُ أَمْلَسَ ،لأَنَّ فیه کالأَضْراسِ .
و التَّضْرِیسُ فی الیَاقُوتَهِ و اللُّؤْلُؤَهِ :حَزٌّ فِیها و نَبْرٌ کالأَضْرَاسِ ،و هو مَجَازٌ،و قال الأَزْهَرِیُّ :هو تَحْزِیزٌ و نَبْرٌ یکونُ فی یاقُوتهٍ أَو لُؤْلُؤهٍ أَو خَشَبَهٍ .
و ضَرَسَتْهُ الخُطُوبُ ضَرْساً :عَجَمَتْه،علی المَثَلِ ،قال الأَخْطَل:
کلَمْحِ أَیْدِی مَثاکِیلٍ مُسَلِّبَهٍ
یَنْدُبْنَ ضَرْسَ بَنَاتِ الدَّهْرِ و الخُطُبِ
أَرادَ الخُطُوبَ ،فحَذَف الواوَ،و قد یکونُ من باب«رَهْنٍ و رُهُنٍ »کذا فی المُحْکَم.
و رجُلٌ ضِرْسٌ ،بالکَسْر،و ضَرِسٌ ،ککَتِف: مُضَرَّسٌ ،إِذا کانَ قد سَافَرَ و جَرَّبَ و قاتَلَ .
و الضَّرِیسُ ،کأَمِیرٍ:الحِجَارَهُ التی کالأَضْرَاسِ ،و منه:
ضَرِیسٌ طُوِیَتْ بالضَّرِیسِ .و الضِّرْسُ ،بالکَسْر:القِدُّ و جَرِیرٌ ضَرِسٌ :ذو ضِرْسٍ ،و ناقَهٌ ضَرُوسٌ :لا یُسْمَع لِدِرَّتِها صوتٌ .و الضِّرْسُ ،بالکَسْر:السَّحابَهُ تُمْطِرُ لا عَرْضَ لَهَا.
و الضَّرْسُ ،بالفتح:عَضُّ العَذْل،و سُوءُ الخُلُقِ ، و امتِحَانُ الرجُلِ فیما یَدَّعِیهِ من عِلْمٍ أَو شَجَاعَهٍ ،الثلاثَهُ عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ .
و الضِّرْسُ ،بالکَسْر:الفَنْدُ فی الجَبَلِ .
و ضارَسْتُ الأُمُورَ:جَرَّبْتُهَا و عرَفتُهَا،کذَا فی التَّهْذِیبِ و التَّکْمِلَهِ ،و ضَرِسَ بنو فُلانٍ بالحَرْبِ ،کفَرِحَ ،إِذا لَمْ یَنْتَهُوا حَتَّی یُقَاتِلُوا،قالَه الأَزْهَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ .
و فی الأَسَاسِ :و من المَجَازِ:اتَّقِ النّاقَهَ بجِنِّ ضِرَاسِهَا .
قلت:نَقَلَ الصّاغَانِیُّ عن الباهِلِیِّ : الضِّرَاسُ بالکَسْرِ:
مِیسَمٌ لَهُم و فی التَّهْذِیبِ :لأَبِی الأَسْوَدِ الدُّؤَلِیِّ :
أَتانِیَ فی الصّبْعَاءِ (4)أَوْسُ بنُ عامِرٍ
یُخَادِعُنِی فِیهَا بِجِنِّ ضِرَاسِهَا
ص:335
قال: الضِّرَاسُ :مِیسَمٌ ،و الجِنُّ :حِدْثَانُ ذاکَ ،و قیل:
أَرادَ:بحِدْثان نَتَاجِهَا.
قلتُ :و هکذا فَسَّره الزَّمَخْشَریُّ ،فإِنَّه قال:أَی بِحِدْثانِ نِتَاجِهَا و سُوءِ خُلُقِهَا علی مَنْ یَدْنُو مِنْهَا لِوَلُوعِهَا بوَلَدِهَا.
قلتُ :و من هذا قِیلَ :ناقَهٌ ضَرُوسٌ ،و هی الَّتِی تَعَضُّ حالِبَها،و قد تقدَّم فی کلامِ المُصَنِّف.
الضَّغَابِیسُ :صِغَار القِثَّاءِ،جمْعُ ضُغْبُوسٍ ، بالضّمِّ ،لِفَقْدِ فَعْلُول،بالفَتْحِ ،قالَ شیخُنَا:و سِینُه للإِلْحَاقِ بعُصْفُور،بدَلِیلِ قولهم:ضَغَبْتُ ؛إِذا اشْتَهَیْتَ الضَّغابِیسَ ، و علیه فمَوْضِعُه الباءُ الموحَّدَه،و قد تقدَّمَت الإِشَارَهُ إِلَیْهِ فی مَوْضِعِه،و
16- فی الحَدِیث: «لا بَأْسَ باجْتِنَاءِ الضَّغَابِیسِ فی الحَرَمِ ».
و قال اللَّیْثُ :هی أَغْصَانٌ شِبْهُ العَرَاجِینِ تَنْبُتُ بالغَوْرِ فی أُصُولِ الثُّمَامِ و الشَّوْکِ طِوَالٌ حُمْرٌ رَخْصَهٌ ،و هی التی تُؤْکَلُ ،أَو نَبَاتٌ کالْهِلْیَوْنِ یَنْبُت فی أَصْلِ الثُّمَامِ ،یُسْلَقُ بالخَلِّ و الزَّیْتِ و یُؤْکَلُ ،و هذا قول الأَصْمَعِیِّ .
و أَرْضٌ مَضْغَبَهٌ :کَثِیرَتُه ،و هذا دَلیلُ مَنْ قالَ إِنَّ سِینَه للإِلْحَاقِ .
و الضُّغْبُوسُ ،بالضّمِّ : وَلَدُ الثُّرْمُلَهِ ، (1)نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .
و الضُّغْبُوس أَیْضاً: الرجُلُ الضَّعِیفُ ،علی التَّشْبِیهِ ، و الجَمْعُ الضَّغَابِیسُ ،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ لجرِیر:
قَدْ جَرَّبَتْ عَرَکِی فی کُلِّ مُعْتَرَکٍ
غُلْبُ الرِّجَالِ فمَا بَالُ الضَّغابِیسِ
و البَعِیرُ ضُغْبُوسٌ : لیس بِمُسِنٍّ و لا سَمِینٍ ،نقله ابنُ عَبّادٍ.
الضَّغْرَسُ ،کجَرْوَلٍ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ، و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:هو الرجُلُ النَّهِمُ الحَرِیصُ ،کذا فی التَّکْمِلَه و العُبَابِ (2)،و أَوْرَدَهُ الأَزهرِی فی الضادِ و العَیْنِ المُهْمَلَه،فحَقُّه أَن یُذْکَر قبلَ ماده«الضَّغابِیس».علی الصَّوابِ فتأَملْ .
ضَفَسَ ،أَهْمَله الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ:
هو لغهٌ فی ضفز،بالزای،و کأَنَّ السِّین أُبْدِلتْ من الزای (3)، یُقال: ضَفَسَ البَعِیرَ یَضْفِسُهُ ،بالکسر، ضَفْساً ،إِذا جَمَعَ ضِغْثاً مِنْ حَلِیٍّ ،و فی المُحْکَم:من خَلِیٍّ ، فأَلْقَمَه إِیَّاه ، کضَفَزَه،و قد ذُکِرَ فی موضِعِهِ ،نقله الصّاغانِیُّ فی کتابَیْه.
ضَمَسَ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ:
الضَّمْسُ :المَضْغُ ، (4)یُقال: ضَمَسَ الشَّیْ ءَ یَضْمِسُه ، بالکسْرِ، ضَمْساً ،إِذا مَضَغَه مَضْغاً خَفِیّاً ،کذا فی المُحْکَم و التَّکْمِلَه و تَهْذِیبِ ابنِ القَطّاعِ و العُبَابِ .
الضِّنْبسُ ،کزِبْرِجٍ ،أَهمله الجوهَرِیُّ ،و قال الأَزْهَرِیُّ :هو الضَّعِیفُ البَطْشِ ،هکذا فی النُّسَخ،و فی نُسَخِ التَّهْذِیبِ بخطِّ الأُرْمَوِیِّ الضَّعِیفُ البَطْنِ ،و کأَنَّهُ غَلَطٌ ، السَّرِیعُ الانْکِسَارِ.
و قال ابنُ سِیدَه: الضِّنْبِسُ : الرِّخْوُ اللَّئیمُ ،کالضِّرْسَامَهِ .
الضِّنْفِسُ ،کالضِّنْبِس زِنَهً و مَعْنًی ،أَی الرِّخْوُ اللَّئیم،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و نقلَه ابنُ سِیدَه و الصّاغانِیُّ عن اللَّیْثِ ،و زادَ الأَخِیرُ: الضِّنْفِس کالضِّفْدِعِ (5).
الضَّوْسُ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحبُ اللِّسَانِ ، و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :هو أَکْلُ الطَّعَامِ کما فی العُبَاب،و فی التَّکْمِله:هو الأَکْلُ .و لم یَزِد.
و فی المُحْکَم فی«ض ی س»أَنَّ مادّهَ «ض و س» مَعْدُومَهٌ جُمْلهً ،کما سیأْتی.
سَقاه إِلا قارِساً ،و نَصُّ الصّاغانِیِّ :لا یَأْکُل إِلاّ ضَاهِساً ،و لا یَشْرَبُ إِلاّ قَارِساً،و لا یَخْفَی أَن هذا أَخْصَرُ مِمّا قالهُ المُصَنِّف،قال:و هو دعاءٌ علیه،أَی أَطْعَمَه النَّزْرَ القَلِیلَ من النَّبَاتِ ،فهو یأْکلُه بمُقَدَّمِ فِیهِ (1)،و لا یَتَکَلَّفُ مَضْغَه ،و نَصُّ الصّاغانِیِّ -بعد قوله«دُعَاءٌ علیه»-:یُرِیدُون أَنّه لا یَأْکُلُ ما یَتَکَلَّفُ مَضْغَهُ ،أَی یَأْکُلُ النَّزْرَ من نَبَاتِ الأَرْضِ . و القارِسُ البارِدُ،أَی سَقاهُ الماءَ القَرَاحَ بِلا لَبَنٍ ،و هذا قدْ یُذْکَرُ فی مَحَلِّه،فذِکْرُه هُنا تکرارٌ و زیَادَهٌ مُفْضِیَهٌ للتَّطْوِیلِ ،فَتَأَمَّلْ .
قال الصّاغانِیُّ فی التَّکْمِلهِ :و دُعَاءٌ لهُم أَیضاً:شَرِبْتَ قارِساً،و حَلَبْتَ جالِساً:یَدْعُونَ علیه أَنْ یَشْرَبَ الماءَ القَرَاحَ و یَحْلبَ الغَنَمَ و یَعْدَمَ الإِبِلَ .
ضاسَ النَّبْتُ یَضِیسُ ضَیْساً ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ، و قال ابنُ سِیدَه،عن أَبِی حَنِیفهَ ،رحمه اللّه تَعَالَی:أَی هاجَ ،و قال مَرَّهً عن الأَعْرَابِ القُدُمِ :إِذا أَدْبَرَ الرُّطْبُ و أَرادَ أَن یَهِیج قِیل:آذَنَ ،و هو أَوَّلُ الهَیْجِ ،و هو مِن کلامِ سُفْلَی مُضَرَ،و هذا القوْلُ الأَخِیرُ نَقَلَه الصّاغانِیُّ عن أَبِی حَنِیفهَ ،رحِمَهُ اللّه تعَالی،و عن ابنِ عَبّادٍ أَیْضاً،قال الرّاعِی:
و حَارَبَتِ الرِّیحُ الشَّمَالَ و آذَنَتْ
مَذَانِبُ مِنْهَا الضَّیْسُ و المُتَصَوِّحُ (2)
و یُرْوَی«اللَّدْنُ و المُتَصَوِّحُ » و هو ضَیْسٌ ،بالفَتْحِ ، و ضَیِّسٌ ،ککَیِّسٍ ، و ضَائِسٌ ،و الأَخِیرُ لُغَهُ نَجْدٍ.و نَقَلَ الصّاغَانِیُّ عن أَبی حَنِیفَهَ ،رحِمَه اللّه:و أَمّا أَهْلُ نَجْدٍ فیَقُولونَ : ضَاسَ یَضِیسُ فهو ضائِسٌ .قلتُ :و نقَلَ ابنُ سِیدَه،عن أَبِی حَنِیفَهَ أَنَّ لُغَهَ نَجْدٍ أَنَّ الضَّیْسَ أَوَّلُ الهَیْجِ ، و ما نَقَلَه الصاغَانِیُّ فیه نَوعُ مُخَالَفَهٍ ،فتأَملْ .
*و مِمَّا یُسْتَدْرَک علیه:
ضَاسٌ :جَبَلٌ .
قالَ ابنُ سیدَه:و قد قَضَیْنَا أَنَّ أَلِفَه یاءٌ و إِن کانَتْ عَیْناً، و العَیْنُ ،وَاوا أَکثرُ منها یاءً،لوُجُودِنَا: یَضیسُ ،و عَدَمنَا هذه المادَّهَ من الواو جُمْلَهً ،و أَنشد:
تَهَبَّطْنَ منْ أَکْنَافِ ضاسٍ و أَیْلَهٍ
إِلَیْهَا و لَوْ أَغْرَی بِهِنَّ المُکَلِّبُ (3)
الطِّبْرسُ ،کزبْرِجٍ و جَعْفَرٍ ،أَهْمَله الجَوْهَرِیُّ ،و قال اللیَّثُ :هو الکَذَّابُ ،و قال الباءُ بدَلٌ من المیم،و أَنشد:
و قَدْ أَتانِی أَنَّ عَبْداً طَبْرَسَا
یُوعدُنِی و لو رَآنی عَرْطَسَا
هکذا ضَبَطَه بالوَجْهَیْنِ .
و طُبَیْرِسٌ :عَلَمٌ ،و النِّسْبَه إِلیه: طُبَرِسِیٌّ .
الطَّبْسُ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ الأَعْرَابیِّ : هو الأَسْوَدُ مِنْ کلِّ شیءٍ.
و الطِّبْسُ ، بالکَسْرِ:الذِّئْبُ .
و الطَّبَسُ ، بالتَّحْرِیکِ ،و الطَّبَسانُ ،مُحَرَّکهً :کُورَتانِ (4)بخُرَاسانَ ،قالَهُ اللّیْثُ ،قالَ المَدائنیُّ :و هما أَوَّلُ فُتُوحِ خُرَاسَانَ ،فتَحَهُمَا عبدُ اللّه بنُ بُدَیْلِ بنِ وَرْقَاءَ،فی أَیّامِ عُثْمَانَ بنِ عفَّانَ ،رضِیَ اللّه تَعَالی عنه،و أَنْشَدَ ابنُ سِیدَه لمَالِکِ بنِ الرَّیْبِ (5)المازِنِیِّ :
دَعَانِی الهَوَی مِن أَهْلِ أَودَ (6)و صُحْبَتِی
بِذِی الطَّبَسَیْنِ فالْتَفَتُّ وَرائِیَا
أَعْجَمِیَّه (7)و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:فارِسیٌّ معرَّبٌ (8)،و قد جاءَ فی الشِّعْر،و أَنشد لابن أَحْمَرَ:
لو کُنْتَ بالطَّبَسَیْنِ أَو بِأُلاَلَهٍ
أَو بَرْبَعِیصَ مع الجَنَانِ الأَسْوَدِ
ص:337
الجَنَانُ :کثرهُ الناسِ .
و التَّطْبِیسُ :التَّطْیِینُ (1)،هکذا نَقَلَه اللَّیْثُ ،و فی المُحْکَم: التَّطْبِیسُ :التطْبیقُ ،هکذا صحَّحه الأُرْمَوِیُّ .
و قال ابنُ فارِسٍ :الطاءُ و الباءُ و السین لیسَ بشَیْ ءٍ،و ما ذُکِرَ فیه کُلُّه مَحْمُولٌ علی کلامِ العَرَبِ ما لیسَ منه.
و قال ابنُ جِنِّی: بَحْرٌ طَبِیسٌ ،کأَمِیر:کثیرُ الماءِ ، کالخِضْرِم،نَقَلَه الصّاغانِیُّ عنه.
و الطَّبَسِیُّونَ :مُحدِّثُون،إِلی طَبَس :مَدِینَهٍ بخُراسانَ (2)، منهُم مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِی جَعْفَرٍ الطَّبَسِیُّ ،و عَبْدُ الرّزّاق ابنُ محمَّدِ بنِ أَبِی نَصْرٍ الطَّبَسِیُّ ،شیخٌ لابنِ عَسَاکِرَ،و بِنْتُه زُبَیْده،أَسْمَعَهَا أَبُوهَا من عَبْدِ المُنْعِم القُشَیْرِیّ ،و عاشَتْ إِلی ثمانِ عَشْرَهَ و سِتِّمِائَه،و أَبو الحُسَیْنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الطَّبَسِیُّ ،من کبارِ أَئمّه الشَّافِعِیَّه،أَخَذَ عنه الحاکِمُ .
و أَمَّا عَبْدُ اللّهِ بنُ مِهْرَانَ الطَّبَسیُّ الذی سَمِعَ القَعْنَبِیَّ فقیل هکذا،و ضَبَطَه أَبو سَعد المالِینِیُّ بسین مشدَّده،بغیر موحَّده،قاله الحافظ .
طحَس ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ (3):
الطَّحْسُ و الطَّحْزُ یُکْنَی بهِمَا عن الجِمَاعِ ،یُقَال:طَحَسَ الجَارِیَهَ ،کمَنَعَ :جامَعَها ،و کذلک طَخَزَ،و أَنْکَرَ الأَزْهَرِیُّ الطَّحْسَ ،و أَورده ابنُ القَطَّاع کابنِ دُرَیْدٍ.
الطِّخْسُ بالکَسْر:الأَصْلُ ،و النِّجارُ،نقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،قالَ ابنُ الأَعْرَابِیّ :یُقَال: هو طخْسُ شَرٍّ،أَی نِهَایَهٌ فیه.
الطِّرْسُ ،بالکَسْرِ:الصَّحِیفَهُ إِذا کُتِبَتْ ، کالطِّلْسِ ،قاله شَمِرٌ. أَو هِیَ الَّتِی مُحِیَتْ ثمّ کُتِبَتْ ،و قال اللَّیْثُ : الطِّرْسُ :الکِتَابُ المَمْحُوُّ الذی یُسْتَطَاع أَنْ یُعادَ عَلَبْه الکِتَابَهُ ، ج أَطْرَاسٌ و طُرُوسٌ ،و الصَاد لغهٌ . و طَرَسَهُ ، کضَرَبه:مَحَاهُ و أَفْسَدَه.و ضبَطه الأُمَوِیُّ بالتّشْدِید.
و التَّطْریسُ :تَسْویدُ البابِ نقله ابنُ عَبّادٍ.
و التَّطْرِیسُ : إِعَادَهُ الکِتَابَهِ علی المَکْتُوبِ المَمْحُوِّ،قالَهُ اللَّیْثُ . و التَّطَرُّسُ :أَلاّ تَطْعَمَ و لا تَشْرَبَ إِلا طَیِّباً ؛و هو التَّنَطُّسُ ، قالَهُ ابنُ فارِسٍ .قال المَرَّارُ الفَقْعَسِیُّ یَصِفُ جارَیَهً .
بَیْضَاءُ مُطْعَمَهُ المَلاحَهِ مِثْلُهَا
لَهْوُ الجَلِیسِ و نِیقَهُ المُتَطَرِّسِ
و التَّطَرُّسُ عن الشَّیْ ءِ:التَّکرُّمُ عنه ،عن ابنِ عبّادٍ، و التَّجنُّبُ ،یقال:تَطرَّسَ عن کذا،إِذا تَکرَّم عنه و رَفَعَ نفْسَه عن الإِلْمَامِ به،نَقَلَهُ الصّاغَانِیّ .
و عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ : المُتَطَرِّسُ و المُتَنَطِّسُ : المُتَأَنِّقُ المُخْتَارُ ،و فی نُسْخَهِ التَّهْذِیبِ :المُتَنَوِّقُ المُخْتَار،و هذا بعَیْنه مَعْنَی التَّطَرُّس الَّذِی سَبَقَ ذِکرُه،فاعإِدَتُه تَکرارٌ لا یَخْفَی.
و قال ابنُ فارِس:الطّاءُ و الرّاءُ و السِّینُ فیه کلامٌ لعلَهُ یکونُ صَحِیحاً (4)و ذَکَرَ الطِّرْسَ و التَّطَرُّسَ .
و طَرَسُوسُ کحَلَزُونِ ،قالَ شیخُنَا:و اخْتَار الأَصْمَعِیُّ فیه الضَّمّ ،کعُصْفُورٍ،و قالَ الجَوْهَرِیُّ :و لا یُخَفَّف (5)إِلاَّ فی الشِّعْرِ؛لأَنّ فَعْلُولاً لیسَ من أَبْنیَتِهم: د،إِسلامیٌّ بساحِلِ بحرِ الشّامِ مُخْصبٌ ،کانَ للأَرْمَنِ ثم أُعِیدَ للإِسْلامِ فی عَصْرِنَا ،و لم یَزَلْ إِلی الآنَ کذلک.و منه محمَّد بن الحُسیْنِ (6)الخَوّاصُ المِصْرِیّ (7)الطَّرَسُوسِیُّ ،روی عن یُونُسَ بنِ عبْدِ الأَعْلَی.
*و مِمّا یُسْتَدْرکُ علیه:
طَرِسَ الرَّجُلُ ،کفَرِح؛إِذا خَلَقَ (8)جِسْمُه و ادْرَهَمّ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .
و طَرَس الکِتَاب طَرْساً :کتَبَه،کسَطَرَهُ .
طَرابُلُسُ ،بفتح الطّاءِ و ضمِّ الباءِ و الّلام ، أَهْملَه الجَوْهَرِیُّ ،و ضَبَطُوه أَیضاً بسکونِ الّلامِ ،و فی شرح الشِّفَاءِ:المَشْهُورُ فیها: تَرابُلُس ،بالتاءِ المُثَنّاهِ الفَوْقِیَّه،
ص:338
و نَقَلَهُ شَیْخُنَا.قال یاقُوت:هُما طَرَابُلُسانِ : د،بالشَّأْم،و:
د،بالمغْرِبِ ،قال: أَو الشّامِیَّهُ أَطْرابُلُسُ بالهمْزِ و الغَرْبِیَّهُ بغیرِها،ثمّ قال:إِلا أَنَّ المُتَنَبّیَ خالَفَ هذا،و قالَ یَذْکُرُ الشامِیَّهَ :
و قَصَّرَتْ کُلُّ مِصْرٍ عنْ طَرابُلُسِ (1)
أَو طَرابُلُسُ رُومِیَّهٌ معناها:ثلاثُ مُدُنٍ ،نقله الصّاغَانِیّ ، و قد نُسِب إِلی کُلٍّ منهما مُحدِّثون و عُلَماءُ فی کُلِّ فَنٍّ ، ساقَهُم یاقُوتٌ فی المعجم.
طَرْدَسَه ،أَهمله الجَوْهَرِیُّ ،و قال المُفَضّل:
طَرْدَسَه :إِذا أَوْثَقَه ،ککَرْدَسَهُ ،نقله الصاغَانِیّ عنه فی کتابَیْهِ .
الطّرْطَبِیسُ ،کزَنْجَبِیلٍ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ، و قال الصّاغَانِیُّ :هو الماءُ الکَثِیرُ و الطَّرْطَبِیسُ أَیضاً:
العَجُوزُ المُسْتَرْخِیَهُ ،کالدَّرْدَبِیسِ ، و هو أَیْضاً: النّاقهُ الخَوَّارهُ عند الحلْبِ ،و فی التَّکْمِلَه:ناقَهٌ طَرْطَبِیسٌ :خَوَّارَهٌ فی الحلْبِ ،و هو نَصُّ المُحْکَمِ و العُبابِ .
الطِّرْفاسُ و الطِّرْفِسانُ ،بکَسْرهِما:القِطْعهُ من الرَّمْلِ ،الأُولی نَقَلَها الصّاغَانِیُّ ،و الثانِیهُ الجَوْهَرِیُّ و جَمَعَهُما فی العُبابِ ،و أَنشَدَ ابنُ سیدَه و الجَوْهَرِیُّ لابنِ مُقْبلٍ :
أُنِیخَتْ فخَرَّتْ فوقَ عُوجٍ ذَوابِلٍ
و وَسَّدْتُ رأْسِی طِرْفِسَاناً مُنَخَّلاَ (2)
أَو الرَّمْلُ الَّذِی صارَ إِلی جَنْبِ الشَّجرهِ .
قال ابنُ شُمَیْلٍ : و الطِّرْفِسَاءُ ،بالمَدِّ: الظَّلْماءُ ،لَیْسَ من الغَیْمِ فی شَیْ ءٍ،و لا تَکُونُ ظَلْماءَ إِلاّ بِغَیْمٍ .
و الطِّرْفِسانُ :الظُّلْمَهُ ،عن ابنِ فارِسٍ ، کالطِّرْفِساءِ ،و قد یُوصَفُ بها.
و قالَ اللَّیْثُ : طَرْفَسَ الرجُلُ : حَدَّدَ النَّظَرَ،أَو طَرْفَسَ :
نَظَرَ و کَسَرَ عَیْنَیْهِ ،عن أَبی عَمْرٍو،و ضَبَطَه بالشِّینِ المُعْجَمَه. و طَرْفَسَ : لَبِسَ الثِّیابَ الکَثیرهَ ،کطَنْفَسَ ،فهو مُطَرْفِسٌ و مُطَنْفِسٌ ،عن ابنِ الأَعْرابِیِّ .
و طَرْفَسَ اللَّیْلُ :أَظْلَمَ ،کطَرْمَسَ ،عن ابنِ عَبّادٍ.
و طَرْفَسَ المَوْرِدُ:تَکَدَّرَ من کَثْرَهِ الوارِدَهِ . و طَرْفَسَ المَاءُ:کَثُرَ وُرَّادُه ،و کِلاهُمَا وَاحِدٌ،فإِن المَوْرِدَ هو الماءُ، و لا یَتَکدَّر إِلاّ من کَثْرَهِ الوُرَّادِ،و لِذَا وَحَّدَهُمَا الصّاغَانِیُّ .
و یُقَال: السَّمَاءُ مُطَرْفِسَهٌ و مُطَنْفِسَهٌ ،أَی مُسْتَغْمِدَهٌ فی السَّحَابِ الکَثِیرِ،عن ابنِ الأَعْرَابِیّ .
*و مِمَّا یُسْتَدْرَکُ عَلیه:
الطِّرْفِسَانُ ،بالکَسْر:الطِّنْفِسَهُ ،قالَهُ ابنُ الأَعْرَابِیِّ ،و به فَسَّر قولَ ابنِ مُقْبِلٍ السابِقَ .
الطِّرْمِسَاءُ ،بالکَسْرِ مَمْدُودٌ: الظُّلْمَهُ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ ، أَو تَرَاکُبُهَا ،نَقَلَهُ اللّیْثُ عن ابن دُرَیْدٍ،و قد یُوصَفُ بها،فیُقَال لَیلَهٌ طِرْمِسَاءُ ،و لَیَالٍ طِرْمِسَاءُ .و لَیْلهٌ طِرْمِساءُ شَدِیدَهُ الظُّلْمَهِ ،قال:
و بَلَدٍ کخَلَقِ العَبَایَهْ
قَطَعْتُه بِعِرْمِسٍ مَشَّایَهْ
فی لَیْلَهٍ طَخْیَاءَ طِرْمِسَایَهْ
و قالَ أَبو حَنِیفَهَ ،رحِمَه اللّه تَعالَی-و نَسَبَه الصّاغَانِیُّ لأَبِی خَیْرَه-: الطِّرْمِسَاءُ : السَّحابُ الرَّقِیقُ لا یُوَارِی السمَاءَ.
و سُمِّیَ الطِّرْمِسَاءَ الغُبَارُ من ذلِکَ ،عن ابنِ دُرَیْدٍ.
و الطُرْمُوسُ ،بالضَّمِّ خُبْزُ المَلَّهِ .
و الطَّرْمَسَهَ :الانْقِبَاضُ و النُّکُوصُ من فَزَعٍ ، و الهَرَبُ ،.
و یُقَال للرجُلِ إِذا نَکَصَ هارِباً:طَرْسَمَ و طَرْمَسَ و سَرْطَمَ .
و الطَّرْمَسَهُ : مَحْوُ الکِتَابَهِ ،و قد طَرْمَسَ الکِتَابَ ،إِذا مَحاه،کطَلْمَسَ .
و الطَّرْمَسَهُ : القُطُوبُ و التَّعَبُّسُ ،یُقَال: طَرْمَسَ الرجُلُ ، إِذا قَطَّب وَجْهَه،و کذا طَلْمَس و طَلْسَم و طَرْسَمَ .
و اطْرَمَّسَ اللیلُ :أَظْلَمَ .
*و مِمّا یُسْتَدْرَک علیه:
الطِّرْمِسُ ،کزِبْرِجٍ :الظُّلْمَهُ ،و الطِّرْمَاسُ :الظُّلْمَهُ الشَّدِیدَهُ .
ص:339
و طَرْمَسَ الرَّجُلُ :سَکَتَ من فَزَعٍ .
و طَرْمَسَ ،الرَّجُلُ :کَرِهَ الشَّیْ ءَ.
*و مِمّا یُسْتَدْرَک علیه:
طَرَانِیسُ :قَرْیَتَانِ بمِصْرَ فی الشَّرْقِیَّه و الدَّقَهْلِیَّه.
الطَّسُّ : الطَّسْتُ من آنِیَهِ الصُّفْرِ،معروفٌ .
و قد تقدَّم ذِکْر الطسْتِ فی مَحَلِّه.قالَ أَبو عُبَیْدَهَ :و مِمّا دَخَلَ فی کَلامِ العَرَبِ : الطَّسْتُ و التَّوْرُ (1)و الطَّاجِنُ ،و هی فارِسِیَّهٌ کلُّهَا.و قالَ الفَرّاءُ:طَیِّئٌ تقول: طَسْتٌ ،و غیرُهُم: طَسٌّ ، و هم الذین یقولون:لِصْتٌ ،لِلِّصِ ،و جَمْعُه طُسُوتٌ و لُصُوتٌ ،عندهم، کالطَّسَّهِ ،بالفتح، و الطِّسَّهِ ،بالکَسْرِ، و هذه عَنْ أَبِی عَمْرٍو، ج طُسُوسٌ و أَطْساسٌ ، و جَمْع الطَّسَّهِ طِسَاسٌ ،و لا یُمْنَع جَمْعُه علی طُسُسٍ ،بل هو قِیَاسُه، و طَسِیسٌ (2)کأَمِیرٍ،جمع الطَّسِّ ،کضَأْنٍ و ضَئِینٍ ،قال رُؤْبَهُ :
هَمَاهِماً (3)یُسْهِرْنَ أَوْ رَسِیسَا
قَرْعَ یَدِ اللَّعَابَهِ الطَّسِیسَا
و الطَّسَّاسُ :صانِعُه،و الطِّسَاسَهُ حِرْفَتُه ،کِلاهُمَا علی القِیَاسِ .
و قالَ اللَّیْثُ : الطَّسْتُ فی الأَصْلِ : طَسَّهٌ ،و لکنَّهُم حَذَفُوا تَثْقِیلَ السِّیِن فخَّفَّفُوا و سَکَنَتْ فظَهَرَت التّاءُ التی فی مَوْضِع هَاءِ التأْنِیثِ لسُکُونِ مَا قَبْلَهَا،و کذا تَظْهَرُ فی کُلِّ موضِعٍ سَکَنَ ما قَبْلَهَا غیرَ أَلِفِ الفَتْحِ .و الجَمْعُ طِسَاسٌ .
و طَسَّه طَسًّا : خَصَمَه و أَبْکَمَه ،کأَنَّهُ غَطَّهُ فی المَاءِ.
و طَسَّهُ فی الماءِ:غَطَّسَهُ ،عن ابن عَبّادٍ،و فی التَّکْمِلَهِ :
غَطَّه.
و قال الأَزْهَرِیُّ : ما أَدْرِی أَینَ طَسَّ و دَسَّ و طَسَمَ و طَمَسَ و سَکَعَ ،و معناه کلُّه:أَیْنَ ذَهَبَ ،کذا فی النّوادِرِ، کطَسَّسَ تَطْسِیساً .
و طَعْنَهٌ طاسَّهٌ :جائفَهُ الجَوْفِ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ . و الطَّسَّانُ ،ککَتَّانٍ : العَجَاجُ حِینَ یَثُورُ و یُوَارِی کلَّ شَیْ ءٍ،کذا نَقَلَه الصّاغَانِیُّ ،و فی المُحْکَم: الطَّسّانُ :
مُعْتَرَکُ الحَرْبِ .
*و مِمَّا یُسْتَدْرَک علیه:
الطَّسِیسُ ،کأَمِیرٍ:لُعْبَهٌ لهُم،و به فُسِّر بعضُ قولِ رُؤْبَهَ السابقِ .
و طَسَّ القَوْمُ إِلی المَکَانِ :أَبْعَدُوا فی السَّیْرِ.
و الطِّسَاسُ (4):الأَظَافِر.
و عَبْدُ اللّه بنُ مِهْرَانَ الطَّسِّیُّ :محدِّثُ .
و طَسَّها طَسًّا :جَامَعَهَا.لُغیَّهٌ .
طَعَسَ الجارِیَهَ ،کمَنَعَ :جامَعَهَا ،أَهْمَله الجَوْهَرِیُّ ،و أَوْرَدَه الصّاغانِیُّ و ابنُ القَطَّاعِ ،کأَنَّهُ لُغهٌ فی طَحَسَ ،بالحَاءِ،و أَوْرَدَهُ الأَزْهَرِیُّ أَیضاً کما نَقَلَه عنه الأُرْمَوِیّ .و قال ابنُ دُرَیْدٍ:و أَحْسَبُ الخلِیل قد ذَکَرَه.
و تُقْلَبُ فیقال:الطَّسْعُ ،و رُبَّمَا قُلِبَت السِّینُ زایاً،فیُقالُ :
الطَّعْزُ،قال الصّاغانیُّ فی العُبابِ :و لم یَذْکُرْه الخَلِیلُ فی کِتابِه.
الطُّغْمُوس ،بالضَّمِّ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال اللَّیْثُ :هو المارِدُ من الشَّیاطِینِ ،و الخَبِیثُ من القَطَارِبِ ، أَی الغِیلانِ ،و لَیْسَ فی نَصِّ اللَّیْثِ : و غیرِهَا. و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: الطُّغْمُوسُ :الذِی أَعْیَا خُبْثاً (5)،نقله الصّاغَانِیُّ فی کِتابَیْه.
الطِّفْرِسُ ،بالکَسْر ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ (6):هو اللَّیِّنُ السَّهْلُ ،نَقَله الصّاِغَانیُّ ،فی کتابَیْه.
طَفَسَ الجَارِیَهَ یَطْفِسُها ،بالکَسْر: جَامَعَها ، عن کُرَاع،نقله ابن سِیدَه،یقال:ما زال فلانٌ فی طَفْسٍ و رَفْسٍ ،أَی أَکْل و نِکَاح،و الشینُ (7)لغهٌ فیه.
و عن شَمِرٍ: طَفَسَ فلانٌ طُفُوساً ،من حَدِّ ضَرَبَ : ماتَ ، کفَطَسَ فُطُوساً،یقال ذلک فی الإِنْسَان و غیرِه.
ص:340
و الطَّفَاسَهُ ،بالفَتْح، و الطَّفَسُ ،مُحَرَّکهً ،و کذلک الطَّنَاسَهُ ،کما فی العُبابِ : قَذَرُ الإِنْسَانِ ،رَجُلٌ طَفِسٌ و الأُنْثَی طَفِسَهٌ ،کذا فی المُحْکَم،و زاد الأَزْهَرِیُّ : إِذا لم یَتَعَهَّدْ نَفْسَه بالتَّنْظِیفِ ،و زادَ الزَّمَخْشَرِیُّ :و ثَوْبَه، و هو طَفِسٌ ،ککَتِفٍ :قَذِرٌ نَجِسٌ ،و قال الأَزْهَرِیّ :أَرَاه یَتْبَع النَّجِسَ ،فیُقَال:فلانٌ نَجِسٌ طَفِسٌ ،أَی قَذِرٌ،و زادَ الصّاغَانِیُّ : التَّطْفِیس ،یهذا المَعْنَی عن الأَزْهَرِیّ ،و أَنْشَدَ لرُؤْبَهَ :
و مُذْهَباً عِشْنَا به حُرُوسَا
لا یَعْتَرِی مِن طَبَعٍ تَطْفِیسَا (1)
یقول لا یَعْتَرِی شَبابِی تَطْفِیسٌ .
طَلَسَ الکِتَابَ یَطْلِسُه ،بالکَسْر، طَلْساً : مَحَاهُ لیُفْسِدَ خَطَّه،فإِذا أَنْعَم مَحْوَه و صَیَّرهُ من الفُضُولِ المُسْتَغْنَی عنها و صَیَّره طِرْساً فقد طَرَّسه،کذا فی الأَسَاسِ و التَّهْذِیبِ ، کطَلَّسَه تَطْلِیساً ،و هذه عن ابنِ دُرَیْدٍ.
و الطِّلْسُ ،بالکَسْر:الصَّحِیفَهُ ،کالطِّرْس،لُغَهٌ فیه، أَو المَمْحُوَّهُ و لم یُنْعَمْ مَحْوُهَا،و به فَرَّق الأَزْهَرِیُّ بینَهما.
و الجَمْعُ طُلُوسٌ ،و أَنْشَدَ ابنُ سِیدَه:
و جَوْنِ خَرْقٍ یَکْتَسِی الطُّلُوسَا
یقول:کأَنَّمَا کُسِیَ صُحُفاً قد مُحِیَتْ لِدُرُوسِ آثارِهَا.
و الطِّلْسُ : الوَسِخُ من الثِّیَابِ فی لونِهَا غُبْرَهٌ .
و الطِّلْسُ : جِلْدُ ،و فی المُحْکَم:جِلْدَهُ فَخِذِ البَعِیرِ إِذا تَسَاقَطَ شَعَرُه ،و فی التَّهْذِیبِ :لتَسَاقُطِ شَعَرِه (2).و لم یُقَیِّدِ ابنُ سِیدَه.
و الطِّلْسُ : الذِّئبُ الأَمْعَطُ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ .
و الطَّلْسُ ، بالفَتْح: الطَّیْلَسَانُ الأَسْودُ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ أَیضاً،و الجَمْعُ : الطَّلْسُ ،منهما،هکذا نَقَلَه الصّاغَانِیُّ فی کِتابَیْه،و قد وَقَع منه تَحْرِیفٌ ،و الصوابُ علی ما نَقَلَه الأَزْهَرِیّ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیّ ما نَصُّه:و الطَّلْسُ و الطَّیْلَسَانُ :
الأَسْوَدُ،و الطِّلْسُ :الذِّئْبُ الأَمْعَطُ ،و الجَمْعُ طُلْسُ ،منهما.هذا نَصُّه،فجَعَلَ الصّاغَانِیُّ الواوَ العاطِفَهَ ضَمَّهً و قَلَّدَه المُصَنِّفُ من غیر تَأَمُّلٍ فیه و لا مُرَاجَعَهٍ للأُصُولِ الصَّحِیحَهِ ، و هذا منه غریبٌ ،و لو کانَ الطَّلْسُ علی ما ذَکَرَه بمعنَی الطَّیْلَسَانِ الأَسْودِ لَوجَبَ ذِکْرُه عند ذِکْرِ الطَّیْلَسَانِ و الطَّیْلَسِ الآتِی ذِکْرُهما،فتأَمَّلْ .
و الطَّلاَّسَهُ ،مشدَّدهً :خِرْقَهٌ یُمْسَحُ بها اللَّوْحُ المَکْتُوبُ و یُمْحَی بها،نَقَلَه الزَّمَخْشَرِیُّ و الصّاغانِیُّ .
و الأَطْلَسُ :الثَّوْبُ الخَلَقُ ،نَقَلَه ابنُ سِیدَه،قال ابنُ القَطَّاع:و قد طَلِسَ طَلَساً :أَخْلَقَ .
و الأَطْلَسُ : الذِّئْبُ الأَمْعَطُ الذی تَسَاقَطَ شَعرُه،و هو أَخْبَثُ ما یَکُون،قاله الأَزْهَرِیُّ .و قال ابنُ سِیدَه:هو الذی فِی لَوْنِهِ غُبْرَهٌ إِلی السَّوادِ ،و الأُنْثَی طَلْسَاءُ ،و قد طَلُسَ طُلْسَهً و طَلِسَ طَلَساً ،ککَرُمَ و فَرِحَ ،نَقَلَهُ ابنُ القَطَّاعِ .
و کُلُّ ما عَلَی لونِه من الثِّیَابِ و غَیْرِها: أَطْلَسُ .
و الأَطْلَسُ : الرَّجُلُ إِذا رُمِی بقَبِیحٍ ،عن شَمِرٍ،و أَنْشَدَ الأَزْهَریُّ (3):
و لَسْتُ بأَطْلَسِ الثَّوْبَیْنِ یُصْبِی
حَلِیلتَه إِذَا هَدَأَ النِّیَامُ
أَرادَ بالحَلِیلَهِ الجَارَهَ (4).
قلتُ :البَیْتُ لأَوْسِ بنِ حَجَرٍ،و الإِنشَادُ لشَمِرٍ،کما قَالَهُ الصّاغَانِیُّ .
و الأَطْلَسُ : الأَسْوَدُ الَّذِی کالحَبَشِیِّ و نحوِه ،علی التَّشْبِیه بلَوْنِ الذِّئْبِ .
و الأَطْلَسُ : الوَسِخُ الدَّنِسُ الثِّیَابِ ،مُشَبَّهٌ بالذِّئْبِ فی غُبْرهِ ثِیَابِه،نقله ابنُ سِیدَه.
و الأَطْلَسُ : کَلْبٌ شُبِّه بالذِّئْبِ فی خُبْثِه،قال البَعِیثُ :
فصَبَّحَهُ عِنْدَ الشُّرُوقِ غُدَیَّهً
کِلاَبُ ابنِ عَمّارٍ عِطَافٌ و أَطْلَسُ
ص:341
و الأَطْلَسُ : السّارِقُ لِخُبْثِه،شُبِّه بالذِّئب.
و من المَجَاز: طَلَس بالشیْ ءِ علی وَجْهِه یَطْلِسُ ، بالکَسْر: جاءَ به کما سَمِعَه.
و من المَجَاز: طَلَسَ بَصَرُه:ذَهَبَ ،عن ابنِ عبّادٍ،و فی الأَسَاسِ : طَلَسَ بَصَرَه و طَمَسَه:ذَهَبَ به.
و من المَجَازِ: طَلَسَ بِهَا طَلْساً : حَبَقَ و ضَرَطَ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .
و الطِّلِّیسُ ، کسِکِّیتٍ ،کما فی العُبَاب: الأَعْمَی ،و الَّذِی فی التّکْمِلَه: الطَّلِیسُ :المَطْمُوسُ العَیْنِ ،و قد ضَبَطَهُ کأَمِیرٍ،و هو الصَّوَابُ ،فإِنَّهُ فسَّرَه بالمَطْمُوس،فهو فَعِیلٌ بمَعْنَی مَفْعُولٍ ،و أَمّا فِعِّیلٌ بالتَّشْدِیدِ فإِنَّه من صِیَغِ المُبَالَغَه و لا یُنَاسِبُ هنا،فتأَمَّلْ .
و یُقَال: طُلِسَ به فی السِّجْنِ ،کعُنِیَ :رُمِیَ بِهِ فیه،نَقَله الصّاغَانِیُّ عن ابنِ عَبّادٍ.
و الطَّیْلَسُ ،کحَیْدَرٍ: الطَّیْلَسَانُ .قالَ المَرَّارُ الفَقْعَسِیُّ :
فرَفَعْتُ رَأْسِی للخَیَالِ فَمَا أَرَی
غیرَ المَطِیِّ و ظُلْمَهٍ کالطَّیْلَسِ
و الطَّیْلسَانُ ،مثلَّثَهَ الَّلامِ ،عن القاضِی أَبِی الفَضْلِ عِیَاضٍ فی المَشَارِقِ و غیرِه ،کاللَّیْث،و لم یَذْکُرِ الکَسَر إِلا اللَّیْثُ .قالَ الأَزْهَرِیُّ :قلت:و لم أَسْمَعْه بکَسْرِ الّلامِ لغیرِ اللَّیْثِ ،و نقل ابنُ سِیدَه عن ابنِ جِنِّی أَنَّ الأَصْمَعِیَّ أَنْکَرَ الکَسرَ،و نَسَبه الجوْهَرِی إِلی العَامَّهِ ،و أَمَّانَصُّ اللَّیْثِ فإِنّه قالَ : الطَّیْلسانُ تُفْتح لامُه و تُکْسَر،و لم أَسْمَعْ فَیْعِلان (1)بکسرِ العَیْنِ ،إِنّمَا یکونُ مَضْمُوماً کالخَیْزُرَانِ و الحَیْسُمانِ ، و لکن لمّا صارَت الکَسْرهُ و الضَّمَّهُ أَخْتَیْنِ و اشْتَرَکَتَا فی مَواضِعَ کثیرهٍ دَخَلَت الکَسْرَهُ [علیها] (2)مَدْخَلَ الضَّمّهِ .
انتهی.
فعُلِمَ مِنْ هذا أَنَّ التَّثْلِیثَ إِنَّمَا حَکاهُ اللَّیْثُ ،و غیرُه تابعٌ له فی ذلِکَ ،فعَزْوُ المصنِّفِ إِیّاه إِلی عِیاضٍ و غیرِه عَجِیبٌ ،و کأَنَّه لم یُطَالعِ العَیْنَ و لا التَّهْذِیب.و اختُلِف فی الطَّیْلَسَانِ و الطَّیْلَسِ ،فقیل:هو ضَرْبٌ من الأَکْسِیَه،و الطَّالِسَانُ لغهٌ فیه،قیل:هو مُعَرَّبٌ ،و حُکِیَ عن الأَصْمَعِیِّ أَنَّ الطَّیْلَسَانَ لیسَ بعَرَبِیٍّ و أَصْلُه فارِسِیٌّ ،إِنَّمَا هو تالِسَانُ ،فأَعْرِبَ ،هکذا بالسِّینِ المُهْمَله،و فی بَعْضِ نسخِ التَّهْذِیب بالشِّینِ المُعْجَمه (3)،و هکذا ضَبَطَه الأُرْمَوِیُّ .
و من المَجَازِ یُقَال فی الشَّتْمِ :یا بْنَ الطَّیْلَسَانِ ،أَی إِنَّکَ أَعْجَمِیٌّ ،لأَنَّ العَجَمَ هم الذین یَتَطَیْلَسُون ،نَقَله الزَّمَخْشَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ .
و رَوَی أَبو عُبَیْدٍ عن الأَصْمَعِیِّ ،قالَ :السُّدُوسُ :
الطَّیْلَسانُ .و ج الطَّیَالِسَهُ ،قال ابنُ سِیدَه: و الهاءُ فی الجَمْعِ للعُجْمَهِ ،قال:و جَمْع الطَّیْلَسِ الطَّیَالِسُ ،قال:
و لم أَعْرِف للطَّالِسانِ جَمْعاً.
و طَیْلَسَانُ ،بفتح الّلامِ : إِقْلِیمٌ وَاسِعٌ کثیرُ البُلْدانِ من نَوَاحِی الدَّیْلَمِ و الخَزَرِ،نقله الصّاغَانِیُّ .
و انْطَلَسَ أَمْرُه:خَفِیَ ،هکذا فی سائرِ النُّسَخِ ، و الصَّوابُ :أَثَرُهُ ،بالثاءِ،ففی التَّکْمِلَه:یُقَال: انْطَلَس أَثَرُ الدَّابَّهِ ،أَی خَفِیَ ،و هو فی المُحِیط عن ابنِ عَبّادٍ هکذا.
*و مِمَّا یُسْتَدْرَک علیه:
الطَّالِسَانُ :لغهٌ فی الطَّیْلَسَان ،و قد تَطَلَّسَ به و تَطَیْلَس ، ذَکَرهُمَا ابن سِیدَه،زاد الزَّمَخْشریُّ :و تَطَلَّسَ (4).
و الأَطْلَسُ :ثَوْبٌ من حَرِیرٍ منسوجٍ لیس بعربِیٍّ .
و ثِیَابٌ طُلْسٌ ،بالضّمّ :وَسِخَهٌ .
و الطَّیْلَسَانُ :الأَسْودُ،عن ابن الأَعْرَابِیّ .
و الطُّلَسُ ،کصُرَدٍ:ما رَقَّ من السَّحَابِ ،یُقَال:فی السَّمَاءِ طُلْسَهٌ و طُلَسٌ .و فی النَّوَادِرِ:عَشِیٌّ أَطْلَسُ و أَطْلِسَهٌ ، إِذا بَقِیَ من العِشَاءِ ساعَهٌ مُخْتَلَفٌ فِیهَا،فقائِلٌ .یقولُ :
أَمْسَیْتُ ،و قائلٌ یَقُول:لا،و الّذِی یَقُولُ لا یَقُولُ هذا القَوْل.
و أَبُو داوودَ سُلَیْمَانُ بنُ داوودَ بنِ الجَارُودِ الطَّیالِسِیُّ ، صاحِبُ المُسْنَدِ،مشهورٌ،رَوَی عن شُعْبَهَ و غیرِه،و عنه بُنْدَار.
ص:342
و طَالُسُ ،ککَابُلَ :قَرْیهٌ بشِرْوَانَ ،منها الفَقِیهُ المحدِّث عبدُ الحمیدِ بنُ مُوسَی بنِ بایَزِیدَ بنِ مُوسَی الطّالِسِیُّ الشِّرْوانِیُّ الشّافِعِیُّ ثم الحَنَفِیُّ ،أَخَذَ عن شَیْخ الإِسْلاَم زَکَرِیّا،و الجَلالِ السُّیُوطِیِّ و الکافِیجِیِّ ،و أَجازَه الشمسُ بن الشِّحْنَهِ و الزَّیْنُ زَکَرِیَّا إِمامُ الشَّیْخُونِیه.
و الأَطْلَسُ :الخَفِیفُ العَارِضِ ،و هُم طُلْسٌ ،أَو هُو الکَوْسَجُ ،یَمانِیَهٌ .
و ابنُ الطَّیْلَسان :هو الحَافِظُ (1)القاسِمُ بنُ محمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ سَلْمَانَ الأَوْسِیّ القُرْطُبِیّ ،له«الجَوَاهِر المُفَصَّلات فی المُسَلْسَلاتِ »وُلِدَ سنه 575،و رَوَی عن جَدِّه لأُمِّه أَبِی القَاسِمِ بنِ أَبِی غالِبٍ الشَّرّاطِ ،و أَجَازَ لَه أَبُو القَاسِمِ بنُ سَمْجُون،و نَزَل بقُرْطُبَهَ ،و تُوفِّیَ بها سنه 643.
الطِّلِمْسَاءُ ،بالکَسْرِ و المَدّ،أَهمله الجَوْهَرِیُّ ، و قال ابنُ شُمَیْلٍ :هی الأَرْضُ التی لیسَ بِهَا مَنَارٌ و لا عَلَمٌ ، و قالَ المَرّارُ:
لَقَدْ تَعَسَّفْتُ الفَلاَهَ الطِّلْمِسَا
یَسِیرُ فِیهَا القَوْمُ خِمْساً أَمْلَسَا
و قال اللَّیْثُ : الطِّلْمِسَاءُ : الظُّلْمَهُ مِثْلُ الطِّرْمِسَاءِ.
وَ لَیْلَهٌ طِلْمِسَانَهٌ :مُظْلِمَهٌ ،هکذا نقلَه الصّاغَانِیُّ ، و کذا أَرْضٌ طِلْمِسَانَهٌ :لا مَاءَ بها ،و قلَّده المصنِّف،و الصوابُ بالتَّحْتِیَّه فیهِمَا بدل النُّون،یقال:لَیْلَهٌ طِلْمِسَاءَهٌ و طِلْمِسَایَهٌ ، و کذلِک أَرْضٌ طِلْمِساءَهٌ و طِلْمِسَایَهٌ .
و قال الأَزْهَرِیُّ : طَلْمَسَ :قَطَّبَ وَجْهَه ،کطَرْمَسَ و طَلْسَم و طَرْسَم.
*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلیه:
قال ابنُ شُمَیْلٍ : الطِّلْمِساءُ :السَّحَابُ الرَّقِیقُ ،و رَوَاه أَبُو خَیْرَهَ بالراءِ،و قد تَقَدَّم.
و اطْلَمَّسَ اللَّیْلُ کاطْرَفَّس.
و لیلهٌ طِلْمِسَاءُ ،کطِرْمِساءَ،نَقَلَه ابنُ سِیدَه.و طَلْمَس الکِتَابَ :مَحَاه،نقله ابنُ القَطَّاع.
الطَّلَهْیَسُ ،بالتَّحْتِیَّه، کسَفَرْجَلٍ ،هکذا فی النُّسَخِ ،و فی التَّکْمِلَه و العُبَابِ بالمُوَحَّده بدل التحتیه،ثمّ وَزْنُه کسَفَرجَلٍ هو الّذِی فی التَّکْمِلَه،و الصوابُ بالکَسْرِ کقِنْدِیلٍ .و قد أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و أَوردَه الصّاغَانِیُّ من غیر عَزْوٍ،و سیأْتِی فیما بعدُ عَزْوُه إِلی اللَّیْثُ ،و قال:هو العَسْکَرُ الکَثِیرُ کالطِّلْهِیسِ ،کقِنْدِیلٍ ،الصواب کطِهْلِیسٍ ،بتقدیم الهاءِ و بالکَسْرِ،و اللامُ و الهاءُ زائدتانِ ،و الطَّیْسُ :العددُ الکثیرُ من کُلِّ شیْ ءٍ،کما سیأْتی.
و الطِّلْهِیسُ أَیضاً: ظُلْمَهُ اللَّیْلِ ،کَأَنَّهُ من الطَّلْسِ ،و هو الأَسْوَدُ.
اطْلَنْسَی العَرَقُ ،مُحَرَّکهً ، اطْلِنْساءً :سالَ علی الجَسَدِ کلِّه ،أَهمله الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَان،و أَورَدَه الصّاغَانِیُّ فی مَادَه«طلس».و لم یَزِدْ علی«سال»،و ضَبَط العَرَقَ بکسرِ العَیْنِ ،و کَأَنَّهُ خَطَأٌ،و أَوْرَدَه فی العُبَاب عن اللَّیْثِ کما للمُصَنِّف،و أَنشد:
إِذا العَرَقُ اطْلَنْسَی عَلیها وَجَدْتَهُ
له رِیحُ مِسْکٍ دِیفَ فی المِسْکِ عَنْبَرُ
الطِّمْرِسُ ،بالکَسْر:الکَذَّابُ ،و فی المُحْکَم:هو الطُّمْرُوسُ ،بالضّم،و جَمع بینَهُمَا الجَوْهَرِیُّ .
و قال اللَّیْثُ : الطِّمْرِسُ : اللَّئِیمُ الدَّنِیءُ.
و فی المُحْکَم: الطُّمْرُوسُ بالضّمِّ :خُبْزُ المَلَّهِ ، کالطُّرْمُوسِ .
و الطِّمْرِسُ (2): الخَرُوفُ ،نقلَه ابنُ سِیدَه.
و الطِّمْرِسَاءُ ،بالکَسْرِ و المَدِّ، کالطِّرْمِسَاءِ:الهَبْوَهُ بالنَّهَارِ ، و کأَنَّهُ یَعْنِی به السَّحَابَ الرَّقِیقَ ،فإِنَّه الَّذِی فی المُحْکَم و غیرِه.
و الطِّمْرِسَهُ :الانْقِبَاضُ و النُّکُوصُ ،کالطِّرْمِسَهِ .
*و مِمَّا یُسْتَدْرَک علیه:
الطُّمْرُوسَهُ :الظُّلْمَه،کالطُّرْمُوسَهِ ،نقله ابنُ سِیدَه.
الطُّمُوسُ ،بالضَّمِّ : الدُّرُوسُ و الامِّحَاءُ ،
ص:343
یُقال: یَطْمُسُ ،بالضّمّ ، و یَطْمِسُ ،بالکَسْرِ،و کذلِک الطُّسُومُ .
و فی التَّهْذِیب: طَمَسَ الطَّرِیقُ و الکِتَابُ :دَرَسَ ،و فی المُحْکَم: طَمَسَ یَطْمُسُ طُمُوساً :دَرَسَ و امَّحَی أَثَرُه.
و طَمَسْتُه طَمْساً :مَحَوْتُه و أَزَلْتُ أَثَرَه،یَتَعَدَّی و لا یَتَعَدَّی.
و طَمَسْتُ الشْیءَ طَمْساً : استأْصلْتُ أَثَرَه. و قال ابن القَطَّاع:أَهْلَکْتُه،قیل: و منه قولُه تعالی: فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ (1)و فی المُحْکَم: طَمَسَ النَّجْمُ و القَمَرُ و البَصَرُ:
ذَهَبَ ضَوْءُه،و کذا لابْنِ القَطَّاعِ .و فی التَّهْذِیبِ : طُمُوسُ الکَوَاکِبِ :ذَهَابُ ضَوْئهَا،ففی الآیَهِ طُمِسَتْ أَی ذَهَبَ ضَوْءُها و نُورُهَا،و کذا قوله تعالی: وَ لَوْ نَشاءُ لَطَمَسْنا عَلی أَعْیُنِهِمْ (2)أَی لأَعْمیناهُم.
و قالَ الأَزْهَرِیُّ :و یکونُ الطَّمْسُ (3)بمَعْنَی المَسْخِ ،و منه قولُه تَعَالَی: رَبَّنَا اِطْمِسْ عَلی أَمْوالِهِمْ (4):قَالُوا:صارَتْ حِجَارَهً ،و قیل: أَهْلَکَهَا ،عن ابنِ عَرَفَهَ .و أَما قولُه تَعَالی:
مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّها عَلی أَدْبارِها (5)فَقَال الزَّجّاجُ :فیه ثَلاثهُ أَقوالٍ :بِجَعْلِ وُجُوهِهِم کأَقْفائهم،أَو بجَعْلِهَا مَنَابِتَ الشَّعرِ کأَقْفَائِهِم،أَو الوُجُوهُ هُنَا تَمْثِیلٌ بأَمْرِ الدِّین.المَعْنَی:مِنْ قَبْلِ أَنْ نُضِلَّهُم مُجَازاهً لما هُمْ علیه من العِنَادِ.قال:و تَأْوِیلُ طَمْسِ الشَّیءِ:إِذْهَابُه عن صُورتِه.
و ذَکَرَ المُصَنِّفُ فی البَصَائرِ ما یَقْرُب من ذلِکَ .
و طَمِیسٌ ،کأَمِیرٍ، أَو طُمَیْسَه ،کجُهَیْنَهَ و سَفِینَهٍ ،ذَکَرَه الصاغَانِیُّ فی الأَوّلِ و الثّالِثِ : د،بِطَبَرِسْتَانَ ،من سُهُولِهَا.
و طَمَسَ بعَیْنِه:نَظَرَ نَظَراً بَعِیداً ،نَقَلَه ابنُ سِیدَه،و قَالَ ابنُ دُرَیْدٍ (6): الطَّمْسُ :النَّظَرُ إِلَی الشَّیْ ءِ من بَعِیدٍ،و أَنْشَدَ:
یَرْفَعُ لِلطَّمْسِ وَرَاءَ الطَّمْسِ
و طَمَسَ الرجُلُ :تَباعَدَ. هذا نَصُّ الأَزهریِّ ،و فی المُحْکَم:بَعُدَ. و الطامِسُ :البَعِیدُ ،نقله الأَزْهَرِیُّ ،و أَنشد لابنِ مَیَّادَهَ :
و مَوْمَاهٍ یَحَارُ الطَّرْفُ فِیها
صَمُوتِ اللَّیْلِ طامِسَهِ الجِبَالِ
أَی بَعِیدَهٍ لا تَتَبَیَّنُ مِن بُعْدٍ، ج طَوَامِسُ ،و فی المُحْکَم:
خَرْقٌ طامِسٌ :بَعِیدٌ لا مَسْلَکَ فیه.
و من المَجَاز: رَجُلٌ طامِسٌ القَلْبِ :مَیِّتُهُ لا یَعِی شَیْئاً، قاله الزَّمَخْشَرِیُّ ،و قال ابنُ القَطَّاع:أَی فاسِدُه.
و رجُلٌ طَمِیسٌ ،کأَمِیرٍ، و مَطْمُوسٌ :ذاهِبُ البَصَرِ ،و نَقَلَ ابنُ سِیدَه عن الزَّجَّاجِ : المَطْمُوسُ :الأَعْمَی الذِی لا یَبینُ (7)له حَرْفُ جَفْنِ عینِه،فلا یُرَی شُفْرُ عَیْنِه.و نَصُّ الأَزْهَرِیّ :الذِی لا یَتَبَیَّنُ له حَرْفُ جَفْنِ عینِه (8)لا یُرَی شُفْرُ عَیْنِه 8.و قالَ الزَّمَخْشَرِیّ :الذی لا شَقَّ بین جَفْنَیْه.
و الطَّمَاسهُ ،بالفتح: الحَزْرُ و التقدیرُ و قد طَمَسَ یَطْمِسُ بالکَسْر،إِذا خَمَّنَ ،و هو کِنَایَهٌ ؛لأَن الحَزْرَ لا یَکُونُ غَالِباً إِلاّ بوَضْعِ الجَفْنِ علی الجَفْنِ ،کأَنَّه طَمَسَ علیه.
و انْطَمَسَ الرَّسْمُ و الکِتَابُ و تَطَمَّسَ :امَّحَی و انْدَرَسَ .
*و مِمَّا یُسْتَدْرَک علیه:
طَمَّسَه اللّه تَطْمِیساً : طَمَسَه ،کذا فی المُحْکَم.
و الطَّمْسُ آخِرُ الآیاتِ التِّسْعِ و نَصُّ الأَزْهَرِیَّ :إِحْدَی الآیاتِ (9).
و أَرْبُعٌ طِمَاسٌ :دارِسَهٌ .
و طَمَّسَ علیه:مثْلُ طَمَسَه .
و النُّجُومُ الطَّوامِسُ :التی تَخْفَی و تَغِیبُ ،و هو مَجازٌ، و قال الأَزْهَرِیُّ : الطَّوَامسُ :التی غَطَّاهَا السَّرَابُ فلا تُرَی.
و رِیَاحٌ طَوَامِسُ :دَوَارِسُ .
و الطَّمْسُ :الفَسَادُ.
ص:344
و الطَّامِسِیَّهُ :مَوْضِعٌ ،قاله ابنُ سِیدَه،و أَنشد الطِّرِمَّاح:
و انْظُرْ بِعَیْنِکَ هَلْ تَرَی أَظْعانَهُمْ
فالطّامِسیَّهُ دُونَهُنَّ فثَرْمَدُ
و طَمَسَ الغَیْمُ النُّجُومَ ،و هو مَجَاز.
رَغِیفٌ طَمَلَّسٌ ،کعَمَلَّسٍ :جافٌّ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ، أَو خَفِیفٌ رَقِیقٌ ،و نَقَلَ الجَوْهَرِیُّ عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ ،قال قُلت للعُقَیْلِیّ :هی أَکَلْتَ شَیئاً؟قَال:
قُرْصَتَیْنِ طَمَلَّسَتَیْنِ .
و الطَّمْلَسَهُ :الدُّؤُوبُ فی السَّعْیِ هکذا فی النُّسَخِ بالعین،و الصَّوابُ فی السَّقْیِ ،بالقَاف،کما هو بخطِّ الصّاغَانِیِّ عن ابنِ عبّادٍ.
و الطَّمْلَسَهُ : التَّلَطُّفُ و التَّدَسُّسُ فی الشَّیْ ءِ و قِیلَ : الطَّمْلَسَهُ : الغِلُّ ،نقله الصّاغانِیُّ .
الطَّنَسُ ،محرَّکهً ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :هو الظُّلْمَهُ الشَّدِیدَهُ . قالَهُ الأَزْهَرِیُّ و نونه کنُونِ نَسْطٍ مُبْدَلَهٌ من میم،و أَصلُه:الطَّمْسُ أَو الطَّلْس.
طَنْفَسَ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ هنا و ذَکَرَ الطِّنْفِسهَ فی تَضاعِیف ترکیب«ط ف س»،قضاءً علی نونه بالزِّیادَهِ ، و خالَفه النّاسُ ،کذا قالَهُ الصّاغَانِیُّ .قلت:و هذا لا یَلْزَم منه أَنَّ الجَوْهَرِیَّ تَرَکَه بِمَرَّهٍ حَتّی یَکْتُبَه المُصَنِّفُ بالأَحْمَر، و یُرِیَهُ کأَنَّهُ مُسْتَدْرِکٌ علیه،و فیه نَظرٌ و قد یَسْتَعْمِل هکذا کثیراً فَلْیُتَنَبَّهْ لذلک.
قال ابنُ الأَعْرَابِیّ :یُقَال: طَنْفَسَ الرَّجُلُ ،إِذا سَاءَ خُلُقُه بعدَ حُسْنٍ .و کذا إِذا لَبِس الثِّیَابَ الکثیرهَ ،کطَرْفَسَ ،فهو مُطَنْفِسٌ و مُطَرْفِسٌ .
و الطّنْفسه ،مُثَلَّثهَ الطّاءِ و الفاءِ ،و بضمِّهِما عن کُرَاعٍ ، و یُرْوَی بکسرِ الطاءِ و فتحِ الفاءِ و بالعَکْسِ :وَاحِدَهُ الطَّنَافِسِ ،و هی النُّمْرُقَهُ فوق الرَّحْلِ .قیل: الطَّنافِسُ :
لِلبُسُطِ و الثِّیَابِ و لِحَصِیرٍ (1)من سَعَفٍ عَرْضُه ذِرَاعٌ ،و فی بَعْضِ النُّسَخِ :و الحُصُر من سَعَفٍ ،إِلی آخره. و الطِّنْفِسُ بالکَسْرِ:الرَّدِیءُ السَّمِجُ القَبِیحُ نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .
*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ علیه:
طَنْفَسَت السّمَاءُ،إِذا اسْتَغْمَدَتْ فی السَّحَابِ الکَثِیرِ، کطَرْفَسَتْ ،فهی مُطَنْفِسَهٌ و مُطَرْفِسَهٌ ،عن ابن الأَعْرَابِیِّ .
الطَّوْسُ ،بالفتح: القَمَرُ عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ ، نَقَلَه الأَزْهَرِیُّ ،و فی المُحْکَم:الهِلاَلُ ،و جمعُه: أَطْوَاسٌ .
و الطَّوْسُ : الوَطْ ءُ و الکَسْرُ،یقال: طاسَ الشْیءَ طَوْساً ، إِذا وَطِئَه و کَسَرَه،عن ابنِ دُرَیْدٍ،و کذلک الوَطْسُ .
و الطَّوْسُ : حُسْنُ الوَجْهِ و نَضَارَتُه ،یُقَال: طاسَ یَطُوسُ طَوْساً ،إِذا حَسُنَ وَجْهُه و نَضُر، بَعْدَ عِلَّهٍ ،مأْخُوذٌ مِن الطَّوْسِ :القَمَرِ،کذا فی التَّهْذِیب،و نَسَبَه الصَّاغَانیُّ لأَبِی عَمْرٍو.
و الطُّوسُ ، بالضَّمّ :دَوَامُ الشَّیْ ءِ ،هکذا فی سائرِ النُّسَخ،و فی بَعضِهَا:دَوَامُ المَشْیِ ،و هو غَلَطٌ فَاحِشٌ لا أَدْرِی کیفَ ارْتَکَبَه المُصنِّفُ مع جَلالهِ قَدْرِه،و لعلَّه من تَحْرِیف النُّسَّاخِ ،و الصوابُ :دَوَاءُ المَشِیِّ ،کما هو مضبوطٌ بخطِّ أَبی السَّناءِ الأُرْمَوِیّ فی نُسخه التهذیب،و نَسبه الصّاغَانِیُّ إِلی ابنِ الأَعْرَابِیّ ،إِلاَّ أَنّه ضَبَط المَشْیَ ،بفتح فسکون،و هو بکسرِ الشّینِ و تشدِیدِ الیاءِ،کما ضَبَطَه الأُرْمَوِیُّ ،و معناه دَوَاءٌ یُمَشِّی البَطْنَ ،و هو الإِذْرِیطُوس الذی تقدَّم للمصنِّف فی الهَمْز (2)،و هو من أَعْظَم الأَدْوِیَهَ ،و به فُسِّرَ قولُ رُؤْبهَ :
لو کنتُ بَعْضَ الشارِبینَ الطُّوسَا
ما کَانَ إِلاّ مِثْلَه مَسُوسا
فاقْتَصَر علی بَعْضِ حُرُوفِ الکَلِمَه، و قیل:هو فی قولِ رُؤْبَه: دَوَاءٌ یُشْرَب للحِفْظِ ،و أَنشَدَ ابنُ دُرَیْد:
بارِکْ لَه فی شُرْبِ أَذْرِیطُوسَا
و قد تَقَدَّم،و فی الأَسَاسِ :شَرِبَ فُلانٌ الطُّوسَ ،أَی الإِذْرِیطُوسَ ،و قد تَقَدَّم.
و فی الرُّومیّه:ثِیَاذریطوس،سُمِّیَ باسم مَلِکِ یُونَانَ ،
ص:345
رُکِّبَ له،و کانَ قبلَ جالِینُوس،و أَنه مُسَهِّلٌ من غَیْرِ مَشَقَّه، و أَنه یَنْفَعُ من النِّسْیَان،و تَرْکِیبُه من خَمْسَهٍ و عشرینَ جُزْءًا.
و طُوسُ : د،م ،أَی بلدٌ معروفٌ بخُراسانَ ،و قد نُسِبَ إِلیه خَلْقٌ کثیرٌ من قُدَمَاءِ المحدِّثین،مثل محمّدِ بنِ أَسْلَمَ الطُّوسِیِّ ،و غیرِه.
و طَوَاسٌ ، کسَحابٍ :ع ،و ضبطه ابنُ دُرَیْدٍ بالضمِّ (1)، و فی المُحْکَم: طُوسُ و طُوَاسُ :مَوْضِعَان،و ضَبَطَه الأُرْمَوِیّ بضَمِّهِما،و ضبطه الصّاغَانِیُّ أَیضاً بالضّمّ ،فظَهَر من جَمِیعِ هذه الأَقْوَالِ أَنَّ ضَبْطَ المُصَنِّفِ خَطَأٌ.
و طَوَاسٌ : لَیْلَهٌ من لیالِی المحَاقِ ،هکذا ضَبَطَه الصّاغَانِیُّ بالفَتْحِ ،فاغْتَرَّ به المُصَنِّف،و الصوابُ ما فی المُحْکَم: طُوَاسٌ ،بالضّمّ ،علی ما ضَبَطَه الأُرْمَوِیّ ،و قَال:
هو من لَیَالِی آخِرِ الشَّهْرِ.
و الطاسُ :الإِناءُ یُشْرَبُ فیه ،و فی المُحْکَمِ :به،قال:
و قال أَبُو حَنِیفَهَ :و هو القَاقُزَّهُ (2).
و الطّاوُوسُ :طائرٌ حَسَنٌ ، م ،هَمزته بَدَلٌ من واو، لقوْلِهم: طَوَاوِیسُ تَصْغِیرُه طُوَیْسٌ ،بعد حَذْفِ الزِّیاداتِ ، ج: أَطْوَاسٌ باعْتِقَادِ حذفِ الزِّیَادَهِ ،قال رُؤْبَهُ :
کَما اسْتَوَی بَیْضُ النَّعَامِ الأَمْلاسْ
مِثْلُ الدُّمَی تَصْوِیرُهُنَّ أَطْوَاسْ
و طَوَاوِیسُ ،و هذِه أَعْرَفُ .
و قال المُؤَرِّجُ : الطَّاوُوسُ (3): الجَمِیلُ من الرِّجالِ ،بلُغَهِ الشّامِ ،و أَنشد:
فلَوْ کُنْتَ طاوُوساً لَکُنْتَ مُمَلَّکاً
رُعَیْنُ و لکنْ أَنْتَ لأْمٌ هَبَنْقَعُ
هکذا أَوْرَدَه الصّاغَانِیُّ ،و فی التَّهْذِیبِ :«مُمَلَّقاً»و الَّلأْمُ :
اللَّئِیمُ ،و رُعَیْن:اسمُ رجُلٍ .
قال: و الطّاوُوسُ : الفِضَّهُ بلُغَهِ الیَمَنِ ،و نقلَه الزَّمَخْشَرِیّ أَیضاً. و الطّاوُوسُ : الأَرْضُ المُخْضَرَّهُ التی فیهَا ،و نَصُّ الأَزْهَرِیِّ و الصّاغَانِیِّ :عَلَیْهَا، کُلُّ ضَرْبٍ من النَّبْتِ ،و فی التّهذِیبِ :من الوَرْدِ أَیَّامَ الرّبِیعِ .
و طاوُوسُ بن کَیْسَانَ الیَمَانِیُّ تَابِعِیٌّ ،هَمْدَانِیٌّ ،من بَنِی حِمْیَرَ،کُنْیَتُه أَبو عَبْدِ الرْحْمنِ ،و وَلَدُه أَبُو محمَّدٍ عبدُ اللّه، من أَتْبَاعِ التّابِعِین،و فیه یَقُولُ الزَّمَخْشَرِیّ :کان خُلُقُ طاوُوسَ یَحْکِی خَلْقَ الطّاوُوس .
قال الصّاغَانِیُّ :و الاخْتِیَارُ أَنْ یُکْتَبَ الطَّاوُسُ عَلَماً بواو واحده،کداوُدَ.
و طَوَاوِیسُ :ه ببُخَاراءَ (4).
و طُوَیْسٌ کزُبَیْرٍ:مُخَنَّثٌ ،کان یُسَمَّی طاوُوساً ،فلمّا تَخَنَّثَ تَسَمَّی بِطُوَیْسٍ و یُکَنَّی (5)بأَبِی عَبْدِ النَّعِیمِ ،و فی الصّحاحِ :تَسَمَّی بعَبْدِ النعِیم،و قالَ فی نَفْسِه:
إِنَّنِی عَبْدُ النَّعِیمِ
أَنا طَاوُوسُ الجَحِیمِ
و أَنا أَشْأَمُ مَنْ یَمْ
شِی علی ظَهْرِ الحَطِیمِ
و هو أَوَّلُ من غَنَّی فی الإِسْلامِ بالمَدِینَهِ ،و نَقَر بالدُّفِّ المُرَبَّعِ ،و کانَ أَخَذَه من سَبْیِ فارِسَ ،و کان خَلِیعاً یُضْحِکُ الثَّکْلَی الحَزْنَی.و یُضْرَب به المَثَلُ فی الشُّؤْمِ ، و یُقَال:
أَشْأَمُ مِنْ طُوَیْسٍ ،قال ابنُ سِیدَه:و أُرَاه تَصْغِیرَ طاوُوس مُرَخَّماً.
1,14,17- و کَانَ یَقُول : یا أَهْلَ المَدِینَهِ تَوَقَّعُوا خُرُوجَ الدَّجّالِ ما دُمْتُ بَیْنَ ظهْرَانِیْکُمْ ،فإِذا مُتُّ فقد أَمِنْتُم،فتَدَبَّرُوا ما أَقُولُ ، إِن أُمِّی کانَتْ تَمْشِی بالنَّمائِمِ بینَ نِسَاءِ الأَنْصَارِ ،ثمّ وَلَدَتْنِی فی اللَّیْلَهِ التی ماتَ فِیهَا رَسُولُ اللّه صلّی اللّه علیه و سلم،و فَطَمَتْنِی یومَ ماتَ أَبو بَکْرٍ ،رضِیَ اللّه تَعَالی عنه،فکان عُمْرُه إِذا ذَاک سَنَتَیْنِ و أَرْبَعَهَ أَشهر، و بَلَغْتُ الحُلُمَ یومَ مَات عُمَرُ ،رضی اللّه تعالی عنه،فکان عُمْرُه إِذْ ذاک ثلاثَ عَشْرَهَ سنهً کَوَامِلَ ، و تَزوَّجتُ یومَ قُتِلَ عُثْمَانُ ،رضی اللّه عنه، و وُلِد لی یومَ قُتِلَ علِیٌّ ،رضِیَ اللّه عنه،فکانَ عُمْره إِذ ذاک أَرْبَعِینَ سنهً ، فمَنْ مِثْلِی فی الشُّؤْمِ ؟!:اللّهُمَّ أَعِذْنا من بَلائِکَ . و حَدِیثُه هذا کما أَوْرَدَه المُصَنِّف مُسْتَوْفًی فی مَجْمَعِ الأَمْثَالِ للمَیْدَانِیّ ، و المُسْتَقْصَی للزَّمَخْشَرِیّ ،و شَرْحِ المَقَامَاتِ للشِّرِیشِیّ .
ص:346
و المُطَوَّسُ ،کمُعَظَّمٍ :الشَّیْ ءُ الحَسَنُ ،قال رُؤْبَهُ :
أَزْمَانَ ذاتِ الغَبْغَبِ المُطَوَّسِ
و یُقَال:وَجْهٌ مُطَوَّسٌ ،أَی حَسَنٌ ،قالَ أَبو صَخْرٍ الهُذَلِیُّ :
إِذْ تَسْتَبِی قَلْبِی بِذِی عُذَرٍ
ضَافٍ یَمُجُّ المِسْکَ کالکَرْمِ
و مُطَوَّسٍ سَهْلٍ مَدَامِعُهُ
لا شاحِبٍ عارٍ و لا جَهْمِ
و المُطَوَّسُ : صَحَابِیٌّ ،لم أَجِدْ له ذِکْراً فی مَعَاجِمِ الصَّحابَهِ و لا فی التَّبْصِیرِ للحافظ ،فلْیُنْظَرْ،ثُمَّ رأَیُتُ فی کتابِ الکُنَی لابن المُهَنْدِس ما نَصُّه:أَبُو المُطَوَّسِ ، و یُقَال:ابنُ المُطَوَّس ،عن أَبِیهِ ،رُوِی عن حَبِیبِ بنِ أَبِی ثَابتٍ ،قال:إِنَّ اسمَه عبدُ اللّه بنُ المُطَوَّسِ ،أُراه کُوفِیّاً ثِقَهً ،قال البُخَارِیّ :اسمه عبدُ اللّه بنُ المُطَوَّسِ ،و قال أَبو حاتم:لا یُسَمَّی،و قال أَبو داوود:اخْتَلفَ علی سُفْیَانَ و شُعْبَهَ أَبُو المُطَوَّس و ابنُ المُطَوَّس .و رأَیْتُ فی الدِّیوان للذَّهَبِیِّ ما نَصُّه:أَبُو المُطَوّس المَکّیّ ،عن أَبیه،قال ابنُ حِبَّان:لا یَجُوز أَن یُحْتَجَّ به.
و یُقَال: ما أَدْرِی أَینَ طَوَّسَ به ،و لیسَ فی التَّهْذِیبِ لفظُ «به»قال:و کذلِک:أَینَ طَمَسَ ، أَی أَین ذَهَبَ به.
و قال الأَصْمَعِیُّ : تَطَوَّسَتِ المَرْأَهُ ،إِذا تَزَیَّنتْ ،نقلَه ابنُ سِیدَه و الصّاغَانِیُّ .
و الطَّوَاوِیسُ :د،ببُخَارَی ،و هی القَرْیَهُ التی تقدَّم ذِکْرُهَا قَرِیباً،فإِعادَتُهَا تَکْرَارٌ مُخِلٌّ لا یَخْفَی.
*و مِمَّا یُسْتَدْرَک علیه:
التَّطَوُّس :التَّنَفُّشُ ،یُقَال:الحَمَامُ یَکْسَحُ [بذنبه] (1)حَوْلَ الحَمَامَهِ و یَتَطَوَّسُ لها،أَی یَتَنَفَّشُ .
و الطاوُوسِیُّ ،قال الشِّهَابُ العَجَمِیُّ فی ذیل اللُّبّ ،نقلاً عن ابنِ خَلِّکانَ ،فی ترجمهِ أَبِی الفَضْلِ العِرَاقِیِّ :لم أَعلم نِسْبَهَ الطّاوُوسِیِّ إِلی أَیِّ شَیْ ءٍ،و سمِعْت جَمَاعَهً من فُقهائَهم ینتَسِبُون هکذا،و یزعُمُون أَنهم من نَسْلِ طاوُوس بنِ کَیْسَانَ التَّابِعِیّ ،فلعله منهم.انتهی.
قلت:و طاوُوسُ الحَرَمَیْنِ :لَقبُ قُطْبِ الشَّرِیعهِ أَبِیالخَیْرِ إِقْبَالٍ الکَلْبِیِّ ،مقامُه بأَبَرْقُوه،یزعُمُونَ أَنَّ النَّبِیَّ صلّی اللّه علیه و سلم لَقَّبَه بذلِکَ ،و هو تلمیذُ أَبِی الحَسَنِ السِّیرَوَانِیِّ الآخِذِ عن جُنَیْدٍ البَغْدَادِیِّ ،رَضِیَ اللّه تعالی عنه،و إِلیه انْتَسبَت الطائفهُ الطاوُوسِیَّهُ بفَارِسَ ،أَکبرُهم شیخُ الشُّیُوخِ صَفِیُّ الدِّینِ أَحمدُ الصافِیُّ الطاوُوسِیُّ الأَبَرْقُوهِیُّ ،و من ولدِه غِیاثُ الدِّینِ أَبو الفَضْلِ محمَّدُ بنُ عبدِ القَادِرِ بنِ عبدِ الحَقِّ بنِ عبدِ القَادِر بنِ عبدِ السّلامِ بنِ أَحْمَدَ بنِ أَبی الخَیْرِ بنِ محمّد بنِ أَبی بکر،ابن الشیخ أَحمد الصاحب، سمع عن أَبیه،و أَجاز له ابنُ أُمَیْلَهَ ،و الصّلاحُ ،و العِزُّ بنُ جَماعَهَ و الیافِعِیّ ،مات بشِیرَازَ سنه 812.
و أَخوه الجَلالُ أَبو الکرم عبدُ اللّه بنُ عبدِ القادر،قَرَأَ علی أَبِیهِ و عمِّه الصَّدْرِ أَبی إِسحاقَ إِبْرَاهِیمَ ،و أَجازَ له ابنُ أُمَیْلَهَ و الصَّلاحُ ابنُ أَبِی عَمْرٍو،و المُحِبُّ ،و ابنُ رافِعٍ ،و ابنُ کَثِیرٍ،تُوفِّی سنه 833.
و أَخوهُمَا الثالِثُ ظَهِیرُ الدِّینِ أَبو نَصْرٍ عبدُ الرّحْمنِ بنُ عبدِ القادِرِ،حدَّثَ عن أَبیهِ .
و وَلَدُ الثانِی الحافِظُ شِهَابُ الدِّینِ أَبُو العَبّاسِ أَحْمَدُ بنُ عبدِ اللّه،حدَّث عن أَبِیه و عَمَّیْه،و السیِّدِ الشَّرِیف الجُرْجَانِیِّ ،و أَجازه ابنُ الجَزَرِیِّ و آخرُون.و بالجملَهِ فهم بیتُ جَلالهٍ و رِیَاسَهٍ و حَدِیثٍ .
و الطَّاوُوسُ :لَقَبُ أَبِی عبدِ اللّه محمّدِ بنِ إِسْحَاقَ بنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ سُلَیْمَانَ بنِ داوودَ بنِ الحَسَنِ المُثَنَّی؛ لحُسْنِ وَجْهِه و جَمَالِه.
و من وَلَدِه الإِمامُ النَّسّابه غِیاثُ الدِّین أَبو المظفَّر عبدُ الکریم بن أَحمد بن موسی بن الحسن،عُرِف بابنِ طاوُوس ،له أَقوالٌ فی الفنِّ مُخْتَارهٌ .
و عمُّه الإِمام صاحِبُ الکَرَاماتِ رَضِیُّ الدِّینِ أَبو القَاسِمِ علیُّ بنُ مُوسَی بنِ طاوُوس ،نَقِیبُ النُّقَبَاءِ بالعِرَاقِ ،و هو الَّذِی کاتَبه المَلِکُ الأَمْجَدُ الحسنُ بنُ داوودَ بنِ عِیسَی الأَیُّوبِیُّ .
و ابنُ أَخِیهِ مَجْدُ الدِّین مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ مُوسَی بنِ طاوُوس النَّقِیب،و هو الذی خَلَّص الحِلَّهَ و النِّیلَ و المَشْهَدَیْنِ من یَدِ هُلاکُو،فلم تُنْهَبْ و لم تُبَحْ کسائِرِ البِلاد.و فیهِم کَثْرَهٌ لیس هذا مَحَلَّ ذِکْرِهم.
ص:347
و الشَّمْسُ محمَّدُ بنُ محمَّدِ بن أَحْمَدَ بنِ طَوْقٍ الطَّوَاوِیسِیُّ الکَاتبُ ،سَمِعَ الکَثِیرَ (1)من أَصحاب الفَخْرِ بن البُخَارِیِّ ،و أَجازَ (2)الحافِظَ ابنَ حَجَرٍ فی سنه 797.
و الطُّوَیْسُ :فَرَسٌ نَجِیبٌ و یُنْسَب إِلی العَلْقَمِیّ ،و إِلی الدَّغُّوم،و إِلی أَبِی عَمْروٍ.
و طَوْسَهُ ،بالفَتْح:قریهٌ من أَعمالِ غَرْناطَهَ ،منها إِسحاق بن إِبْرَاهِیمَ بنِ عامِرٍ الطَّوْسیُّ الأَنْدَلُسِیُّ الکاتِبُ ، هکذا ضَبَطَه أَبو حَیّان تُوفِّی سنه 650.
و قَریبُه أَحْمَدُ بِنُ عبدِ اللّه بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِیمَ بنِ عامِرٍ الطَّوْسِیُّ ،ذکَرَه ابنُ عَبْدِ المَلِک،تُوفِّی سنه 660.
و فی الأَسماءِ کالنَّسَبِ : طُوسِیُّ بنُ طالِبٍ البَجَلِیُّ ،روَی عن أَبِیه.
و فَرْوَهُ بنِ زُبَیْد بنِ طُوسَی المَدَنِیّ ،بفتحِ السِّینِ المُهْمَلَه،عن عائِشَهَ بنتِ سَعْدٍ،و عنه الوَاقِدِیُّ .
و الطُّوسُ ،بالضّمّ :قریهٌ بمِصْرَ من أَعْمَال الجِیزه.
طُهُرْمُسُ ،بضمِّ الطاءِ و الهاءِ و المِیم، و قِیلَ :بکسرِ المِیمِ ،کما هو المَشْهُورُ الآن.أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللسانِ و الصّاغَانِیُّ ،و هی: ه بمِصْرَ من أَعْمَال الجِیزَهِ ، منها إِسْحَاقُ بنُ وَهْبٍ الطُّهُرْمُسِیُّ ،عن ابنِ وَهْبٍ .قال الدّارَقُطْنِیُّ :کَذَّابٌ ،کذا فی دِیوَانِ الذَّهَبِیِّ .
و عبدُ القَوِیِّ بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ عبدِ الکَرِیمِ الطُّهُرْمُسِیّ ، و غیرُهما،الأَخِیرُ سَمِعَ علی سِبْط السِّلَفِیّ .
طَهَسَ فی الأَرْضِ ،کمنَعَ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ، و نقل الصّاغَانِیُّ عن أَبِی تُرَابٍ قال:إِذا دَخَلَ فِیهَا إِمّا رَاسِخاً أَوْ وَاغِلاً. و یُقَال: ما أَدْرِی أَیْنَ طَهَسَ و أَیْنَ طُهِسَ به ،أَی أَیْنَ ذَهَبَ و ذُهِبَ به ،کذا فی العُبَاب و التَّکْمِلَه.
الطِّهْلِسُ ،بالکَسْرِ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال اللَّیْثُ :هو العَسْکَرُ الکَثِیرُ ،و نَصُّ اللَّیْثِ :الکَثِیفُ .ثمّ قولُه: الطِّهْلِسُ ،هکذا هو فی سائِرِ النُّسَخ،و صوابُه:
الطِّهْلِیسُ ،بزیادهِ الیاءِ،و قال (3)فی نَصِّ اللَّیْثِ ،کما نَقَلَهالصّاغَانِیُّ ،و لما تقدّم أَنّ الهَاءَ و الّلامَ زائِدَتَانِ ،فإِنَّ أَصْلَه الطَّیْسُ ، کالطِّلْهِیس،بتقدیمِ الّلام ،کما تقدَّم،و أَنْشَدَ اللَّیْثُ :
جَحْفَلاً طِلْهِیسَا (4)
و قد حصل للمصنِّف فی طلهس خَبْطٌ فی التَّحْرِیرِ قد نبَّهْنَا علیه هُناک،فَلْیُتَنَبَّهْ لذلک،و أَصْلُ الاخْتِلافِ حصلَ من نُسَخ العَیْنِ فی هذه الکَلِمَه،ففی بعضِهَا:الطِّلْهِیسُ ، بتقدیمِ الّلامِ ،و فی بَعْضِهَا الطَّلَهْبَسُ ،کشَمَرْدَلٍ ،بتقدیم اللاّمِ أَیضاً و بالمُوحَّدَه.
*و مِمَّا یُسْتَدْرَکُ علیه:
تَطَهْلَسَ و تَهَطْلَسَ :هَرَوْلَ و اخْتَالَ ،نقله الصّاغَانِیُّ .
الطَّیْسُ :العَدَدُ الکَثِیرُ ،کذا فی التَّهْذِیبِ ، و فی المُحْکَم: الطَّیْسُ الکثیرُ من الطَّعَامِ و الشَّرَابِ و العَدَدِ، و أَنْشَدَ الأَزْهَرِیُّ لرُؤْبَهَ :
عَدَدْتُ قَوْمِی کعَدِیدِ الطَّیْسِ
إِذْ ذَهَبَ القَوْمُ الکِرامُ لَیْسِی
أَراد بها:غَیْرِی.
و اخْتُلِفَ فی تفسیرِ الطَّیْسِ ،فقیلَ کُلُّ ما فِی و فی التهذیب:عَلی (5)وَجْهِ الأَرْضِ من الأَنام،فهو من الطَّیْسِ ،و فی المُحْکَم: الطَّیْسُ :ما عَلَی الأَرْضِ من التُّرَابِ و القُمَامِ و فی التَّهْذِیبِ : أَو هو خَلْقٌ کَثِیرُ النَّسْلِ کالذُّبَابِ و السَّمَکِ و النَّمْلِ و الهَوَامِّ (6)،و لیس فی نَصِّ الأَزْهَرِیّ ذِکْرُ«السَّمَک»و عبارهُ المُحْکَم:و قِیلَ :ما عَلَیْهَا من النَّمْلِ و الذُّبابِ و جَمِیعِ الأَنَام.
أَو الطَّیْسُ : البَحْرُ،کالطَّیْسَلِ بزیادَهِ اللام،و سیُذْکَرُ فی مَحَلِّه إِنْ شاءَ اللّه تَعَالی، فی الکُلِّ من المَعَانِی التی ذُکِرَتْ .
ص:348
أَو الطَّیْسُ و الطَّیْسَلُ : کَثْرَهُ کُلِّ شیْ ءٍ ،و سیأْتی أَنَّ الطَّیْسَلَ هو الماءُ الکَثِیرُ و اللَّبَنُ الکثیرُ،و قیل:الکَثِیرُ من کلِّ شیْ ءٍ، من الرَّمْلِ و المَاءِ و غیرِهما ،کالطَّیْسَل.
و حِنْطَهٌ طَیْسٌ :کثیرهٌ .أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ للأَخْطَل.
خَلُّوا لَنَا رَاذَانَ و المَزَارِعَا
و حِنْطَهً طَیْساً و کَرْماً یانِعَا
و طَیْسَمانِیَّهُ ،هکذا فی النُّسَخ،و الصّواب: طِیسَانِیَّهُ بالکَسْرِ (1)کما ضَبَطَهُ الصّاغَانِیُّ : د،بالأَنْدَلُسِ ،من أَعْمَالِ إِشْبِیلیَهَ .
و طاسَ الشّیْ ءُ یَطِیسُ طَیْساً : کَثُرَ ،کذا فی التَّهْذِیبِ .
عُبْدُوسٌ ،کحُرْقُوصٍ ،أَی بالضّمّ ،لِعَوَزِ البِنَاءِ علی فَعْلُولٍ ،و صَعْفُوقٌ نادِرٌ،و الخَرْنُوبُ مُسْتَرْذَلٌ ، و یُفْتَح و أَنْکَرَه الصّاغَانِیّ ،و صوَّبَ الضّمَّ ،و قد أَهْمَلَه الجَوْهَریّ ،و هو من الأَعْلاَمِ ،و کذلک عِبْدَسٌ ،کمِنْبَرٍ، منهم عُبْدُوسُ بنُ خَلاّدٍ،و أَبُو الفتح عُبْدُوسُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبْدُوسٍ الهَمَذَانِیّ (2)،شیخُ أَبِی علیٍّ المُوسِیاباذِیّ ، (3)و غیرُهما.و عبدُ اللّهِ بنُ محمّدِ بنِ إِبْرَاهِیمَ بنِ عُبْدُوسٍ المَحدِّثُ . و یقال :إِنَّ وَزْنَه فُعْلُوسٌ ، و السِّین زائدَهٌ ،و قد تَقَدَّم ذلک أَیضاً للمصنِّف فی«ع ب د»و هو قَوْلُ مَن فَتَح العین،قالَ الصّاغَانِیُّ :و لا یُلْتَفَت إِلی هذا القَوْلِ .
عَوْبَسٌ ،کجَوْهَرٍ:اسم ناقَهٍ غَزِیرهٍ ،قال المُزَرِّد:
فلَمَّا رأَیْنَا ذاکَ لم یُغْنِ نَقْرَهً
صَبَبْنَا له ذا وَطْبِ عَوْبَسَ أَجْمَعَا
و عَبَسَ وَجْهُه یَعْبِسُ عَبْساً و عُبُوساً ،من حَدِّ ضَرَبَ :
کَلَحَ ، کعَبَّسَ تَعْبِیساً .و قِیلَ : عَبَسَ وَجْهُه عَبْساً و عَبَّس :
قَطَّبَ ما بَیْنَ عَیْنَیْهِ .و رجُلٌ عابِسٌ .و عَبَّس تَعْبِیساً فهو مُعَبِّسٌ و عَبّاسٌ ،إِذا کَرَّهَ وَجْهَه.شُدِّد للمُبَالَغَهِ ،و منه قِرَاءَهُ زَیْدِ بنِ عَلِیٍّ عَبَسَ وَ تَوَلّی (4)فإِنْ کَشَرَ عن أَسْنَانِه فهو کالِحٌ .
و قیل: العَبَّاسُ :الکَرِیهُ المَلْقَی و الجَهْمُ المُحَیَّا.
و العابِسُ :سَیْفُ عبدِ الرَّحْمنِ بن سُلَیْمٍ الکَلْبِیّ ،نَقَلَه الصّاغَانیُّ عن ابنِ الکلبیِّ ،و فی شِعر الفَرَزْدَقِ :
عبد الرَّحِیمِ ،و قال یَمْدَحُه:
إِذا ما تَرَدَّی عابِساً فاضَ سَیْفُهُ
دِمَاءً و یُعْطِی مالَه إِن تَبَسَّمَا (5)
و العَابِسُ : الأَسَدُ الذِی تَهْرُبُ منه الأُسود،و قال ابن الأَعْرابیّ : کالعَبُوسِ و العَبّاسِ ،قال ابنُ الأَعْرَابِیّ :و به سُمِّیَ الرجُلُ عَبَّاساً .
قلت: عَبّاسٌ و العَبّاس :اسمُ عَلَمٍ ،فمَن قال: عَبّاسٌ ، فهو یُجْرِیه مُجْرَی زَیْدٍ،و مَن قَال: العَبّاسُ ،فإِنّمَا أَرادَ أَن یَجْعَلَ الرجلَ هو الشیْ ءَ بعَیْنِه،قال ابن جِنِّی: العَبّاسُ و ما أَشبهه من الأَوْصَافِ الغالِبَهِ إِنّمَا تَعرَّفَتْ بالوَضْعِ دُونَ اللامِ ،و إِنما أُقِرَّت اللامُ فیها بعدَ النَّقْلِ ،و کونِهَا أَعلاماً مُرَاعاهً لمذهبِ الوَصْفِ فیها[قبلَ النَّقْلِ ].
و عَابِسٌ :مَوْلَی حُوَیْطِبِ بنِ عَبْدِ العُزَّی ،قیلَ :إِنّه من السابِقینَ و مِمَّن عُذِّبَ فی اللّه تَعَالَی.
و عابِسُ بنُ رَبِیعَهَ الغُطَیْفِیّ :من المُعَمَّرِین،قیل:إِنه مُخَضْرَمٌ ،کما صَرَّح به أَبُو الوفاءِ الحِلِّیُّ فی التَّذْکِرَه، و قیل:صَحَابِیٌّ .روی عنه ابنُه عبد الرحمن.
و عابِسُ بنُ عَبْسٍ الغِفَارِیُّ ،نَزَلَ الکُوفَه،روی عنه أَبو عَمْرو زَاذَانُ أَوْ هو عَبْسُ بنُ عابِسٍ ،و الأَوّلُ أَکثرُ، صحابِیُّونَ ،رَضِیَ اللّه عنهم.
و العَبَّاسِیَّهُ :ه بنَهْرِ المَلِکِ ،و فی خالِصِ بَغْدَادَ أُخْرَی، نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .
و العَبّاسِیَّه : د،بمِصْرَ فی شَرْقِهَا،علی خَمْسَهَ عشرَ فَرْسَخاً من القاهِرَه، سُمِّیَتْ بعَبَّاسَهَ بنتِ أَحْمَدَ بنِ طُولُونَ ، و المَعْرُوفُ الآن: العَبّاسهُ ،من غیرِ یاءٍ،کما ضَبَطه
ص:349
السَّخَاوِیُّ و غیرُه من المُؤرِّخِین.و منها الأَمِیرُ محمّدُ بنُ محمَّد بنِ أَحْمَدَ بنِ عبدِ الوهَّابِ العَبّاسِیُّ ،وُلِدَ بها سنه 838،و تَحَوَّلَ هو و أَخُوه العِمَادُ عبدُ الرَّزَّاقِ مع أَخِیهِمَا التاجِ عبِد الوهَّابِ إِلی مِصْرَ،فأَخَذ عن العَلَمِ البُلْقِینِیّ ، و سَمِعَ البُخارِیَّ فی الظّاهِرِیَّه القَدِیمهِ ،ماتَ سنه 887.
و العَبّاسِیَّه : ه قُرْبَ الطائفِ .
و قولُه تَعالَی: یَوْماً عَبُوساً 1قَمْطَرِیراً ، أَی کَرِیهاً تَعْبِسُ منه الوُجُوهُ ،و یُقَالُ :یومٌ عابِسٌ و عَبُوسٌ :شَدِیدٌ، و منه حَدِیثُ قُسٍّ :
یَبْتَغِی دَفْعَ بَأْسِ یَومٍ عَبُوسِ
هو صِفَهٌ لأَصْحابِ الیَوْمِ ،أَی یومٍ یُعَبَّسُ فیه،فأَجْرَاهُ صفهً علی الیَوْمِ ،کقولِهِم:لیلٌ نائِمٌ ،أَی یُنَامُ فیه.
و العَبَسُ ،محرَّکَهً :ما تَعَلَّقَ بأَذْنَابِ الإِبِلِ مِنْ أَبْوالِهَا و أَبْعَارِها ،قالَ أَبو عُبَیْدٍ:یَعْنِی أَنْ یَجِفَّ علیها و علی أَفْخَاذِهَا،و ذلک إِنّمَا یَکُونُ من الشَّحْم،قال أَبُو النَّجْم:
کأَنَّ فی أَذْنابِهِنَّ الشُّوَّلِ
مِنْ عَبَسِ الصَّیْفِ قُرُونَ الأُیَّلِ
و أَنْشَدَهُ بعضُهم:الأُجَّلِ ،علی إِبْدالِ الجیمِ من الیَاءِ المُشَدَّده.
و قد أَعْبَسَت الإِبِلُ و عَبِستْ عَبَساً :عَلاَهَا ذلکَ ،الأَخیرُ عن أَبِی عُبَیْدٍ،و منه
16- الحدیث: «أَنَّه نَظرَ إِلی نَعَمِ بَنِی المُصْطَلِق.و قد عَبِسَتْ فی أَبْوالِهَا و أَبْعَارِها من السِّمَن فتَقَنَّع بثَوْبهِ و قَرَأَ؛ وَ لا تَمُدَّنَّ عَیْنَیْکَ إِلی ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ (1). قال:و إِنّمَا عَدَّاه بفِی لأَنَّه فی مَعْنَی:انْغَمَسَتْ .
و ذَکَرَ اللُّغَتَیْنِ جَمِیعاً ابنُ القَطَّاع فی الأَبْنِیَه،فاقْتِصَارُ المصنِّفِ رَحِمَه اللّه تعالَی علی إِحْدَاهُمَا قُصُورٌ.
و عَبِسَ الوَسَخُ فی یَدِه و علی یَدِه عَبَساً ، کفَرِحَ :یَبِسَ .
و عَلْقَمَهُ بنُ عَبَسٍ ،مُحَرَّکَهً :أَحَدُ السِّتَّهِ الَّذِینَ وَلَّوْا عُثمانَ ،رضِیَ اللّه تعالَی عنه.هکذا فی سَائِرِ النُّسَخِ ، و مثلُه فی التَّکْمِلَه و العُبَابِ ،و هو غَلَطٌ نشَأَ عن تَحْرِیفٍ تَبِع فیه الصّاغَانِیَّ ،و صوابه«وَارَوْا عُثْمَانَ »و یَشْهَدُ له ما فیالتَّبْصِیر:أَحدُ السِّتَّهِ الذَّین دَفَنُوا عُثْمَانَ .قال:و ذَکَرَه ابنُ قُتَیْبَهَ فی غَریبِه.
و عَمْرُو بنُ عَبَسَهَ بنِ عامِرٍ السُّلَمِیُّ : صَحابِیٌّ مشهورٌ سابِقٌ ،نَزَلَ دِمَشْقَ .
و العَبْسُ بالفَتْح:نَبَاتٌ ،ذکَرَه ابنُ دُرَیْدٍ (2)،و قال أَبو حاتِمٍ ، فَارِسِیَّتُه:شابابَک (3)،و قال مَرّهً : أَو سِیسَنْبَر،و یُقَال: هُو البُرْنُوفُ ،بالمِصْرِیَّهِ ،کما سیأْتی فی مَحَلِّه.
و عَبْسٌ :جَبَلٌ ،و قِیلَ : ماءٌ بِنَجْدٍ بدِیَارِ بَنِی أَسَدٍ.
و عَبْسٌ : مَحَلَّهٌ بالکُوفَهِ نَزَلَها بنُو عَبْسٍ ،و منها العَبْسِیُّون المُحَدِّثُونَ .و من الضَّوَابِطِ أَنَّ مَن کانَ من أَهْلِ الکُوفَهِ فهو بالمُوَحَّدهِ ،مَنسوب إِلی هذه المَحَلَّه،و من کانَ من أَهْلِ الشّامِ فهو بالنون،و من کانَ من أَهْلِ البَصْرَهِ فهو بالشِّینِ المعجمه،نقله الحافِظُ .
و عَبْسٌ :اسمٌ أَصلُه الصِّفَهُ ،و هو عَبْسُ بنُ بَغِیضِ بنِ رَیْث بن غَطَفانَ بنِ سَعْدِ بنِ قَیْسِ بنِ عَیْلانَ : أَبو قَبِیلَهٍ مشهوره.و عَقِبُه المشهور من قُطَیْعَهَ ،و وَرَقَهَ ،و هو إِحدی الحَجَرات،و قد مَرَّ لها ذِکْرٌ فی م ر ر.
و عُبَیْسٌ ، کزُبَیْرٍ ،تصغیرُ عَبْسٍ و عَبَسٍ ،و قد یکونُ تَصْغِیرَ عَبّاسٍ و عابِسٍ ،علی التَّرْخِیمِ ،و قد سُمِّیَ به، منهم عُبَیْسُ بنُ بَیْهَسٍ ،و عُبَیْسُ بنُ مَیْمُونٍ -ضَعَّفُوه-:
مُحَدِّثانِ ،بل الأَخِیرُ من أَتْبَاعِ التابِعِینَ . و عُبَیْسُ بن هِشَامٍ الناشِرِیُّ ، شیخٌ للشِّیعَهِ ،أَلَّفَ فی مَذْهَبِهم.
و عَبُّوسٌ ، کتَنُّورٍ:ع ،نقله الصّاغَانِیُّ .
قال کُثَیِّرٌ یَصِفُ الظُّعُنَ :
طالِعَاتِ الغَمِیسِ مِنْ عَبُّوسٍ
سالِکَاتِ الخَوِیِّ مِن أَمْلاَلِ
و قال ابنُ دُرَیْدٍ (4): العَبْوَسُ ، کجَرْوَلٍ :الجَمْعُ الکَثِیرُ هکذا ضَبَطَه الصّاغَانِیُّ .
و تَعبَّسَ الرجلُ ،إِذا تَجَهَّمَ و تَقَطَّبَ .
*و مِمّا یُسْتَدْرَک علیه:
العَبَسُ ،محرَّکهً :الوَذَحُ .
ص:350
و عَبِسَ الثَّوْبُ ،کفَرِح:یَبِسَ علیه الوَسَخُ .و الرَّجُلُ :
اتَّسَخَ .
و العَبَسُ أَیضاً:بَوْلُ العَبْدِ فی الفِرَاشِ إِذا تَعَوَّدَه و بانَ أَثَرُه علی بَدَنِه و فِرَاشِه،علی التَّشْبِیه،و منه
17- حدیثُ شُرَیْح:
«أَنَّه کانَ یَرُدُّ مِن العَبَسِ ».
و العَوَابِسُ :الذِّئابُ العاقِدَهُ أَذْنابَها،قالَه ابنُ السِّکِّیت، و أَنْشَدَ بیتَ الهُذَلِیّ :
و لقد شَهِدْتُ الماءَ لم یَشْرَبْ بِه
زَمَنَ الرَّبِیع إِلی شُهُورِ الصَّیِّفِ
إِلاّ عَوَابِسُ کالمِرَاطِ مُعِیدَهٌ
باللَّیْلِ مَوْرِدَ أَیِّمٍ مُتَغَضِّفِ (1)
و قد أَعْبَسَ الذِّئْبُ ،و قال أَبو تُرابٍ :هو جِبْسٌ عِبْسٌ لِبْسٌ ،إِتْبَاعٌ .
و العَبْسَانِ :اسمُ أَرضٍ ،قال الراعِی:
أَشاقَتْکَ بالعَبْسَیْنِ دَارٌ تَنَکَّرَتْ
مَعارِفُها إِلاَّ البِلاَدَ البَلاقِعَا (2)
و أَبُو الفَرَج عبدُ القاهرِ بنُ نَصْرِ بنِ أَسَدِ بنِ عَبْسُونٍ ، قاضِی سِنْجارَ،رَوَی عن أَبِیه،عن أَنَسٍ ،بخَبَرٍ باطلٍ ، و عنه أَسْعَدُ بنُ یَحْیَی.
و محمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ عَبْسُونٍ البَغْدَادِیُّ ،عن الهَیْثَم بن خَلَفٍ الدُّورِیِّ .
و العَبّاسِیَّهُ :قَریهٌ بخالِصِ بَغْدَادَ،غیرُ الّتِی فی نَهْرِ المَلِک.
و مَحَلَّهٌ کانَتْ ببغدادَ قُرْبَ بابِ البَصْرَه،و قد خَرِبَت الآنَ ،تُنْسَب إِلی العَبّاس بنِ محمّد بن علیّ بن عبد اللّه بن عَبّاس .
و العَبْسِیَّهُ :ماءَهٌ بالعُرَیْمَه (3)بَین جَبَلَیْ طَیِّیءٍ،الثلاثَهُ (4)نَقَلَها الصاغَانیّ .
و مُنْیَهُ العَبْسِیّ قَرْیَهٌ بغَرْبِیَّهِ مِصْر،منها العِزُّ بن عبدالعزیز بن محمّد بن محمّد بن محمّد القاهِرِیُّ ،ناظِر دِیوَانِ الأَحْبَاسِ ،مات سنه 898.
و عَبْسُ بنُ عَامِر بنِ عَدِیّ السُلَمِیّ :صَحَابِیٌّ عَقَبیٌّ بَدْرِیٌّ .
و عَبْسُ بنُ سُمَارَهَ بنِ غالِبِ بنِ عَبْدِ اللّه بنِ عَکِّ بنِ عُدْثانَ :قَبِیلهٌ عظیمهٌ بالیَمَنِ تَحْتَوِی علی شُعُوبٍ و أَفْخَاذٍ، یُذْکَرُ بعضُها فی مواضِعها.
*و مِمَّا یُسْتَدْرَک علیه:
العَبَنْفَسُ ،کسَفَرْجَلٍ ،بالفَاءِ:مَن جَدَّتاه عَجَمِیَّتَان، کالعَبَنْقَسِ ،بالقاف،کذا فی اللِّسَان.
عَبْقَسٌ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ (5):
العَبْقَسُ و العُبْقُوسُ کجَعْفَرٍ و عُصْفُورٍ:دُوَیْبَهٌ ،و کذلک العَبْقَصُ و العُبْقُوصُ ،بالصاد.
قال: و العَبَنْقَسُ ،کسَفَرْجَلٍ :السَّیِّئُ الخُلُقِ .و أَیْضاً:
الناعِمُ الطَّوِیلُ من الرِّجالِ ،قال رُؤْبَه:
شَوْقَ العَذَارَی العَارِمَ العَبَنْقَسَا
و العَبَنْقَسُ : الذی جَدَّتَاه مِنْ قِبَلِ أَبَوَیْهِ أَعْجَمِیَّتان ، کالعَقَنْبَسِ ،و قد قِیلَ :إِنّه بالفاءِ،کما تَقَدَّمَ .و قال ابنُ السِّکِّیت:هو الذی جَدَّتاه مِنْ قِبَل أُمِّه[و أَبیه] (6)أَعجَمِیَّتَانِ ،و امْرَأَتُه أَعْجَمِیَّهٌ .و الفَلَنْقَسُ :الذی هو عَربیٌّ لعَرَبِیَّتیْنِ (7)،وجَدَّتاه مِنْ قِبَلِ أَبَویْهِ أَمَتَانِ ،و امرأَتُه عَربیَّه.
و العَبْقَسِیُّ :نِسْبَهٌ إِلی عَبْدِ القَیْسِ القَبِیلَهِ المَشْهُورَهِ ، کالعَبْدَرِیِّ :إِلی عبدِ الدّارِ،و یُقَال أَیضاً:العَبْدِیُّ ،و قد تَقدَّم ذلک فی ع ب د.
و العَبَنْقَساءُ :الرَّجُلُ النَّشِیطُ ،فِیمَا یُقَال،کما فِی العُبَابِ .
و العَبَاقِیسُ :بَقَایَا عَقِبِ الأَشْیَاءِ،کالعَقَابِیلِ ،نقلَه الصّاغَانِیُّ عن ابنِ عَبّادٍ،و سَیَأْتِی فی«عقبس»و قال غیرُه:
یَجُوزُ أَنْ تَکُونَ السینُ بَدَلاً من الّلامِ .
ص:351
*و مِمَّا یُسْتَدْرَک علیه:
عَبْقَسٌ :من أَسْمَاءِ الدّاهِیَهِ ،نقلَه صاحبُ اللّسَان.
عَتَّاسٌ ،کشَدَّادٍ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحبُ اللِّسَانِ ،و قال الصّاغَانِیُّ :هو جَدُّ وَالدِ إِسْمَاعیلَ بنِ الحَسَن بنِ عَلِیٍّ المُحَدِّثِ . قلتُ :هو الصَّیْرَفِیُّ ،رَوَی عن الحُسَیْنِ بنِ یَحْیَی بنِ عَیّاشٍ القَطَّانِ .
العترس ،کجَعْفَرٍ و عَذَوَّرٍ (1):الحادِرُ الخَلْقِ العَظِیمُ الجَسِیمُ العَبْلُ المَفَاصِلِ مِنّا،کالعَرْدَسِ ، و الضَّخْمُ المَحَازِمِ (2)مِنَ الدَّوَابِّ ،نقله الصّاغَانِیُّ .
و العَتْرَسُ ،کجَعْفَرٍ: الأَسَدُ ، کالعَتْرِیس .
و العَتْرَسُ : الدِّیک، کالعُتْرُسَانِ ،بالضّمّ ،کِلاهما عن أَبی عَمْرو.
و العِتْرِیسُ ،بالکَسْر:الجَبَّارُ الغَضْبانُ ،و قال اللَّیْثُ :هو الغُولُ الذَّکَرُ،و قیل: العِتْرِیسُ : الدّاهِیَهُ ،قال ابنُ فارِسٍ :
التاءُ فیه زائدهٌ ،و إِنما هو من عَرِسَ الشیْ ءَ،إِذا لَزِمَه، کالعْنْتَرِیسِ ،و النُّونُ زائِدَهٌ .
و العَتْرَسَهُ :الأَخْذُ بالشِّدَّهِ و بالجَفَاءِ و العُنْفِ و الغِلْظَهِ .
و قیل:هو الأَخْذُ غَصْباً،یُقَال:أَخَذَ مالَه عَتْرَسَهً و عَتَرْسَهُ مالَه،مُتَعَدٍّ إِلی مَفْعُولینِ ،أَی غَصَبَه إِیَّاه و قَهَرَه.
و عَتْرَسَه :أَلْزَقَه بالأَرْضِ ،و قِیلَ :جَذَبَه إِلیهَا و ضَغَطَه ضَغْطاً شَدِیداً.
و العَنْتَرِیسُ :النّاقَهُ الغَلِیظَهُ الصُّلْبَهُ الوَثِیقَهُ الشَّدِیدَهُ الکَثِیرَهُ اللَّحْمِ الجَوَادُ الجَرِیئَهُ ،و قد یُوصَفُ به الفَرَسُ ،قال أَبُو دُوَادٍ یَصِفُ فرَساً:
کُلّ طِرْفٍ مُوَثَّقٍ عَنْتَرِیسٍ
مُسْتَطِیلِ الأَقْرَابِ و البُلْعُومِ (3)
قال سِیبَوَیْهِ :هو مِن العَتْرَسَهِ الَّتِی هی الشِّدَّهُ ،لم یَحْکِ ذلِکَ غیرُه.قالَ الجَوْهَرِیُّ :النُّونُ زائِدَهٌ ؛لأَنّه مُشْتَقٌّ من العَتْرَسَهِ .*و مِمَّا یُسْتَدْرَک علیه:
العَتْرَسُ و العَتَرَّسُ و العِتْرِیسُ :الضابِطُ (4)الشَّدِیدُ.
و عِتْرِیسٌ :اسمٌ للشَّیطان.و العَنْتَرِیسُ :الشُّجَاع.
العجْسُ ،مُثَلَّثهَ العَیْنِ :مَقْبِضُ القَوْسِ الذِی یَقْبِضُه الرّامِی منها،و قِیلَ :هو مَوْضِعُ السَّهْمِ منها،و کذلک عُجْزُها، کالمَعْجِسِ ،کمَجْلِسٍ ،و قالَ أَبو حَنِیفَهَ ،رحِمَه اللّه: عَجْسُ القَوْسِ :أَجَلُّ مَوْضِعٍ فیها و أَغْلَظُه، و قولُ الرّاجِزِ:
و فِتْیهٍ نَبَّهْتُهُم بالعجْسِ
قِیلَ : طائِفَهٌ مِنْ وسَطِ اللَّیْلِ ،کأَنَّه مأْخُوذٌ من عَجْسِ القَوْسِ ،یُقَال:مَضَی عَجْسٌ من اللَّیْلِ .أَو عَجْسُ الشّیْ ءِ:سَوادُ اللَّیْلِ أَو غیرِه أَو آخِرُه ،عن اللَّیْث.
و عَجَسَه عن حاجَتِه یَعْجِسُه (5) عَجْساً : حَبَسَه عنها ، و کذلک تَعَجَّسَه .
و عَجَسَه أَیضاً: قَبَضَه ،کذا فی العُبَاب.
و العَجُوسُ ،کصَبُورٍ: السَّحَابُ الثَّقِیلُ الذی لا یَبْرَحُ .
و العَجُوسُ : المَطَرُ المُنْهَمِرُ فلا یُقْلِعُ ،قال رُؤْبَهُ :
أَوْطَفَ یَهْدِی مسْبِلاً عَجُوسَا
و عَجَسَتْ به الناقَهُ تَعْجِسُ عَجْساً : نَکَبَتْ بِهِ عن الطَّرِیقِ مِن نَشَاطِهَا ،و کذلک تَعَجَّسَتْ ،قال ذو الرُّمَّه:
إِذَا قالَ حادِینَا أَیَا عَجَسَتْ بِنَا
صُهَابِیَّهُ الأَعْرافِ عُوجُ السَّوَالِفِ (6)
و یُرْوی: عَجَّسَتْ بِنَا،بالتَّشْدِید،کما ضَبَطَه الأُمَوِیّ ، فهی لغاتٌ ثلاثٌ ،ذکرَ الصّاغَانِیُّ منها وَاحِدَهً و قلَّدَه المصنِّف،و أُغْفِلَ عن الاثنتین.
و الأَعْجَسُ :الشَّدِیدُ العَجْسِ ،أَی الوَسَطِ . نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .
ص:352
و العَجَاسَاءُ ،ممدُوداً: القِطْعَهُ العَظِیمَهُ من الإِبلِ قال الراعِی (1)یَصف إِبِلاً:
إِذا سَرَحَتْ مِن مَنْزِلٍ نَامَ خَلْفَهَا
بِمَیْثَاءَ مِبْطَانُ الضُّحَی غَیْرَ أَرْوَعَا
و إِن بَرَکْت مِنْهَا عَجَاساءُ جِلَّهٌ
بِمَحْنِیَهٍ أَشْلَی العِفَاسَ و بَرْوَعَا (2)
العِفَاسُ و بَرْوَع:اسمُ ناقَتَیْنِ .
یقول:إِذا اسْتَأْخَر من هذِه الإِبِلِ عَجَاسَاءُ دَعَا هاتَیْنِ الناقَتَیْنِ فتَبِعَهُمَا الإِبِلُ .قال ابنُ بَرِّیّ :و هو فی شِعْره:
«خذلت» (3)أَی تَخلَّفتْ .
و العَجَاسَاءُ :الإِبلُ العِظَامُ المَسَانُّ . و یُقْصَر ،قال:
و طافَ بالحَوْضِ عَجَاسَا حُوُسُ
و أَنْکَر أَبُو الهَیْثمِ القَصْرَ،قال ابنُ بَرِّیّ :و لا تَقُل:جَمَلٌ عَجَاسَاءُ .
و العَجاسَاءُ أَیضاً:القِطْعهُ مِن اللَّیلِ .
و العَجاسَاءُ : الظُّلْمَهُ المُتَراکِمَهُ ، ج عَجاساءُ ،بالمَدِّ أَیضاً فالمُفْرَدُ و الجمعُ سَواءٌ،هکذا مُقْتَضَی صَنِیعِه،و الذی فی کتاب الأُرْمَوِیّ أَنَّ الجَمعَ بالمَدِّ المُفْرَدَ بالقَصْرِ،فلْیُتَأَمَّلْ .
و قال أَبو عُبَیْدَهَ : العَجَاسَاءُ : المَوَانِعُ من الأُمُورِ ،یُقَال:
عَجَسَتْنِی عَجَاسَاءُ الأُمُورِ عَنْک.
و عَجَاسَاءُ :رَمْلَهٌ عَظِیمَهٌ بعَیْنِهَا ،نقله الصّاغَانیُّ .
و العَجُسُ ،کنَدُسٍ :العَجُزُ،ج: أَعْجَاسٌ ،کأَعْجَازٍ، قالَهُ أَبو حَنِیفَهَ ،و أَنشدَ لِرُؤْبَهَ :
و عُنُقٌ تَمَّ و جَوْزٌ مِهْرَاسْ
و مَنْکِبَا عِزٍّ لَنَا و أَعْجَاس
و العُجْسَهُ ،بالضّمِّ :السّاعَهُ من اللَّیْلِ ،و هی الهُتْکَهُ و الطَّبِیقُ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ . و العُجُوسُ ،مُقْتَضَی سِیَاقِه الفَتْحُ ،و نَقَلَه فی التَّکْمِلَه، و الصوابُ بالضّمِّ ،و هو إِبْطاءُ مَشْی العَجاسَاءِ من الإِبِلِ ، عن ثَعْلَبٍ ،و هی النّاقَهُ السَّمِینَهُ تَتَأَخَّرُ عن النُّوقِ لِثِقلِ قَتَالِهَا،و قَتَالُهَا:شَحْمُها و لَحْمُها.
و العِجَّوْسُ ، کعِلَّوْصٍ :العِجَّوْلُ (4)وَزْناً و معْنًی،عن ابنِ عَبّادٍ.
و فَحْلٌ عَجِیسٌ ،کخَسِیسٍ ،و عَجِیسَاءُ و عَجَاسَاءُ :عاجِزٌ عن الضِّرَاب،و هو الذی لا یُلْقِحُ .
و العِجِّیسَی ،کخِلِّیفَی :اسمُ مِشْیَه بَطِیئَه ،و قال أَبو بَکْرِ بنُ السَّرّاجِ : عَجِیسَاءُ مثْلُ قَرِیثَاءَ.
و فی الأَمْثَال:«لا آتِیکَ سَجِیسَ عَجِیسٍ ،کلاهما کأَمِیرٍ،کما ضَبَطَه الصاغَانیُّ ،و الصوابُ أَن عُجَیْساً مُصغَّرٌ (5)،أَی طُول الدَّهْرِ،لأَنَّه یَتَعَجَّسُ ،أَی یُبْطِئُ فلا یَنْفَذُ أَبداً،و قد تقدّم فی«س ج س».
و تعَجَّس أَمْرَه:تَتَبَّعَه و تَعَقَّبه ،و منه
17- حَدِیثُ الأَحْنَفِ :
« فیتعَجَّسُکُم فی قُریشٍ ». أَی یَتَتَبَّعُکُم (6).
و یُقَال: تَعَجَّسَتِ الأَرْضَ غُیوثٌ ،إِذا أَصابَها غَیْثٌ بَعْدَ غَیْثٍ فتَثَاقلَ علیها.
و تَعَجَّسَ الرجُلُ :خَرجَ بِعُجْسَهٍ من اللَّیْلِ ،أَی بسُحْرَهٍ ، و کأَنَّه أَخَذَه من قَوْلِ زُهَیرٍ.
بَکَرْنَ بُکُوراً و اسْتَعَنَّ بِعُجْسهٍ (7)
علی ما رَواهُ ابنُ الأَعْرَابِیِّ ،لِیُطَابِقَه
16- بالرِّوَایَهِ المشهوره و هی: «واسْتَحَرْن بِسْحْرهٍ ».
و تعَجَّسَ بهِم:حَبَسَهُمْ ،عن شَمِرٍ؛و لا یَخْفَی أَنَّ هذا لو ذَکَرَه عند عَجَسَه عن حاجَتِه،کان أَصابَ ؛فإِنَّ المَعْنَی وَاحدٌ،فلا یُنَاسِبُ تَفْرِیقُهما.
و تعَجَّسَ بهم إِذا أَبْطَأَ بهِم و تَأَخَّرَ ،یُقَال: تعَجَّسَتْ بی الرّاحِلَهُ .
ص:353
و تَعَجَّس فُلاناً:عَیَّرَهُ علی أَمْرٍ أَمَرَه به.
و تَعَجَّسَه عِرْقُ سَوْءٍ و تَعَقَّلَه و تَثَقَّلَه،إِذا قَصَّرَ به عن المَکَارِمِ ،عن شَمِرٍ،و منه
16- الحَدِیثُ : « یَتَعَجَّسُکُم عِنْدَ أَهْلِ مَکَّهَ ». أَی یُضَعِّفُ رَأْیَکُم عِنْدَهم.
و المُتَعَجِّسُ :الْمُتَشَمْرِ ،و قد ذُکِر فی مَوْضِعه.
*و مِمّا یُسْتَدْرَک علیه:
العَجْسُ :شِدَّهُ القَبْضِ عَلَی الشّیْ ءِ.
و عِجْسُ السَّهْمِ ،بالکَسْرِ:ما دُونَ رِیشِه.
و عَجِیسَاءُ اللَّیْلِ :ظُلْمَتُه المُتَراکِمَهُ .
و عَجَسَت الدّابَّهُ تَعْجِسُ عَجَسَاناً :ظَلَعَتْ .
و العَجْسَاءْ :النّاقَهُ العَظِیمَهُ الثَّقِیلهُ الحَوْسَاءُ،أَی الکَثِیرَهُ الأَکْلِ .
و العَجِیساءُ :مِشْیَهٌ فیها ثِقَلٌ .
و عَجَّسَ و تَعَجَّس :أَبْطَأَ.
و لا آتِیکَ عُجَیْسَ الدَّهْرِ،أَی آخِرَه.
و العَجَاسَی ،بالقَصْر:التَّقَاعُسُ .
و عَجْسَاءُ :مَوْضِعٌ .
و العَیْجُوسُ :سَمَکٌ صِغَارُ یُمَلَّحُ .
و تَعَجَّسَه ،إِذا ضَعَّفَ رَأْیَه.
و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ : العُجْسَه ،بالضّمِّ :سَوَادُ اللیلِ ،و به فسَّرَ قَول زُهَیْرٍ حَسبَمَا رواه،قالَ :و هذا یَدُلُّ علی أَنَّ مَن
16- رَواه: «و اسْتَحَرْنَ بِسُحْرَهٍ » (1). لم یُرِدْ تَقْدِیم البُکورِ علی الاسْتِحار.
و تَعَجَّس :تَأَخَّر.
و بنو العَجِیسِ ،کأَمِیرٍ:قَبِیلَهٌ من البَرْبَرِ بالمَغْرِب،و منهم عالِمُ الدنیا أَبو عَبْدِ اللّه مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِی بَکْرِ بن محمّد بن مَرْزُوقٍ العَجِیسِیُّ التِّلِمْسَانِیُّ ،یُعَرَفُ بحَفِیدِ ابنِ مَرْزُوقٍ ،و بابْنِ مَرْزُوقٍ ،وُلِد سنه 766،و أَخَذَ عن ابن عَرَفَهَ ،و البُلْقِینیِّ ،و ابن الملَقِّن، و العِرَاقیِّ ،و مات بتِلِمْسَانَ سنه 842.
العَجَنَّسُ ،کعَمَلَّسٍ ،أَهمَلَه الجَوْهریُّ ،و قال السِّیرافیُّ :هو الجَمَلُ الضَّخْمُ الشَّدیدُ مع ثِقَلٍ و بُطْ ءٍ، و قِیلَ :هو الصُّلْبُ الشَّدیدُ ،و قد أَوْرَدَ الجَوْهَریُّ هذا الحَرْفَ فی«ع ج س»بناءً علی أَنَّ النُّونَ زائدهٌ ،و أَنْشَدَ للعَجّاج:
یَتْبَعْنَ ذا هَدَاهِدٍ عَجَنَّسَا
إِذَا الغُرَابان به تَمَرَّسَا
قالَ ابنُ بَرِّیّ :لیسَ البَیْتُ للعَجَّاجّ ،و هو لجُرَیّ الکاهلیّ ،و قال الصّاغَانیُّ :و للعَجّاج أُرْجوزَهٌ [أَوَلها] (2).
یا صاحِ هلْ تَعْرفُ رَسْماً مُکْرِسَا
و لیسَ ما ذَکَرَه الجَوْهَریُّ منها،و إِنّمَا هو لِعلْقَهَ التَّیْمیّ ، و أَنشدَه أَبو زِیَادٍ الکِلابیُّ فی نَوَادرِه لسِراجِ بن قُوَّهَ الکِلابیِّ .
قلت:و أَنْشَدَ الأَزْهَریُّ للعَجّاج:
عَصْباً عَفَرْنَی جُخْدُباً عَجَنَّسَا (3)
فظَهَرَ بمَجْموع ما ذَکَرْنا أَنَّ الجَوْهَریَّ لم یَتْرُکْه،و إِنما ذَکَرَه فی مَوْضِعِه؛لزیادَه نُونه عندَه،فکتَابَه المصَنِّف إِیّاه بالحُمْرَه مَحَلُّ نَظَرٍ،و قد یَخْتَارُ فی کتَابه مثْلَ هذا کثیراً فیَظُنُّ مَن لا اطِّلاعَ له علی الأُصول المصَحَّحه أَنَّه مما اسْتُدْرِکَ به علیه و لیسَ کما ظَنَّ ،فتأَمَّلْ .
و قد أُغْفِلَ عن ذِکْر الجَمْع،و قدْ صَرَّح الأَزْهَریُّ أَنَّ جمْعَه عَجَانِسُ ،بحذف الثَّقیلَه؛لأَنَّهَا زائده.
و العَجَانس :الجِعْلانُ ،مَقْلُوبَهُ (4)الجَعَانس ،عن ابن عَبّادٍ،و قد سَبَق ذِکْره.
*و ممّا یسْتَدْرَک علیه:
العَجَنَّس :الضَّخْمُ من الغَنَمِ ،أَوْرَدَه الأَزْهَریُّ .
و العَجَنَّس :الأَسَد،أَوْرَدَه الصّاغَانیُّ .
و أَحْمَد بنُ محَمَّد بن العَجَنَّس العَجَنَّسیُّ النَّسَفیُّ ، محَدِّثٌ ،رَوَی عن سَعِید بن عَبْد الرّحْمن بن حَسّانَ .
العَدَبَّسٌ ،کعَمَلَّسٍ ،و کجَعْفَر أَیضاً،کما فی
ص:354
المحْکَم: الشَّدید المُوَثَّقُ الخَلْقِ العَظیمُ من الإِبل و غَیْرَها، ج عَدَابس ،قال الکُمَیْتُ یَصفُ صائداً:
حتَّی غَدَا و غَدَا لَهُ ذُو بُرْدَهٍ
شَثْنُ البَنَانِ عَدَبَّسُ الأَوْصَالِ
و العدبس ،کجَعْفَرٍ و عَمَلَّسٍ : الشَّرِسُ الخُلُقِ من الإِبِلِ ،عن ابنِ دُرَیْدٍ. و قِیلَ :هو الضَّخْمُ العَظِیمُ (1)منها، و به سُمِّیَ الرجلُ عَدَبَّساً.
و العَدَبَّسُ : رَجُلٌ کِنَانِیٌّ مِن أَعْرَاب کِنَانهَ .
و أَبو العَدَبَّسَ الأَکْبَرُ: مَنِیعُ بنُ سُلَیْمَانَ الأَسَدِیُّ ، و یُقَال:الأَشْعَرِیُّ ، تابِعِیٌ ،یَرْوِی عن عُمَرَ بنِ الخَطّابِ ، رضِیَ اللّه عنه،و عنه عاصِمٌ الأَحْوَلُ .و أَما أَبُو العَدَبَّسِ الأَصْغَرُ،قال أَبو حاتم:اسمُه تُبَیْعُ (2)بنُ سُلَیْمَان،و قال فی مَوضعٍ آخَرَ:لا یُسَمَّی.رَوَی عن أَبی مَرْزُوق،و عنه أَبو العَنْبَس (3).و سیأْتی فی«ت ب ع».
و فاتَه جَعْفَرُ بنُ محمّد الکِنْدِیُّ ابنُ بِنْتِ عَدَبَّسٍ ،شیخُ تَمَّامٍ .
*و مِمّا یُسْتَدْرَک علیه:
عَدَبَّسٌ :طَوِیلٌ ،و قَصِیرٌ،عن ابنِ عَبّادٍ،ضِدٌّ.
و العَدَبَّسَهُ :الکُتْلَهُ (4)من التَّمْرِ،نَقَلَه ابنُ الأَعْرَابِیِّ .
و عبدُ اللّه بنُ أَحْمَدَ العَدَبَّسِیُّ الدِّمَشْقِیُّ ،و یُعْرَفُ بابنِ عَدَبَّسٍ ،رَوَی عن إِبراهِیمَ بنِ یَعْقُوبَ الجُوزجانِیِّ ،و عنهُ الدّارَقُطْنِیُّ .ماتَ بعدَ العِشْرِینَ و الثّلاثِمِائَه.ذَکَره السَّمْعَانِیُّ .
عَدَسَ یَعْدِسُ عَدْساً مِن حَدِّ ضَرَبَ : خَدَمَ ، عن أَبِی عَمْرٍو،و نقلَه ابنُ القَطَّاع أَیضاً. و عَدَسَ فی الأَرْضِ یَعْدِسُ عَدْساً ،بالفَتْحِ ، و عَدَسَاناً ،مُحَرَّکهً ، و عِدَاساً ،ککِتَابٍ ،و هذانِ عن ابنِ عَبّادٍ، و عُدُوساً ، کقُعُودٍ: ذَهَبَ ،یُقَال: عَدَسَتْ به المَنِیَّهُ ،قالَ الکُمَیْت:
أُکَلِّفُهَا هَوْلَ الظَّلامِ و لَمْ أَزَلْ
أَخَا اللَّیْلِ مَعْدُوساً إِلیَّ و عَادِسَا
أَی یُسَارُ إِلیَّ باللَّیْلِ .
و عَدَسَ المالَ عَدْساً :رَعَاهُ ،عن ابنِ عبّاد.
و العَدْسُ ،بالفتح: الحَدْسُ ،وَزْناً و مَعْنًی،و هو الذَّهاب فی الأَرض کما تقدَّم.
و العَدْسُ و الحَدْسُ : شِدَّهُ الوَطْ ءِ علی الأَرْضِ .
و العَدْسُ و الحَدْسُ : الکَدْحُ .
و من أَسْماءِ العربِ عُدَسُ و حُدَسُ ، کزُفَر ،قال الجوْهرِیُّ :و عُدَسُ مِثْلُ قُثَمَ :اسمُ رجُلٍ ،و هو زُرَارهُ بنُ عُدَسَ ، أَو صوابُه عُدُسٌ ، بِضمَّتَیْنِ ،اسمُ رجُلٍ ،کما قالَهُ ابنُ برِّیّ ،و قال:رواه ابن الدِّینارِیّ (5)عن شُیوخِه. أَو عُدُسُ بنُ زَیْدِ بنِ عبدِ اللّه بنِ دَارِمٍ من تَمِیم، بضَمَّتَیْنِ خاصَّهً ، و منْ سِواهُ کزُفَرَ ،قال ابنُ بَرِّیّ :و کذلک یَنْبَغِی فی زُرَارهَ بنِ عُدُس ،فإِنّه من وَلَد زَیْدٍ أَیضاً.
قلْت:و هذه الضابطَهُ الَّتِی نقَلها ابنُ بَرِّیّ قد صَرَّحَ بها ابنُ حَبِیب فی کِتاب«مُخْتَلِف القَبَائِل»أَیضاً هکذا.
و عُدُسٌ المذکور من تَمِیمٍ من ذُرِّیَّتِه صَحابَهٌ و أَشْرَافٌ .
قالَ الحافِظُ لکن فی الصَّحابَهِ وَکِیعُ بنُ عُدُسٍ ،بضمتین، نعم قالَ أَحمَدُ بنُ حَنْبَلٍ :إِنَّ الصوابَ أَنَّه بالحاءِ المُهْمَلَه (6).و کلامُ المُصَنِّفِ ،رحمه اللّه،هنا غیرُ مُحَرَّرٍ، فإِنّه خَلَطَ کلامَ الجَوْهَرِیِّ مع کلامِ ابنِ بَرِّیٍّ و إِیرادِه،و لو اقتصرَ علی ذِکْرِ الضّابِطَهِ المَشْهُورَهِ لأَصابَ ،فتَأَمَّلْ .
و العَدُوسُ ،کصَبُورٍ: الجَرِیئَهُ القَوِیَّهُ ،عَلَی السَّیْرِ،عن ابنِ عَبَّادٍ.
و رَجُلٌ عَدُوسُ السُّرَی:قَوِیٌّ علیه ،و الذی نَصُّوا علیه:
رَجُلٌ عَدُوسُ اللَّیْلِ ،أَی قَوِیٌّ عَلَی السُّرَی.هکذا نَصُّ عِبارتِهم،و کذلک الأُنْثَی بغیرِ هاءٍ،یکونُ فی النّاسِ و الإِبِلِ ،و قال جَرِیر:
لَقَدْ وَلَدَتْ غَسّانُ ثَالِثَهَ الشَّوَی
عَدُوسَ السُّرَی لا یَقْبَلُ الکَرْمَ جِیدُهَا
ص:355
یَعْنِی ضَبُعاً.و ثالِثَهُ الشَّوَی:یَعْنِی أَنَّهَا عَرْجَاءُ،فکأَنّهَا علی ثَلاثِ قَوَائمَ ،کأَنَّه قال:مَثْلُوثَه الشَّوَی (1).
و العَدَسُ ،مُحَرَّکهً : حَبٌّ ،م ،معروفٌ ،و یُقَال له:
العَلَسُ و البَلَسُ ، و العَدَسَهُ ،بهاءٍ: وَاحِدَتُه ،و إِنَّما خالَفَ هُنَا قاعِدَتَه لِیُفَرِّعَ علیه ما یأْتِی بَعْدَه من المَعْنَی،و قد یَفْعَلُ ذلِک أَحْیَاناً من بابِ التَّفَنُّنِ .
و قالَ اللَّیْثُ : العَدَسَهُ : بَثْرَهٌ صَغِیرَهٌ شَبِیهَهٌ بالعَدَسَه تَخْرُجُ بالبَدَنِ مُفَرَّقهً کالطّاعُونِ فَتَقْتُلُ غالِباً،و قَلَّما یسْلَم منها، و قد عُدِسَ ،کعُنِیَ ،فهو مَعْدُوسٌ :خَرَجَ به ذلِکَ .
و
17- فی حَدِیثِ أَبِی رافع: «أَنَّ أَبا لَهَبٍ رَماهُ اللّه بالعَدَسَهِ ». و هی من جِنْسِ الطّاعُونِ ،کما صَرَّحَ به غَیْرُ وَاحِدٍ،و کانَتْ قُرَیْشٌ تَتَّقِی العَدَسهَ و تَخَافُ عَدْوَاها.
و عَدَسْ و حَدَسْ : زَجْرٌ للبِغالِ خاصَّهً ،عن ابنِ دُرَیْدٍ، و العَّامَّهُ تقول:عَدْ،قالَ بَیْهَسُ بنُ صُرَیْمٍ الجَرْمِیُّ :
أَلاَ لَیْتَ شِعْرِی هَلْ أَقُولَنْ لِبَغْلَتِی
عَدَسْ بَعْدَما طالَ السِّفَارُ و کَلَّتِ
و قد یُعْرَبُ فی ضَرَورَهِ الشِّعْر (2).
و عَدَسْ : اسمٌ للبَغْلِ أَیضاً ،یُسَمُّونه بتَسْمِیَهِ الزَّجْرِ و سَبَبِه،لا أَنَّه اسمٌ له؛لأَنَّ أَصْلَ عَدَسْ فی الزَّجْر،فلما کَثُرَ فی کَلامِهم و فُهِمَ أَنَّه زَجْرٌ سُمِّیَ به،کما قِیلَ للحِمَارِ:
سَأْسَأْ،و هو زَجْرٌ له فسُمِّیَ به،و له نَظَائِرُ غَیْرُه،قالَ یَزِیدُ بن مُفَرِّغٍ یُخَاطِبُ بَغْلَتَه:
عَدَسْ ما لعَبَّادٍ عَلَیْک إِمارَهٌ
نَجَوْتِ و هذا تَحْمَلینَ طَلیقُ
فَإِنْ تَطْرُقِی بابَ الأَمیرِ فَإِنَّنی
لکُلِّ کَریمٍ ماجِدٍ لَطَرُوقُ
سأَشْکُر ما أُولِیتُ منْ حُسْن نِعْمَهٍ
وَ مِثْلی بشُکْرِ المُنْعِمینَ خَلیقُ
17- و عَبَّادٌ هذا:هو عَبَّاد بنُ زِیَاد بن أَبی سُفْیَانَ ،و کانَ قد وَلاَّه معَاویَهُ سِجِسْتَانَ ،و أَصْحَبَ معَه یَزِیدَ المَذْکُورَ،فحَبَسَه خَوْفاً من هِجَائه،فافْتَکَّه معَاویَهُ ، و القصّهُ طَویلهٌ فانْظُرْهَا فی حَوَاشِی ابن بَرِّیّ (3).
و
16- قالَ الخَلیلُ : عَدَسْ : اسم رَجُلٍ کان عَنِیفاً بالبِغالِ أَیّام سُلَیْمانَ ،صَلَوَاتُ اللّه و سَلامه علیه ،کانَتْ إِذا قیلَ لها:
عَدَسْ ،انْزعَجَتْ . و هذَا غیر مَعْروفٍ فی اللُّغَه.
أَو هو بالحاءِ ،رَواه الأَزْهریُّ عن ابن أَرْقَمَ ، و قد تقدَّم فی مَوضعه.
و عَدَسْتُ به:قلتُ له: عَدَسْ ،وزاد الصّاغَانیُّ :و عَدَّسْتُه أَیضاً،و قال ابنُ القَطَّاع: عَدَسَ الدَّابَّهَ :زَجَرهَا لتَنْهَضَ ، عُدُوساً .
و عبد اللّه و عَبْد الرَّحْمن ابنا عُدَیْس بن عَمْرو بن عُبَیْدٍ البَلَویّ ، کزُبَیْرٍ:صَحابیَّان ،نَزَل عبد اللّه مِصْرَ،و یقَال:إِنّه بَایَعَ تَحْتَ الشَّجَرَه.و عبد الرَّحْمن ممَّنْ بَایَعَ تحتَ الشَّجره، و کانَ أَمیرَ الجَیْش القادِمِینَ من مِصْرَ لحِصَار عثْمَانَ ،رضیَ اللّه عنه،رَوَی عنه جَمَاعَه فی دِمَشْقَ .
و عَدَّاسٌ ، کشَدَّادٍ:اسمٌ ،و منهم عَدَّاسٌ :مَوْلَی شَیْبَهَ بن رَبیعَهَ ،من أَهْل نِینَوَی،المَوْصلیُّ ،له ذِکْرٌ فی الصَّحَابَه، و إِلیه نُسِبَ البُسْتَانُ فی الطّائف،و قد دَخَلْتُه.و
14- ذَکَرَه السُّهَیْلیُّ فی الرَّوْض،و قَال: هو غُلامُ عُتْبَهَ بنِ رَبیعَهَ و شَیْبهَ ابنِ رَبیعَهَ ،و فیه«أَنَّ عَدَّاساً حین سَمِعَ رَسولَ اللّه صلّی اللّه علیه و سلم یَذْکُر یُونُسَ بنَ مَتَّی علیه السّلامُ قالَ :و اللّه لقَدْ خَرَجْتُ منها، یَعْنِی نِینَوَی و ما فیهَا عَشَرَهٌ یَعْرِفُونَ مَا مَتَّی،فمِن أَینَ عَرَفْتَ مَتَّی و أَنتَ أُمِّیٌّ ،و فی أُمَّهٍ أُمِّیّهٍ ؟فقالَ صلّی اللّه علیه و سلم:هو أَخی،کانَ نَبِیًّا و أَنا نَبِیٌّ » (4).
و عَدَسَهُ ،بالتَّحْریک:من أَسْمَاءِ النِّسَاءِ.
و بَنُو عَدَسَهَ :فی طَیِّئٍ ،و فی کَلْبٍ أَیْضاً بَنُو عَدَسَهَ .
ص:356
*و ممَّا یُسْتَدْرَک علیه:
عَدَسَ الرَّجلُ عَدْساً ،إِذا قَوِیَ علی الشَّرِّ،نَقَلَه ابنُ القَطَّاع.
و عُدَیْسَهُ ابنهُ أُهْبَانَ بن صَیْفیِّ ،لهَا ذِکْرٌ فی التِّرْمِذیِّ .
و محَمّد بنُ عُدَیْسٍ الکُوفیُّ ،عن یُونُسَ بن أَرْقَمَ ،و أَبو عُدَس أُبِّی بن عُرَین الکَلْبی،شاعرٌ،مُخْتَلَفٌ فی داله.
و أَبو الحسَیْن محَمَّد بنُ عَبْد اللّه بن عَبْدَک (1)الجُرْجَانیُّ العَدَسیّ ،عن القَاسم بن أَبی حَکیمٍ .
و أَبو بَکْرٍ محَمَّد بنُ یوسفَ العَدَسِیُّ ،جُرْجانیٌّ أَیضاً، تَفَقَّه و حَدَّثَ عن أَبی القَاسم البَقَّالیّ .
و عُدَسُ بنُ عاصِم بن قَطَنٍ ،ذَکَر ابنُ قانعٍ أَنَّ له وِفَادهً .
و عُدَس بنُ هَوْذَهَ البَکَّائیّ ،ذَکَرَه الدارَقُطْنیّ (2)فی الصَّحابَه.
و أَبو الحَجَّاج یُوسفُ بنُ عَبْد العَزیز بن عَبْد الرّحمن بن عُدَیْسٍ ،کزُبَیْرٍ،حَدَّثَ عن أَبی الوَلید الرَقشیّ (3).
و أَبو حَفْصٍ عُمَر بنُ محَمَّد بن عُدَیْسٍ :إِمَامٌ لُغَویُّ .
*و ممَّا یسْتَدْرَک علیه:
عَدْرَس ،بتقدیم الدّال عَلَی الرّاءِ،یُقَال: عَدْرَسَهُ عَدْرَسَهً ،إِذا صَرَعَه،کعَرْدَسَه،و منه العَیْدَرُوس ،بفَتْح العیْن،و یقَال:إِنّ الدّالَ مقلوبهٌ عن التَّاءِ.
و العَدْرَسهُ ،مثْلُ العَتْرَسه:الأَخْذُ بالجَفَاءِ و الشِّدَّه،و به سُمِّیً الأَسَدُ عَیْدَرُوساً.لأَخْذه فَرِیسَتَه عُنْفاً،صَرَّحَ بهذا القَلْبِ علاَّمهُ الیَمَن محَمَّد بنُ عُمَرَ بن المُبَارَک الحَضْرَمیُّ الشهیر ببَحْرَق،و به لُقِّبَ قُطْبُ الیَمَن محْیی الدِّینِ أَبو محَمَّدٍ عَبْد اللّه بنُ القُطْب أَبی بَکْر بن عِمَاد الدِّین أَبی الغَوْث عَبْد الرّحْمن ابن الفَقیه مَوْلَی الدُّوَیْلَه محمّد بن شَیخ الشُّیوخ عَلیِّ بن القُطْبِ بنِ عَبْدِ اللّه عَلَوِیِّ بنِ الغَوْثِ أَبِی عَبْدِ اللّه مُحَمَّدٍ،مُقَدّم التُّرْبَه بتَرِیمَ ،الحُسَیْنِیُّ الجَعْفَرِیُّ ،وُلِدَ رَضِیَ اللّه عنه فی ذِی الحِجَّهِ سنه 811 و تُوفِّی سنه 865.و هو جَدُّ السادَهِ آلِ العَیْدَرُوسِ بالیَمَنِ .أَعْقَبَ من أَرْبَعَهٍ ،أَبِی بَکْرٍ و الحُسَیْنِ و العَلَوِیِّ و شَیْخ،و من وَلَدِ الأَخِیرِ شَیْخُنَا أُعْجُوبَهُ العَصرِ و الأَوَان،عَنْدَلِیبُ الفَصَاحَهِ و الإِتْقَان، رَبِیبُ مَهْدِ السَّعادَهِ ،نَسِیبُ الأَصْلِ و السِّیَاده،السُّلالهُ النَّبَوِیَّهُ رِدَاؤُه،و الأَصَالَهُ العَلَوِیَّهُ انْتِهَاؤُه،مَن اجْتَمَع فیه منَ المَحَاسِنِ الکَثِیرُ،و ارْتَفَع ذِکْرُه بینَ الکَبِیر و الصَّغِیر، سیِّدنا و مَولانا،مَن بلَطَائفِ عُلُومِه غَذانَا و أَرْوَانا،السّیِّدُ الأَنْوَهُ الأَجَلُّ ،قُطْب المِلَّه و الدِّین و الوَجِیهُ عبدُ الرّحمنِ بنُ الشَّرِیف العَلاّمهِ مُصْطَفی بن الإِمامِ المحدِّثِ المُعَمَّرِ القُطْب شَیْخ بن القُطْب السیِّد مصْطَفَی بن قُطْب الأَقْطَاب علیٍّ زَیْن العابدینَ بن قُطْب الأَقْطَاب السیّد عبْد اللّه بن قُطْب الأَقْطَاب السیِّد شَیْخ،-هو صاحب«أَحْمد أباد»-ابن القُطْب سَیِّدی عبد اللّه بن وَحِید عَصْره سَیِّدی شَیْخِ البانِی بن القُطْب الأَعْظَم السَّیِّد عبدِ اللّه العَیْدرُوس ،أَطَالَ اللّه تَعالَی فی بقَائه،فی نعْمِهٍ سابغَهٍ علَیْه،و إِحْسانٍ من ربِّنا إِلیه،فجَدُّه الأَعْلَی السَّیِّد شَیْخٌ تُوفِّی سنه 918.أَخَذَ عن أَبیه وَ عمِّه القُطْب عَلیِّ بن أَبی بکْرٍ،و به تَخَرَّجَ ،و وَلَدُه السیِّدُ عبد اللّه وُلِدَ سنه 881،و تُوفِّی سنه 994،لبِس عن وَالده و عَمِّه القُطْب أَبی بَکْر بن عَبْد اللّه،و أَخَذَ الحدیثَ عن الشِّهاب أَحْمد بن عبْد الغَفَّار المَکِّیّ و محمَّد الحَطّاب و إِسْحاقَ بن جَمْعان،و المُحِبِّ بن ظَهیرهَ (4)،و القَاضی تاجِ الدِّین المالکیّ ،و الکُلُّ لَبِسوا منه تَبرُّکاً بمکَّهَ .و ولَدُه السَّیِّد شَیْخٌ وُلِد سنه 919 و تُوفِّی بأَحْمد أَباد سنه 999،أَخذ عن الجمال محمَّد بن محمّد الحطّاب،و أَولادُه:شِهاب الدِّین أَحْمدُ،تُوفِّی ببَرْوَجَ سنه 1024،و مُحْیی الدِّینِ أَبُو بَکْرٍ عبدُ القادِرِ صاحبُ «الزَّهْرِ الباسِمِ »و غیرِه،و عَفِیفُ الدِّینِ أَبو مُحمَّدٍ عبدُ اللّهِ تُوفِّیَ سنه 1019.و حَفِیدُه القُطْبُ السَّیِّدُ شَیْخُ بنُ مُصْطَفَی،مِمَّن أَجازَه الشَّیْخُ المُعمَّرُ حسنُ بنُ علیٍّ العَجَمِیُّ و غیرُه،و هو الجَدُّ الأَدْنَی لشَیخِنا المُشَارِ إِلیهِ ،نَظَرَ اللّه بعینِ العِنایَهِ إِلیه.و مَنافِبُهُم کثیرهٌ ،و أَوصافهُم شَهِیره، و لو أَعَرْتُ طَرَفَ القَلمِ إِلی اسْتِقْصَائِها لَطَالَ ،و حَسْبِی أَن أُعَدَّ مِن خَدَمِهم فی المَجَال،کما قالَ القائِلُ و أَحْسَنَ فی المَقَال:
ص:357
ما إِنْ مَدَحْتُ محمَّداً بمَقَالَتِی
لکِنْ مَدَحْتُ مَقَالَتِی بمُحَمَّدِ
العُدَامِس ،کعُلابِطٍ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال أَبو حَنِیفَهَ ،رحمه اللّه.هو مَا کَثُرَ مِن یَبِیسِ الکَلإِ بالمَکَانِ و تَرَاکَبَ . و یقَال:کَلَأٌ عُدَامِسٌ ،أَی مُتَرَاکِبٌ ،و لا یُحْتَاج إِلی ذِکْر الواو،فإِن المَعْنَی یَتِمُّ بِدُونِهَا،و الاقْتِصَارُ مطلوبُ المُصنِّفِ ،رحمه اللّه تعالی،و هکذا نَقَلَه الصّاغَانِیُّ بالواو؛ لِیُرِیَ المُغَایَرَهَ بینَ القَوْلَیْنِ ،فکأَنّه قالَ :و قد یُوصَفُ به فیُقَالُ :کَلأٌ عُدَامِسٌ ،فتأَمَّلْ .
العِرْبِسُ ،بالکَسْر،و العَرْبَسِیسُ ،بفتحِ العَیْنِ ،نَقَلَه اللَّیْثُ ، و قد تُکْسَرُ اعْتِبَاراً بالعِرْبِسِ ، أَو هوَ وَهَمٌ ،نقلَه الأَزْهَرِیّ ،و قال:لأَنَّه لیس فی کَلامِهِم علی مِثَال فِعْلَلِیل،بکسر الفاءِ اسمٌ ،و أَمّا فَعْلَلِیل،بالفتح فکَثِیرٌ، نحو مَرْمَرِیس،و دَرْدَبِیس،و خَمْجَریرٍ،و ما أَشْبَهَهَا: المَتْنُ المُسْتَوِی من الأَرْضِ ،قَالَهُ اللَّیْثُ .و قال ابنُ فارِس:و هذا ممَّا زیدَتْ فیه الباءُ،و إِنما هو من المُعَرَّسِ (1)أَی أَنَّه المُسْتَوِی السَّهْلُ للتَّعْرِیس فیهِ ،و أَنْشَدَ للطَّرِمّاح:
تُرَاکِلُ عَرْبَسِیسَ المَتْنِ مَرْتاً
کظَهْرِ السَّیْحِ مُطَّرِدَ المُتُونِ
*و مِمّا یُسْتَدْرَک علیه:
العَرْبَسِیسُ :الدّاهِیَهُ ،عن ثَعْلَبٍ ،نقله ابنُ سِیدَه.
و أَرْضٌ عَرْبَسِیسٌ (2):صُلْبَهٌ شَدیدهٌ ،عن ابنِ دُرَیْدٍ.
و أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :
أَوْفِی فَلاً قَفْرٍ مِن الأَنِیسِ
مُجْدِبَهٍ حَدْباءَ عَرْبَسِیسِ
و عَرْبَسُوسُ :بلدٌ قُرْبَ المَصِّیصَهِ ،نقله الصاغانِیُّ .
العَرَنْدَسُ ،کسَفْرجَلٍ ،من الإِبِلِ :الشَّدِیدُ العَظِیمُ ،یُقَال:بَعِیرٌ عَرَنْدَسٌ ،قال ابنُ فارِسٍ :و النون و السِّینُ زائِدَتَانِ ،و أَصْلُه عُرُدُّ،و هو الشَدِیدُ. و نَاقَهٌ عَرَنْدَسٌ ، عن أَبِی عَمْرٍو، و عَرَنْدَسَهٌ ،قالَ العجَّاجُ :
و الرَّأْسَ مِن خُزَیمهَ العَرَنْدَسَا
و العَرَنْدَسُ : السَّیْلُ الکَثِیرُ ،علی التَّشْبِیه بالجَملِ العظِیمِ ،عن ابنِ فارِسٍ .
و العَرَنْدسُ : الأَسَدُ الشَّدِیدُ،عنه أَیْضاً.
و العَرَادِیسُ :مُجْتَمَعٌ کُلِّ عَظْمَیْنِ مِن الإِنْسانِ و غَیْرِه. نَقَلَه الصّاغَانِیُّ عن ابنِ عبّادٍ.
و قَالَ الأَزْهَرِیُّ :یقال:أَخَذَه فَعَرْدَسَه ثمّ کَرْدَسَه،فأَمّا عَرْدَسَه فمعْنَاه صَرَعهُ و أَمّا کَرْدَسَه فأَوْثَقَهُ .
*و مِمَّا یُسْتَدْرَک علیه:
ناقَهٌ عَرَنْدَسَهٌ :أَی قَوِیَّهٌ طَویلهُ القامَهِ ،قال الکُمَیْتُ :
أَطْوِی بِهِنَّ سُهُوبَ الأَرْضِ مُنْدَلِثاً
علَی عَرَنْدَسَهٍ لِلْخَرْقِ مِسْبارِ (3)
و عِزٌّ عَرَنْدَسٌ :ثابِتٌ .
و حَیٌّ عَرَنْدَسٌ ،إِذا وُصِفُوا بالعِزِّ و المَنَعَهِ .
العَرُوسُ :نَعْتٌ یَسْتَوِی فِیه الرجُلُ و المَرْأَهُ ، و فی الصّحاح: ما دَامَا فی إِعْرَاسِهِما ،و قال ابنُ الأَثِیرِ:و هو اسْمٌ لَهُمَا عندَ دُخُولِ أَحَدِهما بالآخَرِ،و
16- فی الحَدِیثِ :
«فَأَصْبَحَ عَرُوساً ». و فی المَثَلِ :«کاد العَرُوسُ (4)یَکُونُ أَمِیراً».و من العَرُوسِ للمَرْأَهِ قولُ أَبِی زُبیْدٍ الطائیّ :
کأَنّ بنَحْرِهِ و بمَنْکِبَیْهِ
عَبِیراً بات تَعْبَؤُه عَرُوسُ
و هُم عُرُسٌ ،بضمَّتَیْنِ ،و أَعْرَاسٌ ، و هُنَّ عَرَائسُ .
و العَرُوسُ : حِصْنٌ بالیَمَنِ من حُصُونِ النِّجَادِ (5).
و قَولُهم فی المَثَل:« لا عِطْرَ بَعْدَ عَرُوس »أَوّلُ مَن قالَ ذلِکَ امْرَأَهٌ اسْمُهَا أَسماءُ بنتُ عبدِ اللّه العُذْرِیَّه،و اسم زَوْجِهَا ،و کان مِن بَنِی عَمِّها، عَرُوسٌ ،و ماتَ عَنْهَا فَتَزَوَّجَها رجلٌ من قَوْمِهَا أَعْسَرُ أَبْخَرُ بَخِیلٌ دَمِیمٌ ،یقال له:نَوْفَل، فلمّا أَرادَ أَنْ یَظْعَنَ بها قالَتْ :لو أَذِنْتَ لی رَثَیْتُ ابنَ عَمِّی و بَکَیْتُ عنْدَ رَمْسه. فقالَ :افْعَلی،فقالَتْ :أَبْکیکَ یا
ص:358
عرس (1) الأَعْرَاس ،هکذا بضَمِّ الرّاءِ فی النُّسَخ،و صَوابه بالوَاو (2)یا ثَعْلَباً فی أَهْله و أَسَداً عنْدَ النّاس ،هکذا بالنون فی النُّسَخ،و صوابه بالموَحَّده، مع أَشْیَاءَ لیس یَعْلَمهَا النّاس.
فقالَ :و ما تلْکَ الأَشْیَاءُ:فقالت:کانَ عن الهِمَّه غیرَ نَعَّاس،و یُعْمِلُ السَّیْفَ صَبِیحاتِ أَنْبَاس (3)،هکذا فی النُّسَخ،بالنون و الموَحَّده،و فی بعضها بتَقْدیم الموَحَّده علی النون،و فی التَّکْملَه:صبِیحاتِ أنباس،و لعلّه الصوابُ ،أَو صبِیحات امْبَاس،بالمیمِ بدلَ النُّونِ ،علی لُغَهِ حِمْیر،کما یَنْطِقُ بها أَهلُ الیمن، ثم قالت:یا عَرُوسُ الأَغَرُّ الأَزْهرُ، الطّیِّبُ الخِیمِ الکَرِیمُ المَحْضَر،مع أَشْیاءَ لا تُذْکَر.فقالَ :
و ما تِلْکَ الأَشْیاءُ؟قالت:کان عَیُوفاً لِلخَنَا و المُنْکَر،طَیِّب النَّکْههِ غَیْر أَبْخَر،أَیْسر غَیر أَعْسر.فعرف الزَّوْجُ أَنَّها تُعرِّضُ به،فلمّا رَحَلَ بِها قال:ضُمِّی إِلیکِ عِطْرَک،و قد نَظَر إِلی قَشْوهِ (4)عِطْرِها مطْرُوحهً ،فقَالَتْ :«لا عِطْرَ بعْدَ عَرُوسٍ » ،فذَهَبَتْ مثَلاً،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ هکذا.
أَو المثَلُ :«لا مَخْبأَ لِعِطْرٍ بعْد عَرُوسٍ »قال المُفَضَّل:
تَزَوَّج رَجلٌ یقال له: عَرُوسٌ امْرأَهً فهُدِیتْ إِلیه فوجدها تَفِلَهً (5)،و نَصُّ المفضَّلِ :فلمّا هُدِیتْ له وَجَدها نَغِلَهً ، فقال لها: أَینَ عِطْرُکِ ؟فقالت:خَبَأْتُه،فقال لها: لا مَخْبَأَ لِعِطْرٍ بعْد عَرُوسٍ ،و قیل:إِنّها قالتْهُ بعد مَوْتِه،فذَهَبَتْ مَثَلاً.
قال الصّاغَانِیُّ : یُضْرَبُ لِمَن لا یُؤَخَّرُ ،هکذا فی النُّسَخِ بالوَاو،و صوابه:لا یُدَّخَرُ عنه نَفِیسٌ .
و العَرُوسَیْنِ :حِصْنٌ بالیَمَنِ ،کذا یقال بالیاءِ.
و وَادِی العَرُوسِ :ع،قُرْبَ المَدِینهِ المُشرَّفَهِ ،علی طریقِ الحاجِّ إِلی العِراقِ .
و العِرْسُ ،بالکسر:امرأَهُ الرجُلِ فی کلِّ وَقْتٍ ،قال الشاعر:
و حَوْقَلٍ قَرَّبَهُ مِنْ عِرْسِهِ
سَوْقِی و قَدْ غابَ الشِّظَاظُ فی اسْتِهِ
و عِرْسُها أَیضاً: رَجُلُها ،لأَنَّهما اشْتَرکَا فی الاسْمِ ؛ لمُوَاصَلَهِ کُلٍّ منهما صاحِبَه و إِلفهِ إِیّاه.
قال العَجّاج:
أَزْهَرُ لم یُولَدْ بِنَجْمِ نَحْسِ
أَنْجَبُ عِرْسٍ جُبِلاَ و عِرْسِ
أَی أَنْجَبُ بَعْلٍ و امرأَهٍ ،و أَرادَ أَنْجَب عِرْسٍ و عِرْسٍ جُبِلاَ،و هذا یَدُلُّ علی أَنَّ ما عُطِفَ بالواو بمنزلهِ ما جَاءَ فی لفْظٍ وَاحِدٍ،فکأَنَّه قال:أَنْجَبُ عِرْسَیْنِ جُبِلاَ،لو لا إِرادَهُ ذلِکَ لم یَجُزْ هذا؛لأَنَّ جُبِلاَ وَصْفٌ لهما جَمِیعاً،و مُحَالٌ تقدیمُ الصِّفَهِ علی المَوْصُوف.
و جَمْعُ العِرْسِ الّتِی هی المَرْأَهُ ،و الّذِی هو الرَّجُلُ :
أَعْرَاسٌ ،و الذَّکَرُ و الأُنْثَی عِرْسَانِ ،قال عَلْقَمَهُ یَصِفُ ظَلِیماً:
حتَّی تَلافَی و قَرْنُ الشَّمْسِ مُرْتَفِعٌ
أُدْحِیَّ عِرْسَیْنِ فیه البَیْضُ مَرْکُومُ
قال ابن بَرِّیّ :تَلافَی:تَدَارَکَ .و الأُدْحِیُّ :مَوضع بَیْضِ النَّعامَهِ و أَرادَ بالعِرْسَیْنِ الذَّکَرَ و الأُنْثَی؛لأَنَّ کلَّ وَاحِدٍ منهما عِرْسٌ لصاحِبِه.
و لَبُؤَهُ الأَسَدِ : عِرْسُه ، ج أَعْرَاسٌ ،و قد اسْتَعَارَه الهُذَلِیُّ للأَسَدِ،فقال:
لَیْثٌ هِزَیْرٌ مُدِلٌّ حَوْلَ غَابَتِهِ
بالرَّقْمَتَیْنِ له أَجْرٍ و أَعْرَاسُ (6)
أَجْرٍ:جَمْع جَرْوٍ.و البیتُ لمالِکِ بنِ خویلد (7)الخُنَاعِیِّ .
و ابنُ عِرْسٍ ،بالکَسْر: دُوَیْبَهٌ معروفهٌ دُونَ السِّنَّوْرِ، أَشْتَرُ أَصْلَمُ أَسَکُّ ،لها نَابٌ .و قال الجَوْهَرِیُّ :تُسَمَّی بالفَارِسیّه:
راسُو، ج بَنَاتُ عِرْسٍ ،هکذا یُجْمَع الذَّکَرُ و الأُنْثَی المَعْرِفهُ و النَّکِره،تقول:هذا ابنُ عِرْسٍ مُقْبِلاً،و هذا ابنُ عِرْسٍ آخَرُ مُقْبِلٌ .و یجوزُ فی المَعْرِفَه الرَّفْعُ ،و یجوز فی النکره النَّصبُ ،قاله المُفَضَّل و الکِسَائیُّ .و قال الجَوْهَرِیُّ بعد ذِکْرِ الجَمْع،و کذلک ابنُ آوَی و ابنُ مَخاضٍ و بَناتُ لَبُونٍ ،
ص:359
و بَناتُ ماءٍ.و حَکَی الأَخْفَشُ :بَناتُ عِرْسٍ و بَنُو عِرْسٍ ، و بَنَاتُ نَعْشٍ و بَنُو نَعْشٍ .
و العِرْسِیُّ ،بالکَسْر: صِبْغٌ من الأَصْبَاغِ ،سُمِّیَ به لکَوْنِه کأَنَّهُ یُشْبِه لَوْنَ ابنِ عِرْسٍ ،الدّابَّهِ .
و عَرَسَ البَعِیرَ یَعْرِسُه و یَعْرُسُه عَرْساً ،مِن حَدِّ ضَرَب و کَتَب: شَدَّ عُنُقَه إِلی ذِرَاعِه و هو بارِکٌ ،و ذلِک الحَبْلُ :
عِرَاسٌ ،ککِتَابٍ ،یقال: العَرْسُ :إِیثاقُ عُنُقِ البَعِیرِ مع یَدَیْهِ جَمِیعاً،فإِنْ کانَ إِلی إِحْدَی یَدَیْهِ فهو العَکْسُ ،و اسمُ الحَبْلِ العِکَاسُ ،و سَیَأْتِی فی مَوْضِعِه.
و عَرَسَ عَنِّی:عَدَلَ و تَأَخَّرَ.
و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ : العَرْسُ ،بالفَتْح: عَمُودٌ فی وَسَطِ الفُسْطَاطِ .و العَرْسُ أَیضاً: الإِقَامَهُ فی الفَرَح.و الحَبْلُ .
و أَیضاً: الفَصِیلُ الصَّغِیرُ،و یُضَمُّ فی هذِه، ج أَعْرَاسٌ ، و بائِعُهَا عَرَّاسٌ و مُعَرِّسٌ ،کشَدَّادٍ و مُحَدِّثٍ ،و یُرْوَی أَیضاً مِعْرَسٌ ،کمِنْبَرٍ،قالَ :و قالَ أَعْرَابِیٌّ :بِکَم البَلْهَاءُ و أَعْرَاسُهَا :
أَیْ أَولادُهَا.
و العَرْسُ : حَائِطٌ . یُجْعَلُ بینَ حائِطَیِ البَیْتِ الشَّتَوِیِّ لا یُبْلَغُ به أَقْصاهُ ،ثمّ یُوضَعُ الجَائِزُ مِن طَرَف ذلِکَ الحائِطِ (1)الداخِلِ إِلی أَقْصَی البَیْتِ ، و یُسَقَّفُ البَیْتُ کلُّهُ ،فما کانَ بَیْنَ الحائِطَیْنِ فهو سَهْوَهٌ ،و ما کانَ تحتَ الجَائزِ فهو المُخْدَع،و الصادُ فیه لُغَهٌ ،و سیُذْکَرُ فی مَوْضِعِه.زادَ الجَوْهَرِیُّ : لِیَکُونَ البیتُ أَدْفَأَ،و إِنَّمَا یَکُونُ ،و نَصُّ الجَوْهَرِیِّ و إِنّمَا یُفْعَلُ ذلِکَ بالبِلادِ البارِدَهِ ، و یُسَمَّی بالفارِسِیَّه:بِیجَهْ ، و ذلکَ البَیْتُ مُعَرَّسٌ ،کمُعَظَّمٍ ،أَی عُمِل له عَرْسٌ ،و قد عُرَّسَ تَعْرِیساً .قالَ الجَوْهَرِیُّ :و ذَکَرَ أَبُو عُبَیْدَهَ (2)فی تَفْسِیرِه شَیْئاً غیرَ هذا لم یَرْتَضِه أَبُو الغَوْثِ .
و العَرَسُ ،محرَّکهً :الدَّهَشُ ،یقال: عَرِسَ ،کفَرِح، بالسین و الشین، عَرَساً فهو عَرِسٌ ککَتِفٍ .
و
16- فی حَدِیثِ حَسّان بنِ ثابِتٍ : «أَنّه کانَ إِذا دُعِیَ إِلی طَعامٍ قال:أَفِی خُرْسٍ أَو عُرْسٍ أَو إِعْذَار». العُرْسُ ، بالضَّمِّ و بضَمَّتَین :مِهْنَهُ الإِمْلاَکِ و البِنَاءِ،و قِیلَ :طَعَامُهخاصَّهً ،و قال أَبو عبید،فی قوله« عُرس »:یَعْنِی طَعَام الوَلِیمَهِ ،و هو الّذِی یُعْمَلُ منه (3)العُرسُ ،یُسَمَّی عُرساً باسمِ سَبَبِه،قالَ الأَزْهَرِیُّ : العُرسُ :اسمٌ من أَعْرَسَ (4)الرَّجُلُ بأَهْلِه،إِذا بَنَی علیها و دَخَلَ بِهَا،ثم تُسَمَّی الوَلِیمَهُ عُرساً ، و هو أُنْثَی تُؤَنِّثُهَا العَرَبُ ،و قد تُذَکَّر،قال الرّجِزُ (5):
إِنّا وَجَدْنَا عُرُسَ الحَنّاطِ
لَئیمهً مَذْمُومَهَ الحُوَّاطِ
نُدْعَی مع النَّسَّاجِ و الخَیَّاطِ
ج أَعْرَاسٌ و عُرُسَاتٌ ،بضَمَّتَیْنِ .
و العُرسُ أَیضاً: النِّکَاحُ ،لأَنَّهُ المَقْصُودُ بالذَّاتِ من الإِعْراسِ .
و العَرِسُ ککَتِفٍ :الأَسَدُ لِلُزُومِه افْتِراسَ الرِّجَالِ ،أَو لِلُزُومِهِ عَرِینَه.
و العُرَسَاءُ ، کالشُّهَداءِ فی جَمْع شَهِیدٍ: ع ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ ،و ضَبَطَه،و إِنَّمَا هو: العُرَیْسَاءُ ،کما ذَکَرَه ابنُ دُرَیْدٍ (6)،و ذَکَرَه الصّاغَانِیُّ أَیضاً.
و عَرِسَ الرجُلُ ، کفَرِحَ ، عَرَساً : بَطِرَ ،فهو عَرِسٌ ،یُروَی بالسِّینِ و الشِّینِ جَمِیعاً.
و عَرِسَ به عَرَساً : لَزِمَهُ ،و عَرِسَ الصَّبِیُّ بأُمِّه عَرَساً :
لَزِمَها و أَلِفَها، کأَعْرَسه .
و عَرِسَ عَلَیَّ (7)ما عِنْدَه:امْتَنَعَ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ .
و المِعْرَسُ ،کمِنْبَرٍ:السّائِقُ الحاذِقُ السِّیَاقِ ،إِذا نَشِطُوا سَارَ بِهِم،و إِذَا کَسِلُوا عَرَّس بهِم ،أَی نَزَلَ بهم.
و العِرِّیسُ ،کسِکِّیتٍ ،و بِهَاءٍ :الشَّجَرُ المُلتَفُّ ، مَأْوَی الأَسَدِ فی خیسِه،قال رُؤْبَهُ :
أَغْیَالَهُ و الأَجَمَ العِرِّیسَا
وَصَفَ به،کأَنَّه قالَ :و الأَجَمَ المُلْتَفَّ ،أَو أَبْدَلَه لأَنَّه اسمٌ .
ص:360
و فی المَثَلِ :
کمُبْتَغِی الصَّیْدِ فی عِرِّیسهِ الأَسَدِ
و قال طَرَفَهُ :
کلُیُوثٍ وَسْطَ عِرِّیسِ الأَجَمْ (1)
و ذاتُ العَرائِسِ :ع ،قال غَسّانُ بنُ ذُهَیْلٍ السُّلِیطِیُّ :
لَهانَ علیها ما یَقُولُ ابنُ دَیْسَقٍ
إِذا مارَغَتْ بینَ اللِّوَی و العَرَائِسِ (2)
و أَعْرَسَ الرجُلُ : اتَّخَذَ عُرْساً ،أَی وَلِیمَهً .
و أَعْرَسَ بأَهْلِه:بَنَی علیها ،و فی التَّهْذِیبِ :بَنَی بها، و کذا عَرَّسَ بها،و أَنْکَره ابنُ الأَثِیر،و نسَبَه الجَوْهَرِیُّ للعامَّه.
و أَعْرَسَ القَوْمُ فی السَّفَرِ: نَزَلُوا فی آخِرِ اللَّیْلِ للاسْتِراحَهِ ،ثمّ أَناخُوا و نامُوا نَوْمهً خَفِیفهً ،ثمّ سارُوا مع انْفِجَارِ الصُّبْح سائِرِین، کعَرَّسُوا تَعْرِیساً ، و هذا أَکْثَرُ ، و أَعْرَسُوا لُغهٌ قَلِیلهٌ ،قال لَبِیدٌ:
قَلَّمَا عَرَّسَ حتَّی هِجْتُه
بالتَّبَاشِیرِ من الصُّبْحِ الأُوَلْ
و أَنْشَدَت أَعْرَابِیَّهٌ من بَنِی نُمَیْرٍ (3)
قد طَلَعَتْ حَمْرَاءُ فَنْطَلِیسُ
لیسَ لرَکْبٍ بَعْدَها تَعْرِیسُ
و قیل: التَّعْرِیسُ :أَن یَسیرَ النهارَ کلَّه و یَنْزِلَ أَوّلَ اللَّیْلِ ، و قیل:هو النُّزُولُ فی المَعْهَد،أَیَّ حِینٍ کان من لیلٍ أَو نهارٍ،و قال زُهَیْرٌ:
و عَرَّسُوا ساعَهً فی کُثْبِ أَسْنُمَهٍ
و مِنْهُمُ بالقَسُومِیّاتِ مُعْتَرَکُ (4)
و المَوْضِعُ : مُعْرَسٌ کمُکْرَمٍ ، و مُعَرَّسٌ ،کمُعَظَّمٍ ،و
14- منهسُمِّیَ مُعَرَّسُ ذِی الحُلَیْفَهِ ، عَرَّس فیه صلّی اللّه علیه و سلم،و صلَّی فیه الصُّبْحَ ثمّ رَحَلَ .
و قالَ اللَّیْثُ : اعْتَرَسُوا عنه ،إِذا تَفَرَّقوا ،و قال الأَزْهَرِیُّ :
هذا حَرْفٌ مُنْکَر،لا أَدْرِی ما هُو.
و تَعَرَّس لامْرَأَتِه:تَحَبَّب إِلیها و أَلِفَهَا،قالَه الزَّمَخْشَرِیُّ ، و نَقَلَه ابنُ عبَّادٍ أَیضاً.
14- و لَیْلَهُ التَّعْرِیسِ ،هی اللَّیْلَهُ الّتِی نامَ فِیهَا رَسُولُ اللّه صلّی اللّه علیه و سلم .
و القِصّه مَشْهُورهٌ فی کُتُبِ السِّیَرِ و الحَدِیثِ .
*و مِمّا یُسْتَدْرَک علیه:
عَرِسَ الرَّجُلٌ عَرَساً ،کفَرِحَ :أَعْیَا،و قیل:أَعْیَا عن الجِمَاعِ ،نقَلَه ابنُ القَطَّاعِ .
و عَرِسَ عنه:جَبُنَ و تأَخَّرَ،قالَ أَبو ذُؤَیب:
حَتَّی إِذا أَدْرَکَ الرَّامِی وَ قَدْ عَرِسَتْ
عَنْهُ الکِلاَبُ فَأَعْطَاهَا الَّذِی یَعِدُ (5)
و الشِّینُ لُغَهٌ فیه،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ ،کما سیأْتی.
و عَرِسَ الشَّیْ ءُ عَرَساً :اشْتَدَّ.
و عَرِسَ الشَّرُّ بینَهم (6):شَبَّ وَ دَام.
و العَرِسُ ،ککَتِفٍ :الذِی لا یَبْرَحُ مَوْضِعَ القِتَالِ شَجَاعَهً .
و العُرُوسُ ،بالضّمِّ :لُغَهٌ فی العَرُوسِ ،بالفَتْحِ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ .
و تَصْغِیرُه: عُرَیِّسٌ ،و منه
17- حَدِیثُ ابنِ عُمَر: «أَنَّ امْرَأَهً قالَتْ له:«إِنَّ ابْنَتِی عُرَیِّسٌ قد تَمَعَّطَ شَعَرُهَا». و إِنَّمَا لم تُلْحِقه تاءَ التَّأْنِیثِ و إِنْ کانَ مُؤَنَّثاً؛لِقِیَامِ الحَرْفِ الرّابِعِ مَقَامَه،و تَصْغِیرُ العُرْسِ بالضّمّ ،بغیرِ هَاءٍ،و هو نادِرٌ؛لأَنَّ حَقَّه الهاءُ؛إِذ هو مُؤَنَّثٌ علی ثَلاثهِ أَحْرُفٍ .
ص:361
و أَعْرَسَ بها،إِذا غَشِیَهَا،و العامَّه[تقول] (1): عَرَّس بِهَا، قال الراجِز یَصِف حِماراً:
یُعْرِسُ أَبکاراً بها و عُنَّسَا
أَکْرَمُ عِرْسٍ بَاءَهً إِذْ أَعْرَسَا
و
14,17- فی حَدِیثِ عُمَرَ رضی اللّه عنه: «أَنه نَهَی عن مُتْعَه الحَجِّ ،و قال:قد عَلِمْتُ أَنَّ النّبِیَّ صلی اللّه علیه و سلم فَعَلَه و لکنْ (2)کَرِهْتُ أَن یَظَلُّوا مُعْرِسِینَ بهِنَّ تَحْتَ الأَراکِ ». أَی مُلِمِّینَ بالنِّسَاءِ، و هذا یَدُلُّ علی أَنَّ إِلمامَ الرَّجُلِ بأَهْلِه یُسَمَّی إِعْرَاساً أَیّامَ بِنَائِه علیها،و بعدَ ذلک؛لأَنَّ تَمتُّعَ الحاجِّ بامْرأَتِه یکونُ من بَعْدِ بِنائِه عَلَیْهَا.و
16- فی حَدِیثٍ آخَر: « أَعْرَسْتُم اللَّیْلَهَ ؟قال:
نَعَم». قالَ ابنُ الأَثِیر: أَعْرَس فهو مُعْرِسٌ ،إِذا دَخَلَ بامْرأَتِه عندَ بِنَائِهَا،و أَرادَ بهِ هنا الوَطْ ءَ،فسَمّاه إِعْرَاساً ؛لأَنّه من تَوابعِ الإِعْرَاسِ ،قالَ :و لا یُقَالُ فیه: عَرَّس .
و المِعْرَسُ ،کمِنْبَرٍ:الذِی یَغْشَی امْرَأَتَه،و قیل:هو الکَثِیرُ التَّزَوُّجِ ،و قِیل:هو الکَثِیرُ النِّکَاح.
و عَرَسَ البَعیرَ عَرْساً :أَوْثَقه بالعِرَاسِ ،و هو الحَبْلُ ،قالَه ابنُ القَطّاع.
و العِرِّیسُ ،کسِکِّیت:مَنْبِتُ أَصْلِ الإِنْسانِ فی قَوْمه،قالَ جَرِیرٌ:
مُسْتَحْصِدٌ أَجَمِی فِیهِمْ و عِرِّیسِی (3)
و العَرّاسُ ،کشَدّادٍ:بائِعُ الأَعْرَاسِ ،و هی الحِبَالُ .
و أَعْرَسَ (4)الفَحْلُ النّاقَهَ :أَبْرَکَها للضِّرَابِ ،و فی التَّکْملَه:
أَکْرَهَهَا للبُرُوکِ .
و الإِعْرَاسُ :وَضْعُ الرَّحَی عَلَی الأُخْرَی،قال ذُو الرُّمّه:
کأَنَّ عَلَی إِعْرَاسِه و بِنَائه
وَئِیدَ جِیَادٍ قُرَّحٍ ضَبَرَتْ ضَبْرَا
أَرادَ:علی مَوْضِع إِعْرَاسِه .و العَرُوسُ :ضَرْبٌ من النَّخْلِ ،حکاهُ أَبو حَنِیفَهَ ،رَحِمَه اللّه.
و هذه عرائسُ الإِبل،لکِرَامِهَا،حکاه الزَّمَخْشَرِیّ .
و العُرَیْسَاءُ :مَوْضِعٌ ،عن ابن دُرَیْدِ.
و المَعْرَسَانِیَّاتُ :أَرْضٌ ،قال الأَخْطَل:
و بالمَعْرَسَانِیَّات حَلَّ و أَرْزَمَتْ
برَوْضِ القَطَا منه مَطَافِیلُ حُفَّلُ
قال الأَزْهَریّ :وَ رأَیْتُ بالدَّهْنَاءِ جِبَالاً (5)مِنْ نِقْیَانِ رِمَالِهَا یُقَالُ لها: العَرَائِسُ ،و لم أَسْمَعْ لها بوَاحِدٍ.
و عُرْسٌ ،بالضَّمّ :مَوْضِعٌ ببلادِ هُذَیْل.
و سُوقُ بنی العَرُوسِ :مَوْضِعٌ بالمَغْرِب.
و مُنْیَهُ العَرُوسِ :قَرْیَه من أَعمال مِصْر.
و العَرُوس :بَلْدَهٌ بالیَمن من أَعمال الحَجَّه.
و محمّد بن أَحمد بن العُرَیِّسه ،بالضَّمّ و تشدید التحتیّه المکسوره،سَمِع أَبا الوَقْت،و هو لَقَبُ جَدِّه.
و عُرْسُ بنُ عَمِیرَهَ الکِنْدِیُّ ،بالضّمّ ،و کذا عُرْسُ بنُ عامِرِ بنِ رَبِیعَهَ العامِرِیُّ .و عُرْسُ بن قَیْسِ بنِ سَعِیدٍ الکِنْدَیُّ :صحابِیُّون.
و عُرْسُ بنُ فَهْدٍ المَوْصِلِیُّ ،و أَبُو الغَنَائم عَبْدُ اللّه بنُ أَحْمَدَ بن عُرْسٍ و محمّدُ بنُ هِبَهِ اللّه بنِ عُرْس :مُحَدِّثون.
و أَبُو عبدِ اللّه محمَّدُ بنُ عبدِ اللّه بن عِرْسٍ المِصْرِیّ ، بالکَسْرِ:من شُیُوخِ الطَّبَرانِیّ ،و القاضِی مَحْمُودُ بنُ أَحْمَدَ الزَّنْجَانِیُّ ،یُلَقَّبُ بابنِ عِرْسٍ ،رَوَی عن الناصِرِ لدینِ اللّه بالإِجازَه،ضبَطه ابن نُقْطهَ بالکَسر.
عَرْطَسَ الرجُلُ : تَنَحَّی عن القَوْمِ ،مثل عَرْطَزَ،قاله الجَوْهَرِیُّ . و زاد الأَزْهَرِیُّ :و ابنُ القَطّاعِ :
عَرْطَسَ ،إِذا ذَلَّ عن مُنَاوَاتِهِم و مُنَازَعَتِهم ،و أَنشد الأَزهریُّ :
و قد أَتانِی أَنَّ عَبْداً طِمْرِسَا
یُوعِدُنِی و لَوْ رَآنِی عَرْطَسَا
العِرْفَاسُ ،بالکَسْرِ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال
ص:362
ابنُ الأَعْرَابِیِّ :هی النّاقَهُ الصَّبُورُ علی السَّیْرِ ،و نَقَل شیخُنا عن أَبی حَیّانَ أَنَّ السِّینَ فیه زائِدَهٌ للإِلْحاقِ بسِرْداح،قال:
و العِرْفُ ،بالکسر:الصَّبْرُ.
و العِرْفَاسُ : الأَسَدُ ،عن ابنِ عَبّادٍ، أَو الصّوابُ فی هذا العِفْراسُ ،مُقَدَّمهَ الفاءِ ،و سیأْتی فی موضعِه قریباً.
و العَرْفَسِیسُ ،کزَنْجَبِیل: الضَّخْمُ الشَّدِیدُ من الإِبلِ و النِّسَاءِ ،یقال:ناقَهٌ عَرْفَسِیسٌ ،و امْرَأَهٌ عَرْفَسِیسٌ .
عَرْکَسَ الشیْ ءَ:جَمَع بَعْضَهُ علی بَعْضٍ .
و اعْرَنْکَسَ ،أَی ارْتَکَمَ و تَرَاکَبَ و اجْتَمَع بعضُه علی بعضٍ ،نقله الخَلِیلُ ،قالَ العَجّاجُ :
و اعْرَنْکَستْ أَهْوَالُه و اعْرَنْکَسَا
و اعْرَنْکَسَ الشَّعرُ:اشْتَدَّ سَوَادُه و یقال:شَعرٌ عَرَنْکَسٌ و مُعْرَنْکِسٌ :کَثِیرٌ مُترَاکِبٌ کثِیفٌ أَسْوَدُ،و کذلک مُعْلَنْکِسٌ و مُعْلَنْکِکٌ .
و لَیْلهٌ مُعْرَنْکِسَهٌ :مُظْلِمهٌ .
و قال ابنُ فارِسٍ :و هو مَنْحُوتٌ من عَکَس و عَرَک،و ذلِک أَنَّه شیءٌ یَتَرادُّ (1)بعضُه[علی بعض]و یَتَراجَعُ و یُعَارِکُ (2)بَعضُه بَعضاً،کأَنَّه یَلتَفُّ به.
العِرْمِسُ ،بالکَسر:الصَّخْرهُ .
و العِرْمِسُ : النّاقَهُ الصُّلْبَهُ الشَّدِیدَهُ ،و هو منه،شُبِّهتْ بالصَّخْرهِ ،قالَ ابنُ سِیدَه،و قولُه،أَنْشَدَه ثَعْلَبٌ :
رُبَّ عَجُوزٍ عِرْمِسٍ زَبُونِ
لا أَدْرِی،أَهُوَ من صِفاتِ الشَّدِیدَهِ ،أَم هُوَ مُسْتَعارٌ فیها.
و قیَل: العِرْمِسُ من الإِبِلِ :الأَدِیبهُ الطَّیِّعهُ القِیَادِ، و الأَوّلُ أَقْرَبُ إِلی الاشْتِقَاق،أَعْنِی أَنَّهَا الصُّلْبَهُ الشَّدِیدهُ .
و العَرَمَّسُ ، کعَمَلَّسٍ :الماضِی الظَّرِیفُ مِنّا ،عن أَبِی عَمْرٍو،یُقَال:هو مَقْلُوبُ عَمْرَّسٍ ،کما سَیَأْتِی.
و عَرْمَس الرجُلُ ،إِذا صَلُبَ بَدَنُه بَعْدَ استِرْخَاءٍ ،و هذا نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .
العِرْناسُ ،کقِرْطاسٍ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ، و قال اللیثُ :هو طائرٌ کالحَمامَهِ لا تَشْعُرُ به حَتّی یَطیرَ مِن تَحْتِ قَدَمِک فیُفْزِعَک،کالعُرْنُوسِ ،بالضّمّ ،و أَنْشَدَ:
لَسْتُ کَمَنْ یُفْزعُه العِرْنَاسُ
و العِرْنَاسُ : أَنْفُ الجَبَلِ عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ ،مثل القُرْنَاسِ .
و العِرْنَاسُ : مَوْضِعُ سَبَائخِ قُطْنِ المَرْأَهِ ،و هذا نَقَلَه الصّاغَانیّ ،و قال ابنُ عبّادٍ: عَرَانِیسُ السُّرُرِ:معروفهٌ :لا أَدْرِی ما واحِدُها.
عَسَّ یَعُسُّ عَسًّا و عَسَساً و اعْتَسَّ اعتِسَاساً:
طَاف باللَّیْلِ لحِرَاسَهِ الناس، و هو أَی العَسُّ : نَفْضُ اللَّیْلِ من (3)،و فی الأُصُولِ المُصَحَّحه:عن أَهْلِ الرِّیبهِ ، و الکَشْفُ عن آرائِهم. و هو عاسٌّ (4)،عن الواحِدِ و الجَمِیعِ ، و قِیلَ :بل ج عَسَسٌ ،مُحَرَّکَهً ، و عَسِیسٌ ،کأَمِیرٍ.و فاتَه:
عُسَّاسٌ و عَسَسَهٌ ،ککَافِرٍ و کُفَّارٍ و کَفَرَهٍ ،و قیل: العَسَسُ ، محرَّکهً :اسمٌ للجَمع،کرَائحٍ و رَوَحٍ و خَادِمٍ و خَدَمٍ ، و لیس بتَکْسِیرٍ،لأَنَّ فَعَلاً لیسَ مما یُکَسَّرُ علیه فَاعِلٌ ،و قولُ المُصَنِّفِ : کحَاجٍّ و حَجِیجٍ یَدُلُّ علی أَنَّ العاسَّ :اسمٌ للجمْعِ أَیضاً،و منه
16- الحَدِیثُ : «هؤلاءِ الدّاجُّ و لیسُوا بالحَاجِّ ». و نَظِیرُه من غیر المُدْغَم:کالبَاقِرِ و الجَامِل.
و فی المَثَل:«کَلْبٌ - عَسَّ أَوْ عَاسٌّ ،و یُرْوَی اعْتَسَّ خَیْرٌ من کَلْب رَبَض أَو رَابِضٍ »یُضْرَب للحَثِّ علی الکَسْبِ ، یَعنِی أَنَّ من تَصَرَّفَ خَیْرٌ مِمَّنْ عَجَزَ،و
16- یُرْوَی: «کَلْبٌ عَسَّ خیرٌ من أَسَدٍ انْدَسَّ ». قالَ الصّاغَانِیُّ :یُضْرَبُ فی تَفْضِیلِ الضَّعِیفِ إِذا تصرَّفَ فی الکَسْبِ علی القَوِیِّ إِذا تقاعَس، و
17- أَوردَه بَعضُ الصُّوفِیَّه فی بَعضِ رسائِلِهم: «کَلْبٌ جَوَّالٌ خیرٌ من أَسَدٍ رابِضٍ ».
و عَسَّ علیَّ خَبَرُه یَعُسُّ عَسًّا : أَبْطَأَ.
و عَسَّ القَوْمَ عَسًّا : أَطْعَمَهُم شَیْئاً قلِیلاً ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .
قلتُ :هو قولُ أَبِی زَیْدٍ،قال:و منه أُخِذَ العَسُوسُ من الإِبلِ .
ص:363
و عَسَّت الناقَهُ تَعُسُّ عَسًّا ،إِذا رَعَتْ وَحْدَها،و هی عَسُوسٌ ،و کذلک القَسُوسُ .
و العَسُوسُ (1)الذِّئْبُ ،و زادَ الجَوْهَرِیُّ :الطالِبُ للصَّیْدِ، و أَنْشَدَ قولَ الراجِز:
و اللَّعْلَعُ المُهْتَبِلُ العَسُوسُ
کالعَسَّاسِ و العَسْعَسِ و العَسْعَاسِ ،کُلّ ذلِکَ للذِّئْبِ الطَّلُوبِ للصَّیْدِ باللَّیْلِ ،و قد عَسْعَسَ الذِّئْبُ ،إِذا طافَ باللَّیْلِ ،و قِیلَ :یَقَع علی کُلِّ السِّباعِ إِذا طَلَبْته لَیْلاً.
و العَسُوسُ أَیضاً: الناقهُ القَلِیلَهُ الدَّرِّ و إِن کانَتْ مُفِیقاً، أَی قد اجْتَمَعَ فُوَاقُها فی ضَرْعِها،و هو ما بَینَ الحَلْبتَیْنِ ، و قد عَسَّت تَعُسُّ ،مأْخوذٌ من عَسَسْتُ القَوْمَ . أَعُسُّهم ،إِذا أَطْعَمْتَهم شَیْئاً قَلیلاً،نَقلاً عن أَبِی زَیْدٍ. أَو هی الَّتِی لا تَدِرُّ حتّی تَبَاعَدَ مِن ،و فی بَعْض الأُصولِ المُصَحَّحَهِ :عن النّاسِ ،و قِیلَ :هی الَّتِی إِذا أُثِیرَتْ للحَلْبِ ،مَشَتْ ساعهً ثمَّ طَوَّفَتْ ثمَّ دَرَّتْ ،و قِیلَ :هی السَّیِّئَهُ الخُلُق التی تَضْجَرُ و تَتَنَحَّی عن الإِبِلِ عند الحَلْب أَو فِی المَبْرَکِ ،و وَصَفَ أَعْرَابِیٌّ ناقَهً ،فقالَ :إِنَّهَا لَعَسُوسٌ ضَرُوسٌ شَمُوسٌ نَهُوسٌ .
و قِیلَ :هی التی تَعْتَسُّ العِظَامَ و تَرْتَمُّهَا ،عن ابنِ عَبّادٍ.
و فی اللِّسان و التَّکْمِلَه:هی التی تُعْتَسُّ ،أَی تُرَازُ ، و یُمْسَحُ ،و فی اللسان:یُلْمَسُ ضَرْعُهَا، أَ بِها لَبَنٌ أَمْ لا ؟و قد اعْتَسَّها المُدِرُّ،و سیَأْتِی هذا للمُصَنِّفِ فی ذِکْر مَعنی « اعْتَسَّ »قریباً.
و العَسُوسُ : امْرَأَهٌ لا تُبَالِی أَنْ تَدْنُوَ من الرِّجَالِ ،و قال الرّاغِبُ فی المُفْرَدَاتِ :هی المُتَعاطِیَهُ للرِّیبَهِ (2).
و العَسُوسُ : الرَّجُلُ القَلِیلُ الخَیْرِ ،و قد عَسَّ علیَّ بِخَیْرِه،قاله أَبو عَمْرٍو.
و العَسُوسُ : الطالبُ للصَّیْدِ باللَّیْلِ ،من السِّبَاعِ مُطْلَقاً، و منهُم مَن عَمَّهُ ،فقالَ :هو الطّالِبُ مُطْلَقاً،و منهم من خَصَّه بالصَّیْدِ فی أَیِّ وَقتٍ کان،و منهم مَن خَصَّه بالذِّئَابِ .
و العِسَاسُ ،ککِتَابٍ :الأَقْدَاحُ ،و قیل: العِظَامُ منها،یَعُبُّ فیها اثْنَانِ و ثلاثهٌ و عِدَّهٌ ، الوَاحِد: عُسٌّ ،بالضّمِّ ،و قِیلَ :هو أَکْبَرُ من الغُمَرِ،و هو إِلی الطُّولِ ،و الرِّفْدُ (3)أَکْبَرُ منه، و یُجْمَعُ أَیضاً علی: عِسَسَهٍ :زاد ابنُ الأَثِیر:و أَعْسَاس ، أَیضاً،فهما مُسْتَدْرَکانِ علی المصنِّف.
و بَنُو عِسَاسٍ :بَطْنٌ مِنْهُم ،نقله ابنُ دُرَیْد.
و یُقَال: دَرَّت النّاقَهُ عِسَاساً ،أَی کُرْهاً ،و هو مصدر:
عَسَّت النّاقهُ تَعُسُّ عِسَاساً ،إِذا ضَجِرَتْ عندَ الحَلْبِ .
و العُسُّ ،بالضّمِّ :الذَّکَرُ ،أَنْشَدَ أَبو الوَازِعِ :
لاقَتْ غُلاماً قد تَشَظَّی عُسُّهُ
ما کان إِلاّ مَسُّهُ فدَسُّهُ
و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : العُسُسُ ،بضمّتَیْن:التُّجَّارُ و الحُرَصاءُ ،هکذا فی سائِرِ النُسَخ،و الصّوابُ إِسْقَاطُ واو العَطْفِ (4).
و قال أَیضاً: العُسُسُ : الآنِیَهُ الکِبَارُ.
و عَسْعَسُ ،بالفَتْح غیرَ مَصْرُوف: مَوْضِعٌ ،هکذا فی سائِرِ النُّسَخ،فکَأَنَّه ذُهِلَ عن ضابِطَتِه فی الاکْتِفَاءِ بالعَیْن عن الموضعِ ،فجَلَّ من لا یَسْهُو، بالبَادِیَهِ قِیلَ :و إِیّاه عَنَی امْرُؤُ القَیْسِ :
أَلِمَّا عَلَی الرَّبْعِ القَدِیمِ بِعَسْعَسَا
کأَنِّی أُنَادِی أَوْ أُکَلِّمُ أَخْرَسَا (5)
و عَسْعَس : جَبَلٌ طوِیلٌ لِبَنِی عامِر (6)وراءَ ضَرِیَّهَ ،فی بلاد بَنِی جَعْفَرِ بنِ کِلاَبٍ ،و بِأَسْفَلِه ماءُ الناصِفَهِ .
و عَسْعَسُ بنُ سَلامهَ :فَتًی م ،أَی مَعْرُوف،بالبَصْرَه فی صَدْر الإِسْلاَم،و فیه یَقُولُ الرَّاجِز:
فِینَا لَبِیدٌ و أَبُو مُحَیَّاهْ
و عَسْعَسٌ نِعْمَ الفَتَی تَبَیَّاهْ
ص:364
أَی تَعْتَمِدُه.
و دارَهُ عَسْعَسٍ :غَرْبِیَّ الحِمَی لبَنِی جَعْفَرٍ،و قد تقدَّم.
و العَسْعاسُ ،بالفَتْح: السَّرَابُ ،قال رُؤْبه:
و بلَدٍ یَجْرِی عَلَیْهِ العَسْعَاسْ
مِن السَّرَابِ و القَتَامِ المَسْمَاسْ
و قال ابنُ عَرفَه: عَسْعَسَ اللَّیْلُ :أَقْبَلَ ظَلامُه أَوْ أَدْبَرَ ، و فی التَّنْزِیلِ العَزِیز: وَ اللَّیْلِ إِذا عَسْعَسَ وَ الصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ (1)قیل:هو إِقْبَالُه بظَلامِه،و قیل:هو إِدبارُه،و قال الفَرَّاءُ:أَجْمَعَ المفسِّرُون عَلَی أَنَّ معنَی « عَسْعَسَ » :أَدْبَرَ، و کان أَبو حاتِم و قُطْرُب یَذْهَبَانِ إِلی أَنَّ هذا الحَرْفَ من الأَضْدَادِ،و کانَ أَبُو عُبَیْدَهَ یَقُول: عَسْعَسَ اللیلُ :أَقْبَلَ ، و عَسْعَسَ :أَدْبَر.و أَنْشَد:
مُدَّرِعَاتِ اللَّیْلِ لَمَّا عَسْعَسَا
أَی أَقْبَلَ ،و قالَ الزِّبْرِقانُ :
وَرَدْتُ بأَفْرَاسٍ عِتَاقٍ و فِتْیَهٍ
فَوَارِطَ فی أَعْجَازِ لَیْلٍ مُعَسْعِسِ (2)
أَی مُدْبِرٍ مُوَلٍّ .
و قال أَبو إِسْحَاقَ بنُ السَّرِیِّ : عَسْعَسَ اللَّیْلُ ،إِذا أَقْبَلَ ، و عَسْعَسَ ،إِذا أَدْبَر،و المَعنیَان یَرْجِعَانِ إِلی شیْ ءٍ وَاحدٍ، و هو ابْتِدَاءُ الظَّلامِ فی أَوَّلهِ و إِدْبَارُه فی آخِره.
و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : العَسْعَسَه :ظُلْمهُ اللَّیلِ کلِّه، و یقال:إِدبارُه و إِقْبالُه.
و عَسْعَسَ الذِّئْبُ :طافَ باللَّیْلِ و کذا کُلُّ سَبُعٍ .
و عَسْعَسَ السَّحَابُ :دَنَا من الأَرْضِ لَیْلاً،لا یقال ذلِکَ إِلاّ باللَّیْلِ ،إِذا کانَ فی ظُلْمَهٍ و بَرْقٍ ،و أَنْشَدَ أَبُو البِلادِ النَّحْوِیّ :
عَسْعَسَ حتَّی لو یَشاءُ إِدَّنَا
کان لَهُ مِن ضَوْئِه مَقْبِسُ (3)
هکذا أَنْشَدَه الأَزْهَرِیُّ ،و قال:إِدَّنا:أَصله إِذْ دَنا، فأَدْغم،و أَنْشَدَه ابنُ سِیدَه من غیرِ إِدْغام،و قال:یَعْنِی سَحاباً فیه بَرْقٌ ،و قد دَنا من الأَرْضِ .
و عَسْعَسَ الأَمْرَ:لَبَّسهُ و عَمَّاهُ ،و أَصلُه من عَسْعَسهِ اللَّیْلِ :و هی ظُلْمَتُه.
و عَسْعَسَ الشیْ ءَ:حَرَّکَه ،نقله الصّاغَانِیُّ .
و یقالُ : جِئْ بالمالِ من عَسِّک و بَسِّکَ ،لغهٌ فی حَسِّکِ ، و حَسّک وَ بَسّک اتْباعٌ ،لا یَنْفَصِلانِ ،أَی من حَیْثُ کانَ و لم یَکُنْ ، و قد ذُکِرَ فی مَوْضِعِه.
و اعْتَسَّ :اکْتَسبَ و طَلَب،کاعْتَسَمَ ،عن أَبی عَمْرو.
و اعْتَسَّ : دَخَلَ فی الإِبِلِ و مَسَحَ ضَرْعَها لِتَدُرَّ ،و أَنشَدَ أَبو عُبَیْدٍ لابنِ أَحْمَر الباهِلِیّ :
و راحَتِ الشَّوْلُ و لم یَحْبُها
فَحْلٌ و لم یَعْتَسَّ فیها مُدِرّ
و التَّعَسْعُسُ :الشَّمُّ قاله أَبو عَمْرٍو،و أَنشد:
کمَنْخِرِ الذِّئْبِ إِذا تَعَسْعَسَا
و التَّعَسْعُسُ : طَلَبُ الصَّیْدِ باللَّیْلِ ،و قد تَعَسْعَسَ الذِّئْبُ .
و المَعَسُّ :المَطْلَبُ ،نقله ابنُ سِیدَه،و أَنْشَدَ للأَخْطَل:
مُعَقَّرهٍ لا یُنْکِرُ السَّیْفُ وَسْطَها
إِذَا لم یَکْنُ فِیهَا مَعَسٌّ لحَالِبِ (4)
و العَسَاعِسُ :القَنَافِذُ ،یُقَال ذلک لَها لکَثْرهِ تَردُّدِهَا باللَّیْلِ .
*و مِمّا یُسْتَدْرَک علیه:
اعْتَسَّ الشیْ ءَ:طَلَبَه باللَّیْلِ ،أَو قَصَده.
و یقال: اعْتَسَسْنا الإِبِلَ فما وَجَدْنا عَسَاساً و لا قَسَاساً،أَی أَثَراً.
ص:365
و العاسُّ :الطالِبُ .
و العَسِیسُ ،کأَمِیرٍ:الذِّئْبُ الکَثِیرُ الحَرکهِ ،و قیل:هو الذی لا یَتَقَارّ.
و العَسَّاسُ :الخَفِیفُ من کلِّ شیءٍ،کالعَسْعَسِ .
و کَلْبٌ عَسُوسٌ :طَلُوبٌ لمَا یأْکُلُ ،و إِنه لَعَسُوسٌ بَیِّنُ العَسَسِ :أَی بَطِیءٌ.
و فیه عُسُسٌ ،بضمتین:أَی بُطْ ءٌ و قِلَّهُ خَیْرٍ.
و العَسُوسُ :الناقَهُ التی تَضْرِبُ الحالِبَ برِجلِهَا و تَصُبُّ اللبنَ .
و اعْتَسّ الناقَهَ :طَلَب لَبنَهَا.
و اعْتَسّ بَلدَ کذا:وَطِئَه فعَرَف خَبَرَه،کاقْتَسَّه و احْتَشَّه (1)[و اشْتَمَّه]و اهْتَمَّه و اخْتَشَّه.
و عُسَاعِسُ ،کعُلابِط :جَبَلٌ ،أَنشَدَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :
قد صَبَّحَتْ مِنْ لَیْلِهَا عُسَاعِسَا
عُسَاعِساً ذاکَ العُلَیْمَ الطامِسَا
یَتْرُکُ یَرْبُوعَ الفَلاهِ فَاطِسَا
و فُلانٌ یَعْتَسُّ الآثارَ،أَی یَقُصُّها،و یَعْتَسُّ الفُجُورَ،أَی یَتْبَعُه.
و مُنْیَهُ عَسَّاسٍ ،ککَتّانٍ :قَریهٌ بمِصْرَ من أَعمال الغَرْبِیّه، و قد اجْتَزْتُ بها مَرَّتَیْنِ ،و منها الشیخُ تَقِیُّ الدِّینِ عبدُ الرَّحْمنِ ابنُ یَحْیَی بنِ مُوسَی بنِ مُحَمَّدٍ العَسّاسِیُّ ،وَلِدَ سنه 811، و لقِیَهُ السَّخاوِیُّ ببَلَده،و سَمع علیه بجامعِها المُسَلْسَلَ ، و مات بها سنه 895،و وَلدُه الشَّمْسُ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ الرَّحْمنِ ،وُلِدَ سنه 845 بِسَمَنُّود،و أَخَذَ عن خالِه الجَلالِ السَّمَنُّودِیّ ،ثمّ قَدِم القاهِرَه و لازَمَ عبدَ الحقِّ السُّنْباطِیَّ ،و الدِّیَمِیَّ ،و غیرَهما.
العَسَطُوسُ ،کحَلَزُونٍ ،أَو تُشَدَّدُ سِینُه عن کُراع: شَجَرهٌ کالخَیْزُرانِ ،و قِیلَ :هو الخَیْزُرانُ ،کما قالَهُ ابنُ الأَعْرَابِیِّ ،و قِیلَ :هی شَجَرَهٌ تکونُ بالجَزِیرهِ ،لَیِّنهُ الأَغْصانِ ،و أَنْشَدَ کُرَاع لِذی الرُّمَّه:
عَلَی أَمْرِ مُنْقَدِّ العِفَاءِ کأَنَّهُ
عَصَا عَسَّطُوسٍ لِینُها و اعْتِدالُهَا (2)
قال ابنُ بَرّیّ :و المَشْهُور فی شِعْره:«عَصَا قَسِّ قُوسٍ ».قلتُ :و هکذا أَنْشَدَه الأَصْمَعِیُّ أَیْضاً.و القَسُّ :
القِسِّیسُ ،و القُوسُ :صَوْمَعَتُه.
و العَسَطُوسُ : رأْسُ النَّصارَی بالرُّومِیّه ،و رُوِی تَشْدِیدُ السِّینِ فیه أَیضاً.
العَضْرَسُ ،کجَعْفَرٍ:حِمَار الوَحْشِ ،عن ابنِ عَبّادٍ.
و العَضْرَسُ : البَرْدُ ،بفتحٍ فسُکُون،عمه أَیضاً.
و:البَرَدُ ،بالتحریکِ ،و هو حَبُّ الغَمَامِ ،و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیّ :
فباتَتْ عَلَیْهِ لَیْلَهٌ رَجَبِیَّهٌ
تُحَیِّی بِقَطْرٍ کالجُمَانِ و عَضْرَسِ
و فی المَثَل:«أَبْرَدُ مِن عَضْرَسٍ ».
و فی المُحْکَم: العَضْرَسُ : الماءُ البارِدُ العَذْبُ کالعُضَارِس،قالَ الشَّاعِرُ:
تَضْحَکُ عن ذِی أَشُرٍ عُضَارِسِ
أَرادَ عن ثَغْرٍ عَذْبٍ ،و یُرْوَی بالمُعْجَمَه أَیضاً.
و العَضْرَسُ : الثَّلْجُ ،و قیل:هو الجَلِیدُ.
و العَضْرَسُ : الوَرَقُ الذی یُصْبِحُ علیه النَّدَی ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ ، أَو هی الخُضْرَهُ اللازِقَهُ بالحِجارَهِ الناقِعَهِ فی الماءِ ،نَقَلَه الصّاغانِیُّ أَیضاً.
و قال أَبو حَنِیفَهَ و أَبُو زِیَادٍ: العَضْرَسُ : عُشْبٌ أَشْهَبُ إِلی الخُضْرَهِ ،یَحْتَمِلُ النَّدَی احْتِمَالاً شَدِیداً ،و نَوْرُه قانِی الحُمْرهِ ،و لَوْنُ العَضْرَسِ إِلی السَّوَادِ،قال ابنُ مُقْبِلٍ ، یَصِفُ العَیْرَ:
علی إِثْرِ شَحَّاجٍ لَطِیف مَصِیرُه
یَمُجُّ لُعَاعَ العَضْرَسِ الجَوْنِ سَاعِلُهْ (3)
ص:366
و یُکْسَرُ فی هذه،و قیل:نَبَاتٌ فیه رَخَاوَهٌ تَسْوَدُّ منه جَحَافِلُ الدَّوَابِّ إِذا أَکَلَتْه،و قال أَبُو عَمْرٍو: العَضْرَسُ من الذُّکُورِ،و هو أَشَدُّ البَقْلِ کلِّه رُطُوبهً .
کالعُضَارِسِ ،بالضَّمِّ فی الکُلِّ إِلاّ فی مَعْنَی البَارِدِ العَذْبِ فإِنَّه رُوِیَ بالغینِ المُعْجَمَهِ أَیضاً،کما أَشَرْنَا لذلِکَ ، و قد أَهْمَلَه المُصَنِّفُ ،و سیأْتِی إِن شاءَ اللّه تَعَالی، و جَمْعُه بالفَتْحِ ،کالجُوَالِقِ و الجَوَالِقِ .
أَو العِضْرِسُ ، کزِبْرِجٍ :شَجَرُ الخِطْمِیِّ ،هکذا زَعَمَه بعضُ الرُّواهِ ،و لیس بمعروفٍ ،قاله أَبو حَنِیفَهَ رحمه اللّه، و قیلَ :شَجَرهٌ لها زَهْرهٌ حَمْرَاءُ.
و زادَ الصّاغَانِیُّ هنا:و العَضَارِسُ (1):الرِّیقُ الخَصِرُ.و فی العُبَابِ تَحْقِیقٌ لهذا المَقَام نَفِیسٌ ،فراجِعْه.
عُطْرُوسٌ ،کعُصْفُورٍ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللسانِ ،و قد جاءَ فی شِعْرِ الخَنْسَاءِ تُماضِرَ ابْنَهِ عَمْرَو بنِ الشَّرِیدِ السُّلَمِیَّهِ رَضِیَ اللّه عنها،و هو فی قَوْلِهَا*إِذا تَخَالَفَ (2)ظَهْرَ ،هکذا فی النُّسَخ.بالظّاءِ المُشَالَهِ المَفْتُوحَه،و فی التکمله«طُهْرَ»بضمّ الطاءِ المهمله، البِیضِ عُطْرُوسُ .
و لم یُفَسَّرْ.قالَه ابنُ عَبّادٍ ،فی المُحِیطِ ،قال الصّاغَانِیُّ :
و لم نَجِدْه فی دِیوانِ شِعْرِهَا ،کذا نَصُّ التَّکْمِلَه،و نَصُّ العَبَاب:لم أَجِدْ للخَنْسَاءِ قَصِیدَهً و لا قِطْعَهً علی قَافِیَهِ السین المَضْمُومَهِ من بحرِ البَسیطِ ،مع کثرهِ ما طَالَعَتْهُ من نُسَخِ دِیوَانِ شِعْرِهَا.و عَجِیبٌ من المُصَنِّفِ کیفَ لم یَعْزُه إِلی الصّاغَانِیِّ ،و هو کلامُه،و منه أَخَذَ،و یفعلُ مثلَ هذا کَثِیراً فی کتابِه،و هو مَعِیبٌ .
عَطَسَ یَعْطِسُ ،بالکَسْرِ،و هی اللُّغَهُ الجَیِّدهُ ، و لذا وَقَعَ علیها الاقْتِصارُ فی بعضِ النُّسَخ، و یَعْطُسُ ، بالضّمِّ ، عَطْساً و عُطَاساً ،کغُرابٍ : أَتَتْه العَطْسَهُ ،قالَ فی الاقْتِراح:و هو خاصُّ بالإِنْسَانِ ،فلا یُقَال لغیرِه و لو للهِرَّه، نقله شیخُنَا،و قیل:الاسمُ العُطَاسُ ،و
16- فی الحدِیث: «کان یُحِبُّ العُطَاسَ و یَکرَهُ التَّثاؤُبَ ». قال ابنُ الأَثِیرِ:لأَنَّ العُطَاسَ إِنما یکونُ مع خِفَّهِ البَدَنِ ،و انْفِتاح المَسَامِّ ،و تَیْسِیرِ الحَرَکَاتِ ،و التَّثَاؤُب بخِلافِه،و سَبَبُ هذِه الأَوْصافِ تَخْفِیفُ الغِذَاءِ و الإِقْلالُ من الطَّعَامِ و الشَّرَابِ .
و عَطَّسَه غیرُه تَعْطِیساً .
و من المَجَاز: عَطَسَ الصُّبْحُ عَطْساً ،إِذا انْفَلَق ،و فی الأَسَاس:تَنَفَّس.
و عَطَسَ فُلانٌ :ماتَ .
و العَاطُوسُ :ما یُعْطَسُ منه ،مَثَّل به سِیبَوَیْهِ ،و فَسَّره السِّیرَافِیُّ .
و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ : العَاطُوسُ : دَابَّهٌ یُتَشَاءَمُ بِها ،و أَنشد غیرُه لِطَرَفَهَ بنِ العَبْدِ:
لَعَمْرِی لَقد مَرَّتْ عَوَاطِیسُ جَمَّهٌ
و مَرَّ قُبَیْل الصُّبْح ظَبْیٌ مُصَمَّعُ
و أَنْشَدَ ابنُ خالَوَیْهِ لرُؤْبهَ :
و لا أُحِبُّ (3)الُّلجَمَ العَاطُوسا
قال:و هی سَمَکَهٌ فی البَحْر،و العَرَبُ تَتَشاءَمُ منها.
و المَعْطِسُ ،کمَجْلِسٍ و مَقْعَدٍ الأَخِیرَهُ عن اللَّیْث:
الأَنْفُ ،لأَنَّ العُطَاسَ منه یَخْرُجُ ،قال الأَزْهرِیُّ : المَعْطِسُ ، بکسر الطاءِ لا غَیْرُ،و هذا یَدُلُّ علی أَنَّ اللُّغَهَ الجَیِّدَهَ « یَعْطِسُ »بالکَسْرِ،و رَدّ المُفَضَّلُ بن سَلَمَهَ قولَ اللَّیْثِ :إِنَّهُ بفتحِ الطّاءِ،کذا فی العُبَابِ ،و الجَمْع: المَعَاطِسُ .
و من المَجَاز: العاطِسُ :الصُّبْحُ ، کالعُطَاسِ ،کغُرَابِ ، الأَخِیرَهُ عن الَّلیْثِ ،کذا نَقَلَه الأَزهرِیّ ،و الصاغانیّ و ذَکَرَه الزَّمَخْشَرِیُّ کذلک،فقالَ :و عَطَسَ الصُّبْحُ :تَنَفَّسَ ،و منه قیل للصُّبْح: العُطَاسُ ،تقولُ :جاءَ فُلانٌ قبلَ طُلُوع (4)العُطَاسِ ،و قیل:قَبْلَ هُبُوبِ العُطَّاسِ و تَوَقَّف الأَوَّلُ حین فسَّر قولَ الشاعرِ:
و قد أَغْتَدِی قَبْلَ العُطَاسِ بَسابِحٍ (5)
ص:367
و نُقِلَ [عن]الأَصْمَعِیِّ أَنَّ المُرَادَ:قَبْلَ أَن أَسْمَعَ عُطَاسَ عاطِسٍ فأَتَطَیَّرَ منه،قال (1):و ما قَالَهُ اللَّیْثُ لم أَسمعْه لثِقَهٍ یُرْجَع إِلی قَولهِ .
و العاطِسُ : و ما اسْتَقْبَلَکَ من أَمامِک من الظِّبَاءِ ،و هو الناطِحُ ،لکَونِه یُتَطَیَّرُ منه.
و المُعَطَّسُ ، کمُعَظَّمٍ :المُرْغَمُ الأَنْفِ ،عن ابنِ عَبّادٍ، یقال:رَدَدْتُه مُعَطَّساً،أَی مُرْغَماً.
و اللُّجَمُ العَطُوسُ ،کصُرَدٍ: المَوْتُ ،و کذلِکَ اللُّجمُ العَاطِسُ ،بفتح الجیم و ضَمِّها،و أَصلُ اللُّجَم:جمع لُجْمَهٍ و لِجَامٌ ،و هی الطِّیَرَهُ ؛لأَنَّهَا تُلْجِمُ عن الحَاجَهِ ،أَی تَمْنَع، و ذلِک أَنَّهُم یَتَطَیَّرُون من العُطَاسِ ،فإِذا سافَرَ رجلٌ فسَمِع (2)عَطْسَهً تَطیَّر و مَنَعَتْه عن المُضِیِّ ،ثمّ استُعْمِل وَاحِداً،قاله الزَّمَخْشَرِیُّ .
و قال أَبو زَیْدٍ:تقول العَرَبُ : عَطَسَتْ به اللُّجَمُ ،أَی ماتَ ،و قال الزَّمَخْشَرِیّ :أَی أَصابَتْه بالشُّؤْمِ و قال رُؤْبَهُ :
قالَتْ لِماضٍ لم یَزَلْ حَدُوسَا
ینْضُو السُّرَی و السَّفَر الدَّعوسَا
أَلاَ تَخَافُ اللُّجَمَ العَطُوسَا (3)
و یقال: هو عَطْسَهُ فُلانٍ ،أَی یُشْبِهُه خَلْقاً و خُلُقاً ، و یقُولون:کأَنَّه عَطْسَهٌ من أَنْفِه،و یقولون:خُلِقَ السِّنَّوْرُ مِن عَطْسَهِ الأَسدِ.
*و مما یستدرک علیه:
العَطَّاس ،ککَتَّانٍ :اسمُ فَرَسٍ لبعْضِ بنِی[عبد] (4)المَدَانِ ،قال:
یَخُبُّ بِیَ العَطَّاسُ رافِعَ رأَسِهِ
و قال الصّاغَانِیُّ :هو یَزِید بنُ عبدِ المَدَانِ الحارِثِیُّ ،و فی العبابِ :فیه یقُولُ :
یَبُوعُ به العطّاس رافِعَ أَنْفِهِ
لَه ذَمَرَاتٌ بالخَمِیسِ العَرَمْرَمِ
و بَنُو العَطَّاس :بُطَیْنٌ من الیَمَنِ ،من العَلَوِیِّین.
و رَجلٌ عَطُوسٌ ،کصَبورٍ،إِذا کان یَسْتَقْدِمُ فی الحُروبِ و الغَمَرَاتِ ،کالدَّعوسِ .
و العَطَّاسهُ :قَرْیَهٌ من الکُفُورِ الشَّاسِعه.
العَطَلَّس ،کعَمَلَّسٍ ،أَهملَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ درَیْدٍ:هو الطَّوِیلُ .
*و مما یستدرک علیه:
العَطْلَسَهُ :عَدْوٌ فی تَعَسُّفٍ ،کالعَلْطَسه،نَقَلَه الصّاغانِیُّ .
و العَطْلَسَهُ أَیضاً:کلامٌ غیر ذِی نِظَامٍ ،کالعَسْطَلَهِ ،نقله الأَزهریُّ .
العَیْطَمُوس :التامَّهُ الخَلْقِ ،من الإِبلِ و النِّسَاءِ ،قالَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :یقَال للنّاقَهِ إِذا کانَت فَتِیَّهً شابَّهً :هی القِرْطَاس،و الدِّیباجُ ، و العَیْطَمُوس . و قِیلَ : المَرْأَهُ الجَمِیلَهُ ،عن شَمِرٍ. أَو هی الحَسَنَهُ الطَّوِیلَهُ ،عن أَبِی عُبَیْد،و قیل: التارَّهُ ذاتُ أَلْوَاحٍ و قَوَامٍ من النِّسَاءِ،عن اللَّیْثِ ،و من النُّوقِ أَیضاً:الفَتِیَّهُ العَظِیمهُ الحَسْنَاءُ،و قالَ اللَّیْثُ :هی المرأَهُ العاقِرُ ،و نَصُّ الأَزْهَرِیّ عن الَّلیْثِ :و یقَال لهَا: عَیْطَموسٌ ،فی تلک الحالِ إِذا کانَت عاقِراً.
کالعُطْموسِ ،بالضمِّ فی کُلِّ ما ذُکِر.
و قال ابنُ الأَعرابیِّ : العَیْطَموس : الناقَهُ الهَرِمَهُ ،فإِطْلاقُه عَلَیْهَا و علی الفَتِیَّهِ ،کما تَقَدَّم،من الأَضْدادِ،و لم یُنَبِّهْ علیه المصنِّف.
ج عَطَامِیسُ ،و قد جَاءَ فی ضَرُورَهِ الشِّعْرِ: عَطَامِسُ ، و هو نادِرٌ قال الراجِزُ:
یا رُبَّ بَیْضَاءَ من العَطَامِس
تَضْحَکُ عَن ذِی أُشُرٍ عُضَارِسِ
و کان حَقُّه أَن یقولَ : عَطامِیس ،فحَذَفَ الیاءَ لضَرُورَهِ الشِّعْرِ،و تمامُه (5)فی الصّحاح و العُبَابِ .
ص:368
و قال ابنُ فارِس:کلُّ ما زاد فی العَیْطَمُوسِ علی العَیْنِ و الیاءِ و الطّاءِ فهو زائِدٌ،و أَصله:العَیْطَاءُ،و هی الطَّوِیلهُ العُنُقِ .
العِفْرِسُ :أَهمله الجَوْهریّ ،و قال ابن دُرَید: 1عِفْرِسٌ ، بالکَسْر :اسمٌ .نقله الصّاغَانِیُّ .قلت:
و هو أَبو حَیٍّ بالیمن،و هو عِفْرِسُ بنُ حُلْف 2بنِ أَقْبل 3، و هو خَثْعم بن أَنْمار.
و قال غیرُه: العِفْرِسُ و العِفْرِیسُ ،کعِفْریتٍ ، و العِفْرَاس ، و قد أَشار له المصنِّفُ فی«عرفس» و العُفْرُوس ،بالضّمِّ ، و العَفَرْنَس ،کسَفَرْجَلٍ :الأَسد الشَّدید العُنُقِ الغلیظهُ ،و ما سِوَی العین و الرّاءِ و الفاءِ فهو زیادهٌ .
و عَفْرَسه عَفْرَسهً ،إِذا صَرَعَه و غَلَبَه ،قِیلَ :و به سُمِّی الأَسدُ عِفْرِیساً .
و العَفَرْنَسُ ،کخَدَرْنَقٍ 4،إِنما غایر فی الوَزْنین تَفنُّناً:
الغَلیظَهُ العُنُقِ الشَّدیدهُ من الإِبل و من الأَسُود و الکِلاب و العُلُوج،کذا صَرَّح به الأَزْهریُّ و غیرُه،و إِنّما اقْتَصَر المصنِّفُ علی الإِبلِ تَقْلِیداً للصّاغَانِیِّ فقط ،و لم یُراجِع الأُمّهاتِ ،مع قُصُورِه عن ذِکْرِ العِرْفاسِ هنا،مع العَفَرْنَسِ بالمعْنَی الذی ذَکَرَه،و عن ذِکْر العَفْرَسِ کجَعْفَرٍ:السابِق السَّرِیع.
و العَفَارِیسُ :النَّعَامُ .
و العَفْرَسِیُّ :المُعْیِی خُبْثاً.
و عِفْرِسٌ ،کزِبْرِجٍ :حَیٌّ بالیمن،و المصنِّف أَوردَه بالقاف،و هو تَصحیفٌ ،و قیل:لُغَه.
و ابنُ العِفْرِیسِ ،کقِنْدِیلٍ :هو أَبُو سَهْل أَحْمدُ بنُ مُحمَّدٍ الزَّوُزَنِیُّ الشّافِعِیُّ الإِمام الفَقِیهُ المتکلِّم صاحِبُ جَمْعِ الجَوَامع ،الکِتَاب الذی اخْتَصَرَه من کُتُبِ الشافِعیِّ ،رضی اللّه تعالی عنه،و منه أَخَذَ التّاجُ السُّبْکِیُّ اسمَ کتابه «جَمْع الجَوَامِعِ ».
العَفْسُ ،کالضَّرْبِ :الحَبْسُ ،یقال: عَفَسَ الدَّابَّهَ و الماشِیَهَ عَفْساً :حَبَسَهَا علی غیر مَرْعًی و لا عَلَفٍ .
و المَعْفُوس :المَحْبُوس،و قد عُفِسَ کعُنِیَ .
و العَفْسُ : الابْتِذالُ للشیْ ءِ و الامْتِهَانُ ،یقال: عَفَسْتُ ثَوْبِی،أَی ابْتَذَلْتُه.
و العَفْس : شِدَّهُ سَوْقِ الإِبلِ ،و قد عَفَسَها الرّاعی عَفْساً :ساقَها سَوْقاً شدیداً،قال:
یَعْفِسُها السَّوّاقُ کُلَّ مَعْفَسِ
و العَفْس : دَلْکُ الأَدِیمِ بیَدِه فی الدِّبَاغِ .
و العَفْس : الضَّرْب علی العَجُزِ بالرِّجْلِ . و قال ابنُ القَطاع:بظَهْرِ الرِّجْلِ ،و قد عَفَس الرَّجلُ المَرأَهَ برِجلِه، یَعْفِسها :ضَرَبَها علی عَجِیزَتِها، یُعَافِسها و تُعافِسه .
و العَفْس : الجَذْب إِلی الأَرْضِ فی ضَغْطٍ شَدِیدٍ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ ،و قد عَفَسه عَفْساً :جَذبه إِلی الأَرْضِ ، و ضَغَطَه 5فضَرَب به،و کذلِک عَکَسَه و عَرَسَه 6،قال الأَزْهرِیُّ :و أَجازَ ابنُ الأَعْرَابیِّ ،السینَ و الصاد فی هذه الحروف 7.
و المَعْفِس ،کمَجْلِسٍ :المَفْصِلُ من المَفَاصِل،قالَ الصّاغَانِیُّ :و فی هذِه الکلمهِ نَظَرٌ.
و العِیَفْس ،کحِیَفْسٍ ،و هو وَزْنٌ بالمجْهول،فإِنَّ ظاهِرَهما أَنهما کحَیْدَرٍ،و الصواب فیهما کقِمَطْرٍ،کما ضَبَطه غیرُ وَاحدٍ من الأَئمَّهِ ،و هو القَصِیر ،نقله الصّاغَانِیُّ .
و انْعَفَس فی التُّرابِ :انْعَفَر ،نَقَلَه الصّاغانِیُّ أَیضاً.
و تَعَافَسوا :تَعَالَجوا فی الصِّرَاعِ و نَحوِه،و قد عَفَسه ،إِذا صَرَعه.
ص:369
و المُعَافَسهُ :المُعالَجهُ بالأُمورِ و المُمَارسه بها،یقَال:
باتَ فُلانٌ یُعَافِس الأُمورَ.
و العِفَاس ،ککِتَاب:الفَسَاد ،هکذا فی سائِرِ النُّسخ الموْجودهِ و به فُسِّر قولُ جرِیرٍ،یهْجو الراعِیَ النُّمیْرِیَّ :
فَأَوْلِعْ بالعِفَاسِ بَنِی نُمیْرٍ
کَمَا أَوْلَعْتَ (1)بِالدَّبَرِ الغُرابَا
یَدْعُو علیهم،أَراد:بالفَسادِ،کما رَواه عُمَارهُ هکذا أَیضاً،و قیل:بل أَراد ناقَتَه المُسمَّاهَ بالعِفَاسِ ،بدَلِیلِ البَیْتِ الذی قبلَ هذا:
تَحِنُّ له العِفَاس إِذَا أَفاقَتْ
و تَعْرِفُه الفِصَالُ إِذا أَهَابَا (2)
و العِفَاس : اسمُ ناقهٍ للراعِی النُّمیْرِیّ ،و کذلِک بَرْوَعُ ، قال فِیهما:
إِذَا بَرَکَتْ مِنها عَجَاسَاءُ جِلَّهٌ
بِمَحْنِیَهٍ أَشْلَی العِفَاسَ و بَرْوَعَا (3)
و اعْتَفَس القَوْمُ :اضْطَربُوا ،هکذا فی سائرِ النُّسخِ ، و صوابه:اصْطَرَعوُا،و هو نصُّ ابنِ فارِسٍ فی المُجْمَل.
*و مِمَّا یُسْتَدْرکَ علَیْه:
العَفْس :الرَّدُّ و الکَدُّ و الإِتْعاب و الإِذالهُ و الاستِعمال و الضِّبَاطَه فی الصِّرَاع،و الدَّوْس،و أَن یُرَدِّدَ الرّاعِی غَنَمَه یَثْنِیها و لا یَدَعُها تَمْضِی علی جِهاتِهَا.
و عَفَسَه :أَلْزَقَه بالتُّرابِ و وَطِئَه.
و ثَوْبٌ مُعَفَّسٌ ،کمُعَظَّمٍ :صَبورٌ علی الدَّعْکِ .
و العِفَاس :المُدَاعَبَهُ مع الأَهْلِ ،و قد تَقدَّمت الإِشارهُ إِلیه فی«ع ف ز».
و العِفَاس :العِلاَجُ و المُمَارَسهُ .
و انْعَفَسَ فی الماءِ:انْغَمسَ .
و العِفَاس ،ککِتَابٍ :طائرٌ یَنْعَفِس فی الماءِ.
*و مِمَّا یُسْتَدْرک علَیْه:
عَفَرْقَس (4)،کسفَرْجلٍ ،و قیل:بضمِّ القَافِ :اسمُ وادٍ، ذَکَره أَبو تَمّامٍ فی قَولِهْ :
فإِنْ یَکُ نَصْرانِیًّا نهرُ آلِسٌ
فَقَدْ وَجَدوا وادِی عَفَرْقَس مُسْلِمَا (5)
العَفَنْقَس ؛کسَمَنْدلٍ :العَسِرُ الأَخْلاَقِ السَّیِّئُها،و قد اعْفَنْقَسَ الرجُلُ . و قال الکِسائیُّ :هو اللَّئِیمُ الدَّنِیءُ النَّسَبِ ،کالفَلَنْقَسِ .
و یَقَال:ما أَدْرِی ما الذی عَفْقَسَه أَیْ أَیُّ شیءٍ أَساءَ خُلُقَه بعد أَنْ کانَ حَسَنَه ،و لو قال:بَعْد حُسْنِه،لأَصابَ فی الاخْتِصار،و قد اسْتَعْملَه هو بنَفْسه أَیضاً فی«طلنفس»، و لکِنَّه،قلَّدَ الصّاغَانِیَّ فی سِیَاق عِباراته.و تقدیمُ القَافِ علی الفاءِ لُغَهٌ فی الکُلِّ ،علی ما سیأْتی.
*و مِمَّا یُسْتَدْرک علیه:
العَفَنْقَس :هو المُتَطَاوِلُ علی النّاس،و الذِی جَدَّتاه لأَبِیه و أُمِّهِ ،و امرأَتُه عَجمِیّاتٌ .
العَقَنْبَسُ ،کسَمَنْدَلِ ،أَهْملَه الجوْهرِیُّ ،و قال ابنُ عبّادٍ: السَّیِّئُ الخُلُقِ ،کالعَبَنْقَسِ ،و قد تقدَّم وَزْنُه هناکَ بسَفَرْجلٍ .
و العَقَابِیس :الدَّوَاهِی ،و قَالَ اللِّحْیانِیُّ :هی الشَّدائدُ من الأُمورِ،و قدَ تقدَّم العَبَاقِیس.
*و مِمَّا یُسْتَدْرک علیه:
العَقَابِیسُ (6):بَقَایَا المَرضِ و العِشْقِ ،کالعقَابِیلِ .هنا ذَکَره غیرُ وَاحدٍ،و أَوْرَدَه المصنِّفُ فی«عبقس».
عقْرسٌ ،کجَعْفَرٍ ،هکذا ضَبطَه ابنُ عبّادٍ، وِزْبِرِجٍ ،هکذا ضَبطه اللَّیْثُ : حَیٌّ بالیمنِ ،و قد أَهْملَه الجوْهرِیُّ ،و أَوْرده الأَزْهرِیُّ و ابنُ سِیده،و هو غیر عَفْرَس، بالفَاءِ الذی تَقَدَّم،أَو هما وَاحِدٌ.
ص:370
العَقَنْفَس ،بتَقْدِیم القَافِ علی الفاءِ،أَهْملَه الجوْهرِیُّ ،و قال اللَّیْثُ ؛ کالعَفَنْقَسِ زِنَهً و مَعْنًی،کالجَذْبِ و الجَبْذِ،و هو السَّیِّیءُ الخُلُقِ المتَطاوِلُ علی الناسِ .
و یقَالُ :ما أَدْری ما الَّذِی عَقْفَسَه ،بِمعْنَی ما عَفْقَسَه ، و قد تَقَدَّم قریباً.
*و مِمّا یسْتَدْرکُ علَیْه:
العَقس ،سَقَطَ من سائر أُصولِ القَاموسِ الَّتِی بأَیْدِینا، و کذا فی العُبابِ ،و قد أَوْردَه الأَزْهرِیُّ و الصّاغَانِیُّ فی التَّکْمِلَه،و ذَکره صاحِب اللِّسانِ أَیضاً،و هو وَاجِبُ الذِّکْرِ بقَلَمِ الحُمْرهِ ؛لأَنَّه أَهْملَه الجوْهرِیُّ ،قالَ ابنُ الأَعْرابِیّ :
الأَعْقَسُ من الرِّجال:الشَّدِیدُ الشّکَّه فی شِرَائه و بَیْعِه،قال:
و لیس هذا مذْمُوماً؛لأَنه یَخَافُ الغَبْنَ ،و منه
17- قَوْلُ عُمرَ للزُّبیْرِ رَضِیَ اللّه عنهُما (1)؛« عَقِسٌ لَقِسٌ ».
و قالَ اللَّیْثُ (2):فی خُلُقِه عَقَسٌ ،بالتَّحْرِیکِ ،أَی الْتِواءٌ.
و العَوْقَسُ :نَبْتٌ ،قاله أَبو زَیْدٍ،و قال ابنُ دُریْدٍ:هو العَشَقُ ،و العَشَق (3):شَجرهٌ تَنْبُتُ فی الثُّمَامِ و المَرْخ و الأَرَاکِ ،تَلْتَوِی.
العُکَبِسُ ،کعُلَبِطٍ و عُلاَبِطٍ ،أَهملَه الجوْهرِیُّ ، و قال اللِّحْیانِیُّ :هی الکَثِیرهُ من الإِبِلِ ،أَو الَّتِی تُقَارِبُ الأَلْفَ ،و هذا قولُ أَبی حاتِم،و هو لُغَهٌ فی العُکَمِسِ و العُکَامِسِ ،باؤُها بدلٌ من المیم،حکاه یعْقُوب.
و تَعَکْبَسَ الشَّیْ ءُ :تَرَاکَمَ و رَکِبَ بَعْضُه بَعْضاً ،عن ابنِ دُریْدٍ،فهو عُکَابِسٌ و عُکَبِسٌ .
*و مِمّا یُسْتَدْرک علیه:
عَکْبَسَ البَعِیرَ:شَدَّ عُنُقَه إِلی إِحْدَی یَدَیْهِ و هو بَارِکٌ .
و قال کُراع:إِذا صُبَّ لَبَنٌ علی مَرَقٍ کائناً ما کانَ فهو عُکَبِسٌ .و قالَ أَبو عُبیْدَهَ (4):إِنَّمَا هو العَکِیسُ ،بالیَاءِ.
العَکْسُ ،کالضَّرْبِ :قَلْبُ الکَلامِ ،فإِنْ جَاءَ کالأَوَّلِ فهو المُسْتَوِی،کقَوْلِهم:بَابٌ و خَوْخٌ و دَعْدٌ،و هو مشهور عند البَیَانِیِّینَ ،و قِیلَ :یُرَادُ بقَلْبِ الکَلام و نَحْوِه أَن یُؤْتَی فی الإِیرادِ من غَیْر تَرْتِیبٍ .
و العَکْسُ (5): رَدُّ آخِرِ الشیْ ءِ علی (6)أَوَّلِه ،و قد عَکَسَه یَعْکِسُه ،من حَدِّ ضَرَب.
و العَکْسُ : أَنْ تَشُدَّ حَبْلاً فی خَطْمِ البَعِیرِ إِلی رُسْغِ یَدَیْهِ لِیَذِلَّ ،و قالَ الجَعْدِیُّ :هو أَن تَجْعَلَ فی رَأْسِه خِطَاماً ثمّ تَعْقِدَه علی رُکْبَتِه لئلاّ یَصُولَ .و قال أَعْرابِیٌّ :شَنَقْتُ البَعِیرَ، و عَکَسْتُه ،إِذا جَذَبْتَ مِن جَرِیرِه و لَزِمْتَ من رَأْسِه فهَمْلَجَ ، و ذلِک الحَبْلُ : عِکَاسٌ ،ککِتَابٍ .
و قیل: عَکَسَ الدَّابَّهَ ،إِذا جَذَب رَأْسَها إِلیه،لتَرْجِعَ إِلی وَرَائها القَهْقَرَی،و قال ابن القَطَّاع: عَکَس البَعِیرَ یَعْکِسُه عَکْساً و عِکَاساً :شَدَّ عُنُقَه إِلی إِحْدَی یَدَیْه و هو بَارِکٌ .
و العَکْسُ : أَن تَصُبَّ العَکِیسَ فی الطَّعامِ ،و هو أَی العَکِیسُ لَبَنٌ یُصَبُّ علی مَرَقٍ کائناً ما کان.
و العَکِیسُ أَیضاً:القَضِیبُ مِن الحَبَلَهِ یُعْکَسُ تَحْتَ الأَرْضِ إِلی مَوْضِعٍ آخَرَ ،نقلَه الجَوْهریّ ،و لو قال:
و القَضِیبُ من الحَبَلَهِ ،إِلی آخِرِه،لأَصَابَ .
و العَکِیسُ من اللَّبَنِ :الحَلِیبُ تُصَبُّ علیه الإِهَالَهُ و المَرَقُ فیُشْرَبُ ،عن الأَصْمَعِیّ ،و قیل:هو الدَّقِیق یُصَبُّ (7)علیه ثمّ یُشْرَبُ ،و هذا عن أَبی عُبَیْد،قال مَنْظُورٌ الأَسَدِیّ :
فلمّا سَقَیْنَاهَا العَکِیسَ تَمَدَّحَتْ
خَوَاصِرُها وازْدادَ رَشْحاً وَرِیدُهَا
هکذا أَنْشَدَه الأَزْهَرِیُّ .قلتُ :و هو من أَبْیَاتِ الحَمَاسَهِ ، فی قصیدهٍ للرّاعِی النُّمَیْرِیِّ ،یُخَاطب فیها ابنَ عمِّه الخَنْزَرَ، و فیها:تَمَلَّأَتْ مَذاکِرُها (8).
ص:371
و العَکِیسهُ بهاءٍ،من اللیالی:الظَّلْماءُ.و العَکِیسهُ :
الکَثِیرُ من الإِبِلِ ،نقلها الصاغانِیُّ .
و تَعَکَّسَ الرجُلُ فی مِشْیَتِه:مَشَی مَشْیَ الأَفْعَی ،کأَنَّه یَبِسَتْ عُرُوقُه،و رُبَّمَا مَشَی السَّکْرَانُ کذلِک.
و یُقَال: دُونَ هذا الأَمرِ، عِکَاسٌ و مِکَاسٌ ،بکَسْرِهِمَا ، أَی مُرَادَّهٌ و مُرَاجَعهٌ . و قِیلَ : هو أَنْ تَأَخُذَ بنَاصِیَتِه و یَأْخُذَ بنَاصِیَتِک،أَو هو إِتْبَاعٌ .
و انْعَکَسَ الشیْ ءُ مُطاوِعُ عَکَسَه .
و اعْتَکَسَ ،مثْل انْعَکَسَ ،أَنْشَد اللَّیْث:
طَافُوا به مُعْتَکِسِین نُکَّسَا
عَکْفَ المَجُوسِ یَلْعَبُونَ الدَّعْکَسَا
*و ممَّا یُسْتَدرک علیه:
عَکَسَ رأْسَ البَعیر یَعْکِسه :عَطَفَه،قال المَتَلَمِّس:
جَاوزْتُها بأَمُونٍ ذات مَعْجَمَهٍ
تَنْجُو بکَلْکَلِها و الرأْسُ مَعْکُوسَ
و
16- فی حدیثِ الرَّبِیع بن خَیْثَم (1): « اعْکِسُوا أَنْفُسکم عَکْسَ الخَیْلِ باللُّجُم». أَی اقْدَعُوها و کُفُّوها و رُدُّوها.
و عَکَسَ الشیْ ءَ:جَذَبَه إِلی الأَرْض فضَغَطَه شَدیداً ثمّ ضَرَب به الأَرْضَ ،و کذلک عَتْرَسَه.
و اعْتَکَس اللَّبَنَ ،مثل عَکَس .
و العَکْس :حَبْسُ الدّابَّهِ علی غَیْرِ عَلَفٍ .
و العُکَاس ،کغُرابٍ :ذَکَرُ العَنْکَبوتِ ،عن کُراع،و رواه غیره بالشین،و ضَبَطَه کرُمَّانٍ ،کما سیأْتی.
و عَکَسَ به،مثْل عَسَکَ به،نَقَلَه الصّاغَانیُّ ،أَی لَزِمَه و لَصقَ به.
و رَجلٌ مُتَعَکِّسٌ :مُتَثَنٍّ غُضُون القَفَا،و أَنشد ابن الأَعْرابیّ :
و أَنْتَ امْرؤٌ جَعْدُ القَفَا مُتَعَکِّسٌ
منَ الأَقِط الحَوْلِیِّ شَبْعَانُ کَانِبُ
و یقَال:الحَدُّ یَطَّرد وَ ینْعَکِس .
و یقَالُ لمَن تکلَّم بغَیرِ صوابٍ :لا تُعَکِسّ (2).کذا فی الأَساس.
و عَکِسَ الرجُلُ ،کفَرِحَ :ضاقَ خُلُقُه.
و عَکِسَ :بَخِلَ .
و عَکِسَ الشَّعرُ:تَلَبَّدَ،و یُرْوی بالشِّینِ أَیضاً،کما قالَه ابنُ القَطَّاعِ ،و سیأْتِی فی مَوضِعِه.
و المُعَاکَسهُ فی الکَلامِ و نَحْوِه،کالعَکْسِ .
و انعِکاس الحالِ :انْقِلابُه.
و العَکْس :المَقْتُ ،و یُجْمَع علی عُکُوسٍ .
عَکْمَسَ اللَّیْلُ :أَظْلَمَ ، کتَعَکْمس .
و العُکْمُوس ،بالضَّمِّ : الحِمَار ،حِمْیَرِیَّهٌ ،و هو مَقْلُوب الکُسْعُومِ و العُکْسُومِ (3)،و یُذْکَر فی محلِّه.
و إِبِلٌ عُکَمِسٌ و عُکَامِسٌ کعُلَبِطٍ و عُلاَبِطٍ :کَثِیرهٌ ،أَو قَارَبَت الأَلْفَ ،و کذلک عُکَبِسٌ و عُکَابِسٌ ،و قد تَقَدَّم عن اللِّحْیانِیِّ و أَبِی حاتِمٍ .
و قال غیرهما: العُکَمِس و العُکَامِس :القَطِیعُ الضَّخْمُ من الإِبل،و کذلِک الکُعَمِس و الکُعَامِس،و یُرْوَی بالشِّینِ ، و السینُ أَعْلَی.
و لَیْلٌ عُکَامِسٌ :مُظْلِمٌ مُتَراکِبُ الظُّلْمهِ شَدِیدُها،و کلُّ شَیْ ءٍ تَرَاکَبَ و تَرَاکَمَ و کثُرَ حَتّی یظْلِمَ من کَثْرتهِ فهو عُکَامِسٌ و عُکَمِسٌ .و لَیْلٌ عُکَمِسٌ مثْل عُکَامِسٌ ،و هذا نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .
و قال ابنُ فارِس:لَیلٌ عُکَامِسٌ :مَنحوتٌ من عَکَسَ و عَمس؛لأَنَّ فی عَمس معنًی من معانی الإِخْفَاءِ،و الظُّلْمهُ تُخْفِی.
العَکَنْدَس ،کسَمَنْدلٍ ،هکذا بالکَافِ فی سائِرِ أُصُولِ القَامُوسِ و هو غلطٌ ،و الصّوابُ
ص:372
باللام (1)،کما هو نَصُّ الجمْهرهِ و العُبابِ ،و قد أَهْملَه الجوْهرِیُّ .قالَ ابنُ دُریْدٍ:هو الصُّلْبُ الشَّدِیدُ من الإِبِلِ ، و هی بهاءٍ ،مِثْل:عَرَنْدَسٍ و عَرَنْدَسَهٍ .
و قالَ أَبو الطَّیِّبِ :و العَلَنْدَسُ أَیْضاً: الأَسَدُ الشَّدِیدُ ، کالعَرَنْدَسِ و قد تَقَدَّمَ فی مَوضِعِهِ ،و لو قالَ : العَلَنْدَسُ :
الصُّلْبُ الشَّدِیدُ من الأُسُد و الإِبِلِ ،و هی بَهاءٍ،لأَصابَ فی الاخْتِصَار،أَو قال: العَلَنْدَسُ :الأَسَدُ،الشَّدِیدُ،و کذا الجَمَلُ ،و هی بهَاءٍ.
العَلَسُ ،مُحَرَّکهً :القُرَادُ ،جَمْعه أَعْلاسٌ ، و قِیلَ :هو الضَّخْمُ منه،و به سُمِّیَ الرجُلُ .
و العَلَسُ : ضَرْبٌ من البرِّ جَیِّدُ تَکُونُ حَبَّتانِ منه فی قِشْرٍ ،و فی کِتَابِ النَّباتِ :فی کِمَامٍ ،یکون بناحِیَهِ الیمنِ ، و قِیلَ : هو طَعامُ أَهلِ صنْعاءَ ،قال أَبو حنِیفَهَ ،رحمه اللّه تَعالَی:غیر أَنه (2)عَسِیرُ الاستِنْقَاءِ.
و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : العَدَسُ یقال له: العَلَسُ .
و العَلَسُ : ضَرْبٌ من النَّمْلِ ،أَو هی الحَلَمهُ ،عن أَبِی عُبَیْدهَ .
و المُسَیَّبُ بنُ عَلَس بنِ مالِکِ بن عَمْرِو بنِ قُمَامَه (3)بن عَمْرِو بنِ زَیْدِ بنِ ثَعْلَبَهَ بن عَدِیِّ بنِ رَبِیعَهَ بنِ مالِکِ بنِ جُشَمَ بنِ بِلاَلِ بنِ جُمَاعَه (4)بن جُلَیِّ بنِ أَحْمس بنِ ضُبَیعَهَ بنِ رَبِیعَهَ بن نِزَار شاعِرٌ مَعْرُوفٌ .
و العَلَسِیُّ :الرَّجُلُ الشَّدِیدُ ،قالَ المَرَّارُ:
إِذَا رَآهَا العَلَسِیُّ أَبْلَسَا
و عَلَّقَ القَوْمُ أَدَاوَی یُبَّسَا
و العَلَسِیُّ : نَبَاتٌ نَوْرُه کالسَّوْسَنِ الأَخْضَرِ،و هو نَباتُ الصَّبِر،قال أَبو عَمْرٍو:و هو شَجَرَهُ المَقْرِ،قال أَبو وَجْزهَ السَّعْدِیّ :
کأَنَّ النُّقْدَ و العَلَسِیَّ أَجْنَی
و نَعَّمَ نَبْتَه وَادٍ مَطِیرُ
و العَلْسُ ،بالفتحِ : ما یُؤْکَلُ و یُشْرَبُ ،عن أَبِی لَیْلَی، و قد عَلَسَت الإِبِلُ تَعْلِسُ :أَصابَتْ ما تَأْکُلُه.
و العَلْسُ : الشُّرْبُ ،و قد عَلَسَ یَعْلِسُ ،مِن حَدِّ ضَرَب، إِذا شَرِبَ ،و قیل:أَکل.
و العَلْسُ ،بمعْنَی الأَکْلِ ،قَلَّمَا یُتَکَلَّمُ به بغیرِ حَرْفِ النَّفْیِ ،یُقال: ما عَلَسْنَا عِنْدَه عَلُوساً ،بالفَتْحِ ،أَی ذَوَاقاً.
و ما ذُقْنَا عَلُوساً و لا أَلُوساً،و فی الصّحاحِ :و لا لَوُوساً، أَی شَیْئاً ،قاله أَبو صَاعِدٍ الکِلابِیُّ .
و قال ابنُ هانئٍ ما أَکَلْتُ الیومَ عُلاَساً ،کغُرَابٍ ،أَی طَعَاماً ،هکذا فسَّروه.
و عَلُّوسُ ، کتَنُّور:قَلْعَهٌ لِلأَکْرادِ ،نَقَلَه الصُّاغَانِیُّ .
و عُلَیْسٌ ، کزُبَیْرٍ:اسمٌ .
و یقال:أَتاهُمُ الضَّیْفُ و ما عَلَّسُوه بشیْ ءٍ تَعْلِیساً ،أَی ما أَطْعَموه شیئاً.
و عَلَّسَ الدّاءُ تَعْلِیساً : اشْتَدَّ و بَرَّحَ .و عَلَّسَ الرجُلُ تَعْلِیساً : صَخِبَ ،عن ابنِ عَبّاد،و کذلِکَ عَلَسَ یَعْلِسُ عَلْساً ،بل حَکَی ابنُ القَطَّاعِ فی عَلَّس أَیضاً التخفیفَ .
و المُعَلَّسُ ،کمُعَظَّمٍ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ عن ابنِ السِّکِّیتِ ، و یُرْوَی:کمُحَدِّث،کما ضَبطَه الأُرْمَویّ بخَطِّه: المُجَرَّب ، و کذلک المُجَرَّس و المُنَقَّح (5)و المُقَلَّحُ .
و نَاقَهٌ مُعَلَّسهٌ :مُذَکَّرهٌ ،کأَنَّها لطُول تَجْربتها بالمفاوز صارتْ لا تُبالی کالذُّکُور.
*و ممّا یسْتَدْرک علیه:
العَلَس :سَوادُ اللَّیْلِ .
و العَلِیس :شِوَاءٌ مَسْمُونٌ ،و هو أَیْضاً:شِوَاءٌ مُنْضَجٌ ، و قال ابنُ القَطّاع:هو الشِّواءُ مَع الجِلْدِ،و هکذا للجوْهریِّ ، و قد عَلَسْتُ عَلْساً ،و اعْتَلَسْتُ :شَوَیْتُ ،و شِواءٌ مَعْلُوسٌ :
أُکِلَ بسَمْنٍ .
و العَلِیسُ :الشِّوَاءُ السَّمِین،هکذا حَکاه کُراع،و ذَکَر الأَزْهَریُّ فی باب«خذع»شِواءٌ مُعَلَّسٌ و مُخَذَّعٌ .
ص:373
و التَّعْلِیس :القَالَهُ .
و بنو عَلَسٍ ،مُحرَّکَه:بطْنٌ من بنی سعْدٍ،و الإِبلُ العَلَسیَّهُ :منسوبهٌ إِلیهم،أَنْشَد ابنُ الأَعْرَابیِّ :
فی عَلَسِیَّاتٍ طِوَالِ الأَعْنَاقْ
و عَلَسُ بن الأَسْود،و عَلَس بن النُّعْمَان،الکنْدیّان.
و عَلَسَهُ بنُ عَدیٍّ البَلَویُّ :صحابیُّون.
العَلْطَبِیس ،کزَنْجَبیلٍ : الأَمْلَس البَرَّاقُ ، هکذا رواه الجوْهَریُّ ،و أَنشَد قولَ الراجز:
لمّا رَأَی (1)شَیْبَ قَذَالِی عِیسَا
و هامَتِی کالطَّسْت عَلْطَبِیسَا
لا یَجِدُ القَمْلُ بها تَعْریسا
و سیأْتی شیءٌ منْ ذلکَ فی«علطمیس»قریباً.
العِلْطَوْس ،کِفرْدَوْسٍ :الخِیَارُ الفَارِهَهُ مِن النُّوق ،و قیلَ :هی المرْأَهُ الحَسْنَاءُ.مَثَّل به سیبویه،و فسَّره السِّیرافیّ .
و العِلْطَوْس : الرجلُ الطَّویلُ نَقَلَه الصّاغَانیُّ .
و العَلْطَسَهُ :عَدْوٌ فی تَعَسُّفٍ ،کالعَطْلَسه.
*و ممّا یسْتَدْرک علیه:
کَلامٌ مُعَلْطَسٌ :غیر ذی نِظَام،کمُعَسْطَلٍ و مُعَسْلَطٍ .
العَلْطَمِیسُ ،کزَنْجبِیلٍ ،أَهْملَه الجوْهرِیُّ ، و قال اللَّیْثُ :هی من النُّوقِ :الشَّدِیدهُ الضَّخْمهُ ذاتُ أَقْطَارٍ و سَنَامٍ .و قوله الغالِیَهُ لیس موْجُوداً فی نَصِّ اللّیْثِ ،و کَأَنَّهُ عَنَی به غُلُوَّها فی الثَّمَن،أَو أَنَّه بالعینِ المُهْملَه،و هو ترجمهُ :ذات أَقْطَارٍ و سَنَامٍ .
و الهامَهُ العلْطَمِیسُ : الضَّخْمهُ الصَّلْعاءُ ،و قِیلَ :هی الوَاسِعهُ الکَبِیرهُ ،و کأَنَّه یُشِیرُ إِلی بیان قولِ الرّاجِزِ الَّذِی تقدَّمَ فی عَلْطَبِیس.
و العَلْطَمِیسُ : الجارِیهُ التارَّهُ الحَسنَهُ القَوَامِ ،عن ابنِ فارِس،و الأَصْل فی هذا:عَیْطَمُوسٌ ،و اللامُ بَدَلٌ من [الیاءِ،و الیاءُ بدلُ من] (2)الواو،و کُلُّ ما زاد علی العیْنِ و الطاءِ و الیاءِ فی هذا فهو زائدٌ،و أَصلُه العیْطَاءُ،أَی الطَّوِیله.
و العَلْطمِیسُ من صِفَه الکَثیر الأَکْلِ الشَّدِید البلْعِ أَوْرده الصّاغَانِیُّ فی العَلْطَبِیسِ ،بالباءِ الموحَّده.
*و مِمَّا یُسْتَدْرک علیه:
العَلْطَمِیسُ :الضَّخْمُ الشدیدُ مُطلَقاً،عن شَمِرٍ،و أَنشدَ قولَ الرّاجِز:
و هامتِی کالطَّسْتِ عَلْطَمِیسَا
عَلْکَسٌ ،کجَعْفَرٍ:رجُلٌ مِن الیَمنِ ،قالَه اللَّیْث.
و المُعْلَنْکِسُ من الیبِیس:ما کَثُرَ و اجْتَمعَ و کذلِک من الرَّمْلِ .
و المُعْلَنْکِسُ : المُتَرَاکِمُ مِن اللَّیْلِ (3)،و فی العُباب:مِن الرَّمْلِ ،کالمُعْرَنْکِسِ .
و المُعْلَنْکِسُ : الشَّدِیدُ السَّوادِ من الشَّعرِ،الکَثِیفُ المُتَراکِبُ المُجْتَمِع،کالمُعْلَنْکِک،قاله الفرّاءُ،و قال الأَزهریّ : اعْلَنْکَس الشَّعرُ؛إِذا اشتَدَّ سَوادُه و کَثُرَ،قال العجّاج:
بِفاحِمٍ دُووِیَ حتَّی اعْلَنْکَسا
و المُعْلَنْکسُ : المُتَردِّدُ ،یُقَال: اعْلَنْکَس الشیءُ،إِذا تَردَّد، کالْمُعَلْکِسِ ،فی الکُلِّ ،و قال ابن فارس:اللامُ بَدَلّ من الراءِ.
*و مِمّا یُسْتَدْرک علیه:
شَعرٌ عِلَّکْسٌ ،کجِرْدَحْلٍ ،و عَلَنْکَسٌ :کثیرٌ مُتراکِبٌ .
و اعْلَنْکَسَت الإِبِلُ فی الموْضِعِ :اجْتَمعَتْ .
و عَلْکَسَ البَیْضُ و اعْلَنْکَسَ :اجتَمعَ .
عَلْهَسَ الشیْ ءَ:مَارَسَه بشِدَّهٍ ،أَهْملَه الجوْهرِیُّ و صاحِبُ اللِّسانِ ،و أَوْردهُ الصَّاغَانِیُّ هکذا فی التَّکْمِلَه،و عَزَاه فی العُبابِ لابنِ عبّادٍ.
العَمَرَّسُ ،کعَمَلَّسٍ :القَوِیُّ علی السَّیْرِ
ص:374
السَّرِیعُ الشَّدِیدُ من الرِّجالِ ،قال ابنُ فارِسٍ :هذا مِمّا زِیدَتْ فیه العَیْنُ ،و إِنّمَا هو من الشَّیْ ءِ المَرِسِ ،و هو الشَّدِیدُ الفَتْلِ .انتَهَی.
و العَمَرَّسُ و العَمَلَّسُ فی المَعْنَی وَاحدٌ،إِلاّ أَنَّ العَمَلَّسَ یُقَال للذِّئْبِ .
و العَمَرَّسُ : السَّریعُ من الوِرْدِ ،یُقال:وِرْدٌ عَمَرَّسٌ ،أَی سَرِیعٌ ،نقله الصّاغَانِیُّ .
و العَمَرَّسُ : الشَّدِیدُ من السَّیْرِ و الأَیّامِ ،یقال:سَیْرٌ عَمَرَّسٌ ،و یومٌ عَمَرَّسٌ ،و شَرٌّ عَمَرَّسٌ ،و کذلک عَمَرَّدٌ.
و العَمَرَّسُ : الشَّرِسُ الخُلُقِ القَوِیُّ الشَّدِیدُ.
و العُمْرُوسُ ،کعُصْفورٍ:الخَرُوف ،کالطُّمْرُوسِ ،قالَهُ الأَزْهَرِیُّ ،و قیل:هو إِذا بَلَغَ العَدْوَ،و کذلِکَ الجَدْیُ ،لغَهٌ شامِیَّه،و یقال للجَمَلِ إِذا أَکَلَ و شَرِب و اجْتَرَّ و بَلَغ النَّزْوَ:
فُرْفُورٌ و عُمْرُوسٌ ، ج عَمَارِیسُ ،و عَمَارِسُ ،نادِرٌ لضَرُورَهِ الشِّعْرِ،کقول حُمَیْدِ بنِ ثَوْرٍ،یَصف نِسَاءً نَشَأْنَ بالبَادِیَهِ :
أُولئک لَمْ یَدْرِینَ ما سَمَکُ القُرَی
و لا عُصُبٌ فیها رِئَاتُ العَمَارِسِ (1)
و الغُلامُ الحادِرُ رُبما قیلَ له: عُمْرُوسٌ ،عن أَبِی عَمْرٍو، و قالَ غیرُه:هو الغُلامُ الشائلُ ،و کأَنَّه علی التَّشْبِیه.
و أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ عُبَیْدِ اللّه بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عُمْرُوسٍ المالِکیُّ ،مُحدِّثُ بَغْدَادِیٌّ ،روَی عنه أَبو بَکْرٍ الخَطِیبُ و غیرُه،تُوفِّی سنه 453 و فَتْحُه من لَحْنِ المُحَدِّثِینَ ،و تَحْرِیفِهم،لِعَوَزِ بناءِ فَعْلُول،سِوی صَعْفُوقٍ ، و هو نادِرٌ،قاله الصّاغَانِیُّ .
*و مِمَّا یُسْتَدْرَک علیه:
العُمْرُوس :الغُلامُ الحادِرُ،عن أَبِی عَمْرٍو (2).
و العَمَرَّسُ من الجِبَالِ :الشامِخُ الذی یَمْتَنِعُ أَنْ یُصْعَدَ علیه (3).
العَمَاسُ ،کسَحَابٍ :الحَرْبُ الشَّدِیدهَ ،عن اللَّیْثِ ، کالعَمِیس کأَمِیرٍ.
و العَمَاسُ : أَمْرٌ لا یُقَامُ له،و کلُّ ما لا یُهْتَدَی لِوَجْهِه عَمَاسٌ ، کالعَمْسِ ،بالفَتْح. و العَمُوسِ ،کصَبُورٍ.
و العَمِیسِ ،کأَمِیرٍ.یقال:أَمْرٌ عَمَاسٌ و عَمُوسٌ ،أَی شَدِیدٌ، و قیل:مُظْلِمٌ لا یُدْرَی من أَیْنَ یُؤْتَی له،و کذلک مُعَمَّسٌ ، کمُعَظَّمٍ .و قال أَبو عَمْرٍو: العَمِیسُ :الأَمرُ المُغَطَّی.
و العَمَاسُ من اللَّیَالِی:المُظْلِمُ الشَّدِیدُ الظُّلْمَهِ ،و قد عَمِسَ و عَمُسَ ،کفَرِح و کرُمَ ،نقله ابنُ القَطَّاع، ج عُمُسٌ ، بضمّتین، و عُمْسٌ ،بالضّمّ .
و العَمَاسُ : الأَسَدُ الشَّدِیدُ ،یقال:أَسَدٌ عَمَاسٌ ،و أَنشد شَمِرٌ لثابِتِ قُطْنَهَ (4):
قُبَیِّلَتَانِ کالحَذَفِ المُنَدَّی
أَطافَ بِهِنّ ذُو لِبَدٍ عَمَاسُ (5)
کالعَمُوسِ کصَبُورٍ.
و عَمُسَ یَوْمُنَا،ککَرُمَ و فَرِحَ ،الأَخِیرَهُ عن ابنِ دُرَیْدٍ، و فی کتاب ابنِ القَطَّاعِ :کضرَب و فَرِحَ ،أَمّا کفَرِح و کَرُم فجَعَله فی عَمسَ اللَّیْلُ ،کما تقدَّمَ ، عَمَاسهً ،بالفَتْح، و عُمُوساً ،کقُعُودٍ، و عَمْساً ،بالفتح، و عَمَساً ،محرَّکه، فالأَوّلُ من مَصَادِرِ عَمُسَ ،ککَرُم،و الآخَر من مَصَادِرِ عَمِس ،کفَرِح،هذا هو القِیَاس،و فَاتَه من المَصَادِرِ:
عُمُوسَه ،فقد ذَکَرَه ابن سِیدَه و غیرُه،و زاد ابن القَطَّاع:
عَمَاساً ،کسَحَابٍ ،وَ أَوْرَدَه کالعُمُوس و العَمَس ،من مصادر عَمِسَ ،کفَرِح: اشْتَدَّ و اسْوَدَّ و أَظْلَم ،فالأَوّل عامٌّ فی الأَمْرِ و الیومِ ،و یُقَال: عَمُسَ الأَمْرُ و الیَوم،إِذا اشْتَدَّ،و منه أَمْرٌ عَمَاسٌ و یَومٌ عَمَاسٌ ،و کذلِک الحَرْبُ و الأَسَدُ،و قد عَمُسَا ، و أَما الثّانِی و الثّالِثُ ففی اللَّیْلِ و النَّهَارِ،یقال: عَمِسَ اللَّیْلُ و عَمِسَ النَّهَارُ،إِذا أَظْلَمَا.
و العَمُوسُ ،کصَبُورٍ: مَن یَتَعَسَّفُ الأَشْیَاءَ،کالجَاهِلِ ، و قد عَمِسَ ،کفَرِحَ ،نقله ابنُ القَطّاعِ .
ص:375
و عَمِیسُ الحَمَائِمِ ،کأَمِیرٍ: وَادٍ بینَ مَلَل و فَرْشٍ ،کان أَحَدَ مَنَازِلهِ صلّی اللّه علیه و سلم حین مسِیرِه إِلی بَدْرٍ (1).
و عُمَیْسٌ کزُبَیْرٍ:أَبُو أَسْمَاءَ و سلاَمَه و لَیْلَی، ابنُ مَعَدّ بنِ الحارِث بن تَیْمِ بنِ کَعْبِ بنِ مالِک بنِ قُحَافَهَ بن عامِرِ بنِ رَبِیعَهَ بنِ زَیْدِ بنِ مالکِ بنِ نَسْر (2)بن وَهْب اللّه بنِ شَهْرانَ بنِ عِفْرِسِ بن حُلْفِ (3)بنِ أَقْبَلَ ،و هو خَثْعَم بن أَنْمَار،و قوله:
صَحَابِیٌّ ،فیه نَظَرٌ،فإِنِّی لم أَرَ أَحداً ذَکَرَه فی مُعْجَم الصَّحَابه،و إِنّما الصُّحْبَهُ لابْنَتِه أَسماءَ المذکورهِ ،و أُمِّها هِنْدَ بنتِ عَوْفِ بن زُهَیْر بن الحارِثِ بن کِنَانَهَ ،و هی أُخْتُ مَیْمونهَ بنتِ الحارِثِ الهِلالِیّه زَوْجِ النَّبِیِّ صلّی اللّه علیه و سلم،أُمهُما وَاحِدهٌ .
و أُخْتُ لُبَابَهَ أُمِّ الفَضْلِ امرأَهِ العبّاسِ ،و کُنَّ تِسْعَ (4)أَخَواتٍ ،
1,17- و کَانَتْ أَسماءُ فاضِلهً جَلیلهً ،هاجرتْ مع جَعْفَرٍ إِلی الحبشَهِ ،و وَلَدتْ له عَوْناً و عبد اللّه (5)،و کانَتْ قبلَ جعْفَرٍ عند حَمْزَهَ بنِ عبْدِ المُطَّلِبِ ،فوَلَدتْ له أَمَهَ اللّه،ثُمّ کانت عِنْد شَدَّادِ بنِ الهادِ،فولَدتْ له عبد اللّه و عبد الرَّحْمنِ ،و قیل:
إِنَّ الَّتِی کانَتْ عِند حَمْزَهَ و عند شَدّاد هی أُخْتُهَا سَلْمَی لا أَسماءُ،و تَزَوَّجها بعد جعْفَرٍ أَبُو بکرٍ الصِّدِّیقُ رضِی اللّه عنه، فوَلَدتْ له مُحمّداً،و تَزَوَّجها بعده علیُّ بنُ أَبِی طالِبٍ ،کرَّم اللّه وَجهه،فولَدتْ له یَحْیَی و عَوْناً، ذَکرَ ذلِک کلَّه أَبُو القَاسِمِ السُّهیْلیُّ فی الرَّوْضِ . و اسْتَوْفَیْتُه هنا لأَجْلِ تَمامِ الفائِدهِ ،و قد ساقَ ابنُ سعْدٍ نَسبَها فی الطَّبقَاتِ ،کما ساقَ السُّهیْلِیُّ ،مع بعضِ اخْتِلافٍ فیه.
و عَمس الکِتَابُ دَرَسَ ،ظاهرُه أَنه من حَدِّ نَصَر،و کذا ضَبْطُه فی الأُصولِ ،إِلاّ ابن القَطّاعِ ،فقد جعلَه من حدِّ فَرِحَ ،و أَنَّ مصْدَرَه العَمَسُ ،مُحَرَّکهً .
و عَمَسَ علیه الشّیْ ءَ یَعْمُسه أَخْفَاهُ ،و فی التَّهْذِیبِ :
خَلَطَه و لم یُبَیِّنه (6)، کأَعْمَسَه ،و فی التَّهْذِیبِ : عَمَّسه .
و العَمْسُ أَیضاً:أَن تُرِیَ أَنَّکَ لا تَعْرِفُ الأَمْرَ و أَنْتَ تَعْرِفُه ،و به فُسِّر
1- قولُ علیٍّ رضی اللّه تَعَالی عنه: «و إِنَّ مُعاوِیَه قادَ لُمَّهً مِن الغُوَاهِ و عَمَسَ عَلیهِمُ الخَبَرَ». و یُرْوَی بالغینِ المُعْجَمَه.
و فی النّوادِر: حَلَفَ فُلانٌ علی العَمِیسَهِ ،کسَفِینَهٍ ، و فی النُّسَخِ من النّوادِرِ: العَمِیسِیَّه بزیادَهِ یاءِ النِّسْبَه،هکذا فی سائر أُصُولِ القامُوسِ ،و الذی فی اللِّسَانِ :علی العُمَیْسَهِ و الغُمَیْسَهِ (7)،بالعین و الغین،کلاهما بالضَّمّ .و فی التَّکْمِلَه علی العُمَیْسِیَّه و الغُمَیْسِیَّه،بالتَّصغیرِ و التشدیدِ فیهما، و بالعَیْنِ و الغین،و یوافِقه نَصُّ الأُرْمَوِیّ فی کِتابِه،و قد ضَبَطَه بخطِّهِ هکذا،و هو منقولٌ من کِتابِ النوادِر، أَی عَلَی یَمِینٍ غیرِ حَقٍّ ،و فی کِتَابِ الأُرْمَوِیّ :علی یَمِینٍ مُبْطَلٍ .
و تَعَامَسَ عن الأَمْرِ:أَرَی أَنَّه لا یَعْلَمُه،و قِیل: تَغَافَلَ عنه و هو به عالمٌ ،کتَغامَس و تَعامَش،قال الأَزْهریُّ :و مَن قال:
تَغَامَس،بالغین،فهو مُخْطِئٌ .
و تَعامَس علَیَّ ،أَی تَعامَی علَیَّ و تَرکَنی فی شُبْههٍ مِن أَمْره ،و یُقَال: تَعامَسْتَ علی الأَمْر،و تَعَامَشْت و تَعامَیْتَ ، بمعنًی وَاحدٍ،و لا یَخْفَی أَن قَولَه«علَیَّ »مکرَّر،فلو حذَفه لأَصاب،لأَنَّ المعنی یَنمُّ بدُونه.
و عَامَسهُ مُعَامَسهً : سَاتَرَه و لم یُجاهِرْه بالعَدَاوَهِ و عامَسَ فُلاناً:سارَّهُ ،و هی المُعامَسهُ .
و امرَأَهٌ مُعَامِسهٌ :تَتَسَتَّر فی شَبِیبَتها و لا تَتَهتَّکُ ،قال الرّاعی:
إِنَّ الحَلاَلَ و خَنْزَراً وَلَدتْهُمَا
أُمٌّ مُعَامِسهٌ عَلَی الأَطْهارِ (8)
أَی تَأَتِی ما لا خَیْر فیه غیر مُعَالِنَه به،هذه روایهُ الأَزْهریِّ ،و روایهُ غیره:«أُمٌّ مُقَارِفَهٌ »و هی أَشْهرُ.و قال ابنُ جَبَلهَ :المُقَارِفَهُ :هی المُدَانِیَهُ المُعارِضَهُ من أَنْ تُصیبَ الفاحشَهَ ،و هی التی تُلقَح لغیرِ فَحْلِها.
و یُقال: جاءَنَا بأُمُورٍ مُعَمّسَاتٍ ،بفَتْح المیم المُشَدَّده و کسْرها،أَی مُظْلمهٍ مَلْوِیَّه عن وَجْهها ،قیلَ :هو مأْخُوذٌ من قولهم:أَمْرٌ عَمَاسٌ :لا یُدْرَی من أَیْن یُؤْتَی له،کما فی التَّهْذیب.
ص:376
و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
العَمَاسُ ،بالفَتْح:الدّاهیَهُ .
و العَمَسُ ،مُحرَّکهً :الحَمَسُ ،و هو الشِّدَّه،حکاه ابنُ الأَعْرَابیّ ،و أَنشد:
إِنّ أَخْوالِی جَمیعاً منْ شَقِرْ
لَبِسُوا لی عَمَساً جِلْدَ النَّمِرْ
و عَمَّس تَعْمِیساً ،أَی أَتی ما لا خَیْر فیه غیر مُعَالنٍ به.
و أَمْرٌ مُعمَّسٌ کمُعظَّمٍ :شَدیدٌ.
العُمْکُوسُ ،بالضمِّ ،أَهْمَله الجوْهریُّ و صاحبُ العُباب (1)،و قال ابنُ فارسٍ :هو و العُکْمُوسُ و الکُعْسُوم و الکُسْعُوم:الحِمَارُ حِمْیَرِیّه،قیل:أَصْلهُ :
الکُسْعَه،و الواو و المِیم زائِدَتَانِ ،و هو الحِمَارُ لأَنَّه یُکْسَع بالعَصَا،أَی یُساق بها،و فیه کلامٌ یأْتِی فی«ک س ع»إِنْ شاءَ اللّه تَعالَی.
العَمَلَّسُ ،بفتحِ العَیْنِ و المیمِ ،و اللاَّم المُشَدَّده:القَوِیُّ علی السَّیْرِ السَّرِیع ،کعَمَرَّسٍ ،بالراءِ، عن أَبِی عَمْرٍو،قاله الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ:
عَمَلَّس أَسْفَارٍ إِذا اسْتَقبَلَتْ لَه
سَمُومٌ کحَرِّ النَّارِ لم یَتَلثَّمِ (2)
و فی التَّهْذِیبِ :القَوِیُّ الشَّدِیدُ علی السَّفَرِ،السَّرِیع؛ و العَمَلَّط مِثْله.
و العَمَلَّسُ : الذِّئْبُ الخَبِیثُ ،عن اللَّیْثِ ،و کذلک سَمَلَّعٌ ،مَقْلوبه.
و العَمَلَّسُ أَیضاً: کَلْبُ الصَّیْدِ الخَبِیثُ ،قال الطِّرمَّاح یَصِف کِلابَ الصَّیْدِ:
یُوَزِّع بالأَمْراسِ کَّلَّ عَمَلَّس
مِن المُطْعِمَاتِ الصَّیْدَ غیر الشَّواحِنِ (3)
و هو عَلَی التَّشْبِیهِ .
و العَمَلَّسُ :اسم رجُلٍ کان بَرّاً بأُمِّه،و یُقَال:إِنَّه کانَ یَحُجُّ بها علَی ظَهْرِه،و منه المَثَل:«هو أَبَرُّ مِن العَمَلَّسِ ».
و العُمْلُوسَه ،بالضَّمِّ ،من نعْتِ القَوْس الشَّدِیده السَّرِیعَه السَّهْمِ ،عن ابنِ عَبّادٍ،نقله الصّاغَانیّ ،و إِن صَحَّ ما قَالَهُ فإِنَّ قَوْلَهُم:قَوْسٌ عَمَلَّسهٌ :مَحمولٌ علی المَجَازِ.
و العَمْلَسَهُ :السُّرْعَهُ ،عن ابنِ دُرَیْدٍ،قیل:و منه للذِّئْبِ : عَمَلَّسٌ .
*و مِمَّا یُسْتَدْرَک علیه:
العَمَلَّسُ :الجَمِیلُ .
و العَمَلَّسُ :الناقِصُ ،قالَهُ الأَزْهَرِیُّ و غیرُه.
*و مِمّا یُسْتَدْرَک علیه هنا:
عَمَوَاسُ ،هکذا قَیَّدَهُ غیرُ وَاحِدٍ،و هو بسُکونِ المِیمِ ، و أَوْرَدَه الجَوْهَرِیُّ فی«ع م س»،و قال:طاعُونُ عَمْوَاسَ أَوّلُ طاعُونٍ کانَ فی الإِسْلامِ بالشَّأْمِ ،و لم یَزِدْ علی ذلِک.
و فی العُبَابِ : عَمْوَاسُ :کُورَهٌ من فِلَسْطِینَ ،و أَصحابُ الحَدِیثِ یُحَرِّکُونَ المیم (4)،و إِلیه یُنْسَبُ الطّاعُونُ ،و یُضَاف، فیُقَالُ :طاعُونُ عَمْواسَ ،و کانَ هذا الطّاعُونُ فی خِلافَهِ سیِّدِنا عُمَر رضِیَ اللّه عَنْه،سنهَ ثَمانِیَ عَشرهَ ،و ماتَ فیه جَماعهٌ من الصَّحابَهِ ،ذکَرتُهم فی کتابی:«دَرُّ السَّحَابَه فی وَفیَاتِ (5)الصحابَه»قال:
رُبَّ خِرْقٍ مِثْلِ الهِلالِ و بَیْضَا
ءَ حَصَانٍ بالجِزْعِ فی عَمْواسِ
و طالَمَا تَردَّدَ سُؤالُ بعضِ العُلَمَاءِ لی فأُحِیلُه علی القَامُوسِ ،لِعلْمِی بإِحاطَته،فیفتِّشُون فیه و لا یَجِدُونَه،
ص:377
فیَزِیدُ تَعجُّبُهم.وَ
17- قَرَأْتُ فی الرَّوْضِ للسُّهَیْلِیّ عن أَبی إِسْحَاقَ : أَنَّ مُعَاذَ بنَ جَبَلٍ رضی اللّه تَعالَی عنه ماتَ فی طاعُونِ عَمْواس . قال:هکذا مُقَیَّدٌ فی النُّسْخَه بسکونِ المیمِ ،و قال البَکْرِیُّ فی کِتَابِ المُعْجَم:من أَسماءِ البِقاع: عَمَواسُ ،محرَّکه،و هی قریهٌ بالشَّام،عُرِفَ الطّاعُونُ بها،لأَنّه منها بَدَأَ،و قیل:إِنّمَا سُمِّیَ طاعُونَ عَمَواس ،لأَنّه عَمَّ و آسَی (1):أَی جَعَلَ بعضَ الناسِ أُسْوَهَ بعضٍ .انتهی.
قلت:فهذا الَّذِی حَمَلَنِی علی أَنْ أَفْرَدْتُه فی ترجمهٍ مُسْتَقِلَّه،فتأَمَّلْ .
عُمْیَانِسُ ،بالضّمِّ و الیاءِ المُثَنّاه تَحْتُ بَعَدَها أَلِفٌ و نُونٌ و سین: صَنمٌ لخَوْلانَ ،کانُوا یَقْسِمونَ له من أَنْعَامهم و حُرُوثِهم ،أَهْمَلَه الجَوْهَریُّ و الجَمَاعَه،و أَوْرَدَه الصّاغَانیُّ استِطْراداً فی«ع م س»و ضَبَطَهُ هکذا،و عَزَاه فی العُبَابِ لأَبی المُنْذر.
العَنْبَسُ ،کجَعْفَر و عُلابطٍ :الأَسَدُ إِذا نَعَتَّه، و إِذا خَصَصْتَه باسْمٍ قلتَ : عَنْبَسهُ ،غیرَ مُجْرًی،کما تقولُ :أُسَامَهُ و سَاعِدَهُ .و قال أَبو عُبَیْدَ (2):و إِنّمَا سُمِّیَ الأَسَدُ العَنْبَسَ ،لأَنّه عَبُوسٌ ،أَی یُشیر إِلی أَنَّه فَنْعَلٌ ،من العُبُوس،فالأَوْلَی ذِکْرُه فی«ع ب س»کما فعله الصّاغَانیُّ .
و عَنْبَسُ بنُ ثَعْلَبَهَ البَلَویُّ ،شَهِدَ فَتْحَ مصْرَ،و ذَکَرَهُ ابنُ یُونُسَ . و ابنُه خالدٌ دَخلَ مصْرَ، صحابیّان ،الأَخیرُ:نقلَه مُحَمَّدُ ابنُ الرَّبیع الجِیزیّ .
و عَنْبسَهُ بنُ رَبیعَهَ الجُهَنیُّ :صَحابِیٌّ ،أَورَدَه المُسْتَغْفِریّ ، أَو تابِعِیٌّ .
و فاتَه عَنْبَسَهُ بنُ عَدِیٍّ أَبُو الوَلِیدِ البَلَوِیُّ ،قال ابنُ یونُسَ :
بَایَعَ تحتَ الشَّجَرهِ ،و شَهِدَ فَتْحَ مِصْرَ.
و العَنَابِسُ من قُرَیْشٍ :أَوْلادُ أُمَیَّهَ بنِ عَبْدِ شَمْسٍ الأَکْبَرِ، السِّتّهُ :و هم حَرْبٌ ،و أَبُو حَرْبٍ ،و سُفْیانُ و أَبو سُفْیَانَ ،و عَمرٌو،و أَبو عَمْرٍو. سُمُّوا بالأَسَدِ،و الباقُون یُقال لهم:أَعْیَاصٌ ،کذا نَقَلَه الجَوْهَرِیّ فی«ع ب س»و الذی صَرَّح به ابنُ الکَلْبِیِّ أَنَّ الأَعیاصَ أَرْبَعَهٌ ،و العَنَابِسَ أَرْبَعَهٌ ،فأَمَّا الأَعْیاصُ فهم:العاصِ و أَبُو العاص،و العِیصُ و أَبو العِیصِ (3)،و أَما العَنَابِسُ فهم:حَرْبٌ و أَبو حَرْبٍ ،و سُفْیَانُ و أَبُو سُفیانَ و اسمُه عَنْبَسَه ،و کلُّهم من وَلَدِ أُمیَّهَ الأَکْبَرِ بنِ عَبْدِ شَمْسٍ ،و ذَکَرَ عَمْراً و أَبا عَمْرٍو (4)،لکنّه ما عدَّهُمَا من العَنَابِس ،و کَأَنَّهُمَا أُلْحِقا بِهِم.قال:و من بَنِی حَرْبِ بنِ أُمَیَّهَ عَنْبَسَهُ بنُ حَرْبٍ ،أُمُّه عاتِکَهُ بنتُ أَزْهَرَ الدَّوْسِیِّ ،و کانَ وَلاَّهُ مُعاوِیَهُ الطائفَ ثمّ عَزَله،و وَلاّها عُتْبَهَ .
*و مِمَّا یُسْتَدْرَک علیه:
عَنْبَسَ الرجُلُ :إِذا خَرَجَ .هکذا فی اللِّسَانِ و تَهْذِیبِ الأُرْمَوِیّ ،قالَ الأَخِیرُ:کذا وَجَدْتُه.
و عَنْبَسُ (5)بنُ عُقْبَهَ ،عن ابن (6)مَسْعُودٍ.و عَنْبَسُ بنُ إِسْمَاعِیلَ ،جَدُّ وَالِدِ ابنِ شَمْعُون،رَوَی عن شُعَیْب (7)ابنِ حَرْبٍ و أَبو العَنْبَسِ حُجْرُ بنُ عَنْبَس ،عن علیٍّ .و أَبُو العَنْبَس :شَیْخٌ لأَبِی نُعیْمٍ ،و بشِیرُ بن عَنْبَسِ بنِ زَیْدٍ الأَنْصَارِیِّ :أُحُدِیُّ .و خَلَفُ بنُ عَنْبَس ،و یُوسُفُ بنُ عَنْبَسٍ البَصْرِیُّ ،و مُحمَّدُ بنُ عَنْبَسٍ القَزَّازُ:مُحَدِّثُون.
و عَنْبَسَهُ بنُ عُیَیْنهَ بنِ حِصْنٍ الفَزَارِیُّ ،من وَلَدِه جَماعَهٌ .
و إِبْرَاهِیمُ بنُ عبْدِ اللّه العَنْبَسِیُّ :مُحَدِّثٌ .
و عَنَبُوسُ ،کحَلَزُون:قَریهٌ من أَعمال نَابُلُسَ .
و أَوْرَدَ صاحبُ اللِّسَانِ هنا: العَنْبَس :الأَمَهُ الرَّعْنَاءُ،عن أَبی عَمْرٍو.
و کذا: تَعَنْبَس الرجُلُ ،إِذا ذَلَّ بخِدْمَهٍ أَو غَیْرِهَا.
قلت:و الصوابُ أَنَّهما: البَعْنَس ،و بَعْنَسَ ،بتَقْدِیمِ الموحَّدَه،و قد ذُکِرَ فی مَحَلِّه،فلْیَتنَبَّه لذلک.
العَنْس :الناقَهُ القَوِیَّهُ ،شُبِّهت بالصَّخْرَهِ ،و هی العَنْسُ ،لصَلابَتِها،و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : العَنْس البازِلُ الصُّلْبَهُ من النُّوقِ ،لا یقَالُ لغَیْرِهَا،و قالَ اللَّیْثُ :تُسَمَّی عَنْساً إِذا تَمَّتْ سِنُّها،و اشْتَدَّتْ قُوَّتُها،و وَفُرَ عِظَامُها و أَعْضَاؤُهَا،
ص:378
و قال الجَوْهَرِیُّ :هی التی اعْنَوْنَسَ ذَنَبُها،أَی وَفُرَ،قال الرّاجِزُ:
کم قَدْ حَسَرْنا مِنْ عَلاَهٍ عَنْسِ
کَبْداءَ کالقَوْسِ و أُخْرَی جَلْسِ
و الجَمْع: عِنَاسٌ و عُنُوسٌ ،قاله ابنُ الأَعْرَابَیِّ و ابنُ سِیدَه.
و العَنْس :العُقَاب،لصَلابَتِه.
و العَنْس : عَطْفُ العُودِ و قَلْبُه ،و فی نَصِّ ابنِ دُرَیْدٍ:أَو قَلْبُه،قالَ :و هو لغهٌ فی العَنْشِ ،بالشین المعجمه،و زاد الأُرْمَوِیُّ :و الشینُ أَفْصَحُ .
و عَنْسٌ :لَقَبُ زَیْدِ بنِ مالِکِ بن أُدَد بنِ زَیْدِ بن یَشْجُبَ بن عَرِیبِ بن زَید بن کَهْلانَ .و مالکٌ لَقبُه مَذْحجٌ ، أَبو قَبیلَهٍ من الیَمَن ،من مَذْحِجٍ ،حَکاها سِیبَوَیْه،و أَنْشَدَ:
لا مَهْلَ حَتَّی تَلْحَقِی بعَنْسِ
أَهْلِ الرِّیَاط البِیضِ و القَلَنْسِ
و مِخْلافُ عَنْسٍ :بها،مضَافٌ إِلیه ،و منْهُم جَماعَهٌ نَزَلُوا بالشّام بدَارَیَّا،و من الصَّحابَه:عَمّار بنُ یاسرٍ رَضیَ اللّه عنه،و الأَسْوَد الکَذّابُ المتَنَبِّئ،لعَنَه اللّه،منهُم.
و عَنسَت الجاریَهُ ،کسَمِعَ و نَصَر و ضَرَبَ ،نقله الصّاغَانِیُّ ، عُنُوساً ،بالضّمِّ ، و عِنَاساً ،بالکَسْر: طالَ مُکْثُهَا فی مَنْزل أَهْلِهَا بعدَ إِدْرَاکِها حَتَّی خَرَجَتْ من عِدَاد الأَبْکَارِ و لم تَتَزوَّجْ قَطُّ ،و عبَارَهُ الجَوْهَریِّ :هذا ما لَمْ تَتَزوَّجْ ،فإِن تَزَوَّجَت مَرَّهً فلا یقَال: عَنسَتْ ،قال الأَعْشَی:
و البِیضِ قَدْ عَنَسَتْ و طَالَ جِرَاؤُهَا
و نَشَأْنَ فی فَنَنٍ و فی أَذْوادِ (1)
کأَعْنَسَتْ و عَنَّستْ ،و هذه عن أَبی زَیْدٍ، و عُنِّسَتْ ،و قال الأَصْمَعیّ :لا یقَال: عَنَسَتْ و لا عَنَّسَتْ ،و لکن یقَال:
عُنِّسَتْ ،علی ما لم یسَمَّ فاعلُه،فهی مُعَنَّسَهٌ ،و قیل:یقَال:
عَنَسَتْ ،بالتَّخفیف،و عُنِّسَتْ ،و لا یقَال: عَنَّسَتْ .قال ابن بَرّیّ :الذی ذکرَه الأَصْمَعیّ فی خَلْق الإِنْسَان،أَنّه یقَال: عَنَّسَت المرأَهُ ،بالفَتح من التَّشْدید،و عَنَسَتْ ،بالتخفیف، بخلاف ما حَکَاه الجَوْهَرِیّ .
و عَنَّسَهَا أَهْلُهَا تَعْنِیساً :حَبَسُوهَا عن الأَزْواجِ حتَّی جَاوَزَت (2)فَتَاءَ السِّنِّ و لَمَّا تَعْجُزْ،فَهی مُعَنَّسهُ ،و تُجْمَع:
مَعَانِس و معَنَّسَات .
و عَنَسَتْ المَرْأَهُ ، هی عانِسٌ ،إِذا صارَت نَصَفاً،و هی البِکْرُ لم تَتَزَوَّجْ ،قاله اللَّیْثُ ،و قال الفَرّاءُ:امرأَهٌ عانِسٌ :
التی لم تَتَزَوَّجْ و هی تَرْقُب ذلکَ ،و هی المُعَنَّسه ،و قال الکِسَائیُّ : العانِس :فَوْقَ المُعْصرِ.و ج عَوَانِس ،و أَنْشَدَ لذی الرُّمَّه:
و عِیطاً کأَسْرَابِ الخُرُوج تَشَوَّفَتْ
مَعَاصِیرهَا و العَاتِقَاتُ العَوَانِسُ (3)
یَصفُ إِبلاً طِوَالَ الأَعْنَاقِ . و یُجْمَع أَیضاً علی عُنْس ، بالضّمِّ ، و عُنَّس ،بضمٍّ فتَشْدِیدٍ،مثْل بازِلٍ و بُزْلٍ و بُزَّلٍ ، قال الرَّاجزُ:
یُعْرِس أَبْکَاراً بهَا و عُنَّسَا
و عُنُوسٍ ،بالضّمّ ،کقَاعِدٍ و قُعُودٍ،و هو أَیضاً جَمْعُ عَنْسٍ ،بالفتح،للنّاقَه القَوِیّه،کما حَقَّقه ابنُ سِیدَه.
و الرجُلُ عانِسٌ أَیضاً إِذا طَعَنَ فی السِّنِّ و لم یَتَزَوَّجْ ،و منه
14- فی صِفَته صلّی اللّه علیه و سلم: «لا عانِسٌ و لا مُفَنِّدٌ (4)». هکذا روی،أَو الصواب بالمُوَحَّدَه.و أکثر ما یُسْتَعْمَل العانِسُ فی النِّسَاءِ.
و الجَمْع: عانِسون ،قال أَبو قَیْس بنُ رِفَاعَهَ :
منّا الَّذی هو ما إِنْ طَرَّ شاربُه
و العَانِسونَ و مِنّا المُرْدُ و الشِّیبُ
و العَانِسُ :الجَمَلُ السَّمِینُ التّامُّ الخِلْقَهِ ، و هی بهَاءٍ ، و یُقَال: العُنْسُ من الإِبل:فوق البِکارَه،أَی الصِّغارُ المُتَوسِّطاتُ التی لَسْنَ أَبْکَاراً،قال أَبُو وَجْزهَ السَّعْدیُّ :
بِعَانِسَاتٍ هَرِمَاتِ الأَزْمَلِ
جُشٍّ کبَحْرِیِّ السَّحَابِ المُخْیِلِ
ص:379
و العِنَاسُ ، ککِتَابِ :المِرْآهُ ،و الجَمْعُ العُنُسُ ،بضَمَّتَیْن، عن أَبی عَمْرٍو،و أَنشَدَ الأَصْمَعیّ :
حتَّی رَأَی الشَّیْبَهَ فی العِنَاسِ
و عَادِمَ الجُلاَحِبِ العَوَّاسِ
و العَنَسُ ،مُحَرَّکهً :النَّظَرُ فیهَا کُلَّ ساعَهٍ ،نقَله الصاغانیُّ .
و عَنَّاسٌ ، کشَدَّادٍ:عَلَم رَجُلٍ .
و عُنَیِّسٌ ،کقُصَیِّرٍ ،کأَنَّه تَصْغیرُ عِنَاسٍ ،اسم: رَمْل،م مَعْرُوف،هکذا فی سائر النُّسَخ،و مثلُه فی العُباب،و هو غَلَطٌ ،و صوابُه:اسمُ رَجُلٍ مَعْرُوف،و مثلُه فی الأُصُول الصَّحیحَه،قالَ الراعی:
و أَعْرَضَ رَمْلٌ من عُنَیِّسَ تَرْتَعِی
نِعَاجُ المَلاَعُوذاً به و مَتَالیَا (1)
هکذا أَنشدَه الأَزْهَریّ ،و رواه ابنُ الأَعْرَابِیّ :«منْ یُتَیِّم» و قال:الیَتَائمُ :بأَسْفَل الدَّهْنَاءِ منْقَطعَهٌ من الرَّمْل،و یرْوَی:
من عتین.
و الأَعْنَس بنُ سَلْمَانَ :شاعرٌ ،هکذا فی سائِر أُصولِ القَاموس،و مثْله فی التکمله و العباب،و هو غَلَطٌ من الصّاغَانِیِّ قَلَّده المصنِّفُ فیه،و صوابه علی ما حَقَّقه الحافظُ ابنُ حَجَرٍ و غیره أَن الشاعر هو الأَعْنَس بنُ عُثْمَانَ الهَمْدانیُّ ، من أَهْل دِمَشْق،ذَکَره المَرْزُبانیّ فی الشّعراءِ.و أَمّا ابنُ سَلْمَان فإِنّه أَبو الأَعْیَس،بالتَّحْتیَّه،عبد الرَّحْمن بنُ سَلْمَانَ الحِمْصیُّ ،و سیأْتی للمصَنِّف فی«ع ی س»کذلک،و نُنَبِّه علیه هنالک.
و أَعْنَسَه :غَیَّرَه ،یقال:فُلانٌ لم تُعْنِس السِّنُّ وَجْهَه،أَی لم تُغَیِّرْه إِلی الکِبَر.قال سُوَیْدٌ الحَارثیُّ :
فَتًی قَبَلٌ لم تُعْنِسِ السِّنُّ وَجْهَه
سِوَی خُلْسَهٍ فی الرَّأْسِ کالبَرْقِ فی الدُّجَی (2)
هکذا أَنْشَدَه أَبو تَمّامٍ فی الحَمَاسه. و أَعْنَس الشَّیْبُ وَجْهَه و فی التهذیب:رَأْسَه،إِذا خالَطَه قال أَبو ضَبٍّ الهُذَلیّ :
فَتًی قَبَلٌ لَمْ یعْنُس الشَّیْبُ رأْسَه
سوَی خُیُطٍ فی النُّور أَشْرَقْنَ فی الدُّجَی
و فی بعض النُّسَخ:«قُبُلاً» (3)،و رواه المبَرِّد:«لم تَعْنُس السَّنُّ وَجْهَه»قال الأَزْهَریُّ :و هو أَجْوَد.
و اعْنینَاسُ ذَنَبِ النّاقَهِ .وُفُورُ هُلْبِه و طُولُه ،و قد اعْنَوْنَس الذَّنَب،قال الطِّرمّاح یَصفُ ثَوْراً وَحْشیَّا:
یَمْسَحُ الأَرْضَ بمُعْنَوْنِسٍ
مِثْل مِئْلاهِ النِّیَاحِ الفِئامِ (4)
أَی بذَنَبٍ سابغٍ .
*و مِمّا یُسْتَدْرَک علیه:
العَنْسُ ،بالفَتْح:الصَّخْرَهُ ،و بها سُمِّیَت النّاقَهُ .
و أَعْنَسَ ،إِذا اتَّجَر فی المَرَائِی.
و أَعْنَسَ ،إِذا رَبَّی عانِساً.
و عَنَّاس أَبو خلیِفَهَ :شَیخٌ لعَبْدِ الصَّمدِ بنِ عبدِ الوارِثِ .
و عبدُ الرّحمنِ بنُ مُحَمّدِ بنِ سَعِیدِ العَنْسِیُّ ،رَحَلَ إِلی بَغْدَادَ ثُمّ إِلی خُرَاسانَ ،قال ابنُ نُقْطَهَ :و قد صَحَّفه ابنُ عَساکر.
و عُمَرُ بنُ عبدِ اللّه بنِ شُرَحْبِیل العَنْسِیُّ ،مِصْرِیّ ،رَوَی عنه عَمْرُو بنِ الحارِثِ .
العِنْفِسُ ،کزِبْرِجِ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال کُرَاع:هو اللَّئیِمُ القَصِیرُ ،و أَوْرَدَه الصّاغانِیُّ فی التَّکْمِلَه و لم یَعْزُه،و إِنّمَا عَزاهُ الأَزْهَرِیُّ ،و فی العُبَابِ :عن ابنِ عَبَّادٍ.
العَنْقَسُ ،بالفتحِ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ (5):هو الدّاهِی الخَبِیثُ من الرِّجَالِ .
ص:380
*و مِمّا یُسْتَدْرَک علیه:
العَنْقَسُ ،من النِّسَاءِ:الطَّوِیله المُعْرِقَهُ ،و منه قَولُ الراجِز:
حتَّی رُمِیتُ بِمِزَاقٍ عَنْقَسِ
تَأْکُلُ نِصْفَ المُدِّ لَمْ تَلَبَّقِ
نقله الأَزهریّ هکذا (1).
عَنْکَسٌ ،کجَعْفَرِ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و الجَمَاعَه،و قال الصّاغَانِیّ فی التَّکْملَه:هو اسمُ نَهر فیما یقال،و عَزَاه فی العباب لابن عَبّادٍ.
العَوْس :الطَّوَفانُ باللَّیْل، کالعَوَسَانِ ،محرّکهً ، عاسَ یَعوس عَوْساً و عَوَسَاناً ،و الذِّئب یَعُوس :یَطلُب شَیْئاً یَأْکُلُه، و کذلک:یَعْتَسُّ .
و العُوسُ ، بالضَّمِّ :ضَرْبٌ من الغَنَم،و یقَال: هو کَبْشٌ عُوسِیٌّ ،کذا فی الصّحاح،و فی التَّهذیب: العُوسُ :
الکِبَاش البِیضُ .
و العَوَس ، بالتَحْریک:دُخُولُ الشِّدْقَیْن حتّی یکونَ فیهما کالهَزْمَتَیْن،یکون ذلک عنْدَ الضَّحِک و غیرهِ ،قالَه ابنُ درَیْدٍ،و لیسَ عندَه:«و غیره».و نَصُّ الأَزهریِّ و ابن سیدَه:
العَوَس :دخُولُ الخَدَّیْن حتَّی یکونَ فیهما کالهَزْمَتَیْن،و أَکْثَر ما یَکُونُ ذلکَ عند الضّحکِ . و النَّعْتُ أَعْوَسُ ،و هی عَوْساءُ ،إِذا کانَا کذلک.
و عاسَ علَی عِیَالِه یَعُوس علیهم،إِذا أَکَدَّ علیهم و کَدَحَ ، هکذا فی النُّسَخ:أَکَدَّ،ربَاعیّا،و صَوَابه کَدَّ،کما فی الأُصول المصَحَّحَه من الأُمَّهات (2).
و قال شَمِرٌ: عاسَ عِیَالَه:قَاتَهُمْ کعَالَهمْ ،قال الشّاعر:
خَلَّی یَتَامَی کان یُحْسِنُ عَوْسَهُمْ
و یَقُوتُهُمْ فی کُلِّ عامٍ جاحدِ
و عاسَ مالَه عَوْساً و عِیَاسَهً ،کسَاسَه سِیَاسَهً ،إِذا أَحْسَنَ القِیَامَ علیه ،و یقَال:إِنه لَسَائسُ مالٍ ،و عائسُ مالٍ ،بمَعْنًی وَاحدٍ.و قالَ الأَزْهَریُّ فی ترجمه«عوس» (3): عُسْ مَعَاشَکَ و عُکْ مَعَاشَکَ ، مَعَاساً و مَعَاکاً:أَی أَصْلِحْهُ .و عاسَ فُلانٌ مَعَاشَه و رَقَّحَه بمَعْنًی وَاحدٍ.
و عاسَ الذِّئْبُ یَعُوس عَوْساً : طَلَبَ شَیئاً یأْکُلُه ،کاعْتَسَّ .
و العَوَاسَاءُ ،کبَرَاکاءَ:الحَامِلُ من الخَنَافِس ،حکاه أَبو عُبَیْدٍ عن القَنَانیِّ ،قال:و أَنْشَدَ:
بِکْراً عَوَاسَاءَ تَفَاسَی مُقْرِبَا
أَی دَنا أَنْ تَضَعَ ،و أَنْشَدَ غیرُه:
أَقْسَمْتُ لا أَصْطادُ إِلاَّ عُنْظُبَا
إِلاّ عَوَاسَاءَ تَفَاسَی مُقْرِبَا
و مثْلُه فی المَقْصور و المَمدود لأَبی علیٍّ القَالیّ .
و العُوَاسَهُ ،بالضّمِّ :الشَّرْبَهُ من اللَّبَن و غیرِه ،عن ابن الأَعرابیّ .
و قال اللَّیْثُ : الأَعْوَسُ :الصَّیْقَلُ ،قال: و الوَصّافُ للشَّیْ ءِ أَعْوَسُ وَصَّافٌ ،قال جَریر،یَصف السیوفَ :
تَجْلُو السُّیوفَ و غَیْرکُمْ یَعْصَی بهَا
یا ابْنَ القُیُونِ و ذاکَ فِعْلُ الأَعْوَسِ
قال الأَزهَریُّ :رابَنی ما قَالَه فی الأَعْوَس ،و تَفسیره، و إِبْدَالُه قافیَهَ هذا البَیْت بغَیرهَا،و الرِّوَایَهُ :
و ذاکِ فِعْلُ الصَّیْقَلِ
و القَصیدَهُ لجَریرٍ مَعْروفه،قال:و قوله:« الأَعْوَس :
الصَّیْقَلُ »لیسَ بصحیحٍ عندی.انتهی.
و هذا الذی ذَکرَه فقد ذَکره ابنُ سِیدَه فی المحْکَم.
و قد عاسَ الشْیءَ یَعوسه :وَصَفَه،و العائسُ :الوَاصِفُ .
و قال ابنُ فارسٍ :یقولُون: الأَعْوَس :الصَّیْقَلُ ، و الوَصَّافُ للشیْ ءِ،و قال:کُلُّ ذلکَ ممّا لا یَکَاد القَلْب یَسْکُن إِلی صِحَّته.
*و ممَّا یُسْتَدْرَک علیه:
المَعَاسُ إِصلاحُ المَعَاشِ ،و فی المَثَل:«لا یَعْدَمُ
ص:381
عائسٌ (1)وَصْلاَتٍ »یُضْرَب للرَّجُل یُرْمِلُ من المال و الزَّادِ فیَلْقَی الرَّجُلَ فیَنالُ منه الشَّیْ ءَ ثمّ الآخَرَ حتّی یَبْلُغَ أَهْلَه.
و عُوسٌ ،بالضَّمِّ :مَوْضعٌ ،و هذَا نَقَلَه الصاغانیُّ .
العَیْس ،بالفَتْح: ماءُ الفَحْلِ ،و هو یَقْتُل؛لأَنَّه أَخْبَثُ السَّمّ ،و أَنشد المفَضَّل لطَرَفَهَ بن العَبْد:
سَأَحْلُب عَیْساً صَحْنَ سمٍّ فأَبْتَغِی
به جِیرَتی حتی یحلو لیَ الخَمَرْ (2)
و رواه غیر المفَضّل:«عَنْساً»بالنون،«إِن لَمْ تُجَلُّوا لیَ الخَبَرْ،و إِنّمَا یَتهدَّدهم بشعْره.
و قیل: العَیْس :ضِرَابُ الفَحْلِ ،نقله الخَلیلُ .
یقال: عاسَ الفَحْلُ النّاقَهَ یَعِیسُها عَیْساً : ضَرَبَها.
و العِیسُ ، بالکَسْر:الإِبلُ البِیضُ یُخَالِطُ بَیَاضَها شیْ ءٌ من شُقْره،و هو أَعْیَسُ ،و هی عَیْساءُ بَیِّنَا العَیَسِ (3)و هذا نَصُّ الجوهریِّ .و قالَ غیره: العِیسُ و العِیسَهُ :لَوْنٌ أَبْیَضُ مُشْرَبٌ صَفَاءً بظُلْمَهٍ خَفیَّهٍ ،و هی فُعْلَهٌ ،علی قِیاس الصُّهْبَه و الکُمْتَه،لأَنَّهُ لیسَ فی الأَلْوَان فِعْلَه،و إِنما کُسِرَت لتَصِحَّ الیاءُ،کبِیضٍ .
و قیل: العِیس :الإِبلُ تَضْرِبُ إِلی الصُّفْرَه،رواه ابنُ الأَعْرَابیِّ وَحْدَه،و قیلَ :هی کَرَائمُ الإِبلِ .
و عَیْسَاءُ :امْرَأَهٌ ،و هی جَدَّهُ غَسّانَ السَّلِیطیِّ ،قال جَریرٌ:
أَ سَاعِیَهٌ عَیْسَاءُ و الضَّأْنُ حُفَّلٌ
فَما حَاوَلَتْ عَیْسَاءُ أمْ مَا عَذِیرُهَا
و العَیْسَاءُ : الأُنْثَی من الجَرَاد. و عِیسَی ،بالکَسْر:اسمْ المَسیحِ ،صَلَوَاتُ اللّه علی نَبیِّنَا و علیه و سلَّم.قالَ الجَوْهَریُّ : عِبْرَانیُّ أَو سُرْیانیُّ ،و قال اللَّیْثُ :و هو مَعْدولٌ عن أَیشُوعَ (4)،کذا یَقُولُ أَهلُ السُّریانیَّه.قلْتُ :و هو قولُ الزَّجّاج،و قال سِیبَوَیْه: عِیسَی ، فِعْلَی،و لیسَتْ أَلِفُه للتّأْنِیث،إِنَّما هو أَعْجَمیُّ ،و لو کانَتْ لِلتَّأْنیث لم یَنْصَرفُ فی النَّکره،و هو یَنْصرفْ فیها،قال:
أَخْبَرَنی بذلک مَن أَثِقُ به،یَعنی بصَرْفه فی النَّکره.و مثلُه قَولُ الزَّجَّاج،فإِنَّه قال: عِیسَی :اسمٌ أَعْجَمیُّ عُدِلَ عن لَفْظِ الأَعْجَمِیَّه إِلی هذا البِنَاءِ،و هو غیرُ مَصروفٍ فی المَعْرِفه،لاجْتِمَاع العُجْمَه و التَّعْریف فیه (5)،و یقال:اشْتِقاقُه من شَیْئَین:أَحَدُهما العَیَسُ ،و الآخَرُ العَوْسُ ،و هو السِّیَاسَه،فانْقَلَبَت الواوُ یاءً لانْکِسار ما قبلَها، ج عِیسَوْنَ ، بفتحِ السین.قالَه الجَوْهَرِیُّ .و قال غیرُهُ : و تُضَمُّ سِینُه ، لأَنَّ الیاءَ زائِدَهٌ ،فسقطَت...قال الجَوْهَرِیُّ :و تَقُولُ :
رأَیْتُ العِیسَیْنَ ،و مَرَرْتُ بالعِیسَیْنَ ،بفتح سِینِهما و تُکْسَرُ سِینهُمُا،کُوفِیَّهٌ ،قال الجَوْهَرِیّ :و أَجَازَ الکُوفِیُّونَ ضَمَّ السینِ قَبْلَ الواو،و کَسْرَها قبلَ الیاءِ،و لم یُجِزْه البَصْرِیُّون، و قالُوا:لأَنَّ الأَلِفَ لمّا (6)سَقَطَتْ لاحْتِمَاع الساکِنَیْن وَجَبَ أَنْ تَبْقَی السِّینُ مَفْتُوحهً علی ما کانَتْ علیه،سَوَاءٌ کانَتْ الأَلِفُ أَصْلِیّهً أَو غَیْرَ أَصْلِیّهٍ .و کانَ الکِسَائِیُّ یَفْرِق بینَهما و یَفْتَحُ فی الأَصلیّه،فیقول:مُعْطَوْنَ ،و یَضُمّ فی غیرها، فیقول: عِیسُونَ ،و کذا القَولُ فی مُوسَی.
و النِّسْبَهُ إِلیهِما عِیسِیٌّ و مُوسِیٌّ ،بکسرِ السّینِ و حَذْفِ الیاءِ،کما تَقُولُ فی مَرْمِیٍّ و مَلْهِیٍّ ، و عِیسَویّ و مُوسَوِیّ ، بقلب الواو یاءً،کمَرْمَوِیٍّ ،فی مَرْمًی،قال الأَزهریّ :کأَنَّ أَصلَ الحَرْفِ من العَیَسِ ،و قالَ اللیثُ :إِذا استعملتَ الفِعْلَ مِن عَیس (7)قلت: عَیِسَ یَعْیَسُ ،أَو عاسَ یَعِیسُ .
و أَعْیَسَ الزَّرْعُ إِعْیَاساً ؛ إِذا لم یَکُنْ فیه رَطْبٌ ،و أَخْلَسَ ؛ إِذا کانَ فیه رَطْبٌ و یابِسٌ ،قالَهُ أَبو عُبَیْدهَ .
و تَعَیَّسَتِ الإِبِلُ :صارَتْ بَیاضاً فی سَوَادٍ ،و هذا نَقَلَه الصّاغَانِیُّ ،قال المَرّارُ الفَقْعَسِیُّ :
ص:382
سَلِّ الهُمُومَ بِکُلِّ مُعْطٍ رَأْسَهُ
ناجٍ مُخَالِطِ صُهْبَهٍ بتَعَیُّسِ
و أَبُو الأَعْیَس عبدُ الرحمن بنُ سُلَیْمَانَ الحِمْصِیُّ ،هکذا فی النُّسَخ،و صوابه:ابن سَلْمَانَ ،و قد تقدّمت الإِشارهُ إِلیه فی«ع ن س».
*و مِمّا یُسْتَدْرَک علیه:
العِیسَهُ ،بالکسر:لَوْنُ العَیَسِ ،و تَقَدَّم تَعْلِیلُه.
و ظَبْیٌ أَعْیَسُ :فیه أُدْمَهٌ ،و کذلک الثَّوْرُ،قال:
و عَانَقَ الظِّلَّ الشَّبُوبُ الأَعْیَسُ
و رَجلٌ أَعْیَسُ الشَّعرِ:أَبْیَضُه.و رَسْمٌ أَعْیسُ :أَبْیَضُ .
و سَمَّوْا عَیَّاساً ،کشَدَّادٍ،و وَقَع هکذا فی نَسَبِ المحَدِّث عفِیفِ الدِّینِ المَطَرِیِّ المَدَنِیِّ ،و هو ضَبَطَه و جَوَّدَه.
و أَبو العَیّاسِ ،عن سَعیدِ بنِ المُسَیِّبِ ،و عنه أَنَسُ بنُ عِیاضٍ .
و عَمْرُو بنُ عَیْسُون الأَنْدَلُسِیُّ ،عن رَجُلٍ ،عن إِسماعِیلَ القَاضِی.
و عبدُ الحَمِیدِ بنُ أَحْمَدَ بنِ عیسَی ،یُعْرَف بابْن عیْسُونَ ، سَمعَ منه عبدُ الغَنیِّ بنُ سَعِید.
و محمّد بن عَیْسُونَ الأَنْمَاطِیّ ،عن الحَسنَ بنُ مُلَیح.
و أَبو بَدْرٍ العِیسِیّ ،بالکَسْر:نِسْبه إِلی عِیسَی ،روَی عنه أَبو علیّ الهَجَرِیّ شِعْراً فی نَوَادِره.
و نَهْرُ عِیسَی :مَعروفٌ .
و علیُّ بنُ عبدِ اللّه بنِ إِبْرَاهِیمَ العِیسَویُّ ،إِلی العَیّاسِ جَدٍّ له اسمُه عِیسَی ،له جُزآنِ سَمِعْنَاهُمَا.
و وَاثِقُ بنُ تَمّامِ بنِ أَبِی عِیسَی العِیسَوِیُّ و أَبو مَنْصُورٍ یَحْیَی بنُ الحَسَنِ بن الحُسَیْنِ العِیسَوِیُّ الهاشِمِیُّ ،حَدَّثَا.
الغَبَسُ ،مُحَرَّکَهً ،لُغَهٌ فی الغَبَشِ ،لِوقْتِ الغَلَسِ ،قاله اللِّحْیَانِیّ ،و أَنْشَدَ لِرُؤْبَهَ :
مِنَ السَّرَابِ و القَتَامِ المَسْمَاسْ
مِنْ خِرَقِ الآلِ عَلَیْهِ أَغْبَاسْ
و حَکاهُمَا یَعْقُوبُ فی المُبْدَلِ ،و أَنشد:
و نِعْمَ مَلْقَی الرِّجالِ مَنْزِلُهُمْ
و نِعْمَ مَأْوَی الضَّرِیکِ فی الغَبَسِ
و قِیل: غَبَسُ اللَّیْلِ :ظَلاَمُه مِن أَوَّلِه،و غَبَشُه :مِن آخِرِه،و نَقَلَ شیخُنَا عن الخَطَّابِیّ ما یُخالف هذا،فإِنه قال عنه: الغَبَسُ و الغَلَسُ فی آخِرِ اللَّیْلِ ،و یکون الغَبَشُ فی أَوَّلِ اللیلِ ،فتأَمَّلْ .
و الغُبْسَهُ ،بالضَّمِّ :الظُّلْمَهُ ،کالغَبَسِ ، أَو هما بَیَاضٌ فیه کُدرَهٌ ،و هو لَونُ الرِّمادِ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ: الغُبْسَهُ :لَوْنٌ بَیْنَ الطُّلْسَهِ و الغُبْرَهِ ،و رَمَادٌ (1)أَغْبَسُ و ذِئْبٌ أَغْبَسُ إِذا کانَ ذلک کوْنَه،و قیل:کلُّ ذِئْبٍ أَغْبَسُ مِنْ ،ذِئابٍ غُبْسٍ ،و هی غَبْسَاءُ،قالَ الأَعْشَی:
کالذِّئْبَهِ الغَبْسَاءِ فی ظِلِّ السَّرَبْ
و قولُهم: لا آتِیکَ ما غَبَا غُبَیْسٌ ،کزُبَیْرٍ،أَی أَبَداً ما بَقِیَ الدَّهْرُ،و أَنْشَدَ الأُمَوِیُّ :
وَ فِی بَنِی أُمِّ زُبَیْرٍ کَیْسُ
عَلَی الطَّعَامِ ما غَبَا غُبَیْسُ
لا یُعْرَفُ ،و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ :لا أَدْرِی ما أَصْلُه ،کما قالَه الجَوْهَریُّ ،و الذی فی التَّهْذِیبِ عن ابنِ الأَعْرَابِیّ ،أَی مَا بَقِیَ الدَّهْرُ.قلت:و کَأَنَّهُ لم یَعْرِفْهُ أَوَّلاً ثمّ فَسَّرَه بما ذَکَر، فتأَمَّل، أَو أَصْلُه الذِّئْب،صُغِّرَ أَغْبَسُ ،مُرَخَّماً ،و غَبَا أَصْلُه:غَبَّ ،فأَبْدل مِن أَحدِ حَرْفَیِ التضعیف الأَلِف،مثْل تَقَضَّی البازِی و أَصله:تَقَضَّضَ ، أَی لا آتِیکَ ما دام الذِّئْبُ یأْتِی الغَنَمَ غِبّاً ،و قال الزَّمَخْشَرِیُّ :و تقول:لن یَبْلُغَ دُبَیْس، ما غَبا غُبَیْس .و هو عَلَمٌ للجَدْیِ ،سُمِّیَ لِخَفائه.و الغُبْسَه کلَوْنِ الرَّمَادِ.و غَبَا:بمَعْنَی غَبِیَ ،أَی خَفِیَ ،طائِیَّهٌ .
و الوَرْدُ الأَغْبَسُ من (2)الخَیْل :هو الّذی تَدْعوه الأَعَاجمُ :
السَّمَنْد ،و یَرْغَبون فیه.
و الغَبَسُ محَرَّکهً : ناقَهٌ لحَرْمَلَهَ بنِ المنْذر الطّائیِّ أَبی زُبَیْد
ص:383
الشاعر،و له ناقَهٌ أُخْرَی اسمهَا الجُمَانُ ،قال فیهما أَبو زُبَیْدٍ المذکور،یذکر غُلامَه المَقْتُولَ :
قد کُنْتَ فی مَنْظَرٍ و مُسْتَمَعِ
عنْ نَصْرِ بَهْرَاءَ غیرِ ذِی فَرَسِ (1)
تَسْعَی إِلی فِتْیَهِ الأَراقِمِ و اسْتَعْ
جَلْت قبلَ الجُمَان و الغَبَس (2)
و غَبَسَ اللَّیْلُ غَبساً وَ أَغْبَسَ ،مثل غَبَشَ و أَغْبَشَ ،و فی بعض النُّسَخ:اغْبَشَّ ،کاحْمَرَّ،و الصواب الأَوَّل و اغْبَاسَّ ، کاحْمارَّ،و هذه عن الأَصْمَعیّ : أَظْلَمَ .
و أَبو عمرو أَحمَد بنُ بِشْر بن محمَّدٍ التُّجِیبیُّ المُحَدِّثُ ، یُعْرَفُ بابن الأَغْبَس ،مات بالأَنْدَلُس سنه 323،و قد حَدَّث بشْیءٍ.
*و ممّا یسْتَدْرک علیه:
اغْبَسَّ الذِّئْب اغْبِسَاساً .
و قیلَ : الأَغْبَس من الذِّئاب:الخَفیفُ الحَریص.
و الغُبْسَهُ ،بالضّمِّ :لَوْنٌ بَیْنَ السَّواد و الصُّفْرَه.
و حِمَارٌ أَغْبَسُ ؛إِذا کَان أَدْلَمَ .
و غَبَسَ وَجْهَه:سَوَّده.
و غَبِسَ اللَّیْلُ غَبَساً و غُبْسَهً ،کفَرِحَ ،لغهٌ فی غَبِشَ غَبَشاً، نقله ابنُ القطَّاع.
و لا أَفْعَلُه سَجِیسَ غُبَیْسِ الأَوْجَسِ ،أَی أَبَدَ الدَّهْرِ.
و غَبَسٌ محَرَّکهً ،محدِّثٌ ،روی عن ابن بُریْدَهَ (3).
أَبو الغَیْدَاس ،أَهْمَلَه الجَوْهَریُّ و صاحب اللِّسَان و الصّاغَانیُّ فی التَّکْملَه،و عَزَاه فی العبَاب إِلی الخارْزَنْجیِّ ،قال:هی کُنْیَهُ الذَّکَر.
، [غدمس]،[غذمس]:
غُدَامِسُ ،بالضَّمِّ ،و هو المشهور و یفْتَحُ ،و بإِعجام الذَّال ،و قد أَهْملَه الجَوْهَریُّ و صاحباللَّسَان،و أَوْردَه الصّاغَانیُّ ،و لکنه ضَبَطه فی کِتابَیْه بإِهْمَال الدّال (4): د،بالمَغْرب ضارِبَهٌ فی بِلادِ السُّودانِ بَعْدَ بلاد زَافُون، منهَا الجُلُودُ الغُذَامِسیَّهُ ،کأَنَّهَا ثِیَابُ الخَزِّ،فی النُّعومَه.قلْتُ :و إِلیها نُسِب الإِمامُ المُقْرئُ الجَمَالُ أَبو عَبْد اللّه محمّد بنُ عبد اللّه الغُدَامِسیُّ ،مِمَّن تَلاَ علی العِزِّ عبدِ العَزِیزِ بنِ الحَسَنِ بنِ عِیسَی التواتیّ ،نزِیلِ الطَّائِف، و عنه عبدُ اللّه بنُ أَبی بَکْر بنِ أَحمد الحَضْرَمِیّ الشَّهِیر ببا شُعَیْب،و غیرُه.
غَرَسَ الشَّجَرَ یَغْرِسُه غَرْساً : أَثْبَتَه فی الأَرْضِ ، کأَغْرَسَه و هذِه عن الزَّجَّاج. و الغَرْسُ (5)بالفتحِ :
الشَّجَر المَغْروس ،ج أَغْرَاسٌ و غِرَاسٌ ،بالکَسْر.
و بِئْرُ غَرْسٍ :بالمَدِینَه ،و هو بالفَتْحِ ،علی ما یَقتضِی سِیاقُ المصنِّفِ ،و هو الذی جَزَم به ابنُ الأَثِیرِ و غیره، و صَوَّبَه السیّدُ السَّمْهودِیُّ ،و حکَی الأَخِیرُ فی توَارِیخِه عن خَطِّ المَرَاغِیِّ ضَمَّ الغَیْنِ ،و کذلِک ضبَطه الحافِظُ الذَّهَبِیُّ ، و هو المَشْهور الجارِی علی الأَلْسِنَه.
و قد تَعَقَّبَه الحافظُ ابنُ حَجَرٍ،و صَوَّب الفَتْحَ ، و منه الحدیث« غَرْسٌ من عُیُون الجَنَّه »رَوَاهُ ابنُ عبّاسٍ مَرْفُوعاً، و یَعْضُدُه
14- حدیثُ ابن عُمَرَ: «قالَ رَسُولُ اللّه صلّی اللّه علیه و سلم و هو جالسٌ علی شَفِیرِ بِئْرِ غَرْسٍ :رأَیتُ اللَّیْلَهَ أَنِّی جالِسٌ علی عَیْنٍ من عُیُونِ الجَنَّهِ ». یَعْنِی هذِه البِئْرَ،و
14- عن عُمَر بنِ الحَکَمِ مُرْسَلاً:
قالَ رسولُ اللّه صلّی اللّه علیه و سلم: «نِعْمَ البِئْرُ بِئْرُ غَرْسٍ ،هِیَ مِنْ عُیُونِ الجَنَّهِ ». و غُسِّلَ صلّی اللّه علیه و سلم مِنْها ،کما نقلَه أَرْبَابُ السِّیَرِ.
و وَادِی الغَرْسِ قُرْبَ فَدَکَ ،بینَها و بینَ مَعْدنِ النَّقْرَهِ ، و قال الواقِدِیُّ رحِمَه اللّه:کانَت مَنازِلُ بَنِی النَّضِیرِ بنَاحِیَهِ الغَرْسِ .
و الغِرْسُ ، بالکَسْرِ:ما یَخْرُجُ مَعَ الوَلَدِ کأَنَّه مُخَاطٌ ، و قِیلَ :ما یَخْرُج علی الوَجْهِ ،و قال الأَزْهرِیُّ : الغِرْسُ :
جِلْدَهٌ رَقِیقَهٌ تَخْرُج مع الوَلَدِ إِذا خَرَج من بَطْنِ أُمِّهِ .و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیّ : الغِرْسُ :المَشِیمَهُ ، أَو الغِرْسُ : جُلَیْدَهٌ رَقِیقَهٌ
ص:384
تَخْرُج عَلَی وَجْهِ الفَصِیلِ ساعَهَ یُولَدُ،فإِن تُرِکَتْ علیه قَتَلَتْه ،قالَ الراجِز:
یَتْرُکْنَ فِی کُلِّ مُنَاخٍ أَبْسِ
کُلَّ جَنِینٍ مُشْعَرٍ فِی غِرْسِ (1)
ج أَغْرَاسٌ .
و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الغِرْس ،بالکَسرِ: الغُرَابُ الأَسْوَدُ ، و زادَ غیرُه:الصَّغِیر،و ضَبَطه بالفتح أَیضاً.
و الغَرَاسُ ، کسَحَابٍ :ما یَخْرُجُ من شارِبِ دَواءِ المَشِیِّ ،کالخامِّ ،عَن الأَصْمَعِیّ .
و الغِرَاسُ ، بالکَسْرِ:وَقْتُ الغَرْسِ .
و هو أَیضاً: مَا یُغْرَسُ مِن الشَّجَرِ.
و یُقَالُ : هُمْ فِی مَغْرُوسَهٍ من الأَمْرِ و مَرْغُوسَهٍ ،أَی اخْتِلاطٍ ،عن ابنِ عَبّادٍ.
و الغَرِیسَهُ :النَّخْلَهُ أَوَّلَ ما تَنْبُتُ ،کالوَلِیدَهِ للصَّبِیَّهِ الحَدِیثَهِ العَهْدِ بالوِلادَهِ ، أَو الفَسِیلَهُ ساعَهَ تُوضَعُ فی الأَرْضِ حتَّی تَعْلَقَ ،عن ابنِ دُرَیْدٍ،و الجَمْعُ : غَرَائِسُ و غِرَاسٌ ، الأَخِیرَهُ نادِرَهٌ .
و عن ابنِ عَبّادٍ: الغَرِیسُ ،کأَمِیرٍ: النَّعْجَهُ ،و تُدْعَی لِلْحَلْبِ بِغَرِیسْ غَرِیسْ ،نقَلَه الصّاغَانِیُّ .
و غَرِیسَهُ :عَلَمٌ لِلإِماءِ.
*و مِمَّا یُسْتَدْرَک علیه:
المَغْرِسُ :مَوْضِعُ الغَرْسِ ،و الجَمْع: المَغَارِسُ .
و الغَرْسُ :القَضِیبُ الَّذِی یُنْزَعُ مِن الحَبَّهِ ثُمّ یُغْرَسُ .
و الغَرِیسَهُ :شَجَرُ العِنَبِ أَوَّلَ ما یُغْرَسُ .
و الغَرِیسَهُ :النَّوَاهُ الَّتِی تُزْرَعُ ،عن أَبی المُجِیبِ و الحَارِثِ بن دُکَیْنٍ .
و الغِرَاسَهُ :فَسِیلُ النَّخْلِ .
و غَرَسَ فُلانٌ عِنْدِی نِعْمَهً :أَثْبَتَهَا،و هو مَجازٌ.
و کذا غَرَسَ المَعْرُوفَ ،إِذا صَنَعه،نقله ابنُ القَطَّاع.و الغِرَاسُ :ما کَثُرَ مِن العُرْفُطِ ،عن کُرَاع.
و مِن المَجَازِ:أَنَا غَرْسُ یَدِکَ ،و فُلانٌ غَرْسُ نِعْمَتِه.
و تقول:هذا مَسْقِطُ راسِه،و مَکَانُ غِراسِه.
و الغِرَاسُ ،بالکَسْرِ:حِصْنٌ بالیَمنِ من أَعمالِ ذی مَرْمَرٍ (2)،و فیه یَقُولُ السیِّدُ صلاحُ بنُ أَحْمَدَ الوَزِیرِیّ ،من شعراء الیَمَنِ :
للّه أَوقاتِی بِذِی مَرْمَرٍ
و طِیبُ أَوْقَاتِی بِرَبْعِ الغِرَاسِ
و هی طویلهٌ سائرهٌ .
و غَرِیسَهُ :من أَعلام الإِماءِ (3)،نقله الصاغَانِیُّ .
غَسَّ الرَّجُلُ فی البِلادِ:دَخَلَ و مَضَی قُدُماً، و هی لغهُ تَمِیمٍ ،و قَسَّ :مِثْلُه.
و یُقَال: غَسَّ فُلانٌ الخُطْبَهَ ،أَی خُطْبَهَ الخَطِیبِ : عابَها.
و غَسَّ فُلاناً فی الماءِ:غَطَّهُ فِیهِ ،و کذلِکَ :غَتَّهُ ، فانْغَسَّ فیه:انْغَطَّ .قالَ أَبُو وَجْزَهَ :
و انْغَسَّ فِی کَدِرِ الطِّمَالِ دَعَامِصٌ
حُمْرُ البُطُونِ قَصِیرَهٌ أَعْمَارُهَا
و غَسَّ غَسَّا : زَجَرَ القِطَّ فقال : غِسْ غِسْ .قالَهُ اللَّیْثُ ، و نَقَلَ شیخُنَا عن ابنِ دُرَیْدٍ إِنْکارَه عن جَماعهٍ ،و لم یَثْبُت، کغَسْغَسْ ،و یقال:إِنّ « غَسْغَسْ »إِذا بالَغ فی زَجْرِه.
و المَغْسُوسَهُ :نَخْلَهٌ تُرْطِبُ و لا حَلاوَهَ لَهَا. و هی أَیضاً:
الهِرَّهُ ،یُقَال لها:الخازِبَازِ،و المَغْسُوسَهُ .
و قال أَبو مِحْجَنٍ الأَعْرَابِیُّ :یُقَال: هذا الطَّعَامُ غَسُوسُ صِدْقٍ ،و غَلُولُ صِدْقٍ ،کِلاهُمَا کصَبُورٍ، أَی طَعَامُ صِدْقٍ ، و کذلِک الشَّرَابُ .
و أَنَا أُغَسُّ و أُسْقَی ،أَی أُطْعَمُ ،نقَلَه الصَّاغَانِیُّ .
و الغُسَاسُ ، کغُرَابٍ :داءٌ فی الإِبِلِ ،و یُقَال منه: بَعِیرٌ مَغْسُوسٌ ،أَی أَصابَه ذلک.نَقَلَه الصّاغَانِیُّ عنِ ابنِ عَبّادٍ.
و غَسَّانُ :أَبو قَبِیلَهٍ بالیَمَنِ ،و هو مازِنُ بنُ الأَزْدِ بنِ
ص:385
الغَوْثِ ، منهُم مُلُوکُ غَسّانَ بها،منهم جَفْنَهُ بنُ عَمرٍو، و الحارثُ المُحَرِّقُ ،و ثَعْلَبهُ العَنْقَاءُ،و الحارثُ الأَکْبَرُ، المعروفُ بابن مَاریَهَ ،و أَوْلاده:النُّعْمَانُ ،و المُنْذِر،و جَبلَهُ ، و أَبو شِمْرٍ،ملُوکٌ کُلُّهم.فمِن وَلَدِ جَبَلَهَ هذا:جَبَلَهُ بن الأَیْهَم،و مِن وَلَدِ أَبی شِمْرٍ الحارِثُ الأَعْرَجُ بنُ أَبی شِمْرٍ، و غیرُهم.
و غَسَّانُ : ماءٌ بَیْنَ رِمَعَ و زَبیدَ ،لوَادِیَیْنِ بالیَمَنِ ،حَکَاه المَسْعُودیُّ و ابنُ الکَلْبیِّ .و قیل:بسَدِّ مَأْرِبٍ و قیل:بالمُشَلَّل قُرْبَ الجُحْفَه، مَنْ نَزَلَ من الأَزْدِ فشَرِبَ منه سُمّیَ غَسَّانَ ، و مَنْ لم یَشْرَبْ فَلاَ ،قال ابنُ الجَوّانیِّ :و الذی نَزَل علَی غَسّانَ منهم بعضُ بَنِی امْرئِ القَیْسِ البِطْریق بن ثَعْلَبَهَ البُهْلُول بن مازِن،و مَاوِیَّهُ و رَبیعَهُ و امْرؤ القَیْس،بَنُو عَمْرَو بن الأَزْد،و کُرْزٌ و عَامِرٌ ابنَا ثَعْلبَهَ البُهْلُول بن مَازِنِ بن الأَزد.
انتهی.و قال ابنُ الکَلْبیّ :و لم یَشْرَبْ أَبو حارِثَهَ و لا عِمْرانُ و لا وَائلٌ ،منْ غَسَّانَ ،فلیَس یُقَال لهم: غَسَّانُ .
قلْت:و هم بَنُو عَمْرِو بن عامرٍ ماءِ السَّمَاءِ.و قیلَ :هو اسمُ دابَّهٍ وَقَعَتْ فی هذا المَاءِ فسُمِّیَ المَاءُ بهَا،و قَال حَسّانٌ :
إِنْ کُنْتِ سائلَهً و الحَقُّ مَغْضَبَهٌ
فالأَزْدُ نِسْبَتُنَا و الماءُ غَسَّانُ
قال شیخُنَا:و قد حُکِیَ فیه الصَّرْفُ و المَنْعُ ،علی أَصالهِ النُّون و زِیَادَتِهَا،و قد فَصَّله السُّهَیْلیُّ فی الرَّوْض تفصیلاً جیّداً.
و الغُسُّ ،بالضّمِّ :الضَّعیفُ ،عن ابن درَیْدٍ. و قال غیره:
هو اللَّئیمُ ،و لیس عنْدَ الأَزْهَریِّ و ابن سِیدَه الواوُ بَیْنَهما، و زادَ الجوْهَریُّ :من الرِّجَال.و الجَمْعُ : أَغْسَاسٌ و غِسَاسٌ و غُسُوسٌ .
و الغسِیس ،کأَمِیرٍ: الرُّطَبُ الفاسِدُ ،عن ابن الأَعْرَابیِّ .
و الجَمْعُ : غُسُسٌ ،بضَمَّتَیْن، کالمَغْسوسِ و المُغَسِّسِ ، کمعَظَّمٍ ،و هو البُسْر الَّذی یُرْطِب ثمّ یَتَغَیَّرُ طَعْمُه،و قیل:
هو الَّذی لا حَلاوَهَ له،و هو أَخْبَثُ البُسْرِ.و قیل: الغَسِیسُ و المَغْسوسُ و المُغَسَّسُ :البُسْرُ یُرْطِبُ من حَوْلِ ثُفْرُوقِهِ .
*و مِمّا یُسْتَدْرَک علیه:
الغُسُّ ،بالضَّمِّ :البَخِیلُ ،عن الفَرّاءِ،و قال ابنُ الأَعرَابِیّ : الغُسُّ :الضُّعَفَاءُ فی آرائهِمْ و عُقُولِهِم.
و الغَسِیسُ و المَغْسُوسُ ،کالغُسِّ .
و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ ،فی النّوادِر: الغَسِیسَهُ :النَّخْلَهُ تُرْطِبُ و یَتَغَیَّرُ طَعْمُها.
و الغُسُّ :الفَسْلُ مِن الرِّجَالِ ،و الجمْع: أَغْساسٌ .
و لسْتَ مِن غَسَّانِهِ ،أَی ضَرْبِهِ ،عن کُراع.
و قِیل فی زَجْرِ القِطِّ أَیضاً: غَسِّ ،مَبْنِیّاً علی الکسرِ، مِثْل:حَسِّ و بَسِّ .
و غُسّانُ بنُ جُذَامٍ ،بالضّمِّ :بَطْنٌ من الصَّدِفِ ،و یُقَالُ فیه بالمُهْمَله أَیضاً.
الغَضَسُ ،مُحَرَّکهً ،أَهْمَلَه الجَوْهَریُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ ،و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ (1):هو نَبْتٌ ،أَو هو الحبَّهُ التی تُسَمَّی الکَرَوْیَا،یَمَنِیَّهٌ ،قالَه أَبو مالِکٍ ،و لیس بِثَبتٍ ، و یُقَال:هی التِّقْرِد،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .
*و مِمَّا یُسْتَدْرَک علیه:
غُضَارِسٌ ،أَهْمَله الجَوْهَریُّ و الصّاغَانیّ ، و قال ابنُ جنَّی:هو لُغَهٌ فی العین،یقال:ثَغْرٌ عُضَارِسٌ و غُضَارِسٌ ،أَی باردٌ غَذْبٌ ،قال:
مَمْکُورَه غَرْثَی الوشَاح الشَّالِسِ (2)
تَضْحَکُ عَنْ ذی أُشُرٍ غُضَارِسِ
کذا نَقَلَه صاحب اللِّسَان.
الغِطْرِسُ و الغِطْرِیس ،بکَسْرِهِمَا:الظَّالِمُ المتَکَبِّرُ المُعْجَب، ج غَطَارِسُ و غَطارِیسُ ،و کذلِک المتَغَطْرِسُ ،قال الکُمَیْتُ یخَاطِب بَنِی مَرْوَانَ :
و لَوْ لاَ حِبَالٌ مِنْکُمُ هِیَ أَمْرَسَتْ
جَنائِبَنَا کُنَّا الأُبَاهَ الغَطَارِسَا
و الغَطْرَسَهُ :هی الإِعْجَابُ بالنَّفْسِ ،کما فی العبَاب، و نَسَبهُ للَّیْثِ ،و الذِی فی کتاب العَیْنِ :الإِعْجاب بالشَّیْ ءِ، و مثلُه فی التَّکمِلَه و اللِّسَان، و التَّطَاولُ عَلَی الأَقْرَانِ ،و کذلِکَ التَّغَطْرُس .
ص:386
و الغَطْرَسَهُ : التَّکَبُّر و الظُّلْمُ .
و غَطْرَسَه :أَغْضَبَه.
و تَغَطْرَسَ :تَغَضَّبَ و تَطَاوَلَ ،قال:
کَمْ فیهِمُ مِنْ فارِسٍ متَغَطْرِسٍ
شاکِی السِّلاحِ یَذُبُّ عَنْ مَکْروبِ
و قال المؤَرِّجُ : تَغَطْرَسَ فِی مِشْیَتِهِ ،إِذا تَبَخْتَرَ.
و تَغَطْرَسَ ،إِذا تَعَسَّفَ الطَّرِیقَ .
و فی کَلامِ هُذَیْلٍ : تَغَطْرَسَ ،إِذا بَخِلَ ،و رَجلٌ متَغَطْرِسٌ :بَخِیلٌ .
*و مِمَّا یُسْتَدْرَک علیه:
التَّغَطْرُس :الکِبْر،و منه
17- قولُ عُمَرَ رَضیَ اللّه عنه: «لَوْلاَ التَّغَطْرُسُ ما غَسَلْتُ یَدِی».
غَطَسَ فی الماءِ یَغْطِس ،مِن حَدِّ ضَرَبَ :
غَمَسَ و انْغَمَسَ ،لازِمٌ مُتَعدٍّ ،یقَال: غَطَسَه فی المَاءِ و غَطَّسَه و قَمَسَه و مَقَلَه:غَمَسَه فیه.
و غَطَسَ فی الإِناءِ:کَرَعَ فیه،عن ابنِ عَبّادٍ.
و من المَجَاز: غَطَسَتْ بِهِ اللُّجَمُ ؛أَی ذَهَبَتْ به المَنِیَّهُ ، لُغَهٌ فی عَطَسَتْ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .
و الغَطُوس ، کصَبورٍ:المِقْدَامُ فی الغَمَرَاتِ و الحُروب ، کما فی العبَابِ ،أَو الصَّواب فیه:العَطُوس بالعین المهْمْلَه، کما ضَبَطَه الأَزْهَریُّ و غیرُه،و قد صَحَّفَه المصنِّفُ و الصّاغَانِیُّ ،و قد نَبَّهْنا علیه فی«ع ط س».
و تَغَاطَسَ :تَغافَلَ ،نقلَه الصّاغَانِیُّ ،و الشِّینُ لُغَهٌ فِیه، کِلاهمَا عن أَبی سَعِیدٍ الضَّرِیرِ.
و تَغَاطَسَ الرَّجُلانِ فی المَاءِ و تَقَامَسَا،إِذا تَمَاقَلاَ فِیه، و تَغَاطَسوا :تَغاطُّوا فی الماءِ،قال مَعْنُ بنُ أَوْس:
کأَنَّ الکُهُولَ الشُّمْطَ فِی حَجَرَاتِهَا
تَغَاطَسُ فی تَیَّارِهَا حِینَ تَحْفِلُ
و المَغْنِطِیس (1)بفتحٍ فسکُونٍ فکَسْرِ النُّونِ و الطاءِ و المَغْنِیطِیس و المِغْنَاطِیس :حَجَرٌ معْروفٌ یَجْذِب الحَدِیدَ ،لِخَاصَّهٍ فیه، مُعَرَّبٌ ،هنا نقلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحِب اللِّسَانِ ، و کان المُنَاسِب أَنْ یَذْکُرَه فی ترجمهٍ مسْتَقِلّه فی «م غ ط س»،فإِن الحروفَ هذِه لیست بزائِدَه،فتأَمَّلْ .
*و مِمَّا یسْتَدْرَک علیه:
غَطَّسَه تَغْطِیساً ،کغَطَسَه.
و لَیْلٌ غاطِسٌ :مُظْلِمٌ ،کغَاطِشٍ ،عنِ ابنِ دُرَیْدٍ (2).
و الغَطِیسُ ،کأَمِیرٍ:الأَسْوَدُ،و یُذْکَرُ غالِباً تأْکِیداً له.
و الغُطُوسُ ،بالضَّمِّ :الغَفْلَهُ .
و المَغْطِسُ :مَوْضِعُ الغَطْسِ .
و الغَطَّاسُ :مَنْ یَنْغَمِسُ فی قَعْرِ الماءِ لِیُخْرِجَ أَصْدافاً و غیرَها.
و أَبُو عَبْدِ اللّه محمّدُ بنُ عبدِ اللّه بنِ محمَّدِ بنِ علیٍّ الأَنْصَارِیُّ الأَنْدَلُسِیُّ البَلَنْسییُّ الناسِخُ ،یعْرَف بابن غَطُّوس ، کتَنُّور،کتَبَ أَلْفَ مُصْحَف:تُوُفِّی سنه 610 قاله ابنُ الأَبَّار،رحمَه اللّه تَعالی.
الغَطَلَّس ،کعَمَلَّس ،أَهْمَلَه الجوْهَریُّ و صاحب اللِّسان،و قالَ الصَّاغَانیُّ :هو الذِّئْب ،قال:
و یکْنَی أَبَا الغَطَلَّس أَیضاً ،کذا فی التَّکْملَه و العبَاب.
الغَلَس ،مُحَرَّکهً :ظُلْمَهُ آخر اللَّیْل إِذا اخْتَلَطتْ بضَوْءِ الصَّبَاح،و منه
16- الحَدیثُ : «کان یصلِّی الصُّبْحَ بغَلَس ». و قد تَقدَّم ذلک عن الخَطَّابیّ فی«غ ب س»و قالَ الأَزْهَریُّ : الغَلَس :أَوَّلُ الصُّبْح حَتَّی یَنْتَشرَ فی الآفاق، و کذلک الغَبَس،و هما سَوَادٌ مُخْتَلطٌ ببَیَاضٍ و حُمْره مثْل الصُّبح سَوَاءً.و قال الأَخْطَلُ .
کَذَبتْکَ عَیْنُکَ أَمْ رأَیْتَ بوَاسِطٍ
غَلَسَ الظَّلامِ منَ الرَّبَابِ خَیَالاَ
و أَغْلَسوا :دَخَلُوا فیها ،أَی الظُّلْمه.
و غَلَّسُوا تَغْلیساً ساروا بغَلَس ،و منه حدیثُ الإِفَاضَهِ :
«کُنّا نُغَلِّس منْ جَمْعٍ إِلی مِنًی»،أَی نَسِیر إِلیها ذلک الوَقْتَ .
ص:387
و غَلَّسُوا : وَرَدُوا الماءَ بغَلَسٍ ،و ذلک أَوَّلَ ما یَنْفَجِر الصُّبْحُ ،و کذلک القَطَا و الحُمُرُ،أَنشد ثَعْلَبٌ :
یُحَرِّکُ رَأْساً کالْکَبَاثَهِ وَاثِقاً
بوِرْدِ قَطَاهٍ غَلَّسَتْ وِرْدَ مَنْهَلِ
و غَلِیسٌ ، کأَمیرٍ:من أَعْلامِ الحُمُرِ ،نَقَلَه الصّاغانیُّ .
و قال أَبو زَیْدٍ:یقولون: وَقَعَ فُلانٌ فی وَادِی تُغلِّسَ ، بضَمّ الغین و فَتْحهَا، غَیْرَ مَصْروفٍ ،کتُخُیِّبَ و تُهُلِّکَ ،أَی فی دَاهیهٍ مُنْکَرَهٍ .
و الأَصْلُ فیه:أَنَّ الغَارَاتِ کانَتْ تَقَعُ غالباً بُکْرَهً بغَلَسٍ ، و قال أَبو زَیْدٍ:وَقَعَ فُلانٌ فی أَغْوِیَّهٍ ،و فی وَامِئَهٍ و فی تُغلِّسَ ، غیرَ مَصْروفٍ ،و هی جَمیعاً الدَّاهِیَهُ و الباطلُ .
و جُبَارَهُ بنُ المُغَلِّس ،کمُحَدِّثٍ :کُوفیٌّ مُحَدِّثٌ ،قال الذَّهَبیُّ :قال ابنُ نُمَیْرٍ:کان یُوضَعُ له الحَدیثُ .و قال فی المیزان:أَحْمَد بنُ محَمَّد بن الصَّلْت بن المغَلِّس الحِمَّانیُّ ، یَرْوِی عن بِشْر بن الوَلید،عن أَبی یُوسفَ ،کَذَّابٌ وَضَّاعٌ ، تُوُفِّی سنه 308،و مثْلُه قولُ ابن قانعٍ و ابن عَدیٍّ ، و غَیْرهما.
*و ممّا یسْتَدْرَک علیه:
وَقَعوا فی تُغُلِّسَ :الباطل،عن أَبی زَیْدٍ.
و حَرَّهُ غَلاَّسٍ ،ککَتَّانٍ :إِحْدَی حِرَارِ العَرَبِ ،و قد تَقَدَّم له فی عِدَاد ذِکْر الحِرَار،و هنا أَغْفَلَه،و هذا منه عَجیبٌ ، و سُبْحَانَ مَن لا یَسْهُو.
غَمَسَه فی الماءِ یَغْمِسهُ :مَقَلَه فیه،و أَصْلُ الغَمْسِ :إِرْسَابُ الشَّیْ ءِ فی الشیْ ءِ السَّیَّالِ أَو النَّدَی (1)فی ماءٍ أَو صِبْغٍ حتی اللُّقْمَه فی الحَنَک (2).
و غَمَسَ النَّجْمُ :غابَ ،نقلَه الزَّمَخْشَریُّ و الصَّاغَانیُّ .
و من المَجاز،
16- فی الحَدیث عن ابن مَسْعودٍ: «أَعْظَمُ الکَبَائِر الیَمینُ الغَمُوس ». و هی الَّتی تَغْمِسُ صاحِبَها فی الإِثْم ثمّ فی النّار ،و قیلَ :هی الَّتی لا اسْتثْنَاءَ فیهَا، أَو هی الَّتی تَقْتَطِعُ بهَا مالَ غیْرکَ ،و هی الکاذبَهُ الفَاجرَهُ ،و فَعُولٌ للمبَالَغَهِ ،و به فُسِّرَ
16- الحَدیثُ : «الیَمِینُ الغَمُوس تَذَرُ الدِّیَارَ بَلاَقِعَ ». و قیلَ :
هی الَّتی یَتَعَمَّدهَا صاحِبهَا عالماً بأَنَّ الأَمْرَ بخِلافِه لیَقْتَطِعَ بها الحُقُوقَ . و قالَ الزَّمَخْشَریّ :هو مَأْخُوذٌ من قَولهم:
وَقَعُوا فی أَمْرٍ غَمُوسٍ ، الغَمُوسُ :الأَمْرُ الشَّدیدُ الغَامِسُ فی الشِّدَّهِ و البَلاَءِ.
و الغَمُوسُ : الناقَهُ لا یُسْتَبَانُ حَمْلُهَا حَتَّی تُقْرِبَ و قیلَ :
هی الَّتی یُشَکُّ فی مُخِّهَا:أَرِیرٌ أَم قَصِیدٌ.و قال النَّضْرُ:
الغَمُوسُ من الإِبل: الَّتی فی بَطْنِهَا وَلَدٌ،و هیَ الَّتی لا تَشُولُ فیَبِین ،و الجَمْعُ : غُمُسٌ .
و الغَمُوسُ : الطَّعْنَهُ النّافِذَهُ الوَاسِعَهُ ،و النَّجْلاءُ مثْلُهَا، و قال ابنُ سیدَه:هی الَّتی انْغَمَسَتْ فی اللَّحْم،و قد عَبَّرَ عنها بالوَاسِعَه النّافذَهِ ،قال أَبو زُبَیْدٍ:
ثمَّ أَنْقَضْتَه و نَفَّسْتُ عَنْهُ
بغَمُوسٍ أَو طَعْنَهٍ أُخْدُودِ
و قال الزَّمَخْشَریّ :و هو مَجازٌ،وُصِفَتْ بصِفَه طاعِنِها (3)؛ لأَنَّه یَغْمِسُ السِّنَانَ حَتَّی یَنْفُذَ،و هی الَّتی تَشُقُّ اللَّحْمَ .
و الغَمِیسُ ،کأَمیرٍ: منَ النَّبَات:الغَمِیرُ ،تَحْتَ الیَبِیسِ .
و الغَمِیسُ : اللَّیْلُ المُظْلمُ قال أَبو زُبَیْد الطائِیُّ یَصِفُ أَسَداً:
رَأَی بالْمُسْتَوَی عَیْراً و سَفْراً
أَصَیْلاَلاً وجُبَّتُه الغَمِیسُ (4)
و الغَمِیس : الظُّلْمَهُ .
و الشَّیْ ءُ : الغَمیس الَّذی لَمْ یَظْهَرْ للْنَاس و لم یُعْرَفْ بَعْد،و منه قولُهم: قَصیدَهٌ غَمِیسٌ .
و الغَمِیس : الأَجَمَهُ ،و کُلُّ مُلْتَفٍّ یُغْتَمَس فیه؛أَوْ ،هکذا فی سائرِ النُّسَخِ ،و فی التَّهْذیب و العُبَاب:أَی یُسْتَخْفَی فیه، فهو غَمِیسٌ ،و أَنشد قولَ أَبی زُبَیْدٍ السابِقَ .
و الغَمِیسُ : مَسیلُ مَاءٍ ،و قیلَ :مَسیلٌ صَغیرٌ بَیْنَ البَقْلِ و النَّبَات ،و فی اللِّسَان:یَجْمَعُ الشَّجَرَ و البَقْلَ .
ص:388
و الغُمَیْسُ ،کزُبَیْر:بِرْکَهٌ عَلَی تِسْعَه أَمْیالٍ من الثَّعْلَبِیَّه، عندَها قَصْرٌ خَرَابٌ الآنَ ،و یَوْمُهَا،م ،مَعْرُوفٌ .
و وَادِی الغُمَیْسَهِ ،بالضَّمِّ ، من أَوْدِیَتهم ،و قالَ الصّاغَانیُّ :هی الغُمَیِّسهُ (1)،قال الشاعرُ:
أَیَا سَرْحتَیْ وَادِی الغُمَیِّسه اسْلَمَا
و کَیْفَ بظِلٍّ منْکُمَا و فُنُونِ (2)
و الغَمَّاسَهُ ،مشَدَّدهً :منْ طَیْر الماءِ ،غَطَّاطٌ یَغْتَمِسُ کثیراً، ج: غَمَّاسٌ .
و التَّغْمِیسُ :تَقْلیلُ الشُّرْب ،نقله الصّاغَانیُّ ،و الذی نُقلَ عن کُرَاع:أَنّ التَّغْمِیس هو أَن یسْقِی الرجُلُ إِبلَه ثُمّ یَذْهَبَ .
و اغْتَمَسَت المرأَهُ غَمْساً ،هکذا فی سائر النُّسَخ،و فی التهذیب و التَّکْملَه:و یقَال:اخْتَضَبَت المَرْأَهُ غَمْساً ،إِذا غَمَسَتْ یَدهَا ،و فی الأُصول المصحَّحه؛یَدیْهَا خِضَاباً مُسْتَویاً من غَیْر تَصْوِیرٍ ،و فی الأَسَاس:من غیر نَقْشٍ ،ثُمّ إِنَّ قولَه«تَصْویر»هکذا فی سائرِ الأُصول،و ضَبَطَه الصّاغَانیُّ :«من غیر تصریر»براءَین (3).
و المُغَمّس ،کمعَظَّم و مُحَدِّث ،الأَوّلُ هو المشهور عن أَهْل مَکّهَ ،و الثانی نَقَلَه الصّاغَانیُّ ،و قالَ :لُغَهٌ فیه:
ع بطَریق الطائف ،بالقُرب من مَکّهَ ، فیه قَبْرُ أَبی رِغَال دلیلِ أَبْرَهَهَ الحَبَشیّ إِلی مَکَّهَ ، و یُرْجَمُ إِلی الآن،قال أُمَیّهُ بنُ أَبی الصَّلْتِ :
حُبِسَ الفِیلُ بالمغَمّس حَتَّی
ظَلَّ فیه کَأَنَّه مَعْقُورُ (4)
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
المُغَامَسهُ :المُمَاقَلَهُ ،و کذلکَ إِذا رَمَی الرّجلُ نَفْسَه فی سِطَهِ الحَرْبِ أَو الخَطْبِ .
و الاغْتماس :أَن یُطِیلَ المُکْثَ فی الماءِ،قالَه علیُّ بن حَجَر.
و الغَمْسُ : المَغْموسُ ،و فی حَدیث الهِجْرَه:«و قَدْ غَمَس حِلْفاً فی آلِ العاصِ »أَی أَخَذَ نَصِیباً مِن عَقْدهم و حِلْفهم یَأْمَنُ به،و کانَ عادَتُهم أَنْ یُحْضِروا فی جَفْنَه طِیباً أَو دَماً أَو رَمَاداً فیُدْخلُون فیه أَیْدِیهَمْ عنْدَ التَّحَالُفِ لیَتمَّ عَقْدُهم علیه باشْتِراکِهم فی شْیءٍ وَاحدٍ.
و رَوَی (5)الأَثْرَمُ عن أَبی عُبَیْدَهَ :المَجْرُ:ما فی بَطْنِ الناقَهِ ،و الثّانی:حَبَلُ الحَبَلَهِ ،و الثالث: الغَمِیس .
و رجُلٌ غَمُوسٌ :لا یُعَرِّسُ لَیْلاً حَتَّی یُصْبِحَ .
و المُغَامَسَهُ :المُدَاخَلَهُ فی القِتَال،و قد غامَسَهم .
و الغَمُوس :الشَّدیدُ من الرِّجَالِ الشُّجَاعُ ،و کذلک المُغَامِسُ ،یقال:أَسَدٌ مُغَامِسٌ ،و قد غَامَسَ فی القِتَالِ ، و غامَزَ فیه،و هو مَجَازٌ.
و غَمَس علیهم الخَبَرَ:أَخْفاه.
و حَلَف علی الغَمِیسه ،أَی علی یَمینٍ مُبْطَلٍ .
و الغَمِیسَهُ :أَجَمَهُ القَصَبِ ،قال:
أَتَانَا بِهمْ منْ کُلِّ فَجٍّ أَخافُهُ
مِسَحٌّ کِسْرحِان الغَمِیسَه ضَامِرُ
الغَمَلَّسُ ،کعَمَلَّسٍ ،أَهْمَلَه الجَوْهَریُّ ،و قال اللَّیْثُ :هو الخَبیثُ الجَریءُ.و قالَ الأَزْهَریُّ :هو العَمَلَّسُ ،و قد یُوصَفُ به الذِّئْبُ ،کما یُوصَفُ بعَمَلَّسٍ ، و أَنْکَر الأَزْهریُّ الإِعجامَ .
و شِقْشِقَهٌ غِمْلاَسٌ ،بالکَسْر:ضَخْمَهٌ ،نَقَله الصّاغَانیُّ ، عن ابن الأَعْرَابیِّ .
یَوْمٌ غَوَاسٌ ،کسَحَابٍ ،أَهمله الجَوْهریُّ ، و نقل الأَزهریُّ عن ابن الأَعْرَابیّ ،أَی فیه هَزِیمهٌ و تَشْلِیحٌ ، قال: و یُقَال: أَشَاؤُ نَا مُغَوَّسٌ ،و مُشَنَّخٌ ، کمُعَظَّمٍ ،إِذا شُذِّبَ عَنْهُ سُلاَّؤُهُ ،و هو التَّغْوِیسُ و التَّشْنِیخُ .
*و ممَّا یُسْتَدْرَک علیه:
الأَغْوَسُ :جَدُّ حُذَیْفَه الصَّحابیِّ ،و قد نَقَلَه الصّاغَانیُّ فی «غ و ز»و أَغفلَه هنا.
ص:389
الغَیْسَانیُّ :الجَمیلُ ،نَقَلَه الصاغانیُّ ،و زاد المصنِّفُ : کأَنَّه غُصْنٌ فی حُسْنِ قَامَتِه و اعْتدالِه،قالَه ابنُ عَبّادٍ.
و غَیْسانُ الشَّبَاب ،بالنُّون،کما قاله أَبو عُبیدهَ (1)و غَیْسَاتُه ، بالمُثَنّاه فَوْقُ ،کما قالَهُ أَبو عَمْرٍو،أَی أَوَّلُه و حِدَّتُه و نَعْمَتُه ، قالَ الأَزْهَریُّ :النّونُ و التاءُ فیهما لَیْستَا من أَصْلِ الحَرْف، مَن قال: غَیْسَات ،فهی تاءٌ فَعْلات،و مَن قال: غَیْسَان ، فهی نونُ فَعْلاَن،و أَنْشَدَ أَبو عمْرٍو لحُمَیْدٍ الأَرْقَطِ :
بَیْنَا الْفَتَی یَخْبِطُ فی غَیْساتِهِ
أَنْوَکَ فی نَوْکاءَ مِن نَوْکَاتِهِ
إِذا انْتَمَی الدَّهْرُ إِلی عِفْرَاتِهِ
فاجْتاحَهَا بشَفْرَتَیْ مِبْرَاتِهِ (2)
قلت:و یُرْوَی«فی غَسْناته»کما سیأْتی فی«غسن».
و لِمَمٌ غِیسٌ :أَثِیثَهٌ وَافِرَهٌ ناعمَهٌ ،و لِمَّهٌ غَیْسَاءُ :وَافِرَهُ الشَّعَرِ کَثیرَتُه،قال رُؤْبَهُ :
رَأَیْنَ سُوداً و رَأَیْنَ غیسَا
فی سَابِغٍ یَکْسُو اللِّمَامَ الغِیسَا
و لَیْسَ منْ غَیْسَانِه ،أَیْ مِنْ ضَرْبِه ،هکذا نَقَلَه الصّاغانیُّ هنا،و قد سبق فی«غ س س»عن کُراع أَنّه:«لیس من غَسّانه»،فراجعْه.
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
الغَیْسَاءُ من النِّسَاءِ:الناعِمَهُ ،و الذَّکَرُ أَغْیَسُ ،و یقال:
امرأَهٌ غَیْسِیَّهٌ ،و رجُلٌ غَیْسِیٌّ ،أَی حَسَنٌ .
و علیُّ بنُ عبد اللّه بن غَیْسَانَ ،مُحَدِّثٌ ،کَتَبَ عنه أَبو مُحَمَّدٍ العُثْمانیّ .
الفَأْسُ م مَعْرُوفَهٌ ،و هی آلهٌ من آلاتِ الحَدیدِ، یُحْفَرُ بها و یُقْطَعُ ، مؤَنَّثَهٌ ،ج أَفْؤُسٌ و فُؤُوسٌ ،و قیل:یُجْمَع فُؤْساً،علی فُعْلٍ .
و الفَأْسُ من اللِّجَام:الحَدیدَهُ القائمَهُ فی الحَنَکِ ، و قیل:هی المُعْتَرِضَهُ فیه،و فی التَّهْذیب:هی الحَدیدَهُ القائمَهُ فی الشَّکِیمَه،قاله ابنُ شُمَیْلٍ .و قیلَ :هی الّتی فی وَسَط الشَّکیمَهِ بَیْنَ المِسْحَلَیْن.قلتُ :و علی القَوْل الأَوَّل اقْتَصَر ابنُ دُرَیْد فی کِتاب السَّرْج و اللِّجَام،و أَنْشَد:
یَعَضُّ علَی فَأْسِ اللِّجَامِ کأَنَّهُ
إِذَا مَا انْتَحَی سِرْحانُ دَجْنٍ مُوَائلُ
قال:و المِسْحَلُ :حَدیدَهٌ تَحْتَ الحَنَکِ ،و الشَّکِیمَهُ :
حَدیدَهٌ مُعْتَرِضَهٌ فی الفَمِ ،و هذا خِلافُ ما تقدَّم عن بعضهم،فإِنَّه فَسَّرَ الفأْسَ بالحَدیدَه المُعْتَرِضه،و فیه نَظَرٌ، و هذه صورهُ اللِّجَام (3)،کما صَوَّرهَا ابنُ دُرَیْدٍ فی الکِتاب المَذْکُور،لتَعْرِفَ الفَأْسَ من المِسْحَل.
و الفَأْسُ من الرَّأْس:حَرْفُ القَمَحْدُوَه المُشْرِفُ عَلَی القَفَا ،و قیلَ : فَأْسُ القَفَا:مُؤَخَّرُ القَمَحْدُوَهِ ،و منه قولُ الزَّمَخْشَریّ :صَلَقَهُ علَی مُؤَخَّر رَأْسِه،حتی فَلَقَ فَأْسَه بفَأْسِه .
و الفَأْسُ : الشَّقُّ ،یقال: فَأَسَ الخَشَبَهَ ،أَی شَقَّهَا بالفَأْس ،و قال الأَزْهَریُّ : فَأَسَهُ :فَلَقَه.
و الفَأْسُ : الضَّرْبُ بالفَأْس ،قال أَبو حَنیفَهَ ،رحمه اللّه تَعَالَی: فَأَسَ الشَّجَرَهَ یَفْأَسُهَا :ضَرَبَهَا بالفَأْس ،و قال غیرُه:
قَطَعَها بها.
و الفَأْسُ : إِصابَهُ فَأْس الرَّأْسِ ،و قد فَأَسَهُ فَأْساً .
و الفَأْسُ : أَکْلُ الطَّعَامِ ،و قد فَأَسَهُ :أَکَلَهُ .
فِعْلُهُنَّ کمَنَعَ .
ص:390
و فاسُ :د،عَظیمٌ بالمَغْربِ ،بل قاعدَتُه و أَعْظَمُ أَمْصَاره و أَجْمَعُه،قال شیخُنَا:و هی مَسْقَطُ راسِی و مَحَلُّ أُناسِی:
بِلاَدٌ بهَا نِیطَتْ عَلَیَّ تَمَائِمی
و أَوَّلُ أَرْضٍ مَسَّ جِلْدی تُرَابُهَا (1)
و فیهَا یَقُولُ الشاعرُ فی قَصیدَهِ أَوَّلُهَا:
یا فاسُ حَیَّا اللّه أَرْضَکِ منْ ثَریً
و سَقَاکِ منْ صَوْب الغَمَامِ المُسْبِلِ
یا جَنَّهَ الدُّنْیَا الَّتی أَرْبَتْ علَی
مِصْرٍ بمَنْظَرهَا البَهِیِّ الأَجْمَلِ
قیلَ :بَنَاها مَولاَیَ إِدْریسُ بنُ عبد اللّه بن الحَسَن حینَ اسْتَفْحَلَ أَمْرُه بطَنْجَهَ ،و قیل:بل اتَّخَذَها دَارَ مُلْکِه،فهی بیَدِ أَوْلاَده إِلی نَحْو الثّلاثِمائهِ سنه،حتَّی تَغَلَّبَ علیهَا المُتَغَلِّبُون،و مع ذلک فالرِّیَاسهُ لم تَخْرُجْ منهُم إِلی الآن.
تُرِکَ هَمْزُهَا لکثرهِ الاسْتعْمَال ،و قال الصّاغَانیُّ :و هم لا یَهْمِزُونَهَا.و لذَا ذَکَرَه المصنِّفُ ثانیاً فی المُعْتَلّ ،و فی النامُوس:أَنَّ الصوَابَ فیه الإِبدالُ ،و هو لغهٌ جائزهُ الاسْتعمال،و أَنکرَ بعضُ شُرّاح الشِّفَاءِ الهَمْزَ فیه،و هو غَریبٌ ،بل کَلاَمُ مُؤَرِّخیهَا ظاهِرٌ فیه؛لأَنَّهم قالُوا:إِنّهَا سُمِّیَتْ بفَأْسٍ کانَتْ تُحْفَرُ بها،و قیلَ :کَثُرَ کَلامُهم عند حَفْرِ أَساسهَا:هَاتُوا الفاس ،وَدُّوا الفاس ،فسُمِّیَتْ بها.و قیل:
لأَنّ مَوْلایَ إِدْریسَ سأَلَ عن اسْم ذلکَ الوَادِی،فقالُوا له:
ساف فسَمَّاها فاس ،بالقَلْب،تَفاؤُلاً.و قیل:غیرُ ذلک،کما بَسَطَه صاحبُ الرَّوْض بالقِرْطاس،و کأَنَّهُ فی أَثْنَاءِ سَبْعِمائهٍ و خَمسٍ و عشرین.
الفَجْسُ :التَّکَبُّرُ و التَّعَظُّمُ ،کالفَجْز،بالزّای، و قد فَجَسَ یَفْجُس فَجْساً ، کالتَّفَجُّس ،و هو العَظَمَهُ و التَّطاوُلُ و الفَخْر،قال العَجَّاجُ :
إِذا أَرادَ خُلُقاً عَفَنْقَسَا
أَقَرَّه النّاسُ و إِن تَفَجَّسَا
و قالَ ابنُ عَبّادٍ: الفَجْس : القَهْر.
و هو أَیضاً: ابْتِدَاعُ فِعْلٍ لم یُسْبَقْ إِلیه،قال: و لا یکونُ إِلاَّ شَرّاً. و قال ابنُ الأَعْرَابیِّ : أَفْجَسَ الرَّجلُ ،إِذا افْتَخَرَ بالباطِل.
*و ممّا یسْتَدْرَک علیه:
تَفَجَّسَ السَّحَابُ بالمَطَر:تَفَتَّحَ ،قال الشّاعر یَصفُ سَحَاباً:
متَسَنِّمٌ سَنَمَاتِهَا متَفَجِّسٌ
بالهَدْرِ یَمْلأُ أَنْفُساً و عُیَونَاً
هکذا نَقَلَه صاحب اللِّسَان،و کأَنّه لُغَهٌ فی تَبَجَّسَ ، بالموَحَّده.
الفَحْس ،کالمَنْع:أَخْذُکَ الشَّیْ ءَ عَن ،کذا نَصُّ الصّاغَانیِّ ،و فی التَّهْذیب:منْ یَدِکَ بلِسانکَ و فَمِکَ من المَاءِ و غیرِه ،و قال ابنُ فارسٍ : الفَحْسُ :لَحْسُکَ الشَّیْ ءَ بلِسَانکَ عَنْ یَدِک.
و الفَحْس : دَلْکُ السُّلْتِ ،لنَوْعٍ خاصَ من الشَّعِیر، حتی تَقْلَعَ و تُطَایِرَ عنه السَّفَا ،نقلَه الصّاغَانیُّ .
و تَفَیْحَسَ فی مِشْیَتِه ،إِذا تَبَخْتَر ،و کذلک تَفَیْسَحَ .
*و ممَّا یسْتَدْرَک علیه:
أَفْحَس الرجَلُ ،إِذا سَحَجَ شیئاً بَعْدَ شیْ ءٍ.
الفُدْس ،بالضّمّ ،أَهْمَلَه الجَوْهَریُّ ،و قال أَبو عَمْرِو:هو العَنْکَبُوتُ ،و هی أَیضاً:الهَبُورُ و التُّطْأَهُ ، ج فِدَسَهٌ ،کقِرَدَهٍ ،عن ابن الأَعْرَابیِّ ،و قال کُراع:الفُدْشُ :
أُنْثَی العَنْکَبوت،هکذا أَوْرَدَه بالشّین،و سَیَأْتی.
و فُلانٌ الفَدَسیُّ ،محَرَّکهً ،لا یُعْرَفُ إِلی ماذا نُسِبَ هکذا فی سائر نُسَخ القَاموس:و هو غَلَطٌ نَشَأَ عَن تَصْحیفٍ وَقَع فیه الصّاغَانیُّ ،فإِنَّهُ نَقَلَ عن الأَزْهَریِّ :رأَیْتُ بالخَلْصَاءِ رَجُلاً یُعْرَف بالفَدَسیّ ،یعنی بالتَّحْریک،قال:و لا أَدْرِی إِلی أَیِّ شیْ ءٍ نُسِبَ .فجاءَ المصَنِّفُ و قَلَّدَه،و غَیَّرَ رجُلاً بفُلانٍ الفَدَسیّ ،و لم یرَاجع الأُصولَ الصَّحیحَهَ ،و صوابه علی ما فی التَّهْذیب،و من نَصِّه نقلْت:و رأَیتُ بالخَلْصَاءِ دَحْلاً (2)یُعْرَفُ بالفِدَسِیِّ (3)،قَال:و لا أَدْرِی إِلی أَیِّ شیْ ءٍ ینْسَبُ ،هذا نَصُّه،بالدّال و الحَاءِ،و لم یُعَیِّن فیه ضَبْطَه بالتَّحْریک،و إِنَّمَا أَتَی به الصّاغَانی من عنْده،و لو کانَ أَصْلُه
ص:391
الذی نَقَلَ منه صَحیحاً لم یُغَیِّرْ دَحْلاً برَجُلٍ ،فکذلک لم نَثِقْ بضَبْطه فی هذا الحَرْف،فنقُولُ :لعلَّ هذا الدَّحْلَ کانَ کَثیرَ العَناکِب مَهْجُوراً لا تَرِدُ علیه الرّعاهُ إِلاّ قلیلاً،فسُمِّی بالفُدْسیّ ،إِما بالضّمِّ نِسبهً إِلی المفرد،أَو الفِدَسیّ ،بکسر ففتح،نسبهً إِلی الجَمْع،و عَجیبٌ تَوَقُّفُ الأَزهریِّ فیه، و کَأَنَّهُ لم یَتَأَمَّلْ ،أَو لَم یَثْبُتْ عنْدَه ما یَطْمَئنُّ إِلیه قَلبُه،فتأَمَّلْ و أَنْصِفْ .
و الفَیْدَسُ ،کحَیْدَرٍ: الجَرَّهُ الکَبیرَهُ ،و هی دُونَ الدَّنِّ و فَوْقَ الجَرَّهِ ، یَسْتَصْحِبُها سَفْرُ البَحْرِ ،أَی مُسافِرُوه،و هی لُغهٌ مصْریَّهٌ ،قاله الصّاغانیُّ .
و قال ابنُ الأَعْرَابیِّ : أَفْدَسَ الرجُلُ ،إِذا صارَ فی إِنَائه ، هکذا فی سائر النُّسَخ،و فی التکمله و العُباب،و هو خطأٌ، قلَّدَ المصنِّفُ فیه الصّاغَانیَّ ،و الذی فی نَصِّ النَوادر،علی ما نَقَلَه الأَزْهَریُّ و غیرُه:صارَ فی بَابه (1)الفِدَسَهُ ،و هی العَنَاکِبُ ،فتأَمَّل ذلک،و اللّه تعالَی أَعْلَمُ .
الفَدَوْکَسْ :الأَسَدُ ،کالدَّوْکَس.
و الفَدَوْکَس : الرَّجلُ الشَّدیدُ ،عن ابن عَبّادٍ،و قیل:
الرجُلُ الجَافِی.
و فَدَوْکَسٌ :حَیٌّ منْ تَغْلِبَ ،التَّمْثیلُ لسیبَوَیْه،و التَّفْسیر للسِّیرافیِّ ،و هو جَدٌّ للأَخْطَل ،و فی الصّحَاح:رَهْطُ الأَخْطَل الشاعر،و اسمُه غِیَاث بن غَوْثٍ التَّغْلبیُّ ،و هم من بَنی جُشَمَ بن بَکْر بن حُبَیب بن عَمْرو بن غَنْم بن تَغْلب،هکَذَا ذَکَروا،و نَقَلَه فی العبَاب عن ابن الکَلْبیّ فی جَمْهَره نَسَب تَغْلبَ ،و ذکر الناشِریُّ النَّسّابَهُ أَنّ الفَدَوْکَسَ هو ابنُ مالک بن جُشَمَ .و ساق نَسَبَ الأَخْطَل،فقال:غِیَاثُ بنُ غَوْث بن الصَّلْت (2)بن طارِقَهَ (3)بن عَمْرو بن سحبل بن الفَدَوْکَس ، و فی العبَاب:طارِقَهُ بن سَیْحانَ بن عَمْرو بن فَدَوْکَس ،و فی المؤْتَلف و المخْتَلف للآمدیِّ (4):طارِقه بن التَیَّحَان (5)،مثْل هَیَّبَانَ .
الفِرْدَوْس ،بالکَسْر ،و أَطْلَق فی ضَبْط ما بَقِیَ لشُهْرَته: الأَوْدِیَهُ الَّتی تُنْبِتُ ضُرُوباً من النَّبْت ،و عِبَارهُ المحْکَم:هو الوَادِی الخَصِیبُ ،عنْدَ العَرَب،کالبُسْتَان. و قال الزَّجّاج:حَقیقَهُ الفِرْدَوْس أَنّه البُسْتَانُ الذی یَجْمَعُ کُلَّ ما یَکُونُ فی البَسَاتِینِ ،قال:و کذلک هو عنْدَ کُلِّ أَهلِ لُغَهٍ .
و قیل: الفِرْدَوُس عنْدَ العَرب:المَوْضِعُ تکونُ فیه الکُرُومُ ، و أَهْلُ الشام یقولون للبَسَاتینِ و الکُرومِ : الفَرَادِیس .و قال أَهلُ اللُّغَه: الفِرْدَوْس مذَکَّرٌ، و قد یُؤَنَّثُ ،و منه قولُه تعالَی:
اَلَّذِینَ یَرِثُونَ اَلْفِرْدَوْسَ هُمْ فِیها خالِدُونَ (6)و إِنَّمَا أَنَّثَ ؛ لأَنَّه عَنَی به الجَنَّهَ ،و هو قَلیلٌ ،و لذا أَتَی بلفظ «قَد».
و اختُلِفَ فی لَفْظَهِ الفِرْدَوْس ،فقیل: عَرَبیَّهٌ ،و هو قولُ الفَرّاءِ، أَو رُومیَّهٌ نُقِلَتْ إِلی العَرَبیَّه،نقلَه الزَّجّاجُ و ابنُ سیدَه، أَو سُرْیانیَّهٌ ،نقلَه الزَّجَّاجُ أَیضاً (7).
و فِرْدَوْسُ : اسمُ رَوْضه دونَ الیَمَامَه،لبَنِی یَرْبُوع بن حَنْظَلهَ بن مالک بن زَیْد مَنَاهَ بن تَمِیمٍ ،و فیه یَقُولُ الشّاعر:
تَحِنُّ إِلی الفِرْدَوْسِ و البِشْرُ دُونَهَا
و أَیْهَاتَ منْ أَوْطانِهَا حَوْثُ حَلَّتِ
و فِرْدَوْسٌ : ماءٌ لبَنی تَمِیمٍ قُرْبَ الکُوفَه ،و هو بعَیْنه الرَّوْضَهُ الّتی لبَنی یَرْبُوعٍ منهم،المُشْتَمِلَهُ علی میَاهٍ یُسَمَّی کُلُّ وَاحدٍ منها بالفِرْدَوْس ،و هذا من المصنِّف غریبٌ ،کیف یُکرِّرهما و هُمَا وَاحدٌ،و أَحْیَاناً یَفْعَل ذلک فی کِتَابه.
و قَلْعَهُ فِرْدَوْسٍ بقَزْوِینَ ،و إِلیها نُسِبَ أَبو الفَتح نَصْرُ بنُ رِضْوَانَ بن بَروان (8)الفِرْدَوْسیُّ ،أَجازَ الخَطیبَ عبدَ القاهر (9)ابنَ عبد اللّه الطُّوسیَّ ،و التَّقیَّ سلَیْمَانَ بنَ حَمزَهَ .مات سنه 647.و کذا الوَلیُّ المشْهور الشَّیْخُ نَجیب الدِّین الفِرْدَوْسیُّ ، صاحب الطَّریقه الفِرْدَوْسیَّه ،و المدفونُ بالحَوْض الشَّمْسیِّ من حَضْره دهْلی،حَرَسَها اللّه تعالَی و سائرَ بلاد الإِسلام.
و الفُرْدُوس ، کعُصْفُورٍ:النُّزُلُ یکونُ فی الطَّعَام ،نقلَه ابنُ درَیْدٍ عن قَوْمٍ من أَهْل البَحْرَیْن.
ص:392
و الفَرَادِیس ،بلفظ الجَمْع: ع قُرْبَ دِمَشْقَ ،و قد تَقدَّم أَنَّ أَهْلَ الشام یُسَمُّونَ مَوَاضِعَ الکُرُوم فَرَادِیسَ ، و إِلیهُ یضَافُ بابٌ منْ أَبْوابهَا المَشْهوره.
و الفَرَادِیس أَیْضاً: ع قُرْبَ حَلَبَ ،بَیْنَ بَرِّیَّه خُسَافَ و حاضِرِ طَیِّئٍ .
و رَجلٌ فُرَادِسٌ ،کعُلاَبِطٍ :ضَخْمُ العِظَامِ ،نقلَه ابنُ عَبّادٍ.
و الفَرْدَسَهُ :السَّعَهُ ،و منه صَدْرٌ مُفَرْدَسٌ ،أَی وَاسِعٌ ،أَو و مِنْه اشتقَاقُ الفِرْدَوْس ،کما نَقَلَه ابنُ القَطّاع،و هذا یؤَیِّد أَنْ یکونَ عَرَبیًّا،و یَدلُّ له أَیضاً قَوْلُ حَسّانٍ :
و إِنّ ثَوَابَ اللّه کُلَّ مُوَحِّدٍ
جِنَانٌ من الفِرْدَوْس فیهَا یُخلَّدُ
و فَرْدَسَه :صَرَعَه ،و قال کُراع: الفَرْدَسَهُ :الصَّرْعُ القَبِیحُ ،یقَال:أَخَذَه ففَرْدَسَه ؛إِذا ضَرَب به الأَرْضَ ،و نَقَلَه الصاغَانیُّ فنَسَبَه إِلی اللَّیْث.
و فَرْدَسَ الجُلَّهَ :حَشَاها مُکْتَنِزاً ،و قد فُرْدِسَتْ ،عن أَبی عَمْرٍو.
*و ممّا یسْتَدْرَک علیه:
الفِرْدَوْس :الرَّوْضَهُ ،عن السِّیرافیِّ .
و الفِرْدَوْس :خُضْرَهُ الأَعْشَابِ .
و الفِرْدَوْسُ :حَدِیقَهٌ فی الجَنَّه،و هی الفِرْدَوْسُ الأَعْلَی الَّتی جاءَ ذِکُرَها فی الحَدیث.
و قالَ اللَّیْثُ :کَرْمٌ مُفَرْدَسٌ أَی مُعَرَّشٌ .
و قال العَجَّاجُ :
و کَلْکَلاً و مَنْکِباً مُفَرْدَسَا
قالَ أَبو عَمْرٍو:أَی مَحْشُوًّا مُکْتَنزاً.
و المُفَرْدَسُ :العَرِیضُ الصَّدْرِ.
و فِرْدَوْسٌ الأَشْعَریُّ ،و یقال:ابنُ الأَشْعَریِّ ،فَرْدٌ سَمِعَ الثَّوْریَّ .
و باب فِرْدَوْسٍ :أَحَدُ أَبوابِ دارِ الخِلافَه،نقلَه الصاغَانیُّ .
و زَیْنُ الأَئمَّه عبد السَّلام بنُ محمَّد بن علیٍّ الخُوَارزْمِیُّ الفِرْدَوْسیُّ ،اشتَهر بذلک لروایته کتَابَ الفِرْدَوْسِ الأَعْلَی، عن مُؤلِّفه شَهْرَدَارَ بنِ شِیرُوَیْه،روَی عنه صاعِدُ بنُ یوسفَ الخُوارَزْمیُّ .
الفَرَس :وَاحِدُ الخَیْل،سُمِّیَ به لدَقِّه الأَرْضَ بحَوَافِرِه،و أَصْلُ الفَرْسِ :الدَّقُّ (1)،کما قاله الزَّمَخْشَریّ ، و أَشارَ له ابنَ فارسٍ للذَّکَر و الأُنْثَی ،و لا یقَال للأُنْثَی:
فَرَسَهٌ ،قال ابنُ سِیدَه:و أَصلُه التَّأْنیثُ ،فلذلکَ قالَ سِیبَوَیْه:و تقولُ :ثلاثَهُ أَفْرَاسٍ ،إِذا أَرَدْتَ المُذَکَّرَ،أَلْزَمُوه التَّأْنیثَ ،و صارَ فی کلامِهم للمؤَنَّث أَکثرَ منه للمُذَکَّر،حَّتی صارَ بمنزِلَه القَدَمِ ،قال:و تَصْغیرها: فُرَیْسٌ ،نادرٌ. أَو هی فَرَسَهٌ ،کما حَکَاه ابنُ جِنِّی،و فی الصّحاح:و إِن أَرَدْتَ تَصْغیرَ الفَرَسِ الأُنْثَی خاصَّهً ،لم تَقُلْ إِلاّ فُرَیْسَهً ،بالهَاءِ، عن أَبی بَکْر بن السَّرَّاج. ج أَفْراسٌ و فُروسٌ ،و عَلَی الأَوّل اقْتَصَر الجَوْهَریُّ ، و راکِبُه فارِسٌ ،أَی صاحِبُ فَرَسٍ ،علی إِراده النَّسَب، کلاَبِنٍ و تَامِرٍ،قال ابنُ السِّکِّیت:إِذا کَانَ الرجُلُ عَلَی حافِر،بِرْذَوْناً کان أَو فَرَساً أَو بَغْلاً أَو حِمَاراً، قلتَ :«مَرَّ بنَا فَارِسٌ علی بَغْلٍ ،و مَرَّ بنَا فارسٌ علی حِمَارٍ، قال الشاعر:
و إِنّی امْرؤٌ للْخَیْل عِنْدی مَزِیَّهٌ
عَلَی فارِسِ البِرْذَوْنِ أَو فَارِسِ البَغْلِ
ج فُرْسانٌ و فَوَارِسُ ،و هو أَحَدُ ما شَذَّ فی هذا النَّوْع، فجاءَ فی المذَکَّر علی فَوَاعِلَ ،قال الجَوْهَرِیُّ فی جَمْعه علی فَوَارِسَ :و هو شَاذُّ ،لا یُقَاس علیه؛لأَنَّ فَوَاعِلَ إِنَّمَا هو جَمْعُ فاعِلَهٍ ،مثل ضاربَهٍ و ضَوَارِبَ أَو جَمْعُ (2)فاعِلٍ إِذا کانَ صِفَهً للمؤنَّث،مثْل حائضٍ و حَوَائضَ ،أَو ما کان لغیر الآدَمیِّین،مثل جَمَلٍ بازلٍ و جِمَالٍ بَوَازلَ ،و عاضهٍ و عَوَاضِهَ ،و حائطٍ و حَوَائطَ ،فأَمّا مذَکَّرُ مَا یَعْقِلُ فلم یُجْمَعْ علیه إِلا فَوارِسُ و هَوَالِکُ و نَوَاکِسُ ،فَأَمَّا فَوَارسُ ،فلأَنه (3)شیْ ءٌ لا یکونُ فی المؤَنَّث،فلم یُخَفْ فیه اللَّبْس،و أَمّا هَوَالِکُ فإِنَّمَا جاءَ فی المَثَل:«هالکٌ فی الهَوَالک»فجرَی
ص:393
علی الأَصل؛لأَنه قد یَجیءُ فی الأَمثال ما لم یَجِیءْ فی غیرهَا،و أَمّا نَوَاکِسُ فقد جاءَ فی ضروره الشِّعْر (1).
قلْت:و قد جاءَ أَیضاً:غائبٌ و غَوَائبُ ،و شاهدٌ و شَوَاهِدُ، و سیأْتی فی ف ر ط :فارطٌ و فَوَارِطُ ،نقله الصّاغَانیُّ ، و خالِفٌ و خَوَالِف،و سیأْتی فی خ ل ف.قال ابنُ سیدَه:
و لم نَسْمَع امرأَهً فَارسهً .
و فی حَدیث الضَّحّاک،فی رَجُلٍ آلَی من امْرَأَته ثُمّ طَلَّقَها،قال:« همَا کفَرَسَیْ رِهَانٍ ،أَیُّهما سَبَقَ أُخِذَ به» یُضْرَب لاثنیْن یَسْتَبِقَان إِلی غایَهٍ فیَسْتَویَان ،و أَمَّا تفسیر الحَدیث:فإِنّ العِدَّهَ و هی ثلاثُ حِیَضٍ أَو ثلاثهُ أَطْهَارٍ،إِن انقَضَتْ قَبْلَ انْقضَاءِ وَقْت إِیلائه،و هو أَرْبَعَهُ أَشْهرٍ فقد بانَتْ منه المَرْأَهُ بتلک التَّطْلیقَه،و لا شیءَ علیه من الإِیلاءِ؛لأَنَّ الأَرْبَعَهَ الأَشْهُرِ (2)تَنْقَضی،و لیستْ له بزَوْجٍ ،و إن مَضَتْ الأَرْبَعَهَ الأَشْهُرِ و هی فی العِدَّهِ بانَتْ منه بالإِیلاءِ (3)مع تَلکَ التَّطْلِیقَهِ ،فکانَت اثْنَتَیْنِ ،فجَعَلَهما کفَرَسَیْ رِهَانٍ یَتَسَابَقَانِ إِلی غَایَهٍ ، و هذا التَّشْبِیهُ فی الابْتِدَاءِ؛لأَنَّ النِّهَایهَ تُجَلِّی عنِ السابقِ لا مَحَالَهَ .
و الفَوَارِسُ :حِبَالُ (4)رَمْلٍ بالدَّهْنَاءِ ،قال الأَزهریُّ :و قد رَأَیْتُها.و أَنْشَدَ الصاغَانِیُّ لِذِی الرُّمَّهِ :
إِلی ظُعُنٍ یَقْرِضْنَ أَجْوَازَ مُشْرِفٍ
شِمَالاً و عَنْ أَیْمَانِهِنَّ الفَوَارِسُ
و فسَّره بما تقدَّم،و لکن قال الأَزهریُّ :یَجوز أَن یکونَ أَرادَ:ذو الفَوارِس :اسمُ مَوْضعٍ ،کما سیأْتی،فحَذَف.
و یُقَالُ :مَرَّ فارِسٌ علَی بَغْلٍ ،و کذا عَلی کُلِّ ذِی حافِرٍ ، کما تَقدَّم عن ابنِ السِّکِّیتِ ، أَو لا یُقال ،و هو قَولُ عُمَارهَ بن عَقِیلِ بن بِلال بنِ جَرِیرٍ،فإِنَّه قال:لا أَقُولُ لصَاحِب البَغْلِ : فارِسٌ ،و لکن أَقول:بَغّالٌ ،و لا أَقول لصاحِب الحِمَار: فارِسٌ ،و لکن أَقولُ :حَمّارٌ. و رَبِیعَهُ الفَرَسِ ،تَقدَّم سَبَبُ تَلْقِیبِه به فی ح م ر ،و هو رَبیعهُ بنُ نِزارِ بنِ مَعَدِّ بنِ عَدْنَانَ ،أَخُو مُضَرَ و أَنْمَارٍ.
و فَرَسَانُ ،مُحَرَّکهً :جَزِیرَهٌ مَأْهُولَهٌ ببَحْرِ الیَمَنِ ،قال الصّاغَانیُّ فی العُبَاب:أَرْسَیْتُ به أَیّاماً سنه خَمسٍ و سِتَّمائهٍ ،و عِنْدَهم مَغَاصُ الدُّرِّ.قلتُ :و هی مُحَاذیَهٌ للمِخْلاف السُّلَیْمانِیّ ،من طَرَفٍ ،سُمِّیَتْ ببَنِی (5)فَرَسَانَ .
و فَرَسَانُ : لَقَبُ قَبِیلَهٍ من العربِ ، لیس بأَبٍ و لا أُمٍّ ،نحو تَنُوخ، و إِنّمَا هُم أَخْلاطٌ من تَغْلبَ ،اصْطَلَحُوا عَلَی هذا الاسْم ،قالَه ابنُ درَیْدٍ.قلت:هو لَقَب عِمْرَانَ بن عَمْرو بن عَوْف بن عِمْرانَ بن سَیْحَانَ بن عَمْرو بن الحارث بن عَوْف بن جُشَمَ بن بکر بن حُبیْب بن عَمْرو بن غَنْم بن تَغْلبَ ،قیل:لُقِّبَ به،لجَبَلٍ بالشام اجتازَ فیه و سَکنَ وَلَدُه به،ثمَّ ارْتَحَلوا بالیَمَن،و نَزَلوا هذه الجَزیرَهَ ،فعُرِفَتْ بهم فلمّا أَجْدَبَتْ نَزَلُوا إِلی وَادِی مَوْزَعٍ ،فَغَلَبوا علیهمْ و سَکَنُوا هنالک،و من الفَرَسَانِیِّینَ جَماعهٌ یقَال لهم:التَّغالِبُ ، یَسْکُنون الرُّبْعَ الیَمانیَّ مِن زَبیدَ،کذا حَقَّقَهُ النّاشریُّ ،نَسَّابهُ الیَمَن،رحمَه اللّه تَعالَی. و عَبْدِیدٌ الفَرَسَانیُّ :من رِجالِهم ، له ذِکْرٌ فی بَنِی فَرَسَانَ ،أَورَدَه ابنُ الکَلْبیِّ .
و الفَارِس و الفَرُوس ،کصَبورٍ، و الفَرَّاس ،ککَتَّانٍ :
الأَسَدُ ،کُلُّ ذلک مأْخوذٌ من الفَرْس ،و هو دَقُّ العُنُق، و الأَخیرُ للمبَالَغه،و یُوصَفُ به فیُقَال:أَسَدٌ فَرّاسٌ ،أَی کَثیرُ الافْترَاسِ .
و فَرَسَ فَریسَتَه یَفْرِسُهَا ،من حَدِّ ضَرَبَ : دَقَّ عُنُقَها ، و قال أَبو عُبَیْدٍ: الفَرْس :الکَسْر، و کُلُّ قَتْلٍ فَرْسٌ ،و الأَصْلُ فیه دَقُ العُنُقِ و کَسْرُها،و قد فَرَس الذِّئبُ الشاهَ فَرْساً :أَخَذَها فدَقَّ عنُقَهَا.
و الفَرِیس ،کأَمیرٍ: القَتِیلُ یقَال:ثَوْرٌ فَرِیسٌ و بَقَرهٌ فَرِیسٌ ، ج فَرْسَی ، کقَتْلَی ،و منه
16- حَدیثُ یَأْجوجَ و مَأْجوجَ : «فیُصْبِحونَ فَرْسَی ». أَی قَتْلَی.
و الفَرِیس : حَلْقَهٌ من خَشَبٍ مَعْطُوفَهٌ تُشَدُّ فی طَرَفِ الحَبْلِ ،قال الشاعر:
فَلَوْ کَانَ الرِّشَامِائَتَیْن بَاعاً
لَکانَ مَمَرُّ ذلکَ فی الفَرِیسِ
ص:394
و فی الأَساس:و لا بدَّ لحَبْلکَ منْ فَرِیس .و هی الحَلْقَهُ من العُود فی رَأْسه،و قال الجَوْهَریُّ : فارِسیَّتُه چَنبَر ،کعَنْبَر، بالجیم الفَارسیَّه .
و فَرِیسُ بنُ ثَعْلَبَهَ :تابعیٌّ ،هکذا فی سَائر النُّسَخ،و مِثْلُه فی العبَاب،و هو غَلَطٌ صَوَابه: فَرِیس بنُ صَعْصَعهَ ،کما فی التَّبْصیر و التَّکْملَه،رَوَی عن ابن عُمَرَ.
و أَبو فِرَاسٍ ،ککِتَابٍ :کُنْیَه الفَرَزْدَق بن غالِب بن صَعْصَعَه بن ناجیَهَ بن عِقَال بن محمَّد بن سُفْیَانَ بن مُجاشع بن دارِمٍ ،الشاعر المَشْهور.
و أَبو فِرَاس :کُنْیَهُ الأَسَد ،و کذلک أَبو فَرَّاسٍ ،ککَتَّانٍ ، نقله القَاضی (1)فی العبَاب.
و أَبو فِرَاسٍ رَبیعَهُ بنُ کَعْب بن مَالک الأَسْلَمیُّ الصَّحَابیّ حِجَازیٌّ ،تُوُفِّی سنه 63،روی عنه أَبو سَلَمَهَ ، و حَنْظَلَهُ بنُ عَمْرٍو الأَسْلَمیُّ ،و أَبو عِمرانَ الجَوْنیُّ .
و فِرَاس بنُ یَحْیَی الهَمْدانیّ (2)صاحِبُ الشَّعْبِیّ ، کُوِفیٌّ مُکَتِّبٌ مُحَدِّثٌ مُؤَدِّبٌ ،یَرْوِی عن الشَّعْبِیّ .
و فَارِسُ :هم الفُرْسُ ،و
16- فی الحَدِیث: «و خَدَمَتْهم فارِسُ و الرُّومُ ». أَو بِلادُهُم ،و منه
16- الحَدِیث: «کُنْتُ شاکِیاً بفارِسَ ، فکُنْتُ أَصَلِّی قاعِداً،فسَأَلْتُ عن ذلِکَ عائِشَهَ » (3). یُرِید بذلک بِلاَدَ فارِسَ .
و الفَرْسَهُ ،بالفَتْحِ ،هکذا حکاه أَبُو عُبَیْدٍ،و فی روایهِ غیرِه:بکسر الفاءِ: رِیحُ الحَدَبِ ،و قالَ ابنُ الأَعرابِیِّ :
الفَرْسَهُ :الحَدَبُ ،و قال الأَصْمَعِیُّ :أَصابَتْه فَرْسَهٌ ،إِذا زالتْ فَقْرَهٌ مِن فَقَارِ ظَهْرِه،قال:و أَمّا الرِّیحُ الَّتِی یکونُ مِنْهَا الحَدَبُ فهی الفَرْصَهُ ،بالصادِ،و إِنّمَا سُمِّیَتْ لأَنَّها تَفْرِسُ الظَّهْرَ ،أَی تَدُقُّه،و قالَ أَبُو زیدٍ: الفَرْسَهُ :قَرْحَهٌ تکونُ فی العُنُقِ ،و منه: فَرَسْتُ عُنْقَه،و فی الصّحاحِ : الفَرْسَهُ :رِیحٌ تَأْخُذُ فی العُنُقِ فتَفْرِسُها .و قال غیرُه: الفَرْسَهُ قَرْحَهٌ تکونُ فی الحَدَبِ .و قال الکَازَرُونِیُّ فی شَرحِ المُوجَزِ فی الطِّبِّ :
الأَفْرِسَهُ :جَمْع فَرْسَهٍ ،تَأْخُذُ فی العُنقِ فتَفْرِسُه .و قال صاحبُ التَّنقیح: الفَرْسَهُ لا تُجْمَع علی أَفْرِسَهٍ ،و إِنّمَا تُجْمَع علی فَرَسَاتٍ ،و جَمْعه علی أَفْرِسَهٍ علی الشُّذوذِ،فتَنَبَّهْ لذلک.
و فَرْسٌ ،بالفتح: ع لهُذَیْلٍ ،أَو بَلَدٌ (4)مِنْ بِلادِهِم ،قد جاءَ ذِکْرُه فی أَشعارِهم،قال أَبو بُثَیْنهَ :
فَأَعْلُوهُمْ بِنَصْلِ السَّیْفِ ضَرْباً
و قُلْتُ :لَعَلَّهُمْ أَصْحَابُ فَرْسِ
و الفِرْسُ ،بالکَسْرِ:نَبْتٌ ،و اخْتَلَفَتْ الأَعْرَابُ فیه، فقِیلَ :هو الشَّرَسُ (5)، أَو هو القَضْقَاضُ . قالَه أَبو حازِم. أَو البَرْوَقُ أَو الحَبَنُ . و قال أَبُو حَنِیفَهَ رحِمَهُ اللّه:لم یَبْلُغْنِی تَحْلِیَتُه.
و عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ : الفَرَاسُ . کسَحَابٍ :تَمْرٌ أَسْوَدُ، و لیسَ بالشَّهْرِیز ،و أَنْشَد:
إِذا أَکَلُوا الفَرَاسَ رَأَیْتَ شاماً
عَلَی الأَنْثال (6)مِنْهُمْ و الغُیُوبِ
قال:الأَنْثال 6:التِّلالُ . و فَرِسَ ،کسَمِعَ :دام علی أَکلِه ،أَی الفَرَاسِ .
و فَرِسَ أَیضاً،إِذا رَعَی الفِرْسَ :النَّبْتَ المَذْکُورَ آنِفاً.
و الفِرَاسَهُ ،بالکَسْرِ:اسمٌ مِن التَّفَرُّسِ ،و هو التَّوَسُّم، یُقال تَفَرَّسَ فیه الشیْ ءَ،إِذا تَوَسَّمَه،و قال ابنُ القَطّاعِ :
الفِرَاسَهُ بالعَیْنِ :إِدْرَاکُ الباطِنِ ،و به فُسِّرَ
16- الحَدِیثُ : اتَّقُوا فِرَاسَهَ المُؤمِنِ ،فإِنَّهُ ینظُر بنُورِ اللّه». و قالَ الصاغانِیُّ :لم یَثْبُتْ .قالَ ابنُ الأَثیر:یُقَال بمَعْنَییْنِ ،أَحَدهما:ما دَلَّ ظاهِرُ الحَدِیثِ علیهِ ،و هو ما یُوقِعُه اللّه تعالَی فی قُلوبِ أَوْلِیَائِه فیَعْلَمُون أَحوالَ بعضِ الناسِ بنَوعٍ من الکَرَاماتِ و إِصابهِ الظَّنِّ و الحَدْسِ ،و الثانی:نَوْعٌ یُعْلَمُ (7)بالدَّلائِلِ و التَّجَارِب و الخَلْقِ و الأَخْلاَق،فتُعْرَفُ به أَحوالُ النّاسِ و للنّاسِ فیه تآلِیفُ قدیمهٌ و حدیثهٌ .
ص:395
و الفَرَاسَهُ ، بالفَتْحِ :الحِذْقُ (1)برُکُوبِ الخَیْلِ و أَمْرِهَا و رَکْضِها و الثَّبَات علیها،و به فُسِّرَ
16- الحَدِیثُ : «عَلِّمُوا أَوْلادَکُمْ العَوْمَ و الفَرَاسَهَ ». کالفُرُوسَهِ و الفُرُوسِیَّهِ ،بضمِّهما،و قال الأَصْمَعِیُّ :یُقَال: فارِسٌ بَیِّنُ الفُرُوسَهِ و الفَرَاسَهِ و الفُرُوسِیَّهِ ، و إِذا کانَ فارِساً بعَیْنِه و نَظَرِه فهو بَیِّنُ الفِرَاسَهِ ،بالکَسْر.و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ : فارِسٌ فی النَّاسِ بیِّنُ الفِرَاسَهِ و الفَرَاسَهِ ، و علَی الدَّابَّهِ :بَیِّنُ الفُرُوسِیَّهِ ،و الفُرُوسَه لُغهٌ فیه،هکذا نَصُّه المَنْقُول فی اللِّسَان،و هو خِلافُ ما علیه الجُمْهُور،ثمّ تُوُسِّعَ فیه فقِیل لکلِّ حاذقٍ بما یُمَارِسُ من الأَشیاءِ کلِّهَا:
فارِسٌ ،و به سُمِّیَ الرَّجُلُ . و قَدْ فَرُسَ ،ککَرُمَ ، فُرُوسَهً و فَرَاسَهً ،و قیل:إِن الفَرَاسَهَ و الفُرُوسَهَ لا فِعْلَ له،و حَکَی اللِّحْیَانِیُّ وَحْدَه: فَرَسَ و فَرُسَ ،إِذا صار فارِساً ،و هذا شاذٌّ.
و قالَ ابنُ القَطَّاع:و فَرَسَ الخَیْلَ فُرُوسَهً و فُرُوسِیَّهً :أَحْکَمَ رُکُوبَهَا،و فَرُسَ أَیْضاً کذلِک،فاقْتِصارُ المُصَنِّفِ علی ذِکْرِ بابٍ وَاحدٍ قُصُورٌ لا یَخْفَی.
و الفِرْسِنُ ،بالنّون،کزِبْرِجٍ ، لِلْبَعِیرِ:کالحافِرِ للفَرَسِ ، و قالَ ابنُ سِیدَه: الفِرْسِنُ :طَرَفُ خُفِّ البَعِیرِ، مَؤنَّثَهٌ ،حَکَاه سِیبوَیْهِ فی الثُّلاثیّ ،و هو فِعْلِنٌ ،عن ابنِ السَّرَّاجِ ، و النُّونُ زائِدَهٌ ،و الجَمْعُ فَرَاسِنُ ،و لا یقَال: فِرْسِنَاتٌ ،کما قَالُوا:
خَنَاصِر،و لا یَقُولُون:خِنْصِرَات،و قد یُسْتَعَار للشاهِ ،فیقَال:
فِرْسِنُ شَاهٍ ،و الذی للشَّاهِ هو الظِّلْفُ .
و الفِرْنَاس ،کالفِرْصادِ: رَئِیسُ الدَّهاقِینِ و القُرَی،عن ابنِ خالَوَیْه فی«لیس»، ج فَرَانِسَهٌ .
و الفِرْنَاس أَیضاً: الأَسَد الضَّارِی،و قِیلَ :الغَلِیظُ الرَّقَبَهِ ،و قالَ ابنُ خالَوَیْهِ :سُمِّیَ الأَسَد فِرْناساً ؛لأَنَّه رَئیسُ السِّباعِ ،نُونُه زائدهٌ عِنْدَ سِیبَوَیْهِ ، کالفُرَانِسِ ،بالضَّمِّ .
و الفِرْناس أَیضاً: الشَّدِیدُ الشُّجاعُ من الرِّجَال،شُبِّه بالأَسَدِ،قاله النَّضْر،فی کتابِ الجُود و الکَرَم.
و فِرْنَاسٌ :رجلٌ مِن بَنِی سَلِیط بن الحارث بن یَرْبوعٍ التَّمِیمیّ .
و أَفْرَسَ الرجُلُ عَنْ بَقِیَّهِ مالٍ :أَخَذَه و تَرَکَ منه بَقِیَّهً ،عن أَبِی عَمْرٍو. و قالَ ابنُ السِّکِّیتِ : أَفْرَسَ الرّاعِی:غَفَلَ فأَخَذَ الذِّئْبُ شاهً مِن غَنَمِه (2).
و أَفْرَسَ الرجُلُ الأَسَدَ حِمَارَه ،إِذا تَرَکَه له لِیَفْتَرِسَه و یَنْجُوَ هو ،و کذلِک فَرَّسَه تَفْرِیساً ،إِذا عَرَّضَه له لِیَفْتَرِسَه ، و اسْتَعْمَلَ العَجّاجُ ذلِکَ فی النُّعَر (3)،فقالَ :
ضَرْباً إِذَا صَابَ الیَآفِیخَ احْتَفَرْ
فِی الهامِ دُخْلاناً یُفَرّسْنَ النُّعَرْ
أَی أَنَّ هذِه الجِرَاحاتِ وَاسِعَهٌ فهی تُمَکِّنُ النُّعَرَ مِمّا تُرِیده منها،و اسْتَعْملَه بعضُ الشُّعَرَاءِ فی الإِنْسَانِ فقالَ ،و أَنْشَده ابنُ الأَعْرَابِیِّ :
قَدْ أَرْسَلُونِی فِی الکَواعِبِ راعِیاً
و کُنَّ ذِئاباً تَشْتَهِی أَنْ تُفَرَّسَا (4)
أَی کانَتْ هذِه النِّسَاءُ مُتَشَهِّیَات للتَّفْرِیسِ ،فجَعلهنَّ کالسوامِ ،لأَنَّ السَّوامَ لا تَشْتَهِی أَن تُفَرَّس ،إِذ فی ذلِکَ حَتْفُهَا،و النِّسَاءُ یَشْتَهِینَ ذلِک لِمَا فیه من لَذَّتِهِنَّ ،إِذْ فَرْسُ الرِّجَالِ النِّسَاءَ هنا إِنَّمَا مُوَاصَلَتُهُنّ ،و کَنَی بالذِّئاب عن الرِّجَال؛لأَنَّ الزُّناهَ خُبَثَاءُ کالذِّئاب.
وَ تَفَرَّسَ الرجُلُ ،إِذا تَثَبَّتَ و تَأَمَّلَ الشیْ ءَ و نَظَرَ ،تَقُولُ منه:رجُلٌ فارِسُ النَّظَرِ،إِذا کان عالِماً به.
و تَفَرَّس أَیضاً: أَرَی النَّاسَ أَنّه فارِسٌ علی الخَیْلِ .
و افْتَرَسَه الذِّئْبُ : اصْطادَه ،و قیل:قَتَله،و منه فَرِیسَهُ الأَسَدِ.و قال النَّضْر بنُ شُمیْلٍ :یقَال:أَکَلَ الذِّئْبُ الشاهَ ، و لا یقال: افْتَرسها .
و فَرْنَسهُ المَرْأَهِ :حُسْنُ تَدْبِیرِها لِأُمورِ بَیْتِهَا و النّونُ زائدهٌ ، و یقَال:إِنَّها امْرَأَهٌ مُفَرْنِسَهٌ ،قاله اللَّیْث.
ص:396
و فَرْسِیس الصُّغْرَی و الکُبْرَی قریتانِ بِمِصْرَ ،الأُولَی من الشَّرْقِیَّه،و الثَّانِیَهُ من جَزِیرهِ قُوَیْسِنَا.
*و مِمَّا یُسْتَدْرَک علیه:
الفَرَس :نَجْمٌ مَعْروفٌ ؛لمُشاکَلَتِه الفَرَسَ فی صُورَتِه.
و فَارَسَهُ مُفَارَسهً و فِرَاساً ،و یُقَال:أَنا أَفْرَسُ مِنْکَ ،أَی أَبْصَرُ و أَعْرَفُ .
و قال الزَّجّاجُ : أَفْرَسُ النَّاسِ فُلانٌ و فُلانٌ ،أَی أَجْوَدُهُمْ و أَصْدقُهُم فِرَاسَهً ،قال ابنُ سِیدَه:لا أَدْرِی أَهُو علی الفِعْلِ ،أَوْ هُوَ من بابِ «أَحْنَک الشّاتَیْنِ ».
و فَرَسَ الذَّبِیحَهَ فَرْساً :قَطَع نخَاعَها،أَو فَصَلَ عُنُقَهَا، و قال أَبو عُبَیْدَهَ : الفَرْسُ :النَّخْعُ ،و ذلِک أَن یَنْتَهِیَ بالذَّبْحِ إِلی النّخَاعِ ،و هو الخَیْطُ الّذِی فی فَقَارِ الصُّلْبِ ،مُتَّصِلٌ بالفَقَارِ (1)،و قد نُهِیَ عن ذلِک (2).
و افْتَرَسَ السَّبُعُ الشَّیْ ءَ و فَرسه :أَخَذَه فدَقَّ عُنُقَه.
و فَرَّسَ الغَنَم تَفْرِیساً :أَکْثَرَ فِیها مِن ذلِکَ ،قال سِیبَوَیه:
ظَلَّ یُفَرِّسُهَا و یُؤَکِّلُهَا،أَی یُکْثِرُ ذلک فیها.
و الفَرِیسَهُ و الفَرِیسُ :ما یَفْرِسُه ،و أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :
خافُوه خَوْفَ اللَّیْثِ ذِی الفَرِیسِ
وَ أَفْرَسَه إِیَّاه:أَلْقَاه له یَفْرِسُه .
و أَفْرَسَهُ فَرْسَهً قَبِیحَهً :ضَرَبَه فدَخَلَ ما بَیْنَ وَرِکَیْهِ و خَرَجَتْ سُرَّتُه.
و المَفْرُوس :المَکْسور الظَّهْر،کالمَفْزُور،و هو الأَحْدَب أَیضاً،کالفَرِیس.
و الفُرْسَهُ ،بالضَّمّ :الفُرْصَهُ ،و هی النُّهْزَهُ ،عن ابن الأَعْرَابیِّ ،و الصاد فیها أَعْرفُ .
و الفِرْناس :غَلیظُ الرَّقَبه.
و الفِرْنَوْس ،کفِرْدَوْسٍ :من أَسْمَاءِ الأَسَدِ،حَکَاه ابنُ جنِّی،و هو بنَاءٌ لم یَحْکِه سیبَوَیه.و أَسَدٌ فُرَانِسٌ ، کفِرْناسٍ ،فُعَانِل،و هو ممَّا شَذَّ من أَبْنِیَهِ الکِتَابِ .
و ذو الفَوَارِسِ :مَوْضعٌ ،قال ذو الرُّمَّه:
أَمْسَی بوَهْبینَ مجْتَازاً لِطیَّتِه
من ذی الفَوَارِسِ تَدْعُو أَنْفَه الرِّیَبُ
و تَلُّ الفَوَارِس :مَوْضعٌ آخَرُ.
و ککِتَابٍ : فِرَاسُ بنُ غَنْمٍ ،و فِرَاس بنُ عامِرٍ:قَبیلتان.
و المُفْتَرِس :الأَسَد.
و ککَتَّانٍ : فَرّاس بنُ وَائلٍ ،فی الأَزْد.قلْت:هو فَرّاس بنُ وَائل بن عامر بن عَمْرو بن کَعْب بن الحارث الغِطْرِیف.
و بالتَّحْریک:محَمَّد بنُ الحَسَن بن غُلاَمِ الفَرَسِ ،شَیْخُ الشَّیْخِ الشَّاطبیِّ ،مُقْرِئٌ مشهُورٌ،سَمِع من السِّلَفیّ و غیرِه.
و الفَرَس :اسم رجلٍ من تُجّار دَانِیَهَ ،اسمُه مُوسَی،کانَ سَعِیدٌ جدُّ هذا المُقْرِئِ یَتَوَلاّه فقیلَ له:غُلامُ الفَرَس .
و محَمّدُ بنُ عبد الرحیم (3)الخَزْرَجیّ بن الفَرَس ،من أَهْلِ بَیتٍ بغَرْناطَهَ ،و وَلَدُه عبدُ المُنْعم قاضیها،و حفِیده عَبْد الرّحمْن بنُ عبد المُنْعم حَدَّث عن السِّلَفیّ .
و فِرْسانُ ،بالکَسْر:من قُرَی أَصْبهانَ ،و جَوَّز الصّاغانیُّ فیه الفَتْحَ أَیْضاً (4)،و منها أَبو الحَجّاج یُوسفُ بنُ إِبْرَاهیمَ الأَسَدیُّ ،مَولاهم الفِرْسانیُّ ،سَمعَ عُبَیْدَ اللّه بنَ موسَی و طائفَهً .
و فُرْسانُ ،بالضَّمّ ،و قیل بتَثْلیث الفاءِ،من قُرَی إِفْرِیقیَّهَ ، هکذا نقلَه الصّاغانیُّ ،و هو بإِعْجَام الشِّین،کما قَیَّدَه الرُّشَاطیُّ ،و تَرَدَّدَ ابنُ السَّمْعَانیّ فی ضَبْطه.
و أَبو بَکْرٍ أَحْمَدُ بنُ محمَّد بن فُرَیْسِ بن سَهْلٍ البَزّازُ، کزُبَیْرٍ،و ابْناه علیٌّ و أَبو الفَتْح محمَّدٌ الحافظُ ،مُحَدِّثُون.
و أَبو الطَّیِّب عبدُ اللّه بنُ محمَّد بن أَحْمَدَ بن عبد اللّه القاضی الفُورِسیُّ ،و یعْرَف بابن فُورِس ،بالضَّمِّ و کسر
ص:397
الراءِ،وَلِیَ قَضَاءَ طُوسَ ،و حَدَّث عن أَبی یَعْلَی (1)الثَّقَفیّ ، مات سنه 356.
و محمّد بنُ عبد الرَّحیم الفَرَسیّ ،محَدِّث.
و عبدُ المَلک بنُ عُمَیْرٍ التابعیُّ یقَال له: الفَرَسیُّ ،نِسْبَه لفَرَسٍ سابقٍ له،و وَلَدُه مُوسَی بنُ عبد المَلِک له روَایَهٌ .
و بالضَّمّ عبدُ اللّه بنُ مَنْصور بن إِبْرَاهیمَ بن علیٍّ الفُریسیّ ،من فُقهاءِ الیَمن فی المائه السّابعه.
و الفُرْس ،بالضّمّ ،و یکْسَر:وَادٍ بَیْنَ المَدینَه و دِیارِ طَیِّئٍ ،علی طَریق خَیْبَر.
و بالکَسْر فقط :جَبَلٌ علی ناحیَهِ عَدَنَ ،علی یَوْمٍ من النَّقْرَه،لبَنی مُرَّهَ بن عَوْف بن کَعْبٍ .
و مُنْیَهُ فارِس :قَرْیهٌ بمصْرَ.
و شَیْخُ العرَبیَّه أَبو علیٍّ الفارِسیُّ .
و أَبو الحُسیْن عبدُ الغَافر الفارِسیُّ ،رَاوِیَهُ صَحیحِ مُسْلمٍ ،مَشْهُورانِ ،إِلی إِقْلیمِ فَارِسَ .
و الفارِسیَّهُ :من قُرَی السَّوَادِ،منها أَبو (2)الحَسَن بن مُسْلِمٍ الزّاهدُ الفارسیُّ ،ذکرَه الحافظُ .
و یَفْرُس ،کیَنْصُر:مَدینهٌ بالیَمَن علی سِتَّه مَرَاحِلَ من زَبِیدَ،مشهورهٌ ،و بها مَقَامُ الوَلِیِّ الصالحِ أَحْمَدَ بن عُلْوَانَ ، نَفَعَنا اللّه به آمینَ .
فُرْطُوسَهُ الخِنْزِیرِ ،بضَمِّ الفاءِ، و فِرْطِیسَتُه :
أَنْفُه ،الأَوَّلُ عن الجَوْهَریِّ ،و الثانی عن أَبی سَعیدٍ، کالفِنْطِیسَه.
أَو فُرْطُوسَتُه و فِرْطِیسَتُه : قَضِیبُه ،عن ابن عَبّادٍ.
و قال الجَوْهَریّ : الفِرْطِیسَهُ :الفَیْشَلَهُ .
و الفَرْطَسَهُ :مَدُّه إِیّاه،یقَال: فَرْطَسَ فَرْطَسَهً ،إِذا مَدَّ فِرْطِیسَتَه ،أَی فَیْشَلَتَه.
و الفِرْطَاس ،بالکَسْر:العَرِیضُ ،هکذا نَقَلَه الصّاغَانیُّ عن ابن درَیْدٍ (3)،و تَبعَه المصَنِّفُ ،و الصَّواب عنه:الأَنْفُ العَریضُ . و قالَ الأَصْمَعیُّ : الفِرْطِیسَهُ :الأَرْنَبَهُ .
و یقَالُ :إِنّه مَنِیعُ الفِرْطِیسَه و الفِنْطِیسَه و الأَرْنَبَه، أَی هو مَنِیعُ الحَوْزهَ حَمِیُّ الأَنْفِ .
و الفَرَاطِیس :الکَمَرُ الغِلاَظُ ،عن ابن عَبّادٍ،جَمْعُ فُرْطُوسٍ .
و فَرْطَسُ ،کجَعْفَر:ه،ببَغْدَادَ،منها أَحْمَد بنُ أَبی الفَضْل المقْرئُ .
و فَرْطَسَهُ ، بهاءٍ:قَرْیَهٌ بمصْرَ. قلتُ الصَّوَاب فیها بالقَاف (4)کما سیأْتی أَیْضاً،و الفاءُ تصحیف.
*و ممَّا یُسْتَدْرَک علیه:
الفُرْطُوس ،بالضّمِّ :قَضِیبُ الفِیلِ .و قیلَ :خُرْطُومُه، و قد فَرْطَسَ ،إِذا مَدَّهُمَا.
*و مما یستدرک علیه:
فَرَاقِسُ :اسمُ جَزیرهٍ بالصَّعید،و قد أَهمله الجَمَاعهُ .
*و مما یستدرک علیه:
فُرْقُوسْ ،بالضَّمّ ،و فِرْقِسْ ،بالکسر:دُعاءُ الکَلْبِ ،لُغَهٌ فی القاف،کما سَیَأْتِی.
الفَسْفَاس ،بالفَتْح،أَهْمَلَه الجَوْهَریُّ ،و نَقَل الصّاغَانیُّ عن أَبی عَمْرٍو،و فی اللِّسَان عنه،و عَن الفَرّاءِ قالا:هو الأَحْمَقُ النِّهَایَهُ ،و لیس فی نَصِّهما لفظه فیه.
و قالَ غیرُهما: الفَسْفاسُ من السُّیوف:الکَهَامُ ،نقلَه الصّاغَانیُّ ،و سَیَأْتی أَیضاً فی القاف مع السین و القاف مع الشین.
و الفَسْفَاسُ : نَبْتٌ ،و قال ابنُ عَبّادٍ:قیل:أَخْضَرُ خَبیثُ الرِّیح ،له زَهْرَهٌ بَیْضَاءُ یَنْبُتُ فی مَسَایِلِ الماءِ.
و قال ابنُ الأَعْرَابیِّ : الفَسِیس ،کأَمیرٍ: الضَّعیفُ العَقْل أَو الضعیفُ البَدَنِ ،و هو قَولُ أَبی عَمْرٍو، ج فُسُسٌ ، بضمَّتَیْنِ .
و قال اللَّیْثُ : الفُسَیْفِسَاءُ :أَلْوَانٌ من الخَرَز یُؤلَّفُ بَعْضُها
ص:398
إِلی بَعْضٍ ثُمّ تُرَکَّب فی حِیطان البُیوتِ منْ داخِلٍ ،کأَنَّه نَقْشٌ مُصَوَّرٌ،و أَکْثَرُ مَن یَتَّخذه أَهل الشام.و قال الأَزْهَرِیُّ :
الفُسَیْفِسَاءُ لیس بعَرَبیٍّ ، أَو رومیَّهٌ .
و الفِسْفِسَهُ ،بالکَسْر،لغهٌ فی الفِصْفِصَه ،بالصاد، للرَّطْبَه ،و الصّاد أَعْرَب،و هما معَرَّبتان،فارسِیَّتُهما إِسْبسْت (1).
و الفَسْفَسی ،بالفتح: لُعْبَهٌ لَهُم ،عن الفَرّاءِ.
*و مما یستدرک علیه:
الفِسْفِسُ ،کزِبْرِجٍ :البیْتُ المُصَوَّرُ بالفُسَیْفِسَاءِ ،قاله اللَّیْث،و أَنْشَد:
کصَوْتِ الیَرَاعَه فی الْفِسْفِسِ
و فَسَّی ،بالتَّشْدید:بَلَدٌ،قال:
منْ أَهْل فَسَّی و دَرَابَ جَلْدٍ (2)
هکذا نَقَلَه صاحب الِّلسان،و هو مَشْهُورٌ بالتَّخْفیف، و إِنَّمَا شَدَّده الشاعرُ ضَرورهً ،فمَحَلُّ ذِکْره المُعْتَلّ ،و إِنَّمَا ذَکَرْتُه هنا لأَجْلِ التَّنْبیه علیه.
و أَبو المظَفّر سَهْلِ بنُ المَرْزُبان بن فُسَّهَ ،بالضّمّ ، الأَسْواریّ ،عن أَبی عبد اللّه محمَّد بن إِبراهیمَ الجُرْجانیِّ ، رحمه اللّه تعالی (3).
و الفُسَافِسُ ،کعُلاَبطٍ :البَقُّ ،نقله شیخُنَا رحمه اللّه تعالی.
*و مما یستدرک علیه:
: الفُسْطَاس :لُغَهٌ فی الفُسْطَاط ،نقله شیخُنَا عن التَّوشیح.
فُطْرُسٌ ،بالضَّمِّ ،أَهمله الجَوْهَریُّ و صاحب اللِّسَان،و هو اسْمُ رَجُل،و منه نَهرُ فُطْرُسٍ ،هکذا أَوْرَدَه أَبو تَمّامٍ فی أَشْعَاره،و کذا أَبو نُوَاسٍ ،حیث قالَ :
و أَصْبَحْنَ قَد فَوَّزْنَ مِنْ نَهْر فُطْرُسٍ
و هنَّ علی البَیْت المقَدَّس زُورُ
طَوَالِبَ بالرَّکْبَان غَزَّهَ هاشمٍ
و بالفَرَمَا منْ حاجِهِنِّ شُقُورُ
و یقال :نَهرُ أَبی فُطْرُسٍ ،و هذا هو المشهور،و هذا النَّهْرُ قُرْبَ الرَّمْلَه من أَرْضِ فِلَسْطینَ ، مخْرَجُه من جَبَلٍ قُرْبَ نابُلُسَ ،و یَصُبُّ فی البَحْر الْمِلْح بَیْنَ مَدِینَتَیْ أَرْسُوف و یَافَا، به کانَتْ وَقْعَهُ عبد اللّه بن علیِّ بن عبد اللّه بنِ عَبّاسٍ ببَنِی أُمَیَّهَ ،فقَتَلَهُم فی سنه 132،و رَثَاهُم عَبْدُ اللّه (4)العَبْلِیّ مَولاهُمْ فی قَصَائِدَ منها:
و بالزَّابِیَیْنِ (5)نُنفُوسٌ ثَوَتْ
و أُخْرَی بِنَهْرِ أَبِی فُطْرُسِ
أَولئک قَوْمٌ أَناخَتْ بِهِمْ
نَوائِبُ مِنْ زَمَنٍ مُتْعِسِ
و قال المُهَلَّبِیُّ :و یُقَالُ :إِنّه ما الْتَقَی علیه عَسْکَرانِ إِلا هُزِمَ المَغْرِبِیُّ مِنْهَا.
الفَطْسُ :حَبُّ الآس،و الفَطْسَهُ :وَاحِدَتُه ، قاله اللَّیْثُ . و الفَطْسَهُ : جِلْدُ غَیْرِ الذَّکِیّ ،عن ابن عَبّادٍ.
و الفَطْسَه : خَرَزَهٌ لهم للتَّأْخِیذ ،کما تَزْعُم العَرَبُ یقُلْنَ :
أَخَّذْتُه (6)بالفَطْسَه *بالثُّؤَبَا و العَطْسَه.
بقَصْر الثُّؤَبَا،مُرَاعَاهً لوَزْنِ المَنْهُوک،قال الشّاعرُ:
جَمَّعْنَ منْ قَبَلٍ لَهُنَّ و فَطْسَهٍ
و الدَّرْدَبِیسِ مُقَابَلاً فی المَنْظَمِ
و الفَطَسُ ، بالتَّحْریک:تَطامُنُ قَصَبَهِ الأَنْفِ و انْخفاضُها و انْتشَارُهَا.أَو الفَطَسُ : انْفِراشُ قَصبهِ الأَنْفِ فی الوَجْهِ و انْخفَاضُها.و قد فَطِسَ ،کفَرِحَ ،و النَّعْتُ أَفْطَسُ ،و هی فَطْساءُ ،و الجَمْع الفطْسُ ، و الاسْمُ الفَطَسَهُ ،مُحَرَّکهً ،لأَنَّهَا کالعَاهَه.
و فَطَسَ یَفْطِسُ فُطُوساً ،من حَدِّ ضَرَب: ماتَ کطَفَس،
ص:399
فهو فَاطِسٌ و طافِسٌ ،و قیل:ماتَ من غیرِ داءٍ ظاهِرٍ،و أَنشد ابنُ الأَعرابیّ :
تَتْرُکُ یَرْبُوعَ الفَلاَهِ فَاطِسَا
و الفِطِّیسُ ، کسِکِّیتٍ :المِطْرَقَهُ العَظیمَهُ ،و قد طَرَقَ الحَدَّادُ الحَدِیدَ بالفِطِّیس.
و فَطْسَه أَیْضاً لیس بعربیٍّ مَحْضٍ ، أَو رُومیَّه أَو سُرْیانیَّهٌ ، قاله ابنُ دُرَیْدٍ.
و قیلَ : الفِطِّیسُ :الفَأْسُ العَظیمهُ .
و الفِطِّیسهُ ، بالهَاءِ:أَنْفُ الخِنْزِیر، کالفِنْطِیسَه ،و النُّونُ زائده، أَو فِطِّیسَتُه : أَنْفُه و ما وَالاَه.
و الفِطِّیسَهُ : شَفَهُ الإِنْسانِ و مِشْفَرٌ ذَواتِ الخُفِّ و خَرَاطیمُ السِّبَاع ،هکذا فی سائر أُصُولِ القاموس،و العِبَارهَ مَأْخُوذَهٌ من نَصِّ أَحْمَدَ بن یَحْیَی،و فیه مخَالَفهٌ ،فإِن نَصَّه:
الفَطَسَهُ ،و هی الشَّفَهُ من الإِنْسَان،و من ذَوات الخُفِّ :
المِشْفَر،و من السِّباع:الخَظْمُ و الخُرْطُومُ ،و من الخِنْزِیر:
الفِنْطِیسَه .فلیسَ فیه ما یَدلُّ علی إِطْلاقِ الفِطِّیسَه علی المِشْفَر و الخَرَاطِیم،و إِنَّمَا أَتَی بما بَعْدَ شَفَهِ الإِنْسَان اسْتطْراداً،و إِیضاحاً للمُبْهَم،فتَأَمَّلْ .
و فَطَسَه بالکَلمَه یَفْطِسُه :قالَها فی وَجْهِه ،عن ابن عَبّادٍ، کفَطَّسَه تَفْطِیساً .
و فَطَسَ الحَدِیدَ یَفْطِسُه فَطْساً : عَرَّضَه بالفِطِّیس ،أَو طَرَقه.
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
الفَطَسُ ،مُحَرَّکهً :مَوْضِعُ الفَطَسِ من الأَنْفِ .
و تَمْرَهٌ فَطْساءُ :صَغِیرَهُ الحَبِّ لاطِئَهُ الأَقْمَاعِ .
و الفَطْسُ :شِدَّهُ الوَطْ ءِ.
و قد سَمَّوْا فُطَیْساً ،مُصَغَّراً.
و بَنُو الفُطْیسِیّ :قَبِیلَهٌ بالمَغْرِب.
و صَدَقَهُ بن أَبی بَکْرِ بنِ أَبی غالِبِ بن المَفْطُوسِ ،سَمِع أَبا عَلِیِّ بن المَجْبُوب.
و فَطَسْتُه عن کذا:أَوْقَمْتُه،و کذلک إِذا ضَرَبْتَه،قاله ابنُ عَبّاد.
الفاعُوسُ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الحَیَّهُ ،کما نَقَلَهُ عنه الصّاغانِیُّ ،و فِی الّلسانِ :
الأَفْعَی،و أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :
بالْمَوْتِ ما عَیَّرْتِ یالَمِیسُ
قد یَهْلِکُ الأَرقَمُ و الفَاعُوسُ
و قالَ ابنُ عَبّادٍ:جمْعُه الفُعْسُ .
و الفَاعُوسُ : الکَمَرُ.و الدَّاهیَهُ من الرِّجال یُسَمَّی فَاعُوساً. و الفَاعُوسُ : الوَعِلُ ،نقَلَه الصّاغانیُّ .
و الفَاعُوس : الکُرَّازُ (1)الَّذی یُشْرَب فیه.و الفَاعُوس :
الفَدْمُ الثَّقیلُ المُسِنُّ ،هکذا فی سائر أُصولِ القاموس،و فی التَّکْملَه:الفَدْمُ المَتینُ من کُلِّ الدَّوابِّ ،و لیسَ فیهَا لفظ «کُلِّ »و لا یحْتَاجُ إِلیه،ثمّ رَأَیْتُ ابنَ عَبّادٍ قال: الفَاعُوس من کُلِّ شَیْ ءٍ من الدّوابِّ :الفَدْمُ الثَّقیلُ المُسِنُّ .
و الفَاعُوس : لُعْبَهٌ لَهُمْ . و الذی صَرَّح به الصّاغَانیُّ أَنَّه یُسَمَّی به أَحَدُ المُلاَعبینَ بالمُوَاغَدَه،و هی لُعْبَهٌ لَهُم،یَجتمعُ نَفَرٌ فیَتَسَمَّوْنَ بأَسْمَاءَ.
و الفَاعُوسَهُ ، بهَاءٍ:الفَرْجُ ؛لأَنَّهَا تَنْفَعِسُ ،أَی تَنْفَرِجُ ، قالَ حُمَیْدُ بن الأَرْقَط :
کأَنَّمَا ذُرَّ عَلَیْه الخَرْدَلُ
تَبیتُ فاعُوسَتُهَا تَأَلَّلُ
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
الفَاعُوسَهُ :نَارٌ أَو جَمْرٌ لا دُخانَ له.
و دَاهِیَهٌ فاعُوسٌ :شَدیدَهٌ ،قال رِیَاحٌ الجَدِیسیُّ .
جِئْتُکَ مِنْ جَدِیسِ
بالمُؤْیِدِ الفَاعُوسِ
إِحْدَی بَنَاتِ الحُوسِ
و فَاعُوسٌ :اسم رَجُلٍ نُسِبَ إِلیه المَسْجِدُ ببَغْدَادَ.
فَقَسَ الرَّجُلُ و غَیرُه یَفْقِسُ فُقُوساً ،مِن حَدِّ ضَرَب: مَاتَ ،و قیل:ماتَ فَجْأَهً .
و فَقَسَ الطَّائِرُ بَیْضَه فَقْساً : کَسَرَهَا و فَضَخَهَا و أَخْرَجَ ما
ص:400
فِیها،أَوْ أَفْسَدَهَا ،و الصاد لُغَهٌ فیه،و هو أَعْلَی،و سیأْتی له بالشِّین أَیضاً.
و فَقَسَ الحَیَوَانَ :قَتَلَه ،عن ابنِ عَبّادٍ.
و فَقَسَه عَنِ الأَمْرِ:وَقَمَه.
و فَقَسَ فُلانٌ فُلاناً:جَذَبَه بِشَعَرِه سُفْلاً،و هُما یَتَفَاقَسانِ بشُعُورِهِما و رُؤُوسِهما،أَی یَتَجَاذَبانِ ،کِلاهُما عن اللِّحْیَانِیِّ أَو الصَّوابُ فی الثَّلاثِ الأَخِیرَه تَقْدیمُ القَاف. فیه إِیماءٌ إِلی الرَّدِّ علی الجَوْهَرِیّ ،تَبَعاً للصّاغانِیِّ حیثُ قال:و قد انْقَلَبَتْ هذه اللُّغهُ علی الجَوْهَرِیِّ .قلتُ :و سیَأْتِی فی«ق ف س» أَنّ اللِّحْیَانِیَّ رَوَی هذَا الحَرْفَ بالوَجْهَیْنِ ،فلا انقِلابَ و لا خَطأَ،فتأَمَّلْ .
و الفُقَاسُ ، کغُرَابٍ :داءٌ فی المَفَاصِلِ شَبِیهٌ بالتَّشَنُّجِ ، قالَه ابنُ دُرَیْدٍ (1)،و وُجِدَ فی بَعْض نُسَخِ الجَمْهَرَهِ بتقدیم القافِ .
و الفَقُّوسُ ، کتَنُّورٍ:البِطِّیخُ الشَّامیُّ ،أَی الَّذی یقَال له:
البِطِّیخُ الهِنْدیُّ ،لغهٌ مصْریّه،و أَهْلُ الیَمَن یُسَمُّونَه الحَبْحَب ،هکذا نقلَه الصّاغَانیُّ .و لم یَذْکُر أَنّهَا لُغَهٌ مِصْریَّه (2)هنا مع ذِکْرهَا فی«فیدس»و أَشْبَاهه.
و فَاقُوسُ ، کقَابوس:د،بمصْرَ شَرْقیَّها،علی أَرْبَعَهٍ و خمسین میلاً،منها ناصِر الدِّینِ محَمَّدُ بنُ البَدْرِ حَسَنِ بن سَعْدِ بن محَمَّدِ بن یُوسفَ بن حَسَنٍ الزُّبَیْریُّ القُرَشیُّ الفاقُوسیُّ ،و وَلَدَاه:التَّقِیُّ عبد الرَّحْمن،حَضَرَ علی التَّنُوخیِّ ،و ابن الشِّحْنَه و العِرَاقیِّ و الهَیْتَمیِّ ،و تُوُفِّیَ سنهَ 864،و المُحِبُّ محمّد،سَمِعَ علی العِرَاقیِّ و الهَیْتَمیّ و ابن أَبی المَجْد،و التَّنُوخیِّ ،و تُوُفِّیَ سنه 863،و حَفِیداه:محَمَّدٌ و محَمَّدٌ ابْنا عبد الرّحْمن،ممَّن سَمِعَا خَتْمَ البُخَاریِّ فی الظّاهریَّه.
و فُقَیْسٌ ، کزُبَیْرٍ:عَلَمٌ .
و قالَ النَّضْر: المِفْقَاس کمِحْرَابٍ ؛ العُودُ المُنْحَنِی فی الفَخِّ الَّذی یَنْفَقِس علَی الطَّیْر،أَی یَنْقَلِب فیَفْسَخُ عُنُقَهو یَعْقِرُه (3)،و قد فَقَسَه الفَخُّ ،و قال غیرُه: الْمِفَقَاس :عُودَان یُشَدُّ طَرَفاهُمَا فی الفَخِّ ،و تُوضَعُ الشَّرَکَهُ فَوقَهُمَا،فإِذا أَصابَهُمَا شیْ ءٌ فَقَسَتْ .
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
فَقَسَ ،إِذا وَثَب.
و فَقَسَ الشَّیْ ءَ فَقْساً :أَخَذَه أَخْذَ انْتزَاعٍ و غَصْبٍ .
فَقْعَسُ بنُ طَرِیف بن عَمْرو بن قُعَیْن بن الحارث بن ثَعْلَبَهَ بن دُودَانَ : أَبُو حَیٍّ من أَسَد بن خُزَیْمَهَ بن مُدْرکَهَ ، عَلَمٌ مُرْتَجَلٌ قِیاسِیٌّ ،قال الأَزْهَرِیُّ :و لا أَدْرِی ما أَصْلُه فی العَرَبِیَّهِ .قلتُ :و هو أَبُو حَجْوَانَ (4)و دِثَار و نَوْفَل (5)و مُنْقِذ و حَذْلَم،و لِکُلٍّ عَقِبٌ .
الفَقَنَّسُ ،کعَمَلَّسٍ ،أَهْمَلَه الجَمَاعهُ ،قال الدَّمِیرِیُّ فی حَیَاهِ الحَیَوانِ (6):هو طائِرٌ عَظِیمٌ ،بمِنْقَارِه أَرْبَعُون ثَقْباً یُصَوِّتُ بکُلِّ الأَنْغَام و الأَلْحانِ العَجیبه المُطْرِبَه،یَأْتِی إِلی رأْسِ جَبَلٍ فیَجْمَعُ مِن الحَطَب ما شَاءَ و یَقْعُد یَنُوحُ علی نَفْسِه أَرْبَعِینَ یَوْماً و یَجْتَمِع إِلیه العالَمُ یَسْتَمعُونَ إِلیه و یَتَلَذَّذُونَ بحُسْن صَوْته ثُمَّ یَصْعَدُ عَلَی الحَطَب،و یُصَفِّقُ بجَناحَیْهِ ،فتَنْقَدِحُ مِنْه نارٌ،و یَحْتَرقُ الحَطَبُ و الطَّائِرُ،و یَبْقَی رَمَاداً فیَتَکَوَّنُ منه طائِرٌ مِثْلُه،ذَکَرَه ابنُ سینا فی الشِّفاءِ ،فالعُهْدَهُ عَلَیْه،و قد ذَکَرُوه فی شَرْحِ قولِه (7):
و الَّذِی حارَتِ البَرِیَّهُ فِیه
بیتُ التَّلْخِیصِ ،و شَرْحُه فی المُطَوَّلِ و حَوَاشِیه،و کأَنَّه سَقَطَ من نُسْخَهِ شَیخِنَا فنَسَب المُصَنِّفَ إِلی القُصُور،و هو کما تَرَی ثابِتُ فی سائر النُّسَخ.
و قال القَزْوِینیُّ :هو قِرْقِیس (8)،ثمّ ذَکر قِصَّتَه بمِثْلِ ما ذَکَرها الدَّمِیریُّ ،و زادَ:فإِذا سَقَط المَطَرُ عَلَی ذلِک الرَّمَادِ
ص:401
تولَّدَ مِنْهُ دُودٌ ثمّ تَنْبُتُ له أَجْنِحَهٌ ،فیَصِیر طَیْراً،فیَفْعَلُ کفِعْلِ الأَوَّل من الحَکِّ و الاحْتِرَاقِ .
الفَلْحَسُ ،کجَعْفَرٍ: الحَریصُ مِن الرِّجالِ ، و عن اللَّیْثِ :هی فَلْحَسَهُ .
و الکَلبُ أَیضاً: فَلْحَسٌ .
و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الفَلْحَسُ : الدُّبُّ المُسِنُّ .
و عن أَبی عُبَیْدٍ: الفَلْحَسُ فی المَثَلِ : مَنْ یَتَحَیَّنُ طَعَامَ النَّاسِ ،نقلَه ابنُ سِیدَه.
و قیل: الفَلْحَسُ : رَجُلٌ رَئِیسٌ من بَنِی شَیْبَانَ ،زَعَمُوا أَنَّه کانَ إِذا أَعْطِیَ سَهْمَه مِن الغَنِیمَهِ سأَلَ سَهْماً لامْرَأَتِه ثُمّ لناقَتِهِ . و نَصُّ الجَوْهَریِّ :کان یَسْأَلُ سَهْماً فی الجَیْشِ و هو فی بَیْتِه،فیُعْطَی لِعزِّه و سُؤْدَدِه،فإِذا أُعْطِیَه سَأَلَ لامْرأَتِه، فإِذا أُعْطِیَه سأَلَ لبَعیرِه، فقَالُوا:«أَسْأَلُ منْ فَلْحَسٍ »، و ضُرِبَ به المَثَلُ ،و کذا قَولُهم:«أَعْظَمُ فی نَفْسه مِنْ فَلْحَسٍ ».و فی ابنِه زاهرٍ قِیل«العَصَا من العُصَیَّهِ » (1)أَی لا یَکُونُ ابنُ فَلْحَسٍ إِلاَّ مِثْلَه.
و الفلْحَسَهُ ، بهَاءٍ:المَرْأَه الرَّسْحاءُ ،قاله اللَّیْثُ ،و زادَ الفَرَّاءُ: فَلْحَسٌ : الصَّغیرَهُ العَجُزِ.
و الفِلْحَاسُ ،بالکَسْرِ:القَبیحُ السَّمِجُ ،نقله الصّاغَانیُّ .
و تَفَلْحَسَ الرَّجلُ :مثْلُ تَطَفَّلَ .
و ممَّا یسْتَدْرَک علیه:
الفَلْحَس :السّائلُ المُلِحُّ .
و رَجلٌ فَلَنْحَسٌ ،کسَفَرْجَلٍ :أَکُولٌ ،حَکاه کُراع،قال ابنُ سیدَه:و أُرَاه فَلْحَساً .
و قال أَبو عبَیْدَهَ : الفَلْحَس :العَریضُ ،کما فی العبَاب.
الفَلْس ،بالفَتْح: م مَعْروفٌ ، ج فی القلَّه أَفْلُسٌ ،و فی الکَثیر: فُلُوسٌ ،و بائعه فَلاَّسٌ ،ککَتَّانِ .
و الفَلْس : خَاتَمُ الجِزْیَه فی الحَلْق ،و نَصُّ التَّکْملَه:
«فی العنُق».و فی بَعْض النُّسَخ:الجِزْمَه،بدَل الجِزْیَه، و هو غَلَطٌ .و
1,14- قال ابنُ درَیْدٍ (2): الفِلْس ، بالکَسْر:صَنَمٌ کان لطَیِّئٍ فی الجاهلیَّه،فبَعَثَ النبیُّ صلّی اللّه علیه و سلم علیَّ بنَ أَبی طالبٍ رَضیَ اللّه تَعَالَی عنه،فهَدَمه و أَخَذَ السَّیْفَیْن اللَّذَیْن کان الحارثُ بنُ أَبی شَمِر (3)أَهْدَاهمَا إِلیه،و هما مِخْذَمٌ و رَسَوبٌ (4).
و الفَلَس ، بالتَّحْریک:عَدَمُ النَّیْل ،و به فَسَّر أَبو عَمْرٍو قولَ أَبی قِلاَبهَ الطّابخیِّ (5):
یا حُبَّ ما حُبُّ القَتُولِ و حُبُّها
فَلَسٌ فَلاَ یُنْصِبْکَ حُبُّ مُفْلِسُ
مأْخُوذٌ من أَفْلَسَ ،أَی صارَ ذا فُلُوسٍ بَعْدَ أَنْ کانَ ذا دَرَاهِمَ ،و
16- فی الحدیث: «مَنْ أَدْرَکَ مالَه عنْدَ رَجُلٍ قد أَفْلَسَ فهو أَحَقُّ به». أَفْلَسَ الرَّجلُ ، إِذا لَم یَبْقَ له مالٌ ،کأَنَّمَا صارتْ دَرَاهِمُه فُلُوساً و زُیوُفاً،کما یقَال:أَخْبَثَ الرَّجلُ ،إِذا صار أَصْحَابهُ خُبَثَاءَ،و أَقْطَفَ :صارَتْ دابَّتُه قَطُوفاً. أَو یُرَاد بالحَدیث:أَنَّه صار إِلی حالٍ بحَیْثُ یقَالُ فیها؛ لیسَ مَعه فَلْسٌ ،کما یقَال:أَقْهَرَ الرَّجلُ :صارَ إِلی حالٍ یُقْهَر عَلَیْهَا، و أَذَلّ الرجُلُ :صارَ إِلی حالٍ یُذَلُّ فیها.
و فَلَّسَه القاضِی ،و فی التَّهْذیب:الحَاکِمُ ، تَفْلیساً : حَکَمَ بإِفْلاسهِ ،و فی التهْذیب و الأَسَاس:نَادی علیه أَنّه أَفْلَسَ .
و مَفَالِیسُ ،هکذا بصیغه الجَمْع: د،بالیَمَن ،نقَلَه الصّاغَانیُّ ،و قال فی العبَاب:و قد وَرَدْتُه.قلْتُ :هو فی طَرِیق عَدَنَ .
و تَفْلِیس ،بالفَتْح (6)و قد تُکْسَر ،فیکونُ علی وَزْن فِعْلِیل، و تُجْعَلُ التَّاءُ أَصْلیَّهً ؛لأَنَّ الکَلمَهَ جُرْجِیَّهٌ و إِن وَافَقَتْ أَوْزَانَ العَرَبیَّه،و مَن فَتح التاءَ جَعل الکَلمهَ عَربیَّهً ،و یکون عنْدَه علی وَزْن تَفْعِیل،نَقلَه الصّاغَانیُّ ،و قد ذَکَره المصَنِّفُ رحمه اللّه أَوَّلاً،و نَسَب الکَسرَ إِلی العامَّه: د ،و سَبَقَ له أَنَّهُ
ص:402
قَصَبَهُ کُرْجُسْتانَ ،بَیْنَه و بینَ قَالِیقَلاَ ثلاثُونَ فَرْسَخاً، افتُتِحَ فی خِلاَفَه أَمیر المؤْمنِینَ عثْمَانَ رضِیَ اللّه تَعَالَی عنه ،و سَبَقَ للمصَنِّف أَنَّ علیها سُورَیْن،و حَمَّامَاتُهَا تَنْبُعُ ماءً حارًّا بغیرِ نارٍ، و منه عُمَرَ بنُ بُنْدارٍ التَّفْلِیسیُّ القَقیهُ ،و أَبو (1)أَحْمَد حامدُ بنُ یَوسفَ بن الحُسَیْن التَّغْلبی المُحَدِّثُ .
و یقال: شَیْ ءٌ مُفَلَّسُ اللَّونِ ،کمُعَظَّمٍ ،إِذا کان عَلَی جِلْدِه لُمَعٌ کالفُلُوسِ .
و مِمَّا یسْتَدْرَک علیه:
أَفْلَسْتُ الرَّجلَ ،إِذا طَلَبْتَه فأَخْطَأْتَ مَوْضعَه،و هو الفَلَس و الإِفْلاس ،قاله أَبو عَمْرٍو.
و قَومٌ مَفَالِیسُ :اسمُ جَمْع مُفْلِسٍ ،کمَفَاطیرَ (2)جَمْع مُفْطِر،أَو جَمْع مِفْلاسٍ ،قاله الزَّمَخْشَریُّ .و لَقَد أَبْدَعَ الحَریریُّ حیثُ قال:صَلَّیْتُ المَغْربَ فی تَفْلیس ،مع زُمْرَهٍ مَفَالِیس .
و فُلانٌ فَلِسٌ من کُلِّ خَیْرٍ.
و وَقَع فی فَلَسٍ شَدیدٍ.
و هو مُفَیْلِس ،مالَه إِلاّ أُفَیْلِس .
و الفَلاَّسُ ،کشَدَّادٍ،اشتهرَ به أَبو حَفْصٍ عَمْرو (3)بنُ علیّ الصَّیْرَفیُّ الحافظُ ،روی عنهُ البُخَاریُّ و مُسْلِمٌ .
الْفِلْطاس ،أَهملَه الجَوْهَریُّ ،و قال أَبو عَمْرٍو:
الفِلْطَاس و الْفِلْطَوْس و الفِلْطِیس ،کقِرْطاسٍ و جِرْدَحْلٍ و زِنْبِیلٍ :الکَمَرَهُ الغَلیظَهُ ،و قیل العَریضَهُ أَوْ رَأْسُها إِذا کان عَریضاً ،و أَنشَدَ للرّاجز یَذکُر إِبلاً:
یَخْبِطْنَ بالأَیْدِی مَکَاناً ذَا غَدَرْ
خَبْطَ المُغِیبَاتِ فَلاَطِیس الکَمَرْ
أَی خَبْطَ فَلاَطِیسِ الکَمَرِ المُغیبَاتِ .
و الفِلْطِیسَهُ ،بالکَسْر: خَطْمُ الخِنْزِیرِ ،و هو رَوْثَهُ أَنْفِه.
و قال ابنُ درَیْد (4): تَفَلْطَسَ أَنْفُ الإِنْسَانِ ،إِذا اتَّسَعَ .
نَقَلَه الصّاغَانیُّ .
الفَلَنْقَس ،کسَمَنْدَلٍ :مَنْ أَبوه مَوْلًی و أُمُّه عَرَبیَّهٌ . هذا قولُ شَمِرٍ و أَبی عُبَیْدٍ و اللَّیْثِ ،و أَنْشَدَ شَمِرٌ:
العبْدُ و الهَجِینُ و الفَلَنْقَسُ
ثَلاثَهٌ ما فیهمُ تَلَمّسُ (5)
أَو أَبَواه عَربیّان و جَدَّتاه من قِبَل أَبوَیْه أَمَتَانِ ،و هذا قَولُ ابن السِّکِّیت،قالَ :و العَبَنْقَس:الذی جَدَّتاه منْ قِبَل أُمِّه (6)عجَمِیَّتَان و امْرَأَتُه،کما تقدَّم، أَو أُمُّه عَرَبیَّهٌ لا أَبوه ،و هو بعَیْنه قَولُ اللَّیْث و شَمِرٍ الذی صَدَّر به، أَو کِلاهمَا مَوْلًی و هو قولُ أَبی الغَوْث،نَقَلَه الجَوْهَریُّ ،قال:و الهَجِین الَّذی أَبوه عَتیقٌ و أُمُّه مَوْلاهٌ ،و المُقْرِفُ :الَّذی أَبوه مَوْلًی و أُمُّه لَیْسَتْ کذلک،و قال ثَعْلَبٌ :الحُرُّ:ابنُ عَرَبِیَّتیْن،و الفَلَنْقَس :ابنُ عَرَبِیَّیْن لأَمتَیْن وجَدَّتاه من قِبَل أَبَویْه أَمتانِ و أُمُّه عَربیَّه.و أَنْکَر أَبو الهَیْثَم ما قَالَه شَمِرٌ،و القَولُ ما قاله أَبو زَیْدٍ،و هو قَولُ ابن السِّکَّیت الذی تَقَدَّم،و قد خالَفَهم أَبو الغَوث.
و الفَلَنْقَس : البَخیلُ الرَّدیءُ،کالفَلْقَس ،کجَعْفَرٍ،و هو اللَّئیمُ أَیضاً،کما فی المحْکَم و التَّکْملَه.
الفَنْجَلِیس ،کخَنْدَریسٍ ،أَهْمَلَه الجَوْهَریُّ ، و قال ابنُ درَیْدٍ (7):هو الکَمَرَهُ العَظَیمَهُ کالفَنْطَلِیس،کما سَیَأْتی أَیضاً.
و یقَالُ أَیْضاً:کَمَرَهٌ فَنَجْلیسٌ ،أَی عَظیمَهٌ ،أَی یُوصفُ به أَیضاً.
فَنْدَسَ الرَّجلُ ،أَهْمَلَه الجَوْهَریُّ ،و قال ابنُ الأَعْرَابیّ : فَنْدَسَ ، بالفاءِ،إِذا عَدَا ،و سیأْتی أَنَّ الشِّین لغهٌ فیه.
و قَنْدَسَ ،بالقَاف ،إِذا تابَ بَعْد مَعْصِیَهٍ (8)،و لا یَخْفَی أَنَّ ذِکْرَ«قَنْدس»هنا فی غیر مَحَله،فإِنّه یَأْتی له بعدَ ذلکَ ، و لیس ذِکْرُ الأَشْباهِ و النَّظَائر فی مَحَلٍّ وَاحدٍ من شَرْطه فی کِتَابه،فتأَمَّلْ .
و فُنْدُسٌ ،کقُنْفُذٍ:عَلَمٌ .
ص:403
الفَنَس ،محَرَّکهً ،أَهْمَلَه الجَوْهَریُّ ،و قال ابنُ الأَعْرَابیِّ :هو الفَقْر المُدْقِعُ ،قال الأَزْهَریُّ :الأَصْلُ فیه:
الفَلَس،من الإِفْلاس،فأُبْدِلَت الّلامُ نُوناً،کما تَری.
و الفَانُوس :النَّمَّامُ ،و قد فَنَسَ ،إِذا نَمَّ ، عَن الإِمام أَبی عبد اللّه محمّد بن علیِّ بن عُمَرَ التَّمیمیِّ المَازَرِیِّ فی کتابه «المُعْلم»،و هو أَحد شُیوخ القاضی عِیَاضٍ ،مات سنه 536،و قد تقدَّم ذِکْره (1)، و کأَنَّ فانُوسَ الشَّمَع مِنْهُ .
الفِنْطِیس ،بالکَسْر ،أَهْمَلَه الجَوْهَریُّ ،و هو لغهٌ فی الفِرْطِیس،بالرّاءِ:من أَسماءِ الذَّکَر ،أَی القَضِیب، و منهم مَن خَصَّه بالخِنْزیرِ.
و هو أَیْضاً اللَّئیمُ ،هکذا أَطْلَقَه الصّاغَانِیُّ ،و قال بَعْضُهم:هو الذی لُؤْمه منْ قِبَل وِلاَدَته.
و الفِنْطِیس : الرَّجلُ العَرِیضُ الأَنْفِ .و هو أَیْضاً: أَنْفٌ اتَّسَعَ مِنْخَرُه و انْبَطَحَتْ أَرْنَبَتُه،ج فَناطِیسُ ،نقلَه ابنُ عبّادٍ.
و الفِنْطِیسَهُ ، بهَاءٍ:خَطْمُ الخِنْزِیر ،و هی الفِرْطِیسَهُ أَیضاً.
و الفِنْطِیسَهُ :خَطْمُ الذِّئْبِ .
و یقَال: هو مَنِیعُ الفِنْطِیسَهِ و الفِرْطِیسَهِ و الأَرْنَبَهِ ،أَی هو مَنیعُ الحَوْزَهِ حَمِیُّ الأَنْفِ ،کذا روِیَ عن الأَصْمَعِیِّ ،قال أَبو سَعیدٍ: فِنْطِیسَتُه و فِرْطِیسَتُه:أَنْفُه.
و الفِنْطَاس ،بالکَسْر:حَوْضُ السَّفِینهِ الَّذی یَجْتَمِعُ إِلَیْه (2)،و فی الأُصول المصَحَّحَه:فیه نُشَافَهُ مائهَا ،قالَهُ أَبو عمْرو، و الجَمْعُ : فَنَاطِیس ،هذا هو الأَصْلُ ثمّ کَثُر حتَّی سَمَّوْا سِقَایَه لَهَا ،أَی السَّفینَه تُؤَلَّفُ من الأَلْوَاح تُقَیَّر و یُحْمَلُ فیها الماءُ العَذْبُ للشُّرْب.و قالَ ابنُ الأَعْرابیّ : الفِنْطَاس :
قَدَحٌ من خَشَب یَکُونُ ظاهرُه مُنَقَّشاً بالصُّفْرَه و الحُمْرَه و الخضْرَه یُقْسَمُ به الماءُ العَذْبُ فیها و فی نَصِّ ابن الأَعْرَابیِّ :بَیْنَ أَهْل المَرْکَبِ .*و ممّا یسْتَدْرَک علیه:
أَنْفٌ فِنْطَاسٌ ،إِذا کانَ عَریضاً،عن ابن درَیْدٍ (3).
الفَنْطَلِیس ،کخَنْدَرِیسٍ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ، و قال ابنُ دُرَیْدٍ (4):هو الکَمَرَهُ العَظیمَهُ کالفَنْجَلِیس،و قد تقدَّم،و قیل:هو ذَکَرُ الرَّجلِ عامَّهً ،یقَال:کَمَرَهٌ فَنْطَلِیسٌ و فَنْجَلِیسٌ ،أَی ضَخْمَهٌ .و قال الأَزْهَریُّ :و سَمعتُ جارِیَهً فَصیحَهً [نُمَیْریّه] (5)تُنْشِد و هی تَنْظُر إِلی کَوْکَبَهِ الصُّبْح طالعَهً :
قَدْ طَلَعَتْ حَمْرَاءُ فَنْطَلیسُ
لَیْسَ لرَکْبٍ بَعْدَها تَعْرِیسُ
و الفَنْطَلِیس :حَجَرٌ لأَهْل الشام،یُطْرَقُ به النُّحَاس، و هذا مسْتَدْرَکٌ علی المصَنِّف،رحمَه اللّه تَعَالَی.
فَاس :د ،بالمَغْرب،و قد أَهْمَلَه الجَوْهَریُّ و صاحب اللِّسَان و ذُکِرَ فی«ف أ س »،و تکلَّمْنَا هناک بما یَتَعَلَّقُ به،فراجِعْه.
*و ممّا یسْتَدْرَک علیه:
أَبو عاصِمٍ أَحْمَدُ بنُ الحُسَیْن الفاسانیُّ :من شُیوخ شیخ الإِسْلام الهَرَویّ ،یقال الحافظ :نسْبَه إِلی فاسانَ (6)،من قُرَی مَرْوَ،و کأَنَّه یَجوزُ فی سِینها الوَجْهَان،کما جازَ فی فائهَا.
الفِهْرِسِ ،بالکَسْر ،أَهْمَلَه الجَوْهَریُّ ،و قال اللَّیْثُ :هو الکِتَاب الَّذی تُجْمَعُ فیه الکُتُب ،قال:و لیسَ بعَربیٍّ مَحْضٍ ،و لکنّه مُعَرَّبٌ ،و قالَ غیرُه:هو معَرَّبُ فِهْرِسْت .
و قَد اشْتَقُّوا منه الفِعْلَ فقالوا: فَهْرَسَ کِتَابَهُ فَهْرَسَهً ، و جَمْعُ الفَهْرَسَهِ فَهَارِسُ .
الفَهَنَّس ،کعَمَلَّسٍ ،أَهْمَلَه الجَوْهَریُّ و صاحب اللِّسَان،و قالَ الصّاغَانیُّ :هو عَلَمٌ من الأَعْلام.
ص:404
القُبْرُس ،بالضَّمِّ ،أَهْمَلَه الجَوْهَریُّ ،و قال اللَّیْثُ :هو أَجْوَد النُّحَاسِ ،هکذا فی التَّکْملَه و فی بَعْض نُسَخ التَّهْذیب،و فی أُخْرَی منها:و القُبْرُسیُّ من النُّحَاس:
أَجْوَدُه،و أُراه مَنْسوباً إِلی قُبْرُسَ هذه،یَعنِی من ثُغُورِ الشّام.
و قُبْرسُ :مَوْضِعٌ ،قال ابنُ دُرَیْدٍ:و لا أَحسَبه عَرَبیًّا، و قال غیره: جَزیرَهٌ عَظیمَهٌ للرُّوم ،و فی التَّهْذیب:هو من ثُغُور الشّام،و فی التکمله:ثَغْرٌ من الثُّغُور بساحلِ بَحْر الرُّوم،یُنْسَب إِلیه الزَّاجُ ، بها تُوُفِّیَتْ أُمُّ حَرَامٍ بنْتُ مِلْحَانَ بن خالد بن زَیْد بن حَرَام الأَنْصَاریَّهُ ،خالهُ أَنَسٍ ، و زَوْجَهُ عُبَادَهَ رضیَ اللّه تعالَی عنهم.قلتُ :و لها مَقَامٌ عَظیمٌ بظاهر الجَزیرهِ ،اجْتَزْتُ بها فی البَحْر عنْدَ تَوَجُّهی إِلی بَیْت المَقْدس،و أُخْبرْتُ أَنَّ علَی مَقَامِها أَوْقَافاً هائلَهً و خَدَماً، و یَنْقُلُون لها کَرَاماتٍ ،و قِصَّهُ شَهادَتِهَا مَذْکورهٌ فی کُتُب السِّیَر،رضیَ اللّه عنها.
القَبَس ،مُحَرَّکهً :النّارُ،و قیل:الشُّعْلَهُ من النّار،و فی التَّهْذیب: شُعْلَهٌ من نارٍ تُقْتَبَس ،أَی تُؤْخَذُ منْ معْظَم النارِ ،و من ذلکَ قولُه تعالی: بِشِهابٍ قَبَسٍ (1)أَی جَذْوَهٍ من نارٍ تَأْخُذُهَا فی طَرَفِ عُودٍ.و
1- فی حَدیث علیٍّ رضیَ اللّه تعالَی عنه: «حَتَّی أَوْرَی قَبَساً لقَابسٍ ». أَی أَظْهَر نُوراً من الحَقِّ لطَالِبه، کالْمِقْباس .
و قَبَسَ یَقْبِس منه ناراً ،من حَدِّ ضَرَبَ ، وَ اقْتَبَسَهَا :
أَخَذَهَا.
و اقْتَبَسَ العِلْمَ و من العِلْمٍ : اسْتَفادَه ،کذلکَ اقْتَبَس منه ناراً.و قال الکسَائیُّ : اقْتَبَسْتُ منه عِلْماً و ناراً؛سَواءٌ،قال:
و قَبَسْتُ أَیضاً،فیهما.و
16- فی الحدیث: «مَن اقْتَبَسَ عِلْماً من النُّجُوم اقْتَبَسَ شُعْبَهً من السِّحْر». و
16- فی حَدیث العِرْباض:
«أَتَیْنَاکَ زائِرینَ و مقْتَبسینَ ». أَی طالبینَ العِلْمَ .
و قابِسُ ،کناصر:د،بالمَغْرب بَیْنَ طَرَابُلُس الغَرْب و سَفَاقُسَ ،منه أَبو الحَسَن علیُّ بنُ محَمّدٍ المَعَافِریُّ القابِسِیُّ ،صاحِب الملَخَّصِ ،و غیرُه. و القَابُوس :الرجُلُ الجَمِیلُ الوَجْهِ الحَسَنُ اللَّوْنِ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ .
و أَبو قَابُوسَ :کُنْیَهُ النُّعْمَان بن المُنْذِرِ بن امْرِئِ القَیْسِ بنِ عَمْرِو بن عَدِیٍّ اللّخْمِیِّ مَلِک العَرَبِ ،و جَعَلَه النابِغَهُ أَبا قُبَیْسٍ ،للضَّرورَهِ ،فصَغَّرَه تَصْغِیرَ التّرْخِیمِ ،فقال یخُاطِب یَزِید بنَ الصَّعِقِ :
فَإِنْ یَقْدِرْ عَلَیْکَ أَبو قُبَیْسٍ
تَحُطُّ بِکَ المَعِیشَهُ فِی هَوَانِ
و إِنَّمَا صَغَّرَه و هو یرِید تَعْظِیمَه،کقولِ حُبَابِ بن المنْذِرِ:
«أَنا جُذَیْلُهَا المُحَکَّکُ و عُذَیْقُهَا المُرَجَّب».
و قَابُوسُ :ممنوعٌ لِلعُجْمهِ و المَعْرِفَهِ ،قالَ النّابِغَهُ :
نُبِّئْتُ أَنَّ أَبا قَابُوسَ أَوْعَدَنِی
و لا قَرَارَ علَی زَأْرٍ مِنَ الأَسَدِ
و هو اسمٌ أَعْجَمِیٌّ مُعَرَّبُ کَاوُوس ،و به لُقِّبَ المُلُوکُ الکِیَانِیَّهُ .
و أَبُو قُبَیْسٍ ،مُصَغَّراً: جَبَلٌ بِمَکَّهَ ،و هذه عِبَارَه الصّحَاحِ ،و فی التَّهْذِیبِ :جَبَلُ مُشْرِفٌ علی مَسْجِدِ مَکَّهَ (2)، سُمِّیَ بِرَجُلٍ مِنْ مَذْحِجٍ ،حَدَّادٍ؛لأَنَّه أَوَّلُ مَن بَنَی فیه ،و فی الرَّوْضِ لِلسُّهَیْلِیّ :عُرِفَ أَبو قُبَیْسٍ بقُبَیْسِ بنِ شالَخ (3)،رجُلٍ من جُرْهُم،کان قد وَشَی بَیْنَ عَمْرِو بنِ مُضَاضٍ و بینَ ابْنَهِ عَمِّه مَیَّهَ ،فنَذَرَتْ أَلاّ تُکَلِّمَه،و کان شَدِیدَ الکَلَفِ بها فحَلَف لَیَقْتُلَنَّ قُبَیْساً ،فهَرَب منه فی الجَبَلِ المَعْرُوفِ به،و انْقَطَع خَبَرُه،فإِمّا ماتَ ،و إِمّا تَرَدَّی مِنه، فسُمِّیَ الجَبَلُ أَبَا قُبَیْسٍ ،قال:و له خَبَرٌ طَویلٌ ذَکرَه ابنُ هِشَامٍ فی غَیْرِ هذا الکِتَاب. و کانَ أَبو قُبَیْسٍ الجَبَلُ هذا یُسَمَّی الأَمِینَ ،لأَنَّ الرُّکْنَ ،أَی الحَجَرَ الأَسْوَدَ، کان مُسْتَوْدَعاً فیه ،کما ذَکَرَه أَهلُ السِّیَرِ و التَّوارِیخ.
و أَبو قُبیْسٍ : حِصْنٌ مِن أَعْمَال حَلَب ،نقلَه الصّاغانِیُّ ، و قال یاقُوت:مُقَابِل شَیْزَر،معروفٌ .
و یزِیدُ بنُ قُبیْسٍ ،کزُبَیْرٍ:مُحَدِّثٌ شامِیٌّ ،و فَاتَه:أَبُو
ص:405
الحسنِ علیُّ بنُ قُبیْسٍ ،شیخٌ لابنِ عَساکِر،أَکثَرَ عنه فی تارِیخِه.
و قِیبَسُ بنُ أَبِی هِشَامٍ کزِیرَکٍ :جَدُّ أَبی مُحَمَّدٍ عبدِ اللّه ابنِ قیْسٍ السَّهْمِیِّ المُحَدِّثِ ذکرَه عبدُ الغنِیِّ بنُ سعِیدٍ،قال و کان یَکْتُبُ مَعَنَا (1)الحَدِیثَ .
و القِبْسُ ،بالکسرِ:الأَصْلُ ،قالهُ ابنُ فارِسٍ ،و لیس بتَصْحِیفِ قِنْس؛بالنُّون،قاله الصّاغَانِیُّ .قلتَ :و سیأْتی فی«ق ن س»أَنَّ أَبا عُبَیْدٍ صَحَّفَه بالباءِ،و هو فی قول العجّاج (2).
و القَبِیسُ ،کأَمِیرٍ و کَتِف:الفَحْلُ السَّرِیعُ الإِلْقَاحِ ،لا تَرْجِعُ عنه أُنْثی،و قیل:هو الذی یُنْجِبُ مِن ضَرْبَهٍ وَاحِدَه، و قد قَبسَ ،کفَرِحَ و کَرُمَ ، قَبَساً ،مُحَرَّکهً ، و قَبَاسَهً ،ککَرَامَهٍ ، و هذِه عنِ ابنِ عَبّاد،و فیه اللَّفُّ و النَّشْرُ المُرَتَّب.
و مِن أَمْثَالِهم«لَقْوَهٌ صَادَفَتْ قَبِیساً »أَو«لَقْوَهٌ و أَبٌ قَبِیسٌ »،قال الشاعر:
حَمَلْتِ ثَلاثَهً فوَضَعْتِ تِمًّا
فأُمٌّ لَقْوَهٌ و أَبٌ قَبِیسُ
یُضْرَب للمُتَّفِقَیْنِ یجْتَمِعَان ،و قال الزَّمَخْشَرِیُّ :یُضْرَبُ فی سُرْعَهِ اتِّفَاقِ الأَخَوَیْن،و قال:هو مَجَازٌ. و اللَّقْوَهُ ، بالفَتْح: السَّرِیعَهُ التَّلَقِّی لِمَاءِ الفَحْلِ ،یقال:امْرَأَهٌ لَقْوَهٌ ،إِذا کانَتْ سَرِیعَهَ الحَمْلِ ،کما سیُذْکر فی مَوْضِعِه.
و أَقْبَسَهُ :أَعْلَمَهُ ،و منه
17- حَدِیثُ عُقْبَهَ بنِ عَامِرٍ،رضِیَ اللّه عنه: «فإِذا رَاحَ أَقبَسْنَاهُ مَا سَمِعْنَا من رَسُولِ اللّه صلّی اللّه علیه و سلم». أَی أَعْلَمْناه إِیّاه،و یُقَال:أَتَانَا فُلانٌ یَقْتَبِسُ العِلْمَ فأَقْبَسْناه ،أَی عَلَّمْناه،و هو مَجازٌ.
و أَقْبَسَه : أَعْطَاه قَبَساً مِن نارٍ،یقال: اقْتَبَسْنَا فُلاناً فأَبَی أَنْ یَقْبِسَنا أَی یُعْطِیَنَا ناراً،و قد اقْتَبَسَنِی ،إِذا قالَ :أَعْطِنِی ناراً.
و أَقْبَسَ فُلاَناً ناراً:طَلَبَهَا له ،فإِذا جِئْتَهُ بها قِیلَ : قَبَسْتُه ، و کذلِکَ الخَیْرُ،و قَالَ الکِسائیُّ : أَقْبسْتُه ناراً أَو عِلْماً،سوَاءٌ،قالَ ؛و قد یَجُوزُ طَرْحُ الأَلِفِ مِنهما.و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ :
قَبَسَنِی ناراً و مالاً،و أَقْبَسَنِی عِلْماً،و قد یُقَالُ بغیرِ الأَلِفِ .
و قد أَغْفلَ عن ذلِک المُصَنِّفُ .
و قَنْبَسٌ ،کعَنْبَرٍ:اسمٌ ،و النُّونُ زائِدَهٌ ،و سَیَأْتِی للمُصَنِّفِ ذِکْرُه ثانیاً.
و الأَقْبَسُ :مَنْ تَبْدُو حَشَفَتُه قَبْلَ أَنْ یُخْتَنَ ،عن أَبی عَمْرٍو.
و اقْتبَسَ :أَخَذَ مِن مُعْظَمِ النّارِ ،و هذا قد تَقدَّم فی کَلامِه فی أَوّلِ المَادَّه،و هو قَولُه:« اقْتبَسَهَا :أَخَذهَا»فإِعادَتُه ثانِیاً تَکرارٌ،کما لا یَخْفَی.
*و مِمَّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:
القَابِسُ :طالِبُ النَّارِ،جَمْعُه أَقْبَاسٌ ،لا یُکَسَّرُ عَلَی غیرِ ذلِک.
و القَوَابِسُ :الَّذِین یُقْبِسُون الناسَ الخَیْرَ،یعنی یُعَلِّمُونَ .
و المِقْبَسُ و الْمِقْبَاسُ :ما قُبِسَتْ به النّارُ.و فَحْلٌ قَبْسٌ ، بالفَتْح (3)، کقَبِیسٍ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .
و أَقْبَسَ الفَحْلُ النُّوقَ :أَلْقَحها سَرِیعاً،نَقَلَه ابنُ القَطَّاعِ .
و امْرَأَهٌ مِقْبَاسٌ :تَحْمِلُ سَرِیعاً،نقلَه الأَزهریُّ سَمَاعاً عن امْرأَه من العَربِ .
و سَمَّوْا قَابِساً.
و ابْنا قُبَیْسٍ فی هُذَیْلٍ ،قال أَبو ذُؤَیْب:
و یابْنَیْ قُبَیْسٍ و لم یُکْلَمَا
إِلی أَنْ یُضِیءَ عَمُودُ السَّحَرْ
و قَبَسٌ ،بالتَّحْرِیک:هو ابنُ خَمَرِ بنِ عَمْرو،أَخو قَیْسٍ بالیَاءِ وَ عَزِیزٍ،ذکرَه ابنُ الکَلْبِیِّ ،نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ .قلتُ :أَی فی الجَمْهَرَهِ ،و ضَبَطَه هکذا بالمُوَحَّدَه،و عَمرٌو المذکور هو ابنُ وَهْبٍ الکِنْدِیُّ .
و المُقْتَبَسُ :الجَذْوَهُ مِن النّارِ.
و تَقُولُ :ما زَوْرَتُک إِلاَّ کقَبْسَهِ العَجْلانِ .
ص:406
و تقول (1):ما أَنا إِلاّ قَبْسَهٌ من نَارکَ .
و قَبَسْتُه عِلْماً و خَیْراً،و أَقْبَسْتُهُ ،و قیل: أَقْبَسْتُه فقط ،قالَه الزَّمَخْشریّ .
و یقالُ :هذه حُمَّی قَبَس ،فَسَّرَه الصاغانیّ فقال:حُمَّی عَرَضٍ ،و خالفه الزَمَخشریّ فقال:أَی لا حُمَّی عَرَضٍ ، أَی اقْتبَسَها من غیْرِه و لم تَعْرِضْ له من نَفْسِه،و هو مَجَازٌ.
و قَبَسَ النّارَ:أَوْقدَهَا،نقله ابنُ القطَّاع.
و قَبِسَّهٌ ،بفتح القاف و کسْر المُوَحَّدَه و تشدید السِّین المَفْتُوحَه:من أَعْمَال بَلَنْسِیَه،منها أَحْمَد بنُ عبد العَزیز بن الفَضْل البَلنْسیُّ القَبِسِّیُّ ،قال الحافظُ :ذَکرَه ابنُ (2)عبد المَلک فی التَّکْمله،و ضبَطه،و أَرَّخَ مَوْتَه سنه 573.
و مِقْبَاسٌ ،کمِحْرَابٍ :فی نَسَبِ بُدَیْلِ بنِ سَلَمَه الخُزَاعیِّ الصَّحابیِّ ،و هو بُدَیْلُ بنُ سَلَمَه بن خَلَفِ بن عَمْرِو بن مِقْبَاسٍ .
و قَابوسُ :من قُرَی نَهْرِ مَلِکِ (3).
القُدَاحِس ،کعُلاَبِطٍ :الشُّجَاعُ الجَرِیءُ.
و قیل: السَّیِّیءٌ الخُلُقِ ،و هذه عن ابن دُرَیْدٍ.
و قیل: الأَسَد ،و هذه عن الصّاغانیِّ .
و قال أَبو عَمْرٍو:الحُمَارِسُ و الرُّمَاحِسُ و القُدَاحِسُ :کُلُّ ذلک منْ نَعْت الجَرِیءِ الشُّجَاعِ ،قال:و هی کُلُّها صَحیحَهٌ .
القُدْسُ بالضّمّ و بضَمتیْن:الطُّهْر،اسمٌ و مَصْدَرٌ ،و منه قیل للْجَنَّه:حَظِیرَهُ القُدُسُ .
و قُدْسٌ ،بالضمّ : جَبَلٌ عَظِیمٌ بنجدٍ قال أَبو ذُؤیبٍ :
فإِنّک حَقًّا أَیَّ نظْرَهِ عَاشِقٍ
نَظَرْتَ و قُدْسٌ دُونَها و وَقِیرُ
و یُرْوَی«و قُفٌّ دوُنهَا»قاله السُّکَّریّ ،و به فُسِّرَ
16- حَدیثُ بِلاَلِ بن الحَارثِ : «أَنَّه أَقْطعَه حَیْثُ یَصْلُحُ للزَّرْع منْ قُدْس ،و لم یُعْطِه حَقَّ مُسْلِمٍ ». قلتُ :هکذا ذَکرَوه،و الذی
16- فی حَدیث بِلالٍ هذا: «أَنَّه أَقْطعَهُ مَعَادِنَ القَبَلیَّه غَوْرِیَّهَا و جَلْسِیَّهَا و حَیْثُ یَصْلُحُ للزَّرْع من قَرِیسٍ ». بالرّاءِ (4)،کما سَیَأْتِی.
و القُدْسُ : البَیْتُ المُقَدَّسَ ،لأَنَّه یُتَطَهَّر فیه من الذُّنُوب،أَو للبَرَکَهِ الَّتی فیه،قال الشّاعر:
لا نَوْمَ حَتَّی تَهْبِطِی أَرْضَ العُدُسْ
و تَشْرَبِی منْ خَیْرِ ماءٍ بقُدُسْ
أَرادَ الأَرْضَ المُقَدَّسَه .
و القُدْسُ :سَیِّدنا جِبْریلُ علیه السَّلامُ ، کرُوحِ القُدْسُ ، و
14- فی الحَدیث: «إِنَّ رُوحَ القُدُسِ نَفَثَ فی رُوعِی». یَعنیِ جِبْریلَ عَلیْهِ السَّلامُ ؛لأَنَّهُ خُلِقَ من طَهَارَهٍ ،و فی صِفَهِ عِیسَی علیه السَّلامُ : وَ أَیَّدْناهُ بِرُوحِ اَلْقُدُسِ (5)مَعنَاه:رُوحُ الطَّهَارَهِ ،و هو جِبْرِیلُ علیه السَّلامُ .
و قُدْسٌ الأَسوَدُ،و قُدْسٌ الأَبیَضُ جَبَلانِ بالحجاز عِنْد العَرج البَیضاءُ،فی دِیَارِ مُزَینه،و قُرْبَ الأَبْیَضِ ثَنِیَّهُ رَکُوبهَ ، و یُقابِلُ الأَسْوَدَ جَبَلُ آرَهَ ،و یُعْرَفانِ أَیضاً بقُدْسِ آرَهَ (6)،و قال ابنُ دُرَیْدٍ: قُدْسُ أُوَارَه،بتقدیمِ الهَمَزه علی الواو.
و القُدَاس ، کغُرَابٍ :شیْ ءٌ یُعْمَلُ کالجُمَانِ من الفِضَّه ، قال الشّاعرُ یَصِفُ الدُّموع:
تَحَدَّرَ دَمْعُ العَیْنِ منْها فخِلْتُه
کنَظْمِ قُدَاسٍ سِلْکُه مُتَقَطِّعُ
شَبَّهَ تَحَدُّرَ دَمْعِه بنَظْمِ القُدَاسِ إِذا انْقَطَع سِلْکُهُ .
و القُدَاسُ : الحَجَرُ یُنْصَبُ علی مَصَبِّ الماءِ فی الحَوْض و غیرِه،و قیل:یُنْصَبُ فی وَسَطِ الحَوْضِ ،إِذا غَمَرَه الماءُ رَوِیَت الإِبلُ ، و قد یُفْتَحُ مُشَدَّداً ،أَی ککَتَّانٍ ، عن ابن دُرَیْد (7)،و لو قال:کغُرَاب و کَتَّانٍ ،سَلِمَ من هذا التَّطْویل،أَنْشَدَ أَبو عَمْرٍو:
لارِیَّ حَتَّی یَتَوَارَی قَدَّاسْ
ذاکَ الحُجَیْرُ بالإِزاءِ الخَنّاسْ
ص:407
أَو حجَرٌ یُطْرَحُ فی حَوْض الإِبلِ یُقَدَّرُ علیه الماءُ یَقْتَسِمُونَه بَیْنَهُم و هذا قَولُ ابن دُرَیْدٍ.و قیل:هی حَصَاهٌ تُوضَعُ فی الماءِ قَدْرَ الرِّیِّ للإِبل،و هی نَحْوُ المَقْلَهِ للإِنْسَان.و قیلَ :و هی حَصَاهٌ یُقْسَمُ بها الماءُ فی المَفَاوِزِ، اسمٌ کالحَبّانِ .
و القُدَاسُ : المَنِیعُ الضَّخْمُ مِنَ الشَّرَفِ ،عن ابنِ عَبّادٍ، یقال:شَرَفٌ قُداسٌ ،أَی مَنِیعٌ ضَخْمٌ .
و القُدسُ کصُرَدٍ و کُتُبٍ :قَدَحٌ نَحْوُ الغُمَرِ ،یُتَطَهَّرُ بهَا.
و القَدِیسُ ، کأَمِیرٍ:الدُّرُّ ،یَمَانِیَهٌ قَدِیمهٌ ،زَعَمُوا،قاله ابنُ دُرَیْدٍ.
و القَدَسُ ، کجَبَلٍ :السَّطْلُ ،حِجَازِیَّهٌ ؛لأَنَّهُ یُتَطَهَّرُ فِیه و بِه.
و قَدَسُ : د،قُرْبَ حِمْص ،مِن فُتُوحِ شُرَحْبِیلِ بنِ حَسَنَهَ ، و إِلیه تُضافُ جَزِیرَهُ قَدَسَ (1)،هکذا فی النُّسَخِ ، و الصواب:بُحَیْرهُ قَدَسَ ،کما فی العُبَابِ .
و القادِسُ :السَّفِینَهُ العَظِیمَهُ ،قاله أَبو عمْرٍو،و قِیلَ :هو صِنْفٌ من أَصْنافِ المَرَاکِبِ ،و قِیلَ :لَوْحٌ مِن أَلْواحِهَا، و أَنْشَدَ أَبو عَمْرٍو لأُمَیَّه بنِ أَبی عائِذٍ الهُذَلِیّ ،هکذا نَقَلَه الصّاغَانِیُّ ،و لم أَجِدْه فی شِعْرِه:
و تَهْفُو بهَادٍ لَهَا مَیْلَعٍ
کَمَا اطَّرَدَ القَادِسَ الأَرْدَمُونَا
المَیْلَعُ :الذِی یَتَحَرَّکُ هکذا و هکذا.و الأَرْدَمُ :المَلاَّحُ الحَاذِقُ ،و فی اللِّسَان:«کما أَقْحَمَ القَادِسَ »و فی المُحْکَم:
«کما حَرَّک القادِسَ »و الجَمْع: القَوَادِسُ .
و قادِسُ : جَزِیرَهٌ بالأَنْدَلُسِ غَرْبِیَّهَا قُرْبَ البَرِّ،علی نِصْفِ یَوْمٍ مِنْهَا،منها کامِلُ بنُ أَحْمَدَ بنِ یُوسُفَ القادِسِیُّ ، ماتَ بإِشْبِیلِیَهَ سنه 465 (2).
و قادِسُ : قَصَبَهٌ بِهَرَاه خُرَاسَانَ ،أَعْجَمِیٌّ .
و القادِسِیَّهُ :ه قُرْبَ الکُوفَهِ ،علی مَرْحَلَهٍ منها،بینَهَا و بَیْنَ عُذَیب (3)،
16- یُقال: مَرَّ بِهَا إِبراهِیمُ علیهِ السَّلامُ فوَجَدَ بهَا عَجُوزاً فغَسَلَتْ رَأْسَه،فقالَ : قُدِّسْتِ مِنْ أَرْضٍ ،فسُمِّیَتْ بالقادِسِیَّهِ ،و قیل: دَعَا لَهَا و أَنْ تَکُون مَحَلّهَ الحَاجِّ ،و قِیل:
إِنّمَا سُمِّیَتْ بذلِک؛لأَنَّه نَزَل بها قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ قادِسِ خُرَاسَانَ ، نقله السُّهَیْلِیُّ فی الرَّوْضِ .
و اَلْقُدُّوسُ ،بالضَّمِّ و التّشْدِیدِ: مِن أَسْمَاءِ اللّه تَعَالی الحُسْنَی، و یُفْتحُ ،عن سِیبَوَیْهِ ،و به قرَأَ زَیْدُ بنُ علیٍّ :
الملِکُ القَدُّوسُ (4)و قَالَ یَعْقُوبُ :سَمِعتُ أَعَرابیَّاَ یقولُ (5)عند الکِسائیِّ یُکْنی أَبَا الدُّنْیَا یَقْرَأُ القَدُّوس بالفَتح و حَکَی اللِّحیَانیُّ الإِجْمَاعَ علَی ضَمِّ قُدُّوسٍ و سُبُّوحٍ ،و جَوَّزَ الفَتْحَ فیهمَا، أَی الطَّاهرُ المُنَزَّهُ عنِ العُیُوبِ و النَّقائصِ أَو المُبَارَکُ ،هکذا جاءَ فی التَّفْسِیرِ،عن ابنِ الکَلْبِیِّ .
و قال ثَعْلَبٌ : کُلُّ اسمٍ علَی فَعُّولٍ فهو مَفْتُوحُ الأَوَّلِ غَیْر قُدُّوسٍ و سُبُّوحٍ و ذُرُّوحٍ ،هؤلاءِ الثّلاثَهُ هکذا اسْتَثْنَاهَا ثَعْلَبٌ . و زاد المُصنِّف: فُرُّوج ،و لیس فی نَصِّه:
فبالضَّمِّ و یُفْتَحْنَ ،و قد أَنْکَرَ الأَزْهریُّ ما حَکاه اللِّحْیانِیُّ من الإِجْمَاعِ .
و یُقَال: هُوَ قدُوسٌ بالسَّیْفِ ،کصَبُورٍ ،أَی قَدُومٌ بِه ، نقلَه الصّاغانِیُّ .
و سَمَّوْا قَیْدَاساً و العامَّه تَقْلِبُ الدالَ طَاءً، و مِقْدَاساً ، بالکَسْرِ،و من الأَوَّلِ :أَبو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ قَیْدَاسٍ البُونِیُّ ،عن أَبِی علیِّ بنِ شاذَانَ .
و التَّقْدِیسُ :التَّطْهِیرُ و تَنْزِیهُ اللّه عزَّ و جلَّ ،و قولُه تعالَی:
وَ نَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِکَ وَ نُقَدِّسُ لَکَ (6)قالَ الزَّجّاجُ :أَی نُطَهِّرُ أَنْفُسَنا لکَ ،و کذلکَ نَفْعَلُ بِمَنْ أَطاعَک، نُقدِّسُه :أَی نُطَهِّرُه.
و مِنْه الأَرْضُ المُقَدَّسَهُ ،أَی المُطَهَّرهُ و هی أَرْضُ الشامِ ، و قال الفَرّاءُ:الأَرْضُ المُقَدَّسَهُ :الطّاهِرَهُ ،و هی دِمَشْقُ و فِلَسْطِینُ و بَعْضُ الأُرْدُنِّ .
ص:408
و منه أَیضاً: بَیْتُ المَقْدِسِ ،کمَجْلِسٍ ،فإِمَّا أَنْ تکونَ علَی حذفِ الزّائدِ،و إِمّا أَنْ تکونَ اسْماً لیسَ علی الفِعْلِ ، کما ذَهَبَ إِلیه سِیبَوَیْه فی المَنْکِبِ .و قد یُثَقَّلُ فیقالُ :بَیْتُ المقَدَّسِ ، کمُعَظَّمٍ ،أَی المُطَهَّر،و النِّسْبه إِلیه: مَقْدِسِیٌّ و مُقَدَّسِیٌّ .
و المُقَدِّسُ ، کمُحَدِّثٍ :الحَبْرُ،و قِیلَ : الرَّاهِبُ ،قالَ امْرُؤُ القَیْسِ یَصِفُ الکِلابَ و الثَّوْرَ:
فأَدْرَکْنَه یَأْخُذْنَ بالسَّاقِ و النَّسَا
کَمَا شَبْرَقَ الوِلْدانُ ثَوْبَ المقَدَّسِ
هکذا بخَطِّ أَبِی سَهْل،و المَوْجُودُ فی نُسَخِ الصّحاح کُلِّهَا:«ثَوْبَ المُقَدِّسِی »بالیَاءِ،أَی الکِلابُ أَدرکتِ الثَّوْرَ فَأَخَذَتْ بساقِه و نَسَاهُ ،و شَبْرقَتْ جِلْدَه کما شَبْرَقَتْ وِلْدانُ النَّصَارَی ثَوْبَ الرّاهِبِ المُقَدِّسِ ،و هو الذی جاءَ مِن بَیْت المَقْدِسِ ،فقَطَّعُوا ثِیابَه تَبَرُّکاً بها.
و تَقَدَّسَ :تَطَهَّرَ و تَنَزَّه.
و قُدَیْسَهُ ،کجُهَیْنَهَ :بِنْتُ الرَّبِیعِ ،و هی أُمُّ عبدِ الرَّحْمن بنِ إِبراهِیمَ بن الزُّبَیْرِ بنِ سُهَیْلِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمن بنِ عَوْفِ بن عَبْد عَوْفِ بن الحارِث بن زُهْرَهَ بن کلاَبٍ القُرَشیِّ الزُّهْریِّ ،و لو اقْتَصَرَ عَلَی قَولِه:أُمُّ عبدِ الرَّحْمن بن إِبراهیمَ العَوْفِیِّ القُرَشیِّ ،کانَ أَخْضَرَ.
و الحُسَیْنُ بنُ قُدَاسٍ ،کغُرَاب:مُحَدِّثٌ ،رَوَی عنه عبدُ اللّه بنُ أَبی سَعْدٍ الوَرَّاقُ ،و ابنُهُ مُحَمَّدٌ،روَی عنه البَاغَنْدیُّ (1).
*و ممَّا یُسْتَدْرَک علیه:
القُدْسُ :تَنْزیهُ اللّه تَعَالَی.
و هو المُتَقَدِّسُ ،نَقَلَهُ الأَزْهَریُّ (2).
و القُدْسُ ،بالضَّمّ :المَوْضعُ المُرْتَفِعُ الذی یَصْلُحُ للزِّرَاعَه،و به فُسِّرَ بعْضُ حَدیثِ بِلالِ بن الحارث المُتَقَدِّم.
و التَّقْدیسُ :التَّبْرِیکُ ،و القُدْسُ :البَرَکَهُ ،و حَکَی ابنُ الأَعْرَابیِّ :لا قَدَّسَهُ اللّه:أَی لا بارَکَ علیه.قالَ :
و المُقَدَّسُ :المُبَارَکُ ،و قال قَتَادَهُ :أَرْضٌ مُقَدَّسهٌ :مُبَارَکَهٌ ، و إِلیه ذَهَبَ ابنُ الأَعْرَابیّ .
و القَادِسُ : القَدَّاسُ .
و القَادُوسُ :إِنَاءٌ من خَزَفٍ أَصْغَرُ مِن الجَرَّه یُخْرَج به الماءُ من السَّوَاقِی،و الجَمْعُ قَوَادیسُ .
و القَادِسُ :البَیْتُ الحَرَامُ ،و قال یَعْقُوب:من أَسماءِ مَکَّهَ : قادِسُ ،و المُقَدِّسَهُ لأَنها تُقَدِّسُ من الذُّنوبِ ،أَی تُطَهِّرُ.
و مُنْیَهُ قَادُوس :من قُرَی الجِیزَه بمصْرَ.
و القُدَیْسُ ،کزُبَیْرٍ:اسمٌ للْقادسیَّه،أَو لضَرُورَه الشِّعْر، کما جاءَ فی شِعْر بِشْر بن رَبیعَهَ الخَثْعَمیِّ (3).
تَذَکَّرْ هَدَاکَ اللّه وَقْعَ سُیُوفِنَا
ببَابِ قُدَیْسٍ و المَکَرُّ ضَرِیرُ (4)
کما جَعَلها الکُمَیْتُ قادِساً حیثُ یَقُولُ :
کَأَنِّی عَلَی حُبِّ البُوَیْبِ و أَهْلِه
أَرَی بالقَرِیَّیْنِ العُذَیْبَ و قَادِسَا
و القَادِسیَّهُ أَیضاً:قَریَهٌ قُرْبَ سُرَّ مَن رَأَی.
القُدْمُوسُ کالعُصْفُورِ:القَدِیمُ عن أَبی عُبَیْدٍ:
یُقَال:حَسَبٌ قُدْمُوسٌ :أَی قَدیمٌ ،و کذلک:عِزُّ قُدْمُوسٌ :
و لَنَا دَارٌ وَرِثْنَاهَا منَ الْ
أَقْدَمِ القُدْمُوسِ منْ عَمٍّ وَ خَالِ (5)
و القُدْمُوسُ : المَلِکُ الضَّخْمُ ،قالَهُ اللَّیْثُ .
و القُدْمُوسُ : العَظیمُ من الإِبل ،نقَلَه الصّاغَانیُّ ،عن
ص:409
ابن عَبّادٍ، ج قَدَامِیسُ ،و هو عَلَی التَّشْبیه بالصَّخْرَه العَظیمَه.
و القُدْمُوسَهُ من الصُّخُور و النِّسَاءِ:الضَّخْمَهُ العَظیمَهُ ، کالقُدْمُوس ،و هی فی النِّسَاءِ علی التَّشْبیه.و الجَمْعُ القَدَامِیسُ ،و أَنْشَد اللَّیْثُ فی الصُّخُور لجَریرِ:
و ابْنَا نِزَارٍ أَحَلاَّنِی بمَنْزلَهٍ
فی رَأْسِ أَرْعَنَ عادِیِّ القَدَامِیسِ
*و ممَّا یُسْتَدْرَکُ علیه:
جَیْشٌ قُدْمُوسٌ :عَظیمٌ .
و القُدْمُوسُ :السِّیِّدُ، کالقُدَامِسِ ،الأَخیرُ عن ابن دُرَیْدٍ (1).
و عِزٌّ قُدَامِسٌ :قَدِیمٌ .
و القُدْمُوسُ :المُتَقَدِّمُ .
و قُدْمُوسُ العَسْکَرِ:مُتَقَدِّمُه،قال الشّاعر:
بذی قَدَامِیسَ لُهَامٍ لَوْدَسَرْ
و القُدَامِسُ و القُدْمَوس :الشَّدِیدُ.
القَرَبَوس ،کحَلَزُونٍ ،للسَّرْج، و لا یُسَکَّنُ إِلاّ فی ضَروَرَهِ الشِّعْرِ ،هذه عِبَارَهُ الصّحاح،إِلاّ أَنَّه قالَ :و لا یُخَفَّفُ إِلاّ فی الشِّعْر،مثل طَرَسُوسَ ،لأَنّ «فَعْلُول»لیسَ من أَبْنیَتهم،و ظَنَّ شیخُنَا أَنَّ هذا جاءَ به المصَنِّفُ مِن عنْدِه، فلذَا حَمَلَهُ أَنْ قالَ :هو غَلَطٌ ظاهرٌ،بل تَسْکِینُ الرّاءِ مع ضَمِّ القاف لُغَهٌ مَشْهُورَهٌ فیه،کما أَشَرْتُ إِلیه فی شَرْح الدُّرَّه و غیره،و کلامُ الشِّهَاب فیه قُصورٌ،فإِنّه یَدلُّ علی أَنّ سُکُونَه لُغَهٌ مع فتح أَوَّلِه،و لا قائل به.انْتَهَی.و هذا الَّذی غَلَّطَ فیه المصنِّفَ و نَسَبَ القُصورَ فیه للشِّهاب فقد أَبانَ الجَوْهَریُّ عن حَقیقَتِه فیما نَصّهُ ،علی ما تَقَدَّم،حَکَاهَا أَبو زَیْدٍ،فهی لُغَهٌ صَحیحَهٌ عند أَبی زَیْد و عندَ الجَوْهَریِّ فی ضَرورَه الشِّعْر خاصَّهً ،و مثَّله بطَرَسُوسَ ،فإِنَّه کحَلَزُون،و قد تُخَفَّف فی الضَّرورَه،فما ذَهَبَ إِلیه شیخُنَا غَلَطٌ ،و لا قُصورَ فی کَلاَم الشِّهَاب،فتأَمَّلْ .و قال ابنُ دُرَیْدٍ،فی کتَاب«السَّرْج و اللِّجَام»و نَقَلْتُه منه من غیر وَاسِطهٍ :إِنَّ القَرَبوسَ : حِنْوُ السَّرْجِ ،و هما قَرَبُوسَانِ ،و هما مُتَقَدَّمُ السَّرْج و مُؤَخَّره،و یقَالُ لهما:حِنْوَاه،و هُمَا مِن السَّرْج بمَنْزلَه الشَّرْخَیْن من الرَّحْل، و ج قَرَابِیسُ ،قال ابنُ دُرَیْدٍ:و فی القَرَبُوس العَضُدَان،و هما رِجْلاَه اللَّتَان تَقَعَان عَلَی الدَّفَّتَیْن،و هما بَاطِنَتَا العَضُدَیْن،ففی کلِّ قَرَبُوسٍ عَضُدَانِ و ذِئْبَتَان ثُمّ الدَّفَّتَانِ ،و هما اللَّتَان یَقَعُ عَلَیْهما بادُّ الفَرَسِ ،و فی الدَّفَّتَیْن العِرَاقان،و هما حَرْفَا الدَّفَّتَیْن من مُقَدَّم السَّرْجِ و مُؤَخَّرِه، إِلی آخرِ ما ذَکَرَه،لیس هذا مَحَلَّه،و فی العُباب:و بعضُ أَهْل الشَّام یُثَقِّلُه،و هو خَطَأٌ و یَجْمَعونه (2)علَی قَربَابیسَ ،و هو أَشَدُّ خَطأً.
قُرْدُوسٌ ،کعُصْفُورٍ ،أَهْمَلَه الجَوْهَریُّ ،و قال اللَّیْثُ :هو اسمُ أَبی حَیٍّ فی العَرَب،و هُمْ من الیَمن،و قال غیرُه:هو قُرْدُوسُ بنُ الحارث بن مالک بن فَهْم بن غَنْم بن قُرْدُوسٍ ،هکذا فی سائر النُّسَخ،و هو غَلَطٌ و صَوَابُه:
غَنْمُ بنُ دَوْس بن عُدْثانَ بن زَهْرَانَ (3)بن کَعْب بنِ الحارِثِ بن کَعْبِ بنِ عَبْدِ اللّه بن نَصْرِ بنِ الأَزْدِ: أَبو حَیٍّ مِن الأَزْدِ أَو مِن قَیْسٍ ،کما فی العُبَابِ ،و الأَوَّلُ الصَّوَابُ ،و قُرْدُوسٌ هذا أَخُو جُرْمُوزٍ،و هم الجَرَامِیزُ و القَرَادِیسُ و أَخُوهما مُنْقِذٌ (4)جَدُّ العُقَاهِ (5)و لَقِیطٌ جَدُّ قاضِی البَصْرَهِ کَعْبِ بنِ سُورٍ المُتَقَدِّمِ ذِکْرُه، مِنْهُم هِشَامُ بنُ حَسّانٍ القُرْدُوسِیُّ المُحَدِّثُ ، مِن أَخْیارِ أَتْبَاع التَّابعِینَ ،و هو صاحبُ ابن سیرینَ ، أَو مَوْلًی لهم.و سَعدُ بنُ نَجْدٍ القُردُوسِیُّ قاتِلُ قُتَیْبَهَ بنِ مُسْلِمٍ الباهِلِیِّ .
و فاتَه:
مُحَمَّدُ بنُ الحُسَیْنِ القُرْدُوسِیُّ ،الَّذِی رَوَی عن جَرِیرِ بنِ حازِمٍ .
و حُکِیَ عن المُفَضَّلِ قال:
قَرْدَسَهُ و کَرْدَسَه،إِذا أَوْثَقَه نقلَه الصّاغَانِیُّ .
و قَرْدَسَ جِرْوَ الکَلْبِ :دَعاهُ ،نقله الصّاغَانِیُّ .
و القَرْدَسَهُ .الصَّلاَبَهُ :و الشِّدَّهُ ،عن ابنِ عَبّادٍ،و منه سُمِّیَ قُرْدُوسٌ .
ص:410
و دَرْبُ القَرَادِیسِ بالبَصْرَهِ ،لِنُزُولِ هذَا الحَیِّ بها،قالَ الصّاغَانیُّ :و یُقَال لتِلْکَ الخِطَّهِ : القُرْدُوسُ .
القَرْسُ :البَرْدُ الشَّدِیدُ، کالقَارِسِ و القَرِیسِ ،یُقَال: قَرَسَ البَرْدُ،إِذا اشْتَدَّ،و یُقَال:لَیْلَهٌ ذاتَ قَرْسٍ ،و قالَ أَوْسُ بنُ حَجَرٍ:
مَطَاعِینُ فی الهَیْجَا مَطَاعِیمُ لِلْقِرَی
إِذا اصْفَرَّ آفَاقُ السَّمَاءِ مِنَ الْقَرْسِ (1)
و القَرْس : البارِدُ کالقَارِس و القَرِیس ،یقَال:یَوْمٌ قارِسٌ .
و القَرْس : أَکْثَفُ الصَّقیع و أَبْرَدُه ،هکذا فی سائر النُّسَخ،و هو عن اللَّیْث،و الّذی فی المحْکَم:و القَرْسُ و القِرْسُ :أَبْرَدُ الصَّقِیع و أَکْثَرُه.
و القَرَس ، بالتَّحْریک:الجامِد ،قالَهُ ابنُ السِّکِّیت، و لم یَعْرِفْه أَبو الغَیْث (2)،و قالَ ابنُ الأَعْرَابیّ : القَرَس :
الجامِدُ من کُلِّ شیْ ءٍ،و یقَال:أَصْبَحَ الماءُ الیَوْمَ قَرِیساً و قارِساً ،أَی جامداً.
و القِرْسُ ، بالکَسْر:صِغارُ البَعُوضِ ،کالقِرْقِسِ ، کزِبْرِجٍ ،و قالَ ابنُ السَّکِّیت:هو القِرْقِس الّذِی تَقولُه العامَّهُ :الجِرْجِس.
و قَرَسَ الماءُ یَقْرِس قِرْساً : جَمَدَ ،فهو قَرِیسٌ .
و قَرَسَ البَردُ یَقْرِسُ قَرْساً : اشْتَدَّ،کقَرِسَ ،کفَرِحَ ، قَرَساً ،مُحَرَّکهً ،قال أَبو زُبَیْدٍ الطّائِیُّ :
و قَدْ تَصَلَّیْت حَرَّ حَرْبِهِمُ
کما تَصَلَّی المَقْرُورُ مِنْ قَرَسِ
و القَارِسُ و القَرِیسُ :القَدِیمُ ،نقَلَه ابنُ عَبّادٍ.
و ککِتَابٍ : قِرَاسُ بنُ سالِمٍ الغَنَوِیُّ الشاعِرُ ،ذکرَه الحَافِظُ و الصّاغَانِیُّ .
و القُرَاسِیَهُ ،بالضَّمِّ و تَخْفِیفِ الیاءِ:الضَّخْمُ الهَامِ الشَّدِیدُ مِن الإِبِلِ و غیرِها،الذکَر و الأُنْثَی بضَمّ القافِ فی ذلِکَ سواءٌ،و الیاءُ زائدهٌ کما زِیدَتْ فی رَبَاعِیَه و ثَمَانِیَه،قاله أَبو زَیْدٍ. و قُورِسُ ،بالضَّمِّ و کسر الراءِ:کُورَهٌ بنَوَاحِی حَلَبَ ،قال الصّاغَانیُّ :و هی الآنَ خَرَابٌ .
و قَرَسَ الرّجلُ قَرْساً :بَرَدَ. و أَقْرَسَهُ البَرْدُ ،قیل:المرَادُ بالبَرْدِ هنَا:النَّوْمُ ،کما قَیَّدَه بعضُهُم.
و قَرَّسَه تَقْرِیساً :بَرَّدَه ،و منه
16- الحَدِیثُ : « قَرِّسُوا الماءَ فِی الشِّنَانِ و صُبُّوه عَلَیْهِمْ فِیمَا بَیْنَ الأَذَانَیْنِ ». قال أَبو عُبَیْدٍ:یَعْنی بَرِّدُوه فی الأَسْقِیَهِ .قال أَبُو ذُؤَیْبٍ یَصِفُ عَسَلاً:
فجَاءَ بمِزْجٍ لَمْ یَرَ النَّاسُ مِثْلَهُ
هو الضَّحْکُ إِلاّ أَنه عَمَلُ النَّحْلِ
یَمَانِیَهٍ أَحْیَا لَهَا مَظَّ مَائِدٍ
و آلَ قَرَاسٍ صَوْبُ أَسْقِیَهٍ کُحْلِ (3)
و یُرْوَی«أَرْمِیَهٍ کُحْلِ »،کذا رَوَاه أَبو سَعِیدٍ،و هما بمَعْنًی وَاحِدٍ،قال الأَزْهَریّ :رَوَاه أَبو حاتم: قَرَاس ، کسَحَابٍ ، و رواه أَبو حَنیفه:کغُرَابٍ ،و قال أَبو سَعِیدٍ الضَّریر:آل قُرَاس : أَجْبُلٌ بَارِدَهٌ ،أَو هی هِضَابٌ شدِیدَهُ البَرْدِ بناحِیَه أَزْدِ السَّرَاهِ ،و هو قولُ الأَصْمَعیِّ ،قال:کأَنَّهُنّ سُمِّین آل قَرَاسٍ لبَرْدِهَا،کذا فی اللِّسَان،و فی شرْح دیوَان هذَیْل:
قال الأَصْمَعیُّ :آل قَرَاس :جَبَلٌ بارِدٌ،و آلُه:ما حَوْلَه من الأَرْض.و القارِس :البارِد.
و سَمَکُ قَرِیسٌ ،کأَمیر: طُبخَ و عُمِلَ فیه صِبَاغٌ ،و تُرِکَ فیه حَتَّی جَمَدَ ،سُمِّی به؛لأَنَّهُ یجْمُد فیَصِیر لیسَ بالجامِسِ و لا الذَّائب،و الصَّاد لُغهٌ فیه،و السِّین لغهُ قیْس.
و فی العبَاب:و التَّرْکیب یَدلُّ علی البَرْد،و قد شذَّ عَنْه القُرَاسِیَهُ .
*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:
قَرَسْتُ الماءَ فی الشَّنِّ قَرْساً ،إِذا بَرَّدْته،لغهٌ فی أَقْرَسه و قَرَّسَه ،حَکاها أَبو عُبَیْدٍ.و لَیلهٌ قارِسَهٌ ،و قال الفارسیُّ :
قَرَسَ المَقْرورُ قَرْساً ،إِذا لم یَسْتطِعْ أَنْ یَعْمَل بیَدِه مِنْ شدَّهِ البَرْدِ،و فی اللِّسَان:من شِدَّهِ الخَصر،و فی الأَساس (4):
ص:411
أَقْرَسَ البَرْدُ أَصابِعَهُ :یَبَّسَها مِن الخَضَر،فلا یَسْتطیعُ العَمَلَ .و یقَال: قَرَّسَ قَرِیساً ،إِذا اتَّخَذه.
و أَقْرَسَ العُودُ،إِذا جَمَسَ ماؤُه فیه.و فی المحْکَم:إِذا حُبِسَ فیه مَاؤُه.
و القُراس ،کغُرَابٍ : القُرَاسِیَه .
و القَرْس :شَجَرٌ.
و قُرَیْسَات :اسمٌ ،حَکاه سیبَوَیْهِ فی الکتَاب.
و مُلْکٌ قُرَاسِیَهٌ ،أَی عَظیمٌ ،و هو مَجازٌ.
و ککَتّانٍ :مُدْرِکُ بنُ عبد المَلک بن قَرَّاسٍ الدُّهْمَانیُّ :
شاعرٌ،ذَکَره أَبو علیٍّ الهَجَریُّ فی نَوَادِره.
و قُرْسانُ ،کَعثْمَانَ :جَزَائرُ مَعْروفَهٌ ،جاءَ ذکْره فی بعض الأَخْبَار،نقلَه أَبو عبَیْدٍ البَکْرِیُّ .
و قُورسُ :قَریهٌ بالمنُوفیّه،و قد وَرَدْتُها.و یقال أَیضاً بالصّاد.
و قَرْسٌ و قُرَیْسٌ :جَبَلانِ قُرْبَ المَدِینه.
و قِرَاسٌ ،ککِتابٍ :جَبَلٌ تِهامِیٌّ .
القرْطَاسُ ،مثلّثه القاف الضّمّ قِرَاءَهُ أَبی مَعْدانَ الکُوفیِّ ،قال شَیخُنا:أَطْلق فی التَّثْلیث فاقْتضَی أَنَّهَا کلَّها فَصِیحَهٌ وَاردَهٌ ،و لیسَ کذلک،و قد قال فی الْمِصْبَاح:
کَسْر القاف أَشْهَرُ،و قال الجَارْبَرْدِیُّ فی شَرْح الشَّافِیَه:
الضَّعِیفُ ما فی ثُبُوتِهِ کلامٌ ، کقُرْطاسٍ ،بالضَّمِّ ،فدَلَّ علی ضَعْفِه،بخلاِفِ عبَاره المِصْبَاح فإِنَّها تُوهِمُ أَنّه مَشْهُورٌ،و أَمَّا الفَتْحُ فلم یَذْکُرْه أَکثرُ أَهْل اللُّغهِ ،و قَضیَّهُ قَولِهم فَعْلال فی غیر التَّضْعیف قَلیلٌ لم یَرِدْ منه إِلاّ خَزْعالٌ ،یَنْفِیه،و لکن أَوْرَدَه ابنُ سِیدَه علی ضَعْفِه،و قلَّده المصنِّفُ ،و فیه نَظرٌ ظاهرٌ.انتهی.قلْت:و هذا الَّذی أَنْکرَه علی المُصَنِّف و ابنِ سِیدَه،و نَظرَ فیه،فقد حَکاه اللِّحْیَانیُّ هذا (1)بالفتْح.
و کذا حَکی القَرْطَسَ ، کجَعْفرٍ ،کذا نقله الجَوْهَریُّ عن ابن دُریْدٍ فی نوادره،و قال أَبو سهْلٍ :هکذا وَجدْتُه فی الکِتاب المذکورِ،و هو الصَّحیح. و حکَی الفارابیُّ و أَبو علّیاءَ مثل دِرْهَمٍ ،هکذا قَیَّداه، و هو الکاغِدُ یُتَّخذُ من بَرْدِیِّ یکونُ بمِصْر،و أَنْشد أَبو زَیْدٍ لمِخَشٍّ العُقَیْلیّ ،یَصف رُسومَ الدِّیارِ و آثارَها کأَنها خَطُّ زَبورٍ کُتِبَ فی قِرْطاسٍ :
کأَنَّ بحَیْثُ اسْتَوْدَعَ الدَارَ أَهْلُهَا
مَخَطَّ زَبُورٍ من دَوَاهٍ و قَرْطَسِ
و القِرْطاس ، بالکسْر:الجَمَلُ الآدَمُ ،نَقَلُه الصَّاغَانیُّ .
و عن ابن الأَعْرَابیِّ : القِرْطاس : الجَارِیَهُ البَیْضاءُ المَدِیدَهُ القَامَهِ .
و قَوْلُه تَعَالَی: وَ لَوْ نَزَّلْنا عَلَیْکَ کِتاباً فِی قِرْطاسٍ (2).
و هو الصَّحیفَهُ من أَیِّ شَیْ ءٍ کانَتْ ،یُکْتَب فیها،و الجَمْع:
قَرَاطِیسُ ،.و منه قولُه تَعَالَی: تَجْعَلُونَهُ قَراطِیسَ (3)أَی صُحُفاً.
و کُلُّ أَدِیمٍ یُنْصَب للنِّضالِ فهو قِرْطَاسٌ .
و القِرْطاس : النّاقَهُ الفَتِیَّهُ الشابَّهُ ،عن ابن الأَعْرَابیِّ ، قال:و هی أَیْضاً الدِّیبَاجُ و الدِّعْبِلُ و العَیْطَمُوس (4).
و القِرْطَاس : بُرْدٌ مِصْریٌّ ،أَی نَوْعٌ من بُرُودِ مصْرَ.
و دابَّهٌ قِرْطَاسِیَّهٌ ،إِذا کانت بَیْضَاءَ لا یُخَالِطُ بیاضها شِیَهٌ فإِذا ضَرَبَ بَیاضُها إِلی الصُّفْرَه فهی نَرْجِسِیَّهٌ .
و یقَال: رَمَی فقَرْطَسَ ،إِذا أَصابَ القِرْطَاسَ ،أَی الغَرَضَ المَنْصوبَ ،و الرَّمْیَهُ الَّتی تُصِیب: مقَرْطِسَهٌ .
و تَقَرْطَسَ :هَلَکَ ،نَقَلَه الصّاغَانیُّ .
و قَرْطَسُ ،کجَعفَر:ه بمصْرَ ،و عِبَارَهُ الصَّاغانیُّ :من قُرَی مِصْرَ القَدِیمَه.قلت:و التی هی من قُرَی مصْرَ قَرْطَسَهُ ،بهاءٍ (5)،و هی من قُرَی البُحَیْرَه.
و ممَّا أَهْمَلَه المصنِّفُ تَقْصیراً،کالصّاغَانیِّ فی العُبَاب،و هو موجودٌ فی کُتب اللُّغَهِ : القَرْطَبُوسُ ،و هی بفتح القاف:اسمٌ للدَّاهِیَهِ ،کما فی الشّافِیَهِ و شُرُوحِها، و بالکَسْرِ:النّاقَهُ العَظِیمَهُ الشَّدِیدَهُ ،حَکَاهُ الشیخُ أَبُو حَیّانَ
ص:412
عن المُبَرِّدِ،و مَثّل بهما سِیبَوَیْهِ جَمِیعاً،و فَسَّرهُما السِّیرافِیُّ ، کما قدَّمنا.
القرْعوس ،کفِرْدَوْسٍ و زُنْبُورِ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ فی العُبابِ ،و قال أَبُو عَمْرٍو:هو الجَمَلُ الَّذِی له سَنَامانِ (1)،و یُرْوَی بالشّینِ أَیْضاً،و کأَنَّ المُصَنِّفَ لمّا رَأَی الأَزْهَرِیَّ قَالَ فی کِتَابه: القِرْعَوْس و القِرْعَوْش ،ظَنّ أَنّه کرَّره لاخْتلاف الضَّبْط فی القاف،و لذا قال:«و زُنْبُورٍ»و لیس کما ظَنَّ ،بل إِنما کَرَّره لبَیان أَنَّهُ روِیَ بالسِّین و الشِّین،و أَمّا القافُ فمَکْسورَهٌ فیهما،کما صَرَّح به الصّاغَانیُّ أَیْضاً فی التَّکمله فقال:و القِرعَوسُ ،مثال فِرعَون (2)،بالسین و الشین،فأَزال الإِشْکال و أَما بضمِّ القافِ فلم یَضبطْهُ أَحَدٌ من الأَئمَّهِ ،و هذا قد أَدْرَکْتُه بعدَ تأَمُّلٍ شَدِیدٍ،فانْظُرْه.
*و ممّا یسْتَدْرَکُ علیه:
کَبْشٌ قَرْعَسٌ ،کجَعْفَرٍ،إِذا کانَ عَظِیماً،عن أَبی عَمْرٍو، کما نَقَلَه الصّاغَانِیُّ و الأَزْهَرِیُّ .
القَرَقُوس ،کحَلَزُونٍ :القَاعُ الصُّلْبُ ،عن اللَّیْثِ ،و قالَ الفَرّاءُ:هو القَاعُ الأَمْلَسُ الوَاسعُ المُسْتَوِی لا نَبْتَ فیه،و قال ابنُ شُمَیْلٍ :هو القَاعُ الأَمْلَس الغَلِیظُ الأَجْرَدُ الذی لیسَ علیه شَیْ ءٌ و رُبَّمَا نَبَعَ فیه ماءٌ و لکِنَّه مُحْتَرِقٌ خَبِیثٌ کأَنَّهُ قِطْعَهُ نارٍ،و یَکُونُ مُرْتَفِعاً و مُطْمئِناً ، و هی أَرْضٌ مَسْحُورَهٌ خَبِیثَهٌ ،و مِنْ سِحْرِهَا أَیْبَسَ اللّه نَبْتَهَا و مَنَعَه،و قال بعضُهم:وَادٍ قَرِقٌ و قَرَقُوسٌ (3)،أَی أَمْلَسُ .
و القِرْقِسُ ،بالکَسْرِ :الذی یُقَالُ له: الجِرْجِسُ ،شِبْه البَقِّ ،و یُقَال:هو البَعْوضُ ،و أَنشدَ:
فلَیْتَ الأَفاعِیَ یَعْضَضْنَنَا
مَکَانَ البَرَاغِیثِ و القِرْقِسِ
و قال ابنُ دُرَیْدٍ: القِرْقِسُ :طِینٌ یُخْتَمُ به،فارِسِیٌّ مُعَرَّبٌ ،یُقَال له:الجِرْجِشْتْ (4).و قال ابنُ عَبّادٍ مِثْل ذلک. و قِرْقِیسَاءُ ،بالکسْر و المَدِّ،و لا نظیرَ له إِلاّ بِرْبِیطَاء:اسمُ نبَاتٍ کمَا نَبَّهوا علیه و یُقْصَرُ (5):د،علی الفُرَاتِ . قُرْبَ رَحْبَهِ (6)مالِکٍ ،قیل: سُمِّیَ بِقِرْقِیسَاءَ بنِ طَهْمُورَثَ المَلِک.
و قِرْقِسَانُ :د ،آخَرُ.
و قَرْقَسَ بالکَلْب:دَعَاهُ فقال له: قُرْقُوسْ ،و قَرْقَسَه کذلک،و کذا قَرْقَسَ الجِرْوَ،إِذا دَعَاهُ به،و قَرْقَسْ و قُرْقُوسْ :
اسمُ ذلک الدُّعاءِ.و قال أَبو زیْدٍ:أَشْلَیْتُ بالکَلْب و قَرْقَسْتُ بالکلْب،إِذا دَعَوْت به. و یقال أَیضاً للجَدْی إِذا أُشْلِیَ (7):
قُرْقُوسْ ،نقله الصّاغانیُّ عن الفرّاءِ.
*و ممّا یُستَدرک علیه:
قرَاقسُ ،بالفتْح:قَریهٌ بمِصْرَ،من أَعمال البُحَیْرَه،و قد دَخلْتُها.
و تَقَرْقَسَ الرَّجلُ ،إِذا طَرَح نَفْسَه و تَمَاوَت (8)،نقله الصّاغانیُّ .
قَرْمَسُ ،کجَعْفر ،أَهْمَله الجَوْهَریُّ و صاحب اللِّسَان،و هو:اسمُ د،بالأَنْدَلُس ،من أَعْمَال مَارِدَه،نقله الصّاغانیُّ .
و قِرْمِیسِینُ ،بالکسْر:د،قُرْبَ الدِّینَوَر ،علی ثلاث مَرَاحلَ منها،و هو مُعَرَّب کِرْمانْشاهَان ،نقلهُ الصّاغانیُّ هکذا.
القُرْنَاس ،بالضَّمِّ و الکسْر ،الأَخیر لابن الأَعْرَابیِّ ،و اقْتصَر الجَوْهَریُّ علی الضَّمّ ،و قال:هو شِبْهُ الأَنْفِ یَتَقدَّمُ من ،و فی الصّحاح:فی الجَبَل ،و أَنْشدَ ابنُ الأَعْرَابیِّ لمَالِک بن خالدٍ الهُذلیّ ،و فی الصّحاح:مالک بن خُوَیْلدٍ الخُناعیِّ ،یَصفُ الوَعل:
تاللّه یَبْقَی عَلی الأَیّام ذُو حِیَدٍ
بمُشْمَخرٍّ به الظَّیَّانُ و الآسُ
ص:413
فی رَأْسِ شاهِقهٍ أَنْبُوبُها خَضِرٌ
دونَ السَّمَاءِ لهُ فی الجَوِّ قُرْناسُ (1)
و القُرْناس ،بالضّمّ و الکسْر معاً،کما ضبَطه الصّاغانیُّ :
من النُّوقِ :المُشْرِفهُ الأَقْطارِ کأَنَّه حَرْفُ جَبَلٍ ، کالقِرْنِسِ ، کزِبْرجٍ ،نقلَه الصّاغانیُّ عن ابن الأَعْرَابیِّ .
و القُرْناس : عِرْنَاسُ الْمِغْزَلِ ،قال الأَزْهَریُّ :هو صِنّارَتُه،و یقال لأَنْفِ الجَبَلِ :عِرْناسٌ أَیضاً.
و القَرَانِیس :عَثَانِینُ السَّیْلِ و أَوَائلُه مع الغُثَاءِ. و ربّما أَصابَ السَّیْلُ حَجَراً فتَرَشَّشَ الماءُ فسُمِّی القَرَانِسَ .
و سَیْفٌ ،هکذا فی سائر النُّسَخ،و صَوَابه کما فی التَّکْمله:سَقْفٌ مُقَرْنَسٌ :عُمِلَ علی هَیْئَه السُّلَّمِ .
و قَرْنَسَ البَازِیُّ ،إِذا کُرِّزَ ،أَی سَقطَ رِیشهُ ،و قال اللَّیْثُ :
قَرْنَس البازیُّ ،فِعْلٌ له لازِمٌ (2)،و فی اللِّسَان:فِعْلُه لازِمٌ ، إِذا کُرِّزَ و خِیطَتْ عَیْناه أَوَّلَ ما یُصَادُ ،هکذا رَوَاه بالسین، کقُرْنِسَ ،بالضَّمِّ ،أَی مَبْنیًّا للمَجْهول،عن الجَوْهَریّ ، و الصّاد لُغهٌ فیه،هکذا نقله الصّاغانیُّ ،و نقلَ الأَزهریُّ عِبَارَه اللَّیْثِ هذه و لم یَذکُر فیه: قُرْنِسَ ،بالضَّمّ ،و إِنَّمَا فیه بَعْدَ قَوله«أَوَّل ما یُصَاد»:رواه بالسِّین علی فَعْلَل،و غیره یَقُول:
قَرْنَصَ البازِیُّ .هذا هو نَصُّ اللَّیْث.
و قَرْنَسَ الدِّیکُ ،إِذا فَرَّ مِن دِیکٍ آخَرَ و قَنْزَعَ (3)،و الصاد لغهٌ فیه،و أَباه ابنُ الأَعْرَابیِّ ،و نَسَبه ابنُ دُرَیْدٍ للعامَّه.
*و ممَّا یُسْتَدْرَکُ عَلیه:
القُرْنُوس :الخَرَزَهُ فی أَعْلَی الخُفِّ ،و الصاد لُغَهٌ فیه.
القسّ ،مُثلَّثهً :تَتَبُّعُ الشَّیْ ءِ و طَلَبُه ،و الصاد لغهٌ فیه کالتَّقَسُّسِ .
و القسُّ : النَّمِیمَهُ ،و نَشْرُ الحَدِیث،و ذِکْرُ النّاسِ بالغِیبَهِ ، قال اللِّحْیَانیُّ :یقَالُ للنَّمّام: قَسّاسٌ و قَتّاتٌ و هَمّازٌ و غَمّازٌ و دَرّاجٌ .
و یقَال:فُلانٌ قَسُّ إِبلٍ ، بالفَتْح ،أَی عَالِمٌ بهَا،قال أَبو حَنِیفَهَ رحمَه اللّه تَعَالَی:هو الّذِی یَلِی الإِبلَ لا یفَارِقُهَا.و قال أَبو عُبَیْدٍ و أَبو عَمْرٍو؛هو صاحِبُ الإِبل الّذِی لا یُفارقُها ،و أَنشَدَ لأَبی محَمَّدٍ الفَقْعَسیّ (4):
یَتْبَعُهَا تِرْعِیَّهٌ قَسٌّ وَرَعْ
تَرَی برِجْلَیْه شُقُوقاً فی کَلَعْ
لم تَرْتَمِی الوَحْشُ إِلی أَیْدِی الذَّرَعْ
و القَسُّ :رَئیسُ النَّصَارَی فی الدِّین و العِلْم ،و قیلَ :هو الکَبیرُ العالِمُ ،قالَ الراجزُ:
لَوْ عَرَضَتْ لِأَیْبلیٍّ قَسِّ
أَشْعَثَ فی هَیْکَلِهِ مُنْدَسِّ
حَنَّ إِلَیْهَا کحَنِینِ الطَّسِّ
کالقِسِّیس ،کسِکِّیتٍ ، و مَصْدَره القُسُوسَهُ ،بالضّمِّ ، و القِسِّیسَهُ (5)بالکسر،هکذا فی سائر النُّسَخ و الصَّواب:
القِسِّیسِیَّه (6)،و هو هکذا فی نَصِّ اللَّیْث.
ج القَسِّ قُسُوسٌ ،بالضَّمِّ .
و جَمْع القِسِّیس قِسِّیسُونَ ،و نَقَلَه الفَرّاءُ فی کتاب «الجَمْع و التَّفْریق» (7)،قال:یُجْمَع القِّسِیسُ أَیضاً علی قَسَاوِسَه ،علی غیر قِیاسٍ ، کمَهَالِبَهٍ فی جَمْع المُهَلَّب.
کَثُرَت السِّیناتُ فأَبْدَلُوا مَن إِحداهنَّ وَاواً فقالُوا: قَسَاوِسَهٌ ، کما هو.هکذا فی بَعْض النُّسَخ،و مِثْلُه فی التَّکْملَه،قال الفَرّاءُ:و ربّما شُدِّدَ (8)الجَمْعُ و لم یُشَدَّد وَاحدُه،و قد جَمَعَت العَرَبُ الأَتُّونَ أَتَاتِینَ ،و أَنْشَدَ لأُمَیَّهَ بن أَبی الصَّلْت:
لَوْ کَانَ مُنْفَلِتٌ کَانَتْ قَسَاقِسَهً
یُحْیِیهمُ اللّه فی أَیْدِیهمُ الزُّبُرُ
هکذا رَوَاه الأَزْهَریُّ ،و رواه الصّاغَانیُّ :« قَسَاوِسَه » (9).
و القَسُّ : الصَّقِیعُ ،قیل:و إِلیه نُسِبَت الثِّیَابُ القَسِّیَّهُ ، لبَیاضِه.
ص:414
و القَسُّ : لَقَب عَبْد الرَّحْمن بن عَبْد اللّه. و یقَال:
عبد اللّه بنُ عَبْد الرّحْمن بن أَبی عَمّارٍ المَکِّیِّ العابِد التّابِعیِّ الَّذِی کانَ هَوِیَ سَلاَّمَهَ المُغَنِّیَهَ ثم أَنابَ ،و لُقِّبَ به لعِبَادَتِه.
و القَسُّ : إِحْسَانُ رَعْیِ الإِبلِ ، کالتَّقْسِیس ،و یقَالُ هو قَسٌّ بهَا،للعَالِم بها،کما تَقدَّم.
و القَسُّ : السَّوْقُ ،عن أَبی عُبَیْدَهَ ، کالقَسْقَسَه ،یقَال:
قَسَّ الإِبلَ یَقُسُّها قَسًّا ،و قَسْقَسَهَا :سَاقَهَا،و قیلَ :همَا لِشِدَّهِ السَّوقِ .
و القَسُّ ؛ ع،بَیْنَ العَرِیشِ و الفَرَماءِ،مِن أَرْضِ مِصْرَ بینَهَا و بَیْنَ الفرَماءِ سِتَّهُ بُرُدٍ فی البَرِّ تَقْرِیباً،و قالَ بَعْضُهُم:
دونَ ثلاثِینَ مِیلاً،و هوَ علی ساحِلِ بحرِ الْمِلْحِ ،فیما بین السَّوَادَهِ و الوَارِدَهِ ،و قد خَرِبَ مِن زمَانٍ ،و آثارُه باقِیَهٌ إِلی الیَوْمِ ،و هناک تَلٌّ عَظِیمٌ من رَمْلٍ خارِجٍ فی البَحْر الشامِیّ ،و بالقُرْب مِن التَّلِّ سِبَاخٌ یَنْبُتُ فیه الْمِلحُ تَحْمِله العُرْبَانُ إِلی غَزَّهَ و الرَّمْلَهِ ،و بِقُرْبِ هذا السِّبَاخِ آبارٌ تَزْرَع عِنْدَها العُربانُ مَقَاثِئ تِلْکَ البَوَادِی.کذا فی تاریخِ دِمْیَاطَ .
و منه الثِّیَابُ القَسِّیَّهُ ،و هی ثِیَابٌ مِن کَتَّانٍ مَخْلوطٍ من حَرِیرٍ کانَتْ تُجْلَب مِن هُناکَ ،و قد وَرَدَ النَّهْیُ عن لُبْسِهَا، و قد یُکسَرُ القَافُ ،و هکذا یَنْطِق به المُحَدِّثون (1)،و أَهلُ مِصْرَ یَقُولُونه بالفَتْحِ ،و قال أَبو عُبَیْدٍ:هو القَسِّیُّ ،مَنسوبٌ إِلی بلادٍ یُقَال لها: القَسُّ ،قال:و قد رَأَیْتُهَا،و لم یَعْرِفْها الأَصْمَعِیُّ . أَو هی القَزِّیَّهُ ،مَنسوبٌ إِلی القَزِّ،و هو ضَرْبٌ مِن الإِبْرِیَسم فأُبْدِلت الزّایُ سِینا،عن شَمِرٍ،قال رِبیعَهُ بنُ مَقْرُوم:
جَعَلْنَ عَتِیقَ أَنْمَاطٍ خُدُوراً
و أَظْهَرْنَ الکَرَادِیَ و العُهُونَا
عَلَی الأَحْدَاجِ و اسْتَشْعَرْنَ رَیْطاً
عِرَاقِیًّا و قَسِّیًّا مَصُونَا (2)
و قِیلَ :هو مَنْسُوبٌ إِلی القَسِّ ،و هو الصَّقِیعُ ،لِنُصُوعِ بَیَاضِه،و قد تَقَدَّم. و القَسُّ : سَاحِلٌ بأَرْضِ الهِنْدِ ،و هو مُعَرَّبُ کَشّ ،أَو قَصّ ،کما یأْتِی فی الصّادِ.
و دَیْرُ القَسِّ :بِدِمَشْقَ .
و دِرْهَمٌ قَسِّیٌّ ،و تُخَفَّفُ سِینُه ،أَی رَدِیءٌ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .
و القَسَّهُ :القَرْیَهُ الصَّغِیرَهُ ،و فی بعضِ النُّسَخِ :القِرْبَهُ ، بکسر القافِ و بالمُوَحَّده.
و قَسَّهُم :آذَاهُم بِکَلامٍ قَبِیحٍ ،کأَنَّهُ تَتَبَّعَ أَذَاهُم و تَبَغَّاه.
و قَسَّ ما عَلَی العَظْمِ یَقُسّه قَسًّا : أَکَلَ لَحْمَه و امْتَخَخَهُ ، عن ابنِ دُرَیْدٍ، کقَسْقَسَه ،و هذِه لغهٌ یَمانِیَهٌ .
و القَسُوسُ ،کصَبُورٍ: ناقَهٌ تَرْعَی وَحْدَها ،مِثْلُ العَسُوسِ ، و قد قَسَّتْ تَقُسُّ قسًّا :رَعَتْ وَحْدَهَا،و الجَمْع:
القُسُّ (3).
و القَسُوسُ أَیضاً: الَّتی ضَجِرَتْ و سَاءَ خُلُقُها عنْدَ الحَلبِ (4)کالعَسُوس و الضَّرُوسِ ،و هذا عن ابن السِّکِّیت.
أَو القَسُوسُ :الَّتی وَلَّی لَبَنُهَا فلا تَدُرُّ حَتَّی تَنْتَبِذَ.
و قُسُّ بنُ سَاعِدَهَ بنِ (5)عَمْرو بنِ عَدیِّ بن مالک بن أَیدعان بن النّمِر بن وَائله (6)بن الطَّمَثان الإِیَادیُّ ،بالضَّمِّ :
بَلِیغٌ مَشْهُورٌ،و هو حَکِیم العرَبِ ،و هو أَسْقُفُّ نَجْرَانَ ،کما فی اللِّسَان،و إِیادٌ:هو ابنُ نِزار بن مَعَدّ. و منه
14- الحَدیثُ :
«یَرْحَمُ اللّه قُسًّا ،إِنِّی لأَرْجو یَوْمَ القِیَامَه أَنْ یُبْعَث أُمَّهً وَحْدَه. ».و
14- نصُّ الحَدیث: «لمَا قَدِم وَفْدُ إِیادٍ عَلی رَسول اللّه صلی اللّه علیه و سلم قال:أَیُّکُم یَعْرِفُ قُسًّا ؟قالُوا:کُلُّنا نَعْرفُه،قال:فما فَعَل ؟قالُوا:ماتَ ،قال:یَرْحَمُ اللّه قُسًّا ،إِنِّی لأَرْجو أَنْ یَأْتِیَ یَوْمَ القِیَامَهِ أُمَّهً وَحْدَه».
و قُسُّ النَّاطِفِ :ع،قُرْبَ الکُوفه ،علی شاطئِ الفُرَات، کانتْ عِنْدَه وَقْعَهٌ بَیْن الفُرْس و بین المُسْلمین،و ذلک فی خِلافَه سیِّدِنا عُمَرَ،رضی اللّه تعَالی عنه،قُتِل فیه أَبو عبَیْدِ بنُ مَسْعودٍ الثَّقفیّ .
ص:415
و قُسَیْسٌ ، کزُبَیْرٍ:ع ،قال امْرؤُ القیْس:
أَجادَ قُسَیْساً فالصُّهَاءَ فمِسْطَحاً
و جَوًّا و رَوَّی نَخْل قَیْسِ بنِ شَمَّرَا
و قُسَیسٌ : جَدُّ عبد اللّه بن یاقُوت بن عبدِ اللّه المحَدِّث ، و یُعْرَف بالقُسَیْس،سَمع ابن الأَخْضر.
و کسَحَابٍ قَسَاسُ بنُ أَبی شِمْر بن مَعْدِی کَرِبَ ،شاعِرٌ.
و کغُرَابٍ : قُسَاسٌ :اسمُ جَبَلٍ فیه مَعْدِنُ الحَدید بإِرْمِینِیَّه (1)،منه (2)السُّیوفُ القُسَاسیَّهُ . و فی المحْکم:
القُسَاسِیُّ :ضَرْبٌ من السّیوفِ ،و قال الأَصْمَعیّ :لا أَدْرِی إِلی أَیِّ شیْ ءٍ نُسِبَ ،و قال الشّاعر:
إِنّ القُسَاسِیَّ الَّذی یَعْصی به
یَخْتَصِمُ الدَّارِعَ فی أَثْوَابه
قلتُ :و قال أَبو عُبَیْده مثْلَ قَولِ الأَصْمَعیّ ،کما نَقَله السُّهَیْلیُّ :فی الرَّوض.
و قُسَاسٌ : جَبَلٌ بدِیَار بَنی نُمَیْرٍ ،و قیل:بَنی أَسَدٍ،فیه مَعْدِنُ حَدیدٍ،الأَخیرُ نقله السّهَیْلیُّ فی الرَّوْض،قال:
و یقالُ فیه أَیضاً:ذو قُسَاسٍ ،کما یقال:ذو زَیْدٍ،و أَنشدَ قولَ الرّاجز یَصف فَأْساً.
أَخْضَرُ منْ مَعْدِنِ ذی قُسَاسِ
کَأَنَّهُ فی الحَیْد (3)ذِی الأَضْراسِ
تَرْمِی به فی البَلَدِ الدَّهَاسِ
و القَسْقَاس ،بالفَتْح: السَّریعُ ،و یقَال:صَوَابُه: قِسْقِیسٌ ، یقال:خِمْسٌ قَسْقَاسٌ ،أَی سرِیعٌ لا فُتُورَ فیه،و قَرَبٌ قَسْقاسٌ :سَرِیعٌ شَدیدٌ لیسَ فیه فُتُورٌ و لا وَتِیرَهٌ ،قالَه الأَصْمَعیُّ :و قیل:صَعْبٌ بَعیدٌ.و فی کلام المصنِّف، رحمه اللّه،قُصورٌ.
و القَسْقَاس : الدَّلیلُ الهَادِی المُتَفَقِّد الذی لا یَغْفُلُ ،إِنَّمَا هو تَلَفُّتاً و تَنَظُّراً. و القَسْقَاس : شِدَّهُ البَرْدِ و الجُوعِ ،قال أَبو جُهَیْمَهَ الذُّهْلیّ :
أَتَانَا به القَسْقاسُ لَیْلاً و دُونَه
جَرَاثِیمُ رَمْلٍ بَیْنَهُنَّ قِفَافُ (4)
فأَطْعَمْتُه حَتَّی غَدَا و کَأَنَّه
أَسِیرٌ یُدَانِی مَنْکِبَیْهِ کِتَافُ
وَصَفَ طارِقاً أَتاهُ به البَرْدُ و الجُوعُ بَعْدَ أَنْ قَطَعَ قبلَ وُصُولِه إِلیه جَرَاثِیمَ رَمْلٍ ،فأَطْعَمه و أَشْبَعَه،حتّی إِنّه إِذا مَشَی تَظُنُّ أَنّه فی مَنْکِبَیْهِ کِتَافٌ ،و هو حَبْلٌ تُشَدُّ فیه یَدُ الرَّجلِ إِلی خَلْفِه.
و القَسْقَاس : الجَیِّدُ مِنَ الرِّشاءِ.
و القَسْقَاس : الکَهَامُ مِنَ السُّیُوفِ ،هنا ذَکَره الأَزْهَرِیُّ و غیرُه من الأَئِمَّهِ ،کالصّاغَانِیِّ ،و قد تَقدَّم للمصَنِّف فی «ف س ف س»أَیضاً،و لم یَذْکُرْه هناک أَحَدٌ إِلاَّ الصّاغَانِیّ ، و کَأَنَّه تَصَحَّف علیه.
و القَسْقَاس : المُظْلِمُ مِن اللَّیَالِی. و لَیْلَهٌ قَسْقَاسَهُ :شَدِیدَهُ الظُّلْمَهِ .قال رؤْبَهُ :
کَمْ جُبْنَ مِنْ بِیدٍ و لَیْلٍ قَسْقَاسْ
أَو القَسْقَاس مِن اللَّیَالِی: ما اشْتَدَّ السَّیْرُ فِیه إِلی الماءِ، و لَیْسَتْ مِن الظُّلْمَهِ فی شیْ ءٍ.قالَه الأَزْهَرِیَّ .
و القَسْقَاس : نَبْتٌ أَخْضَرُ خَبِیثُ الرّائحَهِ ،یَنْبُتُ فی مَسِیلِ الماءِ،له زَهْرَهٌ بَیْضَاءُ،قالَ أَبُو حَنِیفَهَ رَحِمَه اللّه:
ذَکَرُوا أَنَّهَا بَقْلَهٌ کالکَرَفْسِ ،قال رُؤْبَهُ :
و کُنْتَ مِن دَائِکَ ذا أَقْلاسِ
فاسْتَقِئَنْ بثَمَرِ القَسْقَاسِ
قالَ الصَّاغانِیُّ :و لیس لرُؤْبهَ علی هذَا الرَّوَیِّ شیْ ءٌ.
و القَسْقَاسُ : الأَسَدُ، کالقَسْقَسِ و القُسَاقِسِ ،الأَخِیرُ بالضّمِّ ،نقله الصّاغَانِیُّ .
و القَسْقَسَهُ :بمعنَی الإِسْراع و الحَرَکهِ فی الشیْ ءِ.
و قال أَبو زَیْد: القَسْقَاسَهُ و النَّسْنَاسَهُ (5): العَصَا ،و منه
14- قَولَه صلی اللّه علیه و سلم لِفَاطِمَهَ بنتِ قَیْسٍ ،حِینَ خَطَبَهَا أَبو جَهْمٍ و مُعَاوِیَهُ :«أَمَّا أَبُو جَهْمٍ فأَخَافُ عَلَیْکِ قَسْقَاسَتَه ». أَی العَصَا.
أَو قَسْقَاسَهُ العَصَا،و قَسْقَسَتُه :تَحْرِیکُه إِیّاها،فعَلَی هذا،
ص:416
العَصَا مَفْعُولٌ بهِ ،و علی الأَوَّلِ بَدَلٌ .و قِیلَ :أَرادَ بذلِکَ کَثْرَهَ الأَسْفَارِ،یُقَال:رَفَع عَصَاهُ علی عاتِقِهِ ،إِذا سافَرَ.
و أَلقَی عَصَاهُ مِن عاتِقِه،إِذا أَقامَ ،أَی لا حَظَّ لکِ فی صُحْبَتهِ ؛لأَنَّه کثیرُ السَّفَرِ قَلِیلُ المُقَامِ .قاله ابنُ الأَثِیر.
و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : القُسُسُ ،بضَمَّتیْن:العُقَلاءُ.
و القُسُسُ : السَّاقَهُ الحُذَّاقُ .
و قالَ غیرُه: تَقَسْقَسَ الصَّوْتَ باللَّیْلِ : تَسَمَّعَه.
و قَسْقَسَ فی السَّیْرِ: أَسْرَعَ فیه.
و قَسْقَسَ بالکَلْبِ :صاحَ بِه فقالَ له: قُوسْ قُوسْ .
و قَسْقَسَ الشَّیْ ءَ:حَرَّکَه ،و منه قَسْقَسَ العَصَا،إِذا حَرَّکَهَا،عن ابنِ دُرَیْدٍ.
و قَسْقَسَ اللَّیْلَ أَجْمَعَ : أَدْأَبَ السَّیْرَ فیهِ و لم یَنَمْ .
*و مِمَّا یُسْتَدْرَک علیه:
اقْتَسَّ الأَسَدُ:طَلَب ما یَأْکُلُ .
و القَسْقَسَهُ :السُّؤَالُ عن أَمْر النّاسِ .و رَجُلٌ قَسْقَاسٌ :
یَسأَلُ عن أُمُورِ النّاسِ .
و القَسْقَاسُ :الخَفیفُ من کُلِّ شَیْ ءٍ.
و قَسْقَسَ مَا عَلَی المائدَهِ :أَکَلَه.
و اقْتَسَّتِ النَّاقَهُ :رَعَتْ وَحْدَهَا،کقَسَّتْ .
و قَسَّها الرّاعِی:أَفْرَدها من القَطِیعِ ،و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :
سُئِل المُهَاصِرُ بنُ المُحِلِّ عن لَیْلَهِ الأَقْساسِ من قولِه:
عَدَدْتُ ذُنُوبِی کُلَّها فوَجَدْتُها
سِوَی لَیْلَهِ الأَقْسَاسِ حِمْلَ بَعِیرِ
فقِیلَ ؛و مَا لَیْلَهُ الأَقْسَاسِ ؟قال:لَیْلَهٌ زَنَیْتُ فیها و شَرِبْتُ الخَمْرَ و سرَقْتُ .
و قالَ لَنَا أَبو المُحَیَّا الأَعْرَابِیُّ یَحْکِیهِ عن أَعْرَابِیٍّ حِجَازِیٍّ فَصِیحٍ :إِنَّ القُسَاسَ غُثَاءُ السَّیْلِ ،و أَنْشدَنا عنه:
و أَنْتَ نفِیٌّ مِن صَنَادِیدِ عامِرٍ
کما قدْ نَفَی السَّیْلُ القُسَاسَ المُطَرَّحَا
و سَمَّوْا قُسَاساً.
و القَسْقَسُ :المُتَفَقِّدُ الَّذِی لا یَغْفُل، کالقَسْقَاسِ .
و القَرَبُ القَسِّیُّ :البَعِیدُ و الشَّدِیدُ،قاله أَبو عَمرو،و قالَ الأَزْهَرِیُّ :أَحسَبُه القِسْیَنُّ .
و قال أَبُو عَمْرُوٍ أَیضاً:قَرَبٌ قِسْقِیسٌ ،و أَنشد:
إِذا حَدَاهُنَّ النَّجَاءُ القِسْقِیسْ
و رجُلٌ قَسْقاسٌ :یسُوقُ الإِبِلَ ،و قد قَسَّ السَّیْرَ قسًّا :
أَسْرَعَ فیه.
و القَسْقَسَهُ :دَلَجُ اللَّیْلِ الدَّائبُ ،یقال:سَیْرٌ قِسْقیس (1):
أَی دائِبٌ .
و القَسَّهُ :القِرْبهُ ،بلُغَهِ السَّوَاد،نقلَه اللَّیْثُ رَحِمَهُ اللّه تعالی.
القُسْطَاسُ ،بالضّمّ و الکَسْرِ:المِیزَانُ ،قالَ اللّه تَعَالَی: وَ زِنُوا بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِیمِ (2)قرَأَ الکُوفِیُّون غیرَ أَبِی بَکْرٍ بالکَسْرِ،و البَاقُونَ بالضَّمِّ . و قِیلَ :هو أَقْوَمُ المَوَازِینِ و أَعْدَلُهَا،و قالَ الزَّجّاجُ : القِسْطَاسُ القَرَسْطُون، و بعضُهُم یفَسِّرُه بالشَّاهِینِ ،و قِیلَ :هو القَبَّانُ ، أَو قِیلَ : هو مِیزَانُ العَدْلِ أَیَّ مِیزَانٍ کانَ مِن مَوَازِینِ الدَّراهِمِ و غیرِهَا، کالقِصْطاس ،بالصاد، أَو هو رُومِیٌّ مُعَرَّبٌ ،قاله ابنُ دُرَیْد و مِثْلُه فی البُخَارِیّ ،و به یَسْقُطُ قولُ مَن قالَ إِنَّه مَأْخُوذٌ من القِسْطِ ،کما نَبَّه علیه شیخُنَا فی تَرْکِیبِ «قسط ».و قالَ اللَّیْثُ فی قَوْل عَدِیٍّ :
فی حَدِیدِ القِسْطَاسِ یَرْقُبُنِی الْحا
رِثُ و المَرْءُ کُلَّ شیْ ءٍ یُلاقِی
أُرَاه حَدِیدَ القَبّان (3).
القُسْطَنَاسُ ،بالضَّمِّ .و فتحِ الطَّاءِ و النُّونِ ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ اللَّیْثُ :هو صَلاَیَهُ (4)الطِّیب و قالَ مَرَّهً أُخْرَی:صَلاَیَهُ العَطَّارِ،و أَنشد لمُهَلْهِل:
رُدِّی عَلَی کُمَیْتَ اللَّوْنِ صَافِیَهً
کالقُسْطَنَاسِ عَلاَهَا الوَرْسُ و الجَسَدُ
ص:417
و قالَ سِیبَوَیْهِ : قُسْطَنَاسُ : شَجَرٌ،و الأَصْلُ : قُسْطَنَسُ ، فمُدَّ بأَلِفٍ کما مُدَّ عَضْرَفُوط بواوٍ،و الأَصْل عَضْرَفُط ،و فی التَّهْذِیبِ ،فی الرُّباعِیِّ ،عن الخَلِیلِ : قُسْطَنَاس :اسمُ حَجَرٍ،و هو من الخُمَاسِیّ ،المُزَادِ (1)،فأَصْلَه: قُسْطَنَس ، و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ مِثْلَه.
*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:
قُسْنَطَاس ،مِثْلُ الأَوّلِ ،غیرَ أَنّ النُّونَ مقدَّمهٌ علی الطّاءِ، و هو صَلاَیَهُ الطِّیبِ ،رَومِیَّه،أَهمله الجَمَاعَهُ ،و أَوْرَدَهُ صاحِبُ اللِّسَانِ ،و هو لغه فی قُسْطَنَاس،عن اللَّیْثِ ،و أَنْکَرَه ثَعْلَب،و قال:إِنّمَا هو قُسْطَنَاس.
القُصْطاسُ و القِصْطاسُ ،بالضَّمّ و الکسرِ ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و هما لُغَتَانِ فی القُسْطَاسِ و القِسْطَاسِ بالسِّین ،کما تقدَّمَت الإِشَارَهُ إِلَیْه.
القَطْرَبُوس ،بفتح القَاف و قد تُکْسَر ،أَهْمَلَه الجَوْهَریّ ،کما أَهْمَلَ هو القَرْطَبُوس،فهذه بتلک.و قال اللَّیْثُ :هی الشَّدیدهُ الضَّرْبِ ،و فی التَّهْذیب:اللَّسْعِ من العَقَارِب ،و أَنْشَدَ أَبو زَیْدٍ:
فَقَرَّبُوا لی قَطْرَبُوساً ضَارِبَا
عَقْرَبَهً تُناهِزُ العَقارِبَا
کذا فی خُمَاسیِّ التَّهْذیب، و قال المازنیُّ : القَطْرَبُوس :
النَّاقَهُ السَّریعَهُ فی السَّیْر، أَو الشَّدیدَهُ من النُّوق،عن ابن عَبّاد،و کأَنَّهُ أُخِذَ من مَقْلُوبه:القَرْطَبُوس،فقد مَرَّ عن السِّیرَافیّ و أَبی حَیّانَ أَنّها الشَّدیدَهُ .
*و ممَّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:
القَطُّوس ،کتَنُّورٍ:القِطُّ ،بلُغهِ الأَنْدَلُس،و قال أَبو الحَسَن الیُونینِیُّ :أَنْشَدَنَا رَضِیُّ الدِّین الشّاطِبیُّ الأَنْدلسیُّ لبعض اللُّغَویِّین:
عَجَائبُ الدَّهْرِ شَتَّی لا یُحاطُ بهَا
منْهَا سَمَاعٌ و منْهَا فی القَرَاطِیسِ
و إِنَّ أَعْجَبَ ما جَاءَ الزَّمانُ به
فَأْرٌ بحمْصَ لإِخْصَاءِ القَطَاطِیس
و حِمْصُ هذه:حِمْصُ الأَنْدَلُسِ .و الإِخْصَاءُ بمَعْنَی الخِصَاءِ،کذا قَرَأْتُه فی تاریخ الذَّهَبیِّ .قلت:و قد یُصَحِّفُه العَوَامُّ بالشِّین المُعْجَمه.
القَنْطَرِیسُ ،کزَنْجَبِیل،أَهْمَلَه الجَوْهَریُّ و صاحبُ اللِّسَان (2)،و قال ابنُ عَبّادٍ:هو الفَأْرَهُ . قال الصّاغَانیُّ :و فیه نَظَرٌ. و قال اللَّیْثُ :هی النّاقَهُ الشَّدیدَهُ الضَّخْمَهُ ،و أَورَدَ الصّاغَانیُّ هذا الحرفَ بعدَ القاف مع الّلام.
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
قُطْرُس :لَقَبُ جَدِّ نَفِیس الدِّین أَبی العَبّاس أَحْمَدَ بن عبد الغَنیّ بن أَحمدَ بن عبد الرَّحْمن بن خَلَف بن المُسْلم القُطْرُسیِّ اللَّخْمیِّ ،نَزیل مصْرَ،و المُتَوَفَّی بقُوصَ سنه 603،و هو فقیهٌ أَدیبٌ مُتَکَلِّمٌ ،و له دیوَانُ شِعْرٍ،و کانَ یُنْبَزُ بهذه النِّسْبَهِ .
القَعَسُ ،مُحَرَّکَهً :خُرُوجُ الصَّدْرِ و دُخُولُ الظَّهْرِ ،و هو ضِدُّ الحَدَبِ ،و هو أَقْعَسُ و قَعِسٌ ،کقَوْلِهم:
أَنْکَدُ و نَکِدٌ،و أَجْرَبُ و جَرِبٌ .و هذا الضَّرْبُ یَعْتَقِبُ علیه هذان المِثالان کَثیراً،و المَرْأَهُ ، قَعْسَاءُ ،و الجَمْعُ : قُعْسٌ .
و الأَقْعَسُ من الخَیْل:المُطْمَئنُّ الصُّلْبِ من الصَّهْوَه المُرْتَفعُ القَطَاهِ ،یقال:فَرَسٌ أَقْعَسُ .
و من الإِبل:المائلُ الرَّأْسِ و العُنُق و الظَّهْرِ ،هکذا فی سَائرِ النُّسَخ،و صَوابُه:نَحْوَ الظَّهْرِ.
و مِن المَجَازِ: الأَقْعَسُ مِن اللَّیَالِی:الطَّوِیلَهُ ،کأَنَّهَا لا تَبْرَحُ .
و الأَقْعَسُ : جَبَلٌ بِدِیارِ رَبِیعَهَ بنِ عُقَیْلٍ ، یُکَنَّی ،أَی یُدْعی و یُلَقَّب و یُقَال: ذا الهَضَبَاتِ .
و الأَقْعَسُ : الرَّجُلُ المَنِیعُ العَزِیزُ.
ص:418
و الثَّابِتُ مِن العِزِّ ،و قد قَعِسَ قَعَساً ،و عِزَّهٌ قَعْسَاءُ :ثَابِتَهٌ ، قال:
و العِزَّهُ القَعْسَاءُ لِلْأَعَزِّ
و الأَقْعَسُ نَخْلٌ و أَرْضٌ بالیَمَامَه لبَنِی الأَحْنَف.
و الأَقْعَسَانِ :همَا الأَقْعَسُ و هُبَیْرَهُ ابْنَا ضَمْضَمٍ ،کما نَقَلَه الجَوْهَریُّ .
و قال الأَزْهَریُّ : الأَقْعَسَانِ :هما الأَقْعَسُ و مُقَاعِسٌ ابْنا ضمْره بن ضَمْرَهَ ،من بَنی مُجَاشِعٍ ،قالَهُ أَبو عُبَیْدَهَ .
و القَعْسَاءُ :تَأْنیثُ الأَقْعَسِ . و هی ضِدُّ الحَدْباءِ. و منَ النَّمْل:الرَّافِعَهُ صَدْرَهَا و ذَنَبَهَا ،و الجَمْع: قُعْسٌ و قَعْسَاوَاتٌ ،علی غَلَبَه الصِّفَهِ . و القَعْسَاءُ : فَرَسُ مُعَاذٍ النَّهْدیِّ ،نقلَه الصّاغَانیُّ .
و القَعْوَس ،کجَرْوَلٍ :الشَّیْخُ الکَبیرُ الهَرِمُ .
و قِعَاسٌ ، ککِتَابٍ :جَبَلٌ من ذِی الرُّقَیْبَه مُطِلٌّ عَلَی خَیْبَرَ.
و القُعَاس ، کغُرَاب:داءٌ فی الغنَمِ یَحْدُث من کَثْرَهِ الأَکْلِ تَموتُ منه. و الذی فی التّهْذیب و التَّکْملَه:الْتوَاءٌ یَأْخُذُ فی العُنُق من رِیحٍ کأَنَّهَا تَهْصِرُه إِلی ما وَرَاءَه.و لیس فیه تَخْصِیصُ الغَنَمِ ،فتأَمَّلْ .
و القَعْسَانُ ، کسَلْمَانَ :ع ،ذکرَه الصّاغَانیُّ ،و ضَبَطه فی العبَاب کعُثْمانَ .
و القَوْعَس ،کجَوْهَرٍ الغَلِیظُ العُنُق الشَّدیدُ الظَّهْرِ من کُلّ شَیْ ءٍ.
و القَعْس ،بالفَتْح: التُّرَاب المُنْتِنُ ،عن ابن دُرَیّدٍ،و ذَکَرَه أَیضاً أَبو مالکٍ و أَبو زَیْدٍ،کما نَقَلَه الجَوْهَریُّ .
و القُعْسُوسُ ،کعُصْفُورٍ:لَقَبٌ للمَرْأَهِ الدَّمِیمَهِ ،و فی التَّکْملَه هو قَعْسُوسٌ ،من غیر لامٍ .
و قُعْیسِیسٌ ،تصغیر مُقْعسِسٍ ،علی القیَاس: اسمٌ .
و الإِقْعاس :الغِنَی و الإِکْثار ،و قد أَقْعَسَ الرَّجلُ ،إِذا اسْتَغْنی.نَقَلَه ابنُ القَطّاع.
و تَقَاعَسَ الرَّجلُ عن الأَمْر: تَأَخَّرَ و لم یُقْدِمْ فیه (1)،کقَعَسَ ، و تَقاعَسَ الفَرَس:لم یَنْقَدْ لقَائدِه ،و منه قَولُ الکُمَیْت:
کما یَتَقَاعَسُ الفَرَسُ الجَرُورُ (2)
و اقْعَنْسَسَ :تَأَخَّرَ و رَجَع إِلی خَلْفٍ ،قال الرّاجز:
بِئْسَ مَقَامُ الشَّیْخِ أَمْرِسْ أَمْرِسِ
بَیْنَ حَوَامِی خَشَبَاتٍ یُبَّسِ
إِمّا عَلَی قَعْوٍ و إِمَّا اقْعَنْسِسِ
و إِنَّمَا لم یُدْغَمْ هذا لأَنَّه مُلْحَقٌ باحْرَنْجَمَ ،یقول:إِنَّ اسْتَقَی ببَکَرَهٍ ،وَقَع حَبْلُها فی غیر مَوْضِعه (3)،فیقال له:
أَمْرِسْ ،و إِن اسْتَقَی بغَیْر بَکَرٍه و مَتَحَ أَوْجَعَه ظَهْرُه فیُقَال له:
اقْعَنْسِسْ و اجْذِبِ الدَّلْوَ.قال أَبو عَلیّ :نون افْعَنْلل بابهَا إِذا وَقَعَتْ فی ذَوَاتِ الأَرْبَعَه أَنْ تَکُونَ بین أَصْلَیْن،نحو:
اخْرَنْطَم،و احْرَنْجَم.و اقْعَنْسَسَ ملْحَقٌ بذلکَ ،فیَجب أَنْ یُحْتَذیَ به طَریق ما أُلْحِقَ بمِثَالِه،فلْتَکُن السّینُ الأُولَی أَصْلاً،کما أَنَّ الطّاءَ المُقَابِلَهَ لها من اخْرَنْطَم أَصلٌ ،و إِذا کانت السّینُ الأُولَی من اقْعَنْسَس أَصْلاً کانَت الثانیهُ الزَّائدَهَ بلا ارْتِیَابٍ و لا شُبْهَه.
و المُقْعَنْسِسُ :الشَّدیدُ ،و قیل:المُتَأَخِّر.قال المُبَرِّدُ:
و کان سیبَوَیْه یقولُ فی تَصْغیره: مُقَیْعِسٌ أَو (4)مُقَیْعِیسٌ ،قال:
و لیسَ القِیَاسُ ما قَالَ ؛لأَنَّ السّینَ مُلحقَه،و القِیاسُ قُعَیْسِسٌ و قُعَیْسِیسٌ حتّی تکونَ مثْلَ جُرَیْجِم و حُرَیْجِیم:فی تَحقیرِ مُحْرَنْجِمٍ ،فقولُ المُصَنِّف: أَو قُعَیْسٌ ،فی سائر النُّسَخِ هو اختیَارُ المُبَرّد،علی قَولٍ بحذْفِ المیم و السِّین الأَخیرَهِ ، کما هو بخَطِّ أَبی سَهْلٍ فی هامِش الصّحاح.أَو قُعَیْسِسٌ ، کما یَقْتَضِیه کلامُ الجَوْهَرِیّ فی اخْتیَار المُبَرّدِ،أَی بحَذْفِ السِّین دُونَ المِیم،و بهمَا جاءَ فی نُسَخِ الصّحاح (5).
و ج المُقْعَنْسِسِ : مَقَاعِسُ ،بالفَتح،بعدَ حَذف الزّیادات و النُّونِ و السِّین الأَخِیرَه،و إِنّمَا لم تُحْذَف المیمُ و إِن کانَتْ
ص:419
زائدَهً ،لأَنَّهَا دَخَلَتْ لمَعْنَی اسمِ الفاعِل،و أَنْتَ فی التَّعْوِیض بالخِیَار،و التَّعْوِیضُ :أَنْ تُدْخِلَ یاءً ساکِنَهً بَیْنَ الحَرْفَین اللَّذَیْن بعدَ الأَلِفِ ،تَقُول: مَقَاعِسُ ، و إِن شئْتَ مَقَاعِیسُ ،و إِنَّمَا یَکونُ التَّعْویضُ لاَزِماً إِذا کانَت الزّیَادَهُ رابِعَه،نحو قِنْدِیلٍ و قَنَادیلَ ،فقِسْ علیه.
و مُقَاعِسٌ ،بالضّمّ :أَبو حَیٍّ من تَمِیمٍ ،و هو لَقَبٌ ، و اسمُه الحارِثُ بنُ عَمْرِو بن کَعْبِ بنِ سَعْدِ بنِ زَیْدِ مَنَاهَ بن تَمیمٍ ،و إِنَّمَا لُقِّب به لأَنَّه تَأَخَّرَ عن حِلْفٍ کانَ بَیْنَ قَوْمه ، و قیل:إِنّمَا سُمِّیَ مُقَاعِساً یَوْمَ الکُلاَبِ ،لأَنّهم لمَّا الْتَقَوْا هم و بنو الحارثِ بنِ کَعْبٍ ،تَنَادی أَولئکَ :یا لَلْحَارِثِ ،و تَنَادَی هؤلاءِ:یا لَلْحَارِثِ ،فاشْتَبَه الشِّعَارانِ ،فقالوا:یا لَمُقَاعِسٍ .
و تَقَوْعَسَ الشَّیْخُ :کَبِرَ ،و الشِّینُ لُغَهٌ فیه.
و تَقَوْعَسَ البَیْتُ :تَهَدَّمَ و سَقَطتْ أَرْکانُه.
*و مما یستدرک علیه:
المُتَقَاعِس :هو الأَقْعَس .
و الأُقَیْعِس :تَصْغیرُ الأَقْعَسِ .
و القَعَسُ فی القَوْسِ :نُتُوُّ باطِنِهَا فی وَسَطِهَا و دُخُولُ ظاهِرِها،و هی قَوْسٌ ، قَعْسَاءُ ،قال أَبو النَّجْم وَصَفَ صائداً.
و فِی الیَدِ الیُمْنَی (1)عَلَی مَیْسُورِهَا
نَبْعِیَّهٌ قد شُدَّ مِنْ تَوتیرِها
کَبْداءُ قَعْساءُ عَلَی تَأْطِیرِهَا
و تَقَاعَسَ العِزُّ،أَی ثَبَتَ و امْتَنَع، فاقْعَنْسَسَ :ثَبَتَ و لم یُطَأْطِئْ رَأْسَه،قال العَجّاج:
تَقَاعَسَ العِزُّ بنَا فاقْعَنْسَسَا
فبَخَسَ النَّاسَ و أَعْیَا البُخَّسَا
أَی بَخَسَهم العزَّ،أَی ظَلَمَهُم حُقُوقَهُم.
و تَقَعَّسَت الدَّابَّهُ :ثَبَتَتْ فلم تَبْرَحْ مَکَانَهَا.
و تَقَعْوَسَ الرَّجلُ عن الأَمْر:تَأَخَّرَ و لم یُقْدِمْ (2)فیه،هکذاثَبتَ فی بعضِ أُصولِ الصّحاح،بَدَلَ ،« تَقَاعَسَ »و صُحِّح علیه.
و السِّنُونَ القُعْسُ :الثّابِتَهُ ،و مَعنَی ثَبَاتِهَا:طُولُهَا:قَال الشَّاعر:
صَدِیقٌ لِرَسْمِ الأَشْجَعِیِّینَ بَعْدَ مَا
کَسَتْنِی السِّنُونَ القُعْسُ شَیْبَ المَفَارِقِ
و قَعَسَ قَعْساً :تأَخَّرَ،و کذلک تَقَعْنَس.
و جَمَلٌ مُقْعَنْسِسٌ :یَمْتَنِع أَن یُقَادَ،و کُلُّ مُمْتَنِعٍ مُقْعَنْسِسٌ .
و عِزُّ مقْعَنْسِسٌ :عَزَّ أَنْ یُضَامَ .
و کُلُّ مُدْخِلٍ رَأْسَه فی عُنُقِه کالمُمْتَنِع من الشیءِ:
مُقْعَنْسِسٌ .
و یقولون:«ابنُ خَمْسٍ عَشَاءُ خَلِفَاتٍ قُعْسٍ »:أَی مُکْثُ الهِلالِ لخَمْسٍ خَلَوْنَ من الشَّهْر إِلی أَنْ یَغیبَ مُکْثُ هذه الحَوَاملِ فی عَشَائهَا.
و قَعَس الشَّیْ ءَ قَعْساً :عَطَفَه،کقَعَّسَه.
و القَعْوَس ،کجَرْوَلٍ :الخَفیفُ .
و فی أَمْثَالِهم:«هو أَهْوَنُ منْ قُعَیْسٍ علَی عَمَّتِه».قال بَعْضُهُم:إِنَّه رجُلٌ من أَهْلِ الکُوفَه دَخَلَ دارَ عَمَّتِه فَأَصَابَهُمْ مَطَرٌ و قُرَّ،و کانَ بَیتُهَا ضَیِّقاً،فأَدْخَلَتْ کَلْبَها البَیْتَ ،و أَبْرَزَتْ قُعَیْساً إِلی المَطَر،فماتَ من البَرْد.
و قالَ الشَّرْقیُّ القُطَامیُّ :إِنَّه قُعَیْسُ بنُ مَقَاعِسِ بن عَمْرٍو، من بَنی تَمِیمٍ ،مات أَبوه،فحَمَلَتْه عَمَّتُه إِلی صاحب بُرٍّ، فَرَهَنَتْه علی صاعٍ مِن بُرٍّ فَغَلِقَ رَهْنُه،لأَنَّهَا لم تَفْتَکَّه (3)، فاسْتَعْبَدَه الحَنَّاطُ ،فخَرَجَ عَبْداً.
و قالَ أَبو حُضَیْرٍ التَّمیمِیُّ : قُعَیْسٌ کان غُلاماً یَتیماً من بَنی تَمیمٍ ،و إِنَّ عَمَّتَه اسْتَعارتْ عَنْزاً من امْرَأَهٍ ،فرَهَنَتْهَا قُعَیْساً ، ثمّ ذَبَحَت العَنْزَ و هَرَبَتْ ،فضُرِب المَثَلُ به فی الهَوَان.
و بَعِیرٌ أَقْعَسُ :فی رِجْلَیْه قَصَرٌ،و فی حارِکهِ انْصِبابٌ .
و ککِتَابٍ :عَمْرُو بنُ قِعَاسِ بن عَبْدِ یَغْوثَ المُرَادیُّ ، شاعرٌ.
ص:420
و تَقَاعَسَ الَّلیْلُ :مِثْل بَرَکَ (1)،و هو مَجازٌ.
*و مما یستدرک علیه:
القُعْموس ،بالضَّمّ :الجُعْموس.
و قَعْمَسَ الرَّجلُ :أَبْدَی بمَرَّهٍ ،و وَضَعَ بمَرَّه.أَهملَه الجماعهُ ،و أَوْرَدَه صاحبُ اللِّسَان هکذا،و الصّاد لغهٌ فیه.
*و ممّا یسْتَدْرَک علیه:
القَعْنَسَهُ ،أَهْمَلَه الجَوْهَریُّ و الصَّاغَانیُّ ،و قال أَبو عَمْرٍو:
هو أَنْ یَرْفَعَ الرَّجلُ رَأَسَه و صَدْرَه،قالَ الجَعْدِیُّ :
إِذَا جَاءَ ذُو خُرْجَیْن منْهُم مُقَعْنِساً
من الشَّام فَاعْلَمْ أَنَّهُ غَیْرُ قافِلِ
و قال اللِّحْیَانیُّ : القَعَانِیس :الشَّدَائدُ من الأُمور،کذا فی اللِّسَان.
قَفَسَ الرَّجلُ قَفْساً و قُفُوساً :ماتَ ،و کذلک فَقَس،و هما لُغَتَان،و کذلکَ طَفَسَ و فَطَس.
و قَفَس الظَّبْیَ قَفْساً : رَبَطَ یَدَیْه و رِجْلَیْه ،نَقَلَه ابنُ القَطّاع،و الصّاد لُغَهٌ فیه.
و قَفَس فُلاناً:أَخَذَ بشَعْره و جَذَبَه به سُفْلاً،عن اللِّحْیَانیّ .
و قَفَس الشَّیْ ءَ قَفْساً : أَخَذَه أَخْذَ انْتزَاعٍ و غَصْبٍ ، بالغین و الصّاد،و فی بعض النُّسَخ بتحریک الضّاد،و کلاهما صَحیحَان.
و قَفِسَ ، کفَرِحَ :عَظُمَتْ رَوْثَهُ أَنْفِه.
و قالَ الَّلیْثُ : الأَقْفَس من الرِّجال: المُقْرفُ ابنُ الأَمَه.
و الأَقْفَس : کُلُّ ما طالَ و انْحَنَی ،عن ابن عبّادٍ،کَأَنَّهُ مقلوبُ الأَسْقَفِ ،عن ابن الأَعْرَابیّ . و القَفْسَاءُ :المَعِدَهُ ،و أَنْشَد:
أَلْقَیْت فی قَفْسَائه ما شَغَلَهْ
قال ثَعْلَبٌ :معناه أَطْعَمَه حتَّی شَبعَ .
و قیل: القَفْسَاءُ هنا: البَطْنُ .
و القَفْسَاءُ :الأَمهُ الَّلئیمَهُ الرَّدِیئَهُ ،یقَالُ :أَمَهٌ قَفْسَاءُ ،و لا تُنْعَتُ بهَا الحُرَّهُ ، کَقَفَاس،کقَطام ،قالَهُ النَّضْر.
و القُفْس ،بالضّمّ طائِفَهٌ بکِرْمانَ ،فی جِبالها، کالأَکْرَاد ،و أَنشد:
و کَمْ قَطَعْنَا منْ عَدوٍّ شُرْس
زُطٍّ و أَکْرَادٍ وَ قُفْسِ قُفْسِ
و یرْوَی بالصّاد أَیضاً:
و تَقَفَّس :وثَبَ ،و همَا یَتَقَافَسَانِ بشُعُورِهما ،أَی یَتَوَاثَبَان ، أَی یأْخُذُ کُلُّ وَاحدٍ منهما بشعرِ (2)صاحِبه.
وَ ممّا ذَکَرَ الجَوْهَرِیُّ فی هذا الحَرْف قُفِسَ قُفَاساً (3):
أَخَذَه داءٌ فی المَفَاصِل کالتَّشَنُّجِ ،و ذَکَرَه ابنُ القَطّاع أَیضاً فی هذا الحَرْف،و قال الصّاغانیُّ :و قد انْقَلَبَ علی الجَوْهَرِیِّ هذا الحرفُ ،و الصواب بتَقْدیم الفاءِ،ثُمّ قال:
علی أَنَّ هذا التَّرْکیبَ غیرُ مَوْجودٍ فی أَکْثَرِ نُسَخِ الصّحاح.
و عَبْدٌ أَقْفَسُ :لَئیمٌ ،عن النَّضْر.
*و مما یستدرک علیه:
أَقْفَهْسُ :قَرْیهٌ بمصْرَ من أَعمال البَهْنَسَاوِیه،و قد اجْتَزْتُ بها و منها الإِمَامُ المحَدِّثُ صَلاحُ الدِّینِ خَلیلٌ الأَقْفَهْسیُّ ، و العَّامَهُ تقولُ :أَقْوَاص.
المُقَوْقِس ،أَهْمَلَه الجَوْهَریُّ ،و أَوْرَدَه الصّاغَانیُّ فی«ق س س»و صاحبُ اللِّسَان هنا،و قال فی آخِرِ المادَّه:و لم یَذْکُرْ أَحدٌ من أَهلِ اللُّغَهِ هذه الکَلَمَهَ فیما انتَهی إِلینا،ثمّ أَعادَه فی«ق و س»و قالَ :و حَقُّه أَنْ یُفْرَدَ له تَرکِیب«ق ق س».و هو مَضْبوطٌ فی أَکْثَر النُّسَخ علی صِیغَه اسم المَفْعول،و هو المَشْهُور الدّائر علی الأَلْسنَه،
ص:421
و الصّواب أَنّه بصِیغَه اسمِ الفاعِل،کما ضَبَطَه الصّاغَانیُّ و شیخُنَا.و هو اسمُ طائر مُطَوَّق طَوْقاً سَوَادُه فی بَیَاضٍ کالحَمَام ،عن أَبی عَمْرٍو.و قال السُّهَیْلیُّ فی الرَّوْض:
معناه:المطَوِّلُ للبِنَاءِ.و قال غیره:هو عَلَمٌ رُومیٌّ لرَجلٍ .
و هو جُرَیْجُ بنُ مِینَی القِبْطِیُّ ،و قَد عُدَّ فی الصَّحَابَه -قال الدّارَقُطْنیّ :و هو غَلَطٌ ،و کذا قولُ ابن مَنْدَهْ و أَبی نُعَیْمٍ - صَاحِبُ مِصْرَ و الإِسْکَنْدریَّهِ ،و
14- یقَال: إِنَّ لهُم مُقَوْقِسَ آخَرَ صَحابیّاً،جاءَ ذِکْره فی مُعْجَم ابنِ قانعٍ ،هو مَلِکُ القِبْطِ و صاحِبُ الإِسْکَنْدَریَّه،أَرْسَلَ إِلیه رَسُولُ اللّه صلی اللّه علیه و سلم کِتَاباً یَدْعُوه إِلی الإِسْلام فأَجَابَ . و قالَ الذَّهَبیُّ :لعلَّه الأَوّلُ .
14- قالُوا: إِنّ المُقَوْقِسَ هو الذی أَهدَی لرَسُول اللّه صلی اللّه علیه و سلم بَغْلَتَه الشَّهْبَاءَ، و اسمُها دُلْدُلُ ،و قال ابنُ سَعْدٍ:بَقِیتْ إِلی زَمَنِ مُعَاویَهَ .
قیل:و أَهْدَی أَیْضاً مَارِیَهَ و أُختَهَا سِیرِینَ و قَدَحَ قَوَارِیرَ،و غَیْرَ ذلِکَ ،و مِن یَدهِ أُخِذَتْ مِصْرُ،و ماتَ نَصْرَانِیّاً. و فی شُرُوحِ المَواهِب کلامٌ لیسَ هذا مَحَلَّ اسْتِقْصَائِه.
و المُقَوْقسُ : لَقَبٌ لکُلِّ مَن مَلَکَهُما. و قد تَقَدَّم للمُصَنِّفِ فی«ع ز ز»أَنَّ العَزِیزَ لقبٌ لکُلِّ مَن مَلَکَ مِصْرَ و الإِسْکَنْدَرِیَّهَ .
و یُقَال لِعَظِیمِ الهِنْدِ أَیضاً: المُقَوْقِسُ ،نُقِل ذلِک عنِ ابنِ عَبّادٍ فی المُحِیط ، و کأَنَّه غَلَطٌ ،لم یُتابِعْه علیهِ أَحَدٌ.
و قَاقِیسُ بنُ صَعْصَعَهَ بنِ أَبِی الخَرِیفِ ،مُحَدِّثٌ ،رَوَی عن أَبِیهِ ،قالَ الحافِظُ :و اختُلِفَ فی إِسْنَادِ حَدِیثِه،وَ أَکْثَرُ الرُّوَاهِ قالُوا:عن عُمَرَ بنِ قَیْسٍ ،عن أَبی الخَرِیفِ ،عن أَبِیهِ ،عن جَدِّهِ .قلتُ :هو فی المُعْجَم الکَبِیرِ،عن الطَّبَرانیِّ ،و نَصُّه:ابنُ أَبی الخَریف،عن أَبیه،عن جَدِّه، و رَوَی من حَدیث صَعْصَعَهَ بن أَبی الخَریف،عن أَبیه:
حَدَّثَنِی جَدِّی.فتأَمَّلْ .و سیَأْتی ذِکْرُه أَیضاً فی«خ ر ف».
*و ممَّا یُسْتَدْرَک علیه:
القَوْقَسَهُ :ضَرْبٌ من عَدْوِ الخَیْلِ .
14- جاءَ فی مُصَنِّف ابنِ أَبِی شَیْبَهَ ،عن جابِرِ بنِ سَمُرَهَ رضِیَ اللّه تَعالَی عنه،قال:
«رَأَیْتُ رسولَ اللّه صلی اللّه علیه و سلم فی جِنَازَهِ أَبی الدَّحْدَاحِ و هو رَاکبٌ علی فَرَسٍ و هو یَتَقَوْقَسُ به،و نحن حَوْلَه».
و قَوْقَسَ الرَّجُلُ ،إِذا أَشْلَی الکَلْبَ .
و قَوْقِیسُ :اسمٌ طَائرٍ،نقلَه القَزْوِینیُّ .و قد ذَکَرَه فی «قَفْنَس» (1).
القِلْحَاس ،بالکَسْر ،أَهمله الجَوْهَریُّ ،و قال اللَّیْث:هو السَّمِجُ القَبِیحُ من الرِّجَال ،و قد تقدَّم فی «فلحس»بالفَاءِ.ذَکَره هناک تَقْلِیداً للصاغَانِیِّ ،و صوابه بالقَاف،و ذَکَرَه ابنُ مَنْظُورٍ بعد تَرکیب«قلس».
أُوقْلِیدِسُ ،بالضَّمِّ و زیَادَه الوَاو ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و ابنُ مَنْظُورٍ،و هو اسمُ رَجلٍ وَضَعَ کِتَاباً فی هذا العِلْمِ المَعْرُوفِ ،أَی الهَیْئَهِ و الهَنْدَسَهِ و الحِسَابِ ،و قد نَقَلَه إِلی العَرَبِیَّهِ الحَجّاجُ بن یُوسُفَ الکُوفیّ نَقْلَیْن،أَحدهما:
الهَارُونِیّ ،و ثانِیهِمَا:المَأْمُونِیّ ،و نَقَلَه أَیضاً حُنَیْنُ بنُ إِسْحَاقَ العِبَادیُّ المُتَوفَّی سنه 260،و ثابتُ بنُ قُرَّهَ الحَرّانیُّ المتوَّفی سنه 288،و أَبو عُثْمَانَ الدِّمَشْقیُّ .و مِمَّن شَرَحَه الیَزِیدیُّ و الجَوْهَرِیُّ ،و الهَامَانیُّ فسَّر المقالهَ فقط ،و ثَابتُ بنُ قُرَّهَ شَرَحَ علی العلَّه،و أَبو حَفْصٍ الخُرَاسَانیُّ ،و أَحمَد بنُ محمَّدٍ الکَرَابیسیُّ ،و أَبو الوَفَاءِ الجُوزْجانیّ ،و أَبو محَمَّدٍ البَغْدَادیُّ قاضِی المارِسْتَان،و أَبو القَاسم الأَنطَاکِیُّ ،و أَبو یوسفَ الرّازیُّ ،و ابنُ العَمیدِ،شَرَح المقَالَهَ العاشرَهَ فقط ، و الأَبْزَاریّ ،و أَبْزَنُ حَلَّ الشُّکُوکَ فقط ،و الحَسَنُ بنُ الحُسَیْن البَصْریُّ نَزیلُ مصْرَ شَرَحَ المُصَادَرات،و بلبس الیونانیُّ شرحَ المَقَالَهَ الرابعهَ ،و سَلْمَانُ بنُ عُقْبَهَ شرحَ المُنْفَصِلات، و أَبو جَعْفَرٍ الخازِنُ شَرَح المَقَالهَ الرابعَهَ .و ممَّن اخْتَصَرَه النَّجْمُ اللّبُودیّ ،و ممَّن حَرَّره نَصِیرُ الدِّین محمَّدٌ الطُّوسیّ ، و التَّقِیُّ أَبو الخَیْرِ محمَّدُ بنُ محمَّدٍ الفارسیّ ،سَمّاه تَهْذیبَ الأُصولِ ،و ممَّن حَشَّی علی تَحْریرِ النَّصِیر السَّیِّدُ الشَّریفُ الجُرْجَانیّ ،و موسَی بنُ محمَّد الشَّهیر بقاضی زادَه الرُّومیُّ .هذا نهَایَهُ ما وقفتُ علیه،و اللّه تَعَالی أَعْلَمُ .
و قَوْلُ ابن عَبّادٍ: إِقْلیدِسُ اسْمُ کِتَابٍ ،غَلَطٌ من وَجْهَیْن:أَحَدهما:صَوابُه أَنَّه اسُم مؤَلِّفِ الکِتَابِ ،و الثّانی:
أَنَّه أُوقْلِیدِس ،بزیادهِ الواو،و کذا صَرَّحَ به الصاغَانیُّ ،قال شیخُنا:لا غَلَطَ ،فإِنّ إِطلاقَ اسم المُؤَلِّفِ علی کتَابهِ من الأَمْر المشْهُور،بل قَلَّ أَنْ تَجِدَ منْ یُمَیِّزُ بیْنَ اسمِ الکِتَاب و مُؤَلِّفِه،فیَقُولُونَ :قَرَأْتُ البُخَارِیَّ ،و قَرَأْتُ أَبا داوود،و کذا
ص:422
و کذا،و مُرَادُهم بذلک کُتُبُهم،و لعلَّ ابنَ عَبّادٍ أَراد مِثْلَ هذا،فلا حَرَجَ .انْتَهَی.
و هذا الذی ذکَرَه شَیْخُنا ظاهِرٌ لا کلاَم فیه،و لکن یُقالُ :
وظِیفَهُ اللُّغَویّ إِذا سئِلَ مَثَلاَ عن لَفْظَه البُخَاریّ ،فإِنْ قال:
اسْمُ کتَابٍ ،لم یُحْسِنْ فی الجَوَاب،و الذی یَحْسُنُ أَنْ یَقُولَ :إِنَّ بُخَارا:اسمُ بَلَدٍ،و الیَاءَ للنِّسْبَه،و قسْ علی ذلکَ أَمْثَالَه،فقول ابن عَبّادٍ و لو کان مُخَرَّجاً علی المَشْهُور،و هو من أَئمَّهِ اللُّغَه،و لکن یَقْبُح علی مِثْله عدَمُ التَّمْییزِ بینَ اسمِ المُصَنِّف و کِتابِه،فَتَغْلیطُ المصنِّف إِیّاه-تَبَعاً للصّاغَانی- فی مَحَلِّه.
و بَقیَ أَنَّ الصَّاغَانیَّ ذَکَرَه فی«قلدس»،و تَبعَه المُصَنِّفُ ، و هذا یَدُلُّ علی أَنَّ الکَلمَهَ عَرَبیّهٌ ،و فیها زَوائدُ،و لیس کذلک،بل هی کلمهٌ یونانیه،و حُرُوفُها کلُّهَا أَصلیّه،فکانَ الصَّوابُ ذِکْرَها فی الأَلف مع السین،فتأَمَّلْ .
القَلْسُ :حَبْلٌ ضَخْمٌ من لِیفٍ أَو خُوصٍ ،قال ابنُ دُرَیْدٍ:لا أَدْرِی ما صِحَّتُه. أَو هو حَبْلٌ غَلیظٌ من غَیْرِهما،من قُلُوسِ سُفُن البَحْرِ و لَوْ قَالَ :من قُلُوسِ السُّفُن،کانَ أَصابَ فی حُسْن الاخْتصَار،فإِنَّ السُّفُنَ لا تکونُ إِلاّ فی البَحْر،و یُرْوی أَیضاً: القِلْسُ ،بالکَسْر، و هکذا ضَبَطَه ابنُ القَطّاع.
و قال اللَّیْثُ : القَلْسُ : ما خَرَجَ من الحَلْق مِلْ ءَ الفَمِ أَو دُونَه،و لیس بقَیْ ءٍ،فإِن عادَ ،کما فی الصّحاح،و نَصُّ اللَّیْث:فإِذا غَلَب فهو قَیْ ءٌ ،و الجَمْعُ : أَقْلاسٌ ،و قد قَلَسَ الرَّجُلُ یَقْلِسُ قَلْساً ،و هو ما خَرَجَ من البَطْن من الطَّعَام أَو الشَّرَاب إِلی الفَم،أَعادَهُ صاحبُه أَو أَلْقاهُ و هو قالِسٌ ،قالَه أَبو زَیْدٍ،و قالَ غیرُه:هو القَلَسُ و القَلَسَانُ ،بالتَّحْریک فیهمَا.
و القَلْسُ : الرَّقْصُ فی غنَاءٍ.
و قیلَ :هو الغِنَاءُ الجَیِّدُ.
و قالَ ابنُ الأَعْرَابیِّ : القَلْسُ : الشُّرْبُ الکَثیرُ من النَّبیذ (1). و القَلْسُ : غَثَیَانُ النَّفْسِ ،و قد قَلَسَتْ نَفْسُه،إِذا غَثَتْ ، یقال: قَلَسَتْ نَفْسُه،أَی غَثَتْ فقَاءَتْ .
و القَلْسُ : قَذْفُ الکَأْسِ بالشَّرَاب.
و القَلْسُ أَیْضاً:قَذْفُ البَحْر بالمَاءِ امْتَلاءً ،أَی لِشدَّه امْتلائهما،قالَ أَبو الجَرّاح فی أَبی الحَسَن الکِسائیّ :
أَبا حَسَنٍ مازُرْتُکُمْ مُنْذُ سَنْبَهٍ (2)
مَن الدَّهْر إِلاّ و الزُّجَاجَهُ تَقْلِسُ
کَرِیمٌ إِلی جَنْبِ الخِوَان و زَوْرُهُ
یُحَیَّا بأَهْلاً مَرْحَباً ثُمَّ یَجْلِسُ
و الفِعْلُ کضَرَبَ ،یُقَال: قَلَسَ السَّفینَهَ یَقْلِسُهَا،إِذا رَبَطَها بالقَلْس .
و قَلَسَ یَقْلِسُ :قاءَ و غَثَتْ نَفْسُه،و غَنَّی و رَقَص و شَرِبَ الکَثیرَ.
و الکَأْسُ و البَحْرُ:قَذَفَا.
و بَحْرٌ قَلاَّسٌ :زَخَّارٌ یَقْذِفُ بالزَّبَد.
14- و قَالِسٌ ،کصاحِبٍ : ع أَقْطَعَه النَّبیُّ صلی اللّه علیه و سلم بَنی الأَحَبِّ ، قَبیلَه منْ عُذْرَهَ بن زَید الَّلاتِ . له ذِکْرٌ فی حَدیث عَمْرو بن حَزْمٍ .
و قَلُوسُ ، کصَبُور:ه،قُرْبَ الرَّیِّ ،علی عَشره فَرَاسخَ منها.
و قُلَّیْسٌ ، کقُبَّیْطٍ :بِیعَهٌ للحَبَش کانَت بصَنْعَاء الیَمَنِ ، بَنَاها أَبْرَهَه،و هَدَمَتْهَا حِمْیَرُ،و فی التهذیب:هی القُلَّیْسَهُ (3).
و القَلِیسُ ، کأَمیرٍ:البَخیلُ ،هکذا فی سَائر النُّسَخ،و هو غَلَطٌ ،و صوابُه:النَّحْلُ ،و هو قولُ ابن دُرَیْدٍ،و أَنْشَدَ للأَفْوَه الأَوْدیّ :
منْ دُونهَا الطَّیْرُ و منْ فَوْقِهَا
هَفَاهِفُ الرِّیحِ کجُثِّ القَلِیسْ
الجُثُّ :الشُّهْدَهُ التّی لا نَحْلَ فیها.
ص:423
و
16- فی حَدیث عَمّارٍ رَضیَ اللّه تعالی عنه: «لا تَأْکُلُوا الصِّلَّوْرَ و لا الأَنْقَلیس ». الصِّلَّوْرُ :الجِرِّیُّ ؛و قد تَقَدَّم، و الأَنْقَلیسُ بفَتْح الهَمْزَه و الَّلام ،و هکذا ضَبَطَه اللَّیْثُ و قیل بکَسْرهِمَا قالَ اللَّیْثُ :و هی سَمَکَهٌ کالحَیَّه ،و قال غیرُه:هی الجِرِّیثُ ،کالأَنْکَلیس.قلتُ :و هو قَوْلُ ابن الأَعْرَابیِّ ،و قالَ الأَزْهَریُّ :أُرَاهما مُعَرَّبَتَیْن.
و القَلَنْسُوَهُ و القُلَنْسِیَهُ ،و قد حُدَّ فقیل: إِذا فَتَحْتَ القَافَ ضَمَمْتَ السِّینَ ،و إِذا ضَمَمْتَ القَافَ کَسَرْتَها ،أَی السِّین، و قَلَبْتَ الوَاوَ یاءً،و کذلک القَلْسُوَهُ و القَلْسَاهُ و القُلْنِیسَهُ ، تُلْبَسُ فی الرَّأْس ،مَعْرُوفٌ ،و الوَاوُ فی قَلَنْسُوَه للزِّیادَه غیر الإِلْحَاق،و غیر المَعْنَی،أَمَّا الإِلْحَاقُ فلیسَ فی الأَسْمَاءِ مثْلُ فَعَلُّلَه،و أَمّا المَعْنَی فلیسَ فی قَلَنْسُوَه أَکْثَرُ ممّا فی قَلْسَاه .
و فی التَّهْذیب (1):فإِذا جَمَعْتَ أَو صَغَّرتَ فأَنْتَ بالخِیَار؛لأَنّ فیه زِیادَتَیْن،الواو و النون،فإِن شِئْتَ حَذَفتَ الواوَ فقلتَ :
ج قَلاَنِسُ ،و إِنْ شئْتَ عَوَّضْتَ فقُلْت: قَلاَنِیسُ (2).
و إِنْ جَمَعْتَ القَلَنْسُوَه ،بحَذْف الواو،قلت: قَلَنْسٍ ، قالَ الشاعرُ،و قد أَنْشَدَه سیبَوَیْه:
لا مَهْلَ حَتی تَلْحَقِی بعَنْسِ
أَهْلِ الرِّبَاطِ البِیضِ و القَلَنْسِی
و رأَیتُ فی هامِشِ الجمهره،علی غَیْرِ الوَجْهِ الذی أَنْشَدَه سیبویه ما نَصُّه:
لا رِیِّ حَتَّی تَلْحَقِی بِعَبْسِ
ذَوِی المِلاءِ البِیضِ و القَلَنْسِ
و أَنْشَدَ یُونُسُ :
بِیضٌ بهَالِیلُ طِوَالُ القَنْسِ
و یُرْوی القَلْسِ . و أَصلهُ قَلَنْسُوٌ،إِلاّ أَنَّهُم رَفَضُوا الواوَ لأَنَّه لَیْسَ فی الأَسماءِ اسمٌ آخِرُه حَرْفُ عِلّه و قَبْلَهَا (3)ضَمَّهٌ ، فإِذا أَدَّی إِلی ذلک قِیَاسٌ وَجَبَ أَن یُرْفَضَ و یُبْدَلَ مِن الضَّمَّهِ کَسْرَهٌ فصارَ آخِرَه یاءٌ مَکسورٌ ما قَبْلَهَا،فکانَ ذلِکَ مُوجِباً کَوْنَه کَقاضٍ و غَازٍ،فی التَّنْوین و کذلِکَ القَوْلُ فی أَحْقٍ و أَدْلٍ ،جَمْعِ حَقوٍ و دَلْوٍ،و أَشْبَاه ذلک،فقِسْ علیه،إِنْ شِئْتَ عَوَّضت فقُلْتَ : قَلاَسِیُّ ،و إِنْ شِئْتَ حَذَفْتَ النُّونَ فقُلْت: قَلاَسٍ ،و قالَ ابنُ هَرْمَه:
إِذا ما القَلاَسِی و العَمَائِمُ أُخْنِسَتْ
فَفِیهِنَّ عَنْ صُلْع الرِّجَالِ حُسُورُ
هکذا رأَیْتُه فی هَامِش نُسخهِ الجَمهره،و أَنشد ثَعْلَبٌ فنَسَبه للعُجَیْرِ السَّلُولِیّ ،فقال:
إِذَا ما القَلَنْسَی و العَمَائِمُ أُجْلِهَتْ
ففیهِنَّ عَن صُلْعِ الرِّجَالِ حُسُورُ
یقول:إِنَّ القَلاسِیَّ و العَمَائِمَ إِذا نُزِعَتْ عَن رُؤُوسِ الرِّجَالِ فَبَدا صَلَعُهم ففِی النِّسَاءِ عَنْهُم حُسُورٌ.أَی فُتُورٌ.
و لَکَ فی تَصْغِیرِه وُجُوهٌ أَرْبَعَهٌ :إِنْ شِئْتَ حَذَفْتَ الواوَ و الیَاءَ الأَخِیرَتَیْنِ ،و قلت (4): قُلَیْسِیَهٌ بتخفیفِ الیاءِ الثانِیَه، و إِنْ شِئْتَ عَوَّضتَ مِن حَذْفِ النونِ و قلت: قُلَیْسِیَّهٌ ،بتَشْدِیدِ الیاءِ الأَخِیرَهِ ،و من صَغَّرَ علی تَمَامِهَا و قال: قُلَیْنِسِیَّهٌ فقد أَخْطَأَ،إِذْ لا تُصَغِّرُ العَربُ شَیئاً علی خَمْسَهِ أَحْرَفٍ علی تَمامِه،إِلاَّ أَنْ یکونَ رابِعهُ حرفَ لِینٍ .و فی الجَمْهَرَه فی باب فُعَلْنِیَه،ذکر فی آخره:و القُلَنْسِیَهُ ،و قالُوا: قُلَیْسِیَهٌ ، و هی أَعلَی.انتَهَی.کذا قال،و هو غَلَطٌ ،فإِنَّهُ إِنما یُقال قَلَنْسُوَهٌ ،و قُلَنْسِیَهٌ ،لغَه فی تکبیرِهَا،فأَمَّا قُلَیْسِیهٌ فهو تَصْغِیرٌ فی قولِ مَن یَرَی حَذْفَ النونِ ،کما تقدَّم،فتأَمَّلْ .
و قَلْسَیْتُه أُقَلْسیهِ قِلْساءً ،عن السِّیرَافِیِّ ، و قَلْنَسْتُه ، فتَقَلْسَی و تَقَلْنَسَ ،أَقرُّوا (5)النونَ و إِنْ کانَتْ زائِدَهً ،و أَقَرُّوا 5أَیضاً الوَاوَ حتّی قَلَبُوها یاءً،و المعنَی: أَلْبَسْتُه إِیَّاهَا ،أَی القَلَنْسُوَهَ فلَبِسَ ، فتَقَلْسَی (6):مُطَاوعُ قَلْسَی ،و تَقَلْنَسَ :مُطَاوِعُ قَلْنَسَ ، ففیه لَفٌّ و نَشْرٌ مُرَتَّبٌ ،و المَفْهُوم من عِبارهِ الأَزْهَرِیّ و غیرِه أَنَّ کُلاًّ مِن تَقَلْسَی (7)و تَقَلْنَس مُطَاوِع قَلْسَی ،لا غَیْر،
ص:424
و کذلِکَ تَقَلَّسَ :مُطَاوِع قَلْسَی ،و هو مُسْتَدْرَکٌ علی المُصَنِّف.
و قَلَنْسُوَهُ :حِصْنٌ بِفِلَسْطِینَ قْرْبَ الرَّمْلَهِ .
و التَّقْلِیسُ الضَّرْبُ بالدُّفِّ و الغِنَاءُ،و قال أَبُو الجَرّاحِ :
هو اسْتِقْبَالُ الوُلاهِ عِنْدَ قُدُومِهِم الْمِصْرَ بأَصْنَافِ اللَّهْوِ ،قالَ الکُمَیْتُ یَصفُ ثَوْراً طَعَنَ فی الکِلاَبِ ،فتَبِعه الذُّبَابُ ،لِمَا فی قَرْنِه مِن الدَّمِ :
ثُمَّ اسْتمَرَّ تُغَنِّیهُ الذُّبَابُ کَما
غَنَّی المُقلِّسُ بِطْرِیقاً بمِزْمارِ (1)
و منه
17- حَدِیثُ عُمر رضِی اللّه تَعَالَی عنه: «لَمَّا قَدِمَ الشّامَ لقِیَه المُقَلِّسُون بالسُّیُوفِ و الرَّیْحانِ ».
و قال اللَّیْثُ : التَّقْلِیسُ : أَنْ یَضعَ الرَّجُلُ یَدیْهِ علی صَدْرِه و یخْضَع و یَسْتَکِینَ و یَنْحَنِیَ ،کما تَفعل النّصَارَی قبل أَنْ یُکَفِّرُوا (2)،أَی قبْل أَنْ یَسْجُدُوا،و
17- فی الأَحادِیثِ الَّتِی لا طُرُق لَهَا: «لَمَّا رَأَوْهُ قلَّسُوا لهُ ثمَّ کَفَّرُوا». أَی سَجدُوا.
*و مِمّا یُسْتَدْرَک علیه:
قَلسٌ ،مُحرَّکهً :مَوْضِعٌ بِالجَزِیرَهِ .
و السَّحَابَهُ تَقْلِسُ النَّدی،إِذا رمَتْ بهِ من غیْرِ مَطَرٍ شَدِید، و هو مَجازٌ قالَ الشّاعر:
نَدَی الرَّمْلِ مَجَّتْهُ العِهَادُ القَوَالِسُ (3)
و قَلَسَتِ الطَّعْنَهُ بالدَّمِ ،و طَعْنهٌ قَالِسهٌ و قَلاَّسَهٌ ،و هو مَجازٌ.
و القَلْسُ :الضَّرْبُ بالدُّفِّ ،و التَّقلِیسُ :السُّجُودُ،و هو التَّکْفِیرُ،و قالَ أَحْمَدُ بن الحرِیش: التَّقْلِیسُ :رَفْعُ الصَّوْتِ بالدُّعاءِ،و القِرَاءَهِ و الغِناءِ.
و تَقَلَّسَ ،الرجُلُ ،مِثل تَقلْنَس .و التَّقْلِیسُ أَیضاً:لُبْسُ القَلَنْسُوَهِ ،و القَلاَّسُ :صانِعُهَا.و أَبُو الحرَم مُحمَّدُ بنُ مُحمَّدِ بنِ حَمْد بنِ أَبِی الحَرَم القَلاَنِسِیُّ ،مُحدِّثٌ مشهورٌ.
و القَلاَّسُ :لَقبُ جماعهٍ من المُحَدِّثِینَ ،کأَبِی[بکر] (4)محمّدِ بنِ یَعْقُوب البغْدَادِیِّ ،و أَبِی نَصْرٍ محمدِ بن کُرْدِیّ ، و جَعْفَرِ بنِ هاشِمٍ ،و إِسْحاقَ بنِ عبدِ اللّه بن الرَّبِیعِ ، و شُجَاعِ بنِ مَخْلَدٍ،و مُحمّدِ بنِ خُزَیْمَه،و أَبِی عَبْدِ اللّه محمَّدِ بنِ المُبارَکِ ،و غیْرِهم.
و أَبُو نَصْرٍ أَحْمدُ بنُ مُحمّدِ بنِ نَصْرٍ القَلاَسِیُّ ،بالفتح و التخفیفِ ،النَّسَفِیُّ الفقِیهُ ،مات بسمرْقَنْدَ سنه 493.
القُلْقَاسُ ،بالضّمِّ ،و إِهمالُه فی الضَّبْط قُصُورٌ.
و قد أَهْملَه الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ ،و قال أَبو حَنِیفهَ رَحِمَه اللّه تَعالَی:هو أَصْلُ نَباتٍ یُؤْکَلُ مَطْبُوخاً و یُتَدَاوی به،و مَرَقُه یَزِیدُ فی الباهِ عن تَجْرِبَهٍ و یُسمِّنُ ،و لکن إِدْمانُه یُولِّدُ السَّوْداءَ ،کذا ذَکرَه الأَطِبّاءُ.
القَلَمَّسُ ،کعَمَلَّس ،أَهْمَلَه الجَوْهرِیُّ ،و قال شَمِرٌ:هو الکَثِیرُ الماءِ مِن الرَّکَایا ،یُقَال:إِنَّهَا لَقَلَمَّسَهُ الماءِ،أَی کثیرَهُ الماءِ،لا تُنْزحُ ،کالقَلَنْبَسِ .
و القَلَمَّسُ : البَحْرُ ،عن الفرّاءِ،و قال الشَّاعِرُ:
فصبَّحَتْ قلَمَّساً هَمُومَا
و القلَمَّسُ : الرجُلُ الخَیِّرُ المِعْطاءُ.
و هو أَیضاً السَّیِّدُ العَظِیمُ ،عن ابنِ دُرَیْدٍ. و قال اللَّیْثُ :
هو الرجُلُ الدّاهِیَهُ المُنْکَرُ البَعِیدُ الغَوْرِ.
و القَلمَّسُ : رَجُلٌ کِنَانِیٌّ مِن نَسَأَهِ الشُّهُورِ علی مَعَدٍّ،فی الجَاهِلِیَّهِ ،و هو أَبُو ثُمَامَهَ جُنَادَهُ بنُ أُمَیَّهَ ،من بَنِی المُطَّلِبِ بن حدثان بنِ مالِک بنِ کِنَانَهَ ، کان یَقِفُ عِنْدَ جَمْرَهِ العَقَبَه، و یَقُولُ :اللهُمّ إِنّی ناسِئُ الشُّهُورِ و وَاضِعُها مَوَاضِعَها،و لا أُعَابُ و لا أُجَابُ (5)،اللهُمَّ إِنّی قدْ أَحْلَلْتُ أَحَدَ الصَّفَریْن، و حَرَّمتُ صفَرَ المُؤَخَّرَ،و کذلک فی الرَّجَبَیْنِ ،یَعْنِی رَجَباً
ص:425
و شَعْبَانَ ،ثمّ یَقُول: انْفِرُوا علَی اسْمِ اللّه تَعالَی. و فِیهِ یَقُولُ قائلُهُم:
أَ لَسْنَا النّاسِئینَ عَلَی مَعَدٍّ
شُهُورَ الحِلِّ نَجْعَلُهَا حَرَامَا
فأَبْطَلَ اللّه ذلِکَ النَّسِیءَ، و ذلِکَ قولُه تَعَالَی: إِنَّمَا النَّسِیءُ زِیادَهٌ فِی الْکُفْرِ (1).
*و مِمَّا یُسْتَدْرَکُ علیه:
رَجُلٌ قَلَمَّسٌ :وَاسِعُ الحلْقِ (2).
و بَحْرٌ قَلَمَّسٌ ،أَی زاخِرٌ،عن ابن دُرَیْدٍ،و یُقَالُ :الَّلامُ زَائِدَهٌ .
*و مِمّا یُسْتَدْرَک علیه:
قَلْنَس الشَّیْ ءَ:غَطَّاه و سَتَرَه.
و القَلْنَسَهُ :أَنْ یَجْمَعَ الرجُلُ یَدَیْه فی صَدْرِه و یَقُومَ کالمُتَذَلِّلِ .
أَهْمَلَه الجوْهَرِیُّ ،و أَوْرَده الصّاغَانِیُّ و صاحِبُ اللِّسان.
*و مِمَّا یُسْتدْرَکُ علیه:
بِئْرٌ قَلَنْبسٌ ،کسَفَرْجلٍ :کثیرهُ الماءِ،عن کُرَاع،و قد أَهْمَلَه الجَمَاعَهُ إِلاّ صاحِبَ اللِّسان.
القَلَهْبَسُ ،کشَمرْدَل ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ السِّکِّیتِ :هو المُسِنُّ مِن حُمُرِ الوَحْشِ ،و هی بهاءٍ.
و القَلَهْبَسَهُ : حَشَفَهُ ذَکَرِ الإِنْسَانِ ،هکذا نَقَلَه الصّاغَانِیُّ ، و فی العُبَابِ عن ابنِ دُرَیْدٍ:قیل:هو مقْلُوبُ قَهْبَلِس.
و هامَهٌ قَلهْبَسَهٌ :مُدَوَّرَهٌ ،عن ابنِ دُرَیْدٍ.
و کذا المَرْأَهُ قَلَهْبَسَهٌ ،أَی عَظِیمَهٌ .
القَلَهْمَسُ ،کسَفَرْجَلٍ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ، و فی اللِّسان:هو القَصِیرُ. زاد الصّاغَانِیُّ : المُجْتَمع الخَلْقِ ،و لم یعْزِیَاه لأَحدٍ،و فی العُبَابِ ،عن ابنِ دُرَیْد:
و قال:زَعَمُوا.
القمْسُ :الغَوْصُ فی الماءِ، یَقْمُسُ و یَقْمِسُ ، بالضّمِّ و الکَسْرِ،و کذلِکَ القُمُوسُ ،بالضّمِّ ،و قد قَمسَ فیه قَمْساً :انْغَطَّ ثمّ ارْتَفَع،و کُلُّ شَیْ ءٍ یَنْغَطُّ فی الماءِ ثمّ یَرْتَفِعُ فقد قَمَسَ .
و القَمْسُ : الغَمْسُ ،یقال: قَمَسَهُ هو، فانْقَمَسَ ،أَی غَمَسه فیه فانْغَمَس، کالإِقْماسِ ،و هی لُغَهٌ فی قَمَسه . لازِمٌ مُتَعَدٍٍّّ.
و القَمْسُ : الغَلَبَهُ بالغَوْصِ ،یُقال: قَامَسْتُه فقَمَسْتُه .
و القَمْسُ : اضْطِرابُ الوَلَدِ فی سُخْدِ السَّلَی من البَطْنِ ، قال رُؤْبَهُ :
و قامِسٍ فی آلِهِ مُکَفَّنِ
یَنْزُون نَزْوَ اللاَّعِبِینَ الزُّفَّنِ
و القَمُوسُ ،کصَبُور: بِئْرٌ تَغِیبُ فِیها الدِّلاءُ مِن کَثْرهِ مائِهَا ،نقلَه الزَّمَخْشَرِیُّ (3)و ابنُ عبّادٍ.و قَمَسَت الدَّلْوُ فی الماءِ،إِذا غَابَتْ فیه،و هی بِئْرٌ بَیِّنَهُ القِمَاسِ ،بالکَسر.
و القِمِّیسُ (4)کسِکِّینٍ :البَحْرُ ،نقله الصاغَانِیُّ ،عن ابنِ عَبّادٍ، ج قَمَامِیسُ .
و القَوْمَسُ ،کجَوْهَرٍ: الأَمِیرُ ،بالنَّبَطِیَّه،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ عن ابنِ عبّادٍ،و قالَ الأَزْهَرِیُّ :هو المَلِکُ الشَّرِیفُ ،و أَنْشَدَ الصّاغَانِیُّ للفَضْلِ بنِ العَبّاسِ اللَّهَبِیّ فی«خ م ش»:
و أَبِی هاشِمٌ هُمَا ولَدَانِی
قَوْمَسٌ مَنْصِبِی و لم یَکُ خِیشَا
و قیل:هو الأَمِیرُ،بالرُّومِیَّهِ .
و القَوْمَسُ :البَحْرُ،عن ابنِ دُرَیْدٍ،و قِیلَ :هو مُعْظَمُ ماءِ البَحْرِ،کالقَامُوسِ ،و
17- فی حَدِیثِ ابنِ عَبّاس رضِیَ اللّه تَعَالی عنهما: و قد سُئِلَ عن المَدِّ و الجَزْرِ:«مَلَکٌ مُوَکَّلٌ بقَامُوسِ البَحْرِ،کُلَّمَا وَضَعَ رِجْلَهُ فیه فاضَ ،فإِذا رَفَعَهَا غاض».
ص:426
و القُمَّسُ ، کسُکَّر:الرجُلُ الشَّرِیفُ ،کذا نَقَلَه الصَّاغَانِیُّ ،و هو قولُ ابنِ الأَعْرَابِیّ ،و أَنْشَدَ:
و عَلِمْتُ أَنِّی قَدْ مُنِیتُ بِنِئْطَلٍ
إِذْ قِیلَ :کانَ مِنَ آلِ دَوْفَنَ قُمَّسُ
و فسَّره بالسَّیِّد.و الجَمْعُ : قَمَامِسُ ،و قَمَامِسَهٌ ،أَدْخَلوا الهاءَ لتَأْنِیثِ الجَمْعِ .
و القَمَامِسَهُ :البطَارِقَهُ ،نقله الصاغانیّ عن ابن عبَّادٍ و لم یَذْکُرْ وَاحِده،و کأَنَّه جَمْع قُمَّسٍ ،کسُکَّرٍ.
و القَوَامِسُ :الدَّوَاهِی ،و لم یَذکُرْ له وَاحِداً،و کأَنَّه جَمْعُ قَامِسَهٍ ،سُمِّیَتْ لأَنَّهَا تَقْمِسُ فی الإِنْسَانِ ،أَی تَغُوصُ به فلا یَنْجُو.
و قُومَسُ ،بالضَّمّ و فَتْحِ المِیمِ و ضبَطَه الصّاغَانِیُّ بکسر المیمِ (1)،و هو المَشْهورُ علی أَلْسِنتِهم: صُقْعٌ کَبِیرٌ بَیْنَ خُرَاسانَ و بِلادِ الجَبَلِ ،قال أَحَدُ الخَوَارِج:
و مَا زَالَتِ الأَقْدَارُ حَتَّی قَذَفْنَنِی
بِقُومَسَ بَیْنَ الفَرَّجَانِ وصُولِ (2)
و قُومَسُ : إِقْلِیمٌ بالأَنْدَلُسِ ،مِن نواحِی قَبْرَهَ ،سُمِّیَ باسمِ هذا البَلدِ،لِنُزولِ أَهْلِه به.
و قُومَسَهُ ، بهاءٍ:ه،بأَصْفَهَانِ .
و قُومَسَانُ :ه بهَمَذانَ .
و یقال: قَامَسَهُ مُقَامَسَهً ،إِذا فَاخَرَهُ بالقَمْسِ ،أَی الغَوْصِ ، فقَمَسَهُ ،أَی غَلَبَهُ .
و مِن المَجَازِ:یُقَال: هُو إِنَّمَا یُقَامِسُ حُوتاً ،إِذا ناظَرَ أَو خَاصَمَ قِرْناً،و قال مالِکُ بنُ المُتَنَخَلِ الهُذَلِیُّ :
و لکِنّما حُوتاً بِدَجْنَی أُقَامِسُ
و دَجْنَی:مَوْضِعٌ .و قِیلَ :مَعْنَاه أَی یُنَاظِرُ مَن هُو أَعْلَمُ مِنْه. و انْقَمَسَ النَّجْمُ :غَرَبَ ،أَی انْحَطَّ فی المَغْرِب،قال ذُو الرُّمَّهِ یذَکُرُ مَطَراً عند سُقُوطِ الثُّرَیّا:
أَصابَ الأَرْضَ مُنْقَمَسَ الثُّرَیَّا
بسَاحِیَهٍ و أَتْبَعَهَا طِلاَلاَ
و إِنّمَا خَصَّ الثُّرَیَّا لأَنَّه زُعِمَ أَنَّ العَرَبَ تقولُ :لیس شیءٌ (3)من الأَنْوَاءِ أَغْزَرَ مِنْ نَوْءِ الثُّرَیَّا.أَراد أَنَّ المَطَرَ کان عِنْدَ نَوْءِ الثُّرَیَّا،و هو مُنْقَمَسُهَا لِغَزارَهِ ذلِک المَطَرِ (4).
و القامُوسُ :البَحْرُ ،عن ابنِ دُرَیْد،و به سَمَّی المُصنِّفُ ، رحمه اللّه تعالی،کِتابَه هذا،و قد تقدَّم بیانُ ذلِک فی مقدِّمه الکِتاب. أَوْ أَبْعَدُ مَوْضِعٍ فیهِ غَوْراً ،قاله أَبُو عُبَیْدٍ فی تَفْسِیرِ الحَدِیثِ المُتَقدِّمِ .
*و مِمَّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:
قَمَسَتِ الأَکَامُ فی السَّرَابِ ،إِذا ارْتَفَعَتْ فَرَأَیْتَهَا کأَنَّهَا تَطْفُو،قال ابنُ مُقْبِلٍ :
حَتَّی اسْتَبَنْتُ (5)الهُدَی و البِیدُ هاجِمَهٌ
یَقْمُسْنَ فی الآلِ غُلْفاً أَو یُصَلِّینَا
و قالَ شَمِرٌ: قَمَسَ الرَّجُلُ فی الماءِ،إِذا غابَ فیه.
و انْقَمَسَ فی الرَّکِیَّهِ ،إِذا وَثَبَ فیها.
و قَمَسْتُ به فی البئْرِ:إِذا رَمَیْت.
و
16- فی حَدِیث وَفْدِ مَذْحِجٍ : «فی مَفازَهٍ تُضْحِی أَعْلامُهَا قَامِساً ،و یُمْسِی سَرَابُها طامِساً». أَی تَبْدُو جِبالُها لِلْعَیْن ثمّ تَغِیبُ ،و أَرادَ کلَّ عَلَمٍ من أَعْلامِهَا،فلذلِکَ أَفْرَد الوَصْفَ و لم یَجْمَعْه.قال الزَّمَخْشَرِیُّ :ذکرَ سِیبَوَیْه أَنّ أَفْعَالاً یکونُ للوَاحِدِ و أَنَّ بعضَ العَرَبِ یَقُول:هو الأَنْعَامُ ،و استشهد بقولِه تعالی: وَ إِنَّ لَکُمْ فِی الْأَنْعامِ لَعِبْرَهً نُسْقِیکُمْ مِمّا فِی بُطُونِهِ (6)و علیه جاءَ قولُه:«تُضْحِی أَعْلامُهَا قَامِساً »و هو هنا فاعِلٌ بمَعْنَی مَفْعُول.
و فُلانٌ یَقْمِسُ (7)فی سربهِ ،إِذا کان یَخْتَفِی مَرَّهً و یَظْهَرُ مَرَّهً .
ص:427
و القَامِسُ :الغَوَّاصُ و کذلِکَ القَمّاسُ ،قال أَبو ذُؤَیْب:
کأَنَّ ابْنَهَ السَّهْمِیِّ دُرَّهُ قَامِسٍ
لها بَعْدَ تَقْطِیعِ النُّبُوحِ وَهِیجُ (1)
و التَّقْمِیسُ :أَنْ یُرْوِیَ الرجُلُ إِبِلَه،و بالغین:أَنْ یَسْقِیهَا دُونَ الرِّیِّ ،و قد تقدَّم.
و أَقْمَسَ الکَوْکَبُ :انْحَطَّ فی المَغْرِب.
و قامِسٌ :لغهٌ فی قَاسِمٍ ،کذا فی اللِّسَان.
و القَمِیسُ ،کأَمِیر:البَحْرُ،کذا فی العُبَاب.
*و مِمّا یُسْتَدْرَک علیه:
القَمَلَّسُ :الدّاهِیَهُ ،کالقَلَمَّسِ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ ،و أَوْرَدَه صاحِبُ اللِّسَانِ .
قَنْبَسٌ ،کجَعْفَرٍ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و الصَّاغَانِیُّ (2)،و هو مِن أَعْلامِ النِّسَاءِ. و فی اللِّسَان:عَلَمٌ .
و لم یَزِدْ علی ذلِک،و قد مَرَّ للمصنِّفِ رَحمه اللّه فی «ق ب س»وَزْنُه بقَنْبَرٍ،علی أَنّ النُّونَ زَائِدَهٌ ،و مالَ إِلیه ابنُ دُرَیْدٍ.فَتَأَمَّلْ .
قَنْدَسَ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ : قَنْدَسَ الرَّجُلُ ،إِذا تَابَ بَعْدَ مَعْصِیَهٍ ،و قیل:
قَنْدَسَ ،إِذا تَعَمَّدَ مَعْصِیَهً ،و قد مَرَّ ذِکْرُه فی«فندس»بالفاءِ، اسْتِطْراداً.
و قال أَبو عَمْرٍو: قَنْدَسَ فُلانٌ فی الأَرْضِ قَنْدَسَهً ،إِذا ذَهَبَ علی وَجْهِه ضارِباً ،هکذا فی سائِرِ النُّسَخِ ،و مِثْلُه فی العُبَابِ ،و فی بعضهَا:سارِباً فِیهَا ،کما هو نَصُّ النَّوَادِر و التَّکْمِلَهِ (3)،و أَنْشَدَ أَبو عَمرو:
و قَنْدَسْتَ فِی الأَرْضِ العَرِیضَهِ تَبْتَغِی
بِهَا مَلَسَی فکُنْتَ شَرَّ مُقَنْدِسِ
*و مِمَّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:
قُنْدُسٌ ،کقُنفُذٍ:مِن الأَعلامِ .
و البَدْرُ محمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُثْمَانَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عُثْمَانَ البَعْلِیُّ الشافِعِیُّ ،عُرِفَ بابنِ قُنْدُسٍ ،لَقِیَه السَّخَاوِیُّ ببَعْلَبَکَّ .
و القُنْدُسُ :کَلْبُ الماءِ،نقلَه ابنُ دحْیَهَ .
*و مِمَّا یُسْتَدْرَک علیه.
القِنْرَاسُ :الطُّفَیْلِیُّ ،أَهملَه الجوهَریُّ و الصّاغَانیُّ ،و نَقَلَه صاحِبُ اللِّسَان عن کُرَاع،قالَ :و قد نَفَی سیبَوْیْهِ رَحمَه اللّه أَنْ یَکُونَ فی الکَلامِ مثْلُ قنْر و عَنْلٍ .
القَنْسُ ،بالفَتْحِ ،عن اللَّیْث، و یُکْسَرُ:
الأَصْلُ . الکسرُ هی اللُّغهُ الفصیحَه،و یقال إِنه لکرِیم القِنْس و فی الأَساسِ :و من المَجازِ:تقولُ :فُلانٌ وَاحِدٌ مِن جِنْسِک،و شُعْبَهٌ فی قِنْسِک .و قال العَجَّاجُ :
فی قِنْسِ مَجْدٍ فاتَ کُلَّ قِنْسِ (4)
قال ابنُ سِیدَه؛و هذا أَحَدُ ما صَحَّفَه أَبو عُبَیْدٍ،فقال:
القَبْسُ ،بالباءِ.قلْت:و قد ذَکَرَه الصّاغَانیُّ فی الباءِ،و أَنْکَرَ أَن یکُونَ تَصْحِیفاً،و قَلَّده المُصَنِّفُ علی عادَته فیما یَقُول.
و القنْسُ بالکَسْرِ:أَعْلَی الرَّأْسِ ، کالقَوْنَس ،کجَوْهَرٍ، ج قُنُوسٌ ،عن ابن عَبّاد،قال الأَفْوَه الأَوْدیّ :
أَبْلِغْ بَنِی أَوْدٍ فَقَدْ أَحْسَنُوا
أَمْسِ بِضَرْبِ الهَامِ تَحْتَ القُنُوسْ
وَ جَمْعُ القَوْنَسِ : قَوَانِسُ (5).
و القَنَسُ ، بالتَّحْریکِ :الطُّلَعَاءُ،أَی القَیءُ القَلِیلُ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ .
و القَنَسُ : نَبَاتٌ طَیِّبُ الرَّائِحَهِ ،منه بُسْتَانِیٌّ ،و منه نَوْعٌ کُلُّ وَرَقَهٍ منه مِن شِبْرٍ إِلی ذِرَاع،یَنْفَرِشُ علی الأَرْضِ ، کالنَّمَّامِ ،و أَنْفَعُه أَصْلُه،و أَجْوَدُه الأَخْضَرُ الغَضُّ ،و هو حارٌّ
ص:428
یابِسٌ فی الثانیَهِ ،و قیل:فی الثَّالثَهِ ،و فیه رُطُوبَهٌ فَضْلِیَهٌ ، یَنْفَعُ من جَمِیعِ الآلام و الأَوْجَاع البارِدَهِ ،هکذا فی سَائر النُّسَخ،و الذی فی المِنْهَاج:الأَوْرام،بدلَ الآلام. و یَنْفَعُ مِن المالَیْخُولِیَا ،و کذا الفَلَج إِذا استُعْمل مُرَبَّاهُ .و یَنْفَع من وَجَع الظَّهْر و المَفَاصِل ،و کذا عِرْق النَّسَا،إِذا طُبخَ بِدُهْنٍ و طُلیَ به،و هو جَلاَّءٌ،مُفَرِّحٌ للقَلْب،مُجَشِّیءٌ مُلَیِّنٌ یُدِرُّ الحَیْضَ و البَوْلَ ، مُقَوٍّ للقَلْب و المَعدَه مُسَکِّنٌ للرِّیاح،و هو بالعَسَل إِذا أُغْلِیَ فیه یَسیراً حتّی یَلِینَ ثمّ غُسِلَ و صُبَّ عَلَیْه من العَسَل ما یَغْمُرُه و أُغْلِیَ حتَّی یَتَهَرَّأَ طَبْخُه لَعُوقٌ جَیِّدٌ للسُّعَالِ و عُسْر النَّفَس ،و النَّفثِ ،و هو یُذْهبُ الغَیْظَ الحَادِثَ مِن السَّوْدَاءِ و یُبْعِدُ مِن الآفَاتِ ،بل یَنْفَعُ نَهْشَ الهَوَامِّ و خُصُوصاً الْمِصْرِیّ ،و قَدْرُ ما یُؤْخَذُ منه دِرْهَمانِ ، و قیل إِنَّه یُقَلِّلُ البَوْل و یَزِیدُ فی المَنِیِّ و یُقَوِّی شَهْوَهَ الباه، و الأَصَحُّ أَنه یُقَلِّلُ المَنِیَّ و الدَّمَ ،و هو یُصَدِّعُ ،و لکِنَّه یُسَکِّنُ الشَّقِیقَهَ البَلْغَمِیَّهَ ،و یُصْلِحُه الخَلُّ ،و قیل:المُصْطُکَا و الحَمَاما (1)، فَارِسِیَّتُه الرّاسَنُ (2)،کهَاجَر.و قال اللَّیْثُ :
القَنَسُ ،تُسَمِّیه الفُرْسُ :الرّاسَنَ ،یُجْعَل فی الزُّمَاوَرْدِ.
و القَوْنَسُ و القَوْنُوسُ ،بضمّ النُّونِ و زِیَادهِ الواو،و بِه رُوِیَ قولُ العَجّاج:
کأَنّ وَرْداً مُشْرَباً وُرُوسَا
کانَ (3)لِحَیْدَیْ رَأْسِه قَوْنُوسَا
أَعْلَی بَیْضَهِ الحَدِیدِ ،و قالَ الأَصْمَعِیُّ : القَوْنَسُ :مُقَدَّمُ البَیْضَهِ ،قال؛و إِنما قالوا: قَوْنَسُ الفَرَسِ ،لِمُقَدَّمِ رَأْسِه، و قال النَّضْر؛ القَوْنَسُ فی البَیْضَهِ :سُنْبُکُها الذِی فَوْقَ جُمْجُمَتِهَا،و هی الحَدِیدَهُ الطَّوِیلَهُ فی أَعْلاَهَا،و الجُمْجُمَهُ :
ظَهْرُ البَیْضَهِ ،و البَیْضَهُ التی لا جُمْجُمَهَ لهَا یُقَال لها:
المُوَأمَهُ ،و الجَمْع: القَوَانِسُ (4)،قال حُسَیْلُ بنُ سُجَیُحٍ (5)الضَّبِّیُّ :
بمُطَّرِدٍ لَدْنٍ صِحَاحٍ کُعُوبُهُ
و ذِی رَوْنَقٍ عَضْبٍ یَقُدُّ القَوَانِسَا
و قَوْنَسُ الفَرَسِ :ما بَیْنَ أُذُنَیْه،و قیل: عَظْمٌ ناتئٌ ما بَیْنَ أَذُنَیِ الفَرَسِ ،و قِیلَ :مُقَدَّمُ رأْسِه،قالَ الشاعِرُ:
اضْرِبَ عَنْکَ الهُمُومَ طارِقَهَا
ضَرْبَکَ بالسَّوْطِ قَوْنَسَ الفَرَسِ
أَراد:اضرِبَنْ (6)،فحذَف النُّونَ للضَّرُورَه.
و القَوْنَسُ : جادَّهُ الطَّرِیقِ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ ،عن ابنِ عَبّادٍ و هو مَجازٌ.
و القَیْنَسُ ،کحَیْدَرٍ: الثَّوْرُ ،عن ابنِ عَبّادٍ و یُقَالُ :الأَرْضُ علی مَتْنِ القَیْنَسِ .
و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ : قَانِسَهُ الطَّیْرِ ،لغَهٌ فی قَانِصَتِه ، بالصادِ.
و أَقْنَسَ الرجُلُ : ادَّعَی إِلی قِنْسٍ شَرِیفٍ و هو خَسِیسٌ ، نَقَلَه الصَّاغَانِیُّ .
*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ علیه:
جِئْ بِه مِنْ قَنْسِکَ ،أَیْ مِنْ حَیْثُ کانَ .
و قَوْنَسُ المَرْأَهِ :مُقَدَّمُ رَأْسِهَا.
و ضَرَبُوا فی قَوْنَسِ اللَّیْلِ :سَرَوْا فی أَوَّلِه،و هو مَجازٌ.
القَنْطَرِیسُ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال اللیث:
هی الناقه الشَّدیدهُ الضّخْمَهُ ،و قد تقدَّم فی:ق ط ر س أَن النُّونَ زائدهٌ .
و قال ابنُ عَبّادٍ: القَنْطَرِیسُ :الفَأْرَهُ ،قال:و لا أَحُقُه.
القِنْعَاسُ ،بالکَسْرِ ،أَهْمَله الجَوْهَرِیُّ هُنَا، و لکِنَّه ذَکَرَه اسْتِطْرَاداً فی«ق ع س».و کذلِک الصّاغَانِیُّ ، و قال:هو مِنَ الإِبلِ :العَظِیمُ الضَّخْمُ ،یُقَال:ناقَهٌ قِنْعَاسٌ :
طَوِیلَهٌ عَظِیمَهٌ سَنِمهٌ (7)و کذَلِکَ الجَمَلُ ،و هو من صِفاتِ الذُّکُورِ،عند أَبِی عُبَید.
و القِنْعاسُ : الرجُلُ الشَّدِیدُ المَنیعُ ،ج قَناعِیسُ ،قالَ جَرِیر:
و ابْنُ اللَّبُونِ إِذا ما لُزَّ فِی قَرَنٍ
لَمْ یَسْتَطِعْ صَوْلَهَ البُزْلِ القَنَاعِیسِ
ص:429
و القُنَاعِسُ ،کعُلابِطٍ :الرَّجُلُ العَظِیمُ الخَلْق،ج القَنَاعِسُ ، بالفَتْح،کجُوَالِقٍ و جَوَالِقَ (1)،کما فی اللِّسَان.
و القَنْعَسَهُ :شِدَّهُ العُنُقِ فی قِصَرِهَا ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ ،عن ابنِ عَبّادٍ، کالأَحْدَب ،کما فی العُبَابِ ،و الصَّحیحُ أَنَّ النُّونَ زَائدَهٌ ،و مَحَلُّ ذِکْره فی«ق ع س»کما فَعَلَه صاحبُ اللِّسَان و غیرُه.
القَوْسُ :م ،معروفَهٌ ،عَجَمیّهٌ و عَربیَّهٌ ،مؤنَّثَه، و قَدْ تُذَکَّرُ ،فمَنْ أَنَثَ قالَ فی تَصغیرها: قُوَیْسَهٌ ،و مَن ذَکَّرَ قالَ : قُوَیْسٌ ،کذا فی الصّحَاح،و فی المُحْکَم: القَوْسُ الَّتی یُرْمَی عَنْهَا:أُنثَی،و تَصْغیرُها: قُوَیْسٌ ،بغیر هاءً، شَذَّت عن القِیَاس ،و لَهَا نَظَائرُ،قد حکَاهَا سیبَوَیْه.و ج قِسِیٌّ ،بالکَسْر، و قُسِیٌّ ،بالضَّمِّ ،و هذه عن الفَرّاءِ،نَقَله الصّاغَانیُّ ،و کلاهُمَا علی القَلْب عن قُوُوسٍ ،و إِن کانَ قُوُوسٌ لم یُسْتَعْمَلْ ،و اسْتَغْنَوْا بِقُسِیٍّ عنه،فلم یَأْتِ إِلاّ مَقْلُوباً، و أَقْوَاسٌ ،و أَقْیَاسٌ ،علی المُعَاقَبَه،حَکاهُمَا یَعْقُوبُ .
و قِیَاسٌ ،بالکَسْر،و هذه عن أَبی عُبَیْدٍ و أَنْشَدَ للْقُلاخِ بن حَزْنٍ :
و وَتَّرَ الأَسَاوِرُ القِیَاسَا
صُغْدِیَّهً تَنْتَزعُ الأَنْفاسَا
قالَ غَیْرُه:و قَولُهُم فی جَمْع القَوْس : القِیَاسُ ، أَقْیَسُ مِن قَوْل مَن یقول: قُسِیٌّ ؛لأَنّ أَصْلَها: قَوْسٌ ،فالواو مِنْها قَبْلَ السِّین،و إِنّمَا حُوِّلَت الواوُ یاءً لکسْرهِ ما قَبْلَهَا،فإِذا قُلْتَ فی جَمْع القَوْس : قِسِیٌّ ،أَخَّرْتَ الوَاوَ بَعْدَ السّین.و قال الأَصْمَعیُّ :من القِیَاسِ الفَجّاءُ.
و فَاتَه فی جَمْع القَوْس : قِسْیٌ ،بکَسرٍ فسُکُونٍ ،نقله ابنُ جِنِّی.
و فی الصّحاح:و رُبَّمَا سَمَّوا الذِّرَاعَ قَوْساً ، لأَنَّه یُقَاسُ به المَذْرُوعُ قَوْساً ،أَی یُقَدَّرُ.
و قولُه تعالی: فَکانَ قابَ قَوْسَیْنِ أَوْ أَدْنی (2)أَی قَدْرَ قَوْسَیْن عَرَبِیَّتَیْن ،و قیلَ :القَابُ :ما بَیْن المَقْبِض و السِّیَهِ ، و لکُلَّ قَوْسٍ قابَانِ ،و المُرَادُ فی الآیه قَابَا قَوْسٍ ،فقَلَبَه، أَوْ قَدْرَ ذِرَاعَیْن ،و المُرَادُ قُرَبُ المَنْزِلَهِ ،و تَفْصِیلُه فی کُتُبِ التَّفْسِیر.
و مِن المَجَازِ: القَوْسُ : مَا یَبْقَی مِن التَّمْرِ فِی أَسْفَلِ الجُلَّهِ و جَوَانِبِها شِبْهَ القَوْسِ ،کما فی الأَسَاسِ ،مؤنّثٌ أَیْضاً.و قیل:الکُتْلَهُ مِنَ التَّمْر ،و الجَمعُ کالجَمْعِ .و یُرْوَی عن عَمْرو بنِ مَعْدِیکَرِبَ أَنّه قال:«تَضَیَّفْتُ بَنِی فُلان (3)، فأَتوْنِی بِثَوْرٍ و قَوْسٍ و کَعْبٍ »و قد فُسِّرَ کُلٌّ من الثَّورِ و الکَعْبِ فی مَوضعهما (4).و القَوْس :هو ما بَقِیَ مِن التَّمْرِ فی أَسْفَلِ الجُلَّهُ .و
16- فی حَدِیثِ وَفْدِ عَبْد القَیْسِ : «قَالُوا لِرَجُلٍ مِنْهُم:
أَطْعِمْنَا مِن بَقِیَّهِ القَوْسِ الَّذِی فِی نَوْطکَ ».
و القَوْسُ : بُرْجٌ فی السَّمَاءِ ،و هو تاسِعُ البُرُوجِ .
و القَوْسُ : السَّبْقُ ،یُقَالُ : قَاسَهُمْ قَوْساً ،إِذا سَبَقَهُمْ ، نَقَلَه ابنُ فَارِسٍ ،عن بَعْضِهِم.قال ابنُ سِیدَه: قَاوَسَنِی فَقُسْتُه ،عن اللِّحْیَانِیِّ ،و لم یَزِدْ علی ذلِکَ ،قال:و أُراهُ أَرادَ:حَاسَنَنِی بِقَوْسِه فکُنْتُ أَحْسَنَ قَوْساً منه،کما تَقُولُ :
کارَمَنِی فکَرَمْتُه،و شاعَرَنِی فشَعَرْتُه،و فاخَرَنِی ففَخَرْتُه،إِلاّ أَنَّ مِثْلَ هذا إِنَّمَا هو فی الأَعْرَاضِ ،نحو الکَرَمِ و الفَخْرِ، و هو فی الجَوَاهِرِ، کالقَوْسِ و نَحْوِهَا قَلِیلٌ ،قال:و قدْ عَمِلَ سِیبوَیهِ فی هذا باباً،فلم یَذْکُر فیه شیئاً مِن الجَوَاهِرِ.
و القُوسُ بالضَّمّ :صَوْمَعَهُ الرّاهِبِ ،و قِیلَ :رَأْسُ الصَّوْمَعَه،و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیّ لِذی الرُّمَّه:
عَلَی أَمْرِ مُنْقَدِّ العِفَاءِ کَأَنَّهُ
عَصَا قَسِّ قُوسٍ لِینُهَا و اعْتدَالُها
و قیلَ :هو الرّاهِبُ بعَیْنِه،و الصّوابُ الأَوّلُ ،فإِنَّ الَّذِی مَعْنَاهُ الرَّاهِبُ هو القَسُّ ،کما تَقَدَّم،و أَمَّا القُوسُ فمَوْضِعُه، قالَ جَرِیرٌ،و ذکر امْرَأَهً :
لا وَصْلَ إِذْ صَرَفَتْ هِنْدٌ و لو وَقَفَتْ
لاسْتَفْتَنَتْنی و ذَا المِسْحَیْنِ فی القُوسِ
و قَالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : القُوسُ : بَیْتُ الصَّائِد. و هو أَیْضاً
ص:430
زَجْرُ الکَلْبِ إِذَا خَسَأْتَه قلتَ له: قُوسْ قُوس ،قالَ :و إِذا دَعَوْتَه قلتَ له:قُسْ قُسْ .
و قُوسٌ : وَادٍ من أَوْدِیَهِ الحِجَازِ،نقَلَه الصَّاغَانیُّ ،و قال أَبو صَخْرٍ الهُذَلیُّ ،یصفُ سَحاباً:
فَجَّرَ عَلَی سِیفِ العرَاقِ و فَرْشِه
فأَعْلامِ ذی قُوسٍ بأَدْهَمَ سَاکِبِ (1)
و القَوَس ، بالتَّحْرِیک:الانْحنَاءُ فی الظَّهْر و قد قَوِسَ ، کفَرِحَ ،فهُوَ أَقْوَسُ :مُنْحَنِی الظَّهْرِ.
و القُوَیْس ،کزُبَیْرٍ:فَرَسُ سَلَمَهَ بنِ الحَوْشَبِ ،هکذا فی سائر النُسَخ،و صوابه:ابن الخُرْشُب الأَنْمَارِیِّ و قد ذُکِرَ فی مَوْضعه،و هو القائلُ :
أُقِیمُ لَهُمْ صَدْرَ القُوَیْسِ و أَتَّقِی
بلَدْنٍ من المُرَّانِ أَسْمَرَ مِذْوَدِ
و ذُو القَوْسَیْن :سَیْفُ حَسّانَ بنِ حِصْن بنِ حُذَیْفَهَ بن بَدْرٍ الفَزارَیِّ .
14- و ذُو القَوْس :لَقَب حَاجِب بن زُرَارَهَ بن عُدَسَ التَّمِیمیِّ ، یقَال:إِنّهُ أَتَی کِسْرَی أَنُوشِرْوَانَ فی جَدْبٍ أَصابَهُمْ ،أَی قَحْطٍ ، بدَعْوَه النَّبیِّ صلی اللّه علیه و سلم،یَسْتَأْذِنُه فی قَومِه أَن یَصِیروا فی ناحیَهٍ من بِلاده حتی یَحْیَوْا،فقال:إِنَّکُمْ مَعَاشِرَ العَرَب قَوْمٌ غُدُرٌ حُرُصٌ ،أَی أَهْلُ غَدْرٍ و خِیَانَهٍ و طَمَعٍ فی أَمْوَالِ الناس، فإِن أَذِنْتُ لَکُمْ بالنُّزُول فی الرِّیف أَفْسَدتُم البلادَ، و أَغَرْتُمْ علی العبَادِ ،کَذَبَ و اللّه أَمَّا الغَدْر فَفی مَعَاشِرِ العَجَم،و أَمَّا شَنُّ الغارات فلَمْ یَزَلْ منْ دَأْبِهم قَدیماً و حَدیثاً،لا یُعَابون بهِ قالَ حاجبٌ :إِنِّی ضامِنٌ للمَلِک أَلاّ یَفْعَلُوا.قَالَ :فَمَنْ لی بأَنْ تَفِیَ ؟قال:أَرْهَنُک قَوْسِی هذه.
فَضَحِکَ مَنْ حَوْلَه لاسْتحْقارِهمْ المَرْهونَ علیه (2)فقَالَ کِسْرَی:ما کَانَ لیُسَلِّمَها أَبداً.فقَبِلَهَا منه و أَذِنَ لَهُمْ بالنُّزُول فی الرِّیف. ثُمَّ أُحْیِیَ (3)النّاسُ بدَعْوَه النبیِّ صلی اللّه علیه و سلم،و قد ماتَ حاجِبٌ فی أَثْنَاءِ ذلک، فارْتَحَلَ عُطَارِدٌ ابنُه رَضیَ اللّه عَنْه لکِسْرَی (4)یطْلب قَوْسَ أَبیه،فرَدَّها عَلَیْه و کَسَاه حُلَّه دِیبَاجٍ ، فَلَمَّا رَجَع أَهْدَاهَا للنَّبیِّ (5)صلی اللّه علیه و سلم حینَ وَفَدَ علیه مع الأَقْرَع و الزِّبْرِقان، فلم یَقْبَلْهَا منه، فبَاعَها من یَهُودیٍّ بأَرْبَعَهِ آلافِ دِرْهَمٍ ،و فیه یَقُولُ القَائلُ :
تاهَتْ عَلَیْنَا بقَوْسِ حَاجِبِهَا
تِیهَ تَمِیمٍ بقَوْسِ حَاجِبِهَا.
و القِصَّهُ بتَمامِهَا مذکورَهٌ فی السِّیرَه الشَّامِیّه،و المضَاف و المَنْسوب للثَّعَالبیّ ،و المَعَارف،لابن قُتَیْبَهَ و غیرِهَا.
و ذُو القَوْس أَیضاً: لَقَبُ سِنَان بن عَامر بن جابِر بن عُقَیْل بن سُمَیّ الفَزَاریّ ، لأَنَّه رَهَن قَوْسَه عَلَی أَلْفِ بَعِیرٍ، فی الحَارِثِ بن ظالمٍ ،عنْدَ النُّعْمَانِ الأَکْبَر ،هکذا فی سائِر النُّسَخ،و صوابه:فی قَتْل الحارثِ بن ظالِمٍ النُّعْمَانَ الأَکْبرَ،کما فی التَّکْمِلَه و العبَابِ و غَیْرِهما.
و الأَقْوَسُ :المُشْرِفُ مِن الرَّمْلِ کالإِطارِ،قال الرّاجِز:
أُثْنِی ثَنَاءً مِنْ بَعِیدِ المَحْدِسِ
مَشْهُورَهً تَجْتَازُ جَوْزَ الأَقْوَسِ (6)
أَی تَقْطَعُ وَسَطَ الرَّمْلِ .
و الأَقْوَسُ : الصَّعْبُ مِن الأَزْمِنَهِ ، کالقَوِسِ ،ککَتِفٍ ، و القُوسِیِّ ،بالضَّمّ ،و القَوْسِ ،بالفَتْح.
و الأقْوَسُ مِن البِلادِ:البَعِیدُ.
و الأَقْوَسُ مِن الأَیّامِ :الطَّوِیلُ ،و هو مَجَازٌ،قال بعضُ الرُّجّازِ:
إِنّی إِذَا وَجْهُ الشَّرِیبِ نَکَّسَا
و آضَ یَوْمُ الوِرْدِ أَجْنَا أَقْوَسَا
أُوصِی بأَولَی إِبِلی أَنْ تُحْبَسَا
و الْمِقْوَسُ ،کمِنْبَرٍ:وِعَاءُ القَوْسِ .
و المِقْوَسُ أَیضاً: المَیْدَانُ ،عن ابنِ عَبّادٍ.
و المَوْضِعُ الَّذِی تَجْرِی مِنْه الخَیْلُ للسَّبْقِ : مِقْوَسٌ أَیضاً.
و مِن المَجَازِ:عُرِضَ فُلانٌ علَی المِقْوَسِ :هو حَبْلٌ تُصَفُّ عَلَیْهِ الخَیْلُ فِی المَحَلِّ الذِی تَجْرِی منه عِنْدَ السِّبَاق ،
ص:431
یُقَال ذلِکَ للمُجَرَّب،و جَمْعُه المَقَاوِسُ ،و یُقَال له:الْمِقْبَصُ أَیْضاً،قال أَبو العِیَال الهُذَلیُّ :
إِنَّ البَلاَءَ لَدَی المَقَاوِسِ مُخْرِجٌ
ما کانَ منْ غَیْبٍ وَ رَجْمِ ظُنُونِ
و قَالَ ابنُ الأَعْرَابیِّ :الفَرَسُ یَجْرِی بعتْقه و عِرْقِه،فإِذا وُضِعَ فی المِقْوس جَرَی بجِدِّ صاحِبهِ .
و قاسَ الشَّیْ ءَ بغَیْره و علَی غَیره یَقُوسُ قَوْساً و قِیاساً إِذا قَدَّرَه علَی مِثَاله، کیَقیسُ قَیْساً و قِیَاساً ،و لا تَقُلْ : أَقَسْتُه .
و قاسَانُ :د،بما وَرَاءَ النَّهْر ،خَلْفَ سَیْحُونَ ،و الغالِبُ علی أَلْسِنَه النّاس:کَاسَانُ ،بالکاف،و کانَ من مَحَاسِنِ الدُّنیا فخُرِّبَ باسْتیلاءِ التُّرْک،و منه قاضِی القُضاهِ أَبو نَصْرٍ أَحْمَدُ بنُ سَلْمَانَ بن نَصْرٍ الکَاسانیُّ ،و العَلاَّمهُ عَلاءُ الدِّین رِزْقُ اللّه الکَاسَانیُّ ،من أَئمَّه الحَنَفیَّه بدِمَشْقَ أَیّامَ الملک نُور الدیّن،و غیرُهما.
و قَاسَانُ : ناحِیَهٌ بأَصْبَهَانَ ،علی ثَلاثینَ فَرْسَخاً منها، و أَهْلُهَا کانَتْ أَهْلَ سُنَّهٍ ،فغَلَب علیها الرَّوَافِضُ ،کما جَرَی لأَسْتَراباذَ،و هو غیرُ قاشانَ ،بالشِّین، المَذْکُورِ مع قُمَّ ، و سیأْتی ذِکْرُه فی مَحَلِّه.
و قَوَّسَ الشَّیْخُ تَقْوِیساً :انْحَنَی ظَهْرُه، کتَقَوَّسَ ،و هو مَجَازٌ،قال امْرُؤُ القَیْس:
أَرَاهُنَّ لا یُحْبِبْنَ مَنْ قَلَّ مالُهُ
و لا مَنْ رَأَیْنَ الشَّیْبَ فیه و قَوَّسَا
و یُقال:هو یَقْتَاسُ الشَّیْ ءَ بغَیْره، أَی یَقیسُ به.
و یَقْتَاسُ فُلانٌ بأَبیه اقْتِیاساً ،أَی یَسْلُکُ سَبِیلَه و یَقْتَدِی به و المُتَقَوِّسُ قَوْسَه : مَنْ مَعَه قَوْسٌ ،عن ابن السِّکِّیت.
و المُتَقَوِّسُ ،أَیضاً: الحَاجِبُ المشَبَّهُ بالقَوْس ،علی الاسْتعاره،و هو المُقَوَّسُ ، کالمُسْتَقْوِس ،یُقَال:حاجبٌ مُسْتَقْوِسٌ ،و نُؤْیٌ مُسْتَقْوِسٌ ،إِذا صَارَ مثْلَ القَوْسِ ،و نَحْو ذلک ممّا یَنْعَطِف انْعطَافَ القَوْسِ ،و کذلک اسْتَقْوَسَ الهِلاَلُ ،و هو مَجازٌ.
و المُقَاوسُ الَّذی یُرْسِلُ الخَیْلَ للسِّبَاق،عن ابن عَبّادٍ، کالقَیَّاس ،ککَتَّانٍ ،و هذا الأَخیرُ إِنَّمَا هو عَلَی المُعَاقَبَه مَع القَوّاس ،و هو الَّذی یَبْرِی القِیَاسَ ،فجَعْلُه کالمُقَاوِس مَنظورٌ فیه،و لعلَّه نَقص فی العبَاره،و حَقُّهَا أَن یُقَال:و المُقاوِسُ :
الَّذی یُرْسِل الخَیْلَ ،و القَیّاسُ :الَّذی یَبْرِی القِیَاسَ ، کالقَوّاس.
و من المَجَاز:الأَجْنَی الأَقْوَسُ :المُمَارِسُ الدَّاهِیَهُ من الرِّجَال. و منه المَثَلُ :« رَمَاهُ اللّه بأَجْنَی أَقْوَسَ »أَی بدَاهِیَه من الرِّجَال،و بعضُهُم یقول:«أَحْوَی أَقْوَس »یُریدُون بالأَحْوَی:الأَلْوَی،و حَوَیْتُ و لَوَیْتُ وَاحِدٌ.و أَنشَدَ:
وَ لاَ یَزَالُ و هُوَ أَجْنَی أَقْوَسُ
یأْکُلُ أَوْ یَحْسُو دَماً و یَلْحَسُ
و فی الأَسَاس،فی معنَی المَثَل:أَی بأَمْرٍ صَعْبٍ ،و هو الدَّهْرُ؛لأَنَّهُ شابٌّ أَبَداً.
وَ رَوَی المُنْذریُّ ،عن أَبی الهَیْثَم أَنه قال:یُقَال:إِنَّ الأَرْنَبَ قالت:لا یَدَّرِینِی إِلاّ الأَجْنَی الأَقْوَسُ ،الَّذی یَبْدُرُنی و لا ییأَسُ (1).أَی لا یَخْتِلُنی إِلاّ المُمَارِسُ المُجَرِّبُ .
و قَوْسَی ،کسَکْرَی:ع ببلادِ السَّرَاهِ من الحِجاز، له یَومٌ ،م ،معروفٌ قال أَبو خِرَاشٍ الهُذَلیُّ :
فَوَ اللّه لا أَنْسَی قَتیلاً رُزئْتُهُ
بجِانِبِ قَوْسَی ما مَشَیْتُ عَلَی الأَرْضِ
و قُوسانُ ،ظاهرُه یَقْتَضی أَنْ یکونَ بالفتح،و الصَّواب أَنَّه بالضَّمِّ -،کما ضبَطَه الصّاغَانیُّ و الحافظُ (2)-: ناحِیَهٌ من أَعْمَال وَاسِطَ ،بینَها و بینَ بَغْدَادَ،و قیلَ :نَهرٌ کَبیرٌ بَیْنَ وَاسِطَ و النُّعْمَانِیَّه، و منْهَا عِزُّ الدِّینِ الحَسَنُ بنُ صالحٍ القُوسانیُّ ، ماتَ فی حُدودِ سبعین و سِتِّمائه.
و قَوَسانُ ، بالتَّحْریک:ه أُخْرَی بقُرْبِ وَاسِطَ ،من أَعْمالها، منها المنْتَخَب بنُ مصَدِّق القَوَسَانیُّ ،کان خَطیبَهَا.
و فی المَثَلِ :«هو منْ خَیْرِ قُوَیْسٍ سَهْماً »،هکذا أَوْرَدَه صاحبُ اللِّسَان، أَو«صارَ خَیْرَ (3)قُوَیْسٍ سَهْماً» ،و هکذا
ص:432
فی الأَسَاس، یُضْرَب للَّذی یُخَالفُک ثُمّ یَرْجِعُ عَن ذلک و یَعود إِلی ما تُحِبُّ ،أَو هو یُضْرَب إِلی من عَزَّ بَعْد مَهَانَه، و الوَجْهَانِ ذَکَرَهُما الزَّمَخْشَریُّ (1).
*و ممَّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:
قَوْسُ الرَّجُلِ :ما انْحَنَی من ظَهْرِه،عن ابن الأَعْرَابیّ [قال] (2)و أُراه علی التَّشْبیه.
و قَوْسُ قُزَحَ (3):الخَطُّ المُنْعَطِفُ فی السَّمَاءِ علی شَکْلِ القَوْسِ ،و لا یُفْصَلُ من الإِضَافَه.
و تَقَوَّسَ قَوْسَه :احْتَمَلَها.
و تَقَوَّسَ الشیْ ءُ و اسْتَقْوَسَ :انْعَطَف.
و رجُلٌ مُتَقَوِّسٌ و مُقَوِّسٌ :مُنْعَطِفٌ .قال الرّاجزُ:
مُقَوِّساً قَدْ ذَرِئَتْ مَجَالِیْه
و اسْتَقْوَس الشَّیْخُ ،کتَقَوَّس.
و القَوَّاسُ :بارِی القِیَاسِ .
و الْمِقْوَسُ ،بالکَسْر:الحِفَاظُ ،قاله اللَّیْث.
و لَیْلٌ أَقْوَسُ :شَدیدُ الظُّلْمَهِ ،عن ثَعْلَب،و أَنشدَ ابنُ الأَعْرَابیِّ :
یَکُونُ من لَیْلِی و لَیْلِ کَهْمَسِ
و لَیْلِ سَلْمَانَ الغَسِیِّ الأَقْوَسِ
و اللاَّمعَاتِ بالنُّشُوعِ النُّوَّسِ
و قَوَّسَت السَّحابَهُ :تَفَجَّرَتْ عنها الأَمْطَارُ،قال:
سَلَبْتُ حُمَیّاها فعَادَتْ لنَجْرِهَا
و آلَتْ کمُزْنٍ قَوَّسَتْ بعُیُونِ
أَی تَفجَّرتْ بعُیُونٍ من المَطَر.
و الأَقْوَاسُ ،من أَضْلاعِ البَعیرِ:هی المُقَدِّماتُ .
و من المَجَاز أَیضاً:رَمَوْنَا عَن قَوْسٍ وَاحِده.و فُلانٌ لا یَمُدُّ قَوْسَه أَحَدٌ،أَی لا یُعَارَضُ .
و القُوسِیَّهُ ،بالضّمّ :قَرْیَهٌ بمصْرَ.
القَهْبَسَهُ ،أَهْمَلَه الجَوْهَریُّ ،و قال الصّاغَانیُّ و ابنُ مَنْظُورٍ:هو الأَتَانُ الغَلیظَهُ ،نقلَه ابنُ عَبّاد،و لیس بثَبتٍ و قال غیرُه:هی القَهْمَسَهُ (4).قلَت:فإِذا لا یُسْتَدْرَک به علَی الجَوْهَریِّ ؛لأَنَّه لم یَصِحَّ عنْدَه،فتأَمَّلْ .
القَهْبَلِسُ ،کجَحْمَرِشٍ :الزُّبُّ ،أَی ذَکَرُ الإِنْسَان، أَو العَظیمُ الغلیظُ منه ،و قد یُوصَفُ به،قالَ :
فَیْشَلَه قَهْبَلِس کُبَاس
و قال ابنُ الأَعْرابیِّ القَهْبَلِسُ : القَمْلَهُ الصَّغیرَهُ ،و هی أَیضاً:الهُنْبُغُ و الهُنْبُوغُ .
و القَهْبَلِسُ : المَرْأَهُ العَظیمَهُ (5)الضَّخْمَهُ .
و قال أَبو تُرَابٍ : القَهْبَلِسُ : الأَبْیَضُ الَّذی تَعْلُوه کُدْرَهٌ ، کذا فی اللِّسَان و التَّکْملَه.
و فاتَه: القَهْبَلِسُ ،بمَعْنَی الکَمَرَهِ ،و قالَ ابنُ دُرَیْد:کَمَرَهٌ قَهْبَلِسٌ :عَظیمَهٌ .
و قال ابنُ عَبّادٍ: القَهْبَلِسُ :العَفِیفَهُ من النِّسَاءِ الضِّخْمَهُ .
قَهْوَسٌ ،کجَرْوَلٍ ،أَهْمَلَه الجَوْهَریُّ ،و قال الصّاغَانیُّ :هو اسمُ فَحْلٍ من الإِبل،و قال ابنُ دُرَیْدٍ (6):
هو اسمُ رَجُلٍ ،و فی العُباب:هو وَالِدُ النُّعْمَانِ التَّیْمیِّ ،و له ذِکْرٌ فی کتَاب النَّقائض،و فیه تَقُولُ دَخْتَنُوسُ بنتُ لَقیطِ بن زُرَارَهَ :
فَرَّ ابنُ قَهْوَسٍ الشُّجَا ع
ُ بکَفِّه رُمْحٌ مِتَلُّ
یَعْدُو به خَاظِی البَضی
عِ کَأَنَّهُ سِمْعٌ أَزَلُّ
قالته لَهُ تَهَکُّماً،ففَرَّ من عارِ هذا الشِّعْرِ حَتَّی لَحِقَ بعُمَانَ ،فلا یُدْرَی وَلَدُه فیمَ هُمْ ،نَقَلَه الصّاغَانیُّ ،إِلاّ أَنه لمْ
ص:433
یَذکُر اسمَ وَلَدِه هذا،و إِنَّمَا قال:قالَتْه لابن قَهْوَسٍ ،رجُلٍ من بَنی تَیْمٍ (1).
و قال الفَرّاءُ: القَهْوَسُ :کجَرْوَلٍ :الرَّجُلُ الطَّوِیلُ ، کالسّهْوَق و السَّوْهَق.قال شَمِرٌ:الأَلْفَاظُ الثَّلاثَهُ بمَعْنًی وَاحدٍ فی الطُّول و الضِّخَم،و الکَلمَهُ وَاحدَهٌ ،إِلا أَنّهَا قُدِّمتْ و أُخِّرَتْ ،کما قَالُوا:عُقَابٌ عَقَنْبَاهٌ ،و عَبَنْقَاهٌ (2).
و قال ابنُ عَبّادٍ: القَهْوَسُ :هو التَّیْسُ الرَّمْلیُّ الطَّویلُ و الضّخْمُ القَرْنَیْن ،هکذا بواو العطْف فی سائر النُّسَخ،و فی التَّکْملَه إِسقاطُهَا.
و القَهْوَسُ الرَّجُلُ الطَّویلُ ،لأَنَّه ینْحَنِی و یحْدَوْدِبُ ، و قیلَ :لأَنَّه یَتَقَهْوَسُ إِذَا جَاءَ مُنْحَنِیاً یَضْطَرِبُ ،قالهُ ابنُ عَبّادٍ.و هو قولُ الفَرّاءِ بعَیْنه،و ذِکْرُه ثانیاً تَکْرَارٌ لا یَخْفَی.
و التَّقَهْوُسُ :السُّرْعَهُ فی العَدْوِ، کالقَهْوَسَه ،و قالَ ابنُ فارسٍ :هذا مُمْکنٌ أَنْ تَکُونَ هاؤُه زائدَهً ،کأَنَّه یَتَقَوَّسُ .
و هو أَیْضاً: أَنْ یَمْشِیَ مُنْحَنِیاً مُضْطَرِباً ،یقال:جاءَ یَتَقَهْوَسُ .
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
القَهْوَسَهُ :عَدْوٌ من فَزَعٍ ،و به سُمِّیَ الرجُلُ ،قالَهُ ابنُ دُریْدٍ.
و تَقَهْوَسَ الرَّجُلُ :احْدَوْدَبَ .
قَاسَه بغَیرِه و علیه ،أَی علی غیرِه، یَقِیسُه قَیْساً و قِیَاساً ،الأَخیر بالکَسْر، و اقْتاسَه ،و کذا قَیَّسَه ،إِذا قَدَّرَه علَی مِثَالِه ،و یَقُوسُه قَوْساً و قِیَاساً :لغَهٌ فی یَقِیسه ،و قد تَقَدَّم، فانْقَاسَ ،و قال شَیْخُنَا:ذَکرَ الأَبْهَریُّ -کما فی حَوَاشِی العَضُد-أَنه عُدِّیَ بعَلَی لتَضَمُّنه مَعْنَی البنَاءِ،و کلامُ المصَنِّفِ ظاهرٌ من خِلافهِ ،و أَنَّ تَعْدِیَتَه بعلَی أَصْلٌ ،کغَیْره من الأَفْعَال الَّتی تَتَعدَّی بها،علی أَنَّ تَعْدِیهَ البنَاءِ بعَلی کلامٌ لأَهْل العَرَبیَّه،و أَمَّا تَعْدیتُه بإِلَی فی قَوْل المتَنَبِّی:
بمَنْ أَضْرِب الأَمْثَالَ أَمْ مَنْ أَقِیسه
إِلَیْکَ و أَهْلُ الدَّهْرِ دُونَکَ و الدَّهْرُ
فلتَضَمُّنه مَعْنَی الضَّمِّ و الجَمْع،کما قالَه الوَاحِدیُّ و غیرُه من شُرّاح دِیوانه.
و المِقْدَار مِقْیَاسٌ ،لأَنَّهُ یُقَدَّر به الشَّیْ ءُ و یُقَاس ،و منه مِقْیَاسُ النِّیلِ ،و قد نُسِب إِلیه أَبو الرَّدَّاد عبدُ اللّه بنُ عبد السَّلام المِقْیَاسیُّ ،و بَنُوه.
و من المَجَاز:یقَال:بَیْنَهُمَا قِیسُ رُمْحٍ ،بالکسْر، و قَاسُه ،أَی قَدْرُه ،کما یُقَالُ :قِیدُ رُمْحٍ ،و یُقَال:هذه الخَشَبَهُ قِیسُ أُصْبُعٍ ،أَی قَدْرُ أُصْبُعٍ .
و قَیْسُ عَیْلانَ ،بالفَتْح ،هکذا بالإِضافَه: أَبو قَبیلَهٍ ، و اسمُه النَّاسُ بنُ مُضَرَ أَخو الْیَاسِ ،و کانَ الوَزیرُ المَغْرِبیّ یقول:النّاسُّ مُشَدَّدُ السِّینِ المُهْمَلَه،و کَوْنُ قَیْسٍ مُضَافاً إِلی عَیْلانَ هو أَحدُ أَقوالِ النَّساّبینَ ،و اخْتُلِف فیه،فیُقَال:إِنَّ عَیْلانَ حاضِنٌ حَضَنَ قَیْساً ،و إِنّه غُلامٌ لأَبیه،و قیلَ :عَیْلانُ :
فَرَسٌ لقَیْسٍ مشهورٌ فی خَیْل العَرَب،و کان قَیْسٌ سابَقَ علیه،و کانَ رَجلٌ من بَجیلَهَ یُقَالُ له: قَیْسُ کُبَّهَ ،لفَرَسٍ ، یقال له:کُبَّهُ ،مشهورٌ،و کانَا مُتَجَاوِرَیْن فی دَارٍ وَاحدَهٍ قَبْلَ أَن تَلْحَقَ بَجِیلَهُ بأَرْضِ الیَمَن،فکَانَ الرَّجُلُ إِذَا سأَلَ عن قَیْسٍ ،قیل له:أَ قَیْسَ عَیْلانَ تُریدُ أَم قَیْسَ کُبَّهَ ؟و قیلَ :إِنَّه سُمِّیَ بکَلْبٍ کانَ له یُقَالُ له:عَیْلانُ .و قالَ آخَرُونَ :باسم قَوْسٍ له،و یکونُ قَیْسٌ علی هذا وَلَداً لمُضَرَ،و الذی اتَّفَقَ علیه مَشایخُنَا من النَّساّبینَ أَنَّ قَیْساً وَلَدٌ لعَیْلاَنَ ،و أَنَّ عَیْلانَ اسْمُه النّاس،و هو أَخو الیاس الَّذی هو خِنْدِفٌ ، و کِلاهما وَلَدُ مُضَرَ لصُلْبه،و هذا الَّذی صَرَّحَ به ذَوو الإِتْقَان (3)،و اعْتَمَدُوا علیه،و یَدُلُّ لذلک قولُ زُهَیْر بن أَبی سُلْمَی:
إِذا ابْتَدَرَتْ قَیْسُ بنُ عَیْلاَنَ غَایَهً
منِ المَجْدِ منْ یَسْبِقْ إِلَیْهَا یُسَوَّدِ (4)
و أُمُّ عَیْلاَنَ و أَخیه هی الخَنْفَاءُ ابنه إِیادٍ المَعَدّیَّهُ ،کما حقَّقه ابنُ الجوّانیِّ النَّسَّابَهُ فی المُقَدِّمَه الفاضِلیّه.
و تَقَیَّس الرَّجُلُ ،إِذا تَشَبَّهَ بهم أَو تَمَسَّک منهم بسَبَبٍ ، کحِلْفٍ أَو جِوارٍ أَو وَلاَءٍ ،قال جَریرُ:
ص:434
و إِنْ دعَوْتُ منْ تَمیمٍ أَرْؤُسَا
و قَیْسَ عَیْلانَ و منْ تَقَیَّسَا
تَقَاعَس العِزُّ بِنَا فاقْعَنْسَسَا (1)
و حَکَی سِیبَوَیهِ : تَقَیَّس الرجُلُ ،إِذا انْتَسَب إِلیهَا.
و القَیْسُ :التَّبَخْتُرُ و منْهُ ما
16- رُوی عن أَبی الدَّرْدَاءِ رضی اللّه عَنْهُ : «خَیْرُ نِسَائکُمْ مَنْ تَدْخُلُ قَیْساً ،و تَخْرُجُ مَیْساً،و تَمْلأُ بَیْتَهَا أَقِطاً و حَیْساً (2)». و قال ابنُ الأَثیر:یُرِیدُ أَنَّهَا إِذا مَشَتْ قَاستْ بعْضَ خُطَاهَا ببَعْضٍ ،فلم تَعْجَلْ فِعْلَ الخَرْقاءِ، و لکنَّهَا تَمْشِی مَشْیاً وَسَطاً مُعْتَدِلاً،فکَأَنَّ خُطَاهَا مُتَسَاوِیَهٌ .
قلتُ :و هَذَا غیرُ المَعْنَی الذّی أَراده المصنِّف.
و القَیْسُ : الشِّدَّهُ ،و منه امْرُؤُ القَیْس ،أَی رَجُلُ الشِّدَّهِ .
و القَیْسُ : الجُوعُ ،نقلَه الصاغَانیُّ .
و القَیْسُ : الذَّکَرُ ،عن کُراع،قال ابنُ سِیدَه:و أُراه تغْلبَ ،و أَنْشَدَ:
دَعَاکَ (3)اللّه منْ قَیْسٍ بأَفْعَی
إِذا نَامَ العُیُونُ سَرَتْ عَلَیْکَا
و قَیْسُ :کُورَهٌ بمصْرَ ،و هی الآنَ خرَابٌ ،و هی بالصَّعید الأَدْنَی و قد دَخلتُهَا،قیل: سُمِّیَتْ بمُفْتَتِحِهَا قَیْسِ بنِ الحارِثِ ،و قد نُسِب إِلیها جماعَهٌ من المُحَدِّثین.
و قَیْسُ : جَزیرَهٌ ببَحْرِ عُمَانَ ،و هی مُعرَّبهُ کَیْشَ ،و إِلیها نُسِبَ إِسْمَاعیلُ بنُ مُسْلِمٍ الکَیْشِیُّ ،من رِجَال مُسْلم.
و القَیْسانِ منْ طَیِّیءٍ هُمَا قَیْسُ بنُ عَنّاب،بالنون ابن أَبی حارِثَه بن جُدَیِّ بن تَدُولَ بن بُحْتَر بن عَتُودٍ، و ابنُ أَخِیه قَیْسُ بنُ هَذَمَهَ بن عَنّابٍ المَذْکُور.
و عَبْدُ القَیْسِ بنُ أَفْصَی بن دُعْمِیِّ بن جَدِیلَهَ : أَبُو قَبیلَهٍ من أَسَد بن رَبیعَهَ ،و النِّسْبَهُ إِلیهم: عَبْقَسِیّ ،و إِنْ شِئْتَ :
عَبْدِیّ ،و قد تَقَدَّم.و قد تَعَبْقَس الرجُلُ ،کما یُقَالُ :تَعَبْشَمَ و تَقَیَّس ،و قد تَقَدَّم أَیضاً.
14- و امْرُؤُ القَیْسِ بن عابِس بن المُنْذِر بن السِّمْطِ الکِنْدیُّ ، من وَلَدِ امْرئِ القَیْس بن عَمْرو بن مُعَاویَهَ ،و قد وَفَدَ عَلی النَّبیِّ صلی اللّه علیه و سلم و لم یرْتَدَّ،و کان شاعراً جاهِلیًّا و أَدْرَک الإِسْلامَ .
و لیس فی الصحابَه مَن اسْمُه امرُؤُ القیْس غیره (4).
و امْرُؤُ القَیْس بنُ الأَصْبَغ بن ذُؤالَهَ الکَلْبیُّ من وَلَدِ جُشَمَ ابن کَعْب بن عامر بن عَوْف.
و امرؤُ القَیْسِ بن الفاخِرِ بن الطَّحَّاحِ صَحَابِیُّون.
و امرؤ القَیْس المَلِکُ الضِّلِّیلُ الشاعرُ المَشْهُورُ،فَحْلُ الشُّعَرَاءِ سُلَیْمَانُ بنُ حُجْر بن الحَارث المَلک بن عَمْرٍو المَقْصُورِ بن حُجْرٍ آکلِ المُرَارِ ابن عَمْرو بن مُعَاویَهَ الأَکْرَمینَ بن الحَارثِ الأَصْغَر بن مُعَاویهَ الکِنْدیِّ رَافعُ لِوَاءِ الشُّعَرَاءِ إِلی النّار ،کما وَرَدَ ذلک فی حَدیثٍ .
و امرُؤ القَیْس بنُ بَحْرٍ الزُّهیْریُّ ،من وَلَد زُهَیْر بن جنابٍ الکَلْبیِّ .
و امْرُؤ القَیْس بنُ بَکْر بن[امرئ] (5)القَیْس بن الحارث ابن مُعاویهَ بن الحَارث بن مُعَاویهَ بن ثَوْرٍ الکنْدیّ ،جاهلیُّ ، و لَقبُه الذَّائدُ.
و امرُؤُ القَیْس بنُ حُمَام بالضَّمّ (6)[بن مالک بن عُبَیده بن هُبَلَ الکَلبّی] (7)و هو الذی أَغارَ مع زُهَیْر بن جَنَابٍ علی بَنی جاهلیٌّ أَیضاً.
و امرؤُ القَیْس بنُ عَدیِّ بن مِلْحَانَ الطائیُّ ،جَدُّه حاتِمٌ ، أَو هو امْرُؤُ القَیْس بنُ عَدِیٍّ الکَلْبِیُّ (8).
و امْرُؤُ القَیْس بنُ کُلابٍ ،بالضَّمِّ بن رِزَامٍ العُقَیْلیُّ ثمّ الخُوَیْلِدیُّ .
و امْرُؤ القَیْس بنُ مَالکٍ الحِمْیَریُّ . کُلُّهُم شُعَرَاءُ ،
ص:435
و النِّسْبَهُ إِلی الکُلِّ :مَرْئیٌّ بوَزْن مَرْعِیٍّ إِلاّ ابنَ حُجْرٍ ،هکذا فی سائر النُّسَخ،و هو غلَطٌ ،و الصَّواب:إِلاّ ابنَ الحَارثِ ابن مُعَاویَهَ فإِنَّهَا مَرْقَسیٌّ ،مسمُوعٌ عن العَرَب فی کِنْدَهَ ،لا غَیْرُه،کما حقّقه ابنُ الجَوّانیِّ فی المُقَدِّمه،و هذا الذی استُثْنِیَ به هو امْرُؤُ القَیْس ،أَخُو مُعَاوِیَهَ الأَکْرَمینَ ،الجَدِّ الرّابعِ لامْرئِ القَیْس فَحْلِ الشُّعَرَاءِ،و هو المَعْرُوفُ بابن تَمْلِکَ ،و هی أُمُّه،و هی تَمْلکُ بنتُ عَمْرو بن زَیْد بن مَذْحِجٍ ،و بها یُعْرَفُ بَنُوه،فتأَمَّلْ هذا،فإِنَّه نَفِیسٌ ،و قَلَّ مَنْ نَبَّه عَلَیْه.
و قَیْسُونُ :ع ،نقَلَه الصّاغَانیُّ و أَما الخِطَّهُ المَشْهُورَهُ بمصْرَ فإِنَّهَا بالصَّاد و الواو:مَنْسُوبَهٌ إِلی قُوصُونَ الأَمیرِ،صاحبِ الجَامع،و العَّامَه یَقُولُونَه بالیَاءِ و السِّین،و هو غَلَطٌ .
و مِقْیَسٌ ،کمِنْبَرٍ:ابنُ حُبَابَهَ (1)بالضّمِّ ،من بَنی کَلْبِ بن عَوْفٍ ،من الدِّیل،و هو أَحَدُ الأَرْبَعَهِ الَّذینَ لم یُؤَمِّنْهُم النَّبیُّ صلی اللّه علیه و سلم یومَ فَتْحِ مَکَّهَ ،و ذکرَه الجَوْهَریُّ :مِقْیَص،بالصّاد،و هو بالسِّین، قَتَلَه نُمَیْلَهُ بنُ عبد اللّه ،رَجُلٌ من قَوْمِه ،قالَتْ أُخْتُه فی قَتْله:
لَعَمْری لَقَدْ أَخْزَی نُمَیْلَهُ رَهْطَهُ
و فَجَّعَ أَضْیَافَ الشِّتَاءِ بِمقْیَسِ
فلِلّه عَیْنا مَنْ رَأَی مِثْلَ مِقْیَسٍ
إِذا النُّفَسَاءُ أَصْبَحَتْ لَمْ تُخَرَّسِ
و قَایَسْتُه :جارَیْتُه فی القِیَاس ،هکذا فی النُّسَخ،و فی اللّسَان: قَایَسْتُ بَیْنَهُمَا،إِذا قادَرْتَ بَیْنَهُمَا.فَعَلَی هذا لا إِشْکَالَ .
و قَایَسْت بَیْنَ الأَمْرَیْن:قَدَّرْتَ ،لم یُعَبِّرْ فیه بمَعْنَی المُفَاعَلَه،قالَ اللّیْثُ : المُقَایَسَهُ :مُفَاعَلَهٌ من القِیَاس .
و هو یَقْتَاسُ بأَبِیه أَی یَقْتَدِی به، وَاوِیٌّ و یائیٌّ ،و قد تقدَّم ذِکْرُه قریباً.
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
قاس الطَّبیبُ قَعْرَ الجِرَاحَه قَیْساً :قَدَّرَ غَوْرَهَا.و الآلَهُ مِقْیَاسٌ :و هو المِیلُ الَّذی یُخْتَبَرُ به.و مَحَلَّهُ قَیْسِ :من قُرَی مصْرَ،من أَعْمَال البُحَیْرَه.
و القَیَّاسُ : القَوّاسُ .
و القَائسُ :الذی یَقِیسُ الشَّجَّهَ .
و جَمْعُ الْمِقْیَاس مَقَاییسُ .
و رجُلٌ قَیَّاسٌ :کَثیرُ القِیَاسِ ،و هو مَقِیسٌ علیه.
و تقول:قبَّحَ اللّه قوماً یُسَوِّدُونک و یُقایسُونَ برَأَیک.
و هذه مسأَله لا تَنْقَاسُ .
و تَقایَسَ القَوْمُ :ذَکَرُوا مآرِبَهُم.
و قَایَسَهُمْ (2)إِلیه: قایَسَهُم به،قال:
إِذا نَحْنُ قَایَسْنَا المُلُوکَ إِلی العُلاَ
و إِن کَرُمُوا لَمْ یَسْتَطِعْنَا المُقَایِسُ
و فی التَّهْذیب: المُقَایَسَهُ :تَجْرِی مَجْرَی المُقَاساه ،التی هی مُعَالَجَهُ الأَمْر الشَّدیدِ و مُکَابَدَتُه،و هو مقلوبٌ حِینئذ.
و یُقال:قَصُرَ مِقْیَاسُکَ عن مِقْیَاسی ،أَی مِثَالُک عن مِثَالی.
و الأَقْیَاسُ :جَمْع قَیْسٍ ،أَنْشَد سِیبَوَیه:
أَلاَ أَبْلِغِ الأَقْیَاسَ قَیْسَ بنَ نَوْفَلٍ
و قَیْسَ بنَ أَهْبَانٍ و قَیْسَ بنَ خالِدِ
و أُمُّ قَیْسٍ :کُنْیَهُ الرَّخَمَهِ .
و قاسَهُ لکذا:سَبَقَهُ ،و هذا مَجازٌ،و کذا قَولُهم:فُلانٌ یَأْتِی بما یَأْتِی قَیْساً .
و قِیسَانَهُ ،بالکَسْر:من أَعْمَال غَرْنَاطَهَ ،منها أَبو الرَّبیع سُلَیْمَانُ بنُ إِبراهیمَ القِیسَانیُّ ،من کِبَار المالِکیَّه،ماتَ بمصْرَ سنَهَ 634.
و امْرُؤُ القَیْس بن السِّمْط ،من بَنی امْرئِ القَیْس بن مُعَاویَهَ .
و امرُؤُ القَیْسِ بنُ عَمْرو بن الأَزْد،دَخَلُوا فی غسَّانَ .
و امْرُؤُ القَیْسِ بنُ زَیْد بن عبد الأَشْهَل بَطْنٌ .
ص:436
و امْرُؤُ القَیْسِ بنُ عَوْف بن عامر بن عوف بن عامرٍ:
بَطْنٌ من کَلْب،یُعْرَفُون ببَنی ماوِیّهَ ،و هی أُمُّهم،من بَهْرَاءَ.
و امرؤُ القَیْسِ بنُ زَیْدِ مَنَاهَ بن تَمیمٍ ،و منهم المَرَئیُّ الذی کان یُهَاجیه ذُو الرُّمَّه،و منْ بَنی امرئَ القَیْس هذا ثَلاثُ عَشَائرَ.
و امرُؤُ القَیْس بنُ خَلَف بن بَهْدَلَهَ ،جَدُّ الزِّبْرِقان بن بَدْرٍ.
و امرُؤُ القَیس بنُ عَبْدِ مَنَاهَ بن تَمیمٍ ،جَدُّ عَدیِّ بن زیْدٍ العِبَادیِّ الشَّاعر.
و امْرُؤُ القَیْس بنُ مُعَاویه:بَطْنٌ من کِنْدَهَ ،من وَلَدِه امْرُؤُ القَیْس بن عابِسٍ ،شاعرٌ،له وِفَادَهُ ،و قد ذُکِرَ.
و کذلک امْرُؤُ القَیْس بن السِّمْط .
الکَأْسُ :الإِناءُ یُشْرَبُ فیه،أَو ما دامَ الشَّرَابُ فیه ،فإِذا لم یکُنْ فیه فهو قَدَحٌ ،و قال ابنُ الأَعْرابیِّ :لا تُسَمَّی الکَأْسُ کَأْساً إِلاّ و فیهَا الشَّرَابُ ،و قیل:هو اسمٌ لهُمَا علی الانْفرَاد و الاجْتمَاع،و قد وَرَد ذِکْرُهَا فی الحَدیث.
و هی مُؤنَّثَهٌ قال اللّه تعالی: بِکَأْسٍ مِنْ مَعِینٍ بَیْضاءَ (1)مَهْمُوزَهٌ قال ابنُ السِّکِّیت:هی الکَأْسُ و الرَّأْسُ و الفَأْسُ ، مهموزاتٌ ،و قالَ غیرُه:و قد یُتْرَک الهَمْزُ تَخْفیفاً. و قالَ أَبو حَاتمٍ و ابنُ عَبّادٍ: الکَأْسُ : الشّرَابُ بعَیْنه،و هو قَوْلُ الأَصْمَعیِّ ،و لذلک کانَ الأَصْمَعیُّ یُنْکِرُ رِوَایَهَ مَن رَوَی بیتَ أُمَیَّهَ بن أَبی الصَّلْت:
مَنْ لمْ یَمُتْ عَبْطَهً یَمُتْ هرَماً
للْمَوْتِ کأْسٌ و المَرْءُ ذائقُهَا (2)
و کان یَرْویه«الْمَوْتُ کأْسٌ »و یَقْطَع أَلفَ الوَصْل؛لأَنَّهَا فی أَول النِّصْف الثانی من البَیْت،و ذلک جائزٌ.و کان أَبُو علیّ الفارسیُّ یقول:هذا الّذی أَنْکَرَه الأَصْمَعیُّ غیرُ مُنْکَرٍ،و اسْتشْهَد علی إِضافَه الکَأْس إِلی الموْت ببَیْتِ مُهَلْهلٍ ، و هو:
ما أُرَجِّی بالعَیْش بَعْد نَدَامَی
قَدْ أُرَاهُمْ سُقُوا بکَأْسِ حَلاَقِ
و حَلاَقِ :اسمٌ للمَنِیَّه،و قد أَضافَ الکَأْسَ إِلیها،و مثْل هذا البَیْتِ الذی اسْتَشْهَد به أَبو علیّ قولُ الجَعْدیّ یَصف صائداً أَرْسَلَ کلاَبَه علی بَقَرَهِ وَحْشٍ :
فَلَمْ تَدَعْ وَاحداً منْهُنَّ ذا رَمَقٍ
حَتَّی سَقَتْهُ بکأْسِ المَوْتِ فانْجَدَلاَ
و فی المُحْکَم: الکَأْسُ :الخَمْرُ نَفْسُهَا،اسمٌ لهَا،و منه قولُه تعالَی: یُطافُ عَلَیْهِمْ بِکَأْسٍ مِنْ مَعِینٍ (3)و أَنْشَدَ أَبو حَنیفَهَ رَحمَه اللّه تَعَالی للأَعْشَی:
و کَأْسٍ کعَیْنِ الدِّیک بَاکَرْتُ نَحْوَها
بفِتْیَانِ صِدْقٍ و النَّوَاقِیسُ تُضْرَبُ
و أَنْشَدَ أَیْضاً لعَلْقَمه:
کأْسٌ عَزیزٌ من الأَعْنَاب عَتَّقَهَا
لبَعْضِ أَرْبَابهَا حَانِیَّهٌ حُومُ
قال (4):کذا أَنْشَدَه أَبُو حَنیفَهَ علی الصِّفَه،یعنی أَنَّهَا خَمْرٌ تَعِزُّ فیُنْفَسُ بها إِلاّ علَی المُلُوکِ و الأَرْبَابِ ، و المُتَعَارَفُ : کأْسُ عَزیزٍ،بالإِضافَه،و کذلک أَنْشَدَه سیبَوَیه، أَی کَأْسُ مالکٍ عَزیز،أَو مُسْتَحِقٍّ عَزیزٍ. ج أَکْؤُسٌ و کُؤُوسٌ و کاسَاتٌ ،الأَخیرُ من غیر هَمْزٍ، و کِئاسٌ ،مهموزٌ،قال الأَخْطَل:
خَضِلِ الکِئَاسِ إِذَا تَثَنَّی لم تَکُنْ
خُلْفاً مَوَاعِدُه کبَرْقِ الخُلَّبِ
و حَکَی أَبو حَنیفَهَ رحمه اللّه: کِیَاسٌ ،بغیر هَمْزٍ،فإِنْ صَحَّ ذلکَ فهُوَ علی البَدَل،قَلَب الهَمْزَهَ فی کأْس أَلفاً فی نیَّه الواو،فقال: کاسٌ ،کنَارٍ،ثمَ جَمَع کاساً علی کِیَاسٍ ، و الأَصْلُ : کِوَاسٌ ،فقُلبت الواوُ یاءً للْکَسْره الّتی قَبْلَهَا.
و کَأْسُ بِنْتُ الکَلْحَبَهِ ،و اسْمُه هُبَیْرَهُ بنُ عبد مَنَافٍ
ص:437
العُرَنیِّ ،منْ بَنی عُرَیْن بن ثَعْلَبَهَ بن یَرْبُوع (1)،و فیهَا یَقُولُ :
و قُلْتُ لکَأْسٍ أَلْجِمِیهَا فإِنَّما
نَزَلْنَا الکَثَیبَ منْ زَرُودَ لنَفْزَعَا (2)
*و ممّا یُسْتَدْرک علیه:
سَقاه الکَأْسَ الأَمَرَّ:هو المَوْتُ .
و یُسْتَعَارُ الکَأْسُ فی جَمیع ضُرُوبِ المَکَارِهِ ،کقولهم:
سَقَاه کأْساً من الذُّلِّ ،و کَأْساً من الحُبِّ ،و الفُرْقَهِ ،و المَوْتِ .
و قالَ ابنُ بُزُرْج:کاصَ فُلانٌ من الطَّعَام و الشَّرَاب،إِذا أَکْثَرَ منه،و تَقُولُ :وَجَدْتُ فُلاناً کُؤُصاً (3)،بضمَّتینَ ،أَی صَبُوراً باقِیاً علی شُرْبهِ و أَکْلهِ ،قالَ الأَزْهَرِیُّ :و أَحْسَب الکَأْسَ مأْخُوذاً منه،لأَنَّ الصادَ و السِّین یَتعاقَبانِ فی حُرُوفٍ کَثِیرهٍ لقُرْبِ مَخْرَجَیْهِما.
کَبَسَ البِئْرَ و النَّهْرَ یَکْبِسُهُمَا کَبْساً : طَمَّهُما و رَدَمَهُمَا و طَوَاهُما بالتُّرابِ ،و کذلِک الحُفْرَهَ . و ذلِک التُّرابُ کِبْسٌ ،بالکَسْرِ ،و هو من الأَرْضِ ما یَسُدُّ مِن الهَوَاءِ مَسَدًّا.
و کَبَس رَأْسَه فی ثَوْبِه کُبُوساً : أَخْفاهُ و أَدْخَلَه فیه.
و قِیلَ :تَقَنَّع ثُمَّ تَغَطَّی بطائِفَتِه.
14- رُوِیَ عن عقیلِ بنِ أَبِی طالِبٍ رضِیَ اللّه عنه أَنّه قال: «إِنَّ قُرَیْشاً أَتَتْ أَبا طالِب فقالت له:إِنّ ابْنَ أَخیکَ قد آذَانَا،فانْهَهُ عنّا،فقالَ :یَا عَقِیلُ انْطَلِقْ فائْتِنِی بمُحَمَّدٍ،فانْطَلَقْتُ إِلیه فاسْتَخْرَجْتُه منْ کِبْسٍ ». قیل:مَعْنَاه مِن غَار فی أَصْلِ الجَبَلِ ،و یُرْوَی بالنُّونِ ،من الکِنَاسِ ،و هو بَیْتُ الظَّبْیِ .
و مِن المَجَازِ: کَبَسَ دَارَه:هَجَمَ علیهِ و احْتَاطَ بِه ، و اقْتَصرَ ابنُ القَطَّاعِ علی الهُجُوم.
و زاد الزَّمَخْشَرِیُّ :و کَبَّسَ تکْبِیساً ،مِثْلُه،أَی اقْتَحَمَ علیهِ .
و الکِبْسُ ،بالکَسْرِ:الرَّأْسُ الکَبِیرُ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیّ ، و هو علی التَّشْبِیه بما بَعْدَه. و الکِبْسُ : بَیْتٌ صَغِیرٌ مِنْ طِینٍ ،سُمِّیَ بِه لأَنَّ الرَّجُلَ یَکْبِسُ فیه رَأْسَه،قالَ شَمِرٌ:و یَجوز أَن یُجْعَلَ البَیْتُ کِبْساً ، لِمَا یُکْبَسُ فیه،أَی یُدْخَلُ ،کما یَکْبِسُ الرَّجُلُ ثوْبَه فی رَأْسِهِ ،و به فُسِّر حَدِیثُ عَقِیلٍ السَّابِقُ ،و الجَمْع:أَکْبَاسٌ .
و الکِبْسُ : الأَصْلُ ،و یقال: هو فِی کِبْسِ غِنًی و کِرْسِ غِنًی،أَی فی أَصْلِهِ ،حکاه أَبُو زَیْدٍ.
و الأَکْبَسُ :الفَرْجُ النّاتِیءُ ،لِضَخَامَته.
و رَجُلٌ أَکْبَسُ :بَیِّنُ الکَبَسِ ،ضَخْمُ الرَّأْسِ ،و فی التَّهْذِیبِ : مَنْ أَقْبَلَتْ هَامَتُه و أَدْبَرَتْ جَبْهَتُهُ . زادَ ابنُ القَطَّاعِ :و قد کَبِسَ کَبَساً ،کفَرحَ .
و الکُبَاسُ ، کغُرَابٍ :الذَّکَرُ[الضَّخْمُ ] (4)،عن شَمِر، و أَنْشَدَ للطِّرِمّاح:
و لو کُنتَ حُرًّا لمْ تَبِتْ لَیْلَهَ النَّقَا
و جِعْثِنُ تُهْبَی بالکُبَاسِ و بالعَرْدِ
تُهْبَی،أَی یُثَارُ مِنها الغُبَارُ؛لشِدَّهِ العَمَلِ بها،و قِیلَ :هو الذَّکَرُ العَظِیمُ ،و قد یُوصَفُ به فیُقَالُ :ذَکَرٌ کُبَاسٌ .
و الکُبَاسُ : العَظِیمُ الرَّأْسِ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ .
و الکُبَاسُ : مَنْ یَکْبِسُ رَأْسَه فی ثِیَابِه و یَنَامُ ، رجُلٌ کُبَاسٌ غَیْرُ خُبَاسٍ ،و هو الذی إِذا سأَلتَه حاجَهً کَبَسَ برَأْسِه فی جَیْبِ قَمِیصِه،قال الشاعر یَمْدَح رجُلاً:
هُو الرُّزْءُ المُبَیِّنُ لا کُبَاسٌ
ثَقِیلُ الرَّأْسِ یَنْعِقُ بالضَّئِینِ
و کُبَاسُ بنُ جَعْفَرِ بنِ ثَعْلَبَه بن یَرْبُوعِ بنِ حَنْظلَه.
و أَبُو الحَسَنِ علیُّ بنُ حَسَن بن قُسَیْم ،کزُبَیْر، ابنِ کُبَاسٍ المِصْرِیّ : مُحَدِّثٌ ،عن أَبِی الفَتْحِ بنِ سِیبُخْتَ (5)، و عنه ابنُ ماکُولاَ.
و الکِبَاسَهُ ،بالکَسْر:العِذْقُ الکَبِیرُ التامُّ بشَمَارِیخه و بُسْرِه،و هو من التَّمْرِ بمَنْزِلَهِ العُنْقُودِ مِن العِنَب،و الجَمْع:
الکَبَائسُ ،و استعار أَبو حنیفهَ الکِبَاسَ لِشَجَرِ الفُوفَلِ ،فقال:
تَحْمِل کَبَائِسَ فیها الفُوفَل.مِثْل التَّمْرِ.
و الکَبِیسُ ،کأَمِیرٍ: ضَرْبٌ من التَّمْر ،و هو ثَمَرُ النَّخْلَهِ
ص:438
التی یُقال لها:أُمُّ جِرْذانَ ،و إِنما یقال له: الکَبِیسُ إِذا جَفَّ ،فإِذَا کان رَطْباً فهو أُمّ جِرْذَانَ .
و یُقَال:قِلاَدَهٌ من کَبِیسٍ ،هو حَلْیٌ مُجَوَّفٌ مَحْشُوٌّ طِیباً ، قال عَلْقَمَهُ :
مَحَالٌ کأَجْوازِ الجَرَادِ و لُؤْلُؤٌ
منَ القَلَقِیِّ و الکَبیسِ المُلَوَّبِ
و فی الصّحاح: السَّنَهُ الکَبِیسَهُ :الَّتِی یُسْتَرَقُ مِنْهَا (1)یومٌ ، و ذلِکَ فی کُلِّ أَرْبَعِ سِنِینَ ،کذا نَصُّ الجَوْهَرِیِّ ،و فی القَوْلِ المَأْنُوس:الأَوْلَی«لَهَا»لأَنَّ الیَوْمَ زِیَادَهٌ علیها،کذا نَقَلَه شیخُنَا و سَلَّمَه،و هو ظاهِرٌ،فإِنَّ الکَبِیسَ فی حِسَابِهم فی کُلِّ أَرْبَع سِنینَ ،یَزِیدُون فی شَهْرِ شَبَاطَ یوماً،فیَجْعَلُونَه تِسْعَهً و عشْرِینَ یوماً و فی ثَلاث سنین یَعُدُّونه ثَمَانیَهً و عشْرینَ یوماً،یُقیمُون (2)بذلکَ کُسُورَ حِسَاب السَّنَه،و یُسَمُّون العامَ الَّذی یَزیدُون فیه:عامَ الکَبِیس .
و کُبَیْسٌ کزُبَیْرٍ:ع ،نَقَلَه الصّاغَانیُّ .قُلْتُ :و هو فی قَوْل الرَّاعی:
جَعَلْنَ حُبَیًّا بالیَمِین و نَکَّبَتْ
کُبَیْساً لوِرْدٍ منْ ضَئِیدَهَ بَاکِرِ (3)
و کُبَیْسَهُ ، کجُهَیْنَهَ :عَیْنٌ فی طَرَفِ بَرِّیَّهِ السَّماوَهِ ،قُرْبَ هِیتَ ،علی أَرْبَعَهِ أَمْیَالٍ منها،و إِلیه نُسِبَ مُسْلِمُ بنُ خالدٍ الکُبَیْسیُّ ،من شُیُوخ أَبی سَعْدٍ السَّمْعَانیِّ .
و الکَابُوسُ :ما یَقَعُ علی الإِنْسَان ،الأَوْلَی:علی النائم، باللَّیْل،لا یَقْدِرُ مَعَهُ أَنْ یَتَحَرَّکَ ،و یُقَال:هو مُقَدِّمَهٌ (4)للصَّرْع ،قال بعضُ اللُّغَویّین:و لا أَحْسَبه عَرَبیًّا إِنَّمَا هو النِّیدِلانُ ،و هو البَارُوکُ و الجَاثُومُ .
و کابُوسٌ : ضَرْبٌ من الجِمَاع ،بَلْ هی کَلمَهٌ یُکْنَی بهَا عن البُضْع، و قد کَبَسَهَا یَکْبِسُهَا ،إِذا جامَعَهَا مَرَّهً ،کأَنَّهُ شُبِّهُ بالکابُوس الَّذی یَقَعُ علی النَّائم مَرَّهً وَاحدَهً لا یَقْدِرُ علَی الحَرَکَه مَعَه.
و من المَجَاز الأَرْنَبَهُ الکَابِسَهُ ،هی المُقْبِلَهُ علی الشَّفَهِ العُلْیَا ،و کذا النّاصِیَهُ الکَابِسَهُ :المُقْبِلَهُ علی الجَبْهَه،و قد کَبَسَتْ جَبْهَتَه النّاصِیَهُ .
و فی نَوَادرِ الأَعْراب: جاءَ کَابِساً و مُکَبِّساً ، أَی شادًّا ، و کذلک جاءَ مُکَابِساً،أَی حامِلاً،یُقَال:شَدَّ،إِذا حَمَلَ .
و رجُلٌ عَابِسٌ کابِسٌ ،إِتْبَاعٌ له.
و الجِبَالُ الکُبَّسُ ،کرُکَّعٍ :الصِّلاَبُ الشِّدَادُ ،قال الفَرّاءُ:
و یُرْوَی أَیضاً: الکُبْسُ ،بالضمِّ یُقَال:قِفَافٌ کُبْسٌ (5)،قالَ العَجّاجُ :
وُعْثاً وُعُوراً و قِفَافاً کُبسَا
و المُکَبِّسُ ،کمُحَدِّثٍ :المُطْرِقُ برَأْسه فی ثَوْبه.
أَو مَنْ یَقْتَحِمُ النّاسَ فیَکْبِسُهم ،و منه
17- حدیثُ مَقْتَلِ حَمْزَه رضی اللّه عنه قال وَحْشیُّ : «فکَمَنْتُ له-أَی حَمْزهَ -و هو مُکَبِّسٌ له کَتِیتٌ ». أَی هَدیرٌ و غَطِیطٌ .
و المُکَبِّسُ : فَرَسُ عُتَیْبَهَ بن الحَارِثِ بن شِهَابٍ ،و أَیْضاً فَرَسُ عَمْرِو بن صُحَار بن الطَّمَّاح.
17- و کَابِسُ بنُ رَبیعَهَ بن مالکِ بن عَدیِّ بن الأَسْوَد بن جُشَم بن ربیعه بن الحارث بن ساعِدَهَ بن لُؤیٍّ السَّامیُّ :
تابعیٌّ ،و کانَ یُشَبَّهُ برَسُول اللّه صلی اللّه علیه و سلم ،و کان مُعَاویَهُ یُکْرِمُه لذلک،قیل:إِنَّه لمّا رآه قامَ و قَبل ما بَیْنَ عَیْنَیْه و سَأَلَه:ممَّنْ أَنْتَ ؟فَقَال:من بَنِی سَامَهَ بن لُؤَیٍّ ،فقالَ :کَیْفَ کُتِبَ إِلیَّ أَنَّکَ منْ بَنِی نَاجِیَهَ (6)،فقَالَ :و اللّه یا أَمیرَ المُؤْمنینَ ،ما وَلَدَتْنی،و إِنَّ الناسَ لیَنْسُبُونَنَا إِلیها فأَقْطَعَه المَرْغَابَ . و قد تَقَدَّمَ ذِکْرُه فی المُوَحَّدَه.
*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:
الکَبْسُ :أَنْ یُوضَعَ الجِلْدُ فی حَفیرَهٍ حَتَّی یَسْتَرْخِیَ شَعرُه أَو صُوفُه.قالَه أَبُو حَنیفَهَ ،رحمَه اللّه.
و قال الصّاغانیُّ : الکَبْسُ :ضَرْبٌ من زَجْرِ الضَّأْنِ ،ثمّ سُمِّیَ الضَّأْنُ کَبْساً ،کما سُمِّیَ البَغْلُ عَدَساً،بزَجْره.
و تَکَبَّسَ الرجُلُ :أَدْخَلَ رَأْسَه فی جَیْبِ قَمِیصِه.
و الکابِسُ من الرِّجال:الدَّاخلُ فی ثَوْبِه المُغَطِّی به جَسدَه،و هو المُقْتَحِمُ أَیضاً.
ص:439
و الکِبْسیُّ ،بالکَسْر و باءِ النِّسْبَه:المَحْمِلُ ،بلُغَهِ الیَمَنِ ، شَبَّهُوه بالبَیْت الصَّغیر قَدْرَ ما یُدْخِلُ الرجُلُ رأْسَه.
و تَکْبِیسُ الجَسَدِ:تَلْیِینُه بالأَیْدی،و هو مَجَازٌ.
و الکُبَاسُ ،بالضَّمِّ :الرُّوَاسِیّ (1)،کالأَکْبَسِ .
و رأْسٌ أَکْبَسُ ،إِذا کان مُسْتَدِیراً ضَخْماً.
و هامَهٌ کُبْساءُ أَوْ کَبَاسٌ :ضَخْمَهٌ مُسْتَدیرَهٌ ،و کذلک کَمَرَهٌ کَبْسَاءُ و کُبَاسٌ .
و الکِبْسُ ،بالکَسْرِ:الکَنْزُ،عن ابن الأَعْرَابِیّ .
و نَاقَهٌ کَبْسَاءُ و کُبَاسٌ ،و الاسمُ : الکَبَسُ .
و الکُبَاسُ :المُمْتَلِئُ باللَّحْم،و قَدَمٌ کَبْسَاءُ :کَثیرَهُ اللَّحْمِ غَلِیظَهٌ مُحْدَوْدِبَهٌ .
و التَّکْبیسُ و التَّکَبُّسُ :الاقْتِحَامُ علی الشَّیْ ءِ.
و قد تکبَّسوا علیه،و هو مَجازٌ.
و نخْلَهٌ کَبُوسٌ :حَمْلُهَا فی سَعَفِها.
و أَدْخَلَه اللّه فی الکِبْس :أَی قَهَره و أَذلَّه،و هو مَجازٌ.
و کَامِلُ بنُ عَلیِّ بن ظَفَر بن کَبَّاسٍ ،ککَتَّانٍ ،العُقَیْلیُّ ، سَمع أَبا جَعْفَر بن المُسْلِمَه.
و کَبَسَ علی القَوْم:حَمَل علیهم،نقلَه ابنُ القَطاع.
و الکبیستانِ :شَبَکتانِ لبَنی عَبْس،نقلَه نَصْرٌ.
*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:
کَحَسَ کَحْساً :رَجَعَ علی اسْته،أَهمله الجَمَاعَهُ ،و نقَلَه ابنُ القَطَّاع،و کأَنَّ مقلوبُ کَسَحَ .
الکَدْسُ ،کالضَّرْب:إِسْرَاعُ المُثْقَل فی السَّیْر ،أَو هو إِسْرَاعُ المُثْقَل (2)فیه،وَ مَآلُهما وَاحدٌ.و قد کَدَسَت الإِبلُ کَدْساً ،أَی أَسْرَعتْ فی ثِقَلٍ ،و رَکِبَ بَعْضهَا بَعْضاً فی سَیْرهَا،و قال الفَرّاءُ: الکَدْسُ :إِسْرَاعُ الإِبل فی سَیْرِهَا،و قد کَدَسَت الخَیْلُ ،قال الشّاعرُ:
إِنّا إِذا الخَیْلُ عَدَتْ أَکْدَاسَا
مِثْلَ الکلاَبِ تَتَّقِی الهَرَاسَا
و الکَدْسَهُ :عَطْسَهُ البَهَائمِ ،قال الرّاجزُ:
الطَّیْرُ شَفْعٌ و المَطَایَا تَکْدِسُ
إِنِّی بأَنْ تَنْصُرَنی لأُحْسِسُ (3)
و قیل: الکُدَاسُ للضَّأْن:مثْلُ العُطَاس للإِنْسَان، و قد تُسْتَعْمَلُ فِینَا ،و منه الحَدیثُ :«إِذا بَصَقَ أَحَدُکُم فی الصَّلاه فلیَبْصُقْ عن یَسَاره أَو تَحْتَ رِجْله،فإِنْ غَلَبَتْهُ کَدْسَهٌ أَو سَعْلَهٌ ففی ثَوْبهِ ».
و قد کَدَسَ یَکْدِسُ کَدْساً و کُدَاساً ،إِذا عَطَسَ .
و یُقَالُ :أَخَذَه فکَدَسَ به الأَرْضَ ،أَی صَرَعَهُ و أَلْصَقَه بها.
و الکَادِسُ :ما یُتَطَیَّرُ به من الفَأْل و العُطَاسِ و غَیْرِهمَا ، و الجَمْعُ : الکُدُوسُ ،و منه قیلَ للظَّبی و غیرِه إِذا نَزَل من الجَبَل: کَادِسٌ ،و قد کَدَسَ کَدْساً ،إِذا تَطَیَّر.
و قیل: الکَادِسُ : القَعِیدُ من الظِّباءِ،و هو الَّذی یَجیءُ منْ خَلْفِکَ ،قالَهُ الخَلیلُ ،قال أَبُو ذُؤَیْبٍ :
فَلَوْ أَنَّنی کُنْتُ السَّلیمَ لَعُدْتَنی
سَریعاً و لم تَحْبِسْکَ عَنِّی الکَوَادِسُ
و یُتَشَاءَمُ به کما یُتَشَاءَمُ بالبارِحِ ،و قد کَدَسَ کَدْساً .
و الکُدْسُ ،بالضَّمِّ ،و کرُمَّانٍ ،الأَخیرُ نَقَلَه الصّاغَانیُّ ، عن ابن عَبّادٍ: الحَبُّ المَحْصُودُ المَجْمُوعُ ،و هو العَرَمَهُ من الطَّعَام و التَّمْرِ و الدَّرَاهم،و نحْو ذلک،و جمْعُه أَکْدَاسٌ .
و کَدَسَهُ کَدْساً فتَکَدَّسَ .
و الکُدَاسُ ، کغُرَابٍ :ما کُدِسَ منَ الثَّلْجِ .
و الکُدَاسَهُ ،بهاءٍ: ما یُکْدَسُ بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْضٍ .
و الکُنْدُسُ ،عُرُوقُ نَبَاتٍ دَاخلُهُ أَصْفَرُ،و خَارجُهُ أَسْوَدُ، مُقَیِّیءٌ مُسْهلٌ جَلاَّءٌ للْبَهَق،و إِذا سُحِقَ و نُفِخَ فی الأَنْفِ عَطَّسَ ،و أَنارَ البصَرَ الکَلیلَ ،و أَزَالَ العَشَا ،قال الصّاغَانیُّ :
ص:440
و قد ذَکَرَهُ الجَوْهَریُّ فی الشِّین المُعْجَمه،و هو تَصْحیفٌ لا رَیْبَ فیه،بدلیل الاشْتقاق.
و التَّکَدُّسُ :السُّرْعَهُ فی المَشْیِ ،عن ابن الأَعْرَابیِّ ،و قد تَکَدَّسَ الفَرَسُ ،إِذا مَشَی کأَنَّهُ مُثْقَلٌ ،و قیلَ : التَّکَدُّسُ :
مشْیَهٌ من مِشَاءِ (1)القِصَار الغِلاَظ ،قال مُهَلْهِلٌ (2):
و خَیْلٌ تَکَدَّسُ بالدَّارِعینَ
کمَشْیِ الوُعُولِ عَلَی الظَّاهِرَه
و التَّکَدُّسُ : أَنْ یُحَرِّکَ مَنْکِبیْه و یَنْصِبَ مَا بَیْنَ ثَدْیَیْه ، هکذا فی النُّسَخ،و فی بعضٍ (3):و یَنْصِبَ إِلَی ما بَیْنَ یَدَیْه إِذا مَشَی ،و کَأَنَّه یَرکَبُ رَأْسَه،و کذلک الوُعُولُ إِذا مَشَتْ ، قالَه ابنُ الأَعْرَابیِّ .
*و ممّا یُسْتَدْرَک عَلَیْه:
قال النَّصْرُ: أَکْدَاسُ الرَّمْل:وَاحدُها کُدْسٌ ،و هو المُتَرَاکِبُ الکَثیرُ،[الذی] (4)لا یُزَایلُ بَعْضُه بَعْضاً.
و قال قَتَادَهُ :شجَرٍ مُتَکادِسٍ (5)،أَی مُلْتَفّ مُجْتَمِع،هو من تَکَدَّسَت الخَیْلُ ،إِذا ازْدَحَمَتْ و رَکِبَ بَعْضُها بَعْضاً.
و الکَدْسُ ،بالفَتْح:الجَمْعُ ،و منه کُدْسُ الطَّعَام.
و کَدَسَ السّائقُ و الراکِبُ الإِبلَ ،أَیْ حَرَّکَهَا،عن ابن القَطَّاع.
و المَکْدُوسُ :المَدْفُوعُ .
و تَکَدَّسَ الإِنْسَانُ ،إِذا دُفِعَ من وَرَائه فسَقَط (6).
و الکَدْسُ :الطَّرْدُ و الجَرْحُ ،و الشّین لغهٌ فیه.
و یقَال:عنْدَه من دَرَاهمَ و ثِیَابٍ کُدْسٌ مُکَدَّسٌ ،و أَکْدَاسٌ مُکَدَّسهٌ و هو مَجَازٌ.
و نَخْلٌ مُتَکَادِسٌ :مُلْتَفٌّ مُتَرَاکِبٌ ،هکذا یُرْوَی بالدال.
الکِرْباسُ ،بالکسر:ثَوْبٌ من القُطْن الأَبْیَض ،و کذا الکِرْبَاسَهُ ، مُعَرَّبٌ ،فارسیَّتُه کَرْباسُ ، بالفَتْح و إِنَّمَا غَیَّرُوه لعِزَّهِ فَعْلالٍ عنْدَه فی غَیْر المُضَاعَف سِوَی خَزْعَالٍ و قَسْطَالٍ ،و زاد ثَعْلَبٌ :قَهْقَار.و قد خالَفَه النَّاسُ ،قالُوا:هو قَهْقَرٌ،و قیل:فَعْفَالٌ ،لتکَرُّر القاف.
و الجَمْع الکَرَابِیسُ ،و
17- فی حَدیث عُمَرَ رضیَ اللّه عنه:
«و عَلَیْه قَمیصٌ منْ کَرَابِیسَ ». و
17- فی حَدیث عبد الرّحْمن بن عَوْف رَضیَ اللّه عنه: «فَأَصْبَحَ و قد اعْتَمَّ بعِمَامَهٍ کَرَابِیسَ » (7).
و النِّسْبَهُ کَرَابِیسیٌّ ،کأَنَّهُ شُبِّه بالأَنْصَاریّ و الأَنْمَاریِّ و الأَنْمَاطیِّ و إِلاَّ فالقیَاسُ کِرْبَاسیٌّ قَالَهُ اللَّیْث،و قد نُسِب بهذه النِّسْبَه أَبُو عُبْد اللّه الحُسَیْنُ بنُ عبد اللّه بن طاهِر بن مُحمَّد بنُ مُحَمّد بن الحُسَیْن الکَرَابِیسیُّ المعْرُوفُ بالعَجَمیّ ،نَزیلُ حَلَبَ ،و وَلدُه بها مَشْهُورون.
و یُقَال: هو ،أَی الظَّرِبَانُ ، مُکَرْبَسُ الرَّأْسِ ،أَی مُجْتَمِعُه ،نقلَه الصّاغَانیُّ عن أَبی الهَیْثَم.
و الکَرْبَسَهُ :مَشْیُ المُقَیَّدِ ،عن ابن عَبّادٍ،کالکَرْدَسَه.
*و ممَّا یُسْتَدْرَکُ علیه:
الکِرْبَاسُ :راووق الخَمْرِ،نقله صاحبُ اللِّسَان.
و تکَرْبَسَ من ظَهْرِ فَرَسِه:سَقَط منه.
و کِرْبِیسُ ،بالکسْر:إِحْدَی قُری الفَیّوم،منها مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّد بن مُوسَی بن خَلَف بن فَضَالَهَ العَامریُّ الکِرْبِیسیُّ ، ضَبَطها المَقْریزیُّ هکذا.
الکُرْدُوسَهُ ،بالضَّمِّ :قِطْعَهٌ عَظیمَهٌ من الخَیْل ، و الجَمْعُ الکَرَادِیسُ ،و هی کَتَائبُ الخَیْلِ ،شُبِّهَتْ برُؤُوس العِظَام الکَثیرَه.
و کُلُّ عَظْمَیْن الْتَقَیَا فی مَفْصِل فهو کُرْدُوسٌ ،نَحْو المَنْکِبَیْن و الرُّکبَتَیْن و الوَرِکَیْن. و قیل: کُلُّ عَظْمٍ کَثیرِ اللَّحْمِ عَظُمَتْ نَحْضَتُه : کُرْدُوسٌ ،و قالَ ابنُ فارسٍ :
الکُرْدُوسْ :مَنْحُوتٌ من کَلِمٍ ثَلاثٍ ،من کَرَدَ و کَرَسَ و کَدَس (8)و کلُّهَا تَدلُّ علی التَّجَمُّع.و الکَرْدُ:الطَّرْدُ،ثمّ اشْتُقَّ من ذلک،و منه
14- قَوْلُ عَلیٍّ رضیَ اللّه تَعَالَی عنه فی
ص:441
صِفَه النَّبِیِّ صَلَّی اللّه عَلَیْه و سَلّم: «ضَخْمُ الکَرَادِیسِ ». قال أَبو عُبَیْدَهَ و غیرُه:أَرادَ أَنّه صَلَّی اللّه علیه و سَلَّم ضَخْمُ الأَعْضَاءِ.
و الکُرْدُوسَانِ :بَطْنَان من العَرَب،قال ابنُ الکَلْبیّ :هما قَیْسٌ و مُعَاویَهُ ابْنَا مالکِ بن حَنْظَلَهَ بن مالکِ بن زَید مَنَاهَ بن تَمیمٍ ،و هُمَا فی بَنی فُقَیْم بن جَریر بن دَارِمٍ .هکذا نقَلَه عنه الأَزْهَریُّ ،و الذی رَأَیْتُ فی أَنْسَابه ما نَصُّه:فَوَلد مالکُ بنُ زیدٍ مَناهَ :حَنْظَلَهَ بن (1)مالکٍ ،و رَبیعَهَ بنَ مالکٍ ، و هُمَا الکُرْدُوسَان ،و سیاقُ ابن الجَوَّانیِّ فی المُقَدِّمَه مثْلُ سِیَاق الأَزْهَریِّ (2)،غیر أَنّه قالَ :ابْنَا مالکِ بن زیدِ مَنَاهَ بن تَمیمٍ ،فتأَمَّلْ .
و یُقَال: کَرْدَسَ القائدُ الخَیْلَ :جَعَلَهَا کَتِیبَهً کَتِیبهً .
و الکَرْدَسَهُ :الوَثَاقُ ،حُکِیَ عن المُفَضَّل:یُقَال:فَرْدَسَه و کَرْدَسَه ،إِذا أَوْثَقَه،و أَنْشَد لامْرئِ القَیْس:
فَبَاتَ علَی خَدٍّ أَحَمَّ و مِنْکِبٍ
و ضَجْعَتُه مِثْلُ الأَسِیرِ المُکَرْدَسِ
أَرادَ:مثْل ضجْعَه الأَسیر.
و قالَ الأَزْهَریُّ :یقال:أَخَذَه فعَرْدَسَه ثُمَّ کَرْدَسَه ،فأَمَّا عَرْدَسه:فصَرَعَهُ ،و أَمّا کَرْدَسَه :فأَوْثَقَهُ .
و الکَرْدَسَهُ : مَشْیٌ فی تَقَارُبِ خَطْوٍ کالمُقَیَّد ،عن ابن عَبّادٍ.
و الکَرْدَسَهُ : السَّوْقُ العَنیفُ و الطَّرْدُ الشَّدیدُ.
و کُرْدِسَ الرَّجُلُ ، بالضَّمِّ ،مَبْنیًّا للمَجْهُول: جُمِعَتْ یَدَاهُ و رِجْلاَهُ فشُدَّتْ .
و المُکَرْدَسُ ،علی صِیغَه المَفْعُول: المُلَزَّزُ الخَلْقِ ،قال هِمْیَانُ بن قُحافَهَ السَّعْدیُّ :
دِحْوَنَّهٌ مُکَرْدَسٌ بَلَنْدَحُ
الدِّحْوَنَّهُ و البَلَنْدَحُ :القَصیرُ السَّمینُ . و تَکَرْدَسَ الوَحْشُ فی وِجَارِه: انْقَبَضَ و اجْتَمَعَ بَعْضُه إِلی بَعْضٍ .
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
الکُرْدُوسُ :بالضّمّ :فِقْرَهٌ من فِقَرِ الکاهِلِ ،و قال النَّضْرُ:
الکَرَادِیِسُ :دَأَیَاتُ الظَّهْرِ،و قال غیرُه:هی عظَامُ مَحَالِ البَعیرِ.
و الکُرْدُوسَان :کَسْرَا الفَخذَیْن،و بعضُهُم یَجْعَلُ الکُرْدُوسَ الکَسْرَ الأَعْلَی،لِعظَمِه.
و قیل: الکَرَادِیسُ :رُؤُوسُ الأَنْقَاءِ،و هی القَصَبُ ذَوَاتُ المُخِّ .
و الکَرْدَسَهُ :الصَّرْعُ القَبیحُ ،و رَجُلٌ مُکَرْدَسٌ :شُدَّت یَدَاه و رجْلاه و صُرعَ .
و تَکَرْدَسَ ،إِذا اسْتوثقَ .و قال ابنُ الأَعْرَابیّ : التَّکَرْدُس :
أَن یَجْمَع بَیْنَ کَرَادیِسه من بَرْدٍ أَو جُوعٍ .و
16- فی حَدیث أَبی سَعید رَضیَ اللّه تَعَالَی عنه،فی صِفَه القِیامَه: «و منْهُم مُکَرْدَسٌ فی نارِ جَهَنَّمَ ». أَرادَ المُوثَقَ المُلْقَی فیها،و هو الذی جُمِعَتْ یَدَاه و رِجْلاَه و أُلْقِیَ إِلی مَوْضعٍ .
و کِرْدَاسَهُ (3)،بالکَسْر:قَرْیَهٌ بجیزَه مصْر.
و الکَرَادِیسُ (4):ما یُتشاءَمُ به،کالسُّعَال،و العُطَاس و نَحْوهما؛لأَنّها تُکَرْدِسُ (5)عنْدَهم،أَی تَصْرَعُ بشُؤْمهَا، نَقَلَه الزَّمَخْشَریُّ .
و کُرْدُسٌ الوَاسِطیُّ :مُحَدِّثٌ .
الکِرْسُ ،بالکَسْر:أَبْیَاتٌ من النّاس مُجْتَمِعَهٌ ، و قیلَ :هو الجَمَاعَهُ ،أَیَّ شیْ ءٍ کان، ج، أَکْرَاسٌ ،و جج ، جَمْع الجَمْع: أَکَارِسُ و أَکَارِیسُ ،قال أَبو عَمْرٍو:
و أَکَارِیسُ :الأَصْرَامُ من النّاس،وَاحدُها کَرْسٌ و أَکْرَاسٌ ،ثمّ
ص:442
أَکاریسُ ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ: أَکارِسُ :جُمُوعٌ (1)کثیرَهٌ لا وَاحدَ لهَا من لَفْظهَا،و فی الأَسَاس:رَأَیْتُ أَکارِسَ من بَنی فُلان.
قلتُ :الّذی فی نَصِّ أَبی عَمْرٍو أَنّ جَمْعَ الجَمْع أَکارِیسُ ، و أَمّا أَکارِسُ فإِنَّما حُذِفَتْ یاؤُه للضَّروره،کما فی قول رَبیعَهَ بن جَحْدَر:
أَلاَ إِنَّ خَیْرَ النّاس رِسْلاً و نَجْدَهً
بعَجْلاَن قَدْ خَفَّتْ لَدَیْه الأَکَارِسُ
فإِنَّه أَرادَ الأَکَارِیسَ فحَذَف للضَّرُورَه،و مِثلُه کثیرٌ.
و الکِرْسُ : ما یُبْنَی لِطُلْیَان الْمِعْزَی،مثْلَ بَیْتِ الحَمَامِ ، من الطِّین المُتَلَبِّد،و الجَمْع: أَکْراسٌ .
و أَکْرَسَها :أَدْخَلهَا فیه لتَدْفَأَ.
و الکِرْسُ لُغَهٌ فی الکِلْس،و هو الصَّارُوجُ ،و لیسَ بالجَیِّد، و الصَّوَابُ بالّلام ،و هُوَ فی اللِّسَان بالراءِ.
و کِرْسٌ : نَخْلٌ لبَنی عَدِیٍّ ،نقلَه الصّاغَانیُّ .
و الکِرْسُ : البَعرُ و البَوْلُ من الإِبلِ و الغَنَمِ المُتَلَبِّدُ بَعْضُه علی بَعْضٍ فی الدّار و الدِّمَن.
و قالَ اللَّیْثُ : الکِرْسُ : وَاحِدُ أَکْرَاسِ القَلائد و الوُشُح و نَحْوهَا ،یُقَالُ : قِلاَدَهٌ ذاتُ کِرْسَیْن و ذاتُ أَکْرَاسٍ ثَلاَثَهٍ ، إِذا ضَمَمْتَ (2)بَعْضَها إِلی بَعْضٍ ،و أَنشد:
أَرِقْتُ لطَیْفٍ زَارَنی فی المَجَاسِدِ
و أَکْرَاسِ دُرٍّ فُصِّلَتْ بالفَرَائدِ
و الکَرَوَّسُ ،کعَمَلَّسٍ ،و قد تُضَمّ الواوُ :الضَّخْمُ من کُلِّ شیْ ءٍ،و قیلَ :هو العَظیمُ الرَّأْسِ من النّاس و قیلَ :هو العَظیمُ الرَّأْسِ و الکاهِلِ مَعَ صَلاَبَه.
و الکَرَوَّسُ : الأَسْوَدُ ،هکذا فی سائر النُّسَخ،و هو غَلَطٌ ، و صَوَابُه:الأَسَدُ العَظیمُ الرَّأْسِ ،عن هِشَامٍ ،کَمَا فی العُبَاب.
و الکَرَوَّسُ : الجَمَلُ العَظِیمُ الفَرَاسِنِ الغَلِیظُ القَوَائم الشَّدِیدُها،عن أَبِی عَمْرٍو،و فی التَّهْذِیبِ :هو الرَّجُلُ الشَّدِیدُ الرَّأْسِ و الکَاهِلِ فی جِسْمٍ ،و قال ابنُ شُمَیْل:
الکَرَوَّسُ :الشَّدِیدُ. و کَرْسَی ،کسَکْرَی:ع بَیْنَ جَبَلَیْ سِنْجَارَ ،مِن کَرَسَتِ الأَرْضُ إِذا تَدَانَتْ أُصُولُ شَجَرِهَا.
و الکُرْسِیُّ ،بالضَّمِّ و تَشْدِیدِ الیاءِ، و رُبَّمَا قالُوا: کِرْسِیٌّ ، بالکَسْر ،-و هی لُغَهٌ فی جَمْعِ هذا الوَزْنِ ،نَحْو نُحْریّ و دُرِّیّ .و قالَ بَعْضُهُم:إِنَّهُ مَنْسُوبٌ إِلی کِرْسِ المُلْکِ ،أَی أَصْلِه،کقولهم:دُهْرِیّ -: السَّرِیرُ ،هکذَا رَواهُ أَبُو عمْرْو (3)عن ثَعْلَبٍ ،بالوَجْهَیْنِ .
و قالَ ابنُ عَبّاسٍ رضِیَ اللّه عَنْهُمَا،فی تَفْسِیرِ قولِه عزّ و جَلّ : وَسِعَ کُرْسِیُّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ (4)قال:
الکُرْسِیُّ : العِلْمُ ،و هو مَجَازٌ،و قِیلَ :المُرَادُ بهِ المُلْکُ ،نقلَه الزَّمَخْشَرِیُّ .و قال قومٌ : کُرْسِیُّه :قُدْرَتُه الّتِی بِهَا یُمْسِکُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ ،قالُوا:و هذَا کقَوْلِک:اجْعَلْ لهذَا الحائطِ کُرْسِیّاً ،أَی اجْعَلْ له ما یَعْمِدُه (5)و یُمْسِکُه..و هذا قَرِیبٌ من قَوْلِ ابنِ عَبّاسٍ رَضِیَ اللّه تَعالَی عنهما؛لأَنّ عِلْمَه الّذِی وَسِعَ السَّمواتِ و الأَرْضَ لا یَخْرُجُ عَنْ هذا.قال الأَزْهَرِیُّ :و الصَّحِیحُ عن ابنِ عَبّاس ما
17- رَوَاه عَمَّارٌ الدُّهْنِیُّ (6)،عن مُسْلِمٍ البَطِینِ ،عن سَعِیدِ بنِ جُبَیْرٍ،عن ابنِ عبّاسٍ ،رضی اللّه عنهما،أَنَّهُ قالَ : الکُرْسیُّ :مَوْضِعُ القَدَمَیْنِ ،و أَمّا العَرْشُ فإِنَّه لا یُقْدَرُ قَدْرُه. قالَ :و هذه رِوایهٌ اتَّفَقَ أَهْلُ العِلْمِ علی صِحَّتِهَا،قالَ :و مَن (7)رَوَی عنه فی الکُرْسِیّ أَنَّه العِلْمُ ،فقد أَبْطَلَ . ج کَرَسِیُّ .
و کُرْسِیُّ ،بالضّمِّ : ه بطَبَرِیَّهَ ،
16- یُقَال: إِنّه جَمَعَ عِیسَی عَلَیْه الصلاهُ و السّلامُ الحَوَارِیِّینَ فیها (8)،و أَنْفَذَهُمْ إِلَی النَّوَاحِی ،و فیها مَوْضِعُ کُرْسِیٍّ زَعَمُوا أَنَّهُ صَلَوَاتُ للّه علیهِ جَلَسَ علیه.
و فی الصّحاحِ : الکُرَّاسَهُ ،بالضَّمِّ ، وَاحِدَهُ الکُرَّاسِ و الکَرَارِیسِ قال الکُمیْتُ :
ص:443
حَتَّی کأَنَّ عِرَاصَ الدَّار أَرْدِیَهٌ
مِنَ التَّجَاوِیزِ أَو کُرَّاسُ أَسْفَارِ
قالَ شَیْخُنَا:إِنْ أَرادَ بقَوْله:وَاحِدَهُ الکُرَّاسِ :أَنْثَاه، فظاهرٌ،و إِنْ أَرادَ:أَنَّها وَاحدَهٌ ،و الکُرّاسُ جَمْعٌ أَو اسمُ جِنْسٍ جَمْعیٍّ ،فلیسَ کذلکَ .انتهی.و لکنّ عَطْفَ الکَرَاریس علیه لا یُسَاعدُ ما حَقَّقه شیخُنَا،فتأَمَّلْ و هو عِبَارَهُ الصّحاح.
و الکُرَّاسَه : الجُزْءُ من الصَّحیفَه ،یُقَال:قَرَأْتُ کُرَّاسَهً من کتاب سیبَوَیْه،و هذا الکِتَابُ عِدَّهُ کَرَاریسَ ،و تَقُولُ :التّاجرُ مَجْدُه فی کِیسِه،و العالِمُ مَجْدُه فی کَرَارِیسه .
و قالَ ابنُ الأَعْرَابیِّ کَرِسَ الرَّجُلُ ،إِذا ازْدَحَم عِلْمُه علی قَلْبه،و الکُرَّاسَهُ من الکُتُب سُمِّیَتْ بذلک لتَکَرُّسِهَا .
و الکِرْیَاسُ :الکَنِیفُ المُشْرِفُ المُعَلَّقُ فی أَعْلَی السَّطْحِ بقَنَاهٍ من الأَرْض ،و فی بَعْض الأُصُول:«إِلی الأَرْض»و
14- من حَدیث أَبی أَیُّوبَ رضیَ اللّه عنه،أَنّه قالَ : «ما أَدْرِی ما أَصْنَعُ بهذه الکَرَایِیس ،و قد نَهَی رَسُولُ اللّه صلی اللّه علیه و سلم أَنْ تُسْتَقْبَلَ القِبْلَهُ بغائطٍ أَوْ بَوْلٍ ». یَعْنی الکُنُفَ (1)،و فَسَّره أَبو عُبَیْدٍ بما تَقَدَّم،و زادَ:فإِذا کانَ أَسْفَلَ فلیس بکِرْیَاسٍ ، فِعْیَالٌ من الکِرْس للبَوْل و البَعَرِ المُتَلَبِّدِ ،قال الأَزْهَریُّ :و سُمِّیَ کِرْیَاساً لمَا یَعْلَقُ به منَ الأَقْذَار (2)،فیَرْکَبُ بَعْضُهَا بَعْضاً و یَتَکَرَّسُ مثْلَ کِرْسِ الدِّمْن.و بهذا ظَهَرَ أَنَّ مَا نَقَلَه شیخُنَا عَن شَرْح المُوَطَّإِ أَنَّ مَرَاحِیضَ الغُرَف هی الکَرَابیس،واحدُهَا:
کِرْباسٌ ،بالموحَّده،غَلَطٌ ظاهرٌ،وَ نَقَلَ عن الشَّیْخ سالِمٍ فی شَرح المُخْتَصَر:أَنَّ الکِرْیَاسَ ،بالتَّحْتیَّه:الکَنِیفُ ،و إِنْ کَانَ عَلَی سَطْحٍ ،و أَمَّا بالمُوَحَّدَه فثِیَابٌ ،قالَ :قلت:الصَّوابُ أَنَّه وَرَد بهما،و الظّاهرُ أَنَّه لیسَ بعَرَبِیّ و إِن کَثُرَ نَاقِلُوه، و تَرَکَه المصنِّفُ تَقْصِیراً.انتَهَی.و هذا غَرِیبٌ ،کیفَ یُصَوِّبُ وُرُودَه بالمُوَحَّده،و هو تَصحیفٌ منه،و کونُه لیسَ بعَرَبِیّ أَیضاً غیرُ ظاهِرٍ،فقد تقدَّم عن الأَزْهَرِیِّ أَنَّه فِعْیَالٌ مِن الکِرْسِ .
و قالَ الزَّمَخْشَرِیُّ :یُقَال:وَقَفْتُ علی کِرْسٍ من [ أَکراسِ ] (3)الدَّارِ،و هو ما تَکَرَّسَ مِن دِمْنَتِهَا:أَی تَلَبَّد،و أَکْرَسَت الدَّارُ،و منه قَولُکَ :لِدَارِه کِرْیَاسٌ مُعَلَّقٌ ،فَهَذَا یؤیِّدُ کَوْنَ اللَّفْظ عَرَبیّاً،فتَأَمَّلْ .
و أَکْرَسَت الدّابَّهُ :صارَتْ ذَاتَ کِرْسٍ ،و هو ما تَلَبَّدَ من البَعرِ و البَوْلِ فی أَذْنَابِهَا.
و القِلاَدَهُ المُکْرَسَهُ و المُکَرَّسَهُ ،کمُکْرَمَهٍ و مُعَظَّمَهٍ : أَنْ یُنْظَمَ اللُّؤْلُؤُ و الخَرَزُ فی خَیْطٍ ،هکذا فی سائر النُّسَخ، و الصَّوابُ :فی خَیْطَیْن،کما هُوَ فی نَصِّ التَّکْملَه، ثمَّ یُضَمَّا ،هکذا فی سائر النُّسَخ،و الصَّوَابُ :ثمّ یُضَمّان، بفُصُولٍ بخَرَزٍ کِبَارٍ ،نقَلَه الصّاغَانیُّ .
و المُکَرَّسُ ، کمُعَظَّمٍ :التّارُّ القَصیرُ الکَثیرُ اللَّحْمِ ،عن ابنِ عَبّادٍ.
و التَّکْرِیسُ :تَأْسِیسُ البِنَاءِ ،و قد کَرَّسَه .
و انْکَرَسَ علیه:انْکَبَّ .
و انْکَرَس فی الشَّیْ ءِ ،إِذا دَخَلَ فیه و اسْتَتَر مُنْکَبًّا ،قالَ ذُو الرُّمَّه،یصفُ الثَّوْرَ:
إِذَا أَرَادَ انْکرَاساً فیه عَنَّ لَهُ
دُونَ الأَرُومَه منْ أَطْنَابِهَا طُنُبُ
*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:
تَکَرَّسَ الشَّیْ ءُ،و تَکَارَسَ :تَرَاکَمَ و تَلازَبَ .
و تَکَرَّسَ أُسُّ البِنَاءِ:صَلُبَ و اشْتَدَّ.
و الکِرْسُ ، کِرْسُ البِنَاءِ و کِرْسُ الحَوْض حَیْثُ تَقِفُ النَّعَمُ فیَتَلَبَّدُ،و کذلکَ کِرْسُ الدِّمْنَه إِذا تَلَبَّدَتْ فلَزِقَتْ فی الأَرْض.
و یُقَالُ : أَکْرَسَت الدّارُ.
و رَسْمٌ مُکْرَسٌ ،کمُکْرَمٍ ،و مُکْرِسٌ : کَرِسٌ بعَرَتْ فیه الإِبلُ و بَوَّلَتْ ،فرَکِبَ بَعْضُهُ بَعْضاً،قیل:و منه سُمِّیَت الکُرَّاسَهُ ،قال العَجّاجُ :
یا صاح هَلْ تَعْرفُ رَسْماً مُکْرَسَا
قالَ :نَعَمْ أَعْرِفُه و أَبْلَسَا
و انْحَلَبَتْ عَیْنَاهُ منْ فَرْطِ الأَسَی
و أَکْرَسَ المَکَانُ :صار،فیه کِرْسٌ ،قال أَبُو مُحَمَّدٍ الحَذْلَمیُّ :
فی عَطَنٍ أَکْرَسَ مِن أَصْرَامِهَا
ص:444
و الکِرْسُ :الطِّینُ المُتَلَبِّدُ،و الجَمْع: أَکْرَاسٌ .
و الکَرْسَاءُ :قِطْعَهٌ من الأَرْض،فیها شَجَرٌ تَدَانَتْ أُصُولُهَا و التَفَّتْ فُرُوعُها،قاله أَبو بَکْر.
و نَظْمٌ مُکَرَّسٌ و مُتَکَرِّسٌ :بَعْضُه فَوْقَ بَعْضٍ ،و کلُّ ما جُعِلَ بَعْضُه فَوْقَ بَعْضٍ فقد کُرِّسَ و تَکَرَّسَ هُو.
و کَرِسَ الرَّجُلُ :ازْدَحمَ عِلْمُه علی قَلْبه،عن ابن الأَعْرَابیّ .
و المَکْرُوسُ (1):المُکَرْدَسُ .
و التَّکْریسُ :ضَمُّ الشیءِ بَعْضِه إِلی بَعْضٍ .
و کِرْسُ کُلِّ شَیْ ءٍ:أَصْلُه،یقال:إِنه لَکَریمُ الکِرْس و کَریمُ القِنْس،و هما الأَصْلُ ،و هو مَجازٌ،و یقال،إِنَّهُ لَفی کِرْسِ غِنًی،أَی أَصْلِه،و قال العَجَّاجُ :
بمَعْدِنِ المُلْکِ القَدیمِ الکِرْسِ
أَی الأَصْل.
و الکَرَوَّس (2)الهُجَیْمیّ :من شُعَرائهم.
و أَبُو الکَرَوَّس :مُحَمَّدُ بنُ عَمْرو بن تَمّامٍ الکَلْبیُّ الوَاسطیُّ ،مُحَدِّثٌ ،رَوَی عَنْه (3)مَکْحُولٌ ،و آخَرُون (4).
و یُقَال للعُلَمَاءِ (5): الکَرَاسِیُّ ،نقلَه الزَّمَخْشَریّ عَن قُطْرُبٍ ،تقول:خَیْرُ هذا الحَیَوَان الأَنَاسیّ ،و خَیْرُ الأَناسیّ الکَرَاسیّ .
و الکَرَوَّسُ بنُ زَیْدٍ الطائیُّ ،من بَنی ثُمَامَهَ بن مالک بن جَدْعاءَ (6)أَخی ثَعْلَبَهَ بن جَدْعَاءَ 6،و هو الذی جاءَ بقَتْل أَهل الحَرَّه إِلی أَهْل الکُوفَه،فقال عبدُ اللّه بنُ الزَّبیرِ الأَسَدیّ :
لَعَمْرِی لَقَدْ جَاءَ الکَرَوَّسُ کاظِماً
عَلَی خَبَرٍ للصَّالحینَ وَجِیعِ
و الشَّمْسُ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمّد بن عَبْدِ الغَنِیِّ البَزّارُ،عُرِف بابْنِ کَرْسُون،بالفَتْح،سَمع الشِّفَاءَ علَی النَّشَادِریّ ،و الفَخْرِ القَایَاتِیِّ .
الکَرَفْسُ ،بفَتْح الکَافِ و الرَّاءِ و سُکُون الفَاءِ:
بَقْلٌ م مَعْرُوفٌ ،و هو من أَحَرِّ (7)البُقُول،و قیل:هو دَخیلٌ ، قالَهُ اللَّیْثُ ،و فی العُبَابِ :مُعَرَّبٌ ،و هو بلُغَه أَهْل غَزْنَهَ :
کَرَنْجْ سَمعْتُهَا من أَهل غَزْنَهَ بهَا (8)، عَظیمُ المَنَافِع مُدِرٌّ مُحَلِّلٌ للرِّیاحِ و النُّفَخ مُنَقٍّ للکُلَی و الکَبدِ و المَثَانَه مُفَتِّحٌ سُدَدَها،مُقَوٍّ للبَاه (9)لا سِیَّما بَزْرُهُ مَدْقُوقاً بالسُّکَّر و السَّمْن، عَجِیبٌ إِذا شُرِبَ ثَلاَثَهَ أَیّامٍ علی الرِّیقِ مَع اجْتِنَابِ ما یَضُرُّ، و یَضُرُّ بالأَجِنَّهِ و الحَبَالَی و المَصْرُوعِینَ .
و الکُرْفُسُ ،بالضَّمِّ :القُطْنُ ،مَقْلُوبُ الکُرْسُفِ ،عن ابن عَبّادٍ.
و الکَرْفَسَهُ :مِشْیَهُ المُقَیَّدِ ،عن اللَّیْث،کالکَرْدَسَهِ .
و الکَرْفَسَهُ : أَنْ تُقَیِّدَ البَعِیرَ فتُضَیِّقَ عَلَیْه فلا یَقْدِرَ عَلَی التَّحَرُّکِ ،عن ابنِ عَبّادٍ.
و تَکَرْفَسَ الرَّجُلُ ،إِذا انضَمَّ و دَخَلَ بَعْضُه فی بَعْضٍ ، کذا فی اللَسَانِ و التکْمِلَه و العُبابِ ،و مِثْلُه تَکَرْسفَ (10)عن ابنِ القَطَّاع.
الکَرْکَسَهُ :تَرْدِیدُ الشَّیْ ءِ ،و هو أَیْضاً التَّردُّدُ.
و المُکَرْکَسُ :مَنْ وَلَدَتْه الإِمَاءُ،أَو هو الَّذِی وَلَدَتْه أَمَتَانِ أَو ثَلاَثٌ ،أَو الَّذِی أُمُّ أَبِیهِ ،و أُمُّ أُمِّه،و أُمُّ أُمِّ أُمِّهِ ،و أُمُّ أُمِّ أَبِیهِ إِماءٌ ،کأَنَّه المُرَدَّدُ فی الهُجَنَاءِ،و هذا قولُ أَبی الهَیْثَمِ .
و قالَ اللَّیْثُ : المُکَرْکَسُ : المُقَیَّدُ ،و أَنْشَد:
فَهَلْ یَأْکُلَنْ مالِی بَنُو نَخَعِیَّهٍ
لَهَا نَسَبٌ فی حَضْرَمَوْتَ مُکَرْکَسُ
و قد کَرْکَسَه ،إِذا قَیَّدَه،نقلَه ابنُ القَطَّاعِ .
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
الکَرْکَسَهُ :مِشْیَهُ المُقَیَّدِ.
ص:445
و الکَرْکَسَهُ :تَدَحْرَجُ الإِنْسَان من عُلْوٍ إِلی سُفْلٍ ،و قد تَکَرْکَسَ ،نقلَه ابنُ القَطَّاع و ابنُ دُرَیْدٍ.
و قال الصّاغَانیُّ : التَّکَرْکُسُ :السّکوت فِیما فیه الإِنْسَانُ .
و ذکرَ ابنُ فارسٍ المُکَرْکَسَ فی کَرَسَ ،و جَعَلَ الکافَ مکرَّرهً ،و یَکُونُ وَزْنُه عنْدَهُ :مُفَعْفَلاً (1).
الکِرْنَاسُ ،بالنُّون ،أَهمله الجَوْهَریُّ ،و ذکر الزَّمَخْشَریُّ أَنَّه فی کِتاب العَیْن فی الرُّباعیِّ ، لُغَهٌ فی الکِرْباس،بالباءِ ،هکذا فی سائر النُّسَخ،و صوابُه:بالیَاءِ، أَی التَّحْتیَّه.
و قالَ ابنُ عَبّادٍ: الکِرْناسُ :أَرْدَبَّهٌ تُنْصَبُ علی رأْسِ بَالُوعَهٍ ،و الجَمْع:کَرَانِیسُ .قال الصّاغَانیُّ :و هو تَصْحیفُ کرْیاسٍ ،بالیاءِ (2).قلتُ :و هی لُغَهٌ صَحیحَهٌ ذَکَرَها اللَّیْثُ فی العَیْن،و لیس بتَصْحیفٍ کما زَعَمَه الصّاغَانِیُّ ،فتأَمَّلْ ، و العَجَبُ منه أَنّهُ نَقَلَه عن اللَّیْثِ فی العُبَابِ ،و أَثْبَتَه و لم یَقُلْ إِنَّه تصحیفٌ .
الکَسُّ :الدَّقُّ الشَّدیدُ ، کَسَّ الشَّیْ ءَ یَکُسُّه کَسًّا :دَقَّه دَقًّا شَدِیداً، کالکَسْکَسَهِ ،و هذه عن ابن دُرَیْدٍ (3).
و کَسِسُّ ،بالکسر و بالفَتْح:د،قُرْبَ سَمَرْقَنْدَ،و لا تَقُلْ بالشّین المُعْجَمَه،فإِنَّهَا تصحیفٌ ،و الصَّواب الکَسْرُ مع الإِهْمَال،و أَمَّا التی هی بالفَتْح مع الإِعْجَام،فهی قَریهٌ علی ثَلاثَهِ فَرَاسخَ من جُرْجَانَ ،عَلَی الجَبَل، سَتُذْکَر فی موضعها إِنْ شاءَ اللّه تعالَی.
و کِسُّ ،بالکسر: د،بأَرْضِ مَکْرَانَ ،مُعَرَّب کِج، و تُذْکَرُ مع مَکْرَانَ غالباً.
و الکُسُّ ،بالضّمّ :اسمٌ للْحِرِ ،أَی الفَرْج من المَرْأَه، و لیس من کَلامهم القَدیم، إِنَّمَا هُوَ مُوَلَّدٌ ،کما حقَّقَه ابنُ الأَنْبَاریِّ ،و قال المُطَرِّزیُّ :هو فارسی،مُعَرَّبُ کوز.و فی شِفاءِ الغَلیل للخَفاجیّ :قالَ الصّاغَانِیُّ فی خَلْقِ الإِنْسَانِ :
لم أَسْمَعْه فی کلامٍ فَصِیحٍ و لا شِعْرٍ صَحِیحٍ إِلاّ فی قوِله:
یا قَوْمِ مَنْ یَعْذِرُنِی مِن عِرْسِ
تَغْدُو و ما أَذَرَّ قَرْنُ الشَّمْسِ
عَلَیَّ بالعِقَابِ حَتَّی تُمْسِی
تَقُولُ لا تَنْکِح غَیْرَ کُسِّی
و قال بَعْضُهم:إِنّه عربیٌّ ،و إِلیه ذَهَبَ أَبو حَیّانَ ،و أَنْشَدَ قولَ الشاعر:
یا عَجَباً للسَّاحِقَات الدُّرْس
و الجَاعلاتِ الکُسَّ فَوْقَ الکُسِّ
قال شیخُنَا:أَی ذَکَرَه فی تَفْسیره الکَبیر المُسَمَّی بالبَحْر، عند قوله تعالی. وَ اللاّتِی یَأْتِینَ الْفاحِشَهَ (4).قال:المُرَادُ بها السَّحْق،و هو حَکُّ المَرْأَهِ فَرْجَها بفَرْجِ مِثْلِهَا،ثمَّ أَنْشَدَ البیتَ نقلاً عن النّحّاس أَنَّه سَمِعَه من کلامِ العَرَب.
قلتُ :و یَقْرُب ممّا أَنْشَدَه أَبُو حَیّانَ قولُ أَبی نُوَاس:
قَبَحَ الإِلهُ سَوَاحقَ الدُّرْسِ
فلَقَدْ فَضَحْنَ حَرَائرَ الإِنْسِ
هَیَّجْنَ حَرْباً لا سِلاحَ بهَا
إِلاّ قِرَاعَ التُّرْسِ بالتُّرْسِ
و قد تَوَلَّع المُوَلَّدُونَ بذِکْره فی أَشْعَارهم کثیراً،فمن ذلکَ قولُ بَعْضهم:
غایَهُ ما تَشْتَهیه نَفْسِی
منَ الأَمَانِی لقَاءُ کُسِّ
إِذا الْتَقَی شَعْرُ شِعْرتَیْنَا
مِنْ نَتْفِ خَمْسٍ و حَلْقِ أَمْسِ
حَسبت بالشِّعْرَتَیْن منَّا
خُوصاً عَلَتْهُ یَدُ مِجسِّ
و قال آخَرُ:
یقُولُون نَیْکُ الکُسِّ أَشْهَی و أَطْهَرُ
فقُلْتُ لَهُم أَیْرِی عَن الکُسِّ یَصْغُرُ
و قالَ آخَرُ:
الأَیْرُ للْحِجْر حَرْبَهٌ نُدِبَتْ
لَوْ کانَ للْکَسِّ کانَ کالْفاسِ
ص:446
ما خُلِقَتْ هذه مُدَوَّرَهً
إِلاّ لهذا المُکَرْعَمِ الرَّاسِ
إِلی آخر ما قالُوه،ممّا یُسْتَهْجَنُ إِیرادُه هنا.و أَنا أَسْتَغْفرُ اللّه تَعَالَی من ذلک،و إِنّما استطردتُ به هُنَا بَیَاناً لوُرُوده فی کلامِ المُوَلَّدینَ ،و إِن لم یُسْمَعْ فی الکلام القدیم،خِلافاً لما ذَهَبَ إِلیه شیخُنَا من تَصْویب عَرَبِیَّته،و رَدِّ کلام ابن الأَنْبَاریّ و مَن وَافَقه.علی أَنَّا إِذا نَظَرْنا من حیثُ اللُّغَهُ وَجَدْنا له اشْتقَاقاً صَحیحاً،من الکَسِّ الذی هو الدَّقُّ الشَّدیدُ،سُمِّیَ به لأَنَّهُ یُدَقُّ دَقًّا شَدیداً،فلْیَتأَمَّلْ .
و الکَسِیسُ ،کأَمیرٍ: نَبیذُ التَّمْر ،قالَ العَبّاسُ بنُ مِرْدَاسٍ :
فإِنْ تُسْقَ منْ أَعْنَابِ وَجٍّ فإِنَّنَا
لَنَا العَیْنُ تَجْرِی منْ کَسِیسٍ و منْ خَمْرِ
و قال أَبو حَنیفَهَ رحمَهُ اللّه تَعَالَی: الکَسِیسُ :شَرَابٌ یُتَّخَذُ من الذُّرَهِ و الشَّعیر.
و الکَسِیسُ : لَحْمٌ یُجَفَّفُ علی الحِجَارَه،فإِذَا یَبِسَ دُقَّ فیَصیرُ کالسَّویق. و أَخْضَرُ منه لو قال:لحْمٌ یُجَفَّفُ علی الحِجَارَه ثمّ یُدَقُّ کالسَّوِیق، یُتَزَوَّدُ فی الأَسْفَار ،عن ابن دُرَیْدٍ،سُمِّیَ به،لأَنَّهُ یُکَسُّ ،أَی یُدَقُّ .
و الکَسِیسُ : الخُبْزُ المَکْسُورُ، کالمَکْسُوس و المُکَسْکَسِ .
و الکَسَسُ ،مُحَرَّکهً :قِصَرُ الأَسْنَانِ أَو صِغَرُهَا أَو لُصُوقُهَا بسُنُوخِهَا. و قیلَ :هو خُرُوجُ الأَسْنَانِ السُّفْلَی مع الحَنَکِ الأَسْفَلِ ،و تَقَاعُسُ الحَنَکِ الأَعْلَی. کَسَّ یَکَسُّ کَسّاً ،و هو أَکَسُّ و امْرَأَهٌ کَسَّاءُ ،قال الشّاعِرُ:
إِذَا ما حَالَ کُسُّ القَوْمِ رُوقاً
حال:بمَعْنَی تَحَوَّلَ .
و قیل (1): الکَسَسُ :أَنْ یَکُونَ الحَنَکُ الأَعْلَی أَقْصَرَ من الأَسْفَل،فتکونَ الثَّبِیَّتان العُلْیَیَانِ وَرَاءَ السُّفْلَیَیْن من داخلِ الفَمِ ،قالَ :و لیسَ منْ قِصْرِ الأَسْنَانِ .
و الکَسْکَاسُ :الرَّجُلُ الغَلیظُ القَصِیرُ (2)قالَهُ أَبو مالک، و أَنشد:
حَیْثُ تَرَی الحَفَیْتَأَ الکَسْکَاسَا
یَلْتَبِسُ المَوْتُ به الْتِباسَا
و التَّکَسُّسُ :التَّکَلُّفُ فی الکَسَسِ (3)منْ غَیْرِ خِلْقَهٍ .
و الکَسْکَسَهُ لُغَهٌ لِتَمِیمٍ لا لِبَکْرٍ کما زَعَمَه ابنُ عَبّادٍ،و إِنّمَا لَهُم الکَشْکَشَهُ ،بإِعْجَام الشِّین.هو إِلْحَاقُهم بِکافِ المُؤَنَّثِ سِیناً عِنْدَ الوَقْفِ دُونَ الوَصْلِ ، یقال:أَکْرَمْتُکِسْ ،و مررْتُ بِکِسْ ،أَی أَکْرَمْتُکِ و مَرَرْتُ بِکِ ،و منهم من یُبْدِلُ السّینَ من کافِ الخِطَابِ ،فیَقُولُ :أَبُوسَ و أُمُّسَ ،أَی أَبُوکَ و أُمُّکَ ، و به فُسِّر
17- حَدِیثُ مُعَاوِیَهَ رَضِیَ اللّه عنه: «تَیاسَرُوا عَنْ کَسْکَسَهِ بَکْرٍ». و قیل: الکَسْکَسَهُ لِهَوَازِنَ ،و فیه کلامٌ أَودَعْنَاهُ فی المُقَدِّمهِ .
*و مِمّا یُسْتَدْرَک علیه:
الکَسیسُ :من أَسْمَاءِ الخَمْرِ،و هی القِنْدِیدُ.
و الکَسِیسُ :السُّکَّرُ،قال أَبو الْهِنْدِیّ :
فإِنْ تُسْقَ مِنْ أَعْنَابِ وَجٍّ فإِنَّنَا
لَنَا العَیْنُ تَجْرِی مِنْ کَسِیسٍ و مِنْ خَمْرٍ (4)
و قال الصّاغَانِیُّ : الکَسْکَسَهُ :السکر (5)من الخَمْرَهِ .
و یُلْحَقُ بهذا البابِ شیْ ءٌ یَتَّخِذُه المَغَارِبَهُ من الدَّقِیقِ ، و یُسَمُّونه: الکُسْکُسُو ،و بَعْضُهم یُسَمِّیه: الکَسْکَاسَ ،و قد ذَکَرَه الحَکِیمُ داوودُ فی التَّذْکِرَهِ ،و ذکَر خَواصَّه،و له وَجْهٌ فی العَرَبِیَّه،بأَنْ یَکُونَ مُشْتَقًّا مِن الکَسِّ ،و هو الدَّقُّ الشَّدِیدُ،أَو مِن الکَسْکَسَهِ ،علی قَولِ ابنِ دُرَیْدٍ،فتأَمَّلْ .و العَجَبُ مِن شَیْخنَا،کیفَ لم یَسْتَدْرِکْ هذا مع أَنَّه أَعْرَفُ النّاسِ به.
الکَعْسُ :عِظَامُ السُّلاَمَی.و قیل:هِی عِظَامُ البَرَاجِمِ فِی ،و فی بَعْضِ الأُصُولِ :من الأَصَابعِ ،و کَذَا هی مِن الشَّاءِ و البَقَرِ و غَیْرِها.و قیل:هی العِظَامُ الَّتِی تَلْتَقِی فی مَفَاصِلِ الیَدَیْنِ و الرِّجْلَیْنِ ،و منه المَثَلُ للعامَّه:«مَا یُسَاوِی کَعْساً».نَقَلَه اللَّیْثُ . ج کِعَاسٌ ،بالکَسْرِ.
و قال اللَّیْثُ : الکُعْسُومُ بالضَّمّ : الحِمَارُ ،بالحِمْیَریّه، و المیم زائدهٌ ،و قال غیرُه:هو الکُسْعُوم،بتقدیم السِّین،
ص:447
من الکَسْع،و قد ذکره الجوهریُّ فی«ک س ع»و سیأْتِی للمُصَنِّف أَیضاً هناک،و فی المیم.
*و مِمّا یسْتدرک علیه:
الکَعْبَسَهُ :أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ ،و قال صاحبُ اللِّسَان:هی مِشْیَهٌ فی سُرْعهٍ ،و قیلَ :هی العَدْوُ البَطیءُ، و قد کَعْبَسَ .
*و ممّا یسْتَدْرَک علیه:
الکُعْمُوس ،کزُنْبُورٍ:الحِمَار،بالحِمْیریَّه،مقلوب الکُعْسوم.
الکَفَسُ ،مُحَرّکهً ،أَهْمله الجَوْهَریُّ ،و قال ابن دُرَیْدٍ (1):هو الحَنَف فی بَعْض اللغات، و النَّعْتُ أَکْفَسُ ،و هی کَفْسَاءُ ،و قد کَفِسَت رِجْلُه،و نقله ابن القطّاع أَیضاً هکذا.
و الکِفَاس ، ککِتابٍ :الدِّثَار ،و هو ما یُتَدَثَّرُ به.
و الکِفَاسُ أَیْضاً: قِمَاطُ مَعَاوِزِ الصَّبِیِّ .
و یُقال: انْکفسَ الرَّجُلُ ،إِذا تَلَوَّی.
الکِلْسُ ،بالکسْر:الصَّارُوجُ أَو مِثْله،یُبْنَی به، و قیلَ :هو ما طُلِیَ به حائطٌ أَو باطِنُ قَصْرٍ،شِبْه الجِصِّ من غَیْر آجُرٍّ،و منه قَول عَدِیِّ بن زیْدٍ العِبَادِیّ ،فی وَصْفِ الحَضْر-مَدینهٍ بَیْنَ دِجْلَهَ و الفُراتِ -:
شَادَهُ مَرْمَراً و جَلَّلَهُ کلْ
ساً فلِلطَّیْر فی ذُرَاهُ وُ کُورُ
وَ رَوَاه الأَصْمَعِیُّ :و خَلَّلَه،بالخَاءِ،و یَضْحَک مِن الَّذِی یَرْوِیه بالجیِم،و یَقُولُ :مَتَی رَأَوْا حِصْناً مُصَهْرَجاً شِبْه الجِصِّ .و المَعْنَی:أَدْخَلَ الصَّارُوجَ فی خَلَلِ الحِجَارَهِ .
و الکُلْسَهُ ،بالضَّمّ :لَوْنٌ کالطُّلْسَه،و منه قَولُهُم: ذِئبٌ أَکْلَسُ ،کما یَقُولُون:أَطْلَسُ ،و قد کَلِس کَلَساً ،و وَجَدْتُ بخطِّ أَبِی سَهْلٍ مُحَمَّدِ بنِ علیٍّ الهَرَوِیِّ (2)النَّحْوِیِّ :الصَّحِیحُ مِن الأَلْوانِ :الطَّلْسَهُ ،بالطاءِ،و لا أَحْفَظُه بالکَافِ ،و مثْلُه قولُ أَبی زَکَریَّا،فتأَمَّل.
و الکَلاَّسُ :القَطَّاعُ ،عن ابنِ عَبّادٍ.
و الإِنْکَلِیسُ و الإِنْقَلِیسُ :الجَرِّیثُ ،و قد ذُکِر مُشْبَعاً فی القَاف.
و قال الأَصْمَعیُّ : کَلَّسَ علیه تَکْلِیساً ،و کذلِک کَلَّلَ و کَرَّزَ (3)و صَمَّمَ ،إِذا حَمَلَ وجَدَّ ،قالَ رجُلٌ مِن قُضَاعَهَ :
یا صَاحِبَیَّ ارْتَحِلاَ ثُمّ امْلُسَا
أَن تُحْبَسَا لَدَی الحُصَین مَحْبَسَا
أَرَی لَدَی الأَرْکَانِ بَأْساً أَبْأَسَا
و بارِقَات یَخْتَلِسْنَ الأَنْفُسَا
إِذَا الفَتَی حُکِّمَ یَوْماً کَلَّسَا
و قال أَبُو الهَیْثَم: کَلَّس فُلانٌ عَنْ (4)قِرْنِهِ وَ هَلَّلَ ،إِذا جَبُنَ و فَرَّ عنه، ضدُّ ،و صَوَّبَ الأَزهریُّ ما قَالَهُ أَبُو الهَیْثَم و رجَّحَه علی ما قَالَه الأَصْمَعِیُّ .
و قالَ الشَّیْبَانِیُّ : التَّکَلُّسُ و التَّکْلِیسُ :الرِّیُّ ،و أَنشد:
ذُو صَوْلَهٍ یُصْبِحُ قَدْ تَکَلَّسَا
و المُتَکَلِّسُ :الشَّدِیدُ العَدْوِ ،عن ابنِ عَبّادٍ.
*و مِمَّا یُسْتَدْرَک عَلَیْه:
کَلَسَ البُنْیَانَ کَلْساً ،و کَلَّسه تَکْلِیساً ،إِذا طَلاَه بالکِلْسِ .
و التَّکْلِیسُ :التَّمْلیسُ :فإِذا طُلِیَ ثَخِیناً فهو المُقَرْمَدُ.
و التَّکْلِیسُ عِندَ أَهلِ الأَسْرَارِ،إِذَابَهُ الأَجْسَادِ حَتَّی تَصِیرَ کالکِلْسِ .
و کِلِّسٌ ،بتَشْدِیدِ اللاّمِ المَکْسُورَهِ :لُغَهٌ فی الکِلْسِ ، قالَ المُتَلَمِّسُ :
تُشادُ بِآجُرٍّ لَهَا و بِکِلِّسِ (5)
ص:448
قال ابنُ جِنِّی:شَدَّده للضَّرُوره،قالَ :و مِثْلُه کثیرٌ،و روَاهُ بَعْضُهم:«و تُکَلَّسُ »علی الإِقْواءِ (1).
و الکَلاَّسَهُ ،بالتَّشْدِیدِ:مَوْضِعٌ بدِمَشْقَ .
و کِلِّسُ :قَریَهٌ من أَعْمَالِ حَلَبَ ،و هی کِلِّزُ،بالزای،و قد تَقَدَّمت،و منها أَبُو الفَرَجِ عبدُ الرَّحْمنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ یُوسُفَ الکِلِّسِیُّ الحَلَبِیُّ الحَنَفِیُّ ،سِبْطُ الفَخْر الرُّومیِّ ،ممَّنْ سَمِعَ علی السَّخَاوِیِّ بمَکَّهَ .
و الکَیْلُوسُ :هو الکَیْمُوسُ ،و سَیَأْتی قَرِیباً.
و یَعْقُوبُ بنُ یُوسُفَ بنِ داوودَ بن إِبرَاهِیمَ بنِ داوودَ، المَعْرُوفُ بابنِ کِلِّسٍ ،وَزِیرُ المُعزِّ بنِ نِزَارِ بنِ المُعِزِّ الفَاطِمِیِّ ،تَرْجَمه المقْرِیزِیُّ و الصَّفَدِیُّ .
:
*و مِمَّا یُسْتَدْرَک عَلَیْه:
الکَلْکَسَهُ ،قِیلَ :إِنَّهُ ابنُ عِرْسٍ ،ذَکَرَه السّیُوطِیُّ فی دِیوَانِ الحَیَوَانِ .
کَلْمَسَ ،أَهملَه الجَوهرِیُّ ،و قالَ الفَرّاءُ:
کَلْمَسَ الرَّجُلُ و کَلْسَمَ ، کَلْمَسَهً و کَلْسَمَهً ،إِذَا ذَهَبَ ،هکذا نَقَلَه الصّاغَانِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ ،و هو مَقْلُوبُ کَلْسَم- و سَیأْتِی له فی المیم:ذَهَبَ فی سُرْعَهٍ .
کَلْهَسَ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ ، و قال الصّاغَانِیُّ : الکَلْهَسَهُ :الخَوْفُ ،یُقَال: کَلْهَسَ الرجُلُ الشَّیْ ءَ ،إِذا فَرِقَ منه و خافَهُ .
و کَلْهَسَ عَلَی العَمَلِ :أَکَبَّ علیه و جَدَّ فِیهَ و دَأَبَ .
و کَلْهَسَ : وَاجَهَ القِتَالَ .
و کَلْهَسَ : حَمَلَ علَی العَدُوِّ و شَدَّ عَلَیْهِ ،و الهَاءُ زائدهٌ ، و هذانِ عن أَبِی عَمْرٍو.
و الکَلْهَسَهُ :رُکُوبُکَ صَدْرَکَ و خَفْضُکَ رأْسَکَ و تَقْرِیبُکَ بَیْنَ مَنْکِبَیْکَ ،و لا یَکُونُ ذلِکَ إِلاّ فی المَشْیِ . نقلَه الصّاغَانِیُّ .
الکُمُوسُ ،بالضَّمِّ ،أَهملَه الجَوْهَرِیُّ ،و قَالَ الأَزْهَرِیُّ :لم أَجدْ فیه مِن (2)کلامِ العَرَبِ و صَریحه شیئاً.
و قالَ الصّاغَانِیُّ :هو العُبُوسُ .
و الأَکْمَسُ :مَنْ لا یَکَادُ یُبْصِرُ ،نقلَه الصّاغَانِیُّ .
و الکَیْمُوسُ :الخِلْطُ ،سُرْیَانیَّهٌ ،قالَ الأَزْهَریُّ :و أَمّا الکَیْمُوسَاتُ فی قَوْلِ الأَطبَّاءِ فإِنهَا (3)الطَّبَائِعُ الأَرْبَعُ ، لیست (4)من لُغَاتِ العَرَبِ ،و لکنّهَا یُونانیَّهٌ .
و
17- قالَ ابنُ سِیدَه-فی حَدیثِ قُسٍّ فی تَمْجِیدِ اللّه تعالَی:
«لَیْسَ لَه کَیْفیَّهٌ و لا کَیْمُوُسِیَّهٌ ». -: الکَیْمُوسیَّهُ :عبَارَهٌ عن الحَاجَهِ إِلی الطَّعَام و الغِذَاءِ،و الکَیْمُوسُ فی عبَارَهِ الأَطبّاءِ، هو الطَّعَامُ إِذا انْهَضَمَ فی المَعِدَهِ قَبْلَ أَنْ یَتَصَرَّفَ عنها و یَصیرَ دَماً،و یُسَمُّونه أَیضاً الکَیْلُوسَ .
و کَامِسُ :ه و کامِسَهُ :ع ،هکذا فی سائر النُّسَخِ ،و الصَّوابُ :
کلاَهُما مَوْضِعان،قالَ الشَّاعر:
فَلَقَدْ أَرَانَا یاسُمَیَّ بحائلٍ
نَرْعَی القَریَّ فکَامِساً فالأَصْفَرَا
*و ممَّا یُسْتَدْرَک علیه:
کَمْسَانُ ،بالفَتْحِ :قریَهٌ من قُرَی مَرْوَ.
الکُنْدُسُ ،بالضّمّ :دَوَاءٌ مُعَطِّسٌ ، تَقَدَّم فی ک د س ،و ذَکَرَه الجَوْهَرِیُّ فی الشّینِ المُعْجَمه،و غَلَّطَه الصّاغَانِیُّ ،و قد تقدَّم.
*و ممَّا یُسْتَدْرَک علیه:
الکُنْدُس العَقْعَقُ ،عن ثَعْلَبٍ .
ذَکَرَه صاحبُ اللّسَانِ هنا؛لأَنَّ النُّونَ ثانِی الکَلمَهِ ،لا تُزَادُ إِلاّ بثَبتٍ ،و أَنشدَ فی حَرْفِ الشِّینِ المُعْجَمه:
مُنِیتُ بِزِمَّرْدَهٍ کالعَصَا
أَلَصَّ و أَخْبَثَ مِنْ کُنْدُشِ (5)
ص:449
الزِّمَّرْدَهُ :الَّتِی بَیْنَ الرجُلِ و المَرْأَهِ ،فارِسیَّهٌ ،و قد ذَکَرَه الجَوْهَرِیُّ فی الشّین المُعْجَمَه،و سیأْتی.
کَنَسَ الظَّبْیُ البَقَرُ یَکْنِسُ ،مِن حَدِ ضَرَبَ :
دَخَل فی کِناسِهِ ، کتَکَنّسَ و اکْتَنَسَ ،قال لَبِیدٌ:
شاقَتْکَ ظُعْنُ الحَیِّ یَوْمَ تَحَمَّلُوا
فتَکَنَّسُوا قُطُناً تَصِرُّ خِیَامُهَا
أَی دَخَلُوا هَوَادِجَ جُلِّلتْ بثِیَابِ قُطْنٍ .
و هُوَ ،أَی الکِنَاسُ : مُسْتَتَرُه فی الشَّجَرِ و مُکْتَنُّه،سُمِّیَ به لأَنَّه یَکْنِسُ فی الرَّمْلِ حَتَّی یَصِلَ إِلی الثَّرَی. ج کُنُسٌ ، بضَمَّتین، و کُنَّسٌ ،کرُکَّع.
و الکِنَاسُ : ع مِن بِلادِ غَنِیٍّ ،کذا فی مُخْتَصَرِ المُعْجَمِ .
و قال الصاغانیُّ :قال أَبو حَیَّهَ النُّمَیْرِیّ :
رَمَتْنِی و سِتْرُ اللّه بَیْنِی و بَیْنَهَا
عَشِیَّهَ آرَامِ الکِنَاسِ رَمِیمُ
و رَمیمُ :اسمُ امرأَهٍ ،و زاد فی اللِّسَان:قال:أَرادَ عَشیَّهَ رَمْلِ الکِنَاسِ ،فلم یَسْتَقِمْ له الوزنُ ،فوضَعَ الأَحْجَارَ مَوْضِعَ الرَّمْلِ ،و أَنَّ هذا المَوْضِعَ یُقَالُ له:رَمْلُ الکِنَاسِ :
مَوْضعٌ فی بِلاد عبدِ اللّه بنِ کِلابٍ (1)،قال:و یُقَال له:
الکِناسُ ،أَیضاً،حکاه ابنُ الأَعرابیّ ،و أَنشد البیتَ .قلت:
و قال جَریرٌ:
لِمَنِ الدِّیَارُ کأَنَّها لَمْ تُحْلَلِ
بَیْنَ الکِنَاسِ و بَیْنَ طَلْحِ الأَعْزَلِ
و قَالَ الفَرّاءُ: اَلْجَوارِ اَلْکُنَّسِ (2):السَّیَّارَهُ ،و هی النُّجُومُ الخَمْسَهُ :بَهْرَامُ ،و زُحَلُ ،و عُطَارِدٌ،و الزُّهَرَهُ و المُشْتَرِی هِیَ الخُنَّسُ ؛لأَنَّهَا تَکْنِسُ فی المَغِیبِ ،أَی تَسْتَتِرُ کالظِّباءِ فی الکُنُس ،أَی المَغَارِ،و مثلُه قولُ أَبی عُبَیْدَهَ . أَو هِیَ کُلُّ النُّجُومِ ،لأَنَّهَا تَبْدُو لَیْلاً و تَخْفَی نَهاراً ،قال الزَّجّاجُ : الکُنَّسُ :النُّجُومُ تَطْلُعُ جاریَهً ،و کُنُوسُها :أَنْ تَغیبَ فی مَغارِبِهَا الّتی تَغِیبُ فِیهَا،و قد کَنَسَتْ تَکْنِسُ کُنُوساً :
استَمَرَّتْ فی مَجارِیها ثمّ انْصَرَفَتْ راجعَهً ،و قال اللیّث:
هی النُّجُومُ الّتِی تَسْتَتِر (3)فی مَجَارِیها فتَجْری و تَکْنِسُ فیمَحاوِیهَا،فیَتَحَوَّی لکُلِّ نَجْمِ حَوِیٌّ یَقِفُ فیه و یَسْتَدِیرُ ثمّ یَنْصَرِفُ راجِعاً، فکُنُوسُه :مُقَامُه فی حَویِّه،و خُنُوسُه:أَن یَخْنِسَ فی النَّهَارِ فلا یُرَی.و فی الصّحَاحِ : الکُنَّسُ :
الکَوَاکِبُ ،لأَنَّهَا تَکْنِسُ فی المَغیبِ :أَی تَسْتَتِرُ،و قیل:هی الخُنَّسُ السَّیّارَهُ .
أَو الکُنَّسُ : المَلاَئکَهُ ،ذَکَرَه بعضُ أَهْلِ الغَریبِ .
أَو بَقَرُ الوَحْشِ ،و ظِبَاؤُه تَکْنِسُ ،أَی تَدْخُل فی کُنُسِها إِذا اشْتَدَّ الحَرُّ،قالَهُ الزَّجّاج،قالَ :و الکُنَّسُ :جَمْعُ کانِسٍ و کانِسَهٍ .
و الکُنَاسَهُ ،بالضَّمّ :القُمَامَهُ ،قال اللِّحْیَانِیُّ : کُنَاسَهُ البَیْتِ :ما کُسِحَ منه من التُّرابِ فأُلْقِیَ بَعْضُه علی بعْضٍ ، و قد کَنَسَ المَوْضِعَ یَکْنُسُه کَنْساً :کَسَحَ القُمَامَهَ عنه.
و الکُنَاسَهُ : ع بالکُوفَهِ ،و هی مَحَلَّهٌ بها.
و قد سَمّوْا کُنَاسهَ .
و الکَنِیسَهُ ،کسَفِینَهٍ : مُتَعَبَّدُ الیَهُودِ ،و الجَمْع الکَنَائسُ ، و هی مُعَرَّبهٌ ،أَصْلُها:کنشت.
أَو هی مُتَعَبَّدُ النَّصَارَی ،کما هو قولُ الجَوْهَرِیِّ ،و خَطَّأَه الصّاغَانِیُّ ،فقال:هو سَهْوٌ منه،إِنَّمَا هِیَ للیَهُودِ،و البِیعَهُ للنَّصَارَی.
أَو هی مُتَعَبَّدُ الکُفّارِ مُطْلَقاً.
و الکَنیسَهُ : مَرْسًی ببحْرِ الیَمَنِ مِمَّا یَلِی زَبیدَ حَرَسها اللّه تَعَالَی،قالَ الصّاغَانِیُّ :أَرْسَیْتُ بها سنه 605.
و الکَنیسَهُ : المَرْأَهُ الحَسْنَاءُ عن أَبِی عَمْرٍو،کما فی العُباب.
و الکَنیسَهُ السَّوْدَاءُ:د،بِثَغْرِ المَصِیصَهِ ،نقلَه الصّاغَانِیُّ ، و قال یاقُوتٌ :لأَنَّهَا بُنیَتْ بحِجَارَهٍ سُودٍ،بناها الرُّومُ قَدیماً.
و الکُنَیِّسَهُ :تَصْغیرُ الکَنیسَهِ :سَبْعَهُ مَوَاضِعَ ،منْهَا ستَّهٌ بمصْرَ :اثْنَان بالغَرْبِیَه،و هما کُنَیِّسَهُ سَرَدُوسَ ،و کومُ الکُنَیِّسَهِ ،و اثْنَانِ فی البُحَیْرَه،و هما: کُنَیِّسهُ عبد المَلِکِ ، و کُنَیِّسهُ الغَیْط ،و واحدٌ فی حَوْف رَمْسیسَ ،و هو کُنَیِّسَهُ مُبَارَکٍ ،و وَاحدٌ فی الأَسْیُوطِیَّه،و هو کُنَیِّسَهُ طاهرٍ.
و الموضِعُ السّابعُ [د] (4)قُرْبَ عَکَّاءَ من فُتوحاتِ المَلِک النّاصرِ صَلاحِ الدِّینِ یُوسُفَ بنِ أَیُّوبَ ،رحمَهُ اللّه تَعَالی.
ص:450
و یقال: فِرْسِنٌ (1)مَکْنُوسَهٌ ، مَکْنُوسَهٌ ،أَی مَلْسَاءُ الباطِن ،یُشَبِّهُها العَربُ بالمَرایَا لمَلاسَتِها،قالَه الأَزْهَریُّ ، أَو هی جَرْدَاءُ الشَّعرِ ،و هو قریبٌ من القَوْلِ الأَوَّلِ .
و مِکْنَاسَهُ الزَّیْتُونِ ،بالکسر:د عَظیمٌ بالمَغْرِبِ ،بینَه و بینَ مَرَّاکُشَ أَرْبَعَ عَشْرَهَ مَرْحَلَهً نحوَ المَشْرِق،و منه إِلی فاسَ مَرْحَلَهٌ وَاحدهٌ .
و مِکْنَاسَهُ :حِصْنٌ بالأَنْدَلُسِ ،من أَعْمَالِ مارِدَهَ ،نَقَلَه أَبُو الأَصْبَغِ الأَنْدَلُسیُّ .
و تَکَنَّسَ الرَّجُلُ :اکْتَنَّ و اسْتَتَر،و دَخَلَ الخَیْمَهَ .
و تکَنَّسَتِ المَرْأَهُ :دَخَلتِ الهَوْدَجَ ،و هو مَجازٌ،کأَنَّه أُخِذَ من قولِ لَبیدٍ الآتی ذکْرُه قریباً.
*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:
الْمِکْنَسَهُ :ما کُنِسَ به،و الجَمْع: مَکَانِسُ .
و الکُنَاسَهُ :ما کُنِسَ ،و أَیْضاً مُلْقَی القُمَامِ .
و المَکْنِسُ (2):مَوْلِجُ الوَحْشِ مِن الظِّبَاءِ و البَقَرِ تَسْتَکِنُّ فیه من الحَرِّ.
و الأَکْنِسَهُ :جَمْعُ کِنَاسٍ ، کالکُنُسَاتِ ،کطُرُقاتٍ ،قال:
إِذا ظُبَیُّ الکُنُسَاتِ انْغَلاَّ
تَحْتَ الإِرَانِ سَلَبَتْهُ الظِّلاّ (3)
و تَکَنَّسَتِ الظِّبَاءُ و البَقَرُ و اکْتَنَسَتْ :دَخَلَتْ فی الکِناسِ ، قال لَبِید:
شاقَتْکَ ظُعْنُ الحَیِّ یَوْمَ تَحمَّلُوا
فتَکَنَّسُوا قُطُناً تَصِرُّ خِیَامُهَا
أَی دَخَلُوا هَوَادِجَ جُلِّلَتْ بِثیَاب قُطْنٍ .
و الکانِسُ :الظَّبْیُ یَدْخُلُ فی کِنَاسِه ،و ظِبَاءٌ کُنُوسٌ ، بالضَّمّ ،أَنْشَد ابنُ الأَعْرَابیِّ :
و إِلاَّ نَعَاماً بهَا خِلْفَهً
و إِلاَّ ظِبَاءً کُنُوساً و ذِیبَا
و کذلِکَ البَقَرُ،أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :
دارٌ للَیْلَی خَلَقٌ لَبِیسٌ
لَیْسَ بهَا منْ أَهْلِهَا أَنیسُ
إِلاّ الیَعَافیرُ و إِلاَّ العیسُ
وَ بَقَرٌ مُلَمّعٌ کُنُوسُ
و مَکانِسُ الرِّیَبِ :مَواضِعُ التُّهَمِ .
و کَنَسَ أَنْفَه و کَنَصَ ،إِذا حَرَّکَه مُسْتهزِئاً.
و کَنَسَ فی وَجْهِ فُلانٍ ،إِذا اسْتَهْزَأَ به،ککَنَصَ .
و الکانِسیَّهٌ :مَوْضعٌ ،أَنشَدَ سیبَوَیْه:
دارٌ لمَرْوَهَ إِذْ أَهْلی و أَهْلُهُمُ
بالکَانِسِیَّه تَرْعَی اللَّهْوَ و الغَزَلاَ
و یقال:مَرُّوا بهِم فکَنَسُوهُم ،أَی کَسَحُوهُمْ ،و هو مَجازٌ.
و الکَنَّاسُ :مَنْ یَکْنُسُ الحُشُوشَ .
و مُحمَّدُ بنُ عبد اللّه بنِ عبد الأَعْلَی أَبُو یحْیَی الکُنَاسیُّ ، بالضّمّ ،المَعْرُوفُ بابن کُنَاسَهَ ،مُحَدِّثٌ .
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
کِنَکْسُ ،بکسر الکافِ الأُولَی و سُکُونِ الثانیَهِ و بَیْنَهُمَا نونٌ مفتوحهٌ :قبیلَهٌ من البَرْبَر،أَو مَدینَهٌ فی بلادِهم،منها شَیْخُ مَشَایخِنَاَ أَفْضَلُ المُتَأَخِّرینَ العَلاّمَهُ أَبُو عَبْدِ اللّه مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللّه القَصْرِیُّ الکِنَکْسِیُّ ،حَدَّث عن أَبی العَبّاسِ أَحمدَ بن عَبْدِ اللّه التِّلمْسَانیِّ و غیرِه،و عنه الشُّهُبُ الثَّلاثهُ :
أَحمَدُ بنُ عبد الفَتَّاحِ ،و أَحْمَدُ بنُ الحَسَن،و أَحمدُ بنُ عبد المُنْعِمِ المِصْرِیُّونَ .
کاسَ البَعیرُ یَکُوسُ کَوْساً ،إِذا مَشَی عَلَی ثَلاثِ قَوَائِمَ ،و هو مُعَرْقَبٌ ،هذا فی ذَواتِ الأَرْبَع،و أَمَّا فی غَیْرِها فالکَوْسُ :هو المَشْیُ عَلَی رجْلٍ وَاحدَهٍ ،و قیلَ :هو أَنْ یَرْفَعَ البَعیرُ إِحْدَی قَوَائمِهِ وَ یَنْزُو عَلَی ما بَقِیَ ،قالَتْ عَمْرَهُ أُختُ العبّاسِ بن مرْدَاسٍ ،و أُمُّها الخَنْساءُ،تَرْثِی أَخاهَا و تَذْکُرُ أَنَّه کانَ یُعَرْقِبُ الإِبلَ :
فَظَلَّتْ تَکُوسُ علَی أَکْرُعٍ
ثَلاَثٍ و غَادَرْتَ أُخْرَی خَضیبَا
ص:451
تَعْنِی القائمَهَ الَّتی عَرْقَبها (1)فهی مُخَضَّبهٌ بالدَّمِ (2).
و کاسَتِ الحَیَّهُ تَکُوسُ کَوْساً : تَحَوَّتْ فی مَکَاسِهَا (3)، و فی بعْضِ نُسَخِ التَّهْذیبِ :فی مَسَاکِهَا،و فی أُخْرَی:فی مَکانِهَا (4).
و کاسَ فُلاناً یَکُوسُه ،إِذا صَرَعَهُ ،و قیلَ :کَبَّه علی رَأْسِه، کأَکَاسَهُ إِکاسَهً ،قالَ الصّاغَانِیُّ :و هذا أَفْصَحُ منْ کاسَهُ قالَ أَبو حِزَامٍ العُکْلِیُّ :
و مَعی صیغَهٌ و جَشَّاءُ فیها
شِرْعَهٌ حَشْرُهَا حَرًی أَنْ یُکِیسَا
صیغَهٌ ،أَی سِهَامٌ .و الجَشَّاءُ:القَوْسُ (5).و الحَشْرُ:
المَحْشُورُ أَی المَبْرِیّ .
و کاسَ فُلانهَ :طَعَنَهَا فی الجِمَاعِ ،نقلَه الصّاغَانِیُّ ،عن ابنِ عَبّادٍ.
و الکَوْسُ فی البَیْعِ :اتِّضَاعُ الثَّمَنِ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ ، و هوالوَکْسُ فیه،و منه قولُهُم: لاَ تَکُسْنِی یا فُلانُ فی الثَّمَنِ ،و قیلَ : الکَوْسُ فی البَیْعِ مثْل الوَکْسِ ،و هو علی وَزْن:لا تَقُسْنِی.
و الکَوْسُ فی السَّیْرِ :مثْلُ التَّهْوِیدِ.
و الکَوْسُ : نَیِّحَهُ الأَزْیَبِ منَ الرِّیَاحِ ،و فی العُبَاب:سَفْرُ الهِنْدِ إِذا أَیْمَنُوا فرِیحهم الأَزْیَبُ ،و إِذا رَجَعُوا و احْتَجَزُوا فالکَوْسُ ،قال: و قَولُ اللَّیْثِ إِنّ الکَوْسَ کَلمَهٌ تُقَالُ عنْدَ خَوْفِ الغَرَقِ ،رَجْمٌ بالغَیْب ،و حَدْسٌ من الکَلامِ ،و قولَ ابن دُرَیْدٍ مثْلُ قولِ اللَّیْثِ ،و نَصُّه (6):و الکَوْسُ :کَأَنَّهَا أَعْجَمیَّهٌ ،و العَرَبُ تکَلَّمَتْ بهَا،و ذلکَ أَنهُ إِذا أَصابَ النَّاسَ خَبٌّ فی البَحْرِ،فخافُوا الغَرَقَ فیه،قِیلَ :خافُوا الکَوْسَ .و قالَ ابنُ سیدَه: الکَوْسُ :هَیْجُ البَحْرِ و خَبُّهُ و مُقَارَبَهُ الغَرَقِ ،و قیلَ :هو الغَرَقُ ،و هو دَخیلٌ . و الکُوسُ بالضَّمِّ غَیْر مُشْبَعٍ : الطَّبْلُ ،و یُقَالُ :هُوَ مُعَرَّبٌ . قلتُ :و به سُمِّیَ الفَرْسَخُ کُوساً ؛لأَنَّه غایَهُ ما یُسْمَعُ فیه دَقُّ الکُوس .
و قال اللَّیْثُ : الکُوسُ (7): خَشَبهٌ مُثَلَّثَهٌ تَکُونُ مع النَّجّارِ یَقیسُ بها تَرْبیعَ الخَشَبِ ،و هی فارسیَّهٌ .
و الکُوسِیُّ من الخَیْلِ :القَصیرُ الدَّوارِج ،فلا تَرَاه إِلاّ مُنَکْساً إِذا جَرَی،و الأُنْثَی کُوسیَّهٌ ،و قیل:هو القَصیرُ الیَدَیْنِ .
و کُوسِینُ :ه.
و مُکَوَّسٌ ،کمُعَظَّمٍ :اسمُ حمَار،و وَهِمَ الجَوْهَرِیُّ فضَبَطَه بقَلَمِه علی مَفْعَلٍ ،و إِذا کانَ لُغَهَ ،کما نَقَلَه بعضُهم،فلا یکون وَهَمٌ ،فتَأَمَّلْ .
و کاسانُ :د ،کَبِیرٌ بِما وراءَ النَّهْرِ ،و هو قاسَانُ الَّذی تقدَّم ذِکْرُه،و سَبَقَ هناکَ أَنّ الکافَ لغهُ العَامَّهِ ،و منه الکاسانِیُّ صاحِبُ البَدَائِعِ ،من أَئمَّه الحَنَفیَّهِ .
و عن ابنِ عبّادٍ: لُمْعَهٌ کَوْسَاءُ :مُتَرَاکِمَهٌ مُلْتَفَّهٌ کثیرَهُ النَّبْتِ ،و لِمَاعٌ کُوسٌ جَمْع کَوْسَاءَ ،و ذلک إِذا تَدانَتْ أُصُولُهَا و التَفّتْ فُرُوعُها،و قال أَبُو بکرٍ:لُمْعَهٌ کَرْسَاءُ،بالرَّاءِ،بهذا المَعْنی،و قد تَقَدَّم. و کذلک رِمَالٌ کُوسٌ ،إِذا کانَتْ مُتَرَاکِمَه ،بعضُها فوقَ بَعْضٍ .
و کَوْساءُ :ع ،قال أَبو ذُؤَیْب:
إِذا ذَکَرَتْ قَتْلَی بکَوْسَاءَ أَشْعَلَتْ
کَوَاهیَهِ الأَخْرَاتِ رَثٍّ صُنُوعُها
یُریدُ بواهیَهِ الأَخْرات:المَزَادَهَ ،جَمْع خَرْتٍ ،و هو الثَّقْبُ .
و أَکَاسَ البَعیرَ إِکاسهً : حَمَله علی أَن یَکُوسَ بعَرْقَبتِه.
وَ کَوَّسَهُ اللّه تَکْویساً :کَبَّه علی رَأْسهِ ،و قیلَ : قَلَبَهُ و جَعَلَ أَعْلاَهُ أَسْفَلَه.
و تَکَاوَسَ لَحْمُ الغُلام:تَرَاکَبَ و تَرَاکَم و تَزَاحم.
و تَکَاوَسَ النَّخْلُ و الشَّجَرُ و العُشْبُ :کَثُر و کَثُفَ ،هکذا
ص:452
فی النّسَخِ ،و مثْلُه فی العُبَابِ ،و فی بعض النُّسَخِ :
الْتَفَّ (1).قال عُطَاردُ بنُ قُرّانَ :
و دُونیَ منْ نَجْرَانَ رُکْنٌ عَمَرَّدٌ
و مُعْتَلِجٌ مِنْ نَخْلِهِ مُتَکَاوِسُ
و تَکَاوسَ النَّبْتُ :الْتَفَّ و سَقَطَ بَعْضُه علی بَعْضٍ .و
16- فی حَدِیثِ أَصْحَابِ الأَیْکَهِ : «و کانُوا (2)أَصْحَابَ شَجَرٍ مُتَکَاوِسٍ ». أَی مُلْتَفٍّ مُتَرَاکِبٍ .و یُرْوَی:«مُتَکَادِسٍ » بالدّالِ ،و هو بمَعْنَاه.
و المُتَکَاوِسُ فی العَرُوضِ :أَن تَتَوالَی أَرْبَعُ حَرکَاتٍ بتَرَکُّبِ السَّبَبَیْنِ ،کضَرَبَنی و سَمَکَهٍ ،علی مثال:فَعَلَتُنْ ، و تُسَمَّی الفاضِلهَ ،بالضاد المُعْجَمه،و بعضُهُم یُسَمِّیها:
الفَاصِلَهَ الکُبْرَی مُشَبَّهٌ بالشَّجَرِ المُتکَاوِسِ ،لکثرهِ الحَرکَاتِ فیه،کأَنَّهَا التَفَّتْ (3).
و فی النَّوادِرِ: اکْتَاسَهُ عَنْ حاجَتِهِ و ارْتَکَسَهُ ،أَی حبَسَهُ .
و تَکَوَّسَ الرَّجُلُ : تَنَکَّسَ .
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
کاسَ الرجُلُ یَکُوسُ إِذا انْقَلَبَ ،و منه: کاسَ العَقیرُ کَوْساً ،إِذا سَقَط علی رَأْسِهِ .
و الکَوُوسُ ،کصَبُورٍ:الأَسَدُ.
و علیُّ بنُ مُحَمَّدِ بن الحسَنِ بنِ کاسٍ النَّخَعِیُّ الکاسِیُّ ، من شُیُوخِ الطَّبَرَانِیِّ .
الکَهْمَسُ :من أَسْمَاءِ الأَسَدِ ،قالهُ اللَّیْثُ .
و الکَهْمَسُ :الرجُلُ القَبِیحُ الوَجْهِ ،عن ابنِ خالَوَیْهِ .
و الکَهْمَسُ : النّاقَهُ الکَوْمَاءُ،و هی العَظِیمَهُ السَّنامِ ،عنِ ابنِ عَبّادٍ.
و کَهْمَسٌ الهِلالِیُّ :صَحَابِیٌّ ،نَزَلَ البَصْرَهَ ،رَوَی عنه مُعَاویَهُ بنُ قُرَّهَ ،و له وِفَادَهٌ ،و حَدِیثٌ فی الصَّوْم،تَفَرَّدَ بهحَمّادُ بنُ یزیدٍ (4)المِنْقَریُّ ،عن مُعَاویَهَ ،عنه،و حَمّادٌ مَقْبُولٌ مشهورٌ.
و کَهْمَسُ بنُ الحَسَن التَّمیمیُّ :من تابعی التّابعینَ ، و یُعْرَفُ بالعَابد،و له ذِکْرٌ فی کتَاب القَنَاعَه،لابن أَبی الدُّنْیَا.
و کَهْمَسٌ : أَبُو حَیٍّ من رَبیعَهَ بنِ حَنْظَلَهَ بنِ مالکٍ ،مِن بَنِی تَمِیمٍ ،فیهِم شِدَّهٌ ،و یُقَال لهَذا:رَبِیعَهُ الجُوعِ ،و به تُعْرَفُ أَوْلاَدُه.
و عَنِ ابنِ عَبّادٍ: الکَهْمَسَهُ فی المَشْیِ ،کالحَفَدَانِ ،و هو تَقَارُبُ ما بَیْنَ الرِّجْلَیْنِ و حَثَیَانُهُمَا. و فی التَّکْملَه:و حَثْیُهما التُّرَابَ .
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
الکَهْمَسُ :القَصِیرُ من الرِّجَالِ .
و الکَهْمسُ :الذِّئْبُ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ .
و کَهْمَسُ بنُ المِنْهَالِ ،عن سَعِیدِ بنِ أَبِی عَرُوبَهَ ،قالَ أَبُو حاتمٍ الرّازِیُّ :مَحَلُّه الصِّدْقُ .
و کَهْمَسُ بنُ طَلْقٍ الصَّرِیمِیُّ ،کانَ منْ جُمْلَهِ الخَوَارِجِ مع بِلالِ بن مِرْداسٍ ،و کانَت الخَوَارجُ وَقَعتْ بأَسْلَمَ بن زُرْعَهَ الکِلاَبِیِّ ،و هم فی أَرْبَعِینَ رجُلاً،و هو فی أَلْفَیْ رَجُلٍ ، فانْهَزَمَ إِلی البَصْرهِ ،و فی ذلک أَنْشَدَ سِیبَوَیْه لِمَوْدُودٍ العَنْبَرِیّ :
و کُنَّا حَسِبْناهُمْ فَوَارِسَ کَهْمَسٍ
حَیُوا بَعْدَ ما ماتُوا مِنَ الدَّهْرِ أَعْصُرَا
قلتُ :و یُقَالُ :هو للوَلِیدِ بنِ حَنِیفَهَ .
الکَیْسُ :الخِفَّهُ و التَّوَقُّدُ،و هو خِلافُ الحُمْقِ ، و قد کاسَ کیْساً فهُو کَیْسٌ و کَیِّسٌ .
و الکَیْسُ : الجمَاعُ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ ،و منه الحَدِیثُ :
« فالْکَیْسَ الکَیْسَ »کما یَأْتِی قَریباً فی کَلامِ المُصَنِّفِ .
و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: الکَیْسُ عنْدَ قَوْمٍ الطِّیبُ (5)،و فی بعض النُّسَخِ :الطِّبُّ ،و هو غَلَطٌ .
ص:453
و الکَیْسُ : الجُودُ عن الأُمَوِیِّ (1)،و أَنشد:
و فی بَنی أُمِّ الزُّبَیْرِ کَیْسُ
عَلَی الطَّعَامِ ما غَبَا غُبَیْسُ
و الکَیْسُ : العَقْلُ و الفِطْنَهُ و الفِقْهُ ،و منه
16- الحَدِیثُ : «هذا منْ کَیْسِ (2)أَبِی هُریْره». أَی من فِقْهِه و فِطْنَته،لا من روَایَتِه.
و الکَیْسُ : الغَلَبَهُ بالکِیَاسَهِ یُقَال: کَاسَنی فکِسْتُه ،أَی غَلَبْتُه، و قد کاسَه یَکِیسُه کَیْساً :غَلَبَه فی الکَیْسِ .
14- و فی الحَدیثِ المَرْوِیِّ عن جابِرِ بن عَبْدِ اللّه الأَنْصَاریِّ رضیَ اللّه تَعالَی عنهما: أَنَّ النبیَّ صلی اللّه علیه و سلم قال له:«أَ تُرانی إِنَّمَا کِسْتُکَ لآخُذ جَمَلَکَ ،لَکَ الثَّمَنُ و لَکَ الجَمَلُ »و یُرْوَی:«خُذْ جَمَلَک و مالَکَ ». أَی غَلبْتُکَ بالکِیَاسَهِ و فی النّهَایَهِ : بالکَیْسِ .
و یُرْوَی:«إِنَّمَا مَاکَسْتُکَ »من المِکَاس.
و فیه أَیْضاً:
14- قالَ النَّبیُّ صلی اللّه علیه و سلم لِجابرٍ: « فإِذا قَدِمْتَ فالکَیْسَ الکَیْسَ ».و فی روَایَهٍ أُخْری:«فإِذا قَدِمْتُم عَلَی أَهالِیکُم».
و هو أَمْرٌ بالجِمَاعِ ،أَی جامِعُوهُنَّ طَلَباً للوَلَدِ،فجَعَلَ طلَبَ الوَلدِ عَقْلاً. أَو نَهْیٌ عن المُبَادَرهِ إِلیه باسْتعْمَالِ الکَیْسِ ، أَی العَقْلِ فی اسْتبْرَائِهَا و الفَحْصِ عن حالِهَا؛ لئلاَّ یَحْمِلَه الشَّبقُ علَی غشْیَانِهَا حائضاً ،و فی مُقَابَلَهِ النَّهْیِ بالأَمْرِ مُنَاسَبَهٌ حسَنهٌ لا تَخْفَی.
و الکَیِّسُ ،کجَیِّدٍ:الظَّریفُ الخَفِیفُ المُتَوَقِّدُ الذِّهْنِ ، ج أَکْیَاسٌ ،قالَ الحُطَیْئَهُ :
و اللّه ما مَعْشَرٌ لامُوا امْرَءًا جُنُباً
فی آلِ لأْیِ بنِ شَمَّاسٍ بأَکْیَاسِ
قال سِیبَوَیْه:کَسَّرُوا کَیِّساً علی أَفْعَالٍ ،تَشْبیهاً بفاعلٍ ، و یَدُلُّکَ علی أَنَّه فَیْعِلٌ أَنَّهُم قد سلَّمُوه،فلو کانَ فَعْلاً لم یُسَلِّمُوه،و قولُه،أَنْشَدَه ثَعْلَبٌ :
فکُنْ أَکْیَسَ الکَیْسَی إِذا کُنْتَ فِیهمُ
و إِن کُنْتَ فی الحَمْقَی فکُنْ أَنْتَ أَحْمَقَا
إِنَّمَا کَسَّرَه هُنَا علی کَیْسَی لمَکَانِ الحَمْقَی،أَجْری الضِّدِّ مَکَانَ ضِدِّه.
و قالَ اللَّیْثُ :جَمْعُ الکَیِّسِ : کَیَسَهٌ .
و زَیْدُ بنُ الکَیِّس النَّمَرِیُّ ،نَسَّابَهٌ مَشْهُورهٌ ،هکذا ذَکَرَه الحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ،و غیره،و الّذِی قَرَأْتُ فی أَنْسَابِ ابنِ الکَلْبِیِّ :أَنَّ ابنَ الکَیِّسِ هذا هو عُبَیْدُ بنُ مالِکِ بنِ شَرَاحِیلَ ابنِ الکَیِّسِ ،و اسْمُ الکَیِّسِ زیدٌ،و هو مِن وَلَدِ عَوْفِ بنِ سَعْد بن الخَزْرَجِ ابنِ تَیْمِ اللّه النَّمِرِ بنِ قاسِطٍ ،و النَّمَرِیُّ هو بفتح المیمِ فی النِّسْبَه للتَّخْفیفِ (3).
و الکَیِّسُ بنُ أَبی الکَیِّسِ حَسّانَ بنِ عَبْدِ اللّه اللَّخْمِیُّ ، مُحَدِّثٌ ،هکذا سَمّاه الصاغانِیُّ .قلتُ :رَوَی عن أَبِیهِ ، و عنه أَصْبغُ ابنُ الفَرَجِ .
و کَیِّسَهُ بنْتُ أَبِی (4)بَکْرَهَ نُفَیْعِ بنِ مَسْرُوحٍ الثَّقَفیَّهُ تابعیَّهٌ .
و کَیِّسَهُ بنتُ الحارِثِ بنِ کُریْزٍ العَبْشَمیَّهُ زَوْجَهُ ،الأَوْلَی:
زَوْج مُسَیْلِمَهَ الکَذَّابِ ،کانَت تَحْتَه ثُمَّ أَسْلَمتْ فتزوَّجَهَا ابنُ عَمِّهَا عبدُ اللّه بنِ عامرِ بنِ کُزَیْرٍ.
و أَبُو کَیِّسَهَ البَرّاءُ بنُ قَیْسٍ ،رَوَی عنه إِیَادُ بنُ لَقِیطٍ ، أَو هو بالمُعْجَمَهِ و مُوَحَّدهٍ ،کما ضَبَطَه مُسْلِمٌ و الدَّارَقُطْنیُّ .
و أَمّا عَلِیُّ بنُ کِیسَهَ المُقْرئُ فبالکَسْرِ و السُّکُونِ ،شیخٌ لیُونُسَ بنِ عبدِ الأَعلَی،و ضَبَطَه الصُّورِیُّ بالفَتْحِ .
و کَیْسَهُ بنتُ أَبی کَثیرٍ التّابعیَّهُ ،رَوَتْ عن أُمِّهَا،عن عائشهَ ،فی الطِّیبِ و عَلَیُّ بنُ کَیْسَهَ کلاهُمَا بالفَتْحِ و السُّکُونِ ،عَلیُّ ابنُ کَیْسَه هذا:هو المُقْرِئُ الَّذی تَقَدَّم ذِکْرُه،ضُبِط بکسر الکاف و فَتْحِهَا،الأَخیرُ عن الصُّورِیِّ ، کما مَرَّ قریباً و صَرَّح بالضَّبْطَیْنِ الصّاغَانِیُّ و الحَافِظُ فی التَّبْصِیر،و الرجُلُ وَاحدٌ،فإِعَادَتُه ثانیاً وَهَمٌ مَحْضٌ ،فتأَمَّلْ .
و المَصْدَرُ: الکِیَاسَهُ ،بالکَسْرِ،و الکَیْسُ ،بالفَتْح،و قد کاسَ الوَلَدُ یَکِیسُ کَیْساً و کِیَاسَهً .
و الکِیسی ،بالکَسْر،و الکُوسَی بالضّمّ :جَمَاعَهُ الکَیِّسَهِ ، عن کُرَاع،قالَ ابنُ سِیدَه:و عِنْدِی أَنَّهما (5)تَأْنِیثَا الأَکْوَسِ ، و قال مَرَّهً :لا یُوجَدُ علی مِثَالِهما 5إِلاَّ ضِیقَی و ضُوقَی:جَمْع
ص:454
ضَیِّقَهٍ ،و طُوبَی:جَمْع طَیِّبَهٍ ،و لم یَقُولُوا:طِیبَی،قالَ :
و عِنْدِی أَنَّ ذلِکَ تأْنیثُ الأَفْعَلِ .و قال اللَّیْثُ :و یُقَالُ :هذا الأَکْیَسُ ،و هیَ الکُوسَی ،و هُنَّ الکُوسُ ،و الکُوسِیَّاتُ :
النِّسَاءُ خاصَّهً .
و علیُّ بنُ کِیسَهَ ،بالکَسْرِ:مِن القُرَّاءِ ،هذا هُوَ المُقْرِئُ الَّذِی ذَکره مَرَّتَیْنِ ،و هذا من المُصَنِّف غَرِیبٌ ،و وَهْمٌ علی وَهَمٍ .
و من المَجَازِ: کَیْسَانُ ،بالفَتْحِ : اسمٌ للغَدْرِ ،عن ابنِ الأَعْرَابیِّ ،و أَنْشَدَ لضَمْرهَ بنِ ضَمْرَهَ بنِ جابرِ بنِ قَطَن:
إِذا کُنْتَ فی سَعْدٍ و أُمُّکَ مِنْهُمُ
غَرِیباً فلاَ یَغْرُرْکَ خالُکَ منْ سَعْدِ
إِذا ما دَعَوْا کَیْسَانَ کانَتْ کُهُولُهُمْ
إِلی الغَدْرِ أَسْعَی منْ شَبَابِهِم المُرْدِ
و ذَکَرَ ابنُ دُرَیْدٍ أَنَّ هذا لِلنَّمِر بن تَوْلَبٍ ،فی بَنی سَعْدٍ، و هم أَخْوَالُه و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :الغَدْرُ یُکْنَی أَبا کَیْسَانَ .
و قال کُرَاع:هی طَائیَّهٌ قال:و کلُّ هذا من الکَیْسِ .
و کَیْسَانُ : وَالِدُ أَیُّوبَ ،و کُنْیَهُ کَیْسَانَ أَبُو تَمِیمَهَ السِّخْتِیَانِیّ المُحَدِّثُ المشْهُورُ،و أَبوه تَابِعِیُّ ،و قد تقدَّم ذِکْرُه فی «سخت».
و کَیْسَانُ : لَقَبُ المُخْتَارِ بنِ أَبی عُبیْدٍ الثَّقَفیِّ المَنْسُوبِ إِلیه الکَیْسَانِیَّهُ الطّائِفَهُ المَشْهُورَهُ مِن الرَّافِضَهِ .
و أُمُّ کَیْسَانَ :لَقَبٌ للرُّکْبَهِ ،بلُغَهِ الأَزْدِ،المُبَرِّدُ فی الکَامِلِ .
و أُمُّ کَیْسَانَ :اسمٌ للضَّرْبِ علَی مُؤَخَّر الإِنْسَانِ بظَهْرِ القَدَمِ ،و هو من ذلکَ .
و الکِیسُ ،بالکَسْرِ ،من الأَوْعِیَهِ :وِعَاءٌ مَعْرُوفٌ ،یکونُ للدَّراهِمِ و الدَّنَانِیرِ و الدُّرِّ و الیاقُوتِ ،قال الشّاعِرُ:
إِنَّمَا الذَّلْفَاءُ یاقُوتَهٌ
أُخْرِجَتْ مِنْ کِیسِ دِهْقانِ
لأَنَّهُ یَجْمَعُهَا وَ یضُمُّها، ج أَکْیَاسٌ و کِیَسَهٌ ،عَلَی مثَالِ عِنَبَهٍ .
و من المَجَازِ: الکِیسُ : المشِیمَهُ ،لِمَا یَکُونُ فیه الوَلَدُ، علی التَّشْبِیه بالکِیس .
و أَکْیَسَ الرجُلُ و أَکاسَ :وُلِدَتْ له أَولادٌ کَیْسَی ،و قال نَصْرُ بنُ (1)القَطَّاعِ : أَکاسَ الإِنْسَانُ :وَلَدَ وَلَداً کَیِّساً ، و کذلکَ أَکْیَسَ .و فی الأَساسِ : أَکاسَتْ (2):جاءَتْ بأَوْلادٍ أَکْیَاسٍ ،زادَ غیرُه:فهی مُکِیسَهٌ .
و کَیَّسَهُ تَکْیِیساً : جَعَلَه کیِّساً مُؤدِّباً.
و تَکَیَّسَ الرَّجُلُ : تَظَرَّفَ و أَظْهَر الکَیْسَ .
و کَایَسَهُ مُکَایَسَهً : غَالَبَهُ فی الکَیْسِ ، فَکَاسَهُ :غَلَبَهُ .
*و مما یُسْتَدْرَک علیه:
رجُلٌ کَیِّسُ الفِعْلِ ،أَی حَسَنُهُ ،و امرأَهٌ کَیِّسَهٌ :حَسَنَهُ الأَدبِ .
و الکُوسَی ،بالضَّمِّ : الکَیْسُ (3)،عن السِّیرَافِیِّ ،أَدخلُوا الواوَ علی الیاءِ،کما أَدْخَلُوا الیَاءَ کثیراً علی الواو،قال الشّاعر:
فَمَا أَدْرِی أَجُبْناً کان دَهْرِی
أَم الکُوسَی إِذا جَدَّ الغَرِیمُ (4)
و رجُلٌ : مُکَیَّسٌ ،کمُعَظَّمٍ : کَیِّسٌ ،أَی معروفٌ بالعَقْلِ ، و منه قولُ سیِّدِنا علیٍّ رضی اللّه عنه فی رِوایه:
أَما تَرانِی کَیِّساً مُکَیَّسَا
بَنَیْتُ بَعْدَ نافِعٍ مُخَیَّسَا
و امْرَأَهٌ مِکْیَاسٌ :تَلِدُ الأَکْیَاسَ ،و هی ضدُّ المِحْماقِ .
و الکَیِّسُ :العَاقِلُ .«و أَیُّ المُؤْمِنِین أَکْیَسُ »،أَی أَعْقَلُ و قال ابنُ بُزُرْج: أَکَاسَ الرجُلُ الرجُلَ ،إِذا أَخَذَ بناصِیَتهِ ، هنا ذَکَرَه صاحبُ اللِّسَانِ ،و هو بالواوِیِّ أَشْبَهُ .
و الکَیْسُ :طَلَبُ الوَلَدِ.
و الکَیْسَانِیَّهُ :جُلُودٌ حُمْرٌ لیْسَتْ بقَرَظِیَّهٍ .
و الکَیْسُ فی الأُمُور:یَجْرِی مَجْرَی الرِّفْقِ فیها،و قد کاسَ فیه یَکیسُ ،و تَکَیَّس و تَکایَسَ ..و نِسْوَهٌ (5)کِیَاسٌ .
ص:455
و کایَسْتُه فی البَیْعِ لأَغْبِنَه،نقلَه الزَّمَخْشَریُّ .
و بَنَی داراً کَیَّسَهً ،أَی ظَرِیفَهً ،و هو مَجازٌ.
و فی المَثَلِ :« أَکْیَسُ مِنْ قِشَّهَ ».
و مِن المَجَاز: أَکْیَس (1)الکَیْسِ التُّقَی،و أَحْمَق الحُمْقِ الفُجُورُ»،کما فی الأَساسِ ..
و کَیِسَ کَیَساً ،من حَدّ فَرِحَ ،لغهٌ فی کَاسَ ،بمَعْنَی غَلَبَ ،نَقَلَه ابنُ القَطّاعِ .
و الکَیِّسُ :لَقَبُ مُحَمَّد بنِ عبدِ الرّحْمنِ بن یَزِیدَ النَّخَعِیّ ؛لعبَادَتهِ و إِقْبَالهِ علی أُمُورِ الآخرَهِ .
و النَّمِرُ بنُ تَوْلَب:کانَ أَبُو عَمْرِو بنُ العَلاءِ رَحِمَهُ اللّه تَعَالَی یُلَقِّبُه الکَیِّسَ ،لجَوْدَهِ شِعْرِه.
و کَیِّسَهُ بنتُ عبد الحَمِیدِ بنِ عامرِ بنِ کُرَیْزٍ،لها ذِکْرٌ.
و قال الصّاغَانِیُّ :لُعْبَهٌ للعَرَبِ یُسَمُّون فیهَا بأَسْمَاءٍ، یَقُولُون: کِیسٌ فی کِسْفَهٍ .
*مِمّا یُسْتَدْرَک علیه:
اللَّؤُوسُ :وَسَخُ الأَظْفَارِ.
و قالُوا:لو سَأَلتُه لَؤُوساً ما أَعْطَانِی،و هو لا شیءَ،عن کُرَاع،أَهْمَلَه الجَمَاعَهُ و أَوْرَدَه صاحِبُ اللّسَانِ .
لَبِسَ الثَّوْبَ ،کسَمِعَ ، یَلْبَسَه لُبْساً ،بالضّمّ ، و أَلْبَسَه إِیّاه،و یُقَال: الْبَسْ عَلَیْکَ ثَوْبَکَ .
و منَ المَجاز: لَبِسَ امْرَأَهً إِذا تَمَتَّعَ بها زَماناً.
و من المَجَاز: لَبِسَ قَوْماً ،إِذا تَمَلَّی بِهِمْ دَهْراً ،قال النّابِغَهُ الجَعْدِیُّ :
لَبِسْتُ أنَاساً فأَفْنَیْتُهُمْ
و أَفْنَیْتُ بَعْدَ أُناسٍ أُناسَا
ثَلاَثَهَ أَهْلِینَ أَفْنَیْتُهُمْ
و کانَ الإِلهُ هُوَ المُسْتَآسَا
و مِن المَجَاز: لَبِس فُلانَهَ عُمُرَهُ ،إِذا کانَتْ مَعَهُ شَبَابَهُ کُلَّه.
و اللِّبَاسُ ،بالکَسْرِ،و إِنَّمَا أَطْلَقه لشُهْرتِه، و اللَّبُوسُ ، کصَبُورٍ، و اللِّبْسُ ،بالکَسْر،و المَلْبَسُ کمَقْعَدٍ و المِلْبَسُ (2)،مِثالُ مِنْبَرٍ ما یُلْبَسُ ،الأَخیرُ،کما یُقال:مِئْزَرٌ و إِزارٌ،و مِلْحَفٌ و لِحَافٌ .و أَنْشَدَ ابنُ السِّکِّیتِ علَی اللَّبُوسِ لِبَیْهَسٍ الفَزارِیِّ و کانَ یُحَمَّقُ :
الْبَسْ لِکُلِّ حالَهٍ لَبُوسَهَا
إِمَّا نَعِیمَها و إِمَّا،بُوسَهَا
و مِن المَجَازِ: اللِّبْسُ ،بالکسرِ:السِّمْحاقُ ،عن ابن عَبّادٍ،یقَال:السِّمْحاقُ لِبْسُ العَظْمِ .و فی کتابِ الصّاغَانِیِّ : اللُّبْسُ ،بالضّمّ ،هکذا ضَبَطَه بالقَلَمِ .
و یوجَدُ فی بَعْضِ النُّسَخِ بخَطِّ المُصَنِّف عِنْدَ قولِه السِّمْحَاقُ : هوَ جُلَیْدَهٌ رَقِیقَهٌ تکونُ بَیْنَ الجِلْدِ و اللَّحْمِ ، فظَنَّهُ النّاسِخُ من أَصْلِ الکِتَابِ ،فأَلْحَقَه به،و الصّوابُ إِسْقَاطُه،لکَوْنِه تَطْوِیلاً،و لیسَ من عادَتهِ فی مِثْلِ هذه المَوَاضعِ إِلاّ الإِحالَهُ و الاکتفاءُ بالغَرِیب.
و لِبْسُ الکَعْبَهِ :کِسْوتُهَا ،و هو ما عَلَیْها من اللِّبَاسِ ،و کذا لِبْسُ الهَوْدَجِ ،یُقَال:کَشَفْتُ عن الهَوْدَجِ لِبْسَه ،قال حُمَیْدُ بنُ ثَوْرٍ،یصِفُ فَرَساً خَدَمَتْه جَوارِی الحَیِّ :
فلَمَّا کَشَفْن اللِّبْسَ عَنْه مَسَحْنَهُ
بأَطْرافِ طَفْلٍ زانَ غَیْلاً مُوَشَّمَا
و اللِّبْسَهُ ،بالکَسْرِ: حالَهٌ من حالاتِ اللُّبْسِ و منه
16- الحَدیثُ : «نَهَی عَن اللِّبْسَتَیْنِ ». أَی الحالتَیْن و الهَیْئَتَیْنِ ، و یُرْوَی بالضَّمّ علی المَصْدَرِ،قال ابنُ الأَثیرِ:و الأَوّلُ الوَجْهُ .
و اللِّبْسَهُ : ضَرْبٌ منَ الثِّیَابِ ، کاللَّبْسِ .
و عن ابن عَبّادٍ: اللُّبْسَهُ بالضمِّ :الشُّبْهَهُ و یقَال:فی حَدِیثهِ لُبْسَهٌ ،أَی شُبْهَهٌ ،لیس بوَاضِحِ .
ص:456
و من المَجَاز: اللِّبَاسُ ، ککِتَاب:الزَّوْجُ و الزَّوْجَهُ ،کُلٌّ منهما لِبَاسٌ للآخَرِ،قال اللّه تَعَالَی: هُنَّ لِباسٌ لَکُمْ وَ أَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَّ (1)أَی مِثْلُ اللِّبَاسِ ،و قالَ الزَّجَّاجُ :و یقَال:إِن المَعْنَی:تُعَانِقُونَهُنَّ و یعَانِقْنَکُمْ .و قِیلَ :کُلُّ فَریقٍ منکم یَسْکُن إِلی صاحِبهِ و یُلاَبِسُه ،کما قال تعالی: وَ جَعَلَ مِنْها زَوْجَها لِیَسْکُنَ إِلَیْها (2)و العربُ تُسَمِّی المَرْأَهَ لِبَاساً و إِزاراً، قال الجَعْدِیُّ یصِفُ امرأَهً :
إِذَا ما الضَّجِیعُ ثَنَی عِطْفَهُ
تَثَنَّتْ فکانَتْ عَلَیْهِ لِبَاسَا
و قالَ ابنُ عَرَفَهَ : اللِّبَاسُ ،من المُلاَبَسَهِ ،أَی الاخْتِلاطُ و الاجْتِمَاعُ .
و من المَجَازِ قولُه تعالَی: وَ لِباسُ التَّقْوی ذلِکَ خَیْرٌ (3)قیل:هو الإِیمانُ ،قالَه السُّدِّیُّ ، أَو الحَیَاءُ ،و قد لبِسَ الحیَاءَ لِبَاساً (4)،إِذا اسْتَترَ به،نقلَه ابنُ القَطاع،و قیل:
هو العَمَلُ الصالحُ ، أَو سَتْرُ العَوْرَهِ ،و هو سَتْرُ المُتَّقِین، و إِلیه یُلْمِحُ قولُه تَعالَی: أَنْزَلْنا عَلَیْکُمْ لِباساً یُوارِی سَوْآتِکُمْ فیَدُلُّ عَلَی أَنّ جُلَّ المَقْصِدِ منِ اللِّبَاسِ سَتْرُ العَوْرَهِ ،و ما زادَ فتَحَسُّنٌ و تَزَیُّنٌ ،إِلاّ مَا کَانَ لِدَفْع حَرٍّ و بَرْدٍ فَتَأَملْ .و قِیلَ :هو الغَلِیظُ الخَشِنُ القَصِیرُ.
و قولُه تَعالَی: فَأَذاقَهَا اللّهُ لِباسَ الْجُوعِ وَ الْخَوْفِ (5)أَی جاعُوا حتَّی أَکَلُوا الوَبَرَ بالدَّم،و هو العِلْهِزُ، و لَمّا بَلَغ بِهِمُ الجُوعُ الغَایَهَ ،أَی الحالهَ الّتِی لا غَایَهَ بَعْدَها ضَرَب لَه اللِّباسَ ،أَی لِمَا نالَهُم من ذلک، مَثَلاً لاشْتِمَالِه علی لاَبِسِه.
و اللَّبُوسُ ،کصَبُورٍ:الثِّیَابُ و السِّلاحُ .مُذَکَّرٌ فإِنْ ذَهَبْتَ به إِلی الدِّرْع أَنَّثْتَ ،و قالَ اللّه تَعَالی: وَ عَلَّمْناهُ صَنْعَهَ لَبُوسٍ لَکُمْ (6)قالوا:هی الدِّرْعُ تُلْبَسُ فی الحُرُوبِ ،کالرَّکُوب لِما یُرْکَبُ . و اللَّبیسُ ،کأَمِیرٍ: الثَّوْبُ قد أُکْثِرَ لُبْسُهُ فأَخْلَقَ ،یقال:
ثَوْبٌ لَبِیسٌ ،و مُلاءَهٌ لَبِیسٌ .بغیر هاء.
و اللَّبِیسُ : الْمِثلُ یُقَال: لیسَ لَه (7)لَبِیسٌ ،أَی نَظِیرٌ و مِثْلٌ .و قالَ أَبو مالِکٍ :هو من المُلابَسَهِ ،و هی المُخَالَطَهُ .
و دَاهِیَهٌ لَبْسَاءُ (8):مُنْکَرَهٌ ،و کذلکَ رَبْسَاءُ،و قد تقدَّم.
و اللَّبَسَهُ ،مُحَرَّکهً :بَقْلَهٌ ،قاله اللَّیْثُ ،و قال الأَزهریُّ :لا أَعْرِفُ اللَّبَسَهَ فی البُقُولِ ،و لم أَسْمَعْ بها لغَیْرِ اللَّیْثِ .
و یُقَال: إِنَّ فِیه لَمَلْبَساً ،کمَقْعَدٍ،أَی مُسْتَمْتَعاً،و قالَ أَبُو زَیْدٍ:أَی ما بهِ کِبْرٌ ،بکسر الکاف و سکون المُوَحَّدَهِ ، و یقال:کِبَرٌ،بکسرٍ ففتح.
و من أَمْثَالِهم: أَعْرضَ ثَوْبُ المَلْبَسِ إِذا سَأَلْتَه عن أَمرٍ فلم یُبَیِّنْهُ لک،و یُرْوَی:ثَوْبُ الملْبسِ ، کمَقْعَدٍ و مِنْبَرٍ و مُفْلِسٍ ،نُقِلَ الثَّلاثَهُ عنِ ابنِ الأَعْرَابیِّ ،و قال:هو مَثَلٌ یُضْرَبُ لِمَن اتَّسَعَتْ قِرْفَتُه.أَی کَثُرَ مَنْ یَتَّهِمُه فیما سَرَقه، هذا نَصُّ الأَزْهَرِیّ ،و نَصُّ التَّکْمِله:فیما قال.
و لَبَسَ علیهِ الأَمْرَ یَلْبِسُهُ ،من حَدِّ ضَرَبَ لَبْساً ،بالفَتْحِ ، أَی خَلَطَهُ ،أَی خَلَطَ بَعْضُه ببعْضٍ ،و منه قولُه تعالَی:
وَ لَلَبَسْنا عَلَیْهِمْ ما یَلْبِسُونَ (9)أَی شَبَّهْنَا علیهِم، و أَضْلَلْنَاهم کما ضَلُّوا،و قال ابنُ عرفَهَ فی تَفْسیر قَولهِ تَعالَی: وَ لا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ (10)أَی لا تَخْلِطُوه به، و قوله تعالی: أَوْ یَلْبِسَکُمْ شِیَعاً (11)أَی یَخْلِطَ أَمْرَکُم خَلْطَ اضْطِرابٍ لا خَلْطَ اتَّفَاقٍ (12).و قوله جلّ ذِکْرُه وَ لَمْ یَلْبِسُوا إِیمانَهُمْ بِظُلْمٍ (13)أَی لم یَخْلِطُوه بشِرْکٍ ،و
16- فی الحدیث:
« فَلَبسَ عَلَیْهِ صَلاتَه»و فیه أَیْضاً:«مَنْ لَبَسَ علَی نَفْسِه لَبْساً ».
و نَقَل شیخُنَا عن السُّهَیْلیِّ فی الروْضِ منَاسبَهَ لَبِسَ الثوْبَ ،کسَمِعَ ،و لَبَسَ الأَمْرَ،کضَرَبَ ،فقال:لَمّا کانَ لَبَسَ الأَمْرَ معناه خَلَطَه أَو سَتَرَه،جاء بوَزْنِه،و لَمَّا کان لَبِس
ص:457
الثِّیابَ یَرْجِعُ إِلی معْنَی کسِیتُ و فی مُقَابله عَرِیتُ ،جاءَ بوَزْنِه،و هی لَطِیفَهٌ .
و أَلْبَسَه :غَطَّاه ،یُقَال: أَلْبسَ السَّماءَ السَّحابُ ،إِذا غَطّاها،و یُقَال:الحَرَّهُ :الأَرْضُ التی أَلْبَسَتْهَا (1)حِجَارَهٌ سُودٌ،قال أَبو عَمْرٍو:یُقَال للشیْ ءِ إِذا غَطّاه کُلَّهُ : أَلْبَسَه ، کقولهم: أَلْبَسَنَا اللَّیْلُ ،و أَلْبَسَ السَّماءَ السَّحابُ ،و لا یکُونُ :
لَبِسَنا اللیْلُ ،و لا لَبِسَ السمَاءَ السحَابُ .
و أَمْرٌ مُلْبسٌ کمُحْسِنٍ ، و مُلْتَبِسٌ ،أَی مُشْتَبِهٌ ،و قد الْتَبَسَ أَمْرُه و أَلْبَسَ .
و التلْبِیسُ :التَّخْلِیطُ ،مُشَدَّدٌ للمبَالَغَهِ ،قال الأَسْعَرُ (2)الجُعْفِیّ :
و کَتِیبهٍ لَبَّسْتُهَا بِکَتیبَهٍ
فیهَا السَّنَوَّرُ و المَغَافِرُ و القَنَا
و التَّلْبِیسُ :شِبْهُ التَّدْلِیسِ .
و یُقَال: رجلٌ لَبَّاسٌ ،کشَدَّادٍ:کَثِیرُ اللِّباسِ ،أَو کثِیرُ اللُّبْسِ ،و قد سُمِّیَ به. و لا تَقُلْ : مُلَبِّسٌ ،کمحَدِّثٍ ،فإِنهُ لُغَهٌ العَامَّهِ .
و تَلَبَّس بالأَمْرِ و الثوْبِ (3):اخْتَلَطَ ،و
16- فی الحدیث: «ذَهَبَ و لم یَتَلَبَّسْ منْهَا بِشَیْ ءٍ». یَعْنِی مِن الدُّنْیَا.
و یُقَال أَیضاً: تَلَبَّسَ فی الأَمْرِ:اخْتَلَط و تَعَلَّقَ ،و أَنشَدَ أَبو حَنیفهَ :
تَلَبَّسَ حُبُّها بِدَمِی و لَحْمِی
تَلَبُّسَ عِطْفَهٍ بِفُروعِ ضَالِ
و تَلَبَّسَ الطعَامُ بالیَدِ:التَزَقَ ،و منه
16- الحدیث: «فیأْکُلُ فَما یَتَلَبَّسُ بیَدِه طَعَامٌ ». أَی لا یَلْزَقُ به؛لِنظَافَهِ أَکْلِه.
و لابَسَه ،أَی الأَمْرَ،إِذا خَالَطَهُ .
و لابَسَ فُلاناً حَتَّی عَرَفَ دِخْلَتَه: باطِنَهَ .
14- و فی الحَدِیثِ فی المَوْلدِ،و المَبْعَثِ : «فَجَاءَ المَلَکُ فشَقَّ عَنْ قَلْبه،قالَ : فَخِفْتُ أَن یَکُونَ قد التُبِس بِی ». أَی خُولطْتُ فی عَقْلِی، من قَوْلِک:فی رَأْیه لَبْسٌ أَی اخْتِلاطٌ ،و یقَالُ للمَجْنُون مُخَالَطٌ .
و التَبَسَ علیه الأَمْرُ،أَی اخْتَلَط و اشْتَبَه.
*و مما یُسْتَدْرَک علیه:
تَلَبَّسَ بِلِباسٍ حَسَنٍ ،و لِبَاساً حَسَناً و علیه مَلاَبِسُ بَهِیَّهٌ .
و اللُّبُسُ ،بضمَّتَیْنِ :جَمْعُ لَبِیس ،یُقَالُ :مِلْحَفَهٌ لَبِیسٌ ، و مَزَادَهٌ لَبِیسٌ ،و جَمْعُها لَبَائِسُ قال الکُمَیْتُ یَصِفُ الثَّوْرَ و الکِلابَ :
تَعَهَّدَها بالطَّعْنِ حَتَّی کأَنمَّا
یَشُقُّ برَوْقَیْهِ المَزَادَ اللَّبَائِسَا (4)
یعنی الّتی استُعْمِلَتْ حتَّی أَخْلَقَتْ ،فهو أَطْوَعُ للشَّقِّ و الخَرْقِ .
و دارٌ لَبِیسٌ :خَلَقٌ ،علی التشْبِیهِ بالثَّوْبِ المَلْبُوسِ الخَلَقِ ،قال:
دارٌ لِلَیْلَی خَلَقٌ لَبِیسٌ
لَیْسَ بِهَا مِنْ أَهْلِهَا أَنِیسُ
و حَبْلٌ لبِیس :مسْتَعْمَلٌ ،عن أَبِی حَنیفَهَ .
وَ رَجُلٌ لَبِیسٌ :ذو لِبَاسٍ ،حکاه سیبویَه.
و رجُلٌ لَبُوسٌ :کَثیرُ اللِّبَاسِ .
و لَبِسْتُ الثوْبَ لَبْسَهً وَاحدَهً .
و لِبَاسُ النَّوْرِ:أَکِمَّتُهُ .
و لِبَاسُ کُلِّ شیْ ءٍ:غشَاؤُه.
و لاَبَسَ عَمَله و الْتَبَسَ بهِ و تَلَبَّسَ .
و فی أَمْرِه لُبْسٌ ،بالضّمِّ ،أَی شُبْهَهٌ (5).
و فی فُلانٍ مَلْبَسٌ ،أَی مُسْتَمْتَعٌ ،و هو مَجَازٌ.
و فُلانٌ جِبْسٌ لِبْسٌ ،بکسرهما،أَی لَئِیمٌ .
ص:458
وِ لَبسَ أَباه:مُلِّیَهُ (1)،و هو مَجَازٌ،قال عَمْرُو بنُ أَحْمَرَ الباهِلِیُّ :
لَبِسْتُ أَبِی حَتَّی تَمَلَّیْتُ عُمْرَهُ
و مُلِّیتُ أَعْمامِی و مُلِّیتُ خالِیَا
و یقال: الْبَسِ النّاسَ علی قَدْرِ أَخْلاقِهمِ ،أَی عاشِرْهم، و هو مَجَازٌ.
و لکُلِّ زَمَانٍ لِبْسَهٌ ،أَی حالَهٌ یُلْبَسُ علیها؛من شِدَّهٍ وَ رَخَاءٍ.
و فی حَدِیثِ ابن صَیّادٍ:« فلَبَسَنِی »أَبی جَعَلَنِی أَلْتَبِسُ فی أَمْرِه.و لَبَسَ الأَمْرَ علیه،إِذا شَبَّهَهُ علیه و جَعَلَه مُشْکِلاً.
و اللَّبْسُ :اخْتِلاَطُ الظلاَمِ .
و لَبِسْتُ فُلاناً علی ما فیه:احْتَمَلْتُه و قَبِلْتُه،و هو مَجَازٌ.
و فی کلامِه لَبُوسَهٌ و لُبُوسَهٌ ،أَی أَنه مُلْتَبِسٌ ،عن اللِّحْیَانِیّ .
و لَبَّسَ الشّیءُ: الْتَبَسَ ،و هو من باب:
قَدْ بَیَّنَ الصُّبْحُ لِذِی عَیْنَیْنِ
و جاءَ لاَبِساً أُذُنَیْه،أَی مُتَغَافِلاً،و قد لَبِسَ له أُذُنَه،عن ابنِ الأَعْرَابیّ ،و أَنْشَدَ:
لَبِسْتُ لِغَالِبٍ أُذُنَیَّ حَتَّی
أَرَادَ لقَوْمِه أَنْ یَأْکُلُونِی
یَقُولُ :تَغَافَلْتُ له حَتَّی أَطْمَعَ قَوْمَه فِیَّ .
و فی الأَساسِ : لَبِسْتُ عَلَی کذا أُذُنَیَّ :سَکَتَّ علیه و لم تَتَکَلَّمْ و تَصَامَمْتَ عنه،و هو مَجَازٌ.
و رجُلٌ لبیسٌ ،بالکَسْرِ:أَی أَحْمَقُ .
و یُقَالُ : التَبَسَتْ به الخَیْلُ ،إِذا لَحِقَتْه،و هو مَجازٌ.و قولُه تَعالَی: وَ جَعَلْنَا اللَّیْلَ لِباساً (2)أَی یَسْتُرُکُم بظُلْمَتِه.
اللَّحْسُ باللِّسانِ ،یُقَال: لَحِس القَصْعَهَ ، کسَمِعَ ، لَحْساً ،و مَلْحَساً ،و لَحْسَهً ،و لُحْسَهً ،الأَخِیرُ بالضم،عن ابن السِّکِّیتِ ،أَی لَعِقَهَا،و فی المَثَلِ :«أَسْرَعُ من لَحْسِ الکَلْبِ أَنْفَه».و لَحِسَ الشیْ ءَ یَلْحَسُه ،إِذا أَخَذَه بلسَانِه.
و من المَجَازِ:قولُهم: تَرَکْتُه بمَلاَحِسِ البَقَرِ أَوْلادَها، هو مثْلُ قولهم:بمَبَاحِثِ البَقَرِ: أَی بالمَکان القَفْرِ،أَی لا یُدْرَی أَینَ هُوَ.و قالَ ابنُ سیدَه:أَی بفلاَه من الأَرْض، قال:و مَعْنَاهُ عنْدِی: بمَوَاضعَ تَلْحَسُ ،أَی تَلْعَقُ البَقَرُ فیها ما عَلَی أَوْلادِهَا من السَّابِیَاءِ و الأَغْرَاسِ ،و ذلک لأَنَّ البَقَرَ الوَحْشِیَّهَ لا تَلِدُ إِلاّ بالمَفَاوِزِ،قال ذُو الرُّمَهِ :
تَرَبَّعْنَ منْ وَهْبِین أَو بسُوَیْقَهٍ
مَشَقَّ السَّوَابِی عَنْ رُؤُوسِ الجَآذِرِ
قال:و عِنْدِی أَنه بِمَلاحِسِ البَقَر فَقَط . و یُرْوَی:
بمَلْحَسِ البَقَرِ أَوْلادَها،أَی بمَوْضِعِ مَلْحَسِ البَقَرِ أَوْلاَدَها ،لأَن المَفْعَل إِذا کَان مَصْدَراً لم یُجْمَع،قال ابنُ جِنِّی:لا تَخْلُو« مَلاحِس »هاهنا من أَنْ تَکُونَ جَمْعَ مَلْحَسٍ ،الذی هو المَصْدَرُ،أَو الذی هو المَکَانُ ،فلا یَجُوزُ أَنْ یَکُونَ هُنَا مَکَاناً؛لأَنه قد عَمِلَ فی الأَوْلاَدِ فَنَصَبها، و المکانُ لا یَعْمَل فی المَفْعُولِ به،کَمَا أَنَّ الزمانَ لا یَعْمَل فیه،و إِذَا کَانَ الأَمْرُ علی ما ذَکَرْنَاه کانَ المُضَافُ هنا مَحْذُوفاً مقدَّراً،کما أَنَّ قَولَه:
و ما هِیَ إِلا فی إِزارٍ و عِلْقَهٍ
مُغَارَ ابنِ هَمَّامٍ علَی حَیِّ خَثْعَمَا (3)
مَحْذُوفُ المُضَافِ ،أَی وَقْتَ إِغارَهِ ابن هَمّامٍ علی حَیِّ خَثْعَم،أَ لاَ تَرَاه قد عَدَّاه إِلی قولِه:عَلَی حَیِّ خَثْعمَا.
و مَلاحِسُ البَقَرِ إِذاً مَصْدَرٌ مَجْموعٌ مُعْمَلٌ فی المَفْعول به، کما أَن قولَهُ :
مَواعِیدَ عُرْقُوبٍ أَخاه بیَثْرِبِ
کذلکَ ،و هو غَرِیبٌ ،قال ابنُ جِنِّی:و کانَ أَبو علیٍّ رَحمَه اللّه یُورِدُ«مواعید عرْقُوبٍ »موْرد الطرِیفِ (4)المتَعجَّب منه.
و من المَجاز: اللاحُوسُ المَشْؤُوم یلْحَسُ قَوْمَه، کقَوْلِهِمْ :قاشُورٌ،و کذلِکَ الحاسُوسُ .
ص:459
و من المَجازِ: المِلْحَسُ کمِنْبَرٍ:الحَرِیص،و قیل:هو الذِی یأْخُذُ کُلَّ ما قَدَرَ علَیْه و أَمْکَنَه،من حِرْصِه.
و الْمِلْحَسُ : الشُّجَاعُ ،کأَنّهُ یَأْکُلُ کُلَّ شیْ ءٍ ارْتفَع له، و یقَالُ :فُلانٌ أَلدُّ مِلْحسٌ ،أَحْوَسُ أَهْیَسُ .و
16- فی حَدِیثِ أَبِی الأَسْوَدِ: «عَلَیْکُمْ فُلاناً فإِنهُ أَهْیسُ أَلْیَسُ أَلَدُّ مِلْحَسُ ». هو الّذِی لا یَظْهَرُ له شیءٌ إِلاّ أَخَذَه.و هو مَجَاز.
و اللَّحَّاسَهُ :اللَّبُؤَهُ ،قال أَبو[زُبیْد حَرْمله بن]المنْذر الطائیّ .
حَتَّی إِذا وازَنَ العِرْزَالَ و انْتَبَهَتْ (1)
لَحَّاسَهٌ أَمُّ أَجْرٍ سِتَّهٍ شُدُن
و من المَجَازِ: سَنَهٌ لاحِسهٌ ،أَی شَدیدهٌ تَلْحَسُ کُلَّ شَیْ ءٍ من النبَاتِ ،و أَخَذَتْهُم لوَاحِسُ ،أَی سِنُونَ شِدَادُ،قال الکُمیْت:
و أَنْتَ رَبیعُ النّاسِ و ابْنُ رَبِیعِهِمْ
إِذَا لُقِّبَتْ فیهَا السِّنُونَ اللَّوَاحِسَا
و مِن المَجازِ: اللَّحُوسُ ، کصَبُورٍ ،من النّاسِ : مَنْ یَتَتَبَّعُ الحَلاَوَهَ کالذُّباب ،و یقال:فُلانٌ لَحُوس ،یَجوسُ فی المَائدَهِ و یَحُوس.
و اللَّحْوَسُ کجَرْوَلٍ :الحَرِیصُ الأَکُولُ مِن النّاسِ .
و اللَّحْسُ ،کالمَنْعِ :أَکْلُ الدُّودِ الصُّوفَ ،و منْ ذلکَ سُمِّیَت العُثّهُ باللّحّاسَهِ ، و کذا أَکْلُ الجَرَادِ الخَضِرَ و الشجَرَ.
و من المَجَاز: أَلْحَسَتِ الأَرْضُ أَنْبَتتْ أَولَ ما تُنْبِتُ البقْل. و أَخْصَرُ من هذه العبارهِ أَنْ یقُولَ :أَنْبَتْ أَوّلَ العُشْبِ .أَی فَیَراه المالُ فیَطْمَعُ فیه فیَلْحسُه إِذا لَمْ یَقْدِرْ أَن یأْکُلَ منه شیئاً.و فی الأَسَاس:أَنْبَتَتْ ما تَلْحَسُه الدَّوَابُّ . أَو أَلْحَست الأَرْضُ : لَحِسَتِ (2)الدَّوابُّ نَبْتَهَا ،نقلَه الصّاغَانِیُّ .
و أَلْحَسَ الماشیَهَ :رَعَاهَا أَدْنَی رَعْیٍ ،من ذلک.
و من المجَاز: الْتَحَسَ منْه حَقَّه ،إِذا أَخَذَه.
و یقَال: حِرٌ مَلْحوسٌ ،أَی قَلیلُ اللَّحْمِ . *و ممّا یسْتَدْرَک علیه:
رجُلٌ لَحّاسٌ ،کشَدَّادٍ:کَثیرٌ اللَّحْسِ لِمَا یَصِلُ إِلیه.
و اللاَّحُوسُ :الحَریصُ ، کالمُلْحِسِ ،کمُحْسِنٍ .
و اللَّحْسُ :ما یَظْهَرُ من رُؤُوسِ البَقْلِ ،و غَنَمٌ لاَحِسَهٌ :
تَرْعَی ذلک.
و ما لَکَ عِنْدِی لُحْسَهٌ ،بالضّمّ ،أَی شیءٌ.
اللَّدْسُ :الرَّمْیُ ،یقال: لَدَسَه بحَجَرٍ،أَی رَماه به،و قیل:ضَرَبَه به،و به سُمِّیَ الرجلُ مُلاَدِساً .
و اللَّدْسُ : اللَّحْسُ .
و اللَّدْسُ : الضَّرْبُ بالیَّدِ ،یقَال: لَدَسَه بیَدِه لَدْساً :
ضَرَبَه بِهَا.
و اللِّدْسُ ، بالکَسْرِ:الخَوَّارُ الفاتِرُ ،نقلَه الصّاغَانِیّ فی التکْمِلَه هکذا،و فی العباب: الْمِلْدَسُ ،کمِنْبَرٍ،و کأَنهُ غَلَطٌ .
و الْمِلْدس ،کمِنْبَرٍ:حَجَرٌ ضَخْمٌ یُدَقُّ به النَّوَی ،لغهٌ فی المِلْطَسِ و رُبَّمَا سمِّیَ به الرَّجُلُ ،هکذا فی النُّسَخِ ،و فی بَعْضِها (3):الفَحْلُ الشدِیدُ الوَطْ ءِ ،و هو تَشْبیهٌ ،و الجَمْع:
المَلاَدِسُ .
و اللَّدِیسُ ،کشَرِیفٍ :السَّمِینُ . عن ابنِ عَبّادٍ،و قالَ غیرُه: اللّدِیسُ :الکَثیرُ اللَّحْمِ ،و فی الصّحاح: اللَّدِیسُ :
النّاقَهُ المکْتَنِزَهُ اللَّحْمِ ،مثْلُ اللَّکِیکِ و الدَّخِیسِ . ج أَلْدَاسٌ ،کشَریفٍ و أَشْرَافٍ .
و أَلْدَسَتِ الأَرْضُ إِلْدَاساً : طَلَعَ فیها النَبَاتُ ،عن ابنِ الأَعْرَابیِّ ،قال ابنُ سِیدَه:أُرَاه مَقْلُوباً عن أَدْلَسَتْ .
و لَدَّسَ بَعِیرَه تَلْدِیساً ،إِذا أَنْعَلَ فِرْسِنَه.
و لَدَّسَ الخُفَّ أَصْلَحَه برِقَاع ثَقَّله بها،یُقَال:خُفُّ مُلَدَّسٌ ،کما یُقَال:ثَوْبٌ مُلَدَّمٌ و مُرَدَّمٌ و قال الرّاجِزُ:
حَرْف عَلاَه ذات خُفٍّ مِرْدَسِ
دامِی الأَظَلِّ مُنْعَلٍ مُلَدَّسِ
ص:460
*و ممّا یسْتَدْرَک علیه:
الْمِلْدَسُ :الفَحْلُ الشَّدِیدُ الوَطْ ءِ،و قیل:المُغْتَلِمُ (1).
و بَنُو مُلاَدِسٍ :حَیٌّ (2)مِن العَربِ .
و نَاقَهٌ لَدِیسٌ رَدِیسٌ :رُمِیَتْ باللَّحْمِ رَمْیاً،قال الشاعِر:
سَدِیسٌ لَدِیسٌ عَیْطَمُوسٌ شِمِلَّهٌ
تُبَارُ إِلیها المُحْصَناتُ النَّجَائبُ
اللَّسُّ :الأَکْلُ ،قال أَبُو عُبَیْدٍ: لَسَّ یَلُسَّ لَسًّا ، إِذا أَکَلَ .
و اللَّسُّ : اللَّحْسُ ،عن ابنِ فارِسٍ .
و اللَّسُّ : نَتْفُ الدّابَّهِ و تَنَاوُلُها الکَلأَ بمُقَدَّم فِیهَا (3)،قال زُهَیْرٌ یصِفُ وَحْشَاً:
ثَلاثٌ کأَقْوَاس السَّرَاءِ و ناشِطٌ
قَد اخْضَرَّ منْ لَسِّ الغَمِیرِ جَحافِلُهْ
و اللُّسَاسُ ، کغُرَابٍ :أَولُ البَقْلِ ،و إِنّمَا سُمِّیَ به لأَنّ المالَ یَلُسُّه ،و قیل:هو من البقْلِ ما اسْتَمْکَنَتْ منه الرَّاعیَهُ و هو صِغَارٌ ،و هذا یُخالِفُ قولَ أَبی حَنیفَهَ ،فإِنه قال:
اللّسَاسُ :البَقْلُ ما دامَ صَغیراً لا تَسْتَمْکِنُ منه الرَّاعِیَهُ ، و ذلِکَ لأَنهَا تَلُسُّه بأَلْسِنَتِهَا لَسًّا ،قال الرّاجِزُ،و هو زَیْدُ بنُ تُرْکِیّ :
یُوشِکُ أَنْ تُوجِسَ فی الإِیجَاسِ
فی بَاقِل الرِّمْثِ و فی اللُّسَاسِ
مِنْهَا هَدیمُ ضَبَعٍ هَوَّاسِ (4)
و اللُّسَّانُ ،کتُبَّانٍ ،أَو اللُّسَانُ ،کغُرَابٍ ،و اقتصر أَبُو حنیفَهَ علی الأَوَّلِ ،و قال: عُشْبَهٌ من الجَنْبَه،لهَا وَرَقٌ مُتْفَرِّشٌ ، خَشِنَهٌ (5)،کأَنَّهَا المَسَاحِلُ ، کلِسَان الثَّوْر و لَیْسَتْ (6)به ،یَسْمُومن وسَطِهَا قَضِیبٌ کالذِّراعِ طُولاً،فی رَأْسه نَوْرَهٌ کَحْلاءُ، و هی دَوَاءٌ من أَوْجَاعِ أَلْسنَهِ النّاس و الإِبِل منْ داءٍ یُسَمَّی الحارِشَ ،و هی بُثُورٌ تَظْهَر بالأَلْسِنَهِ ،مثْلُ حَبِّ الرُّمّانِ ، و تَنْفَعُ مِن الخَفَقانِ ،و حَرَارَهِ المَعِدَهِ ،و القُلاَعِ ،و أَدْوَاءِ الفَمِ ،علی ما صَرَّح به الأَطبّاءُ.
و لَسْلَسَی :ع.
و لَسِیسٌ ،کأَمیرٍ،حِصْنٌ بالیَمَنِ ،لبَنِی زُبَیْدٍ.
و اللِّسْلاسُ و اللِّسْلِسَهُ ،بکَسْرِهِمَا ،الثانی عن الأَصْمَعِیّ ،قال:هو السَّنَامُ المَقْطُوعُ ،قال:و یُقَالُ :سِلْسِلَهٌ أَیضاً،و مثْلُ قولِ الأَصْمَعِیّ قولُ أَبِی عَمْرو،و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :هی السَّلْسَلَهُ .و سَلْسَلَ الرجُلُ ،إِذا أَکَلَ السَّلْسَلَهَ ،و فَسَّرهَا بالقِطْعَه الطَّویلَهِ مِن السَّنَامِ .
و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : اللُّسُسُ ،بضمَّتَیْن:الحَمّالُونَ الحُذّاقٌ ،قال الأَزْهَرِیُّ :و الأَصْلُ :النُّسُسُ .و النَّسُّ :
السَّوْقُ ،فقُلِبَت النونُ لاماً.
و أَلَسَّتِ الأَرْضُ :أَلْدَسَتْ ،أَی طَلع أَوّلُ نبَاتِهَا و اسمُ ذلک النبَاتِ : اللّسَاسُ .
و المُلَسْلَسُ :المُسلْسَلُ ،یُقَال:ثَوْبٌ مُلَسْلَسٌ ،أَی مُسَلْسَلٌ ،و کذا مُتَلَسْلِسٌ ،و زعم یَعْقُوبُ أَنّه بَدَلٌ .
و هو من الثِّیَابِ :المَوْشِیُّ المُخَطَّطُ ،و قالَ أَبُو قِلابَهَ الطابِخِیُّ .
هَلْ یُنْسِیَنْ حُبَّ القَتُولِ مَطَارِدٌ
و أَفَلُّ یَخْتَضِمُ الفَقَارَ مُلَسْلَسُ
قال السُّکَّرِیّ :أَرادَ مُسَلْسَل،کأَن فیه السلاسلَ ، للْفِرِنْدِ،فقَلَبَ .
*و مما یسْتَدْرَکُ علیه:
ما لَسْلَسْتُ طَعَاماً:ما أَکَلْتُه.
و أَلَسَّ الغَمِیرُ:أَمْکَنَ أَنْ یُلَسَّ ،قال بعضُ العَرَبِ :
وَجَدْنَا أَرْضاً مَمْطُوراً ما حَوْلَها،قد أَلَسَّ غَمِیرُها.و قِیل:
أَلَسَّ :خَرَجَ زَهْرُه،و قالَ أَبو حَنِیفَهَ رحمه اللّه تَعالَی:
اللَّسُّ :أَوَّلُ الرَّعْیِ .
و ماءٌ لَسْلَسٌ و لَسْلاَسٌ و لُسَالِسٌ ،کسَلْسَلٍ ،الأَخیرَهُ عن ابنِ جِنِّی.
ص:461
و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :یقَال للغُلام الخَفِیفِ الرُّوحِ النَّشِیطِ : لُسْلُسٌ و سُلْسُلٌ .
و هو یَلُسُّ لِی الأَذَی،أَی یَدُسُّه،و هو مَجازٌ.
اللَّطْسُ ؛ضَرْبُ الشیْ ءِ بالشْیءِ العَرِیضِ ، لَطَسَه یَلْطُسُه لَطْساً .
و اللَّطْسُ : الرَّمْیُ بالحَجَرِ و نَحْوِه ،کاللَّدْسِ ،و قد لَطَسَ بِه،إِذا رَمَاه أَو ضَرَبه به.
و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : اللَّطْسُ : اللَّطْمُ .
و اللَّطْسُ : ضَرْبُ الحَجَرِ بالحَجَرِ لَیُکْسَرَ.
و الْمِلْطَسُ ،کمِنْبَرٍ:المِعْوَلُ الغَلِیظُ لِکَسْرِ الحِجارهِ (1).
و أَیْضاً: حَجَرٌ ضَخْمٌ یُدَقُّ به النَّوَی ،مِثْلُ الْمِلْدَمِ و المِلْدامِ ، کالمِلْطَاسِ فیهمَا ،و الجَمْع: المَلاَطِسُ و المَلاَطِیسُ .
و قال ابنُ شُمَیْلٍ : المَلاَطِیسُ :المَنَاقِیرُ من حَدیدٍ تُنْقَر بها الحِجَارَهُ .و الْمِلطَاسُ :ذُو الخَلْفَیْن الطَّوِیلُ الَّذِی له عَنَزَهٌ ، و عَنَزَتُه حَدَّهُ الطَّوِیلُ ،و قال أَبو خَیْرهَ : الْمِلْطَسُ :ما نَقَرْتَ به الأَرْحَاءَ،قال امْرُؤُ القَیْسِ :
و یَرْدِی عَلَی صُمٍّ صِلابٍ مَلاَطِسٍ
شَدِیداتِ عَقْدٍ لَیِّنَات مِتَانِ
و قالَ الفَرّاءُ:ضَرَبه بِمِلْطَاسٍ ،و هی الصَّخْرَهُ العَظِیمَهُ ، و قال غیرُه:هوَ حَجَرٌ عَرِیضٌ فیه طُولٌ .
[ و خُفُّ البَعِیر ] (2).
و المِلْطَسُ و المِلْطاسُ : حَافِرُ الفَرَس إِذا کان وَقَاحاً ، أَی شَدِیدَ الوَطْ ءِ،و الجَمْعُ : المَلاَطِسُ ،و هو مَجَازٌ،قال الشَّمّاخُ :
تَهْوِی عَلَی شَرَاجِعٍ عَلِیَّاتْ
مَلاَطِسِ الأَخْفافِ افْتَلِیَّاتْ
و مِن المَجاز: مَوْجٌ مُتَلاَطِسٌ ،أَی مُتَلاطِمٌ ،نقلَه الزَّمَخْشَرِیُّ (3)و الصّاغَانِیُّ ،عنِ ابنِ عَبّادٍ.*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:
اللَّطْسُ :الدَّقُّ و الوَطْ ءُ الشَّدِیدُ.و لَطَسَه البَعِیرُ بِخُفِّه،إِذا وَطِئَه.
و قال حاتمٌ :
و سُقِیتُ بالمَاءِ النَّمِیرِ و لَمْ
أُتْرَکْ أُلاَطِسُ حُمْأَهَ الحَفْرِ
قال أَبو عُبَیْدَهَ :مَعْنَی أُلاَطِسُ :أَتَلَطَّخُ بِها.
اللَّعْسُ ،کالمَنْع:العَضُّ ،یقال: لَعَسَنِی لَعْساً ،أَی عَضَّنِی،و منه سُمِّیَ الذِّئْبُ لَعْوَساً ،کما سَیَأْتِی.
و اللَّعَسُ ، بالتَّحْرِیکِ :سَوادٌ مُسْتَحْسَنٌ فی الشَّفَهِ و اللِّثَهِ ، قالَهُ الأَصْمَعِیُّ ،و قال الجَوْهَرِیُّ : اللّعَسُ :لَوْنُ الشَّفَهِ إِذا کانَتْ تَضْرِبُ إِلی السَّوَادِ قَلِیلاً،و ذلک مِمّا یُسْتَمْلَحُ ،یقال:
شَفَهٌ لَعْسَاءُ .انتهی.و قیل: اللَّعَسُ :سَوَادٌ فی حُمْرهٍ ،قال ذُو الرُّمَّه:
لَمْیَاءُ فی شَفتَیْها حُوَّهٌ لَعَسٌ
و فی اللِّثَاتِ و فی أَنْیَابِهَا شَنَبُ
أَبْدَلَ اللَّعَسَ (4)من الحُوّه.
لَعِسَ ،کفَرِحَ ، لَعَساً ، و النَّعْتُ أَلْعَسُ ،و هی لَعْسَاءُ ،من فِتْیَهٍ و نِسْوَهٍ لُعْسِ ،فی شِفَاهِهم سَوادٌ،و جَعَل العَجَّاجُ اللُّعْسَهَ فی الجَسَدِ کُلِّه،فقال:
و بَشَرٍ (5)مَعَ البَیاضِ أَلْعَسَا
فجَعَلَ البَشَرَ أَلْعَسَ ،و جَعَلَه مع البَیَاضِ ،لِمَا فیه من شُرْبهِ الحُمْرَهِ ،و منه
17- حَدِیثُ الزُّبَیْرِ: «أَنَّه رَأَی فِتْیَهً لُعْساً ، فَسَأَلَ عنهم فقِیل:أُمُّهُم مَولاهٌ لِلْحُرَقَهِ ،و أَبُوهُم مَمْلُوکٌ .
فاشْتَرَی أَباهُمْ و أَعْتَقه،فجَرَّ وَلاءَهم». قال الأَزْهَرِیُّ :لم یُرِدْ به سَوَادَ الشَّفَهِ خاصَّهً ،إِنَّمَا أَرادَ لَعَسَ أَلْوَانِهم أَی سَوادَها.
و العَرَبُ تَقُولُ : جارِیَهٌ لَعْسَاءُ ،إِذا کان فی لَوْنهَا أَدْنَی سَوَادٍ مُشْرَبَهٌ بالحُمرْهِ (6)لیْسَتْ بالنّاصِعَهِ ،فإِذَا قِیلَ : لَعْسَاءُ الشَّفَهِ ، فهُو عَلَی ما قَالَ الأَصْمَعِیُّ .
ص:462
و فی الصَّحاح:و رُبَّمَا قالُوا: نَبَاتٌ أَلْعَسُ ،أَی کَثِیرٌ کَثیفٌ ،لأَنه حِینَئذٍ یَضْرِبُ إِلی السَّوادِ.
وَ مَا ذُقْتُ لَعُوساً ،أَی شَیْئاً ،و مِثْلُه:ما ذُقْتُ لَعُوقاً.
و أَلْعَسُ و لَعْسٌ ،بالفَتْح،و لِعْسَانُ ،بالکَسْرِ :أَسماءُ مَواضِع ،أَمّا أَلْعَسُ ففِی قَوْلِ امْرِئ القَیْس:
فَلا تُنْکِرُونِی إِنَّنی أَنا جارُکُمْ
عَشِیَّهَ حَلَّ الحَیُّ غَوْلاً فأَلْعَسَا
و المُتَلَعِّسُ :الشَّدِیدُ الأَکْلِ مِن الرِّجَالِ ،قاله اللَّیْثُ .
و اللَّعْوَسُ ،کجَرْوَلٍ :الذِّئْبُ ،سُمِّیَ مِن اللَّعْسِ بمَعْنَی العَضِّ ،کما تَقَدَّمَت الإِشَارَهُ إِلیَه،قالَ ذُو الرُّمَّه:
و ماءِ هَتَکْتُ اللَّیْلَ عَنْهُ و لَمْ تَرِدْ
رَوَایَا الفِرَاخِ و الذِّئابُ اللَّعاوِسُ
و یُرْوَی بالغَینِ المُعْجَمَه.
و اللَّعْوَسُ : الرَّجُلُ الخَفِیفُ فی الأَکْلِ و غیرِه،کأَنَّهُ الشَّرِهُ الحَریصُ ،قیل:و منه سُمِّیَ الذِّئْب لعْوَساً .
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
لَحْمٌ مَلْعُوسٌ :أَحْمَرُ لم یَنْضَجْ ،و الغَیْنُ المُعْجَمَهُ لغهٌ فیه.
اللَّغْوَسُ ،کجَرْوَلٍ ،أَهملَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال الفَرَّاءُ: اللَّعْوَسُ ،بالعَیْن،لغهٌ فیه،و هو الذِّئْبُ الحَرِیصُ الشَّرِهُ السَّرِیعُ الأَکْلِ ،و ذِئابٌ لَغَاوِسُ ،و أَنشد اللَّیْثُ قولَ ذِی الرُّمّهِ السابِقَ .
و اللَّغْوَسُ : اللِّصُّ الخَتُولُ الخَبِیثُ ،و یُوصَفُ به الذِّئْبُ أَیضاً.
و اللَّغْوَسُ : عُشْبَهٌ تُرْعَی ،و الَّذی فی نَصِّ أَبی حَنیفَهَ :
عُشْبَهٌ من المَرْعَی،قال: و اللَّغْوَسُ أَیضاً: الرَّقِیقُ من النَّبَات الخَفِیفُ النّاعِمُ الرَّیَّانُ .و قیل:هو عُشْبٌ لَیِّنٌ رَطْبٌ یُؤْکَلُ سَرِیعاً. و المُتَرَئِّدُ:الّذِی یَهْتَزُّ من نَعْمَتِه ،هذا مأْخوذٌ من قول ابنِ أَحْمَرَ یصِفُ ثَوْراً:
فبَدَرْتُه عَیْناً و لَجَّ بِطَرْفِهِ
عَنِّی لُعَاعَهُ لَغُوَسٍ مُتَرَیِّدِ (1)
و یُرْوَی:«مُتَزَیِّد»و معناه:أَنِّی نَظَرْتُ إِلیه و شَغَلَتْه عَنِّی.
لُعَاعَهُ لَغْوَس ،و هو نَبْتٌ ناعِمٌ رَیّانُ .و المُتَرَئِّدُ:نَعْتٌ له، و هو الذی یَهْتَزُّ من نَعْمَتِه؛و لا یَخْفَی بُعْدُ هذا من تفسیرِ کلامِ ابنِ أَحْمَرَ،فلا مَدْخَلَ له هنا،و قد وَهِمَ فیه،فانظُرْه و تأَمَّلْ .
و المُلَغْوَسُ ،کمُطَرْبَلٍ :الطَّعامُ النِّیءُ الذّی لم یَنْضَجْ ، و هو المُلَهْوَجُ .قاله ابنُ السِّکِّیتِ ،و قالَ غیرُه:لَحْمٌ مُلَغْوَسٌ (2):أَحْمَرُ لم یَنْضَجْ .
و یقال: هُوَ لَغْوَسَهٌ مِن خَبَرٍ،إِذا لم یُثَحَقَّقْ شیءٌ مِنْه ، نَقَلَه الصّاغَانِیُّ ،عن ابن عَبّادٍ.
*و مِمّا یُسْتَدْرَک علیه:
اللَّغْوَسَهُ :سُرْعَهُ الأَکْلِ و نَحْوِه.
و اللِّغْوَاسُ ،بالکَسْر:الکَثیرُ (3)الأَکْلِ ،و منه اشْتِقَاقُ لَغْوَسِ بنِ عَطِیَّهَ .
لِیَفْسٌ ،یکسرِ الّلامِ و فتحِ الیاءِ التَّحْتیَّه،و لو قَالَ :کهِزَبْرٍ،لأَصَابَ .و قد أَهْمَلَه الجَمَاعَهُ ،و هو إِتْبَاعٌ لِحِیَفْسٍ ،أَی شُجَاعٌ ،و قد تقدَّم له فی«ح ف س»أَنَّ الحِیَفْس هو الغَلِیظَ ،و الضَّخْمُ ،و الأَکْوَلُ البَطِینُ ،و الَّذِی یَغْضَبُ و یَرْضَی من غَیْرِ شَیْ ءٍ،و لم یَذْکُرْ هُنَاکَ مَعْنَی الشجاعِ ،فلْیُتأَمَّلْ ،و ذَکر الصّاغَانِیُّ فی العُبَابِ فی «حیفس»عن ابنِ دُرَیْدٍ:و یُقَالُ :رجُلٌ حِیَفْسٌ لِیَفْسٌ ، إِتْبَاعٌ .
لَقَسَهُ یَلْقِسُه و یَلْقُسُه :عَابَهُ ،مِن حَدِّ ضَرَبَ و نَصَرَ، لَقْساً ،الأُولَی عنِ ابنِ عَبّادٍ.
و اللَّقِسُ ، ککَتِفٍ :مَنْ یُلَقِّبُ النَّاسَ و یَعِیبُهُم و یَسْخَرُ مِنْهُم و یُفْسدُ بَیْنَهُم،قال أَبو زَیْدٍ: لَقَسْتُ النَّاسَ أَلْقُسُهم ، و نَقَسْتُهم أَنْقُسهُم:و هو الإِفْسَادُ بَیْنَهُم،و أَنْ تَسْخَرَ منهم.
و قال أَبو عَمْرٍو: اللَّقِسُ : الَّذی (4)لا یَستَقِیمُ علَی وَجْهٍ .
و اللَّقِسُ أَیضاً: الفَطِنُ بالشَّیْ ءِ ،عن ابن عَبّادٍ،و قَد لَقِسَ به،أَی فَطِنَ به،نقلَه الصّاغَانِیُّ .
و لَقِسَتْ نَفْسُه إِلی الشَّیْ ءِ،کفَرِحَ ،إِذا نازَعَتْه إِلیه
ص:463
و حَرَصَتْ علیه،فهی لَقِسَهٌ ، و منه
14- الحَدِیثُ : «لا یَقُولَنَّ أَحَدُکُمْ خَبُثَتْ نَفْسِی،و لکِنْ لِیَقُلْ : لَقِسَتْ نَفْسِی». أَی غَثَتْ و خَبُثَتْ ،و اللَّقَسُ :الغَثَیَانُ ، و إِنَّمَا کَرِهَ النبیُّ صلی اللّه علیه و سلم لَفْظَ خَبُثَتْ ،هَرَباً من لفظَهِ (1)الخُبْثِ و الخَبِیثِ ، لقُبْحِه و لِئَلاّ یَنْسُبَ المُسْلِمُ الخُبْثَ إِلی نَفْسِهِ ،کذا حقَّقَه ابنُ الأَثیر و غَیْرُه.
و اللَّقْسُ و اللاَّقِسُ :الجَرَبُ ،عن ابنِ عَبّادٍ.
و اللِّقَاسُ ،بالکَسْرِ:الاسْمُ من المُلاَقَسَهِ :و هو أَنْ یُلَقِّبَ بَعْضُهم بَعْضاً بالأَلْقَاب الرَّدیئَهِ .
و المُلاَقِسُ :المُصَابِرُ ،قالَ الکُمَیْت یَذْکُرُ قَیساً و خِنْدِفاً:
و إِنْ أَدْعُ فِی حَیَّیْ ربِیعَهَ تَأْتِنِی
عَرَانِینُ یُشْجِینَ الأَلَدَّ المُلاَقِسَا
و التَّلاقُسُ :التَّسَابُّ و التَّشاتُمُ .
*و مِمَّا یُسْتَدْرَک علیه.
اللَّقِسُ ،ککَتِف:الشَّرِهُ النَّفْسِ ،الحَرِیصُ علی کلِّ شیْ ءٍ،قالَهُ اللَّیْثُ .
و قال غیرُه: تَلَقَّسَتْ نَفْسُه من الشَّیْ ءِ،و تَمَقَّسَتْ :بَخِلَتْ و ضَاقَتْ ،قال الأَزْهَرِیُّ :جَعل اللَّیْثُ اللَّقَسَ الحِرْصَ و الشَّرَهَ ،و جَعَلَه غیرُه الغَثَیَانَ و خُبْثَ النَّفْسِ ،قال:و هو الصّوابُ .
و قال ابنُ شُمَیْلٍ :رَجُلٌ لَقِسٌ :سَیِّئٌ الخُلُقِ خَبِیثُ النَّفْسِ فَحَّاشٌ .
و یُقَال:فُلانٌ لَقِسٌ ،أَی شَکِسٌ عَسِرٌ.
و لاَقِسٌ :اسمُ رَجُلٍ .
شَکِسٌ لَکِسٌ ،ککَتِفٍ ،أَی عسِرٌ،قَلیلُ الانْقِیَادِ ،أَهْمَلَه الجَوْهَریُّ ،و حکاه ثَعْلَبٌ ،مع أَشیاءَ إِتْبَاعیَّهٍ .قال ابنُ سِیدَه:فلا أَدْرِی أَ لَکِسٌ إِتْبَاعٌ ،أَم هی لَفْظَهٌ علَی حِدَتِها کشَکِسٍ ؟کذا فی اللِّسَان.و فی المُحِیطِ لابنِ عَبّادٍ:و هو عَکِسٌ لَکِسٌ ،أَی عَسِرٌ قَلِیلُ الانْقِیَادِ.
*و مِمَّا یُسْتَدْرک علیه:
لُکَّسٌ ،کسُکَّرٍ:لَقَبُ شَیْخِ مَشایخِنَا عُمَرَ بنِ عَبْدِ السَّلامِ المَغْربِیّ ،حَدَّث عن مُحَمَّد بنِ عَبْدِ الرّحْمنِ بن عبدِ القَادِرِ، و أَجاز لشُیُوخِنَا.
لَمَسَهُ یَلْمِسُه و یَلْمُسُه ،من حَدِّ ضَرَبَ و نَصَرَ:
مَسَّه بیَدِه ،هکذا وَقَع التَّقْییدُ به لغَیْرِ وَاحِدٍ،و فَسَّره اللَّیْثُ ، فقالَ : اللَّمْسُ بالیَدِ:أَن یَطْلُبَ شیئاً هاهُنَا و هاهُنَا،و منه قولُ لَبِید:
یَلْمِسُ الأَحْلاسَ فی مَنْزِلِهِ
بیَدَیْهِ کالْیَهُودیِّ المُصَلّ
و قیل: اللَّمْسُ :الجَسُّ ،و قِیلَ :المَسُّ مُطْلَقاً،و یَدُلُّ له قولُ الراغِبِ :المَسُّ (2):إِدراکٌ بظاهِرِ البَشَرَهِ کاللَّمْسِ .
و قیل: اللَّمْسُ و المَسُّ مُتَقَارِبانِ ،و لامَسَهُ :مِثْلُ لَمَسَه .
و مِن المَجَازِ: لَمَسَ الجَارِیَهَ لَمْساً : جَامَعَها ،کلاَمَسَهَا.
و من المَجَاز قولُه تَعَالَی حِکَایَهً عن الجِنِّ : وَ أَنّا لَمَسْنَا السَّماءَ فَوَجَدْناها مُلِئَتْ حَرَساً شَدِیداً وَ شُهُباً (3)أَی عَالَجْنَا غَیْبَهَا فَرُمْنَا اسْترَاقَهُ لنُلْقِیَه إِلی الکَهَنَهِ ،لیسَ من اللَّمْسِ بالجَارِحَهِ فی شَیْ ءٍ،قاله أَبُو عَلِیّ .
و من المَجَازِ: إِکَافٌ مَلْمُوسُ الأَحْنَاءِ ،إِذا لُمِسَتْ بالأَیْدِی حَتَّی تَسْتَوِیَ ،و فی التَّهْذِیبِ :هو الَّذِی قد أُمِرَّ علیه الیَدُ و نُحِتَ ما کَانَ فِیه (4)من أَوَدٍ و ارْتِفَاعٍ و نُتُوءٍ،قالَه اللَّیْثُ .
و من المَجَازِ: امْرَأَهٌ لا تَمْنَعُ یَدَ لاَمِسٍ . و المَشْهُورُ:لا تَرُدُّ یَدَ لاَمِسٍ ،و مثلُه
14- جاءَ فی الحَدِیثِ : «جاءَ رَجُلٌ إِلی النَّبیّ صلی اللّه علیه و سلم فقَالَ له:إِنَّ امْرَأَتِی لا تَرُدُّ یَدَ لاَمِسٍ ». أَی: تَزْنِی و تَفْجُرُ ،و لا تَرُدُّ عَن نَفْسِهَا کُلَّ مَن أَرادَ مُرَاوَدَتَها عن نَفْسِها.
فأَمَرَه بتَطْلِیقِها.و جاءَ فی بَعْضِ الرِّوَایَات فی سِیاقِ الحدیثِ :«فاسْتَمْتِعْ بِهَا»أَی لا تُمْسِکْهَا إِلاّ بقَدْرِ ما تَقْضِی مُتْعَهَ النَّفْس منْهَا و من وَطَرِهَا،و خافَ النَّبیُّ صلی اللّه علیه و سلم إِنْ أَوْجَبَ علیه طَلاَقَها أَن تَتُوقَ نَفْسُه إِلَیْهَا فیَقَعَ فی الحَرَامِ .و قِیلَ :
مَعْنَی«لا تَرُدُّ یَدَ لاَمِسٍ »أَنهَا تُعْطِی من ماله ما (5)یُطْلَبُ مِنْهَا،و هذا أَشْبَهُ ،قَالَ أَحمدُ:لم یکُنْ لیَأْمُرَه بإِمْسَاکِهَا و هی
ص:464
تَفْجُرُ و مِثْلُه جاءَ فی قَوْلِ العَرَبِ فی المَرْأَهِ تُزَنُّ بِلِینِ الجانِبِ لِمَن رَاوَدَهَا عن نَفْسِها:هیَ لا تَرُدُّ یدَ لامسٍ ، فقَوْلُ المُصَنِّف«لا تَمْنَعُ »مُخَالَفَهٌ للنُّصُوصِ .
و من المَجَازِ أَیضاً:یُقَالُ : فی الرَّجُلِ :لا یَرُدُّ یَدَ لاَمسٍ ، أَی لَیْسَتْ فیه مَنَعَهٌ و لا حَمِیَّهٌ .
و اللَّمُوسُ ، کصَبُورٍ:نَاقَهٌ یُشَکُّ فِی سِمَنِهَا ،هکذا فی النُّسَخِ ،و مِثْلُه فی التَّکْمِلَهِ و العُبَابِ ،عن ابنِ عَبّادٍ،و فی اللّسَانِ :ناقَهٌ لَمُوسٌ :شُکَّ فی سَنامِها،أَبِهَا طِرْقٌ أَم لا، فلُمِسَ ،و قال الزمَخْشَرِیُّ :هی الشَّکُوکُ و الضَّبُوثُ ، ج لُمْسٌ ،بضَمٍّ فسُکُونٍ .
و اللَّمُوسُ : الدَّعِیُّ ،و أَنْشَد ابنُ السِّکِّیتِ :
لَسْنَا کأَقْوَامٍ إِذا أَزَمَتْ
فَرِحَ اللَّمُوسُ بثَابِتِ الفَقْرِ
یقول:نَحْنُ و إِنْ أَزَمَتِ السَّنَهُ ،أَی عَضَّتْ فلا یَطْمَعُ الدعِیُّ فِینَا أَنْ نُزَوِّجَه،و إِن کانَ ذا مالٍ کَثِیرٍ.
أَو اللَّمُوسُ ؛ مَنْ فِی حَسَبِه قَضْأَهٌ ،کهَمْزَهٍ (1)،أَی عَیْبٌ و هو مَجازٌ.
و اللَّمُوسَهُ ، بِهَاءٍ:الطَّرِیقُ سُمِّیَ به لأَنَّ الضَّالَّ یَلْمِسُهُ ، أَی یَطْلُبُه لیَجِدَ أَثَرَ السَّفَرِ ،أَی المُسَافِرِینَ فیَعْرِفُ الطَّرِیقَ ، فَعُولَهٌ بمَعْنَی مَفْعُولَهٍ ،و هو مَجَازٌ.
و اللَّمِیسُ ، کأَمِیرٍ:المَرْأَهُ اللَّیِّنَهُ المَلْمَسِ .
و لَمِیسُ : عَلَمٌ للنِّسَاءِ ،و منه قولُ الشَّاعِر:
و هُنَّ یَمْشِینَ بِنَا هَمِیسَا
إِنْ یَصْدُقِ الطَّیْرُ نَنِکْ لَمِیسَا
و لُمَیْسٌ ، کزُبَیْرٍ:عَلَمٌ للرِّجَالِ ،و کذا: لَمَّاسٌ ، کشَدَّادٍ.
و یُقَالُ : کَوَاهُ لَمَاسٍ ،کقَطَامِ ،و کَوَاهُ المُتَلَمِّسَهَ ،هکذا بکسر المِیمِ المُشَدَّدَهِ فی النُّسَخِ ،و فی التَّکْمِلَهَ بفَتْحِهَا، أَیْ أَصابَ مَوْضعَ دَائه ،و الَّذی فی التَّهْذِیبِ و التَّکْمِلَهِ :
المُتَلَمِّسَهُ :منْ سِمَاتِ الإِبِلِ (2)،یُقَال:کَوَاهُ المُتَلَمِّسَهَ و المُتَلَوِّمَهَ (3)،و کَوَاهُ لَمَاسِ ،إِذا أَصابَ مَکَانَ دائه بالتلَمُّسِ فوَقَع علی داءِ الرِّجُلِ أَو ما کانَ یکْتُمُ .
و مِن المَجَازِ: الْتَمَسَ ،أَی طَلَبَ ،و منه
16- الحدیث: «مَنْ سَلَکَ طَرِیقاً یَلْتَمِسُ به عِلْماً». أَی یَطْلُبه،فاسْتَعَارَ له اللَّمْسَ ،و
17- حَدیثُ عائشَهَ رضِیَ اللّه تعالَی عَنْهَا: « فالْتَمَسْتُ عِقْدِی».
و مِن المَجَازِ تَلَمَّسَ الشَّیْ ءَ،إِذا تَطَلَّبَ مَرَّهً بَعْدَ أُخْرَی ، و منهم مَن جَعَلَه کالالْتِمَاسِ .
و المُتَلَمِّسُ :لَقَبُ جَرِیرِ بنِ عبدِ المَسِیحِ بنِ عبدِ اللّه بنِ زَیْدِ بنِ دَوْفَن (4)بنِ حَرْب بنِ وَهْبِ بن جُلَیِّ 4بن ضُبَیْعَهَ بن رَبِیعَهَ بن نِزَارِ بنٍ مَعَدِّ بن عَدْنَانَ ،الشاعِرِ،سُمِّی به لقَوْلهِ :
و یُرْوی:فهذا،بَدلَ :و ذاک،و جُنَّ ،بدل:طَنَّ ،و معناه کَثُرَ و نَشِطَ . و العِرْضُ ،بالکَسْر: وَادٍ بالیَمَامَهِ یأْتی ذِکْرُه فی مَحَلِّه،إِن شاءَ اللّه تعالَی،و المُرَاد بالذُّبَابِ :الأَخْضَرُ، و هذا البَیْتُ من جُمْلَهِ أَبیاتٍ قَدْرُها ثلاثهٌ و عِشْرُون (5)،أَوْرَدَهَا أَبو تَمّامٍ فی الحَمَاسَه،و أَوَّلُها:
أَلَمْ تَرَ أَن الدهرَ رَهْنُ مَنِیَّهٍ
صَرِیعاً یُعَانِی الطَّیْرَ أَو سَوْفَ یُرْمَسُ (6)
و آخرها:
و إِن یَکُ عَنَّا فی حُبَیْبٍ تَثَاقُلٌ
فقَدْ کانَ مِنَّا مِقْنَبٌ ما یُعَرِّسُ (7)
ص:465
المُلامَسَهُ :المُمَاسَّهُ بالیَدِ، کاللَّمْسِ ،و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ :و یُفَرَّقُ بینَهُما،فیُقَال: اللَّمْسُ قد یکونُ مَسَّ الشَّیْ ءِ بالشَّیْ ءِ،و یکون مَعْرِفَهَ الشَّیْ ءِ،و إِنْ لَمْ یَکُنْ ثَمَّ مَسٌّ لجَوْهَرٍ عَلی جَوْهَرٍ،و المُلامَسَهُ أَکْثَرُ ما جاءَت من اثْنَیْن.
و من المَجَازِ: اللَّمْسُ و المُلاَمَسَهُ : المُجامَعَهُ ، لَمَسَهَا یَلْمِسُهَا ،و لاَمَسَهَا،و فی التَّنْزیلِ العَزیزِ: أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ و قُرِئَ أَو لَمَسْتُمُ النِّسَاءَ (1)و هی قراءَهٌ عن حَمْزَهَ و الکِسَائیِّ و خَلَفٍ ،و
17- رُوِیَ عن عبدِ اللّه بن عُمَرَ،و ابنِ مَسْعُودٍ،رَضِیَ اللّه تَعَالَی عنهم:أَنهما قالا: «إِن القُبْلَهَ من اللَّمْسِ ،و فِیها الوُضُوءُ». و
17- کان ابنُ عَبّاسٍ رضیَ اللّه تَعَالَی عنهما یقول: « اللَّمْسُ و اللِّمَاسُ و المُلاَمَسَهُ :کِنَایَهٌ عن الجِمَاع». و ممّا یُسْتَدَلُ به علی صِحَّهِ قولِه قولُ العَربِ فی المَرْأَهِ تُزَنُّ بالفُجُورِ:هیَ لا تَرُدُّ یَدَ لاَمِسٍ .
و المُلاَمَسَهُ المَنْهِیُّ عنها فی البَیْعِ ،قال أَبُو عُبَیْدٍ (2): أَنْ یَقُولَ :إِذا لَمَسْتُ ثَوْبَک أَو لَمَسْتَ ثَوْبِی أَو إِذا لَمَسْت المَبِیعَ فَقَدْ وَجَبَ البَیْعُ بَیْنَنَا بکَذَا و کَذَا. أَوْ هُوَ أَنْ یَلْمِسَ المَتَاعَ من وَرَاءِ الثَّوْبِ و لا یَنْظُرَ إِلیه ،ثمَّ یُوقِعَ البَیْعَ علیه، و هذا کلُّه غَرَرٌ،و قد نُهِیَ عنه؛و لأَنّه تَعْلِیقٌ أَوْ عُدُولٌ عن الصِّیغَه الشَّرْعِیِّهِ .و قِیلَ :مَعْنَاهُ أَنْ یَجْعَلَ اللَّمْسَ بالیَدِ قَاطِعاً للخِیَارِ.و یَرْجِعُ ذلک إِلی تَعْلِیقِ اللُّزُومِ ،و هو غیرُ نافذٍ.
و مِمَّا یُسْتَدْرَکُ علیه:
قولُهم:لَهُ شُعَاعٌ یَکَادُ یَلْمِسُ البَصَرَ،أَی یَذْهَبُ به،و هُوَ مَجَازٌ،نقله الزَّمَخْشَرِیُّ .قلت:و منه
16- الحدیث: «اقْتُلوا ذَا الطُفْیَتَیْن و الأَبْتَرَ فإِنَّهُمَا یَلْمِسَان البَصَرَ»و فی روایهٍ « یَلْتَمِسَانِ ». أَی یَخْطِفانِ و یَطْمِسَانِ .و قیل: لَمَسَ عَیْنَه و سَمَلَ ،بمَعْنًی وَاحدٍ،و قیل:أَراد أَنَّهُمَا یَقْصِدَانِ البَصَرَ باللَّسْعِ ،و فی الحَیّاتِ نَوْعٌ یُسَمَّی الناظِرَ،مَتَی وَقَعَ عَیْنُه عَلَی عَیْنِ إِنْسَانٍ ماتَ مِن ساعَتهِ ،و نوعٌ آخَرُ إِذا سَمِعَ إِنسانٌ صَوْتَه ماتَ .
و لَمَسَ الشَّیْ ءَ لَمْساً : کالْتَمَسَه ،و منه قولُهُم: الْمِسْ لِی فُلاناً،و هو مَجَازٌ.
و اللَّمَاسَهُ ،بالفَتْح:الحَاجَهُ کاللُّمَاسَهِ ،بالضّمِّ ،نقلَهالصّاغَانِیُّ عن ابن الأَعْرَابِیِّ ،و زادَ فی اللِّسَان:الحَاجَهُ المُقَارِبَهُ ،و مثلُه العُبَاب.
و یقال:أَلْمِسْنِی الجارِیَهَ ،أَی ائْذَنْ لی فی لَمْسِها .
و یقال: أَلْمِسْنِی امرأَهً :أَی زَوِّجْنِیهَا،و هذا مَجازٌ.
و أَبُو سَلمَانَ المَغْربیُّ الَّلامُسیُّ (3)الزاهِدُ،بضمِّ المِیمِ ، هو من أَقْرَانِ أَبِی الحسین (4)الأَقْطَعِ .
و الحُسَیْنُ بنُ علیِّ بنِ أَبِی القاسِمِ اللاَّمسِیُّ (5)،حَدَّث.
اللَّوْسُ :تَتَبُّعُ الإِنْسَانِ الحَلاوَات و غَیْرَهَا لیَأْکُلَهَا ،یُقَال: لاسَ یَلُوسُ لَوْساً فهو لائسٌ و لَؤُوسٌ ،علی فَعُولٍ ، و لَوَّاسٌ ،کشَدّادٍ،و أَلْوَسُ ،و جَمْعُ اللاَّئس :لُوسٌ ، کبَازِلٍ و بُزْلٍ .
و قِیلَ اللَّوْسُ : الذَّوْقُ .
و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ (6): اللَّوْسُ : إِدَارَهُ الشَّیْ ءِ فی الفَمِ باللِّسَانِ ،و قد لُسْتُه لَوْساً .
و اللُّوسُ ، بالضَّمِّ :الطَّعَامُ القَلِیلُ .
و اللَّوَاسَهُ ،بالضّمّ :اللُّقْمَهُ ،عن ابنِ فارِسٍ ،أَو أَقَلُّ مِنْهَا.
و یقال: ما ذُقْتُ عِنْدَه لَؤُوساً کصَبُورٍ و لا لَوَاساً ، کسَحَابٍ ،أَی ذَوَاقاً ،و قال أَبو صاعِدٍ الکِلابِیُّ :ما ذَاق عَلُوساً و لا لَؤُوساً ،و مَا لُسْنَا عِنْدَهُمْ لَوَاساً .
و أَبُو لاَسٍ مُحَمَّدُ بنُ الأَسْوَدِ بن خَلَفٍ الخُزَاعِیُّ بنُ ثَوْبَانَ ، صَحَابِیٌّ .
*و مِمّا یُسْتَدْرَک علیه:
اللَّوْسُ :الأَکْلُ القَلِیلُ ،و رَجُلٌ أَلْوَسُ .
و لا یَلُوسُ کذا،أَی لا یَنَالُه.
ص:466
و اللُّوسُ ،بالضَّمّ :الأَشِدّاءُ،هنا ذَکَرَه صاحِبُ اللّسَان، و هو جَمْع أَلْیَسَ ،و مَحَلُّ ذِکْرِه الیاءُ.
و بَنُو ضَبَّهَ یَقُولُون: لُسْتُ و لُسْنَا ،بمَعْنَی الفَتْحِ (1)، و بَعْضُهُم یقول:لِسْتُ ،بالکَسْرِ،کما سَیَأْتِی.
اللهْسُ ،کالمَنْعِ :اللَّحْسُ ،أَی بمَعْنَاه.
و اللَّهْسُ : لَطْعُ الصَّبِیِّ الثَّدْیَ بلا مَصٍّ ،و قد لَهَسَه لَهْساً .
و للَّهْسُ : المُزَاحَمَهُ علَی الطَّعَامِ حرْصاً، کالمُلاهَسَهِ ، قَال أَبُو الغَرِیبِ النَّصْرِیّ (2):
مُلاَهِسُ القَوْمِ عَلَی الطَّعَامِ
و جَائذٌ فی قَرْقَفِ المُدَامِ
الجَائِذُ:العَبَّابُ فی الشُّرْبِ .
و یُقَال: مَا لکَ عِنْدِی لُهْسَهٌ ،بالضّمّ :أَی شیْ ءٌ ،مثْلُ لُحْسَهٍ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .
و اللَّوَاهِسُ :الخِفَافُ السِّراعُ ،عن ابنِ عبّادٍ.
و اللُّهَاسُ و اللُّهَاسَهُ ،بضَمِّهما:القَلِیلُ منْ الطعَامِ ، کاللُّوَاسَهِ .
و المُلاَهَسَهُ :المُبَادَرَهُ إِلی الشَّیْ ءِ و الازْدِحامُ عَلَیْه ، حِرْصاً و طمَعاً،عن ابنِ عَبّادٍ،و منه:هُو یُلاَهِسُ بَنِی فُلانٍ ، إِذا کانَ یَغْشَی طَعَامَهُمْ .
و مِمّا یُسْتَدْرَک علیه:
لَهْمَسَ ما عَلَی المائدَه،و لَهْسَمَ ،إِذا أَکلَه أَجْمَعَ ؛أَهملَه الجَمَاعَهُ إِلا الصّاغَانِیَّ ،فإِنّه نقلَه هکذا و لم یَعْزُهُ ،و هو مقلوبُ لَهْسَمَ .
لَیْسَ :کَلمَهُ نَفْیٍ ،و هی فِعْلٌ ماضٍ ،أَصْلُه - و فی بعضِ الأُصُولِ :أَصْلُهَا،و مثْلُه فی المُحْکَم: لَیِسَ ، کفَرِحَ ،فسُکِّنَتْ تَخْفِیفاً ،و فی المُحْکَم:اسْتثْقَالاً،قالَ :
و لم تُقْلَبْ أَلفاً؛لأَنَّهَا لا تَتَصَرَّفُ ،من حیثُ اسْتُعْمِلَت بلَفْظِ الماضِی للحَالِ ،و الذی یَدُلُّ علی أَنَّهَا فِعْلٌ و إِن لم تَتَصَرفْ تَصَرُّفَ الأَفْعَال قَوْلُهُم: لَسْتُ و لَسْتُمَا و لَسْتُم ،کقولهم:ضَرَبْتُ و ضَرَبْتُمَا و ضَرَبْتُم،و جُعِلَت من عَوَاملِ الأَفْعَالِ ، نحو کانَ و أَخَواتِها التی تَرْفَعُ الأَسْمَاءَ و تَنْصِبُ الأَخْبَارَ،إِلاّ أَن البَاءَ تَدْخُلُ فی خَبَرِها وَحْدَها دُونَ أَخَواتها،تَقُولُ : لیس زَیْدٌ بمُنْطَلِق،فالباءُ لتَعْدِیَهِ الفِعْلِ و تَأْکِیدِ النَّفْیِ ،و لک أَلاّ تُدْخِلَها؛لأَن المُؤَکِّدَ یُسْتَغْنَی عنه،قالَ :و قد یُسْتَثْنَی بهَا، تَقُول (3)جاءَنی القَوْمُ لیسَ بَعْضُهُم زیداً،و لک أَنْ تَقُولَ :
جاءَنی القَوْمُ لَیْسَکَ ،إِلاّ أَن المُضْمَرَ المُنْفَصِلَ هنا أَحْسَنُ ، کما قالَ الشاعِر:
لَیْتَ هذا اللَّیْلَ شَهْرٌ
لا نَرَی فِیه غَریبَا
لَیْسَ إِیَّایَ و إِیَّا
کِ و لا نَخْشَی رَقِیبَا
و لم یقل: لیْسَنِی و لَیْسَکِ ،و هو جائزٌ،إِلاّ أَن المُنْفَصِلَ أَجْوَدُ.و
16- فی الحَدِیثِ :أَنّهُ قالَ لِزَیْدِ الخَیْلِ : «ما وُصِفَ لِی أَحَدٌ فی الجَاهِلِیَّهِ فَرَأَیْتُه فی الإِسْلامِ إِلاّ رَأَیْتُه دُونَ الصِّفَهِ لَیْسَکَ ». أَی إِلاّ أَنْتَ .قال ابنُ الأَثیر:و فی« لَیْسَکَ »غَرَابَهٌ فإِن أَخْبَارَ«کَانَ »و أَخواتهَا إِذا کانَتْ ضَمائِرَ فإِنمَا یُسْتَعْمَلُ فیهَا کثیراً المُنْفَصِلُ دُونَ المُتَّصِلِ ،تقول: لیسَ إِیّایَ و إِیَّاکَ .
و قال سِیبَوَیْهِ :و لَیْسَ :کلمهٌ یُنْفَی بها ما فی الحالِ ، فکَأَنّهَا (4)مُسَکَّنَهٌ ،و لم یَجْعَلُوا اعْتِلالَها إِلاّ لُزُومَ الإِسکانِ ، إِذْ کَثُرَتْ فی کلامِهم و لم یُغَیِّروا حَرَکَهَ الفاءِ،و إِنما ذلک لأَنه لا مُسْتَقْبَل مِنها و لا اسْمَ فَاعِلٍ و لا مَصْدَرَ و لا اشْتقَاقَ .
فلمّا لم تتَصَرفْ تَصَرُّفَ أَخْوَاتها جُعِلَتْ ،بمَنْزِلهِ ما لیسَ من الفِعْل،نحو لَیْتَ ،و أَمّا قولُ بَعْضِ الشُّعَرَاءِ:
یا خَیْرَ مَنْ زَانَ سُرُوجَ المَیْسِ
قَدْ رُسَّتِ الحاجاتُ عِنْدَ قَیْسِ
إِذْ لا یَزَالُ مُولَعاً بِلَیْسِ
فإِنَّه جَعَلَها اسْماً و أَعْرَبَها.
ص:467
أَو أَصْلُه (1)،هکذا فی النُّسَخِ ،و الصَّوابُ :أَصْلُهَا: لا أَیْسَ ،طُرحَتِ الهَمْزَهُ و أَلْزِقَتِ اللامُ بالیَاءِ ،و هو قولُ الخَلیلِ و الفَرّاءِ،قال الأَخِیرُ: و الدَّلِیلُ علی ذلک قَوْلُهم ، أَی العَربِ : ائْتِنِی به من حیْثُ أَیْسَ و لَیْسَ أَی منْ حَیْثُ هُوَ و لا هُوَ ،و کذلک قولُهُم:جئْ به مِن أَیْسَ و لَیْسَ ، أَو مَعْنَاه :من حیْثُ لا وُجِدَ،أَو أَیْسَ ،أَی مَوْجُودٌ،و لا أَیْسَ ، أَی لا مَوْجُودٌ،فَخَفَّفُوا ،و حَکی أَبُو علیٍّ أَنَّهُم یقولون:
جئْ به من حَیْثُ و لَیْسَا ،یریدون:و لَیْسَ ،فیُشْبِعُون فتحهَ السِّین لِبیانِ (2)الحَرَکهِ فی الوَقْفِ .
و إِنمَا (3)جاءَتْ -هکذا فی سَائر النُّسَخِ ،و الصّواب:
و رُبَّمَا جَاءَتْ لَیْسَ - بمعْنَی:لا التَّبْرِئَهِ و رُبَّمَا جَاءَتْ بمَعْنَی «لا»الّتِی یُنْسَقُ بها و تَفْصِیلُه فی المُغْنِی و شُرُوحِه.
و اللَّیَسُ ،مُحَرَکهً :الشَّجَاعَهُ و الشِّدَّهُ ، و هُو أَلْیَسُ ،أَی شُجَاعٌ بَیِّنُ اللَّیَسِ ، مِن قَوْمٍ لِیسٍ ،و یقال: لُوسٌ ،و یقال للشُّجاعِ :هو أَهْیسُ أَلْیَسُ ،و کانَ فی الأَصْلِ :أَهْوَسَ أَلْوَسَ ،فلمّا ازْدَوَجَ الکَلامُ قَلَبُوا الوَاوَ یاءً،فقالُوا:أَهْیَسُ ، و قد یُسْتَعْمَلُ فی الذَّمّ أَیضاً،فیُریدُون بالأَهْیَسِ :الکَثِیرَ الأَکْلِ ،و بالأَلْیَسِ :الّذی لا یَبْرَحُ بَیْتَه، فاللَّیَسُ یَدْخُلُ فی المَعْنَیین،فی المَدْحِ و الذَّمِّ ،و کُلٌّ لا یَخْفَی علی المُتَفَوِّه به.
و قال أَبُو زَیْدٍ: اللَّیَسُ : الغَفْلَهُ ،و هو أَلْیَسُ .
و الأَلْیَسُ :البَعیرُ یَحْمِلُ کُلَّ مَا حُمِّلَ علیه.نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ عن الفَرّاءِ.
و الأَلْیَسُ : مَن لا یَبْرَحُ مَنْزِلَه ،قاله الأَصْمَعِیُّ ،و هو ذَمٌّ .
و الأَلْیَسُ : الأَسَدُ ،لِشِدَّتِه.
و الأَلْیَسُ : الدَّیُّوثُ ،هکذا فی سائر النُّسَخِ ،و مِثْلُه فی اللِّسَان.و فی التکْمِلَه:قال بعضُ الأَعْرَاب: الأَلْیَسُ :
الدَّیُّوثِیُّ الذی لا یَغَارُ و یُتَهَزَّأُ بِه ،فیُقَال:هو أَلْیَسُ بُورکَ فِیه،و هو ذَمٌّ . و الأَلْیَسُ : الحَسَنُ الخُلُقِ ،یُقَالُ :هو أَلْیَسُ دهْثَمٌ ،أَی حَسَنُ الخُلُقِ .
و یُقَال: تَلاَیَسَ الرجُلُ ،إِذا حَسُنَ خُلُقُه و کان حَمُولاً.
و تَلایَسَ عَنْه:أَغْمَضَ .
و المُلاَیِسُ :البَطِیءُ الثَّقِیلُ ،عن أَبِی عَمْرٍو،لا یَبْرَحُ .
و اللِّیَاسُ ، ککِتَابٍ :الدَّیُّوثُ ،هکذا فی النُّسَخِ ،و هو غَلَطٌ و الصَواب:الزَّبُونُ لا یَبْرَحُ مَنْزلَه ،کما نقلَه الصّاغَانِیُّ ،و ضَبَطَهُ (4).
*و مِمّا یُسْتَدْرَک علیه:
اللَّیَسُ ،مُحَرَّکهً :الشِّدَّه و الصَّلاَبهُ .
و الأَلْیَسُ :مَن لا یُبَالی الحَرْبَ و لا یَرُوعُه.
و اللِّیسُ و اللُّوسُ :الأَشِدَّاءُ.قالَ الشّاعِرُ:
تخَالُ نَدِیَّهُمْ مَرْضَی حَیَاءً
و تَلْقَاهُمْ غَدَاهَ الرَّوْعِ لِیسَا
و قد تَلَیَّسَ .
و إِبِلٌ لِیسٌ علی الحَوْضِ ،إِذا أَقَامَتْ (5)علیه فَلَمْ تَبْرَحْه، قال عَبْدَهُ بن الطَّبِیب:
إِذا ما حَامَ راعِیها اسْتَحَثَّتْ
لعَبْدَهَ مُنْتَهَی الأَهْوَاءِ لِیسُ
لِیسٌ :لا تُفَارِقُ مُنْتَهَی أَهْوَائهَا،و أَرادَ:لِعَطَنِ عَبْدَهَ ،أَی أَنَّهَا تَنْزِعُ إِلیه إِذا حامَ رَاعِیها.
و بَعْضُ بَنِی ضَبَّهَ یَقُولُ : لِسْتُ بمَعْنَی لَسْتُ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ ،و قد تَقَدَّم.
و اللَّیَسُ ،مُحَرَّکهً :الغَفْلَهُ ،عن أَبی زَیْدٍ،کما فی العُبَاب.
مَأَسَ علیه،کمَنَعَ ، مَأْساً : غَضِبَ .
و مَأَسَ بَیْنَهُم یَمْأَسُ مَأْساً : أَفْسَدَ ،کأَرَّشَ بَیْنَهم و أَرَّثَ ، قالَه أَبو زَیْدٍ.
ص:468
و مَأَسَ الجِلْدَ:عَرَکَه ،عن ابن عَبّادٍ.
و مَأَسَ (1) النَّاقَهُ مَأْساً : اشْتَدَّ حَفْلُهَا ،عن أَبی عَمْرٍو.
و مَأَسَ الجُرْحُ :اتَّسَع،کمَئِسَ کفَرِحَ ،نَقَلَه الصّاغانِیُّ و ابنُ عَبّادٍ.
و المِمْأَسُ ،کمِنْبَرٍ:السَّرِیعُ الطَّیَّاشُ ،عن ابنِ عَبّادٍ.
و المِمْأَسُ ،أَیْضاً: النَّمَّامُ و یُقَال:هو الذی یَسْعَی بَیْنَ النّاسِ بالفَسَادِ،عن ابن الأَعْرَابیِّ ، کالمائِسِ و المَؤُوسِ ، کناصِرٍ و صَبُورٍ،قال الکُمَیْت:
أَسَوْتَ دِماءً حاوَلَ القَوْمُ سَفْکَهَا
و لا یَعْدَمُ الآسُونَ فی (2)الغَیِّ مائِسَا
و فَاتَه:رجُلٌ مِمْآسُ ،کمِحْرَابٍ ،بهذا المَعْنی.
و المَآّسُ ،کشَدَّادٍ،عن کُرَاع،و المَأْوُوسُ (3)،کمَنْصُور، قال رُؤْبَهُ :
ما إِن أُبالِی مَأْسَکَ المَأْوُوسَا
هکذا وُجِدَ فی نُسْخَهٍ مغرده من أَراجِیزِ رُؤْبَهَ ،عن ابن دُرَیْدٍ،کما فی العُبابِ .
المَتْسُ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ اللیْثُ :هو لُغَهٌ فی المَطْسِ ،و هُوَ الرَّمْیُ بالجَعْسِ (4).
و مَتَسَهُ یَمْتِسُه مَتْساً ، إِذا أَرَاغَه لِیَنْتَزِعَه،نَبْتاً کان أَو غَیْرَه ، عن ابنِ دُرَیْدٍ،قال:و لیس بثَبتٍ .
مَجُوسٌ ،کصَبُورٍ:رَجُلٌ صَغِیرُ الأَذُنَیْنِ ،کانَ فی سابِقِ العُصُورِ،أَوّلُ مَن وَضَعَ دِیناً لِلمَجُوسِ و دَعَا إِلیه ، قالَهُ الأَزْهَرِیُّ ،و لیسَ هُو زَرَادُشْت الفارِسِیّ ،کما قالَهُ بعضٌ ،لأَنَّه کانَ بَعْدَ إِبْراهِیمَ علیه السلامُ ،و المَجُوسِیَّهُ :
دینٌ قَدیمٌ ،و إِنمَا زَرَادُشْت جَدَدَه و أَظْهَره و زادَ فیه،قالَهُ شَیْخُنا،قال:هو مُعَرَّبٌ أَصْلُه مِنْج کُوشْ فعُرِّب مَجُوس ، کما تَرَی،و نَزَل القُرآنُ به (5)،و کُوشْ ،بالضّمّ :الأُذُنُ ،و منْجْ ،بمَعْنَی القَصیر. رجُلٌ مَجُوسیٌّ ،ج مَجُوسٌ ، کیَهُودیّ و یَهُودٍ ،قال أَبو علیّ النحْویُّ : المَجُوسُ و الیَهُودُ إِنَّما عُرِّفَ علی حَدِّ یَهُودِیّ و یَهُودٍ،و مَجُوسیّ و مَجُوسِ ، و لو لا ذلک لم یَجُزْ دُخُولُ الأَلفِ و اللامِ علیهما،لأَنَّهما مَعْرِفَتَانِ مُؤَنَّثانِ ،فجَرَیَا فی کلامِهم مَجْرَی القَبِیلتین،و لم یُجْعَلا کالحَیَّیْنِ فی باب الصَّرْفِ و أَنشد:
أَصاحِ أُرِیکَ بَرْقاً هَبَّ وَهْناً
کَنَارِ مَجُوسَ تَسْتَعِرُ اسْتَعَارَا (6)
و مَجَّسَه تَمْجِیساً :صَیَّره مَجُوسِیًّا فَتَمَجَّسَ هو،و منه
16- الحَدِیثُ : «کُلُّ مَوْلُودٍ یُولَدُ علَی الفِطْرَهِ حَتَّی یکُونَ أَبَوَاه یُمَجِّسَانِه ». أَی یُعَلِّمَانه دِینَ المَجُوسِیَّه . و اسْمُ تِلْک النِّحْلَهِ :
المَجُوسِیَّهُ ،و أَمّا
14- قولُه صلَّی اللّه عَلَیْه و سلم: «القَدَریّهُ مَجُوسُ هذه الأُمَّهِ ». قیل:إِنَّمَا جَعَلهم مَجُوساً لمُضَاهَاهِ مَذْهَبِهم مذْهَبَ المَجُوسِ ،فی قَوْلهِم بالأَصْلَیْنِ ،و هما النُّورُ و الظُّلْمَهُ ،و یِزْعَمُون أَنَّ الخَیْرَ مِن فِعْلِ النُّورِ،و أَنَّ الشَّرَّ من فِعْلِ الظُّلْمَهِ ،و کذا القَدَرِیَّهُ ،یُضِیفُون الخَیْرَ إِلی اللّه تَعالَی،و الشَّرَّ إِلی الإِنْسَان و الشَّیْطانِ ،و اللّه خَالِقُهما مَعاً لا یَکُونُ شیْ ءٌ مِنهما إِلاّ بمشَیئَتِه تَعَالَی،فهما مُضَافَانِ إِلیه سُبْحَانَه و تعالَی خَلْقاً و إِیجاداً،و إِلی الفَاعِلِینَ لهما عَمَلاٍ و اکْتِساباً.
مَحَسَ الجِلْدَ،کمَنَعَ ،أَهْمَلَه الجَوْهَریُّ ،و قال الأَزْهَریُّ :أَی دَلَکَهُ و دَبَغَهُ ،قال:و أَصْلُه المَعْسُ ،أُبْدلَتِ العَیْنُ حاءً.
و قالَ ابنُ الأَعْرَابیِّ : الأَمْحَسُ :الدَّبّاغُ الحاذِقُ ،هکذا نقلَه صاحبَا اللِّسَانِ و التَّکْملَه.
التَّمَخُّسُ :کَثْرهُ الحَرَکَهِ ،أَهمله الجَمَاعَهُ کُلُّهُم..قُلْت:و هو تَحْریفٌ و الصَّوَابُ فیه بالشِّین،کما قَالَهُ ابنُ دُرَیْد،و هی لغهٌ یَمانِیَهٌ ،یأْتی ذِکْرُهَا إِنْ شاءَ اللّه تعالَی فی الشّین،فتَأَمَّلْ .
المَدْسُ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و فی اللّسَانِ و التَّکْمِلَه و تَهْذِیبِ ابنِ القَطّاعِ :هو دَلْکُ الأَدِیمِ و نَحْوِه ، یقال: مدَسَ الأَدیمَ یَمْدُسُه مَدْساً ،إِذا دَلَکَهُ ،قال شیخُنَا:
و عَزَاهُ فی العُبَابِ لابنِ عَبّادٍ.
ص:469
و زَعَم صاحِبُ النَّامُوسِ أَنَّ المَدَاسَ مأْخوذٌ منه،فتأَمَّلْ .
قلْت:و الذی یَقْتَضِیه التأَمُّلُ الصادِقُ أَنَّه مِن مادَّه«دوس» و الأَصْلُ فیه: مِدْوَسٌ ،کمِنْبَرٍ،ثُمّ لمّا قُلِبَتْ الواوُ أَلِفاً فُتِحَتْ المِیمُ للخِفَّه و کَثْرَهِ الدَّوَرانِ علی اللِّسَان،و قد تقدَّم أَنّ الکَسرَ لُغَهٌ فیه.
المِدَقْسُ ،کسِبَطْرِ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ فی التَّکْمِلَه.و هو الإِبْرَیْسَمُ ،مَقْلُوبُ الدِّمَقْسِ ، و قد ذَکَرَه صاحِبُ اللِّسَانِ هُنَا،و غیرُه اسْتِطْرَاداً فی الدِّمَقْسِ ،و فی العُبَابِ هکذا،و عَزاهُ لأَبِی عُبَیْدَهَ .
المَرَسَهُ ،مُحَرَّکَهً :الحَبْلُ ، لتَمَرُّسِ قُوَاه بَعْضِها علی بَعْضٍ ، ج مَرَسٌ ،بغیر هاءٍ و جج ،أَی جَمْعُ الجَمْعِ أَمْرَاسٌ ،قال:
یُوَدِّعُ بالأَمْراسِ کُلَّ عَمَلَّسٍ
منَ المطْعِمَات اللَّحْمِ غَیْرِ الشَّوَاحِنِ
و مَرِسَتِ البَکَرَهُ ،کفَرِحَ تَمْرَسُ مَرَساً فهِی مَرُوسٌ ، کصَبُورٍ، إِذا کانَ من عادَتِهَا أَنْ یَمْرُسَ ،أَی یَنْشَبَ حَبْلُها بَینَهَا و بَیْنَ القَعْوِ ،قال:
دُرْنَا و دَارَتْ بَکْرَهٌ تَخِیسُ (1)
لاَ ضَیْقَهُ المَجْرَی و لا مَرُوسُ
و مَرَسَ الحَبْلُ ،کنَصَر ، یَمْرُسُ مَرْساً : وَقَع فی أَحَد جانِبَیْهَا بَیْنَها و بَیْنَ الخُطَّافِ ،هکذا قیَّدَه أَبو زِیادٍ الأَعْرَابیُّ .
و مَرَسَ الصَّبیُّ إِصْبَعَهُ یَمْرُسُ مَرْساً ،لُغَهٌ فی مَرَثَها ، بالثاءِ المُثَلَّثَهِ ،أَو لُثْغَهٌ .
و مَرَسَ یَدَه بالمِنْدِیلِ :مَسَحَهَا.
و مَرَسَ التْمرَ فی الماءِ یَمْرُسُه نَقَعَهُ و دَلَکه فی الماءِ و مَرَثَه بالیَدِ. قاله ابنُ السِّکَّیت.
و فَحْلٌ مَرَّاسٌ ،کشَدَّادٍ:ذُو مِرَاسٍ ،بالکَسْرِ: أَیْ شِدَّه العِلاجِ و قال الصاغَانیُّ :أَی ذُو مِرَاسٍ شَدِیدٍ.
و مِن المَجَازِ:بَیْنَنَا و بَیْنَ الماءِ لَیْلَهٌ مَرَّاسَهٌ لا وَتِیرَهَ فِیهَا، أَی بَعِیدَهٌ دَائِبَه السَّیْرِ،جُزْنَاهَا،قالَهُ ابنُ الأَعْرَابِیِّ .
و المَرِیسُ ،کأَمِیرٍ: الثَّرِیدُ ،لأَنَّ الخُبْزَ یُمْرَسُ فیه حتَّی یَنْماثَ . و المَرِیسُ : التَّمْرُ المَمْرُوسُ فی الماءِ أَو اللَّبَنِ (2)،هکذا هو فی النُّسَخِ ،فإِنْ صَحَّ فلا بُدَّ مِنْ ذِکْرِ«فی الماءِ»کما فی الأَسَاسِ و العُبَابِ .
و المَرْمَرِیسُ :الدَّاهِیَهُ و الدَّرْدَبِیسُ و هو فَعْفَعِیلٌ ،بتکریر الفاءِ و العَین،و یُقَالُ :دَاهِیَهٌ مَرْمَرِیسٌ ،أَی شَدِیدَهٌ ،و قال مُحَمَّد بنُ السَّرِیِّ :هو من المَرَاسَهِ .
و المَرْمَریسُ :الدَّاهِی من الرِّجالِ ،و تَحْقیرُه: مُرَیْرِیسٌ ، قال سِیبَوَیْه:کأَنَّهُم حَقَّروا مَرَّاساً ،قال ابنُ سِیدَه:و قالوا:
مَرْمَرِیتٌ ،فلا أَدْری أَلُفَهٌ أَم لُثْغَهٌ .و قال ابنُ جِنِّی:لیس من البَعِید أَنْ تکونَ التاءُ بَدَلاً من السِّین،کما أُبْدِلتْ منها فی سِتّ و نَظَائِرِه.
و المَرْمَرِیسُ : الأَمْلَسُ ،ذکره أَبو عُبَیْدَهَ (3)فی باب فَعْلَلِیل،و منه قولُهم فی صِفَه فَرَس:و الکَفَلُ المَرْمَرِیس ، قال الأَزْهَرِیّ :أُخِذَ المَرْمَریسُ من المَرْمَرِ:و هو الرُّخَامَ الأَمْلَسُ ،و کَسَعَهُ بالسِّینِ تَأْکیداً.
و المَرْمَرِیسُ : الطَّوِیلُ من الأَعْنَاقِ .
و المَرْمَرِیسُ : الصُّلْبُ ،قال رُؤبَهُ :
کَدّ العِدَا أَخْلَقَ مَرْمَرِیسَا
و قال ابنُ عَبّادٍ: المَرْمَرِیسُ :هی أَرْضٌ لا تُنْبِتُ شَیْئاً لِصَلاَبَتِهَا.
و مِرِّیسَهُ ،کسِکِّینَه:ه بالصَّعِید یُنْسَبُ إِلَیْهَا،الخَمْرُ، و مِنْهَا بِشْرُ بنُ غِیَاثٍ المِرِّیسِیُّ ،من المُتَکَلِّمِینَ ،هکذا ضبَطَه الصّاغَانِیُّ (4)،و ضَبَطَه غیرُه فقال: مَرِیسُ ،کأَمیرٍ:مِن بُلْدَانِ الصَّعِید،و قال أَبو حَنِیفَهَ رحمه اللّه تعالَی: مَرِیسٌ ، أَدْنَی بِلادِ النُّوبَهِ التی تَلِی أَرْضَ أُسْوَانَ ،هکذا حکاه مَصْرُوفاً،و خَالَفَه الصّاغَانِیُّ ،فقال: المَرِیسَهُ :جَزِیرَهٌ ببلادِ النُّوبَهِ یُجْلَبُ مِنها الرَّقِیقُ (5).و الصَّوابُ ما قَالَهُ أَبو حنیفهَ ،
ص:470
و هی الّتی مِنها بِشْرُ بنُ غِیاثٍ ،علی الصَّحِیح،فتأَمَّلْ .
و المِرْمِیسُ ،بالکَسْر:الکَرْکَدُ ،عن ابن عَبّادٍ.
و المَارَسْتانُ ،بفتح الراءِ:دارُ المَرْضَی ،و هو مُعَرَّبٌ ، نَقَلَه الجَوْهَریُّ عن یَعْقُوبَ (1).قلت:و أَصلُه بِیمَارِسْتَانُ ، بکسر الموحَّدَه و سکون الیَاءِ بعدَهَا و کسر الراءِ،و معناه:دارُ المَرْضَی،کما قَالَهُ یَعْقُوبُ ،قال:بِیمَار،عندهم هو المَرِیضُ ،و أُسْتان بالضّمّ :المَأْوَی کما حَقَّقَه مُوبَذ السَّرِیّ ، ثمّ خُفِّف فحُذِفَتِ الهَمْزَهُ ،و لَمّا حَصَلَ التَّرْکِیبُ أَسْقَطُوا الباءَ و الیَاءَ عند التَّعْریب،و قد نُسِبَ إِلیه جَمَاعَهٌ من المُحَدِّثینَ .
و أَمْرَسَ الحَبلَ إِمْرَاساً : أَعَادَهُ إِلی مَجْرَاه ،یقال: أَمْرِسْ حَبْلَکَ ،أَی أَعِدْه إِلی مَجْرَاهُ ،قال الرّاجزُ:
بِئْسَ مَقَامُ الشَّیْخِ أَمْرِسْ أَمْرِس
بَیْنَ حَوَامِی خَشَبَات یُبَّسِ
إِمّا عَلَی قَعْوٍ و إِمَّا اقْعَنْسِسِ
أَرَاد مَقَاماً یُقَالُ فیه: أَمْرِسْ ،و قد تقدَّم فی«ق ع س».
أَو أَمْرَسَه :أَزَالَه عَن مَجْراه،و ذلکَ إِنْ أَنْشَبَه بَیْنَ البَکَرهِ و القَعْوِ فیکونُ بمَعْنَیَیْنِ مُتَضادَّیْن،و قد أَغْفَلَ عنه المُصَنِّفُ ، و العَجَبُ منه و قد ذَکَره الجوْهَریُّ و صَرَّحَ بالضِّدِّیَّه،حیث قال:و إِذا أَنْشَبْتَ الحَبْلَ بَیْنَ البَکَرهِ و القَعْوِ قلْت: أَمْرَسْتُه ، و هو من الأَضْداد،عن یَعْقُوب،قال الکُمَیْت:
سَتَأْتیکُمْ بمُترَعَهٍ (2)ذُعَافاً
حِبَالُکُمُ الَّتی لا تُمْرِسُونَا
أَی الَّتی لا تُنْشِبُونها إِلی البَکَرَه و القَعْو.
و مَارَسَهُ مُمَارَسَهً و مِرَاساً : عَالَجَهُ و زَاوَلَهُ ،فهو مُمَارِسٌ ، عن ابنِ دُرَیْدٍ.
و بَنُو مُمَارِسٍ :بَطْنٌ من العَرَبِ ،قاله ابنُ دُرَیْد.
و تَمَرَّسَ بالشَّیْ ءِ و امْتَرَسَ :احْتَکَّ به. یُقَال: تَمَرَّسَ البَعِیرُ بالشَّجَرَهِ إِذا احْتَکَّ بهَا منْ جَرَبٍ أَو أُکَالٍ .و قیل التَّمَرُّسُ :شِدَّهُ الالْتواءِ و العُلُوقِ ،عن ابنِ الأَعْرَابیِّ .
و المُتَمَرِّسُ بنُ عبدِ الرَّحْمن الصُّحَارِیُّ ،و المُتَمَرِّسُ بنُ ثالِخ (3)بنِ نَهِیکٍ العُکْلِیّ :شاعِرَانِ ،کذا فی العُبَاب.
و تَمَارَسُوا فی الحَرْبِ : تَضَارَبُوا ،نَقَلَه،الزَّمَخْشَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ ،عن ابن دُرَیْدٍ،و هو یَرْجِعُ إِلی مَعْنَی المُمَارَسَهِ ،و هو شِدَّهُ العِلاج.
و المَرَاسَهُ :الشِّدَّهُ ،و یُقَال:رَجُلٌ مَرِسٌ :بَیِّنُ المَرَسِ و المَرَاسَهِ .
و مُرْسِیَهُ ،بالضَّمّ مُخَفَّفَهً :د،إِسْلاَمِیٌّ بالمَغْرِبِ ،شَرْقِیَّ الأَنْدَلُسِ ،و قیل:مِن أَعْمَالِ تُدْمِیرَ،بَنَاه الأَمِیرُ عبدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَکَمِ الأُمَوِیُّ ، کَثِیرَ المَنَازِهِ و البَسَاتِینِ ،قال شَیْخُنَا:استَعْمَلَ المَنَازِهَ هنَا و أَنکره فی«نزه»ثمّ الضَّمِّ الذِی ذَکَرَه المُصَنّفُ ،رحمه اللّه،هو الّذِی ذَکَرَه الأَمِیرُ و غیرُه، و قالَ ابنُ السَّمْعَانِیّ :کنتُ أَسْمَعُ المَغَارِبَهَ یَفْتَحونَها.و من هذا البَلَدِ أَبو غَالِبٍ تَمَّامُ بنُ غَالِبِ بنِ التَّیّانِیِّ اللُّغَوِیُّ ، صنِّفَ فی عِلْمِ اللُّغَهِ کِتَابَاً نَفِیساً مُفِیداً،و لمّا تَغَلَّب أَبُو إِسْحَاقَ علی مُرْسِیَهَ أَرسل إِلیهِ أَلْفَ دِینَارٍ علی أَنْ یَکْتُبَ اسْمَه علیه،فَأَبَی و قالَ :لو بَذَلْتَ لی الدُّنْیَا ما وَضَعْتُ ،إِنّمَا کتبتُه لکُلِّ طالِبِ عِلْمٍ .
*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ علیه:
المَرَسُ ،مُحَرَّکَهً ،و المِرَاسُ ،بالکسرِ: المُمارَسَهُ ،و قد مَرِسَ مَرَساً ،کفَرِحَ .و یقال:إِنّه لَمَرِسٌ حَذِرٌ.أَی شَدِیدٌ مُجَرِّبُ الحُرُوبِ .
و یقال:هُم علَی مَرِسٍ وَاحِدٍ،ککَتِفٍ ،و ذلک إِذا استَوَتْ أَخْلاقُهُمْ .
و جَمْعُ المَرِسِ : أَمْرَاسٌ ،و هم الأَشِدَّاءُ الذِین جَرَّبُوا الأُمُورَ و مَارَسُوهَا ،و مِنْهَا
16- الحَدِیثُ : «أَما بَنُو فُلانٍ فحَسَکٌ أَمْرَاسٌ ».
و المَرْسُ ،بالفَتْحِ :الدَّلْکُ و الإِدافَهُ .
و تَمَرَّس الرَّجُلُ بدِینِه،إِذَا لَعِب بِه و تَعَبَّثَ به،کما فی الحَدِیثِ (4)،و هو مَجَازٌ و قِیلَ :هو مُمَارَسَهُ الفِتَنِ و مُثَاوَرَتُهَا و الخُرُوجُ علی الإِمامِ .
ص:471
و یُقَال:ما بِفُلانٍ مُتَمَرَّسٌ ،إِذا نُعِتَ بالجَلَدِ و الشِّدَّهِ ، حتَّی لا یُقَاوِمَه مَن مَارَسَه .لأَنَّه قد مَارَسَ النَّوَائِبَ و الخُصُومَاتِ ،و هو مَجَازٌ،و یُقَالُ ذلک أَیضاً للشَّحِیحِ الَّذِی لا یَنَالُ منه مُحْتَاجٌ ،و هو مَجَازٌ أَیضاً،و ذلک لِتَمَرُّسٍ به.
و هو یَقْضِبُ الأَمْرَاسَ مِن مَرَحِه،أَی الحِبَالَ ،و هو مَجَازٌ.
و البَعِیرُ یَتَمَرَّسُ بالشَّجَرَهِ :یَأْکُلُهَا وَقْتاً بَعْدَ وَقْتٍ ،و هو مَجَازٌ.
و فُلانٌ یَتَمَرَّسُ بالشَّجَرَهِ :یَأْکُلُهَا وَقْتاً بَعْدَ وَقْتٍ ،و هو مَجَازٌ.
و فُلانٌ یَتَمرَّسُ بِی،أَی یَتَعَرَّضُ لِی بالشَّرِّ،و هو مَجَازٌ.
و بَنُو مُرَیْسٍ ،کزُبَیْرٍ:بَطْنٌ مِن العَرَبِ ،عن ابنِ دُرَیْدٍ (1).
و قال أَبو زید:یُقَالُ للرَّجُلِ الَّلئیم الَّذِی لا یَنْظُر إِلی صاحِبِه و لا یُعْطِی خَیْراً:إِنّه لَیَنْظُرُ إِلی وَجْهٍ أَمْرَسَ أَمْلَسَ ، أَی لا خَیْرَ فیه،و لا یَتَمَرَّسُ به أَحدٌ (2)لأَنّه صُلْبٌ لا یُسْتَغَلُّ منه شیءٌ.
و تَمَرَّسَ بِه:ضَرَبَهُ ،قال:
تَمَرَّسَ بِی مِنْ جَهْلِهِ و أَنا الرَّقِمْ (3)
و امْتَرَسَتِ الأَلْسُنُ فی الخُصُومَاتِ :تَلاَجَّتْ و أَخَذَ بَعْضُها بَعْضاً،و هو مَجازٌ،قال أَبو ذُؤَیْبٍ یَصِفُ صائِداً،و أَنَّ حُمُرَ الوَحْشِ قَرُبَتْ منه بمَنْزِلَهِ مَن یَحْتَکُّ بالشیْ ءِ:
فنَکِرْنَه فنَفَرْنَ و امْتَرَسَتْ بِهِ
هَوْجَاءُ هَادِیَهٌ و هَادٍ جُرْشُعُ
قال السُّکَّرِیّ :الهَوْجَاءُ:الأَتَانُ ،و امْتَرَسَتْ به:جَعَلَتْ تُکَادِمُه (4)و تُعَالِجُه.و یقال: امتَرَسَ بها:نَشِبَ سَهْمُه فیها.
و المَرَسَهُ ،مُحَرَّکهً :حَبْلُ الکَلْبِ ،و الجَمْعُ کالجَمْعِ ، هکذا ذکرَه طَرَفَهُ فی شِعْرِه (5).و تَمَرَّسَ به:تَمَسَّحَ .
و المُمَارَسَهُ :المُلاعَبَهُ ،و هو مَجَازٌ،و منه
1- حَدِیثُ علیّ رضی اللّه عَنْه: «زَعَمَ أَنِّی کُنْتُ أُعَافِسُ و أُمَارِسُ ». أَی أُلاعِبُ النِّسَاءَ.
و المَرْسُ ،بالفَتْح:السَّیْرُ الدّائِمُ .
و قالُوا: أَمْرَسُ أَمْلَسُ ،فبَالَغُوا فیه،کما قالُوا:شَحِیحٌ بَحِیحٌ ،رواه ابنُ الأَعْرَابِیِّ .
و تَمَرَّسَ بالطِّیبِ :تَلَطَّخَ به،و هو مَجازٌ.
و المَرِیسِیَّهُ :الرِّیحُ الجَنُوبُ الَّتِی تأْتِی مِن قِبَلِ الجَنُوبِ (6).
و المِرَاسُ :داءٌ یَأْخُذُ الإِبِلَ ،و هو أَهْوَنُ أَدْوائِهَا،و لا یَکُونُ فِی غَیْرِهَا،عنِ الهَجَرِیِّ .
و دَرْبُ المَرِّیسِیّ :ببَغْدَادَ،منسوبٌ الی بِشْر بن غیاثٍ ، نقلَه الصاغانیّ .
و أَبُو الرِّضا زَیْدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ إِبرَاهِیمَ الخِیَمِیُّ المُرَیِّسِیُّ ، مُصَغَّراً مُشَدَّداً،حَکَی عنه السِّلَفِیُّ .
و مَرَسُ ،مُحَرَّکَهً :مَوْضِعٌ ،هکذا ضبَطَه الصّاغَانِیُّ و قال ابنُ السَّمْعَانِیّ : مَرْسُ ،بفتح المِیمِ :قَرْیَه مِن أَعْمَالِ المَدِینَهِ ،و نُسِب إِلیَها أَبُو عَبْدِ اللّه مُحَمَّدُ بنُ إِسماعِیلَ بنِ القاسمِ بنِ إِسماعِیلَ العَلَوِیُّ ،رَوی عن أَبِیه عن جَدّه، هکذا نَقَلَ عنه الحافِظُ .قلتُ :و هو تَحْرِیفٌ قَبِیحٌ ،فإِنَّ أَبَا عَبْدِ اللّه المَذْکُورَ إِنَّمَا یُقَالُ له:الرَّسِّیُّ ،بالرّاءِ و السِّین المُشَدَّده؛لأَنَّ جَدَّه القاسِمَ کان یَنْزِلُ جَبَلَ الرَّسِّ بالمَدِینَهِ ، فیقَالُ لأَوْلاَدِه:الرَّسِّیُّون،و قد تقدَّم ذلِکَ ،و العَجَبُ من الحافِظِ ،کیفَ سَکَتَ علی هذا:
و مَرْسِینُ ،بالفَتح و کسر السّین:شَجَرهُ الآسِ ،و هو رَیْحَانُ القُبُورِ،مِصْرِیَّهٌ ،أَو مَحَلُّها النُّونُ .
و المَرْسُ :أَسْفَلُ الجَبَلِ و حَضِیضُه یَسِیلُ فیه المَاءُ فیَدِبُّ دَبِیباً و لا یَحْفِرُ،و جَمْعه أَمْراسٌ ،و الشّین لغهٌ فیه.قالهُ ابنُ شُمَیْلٍ .
ص:472
و مُرَیْسُ ،کزُبَیْر:قَرْیَهٌ .
*و ممّا یسْتَدْرَکُ عَلَیْه:
المِرْجَاسُ ،بالکَسْر:حَجَرٌ یُرْمَی به فی البئر لیَطیِبَ ماؤُهَا،و تُفْتَحَ عُیُونُهَا.أَهْمَلَه الجَمَاعَهٌ ،و نقله صاحِبُ اللِّسَانِ عن أَبِی الفَرَجِ (1)،و أَنْشَدَ:
إِذا رَأَوْا کَرِیهَهً یَرْمُونَ بِی
رَمْیَکَ بالمِرْجاسِ فی قَعْرِ الطَّوِی
و هو بلُغَهِ الأَزْدِ:البِرْجاسُ ،بالبَاءِ.و الشِّعْر لسَعْدِ بنِ المُنْتَخِرِ البَارِقِیِّ ،رواه المُؤَرِّجُ هکذا بالبَاءِ،و قد تَقَدَّم فی موضعِه.
مَرْقَسٌ ،کجَعْفَرٍ ،أَهْمَلَه الجَمَاعَهُ ،و قد تَقَدَّمَ للمُصَنِّف رحمه اللّه فی«ر ق س»وَزْنُه کمَقْعَدٍ،و قال الصّاغَانِیُّ هُنَاکَ :إِنه لَقَبُ عَبْدِ الرَّحْمنِ الطّائیِّ الشاعِرِ أَحَدِ بَنِی مَعْنِ بنِ عَتُودٍ. وَزْنُه فَعْلَلٌ لا مَفْعَلٌ و هو یَرُدُّ کَلامَه فی الأَوَّلِ ؛لأَنَّه وَزَنَه هُنَاکَ بمَقْعَدٍ،کما تَقَدَّم- لِعَوَزِ مادَّهِ ر ق س و إِیرادُ المُصَنِّفِ هُنَاکَ یدلُّ علَی عَدَمِ عَوزهِ ،و هو غَرِیبٌ ،و مع غَرَابَتِه و مُصَادَمَهِ بَعْضِه بَعْضاً فقد غَلِطَ فیه، قالَه و قَلَّدَ فیه الصّاغانِیَّ فی غَلَطِه،کما قلَّدَ هو أَبا القَاسِمِ الحَسَنَ بنَ بِشْرٍ الآمِدِیَّ ،فإِنَّ الصَّوابَ فیه:عبدُ الرَّحمنِ بنُ مَرْقَسٍ ،کما صَرَّح به الآمِدِیُّ صاحِبُ المُوَازَنِه،و حقَّقَه الحافِظُ ابنُ حَجَرٍ،رَحِمَه اللّه تَعَالَی،فی التَّبْصِیر،و اخْتَلَفُوا فی وزِنه أَیضاً،فضبَطَه الحافِظُ : مُرْقِس ،کمُحْسِنٍ ،و ضبَطه الآمِدِیُّ کجَعْفَرٍ (2)،فتأَمَّلْ حَقَّ التأَمُّلْ .
و المَرْقَسِیُّ :مَنْسُوبٌ إِلی حَیّ مِنْ طَیِّ ءٍ (3)یُقَالُ لَهُم:بَنُو امْرئ القَیْسِ ،کذا أَورده ابنُ عَبّادِ فی المُحِیطِ ،فی الرُّباعِیّ .
*و مِمّا یُسْتَدْرَک علیه:
مَرْقَسُ ،بالفَتْح:قَرْیَهٌ بالبُحَیْرَهِ من أَعْمَالِ مِصْرَ،و قددَخَلْتُهَا،و قیل:هی بالصاد،و سُمِّیَتْ باسمِ رجُلٍ من الرُّهْبَانِ ،جاءَ ذِکْرُه فی الخِطَطِ للمَقْرِیزِیّ .
مَسِسْتُه ،بالکسر، أَمَسُّه مَسًّا و مَسِیساً ،کأَمِیرٍ، و مِسِّیسَی کخِلِّیفَی ،مِن حَدِّ عَلِمَ ،هذِه اللُّغَهُ الفَصِیحَهُ .
و مَسَسْتُه ،کنَصَرْتُه ، مَسًّا ،لغه،حکاه أَبو عُبَیْدَهَ ، و رُبَّمَا قیل: مِسْتُه ،بحذفِ سِینٍ الأُولَی و إِلقاءِ الحَرَکَهِ علی الفاءِ، کما قالوا:خِفْتُ ،نقلَه سِیبَوَیْهِ ،و هو شاذٌّ: أَی لَمَسْتُه بِیَدِی.قال الرّاغِبُ فی المُفْرَدَات: المَسُّ کاللَّمْسِ ،و لکن المَسَّ یُقَال لِطَلَبِ الشَّیْ ءِ و إِن لم یُوجَدْ،و اللَّمْسُ یُقَالُ فیما یکونُ معه إِدْرَاکٌ بحاسَّهِ اللَّمْسِ .
قال الجَوْهَرِیُّ :و منهم مَن لا یُحَوِّلُ کَسرَه السّین إِلی المِیمِ ،بل یَتْرُکُ المِیمَ علی حالِهَا مفتوحهً ،و هو مثلُ قولِه تعالَیَ : فَظَلْتُمْ تَفَکَّهُونَ (4)یُکْسَرُ و یُفْتَح،و أَصله ظَلِلْتُم، و هو من شَوَاهِدِ (5)التَّخْفِیفِ ،و أَنشد الأَخْفَشُ لابن مَغْراءَ:
مِسْنا السَّمَاءَ فنِلْنَاهَا وَطَاءَ لَهُمْ
حَتَّی رأَوْا أُحُداً یَهْوِی و ثَهْلاَنَا
رُوِیَ بالوَجْهَیْنِ .
و من المَجَاز: المَسُّ :الجُنُونُ ،کالأَلْس و اللَّمَم،قالَ اللّه عَزَّ و جَلَّ : اَلَّذِی یَتَخَبَّطُهُ الشَّیْطانُ مِنَ اَلْمَسِّ (6)و قَد مُسَّ بِه بالضَّمِّ أَی مَبْنِیًّا للمَفْعُولِ فهو مَمْسوسٌ :به مَسٌّ من الجُنُونِ ،کأَنَّ الجِنَّ مَسَّتْه ،و قال أَبو عَمْرٍو:المَأْسُوسُ و المَمْسُوسُ و المَأْلُوسُ (7):کُلُّه المَجْنُونُ .
و من المَجَازِ:قولُه تَعالَی: ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (8)أَی أَوَّلَ ما یَنَالُکُمْ مِنْهَا ،قال الأَخْفَشُ :جَعلَ المَسُّ مَذَاقاً،کما یُقَال:کیفَ وَجَدْتَ طَعْمَ الضَّرْبِ ؟و کقَوْلِکَ :وَجَدَ فُلاَنٌ مَسَّ الحُمَّی ،أَیْ أَوَّلَ ما نَالَهُ مِنْهَا.و فی اللِّسَان:أَی رَسَّهَا و بَدْأَهَا قبلَ أَنْ تَأْخُذَه و تَظْهَرَ.
وَ بَیْنَهُمَا (9)رَحِمٌ ماسَّهٌ أَی قَرَابَهٌ قَریبَهٌ ،و کذلِکَ مَسَّاسَهٌ ، و هو مَجَازٌ. و قد مَسَّتْ بِکَ رَحِمُ فُلاَنٍ ،أَی قَرُبَتْ .
ص:473
و حَاجَهٌ ماسَّهٌ ،أَی مُهِمَّهٌ .و قد مَسَّتْ إِلیه الحَاجَهُ ، و یَقُولُونَ : مَسِیسُ الحاجَه.
و المَسُوسُ ،کصَبُورٍ ،من المَاءِ :الذِی بَیْنَ العَذْبِ و الْمِلْح قالَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و هو مَجَازٌ، و قیل: المَسُوسُ :
المَاءُ نالَتْهُ هکذا فی النُّسَخِ ،و الصَّوَاب:تَنَاوَلَتْهُ الأَیْدِی ، فهو علی هذا فی معنی مَفْعُول،کأَنَّهُ مُسَّ حِینَ تُنُووِل بالیَدِ، و قیل:هو المَرِیءُ الَّذِی إِذا مَسَّ الغُلَّهَ ذَهَبَ بهَا، قالَ ذُو الإِصْبَعِ العَدْوَانِیُّ :
لَوْ کُنْتَ ماءً کُنْتَ لاَ
عَذْبَ المَذَاقِ و لاَ مَسُوسَا
مِلْحاً بَعِیدَ القَعْرِ قَدْ
فَلِّتْ حِجَارَتُهُ الفِؤُوسَا
قال شَمِرٌ:سُئِلَ أَعْرَابیٌّ عَن رَکِیَّهٍ ،فقال:ماؤُهَا الشِّفَاءُ المَسُوسُ .الذی یَمَسُّ الغُلَّهَ فیَشْفِیها ،فهو علی ذلک فَعُولٌ بمَعْنَی فاعِلٍ . و قال ابنُ الأَعْرابیّ : کل ما شَفَی الغَلِیلَ فهو مَسُوسٌ .
و قیل: المَسُوسُ :المَاءُ العَذْبُ الصَّافی ،عن الأَصْمَعِیّ .و قِیلَ :هو الزُّعَاقُ یُحْرِقُ کُلَّ شَیْ ءٍ بمُلُوحَتِه، ضِدٌّ ،و لا یَظْهَرُ وَجْهُ الضِّدیّه إِلاّ بما ذکَرْنا،و کلامُ المصنِّفِ مَنْظُورٌ فیه.
و المَسُوسُ : الفَادَزَهْرُ ،و هو التِّرْیَاقُ ،قال کُثَیِّر:
فَقَدْ أَصْبَحَ الراضُونَ إِذْ أَنْتُمُ بهَا
مَسُوسَ البِلاَدِ یَشْتَکُون وَبَالَهَا
و مَسُوسُ : ه،بمَرْوَ ،نَقَلَه الصَّاغَانِیُّ .
و المَسْمَاسُ ،بالفَتْحِ : الخَفِیفُ ،یُقَال:قَتَامٌ مَسْمَاسٌ ، قال رُؤْبَهُ :
وَ بَلَدٍ یَجْرِی عَلیْهِ العَسْعَاسْ
منَ السَّرَابِ و القَتَامِ المَسْمَاسْ
نقله الصاغانِیُّ .
و أَبُو الحَسنِ بُشْرَی بنُ مَسِیسٍ ،کِأَمیرٍ الفاتِنیُّ (1)، مُحَدِّثٌ مشْهُورٌ. و مُسَّهُ ،بالضّمِّ :عَلَمٌ للنِّسَاءِ ،و منهنّ : مُسَّهُ الأَزْدِیَّه، تابِعِیَّهٌ .قلتُ :رَوَی عنها أَبُو سَهْلٍ البُرْسَانیُّ ،شیخٌ لابنِ عَبْدِ الأَعْلَی.
و فی الصّحَاحِ :أَمّا قَوْلُ العَرَبِ لا مَسَاسِ ،کقَطَامِ ، فإِنَّمَا بُنِیَ علی الکَسْرِ؛لأَنَّهُ مَعْدُولٌ عن المَصْدَرِ،و هو المَسُّ ، ایْ لا تَمَسُّ ،و به قُرئَ فی الشواذِّ،و هو قِرَاءَهُ أَبی حَیْوَهَ و أَبی عَمْرٍو.
و قَد یُقَال: مَسَاسِ ،فی الأَمْرِ،کدَرَاکِ و نَزَالِ ،و قولُه تعالی : فَإِنَّ لَکَ فِی الْحَیاهِ أَنْ تَقُولَ لا مِساسَ (2)بالکَسْر، أَی وَ فَتْحِ السیّن مَنْصُوباً علی التَّنْزِیهِ : أَی لا أَمَسُّ و لا أَمَسُّ ،حَرَّم مخَالَطَهَ السَّامِرِیِّ عُقُوبَهً له،فلا مِسَاسَ ،معناهُ لا تَمَسَّنِی ،أَو لا مُمَاسَّهَ ،و قد قُرِئ بهمَا،فلَوْ قالَ :و قَوْلُه لا مِساسَ کقَطَامِ و کِتَابٍ ،أَی لا تَمَسَّنِی أَو لا مُمَاسَّهَ ، لأَصَابَ فی الاخْتِصَارِ،فَتَأَمَّلْ . و کذلکَ ،أَی کَمَا أَنَّ المِسَاسَ یکونُ مِنَ الجَانِبَیْن کذا التَّماسُّ ،و منه قولُه تَعَالَی:
مِنْ قَبْلِ أَنْ یَتَمَاسّا (3)و هو کِنَایهٌ عَنِ المُبَاضَعَهِ ،و عِبَارَهُ التّهْذِیبِ :و المُمَاسَّهُ :کنَایَهٌ عن المُبَاضَعَهِ ،و کذلک التَّمَاسُّ ،و هذا أَحْسَنُ منْ قولِ المُصَنِّفِ ،فتأَمَّلْ .
و الْمِسْمَاسُ ،بالکَسْر،و المَسْمَسَهُ :اختِلاطُ الأَمْرِ و الْتِبَاسُه و اشْتبَاهُه،قال رُؤبَهُ :
إِنْ کُنْتَ منْ أَمْرِکَ فی مِسْمَاسِ
فَاسْطُ عَلَی أُمِّکَ سَطْوَ المَاسِی
هکذَا أَنْشَدَه الجَوْهَریُّ و اللَّیْثُ و الأَزْهَریُّ لرُؤْبَهَ ،قالَ الصّاغَانیُّ :و لیسَ له،کَأَنَّهُ لم یَجِدْه فی دِیوَانِه.قِیلَ :
خَفَّف سِینَ المَاسِی،کما یُخَفِّفُونَها فی قَوْلِهمْ : مَسْتُ الشَّیْ ءَ،أَی مَسِسْتُهُ .و غَلَّطه الأَزْهَریُّ ،و قال:إِنَّمَا الماسِی :الَّذِی یُدْخِل یدَه فی حَیَاءِ الأُنْثَی لاسْتخْرَاجِ الجَنِینِ إِذا نَشِبَ ،یُقَال:مَسَیْتُها مَسْیاً.رَوَی ذلِک أَبُو عُبَیْدٍ عنِ الأَصْمَعِیّ .و لیس المَسْیُ مِن المَسِّ فی شَیْ ءٍ.
*و مِمَّا یُسْتَدْرکُ عَلَیْه:
أَمْسَسْتُه الشَّیْ ءَ فمَسَّهُ .و منه
16- الحَدِیثُ : «و لم یَجِدْ مَسًّا
ص:474
مِن النَّصَبِ ». هو أَوَّلُ ما یُحِسُّ به من التَّعَبِ ،و یُطْلَق فی کُلّ مَا یَنَالُ الإِنْسَانَ مِن أَذًی،کقوله تعالی: لَنْ تَمَسَّنَا النّارُ (1)و مَسَّتْهُمُ الْبَأْساءُ (2)و مَسَّنِیَ الضُّرُّ (3)و مَسَّنِیَ الشَّیْطانُ (4)کلُّ ذلک نَظَائِرُ لقَوْلِه تَعَالَی: ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (5).
و المَسُّ :کُنِّیَ به عن النِّکاح،فقیل: مَسَّهَا ،و مَاسَّهَا ، و قولُه تَعَالَی: مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ (6)و ما لَمْ تَمَسُّوهُنَّ (7)و قُرِئَ : مَا لَمْ تَمَاسُّوهُنَّ .و المَعْنَی وَاحِدٌ، و کذلِکَ المَسِیسُ و المَسَاسُ .و قَال أَحمدُ بنُ یحیی:اخْتَار بعضُهُم: ما لَمْ تَمَسُّوهُنَّ .و قال:لأَنَّا وَجَدْنَا هذا الحَرْفَ فی غیر (8)مَوْضِعٍ مِنَ الکِتَاب بغَیْرِ أَلِفٍ ،فکُلّ شیءٍ من هذا البابِ فهو فِعْلُ الرجُلِ فی بَابِ الغِشْیَانِ .
و
16- فی الحَدِیثِ : « فمَسَّهُ بِعَذَابٍ ». أَی عاقَبَهُ و
16- فی حَدیثِ أَبِی قَتَادَهَ و المِیضَأَه: «فأَتَیْتُه بها فَقَالَ : مَسُّوا مِنْهَا». أَی خُذُوا منهَا المَاءَ و تَوَضَّؤُوا.
و أَصْلُ المَسِّ بالیَدِ،ثمّ استُعِیر للأَخْذ و الضَّرْب،لأَنَّهُمَا بالیَدِ.و للْجِمَاعِ ؛لأَنّه لَمْسٌ ،و للجُنُونِ ؛کأَنَّ الجِنَّ مَسَّتْه .
و ماسَّ الشَّیْ ءَ بالشَّیْ ءِ مُماسَّهً و مِسَاساً :لَقِیَه بذاتِه.
و تَمَاسَّ الجِرْمانِ : مَسَّ أَحدُهما الآخَرَ و حَکَی ابنُ جِنِّی:
فأَمَسَّه إِیّاهُ .فعَدّاه إِلی مفعولَیْن،کما تَرَی،و خَصَّ بعضُ أَهلِ اللُّغَه:فَرَسٌ مُمَسٌّ بتَحْجِیلٍ ،أَراد: مُمَسٌّ تَحْجِیلاً، و اعْتقدَ زیادهَ الباءِ،کزیَادَتِهَا فی قَوْله تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ (9)و یَذْهَبُ بِالْأَبْصارِ (10).من تَذْکِرَهِ أَبِی عَلِیّ الهَجَرِیّ .
و قال ابنُ القَطّاع: أَمَسَّ الفَرَسُ :صارَ فی یَدَیْه و رِجْلَیْه بَیَاضٌ ،لا یَبْلُغُه التَّحْجِیلُ .و قد مَسَّتْه مَوَاسُّ الخَیْرِ و الشَّرِّ:عَرَضَتْ له.
و مَسْمَسَ الرَّجُلُ ،إِذا تَخَبَّطَ .
و رِیقَهٌ مَسُوسٌ ،عن ابن الأَعْرَابِیِّ :تَذْهَبُ بالعَطَشِ ، و أَنْشَدَ:
یا حَبَّذَا رِیقَتُکِ المَسُوسُ
إِذْ أَنْتِ خَوْدٌ بادِنٌ شَمُوسُ
و قال أَبو حَنِیفَهَ رحِمَهُ اللّه تَعَالَی:کَلأٌ مَسُوسٌ :نَامٍ فی الرَّاعِیَهِ ناجِعٌ فیها.
و أَمَسّهُ شَکْوَی،أَی شَکَا إِلیه،و هو مَجَازٌ.
و المَسَّهُ :لُعْبَهٌ للعَرَبِ ،و هی الضَّبْطَهُ .
و المِسُّ ،بالکَسْرِ:النُّحاسُ .قال ابنُ دُرَیْدٍ:لا أَدْرِی أَ عربیٌّ هو أَم لا.قلْت:هی فارِسِیَّهٌ ،و السِّینُ مخفَّفَه.
و یُقَال:هو حَسَنُ المَسِّ فی ماله،و رأَیتُ له مَسًّا فی مالِه،أَی أَثَراً حَسَناً،کما یُقَال:أُصْبُعاً،و هو مَجَازٌ.
مَطَسَ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال اللیْثُ : مَطَسَ المُعْذِرُ العَذِرَهَ یَمْطِسُهَا مَطْساً : رَمَاهَا بمَرَّهٍ .
و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ (11): مَطَسَ وَجْهَه:لَطَمَهُ ،و بِیَدِه:
ضَرَبَهُ .
مَعَسَهُ ،أَی الأَدِیمَ ، مَعْساً ، کمَنَعَه ،إِذا دَلَکَهُ فی الدِّباغِ دَلْکاً شَدِیداً حتَّی لَیَّنَه،و
14- فی الحَدیث: «أَن النّبیَّ صلی اللّه علیه و سلم مَرَّ علی أَسْمَاءَ بنْتِ عُمَیْسٍ و هِی تَمْعَسُ إِهَاباً لَهَا». أَی تَدْبغُه.و أَصْلُ المَعْسِ :المَعْکُ و الدَّلْکُ للجِلْد بَعْدَ إِدْخَالِه فی الدِّباغِ .
و من الکِنَایَهِ : مَعَسَ جَارِیَتَه:جَامَعَهَا ،و هو مِن ذلِکَ ..
و مَعَسَهُ مَعْساً : أَهانَهُ و دَعَکَهُ .
و مَعَسَه فی الحَرْبِ مَعْساً :حَمَلَ علیه،و طَعَنَه بالرُّمْحِ ، و هذه عن ابنِ دُرَیْدٍ.
و یُقَالُ : ما فی النَّاقَهِ مَعْسٌ ،بالفَتْح،أَی لَبَنٌ .
و یُقَال: رَجُلٌ مَعَّاسٌ فی الحَرْبِ ، کشَدَّادٍ أَی مِقْدَامٌ یحْمِل و یَطْعُنُ .
ص:475
و الامْتِعَاسُ فی قولِ الراجزِ:
و صاحِبٍ یَمْتَعِسُ امْتِعَاسَا
کأَنَّ فِی جَالِ اسْتِه أَخْلاَسَا (1)
تَمْکِینُ الاسْتِ من الأَرْضِ و تَحْریکُها عَلَیْهَا،کما یُمْعَسُ الأَدِیمُ ،هکذا نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .
*و مِمّا یُسْتَدْرَک علیه:
المَعْسُ :الحَمْلُ فی الحَرْبِ .
و المُتَمَعِّسُ :الْمِقْدَامُ فیهَا.
و مَنِیئَهٌ مَعُوسٌ :حُرِّکَتْ فی الدِّباغِ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ ، و أَنشد:
یُخْرِجُ بَیْنَ النّابِ و الضُّرُوسِ
حَمْرَاءَ کَالمَنِیئَهِ المَعُوسِ
یَعْنِی بالحَمْرَاءِ الشِّقْشِقَهَ ،شَبَّهها بالمَنِیئَهِ المُحَرَّکَهِ فی الدِّباغِ .
و المَعْسُ :الحَرَکهُ .و امْتَعَس :تَحرَّکَ .
و امْتَعَس العَرْفَجَ :امْتَلأَتْ أَجْوَافُه منْ حُجَنِه حَتَّی لا تَسْوَدَّ (2).
مَغَسَه ،کمَنَعَه ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ ابنُ القَطّاعِ : مَغَسَه بالرُّمْحِ مَغْساً : طَعَنَه به،لُغَهً فی المُهْلَه.
و مَغَسَه الطَّبِیبُ : جَسَّهُ ،قال رُؤْبَهُ :
و الدَّیْنُ یُحْیِی هاجِساً مَهْجُوسَا
مَغْسَ الطَّبیبِ الطَّعْنَهَ المَغْوسَا
أَی الدَّیْنُ یُحْیِی الهم المُهِمَّ ،أَی یَهِیجُه.
و قد مُغِسَ الرجُلُ ، کعُنِیَ و فَرِح، مَغْساً و مَغَساً -فیهما اللَّفُّ و النَّشْرُ المُرَتَّبُ ،قال اللِّحْیَانِیُّ :فی بَطْنِه مَغْسٌ و مَغَسٌ ،أَی الْتِوَاءٌ،و أَنْکَرَ ابنُ السِّکِّیتِ التَّحْرِیکَ - لغهٌ فی الصّادِ ،و قال اللَّیْثُ : المَغْسُ :تَقْطِیعٌ یَأْخُذُ فی البَطْنِ .
*و مِمّا یُسْتَدْرَک علیه:
مَغَسَ المَرْأَهَ مَغْساً :نَکَحَهَا.نَقَلَه ابنُ القَطّاع.و بَطْنٌ مَغوسٌ .
و امَّغَسَ (3)رأْسُه بنِصْفَیْن من بَیاضٍ و سَوادٍ:اخْتَلَط .
تَمَقْحَسَتْ نَفْسِی و تَمَقَّسَتْ :غَثَتْ وَ لقِسَتْ ، هذا الحَرْفُ أَهْمَلَه الجَوّهَرِیُّ و الصّاغانِیُّ فی التَّکْمِلَه.
و صاحِبُ اللّسَان.و فی العُبَابِ عن أَبِی عُمَرَ الزاهِدِ:أَی غَثَتْ ،و أَنْشَدَ:
نَفْسِی تَمَقْحَسُ من سُمَانَی الأَقْبُرِ (4)
قلت:و قد تَقَدَّم للمُصنِّفِ أَیضاً فی«حمقس»قال:
التَّحَمْقُسُ :التَّخَبُّثُ ،و مِثْلُه فی العُبَابِ .
مَقْسٌ :ع علَی نِیلِ مِصْرَ بَیْنَ یَدَیِ القَاهِرَهِ ، و منه البَدْرُ مُحَمَّدُ بنُ علیِّ بنِ عبدِ الغَنِیّ السُّعُودِیُّ القَاهِرِیُّ ،سَمِع علی السَّخَاوِیِّ و غیره.
و قالَ أَبُو سَعِیدٍ الضَّرِیرُ: مَقَسَه فی الماءِ مَقْساً ،و قَمَسَهُ قَمْساً: غَطَّهُ فیه غَطًّا،و هو علی القَلْبِ .
و مَقَسَ القِرْبَهَ :مَلأَهَا ،فانْقَمَسَتْ .
و مَقَسَ الشَّیْ ءَ:کسَرَه أَو خَرَقَه.
و مَقَسَ المَاءُ:جَرَی فی الأَرْض.
و مَقَّاسٌ ،ککَتَّانٍ :جَبَلٌ بالخَابُورِ و مَقَّاسٌ لَقَبُ مُسْهِرِ (5)بن النُّعْمَان بنِ عَمْرِو بنِ رَبِیعَهَ بنِ تَیْم بنِ الحَارِثِ بنِ مالک بنِ عُبَیْد بنِ خُزَیْمَهَ بنِ لُؤَیِّ بنِ غالِب العَائِذِیِّ الشاعِر نِسْبَهً إِلی عَائِذَهَ بنتِ الخِمْس بن قُحافَهَ (6)،و هی أُمُّهم،و قیل له: مَقَّاسٌ لأَنَّ رجُلاً قال:
هو یَمْقُسُ الشِّعْرَ کیفَ شاءَ،أَی یَقُولُه ،یقال مَقَسَ مِن الأَکْلِ مَا شَاءَ.و کُنْیَتُه أَبُو جِلْدَهَ .
و مَقِسَتْ نَفْسُه،کفَرِحَ ، مَقَساً : غَثَتْ ،و قیل:تَقَزَّزَتْ و کَرِهَتْ ،و نحو ذلک،و قال أَبو عَمرو: مَقِسَتْ نَفْسی مِن
ص:476
أَمْرِ کذا، تَمْقَسُ ،فهی مَاقِسَهٌ ،إِذا أَنِفَتْ ،و قال مَرَّهً :
خَبُثَتْ ،و هی بمَعْنَی لَقِسَتْ ، کتَمَقَّسَتْ ،قال أَبو زید:صادَ أَعرَابِیٌّ هامَهً فأَکَلها،فقال:مَا هذا؟فقیل:سُمَانَی،فغَثَتْ نَفْسُه فقال:
نَفْسِی تَمَقَّسُ مِنْ سُمَانَی الأَقْبُرِ
و یُروَی:تَمَقْحَسُ ،کما تقدَّم.
و التَّمْقِیسُ فی الماءِ:الإِکْثَارُ مِن صبِّهِ ،عنِ ابن عَبّادٍ.
و المُمَاقَسَهُ :المُغَاطَّهُ فی الماءِ ،و کذلک التَّماقُسُ .و
17- فی الحَدیث: «خَرَجَ عبدُ الرَّحْمن بنُ زیدٍ و عاصِمُ بنُ عُمَرَ یَتَمَاقَسَانِ فی البَحْر». أَی یَتَغَاوَصَانِ .
و مِن المَجَازِ: هُو یُمَاقِسُ حُوتاً ،أَی یُقَامِسُ ،و قد تقدَّم.
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
المَقْسُ :الجَوْبُ و الخَرْقُ .
و مَقَسَ فی الأَرْضِ مَقْساً :ذَهَب فیها.
و امْرَأَهٌ مَقَّاسَهٌ :طَوَّافَهٌ .
مَکَسَ فی البَیْعِ یَمْکِسُ مَکْساً ، إِذا جَبَی مالاً ، هذا أَصْلُ مَعْنَی المَکْسِ .
و المَکْسُ :النَّقْصُ ،عن شَمِرٍ،و به فُسِّرَ قولُ جابِر بنِ حُنَیٍّ التَّغْلبیّ (1):
أَ فِی کُلِّ أَسْوَاقِ العِرَاقِ إِتَاوَهٌ
و فی کُلِّ ما بَاعَ امْرُؤُ مَکْسُ دِرْهَم
و قیل: المَکْسُ :انْتِقاصُ الثَّمَنِ فی البِیَاعَه.
و المَکْسُ : الظُّلْمُ ،و هو مَا یَأْخُذُه العَشَّارُ،و هو ماکِسٌ و مَکَاسٌ .و
16- فی الحَدیث: «لا یَدْخُلُ صاحِبُ مَکْسٍ الجَنَّهَ ».
و هو العَشَّارُ.
و المَکْسُ : دَرَاهِمُ کانَتْ تُؤخذُ (2)مِن بائِعِی السِّلَعِ فی الأَسْوَاقِ فی الجاهِلِیّهِ ،عن ابنِ دُرَیْد. أَو هو دِرْهَمٌ کان یَأْخُذُه المُصَدِّقُ بَعْدَ فَرَاغه من الصَّدَقَهِ ،قالَهُ ابنُ الأَعْرَابِیِّ .. و یُقال: تَمَاکَسَا فی البَیْع ،إِذا تَشَاحَّا ،عن ابنِ دُرَیْدٍ و مَاکَسَه الرجُلُ مُماکَسَهً : شَاحَّهُ . هکذا فی النُّسَخ،و فی بعضٍ شَاکَسَهُ (3)،و
17- فی حَدِیث عُمَرَ (4): «لا بَأْسَ بالمُمَاکَسَهِ فی البَیْع». و هو انْتِقَاصُ الثَّمَن و انْحِطاطُه،و المُنابَذَهُ بَیْنَ المُتَبَایعَیْن،و به فُسِّرَ
16- حَدِیثُ جابِرٍ: «أَتُرَی أَنَّمَا ماکَسْتُکَ لِآخُذَ جَملَکَ ».
و مِن دُونِ ذلِکَ مِکَاسٌ و عِکَاسٌ ،و هو أَنْ تأْخُذَ بناصِیتَهِ و یَأْخُذَ بناصِیَتِک،أُخِذَ مِن المَکْسِ ،و هو اسْتِنْقَاصُ الثَّمَنِ فی البِیَاعَهِ ؛لأَن المُمَاکِسَ یسْتَنْقِصُه،و قد مَرَّ فی ع ک س طَرَفٌ مِن ذلِکَ .
*و مما یسْتَدْرَک علیه:
مُکِسَ الرجُلُ ،کعُنِیَ :نُقِص فی بَیْعٍ و نَحْوِه.
و المُکُوسُ :هی الضَّرَائِبُ الّتِی کانَت تَأْخُذُها العَشَّارُونَ .
و ماکِسِینُ و مَاکِسُونَ :مَوْضِعٌ ،و هی قریهٌ علی شاطئِ الفُرَاتِ ،و فی النَّصْب و الخَفْض: ماکِسِینَ (5).
و شَبْرَی المِکَاسِ :قَرْیَهٌ شَرْقِیَّ القاهِرَهِ ،و قد ذُکِرَت فی «ش ب ر»و هی شَبْرَی الخیْمَهِ ؛لأَن خَیْمهَ المَکْسِ کانَتْ تُضْرَبُ فیهَا.
المَلْسُ :السَّوْقُ الشَّدیدُ ،قالَ الرَّاجِزُ:
عَهْدِی بِأَظْعانِ الکَتُومِ تُمْلَسُ
و یقَال: مَلَسْتُ بالإِبِلِ أَمْلُسُ بِهَا مَلْساً ،إِذا سُقْتَهَا سَوْقاً فِی خُفْیَه،قال الرّاجِزُ:
ملْساً بذَوْدِ الحَلَسِیِّ ملْسا
و المَلْسُ : اخْتِلاطُ الظَّلامِ ،و قیل:هو بَعْدَ المَلْث، کالإِمْلاس ،یُقَالُ :أَتَیْتُه مَلْسَ الظَّلامِ ،و مَلْثَ الظَّلامِ و ذلک حینَ یخْتَلِطُ اللیلُ بالأَرْضِ ،و یختلطُ الظلامُ ،یُسْتَعْملُ ظَرْفاً و غیرَ ظَرْفٍ ،و رُوِیَ عن ابن الأَعْرَابیّ :اختلَطَ المَلْسُ بالملْثِ ،و المَلْثُ أَوَّلُ سَوَادِ المغْرِبِ ،فإِذا اشْتَدَّ حتَّی یأْتِیَ
ص:477
وَقْتُ العِشَاء الآخِرَه فهو المَلْس بالمَلْثِ ،و لا یتمیَّزُ هذا مِن هذا،لأَنَّه قد دَخَل المَلْثُ فی المَلْسِ .
و المَلْسُ : سَلُّ خُصْیَیِ الکَبْشِ بِعُرُوقِهِما ،قال اللَّیْثُ :
خُصْیٌ مَمْلُوسٌ ،و یُقَالُ أَیْضاً:صَبِی مَمْلوسٌ .
و المَلُوسُ (1)،کصَبُورٍ،من الإِبِلِ :المِعْنَاقُ السّابقُ التی تَرَاهَا أَوَّلَ الإِبِلِ فی المَرْعَی و المَوْرِدِ و کُلِّ مَسِیرٍ. قاله أَبُو زَیْدٍ.
و مِن المجَاز: ناقَهٌ مَلَسَی ،کجَمَزَی ،أَی نِهَایَهٌ فِی السُّرْعَه ،کذا قالَه الزَّمَخْشَرِیُّ (2)،و قال غیرُه:أَی سَریعهٌ تَمُرُّ مَرًّا سَرِیعاً،و کذلِکَ ناقَهٌ مَلُوسٌ ،کصَبُورٍ،قالَ ابنُ أَحْمَرَ:
ملَسَی یَمَانِیَهٌ و شَیْخٌ هِمَّهٌ
مُتَقَطِّعٌ دونَ الیَمَانِی المُصْعِدِ
أَی تَمْلُسُ و تَمْضِی،لا یَعْلَقُ بها شَیْ ءٌ من سُرْعَتهَا.
و مِن المَجَاز:یُقَال: أَبِیعُکَ المَلَسَی لا عُهْدَهَ ،أَی تَتَمَلَّسُ و تَتَفَلَّتُ و لا تَرْجِعُ إِلیَّ ،و قَالَ الأَزْهَرِیُّ :و یُقال فی البَیْع: مَلَسَی لا عُهْدَهَ ،أَی قد انْملَسَ من الأَمْرِ،لا لَه و لا علَیْه.و قیلَ : الملَسَی :أَنْ یَبِیعَ الرَّجُلُ الشَّیْ ءَ و لا یَضْمَنَ عُهْدتَه،قال الرّاجِزُ:
لَمَّا رَأَیْتُ العَامَ عاماً أَعْبسَا
و مارَ بَیْعُ مَالِنَا بِالْمَلَسَی (3)
و قال الزَّمخْشَریُّ : المَلَسَی :هی البَیْعَهُ التی لا یَتَعلَّقُ بها تَبِعَهٌ و لا عُهْدهٌ .
و المَلاَسَهُ و المُلُوسَهُ ،الأَوّلُ بالفَتْح،و الثانی بالضّمِّ :
ضدُّ الخُشُونَهِ ،کذلک الملَسُ ،محرَّکَهً ، و قَدْ مَلسَ ککَرُمَ و نَصَرَ ، مَلاَسَهً وُ ملُوساً و مَلْساً ،فهو أَمْلَس و مَلِیسٌ ،قال عَبِید بنُ الأَبْرَصِ :
صَدْقٍ مِنَ الهِنْدیِّ أُلْبِسَ جُنَّهً
لَحِقَتْ بِکَعْبٍ کالنَّوَاهِ ملِیسِ
و الأَمْلَسُ (4):الصَّحِیحُ الظَّهْرِ بغیْر جَرَبٍ . و منه المَثَلُ :
هانَ عَلَی الأَمْلَسِ ما لاَقَی الدَّبِرْ
و الدَّبِرُ:الذی قد دَبِرَ ظَهْرُه. یُضْرَبُ فی سُوءِ اهْتِمَامِ الرجُلِ بشَأْنِ صاحِبِه ،و هو مَجَازٌ.
و یُقَال: خِمْسٌ أَمْلَسُ ،أَیْ مُتْعِبٌ شَدیدٌ ،قال المَرّارُ:
یَسِیر فِیها القَوْمُ خِمْساً أَمْلَسَا
و من المَجاز: الملْسَاءُ :الخَمْرُ السَّلِسَهُ الجَرْعِ فی الحَلْقِ ،کما قِیل للماءِ:زُلاَلٌ و سلْسَالٌ ،قال أَبو النَّجْم:
بِالْقَهْوَهِ المَلْسَاءِ مِنْ جِرْیالِهَا
و المَلْسَاءُ : لَبَنٌ حامِضٌ یُشَجُّ بِه المَحْضُ ، کالمُلَیْسَاءِ ، عن ابنِ دُرَیْدٍ.
و مُلَیْسٌ ،کزُبَیْرٍ:اسْمٌ .
و قال ابنُ الأَنْبَارِیّ : المُلَیْسَاءُ :نِصْفُ النَّهَارِ ،قالَ :
و قالَ رجلٌ مِنَ العَرَبِ لِرَجُلٍ :أَکْرَهُ أَنْ تَزُورَنی فی المُلَیْسَاءِ ،قال:لِمَ ؟قَال:لأَنَّه یَفُوتُ الغَدَاءُ و لم (5)یُهَیَّإِ العَشَاءُ.
و المُلَیْسَاءُ : بَیْنَ المَغْرِبِ و العَتَمَهِ نقلَه الصّاغَانِیُّ .
و قال أَبُو عَمْرٍو: المُلَیْسَاءُ : شَهْرُ صَفَر،و قال الأَصْمَعِیُّ : المُلَیْسَاءُ : شَهْرٌ بَیْنَ الصَّفَریَّه و الشِّتاءِ ،و هو وَقْتٌ تَنْقَطِعُ فیهِ المِیرَهُ .و قالَ ابنُ سِیدَه:و المُلَیْسَاءُ :الشَّهْرُ الّذِی تَنْقَطِعُ فیه المِیرَهُ ،قال:
أَفینَا تَسُومُ السَّاهِرِیَّهَ بَعْدَمَا
بَدا لَکَ مِنْ شَهْرِ المُلَیْسَاءِ کَوْکبُ (6)
یقُولُ :أَتَعْرِضُ علینا الطِّیبَ فی هذا الوَقْتِ و لا مِیرَهَ ؟ و المُلَیْسَاءُ : شیْ ءٌ مِن قُمَاشِ الطَّعَامِ یُرْمَی به.
و المُلَیْساءُ : حِصْنٌ بالطَّائِفِ ،و إِلیْهِ نُسِب العِزُّ عبدُ العِزیزُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عیسی بنِ مُحَمَّد بنِ عبدِ اللّه بنِ سَعیدِ بنِ عامِرِ بن جابرٍ المَذْحِجِیُّ المُلَیْسَائِیُّ ،وُلِد به سنه 815،و أَمَّ (7)بعْدَ أَبیه بجامِعِه،و تَزَوَّد إِلی الحَرَمَیْن،لَقِیَه
ص:478
البِقَاعِیُّ هُنَاک سنه 849،فکتَب عنه شِعْراً،و لکنَّه ضَبطَه بالتَّشْدیدِ.
و الإِمْلِیسُ ،بالکَسْر، و الإِمْلِیسَهُ ، بهاءٍ ،و هذه عن ابن عَبّاد: الفَلاَهُ لیس بهَا نَبَاتٌ ،ج، أَمَالِیسُ ،و أَمَالِسُ شاذٌّ ، حُذِفَت یاؤُه لضروره الشِّعْر فی قول ذی الرُّمَّه:
أَقولُ لِعَجْلَی بَیْنَ یَمٍّ و دَاحِسٍ
أَجِدِّی فَقَدْ أَقْوَتْ عَلَیْکِ الأَمَالِسُ
و قال شَمِرٌ: الأَمَالِیسُ :الأَرْضُ الَّتِی لَیْسَ بها شَجَرٌ و لا یَبِیسٌ و لا کَلأٌ و لا نَبَاتٌ ،لا یَکُونُ فیها وَحْشٌ ،و الواحِدُ:
إِمْلِیسٌ ،و کأَنَّهُ إِفْعِیلٌ مِن المَلاَمَسَهِ ،أَی أَنَّ الأَرْضَ مَلْسَاءُ لا شَیْ ءَ بها،و قال أَبُو زُبَیْدٍ،فسَمَّاها مَلِیساً :
فإِیّاکُمْ و هذا العِرْقَ و اسْمُوا
لِمَوْمَاهٍ مَآخِذُهَا مَلِیسُ
و قیل: الأَمَالِیسُ :جَمْعُ أَمْلاَس ،و أَمْلاسٌ :جَمْع مَلَسٍ ،محرَّکَهً ،و هو المکانُ المسْتَوِی لا نَبَاتَ به،قال الحُطَیْئَهُ .
و إِنْ لمْ یَکُنْ إِلاّ الأَمالِیسُ أَصْبَحَتْ
لَهَا حُلَّقٌ ضَرَّاتُهَا شَکِرَاتِ (1)
و الکَثِیرُ: مُلُوسٌ ،و أَرْضٌ مَلَسٌ و مَلَسَی و مَلْسَاءُ و إِمْلِیسٌ :
لا تُنْبِتُ ،[و سَنَهٌ مَلْسَاءُ ] (2)و الجَمْعُ أَمَالِسُ و أَمالِیسُ ،علی غَیْر قیاسٍ جَدْبَهٌ .
و الرُّمّانُ الإِمْلِیسُ :الحُلْوُ الطَّیِّبُ الّذِی لا عَجَمَ له،و کذا الإِمْلِیسِیُّ ،کأَنه مَنْسُوبٌ إِلیهِ أَی إِلی الإِمْلِیسِ ،بمَعْنَی الفلاهِ ،بِحَسَبِ المَعْنَی التَشْبِیهِیِّ ،من حَیْثُ إِنّ الرُّمَّانَ بِلا نَوَاهٍ ،کالفَلاَهِ بلا نَباتٍ ،حَقَّقَه شَیْخُنَا.
قلتُ :و أَصْلُ العِبَارَهِ فِی التَّهْذِیبِ :و رُمَّانٌ إِمْلِیسٌ و إِمْلِیسِیُّ :حُلْوٌ طَیِّبٌ لا عَجَمَ فیه،کأَنَّهُ مَنْسُوبٌ إِلیه.
فالضَّمِیرُ راجِعٌ إِلی إِمْلِیس ،بهذا المَعْنَی،وُصِفَ به الرُّمَّانُ ،و هو إِفْعِیلٌ مِن المَلاَسَهِ ،بمَعْنَی النُّعُومَهِ ،لا بمَعْنیالفَلاَه،کما نَقَلَه شیخُنَا،و لکنَّ المُصَنِّف لَمّا قَصَّر فی النَّقْل أَوقَع الشُّرَّاحَ فی حَیْرهٍ ،مع أَنه فاتَه أَیضاً ما نَقَلَه الصّاغَانِیُّ عن اللَّیْث:رُمَّانٌ مَلِیسٌ و إِمْلِیسٌ :أَطْیَبُه و أَحْلاَه،و هو الذی لا عَجَمَ له،فتأَمَّلْ .
و المَلاَّسَهُ ،کجَبَّانَهٍ :الخَشَبَهُ الّتِی تُسَوَّی بِهَا الأَرْضُ ، یُقَال: مَلَّسْتُ الأَرْضَ تَمْلِیساً ،إِذا أَجْرَیْتَ علیها المِمْلقَهَ بَعْدَ إِثارتِهَا.
و یقال: أَمْلَسَتْ شَاتُکَ یا فُلانُ ،أَی سَقَطَ صُوفُهَا ،عن ابنِ عَبّادِ.
و امَّلَسَ من الأَمْر، عَلَی افْتَعَلَ و تَمَلَّسَ و امْلاَسَّ ، کاحْمارَّ، و انْمَلَسَ ،کلُّ ذلِک بمَعْنَی: أَفْلَتَ ،و مَلَسَه غیرُه تَمْلِیساً .
و قالَ ابنُ دُریْدٍ و الزَّمَخْشَرِیُّ : امْتُلِس بَصَرُه،مَبْنِیًّا للمفْعُولِ ،أَی اخْتُطفَ ،و کذا اخْتُلِس (3).
و فی العُباب:التَّرْکِیبُ یَدُلُّ علی تَجَرُّدٍ[فی]شَیْ ءٍ،و أَلاّ یعْلَقَ به شَیْ ءٌ.و أَمَّا مَلَسُ الظَّلاَمِ فمِنْ بابِ الإِبْدالِ ، و أَصلُه الثاءُ.
*و مِمّا یُسْتَدْرکُ علَیْه:
قَوْسٌ مَلْساءُ :لا شَقَّ فِیها؛لأَنَّها إِذا لَمْ یَکُنْ فِیها شَقٌّ فهی مَلْسَاءُ .
و رَجُلٌ مَلَسَی :لا یَثْبُتُ علی العَهْدِ،کما لا یَثْبُت الأَمْلَسُ ،و فی المَثَل« المَلَسَی لا عُهْدَهَ له»یُضْرَب للَّذِی لا یُوثَقُ بوَفائه و أَمانَتِه،قیلَ :الذِی أَرادَ به:ذو المَلَسَی ،و هو مِثْلُ السَّلاّلِ و الخَارِبِ یَسْرِقُ المَتَاعَ فیَبِیعُه بدُونِ ثَمنِه و یَتَمَلَّسُ (4)من فَوْره فیَسْتَخْفِی،فإِنْ جَاءَ المُسْتَحقُّ و وَجدَ مالَه فی یدِ الَّذِی اشْتَرَاه أَخَذَه و بَطَل الثَّمَنُ الَّذِی فازَ به اللِّصُّ ،و لاَ یَتَهَیَّأُ له أَنْ یَرْجِعَ بِه علیهِ ،و قال الأَحْمَرُ:
مِنْ أَمثَالِهِم فی کراهَهِ المَعَایِبِ :« المَلَسَی لا عُهْدَهَ له»أَی أَنَّه خَرَجَ من الأَمْرِ سالِماً و انْقَضَی عنه،لا لَهُ و لا عَلَیْه، و الأَصْلُ فِیه ما تَقَدَّم.
و یُقَال:ضَرَبَه عَلَی مَلْسَاءِ مَتْنِه و مُلَیْسَائِه ،أَی حَیْثُ اسْتَوَی و تَزَلَّقَ .
ص:479
و ثَوْبٌ أَمْلَسُ ،و ثِیابٌ مُلْسٌ ،و صَخْرهٌ مَلْسَاءُ .
و المِمْلَسَهُ ،بالکسر:هی المَلاَّسَهُ .
و المَلْسُ :السَّیْرُ السَّهْلُ و الشَّدِیدُ،فهو من الأَضداد.
و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ : المَلْسُ :ضَرْبٌ من السَّیْرِ الرَّفِیقِ .
و المَلْسُ :اللِّینُ من کلِّ شَیْ ءٍ.و المَلاَسَهُ :لِینُ المَلْمُوسِ .
و مَلَسَ الرجُلُ یَمْلُسُ مَلْساً :ذَهَب ذَهَاباً سَریعاً قال:
تَمْلُسُ فِیه الرِّیحُ کُلَّ مَمْلَسِ
و المَلْسُ :الخِفَّهُ و الإِسْرَاعُ ،و فی الحَدِیثِ :«سِرْ ثَلاثاً مَلْساً »أَی ثَلاَثَ لَیَالٍ ذاتَ مَلْسٍ ،أَو سِرْ ثَلاثاً سَیْراً مَلْساً ، أَو أَنَّه ضَرْبٌ من السَّیْرِ،فنُصِبَ علی المَصْدَرِ.
و تَمَلَّسَ من الأَمْر:تَخَلَّصَ [منه] (1)،و هو مَجازٌ.
و امَّلَسَ :انْخَنَسَ سَریعاً.
و المِلْسُ :حَجَرٌ یُجْعَلُ علی باب الرَّدَاحَهِ ،و هو بَیْتٌ یُبْنَی لِلأَسَدِ تُجْعَلُ لَحْمَه فی مُؤَخَّرِه،فإِذا دخَلها فأَخَذَهَا وَقَعَ هذا الحَجَرُ فَسَدَّ البَابَ .
و سَنَهٌ مَلْسَاءُ :بلا نَبْتٍ ،و هو مَجَازٌ.
و جِلْدُه أَمْلَسُ ،إِذا لم یَتَعَلَّقْ به ذَمٌّ .و هو مَجَازٌ.
و تَمَلَّسَ من الشَّرَابِ :صَحَا،عن أَبِی حَنِیفَهَ رَحِمَهُ اللّه.
و مَلْسَایَهُ :من قُرَی البَهْنَسَا.
و مُولُسُ ،کمُدْهُن:حِصْنٌ من أَعْمَالِ طُلَیْطُلَهَ .
و قال ابنُ عبَّادٍ: مَلَسَنی الرجُلُ بلِسَانِه یَمْلُسُنِی .
و بات فُلانٌ فی لَیْلَهِ ابن الملَس (2)،عن ابن عَبّادٍ أَیضاً.
*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ علیه:
المَلَنْبَسُ ،أَهْمَلَه الجَمَاعَهُ ،و قال کُرَاع:هی البِئرُ الکَثِیرَهُ الماءِ،کالقَلَنْبَسِ ،و القَلَمَّسِ ،عُکْلیّهٌ ،أَوْرَدَه صاحِبُ اللِّسَان هکذا.
*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:
مَلَّقَسُ (3)،بالفَتِح و تَشْدِید ثانیه مع فَتْحِه:قَرْیَهٌ علی غَرْبِ النِّیلِ من نَاحِیَهِ الصَّعِید،قاله یاقُوت.
المَامُوسَهُ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ فی التَّکْمِلَه،و قالَ فی العُبَابِ ،عن ابنِ عَبّادٍ:هی المَرْأَهُ الحَمْقَاءُ الخَرْقَاءُ ،ضِدُّ الصَّنَاعِ ،هکذا ذکره فی ترکیب «م س س».
و المامُوسَهُ :مِن أَسْمَاءِ النَّارِ ،رُومیَّهٌ ،نقلَه الأَزْهَرِیُّ فی ترکیب«م م س»،و لم یُسْمَع إِلاّ فی شِعْرِ ابنِ أَحْمَرَ،و کَانَ فَصِیحاً،قالَ یَصِفُ مَهَاهً :
تَطَایَحَ الطَّلُّ عَنْ أَرْدَانِهَا صُعُداً
کَمَا تَطَایَحَ عَنْ مَامُوسَهَ الشَّرَرُ
جَعَلَهَا مَعْرِفَهً غیرَ مُنْصَرِفَهٍ ،قالَ الصّاغَانِیُّ :و الذِی فی شِعْرِه:«عَن أَعْطَافِهَا».و«فِی المَامُوسَه »فإِن کانَت غیرَ مَهْموزَهٍ فمَوْضِعُ ذِکْرِها هنا،و إِن کانَتْ مَهْموزهً ،فترکیبه «أَ م س».
و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ :المانُوسَهُ :النَّار،و هکذا رواه بَعْضُهُم.
و قیل: المامُوسَهُ مَوْضِعُها ،:عنِ ابنِ عَبّادٍ، کالمَامُوسِ ،فیهِمَا.
*و مِمّا یُسْتَدْرَک علیه:
ممْسَا ،بالفَتْح مَقْصوراً:قریهٌ بالمَغْرِب،نقله یاقُوت.
و المِیمَاس (4)،بالکَسْرِ:اسم نَهْرِ الرَّسْتَن (5)،و هو العاصِی بعَیْنِه.
و المامُوسَهُ :الفَلاهُ ،کما فی العُبَابِ .
المَنَسُ ،مُحَرَّکهً ،أَهمله الجَوْهَرِیُّ و قال ابنُ الأَعْرَابیّ :هو النَّشَاطُ .
ص:480
و المَنْسَهُ ،بالفَتْح:المَسَّهُ (1)مِن کُلِّ شیْ ءٍ ،و فی بَعْضِ النُّسَخِ :«المُسنّه»و هو خَطَأٌ.
*و ممَّا یُسْتَدْرکُ علیه:
مُحَمّدُ بنُ عِیسَی بنِ مَنَاسٍ ،کسَحَابٍ ،القَیْرَوَانِیُّ ،رَوَی عن رجُلٍ ،عن القاسِمِ بنِ اللَّیْث الرَّسْعَنیِّ .
المَوْسُ ،بالفَتْح: حَلْقُ الشَّعرِ ،و قال الصّاغَانِیّ :حَلْقُ الرَّأَسِ ،قال:و قیلَ :فی صحّته نَظَرٌ، و قال ابنُ فارِسٍ :لا أَدْرِی ما صِحَّتُه.
و قال اللَّیْث: المَوْسُ لغَهٌ فی المَسْیِ ،أَی تَنْقِیَه رَحِمِ النّاقَهِ ،و هو أَن یُدْخِلَ الرّاعِی یَدَه فی رَحِمِ النّاقَه أَو الرَّمَکَهِ ،یَمْسُط ماءَ الفَحْل من رَحِمِها اسْتِلْآماً للِفَحْلِ ، و کَرَاهِیهَ (2)أَنْ تَحْملَ له،قال الأَزْهَریّ :لم أَسْمَع المَوْسَ بمَعْنَی المَسْیِ لِغَیْر اللَّیْثِ .
و قالَ اللَّیْثُ أَیضاً: المَوْسُ : تَأْسِیسُ المُوسَی ،و هی آلَهٌ الحَدِیدِ الّتِی یُحْلَقُ بها ،و نَصُّ عِبَارَهِ اللَّیْثِ :الذِی یُحْلَق به،و فیه اختِلافٌ ،منهم مَن یُذَکِّر،و منهم من یُؤَنِّث،فقال الأُمَویّ :هو مُذَکَّرٌ لا غَیْرُ،تَقول:هذا مُوسَی ،کما تَرَی (3)، و قالَ ابن السِّکِّیت:هی مؤنَّثَه،تَقول:هذه مُوسَی جَیِّدَهٌ ، قال:و أَنْشَدَ الفَرَّاءُ فی تأْنِیثِ المُوسَی :
فإِنْ تَکُنِ المُوسَی جَرَتْ فَوْقَ بَطْنِهَا
فَمَا وُضِعَتْ إِلاّ وَ مَصَّانُ قَاعِدُ (4)
قالَ الأَزْهَرِیُّ :و لا یجوز تَنْوِینُ مُوسَی فی قِیَاسِ قولِ اللَّیْثِ .
و بَعْضُهُم یُنَوِّنُ مُوسَی ،و هذا علَی رأْی غیرِ اللَّیْثِ أَو هو فُعْلَی من المَوْسِ ،فالمیمُ أَصْلِیَّهٌ ،هذا قولُ اللَّیْثِ ، فلا یُنَوَّنُ (5)،أَی عَلَی قیاس قولهِ ،و هی أَیْضاً عِنْدَ الکِسَائیّ فُعَلَی. أَو هو مُفْعَلٌ مِنْ أَوْسَیْتُ رَأْسَه ،إِذا حَلَقْتَه بالمُوسَی، فالیاءُ أَصْلِیَّهٌ ،و هو قولُ الأُمَوِیِّ و الیَزِیدِیِّ ،و إِلیه مالَ أَبو عَمْرو بنُ العَلاءِ،و علی هذا یَجُوزُ تنوینُه،و فی سِیاقِ عِبَارَهِ المُصَنِّف مَحَلُّ نَظَرٍ،فإِنّه لو قالَ بعدَ قوله یُحْلَقُ بها:فُعْلَی من المَوْسِ ،فالمِیمُ أَصلِیَّهٌ فلا یُنَوَّنُ ،أَو مُفْعَلٌ مِن أَوْسَیْتُ ، فالیَاءُ أَصلیَّهٌ و یُنَوَّن،کان أَصابَ ،فتَأَمَّلْ .
و قال ابنُ السِّکِّیتِ :تَصْغیرُ مُوسَی الحَدِیدِ: مُوَیْسِیَهٌ ، فیمَن قالَ :هذه مُوسًی :و مُوَیْسٍ فیمَن قالَ :هذه (6)مُوسَی، و هی تُذَکَّر و تؤنَّثُ ،و هی من الفِعْل مُفْعَلٌ ،و الیاءُ أَصْلیَّه، و قال ابنُ السَّراجِ : مُوسَی :مُفْعَلٌ ،لأَنَّهُ أَکْثَرُ مِن فُعْلَی، و لأَنَّه یَنْصَرِفُ نَکِرَهً ،و فُعْلَی لا تَنْصَرِفُ نَکِرَهً و لا مَعْرِفهً ، و نَقَل فی الصّحَاحِ عن أَبِی عَمْرو[بن العَلاءِ]نَحْوَه.و قال فیه:لأَنَّ مُفْعَلاً أَکثرُ مِن فُعْلَی،لأَنَّه یُبْنَی من کُلّ أَفْعَلْتُ .
کذا وَجَدْتُه بخَطِّ عبد القادِرِ النُّعَیْمِیِّ الدِّمَشْقیّ ،فی حوَاشِی المُقَدِّمه الفاضِلِیّه.
قلتُ :و قَوْلُ أَبی عَمْرٍو الّذِی أَشارَ إِلَیْه:هو أَنّه قالَ :
سأَلَ مَبْرمَانُ أَبَا العَبّاسِ عن مُوسَی و صَرْفِه،فقال:إِنْ جَعَلْتَه فُعْلَی لم تَصْرفُه،و إِن جعلتَه مُفْعَلاً من أَوْسَیْتُه ، صرَفتَه.
و مُوسَی بنُ عِمْرَانَ بنِ قاهِث،من وَلَدِ لاوِی بنِ یَعْقُوب، کَلِیمُ اللّه و رَسُولُه، عَلَیْه و علی نَبِیِّنا مُحَمَّد أَزْکَی الصَّلاه و أَتمُّ السَّلام ،وُلِدَ بمِصْرَ زَمَنَ فِرْعَوْنَ مَلِکِ العَمَالِقَهِ ،و بینَه و بینَ آدَمَ عَلَیْه السّلامُ ثلاثَهُ آلافٍ و سَبْعُمِائهٍ و ثمَان عَشْرهَ سنهً و بینَ وفاته و بینَ الهِجْرَهِ أَلْفَان و ثلاثمائهٍ و سَبْعٌ و أَرْبَعُونَ سنهً ، قال ابنُ الجَوَالِیقِیّ :هو أَعْجَمیٌّ مُعَرَّبٌ .قالَ اللَّیْثُ :
و اشْتِقاقُ اسمِه مِن الماءِ و الشَّجَرِ ،و نَصُّ اللَّیْثِ :و السَّاج، بدلَ الشَّجَرِ،و هو بالعِبْرَانِیَّه:مُوشَا فَمُو :هو الماءُ ،و هو بالفَارِسِیَّه أَیضاً هکذا،فکأَنَّه من تَوافُق اللُّغات، وسَا ، هکذا فی سائر النُّسخ،و قال ابنُ الجَوالِیقِیِّ .هو بالشّینِ المُعْجَمَه:هو الشَّجَرُ،سُمِّیَ به لِحَال التّابُوتِ و المَاءِ ، و نَصُّ اللَّیْثِ :فی الماءِ،أَی لأَنَّ التّابُوتَ الّذی کانَ فیه وُجدَ فی الماءِ و الشَّجَرِ.و قیلَ :مَعْنَی مُوسَی :الجَذْبُ ؛ لأَنَّه جُذِبَ من الماءِ، أَو هو فی التَّوْرَاه:مَشِّیتیهُو بفتح المیم و کسر الشِّین المُعْجَمه (7)و سکونِ الیاءِ التَّحْتِیَّهِ و کسرِ التاءِ الفَوْقیَّه و سکون تَحْتیَّهٍ أُخرَی،ثم هاءٍ مضمومه،
ص:481
و واو ساکنَه، أَی وُجِدَ فی المَاءِ ،و قال ابنُ الجَوَالِیقِیِّ :أَی وجِدَ عِنْدَ المَاءِ و الشَّجَر.قال أَبو العَلاءِ:لم أَعْلَمْ أَنَّ فی العَرَبِ مَن سُمِّیَ مُوسَی زَمانَ الجاهِلِیَّهِ ،و إِنّمَا حَدَث هذا فی الإِسْلام لَمَّا نَزَلَ القُرْآنُ ،و سَمَّی المُسْلِمُونَ أَبناءَهم بأَسْمَاءِ الأَنْبیَاءِ،علیهم السَّلامُ ،علی سَبیل التَّبَرُّکِ ،فإِذا سَمَّوْا بمُوسَی ،فإِنَّمَا یَعْنُون به الاسْمَ الأَعْجَمِیَّ ،لا مُوسَی الحَدِیدِ،و هو عندَهم کعِیسَی.انتهی.قال النُّعَیْمِیُّ :
و مُقْتَضاه مَنْعُ الصَّرْفِ کائِناً مَنْ کان مَنْ سُمِّیَ بِه.و
16- قولُه فی حَدِیثِ الخَضِرِ: «لَیْسَ بمُوسَی بَنِی إِسْرَائِیلَ إِنَّمَا هُو موسًی آخَرُ». قالَ فی المَشَارِقِ :التَّنْوِینُ فی مُوسًی آخَر،لأَنَّهُ نَکِرَهٌ ،و قال أَبو علیّ فی«مُوسی آخرَ»یَحْتَمِلُ أَن یَکُونَ مُفْعَلٌ أَو فُعْلَی،و الأَلف قد یَجُوز أَن تکونَ لغیرِ التأْنیث، و کذلک أَلِفُ عِیسَی،یَنْبَغِی أَن تکونَ للإِلْحَاقِ .انتهی.
قلْت:فَعَلَی هذا یُصْرَفُ مُوسًی آخَرُ.علی قَولِ الکِسَائِیّ أَیضاً فیُنَوَّن،فتأَمَّلْ .
و رجُلٌ ماسٌ کمَالٍ :لا یَنْفَع فیه العِتَابُ ،أَو خَفِیفٌ طَیَّاشٌ لا یَلْتَفِتُ إِلی مَوْعِظَهِ أَحَدٍ،و لا یَقْبَلُ قَوْلَه.کذلک حَکَی أَبو عُبَیْدٍ،و منهم مَن هَمَزَه،و قولُ أَبِی عُبَیْده (1):و ما أَمْسَاهُ .قال الأَزْهَرِیُّ :و هذا لا یُوَافِقُ ماساً؛لأَنَّ حَرْفَ العِلَّه فیه عَیْنٌ ،و فی قولهم:ما أَمْساهُ ،لامٌ ؛و الصَّحِیحُ أَنَّهُ ماسٍ ،کماشِ ،و علی هذا یَصِحّ :ما أَمْسَاهُ .
و المَاسُ :حَجَرٌ مُتَقَوِّمٌ ،أَی ذُو قِیمَهٍ ،و هو یُعَدُّ مع الجَوَاهِرِ،کالزُّمُردِ و الیاقوتِ ، أَعْظَمُ ما یَکونُ کالْجَوْزَهِ أَو بَیْضَهِ الحَمامِ نادِراً لا یُوجَدُ إِلاّ ما کَانَ من الکَوْکَبِ الدُّرِّیَّ المُعَلَّقِ بینَ یدَیْهِ صلَّی اللّه علیه و سلَّم،و الَّذی أَهْدَاهُ بعضُ المُلوک،فإِنَّهُمْ قد حَکَوْا أَنَّه قَدْر بَیْضَهِ الیَمَامِ ،و اللّه تعالَی أَعْلَمُ .و
16- فی حَدِیثِ مُطَرِّف: «جاء الهُدْهُدُ بالمَاس فأَلْقاهُ علَی الزُّجَاجَهِ فَفَلَّها». یُرْوَی بالهَمْزَه،و من خَواصِّه أَنَّه یَکْسِرُ جمِیعَ الأَجْسَادِ الحَجَرِیَّهِ ،و إِمْسَاکهُ فی الفَمِ یَکْسِرُ الأَسْنَانَ ،و لا تَعْمَلُ فیه النّارُ و لا (2)الحَدیدُ،و إِنّمَا یَکْسِرُه الرَّصاصُ و یَسْحَقُه،فیُؤْخَذُ علی المَثَاقِبِ و یُثْقَبُ به الدُّرُّو غیرُه و تفصیله فی کِتَاب الجَوَاهِرِ و المَعَادن للتِّیفاشِیّ و تَذْکِرَهِ داوُودَ الحَکیمِ ،و غیرِهما.
و لا تَقُلْ :أَلْمَاسُ ،أَی بقَطْع الهَمْزَهِ فإِنَّه من لَحْنِ العامَّهِ ،کما صرَّح بهِ الصّاغانِیُّ و غیرُه،و قال ابنُ الأَثِیر:
و أَظُنُّ الهَمْزَهَ و اللاّمَ فیه أَصلِیَّتَیْن،مثْلهُما فی إِلیاس،قالَ :
و لَیْسَتْ بعَرَبیَّهٍ ،فإِنْ کَانَ کذلک فبابُه الهَمْزَهُ ،لِقَوْلهِم فیه:
الأَلْمَاسُ ،قالَ و إِن کانَتَا للتَّعْرِیف فهذا مَوْضِعُه.
و العَبَّاسُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِی مَوّاسٍ ،ککَتَّانٍ :کاتبٌ متْقِنٌ ،بَغْدَادِیٌّ صاحب الخَطِّ المَلیح الصَّحیحِ .
و مُوَیْسٌ ،کأُوَیْسٍ ،کَأَنَّه تَصْغِیرُ مَوْس،هو ابنُ عِمْرَانَ ، مُتًکلِّمٌ ،و قال ابنُ السِّکِّیت (3):تَصغیرُ مُوسَی : مُویْسِی ،و فی النَّکِرَهِ :هذا مُوَیْسِی و مُوَیْسٍ آخَرُ،فلم تَصْرفِ الأَوَّلَ ؛لأَنّه أَعجمیٌّ معرفهٌ ،و صرفْتَ الثَّانی لأَنَّه نَکِرَهٌ .
*و مِمَّا یُسْتَدْرَک عَلَیْه:
أَبو حَبیبٍ المُوَیْسیُّ :نِسْبَهً إِلی مُوَیْسٍ ،کزُبَیْرٍ،حَکَی عنه الرِّیَاشِیُّ فی تَرْجَمه الأَمین (4)فی تاریخ أَبی جَعْفَر الطَّبَریّ .قالَه الحافِظُ .
قلت:و مُوَیْسُ :قریهٌ بشرْقیّ مِصْرَ،فلا أَدْرِی أَنَّ أَبا حَبیبٍ المَذْکورَ منسوبٌ إِلیها أَو إِلی الجَدِّ.
و أَبُو القَاسِم مَوّاسُ بن سَهْلٍ المَعَافِرِیُّ المِصْرِیُّ ،من أَصحاب وَرْشِ .
و عَیّاش (5)بنُ مُوَیْسٍ الشامِیُّ ،قیلَ هکذا کزُبَیْرٍ،و قیلَ :
ابن مُونس،کمُحْسِنٍ .و قِیلَ :کمُحَدِّثٍ ،ثَلاَثَه أَقْوَالٍ ، حکاها الأَمیرُ.
و مُنْیَهُ مُوسَی :قَرْیهٌ بمصْرَ،من أَعْمَالِ المُنوفیَّهِ ،و قد وَرَدْتُهَا،و منها شیخُ مَشایخِنا الإِمام العَلاَّمَهُ أَبُو العَبّاسِ أَحْمَدُ بنَ محمّدِ بنِ عَطیَّهَ بنِ أَبِی الخَیْرِ الشّافِعِیِّ المُوسَاوِیُّ
ص:482
الشهیرُ بالخَلِیفِیِّ ،و آلُ بیتِه،حَدَّث عن مَنْصُور بنِ عبدِ الرّزّاق الطُّوخِیِّ ،و الشِّهَابِ أَحْمَدَ بنِ حَسَنٍ ،و أَحْمَدَ بن عبدِ الفَتَّاحِ ،و النَّجْم مُحَمَّدِ بن سالمٍ القَاهِرِیِّین.
و مُنْیَهُ مُوسَی :قَرْیَهٌ أُخْرَی من البُحَیرَه.
و مَحَلَّهُ مُوسَی :من الغَرْبیَّه..
و مُوسَی :حَفَرُ (1)بنی رَبیعَهِ الجُوعِ :کَثِیرُ الزَّرْعِ و النَّخِیلِ .
وَ وَادِی مُوسَی :قیلَ :هو بَیْتُ المَقْدَسِ ،بینَه و بینَ أَرضِ الحِجَازِ،کثیرُ الزَّیْتونِ ،نُسِبَ إِلی مُوسَی علیه السَّلامُ .
المَیْسُ ،بالفتح، و المَیَسَانُ ،محَرکَهً ، و التَّمَیُّسُ :التَّبَخْتُرُ ،یُقَال: ماسَ یَمِیسُ مَیْساً و مَیَسَاناً :تَبَخْتَرَ و اخْتالَ ، فهو مائِسٌ و مَیُوسٌ ،کصَبُورٍ، و مَیَّاسٌ کشَدَّادٍ،قال اللَّیْثُ : المَیْسُ :ضَرْبٌ مِن المَیَسَانِ ،فی تبَخْتُرٍ و تَهَادٍ،کما تَمِیسُ العَرُوسُ ،و الجَمَلُ ،و رُبما ماسَ بهَوْدَجِه فی مَشْیِهِ .
و رجُلٌ مَیَّاسٌ ،و جارِیهٌ مَیَّاسَهٌ ،إِذا کانا یَتَبَخْتَرَانِ فی مِشْیَتِهما.و
16- فی حدِیثِ أَبِی الدَّرْدَاء رَضِیَ اللّه تَعَالَی عنه:
«تَدْخُلُ قَیْساً و تَخْرُجُ مَیْساً ». أَی تَتَبَخْتَرُ فی مِشْیَتِها و تَتَثَنَّی.
و ماسَ أَیضاً یَمِیسُ مَیْساً ،إِذا مَجَنَ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیّ .
قلت:و کأَنّه مَقْلُوبُ مَسَأَ مَسْأً،إِذا مَجَنَ ،کما نَقَلَه ابنُ القَطَّاع.
و ماسَ اللّه المَرَضَ فِیه یَمِیسُه : کَثَّرَهُ . نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .
قلتُ :و هو من النَّوادر،و کذلک بَسَّهُ و بَثَّهُ .
و المَیَّاسُ :الأَسَدُ ،و علی هذا اقْتَصَر الصّاغَانِیُّ ،و زاد المصنِّف: المُتَبَخْتِر ،و هو المُخْتَالُ لِقِلَّه اکْتِرَاثِه بِمَنْ یَلْقاه، و هو نَعْتٌ له.
و قِیلَ : المَیَّاسُ الذِّئْبُ عن ابنِ دُرَیْدٍ؛لأَنَّه یَمِیسُ فی مِشْیَتِه.
و مَیَّاسٌ : فَرَسُ شَقِیقِ بنِ جَزْءٍ القُتَبِیِّ ،أَحَدِ بَنِی قُتَیْبَهَ .
کذا فی التَّکْمِلَهِ «ابن جَزْء»و فی اللِّسَان:ابن جزی (2)،و فیهِ یَقُولُ عَمْرُو بنُ أَحْمَرَ الباهِلِیُّ :
مَنَی[لَکَ ]أَن تَلْقَی ابنَ هِنْدٍ مَنِیَّهٌ
و فارِسَ مَیَّاسٍ إِذا ما تَلَبَّبَا
و المَیْسُونُ ،بالفَتْحِ : الغُلامُ الحَسَنُ القَدِّ و الوَجْهِ ،فَعْلُونٌ مِنْ ماسَ یَمِیسُ ،و قیل:فَیْعُولٌ ،من مَسَنَ ،فمَحَلُّ ذِکْرِه النُّونُ .
و مَیْسُونُ :اسْمُ الزَّبَّاءِ المَلِکَهِ ،هکذا نَقَلَه الصّاغَانِیُّ ، و قد تَقَدَّم ذِکْرُهَا فی«ز ب ب».قال الحَارِثُ بنُ حِلِّزَهَ :
إِذْ أَحَلَّ العَلاَهَ قُبَّهَ مَیْسُو
نَ فَأَدْنَی دِیَارِهَا العَوْصَاءُ
و المَیْسُونُ ،فی اللُّغَهِ : المَیَّاسَهُ مِن النِّسَاءِ،و هی المُخْتَالَهُ ،و هو فی المَثَلِ الذی لم یَحْکِه سِیبَوَیْه،کزَیْتُونٍ ، قال الأَزْهَرِیّ :و هذا البِنَاءُ علی هذَا الاشْتِقَاقِ غیرُ معلُومٍ ، و حَکَاهُ کُرَاع فی باب فَیْعُولٍ ،و اشْتَقَّه مِن المَیْسن،قالَ :
و لا أَدْرِی کَیْفَ ذلِکَ .
و مَیْسُونُ بِنْتُ بَحْدَلِ بنِ أُنَیْفٍ ،من بَنِی حارِثَهَ بنِ جَنَابِ بنِ هُبَلَ (3)،مِن بَنِی کَلْبٍ : أُمُّ یَزِیدَ بنِ مُعاوِیَهَ بن أَبِی سُفْیَانَ ،رضِیَ اللّه عن أَبِیه،وَ عَلَیْه مِن اللّه تَعَالَی ما یَسْتَحِقُّ ،قال الصّاغَانِیُّ :و هی مِن التَّابِعِیَّاتِ .قلتُ :و ابنُ أَخِیهَا حَسّانُ بنُ مالِکِ بنِ بَحْدَلٍ ،هو الّذِی شَدَّ الخِلافَهَ لِمَرْوَانَ .و بِنْتُه مَیْسُونُ لها ذِکْرٌ.
و المَیْسَانُ :المُتَبَخْتِرُ فی مِشْیَتِه،عن ابنِ عبّادٍ،رجُلٌ مَیَّاسٌ و مَیْسَانٌ ،و امرأَهٌ مَیَّاسَهٌ و مَیْسَانَهٌ .
و قال ابنُ دُرَیْدٍ: المَیْسَانُ : نَجْمٌ من الجَوْزاءِ و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :هو کَوْکَبٌ بَیْنَ المَعَرَّهِ و المَجَرَّه.و قال الأَزْهَرِیُّ :
أَمَّا المَیْسَانُ ،اسمُ الکَوْکَبِ ،فهو فَعْلانُ مِن مَاسَ یَمِیسُ ، إِذا تَبَخْتَرَ.
أَو المَیْسَانُ : کُلُّ نَجْمٍ زَاهِرٍ،ج، مَیَاسِینُ ،و هذا قَوْلُ أَبِی عَمْرٍو.
و مَیْسَانُ : کُورَهٌ ،م ،معروفَهٌ من کُوَرِ دِجْلَهَ بِسَوَادِ العِرَاقِ ، بَیْنَ البَصْرَهِ و وَاسِطَ ،و قولُ العَبْدِ.
وَ مَا قَرْیَهٌ مِنْ قُرَی مَیْسَنَا
نَ مُعْجِبَهٌ نَظَراً و اتِّصَافَا
ص:483
و إِنَّمَا أَرادَ مَیْسَانَ ،فاضْطُرَّ فزاد النُّونَ . و النِّسْبَهُ إِلیها:
مَیْسَانِیٌّ ،علی القِیَاسِ ، و مَیْسَنَانِیٌّ بزِیَادَه النُّونِ نادِرَهٌ ،قال العَجّاج:
خَودٌ تَخَالُ رَیْطَهَا المُدَقْمَسَا
و مَیْسَنَانِیًّا (1)لَهَا مُمَیَّسَا
و مَیْسَانُ : اسْمُ لَیْلَهِ البَدْرِ ،عنِ ابنِ عَبّادٍ،و هی لیلهُ أَرْبَعَ عَشْرَهَ .
و مَیْسَانُ : أَحَدُ کَوْکَبَیِ الهَقْعَهِ ،بَیْنَ المَعَرَّهِ و المَجَرَّهِ و هو الذی تَقدَّم ذِکْرُه،و هو أَحَدُ نُجُومِ الجَوْزَاءِ،فذِکْرُه ثانِیاً تَکرَارٌ.
و قالَ أَبو حَنِیفَهَ رَحِمَهُ اللّه: المَیْسُ :شَجَرٌ عِظَامٌ ،یُشَبَّهُ فی نَباتِه و وَرَقِه بالغَرَبِ ،و إِذا کَانَ شابًّا فهو أَبْیَضُ الجَوْفِ ، فإِذا تَقَادَمَ اسْوَدَّ فصارَ کالآبَنُوسِ ،و یَغْلُظُ حتَّی تُتَّخَذَ منه المَوَائِدُ الوَاسِعَهُ و تُتَّخَذَ منه الرِّحَالُ ،قال العَجّاجُ ،و وصَف المَطَایَا:
یَنْتُقْنَ بالقَوْمِ منَ التَّزَعُّلِ
مَیْسَ عُمَانَ و رِحَالَ الإِسْحِلِ
و المَیْسُ : نَوْعٌ من الزَّبِیبِ .و المَیْسُ أَیضاً: ضَرْبٌ مِن الکُرُومِ یَنْهَضُ علی سَاقٍ بَعْض النُّهُوضِ ،لم یَتَفَرَّعْ کُلُّه، عن أَبی حَنِیفَهَ ،قال:و مَعْدِنُه أَرْضُ سَرُوعَ (2)من أَرْضِ الجَزُیرَهِ ،نقَلَ عن بعضِ أَهْلِ المَعْرِفَهِ أَنَّه قد رآه بالطّائفِ ، و إِلیه یُنْسَبُ الزَّبِیبُ الّذِی یُسَمَّی المَیْسَ (3).
و التَّمْیِیس :التَّذْیِیلُ ،و منه قَولُ العَجّاجِ السّابِقُ :
و مَیْسَنَانیٌّ (4)لَهَا مُمَیَّسَا
أَی مُذَیَّلاً،له ذَیْلٌ ،یَعْنِی ثِیَاباً تُنْسَجُ بِمَیْسَانَ .
*و مِمّا یُسْتَدْرَک علیه:
غُصْنٌ مَیَّاسٌ :مائِلٌ .
و مَیْسُونُ :مَوْضعٌ ،و قال یاقُوت:بَلَدٌ.
و المَیْس :الخَشَبهُ الطَّوِیلَهُ الّتی بَیْنَ الثَّوْرَیْن.عن أَبی حَنِیفَهَ .
و المَیْسُ :الرَّحْلُ ،و أَصلُه فی الشَّجَرِ،فلمّا کَثُرَ اتِّخَاذُ الرَّحْلِ منه،قالَتِ العَرَبُ : المَیْسُ :الرَّحْلُ .
و أَمَاسَ اللّه المَرَضَ فیهم:کَثَّرَه،مثْل ماسَهُ ،کذا فی النّوادِرِ.
و أَبُو طَاهرٍ مُحَمَّدُ بنُ حَسَنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَیْسٍ الخَزّازُ، عن القَاضِی الخِلَعِیّ .
و المَیْسُونُ :فَرَسُ ظُهَیْرِ بنِ رافِعٍ ،شَهِدَ علیه یَوْمَ السَّرْحِ (5).
و المَیْسَنَانِیُّ :ضَرْبٌ مِن البُرُودِ،قالَهُ ابنُ سِیدَه.
ص:484