المؤلف: آية اللّه السيّد شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي
الطبعة: 0
الموضوع : العقائد والكلام
تاريخ النشر : 0 ه.ق
الصفحات: 6083
المكتبة الإسلامية
المحرّر الرّقمي: محمّد علي ملك محمّد
ص: 1
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
کتاب: ملحقات الإحقاق
تأليف : آية الله العظمى المرعشي النجفي (رحمه الله)
نشر : مكتبة آية الله المرعشي النجفي (رحمه الله)
الفلم والزنگ
طبع : حافظ - قم
الطبعة: الأولى
العدد: 1000
التاريخ: 1417 ه-
المجلد الحادي والثلاثون
ص: 2
علي بن أبي طالب عليه السلام يزهر في الجنة ككوكب الصبح لأهل الدنيا...3
حديث على سيد المسلمين...4
دعاء النبي : اللهم لا تمتني حتى تريني علياً...5
تصديق أمير المؤمنين قول الله تعالى ورسوله...6
قول النبي لعلي : لك في الجنة أحسن من هذه الحديقة...9
حديث إن تولوا علياً تجدوه هادياً مهدياً يسلك بكم الصراط المستقيم...13
حديث لئن أطعتم علياً يدخلكم الجنة أجمعين...26
حديث يا علي إن لك في الجنة كنزاً وإنك ذوقرنيها...27
سبب تسمية نخل المدينة صيحانياً...29
حديث أنت وليي في الدنيا والآخرة...30
حديث أنت ولي كل مؤمن من بعدي...32
نحن سبعة بنو عبد المطلب سادات الجنة...33
الأنبياء وأهل السماء مشتاقون إلى علي عليه السلام...33
قول عزرائيل : قد وكلني الله بقبض أرواح الخلائق ما خلا روحك وروح ابن عمك...34
حديث تبليغ سورة البراءة...35
ذكر علي عليه السلام عبادة...44
خروج النبي في مرض موته ويده على يد أمير المؤمنين...45
علي أخشن في ذات الله...46
علي جيش في ذات الله...49
لعلي تسعة أجزاء من الحكمة وللناس جزء واحد...50
قول النبي : من آمن بي وصدقني فليتول علي بن أبي طالب...51
حديث إن الله أمرني أن أدنيك...52
تقبيل رسول الله ص علياً عليه السلام...53
حديث أما ترضى أن يكون لك من الأجر مثل ما لي54
رجحان وزن إيمان علي على وزن
ص: 3
السماوات والأرضين...54
يبعث علي يوم القيامة راكباً على ناقة من نوق الجنة...56
يركب علي في يوم القيامة على ناقة رسول الله (صلی الله علیه و آله)...58
قول النبي : ناولني جبرئيل سفرجلة خرجت منها حوراء فقالت : خلقني الله لأخيك علي...60
حديث ثلاثة لم يكفروا بالله قط...61
حديث الصديقون ثلاثة...61
قول النبي لعلي : جزاك الله خيراً وفك الله رهانك يوم القيامة...63
لعلي من الثواب لو قسم على أهل الأرض لوسعهم...64
قول النبي : ما أنا انتجيته ولكن الله انتجاه...65
قول النبي لعلي : أنت معي في قصري الجنة مع فاطمة وأنت أخي ورفيقي...65
إن فاطمة وعلياً والحسن والحسين في حظيرة القدس...66
إن فاطمة وبعلها وابنيها مع النبي في مكان واحد يوم القيامة...67
إن دار النبي والوصي في الجنة في مكان واحد...69
إن علياً يقوم يوم القيامة عن يمين العرش مع النبي ويكسي ثوبين أبيضين...70
منزل علي في الجنة مقابل منزل النبي...71
قول النبي : أبشر يا علي حياتك وموتك معى...72
يد علي في يد النبي يوم القيامة...74
قول النبي : أول من يصافحني يوم القيامة علي...75
أيد الله رسوله بعلي عليه السلام...75
قول النبي : أنا وعلي نجيء يوم يء يوم القيامة كهاتين...78
الجنة درجة تدعى الوسيلة...78
علي عليه السلام باب حطة...79
علي خاتم الأولياء والأوصياء...80
قول النبي : خلقت أنا وهارون ويحيى وعلي من طينة واحدة...81
قول النبي : أنا وعلي من شجرة واحدة...82
قول النبي : علي مني وأنا من علي...86
حديث أمير المؤمنين عليه السلام...86
حديث حبشي بن جنادة...89
حديث أبي رافع...95
حديث البراء بن عازب...95
حدیث عمران بن حصين...96
حديث جند بن جنادة...99
حديث درة بنت أبي لهب...99
ما روي مرسلاً في ذلك...100
حديث أنا مدينة العلم وعلى بابها...103
قول النبي : علي باب علمي ومبين
ص: 4
لامتی...109
كحل رسول الله (صلی الله علیه وآله) عين علي عليه السلام...109
حديث علي يقضي ديني وينجز موعدي...110
حديث علي كنفسي...111
قول النبي : علي مني كروحي في جسدي...113
قول النبي : اختار الله لي علياً...114
حديث النظر إلى وجه على عبادة ...114
حديث أبي ذر الغفاري...115
حديث ابن عباس...115
حديث أبي بكر...116
حديث عائشة بنت أبي بكر...117
حدیث عمران بن حصین...118
حديث عمران وجابر وأنس وغيرهم...119
حديث عثمان وما روي مرسلاً...120
علي عليه السلام كفتا الميزان...121
علي كان يسمع صوت وطء جبرئيل فوق بيته...122
حديث على خير البرية...123
حديث على خير الناس...123
حديث علي خير البشر...124
حديث ألا لا يحل هذا المسجد لجنب ولا حائض إلا لرسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام...127
قول النبي : يا علي لا يحل لأحد أن يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك...129
حديث سد الأبواب إلا باب علي...132
حديث عبد الله بن عباس...133
حدیث جابر بن عبد الله الأنصاري...135
حديث ميمون الكردى...136
حدیث ابن عمر...136
حديث زيد بن أرقم...137
حديث أنس وعمرو بن ميمون وسعد...139
حديث جابر بن سمرة...140
حديث بريدة وما روي مرسلاً...141
قول النبي : أوصي من آمن بي وصدقني بولاية علي...143
أول من يجثو يوم القيامة للخصومة علي...143
قول النبي : إن المدينة لا تصلح إلا بي وبك...144
قول النبي : والله ما أنا أدخلته وأخرجتكم و لكن الله أدخله وأخرجكم...144
صلاة على تذكر صلاة النبي...146
جبرئيل رد ثوب علي على جسده...147
إن الله طهر قوماً من الذنوب بالصلعة في رؤوسهم...148
حديث خاصف النعل...149
قول النبي : يا على أنت عبقريهم...155
ص: 5
حديث أنا مدينة العلم وعلي بابها ...156
قول النبي : كفي وكف علي في العدل سواء...157
إن أبا حسن وجد مغصاً في بطنه...159
قول النبي : يا علي أنت تبين لأمتي ما اختلفوا فيه...160
تسليم النبي على علي...161
علي عليه السلام سيد العرب...161
قول النبي : يا علي بك يهتدي المهتدون من بعدي...165
إن الله يرفع القطر عن هذه الأمة يبغضهم علي بن أبي طالب...166
حديث يا علي أنا وأنت في السلام سواء...166
حديث أنا مدينة الحكمة وعلى بابها...167
كان على عقدة رسول الله (صلی الله علیه وآله)...171
علي خليفة رسول الله (صلی الله علیه وآله)...171
تعويذ النبي علياً عليه السلام...172
حديث علي عيبة علمي...173
علي عليه السلام صاحب الحوض...174
ترد على الحوض راية على عليه السلام...175
صعود علي على منكبي النبي (صلی الله علیه وآله)...175
قطع رؤوس التماثيل في المدائن...184
هدم صنم طی...184
كسر علي عليه السلام الأصنام...185
قول النبي : إن أخي وخليفتي في أهل بيتي علي بن أبي طالب...187
كان رسول الله يسار عليا ويناجيه حين وفاته...188
قول النبي : صاحب سري علي بن أبي طالب...189
قول النبي : لحمه من لحمي ودمه من دمي...190
قول النبي : وأما أنت يا علي فختني وأبو ولدي...191
حديث علي وصيي...192
قول النبي : جعل ذريتي في صلب علي...193
دعاء النبي : اللهم كب من عاداه في النار...194
الإمام علي لم يعبد غير الله تعالى...195
علي عليه السلام بمنزلة الكعبة...196
قول النبي : يا علي : يا علي أنت الذائد عن حوضي...197
قول النبي : من آذى علياً فقد آذاني...199
حدیث عمرو بن العاص...200
حديث أبي بكر بن خالد...202
حدیث جابر وسعد بن أبي وقاص...203
حدیث مصعب بن سعد...204
حديث عروة بن الزبير...205
ما روي مرسلاً من الحديث...207
إن الله ملائكة سياحين في الأرض قد
ص: 6
وكلوا بمعونة آل محمد...208
من سبّ علياً فقد سبّ النبي...209
حديث أم سلمة...209
علي عليه السلام يعسوب المؤمنين...217
ناد علياً مظهر العجائب ...219
قول النبي : إنك تعيش على ملتي وتقتل على سنتي...220
حديث إن الأنبياء بعثوا على ولاية علي...221
استناد النبي في مرض موته على صدر على...222
اباء أمير المؤمنين عن محو اسم النبي...222
قول النبي : بأبي الوحيد الشهيد...224
النبي والوصي عليهما السلام اخوان...225
تصلب علي في طاعة الله وطاعة رسوله...225
إن الله باهي بعلي حملة العرش والملائكة...226
تغسيل أمير المؤمنين رسول الله (صلی الله علیه وآله)...227
قول النبي لعلي : أمامك خيرك...231
قول علي الحراسه : ليس يقضى في الأرض شيء حتى يقضى في السماء...232
لو وزن عمل علي بعمل الأمة لرجح عمله...233
كان علي عليه السلام يحب الله ورسوله...234
تعليم الخضر علياً اسم الله الأعظم ...235
علي أول من بنا السجن في الإسلام ...236
علي أول من اتخذ بيتاً يطرح الناس فيه القصص...237
ثبت التاريخ بمشورة أمير المؤمنين عليه السلام...238
نصب رسول الله علياً أميراً على الناس...239
كان علي يبكي إذا لم يأت ضيف...240
قول النبي : أبوهما خير منهما...241
كنت أنا وعلي نوراً بين يدي الله قبل خلق الدنيا...241
قول النبي : إن الأمة ستغدر بك من بعدي...243
مستدرك الفضائل الجامعة...246
قول النبي : هذا وصيي وموضع سري وخير من أترك من بعدي...247
قوله : أعطيت في علي خمساً...248
لعلي ثلاث خصال الحلم والصدق والعدل...248
علي راية الهدى ومنار الإيمان...249
قول النبي : يا بنية قد تركتك وديعة عند رجل إيمانه أقوى وعلمه أكثر...250
قول على : أنا عبد الله وأنا الصديق الأكبر...251
ص: 7
علي عبد الله وأخو رسوله...251
من أطاع علياً فقد أطاعني...252
قول النبي : أنت أخي ورفيقي في الجنة...252
علي راية الهدى وإمام الأولياء...259
قول النبي : لا يبلغ عني إلا رجل مني...260
علي سيد المتقين وإمام المسلمين ...262
أنت يا علي فختني وأبو ولدي وأنت مني وأنا منك...262
قول النبي : لأبعثن رجلاً لا يخزيه الله...265
علي أقدم الأمة سلماً وأكثرهم علماً وأعظمهم حلماً...267
قول النبي : يا علي أنت أول قريش إيماناً بالله...270
قوله : يا علي أنت صفيي وأميني...273
إن علياً أول صبي آمن...274
علي صهر رسول الله (صلی الله علیه وآله)...275
قول النبي : يا علي يحل لك في المسجد ما يحل لى...276
علی أخو رسول الله...276
علي خير الناس وأشجعهم قلباً...277
على ما سبقه الأولون ولا يدركه الآخرون...283
لعلي صبر النبي وحسن يوسف وقوة جبرئیل...291
على أخو الرسول ووزيره وقاضي دينه...291
علیأول من آمن بالنبى...292
أخير الناس وهو أخو النبي في الدنيا والآخرة...294
علي أول الناس إسلاماً وآخرهم عهداًبالنبي...294
علي أول عربي وعجمي صلى مع النبي...296
قول النبي : أنت الصديق الأكبر وأنت الفاروق وأنت أول من يقرع باب الجنة...297
علي أخو النبي ووزيره ووصيه وخليفته...298
قول النبي : علي لحمه من لحمي ودمه من دمي...299
قول علي : أنا عبد الله وأخو رسول الله...299
قول النبي : علي اخی وصاحبي وابن حمي...302
علي أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين..302
ألزموا في الفتنة علي بن أبي طالب...304
كان على سهماً على أعداء الله ورباني هذه الامة...304
قول النبي : علي وصيي وموضع سري وخليفتي وخير من أخلف من بعدي...307
علي لا يخزيه الله تعالى...308
ص: 8
علي أخو الإسلام...310
قول النبي : أنت مني وأنا منك وأنت أخي وصاحبي...311
قول النبي : أنت أخي وأبو ولدي...313
كان علي عليه السلام أميناً وقوياً...314
قول علي : والله إني لأخوه ووليه وابن عمه ووارثه ومن أحق به مني...315
إشهار النبي علياً في مواطن...317
قول النبي : أنت خيرهم وأفضلهم وأنت الخليفة من بعدي...318
قول النبي : إن أخي ووزيري وخليفتي علي بن أبي طالب...319
قول النبي : يا علي أنت تغسلني وتواريني في لحدي...320
على أمير البررة قاتل الفجرة منصور من نصره مخذول من خذله...321
قول النبي : علي باب علمي ومبين لأمتي ما أرسلت به من بعدي...322
حديث المناشدة ..323
علي يقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين...333
قول النبي : ستقاتلك الفئة الباغية...338
إن معاوية كان باغياً...344
تأسف عبد الله بن عمر على عدم مقاتلته الفئة الباغية ...351
إن الأمير عليه السلام كان مصيباً في قتاله والذين قاتلوه كانوا بغاة ظالمين ...352
دعاء النبي : اللهم اهد قلبه وسدد لسانه...383
دعاء النبي : اللهم اخذل من خذله ووال من والاه وعاد من عاداه...388
دعاء النبي : اللهم أعنه وأعن به وارحمه وارحم به...391
دعاء النبى : اللهم اشفه ) أو عافه...392
دعاء علي : اللهم لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين...393
دعاء النبي : يجمع الله شملهما وأطاب نسلهما...394
قول النبي : إن الله سيهدي لسانك ويثبت قلبك...395
دعاء النبي : اللهم انصر من نصر علياً واخذل من خذل علياً...400
قول النبي : فك الله رهانك يا علي...401
دعاء النبى : اللهم اهده القضاء...402
كان النبي يدعو لعلي وفاطمة ولا يشركهما بدعائه أحداً...402
قول النبي : يا على جزاك الله خيراً...403
دعاء النبي : : اللهم أعط علياً فضيلة لم تعطها أحداً قبله...403
دعاء النبي لعلي حين برز إلى عمرو بن عبدود ويوم الاحزاب...405
دعاء النبي : اللهم بارك فيهما وبارك عليهما وبارك لهما في شملهما...406
دعاء النبي : اللهم أذهب عنه الحر والبرد...407
ص: 9
دعاء النبي : اللهم أعط علياً فضيلة لم تعطها أحداً...410
بعض كرامات علي عليه السلام واستجابة دعائه...411
إخبار علي عن شهادة الحسين بكربلا...414
لم يرفع حجر في بيت المقدس يوم قتل أمير المؤمنين إلا وجد تحته دم...414
دعاء أمير المؤمنين بأمر رسول الله في انشقاق القمر...418
صيرورة وجه الساب لعلى وجه خنزير...421
قتل الثور الخطيب الذي كان يسب علياً...422
التحام اليد المقطوعة بدعاء أمير المؤمنين...423
تطحين الرحى في بيت علي من غير أن يحركه إنسان...425
تكلم علي مع الأموات...426
دفع ضرر السبع ببركة خاتم علي عليه السلام ...428
ابتلاء زياد بن أبيه بالفلج عند الزام س علي والبراءة منه...429
اقتلاع صخرة عن عين عذبة بأمر على عليه السلام...430
سقوط الجدار بعد قضاء علي بين رجلين...432
إحياء الميت بدعوته عليه السلام...434
عذاب قاتل أمير المؤمنين عليه السلام...436
قاتل علي أشد الناس عذاب...439
دعاء على : اللهم أبدلني من هو خير منهم وأبدلهم بي من هو شر مني439
كلام الأعاظم من الصحابة والفقهاء والعلماء في فضائل علي عليه السلام
كلام سلمان والمقداد...443
كلام صعصعة وسفيان بن عيينة...444
کلام ابن عباس...445
كلام أم سلمة...455
كلام أبي بكر...457
إكرام أبي بكر علياً...460
كلام عائشة...462
كلام عمر...465
حديث لولا على لهلك عمر...470
قول وأفضلهم ر لعلى : أنت أعلمهم و افضلهم...475
قول عمر : ما زلت كاشف كل شبهة وموضح كل حكم...483
قول عمر : اجعل بيني وبينك من كنا أمرنا إذا اختلفنا أن نحكمه...485
قول عمر : بكم هدانا الله وبكم أخرجنا من الظلمات إلى النور...486
قول عمر : أعوذ بالله من أن أعيش في
ص: 10
قوم لست فيهم يا أبا الحسن...487
رجوع عمر إلى علم علي عليه السلام...489
قول عمر : أعطي على ثلاث خصال...490
قوله : لا يتم شرف إلا بولاية علي بن أبي طالب...493
قوله : لعلي ثماني عشرة سابقة وشركناه في خمس...463
قوله : لا أبقاني الله بعدك يا علي...494
بسط عمر رداءه تحت قدمي أمير المؤمنين...497
علي عين من عيون الله...498
قول عمر : علي مولاي...499
دعاء عمر : اللهم لا تنزل بي شدة إلا وأبو الحسن في جنبي...500
قول عمر : أعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو حسن...501
قوله لعلي : لأشكرن لك في الدنيا والآخرة...509
قول ابن عمر : أعطي علي بن أبي طالب ثلاث خصال...510
كلام ابن عمر في علي عليه السلام...512
كلام حذيفة والزبير...514
كلام صعصعة وأبي سعيد الخدري...515
كلام سعد بن أبي وقاص ...519
كلام عبد الله بن عياش...521
وصف محمد بن أبي بكر علياً عليه السلام...524
كلام أبي الطفيل في عصر معاوية...525
كلام معاوية في شأن علي عليه السلام...528
وصف ضرار أمير المؤمنين...542
كلام حسن البصري...549
دفاع ابن السكيت عن علي والحسن والحسين عليهم السلام...551
كلام عكرمة في علي عليه السلام...552
كلام الإمام أحمد بن حنبل...553
قول بعض الحكماء لعلي حين بويع له...558
كلام معروف الکرخی...559
كلام إبراهيم بن رباح...560
كلمات جملة من العلماء في الإمام علي عليه السلام...562
ص: 11
ص: 12
ص: 1
ص: 2
قد مرّ نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 6 ص 166 وج 16 ص 520 ومواضع أخرى من الكتاب ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي التيمي القرشي في «العلل المتناهية في الأحاديث الواهية» (ج 1 ص 252 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :
حديث آخر : أنبأنا زاهر بن طاهر ، قال : أنبأنا البيهقي ، قال : نا الحاكم أبو عبد اللّه ، قال : نا محمد بن سليمان بن منصور ، قال : أنا إبراهيم بن علي الترمذي ، قال : نا يحيى بن الحسن الفاطمي ، قال : نا إبراهيم بن أبي يحيى ، عن حماد بن سلمة ، عن حميد ، عن أنس قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : علي بن أبي طالب يزهر في الجنة ككوكب الصبح لأهل الدنيا.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف» (ج 5 ص 462 ط عالم التراث للطباعة والنشر -
ص: 3
بيروت)
فأشار إلى الحديث الشريف.
ومنهم العلامة أبو عبد اللّه الشيخ محمد بن السيد درويش الحوت الحنفي البيروتي المولود بها سنة 1209 والمتوفى بها أيضا سنة 1276 في كتابه «الأحاديث المشكلة في الرتبة» (ص 171 ط عالم الكتب في بيروت 1403) قال :
حديث : علي يزهر في الجنة ككوكب الصبح لأهل الدنيا.
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين على بن أبي طالب» (ص 32 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :
وعن أنس قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : على يزهر بأهل الجنة كما يزهر كوكب الصبح بأهل الدنيا. خرجه القزويني.
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» (ج 17 ص 376 ط دار الفكر) قال :
وعن عائشة قالت : أقبل علي بن أبي طالب يوما فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه
ص: 4
وسلّم : هذا سيد المسلمين ، فقلت : ألست سيّد المسلمين يا رسول اللّه؟ قال : أنا خاتم النبيين ورسول ربّ العالمين.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف» (ج 11 ص 196 ط عالم التراث للطباعة والنشر - بيروت) قال :
يا علي إنك لسيد المسلمين تذكرة 98 - أسرار 116 - خفا 1 / 228 ، 2 / 537
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 7 ص 81 وج 17 ص 128 وص 339 وص 430 ومواضع أخرى من الكتاب ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر» (ج 17 ص 385 ط دار الفكر) قال :
وعن أم عطية قالت : بعث رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم جيشا فيهم علي بن أبي طالب ، قالت : سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يدعو رافعا يديه يقول : اللّهم لا تمتني حتى تريني علي بن أبي طالب.
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص 34 والنسخة مصورة من
ص: 5
المكتبة الرضوية بخراسان) قال :
وعن أم عطية قالت : بعث رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم جيشا فيهم علي بن أبي طالب ، قالت : فسمعته يقول وهو رافع يديه : اللّهم لا تمتني حتى أرى عليا. أخرجه الترمذي وقال : حسن غريب.
ومنهم الفاضل المعاصر عبد المنعم محمد عمر في «خديجة أم المؤمنين - نظرات في إشراق فجر الإسلام» (ص 479 ط 2 دار الريان للتراث) قال :
وروت أم عطية أن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بعث جيشا - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن «جواهر المطالب».
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف» (ج 2 ص 258 ط عالم التراث للطباعة والنشر - بيروت) فذكر الحديث.
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 8 ص 639 وج 18 ص 56 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
ص: 6
فمنهم العلامة الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي الموصلي المتوفى سنة 307 في «مسند أبي يعلى» (ج 1 ص 318 ط دار المأمون للتراث - دمشق) قال :
حدثنا إسحاق بن إسماعيل الطالقاني ، حدثنا محمد بن فضيل بن غزوان ، عن حصين بن عبد الرحمن السلمي ، عن سعد بن عبيدة ، عن أبي عبد الرحمن السلمي ، قال : سمعت عليا وهو يقول : بعثني رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أنا والزبير وأبا مرثد السلمي وكلنا فارس ، فقال : انطلقوا حتى تبلغوا روضة خاخ ، فإن بها امرأة معها صحيفة من حاطب بن أبي بلتعة إلى المشركين ، فأتوني بها ، فأدركناها وهي تستند على بعير لها حيث قال لنا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، فقلت : أين الكتاب الذي معك؟ فقالت : ما معي كتاب ، فأنخنا بعيرها ففتشنا رحلها ، فقال صاحبي : ما نرى معها شيئا ، فقلت : لقد علمنا ما كذبنا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، والذي نحلف به لتخرجنه أو لأجزرنّك - يعني السيف - فلما رأت الجدّ أهوت إلى حجزتها وعليها إزار من صوف ، فأخرجت الكتاب فأتينا به رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، فقال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : يا حاطب ما حملك على ما صنعت؟ فقال : يا رسول اللّه ما بي إلا أن أكون مؤمنا باللّه ورسوله ولكني أردت أن يكون لي عند القوم يد يدفع اللّه بها عن أهلي ومالي ، ولم يكن لأحد من أصحابك إلا ومن قومه هناك من يدفع اللّه بها عن أهله وماله ، فقال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : صدق فلا تقولوا له إلا خيرا ، فقال عمر : يا رسول اللّه انه قد خان اللّه ورسوله والمؤمنين فدعني حتى أضرب عنقه. فقال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : أو ليس من أهل بدر؟! وما يدريك يا عمر لعل اللّه اطلع على أهل بدر : اعملوا ما شئتم فقد وجبت لكم الجنة.
ومنهم العلامة الحافظ أبو حاتم محمد بن أحمد التميمي البستي المتوفى سنة 354 في «السيرة النبوية وأخبار الخلفاء» (ص 325 ط مؤسسة الكتب الثقافية ودار
ص: 7
الفكر - بيروت) قال :
ثم عزم رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم على المسير إلى مكة وأمرهم بالجد والتهيؤ وقال : اللّهم خذ العيون والأخبار عن قريش ، فلما صح ذلك منه ومن المسلمين كتب حاطب بن أبي بلتعة كتابا إلى قريش يخبر بالذي قد أجمع عليه رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، ثم أعطاه امرأة من مزينة وجعل لها جعلا على أن تبلغه قريشا ، فجعلته في رأسها ثم فتلت عليه قرونها ثم خرجت ، وأخبر اللّه رسوله صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بما فعل حاطب ، فبعث رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم علي بن أبي طالب والزبير بن العوام وقال : - فذكر القصة كما تقدم عن مسند أبي يعلى باختلاف قليل في اللفظ.
ومنهم العلامة أبو الحجاج يوسف بن محمد البلوي المشتهر بابن الشيخ في كتاب «ألف با» (ج 1 ص 528 ط 2 عالم الكتب - بيروت)
فذكر مثل ما تقدم بتفاوت قليل في اللفظ.
ومنهم العلامة محمد بن أحمد بن جزي الكلبي الغرناطي الأندلسي المولود سنة 741 والمتوفى سنة 792 في «التسهيل لعلوم التنزيل» (ج 3 ص 112 ط دار الفكر)
فذكر مثل ما تقدم بتفاوت قليل في اللفظ.
ومنهم الشريف أبو الحسن علي الحسني الندوي في «المرتضى - برة سيدنا أبي الحسن علي بن أبي طالب» (ص 50 ط دار القلم - دمشق)
فذكر قصة الكتاب مثل ما تقدم باختلاف قليل في اللفظ.
ومنهم العلامة الشيخ عبد الفتاح القاضي والمدير العام للمعاهد الأزهرية ورئيس لجنة مراجعة المصاحف بالأزهر في «أسباب النزول عن الصحابة والمفسرين» (ص 208 ط دار المصحف ونشر دار سحنون للنشر والتوزيع في الجمهورية التونسية)
ص: 8
فذكر قصة كتاب حاطب وقال في آخرها : أخرجه الشيخان. وقال أيضا : خاخ موضوع بين مكة ومدينة على اثني عشر ميلا من المدينة.
ومنهم الفاضل المعاصر يوسف عبد الرحمن المرعشي في «فهرست أحاديث مسند الحميدي - أبي بكر عبد اللّه ابن الزبير المتوفى سنة 219» (ص 36 ط دار النور الإسلامي - بيروت ودار البشائر الإسلامية - بيروت) قال :
حتى تأتوا روضة خاخ بها ظعينة ... علي بن أبي طالب 1 / 27
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 6 ص 180 وج 16 ص 525 وج 21 ص 662 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم العلامة الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي الموصلي المتوفى سنة 307 في «مسند أبي يعلى» (ج 1 ص 427 ط دار المأمون للتراث - دمشق) قال :
حدثنا القواريري ، حدثنا حرمي بن عمارة ، حدثنا الفضل بن عميرة أبو قتيبة القيسي ، قال : حدثني ميمون الكردي أبو نصير ، عن أبي عثمان ، عن علي بن أبي طالب ، قال : بينما رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم آخذ بيدي ونحن نمشي في بعض سكك المدينة إذ أتينا على حديقة ، فقلت : يا رسول اللّه ما أحسنها من حديقة! قال : لك في الجنة أحسن منها ، ثم مررنا بأخرى ، فقلت : يا رسول اللّه ، ما أحسنها من حديقة! قال : لك في الجنة أحسن منها ، حتى مررنا بسبع حدائق كل ذلك أقول : ما
ص: 9
أحسنها! ويقول : لك في الجنة أحسن منها ، فلما خلاله الطريق اعتنقني ثم أجهش باكيا ، قال : قلت : يا رسول اللّه ما يبكيك؟ قال : ضغائن في صدور أقوام لا يبدونها لك إلا من بعدي ، قال : قلت : يا رسول اللّه في سلامة من ديني؟ قال : في سلامة من دينك.
ومنهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد السيوطي المتوفى سنة 911 في كتابه «مسند علي بن أبي طالب» (ج 1 ص 184 ط المطبعة العزيزية بحيدرآباد ، الهند) قال :
عن علي رضي اللّه عنه قال : بينما رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم آخذ بيدي ونحن نمشي في بعض سكك المدينة فمررنا بحديقة ، فقلت - فذكر مثل ما تقدم عن مسند أبي يعلى ، ثم قال في آخره : البزار ، ع ، ك ، أبو الشيخ في كتاب القطع والسرقة ، خط وابن الجوزي في الواهيات وابن النجار في تاريخه.
ومنهم العلامتان الشريف عباس أحمد صقر وأحمد عبد الجواد في «جامع الأحاديث» (ج 8 ص 593 ط دمشق) قالا :
قال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : حديقتك في الجنة أحسن منها - (طك) عن علي رضي اللّه عنه قال : مررنا بحديقة فقلت : ما أحسن هذه؟ فذكره.
ومنهم العلامة الحافظ جمال الدين أبي الحجاج يوسف المزي في «تهذيب الكمال في أسماء الرجال» (ج 23 ص 239 ط مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال :
أخبرنا به أبو الحسن البخاري ، قال : أنبأنا أسعد بن أبي طاهر الثقفي ، قال : أخبرنا جعفر بن عبد الواحد الثقفي ، قال : أخبرنا أبو محمد القاسم بن أبان ، قال : أخبرنا أبو علي حمد بن محمد بن عبد الرحمن الأصبهاني المعدل نزيل الري بالري ، قال :
ص: 10
أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم ، قال : حدثنا عمر بن شبة النميري ، قال : حدثنا حرمي بن عمارة ، قال : حدثنا الفضل بن عميرة الطفاوي ، قال : حدثني ميمون الكردي ، عن أبي عثمان النهدي ، عن علي ، قال : بينا النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم آخذ بيدي فمررنا بحديقة ، فقلت : ما أحسنها ، قال : لك في الجنة أحسن منها ، حتى مررنا بسبع حدائق ، كل ذلك أقول : ما أحسنها ، ويقول : لك في الجنة أحسن منها ، حتى إذ خلاله الطريق اعتنقني وأجهش باكيا ، فقلت : ما يبكيك؟ فقال : إحن في صدور قوم لا يبدونها لك إلا من بعدي ، قلت : في سلامة من ديني؟ قال : في سلامة من دينك.
أخرجه من حديث حرمي بن عمارة عنه ، فوقع لنا بدلا عاليا.
ومنهم الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى سنة 360 في «المعجم الكبير» (ج 11 ص 73 ط مطبعة الأمة ببغداد) قال :
حدثنا الحسن بن علوية القطان ، ثنا أحمد بن محمد السكري ، ثنا موسى بن أبي سليم البصري ، ثنا مندل ، ثنا الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال : خرجت أنا والنبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وعلي رضي اللّه عنه في حشار المدينة ، فمررنا بحديقة فقال علي رضي : اللّه عنه ما احسن هذه الحديقة يا رسول اللّه. فقال : حديقتك في الجنة أحسن منها ، ثم أومأ بيده إلى رأسه ولحيته ثم بكى حتى علا بكاؤه ، قيل : ما يبكيك؟ قال : ضغائن في صدور قوم لا يبدونها لك حتى يفقدوني.
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 17 ص 380 ط دار الفكر) قال :
وعن أنس بن مالك قال : خرجنا مع رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فمر بحديقة فقال علي : يا رسول اللّه ، ما أحسن هذه الحديقة! قال : حديقتك في الجنة أحسن
ص: 11
منها ، حتى مر بست حدائق - وفي روايات أخر : بسبع حدائق - كل ذلك يقول علي : يا رسول اللّه ، ما أحسن هذه الحديقة! فيرد عليه النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : حديقتك في الجنة أحسن منها ، ثم وضع النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم رأسه على إحدى منكبي علي فبكى ، فقال له علي : ما يبكيك يا رسول اللّه؟ قال : ضغائن في صدور أقوام لا يبدونها لك حتى أفارق الدنيا ، فقال علي : فما أصنع يا رسول اللّه؟ قال : تصبر ، قال : فإن لم أستطع؟ قال : تلقى جهدا ، قال : ويسلّم لي ديني؟ قال : ويسلّم لك دينك.
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص 32 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :
وعنه قال : كنت أمشي في بعض طرق المدينة مع النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فمررنا على حديقة - فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم الأستاذ محمد سعيد زغلول في «فهارس المستدرك» للحاكم (ص 279 ط بيروت) قال :
لك في الجنة أحسن منها علي 3 / 139
ومنهم عدة من الفضلاء في «فهرس أحاديث وآثار المستدرك على الصحيحين» للحاكم النيسابوري (القسم 2 ص 350 ط عالم الكتب - بيروت) قالوا :
لك في الجنة أحسن منها معرفة الصحابة / علي 3 / 139
وذكروا أيضا في ص 588 من القسم الأول مثل ذلك عن كتاب «معرفة الصحابة».
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة
ص: 12
أطراف الحديث النبوي الشريف» (ج 6 ص 640 ط عالم التراث للطباعة والنشر - بيروت) قال :
لك في الجنة أحسن منها
ك 3 / 139 ، مطالب 3960 ، كنز 36523 ، مجمع 9 / 118
لك في الجنة خير منها
خط 12 / 398 ، متناهية 1 / 240
وأشار إليه أيضا في ج 11 ص 294 عن شج 2 / 202.
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 115 و 285 و 298 وج 15 ص 312 وج 20 ص 363 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص 43 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :
حدثنا محمد بن جعفر بن محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو حفص الوداعي ، حدثنا يحيى بن عبد الحميد ، حدثنا شريك ، عن أبي اليقظان ، عن أبي وائل ، عن حذيفة بن اليمان ، قال : قالوا : يا رسول اللّه لا تستخلف علينا؟ قال : إن تولوا عليا
ص: 13
تجدوه هاديا مهديا يسلك بكم الصراط المستقيم.
رواه النعمان بن أبي شيبة ، عن الثوري ، عن زيد بن حذيفة ، ولفظه قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : إن تستخلفوا عليا وما أراكم فاعلين تجدونه هاديا مهديا يحملكم على المحجة البيضاء.
رواه إبراهيم ، عن الثوري ، عن أبي إسحاق ، عن زيد ، عن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم (1).
ص: 14
ص: 15
ص: 16
ص: 17
ص: 18
ص: 19
ص: 20
ص: 21
ص: 22
ص: 23
ص: 24
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «فهارس أحاديث وآثار مسند الإمام أحمد بن حنبل» (ج 1 ص 225 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :
إن تؤمروا عليا ولا أراكم فاعلين تجدوه هاديا علي بن أبي طالب 1 / 109
ص: 25
وذكر مثله في ص 481 ، وأيضا في ج 2 ص 443.
قد مرّ نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 286 وج 7 ص 386 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 18 ص 32 ط دار الفكر) قال :
وعن عبد اللّه بن مسعود قال : كنا مع النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ليلة وفد الجن ، قال : فتنفس ، فقلت : ما شأنك يا رسول اللّه؟ قال : نعيت إلي نفسي ، قلت : فاستخلف ، قال : من؟ قلت : أبو بكر ، قال : فسكت ، ثم مضى ساعة ثم تنفس ، فقلت : ما شأنك بأبي أنت وأمي يا رسول اللّه؟ قال : نعيت إلي نفسي يا ابن مسعود ، قال : فاستخلف ، قال : من؟ قلت : عمر ، قال : فسكت ثم مضى ساعة ثم تنفس ، قال : قلت : ما شأنك؟ قال : نعيت إلي نفسي يا ابن مسعود ، قال : قلت : فاستخلف ، قال : من؟ قلت : علي بن أبي طالب ، قال : أما والذي نفسي بيده لئن أطاعوه ليدخلن الجنة أجمعين أكتعين.
ومنهم الحافظ زين الدين أبو الفضل عبد الرحيم بن الحسين العراقي في «تخريج الأحاديث والآثار» (ص 66 ط دار البشائر الإسلامية) قال :
وللطبراني في الأوسط من رواية مينا عن ابن مسعود : كنت مع النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ليلة الجن. وفيه قال : نعيت إلي نفسي. قال : قلت : فاستخلف؟ قال : من؟
ص: 26
قلت : علي بن أبي طالب؟ قال : والذي نفسي بيده لئن أطاعوه ليدخلن الجنة أجمعين أكتعين.
ومنهم الفاضل المعاصر رياض عبد اللّه عبد الهادي في «فهارس كتاب الموضوعات» لابن الجوزي (ص 123 ط دار البشائر الإسلامية - بيروت) قال :
والذي نفسي بيده لئن أطاعوه ليدخلن .. في فضائل علي 1 / 346
قد مرّ نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 282 وص 378 وج 6 ص 214 وج 16 ص 549 وج 20 ص 536 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 17 ص 380 ط دار الفكر) قال :
وعن علي أن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال : يا علي ، إن لك في الجنة كنزا وإنك ذو قرنيها ، فلا تتبع النظرة النظرة ، فإن لك الأولى ، وليست لك الآخرة.
ومنهم العلامة أبو الفضل عبد اللّه بن محمد بن الصديق الحسني في «الكنز الثمين في أحاديث النبي الأمين» (ص 664 ط عالم الكتب - بيروت) قال :
يا علي إن لك في الجنة - فذكر الحديث كما تقدم.
ص: 27
ومنهم عدة من الفضلاء في «فهرس أحاديث وآثار المستدرك على الصحيحين» للحاكم النيسابوري (القسم 2 ص 354 ط عالم الكتب - بيروت) قالوا :
يا علي إن لك كنزا في الجنة .. معرفة الصحابة / علي 3 / 123 وأشاروا إليه أيضا في القسم الأول ص 816.
ومنهم العلامة الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري في «جمهرة الفهارس» (ص 372 ط دار الصحابة للتراث) قال :
يا علي إن لك في الجنة كنوزا.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف» (ج 11 ص 195 ط عالم التراث للطباعة والنشر - بيروت) قال :
يا علي إن لك في الجنة كنزا.
مجمع 4 / 277.
يا علي إن لك كنزا في الجنة.
حم 1 / 159 ، ك 3 / 123 ، ش 4 / 326 ، 12 / 64 ، ترغيب 3 / 35 ، مشكل 2 / 350 ، كنز 33055 ، مجمع 8 / 63 ، معاني 3 / 15.
وقال أيضا في «فهارس المستدرك» للحاكم ص 399 مثل ذلك.
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص 32 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :
وعن علي رضي اللّه عنه قال : قال لي رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : يا علي إن لك
ص: 28
كنزا في الجنة وإنك ذو قرنيها فلا تتبع النظرة فإنما لك الأولى وليت لك الآخرة. خرجه الهروي في غريبه.
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الفاضل المعاصر صالح يوسف معتوق في «التذكرة المشفوعة في ترتيب أحاديث تنزيه الشريعة المرفوعة» (ص 71 ط دار البشائر الإسلامية - بيروت) قال :
يا علي إنما سمي نخل المدينة صيحانيا لأنه صاح بفضلي وفضلك 1 / 354
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف» (ج 11 ص 196 ط عالم التراث للطباعة والنشر - بيروت)
فأشار إلى الحديث الشريف.
ومنهم الفاضل المعاصر رياض عبد اللّه عبد الهادي في «فهارس كتاب الموضوعات» لابن الجوزي (ص 131 ط دار البشائر الإسلامية - بيروت)
فأشار إلى الحديث الشريف.
وأشار إليه أيضا في «الدرر المجموعة بترتيب أحاديث اللآلي المصنوعة» ص
ص: 29
185.
قد مرّ نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 134 وص 358 وص 407 ومواضع أخرى من هذا الكتاب ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 17 ص 12 ط دار الفكر) قال :
وقال لبني عمه : أيكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ قال : وعلي معهم ، فأبوا ، فقال علي : أنا أواليك في الدنيا والآخرة ، فقال : أنت وليي في الدنيا والآخرة ، فتركه ، ثم أقبل على رجل رجل منهم فأبوا ، فقال علي : أنا أواليك في الدنيا والآخرة ، فقال : أنت وليي في الدنيا والآخرة.
ومنهم الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي في «آل بيت الرسول» صلی اللّه عليه [وآله] وسلم (ص 56 ط القاهرة) قال :
وقال لبني عمه : أيكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ قال : وعلي جالس معه ، فأبوا. فقال علي : أنا أواليك في الدنيا والآخرة - فذكر مثل ما تقدم بعينه.
ومنهم الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري بن محمد بن شريف في «تهذيب خصائص الإمام علي» للنسائي (ص 23 ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال :
ص: 30
أخبرنا هلال بن بشر البصري قال : حدثنا محمد بن خالد قال : حدثني موسى بن يعقوب قال : حدثنا مهاجر بن مسمار ، عن عائشة بنت سعد ، قالت : سمعت أبي يقول : سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يوم الجحفة ، فأخذ بيد علي فخطب ، فحمد اللّه وأثنى عليه ، ثم قال : أيها الناس إني وليكم ، قالوا : صدقت يا رسول اللّه ، ثم أخذ بيد علي فرفعها ، فقال : هذا وليي ويؤدي عني ديني ، وأنا موالي من والاه ومعادي من عاداه.
وقال في ص 78 :
أخبرنا زكريا بن يحيى ، قال : حدثني محمد بن عبد الرحيم ، قال : أخبرنا إبراهيم ، قال : حدثنا معن ، قال : حدثني موسى بن يعقوب ، عن المهاجر بن مسمار ، عن عائشة بنت سعد وعامر بن سعد أن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم خطب فقال : أما بعد ، أيها الناس! فإني وليكم ، قالوا : صدقت ، ثم أخذ بيد علي فرفعها ثم قال : هذا وليي والمؤدي عني ، والى اللّه من والاه ، وعادى من عاداه.
ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في كتابه «حياة الإمام علي عليه السلام» (ص 16 ط دار الجيل في بيروت)
فذكر الحديث مثل ما تقدم.
ومنهم الفاضل المعاصر المستشار عبد الحليم الجندي في «الإمام جعفر الصادق» عليه السلام (ص 19 ط المجلس الأعلى للشئون الإسلامية - القاهرة) قال :
وذات يوم سأل النبي أهله : أيكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ وعلي جالس ، فسكتوا. وقال علي : أنا أواليك في الدنيا والآخرة ، فكانت هذه أول موالاة من النبي لعلي.
ص: 31
قد مضى نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 79 و 99 و 121 و 135 و 277 و 330 و 358 و 387 وج 5 ص 35 و 37 و 41 و 58 و 98 و 288 و 309 وج 15 ص 92 وج 16 ص 151 و 165 وج 20 ص 348 وص 494 و 553 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى سنة 360 في «المعجم الكبير» (ج 12 ص 98 ط مطبعة الأمة ببغداد) قال :
حدثنا إبراهيم بن هاشم البغوي ، حدثنا كثير بن يحيى ، حدثنا أبو عوانة ، عن أبي بلج ، عن عمرو بن ميمون قال : كنا عند ابن عباس فجاءه سبعة نفر وهو يومئذ صحيح قبل ان يعمي فقالوا : يا ابن عباس قم معنا أو قال أخلوا يا هؤلاء ، قال : بل أقوم معكم ، فقام معهم فما ندري ما قالوا ، فرجع ينفض ثوبه ويقول : أف أف وقعوا في رجل قيل فيه ما أقول لكم الآن ، وقعوا في علي بن أبي طالب وقد قال نبي اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : لأبعثن رجلا لا يخزيه اللّه ، فبعث إلى علي وهو في الرحى - إلى أن قال : وقال له : أنت ولي كل مؤمن بعدي.
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص 29 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :
وقال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : أنت ولي كل مؤمن بعدي ، ألا وأنت
ص: 32
خليفتي.
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 18 ص 418 وج 19 ص 666 ومواضع أخرى ، ونحن نستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي في «العلل المتناهية في الأحاديث الواهية» (ج 1 ص 220 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :
حديث آخر : أنا القزاز ، قال : أخبرنا أبو بكر الخطيب ، قال : نا أبو نعيم الحافظ ، قال : أنا الحسين بن محمد بن علي الزعفراني ، قال : نا علي بن محمد بن جعفر بن عنبسة ، قال : نا عبد اللّه بن الحسن بن إبراهيم الأنباري ، قال : نا عبد الملك بن قريب يعني الأصمعي ، قال : سمعت مسعر بن كدام يحدث عن أبيه ، عن قتادة ، عن أنس ، قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : نحن سبعة بنو عبد المطلب سادات الجنة ، أنا وعلي أخي وعمي ، وجعفر والحسن والحسين والمهدي.
قد مر نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 6 ص 808 وج 7 ص 377 وج 16
ص: 33
ص 478 وج 21 ص 509 و 515 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص 36 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :
عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : ما مررت بسماء إلا وأهلها مشتاقون إلى علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه ، وما في الجنة نبي إلا وهو مشتاق إلى علي بن أبي طالب. أخرجه الملا في سيرته.
قد تقدم نقل ما يدل على ذلك عن أعلام العامة في ج 4 ص 95 وج 6 ص 135 وج 16 ص 504 ومواضع أخرى من هذا الكتاب ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم الفاضل المعاصر محمد خير المقداد في «مختصر المحاسن المجتمعة في فضائل الخلفاء الأربعة» للعلامة الصفوري (ص 159 ط دار ابن كثير ، دمشق وبيروت) قال :
وعن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : لما أسري بي إلى السماء مررت بملك جالس على
ص: 34
سرير من نور إحدى رجليه في المشرق ، والأخرى بالمغرب ، والدنيا كلها بين عينيه ، وبين يديه لوح مكتوب ينظر فيه ، فقلت : من هذا يا جبريل؟ قال : عزرائيل [ملك الموت أدن منه فسلّم عليه] فسلمت عليه ، فقال : وعليك السلام يا أحمد ما فعل ابن عمك علي؟ قلت : وهل تعرف ابن عمي عليا؟ فقال : وكيف لا أعرفه؟ وقد وكلني اللّه بقبض أرواح الخلائق ما خلا روحك وروح ابن عمك.
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 445 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 17 ص 328 ط دار الفكر) قال :
وبعث أبا بكر بسورة التوبة ، وبعث عليا خلفه فأخذها منه ، فقال أبو بكر : لعل اللّه ورسوله ، فقال : لا ، ولكن لا يذهب بها رجل إلا رجلا هو مني وأنا منه.
وقال أيضا في ج 18 ص 5 :
وعن أبي سعيد الخدري قال : بعث رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أبا بكر على الموسم ، وبعث معه بسورة (براءة) وأربع كلمات إلى الناس ، فلحقه علي بن أبي طالب في الطريق فأخذ علي السورة والكلمات ، فكان علي يبلغ ، وأبو بكر على الموسم ، فإذا قرأ السورة نادى : ألا لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة ، ولا يقرب المسجد الحرام مشرك بعد عامه هذا ، ولا يطوفن بالبيت عريان ، ومن كان بينه وبين
ص: 35
رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم عهد فأجله إلى مدته ، حتى قال رجل : لولا أن يقطع الذي بيننا وبين ابن عمك من الحلف ، فقال علي : لولا أن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أمرني أن لا أحدث شيئا حتى آتيه لقتلتك. فلما رجع قال أبو بكر : مالي؟! هل نزل في شيء؟ قال : لا ، إلا خير. قال : وما ذا؟ قال : إن عليا لحق بي وأخذ مني السورة والكلمات ، فقال : أجل ، لم يكن يبلغها إلا أنا ، أو رجل مني.
وفي حديث آخر عن أبي بكر رضي اللّه عنه : ثم قال لعلي : الحقه ، فرد علي أبا بكر ، وبلغها أنت. وفي آخره : ولكن أمرت ألا يبلغه إلا أنا أو رجل مني.
وعن علي قال : لما نزلت عشر آيات من براءة على النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم دعا النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أبا بكر ، فبعثه بها ليقرأها على أهل مكة ، ثم دعاني النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فقال لي : أدرك أبا بكر فحيثما لحقته فخذ الكتاب منه ، فاذهب به إلى أهل مكة فاقرأه عليهم ، فلحقته بالجحفة ، فأخذت الكتاب منه ، ورجع أبو بكر إلى النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فقال : يا رسول اللّه ، نزل في شيء؟ قال : لا ، ولكن جبريل جاءني فقال : لن يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك.
وعن علي عليه السلام حين بعثه ببراءة قال : يا نبي اللّه ، إني لست باللسن ولا بالخطيب ، قال : ما بد من أن أذهب بها ، أو تذهب بها أنت ، قال : فإن كان لا بد فأذهب بها أنا ، قال : فانطلق فإن اللّه عزوجل يثبت لسانك ، ويهدي قلبك ، قال : ثم وضع يده على فيه وقال : انطلق فاقرأها على الناس. وقال : إن الناس سيتقاضون إليك ، فإذا أتاك الخصمان فلا تقضين لواحد حتى تسمع كلام الآخر ، فإنه أجدر أن تعلم لمن الحق.
وعن جميع بن عمير ، عن ابن عمر قال : كان في مسجد المدينة ، فقلت له : حدثني عن علي ، فأراني مسكنه بين مساكن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، ثم قال : أحدثك عن علي؟ قال : قلت : نعم ، قال : فإن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بعث أبا بكر بالكتاب ، ثم بعث عليا على أثره ، فقال : مالي يا علي؟! أنزل في شيء؟ قال : لا.
ص: 36
قال : فرجع أبو بكر إلى رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فقال : يا رسول اللّه ، أنزل في شيء؟ قال : لا ، ولكنه إنما يؤدي عني أنا أو رجل من أهل بيتي ، وإن عليا رجل من أهل بيتي.
وعن ابن عباس قال : بينا أنا مع عمر بن الخطاب في بعض طرق المدينة ، يده في يدي إذ قال لي : يا ابن عباس ، ما أحسب صاحبك إلا مظلوما. فقلت : فرد إليه ظلامته يا أمير المؤمنين ، قال : فانتزع يده من يدي ، وتقدمني يهمهم ، ثم وقف حتى لحقته ، فقال لي : يا ابن عباس ، ما أحسب القوم إلا استصغروا صاحبك ، قال : قلت : واللّه ما استصغره رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم حين أرسله وأمره أن يأخذ (براءة) من أبي بكر ، فيقرؤها على الناس فسكت.
ومنهم العلامة حميد بن زنجويه المتوفى سنة 251 في كتابه «الأموال» (ج 1 ص 405 ط مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية) قال :
قال ابن شهاب : فأخبرني حميد بن عبد الرحمن بن عوف أن أبا هريرة قال : بعثني أبو بكر في تلك الحجة في مؤذنين بعثهم يوم النحر ، يؤذنون بها ان لا يحج بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان.
قال حميد بن عبد الرحمن : ثم أردف رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم عليا ، وأمره أن يؤذن ببراءة.
قال أبو هريرة : فإذن علي في أهل منى يوم النحر ببراءة ، وأن لا يحج بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان.
حدثنا حميد ، نا نضر بن شميل ، أخبرنا شعبة ، أنا سليمان الشيباني ، عن الشعبي ، عن المحرر بن أبي هريرة ، عن أبي هريرة قال : كنت في الذين بعثهم رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ببراءة مع علي إلى مكة. فقال له ابنه أو رجل آخر : فيما كنتم تنادون؟ قال : كنا نقول : لا يدخل الجنة إلا مؤمن ، ولا يحج البيت بعد العام مشرك ، ولا
ص: 37
يطوف بالبيت عريان ، ومن كان بينه وبين رسول اللّه عهد فان أجله أربعة أشهر. قال : فناديت حتى صحل صوتي.
أنا حميد ، أنا عبيد اللّه بن موسى ، أخبرنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن زيد بن يثيع الهمداني قال : لما نزلت براءة بعث بها رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم مع أبي بكر ، ثم بعث عليا على أثره فقال : بلغهم أنت ، ورد علي أبا بكر ، فرجع أبو بكر فقال : يا رسول اللّه أنزل في شيء؟ قال : لا .. إلا خير. ولكن أمرت أن أبلغهم أنا أو رجل من أهلي. فأتى علي أهل مكة ، فنادى بأربع : أن لا يدخل مكة مشرك بعد عامه ، ولا يطوف بالكعبة عريان ، ولا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة ، ومن كان بينه وبين رسول اللّه عهد ، فعهده إلى مدته.
ومنهم العلامة الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي الموصلي المتوفى سنة 307 في «مسند أبي يعلى» (ج 1 ص 351 ط دار المأمون للتراث - دمشق) قال :
حدثنا زهير ، حدثنا ابن عيينة ، عن أبي إسحاق ، عن زيد بن أثيع ، قال : سألنا عليا : بأي شيء بعثت؟ قال : بعثت بأربع : ألا يطوفنّ بالبيت عريان ، ولا يدخل الحرم مشرك ، ومن كان بينه وبين رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم عهد فهو إلى مدته ، ومن لم يكن له عهد فله أجل أربعة أشهر ، ولا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة.
ومنهم العلامة أحمد علي محمد علي الأعقم الأنسي اليماني في «تفسير الأعقم» (ص 238 ط 1 دار الحكمة اليمانية) قال :
وروي أن أبا بكر لما كان ببعض الطريق هبط جبريل قال : يا محمد لا يبلغن رسالتك إلا رجل منك فأرسل عليا عليه السلام ، فرجع أبو بكر فقال : يا رسول اللّه أشيء نزل من السماء؟ فقرأ عليهم ثلاثين آية أو قيل : أربعين آية ، وقيل : عشر
ص: 38
آيات ، وقال : لا يقرب البيت بعد هذا العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان ولا تدخل الجنة إلا كل نفس مؤمنة ، قال جار اللّه : فعند ذلك قالوا : يا علي أبلغ ابن عمك أنا نبذنا العهد وراء ظهورنا ، وأنه ليس بيننا وبينه عهد إلا طعن بالرماح وضرب بالسيوف ، قال في الحاكم : نزلت في ثلاثة أحياض العرب ، خزاعة وبني مدلج وبني خزيمة.
ومنهم الدكتور عبد الفتاح عاشور في «منهج القرآن في تربية المجتمع» (ص 641 ط مكتبة الخانجي بمصر) قال :
ولهذا أرسل النبي عليه السلام علي بن أبي طالب ليلحق بأبي بكر في موسم الحج ويبلغ الناس بما أنزل اللّه على رسوله من سورة التوبة.
ومنهم الفاضل المعاصر محمد حسين هيكل في «حياة محمد صلی اللّه عليه [وآله] وسلم» (ص 374 ط 18 دار المعارف - القاهرة عام 1410) قال :
ولهذه الغاية أوفد النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم علي بن أبي طالب كي يلحق بأبي بكر ، وكي يخطب الناس حين الحج يوم عرفة بما أمر اللّه ورسوله ، وحضر علي في أثر أبي بكر والمسلمين الذين برزوا إلى الحج معه ، كي يؤدي رسالته.
ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في كتابه «حياة الإمام علي عليه السلام» (ص 213 ط دار الجيل في بيروت) قال :
وفيها أي في السنة التاسعة حج أبو بكر بالناس .. وكان في ثلاثمائة رجل ، فلما كان بذي الحليفة ، أرسل رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في أثره عليا وأمره بقراءة سورة براءة على المشركين ، فعاد أبو بكر وقال : يا رسول اللّه أنزل فيّ شيء؟ قال : لا ، ولكن لا يبلغ عني إلا أنا أو رجل مني.
ص: 39
ومنهم الحافظ أبو العلي محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري الهندي المتوفى سنة 1353 في «تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي» (ج 8 ص 485 ط دار الفكر في بيروت)
فذكر الحديث الشريف وشرحه.
ومنهم الشيخ عبد المنعم محمد عمر في «خديجة أم المؤمنين» (ص 483 ط دار الريان للتراث) قال :
وفي سنة تسع بعث رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أبا بكر أميرا على الحج ، ليقيم للمسلمين حجهم ، وكان يسمح للمشركين بالحج ، وكان بعضهم يطوف بالبيت عريانا كما كان يفعل آباؤهم من قبل ، فأنزل اللّه سبحانه سورة براءة يحرم ذلك ، فقيل له : يا رسول اللّه لو بعثت بها إلى أبي بكر ، فقال : لا يؤدي عني إلا رجل من أهل بيتي ، ثم دعا علي بن أبي طالب ، فقال له : اخرج بهذه القصة من صدر براءة ، وأذن في الناس يوم النحر بمنى : أنه لا يدخل الجنة كافر ، ولا يحج بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان ، ومن كان له عند رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم عهد فهو إلى مدته ، فخرج علي بن أبي طالب على ناقة رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم العضباء ، وأدى الرسالة التي عهد بها إليه رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم.
ومنهم أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي المتوفى سنة 597 في «المنتظم في تاريخ الملوك والأمم» (ج 3 ص 373 ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
روى أبو سعيد الخدري ، قال : بعث رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أبا بكر على الموسم ، وبعث بسورة براءة وأربع كلمات إلى الناس ، فلحقه علي بن أبي طالب رضي اللّه عنهما في الطريق ، فأخذ علي رضي اللّه عنه السورة والكلمات وكان يبلغ
ص: 40
وأبو بكر على الموسم ، فإذا قرأ السورة نادى : لا تدخل الجنة إلا نفس مسلمة ، ولا يقرب المسجد الحرام مشرك بعد عامه هذا ، ولا يطوف بالبيت عريان ، ومن كان بينه وبين رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم عهد فأجله إلى مدته.
فلما رجعا قال أبو بكر رضي اللّه عنه : ما لي هل نزل في شيء؟ قال : لا إلا خيرا ، قال : وما ذاك؟ قال : إن عليا رضي اللّه عنه لحق بي فأخذ مني السورة والكلمات ، قال : أجل لم يكن يبلغها إلا أنا أو رجل مني.
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور شعبان محمد إسماعيل الأزهري في «التشريع الإسلامي» (ص 212 ط مكتبة النهضة المصرية)
فذكر قصة تبليغ البراءة كما مر.
ومنهم الشيخ محمد علي طه الدرة في «تفسير القرآن الكريم وإعرابه وبيانه» (ج 5 ص 299 ط دار الحكمة - دمشق وبيروت سنة 1402)
فذكر قصة تبليغ البراءة كما تقدم.
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي بن محمد بن شريف في «تهذيب خصائص الإمام علي» للحافظ النسائي (ص 67 ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
أخبرنا محمد بن بشار ، حدثنا عفان ، وعبد الصمد. قالا : حدثنا حماد بن سلمة ، عن سماك بن حرب ، عن أنس ، قال : بعث النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم براءة مع أبي بكر ، ثم دعاه فقال : لا ينبغي أن يبلغ هذا الا رجل من أهلي ، فدعا عليا فأعطاه إياها.
أخبرنا العباس بن محمد الدوري ، قال : حدثنا أبو نوح قراد ، عن يونس بن أبي إسحاق ، عن أبي إسحاق ، عن زيد بن يثيغ ، عن علي رضي اللّه عنه أن رسول اللّه صلى
ص: 41
اللّه عليه وسلّم بعث ببراءة إلى أهل مكة مع أبي بكر ، ثم اتبعه بعلي ، فقال له : خذ الكتاب فامض به إلى أهل مكة. قال : فلحقه فأخذ الكتاب منه ، فانصرف أبو بكر وهو كئيب ، فقال لرسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أنزل فيّ شيء؟ قال : لا ، إلا أني أمرت أن أبلغه أنا أو رجل من أهل بيتي.
أخبرنا زكريا بن يحيى ، قال : حدثنا عبد اللّه بن عمر قال : حدثنا أسباط ، عن فطر ، عن عبد اللّه بن شريك ، عن عبد اللّه بن الرقيم ، عن سعد قال : بعث رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أبا بكر ببراءة ، حتى إذا كان ببعض الطريق أرسل عليا رضي اللّه عنه ، فأخذها منه ، ثم سار بها ، فوجد أبو بكر في نفسه ، فقال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : لا يؤدي عني الا أنا أو رجل مني.
ومنهم الشريف أبو الحسن علي الحسني الندوي في «المرتضى - برة سيدنا أبي الحسن علي بن أبي طالب» (ص 52 ط دار القلم - دمشق)
فذكر قصة تبليغ البراءة كما مر.
ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في كتابه «حياة الإمام علي عليه السلام» (ص 40 ط دار الجيل في بيروت)
فذكر الحديث بتمامه.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف» (ج 7 ص 324 ط عالم التراث للطباعة والنشر - بيروت) قال :
لا يبلغ عني إلا أنا أو رجل من أهل بيتي فتح 8 / 321
لا يبلغ عني إلا أنا أو علي أصفهان 1 / 253
ص: 42
لا يبلغ عني غيري أو رجل مني منثور 3 / 210
لا يبلغها إلا أنا أو رجل من أهل بيتي حم 3 / 212 ، فتح 8 / 320 ، بداية 5 / 38
لا يبلغها إلا رجل من أهل بيتي ش 12 / 85 ، منثور 3 / 209 ، كنز 4421 ومنهم الحافظ الشيخ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني في «المعجم الكبير» (ج 12 ص 98 ط مطبعة الأمة بغداد) قال :
حدثنا إبراهيم بن هاشم البغوي ، حدثنا كثير بن يحيى ، حدثنا أبو عوانة ، عن أبي بلج ، عن عمرو بن ميمون قال : عند ابن عباس فجاءه سبعة نفر وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى ، فقالوا : يا ابن عباس قم معنا او قال أخلوا يا هؤلاء ، قال : بل أقوم معكم ، فقام معهم فما ندري ما قالوا ، فرجع ينفض ثوبه ويقول : أف أف وقعوا في رجل قيل فيه ما أقول لكم الآن ، وقعوا في علي بن أبي طالب وقد قال نبي اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم - فذكر الحديث بطوله ، وفيه :
قال : وبعث أبا بكر بسورة التوبة وبعث عليا على أثره ، فقال أبو بكر : يا علي لعل اللّه ونبيه سخطا علي ، فقال علي : لا ، ولكن نبي اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال : لا ينبغي ان يبلغ عني الا رجل مني وأنا منه.
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عماد الدين خليل - كلية الآداب ، جامعة الموصل في كتابه «دراسة في السيرة» (ص 264 ط دار النفائس ومؤسسة الرسالة - بيروت)
فذكر حديث تبليغ البراءة.
ومنهم العلامة الشيخ عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن سعد اللّه المتوفى سنة 767 في «المختصر الصغير في سيرة البشير النذير» (ص 138 ط عالم الكتب - بيروت)
ص: 43
فذكر قصة تبليغ البراءة.
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور أمين قلعجي في «آل بيت الرسول» صلی اللّه عليه [وآله] وسلم (ص 56 ط القاهرة سنة 1399) قال :
قال ثم بعث فلانا بسورة التوبة ، فبعث عليا خلفه فأخذها منه ، قال : لا يذهب بها إلا رجل مني وأنا منه.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف» (ج 2 ص 383 ط عالم التراث للطباعة والنشر - بيروت) قال :
أمر عليا أن يؤذن ببراءة خ 1 / 103
قد مرّ نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 5 ص 130 وج 6 ص 482 وج 17 ص 111 وج 15 ص 608 وج 17 ص 137 وج 20 ص 232 وج 21 ص 656 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 18 ص 8 ط دار الفكر) قال :
وعن عائشة قالت : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : ذكر علي عبادة.
ص: 44
ومنهم الدكتور عبد الصبور شاهين والأستاذة إصلاح عبد السلام الرفاعي في «موسوعة أمهات المؤمنين» (ص 481 ط الزهراء للإعلام العربي - القاهرة) قالا :
عن عائشة ، قال صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : ذكر علي عبادة.(الديلمي في كنز ج 11 / 601.
قد رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الحافظ محمد بن مسلّم بن عبيد اللّه المشتهر بابن شهاب الزهري المتوفى سنة 124 في «المغازي النبوية» (ص 130 ط دار الفكر - بيروت) قال :
قال الزهري : أخبرني عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة أن عائشة أخبرته ، قالت : أول ما اشتكى رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في بيت ميمونة ، فاستأذن أزواجه أن يمرض في بيتي ، فأذنّ له.
قالت : فخرج ويد له على الفضل بن عباس ، ويد أخرى على يد رجل آخر؟ ، وهو يخط برجليه في الأرض ، فقال عبيد اللّه : فحدثت به ابن عباس ، فقال : أتدري من الرجل الذي لم تسمّ عائشة ، هو علي بن أبي طالب ، ولكن عائشة لا تطيب لها نفسا بخير.
ص: 45
قد تقدم نقل ما يدل عليه من أعلام العامة في ج 4 ص 240 وج 15 ص 440 وج 20 ص 299 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 17 ص 351 ط دار الفكر) قال :
عن أبي سعيد الخدري : بعث رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم علي بن أبي طالب إلى اليمن ، قال أبو سعيد : فكنت فيمن خرج معه ، فلما احتفر إبل الصدقة سألناه أن نركب منها ونريح إبلنا ، وكنا قد رأينا في إبلنا خللا ، فأبى علينا ، وقال : إنما لكم منها سهم كما للمسلمين.
قال : فلما فرغ علي وانصفق من اليمن راجعا ، أمر علينا إنسانا فأسرع هو فأدرك الحج ، فلما قضى حجته قال له النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : ارجع إلى أصحابك حتى تقدم عليهم.
قال أبو سعيد : وقد كنا سألنا الذي استخلفه ما كان علي منعنا إياه ففعل ، فلما جاء عرف في إبل الصدقة أنها قد ركبت ، رأى أثر الراكب ، فذم الذي أمره ولامه ، فقال : أما إنّ لله علي إن قدمت المدينة لأذكرنّ لرسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، ولأخبرنه ما لقينا من الغلظة والتضييق.
ص: 46
قال : فلما قدمنا المدينة غدوت إلى رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أريد أن أفعل ما كنت قد حلفت عليه ، فلقيت أبا بكر خارجا من عند رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، فلما رآني قعد معي ورحّب بي ، وساءلني وساءلته ، وقال : متى قدمت؟ قلت : قدمت البارحة ، فرجع معي إلى رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فدخل وقال :هذا سعد بن مالك ، ابن الشهيد ، قال : ائذن له ، فدخلت فحييت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وحياني وسلّم علي ، وساءلني عن نفسي وعن أهلي فأحفى في المسألة ، فقلت : يا رسول اللّه ، ما لقينا من علي من الغلظة وسوء الصحبة والتضييق ، فانتبذ رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، وجعلت أنا أعدد ما لقينا منه حتى إذا كنت في وسط كلامي ضرب رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم على فخذي ، وكنت منه قريبا ، وقال :سعد بن مالك ابن شهيد ، مه بعض قولك لأخيك علي ، فو اللّه لقد علمت أنه أخشن في سبيل اللّه.
قال : فقلت في نفسي : ثكلتك أمك ، سعد بن مالك ، ألا أراني كنت فيما يكره منذ اليوم وما أدري؟ لا جرم ، واللّه لا أذكره بسوء أبدا سرا ولا علانية.
ومنهم العلامة الشيخ موفق الدين عبد اللّه بن قدامة المقدسي المتوفى سنة 620 في «الإستبصار في نسب الصحابة من الأنصار» (ص 252 ط دار الفكر) قال :
زينب بنت كعب بن عجزة زوج أبي سعيد الخدري ، قالت : شكا الناس عليا ، فقام رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فينا خطيبا ، فسمعته يقول : أيها الناس لا تشكوا عليا فو اللّه أنه لأخشن في ذات اللّه أو في سبيل اللّه من أن يشتكى ..
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص 38 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :
ص: 47
وعن أبي سعيد قال : اشتكى الناس عليا ، فقام رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فينا خطيبا فسمعته يقول : أيها الناس - فذكر مثل ما تقدم ، ثم قال : أخرجه أحمد.
ومنهم العلامة الحافظ جلال الدين أبي الحجاج يوسف المزي في «تهذيب الكمال في أسماء الرجال» (ج 35 ص 187 ط مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال :
أخبرنا أبو الحسن ابن البخاري ، وأبو الغنائم بن علان ، وأحمد بن شيبان ، قالوا :أخبرنا حنبل ، قال : أخبرنا ابن الحصين ، قال : أخبرنا ابن المذهب ، قال : أخبرنا القطيعي ، قال : حدثنا عبد اللّه بن أحمد ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا يعقوب ، قال : حدثنا أبي ، عن ابن إسحاق ، قال : حدثني عبد اللّه بن عبد الرحمن بن معمر بن حزم ، عن سليمان بن محمد بن كعب بن عجرة ، عن عمته زينب بنت كعب بن عجرة وكانت عند أبي سعيد الخدري ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : اشتكى الناس عليا ، فقام النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم خطيبا فسمعته يقول : أيها الناس لا تشتكوا عليا ، فو اللّه إنه لأخشن في ذات اللّه أو في سبيل اللّه.
ومنهم الفاضل المعاصر محمد بن قاسم ابن الوجيه في «المنهاج السوي» شرح منظومة الهدى النبوي للحسن بن إسحاق (ص 373 ط دار الحكمة اليمانية - صنعاء) قال :
وفي سيرة ابن هشام أن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قبل خروجه من المدينة إلى مكة في حجة الوداع أرسل عليا إلى نجران مع جماعة من المسلمين ليأخذ منهم ما وقع عليه الاتفاق بين وفدهم وبين النبي ، وبلغه أن النبي قد توجه إلى مكة لأداء فريضة الحج ، وفي الطريق تعجل السير إلى مكة ، واستخلف على الجيش الذي كان معه رجلا منهم ، فعمد ذلك الرجل وأعطى كل رجل حلة من الغنائم يتجمل بها ، وقبل أن يدخل الجيش مكة استقبلهم عليّ ووجدهم يلبسون الحلل ، فقال للقائد : ويلك ما هذا؟ قال : لقد كسوتهم ليتجملوا بها إذا قدموا على الناس ،
ص: 48
فانتزعها منهم علي وردها إلى الغنائم ، فاشتكى الناس منه ، فلما سمع رسول اللّه ذلك قال : أيها الناس لا تشتكوا عليا ، فو اللّه إنه لأخشن في ذات اللّه من أن يشتكى منه ، ولما رجع علي إلى مكة ترك في اليمن معاذ بن جبل يعلمهم الأحكام ويفقههم في دين اللّه.
ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في كتابه «حياة الإمام علي عليه السلام» (ص 225 ط دار الجيل في بيروت)
فذكر مثل ما تقدم ، وفيه : فقام النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم خطيبا فقال : أيها الناس لا تشكوا عليا - إلخ.
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الفاضل المعاصر الأستاذ عباس محمود العقاد في «المجموعة الكاملة - العبقريات الإسلامية» (ج 2 ص 127 ط دار الكتاب اللبناني - بيروت) قال :
وبعث رسول اللّه عليا إلى اليمن ، فسأله جماعة من أتباعه أن يركبهم ابل الصدقة ليريحوا إبلهم ، فأبى .. فشكوه إلى رسول اللّه بعد رجعتهم ، وتولى شكايته سعد بن مالك بن الشهيد ، فقال : يا رسول اللّه لقينا من علي من الغلظة وسوء الصحبة والتضييق ، ومضى يعدد ما لقيه ، حتى إذا كان في وسط كلامه ضرب رسول اللّه على فخذه ، وهتف به : يا سعد بن مالك بن الشهيد ، بعض قولك لأخيك علي؟ فو اللّه لقد علمت انه جيش في سبيل اللّه.
وشكا بعض الناس مثل هذه الشكوى ، فقام رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فيهم
ص: 49
خطيبا يقول لهم : أيها الناس لا تشكوا عليا ، فو اللّه انه لجيش في ذات اللّه.
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 5 ص 516 وج 7 ص 626 وج 14 ص 67 وج 16 ص 310 وج 17 ص 465 وج 21 ص 406 ومواضع أخرى من الكتاب ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 18 ص 17 ط دار الفكر) قال :
وعن عبد اللّه قال : كنت عند النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فسئل عن علي فقال : قسمت الحكمة عشرة أجزاء ، فأعطي علي تسعة أجزاء ، والناس جزءا واحدا.
ومنهم العلامة الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي التيمي القرشي في «العلل المتناهية في الأحاديث الواهية» (ج 1 ص 241 ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
حديث آخر : أنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد ، قال : أخبرنا حمد بن أحمد الحداد ، قال : نا أبو نعيم الحافظ ، قال : نا أبو أحمد الغطريفي يقال نا أبو الحسين بن أبي مقاتل ، قال : حدثنا محمد بن عبيد بن عتبة ، قال : نا محمد بن علي الوهبي الكوفي ، قال : أنا أحمد بن عمران بن سلمة ، قال : نا سفيان الثوري ، عن منصور ،
ص: 50
عن ابراهيم ، عن علقمة ، عن عبد اللّه قال : كنت عند النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فسئل عن علي رضي اللّه عنه فقال : قسمت الحكمة عشرة أجزاء فأعطي علي تسعة أجزاء ، والناس جزء واحدا.
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 7 ص 122 وج 17 ص 96 و 322 وج 21 ص 359 ومواضع أخرى من الكتاب ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما مضى :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 17 ص 360 ط دار الفكر) قال :
وعن عمار بن ياسر قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : من آمن بي وصدقني فليتولّ علي بن أبي طالب ، فإن ولايته ولايتي ، وولايتي ولاية اللّه.
وعنه قال : سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول : أوصي من آمن بي وصدقني بالولاية لعلي ، فإنه من تولاه تولاني ، ومن تولاني تولى اللّه ، ومن أحبه أحبني ، ومن أحبني أحب اللّه ، ومن أبغضه أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض اللّه.
ص: 51
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 335 ومواضع أخرى من الكتاب ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 18 ص 21 ط دار الفكر) قال :
وعن عائشة قالت : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وهو في بيتها لما حضره الموت : ادعوا لي حبيبي ، فدعوت له أبا بكر ، فنظر إليه ثم وضع رأسه ثم قال : ادعوا لي حبيبي ، فدعوا له عمر. فلما نظر إليه وضع رأسه ثم قال : ادعوا لي حبيبي ، فقلت : ويلكم ادعوا له علي بن أبي طالب ، فو اللّه ما يريد غيره. فلما رآه أفرد الثوب الذي كان عليه ثم أدخله فيه ، فلم يزل محتضنه حتى قبض ويده عليه. تفرد به مسلّم.
ومنهم العلامة أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف» (ج 1 ص 199 ط عالم التراث للطباعة والنشر - بيروت) قال: ادعوا لي عليا.
م فضائل الصحابة 32 - ه 1235 - حم 1 / 356 ، 6 / 944 - كر 2 / 372 ، معاني 1 / 405 ، كنز 30129 ، نبوة 7 / 226.
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة مرارا في هذا الكتاب الشريف ،
ص: 52
ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «فهارس حلية الأولياء» لأبي نعيم الاصفهاني (ص 140 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :
يا علي إن اللّه أمرني أن أدنيك علي 1 / 67
وذكره أيضا في كتابه «موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف» (ج 1 ص 205 وج 11 ص 192 و 194) وكتابه «فهارس المستدرك» للحاكم (ص 692).
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 21 ص 304 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة الحافظ أبو الحسن علي بن عمر الدار قطني البغدادي المتوفى سنة 385 في «المؤتلف والمختلف» (ج 4 ص 2106 ط دار الغرب الإسلامي - بيروت 1406) قال :
مينا ، عن عائشة : رأيت النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم التزم عليا وقبّله ، روى عنه ابنه. قاله سويد بن سعيد ، عن محمد بن عبد الرحيم بن شروس ، عن ابن مينا.
ص: 53
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 6 ص 507 وج 17 ص 94 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 17 ص 348 ط دار الفكر) قال :
وعن أنس بن مالك قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لعلي يوم غزوة تبوك : أما ترضى أن يكون لك من الأجر مثل مالي ، ولك من المغنم مثل مالي؟
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 5 ص 614 وج 6 ص 406 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 17 ص 389 ط دار الفكر) قال :
ص: 54
وعن رقبة بن مصقلة العبدي ، عن أبيه ، عن جده قال : أتى رجلان عمر بن الخطاب في ولايته يسألانه عن طلاق الأمة ، فقام معتمدا يمشي بينهما حتى أتى حلقة في المسجد ، وفيها رجل أصلع ، فوقف عليه فقال : يا أصلع ما قولك في طلاق الأمة؟ فرفع رأسه إليه ، ثم أومأ إليه بإصبعيه ، فقال عمر للرجلين : تطليقتان ، فقال أحدهما : سبحان اللّه! جئنا لنسألك وأنت أمير المؤمنين ، فمشيت معنا حتى وقفت على الرجل فسألته فرضيت منه بأن أومأ إليك؟ فقال : أو تدريان من هذا؟ قالا : لا ، قال : هذا علي بن أبي طالب ، أشهد على رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لسمعته وهو يقول : لو أن السماوات السبع وضعن في كفة ميزان ، ووضع إيمان علي في كفة ميزان ، لرجح بها إيمان علي.
ومنهم الفاضل المعاصر محمد خير المقداد في «مختصر المحاسن المجتمعة في فضائل الخلفاء الأربعة» للعلامة الصفوري (ص 162 ط دار ابن كثير ، دمشق وبيروت) قال :
وقال عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه : أشهد على النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أنه قال : لو وضعت السموات السبع والأرضين السبع في كفة ، ووضع إيمان علي في كفة ، لرجح إيمان علي كرم اللّه وجهه.
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص 39 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :
وعن ابن عمر بن الخطاب أنه أشهد على رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لسمعته وهو يقول : لو أن السموات والأرض وضعت في كفة ووضع إيمان علي في كفة لرجح إيمان علي. أخرجه ابن السمان ولفظه : لو أن السموات السبع والأرضين
ص: 55
السبع.
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 203 و 372 و 498 وج 6 ص 117 و 158 وج 15 ص 66 و 164 و 226 و 287 و 489 و 558 وج 16 ص 464 و 510 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة السيد شهاب الدين أحمد بن عبد اللّه الحسيني الشيرازي الشافعي في «توضيح الدلائل» (ص 257 نسخة مكتبة الملي في شيراز) قال :
وعن أنس قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : لك يا علي يوم القيامة ناقة من نوق الجنة فتركبها ركبتك مع ركبتي وفخذك مع فخذي حتى تدخل الجنة. رواه الطبري وقال : أخرجه الإمام أحمد في «المناقب».
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص 33 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :
وعن أنس قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : لعلي يوم القيامة ناقة من نوق الجنة فيركبها - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن «توضيح الدلائل» بعينه.
ومنهم العلامة الشيخ حسام الدين المردي في «آل محمد» صلی اللّه عليه وآله وسلم (ص 633 مصورة مكتبة السيد الإشكوري بقم) قال :
ص: 56
قال صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : يا علي أنت يوم القيامة على ناقة - فذكر الحديث مثل ما تقدم ، ثم قال : رواه أحمد بن حنبل ، عن أنس.
ومنهم الفاضل المعاصر رياض عبد اللّه عبد الهادي في «فهارس كتاب الموضوعات» لابن الجوزي (ص 96 ط دار البشائر الإسلامية - بيروت) قال :
ما في القيامة راكب غيرنا .. في فضائل علي 1 / 394 ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 17 ص 381 ط دار الفكر) قال :
وعن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : ما في القيامة راكب غيرنا نحن أربعة ، فقام إليه عمه العباس بن عبد المطلب فقال : ومن هم يا رسول اللّه؟ فقال : أما أنا فعلى البراق ، وجهها كوجه الإنسان ، وخدها كخد الفرس ، وعرفها من لؤلؤ ممشوط ، وأذناها زبرجدتان خضراوان ، وعيناها مثل كوكب الزهرة تتقدان مثل النجمين المضيئين ، لها شعاع مثل شعاع الشمس ، بلقاء محجلة تضيء مرة وتنمي أخرى ، ينحدر من نحرها مثل الجمان ، مضطربة في الحلق أذناها ، ذنبها مثل ذنب البقرة ، طويلة اليدين والرجلين ، أظلافها كأظلاف البقر من زبرجد أخضر ، تجدّ في مسيرها تمر كالرّيح وهي مثل السحابة ، لها نفس كنفس الآدميين ، تسمع الكلام وتفهمه ، وهي فوق الحمار ودون البغل.
قال العباس : ومن يا رسول اللّه؟ قال : وأخي صالح على ناقة اللّه التي عقرها قومه.
قال العباس : ومن يا رسول اللّه؟ قال : وعمي حمزة بن عبد المطلب اسد اللّه وأسد رسوله ، سيد الشهداء على ناقتي.
قال العباس : ومن يا رسول اللّه؟ قال : وأخي علي على ناقة من نوق الجنة ،
ص: 57
زمامها من لؤلؤ رطب ، عليها محمل من ياقوت أحمر ، قضبانه من الدرّ الأبيض ، على رأسه تاج من نور ، لذلك التاج سبعون ركنا ، ما من ركن إلا وفيه ياقوتة حمراء تضيء للراكب المحث ، عليه حلتان خضراوان ، وبيده لواء الحمد ، وهو ينادي : أشهد أن لا إله إلا اللّه وأن محمدا رسول اللّه ، فتقول الخلائق : ما هذا إلا نبيّ مرسل أو ملك مقرّب ، فينادي مناد من بطنان العرش : ليس هذا ملك مقرّب ، ولا نبي مرسل ، ولا حامل عرش ، هذا علي بن أبي طالب وصي رسول ربّ العالمين ، وإمام المتقين ، وقائد الغر المحجّلين.
وفي حديث آخر : وأمير المؤمنين ، وقائد الغر المحجّلين في جنات النعيم.
وفي حديث آخر : أمير المؤمنين وإمام المتقين ، وقائد الغر المحجّلين إلى جنات ربّ العالمين ، أفلح من صدّقه ، وخاب من كذّبه ، ولو أن عابدا عبد اللّه بين الركن والمقام ألف عام وألف عام حتى يكون كالشن البالي لقي اللّه مبغضا لآل محمد أكبّه اللّه على منخره في نار جهنم.
وقال أيضا في ص 383 :
وعن أنس قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : تؤتى يوم القيامة بناقة من نوق الجنة يا علي ، فتركبها وركبتك مع ركبتي ، وفخذك مع فخذي حتى تدخل الجنة.
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 9 ص 245 ومواضع أخرى ،
ص: 58
ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة الشيخ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب البغدادي في «تلخيص المتشابه في الرسم» (ج 1 ص 380 ط دار طلاس ، دمشق) قال :
حدثنا أبو علي الحسن بن محمد بن إسماعيل البزاز ، حدثنا أبو محمد عبيد اللّه ابن محمد بن عابد الخلال ، حدثنا أبي محمد بن عابد ، حدثنا علي بن داود القنطري ، ثنا عبد اللّه بن صالح ، نا يحيى بن أيوب ، عن ابن جريج ، عن محمد بن كعب القرظي ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : يبعث اللّه الأنبياء على الدواب ، ويبعث صالحا على ناقته ، كما يوافي بالمؤمنين من أصحاب الحشر ، ويبعث ابني فاطمة : الحسن والحسين على ناقتين ، وعلي ابن أبي طالب على ناقتي ، وأنا على البراق ، ويبعث بلال على ناقة فينادي بالأذان وشاهده : حقا حقا ، حتى إذا بلغ : أشهد أن محمدا رسول اللّه ، شهد بها جميع الخلائق من المؤمنين الأولين والآخرين ، فقبلت ممن قبلت منه.
أنا أبو الفرج محمد بن عبد اللّه بن شهريار الأصبهاني ، أنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني ، نا هاشم بن يونس القصار المصري ، ثنا أبو صالح عبد اللّه بن صالح بإسناده نحوه.
ومنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد الخضري السيوطي المصري المتوفى سنة 911 في كتابه «مسند فاطمة عليها السلام» (ص 44 ط المطبعة العزيزية بحيدرآباد ، الهند سنة 1406) قال :
يبعث اللّه الأنبياء يوم القيامة على الدواب ، ويبعث صالحا على ناقته كيما يوافي بالمؤمنين من أصحابه المحشر ، وتبعث فاطمة والحسن على ناقتين من نوق الجنة وعلي بن أبي طالب على ناقتي وأنا على البراق ، ويبعث بلالا على ناقة فينادي
ص: 59
بالأذان وشاهده حقا حقا حتى إذا بلغ أشهد أن محمد رسول اللّه شهد بها جميع الخلائق من المؤمنين من الأولين والآخرين ، فقبلت ممن قبلت منه (طب ، وأبو الشيخ ، ك وتعقب ، والخطيب ، وابن عساكر عن أبي هريرة).
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف» (ج 11 ص 200 ط عالم التراث للطباعة والنشر - بيروت) قال :
يا علي ليس في القيامة راكب كنز 36478
ومنهم الفاضل المعاصر رياض عبد اللّه عبد الهادي في «فهارس كتاب الموضوعات» لابن الجوزي (ص 24 ط دار البشائر الإسلامية - بيروت) قال :
أما أنا فعلى البراق .. في فضائل علي 1 / 394
أما أنا فعلى دابة اللّه البراق في فضائل علي 1 / 395
وأشار إلى الحديث الشريف في ص 93 أيضا.
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 6 ص 121 وج 16 ص 459 وج 21 ص 589 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
ص: 60
فمنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص 32 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :
وعن علي قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : لما أسرى بي السماء أخذ جبرئيل بيدي وأقعدني على درنوك من درانيك الجنة وناولني سفر جلة فكنت أقبلها إذ انفلقت فخرجت منها حوراء لم أر أحسن منها فقالت : السلام عليك يا محمد. قلت : وعليك السلام من أين أنت؟ قالت : أنا الراضية المرضية خلقني الجبار من ثلاثة أصناف أعلائي من عنبر ووسطي من كافور وأسفلي من مسك عجنني بماء الحيوان وقال : كوني فكنت قد خلقني اللّه لأخيك وابن عمك علي بن أبي طالب. خرجه الإمام علي بن موسى الرضا.
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 5 ص 603 وص 595 وج 15 ص 346 وج 17 ص 333 ، ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 17 ص 378 ط دار الفكر) قال :
وعن جابر عن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال : ثلاثة ما كفروا باللّه قط : مؤمن آل ياسين وعلي بن أبي طالب ، وآسية امرأة فرعون.
ص: 61
ومنهم المولوي ولي اللّه اللكهنوئي في «مرآة المؤمنين في مناقب أهل بيت سيد المرسلين» (ص 36) قال :
وعن جابر قال : قال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : ثلاثة ما كفروا باللّه قط - فذكر الحديث مثل ما تقدم.
ومنهم العلامة أبو أحمد عبد اللّه بن عدي الجرجاني الشافعي في «الكامل في الرجال» (ج 6 ص 2286 ط دار الفكر بيروت) قال :
حدثنا محمد بن هارون بن حميد ، ثنا محمد بن المغيرة الشهرزوري ، ثنا يحيى بن الحسين المدائني ، ثنا ابن لهيعة ، عن أبي الزبير ، عن جابر ، عن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم - فذكر الحديث مثل ما تقدم.
ومنهم العلامة أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي الشافعي النيسابوري البغدادي المتوفى سنة 427 في «العرائس» (ص 172 والنسخة مصورة من مخطوطة إحدى مكاتب إسلامبول) قال :
عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن أبيه ، قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : ثلاثة لم يكفروا باللّه تعالى طرفة عين : حزقيل مؤمن آل فرعون ، وحبيب النجار ، وعلي بن أبي طالب رضي اللّه عنه وهو أفضلهم.
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 5 ص 597 وص 604 وج 15
ص: 62
ص 295 وج 17 ص 332 وج 21 ص 591 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة الحافظ أبو الحسن علي بن عمر الدار قطني البغدادي المتوفى سنة 385 في «المؤتلف والمختلف» (ج 2 ص 770 ط دار الغرب الإسلامي - بيروت 1406) قال :
وأما خربيل ، فهو مؤمن آل ياسين ، ذكره في حديث ابن أبي ليلى عن أبيه ، عن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال : الصديقون ثلاث : حبيب بن مري النجار مؤمن آل فرعون ، وخربيل مؤمن آل ياسين ، والثالث علي بن أبي طالب عليه السلام وهو أفضلهم.
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 17 ص 378 ط دار الفكر) قال :
وعن أبي ليلى قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : الصديقون ثلاثة : حبيب النجار مؤمن آل ياسين ، وحزقيل مؤمن آل فرعون ، وعلي بن أبي طالب وهو أفضلهم.
قد تقدم نقل ما يدل على ذلك عن العامة في ج 7 ص 57 وج 17 ص 118 وج 20 ص 606 ومواضع أخرى من الكتاب ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
ص: 63
فمنهم العلامة السيد محمد بن إسماعيل الكحلاني الصنعاني المشتهر بالأمير في «سبل السلام» (ج 3 ص 62 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :
وروى الدار قطني من حديث علي عليه السلام : كان رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم إذا أتي بجنازة لم يسأل عن شيء من عمل الرجل ويسأل عن دينه ، فان قيل عليه دين كف ، وإن قيل ليس عليه دين صلى ، فأتي بجنازة ، فلما قام ليكبر سأل هل عليه دين؟ فقالوا ديناران ، فعدل عنه ، فقال علي : هما علي يا رسول اللّه وهو بريء منهما ، فصلى عليه ثم قال : جزاك اللّه خيرا وفك اللّه رهانك ، الحديث. قال ابن بطال : ذهب الجمهور إلى صحة هذه الكفالة عن الميت ولا رجوع له في مال الميت.
قد مضى ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 6 ص 170 ومواضع أخرى من الكتاب ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص 32 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :
وعن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : يا علي إن لك في الجنة ما لو قسم على أهل الأرض لوسعهم.
ص: 64
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 6 ص 525 وج 17 ص 53 ومواضع أخرى من الكتاب ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 17 ص 378 ط دار الفكر) قال :
وعن جابر قال : لما أن كان يوم الطائف خلا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بعلي ، فناجاه طويلا ، وأبو بكر وعمر ينظران والناس ، قال : ثم انصرف إلينا ، فقال الناس : قد طالت مناجاتك اليوم يا رسول اللّه ، فقال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : ما أنا انتجيته ، ولكن اللّه انتجاه.
وفي رواية : فأطال مناجاته ، فرأى الكراهية في وجوه رجال ، فقالوا : قد أطال مناجاته منذ اليوم - الحديث.
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 174 وج 6 ص 475 وج 7 ص 380 وج 15 ص 196 وص 491 وج 20 ص 311 وج 21 ص 219 ومواضع
ص: 65
أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ق 31 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :
عن زيد بن أبي أوفى : النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال لعلي : أنت معي في قصري في الجنة مع فاطمة ابنتي وأنت أخي ورفيقي ، ثم تلا عليه الصلاة والسلام ( إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ ) . أخرجه الإمام أحمد في المناقب.
وقال أيضا في ق 32 :
وعن عبد اللّه رضي اللّه عنه قال : بينا أنا عند رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وجميع المهاجرين والأنصار إلا من كان في سرية إذ أقبل علي يمشي وهو مغضب فقال : من أغضبه فقد أغضبني ، فلما جلس قال له : ما لك يا علي؟ قال : آذوني بنو عمك. قال : يا علي أما ترضى أنك معي في الجنة والحسن والحسين وذرّيتنا خلف ظهورنا وأزواجنا خلف ذرّياتنا وأشياعنا عن أيماننا وشمائلنا. أخرجه الإمام أحمد في المناقب.
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 9 ص 195 وج 18 ص 422 وج 19 ص 290 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
ص: 66
فمنهم العلامة الشيخ زين الدين محمد عبد الرءوف بن علي بن زين العابدين الشافعي المناوي القاهري المتوفى سنة 1031 في «إتحاف السائل بما لفاطمة من المناقب والفضائل» (ص 62 ط مكتبة القرآن بالقاهرة) قال :
عن عمر بن الخطاب عنه عليه الصلاة والسلام : إن فاطمة وعليا والحسن والحسين في حظيرة القدس في قبة بيضاء سقفها عرش الرحمن.
ومنهم الشيخ عبد العزيز الشناوي في «سيدات نساء أهل الجنة» (ص 155 ط مكتبة التراث الإسلامي - القاهرة) قال :
ولعظم مكانة الزهراء يقول عمر بن الخطاب : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : إن فاطمة وعليا والحسن والحسين في حظيرة القدس في قبة بيضاء سقفها عرش الرحمن.
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 9 ص 174 وج 18 ص 348 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين السيوطي المصري المتوفى سنة 911 في كتابه «مسند فاطمة عليها السلام» (ص 70 ط المطبعة العزيزية بحيدرآباد ، الهند سنة 1406) قال :
ص: 67
عن أبي سعيد : أن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم دخل على ابنته فاطمة وابناه إلى جانبها وعلي نائم ، فاستسقى الحسن فأتى ناقة لهم فحلب منها ثم جاء به ، فنازعه الحسين أن يشرب قبله حتى بكى فقال : يشرب أخوك ثم تشرب ، فقالت فاطمة : كأنه آثر عندك منه ، قال : ما هو بآثر عندي منه ، وإنهما عندي بمنزلة واحدة ، وإنك وهما وهذا المضطجع معي في مكان واحد يوم القيامة(كر).
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص 32 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :
وعن علي رضي اللّه عنه قال : دخل رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وأنا على المنامة ، فاستسقى الحسن والحسين قال : فقام رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم إلى شاة لنا بكيء فحلبها فدرت ، فجاء الحسن فنحّاه فقالت فاطمة رضي اللّه عنهم : كأنه أحبهما إليك. قال : لا ولكنه الحسين استسقى قبله ، ثم قال : إني وإياك وهذين وهذا الراقد في مكان واحد يوم القيامة. أخرجه الإمام أحمد في المناقب (و) المسند.
ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في «حياة فاطمة عليها السلام» (ص 34 ط دار الجيل - بيروت):
فذكر مثل ما تقدم عن «جواهر المطالب».
ص: 68
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 6 ص 157 و 188 وج 9 ص 159 وج 14 ص 351 وص 599 وج 16 ص 508 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم الفاضل المعاصر محمد خير المقداد في «مختصر المحاسن المجتمعة في فضائل الخلفاء الأربعة» للعلامة الصفوري (ص 169 ط دار ابن كثير ، دمشق وبيروت) قال :
[دار علي رضي اللّه عنه مع رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في الجنة]
ورأيت في تفسير العلامي في سورة الرعد : أن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم سئل عن شجرة طوبى ، فقال : أصلها في داري ، ثم سئل عنها ثانيا ، فقال : أصلها في دار علي ، فقيل : إنك قلت أولا : إنها في دارك ، ثم قلت ثانيا : إنها في دار علي ، فقال : داري ودار علي غدا في الجنة واحدة في مكان واحد.
ص: 69
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 6 ص 162 وج 16 ص 517 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 17 ص 381 ط دار الفكر) قال :
وعن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : أول من يكسى يوم القيامة إبراهيم بحلته ، ثم أنا بصفوتي ، ثم علي بن أبي طالب يزف بيني وبين إبراهيم زفا إلى الجنة.
وقال أيضا في ص 383 :
وعن علي بن أبي طالب قال : قال لي رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : ألا ترضى يا علي ، إذا جمع اللّه الناس في صعيد واحد عراة حفاة مشاة قد قطع أعناقهم العطش ، فكان أول من يدعى إبراهيم فيكسى ثوبين أبيضين ، ثم يقوم عن يمين العرش ، ثم ينجر مثعب من الجنة إلى الحوض ، حوض أعزب مما بين بصرى وصنعاء ، وفيه آنية مثل عدد نجوم السماء ، وقد حان من فضة ، فأشرب وأتوضأ ثم أكسى ثوبين أبيضين ، ثم أقوم عن يمين العرش ، ثم تدعى يا علي فتشرب ، ثم توضأ ، ثم تكسى ثوبين أبيضين ، فتقوم عن يميني معي ، فلا أدعي لخير إلا دعيت.
ص: 70
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 6 ص 187 وج 16 ص 509 ومواضع أخرى من الكتاب ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي التيمي القرشي في «العلل المتناهية في الأحاديث الواهية» (ج 1 ص 251 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :
حديث آخر في هذا : أنا علي بن عبيد اللّه ، قال : نا علي بن أحمد البندار ، قال : أنبأنا أبو عبد اللّه بن بطة ، قال : حدثني محمد بن أحمد الرماد ، قال : نا محمد بن يعقوب ، قال : حدثني جدي ، قال : نا محمد بن جعفر بن أبي مواتبة ، قال : نا عبد الرحمن بن محمد المحاربي ، عن عمار بن سيف الضبي ، عن اسماعيل بن أبي خالد ، عن عبد اللّه بن أبي أوفى قال : خرج رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم على أصحابه ذات يوم جمع ما كانوا فقال : يا أصحاب محمد لقد أراني اللّه منازلكم من منزلتي ، قال : ثم إن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أخذ بيد علي رضي اللّه عنه فقال : يا علي أما ترضى أن تكون منزلتك في الجنة مقابل منزلي؟ قال : بلى بأبي وأمي يا رسول اللّه ، قال : فإن منزلتك في الجنة مقابل منزلي.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف» (ج 11 ص 193 ط عالم التراث للطباعة والنشر -
ص: 71
بيروت) قال :
يا علي أما ترضى أن تكون منزلتك في الجنة مقابل منزلي متناهية 1 / 249
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 6 ص 495 وج 17 ص 37 وص 291 ومواضع أخرى من الكتاب ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 18 ص 12 ط دار الفكر) قال :
وعن شراحيل بن مرة قال : سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول لعلي : أبشر يا علي ، حياتك وموتك معي.
ومنهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد السيوطي المتوفى سنة 911 في كتابه «القول الجلي في فضائل علي» عليه السلام (ص 17 ط مؤسسة نادر للطباعة والنشر) قال :
عن شراحيل بن مرة أن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال : ابشر يا علي حياتك وموتك معي.
أخرجه الطبراني في الكبير وغيره.
وقال محقق الكتاب في الهامش :
ص: 72
سنده قيس بن الربيع ، عن أبي إسحاق ، عن أبي البختري ، عن حجر بن عدي بن شراحيل بن مرة يقول : سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول فذكره ، قال الطبراني : حدثنا أبو حصين محمد بن الحسين الوادعي القاضي ومحمد بن عثمان ابن أبي شيبة قالا : ثنا عبادة بن زيادة الأسدي ، ثنا قيس بن الربيع ، قال الهيثمي في مجمع الزوائد 9 / 112 رواه الطبراني وإسناده حسن.
قال الحافظ في الإصابة 2 / 140 : شراحيل بن مرة الهمداني ، ويقال : الكندي ، قال ابن أبي حاتم عن أبيه : كان عاملا لعلي على النهرين فيما رواه عبيدة الضبي عن إبراهيم النخعي. وذكره ابن السكن في الصحابة وقال. إنه غير معروف ، قال ويقال : مرة بن شراحيل ثم روى هو وابن شاهين وابن قانع والطبراني من طريق قيس بن الربيع عن أبي إسحاق عن أبي البختري عن حجر بن عدي سمعت شراحيل بن مرة يقول : سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول لعلي : أبشر يا علي ، حياتك وموتك معي ، وسمعته بعلو في الثالث من حديث أبي علي الصواف : وذكره ابن أبي حاتم بهذا الحديث. ورواه خيثمة في الفضائل من طريق جابر الجعفي عن محمد بن بشر عن حجر بن عدي عن شرحبيل بن مرة أنه سمع رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم به ، والأول أصح ، ويحتمل إذا كان محفوظا أن يكون أخاه - إلى أن قال :
وأخرجه ابن عساكر في تاريخه ، انظر تهذيب تاريخ دمشق الكبير 41 / 88 ، وفي تاريخ دمشق 6 / 235. وزاد المتقي الهندي في الكنز 11 / 615 ، 12 / 144 عزوه لابن مندة.
ص: 73
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 6 ص 498 وج 17 ص 39 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 17 ص 383 ط دار الفكر) قال :
عن ابن عمر : لما طعن عمر وأمر بالشورى فقال : ما عسى أن تقولوا في علي؟ سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول : يا علي يدك في يدي يوم القيامة ، تدخل معي حيث أدخل.
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص 31 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :
عن (ابن) عمر عن أبيه رضي اللّه عنهما قال : سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول لعلي : يا علي يدك في يدي تدخل معي الجنة حيث أدخل. خرجه الحافظ الدمشقي في الأربعين الطوال.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف» (ج 11 ص 198 ط عالم التراث للطباعة والنشر -
ص: 74
بيروت) قال :
يا علي يدك في يدي ندخل مسانيد 1 / 1111
ورواه أيضا في موضع آخر عن كنز 33056 ، مطالب 4024 ، كر 5 / 354.
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 26 وص 34 وص 345 وص 347 وص 361 وص 378 وج 15 ص 341 وص 417 وص 431 وج 20 ص 259 وص 361 وص 340 وص 378 وص 459 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 17 ص 381 ط دار الفكر) قال :
وعن ابن عباس قال : سمعت نبي اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وهو آخذ بيد علي يقول : هذا أول من يصافحني يوم القيامة.
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 6 ص 126 وص 128 وص
ص: 75
139 وج 15 ص 248 وج 16 ص 487 وص 498 وص 499 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 17 ص 385 ط دار الفكر) قال :
وعن أبي الحمراء خادم رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال : سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول : لما أسري بي رأيت في ساق العرش مكتوبا : لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه صفوتي من خلقي ، أيدته بعلي ونصرته.
ومنهم العلامة الحافظ جمال الدين أبي الحجاج يوسف المزي في «تهذيب الكمال في أسماء الرجال» (ج 33 ص 260 ط مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال :
وحديث آخر من رواية عبادة بن زياد ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن سعيد بن جبير ، عن أبي الحمراء ، قال : سمعت النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول : لما أسري بي إلى السماء دخلت الجنة ، فرأيت عن يمين العرش مكتوبا «لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه أيدته بعلي ونصرته».
ومنهم العلامة ملا علي القاري في «شرح الشفاء» (ج 1 ص 376 ط دار الكتب العلمية - بيروت)
فذكر الحديث بالإسناد عن أبي الحمراء مثل ما تقدم.
ومنهم العلامة الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي التيمي القرشي في «العلل المتناهية في الأحاديث الواهية» (ج 1 ص 237 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :
أما حديث أبي الحمراء : أنا المحمدان بن ناصر وابن عبد الباقي قالا أنا حمد بن
ص: 76
أحمد ، قال : نا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه الحافظ ، قال : نا محمد بن عمر بن سلّم ، قال : حدثني محمد بن الحسن بن مرداس ، قال : نا أحمد بن الحسن الكوفي ، قال : نا اسماعيل بن علية ، عن يونس بن عبيد ، عن سعيد بن جبير ، عن أبي الحمراء صاحب رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم [قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم] رأيت ليلة أسري بي مثبتا على ساق العرش : أنا غرست جنة عدن ، محمد صلی اللّه عليه [وآله] وسلم صفوتي من خلقي أيدته بعلي.
وقال أيضا :
وأما حديث ابن عباس : روى محمد بن أبي الزعيزعة ، عن أبي المليح ، عن ميمون بن مهران ، عن ابن عباس قال : جاع النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم جوعا شديدا ، فنزل جبرئيل وفي يده كوزة ، فناوله إياها ففكها فإذا فريدة خضراء عليها مكتوب بالنور : لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه أيدته بعلي ونصرته به ، ما آمن بي من اتهمني في قضائي واستبطأني في رزقي.
وقال أيضا :
وأما حديث جابر : فأنبأنا عبد الوهاب ، قال : أنا ابن بكران ، قال : أخبرنا العتيقي ، قال : نا أحمد بن يوسف ، قال : نا العقيلي ، قال : نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة [قال نا زكريا بن يحيى الكسائي] قال حدثنا يحيى بن سالم ، قال : حدثنا اشعث ابن عم حسن بن صالح ، قال : حدثنا مسعر ، عن عطية العوفي ، عن جابر بن عبد اللّه قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : مكتوب على باب الجنة لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه أيدته بعلي قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي سنة.
ومنهم الفاضل المعاصر محمد خير المقداد في «مختصر المحاسن المجتمعة في فضائل الخلفاء الأربعة» للعلامة الصفوري (ص 167 ط دار ابن كثير ، دمشق وبيروت)
ص: 77
قال :
وفي الحديث : لما أسري بي إلى السماء ، إذا على العرش مكتوب : لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه أيدته بعلي [ونصرته].
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 17 ص 306 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 18 ص 12 ط دار الفكر) قال :
وعن جابر قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : أنا وهذا - يعني عليا - نجيء يوم القيامة كهاتين ، وجمع بين إصبعيه السبابتين.
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 9 ص 193 وج 18 ص 428 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد السيوطي
ص: 78
المتوفى سنة 911 في كتابه «مسند علي بن أبي طالب» (ج 1 ص 350 ط المطبعة العزيزية بحيدرآباد ، الهند) قال :
عن الحارث ، عن علي رضي اللّه ، عنه عن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال : في الجنة درجة تدعى الوسيلة فإذا سألتم اللّه فسلوا لي الوسيلة. قالوا : يا رسول اللّه! من يسكن معك فيها ، قال : علي وفاطمة والحسن والحسين (ابن مردويه).
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 7 ص 143 وج 15 ص 180 وج 17 ص 170 وج 20 ص 397 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد السيوطي المتوفى سنة 911 في كتابه «القول الجلي في فضائل علي» عليه السلام (ص 59 ط مؤسسة نادر للطباعة والنشر) قال :
عن ابن عباس أن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال : علي بن أبي طالب باب حطة ، من دخله كان مؤمنا ومن خرج منه كان كافرا.
أخرجه الدار قطني في الأفراد.
ومنهم العلامة الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي التيمي القرشي في «العلل المتناهية في الأحاديث الواهية» (ج 1 ص 241 ط دار الكتب العلمية -
ص: 79
بيروت) قال :
حديث آخر : أنبأنا أبو القاسم الحريري ، عن أبي طالب العشاري ، قال : نا الدار قطني ، قال : نا أحمد بن محمد بن أبي بكر ، قال : نا محمد بن علي بن خلف ، قال : نا حسين الأشقر ، قال : حدثنا شريك ، عن الأعمش ، عن عطاء ، عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : علي بن أبي طالب باب حطة ، من دخل منه كان مؤمنا ومن خرج منه كان كافرا.
ومنهم العلامة أبو عبد اللّه الشيخ محمد بن السيد درويش الحوت الحنفي البيروتي المولود بها سنة 1209 والمتوفى بها أيضا سنة 1276 في كتابه «الأحاديث المشكلة في الرتبة» (ص 170 ط عالم الكتب في بيروت سنة 1403)
فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف» (ج 5 ص 462 ط عالم التراث للطباعة والنشر - بيروت) قال :
علي بن أبي طالب باب حطة كنز 32910
علي بن أبي طالب حطة متناهية 1 / 238
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 20 وص 113 وص 120
ص: 80
وص 344 وج 15 ص 173 وج 20 ص 317 وص 415 ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف» (ج 2 ص 547 ط عالم التراث للطباعة والنشر - بيروت) قال :
أنت يا علي خاتم الأولياء خط 7 / 289
ومنهم الفاضل المعاصر رياض عبد اللّه عبد الهادي في «الدرر المجموعة بترتيب أحاديث اللآلي المصنوعة» (ص 51 ط دار البشائر الإسلامية - بيروت) قال :
أنا خاتم النبيين وأنت يا علي خاتم .. أنس 1 / 380
وقال أيضا في ص 98 : علي وذريته يختمون الأوصياء .. أبو ذر 1 / 360
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 5 ص 266 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
ص: 81
«مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 17 ص 316 ط دار الفكر) قال :
وعن جعفر قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : خلقت أنا وهارون بن عمران ويحيى بن زكريا وعلي بن أبي طالب من طينة واحدة.
ومنهم الشيخ رياض عبد اللّه عبد الهادي في «فهارس كتاب الموضوعات» لابن الجوزي (ص 55 ط بيروت) قال :
خلقت أنا - فذكر الحديث الشريف.
ومنهم الشيخ صالح يوسف معتوق في «التذكرة المشفوعة» (ص 30 ط بيروت) فذكر الحديث الشريف.
تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 5 ص 255 وج 7 ص 180 وج 9 ص 150 وج 16 ص 120 وج 17 ص 184 وج 18 ص 344 وج 21 ص 438 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم المحقق المعاصر الشيخ عامر أحمد حيدر في «تعليقاته على القول الجلي في فضائل علي» عليه السلام للجلال السيوطي المتوفى سنة 911 (ص 31 المطبوعة في ذيل القول الجلي بمؤسسة نادر - بيروت) قال :
وفي مجمع الزوائد 9 / 100 في باب مناقب علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه في
ص: 82
باب نسبه عن جابر بن عبد اللّه قال : سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول : الناس من شجرة شتى ، وأنا وعلي من شجرة واحدة. قال الهيثمي : رواه الطبراني في الأوسط ، وفيه من لم أعرفه ومن اختلف فيه.
ومنهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد السيوطي المتوفى سنة 911 في كتابه «القول الجلي في فضائل علي» عليه السلام (ص 31 ط مؤسسة نادر للطباعة والنشر) قال :
عن جابر أن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال : أنا وعلي من شجرة واحدة والناس من أشجار شتى. أخرجه الديلمي.
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 17 ص 317 ط دار الفكر) قال :
وعن جابر بن عبد اللّه قال : سمعت النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول لعلي : الناس من شجر شتى ، وأنا وأنت من شجرة واحدة ، ثم قرأ النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : ( وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوانٌ وَغَيْرُ صِنْوانٍ يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ ) بالياء. وعن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : إن في الفردوس لعينا أحلى من الشهد وألبن من الزبد ، وأبرد من الثلج ، وأطيب من المسك ، فيها طينة خلقنا اللّه منها ، وخلق منها شيعتنا ، فمن لم يكن من تلك الطينة فليس منا ولا من شيعتنا ، وهي الميثاق الذي أخذ اللّه عزوجل عليه ولاية علي بن أبي طالب.
وعن علي بن أبي طالب قال : سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول : خلق الناس من أشجار شتى ، وخلقت أنا وعلي من شجرة واحدة ، فأنا أصلها وعلي فرعها ، فطوبى لمن استمسك بأصلها ، وأكل من فرعها.
ص: 83
وعن أبي أمامة الباهلي قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : خلق الأنبياء من أشجار شتى ، وخلقني وعليا من شجرة واحدة ، فأنا أصلها وعلي فرعها ، وفاطمة لقاحها ، والحسن والحسين ثمرها ، فمن تعلق بغصن من أغصانها نجا ، ومن زاغ هوى ، ولو أن عبدا عبد اللّه بين الصفا والمروة ألف عام ثم ألف عام ثم ألف عام ، ثم لم يدرك محبتنا إلا أكبّه اللّه على منخريه في النار ، ثم تلا : ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) .
زاد في حديث آخر : وأشياعنا أوراقها.
وفي آخر : يا علي لو أن أمتي صاموا حتى يكونوا كالحنايا ، وصلوا حتى يكونوا كالأوتاد ، ثم أبغضوك لأكبّهم اللّه في النار.
ومنهم العلامة الشيخ أبو الفرج التيمي في «العلل المتناهية» (ج 1 ص 259 ط بيروت) قال :
حديث آخر في ذلك : أنا محمد بن عبد الملك ، قال : نا اسماعيل بن مسعدة ، قال : نا حمزة بن يوسف ، قال : ابن عدي ، قال : حدثنا الجبار وعلي بن زاطيا ، قالا : نا عثمان بن عبد اللّه الشامي ، قال : أخبرنا ابن لهيعة ، عن أبي الزبير ، عن جابر أن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم كان بعرفة وعلي تجاهه فقال : يا علي أدن مني ضع خمسك في خمسي يا علي خلقت أنا وأنت من شجرة أنا أصلها وأنت فرعها ، والحسن والحسين أغصانها ، من تعلق بغصن منها أدخله اللّه الجنة. وزاد ابن زاطيا : يا علي لو أن أمتي صاموا حتى يكونوا كالحنايا وصلوا حتى يكونوا كالأوتار قال : ثم أبغضوك كبهم اللّه على وجوههم في النار.
ومنهم الحافظ المؤرخ أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي المتوفى سنة 463 في «موضح أوهام الجمع والتفريق» (ج 1 ص 49 ط دار المعرفة - بيروت) قال :
ص: 84
أخبرنا عبد اللّه بن إسحاق بن إبراهيم البغوي ، حدثنا ابن أبي العوام ، حدثنا أبي ، حدثني عمرو بن عبد الغفار ، حدثنا محمد بن علي السلمي ، عن عبد اللّه بن محمد ابن عقيل ، عن جابر بن عبد اللّه ، قال : ما كنا نعرف منافقينا معشر الأنصار إلا ببغضهم عليّ بن أبي طالب ؛ وقال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : الناس من شجر شتى وأنا وعلي بن أبي طالب من شجرة واحدة.
ومنهم الفاضل المعاصر توفيق الحكيم في «مختار تفسير القرطبي» (ص 446 ط الهيئة المصرية العامة للكتاب) قال :
وروى جابر بن عبد اللّه قال : سمعت النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول لعلي رضي اللّه عنه : الناس من شجر شتى وأنا وأنت من شجرة واحدة ، ثم قرأ النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ( وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ ) حتى بلغ قوله ( يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ ) .
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف» (ج 2 ص 529 ط عالم التراث للطباعة والنشر - بيروت) قال :
أنا وأنت يا علي من شجرة واحدة منثور 4 / 44 - قرطبي 9 / 283
وروى مثله في ج 11 ص 193 وص 198.
وأيضا روى مثله في «فهارس المستدرك» للحاكم ص 692.
ومنهم الفاضل رياض عبد اللّه عبد الهادي في «فهارس كتاب الموضوعات» لابن الجوزي (ص 99 ط بيروت) قال :
مثلي مثل شجرة أنا أصلها وعلي .. في فضائل علي 1 / 397
ومنهم عدة من الفضلاء في «فهرس أحاديث وآثار المستدرك على الصحيحين»
ص: 85
للحاكم النيسابوري (القسم الأول ص 815 ط بيروت) قالوا :
يا علي الناس من شجر شتى وأنا وأنت من شجرة واحدة جابر بن عبد اللّه التفسير / القراءات 2 / 241
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 5 ص 274 وج 6 ص 589 وج 16 ص 136 وج 21 ص 122 ومواضع كثيرة ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
وفيه أحاديث :
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد الخضري السيوطي المصري المتوفى سنة 911 في كتابه «مسند فاطمة عليها السلام» (ص 12 ط المطبعة العزيزية بحيدرآباد ، الهند سنة 1406) قال :
عن علي رضي اللّه عنه قال : لما خرجنا من مكة تبعتنا ابنة حمزة تنادي : يا عم يا عم ، فتناولتها بيدها فدفعتها إلى فاطمة فقلت : دونك ابنة عمك ، فلما قدمنا المدينة
ص: 86
اختصمنا فيها أنا وجعفر وزيد بن حارثة ، فقال جعفر : ابنة عمي وخالتها عندي يعني أسماء بنت عميس ، فقال زيد : ابنة أخي ، فقلت : أنا أخذتها وهي ابنة عمي ، فقال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : أما أنت يا جعفر فأشبهت خلقي وخلقي وأما أنت يا علي فمني وأنا منك و [أما أنت يا زيد] أخونا ومولانا والجارية عند خالتها فان الخالة والدة ، فقلت : يا رسول اللّه! ألا تزوجها ، قال : إنها ابنة أخي من الرضاعة(حم ، د ، وابن جرير ، وصححه حب ، ك).
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 17 ص 316 ط دار الفكر) قال :
وعن علي بن أبي طالب قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : يا علي أنت مني وأنا منك.
ومنهم عدة من الفضلاء في «فهرس أحاديث وآثار المستدرك على الصحيحين» للحاكم النيسابوري (القسم الأول ص 119 ط عالم الكتب - بيروت) قالوا :
أنت مني وأنا منك .. علي معرفة الصحابة / علي 3 / 120
وقالوا في القسم الثاني ص 366 : ما تريدون من علي إن عليا مني.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «فهارس أحاديث وآثار مسند الإمام أحمد بن حنبل» (ج 1 ص 193 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :
أما أنت يا علي فمني وأنا منك علي بن أبي طالب 1 / 98
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ محمد نوري الشيخ رشيد الصوفي النقشبندي الديرشوي المرجي في كتابه «ردود على شبهات السلفية» (ص 48 ط مطبعة الصباح
ص: 87
سنة 1408) قال :
روى الإمام أحمد وو ابن أبي شيبة وأبو يعلى والبيهقي عن علي قال : أتيت النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، أنا وجعفر وزيد رضي اللّه عنهم فقال لزيد : أنت مولانا ، فحجل ثم قال لجعفر : أشبهت خلقي وخلقي ، فحجل وراء حجل زيد ، ثم قال لي : أنت مني وأنا منك ، فحجلت وراء حجل جعفر (1).
ص: 88
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الدكتور علي محمد جماز في «مسند الشاميين من مسند الإمام أحمد بن حنبل» (ج 1 ص 550 ط دار الثقافة - الدوحة ، دولة قطر) قال :
حدثنا عبد اللّه ، حدثني أبي ، ثنا يحيى بن آدم وابن أبي بكير قال : ثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن حبشي بن جنادة - قال يحيى بن آدم السلولي : وكان قد شهد يوم حجة الوداع - قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : علي مني وأنا منه ، ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي.
وقال ابن أبي بكير : لا يقضي عني ديني إلا أنا أو علي رضي اللّه عنه.
(أ) رواته : ثقات.
1 - يحيى بن بكير : هو الشيخ الثاني لأحمد في هذا الحديث واسم أبيه نسر الكرامي ، ثقة ، وثقة ابن معين وابن المديني والعجلي ، وقال أبو حاتم : صدوق.
كان أحمد يثني عليه ، ذكره ابن حبان في الثقات ، مات سنة 209 ، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
ص: 89
2 - إسرائيل : هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي الهمداني - أبو يوسف الكوفي ، ثقة ، وثقه أحمد وأبو حاتم وغيرهما ، وذكره ابن حبان في الثقات. تكلم فيه بلا حجة ، عرف بروايته عن جده أبي إسحاق ، وكان يقول : كنت أحفظ حديث أبي إسحاق كما أحفظ السورة من القرآن. ولد سنة 100 ه ، ومات سنة 160 ه ، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
3 - حبشي بن جنادة السلولي ، صحابي ، نزل الكوفة وروى عن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وشهد حجة الوداع ، وعنه أبو إسحاق والشعبي ، قال البخاري : إسناده فيه نظر ، أخرج له الترمذي والنسائي وابن ماجة.
(ب) درجته : إسناده صحيح ، وأبو إسحاق وإن كان قد اختلط ، وحفيده إسرائيل ابن يونس بن أبي إسحاق إنما أخذ عنه في حال الاختلاط إلا أن شريكا قد تابعه كما في الحديث التالي ، والحديث رقم 689.
(ج) تخريجه : أخرجه الترمذي وابن ماجة عن حبشي بن جنادة بألفاظ متقاربة.
1 - أخرجه الترمذي في مناقب علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه 5 / 300 ، وقال : حديث حسن غريب صحيح.
2 - وأخرجه ابن ماجة في السنة 1 / 44.
(د) المفردات :
(علي مني وأنا من علي):
أي في النسب والصهر والمسابقة والمحبة وغير ذلك من المزايا ، ولم يرد محض القرابة وإلا فجعفر شريكه فيها ، قاله الحافظ في الفتح.
وقال أيضا في ص 553 :
حدثنا عبد اللّه ، حدثني أبي ، ثنا أسود بن عامر ، أنا شريك ، عن أبي إسحاق ، عن حبشي بن جنادة قال : سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول : علي مني وأنا منه ، ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي.
(أ) رواته : ثقات.
ص: 90
(ب) درجته : إسناده صحيح.
(ج) تخريجه : سبق تخريجه والتعليق عليه في 684.
وقال أيضا في ص 553 :
حدثنا عبد اللّه ، حدثني أبي ، ثنا يحيى بن آدم ، ثنا شريك ، عن أبي إسحاق ، عن حبشي بن جنادة السلولي ، قال : سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول : علي مني وأنا منه ، ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي.
قال شريك : قلت لأبي إسحاق : أنت أين سمعته منه؟ قال : موضع كذا وكذا ، لا أحفظه.
(أ) رواته : ثقات.
(ب) درجته : إسناده صحيح.
(ج) تخريجه : سبق تخريجه والتعليق عليه في 684 ، 185.
وقال أيضا في ص 554 :
حدثنا عبد اللّه ، حدثني أبي ، ثنا أبو أحمد ، ثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن حبشي بن جنادة السلولي - وكان قد شهد حجة الوداع - قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : علي مني وأنا منه ، لا يؤدي عني إلا أنا أو علي.
(أ) رواته : ثقات ، أبو أحمد هو الزبيري.
(ب) درجته : إسناده صحيح.
(ج) تخريجه : سبق تخريجه والتعليق عليه في رقم 684.
ومنهم العلامة الشيخ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي المتوفى سنة 902 في «المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة» (ص 115 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :
وقد روى الترمذي أيضا والنسائي ، وابن ماجة ، وغيرهم من حديث حبشي بن
ص: 91
جنادة مرفوعا : علي مني وأنا من علي ؛ لا يؤدي عني إلا أنا أو علي.
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 18 ص 5 ط دار الفكر) قال :
وعن حبشي بن جنادة قال : سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول : علي مني وأنا من علي ، لا يؤدي عني إلا أنا أو هو.
ومنهم العلامة أبو الفضل عبد اللّه بن محمد بن الصديق الحسني في «الكنز الثمين في أحاديث النبي الأمين» (ص 350 ط عالم الكتب - بيروت) قال :
علي مني وأنا من علي ، ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي (حم ت ن 5) عن حبشي ابن جنادة رضي اللّه عنه.
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي في «آل بيت الرسول» صلی اللّه عليه [وآله] وسلم (ص 77 ط القاهرة سنة 1399) قال :
عن حبشي بن جنادة قال : سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول : علي مني وأنا منه ، ولا يؤدي عني إلا علي.
عن حبشي بن جنادة (وكان قد شهد يوم حجة الوداع) قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : علي مني وأنا منه ، ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي. وفي رواية : لا يقض عني ديني ، إلا أنا أو علي رضي اللّه عنه.
عن حبشي بن جنادة السلولي قال : سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول : علي مني وأنا منه ، ولا يؤد عني إلا أنا أو علي.
ومنهم العلامة أبو عبد اللّه الشيخ محمد بن السيد درويش الحوت الحنفي البيروتي المولود بها سنة 1209 والمتوفى بها أيضا سنة 1276 في كتابه «الأحاديث المشكلة في
ص: 92
الرتبة» (ص 171 ط عالم الكتب في بيروت سنة 1403) قال :
حديث : علي مني وأنا من علي ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي.
ومنهم الشريف علي فكري الحسيني القاهري في «أحسن القصص» (ج 3 ص 213 ط بيروت) قال :
وأخرج الترمذي والنسائي وابن ماجة عن حبشي بن جنادة قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : علي مني وأنا من علي.
ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في كتابه «حياة الإمام علي عليه السلام» (ص 39 ط دار الجيل في بيروت) قال :
وعن حبشي بن جنادة السلولي ، قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : علي مني وأنا منه ، فلا يؤدي عني - الحديث.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «فهارس أحاديث وآثار مسند الإمام أحمد بن حنبل» (ج 2 ص 664 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :
علي مني وأنا منه ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي حبش بن جنادة 4 / 164 - 165 ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي بن محمد بن شريف في «تهذيب خصائص الإمام علي» للحافظ النسائي (ص 64 ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
أخبرنا أحمد بن سليمان ، قال : أخبرنا يحيى بن آدم ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، قال : حدثني حبشي بن جنادة السلولي قال : سمعت رسول اللّه صلّى
ص: 93
اللّه عليه وسلّم يقول : علي مني وأنا منه.
وقال أيضا في ص 67 :
أخبرنا أحمد بن سليمان ، حدثنا يحيى بن آدم ، عن إسرائيل ، عن أبي اسحق ، عن حبشي بن جنادة السلولي ، قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : علي مني وأنا منه ، فلا يؤدي عني إلا أنا وعلي.
ومنهم العلامة البدر أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه الزركشي في «اللآلي المنثورة في الأحاديث المشهورة» (ص 164 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :
نعم روى النسائي ، وابن ماجة من حديث حبشي بن جنادة مرفوعا : علي مني وأنا من علي ، ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي.
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن جرير الطبري في «ذيل المذيل» (ص 570 ط دار المعارف - القاهرة) قال :
حدثني إسماعيل بن موسى السدي ، قال : أخبرنا شريك ، عن أبي إسحاق ، عن حبشي بن جنادة السلولي ، قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : علي مني وأنا من علي ، لا يؤدي ديني إلا أنا أو علىّ.
وحدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا حكام ، عن عنبسة ، عن أبي إسحاق ، عن حبشي ابن جنادة السلولي ، قال : سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول : علي مني وأنا منه ، لا يبلغ عني إلا أنا أو علي ، قالها في حجة الوداع.
ص: 94
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 17 ص 320 ط دار الفكر) قال :
قال أبو رافع : لما كان يوم أحد نظر النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم إلى نفر من قريش ، فقال لعلي : احمل عليهم ، فحمل عليهم ، فقتل هاشم بن أمية المخزومي وفرق جماعتهم ، ثم نظر النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم إلى جماعة من قريش فقال لعلي : احمل عليهم ، فحمل عليهم ، ففرق جماعتهم ، وقتل فلانا الجمحي ، ثم نظر إلى نفر من قريش ، فقال لعلي : احمل عليهم ، فحمل عليهم ففرق جماعتهم وقتل أحد بني عامر بن لؤي ، فقال له جبريل عليه السلام : إن هذه للمواساة ، فقال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : إنه مني وأنا منه ، فقال له جبريل : وأنا منكم يا رسول اللّه.
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي في «آل بيت الرسول» صلی اللّه عليه وآله وسلم (ص 75 ط القاهرة) قال :
عن البراء بن عازب أن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال لعلي بن أبي طالب : أنت مني وأنا منك.
ص: 95
وقال المصحح في الذيل :
أخرجه الترمذي في 50 - كتاب المناقب ، باب 21 : حدثنا سفيان بن وكيع ، وقال : هذا حديث حسن صحيح 5 / 235 ح.
وقال أيضا :
وقال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لعلي : أنت مني وأنا منك.
وقال في ذيله :
أخرجه البخاري في كتاب فضائل أصحاب النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم.
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي الموصلي المتوفى سنة 307 في «مسند أبي يعلى» (ص 293 ط دار المأمون للتراث - دمشق) قال :
حدثنا عبيد اللّه ، حدثنا جعفر بن سليمان ، حدثنا يزيد الرشك ، عن مطرف بن عبد اللّه ، عن عمران بن حصين قال : بعث رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم سرية واستعمل عليهم علي بن أبي طالب ، قال له : يا علي السرية ، قال عمران : كان المسلمون إذا قدموا من غزوة أتوا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قبل أن يأتوا رحالهم فأخبروه مسيرهم ، قال : فأصاب علي جارية ، فتعاقد أربعة فأخبروه بمسيرهم ، فقام أحد الأربعة فقال : يا رسول اللّه ، وأصاب علي جارية ، فأعرض عنه ، ثم قام الثاني فقال : يا رسول اللّه صنع علي كذا وكذا ، فأعرض عنه ، ثم قام
ص: 96
الثالث فقال : يا رسول اللّه صنع علي كذا وكذا ، فأعرض عنه ، ثم قام الرابع فقال : يا رسول اللّه صنع كذا وكذا ، قال : فأقبل رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم مغضبا ، الغضب يعرف في وجهه ، فقال : ما تريدون من علي؟ علي مني وأنا منه ، وهو ولي كل مؤمن بعدي.
ومنهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد السيوطي المتوفى سنة 911 في كتابه «القول الجلي في فضائل علي» عليه السلام (ص 60 ط مؤسسة نادر للطباعة والنشر) قال :
عن عمران بن حصين أن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال : علي مني وأنا من علي ، علي ولي كل مؤمن بعدي. أخرجه ابن أبي شيبة وصحح.
ومنهم العلامة الحافظ شيخ الإسلام عبد الرزاق بن همام الصنعاني اليماني الزيدي المتوفى سنة 220 في «الأمالي في آثار الصحابة» (ص 79 ط مكتبة القرآن - بولاق القاهرة) قال :
أخبرنا أبو علي إسماعيل ، ثنا أحمد بن منصور ، ثنا عبد الرزاق ، أنا جعفر بن سليمان ، ثنا يزيد الرشك ، سمعت مطرف بن عبد اللّه بن الشخير يقول : ثنا عمران بن حصين قال : بعث رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ستة وأمر عليهم علي بن أبي طالب (ع / م) - فذكر مثل ما تقدم عن مسند أبي يعلى.
ومنهم الفاضل المعاصر يوسف عبد الرحمن المرعشلي في «فهرس أحاديث موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان» للحافظ نور الدين الهيثمي (ص 42 ط دار البشائر الإسلامية ودار النور - بيروت) قال :
إن عليا مني وأنا منه ، وهو ولي كل مؤمن .. عمران بن حصين 543
ص: 97
ومنهم الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي بن محمد بن شريف في «تهذيب خصائص الإمام علي» للحافظ النسائي (ص 63 ط بيروت) قال :
حدثنا بشر بن هلال ، عن جعفر بن سليمان ، عن يزيد الرشك ، عن مطرف بن عبد اللّه ، عن عمران بن حصين ، قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم - فذكر الحديث.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «فهارس أحاديث وآثار مسند الإمام أحمد بن حنبل» (ج 1 ص 328 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :
إن عليا مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي عمران بن حصين 4 / 438
وقال أيضا في ج 5 ص 24 :
دعوا عليا دعوا عليا دعوا عليا إن عليا مني وأنا منه.
جم 4 / 438 - كنز 32940 - بداية 7 / 345.
وقال أيضا في ج 1 ص 193 : أما أنت يا علي فمني وأنا منك.
وفي ص 269 : أنت مني وأنا منك.
ومنهم الفاضل المعاصر الأستاذ عباس محمود العقاد في «المجموعة الكاملة - العبقريات الإسلامية» (ج 2 ص 126 ط دار الكتاب اللبناني - بيروت) قال :
بعث رسول اللّه عليا في سرية ليقبض الخمس ، فاصطفى منه سبية ، واتفق أربعة من شهود السرية أن يبلغوا ذلك إلى رسول اللّه - فذكر مثل ما تقدم عن مسند أبي يعلى.
ص: 98
ومنهم الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي في «آل بيت الرسول» صلی اللّه عليه [وآله] وسلم (ص 76 ط القاهرة) قال :
عن عمران بن حصين ، قال : بعث رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم جيشا - فذكر مثل ما تقدم عن المسند.
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الفاضل المعاصر أبو بكر جابر الجزائري في كتابه «العلم والعلماء» (ص 168 ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
روى النسائي وابن ماجة والترمذي ، عن جند بن جنادة أن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال : علي مني وأنا من علي.
رواه جماعة من علماء العامة في كتبهم :
فمنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف» (ج 1 ص 269 ط عالم التراث للطباعة والنشر - بيروت) قال :
أنت مني وأنا منك درة بنت أبي لهب 6 / 68 و 432
ص: 99
فمنهم العلامة الشيخ بدر الدين أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه الزركشي المتولد سنة 745 والمتوفى 794 في «اللآلي المنثورة في الأحاديث المشهورة المعروف بالتذكرة في الأحاديث المشتهرة» (ص 189 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :
وقال لعلي رضي اللّه عنه : أنت مني وأنا منك.
ومنهم الشيخ تقي الدين ابن تيمية في «علم الحديث» (ص 267 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :
ولما تنازع علي وجعفر وزيد في حضانة ابنة حمزة قضى بها لخالتها وكانت تحت جعفر ، وقال لجعفر - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن السيوطي.
ومنهم الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن موسى بن مهران الاصبهاني المتوفى سنة 430 في «تثبيت الإمامة وترتيب الخلافة» (ص 60 ط دار الإمام مسلم في بيروت) قال :
فإن احتج بقوله عليه السلام : علي مني وأنا منه.
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ عبد السلام محمد هارون في «الألف المختارة من صحيح البخاري» (ج 2 ص 115 ط مكتبة الخانجي بالقاهرة)
فذكر الحديث الشريف.
ومنهم المحقق المعاصر محمد عبد القادر عطا في «تعليقاته على كتاب الغماز على اللماز» للعلامة السمهودي (ص 62 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال في تعليقه على
ص: 100
حديث «أنا مدينة العلم وعلي بابها» :
وقوله لعلي : أنت مني وأنا منك.
فقال بعد ذكره : هذا كله صحيح.
أنظر المقاصد الحسنة : 190 وكشف الخفاء : 619.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف» (ج 10 ص 225 ط عالم التراث للطباعة والنشر - بيروت) قال :
هذا مني وأنا منه.
م فضائل الصحابة 131 - ه ق 4 / 21 - حب 2269 - كر 4 / 211 ، 320 - كثير 6 / 418 - علل 1012 - أحاديث القصاص 4.
وذكر في ج 3 ص 589 :
إنه مني وأنا منه.
حم 5 / 356 - طب 1 / 297 - مجمع 6 / 114 - كنز 36449.
وذكر أيضا في «فهارس أحاديث وآثار مسند الإمام حنبل» (ج 1 ص 269) أنه قال لعلي عليه السلام :
أنت مني وشجرتي 5 / 204 ومنهم الفاضل المعاصر رياض عبد اللّه عبد الهادي في «فهارس كتاب الموضوعات» لابن الجوزي (ص 36 ط دار البشائر الإسلامية - بيروت) قال :
أنا منه وهو مني .. في فضائل علي 1 / 382
ص: 101
ومنهم الفاضل المعاصر محمد رضا في «الإمام علي بن أبي طالب كرم اللّه وجهه رابع الخلفاء الراشدين» (ص 21 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :
علي مني وأنا من علي.
ومنهم الشيخ أبو الفضل الحويني الأثري في «جمهرة الفهارس» (ص 260 ط دار الصحابة بطنطا) قال :
علي مني وأنا من علي 2 / 455
وذكر مثله في «تهذيب خصائص الإمام علي» ص 63 ط دار الكتب العلمية - بيروت.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف» (ج 3 ص 351 ط عالم التراث للطباعة والنشر - بيروت) قال :
إن عليا مني وأنا من علي وهو ولي كل مؤمن.
ت 3712.
إن عليا مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي.
حم 4 / 438 - حب 2203 - طب 18 / 129 - كنز 32938 - حلية 6 / 294 - خصائص 45.
إن عليا مني وأنا منه وهو وليكم بعدي.
خصائص 46.
إن عليا مني وأنا منه وولي كل مؤمن بعدي.
خصائص 35.
ص: 102
قد مضى نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 376 وج 5 ص 52 و 469 و 506 وج 8 ص 184 وج 9 ص 149 وج 16 ص 277 و 303 وج 21 ص 415 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص 25 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :
وعن علي رضي اللّه عنه قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : أنا دار العلم وعلي بابها. خرجه صاحب المصابيح في الحسان وأخرجه أبو عمرو قال : أنا مدينة العلم (وعلي بابها) ، وزاد : فمن أراد العلم فليأته من بابه.
ومنهم العلامة الشيخ بدر الدين أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه الزركشي المتولد سنة 745 والمتوفى 794 في «اللآلي المنثورة في الأحاديث المشهورة المعروف بالتذكرة في الأحاديث المشتهرة» (ص 163 ط دار الكتب العلمية بيروت)
فذكر الحديث مع زيادته.
ومنهم العلامة الشيخ أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الفيروزآبادي الشيرازي الشافعي في «معتقد أبي إسحاق الشيرازي» (ص 104 المطبوع بضميمة شرح اللمع له في دار الغرب الإسلامي - بيروت) قال :
ص: 103
روي عن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أنه قال : أنا مدينة العلم ، علي بابها ، فمن أراد المدينة فليقصد الباب.
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 18 ص 17 ط دار الفكر) قال :
وعن علي قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها ، فمن أراد العلم فليأت باب المدينة.
ومنهم العلامة الشيخ عبد الرءوف بن علي بن محمد المناوي المتوفى سنة 1031 في «التوقيف على مهمات التعاريف» (ص 69 ط عالم الكتب - القاهرة) قال :
عليه الصلاة والسلام «أنا مدينة العلم ، وعلي بابها».
أي به يتوصل إليه.
ومنهم الفاضل المعاصر محمود سعيد ممدوح المكي في «إسعاف الملحين بترتيب أحاديث إحياء علوم الدين» للغزالي (ص 35 ط دار البشائر الإسلامية - بيروت) قال : أنا مدينة العلم وعلي بابها 2 / 188 ، 2 / 190 ومنهم العلامة الشيخ عبد الرحمن بن علي بن محمد بن عمر الشيباني الشافعي الأثري في «تمييز الطيب من الخبيث فيما يدور على ألسنة الناس من الحديث» (ص 36 ط دار الكتاب العربي - بيروت) قال :
حديث أنا مدينة العلم وعلي بابها رواه الحاكم في المناقب من مستدركه عن ابن عباس به مرفوعا والترمذي في المناقب من جامعه عن علي مرفوعا بمعناه.
ومنهم الحافظ صلاح الدين خليل بن سيف الدين كيكلدي بن عبد اللّه العلائي الشافعي المولود سنة 694 والمتوفى سنة 761 في «إجمال الإصابة في أقوال الصحابة»
ص: 104
(ص 55 ط جمعية إحياء التراث الإسلامي - الكويت سنة 1407) قال :
وأخرج أيضا عنه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قوله : أنا مدينة العلم وعلي بابها.
ومنهم العلامة الشيخ شمس الدين أبو عبد اللّه محمد بن حسن ابن همات الدمشقي المولود سنة 1091 والمتوفى سنة 1175 في «التنكيت والإفادة في تخريج أحاديث خاتمة سفر السعادة» (ص 46 ط دار الميمون بالكويت) قال :
ومن المشهور : أنا مدينة العلم وعلي بابها ، أخرجه الترمذي من حديث علي رضي اللّه تعالى عنه.
ومنهم أبو الفوز محمد أمين في «سبائك الذهب» (ص 319 ط بيروت) قال عند ذكر أمير المؤمنين على بن أبي طالب عليه السلام :
وقد وردت في فضائله أحاديث كثيرة لا يسعها مثل هذا الموضع ، ويكفي منها قوله صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها.
ومنهم الفاضل المعاصر قطب إبراهيم محمد في كتابه «السياسة المالية لعثمان بن عفان» (ص 11 س 33 ط مطابع الهيئة المصرية العامة للكتاب) قال :
ولقد أخرج البزار والطبراني عن جابر بن عبد اللّه ، كما أخرج الترمذي والحاكم عن علي أنه قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها ، فمن أراد العلم فليأته من بابه.
ومنهم الشيخ عبد المنعم محمد عمر في «خديجة أم المؤمنين» (ص 478 ط دار الريان) قال :
وروى ابن عباس قول النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها ،
ص: 105
وتحدث علي يوما عن نفسه فقال : واللّه ما نزلت آية إلا وقد علمت فيم نزلت ، وأين نزلت ، وعلى من نزلت ، إن ربي وهبني قلبا عقولا ولسانا طلقا.
ومنهم الفاضل المعاصر المستشار عبد الحليم الجندي في «الإمام جعفر الصادق» (ص 28 ط المجلس الأعلى للشئون الإسلامية - القاهرة) قال :
وعلي باب مدينة العلم. يقول الرسول عليه الصلاة والسلام : أنا مدينة العلم وعلي بابها ، فمن أراد العلم فليأت بابه.
ومنهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد السيوطي المتوفى سنة 911 في كتابه «القول الجلي في فضائل علي» عليه السلام (ص 35 ط مؤسسة نادر للطباعة والنشر) قال :
عن علي كرم اللّه وجهه أن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال : أنا مدينة العلم وعلي بابها. أخرجه أبو نعيم في المعرفة.
ورواه أيضا في ص 36 عن جابر عن رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وسلم كما تقدم وزاد : فمن أراد العلم فليأت الباب. أخرجه الحاكم.
وقال محقق الكتاب في الذيل :
سنده سفيان الثوري ، عن عبد اللّه بن عثمان بن خثيم ، عن عبد الرحمن بن عثمان التيمي ، قال سمعت جابر بن عبد اللّه.
والحديث أخرجه الحاكم في المستدرك (3 / 127) قال بعد ذكر حديث ابن عباس : ولهذا الحديث شاهد من حديث سفيان الثوري بإسناد صحيح : حدثني أبو بكر محمد بن علي الفقيه الإمام الشاشي القفال ببخارى وأنا سألته ، حدثني النعمان بن هارون البلدي ببلد من أصل كتابه ، ثنا أحمد بن عبد اللّه بن يزيد الحراني ، ثنا عبد الرزاق ، ثنا سفيان فذكره.
ص: 106
وتعقبه الذهبي فقال : العجب من الحاكم وجرأته في تصحيحه هذا وأمثاله من البواطيل ، وأحمد هذا دجال كذاب. وانظر الكلام في أحمد بن عبد اللّه في الحديث الثالث والثلاثون.
قال الحافظ ابن حجر في اللسان (2 / 122 / 123) وهذا الحديث له طرق كثيرة في مستدرك الحاكم أقل أحوالها أن يكون للحديث أصل ، فلا ينبغي أن يطلق القول عليه بالوضع. وانظر تخريج الحديث الخامس عشر.
ورواه أيضا في ص 37 :
عن ابن عباس أن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال : أنا مدينة العلم وعلي بابها ، فمن أراد العلم فليأته من بابه. أخرجه الطبراني.
ومنهم العلامة الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي في «تهذيب الكمال في أسماء الرجال» (ج 21 ص 276 ط مؤسسة الرسالة - بيروت)
رواه بخمسة طرق.
ومنهم العلامة نور الدين أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن أحمد الحسني الشافعي السمهودي المصري المولود سنة 844 بسمهود والمتوفى 911 بالمدينة المشرفة في كتابه «الغماز على اللماز» (ص 61 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :
حديث أنا مدينة العلم وعلي بابها.
ومنهم المحقق المعاصر محمد عبد القادر عطا في «تعليقاته على كتاب الغماز على اللماز» للعلامة السمهودي (ص 61 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال في تعليقه على حديث «أنا مدينة العلم وعلي بابها» :
أورده الزركشي في التذكرة ، وقال : أخرجه الترمذي من حديث علي.
ص: 107
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور حسن الشرقاوي في «أصول التصوف الإسلامي» (ص 49 ط دار المعرفة الحامية - الإسكندرية) قال :
أنا مدينة العلم وعلي بن أبي طالب بابها ، متواتر.
ومنهم الفاضل المعاصر رياض عبد اللّه عبد الهادي في «فهارس كتاب الموضوعات» لابن الجوزي (ص 36 ط دار البشائر الإسلامية - بيروت) قال :
أنا مدينة العلم وعلي بابها .. في فضائل علي 1 / 50
أنا مدينة العلم وعلي بابها .. في فضائل علي 1 / 351
أنا مدينة العلم وعلي بابها ، فمن .. في فضائل 1 / 352
ومنهم الفاضل المذكور في «الدرر المجموعة بترتيب أحاديث اللآلي المصنوعة» (ص 29 ط دار البشائر الإسلامية - بيروت) قال :
أنا مدينة العلم وأنت بابها يا علي .. علي بن أبي طالب 1 / 335
أنا مدينة العلم وعلي بابها .. أبو الفرج الإسفرايني 1 / 336
أنا مدينة العلم وعلي بابها .. علي 1 / 329
أنا مدينة العلم وعلي بابها .. ابن عباس 1 / 329
أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد .. ابن عباس 1 / 329
أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد .. ابن عباس 1 / 330
أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم .. جابر بن عبد اللّه 1 / 330
أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد .. علي 1 / 334
أنا مدينة الفقه وعلي بابها .. علي 1 / 329
ص: 108
رواه جماعة من علماء العامة في كتبهم :
فمنهم الفاضل المعاصر رياض عبد اللّه عبد الهادي في «الدرر المجموعة بترتيب أحاديث اللآلي المصنوعة» (ص 98 ط دار البشائر الإسلامية - بيروت) قال :
علي باب علمي ومبين لأمتي أبو ذر 1 / 335
تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العام العامة في باب إعطاء الراية ، أحاديث كثيرة ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى سنة 360 في «المعجم الكبير» (ج 10 ص 252 ط مطبعة الأمة ببغداد) قال :
حدثنا أحمد بن زهير التستري ، ثنا علي بن الحسن بن بكير الحضرمي ، ثنا جعفر بن عون ، عن المعلى بن عرفان ، عن أبي وائل ، عن عبد اللّه ، قال : رأيت النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم كحل عين علي رضي اللّه عنه بريقه.
ص: 109
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 54 و 63 و 74 و 192 و 339 و 385 وج 6 ص 581 وج 15 ص 243 و 575 وج 17 ص 76 وج 21 ص 599 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة الحافظ أبو الحسن علي بن عمر الدار قطني البغدادي المتوفى سنة 385 في «المؤتلف والمختلف» (ج 1 ص 45 ط دار الغرب الإسلامي - بيروت 1401) قال :
حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد ، حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي ، حدثنا إسحاق ابن محمد العرزمي ، عن أبي يحيى التيمي ، عن كثير النواء ، عن أبي الخيار ، عن سلمان ، قال إسحاق : وحدثنا سعيد بن خثيم ، عن قرم بن سليمان الضبي ، عن كثير النواء ، عن أبي الخيار ، عن سلمان ، قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : علي يقضي ديني ، وينجز موعدي.
ومنهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد السيوطي المتوفى سنة 911 في كتابه «القول الجلي في فضائل علي» عليه السلام (ص 56 ط مؤسسة نادر للطباعة والنشر) قال :
عن سلمان أن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال : علي بن أبي طالب ينجز [عداتي] ويقضي ديني. أخرجه الديلمي وغيره.
ومنهم العلامة أبو عبد اللّه الشيخ محمد بن السيد درويش الحوت الحنفي البيروتي
ص: 110
المولود بها سنة 1209 والمتوفى بها أيضا سنة 1276 في كتابه «الأحاديث المشكلة في الرتبة» (ص 172 ط عالم الكتب في بيروت سنة 1403) قال :
على يقضي ديني.
ومنهم العلامتان الشريف عباس أحمد صقر وأحمد عبد الجواد في «جامع الأحاديث» (ج 7 ص 515 ط دمشق) قالا :
قال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : لا يقضى ديني غيري أو علي.(طب) عن حبشي بن جنادة.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف» (ج 5 ص 462 ط عالم التراث للطباعة والنشر - بيروت) قال :
علي بن أبي طالب ينجز عداتي.
كنز 3956.
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 329 وج 15 ص 447 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب الّتي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
ص: 111
«مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 18 ص 5 ط دار الكفر) قال :
عن عبد الرحمن بن عوف قال : لما افتتح رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم مكة انصرف إلى الطائف ، فحاصرهم سبع عشر ليلة ، أو ثمان عشرة ، فلم يفتحها ، ثم أوغل غدوة ، أو روحة ، ثمّ نزل ، ثم هجر ، فقال : أيها الناس ، إني لكم فرط ، وأوصيكم بعترتي خيرا ، وإن موعدكم الحوض ، والذي نفسي بيده لتقيمن الصلاة ، ولتؤتن الزكاة ، أو لأبعثن إليكم رجلا مني ، أو كنفسي فليضربن أعناق مقاتلتهم ، وليسبين ذراريهم ، قال : فرأى الناس أنه أبو بكر وعمر ، فأخذ بيد علي ، فقال : هذا.
ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في كتابه «حياة الإمام علي عليه السلام» (ص 38 ط دار الجيل في بيروت) قال :
عن أبي رضي اللّه عنه قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : لينتهن بنو ربيعة أو لأبعثن عليهم رجلا كنفسي ينفذ فيهم أمري فيقتل المقاتلة ويسبي الذرية.
فما راعني إلّا وكف عمر في حجرتي من خلفي : من يعني؟ قلت : إياك يعني وصاحبك. قال : فمن يعني؟ قلت : خاصف النعل ، قال : وعلي يخصف النعل.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف» (ج 3 ص 351 ط عالم التراث للطباعة والنشر - بيروت) قال :
إن عليا نفسي ، هل رأيت أحدا يقول في نفسه شيئا.
ميزان 4042 - لسان 3 / 976.
ومنهم الفاضل المعاصر رياض عبد اللّه عبد الهادي في «فهارس كتاب الموضوعات»
ص: 112
لابن الجوزي (ص 131 ط دار البشائر الإسلامية - بيروت) قال :
يا فاطمة علي نفسي فمن رأيتيه في فضائل علي 1 / 401
ومنهم العلامة الشيخ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب البغدادي في «تلخيص المتشابه في الرسم» (ج 2 ص 764 ط دار طلاس ، دمشق) قال :
أنا علي بن القاسم بن الحسن البصري ، نا علي بن إسحاق المادرائي ، نا أبو الأصبغ القرقساني ، نا أبو الأصبغ عبد العزيز بن يحيى ، نا محمد بن سلمة ، عن محمد بن إسحاق ، عن أبان بن صالح ، عن منصور بن المعتمر ، عن ربعي بن حراش ، عن علي قال : خرج عبدان إلى رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يوم الحديبية قبل الصلح ، فكتب إليه مواليهم من أهل مكة فيهم ، قالوا : يا محمد ، واللّه ما خرجوا إليك رغبة في دينك ، إنما خرجوا هربا من الرق. فقال ناس : صدقوا يا رسول اللّه ردهم إليهم ، فغضب رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ثم قال : ما أراكم تنتهون يا معشر قريش حتى يبعث اللّه عليكم من يضرب رقابكم على هذا الدين. وأبى أن يردهم إليهم ، وقال : هم عتقاء اللّه عزوجل.
ليس فيه : نفسي - أو كنفسي.
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 5 ص 242 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة
ص: 113
911 في كتابه «القول الجلي في فضائل علي» عليه السلام (ص 23 ط مؤسسة نادر للطباعة والنشر) قال :
عن ابن مسعود أن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال : علي بن أبي طالب مني كروحي في جسدي. أخرجه ابن النجار.
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم عدة من الفضلاء في «فهرس أحاديث وآثار المستدرك على الصحيحين» للحاكم النيسابوري (القسم 2 ص 99 ط عالم الكتب - بيروت) قالوا :
خيرتكما فاخترتما فاختار اللّه لي عليا معرفة الصحابة / عقيل بن أبي طالب 3 / 576
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 424 وج 7 ص 89 وج 5 ص 130 وج 17 ص 139 وج 21 ص 208 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما مضى :
ص: 114
وفيه أحاديث :
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 18 ص 8 ط دار الفكر) قال :
عن أبي ذر قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : مثل علي فيكم - أو قال : في هذه الأمة - كمثل الكعبة المسورة ، النظر إليها عبادة ، والحج إليها فريضة.
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 18 ص 7 ط دار الفكر) قال :
عن يونس مولى الرشيد قال : كنت واقفا على رأس المأمون وعنده يحيى بن أكثم القاضي ، فذكروا عليا وفضله ، فقال المأمون : سمعت الرشيد يقول : سمعت المهدي يقول : سمعت المنصور يقول : سمعت أبي يقول : سمعت جدي يقول : سمعت ابن عباس يقول : رجع عثمان إلى علي فسأله المصير إليه ، فصار إليه ، فجعل يحد النظر إليه ، فقال له علي : ما لك يا عثمان؟ مالك تحد النظر إلي؟ قال : سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول : النظر إلى علي عبادة.
ص: 115
ومنهم الشيخ رياض عبد اللّه عبد الهادي في «الدرر المجموعة» (ص 173 ط دار البشائر الإسلامية) قال :
النظر إلى علي عبادة ابن عباس 1 / 344
وفي ص 174 : النظر إلى وجه علي عبادة.
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الفاضل المعاصر رياض عبد اللّه عبد الهادي في «الدرر المجموعة بترتيب أحاديث اللآلي المصنوعة» (ص 173 ط دار البشائر الإسلامية - بيروت) قال :
النظر إلى علي بن أبي طالب عبادة أبو بكر 1 / 342
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 18 ص 7 ط دار الفكر) قال :
وعن عائشة قالت : رأيت أبا بكر الصديق يكثر النظر إلى وجه علي بن أبي طالب فقلت : يا أبه ، إنك لتكثر النظر إلى علي بن أبي طالب ، فقال لي : يا بنية ، سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول : النظر إلى وجه علي عبادة.
ومنهم العلامة محمد عبد الباقي الأيوبي اللكهنوئي المدني في «المناهل السلسلة في الأحاديث المسلسلة» (ص 205 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :
قال المؤلف : أنبأني نور الحسنين الأيوبي ، عن أبيه حيدر الأيوبي ، عن عمر بن عبد الرسول ، عن أحمد بن عبيد ، عن أحمد المنيني ، عن أبي المواهب الحنبلي ،
ص: 116
عن أيوب الخلوتي ، عن ابراهيم بن الأحدب ، عن النجم الماتاني قال : حدثني وأخبرنى وحدي الجمال يوسف بن حسن الصالحي بقراءتي عليه وحدي ، ثني النظام عمر بن ابراهيم بن مفلح وحدي ، ثني محمد بن عبد اللّه الصالحي وحدي ، ثني سليمان بن حمزة الصالحي وحدي ، ثني محمد بن عبد الواحد المقدسي وحدي ، ثني الحافظ بن عبد الرحمن بن علي بن الجوزي وحدي ، ثني محمد بن ناصر الحافظ وحدي ، ثني محمد بن علي النرسي وحدي ، ثني أبو عبد اللّه العلوي وحدي ، ثني معمر وحدي ، ثني الزبيري وحدي ، ثني عروة وحدي ، عن عائشة ، عن أبي بكر رضي اللّه عنهما قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : النظر إلى علي بن أبي طالب عبادة. قال المزي : كيف لا وهو عضو من أعضاء النبوة؟ وكذا النظر إلى أولياء اللّه - انتهى.
قلت : النرسي والعلوي لا يعرفان ، والحديث أخرجه الطبراني والحاكم عن ابن مسعود ، وعن عمران بن حصين - واللّه أعلم.
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص 36 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :
عن عائشة أم المؤمنين رضي اللّه عنها قالت : رأيت أبي يكثر النظر إلى وجه علي فقلت : يا أبت أراك تكثر النظر إلى وجه علي ، قال : يا بنية سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول : النظر إلى وجه علي عبادة. خرجه ابن السمان في الموافقات.
ص: 117
وعنها قالت : كان إذا دخل علينا علي وأبي عندنا لا يمل النظر إليه فقلت : يا أبت إنك لتديم النظر إلى وجه علي ، قال : يا بنية سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول - فذكر مثل ما تقدم ، ثم قال : وعن عمرو بن العاص مثله.
ومنهم رياض عبد اللّه عبد الهادي في «الدرر المجموعة» (ص 173 ط دار البشائر الإسلامية - بيروت) قال :
النظر إلى علي عبادة - عائشة.
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه بن أبي بكر القضاعي المشتهر بابن الأبار في «المعجم في أصحاب القاضي أبي علي الصدفي» (ج 16 ص 326 ط دار الكتاب المصري ودار الكتاب اللبناني) قال :
وحدثت عن أبي الفضل بن ناصر ، وأبي الفضل الطوسي ، عن الحميدي ، عن المليحي ، قال : أنا أبو عبيد الأديب صاحب أبي منصور الأزهري ، قال : نا أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد اللّه البزاز المقرئ بالبصرة ، قال : نا أبو مسلم إبراهيم بن عبد اللّه بن مسلم الكجي البصري ، قال : نا أبو نجيد عمران بن خالد بن طليق ، عن أبيه ، عن جده ، عن عمران بن حصين ، قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : النظر إلى وجه علي بن أبي طالب عبادة.
قال أبو عبيد : قال ابن الأعرابي : تأويله أن عليا كان إذا برز قال الناس : لا إله إلا اللّه ، ما أشرف هذا الفتى ، لا إله إلا اللّه ، ما أشجع هذا الفتى ، لا إله إلا اللّه ، ما أعلم
ص: 118
هذا الفتى ، لا إله إلا اللّه ، ما أكرم هذا الفتى ، أراد بأكرم : أتقى.
ومنهم الفاضل رياض عبد اللّه عبد الهادي في «الدرر المجموعة» (ص 173 ط دار البشائر الإسلامية - بيروت) قال :
النظر إلى علي عبادة فقال معاذ عمران بن حصين 1 / 346
ومنهم العلامة الشيخ نور الدين علي بن محمد بن سلطان المشتهر بالملا علي القاري المتوفى سنة 1014 في «الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة» (ص 253 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :
وقد ورد : النظر إلى وجه علي عبادة. رواه الطبراني والحاكم عن ابن مسعود وعمران بن الحصين.
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 18 ص 7 ط دار الفكر) قال :
وروي عن عمران بن حصين وعن جابر بن عبد اللّه وعن أنس بن مالك وغيرهم أن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال : النظر إلى علي عبادة.
ص: 119
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الفاضل المعاصر رياض عبد اللّه عبد الهادي في «الدرر المجموعة» (ص 173 ط دار البشائر الإسلامية - بيروت) قال :
النظر إلى علي عبادة عثمان 1 / 343.
ورواه أيضا عن أنس وعن ثوبان وعن أبي هريرة وعن جابر بن عبد اللّه الأنصاري وعن عبد اللّه بن مسعود.
رواه جماعة من أعلام العامة مرسلا في كتبهم :
فمنهم العلامة أبو سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم الخطابي البستي المتوفى سنة 388 في «غريب الحديث» (ج 2 ص 181 ط دار الفكر - دمشق) قال :
وقال أبو سليمان في حديث علي : إن بعض السلف كان يقول : النظر إلى وجه علي عبادة.
ومنهم عدة من الفضلاء في «فهرس أحاديث وآثار المستدرك على الصحيحين» للحاكم النيسابوري (القسم 2 ص 312 ط عالم الكتب - بيروت) قالوا :
النظر إلى وجه علي عبادة معرفة الصحابة / علي 3 / 142
ص: 120
ومنهم الأستاذ محمد سعيد زغلول في «فهارس المستدرك» للحاكم (ص 692 ط بيروت) قال :
النظر إلى علي عبادة 3 / 141
ومنهم العلامة الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري في «جمهرة الفهارس» (ص 341 ط دار الصحابة للتراث) قال :
النظر إلى علي عبادة 3 - 39
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 9 ص 206 و 209 و 256 وج 13 ص 79 وج 18 ص 417 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة الشيخ زين الدين محمد عبد الرءوف الشافعي المناوي القاهري في «إتحاف السائل بما لفاطمة من المناقب والفضائل» (ص 74 ط القاهرة) قال :
عن ابن عباس عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : أنا ميزان العلم ، وعلي كفتاه ، والحسن والحسين خيوطه ، والأئمة من أمتي عموده ، وفاطمة علاقته توزن فيه أعمال المحبين لنا ، والمبغضين لنا.[راه الديلمي]
ومنهم العلامة محمد عبد الباقي الأيوبي اللكهنوئي المدني في «المناهل السلسلة في الأحاديث المسلسلة» (ص 179 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :
ص: 121
قال في مسند الفردوس من حديث (أنا ميزان العلم وعلي كفتاه).
ومنهم الفاضل المعاصر عبد العزيز الشناوي في كتابه «سيدات نساء أهل الجنة» (ص 159 ط مكتبة التراث الإسلامي - القاهرة) قال :
يقول عبد اللّه بن عباس : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : أنا ميزان العلم وعلي كفتاه والحسن والحسين خيوطه والأئمة من أمتي عموده وفاطمة علاقته توزن فيه أعمال المحبين لنا والمبغضين لنا.
ومنهم الفاضل المعاصر صالح يوسف معتوق في «التذكرة المشفوعة في ترتيب أحاديث تنزيه الشريعة المرفوعة» (ص 17 ط دار البشائر الإسلامية - بيروت)
روى الحديث الشريف كما تقدم عن المناوي.
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 6 ص 498 وج 16 ص 480 وج 17 ص 342 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 17 ص 379 ط دار الفكر) قال :
وعن سعيد بن جبير قال : ذكر عند ابن عباس علي بن أبي طالب فقال : إنكم تذكرون رجلا كان يسمع وطء جبريل فوق بيته.
ص: 122
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 218 و 251 و 253 و 384 وج 7 ص 322 وج 14 ص 258 وج 15 ص 275 وج 17 ص 282 وج 20 ص 268 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 17 ص 14 ط دار الفكر) قال :
وعن أبي سعيد ، عن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال : علي خير البرية.
وقال أيضا في ص 15 :
وعن جابر قال : سئل عن علي فقال : ذاك خير البرية ، لا يبغضه إلا كافر.
ومنهم الفاضل المعاصر رياض عبد اللّه عبد الهادي في «الدرر المجموعة بترتيب أحاديث اللآلي المصنوعة» (ص 70 و 98 ط دار البشائر الإسلامية - بيروت) قال :
علي خير البرية .. أبو سعيد 1 / 328
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 254 و 278 وج 15 ص 260 ، ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
ص: 123
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 17 ص 24 ط دار الفكر) قال :
وعن ابن مسعود قال : قرأت على رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم تسعين سورة ، وختمت القرآن على خير الناس بعده ، فقيل له : من هو؟ قال : علي بن أبي طالب.
ومنهم الفاضل المعاصر رياض عبد اللّه عبد الهادي في «فهارس كتاب الموضوعات» لابن الجوزي (ص 115 ط دار البشائر الإسلامية - بيروت) قال :
من لم يقل علي خير الناس فقد .. في فضائل علي 1 / 347
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 249 و 254 وج 15 ص 268 وج 20 ص 266 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم الحافظ المؤرخ أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي المتوفى سنة 463 في «موضح أوهام الجمع والتفريق» (ج 1 ص 402 ط دار المعرفة - بيروت) قال :
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم ، حدثنا إبراهيم بن عبد اللّه العبسي ويعرف بالقصار بالكوفة.
أخبرنا وكيع ، عن الأعمش ، عن عطية بن سعد ، قال : دخلنا على جابر بن عبد اللّه وهو شيخ كبير فقلنا : أخبرنا عن هذا الرجل علي بن أبي طالب ، قال : فرفع حاجبيه
ص: 124
بيديه فقال : ذاك من خير البشر.
وهو إبراهيم بن أبي الحصري الذي روى عنه أبو بكر المطيري.
أخبرني أبو الحسن علي بن عبد اللّه المقرئ ، حدثنا أحمد بن محمد بن يوسف ، أخبرنا محمد بن جعفر المطيري ، حدثنا إبراهيم بن أبي الحصري ، حدثنا وكيع ، عن الأعمش ، عن عطية بن سعد ، قال : دخلنا على جابر بن عبد اللّه وهو شيخ كبير ، قلنا أخبرنا عن هذا الرجل علي بن أبي طالب ، قال : فرفع حاجبيه بيديه ثم قال : ذاك خير البشر.
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص 36 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :
وعن عقبة بن سعد العوفي ، قال : دخلنا على جابر بن عبد اللّه وقد سقط حاجباه على عينيه ، فسألناه عن علي بن أبي طالب قال : ذاك خير البشر. أخرجه الإمام أحمد في المناقب.
ومنهم الدكتور إبراهيم السامرائي في «من أساليب القرآن» (ص 86 ط مؤسسة الرسالة ودار الفرقان) قال :
قيل : خطب مروان والحسن عليه السلام جالس ، فنال من علي عليه السلام ، فقال الحسن : ويلك يا مروان أهذا الذي تشتم أشر الناس؟! قال : لا ولكن خير الناس.
ومنهم الفاضل المعاصر رياض عبد اللّه عبد الهادي في «فهارس كتاب الموضوعات» لابن الجوزي (ص 78 ط دار البشائر الإسلامية - بيروت) قال :
ص: 125
قلت : يا رسول اللّه من خير من بعدك .. في فضائل علي 1 / 401
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 18 ص 14 ط دار الفكر) قال :
وعن حذيفة بن اليمان قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : علي خير البشر ، من أبي فقد كفر.
قال الخطيب : لم يرو هذا الحديث عن شريك بن عبد اللّه غير الحر بن سعيد ، والمحفوظ عن شريك ما رواه أبو داود الدهان ، قال : سمعت شريك بن عبد اللّه يقول : علي خير البشر ، فمن أبي فقد كفر.
وعن عطية العوفي قال : قلت لجابر : كيف كان منزلة علي فيكم؟ قال : كان خير البشر.
وقال أيضا في ص 15 :
وعن جابر قال : علي خير البشر لا يشك فيه إلا منافق.
وعن عطية العوفي قال : دخلنا على جابر بن عبد اللّه الأنصاري ، وقد سقط حاجباه على عينيه من الكبر ، قال : فقلنا له : أخبرنا عن علي ، قال : فرفع حاجبيه بيديه ثم قال : ذلك من خير البشر.
زاد في رواية : ما كنا نعرف المنافقين إلا ببغضهم عليا.
وعن عطاء قال : سألت عائشة عن علي رضي اللّه عنهم ، فقالت : ذاك خير البشر ، لا يشك فيه إلا كافر.
ومنهم الفاضل المعاصر رياض عبد اللّه عبد الهادي في «فهارس كتاب الموضوعات» لابن الجوزي (ص 132 ط دار البشائر الإسلامية - بيروت) قال :
ص: 126
يا محمد علي خير البشر في فضائل علي 1 / 348
وقال أيضا في «الدرر المجموعة» ص 98 :
علي خير البشر من أبى فقد كفر حذيفة بن اليمان 1 / 328
ورواه في «فهارس كتاب الموضوعات» ص 70.
قد مر نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 5 ص 577 وج 9 ص 224 وج 18 ص 420 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد السيوطي المتوفى سنة 911 في كتابه «القول الجلي في فضائل علي» عليه السلام (ص 40 ط مؤسسة نادر للطباعة والنشر) قال :
عن أم سلمة أن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال : ألا لا يحل هذا المسجد لجنب ولا حائض إلا لرسول اللّه وعلي وفاطمة والحسن والحسين ، ألا قد بينت لكم. أخرجه ابن عساكر والبيهقي في السنن. وورد حديث آخر بمعنى ذلك في حق علي فقط ومن الناس من يحسّنه.
ومنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد
ص: 127
الخضري السيوطي المصري المتوفى سنة 911 في كتابه «مسند فاطمة عليها السلام» (ص 46 ط المطبعة العزيزية بحيدرآباد ، الهند سنة 1406) قال :
ألا لا يحل هذا المسجد لجنب ولا حائض إلا لرسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين ، ألا قد بينت لكم الأشياء أن تضلوا(ق ، ابن عساكر عن أم سلمة).
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 17 ص 343 ط دار الفكر) قال :
وعن أبي رافع : أن النبي خطب الناس ، فقال : يا أيها الناس إن اللّه أمر موسى وهارون أن يتبوءا لقومهما بيوتا ، وأمرهما أن لا يبيت في مسجدهما جنب ، ولا يقربوا فيه النساء إلا هارون وذريته ، ولا يحل لأحد أن يعرك النساء في مسجدي هذا ، ولا يبيت فيه جنب إلا علي وذريته.
ومنهم العلامة محمد بن أحمد عبد الباري الأهدل في «الخصائص النبوية المسماة فتح الكريم القريب بشرح أنموذج اللبيب في خصائص الحبيب» (ص 187 ط مكتبة جدّه) قال :
(وأباح لهن ولآله الجلوس في المسجد مع الحيض والجنابة) لخبر البيهقي في تاريخه عن عائشة مرفوعا : إني لا أحل المسجد لحائض ولا جنب إلا لمحمد وآله وعن أم سلمة : ألا إن مسجدي حرام على كل حائض وجنب إلا محمد وأهل بيته علي وفاطمة والحسن والحسين.
ص: 128
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في أحاديث سدّ الأبواب وغيرها ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم الحافظ تقي الدين أبو القاسم عبيد بن محمد بن عباس القاهري الإسعردي المولود بها سنة 622 والمتوفى بالقاهرة 692 في كتابه «فضائل الكتاب الجامع» لأبي عيسى الترمذي (ص 40 ط بيروت سنة 1409) قال :
أخبرنا أبو الحسن بن أبي الكرم المكي قراءة عليه وأنا أسمع ، وأبو القاسم الدمشقي وابن كرم البغدادي في كتابيهما واللفظ لهما قالوا : أنبأ أبو الفتح بن أبي القاسم الهروي المكي سماعا والآخران إجازة ، قال : أنبأ أبو عامر الأزدي وأبو بكر الغورجي وأبو نصر الترياقي قالوا : أخبرنا عبد الجبار بن محمد المروزي ، أنبأ أبو العباس محمد بن أحمد المروزي المحبوبي ، أخبرنا أبو عيسى ، ثنا علي بن المنذر ، ثنا ابن فضيل ، عن سالم بن أبي حفصة ، عن عطية ، عن أبي سعيد ، قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لعلي : يا علي لا يحل لأحد يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك. قال علي بن المنذر : قلت : لضرار بن ..
ومنهم العلامة الحافظ جمال الدين أبي الحجاج يوسف المزي في «تهذيب الكمال في أسماء الرجال» (ج 26 ص 152 ط مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال :
قال الترمذي في حديث علي بن المنذر ، عن ابن فضيل ، عن سالم بن أبي حفصة ، عن عطية ، عن أبي سعيد ، أن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال لعلي : لا
ص: 129
يحل لأحد يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك. سمع مني محمد بن إسماعيل هذا الحديث.
ومنهم العلامة الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي الموصلي المتوفى سنة 307 في «مسند أبي يعلى» (ص 311 ط دار المأمون للتراث - دمشق) قال :
حدثنا أبو هشام الرفاعي ، حدثنا ابن فضيل ، عن سالم بن أبي حفصة ، عن عطية ، عن أبي سعيد ، أن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال لعلي : لا يحل لأحد أن يجنب في هذا المسجد غيرك وغيري.
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 17 ص 343 ط دار الفكر) قال :
وعن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال : جاءنا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، ونحن مضطجعون في المسجد ، وفي يده عسيب رطب ، فضربنا وقال : أترقدون في المسجد؟ إنه لا يرقد فيه أحد ، فأجفلنا ، وأجفل معنا علي بن أبي طالب ، فقال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : تعال يا علي ، إنه يحل لك في المسجد ما يحل لي.
وقال أيضا :
وعن أبي سعيد الخدري أن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال لعلي : لا يحل لأحد أن يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك.
وقال أيضا في ص 344 :
وعن أبي رافع : أن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم خطب الناس فقال : أيها الناس إن اللّه أمر موسى وهارون أن يتبوّءا لقومهما بيوتا وأمرهما أن لا يبيت في مسجدهما جنب ولا يقربوا فيه النساء إلا هارون وذريته ، ولا يحل لأحد أن يعرك النساء في
ص: 130
مسجدي هذا ولا يبيت فيه جنب إلا علي وذريته.
ومنهم المحقق المعاصر الشيخ عامر أحمد حيدر في «تعليقاته على القول الجلي في فضائل علي» عليه السلام للجلال السيوطي المتوفى سنة 911 (ص 40 المطبوعة في ذيل القول الجلي بمؤسسة نادر - بيروت) قال :
قال البيهقي : وقد روى محمد بن فضيل ، عن سالم بن أبي حفصة ، عن عطية ، عن أبي سعيد رضي اللّه عنه قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لعلي رضي اللّه عنه : يا علي لا يحل لأحد يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك. أنبأنيه أبو عبد الرحمن السلمي أن أبا محمد عبد اللّه بن محمد بن علي بن زياد أخبرهم ، قال : حدثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة ، نا علي بن المنذر ، ثنا ابن فضيل ، ثنا سالم بن أبي حفصة - فذكره.
ومنهم الفاضل عبد العزيز الشناوي في «سيدات نساء أهل الجنة» (ص 114 ط مكتبة التراث الإسلامي - القاهرة) قال :
يقول أبو سعيد الخدري : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : يا علي لا يحل أحد جنب مكث في المسجد غيري وغيرك.
ومنهم الفاضل المعاصر رياض عبد اللّه عبد الهادي في «فهارس كتاب الموضوعات» لابن الجوزي (ص 38 ط دار البشائر الإسلامية - بيروت) قال :
إنه لا يحل لأحد أن يجنب في .. في فضائل علي 1 / 368
ومنهم العلامة محمد بن أحمد عبد الباري الأهدل في «الخصائص النبوية المسماة فتح الكريم القريب بشرح أنموذج اللبيب في خصائص الحبيب» (ص 204 ط مكتبة جدّه) قال :
ص: 131
رواه الترمذي مرفوعا : يا علي لا يحل أن يمكث في هذا المسجد جنب غيري وغيرك.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف» (ج 3 ص 597 ط عالم التراث للطباعة والنشر - بيروت) قال :
إنه يحل لك من المسجد ما يحل لي (علي بن أبي طالب).
ميزان 1766.
وأيضا ذكر في ج 11 ص 452 أحاديث في هذا المعنى بألفاظ مختلفة.
ومنهم أبو زكريا يحيى بن شرف النووي في «المجموع - شرح المهذب» (ج 2 ص 161 ط دار الفكر) قال :
عن أبي سعيد الخدري قال : قال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لعلي بن أبي طالب رضي اللّه عنه : يا علي لا يحل لأحد يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك. رواه الترمذي في جامعه في مناقب علي.
قد مر نقل ما يدل عليه من أعلام العامة في ج 4 ص 408 و 433 و 435 و 502 وج 5 ص 60 و 76 و 87 و 540 وج 16 ص 332 وج 15 ص 630 وج 21 ص 243 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
ص: 132
وفيه أحاديث :
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص 25 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :
عن ابن عباس ، أنّ النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أمر بسدّ الأبواب إلا باب علي. خرجه الترمذي.
ومنهم الشيخ محمود شلبي في «حياة الإمام علي عليه السلام» (ص 32 ط دار الجيل - بيروت) قال :
قال ابن عباس : وسد أبواب المسجد غير باب علي رضي اللّه عنه ، فكان يدخل المسجد وهو جنب ، وهو طريقه ليس له طريق غيره.
فليفهم عراض القفا الإشارة العظيمة المكنونة في ذلك المشهد حين قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : سدوا الأبواب إلا باب علي ، هل فهمت الإشارة؟ لعلك تفهم.
ومنهم الفاضل رياض عبد اللّه عبد الهادي في «الدرر المجموعة» (ص 90 ط دار البشائر الإسلامية - بيروت) قال :
سدوا أبواب المسجد كلها إلا باب علي ابن عباس 1 / 346
وقال في ص 30 :
ص: 133
أمر رسول اللّه بأبواب المسجد فسدت .. ابن عباس 1 / 348
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي بن محمد بن شريف في «تهذيب خصائص الإمام علي» للحافظ النسائي (ص 49 ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
أخبرنا زكريا بن يحيى السجزي ، قال : حدثنا عبد اللّه بن عمر [ح] وأخبرنا محمد بن وهب بن أبي كريمة الحراني ، قال : أخبرنا مسكين ، قال : حدثنا شعبة ، عن أبي بلج ، عن عمرو بن ميمون ، عن ابن عباس ، قال : أمر رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بأبواب المسجد فسدت ، إلا باب علي رضي اللّه عنه.
أخبرنا محمد بن المثنى ، قال : حدثنا يحيى بن حماد ، قال : حدثنا الوضاح ، قال : أخبرنا يحيى ، حدثنا عمرو بن ميمون ، قال : قال ابن عباس : وسد أبواب المسجد غير باب علي رضي اللّه عنه ، فكان يدخل المسجد وهو جنب ، وهو طريقه ، ليس له طريق غيره.
ومنهم الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى سنة 360 في «المعجم الكبير» (ج 12 ص 98 ط مطبعة الأمة ببغداد) قال :
حدثنا إبراهيم بن هاشم البغوي ، حدثنا كثير بن يحيى ، حدثنا أبو عوانة ، عن أبي بلج ، عن عمرو بن ميمون ، قال : كنا عند ابن عباس فجاءه سبعة نفر وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى ، فقالوا : يا ابن عباس قم معنا أو قال : أخلوا يا هؤلاء ، قال : بل أقوم معكم ، فقام معهم فما ندري ما قالوا ، فرجع ينفض ثوبه ويقول : أف أف وقعوا في رجل قيل فيه ما أقول لكم الآن ، وقعوا في علي بن أبي طالب وقد قال نبي اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم - إلى أن قال في حديث طويل :
وسدّ رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أبواب المسجد غير باب علي ، فيدخل
ص: 134
المسجد جنبا ، وهو طريقه ليس له طريق غيره.
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي في «آل بيت الرسول» صلی اللّه عليه [وآله] وسلم (ص 165 ط القاهرة سنة 1399)
روى مثل ما تقدم عن الطبري متنا وسندا.
ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في كتابه «حياة الإمام علي عليه السلام» (ص 25 ط دار الجيل في بيروت)
روى مثل ما تقدم عن الطبري متنا وسندا.
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي بن محمد بن شريف في «تهذيب خصائص الإمام علي» للحافظ النسائي (ص 34 ط دار الكتب العلمية بيروت)
روى الحديث مثل ما تقدم عن الطبري متنا وسندا.
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الفاضل المعاصر رياض عبد اللّه عبد الهادي في «الدرر المجموعة بترتيب أحاديث اللآلي المصنوعة» (ص 90 ط دار البشائر الإسلامية - بيروت) قال :
سدوا الأبواب كلها إلا باب علي .. جابر بن عبد اللّه 1 / 347
ص: 135
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 17 ص 342 ط دار الفكر) قال :
عن ميمون الكردي ، قال : كنا عند ابن عباس فقال رجل : ليته حدثنا عن علي فسمعه ابن عباس فقال : أما لأحدثنك حقا ، إن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أمر بالأبواب الشارعة في المسجد فسدت ، وترك باب علي ، فقال : إنهم وجدوا من ذلك ، فأرسل إليهم : أنه بلغني أنكم وجدتم من سدي أبوابكم وتركي باب علي ، وإني واللّه ما سددت من قبل نفسي ، ولا تركت من قبل نفسي ، إن أنا إلا عبد مأمور أمرت بشيء فقلت : ( إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى إِلَيَّ ) .
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي في «تهذيب الكمال في أسماء الرجال» (ج 22 ص 528 ط مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال :
أخبرنا به أبو الحسن ابن البخاري ، قال : أنبأنا أبو جعفر الصيدلاني ، قال : أخبرنا أبو علي الحداد ، قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ. (ح) : وأخبرنا أبو إسحاق بن الدرجي ، قال : أنبأنا أبو جعفر الصيدلاني في جماعة ، قالوا : أخبرتنا فاطمة بنت
ص: 136
عبد اللّه ، قالت : أخبرنا أبو بكر بن ريذة ، قالا : أخبرنا أبو القاسم الطبراني ، قال : حدثنا أحمد بن إسحاق الخشاب الرقي ، قال : حدثنا عبد اللّه بن جعفر ، قال : حدثنا عبيد اللّه بن عمرو ، عن زيد بن أبي أنيسة ، عن أبي إسحاق ، عن العلاء بن عرار ، قال : سئل ابن عمر عن علي ، وعثمان ، فقال : أما علي فلا تسألوني عنه أنظروا إلى منزله من منزل النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فإنه سد أبوابنا في المسجد وأقر بابه ، وأما عثمان فإنه أذنب يوم التقى الجمعان ذنبا عظيما فعفا اللّه عنه ، وأذنب فيكم ذنبا دون ذلك فقتلتموه.
أخرجه من حديث شعبة ، وزهير ، وإسرائيل عن أبي إسحاق.
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص 25 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :
وعن زيد بن أرقم ، قال : كان لنفر من أصحاب رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أبواب شارعة في المسجد ، فقال : سدّوا هذه الأبواب إلا باب علي ، فتكلم في ذلك ناس فقام رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فحمد اللّه وأثنى عليه ثم قال : أما بعد فإني أمرت سدّ هذه الأبواب غير باب علي وقد تكلم في ذلك ناس وإني واللّه ما سددت شيئا ولا فتحته ولكن أمرت بشيء فاتبعته. خرجه الإمام أحمد.
ومنهم الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي في «آل بيت الرسول» صلى اللّه عليه
ص: 137
وسلم (ص 95 ط القاهرة) قال :
عن زيد بن أرقم قال : كان لنفر من أصحاب رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أبواب شارعة في المسجد ، قال : فقال يوما : سدوا هذه الأبواب ، إلا باب علي.
قال : فتكلم في ذلك الناس - فذكر الحديث مثل ما تقدم بتفاوت يسير في اللفظ.
ومنهم الفاضل رياض عبد اللّه عبد الهادي في «الدرر المجموعة» (ص 90 ط دار البشائر الإسلامية - بيروت) قال :
سدوا هذه الأبواب إلا باب علي .. زيد بن أرقم 1 / 347
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي بن محمد بن شريف في «تهذيب خصائص الإمام علي» للحافظ النسائي (ص 45 ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
أخبرنا محمد بن بشار بندار البصري ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا عوف ، عن ميمون أبي عبد اللّه ، عن زيد بن أرقم ، قال : كان لنفر من أصحاب رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أبواب شارعة في المسجد ، فقال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : سدّوا الأبواب إلا باب علي ، فتكلم بذلك الناس فقام رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فحمد اللّه وأثنى عليه ، ثم قال - فذكر الحديث مثل ما تقدم.
ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في كتابه «حياة الإمام علي عليه السلام» (ص 31 ط دار الجيل في بيروت)
فذكر الحديث مثل ما تقدم.
ص: 138
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم رياض عبد اللّه عبد الهادي في «الدرر المجموعة» (ص 90 ط دار البشائر الإسلامية) قال :
سدوا هذه الأبواب الشارعة في المسجد .. أنس 1 / 352
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 17 ص 329 ط دار الفكر) قال :
قال : وسد أبواب المسجد غير باب علي ، وكان يدخل المسجد وهو جنب ، وهو طريقه ، ليس له طريق غيره.
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الفاضل المعاصر رياض عبد اللّه عبد الهادي في «الدرر المجموعة بترتيب
ص: 139
أحاديث اللآلي المصنوعة» (ص 30 ط دار البشائر الإسلامية - بيروت) قال :
أمر رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بسد الأبواب
سعد ومنهم الحافظ أبو العلي محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري الهندي المتوفى سنة 1353 في «تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي» (ج 10 ص 164 ط دار الفكر في بيروت) قال :
أخرج أحمد والنسائي بإسناد قوي عن سعد بن أبي وقاص قال : أمرنا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بسد الأبواب الشارعة في المسجد وترك باب علي.
ومنهم أبو إسحاق الحويني في «تهذيب خصائص الإمام علي» (ص 47 ط بيروت) قال :
قال فطر : عن عبد اللّه بن شريك ، عن عبد اللّه بن الرقيم ، عن سعد : إن العباس أتى النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فقال : سددت أبوابنا إلا باب علي؟ فقال : ما أنا فتحتها ولا أنا سددتها.
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الفاضل رياض عبد اللّه عبد الهادي في «الدرر المجموعة» (ص 30 ط دار البشائر الإسلامية - بيروت) قال :
أمر رسول اللّه بسد الأبواب جابر بن سمرة 1 / 349
ص: 140
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الفاضل المذكور آنفا في كتابه المذكور (ص 30)
فذكر مثل ما تقدم.
رواه جماعة من أعلام العامة مرسلا في كتبهم :
فمنهم الحافظ أبو العلي محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري الهندي المتوفى سنة 1353 في «تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي» (ج 10 ص 163 ط دار الفكر في بيروت) قال :
باب علي ، وقد ورد في الأمر بسد الأبواب إلا باب علي أحاديث أخرى ذكرها الحافظ في الفتح ، وقال بعد ذكرها : وهذه الأحاديث يقوى بعضها بعضا وكل طريق منها صالح للإحتجاج فضلا عن مجموعها. انتهى.
وقال أيضا في ص 237 :
قوله (أمر بسد الأبواب) أى المفتوحة في المسجد (إلا باب علي) ولذا قال : لا يحل لأحد يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك.
ومنهم الفاضل المعاصر عبد العزيز الشناوي في كتابه «سيدات نساء أهل الجنة» (ص
ص: 141
114 ط مكتبة التراث الإسلامي - القاهرة) قال :
وكان لكل بيت بابان باب يفتح لمسجد رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فبعث رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم إلى أبي بكر : أن سد بابك - إلى أن قال :
فقال الناس : يا رسول اللّه سددت أبوابنا كلها إلا باب علي. فقال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : ما أنا سددت أبوابكم وفتحت باب علي ولكن اللّه فتح باب علي وسد أبوابكم. ثم خطب النبي عليه الصلاة والسلام الناس فحمد اللّه وأثنى عليه وقال : أما بعد فإني أمرت بسد هذه الأبواب غير باب علي ، فقال فيكم قائلكم ، وإني واللّه ما سددت شيئا ولا فتحته ولكني أمرت بشيء فاتبعته ، إنما أنا عبد مأمور ما أمرت به فعلت ان أتبع إلا ما يوحى إليّ.
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص 29 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :
وقال : سدوا أبواب المسجد إلا باب علي.
ومنهم الفاضل المعاصر رياض عبد اللّه عبد الهادي في «فهارس كتاب الموضوعات» لابن الجوزي (ص 63 ط دار البشائر الإسلامية - بيروت) قال :
سدوا الأبواب كلها .. في فضائل علي 1 / 367
سدوا الأبواب كلها إلا باب علي في فضائل علي 1 / 365
وذكره أيضا في ص 24 و 34 و 95.
ص: 142
تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 6 ص 435 وج 16 ص 619 وج 21 ص 313 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف» (ج 4 ص 36 ط عالم التراث للطباعة والنشر - بيروت) قال :
أوصي من آمن بي وصدقني بولاية علي بن أبي طالب.
مجمع 9 / 108 - شج 1 / 134 - كنز 32953 - عدي 6 / 2126.
تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 14 ص 408 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم الأستاذ محمد سعيد زغلول في «فهارس المستدرك» للحاكم (ص 690 ط بيروت) قال :
أول من يجثو يوم القيامة للخصومة علي رضي اللّه عنه 2 / 386
ص: 143
تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 5 ص 37 و 165 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم الفاضل المعاصر رياض عبد اللّه عبد الهادي في «فهارس كتاب الموضوعات» لابن الجوزي (ص 33 ط دار البشائر الإسلامية - بيروت) قال :
إن المدينة لا تصلح إلا بي أو بك .. في فضائل علي 1 / 357
مر نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 6 ص 517 وج 17 ص 288 ومواضع أخرى من حديث «سد الأبواب» وغيره ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 17 ص 379 ط دار الفكر) قال :
وعن إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص قال : دخل علي بن أبي طالب على النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وعنده ناس ، فخرجوا يقولون : ما أمرنا رسول اللّه صلى اللّه
ص: 144
عليه وسلم أن نخرج فدخلوا ، فذكروا ذلك لرسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، فقال : ما أنا أدخلته وأخرجتكم ، ولكن اللّه أدخله وأخرجكم.
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي بن محمد بن شريف في «تهذيب خصائص الإمام علي» للحافظ النسائي (ص 46 ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
أخبرنا محمد بن سليمان ، عن ابن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن أبي جعفر محمد بن علي ، عن إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص ، عن أبيه (ولم يقل مرة عن أبيه) قال : كنا عند النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وعنده قوم جلوس ، فدخل علي كرم اللّه وجهه ، فلما دخل خرجوا ، فلما خرجوا تلاوموا ، فقالوا : واللّه ما أخرجنا إذ أدخله ، فرجعوا فدخلوا ، فقال : واللّه ما أنا أدخلته وأخرجتكم ، بل اللّه أدخله وأخرجكم.
وقال أيضا في ص 347 :
أخبرنا أحمد بن يحيى الصوفي ، قال : أخبرنا علي [وهو ابن قادم] قال : أخبرنا إسرائيل ، عن عبد اللّه بن شريك ، عن الحارث بن مالك قال : أتيت مكة فلقيت سعد بن أبي وقاص فقلت له : سمعت لعلي منقبة؟ قال : كنا مع رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في المسجد(فروى فينا بسنده).
ليخرج من في المسجد إلا آل رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وآل علي ، قال : فخرجنا ، فلما أصبح أتاه عمه ، فقال : يا رسول اللّه أخرجت أصحابك وأعمامك وأسكنت هذا الغلام؟ فقال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : ما أنا أمرت بإخراجكم ولا بإسكان هذا الغلام ، إن اللّه هو أمر به.
ومنهم الأستاذ محمود شلبي في «حياة الإمام علي عليه السلام» (ص 31 ط
ص: 145
دار الجيل - بيروت) قال :
عن إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص ، عن أبيه ، قال : كنا عند النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وعنده قوم جلوس ، فدخل علي كرم اللّه وجهه ، فلما دخل خرجوا ، فلما خرجوا تلاوموا فقالوا : واللّه ما أخرجنا إذا أدخله ، فرجعوا فدخلوا ، فقال : واللّه ما أنا أدخلته وأخرجتكم بل اللّه أدخله وأخرجكم.
وفي رواية أخرى : ألطف وأعجب.
عن الحرث بن مالك قال : أتيت بمكة فلقيت سعد بن أبي وقاص ، فقلت له : سمعت لعلي منقبة؟ قال : كنا مع رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في المسجد فروى فينا السدة ليخرج من في المسجد إلا آل رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وآل علي.
قال : فخرجنا ، فلما أصبح أتاه عمه فقال : يا رسول اللّه أخرجت أصحابك وأعمامك وأسكنت هذا الغلام؟ فقال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : ما أنا أمرت بإخراجكم ولا بإسكان هذا الغلام ، ان اللّه هو أمر به.
ذكره جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف بن الزكي عبد الرحمن المزي المتوفى سنة 742 في كتابه «تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف» (ج 6 ص 407 ط بيروت) قال :
ص: 146
حديث «صلى بنا علي يوم الجمل صلاة ذكرنا صلاة رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم» الحديث. ق في الصلاة (67 : 4) عن عبد اللّه بن عامر بن زرارة ، عن أبي بكر بن عياش ، عن أبي إسحاق ، عنه به.
وقال أيضا في ج 8 ص 189 :
حديث : صليت أنا وعمران بن حصين خلف علي بالبصرة ، فقال عمران : لقد ذكرنا هذا الرجل صلاة كنا نصليها مع رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، فذكر أنه كان يكبر كلما رفع ، وكلما وضع. خ في الصلاة (267 / 1) عن أبي النعمان - (295 / 2 عن) سليمان بن حرب - م فيه (الصلاة 10 / 7) عن يحيى بن يحيى - وخلف بن هشام - د فيه (الصلاة 141 / 1) عن سليمان بن حرب - س فيه (الصلاة 281 / 1) عن يحيى بن حبيب بن عربي - و (454 / 2) عن عمرو بن علي ، عن يحيى بن سعيد - ستتهم عن حماد بن زيد ، عنه به.
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 6 ص 133 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة حسام الدين المردي الحنفي في «آل محمد» صلی اللّه عليه وآله وسلم (ص 28) قال:
ص: 147
قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : أخبرني جبرئيل أنه مرّ بعلي ويرعى ذودا له وهو نائم قد أبدى بعض جسده ، قال : رددت عليه ثوبه فوجدت برد إيمانه وقد وصل إلى قلبي.
روى موفق بن أحمد يرفعه بسنده عن أبي عبيد قال : إن عمر بن عبد العزيز رأى قومه يسبون عليا رضي اللّه عنه ، فصعد المنبر وذكر فضل علي وسابقته ثم قال : حدثني الثقة كأنه أسند من رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، حدثني غزال بن مالك الغفاري ، عن أم سلمة ، قالت : بينا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم عندي إذ أتاه جبرئيل فكالمه ، فتبسم صلی اللّه عليه وآله وسلم ضاحكا فلما سرى عنه قلت : بأبي أنت وأمي يا رسول اللّه ما أضحكك؟ قال - الحديث.
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 6 ص 516 وج 17 ص 301 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم ننقل عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 18 ص 13) قال :
وعن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : إن اللّه طهر قوما من الذنوب بالصلعة في رءوسهم ، وإن عليا لأولهم.
وعن أبي الدرداء قال : لما بعث رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم معاذ بن جبل إلى
ص: 148
اليمن خطبهم ، فإذا هم صلع كلهم ، فقال : مالي أراكم صلعا كلكم؟ قالوا : خلقنا ربنا ، قال : أفلا أحدثكم حديثا سمعته من رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم؟ قالوا : وددنا ، قال : سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول : إن اللّه تبارك وتعالى طهر قوما من الذنوب فأصلع رءوسهم ، وإن علي بن أبي طالب أولهم.
مر ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 330 و 338 وج 5 ص 606 و 608 وج 6 ص 450 وص 452 و 458 وج 7 ص 450 وص 455 وج 8 ص 262 وج 16 ص 377 و 426 وج 17 ص 20 وج 21 ص 370 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» (ج 18 ص 46) قال :
وعن أبي سعيد الخدري قال : خرج إلينا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وقد انقطع شسع نعله ، فدفعها الى علي يصلحها ، ثم جلس وجلسنا حوله ، كأنما على رءوسنا الطير ، فقال : إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله ، فقال أبو بكر : أنا يا رسول اللّه؟ قال : لا ، فقال عمر : أنا هو يا رسول اللّه؟ قال : لا ، ولكنه خاصف النعل ، قال : فأتينا عليا نبشره بذلك ، فكأنه لم يرفع به رأسا ، كأنه قد سمعه قبل.
وقال أيضا في ج 17 ص 389 :
ص: 149
وعن ربعي بن حراش قال : سمعت عليا عليه السلام يقول وهو بالمدائن : جاء سهيل بن عمرو إلى النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فقال : إنه قد خرج إليك ناس من أرقائنا ليس بهم الدين تعبدا فارددهم علينا ، فقال له أبو بكر وعمر : صدق يا رسول اللّه ، فقال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : لن تنتهوا معشر قريش حتى يبعث اللّه عليكم رجلا امتحن اللّه قلبه بالإيمان ، يضرب أعناقكم ، وفي حديث بدر : رقابكم وأنتم مجفلون عنه إجفال النعم ، فقال أبو بكر : أنا هو يا رسول اللّه؟ قال : لا ، قال له عمر : أنا هو يا رسول اللّه؟ قال : لا ، ولكنه خاصف النعل ، وفي كف علي نعل يخصفها لرسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم.
ومنهم الفاضل المحقق أبو منصور أحمد ميرين البلوشي المدني في «تعليقات خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام» للنسائي المتوفى سنة 303 (ص 55 ط مكتبة العلا - الكويت) قال :
وأخرجه أبو داود (3 / 148) والبيهقي في السنن (9 / 229) من طريق محمد بن إسحاق ، عن أبان بن صالح ، عن منصور بن المعتمر ، عن ربعي بن خراش ، عن علي قال : خرج عبدان إلى رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يوم الحديبية ، قبل الصلح ، فكتب إليه مواليهم - فذكر مثل ما تقدم ، لكنه ليس فيه : خاصف النعل.
ومنهم العلامة الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي التيمي القرشي في «العلل المتناهية في الأحاديث الواهية» (ج 1 ص 242 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :
أنبأنا اسماعيل بن أحمد ، قال : أخبرنا أبو طاهر بن أبي الصفر ، قال : أنا أبو محمد عبد اللّه بن أحمد الحراني ، قال : نا الحسن بن رشيق ، قال : نا أبو عبد الرحمن النسائي ، قال : أنا محمد بن قدامة ، عن حرب ، عن الأعمش ، عن
ص: 150
اسماعيل بن رجاء ، عن أبيه ، عن أبي سعيد ، قال : كنا جلوسا ننتظر رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، فخرج إلينا قد انقطع شسع نعله فرمى بها إلى علي رضي اللّه عنه فقال : إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله ، فقال أبو بكر : أنا؟ فقال عمر : أنا؟ قال : لا ، ولكن خاصف النعل.
ومنهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة 911 في كتابه «مسند علي بن أبي طالب» (ج 1 ص 130 ط المطبعة العزيزية بحيدرآباد الهند) قال :
عن علي رضي اللّه عنه قال : خرج عبدان إلى رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يوم الحديبية قبل الصلح ، فكتب إليه مواليهم فقالوا : يا محمد ، واللّه ما خرجوا إليك رغبة في دينك وإنما خرجوا هربا من الرق ، فقال ناس : صدقوا يا رسول اللّه ، ردهم إليهم فغضب رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وقال : ما أراكم تنتهون يا معشر قريش حتى يبعث اللّه عليكم من يضرب رقابكم على هذا ، وأبي أن يردهم وقال : هم عتقاء اللّه عزوجل [وخرج آخرون بعد الصلح فردهم].(د ، وابن جرير وصححه ، ك ، ق ، ض).
عن علي رضي اللّه عنه قال : لما كان يوم الحديبية خرج إلينا ناس من المشركين فيهم سهيل بن عمرو وأناس من رؤساء المشركين ، فقالوا : يا رسول اللّه ، خرج إليك ناس من أبنائنا وإخواننا وأرقائنا ، وليس لهم فقه في الدين وإنما خرجوا فرارا من أموالنا وضياعنا فارددهم إلينا ، فقال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : يا معشر قريش ، لتنتهين أو ليبعثن اللّه عليكم من يضرب رقابكم بالسيف على الدين ، قد امتحن اللّه قلبه على الايمان ، قالوا : من هو يا رسول اللّه؟ فقال له أبو بكر : من هو يا رسول اللّه؟ وقال عمر : من هو يا رسول اللّه؟ قال : هو خاصف النعل ، وكان أعطى عليا نعله يخصفها ، قال : [ثم التفت إلينا] علي ، فقال : إن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال :
ص: 151
من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار.(ت : وقال حسن صحيح غريب ، وابن جرير وصححه ، ض).
وعن علي رضي اللّه عنه : لما افتتح رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم مكة أتاه ناس من قريش فقالوا : يا محمد ، إنا حلفاؤك وقومك وانه لحق بك أرقاؤنا ليس لهم رغبة في الإسلام وانهم فروا من العمل فارددهم علينا ، فشاور أبا بكر في أمرهم فقال : صدقوا يا رسول اللّه ، وقال لعمر ما ترى؟ فقال : مثل قول أبي بكر ، فقال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : يا معشر قريش ليبعثن اللّه عليكم رجلا منكم امتحن اللّه قلبه للايمان يضرب رقابكم على الدين ، فقال أبو بكر : أنا هو يا رسول اللّه؟ قال : لا ، قال عمر : أنا هو يا رسول اللّه؟ قال : لا ، ولكن خاصف النعل في المسجد ، وقد كان ألقى نعله إلى علي يخصفها ، ثم قال : أما إني سمعته يقول : لا تكذبوا عليّ فإنه من يكذب عليّ يلج النار.(ش ، وابن جرير ، ك ، ويحيى بن سعيد في إيضاح الاشكال).
ومنهم العلامة الشيخ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب البغدادي في «تلخيص المتشابه في الرسم» (ج 1 ص 509 ط دار طلاس ، دمشق) قال :
أنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد اللّه بن مهدي الفارسي ، أنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي الحافظ ، نا يعقوب بن يوسف بن زياد ، نا أحمد ابن حماد الهمداني ، نا فطر بن خليفة ، وبريد بن معاوية العجلي ، عن إسماعيل بن رجاء ، عن أبيه ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : خرج إلينا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وقد انقطع شسع نعله ، فرفعها إلى علي يصلحها ، ثم جلس وجلسنا حوله كأنما على رءوسنا الطير ، فقال : إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت الناس على تنزيله. قال أبو بكر : أنا هو يا رسول اللّه؟ قال : لا ، فقال عمر : أنا هو يا رسول اللّه؟ قال : لا ، ولكنه خاصف النعل. فأتينا عليا نبشره بذلك فكأنه لن يرفع به رأسا ، كأنه
ص: 152
قد سمعه قبل.
ومنهم الفاضل محمود شلبي في «حياة الإمام علي عليه السلام» (ص 38 ط دار الجيل في بيروت) قال :
عن أبيّ رضي اللّه عنه قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : لينتهن بنو ربيعة أو لأبعثن عليهم رجلا كنفسي ينفذ فيهم أمري فيقتل المقاتلة ويسبي الذرية ، فما راعني إلا وكفّ عمر في حجزتي من خلف : من يعني؟ قلت : إياك يعني وصاحبك. قال : ومن يعني؟ قلت : خاصف النعل. قال : وعلي يخصف النعل.
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي بن محمد بن شريف في «تهذيب خصائص الإمام علي» للحافظ النسائي (ص 39 ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
أخبرنا أبو جعفر محمد بن عبد اللّه بن المبارك المخرمي ، قال : حدثنا الأسود بن عامر ، قال : أخبرنا شريك ، عن منصور ، عن ربعي ، عن علي ، قال : جاء النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أناس من قريش ، فقالوا : يا محمد ، إنا جيرانك وحلفاؤك ، وإن من عبيدنا قد أتوك ليس بهم رغبة في الدين ولا رغبة في الفقه ، إنما فروا من ضياعنا وأموالنا فردهم إلينا ، فقال لأبي بكر : ما تقول؟ فقال : صدقوا ، إنهم لجيرانك وحلفاؤك ، فتغير وجه النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ثم قال لعمر : ما تقول؟ قال : صدقوا إنهم لجيرانك وحلفاؤك ، فتغير وجه النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ثم قال : يا معشر قريش واللّه ليبعثن اللّه عليكم رجلا منكم امتحن اللّه قلبه للإيمان ، فيضربكم على الدين (أو يضرب بعضكم) قال أبو بكر : أنا هو يا رسول اللّه؟ قال : لا ، قال عمر : أنا هو يا رسول اللّه؟ قال : لا ، ولكن ذلك الذي يخصف النعل ، وقد كان أعطى عليا نعلا يخصفها.
ص: 153
وقال أيضا في ص 66 :
أخبرنا العباس بن محمد الدوري ، قال : حدثنا الأحوص بن جواب ، قال : حدثنا يونس بن أبي إسحاق ، عن أبي اسحق ، عن زيد بن يثيغ ، عن علي رضي اللّه عنه قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : لينتهن بنو ربيعة أو لأبعثن عليهم رجلا كنفسي ، ينفذ فيهم أمري ، فيقتل المقاتلة ، ويسبي الذرية ، فما راعني إلا وكف عمر في حجزتي من خلفي : من يعني؟ قلت : إياك يعني وصاحبك. قال : فمن يعني؟ قلت : خاصف النعل ، قال : وعلي يخصف النعل.
وقال أيضا في ص 112 :
أخبرنا إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن قدامة واللفظ له عن حرب ، عن الأعمش ، عن إسماعيل بن رجاء ، عن أبيه ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : كنا جلوسا ننظر رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، فخرج إلينا قد انقطع شسع نعله ، فرمى به الى علي رضي اللّه عنه ، فقال : إن منكم رجلا يقاتل الناس على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله ، قال أبو بكر : أنا؟ قال : لا ، قال عمر : أنا؟ قال : لا ، ولكن خاصف النعل.
ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في «حياة الإمام علي عليه السلام» (ص 28 ط دار الجيل - في بيروت) قال :
عن علي ، قال : جاء النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أناس من قريش فقالوا : يا محمد ، إنا جيرانك وحلفاؤك وإن عبيدنا قد أتوك ليس بهم رغبة في الدين ولا رغبة في الفقه ، إنما فروا من ضياعنا وأموالنا فارددهم إلينا ، فقال لأبي بكر : ما تقول؟ فقال : صدقوا إنهم لجيرانك وحلفاؤك ، فتغير وجه النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ثم قال لعمر : ما تقول؟ قال : صدقوا إنهم لجيرانك وحلفاؤك ، فتغير وجه النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ثم قال : يا معشر قريش ، واللّه ليبعثن اللّه عليكم رجلا منكم ، امتحن اللّه قلبه للإيمان
ص: 154
فيضربكم على الدين أو يضرب بعضكم ، قال أبو بكر : أنا هو يا رسول اللّه؟ قال : لا ، قال عمر : أنا هو يا رسول اللّه؟ قال : لا ، ولكن ذلك الذي يخصف النعل ، وقد كان أعطى عليا نعلا يخصفها.
ومنهم عدة من الفضلاء في «فهرس أحاديث وآثار المستدرك على الصحيحين» للحاكم النيسابوري (القسم 1 ص 627 ط عالم الكتب - بيروت) قالوا :
ما أراكم تنتهون يا معشر قريش .. علي بن أبي طالب الجهاد 2 / 125
وذكروه في ص 821 :
يا معشر قريش ليبعثن اللّه عليكم رجلا منكم امتحن اللّه قلبه.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «فهارس أحاديث وآثار مسند الإمام أحمد بن حنبل» (ج 2 ص 832 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :
لأبعثن إليكم رجلا أمينا حق أمين 5 / 398 و 440
لأبعثن رجلا لا يخزيه اللّه أبدا يحب اللّه ورسوله 1 / 331
وقال أيضا في ص 1226 :
لا ولكن خاصف النعل (علي بن أبي طالب) أبو سعيد الخدري
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 274 وج 15 ص 60 وج 20
ص: 155
ص 272 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 17 ص 380 ط دار الفكر) قال :
قال داود بن رشيد : حدثني أبي قال : كنت يوما عند المهدي ، فذكر علي بن أبي طالب ، فقال المهدي : حدثني أبي ، عن جدي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قال : كنت عند النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وعنده أصحابه حافين به إذ دخل علي بن أبي طالب ، فقال له النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : يا علي إنك عبقريهم ، قال المهدي : أي سيدهم.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف» (ج 11 ص 195 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال : يا علي أنت عبقريهم.
كنز 33058.
تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 376 وج 5 ص 52 و 469 وج 8 ص 184 وج 9 ص 149 وج 16 ص 277 وج 21 ص 415 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم الدكتور حسن حنفي في «من العقيدة إلى الثورة - الايمان والعمل -
ص: 156
الإمامة» (ج 5 ص 222 ط مكتبة مدبولي) قال :
أنا مدينة العلم وعلي بابها التمهيد ص 494
قد مر نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 6 ص 566 وج 17 ص 68 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي التيمي القرشي في «العلل المتناهية في الأحاديث الواهية» (ج 1 ص 213 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :
حديث آخر : أخبرنا أبو منصور القزاز ، قال : نا أبو بكر أحمد بن علي ، قال : أنا أبو العلاء محمد بن علي ، قال : أخبرنا أبو العباس الحسين بن علي الحلبي ، قال : نا قاسم بن إبراهيم ، قال : نا أبو أمية المختط ، قال : حدثني مالك بن أنس ، عن الزهري ، عن أنس بن مالك ، عن عمر بن الخطاب ، قال : حدثني أبو بكر الصديق قال : سمعت أبا هريرة يقول : جئت إلى النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وبين يديه تمر فسلمت عليه ، فرد علي وناولني من التمر ملء كفه ، فعددته ثلاثا وسبعين تمرة ، ثم مضيت من عنده إلى علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه وبين يديه تمرة فسلمت عليه ، فرد علي وضحك إلي وناولني من التمر ملء كفه ، فعددته فإذا هو ثلاث وسبعون تمرة ، فكثر تعجبي من ذلك فرجعت إلى النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فقلت : يا رسول اللّه جئتك وبين يديك تمر فناولتني ملء كفك فعددته فإذا هو ثلاث وسبعون تمرة ، ثم
ص: 157
مضيت إلى علي بن أبي طالب وبين يديه تمر فناولني ملء كفه فعددته ثلاثا وسبعين تمرة ، فعجبت من ذلك ، فتبسم النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وقال : يا أبا هريرة أما علمت أن يدي ويد علي في العدل سواء.
أنا القزاز ، قال : نا أحمد بن علي ، قال : نا محمد بن طلحة النعالي ، قال : قرئ على أبي بكر محمد بن عبد اللّه بن ابراهيم الشافعي ، وأنا أسمع قيل له : حدثك أبو بكر أحمد بن محمد بن صالح التمار قال : نا محمد بن مسلم بن وارة ، قال : نا عبد اللّه بن رجاء ، قال : نا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن حبشي بن جنادة ، قال : كنت جالسا عند أبي بكر فقال : من كانت له عند رسول اللّه صلى لله عليه وسلم عدة فليقم ، فقام رجل فقال : يا خليفة رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم إن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وعدني بثلاث حثيات من تمر ، قال : فقال : أرسلوا إلى علي ، فقال : يا أبا الحسن إن هذا يزعم أن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وعده أن يحثي له ثلاث حثيات من تمر فاحثها له ، قال : فحثاها ، فقال أبو بكر : عدوها فعدوها فوجدوها في كل حثية ستين تمرة لا يزيد واحدة على الأخرى ، فقال : قال أبو بكر الصديق : صدق اللّه ورسوله قال لي رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ليلة الهجرة ونحن خارجان من الغار نريد المدينة : كفي وكف علي في العدل سواء.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف» (ج 2 ص 317 ط عالم التراث للطباعة والنشر - بيروت) قال :
أما علمت أن يدي ويد علي (بن أبي طالب) في العدالة سواء؟
خط 8 / 76 - متناهية 1 / 209
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 18 ص 12 ط دار الفكر) قال :
ص: 158
وعن عمر بن الخطاب ، عن أبي بكر الصديق ، قال : سمعت أبا هريرة يقول : جئت إلى النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وبين يديه تمر ، فسلمت عليه فرد علي وناولني من التمر ملء - فذكر مثل ما تقدم عن ابن الجوزي بعينه في الحديث الاول.
وقال أيضا في ص 13 :
وعن حبشي بن جنادة قال : كنت جالسا عند أبي بكر - فذكر مثل ما تقدم عن ابن الجوزي بعينه في الحديث الثاني.
قد مر نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 6 ص 537 وج 21 ص 646 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة الشيخ أحمد بن يوسف التيفاشي المولود سنة 580 والمتوفى 651 في «الشفا في الطب» (ص 133 ط دار المعرفة - بيروت) قال :
عن إبراهيم بن رفاعة بن رافع بن مالك بن العجلان الأنصاري ، عن أبيه ، عن جده قال : أقبلنا من بدر ، ففقدنا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، فنادت الرفاق بعضها بعضا : أفيكم رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم؟ فوقفوا حتى جاء رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم مع علي بن أبي طالب كرم اللّه وجهه فقالوا : يا رسول اللّه فقدناك ، قال : إن أبا حسن وجد مغصا في بطنه فتخلفت عليه.
ص: 159
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 367 وج 6 ص 52 وج 16 ص 435 وج 20 ص 304 و 318 و 416 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 18 ص 19 ط دار الفكر) قال :
وفي رواية : أنت تبين لأمتي ما اختلفوا فيه بعدي.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف» (ج 11 ص 195 ط عالم التراث للطباعة والنشر - بيروت) قال :
يا علي أنت تبين لأمتي ما اختلفوا.
كنز 32983.
وذكر مثله في كتابه «فهارس المستدرك» للحاكم ص 692.
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور حسن الشرقاوي في «أصول التصوف الإسلامي» (ص 40 ط دار المعرفة الجامعية) قال :
قال أنس : اعتنق رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وقال : أنت تؤدي عني وتسمعهم صوتي وتبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي.
ص: 160
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة الشيخ أبو الفضل مجد الدين عبد اللّه بن محمود بن مودود بن محمود الموصلي المتوفى ببغداد سنة 683 في «الإختيار لتعليل المختار» (ج 3 ص 165 ط دار المعرفة - بيروت) قال :
وروي أن الحسن بن علي رضي اللّه عنهما قال : يا رسول اللّه إن أبي يسلم عليك قال : عليك وعلى أبيك السلام.
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 36 و 348 وج 5 ص 28 وج 15 ص 25 وج 20 ص 399 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد السيوطي المتوفى سنة 911 في كتابه «القول الجلي في فضائل علي» عليه السلام (ص 29 ط مؤسسة نادر للطباعة والنشر) قال :
ص: 161
عن ابن عباس أن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال : أنا سيد الناس وعلي سيد العرب. أخرجه الدار قطني.
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 17 ص 376 ط دار الفكر) قال :
وعن عائشة قالت : كنت قاعدة مع النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم إذ أقبل علي ، فقال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : يا عائشة ، هذا سيد العرب ، قالت : فقلت : يا رسول اللّه ألست سيد العرب؟ قال : أنا سيد ولد أدم ، وهذا سيد العرب.
وعن أبي سعيد الخدري قال : قال رجل : يا رسول اللّه أنت سيد العرب؟ قال : لا ، أنا سيد ولد آدم ، وعلي سيد العرب ، وإنه لأول من ينفض الغبار عن رأسه يوم القيامة قبلي علي.
ومنهم العلامة الشيخ عبد الرحمن بن علي بن محمد بن عمر الشيباني الشافعي الأثري في «تمييز الطيب من الخبيث فيما يدور على ألسنة الناس من الحديث» (ص 91 ط دار الكتاب العربي - بيروت) قال :
(حديث) سيد العرب علي ، رواه الحاكم في صحيحه من حديث ابن عباس مرفوعا : أنا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب ، وقال : إنه صحيح وله شواهد كلها ضعيفة بل احتج الذهبي إلى الحكم عليها بالوضع.
ومنهم العلامة الشيخ نور الدين علي بن محمد بن سلطان المشتهر بالملا علي القاري المتوفى سنة 1014 في «الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة» (ص 137 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :
رواه الحاكم في صحيحه من حديث ابن عباس مرفوعا : أنا سيد ولد آدم ، وعلي
ص: 162
سيد العرب.
ومنهم العلامة الشيخ بدر الدين أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه الزركشي المتولد سنة 745 والمتوفى 794 في «اللآلي المنثورة في الأحاديث المشهورة المعروف بالتذكرة في الأحاديث المشتهرة» (ص 162 ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
أورده الحافظ أبو نعيم في الحلية من حديث الحسن بن علي رضي اللّه عنهما.
قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : ادع لي سيد العرب ، يعني : عليا ، فقالت عائشة رضي اللّه عنها وعن أبيها : ألست سيد العرب؟ فقال : أنا سيد ولد آدم ، وعلي سيد العرب.
ثم قال : ورواه أبو بشر عن سعيد بن جبير ، عن عائشة نحوه في السؤدد مختصرا.
ومنهم العلامة الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي التيمي القرشي في «العلل المتناهية في الأحاديث الواهية» (ج 1 ص 216 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :
حديث آخر : أنا القزاز ، قال : أخبرنا أحمد بن علي ، قال : أخبرنا عبد الباقي بن أحمد بن عبد اللّه أبو الطيب الرازي ، قال : نا عبد اللّه بن محمد بن أحمد السماك ، قال : نا أحمد بن خالد الحروري ، قال : نا محمد بن حميد ، قال : نا يعقوب يعني ابن عبد اللّه الأشعري ، عن جعفر ، عن سلمة بن كهيل ، قال : مر علي بن أبي طالب عليه السلام على النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وعنده عائشة رضي اللّه عنها فقال لها : إذا سرك أن تنظري إلى سيد العرب فانظري إلى علي بن أبي طالب ، فقالت : يا نبي اللّه ألست سيد العرب؟ قال : أنا امام المسلمين وسيد المتقين ، إذا سرك أن تنظري إلى سيد العرب فانظري إلى علي بن أبي طالب.
حديث آخر في ذلك : أنبأنا الحريري ، قال : أنبأنا العشاري ، قال : نا الدار قطني ،
ص: 163
قال : نا أبو الأسود عبيد اللّه بن موسى القاضي ، قال : حدثنا عبد اللّه بن محمد بن يزيد الحنفي ، قال : نا عبدان ، قال : نا خارجة بن مصعب ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : أنا سيد ولد آدم ولا فخر وعلي سيد العرب.
ومنهم الدكتور عبد الصبور شاهين والأستاذة إصلاح عبد السلام الرفاعي في «موسوعة أمهات المؤمنين» (ص 481 ط الزهراء للإعلام العربي - القاهرة) قالا :
عن عائشة قال صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : أنا سيد ولد آدم ، وعلي سيد العرب.(الحاكم في كنز ج 11 / 618).
ومنهم العلامة أبو عبد اللّه الشيخ محمد بن السيد درويش الحوت الحنفي البيروتي المولود بها سنة 1209 والمتوفى بها أيضا سنة 1276 في كتابه «الأحاديث المشكلة في الرتبة» (ص 171 ط عالم الكتب في بيروت سنة 1403) قال :
حديث : علي سيد العرب 3 / 124
ومنهم الأستاذ محمد سعيد زغلول في «فهارس المستدرك» للحاكم (ص 693 ط بيروت) قال :
أنا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب 3 / 124
ومنهم عدة من الفضلاء في «فهرس أحاديث وآثار المستدرك على الصحيحين» للحاكم النيسابوري (القسم 1 ص 117 ط عالم الكتب - بيروت) قالوا :
أنا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب .. عائشة معرفة الصحابة / علي 3 / 124
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة
ص: 164
أطراف الحديث النبوي الشريف» (ج 1 ص 199 ط عالم التراث للطباعة والنشر - بيروت) قال :
ادعوا لي سيد العرب.
حلية 1 / 63.
وتمام الحديث الشريف في الحلية : يعني علي بن أبي طالب. فقالت عائشة : ألست سيد العرب؟ فقال : أنا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب.
قد مضى ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 20 ص 367 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف» (ج 11 ص 197 ط عالم التراث للطباعة والنشر - بيروت) قال :
يا علي بك يهتدي المهتدون من بعدي.
منثور 4 / 45.
ص: 165
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 7 ص 230 وج 17 ص 219 وج 21 ص 550 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم الفاضل المعاصر رياض عبد اللّه عبد الهادي في «فهارس كتاب الموضوعات» لابن الجوزي (ص 27 ط دار البشائر الإسلامية - بيروت) قال :
إن اللّه منع قطر المطر بني إسرائيل .. في فضائل علي 1 / 387
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف» (ج 2 ص 529 ط عالم التراث للطباعة والنشر - بيروت) قال : أنا وأنت في السلام سواء يا علي.
سني 228.
ص: 166
أنا وأنت يا علي في السلام سواء.
مسانيد 2 / 46.
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 149 و 482 وج 5 ص 502 و 507 وج 16 ص 298 و 304 وج 21 ص 410 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص 25 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :
وقد قال عليه الصلاة والسلام : أنا دار الحكمة وعلي بابها. خرجه الترمذي.
ومنهم العلامة الشيخ أبو طالب القاضي في «ترتيب علل الترمذي» (ص 375 ط عالم الكتب ومكتبة النهضة العربية - بيروت) قال :
وسألت محمدا عن حديث محمد بن عمر بن الرومي ، عن شريك ، عن سلمة بن كهيل ، عن سويد بن غفلة ، عن الصنابحي ، عن علي ، أن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال : أنا دار الحكمة وعلي بابها.
ومنهم الشيخ البدر أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه الزركشي في «اللآلي المنثورة في الأحاديث المشهورة» (ص 163 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :
ص: 167
رواه الترمذي عن الصنابحي ، عن علي قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : أنا دار الحكمة وعلي بابها.
وقال أبو زرعة : حديث معاوية عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عباس : أنا مدينة الحكمة ، وعلي بابها.
ومنهم العلامة الشيخ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي المتوفى سنة 902 في «المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة» (ص 114 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :
حديث : أنا مدينة العلم وعلي بابها ، الحاكم في المناقب من مستدركه ، والطبراني في معجمه الكبير ، وأبو الشيخ ابن حيان في السنة له وغيرهم كلهم من حديث أبي معاوية الضرير ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عباس مرفوعا به بزيادة : فمن أتى العلم فليأت الباب ، ورواه الترمذي في المناقب من جامعه ، وأبو نعيم في الحلية ، وغيرهما من حديث علي أن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال : أنا دار الحكمة وعلي بابها.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو طالب القاضي في «ترتيب علل الترمذي» (ص 943 ط مكتبة الأقصى - الأردن) قال :
وسألت محمدا عن حديث محمد بن عمر بن الرومي ، عن شريك ، عن سلمة بن كهيل ، عن سويد بن غفلة ، عن الصنابحي ، عن علي أن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال : أنا دار الحكمة وعلي بابها.
ومنهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد السيوطي المتوفى سنة 911 في كتابه «القول الجلي في فضائل علي» عليه السلام (ص 33 ط مؤسسة نادر للطباعة والنشر) قال :
ص: 168
عن علي كرم اللّه وجهه أن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال : أنا دار الحكمة وعلي بابها. أخرجه الترمذي وقال : غريب.
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 18 ص 17 ط دار الفكر) قال :
وفي حديث آخر عن علي قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : أنا دار الحكمة وعلي بابها.
ومنهم العلامة أبو الفتح فتح الدين محمد بن محمد بن محمد بن عبد اللّه بن محمد ابن يحيى ابن سيد الناس المتوفى سنة 732 في «منح المدح» (ص 186 ط دار الفكر بدمشق) قال :
وروى الترمذي في المناقب قوله عليه السلام : أنا دار الحكمة وعلي بابها.
ومنهم العلامة الحافظ أبو الحسن علي بن عمر الدار قطني البغدادي المتوفى سنة 385 في «المؤتلف والمختلف» (ج 2 ص 624 ط دار الغرب الإسلامي - بيروت 1406) قال :
وحدثنا ابن نيروز ، حدثنا الحسين ، حدثنا حبيب ، وهو ابن النعمان ، قال : أتيت المدينة لأجاور بها ، فسألت عن خير أهلها؟ فأشاروا إلى جعفر [بن محمد] بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب ، قال : فأتيته فسلمت عليه ، فقال : أنت الاعرابي الذي سمعت من أنس بن مالك خمس عشرة حديثا؟ قال : قلت : نعم ، قال : فأملها علي ، قال : فأمليت على ابنه وهو يسمع ، فقلت له : ألا تحدثني عن جدك بحديث أخبرك به أبوك؟ قال : يا أعرابي تريد أن يبغضك الناس ، وينسبونك إلى الرفض؟ قال : قلت : لا - إلى أن قال :
ص: 169
قال : وحدثني أبي ، عن أبيه ، عن جابر بن عبد اللّه ، قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : أنا مدينة الحكم ، أو الحكمة ، وعلي بابها ، فمن أراد المدينة فليأت بابها.
ومنهم العلامة الشيخ بدر الدين أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه الزركشي المتولد سنة 745 والمتوفى 794 في «اللآلي المنثورة في الأحاديث المشهورة المعروف بالتذكرة في الأحاديث المشتهرة» (ص 164 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :
وسئل الدار قطني في علله عن حديث الصنابحي ، عن علي ، عن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : أنا مدينة الحكمة وعلي بابها ، فمن أراد المدينة فليأت بابها.
ومنهم الفاضل المعاصر رياض عبد اللّه عبد الهادي في «فهارس كتاب الموضوعات» لابن الجوزي (ص 36 ط دار البشائر الإسلامية - بيروت) قال : أنا دار الحكمة وعلي بابها .. في فضائل علي 1 / 349 وقال أيضا في «الدرر المجموعة بترتيب أحاديث اللآلي المصنوعة» (ص 51 و 52 ط دار البشائر الإسلامية - بيروت) قال :
أنا دار الحكمة وعلي بابها .. علي بن أبي طالب 1 / 329
أنا دار الحكمة وعلي بابها .. علي 1 / 333
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور حسن الشرقاوي في «أصول التصوف الإسلامي» (ص 49 ط دار المعرفة الجامعية - الإسكندرية) قال :
أنا دار الحكمة وعلي بابها(متواتر).
اقتدى به الأولون والمتأخرون ، ومشى على دربه الأئمة القانتون ، ورجع إليه في المسائل كلها العلماء والمتفقهون ، القاضي بالحق والرائد في الامامة بقول الرسول
ص: 170
صلی اللّه عليه [وآله] وسلم.
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة اللّه الشافعي الشهير بابن عساكر المتوفى سنة 573 في «تاريخ دمشق» (ج 3 ص 54 ط دار المعارف في بيروت) قال :
أخبرنا أبو القاسم الشحامي ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبو الحسين ابن بشران ببغداد وأبو زكريا ابن أبي إسحاق ، قالا : أنبأنا أحمد بن سلمان الفقيه ، أنبأنا معاذ بن المثنى ، أنبأنا إسماعيل بن عبد اللّه بن زرارة الرفي [كذا] ، أنبأنا عبد اللّه بن حرب الليثي ، أنبأنا هاشم بن يحيي بن هاشم المزني ، أنبأنا أبو دغفل المنجيمي ، قال : سمعت معقل بن يسار المزني يقول : سمعت أبا بكر الصديق يقول لعلي بن أبي طالب : عقدة رسول اللّهصلی اللّه عليه [وآله] وسلم.
تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 29 و 55 و 62 و 64 و 69 و 73 و 79 و 81 و 149 و 194 و 277 و 286 و 288 و 296 و 327 و 333 و 337 و 341 و 346 و 350 و 352 و 354 و 384 وج 15 ص 197 وج 20 ص 338 ومواضع أخرى ،
ص: 171
ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف» (ج 2 ص 538 ط عالم التراث للطباعة والنشر - بيروت) قال :
أنت خليفتي (في كل مؤمن) من بعدي.
عاصم 2 / 565 ، 603.
أنت خليفتي من بعدي.
إتحاف 2 / 222.
وقال أيضا في ج 10 ص 317 :
هو خليفتي من بعدي.
قد مر نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 18 ص 177 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد الخضري السيوطي المصري المتوفى سنة 911 في كتابه «مسند فاطمة عليها السلام» (ص 85 ط المطبعة العزيزية بحيدرآباد ، الهند سنة 1406) قال :
ص: 172
عن علي رضي اللّه عنه أن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم حيث زوج فاطمة دعا بماء فمجه ثم أدخله معه فرشه في جيبه وبين كتفيه ، وعوذه بقل هو اللّه أحد ، والمعوذتين (كر).
تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 78 و 245 و 324 و 388 وج 15 ص 10 و 520 و 565 وج 20 ص 249 و 289 و 293 و 296 و 315 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما مضى :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 18 ص 18 ط دار الفكر) قال :
وعن ابن عباس ، عن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال : علي عيبة علمي.
ومنهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة 911 في كتابه «القول الجلي في فضائل علي» عليه السلام (ص 54 ط مؤسسة نادر للطباعة والنشر) قال :
عن ابن عباس أن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال : علي عيبة علمي. أخرجه ابن عدي.
العيبة : بفتح العين المهملة وسكون الياء آخر الحروف ، بعدها موحدة : الوعاء الذي يضع فيه الإنسان ما يحتاجه ويعز عليه.
ص: 173
ومنهم العلامة الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي التيمي القرشي في «العلل المتناهية في الأحاديث الواهية» (ج 1 ص 226 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :
حديث آخر : أنا أبو منصور بن خيرون ، قال : نا ابن مسعدة ، قال : أخبرنا حمزة ، قال : أخبرنا أبو أحمد بن عدي ، قال : نا أحمد بن حمدون النيسابوري ، قال : نا جعفر بن الهذيل ، قال : نا ضرار بن صرد ، قال : نا يحيى بن عيسى الرملي ، عن الأعمش ، عن عباية ، عن ابن عباس ، عن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال : علي عيبة علمي.
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف» (ج 5 ص 462 ط عالم التراث للطباعة والنشر - بيروت) قال : علي بن أبي طالب صاحب حوض.
مجمع 10 / 367.
ص: 174
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الفاضل المعاصر صالح يوسف معتوق في «التذكرة المشفوعة في ترتيب أحاديث تنزيه الشريعة المرفوعة» (ص 27 ط دار البشائر الإسلامية - بيروت) قال :
ترد علي الحوض راية علي امير المؤمنين 1 / 362
تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 8 ص 679 وج 18 ص 162 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما مضى :
فمنهم العلامة الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي الموصلي المتوفى سنة 307 في «مسند أبي يعلى» (ج 1 ص 151 ط بيروت) قال :
حدثنا زهير ، حدثنا عبيد اللّه بن موسى ، حدثنا نعيم بن حكيم ، عن أبي مريم ، قال : حدثنا علي ، قال : انطلقت مع رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ليلا حتى أتينا الكعبة فقال لي : اجلس ، فجلست ، فصعد رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم على منكبي
ص: 175
ثم نهضت به فلما رأى ضعفي تحته قال : اجلس ، فجلست ، فنزل رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وجلس لي ، فقال : اصعد الى منكبي ، ثم صعدت عليه ، ثم نهض بي حتى إنه ليخيل إلي أني لو شئت نلت أفق السماء وصعدت على البيت ، فأتيت صنم قريش ، وهو تمثال رجل من صفر ، أو نحاس ، فلم أزل أعالجه يمينا وشمالا ، وبين يديه وخلفه حتى استمكنت منه ، قال : ورسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول : هيه هيه ، وأنا أعالجه ، فقال لي : اقذفه فقذفته فتكسر كما تكسر القوارير ، ثم نزلت فانطلقنا نسعى حتى استترنا بالبيوت خشية أن يعلم بنا أحد ، فلم يرفع عليها بعد.
ومنهم الحافظ المؤرخ أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي المتوفى سنة 463 في «موضح أوهام الجمع والتفريق» (ج 2 ص 500 ط دار المعرفة - بيروت) قال :
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، حدثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل ، حدثنا نصر بن علي ، حدثنا عبد اللّه بن داود ، عن نعيم بن حكيم ، عن أبي مريم ، عن علي رضي اللّه عنه قال : كان على الكعبة أصنام فذهبت لأحمل النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم إليها فلم أستطع ، فحملني فجعلت أقطعها ولو شئت لنلت السماء.
ومنهم الفاضل المعاصر محمد خير المقداد في «مختصر المحاسن المجتمعة في فضائل الخلفاء الأربعة» للعلامة الصفوري (ص 166 ط دار ابن كثير ، دمشق وبيروت) قال :
قال ابن الجوزي في صفوة الصفوة : قال علي رضي اللّه عنه : انطلقت مع النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم إلى الكعبة ، فقال : اجلس وصعد على منكبي ، فذهبت أنهض به ، قرآني ضعيفا ، فنزل ، وجلس ، وقال : اصعد على منكبي ، فصعدت - أي على ساعديه - كما ورد ، فنهض بي ، ولو شئت لنلت أفق السماء ، حتى صعدت البيت
ص: 176
الحرام فألقيت الأصنام تتكسر كما يتكسر القوارير ، ثم نزلت فانطلقنا نستبق خشية أن يلقانا أحد من الناس (1).
ص: 177
ص: 178
ص: 179
ص: 180
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي بن محمد بن شريف في «تهذيب خصائص الإمام علي» للحافظ النسائي (ص 93 ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
أخبرنا أحمد بن حرب ، قال : حدثنا أسباط ، عن نعيم بن حكيم المدائني ، قال : أخبرنا أبو مريم ، قال : قال علي رضي اللّه عنه : انطلقت مع رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم حتى أتينا الكعبة فصعد رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم على منكبي - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن «مسند أبي يعلى» بتفاوت قليل في اللفظ.
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو بكر جابر الجزائري في كتابه «العلم والعلماء» (ص 169 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :
ما روى أحمد في المسند والبخاري في التاريخ عنه رضي اللّه عنه أنه قال : انطلقت
ص: 181
أنا والنبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم حتى أتينا الكعبة ، فقال لي نبي اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : اجلس ، وصعد على منكبي - فذكر مثل ما تقدم عن «مسند أبي يعلى» بتفاوت قليل في اللفظ.
ومنهم الشريف أبو الحسن علي الحسني الندوي في «المرتضى سيرة سيدنا أبي الحسن علي بن أبي طالب» (ص 32 ط دار القلم - دمشق) قال :
يقول سيدنا علي : انطلقت أنا والنبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم حتى أتينا الكعبة ، فقال لي - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن «مسند أبي يعلى» باختلاف قليل في اللفظ.
ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في كتابه «حياة الإمام علي عليه السلام» (ص 49 ط دار الجيل في بيروت) قال :
أخبرنا أبو مريم قال : قال علي رضي اللّه عنه : انطلقت مع رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وسلم حتى أتينا الكعبة فصعد رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم على منكبي - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن «مسند أبي يعلى» بتفاوت قليل في اللفظ.
ومنهم عدة من الفضلاء في «فهرس أحاديث وآثار المستدرك على الصحيحين» للحاكم النيسابوري (القسم 2 ص 354 ط عالم الكتب - بيروت) قالوا :
يا علي أصعد على منكبي التفسير / بني إسرائيل 2 / 367
ونقلوا أيضا في ج 1 ص 815 مثله.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف» (ج 11 ص 193 ط عالم التراث للطباعة والنشر - بيروت) قال :
ص: 182
يا علي اصعد على منكبي.
حم 1 / 74 - ك 2 / 367 ، 3 / 5 - ش 48814.
وقال أيضا في «فهارس المستدرك» ص 690 :
صعود علي على منكب رسول اللّه وإلقاء الصنم عن سقف الكعبة 2 / 367
ومنهم الشيخ محمد علي طه الدرة في «تفسير القرآن الكريم وإعرابه وبيانه» (ج 8 ص 139 ط دار الحكمة - دمشق وبيروت سنة 1402) قال :
فعن عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه قال : دخل رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم مكة يوم الفتح ، وكان حول البيت ثلاثمائة وستون صنما ، فجعل يطعنها بعود في يده ، ويقول : «جاء الحق .. إلخ ، جاء الحق ، وما يبدئ الباطل ، وما يعيد» متفق عليه ، يقال : إنها كانت مثبتة بالرصاص ، وأنه كلما طعن منها صنما في وجهه خر لقفاه ، أو في قفاه خر لوجهه ، ويقرأ الآية ، ثم أمر بها فكسرت.
وكان قد بقي منه صنم خزاعة فوق الكعبة ، وكان من قوارير صفر ، فقال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لعلي رضي اللّه عنه : يا علي ارم به ، فصعد فرمى به ، فكسره ، وقد حقق اللّه وعده ونصر عبده وأعز جنده.
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص 38 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :
وعن علي قال : كنت أنا وأسامة ننطلق إلى قريش التي حول البيت فنأتي بالعذرات التي حول البيوت من كل خرء وبذاق بأيدينا وننطلق به إلى أصنام قريش فنطليها به فيصيحون ويقولون : من فعل هذا بآلهتنا؟ فيظلون النهار يغسلونها بالماء واللبن.
ص: 183
أخرجه أبو الخير القزويني.
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الحافظ الشيخ محمد بن حبان بن أبي حاتم التميمي البستي المتوفى سنة 354 في كتابه «الثقات» (ج 4 ص 29 ط دائرة المعارف العثمانية في حيدرآباد) قال :
أيوب بن طهمان ، أبو عطاء الثقفي ، قال : رأيت علي بن أبي طالب بالمدائن أمر بالتماثيل التي في القبلة فقطع رءوسها ثم صلى ، روى عنه شبابة بن سوار.
رواه جماعة جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في كتابه «حياة الإمام علي عليه السلام» (ص 209 ط دار الجيل في بيروت) قال :
قال الراوي : في هذه السنة ، أي في [السنة التاسعة] في شهر ربيع الآخر ، أرسل النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم علي بن أبي طالب في سرية إلى ديار طيء وأمره أن يهدم صنمهم الفلس ، فسار إليهم وأغار عليهم فغنم وسبى وكسر الصنم وكان متقلدا سيفين
ص: 184
يقال لأحدهما مخذم وللآخر رسوب ، فأخذهما علي وحملهما إلى رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، وكان الحارث بن أبي شمر أهدى السيفين للصنم فعلقا عليه وأسر بنتا لحاتم الطائي وحملت إلى رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بالمدينة.
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي في «آل بيت الرسول» صلی اللّه عليه [وآله] وسلم (ص 151 ط القاهرة سنة 1399) قال :
عن علي قال : كان رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في جنازة ، فقال : أيكم ينطلق إلى المدينة ، فلا يدع فيها وثنا إلا كسره ، ولا قبرا الا سواه ، ولا صورة الا لطخها؟ فقال (رجل) : أنا يا رسول اللّه فانطلق ، فهاب أهل المدينة ، فرجع.
فقال علي : أنا أنطلق يا رسول اللّه؟ قال : فانطلق فانطلق ، ثم رجع فقال : يا رسول اللّه لم أدع بها وثنا إلا كسرته ، ولا قبرا إلا سويته ، ولا صورة إلا لطختها.
ثم قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : من عاد لصنعة شيء من هذا فقد كفر بما أنزل على محمدصلی اللّه عليه [وآله] وسلم.
ثم قال : لا تكونن فتانا ، ولا مختالا ، ولا تاجرا إلا تاجر خير ، فإن أولئك هم المسبوقون بالعمل.
عن جرير بن حبان ، عن أبيه أن عليا رضي اللّه عنه قال : أبعثك فيما بعثني رسول
ص: 185
اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، أمرني أن أسوي كل قبر ، وأطمس كل صنم.
عن أبي هياج الأسدي قال لي علي : أبعثك على ما بعثني عليه رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : أن لا تدع تمثالا إلا طمسته ، ولا قبرا مشرفا إلا سويته.
عن علي رضي اللّه عنه قال : بعثه النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم إلى المدينة ، فأمره أن يسوي القبور.
عن جرير بن حيان ، عن أبيه ، أن عليا قال لأبيه : لأبعثنك فيما بعثني فيه رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : أن أسوي كل قبر ، وأن أطمس كل صنم.
عن أبي الهياج قال : قال لي علي : أبعثك على ما بعثني عليه رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : أن لا تدع قبرا مشرفا إلا سويته ، ولا تمثالا إلا طمسته.
عن علي رضي اللّه عنه قال : كنا مع رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في جنازة ، فقال : من يأتي المدينة فلا يدع قبرا إلا سواه ، ولا صورة إلا لطخها ، ولا وثنا إلا كسره؟ قال : فقام رجل فقال : أنا ، ثم هاب أهل المدينة فجلس.
قال علي رضي اللّه عنه : فانطلقت ثم جئت فقلت : يا رسول اللّه لم أدع بالمدينة قبرا إلا سويته ، ولا صورة إلا لطختها ، ولا وثنا إلا كسرته.
قال : فقال : من عاد فصنع شيئا من ذلك ، فقد كفر بما أنزل اللّه على محمد ، يا علي لا تكونن فتانا (أو قال مختالا) ولا تاجرا ، إلا تاجر الخير ، فإن أولئك هم المسوفون في العمل.
عن علي رضي اللّه عنه قال : بعثه النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم إلى المدينة فأمره أن يسوي القبور.
وعنه أن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بعث رجلا من الأنصار أن يسوي كل قبر وأن يلطخ كل صنم فقال : يا رسول اللّه اني أكره أن أدخل بيوت قومي.
قال : فأرسلني فلما جئت قال : يا علي لا تكن فتانا ، ولا تاجرا إلا تاجر خير ، فإن أولئك مسوفون في العمل.
ص: 186
عن حنش بن المعتمر أن عليا بعث صاحب شرطه فقال : أبعثك لما بعثني له رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم؟ لا تدع قبرا إلا سويته ، ولا تمثالا إلا وضعته.
عن حنش الكناني ، عن علي رضي اللّه عنه ، أنه بعث عامل شرطته فقال له : أتدري على ما أبعثك؟ على ما بعثني عليه رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، أن أنحت كل ، يعني صورة وأن أسوي كل قبر.
عن الحكم ، عن رجل من أهل البصرة (ويكنونه أهل البصرة : أبو الودع ، وأهل الكوفة يكنونه بأبي محمد ، وكان من هذيل) عن علي بن أبي طالب قال : كان رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في جنازة فقال : أيكم يأتي بالمدينة فلا يدع فيها وثنا إلا كسره ، ولا صورة إلا لطخها ، ولا قبرا إلا سواه ، فقام رجل من القوم ، فقال : يا رسول اللّه أنا ، فانطلق الرجل فكأنه هاب أهل المدينة فرجع ، فانطلق علي فرجع ، فقال : ما أتيتك يا رسول اللّه ، حتى لم أدع فيها وثنا إلا كسرته ، ولا قبرا إلا سويته ، ولا صورة الا لطختها. فقال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : من عاد لصنعة شيء منها .. فقال فيه قولا شديدا.
وقال لعلي : لا تكن فتانا ولا مختالا ، ولا تاجرا إلا تاجر خير ، فإن أولئك المسبوقون في العمل.
عن أبي الفرج ، قال : قال لي علي : أستعملك على ما استعملني عليه رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، على مسخ التماثيل ، وتسوية القبور.
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 55 ومواضع أخرى من هذا
ص: 187
الكتاب المستطاب ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 17 ص 307 ط دار الفكر) قال :
وعن سلمان قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : إن أخي وخليفتي في أهلي علي بن أبي طالب.
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 6 ص 534 وج 15 ص 404 وج 17 ص 56 وج 18 ص 185 وج 21 ص 670 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي الموصلي المتوفى سنة 307 في «مسند أبي يعلى» (ج 12 ص 364 ط دار المأمون للتراث - دمشق) قال :
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا جرير ، عن مغيرة ، عن أم موسى ، عن أم سلمة قالت : والذي يحلف به إن كان علي لأقرب الناس عهدا برسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم.
قالت : كان رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يوم قبض في بيت عائشة ، فجعل رسول
ص: 188
اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم غداة بعد غداة يقول : جاء علي؟ مرارا ، قالت : وأظنه كان بعثه في حاجة. قال : فجاء بعد ، فظننا أن له إليه حاجة ، فخرجنا من البيت ، فقعدنا عند الباب ، فكنت من أدناهم ، فأكب عليه علي فجعل يساره ويناجيه ، ثم قبض من يومه ذلك.
ومنهم الأستاذ محمد سعيد زغلول في «فهارس المستدرك» للحاكم (ص 692 ط بيروت) قال :
مسارته صلی اللّه عليه [وآله] وسلم عند وفاته مع علي.
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 226 وج 15 ص 426 وج 20 ص 312 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 17 ص 379 ط دار الفكر) قال :
وعن سلمان الفارسي قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : صاحب سري علي ابن أبي طالب.
ص: 189
تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 78 و 245 وج 5 ص 1 وج 6 ص 443 وج 15 و 692 وج 16 ص 117 وج 20 ص 249 و 290 و 291 و 295 و 315 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي التيمي القرشي في «العلل المتناهية في الأحاديث الواهية» (ج 1 ص 210 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :
حديث : أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك ، قال : أنا محمد بن المظفر ، قال : أخبرنا أبو الحسن العتيقي ، قال : أنا يوسف بن الدخيل ، قال : أخبرنا أبو جعفر العقيلي ، قال : حدثني علي بن سعيد ، قال : نا عبد اللّه بن داهر بن يحيى الرازي ، قال : حدثني أبي ، عن الأعمش ، عن عباية الأسدي ، عن ابن عباس ، عن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أنه قال : يا أم سلمة إن عليا لحمه من لحمي ودمه من دمي وهو مني بمنزلة هارون وموسى.
ومنهم الأستاذ محمد أبو زهرة في «الميراث عند الجعفرية» (ص 76 ط دار الرائد العربي - بيروت) قال :
والنبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال لعلي رضي اللّه عنه : حربي حربك ، وسلمي سلمك ، فمن حاربوا عليا فقد حاربوا النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، إذ هو أخوه ، وهو منه بمنزلة هرون من موسى ، وذلك هو المنطق الذي يسيرون عليه في سياستهم وفي
ص: 190
فقههم معا.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف» (ج 3 ص 350 ط عالم التراث للطباعة والنشر - بيروت) قال :
إن عليا لحمه من لحمي ودمه من دمي.
ميزان 2587 ، 4295.
ورواه أيضا في ج 10 ص 216 وج 11 ص 69 مثله.
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 336 وج 5 ص 305 وج 15 ص 531 وج 16 ص 153 و 155 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم الفاضل المعاصر الأستاذ محمد عبد العزيز الخولي مدرس الشريعة الإسلامية بمدرسة القضاء الشرعي في «تاريخ فنون الحديث» (ص 160 ط دار القلم - بيروت) قال :
وفي حديث عن أسامة بن زيد أن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال لعلي : وأما أنت يا علي فختني وأبو ولدي. رواه أحمد.
ومنهم العلامة الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن عبيد اللّه
ص: 191
القرشي التيمي البكري البغدادي الحنبلي المشتهر بابن الحوزي المولود ببغداد سنة 510 المتوفى بها سنة 597 في «غريب الحديث» (ج 1 ص 264 ط بيروت سنة 1405) قال :
في الحديث : علي - عليه السلام - ختن رسول اللّه ، الختن : زوج البنت.
تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 19 و 71 و 85 و 104 و 160 و 170 و 192 و 227 و 231 و 285 و 298 و 327 و 339 و 350 و 375 وج 15 ص 129 وج 20 ص 380 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم الفاضل المعاصر رياض عبد اللّه عبد الهادي في «فهارس كتاب الموضوعات» لابن الجوزي (ص 89 ط دار البشائر الإسلامية - بيروت) قال :
لكل نبي وصي وإن عليا وصيي.
ورواه في ص 124.
وقال أيضا في كتاب «الدرر المجموعة بترتيب أحاديث اللآلي المصنوعة»(ص 98):
علي وصيي وموضع سري وخير من ...
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة
ص: 192
أطراف الحديث النبوي الشريف» (ج 5 ص 467 ط عالم التراث للطباعة والنشر - بيروت) قال :
علي وصيي وموضع سري.
لىء 1 / 189.
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 7 ص 4 وج 9 ص 655 وج 17 ص 292 وج 18 ص 479 و 555 وج 21 ص 304 و 602 ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي التيمي القرشي في «العلل المتناهية في الأحاديث الواهية» (ج 1 ص 214 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :
حديث آخر : أخبرنا القزاز ، قال : نا أحمد بن علي ، قال : أنا محمد بن أبي السري الوكيل ، قال : نا أبو عبيد اللّه محمد بن عمران المرزباني ، قال : نا أبو الحسن محمد بن أحمد بن عبد الرحيم المؤدب ، قال : حدثني عبد اللّه بن عبد الرحمن بن محمد الحاسب ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثني خزيمة بن خازم ، قال : حدثني أمير المؤمنين المنصور ، قال : حدثني أبي محمد بن علي ، قال : حدثني أبي علي بن عبد اللّه ، قال : حدثني أبي عبد اللّه بن العباس ، قال : كنت أنا وأبو العباس جالسين عند رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم إذ دخل علي بن أبي طالب فسلم فرد عليه
ص: 193
السلام وبش به وقام إليه واعتنقه وقبل بين عينيه وأجلسه عن يمينه ، فقال العباس : يا رسول اللّه أتحب هذا؟ فقال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : يا عم رسول اللّه واللّه اللّه أشد حبا [له] مني ، إن اللّه جعل ذرية كل نبي في صلبه وجعل ذريتي في صلب هذا.
حديث آخر في هذا المعنى : أنبأنا اسماعيل بن أحمد ، قال : نا ابن مسعدة ، قال : أخبرنا حمزة بن يوسف ، قال : نا أبو أحمد بن عدي ، قال : نا أحمد بن علي بن الحسين المدائني ، قال : حدثني عبد الرحمن بن القاسم القطان ، قال : حدثني عبادة ابن زياد الكوفي ، قال : نا يحيى بن العلاء الرازي ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر ، قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : إن اللّه جعل ذرية كل نبي من صلبه وجعل ذريتي من صلب علي.
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 205 وج 7 ص 88 وج 15 ص 477 وج 20 ص 609 ومواضع أخرى من هذا الكتاب الشريف ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة 911 في كتابه «القول الجلي في فضائل علي» عليه السلام (ص 47 ط مؤسسة نادر للطباعة والنشر) قال :
عن ابن عمر أن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال : اللّهم اشهد ، اللّهم هل بلغت ،
ص: 194
هذا - وأشار إلى علي - أخي وابن عمي وصهري وأبو ولدي ، اللّهم كب من عاداه في النار. أخرجه الشيرازي في الألقاب وابن النجار.
تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 89 و 297 وج 8 ص 597 وج 14 ص 149 و 596 وج 17 ص 397 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم الشريف المعاصر علي فكري الحسيني القاهري في «أحسن القصص» (ج 3 ص 198 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :
كان رضي اللّه عنه أول من آمن من الصبيان ، فلم يتورط فيما تورطت قريش من العكوف على عبادة الأوثان ، ولم يسجد لصنم قط ، ولذا يقال له (كرم اللّه وجهه) كما تقدم ، وأقبل على عبادة ربه بقلب يملؤه الإيمان الخالص ، ويعمره الولاء المحض ، فكان إماما في العبادة ، والورع ، والتقوى.
وفي ذلك قال المرحوم الشيخ محمد عبد المطلب في قصيدته :
ونفسا لم تذق طعم الدنايا *** ولا لذّت من الدنيا طعاما
غذاها الدين مذ كانت فشبت *** على التقوى رضاعا وانفطاما
ونشأها على كرم وأيد *** وصاغ من الجلال لها قواما
زكت فسمت عن الدنيا طلابا *** وأضنى حبها قوما وتاما
ص: 195
طوى عنها على الضراء كشحا *** وعاف نصارها تبرا وساما
قد مر نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 154 وج 5 ص 56 و 647 وج 7 ص 109 وج 17 ص 78 و 150 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم ننقل عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة أبو شجاع شيرويه بن شهريار بن شيرويه في «فردوس الأخبار» (ج 5 ص 406 ط بيروت) قال :
وعن علي [عن النبي صلی اللّه عليه وآله] : يا علي إنما أنت بمنزلة الكعبة تؤتى ولا تأتي ، فإن أتاك هؤلاء القوم فمكنوا لك هذا الأمر فاقبله منهم ، وإن لم يأتوك فلا تأتهم.
ومنهم العلامة الشيخ محمد بن داود بن محمد البازلي الكردي الحموي الشافعي المتوفى سنة 925 في كتابه «غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام» (ص 73 والنسخة مصورة من مكتبة جستربيتي بايرلندة) قال :
قال علي رضي اللّه عنه : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : أنت بمنزلة الكعبة تؤتى ولا تأتي ، فإن أتاك هؤلاء القوم فسلموها إليك - يعني الخلافة - فاقبل منهم ، وإن لم يأتوك فلا تأتهم حتى يأتوك.
ومنهم العلامة حسام الدين المردي الحنفي في «آل محمد صلی اللّه عليه [وآله] وسلم» (ص 624 نسخة مكتبة السيد الإشكوري) قال :
ص: 196
[قال] صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : يا علي أنت بمنزلة الكعبة. رواه الديلمي صاحب الفردوس بسنده.
ومنهم الفاضل المعاصر صالح يوسف معتوق في «التذكرة المشفوعة في ترتيب أحاديث تنزيه الشريعة المرفوعة» (ص 17 ط دار البشائر الإسلامية - بيروت) قال :
أنت بمنزلة الكعبة تؤتى ولا تأتي ، فإن أتاك هؤلاء 1 / 399
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام القوم في ج 4 ص 99 و 266 و 267 و 375 وج 6 ص 173 وج 5 ص 413 وج 16 ص 524 وج 18 ص 533 وج 20 ص 305 إلى 307 ومواضع أخرى من هذا السفر المبارك ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما مضى :
فمنهم العلامة الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي التيمي القرشي في «العلل المتناهية في الأحاديث الواهية» (ج 1 ص 249 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :
حديث آخر : أخبرنا عبد الوهاب ، قال : أنا ابن المظفر ، قال : أنا العتيقي ، قال: نا يوسف بن الدخيل ، قال : نا العقيلي ، قال : نا محمد بن زيدان الكوفي ، قال : أنا سلام بن سليمان المدائني ، قال : نا شعبة ، عن العمي ، عن أبي الصديق الناجي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : معك يا علي يوم القيامة عصا من عصي الجنة تذود بها الناس عن حوضي.
ص: 197
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص 32 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :
عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : يا علي معك عصا من عصى الجنة تذود بها المنافقين عن الحوض. خرجه الطبراني.
وقال في ص 23 :
وعنه عليه السلام : لأذودنّ بيدي هاتين القصيرتين عن حوض رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم رايات الكفار والمنافقين كما يذاد غرائب الإبل عن حياضها.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف» (ج 9 ص 418 ط عالم التراث للطباعة والنشر - بيروت) قال :
معك يا علي يوم القيامة عصا.
متناهية 1 / 246.
معك يا علي يوم القيامة عصا من عصي الجنة.
عقيلي 2 / 161 (1).
ص: 198
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام القوم في ج 6 ص 380 وج 16 ص 588 وج
ص: 199
21 ص 537 ومواضع أخرى من الكتاب ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
وفيه أحاديث :
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الحافظ أبو حاتم محمد بن حبان بن أحمد المشتهر ابن حبان البستي السجستاني المتوفى سنة 354 في «تاريخ الصحابة الذين روى عنهم الاخبار» (ص 177 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :
عمرو بن شاس الأسلمي ، عداده في أهل الحجاز ، له صحبة ، سمع النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول : من آذى عليا فقد آذاني ، من حديث ابن إسحاق عن أبان بن صالح ، عن الفضل بن معقل بن سنان ، عن عبد اللّه بن نيار ، عن خاله عمرو بن شاس.
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 17 ص 352 ط دار الفكر)
فذكر الحديث مثل ما تقدم عن عمرو بن شاس.
ومنهم الفاضل المعاصر يوسف عبد الرحمن المرعشلي في «فهرس أحاديث موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان» للحافظ نور الدين الهيثمي (ص 133 ط دار البشائر الإسلامية ودار النور - بيروت)
ص: 200
فذكر الحديث مثل ما تقدم عن عمرو بن شاس.
ومنهم العلامة الشريف إبراهيم بن محمد بن كمال الدين المشتهر بابن حمزة الحسيني الحنفي الدمشقي المتوفى سنة 1120 في «البيان والتعريف في أسباب ورود الحديث الشريف» (ص 190 ط المكتبة العلمية - بيروت) قال :
من آذى عليا فقد آذاني. أخرجه الإمام أحمد في التاريخ ، والحاكم في فضائل الصحابة عن عمرو بن شاس الأسلمي ، وقيل الأسدي رضي اللّه عنه ، قال الحاكم صحيح وأقره الذهبي ، وقال الهيثمي رجاله رجال الصحيح.
(سببه) عن عمرو قال : خرجت مع عليّ إلى اليمن فجفاني فوجدت في نفسي فقدمت فاستظهرت شكايته بالمسجد ، فبلغ رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فقال : يا عمرو واللّه لقد آذيتني ، فقلت : أعوذ باللّه أن أؤذيك ، فقال : من آذى عليا - فذكره.
ومنهم العلامة أبو الفضل عبد اللّه بن محمد بن الصديق الحسني في «الكنز الثمين في أحاديث النبي الأمين» (ص 540 ط عالم الكتب - بيروت)
فذكر الحديث مثل ما تقدم.
ومنهم الشيخ خالد عبد الرحمن العكّ في «مختصر حياة الصحابة» (ص 315 ط دار الإيمان - بيروت)
فذكر الحديث مثل ما تقدم عن عمرو بن شاس.
وأيضا روى مثله في ص 316 فقال :
وقد رواه الإمام أحمد عن عمرو بن شاس فذكره ، كذا في البداية (7 / 347) ، قال الهيثمي (9 / 129) : رواه أحمد والطبراني باختصار ، والبزّار أخصر منه ،
ص: 201
ورجال أحمد ثقات. انتهى.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو إسحاق الحويني الأثري القاهري في «الحلي بتخريج فضائل علي» (ص 94 ط دار الكتاب العربي - بيروت) قال :
حدثني أبان بن صالح ، عن الفضل بن معقل بن سنان ، عن عبد اللّه بن دينار ، عن خاله عمرو بن شاش ، وكان من أصحاب الحديبية قال : خرجت مع علي بن أبي طالب في خيله التي بعثها رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وسلم إلى اليمن ، فجفاني بعض الجفاء ، فوجدت عليه ، فلما قدمت المدينة أظهرت الشكاية في مجالس المسجد ، فأقبلت ذات غداة والنبي صلی اللّه عليه وآله وسلم جالس في المسجد ، فلما رآني أبدني عينيه - يعني لحظني - حتى أخذت حظي من المجلس ، فلما جلست قال : يا عمرو بن شاش! قلت : لبيك - بأبي أنت وأمي يا رسول اللّه - فقال : أما واللّه لقد آذيتني ، قلت : إنا لله وإنا إليه راجعون ، أعوذ باللّه أن أؤذي رسول اللّه ، قال : بلي ، من آذى عليا فقد آذاني.
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الفاضل المعاصر خالد عبد الرحمن العك في «مختصر حياة الصحابة» للكاندهلوي (ص 316 ط دار الإيمان) قال :
وأخرج أبو يعلى ، عن أبي بكر بن خالد بن عرفطة أنه أتى سعد بن مالك رضي اللّه عنه فقال : بلغني أنكم تعرضون على سب علي بالكوفة فهل سببته؟
ص: 202
قال : معاذ اللّه! والذي نفس سعد بيده لقد سمعت من رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول في علي شيئا لو وضع المنشار على مفرقي ما سببته أبدا ، قال الهيثمي (9 / 130) : إسناده حسن.
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة محمد بن مكرم ابن منظور الإفريقي في «مختصر تاريخ دمشق» (ج 17 ص 352 ط دار الفكر) قال :
وعن جابر قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لعلي : من آذاك فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى اللّه.
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة محمد بن مكرم ابن منظور الإفريقي في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 17 ص ط دار الفكر) قال :
وعن سعد بن أبي وقاص ، قال : كنت جالسا في المسجد ، أنا ورجلان معي ، فنلنا من علي ، فأقبل رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم غضبان يعرف في وجهه الغضب ، فتعوذت باللّه من غضبه ، فقال : ما لكم ومالي؟ من آذى عليا فقد آذاني.
ص: 203
ومنهم الفاضل المعاصر خالد عبد الرحمن العك المدرس في ادارة الإفتاء العام بدمشق في «مختصر حياة الصحابة» للكاندهلوي (ص 316 ط دار الإيمان - دمشق وبيروت) قال :
وأخرج أبو يعلى عن سعد بن أبي وقاص رضي اللّه عنه قال : كنت جالسا في المسجد أنا ورجلان معي فنلنا من علي رضي اللّه عنه ، فأقبل رسول اللّه يعرف في وجهه الغضب ، فتعوذت باللّه من غضبه ، فقال : (ما لكم وما لي؟ من آذى عليا فقد آذاني) كذا في البداية (7 / 347).
وقال الهيثمي (9 / 129) : رواه أبو يعلى والبزار باختصار ورجال أبي يعلى رجال الصحيح غير محمود بن خداش وقنان وهما ثقتان. انتهى.
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي الموصلي المتوفى سنة 307 في «مسند أبو يعلى» (ج 2 ص 109 ط دار المأمون للتراث - دمشق) قال :
حدثنا محمود بن خداش ، حدثنا مروان بن معاوية ، حدثنا قنان بن عبد اللّه النهمي ، حدثنا مصعب بن سعد بن أبي وقاص ، عن أبيه ، قال : كنت جالسا في المسجد ، أنا ورجلين معي ، فنلنا من علي ، فأقبل رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم غضبان ، يعرف في وجهه الغضب ، فتعوذت باللّه من غضبه ، فقال : ما لكم وما لي؟ من آذى عليا فقد آذاني. الحديث.
ص: 204
ومنهم الفاضل المحقق أبو منصور أحمد ميرين البلوشي المدني في «تعليقات خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام» للنسائي المتوفى سنة 303 (ص 112 ط مكتبة المعلى - الكويت) قال :
وأخرجه ابن أبي عمر في مسنده (557 - المطالب العلية) والبزار (3 / 200 - كشف الأستار) وأبو يعلى (ق 125 / 2 - المقصد العلي) والقطيعي في زوائد الفضائل (1078) من طريق مروان بن معاوية الفزاري ، حدثنا قنان بن عبد اللّه ، سمعت مصعب بن سعد يحدث عن أبيه قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : من آذى عليا فقد آذاني.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو إسحاق الحويني الأثري القاهري في «الحلي بتخريج فضائل علي» (ص 95 ط دار الكتاب العربي - بيروت) قال :
وشاهد آخر من حديث سعد بن أبي وقاص رضي اللّه عنه ، أخرجه أبو بكر القطيعي في زوائده على فضائل الصحابة (1078) والبزار (3 / 200) من طريق مروان بن معاوية ، نا قنان بن عبد اللّه ، سمعت مصعب بن سعد ، عن أبيه مرفوعا : من آذى عليا فقد آذاني.
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 18 ص 77 ط دار الفكر) قال :
وعن عروة : أن رجلا وقع في علي بمحضر من عمر ، فقال عمر : تعرف صاحب
ص: 205
هذا القبر ، محمد بن عبد اللّه بن عبد المطلب ، وعلي بن أبي طالب بن عبد المطلب ، لا تذكر عليا إلا بخير ، فإنّك إن آذيته آذيت هذا في قبره.
وفي رواية : فإنك إن أبغضته آذيت هذا في قبره.
ومنهم الشيخ خالد عبد الرحمن العك في «مختصر حياة الصحابة» للكاندهلوي (ص 316 ط دار الإيمان) قال :
وأخرج ابن عساكر عن عروة رضي اللّه عنه أن رجلا وقع في علي بمحضر من عمر رضي اللّه عنهما ، فقال عمر : تعرف صاحب هذا القبر ، محمد بن عبد اللّه بن عبد المطلب ، وعلي بن أبي طالب بن عبد المطلب ، لا تذكر عليا إلا بخير ، فإنك إن آذيته آذيت هذا في قبره ، كذا في المنتخب (5 / 46).
ومنهم العلامتان الشريف عباس أحمد صقر وأحمد عبد الجواد في القسم الثاني من «جامع الأحاديث» (ج 1 ص 629 ط دمشق) قالا :
عن عروة ، أن رجلا وقع في علي بمحضر من عمر ، قال عمر : تعرف صاحب هذا القبر محمد بن عبد اللّه بن عبد المطلب ، وعلي بن أبي طالب بن عبد المطلب؟ لا تذكر عليا إلا بخير ، فإنّك إن آذيته آذيت هذا في قبره.(كر).
وقال أيضا في ج 4 ص 389 مثله عن عروة.
ومنهم المؤرخ الكبير عبد الكريم بن محمد الرافعي القزويني في «التدوين في أخبار قزوين» (ج 1 ص 293 ط بيروت) قال :
ثنا فضل بن الحباب بالبصرة ، ثنا القعنبي ، ثنا ابن لهيعة ، عن الأسود ، عن عروة ابن الزبير : أن رجلا وقع في علي بن أبي طالب - فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم العلامة أحمد بن محمد الخافي الحسيني الشافعي في «التبر المذاب» (ص
ص: 206
40 نسخة مكتبتنا العامة بقم) قال :
وروى أيضا عن عروة بن الزبير أنّ رجلا وقع في علي بمحضر من عمر فقال له عمر : أتعرف صاحب هذا القبر؟ قال : هذا محمد بن عبد اللّه بن عبد المطلب ، قال : وعلي بن أبي طالب بن عبد المطلب ، لا تذكر عليا إلا بخير ، فإنك إن تنقصه آذيت صاحب هذا القبر. (صلی اللّه عليه وآله وسلم).
روى الحديث جماعة من أعلام العامة مرسلا في كتبهم :
فمنهم الفاضل المعاصر محمد خير المقداد في «مختصر المحاسن المجتمعة في فضائل الخلفاء الأربعة» للعلامة الصفوري (ص 161 ط دار ابن كثير - دمشق وبيروت) قال :
وقال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم (من أحب عليا فقد أحبني ، ومن أبغض عليا فقد أبغضني ، ومن آذى عليا فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى اللّه تعالى).
ومنهم الفاضل المعاصر محمد رضا في «الإمام علي بن أبي طالب كرم اللّه وجهه» (ص 21) قال :
من آذى عليا فقد آذاني.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف» (ج 9 ص 210 ط عالم التراث للطباعة والنشر - بيروت) قال :
ص: 207
ما لكم ولي من آذى عليا فقد آذاني.
مطالب 3966 ، 3968.
مالكم ولها.
ه ق 1 / 251.
مالكم ومالي.
مجمع 9 / 129.
تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 8 ص 706 وج 18 ص 197 و 211 و 484 وج 19 ص 152 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم الشيخ أبو البركات محمد الباعوني في «جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ق 38 والنسخة من المكتبة الرضوية) قال :
وعن أبي ذر رضي اللّه عنه قال : بعثني رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أدعو عليا فأتيته فناديته فلم يجبني ، فعدت وأخبرت فقال : عد إليه وادعه فهو في البيت ، قال : فعدت وناديته فسمعت صوت الرحاء يطحن فشارفت الباب فإذا الرحاء يطحن وليس معها أحد (يديرها) فناديته فخرج إلي منشرحا فقلت له : إن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يدعوك ، فجاء ثم لم أزل أنظر إلى رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم
ص: 208
وينظر إلى فقال : يا أبا ذر ما شأنك؟ فقلت : يا رسول اللّه عجبت من العجب رأيت ، رحى في بيت علي يطحن وليس معها أحد يديرها ، فقال : يا أبا ذر إن لله ملائكة سياحين في الأرض وقد وكلوا بمعونة آل محمد. أخرجه الملا في سيرته والإمام أحمد في المناقب.
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام القوم في ج 5 ص 50 وج 6 ص 394 و 423 وج 17 ص 2 وج 21 ص 554 ومواضع أخرى من الكتاب ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
وفيه أحاديث :
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 17 ص 367 ط دار الفكر) قال :
وعن أم سلمة زوج النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قالت : من سبّ عليا وأحباءه فقد سبّ رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، وأشهد أن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم كان يحبه.
ص: 209
وقال أيضا في ج 18 ص 83 :
قال أبو إسحاق السبيعي : حججت ، وأنا غلام ، فمررت بالمدينة ، فرأيت الناس عنقا واحدا ، فاتبعتهم ، فأتوا أم سلمة زوج النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، فسمعتها وهي تقول : يا شبث بن ربعي ، فأجابها رجل خلف حجاب : لبيك يا أمه ، فقالت : أيسبّ رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في ناديكم؟ فقال : إنا نقول شيئا يريد عرض هذه الحياة الدنيا - فقالت : سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول : من سبّ عليا فقد سبنّي ، ومن سبّني سبّه اللّه تعالى.
وروى أيضا في ج 17 ص 366 عن زيد بن أرقم قال :
دخلت على أم سلمة زوج النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فقالت : ممن أنت؟ قلت : من أهل الكوفة ، قالت : من الذين يسبّ فيهم رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم؟ قلت : لا واللّه يا أمه ، ما سمعت أحدا يسبّ رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، قالت : بلى واللّه ، إنهم يقولون : فعل اللّه بعلي ومن يحبه ، وقد كان ، واللّه رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يحبه.
وروى أيضا عن أبي عبد اللّه الجدلي فقال : وقال أبو عبد اللّه الجدلي : دخلت على أم سلمة فقالت : يا أبا عبد اللّه ، أيسبّ رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فيكم وأنتم أحياء؟ قال : قلت : سبحان اللّه! وأنى يكون هذا؟ قالت : أليس يسبّ علي ومن يحبه؟ قلت : بلى. قالت : أليس كان رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يحبه؟
وفي رواية قالت : سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول : من سبّ عليا فقد سبّني (1).
ص: 210
ص: 211
ومنهم العلامة أبو بكر أحمد بن مروان في «المجالسة وجواهر العلم» (ص 375 ط المعهد العلمي بفرانكفورت) قال :
حدثنا محمد بن عبد العزيز قال : سمعت ابن عائشة يقول : سمعت أبي يقول كلمة ما سمعت أحسن منها قال : سمع محمد بن عبد اللّه بن عروة بن الزبير رجلا يشتم علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه فقال له : ويلك لا تفعل فإن عليا رحمه اللّه يشتم منذ ستين سنة فو اللّه ما زاده اللّه بهذا إلا رفعة ، إن الدين لم يبن شيئا قط فهدمته الدنيا وإن الدنيا لم تبن شيئا قط إلا عادت عليه فهدمته.
ص: 212
ومنهم العلامة الحافظ أبو يعلى احمد بن علي بن المثني التميمي الموصلي المتوفى سنة 307 في «مسند أبي يعلى» (ج 2 ص 114 ط دار المأمون للتراث - دمشق) قال :
حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا عبيد اللّه بن موسى ، أخبرنا شقيق بن أبي عبد اللّه ، عن أبي بكر بن خالد بن عرفطة ، أنه أتى سعد بن مالك فقال : بلغني أنكم تعرضون على سبّ علي بالكوفة ، فهل سببته؟ قال : معاذ اللّه ، قال : والّذي نفس سعد بيده لقد سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول في علي شيئا ، لو وضع المنشار على مفرقي ، على أن أسبّه ما سببته أبدا.
وقال أيضا في ج 12 ص 444 :
حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا عبيد اللّه بن موسى ، حدثنا عيسى بن عبد الرحمن البجلي ، عن السدي ، عن أبي عبد اللّه الجدلي ، قال : قالت أم سلمة : أيسبّ رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم على المنابر؟ قلت : وأنى ذلك. قالت : أليس يسبّ علي ومن يحبه؟ فأشهد أن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم كان يحبه.
ومنهم العلامة الشيخ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب البغدادي في «تلخيص المتشابه في الرسم» (ج 2 ص 260 ط دار طلاس - دمشق) قال :
أنا علي بن محمد بن عبد اللّه المعدل ، أنا محمد بن عمرو الرزاز ، نا إبراهيم بن عبد الرحمن بن دنوقا ، ثنا سهل بن عامر ، نا عيسى بن عبد الرحمن ، عن السدي ، عن أبي عبد اللّه الجدلي ، قال : قالت أم سلمة - فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي بن محمد بن
ص: 213
شريف في «تهذيب خصائص الإمام علي» للحافظ النسائي (ص 76 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :
أخبرنا العباس بن محمد الدوري ، قال : حدثنا يحيى بن أبي بكير ، قال : أخبرنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن أبي عبد اللّه الجدلي ، قال : دخلت على أم سلمة ، فقالت : أيسبّ رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فيكم؟ قلت : سبحان اللّه - أو معاذ اللّه - قالت : سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول : من سبّ عليا فقد سبني.
ومنهم الفاضل المعاصر خالد عبد الرحمن العك المدرس في ادارة الإفتاء العام بدمشق في «مختصر حياة الصحابة» للعلامة محمد يوسف الكاندهلوي (ص 318 ط دار الإيمان - دمشق وبيروت) قال :
وأخرج أحمد ، عن أبي عبد اللّه الجدلي ، قال : دخلت على أم سلمة رضي اللّه عنها فقالت لي : أيسبّ رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فيكم؟ قلت : معاذ اللّه أو سبحان اللّه أو كلمة نحوها ، قالت : سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول : من سبّ عليا فقد سبني.
قال الهيثمي (9 / 130) : رجاله رجال الصحيح غير أبي عبد اللّه الجدلي وهو ثقة.
وعند الطبراني وأبي يعلى ، عن أبي عبد اللّه الجدلي قال : قالت لي أم سلمة رضي اللّه عنها : يا أبا عبد اللّه أيسبّ رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فيكم؟ قلت : أنى يسب رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم؟ قالت : أليس يسب علي ومن يحبه ، وقد كان رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يحبه! قال الهيثمي : رجال الطبراني رجال الصحيح غير أبي عبد اللّه وهو ثقة.
وأخرجه ابن أبي شيبة عن أبي عبد اللّه نحوه كما في المنتخب (5 / 46).
ص: 214
ومنهم العلامة أبو الفضل عبد اللّه بن محمد بن الصديق الحسني في «الكنز الثمين في أحاديث النبي الأمين» (ص 569 ط عالم الكتب - بيروت)
من سبّ عليا فقد سبني ، ومن سبني فقد سبّ اللّه.(حم ك) عن أم سلمة رضي اللّه عنها.
ومنهم الدكتور عبد الصبور شاهين والأستاذة إصلاح عبد السلام الرفاعي في «موسوعة أمهات المؤمنين» (ص 482 ط الزهراء للإعلام العربي - القاهرة) قالا :
عن أم سلمة قال صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : من سب عليا فقد سبني ، ومن سبني فقد سب اللّه.(أحمد والحاكم).
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد ماهر حمادة في «الوثائق السياسية والإدارية العائدة للعصر الاموي» (ص 166 ط مؤسسة الرسالة) قال :
رسالة أم سلمة لمعاوية لما لعن عليا على المنابر : إنكم تلعنون اللّه ورسوله على منابركم ، وذلك أنكم تلعنون علي بن أبي طالب ومن أحبه ، وأنا أشهد أن اللّه أحبه ورسوله. العقد الفريد لابن عبد ربه ج 4 / 366
ومنهم الفاضل المحقق أبو منصور أحمد ميرين البلوشي المدني في «تعليقات خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام» للنسائي المتوفى سنة 303 (ص 111 ط مكتبة المعلى - الكويت) قال :
وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (12 / 76) وأبو يعلى (ق 125 / 2 - المقصد العلي) والطبراني في المعجم الكبير (23 / 322 ، 323) وفي الأوسط (3 / 340 - مجمع البحرين) والحاكم (3 / 121) والخطيب (7 / 401) بطرق عن أبي عبد اللّه الجدلي قال : قالت أم سلمة : يا أبا عبد اللّه! أيسب رسول اللّه صلى اللّه
ص: 215
عليه وسلم فيكم ثم لا تغيرون؟ قال : قلت : ومن يسب رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم؟ قالت : يسبّ علي ومن يحبه ، وقد كان رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يحبه.
ومنهم الفاضل المعاصر رياض عبد اللّه عبد الهادي في «فهارس كتاب الموضوعات» لابن الجوزي (ص 76 ط دار البشائر الإسلامية - بيروت) قال :
قال لي يا علي لا تكتب جوازا لمن يسب ... في فضائل علي 1 / 398
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف» (ج 8 ص 298 ط عالم التراث للطباعة والنشر - بيروت) قال :
من سب عليا جلد الحد.
موضوعات 1 / 328.
وروى أيضا في ج 7 ص 127 : لا تسبوا عليا فإنه كان ممسوسا في ذات اللّه.
طب 19 / 148 - ضعيفة 895.
لا تسبوا عليا فإنه ممسوس.
كنز 17 / 330 - حلية 1 / 68.
لا تسبوا عليا ولا أحدا من.
مجمع 9 / 196.
ص: 216
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 11 و 16 و 21 و 26 و 170 و 346 و 386 وج 15 ص 294 و 298 و 308 و 342 و 344 وج 20 ص 258 و 240 و 378 و 459 و 466 و 509 و 548 و 555 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة 911 في كتابه «القول الجلي في فضائل علي» عليه السلام (ص 55 ط مؤسسة نادر للطباعة والنشر) قال :
عن [علي كرم اللّه وجهه] أن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال : علي يعسوب المؤمنين ، والمال يعسوب المنافقين. أخرجه ابن عدي.
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» (ج 17 ص 376) قال :
وعن علي قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : علي يعسوب المؤمنين ، والمال يعسوب المنافقين.
ومنهم العلامة الشيخ بدر الدين أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه الزركشي المولود سنة 745 والمتوفى سنة 794 في «اللآلي المنثورة في الأحاديث المشهورة» المعروف بالتذكرة في الأحاديث المشتهرة (ص 175 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :
ص: 217
وقال ابن سيدة في المحكم : اليعسوب : أمير النحل ، كثر ذلك حتى سموا كل رئيس يعسوبا ، ومنه حديث : علي هذا يعسوب قريش. انتهى.
وفي الأمثال للرامهرمزي : علي يعسوب المؤمنين ، أي : سيدهم.
ومنهم العلامة الشريف إبراهيم بن محمد بن كمال الدين المشتهر بابن حمزة الحسيني الحنفي الدمشقي المتوفى سنة 1120 في «البيان والتعريف في أسباب ورود الحديث الشريف» (ص 28 ط المكتبة العلمية - بيروت) قال :
علي يعسوب المؤمنين والمال يعسوب المنافقين.
ومنهم المحقق المعاصر محمد عبد القادر عطا في «تعليقاته على كتاب الغماز على اللماز» للعلامة السمهودي (ص 59 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال في تعليقه على حديث : أمير النحل علي - إلخ :
وأخرج الرامهرمزي في الأمثال : علي يعسوب المؤمنين.
وأخرج الطبراني في الكبير من حديث أبي ذر وسلمان ، وعند الديلمي من حديث الحسن قال علي : أنا يعسوب المؤمنين ، وعن علي مرفوعا بلفظ : يا علي ، إنك لسيد الناس ، ويعسوب المؤمنين. وأورده الزركشي في التذكرة ، وعزاه للطبراني ، عن أبي ذر ، والديلمي ، وتابعه السيوطي ، وقال : وابن عساكر من حديث سلمان وابن عباس.
انظر : (المقاصد الحسنة 172 ، وكشف الخفا 596 ، وتمييز الطيب من الخبيث 228 ، والأسرار المرفوعة للقاري 67 ، والدرر المنتثرة 479).
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف» (ج 5 ص 467 ط عالم التراث للطباعة والنشر - بيروت)
ص: 218
فأشار إلى الحديث الشريف.
ومنهم الفاضل المعاصر رياض عبد اللّه عبد الهادي في «فهارس كتاب الموضوعات» لابن الجوزي (ص 99 ط دار البشائر الإسلامية - بيروت)
فأشار إلى الحديث الشريف.
ومنهم العلامة الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي التيمي القرشي في «العلل المتناهية في الأحاديث الواهية» (ج 1 ص 238 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :
حديث آخر : أنا محمد بن عبد الملك بن خيرون ، قال : نا إسماعيل بن مسعدة ، قال : أخبرنا حمزة بن يوسف ، قال : نا أبو أحمد بن عدي ، قال : نا محمد بن أحمد ابن هلال ، قال : نا محمد بن يحيى بن ضريس ، قال : نا عيسى بن عبد اللّه بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب ، قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده علي رضي اللّه عنه قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : علي يعسوب المؤمنين والمال يعسوب المنافقين.
رواه جماعة من العامة في كتبهم :
فمنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف» (ج 10 ص 3 ط عالم التراث للطباعة والنشر -
ص: 219
بيروت) قال :
ناد عليا مظهر العجائب تجده عونا.
أسرار 385 - خفا 2 / 507.
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 7 ص 327 و 339 وج 8 ص 794 وج 17 ص 276 و 346 وج 21 ص 312 وج 23 ص 293 ومواضع أخرى من هذا الكتاب المستطاب ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» (ج 17 ص 367 ط دار الفكر) قال :
وعن علي بن أبي طالب قال : قال لي رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : إنك تعيش على ملتي ، وتقتل على سنتي ، من أحبك أحبني ، ومن أبغضك أبغضني.
ص: 220
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن كتب أعلام العامة في ج 4 ص 330 و 338 وج 7 ص 128 و 129 ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها في ما مضى :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» (ج 17 ص 360) قال :
يا عبد اللّه ، أتاني ملك فقال : يا محمد ، واسأل من أرسلنا قبلك من رسلنا علام بعثوا؟ قال : قلت : علام بعثوا؟ قال : على ولايتك وولاية علي بن أبي طالب.
ومنهم الحاكم النيشابوري في «معرفة علوم الحديث» (ص 96 ط القاهرة) قال :
حدثنا أبو الحسن محمد بن المظفر الحافظ ، قال حدثنا عبد اللّه بن محمد بن غزوان ، قال : حدثنا علي بن جابر ، قال : حدثنا محمد بن خالد بن عبد اللّه ، قال : ثنا محمد بن الفضيل ، قال : ثنا محمد بن ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عبد اللّه قال : قال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : يا عبد اللّه ، أتاني ملك فقال : يا محمد واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا على ما بعثوا؟ قال : قلت - فذكر الحديث مثل ما تقدم.
ص: 221
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة الشيخ أحمد بن يوسف التيفاشي المولود سنة 580 والمتوفى 651 في «الشفا في الطب» (ص 201 ط دار المعرفة - بيروت) قال :
عن أبي هريرة : أنه جاء يسلم على النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ويعوده في شكواه فأذن له ، فدخل يسلم عليه وهو قائم ، فوجد النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم متساندا إلى صدر علي بن أبي طالب وقد جعل يديه على صدره ضامّه والنبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم باسط رجليه.
وعن حذيفة ، قال : كان علي أسند رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم إلى صدره فقلت لعلي : أراوحك ، فقال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : هو أحق به.
تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 8 ص 418 و 522 و 637 وج 18 ص 61 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
ص: 222
فمنهم الفاضل الأمير أحمد حسين بهادر خان الحنفي البريانوي الهندي في كتابه «تاريخ الأحمدي» (ص 73 ط بيروت سنة 1408) قال :
وفي الكامل لابن الأثير الجزري : فدعا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم علي بن أبي طالب فقال : أكتب بسم اللّه الرّحمن الرّحيم ، فقال سهيل : لا نعرف هذا ولكن أكتب باسمك اللّهم ، فكتبها ثم قال : أكتب هذا ما صالح عليه محمد رسول اللّه سهيل بن عمرو ، فقال سهيل : لو نعلم أنك رسول اللّه لم نقاتلك ، ولكن أكتب اسمك واسم أبيك ، فقال لعلي : أمح رسول اللّه ، فقال : لا أمحو أبدا ، فأخذه رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فكتب موضع رسول اللّه محمد بن عبد اللّه ، وقال لعلي : لتبلين بمثلها.
ودر روضة الأحباب است كه حضرت روى مبارك را بسوى على بن أبي طالب آورد وگفت : يا علي! تو را نيز مثل اين واقعه بحسب ضرورت روى خواهد نمود وصاحب معارج النبوة مى آرد كه آن حضرت فرمود كه : اى على! تو را هم در وقتى اين چنين معاملة پيش خواهد آمد.
وفي تاريخ الخميس قال : وأقبل بوجهه على علي فقال : يا علي سيكون لك يوم مثل هذه الواقعة.
ودر روضة الصفا است كه : چون از تحرير عهد نامه فراغت دست داده حضرت رسول روى مبارك به على آورد وفرمود : يا على! تو را هم به ضرورت مثل اين روي خواهد نمود.
وفي الخصائص للنسائي قال صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : أما إن لك مثلها وستأتيها وأنت مضطر.
ص: 223
تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 15 ص 600 وج 20 ص 417 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة محمد بن حسن الآلاني الكردي المتوفى سنة 1189 في «رفع الخفا شرح ذات الشفا» (ج 2 ص 271 ط عالم الكتب ومكتبة النهضة العربية) قال :
منها : ما أخرجه أبو يعلى عن عائشة رضي اللّه عنها أنها قالت : رأيت النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم التزم عليا وقبّله وهو يقول له : بأبي الوحيد الشهيد [بأبي الوحيد الشهيد].(أشرف الملا) بقلب.
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 18 ص 86 ط دار الفكر) قال :
وعن عائشة قالت : رأيت النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم التزم عليا ، وقبله ، ويقول : بأبي الوحيد الشهيد ، بأبي الوحيد الشهيد.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف» (ج 4 ص 227 ط عالم التراث للطباعة والنشر - بيروت) قال :
بأبي الوحيد الشهيد.
مجمع 9 / 38.
ص: 224
وذكره أيضا في ص 232.
تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة مرارا ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم الفاضل المعاصر أحمد البزرة في «تعليقات كتاب التنكيب والإفادة» لابن همات الدمشقي (ط دار المأمون للتراث - بدمشق) قال :
وفي الكبير والخطيب في تاريخ بغداد (4 / 71 ، 140) عن علي بن أبي طالب مرفوعا به واللفظ في الكبير : أما ترضى أنك أخي وأنا أخوك.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف» (ج 2 ص 534 وج 5 ص 462 وج 10 ص 199 و 226 و 394 وج 11 ص 195).
روى حديث الإخاء بألفاظ مختلفة.
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
ص: 225
فمنهم الفاضل المعاصر عبد الرحمن الشرقاوي في «علي إمام المتقين» (ج 1 ص 54 ط مكتبة غريب الفجالة) قال :
أما علي فإنه انشغل بتجهيز الرسول صلی اللّه عليه [وآله] وسلم .. ودموعه تفيض على وجهه في صمت وهو يتمتم : بأبي أنت وأمي يا رسول اللّه طبت حيا وطبت ميتا ، لولا أنك أمرت بالصبر ، ونهيت عن الجزع .. بأبي أنت وأمي .. إن الصبر لجميل إلا عنك ، وإن الجزع لقبيح إلا عليك .. اذكرنا عند ربك واجعلنا من همك.
وإن عليا ليذكر ما قاله يوم نزلت الآية : ( أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ .. ) لقد قال علي يومئذ حين سمع هذه الآية لأوّل مرة : واللّه لا ننقلب على أعقابنا بعد إذ هدانا اللّه ، واللّه لئن مات أو قتل لأقاتلن على ما قاتل عليه حتى أموت.
تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 18 و 93 و 173 و 363 وج 6 ص 10 و 101 و 103 و 804 وج 9 ص 201 و 267 وج 15 ص 75 و 467 و 497 وج 16 ص 470 و 477 وج 18 ص 89 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص 37 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :
ص: 226
وعن ابن عباس أن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم صفّ المهاجرين والأنصار صفين ، ثم أخذ بيد علي والعباس ومر بين الصفين وضحك ، فقال له رجل : من أيّ شيء ضحكت يا رسول اللّه؟ فداك أبي وأمي ، قال : هبط عليّ جبرئيل فقال : إن اللّه باهى بالمهاجرين والأنصار أهل السموات العلى وباهى بي وبك يا علي حملة العرش.
قد مضى نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 8 ص 697 و 702 وج 16 ص 435 وج 8 ص 696 وج 18 ص 187 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم الحافظ أبو محمد عبد الغني بن عبد الواحد الجماعيلي المقدسي المولود سنة 541 والمتوفى 600 في «سيرة النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وسيرة أصحابه العشرة» (ص 23 ط دار الجنان - بيروت) قال :
وغسله علي بن أبي طالب ، وعمّه العباس ، والفضل بن العباس ، وقثم بن العباس ، وأسامة بن زيد ، وشقران مولاه ، وحضرهم أوس بن خولي الأنصاري وكفن في ثلاثة أثواب.
ومنهم الفاضل المعاصر محمد حسين هيكل في «حياة محمد صلی اللّه عليه [وآله] وسلم» (ص 405 ط 18 دار المعارف - القاهرة عام 1410) قال :
ص: 227
وتولى غسل النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أهله الأقربون ، وفي مقدمتهم علي بن أبي طالب والعباس بن عبد المطلب وولداه الفضل وقثم وأسامة بن زيد ، وكان أسامة بن زيد وشقران مولى النبي هما اللذان يصبان الماء عليه وعلي يغسله وعليه قميصه ، فقد أبوا أن ينزعوا عنه القميص ، وكانوا أثناء ذلك يجدون به طيبا حتى كان علي يقول : بأبي أنت وأمي ما أطيبك حيا وميتا.
ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد الخفاجي المصري في «نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض» (ج 1 ص 365 ط دار الفكر - بيروت) قال :
(وعن علي رضي اللّه تعالى عنه أوصاني النبي صلى اللّه تعالى عليه وسلم لا يغسله غيري فإنه لا يرى أحد عورتي الّا طمست عيناه) قال المخرج : هذا الحديث رواه البزار والبيهقي ، أي لا يمر يده على جسده للغسل غيره لأنه من أقرب أقربائه وأقدمهم صحبة.
ومنهم المولوي علي بن سلطان محمد القاري في «شرح الشفاء للقاضي عياض» المطبوع بهامش «نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض» (ج 1 ص 365 ط دار الفكر - بيروت)
فذكر مثل ما تقدم عن «نسيم الرياض».
ومنهم العلامة الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي التيمي القرشي في «العلل المتناهية في الأحاديث الواهية» (ج 1 ص 248 ط دار الكتب العلمية) قال :
حديث آخر : أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك ، قال : نا ابن بكران ، قال : أخبرنا العتيقي ، قال : أنا يوسف بن أحمد ، قال : نا العقيلي ، قال : نا أحمد بن داود القوسي ، قال : نا إبراهيم بن سعيد ، قال : نا عبد الصمد بن نعمان ، عن كيسان
ص: 228
أبي عمرو ، عن يزيد بن بلال ، عن علي ، قال : أوصاني رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ألّا يغسله [غيري] فإن أحدا لا يرى عورته إلا طمست عيناه ، قال علي : كان أسامة يناولني الماء وهو مغمض [عينيه].
ومنهم العلامة محمد بن عبد اللّه بن أبي بكر القضاعي المشتهر بابن الأبار المولود سنة 595 والمتوفى سنة 658 في «المعجم في أصحاب القاضي أبي علي الصدفي» (ص 238 ط دار الكاتب العربي للطباعة والنشر - القاهرة) قال :
حدثنا أبو الخطاب بن واجب القاضي ، وأبو عبد اللّه بن اليتيم الخطيب قالا : نا أبو محمد عبد اللّه بن أحمد العبدري إجازة ، قال : أنبأنا أبو علي حسين بن محمد الصدفي ، وحدثنا أبو عبد اللّه بن نوح العلّامة ، نا أبو عبد اللّه بن سعادة قرأه عليه وهو يمسك أصله المنسوخ بخط عمه يعني الحاج أبا عمران موسى بن سعادة من أصل القاضي أبي علي عنه قال : قرأت ببغداد على الحافظ أبي بكر بن عبد الباقي ، أنا أبو عمر المليحي إجازة ، وكتب إلي أبو الحسن بن منصور ، عن أبي الفضل بن ناصر ، أنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، عن أبي عمر المليجي وأبي عثمان الصابوني ، قالا : أنا أبو عبيد أحمد بن محمد الهروي ، أنا أبو رافع عاصم بن العباس العصمي ، أنا أبو عبد اللّه محمد بن مخلد بن حفص العطار ، نا الحسن بن عرفة ، نا عبد اللّه بن المبارك ، عن معمر ، عن الزهري ، عن سعيد بن الحسيب قال : التمس علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه من النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ما يلتمس من الميت ، فلم يجده فقال : بأبي أنت وأمي طبت حيا وطبت ميتا. وفي السامعين من أبي علي أمالي عبد الملك بن بشران ، وبقراءة أبي الحسن بن الباذش أبو محمد عبد اللّه بن محمد البلنسي ولا أعرفه.
ومنهم العلامة الشيخ محمد هارون كبير مفتشي المحاكم الشرعية سابقا في كتابه «ملخص السيرة النبوية» (ص 74 ط المكتبة الثقافية في بيروت)
ص: 229
فذكر تغسيله مثل ما تقدم.
ومنهم الفاضل المعاصر محمد رضا في «الإمام علي بن أبي طالب كرم اللّه وجهه رابع الخلفاء الراشدين» (ص 36 ط دار الكتب العلمية - بيروت)
فذكر مثل ما تقدم ، إلى أن قال :
وعلي يغسله قد أسنده إلى صدره وعليه قميصه يدلكه من ورائه لا يفضى بيده إلى رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، وعلي يقول : بأبي أنت وأمي ما أطيبك حيا وميتا. ولم ير من رسول اللّه شيء مما يرى من الميت.
ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في كتابه «حياة الإمام علي عليه السلام» (ص 261 ط دار الجيل في بيروت) قال :
وعلي يغسله وعليه قميصه وهو يقول : بأبي أنت وأمي ما أطيبك حيا وميتا.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف» (ج 2 ص 47 وج 4 ص 36 وج 11 ص 193 وص 195 وص 202 ط عالم التراث للطباعة والنشر - بيروت)
فذكر التغسيل كما تقدم.
ومنهم عدة من الفضلاء المعاصرين في «فهرس أحاديث وآثار المصنف» للشيخ عبد الرزاق الصنعاني (ج 4 ص 1043 ط عالم الكتب - بيروت) قالوا :
غسل علي وكفن / الجهاد 9593 / 5 / 275
غسل علي وكفن / الجنائز 6646 / 3 / 545
يحيى بن جعدة.
ص: 230
ومنهم الفاضل المعاصر يوسف المرعشلي في كتابه «فهرس تلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير» (ص 209 ط دار المعرفة - بيروت) قال :
غسل النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم علي ، وعلى يد علي .. عبد اللّه بن الحارث 2 / 106
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة أبو العرب محمد بن أحمد بن تميم بن تمام بن تميم التميمي القيرواني المغربي المالكي المولود سنة 251 والمتوفى سنة 333 في كتابه «المحن» (ص 85 ط دار الغرب الإسلامي في بيروت سنة 1403) قال :
حدثني محمد بن بسطام ، قال : حدثنا حمدان بن أيوب البغدادي ، قال : حدثنا أنمار ، يعني ابن بكار ، قال : حدثنا مضاء بن الجارود ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن زياد بن المنذر ، عن منصور بن المعتمر ، عن ثعلبة الجماني ، قال : دخلت على علي بن أبي طالب اليوم الثاني وهو يجود بنفسه مغمى عليه ، وأم كلثوم تبكيه ، فأفاق وقال : ما هذا الصوت؟ قالوا : أم كلثوم تبكيك ، قال : ما يبكيك يا بنية؟ قالت : مما أرى بك يا أمير المؤمنين ، قال : أما أنك لو ترين ما أرى ما بكيت ، هذا موكب ملائكة السماوات تأتي فوجا فوجا يسلمون عليّ ، وهذا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول : أمامك خيرك.
ص: 231
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الفاضل المعاصر عبد الرحمن الشرقاوي في «علي إمام المتقين» (ج 2 ص 320 ط مكتبة غريب بالفجالة) قال :
شعر أصحاب الإمام من نظرات ابن ملجم ، أنه يريد الفتك بالإمام .. وقدروا أن معه عددا آخر من الخوارج أهل التعنت والتطرف.
فاختار أصحاب علي كل ليلة عشرة منهم يبيتون بالسلاح ساهرين على حراسته دون أن يستأذنوه .. ورآهم ذات ليلة فسألهم : ما يجلسكم؟ قالوا : نحرسك يا أمير المؤمنين ، فقال ساخرا : من أهل السماء؟ ثم قال : إنه لا يكون في الأرض شيء حتى يقضى في السماء ، وإنه ليس من الناس أحد إلا وقد وكل به ملكان يدفعان عنه ، فإذا جاء القدر خليا عنه ، وإنه لا يجد عبد عرف حلاوة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وما أخطأه لم يكن ليصيبه.
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص 91 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :
مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، عن سفيان بن عيينة قال : كان علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه يخرج بالليل إلى المسجد ، فقال ناس من أصحابه : يخشى أن يصيبه بعض عدوه ولكن تعالوا نحرسه ، فخرج ذات ليلة فإذا
ص: 232
هو بنا فقال : ما شأنكم؟ فكتمناه فعزم علينا فأخبرناه فقال : تحرسونني من أهل السماء أو من أهل الأرض؟ قلنا : من أهل الأرض؟ قال : إنه ليس يقضى في الأرض شيء حتى يقضى في السماء.
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 5 ص 613 وج 6 ص 10 و 30 وج 16 ص 405 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم العلامة حسام الدين المردي الحنفي في «آل محمد صلی اللّه عليه [وآله] وسلم» (صلی اللّه عليه وآله وسلم) قال :
وروى الحافظ جلال الدين السيوطي ، هما يرفعه بسنده عن ابن مسعود قال : لما قتل علي عمرو بن عبد ود يوم الخندق ، أنزل اللّه تعالى هذه الآية ( وَكَفَى اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ ) بعلي في مصحف ابن مسعود ، وسبب نزوله أن عمرو بن عبد ود كان أشجع العرب فارسا مشهورا يعدل بألف فارس ، وكان قد شهد بدرا ولم يشهد أحدا وشهد يوم الخندق ونادى : هل من مبارز؟ فلم يجبه أحد ، فقام علي وقال : أنا يا رسول اللّه ، فقال : إنه عمرو اجلس ، فنادى ثالثة فلم يجبه أحد ، فقام علي وقال : أنا يا رسول اللّه ، فقال صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : إنه عمرو ، فقال : وإن كان عمرا ، فاستأذن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم.
ص: 233
قال حذيفة بن اليمان : ألبسه رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم درعه الفضول ، وعممه عمامة السحاب على رأسه تسعة أدوار ، وقال له : تقدم ، فلما ولى ، قال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : برز الإيمان كله إلى الشرك كله ، وقال : رب لا تذرني فردا اللّهم احفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوق رأسه ومن تحت قدميه ، فاستقبل علي عمرا ، فعمرو ضربه بسيفه فشج رأسه ، ثم إن عليا ضربه على حبل عاتقه فسقط إلى الأرض ، فسمعنا تكبير علي ، فقال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : قتله علي ، وقال : أبشر يا علي ، فلو وزن عملك بعمل أمة محمد لرجح عملك بعملهم.
رواه الخطيب الخوارزمي موفق بن أحمد وصاحب كتاب الفردوس ، هما يرفعه بسنديهما عن ابن عباس عن عروة بن الزبير ، ونحوه أبو نعيم الحافظ والحافظ جلال الدين السيوطي عن ابن مسعود.
فمنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف» (ج 5 ص 181 ط عالم التراث للطباعة والنشر - بيروت) قال :
سأبعث إليهم رجلا يحب اللّه ورسوله.
مسانيد 2 / 669.
ص: 234
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الشيخ محمد كامل حسن المحامي في كتابه «مع اللّه في القرآن الكريم» (ص 20 ط بيروت) قال :
وروى كثيرون عن أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب كرّم اللّه وجهه أنه قال : رأيت الخضر في المنام قبل غزوة بدر بليلة ، فقلت له : علمني مما علمك اللّه تعالى شيئا أنتصر به على الأعداء ، فقال لي الخضر عليه السلام : يا هو يا من لا هو الّا هو.
ويكمل الإمام علي روايته قائلا : فلما أصبحت ، قصصت على رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ما رأيت في المنام ، فقال لي : يا علي! علمت الاسم الأعظم ، فكان علي لسانه يوم بدر.
وكان الإمام علي يقرأ سورة (الإخلاص) وهو يجاهد في معركة (صفين) وكان كلما انتهى من تلاوتها قال : يا هو يا من لا هو إلا هو اغفر لي وانصرني.
وسمعه عمار بن ياسر فقال له : يا أمير المؤمنين! ما هذه الكنايات؟ قال : اسم اللّه الأعظم وعماد التوحيد لا اله إلا هو.
ثم قرأ الإمام علي بعد ذلك الآية الكريمة الثامنة عشرة من سورة (آل عمران) التي يقول فيها اللّه العزيز الحكيم : ( شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) . صدق اللّه العظيم.
ص: 235
ومنهم العلامة الشيخ أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد اللّه الخثعمي السهيلي في «التعريف والإعلام فيما أبهم من الأسماء والأعلام في القرآن الكريم» (ص 107 ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال :
وذكر أبو بكر بن أبي الدنيا في كتاب «الهواتف» بسند يرفعه : أن علي بن أبي طالب عليه السلام لقي الخضر عليه السلام وعلمه هذا الدعاء ذكر فيه ثوابا عظيما ومغفرة ورحمة لمن قاله في أثر كل صلاة وهو قوله : يا من لا يشغله سمع عن سمع ، ويا من لا تغلطه المسائل ، ويا من لا يتبرم عن إلحاح الملحين أذقني برد عفوك وحلاوة مغفرتك.
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 8 ص 555 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي في «الوسائل في مسامرة الأوائل» (ص 54 ط بيروت سنة 1406) قال :
أول من بنى السجن في الإسلام علي بن أبي طالب ، وكانت الخلفاء قبله يحبسون في الآبار ، رأيته في الشواهد الكبرى للعيني.
ومنهم الفاضل المعاصر المحامي الدكتور صبحي محمصاني في «تراث الخلفاء
ص: 236
الراشدين في الفقه والقضاء» (ص 259 ط دار العلم للملايين - بيروت) قال :
ثم بنى الإمام علي حبسا من قصب ، سماه نافعا ، فنقبه اللصوص ، وتسيب الناس منه ، ثم بنى سجنا من مدر ، فسماه مخيّسا.
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ محمد الخضري بك المفتش بوزارة المعارف بمصرفي «محاضرات تاريخ الأمم الإسلامية» (ص 155 ط المكتبة التجارية الكبرى بمصر) قال :
ولم تزل الخلفاء تجري على أهل السجون ما يقوتهم في طعامهم ، وأدمهم وكسوتهم الشتاء والصيف ، وأوّل من فعل ذلك علي بن أبي طالب كرم اللّه وجهه بالعراق ، ثم فعله معاوية بالشام ، ثم فعله الخلفاء من بعده.
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور طه جابر العلواني في «مقالته» المطبوعة في كتاب «المتهم وحقوقه في الشريعة الإسلامية» (ج 1 ص 31 ط المركز العربي للدراسات الأمنية والتدريب بالرياض) قال :
وكان علي بن أبي طالب يزور السجن فجأة ليتفقد أحوال السجناء ويطلع على شكاواهم.
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
ص: 237
فمنهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي في «الوسائل في مسامرة الأوائل» (ص 88 ط بيروت سنة 1406) قال :
أوّل من اتخذ بيتا يطرح الناس فيه القصص علي بن أبي طالب.
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة أحمد بن يحيى بن أحمد بن عميرة الضبي المالكي المغربي المتوفى سنة 599 في «بغية الملتمس في تاريخ أهل الأندلس» (ص 10 ط بلدة بحريط) قال :
وحكى الدار قطني قال : كتب عمر التاريخ بعد ولايته بسنتين ونصف سنة ست وعشرة بمشورة علي بن أبي طالب «رض».
ومنهم العلامة الشيخ أبو عبد اللّه محمد بن محمد الأندلسي المغربي المالكي الشهير بالوزير في «الحلل السندسية في الأخبار التونسية» (ص 30 ط مطبعة الدولة في تونس) قال :
قال علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه وكرم وجهه : أرخ لهجرته صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، فإنها فرقت بين الحق والباطل. وقال آخرون لمولده صلی اللّه عليه [وآله] وسلم. وقال قوم : لنبوّته صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، وكان هذا الكلام في سنة سبع عشرة من الهجرة ، وقيل في ست عشرة ، فاتفقوا على قول علي رضي اللّه عنه وكرم وجهه.
وقال أيضا في ص 31 :
ص: 238
وقال علي رضي اللّه تعالى عنه وكرم وجهه : من المحرم لأنه أول السنة ، وهو من الأشهر الحرم ، وقيل : إنما أشار بذلك - أي بالمحرم - عثمان رضي اللّه عنه ، والأول أصح.
وقال ابن سيرين ، وابن المسيب : ثبت التاريخ بمشورة علي رضي اللّه تعالى عنه وكرم وجهه.
قد مر نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 18 و 78 و 101 و 245 و 275 و 284 و 288 و 344 وج 6 ص 152 وج 15 ص 16 و 173 و 222 و 424 و 564 وج 20 ص 292 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى سنة 360 في «المعجم الكبير» (ج 11 ص 395 ط مطبعة الأمة ببغداد) قال :
حدثنا الفضل بن هارون ، ثنا منصور بن أبي مزاحم ، ثنا أبو شيبة ، عن الحكم ، عن مقسم ، عن ابن عباس بعث رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم خالد بن الوليد وعلي بن أبي طالب إلى اليمن ، فاستعمل عليا على المهاجرين واستعمل خالدا على الأعراب قال : وإن كان قتال فعلي على جماعة الناس.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف» (ج 1 ص 220 ط عالم التراث للطباعة والنشر -
ص: 239
بيروت) قال :
إذا اجتمعتما فعلي الأمير.
طب 4 / 14.
ومنهم الفاضل المعاصر رياض عبد اللّه عبد الهادي في «الدرر المجموعة بترتيب أحاديث اللآلي المصنوعة» (ص 98 ط دار البشائر الإسلامية - بيروت) قال :
علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ابن عباس 1 / 377
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة أبو حامد محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الغزالي الطوسي المتوفى سنة 505 في «ذم البخل وفضل السخاء» (ص 126 ط دار الاعتصام) قال :
وقيل : بكى علي - كرم اللّه وجهه - يوما ، فقيل : ما يبكيك؟ فقال : لم يأتني ضيف منذ سبعة أيام ، أخاف أن يكون اللّه قد أهانني.
ومنهم الشيخ محمد جمال الدين القاسمي الدمشقي في «موعظة المؤمنين من إحياء علوم الدين» (ج 2 ص 252 ط دار المعرفة - بيروت) قال :
وروي أن عليا كرم اللّه وجهه بكى ، فقيل : ما يبكيك؟ فقال : لم يأتني ضيف منذ سبعة أيام ، أخاف أن يكون اللّه قد أهانني.
ص: 240
تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 107 وج 5 ص 18 و 271 وج 9 ص 289 و 229 وج 18 ص 408 وج 19 ص 203 و 205 و 242 و 278 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد السيوطي المتوفى سنة 911 في كتابه «القول الجلي في فضائل علي» عليه السلام (ص 18 ط مؤسسة نادر للطباعة والنشر) قال :
عن علي كرم اللّه وجهه أن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال : ابناي هذان الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، وأبوهما خير منهما. أخرجه ابن عساكر.
ومنهم المحقق المعاصر الشيخ عامر أحمد حيدر في «تعليقاته على القول الجلي في فضائل علي» عليه السلام للجلال السيوطي المتوفى سنة 911 (ص 18 المطبوعة في ذيل القول الجلي بمؤسسة نادر - بيروت) قال :
عن ابن خالويه بسنده إلى علي بن أبي طالب مرفوعا : الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنة ، وأبوهما خير منهما.
تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة ج 5 ص 246 و 250 و 253 وج 6 ص
ص: 241
447 وج 16 ص 105 و 110 وج 21 ص 433 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» (ج 17 ص 318 ط دار الفكر) قال :
وعن ابن عباس قال : قال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : خلق اللّه قضيبا من نور قبل أن يخلق اللّه الدنيا بأربعين ألف عام ، فجعله أمام العرش حتى كان أول مبعثي ، فشقّ منه نصفا فخلق منه نبيّكم ، والنّصف الآخر علي بن أبي طالب.
وعن سلمان قال : سمعت حبي رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول : كنت أنا وعلي نورا بين يدي اللّه مطيعا ، يسبّح اللّه ذلك النور ويقدّسه قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام ، فلما خلق اللّه آدم ركز ذلك النور في صلبه ، فلم يزل في شيء واحد حتى افترقنا في صلب عبد المطلب ، فجزء أنا وجزء علي.
ومنهم الفاضل المعاصر صالح يوسف معتوق في «التذكرة المشفوعة في ترتيب أحاديث تنزيه الشريعة المرفوعة» (ص 30 ط دار البشائر الإسلامية - بيروت) قال : خلقت أنا وعلي من نور وكنا على يمين العرش 1 / 351
ومنهم الفاضل المعاصر رياض عبد اللّه عبد الهادي في «فهارس كتاب الموضوعات» لابن الجوزي (ص 55 ط دار البشائر الإسلامية - بيروت) قال :
خلقت أنا وعلي من نور في فضائل علي 1 / 340
ص: 242
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 6 ص 417 وج 7 ص 324 و 340 وج 17 ص 275 وج 21 ص 436 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم الفاضل المعاصر محمد ولي اللّه عبد الرحمن الندوي في «نبؤات الرسول ما تحقق منها وما يتحقق» (ص 111 ط دار السلام) قال :
أخرج الدولابي في الكنى والأسماء فقال : حدثنا يحيى بن غيلان ، عن أبي عوانة عن إسماعيل بن سالم ، عن أبي إدريس إبراهيم بن أبي حديد الأودى أن علي بن أبي طالب قال : عهد إليّ النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أن الأمة ستغدر بي من بعده.
درجة الحديث :
الحديث صحيح : رجال الدولابي لهذا الحديث ثقات ، وقد صححه الحاكم والذهبي.
تحقق النبوءة :
قد وقع مصداق هذه النبوءة سنة ست وثلاثين وسبع وثلاثين من الهجرة بعد ما آلت الخلافة إليه رضي اللّه عنه ، فخرج عليه من خرج وقاتله كما وقع سنة أربعين من الهجرة عند ما غدر به عبد الرحمن بن ملجم فطعنه وقتله.
قال البيهقي : يحتمل أن يكون المراد به - واللّه أعلم - خروج من خرج عليه في إمارته ثم في قتله.
ص: 243
وقال في ذيل الكتاب :
هذا الحديث يتعلق بسيدنا علي بن أبي طالب رضي اللّه تعالى عنه ، وهو الّذي رواه عن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم.
أخرجه الدولابي في الكنى والأسماء 1 / 104 بلفظه.
والبزار في مسنده كما في كشف الأستار 3 / 203 (ح 2569) بمثله ، قال الهيثمي في إسناده علي بن قادم وقد وثق وضعف ، مجمع الزوائد 9 / 137.
والحاكم في المستدرك 3 / 140 بمثله وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبي.
والبيهقي في دلائل النبوة 6 / 440 بمثله.
والخطيب البغدادي في تاريخه 11 / 216 بمثله.
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» (ج 18 ص 44 ط دار الفكر) قال :
وعن علي [عليه السلام] قال : إن القرية ليكون فيها الشيعة فندفع بهم عنها ، ثم قال : أبيتم إلا أن أقولها فو اللّه لعهد إلي رسول اللّه صلى اللّه عليه [وآله] وسلم : إن الأمة ستغدر بي.
وفي حديث : إن الأمة ستغدر بك بعدي.
ومنهم العلامة الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي التيمي القرشي في «العلل المتناهية في الأحاديث الواهية» (ج 1 ص 243 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :
حديث آخر : نا عبد الرحمن بن محمد ، قال : أنا أحمد بن علي بن ثابت ، قال :
ص: 244
أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، قال : أنا عبد اللّه بن إسحاق بن إبراهيم البغوي ، قال : نا عبد اللّه بن أحمد بن كثير الدورقي ، وأحمد بن زهير ، قالا : نا الفيض بن وثيق بن عبد اللّه ، قال : نا الفضل بن عميرة ، قال : نا ميمون الكردي مولى عبد اللّه بن عامر أبو نصير ، عن أبي عثمان النهدي ، عن علي بن أبي طالب ، قال : مررت مع رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بحديقة فقلت : يا رسول اللّه ما أحسنها؟ قال : لك في الجنة خير منها [حتى مررت بسبع حدائق - وقال : أحمد بن زهير بتسع حدائق - كل ذلك أقول له ويقول لك في الجنة خير منها] قال : ثم جذبني رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وبكى فقلت : يا رسول اللّه ما يبكيك؟ قال : ضغائن في صدور رجال عليك ، لن يبدوها لك ، للأمر بعدي ، فقلت : بسلامة من ديني؟ قال : نعم ، بسلامة من دينك.
حديث آخر : أنبأنا إسماعيل بن أحمد ، قال : نا ابن مسعدة ، قال : نا حمزة ، قال : أخبرنا ابن عدي ، قال : أنا الساجي ، قال : حدثني محمد بن عبد الرحمن بن صالح ، قال : حدثني أبي ، قال : نا يحيى بن يعلى ، عن يونس بن خباب ، عن أنس ابن مالك ، قال : خرجت أنا وعلي مع رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في حيطان المدينة فمررنا بحديقة ، فقال علي : ما أحسن هذه. فقال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : حديقتك في الجنة أحسن منها ، حتى مر بسبع حدائق ويقول مثلها ، وجعل النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يبكي ، فقال علي : ما يبكيك؟ قال : ضغائن في صدور قوم لا يبدونها حتى يفقدوني.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف» (ج 11 ص 196 ط عالم التراث للطباعة والنشر - بيروت) قال :
يا علي إنك مبتلى.
ص: 245
شج 1 / 142.
لو أن عبدا عبد اللّه آلاف عام بين الركن والمقام ثم لقى اللّه مبغضا لعلي بن أبي طالب والعترة أكبه اللّه على منخريه في نار جهنم
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 99 و 245 و 248 و 385 وج 15 ص 581 وج 20 ص 315 ومواضع أخرى من هذا الكتاب المستطاب ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» (ج 18 ص 54 ط دار الفكر) قال :
عن عبد اللّه قال : خرج رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم من بيت زينب بنت جحش ، وأتى بيت أم سلمة ، فكان يومها من رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، فلم يلبث أن جاء علي ، فدق الباب دقا خفيا ، فانتبه النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم للدق وأنكرته أم سلمة ، فقال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : قومي فافتحي له ، قالت : يا رسول اللّه ، من هذا الّذي من خطره ما نفتح له الباب؟ أتلقاه بمعاصمي ، وقد نزلت في آية من كتاب اللّه بالأمس ، فقال لها كهيئة المغضب : إن طاعة الرسول طاعة اللّه
ص: 246
ومن عصى رسول اللّه فقد عصى اللّه ، إن بالباب رجلا ليس بعزق ولا غلق ، يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله ، لم يكن ليدخل حتى ينقطع الوطء ، قالت : فقمت ، وأنا أختال في مشيتي ، وأنا أقول : بخ بخ ، من ذا الذي يحب اللّه ورسوله ، ويحبه اللّه ورسوله؟ ففتحت الباب ، فأخذ بعضادتي الباب ، حتى إذا لم يسمع حسا ولا حركة وصرت في خدري استأذن ، فدخل ، فقال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : يا أم سلمة ، أتعرفينه؟ قالت : نعم يا رسول اللّه ، هذا علي بن أبي طالب ، قال : صدقت ، سيد أحبه ، لحمه من لحمي ودمه من دمي وهو عتبة بيتي ، اسمعي واشهدي ، وهو قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين من بعدي ، فاسمعي واشهدي ، وهو قاضي عداتي ، فاسمعي واشهدي ، وهو واللّه يحيي سنتي ، فاسمعي واشهدي ، لو أن عبدا عبد اللّه ألف عام بعد ألف عام وألف عام بين الركن والمقام ثم لقي اللّه مبغضا لعلي بن أبي طالب وعترتي أكبه اللّه على منخريه يوم القيامة في نار جهنم.
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف» (ج 10 ص 226 ط عالم التراث للطباعة والنشر - بيروت) قال :
هذا وصيي وموضع سري وخير من أترك بعدي.
قيس 219 - موضوعات 1 / 375.
ص: 247
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 459 وج 15 ص 385 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص 29 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :
وعن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : أعطيت في علي خمسا وهو أحب إليّ من الدنيا وما فيها ؛ أما واحدة فهو بكائي بين يدي اللّه عزوجل حتى يفرغ الحساب ، وأما الثانية فلواء الحمد بيده آدم ومن ولده تحته ، وأما الثالثة فواقف على عفر حوضي يسقي من عرف من أمتي ، وأما الرابعة فساتر عوراتي ومسلمي إلى ربي عزوجل ، وأما الخامسة فلست أخشى عليه أن يرجع زانيا بعد حصان ولا كافرا بعد إيمان ، أخرجه الإمام أحمد في المناقب.
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي الفرنكى محلي الحنفي ابن المولوي
ص: 248
محب اللّه السهالوي المتوفى سنة 1225 في كتابه «وسيلة النجاة» (ط مطبعة گلشن فيض الكائنة في لكهنو ص 70) قال :
في الصواعق : قال معاوية لخالد بن معمر : لم أحببت عليا؟ قال : على ثلاث خصال : على حلمه إذا غضب ، وعلى صدقه إذا قال ، وعلى عدله إذا حكم.
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الفاضل المعاصر محمد خير المقداد في «مختصر المحاسن المجتمعة في فضائل الخلفاء الأربعة» للعلامة الصفوري (ص 164 ط دار ابن كثير ، دمشق وبيروت) قال :
وقال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لأبي بردة : إنّ ربّ العالمين عهد إلي عهدا في علي بن أبي طالب ، إنه راية الهدى ، ومنار الإيمان وإمام الأوّلين ، ونور جميع من أطاعني ، يا أبا بردة : علي بن أبي طالب أميني غدا في القيامة ، وصاحب رايتي في القيامة ، على مفاتيح خزائن رحمة ربي.
ص: 249
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور حسن الشرقاوي في «أصول التصوف الإسلامي» (ص 50 ط دار المعرفة الجامعية - الإسكندرية) قال :
ويكفى عليا فخرا أن الرسول صلی اللّه عليه [وآله] وسلم حدث أبا برزه وسمع أنس بن مالك الحديث وهو يقول : يا أبا برزة إن رب العالمين عهد إلي عهدا في على بن أبي طالب فقال : إنه راية الهدى ، ومنار الإيمان ، وإمام أوليائي ، ونور جميع من أطاعني ، يا أبا برزة علي بن أبي طالب أميني غدا في القيامة ، وصاحب رايتي في القيامة على مفاتيح خزائن رحمة ربي.
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الفاضل المعاصر عبد المنعم الهاشمي في كتابه «أصهار رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم» (ص 35 ط دار الهجرة - بيروت) قال :
أي بنيتي قد تركتك وديعة عن رجل إيمانه أقوى من إيمان أي إنسان آخر ، وعلمه أكثر من علم الجميع ، وإنه أفضل مؤمنا أخلاقا وأعلاهم نفسا.
وقال في ذيل الكتاب :
رواية الأستاذ عمر أبو النصر عن أمهات الكتب في كتابه فاطمة الزهراء ط القاهرة 1947 م.
ص: 250
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 20 ص 224 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في كتابه «حياة الإمام علي» عليه السلام (ص 15 ط دار الجيل في بيروت) قال :
عن عمرو بن عباد بن عبد اللّه ، قال : قال علي رضي اللّه عنه : أنا عبد اللّه وأخو رسول اللّه ، وأنا الصديق الأكبر ، لا يقولها بعدي إلا كاذب ، آمنت قبل الناس سبع سنين.
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو إسحاق الحويني في «تهذيب خصائص الإمام علي» عليه السلام (ص 63 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :
فقال : أخبرنا عبد اللّه ، وأخو رسوله محبوب محمد.
ص: 251
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة مرارا في هذا الكتاب المستطاب ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم علامة التاريخ والأدب محمد بن مكرم ابن منظور الإفريقي في «مختصر تاريخ دمشق» (ج 17 ص 367 ط دار الفكر) قال :
وعن يعلى بن مرة الثقفي ، قال : سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول : من أطاع عليا فقد أطاعني ، ومن عصى عليا فقد عصاني ، ومن عصاني فقد عصى اللّه ، ومن أحب عليا فقد أحبني ، ومن أحبني فقد أحب اللّه ، ومن أبغض عليا فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض اللّه ، لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا كافر أو منافق.
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 6 ص 474 وج 15 ص 490
ص: 252
وج 20 ص 232 و 299 ومواضع أخرى من هذا الكتاب ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» (ج 17 ص 313 ط دار الفكر) قال :
وعن زيد بن أوفى قال : دخلت على رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم مسجده ، فقال : أين فلان؟ أين فلان؟ فجعل ينظر في وجوه أصحابه ، فذكر الحديث في المؤاخاة ، وفيه : فقال علي : لقد ذهب روعي وانقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري ، فإن كان هذا من سخطك علي فلك العتبى والكرامة. فقال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : والذي بعثني بالحق ما أخرتك إلا لنفسي ، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي ، وأنت أخي ووارثي. قال : وما أرث منك يا نبي اللّه؟ قال : ما ورثت الأنبياء من قبلي. قال : وما ورثت الأنبياء من قبلك؟ قال : كتاب ربهم وسنة نبيهم ، وأنت معي في قصري في الجنة مع فاطمة ابنتي ، وأنت أخي ورفيقي. ثم تلا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : ( إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ ) (الحج / 47) المتحابين في اللّه ينظر بعضهم إلى بعض.
وقال أيضا في ص 316 :
وعن علي قال : قال لي رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : يا علي ، أنت أخي وصاحبي ورفيقي في الجنة.
ومنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد الخضري السيوطي المصري المتوفى سنة 911 في كتابه «مسند فاطمة عليها السلام» (ص 38 ط المطبعة العزيزية بحيدرآباد ، الهند سنة 1406) قال :
ص: 253
فقال علي : يا رسول اللّه! لقد ذهب روحي وانقطع ظهري حين رأيتك فعلت هذا بأصحابك ما فعلت غيري ، فان كان هذا من سخط عليّ فلك العتبى والكرامة ، فقال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : والّذي بعثني بالحق ما أخرتك إلا لنفسي ، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي ، وأنت أخي ووارثي ، قال : وما أرث منك يا رسول اللّه؟ قال : ما ورثت الأنبياء من قبلي ، قال : وما ورثت الأنبياء من قبلك؟ قال : كتاب ربهم وسنة نبيهم ، وأنت معي في قصري في الجنة مع فاطمة ابنتي ، وأنت أخي ورفيقي ، ثم تلا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ( إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ ) المتحابين في اللّه ينظر بعضهم إلى بعض (1).
ص: 254
ص: 255
ص: 256
ص: 257
ص: 258
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» (ج 17 ص 368 ط دار الفكر) قال :
ص: 259
وفي حديث مرسل : أن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال : إن اللّه تعالى عهد إليّ في علي عهدا ، قلت : رب بينه لي ، قال : اسمع يا محمد ، قال : إن عليا راية الهدى بعدي ، وإمام أوليائي ، ونور من أطاعني ، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين ، فمن أحبه أحبني ، ومن أبغضه أبغضني ، فبشره بذلك.
وقال أيضا في ص 373 :
وعن أبي برزة قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : إن اللّه عهد إليّ في علي عهدا ، فقلت : يا رب بينه لي ، فقال : اسمع ، فقلت : سمعت ، فقال : إن عليا راية الهدى ، وإمام أوليائي ، ونور من أطاعني ، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين ، من أحبه أحبني ، ومن أبغضه أبغضني ، فبشره بذلك ، فجاء علي فبشرته ، فقال : يا رسول اللّه أنا عبد اللّه وفي قبضته ، فإن يعذبني فبذنبي ، وإن يتم لي الذي بشرتني به فاللّه أولى بي. قال : قلت : اللّهم أجل قلبه ، واجعل ربيعه الإيمان ، فقال اللّه : قد فعلت به ذلك ، ثم إنه رفع إليّ أنه سيخصه من البلاء بشيء لم يخص به أحدا من أصحابي ، فقلت : يا رب أخي وصاحبي ، فقال : إن هذا شيء قد سبق ، إنه مبتلى ومبتلى به.
ومنهم العلامة الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي التيمي القرشي في «العلل المتناهية في الأحاديث الواهية» (ج 1 ص 239 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :
حديث آخر : أنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد ، قال : أخبرنا حمد بن أحمد ، قال : نا أبو نعيم ، قال : أنا أبو بكر الطلحي ، قال : نا محمد بن علي بن دحيم ، قال : نا عباد بن سعيد الجعفي ، قال : نا محمد بن عثمان بن البهول الجعفي [قال حدثنا صالح بن أبي الأسود ، عن أبي المطهر ، عن الأعشى الثقفي ، عن سلام] ، عن
ص: 260
أبي برذة ، قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم [إن اللّه عهد إلي عهدا] في علي فقلت - فذكر مثل ما تقدم عن المختصر عن أبي برزة - إلّا أن فيه : اللّهم اجعل قلبه ربيعة الإيمان.
ومنهم الفاضل المعاصر رياض عبد اللّه عبد الهادي في «الدرر المجموعة بترتيب أحاديث اللآلي المصنوعة» (ص 43 ط دار البشائر الإسلامية - بيروت) قال :
إن عليا راية الهدى وإمام اوليائي .. أبو برزة 1 / 363.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف» (ج 3 ص 350 ط عالم التراث للطباعة والنشر - بيروت) قال : إن عليا راية الهدى.
متناهية 1 / 236.
قد مر نقل ما يدل على ذلك عن أعلام العامة في مواضع من هذا الكتاب المستطاب ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
ص: 261
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» (ج 7 ص 333 ط دار الفكر) قال :
ومن حديث الحارث بن مالك قال : أتيت مكة فلقيت سعد بن أبي وقاص ، فقلت : هل سمعت لعلي منقبة؟ قال : شهدت له أربعا ، لأن تكون لي واحدتهن أحب إلي من الدنيا أعمر فيها مثل عمر نوح عليه السلام : إن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بعث أبا بكر ببراءة إلى مشركي قريش ، فسار بها يوما وليلة ، ثم قال لعلي : أتبع أبا بكر فخذها ، فبلّغها ورد عليّ أبا بكر ، فرجع أبو بكر فقال : يا رسول اللّه أنزل في شيء؟ قال : لا ، إلا خيرا ، لا ، إنه ليس يبلّغ عني إلا أنا أو رجل مني ، أو قال : من أهل بيتي.
قال : فكنا مع النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فنودي فينا ليلا : ليخرج من في المسجد إلا آل رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وآل علي ، قال : فخرجنا نجر نعالنا ، فلما أصبحنا أتى العباس النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، فقال : يا رسول اللّه ، أخرجت أعمامك وأصحابك وأسكنت هذا الغلام؟ فقال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : ما أنا أمرت بإخراجكم ولا إسكان هذا الغلام ، إن اللّه هو أمر به.
والثالثة : أن نبي اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بعث عمر وسعدا إلى خيبر ، فخرج عمر [و] سعد ، ورجع عمر فقال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : لأعطينّ الراية رجلا يحب اللّه ورسوله ، ويحبه اللّه ورسوله ، في ثناء كبير أخشى أن لا أحصي ، فدعا عليا ، فقالوا : إنه أرمد ، فجيء به يقاد ، فقال له : افتح عينيك ، قال : لا أستطيع ، قال : فتفل في عينيه ريقه ، ودلكهما بإبهامه ، وأعطاه الراية.
والرابعة : يوم غدير خم ، قام رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فأبلغ ، ثم قال : أيها الناس : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ ثلاث مرات ، قالوا : بلى ، قال : أدن يا علي ، فرفع يده ، ورفع رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يده حتى نظرت إلى بياض إبطيه ، فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، حتى قالها ثلاث مرات.
ص: 262
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» (ج 17 ص 375 ط دار الفكر) قال :
وعن عبد اللّه بن عكيم الجهني قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : إن اللّه أوحى إلي في علي ثلاثة أشياء ليلة أسري بي : إنه سيد المؤمنين ، وإمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين.
قد مر نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 336 وج 5 ص 305 وج 15 ص 531 وج 16 ص 153 و 155 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في كتابه «حياة الإمام علي» عليه السلام (ص 59 ط دار الجيل في بيروت) قال :
ص: 263
عن محمد بن أسامة بن زيد ، عن أبيه ، قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : أما أنت يا علي فختني وأبو ولدي أنت مني وأنا منك.
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي بن محمد بن شريف في «تهذيب خصائص الإمام علي» للحافظ النسائي (ص 103 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :
أخبرنا أحمد بن بكار الحراني ، قال : أخبرنا محمد بن سلمة ، عن ابن إسحاق ، عن يزيد بن عبد اللّه بن قسيط ، عن محمد بن أسامة بن زيد ، عن أبيه ، قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : أما أنت يا علي ..
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «فهارس أحاديث وآثار مسند الإمام أحمد بن حنبل» (ج 1 ص 193 ط دار الكتب العلمية - بيروت)
فذكر الحديث مثل ما تقدم عن شلبي.
ومنهم الفاضل المعاصر يوسف المرعشلي في كتابه «فهرس تلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير» (ص 90 ط دار المعرفة - بيروت)
فذكر الحديث مثل ما تقدم عن شلبي.
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي في «آل بيت الرسول» صلی اللّه عليه [وآله] وسلم (ص 77 ط القاهرة سنة 1399)
فذكر الحديث مثل ما تقدم عن شلبي متنا وسندا.
ص: 264
تقدم في هذا السفر الشريف نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة مرارا ، فنستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى سنة 360 في «المعجم الكبير» (ج 13 ص 98 ط مطبعة الأمة ببغداد) قال :
حدثنا إبراهيم بن هاشم البغوي ، حدثنا كثير بن يحيى ، حدثنا أبو عوانة ، عن أبي بلج ، عن عمرو بن ميمون ، قال : كنا عند ابن عباس فجاءه سبعة نفر وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى ، فقالوا : يا ابن عباس قم معنا أو قال : أخلوا يا هؤلاء ، قال : بل أقوم معكم ، فقام معهم فما ندري ما قالوا ، فرجع ينفض ثوبه ويقول : أف أف وقعوا في رجل قيل فيه ما أقول لكم الآن ، وقعوا في علي بن أبي طالب وقد قال نبي اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : لأبعثن رجلا لا يخزيه اللّه ، فبعث إلى علي وهو في الرحى يطحن ، وما كان أحدكم ليطحن ، فجاءوا به أرمد ، فقال : يا نبي اللّه ما أكاد أبصر فنفث في عينيه وهز الراية ثلاث مرات ثم دفعها إليه ففتح له ، فجاء بصفية بنت حيي ثم قال لبني عمه : بكم يتولاني في الدنيا والآخرة ثلاثا حتى مر على آخرهم ، فقال علي : يا نبي اللّه أنا وليك في الدنيا وفي الآخرة ، فقال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم :
ص: 265
أنت وليي في الدنيا والآخرة ، قال : وبعث أبا بكر بسورة التوبة وبعث عليا على أثره ، فقال أبو بكر : يا علي لعل اللّه ونبيه سخطا علي ، فقال علي : لا ، ولكن نبي اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال : لا ينبغي أن يبلغ عني إلا رجل مني وأنا منه. قال : ووضع نبي اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ثوبه على علي وفاطمة والحسن والحسين وقال : ( إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) وكان أول من أسلم بعد خديجة من الناس. قال : وشرى علي نفسه ، لبس ثوب النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، ثم قام مكانه ، قال : وكان المشركون يرمون رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فجاء أبو بكر فقال إلي : يا رسول اللّه وأبو بكر يحسبه نبي اللّه ، فقال علي : إن نبي اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قد انطلق نحو بئر ميمون فأدركه ، فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار ، وجعل علي يرمى بالحجارة كما كان رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يرمى وهو يتضور قد لف رأسه في الثوب لا يخرجه حتى أصبح ، ثم كشف عن رأسه حين أصبح فقالوا : إنك للئيم كان صاحبك نرميه بالحجارة فلا يتضور وأنت تضور وقد استنكرنا ذلك. قال : ثم خرج بالناس في غزاة تبوك ، فقال له علي : أخرج معك؟ فقال له النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : لا ، فبكى علي ، فقال له نبي اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنك لست بنبي ، انه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي ، قال : وقال له : أنت ولي كل مؤمن بعدي ، قال : وسد رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أبواب المسجد غير باب علي فيدخل المسجد جنبا وهو طريقه ليس له طريق غيره ، قال : وقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، قال ابن عباس : فأخبرنا اللّه في القرآن أنه قد رضي عنهم عن أصحاب الشجرة يعلم ما في قلوبهم ، فهل حدثنا أنه سخط عليهم بعده؟ وقال : إن نبي اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال لعمر حين قال : أتأذن لي فأضرب عنقه؟ يعني حاطب فقال : أفكنت فاعلا؟ وما يدريك لعل اللّه اطلع على أهل بدر فقال ( اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ ) .
ص: 266
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص 29 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :
عن عمرو بن ميمونة قال : إني جالس عند ابن عباس رضي اللّه عنهما إذ أتاه سبعة رهط فقالوا : يا ابن عباس! - فذكر مثل ما تقدم عن «المعجم الكبير» باختلاف يسير في اللفظ.
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي في «آل بيت الرسول» صلی اللّه عليه [وآله] وسلم (ص 18 ط القاهرة سنة 1399) قال :
عن عمرو بن ميمونة قال : إني لجالس إلى ابن عباس ، إذ أتاه تسعة رهط فقالوا :
إما أن تقوم معنا وإما أن ..
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 107 و 161 و 234 و 331 ج 5 ص 20 وج 15 ص 158 و 410 وج 18 ص 426 وج 20 ص 288 و 381 و 495 وص 514 و 517 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
ص: 267
«مختصر تاريخ دمشق» (ج 17 ص 337 ط دار الفكر) قال :
وعن معقل بن يسار قال : وضأت النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ذات يوم فقال : هل لك في فاطمة نعودها؟ فقلت : نعم ، فقام متوكئا علي فقال : أما إنه سيحمل ثقلها غيرك ، ويكون أجرها لك ، قال : فكأنه لم يكن عليّ شيء ، حتى دخلنا على فاطمة ، فقال : كيف تجدينك؟ قالت : واللّه لقد اشتد كربي ، واشتدت فاقتي ، وطال سقمي.
وفي رواية في هذا الحديث قال : أو ما ترضين أني زوجتك أقدم أمتي سلما ، وأكثرهم علما ، وأعظمهم حلما؟
وقال أيضا في ص 341 :
وعن بريدة قال : قال لي رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : قم بنا يا بريدة نعود فاطمة ، فلما أن دخلنا عليها أبصرت أباها ، ودمعت عيناها ، فقال : ما يبكيك يا بنية؟ قالت : قلة الطعام وكثرة الهم وشدة السقم ، قال : أما واللّه ، لما عند اللّه خير مما ترغبين إليه ، يا فاطمة ، أما ترضين أني زوجتك أقدمهم سلما - فذكر الحديث الشريف مثل ما تقدم إلا أن فيه : أفضلهم حلما ، وزاد : واللّه إن ابنيك لمن شباب أهل الجنة.
ومنهم الحافظ الجلال السيوطي في «مسند فاطمة» (ص 42 ط حيدرآباد) قال : زوجتك خير أهلي أعلمهم علما وأفضلهم حلما وأولهم سلما - قاله لفاطمة ، (الخطيب في المتفق والمفترق عن بريدة).
لقد زوجتكه ، وأنه لأول أصحابي سلما وأكثرهم علما وأعظمهم حلما ، طب عن أبي إسحاق إن عليا لما تزوج فاطمة قال لها النبي صلی اللّه عليه وآله - فذكره كما تقدم.
ص: 268
ومنهم الدكتور محمد عبد الرحيم محمد في «المدخل إلى فقه الإمام علي» رضي اللّه عنه (ص 67 ط دار الحديث بالقاهرة) قال :
روى الإمام أحمد في مسنده أن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال لابنته فاطمة : أما ترضين أن أزوجك أقدم أمتي سلما (إسلاما) وأكثرهم علما وأعظمهم حلما.
ومنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد الخضري السيوطي المصري المتوفى سنة 911 في كتابه «مسند فاطمة عليها السلام» (ص 42 ط المطبعة العزيزية بحيدرآباد ، الهند سنة 1406) قال :
أما ترضين أني زوجتك أول المسلمين إسلاما وأعلمهم علما ، فإنك سيدة نساء أمتي كما سادت مريم قومها ، أما ترضين يا فاطمة أن اللّه أطلع على أهل الأرض فاختار منهم رجلين فجعل أحدهما أباك والآخر بعلك (ك وتعقب عن أبي هريرة ، طب وتعقب ، خط عن ابن عباس).
ومنهم العلامة الشيخ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب البغدادي في «تلخيص المتشابه في الرسم» (ج 1 ص 472 ط دار طلاس ، دمشق) قال :
أخبرني أبو الحسن محمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر ، أنا علي بن عمر بن أحمد الحافظ ، نا أحمد بن محمد بن سعيد ، نا الحسن بن علي بن عفان ، نا محمد بن الصلت ، نا سداد بن رشيد الجعفي ، عن جابر بن يزيد الجعفي ، عن ابن بريدة ، عن أبيه ، قال : قال لي النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : هل لك أن تعود فاطمة؟ فأتاها ، فدخل عليها فقال : كيف تجدينك؟ فشكت إليه. فقال : ما ألوتك - يعني عليا رضي اللّه عنه - أقدمهم سلما ، وأعلمهم علما وأحلمهم حلما.
ومنهم العلامتان الشريف عباس أحمد صقر وأحمد عبد الجواد في «جامع
ص: 269
الأحاديث» (ج 2 ص 152 ط دمشق) قالا :
قال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : أما ترضين أني زوّجتك أقدم أمتي سلما وأكثرهم علما وأعظمهم حلما.(حم ، طب) عن معقل بن يسار.
ومنهم الفاضل المعاصر خالد عبد الرحمن العك المدرس في ادارة الإفتاء العام بدمشق في «مختصر حياة الصحابة» للعلامة محمد يوسف الكاندهلوي (ص 477 ط دار الإيمان - دمشق وبيروت) قال :
وأخرج الطبراني عن أبي إسحاق أن عليا رضي اللّه عنه لما تزوج فاطمة رضي اللّه عنها قالت للنبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : زوجتنيه أعيمش عظيم البطن؟ فقال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : لقد زوجتكه وإنه لأول أصحابي سلما ، وأكثرهم علما ، وأعظمهم حلما. قال الهيثمي (9 / 102) : هو مرسل صحيح الإسناد - انتهى وأخرجه الطبراني وأحمد عن معقل بن يسار - فذكر الحديث وفيه : أما ترضين أن أزوجك أقدم أمتي سلما ، وأكثرهم علما ، وأعظمهم حلما. قال الهيثمي (9 / 101) : وفيه خالد بن طهمان وثقه أبو حاتم وغيره وبقية رجاله ثقات.
قد مر نقل ما يدل على ذلك عن أعلام العامة في ج 4 ص 156 و 218 و 360 وج
ص: 270
15 ص 354 و 365 و 383 و 397 وج 20 ص 264 و 277 و 281 و 456 و 461 و 471 و 508 ومواضع أخرى من هذا السفر الشريف ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص 27 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :
وعن معاذ بن جبل رضي اللّه عنه قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لعلي : تخصم الناس بسبع ولا يحاجّك أحد من قريش : أنت أولهم إيمانا باللّه وأوفاهم بعهد اللّه وأقومهم بأمر اللّه وأقسمهم بالسوية وأعدلهم في الرعية [وأبصرهم بالقضية] وأعظمهم عند اللّه مزية. أخرجه الحاكمي.
ومنهم الفاضل المعاصر رياض عبد اللّه عبد الهادي في «الدرر المجموعة بترتيب أحاديث اللآلي المصنوعة» (ص 186 ط دار البشائر الإسلامية - بيروت)
فأشار إلى الحديث الشريف.
ومنهم الفاضل المعاصر صالح يوسف معتوق في «التذكرة المشفوعة في ترتيب أحاديث تنزيه الشريعة المرفوعة» (ص 71 ط دار البشائر الإسلامية - بيروت)
فأشار إلى الحديث الشريف.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف» (ج 11 ص 200 ط عالم التراث للطباعة والنشر - بيروت)
فأشار إلى الحديث الشريف.
ص: 271
وأيضا أشار إليه في فهارس حلية الأولياء لأبي نعيم الأصبهاني ص 141 ط دار الكتب العلمية.
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور حسن الشرقاوي في «أصول التصوف الإسلامي» (ص 48 ط دار المعرفة الجامعية - الإسكندرية) قال :
يقول رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : يا علي لك سبع خصال لا يحاجك (لا يخاصمك) فيهم أحد من قريش - فذكر مثل ما تقدم عن «جواهر المطالب» بعينه.
ومنهم الفاضل المعاصر محمد رضا في «الإمام علي بن أبي طالب كرم اللّه وجهه والخلفاء الراشدون» (ص 19) قال :
وعن معاذ بن جبل ، قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لعلي : تختصم الناس بسبع - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن «جواهر المطالب» بعينه.
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» (ج 17 ص 315 ط دار الفكر) قال :
وعن معاذ بن جبل قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : يا علي ، أخصمك بالنبوة ولا نبوة بعدي ، وتخصم الناس بسبع ، ولا يحاجك فيهم أحد من قريش ، اللّهم إنك أولهم إيمانا باللّه - فذكر مثل ما تقدم.
وقال أيضا :
وعن ابن عباس ، قال : قال عمر بن الخطاب : كفوا عن علي ، فإني سمعت من رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فيه خصالا ، لو أن خصلة منها في جميع آل الخطاب كان أحب إلي مما طلعت عليه الشمس ؛ إني كنت ذات يوم وأبو بكر وعبد الرحمن وعثمان بن عفان وأبو عبيدة بن الجراح في نفر من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه
ص: 272
وسلم ، فانتهينا إلى باب أم سلمة إذا نحن بعلي متكئ على نجف الباب ، فقلنا : أردنا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، فقال : هو في البيت يخرج عليكم الآن ، قال : فخرج علينا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، فثرنا حوله ، واتكأ على علي ، ثم ضرب يده على منكبه ، وقال : اكس ابن أبي طالب ، فإنك مخاصم فتخصم بسبع خصال ، ليس لأحد بعدهن إلا فضلك : إنك أول المؤمنين معي إيمانا ، وأعلمهم بأيام اللّه ، وأوفاهم بعهده ، وأرأفهم بالرعية ، وأقسمهم بالسوية ، وأعظمهم عند اللّه مزية. وسقطت منه واحدة.
وقال أيضا في ص 18 و 14 :
وعن جابر بن عبد اللّه قال : كنا عند النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فأقبل علي بن أبي طالب ، فقال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : قد أتاكم أخي ، ثم التفت إلى الكعبة فضربها بيده ثم قال : والذي نفسي بيده ، إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة ، ثم قال : إنه أولكم إيمانا معي ، وأوفاكم بعهد اللّه ، وأقومكم بأمر اللّه ، وأعدلكم في الرعية ، وأقسمكم بالسوية ، وأعظمكم عند اللّه مزية.
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 226 وج 15 ص 560 وج 20 ص 443 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في كتابه «حياة الإمام علي عليه السلام»
ص: 273
(ص 39 ط دار الجيل في بيروت) قال :
عن علي رضي اللّه عنه قال : قال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : أما أنت يا علي أنت صفيي وأميني.
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي بن محمد بن شريف في «تهذيب خصائص الإمام علي» للحافظ النسائي (ص 66 ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
أخبرنا زكريا بن يحيى ، قال : حدثنا ابن أبي عمر ، قال : حدثنا عبد العزيز ، عن يزيد بن عبد اللّه بن أسامة بن الهاد ، عن محمد بن نافع بن عجير ، عن أبيه ، عن علي رضي اللّه عنه ، قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : أما أنت يا علي ، أنت صفيي وأميني.
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم.
فمنهم العلامة الشيخ أحمد بن محمد الخافي الحسيني الشافعي في «التبر المذاب» (ص 55 نسخة مكتبتنا العامة بقم) قال :
ص: 274
روى صاحب كتاب العقائق عن ابن عباس قال : كان لعلي (عليه السلام) أربع فضائل لو قسمت واحدة منهن على أهل الأرض صاروا سعداء ؛ أولها أنه أول صبي وضع قدمه على بساط الإيمان ، وثانيها أن جبرئيل كان إذا هبط على الرسول يسمع خفقان أجنحته إلى حين يرجع ، وثالثها أن عقد نكاح فاطمة كان تحت شجرة طوبى بشهادة المقربين والعاقد رب العالمين ، ورابعها أن مائة ألف نبي وأربعة وعشرين ألف نبي لم يضعوا أقدامهم إلا على صخر أو تراب وأما أبو تراب فإنه وضع قدمه موضع خاتم النبوة عند إلقاء هبل عن الكعبة وسئل (عليه السلام) : كيف كانت حالتك وأنت على كتف رسول اللّه (صلی اللّه عليه وآله وسلم)؟ قال (عليه السلام) : كيف حال من اللّه فوقه ومحمد تحته؟ فوقي رب العالمين وتحتي سيد المرسلين.
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة شهاب الدين أحمد الحسيني الشافعي في «توضيح الدلائل» (ص 214 نسخة مكتبة الملي بشيراز) قال :
قال عبد اللّه بن العباس رضي اللّه عنهما : علي صهر رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وابن عمه وأعلمنا بربه وسنة نبيه.
ص: 275
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 15 ص 415 ومواضع أخرى من هذا الكتاب المستطاب ، ونستدرك هينها عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة محمد بن مكرم ابن منظور الإفريقي المصري في «مختصر تاريخ دمشق» (ج 17 ص 343 ط دمشق) قال :
وعن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال : جاءنا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ونحن مضطجعون في المسجد وفي يده عسيب رطب ، فضربنا وقال : أترقدون في المسجد؟ إنه لا يرقد فيه أحد ، فأجفلنا وأجفل معنا علي بن أبي طالب ، فقال رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله : تعال يا علي إنه يحل لك في المسجد ما يحل لي ، يا علي ، ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا النبوة ، والذي نفسي بيده ، إنك لتذودنّ عن حوضي يوم القيامة رجالا كما يذاد البعير الضال عن الماء ، بعصا معك من عوسج ، كأني أنظر إلى مقامك من حوضي.
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي بن محمد بن
ص: 276
شريف في «تهذيب خصائص الإمام علي» للحافظ النسائي (ص 62 ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
أخبرنا محمد بن يحيى بن عبد اللّه النيسابوري ، وأحمد بن عثمان بن حكيم الدراوردي (واللفظ لمحمد) قالا : حدثنا عمرو بن طلحة ، قال : حدثنا أسباط ، عن سماك ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : أن عليا كان يقول في حياة رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : إن اللّه تعالى يقول : ( أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ ) واللّه لا ننقلب على أعقابنا بعد إذ هدانا اللّه ، واللّه لئن مات أو قتل لأقاتلن على ما قاتل عليه حتى أموت ، هدانا اللّه ، أموت ، واللّه إني لأخوه ووليه ووارثه وابن عمه ، فمن أحق به مني؟
علي عليه السلام خير الناس ، يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله وهو في الجنة مع النبي صلی اللّه عليه وآله ، اختاره اللّه تعالى من الخلائق وهو من النبي وهو منه ، وهو أشجع الناس قلبا وأحلم الناس حلما وأعلم الناس علما ، وأسمح الناس كفا وأقرب الناس سلما ، ويوم القيامة بيده لواء الحمد وهو مع النبي صلی اللّه عليه وآله وهو أخوه ونعم الأخ وبيده مفاتيح الجنة وشيعته هم الفائزون يوم القيامة ، حبه إيمان وبغضه نفاق ، لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق ، وزوجه اللّه تعالى من فاطمة فوق العرش واشهد بذلك جبرائيل وميكائيل عليهما السلام
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 106 وج 5 ص 12 وج 9 ص 183 وج 18 ص 424 ومواضع أخرى من هذا السفر الشريف ، ونستدرك هاهنا
ص: 277
عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة السيد شهاب الدين أحمد بن عبد اللّه الحسيني الشيرازي الشافعي في «توضيح الدلائل» (ص 191 نسخة مكتبة الملي بفارس) قال :
بإسناده عن سليمان بن مهران الأعمش رحمة اللّه تعالى عليه ، قال : بينا أنا نائم في ليل إذا انتبهت ، والحرس على بابي ، فناديت الغلام فقلت : من هذا؟ فقال : رسول أبي جعفر أمير المؤمنين ، قال : فنهضت من نومى فزعا مرعوبا ، فقلت للرسول : ما وراؤك؟ قال : أجب أمير المؤمنين ، فبقيت متفكرا فيما بيني وبين نفسي ، ثم قلت : ما بعث أمير المؤمنين إلي في هذه الساعة إلا ليسألني عن فضائل علي بن أبي طالب رضي اللّه تعالى عنه ، ولعلي إن أخبرته قتلني ، فآيست واللّه من نفسي ، والرسل يزعجونني ، فكتبت وصيتي ، ولبست كفني ، وتحنطت بحنوط.
قال : ودخلت عليه ، فقال : ادن فدنوت حتى كادت تمس ركبتي ركبتيه ، فوجد مني رائحة الحنوط ، فقال : واللّه لتصدقني أو لأصلبنك ، قلت : ما حاجتك يا أمير المؤمنين؟ قال : ما شأنك متحنطا؟ قلت : أتاني رسولك في جوف الليل أن أجب ، فقلت : عسى أن يكون أمير المؤمنين بعث إلي في هذه الساعة ليسألني عن فضائل علي عليه السلام ، ولعلي إن أخبرته قتلني ، فكتبت وصيتي ، ولبست كفني. قال : وكان متكأ فاستوى قاعدا كالمرعوب ، فقال : لا حول ولا قوة إلا باللّه ، سألتك باللّه يا سليمان كم حديثا ترويه في فضائل علي كرم اللّه تعالى وجهه؟ قال : قلت : كثيرا ، قال : كم ويحك يا سليمان؟ قلت : عشرة آلاف حديث وما زادت ، فجثا على ركبتيه ، ثم قال : واللّه لأحدثنك بحديث في فضائل علي تنسى كل حديث سمعته ، قلت : حدثني وأفدنى أفادك اللّه تعالى ، قال : نعم ، كنت هاربا من بني أمية ، وكنت أتردد في البلاد ، وأتقرب إلى جميع الناس بفضائل علي كرم اللّه تعالى وجهه ، وكانوا يطعمونني ويزودونني حتى وردت بلاد الشام ، وإني لفي كساء خلق ، ما علي
ص: 278
غيره ، فسمعت الإقامة وأنا جائع ، ودخلت المسجد لأصلي ، وفي نفسي أن أكلم الناس في عشاء ، فلما سلم الإمام دخل المسجد صبيان ، فسلما ، فالتفت الإمام إليهما ، فقال لهما : مرحبا بكما ، ومرحبا بمن أسماكما على اسميهما ، وكان إلى جانبي شاب ، فقلت : يا شاب من الصبيان ومن الشيخ؟ قال : هو جدهما ، وليس بهذه المدينة من يحب عليا غير هذا الشيخ ، فلذلك سمى أحدهما الحسن ، والآخر الحسين ، فقمت فرحا ، وقلت : هل لك في حديث أقرّبه عينك؟ قال : إن أقررت عيني أقررت عينك ، قال : قلت : حدثني والدي ، عن أبيه ، عن جده رضي اللّه تعالى عنهم قال : كنا قعودا عند رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم إذ جاءت فاطمة عليها السلام تبكي ، فقال لها النبي صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم : ما يبكيك يا فاطمة؟ قالت : يا أبه خرج الحسن والحسين فما أدري أين باتا ، فقال لها النبي صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم : يا فاطمة لا تبكي ، فو اللّه الّذي خلقهما هو ألطف بهما منك ، فرفع النبي صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم يديه إلى السماء ، فقال صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم : اللّهم إن كانا أخذا برا أو بحرا فاحفظهما وسلمهما ، فنزل جبرئيل عليه السلام من السماء ، فقال : يا محمد إن اللّه عزوجل يقرئك السلام ويقول : لا تحزن ولا تغتم لهما ، فإنهما في حظيرة بني النجار ، وقد وكل اللّه عزوجل بهما ملكا ويحفظهما ، قال : فقام النبي صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم فرحا ، ومعه أصحابه حتى أتوا حظيرة بني النجار ، فإذا هم بالحسن معانق للحسين عليهما السلام ، والملك الموكل بهما قد أفرش أحد جناحيه تحتهما ، وجللهما بالآخر ، قال : فانكب النبي صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم يقبلهما ، ويبكي فرحا مما رأى ، فلما انتبها حمل النبي صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم الحسن ، وحمل جبرئيل عليه السلام الحسين ، فخرج من الحظيرة.
وفي رواية : فحمل النبي صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم الحسن على منكبه الأيمن ، والحسين على منكبه الأيسر ، وهو يقول : واللّه لأشرفنكما كما شرفكما اللّه
ص: 279
عزوجل ، فقال أبو بكر رضي اللّه تعالى عنه : ناولني يا رسول اللّه أحد الصبيين أخفف عنك ، فقال صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم : يا أبا بكر نعم الحاملان ، ونعم الراكبان ، وأبوهما أفضل منهما ، فخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم حتى أتى باب المسجد فقال صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم : يا بلال هلم على الناس فنادى منادى رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم في المدينة ، فاجتمع الناس عند رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم في المسجد ، فقام على قدميه ، ثم صعد المنبر ، فقال صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم : يا معشر الناس ألا أدلكم على خير الناس جدا وجدة؟ قالوا : بلى يا رسول اللّه ، قال : الحسن والحسين ، فإن جدهما محمد رسول اللّه ، وجدتهما خديجة بنت خويلد ، يا معشر الناس ألا أدلكم على خير الناس أبا وأما؟ قالوا : بلى يا رسول اللّه ، قال : الحسن والحسين ، فإن أباهما علي بن أبي طالب يحب اللّه ورسوله ، ويحبه اللّه ورسوله ، وأمهما فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم ، يا معشر الناس ألا أدلكم على خير الناس عما وعمة ، قالوا : بلى يا رسول اللّه ، قال : الحسن والحسين ، قال : عمهما جعفر الطيار ذو الجناحين الّذي يطير في الجنة مع الملائكة ، وعمتهما أم هاني بنت أبي طالب ، يا معشر الناس ألا أدلكم على خير الناس خالا وخالة؟ قالوا : بلى يا رسول اللّه ، قال : الحسن والحسين ، فإن خالهما القاسم بن رسول اللّه ، وخالتهما زينب بنت رسول اللّه. ثم قال صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم : اللّهم إنك تعلم أن الحسن في الجنة والحسين في الجنة ، وجدهما في الجنة وجدتهما في الجنة ، وأباهما في الجنة ، وعمهما في الجنة ، وعمتهما في الجنة ، وخالهما في الجنة ، وخالتهما في الجنة ، ومن يحبهما في الجنة ، ومن يبغضهما في النار.
قال : فلما قلت ذلك ، قال الشيخ : من أنت يا فتى؟ قلت : من أهل الكوفة ، قال : أعرابي أنت أم مولى؟ قلت : بل أعرابي ، قال : فأنت تحدث بهذا الحديث ، وأنت في هذا الكساء الرث. قال : فكساني حلة ، وحملني على بغلة بعتها بمائة
ص: 280
دينار ، قال : أقررت عيني ، فاللّه يا شاب لأقرن عينك ، ولأرشدنك إلى شاب يقر عينك اليوم. قال : قلت أرشدني إلى منزله رحمك اللّه تعالى ، فأخذ بيدي حتى أتى باب المسجد الإمام ، فإذا أنا برجل قد خرج إلي ، فقال : أما البغلة والكسوة فأعرفهما ، واللّه ما كان فلان يحملك ويكسوك إلا أنك تحب اللّه ورسوله وذريته ، فحدثني بحديث علي ، قلت : أخبرني أبي عن أبيه عن جده رضي اللّه تعالى عنه قال : كنا يوما قعودا عند رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم ، إذ جاءت فاطمة عليها السلام ، فبكت بكاء شديدا ، فقال لها رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم : ما يبكيك يا فاطمة؟ قالت : يا أبه عيرتني نساء قريش ، وقلن : إن أباك زوجك معدما لا مال له ، فقال لها النبي صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم : لا تبكي فو اللّه ما زوجتك حتى زوجك اللّه عزوجل من فوق عرشه ، وأشهد بذلك جبرئيل وميكائيل عليهما السلام ، فإن اللّه عزوجل اطلع إلى أهل الدنيا ، واختارني من الخلائق ، فبعث اللّه نبيا ، ثم اطلع الثانية ، فاختار من الخلائق عليا ، فزوجك إياه ، واتخذ به وصيا ، علي مني وأنا منه ، وأشجع الناس قلبا ، وأحلم الناس حلما ، وأعلم الناس علما ، وأسمح الناس كفا ، وأقرب الناس سلما ، الحسن والحسين ابناهما شباب أهل الجنة ، واسمهما في التوراة شبر وشبير لكرامتهما على اللّه عزوجل ، يا فاطمة لا تبكي ، فو اللّه إذا كان يوم القيامة يكسى أبوك حلتين وعلي حلتين ولواء الحمد بيدي ، وأنا وله عليا بكرامة اللّه عزوجل ، وهو معي ، يا فاطمة لا تبكي إذا كان يوم القيامة ينادى مناد : يا محمد نعم الجد جدك إبراهيم خليل الرحمن ، ونعم الأخ أخوك علي ، بيده مفاتيح الجنة ، وشيعته هم الفائزون يوم القيامة غدا في الجنة.
فلما قلت ذلك ، قال : يا بني من أين؟ قلت : من أهل الكوفة ، قال : أعرابي أم مولى ، قلت : أعرابي ، قال : فأعطاني ثلاثين ثوبا وعشرة آلاف درهم ، ثم قال : يا شاب قد أقررت عيني ، ولي إليك حاجة ، قلت : قضيت اللّه إنشاء اللّه تعالى ، قال :
ص: 281
فإذا كان غدا تأتي مسجد آل فلان كيما ترى أخي المبغض لعلي رضي اللّه عنه.
قال : فطالت بي الليلة ، فلما أصبحت أتيت المسجد الّذي وصف لي ، فقمت في الصف ، فإذا في جانبي شاب معمم بعمامة قد أسدل طرف عمامته على وجهه ، فلما رفع رأسه من الركوع وهوى الى السجود سقطت عمامة ، فنظرت في وجهه فإذا رأسه رأس خنزير ووجهه وجه خنزير ، فما تكلمت في صلاتي حتى سلم الإمام ، فقلت : ويحك ما الّذي أراك ، فبكى وقال لي : لعلك صاحب أخي؟ فقلت : نعم ، فأخذ بيدي وأقامني ، فإنه ليبكي ويبحث حتى أتى داره ، فقال لي : انظر الدار فنظرت ، فقال : أدخل ، فلما دخلت وجلست ، قال : اسمع قصة عقبتي ، كنت مؤذنا لآل فلان ، كلما أصبحت لعنت عليا رحمه اللّه ورضوانه عليه ألف مرة بين الأذان والإقامة ، وكلما كان يوم الجمعة لعنته أربعة آلاف مرة ، فخرجت فأتيت داري ، واتكأت على هذا الدكان الّذي تراه ، وذهب بي النوم ، فخرجت فأتيت داري ، واتكأت على هذا الدكان الّذي تراه ، وذهب بي النوم ، فرقدت ورأيت في منامي كأني في الجنة ، وفيها رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم ، وحوله أصحابه ، وعلي كرم اللّه وجهه قدّامه ، والحسن عن يمينه ، والحسين عن يساره ، ومعه كأس ، فقال صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم : يا حسن اسقني فسقاه ، ثم قال صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم : اسق عليا فسقاه فشرب ، ثم قال صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم : اسق الجماعة ، فشربوا ، ثم رأيته كأنه صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم قال : اسق المتكي على هذا الدكان ، فقال له الحسن : يا جدي أتأمرني إن أسقي هذا ، وهو يلعن والدي كل يوم ألف مرة وقد لعنه في هذا اليوم أربعة آلاف مرة ، فأتاني النبي صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم وقال لي : ما لك عليك لعنة اللّه تعالى أتلعن عليا وعلي مني؟ وتشتمه وهو من لحمي ودمي ، فرأيته كأنه تفل في وجهي ، وضربني برجله وقال صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم : غير اللّه ما بك من نعمة ، فانتبهت من نومي ، فإذا رأسي رأس خنزير ، ووجهي وجه خنزير. ثم قال أبو جعفر أمير المؤمنين : هذان الحديثان كانا في يدك؟ قلت : لا ، فقال : يا سليمان حب علي
ص: 282
إيمان ، وبغضه نفاق ، واللّه لا يحبه إلا مؤمن ، ولا يبغضه إلا منافق. قال : قلت : الأمان يا أمير المؤمنين؟ قال : لك الأمان ، قال : قلت ما تقول في قاتل الحسين بن علي؟ قال : إلى النار وفي النار ، ثم قال : الملك عقيم يا سليمان فحدث بما شئت ، ثم خلع علي ورجعني بصلة كثيرة.
رواه الإمام الصالحاني قال رحمة اللّه عليه : أخبرنا أبو الفضل محمد بن ناصر البغدادي عن كتاب أبي القاسم الوليدي ، قال : أنبأنا أبو الحسن الإمام ، قال : حدثنا أبو القاسم الطبراني. ح وأخبرني عاليا أبو سعيد الصانع ، عن فاطمة الجوزدانية ، عن أبي ريذة ، عن الطبراني ، فذكر إسناده.
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن العامة في ج 4 ص 411 وج 11 ص 182 وج 21 ص 428 ومواضع أخرى من الكتاب ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» (ج 18 ص 98 ط دار الفكر) قال :
ولما قتل علي قام حسن بن علي خطيبا ، فحمد اللّه وأثنى عليه ثم قال : أما بعد ، واللّه لقد قتلتم الليلة رجلا في ليلة نزل فيها القرآن ، وفيها رفع عيسى بن مريم ، وفيها
ص: 283
قتل يوشع بن نون فتى موسى ، وفيها تيب على بني إسرائيل ، واللّه ما سبقه أحد كان قبله ، ولا لحقه أحد كان بعده ، وإن كان النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ليبعثه في السرية ، جبريل عن يمينه ، وميكائيل عن يساره ، واللّه ما ترك صفراء ولا بيضاء ، إلا ثماني مائة درهم ، أو سبع مائة درهم أرصدها لخادم يشتريها.
ومنهم العلامة الحافظ أبو حاتم محمد بن أحمد التميمي البستي المتوفى سنة 354 في «السيرة النبوية وأخبار الخلفاء» (ص 553 ط مؤسسة الكتب الثقافية ودار الفكر في بيروت) قال :
ثم قام الحسن بعد دفن أبيه خطيبا في الناس فحمد اللّه وأثنى عليه ثم قال : واللّه لقد مات فيكم رجل ما سبقه الأولون ولا يدركه الآخرون ، لقد كان رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ليبعثه بالبعث ويعطيه الراية فما يرجع حتى يفتح اللّه عليه ، يقاتل جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره ، ولا ترك بيضاء ولا صفراء إلا سبعمائة درهم فضلت عن عطائه ، أراد أن يبتاع بها خادما.
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص 25 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :
وعن الحسن عليه السلام حين قتل علي عليه السلام - فذكر الخطبة الشريفة باختلاف يسير.
ومنهم العلامة الواعظ جمال الدين عبد الرحمن بن علي بن محمد المشتهر بابن الجوزي القرشي التيمي البكري البغدادي المتوفى سنة 597 في كتابه «الحدائق» (ج 1 ص 388 ط بيروت سنة 1408) قال :
ص: 284
حدثنا أحمد ، قال : حدثنا وكيع ، عن شريك ، عن أبي إسحاق ، عن هبيرة ، قال : خطبنا الحسن بن علي فقال : لقد فارقكم رجل بالأمس لم يسبقه الأولون بعلم ولم يدركه الآخرون ، وكان رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يبعثه بالراية جبريل عن يمينه وميكائيل عن شماله لا ينصرف حتى يفتح له.
ومنهم العلامتان الشريف عباس أحمد صقر وأحمد عبد الجواد في القسم الثاني من «جامع الأحاديث» (ج 4 ص 445 ط دمشق) قالا :
عن عاصم بن ضمرة قال : خطب الحسن بن علي حين قتل علي فقال : يا أهل العراق! لقد كان فيكم بين أظهركم رجل قتل الليلة وأصيب اليوم ، لم يسبقه الأوّلون بعلم ، ولا يدركه الآخرون ، كان النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم إذا بعثه في سرية كان جبريل عن يمينه ، وميكائيل عن يساره ، فلا يرجع حتى يفتح اللّه عليه.(ش).
عن هبيرة بن يريم قال : سمعت الحسن قام خطيبا فخطب الناس فقال : يا أيها الناس! لقد فارقكم أمس رجل ما سبقه الأولون ولا يدركه الآخرون ، ولقد كان رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يبعثه المبعث فيعطيه الراية فما يرجع حتى يفتح اللّه عليه ، جبريل عن يمينه ، وميكائيل عن شماله ، وما ترك بيضاء ولا صفراء إلا سبعمائة درهم فضلت من عطائه ، أراد أن يشتري بها خادما.(ش ، حم) وأبو نعيم ، (كر) وأورده ابن جرير من طريق الحسن عن الحسينرضي اللّه عنه.
وقالا أيضا في ص 446 :
عن الحسن رضي اللّه عنه أنه لما قتل علي رضي اللّه عنه قام خطيبا فحمد اللّه وأثنى عليه ثم قال : أمّا بعد ، واللّه! لقد قتلتم الليلة رجلا في ليلة نزل فيها القرآن ، وفيها رفع عيسى بن مريم ، وفيها قتل يوشع بن نون فتى موسى ، وفيها تيب على بني إسرائيل.(عليه السلام) وابن جرير ، (كر).
ص: 285
وروياه أيضا في ج 6 ص 412 عن عاصم بن ضمرة مثل ما تقدم عنه.
وأيضا روياه عن هبيرة بن يريم مثل ما تقدم عنه آنفا ثم قالا : (ش ، حم ، وأبو نعيم ، كر وأورده ابن جرير من طريق الحسن عن الحسين).
وقال أيضا في ص 413 :
عن الحسن رضي اللّه عنه : انه لما قتل علي رضي اللّه عنه قام خطيبا ، فحمد اللّه وأثنى عليه ، ثم قال : أما بعد ، واللّه! لقد قتلتم الليلة رجلا في ليلة نزل فيها القرآن ، وفيها رفع عيسى بن مريم ، وفيها قتل يوشع بن نون - فتى موسى - وفيها تيب على بني إسرائيل.(ع ، وابن جرير ، كر).
ومنهم العلامة المؤرخ ابن عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج 12 ص 428 ط دار البشير) قال :
وقد أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو نصر عبد الرحمن بن علي ، أنا أبو زكريا الحربي ، أنا عبد اللّه بن محمد بن الحسن ، نا عبد اللّه بن هاشم ، نا وكيع ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن حبشي قال : خطبنا الحسن بن علي بعد قتل علي عليهما السلام فقال : لقد فارقكم بالأمس رجل - فذكر الخطبة الشريفة كما مر باختلاف قليل في اللفظ.
أخبرنا أبو نصر بن رضوان وأبو غالب ابن البناء وأبو محمد بن شاتيل ، قالوا : أنا أبو محمد الجوهري ، أنا أبو بكر بن مالك ، نا عبد اللّه بن أحمد ، حدثني أبي ، نا وكيع ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن حبشي قال : خطبنا الحسن بن علي عليهما السلام بعد قتل علي - فذكر الخطبة كما تقدم.
ثم قال ابن عساكر :
كذا رواه إسرائيل عن أبي إسحاق ، ورواه إسماعيل بن أبي خالد وزيد بن
ص: 286
أبي أنيسة وشريك القاضي وزيد العمي وشعيب بن خالد ، عن أبي إسحاق فقالوا عن هبيرة بن يريم عن الحسن بن علي - ثم قال : فأما حديث إسماعيل فأخبرناه أبو منصور محمود بن أحمد بن عبد المنعم ، أنبأنا أبو علي الحسن بن عمر بن الحسن بن يونس ، أنبأ أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي ، عن هبيرة بن يريم قال : سمعت الحسن بن علي قام خطب الناس فقال : أيها الناس فقد فارقكم بالأمس رجل - فذكر الحديث مثل ما مضى عن هبيرة في «جامع الأحاديث».
وقال أيضا :
وأخبرناه أبو العز بن كاوش ، أنبأنا أبو محمد الجوهري إملاء ، أنبأنا أبو الحسين عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب المقري ، أنبأنا محمد بن جعفر أبو الحسن الكوفي ، أنبأنا زياد بن أيوب ، أنبأنا علي بن غراب ، أنبأنا إسماعيل بن أبي خالد ، أنبأنا أبو إسحاق ، عن هبيرة بن يريم ، قال : خطبنا الحسن بن علي بعد وفاة أبيه - فذكر الحديث باختلاف قليل.
وقال أيضا :
وأما حديث زيد فأخبرناه أبو غالب ابن البناء وأبو الحسين بن الفراء قالا : أنبأنا أبو يعلى ابن الفراء ، وأخبرناه أبو القاسم ابن السمرقندي ، أنبأنا أبو الحسين ابن النقور قالا : أنبأنا عيسى بن علي.
ح : وأخبرنا أبو أيوب يوسف بن أيوب ، أنبأنا أبو الحسين محمد بن علي بن المهتدي ، أنبأنا أبو القاسم عبيد اللّه بن محمد بن إسحاق بن حبابة ، قالا : أنبأنا عبد اللّه ، أنبأنا عيسى بن سالم ، أنبأنا عبيد اللّه بن عمرو الأسدي الرقي أبو وهب ، عن زيد بن أبي أنيسة ، عن أبي إسحاق ، عن هبيرة بن يريم ، عن الحسن بن علي عليهما السلام - فذكر الحديث باختلاف قليل.
ص: 287
وقال أيضا :
وأما حديث شريك أخبرناه أبو نصر بن رضوان وأبو غالب ابن البناء وأبو محمد عبد اللّه بن محمد بن نجا بن شاتيل قالوا : أنبأنا أبو محمد الجوهري ، قال : قرئ على أبي بكر بن مالك ، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد ، حدثني أبي ، أنبأنا وكيع ، عن شريك ، عن أبي إسحاق ، عن هبيرة قال : خطبنا الحسن بن علي عليهما السلام - فذكر الحديث باختلاف يسير في اللفظ.
وأما حديث زيد العمي فأخبرناه أبو القاسم ابن السمرقندي وأبو البركات الأنماطي قالا : أنبأنا أبو الحسين ابن النقور ، أنبأنا أبو طاهر المخلص.
ح : وأخبرناه أبو غالب ابن البناء ، أنبأنا أبو الغنائم ابن المأمون ، أنبأنا أبو الحسن الدار قطني قالا : أنبأنا محمد بن هارون الحضرمي ، أنبأنا الحسين بن علي بن يزيد الصدائي ، حدثني أبو علي بن يزيد ، أنبأنا الفضل بن مرزوق ، عن زيد العمي ، عن أبي إسحاق ، عن هبيرة بن يريم قال : لما قتل علي عليه السلام - فذكر الخطبة باختلاف في اللفظ.
وأما حديث شعيب فأخبرناه أبو غالب ابن البناء ، أنبأنا أبو الغنائم ابن المأمون ، أنبأنا أبو الحسن الدار قطني ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن محمد الوكيل ، أنبأنا إسحاق الضيف ، أنبأنا عبد الرزاق ، أنبأنا يحيى بن العلا ، عن عمه شعيب بن خالد عن أبي إسحاق ، عن هبيرة بن يريم قال : خطبنا الحسن بن علي عليهما السلام - فذكر الخطبة باختلاف يسير في اللفظ.
ثم قال : وروي عن الحسن من وجه آخر : أخبرناه أبو عبد اللّه محمد بن الفضل وأبو المظفر ابن القشيري قالا : أنبأنا أبو سعد بن عبد الرحمن ، أنبأنا أبو عمرو بن حمدان وأخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر قالت : قرأ على إبراهيم بن منصور ، أنبأنا أبو بكر بن المقري قالا : أنبأنا أبو يعلى الموصل ، أنبأنا السامي سماه ابن المقري إبراهيم بن الحجاج ، أنبأنا سكين بن عبد العزيز ، أنبأنا جعفر ، وقال ابن المقري
ص: 288
حفص : وزاد يعني ابن خالد بن جابر وقالا : عن أبيه عن جده قال : لما قتل علي عليه السلام قام الحسن بن علي عليهما السلام خطبنا فحمد اللّه واثنى عليه قال : أما بعد واللّه لقد قتلتم الليلة رجلا في ليلة نزل فيها القرآن ، وفيها رفع عيسى بن مريم ، وفيها قتل يوشع بن نون فتى موسى.
قالا : وأنبأنا أبو يعلى ، أنبأنا إبراهيم زاد ابن حمدان بن الحجاج. وقال ابن المقري السامي : أنبأنا سكين قال : وحدثني أبي ، عن خالد بن أبيه ، عن الحسن ابن علي مثل ذلك. وقال ابن المقري مثل هذا وزاد فيه : وفيها تيب على بني إسرائيل. وقال : واللّه ما سبقه أحد كان قبله ولا لحقه أحد كان بعده ، وإن كان النبي صلی اللّه عليه وآله ليبعثه في السرية جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره ، واللّه ما ترك صفراء ولا بيضاء إلا ثمانمائة درهم أو سبعمائة درهم أرصدها لخادم يشتريه.
ومنهم الحافظ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد البكري الحنبلي المشتهر بابن الجوزي المتوفى سنة 597 في كتابه «تبصرة المبتدي» (ص 199 والنسخة مصورة من مكتبة جستربيتي) قال :
أخبرنا ابن الحصين ، قال : أخبرنا ابن المذهب ، قال : أخبرنا أحمد بن جعفر ، قال : حدثنا عبد اللّه بن أحمد ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا وكيع ، عن شريك ، عن أبي إسحاق ، عن هبيرة قال : خطبنا الحسن بن علي فقال : لقد فارقكم رجل بالأمس لم يسبقه بعلم الأولون ولم يدركه الآخرون ، كان رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله يبعثه بالراية جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره لا ينصرف حتى يفتح له.
ومنهم العلامة محمد بن أبي بكر الأنصاري في «الجوهرة» (ص 122 ط دمشق) قال :
وقال الحسن صبيحة ليلة دفن علي في المسجد الأعظم : أيها الناس ، إنكم
ص: 289
فقدتم رجلا لم يسبقه الأولون ، ولا يدركه الآخرون ، كان إذا شهد الحرب اكتنفه جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره ، لم يترك إلا ثمان مائة درهم أو سبع مائة درهم فضلت من عطائه ، كان يعدّها لخادم يشتريها لأهله.
ومنهم الفاضل المعاصر عبدا علي مهنا في «طرائف الخلفاء والملوك» (ص 33 ط دار الكتب العلمية - بيروت)
فذكر الخطبة الشريفة باختلاف في اللفظ.
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي بن محمد بن شريف في «تهذيب خصائص الإمام علي» للحافظ النسائي (ص 32 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :
أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن راهويه ، أخبرنا النضر بن شميل ، قال : أخبرنا يونس ، عن أبي إسحاق ، عن هبيرة بن يريم ، قال : جمع الناس الحسن بن علي ، وعليه عمامة سوداء - لما قتل أبوه - فقال - فذكر الخطبة الشريفة.
ومنهم الأستاذ محمد سعيد زغلول في «فهارس المستدرك» للحاكم (ص 693 ط بيروت)
فأشار إلى الخطبة الشريفة.
ومنهم الفاضل محمد رضا في «الإمام علي بن أبي طالب» كرم اللّه وجهه (ص 298 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :
لما توفي علي رضي اللّه عنه ، خرج الحسن إلى المسجد الأعظم فاجتمع الناس فبايعوه ، ثم خطب الناس فقال : فعلتموها ، قتلتم أمير المؤمنين ، أما واللّه لقد قتل في الليلة التي نزل فيها القرآن ورفع فيها الكتاب وجف القلم ، وفي الليلة التي قبض
ص: 290
فيها موسى بن عمران وعرج فيها بعيسى.
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 5 ص 6 وج 16 ص 558 ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ق 24 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :
قيل : يا رسول اللّه كيف يستطيع علي أن يحمل لواء الحمد؟ فقال : فكيف لا يستطيع ذلك وقد أعطي خصالا شتى ، صبرا كصبري ، وحسنا كحسن يوسف ، وقوة كقوة جبرئيل.
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى سنة 360 في «المعجم
ص: 291
الكبير» (ج 12 ص 420 ط مطبعة الأمة ببغداد) قال :
حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، ثنا محمد بن يزيد - هو أبو هشام الرفاعي - ثنا عبد اللّه بن محمد الطهوي ، عن ليث ، عن مجاهد ، عن ابن عمر ، قال : بينما أنا مع النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في ظل بالمدينة وهو يطلب عليا رضي اللّه عنه إذا انتهينا إلى حائط فنظرنا فيه ، فنظر إلى علي وهو نائم في الأرض وقد أغبر ، فقال : لا ألوم الناس يكنونك أبا تراب ، فلقد رأيت عليا تغير وجهه واشتد ذلك ، فقال : ألا أرضيك يا علي؟ قال : بلى يا رسول اللّه ، قال : أنت أخي ووزيري تقضي ديني وتنجز موعدي وتبرئ ذمتي ، فمن أحبك في حياة مني فقد قضى نحبه ، ومن أحبك في حياة منك بعدي ختم اللّه له بالأمن والإيمان ، ومن أحبك بعدي ولم يرك ختم اللّه له بالأمن والإيمان وآمنه يوم الفزع الأكبر ، ومن مات وهو يبغضك مات ميتة جاهلية يحاسبه اللّه بما عمل في الإسلام.
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 34 وص 58 وص 346 وص 369 وص 386 وج 15 ص 341 وج 20 ص 459 وص 471 ومواضع أخرى من الكتاب الشريف ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة محمد بن مكرم في «مختصر تاريخ دمشق» (ج 17 ص 306 ط دار
ص: 292
الفكر) قال :
وعن سلمان وأبي ذر قالا : أخذ رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بيد علي فقال : ألا إن هذا أول من آمن بي ، وهذا أول من يصافحني يوم القيامة ، وهذا الصديق الأكبر ، وهذا فاروق هذه الأمة ، يفرق بين الحق والباطل ، وهذا يعسوب المؤمنين ، والمال يعسوب الظالمين.
وفي رواية : والمال يعسوب الكفار.
وقال أيضا في ص 307 :
وعنه قال : ستكون فتنة ، فإن أدركها أحد منكم فعليه بخصلتين : كتاب اللّه وعلي ابن أبي طالب ؛ فإني سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول - وهو آخذ بيد علي - : هذا أول من آمن بي ، وأول من يصافحني يوم القيامة ، وهو فاروق هذه الأمة ، يفرق بين الحق والباطل ، وهو يعسوب المؤمنين ، والمال يعسوب الظالمين ، وهو الصديق الأكبر ، وهو بابي الذي أوتى منه ، وهو خليفتي من بعدي.
وقال أيضا :
وعن أبي سخيلة قال : حججت أنا وسلمان ، فنزلنا بأبي ذر ، فكنا عنده ما شاء اللّه فلما حان منا خفوف قلت : يا أبا ذر إني أرى أمورا قد حدثت ، وإني خائف أن يكون في الناس اختلاف ، فإن كان ذلك فما تأمرني؟ قال : الزم كتاب اللّه عزوجل وعلي بن أبي طالب ، فأشهد أني سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول : علي أول من آمن بي ، وأول من يصافحني يوم القيامة ، وهو الصديق الأكبر ، وهو الفاروق يفرق بين الحق والباطل.
ومنهم الفاضل المعاصر صالح يوسف معتوق في «التذكرة المشفوعة في ترتيب أحاديث تنزيه الشريعة المرفوعة» (ص 17 ط دار البشائر الإسلامية - بيروت) قال :
ص: 293
أنت أول من آمن وأول من يصافحني يوم القيامة 1 / 302
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة الحافظ شمس الدين أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي التركماني في «أحاديث مختارة من موضوعات الجوزقاني وابن الجوزي» (ص 85 ط مكتبة الدار بالمدينة الطيبة) قال :
الحسين بن محمد بن فنجويه الثقفي ، ثنا أحمد بن الحسن بن ماجة ، ثنا محمد بن مندة الأصبهاني ، ثنا محمد بن بكير ، ثنا الحسن بن عبد الحميد الكوفي ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد ، عن أبي جعفر ، قال : دخل على النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم علي ، وهو غضبان ، فقال : ما بك؟ قال : كلمت رجلا من قريش فسبني ، فقال : يا بلال ناد في الناس «الصلاة جامعة» ، فلما اجتمعوا صعد المنبر ثم قال : يا أيها الناس! ألا أنبئكم بأخير الناس بعدي : هذا علي بن أبي طالب ، أخي في الدنيا والآخرة ، وهو بضعة من لحمي ، فأين مال فميلوا فإن الحق معه.
قد مر نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 159 وص 160 وج 20 ص
ص: 294
461 ومواضع أخرى من هذا الكتاب ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 17 ص 308 ط دار الفكر) قال :
وحدثت ليلى الغفارية قالت : كنت أخرج مع رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في مغازيه ، فأداوي الجرحى ، وأقوم على المرضى ، فلما خرج علي بالبصرة خرجت معه ، فلما رأيت عائشة واقفة دخلني شيء من الشك ، فأتيتها فقلت : هل سمعت من رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فضيلة في علي؟ قالت : نعم ، دخل علي على رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وهو مع عائشة وهو على فريش لي ، وعليه جرد قطيفة فجلس بينهما فقالت له عائشة : أما وجدت مكانا هو أوسع لك من هذا؟ فقال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : يا عائشة دعي لي أخي ، فإنه أول الناس بي إسلاما ، وآخر الناس بي عهدا عند الموت ، وأولى الناس بي يوم القيامة.
ومنهم العلامة الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي التيمي القرشي في «العلل المتناهية في الأحاديث الواهية» (ج 1 ص 215 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :
حديث آخر : أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك ، قال : نا ابن بكران ، قال : أخبرنا العتيقي ، قال : نا أحمد بن يوسف ، قال : نا العقيلي ، قال : نا أحمد بن القاسم وأحمد ابن داود ، قالا : نا عبد السلام بن صالح ، قال : حدثنا علي بن هاشم ، قال : حدثني أبي عن موسى بن القاسم التغلبي ، قال : حدثتني ليلى الغفارية ، قالت : كنت أخرج مع - فذكر مثل ما تقدم عن ابن منظور.
ص: 295
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 454 وج 20 ص 457 ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة أحمد بن محمد الخافي الحسيني الشافعي في «التبر المذاب» (ص 37 نسخة مكتبنا العامة بقم) قال :
وروى أبو عمر يوسف بن عبد البر في كتاب الاستيعاب عن ابن عباس رضي اللّه عنه قال : لعلي عليه السلام أربع خصال ليست لأحد غيره : هو أول عربي وعجمي صلى مع رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، وهو الذي كان لواه معه في كل زحف ، وهو الذي صبر معه يوم فر عنه غيره ، وهو الذي غسله وأدخله قبره.
ومنهم الفاضل المعاصر المستشار عبد الحليم الجندي في «الإمام جعفر الصادق» عليه السلام (ص 30 ط المجلس الأعلى للشئون الإسلامية - القاهرة) فذكر مثل ما تقدم عن «التبر المذاب».
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 18 ص 320 ط دار الفكر) قال :
ص: 296
وعن ابن عباس : لعلي أربع خصال - فذكر مثل ما تقدم ، إلا أن فيه : وهو الذي صبر معه يوم المهراس.
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص 29 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان)
فذكر مثل ما تقدم عن «التبر المذاب» بعينه ، وقال في آخره : خرجه أبو عمر.
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 28 وج 15 ص 283 وص 432 وج 16 ص 502 وج 20 ص 450 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم ننقل عنها فيما مضى :
فمنهم الفاضل المعاصر محمد خير المقداد في «مختصر المحاسن المجتمعة في فضائل الخلفاء الأربعة» للعلامة الصفوري (ص 159 ط دار ابن كثير ، دمشق وبيروت) قال :
وقال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لعلي رضي اللّه عنه : أنت الصديق الأكبر ، وأنت الفاروق الذي تفرق بين الحق والباطل ، يا علي إنك أول من يقرع باب الجنة بعدي فتدخلها بغير حساب.
ص: 297
قد مر نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في مواضع عديدة من هذا السفر الشريف ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 17 ص 311 ط دار الفكر) قال :
وعن أبي رافع ، قال : كنت قاعدا بعد ما بايع الناس أبا بكر ، فسمعت أبا بكر يقول للعباس : أيدك اللّه ، هل تعلم أن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم جمع بني عبد المطلب وأولادهم وأنت فيهم ، وجمعكم دون قريش فقال : يا بني عبد المطلب إنه لم يبعث اللّه نبيا إلا جعل له من أهله أخا ووزيرا ووصيا وخليفة في أهله ، فمن يقوم منكم يبايعني على أن يكون أخي ووزيري ووصيي وخليفتي في أهلي؟ فلم يقم منكم أحد؟ فقال : يا بني عبد المطلب كونوا في الإسلام رءوسا ولا تكونوا أذنابا ، واللّه ليقومن قائمكم ، أو ليكونن في غيركم ، ثم لتندمن ، فقام علي من بينكم فبايعه على ما شرط له ودعاه إليه ، أتعلم هذا له من رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم؟ قال : نعم.
ص: 298
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 78 وص 245 وج 5 ص 1 وج 6 ص 443 وج 16 ص 117 ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 17 ص 307 ط دار الفكر) قال :
وعن ابن عباس عن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أنه قال لأم سلمة : يا أم سلمة ، إن عليا لحمه من لحمي ، ودمه من دمي ، وهو مني بمنزلة هارون من موسى ، غير أنه لا نبي بعدي.
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 20 ص 224 ومواضع عديدة من هذا الكتاب ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
ص: 299
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 17 ص 314 ط دار الفكر) قال :
قال زيد بن وهب : كنا ذات يوم عند علي ، فقال : أنا عبد اللّه وأخو رسوله ، لا يقولها بعدي إلا كذاب ، فقال رجل من غطفان : واللّه لأقولن لكم كما قال هذا الكذاب ، أنا عبد اللّه وأخو رسوله ، قال : فصرع ، فجعل يضطرب ، فحمله أصحابه ، فاتبعتهم حتى انتهينا إلى دار عمارة ، فقلت لرجل منهم : أخبرني عن صاحبكم ، فقال : ما ذا عليك من أمره؟ فسألتهم باللّه ، فقال بعضهم : لا واللّه ، ما كنا نعلم به بأسا حتى قال تلك الكلمة ، فأصابه ما ترى ، فلم يزل كذلك حتى مات.
وعن عبد اللّه بن ثمامة قال : سمعت عليا يقول : أنا عبد اللّه وأخو رسوله ، ولم يقلها أحد قبلي ، ولا يقولها أحد بعدي إلا كذاب.
ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في كتابه «حياة الإمام علي عليه السلام» (ص 93 ط دار الجيل في بيروت) قال :
روي عن علي عليه السلام أنه قال : أنا عبد اللّه وأخو رسوله وأنا الصديق الأكبر ، لا يقولها بعدي إلا كاذب مفتر ، صليت مع رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قبل الناس بسبع سنين.
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي بن محمد بن شريف في «تهذيب خصائص الإمام علي» للحافظ النسائي (ص 21 ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
حدثنا أحمد بن سليمان الرهاوي ، قال : حدثنا عبيد اللّه بن موسى ، قال : حدثنا العلاء بن صالح ، عن المنهال بن عمرو ، عن عباد بن عبد اللّه ، قال : قال علي رضي اللّه عنه : أنا عبد اللّه ، وأخو رسول اللّه ، وأنا الصديق الأكبر ، لا يقولها بعدي إلا
ص: 300
كاذب ، آمنت قبل الناس سبع سنين.
وقال أيضا في ص 63 :
أخبرنا زكريا بن يحيى ، قال : حدثنا عبد اللّه بن نمير ، قال : حدثنا مالك بن مغول ، عن الحارث بن حصيرة ، عن أبي سليمان الجهني ، قال : سمعت عليا على المنبر يقول : أنا عبد اللّه وأخو رسول اللّه ، لا يقوم بها إلا كذاب مفتر.
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 17 ص 315 ط دار الفكر) قال :
وعن يعلى بن مرة الثقفي : أن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم آخى بين الناس ، فترك عليا في آخرهم ، لا يرى أن له أخا ، فقال : يا رسول اللّه ، آخيت بين الناس وتركتني؟ قال : ولم ترى تركتك؟ إنما تركتك لنفسي ، أنت أخي وأنا أخوك ، قال : فإن حاجك أحد فقل : إني عبد اللّه وأخو رسوله ، لا يدعيها أحد بعدك إلا كذاب.
ومنهم العلامة الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي التيمي القرشي في «العلل المتناهية في الأحاديث الواهية» (ج 1 ص 217 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :
حديث آخر : قال : نا إسماعيل بن أحمد ، قال : نا ابن مسعدة ، قال : نا أبو القاسم القريشي ، قال : نا ابن عدي ، قال : نا روح بن عبد المجبر ، قال : نا سهل ابن زنجلة ، قال : نا الصباح بن محارب ، عن عمر بن عبد اللّه بن يعلى بن مرة ، عن أبيه ، عن جده : أن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم آخى بين الناس وترك عليا - فذكر الحديث مثل ما تقدم.
ومنهم الفاضل المعاصر رياض عبد اللّه عبد الهادي في «فهارس كتاب الموضوعات»
ص: 301
لابن الجوزي (ص 36 ط دار البشائر الإسلامية - بيروت) قال :
أنا عبد اللّه وأخو رسوله .. في فضائل علي 1 / 341
ومنهم الفاضل المعاصر صالح يوسف معتوق في «التذكرة المشفوعة في ترتيب أحاديث تنزيه الشريعة المرفوعة» (ص 17 ط دار البشائر الإسلامية - بيروت) قال :
أنا عبد اللّه وأخو رسوله وأنا الصديق الأكبر 1 / 376
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في مواضع عديدة من هذا الكتاب ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم الفاضل المعاصر رياض عبد اللّه عبد الهادي في «فهارس كتاب الموضوعات» لابن الجوزي (ص 70 ط دار البشائر الإسلامية - بيروت) قال :
علي أخي وصاحبي وابن عمي .. في فضائل علي 1 / 378
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
ص: 302
«مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 17 ص 376 ط دار الفكر) قال :
وعن أنس بن مالك ، قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : اسكب لي ماء أو وضوء ، ثم قام يصلي ركعتين ، ثم قال : يا أنس ، أول من يدخل من هذا الباب أمير المؤمنين ، وقائد الغر المحجلين ، وسيد المسلمين : علي.
وقال أيضا في ج 18 ص 18 :
وعن أنس قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : يا أنس ، اسكب لي وضوءا ، ثم قام ، فصلى ركعتين ، ثم قال : يا أنس ، أول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين ، وسيد المسلمين ، وقائد الغر المحجلين ، وخاتم الوصيين. قال أنس : اللّهم اجعله رجلا من الأنصار ، وكتمته ، إذ جاء علي فقال : من هذا يا أنس؟ فقلت : علي ، فقام مستبشرا فاعتنقه ثم جعل يمسح عرق وجهه بوجهه ، ويمسح عرق علي بوجهه ، فقال : يا رسول اللّه ، لقد رأيتك صنعت شيئا ما صنعت بي قبل! قال : وما يمنعني وأنت تؤدي عني ، وتسمعهم صوتي ، وتبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي؟
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور حسن الشرقاوي في «أصول التصوف الإسلامي» (ص 49 ط دار المعرفة الجامعية - الإسكندرية) قال :
قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لأنس : يا أنس أول ما يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين وسيد المسلمين ، وقائد الغر المحجلين ، وخاتم الوصيين.
فقال أنس في نفسه : اللّهم اجعله رجلا من الأنصار .. وإذ يدخل من الباب علي ابن أبي طالب فيقول الرسول له - فذكر مثل ما تقدم عن المختصر - الحديث الثاني.
ص: 303
قد مر نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 345 وج 7 ص 372 وص 431 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» (ج 18 ص 46 ط دار الفكر) قال :
وعن أبي ليلى الغفاري قال : سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول : ستكون من بعدي فتنة ، فإذا كان ذلك فالزموا علي بن أبي طالب ، فإنه أول من يراني ، وأول من يصافحني يوم القيامة ، وهو معي في السماء الأعلى ، وهو الفاروق بين الحق والباطل.
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن كتب القوم في ج 15 ص 375 ومواضع أخرى ،
ص: 304
ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة صفي الدين أحمد بن فضل الشافعي الخضري المكي المتوفى سنة 1047 في «وسيلة المآل» (ص 124 نسخة المكتبة الظاهرية بدمشق) قال :
وعن الحسن بن علي رضي اللّه عنهما وقد سئل عن علي بن أبي طالب كرم اللّه وجهه ، قال : كان واللّه سهما صائبا في مرام اللّه على عدوه ورباني هذه الأمة وذا فضلها وذا سابقتها وذا قرابتها من رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، لم يكن بالنوم عن أمر اللّه ولا بالملومة في دين اللّه ولا بالسروقة لمال اللّه عزوجل ، أعطى القرآن عزائمه ففاز منه برياض مؤنقة ذاك علي بن أبي طالب كرم اللّه وجهه. أخرجه القلعي. انتهى ما في الوسيلة.
قلت : وفي بعض المواضع : بالسئوم عن أمر اللّه.
ومنهم العلامة الشيخ محمد بن أبي بكر الأنصاري التلمساني المشتهر بالبري في «الجوهرة» (ص 74 ط دمشق) قال : وسأل رجل الحسن بن أبي الحسن البصري عن علي بن أبي طالب فقال : كان علي واللّه سهما صائبا من مرامي اللّه - فذكر مثل ما تقدم عن «وسيلة المآل» ، وفيه : بالنؤمة عن أمر اللّه. وفيه أيضا : ذلك علي بن أبي طالب يا لكع.
ومنهم العلامة أبو بكر أحمد بن مروان في «المجالسة وجواهر العلم» (ص 194 ط معهد العلوم العربية في فرانكفورت) قال :
حدثنا أحمد ، نا علي الوراق ، نا إبراهيم بن بشار ، نا نعيم بن مودع ، نا هشام بن حسان ، قال : بينا نحن عند الحسن إذ أقبل رجل من الأزارقة ، فقال له : يا أبا سعيد ما تقول في علي بن أبي طالب؟ قال : فاحمر وجنتا الحسن ، وقال : رحم اللّه عليا ، إن عليا كان سهما لله صائبا في أعدائه وكان في محلة العلم أشرفها وأقربها من رسول
ص: 305
اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وكان رهباني هذه الأمة ، لم يكن لمال اللّه بالسروقة ولا في أمر اللّه بالنومة ، أعطي القرآن عزيمة علمه وكان منه في رياض مونقة وأعلام بينة ، ذاك علي بن أبي طالب يا لكع.
ومنهم العلامة أبو الحجاج يوسف بن محمد البلوي في «ألف با» (ج 1 ص 223 ط بيروت) قال :
وسئل الحسن بن أبي الحسن عن علي بن أبي طالب ، فقال : كان علي واللّه سهما صائبا من مرامي اللّه عزوجل - فذكر مثل ما تقدم عن «الوسيلة» ، وفيه : ولا بالسرفة. وفي آخره : ذاك علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه وأعز من مدحه وأخزى من قدحه.
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص 33 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان)
فذكر كلام الحسن البصري مثل ما تقدم عن «الوسيلة» بعينه.
ومنهم الفاضل المعاصر محمد رضا في «الإمام علي بن أبي طالب كرم اللّه وجهه رابع الخلفاء الراشدين» (ص 14 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :
وعن الحسن بن أبي الحسن ، وقد سئل عن علي رضي اللّه عنه - فذكر مثل ما تقدم عن «الوسيلة».
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 18 ص 65 ط دار الفكر) قال :
قال هشام بن حسان : بينا نحن عند الحسن إذ أقبل رجل من الأزارقة ، فقال له :
ص: 306
يا أبا سعيد ، ما تقول في علي بن أبي طالب؟ قال : فاحمرت وجنتا الحسن ، وقال : رحم اللّه عليا ، إن عليا كان سهما لله - فذكر عين ما تقدم عن «كتاب المجالسة وجواهر العلم».
ومنهم العلامة صارم الدين إبراهيم بن محمد في «الجوهر الثمين» (ج 1 ص 64 ط عالم الكتب في بيروت) قال :
وسئل الحسن البصري عن علي ، فقال : كان واللّه علي سهما صائبا من مرامي اللّه على عدوه ، رباني هذه الأمة وذا فضلها وسابقتها ، وذا قرابتها من رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم.
قال أبو إسحاق السبيعي : رأيت عليا رضي اللّه عنه وهو أبيض الرأس واللحية ، وكان لا يخص بالولايات إلا أهل الديانات والأمانات.
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 76 وص 350 وج 15 ص 153 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة الشيخ نور الدين علي بن محمد بن سلطان المشتهر بالملا علي القاري المتوفى سنة 1014 في «الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة» (ص 258 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :
حديث : وصيي ، وموضع سري ، وخليفتي في أهلي ، وخير من أخلف بعدي
ص: 307
علي بن أبي طالب.
، وهو خليفة رسول اللّه ، وهو ولي كل مؤمن بعد النبي ، وسد الأبواب إلا بابه ، وهو مولى كل مؤمن ورضي اللّه عنه تحت الشجرة
قد تقدم نقل ما يدل عليها عن أعلام العامة في مواضع كثيرة من هذا السفر الشريف ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى سنة 360 في «المعجم الكبير» (ج 12 ص 98 ط مطبعة الأمة ببغداد) قال :
حدثنا إبراهيم بن هاشم البغوي ، حدثنا كثير بن يحيى ، حدثنا أبو عوانة ، عن أبي بلج ، عن عمرو بن ميمون ، قال : كنا عند ابن عباس فجاءه سبعة نفر وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى ، فقالوا : يا ابن عباس قم معنا أو قال : أخلوا يا هؤلاء ، قال : بل أقوم معكم ، فقام معهم فما ندري ما قالوا ، فرجع ينفض ثوبه ويقول : أف أف وقعوا في رجل قيل فيه ما أقول لكم الآن ، وقعوا في علي بن أبي طالب وقد قال نبي
ص: 308
اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : لأبعثن رجلا لا يخزيه اللّه. فبعث إلى علي وهو في الرحى يطحن ، وما كان أحدكم ليطحن ، فجاءوا به أرمد ، فقال : يا نبي اللّه ما أكاد أبصر فنفث في عينيه وهز الراية ثلاث مرات ثم دفعها إليه ففتح له ، فجاء بصفية بنت حيي ثم قال لبني عمه : بكم يتولاني في الدنيا والآخرة ثلاثا حتى مر على آخرهم ، فقال علي : يا نبي اللّه أنا وليك في الدنيا وفي الآخرة ، فقال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : أنت وليي في الدنيا والآخرة. قال : وبعث أبا بكر بسورة التوبة وبعث عليا على أثره ، فقال أبو بكر : يا علي لعل اللّه ونبيه سخطا علي ، فقال علي : لا ، ولكن نبي اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال : لا ينبغي أن يبلغ عني إلا رجل مني وأنا منه. قال : ووضع نبي اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ثوبه على علي وفاطمة والحسن والحسين وقال : ( إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) وكان أول من أسلّم بعد خديجة من الناس. قال : وشرى علي نفسه ، لبس ثوب النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، ثم قام مكانه ، قال : وكان المشركون يرمون رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، فجاء أبو بكر فقال إلي : يا رسول اللّه وأبو بكر يحسبه نبي اللّه ، فقال علي : إن نبي اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قد انطلق نحو بئر ميمون فأدركه ، فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار ، وجعل علي يرمى بالحجارة كما كان رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يرمي وهو يتضور قد لف رأسه في الثوب لا يخرجه حتى أصبح ، ثم كشف عن رأسه حين أصبح ، فقالوا : إنك للئيم كان صاحبك نرميه بالحجارة فلا يتضور وأنت تضور وقد استنكرنا ذلك ، قال : ثم خرج بالناس في غزاة تبوك فقال له علي : أخرج معك؟ فقال له النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : لا ، فبكي علي ، فقال له نبي اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : اما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنك لست بنبي ، إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي ، قال : وقال له : أنت ولي كل مؤمن بعدي ، قال : وسد رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أبواب المسجد غير باب علي فيدخل المسجد جنبا وهو طريقه ليس له طريق غيره ، قال : وقال : من كنت مولاه فعلي
ص: 309
مولاه ، قال ابن عباس : فأخبرنا اللّه في القرآن إنه قد رضي عنهم عن أصحاب الشجرة يعلم ما في قلوبهم ، فهل حدثنا أنه سخط عليهم بعده؟ وقال : ان نبي اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال لعمر حين قال : أتأذن لي فأضرب عنقه يعني حاطب فقال : أفكنت فاعلا؟ وما يدريك لعل اللّه (اطلع على أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم؟)
قد تقدم نقل ما يدل عليه في مواضع عديدة ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة الشيخ أبو عمر يوسف بن عبد اللّه ابن عبد البر النمري القرطبي المتوفى سنة 463 في كتابه «بهجة المجالس وأنس المجالس» (ج 1 ص 499 ط مصر) قال :
قال الشعبي : لما مات علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه ، قام ابنه الحسن على قبره ، فحمد اللّه وأثنى عليه وصلى على النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، واستغفر اللّه لأبيه ، ثم قال : نعم أخو الإسلام كنت يا أبي ، جوادا بالحق ، بخيلا بالباطل عن جميع الخلق ، تغضب حين الغضب ، وترضى حين الرضا ، عفيف النظر ، غضيض
ص: 310
الطرف ، لم تكن مداحا ولا شتاما ، تجود بنفسك في المواطن التي تبخل بها الرجال ، صبورا على الضراء ، مشاركا في النعماء ، ولذلك ثقلت على أكتاف قريش.
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 5 ص 53 و 58 و 305 و 316 وج 4 ص 54 و 90 وج 6 ص 463 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 17 ص 313 ط دار الفكر) قال :
وعن ابن عباس قال : قال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لعلي : يا علي أنت مني وأنا منك ، وأنت أخي وصاحبي.
ومنهم الفاضل المعاصر المستشار عبد الحليم الجندي في «الإمام جعفر الصادق» عليه السلام (ص 20 ط المجلس الأعلى للشئون الإسلامية - القاهرة) قال :
أما علي ، فآخى بينه وبين نفسه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، بل هو قال له : أنت أخي وصاحبي.
ومنهم الشيخ محمد علي بن الشيخ عبد اللّه المشتهر بولد الأحيمر في «التبيين المفيد» (ص 97 ط القاهرة) قال :
ص: 311
وعن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لعلي : أنت أخي وصاحبي
وفي ذلك يقول البوصيري في همزيته :
وعلي صنو النبي ومن دي *** ن فؤادي وداده والراء
ووزير ابن عمه في المعالي *** ومن الأهل تسع الوزراء
لم يدره كشف الغطاء يقينا *** بل هو الشمس ما عليه غطاء
ومنهم العلامة الشيخ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب البغدادي في «تلخيص المتشابه في الرسم» (ج 2 ص 851 ط دار طلاس ، دمشق) قال :
أخبرناه الحسن بن علي بن محمد الجوهري ، نا محمد بن العباس الخزاز ، أنا عبد الوهاب بن أبي حية ، نا محمد بن شجاع الثلجي ، نا محمد بن عمر الواقدي ، حدثني ابن أبي حبيبة ، عن داود بن الحصين ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : إن عمارة بنت حمزة بن عبد المطلب - وأمها سلمى بنت عميس ، كانت بمكة ، فلما قدم رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم - يعني في عمرة القضية - كلم علي النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، فقال : علام نترك بنت عمنا يتيمة بين ظهري المشركين؟ فلم ينهه النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم عن إخراجها ، فخرج بها ؛ فتكلم زيد بن حارثة ، وكان وصي حمزة وكان النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم آخى بينهما حين آخى بين المهاجرين ، فقال : أنا أحق بها ، إنها ابنة أخي. فلما سمع ذلك جعفر قال : الخالة والدة ، وأنا أحق بها لمكان خالتها عندي أسماء بنت عميس. فقال علي : ألا أراكم في ابنة عمي وأنا أخرجتها من بين أظهر المشركين ، وليس لكم إليها نسب دوني ، وأنا أحق بها منكم. فقال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : أنا أحكم بينكم ؛ أمّا أنت يا زيد فمولى اللّه ورسوله ، وأمّا أنت يا علي فأخي وصاحبي ، وأمّا أنت يا جعفر فتشبه خلقي وخلقي ، وأنت يا جعفر أولى بها تحتك خالتها ، ولا تنكح المرأة على خالتها ، ولا على عمتها فقضى بها لجعفر.
ص: 312
تفرد الواقدي بتسمية بنت حمزة في هذا الحديث «عمارة» ، وسماها غيره أمامة. وقد ذكر غير واحد من أهل العلم أن حمزة كان له ابن يسمى عمارة ، وأمه خولة بنت قيس بن فهد. واللّه أعلم.
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 6 ص 538 وج 15 ص 599 وج 20 ص 424 ومواضع أخرى من هذا الكتاب ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 17 ص 314 ط دار الفكر) قال :
وعن علي قال : طلبني النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فوجدني في جدول نائما ، فقال : قم ، ما ألوم الناس يسمونك أبا تراب ، قال : فرآني كأني قد وجدت في نفسي من ذلك ، فقال : قم ، فو اللّه لأرضينك ، أنت أخي وأبو ولدي ، تقاتل عن سنتي ، وتبرئ عن ذمتي ، من مات في عهدي فهو كنز اللّه ، ومن مات في عهدك فقد قضى نحبه ، ومن مات يحبك بعد موتك ختم اللّه له بالأمن والإيمان ما طلعت
ص: 313
شمس أو غربت ، ومن مات يبغضك مات ميتة الجاهلية ، وحوسب بما عمل في الإسلام.
ومنهم العلامة الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي الموصلي المتوفى سنة 307 في «مسند أبي يعلى» (ج 1 ص 403 ط دار المأمون للتراث - دمشق) قال :
حدثنا سويد بن سعيد ، حدثنا زكريا بن عبد اللّه بن يزيد الصهباني ، عن عبد المؤمن ، عن أبي المغيرة ، عن علي ، قال : طلبني رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فوجدني في جدول - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن «مختصر تاريخ دمشق» وليس فيه : «عن» - بين «تبرئ» و «ذمتي».
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف» (ج 11 ص 181 ط عالم التراث للطباعة والنشر - بيروت) قال :
سأبعث عليكم أمينا قويا.
مسانيد 1 / 1100.
سأبعث عليكم قويا.
ص: 314
علل 2627.
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 18 و 54 و 74 و 78 و 90 و 92 و 99 و 101 و 131 و 166 و 271 و 223 و 227 و 236 و 240 و 277 و 297 و 331 و 341 و 342 و 350 و 357 و 363 و 368 و 374 و 381 و 384 و 387 وج 15 ص 450 ومواضع أخرى من هذا السفر الشريف ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ق 39 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :
وأما رسوخ قدمه في الإيمان فعن ابن عباس أن عليا كان يقول في حياة النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : إن اللّه عزوجل يقول ( أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ ) واللّه لا ننقلب على أعقابنا بعد إذ هدانا اللّه ، ومن مات أو قتل لأقاتلن على ما قاتل عليه ، واللّه إني لأخوه ووليه وابن عمه ووارثه ، ومن أحق به مني. خرجه أحمد في المناقب.
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 17 ص 314 ط دار الفكر)
ص: 315
فذكر مثل ما تقدم ، وليس فيه : ووارثه ومن أحق به مني.
ومنهم المستشار عبد الحليم الجندي في «الإمام الصادق» عليه السلام (ق 20 ط المجلس الأعلى بالقاهرة) قال :
وفي ذلك رواية ابن عباس أن عليا كان يقول : واللّه إني لأخو رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ووليه.
ومنهم جماعة من فضلاء لجنة الزهراء في «العشرة المبشرون بالجنة» (ص 192 ط لجنة الزهراء بالقاهرة) قالوا :
قال : أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك ، عن عبد اللّه بن محمد بن عمر ابن علي ، عن أبيه أن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم حين آخى بين أصحابه وضع يده على منكب علي ثم قال : أنت أخي ترثني وأرثك.
ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في كتابه «حياة الإمام علي عليه السلام» (ص 36 ط دار الجيل في بيروت) قال :
عن ابن عباس : إن عليا كان يقول في حياء رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : إن اللّه تعالى يقول : ( أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ ) واللّه لا ننقلب على أعقابنا بعد إذ هدانا اللّه ، واللّه لئن مات أو قتل لأقاتلن على ما قاتل عليه حتى أموت ، واللّه إني لأخوه ووليه ووارثه وابن عمه ، فمن أحق به مني؟
ص: 316
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 398 وج 15 ص 612 ومواضع أخرى كثيرة ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 17 ص 371 ط دار الفكر) قال :
وعن أنس قال : كان النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم إذا أراد أن يشهر عليا في مواطن أو مشهد علا على راحلته ، وأمر الناس أن ينخفضوا دونه ، وإن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم شهر عليا يوم خيبر فقال : يا أيها الناس من أراد أن ينظر إلى آدم في خلقه ، وإلي في خلقي ، وإلى إبراهيم في خلته ، وإلى موسى في مناجاته ، وإلى يحيى في زهده ، وإلى عيسى في سنته ، فلينظر إلى علي بن أبي طالب ، إذا خطر بين الصفين كأنما يتقلع من صخر أو يتحدر من صبب ، يا أيها الناس ، امتحنوا أولادكم بحبه ، فإن عليا لا يدعو إلى ضلالة ، ولا يبعد عن هدى ، فمن أحبه فهو منكم ، ومن أبغضه فليس منكم.
وقال أيضا في ص 378 :
وعن أبي الحمراء قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه ، وإلى نوح في فهمه ، وإلى إبراهيم في حلمه ، وإلى يحيى بن زكريا في زهده ، وإلى موسى بن عمران في بطشه ، فلينظر إلى علي بن أبي طالب.
ص: 317
ومنهم الفاضل المعاصر محمد خير المقداد في «مختصر المحاسن المجتمعة في فضائل الخلفاء الأربعة» للعلامة الصفوري (ص 167 ط دار ابن كثير ، دمشق وبيروت) قال :
ورأيت في «تفسير الرازي» : عن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال : من أراد أن يرى آدم في علمه ، ونوحا في طاعته ، وإبراهيم في خلته ، وموسى في قربه ، وعيسى في صفوته ، فلينظر إلى علي بن أبي طالب.
وفي حديث آخر ذكره ابن الجوزي : من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه ، وإلى نوح في فهمه ، وإلى إبراهيم في حكمه ، وإلى موسى في قربه [وإلى عيسى في زهده] وإلى محمد صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في بهائه ، وإلى جبريل عليه السلام في أمانته ، فلينظر إلى علي.
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن موسى بن مهران الاصبهاني المتوفى سنة 430 في «تثبيت الإمامة وترتيب الخلافة» (ص 76 ط دار الإمام مسلّم في بيروت) قال :
إن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال لعلي : أنت خيرهم وأفضلهم وأنت الخليفة من بعدي.
ص: 318
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 55 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 17 ص 314 ط دار الفكر) قال :
وعن أنس بن مالك قال : كنا إذا أردنا أن نسأل رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أمرنا علي بن أبي طالب أو سلمان الفارسي أو ثابت بن معاذ الأنصاري ؛ لأنهم كانوا أجرأ أصحابه على سؤاله ، فلما نزلت : ( إِذا جاءَ نَصْرُ اللّهِ وَالْفَتْحُ ) (النصر / 1) وعلمنا أن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم نعيت إليه نفسه ، قلنا لسلمان : سل رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : من نسند إليه أمورنا ويكون مفزعنا ، ومن أحب الناس إليه؟ فلقيه فسأله ، فأعرض عنه ، ثم سأله فأعرض عنه ، فخشي سلمان أن يكون رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قد مقته ووجد عليه. فلما كان بعد لقيه ، فقال : يا سلمان ، يا أبا عبد اللّه ألا أحدثك عما كنت سألتني؟ فقال : يا رسول اللّه ، خشيت أن تكون قد مقتني ووجدت علي ، قال : كلا يا سلمان ، إن أخي ووزيري وخليفتي في أهل بيتي ، وخير من تركت بعدي ، يقضي ديني وينجز موعدي علي بن أبي طالب.
ومنهم الحافظ الشيخ زين الدين أبي الفضل عبد الرحيم بن الحسين العراقي
ص: 319
المولود سنة 725 والمتوفى 806 في «تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في منهاج البيضاوي» (ص 66 ط دار البشائر الإسلامية - بيروت) قال :
عن أنس : إن أخي ووزيري وخليفتي من أهلي ، وخير من أترك بعدي يقضي ديني وينجز موعدي علي بن أبي طالب.
ومنهم الحافظ أبو حاتم محمد بن حبان بن معاذ بن معبد التميمي البستي المتوفى سنة 354 في «المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين» (ج 3 ص 5 ط بيروت) قال :
روي عن أنس بن مالك : أن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال : إن أخي ووزيري وخليفتي في أهلي وخير من أترك بعدي يقضي ديني وينجز موعدي علي بن أبي طالب.
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 18 ص 18 ط دار الفكر) قال :
وعن أنس بن مالك قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لعلي : أنت تغسلني ، وتواريني في لحدي ، وتبين لهم بعدي.
ص: 320
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 234 وص 240 وص 376 وج 5 ص 499 وج 15 ص 70 وج 20 ص 510 وص 519 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور الإفريقي في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 17 ص 355 ط دار الفكر) قال :
وعن جابر بن عبد اللّه قال : سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وهو آخذ بضبع علي يوم الحديبية وهو يقول : هذا أمير البررة قاتل الفجرة منصور من نصره مخذول من خذله - مدّ بها صوته.
وذكره بعينه في ج 18 ص 17 ، وزاد بعد «يمد صوته» : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب.
ومنهم العلامة أبو عبد اللّه الشيخ محمد بن السيد درويش الحوت الحنفي البيروتي المولود بها سنة 1209 والمتوفى بها أيضا سنة 1276 في كتابه «الأحاديث المشكلة في الرتبة» (ص 70 ط عالم الكتب في بيروت سنة 1403) قال :
خبر : علي إمام البررة وقاتل الفجرة منصور من نصره مخذول من خذله ، صححه الحاكم.
وليس فيه : مدّ بها صوته.
ص: 321
ومنهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد السيوطي المتوفى سنة 911 في كتابه «القول الجلي في فضائل علي» عليه السلام (ص 53 ط مؤسسة نادر للطباعة والنشر) قال :
عن جابر أن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال : علي إمام البررة قاتل الفجرة ، منصور من نصره مخذول من خذله. أخرجه الحاكم.
ومنهم الفاضل المعاصر رياض عبد اللّه عبد الهادي في «فهارس كتاب الموضوعات» لابن الجوزي (ص 121 ط دار البشائر الإسلامية - بيروت) قال :
هذا أمير البررة وقاتل الفجرة .. في فضائل علي 1 / 353
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد السيوطي المتوفى سنة 911 في كتابه «القول الجلي في فضائل علي» عليه السلام (ص 58 ط مؤسسة نادر للطباعة والنشر) قال :
عن أبي ذر أن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال : علي باب علمي ومبين لأمتي ما أرسلت به من بعدي ، حبه إيمان وبغضه نفاق والنظر إليه رأفة.[أخرجه الديلمي].
ص: 322
قد تقدم رواية هذا الحديث الشريف عن القوم في ج 4 ص 206 وص 263 وج 5 ص 24 وج 6 ص 305 وص 473 وج 15 ص 679 وج 21 ص 94 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد الخضري السيوطي المصري المتوفى سنة 911 في كتابه «مسند فاطمة عليها السلام» (ص 21 ط المطبعة العزيزية بحيدرآباد ، الهند سنة 1406) قال :
عن زافر ، عن رجل ، عن الحارث بن محمد ، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ، قال : كنت على الباب يوم الشورى فارتفعت الأصوات بينهم فسمعت عليا يقول : بايع الناس لأبي بكر رضي اللّه عنه وأنا واللّه أولى بالأمر منه وأحق به منه فسمعت وأطعت مخافة أن يرجع الناس كفارا يضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف ، ثم بايع الناس عمر وأنا واللّه أولى بالأمر منه وأحق به منه فسمعت وأطعت مخافة أن يرجع الناس كفارا يضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف ، ثم أنتم تريدون أن تبايعوا عثمان إذن أسمع وأطيع ، إن عمر جعلني في خمسة نفر أنا سادسهم لا يعرف لي فضلا عليهم في الصلاح ولا يعرفونه لي كلنا فيه شرع سواء ، وأيم اللّه لو أشاء أن يتكلم ثم لا يستطيع عربيهم ولا عجميهم ولا المعاهد منهم ولا المشرك رد خصلة منها لفعلت ، ثم قال : نشدتكم باللّه أيها النفر جميعا أفيكم أحد أخو رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم غيري؟ قالوا : اللّهم لا. ثم قال : نشدتكم باللّه أيها النفر جميعا أفيكم أحد له عم مثل عمي حمزة رضي اللّه عنه أسد اللّه وأسد رسوله وسيد الشهداء؟
ص: 323
قالوا : اللّهم لا. ثم قال : أفيكم أحد له أخ مثل أخي جعفر رضي اللّه عنه ذي الجناحين الموشى بالجوهر يطير بهما في الجنة حيث شاء؟ قالوا : اللّهم لا. قال : فهل أحد له سبط مثل سبطي الحسن والحسين رضي اللّه عنهما سيدي شباب أهل الجنة؟ قالوا : اللّهم لا ، قال : أفيكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة رضي اللّه عنها بنت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم؟ قالوا : اللّهم لا ، قال : أفيكم أحد كان أقتل لمشركي قريش عند كل شديدة تنزل برسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم مني؟ قالوا : اللّهم لا ، قال : أفيكم أحد كان أعظم غنا عن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم حين اضطجعت على فراشه ووقيته بنفسي وبذلت له مهجة دمي؟ قالوا : اللّهم لا ، قال : أفيكم أحد كان يأخذ الخمس غيري وغير فاطمة؟ قالوا : اللّهم لا ، قال : أفيكم أحد كان له سهم في الحاضر وسهم في الغائب غيري؟ قالوا : اللّهم لا ، قال : أكان أحد مطهرا في كتاب اللّه غيري حين سد النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أبواب المهاجرين وفتح بابي فقام إليه عماه حمزة والعباس رضي اللّه عنهما فقالا : يا رسول اللّه! سددت أبوابنا وفتحت باب علي؟ فقال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : ما أنا فتحت بابه ولا سددت أبوابكم بل اللّه فتح بابه وسد أبوابكم ، قالوا : اللّهم لا ، قال : أفيكم أحد أتم اللّه نوره من السماء غيري حين قال : ( وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ ) قالوا : اللّهم لا ، قال : أفيكم أحد ناجاه رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم اثنى عشرة مرة غيري حين قال : قال اللّه تعالى : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً ) قالوا : اللّهم لا ، قال : أفيكم أحد تولى غمض رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم غيري؟ قالوا : اللّهم لا ، قال : أفيكم أحد آخر عهده برسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم حين وضعه في حفرته [غيري] قالوا : اللّهم لا (عق) وقال : لا أصل له عن علي ، وفيه رجلان مجهولان رجل لم يسمه زافر ، والحارث بن محمد :
حدثني آدم بن موسى قال : سمعت (خ) قال الحارث بن محمد : عن
ص: 324
أبي الطفيل : كنت على الباب يوم الشورى لم يتابع زافر عليه. انتهى. وأورده ابن الجوزي في الموضوعات ، فقال : زافر مطعون فيه ورواه عن مبهم ، وقال الذهبي في الميزان : هذا خبر منكر غير صحيح ، وقال ابن حجر في اللسان : لعل الآفة في هذا الحديث من زافر مع أنه قال في أماليه : إن زافر لم يتهم بكذب وأنه إذا توبع على حديث كان حسنا.
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي بن محمد بن شريف في «تهذيب خصائص الإمام علي» للحافظ النسائي (ص 78 ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
أخبرني هارون بن عبد اللّه البغدادي الحمال ، قال : حدثنا مصعب بن المقدام ، قال : حدثنا فطر بن خليفة ، عن أبي الطفيل.
وأخبرنا أبو داود قال : حدثنا محمد بن سليمان قال : حدثنا فطر ، عن أبي الطفيل ، عن عامر بن واثلة قال : أجمع عليّ الناس في الرحبة ، فقال : أنشد باللّه كل امرئ سمع من رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال يوم غدير خم : ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهو قائم ، ثم أخذ بيد علي فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللّهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، قال أبو الطفيل : فخرجت وفي نفسي منه شيء ، فلقيت زيد بن أرقم ، وأخبرنا ، فقال : تشك؟ أنا سمعته من رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، واللفظ لأبي داود.
وقال أيضا في ص 113 :
أخبرنا يوسف بن عيسى قال : أخبرنا الفضل بن موسى قال : حدثنا الأعمش ، عن أبي إسحاق ، عن سعيد بن وهب قال : قال علي رضي اللّه عنه (في الرحبة): أنشد باللّه من سمع رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يوم غدير خم يقول : اللّه وليي وأنا
ص: 325
ولي المؤمنين ، ومن كنت وليّه فهذا وليه ، اللّهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، فقال سعيد : إلى جنبي ستة ، وقال : حارثة بن نصر : قام ستة ، وقال زيد بن يثيغ : قام عندي ستة ، وقال عمرو ذو مر : أحب من أحبه وأبغض من أبغضه (1).
ص: 326
ص: 327
ص: 328
ص: 329
ص: 330
ص: 331
ص: 332
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 78 و 99 و 245 و 385 وج 5 ص 27 و 69 و 114 وج 6 ص 37 و 59 وج 16 ص 440 وج 18 ص 118 وج 21 ص 684 و 686 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد السيوطي المتوفى سنة 911 في كتابه «مسند علي بن أبي طالب» (ج 1 ص 169 ط المطبعة العزيزية ، الهند) قال :
ص: 333
عهد إليّ النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أن أقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين (البزار ، ع).
ومنهم الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى سنة 360 في «المعجم الكبير» (ج 10 ص 112 ط مطبعة الأمة ببغداد) قال :
حدثنا محمد بن هشام المستملي ، ثنا عبد الرحمن بن صالح ، ثنا عائذ بن حبيب ، ثنا بكير بن ربيعة ، ثنا يزيد بن قيس ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد اللّه ، قال : أمر رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين.
حدثنا الهيثم بن خالد الدوري ، ثنا محمد بن عبيد المحاربي ، ثنا الوليد بن حماد عن أبي عبد الرحمن الحارثي ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد اللّه ، قال : أمر علي بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين.
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ محمد أيمن بن عبد اللّه بن حسن الشبراويّ القويسني في «فهرس أحاديث كشف الأستار» (ص 21 ط بيروت سنة 1408) قال :
أمرت بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين [عن] علي
وقال أيضا في ص 79 : عهد إليّ رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في قتال الناكثين والقاسطين والمارقين.
ومنهم الفاضل المعاصر رياض عبد اللّه عبد الهادي في «الدرر المجموعة بترتيب أحاديث اللآلي المصنوعة» (ص 30 ط دار البشائر الإسلامية - بيروت) قال :
أمر رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم عليا بقتال .. عبد اللّه بن مسعود 1 / 411
أمر علي بقتال الناكثين والقاسطين .. عبد اللّه 1 / 411
ص: 334
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف» (ج 10 ص 226 ط عالم التراث للطباعة والنشر - بيروت) قال :
هذا واللّه قاتل القاسطين.
مسانيد 2 / 547.
وقال أيضا في ج 2 ص 383 :
أمر علي بن أبي طالب بقتال الناكثين.
ك 3 / 139.
ومنهم الفاضلان المعاصران الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد المدنيان في «جامع الأحاديث» (القسم الثاني ج 5 ص 367 ط دمشق) قالا :
عن أبي سعيد رضي اللّه عنه قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : تفترق أمتي فتمرق منهم مارقة ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، لا يرتدون إلى الإسلام حتى يرتد السهم على فوقه ، سيماهم التحليق ، يقتلهم أولى الطائفتين بالحق ، فلما قتلهم علي رضي اللّه عنه قال : إن فيهم رجلا مخدجا.(ابن جرير).
ومنهم الفاضل الأمير أحمد حسين بهادر خان الحنفي البريانوي الهندي في كتابه «تاريخ الأحمدي» (ص 195 ط بيروت سنة 1408) قال :
وفي أسد الغابة عن مخنف بن سليم ، قال : أتينا أبا أيوب الأنصاري فقلنا : قاتلت بسيفك المشركين مع رسول اللّه ثم جئت تقاتل المسلمين؟ قال : أمرني رسول اللّه بقتل الناكثين والقاسطين والمارقين ، وعن أبي سعيد الخدري ، قال : أمرنا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين ، فقلنا : يا رسول اللّه أمرتنا بقتال هؤلاء فمع من؟ فقال : مع علي بن أبي طالب ، معه يقتل عمار بن ياسر.
ص: 335
قال ابن الأثير في النهاية : الناكثين أصحاب الجمل والقاسطين أهل صفين والمارقين الخوارج.
ومنهم ليلى مبروك في «علامات الساعة الصغرى والكبرى» (ص 34 ط المختار الإسلامي بالقاهرة) قالت :
عن أبي أيوب الأنصاري رضي اللّه عنه : عهد إلينا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أن نقاتل مع علي الناكثين فقد قاتلناهم - يعني في وقعة الجمل وذلك لأن طلحة والزبير رضي اللّه عنهما نكثا بيعة علي رضي اللّه عنه - وعهد إلينا أن نقاتل معه القاسطين - يعني الظالمين وأراد بهم أصحاب معاوية لأنهم ظلموا عليا ونازعوه أمرا هو أحق الناس به عند كل منصف والقاسطون هم العادلون عن الحق إلى الباطل - وعهد إلينا أن نقاتل معه المارقين - وأراد بهم الخوارج فإنهم مرقوا من الدين.
ومنهم العلامة الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي التيمي القرشي في «العلل المتناهية في الأحاديث الواهية» (ج 1 ص 247 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :
أنا أبو منصور بن خيرون ، عن أبي محمد الجوهري ، عن الدار قطني ، عن أبي حاتم بن حبان ، قال : نا محمد بن المسيب ، قال : نا علي بن المثنى الطهوي ، قال : نا يعقوب بن خليفة ، عن صالح بن أبي الأسود ، عن علي بن الحزور ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن أبي أيوب الأنصاري ، قال : أمرنا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين ، قلت : يا رسول اللّه مع من؟ قال : مع علي بن أبي طالب.
ومنهم الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي الموصلي في «مسند أبي يعلى» (ج 1 ص 397 ط دار المأمون للتراث بدمشق) قال :
ص: 336
حدثنا إسماعيل بن موسى ، حدثنا الربيع بن سهل الفزاري ، حدثني سعيد بن عبيد ، عن علي بن ربيعة ، قال : سمعت عليا على المنبر ، وأتاه رجل ، فقال : يا أمير المؤمنين ، مالي أراك تستحيل الناس استحالة الرجل إبله ، أبعهد من رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، أو شيئا رأيته؟ قال : واللّه ما كذبت ولا كذبت ، ولا ضللت ولا ضل بي ، بل عهد من رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم عهده إلي ، وقد خاب من افترى.
حدثنا إسماعيل بن موسى ، حدثنا الربيع بن سهل ، عن سعيد بن عبيد ، عن علي ابن ربيعة ، قال : سمعت عليا على منبركم هذا يقول : عهد إلي النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أن أقاتل الناكثين ، والقاسطين ، والمارقين.
ومنهم العلامة المعاصر الشيخ محمد العربي التباني الجزائري المكي في «تحذير العبقري من محاضرات الخضري» (ج 1 ص 232) قال :
قال العلامة السعد في شرح المقاصد : وبالجملة انعقدت خلافته بالبيعة واتفاق أهل الحل والعقد ، وقد دلت عليه أحاديث
كقوله عليه الصلاة والسلام : الخلافة بعدي ثلاثون سنة ، وقوله عليه الصلاة والسلام لعلي رضي اللّه عنه : إنك تقاتل الناكثين والمارقين والقاسطين ، وقوله عليه الصلاة والسلام لعمار : تقتلك الفئة الباغية ، وقد قتل يوم صفين تحت راية علي رضي اللّه تعالى عنه. ومن المتكلمين من يدعي الإجماع على خلافته ، لأنه انعقد الإجماع زمن الشورى على أن الخلافة لعثمان أو علي ، وهو اجماع على أنه لو لا عثمان فهي لعلي ، فحين خرج عثمان من البين بالقتل بقيت لعلي بالإجماع ا ه.
وهذا كلام نفيس وتوجيهه أن ستة الشورى الذين عينهم واختارهم الفاروق لها تنازل الأربعة منهم عن حقهم فيها لعلي وعثمان ، فصار تقديم أحدهما لها موكولا لأهل الحل والعقد من الصحابة بالمدينة ، فاتفقوا على تقديم عثمان فيها على علي
ص: 337
فأطبق أهل الأمصار على بيعته بعدهم ، فصار تقديم علي في الخلافة على جميع الصحابة بعد عثمان بهذا الاتفاق والإطباق مجمعا عليه.
ومنهم الفاضل الأمير أحمد حسين بهادر خان الحنفي البريانوي الهندي في كتابه «تاريخ الأحمدي» (ص 201 ط بيروت سنة 1408) قال :
قال العلامة الراغب في المحاضرات : إنما غلب معاوية عليا لأنه لم يكن غايته إلا درك الغاية بالحيلة حل أو حرم ، ثم لم يكن يبالي بالدين ولا يتفكر في سخط رب العالمين وعلي لم يستعمل من الحيل إلا ما حل.
وقال ابن جرير في تاريخه الكبير : كان علي عليه السلام يدعى بالعراق أمير المؤمنين وكان معاوية بالشام الأمير.
تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 5 ص 635 وج 8 ص 422 وج 17 ص 166 وج 18 ص 114 وج 21 ص 638 و 676 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 18 ص 56 ط دار الفكر) قال :
وعن عمار بن ياسر ، قال : سمعت النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول : يا علي ، ستقاتلك الفئة الباغية ، وأنت على الحق ، فمن لم ينصرك يومئذ فليس مني.
ص: 338
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف» (ج 11 ص 198 ط عالم التراث للطباعة والنشر - بيروت) قال : يا علي ستقاتلك
الفئة الباغية (1).
ص: 339
ص: 340
ص: 341
كنز 32970.
ومنهم الفاضل المعاصر حسن كامل الملطاوي في كتابه «رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في القرآن» (ص 206 ط دار المعارف - القاهرة) قال :
قال ابن إسحاق : فدخل عمار بن ياسر وقد أثقلوه في اللبن فقال : يا رسول اللّه قتلوني ، يحملون عليّ ما لا يحملون ، قالت أم سلمة زوج النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فرأيت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ينفض وفرته (شعر رأسه) بيده وكان رجلا جعدا ، وهو يقول : ويح ابن سمية ليسوا بالذين يقتلونك إنما تقتلك الفئة الباغية.
أقول : وقد قتله فئة معاوية في صفين ، فقال إمامنا علي كرم اللّه وجهه : الحمد لله الذي أراني أني على الحق ، فانظر كيف تحققت المعجزة بعد أربعين سنة ، وصلوات اللّه على صاحب المعجزات. قال ابن إسحاق : وارتجز علي بن أبي طالب يومئذ :
لا يستوي من يعمر المساجدا *** يدأب فيها قائما وقاعدا
ومن يرى عن الغبار حائدا
ص: 342
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ عدنان شلاق في «فهرس الأحاديث والآثار» لكتاب «الكنى والأسماء» للدولابي (ص 120 ط عالم الكتب في بيروت) قال :
إن أوّل من يبدل سنتي رجل من بني أمية.
ص: 343
قاله جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الحافظ الشيخ محمد بن حبان بن أبي حاتم التميمي البستي المتوفى سنة 354 في كتابه «الثقات» (ط دائرة المعارف العثمانية في حيدرآباد).
ومنهم أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي المتوفى سنة 597 في «المنتظم في تاريخ الملوك والأمم» (ط دار الكتب العلمية بيروت).
ومنهم العلامة محمد بن عبد اللّه الإسكافي في «المعيار الموازنة» (ط بيروت).
ومنهم الفاضل نعمان قساطلي ابن عبده بن يوسف الدمشقي في «الروضة الغناء في دمشق الفيحاء» (دار الرائد العربي - بيروت عام 1403).
ومنهم العلامة الحافظ أبو حاتم محمد بن أحمد التميمي البستي المتوفى سنة 354
ص: 344
في «السيرة النبوية وأخبار الخلفاء» (ط مؤسسة الكتب الثقافية ودار الفكر في بيروت).
ومنهم العلامة الشيخ حافظ بن أحمد حكمي في «معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول» في التوحيد (ج 2 ص 475 ط دار الكتب العلمية - بيروت).
ومنهم الفاضل محمد حميد اللّه في «مجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي والخلافة الراشدة» (ط دار النفائس - بيروت).
ومنهم الفاضل المعاصر عبد الرحمن الشرقاوي في «علي إمام المتقين» (ج 2 ط مكتبة غريب الفجالة).
ومنهم الشريف أبو الحسن علي الحسني الندوي في «المرتضى سيرة سيدنا أبي الحسن علي بن أبي طالب» (ط دار القلم - دمشق).
ومنهم الفاضل المعاصر الأستاذ عباس محمود العقاد في «المجموعة الكاملة - العبقريات الإسلامية» (ط دار الكتاب اللبناني - بيروت).
ومنهم الفاضل المعاصر المحامي صبحي محمصاني في «تراث الخلفاء الراشدين في الفقه والقضاء» (ط دار العلم للملايين - بيروت).
ومنهم الفاضل المعاصر عبد الخالق سيد أبو رابية المصري في كتابه «عمرو بن العاص بين يدي التاريخ» (ط الزهراء للإعلام العربي بالقاهرة).
ومنهم الحافظ جلال الدين السيوطي في «فاكهة الصيف وأنيس الضيف» (ط مكتبة ابن سينا بالقاهرة).
ومنهم الأمير أحمد حسين بهادر خان الحنفي البريانوي الهندي في «تاريخ الأحمدي» (ط بيروت).
ص: 345
ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في كتابه «حياة الإمام علي عليه السلام» (ط دار الجيل في بيروت).
ومنهم الدكتور أحمد شلبي في «موسوعة التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية» (ط مكتبة النهضة المصرية).
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ علي بن جابر الحربي في «منهج الدعوة النبوية» (ط الزهراء للإعلام العربي في مدينة نصر - القاهرة سنة 1406).
ومنهم العلامة المعاصر الشيخ محمد العربي التباني الجزائري المكي في «تحذير العبقري من محاضرات الخضري» (ط دار الكتب العلمية في بيروت)
ومنهم علامة الأدب واللغة أبو هلال الحسن بن عبد اللّه العسكري كان حيا سنة 395 في كتابه «جمهرة الأمثال» (ط بيروت سنة 1408).
ومنهم الفاضل المستشار عبد الحليم الجندي في «الإمام جعفر الصادق» عليه السلام (ص 44 ط المجلس الأعلى للشئون الإسلامية - القاهرة).
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد رواس قلعه جي في «موسوعة فقه إبراهيم النخعي عصره وحياته» (ط دار النفائس - بيروت).
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور حسين عطوان في «الفرق الإسلامية في بلاد الشام في العصر الأموي» (ط دار الجيل).
ومنهم الفاضل المعاصر أحمد حسن الباقوري المصري في «علي إمام الأئمة» (ط دار مصر للطباعة).
ومنهم الشريف علي فكري القاهري الحسيني في «السمير المهذب» (ط دار الكتب
ص: 346
العلمية - بيروت).
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان).
ومنهم العلامة مفتي الحجاز الشيخ شهاب الدين أحمد بن حجر الهيتمي المكي المتوفى سنة 973 في «الخيرات الحسان» (ص 86 ط دار الكتب العلمية في بيروت سنة 1403) قال :
ما قاتل أحد عليا إلا وعلي أعلى بالحق منه ، ولو لا ما شاع من علي فيهم ما علم أحد كيف السيرة في قتال بغاة المسلمين ، ونظير هذا قول الشافعي رحمه اللّه أخذت أحكام البغاة وقتالهم من قتال علي لمعاوية رضي اللّه عنهما.
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ محمد الخضري ابن الشيخ عفيفي الباجوري المفتش بوزارة الأوقاف في «إتمام الوفاء في سيرة الخلفاء» (ط المكتبة التجارية الكبرى بمصر).
ومنهم الفاضلة المعاصرة ليلى مبروك في كتابها «علامات الساعة الصغرى والكبرى» (ط المختار الإسلامي - القاهرة).
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد الرحمن عميرة في كتابه «رجال أنزل اللّه فيهم قرآنا» (ط دار الجيل - بيروت سنة 1407).
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور السيد عبد العزيز سالم أستاذ التاريخ الإسلامي في «تاريخ الدولة العربية منذ ظهور الإسلام حتى سقوط الدولة الأموية» (ط مؤسسة شباب الجامعة).
ومنهم الفاضل المعاصر خالد محمد خالد في كتابه «في رحاب علي عليه السلام»
ص: 347
(ط دار المعارف بمصر ودار المعارف بلبنان».
ومنهم الدكتورة فتحية النبراوي والدكتور محمد نصر مهنا في «تطور الفكر السياسي في الإسلام» (ط دار المعارف - كورنيش النيل ، القاهرة).
ومنهم الفاضل المعاصر عبد الوهاب النجار في «الخلفاء الراشدون» (ص 388 ط 1 دار القلم - بيروت).
ومنهم العلامة محمد بن حسن الآلاني الكردي المتوفى سنة 1189 في «رفع الخفا شرح ذات الشفا» (ط عالم الكتب ومكتبة النهضة العربية).
ومنهم الفاضل المعاصر انعام الجندي في «الرائد في الأدب العربي» (ط 2 دار القلم - بيروت).
ومنهم الفاضل المعاصر محمد رضا في «الإمام علي بن أبي طالب كرم اللّه وجهه رابع الخلفاء الراشدين» (ط دار الكتب العلمية - بيروت).
ومنهم الشريف علي فكري الحسيني القاهري في «أحسن القصص» (ط دار الكتب العلمية في بيروت).
ومنهم الحافظ أبو عثمان سعيد بن منصور بن شعبة الخراساني المكي في «السنن» (ط دار الكتب العلمية - بيروت).
ومنهم الفاضلان المعاصران الشريف عباس أحمد صقر وأحمد عبد الجواد المدنيان في «جامع الأحاديث» (القسم الثاني ط دمشق).
ومنهم العلامة أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه بن سعيد بن عبد اللّه بن سعيد بن علي ابن أحمد السلماني القرطبي المولود سنة 713 المعروف بلسان الدين ابن الخطيب في
ص: 348
«رقم الحلل في نظم الدول» (ط وزارة الثقافة - دمشق).
ومنهم الفاضل المعاصر علي إبراهيم حسن أستاذ التاريخ الإسلامي في «التاريخ الإسلامي العام» (ط مكتبة النهضة المصرية القاهرة).
ومنهم الدكتور عبد السلام الترمانيني في «أحداث التاريخ الإسلامي بترتيب السنين» (ط الكويت).
ومنهم الفاضلان عبد مهنا وسمير جابر في «أخبار النساء في العقد الفريد» (ط دار الكتب العلمية - بيروت).
ومنهم الفاضل بطرس البستاني الماروني اللبناني في «أدباء العرب في الجاهلية وصدر الإسلام» (ط دار مارون عبود - بيروت).
ومنهم جماعة من الفضلاء في «علي بن أبي طالب - نظرة عصرية جديدة» (ط المؤسسة العربية للدراسات والنشر - بيروت).
ومنهم الدكتور أبو زيد شلبي أستاذ الحضارة بكلية اللغة العربية - جامعة الأزهر في «الخلفاء الراشدون» (ط مكتبة وهبة - القاهرة).
ومنهم الدكتور حسن حنفي في «من العقيدة إلى الثورة - الإيمان والعمل - الإمامة» (ط مكتبة مدبولي).
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور أحمد حجازي السقافي «الخوارج الحروريون» (ط مكتبة الكليات الأزهرية - القاهرة).
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد أسعد طلس في «تاريخ العرب».
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ محمد الخضري بك المفتش بوزارة المعارف بمصر في
ص: 349
«محاضرات تاريخ الأمم الإسلامية» (ط المكتبة التجارية الكبرى بمصر).
ومنهم قاضي القضاة صدر جهان في «طبقات ناصري» (ط پوهني كابل).
ومنهم الفاضل المعاصر أحمد زكي صفوت وكيل كلية دار العلوم جامعة القاهرة سابقا في «جمهرة رسائل العرب في عصور العربية الزاهرة» (ط المكتبة العلمية - بيروت).
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف» (ج 5 ص 262 ط عالم التراث للطباعة والنشر - بيروت) قال :
سيكون بعدي قوم يقاتلون عليا حق على اللّه ...
مجمع 9 / 134.
ص: 350
تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 8 ص 442 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن هبة اللّه الشهير بابن العديم المتوفى سنة 660 في كتابه «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ص 295 ط معهد تاريخ العلوم العربية في فرانكفورت سنة 1406) قال :
أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد القاضي ، عن كتاب زاهر بن طاهر الشحامي أن أبوي عثمان الصابوني والبحيري وأبوي بكر البيهقي والحيري كتبوا إليه ، أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه الحافظ ، قال : حدثني محمد بن صالح ، قال : حدثنا عمر بن الحسن القاضي ببغداد ، قال : حدثنا الحسن بن أحمد بن الحسن السبيعي ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا قيس بن الربيع ، عن الصلت بن بهرام ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن ابن عمر قال : ما آسي على شيء كما آسي
ص: 351
على أني لم أقاتل الفئة الباغية مع علي.
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص 43 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :
وعن ابن عمر أنه قال : ما آسي على شيء إلا أني لم أقاتل مع علي الفئة الباغية وعلى صوم الهواجر. وهذا أعظم دليل على صحة خلافته.
ومنهم العلامة المعاصر الشيخ محمد العربي التباني الجزائري المكي في «تحذير العبقري من محاظرات الخضري» (ج 2 ص 10 ط بيروت) قال :
وروى الدار قطني في المؤتلف والمختلف بأسناده إلى ابن عمر رضي اللّه تعالى عنهما أنه قال : ما آسي على شيء إلا على أن لا أكون قاتلت الفئة الباغية. ذكره ابن عبد البر في الاستيعاب في ترجمة علي.
تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 8 ص 417 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة السيد صديق حسن خان القنوجي في «اكليل الكرامة في تبيين مقاصد الإمامة» (ص 23) قال :
ص: 352
وقال الشوكاني في «وبل الغمام على شفاء الأوام» : لا شك ولا شبهة أن الحق بيده في جميع مواطنه ، أما طلحة والزبير ومن معهما فلأنهم قد كانوا بايعوه فنكثوا بيعته بغيا عليه وخرجوا في جيوش من المسلمين فوجب عليه قتالهم ، وأما قتاله للخوارج فلا ريب في ذلك ، والأحاديث المتواترة قد دلّت على أنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، وأما أهل صفين فبغيهم ظاهر ، ولو لم يكن في ذلك إلا قوله صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لعمار : تقتلك الفئة الباغية لكان ذلك مفيدا للمطلوب ، ثم ليس معاوية ممن يصلح لمعارضة علي ولكنه أراد طلب الرياسة والدنيا بين أقوام أغنام لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا فخادعهم بأنه طالب بدم عثمان فنفق ذلك عليهم وبذلوا بين يديه دماءهم وأموالهم ونصحوا له ، حتى كان يقول علي لأهل العراق أنه يودّ أن يصرف العشرة منهم بواحد من أهل الشام صرف الدراهم بالدينار ، وليس العجب من مثل عوام الشام إنما العجب ممن له بصيرة ودين كبعض الصحابة المائلين إليه وبعض فضلاء التابعين ، فليت شعري أي أمر اشتبه عليهم في ذلك الأمر حتى نصروا المبطلين وخذلوا المحقين ، وقد سمعوا قول اللّه تعالى : ( فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللّهِ ) وسمعوا الأحاديث المتواترة في تحريم عصيان الأئمة ما لم يروا كفرا بواحا ، وسمعوا قول النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لعمار أنها تقتله الفئة الباغية ، ولو لا عظيم قدر الصحبة ورفيع فضل خير القرون لقلت : حب المال والشرف قد فتن سلف هذه الأمة كما فتن خلفها ، اللّهم غفرا. انتهى كلامه رحمه اللّه.
ومنهم العلامة الشيخ حافظ بن أحمد حكمي في «معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول» في التوحيد (ج 2 ص 475 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :
وأما علي رضي اللّه عنه فكان مجتهدا مصيبا وفالجا محقا يريد جمع كلمة الأمة حتى إذا كانوا جماعة وخمدت الفتن وطفئت نارها أخذ بالحق من قتلة عثمان ،
ص: 353
وكان رضي اللّه عنه أعلم بكتاب اللّه من المطالبين بدم عثمان ، وكان السبئية يخافونه أعظم من خصمائه ، وذلك الذي حملهم على ما فعلوه يوم الجمل فكان أهل الشام بغاة اجتهدوا فأخطئوا وعلي رضي اللّه عنه يقاتلهم ليرجعوا إلى الحق ويفيئوا إلى أمر اللّه ، ولهذا كان أهل بدر الموجودون على وجه الأرض كلهم في جيشه وعمار قتل معه رضي اللّه عنه كما في الصحيحين من حديث أبي سعيد في بناء المسجد ، فقال كنا نحمل لبنة لبنة وعمار لبنتين ، فرآه النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فينفض التراب عنه ويقول : ويح عمارا تقتله الفئة الباغية ، يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار ، قال يقول عمار : أعوذ باللّه من الفتن ، فقتله أهل الشام مصداق ما أخبرهم به الصادق المصدوق صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وهو يدعوهم إلى الجماعة والائتلاف وإلى طاعة الإمام التي هي من أسباب دخول الجنة ويدعونه إلى الفتنة والفرقة التي هي من أسباب دخول النار ، وكان علي رضي اللّه عنه أسعد منهم وأولاهم بالحق لقتله الخوارج بالنهروان ، وقد قال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : تقتلهم أولى الطائفتين بالحق كما قدمنا.
ومنهم العلامة الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي المتوفى سنة 458 في «الإعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد» (ص 249 ط عالم الكتب في بيروت سنة 1405) قال :
أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ ، ثنا علي بن حمشاد ، ثنا الحرث بن أبي أسامة أن كثير بن هشام حدثهم ، ثنا جعفر بن برقان ، ثنا ميمون بن مهران ، عن أبي أمامة قال : شهدت صفين فكانوا لا يجهزون على جريح ولا يقتلون موليا ولا يسلبون قتيلا ، وكان رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أخبر بفرقة تكون بين طائفتين من أمته فيخرج من بينهما مارقة يقتلها أولى الطائفتين بالحق ، فكانت هذه الفرقة بين علي ومن نازعه وقد جعلهما جميعا من أمته ثم خرجت هذه المارقة وهي أهل النهروان قتلهم
ص: 354
علي وأصحابه وهم أولى الطائفتين بالحق وكان النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وصف المارقة الخارجة وأخبر بالمخدج الذي يكون فيهم فوجدوا بالصفة التي وصف ووجد المخدج بالنعت الذي نعتوذلك بيّن في حديث أبي سعيد الخدري وغيره ، وكان إخبار النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بذلك ووجود تصديقه بعد وفاته من دلائل النبوة ، ومما يؤثر في فضائل أمير المؤمنين علي رضي اللّه عنه في كونه محقا في قتالهم مصيبا في قتل من قتل منهم ، وحين وجد المخدج سجد علي رضي اللّه عنه شكرا لله تعالى على ما وفق له من قتالهم.
ومنهم العلامة المعاصر الشيخ محمد العربي التباني الجزائري المكي في «تحذير العبقري من محاظرات الخضري» (ج 1 ص 234 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :
قال الإمام عبد القاهر الجرجاني في كتاب الإمامة : أجمع فقهاء الحجاز والعراق من فريقي أهل الحديث والرأي منهم مالك والشافعي وأبو حنيفة والأوزاعي والجمهور الأعظم من المسلمين والمتكلمين : على أن عليا مصيب في قتاله لأهل صفين كما هو مصيب في أهل الجمل ، وأن الذين قاتلوه بغاة ظالمون له لكن لا يكفرون ببغيهم.
وقال الإمام أبو منصور الماتريدي : أجمعوا على أن عليا كان مصيبا في قتال أهل الجمل طلحة والزبير وعائشة بالبصرة ، وأهل صفين معاوية وعسكره. وفي روض السهيلي أن عاملا لعمر (رض) قال لعمر : رأيت الليلة كأن الشمس والقمر يقتتلان ومع كل نجوم ، فقال له عمر : مع أيهما كنت؟ قال : مع القمر ، قال : كنت مع الآية الممحوة اذهب لا تعمل لي عملا أبدا ، وعزله فقتل بصفين مع معاوية ، واسم ذلك العامل حابس بن سعد. و
قال عليه الصلاة والسلام لعمار : تقتلك الفئة الباغية ، رواه الشيخان.
قال العلماء : وحديث عمار متواتر ، قال القرطبي : ولما لم يقدر معاوية على
ص: 355
إنكاره قال : إنما قتله من أخرجه. فأجابه علي : بأن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم إذا قتل عمه حمزة حين أخرجه. قال ابن دحية : وهذا من الإلزام المفحم الذي لا جواب عنه ، وحجة لا اعتراض عليها.
ومنهم الفاضل المعاصر الأستاذ عباس محمود العقاد في «المجموعة الكاملة - العبقريات الإسلامية» (ج 2 ص 20 ط دار الكتاب اللبناني - بيروت) قال :
أما مروءته في هذا الباب فكانت أندر بين ذوي المروءة من شجاعته بين الشجعان ، فأبى على جنده وهم ناقمون أن يقتلوا مدبرا أو يجهزوا على جريح أو يكشفوا سترا أو يأخذوا مالا ، وصلى في وقعة الجمل على القتلى من أصحابه ومن أعدائه على السواء ، وظفر بعبد اللّه بن الزبير ومروان بن الحكم وسعيد بن العاص وهم ألد أعدائه المؤلبين عليه فعفا عنهم ولم يتعقبهم بسوء ، وظفر بعمرو بن العاص وهو أخطر عليه من جيش ذي عدة فأعرض عنه وتركه ينجو بحياته حين كشف عن سوأته اتقاء لضربته ، وحال جند معاوية بينه وبين الماء في معركة صفين وهم يقولون له : ولا قطرة حتى تموت عطشا ، فلما حمل عليهم وأجلاهم عنه سوّغ لهم أن يشربوا منه كما يشرب جنده ، وزار السيدة عائشة بعد وقعة الجمل فصاحت به صفية أم طلحة الطلحات : أيتم اللّه منك أولادك كما أيتمت أولادي. فلم يرد عليها شيئا ، ثم خرج فأعادت عليه ما استقبلته به فسكت ولم يرد عليها. قال رجل أغضبه مقالها : يا أمير المؤمنين ، أتسكت عن هذه المرأة وهي تقول ما تسمع؟ فانتهره وهو يقول : ويحك! إنا أمرنا أن نكف عن النساء وهن مشركات أفلا نكف عنهن وهن مسلمات؟ وإنه لفي طريقه إذ أخبره بعض أتباعه عن رجلين ينالان من عائشة فأمر بجلدهما مائة جلدة. ثم ودع السيدة عائشة أكرم وداع وسار في ركابها أميالا وأرسل معها من يخدمها ويحف بها ، قيل أنه أرسل معها عشرين امرأة من نساء عبد القيس عممهن بالعمائم وقلدهن السيوف ، فلما كانت ببعض الطريق ذكرته بما لا يجوز أن
ص: 356
يذكر به وتأففت وقالت : هتك ستري برجاله وجنده الذين وكلهم بي ، فلما وصلت إلى المدينة ألقى النساء عمائمهن وقلن لها : إنما نحن نسوة.
وكانت هذه المروءة سنته مع خصومه ، من استحق منهم الكرامة ومن لم يستحقها ، ومن كان في حرمة عائشة رضي اللّه عنها ومن لم تكن له قط حرمة ، وهي أندر مروءة عرفت من مقاتل في وغر القتال.
وتعدلها في النبل والندرة سلامة صدره من الضغن على أعدى الناس له وأضرهم به وأشهرهم بالضغن عليه ، فنهى أهله وصحبه أن يمثلوا بقاتله وأن يقتلوا أحدا غيره ، ورثى طلحة الذي خلع بيعته وجمع الجموع لحربه رثاء محزون يفيض كلامه بالألم والمودة ، وأوصى أتباعه ألا يقاتلوا الخوارج الذين شقوا صفوفه وأفسدوا عليه أمره وكانوا شرا عليه من معاوية وجنده ، لأنه رآهم مخلصين وإن كانوا مخطئين وعلى خطئهم مصرّين.
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور السيد الجميلي في «صحابة النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار» (ص 64 ط دار الكتاب العربي - بيروت) قال :
وفروسية علي رضي اللّه عنه ، وبطولته لا ينازع فيها أحد ولا يمتري فيها ذو امتراء ، فبعد أن انتصر في وقعة الجمل وقبل موقعة صفين بوقت قليل ، نما إلى علمه أن اثنين من كبار شيعته يحملون على معاوية ويشتمونه ، ولعن أهل الشام المتمردين على بيعة علي رضي اللّه عنه ، فلما سمع بهما بعث إليهما برسالة يأمرهما أن يكفا عن شتم معاوية وقذعه بالمقبوحات ، فلما أن قدما عليه وسألاه : ألسنا على الحق وهم على الباطل؟ أجابهم : بلى ورب الكعبة ، قالا : فلم تمنعنا من شتمهم وسبهم ولعنهم؟ قال علي رضي اللّه عنه : كرهت لكم أن تكونوا شتامين لعانين ولكن قولوا : اللّهم احقن دماءنا ودماءهم ، وأصلح ذات بيننا وبينهم ، واهدهم من
ص: 357
ضلالتهم حتى يعرف الحق من جهله ، ويرعوي عن الغي من لجّ به.
وفي فضائل الإمام علي وردت أحاديث كثيرة :
عن مساور الحميري ، عن أمه قالت : سمعت أم سلمة تقول : سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول - فذكر الأحاديث الواردة عن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في فضائله عليه السلام.
ومنهم العلامة السيد محمد صديق حسن الحسيني القنوجي البخاري في «الإذاعة» (ص 74 ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال :
قال الحافظ ابن دحية : والإجماع منعقد على أن طائفة الإمام طائفة عدل ، والأخرى طائفة بغي ، ومعلوم أن عليا كان الإمام ، انتهى.
وقال أبو عمر بن عبد البر في كتاب [الاستيعاب] : وتواترت الأخبار عن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، أنه قال : يقتل عمارا الفئة الباغية ، وهو من أصح الأحاديث. انتهى.
وأجمع فقهاء الحجاز والعراق من فريق الحديث والرأي ، منهم مالك والشافعي وأبو حنيفة والأوزاعي والجمهور الأعظم من المتكلمين على أن عليا مصيب في قتاله لأهل صفين ، كما قالوا بإصابته في قتل أصحاب الجمل.
وقالوا أيضا بأن الذين قاتلوه بغاة ظالمون له.
ومنهم الفاضل المعاصر عبد الرحمن الشرقاوي في كتابه «أئمة الفقه التسعة» (ج 1 ص 199 ط الهيئة المصرية العامة للكتاب) قال :
وقد استطاع الشافعي وهو في مصر أن يتحرر في آرائه ، فألف كتابا عن قتال أهل البغي لعله لم يكن يستطيع أن يضعه في غير مصر.
وقتال أهل البغي قائم على تفسير قوله تعالى : ( فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ
ص: 358
إِلى أَمْرِ اللّهِ ) .
وقد ورد هذا النص باقتتال المسلمين ، إذا فئة منهم بغت على الأخرى.
وأهل البغي عند الشافعي هم معاوية بن أبي سفيان وجنوده الذين حاربوا أمير المؤمنين عليا بن أبي طالب ، والشافعي يرى قتالهم واجبا شرعيا.
ولقد نقد بعض أصحاب أحمد بن حنبل شيخه الشافعي على كتابه قتال أهل البغي وقالوا : إنه متشيع ، فقال أحمد : سبحان اللّه ، وهل ابتلي أحد بقتال أهل البغي قبل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب؟
وقال أيضا في ج 2 ص 25 :
وقد بنى أحمد آراءه في قتال أهل البغي على سيرة الإمام علي كرم اللّه وجهه ، متبعا في ذلك رأي الإمام الشافعي ، فلما عاتبه أحد أصحابه قال : ويحك يا عجبا لك! فما عسى أن يقال في هذا إلا هذا؟ وهل ابتلي أحد بقتال أهل البغي قبل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم اللّه وجهه؟
وقال أيضا في ص 142 :
ولكن ابن حزم لم يدن معاوية بالبغي على الإمام علي كما قضى بذلك الأئمة الذين تعرضوا لهذا الأمر من قبل ، فأخذوا أحكام البغاة من سلوك علي مع معاوية وجنده ، واعتبروا عليا بن أبي طالب أول من ابتلي بأهل البغي ، فما صنعه معهم أحكام يجب إتباعها شرعا ، بهذا أفتى الإمام الشافعي والإمام أحمد بن حنبل ومن تابعهم.
ومنهم الفاضل المعاصر عبد الرحمن الشرقاوي في «علي إمام المتقين» (ج 2 ص 59 ط مكتبة غريب الفجالة) قال :
ص: 359
وكان أبو الكلاع من أقوى أصحاب معاوية ، وأشدهم تحرجا ، وأكثرهم سطوة وتأثيرا على أهل الشام.
كان يحب عليا ، ولكنه خرج يقاتله ، لأن معاوية أقنعه بأن عليا مسئول عن قتل عثمان ، فقد حشد معاوية عددا ممن ينتسبون إلى العلم ، فجعلهم أئمة على المساجد.
وأجزل لهم العطاء وأغدق عليهم وأقطع لهم الإقطاعات ، وملأ خزائنهم بالذهب والفضة ، وربط مصيرهم بمصيره ، وأقنعهم بأنه هو ولي دم عثمان ، وقد قتل عثمان مظلوما ، فلمعاوية سلطان ، وله الحق في أن يطالب بدمه.
وإذ هذا النفر يقنعون الآخرين برأي معاوية ، ويتأولون تفسير الآية الكريمة :
( وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً ) .
هذا النفر من علماء الشام ، كانوا كما قال الإمام علي عنهم أنهم علماء مرتشون باعوا علمهم ودينهم بزخرف الدنيا ، فهم يعلمون أن ولي الأمر - وهو الإمام - هو وحده المسئول عن القصاص ، ومع ذلك فقد قالوا وعملوا بغير ما تعلموا وبغير ما علموا ، وكان أبو الكلاع في شك من أمرهم جميعا.
لقد سمع أن عمار بن ياسر من أمراء جيش علي ، وهو يعلم كما يعلم كل المسلمين أن الرسول صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال لعمار بن ياسر : تقتلك الفئة الباغية ، فهذا الحديث الشريف لا يجهله أحد ، ولا ينكره أحد في كل بلاد المسلمين ، وفي كل بلاد المسلمين تتواتر أحاديث شريفة فيها ثناء على عمار بن ياسر ، وفيها أن عمار بن ياسر ما خيّر بين شيئين إلا اختار أرشدهما.
ومضى أبو الكلاع يسأل عمرو بن العاص عن عمار ، وسكت عمرو ، فصاح أبو الكلاع : ويحك ، ما هذا يا عمرو؟ ألم يقل الرسول صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : يلتقي أهل الشام وأهل العراق ، وفي إحدى الكتيبتين الحق وإمام الهدى ، ومعه عمار بن ياسر؟ قال عمرو في ضيق : عمار بن ياسر سيرجع إلينا.
ص: 360
ومضى أبو الكلام يحدث أهل الشام عن علي ، ويقسم لهم أنه يعرف فضله وسابقته وحقه ، ولكنه يحاربه ليسلم معاوية قتلة عثمان ، كما أفتى بعض العلماء من حاشية معاوية لرؤساء أهل الشام.
وخشي عمرو أن يفت كلام أبي الكلاع في عضد جيش الشام ، فحاول أن يقنعه بأن عمار بن ياسر هو أحد المسئولين عن قتل عثمان الخليفة المظلوم ، ولكن أبا الكلام أغلظ لعمرو ومضى يحدث أصحابه من أهل الشام عن مناقب عمار ، فقال : إنه كان أحد سبعة هم أول من أظهروا إسلامهم ، منهم أمه سمية أول شهيدة في الإسلام ، كما كان أبوه ياسر أول شهيد في الإسلام ، عذبا حتى هلكا.
ومضى أبو الكلاع إلى ابن خالد بن الوليد ، وكان من أصحاب معاوية فسأله عما كان بين خالد وعمار أمام الرسول صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، فقال : قال لي أبي : كان بيني وبين عمار كلام فأغلظت له في القول ، فانطلق عمار يشكوني إلى رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، فجئت وعمار يشكوني ، فجعلت أغلظ له ، ولا أزيده إلا غلظة ، والنبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ساكت لا يتكلم ، فبكى عمار وقال : يا رسول اللّه ، ألا تراه؟ فرفع رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم رأسه وقال : من عادى عمارا عاداه اللّه ، من أبغض عمارا أبغضه اللّه ، فخرجت من عند الرسول فما كان شيء أحب إلي من رضا عمار ، فأرضيته حتى رضي.
ومضى أبو الكلاع يسأل العلماء الذين اصطنعهم معاوية ، أسمعوا عن الحديث الشريف : اهتدوا بهدي عمار؟ ، فسكتوا ، خرجوا بالصمت عن لا ونعم.
وأبو الكلاع يبحث عن قراء الشام الذين انضموا إلى قراء العراق ، فإذا هم جميعا تحت إمرة عمار ، وإنه ليقودهم متجها إلى صفوف معاوية ، والناس تقول : ما يسلك عمار واديا من أودية صفين إلا التف حوله أصحاب رسول اللّه.
كان قراء الكوفة هم وآباؤهم يرون فيه رائدا عظيما ، ذلك أن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه أرسل عمارا إلى الكوفة بكتاب إلى أهلها : أما بعد فإني أرسلت إليكم
ص: 361
عمار بن ياسر أميرا ، وعبد اللّه بن مسعود وزيرا ومعلما ، وهما من نجباء أصحاب محمد ، فاقتدوا بهما.
واتصلت المودة بين أهل الكوفة وبين ابن مسعود وعمار كليهما رضي اللّه عنهما ، فلما مات ابن مسعود لم يعد لأهل الكوفة شيخ إلا عمار.
وكان عمار حيثما مضى من أرض الإسلام أحبه الناس ، وتمثلوا بصلابته في الحق ؛ وحسن بلائه في سبيل اللّه ، هكذا أحبه المصريون حين جاء إلى مصر ، وأحبه أهل العراق.
سألوا عنه ابن عباس فقال : كان رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في أول الدعوة يمر بعمار وأمه (سمية) وأبيه ياسر وهم يعذبون في رمضاء مكة فيقول : (صبرا آل ياسر ، موعدكم الجنة) وكان المشركون يبلغون من المسلمين في العذاب ما يعذرون به على ترك دينهم ، إن كانوا ليضربون أحدهم ويجيعونه ويعطشونه حتى ما يقدر على أن يستوي جالسا ، من شدة الضر الذي به حتى أنه ليعطيهم ما سألوه من الفتنة ، وحتى يقولوا له : اللات والعزى إلهك من دون اللّه ، فيقول : نعم.
ولقد عذبوا سمية أم عمار على الإسلام ، وهي تأبى ما يريدون ، حتى قتلوها ، فكانت أول من استشهد في الإسلام. وأخذ المشركون عمارا فعذبوه ، فلم يتركوه حتى سب النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، وذكر آلهتهم بخير ، ثم تركوه ، فأتى الرسول باكيا ، فقال الرسول : ما وراءك ، قال : شر يا رسول اللّه ، ما تركوني حتى نلت منك وذكرت آلهتهم بخير. قال الرسول : كيف تجد قلبك؟ قال : مطمئنا بالإيمان ، قال : فإن عادوا لك فعد لهم ، فنزلت فيه الآية الكريمة من سورة النحل : ( مَنْ كَفَرَ بِاللّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ ) .
وعمار الآن في نحو التسعين ، وما زال قادرا على القتال والجهاد في سبيل اللّه.
أسمر ، طويل القامة ، أبيض اللحية ، سريع الخطوات على الرغم من شيخوخته ، نشط ، جليل ، مهيب. وإنه لمطاع الكلمة عند الصحابة ، يتبعه القراء فيما يقول ،
ص: 362
ولقد يراهم يسرفون في العبادة ، فيعلمهم القصد ، ويحملهم على الاعتدال ، وإنهم لفي طاعته لا يردون له أمرا.
عمار مثلهم من المساكين ، يعاني ما يعانون ، ولقد تعلم من الإمام علي لونا من الزهد جعله لا يرضى الدنية في دينه ، هذا اللون من الزهد الذي يملأ قلوب المؤمنين حبا للحقيقة ، ويجعل المتقين أقوى من الإغراء ، ويجعل المساكين فقراء إلى اللّه حقا ، أغنياء عن الناس.
وقد علّم عمار تلاميذه من القراء كل ما تعلمه من الرسول صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، ومن علي كرم اللّه وجهه ، فلما وجدهم يغالون في الزهد ، علمهم ما تعلمه من الرسول : لا رهبانية في الإسلام ، ورهبانية أمتي الجهاد. الدفاع عن قيم الإسلام الفاضلة : عن الحق والعدل والإحسان ، الدفاع عن كل أولئك جهاد في سبيل اللّه ، هكذا علم عمار أتباعه القراء.
وما زال ثناء الرسول عليه في كل ما شهده مع الرسول من مواقع ، ما زال هذا الثناء يمنحه القدرة على القتال ، وإنه اليوم ليجاهد تحت راية علي ، هؤلاء الذين جاهدهم هم وآباءهم من قبل تحت الراية نفسها في زمن الرسول في مواقع كثيرة ، ما واحدة منها بأزكى من الأخرى ولا بأزكى من هذه كما قال ، وها هم أولاء أصحاب عليّ من حوله يحملون حملة صدق ، فيزيلون جند معاوية عن مواقعهم ، وتضطرب صفوفهم ، وها هو ذا معاوية في آخر صف يحميه فرسان الشام الدارعون ، ولكن خالد بن معمر أمير هذا الرهط من فرسان علي يزحف على فرسان معاوية وهم يتقهقرون فرقا. وها هو ذا يكاد يفضي إلى سرادق معاوية ويزيل قبته العالية ، فإذا بمعاوية يهرب منهزما ويختفي ، ليرسل إلى خالد يسأله ألا يتقدم بعد ، وألا يغامر بحياته ، فما عساه يكسب من علي.
إن معاوية ليعده بأن يوليه خراسان إن هو توقف عن الزحف ، وإن معاوية ليهدي خالدا من التبر ما لا يستطيع أن يحصل على ذرة منه من أبي تراب ، ويتوقف خالد
ص: 363
عن الزحف.
يا لقدرة معاوية على أن يطيش أحلام الرجال بوعود الجاه والثراء والسلطان وإن لديه من المال ما يمكنه من شراء من يلين : فله خراج الشام كله ملكا خالصا لا يؤدي منه لبيت المال درهما واحدا.
أما الإمام علي فما عساه يملك. إنه لا يملك غير العدل في القسمة بين الناس. ما يملك إلا التقوى ، وما عساها تجدي مع الرجال الذين يصطنعهم معاوية ، من الذين قال عنهم هو نفسه : إنهم لا يعرفون غير المال. ما عسى أن تجدى التقوى إذا أصبحت ضمائر بعض الرجال تشترى وتباع ، وتستخدم ، وتزيف باسم المقدسات.
ولكن سقوط هذا الرجل أو ذاك ، لم يكن ليزيد الآخرين إلا ارتفاعا على الدنايا ، في الحق أن سقوط رجل ما أو قبيلة ما تحت إغراء ما يعرضه معاوية من مال ومناصب وجاه كان يوجع قلب الإمام ، ولكن الإمام كان على الرغم من كل شيء يؤمن بأنه من الخير له أن يتخفف من الذين تعربد رءوسهم الأطماع وأحلام الغنى والأباطيل. إنه لمع الحق ، وإن أوحشت طرقه ، وقل نصيره ، وكفى باللّه نصيرا.
وكان المتأمل في جند الإمام وجند معاوية يرى عجبا. فأغلب جند الإمام صفر الوجوه من القيام ، وعلى الجباه علامات من أثر السجود ، ثيابهم خشنة ، ولكن وجوههم على الرغم من كل شيء تضيء بالثقة ، يسعى نورهم بين أيديهم إلا قليلا.
فإذا وقف الإمام ينظمهم في صفوف ، ويأمرهم أن يصطفوا كالبنيان المرصوص ، حاوروه حتى يقتنعوا ، وحتى يفقهوا معنى ما يتلوه عليهم : ( إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ ) . وحينئذ يغرسون أقدامهم في الأرض بثبات.
أما جند معاوية ، فكانت ملابسهم فاخرة ، جاءوا إلى القتال في أحسن زينة ، وما كان معاوية في حاجة إلى أن يكلمهم فالإشارة تغنيه عن العبارة.
وقف عمرو بن العاص ينظر إلى جند معاوية وجند علي ويقارن بين الحالين ،
ص: 364
وشعر معاوية بما في أعماق عمرو فقال مزهوا : يا ابن العاص كيف ترى هؤلاء وما هم عليه؟ قال عمرو : لقد رأيت من يسوس رعيته بالدين والدنيا ، فما رأيت أحدا تأتى له من طاعة رعيته ما تأتى لك من هؤلاء ، قال معاوية : أفتدري متى يفسد هذا ، وفي كم ينتقض؟ قال : لا ، قال : في يوم واحد ، إي واللّه أو في بعض يوم ، قال عمرو : وكيف ذلك؟ قال معاوية : متى كذبوا في الوعد والوعيد ، وأعطوا على الهوى لا على الغناء.
القبائل العربية موزعة بين جيش الإمام وجيش معاوية ، كل قبيلة تكفي أختها ، حتى قريش الشام تعرضت للقرشيين الذين جاءوا من العراق أو من الحجاز.
ومعاوية ما برح يغري رؤساء القبائل في جيش علي ، ولقد راسل الأشعث بن قيس رئيس اليمانية فلم يحفل به ، ولم يرد عليه ، وراسل عبد اللّه بن عباس لعله يكفكف من حماسته.
ورد عليه ابن عباس أكثر من مرة ينصحه بأن يحقن الدماء ، ويدخل في الجماعة ، فيعود معاوية إلى مخاطبته مصرا على أن يسلمه علي قتلة عثمان ليدخل في الطاعة ..
وقد حاول معاوية أن يخاطب من جيش علي رؤساء ربيعة وهمدان ، ولكنهم ردوا عليه ردا منكرا قبيحا ، فكسروه.
وارتفع صوت الإمام يقول في جنده : سيروا على بركة اللّه ، اللّه أكبر اللّه أكبر ، يا اللّه يا أحد يا صمد ، يا رب محمد ، ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين ، بسم اللّه الرحمن الرحيم لا حول ولا قوة إلا باللّه العلي العظيم ، الحمد لله رب العالمين ، الرحمن الرحيم ، مالك يوم الدين ، إياك نعبد وإياك نستعين ، اللّهم اكفنا واكف عنا بأس الظالمين.
وبرز للإمام أربعة من أبطال الشام فصرعهم الواحد بعد الآخر ، واشتبك الجيشان ، وتساقط الناس صرعى ، وعز ذلك على الإمام ، فنادى بأعلى صوته :
ص: 365
ويحك يا معاوية ، ابرز إلي ولا تفن العرب بيني وبينك ، فقال له عمرو بن العاص : اغتنمه وهو مجهد فإنه قد أثخن بقتل هؤلاء الأربعة.
فقال له معاوية : واللّه لقد علمت أن عليا لم يقهر قط ، إنما أردت قتلي لتصيب الخلافة بعدي.
اشتد القتال من جديد ، والإمام يدعو اللّه : اللّهم إليك رفعت الأبصار وبسطت الأيدي ، ونقلت الأقدام ، ودعت الألسن ، وأفضت القلوب ، فاحكم بيننا وبينهم بالحق وأنت خير الفاتحين ، اللّهم إنا نشكو إليك غيبة نبينا وقلة عددنا ، وكثرة عدونا ، وتشتت أهوائنا ، وشدة الزمان ، وظهور الفتن ، أعنّا عليهم بفتح تعجله ، ونصر تعز به سلطان الحق وتظهره.
ثم قال لأصحابه : قال اللّه تعالى لقوم ( قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ ) وإذن لا تمتعون إلا قليلا ، وأيم اللّه لئن فررتم من سيف الدنيا لا تسلمون من سيف الأخرى.
وتضرجت السيوف والحراب من مهج المسلمين ، وتطايرت الرءوس وسقط القتلى ، فصاح الإمام مرة أخرى : يا معاوية! فقال معاوية : اسألوه ما شأنه ، قال الإمام : أحب أن يظهر لي فأكلمه كلمة واحدة ، فبرز معاوية ومعه عمرو بن العاص ، فقال : يا معاوية! ويحك علام تقتل الناس بيني وبينك؟ أبرز إلي فأينا يقتل صاحبه فالأمر له ، فالتفت معاوية إلى عمرو فقال : ما ترى أبا عبد اللّه؟ أأبارزه؟ قال عمرو : اعلم أنه إن نكلت مرة أخرى لم تزل سبة عليك وعلى عقبك ما بقي عربي ، قال معاوية : يا عمرو بن العاص ، ليس مثلي يخدع عن نفسه ، واللّه ما بارز ابن أبي طالب رجلا قط إلا سقى الأرض من دمه ، واللّه إن تريد إلا أن أقتل فتصيب الخلافة بعدي.
ثم انصرف معاوية راجعا ومعه عمرو ، فاختبئا في آخر الصفوف.
فضحك الإمام ، ووقف عبد اللّه بن عباس يخطب المقاتلين فكان مما قاله : لقد
ص: 366
قاتل علي بن أبي طالب مع رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وعلي يقول صدق اللّه ورسوله ، ومعاوية وأبو سفيان يقولان : كذب اللّه ورسوله ، فما معاوية في هذه بأبر ولا أتقى ولا أرشد ولا أصوب في قتالكم ، فعليكم بتقوى اللّه والجد والحزم والصبر ، وإنكم لعلى الحق وإن القوم لعلى الباطل ، فلا يكونن أولى بالجد في باطلهم منكم في حقكم ، اللّهم ربنا أعنا ولا تخذلنا ، وانصرنا على عدونا.
ووقف عمار يخطب فقال : اللّهم إنك تعلم أني لو أعلم أن رضاك في أن أضع ظبة (طرف) سيفي في بطني ثم أنحني عليها حتى تخرج من ظهري لفعلته ، واللّه إني لا أعلم اليوم عملا هو أرضى لك من جهاد هؤلاء الفاسقين ، من يبتغ رضوان اللّه فلا يرجع إلى مال ولا ولد ، أقصد بنا هؤلاء القوم الذين يطلبون دم عثمان ، واللّه ما أرادوا الطلب بدمه ، ولكنهم ذاقوا الدنيا واستحبوها ، وعلموا أن الحق إذا لزمهم حال بينهم وبين ما يتمرغون فيه منها ، ولم تكن لهم سابقة يستحقون بها طاعة الناس والولاية عليهم. فخدعوا أتباعهم أن قالوا : إمامنا قتل مظلوما ، ليكونوا بذلك ملوكا جبابرة ، فبلغوا ما ترون ، ولو لا هذه ما تبعهم من الناس رجلان ، ولكن قول الباطل له حلاوة في أسماع الغافلين ، فسيروا إليهم سيرا جميلا ، اللّهم إن تنصرنا فطالما نصرت ، فان جعلت لهم الأمر فادخر لهم بما أحدثوا في عبادك العذاب الأليم ، اذكروا اللّه ذكرا كثيرا ، الجنة تحت ظلال السيوف ، الشهادة في أطراف الأسنة ، وقد فتحت أبواب السماء ، وتزينت الحور العين ، اليوم ألقى الأحبة ، محمدا وصحبه.
وتقدم حتى دنا من عمرو بن العاص ، فقال له : يا عمرو بعت دينك بمصر ، تبا لك! تبا لك!.
فقال عمرو : لا ، ولكني أطلب دم عثمان ، قال : أشهد أنك لا تطلب بشيء من فعلك هذا وجه اللّه ، وأنك إن لم تقتل اليوم تمت غدا ، فانظر إذا أعطي الناس على نياتهم ما نيتك؟ لقد قاتلت صاحب هذه الراية ثلاثا مع رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، وهذه الرابعة ما هي بأبر ولا أتقى.
ص: 367
ثم قاتل عمار ، وعطش فطلب أن يشرب ، فجاءوه بلبن ممزوج بماء فهمهم : بشرني حبيبي رسول اللّه أن آخر زادي اللبن الممزوج بالماء ، واندفع يحارب وهو يدعو اللّه أن يرزقه النصر أو الشهادة ، وطعنه رجل من بني السكسك ، ولهم ثروة عظيمة بالشام. ظل الرجل الثري يتحرى عمار بن ياسر حتى طعنه بحربه ، وأقبل ثرى آخر من أثرياء الشام فاحتز رأسه.
وجاء من يبشر عمرو بن العاص ومعاوية بقتل عمار ، ومن ينعى إليهما ذا الكلاع قال عمرو لمعاوية : ما أدري بقتل أيهما أنا أشد فرحا ، بقتل عمار أو ذي الكلاع ، واللّه لو بقي ذو الكلاع بعد قتل عمار لمال بعامة أهل الشام إلى علي وأفسد علينا جندنا.
وجاء الرجلان الثريان إلى معاوية : الذي طعن عمارا ، والذي حز رأسه ، كل منهما يدعي أنه صاحب الفضل في قتل عمار.
فقال لهما عبد اللّه بن عمرو : ليطب كل واحد منكما نفسا لصاحبه بقتل عمار ، فاني سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول : قاتله وسالبه في النار ، إنما تقتله الفئة الباغية.
فغضب معاوية وقال لعمرو محتدا : ألا تنهى عنا مجنونك هذا؟ ثم قال لعبد اللّه : فلم تقاتل معنا؟ فقال عبد اللّه : إن رسول اللّه أمرني بطاعة والدي ما كان حيا ، وأنا معكم ولست أقاتل ، فقال معاوية : أو نحن نقتل عمارا ، إنما قتل عمارا من جاء به.
وشاع في جند معاوية أن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال عن عمار : إنما تقتله الفئة الباغية. فخرج معاوية إليهم فقال : صدق رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، إنما قتل عمارا من جاء به ، قتله علي بن أبي طالب ، وبارك العلماء المرتشون من صنائع معاوية هذا التخريج.
فأخذ جند معاوية يرددون دون أن يكفروا : إنما قتل عمارا من جاء به ، قتله علي ابن أبي طالب.
ص: 368
وحمل أهل العراق على أهل الشام ، فتقهقروا ثم توقفوا ، فوقف الأحنف بن قيس يخطب أهل العراق : يا أهل العراق ، واللّه لا تصيبون هذا الأمر أذل عنقا منه اليوم ، قد كشف القوم لكم قناع الحياء ، وما يقاتلون على دين ، وما يصبرون إلا حمية وحبا في الدنيا ، فتقدموا ، قالوا : إنا إن تقدمنا اليوم فقد تقدمنا أمس ، فما تقول يا أمير المؤمنين؟ قال الإمام علي لهم : تقدموا في موضع التقدم ، وتأخروا في موضع التأخر ، تقدموا من قبل أن يتقدموا إليكم.
فانقض أهل الشام يقودهم عمرو بن العاص ، وتقدم أهل العراق يقودهم أمير المؤمنين الإمام علي ، وكان في الدروع والزرد لا تبين منه إلّا عيناه ، وكذلك كان عمرو ، فلم يعرف عمرو أن الذي يقود أهل العراق هو علي الذي ما صارع أحدا إلّا صرعه وتصدى لعمرو ، فلما تلقى عمرو أول ضربة في الصراع أدرك من ثقل الضربة أنها لعلي ، ثم ضربه علي بحربته فأوقعه من على ظهر حصانه ، فأدرك عمرو أنه هالك ، فبادر فكشف عورته وهو يتخبط على الأرض ، فنحى الإمام علي كرم اللّه وجهه - وجهه عن عمرو وتركه يسرع هاربا ، فقال أصحاب علي : أفلت الرجل يا أمير المؤمنين ، قال : فهل تدرون من هو؟ إنه عمرو بن العاص ، تلقاني بعورته فصرفت وجهي عنه.
وتقدم بسر بن أرطاة ، وهو أقوى فرسان معاوية ليصارع عليا ، فضربه فأسقطه ، فلما أدرك بسر أنه يبارز عليا ، كشف عورته كما صنع عمرو ، فصرف الإمام وجهه عنه ، وتركه يفلت هاربا ، وروى عمرو ما كان من علي ، فقال معاوية : أحمد اللّه وعورتك ، أما واللّه أن لو عرفته يا عمرو ما أقحمت نفسك عليه ، ثم قال شعرا يزري فيه بعمرو ، فقال عمرو : ما أشد تعظيمك عليا في أمري هذا؟ وهل هو إلا رجل لقيه ابن عمه فصرعه؟ أفترى السماء قاطرة لذلك دما؟ قال معاوية : لا ولكنها معقبة لك خزيا.
وهدأ القتال ، فقدر معاوية أن عليا سيقهره إن استمر القتال.
ص: 369
ورأى معاوية أن يحاول استمالة بعض أصحاب علي ، ممن كانت له بهم مودة من قبل ، فأرسل أخاه عتبة إلى الأشعث بن قيس فنادى الأشعث فقال : سلوا هذا المنادي من جيش معاوية من هو؟ قال عتبة : أنا عتبة بن أبي سفيان ، قال الأشعث : غلام مترف ولا بد من لقائه.
فلما خرج إليه سأله : ما عندك يا عتبة؟ قال عتبة : أيها الرجل إن معاوية لو كان لاقيا رجلا غير علي للقيك ، إنك رأس أهل العراق ، وسيد أهل اليمن ، وقد سلف من عثمان إليك ما سلف من الصهر والعمل ، ولست كأصحابك ، أما الأشتر فقتل عثمان ، وأما عدي فحرض عليه ، وأما شريح وابن قيس فلا يعرفان غير الهوى ، وإنك حاميت عن أهل العراق تكرما ، ثم حاربت أهل الشام حمية ، وقد بلغنا واللّه منك ما بلغنا ، وبلغت منا ما أردت ، وإنا لا ندعوك إلى ترك علي ونصر معاوية ولكنا ندعوك إلى البقية (أن تبقوا علينا ولا تستأصلونا) ، التي فيها صلاحك وصلاحنا.
فقال الأشعث : يا عتبة ، أما قولك أن معاوية لا يلقى إلّا عليا فإن لقيني واللّه ما عظم مني ولا صغرت عنه ، فإن أحب أن أجمع بينه وبين علي فعلت ، وأما قولك أني رأس أهل العراق وسيد أهل اليمن ، فإن الرأس المتبع والسيد المطاع هو علي ابن أبي طالب عليه السلام ، وأما ما سلف من عثمان إلي فو اللّه ما زادني صهره شرفا ، ولا عمله عزا ، وما عيبك أصحابي فإن هذا لا يقربك مني ولا يباعدني عنهم ، وأما محاماتي عن أهل العراق فمن نزل بيتا حماه ، وأما البقية (الإبقاء على المقاتلين وعدم استئصالهم) فلستم بأحوج إليها منا.
فلما روى عتبة لأخيه معاوية ما قاله الأشعث قال : يا عتبة لا تلقه بعدها فإن الرجل عظيم عند نفسه ، وإن كان قد جنح للسلم.
على أن معاوية رأى أن يحاول مع غير الأشعث ، مع رجل له عند علي حظوة ومكان ، وله على أصحابه سلطان ، فلم يجد غير عبد اللّه بن عباس ، فقال معاوية لمستشاره عمرو بن العاص : إن رأس الناس بعد علي هو عبد اللّه بن عباس ، فلو
ص: 370
ألقيت إليك كتابا ترفقه به ، فإنه إن قال شيئا لم يخرج علي منه ، وقد أكلتنا الحرب.
فقال عمرو : ابن عباس لا يخدع ، ولو طمعت فيه لطمعت في علي ، قال معاوية : على ذلك ، فاكتب إليه.
فكتب عمرو إلى عبد اللّه بن عباس : أما بعد ، وأنت رأس هذا الجمع بعد علي ، فانظر فيما بقي ودع ما مضى ، فو اللّه ما أبقيت هذه الحرب لنا ولكم حياة ولا صبرا ، واعلموا أن الشام لا تملك إلّا بهلاك العراق ، وأن العراق لا تملك إلّا بهلاك الشام ، وما خيرنا بعد هلاك أعدادنا منكم ، وما خيركم بعد هلاك أعدادكم منا ، ولسنا نقول ليت الحرب غارت (انتهت) ولكنا نقول ليتها لم تكن ، وإن فينا من يكره القتال ، كما أن فيكم من يكرهه ، وإنما هو أمير مطاع أو مأمور مطيع ، أو مؤتمن مشاور ، وهو أنت ، وأما الأشتر الغليظ الطبع ، القاسي القلب ، فليس بأهل أن يدعى في الشورى ، ولا في خواص أهل النجوى.
طال البلاء وما يرجى له آس *** بعد الإله سوى رفق ابن عباس
قولا له قول من يرجو مودته *** لا تنس حظك إن الخاسر الناسي
فلما قرأ عبد اللّه بن عباس الكتاب ، أطلع عليه الإمام ، فقال ضاحكا : قاتل اللّه ابن العاص ، ما أغراه بك يا ابن عباس؟ أجبه.
فأجابه ابن عباس : أما بعد فاني لا أعلم رجلا من العرب أقل حياء منك ، إنه مال بك معاوية إلى الهوى ، وبعته دينك بالثمن اليسير ، ثم خبطت بالناس في عشوة طمعا في الدنيا ، فلما لم تر شيئا أعظمت الدنيا إعظام أهل الدنيا ، ثم تزعم أنك تتنزه عنها تنزه أهل الورع ، فإن كنت ترضى اللّه بذلك فدع مصر وارجع إلى بيتك ، وهذه الحرب ليس فيها معاوية كعلي ، ابتدأها علي بالحق وانتهى فيها إلى العذر ، وبدأها معاوية بالبغي وانتهى فيها إلى السرف ، وليس أهل العراق فيها كأهل الشام ، بايع أهل العراق عليا وهو خير منهم ، وبايع معاوية أهل الشام وهم خير منه ، ولست أنت وأنا فيها بسواء ، أردت اللّه وأردت أنت مصر ، وقد عرفت الشيء الذي باعدك مني
ص: 371
ولا أعرف الذي قربك من معاوية ، فإن ترد شرا لا نسبقك به ، وإن ترد خيرا لا تسبقنا إليه.
فجاء عمرو بكتاب ابن عباس إلى معاوية وقال له في غضب : أنت دعوتني إلى هذا ، ما كان أغناني وإياك عن بني عبد المطلب ، فقال معاوية : إن قلب ابن عباس وقلب علي قلب واحد ، كلاهما ولد عبد المطلب ، وإن كان ابن عباس قد خشن فقد لان ، وإن كان قد تعظم أو عظم صاحبه فلقد قارب وجنح إلى السلم ، وإن ابن عباس رجل من قريش وأنا كاتب إليه أخوفه عواقب هذه الحرب لعله يكف عنا.
وأرسل معاوية إلى ابن عباس : أما بعد ، فإنكم يا معشر بني هاشم لستم إلى أحد أسرع بالمساءة منكم إلى أنصار عثمان بن عفان ، فان كان ذلك لسلطان بني أمية ، فقد وليها عدي (قبيلة أبي بكر) وتيم (قبيلة عمر) فلم تنافسوهم ، وأظهرتم لهم الطاعة ، وقد وقع من الأمر ما قد ترى ، وأكلت هذه الحروب بعضها من بعض حتى استوينا فيها ، فما أطمعكم فينا أطمعنا فيكم وما يسيئكم منا يسيئنا منكم ، وقد رجونا غير الذي كان ، وخشينا دون ما وقع ، وقد قنعنا بما كان في أيدينا من ملك الشام ، فاقنعوا بما في أيديكم من ملك العراق ، وأبقوا على قريش ، فإنما بقي من رجالها ستة : رجلان بالشام ، ورجلان بالعراق ، ورجلان بالحجاز ، فأما اللذان بالشام فأنا وعمرو ، وأما اللذان بالعراق فأنت وعلي ، وأما اللذان بالحجاز فسعد (ابن أبي وقاص) وابن عمر ، وأنت رأس هذا الجمع اليوم ، ولو بايع لك الناس بعد عثمان كنا إليك أسرع منا إلى علي.
فلما قرأ ابن عباس الكتاب غضب وقال : حتى متى يخطب ابن هند إلى عقلي وحتى متى أجمجم على ما في نفسي؟ وأسرع يرد عليه : أما بعد ، أتاني كتابك وقرأته ، فأما ما ذكرت من سرعتنا إليك بالمساءة في أنصار ابن عفان ، وكراهيتنا لسلطان بني أمية ، فلعمري لقد أدركت في عثمان حاجتك حين استنصرك فلم
ص: 372
تنصره ، حتى صرت إلى ما صرت إليه ، وبيني وبينك في ذلك ابن عمك وأخو عثمان الوليد بن عقبة (أخو عثمان لأمه) ، وأما قولك أنه لم يبق من قريش غير ستة فما أكثر رجالها وأحسن بقيتها ، وقد قاتلك من خيارها من قاتلك ، ولم يخذلنا إلّا من خذلك ، وأما إغراؤك إيانا بعديّ وتيم فأبو بكر وعمر خير من عثمان ، كما أن عثمان خير منك ، وقد بقي لنا منك يوم ينسيك ما قبله ، وتخاف ما بعده ، وأما قولك : إنه لو بايع الناس لي لاستقمتم لي ، فقد بايع الناس عليا وهو خير مني فلم تستقيموا له ، وإنما الخلافة لمن كانت له المشورة ، وما أنت يا معاوية والخلافة وأنت طليق وابن طليق؟ والخلافة للمهاجرين ، وليست للطلقاء (الذين أسلموا يوم فتح مكة).
فلما قرأ معاوية الكتاب ، نظر إليه عمرو شامتا وضحك ، فقال معاوية : هذا عملي بنفسي ، واللّه لا أكتب إليه أبدا.
ثم قال : واللّه لأستميلن بالأموال ثقات علي ، ولأقسمن فيهم المال حتى تغلب دنياي آخرته.
وأغدق معاوية على بعض أهل العراق أموالا طائلة ووعدهم بإقطاعات ومناصب كبرى ، فمالوا إليه ، وانتشر الخبر في الناس ، فأحزن ذلك عليا ، واستنفر آخرين آثروا دين علي على دنيا معاوية ، فانقضوا على من انضموا إلى جيش الشام ، وأعمروا فيهم القتل وفي أهل الشام ، فجزع معاوية جزعا شديدا ، وقال لأهل الشام : هذا يوم تمحيص ، وإن لهذا اليوم ما بعده ، اصبروا وكونوا كراما.
استشهد عمار بن ياسر رضي اللّه عنه ، فجزع أتباعه القراء وزلزلوا زلزالا شديدا ، فقد كانوا لا يتخيلون أن يقتل عمار على هذا النحو البشع : يعمد إليه أحد أثرياء الشام فيقتله ، وينقض ثرى آخر فيفصل رأسه عن جسده ، كأنه يريد أن يطمئن أنه لن يعود إلى الحياة مرة أخرى ، فيطالب الأغنياء بأن يقوموا بأمر الفقراء ، وينادي بأن للفقراء والمساكين وأهل الحاجة حقوقا في أموال الأغنياء غير الزكاة.
ص: 373
وما حيلة عمار ، وما ذنبه وهو قد تعلم هذا من الرسول صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، وفقهه فيه علي بن أبي طالب.
وتساءل بعض القراء : كيف نصر اللّه الأغنياء بافترائهم وطغواهم ، على المساكين بزهدهم وتقواهم؟ الحكمة ما أراد اللّه تعالى ، وما أراد ، لا راد لقضائه ، وتساءل آخرون منهم : لما ذا يبتلى إمامهم علي بكل هذه المحن؟
وقال آخرون : إن عليا من أولياء اللّه الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، وقد شرى علي نفسه ابتغاء مرضاة اللّه.
فقال أحد القراء : رأيت في بعض الكتب أن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لما أراد الهجرة ، خلّف علي بن أبي طالب بمكة لقضاء ديونه ورد الودائع التي كانت عنده ، وأمره ليلة خرج إلى الغار ، وقد أحاط المشركون بالدار ، أن ينام في فراشه ، وقال له : (اتشح ببردي الحضرمي الأخضر ، فإنه لا يخلص إليك منه مكروه إن شاء اللّه تعالى) ، ففعل ذلك ، فأوحى اللّه إلى جبريل وميكائيل عليهما السلام : أني آخيت بينكما ، وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر الآخر ، فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة؟ فاختار كلاهما الحياة ، فأوحى اللّه عزوجل إليهما : أفلا كنتما مثل علي بن أبي طالب؟ آخيت بينه وبين نبيي محمد ، فبات على فراشه ، يفديه بنفسه ، ويؤثره بالحياة ، اهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدوه ، فنزلا فكان جبريل عند رأس علي ، وميكائيل عند رجليه ، وجبريل ينادي : بخ بخ! من مثلك يا بن أبي طالب يباهي اللّه عزوجل به الملائكة ، فأنزل اللّه عزوجل على رسوله وهو يتوجه إلى المدينة - في شأن علي : ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللّهِ ) .
فقال أحد القراء : سينصر اللّه إمامنا فقد علمنا من شيخنا ابن مسعود وعمار أن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال : علي مع القرآن والقرآن مع علي لا يفترقان.
وأخذ القراء يبكون عمارا ويدعون اللّه ، ويرتلون القرآن ، ويطيلون الركوع والسجود ، حتى رآهم الأشتر ، فأشفق عليهم ، وضمهم إلى رجاله وقادهم جميعا
ص: 374
فشقوا طريقا في صفوف جند معاوية ، وتزايلت صفوف معاوية صفا بعد صف ، فحرض معاوية أصحابه على أن يبارزوا الأشتر ويقتلوه ، فخافه أصحاب معاوية ، ولم يتقدم أحد بعد إلى الأشتر ، وحاول معاوية أن يغري مروان بن الحكم بذلك ، فأبى مروان ، وقال لمعاوية : أدع للأشتر عمرو بن العاص فهو وزيرك ، قال معاوية : وأنت نفسي ، فقال مروان : لو كنت كذلك ألحقتني به في العطاء ، وألحقته بي في الحرمان.
وسمع عمرو بذلك فقال لمعاوية : قد غمك القوم في مصر ، فإن كان لا يرضيهم إلّا أخذها ، فخذها ، إن ابن عمك مروان يباعدك منا ويباعدنا منك ويأبى اللّه إلّا أن يقربنا إليك.
عند ما علم الإمام باستشهاد عمار ، بكاه وصلى عليه ، وأمر بدفنه حيث استشهد ، ثم اتجه الإمام إلى ربيعة وهمدان فقال لهم : أنتم درعي ورمحي ، فقال لهم شيوخهم : يا معشر ربيعة لا عذر لرجل في العرب إن وصل أحد بأذى إلى أمير المؤمنين وهو بينكم وفيكم رجل حي ، إنه لعاركم آخر الدهر فإن منعتموه ، مجد الحياة اكتسبتموه.
وتقدم الإمام يقود نحو اثنى عشر ألفا من ربيعة وهمدان ، منهم ألفان وثمانمائة من المهاجرين والأنصار ، ومن بقي من أهل بدر إلّا ثلاثة نفر ، وتسعمائة ممن شهدوا بيعة الرسول تحت الشجرة ، ونزل فيهم قرآن كريم يبشرهم برضوان اللّه.
بايعته ربيعة وهمدان على الموت ، وحملوا على جند الشام ، فنقضوا صفوفهم ، ومعاوية يحرض جنده على قتل علي ، ورجال علي يحرسونه ، وهو يلاقي الفرسان واحدا بعد الآخر فما يبارز أحدا إلّا قتله ، ويطلب منه رؤساء القبيلتين أن يأخذ حذره ، وسيبارزون هم عنه ، فيقول :
من أي يومىّ من الموت أفر *** أيوم لا قدر أم يوم قدر
وحرض معاوية عمرو بن العاص على مبارزة علي ، فقال له عمرو : بارزه أنت
ص: 375
فتكون على أحدى الحسنيين ، إما أن تقتله فتكون قد قتلت قاتل الأقران وتزداد شرفا إلى شرفك ، وإما أن يقتلك فتكون قد استعجلت مرافقة الشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. فقال معاوية : يا عمرو! الثانية شر من الأولى.
وكان معاوية واقفا على تل يشاهد المعركة وعلي يفلق الهامات ، وما من أحد يقوى عليه ، والصفوف تنهزم أمامه هو وفرسان ربيعة وهمدان ، وجيش الشام ينهار ، وصناديده يفرون يلتمسون النجاة من عليّ وأصحابه.
فقال معاوية وهو يتأمل كلّ ذلك : تبا لهؤلاء الرجال وقبحا! أما فيهم من يقتل عليا مبارزة أو غيلة؟ فقال له الوليد بن عقبة : ابرز إليه أنت فإنك أولى الناس بمبارزته ، فقال معاوية : واللّه لقد دعاني إلى البراز حتى استحييت من قريش ، إني واللّه لا أبرز إليه ، وما جعل العسكر بين يدي الرئيس إلّا وقاية له.
وجمع معاوية من معه من رجالات قريش وقال لهم : العجب يا معشر قريش إنه ليس لأحد منكم في هذه الحرب فعل حسن يطول به لسانه ما عدا عمرو بن العاص ، فما بالكم؟ أين حمية قريش؟ فرد عليه الوليد بن عقبة في غضب : وأي فعل تريد؟ واللّه ما نعرف في أكفائنا من قريش العراق من يغني غناءنا باللسان ولا باليد ، فقال معاوية : بل إن أولئك قد وقوا عليّا بأنفسهم ، قال الوليد متحديا معرضا بمعاوية : كلا ، بل وقاهم علي بنفسه ، فقال معاوية : أما منكم من يقوم لقرن منهم مبارزة أو مفاخرة؟
قال مروان : أما البراز فإن عليا لا يأذن لحسن ولا لحسين ولا لمحمد بنيه فيه ولا لابن عباس وإخوته ، ويصلى علي بالحرب دونهم ، فلأيهم نبارز؟ أما المفاخرة فبما ذا نفاخرهم؟ أبالإسلام أم بالجاهلية؟ فإن كان بالإسلام فالفخر لهم بالنبوة ..
وقاطعه معاوية فسفهه.
وتنابزوا جميعا ، فأغلظ الوليد لمعاوية.
وقال مروان : أما واللّه لولا ما كان منى يوم الدار مع عثمان ، ومشهدي بالبصرة ،
ص: 376
لكان منى في علي رأى يكفي امرأ ذا حسب ودين ، ثم انصرفوا جميعا عن معاوية غاضبين ، ولكنه لم يدعهم يبيتون في غيظهم ، فصالحهم (وأرضاهم من نفسه ، ووصلهم بأموال جليلة).
وإذ رأى معاوية أن الدائرة توشك أن تدور عليه ، وأن عليا يوشك أن يكسب الحرب ، قال لعمرو : قد رأيت أن أكتب لعلي كتابا أسأله الشام - وهو الشيء الأول الذي ردني عنه وألقى في نفسه الشك والريبة. فضحك عمرو قائلا : أين أنت يا معاوية من خدعة على؟. فقال : ألسنا بني عبد مناف ، قال عمرو : بلى ، ولكن لهم النبوة دونك ، وإن شئت أن تكتب فاكتب.
فكتب معاوية لعلي : أما بعد ، فاني أظنك أن لو علمت أن الحرب تبلغ بنا وبك ما بلغت وعلمنا ، لم يجنها بعضنا على بعض ، وإنا وإن كنا قد غلبنا على عقولنا فقد بقي لنا منها ما نندم به على ما مضى ، ونصلح به ما بقي ، وقد كنت سألتك الشام على ألا يلزمني لك طاعة ولا بيعة ، فأبيت ذلك علىّ فأعطاني اللّه ما منعت ، وأنا أدعوك اليوم إلى ما دعوتك إليه أمس ، فإني لا أرجو من البقاء إلّا ما ترجو ، ولا أخاف من الموت إلّا ما تخاف ، وقد واللّه رقت الأجناد ، وذهبت الرجال ، ونحن بنو عبد مناف ليس لبعضنا على بعض فضل إلّا فضل لا يستذل به عزيز ، ولا يسترق به حرّ والسلام.
فلما قرأ الإمام كتاب معاوية قال : العجب لمعاوية وكتابه!.
ثم كتب إلى معاوية : أما بعد ، فقد جاءني كتابك تذكر أنك لو علمت وعلمنا أن الحرب تبلغ بنا وبك ما بلغت لم يجنها بعضنا على بعض. فإنا وإياك منها في غاية لم نبلغها ، وإني لو قتلت في ذات اللّه وحييت ، ثم قتلت ثم حييت سبعين مرة ، لم أرجع عن الشدة في ذات اللّه ، والجهاد لأعداء اللّه.
وأما قولك أنه قد بقي من عقولنا ما نندم به على ما مضى ، فاني ما نقضت عقلي ، ولا ندمت على فعلي.
ص: 377
فأما طلبك الشام ، فإني لم أكن لأعطيك اليوم ما منعتك أمس.
وأما استواؤنا في الخوف والرجاء ، فإنك لست أمضى على الشك مني على اليقين وليس أهل الشام بأحرص على الدنيا من أهل العراق على الآخرة.
وأما قولك إنا بنو عبد مناف ليس لبعضنا على بعض فضل ، فلعمري إنا بنو أب واحد ، ولكن ليس أمية كهاشم ، ولا حرب كعبد المطلب ، ولا أبو سفيان كأبي طالب ، ولا المهاجر كالطليق ولا المحق كالمبطل ، وفي أيدينا بعد فضل النبوة التي أذللنا بها العزيز ، وأعززنا بها الذليل. فلما قرأ معاوية كتاب الإمام ، أخفاه.
ثم إن عمرو بن العاص ألح على معاوية حتى أطلعه على كتاب الإمام ، فأثنى عمرو عليه ، وأغضب ذلك معاوية ، فقال لعمرو عاتبا : أردت تسفيه رأيي وإعظام علىّ وقد فضحك.
وكان عمرو يعظم عليّا لأنه بعد أن صرعه لم يجهز عليه بل أشاح عنه بوجهه وتركه ينجو ، فقال عمرو : أما إعظامي عليا فإنك بعظمته أشد معرفة مني ، ولكنك تطوي ما تعرفه وأنا أنشره ، وأما أنه فضحني يوم صارعته ، فلم يفتضح امرؤ لقي أبا الحسن.
خرج علي ، ومعاوية ، كل واحد منهما على رأس جنده ، وبرز من جند معاوية عبيد اللّه بن عمر بن الخطاب يقود أربعة آلاف بعمائم خضراء يطالبون بدم عثمان ، فنادى الإمام : ويحك يا بن عمر ، علام تقاتلني ، واللّه لو كان أبوك حيا ما قاتلني. قال عبيد اللّه : أطالب بدم عثمان ، فقال الإمام : أنت تطلب بدم عثمان واللّه يطلبك بدم الهرمزان.
وأمر الإمام صاحبه الأشتر وفرسانه أن يتصدوا لعبيد اللّه بن عمر وفرسانه ، وكان عبيد اللّه بن عمر قد تعود حين يخرج إلى القتال أن يأمر نساءه فيشددن عليه السلاح ، ويأخذ إحداهن على راحلتها من خلفه لترى بلاءه في القتال ، فلما خرج ذلك اليوم طلب من امرأته بنت هانئ أن تخرج خلفه وقال لها : إني عبأت اليوم
ص: 378
لقومك وإني لأرجو أن أربط في كل وتد من أوتاد خيمتي سيدا منهم ، وكان قومها في جند الإمام ، فقالت : ما أبغض إلّا أن تقاتلهم ، قال : ولم؟ قالت : لأنه لم يتوجه إليهم صنديد في جاهلية ولا إسلام وفي رأسه صعر (غرور) إلّا أبادوه ، وأخاف أن يقتلوك ، وكأني بك قتيلا وقد أتيتهم أسألهم أن يهبوا لي جيفتك ، فرماها بقوس فشج رأسها وقال : ستعلمين بمن آتيك من زعماء قومك ، وخرج إلى القتال ، وخلفه امرأتان له على راحلتين أخرجهما معه لتشهدا بطولته.
ولكنه لم يلبث أن بارز الأشتر ، فصرعه الأشتر ، فلما وجدته امرأتاه مجند لا أكثرتا العويل عليه.
ثم إن نساءه ذهبن إلى معاوية ليرسل في طلب جيفته ، فأرسل يعرض فيها عشرة آلاف على قوم أم عبيد اللّه ، وسألوا الإمام عليا ، فقال لهم : لا يحل بيعها.
وجاءتهم امرأته بنت هانئ فقالت : أنا بنت هانئ وهذا زوجي القاطع الظالم وقد حذرته ما صار إليه فهبوا لي جيفته ، فدفعوا إليها جيفته ، وكانت مربوطة في وتد خيمة.
ورأى معاوية تفوق أهل العراق على أهل الشام ، فأنب أصحاب رايات الشام ، وأغلظ لهم ، وهددهم وتوعدهم وقال لأكبرهم : لقد هممت أن أولّى قومك من هو خير منك مقدما وأنصح منك دنيا ، فقال له الرجل مغضبا : واللّه لقد نصحتك على نفسي ، وآثرت ملكك على ديني ، وتركت لهواك الرشد وأنا أعرفه ، وحدت عن الحق وأنا أبصر ، وما وفقت لرشد حين أقاتل على ملكك ابن عم رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وأول مؤمن به ، ولو أعطيناه ما أعطيناك لكان أرأف بالرعية ، ولكن قد بذلنا لك الأمر ، ولا بد من إتمامه غيا كان أو رشدا ، وحاشا أن يكون رشدا ، وسنقاتل عن تين الغوطة (موضع بالشام) وزيتونها ، إذ حرمنا ثمار الجنة وأنهارها.
واندفع الرجل براية قومه يقاتل جيش علي ، وأخذته الحمية ، فأحسن البلاء وحمى وطيس المعركة من جديد.
ص: 379
وخلال المعركة رأى الإمام ولديه الحسن والحسين يخوضان غمراتها ، فدعا اللّه أن يحفظهما ، وقال لأحد أصحابه : إني أضن بهذين على الموت ، لئلا ينقطع بعدهما نسل رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم.
ولاحظ الإمام أن معاوية يقف على التل تحت الترس الذهبي ، يتفقد طريق مؤخرته إلى الشام ، ليسحب إذا ما لم يجد حيلة إلّا الانسحاب.
وشاهد الإمام تدفق الإمدادات والميرة من الشام إلى مؤخرة جيش معاوية ، فنظر الإمام في الأمر ، فوجد أن معاوية كلما حوصر ونفدت منه الميرة جاءه مدد ضخم من الشام ، فالطريق إليها مفتوح ، وإذن فلا سبيل إلى الإنتصار الحاسم على جيش الشام ومعاوية ما بقي طريق الميرة والإمداد مفتوحا ومؤمنا.
وأصدر الإمام علي أمره إلى أحد أصحابه : سر في بعض هذه الخيل فاقطع الميرة عن معاوية ، ولا تقتل إلّا من يحل لك قتله ، وضع السيف موضعه.
وبلغ ذلك معاوية ، فدعا أقوى أمراء جيشه وأمره أن يخرج بفرسانه لتأمين الطريق ، ولكنه عاد منهزما بعد حين ، وقطع الإمام الميرة عن جيش الشام.
فجمع معاوية رءوس جند الشام وأصحابه وقال لهم : أتاني خبر من ناحية من نواحي فيه أمر شديد ، فقالوا جميعا : يا أمير المؤمنين ليس لنا رأي في شيء مما أتاك ، إنما علينا السمع والطاعة.
وأراد الإمام علي أن يعرف رأي أصحابه من أهل العراق ، فقال : أيها الناس ، إنه أتاني خبر من ناحية من نواحي ، فقال بعضهم : الرأي لك ، وقال آخرون : يا أمير المؤمنين ، إن لنا في كل أمر رأيا ، فما أتاك فأطلعنا عليه حتى نشير عليك ، فقال علي : ظفر واللّه ابن هند باجتماع أهل الشام له واختلافكم علىّ ، واللّه ليغلبن باطله حقكم ، إنما أتاني أن بعض خيلنا قطعت الميرة عن معاوية ، وظفرت بفرسانه ، وأتى معاوية نبأ هزيمة أصحابه فقال : يا أهل الشام ، إني أتاني أمر شديد ، فقلدوه أمرهم ، واختلفتم عليّ.
ص: 380
فقام قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري فقال : أما واللّه يا أمير المؤمنين لنحن كنا أولى بالتسليم لك من أهل الشام لمعاوية.
وشعر معاوية أنه سيحاط به وبجند الشام بعد أن قطع الإمام طريق الميرة ، فبعث أبا هريرة والنعمان بن بشير الأنصاري إلى عليّ فقالا له : يا أبا الحسن إن اللّه قد جعل لك في الإسلام فضلا وشرفا ، وقد بعثنا معاوية يسألك أمرا تسكن به هذه الحرب ، ويصلح له به ذات البين : أن تدفع إليه قتلة عثمان ، فيقتلهم به ، ويجمع اللّه تعالى أمرك وأمره ، ويصلح بينكم ، وتسلم الأمة من الفتنة والفرقة. فعجب الإمام لهذا الكلام. أما يزال معاوية يطالب بقتلة عثمان ، ويرى نفسه وليّ الدم وله الحق في القصاص دون الإمام وليّ أمر الأمة ، وعجب أن يحمل إليه أبو هريرة والنعمان بن بشير الأنصاري مثل هذا الكلام.
فقال الإمام لهما : دعا هذا الكلام.
ثم اتجه إلى النعمان قائلا : حدّثني عنك يا نعمان ، هل أنت أهدى قومك سبيلا؟ قال : لا ، قال الإمام : فكل قومك الأنصار قد اتبعني إلّا شذاذا منهم ثلاثة أو أربعة ، أتكون أنت من الشذاذ؟ قال النعمان : إنما جئت لأكون معك وألزمك ، وكان معاوية قد سألني أن أؤدي هذا الكلام ، ورجوت أن يكون لي موقف أجتمع فيه معك ، وطمعت أن يجري اللّه تعالى بينكما صلحا ، فإذا كان رأيك غير ذلك فأنا ملازمك وكائن معك.
وكان بعض الناس في صفين يسعى بين المعسكرين ، وكانت الحرب إذا هدأت عشاء يتسامر أهل المعسكرين معا ، فيتعاتبون ، ولقد يرق الواحد منهم للآخر ، حتى إذا أصبحوا واستعر القتال بينهم كره بعضهم بعضا.
وكان ممن يترددون بين المعسكرين في صفين ، نفر اعتزلوا القتال ، وسعوا في الصلح ، فكانوا إذا نودي للصلاة يصلون خلف علي ، فإذا جاء وقت الطعام أو النوم ، ذهبوا إلى معاوية حيث الطعام ألذ والفراش ألين ، وكانوا إذا سئلوا في ذلك
ص: 381
قالوا : الصلاة وراء علي كرم اللّه وجهه أتقى وأزكى ، ولكن طعام معاوية أشهى.
ولقد أقام النعمان عند عليّ ، ولكنه سئم المقام إذ لم يطق تقشف الإمام ، ولا خشونة العيش مع أتباعه المساكين ، ففر إلى معاوية.
وسمع عبد الرحمن بن عثمان وهو معتزل في حمص ، أن معاوية أرسل إلى علي رجلين آخرين ، فقال لرسولي معاوية لما لقيهما : العجب منكما! أتأتيان عليا وتطلبان منه قتلة عثمان؟ وأعجب من ذلك قولكما لعلي اجعلها شورى واخلعها من عنقك ، وإنكما لتعلمان أن من رضي بعلي خير ممن كرهه ، وأن من بايعه خير ممن لم يبايعه ، ثم صرتما رسولي رجل من الطلقاء ، لا تحل له الخلافة.
فلما علم معاوية بما قاله عبد الرحمن بن عثمان ، أو شك أن يرسل إليه من يقتله ، ولكنه خاف غضب قومه.
وسمع فتى من همدان عمرو بن العاص يحرض على الإمام ، فقال : يا عمرو إن أشياخنا سمعوا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه. فحق ذلك أم باطل؟ فقال عمرو : حق ، وأنا أزيدك أنه ليس أحد من صحابة رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم له مناقب مثل علي ، ولكنه أفسدها بأمره في عثمان. قال الفتى منكرا : هل أمر بالقتل أو قتل؟ قال عمرو : لا ولكنه نوى ومنع. قال الفتى : فهل بايعه الناس؟ قال عمرو : نعم. قال : فما أخرجك عن بيعته؟ قال : اتهامي إياه في عثمان. قال الفتى : فأنت أيضا قد اتهمت؟ قال : صدقت ، إني خرجت إلى فلسطين.
فعاد الفتى إلى قومه همدان ، يقول : إنا أتينا أقواما أخذنا الحجة عليهم من أفواههم.
وزحف علي بجيشه ، واشتجرت القنا ، واشتبك الرماح ، وتقارعت السيوف والحراب ، فما أحد يسمع شيئا إلّا وقع الحديد على الحديد ، وما ترى إلّا أشعة الشمس تسطع على الأسنة ، ودماء المسلمين تختلط بالنقع المثار.
ص: 382
ورأى علي ابنه الحسن في حومة الوغى فقال : ابعدوا عني هذا الغلام لا يهدني.
كان الإمام قد نهى بنيه ، وبني عمه عن الدعوة إلى المبارزة ، فكان إذا دعى أحد منهم بارز الإمام عنه ، هكذا بارز عن ابن عمه عبد اللّه بن عباس وصرع متحديه ، وعرض أن يبارز عن ابنه محمد اين الحنفية ، ولكن متحديه ولى.
إنه كرم اللّه وجهه يحمي العشيرة ولا يدع العشيرة تحميه ، كما ضن بعدد من كبار الصحابة من غير المقاتلين من أهل الزهادة والنسك فمنعهم من القتال ، وقاتل هو عنهم ، واكتفى بصحبتهم يعظمون المقاتلين ، ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ، ويمجدون الجهاد في سبيل اللّه.
تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 450 وج 7 ص 63 وج 8 ص 26 وج 17 ص 119 وج 20 ص 562 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة أبي الطيب محمد صديق حسن خان بن علي القنوجي البخاري المتوفى سنة 1307 في «خبيئة الأكوان» (ص 84 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :
وقد روي عن علي كرم اللّه وجهه أنه قال : بعثني رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قاضيا إلى اليمن ، فقلت : يا رسول اللّه كيف أقضي بين الناس وأنا حديث السن؟ فضرب رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بيده صدري ، وقال : اللّهم اهد قلبه وثبت لسانه ، فما شككت بعد ذلك في قضاء بين اثنين.
ومنهم الفاضل المستشار عبد الحليم الجندي في «الإمام جعفر الصادق» عليه
ص: 383
السلام (ص 24 ط المجلس الأعلى للشئون الإسلامية - القاهرة)
فذكر الحديث الشريف مثل ما تقدم.
ومنهم الفاضل المعاصر أحمد حسن الباقوري المصري في «علي إمام الأئمة» (ص 30 ط دار مصر للطباعة)
فذكر الحديث الشريف كما تقدم. وكذلك ذكره في ص 356.
ومنهم الفاضل المعاصر مأمون غريب المصري القاهري في «خلافة علي بن أبي طالب» عليه السلام (ص 136 ط مكتبة غريب بالقاهرة)
فذكر الحديث الشريف كما تقدم.
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي بن محمد بن شريف في «تهذيب خصائص الإمام علي» للحافظ النسائي (ص 43 ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
أخبرنا محمد بن المثنى ، قال : حدثنا أبو معاوية ، قال : حدثنا الأعمش ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي البختري ، عن علي رضي اللّه عنه ، قال : بعثني رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم إلى أهل اليمن لأقضي بينهم ، فقلت : يا رسول اللّه - فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم عدة من الفضلاء في «فهرس أحاديث وآثار المستدرك على الصحيحين» للحاكم النيسابوري (القسم الأول ص 94 ط عالم الكتب - بيروت) قالوا :
اللّهم ثبت لسانه واهد قلبه .. علي معرفة الصحابة / علي 3 / 135
ومنهم الشريف علي فكري الحسيني القاهري في «أحسن القصص» (ج 3 ص 207)
ص: 384
ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :
حكمه وقضاؤه :
قال علي رضي اللّه عنه : بعثني رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم إلى اليمن فقلت : يا رسول اللّه بعثتني وأنا شاب أقضي بينهم ، ولا أدري - فذكر الحديث مثل ما تقدم.
ومنهم الفاضل المعاصر عبد الرحمن الشرقاوي في «علي إمام المتقين» (ج 1 ص 72 ط مكتبة غريب الفجالة) قال :
وفوجئ علي بجماعة من الصحابة فيهم عبد اللّه بن العباس ، وفيهم الخليفة أبو بكر ، ورجل يهودي يقرعون عليه باب داره.
ذلك أن اليهودي دخل المسجد فسأل الناس ، كما روى مالك بن أنس : أين وصي رسول اللّه؟ فأشار القوم إلى أبي بكر ، فقال الرجل : أريد أن أسألك عن أشياء لا يعلمها إلا وصي أو نبي. قال أبو بكر : سل عما بدا لك ، قال اليهودي : أخبرني عما ليس لله ، وعما ليس عند اللّه ، وعما لا يعلمه اللّه.
قال أبو بكر : هذه مسائل الزنادقة يا يهودي!.
همّ أبو بكر والمسلمون رضي اللّه عنهم باليهودي ، فقال ابن عباس رضي اللّه عنه : ما أنصفتم الرجل ، فقال أبو بكر : أما سمعت ما تكلم به؟ فقال ابن عباس : إن كان عندكم جوابه ، وإلا فاذهبوا به إلى علي رضي اللّه عنه يجيبه ، فإني سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وعلى آله يقول لعلي بن أبي طالب : اللّهم اهد قلبه وثبت لسانه.
فقام أبو بكر رضي اللّه عنه ومن حضره فأتوا علي بن أبي طالب في داره ، فاستأذنوا عليه ، فقال أبو بكر : يا أبا الحسن ان هذا اليهودي سألني مسائل الزندقة فقال علي كرم اللّه وجهه : ما تقول يا يهودي؟ قال : اسألك عن أشياء لا يعلمها إلا نبي أو وصي نبي ، فقال له : قل ، فأعاد اليهودي الأسئلة.
فقال علي رضي اللّه عنه : أما ما لا يعلمه اللّه فذلك قولكم معشر اليهود أن عزيرا
ص: 385
ابن اللّه ، واللّه لا يعلم أن له ولدا (إذ لو كان له ولد لكان يعلمه) ، وأما قولك : أخبرني بما ليس عند اللّه فليس عنده ظلم للعباد ، وأما قولك : أخبرني بما ليس لله ، فليس لله شريك. فقال اليهودي : أشهد أن محمدا رسول اللّه وأنك وصي رسول اللّه. فارتاح أبو بكر والمسلمون من جواب علي ، وقالوا : يا مفرج الكروب!.
ومنهم الفاضل أبو بكر جابر الجزائري في «العلم والعلماء» (ص 172 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :
أخرج الحاكم وصححه أن عليا رضي اللّه عنه قال : بعثني رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم إلى اليمن قاضيا - فذكر الحديث مثل ما تقدم.
ومنهم الفاضل المعاصر عبد العزيز الشناوي في كتابه «سيدات نساء أهل الجنة» (ص 131 ط مكتبة التراث الإسلامي - القاهرة) قال :
وبعث رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم علي بن أبي طالب إلى اليمن فقال أبو الحسن : يا رسول اللّه تبعثني وأنا شاب أقضي بينهم ولا أدري ما القضاء؟
فضرب النبي عليه الصلاة والسلام بيده الشريفة صدر علي بن أبي طالب ثم قال : اللّهم اهد قلبه وثبت لسانه ، يقول علي بن أبي طالب : فما شككت بعد في قضاء بين اثنين.
ومنهم الفاضل المعاصر عدنان علي شلاق في «فهرس أحاديث وآثار كتاب نصب الراية» (ج 1 ص 61 ط عالم الكتب) قال :
اللّهم اهد قلبه وثبت لسانه علي أدب القاضي 4 / 61
ومنهم العلامة يوسف بن إسماعيل النبهاني رئيس محكمة الحقوق في بيروت في «الأنوار المحمدية من المواهب اللدنية» (ص 132 ط دار الإيمان - دمشق وبيروت)
ص: 386
قال :
أرسل علي بن أبي طالب إلى اليمن في رمضان سنة عشر وعقد له لواء وعمّمه بيده ، قال علي رضي اللّه عنه : بعثني النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم إلى اليمن فقلت : يا رسول اللّه تبعثني إلى قوم أسنّ مني وأنا حديث السن لا أبصر القضاء ، فوضع يده في صدري وقال : اللّهم ثبت لسانه واهد قلبه ، وقال : يا علي إذا جلس إليك الخصمان فلا تقض بينهما حتى تسمع من الآخر.
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد مصطفى أمبابي أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر في «الجديد في تاريخ الفقه الإسلامي» (ص 107 ط دار المنار للنشر والتوزيع - القاهرة عام 1406)
فذكر الحديث الشريف ، وفي آخره : فو الذي فلق الحبة ما شككت في قضاء بين اثنين.
ومنهم الفاضل المعاصر المحامي الدكتور صبحي محمصاني في «تراث الخلفاء الراشدين في الفقه والقضاء» (ص 188 ط دار العلم للملايين - بيروت)
فذكر الحديث الشريف.
ومنهم الفاضل المعاصر محمد بن قاسم ابن الوجيه في «المنهاج السوي» شرح منظومة الهدى النبوي للحسن بن إسحاق (ص 372 ط دار الحكمة اليمانية - صنعاء)
فذكر الحديث الشريف.
ص: 387
مرّ مرارا عن العامة نقل ما يدل على ذلك ، منها في ج 4 ص 82 وج 5 ص 55 وج 7 ص 79 و 374 و 381 وج 17 ص 125 وفي أحاديث : من كنت مولاه ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «فهارس أحاديث وآثار مسند الإمام أحمد بن حنبل» (ج 1 ص 42 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :
أخذل من خذله (يعني علي) علي 1 / 118
تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 2 ص 426 وج 3 ص 322 وج 6 ص 225 وج 16 ص 559 ومواضع أخرى منها حديث الغدير ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم الدكتور عامر النجار في «الطرق الصوفية في مصر» (ص 32 ط دار المعارف - القاهرة) قال :
ألم يقل رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فيما ذكره - البخاري ومسلم - في حديث
ص: 388
الغدير : من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وقال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : إن عليا مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن ، [حديث صحيح] وقول على نفسه : (فو الذي برأ النسمة إنه لعهد النبي إليّ لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق).
ومنهم الفاضل المعاصر المستشار عبد الحليم الجندي في «الإمام جعفر الصادق» عليه السلام (ص 23 ط المجلس الأعلى للشئون الإسلامية - القاهرة) قال :
وفي كتب السنن أن النبي بعد عودته من حجة الوداع نزل بغدير خم وأعلن أنه يترك القرآن وعترته للمسلمين ، ثم أخذ بيد علي ودعا ربه : اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه.
ومنهم العلامة الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري في «جمهرة الفهارس» (ص 262 ط دار الصحابة للتراث) قال :
اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه 3 / 187
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي في «آل بيت الرسول» صلی اللّه عليه وآله وسلم (ص 116 ط القاهرة سنة 1399)
فذكر الحديث الشريف في ضمن حديث الناشدة (1).
ص: 389
ص: 390
تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 7 ص 52 وج 17 ص 116 وج 20
ص: 391
ص 887 ومواضع أخرى من هذا الكتاب المستطاب ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم ننقل عنها فيما سبق :
فمنهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد السيوطي المتوفى سنة 911 في كتابه «القول الجلي في فضائل علي» عليه السلام (ص 43 ط مؤسسة نادر للطباعة والنشر) قال :
عن ابن عباس أن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم دعا لعلي فقال : اللّهم أعن وأعن به ، وارحمه وارحم به ، وانصره وانصر به ، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه. أخرجه الطبراني.
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج ص 313 ط دار الفكر) قال :
وعن جعفر قال : سمعت أبا ذر وهو مستند إلى الكعبة ، وهو يقول : أيها الناس ، استووا أحدثكم مما سمعت من رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، يقول لعلي كلمات ، لو تكون لي إحداهن أحب إلي من الدنيا وما فيها ، سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وهو يقول : اللّهم أعنه واستعن به ، اللّهم انصره وانتصر له ، فإنه عبدك وأخو رسولك.
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 7 ص 47 وج 17 ص 112 وج 20 ص 590 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما
ص: 392
سبق :
فمنهم الفاضل المعاصر الشيخ محمد المختار السلامي مفتي الجمهورية التونسية في «منهاج الهداية الإسلامية من خلال الخطب الجمعية» (ج 1 ص 480 ط دار الغرب الإسلامي - بيروت عام 1406) قال :
روى الترمذي ، عن علي بن أبي طالب كرم اللّه وجهه ، قال : كنت شاكيا فمر بي رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، وأنا أقول : اللّهم إن كان أجلي قد حضر فأرحني ، وإن كان متأخرا فارفعني ، وان كان بلاء فصبّرني ، فقال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : كيف قلت؟ فأعاد عليه ، قال : فضربه برجله ، فقال : اللّهم عافه أو اشفه ، قال : فما اشتكيت وجعي بعد.
ومنهم عدة من الفضلاء في «فهرس أحاديث وآثار المستدرك على الصحيحين» للحاكم النيسابوري (القسم الأول ص 89 ط عالم الكتب - بيروت) قالوا :
اللّهم اشفه اللّهم عافه ثم قال : قم فقمت فما عاد لي .. علي بن أبي طالب التاريخ 2 / 621
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 7 ص 44 وج 17 ص 112 وج 20 ص 624 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما
ص: 393
سبق :
فمنهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد السيوطي المتوفى سنة 911 في كتابه «القول الجلي في فضائل علي» عليه السلام (ص 46 ط مؤسسة نادر للطباعة والنشر) قال :
عن علي أن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال : اللّهم إنك أخذت مني عبيدة بن الحارث يوم بدر ، وحمزة بن عبد المطلب يوم أحد ، وهذا علي فلا تذرني فردا وأنت خير الوارثين. أخرجه الديلمي.
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 10 ص 409 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة الشيخ أبو عبد اللّه محمد بن المدني جنون المغربي الفاسي المالكي المتوفى بعد سنة 1278 في كتابه «الدرر المكنونة في النسبة الشريفة المصونة» (ص 43 المطبعة الفاسية) قال :
وفي حديث أنس في خطبته صلی اللّه عليه [وآله] وسلم حين تزوج علي فاطمة رضي اللّه عنهما أنه قال : يجمع اللّه شملهما وأطاب نسلهما وجعل نسلهما مفاتيح الرحمة ومعادن الحكمة وأمن الأمة. ثم قال صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : بارك اللّه لكما وبارك
ص: 394
فيكما وأسعد جدكما وأخرج منكما الكثير الطيب. قال أنس : واللّه لقد أخرج اللّه منهما الكثير الطيب. أخرجه أبو علي بن شاذان.
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 7 ص 63 وج 8 ص 34 وج 17 ص 124 وص 519 وج 22 ص 510 وج 23 ص 215 ومواضع أخرى من هذا الكتاب المستطاب ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة أبو الفتح فتح الدين محمد بن محمد بن محمد بن عبد اللّه بن محمد ابن يحيى المشتهر بابن سيد الناس المتوفى سنة 732 في «منح المدح» (ص 185 ط دار الفكر بدمشق) قال :
قرئ على السيد أبي الفضل بن العلم المزي وأنا أسمع : أخبركم أبو علي حنبل ابن عبد اللّه قراءة عليه وأنتم تسمعون فأقر به ، انا الرئيس أبو القاسم هبة اللّه بن محمد الشيباني ، أنا أبو علي الحسن بن علي بن المذهب ، أنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي ، أنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل ، ثنا أبي ، ثنا يحيى ، عن الأعمش ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي البختري ، عن علي رضي اللّه عنه ، قال : بعثني رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم إلى اليمن وأنا حديث السن ، قال: قلت : تبعثني إلى أقوام يكون بينهم أحداث ، ولا علم لي بالقضاء ، قال : إن اللّه سيهدي لسانك ويثبت قلبك ، قال : فما شككت في قضاء بين اثنين بعد.
رواه ابن ماجة في الأحكام عن علي بن محمد بن يعلى وأبي معاوية ، عن الأعمش ، ورواه أبو داود ، عن عمرو بن عون ، عن شريك ، عن سماك ، عن حسين
ص: 395
أبي المعتر ، عن علي.
ومنهم الحافظ صلاح الدين خليل بن سيف الدين كيكلدي بن عبد اللّه العلائي الشافعي المولود سنة 694 والمتوفى 761 في «إجمال الإصابة في أقوال الصحابة» (ص 55 ط جمعية إحياء التراث الإسلامي - الكويت سنة 1407) قال :
وثبت عن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أنه قال لعلي رضي اللّه عنه لمّا بعثه إلى اليمن : إن اللّه سيهدي قلبك ويسدد لسانك ، قال [علي] : فما شككت في قضاء بين اثنين.
ومنهم الفاضل محمد علي في «عقيلة الطهر والكرم زينب الكبرى» (ص 23 ط بيروت) قال :
وأخرج الإمام أحمد والطبراني في الكبير ، عن علي رضي اللّه عنه ، يقول : بعثني رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم إلى اليمن - فذكر الحديث كما تقدم.
ومنهم العلامة الشيخ أبو الحسن علي بن محمد الماوردي الشافعي المتوفى سنة 450 في «أعلام النبوة» (ص 103 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :
ومن اعلامه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : ما روي عن علي بن أبي طالب كرم اللّه تعالى وجهه قال : بعثني رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم إلى اليمن فقلت : يا رسول اللّه تبعثني وأنا حدث السن - فذكر الحديث الشريف مثل ما تقدم.
ومنهم العلامة الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي الموصلي المتوفى سنة 307 في «مسند أبي يعلى» (ج 1 ص 323 ط دار المأمون للتراث - دمشق) قال :
حدثنا عبيد اللّه بن عمر ، حدثنا يحيى بن سعيد ، عن الأعمش ، عن عمرو بن
ص: 396
مرة ، عن أبي البختري ، عن علي ، قال : بعثني رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم إلى اليمن وأنا حديث السن ليس لي علم بالقضاء ، قال : فضرب صدري وقال : إن اللّه سيهدي قلبك ويثبت لسانك ، قال : فما شككت في قضاء بين اثنين بعده.
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص 27 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :
عن علي رضي اللّه عنه ، قال : بعثني رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم إلى اليمن - فذكر الحديث مثل ما تقدم باختلاف يسير ، وفي آخره : أخرجه الإمام أحمد.
وذكره أيضا في ص 28 عنه عليه السلام باختلاف قليل في اللفظ ، وقال في آخره : أخرجه الإسماعيلي والحاكمي.
ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في كتابه «حياة الإمام علي عليه السلام» (ص 29 ط دار الجيل في بيروت) قال :
عن علي رضي اللّه عنه ، قال : - فذكر الحديث مثل ما تقدم. قال في آخره : وفي رواية أخرى : أبهج وأكثر تفصيلا ، ثم ذكرها وفيها : فضرب بيده على صدري .. إلخ ، ثم قال :
وفي رواية ثالثة تسجل رواية جديدة من ذلك المشهد الجليل ، عن علي رضي اللّه عنه ، قال : بعثني رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم إلى اليمن وأنا شاب ، فقلت : يا رسول اللّه تبعثني وأنا شاب إلى قوم ذوي أسنان أقضي بينهم ولا علم لي بالقضاء؟ فوضع يده على صدري ثم قال : إن اللّه سيهدي قلبك ويثبت لسانك ، يا علي إذا أجلس إليك الخصمان فلا تقضي بينهما حتى تسمع من الآخر كما سمعت من الأول فإنك إذا فعلت ذلك تبدى لك القضاء. قال علي رضي اللّه عنه : فما أشكل علي قضاء بعد ذلك.
ص: 397
ومنهم الفاضل المعاصر أحمد حسن الباقوري المصري في «علي إمام الأئمة» (ص 169 ط دار مصر للطباعة) قال :
حديث شريف خلاصته ما أخرجه النسائي عن أبي زكريا يحيى بن آدم بن سليمان الأموي قال : حدثنا شريك ، عن سماك بن حرب ، عن حنش بن المعتمر ، عن علي كرم اللّه وجهه قال : بعثني رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم إلى اليمن وأنا شاب فقلت : يا رسول اللّه - إلى آخر الحديث.
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي بن محمد بن شريف في «تهذيب خصائص الإمام علي» للحافظ النسائي (ص 40 ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
أخبرنا أبو جعفر ، قال : [حدثنا أبو معاوية عن الأعمش] ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي البختري ، عن علي قال - فذكر الحديث الشريف كما تقدم.
وقال أيضا في ص 42 :
أخبرنا علي بن خشرم المروزي قال : أخبرنا عيسى ، عن الأعمش ، عن عمرو ابن مرة ، عن أبي البختري ، عن علي رضي اللّه عنه ، قال - فذكر الحديث مثل ما تقدم.
وقال أيضا في ص 43 :
أخبرنا أحمد بن سليمان الرهاوي ، قال : حدثنا يحيى بن آدم ، قال : حدثنا شريك ، عن سماك بن حرب ، عن حنش بن المعتمر ، عن علي رضي اللّه عنه ، قال : بعثني رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم إلى اليمن وأنا شاب - فذكر الحديث الشريف مثل ما تقدم.
ص: 398
وقال أيضا :
أخبرنا أحمد بن سليمان ، قال : حدثنا يحيى بن آدم قال : حدثنا إسرائيل بن أبي إسحاق ، عن حارثة بن مضرب ، عن علي رضي اللّه عنه - فذكر الحديث الشريف مثل ما تقدم.
وقال أيضا :
أخبرني أبو عبد الرحمن زكريا بن يحيى ، قال : حدثنا محمد بن العلاء قال : حدثنا معاوية بن هشام ، عن شيبان ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن حبشي ، عن علي كرم اللّه وجهه ، قال : بعثني رسول اللّه - فذكر الحديث الشريف مثل ما تقدم.
ومنهم أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «فهارس حلية الأولياء» لأبي نعيم الاصفهاني (ص 32 ط دار الكتب العلمية - بيروت)
فأشار إلى الحديث الشريف.
ومنهم العلامة أبو عبد اللّه محمد بن عيسى بن محمد بن أصبع بن محمد بن محمد بن أصبع المشتهر بابن الناصف المتوفى سنة 620 في «تنبيه الحكام على مآخذ الأحكام» (ص 28 وص 197 ط دار التركي للنشر في تونس) قال :
وعن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه قال : بعثني رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قاضيا إلى اليمن - فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم الفاضل محمد رضا في «الإمام علي بن أبي طالب كرم اللّه وجهه رابع الخلفاء الراشدين» (ص 19 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :
عن علي رضي اللّه عنه قال : بعثني رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم إلى اليمن
ص: 399
قاضيا - فذكر الحديث الشريف.
ومنهم الفاضل المعاصر خالد عبد الرحمن العكّ المدرس في إدارة الإفتاء العام بدمشق في «مختصر حياة الصحابة» للعلامة محمد يوسف الكاندهلوي (ص 430 ط دار الإيمان - دمشق وبيروت)
فذكر الحديث كما تقدم.
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد عبد الرحمن البكر في «السلطة القضائية وشخصية القاضي في النظام الإسلامي» (ص 76 ط 1 الزهراء للإعلام العربي)
فذكر الحديث كما تقدم.
ومنهم الفاضل المعاصر أحمد عبد الجواد المدني في «المعاملات في الإسلام» (ص 14 ط مؤسسة الإيمان ودار الرشيد - بيروت ودمشق)
فذكر الحديث الشريف كما تقدم.
ومنهم الفاضل المعاصر عدنان علي شلاق في «فهرس أحاديث وآثار كتاب نصب الراية» للحافظ أبي محمد الزيلعي (ج 1 ص 78 ط عالم الكتب) قال :
انطلق فإن اللّه تعالى يثبت لسانك علي أدب القاضي 4 / 61.
تقدم في ضمن حديث الغدير ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما
ص: 400
سبق :
فمنهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد السيوطي المتوفى سنة 911 في كتابه «القول الجلي في فضائل علي» عليه السلام (ص 44 ط مؤسسة نادر للطباعة والنشر) قال :
عن عمرو بن [شرحبيل] أن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال : اللّهم انصر من نصر عليا ، اللّهم أكرم من أكرم عليا ، اللّهم اخذل من خذل عليا. أخرجه الطبراني.
تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 7 ص 58 وج 17 ص 118 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم الفاضل المعاصر محمد رضا في «الإمام علي بن أبي طالب كرم اللّه وجهه رابع الخلفاء الراشدين» (ص 17 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :
وكان رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم إذا أتي بجنازة لم يسأل عن شيء من عمل الرجل أو يسأل عن دينه ، فإن قيل عليه دين كفّ عن الصلاة عليه ، وإن قيل ليس عليه دين صلى عليه ، فأتي بجنازة فلما قام ليكبر سأل صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أصحابه : هل على صاحبكم دين؟ قالوا : ديناران ، فعدل صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وقال : صلوا على صاحبكم ، فقال علي : هما عليّ ، برئ منهما ، فتقدم صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فصلى عليه ثم قال لعلي : جزاك اللّه خيرا ، فك اللّه رهانك كما فككت رهان أخيك ، إنه ليس من ميت إلا وهو مرتهن بدينه ، ومن فك رهان ميت فك اللّه رهانه يوم
ص: 401
القيامة ، فقال بعضهم : هذا لعلي خاصة أو للمسلمين عامة؟ فقال : بل للمسلمين عامة.
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 18 ص 19 ط دار الفكر) قال :
وعن ابن عباس قال : بعث النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم عليا إلى اليمن فقال : علمهم الشرائع ، واقض بينهم ، قال : لا علم لي بالقضاء ، قال : فدفع في صدره وقال : اللّهم اهده القضاء ، فنهاهم عن الدباء ، والحنتم ، والمزفت.
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 151 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
ص: 402
«مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 17 ص 377 ط دار الفكر) قال :
وعن أسماء بنت عميس : أنها رمقت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فلم يزل يدعو لهما خاصة - يعني عليا وفاطمة - لا يشركهما بدعائه أحدا.
تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 332 وج 7 ص 57 وج 17 ص 118 وج 20 ص 606 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف» (ج 11 ص 197 ط عالم التراث للطباعة والنشر - بيروت) قال :
يا علي جزاك اللّه خيرا.
ه ق 6 / 73 - قط 3 / 78 - كنز 15522 ، 15532.
يا علي جزاك اللّه والإسلام خيرا.
كنز 15521.
تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 6 ص 117 وج 20 ص 502
ص: 403
ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم الفاضل المعاصر صالح يوسف معتوق في «التذكرة المشفوعة في ترتيب أحاديث تنزيه الشريعة المرفوعة» (ص 15 ط دار البشائر الإسلامية - بيروت) قال :
اللّهم أعط عليا فضيلة لم تعطها أحد قبله ولا تعطها 1 / 362
ومنهم الفاضل المعاصر رياض عبد اللّه عبد الهادي في «فهارس كتاب الموضوعات» لابن الجوزي (ص 23 ط دار البشائر الإسلامية - بيروت) قال :
اللّهم أعط علي بن أبي طالب فضيلة .. في فضائل علي 1 / 390
ومنهم العلامة حسام الدين المردي في «آل محمد» (ص 53 والنسخة مصورة من مكتبة السيد الإشكوري) قال :
قال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : اللّهم أعط عليا فضيلة لم تعطاها أحد ، فهبط جبرئيل ومعه أترجة الجنة ، فقال : يا رسول اللّه إن اللّه يقرئك السلام ويقول لك : أعط هذه عليا ، فدفعها إليه ، فأخذها علي فانفلقت في يده فلقتين ، فإذا فيها حريرة خضراء ، مكتوب فيها بسطرين ، تحفة إله الطالب الغالب إلى الولي علي بن أبي طالب. أخرجه الخطيب الخوارزمي موفق بن أحمد ، وأخرجه الحافظ ابن شيرويه الديلمي في كتابه الفردوس ، وأبو نعيم الحافظ ، والحافظ جلال الدين السيوطي ، هم جميعا يرفعه بسنده ، عن ابن عباس وعن عروة بن الزبير عنهما ، قال : لما قتل علي عمرو بن عبد ود العامري الذي كان أشجع العرب يوم الخندق بعد طلبه المبارزة ثلاثا ، وجاء عند النبي ، وكان سيف علي يقطر دما ، فلما رآه النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال : اللّهم أعط عليا .. إلى آخر الحديث. أخرجه الحافظ أبو نعيم.
ص: 404
قد مضى بعض أدعية الرسول صلی اللّه عليه وآله وسلم للوصي عليه السلام عن العامة في ج 4 ص 450 وج 6 ص 226 وج 7 ص 41 وج 8 ص 26 و 34 وج 17 ص 111 و 519 وج 20 ص 562 ومواضع أخرى من هذا السفر الشريف ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها :
فمنهم الفاضل المعاصر سميح عاطف الزين في «خاتم النبيين محمد» صلی اللّه عليه [وآله] وسلم (ج 2 ص 402 ط دار الكتاب اللبناني - بيروت) قال :
اللّهم احفظه من بين يديه ومن خلفه ، وعن يمينه وعن شماله ، ومن فوقه ومن تحته.
ألا إنّه قد برز الإيمان كله إلى الكفر كله ، اللّهم سدد عليا وأيده وانصره على خصمه ، إنك أرحم الراحمين.
إنك أرحم الراحمين
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
ص: 405
فمنهم الفاضل المعاصر سميح عاطف الزين في «خاتم النبيين محمد» صلی اللّه عليه [وآله] وسلم (ج 2 ص 402 ط دار الكتاب اللبناني - بيروت) قال :
ويندفع علي راكضا نحو عمرو ، فيرمقه النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بنظراته ، ثم يرفع يديه وناظريه نحو السماء داعيا له اللّه تعالى : - إلى ان قال : اللّهم سدد عليا وأيده وانصره على خصمه إنك أرحم الراحمين.
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 10 ص 412 وج 19 ص 136 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 17 ص 336 ط دار الفكر) قال :
وعن بريدة : أن نفرا من الأنصار قالوا لعلي : عندك فاطمة ، فدخل على النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فقال : ما حاجة ابن أبي طالب؟ قال : ذكرت فاطمة بنت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، قال : مرحبا وأهلا ، لم يزده عليها ، فخرج على الرهط من الأنصار ينتظرونه ، فقالوا : ما وراءك؟ قال : ما أدري غير أنه قال لي : مرحبا وأهلا ، قالوا : يكفيك من رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم إحداهما ، قد أعطاك الأهل وأعطاك المرحب ، فلما كان بعد ذلك بعد ما زوجه قال : يا علي ، إنه لا بد للعرس من وليمة ، فقال سعد : عندي كبش ، وجمع له رهط من الأنصار آصعا من ذرة. فلما كان ليلة البناء قال : يا علي لا تحدث شيئا حتى تلقاني ، فدعا بماء فتوضأ منه ،
ص: 406
ثم أفرغه على علي ، فقال : اللّهم بارك فيهما ، وبارك عليهما ، وبارك لهما في شملهما.
قال أبو الحسين : الشمل : الجماع.
ومنهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد السيوطي المتوفى سنة 911 في كتابه «القول الجلي في فضائل علي» عليه السلام (ص 45 ط مؤسسة نادر للطباعة والنشر) قال :
عن بريدة أن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال لعلي وفاطمة ليلة : اللّهم بارك فيهما وبارك عليهما وبارك لهما في نسلهما. أخرجه ابن سعد.
ومنهم الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي في «المنتظم» (ج 3 ص 86 ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
ثم قال : اللّهم بارك فيهما - الحديث كما مر عن السيوطي.
تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 5 ص 396 و 421 و 436 و 438 و 440 وج 17 ص 126 و 128 وج 20 ص 611 ومواضع أخرى منها حديث الراية ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 17 ص 331 ط دار الفكر) قال :
ص: 407
وعن أم موسى قالت : سمعت عليا يقول : ما رمدت ولا صدعت منذ مسح رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وجهي وتفل في عيني يوم خيبر حين أعطاني الراية.
ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد الخفاجي المصري في «نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض» (ج 3 ص 122 ط دار الفكر - بيروت) قال :
لأعطين الراية اليوم رجلا يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله يفتح اللّه خيبر على يديه ، فدعاني وأعطاني الراية وكان لي رمد شكوته له صلى اللّه تعالى عليه وسلم فقال : اللّهم اكفه الحر والبرد ، فما وجدت لهما ألما بعد ذلك.
ومنهم المولوي علي بن سلطان محمد القاري في «شرح الشفاء للقاضي عياض» (ج 3 ص 108 طبع بهامش نسيم الرياض) قال :
ففي البخاري في غزوة خيبر إنه صلى اللّه تعالى عليه وسلم قال : أين علي بن أبي طالب؟ فقالوا : يا رسول اللّه يشتكي عيناه. قال : فأرسلوا إليه فأتي به فبصق رسول اللّه صلى اللّه تعالى عليه وسلم في عينيه فدعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع.
وفي رواية مسلم من طريق إياس بن سلمة ، عن أبيه قال : فأرسلني النبي صلى اللّه تعالى عليه وسلم إلى علي فجئت به أقوده أرمد فبصق في عينيه فبرأ.
وعند الطبراني من حديث علي قال : دما رمدت ولا صدعت منذ دفع إلي رسول اللّه صلى اللّه تعالى عليه وسلم الراية يوم خيبر.
وعند الحاكم من حديث علي : فوضع صلى اللّه تعالى عليه وسلم رأسي في حجره ثم بصق في راحته فدلك بها عيني.
وعند الطبراني : فما اشتكيتهما حتى الساعة ، قال : ودعا لي صلى اللّه تعالى عليه وسلم فقال : اللّهم أذهب عنه الحر والقر. قال : فما اشتكيتهما حتى يومي هذا.
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي بن محمد بن
ص: 408
شريف في «تهذيب خصائص الإمام علي» للحافظ النسائي (ص 108 ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
أخبرنا محمد بن يحيى بن أيوب بن إبراهيم ، قال : حدثنا محمد بن يحيى ، وهو حدثني عن إبراهيم الصائغ ، عن أبي إسحاق الهمداني ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى : أن عليا رضي اللّه عنه خرج علينا في حر شديد وعليه ثياب الشتاء ، وخرج علينا في الشتاء وعليه ثياب الصيف ، ثم دعا بماء فشرب ، ثم مسح العرق عن جبينه ، فلما رجع إلى بيته قال : يا أبتاه! رأيت ما صنع أمير المؤمنين رضي اللّه عنه ، خرج علينا في الشتاء وعليه ثياب الصيف ، وخرج علينا في الصيف وعليه ثياب الشتاء ، فقال أبو ليلى : ما فطنت ، وأخذ بيد ابنه عبد الرحمن فأتى عليا رضي اللّه عنه ، فقال له الذي صنع ، فقال له علي رضي اللّه عنه : إن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم كان بعث إلي وأنا أرمد شديد الرمد ، فبزق في عيني ، ثم قال : افتح عينيك ففتحتهما ، فما اشتكيتهما حتى الساعة ، ودعا لي فقال : اللّهم أذهب عنه الحر والبرد ، فما وجدت حرا وبردا حتى يومي هذا.
ومنهم الفاضل المعاصر المستشار محمد عزت الطهطاوي في «محمد نبي الإسلام في التوراة والإنجيل والقرآن» (ص 254 ط مكتبة النور - مصر الجديدة) قال :
ودعا لعلي بن أبي طالب رضي اللّه عنه أن يكفي الحر والبرد ، فكان بعدها يلبس ثياب الصيف في الشتاء ولباس الشتاء في الصيف.
ودعا لفاطمة رضي اللّه عنها ألّا يجيعها اللّه فما جاعت بعدها أبدا.
ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في كتابه «حياة الإمام علي عليه السلام» (ص 65 ط دار الجيل في بيروت)
روى الحديث الشريف مثل ما تقدم.
ص: 409
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي في «آل بيت الرسول» صلی اللّه عليه [وآله] وسلم (ص 119 ط القاهرة سنة 1399)
فذكر الحديث الشريف مثل ما تقدم.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «فهارس أحاديث وآثار مسند الإمام أحمد بن حنبل» (ج 1 ص 166 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :
اللّهم اذهب عنه الحر والبرد على بن أبي طالب 1 / 99 و 133
ورواه أيضا في ص 495.
ومنهم عدة من الفضلاء في «فهرس أحاديث وآثار المستدرك على الصحيحين» للحاكم النيسابوري (القسم الأول ص 88 ط دار الكتب - بيروت) قالوا :
اللّهم أذهب عنه حرّها وبردها ووصبها .. عبد اللّه بن عامر بن ربيعة الطب 4 / 216
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 6 ص 118 وج 20 ص 582 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم الفاضل المعاصر رياض عبد اللّه عبد الهادي في «الدرر المجموعة بترتيب أحاديث اللآلي المصنوعة» (ص 28 ط دار البشائر الإسلامية - بيروت) قال :
ص: 410
اللّهم أعط عليا فضيلة لم تعطها أحدا .. ابن عباس 1 / 370
قد مر نقل ما يدل على ذلك عن العامة في ج 8 ص 704 إلى 774 ومواضع أخرى من هذا السفر الشريف ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 18 ص 65 ط دار الفكر) قال :
وعن عمار قال : حدث رجل عليا بحديث ، فكذّبه ، فما قام حتى عمي.
وعن زاذان : أن رجلا حدث عليا بحديث ، فقال : ما أراك إلا قد كذبتني ، قال : لم أفعل ، قال : أدعو عليك إن كنت كذبت ، قال : ادع ، فدعا ، فما برح حتى عمي.
وعن أبي مكين ، قال : مررت أنا وخالي أبو أمية على دار في جبل حي من مراد ، فقال : ترى هذا الدار؟ قلت : نعم ، قال : فإن عليا مرّ عليها وهم يبنونها ، فسقطت عليه قطعة فشجّته فدعا اللّه أن لا يكمل بناؤها ، قال : فما وضعت عليها لبنة ، قال : فكنت تمر عليها لا تشبه الدور.
وهذا الأخير رواه أبو البركات الباعوني في «جواهر المطالب» ص 41 عن أبي بكر بن عبد اللّه قال : مررت أنا وخالي .. إلخ.
ومنهم الحافظ المؤرخ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة 748 في «تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام» (ج 3 ص 645 ط بيروت سنة
ص: 411
1407) قال :
وقال هشيم ، عن إسماعيل بن سالم ، عن عمار الحضرمي ، عن أبي عمر زاذان ، أن رجلا حدّث عليا بحديث ، فقال : ما أراك إلا قد كذبتني - فذكر مثل ما تقدم عن المختصر ، عن زاذان.
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي في «آل بيت الرسول» صلی اللّه عليه وآله وسلم (ص 97 ط القاهرة سنة 1399) قال :
عن زاذان : أن عليا حدث بحديث ، فكذبه رجل! فقال له علي : أدعو عليك إن كنت كاذبا. قال : أدعو ، فدعا عليه فلم يبرح حتى ذهب بصره.
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص 38 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :
وعن ابن زاذان : ان عليا حدث حديثا فكذّبه رجل ، قال : ادعو إن كنت صادقا قال : نعم ، فدعا عليه فلم ينصرف حتى ذهب بصره.
ومنهم الشيخ قرني طلبة البدوي في «العشرة المبشرون بالجنة» (ص 210 ط محمد علي صبيح بمصر) قال :
وأخرج الطبراني في الأوسط وعلي في الدلائل عن زاذان ان عليا حدث بحديث فكذبه رجل فقال له علي : أدعو عليك إن كنت كاذبا - فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم الفاضل المعاصر محمد رضا في «الإمام علي بن أبي طالب كرم اللّه وجهه» (ص 18 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :
ص: 412
وعن علي بن زاذان : إن عليا حدث - فذكر مثل ما تقدم ، إلا أن فيه : أدعو عليك إن كنت صادقا. قال : نعم.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو بكر جابر الجزائري في كتابه «العلم والعلماء» (ص 172 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :
الأولى دعاؤه على من كذب في حديث به فذهب بصره على الفور. فقد أخرج الطبراني في الأوسط وأبو نعيم في الدلائل عن زاذان أن عليا رضي اللّه عنه حدث بحديث فكذبه رجل فقال له علي : أدعو عليك إن كنت كاذبا؟ قال : أدع ، فدعا عليه - فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم العلامة الصلاح خليل بن أيبك الشافعي الصفدي في «نكت الهميان» (ص 70 ط الخانجي والمثنى) قال :
إن أبا العينا لقي جده الأكبر علي بن أبي طالب رضي اللّه تعالى عنه فأساء مخاطبته ، فدعى عليه وعلى ولده بالعمى ، وكل من كان منهم أعمى فهو صحيح النسب.
ومنهم قائد الحنابلة أبو عبد اللّه أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني المتولد سنة 164 والمتوفى سنة 241 في «الزهد» (ص 164 ط دار الكتب العلمية في بيروت سنة 1403) قال :
حدثنا عبد اللّه ، حدثني أبو معمر ، حدثنا هشيم ، أنبأنا إسماعيل بن سالم ، عن عمار الحضرمي ، عن زاذان أبي عمر : أن رجلا حدثه أن عليا عليه السلام سأل رجلا عن حديث في الرحبة فكذبه فقال : إنك قد كذبتني. فقال : ما كذبتك. قال : فأدعو اللّه عليك إن كنت كذبتني أن يعمي اللّه بصرك ، قال : فدعا اللّه أن يعميه فعمي.
ص: 413
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 8 ص 140 وج 11 ص 372 وج 17 ص 545 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم الفاضل المعاصر محمد رضا في «الإمام علي بن أبي طالب كرم اللّه وجهه رابع الخلفاء الراشدين» (ص 18 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :
كراماته :
عن الأصبغ قال : أتينا مع علي فمررنا على قبر الحسين ، فقال علي : هاهنا مناخ ركائبهم ، وهاهنا موضع رحالهم ، وهاهنا مهراق دمائهم ، فتية من آل محمد صلی اللّه عليه [وآله] وسلم.
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 8 ص 762 وج 18 ص 212
ص: 414
ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة اللّه بن عبد اللّه بن الحسين المعروف بابن عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج 3 ص 316 ط دار التعارف في بيروت) قال:
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأنا أبو بكر بن الحسين البيهقي ، وأخبرنا أبو القاسم السمرقندي ، أنبأنا أبو بكر بن الطبري ، قال : أنبأنا أبو الحسن بن الفضل القطان ، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر ، أنبأنا يعقوب بن سفيان ، حدثني سعيد بن عفير ، أنبأنا حفص بن عمران بن الوشاح ، عن السري بن يحيى ، عن ابن شهاب ، قال : قدمت دمشق ، وأنا أريد الغزو ، فأتيت عبد الملك لأسلم عليه ، فوجدته في قبة على فرش تفوت القائم ، والناس تحته سماطان ، فسلمت وجلست ، فقال : يا بن شهاب ، أتعلم ما كان في بيت المقدس صباح قتل ابن أبي [طالب]؟ قلت : نعم ، قال : هلمّ ، فقمت من وراء الناس حتى أتيت خلف القبة وحوّل وجهه فأحنى عليّ فقال : ما كان؟ قال : فقلت : لم يرفع حجر في بيت المقدس ، إلا وجد تحته دم ، قال : فقال : لم يبق أحد يعلم هذا غيري وغيرك ، فلا يسمعن منك ، قال : فما تحدثت به حتى توفي.
ومنهم العلامة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي المتوفى سنة 458 في كتاب «دلائل النبوة» (ج 6 ص 441 ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال :
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر ، حدثنا يعقوب ابن سفيان ، حدثنا سعيد بن عفير ، حدثنا حفص بن عمران بن الوشاح ، عن السري بن يحيى ، عن ابن شهاب قال : قدمت دمشق وأنا أريد الغزو فأتيت عبد الملك لأسلم عليه فوجدته في قبة على فرش يفوق القائم والناس تحته - فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر ، ثم قال :
ص: 415
هكذا روي هذا في مقتل علي - رضي اللّه عنه - بهذا الإسناد. وروي بإسناد أصح من هذا عن الزهري أن ذلك كان من قتل الحسين بن علي رضي اللّه عنهما.
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ق 94 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية الشريفة بخراسان) قال :
وعن يحيى بن شهاب قال : قدمت دمشق وأنا أريد الغزو فأتيت عبد الملك بن مروان لأسلم عليه فوجدته - فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر.
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 18 ص 96 ط دار الفكر) قال :
وعن ابن شهاب قال : قدمت دمشق ، وأنا أريد الغزو ، فأتيت عبد الملك لأسلم عليه فوجدته في قبة على فرش - فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر ، ثم قال في آخره : قال البيهقي : وروي عن الزهري بإسناد أصح من إسناد هذا الحديث أن ذلك كان في قتل الحسين.
قلنا : والأصح أن ذلك وقع في بيت المقدس في شهادة الإمام علي عليه السلام وأما في شهادة سيدنا الحسين وقع ذلك في جميع الأرض.
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمود إبراهيم أستاذ الجامعة الأردنية في كتابه «فضائل بيت المقدس في مخطوطات عربية» (ص 81 ط الكويت) قال :
وأما أحمد بن عبد ربه صاحب العقد الفريد فهو الذي أورد حديث الزهري عن أنه سمع من فلان - دون أن يسميه - أنه لم يرفع تلك الليلة التي صبيحتها قتل علي بن أبي طالب ، والحسين بن علي ، حجر في بيت المقدس ، إلا وجد تحته دم عبيط.
ص: 416
ومنهم العلامة أبو العرب محمد بن أحمد المالكي المغربي في «المحن» (ص 140 ط دار الغرب الإسلامي - بيروت) قال :
قال محمد بن أحمد بن تميم : وقد روي هذا الحديث في قتل علي بن أبي طالب ، حدثني محمد بن بسطام ، قال : حدثنا أبو الزنباع ، قال : حدثنا يحيى بن سليمان ، قال : حدثني محمد بن عميرة النخعي ، قال : حدثني أبو معمر المدني ، عن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل القرشي ، عن الزهري محمد بن مسلم بن شهاب ، قال : قال لي عبد الملك بن مروان : أي واحد أنت إن أخبرتني بالعلامة التي قتل فيها علي بن أبي طالب ، فقلت : نعم ، لم ترفع في تلك الليلة حصاة في بيت المقدس إلا تحتها دم عبيط ، فقال لي عبد الملك : إني وإياك في هذا لغريبان.
ومنهم الفاضل الأمير أحمد حسين بهادر خان الحنفي البريانوي الهندي في كتابه «تاريخ الأحمدي» (ص 211 ط بيروت سنة 1408) قال :
وفي الرياض النضرة والمستدرك عن ابن شهاب قال : لم يرفع حجر في بيت المقدس إلا وجد تحته دم صباح قتل علي بن أبي طالب.
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمود إبراهيم أستاذ الجامعة الأردنية في «فضائل بيت المقدس» (ص 81 ط الكويت سنة 1406) قال :
أما أحمد بن عبد ربه صاحب العقد الفريد فهو الذي أورد حديث الزهري عن إنه سمع من فلان - دون أن يسميه - أنه لم يرفع تلك الليلة التي صبيحتها قتل علي بن أبي طالب والحسين بن علي حجر في بيت المقدس إلا وجد تحته دم عبيط.
ص: 417
ذكره جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الفاضل المعاصر محمد كامل حسن المحامي في «فضائل الآيات في القرآن الكريم» (ص 114 ط بيروت) قال :
وبينما كان النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يصلي مع المسلمين أقبل ثلاثة من زعماء مشركي قريش وأشدهم عداوة لرسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم والمؤمنين ، وهم أبو لهب وأبو جهل وأبو سفيان ، ومن خلفهم عدد غير قليل من أهل مكة عبدة الأصنام.
ولما شاهد المشركون المسلمين وهم يصلون تضاحكوا ساخرين ، وتفوهوا بألفاظ نابية ، فلم يلتفت إليهم المسلمون.
وصاح أبو سفيان موجها حديثه إلى رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : الآن .. وفي هذه الليلة .. يبطل سحرك .. كما تبطل كهانتك وحيلتك.
والتفت أبو سفيان نحو القمر ثم أشار إليه بسبابته ثم التفت ثانية إلى رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وقال له شامتا : ها هو ذا القمر الّذي ادعيت أن ربك سيشقه إلى نصفين! .. هيا افعل ما قلت! أوف بوعدك يا صادق الوعد.
والتفت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم إلى ابن عمه الشاب الصغير علي بن أبي طالب وقال له : امض يا علي فيما أمرتك ، واستعذ باللّه تعالى من الجاهلين.
ونهض علي بن أبي طالب فقال له الرسول صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : قف بجانب الصفا ، وهرول إلى المشعرين ، وناد نداء ظاهرا (لكي يسمعه أكبر عدد ممكن من
ص: 418
أهل مكة) ، وقل يا علي في ندائك : اللّهم رب البيت الحرام ، والبلد الحرام ، وزمزم والمقام ، ومرسل الرسول التهامي ، لقد سمعت يا ربي سرنا ونجوانا وأنت بكل شيء عليم.
وانطلق علي لينفذ ما أمره به الرسول صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، وهو على يقين من أن اللّه سبحانه وتعالى سيخزي المشركين وينصر المسلمين.
ولما رأى أبو لهب عليا وهو ينطلق ، أطلق ضحكة عالية ساخرة ثم قال : قد استشفعت بابن عمك علي لأنه لم يبلغ الحلم بعد ولا ذنب له!
وضحك المشركون حين سمعوا ذلك ، فانتظر أبو لهب حتى انتهت ضحكاتهم وقال لمحمد صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وهو يبتسم ابتسامة حاقدة صفراء : لقد أشمتتني اللات والعزى بك في ليلتنا هذه.
وقال له رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : اخسأ يا من تب اللّه يديه ولم ينفعه ماله! وتبوأ مقعده من النار.
قال أبو لهب : لقد ألفت كلامك هذا وجعلت منه سورة ، وذلك لشدة كراهيتك لي ، والذي يثبت ذلك أن القمر لن ينشق هذه الليلة كما زعمت. ونادى علي بن أبي طالب بأعلى صوته بالعبارات التي لقنه إياها رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، فسمعه أكبر عدد ممكن من أهل مكة.
ويقول بعض المؤرخين : إنه قبيل انشقاق القمر زلزلت الأرض في مكة زلزلة هائلة وحسب الناس أن السماء ستقع على الأرض ، وكادت تنخلع قلوبهم هلعا.
وصاح بعض المشركين في رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : ما ذا تريد أن تفعل بنا يا محمد! لقد أعجزك شق القمر إلى نصفين فاستعنت بأصدقائك من الجن كي يزلزلوا الأرض تحتنا.
وكان سفه المشركين يدفعهم إلى اتهام رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بأنه يتلقى القرآن من نفر من الجن يملون عليه أساطير الأولين.
ص: 419
وصاح فيهم الرسول صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : هان عليكم ما دعوت اللّه تعالى ، فإن السماء والأرض لا يهون عليهما ذلك ولا يطيقان سماعه.
ثم قال لهم الرسول صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في صيغة الأمر : قفوا بأماكنكم وانظروا إلى القمر ، ورفع الجميع أبصارهم نحو السماء وحدثت المعجزة المذهلة ، لقد انشق القمر إلى نصفين!
ولأن القمر كان ليلتئذ بدرا في تمامه ، فإن كل نصف منه كان يشع ضوءا قويا. وعقدت الدهشة ألسنة أهل مكة وهم يحملقون في نصفي القمر.
ولم يصدق أبو لهب وأبو جهل وأبو سفيان أعينهم فصاروا يمسحونها في شدة ثم ينظرون ثانية إلى نصفي القمر وقد فغروا أفواههم كما لو كانوا أصيبوا بالبله.
وما كان أن رأى المسلمون ذلك حتى انهمرت دموع الفرح من أعينهم ، والتفوا حول رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وهم يصيحون : اللّه أكبر ، اللّه أكبر ، سبحان اللّه القادر على كل شيء ، سبحان اللّه جلت قدرته الذي نصر رسوله والمسلمين على القوم الكافرين.
أما اليهود الذين عاينوا هذا المشهد المعجز المثير ، فإنهم من فرط غيظهم وخيبة أملهم لم ينبس أي واحد منهم ببنت شفة ، وأحسوا بالهزيمة والخزي ، فلم يؤمنوا برسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم كما وعدوه بذلك ، بل همسوا في آذان حلفائهم من المنافقين والمشركين : إن محمدا هذا ساحر بارع.
حدث كل هذا قبل أن يتم الجزء الثاني من هذه المعجزة الفذة.
وكان الجزء الثاني كما اشترط المشركون واليهود على رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أن يقع نصف من البدر المنير على الصفا ويقع النصف الآخر على المشعرين.
ويبدو أنهم توقعوا حدوث ذلك ، إذ أن من يقدر على شق القمر وهو في السماء إلى نصفين متساويين ، يمكنه بداهة أن يسقط هذين النصفين على الصفا والمشعرين.
ص: 420
واقترب أحد نصفي القمر حتى قمة الصفا ، أما النصف الثاني فإنه اقترب من المشعرين ، وكان الناس ينظرون إلى ذلك وقد تعلقت أنفاسهم من فرط الدهش والذهول ، وغمر النور جميع مداخل مكة ، بل غمر أيضا أوديتها وشعابها.
وبعد ساعة أو ساعتين التأم النصفان بأن اقترب كل منهما من الآخر وهما يصعدان إلى السماء بقدرة اللّه الواحد القهار ، حتى عاد البدر كاملا كما كان قبل انشقاقه ، وعاد بطبيعة الحال إلى منزله الذي يتخذه في هذه الليلة منذ أن خلقه اللّه تبارك وتعالى ليجعله تابعا للأرض.
ورغم كل ذلك فقد أصر اليهود وعدد من المشركين على اعتبار ما حدث سحرا ، وذلك معنى قول اللّه عزوجل في الآيات الثلاث الكريمة الأولى من سورة القمر.
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة المعاصر الشيخ محمد العربي التباني الجزائري المكي في «تحذير العبقري من محاضرات الخضري» (ج 2 ص 199 ط بيروت سنة 1404) قال :
وروى ابن وهب ، عن حفص بن ميسرة ، عن عامر بن عبد اللّه بن الزبير أنه سمع ابنا له يتنقص عليا كرم اللّه وجهه ، فقال : يا بني إياك والعودة إلى ذلك فإن بني مروان شتموه ستين سنة فلم يزده اللّه بذلك إلا رفعة وان الدين لم يبن شيئا فهدمته الدنيا
ص: 421
وإن الدنيا لم تبن شيئا إلا عاودت على ما بنت فهدمته.
ونقل ابن حجر الهيتمى في «الصواعق المحرقة» عن البارزى حكاية عجيبة عن المنصور أنه رأى رجلا بالشام ووجهه وجه خنزير فسأله فقال : إنه كان يلعن عليا كل يوم ألف مرة وفي يوم الجمعة أربعة آلاف مرة وأولاده معه فرأى النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وذكر مناما طويلا من جملته أن الحسن شكى إليه فلعنه ثم بصق في وجهه فصار موضع بصاقه خنزيرا وصار آية للناس.
ومنهم المولوي الشيخ ولي اللّه اللكنهوي الهندي في «مرآة المؤمنين» (ص 285) قال :
وذكر الماوردي ، عن المنصور أنه رأى رجلا بالشام ووجهه وجه خنزير ، فسأله ، فقال : إنه كان يلعن عليا كل يوم ألف مرة - فذكر مثل ما مر عن «تحذير العبقري» بعينه.
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة أبو الحسن أسلم بن سهل بن أسلم بن زياد بن حبيب الرزاز الواسطي المشتهر ببحشل في «تاريخ واسط» (ص 190 ط عالم الكتب - بيروت) قال :
حدثنا أسلم ، قال : ثنا أحمد بن زكريا بن سفيان ، قال : ثنا سعيد بن طهمان
ص: 422
الفقرائي ، قال : سمعت هشيما يقول : أدركت خطباء أهل الشام بواسط في زمن بني أمية ، فكان إذا مات لهم ميت قام خطيبهم فحمد اللّه تعالى وأثنى عليه وذكر علي ابن أبي طالب رضوان اللّه عليه ، فسبه.
فحضرتهم يوما وقد مات لهم ميت ، فقام خطيبهم فحمد اللّه وأثنى عليه وذكر علي بن أبي طالب رضوان اللّه عليه ، فسبه. فجاء ثور فوضع قرنيه في يديه وألزقه بالحائط فعصره حتى قتله. ثم رجع يشق الناس يمينا وشمالا لا يهيج أحدا ولا يؤذيه.
ذكره جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة الحافظ تقي الدين أبو العباس حمزة بن عبد اللّه محمد بن علي الناشري اليمني الزبيدي المتوفى سنة 926 في «انتهاز الفرص في الصيد والقنص» (ص 79 ط الدار اليمنية) قال :
ومنهم من أناب بعد قطع يده في السرقة ، منهم العبد الأسود الذي سرق فأتى به إلى سيدنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه قال : أسرقت؟ فقال : بلى. فقطع يده وانصرف من عند (علي) ، فلقيه سلمان فقال : من قطع يدك؟ فقال : أمير المؤمنين ويعسوب الدين ، وختن الرسول وزوج البتول. فقال له سلمان : قطع يدك وتمدحه؟ فقال : ولم لا أمدحه وقد قطع يدي بحق وخلصني من النار. فسمع سلمان ذلك رضي اللّه عنه فأخبر به عليا فدعا به ووضع يده على ساعده وغطاه بمنديل ودعا بدعوات فسمعنا صوتا من السماء : ارفع الرداء عن اليد فرفعناه وإذا اليد قد التحمت
ص: 423
بإذن اللّه سبحانه وتعالى. حكاها الإمام فخر الدين الرازي في تفسير القرآن في تفسير سورة الكهف.
ومنهم العلامة المفسر الشيخ فخر الدين الرازي في «التفسير الكبير» (ج 21 ص 88) قال :
وأما علي كرم اللّه وجهه فيروى أن واحدا من محبيه سرق وكان عبدا أسود ، فأتي به إلى علي فقال له : أسرقت؟ قال : نعم. فقطع يده فانصرف من عند علي عليه السلام فلقيه سلمان الفارسي وابن الكواء ، فقال ابن الكواء : من قطع يدك؟ فقال : أمير المؤمنين ويعسوب المسلمين وختن الرسول وزوج البتول ، فقال : قطع يدك وتمدحه؟! فقال : ولم لا أمدحه وقد قطع يدي بحق وخلصني من النار! فسمع سلمان ذلك فأخبر به عليا - فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم العلامة أبو بكر محيي الدين محمد بن علي الطعمي في «معجم كرامات الصحابة» (ص 92 ط دار ابن زيدون) قال :
نقلا عن الفخر الرازي أن واحدا من محبيه سرق وكان عبدا أسود - فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم العلامة يوسف بن إسماعيل النبهاني في «جامع كرامات الأولياء» (ج 1 ص 155 ط مصطفى البابي وشركاه بمصر)
فذكر قصة العبد الأسود وقطع أمير المؤمنين يده ثم التحامها بدعائه عليه السلام.
ص: 424
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 8 ص 707 وص 211 وج 18 ص 197 وص 211 وص 484 ومواضع أخرى من الكتاب ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة أبو بكر محمد بن علي الطعمي في «معجم كرامات الصحابة» (ص 92 ط دار زيدون - بيروت) قال في ترجمة علي عليه السلام :
ومن كراماته ما قاله الصبان في «إسعاف الراغبين» : وأخرج الملا من سيرته : أنه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أرسل أبا ذر ينادي عليا فرأى رحى تطحن في بيته وليس معها أحد. فأخبر النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بذلك فقال : يا أبا ذر أما علمت أن لله ملائكة سياحين في الأرض قد وكلوا بمعاونة آل محمد صلی اللّه عليه [وآله] وسلم.
ومنهم العلامة يوسف بن إسماعيل النبهاني المتولد سنة 1265 والمتوفى 1350 في «جامع كرامات الأولياء» (ج 1 ص 156 ط مصطفى البابي وشركاه بمصر) قال :
وقال الصبان في [إسعاف الراغبين] : وأخرج الملا في سيرته أنه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أرسل أبا ذر ينادى عليا ، فرأى رحى تطحن في بيته وليس معها أحد.
ومنهم الفاضل المعاصر محمد رضا في «الإمام علي بن أبي طالب كرم اللّه وجهه» (ص 18 ط دار الكتب العلمية) قال :
ص: 425
وعن أبي ذر رضى اللّه عنه قال : بعثني رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أدعو عليا ، فأتيت بيته فناديته فلم يجبني ، فعدت فأخبرت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم. فقال لي : عد اليه ادعه فانه في البيت. قال فعدت أناديه فسمعت صوت رحى تطحن ، فشارفت فإذا الرحى تطحن وليس معها أحد ، فناديته فخرج الي منشرحا ، فقلت له : إن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يدعوك. فجاء ، ثم لم أزل أنظر إلى رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وينظر إليّ. ثم قال : يا أبا ذر ما شأنك؟ فقلت : يا رسول اللّه عجيب من العجب ، رأيت رحى تطحن في بيت علي ، وليس معها أحد يرحى. فقال : يا أبا ذر إن لله ملائكة سياحين في الأرض ، وقد وكلوا بمؤونة آل محمد صلی اللّه عليه [وآله] وسلم.
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الفاضل المعاصر الشيخ إبراهيم محمد الجمل القاهري في «الخطبة العصر للجمعة والعيدين وعند القبر» (ج 1 ص 200 ط مكتبة القرآن بالقاهرة) قال :
وجاء في الأثر : أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم اللّه وجهه قد زار المقابر ، وخلع نعليه ثم قال : سلام عليكم دار قوم مؤمنين أنتم السابقون وإنا إن شاء اللّه لاحقون ، يا أهل هذه الديار نخبركم بما عندنا أو تخبرونا بما عندكم .. فسمع هاتفا يقول له : أخبرنا بما عندكم يا أبا الحسن. فقال كرم اللّه وجهه : أما عندنا فالأموال قد قسمت ، ونساؤكم قد تزوجت ، ومساكنكم قد سكنها أعداؤكم ، والأولاد قد حشروا في زمرة اليتامى. فقال الهاتف : نحن مرتهنون بين يدي اللّه ، ما
ص: 426
قدمناه وجدناه وكل شيء تركناه عندكم خسرناه وليتنا ما تركناه.
ومنهم العلامة يوسف بن إسماعيل النبهاني المتولد سنة 1265 والمتوفى 1350 في «جامع كرامات الأولياء» (ج 1 ص 154 ط مصطفى البابي وشركاه بمصر) قال :
(علي بن أبى طالب رضى اللّه عنه وكرم اللّه وجهه) من كراماته : ما أخرجه البيهقي ، عن سعيد بن المسيب قال : دخلنا مقابر المدينة مع علي رضي اللّه عنه فنادى : يا أهل القبور السلام عليكم ورحمة اللّه ، تخبرونا بأخباركم أم تخبركم ، قال : فسمعنا صوتا : وعليك السلام ورحمة اللّه وبركاته يا أمير المؤمنين ، خبّرنا عما كان بعدنا ، فقال علي : أما أزواجكم فقد تزوجن ، وأما أموالكم فقد أقسمت ، وأما الأولاد فقد حشروا في زمرة اليتامى ، وأما البناء الذي شيدتم فقد سكنه أعداؤكم ، فهذه أخبار ما عندنا ، فما أخبار ما عندكم؟ فأجابه ميت : قد تخرقت الأكفان ، وانتثرت الشعور ، وتقطعت الجلود ، وسالت الأحداق على الخدود ، وسالت المناخر بالقيح والصديد ، وما قدمناه وجدناه ، وما خلفناه خسرناه ، ونحن مرتهنون.
ومنهم المحدث العلامة الشيخ أبو بكر محيي الدين محمد بن علي الطعمي في «معجم كرامات الصحابة» (ص 92 ط دار ابن زيدون - بيروت) قال :
من كراماته : ما أخرجه البيهقي عن سعيد بن المسيب قال : دخلنا مقابر المدينة مع علي رضي اللّه عنه فنادى : يا أهل القبور السلام عليكم ورحمة اللّه تخبرونا بأخباركم أم نخبركم؟ قال : فسمعنا صوتا : وعليك السلام ورحمة اللّه وبركاته يا أمير المؤمنين ، خبّرنا عما كان بعدنا - فذكر مثل ما تقدم عن «جامع الكرامات» بعينه.
ص: 427
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 18 ص 207 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة أبو الجود البتروني الحنفي في «الكوكب المضي» (ص 56 نسخة جستربيتي) قال عند ذكر علي عليه السلام :
وكراماته كثيرة ، منها ما ذكره في «شوارد الملح» : أن رجلا قال لعلي رضى اللّه عنه : إني أريد السفر وأخاف من السبع ، فدفع إليه خاتمه وقال له : إذا جاءك السبع فقل له : هذا خاتم علي بن أبى طالب. فلما سافر الرجل وجاء السبع فقال له : هذا خاتم على بن أبي طالب ، فرفع السبع رأسه إلى السماء وهمهم ثم نظر إلى الأرض وهمهم ثم نظر إلى المشرق كذلك ثم إلى المغرب كذلك ثم ذهب مهرولا ، فلما رجع الرجل من سفره أخبر عليا عن السبع ما فعل ، فقال : أتعرف ما ذا قال بنظره إلى هذه الجهات الأربع؟ فقال : اللّه ورسوله وابن عم رسوله أعلم. فقال : إنه قال حين نظره إلى السماء : وحق من رفعها ، وحين نظره إلى الأرض : وحق من وضعها ، وحين نظره إلى المشرق : وحق من أطلقها - يعنى الشمس - ، وحين نظره إلى المغرب : وحق من غيبها ، ما أسكن في بلاد ليشكوني فيها لعلي بن أبي طالب.
ص: 428
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم علامة اللغة والأدب أبو عمر الزاهد محمد بن عبد الواحد بن أبي هاشم المطرز الباوردي المشتهر بغلام ثعلب في «حديثه» (ص 1 الموجود في مجموعة حاوية على أجزاء مختلفة قديمة - والنسخة من مخطوطة مكتبة جستربيتي بإيرلندة) قال :
قال أبو عمر الزاهد غلام ثعلب : أخبرنا ثعلب ، عن ابن الأعرابي ، عن هشام الكلبي ، عن أبي المقوم يحيى بن ثعلبة الأنصاري ، عن أمه عائشة بنت عبد الرحمن ابن السائب ، عن أبيها من بنى جحجبا ، قال : جمع زياد أهل الكوفة ليعرضهم على شتم علي عليه السلام والبراءة منه ، فملأ الرحبة منهم والقصر والمسجد والناس يومئذ في أمر عظيم فأغفيت إغفاءة ومعي ناس في أصحابي من الأنصار ، فرأيت في منامي شيئا أقبل طويل العنق أهدب أهدل ، فقلت : ما أنت؟ فقال : أنا النقار ذو الرقبة بعثت إلى صاحب هذا القصر ، فاستيقظت فزعا فقلت لأصحابي : أرأيتم ما رأيت؟ قالوا : ما رأينا شيئا ، قال : فوصفت لهم ما رأيت فما كان إلا ريث ساعة حتى خرج علينا خارج من القصر فقال : أيها الناس انصرفوا فإن الأمير عنكم مشغول وإذا الفالج قد ضرب زيادا ، فقال عبد الرحمن بن السائب:
ما كان منثنيا عما أراد بنا *** حتى تناوله النقار ذو الرقبة
فأسقط الشق من ضربة ثبتت *** كما تناول ظلما صاحب الرحبة
ص: 429
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 8 ص 722 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة المولود سنة 588 والمتوفى 660 في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 10 ص 4466 ط دمشق) قال :
أنبأنا أبو العلاء أحمد بن أبي اليسر ، عن أبي محمد بن الخشاب قال : أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، قال : أخبرنا أبو طاهر الباقلاني ، قال : أخبرنا أبو علي بن شاذان ، قال : أخبرنا أبو الحسن بن ننجاب ، قال : حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن ديزيل ، قال : حدثنا يحيى الجعفي ، قال : حدثنا نصر بن مزاحم ، قال : حدثنا عبد العزيز بن سياه الأسدي ، عن حبيب بن أبي ثابت ، قال : حدثنا أبو سعيد التيمي ، قال : كنا مع علي بن أبي طالب في مسيره إلى الشام حتى إذا كنا ببعض السواد عطش الناس واحتاجوا إلى الماء ، فانطلق بنا حتى أتى صخرة ضرساء من الأرض كأنها ربضة عنز ، فأمرنا فاقتلعناها ، فخرج لنا ماء كثير فشربنا وشرب الناس منه حتى ارتووا ، ثم أمرنا علي فأكفأناها عليه.
ثم سار وسرنا حتى أتينا المنزل ، فقال علي عليه السلام : أمنكم أحد يعرف مكان هذا الماء الذي شربتم منه؟ قالوا : نعم ، قال : فانطلقوا اليه ، فانطلق منا رجال
ص: 430
ركبانا ومشاة ، فاقتصصنا الطريق حتى أتينا المكان الذي نرى فيه ، فطلبناه فلم نقدر على شيء حتى إذا عيل علينا الجهد ، انطلقنا إلى دير قريب منا فسألناهم : أين هذا الماء الذي عندكم ها هنا؟ فقالوا : وما قربنا ماء ، فقالوا : بلى نحن شربنا منه ، فقالوا : أنتم شربتم منه؟ قلنا : نعم ، فقالوا : ما بني هذا الدير إلا لهذا الماء ، وما استخرجه إلا نبي أو وصي نبي أو خليفة نبي.
ومنهم الفاضل الأمير أحمد حسين بهادر خان الحنفي البريانوي الهندي في كتابه «تاريخ الأحمدي» (ص 186 ط بيروت سنة 1408) قال :
مولانا جامى در شواهد النبوة نوشته كه در وقت توجه به صفين اصحاب امير المؤمنين محتاج به آب شدند ، هر چند از چپ وراست شتافتند آب نيافتند حضرت امير كرم اللّه وجهه ، ايشان را اندكى از جاده بگذرانيد ، ديرى ظاهر شد در ميان بيابان ، از ساكن آن دير سؤال آب كردند گفت : از اين جا تا آب دو فرسنگ است ، اصحاب گفتند : اى امير المؤمنين اجازت ده به آنجا رويم ، حضرت امير كرم اللّه وجهه فرمود كه حاجت اين نيست وعنان بغله خود را به جانب قبله تافت ، پس به جائى رسيده اشارت كرد كه آن را بكاويد ، چون مقدارى خاك برداشته سنگى بزرگ پيدا آمد كه هيچ آلتى بر آن كار نمى كرد.
حضرت امير كرم اللّه وجهه گفت : اين كه سنگ به بالاى آب است جهد كنيد تا چند اصحاب مجتمع شدند وجهد كردند نتوانستند كه آن را از جاى بجنبانند ، حضرت امير از بغله خود فرود آمده آستين را از ساعد باز نورد فروهشتند انگشت به زير آن سنگ درآورد زور كرد وآن سنگ را از بالاى آن چشمه دور انداخت آبى ظاهر شد به غايت صافى وشيرين وخنك كه در آن سفر بهتر از آن آب نخورده بودند ، همه آب خوردند وآن مقدار كه خواستند برداشتند ، پس حضرت امير كرم اللّه وجهه آن سنگ را برداشت وبالاى چشمه نهاد ، يك راهب آن چنين
ص: 431
حال مشاهده كرد از دير فرود آمد وپيش حضرت امير بايستاد وپرسيد كه تو پيغمبر مرسلى؟ فرمود : كه نى ، پس گفته كه : تو فرشته مقربي؟ فرمود كه : نى ، پس گفت كه : تو چه كسى؟ فرمود كه : من وصى پيغمبر محمد بن عبد اللّه خاتم المرسلين صلی اللّه عليه [وآله] وسلم هستم.
راهب گفت : دست بيار كه من مسلمان مى شوم ، حضرت امير كرم اللّه وجهه دست بوى داد ، او گفت : أشهد أن لا اله إلا اللّه وأشهد أن محمدا رسول اللّه وأشهد أنك وصي رسول اللّه ، بعد از آن حضرت امير از وى پرسيد : سبب آن چه بود كه مدتي بر دين خود بودى وامروز ايمان آوردى؟
گفت : اى أمير المؤمنين! بناى اين ويرانه براى كنند اين سنگ است وپيش از من بسيار در اين دير بوده اند ، زيرا كه ما در كتب خود ديده ايم واز علماى خود شنيده كه در اين موضع چشمه اى است وبر بالاى آن سنگى كه كسى آن را نداند وكندن آن نتواند مگر پيغمبرى يا وصى پيغمبرى ، چون ديدم كه تو اين كار كردى به آرزوى خود رسيدم وآنچه انتظار آن مى بردم يافتم. چون حضرت امير المؤمنين سخن آن بشنيد چندان بگريست كه محاسن مبارك وى از آب ديده تر شد ، بعد از آن گفت : الحمد لله الذي لم أكن عنده منسيا وكنت في كتبه مذكورا.
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 18 ص 201 ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم الفاضل المعاصر محمد رضا في «الإمام علي بن أبي طالب كرم اللّه وجهه»
ص: 432
(ص 18 ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال :
وعن جعفر بن محمد ، عن أبيه قال : عرض بعلي رجلان في خصومة فجلس في أصل جدار. فقال رجل : يا أمير المؤمنين الجدر تقع. فقال علي : امض كفى باللّه حارسا. فقضى بين الرجلين وقام فسقط الجدار.
ما رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة الشيخ عبد الغني بن إسماعيل النابلسي في «الحقيقة والمجاز في الرحلة إلى بلاد الشام ومصر والحجاز» (ق 99 ط القاهرة بالتصوير) قال :
وفي مدينة عكا عين البقر (ذكروا أن البقر خرج منها لآدم عليه السلام يحرث عليها).
وعلى هذه العين مشهد ينسب إلى علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه ، وذلك أن الفرنج عملت كنيسة وقعد قسّ لعمارتها وخدمتها ، فلما أصبح قال : رأيت شخصا يقول لي : أنا علي بن أبي طالب قل لهم يعيدوا هذا الموضع مسجدا وإلا من أقام به يهلك ، فأخبرهم فلم يقبلوا وأقاموا غيره فلمّا أصبح وجدوه ميّتا فتركه الإفرنج مسجدا إلى الآن. واللّه أعلم.
ومنهم العلامة ياقوت الحموي في «معجم البلدان» (ج 4 ص 176 ط بيروت) قال : (عين البقر) قرب عكا تزار ، يزورها المسلمون والنصارى واليهود ويقولون : إن البقر الذي ظهر لآدم فحرث عليه منها خرج ، وعلى هذه العين مشهد ينسب إلى
ص: 433
علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه فيه حكاية غريبة. انتهى.
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 8 ص 720 وج 18 ص 238 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة علاء الدين علي بن بلبان الحنفي المتوفى قبل المائة السابعة في «المقاصد السنية» (ص 76 والنسخة مصورة من مكتبة مادريد باسبانيا) قال :
أخبرنا الأنجب بن أبي السعادات ببغداد ، قال : أنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي ابن سليمان ، قال : أنا حمد بن أحمد الحداد ، قال : أنا أحمد بن عبد اللّه الحافظ ، قال : أنا محمد بن المظفر ومحمد بن جميل ، قالا : أنا عبد اللّه بن سعيد الرقي ، قال : أنا يزيد بن محمّد بن سنان ، عن أبيه ، عن جدّه ، قال : حدثني الحسن بن علي رضي اللّه عنهما ، قال : بينما أنا أطوف مع أبي علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه حول البيت في ليلة ظلماء وقد رقدت العيون وهدأت الأصوات إذ سمع أبي هاتفا يهتف بصوت حزين شجي وهو يقول :
يا من يجيب دعاء المضطر في الظلم *** يا كاشف الضر والبلوى مع الألم
قد نام وفدك حول البيت وانتبهوا *** وأنت يا حي يا قيوم لم تنم
إن كان عفوك لا يرجوه ذو سرف *** فمن يجود على العاصين بالكرم
قال : فقال لي أبي : يا بني أما تسمع صوت النادب لذنبه المستقيل إلى ربه الحقه فلعل إن تأتيني به ، فلقد أخذ بمجامع قلبي ، فخرجت أسعى حول البيت أطلبه فلم
ص: 434
أجده حتى انتهيت إلى المقام ، فإذا هو قائم يصلي فقلت : أجب ابن عم رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، فأوجز في صلاته واتبعني فأتيت أبي فقلت : هذا الرجل يا أبت ، فقال له أبي : ممن الرجل؟ فقال : من العرب ، قال : وما اسمك؟ قال : منازل ابن لاحق. قال : وما شأنك وما قضيتك؟ قال : وما قضية من أسلمته ذنوبه وأوبقته عيوبه فهو مرتطم في بحر الخطايا ، فقال له علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه : اشرح لي خبرك.
قال : كنت شابا مبتلى على ملازمة اللّهو واللعب والشراب والطرب لا أفيق منه ولا أفتر عنه ، وكان لي والد يعظني كثيرا ويقول : يا بني! احذر هفوات الشباب وعثراته ، فإن لله سطوات ونقمات ما هي من الظالمين ببعيد. وكان إذا ألح علي بالموعظة أوجعته بالضرب فحلف باللّه مجتهدا ليأتين بيت اللّه الحرام فيتعلق بأستار الكعبة ويدعو عليّ ، فخرج حتى انتهى إلى البيت فتعلق بأستار الكعبة وأنشأ يقول :
يا من إليه أتى الحجاج قد قطعوا *** عرض المهامة من قرب ومن بعد
إني أتيتك يا من لا يخيب من *** يدعوه مبتهلا بالواحد الصمد
هذا منازل لا يرتد عن عققي *** فخذ بحقي يا رحمان من ولدي
وشل منه بحول منك جانبه *** يا من تقدس لم يولد ولم يلد
قال : فو اللّه ما استتم كلامه حتى نزل بي ما ترى ، ثم كشف عن شقه الأيمن فإذا هو يابس لا يستطيع يحركه.
قال : فأنبت وتبت ورجعت ولم أزل أرتضاه وأتخضع له وأسأله العفو عني إلى أن أجابني أن يدعو لي في المكان الذي دعا علي.
فحملته على ناقة عشرا وخرجت بعده أقفو أثره حتى إذا صرنا بوادي الأراك طار طائر من شجرة فنفرت منه الناقة فرمت به بين أحجار فرضخت رأسه فمات ولم أسمع منه كلمة فدفنته هناك ورجعت آيسا ، وأعظم ما بي ما ألقاه من التعبير - أي
ص: 435
لست أعرف إلا بالمأخوذ بعقوق والده ، ثم اندفع بالبكاء والعويل.
فقال له أبي : أبشر فقد أتاك الغوث من اللّه. فصلّى ركعتين ثم أمره فكشف عن شقه ومسه بيده ودعا له مرات يرددهن ، فعاد صحيحا كما كان أولا.
ثم قال له أبي : لو أنه قد كان سبق إليك من أبيك في الدعاء لك بحيث دعا عليك لما دعوت لك.
قال الحسن : وكان أبي يقول : احذروا دعوة الوالدين ، فإن دعاءهما النما والانجبار ، والاستيصال والبوار.
ومنهم العلامة حسين نصر بن محمد بن الخميس الموصلي في «مناقب الأبرار» (ص 255 والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة جستربيتي بإيرلندة) قال :
وروي أن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه وولده الحسن رضي اللّه عنه سمعا قائلا يقول في جوف الليل - فذكر مثل ما تقدم عن «المقاصد السنية» باختلاف في اللفظ.
ومنهم العلامة يوسف بن إسماعيل النبهاني المتولد سنة 1265 والمتوفى 1350 في «جامع كرامات الأولياء» (ج 1 ص 155 ط مصطفى البابي وشركاه بمصر)
فذكر مثل ما تقدم عن «المقاصد السنية».
قد مر نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 8 ص 759 وج 18 ص 214 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
ص: 436
فمنهم العلامة الشيخ أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي الشافعي المشتهر بابن عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج 11 ص 620 ط دار البشير) قال :
ذكر في ترجمة عصمة بن أبي عصمة إسرافيل بن كمال أبي عمرو البخاري بأسناده عن عصمة العباذاني ، قال : كنت أجول في بعض الفلوات إذ أبصرت ديرا وإذا في الدير صومعة وفي الصومعة راهب فناديته : يا راهب! فأشرف علي فقلت له : من أين تأتيك الميرة؟ قال : من مسيرة شهر ، قلت له : حدثني بأعجب ما رأيت في هذا الموضع. فقال : نعم بينا أنا ذات يوم أدير نظري في هذه البرية القفر وأتفكر في عظمة اللّه وقدرته إذا رأيت طائرا أبيض مثل النعامة كبيرا قد وقع على تلك الصخرة - وأومأ بيده إلى صخرة بيضاء - فتقايأ رأسا ثم رجلا ثم ساقا.
وإذا هو كلما تقايا عضوا من تلك الأعضاء التأمت بعضها إلى بعض أسرع من البرق الخاطف بقدرة اللّه عزوجل حتى استوى رجلا جالسا بقدرة اللّه ، فإذا همّ بالنهوض نقره الطائر نقرة قطعه أعضاء ثم يرجع فيبتلعه فلم يزل على ذلك أياما ، فكثر واللّه تعجبي منه وازددت يقينا بعظمة اللّه عزوجل وعلمت أن لهذه الأجساد حياة بعد الموت ، فلم يزل على ذلك أياما فالتفت إليه يوما فقلت : يا أيها الطائر سألتك بحق اللّه الذي خلقك وبرأك إلا ما أمسكت عنه حتى أسائله فيخبرني بقصته ، فأجاب الطائر بصوت عربي طلق : لربي الملك وله البقاء الذي يفنى كل شيء ويبقى ، أنا ملك من ملائكة اللّه موكل بهذا الجسد لما أجرم وجرى عليه من قضاء اللّه وأمرني اللّه أن آتى هذا المكان لتسأله وتخاطبه ليخبرك بما كان منه فاسأله. فالتفت إليه فقلت : يا هذا الرجل المسيء إلى نفسه ما قصتك ومن أنت؟ قال: أنا عبد الرحمن بن ملجم قاتل علي وإني لما قتلته وصارت روحي بين يدي اللّه عزوجل ناولني صحيفة مكتوبة فيها ما عملته من الخير والشر منذ يومي ولدتني أمي إلى أن قتلت علي بن أبي طالب وأمر اللّه هذا الملك بعذابي إلى يوم القيامة فهو يفعل بي ما قد تراه ، ثم سكت فنقره ذلك الطائر نقرة نثر أعضاءه بها ثم جعل يبتلعه عضوا
ص: 437
عضوا ، فلما فرغ منه قال : يا آدمي إني ماض عنك وخير وصيتي لك أن تتقي اللّه في سرك وعلانيتك فهذا جزاء من قتل نفسا زكية قد كتب له السعادة من اللّه عزوجل وكتب على قاتلها النار والعذاب من اللّه عزوجل ، وقد أتاني رسول اللّه أن أمضي بهذا الجسد جزيرة في البحر الأسود الذي يخرج منه هوام أهل النار فأعذبه إلى يوم القيامة. ذكر الفضل عن جعفر أنه سمع من عصمة سنة ثلاثمائة.
ومنهم الشيخ أبو الجود البتروني الحنفي في «الكوكب المضي في فضل أبي بكر وعمر وعثمان وعلي» (ق 66 نسخة طوب قبوسراي) قال :
وأفاد العلامة جلال الدين السيوطي في كتابه «شرح الصدور» : أن اللّه تعالى وكل بالشقي عبد الرحمن بن الملجم من يعذبه إلى يوم القيامة بسبب قتله لعلي ، واستدل على ذلك بما أخرجه تمام بن محمد الرازي في كتاب «الرهبان» له ، وابن عساكر من طريقه عن أبي علي محمد بن هارون الأنصاري ، عن عصمة العباذاني قال : كنت أجول في بعض الفلوات - فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر إلى : يبتلعه عضوا عضوا ثم مضى ، وليس فيه : فلما فرغ منه - إلى آخره ، وبينهما اختلاف يسير في اللفظ.
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص 96 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :
وحكى أبو الأصبع ، قال : قدم علينا شيخ شديد البياض يشبه بياضه البرص يقال له ابن الماء ، وكان عربيا فذكر أنه كان نصرانيا وكان يتعبد في صومعة فبينا هو ذات يوم أو ليلة في صومعته إذ جاء طائر كالنسر يشبه الكركي فوقف بسطح الصومعة وفي منقاره بضع لحم ثم نقرها فعادت بضع لحم ثم ابتلعها وطار ثم جاء الليلة الثانية ففعل مثل ذلك ثم جاء الليلة الثالثة فعل مثل ذلك فالتأم رجلا كاملا فقلت له : أسألك باللّه
ص: 438
من أنت؟ قال : عبد الرحمن بن ملجم قاتل علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه ، وكلّ اللّه بي هذا الطائر يفعل بي ما ترى إلى يوم القيامة.
رواه جماعة من العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ق 91 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :
وفي الحديث أن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال : لأخبرك بأشد الناس عذابا يوم القيامة عاقر ناقة ثمود وخاضب لحيتك بدم رأسك ، وقد أحسن القائل :
وليتها إذ فدت عمرا بخارجة
فدت عليّا بما شاءت من البشر
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 8 ص 748 وج 18 ص 232 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم الحافظ المؤرخ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى
ص: 439
سنة 748 في «تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام» (ج 3 ص 649 ط بيروت سنة 1407) قال :
وقال أبو جناب الكلبي : حدثني أبو عون الثقفي ، عن ليلة قتل علي ، قال : قال الحسن بن علي : خرجت البارحة وأمير المؤمنين يصلي فقال لي : يا بني إني بت البارحة أوقظ أهلي لأنها ليلة الجمعة صبيحة بدر ، لسبع عشرة من رمضان ، فملكتني عيناي ، فسنح لي رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، فقلت : يا رسول اللّه ، ما ذا لقيت من أمتك من الأود واللدد ، فقال : أدع عليهم ، فقلت : اللّهم أبدلني بهم من هو خير منهم ، وأبدلهم بي من هو شر مني.
فجاء ابن النباح فأذنه بالصلاة ، فخرج ، وخرجت خلفه ، فاعتوره رجلان : أما أحدهما فوقعت ضربته في السدة ، وأما الآخر فأثبتها في رأسه.
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ق 92 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :
قال الحسن بن علي رضي اللّه عنهما صبيحة الليلة التي قتل فيها علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه : حدثني البارحة أبي قال : يا بني اني صليت ما رزق اللّه ثم نمت فرأيت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فشكوت إليه ما أن فيه من مخالفة أصحابي وقلة رغبتهم في الجهاد ، قال : أدع اللّه أن يريحك منهم ، فدعوت ثم قال : واللّه لقد قتلتم الليلة رجلا أن كان رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يبعثه فكنفه جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره حتى يفتح اللّه عليه ، ما ترك بعده إلا ثلاثمائة درهم رضوان اللّه عليه. هذا ما ذكره ابن عبد ربه رحمه اللّه في العقد.
ومنهم العلامة أبو العرب محمد بن أحمد المالكي في «المحن» (ص 79 ط دار الغرب الإسلامي) قال :
ص: 440
وحدثني عمر بن سيف ، قال : حدثنا أبو الحسن محمد بن عبد اللّه بن مخلد الأصبهاني ، قال : حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا حماد بن غسان ، قال : حدثنا علي بن هشام ، عن الجحاف وابن حبان ، عن أبي المغيرة ، عن أبي عبد الرحمن السلمي ، قال : أذن علي بإجلاء () من السواد إلى الكوفة وكان ابن عم () له ضيعة بالسواد ، فأتيت الحسين بن علي أستعين به على أمير المؤمنين أبيه ليؤجله أياما حتى يفرغ من ضيعته ، فوعدني أن أغدو إليه ، فغدوت فوجدت أمير المؤمنين قد أصيب ، ووجدت الحسين بن علي يحدثهم وهو يقول : إن القتلة كانت ليلة ، وكان أمير المؤمنين بات يوقظ أهله للصلاة ، ثم لما كان في السحر خفق خفقة فإذا هو ينادي : يا حسين يا حسين ، فقلت : لبيك ، قال : إني رأيت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فشكوت إليه ما لقيت ، فقال : أدع اللّه ، فقلت : اللّهم أبدل لي بهم من هو خير لي منهم وأبدل لهم من هو شر لهم مني. قال : وخرج إلى الصلاة فأصيب ، فقال الحسن : فعل اللّه واللّه به ذلك ، فعل اللّه واللّه به ذلك ، مرتين.
ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في كتابه «حياة الإمام علي عليه السلام» (ص 612 ط دار الجيل) قال :
وقال الحسن بن علي يوم قتل علي : خرجت البارحة وأبي يصلي في مسجد داره فقال لي : يا بني إني بت أوقظ أهلي لأنها ليلة الجمعة صبيحة بدر ، فملكتني عيناي - فذكر مثل ما تقدم عن الذهبي بعينه.
ومنهم العلامة أبو العرب محمد بن أحمد المالكي في «المحن» (ص 84 ط دار الغرب الإسلامي) قال :
وحدثني عيسى بن مسكين ، عن سحنون ، عن وهب بن منبه ، عن هشام بن
ص: 441
سعد ، عن زيد بن أسلم : أن علي بن أبي طالب قال يوما وأخذ المصحف وعلقه على رأسه ثم قال : اللّهم إني سألت ما فيه فأبوا علي ، فأعطني ما فيه ، قال : فلم يلبث إلا ثلاثا أو نحو ذلك حتى قتل رحمه اللّه.
ومنهم الفاضل عبد الرحمن الشرقاوي في «علي إمام المتقين» (ج 2 ص 320) قال :
لقد كره الإمام الحياة وتمنى الموت ، منذ فقد الأمل في أن ينصره أهل العراق ، كان أهل الشام كلما ازدادوا حول معاوية قوة وفتكا ، ازداد أهل العراق تمزقا وتفرقا حول علي ، فضاق بهم وسئم وملأت نفسه الكآبة ، فكان يقول : واللّه لتخضبن هذه من هذه (يشير إلى لحيته ورأسه) فما يحبس أشقاها؟ ماله لا يقتل؟ ما ينتظر؟
كان كرم اللّه وجهه يتعجل نهايته ، فقد سئم الناس وملها ، وإنه ليتعذب من الغيظ الذي أحرق به أهل العراق قلبه الشريف.
وهكذا كان الإختلاف بين علي ومعاوية حتى في اللحظات الأخيرة من عمر علي ، رفض الحراسة ، فسهل الأمر على قاتليه.
أما معاوية فكانت حوله حراسة كثيفة ، فلما رفع قاتله السيف ليقتله ، انقض الحراس على الفاتك فوقع سيفه على ألية معاوية ، ولو لا الحرس الكثيف لقتله.
ص: 442
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الشيخ جمال الدين عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي في «غريب الحديث» (ج 1 ص 434 ط بيروت) قال :
قال سلمان في حق علي عليه السلام : إنه لعالم الأرض وزرها. أي : قوامها.
قال الأزهري : وأصله من زر القلب ، وهو عظم صغير به قوام القلب.
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الفاضل الأمير أحمد حسين بهادر خان الحنفي البريانوي الهندي في «تاريخ
ص: 443
الأحمدي» (ص 147 ط بيروت سنة 1408) قال :
وفي الكامل لابن الأثير والتاريخ الكبير لابن جرير قال المقداد : وما رأيت مثل ما أوتي إلى أهل هذا البيت بعد نبيهم ، إني أعجب من قريش أنهم تركوا رجلا ما أقول ولا أعلم إن رجلا أقصى بالعدل ولا أعلم منه ، أما واللّه لو أجد أعوانا عليه ، فقال عبد الرحمن : يا مقداد اتق اللّه فاني أخاف عليك الفتنة.
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة الشيخ أبو عمر يوسف بن عبد اللّه بن عبد البر النمري القرطبي في «بهجة المجالس وأنس المجالس» (ج 1 ص 499 ط مصر) قال :
ذكر علي بن أبي طالب عند صعصعة بن صوحان العبدي ، فقال : هو باللّه عليم ، واللّه في عينيه عظيم.
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة عبد الرحمن بن عمرو بن عبد اللّه النصري الدمشقي المتوفى سنة 281 في «تاريخ أبي زرعة الدمشقي» (ج 1 ص 650 ط دمشق) قال :
قال محمد بن أبي عمر ، عن سفيان بن عيينة ، عن أبي إسحاق قال له : سمعت الأسود يقول : لم أر بالكوفة من أصحاب محمد صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، أفقه من علي
ص: 444
ابن أبي طالب.
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 18 ص 26 ط دار الفكر) قال :
وعن ابن عباس ، قال : قسم علم الناس خمسة أجزاء ، فكان لعلي منها أربعة أجزاء ، ولسائر الناس جزء ، وشاركهم علي في الجزء ، فكان أعلم به منهم.
وعن ابن عباس ، قال : إنا إذا ثبت لنا الشيء عن علي لم نعدل به إلى غيره.
وعنه أنه قال : إذا بلغنا شيء تكلم به علي من فتيا أو قضاء وثبت لم نجاوزه إلى غيره.
ومنهم الحافظ المؤرخ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة 748 في «تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام» (ج 3 ص 638) قال :
وقال ابن عباس : إذا حدثنا ثقة بفتيا عن علي لم نتجاوزها.
ومنهم العلامة الشيخ حسام الدين المردي في «آل محمد ص» (ص 45 نسخة مكتبة السيد الإشكوري) قال :
روى عن الكلبي قال ابن عباس : علم النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم من علم اللّه وعلم علي من علم النبي وعلمي من علم علي وما علمي وعلم الصحابة في علم علي إلا كقطرة في سبعة أبحر.
ص: 445
ومنهم العلامة السيد حسين بن السيد روشن على شاه الحسيني النقوي البحاري الحنفي الهندي في كتابه «تحقيق الحقائق - وگلزار مرتضوي - محبوب التواريخ» (ص 7 ط أحسن المطابع في لاهور) قال :
قيل لابن عباس : أين علمك من علم ابن عمك؟ فقال : كنسبة قطرة من المطر إلى البحر.
ومنهم العلامة جمال الإسلام أبو إسحاق إبراهيم بن علي الفيروزآبادي في «طبقات الفقهاء» (ص 42 ط دار الرائد العربي - بيروت) قال :
وقال ابن عباس : أعطي علي تسعة أعشار العلم ، وإنه لأعلمهم بالعشر الباقي.
ومنهم العلامة الصلاح خليل بن أيبك الصفدي في «إجمال الإصابة في أقوال الصحابة» (ص 56 ط جمعية إحياء التراث الإسلامي - الكويت) قال :
وقال عكرمة : كان ابن عباس إذا بلغه شيء تكلم به علي رضي اللّه عنه من فتيا أو قضاء لم يتجاوزه إلى غيره.
ومنهم العلامة الشيخ أبو عمر يوسف بن عبد اللّه بن عبد البر النمري القرطبي المتوفى سنة 463 في كتابه «بهجة المجالس وأنس المجالس» (ج 1 ص 499 ط مصر) قال :
ذكر علي بن أبي طالب عند ابن عباس رضي اللّه عنهما ، فقال : كان واللّه يسكته الحلم ، وينطقه العلم.
سئل عبد اللّه بن عباس عن علي بن أبي طالب ، فقال : ما شئت من ضرس قاطع في العلم بكتاب اللّه ، والفقه في سنة رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، وكانت له مصاهرة النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، والتبطن في العشيرة ، والنجدة في الحرب ،
ص: 446
والبذل للماعون.
فتى كان يدنيه الغنى من صديقه *** إذا ما هو استغنى ويبعده الفقر
ومنهم العلامة الشيخ جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن عبيد اللّه القرشي التيمي البكري البغدادي الحنبلي المشتهر بابن الجوزي المولود ببغداد سنة 510 والمتوفى بها سنة 597 في كتابه «غريب الحديث» (ج 1 ص 122 ط دار الكتب العلمية في بيروت سنة 1405) قال :
قال ابن عباس : علمي بالقرآن في علم علي كالقرارة في المثعنجر.
القرارة : الغدير الصغير ، والمثعنجر : أكثر ما في البحر ماء.
ومنهم العلامة علي بن سلطان محمد القاري في «مرقاة المفاتيح» (ج 5 ص 571 ط مطبعة الميمنية بمصر) قال :
وعن ابن عباس وقد سأله الناس ، فقالوا : أي رجل كان عليا؟ قال : كان قد ملئ جوفه حكما وعلما وبأسا ونجدة ، مع قرابته من رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم. [أخرجه أحمد في المناقب].
ومنهم الفاضل المعاصر السيد علي فكري ابن الدكتور محمد عبد اللّه يتصل نسبه بالحسين عليه السلام القاهري المصري المولود سنة 1296 والمتوفى سنة 1372 بالقاهرة في كتابه «السمير المهذب» (ج 3 ص 216 ط دار الكتب العلمية في بيروت سنة 1399) قال:
عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال : ما انتفعت بكلام بعد رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم كانتفاعي بكتاب كتبه إلي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه ..
ومنهم العلامة أمين الدولة أبو الغنائم مسلم بن محمود الشيزري المتوفى سنة 622
ص: 447
في «جمهرة الإسلام ذات النثر والنظام» (ص 28 ط معهد تاريخ العلوم في فرانكفورت بالتصوير عن مخطوطة مكتبة جامعة ليدن في هولندا سنة 1407) قال :
دخل عبد اللّه بن العباس على معاوية وعنده وجوه من قريش ، فلما سلم قال معاوية : إني أريد أن أسألك عن مسائل. قال : سل عما بدا لك .. إلى أن قال : فما تقول في علي؟ قال : رضي اللّه عن أبي الحسن ، كان واللّه علم الهدى ، وكهف التقى ومحل الحجى ، وبحر الندى ، وطود النهى وكهف العلاء للورى داعيا إلى المحجة العظمى متمسكا بالعروة الوثقى ، خير من آمن واتقى ، وأفضل من تقمص وارتدى ، وأبر من انتعل وسعى وأفصح من تنفس وقرا ، أكبر من شهد بالنجوى سوى الأنبياء ، وابن عم النبي المصطفى صاحب القبلتين فهل يوازيه أحد وأبو السبطين فهل يمارئه بشر وزوج خيرة النسوان فهل يفوقه قاطن بلد ، للأسود قتّالا وفي الحروب ختالا لم تر عيني مثله ولن ترى ، فعلى من يبغضه لعنة اللّه والعباد إلى يوم التناد ، قال : إيه يا ابن عباس قد أكثرت في ابن عمك.
ومنهم العلامة الشيخ صفي الدين أحمد بن فضل الشافعي الحضرمي المكي في «وسيلة المآل» (ق 124 نسخة المكتبة الظاهرية بدمشق) قال :
وعن ابن عباس رضي اللّه عنهما وقد سئل عن سيدنا علي كرم اللّه وجهه قال : رحمة اللّه على علي أبا الحسن ، كان واللّه علم الهدى وداعيا إلى المحجة البيضا وكهف التقى وطود النهى ومحل الحجا وغيث الندى ومنتهى العلم للورى ونورا استقر في ظلم الدجى متمسكا بالعروة الوثقى أتقى من تقمص وارتدى وأكرم من شهد النجوى بعد محمد المصطفى وصاحب القبلتين وأبو السبطين وزوجته خير النسا ، فما يعد له أحد ولم تر عيناي مثله ولم تسمع أذناي بمثله ، فعلى من يبغضه لعنة اللّه ولعنة العباد إلى يوم التناد. أخرجه أبو الفتح القواس.
ومنهم الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى سنة 360 في «المعجم
ص: 448
الكبير» (ج 10 ص 294 ط مطبعة الأمة ببغداد) قال :
قال معاوية : فما تقول في علي بن أبي طالب؟ قال : رحم اللّه أبا الحسن كان واللّه علم الهدى ، وكهف التقى ، ومحل الحجا ، وطود النهى ، ونور السرى في ظلم الدجى ، وداعية إلى الحجة العظمى ، عالما بما في الصحف الأولى ، وقائما بالتأويل والذكرى ، متعلقا بأسباب الهدى ، وتاركا للجور والأذى ، وحائدا عن طرق الردى ، وخير من آمن واتّقى ، وسيد من تقمص وارتدى ، وأفضل من حج وسعى ، وأسمع من عدل وسوى ، وأخطب أهل الأرض إلا الأنبياء والنبي المصفى ، صاحب القبلتين ، فهل يوازيه موحد؟! وزوج خير النساء وأبو السبطين ، لم تر عيني مثله ولا ترى حتى القيامة واللقاء ، فمن لعنه فعليه لعنة اللّه والعباد إلى يوم القيامة.
ومنهم العلامة محمد بن أبي بكر الأنصاري التلمساني المشتهر بالبري في «الجوهرة» (ص 72 ط دمشق) قال :
وروى سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : كنا إذا أتانا الثبت عن علي لم نعدل به. وروى جويبر عن الضحاك بن مزاحم ، عن عبد اللّه بن عباس ، قال : واللّه لقد أعطي علي بن أبي طالب تسعة أعشار العلم ، وأيم اللّه لقد شاركهم في العشر العاشر ، وسأل شريح بن هانئ عائشة أم المؤمنين عن المسح على الخفين فقالت : ائت عليا فسله.
وروى عبد الرحمن بن أذينة ، عن أبيه أذينة بن مسلمة العبدي ، قال : أتيت عمر بن الخطاب فسألته : من أين أعتمر؟ قال : ائت عليا فسله - وذكر الحديث.
وروى حديث ابن أذينة العلامة أبو البركات الباعوني في «جواهر المطالب» ق 26 مثل ما مر عن «الجوهرة».
ومنهم العلامة الشيخ محمد بن داود بن محمد البازلي الشافعي في كتابه «غاية
ص: 449
المرام ..» (ص 70 مصورة مكتبة جستربيتي) قال :
وقال ابن عباس : إذا ثبت لنا عن علي شيء لم نعدل به إلى غيره.
[وقال أيضا :] وقال ابن عباس : لقد أعطي [علي] تسعة أعشار العلم وأيم اللّه لقد شاركهم في العشر العاشر.
ومنهم العلامة الشيخ شمس الدين محمد بن يوسف الزرندي المتوفى سنة 750 في «بغية المرتاح» (ص 88 والنسخة مصورة من إحدى المكاتب لندن) قال :
قال ابن عباس : لقد أعطى علي تسعة أعشار العلم وأيم اللّه لقد شاركهم في العاشر.
ومنهم العلامة أحمد بن محمد الخافي الشافعي في «التبر المذاب» (ص 45 نسخة مكتبتنا العامة بقم) قال :
وعن ابن عباس أنه قال : واللّه لقد أعطى علي تسعة أعشار العلم وأيم اللّه لقد شارككم في العشر الآخر. خرجه أبو عمر.
ومنهم الدكتور أحمد محمد نور سيف في «عمل أهل المدينة» (ص 42 ط دار الاعتصام بالقاهرة) قال :
ويقول ابن عباس (رضي اللّه عنهما): إذا حدثنا ثقة عن علي بفتيا لا نعدوها.
ومنهم الشيخ محمد توفيق بن علي البكري الصديقي في «بيت الصديق» (ص 272 ط مصر) قال :
وقال ابن عباس : إذا ثبت لنا الشيء عن علي لم نعدل عنه إلى غيره.
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي في «آل بيت الرسول»
ص: 450
صلی اللّه عليه [وآله] وسلم (ص 42 ط القاهرة سنة 1399) قال :
عن ابن عباس ، قال : إذا حدثنا ثقة عن علي بفتيا لا نعدوها.
ومنهم الفاضل المعاصر عبد الرحمن الشرقاوي في «علي إمام المتقين» (ج 1 ص 91 ط مكتبة غريب الفجالة) قال :
ولقد كان ابن عباس أذكى أهل زمانه ، ولكنه كان يشهد لذكاء علي.
ويروى أنه بينا ابن عباس في المسجد الحرام وعنده نافع بن الأزرق وناس يسألونه ، إذ أقبل عمر بن ربيعة في ثوبين مصبوغين حتى دخل وجلس ، فأقبل عليه ابن عباس فقال : أنشدنا ، فأنشده :
أمن آل نعم أنت غاد فمبكر *** غداة غد أم رائح فمهجر
حتى أتى على آخرها.
فأقبل عليه نافع بن الأزرق فقال : اللّه يا بن عباس! نحن نضرب إليك أكباد المطي من أقاصى البلاد نسألك عن الحرام والحلال فتتثاقل عنا ، ويأتيك غلام مترف من مترفي قريش فينشدك :
رأت رجلا أما إذا الشمس عارضت *** فيغنى وأما بالعشي فيحسر
فقال ابن عباس : ليس هكذا قال ، بل قال :
رأت رجلا أما إذا الشمس عارضت *** فيضحى وأما بالعشي فيخصر
ثم أنشد ابن عباس القصيدة كلها من أولها إلى آخرها ، فقال له بعضهم : ما رأيت أذكى منك قط. قال : لكنني ما رأيت أذكى من علي بن أبي طالب.
ومنهم العلامة أبو سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم البستي الخطابي في «غريب الحديث» (ج ص 202 ط دار الفكر - دمشق) قال :
ويروى عن ابن عباس أنه ذكر عليا فأثنى عليه ، وقال : علمي إلى علمه كالقرارة
ص: 451
في المثعنجر ، أي كالغدير في البحر. وأصل القرارة : الموضع المطمئن من الأرض يستقر فيه ماء المطر ، قال عقيل بن بلال بن جرير :
وما النفس إلّا نطفة بقرارة *** إذا لم تكدر كان صفوا غديرها
وقال عنترة :
فتركن كل قرارة كالدرهم ويقال : اثعنجر الماء إذا سال ، واثعنجر السحاب بالمطر إذا جاد به.
ومنهم العلامة المولوي ولي اللّه اللكهنوي في كتابه «مرآة المؤمنين» (ص 62) قال :
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس : لقد عاتب اللّه أصحاب محمد صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في غير موضع وما ذكر عليا إلا بالخير.
كل ذلك في «إزالة الخفاء» و «مفتاح النجا» و «تاريخ السيوطي».
ومنهم محمد بن علي الحنفي المصري في كتاب «إتحاف أهل الإسلام» (ص 67 والنسخة مصورة من المكتبة الظاهرية بدمشق) قال :
وأخرج الطبراني عن ابن عباس قال : كان لعلي عليه السلام ثماني عشر منقبة ما كانت لأحد من هذه الأمة.
ومنهم الفاضل المعاصر محمد رضا في «الإمام علي بن أبي طالب كرم اللّه وجهه رابع الخلفاء الراشدين» (ص 307 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :
قال : [أي ابن عباس] رضي اللّه عنه عن أبي الحسن : كان واللّه علم الهدى ، وكهف التقى ، ومحل الحجى ، وبحر الندى ، وطود النهى ، وكهف العلى للورى ، داعيا إلى المحجة العظمى ، متمسكا بالعروة الوثقى ، خير من آمن واتقى ، وأفضل من تقمص وارتدى ، وأبر من انتعل واسعا ، وأفصح من تنفس وقرا ، وأكثر من شهد
ص: 452
النجوى سوى الأنبياء والنبي المصطفى ، صاحب القبلتين ، فهل يوازيه أحد ، وأبو السبطين ، فهل يقاربه بشر ، وزوج خير النسوان ، فهل يفوقه قاطن بلد ، للأسود قتال ، وللحروب ختال ، لم تر عيني مثله ولن ترى ، فعلى من انتقصه لعنة اللّه والعباد إلى يوم التناد.
قال : إيها يا ابن عباس! لقد أكثرت في ابن عمك ، فما تقول في أبيك العباس؟ قال : رحم اللّه العباس أبا الفضل ، كان صنو نبي اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، وقرة عين صفي اللّه سيد الأعمام ، له أخلاق آبائه الأجواد ، وأحلام أجداده الأمجاد ، تباعدت الأسباب في فضيلته ، صاحب البيت والسقاية ، والمشاعر والتلاوة ، ولم لا يكون كذلك وقد ساسه أكرم من دب.
ومنهم العلامة المعاصر الشيخ محمد العربي التباني الجزائري المكي في «تحذير العبقري من محاضرات الخضرى» (ج 2 ص 17 ط بيروت سنة 1404) قال :
عن ابن عباس قال : إذا حدثنا ثقة عن علي الفتيا لا نعدوها أي لا نتجاوزها.
ومنهم العلامة السيد عبد القادر بن محمد الحسيني الطبري الشافعي المكي في «عيون المسائل في أعيان الرسائل» (ص 82 ط مطبعة السلام بمصر) قال :
فقال ابن عباس : أعطى علي تسعة أعشار العلم وشارك الناس في الباقي ، وإذا ثبت لنا الشيء عن علي لم نعدل إلى غيره.
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص 26 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :
وعن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال : واللّه لقد أعطى علي تسعة أعشار العلم وأيم اللّه ولقد شاركهم في العشر العاشر.
ص: 453
خرجه أبو عمرو عنه وقد سأله الناس فقالوا : أي رجل كان عليا؟ قال : كان ملئ جوفه علما وحلما وبأسا ونجدة مع قرابته من رسول اللّه صلى لله عليه وسلم. خرجه الإمام أحمد في المناقب.
وقال أيضا في ص 37 :
وعن أبى الزعراء ، عن عبد اللّه بن عباس رضي اللّه عنهما ، قال : علماء الأرض ثلاثة : عالم بالشام وعالم بالحجاز وعالم بالعراق ، فأما عالم أهل الشام فهو أبو الدرداء وأما عالم أهل الحجاز فعلي بن أبي طالب ، وأما عالم أهل العراق فأخ لكم ، وعالم العراق وعالم الشام يحتاجان إلى عالم الحجاز وعالم الحجاز لا يحتاج إليهما.
ومنهم الشريف علي فكري الحسيني القاهري في «أحسن القصص» (ج 3 ص 193 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :
وقيل : دخل ابن عباس على معاوية فقال : يا ابن عباس صف لي عليا؟ قال : كأنك لم تره ، قال : بلى ، ولكن أحب أن أسمع منك فيه مقالا.
قال : كان أمير المؤمنين رضوان اللّه عليه غزير الدمعة ، طويل الفكرة ، يعجبه من اللباس ما قصر ، ومن الطعام ما خشن ، يدنينا إذا أتيناه ويجيبنا إذا دعوناه ، وكان مع تقربته إيانا وقربه منا لا نبدؤه بالكلام حتى يبتسم ، فإذا هو تبسم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم ، أما واللّه يا معاوية لقد رأيته في بعض مواقفه ، وقد أرخى الليل سدوله ، وغارت نجومه وهو قابض على لحيته يبكي ، ويتململ تململ السليم وهو يقول : يا دنيا إياي تغرين؟ أمثلي تشوقين؟ لا حان حينك ، بل زال زوالك ، قد طلقتك ثلاثا لا رجعة فيها ، فعيشك حقير ، وعمرك قصير ، وخطرك يسير ، آه آه! من بعد السفر ، ووحشة الطريق ، وقلة الزاد! قال : فأجهش ومن معه بالبكاء.(وقيل إن هذا مروي عن ضرار الصدائي).
ص: 454
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» (ج 18 ص 45 ط دار الفكر) قال :
وعن مالك بن جعونة ، عن أم سلمة ، قالت : واللّه إن عليا على الحق قبل اليوم وبعد اليوم ، عهدا معهودا ، وقضاء مقضيا ، قلت : أنت سمعت من أم المؤمنين؟ قال : إي واللّه الذي لا إله إلا هو ، ثلاث مرات ، فسألت عنه فإذا هم يحسنون عليه الثناء.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو ياسر عصام الدين بن غلام حسين في «التصنيف الفقهي لأحاديث كتاب الكنى والأسماء» للدولابي (ج 2 ص 753 ط دار الكتاب المصري بالقاهرة ودار الكتاب اللبناني ببيروت) قال :
حدثنا الحسن بن علي بن عفان ، قال : حدثنا الحسن بن عطية ، قال : أنبأ يحيى ابن سلمة بن كهيل ، عن أبيه ، عن عياض بن عياض أبي قيلة التنعي أنه حدث أنه سمع مالك بن جعونة البجلي يقول : سمعت أم المؤمنين أم سلمة ، تقول : واللّه إن علي بن أبي طالب لعلى الحق قبل القوم عهدا معهودا مقضيا. قال أبو قيلة : فقلت له : اللّه الذي لا إله إلا هو لأنت سمعت أم المؤمنين أم سلمة تقول هذا؟ قال : اللّه لأنا سمعت أم سلمة تقول هذا. قال : فأتيت قومه فسألتهم فقلت : أتعرفون مالك بن جعونة؟ قالوا : نعم ، فأثنوا عليه معروفا وقالوا خيرا.
ص: 455
ومنهم الفاضل الأمير أحمد حسين بهادر خان الحنفي البريانوي الهندي في كتابه «تاريخ الأحمدي» (ص 178 ط بيروت) قال :
أخرج الحاكم في «المستدرك» عن عمرة بنت عبد الرحمن قالت : لما سار علي إلى البصرة دخل علي إلى أم سلمة زوج النبي صلی اللّه عليه وآله وسلم يودعها فقالت : سر في حفظ اللّه وفي كنفه ، فو اللّه إنك لعلى الحق والحق معك ولو لا أني أكره أن أعصي اللّه ورسوله فإنه أمرنا (صلی اللّه عليه وآله وسلم) أن نقر في بيوتنا لسرت معك.
ومنهم الفاضل المعاصر أحمد زكي صفوت وكيل كلية دار العلوم جامعة القاهرة سابقا في «جمهرة رسائل العرب في العصور العربية الزاهرة» (ج 1 ص 315 ط المكتبة العلمية - بيروت) قال :
وكتبت السيدة أم سلمة إلى علي عليه السلام من مكة : أما بعد : فإن طلحة والزبير وأشياعهم أشياع الضلالة يريدون أن يخرجوا بعائشة إلى البصرة ، ومعهم ابن الحزان عبد اللّه بن عامر بن كريز ، ويذكرون أن عثمان قتل مظلوما ، وأنهم يطلبون بدمه ، واللّه كافيهم بحوله وقوته ، ولولا نهانا اللّه عنه من الخروج ، وأمرنا به من لزوم البيوت ، لم أدع الخروج إليك ، والنصرة لك ، ولكني باعثة نحوك ابني ، عدل نفسي ، عمر بن أبي سلمة ، فاستوص به يا أمير المؤمنين خيرا.
فلما قدم عمر على علي عليه السلام ، أكرمه ولم يزل مقيما معه حتى شهد مشاهده كلها ، ووجهه أميرا على البحرين. (شرح ابن أبي الحديد م 2 : ص 78).
ص: 456
قد تقدم نقل ما يدل على ذلك عن أعلام العامة في ج 6 ص 494 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم الحافظ الشيخ أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي ابن عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ط دار المعارف - بيروت) قال :
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي ، أنبأنا أبو محمد الجوهري إملاء ، أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد الحافظ ، أنبأنا أحمد بن سلمان بن الحسن ، أنبأنا عمر بن سعيد بن سنان بمنج [أو ببلخ] ، أنبأنا ابن أبي حكيم ، أنبأنا علي بن قادم ، أنبأنا زافر بن سليمان ، عن الصلت بن بهرام ، عن الشعبي قال : بينا أبو بكر جالس إذ طلع علي بن أبي طالب من بعيد ، فلما رآه أبو بكر قال : من سرّه أن ينظر إلى أعظم الناس منزلة وأقربهم قرابة وأفضلهم دالة وأعظمهم غنا [ء] ، عن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فلينظر إلى هذا الطالع.
ومنهم العلامة أبو القاسم بهاء الدين هبة اللّه بن عبد اللّه ابن سيد الكل في «الأنباء المستطابة» (ق 57 نسخة جستربيتي) قال :
ومما روي عنه ايضا ما رواه الشعبي قال : بينا أبو بكر جالس إذ طلع علي بن
ص: 457
أبي طالب عليه السلام من بعيد - فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر إلا أن فيه : وأفضلهم حالة وأعظمهم عناء عن رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله.
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 18 ص 37 ط دار الفكر) قال :
قال الشعبي : بينا أبو بكر جالس إذ طلع علي بن أبي طالب من بعيد ، فلما رآه قال أبو بكر - فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر.
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 6 ص 438 وج 15 ص 561 و 613 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة الشيخ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب البغدادي في «تلخيص المتشابه في الرسم» (ج 2 ص 651 ط دار طلاس ، دمشق) قال :
أخبرني علي بن القاسم بن الحسن البصري ، نا علي بن إسحاق المادرائي ، نا أحمد بن يعقوب العطار ، نا ابن زرارة - يعني إسماعيل - حدثني عبد اللّه بن حرب الليثي ، نا هاشم بن يحيى بن هاشم المزني ، نا أبو دغفل الهجيمي قال : سمعت معقل بن يسار المزني قال : سمعت أبا بكر الصديق يقول : علي بن أبي طالب عترة رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم.
ومنهم العلامة الشيخ بهاء الدين أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه المعروف بابن سيد
ص: 458
الكل القفطي المتوفى 697 في كتابه «الأنباء المستطابة» (ص 58 نسخة جستربيتي) قال:
ومن ذلك ما روى معقل بن يسار قال : سمعت أبا بكر يقول : علي بن أبي طالب عترة رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم.
وقال أيضا :
ومن ذلك ما روي عن أبي بكر انه قال : أيها الناس ارقبوا محمدا في أهله.
وقال أيضا :
أخرج الدارقطنيّ ، عن أبى بكر انه قال : علي بن أبي طالب عليه السلام عترة رسول اللّهصلی اللّه عليه [وآله] وسلم.
ومنهم الفاضلان المعاصران الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد المدنيان في «جامع الأحاديث» (القسم الثاني ج 1 ص 198 ط دمشق) قالا :
عن معقل بن يسار المزني رضي اللّه عنه قال : سمعت أبا بكر الصديق يقول : علي بن أبي طالب عترة رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم.(ق وقال : في إسناده بعض من يجهل).
وقالا أيضا في ج 4 ص 382 :
عن معقل بن يسار المزني قال : سمعت أبا بكر الصديق يقول : علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه عترة رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم.(ق وقال : في إسناده بعض من يجهل).
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
ص: 459
«مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 18 ص 28 ط دار الفكر) قال :
قال معقل بن يسار المزني : سمعت أبا بكر الصديق يقول لعلي بن أبي طالب عترة رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم.
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الفاضل المعاصر خالد عبد الرحمن العكّ المدرس في إدارة الإفتاء العام بدمشق في «مختصر حياة الصحابة» للعلامة محمد يوسف الكاندهلوي (ص 314 ط دار الإيمان - دمشق وبيروت) قال :
وأخرج ابن الأعرابي ، عن انس رضي اللّه عنه قال : كان رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم جالسا بالمسجد وقد أطاف به أصحابه ، إذ أقبل علي رضي اللّه عنه فسلم ثم وقف ، فنظر مكانا يجلس فيه ، فنظر رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم إلى وجوه أصحابه أيّهم يوسع له ، وكان أبو بكر رضي اللّه عنه عن يمين رسول اللّه جالسا ، فتزحزح أبو بكر عن مجلسه وقال : ها هنا يا أبا الحسن. فجلس بين رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وبين أبى بكر ، فرأينا السرور في وجه رسول اللّه ، ثم أقبل على أبي بكر فقال : يا أبا بكر إنما يعرف الفضل لأهل الفضل. كذا في البداية (7 / 359).
ص: 460
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الفاضل المعاصر عبد الرحمن الشرقاوي في «علي إمام المتقين» (ج 1 ص 72 ط مكتبة غريب) قال :
وفوجئ علىّ بجماعة من الصحابة فيهم عبد اللّه بن العباس ، وفيهم الخليفة أبو بكر ، ورجل يهودي يقرعون عليه باب داره ، ذلك أن اليهودي دخل المسجد فسأل الناس ، كما روى مالك بن أنس : أين وصى رسول اللّه؟ فأشار القوم إلى أبو بكر ، فقال الرجل : أريد أن أسألك عن أشياء لا يعلمها إلا وصى أو نبى. قال أبو بكر : سل عما بدا لك. قال اليهودي : أخبرني عما ليس لله ، وعما ليس عند اللّه ، وعما لا يعلمه اللّه. قال أبو بكر : هذه مسائل الزنادقة يا يهودي! همّ أبو بكر والمسلمون رضي اللّه عنهم باليهودي ، فقال ابن عباس رضي اللّه عنه : ما أنصفتم الرجل. فقال أبو بكر : أما سمعت ما تكلم به؟ فقال ابن عباس : إن كان عندكم جوابه وإلا فاذهبوا به إلى علي رضي اللّه عنه يجيبه ، فإنى سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وعلى آله يقول لعلي بن أبي طالب : اللّهم اهد قلبه وثبت لسانه. فقام أبو بكر رضي اللّه عنه ومن حضره فأتوا علي بن أبي طالب في داره ، فاستأذنوا عليه. فقال أبو بكر : يا أبا الحسن إن هذا اليهودي سألنى مسائل الزندقة! فقال علي كرم اللّه وجهه : ما تقول يا يهودي؟ قال : أسألك عن أشياء لا يعلمها إلا نبى أو وصى نبى. فقال له : قل. فأعاد اليهودي الأسئلة. فقال علي رضي اللّه عنه : أما ما لا يعلمه اللّه فذلك قولكم معشر اليهود أن عزير ابن اللّه ، واللّه لا يعلم أن له ولدا (إذ لو كان له ولد لكان يعلمه) ، وأما قولك : أخبرني بما ليس عند اللّه ، فليس عنده ظلم للعباد ، وأما قولك : أخبرني بما ليس لله ، فليس لله شريك. فقال اليهودي : أشهد أن
ص: 461
محمدا رسول اللّه وأنك وصى رسول اللّه. فارتاح أبو بكر والمسلمون من جواب علي ، وقالوا : يا مفرج الكروب.
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة الحافظ أبو الحسن علي بن عمر الدار قطني البغدادي المتوفى سنة 385 في «المؤتلف والمختلف» (ج 3 ص 1376 ط دار الغرب الإسلامي - بيروت 1406) قال :
حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد ، حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين القطواني ، حدثنا أبي ، حدثنا الوليد بن العلاء بن سيابة ، عن أبيه ، عن طلحة بن مصرف ، عن الحكم بن عتيبة ، عن القاسم بن مخيمرة ، عن شريح بن هانئ : أنه سأل عائشة عن المسح على الخفين؟ فقالت : ائت عليا بن أبي طالب ، فإنه أعلم بذلك منى ، كان يسافر مع رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، هذا حديث غريب عن طلحة ، تفرد به العلاء بن سيابة ، عنه.
ومنهم العلامة أبو أحمد عبد اللّه بن عدس الجرجاني الشافعي المتوفى سنة 360 في «الكامل في الرجال» (ج 7 ص 2692 ط دار الفكر - بيروت) قال :
ثنا ابن أبي داود ، ثنا هشام بن يونس ، ثنا يحيى بن يمان ، عن سفيان ، عن جندب بن حر ، عن التيمي ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن عائشة قالت : على بن أبي طالب أعلمكم بالسنة.
ص: 462
ومنهم العميد عبد الرزاق محمد أسود في «المدخل إلى دراسة الأديان والمذاهب» (ج 1 ص 12 ط الدار العربية للموسوعات - بيروت) قال :
وقالت عائشة أم المؤمنين في حق علي : إنه أعلم من بقي بالسنة.
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 18 ص 21 ط دار الفكر) قال :
وعن جميع بن عمير ، أن أمه وخالتاه دخلتا على عائشة ، فقالتا : يا أم المؤمنين أخبرينا عن علي ، قالت : أىّ شيء تسألن عن رجل وضع يده من رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم موضعا فسالت نفسه في يده ، فمسح بها وجهه ، واختلفوا في دفنه فقال : إن أحب البقاع إلى اللّه مكان قبض فيه نبيه ، قالت : فلم خرجت عليه؟ قالت : أمر قضي ، لوددت أني أفديه بما على الأرض.
وقال أيضا في ص 26 :
وعن عائشة قالت : علي أعلم الناس بالسنة.
ومنهم العلامة الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي الموصلي المتوفى سنة 307 في «مسند أبي يعلى» (ج 8 ص 279 ط دار المأمون للتراث - دمشق) قال :
حدثنا عبد الرحمن بن صالح ، حدثنا أبو بكر بن عياش ، عن صدقة بن سعيد ، عن جميع بن عمير أن أمه وخالته دخلتا على عائشة - فذكر مثل ما تقدم عن ابن منظور بعينه.
ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد الشيرازي الحسيني الشافعي في «توضيح الدلائل» (ص 218 و 219) قال :
ص: 463
وسأل الإمام محمد الباقر جابر بن عبد اللّه الأنصارىّ رضي اللّه تعالى عنهم لما دخل عليه ، عن عائشة وما جرى بينها وبين علي رضي اللّه تعال عنهما ، فقال جابر :
دخلت عليها يوما وقلت لها : ما تقولين في علي؟ فأطرقت رأسها ثم رفعت وقالت :
إذا ما التبر حك على المحك *** تبين غشه من غير شك
وفينا الغش والذهب المصفى *** علي بيننا شبه المحك
رواه الزرندي.
ومنهم الشيخ محمد بن علي الحنفي المصري في «إتحاف أهل الإسلام» (ق 67 نسخة المكتبة الظاهرية بدمشق) قال :
وذكر [علي عليه السلام] عند عائشة قالت : انه أعلم من بقي به السنة.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «فهارس أحاديث وآثار مسند الإمام أحمد بن حنبل» (ج 1 ص 5 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :
ائت عليا فسله فإنه كان يلزم النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم عائشة 1 / 118
ائت عليا فهو أعلم بذلك مني (قالته لشريح) عائشة 1 / 118
وقال أيضا في ص 611 :
سل علي بن أبي طالب فإنه كان يسافر مع رسول اللّه عائشة 1 / 120
سل عما بدا لك 1 / 138
ومنهم الفاضل المعاصر عبد الرحمن الشرقاوي في «علي إمام المتقين» (ج 1 ص 98 ط مكتبة غريب الفجالة) قال :
وعلي كما قالت أم المؤمنين عائشة رضي اللّه عنها : أعلم الناس بالسنة.
ص: 464
. قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 299 وج 18 ص 320 وج 20 ص 692 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي في «تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام» (ج 3 ص 639 ط بيروت سنة 1407) قال :
وقال أبو إسحاق ، عن عمرو بن ميمون قال : شهدت عمر يوم طعن فذكر قصة الشورى ، فلما خرجوا من عنده قال عمر : إن يولوها الاصيلع يسلك بهم الطريق المستقيم ، فقال له ابنه عبد اللّه : فما يمنعك؟ - يعنى أن توليه - قال : أكره أن أتحملها حيا وميتا.
ومنهم العلامة المعاصر الشيخ محمد العربي التباني الجزائري المكي في «تحذير العبقري من محاضرات الخضري» (ج 2 ص 10 ط بيروت - دار الكتب العلمية) قال :
وعن عمر رضي اللّه تعالى عنه أنه قال حين طعن وأوصى (إن ولوها الا جلح سلك بهم الطريق المستقيم) يعنى عليا. أخرجه أبو عمر بن عبد البر. وعن عمرو بن ميمون قال : كنت عند عمر إذ ولى الستة الأمر فلما جاوزوا أتبعهم بصره ثم قال : (لان وليتم هذا الأجلح ليركبن بكم الطريق) يعنى عليا أخرجه ابن الضحاك ، وفي لفظ(إن ولوها الاصيلع يحملهم على الحق وإن كان السيف على عنقه). أخرجه
ص: 465
القلعي.
وقال أيضا في ص 130 :
كما أثنى عليه علماء الإسلام قاطبة اقتداء بالفاروق الذي أثنى عليه وأرشد اليه بقوله (لله درهم ان ولوها الاصيلع ليحملنهم على الجادة ولو كان السيف على رقبته) وسيرته العادلة وشمائله الفاضلة في مصنفات علماء الإسلام أوضح من الشمس.
ومنهم العلامة أبو العرب محمد بن أحمد بن تميم بن تمام بن تميم التميمي القيرواني المغربي المالكي المولود سنة 251 والمتوفى سنة 333 في كتابه «المحن» (ص 52 ط دار الغرب الإسلامي في بيروت سنة 1403) قال :
قال ابن إسحاق : وحدثني ابراهيم بن كثير مولى آل الزبير ، عن عبد اللّه بن عامر ابن ربيعة قال : لما طعن عمر أتاه الناس فسمع لهم هدة على الباب وهم يطلبون الدخول على عمر ، قال فقال الناس : يا أمير المؤمنين استخلف علينا عثمان بن عفان ، قال : فكيف بحبه المال والخيلة ، قال : فخرجوا من عنده ، ثم سمع لهم هدة فقال : ما شأن الناس ، قالوا : يا أمير المؤمنين يريدون الدخول عليك ، فأذن لهم فدخلوا ، فقالوا : استخلف علي بن أبي طالب ، قال : إذن يحملكم على طريقه من الحق.
ومنهم المحدث الخبير نبيط بن شريط الأشجعي في «الأحاديث الموضوعة» (ص 45 ط دار الصحابة للتراث في طنطا) قال :
وبه عن جده قال : خرجت مع على بن أبي طالب رضي اللّه عنه ومعنا عبد اللّه بن العباس ، فلما صرنا إلى بعض حيطان الأنصار وجدنا عمر جالسا ينكث في الأرض ، فقال علي بن أبي طالب : يا أمير المؤمنين ، ما الذي أجلسك وحدك هاهنا؟ قال :
ص: 466
لأمر همني. قال علي : أفتريد أحدنا؟ قال عمر : إن كان فعبد اللّه. قال : فتخلف معه عبد اللّه بن العباس ، ثم لحق بنا ، فقال له علي : ما وراءك؟ قال : يا أبا الحسن أعجوبة من عجائب أمير المؤمنين ، أخبرك بها واكتم علي. قال : فهلم. قال : لما وليت ، قال عمر وهو ينظر إلى أثرك وحسن مشيتك : آه آه آه. فقلت : مما تتأوه يا أمير المؤمنين؟ قال : من أحد أصحابك يا ابن عباس ، وقد أعطى له ما لم يعطه أحد من آل رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، ولو لا ثلاث هن فيه ما كان لهذا الأمر أحد سواه قلت : ما هن يا أمير المؤمنين؟ قال : كثرة دعابته ، وبغض قريش له ، وصغر سنه. قال : فما رددت عليه. قال : داخلنى ما يداخل ابن العم لابن عمه. فقلت : يا أمير المؤمنين أما كثرة دعابته ، فقد كان رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يداعب ولا يقول إلا حقا ، وأين أنت من حيث كان رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول ، ونحن حوله صبيان وكهول وشيوخ وشبان فيقول للصبي : «ما سناى سناى».
ولكل ما يعلمه أنه يشتمل على قلبه ، وأما بغض قريش له فو اللّه ما يبالى ببغضهم له ، بعد أن جاهدهم في اللّه حتى اظهر اللّه دينه ، فقصم أقرانها وكسر آلهتها ، وأكثر نساءها في اللّه لامه من لامه ، وأما صغر سنه فقد علمت أن اللّه عزوجل حين أنزل على نبيه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم براءة من اللّه ورسوله فوجه النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم صاحبك رحمة لنبيه ليبلغ عنه ، فأمره اللّه أن لا يبلغ عنه إلا رجل من أهله فوجهه به ، فهل استصغر اللّه سنه. قال : فقال عمر لابن عباس : امسك علي فاكتم فإن سمعتها من غيرك لم [41؟؟؟] بين لابيتها.
ومنهم العلامة الشيخ أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي ابن عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج 3 ص 81 ط بيروت) قال :
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد اللّه ابنا البنا [ء] قالا : أنبأنا أبو الحسين ابن الآبنوسي ، أنبأنا أحمد بن عبيد بن بيري إجازة ، قالا : وأنبأنا أبو تمام علي بن محمد إجازة ،
ص: 467
أنبأنا أحمد بن عبيد ، قالا : أنبأنا محمد بن الحسين ، أنبأنا ابن أبي خيثمة ، أنبأنا خلف بن الوليد ، أنبأنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن ميمون ، قال : شهدت عمر بن الخطاب يوم طعن قال : ادعو لي عليا وعثمان وطلحة والزبير ، وابن عوف ، وسعد بن أبي وقاص. فلم يكلم أحدا منهم غير علي وعثمان ، فقال : يا علي لعل هؤلاء القوم يعرفون لك حقك وقرابتك من رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وصهرك وما آتاك اللّه من الفقه والعلم ، فإن وليت هذا الأمر فاتق اللّه فيه ، ثم دعا عثمان فقال : يا عثمان لعل هذا القوم أن يعرفوا لك صهرك من رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وسبط [كذا] وشرفك ، فإن وليت هذا الأمر فاتق اللّه فيه ، ثم قال : ادعو لي صهيبا. فدعي له فقال : صل بالناس ثلاثا وليحل هؤلاء القوم في بيت ، فإذا اجتمعوا على رجل فمن خالف فاضربوا رقبته.
فلما خرجوا من عنده قال : إن يولوها الأجيلح يسلك بهم الطريق. فقال له ابنه [عبد اللّه] ابن عمر : فما يمنعك [منه] يا أمير المؤمنين؟ قال : أكره أن أتحملها حيا وميتا.
أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن إبراهيم ، ثم أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن [ظ] ، أنبأنا سهل بن بشر ، قالا : أنبأنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن محمد بن الطفال ، أنبأنا القاضي أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد اللّه ، أنبأنا أبو أحمد محمد بن عبدوس بن كامل ، أنبأنا محمد بن الصباح الجرجاني ، أنبأنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي ، عن عمر مولى غفرة ، عن محمد بن كعب القرظي ، عن ابن عمر ، قال : قال عمر لأصحاب الشوري : لله درهم إن ولوها الأصلع كيف يحملهم على الحق وإن حملا [كذا] على عنقه بالسيف! قال : فقلت أتعلم ذلك منه ولا توله؟ فقال : إن استخلف فقد استخلف من هو خير مني ، وإن أترك فقد ترك من هو خير مني صلی اللّه عليه [وآله] وسلم.
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر
ص: 468
المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص 43 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :
وعن عمر بن الخطاب انه قال حين طعن واوصى : ان ولوها الأجلح سلك بهم الطريق المستقيم ، يعنى عليا كرم اللّه وجهه. أخرجه أبو عمر.
وعن ميمون قال : كنت عند عمر إذ ولى الستة الأمر ، فلما جاوزوا اتبعهم بصره قال : إن وليتم هذا الأجلح ليركبن بكم الطريق يعنى عليا. أخرجه الضحاك.
ومنهم الفاضل المعاصر مأمون غريب المصري القاهري في «خلافة علي بن أبي طالب» عليه السلام (ص 45 ط مكتبة غريب في القاهرة) قال :
وقال عمر : لو ولوها الأصلع لحملهم على الجادة .. ويقصد بالأصلع علي ..
ومنهم الشيخ محمد بن أبي بكر الأنصاري التلمسانى البري في «الجوهرة» (ص 95 ط دمشق) قال :
قال ابن السراج : وأخبرنا محمد بن الصباح قال : نا عبد العزيز الدراوردي ، عن عمر مولى غفرة ، عن محمد بن كعب ، عن عبد اللّه بن عمر قال : قال عمر لأهل الشورى : لله درهم إن ولوها الأصيلع ، يعنى عليا ، كيف يحملهم على الحق ، ولو كان السيف على عنقه. فقلت : أيعلم ذلك ولا يوليه؟ قال : إنه قال : إن لم أستخلف وأتركهم ، فقد تركهم من هو خير مني.
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
ص: 469
فمنهم الشيخ أبو القاسم بهاء الدين هبة اللّه بن عبد اللّه ابن سيد الكل في «الأنباء المستطابة» (ق 59 نسخة جستربيتي) قال :
وعن عبد الرحمن بن عبد القاري أنه سمع عمر بن الخطاب يقول لرجل من بني حارثة : ما يقولون من يستخلفون بعدي ، فعد رجالا من المهاجرين والأنصار ولم يذكر عليا ، فقال عمر : أين أنت عن ابن أبي طالب ، فو اللّه إنه لخليق أن هو ولي أن يحملكم على طريقه من الحق وإن كرهتموه.
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 8 ص 182 وص 202 وج 17 ص 442 ومواضع أخرى من الكتاب ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما مضى :
فمنهم العلامة يحيى بن الحسين الحسني اليماني الصنعاني في «المجموع» (ص 83 النسخة المخطوطة بمكتبة صنعا) قال :
قال يحيى والحسين : وبلغنا عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أنه لما كان في ولاية عمر أتي بامرأة فسألها فأقرت بالفجور ، فأمر بها عمر أن تجلد فردها علي عليه السلام أمرت بهذه أن ترجم؟ فقال : نعم اعترفت عندي بالفجور ، فقال : هذا سلطانك عليها فما سلطانك على ما في بطنها ، فقال : ما علمت أنها حبلى ، قال : فان لم تعلمه فاستبرئ رحمها ، قال علي عليه السلام : فلعلك انتهرتها أو أخفتها ، قال : قد كان ذلك ، قال : اما سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول :
ص: 470
لأحد على معترف بعد بلاء ، فلعلها اعترفت لوعيدك إياها؟ فسألها علي رضوان اللّه عليه ، فقالت : ما اعترفت إلا خوفا ، فأمر بها فخلى سبيلها ، ثم قال عمر : عجزت النساء أن يلدن مثل علي بن أبي طالب ، لولا علي لهلك عمر.
ومنهم العلامة أبو البركات الباعوني في «جواهر المطالب» (ق 26)
روى مثل ما تقدم عن «المجموع» باختلاف قليل في اللفظ.
ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد الشيرازي الحسيني الشافعي في «توضيح الدلائل» (ص 210 والنسخة مصورة من المكتبة الملي بفارس) قال :
قال شيخ المشايخ في زمانه واحد القران في علومه وعرفانه الشيخ زين الدين أبو بكر محمد بن محمد بن علي الخوافي : فلذا اختص علي كرم اللّه وجهه بمزيد العلم والحكمة ... وقال عمر : لولا علي لهلك عمر.
ومنهم العلامة السيد حسين ابن السيد روشن عليشاه الحسيني النقوي البخاري الحنفي الهندي في كتابه «تحقيق الحقائق ، گلزار مرتضوي - محبوب التواريخ» (ص 7 ط أحسن المطابع في لاهور) قال :
أما عمر ، فقد عرف كل رجوعه إليه في كثير من المسائل التي أشكلت عليه وعلى غيره من الصحابة.
وقوله غير مرة : لولا علي لهلك عمر.
ومنهم العلامة محمد بن أبي بكر الأنصاري في «الجوهرة» (ص 72 ط دمشق) قال : وقال في المجنونة التي أمر عمر برجمها ، وفي التي وضعت لستة أشهر ، فأراد عمر رجمها فقال له علي : إن اللّه يقول : ( وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً ) ، الحديث ، وقال له : إن اللّه رفع القلم عن المجنون ، الحديث ، فكان عمر يقول :
ص: 471
لولا علي هلك عمر.
ومنهم العلامة حسام الدين المردي الحنفي في «آل محمد» (ص 48) قال :
أخرج الإمام أحمد وأبو عمر وابن سعد هم جميعا يرفعه بسنده عن سعيد بن المسيب قال : كان عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه يتعوذ باللّه من معضلة ليس لها أبو الحسن يعني عليا ، روي أن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه أراد رجم المرأة التي ولدت لستة أشهر فقال علي : في كتاب اللّه ( وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً ) ثم ( وَفِصالُهُ فِي عامَيْنِ ) فالحمل ستة أشهر ، فتركها وقال : لولا علي لهلك عمر.أخرجه الإمام أحمد والقلعي وابن السمان.
وأيضا مثله أخرج الإمام أحمد وابن السمان في كتاب الموافقة هما يرفعه بسنده عن أبي ظبيان قال : أتي بامرأة مجنونة قد زنت فاعترفت بزناها في حضور عمر بن الخطاب فقال له علي : إن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم رفع القلم عن ثلاث : عن النائم حتى يستيقظ ، وعن الصغير حتى يحتلم ، وعن المجنون حتى يعقل فترك رجمها.
ومنهم العلامة أبو البركات الباعوني في «جواهر المطالب» (ق 26):
روى مثل ما مر عن الحسام المردي عن أبي ظبيان.
ومنهم الفاضل المعاصر مأمون غريب المصري القاهري في «خلافة علي بن أبي طالب» عليه السلام (ص 33 ط مكتبة غريب) قال :
وكان عمر يستفتيه في كثير من الأمور وكان يقول عنه : لولا علي لهلك عمر.
ومنهم الفاضل المعاصر أحمد حسن الباقوري المصري في «علي إمام الأئمة» (ص 356 ط دار مصر للطباعة) قال :
هو يقول : لولا علي لهلك عمر ، ويقول : لا يفتين أحد في المسجد وعلي
ص: 472
حاضر.
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمود علي السرطاوي في مقالته المطبوعة في «المتهم وحقوقه في الشريعة الإسلامية» (ج 2 ص 83 ط المركز العربي للدراسات الأمنية والتدريب بالرياض) قال :
روي عن علي بن أبي طالب أنه قال لما كان في ولاية عمر أتي بامرأة حامل فسألها عمر فاعترفت بالفجور فأمر بها عمر أن ترجم ، فلقيها علي فقال : ما بال هذه المرأة؟ فقالوا : أمر بها أمير المؤمنين عمر أن ترجم ، فردها علي فقال : أمرت بها أن ترجم ، فقال نعم ، اعترفت بالفجور ، فقال علي : هذا سلطانك عليها ، فما سلطانك على ما في بطنها؟ قال : ما علمت أنها حبلى. قال علي : إن لم تعلم فاستبرئ رحمها. ثم قال علي : فلعلك انتهرتها أو أخفتها قال : قد كان ذلك ، فقال : أو ما سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول : «لا حد على معترف بعد بلاء» أنه من قيدت أو حبست أو تهددت فلا إقرار لها فلعلها إنما اعترفت لوعيدك إياها فسألها فقالت : ما اعترفت إلا خوفا ، قال : فخلى عمر سبيلها ثم قال : عجزت النساء أن يلدن مثل علي بن أبي طالب ، لولا علي لهلك عمر.
ومنهم الفاضل المعاصر المستشار عبد الحليم الجندي في «الإمام جعفر الصادق» عليه السلام (ص 27 ط المجلس الأعلى للشئون الإسلامية - القاهرة) قال :
لقد كان عمر على الحق إذ أمر ألا يفتي أحد بالمسجد وعلي حاضر ، فجعل القضاء وقفا عليه في ساحة القضاء.
وكان يقول : اللّهم لا تنزل بي شديدة إلا وأبو الحسن إلى جنبي.
بل يحيل سائليه على علي ، ويجيب أذينة العبدي إذ يسأله : من أين أعتمر؟ ايت علي بن أبي طالب فاسأله. بل يقول : لولا علي لهلك عمر.
ص: 473
ومنهم الشريف أبو الحسن علي الحسني الندوي في «المرتضى - سيرة سيدنا أبي الحسن علي بن أبي طالب» (ص 103 ط دار القلم) قال :
وكان علي لسيدنا عمر ناصحا أمينا ، وقاضيا في المعضلات حكيما ، يفض المشكلات ويزيح الشبهات ، حتى أثر عن سيدنا عمر أنه قال : لولا علي لهلك عمر ، واشتهر في التاريخ والأدب وذهب مثلا : قضية ولا أبا حسن لها.
وروي عن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أنه قال : أقضاهم علي.
ومنهم الدكتور محمد عبد الرحيم محمد في «المدخل إلى فقه الإمام علي» رضي اللّه عنه (ص 3 ط دار الحديث - القاهرة) قال :
قول عمر : لولا علي لهلك عمر.
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد عبد الرحمن البكر في «السلطة القضائية وشخصية القاضي في النظام الإسلامي» (ص 101 ط 1 الزهراء للإعلام العربي) قال :
وكان عمر رضي اللّه عنه يستشير علي بن أبي طالب ، وكان يقول : لولا علي لهلك عمر.
ومنهم الفاضل المعاصر المحامي الدكتور صبحي محمصاني في «تراث الخلفاء الراشدين في الفقه والقضاء» (ص 93 ط دار العلم للملايين - بيروت) قال :
وكان عمر ، بوجه خاص ، يعتمد على علي بن أبي طالب ، وكان يقول ، كما ذكرنا في فصل سابق : لولا علي لهلك عمر.
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد يوسف موسى القاهري في «نظام الحكم في الإسلام» (ص 62 ط العصر الحديث في بيروت سنة 1408) قال :
ص: 474
يقول : لولا علي لهلك عمر.
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة جمال الإسلام أبو إسحاق إبراهيم بن علي الفيروزآبادي في «طبقات الفقهاء» (ص 7 نسخة مكتبة السلطان أحمد الثالث) قال :
وروى الحسن ، قال : جمع عمر أصحاب النبي صلى لله عليه وسلم يستشيرهم وفيهم علي فقال : قل فأنت أعلمهم وأفضلهم.
ومنهم العلامة الشيخ أبو القاسم بهاء الدين هبة اللّه بن سيد الكل في كتابه «الأنباء المستطابة» (ق 59 نسخة جستربيتي) قال :
ما روى عبد اللّه بن بريدة قال : أتى انسان عمر بن الخطاب فقال : يا أمير المؤمنين ما سبحان اللّه؟ قال : لا أدري انطلق إلى هذا فاسأله ، يعني عليا ، فإنه كان يخبر إذا سئل ، ويبتدئ إذا سكت ، قال : فأتاه ، قال : ما سبحان اللّه؟ قال : تعظيم جلال اللّه.
وقال أيضا في ص 67 :
ذكر الفيروزآبادي قال : روى الحسن : أن عمر بن الخطاب جمع أصحاب رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يستشيرهم وفيهم علي عليه السلام ، فقال : قل فأنت أعلمهم وأفضلهم.
ص: 475
ومنهم الدكتور عبد الحميد المدرس بكلية الآداب بقنا - جامعة أسيوط في «كتاب الباء» (ص 75 ط المكتبة الأزهرية للتراث) قال :
لولا علي لهلك عمر.
ومنهم العلامة الشيخ أبو إسحاق إبراهيم الشيرازي في «شرح اللمع» (ج 2 ص 292 ط دار الغرب الإسلامي - بيروت) قال :
وقال [عمر] : لولا علي لهلك عمر.
ومنهم العلامة المعاصر الشيخ محمد العربي التباني الجزائري المكي في «تحذير العبقري من محاضرات الخضري» (ج 2 ص 11 ط بيروت سنة 1404) قال :
كلام الإمام الباقلاني في إمامة علي رضي اللّه عنه في كتابه التمهيد - إلى أن قال : وقول مثل عمر فيه : لو لا علي لهلك عمر.
ومنهم العلامة عز الدين أبو حامد عبد الحميد المشتهر بابن أبي الحديد المتوفى سنة 656 في «شرح نهج البلاغة» (ج 1 ص 46 ط مصطفى الباب الحلبي بمصر) قال :
فإن من أنصف علم أنه لولا سيف علي عليه السلام لاصطلم المشركون من أشار إليه وغيرهم من المسلمين وقد علمت آثاره في بدر وأحد والخندق وخيبر وحنين وأن الشرك فيها فغرفاه ، فلو لا أن سده بسيفه لالتهم المسلمين كافة.
والثانية علومه التي لولاها لحكم بغير الصواب في كثير من الأحكام ، وقد اعترف له بذلك والخبر مشهور : لولا علي لهلك عمر.
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص 26 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :
ص: 476
ولما أراد عمر رجم المرأة التي ولدت لستة أشهر قال له علي : إن اللّه يقول ( وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً ) وقال : ( وَفِصالُهُ فِي عامَيْنِ ) ، فالحمل ستة أشهر والفصال في عامين ، فترك عمر رجمها وقال : لولا علي لهلك عمر. خرجه القلعي.
ومنهم الفاضل المعاصر عبد الرحمن الشرقاوي في «علي إمام المتقين» (ج 1 ص 87 ط مكتبة غريب الفجالة) قال :
أرسل أمراء جيوش الفتح مثل سعد بن أبي وقاص ، وأبي عبيدة بن الجراح إلى عمر يشكون مقاتلين يحتلفون بعد الانتصارات باحتساء الخمر ، ويزعمون أنهم لم يجدوا في كتاب اللّه ولا في سنة رسوله جزاء لشارب الخمر.
وفزع عمر رضي اللّه عنه إلى علي كرم اللّه وجهه يسأله ، فكر علي مليا ثم قال لعمر : يا أمير المؤمنين أليس المرء إذا شرب سكر؟ وإذا سكر هذي؟ وإذا هذي افترى؟ وعلى المفتري ثمانون جلدة؟ فكبر عمر أن وجد الحكم الذي ينشده ، باجتهاد علي ، وقال : يجلد شارب الخمر ثمانين جلدة ، وظل يكبر ويقول : لولا علي لهلك عمر.
وهكذا جعل حد شرب الخمر هو حد القذف.
فعلي كرم اللّه وجهه ما كان يجد أمرا فيه فرج حتى يأخذ به ، من ذلك أن عمر استشار عددا من الصحابة في امرأة قد زنت ، وشهد عليها أربعة شهداء عدول ، فأجمعوا على رجمها ، فلما ذهبوا ليرجموها ، مر بهم علي فقال : ما شأن هذه؟ قالوا : مجنونة بني فلان زنت ، فأمر بها أن ترجم ، فانتزعها علي من أيديهم وردهم ، فرجعوا إلى عمر ، فقال : ما ردكم؟ قالوا : ردنا علي ، فقال عمر : ما فعل أبو الحسن هذا إلا لشيء قد علمه ، فجاء علي شبه غاضب ، فسأله عمر : ما بالك قد رددت هؤلاء؟ فقال علي : أما سمعت قول رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : رفع القلم عن ثلاث : عن المجنون حتى يبرأ ، وعن النائم حتى يستيقظ ، وعن الصبي حتى
ص: 477
يعقل؟ فما بال هذه ترجم؟
فأطلقها عمر ، وجعل يكبر ويقول : لو لا علي لهلك عمر.
وقال أيضا في ص 94 :
وبلغ عمر بن الخطاب أن امرأة بغيا يدخل عليها الرجال ، فبعث إليها رسولا فأتاها الرسول فقال لها : أجيبي أمير المؤمنين ، ففزعت المرأة فزعا شديدا ، فأجهضها الفزع ، وأسقطت حملها ميتا ، فحزن عمر وأرسل إلى بعض الصحابة ، فقص عليهم ما كان من أمره وأمر المرأة فقالوا : ما نرى عليك شيئا يا أمير المؤمنين ، إنما أنت معلم ومؤدب ، فسأل عليا ، فقال علي : إن كانوا قاربوك في الهوى فقد أثموا ، وإن كان هذا جهد رأيهم فقد أخطئوا ، وأرى عليك الدية ، فقال عمر : صدقت يا أبا الحسن.
ثم عاد يكرر : واللّه لولا علي لهلك عمر ، أعوذ باللّه من معضلة لا علي لها.
ومنهم الفاضل المعاصر أحمد حسن الباقوري المصري في «علي إمام الأئمة» (ص 188 ط دار مصر للطباعة) قال :
ومن أقضيته كرم اللّه وجهه ما يرويه الثقات من أن أمير المؤمنين عمر جيء إليه بامرأة حامل ليقيم عليها الحد وقد اتهمت عنده بالفجور ، فأمر بها رضي اللّه عنه أن ترجم ، ولكن رحمة اللّه ساقت إليها الإمام كرم اللّه وجهه فردها عن الحفرة ، ثم قال لأمير المؤمنين عمر : هل أمرت بها أن ترجم؟ قال : نعم ، اعترفت عندي بالفجور ، فقال الإمام كرم اللّه وجهه : لعلك انتهرتها أو أخفتها ، فقال عمر : قد كان ذلك ، فقال الإمام : إن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول : لاحد على معترف بعد بلاء ، ومن قيد أو حبس هدد فلا إقرار له.
ولم يجد عمر رضي اللّه تعالى عنه ندحة عن إخلاء سبيلها ، فتركها ثم قال : عجز النساء أن يلدن مثل علي ، ثم قال : لولا علي لهلك عمر.
ص: 478
وقد تكررت هذه الكلمة من أمير المؤمنين عمر في أقضية الإمام كرم اللّه وجهه.
وقال أيضا في ص 226 :
جيء إلى عمر بن الخطاب بجارية شهد عليها شهود بأنها بغت وفجرت.
وكان من قصتها أنها كانت يتيمة عند رجل وكان الرجل كثيرا ما يغيب عن أهله ، فلما شبت اليتيمة وبلغت مبلغ النساء خشيت زوجة الرجل أن يتزوجها زوجها فتصبح ضرتها بعد أن كانت أمتها ، فدعت بنسوة فأمسكنها ، فانتهزت الفرصة فأخذت عذرتها بإصبعها ، فلما قدم زوجها من غيبته قذفت المرأة اليتيمة واتهمتها بالفاحشة ، وأقامت البينة من جاراتها اللائي ساعدنها على ذلك الإثم الشنيع ، فرفع الزوج ذلك إلى عمر رضي اللّه عنه ، ولكن عمر لم يدر كيف يقضي في هذه المعضلة ، فقال للرجل : اذهب إلى علي بن أبي طالب ونذهب نحن معك.
ثم أتوا عليا كرم اللّه وجهه وقصوا عليه القصة ، فقال لزوجة الرجل : أمعك برهان على ما تقولين في حق الجارية؟
قالت المرأة : نعم لي شهود ، هؤلاء جاراتي يشهدن عليها بما أقول ، فأمر الإمام كرم اللّه وجهه بإحضارهن ، فلما حضرن أخرج علي سيفه من الغمد فطرحه بين يديه ، ثم أمر بكل واحدة منهن فأدخلت بيتا ، ثم دعا بامرأة الرجل فجعل يحاورها ويداورها بكل وجه ولكنها أبت أن تنزل عن قولها ، فردها إلى البيت الذي كانت فيه ، ثم دعا بإحدى الشاهدات وجثا على ركبتيه ثم قال : هل تعرفينني؟ أنا علي بن أبي طالب وهذا سيفي في يدي ، وقد قالت زوجة الرجل ما قالت ثم رجعت إلى الحق فأعيتها الأمان ، وإن أنت لم تصدقيني القول فلا بد لي من أن أمكن السيف منك ، فالتفت الشاهدة إلى عمر رضي اللّه عنه قائلة : يا أمير المؤمنين الأمان على الصدق ، فقال لها : اصدقي يا إمرأة ، فجعلت المرأة تقول : لا واللّه إن زوجة الرجل رأت للجارية جمالا وهيئة فخشيت أن تفسد عليها زوجها فسقتها المسكر ، ثم دعتنا
ص: 479
فأمسكناها لها فأزالت بكارتها بإصبعها ، فقال علي كرم اللّه وجهه : اللّه أكبر ، والحمد لله الذي جعلني بعد دانيال أول من فرق بين الشهود لمعرفة الحقيقة ، ثم قضى كرم اللّه وجهه عليهن بحد القذف ، وقد ألزمهن جميعا دية البكارة التي يسميها الفقهاء بالعقر ، على أن يكون عقر تلك الأمة أربعمائة درهم.
فهذه الأربعمائة درهم تعويض للجارية عن عقرها بإزالة بكارتها.
ولم يقف كرم اللّه وجهه عند هذا الحد في قضائه بل تجاوز ذلك إلى ما يليق به في شرف نفسه وتمام عدله وانتصافه للمظلوم من الظالم ، فجعل يؤنب المرأة المتهمة تأنيبا عنيفا حمل زوجها على أن يعلن في المجلس طلاقها ، فأشار الإمام إلى زوجها بأن يتزوج الجارية ، وساق المهر لها من ماله كرم اللّه وجهه ورضي اللّه عنه وأرضاه.
ولم يشأ أمير المؤمنين عمر رضي اللّه عنه إلا أن يعلن إعجابه بقضاء الإمام مكررا كلمته التي كان شديد الحرص على تكرارها : لولا علي لهلك عمر.
وقال أيضا في ص 243 :
ومن أقضيته كرم اللّه وجهه قضاؤه في المرأة التي أنكرت ولدها قائلة : إنه ليس ولدي. فذلك حيث يقول الثقة الذي روى هذه القصة : سمعت غلاما بالمدينة يقول : يا أحكم الحاكمين أحكم بيني وبين أمي.
فقال له أمير المؤمنين عمر بن الخطاب : لما ذا تشكو أمك يا غلام على هذه الصورة؟ قال الغلام : يا أمير المؤمنين إنها حملتني في بطنها تسعة أشهر ثم أرضعتني حولين كاملين ، فلما كبرت وعرفت الخير من الشر طردتني وزعمت أنها لا تعرفني ، فاستدعى المرأة أمير المؤمنين عمر ثم سألها عما يقول الغلام ، فقالت : يا أمير المؤمنين والذي أحتجب بالنور فلا عين تراه ، إنني لا أعرف هذا الغلام ولا أدري من أي الناس هو ، وهو يريد أن يفضحني في عشيرتي وأنا لا أزال بكرا لم
ص: 480
أتزوج ، فسألها عمر : هل لك شهود على ما تقولين؟ فأجابت : نعم ، هؤلاء إخوتي ، فاستدعاهم عمر فشهدوا عنده بأن الغلام كذاب وأنه يريد أن يفضح أختهم في عشيرتها وأنها جارية لم تتزوج ، فقال عمر : انطلقوا بهذا الغلام إلى السجن حتى نسأل ، فأخذوا الغلام إلى السجن ، وفيما هم في الطريق إلى السجن تلقاهم الإمام كرم اللّه وجهه ، فناداه الغلام : يا بن عم رسول اللّه ، إني غلام مظلوم ، ثم قص عليه ما كان قد قصه على عمر ، فقال علي كرم اللّه وجهه : ردوه إلى أمير المؤمنين عمر.
فلما ردوه إليه قال لهم عمر : لقد أمرت به إلى السجن فلما ذا رددتموه إلي؟ فأجابوه : لقد سمعناك تقول لا تعصوا لعلي أمرا ، وقد أمرنا علي أن نرده إليك وألا نذهب به إلى السجن ، ثم جاء علي كرم اللّه وجهه فقال : لأقضين اليوم بقضاء يرضي رب العالمين ، ثم أخذ يسأل المرأة : ألك شهود؟ قالت : نعم ، ثم تقدم الشهود فشهدوا بأن المرأة ليست أما للغلام وإنما هو يريد أن يفضحها في عشيرتها ، فقال الإمام علي كرم اللّه وجهه : أشهد اللّه وأشهد من حضر من المسلمين أني قد زوجت هذا الغلام من هذه الجارية بأربعمائة درهم ، أدفعها من مالي الخاص ، ثم نادى قنبرا مولاه أن يحضر الدراهم فأتاه بها ، فصبها في يد الغلام قائلا له : صب هذا المال في حجر إمرأتك ولا أراك بعد ذلك الا وبك أثر العرس.
فقام الغلام فصب الدراهم في حجر المرأة فقال لها : قومي معي إلى بيت الزوجية ، فصاح المرأة : النار النار يا بن عم رسول اللّه ، أتريد أن تزوجني من ولدي؟ هذا واللّه ولدي ، وقد زوجني أخي هجينا فولدت منه هذا الغلام ، فلما كبر أمروني أن أنتفي منه وأطرده مع أنه ولدي ، وفؤادي يحترق أسفا على ولدي ، ثم أخذت بيد الغلام فانطلقت به ، فنادى عمر بأعلى صوته : وا عمراه! لو لا علي لهلك عمر.
وقال أيضا في ص 245.
ص: 481
ومن فقهه كرم اللّه وجهه ما يروى عن سعيد بن المسيب ، عن حذيفة بن اليمان ، قال : لقي عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه حذيفة رضي اللّه عنه فقال له عمر : كيف أصبحت يا حذيفة؟ فقال حذيفة : كيف تريدني أصبح؟ أصبحت أكره الحق ، وأحب الفتنة ، وأشهد بما لم أره ، وأصلي على غير وضوء ، ولي في الأرض ما ليس لله في السماء ، فغضب عمر غضبا شديدا حتى كأنما فقئ في وجهه حب الرمان ، ثم انصرف فمر بالإمام علي كرم اللّه وجهه فقال له : ما أغضبك يا أمير المؤمنين؟ فقال عمر : لقيت حذيفة بن اليمان فسألته كيف أصبح؟ فقال : أصبحت أكره الحق ، فقال علي : صدق حذيفة ، أصبح يكره الموت والموت حق ، فقال عمر : وقال حذيفة : إنه يحب الفتنة ، فقال الإمام : صدق ، يحب المال والولد ، واللّه تعالى يقول : ( أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ ) فقال عمر : وقال حذيفة : أشهد بما لم أره ، فقال الإمام : صدق ، يشهد بالوحدانية والموت والبعث والقيامة والجنة والنار والصراط ، وهو لم ير ذلك كله ، وقال عمر : قال حذيفة : إنه يصلي على غير وضوء ، فقال الإمام : صدق حذيفة ، إنه يصلي على رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، فقال عمر : يا أبا الحسن إن حذيفة قال أكبر من ذلك ، إن له في الأرض ما ليس لله في السماء ، قال الإمام : صدق حذيفة ، لأن له في الأرض زوجة وله ولد ، وتعالى اللّه عن الزوجة والولد ، فقال عمر: كاد يهلك ابن أم عمر ، ولولا علي لهلك عمر.
وقال أيضا في ص 199 :
ومن أقضيته التي يتلقاها أهل العلم بالقبول القائم على الإعجاب بعمله والإذعان لفضله ، قضاؤه كرم اللّه وجهه الذي رواه القرطبي عن الشعبي حيث يقول : بلغ عمر ابن الخطاب أن امرأة من قريش تزوجها رجل من ثقيف في عدتها ، فاستقدمها عمر مع زوجها وفرق بينهما قائلا له : لا تزوجها أبدا ، ثم جعل أمير المؤمنين عمر صداقها في بيت المال ، وقد فشا ذلك في الناس ، فلما بلغ الإمام كرم اللّه وجهه جعل
ص: 482
يقول : يرحم اللّه أمير المؤمنين عمر ، ما بال الصداق وبيت المال؟ إنما جهل الزوجان فعلى الإمام أن يردهما إلى السنة.
فقال له قائل : فما تقول أنت فيهما؟ فقال : لها الصداق بما استحل منها ويفرق بينهما ، ولا جلد عليهما ، وعليها أن تكمل عدتها من الأول ثم تعتد من الثاني عدة كاملة ثلاثة أقراء ، ثم يخطبها الرجل إن شاء.
فلما بلغ ذلك أمير المؤمنين عمر خطب الناس فقال : أيها الناس ، ردوا الجهالات إلى سنة رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، وليس لأحد أن يفتي في المسجد وعلي حاضر.
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور حسن محمود الشافعي في «المدخل إلى دراسة علم الكلام» (ص 345 ط المطبعة الفنية) قال : وأمر عمر برجم امرأة حامل وأخرى مجنونة فنهاه علي عليه السلام فقال : لولا علي لهلك عمر.
ومنهم الفاضل المعاصر خالد محمد خالد في «أبناء الرسول صلی اللّه عليه وآله وسلم في كربلاء» (ص 22 ط 5 دار ثابت - القاهرة» قال :
ووقف علي مع كلا الخليفتين يبثهما الرأي السديد ، والنصح الأمين مما جعل أمير المؤمنين عمر يشيد بسداد رأيه فيقول : لولا علي لهلك عمر.
قد مضى ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 8 ص 204 ومواضع أخرى ،
ص: 483
ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم الفاضل المعاصر أحمد عبد الجواد المدني في «المعاملات في الإسلام» (ص 29 ط مؤسسة الإيمان ودار الرشيد - بيروت ودمشق) قال :
عن سعيد بن جبير ، قال : أتي عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه بامرأة قد ولدت ولدا له خلقتان : بدنان وبطنان وأربعة أيد ورأسان وفرجان ، هذا في النصف الأعلى ، وأما في الأسفل فله فخذان وساقان ورجلان مثل سائر الناس ، فطلبت المرأة ميراثها من زوجها ، وهو أبو ذلك الخلق العجيب ، فدعا عمر بأصحاب رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فشاورهم ، فلم يجيبوا فيه بشيء ، فدعا علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه ، فقال علي : إن هذا أمر يكون له نبأ فاحبسها واحبس ولدها ، واقبض مالهم ، وأقم لهم من يخدمهم وأنفق عليهم بالمعروف ، ففعل عمر ذلك ، ثم ماتت المرأة وشب الخلق وطلب الميراث ، فحكم له علي بأن يقام له خادم خصي يخدم فرجيه ، ويتولى منه ما يتولى الأمهات ما لا يحل لأحد سوى الخادم ، ثم إن أحد البدنين طلب النكاح ، فبعث عمر إلى علي رضي اللّه عنه فقال له : يا أبا الحسن! ما تجد في أمر هذين؟ إن اشتهى أحدهما شهوة خالفه الآخر ، وإن طلب الآخر حاجة طلب الذي يليه ضدها ، حتى إنه في ساعتنا هذه طلب أحدهما الجماع ، فقال علي : اللّه أكبر ، إن اللّه أحلم وأكرم من أن يرى عبد أخاه وهو يجامع أهله ، ولكن عللوه ثلاثا ، فإن اللّه سيقضي قضاء فيه ما طلب هذا إلا عند الموت ، فعاش بعدها ثلاثة أيام ومات ، فجمع عمر أصحاب رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فشاورهم فيه قال بعضهم : اقطعه حتى يبين الحي من الميت وتكفنه وتدفنه ، فقال عمر : إن هذا الذي أشرتم لعجب أن نقتل حيا لحال ميت ، وضج الجسد الحي فقال : اللّه حسبكم ، تقتلوني وأنا أشهد أن لا إله إلا اللّه وأن محمدا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وأقرأ القرآن ، فبعث إلى علي فقال : يا أبا الحسن! أحكم فيما بين هذين الخلقين ، فقال
ص: 484
علي : الأمر فيه أوضح من ذلك وأسهل وأيسر ، الحكم أن تغسلوه وتكفنوه مع ابن أمه ، يحمله الخادم إذا مشى فيعاون عليه أخاه ، فإذا كان بعد ثلاث جف فاقطعوه جافا ، ويكون موضعه حيا لا يألم ، فإني أعلم أن اللّه لا يبقي الحي بعده أكثر من ثلاثا يتأذى برائحة نتنه وجيفته ، ففعلوا ذلك ، فعاش الآخر ثلاثة أيام ومات ، فقال عمر رضي اللّه عنه : يا ابن أبي طالب! فما زلت كاشف كل شبهة ، وموضح كل حكم.
(أبو طالب المذكور) ورجاله ثقات إلا أن سعيد بن جبير لم يدرك عمر.
ومنهم الشريف عباس أحمد صقر وأحمد عبد الجواد في «جامع الأحاديث» (القسم الثاني ج 4 ص 6):
فذكرا مثل ما تقدم عن «المعاملات في الإسلام» - إلى أن قالا : يا ابن أبي طالب! فما زلت كاشف كل شبهة ، وموضح كل حكم.
(أبو طالب المذكور) ورجاله ثقات إلا أن سعيد بن جبير لم يدرك عمر رضي اللّه عنه.
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد رواس قلعه جي في «موسوعة فقه عمر بن الخطاب» (ص 721 ط 3 دار النفائس - بيروت سنة 1406) قال :
وقال عمر لرجل : أجعل بيني وبينك من كنا أمرنا إذا اختلفنا في شيء أن
ص: 485
نحكمه ، يعني علي بن أبي طالب.
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 8 ص 205 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة المولود سنة 588 والمتوفى 660 في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 3 ص 1709 ط دمشق) قال :
قرأت بخط الحافظ أبي طاهر السلفي ، وأخبرنا به - إجازة أو سماعا - أبو علي حسن بن أحمد الأوقي قال : أخبرنا السلفي قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين ابن مردك الكاتب - بالري - قال : أخبرنا اسماعيل بن علي بن الحسين الحافظ السمان قال : أخبرنا أبو المجد محمد بن عبد اللّه بن سليمان التنوخي - بمعرة النعمان - ، وأبو الفتح المؤيد بن أحمد بن علي الخطيب - بحلب قالا : حدثنا أبو القاسم اسماعيل بن القاسم الحلبي - وقال المؤيد : المعروف بالمصري بحلب - قال : حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن المعروف بابن أبي نضلة ، الشيخ الصالح ، قال : حدثني أبي قال : حدثنا يعلى بن عبيد ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن عبد اللّه بن عباس قال : استعدى رجل على علي بن أبي طالب الى عمر بن الخطاب ، وكان علي جالسا في مجلس عمر بن الخطاب ، فالتفت عمر الى علي فقال : يا أبا الحسن - وقال المؤيد : قم يا أبا الحسن فاجلس مع خصمك - فقام علي فجلس مع خصمه فتناظرا ، وانصرف الرجل ورجع علي الى مجلسه فجلس فيه ، فتبين عمر التغير في وجهه فقال له : يا أبا الحسن مالي أراك متغيرا ، أكرهت ما
ص: 486
كان؟ قال : نعم يا أمير المؤمنين ، قال : ولم؟ قال : لأنك كنيتني بحضرة خصمي ، فألا قلت لي : قم يا علي فاجلس مع خصمك ، فأخذ عمر برأس علي فقبل بين عينيه ، ثم قال : بأبي أنتم ، بكم هدانا اللّه ، وبكم أخرجنا من الظلمات إلى النور.
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو نصر مبشر الطرازي الحسيني التركستاني المولود بطراز سنة 1314 في كتابه «الإسلام الدين الفطري الأبدي» (ج 2 ص 93 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :
منها أن يهوديا شكى علي بن أبي طالب إلى عمر بن الخطاب في عهد خلافته ، فلما حضر علي ومثل بين يدي أمير المؤمنين نظر إليه ، وقال له : يا أبا الحسن اجلس ، فظهرت آثار الغضب على وجه علي ، فقال له عمر : أكرهت يا علي أن يكون خصمك يهوديا وأن تمثل معه أمام القضاء؟ هكذا ظن عمر في هذه الظاهرة كما يغلب ، فقال علي : لا! ولكنني غضبت لأنك لم تسو بيني وبينه بأن كنيتني فقلت يا أبا الحسن ، يريد علي رضي اللّه عنه أن التكنية تعظيم ، يخالف العدالة أمام القضاء ، وكان عليه أن يناديه باسمه لا بكنيته.
قد مضى ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 8 ص 209 ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
ص: 487
«مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 18 ص 25 ط دار الفكر) قال :
وعن أبي سعيد الخدري : أنه سمع عمر يقول لعلي وسأله عن شيء فأجابه ، فقال له عمر : نعوذ باللّه من أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا الحسن.
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص 27 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :
وعن أبي سعيد الخدري : انه سمع عمر يقول لعلي وقد سأله عن شيء فأجابه : أعوذ باللّه أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا الحسن.
ومنهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة 911 في كتابه «مسند علي بن أبي طالب» (ج 1 ص 136 ط المطبعة العزيزية بحيدرآباد ، الهند) قال :
عن أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه قال : حججنا مع عمر بن الخطاب فلما دخل الطواف استقبل الحجر فقال : إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ، ولولا أني رأيت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقبلك ما قبلتك ثم قبله ، فقال له علي بن أبي طالب : يا أمير المؤمنين إنه يضر وينفع. قال : بم؟ قال : بكتاب اللّه عزوجل. قال : وأين ذلك من كتاب اللّه؟ قال : قال اللّه تعالى ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ) إلى قوله «بلى» خلق اللّه آدم ومسح على ظهره فقررهم بأنه الرب وأنهم العبيد ، وأخذ عهودهم ومواثيقهم وكتب ذلك في رق وكان لهذا الحجر عينان ولسان ، فقال له : افتح فاك ، ففتح فاه فألقمه ذلك الرق ، فقال : أشهد لمن وافاك بالموافاة يوم القيامة ، وإني أشهد لسمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول : يؤتى يوم القيامة بالحجر الأسود وله لسان ذلق يشهد لمن يستلمه بالتوحيد ،
ص: 488
فهو يا أمير المؤمنين يضر وينفع ، فقال عمر : أعوذ باللّه أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا الحسن.(الجندي في فضائل مكة ، وأبو الحسن القطان في الطوالات).
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 8 ص 215 ومواضع أخرى من هذا الكتاب المستطاب ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة الشيخ بهاء الدين أبو القاسم هبة اللّه سيد الكل القفطي الشافعي في «الأنباء المستطابة في فضل الصحابة والقرابة» (ق 59 والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة جستربيتي) قال :
ومن ذلك ما روي أن عمر بن الخطاب أنهى إليه أن امرأة زوجها عادى أنه يتحدث إليها فبعث إليها رسولا فجاءت وهي حبلى متم ، فلما كانت ببعض الطريق أخذها الطلب فنظرت إلى أدنى باب يليها فولدت فضرب أو فصوت ثم مات ، فانطلق الرسول إلى أدنى باب يليها فولدت فضرب أو فصوت ثم مات ، فانطلق الرسول إلى عمر فأخبره أنها جاءت وولدت ببعض الطريق غلاما فضرب أو صوت ثم مات ، فاستشارهم فقالوا : يا أمير المؤمنين إنما أنت وال ناصح الشاهد والغائب وما نرى عليك من إثم. قال : وعلي عليه السلام في مؤخر البيت فقال : يا أبا حسن ما ترى أنت؟ قال : لا أدري الذي يرون إن كانوا قاربوك فقد غشوك وإن يكن هذا جهد رأيهم فقد قصر رأيهم ، اما الدية فعليك اما المأثم فأنا أرجو أن يكون اللّه قد وضعه عنك إنما أنت وال ناصح للشاهد والغائب. قال : صدقت ونصحت عزمت عليك أن لا تبرح حتى تقسمها على بني أبيك.
ومن ذلك ما روى عن موسى بن طلحة عن أبيه قال : أتي عمر مال فقسمه وفضل
ص: 489
فضلة فاستشار أصحابه فقالوا : خذها لنفسك ، ثم التفت إلى علي فقال : ما تقول يا أبا حسن؟ فقال : أرى أن تقسمه حتى لا يبقى منه شيء. ثم التفت إلى علي عليه السلام فقال : ويد لك مع أياد لم أختزل بها ، أما واللّه لئن بقيت ليأتين الراعي نصيبه من هذا المال باليمن ودمه في وجهه.
ومن ذلك ما روى عن طلحة بن عبيد اللّه قال : أتي عمر رضي اللّه عنه بمال فقسمه بين الناس وفضل فضلة ، فاستشار فيه فقالوا : لو تركته لحدث أو نائبة ان كانت وعلي في القوم لا يتكلم قال : مالك يا أبا الحسن لا تتكلم؟ قال : قد أخبرك القوم ، قال : لتقولن. قال : إن اللّه فرغ من قسم هذا المال وذكره حديث مال البحرين حيث جيء به إلى رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فقسمه وحال بينه وبين ان يقسمه كله الليل أو صلاة من الصلوات فرأي ذلك في وجه رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم حتى فرغ منه قال : لا جرم لتقسمنه. قال : فقسمه علي عليه السلام. قال طلحة : فأصابني من البقية ثمان مائة درهم.
ومن ذلك ما روى عن عبيدة بن رفاعة عن أبيه قال : جلس إلى عمر علي والزبير وسعد في نفر من أصحاب رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فتذاكروا العول فقالوا : لا نأمر به ، فقال : إنهم يزعمون إنها الموؤدة الصغرى ، فقال علي عليه السلام : لا تكون موءودة حتى تمر عليها التارات السبع حتى يكون سلالة من طين ثم يكون نطفة ثم يكون علقة ثم يكون مضغة ثم يكون عظما ثم يكون لحما ثم يكون خلقا آخر ، فقال عمر : صدقت أطال اللّه بقاءك.
ومن ذلك ما روى عن جابر قال : كان لأهل بلد مجلس مع عمر لا يجلسه غيرهم وكان علي عليه السلام أولهم دخولا وآخرهم خروجا.
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 433 وج 15 ص 644
ص: 490
ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة جمال الدين محمد بن مكرم الأنصاري في «مختصر تاريخ دمشق» (ج 17 ص 335 ط دار الفكر في دمشق) قال :
وروي عن عمر بن خطاب قال : لقد أعطي علي بن أبي طالب ثلاث خصال لئن تكون لي خصلة منها أحب إلي من أن أعطى حمر النعم. قيل : وما هن يا أمير المؤمنين؟ قال : تزويجه فاطمة بنت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، وسكناه المسجد مع رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لا يحل لي فيه ما حل له ، والراية يوم خبير.
وروي عنه أيضا قال : لقد أعطي علي بن أبي طالب ثلاث خصال لئن تكون لي واحدة منها أحب إلي من حمر النعم : تزوج فاطمة بنت رسول اللّه فولد الحسن والحسين سبطي رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وحبيبي رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وسد الأبواب كلها إلا باب علي ودفع إليه الراية يوم خيبر.
ومنهم الفاضل المعاصر الشريف علي فكري الحسيني القاهري المتوفى سنة 1372 في كتابه «أحسن القصص» (ج 3 ص 214 ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال :
وأخرج أبو يعلى ، عن أبي هريرة قال : قال عمر بن الخطاب : لقد أعطى علي ثلاث خصال ، لأن تكون لي خصلة منها أحب إليّ من أن أعطى حمر النعم. فسئل : وما هن؟ قال : تزوجه فاطمة وسكناه المسجد ، لا يحل لي فيه ما يحل له ، والراية يوم خيبر.
ومنهم العلامة الشيخ المقري شمس الدين محمد بن محمد بن محمد الجزري الدمشقي الشافعي المتوفى سنة 833 في «المناقب تهذيب أسنى المطالب» (ص 68 ط بيروت) قال :
ص: 491
أخبرتنا الشيخة أم محمد دست العرب ابنة محمد بن علي بن أحمد المقدسية فيما شافهتني به قالت : أخبرنا جدي المذكور ، عن أبي سعد الصفار ، أخبرنا أبو القاسم الشحامي ، أخبرنا أبو بكر الحافظ ، أخبرنا أبو عبد اللّه بن البيع الحافظ ، أخبرنا الحسن بن محمد بن إسحاق الإسفرايني ، حدثني أبو الحسن محمد بن أحمد بن البراء ، حدثنا علي بن عبد اللّه بن جعفر المديني ، حدثني أبي ، أخبرني سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : قال عمر بن الخطاب - فذكر مثل ما تقدم - وزاد : أخرجه الحاكم في صحيحه وقال : صحيح الأسناد ولم يخرجاه.
ومنهم الشيخ قرني طلبة البدوي في «العشرة المبشرون بالجنة» (ص 208 ط محمد علي صبيح بمصر) قال :
وأخرج أبو يعلى ، عن أبي هريرة قال : قال عمر بن الخطاب - فذكر مثل ما تقدم ، وزاد : تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 172.
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص 25 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :
وعن ابن عمر - فذكر الحديث عنه ثم قال :
وعن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه مثله. وأخرجه السمان في «الموافقات».
ومنهم الفاضل المعاصر المستشار عبد الحليم الجندي في «الإمام جعفر الصادق» عليه السلام (ص 28 ط المجلس الأعلى للشئون الإسلامية - القاهرة)
فذكر مثل ما تقدم.
ص: 492
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الشيخ أبو القاسم بهاء الدين هبة اللّه بن عبد اللّه في «الأنباء المستطابة» (ق 64 نسخة مكتبة جستربيتي) قال :
منها ما روي من قول عمر : تحببوا إلى الأشراف وتوددوا إليهم واتقوا على أعراضهم من السفلة واعلموا أنه لا يتم شرف إلا بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام.
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 5 ص 118 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة أبو القاسم بهاء الدين هبة اللّه بن عبد اللّه ابن سيد الكل في «الأنباء المستطابة» (ق 66 نسخة مكتبة جستربيتي) قال :
ومن ذلك ما روي عن جابر قال : قال عمر : لأصحاب رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ثماني عشر سابقة خصّ علي بن أبي طالب منها بثلاثة عشر وشكرنا في الخمس.
ص: 493
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 8 ص 212 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم الفاضلان المعاصران الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد المدنيان في «جامع الأحاديث» (القسم الثاني ج 3 ص 738 ط دمشق) قالا :
عن ابن عباس رضي اللّه عنه قال : وردت على عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه واردة قام منها وقعد ، وتغير وتربد ، وجمع لها أصحاب النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فعرضها عليهم ، وقال : أشيروا علي ، فقالوا جميعا : يا أمير المؤمنين! أنت المفزع وأنت المنزع ، فغضب عمرو قال : اتقوا اللّه وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ، فقالوا : يا أمير المؤمنين! ما عندنا مما تسأل عنه شيء ، فقال : أما واللّه ، إني لأعرف أبا بجدتها وابن بجدتها ، وأين مفزعها وأين منزعها ، فقالوا : كأنك تعنى ابن أبي طالب رضي اللّه عنه ، فقال عمر : لله هو ، وهل طفحت حرة بمثله وأبرعته ، انهضوا بنا إليه ، فقالوا : يا أمير المؤمنين! أتصير إليه ، يأتيك ، فقال : هيهات هناك شجنة من بني هاشم ، وشجنة من الرسول ، وأثرة من علم يؤتى لها ولا يأتي ، في بيته يؤتى الحكم فاعطفوا نحوه فألفوه في حائط له وهو يقرأ : ( أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً ) ويرددها ويبكى ، فقال عمر لشريح : حدث أبا حسن بالذي حدثتنا به ، فقال شريح : كنت في مجلس الحكم ، فأتى هذا الرجل فذكر أن رجلا أودعه إمرأتين : حرة مهيرة ، وأم ولد ، فقال له : أنفق عليهما حتى أقدم ، فلما كان في هذه الليلة وضعتا جميعا ، إحداهما ابنا ، والأخرى بنتا. وكلتاهما تدعى الابن وتنتفي من البنت من أجل الميراث. فقال له : بم قضيت بينهما؟ فقال شريح : لو كان عندي ما أقضى به بينهما لم آتكم بهما ، فأخذ علي رضي اللّه عنه تبنة من الأرض فرفعها فقال :
ص: 494
إن القضاء في هذا أيسر من هذه. ثم دعا بقدح ، فقال لإحدى المرأتين : احلبي فحلبت ، فوزنه ثم قال للأخرى : احلبي ، فحلبت ، فوزنه فوجده على النصف من لبن الأولى ، فقال لها : خذي أنت ابنتك ، وقال للأخرى : خذي أنت ابنك ، ثم قال لشريح : أما علمت أن لبن الجارية على النصف من لبن الغلام ، وأن ميراثها نصف ميراثه ، وأن عقلها نصف عقله ، وأن شهادتها نصف شهادته ، وأن ديتها نصف ديته ، وهي على النصف في كل شيء ، فأعجب به عمر رضي اللّه عنه إعجابا شديدا ثم قال : أبا حسن! لا أبقاني اللّه لشدة لست لها ، ولا في بلد لست فيه ، (أبو طالب علي بن أحمد الكاتب في جزء من حديثه) وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني قال في المغني : وثّقه ابن معين وغيره.
ومنهم الفاضل المعاصر أحمد عبد الجواد المدني في «المعاملات في الإسلام» (ص 27 ط مؤسسة الإيمان ودار الرشيد - بيروت ودمشق) قال :
عن ابن عباس رضي اللّه عنه قال : وردت على عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه واردة قام منها وقعد ، وتغير وتربد ، وجمع لها أصحاب النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فعرضها عليهم ، وقال : أشيروا علي ، فقالوا جميعا : يا أمير المؤمنين! أنت المفزع وأنت المنزع ، فغضب عمر - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن «جامع الأحاديث» بعينه وقال في آخره : أخرجه أبو طالب علي بن أحمد الكاتب في جزء من حديثه. وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني ، قال في المغني : وثقه ابن معين وغيره ، وقال أبو داود : ضعيف ، وقال (عد) : أرجو أنه لا بأس به ، قال الذهبي : وأما تشيعه فقل ما شئت ، كان يكفر معاوية.
ومنهم الفاضل المعاصر عبد الرحمن الشرقاوي في «علي إمام المتقين» (ج 1 ص 104 ط مؤسسة الوفاء) قال :
واجتمع عند عمر مال ، فقسمه ، فبقي منه شيء فاستشار بعض الصحابة فيما بقي
ص: 495
قالوا : نرى أن تمسكه فإن احتجت إلى شيء كان عندك ، فسأل عليا : مالك لا تتكلم يا أبا الحسن؟ قال : قد أشار عليك القوم ، قال : وأنت فأشر ، قال : أرى أن تقسمه ، فقسمه عمر.
وقال : يا أبا الحسن لا أبقاني اللّه لشدة لست لها ، ولا لبلد لست فيه.
ومنهم العلامة المعاصر الشيخ محمد العربي التباني الجزائري المكي في «تحذير العبقري من محاظرات الخضري» (ج 2 ص 17 ط بيروت سنة 1404) قال :
وعن يحيى بن عقيل ، قال : كان عمر يقول لعلي إذا سأله ففرج عنه : لا أبقاني اللّه بعدك يا علي. أخرجهما ابن السمان.
ومنهم العلامة الشيخ محمد بن داود الكردي البازلي الشافعي المتوفى سنة 925 في «غاية المرام» (ص 75 نسخة جستربيتي) قال :
قال ابن عقيل : كان عمر يقول لعلي فيما يسأله ويجيبه : لا أبقاني اللّه بعدك.
ومنهم العلامة أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي في «مناقب عمر بن الخطاب» (ص 125 ط دار الكتاب العربي - بيروت سنة 1405) قال :
عن أبي سعيد الخدري رحمه اللّه قال : حججنا مع عمر رضوان اللّه عليه ، أول حجة حجها من إمارته ، فلما دخل المسجد الحرام ، دنا من الحجر الأسود فقبله ، واستلمه وقال : أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ، ولولا إني رأيت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قبلك واستلمك ما قبلتك ولا استلمتك ، فقال له علي رضوان اللّه عليه : لا يا أمير المؤمنين إنه ليضر وينفع ، ولو علمت تأويل ذلك من كتاب اللّه لعلمت أن الذي أقول لك ، كما يقول ، قال اللّه عزوجل : ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ ) إلى قوله تعالى بلى ، فلما أقروا أنه الرب عزوجل ، وأنهم العبيد كتب ميثاقهم في رق ، ثم
ص: 496
ألقمه هذا الحجر ، وله عينان ، ولسان وشفتان يشهد لمن وافاه بالموافاة ، فهو أمين اللّه في هذا المكان ، قال عمر رضوان اللّه عليه : لا أبقاني اللّه بأرض لست بها يا أبا الحسن.
ومنهم العلامة ابن منظور الافريقي في «مختصر تاريخ دمشق» (ج 18 ص 25)
روى عن أبي سعيد الخدري مثله بعينه.
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ق 27 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :
وعن يحيى بن عقيل قال : كان عمر يقول لعلي إذا سأله ففرج عنه : لا أبقاني اللّه بعدك يا علي.
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة الشيخ أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه المشتهر بابن سيد الكل في «الأنباء المستطابة» (ص 62 والنسخة مصورة من مكتبة جستربيتي بإيرلندة) قال :
روي أن عمر قصد عليا في بيان له في جماعة من الصحابة لزيارته والحديث معه فقال له علي : يا أمير المؤمنين أرأيت لو جاءك قوم من بني إسرائيل فقال لك أحدهم : أنا ابن عم موسى كانت له أثرة على أصحابه؟ قال عمر : نعم ، قال علي :
ص: 497
فأنا واللّه أخو رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، فنزع عمر رداء فبسطه وقال : واللّه لا يكون لك مجلس غيره حتى نفرق ، فلم يزل علي جالسا عليه حتى تفرقوا.
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص 27 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :
وعن محمد بن زياد قال : كان عمر حاجا فجاءه رجل قد لطمت عينه فقال : من لطم عينك؟ قال : علي بن أبي طالب ، فلم يسأله لم لطمه ، فجاء علي والرجل عنده فقال : هذا الرجل يطوف بالبيت وهو ينظر إلى الحرم في الطواف ، فقال عمر : لقد نظرت بنور اللّه.
ومنهم العلامة ابن الأثير في «النهاية» (في لفظة عين) قال :
وفي حديث عمر : إن رجلا كان ينظر في الطواف إلى حرم المسلمين فلطمه علي عليه السلام واستعدى عليه عمر فقال : ضربك بحق أصابته عين من عيون اللّه ، أراد خاصة من خواص اللّه ووليا من أوليائه.
ص: 498
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 6 ص 368 وج 17 ص 433 ومواضع أخرى من الكتاب ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة الشيخ محمد بن داود البازلي في «غاية المرام في رجال البخاري» (ص 72 والنسخة مصورة من مكتبة جستربيتي بإيرلندة) قال :
روي عن البراء بن عازب وزاد : فقال عمر : أصبحت يا بن أبي طالب اليوم ولي كل مؤمن.
ومنهم العلامة صاحب «مختار مناقب الأبرار» (ص 17 مصورة مكتبة جستربيتي) قال :
وفي رواية فقال عمر بن الخطاب لعلي : أصحبت مولى كل مؤمن.
ومنهم العلامة جمال الدين محمد بن مكرم الأنصاري المتوفى سنة 710 في «مختصر تاريخ دمشق» (ج 17 ص 358 ط دار الفكر) قال :
وعن أبي فاختة قال : أقبل علي وعمر جالس في مجلسه ، فلما رآه عمر تضعضع وتواضع وتوسع له في المجلس ، فلما قام علي قام بعض القوم : يا أمير المؤمنين إنك تصنع لعلي صنعا ما تصنع بأحد من أصحاب محمد ، قال عمر : ما رأيتني أصنع به؟ قال : رأيتك كلما رأيته تضعضعت وتواضعت وأوسعت حتى يجلس ، قال : وما يمنعني واللّه إنه لمولاي ومولى كل مؤمن.
ص: 499
ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد بن محمد الحنفي المصري في «تفسير آية المودة» (ق 26 والنسخة مصورة من إحدى مكاتب قم الشخصية) قال :
وأخرج الدار قطني أيضا عن سالم بن أبي الجعد ، قال : قيل لعمر بن الخطاب : أنك تصنع لعلي شيئا لا تصنعه بأحد من أصحاب النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، قال : إنه مولاي.
وقال أيضا فيه بعد ذكر قول النبي صلی اللّه عليه وآله «من كنت مولاه .. إلخ» : ومن رواية عقبة : وعاد من عاداه وأحب من أحبه وأبغض من أبغضه واخذل من خذله ، فقال أبو بكر وعمر : أمسيت يا ابن أبي طالب مولى كل مؤمن ومؤمنة.
ومنهم العلامة الشيخ بهاء الدين أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه المشتهر بابن سيد الكل المتوفى سنة 697 في «الأنباء المستطابة» (ق 58 المصورة من مكتبة جستربيتي) قال :
روي عن سالم بن أبي الجعد ، قال : قيل لعمر بن الخطاب : إنك تصنع لعلي عليه السلام ما لا تصنعه بأحد من أصحاب النبي صلی اللّه عليه وآله؟ قال : إنه مولاي.
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 8 ص 207 وج 17 ص 441 ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم الفاضلان المعاصران الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد
ص: 500
المدنيان في «جامع الأحاديث» (القسم الثاني ج 4 ص 518 ط دمشق) قالا :
عن محمد بن الزبير ، قال : دخلت مسجد دمشق فإذا أنا بشيخ قد التقت ترقوتاه من الكبر ، فقلت له : يا شيخ من أدركت؟ قال : النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، قلت : ما غزوت؟ قال : اليرموك ، قلت : حدثني بشيء سمعته ، قال : خرجت مع فتية من عك والأشعريين حجاجا ، فأصبنا بيض نعام ، فذكرنا ذلك لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه ، فأدبر وقال : اتبعوني حتى انتهى إلى حجر رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فضرب في حجرة منها فأجابته امرأة ، فقال : أثم أبو الحسن ، فقالت : لا ، هو في المقتات ، فأدبر ، وقال : اتبعوني حتى انتهى إليه ، فقال : مرحبا يا أمير المؤمنين ، قال : إن هؤلاء فتية من عك والأشعريين أصابوا بيض نعام وهم محرمون ، قال : ألا أرسلت إلي؟ قال : أنا أحق بإتيانك ، قال : تضربون الفحل قلائص أبكارا بعدد البيض فما نتج منها أهدوه ، قال عمر رضي اللّه عنه : فإن الإبل تحرج ، قال علي رضي اللّه عنه : والبيض يزق ، فلما أدبر قال عمر : اللّهم لا تنزلن شدة إلا وأبو الحسن إلى جنبي.(كر).
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص 26 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان)
فذكر مثل ما تقدم عن جامع الأحاديث.
ص: 501
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 8 ص 193 وج 17 ص 436 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة أبو بكر جابر الجزائري في «العلم والعلماء» (ص 172 ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال :
وعن سعيد بن المسيب قال : كان عمر بن الخطاب يتعوذ من معضلة ليس فيها أبو حسن ، وسار بذلك مثل : مشكلة ولا أبا حسن لها!
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 18 ص 35 ط دار الفكر) قال :
وعن سعيد بن المسيب قال : قال عمر بن الخطاب : أعوذ باللّه من معضلة ليس لها أبو حسن ، علي بن أبي طالب.
ومنهم أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي المتوفى سنة 597 في «المنتظم في تاريخ الملوك والأمم» (ج 5 ص 68 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :
كان أبو بكر وعمر يشاورانه ويرجعان إلى رأيه ، وكان كل الصحابة مفتقرا إلى علمه ، وكان عمر يقول : أعوذ باللّه من معضلة ليس لها أبو الحسن.
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور مصطفى الشكعة في «إسلام بلا مذاهب» (ص 118 ط 8 الدار المصرية اللبنانية - القاهرة) قال :
ص: 502
فإذا مات أبو بكر لا يلبث المسلمون جميعا أن يرتضوا مشورته قبل وفاته باختيار الخليفة العظيم عمر بن الخطاب ومن بينهم علي ، وكان الخليفة يستعين به في حل عظائم الأمور ويقول : أعوذ باللّه من مشكلة ليس فيها أبو حسن (وهي كنية الإمام علي).
ومنهم الفاضل المعاصر عبد الرحمن الشرقاوي في «علي إمام المتقين» (ج 1 ص 104 ط مؤسسة الوفاء) قال :
ورفعت إلى عمر قضية إمرأة ولدت لستة أشهر ، فأمر برجمها فجاءت أختها إلى علي تستصرخه ، فذهب إلى عمر وقال : إن اللّه عزوجل يقول : ( وَالْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كامِلَيْنِ ) وقال تعالى : ( وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً ) ، فالفصال أربعة وعشرون شهرا والحمل ستة أشهر ، تلك ثلاثون شهرا.
فخلى عمر سبيلها. قال : أعوذ باللّه من معضلة ليس لها أبو الحسن.
ومنهم الحافظ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد المشتهر بابن الجوزي في «تبصرة المبتدي» (ص 196 نسخة مكتبة جستربيتي) قال :
وكان الخلق يحتاجون إلى علم علي حتى قال عمر : آه من معضلة ليس لها أبو الحسن.
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص 26 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :
وعن سعيد بن المسيب قال : كان عمر يتعوذ من معضل ليس لها أبو الحسن ، خرجه الإمام أحمد.
ص: 503
ومنهم الحافظ صلاح الدين خليل بن سيف الدين كيكلدي بن عبد اللّه العلائي الشافعي المولود سنة 694 والمتوفى سنة 761 في كتابه «إجمال الإصابة في أقوال الصحابة» (ص 56 ط جمعية إحياء التراث الإسلامي - الكويت سنة 1407) قال :
وكان عمر رضي اللّه عنه يقول : أعوذ باللّه من معضلة ليس لها أبو حسن. يعني علي ابن أبي طالب رضي اللّه عنه.
ومنهم الفاضل المعاصر الشريف علي فكري ابن الدكتور محمد عبد اللّه الحسيني القاهري المتوفى سنة 1372 في كتابه «أحسن القصص» (ج 3 ص 205) قال :
روي ان رجلا أتى عمر بن الخطاب - إلى ان قال : فقال عمر رضي اللّه عنه : أعوذ باللّه من معضلة لا علي لها.
ومنهم الحافظ المؤرخ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة 748 في «تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام» (ج 3 ص 638) قال :
وقال ابن المسيب ، عن عمر قال : أعوذ باللّه من معضلة ليس لها أبو حسن.
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي في «آل بيت الرسول» صلی اللّه عليه وآله وسلم (ص 39 ط القاهرة سنة 1399) قال :
عن سعيد بن المسيب قال : كان عمر يتعوذ باللّه من معضلة ليس فيها أبو حسن.
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو بكر جابر الجزائري في كتابه «العلم والعلماء» (ص 173 ط دار الكتب السلفية بالقاهرة سنة 1403) قال :
وعن سعيد بن المسيب قال : كان عمر بن الخطاب يتعوذ من معضلة ليس فيها أبو حسن ، وسار بذلك مثل : مشكلة ولا أبا حسن لها!
ص: 504
ومنهم العلامة المعاصر الشيخ محمد العربي التباني الجزائري المكي في «تحذير العبقري من محاضرات الخضري» (ج 2 ص 17 ط بيروت سنة 1404) قال :
وعن أبي سعيد الخدري : سمع عمر يقول لعلي وقد سأله عن شيء فأجابه : أعوذ باللّه ان أعيش في قوم لست فيهم يا أبا الحسن.
وأخرج ابن سعد أيضا ، عن سعيد بن المسيب قال : كان عمر بن الخطاب يتعوذ من معضلة ليس لها أبو الحسن - يعني عليا -.
ومنهم العلامة حسام الدين المردي في «آل محمد» (ص 48) قال :
أخرج الإمام أحمد وأبو عمر وابن سعد هم جميعا يرفعه بسنده عن سعيد بن المسيب قال : كان عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه يتعوذ باللّه من معضلة ليس لها أبو الحسن - يعنى عليا
ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد الحسيني الشيرازي الشافعي في «توضيح الدلائل» (ص 213) قال :
قال عمر بن الخطاب في عدة وقائع وقعت أيام خلافته : لولا علي لهلك عمر لما رأى من تحقيقه وإصابته ، وقال رضي اللّه تعالى عنه مرة أخرى : اللّهم لا تنزل بي شديدة إلا وأبو الحسن الى جنبي. وقال مرة أخرى عليه رضوان اللّه تعالى : أعوذ باللّه من معضلة لا علي لها. وقد سأله شيئا فأجابه في بعض الزمن فقال : أعوذ باللّه أن أعيش في يوم لست فيه أبا الحسن وباهتك فخرا وسؤددا لمولانا أمير المؤمنين إذ اعترف له بالفضل افضل أفاضل زمانه واعترف هذا الحبر وهو أعلم علماء الصحابة من بحر علومه وبيانه.
ومنهم العلامة الشيخ جمال الدين يوسف بن شاهين العسقلاني (سبط ابن حجر) في كتابه «رونق الألفاظ لمعجم الحفاظ» (ص 339 والنسخة مصورة من إحدى مكاتب
ص: 505
إسلامبول) قال :
وقال يحيى بن سعيد ، عن سعيد المسيب : كان عمر يتعوذ من معضلة ليس لها أبو حسن.
ومنهم العلامة الشيخ قرني طلبة البدوي في «العشرة المبشرون بالجنة» (ص 207 ط محمد علي صبيح بمصر) قال :
قال : وأخرج عن سعيد بن المسيب قال : كان عمر بن الخطاب يتعوذ من معضلة ليس فيها أبو الحسن.
وأخرج عنه قال : لم يكن أحد من الصحابة يقول : سلوني إلا علي.
ومنهم العلامة محمد بن أحمد الخفاجي في «تفسير آية مودة القربى» (ص 72) قال :
وكان عمر يتعوذ من معضلة ليس لها أبو الحسن.
ومنهم العلامة الشيخ محمد بن داود بن محمد البازلي الكردي الشافعي المتوفى سنة 925 في كتابه «غاية المرام» (ص 70 والنسخة مصورة من مكتبة جستربيتي بإيرلندة) قال :
قال سعيد بن المسيب : كان عمر يتعوذ من معضلة ليس لها أبو الحسن - يعنى عليا.
وقال أيضا في ص 75 مثل ذلك.
ومنهم العلامة الشيخ محمد توفيق بن علي البكري الصديقي المتوفى سنة 1351 في كتابه «بيت الصديق» (ص 272 ط مصر سنة 1323) قال :
ص: 506
وروى أيضا ، قال : كان عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه يتعوذ من معضلة ليس لها أبو حسن.
ومنهم العلامة الشيخ أحمد بن محمد الخافي الحسيني الشافعي في «التبر المذاب» (ص 36 نسخة مكتبتنا العامة بقم) قال :
وذكر عند الإمام عمر بن الخطاب حلي الكعبة وكثرته ، فقال قوم : لو أخذته فجهّزت جيوش المسلمين كان أعظم للأجر وما تصنع الكعبة بالحلى فهم بذلك. وسئل عنه علي عليه السلام فقال : إن القرآن أنزل على النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم والأموال أربعة أموال المسلمين فقسمها بين الورثة في الفرائض والفيء فقسمه على مستحقيه والخمس فوضعه اللّه حيث وضعه والصدقات فجعلها اللّه حيث جعلها وكان حلي الكعبة فيها حينئذ فتركه اللّه على حاله ولم يتركه نسيانا ولم يخف عليه مكانا فأقره حيث أقره اللّه ورسوله صلی اللّه عليه [وآله] وسلم. فقال عمر لعلي عليه السلام : وفقت وسددت ، لا عشت لمعضلة لست لها يا أبا الحسن.
ومنهم العلامة الشيخ بهاء الدين أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه ابن سيد الكل القفطي الشافعي في كتابه «الأنباء المستطابة» (ص 59 والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة جستربيتي) قال :
ومن ذلك ما روي عن عمر أنه قال : ما أحب أن أكون في بلد ليس فيها أبو الحسن يعني علي بن أبي طالب.
وروي أنه كان يقول : أعوذ باللّه من معضلة ليس فيها أبو حسن.
وقال أيضا في ص 63 :
ومما ذكره القاضي أبو بكر بن الطيب من أقوال عمر في فضائل علي عليه السلام فمن ذلك ما روى عن عمر قوله المشهور : لولا علي لهلك عمر.
ص: 507
ومنها قوله : أعوذ باللّه من معضلة ليس فيها أبو حسن.
ومنها قوله : أعوذ باللّه أن أعيش في قوم ليس فيهم أبو حسن.
ومنهم العلامة السيد حسين ابن السيد روشن عليشاه الحسيني النقوي البخاري الحنفي الهندي في كتابه «تحقيق الحقائق ، گلزار مرتضوي - محبوب التواريخ» (ص 7 ط أحسن المطابع في لاهور) قال :
أما عمر فقد عرف كل رجوع اليه في كثير من المسائل التي أشكلت عليه وعلى غيره من الصحابة وقوله غير مرة : لولا علي لهلك عمر.
وقوله : لا بقيت لمعضلة ليس لها أبو الحسن.
وقوله : لا يفتينّ أحد في المسجد وعلي حاضر.
ومنهم العلامة الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن أبي الحسن الحنفي البغدادي المعروف بابن الجوزي المتوفى سنة 597 في «المصباح المضيء» (ج 1 ص 359 ط مطبعة الأوقاف في بغداد) قال :
وكان عمر يتعوذ من معضلة ليس لها أبو حسن.
ومنهم عبد اللّه بن نوح الجيانجوري المتولد سنة 1324 في «الإمام المهاجر» (ص 156 ط دار الشروق بجدة) قال :
أما قضاياه فكثيرة ، وقد قال عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه : علي أقضانا ، وكان يتعوذ باللّه من قضية ليس لها أبو الحسن.
ومنهم العلامة محمد بن أبي بكر الأنصاري في كتابه «الجوهرة» (ص 72 ط دمشق) قال :
وحدث أحمد بن زهير قال : نا عبيد اللّه بن عمر القواريري ، نا مؤمل بن
ص: 508
إسماعيل ، حدثنا سفيان الثوري ، عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيب قال : كان عمر يتعوذ باللّه من معضلة ليس لها أبو حسن.
ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد بن محمد الحنفي المصري المتوفى سنة 1096 في «تفسير آية المودة» (ص 72 نسخة إحدى مكاتب قم) قال :
وكان [علي عليه السلام] غزير العلم ، وكان عمر بن الخطاب يتعوذ من معضلة ليس لها أبو الحسن.
ومنهم العلامة محمد بن علي الحنفي المصري في كتاب «إتحاف أهل الإسلام» (والنسخة مصورة من مكتبة الظاهرية بدمشق) قال :
وأخرج ابن سعد ، عن سعيد بن المسيب ، قال : كان عمر بن الخطاب يتعوذ باللّه من معضلة ليس لها أبو الحسن - يعني عليا.
ومنهم العلامة جمال الإسلام أبو إسحاق إبراهيم بن علي الفيروزآبادي في «طبقات الفقهاء» (ص 7 والنسخة مصورة من مكتبة السلطان أحمد الثالث في إسلامبول) قال :
وروي عن سعيد بن المسيب ، قال : كان عمر يتعوذ باللّه من معضلة ليس فيها أبو الحسن.
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
ص: 509
فمنهم الشيخ أبو القاسم بهاء الدين هبة اللّه بن عبد اللّه المشتهر بابن سيد الكل في «الأنباء المستطابة» (ق 60 نسخة مكتبة جستربيتي) قال :
ومن ذلك ما روي أن عمر بن الخطاب استشار الناس فقال : ما تقولون في شيء فضل عندنا من هذا المال؟ فقالوا : يا أمير المؤمنين قد شغلناك عن أهلك وضيعتك وتجارتك فهو لك. فقال لعلي : ما تقول؟ قال : قد أشاروا عليك. قال : قل يا علي ، قال : لم تجعل نفسك طيبا وعلمك جهلا. قال : لتخرجن مما قلت؟ قال : أجل واللّه لأخرجن منه ، أما تذكر إذ بعثك رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ساعيا وأتيت العباس ابن عبد المطلب فمنعك صدقته فأتيتني فقلت : انطلق معي إلى رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فلنخبره بما صنع العباس ، فأتيناه فوجدناه خاترا فرجعنا ثم أتيناه في اليوم الثاني فوجدناه طيب النفس فأخبرناه بما صنع العباس فقال : أما علمتم أن عم الرجل صنو أبيه؟ فأخبرناه بالذي رأيناه من ختور نفسه في اليوم الأول وطيب نفسه في اليوم الثاني ، فقال : إنما أتيتماني في اليوم الأول وقد بقي من الصدقة ديناران فخشيت أن يأتيني الموت قبل أن أوجههما ثم أتيتماني هذا اليوم وقد وجهتهما ، فالذي رأيتما من طيب نفسي لذلك. فقال عمر : صدقت واللّه لأشكرن لك في الدنيا والآخرة.
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن كتب القوم في ج 4 ص 433 وج 15 ص 644 ومواضع أخرى من الكتاب ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي الموصلي
ص: 510
المتوفى سنة 307 في «مسند أبي يعلى» (ج 9 ص 452 ط دار المأمون للتراث - دمشق) قال :
حدثنا نصر بن علي ، أخبرنا عبد اللّه بن داود ، عن هشام بن سعد ، عن عمر بن أسيد ، عن ابن عمر قال : كنا نقول على عهد رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : النبي ، ثم أبو بكر ، ثم عمر ، ولقد أعطي علي بن أبي طالب ثلاث خصال لأن يكون في واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم : تزوج فاطمة وولدت له ، وغلق الأبواب غير بابه ، ودفع الراية إليه يوم خيبر.
ومنهم الحافظ أبو العلي محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري الهندي المتوفى سنة 1353 في «تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي» (ج 10 ص 203 ط دار الفكر في بيروت)
فذكر مثل ما تقدم ، عن مسند أبي يعلى ، عن ابن عمر - وقال في آخره : وقد روي هذا الحديث من غير وجه ، عن ابن عمر - رواه البخاري وغيره بألفاظ.
ومنهم الفاضل المعاصر محمد عمر في «خديجة أم المؤمنين» (ص 479 ط دار الريان)
فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 17 ص 335 ط دار الفكر) قال :
وعن ابن عمر قال : أعطي علي ثلاثا ، لأن أكون أعطيتهن أحب إلي من حمر النعم : زوجه رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فاطمة فولدت له ، وأعطي الراية يوم خيبر ، وسدت أبواب الناس إلا بابه.
ص: 511
وعنه قال : لقد أعطي علي بن أبي طالب ثلاث خصال ، لأن يكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم : تزوج فاطمة بنت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فولد الحسن والحسين سبطي.
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة الشيخ أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي المشتهر بابن عساكر المتوفى سنة 573 في «تاريخ دمشق» (ج 3 ص 57 ط بيروت) قال :
أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي ، أنبأنا أحمد بن أبي عثمان ، وأحمد بن محمد ابن إبراهيم.
حيلولة وأخبرنا عبد اللّه بن القصاري [ظ] ، أنبأنا أبي ، قالا : أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن الحسن بن عبد اللّه ، أنبأنا أبو عمر حمزة بن القاسم الإمام الهاشمي [ظ] ، أنبأنا عبد اللّه بن أبي علي ، أنبأنا إسحاق بن بشر ، عن محمد بن الفضل ، عن سالم الأفطس : عن عطا [ء] ، عن ابن عمر ، أنه بلغه أن رجلا يذكر علي بن أبي طالب ، فقال [له] ابن عمر : ولم تفعل؟ فورب هذه البنية لقد سبقت له الحسنى من اللّه ما لها من مردود.
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 17 ص 343 ط دار الفكر) قال :
وعن العلاء بن عرار ، قال : إني قلت لعبد اللّه بن عمر وهو في المسجد جالس :
ص: 512
كيف تقول في هذين الرجلين علي وعثمان؟ فقال عبد اللّه : أما علي فلا تسأل عنه أحدا ، وانظر إلى منزله من منزل رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، فقد أخرجنا من مسجد رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم إلا علي ، وأما عثمان فتلا : ( يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ ) فأذنب ذنبا عظيما ، فعفا اللّه عنه ، وأذنب فيكم ذنبا من دون [ذلك] فقتلتموه.
وقال في ج 18 ص 28 :
وعن ابن عمر ، أنه بلغه أن رجلا يذكر علي بن أبي طالب ، فقال ابن عمر : ولم تفعل؟ فورب هذه البنية لقد سبقت له الحسنى من اللّه ، مالها من مردود.
ومنهم العلامة أبو أحمد عبد اللّه بن عدي الجرجاني في «الكامل في الرجال» (ج 7 ص 2666) قال :
أخبرنا محمد بن هارون بن حميد ، ثنا عبد اللّه بن عمر ، ثنا يحيى بن أبي غنية ، عن أبيه ، عن خالد بن سحيم ، عن عبد اللّه بن عمر ، قال : سأله سائل عن علي فقال : عن أي أمر علي تسألني ، هذا بيت رسول اللّه وهذا بيته.
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص 26 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :
وعن مسروق أن ابن عمر أتي بامرأة قد نكحت في عدتها ففرق بينهما وجعل مهرها في بيت المال وقال : لا يجتمعان أبدا ، فبلغ عليا فقال : إن كان جهلا فلها المهر بما استحل من فرجها ويفرق بينهما فإذا انقضت عدتها فهو خاطب من الخطاب فخطب عمر فقا (ل) : ردوا الجهات إلى السنّة ، فرجع إلى قول علي.
ص: 513
وقال في ص 25 :
وعن ابن عمر رضي اللّه عنهما ، قال : لعلي بن أبي طالب ثلاث خصال لأن يكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم : زوجه رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ابنته فاطمة أحب الناس إليه ، وولدت له سيدي شباب أهل الجنة وسد الأبواب إلا بابه في المسجد ، وأعطاه الراية يوم خيبر. خرجه الإمام أحمد.
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 18 ص 47 ط دار الفكر) قال :
قال أبو شريح : كنا عند حذيفة بالمدائن ، فأتاه الخبر أن عمارا والحسن بن علي قدما الكوفة ، يستنفران الناس إلى أمير المؤمنين علي ، فقال حذيفة : إن الحسن بن علي قدم يستنفر الناس إلى عدو اللّه وعدوكم ، فمن أحب أن يلقى أمير المؤمنين حقا حقا فليأت علي بن أبي طالب.
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة الشيخ محمد العربي التباني الجزائري المكي في «تحذير العبقري»
ص: 514
(ج 2 ص 10 ط بيروت) قال :
وعن عمر بن خاقان قال : قال لي الأحنف بن قيس : لقيت الزبير فقلت له : ما تأمرني به وترضاه لي؟ قال : آمرك بعلي بن أبي طالب ، قلت : أتأمرني به وترضاه لي؟ قال : نعم. أخرجه الحضرمي.
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الحافظ الشيخ جلال الدين السيوطي المتوفى سنة 911 في كتابه «مسند علي بن أبي طالب» عليه السلام (ج 1 ص 318 ط حيدرآباد) قال :
عن صعصعة بن صوحان ، قال : لما عقد علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه الألوية أخرج لواء رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ولم ير ذلك اللواء منذ قبض رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، فعقده ودعا قيس بن سعد بن عبادة فدفعه إليه ، فاجتمعت الأنصار وأهل بدر ، فلما نظروا إلى لواء رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بلواء فأنشأ قيس بن سعد بن عبادة يقول :
هذا اللواء الذي كنا نخف به *** دون النبي وجبرئيل لنا مدد
ما ضر من كانت الأنصار عيبته *** أن لا يكون له من غيرهم عضد
كلام أبي سعيد الخدري
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
ص: 515
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» (ج 17 ص 350 ط بيروت) قال :
وعن أبي سعيد الخدري قال : بعث رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم علي بن أبي طالب إلى اليمن ، قال أبو سعيد : فكنت فيمن خرج معه ، فلما احتفر إبل الصدقة سألناه أن نركب منه ونريح إبلنا ، وكنا قد رأينا في إبلنا خللا فأبى علينا ، وقال : إنما لكم منه سهم كما للمسلمين ، قال : فلما فرغ علي وانصفق من اليمن راجعا ، أمر علينا إنسانا فأسرع هو فأدرك الحج ، فلما قضى حجته قال له النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : إرجع إلى أصحابك حتى تقدم عليهم.
قال أبو سعيد : وقد كنا سألنا الذي استخلفه ما كان علي منعنا إياه ففعل ، فلما جاء عرف في إبل الصدقة أنها قد ركبت ، رأى أثر الراكب ، فذم الذي أمره ولامه ، فقال : أما إن لله علي إن قدمت المدينة لأذكرن لرسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، ولأخبرنه ما لقينا من الغلظة والتضييق.
قال : فلما قدمنا المدينة غدوت إلى رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أريد أن أفعل ما كنت قد حلفت عليه ، فلقيت أبا بكر خارجا من عند رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، فلما رآني قعد معي ورحب بي ، وسألني وسألته ، وقال : متى قدمت؟ قلت : قدمت البارحة ، فرجع معي إلى رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فدخل وقال : هذا سعد بن مالك ، ابن الشهيد ، قال : ائذن له ، فدخلت فحييت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وحياني وسلم عليّ ، وسألني عن نفسي وعن أهلي فأحفى في المسألة ، فقلت : يا رسول اللّه ، ما لقينا من على من الغلظة وسوء الصحبة والتضييق ، فانتبذ رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، وجعلت أنا أعدد ما لقينا منه حتى إذا كنت في وسط كلامي ضرب رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم على فخذي ، وكنت منه قريبا ، وقال : سعد بن مالك ابن الشهيد ، مه بعض قولك لأخيك علي ، فو اللّه لقد علمت أنه أخشن في سبيل اللّه.
ص: 516
قال : فقلت في نفسي : ثكلتك أمك ، سعد بن مالك ، ألا أراني كنت فيما يكره منذ اليوم وما أدري؟ لا جرم ، واللّه لا أذكره بسوء أبدا سرا ولا علانية.
وقال أيضا في ص 359 :
قال أبو سعيد الخدري : لما نصب رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم عليا بغدير خم ، فنادى له بالولاية ، هبط جبريل عليه السلام عليه بهذه الآية : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً )
وقال أبو سعيد الخدري : نزلت هذه الآية : ( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ) على رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يوم غدير خم في علي بن أبي طالب.
وقال في ج 18 ص 16 :
وعن أبي سعيد الخدري قال : كان لعلي أحسبه قال : من النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم مدخل لم يكن لأحد من الناس ، أو كما قال.
وقال أيضا في ج 18 ص 25 :
وعن أبي سعيد الخدري ، أنه سمع عمر يقول لعلي وسأله عن شيء فأجابه ، فقال له عمر : نعوذ باللّه من أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا حسن.
وقال أيضا في ج 18 ص 25 :
وعن أبي سعيد الخدري قال : خرجنا حجاجا مع عمر بن الخطاب ، فلما دخل الطواف استلم الحجر وقبله ، وقال : إني لأعلم انك حجر لا تضر ولا تنفع ، ولولا أني رأيت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقبلك ما قبلتك ، قال : ثم مضى في الطواف ، فقال له علي بن أبي طالب : يا أمير المؤمنين ، إنه ليضر وينفع ، فقال له عمر : بم
ص: 517
قلت ذلك؟ قال : بكتاب اللّه ، قال : وأين ذلك من كتاب اللّه؟ قال : قول اللّه عزوجل : ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى ) قال : لما خلق اللّه آدم عليه السلام مسح منكبه ، فخرج ذريته مثل الذر ، فعرفهم بنفسه أنه الرب وأنهم العبيد ، وأقروا بذلك على أنفسهم ، وأخذ ميثاقهم بذلك ، فكتبه في رق أبيض ، قال : وكان هذا الركن الأسود يومئذ له لسان وشفتان وعينان ، فقال له : افتح فاك ، فألقمه ذلك الرق ، وجعله في موضعه ، وقال : تشهد لمن وافاك بالموافاة إلى يوم القيامة. قال : فقال له عمر بن الخطاب : لا بقيت في قوم لست فيهم أبا حسن ، أو قال : لا عشت في قوم لست فيهم أبا حسن.
وقال أيضا في ص 45 :
وعن أبي سعيد ، قال : كنا عند بيت النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في نفر من المهاجرين والأنصار ، فخرج علينا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فقال : ألا أخبركم بخياركم؟ قالوا : بلى ، قال : خياركم الموفون المطيبون ، إن اللّه يحب الحفي التقي ، قال : ومر علي بن أبي طالب ، فقال : الحق مع ذا ، الحق مع ذا.
وعن أبي سعيد الخدري قال : خرج إلينا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وقد انقطع شسع نعله ، فدفعها إلى علي يصلحها ، ثم جلس ، وجلسنا حوله ، كأنما على رءوسنا الطير ، فقال : إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله ، فقال أبو بكر : أنا يا رسول اللّه؟ قال : لا ، فقال عمر : أنا هو يا رسول اللّه؟ قال : لا ، ولكنه خاصف النعل ، قال : فأتينا عليا نبشره بذلك ، فكأنه لم يرفع به رأسا ، كأنه قد سمعه قبل.
وكان حزام بن زهير عند علي في الرحبة فقام إليه رجل فقال : يا أمير المؤمنين ، هل كان في «النعل» حديث؟ فقال : اللّهم إنك تعلم أنه مما كان يسره إلى رسول
ص: 518
اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وأشار بيديه ورفعهما.
وقال أيضا في ص 55 : وعن أبي سعيد الخدري قال : أمرنا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بقتال الناكثين ، والقاسطين ، والمارقين ، فقلنا : يا رسول اللّه ، أمرتنا بقتال هؤلاء ، فمع من؟ قال : مع علي بن أبي طالب ، معه يقتل عمار بن ياسر.
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 17 ص 333 ط دار الفكر) قال :
ومن حديث الحارث بن مالك قال : أتيت مكة فلقيت سعد بن أبي وقاص ، فقلت : هل سمعت لعلي منقبة؟ قال : شهدت له أربعا ، لأن تكون لي واحدتهن أحب إلي من الدنيا أعمر فيها مثل عمر نوح عليه السلام : إن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بعث أبا بكر ببراءة إلى مشركي قريش ، فسار بها يوما وليلة ، ثم قال لعلي : اتبع أبا بكر فخذها ، فبلغها ورد عليّ أبا بكر ، فرجع أبو بكر فقال : يا رسول اللّه ، أنزل في شيء؟ قال : لا ، إلا خيرا ، لا ، إنه ليس يبلغ عني إلا أنا أو رجل مني ، أو قال : من أهل بيتي.
قال : فكنا مع النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فنودي فينا ليلا : ليخرج من في المسجد إلا آل رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وآل علي ، قال : فخرجنا نجر نعالنا ، فلما أصبحنا أتى العباس النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، فقال : يا رسول اللّه ، أخرجت أعمامك
ص: 519
وأصحابك وأسكنت هذا الغلام؟ فقال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : ما أنا أمرت بإخراجكم ولا إسكان هذا الغلام ، إن اللّه هو أمر به.
والثالثة : أن نبي اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بعث عمر وسعدا إلى خيبر ، فخرج عمر [و] سعد ، ورجع عمر فقال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : لأعطين الراية رجلا يحب اللّه ورسوله ، ويحبه اللّه ورسوله ، في ثناء كبير أخشى أن لا أحصي ، فدعا عليا ، فقالوا : إنه أرمد ، فجيء به يقاد ، فقال له : افتح عينيك ، قال : لا أستطيع ، قال : فتفل في عينيه ريقه ، ودلكهما بإبهامه ، وأعطاه الراية.
والرابعة : يوم غدير خم ، قام رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فأبلغ ، ثم قال : أيها الناس ، ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ ثلاث مرات ، قالوا : بلى ، قال : أدن يا علي ، فرفع يده ، ورفع رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يده حتى نظرت إلى بياض إبطيه ، فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، حتى قالها ثلاث مرات.
ومن حديث خيثمة بن عبد الرحمن ، قال : قلت لسعد بن أبي وقاص : ما خلفك عن علي ، أشيء رأيته أو شيء سمعته من رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم؟ قال : لا ، بل شيء رأيته أنا ، إني قد سمعت له من رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ثلاثا ، لو تكون واحدة لي منها أحب إلي مما طلعت عليه الشمس ، ومن الدنيا وما فيها ، وذكر غزوة تبوك ويوم خيبر ، قال : ثم أعطاه الراية فمضى بها ، قال : واتبعه الناس من خلفه ، قال : فما تكامل الناس من خلفه حتى لقي مرحبا فاتقاه بالرمح فقتله ، ثم مضى إلى الباب حتى أخذ بحلقة الباب ثم قال : أنزلوا يا أعداء اللّه على حكم اللّه وحكم رسوله ، وعلى كل بيضاء وصفراء ، قال : فجاء رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فجلس على الباب ، فجعل علي يخرجهم على حكم اللّه وحكم رسوله ، فبايعهم وهو آخذ بيد رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، قال : فخرج حيي بن أخطب ، قال : فقال له رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : برئت منك ذمة اللّه وذمة رسول إن كتمتني شيئا ، قال : نعم ، وكانت له سقاية في الجاهلية ، فقال : له رسول اللّه صلى اللّه
ص: 520
عليه وسلم : ما فعلت سقايتكم التي كانت لكم في الجاهلية؟ قال : فقال : يا رسول اللّه أجلينا يوم النضير فاستهلكناها لما نزل بنا من الحاجة ، قال : فبرئت منك ذمة اللّه وذمة رسوله إن كذبتني ، قال : نعم ، قال : فأتاه الملك فأخبره ، فدعاه رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فقال : اذهب إلى جذع نخلة كذا وكذا ، فإنه قد نقرها وجعل السقاية في جوفه ، قال : فاستخرجها ، فجاء بها ، قال : فلما جاء بها قال لعلي : قم فاضرب عنقه ، قال : فقام إليه علي فضرب عنقه ، وضرب عنق ابن أبي الحقيق وكان زوج صفية بنت حيي ، وكان عروسا بها ، قال : فأصابها رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم.
قال : وقال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يوم خم ، ورفع بيد علي فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه.
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن ابن عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» ترجمة الإمام علي عليه السلام (ج 3 ص 61 ط بيروت) قال :
أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي ، أنبأنا أبو القاسم عبد اللّه بن الحسن ابن الخلال ، أنبأنا محمد بن عثمان المقري ، أنبأنا محمد بن نوح الجنديسابوري ، أنبأنا هارون بن إسحاق ، أنبأنا محمد بن مهران الرازي - وكان ثقة - عن محمد بن سلمة ، عن محمد بن إسحاق ، عن خالد بن سلمة ، عن سعيد بن عمرو بن سعيد ، عن عبد اللّه بن عباس المخزومي ، قال : قلت لابن عم [كذا] أخبرني عن صوع الناس
ص: 521
مع علي وإنما هو غلام ولأبي بكر من السابقة والشرف ما قد علمنا ، قال : إن عليا كان له ما شئت من ضرس قاطع : البسطة في العشيرة ، والقدم في الإسلام ، والصهر لرسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، والعلم بالقرآن ، والفقه في السنة ، والنجدة في الحرب ، والجودة في الماعون ، إنه كان له ما شئت من ضرس قاطع.
أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي ، وأبو الحسين أحمد بن محمد بن الطيب ، قالا : أنبأنا أبو القاسم ابن البسري.
حيلولة : وأخبرنا أبو القاسم أيضا ، أنبأنا أبو الحسين بن النقور.
وأخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنبأنا عبد العزيز بن علي بن أحمد بن الحسين ، قالوا : أنبأنا أبو طاهر المخلص ، أنبأنا عبد اللّه بن محمد ، أنبأنا محمد بن حميد الرازي ، أنبأنا سلمة ، عن أبي إسحاق ، عن عبد الرحمن بن الحرث ، عن خالد بن سلمة - وفي حديث الأنماطي ، عن خالد بن سعد - عن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص ، قال : قلت لعبد اللّه بن عياش بن أبي ربيعة : ألا تخبرني عن أبي بكر وعلي؟ فإن أبا بكر كان له السن والسابقة مع النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وهو ابن ستين سنة ، وعلي ابن أربع وثلاثين سنة ، ثم إن الناس صاغية [ظ] إلى علي؟ فقال : أي ابن أخ كان [علي] واللّه له ما شاء من ضرس قاطع السبطة - وقال ابن النقور : أمسطه [كذا] ، وقال ابن البسري : أبسطه - في النسب ، وقرابته من النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ومصاهرته والسابقة - وفي حديث عبد العزيز : وسابقته - في الإسلام ، والعلم بالقرآن ، والفقه في السنة ، والنجدة في الحرب ، والجود في الماعون ، كان - واللّه - له ما شاء عن ضرس قاطع.
أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي ، أنبأنا أبو بكر ابن الطبري ، أنبأنا أبو الحسين ابن الفضل ، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر ، أنبأنا يعقوب بن سفيان ، أنبأنا أبو غسان ، أنبأنا إسحاق بن سعيد ، أخبرني أبي ، عن عبد اللّه بن عياش بن أبي ربيعة وكانت ابنته تحت واقد بن عبد اللّه بن عمر ، فدخل عبد اللّه بن عياش على ابنته فقلت : يا [أ] با الحرث ألا
ص: 522
تخبرني عن علي بن أبي طالب؟ قال : أما واللّه يا ابن أخي إني به لخابر ، قلت : وتقول ذاك ما هو؟ قال : كان رجلا تلعابة ، وكان إذا شاء أن يقطع له ضرس قاطع قطع ، قلت : وضرسه ذاك ما هو؟ قال : قراءة القرآن وعلم بالقضاء وبأس وجود لا ينكس.
قال : وأنبأنا أبو غسان ، أنبأنا عمر بن زياد ، عن الأسود بن قيس ، وقلت له : ما تلعابة؟ قال : فيه مضاحكة.
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 18 ص 31 ط دار الفكر) قال :
وعن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص ، قال : قلت لعبد اللّه بن عياش بن أبي ربيعة : ألا تخبرني عن أبي بكر وعلي؟ فإن أبا بكر كان له السن والسابقة مع النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وهو ابن ستين سنة ، وعلي ابن أربع وثلاثين سنة ، ثم إن الناس صاغية إلى علي ، فقال : أي ابن أخ ، كان واللّه له ما شاء من ضرس قاطع ، أبسطه في النسب وقرابته من النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ومصاهرته ، والسابقة في الإسلام ، والعلم بالقرآن ، والفقه والسنة ، والنجدة في الحرب ، والجود في الماعون ، كان واللّه له ما شاء من ضرس قاطع.
وحدث سعيد عن عبد اللّه بن عياش بن أبي ربيعة - وكانت ابنته تحت واقد بن عبد اللّه بن عمر - فدخل عبد اللّه بن عياش على ابنته ، فقلت : يا أبا الحارث ، ألا تخبرني عن علي بن أبي طالب؟ قال : أما واللّه يا ابن أخي إني به لخابر ، قلت : وتقول ذاك ما هو؟ قال : كان رجلا تلعابة ، وكان إذا شاء أن يقطع له ضرس قاطع قطع ، قلت : وضرسه ذاك ما هو؟ قال : قراءة القرآن ، وعلم بالقضاء ، وبأس ، وجود ، لا ينكس. قال الأسود بن قيس : فقلت له : ما تلعابة؟ قال : فيه مضاحكة.
ومنهم العلامة الشيخ قرني طلبة البدوي في «العشرة المبشرون بالجنة» (ص 207
ص: 523
ط محمد علي صبيح بمصر) قال :
وقال عبد اللّه بن عياش بن أبي ربيعة : كان لعلي ما شئت من ضرس قاطع في العلم وكان له البسطة في العشيرة ، والقدم في الإسلام ، والعهد برسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، والفقه في السنة ، والنجدة في الحرب ، والجود في المال «تاريخ الخلفاء» للسيوطي ص 171.
ذكره جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الفاضل الأمير أحمد حسين بهادر خان الحنفي البريانوي الهندي في كتابه «تاريخ الأحمدي» (ص 189 ط بيروت سنة 1408) قال :
وقال المسعودي في مروج الذهب : كتب محمد بن أبي بكر إلى معاوية كتابا فيه : من محمد بن أبي بكر إلى الغاوي معاوية بن صخر أما بعد فإن اللّه بعظمته وسلطانه خلق خلقه بلا عبث منه ولا ضعف في قوته ولا حاجة به إلى خلقهم لكنه خلقهم عبيدا وجعل منهم غويا ورشيدا وشقيا وسعيدا ، ثم اختار على علم واصطفى وانتخب منهم محمدا (صلی اللّه عليه وآله وسلم) فانتخبه بعلمه وائتمنه على وحيه وبعثه رسولا مبشرا ونذيرا ، فكان أول من أجاب وأناب وآمن وصدق وسلم أخوه وابن عمه علي بن أبي طالب صدقه بالغيب المكتوم وآثره على كل حميم ووقاه بنفسه كل هول وحارب حربه وسالم سلمه ، فلم يبرح مبتذلا لنفسه في ساعات الليل والنهار والخوف والجوع والخضوع حتى برز سابقا لا نظير له في من اتبعه ولا مقارب له في
ص: 524
فعله ، وقد رأيتك تساميه وأنت أنت وهو هو أصدق الناس نية وأفضل الناس ذرية وخير الناس زوجة وعمه سيد الشهداء يوم أحد وأبوه الذاب عن رسول اللّه (صلی اللّه عليه وآله وسلم) وعن حوزته ، وأنت اللعين ابن اللعين لم تزل أنت وأبوك تبغيان لرسول اللّه (صلی اللّه عليه وآله وسلم) وتجهدان في إطفاء نور اللّه تجمعان على ذلك الجموع وتبذلان فيه المال وتؤلبان عليه القبائل ، على ذلك مات أبوك وعليه خلفته والشهيد عليك من تدلى إليك من بقية الأحزاب ورؤساء النفاق والشاهد لعلي مع الفضل المبين القديم أنصاره الذين معه والذين ذكرهم اللّه بفضلهم وأثنى عليهم من المهاجرين والأنصار وهم معه كتائب وعصائب يرون الحق في اتباعه والشقاء في خلافه ، فكيف يا لك الويل تعدل نفسك بعلي وهو وارث رسول اللّه (صلی اللّه عليه وآله وسلم) ووصيه وأبو ولده أول الناس له اتباعا وأقربهم به عهدا يخبره بسره ويطلعه على أمره ، وأنت عدوه وابن عدوه فتمتع في دنياك ما استطعت بباطلك وليمددك ابن العاص في غوايتك ، فكأن أجلك قد انقضى وكيدك قد وهي ثم تبين لك لمن تكون العاقبة العليا ، واعلم أنك إنما تكايد ربك الذي آمنك كيده ويئست من روحه ، فهو لك بالمرصاد وأنت منه في غرور.
والسلام على من اتبع الهدى.
ذكره جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة أبو القاسم علي بن الحسن الشهير بابن عساكر الدمشقي الشافعي المتوفى سنة 571 في «تاريخ مدينة دمشق» (ج 5 ص 618 ط دار البشير) قال :
فيما قرأته في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين القرشي ، حدثني أحمد بن عيسى
ص: 525
العجلي الكوفي المعروف بابن أبي موسى ، نا الحسين بن نصر بن مزاحم ، حدثني أبي ، حدثني عمرو بن شمر ، عن جابر الجعفي قال : سمعت ابن خزيم الناجي يقول : لما استقام لمعاوية أمره لم يكن شيء أحب إليه من لقاء أبي الطفيل عامر بن واثلة ، فلم يزل يكاتبه وتلطف له حتى أتاه ، فلما قدم عليه جعل يسائله من أمر الجاهلية ودخل عليه عمرو بن العاص وهو معه فقال لهم معاوية : أما تعرفون هذا هو فارس صفين وشاعرها ، خليل أبي الحسن.
ثم قال : يا أبا الطفيل ما بلغ من حبك لعلي ، قال : حب أم موسى لموسى ، قال :
فما بلغ من بكائك عليه ، قال : بكاء العجوز الثكلى والشيخ الرقوب ، وإلى اللّه أشكو التقصير ، قال معاوية : لكن أصحابي هؤلاء لو كانوا يسألون عني ما قالوا في ما قلت في صاحبك ، قال : إذ واللّه لا يقول الباطل ، قال لهم معاوية : لا واللّه ولا الحق يقولون.
ثم قال : هو الذي يقول :
إلى رجب السبعين يعترفونني *** مع السيف في جلوا جم عديدها
زحوف كركن الطود فيها معاشر *** كغلب السباع نمرها وأسودها
كهول وشبان وسادات معشر *** على الخيل فرسان قليل صدودها
كأن شعاع الشمس تحت لوائها *** إذا طلعت أعشى العيون حديدها
يمورون مور الريح اما ذهلتم *** وزلت بأكفال الرجال لبودها
شعارهم سيما النبي ورائه *** بها انتقم الرحمن ممن يكيدها
تخطفهم أباكم عند ذكركم *** كخطف ضواري الطير طيرا تصيدها
فقال معاوية لجلسائه : أعرفتموه؟ قالوا : نعم ، فهذا أفحش شاعر وألأم جليس فقال معاوية : يا أبا الطفيل أتعرفهم؟ فقال : ما أعرفهم بخير ولا أبعدهم من شر. قال : فقام خزيمة الأسدي فأجابه فقال :
إلى رجب أو غرة الشهرة بعده *** تصبحكم حمر المنايا وسودها
ص: 526
ثمانون ألفا دين عثمان دينهم *** كتائب فيها جبريل يقودها
فمن عاش منكم عاش عبدا وم *** ن يمت ففي النار سقياه هناك صديدها
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 18 ص 31 ط دار الفكر) قال :
وعن أبي الطفيل ، قال : قال بعض أصحاب رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : لقد كان لعلي بن أبي طالب من السوابق ما لو أن سابقة منها بين الخلائق لو سعتهم خيرا.
ذكره جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الفاضل الشريف علي فكري بن الدكتور محمد عبد اللّه الحسيني القاهري في «أحسن القصص» (ج 3 ص 193 ط بيروت) قال :
وقال خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين يصف محاسن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (كرم اللّه وجهه) ومن حضره في قصيدة له :
رأوا نعمة لله «ليست عليهم» *** عليك وفضلا بارعا لا تنازعه
فمضوا من الغيظ الطويل أكفهم *** عليك ومن لم يرض فاللّه خادعه
من الدين والدنيا جميعا لك المنى *** وفوق المنى أخلاقه وطبائعه
ذكره جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
ص: 527
فمنهم العلامة الشريف الشهاب أحمد الحسيني الشيرازي الشافعي في «توضيح الدلائل» (ق 213 نسخة مكتبة فارس بشيراز) قال :
وقال : أخرجه أبو عمرو عن مسروق رضي اللّه تعالى عنه قال : شاممت أصحاب محمد صلی اللّه عليه وآله وسلم فوجدت علمهم إلى عمر وعلي وعبد اللّه بن مسعود وأبي الدرداء ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت ، ثم شاممت السنة فوجدت علمهم انتهى إلى اثنين ؛ علي وعبد اللّه ، فشاممت فتفرد به علي. رواه الصالحاني بإسناده ، وفيه الحافظ ابن مردويه ورواه الزرندي دون اللفظ الآخر.
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» (لابن عساكر (ج 18 ص 27 ط دار الفكر) قال :
وعن مسروق قال : انتهى العلم إلى ثلاثة : عالم بالمدينة ، وعالم بالشام ، وعالم بالعراق ، فعالم المدينة علي بن أبي طالب ، وعالم الكوفة عبد اللّه بن مسعود ، وعالم الشام أبو الدرداء ، فإذا التقوا سأل عالم الشام وعالم العراق عالم المدينة ولم يسألهم.
ذكره جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 18 ص 29 ط دار الفكر) قال :
وعن أبي إسحاق قال : جاء ابن أحور التميمي إلى معاوية فقال : يا أمير المؤمنين ، جئتك من عند ألأم الناس ، وأبخل الناس ، وأعيا الناس ، وأجبن الناس ، فقال : ويلك!وأنى أتاه اللؤم؟! ولكنا نتحدث أن لو كان لعلي بيت من تبن وآخر من تبر لأنفد التبر قبل التبن ، وأنى أتاه العي؟! وإن كان لنتحدث أنه ما جرت المواسي على رأس رجل من قريش أفصح من علي ، ويلك! وأنى أتاه الجبن؟!
ص: 528
وما برز له رجل قط إلا صرعه ، واللّه يا ابن أحور لو لا أن الحرب خدعة لضربت عنقك ، أخرج فلا تقيمن في بلدي. قال عطاء : وإن كان يقاتله فإنه كان يعرف فضله.
وعن يحيى بن زيد بن علي ، قال : قال عتبة بن أبي سفيان ليلة لمعاوية : يا أمير المؤمنين ، بم يطلب علي هذا الأمر؟ فو اللّه ما كان من أهله ولا آله ، فقال معاوية : علي واللّه كما قال الشاعر :
لئن كان إذ لا خاطبا فتعذرت *** عليه وكانت عاتبا فتخطت
فما تركته رغبة عن حبالة *** ولكنها كانت لآخر خطت
قال جابر : كنا ذات يوم عند معاوية بن أبي سفيان ، وقد جلس على سريره ، واعتجر بتاجه ، واشتمل بساجه ، وأومأ بعينيه يمينا وشمالا ، وقد تفرشت جماهير قريش ، وسادات العرب أسفل السرير من قحطان ، ومعه رجلان على سريره : عقيل ابن أبي طالب ، والحسن بن علي ، وإمرأة من وراء الحجاب تشير بكميها يمينا وشمالا فقالت : يا أمير المؤمنين ، ما بت الليلة أرقة ، قال لها معاوية : أمن ألم؟ قالت : لا ، ولكن من اختلاف رأي الناس فيك وفي علي بن أبي طالب.
صخر بن حرب بن أمية ، وكان أمية من قريش لبابها ، فقالت في معاوية فأكثرت ، وهو مقبل على عقيل والحسن ، فقال معاوية : رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول : من صلى أربعا قبل الظهر وأربعا بعدها حرم على النار أن تأكله أبدا ، ثم قال لها : أفي علي تقولين : المطعم في الكربات ، المفرج للكربات مع ما سبق لعلي من العناصير السرية ، والشيم الرضية والشرف ، فكان كالأسد الحادر ، والربيع النائر ، والفرات الزاخر ، والقمر الزاهر : فأما الأسد فأشبه علي منه صرامته ومضاءه ، وأما الربيع فأشبه علي منه حسنه وبهاءه ، وأما الفرات فأشبه علي منه طيبه وسخاءه ، فما تغطمطت عليه قماقم العرب السادة ، من أول العرب عبد مناف ، وهاشم ، وعباس القماقم ، والعباس صنو رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وأبوه وعمه ، أكرم به
ص: 529
أبا وعما ، ولنعم ترجمان القرآن ولده ، يعني : عبد اللّه بن عباس كهل الكهول ، له لسان سؤول ، وقلب عقول ، وخيار خلق اللّه ، وعترة نبيه ، خيار ابن أخيار. فقال عقيل بن أبي طالب : يا بنت أبي سفيان ، لو أن لعلي بيتين : بيت من تبر ، والآخر تبن بدأ بالتبر وهو الذهب ، يا أبا يزيد ، كيف لا أقول هذا في علي بن أبي طالب؟ وعلي من هامات قريش وذؤابتها ، وسنام قائم عليها ، وعلي علامتها في شامخ؟ فقال له عقيل : وصلتك رحم يا أمير المؤمنين (1).
ص: 530
ص: 531
ص: 532
ص: 533
ص: 534
ص: 535
وقال أيضا في ص 98 :
ص: 536
وعن المغيرة قال : لما جيء معاوية بنعي علي ، وهو قائل مع امرأته فاختة بنت قرظة في يوم صائف قال : إنا لله وإنا إليه راجعون ، ما ذا فقدوا من العلم ، والحلم ، والفضل ، والفقه ، فقالت امرأته : أنت بالأمس تطعن في غيبته ، وتسترجع اليوم عليه؟! قال : ويلك! لا تدرين ما ذا فقدوا من علمه وفضله وسوابقه.
وكانت سودة بنت عمارة تبكي عليا ، وقالت :
صلى الإله على جسم تضمنه *** قبر فأصبح فيه الجود مدفونا
قد حالف الحق لا يبغي به بدلا *** فصار بالحق والإيمان مقرونا
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص 45 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :
قال أبو إسحاق : جاء ابن أحور التميمي إلى معاوية فقال : يا أمير المؤمنين جئتك من عند الأم الناس - فذكر مثل ما تقدم عن «مختصر تاريخ دمشق».
وروى أبو البكرات أيضا عن معاوية فقال : وذكره يوما فأثنى عليه وعلى أبيه ثم قال : وكيف لا أقول هذا لهم وهم خيار خلق اللّه وعترة نبيه أخيار أبناء أخيار. ولما بلغه قتله قال : إنا لله ، ذهب واللّه العلم والفقه بموت ابن أبي طالب ، فقال له أخوه عتبة : لا يسمع أهل الشام منك هذا ، فقال : دعني عنك. وقد بالغ جماعة من أعدائه ومحاربته له بالفضل والعلم والفضل ، شهدت به الأعداء.
ومنهم العلامة الشيخ محمد بن أبي بكر الأنصاري التلمساني المشتهر بالبري في «الجوهرة» (ص 74 ط دمشق) قال :
وكان معاوية يكتب فيما ينزل به ليسأل له علي بن أبي طالب عن ذلك ، فلما بلغه قتله قال : ذهب الفقه والعلم بموت ابن أبي طالب ، فقال له عتبة أخوه : لا يسمع هذا منك أهل الشام ، قال : دعني عنك.
ص: 537
ومنهم العلامة الشيخ أبو الجود البتروني الحنفي في «الكوكب المغني» (ص 51 والنسخة مصورة من مكتبة جستربيتي بإيرلندة) قال :
وكان معاوية إذا ذكر علي رضي اللّه عنه ، أحسن ذكره وذكر أبيه وأمه ثم قال : وكيف لا أقول هذا لهم ، أخيار خلق اللّه وعترة نبيه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، أخيار أبناء أخيار.
ومنهم العلامة أبو سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم الخطابي البستي المتوفى سنة 388 في «غريب الحديث» (ج 2 ص 199 ط دار الفكر - دمشق) قال :
وقال أبو سليمان في حديث علي : إن معاوية كان إذا أتي بقضية شديدة ، قال : معضلة ولا أبا حسن لها.
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص 26 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :
وعن ابن أبي حازم قال : جاء رجل إلى معاوية فسأله عن مسألة فقال : اسأل عنها علي بن أبي طالب فهو أعلم ، فقال : يا أمير المؤمنين! جوابك أحب إلي ، قال : بئس ما قلت لقد كرهت رجلا كان رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يخصه بالعلم ويقول : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ، وكان عمر إذا أشكل عليه شيء أخذه عنه ، وسئلت عائشة رضي اللّه عنها عن المسح غير الخفين فقالت : ايت عليا فسله. خرجه مسلم.
وقال أيضا في ص 45 :
قال قيس بن حازم : سأل رجل معاوية عن مسألة قال : سل علي بن أبي طالب
ص: 538
فهو أعلم مني ، فقال : قولك يا أمير المؤمنين أحب إلي من قوله. قال : بئس ما قلت ولؤما ما جئت به ولقد كرهت رجلا كان رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يخصه بالعلم وقد قال : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ، وكان الصديق يقول : النظر إليه عبادة ، وكان عمر بن الخطاب يسأله ويأخذ عنه ، ولقد شهدت عمر إذا أشكل عليه أمر : أهاهنا علي بن أبي طالب ، ثم قال للرجل : ولا أقام اللّه رجليك ، ومحا اسمه من الديوان.
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» (ج 18 ص 18 ط دار الفكر) قال :
وعن معاوية بن أبي سفيان ، قال : كان رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يغر عليا بالعلم غرا.
وقال أيضا في ج 25 ص 6 :
وعن قيس بن أبي حازم قال : جاء رجل إلى معاوية - فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم العلامة الشيخ أبو القاسم ابن عساكر في «تاريخ مدينة دمشق - ترجمة الإمام علي عليه السلام» (ج 3 ص 58 ط بيروت) قال :
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع ، أنبأنا أبو عمرو بن مندة ، أنبأنا الحسن بن أحمد ، أنبأنا أبو الحسن الشيباني ، أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، أنبأنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ، أنبأنا عبيد بن حماد ، أنبأنا عطاء بن مسلم ، عن رجل : عن أبي إسحاق ، قال : جاء ابن أجور التميمي إلى معاوية فقال : يا أمير المؤمنين جئتك من عند الأم الناس وأبخل الناس وأعيا الناس وأجبن الناس! فقال [له معاوية] : ويلك وأنى أتاه اللؤم ، ولكنا نتحدث أن لو كان لعلي بيت من تبن وآخر من تبر لأبعد [كذا] التبر قبل التبن.
ص: 539
وأنى أتاه العي وإن كنا لنتحدث أنه ما جرت المواسي على رأس رجل من قريش أفصح من علي.
ويلك وأنى أتاه الجبن وما برز له رجل قط إلا صرعه ، واللّه يا ابن أحور لولا أن الحرب خدعة لضربت عنقك [كذا] أخرج فلا تقيمن في بلدي.
قال عطا [ء] وإن كان [معاوية] يقاتله فإنه كان يعرف فضله.
وأشار إليه الفاضل المستشار عبد الحليم الجندي في «الإمام جعفر الصادق» (ص 28):
وقال ابن عساكر أيضا :
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع ، أنبأنا أبو عمرو بن أبي عبد اللّه ابن مندة ، أنبأنا أبو محمد الحسن بن محمد بن برة ، أنبأنا أحمد بن محمد بن عمر البناني [ظ] أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، أخبرني أبو زيد النميري ، عن محمد بن علي الكتاني ، حدثه عن عبد العزيز بن أبي عمران الزهري ، عن يحيى بن زيد بن علي ، أنه قال عتبة بن أبي سفيان ليلة لمعاوية : يا أمير المؤمنين بما تطلب عليا هذا الأمر؟ فو اللّه ما كان من أهله ولا آله ، فقال معاوية : علي واللّه كما قال الشاعر :
لئن كان إذ لا حاطبا فتعذرت *** عليه وكانت عانيا فيحطب
فما تركته رغبة عن حباله *** ولكنها كانت لآخر حطب
أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي ، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنبأنا حمزة بن يوسف ، أنبأنا أبو أحمد بن عدي ، أنبأنا عبد اللّه بن ناجية ، أنبأنا أبو عمرو عثمان بن عبد اللّه بن عمرو بن عثمان العثماني ، أنبأنا ابن لهيعة ، قال : سمعت أبا الزبير ، عن جابر ، قال : كنا عند معاوية فذكر علي ، فأحسن ذكره وذكر أبيه وأمه ثم قال : وكيف لا أقول هذا لهم [وهم] خيار خلق اللّه وعنده بنيه أخيار أبناء أخيار.
ص: 540
هذه مختصرة أخبرنا [بها مختصرة].
وأخبرنا بها بتمامها أبو بكر محمد بن الحسين بن علي ، أنبأنا أبو الحسين ابن المهتدي ، أنبأنا علي بن عمر بن محمد الحربي ، أنبأنا أبو بكر محمد بن هارون بن حميد بن المجدر ، أنبأنا عثمان بن عبد اللّه الشامي القرشي ، أنبأنا عبد اللّه بن لهيعة ، قال : سمعت أبا الزبير المكي ، قال : سمعت جابر بن عبد اللّه الأنصاري ، قال جابر : كنا ذات يوم عند معاوية بن أبي سفيان ، وقد جلس على سريره واعتجر بتاجه واشتمل بساجه وأومأ بعينيه يمينا وشمالا وقد تفرشت جماهير قريش وسادات العرب أسفل السرير [كذا] من قحطان ، ومعه رجلان على سريره : عقيل بن أبي طالب ، والحسن بن علي وامرأة من وراء الحجاب تشير بكميها يمينا وشمالا ، فقالت : يا أمير المؤمنين فاتت الليلة أرقة ، قال لها معاوية : أمن ألم؟ قالت : لا ولكن من اختلاف رأي الناس فيك وفي علي بن أبي طالب ، و [أبوك أبو سفيان] صخر بن حرب بن أمية [وكان أمية] من قريش لبابها ، فقالت في معاوية فأكثرت وهو مقبل على عقيل والحسن ، فقال معاوية : رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول : من صلى أربعا قبل الظهر وأربعا بعد الظهر ، حرم على النار أن تأكله أبدا ، ثم قال لها : أفي تقولين؟ المطعم في الكربات [كذا] المفرج للكربات ، فمما سبق لعلي من العناصير السرية [كذا] والشيم الرضية والشرف ، فكان كالأسد الحاذر ، والربيع النائر ، والفرات الذاخر والقمر الزاهر ، فأما الأسد فأشبه علي منه ضرامته ومطاه [كذا] وأما الربيع فأشبه علي منه حسنه وبهاه ، وأما الفرات فأشبه علي منه طيبه وسخاه ، فما تعططت عليه قماقم العرب الشادة من أول العرب عبد مناف وهاشم وعباس الفاقم والعباس صنو رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وأبوه وعمه أكرم به أبا وعما ، ولنعم ترجمان القرآن ولده يعني عبد اللّه بن عباس كهل الكهول ، له لسان سئول وقلب عقول ، خيار خلق اللّه وعترة نبيه خيار ابن خيار.
ص: 541
فقال عقيل بن أبي طالب : يا بنت أبي سفيان لو أن لعلي بيتين بيت من تبر ، والآخر [من] تبن بدأ بالتبر - وهو الذهب -.
[فقال معاوية] يا [أ] با يزيد كيف لا أقول هذا في علي بن أبي طالب وعلي [ظ] من حامات قريش وذوائبها وسنام قائم عليا ها [ظ] وعلي علامتها في شامح [كذا] فقال له عقيل : وصلتك رحم يا أمير المؤمنين.
وقال في ص 339 :
أخبرناه أبو بكر اللفتواني ، أنبأنا أبو عمرو بن مندة ، أنبأنا الحسن بن محمد ، أنبأنا أحمد بن محمد بن عمر ، أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، أنبأنا يوسف بن موسى ، أنبأنا جرير ، عن المغيرة ، قال : لما جيء معاوية بنعي علي وهو قائل مع امرأته بنت قرظه في يوم صائف قال : إنا لله وإنا إليه راجعون ، ما ذا فقدوا من العلم والحلم والفضل والفقه.
فقالت امرأته : أنت بالأمس تطعن في عينيه وتسترجع اليوم عليه؟ قال : ويلك! لا تدرين ما ذا فقدوا من علمه وفضله وسوابقه.
قد مر ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 425 وج 8 ص 272 وص 598 وج 15 ص 638 ومواضع أخرى من هذا الكتاب المستطاب ، ونستدرك هاهنا عن
ص: 542
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة الواعظ جمال الدين عبد الرحمن بن علي بن محمد المشتهر بابن الجوزي القرشي التيمي البكري البغدادي المتوفى سنة 597 في كتابه «الحدائق» (ج 1 ص 389 ط بيروت سنة 1408) قال :
أخبرنا أبو بكر الصوفي ، قال : أخبرنا أبو سعد بن أبي صادق ، قال : أخبرنا أبو عبد اللّه بن باكويه ، قال : حدثنا عبد اللّه بن فهد ، قال : حدثنا فهد بن إبراهيم الساجي ، قال : حدثنا محمد بن زكريا بن دينار ، قال : حدثنا العباس ، عن بكار ، قال : حدثنا عبد الواحد بن أبي عمرو الأسدي ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، قال : قال معاوية بن أبي سفيان لضرار بن ضمرة : صف لي عليا ، فقال : أو تعفيني ، قال : بل تصفه ، فقال : أو تعفيني ، قال : لا أعفيك ، قال : أما إذ لا بد ، فإنه كان بعيد المدى ، شديد القوى يقول فصلا ، ويحكم عدلا ، يتفجر العلم من جوانبه ، وتنطق الحكمة من نواحيه ، يستوحش من الدنيا وزهرتها ، ويستأنس بالليل وظلمته ، كان واللّه غزير الرفعة ، طويل الفكرة ، يقلب كفه ويخاطب نفسه ، يعجبه من اللباس ما خشن ، ومن الطعام ما جشب ، كان واللّه كأحدنا يجيبنا إذا سألناه ، ويبتدئنا إذا أتيناه ويأتينا إذا دعوناه ، ونحن واللّه مع تقريبه لنا ، وقربه منا لا نكلمه هيبة ، ولا نبتدئه لعظمه ، فإن تبسم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم ، يعظم أهل الدين ويحب المساكين ، لا يطمع القوي في باطله ، ولا ييأس الضعيف من عدله.
فأشهد باللّه رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سجوفه ، وغارت نجومه ، وقد مثل في محرابه قابضا على لحيته يتململ تململ السليم ، ويبكي بكاء الحزين فكأني أسمعه وهو يقول : يا دنيا يا دنيا أبي تعرضت ، أم بي تشوفت ، هيهات هيهات ، غري غيري قد بتتك ثلاثا لا رجعة لي فيك ، فعمرك قصير ، وعيشك حقير ، وخطرك كبير ، آه من قلة الزاد ، وبعد السفر ، ووحشة الطريق. قال : فذرفت
ص: 543
دموع معاوية على لحيته فما يملكها وهو ينشفها بكمه وقد اختنق القوم بالبكاء ، ثم قال معاوية : رحم اللّه أبا الحسن كان واللّه كذلك ، فكيف حزنك عليه يا ضرار؟ قال : حزن من ذبح ولدها في حجرها فلا ترقى عبرتها ولا يسكن حزنها.
وذكر مثله أيضا في كتابه «المصباح المضيء» ج 1 ص 363 ط بغداد متنا وسندا.
ومنهم الحافظ الشيخ جلال الدين السيوطي المتوفى سنة 911 في «فاكهة الصيف وأنيس الضيف» (ص 265 ط مكتبة ابن سينا - القاهرة) قال :
وعن محمد بن السائب الكلبي ، قال : دخل ضرار بن ضمرة الكناني على معاوية فقال : صف لي عليا ، قال : أعفني يا أمير المؤمنين ، قال : لا أعفيك ، قال : أما إذ كان - فذكر مثل ما تقدم باختلاف قليل في اللفظ والزيادة والنقصان.
ومنهم العلامة أبو الفتح فتح الدين محمد بن محمد بن محمد بن عبد اللّه بن محمد بن يحيى ابن سيد الناس في «منح المدح» (ص 187 ط دار الفكر بدمشق) قال :
وروينا عن أبي عمر بن عبد البر رحمه اللّه ، قال : حدثنا عبد اللّه بن محمد بن يوسف ، ثنا يحيى بن مالك بن عائذ ، ثنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مقلة البغدادي بمصر ، ثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد ، ثنا العكني ، عن الحرمازي ، عن رجل من همدان ، قال : قال معاوية لضرار الصدائي : يا ضرار صف لي عليا ، قال : أعفني يا أمير المؤمنين ، قال : لتصفنه ، قال : أما إذ لا بد من وصف فكان - فذكر مثل ما تقدم باختلاف يسير في اللفظ والزيادة والنقصان.
ومنهم العلامة أبو الجود الحنفي في «الكوكب المضيء» (ص 50 نسخة مكتبة جستربيتي) قال :
وقال معاوية لضرار الصدائي : يا ضرار صف لي عليا ، قال : أعفني يا
ص: 544
أمير المؤمنين ، قال : لتصفنه ، قال : أما إذ .. - فذكر مثل ما تقدم باختلاف قليل في اللفظ.
ومنهم العلامة السيد شهاب الدين أحمد بن عبد اللّه الحسيني الشيرازي الشافعي في «توضيح الدلائل» (ص 266 نسخة مكتبة الملي بفارس) قال :
وعن أبي صالح ، قال : دخل ضرار بن مرة على معاوية فقال : أتصف لي عليا؟ رضوان اللّه تعالى عليه ، فقال : أو تعفيني يا كفيل المؤمنين ، قال : لا أعفيك ، قال : إذ لا بد فإنه كان واللّه - فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم العلامة صاحب «مختار مناقب الأبرار» (ص 19 نسخة جستربيتي بإيرلندة) قال :
وقال الحرمازي وأبو صالح : قال معاوية لضرار الصدائي : يا ضرار صف لي عليا ، قال : أعفني يا أمير المؤمنين ، قال : لتصفنه ، قال : أما إذ لا بد من وصفه فكان واللّه بعيد المدى شديد القوى يقول فصلا ويحكم عدلا يتفجر العلم من جوانبه.
ومنهم العلامة يحيى بن الموفق باللّه الشجري في «الأمالي» (ج 2 ص 312 ط مصر) قال :
قال : أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد اللّه بن طاهر الفقيه الشافعي بقراءتي عليه ، قال : حدثنا القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا بن طرازة ، قال : حدثنا محمد ابن الحسن بن دريد ، قال : أخبرنا العكلي ، عن الهرماني ، عن رجل من همدان ، قال : قال معاوية لضرار الصدائي : يا ضرار ، صف لي عليا ، قال - فذكر مثل ما تقدم باختلاف قليل في اللفظ والزيادة والنقصان.
ومنهم العلامة يوسف بن عبد اللّه القرطبي في «بهجة المجالس» (ج 1 ص 499 ط
ص: 545
مصر) قال :
قال معاوية لضرار الصدائي : صف لي عليا ، قال : أعفني يا أمير المؤمنين ، قال : - فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور حسن الشرقاوي في «أصول التصوف الإسلامي» (ص 52 ط دار المعرفة الجامعية - الإسكندرية) قال :
دخل ضرار بن ضمرة الكناني على معاوية فقال معاوية له : صف لي عليا ، فقال : اعفني ، فقال له : لا أعفيك - فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم الفاضل المعاصر محمد رضا في «الإمام علي بن أبي طالب كرم اللّه وجهه رابع الخلفاء الراشدين» (ص 13 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :
قال معاوية لضرار الصدائي : صف لي عليا ، فقال : اعفني يا أمير المؤمنين ، قال : لتصفنه ، قال : إذ لا بد من وصفه : كان واللّه بعيد المدى ، شديد القوى - فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم الفاضل المعاصر السيد بن عبد المقصود بن عبد الرحيم في «تعاليقه على اليواقيت الجوزية» (ص 98 ط مؤسسة الكتب الثقافية في ذيل صفحات الكتاب) قال :
أثر على هذا رواه الإمام أبو نعيم في الحلية (1 / 84 / 85) بسنده إلى ضرار بن ضمرة الكناني لما دخل على معاوية فقال له : صف لي عليا فقال : أو تعفيني يا أمير المؤمنين؟ فقال : لا أعفيك. قال : أما إذ لا بد فإنه كان واللّه بعيد المدى ... الأثر.
وفيه ثم يقول للدنيا : إلي تغررت إلي تشوقت هيهات هيهات غري غيري قد بنتك ثلاثا فعمرك قصير ومجلسك حقير وخطرك يسير آه آه من قلة الزاد وبعد
ص: 546
السفر ووحشة الطريق ... الأثر.
ومنهم العلامة صاحب كتابه «مختار مناقب الأبرار» (ص 19 والنسخة مصورة من جستربيتي) قال :
وقال الشعبي : فأخبرني من رآه يقاتل الخوارج مع علي يوم النهروان وقال جابر : كنا عند معاوية فذكر علي ، فأحسن ذكره وذكر أبيه وأمه ، ثم قال : وكيف لا أقول هذا لهم هم خيار خلق اللّه وعترة نبيه ، أخيار أبناء أخيار.
ومنهم العلامة أبو الحجاج يوسف بن محمد البلوي المشتهر بابن الشيخ في كتاب «ألف با» (ج 1 ص 223 ط 2 عالم الكتب - بيروت)
فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم العلامة المعاصر الشيخ محمد العربي التباني الجزائري المكي في «تحذير العبقري من محاظرات الخضري» (ج 2 ص 77 ط بيروت سنة 1404) قال :
روى الحافظ أبو نعيم في حليته وابن عبد البر بسنده وابن الجوزي في تبصرته ، عن أبي صالح ، قال : قال معاوية بن أبي سفيان لضرار بن ضمرة الكناني : صف لي عليا ، قال : أعفني ، فقال : أقسمت عليك باللّه ، فقال : كان بعيد المدى ، شديد القوى ، يقول فصلا ويحكم عدلا - فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم علامة التاريخ صارم الدين إبراهيم بن محمد بن ايدمر بن دقماق في «الجوهر الثمين في سيرة الخلفاء والسلاطين» (ج 1 ص 63 ط عالم الكتب في بيروت) قال :
وقال معاوية لضرار : صف لي عليا - فذكر مثل ما تقدم.
ص: 547
ومنهم العلامة الشيخ أبو بكر جابر الجزائري في «العلم والعلماء» (ص 180 ط دار الكتب السلفية بالقاهرة) قال :
روي عن أبي صالح ، أنه قال : قال معاوية رضي اللّه عنه لضرار بن ضمرة : صف لي عليا رضي اللّه عنه ، فقال : أو تعفيني؟ قال : بل صفه ، قال : لا أعفيك ، قال - فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم العلامة محمد بن أبي بكر الأنصاري التلمساني البري في «الجوهرة» (ص 75 ط دمشق) قال :
ودخل ضرار بن ضمرة الصدائي ، وكان من أصحاب ألوية علي بصفين على معاوية بعد موت علي. فقال له : يا ضرار صف لي عليا. فقال : اعفني يا أمير المؤمنين. قال : لتصفنه. قال : أما إذا لا بد من وصفه فكان واللّه بعيد المدى - فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم الشريف أبو الحسن علي الحسني الندوي في «المرتضى سيرة سيدنا أبي الحسن علي بن أبي طالب» (ص 177 ط دار القلم - دمشق) قال :
وعن أبي صالح ، قال : قال معاوية لضرار بن ضمرة صف لي عليا - فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم الأستاذ أحمد متولي في «منهج القرآن في بيان مسالك الشيطان» (ص 44 ط 1 مطابع الأهرام بكورنيش النيل) قال :
فقد أخرج ابن عبد البر وأبو نعيم ، عن أبي صالح ، قال : دخل ضرار بن ضمرة الكناني على معاوية فقال له : صف لي عليا ، وكان ذلك بعد مقتله رضي اللّه عنه ، فقال ضرار : أو تعفيني يا أمير المؤمنين؟ قال : لا أعفيك - فذكر مثل ما تقدم.
ص: 548
ومنهم العلامة عبد اللّه بن نوح الجيانجوري الجاوي المتولد سنة 1324 في كتاب «الإمام المهاجر» (ص 160 ط دار الشروق بجدة) قال :
لما ذهب ضرار بن ضمرة الصدائي إلى معاوية سأله عن علي ، فقال - فذكر مثل ما تقدم.
ذكره جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة الشيخ زين الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي السلامي البغدادي الدمشقي المتوفى سنة 795 في «شرح علل الترمذي» (ص 177 ط عالم الكتب - بيروت) قال :
وروى محمد بن موسى الخرشي عن ثمامة بن عبيدة ثنا عطية بن محارب عن يونس قال : سألت الحسن قلت : يا أبا سعيد إنك تقول : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، ولم تدركه ، قال : كل شيء سمعتني أقوله قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فهو عن علي بن أبي طالب ، غير أني في زمان لا أستطيع أن أذكر عليا ، وكان في عمل الحجاج.
ومنهم الحافظ أبو العلي محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري الهندي المتوفى سنة 1353 في «تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي» (ج 1 ص 438 ط دار الفكر في بيروت) قال :
ص: 549
وفي هامش الخلاصة : قال محمد بن أحمد بن محمد بن أبي بكر المقدمي : سمعت علي بن المديني يقول : مرسلات يحيى بن أبي كثير شبه الريح ، ومرسلات الحسن البصري التي رواها عنه الثقات صحاح ما أقل ما يسقط منها. وقال يونس ابن عبيد : سألت الحسن قلت : يا أبا سعيد إنك تقول قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم. فذكر الحديث مثل ما تقدم عن شرح علل الترمذي.
وذكر أيضا مثله في ج 4 ص 686 وج 10 ص 513.
ومنهم الفاضل الأمير أحمد حسين بهادر خان الحنفي البريانوي الهندي في كتابه «تاريخ الأحمدي» (ص 327 ط بيروت سنة 1408) قال :
وفي تهذيب الكمال لصفي الدين الخزرجي قال : قال يونس بن عبيد : سألت الحسن وقلت : يا أبا سعيد إنك تقول قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم - فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم الشيخ ذو الفقار أحمد النقوي في «مرآة التفسير» (ص 31 ط بلدة آكرة بالهند) قال :
وقال يونس بن عبيد : سألت الحسن قلت : يا أبا سعيد إنك تقول - فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم الأستاذ أحمد متولي في «منهج القرآن في بيان مسالك الشيطان» (ص 44 ط مطابع الأهرام بكورنيش النيل) قال :
فقد روي أن الحجاج جمع علماء العراق وكان فيهم الحسن البصري رضي اللّه عنه ، فقال الحجاج عن علي رضي اللّه عنه ، فجاراه الجالسون خوفا من بطشه ، واتقاء لشره ، والحسن ساكت لا يتكلم ولكن بدت عليه أمارات الغضب ، فالتفت
ص: 550
إليه الحجاج وقال : ما لي أراك ساكتا يا أبا سعيد؟ فقال الحسن رضي اللّه عنه : وما عسيت أن أقول؟
قال الحجاج : أخبرني برأيك في أبي تراب علي بن أبي طالب.
فقال الحسن : قرأت كتاب اللّه تعالى فوجدت فيه قوله سبحانه : ( وَما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ ) وعلي ممن هدى اللّه وابن عم رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وختنه على ابنته وأحب الناس إليه ، وصاحب سوابق مباركات سبقت له من اللّه تعالى ، فو اللّه لا أجد في علي أعدل من هذا.
ومنهم العلامة الشيخ محمد علي الصابوني الأستاذ بكلية الشريعة في مكة المكرمة في «التبيان في علوم القرآن» (ص 84 ط عالم الكتب - بيروت) قال عند الذكر الحسن البصري :
وكان يحدث بالأحاديث النبوية فإذا حدث عن علي بن أبي طاب لم يذكره خشية من بطش الحجاج ، قال يونس بن عبيد : سألت الحسن قلت : يا أبا سعيد ، إنك تقول قال رسول اللّه وإنك لم تدركه؟ قال : يا ابن أخي لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك ، ولولا منزلتك مني ما أخبرتك ، إني في زمان كما ترى - وكان في عمل الحجاج - كل شيء سمعتني أقول قال رسول اللّه فهو عن علي بن أبي طالب ، غير أني في زمان لا أستطيع أن أذكر عليا.
ذكره جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
ص: 551
فمنهم العلامة المعاصر الشيخ محمد العربي التباني الجزائري المكي في «تحذير العبقري من محاظرات الخضري» (ج 1 ص 42 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :
وابن السكيت النحوي دافع عن علي وولديه الحسن والحسين رضي اللّه تعالى عنهم عند المتوكل العباسي فقتله بسبب ذلك ظلما ، ومدافعتهم التي سنوها لنا ومدافعة غيرهم ممن جاء بعدهم من العلماء إنما هي مأخوذة من كتاب اللّه وسنة رسوله صلی اللّه عليه [وآله] وسلم.
ذكره جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة أبو سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم الخطابي البستي المتوفى سنة 388 في «غريب الحديث» (ج 2 ص 201 ط دار الفكر - دمشق) قال :
وقال أبو سليمان في حديث علي : إن عكرمة قال : كان ابن عباس أعلم بالقرآن ، وكان علي أعلم بالمهيمنات.
من حديث إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ، نا وهب بن جرير ، نا أبي ، عن أيوب ، أو الزبير بن خريت ، عن عكرمة ، هكذا أثبت لي عن محمد بن إسحاق الثقفي ، عن إسحاق.
وقال بعض رواة هذا الكلام : المهيمنات : القضايا.
قال بعض أهل اللغة : الهيمنة : القيام على الشيء والرعاية له ، وأنشد :
ألا إن خير الناس بعد نبيه *** مهيمنه التالية في العرف والنكر
ص: 552
يريد القائم على الناس بعده بالرعاية لهم ، واحتج بقول اللّه تعالى ( وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ ) قال : معناه قائما عليه ، وقال الأكثرون من أهل التفسير : شاهدا عليه.
قال أبو سليمان : فقد يحتمل أن يكون إنما أراد بها القضايا ، على معنى أن القضاء مما يتولى القيام به الولاة ، أو لأنه مما قد تدخله الشهادات ، وقد روي عن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أنه قال : أقضاكم علي.
قالوا : ولم يأت مفيعل في غير التصغير إلّا في ثلاثة أحرف : مسيطر ومبيطر ومهيمن.
قال أبو سليمان : وقد ذاكرت بهذا الحديث بعض أهل اللغة ، فقال : إنما هي المهيمات ، أي المسائل الدقيقة التي تهيم الإنسان وتحيره.
يقال : هام الرجل ، إذا تحير ، وهيمه الأمر ، إذا حيره.
وقال أبو مالك : يقال : هيم الرجل ، إذا جعل يهذي بالشيء يتذكره ، قال الأخطل:
هيم لنفسك يا جميع ولا تكن *** لبني قريبة والبطون تهيم
إلى أن قال : قال أبو سليمان : ولست أبعد أن يكون الصحيح : المبهمات. وإنما تابعت الرواية.
«ما جاء لأحد من الصحابة من الفضائل ما جاء لعلي بن أبي طالب عليه السلام»
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 388 وج 5 ص 122 وج 15 ص 694 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم ننقل عنها فيما
ص: 553
سبق :
فمنهم الشيخ شمس الدين محمد بن محمد بن محمد الجزري الدمشقي الشيرازي الشافعي في «أسمى المناقب في تهذيب أسنى المطالب» (ص 19 ط بيروت) قال :
أخبرنا جماعة شيوخنا الثقات منهم القاضي عز الدين أبو عبد اللّه محمد بن موسى ابن سليمان الأنصاري رحمه اللّه - فيما شافهنا به بدار الحديث الأشرفية داخل دمشق المحروسة ، عن الشيخ الإمام أبي الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد المقدسي قال : أخبرنا الإمام أبو الفتوح أسعد بن محمود العجلي في كتابه ، أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد الحافظ ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن عبد اللّه الشيرازي ، أخبرنا محمد بن عبد اللّه الحافظ ، قال : سمعت أبا الحسن علي بن الحسن الجراحي يقول : سمعت أبا حامد محمد بن هارون الحضرمي يقول : سمعت محمد بن منصور الطوسي يقول : سمعت أحمد بن حنبل يقول : ما جاء لأحد من أصحاب رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم من الفضائل ما جاء لعلي بن أبي طالب رضي اللّه عنه.
ومنهم العلامة المفسر أبو إسحاق أحمد بن محمد النيشابوري الثعلبي في «الكشف والبيان في تفسير القرآن» (ج 1 ق 167 والنسخة مصورة من مكتبة جستربيتي بإيرلندة) قال :
سمعت أبا منصور ... سمعت محمد بن عبد اللّه الحافظ سمعت أبا الحسن علي ابن الحسن يقول : ما جاء في أحد من أصحاب رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم من الفضائل ما جاء لعلي بن أبي طالب عليه السلام.
ومنهم الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي في «تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام» (ج 3 ص 638) قال :
ص: 554
وقال محمد بن منصور الطوسي : سمعت أحمد بن حنبل يقول : ما ورد لأحد من أصحاب رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم من الفضائل ما ورد لعلي.
ومنهم الفاضل المستشار عبد الحليم الجندي في «الإمام جعفر الصادق» عليه السلام (ص 204 ط المجلس الأعلى للشئون الإسلامية) قال :
والإمام أحمد يقول : ما جاء لأحد من أصحاب رسول اللّه من الفضائل ما جاء لعلي.
ومنهم الشريف علي فكري الحسيني القاهري في «أحسن القصص» (ج 3 ص 212 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :
قال الإمام أحمد بن حنبل : ما ورد لأحد من أصحاب رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم - فذكر الحديث ما تقدم. ثم قال : أخرجه الحاكم.
ومنهم الحافظ أبو العلي محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري الهندي المتوفى سنة 1153 في «تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي» (ج 10 ص 209 ط دار الفكر في بيروت) قال :
قال أحمد وإسماعيل القاضي والنسائي وأبو علي النيسابوري : لم يرد في حق أحمد من الصحابة بالأسانيد الجياد أكثر ما جاء في علي.
ومنهم الحافظ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد البكري الحنبلي الشهير بابن الجوزي المتوفى سنة 597 في كتابه «تبصرة المبتدي» (ص 196 والنسخة مصورة من مكتبة جستربيتي) قال :
فكان أحمد بن حنبل يقول : إن عليا ما زانته الخلافة ولكن هو زانها ، شعر :
ما زانه الملك إذ حواه *** بل كل شيء به يزان
ص: 555
جرى فئات الملوك شقا *** فليس قدامه عنان
نالت يداه دري معال *** يعجر عن مثلها العنان
ومنهم الفاضل المعاصر عبد الرحمن الشرقاوي في كتابه «أئمة الفقه التسعة» (ج 2 ص 28 الهيئة المصرية العامة للكتاب) قال :
لاحظ أن بعض الفقهاء يفضلون العباس على الإمام علي بن أبي طالب ، نفاقا للخلفاء والأمراء من بني عباس. وسمع أحمد بن حنبل هذا الفقيه يذكر الإمام علي ابن أبي طالب كرم اللّه وجهه بما لا ينبغي ، ويشكك في حقه في الخلافة ، فانبرى أحمد يقول للفقيه على مشهد من الناس : من لم يثبت الإمامة لعلي فهو أضل من حمار ..! سبحان اللّه! .. أكان علي كرم اللّه وجهه يقيم الحدود ويأخذ الصدقة ويقسمها بلا حق وجب له!؟
أعوذ باللّه من هذه المقالة .. بل هو خليفة رضيه أصحاب رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، وصلوا خلفه ، وغزوا معه ، وجاهدوا ، وحجوا ، وكانوا يسمونه أمير المؤمنين راضين بذلك غير منكرين ، فنحن له تبع ، ثم قال : ما لأحد من الصحابة من الفضائل بالأسانيد الصحاح مثل ما لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه.
ومنهم علامة التاريخ الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة اللّه الشافعي - ابن عساكر في «ترجمة الإمام علي بن أبي طالب - من تاريخ دمشق» (ج 3 ص 114 ط دار التعارف للمطبوعات - بيروت) قال :
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، أنبأنا وأبو منصور بن زريق ، أنبأنا أبو بكر الخطيب ، أنبأنا علي بن محمد القرشي ، أنبأنا أبو عمرو الزاهد محمد بن عبد الواحد ، أخبرني السياري ، أخبرني أبو العباس بن مسروق الطوسي ، أخبرني عبد اللّه بن أحمد بن حنبل ، قال : كنت بين يدي أبي جالسا ذات يوم فجاءت طائفة
ص: 556
من الكرخيين فذكروا [ظ] خلافة أبي بكر ، وخلافة عمر بن الخطاب ، وخلافة عثمان بن عفان فأكثروا ، وذكروا خلافة علي بن أبي طالب وزادوا فأطالوا ، فرفع أبي رأسه إليهم فقال : يا هؤلاء قد أكثرتم في علي والخلافة ، والخلافة وعلي ، إن الخلافة لم تزين عليا بل علي زينها. قال السياري : فحدثت بهذا بعض الشيعة ، فقال لي : قد أخرجت نصف ما كان في قلبي على أحمد بن حنبل من البغض.
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» (ج 18 ص 31 ط دار الفكر) قال :
قال أحمد بن حنبل : ما جاء لأحد من أصحاب رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم من الفضائل ما جاء لعلي بن أبي طالب كرم اللّه وجهه.
قال البيهقي : وهذا لأن أمير المؤمنين عليا عاش بعد سائر الخلفاء حتى ظهر له مخالفون ، وخرج عليه خارجون ، فاحتاج من بقي من الصحابة إلى رواية ما سمعوه في فضائله ، وقرابته ، ومناقبه ، ومحاسنه ليردوا بذلك عنه ما لا يليق به من القول والفعل ، وهو أهل كل فضيلة ومنقبة ، ومستحق لكل سابقة ومرتبة ، ولم يكن أحد في وقته أحق بالخلافة منه ، وكان في قعوده عن الطلب قبله محقا ، وفي طلبه في وقته مستحقا ، وهو كما قال أبو عبد اللّه أحمد بن حنبل رحمه اللّه : لم يزل علي بن أبي طالب مع الحق ، والحق معه حيث كان.
وقال أيضا في ص 44 :
قال عبد اللّه بن أحمد بن حنبل : كنت بين يدي أبي جالسا ذات يوم ، فجاءت طائفة من الكرخيين ، فذكروا خلافة أبي بكر وخلافة عمر ، وخلافة عثمان بن عفان ، فأكثروا ، وذكروا خلافة علي بن أبي طالب ، وزادوا ، فأطالوا ، فرفع أبي رأسه إليهم فقال : يا هؤلاء ، قد أكثرتم في علي والخلافة والخلافة وعلي ، إن لم تزين عليا بل علي زينها. قال السياري : حدثت بهذا الحديث بعض الشيعة ، فقال
ص: 557
لي : قد أخرجت نصف ما كان في قلبي على أحمد بن حنبل من البغض.
ومنهم أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي المتوفى سنة 597 في «المنتظم في تاريخ الملوك والأمم» (ج 5 ص 62 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :
وروى القزاز بإسناده عن عبد اللّه بن أحمد بن حنبل ، قال : كنت ذات يوم جالسا بين يدي أبي ، فجاءت طائفة من الكوفيين فذكروا خلافة أبي بكر وعمر وعثمان بن عفان - فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم الفاضل المعاصر عبد الرحمن الشرقاوي في كتابه «أئمة الفقه التسعة» (ج 2 ص 24 الهيئة المصرية العامة للكتاب)
فذكر مثل ما تقدم.
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 388 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 18 ص 44 ط دار الفكر) قال :
قال المدائني : لما دخل علي بن أبي طالب الكوفة دخل عليه رجل من حكماء العرب فقال : واللّه يا أمير المؤمنين ، لقد زنت الخلافة وما زانتك ، ورفعتها وما
ص: 558
رفعتك ، وهي كانت أحوج إليك منك إليها.
ومنهم العلامة أبو بكر أحمد بن مروان في «المجالسة وجواهر العلم» (ص 277 ط معهد العلوم العربية بفرانكفورت) قال :
حدثنا محمد بن موسى بن حماد ، نا محمد بن الحارث ، عن المدائني - فذكر مثل ما تقدم بعينه.
ومنهم الأمير أحمد حسين بهادر خان الحنفي البريانوى الهندي في «تاريخ الأحمدي» (ص 165 ط بيروت) قال :
وقال ابن حجر المكي في الصواعق المحرقة : دخل عليه حكيم من حكماء العرب فقال : واللّه يا أمير المؤمنين لقد زينت الخلافة وما زينتك ، ورفعتها وما رفعتك ، وهي كانت أحوج إليك منك إليها.
ذكره جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة الشيخ عبد الرحمن بن علي بن الجوزي المتوفى سنة 597 في «مناقب معروف الكرخي وأخباره» (ص 168 ط دار الكتاب العربي في بيروت سنة 1406) قال:
عقد رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لنفسه ولعلي بن أبي طالب عليه السلام ، فخلطه بدنياه وشاطره العلم ، وخصه بأشياء خصه به جبريل عليه السلام ، من الدعاء
ص: 559
والذكر والخلوة.
ذكره جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 18 ص 40 ط دار الفكر) قال :
قال إبراهيم بن رباح : يستحق علي الخلافة بخمسة أشياء : بالقرب من رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، والسبق إلى الإسلام ، والزهد في الدنيا ، والفقه في الدين ، والنكاية في العدو ، فلم تر هذه الخمسة الأشياء إلا في علي عليه السلام.
ومنهم الفاضل المعاصر أحمد حسن الباقوري المصري في «علي إمام الأئمة» (ص 47 ط دار مصر للطباعة) قال :
إن عليا كرم اللّه وجهه يرجع إليه فقه الأئمة الأربعة مالك والشافعي وابن حنبل وأبو حنيفة ، كما يرجع إليه فقه الشيعة وفقه الصحابة رضي اللّه عنهم.
فأما مالك فقد أخذ عن ربيعة الرأى ، وأخذ ربيعة عن عكرمة ، وأخذ عكرمة عن ابن عباس ، وأخذ ابن عباس عن الإمام علي رضي اللّه عنه وأرضاه.
وأما الشافعي فقد أخذ عن مالك إمام المدينة المنورة ، وعن الشافعي أخذ ابن حنبل ، ثم لم يقف عطاء مالك عند العلم بل تجاوزه إلى الجود بالمال ، فقد رأى الشافعي خيلا على باب مالك استأثرت بإعجابه ، فلما رأى مالك أن الشافعي أعجبته الخيل أعطاه إياها لم يمسك منها شيئا .. ولم يجد الشافعي مندوحة عن سؤال
ص: 560
مالك : ما ذا أبقيت لنفسك؟ فأجابه بالكلمة الشريفة التي يعنو لها وجه التاريخ : إنني أستحي أن أركب دابة تطأ ترابا ثوى فيه جسد رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم.
هذا .. وأما أبو حنيفة وصاحباه أبو يوسف ومحمد فقد أخذوا عن جعفر الصادق ، وأخذ جعفر الصادق عن أبيه محمد الباقر ، وأخذ الباقر عن علي زين العابدين الذي ينتهي علمه إلى الإمام علي رضي اللّه عنهم أجمعين.
ومنهم الفاضل المعاصر عبد المنعم محمد عمر في «خديجة أم المؤمنين - نظرات في إشراق فجر الإسلام» (ص 478 ط 2 دار الريان للتراث) قال :
وكان مما أنعم اللّه به على علي بن أبي طالب أنه ربي في حجر رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، وكانت خديجة أم المؤمنين تحبه وترعاه ، فكان لنشأته تلك أبلغ الأثر في تكوينه الخلقي والعلمي ، وكانت ملازمته للنبي الكريم سببا في إحاطته بتاريخ الإسلام وأحكامه ، وما يحض عليه من فضائل ، وما ينهى عنه من رذائل ، ولذلك كان الخليفة الثاني عمر بن الخطاب يثق في صواب فتاواه ، ويسعى في طلبها عند ما يشكل أمر من الأمور ، وكان يتعوذ من معضلة ليس لها أبو حسن ويقول : علي أقضانا.
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور حسن الشرقاوي في «أصول التصوف الإسلامي» (ص 48 ط دار المعرفة الجامعية - الإسكندرية) قال :
باب العلم ، وينبوع الحكمة ، ينثر الكلام كالدرر المتألقة ويعطر بأريجه الظاهر والباطن ، كان مزينا بالزهد والورع ، كشف له الغطاء وفضت عنه الأستار ، وفتحت له كنوز العلم فنهل منها ما شاء بدون حساب .. سيد العرب ، الولي الحليم قدوة المتقين وقطب العارفين .. حبيب اللّه ، قائد المسلمين وأمير المؤمنين.
ومنهم العلامة الشيخ أحمد بن محمد الخافي الحسيني الشافعي في «التبر المذاب»
ص: 561
(ص 52 نسخة مكتبتنا العامة بقم) قال :
وجميع العلوم أهلها تنتمي إليه (عليه السلام) فالفقهاء الأربعة يرجعون إليه ، أما الإمام أبو حنيفة فهو تلميذ الصادق جعفر بن محمد الباقر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، وأما الإمام الشافعي فإنه قرأ على محمد بن الحسن الشيباني تلميذ أبي حنيفة وعلى مالك بن أنس فيرجع فقهه إليه ، وأما الإمام مالك فقرأ على اثنين أحدهما ربيعة الرّأي تلميذ عكرمة وهو تلميذ ابن عباس وهو تلميذ علي والثاني جعفر بن محمد الصادق ، وأما الإمام احمد فقرأ على الشافعي فيرجع فقهه إليه ، وأما النحو فهو واضعه وإنه ارشد إليه أبا الأسود ، وكذا التفسير فإن إجماع السلف منعقد على أن إمام التفسير عبد اللّه بن عباس رضي اللّه عنه وهو تلميذ علي (عليه السلام) ، وأما علم القراءة فإما الكوفيين المشهور بالقراءة عاصم بن أبي النجود وقد انتشرت روايته في الدنيا وأخذت عنه من رواية أبي بكر وحفص وهو تلميذ لأبي عبد الرحمن السلمي وهو تلميذ علي (عليه السلام) ، وأما علم الصوفية وأرباب الإشارات والحقيقة فإنهم يسندون الخرقة إليه وأصحاب الفتوة يرجعون إليه ، وهو الذي قال فيه جبرئيل مناديا يوم بدر : لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي ، وأما البلاغة والفصاحة فإنه فيهما إمام لا تشق غباره ومقدم لا تلحق آثاره ، ومن ذلك علم التدبير بآيات اللّه وتحذير عقابه والمواعظ فقد رواها عنه سيد التابعين الحسن البصري وكان تلميذ علي (عليه السلام).
وقال في ص 47 :
وروى الإمام أحمد عن عقبة بن سعد العوفي ، قال : دخلنا على جابر بن عبد اللّه الأنصاري وقد سقط حاجباه على عينيه ، فسألناه عن علي فرفع حاجبيه بيديه وقال :
ذاك من خير البشر.
وقال أيضا في ص 49 :
ص: 562
قال الإمام أحمد : لم يكن أحد من أصحاب رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم له من المناقب ما كان لعلي (عليه السلام).
ومنهم العلامة الشيخ يس بن إبراهيم السنهوتي الشافعي في «الأنوار القدسية» (ص 22 ط السعادة بمصر) قال :
وقال ابن عباس : ما نزل في أحد من كتاب اللّه ما نزل في علي (عليه السلام).
ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد بن محمد الحنفي المصري المتوفى سنة 1069 في «تفسير آية المودة» (ص 72 نسخة إحدى المكاتب الشخصية بقم) قال :
شهد مع رسول [اللّه] المشاهد ولم يتخلف عنه إلا في تبوك ، خلفه رسول اللّه في أهله ، وكان غزير العلم ، وكان عمر بن الخطاب يتعوذ من معضلة ليس لها أبو الحسن ، قال ابن إسحاق : أول ذكر أسلم علي (عليه السلام) ثم زيد بن حارثة ثم أبو بكر.
وقال في ذكر صفته (عليه السلام): كان أدم شديد الأدمة عظيم العينين ، أقرب إلى القصر من الطول ذا بطن كثير الشعر عظيم اللحية أصلع أبيض الرأس واللحية يشبه أن يكون خضب مرة ثم ترك ، وقيل : كان نقش خاتمه «اللّه الملك على عبده».
ونقتصر من خصائصه على ثمانية عشر خاصة :
الأولى : أنه أول من أسلم من الصبيان وأول من حمل اللواء بين يدي رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وأول من يرد الحوض يوم القيامة وأول من يدخل الجنة من هذه الأمة ولكل ذلك جاءت الأخبار وشهدت الآثار.
والثانية : إنه المستخلف على الودائع من قبل رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في وقت الهجرة وعلى الأهل والعيال بالمدينة في وقت الخروج إلى غزاة تبوك حتى بكى عليه السلام وقال : يا رسول اللّه إن قريشا تقول : إن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قد استثقله فتركه ، فقال له النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : أما ترضى أن تكون مني
ص: 563
بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.
الثالثة : إن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لما آخى بين المهاجرين جعل عليا أخا لنفسه فقال له : أنت أخي وصاحبي في الدنيا والآخرة.
الرابعة : أنه الممدوح بالسيادة ، لما روي إن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال لفاطمة : زوجتك سيدا في الدنيا والآخرة.
الخامسة : إنه ولي اللّه وولي رسول صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وولي المؤمنين ، قال اللّه تعالى : ( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ) نزلت في علي بن أبي طالب حين كان يصلي في المسجد وهو راكع فقام سائل يسأل فمد علي يده إلى خلفه وأومأ إلى السائل بخاتمه فأخذه من إصبعه وقال صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه ، رواه جمع كثير عن رسول اللّه.
السادسة : إنه أقضى الصحابة رضي اللّه عنهم لقول رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : أقضاكم علي ، وقد بعثه رسول الّله صلی اللّه عليه [وآله] وسلم إلى اليمن قاضيا وهو شاب فقال : يا رسول الّله واللّه ما أدري ما القضاء ، فمسح رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم صدره وقال : اللّهم اهد قلبه وسدد لسانه ، فقال علي : فو اللّه ما شككت بعدها في قضاء قضيته بين اثنين.
السابعة : إنه محبوب المؤمنين ومبغض المنافقين ، قال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق ، فقال علي : إنه لعهد النبي إلا من إلى لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق.
الثامنة : إن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم انقطع عن أصحابه لأجله ، لما روي إنهم لما أقبلوا من بدر راجعين إلى المدينة فقدوا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فنادوا الرفاق بعضهم بعضا : أفيكم رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم؟ فوقفوا حتى جاء رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ومعه علي فقالوا : يا رسول اللّه فقدناك ، فقال : إن
ص: 564
أبا حسن وجد مغسا في بطنه فتخلفت عليه.
التاسعة : إنه باب مدينة العلم لقوله صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأته من بابه.
العاشرة : أنه ذو الاذن الواعية لما روي أنه لما نزل قوله تعالى : ( وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ ) قال صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : سألت اللّه أن يجعلها أذنك يا علي. قال علي : ما نسيت شيئا بعد ذلك وما كان لي أن أنسى.
الحادية والعشرة : أنه جمع ثلاث مفاخر عظاما لم تجتمع قط لأحد سواه لما روي أنه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال له : يا علي أعطيت ثلاثا لم يعطها أحد : صهرا مثلي وزوجة مثل فاطمة ، وولدين مثل الحسن والحسين.
الثانية عشرة : إنه صعد على منكب رسول اللّه برجليه لما روى علي عليه السلام وجهه في قصة قمع الأصنام انطلق بي رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فقال : اجلس فجلس إلى جنب الكعبة فصعد رسول اللّه على مناكبي ثم قال : انهض فنهضت فعرف ضعفي تحته فقال : اجلس فجلست ثم نزل ثم جلس ثم قال لي : يا علي اصعد على منكبي ، فصعدت على منكبه ثم نهض بي رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فخيل لي إني لو شئت نلت أفق السماء ، فصعدت إلى الكعبة فتنحى رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وقال : الق صنم الأكبر لقريش وكان من نحاس موتدا بأوتاد حديد إلى الأرض ، فقال لي رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : عالجه فجعلت أعالجه ورسول اللّه يقول : ايه ايه فلم أزل أعالجه حتى استمكنت منه فقال : أقذفه فقذفته فتكسر ونزلت من فوق الكعبة وانطلقت أنا والنبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يسعى.
الثالثة عشرة : إنه جاز سهم جبريل من غنائم تبوك ولم يشهد غزاة تبوك لما روي إن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لما غزا تبوك استخلف عليا عليه السلام على المدينة فلما نصر اللّه رسوله واغتنم المسلمون أموال المشركين ورقابهم جلس رسول اللّه في المسجد وجعل يقسم السهام على المسلمين ، فدفع إلى كل رجل سهما ودفع إلى
ص: 565
علي سهمين فقام زايدة بن الأكوع فقال : يا رسول اللّه أوحي نزل من السماء أو أمر من نفسك؟ تدفع إلى المسلمين سهما وتدفع إلى علي سهمين؟ فقال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : أنشدكم اللّه هل رأيتم في ميمنة عسكركم صاحب الفرس الأغر المحجل والعمامة الخضراء لها ذؤابتان سرخاتان على كتفه بيده حربة وحمل على الميمنة فأزالها وحمل على القلب فأزاله؟ قالوا : نعم يا رسول اللّه لقد رأينا ذلك ، قال : ذلك جبريل وإنه أمرني أن أدفع سهمه إلى علي بن أبي طالب. قال : فجلس زايدة مع أصحابه ، وقال قائلهم شعرا :
حوى سهمين من غير أن غزا *** غزاة تبوك جند أسهم مسهم
الرابعة عشرة : إن النظر إلى وجهه عبادة لما روت عائشة قالت : رأيت أبي يديم النظر إلى وجهه ، فسألت عن ذلك فقال : يا بنتي وما يمنعني من ذلك وقد سمعت النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول : النظر إلى وجه علي عبادة.
الخامسة عشرة : إنه أحب الخلق إلى اللّه بعد رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لما روى أنس بن مالك قال : أهدى رجل إلى رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فرختين مشويتين فقال : اللّهم سق إلي أحب خلقك إليك ليأكل معي. قال أنس : وكنت على الباب فجاء علي فرددته رجاء أن يجيء رجل من الأنصار ثم جاء علي فأذنته فقال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : كل يا علي فأنت أحب خلق اللّه إليه وقد دعوت اللّه أن يسوق إلي أحب خلقه إليه.
السادسة عشرة : إن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم سماه يعسوب المؤمنين واليعسوب هو أمير النحل التي تنقاد له ويقوم بمصالحها وترجع إليه في أمورها.
السابعة عشرة : إن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم سماه زرء الأرض ، وقد رويت هذه اللفظة مهموزة وملينا ولكل واحدة منهما معنى هو صفة مدح لعلي عليه السلام فالزرء مهموزا هو الصوت والصوت جمال الإنسان فكأنه قال : أنت جمال للأرض ، والزر ملينا هو المنفرد الوحيد فكأنه قال : أنت وحيد الأرض وأنت تسبح وحدك
ص: 566
تقول : وزرت السكين إذا أثبتها في الأرض كالوتد ، فكأنه قال : أنت وتد اللّه ، وكل ذلك محتمل وهو وصف مدح.
الثامنة عشرة : إن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم تولى تسميته وتغذيته [وقصته في ذلك مختلفة].
ومنهم العلامة فخر الدين محمد بن عمر بن الحسين الرازي المتوفى سنة 606 في «مناقب الإمام الشافعي» (ص 134 ط مكتبة الكليات الأزهرية بالقاهرة) قال :
(د) ونقل أنه ذكر عنده علي بن أبي طالب عليه السلام فقال رجل (من القوم) : ما نفر الناس من علي ، إلا لأنه كان لا يبالي بأحد. فقال الشافعي : كان فيه أربع خصال ، لا تكون خصلة واحدة منها في إنسان ، إلا ويحق له أن لا يبالي بأحد (إنه كان زاهدا. والزاهد لا يبالي (بأحد) وكان عالما. والعالم لا يبالي بأحد) وكان شجاعا. والشجاع لا يبالي بأحد. وكان شريفا. والشريف لا يبالي بأحد.
ومنهم العلامة الشيخ جمال الدين يوسف بن شاهين العسقلاني - سبط ابن حجر - في كتابه «رونق الألفاظ» (ص 339 والنسخة مصورة من إحدى مكاتب إسلامبول) قال :
[قال ابن عبد البر :][...] صلى القبلتين وهاجر وشهد بدرا وأحدا وسائر المشاهد وإنه [...] الخندق وخيبر البلاء العظيم.
ومنهم العلامة أبو بكر محمد بن الطيب بن محمد بن جعفر الباقلاني المتوفى سنة 403 في كتابه «الإنتصار للقرآن» (ص 101 ط معهد تاريخ العلوم في فرانكفورت) قال :
فأما علي بن أبي طالب صلوات اللّه عليه فقد عرفت حاله وفضله وسابقته وجهاده وثاقب فهمه ورأيه وسعة علمه ومشاورة الصحابة له وإقرارهم بفضله ، وتربية الرسول صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ونشوه عنده وأخذه له بفضائل الأخلاق والأعمال ورغبته في تخريجه وتعليمه وكثرة أقاويله فيه وما كان يرشحه له وينبه عليه من أمره نحو قوله :
ص: 567
أقضاكم علي ، وإن تولوها علي تجدوه هاديا مهديا يحملكم على المحجة البيضاء والطريق المستقيم ..
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عامر النجار في «الخوارج عقيدة وفكرا وفلسفة» (ص 18 ط عالم الكتب في بيروت سنة 1406) قال :
انه أولى بالإمارة لأنه أول من أسلم وهو صبي ، وأقرب الناس رحما لرسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وزوج ابنته فاطمة الزهراء ، ولجهاده المعروف في سبيل الإسلام.
ومنهم العلامة أبو الحجاج يوسف بن محمد البلوي المشتهر بابن الشيخ في كتاب «ألف با» (ج 2 ص 523 ط 2 عالم الكتب - بيروت) قال :
قال بعض العلماء : الناس ثلاثة أصناف أهل العلم وأهل السخاء وأهل الحرب ، ولي في هذا المعنى :
الناس هم ثلاثة *** فواحد ذو درفه
وذو علوم دارس *** صحيفة وورقه
ومنفق في واجب *** ذهبه وورقه
ومن سواهم همج *** لا ودك لا مرقة
قلت : جمع هذه المناقب علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه وتقدم مكانه من العلم فيما مضى ومحله في الدين المحل المرتضى ، كان من شأنه رضي اللّه عنه وأرضى أنه كان لكل صلاة يتوضأ ، وقد تقدم أيضا أنه حاز فضلين في الكرم والبذل والجود والفضل لم ينلهما أحد سواه بعد ولا قبل ، وهما تقديمه الصدقة بين يدي نجوى الرسول ليسمع وإيثاره الخاتم للمسكين وهو يركع ، وأما شجاعته وبسالته وطاقته وجزالته فقد طبقت الآفاق وسارت بها الرفاق وبقي ذكرها إلى يوم التلاق ويكفيه ما اشتهر عنه وانتشر من الخبر يوم خيبر.
ص: 568
خرج رافع مولى رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، قال : خرجنا مع علي بن أبي طالب حين بعثه رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم برايته ، فلما دنا من الحصن خرج إليه أهله فقاتلهم فضربه رجل من يهود فطرح ترسه من يده ، فتناول علي بابا كان عند الحصن فترس به نفسه ، فلم يزل في يده وهو يقاتل حتى فتح اللّه عليه ثم ألقاه من يده حين فرغ ، فلقد رأيتني في نفر معي سبعة أنا ثامنهم نجهد على أن نقلب ذلك الباب فما نقلبه ، وفيه قال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : لأعطين الراية غدا رجلا يحب اللّه ورسوله يفتح اللّه على يديه ليس بفرار ، فكان كما قال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وقد تقدم في وصفه أيضا رضي اللّه عنهأنه كان إذا استعلى الفارس قده وإذا اعترضه قطه وكانت درعه صدرا بلا ظهر فقيل له في ذلك فقال : إذا وليت فلا وألت أو كما قال يعني إنه كان لا يولي ظهره أبدا ، والموأل والموئل المرجع. وفي حديث آخر كانت ضربات علي أبكارا إذا استعلى قد وإذا استعرض قط. قوله أبكارا يقال ضربة بكر أي قاطعة لا تثنى.
ومنهم الفاضل الأمير أحمد حسين بهادر خان الحنفي البريانوي الهندي في كتابه «تاريخ الأحمدي» (ص 165 ط بيروت سنة 1408) قال :
وفي تاريخ الخلفاء للسيوطي : هو أحد العلماء الربانيين ، والشجعان المشهورين ، والزهاد المذكورين ، والخطباء المعروفين ، وأحد من جمع القرآن وعرضه على رسول اللّه (صلی اللّه عليه وآله وسلم).
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور سعيد مراد في «التصوف الإسلامي - رياضة روحية خالصة» (ص 39 ط مكتبة الانجلو المصرية - القاهرة) قال :
أما الإمام علي بن أبي طالب سيد القوم ، محب المشهود ، ومحبوب المعبود ، باب مدينة العلم والعلوم ، ورأس المخاطبات ، ومستنبط الإشارات ، راية المهتدين ، ونور المطيعين ، وولي المتقين ، وإمام العادلين ، أقدمهم إجابة وإيمانا ،
ص: 569
وأقومهم قضية وإيقانا ، وأعظمهم حلما ، وأوفرهم علما ، قدوة المتقين ، وزينة العارفين ، المنبئ عن حقائق التوحيد ، المشير إلى لوامع علم التفريد ، صاحب القلب العقول ، واللسان السؤول ، والآذان الواعي ، والعهد الوافي ، فقاء عيون الفتن ، ووقي من فنون المحن ، فدفع الناكثين ، ووضع القاسطين ، ودمغ المارقين ، الأخشن في دين اللّه ، الممسوس في ذات اللّه.
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص 33 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :
وقد تقدم ذكر نبذ من فضائله وأنه أول من صلى القبلتين وهاجر وشهد مشاهد الرسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم كبدر وأحد والحديبية وبيعة الرضوان والمشاهد كلها غير تبوك فإنه استخلفه فيها على المدينة وإنه أبلى ببدر وأحد والخندق وخيبر بلاء عظيما وإنه أعنى في تلك المشاهد وقام فيها المقام العظيم وكان صاحب لواء رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في مواطن كثيرة منه يوم بدر على خلف فيه ولما قتل مصعب ابن عمير يوم أحد وكان لواء رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بيده رفعه إلى علي.
وقد تقدم في خصائصه أن لواء رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم كان بيده في كل زحف فيحمل ذلك على الأكثر وشهد له رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بالشهادة في حديث تحرك حراء وكان إذا لم يغز لم يعط سلاحه إلا لعلي أو لأسامة.
وقد تقدم ذكر منزلته في الأخوة والمصاهرة والقرابة وشدة المحبة والخصوصية به وإنه آخى بين أبي بكر وعمر وادخر عليا لنفسه وخصه بذلك فيا لها من معجزة وفضيلة ، وقد روي أن معاوية قال لضرار الصدائي : صف لي عليا ، قال : أعفني ، قال : لتصفنه ، فقال : إذ لا بد من وصفه فقد كان واللّه بعيد المدى ، شديد القوى ،
ص: 570
يقول فضلا ويحكم عدلا يتفجر العلم من جوانبه وتنطق الحكمة من نواحيه يستوحش من الدنيا وزهرتها ويأنس إلى الليل ووحشته وكان غزير العبرة ، طويل الفكرة ، يعجبه من اللباس ما قصر ومن الطعام ما خشن وكان فينا كأحدنا يجيبنا إذ ناديناه ويعطينا إذا سألناه ويبين لنا إذا استبناه ونحن واللّه مع تقريبه إيانا وقربه منا لا نكاد نكلمه هيبة له وإجلالا يعظم أهل الدين ويقرب المساكين لا يطمع القوى في باطله ولا ييأس الضعيف من عدله ، وأشهد باللّه لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سد وله وغارت نجومه قابضا على لحيته يتململ تململ السليم ويبكي بكاء الحزين ويقول يا دنيا غري غيري أإلي تعرضت أم إلي تشوقت؟ هيهات هيهات! قد طلقتك طلاق لا رجعة فيه أواه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق ، فبكى معاوية وقال : رحم اللّه أبا حسن كان واللّه كذلك فكيف حزنك عليه يا ضرار؟ قال : حزن من ذبح واحدها في حجرها. أخرجه الدولابي وأبو عمرو صاحب الصفوة.
وقال الإمام أحمد رحمه اللّه والقاضي إسماعيل بن إسحاق : لم يرو في فضل أحد من الصحابة بالأسانيد الحسان ما روي في فضل علي بن أبي طالب ، وقال الإمام العارف باللّه أحد المشايخ أبو نعيم في كتاب «حلية الأبرار» في عد فضائله : وهو سيد القوم المشهود ومحبوب المعبود وباب مدينة العلم والحلم والعلوم ورأس المخاطبات ومستنبط الإشارات وآية المهتدين ونور المطيعين وذكي المتقين وإمام العادلين أقدمهم إجابة وإيمانا وأقومهم قضية وإتقانا ، أعظمهم حلما وأعدلهم حكما وأغزرهم علما.
وقال فيه أيضا ص 34 :
علي بن أبي طالب قدوة المتقين وإمام العادلين أقدمهم إجابة وإيمانا العالم بحقائق التوحيد المشير إلى لوامع التفريد صاحب القلب العقول واللسان السئول
ص: 571
والأذن الواعي والعهد الوافي فقاء عيون الفتن والمتجرع أنواع المحن قاتل الناكثين ومدمغ المارقين الأخشن في اللّه الممسوس في ذات اللّه.
وقال في ص 34 :
وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى وقد ذكروا عنده عليا وقول الناس فيه ، فقال عبد الرحمن : جالسناه وحاربناه وواكلناه وشاربناه وقمنا له على الأعمال فما سمعته يقول ما يقولون إذ لا يكفيكم أن يقولوا ابن عم رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وحبيبه وأخوه وصهره وشهد بيعته الرضوان. أخرجه الإمام أحمد في المناقب.
ومنهم الشيخ حسام الدين المردي الحنفي في «آل محمد» (ص 46 نسخة مكتبة السيد الاشكورى) قال :
وأخرج ابن سعد عن الحسن بن زيد ، قال : لم يعبد الأوثان لصغره ومن ثم يقال فيه «كرم اللّه وجهه» إنه لم يعبد صنما قط وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة وأخو رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بالمواخاة وصهره على فاطمة سيدة نساء العالمين وأحد السابقين إلى الإسلام وأحد علماء الربانيين والشجعان المشهورين والزهاد المذكورين والخطباء المعروفين وأحد من جمع القرآن وعرضه على رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وعرض عليه أبو الأسود الدؤلي وأبو عبد الرحمن السلمي وعبد الرحمن بن أبي ليلى ، ولما هاجر النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم إلى المدينة أمره أن يقيم بعده بمكة أياما حتى يؤدي عنه أمانته والودائع والوصايا التي كانت عند النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ثم يلحقه بأهله ففعل ذلك ، وشهد مع النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم سائر المشاهد إلا تبوك فانه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم استخلفه على المدينة وقال له حينئذ : أنت منى بمنزلة هارون من موسى كما مر ، وله في جميع المشاهد الآثار المشهورة وأصابه يوم أحد ستة عشرة ضربة وأعطاه النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم اللواء في مواطن كثيرة سيما يوم خيبر وأخبر صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : أن الفتح يكون على
ص: 572
يده كما في الصحيحة.
وقال أيضا في فضائله رضي اللّه عنه وكرم وجهه : وهي كثيرة عظيمة شهيرة حتى قال الإمام أحمد بن حنبل : ما جاء لأحد من الفضائل ما جاء لعلي ، وقال إسماعيل القاضي والنسائي وأبو علي النيسابوري : لم يرد في حق أحد من الصحابة بالأسانيد الحسان أكثر ما جاء في علي مما يتمسك به منهم إمامهم وعالمهم ، ومكانته في العلم والفهم والشجاعة والشهامة والفراسة والصداقة والكرامة والخارقة وشدته في نصر الإسلام ورسوخ قدمه في الإيمان وسخائه وصدقته مع ضعيف الحال وشفقته على المسلمين وزهده وتواضعه وتحمله [إلى أن قال :] وأخو رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بالمؤاخاة وصهره على فاطمة سيدة نساء العالمين علي بن أبي طالب كرم اللّه وجهه لما قدمناه من مزيد علمه ودقايق مستنبطاته ، ومن ثم قال أبو بكر : علي عترة رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، أي الذين حث على التمسك بهم فخصه.
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد صالح البنداق في كتابه «في صحبة النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم» (ص 37 ط دار الآفاق الجديدة ، بيروت سنة 1398) قال :
علي بن أبي طالب : هو حامل لواء الدولة الإسلامية الغالب أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب. هو عليّ الذي لا يعلو عليّ على علاه. إنه ابن عم رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وقد عاش في كنفه صبيا وآمن برسالته وهو ابن عشر سنين. كان فتى عند ما وقف في مشهد لم تر عين الوجود أروع منه : فقد ذكر المؤرخون أن عفيفا ابن قيس ذهب إلى مكة ليشتري عطرا من العباس بن عبد المطلب ، فوجده في الكعبة فجلسا يتحدثان. ثم مد عفيف بصره ، فرأى شابا كأن في وجهه القمر ، نظر إلى السماء برهة ثم وقف يصلي في خضوع وخشوع ، ثم جاء بعده صبي أسمر الوجه ، يميل إلى القصر تظهر عليه علامات الشجاعة ، فقام عن يمينه ، ثم جاءت امرأة متلففة في ثيابها ، فقامت خلفهما ، وكبر الشاب فكبرا معه ، ثم سجد على
ص: 573
الأرض فسجدا معه. قال عفيف للعباس : هذا أمر عجيب من هؤلاء؟ قال العباس : هذا الشاب ابن أخي محمد بن عبد اللّه ، وهذا الصبي ابن أخي علي بن أبي طالب ، وهذه المرأة خديجة بنت خويلد زوجة محمد هذا.
علي هو الذي رد على أبي لهب عند ما قال للنبي : تبا لك. وكان علي حينذاك أصغر القوم ، فأقبل على رسول اللّه في مشهد جمع فريقا من الناس وقال : أنا معك يا رسول اللّه ، أحارب من حاربت وأصادق من صادقت ، فأمسك النبي برقبته وقال : إن هذا أخي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا.
علي هو الذي قال فيه النبي عند ما اجتمع به في قباء بعد رحلة شاقة قام بها علي سداها الجوع والبؤس والعطش والمشقة في سبيل الرسالة الإسلامية : أنت أخي في الدنيا والآخرة.
علي هو الذي قال فيه النبي لفاطمة عند ما علمت بقبوله خطيبا لها مع فقره وضيق عيشه : إن اللّه أمرني فزوجتك أقدم الناس إسلاما ، وأكثرهم علما ، وأذكاهم عقلا ، وما زوجتك إلا بأمر من اللّه ، ألم تعلمي أنه أخي في الدنيا والآخرة؟
علي هو الذي قام بدور هام في مخطط الهجرة وأقدم عليه بكل إيمان وشجاعة وجرأة ، بل في منتهى الشجاعة والثقة بالنصر. فقد رضي عن طيب نفس أن ينام في تلك الليلة المباركة التي هاجر فيها الرسول في فراش الرسول وقد تدثر به حتى لا يعرف ، وبذلك فدى علي رضي اللّه عنه الرسول بنفسه ونفذ تلك العملية البطولية بكل هدوء وشجاعة.
علي رجل البلاغة الذي قال الشيخ الإمام محمد عبده عن كتابه «نهج البلاغة» : ليس في وسعي أن أصف هذا الكتاب بأزيد مما دل عليه اسمه.
وقد جاء في استهلال «نهج البلاغة» من هو الإمام علي : اختص بقرابته القريبة من الرسول عليه السلام ، فكان ابن عمه ، وزوج بنته وأحب عترته إليه. كما كان كاتب وحيه ، وأقرب الناس إلى فصاحته وبلاغته ، وأحفظهم لقوله وجوامع كلمه ،
ص: 574
أسلم على يديه صبيا قبل أن يمس قلبه عقيدة سابقة أو يخالط عقله شوب من شرك موروث ، ولازمه فتيا يافعا ، في غدوه ورواحه وسلمه وحربه ، حتى تخلق بأخلاقه ، واتسم بصفاته وفقه عنه الدين ، وثقف ما نزل به الروح الأمين ، فكان من أفقه أصحابه وأقضاهم ، وأحفظهم وأوعاهم ، وأدقهم في الفتيا ، وأقربهم إلى الصواب ، وحتى قال فيه عمر : لا بقيت لمعضلة ليس فيها أبو الحسن.
شهد سيدنا علي جميع غزوات النبي إلا تبوك حيث استخلفه النبي في أهل بيته. اشتهر بالشجاعة وعلى يده فتحت خيبر. وقد أنجب من زواجه بفاطمة بنت الرسول الحسن الحسين وزينب وأم كلثوم.
وقد مات عليّ شهيدا وهو يهم بصلاة الفجر ودفن بالكوفة التي كان قد اتخذها عاصمة له بعد انتصاره في وقعة الجمل ، وكان له من العمر 63 عاما.
ومنهم العلامة المعاصر الشيخ محمد العربي التباني الجزائري المكي في «تحذير العبقري من محاظرات الخضري» (ج 2 ص 104 ط بيروت سنة 1404) قال :
تقدمت آثار كثيرة دالة على غزارة علمه واعتراف الصحابة. والتابعين له بذلك وثنائهم عليه وفي مقدمتهم الفاروق ، وتقدم أيضا حديث (أنا مدينة العلم وعلي بابها) وهذا الحديث رواه الطبراني في الكبير وأبو الشيخ في السنة والحاكم في المستدرك وصححه عن ابن عباس مرفوعا ، وحكم عليه ابن الجوزي بالوضع ورد عليه الحافظ العلائي ردا علميا وقال : الصواب إن الحديث حسن ، وبهذا أفتى الحافظ ابن حجر من سأله عنه فقال : الصواب خلاف قولهما وإن الحديث من قسم الحسن لا يرتقي إلى درجة الصحة ولا ينحط إلى درجة الوضع.
ومنهم الفاضل المعاصر أحمد عبد العليم البردوني في «المختار من كتاب عيون الأخبار - لابن قتيبة» (ص 179 ط دار الثقافة والإرشاد القومي - القاهرة) قال :
قال معاوية لشداد بن أوس : يا شداد أنا أفضل أم علي؟ وأينا أحب إليك؟
ص: 575
فقال : علي أقدم هجرة ، وأكثر مع رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم إلى الخير سابقة ، وأشجع منك قلبا ، وأسلم منك نفسا. وأما الحب فقد مضى علي ، فأنت اليوم عند الناس أرجى منه.
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور أحمد حجازي السقاء في «الخوارج الحروريون» (ص 37 ط مكتبة الكليات الأزهرية - القاهرة) قال :
وفي كتاب شرح الأصول الخمسة للقاضي عبد الجبار نرى عند المعتزلة ما نصه : ما منقبة من المناقب كانت متفرقة في الصحابة إلا وقد كانت مجتمعة في أمير المؤمنين من العلم والورع والشجاعة والسخاء ، وغير ذلك. ومما يدل على ذلك : إجماع أهل البيت ، وهذا كما يدل على أن عليا أفضل الصحابة ، فإنه يدل على أن الحسن كان أفضل الصحابة بعده ، ثم الحسين - عليهم السلام ، وإذا كانت المناقب الحميدة فيه - خاصة العلم - فإن الخطأ بعيد عنه.
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور حسن إبراهيم حسن في «تاريخ الإسلام - السياسي والديني والثقافي والاجتماعي» (ج 1 ص 222 ط دار الجيل - بيروت ومكتبة النهضة المصرية القاهرة) قال :
اتصف علي بن أبي طالب بالخصال الحميدة. فقد نشأ في بيت رسول اللّه ، فتأدب بآدابه العالية وتخلق بصفاته الكريمة. وكان أول من أسلم من الصبيان كما تقدم. وقد أحله الرسول من نفسه المحل اللائق به ، فعهد إليه بكثير من أمور المسلمين ، فأبلى فيها بلاء حسنا وأخلص في نصرة الإسلام ، فعلا أمره ونبه ذكره ، واشتهر بالشجاعة والبطولة. وليس أدل على ذلك من تعرضه للخطر في الليلة التي هاجر فيها الرسول ، إذ لبس ثوب الرسول وبات في فراشه ، مع أنه كان يعلم عزم المشركين على قتله في تلك الليلة ، كما اختاره الرسول في غزوة خيبر وقال : لأعطين الراية غدا لرجل يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله ، فيفتح اللّه عليه. فلما
ص: 576
أصبح الناس دعا عليا ووجهه إلى فتح خيبر.
كما اشتهر علي بالمروءة والوفاء واحترام العهود والحرص على مال المسلمين. يدل على ذلك ما نقله الطبري (ج 6 ص 90) عن أبي رافع خازن بيت المال في عهد علي قال : دخل علي يوما وقد زينت ابنته ، فرأى عليها لؤلؤة من بيت المال قد كان عرفها فقال : من أين لها هذه؟ لله عليّ أن أقطع يدها. فلما رأيت جده في ذلك قلت : أنا يا أمير المؤمنين زينت بها ابنة أخي ، ومن أين كانت تقدر عليها لو لم أعطها! فسكت.
وذكر صاحب الفخري (ص 81) أن عقيل بن أبي طالب أخا علي من أبيه وأمه طلب من بيت المال شيئا لم يكن له حق فيه ، فمنعه علي وقال : يا أخي ليس لك في هذا المال إلا ما أعطيتك ، ولكن اصبر حتى يجيء مالي وأعطيك ما تريد ، فلم يرض عقيلا هذا الجواب ، ففارق عليا وقصد معاوية بالشام.
وكان علي لا يعطي ولديه الحسن والحسين أكثر من حقهما. وكان يرجع إليه في كثير من مسائل الدين وتفسير القرآن ورواية الحديث ومسائل الميراث والمشكل من القضايا. روي أن عمر كان يتعوذ من معضلة ليس لها أبو حسن ويقول : قضية ولا أبا حسن لها. وأبو حسن كنية علي بن أبي طالب. وكان علي يقول : سلوني سلوني عن كتاب اللّه تعالى ، فو اللّه ما من آية إلا وأنا أعلم أنزلت بليل أم نهار في سهل أم في جبل.
وكان علي مضرب الأمثال في الفصاحة ، يلقي القول فيأخذ بمجامع القلوب ، ويخطب الخطبة فيثير النفوس ويحمسها للحرب ، كما كان أشعر الخلفاء الراشدين. أخرج السيوطي.
ومنهم الفاضل المعاصر المستشار عبد الحليم الجندي في «الإمام جعفر الصادق» عليه السلام (ص 31 ط المجلس الأعلى للشئون الإسلامية - القاهرة) قال :
ص: 577
أما ما لم يشركه فيه بشر فهو ما أجمعت عليه كتب الشيعة وشاركها فيه كثيرون من علماء أهل السنة منذ القرون الأولى كالمسعودي والحاكم والكنجي - حتى القرون الحديثة - كالآلوسي ، وهو أن عليا ولد بالكعبة.
وإذا كان للصديق مكان (الصديقية) فلعلي قوله عليه الصلاة والسلام (علي مني وأنا منه).
وإذا كانت لعمر مكانة الفاروق ، فعمر نفسه كان يتمنى لو كان له واحدة من ثلاثة من خصال علي.
وإذا كان عثمان ذا النورين بإصهاره إلى النبي في زوجتين لعثمان. فعلي وحده - صاحب النسب ، والعقب ، الباقي من رسول اللّه.
لقد كان الحسن والحسين يسميان الرسول أباهما. كما كان الرسول يسميهما ابنيه طول حياته. ولم يناديا عليا بأنه أبوهما إلا بعد أن انتقل إلى الرفيق الأعلى رسول اللّهصلی اللّه عليه [وآله] وسلم.
ومنهم العلامة السيد حسين عليشاه ابن السيد روشن عليشاه الحسيني النقوي البخاري الحنفي الهندي المتوفى سنة 1322 في كتابه «تحقيق الحقائق ، گلزار مرتضوي - محبوب التواريخ» (ص 7 ط أحسن المطابع في لاهور) قال :
وجناب شاه ولايت در تمامي علوم هائى استاد هستند وهر يك كس سند أستاذي خويش را با جناب حضرت شاه ولايت عليه السلام مى رساند.
إلى أن قال : وعمر بن الخطاب در اكثر مناظره ومسائل مشكل به آن حضرت شاه ولايت رجوع مى كرد وهمچنين ديگر صحابه اى : وكان مولى الورى استاذا في كل العلوم.
وكان الناس يسندون سند علومهم بجنابه عليه السلام - إلى أن قال : وكان عمر بن الخطاب يراجع في أكثر المسائل المشكلة والمناظرات بجنابه ، وكذا كان سائر
ص: 578
الصحابة في الرجوع إليه.
ويأتي تفصيل هذا الكلام في الروضة الثالثة من هذا الكتاب.
وهو أخو رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وأبو السبطين وأول هاشمي ولد بين هاشميين ، وأول خليفة من بني هاشم وأصغر أولاد أبي طالب.
وخلفه رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم على أهله بالمدينة فلم يخرج إلى تبوك واستقله المنافقون فقالوا : ما أخذ معه الفتى لأمر عظيم ، فالتحق به وأخبره بذلك فرده إلى المدينة وقال : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ، وله في جميع مشاهدة بلاء عظيم وأثر حسن.
وأعطاه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم اللواء في مواطن كثيرة منها يوم بدر وفيه خلاف ولما قتل مصعب بن عمير يوم أحد وكان اللواء بيده ، دفعه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم إلى علي.
وأخاه مرتين فإنه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم آخى بين المهاجرين مرة ، ثم آخى بين المهاجرين والأنصار بعد الهجرة ، وقال لعلي فيها : أنت أخي في الدنيا والآخرة ..
وأسلم علي وهو ابن خمس عشرة سنة وقيل : ابن عشر سنين ، عن أنس بن مالك أنه بعث صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يوم الإثنين وأسلم علي يوم الثلاثاء ، وقال علي : أنا أول من صلى معهصلی اللّه عليه [وآله] وسلم.
قال سلمان الفارسي : أول هذه الأمة ورودا على نبيها أولها إسلاما علي بن أبي طالب.
وعن أبي أيوب الأنصاري قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : لقد صلت الملائكة عليّ وعلى علي سبع سنين وذلك إنه لم يصل معي رجل غيره ، قاله ابن الأثير في «أسد الغابة» وقال : قال علي : لم أعلم أحد من هذه الأمة عبد اللّه قبلي ، لقد عبدته قبل أن يعبده أحد منهم خمس سنين أو سبع سنين ، وسئل محمد ابن كعب القرطبي عمن أول اسلم علي وأبو بكر؟ قال : سبحان اللّه علي أولهما
ص: 579
إسلاما وإنما اشتبه على الناس لأنه أخفى إسلامه عن أبي طالب ، وأبو بكر أظهر ، وقد مر في ترجمة أبي بكر غير هذا فراجعه.
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد أسعد أطلس في «تاريخ العرب» (ج 3 ص 256 ط دار الأندلس - بيروت) قال :
ذكرنا في الفصل الثاني طرفا من مناقبه ومزاياه النبيلة ، ونبين هاهنا أنه (عليه السلام) كان على جانب عظيم من المناقب الجليلة التي لو أريد إحصاؤها لاحتيج إلى مؤلف ضخم ، قال أبو الفرج الأصفهاني في (مقاتل الطالبيين) : إن فضائله (عليه السلام) أكثر من أن تحصى ، فأمير المؤمنين (عليه السلام) بإجماع المخالف والممالئ ، والمضاد والموالي ، على ما لا يمكن غمطه ، ولا ينساغ ستره من فضائله المشهورة في العامة ، المكتوبة عند الخاصة ، وهي تغني عن تفصيله بقول ، أو الاستشهاد عليه برواية.
ويقول ابن عبد البر الأندلسي في (الاستيعاب) : فضائله (عليه السلام) لا يحيط بها كتاب ، وقد أكثر الناس من جمعها ، فرأيت الاقتصار منها على النكت التي تحسن المذاكرة بها ، وتدل على ما سواها من أخلاقه وأحواله وسيرته ، وقال : كان بنو أمية ينالون منه وينقصونه ، فما زاده اللّه بذلك إلا سموا وعلوا ومحبة عند العلماء. قال أحمد بن حنبل وإسماعيل بن إسحاق القاضي : لم يرو في فضائل أحد من الصحابة بالأحاديث الحسان ما روي من فضائل علي بن أبي طالب ، وكذلك قال النسائي أحمد بن شعيب بن علي. وروى الحاكم في المستدرك قال : سمعت القاضي أبا الحسن علي بن الحسن الجراحي ، وأبا الحسين محمد بن المظفر الحافظ يقولون : سمعنا أبا حامد محمد بن هرون الحضرمي ، يقول : سمعت محمد بن منصور الطوسي يقول : سمعت أحمد بن حنبل يقول : ما جاء لأحد من أصحاب رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم من الفضائل ما جاء لعلي بن أبي طالب ، وقد تتبع
ص: 580
الإمام النسائي ما خص به الإمام (علي) من المناقب دون سائر الصحابة ، فجمع من ذلك مجلدا كبيرا بأسانيد أكثرها جيد ، وقد عقد المحب الطبري في الرياض النضرة فصولا عديدة عدد بها مناقبه ، منها ما يلي :
باب في أنه أول من أسلم.
وباب في أنه أول من صلى.
وباب في أنه أحب الناس إلى اللّه (جل جلاله).
وباب في أنه أحب الناس إلى الرسول (صلی اللّه عليه وآله وسلم).
وباب في أنه من النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) بمنزلة هارون من موسى.
وباب في أنه أقرب الناس قرابة من رسول اللّه (صلی اللّه عليه وآله وسلم).
وباب في أنه أخو رسول اللّه.
وباب في أن ذرية النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) في صلبه (عليه السلام) وأنه وزوجه وأولاده هم آل بيت النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم).
وباب في أنه مولى النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) ، وأن اللّه يوالي من والاه ، ويعادي من عاداه.
وباب في أنه باب مدينة العلم ، وأنه أعلم الناس بالسنة.
والحق أن مناقب الإمام (عليه السلام) جد عظيمة ، كما أن شخصيته شخصية فذة ، خلفت لنا تراثا رفيعا في القضاء ، والسياسة ، والأخلاق ، والعلم ، والأدب من شعر ونثر.
أما آثاره الأدبية التي خلفها فهي :
آثاره الشعرية :
من آثاره الشعرية ديوان لطيف ، فيه نحو ألف بيت من الشعر كله في الزهد والنصائح والحكم ، والتضرع إلى اللّه تعالى ، وهو في الغالب ذو أسلوب ضعيف ، عليه مسحة الصوفية المتأخرة ، ويزعم بعض الناس أنه من صنع الشريف الرضي والحق أن هذا مستبعد جدا ، وأن نظرة واحدة إلى أسلوب الديوان المنسوب إلى
ص: 581
الإمام وأسلوب ديوان الشريف الرضي ، تكفي للحكم ببطلان هذا الزعم ، فشعر الشريف متين قوي جزل كثير الأغراب ، فيه قوة ، وفيه إبداع. أما شعر ديوان الإمام فمهلهل الألفاظ غالبا ، ضعيف التراكيب ، وليس فيه شيء من قوة الإمام ، وأدبه وآرائه الرفيعة ، ثم إن الإمام ما عرف بكثرة قول الشعر ، وما صح عنه إلا أبيات قليلة ، كما ذكر ذلك ياقوت في معجم الأدباء.
وقد طبع هذا الديوان مرات ، وشرح ، وترجم إلى اللغات التركية والفارسية ، والأجنبية ، واللاتينية.
ومما ينسب إليه من الشعر قصيدة مطولة تعرف بالقصيدة الزينبية ، وقد ترجمت إلى التركية ، وشرحت ، كما شرحها بالعربية الشيخ عبد المعطي السملاوي.
آثاره النثرية :
للإمام آثار نثرية كثيرة نجمل الكلام عنها بما يلي :
1) غرر الحكم ودرر الكلم ، وهو مجموعة في الأمثال والحكم والنصائح ، جمعها ورتبها على حروف الهجاء ، الشيخ العلامة عبد الواحد بن عبد الواحد ، وقد نشرها المستشرق كبيرس (kuypers).
2) ألف كلمة : ذكرها ابن أبي الحديد في آخر شرحه على نهج البلاغة ، ولم أعثر على وجود لها.
3) نثر اللآلي : وهي مجموعة حكم وأمثال ، عددها 278 مثلا وحكمة ، وقد طبعت عدة مرات.
4) بعض الأمثال السائرة من كلام الإمام ، وقد أحصاها أبو الفضل الميداني صاحب (مجمع الأمثال) المشهور وعددها 48 مثلا.
5) طفافة الأمثال ، وهي أيضا مما جمعه الميداني ، وهذه المجموعة والكتابان السابقان قد نشرهما المستشرق (كرنيلوس) مع كتاب غرر الحكم في مجلد واحد بعنوان (حكم الإمام علي بن أبي طالب) وطبعها في أوكسفورد سنة 1806.
ص: 582
6) مطلوب كل طالب من كلام علي بن أبي طالب : وقد ذكره السيد سركيس في معجم المطبوعات العربية ، وهو كتاب لطيف في الحكم والمواعظ.
7) دستور معالم الحكم ومأثور مكارم الشيم ، وهو كتاب في الخطب والمواعظ ، جمعه القاضي أبو عبد اللّه محمد بن سلامة القضاعي من كلام الإمام ، وقد طبع مرات.
8) نهج البلاغة : وهو كتاب ضخم في نحو 650 صفحة ، جمع فيه أبو الحسن محمد بن أبي أحمد الحسين الملقب بالشريف الرضي الموسوي العلوي (359 - 406) ه خطب الإمام ورسائله ، وكلماته ، ومواعظه ، وقد انتهى من تأليفه في رجب سنة 400 بعد أن ترك أوراقا بيضاء في آخر كل باب ، رجاء أن يقف على شيء من خطبه بعد الجمع ، فيدرجه في المحل المناسب.
ويمكن تقسيم (النهج) إجمالا بحسب مواضيعه إلى ثلاثة أجزاء (الأول) في الخطب و (الثاني) في المواعظ و (الثالث) في الرسائل والوصايا والحكم.
وقد عني الأدباء بهذا الكتاب عناية شديدة ، قديما وحديثا ، فشرحوه وعلقوا عليه ، ومن أفضل هذه الشروح المطولة في القديم شرح الإمام اللغوي الأديب المؤرخ عبد الحميد بن هبة اللّه بن محمد أبي الحديد (586 - 655) وهو من كبار مفكري المعتزلة ، والشيعة الإمامية ، وكان حاد الذكاء ، واسع الإطلاع ، تشهد بذلك آراؤه الكثيرة التي نقف عليها في شرحه للنهج الذي يعد في الحقيقة دائرة معارف كبرى ، حوت العلوم والآداب التي عرفت إلى عصره ، وهو شرح في عشرين جزءا ، طبع مرات في مصر ولبنان وإيران.
وممن شرح النهج من القدماء أيضا العلامة كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني ، وقد طبع في إيران سنة 1274 ، ومن شراح النهج المحدثين الإمام محمد عبده المتوفى سنة 1905 ، وهو شرح لغوي ليس له كبير قيمة بالنسبة إلى شرح ابن أبي الحديد ، فهو لا يحتوي على ملاحظات ولا آراء شخصية كالذي نجده عند ابن
ص: 583
أبي الحديد ، وإنما هو كتاب لغوي يفسر الكلمات الغامضة ، مع أن الإمام محمد عبده كان يستطيع أن يبين كثيرا من القضايا الهامة في عالمي : الأدب والدين ، ولكنه اكتفى بشرح المفردات ، وقد طبع في بيروت ومصر ، ومن الشراح المحدثين أيضا شرح الشيخ محمد حسن نائل المرصفي ، وقد طبع في دار الكتب العربية بمصر. أما النهج فقد طبع عدة مرات في الهند وطهران وتبريز ودمشق ومصر. أما عناية الكتاب والأدباء المحدثين بالنهج وتحليله ، فهي كثيرة جدا لما للإمام في نظر المسلمين والنصارى من مكانة سامية.
رأي ابن أبي الحديد : (- 655) : يرى ابن أبي الحديد أن النهج كله من كلام الإمام ، ويرد على المنكرين لذلك بقوله : (إن كثيرا من أرباب الهوى يقولون إن كثيرا من نهج البلاغة كلام محدث صنعه قوم من فصحاء الشيعة ، وربما عزوا بعضه إلى الشريف الرضي وغيره ، وهؤلاء قوم قد أعمت العصبية أعينهم ، فضلوا عن النهج).
آثاره الدينية :
خلق الإمام عددا كبيرا من القضايا والفتاوى والأحكام الشرعية في القضاء والفتيا والفقه ، ولا عجب فقد كان من أقضى أهل زمانه ، وأعلمهم بالفقه ، وأجدرهم على استنباط الأحكام الشرعية من القرآن والسنة والعرف ، وكان عمر بن الخطاب كلما وجد مشكلة دينية عويصة ، أو قضية فقهية دقيقة ، قال : (قضية ولا أبا حسن لها).
وكان (عليه السلام) بارعا بعلم الفرائض والمواريث والحساب ، وذلك لأنه كان صافي الذهن ، ذا ذكاء وقاد وقريحة صافية ، ولا أدل على ذلك مما روي عنه أن امرأة جاءت إليه وشكت أن أخاها مات عن ستمائة دينار ، ولم يقسم لها سوى دينار واحد ، فقال لها : لعل أخاك ترك زوجة وابنتين وأما واثني عشر أخا وأنت؟ فقالت : نعم ، فقال لها : لقد أخذت حقك. وسئل مرة وهو على المنبر عمن ترك زوجة وأبوين وابنتين ، فقال : صار ثمن الزوجة تسعا ، وسميت هذه المسألة بالفريضة
ص: 584
الخيرية.
ومما ينسب إلى الإمام وضع مبادئ علم النحو ، وأن أبا الأسود الدؤلي شيخ النحاة قد أخذ ذلك عنه ، وليس في هذا الأمر أية غرابة ، فقد يكون ذلك صحيحا ، وخاصة حينما رأى الإمام أن اللغة العربية أخذت تفسد ، فأمر أبا الأسود الدؤلي أن يهتم بهذا الأمر على ضوء المبادئ التي رسمها له.
ومنهم الشريف أبو الحسن علي الحسني الندوي في «المرتضى سيرة سيدنا أبي الحسن علي بن أبي طالب» (ص 181 ط دار القلم - دمشق) قال :
ولم يكن رضي اللّه عنه مع زهده وورعه وتصلبه في دينه على شيء من الفظاظة والخشونة والعبوس والكلح ، ولم يكن ثقيل الظل ، بل كان ودودا بشوشا ، فيه دعابة ملحوضة ، وقد جاء في وصفه : كان حسن الوجه ، ضحوك السن ، خفيف المشي على الأرض.
مع الولاة والعمال وعامة المسلمين.
وكان هذا دأبه مع الولاة والعمال ، ولعل ذلك أصعب عمليا من أن يأخذ الخليفة أو الحاكم نفسه بالزهد والعمل بالعزيمة.
ولم يكن علي حاكما اداريا وخليفة للمسلمين بالمعنى العام ، كما جرى عليه خلفاء بني أمية وبني العباس ، بل كان على نهج الخليفتين الأولين ، فكان ولي أمر المسلمين ومعلما ومربيا ونموذجا عمليا ، قائما بالحسبة الدينية والخلقية ، مراقبا لميولهم واتجاهاتهم الموافقة لتعاليم الإسلام وأسوة الرسول عليه الصلاة والسلام ، والمنحرفة عنها المتأثرة بالأمم المغلوبة والبلاد المفتوحة ، يقيم للناس صلاتهم ويعظهم ويفقههم في دينهم ، ويبصرهم بما يحب اللّه من المسلمين وبما يكره اللّه منهم ، كان يجلس لهم في المسجد فيسألهم عن أمورهم ، ويجيب من سأله منهم في أمور الدين والدنيا ، وكان يمشي في الأسواق ويرقبهم حين كانوا يبيعون
ص: 585
ويشترون ، ويعظهم ويقول : اتقوا اللّه وأوفوا الكيل والميزان ، ولا تبخسوا الناس أشياءهم.
وكان يحتاط لنفسه ، ولا ينتفع من مكانته وعلو نسبه في شيء ، فكان إذا أراد أن يشتري شيئا تحرى بين الباعة رجلا لا يعرفه فاشترى منه ، ويكره أن يحابيه البائع إن عرف أنه أمير المؤمنين ، وكان شديد الحرص على أن يحقق المساواة بين الناس في قوله وعمله وفي وجهه وفي قسمته ، وذلك ما كان يطلبه ويتوقعه من عماله في الأقاليم ، فكان شديد المراقبة لهم ، وكان أحيانا يرسل الأرصاد والرقباء ليطلعوا على سيرة العمال وآراء الناس فيهم ، ثم يطلعوه على ذلك ، وكان أمراؤه يهابونه ، وقد يلجأ - إذا دعت الحاجة - إلى التقريع والنذير ، وفي رسائله إلى العمال ما يشهد بذلك.
ومنهم جماعة من الفضلاء في «علي بن أبي طالب - نظرة عصرية جديدة» (ص 67 ط المؤسسة العربية للدراسات والنشر - بيروت) قالوا نقلا عن حسنين كروم :
يبدو علي بالنسبة إلينا كبطل اسطوري ، أسبغت عليه الروايات والحكايات والأحداث طابعا تحول بسببه إلى رمز لكل شيء مقدس ونبيل في الحياة الإنسانية ، ورمزا لكل قيمة إنسانية شريفة يطمح الإنسان في أن يراها قيد التحقيق ، فعلي رمز للشجاعة والبسالة والتضحية ، وهو رمز للأخلاق الكريمة والسامية التي يطمع الناس في التحلي بها ، ثم هو رمز لذلك الشوق الأبدي الذي يتفاعل دائما في نفوس الفقراء والمقهورين ، نحو حياة أفضل ، يثورون لأجلها طيلة التاريخ ، لينتزعوها من مستغلبيهم ، لقد أصبح علي رمزا للنضال الاجتماعي في التاريخ الإسلامي ، ولقد اضفت النهاية الأليمة لعلي ، وللآلام والمصاعب التي وضعها في سبيله حتى أولئك الذين كان يريد لهم حياة كريمة ، اضفت طابعا مأساويا على سيرته ، لتليها تلك الحادثة المروعة التي هزت العالم الإسلامي كله بعنف ، أعني استشهاد ابنه الحسين
ص: 586
في كربلاء ، وبعدها أخذت حبات المسبحة تكر لتتعرض عائلة علي وأبناؤه وأحفاده إلى التقليل والتنكيل الإنساني الذي واجهوه ، والذي استحقوا بسببه أن يكونوا رمزا للثورة الدائمة ضد الظلم والإرهاب.
ومنهم الفاضل المعاصر مأمون غريب المصري القاهري في «خلافة علي بن أبي طالب» عليه السلام (ص 141 ط مكتبة غريب في القاهرة) قال :
هذه دراسة عن رجل من أعظم رجالات الإسلام عاش حياته كلها في جهاد مع النفس وجهاد مع الأعداء ، ومن يدرس حياته بعمق منذ طفولته إلى أن غادر الحياة ، يراه أدى أدوارا بالغة الروعة في مسيرة التاريخ الإسلامي ، أسلم في طفولته ، وبات في فراش الرسول عند هجرته ، وخاض المعارك كلها مع الرسول ما عدا غزوة تبوك حيث استخلفه الرسول في أهله وقال له مطيبا خاطره : ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير إنه لا نبي بعدي.
وكانت شجاعته تفوق الخيال ، ومعاركه في غزوات الرسول صورا رائعة لهذه الشجاعة ، ولنقف الآن عند موقف واحد ، يوم أراد النبي فتح خيبر ، لخيانتهم للعهود والمواثيق ، وكان اليهود يظنون أن محمدا لا يستطيع محاربتهم ، ولقد عهد الرسول بالراية في اليوم الأول لأبي بكر الصديق ، ولكن الفتح لم يتحقق ، فأعطى الراية عمر بن الخطاب ، فلم يتحقق الفتح ، وقال الرسول الكريم : لأعطين الراية غدا رجلا يحب اللّه ورسوله ويحبانه ، ويفتح عليه وليس بالفرار.
وفي صباح اليوم التالي أعطى الراية لعلي بن أبي طالب ، الذي هاجم الحصن ، وتصدى له بطل اليهود (مرحب) وكان مدججا بالسلاح من أعلى الرأس إلى أخمص القدم ، وقد ضرب علي بن أبي طالب ضربة قوية طوحت بالترس من يد علي بن أبي طالب. وبسرعة تقدم على باب الحصن ، وحمله وضرب به (مرحب) ضربة شقت رأسه ، وخر بطل اليهود صريعا مضرجا بدمائه. وكانت بداية الإنتصار
ص: 587
على اليهود ، وقد عجز سبعة من الصحابة بعد ذلك عن حمل هذا الباب الذي حارب به الإمام معركته مع مرحب!
وكان من عادته أن يخرج إلى ميدان القتال حاسر الرأس ، لا يحتمي بالدروع ولا الحديد! لهذا أحبه الرسول الكريم ، حتى أنه قال ذات يوم لعمه العباس : واللّه يا عم لله أشد حبا له مني ، وأن اللّه قد جعل ذرية كل نبي في صلبه ، وجعل ذريتي من صلب هذا.
إنه إنسان عاش في بيت النبوة ، وتربى تربية دينية صافية ، وأخذ من الرسول الكريم الكثير ، أخذ عنه الجرأة ، والشجاعة ، والفصاحة ، والمواقف الجادة ، والخوف من اللّه ، وكيف يتعامل مع الناس بالخلق الرفيع ، حتى ورد عن الإمام قوله : سلوني عن كتاب اللّه ما شئتم ، فو اللّه ما من آية من آياته إلا وأنا أعلم أنزلت في ليل أو نهار.
وكان يمشي في الطرقات بلا حراس ولا حجاب ، إنما يعيش بين الناس كواحد منهم ، يلبس الثياب الخشنة حتى لا يدفعه ذلك إلى الزهو أو الإعجاب بالنفس.
ولا أحد يعرف بالضبط ما كان سوف يكون عليه مسار التاريخ الإسلامي ، لو تولى علي الخلافة في ظروف غير هذه الظروف ، ولم تكن هناك الفتنة التي اشتعل أوارها في نهاية حكم عثمان رضي اللّه عنه ، ولو تفرغ للفتوحات الإسلامية ، ونشر قيم الإسلام ومبادئه ، وهو من باب العلم كما قال عنه رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وسلم عند ما قال : أنا مدينة العلم وعلي بابها.
لا أحد يدري ما ذا ستكون عليه الحياة في ظل إمام له هذه الشجاعة وهذا العلم وهذا الحلم وهذه التقوى وهو يقود مجتمعا ييمم وجهه شطر الجهاد ، ونشر نور اللّه في الأرض دون أن تستنفد قواه في الحروب الأهلية أو المشاكل الداخلية بجانب صراع الأفكار التي ضلت طريقها عن فهم روح الإسلام بأصالته وتسامحه وتوافقه
ص: 588
مع الفطرة السليمة وبعده عن العنف ، لا يدري أحد أي مجتمع كان سوف يكون عليه هذا المجتمع المعطر بأريج النبوة.
ولو كان في عصر ليست فيه كل ما شاهدنا من عوامل عطلت الفتوحات وفرقت كلمة المسلمين وأضعفت بل وأنهكت قواهم واللّه وحده أعلم ما كانت ستكون عليه الأمة الإسلامية الصاعدة من تطور كبير فقد كان على حد تعبير ضرار له : كان بعيد المدى ، شديد القوى ، يقول فصلا ، ويحكم عدلا ، يتفجر العلم من جوانبه ، وتنطلق الحكمة من لسانه ، يستوحش من الدنيا وزهرتها ، ويأنس بالليل ووحشته ، وكان غزير العبرة ، طويل الفكرة ، يعجبه من اللباس ما قصر ، ومن الطعام ما خشن ، وكنا واللّه مع قربه منا لا نكاد نكلمه لهيبته ، يعظم أهل الدين ، ويقرب المساكين ، لا يطمع القوي في باطله ، ولا ييأس الضعيف من عدله ، وأشهد لقد رأيته وقد أرخى الليل سدوله ، وغارت نجومه ، قابضا على لحيته يبكي ويقول : يا دنيا غري غيري.
وكان من أعظم فقهاء وفرسان الإسلام وذهب شهيدا وبقيت أفكاره وآراؤه وقصة حياته مثلا أعلى لإنسان عاش لله وباللّه وسوف تتردد دائما كلمة النبي عليه الصلاة والسلام
عبر كل العصور عنه : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللّهم وال من والاه ، وعاد من عاداه. رحمه اللّه.
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور أحمد شلبي أستاذ التاريخ الإسلامي بكلية دار العلوم جامعة القاهرة في «موسوعة التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية» (ج 1 ص 291 ط مكتبة النهضة المصرية) قال :
لا شك أن علي بن أبي طالب يقف في القمة بين العلماء ، فهو أول من أسلم من الصبيان ، وكان يعيش في بيت الرسول. ومن هنا كان أسبق من تلقى عنه ، وكان أصفى المؤمنين قلبا ، وأبعدهم عن ترف العيش ، إذ أصبح منذ نشأته وهو يرى الرسول مثله الأعلى وأمله في الحياة ، فتخلق بأخلاقه ، واغترف من فيض علمه ، ثم
ص: 589
كان من كتاب الوحي ، وبهذا كان من أسبق المسلمين لتلقى كلام اللّه وتدوينه ، والعمل بما جاء به.
ولم تكن الدنيا عند علي ذات بال ، وذلك على النمط الذي اتبعه الرسول صلوات اللّه عليه ، ومن هنا بات علي في فراش الرسول ليلة الهجرة وهو يعلم أن قريشا ستقتل من تجده في هذا الفراش ، وهي مغامرة لا يطيقها إلا الأبطال ، ثم إن الرسول ترك له أن يرد الأمانات إلى أصحابها وهي ثقة واسعة ، ولما انتهى علي من هذه المهام لحق بمعلمه في المدينة حتى لا يضيع منه شيء من التلقي والمعرفة ، وفي غزوة بدر وقف على مبارزا عملاقا ، فضرب بسيفه أول ضربة في الغزوة الأولى ، وكذلك كان في كل الغزوات ، وزوجه رسول اللّه من أحب بناته إليه ، من السيدة فاطمة ، وقال لها الرسول : زوجتك أقدم الناس إسلاما وأكثرهم علما. ولما سأل ابن عباس عن علم علي أجاب : ما أنا إلا قطرة من بحار علمه ، وإذا كان الرسول مدينة العلم فعلي بابها ، وقد دعا رسول اللّه لعلي أن يهديه في القضاء بقوله : اللّهم اهد قلبه وثبت لسانه ولقنه الصواب ، ومن هنا كان علي أقضى الناس حتى ضرب به المثل فكانوا يقولون : قضية ولا أبو حسن لها. وحثه الرسول على استعمال العقل والفكر فقال له : يا علي إذا تقرب الناس إلى اللّه بأنواع البر فتقرب أنت إليه بحكمة العقل ، تسبقهم بالدرجات والزلفى عند الناس وعند اللّه. ويعلق بعض الباحثين على هذا الحديث بقوله : إن رسول اللّه يذكر أن ثروة علي كانت في علمه وعقله ، ويستطيع بها أن يتقرب إلى اللّه بتعليم الجاهل وحل مشكلات الخلق ، وهو بذلك ينال الحظوة عند اللّه والناس.
وقال في ص 296 :
سبق أن تحدثنا عن علي بن أبي طالب وذكرنا أنه نال من العلم والصفاء فيضا اكتسبه من عشرته للرسول ومن نشأته في بيته ، حتى ليمكن القول إن عليا كان أكثر المسلمين تأثرا بالرسول في هذين المجالين.
ص: 590
أما الحديث عن زهد علي فيوضحه أنه عاش عمره فقيرا اقتداء بسيد البشر ، وكانت زوجته السيدة فاطمة تطحن القمح بيدها حتى كلت هذه اليد ، وتحمل القربة حتى أثرت في نحرها ، وكنست البيت حتى أغبرت ثيابها ، ولما قص علي على الرسول ألم ابنته من الطحن وحمل القربة ، وأعمال المنزل ، وأنها تحتاج خادما يقيها عناء ما تلاقي ، التفت لها الرسول وقال : يا فاطمة اتقى اللّه وأدي فريضة ربك ، واعملي عمل أهلك ، ويروى أنه نزلت في زهد علي ورغبته في العطاء الآية الكريمة : ( وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ ) .
أما بطولة علي فكانت مضرب المثل ، وقد صارع علي أبطال الشرك وصرعهم ، ومن أعتى هؤلاء عمرو بن ود الذي ضربه ضربة قاضية في غزوة الخندق. ومما يدل على بطولته وحبه لله ورسوله ما رواه البخاري من أن الرسول قال يوم خيبر : لأعطين هذه الراية رجلا يحب اللّه ورسوله يفتح اللّه على يديه. قال عمر : ما أحببت الإمارة إلا يومئذ. فتساورت (تطلعت) للرسول رجاء أن أدعى لها ، ولكن الرسول دعا علي بن أبي طالب وأعطاه الراية.
وفصاحة علي مضرب المثل ، فقد رويت عنه نصائح غراء لولاته عند ما آلت له الخلافة ، وهي نصائح تحمل البلاغة وقوة البيان من جانب ، كما توضح من جانب آخر أنه في مجال الفكر والخلق كان إنسانا مثاليا ، إنه القائل : أطلق عن الناس عقدة كل حقد ، وتغاب عن كل ما لا يصح لك ، ولا تعجلن إلى تصديق ساع ، فإن الساعي غاش وإن تشبه بالناصحين ، ولا تدخل في مشورتك بخيلا يعدل بك عن الإحسان ويخوفك الفقر ، ولا جبانا يضعفك عن الأمور ، ولا حريصا يزين لك الشره بالجور ، فإن البخل والجبن والحرص غرائز شتى يجمعها سواء الظن باللّه ، والصق بأهل الورع والصدق ، ثم رضهم (عودهم) على ألا يطروك ، فإن كثرة الإطراء تحدث الزهو ، وإياك والإعجاب بنفسك ، فإن ذلك من أوثق فرص الشيطان يمحق به ما يكون من إحسان المحسنين ، وإياك والمن على رعيتك بإحسانك فإن
ص: 591
المن يبطل الإحسان ، واعلم أن الأمر مأخوذ منك لغيرك.
وعلى هذا فقد كان علي من أجدر المسلمين بمكانة الداعية ، وقد فتح اللّه له الأبواب في بلاد اليمن ، ويسر له كل صعب ، مما سهل انتشار الإسلام في هذه الأصقاع.
وقال في ص 612 :
هو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب ، ابن عم الرسول وزوج ابنته فاطمة ، وهي البنت الوحيدة من نسل الرسول التي أعقبت وعن طريقها وجدت ذرية سيدنا رسول اللّه حتى العهد الحاضر.
وقد سبق لنا أن قلنا إن أبا طالب كفل محمدا بعد موت جده عبد المطلب ، فلما كبر محمد أراد أن يسدد هذا الدين لعمه ، فأخذ عليا ورباه في بيته ، وبخاصة أن أبا طالب كان كثير الأولاد ، وأن مكة أصابها جدب ، فمست الضائقة حياة أبي طالب.
ولما بعث محمد كان علي صبيا فآمن به ، ولذلك يقال : إن عليا أول من آمن من الصبيان ، وبات علي في فراش الرسول ليلة الهجرة مع علمه بأن الموت يطوف حول هذا الفراش ، ويوشك أن ينزل بمن ينام فيه.
وقد رضع علي آداب الإسلام منذ الصبا ، وكان في الفصاحة بالغاية ، ولعله كان الرواية الأول لأحاديث الرسول ، وكان في العلم سباقا لا يشق له غبار. أما شجاعته فكانت مضرب الأمثال ، وقد رأيناه في الطليعة دائما في جميع غزوات الرسول ، ولا تكاد تخلو غزوة من علي مصارعا ومبارزا غير هياب للموت ، ولا مقيما للخوف وزنا ، وطالما كسب بسيفه النصر للمسلمين ، ومن الواضح أن بطولة علي والدماء التي سفكها مدافعا عن الإسلام ورادا عنه مهاجميه ، أورثته كثيرا من الأعداء ، فقد كانت هناك جراح في قلوب الكثيرين من الطعنات القاتلة التي وجهها علي إلى
ص: 592
أبطال منهم أو إلى ذويهم تقدموا مزهوين ببطولتهم ، معارضين للإسلام ، فلاقوا مصرعهم على يده كرم اللّه وجهه - إلى آخر ما قال.
ومنهم الفاضل المعاصر زهير صادق رضا الخالدي في «أبطال من التاريخ العربي الإسلامي» (ص 37 ط 1 مطابع دار الشئون الثقافية العامة سنة 1409) قال :
وكان علي بن أبي طالب (رضي اللّه عنه) واسع العقيدة ماضي العزيمة ، جريء الرأى ، صريح القول في العمل. وقال الشاعر العربي :
إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة *** فإن فساد الرأي أن تترددا
ومنهم الفاضل المعاصر المحامي الدكتور صبحي محمصاني في «تراث الخلفاء الراشدين في الفقه والقضاء» (ص 584 ط دار العلم للملايين - بيروت) قال :
الإمام أبو الحسن علي بن أبي طالب كرم اللّه وجهه كان ابن عم النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، ورفيقه في حجره منذ صغره ، وصهره زوج السيدة فاطمة الزهراء. وكان أول المسلمين من الأولاد ، ووالد الحسن والحسين ، سيدي شباب أهل الجنة ، بشهادة الرسول الكريم.
كان زينة أهل البيت ، الذين أذهب اللّه تعالى عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، بعبارة القرآن الكريم. فكان إمام الأولياء والأبرار ، وراية الهدى والتقوى. وكان من أوائل الهادين والمهتدين ، ومن أسياد العرب وأفاضل الصديقين.
ثم كان سيد الفرسان وفارس الأبطال ، حتى صدق فيه اسمه القديم «حيدرة» أي الأسد. وأصبح في أيام النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وبعدها ، من القواد اللامعين ، والمبارزين البارزين.
وكان إلى كل ذلك ، من الصحابة المقربين ، والمشاورين المرموقين ، حتى قال عنه عمر الفاروق : لولا علي لهلك عمر. ولا يفتين أحد في المسجد وعلي حاضر.
وهكذا كان الإمام علي ، بعبارة ابن عباس : مليئا عزما وحزما وعلما ونجدة.
ص: 593
فكان مجليا في العلم ، وفي تفسير القرآن الكريم ورواية الحديث الشريف ، وفي الخطابة واللغة والبلاغة ، وهو الذي أمر أبا الأسود الدؤلي بوضع كتابه في النحو. ثم كان متفوقا في القضاء بشهادة الرسول الكريم : أقضاكم علي.
وكانت ولا تزال أقواله وعظاته ووصاياه أشهر من نار على علم ، وقد دونت في كتابه «نهج البلاغة» الذي جمعه الشريف الرضي ، وتواترت روايتها على ألسنة الناس والمثقفين من كل جيل. وهو القائل مثلا : آلة السياسة سعة الصدر. من كثرت نعمة اللّه عليه ، كثرت حوائج الناس إليه. لا تقسروا أولادكم على آدابكم ، فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم. إن اللّه عزوجل فرض على الأغنياء ما يكفي الفقراء.
وهو الذي حذر من كلمة حق يراد بها باطل ، يوم تمسك بها المنافقون والمفسدون وأصحاب الفتنة.
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ محمد الخضري بك المفتش بوزارة المعاف ومدرس التاريخ الإسلامي بالجامعة المصرية في «محاضرات تاريخ الأمم الإسلامية» (ج 2 ص 81 ط المكتبة التجارية الكبرى بمصر) قال :
يخطر ببال من فحص تاريخ الخلفاء الراشدين وعلم تفاصيل أحوالهم هذا السؤال : كيف دانت قريش لشيخين أولهما من بني تيم بن كعب والثاني من بني عدى؟ وخضعت لهما الخضوع التام ، فسار القوم بقلب واحد في سبيل نصرة الإسلام وعلو شأنه حتى إذا آلت لبني عبد مناف ووليها اثنان منهم نغصت على أو لهما حياته في آخرها ، ولم يصف الأمر لثانيهما في جميع حياته ، بل كانت مدة اختلاف وفرقة مع ما هو معلوم من قرب بني عبد مناف للرسول صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فهم ، عشيرته الأدنون وسادة قريش في جاهليتهم كما سادوا عليهم في الإسلام ، ذلك إلى ما امتاز به ثانيهما من المميزات الكبرى التي لم تجتمع في غيره؟ لا بد
ص: 594
لذلك من أسباب ، أما ما كان من أمر عثمان فقد بينا أسبابه فيما مضى وأما أمر علي فإنا سنجيب عنه الآن ببيان ما كان من خلق علي وما كان من الظروف التي أحاطت به.
كان علي ممتازا بخصال قلما اجتمعت لغيره وهي : الشجاعة - الفقه - الفصاحة.
فأما الشجاعة فقد كان محله منها لا يجهل ، وقف المواقف المعهودة وخاض عمرات الموت لا يبالي أوقع على الموت أم وقع الموت عليه ، وأول ما عرف من شجاعته بياته موضع رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ليلة الهجرة وهو يعلم أن قوما يتراصدونه حتى إذا خرج يقتلونه ، فلم يكن ذلك مما يضعف قلبه أو يؤثر في نفسه ثم في بدر وما بعدها من المشاهد كان علما لا يخفى مكانه ببارز الأقران فلا يقفون له ويفرق الجماعات بشدة هجماته ، وقد آتاه اللّه من قوة العضل وثبات الجنان القسط الأوفر ، أغمد سيفه مدة أربع وعشرين سنة حتى إذا جاءت خلافته جرده على مخالفيه فعمل به الأفاعيل وكان الناس يهابون منازلته ويخشون مبارزته لما يعلمون من شدة صولته وقوة ضربته.
وأما الفقه فلم يكن مقامه فيه بالمجهول صحب رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم منذ صبوته وأخذ عنه القرآن وكان يكتب له مع ما أوتيه من ذكاء بني عبد مناف ثم بني هاشم ولم يزل معه إلى أن توفى عليه السلام ، كل هذا أكسبه قوة في استنباط الأحكام الدينية فكان الخلفاء أبو بكر وعمر وعثمان يستشيرونه في الأحكام ويرجعون إلى رأيه إذا خالفهم في بعض الأحيان ، وأكثر من عرف ذلك عنه عمر بن الخطاب.
وأما الفصاحة فيعرف مقداره فيها من خطبه ومكاتباته التي جمع منها السيد المرتضى جملة عظيمة في الكتاب الموسوم بنهج البلاغة وقد وصفه شارحه الأستاذ الشيخ محمد عبده بقوله - فذكر نبذة من أقواله.
ومنهم الفاضل المعاصر عبد الوهاب النجار في «الخلفاء الراشدون» (ص 475 ط
ص: 595
دار القلم - بيروت) قال :
هنا أترك الكلام لصديقي المرحوم الخضري بك يقول كلمة في ذلك : أيخطر ببال من فحص عن تاريخ الخلفاء الراشدين وعلم تفاصيل أحوالهم هذا السؤال - فذكر عين ما تقدم عن المحاضرات.
ومنهم الفاضل المعاصر عبد الرحمن الشرقاوي في «علي إمام المتقين» (ج 2 ص 337 ط مكتبة غريب بالفجالة) قال :
وكم من الكلمات المشرقة ، والمواقف المضيئة خلفها الإمام ميراثا للإنسانية كلها ، ودليلا ، ونبراسا.
وصدق رسول اللّه حين قال لعلي : أنت سيد في الدنيا ، سيد في الآخرة .. من أحبك فقد أحبني وحبيبك حبيب اللّه ، ومن أبغضك فقد أبغضني ، وبغيضك بغيض اللّه ، وويل لمن أبغضك من بعدي.
وقبل أن يموت كان قد أوصى بربع أرضه التي في الحجاز لأصحاب الحاجات .. فقضى ولم يخلف تراثا غير الحكمة ، والقدوة الحسنة ، وما مات أحد من رعيته إلا خلف من المال أكثر مما ترك الإمام.
عاش يناضل دفاعا عن الشريعة ، والعدل ، والحق ، والمودة ، والإخاء ، والسلام ، والمساواة بين الناس .. فسلام عليه.
سلام عليه يوم قال فيه رسول اللّه عليه الصلاة والسلام : رحم اللّه عليا ، اللّهم أدر الحق معه حيث دار.
ودار الحق معه حيث دار ، وما عاداه في حياته وبعد موته إلا البغاة ، وفرسان الضلال ، وعبيد الشهوات ، وأهل البدع والشح والأهواء ...
سلام عليه يوم قال عنه الرسول عليه الصلاة والسلام : من اتخذ عليا إماما لدينه ، فقد استمسك بالعروة الوثقى.
ص: 596
وعبر أجيال متطاولة تعاورت فيها الأحداث والمآسي العظام ، والهزائم التي تقصم الظهر وتكسر القلب ، والانتصارات التي تثير الكبرياء في النفس .. عبر تلك الأزمان اتخذه المتقون إماما ، فقد كان دعاؤه مع عباد اللّه الصالحين : واجعلنا للمتقين إماما .. واتخذه المساكين إماما .. واتخذه الفتيان والنساك والزهاد والعلماء والمجاهدون والشجعان إماما .. سلام عليه .. عليه السلام.
وقال في كتابه : «أئمة الفقه التسعة» ج 2 ص 22 :
انصرف أحمد يجمع السنن وآثار الصحابة ، ويبحث من خلالها عن أحكام تنقذ الناس من الضلال .. وكان يجمع ما رواه الصحابة من أحاديث ، كل على حدة ، ويسند إلى الصحابي ما رواه .. فكان لا بد له أن يجمع ما رواه الإمام علي بن أبي طالب ، لا يبالي في ذلك أن يتهمه أحد بالتشيع أو بالميل إلى العلويين .. وفي الحق أنه ما كان متشيعا ولا صاحب ميل للعلويين .. ولكنه تعلم من أستاذه الشافعي أن الإمام عليا كان أحق بالخلافة من معاوية ، وأن معاوية كان باغيا ، ودافع أحمد عن رأي أستاذه في مواجهة منتقديه ...
وقد روى أحمد عن أستاذه الشافعي : قال رجل في علي : ما نفر الناس منه إلا أنه كان لا يبالي بأحد. فقال الشافعي : كان في علي كرم اللّه وجهه أربع خصال لا تكون منها خصلة واحدة لإنسان إلا يحق له ألا يبالي بأحد : كان زاهدا والزاهد لا يبالي بالدنيا وأهلها ، وكان عالما والعالم لا يبالي بأحد. وكان شجاعا والشجاع لا يبالي بأحد ، وكان شريفا والشريف لا يبالي بأحد. وكان علي كرم اللّه وجهه قد خصه النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بعلم القرآن ، لأن النبي عليه الصلاة والسلام دعا له وأمره أن يقضي بين الناس ، وكانت قضاياه ترفع إلى النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فيمضيها.
ومنهم العلامة المفسر أبو إسحاق أحمد بن محمد النيشابوري المشتهر بالثعلبي المتوفى سنة 427 وقيل سنة 437 في تفسير «الكشف والبيان في تفسير القرآن» (ق 82 والنسخة مصورة من مكتبة جستربيتي بإيرلندة) قال :
ص: 597
وعن يونس بن رويان قال : ما نزل في أحد من القرآن ما نزل في علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه.
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 18 ص 26 ط دار الفكر) قال :
وعن عبيدة قال : صحبت عبد اللّه سنة ثم صحبت عليا ، فكان فضل ما بينهما في العلم كفضل المهاجر على الاعرابي.
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ محمد أيمن بن عبد اللّه بن حسن الشبراويّ القويني في «فهرس أحاديث كشف الأستار» (ص 91 ط بيروت سنة 1408) قال :
كنا نتحدث أن أفضل أهل المدينة ابن أبي طالب. عبد اللّه 2550
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف» (ج 2 ص 817 ط عالم التراث للطباعة والنشر - بيروت) قال :
كنت أرى أن عليا أفضل الناس بعد رسول اللّه. أبو جحيفة 1 / 127
وقال أيضا في ج 5 ص 462 :
علي بن أبي طالب أعلم الناس كنز 32980
ومنهم الشريف الشهاب أحمد الحسيني الشيرازي الإيجي الشافعي في «توضيح الدلائل» (ق 213 نسخة مكتبة فارس بشيراز) قال :
وعن عطاء وقيل له : أكان في أصحاب محمد صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أحد أعلم من علي؟ قال : ما أعلم. رواه الطبري وقال أخرجه العلقمي.
ص: 598
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج 18 ص 37 ط دار الفكر) قال :
وعن عبد الملك بن أبي سليمان قال : قلت لعطاء بن أبي رباح : أكان في أصحاب محمد صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أعلم من علي بن أبي طالب؟ قال : لا واللّه ، ما أعلمه.
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص 26 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :
وعن عطاء وقد قيل : كان في جوار محمد صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أحد أعلم من علي؟ قال : قال : ما أعلم.
ومنهم العلامة عبد الغني بن إسماعيل الشامي في «زهر الحديقة في رجال الطريقة» (ص 174 نسخة إحدى مكاتب إيرلندة) قال :
ومات يعني [علي عليه السلام] يوم مات وهو أفضل من على وجه الأرض رضي اللّه تعالى عنه.
ومنهم الفاضل المعاصر أحمد حسن الزيات عضو مجمع اللغة العربية في «تاريخ الأدب العربي» (ص 130) قال :
ورث علي بن أبي طالب بحكم مولده ومرباه مناقب النبوة ، ومواهب الرسالة ، وبلاغة الوحي ، وصراحة المؤمن ، وبسالة المجاهد ، فأجمع الناس على إجلاله وكادوا يطبقون على حبه. حتى من كتب عنه من الأوربيين قد شاركوا المسلمين في هذه العاطفة ، فقد قال فيه الكاتب الإنجليزي كارليل : أما ذلك الفتى علي فلا يسعك
ص: 599
إلا أن تحبه ، ركب اللّه في طبعه النبل منذ الحداثة ، وتجلى في خلاله الكرم طوال عمره ، ثم طبعه على العمل ونفاذ الهمة وصراحة البأس ، وآتاه سر الفروسية وجرأة الليث ، وكل أولئك في رقة قلب وصدق إيمان وكرم فعال يليق بالفروسية المسيحية ، ثم سار علي في خصومته وخلافته وسياسته على ضوء هذه الأخلاق ، فما قارف الأثرة ، ولا حاول الفرقة ، ولا راقب الفرصة ، ولا أثار العصبية ، ولا استخدم المال ، وإنما أخلص النية للعمرين ، ومحض النصيحة لعثمان ، وأعذر بالحجة لمعاوية. ولكن دنيا الفتوح كانت قد أخذت على عهده تتجاهل دين البساطة والزهد ، ولم تعد السياسة الدينية وحدها قادرة على كبح النفوس المفتونة بمال معاوية في الشام ، وثراء الرافدين في العراق ، فانتشر أمره وانصدعت خلافته ، ثم قتل مظلوما في محرابه ، فكان محياه ومماته تاريخا داميا للفضيلة المعذبة والنفس المطمئنة الشهيدة. ثم ورث بنيه وأهليه ذلك العزم الثائر وهذا المجد الثائر ، فدب الموت للحسن سرا في كأس مذعوفة ، وقتل الحسين قتلة لا يزال يرعد من هولها الدهر.
وتلاحقت الفواجع الأموية فصرع زيد وقتل يحيى ، وافتنت المنايا الرواصد في اختلاج بني علي ، وهم يقابلون هول الغوائل الظاهرة والباطنة بالشجاعة والصبر والاحتساب ، حتى أسفرت حول وجوههم طفاوة من التنزيه والتقديس وتخللت محبتهم قلوب المسلمين ، ولا سيما الشيعة ، فإن ندمهم على خذلانهم إياهم ، وألمهم لما رأوا من اضطهادهم وأذاهم ، رفعا في نفوسهم ذلك الحب.
إلى أن قال في ص 186 :
كان علي كرم اللّه وجهه قوي العضل ، صادق البأس ، شجاع القلب لا يبالي أوقع على الموت أم وقع الموت عليه. وكان حجة في الفقه ، قدوة في الورع ، شديد الشكيمة في الحق ، قوي الثقة بالنفس ، لا يعرف الهوادة في الدين ولا المرونة في
ص: 600
الدنيا ، فكانت هذه الخلال الكريمة من أنصار معاوية الداهية في الخلاف عليه. ولا نعلم بعد رسول اللّه فيمن سلف وخلف أفصح من علي في المنطق ، ولا أبل ريقا في الخطابة. كان حكيما تتفجر الحكمة من بيانه ، وخطيبا تتدفق البلاغة على لسانه ، وواعظا ملء السمع والقلب ، ومترسلا بعيد غور الحجة ، ومتكلما يضع لسانه حيث شاء. وهو بالإجماع أخطب المسلمين وإمام المنشئين ، وخطبه في الحث على الجهاد ، ورسائله إلى معاوية ، ووصفه الطاووس والخفاش والدنيا وعهده للأشتر النخعي إن صح ذلك تعد من معجزات اللسان العربي ، وبدائع العقل البشري. وما نظن ذلك قد تهيأ له إلا لشدة خلاطه للرسول ومرانته منذ الحداثة على الخطابة له والخطابة في سبيله.
ومنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن هبة اللّه الشهير بابن العديم المتوفى سنة 660 في كتابه «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ص 288 ط معهد تاريخ العلوم العربية في فرانكفورت سنة 1406) قال :
الفصل الثاني في بيان أن عليا عليه السلام على الحق في قتاله معاوية : لا خلاف بين أهل القبلة رضي اللّه عنه امام حق منذ ولي الخلافة إلى أن مات وان من قاتل معه كان مصيبا ومن قاتله كان باغيا ومخطئا إلا الخوارج فإن مذهبهم معلوم ولا اعتبار بقولهم.
وقال أيضا في ص 296 :
أخبرنا السلار بهرام بن محمود بن بختيار الأتابكي اذنا وسمعت منه بالمزة من غوطة دمشق قال : أخبرنا الحافظ عبد الخالق بن أسد بن ثابت ، قال : أخبرني أبو المعالي عبد الخالق بن عبد الصمد بن البدن ببغداد ، قال : أخبرنا قاضي القضاة أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن الحسين إجازة ، قال : أخبرنا أبو الفضل عبيد اللّه بن أحمد الميكالي ، قال : أخبرنا الحاكم أبو محمد عبد الرحمن بن عبد اللّه ، قال حدثنا
ص: 601
أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن جعفر بالري ، قال : حدثنا أبو بكر الجعابي ، قال : حدثنا أبو سعيد ، قال : حدثنا أحمد بن يحيى ، قال : حدثنا الوليد بن حماد ، عن عمه الحسن بن زياد ، عن أبي حنيفة ، إنه قال : ما قاتل أحد عليا إلا وعلي أولى بالحق منه ، ولو لا ما سار علي فيهم ما علم أحد كيف السيرة في المسلمين.
ومنهم العلامة عبد الغني بن إسماعيل النابلسي الشامي في «زهر الحديقة في رجال الطريقة» (ق 172 والنسخة مصورة من إحدى مكاتب إيرلندة) قال :
علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي المكي المدني الكوفي أمير المؤمنين ابن عم رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم واسم أبي طالب عبد مناف هذا هو المشهور وقيل اسمه كنيته وام علي فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف الهاشمية وهي أول هاشمية ولدت هاشميا لهاشمي أسلمت وهاجرت إلى المدينة وتوفيت في حياة رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وصلى عليها رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ونزل في قبرها. كنية علي رضي اللّه عنه أبو الحسن وكناه رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أبا تراب فكانت أحب ما ينادى به إليه ، وهو أخو رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بالمؤاخاة وصهره على فاطمة سيدة نساء العالمين وأبو السبطين ، وهو أول خليفة من بني هاشم واحد العشرة الذين شهد لهم رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بالجنة. أسلم وهو ابن خمسة عشرة سنة وقيل أسلم علي والزبير وهما ابن ثمان سنين وشهد مع رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بدرا وأحدا والخندق وبيعة الرضوان وخيبر والفتح وحنينا والطائف وسائر المشاهد إلا تبوك فإن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم استخلفه على المدينة ، وله في جميع المشاهد آثار مشهورة وأعطاه النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم اللواء في مواطن كثيرة ، وقال سعيد بن المسيب : أصابت عليا يوم الأحد ست عشرة ضربة وثبت في الصحيحين إن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أعطاه الراية يوم خيبر وأخبر ان الفتح يكون على يديه.
ص: 602
وأحواله في الشجاعة وآثاره في الحروب مشهورة.
وأما علمه فكان من العلوم بالمحل العالي ، روي له عن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم خمسمائة حديث وست وثمانون حديثا اتفق البخاري ومسلم بخمسة عشر روى عنه بنوه الثلاثة الحسن والحسين ومحمد بن الحنفية وابن مسعود وابن عمر وابن عباس وأبو موسى وعبد اللّه بن جعفر وعبد اللّه بن الزبير وأبو سعيد وزيد بن أرقم وجابر بن عبد اللّه وأبو أمامة وصهيب وأبو رافع وأبو هريرة وجابر بن سمرة وحذيفة ابن أسيد وسفينة وعمرو بن حريث وأبو ليلى والبراء بن عازب وطارق بن شهاب وطارق بن أشيم وجرير بن عبد اللّه وعمارة بن ربية وأبو الطفل وعبد الرحمن بن أبزي وبشر بن سحيم وأبو جحيفة الصحابيون رضي اللّه عنهم إلا أبي الحنفية فإنه تابعي وروى عنه من التابعين خلائق مشهورون ، وقال ابن المسيب : ما كان أحد يقول سلوني غير علي ، وقال ابن عباس : أعطي علي تسعة أعشار العلم واللّه لقد شاركهم في العشر الباقي.
ومنهم العلامة أبو الفتح فتح الدين محمد بن محمد بن محمد بن عبد اللّه بن محمد ابن يحيى المشتهر بابن سيد الناس المتوفى سنة 732 في «منح المدح أو شعراء الصحابة من مدح الرسول أورثاه» (ص 184 ط دار الفكر - دمشق) قال :
علي بن أبي طالب
واسم أبي طالب عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم ، أمير المؤمنين ، أبو الحسن رضي اللّه عنه ، وأمه أول هاشمية ولدت لهاشمي ، أسلمت وهاجرت إلى المدينة وتوفيت في حياة النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم. ومن حديث عطاء عن ابن عباس ، قال : لما ماتت فاطمة أم علي بن أبي طالب ألبسها رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قميصه ، واضطجع معها في قبرها ، فقالوا : ما رأيناك صنعت ما صنعت بهذه؟! فقال : إنه لم يكن أحد بعد
ص: 603
أبي طالب أبر بي منها ، إنما ألبستها قميصي لتكتسى من حلل الجنة واضطجعت معها ليهون عليها.
وكان رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم تبنى عليا قبل البعثة ، ثم آخى عليه السلام بين المهاجرين بعضهم وبعض ، ثم آخى بين المهاجرين والأنصار بعد الهجرة ، وآخى بين علي ونفسه في المرتين.
وذكر محمد بن جرير الطبري : حدثنا علي بن عبد اللّه الدهقان ، ثنا مفضل بن صالح ، عن سماك بن حرب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : لعلي أربع خصال ليست لأحد غيره : هو أول عربي وعجمي صلى مع رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، وهو الذي كان لواؤه معه في كل زحف ، وهو الذي صبر معه يوم فر عنه غيره ، وهو الذي غسله وأدخله في قبره.
قرئ على السيد أبي الفضل بن العلم المزي وأنا أسمع ، أخبركم أبو علي حنبل ابن عبد اللّه قراءة عليه وأنتم تسمعون فأقر به ، أنا الرئيس أبو القاسم هبة اللّه بن محمد الشيباني ، أنا أبو علي الحسن بن علي بن المذهب ، أنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي ، أنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل ، ثنا أبي ، ثنا يحيى ، عن الأعمش ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي البختري ، عن علي رضي اللّه عنه ، قال : بعثني رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم إلى اليمن وأنا حديث السن. قال : قلت : تبعثني إلى أقوام يكون بينهم أحداث ، ولا علم لي بالقضاء. قال : إن اللّه سيهدي لسانك ويثبت قلبك. قال : فما شككت في قضاء بين إثنين بعد.
رواه ابن ماجة في الأحكام ، عن علي بن محمد بن يعلى وأبي معاوية ، عن الأعمش به. ورواه أبو داود ، عن عمرو بن عون ، عن شريك ، عن سماك ، عن حسين أبي المعتمر ، عن علي. قد روى مسلم في صحيحه قوله : إنه تعهد إلى النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أنه لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق. وروى الترمذي في المناقب قوله عليه السلام : أنا دار الحكمة وعلي بابها. وأخبرنا عبد الرحيم بن
ص: 604
يحيى ، أنا أبو علي الرماني ، ثنا ابن الحصين ، أنا ابن المذهب ، أنا أبو بكر بن حمدان ، أنا عبد اللّه ، حدثني أبي ، ثنا ابن نمير ، عن أبي عبد الرحيم الكندي ، عن زاذان بن عمر ، قال : سمعت عليا في الرحبة وهو ينشد الناس : من شهد رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يوم غدير خم وهو يقول ما قال؟ فقام ثلاثة عشر رجلا فشهدوا أنهم سمعوا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه.
وروينا عن أبي عمر بن عبد البر رحمه اللّه ، قال : حدثنا عبد اللّه بن محمد بن يوسف ، ثنا يحيى بن مالك بن عائذ ، ثنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مقلة البغدادي بمصر ، ثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد ، ثنا العكلي ، عن الحرمازي ، عن رجل من همدان ، قال : قال معاوية لضرار الصدائي : يا ضرار صف لي عليا ، قال : اعفني يا أمير المؤمنين ، قال : لتصفنه. قال : أما إذ لا بد من وصفه فكان واللّه بعيد المدى ، شديد القوى ، يقول فصلا ، ويحكم عدلا ، يتفجر العلم من جوانبه ، وتنطق الحكمة من نواحيه ، يستوحش من الدنيا وزهرتها ، ويستأنس بالليل ووحشته ، وكان غزير الدمعة طويل الفكرة ، يعجبه من اللباس ما قصر ، ومن الطعام ما خشن ، كان فينا كأحدنا ، يجيبنا إذا سألناه ، وينبئنا إذا استنبأناه ، ونحن واللّه مع تقريبه إيانا وقربه منا لا نكاد نكلمه هيبة له.
يعظم أهل الدين ، ويقرب المساكين ، لا يطمع القوي في باطله ، ولا ييأس الضعيف من عدله. وأشهد لقد رأيته في بعض مواقفه ، وقد أرخى الليل سدوله ، وغارت نجومه ، قابضا على لحيته ، يتململ تململ السليم ويبكي بكاء الحزين ويقول : يا دنيا غري غيري ، إلي تعرضت أم إلي تشوفت؟ هيهات هيهات! قد باينتك ثلاثا لا رجعة فيها ، فعمرك قصير وخطرك حقير. آه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق.
فبكى معاوية وقال : رحم اللّه أبا الحسن ، كان واللّه كذلك ، فكيف حزنك عليه يا ضرار؟ قال : حزن من ذبح واحدها في حجرها.
ص: 605
ومما روينا عن ابن إسحاق من شعر علي رضي اللّه عنه يوم بدر :
ألم تر أن اللّه أبلى رسوله *** بلاء عزيز ذي اقتدار وذي فضل
بما أنزل الكفار دار مذلة *** فألفوا هوانا من إسار ومن قتل
فأمسى رسول اللّه قد عز نصره *** وكان رسول اللّه أرسل بالعدل
في أبيات ذكرها.
ومما ذكر له يذكر اخلاء بني النضير وما تقدم ذلك من قتل كعب بن الأشرف :
فأصبح أحمد فينا عزيزا *** عزيز المقامة والموقف
فيا أيها الموعدوه سفاها *** ولم يأت جورا ولم يعنف
ألستم تخافون أدنى العذا *** ب وما أمن اللّه كالأخوف
وأن تصرعوا تحت أسيافه *** كمصرع كعب أبي الأشرف
قتل علي رضي اللّه عنه في رمضان سنة أربعين شهيدا ، قتله ابن ملجم.
ومنهم العلامة الشيخ محمد بن داود بن محمد البازلي الكردي الشافعي المتوفى سنة 925 في كتابه «غاية المرام» (ص 69 والنسخة مصورة من مكتبة جستربيتي بإيرلندة) قال :
علي بن أبي طالب اسمه عبد مناف صحابي قرشي ابن عم رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وزوج ابنته فاطمة وأبو ذريته ، فإنه انقرض ذرية سيد الخلق إلا من فاطمة.
قيل إنه أول من أسلم ، وهو من السابقين الأولين ، أحد العشرة المبشرة ، واحد الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام ، واحد الستة صاحب الشورى ، وأفضل الاحياء على وجه الأرض يوم مات بإجماع أهل السنة ، أبو الحسن الكوفي وامه فاطمة بنت أسد ابن هاشم ، شهد بدرا وجميع المشاهد غير تبوك ، روى عن النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) خمسمائة وستين حديثا ، للبخاري منها تسعة وعشرون حديثا ، وروى عنه أبو جحيفة وابناه الحسنان ومحمد المشهور بابن الحنفية ومروان بن الحكم
ص: 606
وأبو عبد الرحمن بن ليلى وربعي بن حراش وعبيدة السلماني ، نقل عنه البخاري في مواضع أولها : أثم من كذب على النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم من كتاب العلم.
تولى الخلافة بعد عثمان يوم الجمعة لثمان خلت من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين ومدتها أربع سنين وتسعة أشهر ، ومات صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وهو ابن سبع وعشرين سنة. هذا على قول من يقول إنه عاش سبعا وخمسين سنة ، وسيأتي ان المرجح إنه عاش ثلاثا وستين سنة ، فيكون مراهقا عند البعثة إن لم يكن بالغا على اختلاف في ذلك ، وعلى الأول لا يكون مميزا لو لم يقل أحد بذلك ، نعم منهم من قال إنه كان مميز القول :
سبقتهم إلى الإسلام طرا *** صغيرا ما بلغت أوان حلمي
ولهذا ذهب الأئمة الثلاثة من جميع علمائنا إلى ان إسلام المميز صحيح اقتداء بعلي ، فإنه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم دعاه إلى الإسلام قبل البلوغ فأجابه ، وأجاب جمهور علمائنا إن هذا الشعر لم يصح منه وإن عليا كان ابن خمس عشرة سنة ، وأجاب البيهقي : إن الأحكام كانت متعلقة منوطة بالتمييز قبل الهجرة ، وإنما تعلقت بالبلوغ عام الخندق بعد الهجرة.
ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن عبيد اللّه القرشي التميمي البكري البغدادي المتوفى سنة 597 في «عجائب علوم القرآن» (ص 53 ط الزهراء للإعلام العربي سنة 1407) قال :
علي بن أبي طالب ، بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي ابن عم الرسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، وزوج ابنته من السابقين الأولين ، المرجح أنه أول من أسلم ، وهو أحد العشرة ، مات في رمضان سنة أربعين ، وهو يومئذ أفضل الأحياء من بني آدم بالأرض بإجماع أهل السنة وله ثلاث وستون سنة على الأرجح.
ومنهم العلامة أبو نصر أحمد بن محمد بن الحسين البخاري الكلاباذي المتوفى سنة
ص: 607
398 في «رجال صحيح البخاري المسمى بالهداية والإرشاد» (ج 2 ص 524 ط دار المعرفة في بيروت) قال :
ذكر اسمه الشريف ، وسرد نسبه المنيف وبيّن شمة من فضائله ومناقبه عليه السلام وعد جماعة ممن روى عنه العلم ..
ومنهم العلامة إسماعيل بن هبة اللّه الموصلي الشافعي في «غاية الوسائل في معرفة الأوائل» (ق 242 نسخة مكتبة سلطان أحمد الثالث بإسلامبول) قال :
أول من ولده الهاشميان - ثم سرد نسبه الشريف من الطرفين (الأب والأم).
ومنهم العلامة محمد بن محمد الجزري الحنفي البلخي في «الدرجات العلية» (ق 15 نسخة إحدى مكاتب تركيا)
سرد اسمه ونسبه الشريف - إلى أن قال في شأن امه فاطمة بنت أسد : هي أول هاشمية ولدت هاشميا - ثم ذكر إسلامها وهجرتها إلى المدينة ووفاتها في حياة رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم والنبي صلى عليها ونزل في قبرها .. إلخ.
ومنهم العلامة ابن حجر العسقلاني في «تقريب التهذيب» (ج 1 ص 39)
قال بعد سرد نسبه الشريف : هو ابن عم رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وزوج ابنته من السابقين الأولين أول من أسلم - إلخ.
ص: 608