إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل المجلد 27

هوية الكتاب

المؤلف: آية اللّه السيّد شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي

الطبعة: 0

الموضوع : العقائد والكلام

تاريخ النشر : 0 ه-.ق

الصفحات: 529

المكتبة الإسلامية

المحرّر الرّقمي: محمّد علي ملك محمّد

ص: 1

اشارة

ص: 2

ملحقات الاحقاق

تألیف: مرجع الديني الكبير العلامة الحجة آية الله العظمى السيد شهاب الدين المرعشی النجفی

اعلى الله مقامه الشريف

المجلد السابع والعشرون

با هتمام نجله السيد محمود المرعشی

ص: 3

ص: 4

يوم الحسين عليه السلام

قالت الرباب بنت امرىء القيس بن عدي زوج الحسين الشهيد وحبيبته :

إن الذي كان نوراً يستضاء به*** بكربلاء قتيل غير مدفونِ

سبط النبي جزاك الله صالحة***عنا وجُنَّبتَ خسران الموازين

قد كنت لي جبلاً صعباً ألوذ به***وكنت تصحبنا بالرحم والدين

من لليتامى ومَن للسائلين ومن ***يغني ويأوي إليه كل مسكين

والله لا أبتغي صهراً بصهركم*** حتى أُغيَّبَ بين الرمل والطين

«المرأة في القديم والحديث»

7 / 242

ذَكَرْنا على الدهر يوم الحسين*** ويوم الحسين هُدى نَير

له زجل في ثنايا الزمان ***وعَصْفٌ على الظُّلم لا يفتُرُ

وعَوْدُ كَعَوْدِ الهلال الجديد*** وطيبٌ كعَرْفِ الندى خَيْرٌ

إذا جَدُرَ الحُزْنُ بعدَ الحُسين*** فإن التأسي ب-ه أج-درُ

خذوا سمته في خضم الحياة*** وعِيشوا كما عاشتِ الأنسُرُ

فما ينفعُ الدمع يوم الجهاد*** وينفع في يومه الأبتَرُ

« تجديد في المسلمين لا في الاسلام» ص149

ص: 5

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

کتاب: ملحقات احقاق الحق

تأليف : آية الله العظمى المرعشي النجفي ( رحمه الله )

نشر : مكتبة آية الله المرعشي النجفي (رحمه الله)

تنضيد الحروف : ميلاد

الفلم والزنگ تیزهوش

طبع : حافظ - قم

الطبعة: الاولى

العدد : 1000

التاريخ : 1415ه-

المجلد السابع والعشرون

ص: 6

فهرس الکتاب

فضائل الامام الحسین علیه السلام

تاریخ مولد سيد الشهداء خامس آل العباء الحسين بن علي عليه السلام...1

كان بين ولادة الحسن والحسين عليهما السلام طهر واحد...18

تسمية النبي الحسين عليه السلام...21

كنيته وألقابه الشريفة...24

حلق رأس الحسين والتصدق بزنةشعره والعقيقة عنه بشاة...26

قول النبي أول من يدخل الجنة الحسين وجده وأبوه وأمه وأخوه ومحبوهم من ورائهم...28

مرض الحسين وأمر الله نبيه أن يقرأ سورة لا فاء فيها...29

شبه الحسين بالنبي صلى الله عليه وآله...31

الحسين ريحانة رسول الله صلى الله عليه واله...39

قول النبي « من سره أن ينظر الى رجل من أهل الجنة فلينظر الى الحسين »...44

قول النبي من أن ينظر الى

سید شباب أهل الجنة فلينظر الى الحسين...47

حديث « حزقة حزقة ترق عين بقة »...51

الحسين عليه السلام يحل له الدخول للمسجد جنباً...53

قول النبي اللهم اني أحبه فأحبه وأحبب من يحبه...54

قول النبي هذا مني وأنا منه وهو يحرمعليه ما يحرم علي...58

النبي لسان الحسين كما يمص الصبي التمرة...59

اعطاء النبي للحسين جرأته وجوده...60

تقبيل النبي شفتي الحسين و ثناياه...62

ركوب الحسين في السجود على ظهر النبي «صلی الله عليه وآله»...63

حديث قطع النبي كلامه ونزوله عن المنبر لحمل الحسين...66

كان النبي يحمل الحسين في الصلاة 68 ركوب الحسين مع جده وأبيه على

ص: 7

ص: 8

الرجس وطهره تطهيراً...112

عبادة الحسين عليه السلام...114

حج الحسين خمساً وعشرين حجة ماشياً وتقاد نجائبه بين يديه...115

كرم الحسين عليه السلام...119

شجاعته عليه السلام...127

عفو الحسين وكرمه عليه السلام...129

تواضع الحسين عليه السلام...131

حلمه وفضله عليه السلام...133

خطب الحسين عليه السلام...134

خطبته بذي حسم...134

خطبته في يوم عاشوراء...136

خطبته بالبيضة...138

خطبته لأهل الكوفة يدعوهم الى الجهاد مع أبيه...139

خطبته في يوم عاشوراء...140

خطبته حين أراد معاوية أن يأخذ البيعة ليزيد في المدينة...146

خطبته في أصحابه وفي جنود الحر 148 خطبته قبل نشوب القتال بينه وبين جيوش ابن زياد مباشرة ...150

(كتب الحسين عليه السلام ورسائله )...151

كتابه الى أهل الكوفة...151

کتابه الى الشيعة ومنهم اليه...152

كتابه الى عبدالله بن جعفر في جواب

كتابه...154

كتابه الى أهل البصرة...155

كتابه الى عمرو بن سعيد بن العاص في جواب کتابه...156

كتابه الى اهل الكوفة...157

كتابه الى الأعراب الذين التفوا حوله أثناء مسيره الى الكوفة...158

كتابه الى اهل الكوفة أرسله مع مسلم بن عقيل...160

كتابه في جواب ابن عمه مسلم بن عقيل...161

كتابه الى اهل الكوفة أرسله مع قيس بن مسهر الصيداوي...162

كتبه الى معاوية...164

كلمات الامام الحسين عليه السلام...173

كلامه في ثواب البكاء عليهم عليهم السلام...174

كلامه في صوم رجب وشعبان...174

كلامه في التفسير والتمجيد...175

كلمات له عليه السلام متفرقة...176

حديثه مع الفرزدق حين لقيه في طريق الكوفة...2000

أدعية الامام الحسين عليه السلام...203

بعض نظم الحسين عليه السلام...217

حديث ام سلمة في إخبار النبي بشهادة

ص: 9

البغلة الشهباء...96

قول النبي ( مني وأنا من حسين ، أحب الله من أحب حسيناً ، حسين سبط من الأسباط...70

دعاء النبي للحسين ( اللهم سلمه وسلم منه )...82

بكاء الحسين يؤذي النبي صلى الله عليه وآله...83

تقبيل النبي سرة الحسين عليه السلام...85

قول النبي ان الولد مبخلة مجبنة...86

قول النبي الحسين وجده وأبوه وأخوه القيامة...87

في مكان واحد يوم أحب أهل البيت الى رسول الله الحسن والحسين...89

قول النبي : ان الحسين وجده وجدته وأبوه وأمه وأخوه وعمه وخاله وخالته وعمته في الجنة...90

قول النبي : الحسين وأبواه وأخوه في حضيرة القدس...92

قول النبي : ان الحسين وأنا وأبويه وأخيه ومن أحبنا نأكل ونشرب يوم القيامة...93

قول النبي في الحسين وأبويه وأخيه أنا حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم...94

قول النبي : حسين خير الناس جداً

وجدة وأباً وأماً وعماً وخالاً وعمة وخالة...96

ان الحسين من ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله...98

قول النبى « أنت سيد أخو سيد ابن سيد ، انت امام ابن امام أخو امام »...99

قول النبي : الحسن والحسين خيوط العلم...100

قول النبي : كان مكتوباً على باب الجنة الحسين صفوة الله »...101

قول النبي : الحسين وأنا وأبواه يوم القيامة في قبة تحت العرش...102

قول النبي للحسين : ان الله اختار من صلبك تسعة ائمة تاسعهم قائمهم...103

قول النبي : لم يعط أحد من ذرية الأنبياء الماضين ما أعطي الحسين بن على...104

قول النبي « اللهم من أبكى حسيناً فلا تغفر له ...105

شدة محبة النبي للحسين...106

قول النبي "أحبني من أحب حسيناً فقد احبنی...108

دعاء النبي لابنه الحسين في امساك السماء من المطر...110

شمول آية المباهلة له عليه السلام...111

ان الحسين أذهب الله تعالى عنه

ص: 10

حديث عذاب رجلين من قتلة الحسين في الدنيا...351

قاتل الحسين يعذب بالعطش الى يوم القيامة...353

حديث رجل ممن شهد قتل الحسين عليه السلام ...355

ذهاب عقل سنان بن انس فكان يأكل ويحدث مكانه....359

سيلان الدم من حيطان دار الامارة لما جيء براس الحسين...361

حديث اعرابي اسدي يشم تربة كربلا فيجد قبر الحسين...363

قول النبي « لعن الله من يقطع السدرة »...365

اهانة قبر الحسين عليه السلام...366

حديث رجل سب الحسين عليه السلام فطمس الله بصره...368

يوم قتل الحسين ما رفع حجر الا وجد تحته دم عبيط...371

سطوع النور من الرأس الشريف واسلام الراهب ببركته وصيرورة الدراهم خزفاً...374

بكاء السماء على الحسين عليه السلام...376

كسوف الشمس لشهادة الامام الحسين ...382

بعض أعلام شهادة الحسين عليه السلام...384

امطار السماء دماً يوم شهادة الحسين...388

تلطخ غراب بدم الحسين وقع على جدار دار فاطمة الصغرى...394

حديث العوسجة...396

عذاب حرملة بن كاهل الأسدي...399

قصة الرجل الذي كان يبشر الناس بشهادة الحسين صار أعمى يقاد...400

اظلمت الدنيا ثلاثاً عند قتل الحسين...401

حديث لم يرفع حجر في بيت المقدس الا وجد تحته دم عبيط...403

كان مكتوباً في كنيسة الروم قبل المبعث : أترجو أمة قتلت حسيناً ...408

ظهور يد كتبت بالقلم الحديد على الحائط : أترجو أمة قتلت حسيناً...410

صار لحم الابل المنهوبة من معسکرالحسين مثل العلقم...412

كانت السماء أياماً كأنها علقة لشهادته عليه السلام...414

حديث الطيب المنهوب من معكسر الحسين...415

احتراق ما أخذ من معسكره عليه السلام...416

ص: 11

الحسین...230

حديث زينب بنت جحش في إخبار النبي بشهادة الحسين...248

قول النبي : يقتل الحسين على رأس ستين من مهاجري...249

احاديث في إخبار النبي بشهادة الحسين...254

حديث أم سلمة وعائشة وخبرهما في شهادته...256

قول ملك للنبي : ان ابنك هذا مقتول ...279

قول الله للنبي : ان تحفظ الحسن والحسين عن الشهادة ولا شفاعة لك يوم القيامة...280

إخبار علي عليه السلام بشهادة ولده الحسين...281

حديث ابن عمر عن النبي في إخباره عن شهادة الحسين...301

إخبار الحسين عليه السلام بشهادته 302 حديث العربان بن الهيثم في شهادة الحسين...305

حدیث رأس الجالوت في شهادة الحسين...307

قول الحسين حين نزل :کربلا صدق رسول الله ارض كرب وبلاء...309

حديث عمار الدهني...316

حدیث رؤیا ام سلمة في شهادة الحسين عليه السلام...319

حدیث رؤيا ابن عباس في شهادة الحسين...323

قصاص قاتلي الحسين عليه السلام...330

أوحى الله إلى موسى : لو سألتني في الأولين والآخرين لأجبتك إلا قاتل الحسين...334

قول النبي : اشتد غضب الله على قاتل الحسين...335

قول النبي : لعن الله قاتلك يا حسين...336

لعن النبي على قاتل الحسين عليه السلام...337

قصة رجل حضر عسكر ابن سعد وعمي بصره باشارة النبي في المنام...339

قول النبي لبعض حملة رأس الحسين : اذهب لا غفر الله لك...341

حدیث سطوع النور من تحت اجانة...242

قصة شيخ اكحله النبي في المنام فعميت عينه...244

حديث رجل باع اشياء في عسكر ابن زیاد سقاه علي في النوم قطراناً ...246

قول علي : قاتل الحسين في تابوت من نار...348

حديث اضطرام النار في وجه ابن زیاد...350

ص: 12

رثاء عقبة بن عمر العبسي والكميت الأسدي...478

رثاء منصور النمري...479

رثاء عبيدة بن عمرو الكندي ودعبل الخزاعي ...480

رثاء الشريف الرضي...482

رثاء ابي الفرج ابن الجوزي...483

رثاء الامام الشافعي...484

رثاء ابي دهبل الجمحي...485

رثاء ابن اصدق...486

رثاء جماعة من النساء المؤمنات...491

نوح الجن للحسين بن علي عليه السلام...494

بعض كلمات العلماء في حق الامام الحسين...505

قول ابراهيم النخعي : لو كنت في قتلة الحسين وأمرت بدخول الجنة لما فعلت...513

ص: 13

تكلم الرأس الشريف وقوله : أعجب من أصحاب الكهف قتلي وحملي...418

شفاء الخلدي من داء الجرب ببركة تربة قبره الشريف...419

قول رأس الجالوت : ان بيني وبين داود سبعين أباً واليهود تعظمني وأنتم قتلتم ابن بنت نبيكم...420

صار الورس الذي انتهب من معسكر الحسين رماداً...421

ان الشمس تطلع محمرة بعد قتل الحسين ولا يرفع حجر الاكان تحته دم...424

رؤيا الشعبي رجالاً نزولوا من السماء يتبعون قتلة الحسين...425

تغيير الوجوه بقتل الحسين عليه السلام...426

امتناع النمل عن اكل الخبز يوم عاشوراء...428

ثواب القصد اليه عليه السلام والسلام عليه...429

صلاة النبي وابراهيم الخليل على قبر الحسين...430

شكوى الزهراء يوم القيامة بيدها اليمنى الحسن وبيدها اليسرى الحسين...431

زيارة الملائكة قبر الحسين كل صباح ومساء...433

قول عمر للحسين عليه السلام : أنبت ما ترى في رأسي من الشعر الله ثم أنتم...435

قول ابي هريرة للحسين : والله لو يعلم الناس منك ما أعلم لحملوك على رقابهم...440

نقل قول ابي الفرج ابن الجوزي في التبصرة...441

نقل قول عبدالله بن عمرو بن العاص : الحسين أحب أهل الأرض الى أهل السماء...442

تاريخ شهادة الحسين وموضع قتله...446

تعيين سن الحسين عليه السلام في يوم استشهاده...458

الخلاف في يوم شهادة الحسين عليه السلام...462

عدد أولاد الحسين عليه السلام...466

مشهد المحسن بن الحسين بجبل جوشن في حلب...468

أزواج الامام الحسين عليه السلام...469

بعض مراثي الامام الحسين عليه السلام...472

رثاء أبي الأسود الدؤلي...472

رثاء سليمان بن قتة الخزاعي...473

رثاء ابن الهبارية الشاعر...475

رثاء عبیدالله بن الحر بن يزيد...475

ص: 14

تاريخ مولد سيد الشهداء خامس آل العباء الحسين بن علي عليهما السلام

نقلنا في ج 11 ص 256 ما يدل عليه ، ونستدرك هاهنا عن كتب أعلام العامة ما يلي :

ذكر تاريخ ولادة الامام الحسين عليه السلام جماعة (1) :

ص: 1


1- قال الفاضل المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد اللّه فكري الحسيني القاهري المولود بها سنة 1296 والمتوفى بها أيضا 1372 في «أحسن القصص» (ج 4 ص 218 ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال : موجز أخبار حياته : أقام الحسين رضي اللّه عنه مع جده رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وسلم سبع سنين ، ومع أبيه أمير المؤمنين عليه السلام سبعا وثلاثين سنة ، ومع أخيه الحسن رضي اللّه عنه سبعا وأربعين سنة ، وكانت مدة خلافته بعد أخيه إحدى عشرة سنة. فيكون مدة حياته 58 سنة. وكانت إقامة الحسين رضي اللّه عنه بالمدينة إلى أن خرج مع أبيه إلى الكوفة ، فشهد معه واقعة الجمل (ثم صفين) ثم قتل الخوارج ، وبقي معه إلى ان قتل ؛ ثم مع أخيه إلى أن سلّم الأمر إلى معاوية ، فتحول مع أخيه إلى المدينة واستمر بها إلى أن مات معاوية ، فخرج إلى مكة ، ثم أتته كتب أهل العراق بأنهم بايعوه بعد موت معاوية ، فأرسل إليهم ابن عمه (مسلم ابن عقيل) فأخذ بيعتهم وأرسل إليه فتوجه ، وكان ما كان من قصة قتله. موجز أخبار حياته : أقام الحسين رضي اللّه عنه مع جده رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وسلم سبع سنين ، ومع أبيه أمير المؤمنين عليه السلام سبعا وثلاثين سنة ، ومع أخيه الحسن رضي اللّه عنه سبعا وأربعين سنة ، وكانت مدة خلافته بعد أخيه إحدى عشرة سنة. فيكون مدة حياته 58 سنة. وكانت إقامة الحسين رضي اللّه عنه بالمدينة إلى أن خرج مع أبيه إلى الكوفة ، فشهد معه واقعة الجمل (ثم صفين) ثم قتل الخوارج ، وبقي معه إلى ان قتل ؛ ثم مع أخيه إلى أن سلّم الأمر إلى معاوية ، فتحول مع أخيه إلى المدينة واستمر بها إلى أن مات معاوية ، فخرج إلى مكة ، ثم أتته كتب أهل العراق بأنهم بايعوه بعد موت معاوية ، فأرسل إليهم ابن عمه (مسلم ابن عقيل) فأخذ بيعتهم وأرسل إليه فتوجه ، وكان ما كان من قصة قتله. ولما توفي الحسن كان يفد إليه ، ويقدم كل عام عليه. وقال في ص 223 : مناقبه إجمالا : كما ذكرها المرحوم علي بك جلال الحسيني المستشار في كتابه (الحسين) : قد جمع الحسن رضي اللّه عنه الفضائل ، ومكارم الأخلاق ، ومحاسن الأعمال ، من علو الهمة ، ومنتهى الشجاعة ، وأقصى غاية الجود والكرم ، وأسرار العلم ، وفصاحة اللسان ، ونصرة الحق ، والنهي عن المنكر ، وجهاد الظلم ، والتواضع عن عز ، والعدل والصبر ، والحلم والعفاف ، والمروءة والورع ، وغيرها. واختص بسلامة الفطرة ، وجمال الخلقة ، ورجاحة العقل ، وقوة الجسم. وأضاف إلى هذه المحامد كثرة العبادة ، وأفعال الخير والتقوى ، كالصلاة والصوم والزكاة والحج والجهاد في سبيل اللّه والإحسان. وكان إذا أقام بالمدينة أو غيرها كان مفيدا بعلمه ، مرشدا بعمله ، مهذبا بكريم أخلاقه ، مؤدبا ببليغ بيانه ، سخيا بماله ، متواضعا للفقراء ، معظما عند الخلفاء ، مواصلا للصدقة على الأيتام والمساكين ، منصفا للمظلومين ، مستقلا بعبادته. مشى من المدينة على قدميه إلى مكة حاجا خمسا وعشرين مرة ، وعاش مدة يقاتل مع أبيه أصحاب الجمل ، فجنود معاوية ، فالخوارج ، وينتقل مع جيوش المسلمين إلى أقطار الأرض في فتح إفريقية وغزو جرجان وطبرستان وقسطنطينية. وهو في جميع أيام حياته مثابر على الاهتداء بهدى جده صلی اللّه عليه [وآله] وسلم. فكان الحسين في وقته علم المهتدين ، ونور اليقين ، فأخبار حياته فيها هدى للمسترشدين بأنوار محاسنه ، المقتفين آثار فضله وإحسانه. وقال الفاضل المعاصر محمد رضا أمين مكتبة جامعة فؤاد الأول سابقا في كتابه «الحسن والحسين سبطا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم» (ص 67 ط دار الكتب العلمية _ بيروت) قال : الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم ، يكنى أبا عبد اللّه سبط رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وريحانته. أمه فاطمة بنت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم. ولد بالمدينة لخمس خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة ، قال جعفر بن محمد : لم يكن بين الحمل بالحسين بعد ولادة الحسن إلّا طهر واحد. وقال الواقدي : علقت فاطمة بالحسين بعد مولد الحسن بخمسين ليلة. وعقّ عنه رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يوم سابعه (ذبح شاة) ، كما عق عن أخيه وحنكه بريقه ، وأذن في أذنه ، وتفل في فمه ، ودعا له وسماه حسينا ، وقال لأمه أن تفعل به ما فعلت بأخيه الحسن ، ولقب بألقاب أشهرها : الزكي ثم الرشيد والطيب والوفي والسيد والمبارك والتابع لمرضاة اللّه والسبط. وكانت أمه فاطمة بنت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ترقّص الحسين فتقول : إن بني شبه النبي *** ليس شبيها بعلي كان الحسن رضي اللّه عنه أشبه برسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ما بين الصدر إلى الرأس ، والحسين أشبه به صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، وكان ربعة ليس بالطويل ولا بالقصير ، واسع الجبين ، كث اللحية ، واسع الصدر ، عظيم المنكبين ، ضخم العظام ، رحب الكفين والقدمين ، رجل الشعر ، متماسك البدن ، أبيض مشربا بحمرة ، حسن الصوت ، وكان في صوته غنة حنة وكان يخضب بالوسمة. أما خلقه رضي اللّه عنه ، فقد كان فاضلا كثير الصوم والصلاة. ويقال إنه حج خمسا وعشرين حجة ماشيا ، فيكون قد حج وهو بالمدينة قبل دخوله العراق لأنه لم يحج من العراق. وكان كريما كثير الصدقة وأفعال الخير جميعها. وقال الشريف علي فكري الحسيني القاهري في «احسن القصص» (ج 4 ص 214 ط بيروت) قال: نسبه الشريف : الإمام الحسين أبوه علي (كرم اللّه وجهه) بن أبي طالب عم رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وامه سيدة النساء البتول فاطمة الزهراء رضى اللّه عنها بنت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، وهذا أشرف نسب. مولده : ولد سيدنا الحسين رضي اللّه عنه بالمدينة المنورة لخمس خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة ، وكانت أمه قد علقت به بعد أن ولدت أخاه الحسن رضي اللّه عنه بخمسين ليلة ، وهكذا صح النقل في ذلك. ولما وضعته جاءت به إلى جده رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فاستبشر به ، وحنكه بريقه ، وأذن في أذنه ، وتفل في فمه ، ودعا له ، وسماه (حسينا) يوم السابع وعقّ عنه كبشا ، وقال لأمه : احلقي رأسه ، وتصدقي بزنة شعره فضة ، كما فعلت بأخيه الحسن. ويحتفل المسلمون بمولد الحسين رضي اللّه عنه كل سنة في جميع بلادهم أياما ، ولهم في القاهرة موسم يسمونه (مولد الحسين) تزين فيه الأسواق والبيوت ليلا ونهارا ، ويقرأ القرآن ، ويجتمع الناس لزيارة المشهد الحسيني من ليلة الاثنين الأول من ربيع الثاني إلى ليلة الأربعاء الأخير منه ، وهي الليلة الكبيرة ، ويتلوها بعض ليال يسمونها (اليتيمة) ثم يحتفل بالمشهد الحسيني وغيره ليلة الخامس من شعبان في كل سنة بمولده. وقال العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة المولود 588 والمتوفى 660 في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2562 ط دمشق) قال : الحسين بن علي بن عبد مناف أبي طالب : ابن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ، أبو عبد اللّه بن أبي الحسن الهاشمي القرشي ، وأمه فاطمة بنت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، سبط رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وريحانته ، وأحد سيدي شباب أهل الجنة ، ولد في شعبان سنة أربع من الهجرة ، وقيل ولد لست سنين وأربعة أشهر من الهجرة ، وشهد صفين مع أبيه علي عليه السلام وكان أميرا على القلب يومئذ ، وهم همدان. وغزا القسطنطينية في الجيش الذي اجتاز بحلب في طريقه من دمشق إليه. حدث عن جده رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، وعن أبيه علي بن أبي طالب وأمه فاطمة عليهما السلام. وروى عنه ابنه علي بن الحسين زين العابدين وابنه عبد اللّه بن الحسين وابنتاه فاطمة وسكينة وابن أخيه زيد بن الحسن بن علي ، وأبو هريرة ، وطلحة بن عبيد اللّه العقيلي ، وعامر الشعبي وعكرمة مولى ابن عباس وعبيد بن حسين ، وشعيب بن خالد ويوسف الصباغ ، وزياد بن شابور ، وحميد بن سلم ، وسنان بن أبي سنان الدئلي ، ومحمد بن الصائغ ، وهمام ابن غالب الفرزدق ، وعبد اللّه بن سليمان بن نافع مولى بني هاشم ، والعيزار بن حريث ، وأبو سعد الميثمي وأبو هشام وأبو خازم الاشجعي ، والمطلب بن عبد اللّه بن حنطب ، وعبيد اللّه بن أبي يزيد وبشير بن غالب. وقال أيضا في ص 2572 : أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة اللّه ، قال : أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي ، قال : الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ، أبو عبد اللّه سبط رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، وريحانته من الدنيا ، حدث عن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وعن أبيه ، روى عنه ابنه علي بن الحسين وابنته فاطمة ، وابن أخيه زيد بن الحسن ، وشعيب بن خالد ، وطلحة بن عبيد اللّه العقيلي ويوسف الصبّاغ وعبيد بن حسن وهمّام بن غالب الفرزدق وأبو هشام. ووفد على معاوية. وتوجه غازيا الى القسطنطينية. ومنهم العلامة أبو الحسن محمد بن طاهر بن علي المقدسي في «الجمع بين كتابي أبي نصر الكلاباذي وأبي بكر الاصفهاني» (ص 86 ط حيدرآباد قال) : الحسين بن علي بن أبي طالب ، أبو عبد اللّه ، أخو أبي محمد الحسن ، وأمّهما فاطمة بنت رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وسلم ، له رواية من النبي صلی اللّه عليه وآله وسلم ، سمع أباه امير المؤمنين علي بن أبي طالب ، روى عنه ابنه علي بن الحسين الأصغر في غير موضع عندهما. قال الفاضل محمد زكي ابراهيم رائد العشيرة المحمدية في «مراقد أهل البيت بالقاهرة» (ص 21 ط 4 مطبوعات العشيرة المحمدية بمبنى جامع البنات بالقاهرة) قال : وقد ولد الإمام الحسين أبو عبد اللّه رضي اللّه عنه في ثالث أو خامس يوم من أيام شعبان سنة أربع من الهجرة ، بعد نحو عام من ولادة أخيه الحسن رضي اللّه عنه ، فعاش مع جده المصطفى صلی اللّه عليه [وآله] وسلم نيفا وست سنوات ، وقد مات الحسين وله من العمر سبعة وخمسون عاما ، واستشهد في يوم الجمعة أو السبت الموافق العاشر من المحرم ، في موقعة كربلاء قريبا من (نينوى بالعراق) عام إحدى وستين من الهجرة. قتله عمر بن سعد بن أبي وقاص ، وخولي بن يزيد الاصبحي ، واجتز رأسه الشريف سنان ابن أنس النخعي ، وشمر بن ذي الجوشن ، وسلب ما كان له عليه إسحاق بن خويلد الحضرمي ، وذلك بعد قتال مرير غير متكافئ بينه وبين ألوف الجنود من جيش يزيد بن معاوية التي كان قد وجهها إليه عبيد اللّه بن زياد ، عامل يزيد بن معاوية على العراق حين لم يكن مع الحسين إلا بعض أهل بيته ، ومنهم العديد من النساء والأطفال. ولم يكن خارجا لحرب وإنما استجابة لرغبة أهل العراق في تجديد الأمر والنهي لله ورجع الدعوة الإسلامية الى نبعها إرشادا وهداية ومحافظة على الإسلام ، غفر اللّه للجميع. وقد شهد الحسين مع والده (واقعة الجمل) و (صفين) وحروب الخوارج وغيرها ، وقد دفن جسده الطاهر بكربلاء بالعراق أما الرأس الشريف فقد طيف بها إرهابا للناس أو حفظ حتى استقر بعسقلان ، من ثغور فلسطين على البحر المتوسط ، ثم لما اشتعلت الحروب الصليبية وخاف الخليفة الفاطمي على الرأس فأذن وزيره الصالح (طلائع بن رزيك) فنقلها إلى مصر بالمشهد المعروف بها الآن ، بتحقيق أعلم المؤرخين وأصدقهم ، ولا اعتبار للروايات التي يتمسك بها النواصب من خصوم أهل البيت فهي منقوضة من كل الوجوه. وقد تزوج الحسين بعدد من النساء رجاء كثرة النسل لحفظ أثر البيت النبوي ، كما فعل أبوه من قبل ، وقد حقق اللّه هذا الرجاء ، فحفظ ميراث النبوّة وعصبتها في نسل الحسن والحسين وزينب وفاطمة. أما أبناؤه فهم : 1 _ علي الشهيد ، أمه برة بنت عروة بن مسعود الثقفي من أشرف بيوت العرب. 2 _ علي الأوسط (أو المثنى) واشتهر بالإمام ، وعلي الأصغر (أو المثلث) واشتهر بزين العابدين السجاد وأمهما (الاميرة) شهربانو بنت كسرى شاهنشاه ملك الفرس. 3 _ محمد وعبد اللّه وسكينة الكبرى والصغرى وأمهم الرباب بنت إمرئ القيس الكندية من ملوك العرب. 4 _ جعفر وأمه القضاعية. (نينوى بالعراق) عام إحدى وستين من الهجرة. قتله عمر بن سعد بن أبي وقاص ، وخولي بن يزيد الاصبحي ، واجتز رأسه الشريف سنان ابن أنس النخعي ، وشمر بن ذي الجوشن ، وسلب ما كان له عليه إسحاق بن خويلد الحضرمي ، وذلك بعد قتال مرير غير متكافئ بينه وبين ألوف الجنود من جيش يزيد بن معاوية التي كان قد وجهها إليه عبيد اللّه بن زياد ، عامل يزيد بن معاوية على العراق حين لم يكن مع الحسين إلا بعض أهل بيته ، ومنهم العديد من النساء والأطفال. ولم يكن خارجا لحرب وإنما استجابة لرغبة أهل العراق في تجديد الأمر والنهي لله ورجع الدعوة الإسلامية الى نبعها إرشادا وهداية ومحافظة على الإسلام ، غفر اللّه للجميع. وقد شهد الحسين مع والده (واقعة الجمل) و (صفين) وحروب الخوارج وغيرها ، وقد دفن جسده الطاهر بكربلاء بالعراق أما الرأس الشريف فقد طيف بها إرهابا للناس أو حفظ حتى استقر بعسقلان ، من ثغور فلسطين على البحر المتوسط ، ثم لما اشتعلت الحروب الصليبية وخاف الخليفة الفاطمي على الرأس فأذن وزيره الصالح (طلائع بن رزيك) فنقلها إلى مصر بالمشهد المعروف بها الآن ، بتحقيق أعلم المؤرخين وأصدقهم ، ولا اعتبار للروايات التي يتمسك بها النواصب من خصوم أهل البيت فهي منقوضة من كل الوجوه. وقد تزوج الحسين بعدد من النساء رجاء كثرة النسل لحفظ أثر البيت النبوي ، كما فعل أبوه من قبل ، وقد حقق اللّه هذا الرجاء ، فحفظ ميراث النبوّة وعصبتها في نسل الحسن والحسين وزينب وفاطمة. أما أبناؤه فهم : 1 _ علي الشهيد ، أمه برة بنت عروة بن مسعود الثقفي من أشرف بيوت العرب. 2 _ علي الأوسط (أو المثنى) واشتهر بالإمام ، وعلي الأصغر (أو المثلث) واشتهر بزين العابدين السجاد وأمهما (الاميرة) شهربانو بنت كسرى شاهنشاه ملك الفرس. 3 _ محمد وعبد اللّه وسكينة الكبرى والصغرى وأمهم الرباب بنت إمرئ القيس الكندية من ملوك العرب. 4 _ جعفر وأمه القضاعية. 5 _ فاطمة وزينب وأمهما أم إسحاق بنت طليحة بن عبد اللّه من كبار الصحابة ، ولكن نسل الحسين كله كان من علي الأصغر (زين العابدين السجاد) (يعني كثير السجود والعبادة) فمن بنتيه فاطمة وزينب (عند من يقر الشرف من طريق البنات كما قدمنا) وإن كانت ذرية فاطمة قليلة ونادرة. وقد روى الحاكم وصححه عن الرسول صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال : حسين مني وأنا من حسين ، اللّهم أحب من أحب حسينا.

ص: 2

ص: 3

ص: 4

ص: 5

ص: 6

ص: 7

منهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة المولود 588 والمتوفى 660 في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2564 ط دمشق) قال :

أخبرنا زيد بن الحسن إذنا ، قال : أخبرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب ، قال : أخبرنا أبو القاسم الأزهري ، قال : أخبرنا محمد بن المظفر ، قال : حدثنا أحمد بن علي بن شعيب المدائني ، قال : حدثنا أبو بكر بن البرقي ، قال : ولد الحسين بن علي بن أبي طالب في ليال خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة.

وقال أيضا في ص 2565 :

أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة اللّه ، قال : أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن ، قال :

أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن ، قال : أخبرنا محمد بن علي السيرافي ، قال أخبرنا أحمد بن اسحق النهاوندي ، قال حدثنا أحمد بن عمران الأشناني ، قال : حدثنا موسى بن زكريا التستري ، قال : حدثنا خليفة العصفري ، قال : وفيها - يعني سنة أربع - ولد الحسين بن علي بن أبي طالب.

وقال أيضا في ص 2566 :

ص: 8

أنبأنا عمر بن محمد بن طبرزد ، عن أبي غالب بن البناء ، قال : أخبرنا أبو الغنائم ابن المأمون ، قال : أخبرنا أبو القاسم بن حبابة ، قال : أخبرنا أبو القاسم البغوي ، قال : قال الزبير بن بكار : ولد الحسين بن علي بن أبي طالب لخمس ليال خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة.

وقال أيضا :

أنبأنا أبو محمد الحسن بن علي بن المرتضى العلوي ، قال : حدثنا أبو الفضل محمد ابن ناصر السلامي ، قال : أخبرنا أبو طاهر محمد بن أبي الصقر ، قال : أخبرنا أبو البركات أحمد بن عبد الواحد بن الفضل بن نظيف ، قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن رشيق ، قال : حدثنا أبو بشر محمد بن أحمد الدولابي ، قال : حدثني أحمد بن عبد اللّه ابن عبد الرحيم الزهري ، قال : حدثنا أبو صالح عبد اللّه بن صالح ، قال : قال الليث بن سعد : قالت فاطمة بنت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : [ولد] الحسين بن علي في ليال خلون من شعبان سنة أربع.

وقال أيضا في ص 2568 :

أخبرنا أبو اليمن الكندي إذنا ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري إجازة إن لم يكن سماعا ، قال : أخبرنا أبو محمد الجوهري ، قال : أخبرنا أبو عمر بن حيويه ، قال : أخبرنا أحمد بن معروف ، قال : حدثنا الحسين بن الفهم ، قال : حدثنا محمد بن سعد ، قال في الطبقة الخامسة : الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي ، ويكنى أبا عبد اللّه ، وأمه فاطمة بنت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، وأمها خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي ، علقت فاطمة بالحسين لخمس ليال خلون من ذي القعدة سنة ثلاث من الهجرة ، فكان بين ذلك وبين ولادة الحسن خمسون ليلة ، وولد الحسين في ليال خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة.

ص: 9

وقال أيضا في ص 2571 :

أنبأنا أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج الحصري ، قال : أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد اللّه ابن محمد بن علي الأشيري الحافظ ، قال : أخبرنا أبو وليد يوسف بن عبد العزيز بن الدباغ ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد العزيز بن ثابت ، قال : أخبرنا أبو عمر يوسف بن عبد اللّه بن محمد بن عبد اللّه بن عبد البر النمري ، قال : الحسين بن علي ابن أبي طالب ، أمه فاطمة بنت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، يكنى أبا عبد اللّه ، ولد لخمس خلون من شعبان سنة أربع وقيل سنة ثلاث هذا قول الواقدي وطائفة معه.

ومنهم العلامة عبد الغني بن اسماعيل النابلسي الشامي في «زهر الحديقة في رجال الطريقة» (ص 94 والنسخة مصورة من إحدى مكاتب ايرلندة) قال :

حسين بضمّ الحاء المهملة بن علي بن أبي طالب الهاشمي ، أبو عبد اللّه سبط رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وريحانته رضي اللّه تعالى عنه ، وهو وأخوه الحسن سيدا شباب أهل الجنة كما ورد في الحديث ، ولد الحسين لخمس خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة ، قال الزبير بن بكار وغيره ، وقال جعفر بن محمد : لم يكن بين الحسين وولادة الحسن إلّا طهر واحد.

وفي المعارف لابن قتيبة : والحسين ولد بعد الحسن بعشرة أشهر واثنين وعشرين يوما ، كانت فاطمة رضي اللّه عنها حملت به بعد أن ولدت الحسن بشهر واثنين وعشرين يوما أرضعته وهي حامل ثم أرضعتهما جميعا.

ومنهم العلامة الشيخ صفي الدين أحمد بن عبد اللّه بن أبي الخير الخزرجي الأنصاري في «خلاصة تذهيب الكمال» (ص 71 ط القاهرة) قال :

(ع) الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي ، أبو عبد اللّه المدني سبط رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وريحانته ، وأخو الحسن ومحسّن بفتح المهملة ، روى عن جده

ص: 10

ثمانية أحاديث وعن أبيه وأمه ، وعنه ابنه علي وابن ابنه زيد وبنتاه سكينة وفاطمة ، قال ابن سعد : ولد في سنة أربع.

ومنهم العلامة أبو الحسين محمد بن طاهر بن علي المقدسي الشهير بابن القيسراني في «الجمع بين كتابي أبي نصر الكلاباذي وأبي بكر» (ج 1 ص 86 ط صيدا) قال :

الحسين بن علي بن أبي طالب ، أبو عبد اللّه أخو أبي محمد الحسن ، وأمهما فاطمة بنت رسول اللّه (صلی اللّه عليه وآله وسلم) ، له رواية من النبي ، سمع أباه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، روى عنه ابنه علي بن الحسين الأصغر في غير موضع عندهما. ولد سنة أربع من الهجرة بعد أخيه ، وولد أخوه سنة ثلاث ، وقتل يوم عاشوراء يوم الأربعاء سنة إحدى وستين وهو ابن خمس وخمسين سنة.

ومنهم العلامة ابن منظور الافريقي في «مختصر تاريخ دمشق» (ج 7 ص 116 ط دمشق) قال :

قال أبو بكر بن المبرقي :

ولد الحسين بن علي عليهما السلام في ليال خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة. قال قتادة : ولدت فاطمة حسينا بعد حسن بسنة وعشرة أشهر ، فمولده لست سنين وخمسة أشهر ونصف من التاريخ ، وقتل يوم الجمعة يوم عاشوراء سنة إحدى وستين وهو ابن أربع وخمسين سنة وستة أشهر ونصف ، وقيل ابن تسع وخمسين سنة.

ومنهم العلامة أبو نصر أحمد بن محمد بن الحسين البخاري الكلاباذي المتوفى سنة 398 في «رجال صحيح البخاري المسمى بالهداية والإرشاد» (ج ص 169 ط دار المعرفة في بيروت) قال :

الحسين بن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنهما ، أبو عبد اللّه أخو أبي محمد الحسن

ص: 11

الهاشمي المدني ، وأمهما فاطمة بنت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم.

سمع أباه علي بن أبي طالب رضي اللّه عنهما ، روى عنه ابنه علي بن الحسين الأصغر في التهجد والخمس وغير موضع.

ولد سنة أربع من الهجرة قال الواقدي : وماتت فاطمة ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من شهر رمضان سنة إحدى عشر من الهجرة وهي ابنة تسع وعشرين سنة أو نحوها.

ويروى عن جعفر عن أبيه قال : لم يكن بين الحسن والحسين إلا طهر ؛ ولد الحسين سنة أربع من الهجرة بعد أخيه الحسن ، وولد أخوه سنة ثلاث من الهجرة قال خليفة :

وقتل يوم عاشوراء يوم الأربعاء سنة 61 وهو ابن ست وخمسين سنة ، وقال الذهلي : قال يحيى بن بكير : قتل في صفر سنة إحدى وستين ، سنة : ستة وخمسون.

وقال ابن بكير مرة سنة ثمان وخمسين ، ويقال مات وهو ابن خمس وستين سنة ، ويقال ابن 57 ، وقال أبو عيسى قتل يوم السبت يوم عاشوراء سنة إحدى وستين ، وقال الواقدي والثبت عندنا أنه قتل في المحرم يوم السبت يوم عاشوراء ، وهو ابن 55 سنة ، وقال خليفة ابن ست وأربعين وأشهر.

ومات الحسن في شهر ربيع الأول سنة 49 وهو ابن سبع وأربعين سنة ، وكان قد سقي سمّا قاله الواقدي ، وقال ابن نمير مثله ، قال الواقدي : وفيها - يعني سنة ثلاث - ولد الحسن بن علي في النصف من شهر رمضان ، وفيها علقت فاطمة بالحسين بين علوقها وبين ولادة الحسن خمسون ليلة ، قال الواقدي : فيها ولد الحسين - يعني سنة أربع من الهجرة - في ليال خلون من شعبان.

وقال ابن أبي شيبة : قتل يوم عاشوراء سنة 61 ، وقال ابن نمير : قتل في عشر من المحرم سنة 61 وهو ابن 55 سنة.

ص: 12

ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة 742 في «تهذيب الكمال» (ج 6 ص 396 ط مؤسسة الرسالة بيروت) قال :

1323 - ع : الحسين بن علي بن أبي طالب القرشيّ الهاشمي ، أبو عبد اللّه المدني ، سبط رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وريحانته من الدنيا ، وأحد سيدي شباب أهل الجنة.

روى عن : جده رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم (د س ق) ، وأبيه علي بن أبي طالب (عليهماالسلام) ، وعمر بن الخطاب ، وخاله هند بن أبي هالة (تم) ، وأمه فاطمة بنت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم (ق).

روى عنه : بشر بن غالب الأسدي ، وثوير بن أبي فاختة ، وأخوه الحسن بن علي ابن أبي طالب (تم) وابنه زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، وسعيد بن خالد الكوفي ، وسنان بن أبي سنان الدؤلي ، وطلحة بن عبيد اللّه العقيلي ، وعامر الشعبي ، وعبد اللّه بن عمرو بن عثمان بن عفان ، وعبيد بن حنين ، وعكرمة مولى ابن عباس ، وابنه علي بن الحسين بن علي زين العابدين (عليهم السلام) ، والعيزار بن حريث ، وكرز التيمي (عس) ، وابن ابنه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي الباقر (تم) وهمام بن غالب الفرزدق الشاعر ، ويوسف بن ميمون الصباغ ، وابنتاه سكينة بنت الحسين ، وفاطمة بنت الحسين (د عس ق).

قال الزبيدي ، عن عدي بن عبد الرحمن الطائي ، عن داود بن أبي هند ، عن سماك ابن حرب ، عن أم الفضل بنت الحارث : رأيت فيما يرى النائم أن عضوا من أعضاء النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في بيتي - وفي رواية في حجري - فقصصتها على النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فقال : خيرا رأيت ، تلد فاطمة غلاما فترضعيه بلبن قثم ، فولدت فاطمة غلاما فسماه النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم حسينا ، ودفعه إلى أم الفضل ، وكانت ترضعه بلبن قثم.

ص: 13

وقال في ج 6 / 397 :

وقال خليفة بن خياط : وفي سنة أربع ولد الحسين بن علي بن أبي طالب.

وقال الزبير بن بكار : ولد لخمس ليال خلون من شعبان سنة أربع.

وقال حفص بن غياث عن جعفر بن محمد : كان بين الحسن والحسين طهر واحد.

وقال عبد اللّه بن ميمون القداح عن جعفر بن محمد عن أبيه : مثل ذلك.

وقال محمد بن سعد : علقت فاطمة بالحسين لخمس ليال خلون من ذي القعدة سنة ثلاث من الهجرة وكان بين ذلك وبين ولادة الحسن خمسون ليلة ، وولد الحسين في ليال خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة.

وقال زهير بن العلاء ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة : ولدت فاطمة حسينا بعد حسن بسنة وعشرة أشهر ، فمولده لست سنين وخمسة أشهر ونصف من التاريخ.

وقال عبد اللّه بن محمد بن عقيل ، عن محمد بن علي بن أبي طالب : إنه سمى ابنه الأكبر حمزة وسمى حسينا بعمه جعفر قال : فدعاني رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، فقال : إني أمرت أن أغير اسم ابني هذين ، فقلت : اللّه ورسوله أعلم ، فسماهما حسنا وحسينا.

وقد تقدم حديث أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ عن علي في ترجمة الحسن بن علي في ذكر شبر وشبير ومشبّر ، وفي شبه الحسن والحسين للنبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، وحديث عمرو بن دينار عن عكرمة أنه شق اسم حسين من حسن.

ومنهم العلامة المؤرخ ابن عساكر في «تاريخ مدينة دمشق - ترجمة الامام الحسين عليه السلام» (ص 13) قال :

أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن ، أخبرنا محمد بن علي السيرافي ، أخبرنا أحمد ابن إسحاق النهاوندي ، أخبرنا أحمد بن عمران الأشناني ، أخبرنا موسى بن زكريا التستري ، أخبرنا خليفة العصفري ، قال : وفيها - يعني سنة أربع - ولد الحسين بن علي

ص: 14

ابن أبي طالب.

أخبرنا أبو الحسين ابن الفراء ، وأبو غالب وأبو عبد اللّه ابنا البناء ، قالوا : أخبرنا أبو جعفر ابن المسلمة ، أخبرنا أبو طاهر المخلص ، أخبرنا أحمد بن سليمان ، أخبرنا الزبير ابن بكار ، قال : والحسين بن علي يكنى أبا عبد اللّه ، ولد [...].

حيلولة : وأخبرنا أبو غالب ابن البناء ، أخبرنا أبو الغنائم ابن المأمون ، أخبرنا أبو القاسم ابن حبابة ، أخبرنا أبو القاسم البغوي ، قال : قال الزبير بن بكار : ولد الحسين بن علي - زاد البغوي : ابن أبي طالب - لخمس ليال خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة.

كتب إليّ أبو محمد ابن الآبنوسي - وحدثنا أبو الفضل ابن ناصر عنه - أخبرنا أبو محمد الجوهري.

حيلولة : وأخبرنا أبو الحسن ابن قبيس ، أخبرنا وأبو منصور ابن زريق ، أخبرنا أبو بكر الخطيب ، أخبرنا أبو القاسم الأزهري ، قالا : أخبرنا محمد بن المظفر ، أخبرنا أحمد بن علي بن شعيب المدائني ، أخبرنا أبو بكر ابن البرقي ، قال : ولد الحسين بن علي بن أبي طالب في ليال خلون من شعبان ، سنة أربع من الهجرة.

وقال أيضا في 23 :

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي ، أخبرنا أبو محمد الجوهري ، أخبرنا أبو عمر ابن حيويه ، أخبرنا أحمد بن معروف ، أخبرنا الحسين الفهم ، أخبرنا محمد بن سعد ، قال في الطبقة الخامسة : الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي ، ويكنى أبا عبد اللّه ، وأمه فاطمة بنت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، وأمها خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي. علقت فاطمة بالحسين لخمس ليال خلون من ذي القعدة سنة ثلاث من الهجرة ، فكان بين ذلك وبين ولادة الحسن خمسون ليلة وولد الحسن في ليال خلون من شعبان سنة أربع من

ص: 15

وقال أيضا في ص 25 :

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن محمد ، أخبرنا شجاع بن علي ، أخبرنا أبو عبد اللّه بن مندة ، قال : الحسين بن علي بن أبي طالب ، أبو عبد اللّه الهاشمي ، ابن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وريحانته وشبهه ، ولد لخمس ليال خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة ، وقتل وهو ابن ثمان وقيل ابن تسع وخمسين ، روى عنه أبو هريرة وابنه علي وفاطمة وسكينة ابنتاه وعبيد اللّه بن يزيد والمطلب بن عبد اللّه بن حنطب وسنان بن أبي سنان وأبو حازم الأشجعي وغيرهم.

ومنهم العلامة الشهير بابن القنفذ في «وسيلة الإسلام بالنبي» (ط بيروت ص 78) قال :

ولد الحسين سنة أربع من الهجرة ، وتوفي سنة إحدى وستين قتيلا يوم عاشوراء بأرض كربلاء في أيام يزيد بن معاوية وقتل معه من أهل بيته إحدى وعشرين رجلا.

ومنهم المحدث العلامة الشيخ أبو بكر محيي الدين محمد بن علي الطعمي في «معجم كرامات الصحابة» (ص 151 ط دار ابن زيدون بيروت) قال :

الحسين بن علي بن أبي طالب

يكنى أبا عبد اللّه ، ولد لخمس خلون من شعبان سنة أربع ، وقتل سنة إحدى وستين يوم الأحد لعشر مضين من المحرم يوم عاشوراء بموضع من أرض الكوفة يدعى كربلاء.

ومنهم الفاضل المعاصر عبد المنعم محمد عمر في «خديجة ام المؤمنين - نظرات في اشراق فجر الإسلام» (ص 477 ط 2 دار الريان للتراث) قال :

وجاء اليوم الخامس من شهر شعبان من العام الرابع للهجرة ، فأنعم اللّه على أهل البيت ، إذ أنجبت «فاطمة الزهراء» مولودا ذكرا جاء بعد مولد «الحسن» بحوالي أحد

ص: 16

عشر شهرا ، فهرع الرسول صلی اللّه عليه [وآله] وسلم الى زيارته والبشر باد على وجهه ، فقال : «أروني ابني ، ما سميتموه؟» قال علي بن أبي طالب : «حربا» ، قال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : «بل هو حسين».

ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد جميل غازي في «استشهاد الحسين عليه السلام» (ص 25 خرجه من كتاب الحافظ ابن كثير ط مطبعة المدني المؤسسة السعودية بمصر) قال :

وهو الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم ، أبو عبد اللّه القرشي الهاشمي ، السبط الشهيد بكربلاء ، ابن بنت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فاطمة الزهراء ، وريحانته من الدنيا. ولد بعد أخيه الحسن ، وكان مولد الحسن في سنة ثلاث من الهجرة ، وقال بعضهم : انما كان بينهما طهر واحد ومدة الحمل ، وولد لخمس ليال خلون من شعبان سنة أربع.

وقال قتادة : ولد الحسين لست سنين وخمسة أشهر ونصف من التاريخ ، وقتل يوم الجمعة يوم عاشوراء في المحرم سنة إحدى وستين ، وله أربع وخمسون سنة وستة أشهر ونصف، رضي اللّه عنه.

وأسند أيضا عن الليث بن سعد : ولدت فاطمة الحسين في ليال خلون من شعبان سنة أربع ، وقال جعفر بن محمد : لم يكن بين الحسين بعد ولادة الحسن الّا طهر واحد ، وقال قتادة : ولد الحسين بعد الحسن بسنة وعشرة أشهر ، فولدته لست سنين وخمسة أشهر ونصف من الهجرة.

ص: 17

مستدرك كان بين ولادة الحسن وولادة الحسين عليهما السلام طهر واحد

روينا ما يدل عليه من كتب أعلام العامة في ج 11 ص 257 و 258 وج 19 ص 361 و 263 ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها هناك :

فمنهم علامة التاريخ الحافظ ابن عساكر في ترجمة سيدنا الامام الحسين عليه السلام من «تاريخ دمشق» (ص 13 ط بيروت) قال :

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي ، ثم حدثنا أبو الفضل الحافظ ، أخبرنا أبو الفضل ابن خيرون ، وأبو الحسين ابن الطيوري وأبو الغنائم - واللفظ له - قالوا أخبرنا عبد الوهاب بن محمد - زاد ابن خيرون : ومحمد بن الحسن - قالا : أخبرنا أحمد بن عبدان ، أخبرنا محمد بن سهل ، أخبرنا محمد بن إسماعيل ، قال : قال لنا سعيد بن سليمان ، عن حفص بن غياث ، عن جعفر بن محمد ، قال : كان بين الحسن والحسين طهر واحد.

أخبرنا أبو الحسين ابن الفراء وأبو غالب وأبو عبد اللّه ، قالوا : أخبرنا أبو جعفر ، أخبرنا أبو طاهر ، أخبرنا أحمد ، أخبرنا الزبير ، قال : وحدثني إبراهيم بن المنذر ، عن عبد اللّه بن ميمون مولى الحارث بن عبد اللّه بن أبي ربيعة ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه قال : كان بين الحسن والحسين طهر واحد.

ص: 18

ومنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة المولود 588 والمتوفى 660 في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2565 ط دمشق) قال :

قال أبو غالب بن البناء : أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة ، قال : أخبرنا أبو طاهر المخلص ، قال : أخبرنا أحمد بن سليمان ، قال : حدثنا الزبير بن بكار ، قال : وحدثني ابراهيم بن المنذر ، عن عبد اللّه بن ميمون مولى الحارث بن عبد اللّه بن أبي ربيعة ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه قال : كان بين الحسن والحسين طهر واحد.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عمر بن باز في كتابه ، قال : أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق ، قال : أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي ، قال : أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن محمد الغندجاني ، قال : أخبرنا أحمد بن عبدان ، قال : أخبرنا محمد بن سهل ، قال : أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن اسماعيل البخاري قال : قال لنا سعد بن سليمان ، عن حفص بن غياث ، عن جعفر بن محمد قال : كان بين الحسن والحسين طهر واحد.

وقال أيضا في ص 2571 :

قال الواقدي : علقت فاطمة بالحسين بعد مولد الحسن بخمسين ليلة ، وروى جعفر ابن محمد عن أبيه قال : لم يكن بين الحسن والحسين إلا طهر واحد ، وقال قتادة : ولد الحسين بعد الحسن بسنة وعشرة أشهر لخمس سنين وستة أشهر من التاريخ ، وعق عنه رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم كما عق عن أخيه ، وكان الحسين فاضلا ديّنا كثير الصوم والصلاة والحج ، قتل رحمه اللّه يوم الجمعة لعشر خلت من المحرم يوم عاشوراء سنة إحدى وستين بموضع يقال له كربلاء من أرض العراق وبناحية الكوفة ، ويعرف الموضع أيضا بالطف ، قتله سنان بن أنس النخعي ، ويقال له أيضا سنان بن أبي سنان النخعي وهو جد شريك القاضي ، ويقال بل الذي قتله رجل من مذحج ، وقيل قتله شمر بن ذي الجوشن ، وكان أبرص ، وأجهز عليه خولي بن يزيد الأصبحي من حمير ، حز رأسه وأتى به عبيد اللّه بن زياد وقال :

ص: 19

أوقر ركابي فضة وذهبا *** إني قتلت الملك المحجّبا

قتلت خير الناس أما وأبا *** وخيرهم إذ ينسبون نسبا

وقال يحيى بن معين : أهل الكوفة يقولون : إن الذي قتل الحسين عمر بن سعد بن أبي وقاص ، قال يحيى : وكان ابراهيم بن سعد يروي فيه حديثا أنه لم يقتله عمر بن سعد.

قال أبو عمر ابن عبد البر : إنما نسب قتل الحسين الى عمر بن سعد لأنه كان الأمير على الخيل التي أخرجها عبيد اللّه بن زياد الى قتل الحسين ، وأمر عليهم عمر بن سعد ووعده أن يوليه الري إن ظفر بالحسين وقتله ، وكان في تلك الخيل - واللّه اعلم - قوم من مضر من اليمن.

ص: 20

تسمية النبي الحسين (عليه السلام)

قد تقدم ما يدل عليه عن بعض أعلام العامة في ج 11 ص 260 ومواضع أخرى من هذا الكتاب ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى 711 في «مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر» (ج 7 ص 117 ط دار الفكر) قال :

قال عكرمة : لما ولدت فاطمة الحسن أتت به النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فسماه حسنا ، فلما ولدت حسينا أتت به النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، فقال : هذا أحسن من هذا فشق له من اسمه وقال : هذا حسين.

وقال العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة المولود 588 والمتوفى 660 في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2567 ط دمشق) قال :

أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد القاضي اذنا ، قال : أخبرنا أبو الحسن علي ابن المسلم إجازة ان لم يكن سماعا ، قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن أبي الحديد ، قال : أخبرنا جدي أبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان ، قال : أخبرنا الدحداح أحمد بن محمد بن اسماعيل التميمي ، قال : أخبرنا عبد الوهاب بن عبد الرحيم الأشجعي ، قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن عمرو ، عن عكرمة قال : لما

ص: 21

ولدت فاطمة الحسن أتت به النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، فسماه حسنا ، فلما ولدت حسينا أتت به النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فقالت : هذا - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن ابن منظور.

وقال أيضا : عن علي عليه السلام :

فلما ولد الحسين سميته حربا ، فقال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ما سميت ابني؟ قلت : حربا. قال : هو الحسين ، فلما ولد محسن سميته حربا ، فقال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : ما سميت ابني؟ قلت : حربا. قال : فهو محسن ، ثم قال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : إني سميت بني هؤلاء تسمية هارون بنيه شبر وشبير ومشبر.

وقال أيضا في ص 2566 :

أنبأنا عمر بن طبرزد ، قال : أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي إجازة ان لم يكن سماعا ، قال : أخبرنا أبو الحسين بن النقور ، قال : أخبرنا عيسى بن علي ، قال : أخبرنا عبد اللّه بن محمد ، قال : حدثنا أبو سعيد بن سالم الشاشي ، قال : حدثنا عبيد اللّه بن عمرو الرقي ، عن ابن عقيل ، عن محمد بن علي ، عن علي بن أبي طالب : أنه سمى ابنه الكبير حمزة ، وسمي حسينا بعمه جعفر ، قال : فدعا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم علي بن أبي طالب فقال : اني قد غيرت اسم ابني هذين ، قال : فقلت : اللّه ورسوله أعلم ، قال : فسمي حسنا وحسينا.

ومنهم العلامة الحافظ أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني البغدادي المتوفى 385 في «المؤتلف والمختلف» (ج 3 ص 1368 ط 1 دار الغرب الإسلامي بيروت 1406 ه 1986 م) قال :

وأما شبر ، فهو في حديث علي بن أبي طالب عليه السلام ، أنه سمى الحسن

ص: 22

والحسين حربا ، فسماهما النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم حسنا وحسينا ، وقال : سميتهما باسم ابني هارون شبر وشبيرا.

ومنهم الفاضل المعاصر الشريف على بن الدكتور محمد عبد اللّه فكري الحسيني القاهري المولود بها 1296 والمتوفى بها أيضا 1372 في «أحسن القصص» (ج 4 ص 215 ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال :

سماه النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم حسينا وهو اسم لم يكن لأحد قبله.

عن علي رضي اللّه عنه قال : لما ولد الحسن سميته حربا (لميل العرب إلى الشجاعة) ، فجاء الرسول صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فقال : أروني ابني ، ما سميتموه؟ قال : قلت : حربا. قال : بل هو حسن ، فلما ولد الحسين. الحديث مثل ما تقدم عن «البغية» الأخير.

ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد جميل غازي في «استشهاد الحسين عليه السلام» (ص 25 خرجه من كتاب الحافظ ابن كثير ط مطبعة المدني المؤسسة السعودية بمصر) قال :

وروى عن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أنه حنكه وتفل في فيه ودعا له وسماه حسينا ، وقد كان سماه أبوه قبل ذلك حربا ، وقيل جعفرا ، وقيل : انما سماه يوم سابعه وعق عنه.

ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في «حياة فاطمة عليها السلام» (ص 193 ط دار الجيل بيروت) قال :

حسنا .. وحسينا؟!

عن علي قال : لما ولد الحسن سماه حمزة ، فلما ولد الحسين سماه بعمه جعفر. قال : فدعاني رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فقال : اني أمرت ان أغير اسم هذين .. فقلت : اللّه ورسوله أعلم .. فسماهما حسنا وحسينا.[أخرجه الإمام أحمد]

ص: 23

كنيته عليه السلام (وألقابه الشريفة)

قيل : ان كنيته أبو عبد اللّه لا غير ، وأما ألقابه فكثيرة.

وقد روى جماعة من أعلام العامة أحاديث في ذلك :

فمنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد ابن أبي جرادة المولود 588 والمتوفى 660 في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2567 ط دمشق) قال :

أنبأنا أبو القاسم القاضي ، قال : أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر الشحامي كتابة ، قال : أخبرنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد وأبو محمد عبد الرحمن بن محمد ، قالا : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، قال : سمعت العباس بن محمد يقول : سمعت يحيى يقول : الحسين بن علي أبو عبد اللّه.

أنبأنا زيد بن الحسن عن أبي البركات الأنماطي ، قال : أخبرنا أبو الفضل أحمد بن الحسن ، قال : أخبرنا أبو القاسم بن بشران ، قال : أخبرنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن ، قال : حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، قال : قال عمي أبو بكر : الحسين بن علي أبو عبد اللّه.

أخبرنا القاضي أبو نصر بن الشيرازي إذنا ، قال : أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن ، قال : حدثنا أبو بكر يحيى بن ابراهيم ، قال : أخبرنا أبو الحسن نعمة اللّه بن محمد ، قال : حدثنا أبو مسعود أحمد بن محمد ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن

ص: 24

سليمان ، قال : أخبرنا سفيان بن محمد بن سفيان ، قال : حدثني الحسن بن سفيان ، قال : حدثنا محمد بن علي ، عن محمد بن اسحق قال : سمعت أبا عمر الضرير يقول : الحسين بن علي ، أبو عبد اللّه.

أنبأنا أبو حفص المكتب ، قال : أخبرنا اسماعيل بن أحمد إجازة ان لم يكن سماعا ، قال : أخبرنا أبو بكر بن الطبري ، قال : أخبرنا أبو الحسين بن الفضل ، قال : أخبرنا عبد اللّه بن جعفر ، قال : حدثنا يعقوب بن سفيان ، قال : الحسين بن علي يكنى أبا عبد اللّه.

أنبأنا أبو الحسن بن المقير ، عن أبي الفضل بن ناصر ، عن أبي الفضل جعفر بن يحيى ، قال : أخبرنا عبيد اللّه بن سعيد ، قال : أخبرنا الخصيب بن عبد اللّه ، قال : أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن ، قال : أخبرني أبي ، قال : أبو عبد اللّه حسين بن علي.

أنبأنا عبد الصمد بن محمد ، عن أبي الفتح نصر اللّه بن محمد اللاذقي ، قال : أخبرنا نصر بن ابراهيم ، قال : أخبرنا سليم بن أيوب ، قال : أخبرنا طاهر بن محمد بن سليمان ، قال حدثنا علي بن ابراهيم الجوزي ، قال : حدثنا أبو زكريا يزيد بن محمد بن إياس ، قال : سمعت محمد بن أحمد المقدمي يقول : الحسين بن علي أبو عبد اللّه.

ومنهم الشريف علي فكري القاهري في «أحسن القصص» (ج 4 ص 214) قال :

كنيته أبو عبد اللّه لا غير ، وأما ألقابه فهي : الرشيد ، والطيب ، والزكي ، والوفي ، والسيد ، والمبارك ، والنافع لمرضاة اللّه ، والسبط ، وأشهرها (الزكي) ، وأعلاها رتبة ما لقبه به رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في قوله عنه وعن أخيه الحسن «إنهما سيدا شباب أهل الجنة» ، وكذلك (السبط) فإنه صح عن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أنه قال : حسين سبط من الأسباط ، فكان السيد أشرفها وكذلك السبط.

ص: 25

حلق رأس الحسين (أمر النبي صلی اللّه عليه وآله بحلق رأس الحسين عليه السلام) (والتصدق بزنة شعره وعق عنه بشاة وختنه)

قد تقدم ما يدل عليه عن جماعة من أعلام العامة في ج 11 ص 261 ومواضع أخرى من هذا الكتاب ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد الخضري السيوطي المصري المتوفى سنة 911 في كتابه «مسند فاطمة عليها السلام» (ص 116 ط المطبعة العزيزية بحيدرآباد الهند) قال :

يا فاطمة احلقي رأسه وتصدقي بزنة شعره فضة(ت ، ك عن علي).

وروى أيضا مثل ما مر عن تحفة الأحوذي فقال في آخره (كمر ، ق).

ومنهم الفاضلان المعاصران في «جامع الأحاديث» (ج 6 ص 434) قالا :

عن علي رضي اللّه عنه قال : عق رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم عن الحسين بشاة ، فقال : يا فاطمة احلقي رأسه وتصدقي بزنة شعره فضة ، فوزناه فكان وزنه درهما أو بعض درهم (ت وقال : حسن غريب ، ك ، ه ق).

عن علي رضي اللّه عنه : ان رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أمر فاطمة وقال : زني شعر الحسين وتصدقي بوزنه فضة ، وأعطي القابلة رجل العقيقة(كر ، ه ق).

ص: 26

ومنهم الشريف علي فكري الحسيني القاهري في «أحسن القصص» (ج 4 ص 216 ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال :

عن جابر أن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم عق عن الحسن والحسين ، وختنهما لسبعة أيام من مولدهما.

ومنهم الحافظ أبو العلى محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري الهندي المتوفى سنة 1353 في «تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي» (ج 6 ص 111 ط دار الفكر في بيروت) قال :

قوله (عن محمد بن علي بن الحسين) هو أبو جعفر الباقر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، ثقة فاضل من الرابعة(وتصدق بزنة شعره فضة).

وقال أيضا في ص 112 :

وروى الحاكم من حديث علي قال : أمر رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فاطمة فقال : زني شعر الحسين وتصدقي بوزنه فضة وأعطي القابلة رجل العقيقة ، ورواه حفص بن غياث عن جعفر بن محمد عن أبيه مرسلا.

وقال أيضا في ص 114 :

قال الرافعي : وكأن الحديث أنه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم عق عن الحسن والحسين - الى أن قال : ففي البزار وصحيحي ابن حبان والحاكم بسند صحيح عن عائشة قالت : عق رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم عن الحسن والحسين يوم السابع وسماهما.

ص: 27

قول النبي صلی اللّه عليه وآله وسلم «أول من يدخل الجنة الحسين وجده وأبوه وأمه وأخوه ومحبوهم من ورائهم»

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة 911 في كتابه «مسند فاطمة عليها السلام» (ص 45 ط المطبعة العزيزية بحيدرآباد الهند) قال : إن أول من يدخل الجنة أنا وأنت وفاطمة والحسن والحسين ، قال علي : فمحبونا؟ قال : من ورائكم (ك وتعقب عن علي).

وقال في «مسند علي عليه السلام» ج 1 ص 142 :

عن علي رضي اللّه عنه قال : أخبرني رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم إن أول من يدخل الجنة أنا وفاطمة والحسن والحسين ، قلت : يا رسول اللّه فمحبونا؟ قال : من ورائكم (ك).

ص: 28

مرض الحسين (وأمر اللّه نبيّه أن يقرأ عليه سورة لا فاء فيها) (وعوّذه النبي صلى اللّه عليه آله وأخاه الحسن بتعويذ اسماعيل واسحق)

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الفاضل المعاصر أحمد الصباحي عوض اللّه في «الاستشفاء بالقرآن الكريم والسنة النبوية» (ص 12 ط المكتبة المصرية صيدا بيروت) قال :

مرض الحسين بن علي رضي اللّه عنهما ، فاغتم رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، فأوحى اللّه تعالى إليه أن اقرأ سورة لا فاء فيها - فإن الفاء من الآفات - على إناء فيه ماء - أربعين مرة - وتغسل به يديه ورجليه ورأسه ووجهه وما بطن وما ظهر من بدنه ، فإن اللّه تعالى يذهب عنه ما يؤلمه إن شاء اللّه.

ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في «حياة فاطمة عليها السلام» (ص 230 ط دار الجيل بيروت) قال :

عن ابن عباس قال : كان رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يعوّذ حسنا وحسينا فيقول : أعيذكما بكلمة اللّه التامة ، من كل شيطان وهامة ، ومن كل عين لامة. ثم يقول : هكذا كان ابراهيم عليه السلام يعوّذ إسماعيل وإسحاق عليهما السلام.

ص: 29

[أخرجه الإمام أحمد].

الهامة : كل ذات سم يقتل. واللامة : ما يعتري الإنسان ، وهو طرف من الجنون.

ص: 30

شبه الحسين بالنبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم)

قد تقدم نقله منا عن أعلام جماعة من القوم في ج 11 ص 417 ، ونستدرك عمن لم نرو عنهم هناك :

فمنهم العلامة المولوي محمد مبين بن محب الدين أحمد بن عبد الحق الحنفي الهندي في «وسيلة النجاة» (ص 261 ط مطبعة گلشن فيض الكائنة في لكهنو) قال :

عن أنس قال : لم يكن أشبه برسول اللّه من الحسين. رواه البخاري.

وفي «الدرر اللآل في بدائع الأمثال» (ص 9 ط الاتحاد في بيروت) قال :

عن محمد بن الضحاك بن عثمان الحزامي قال : كان جسد الحسين شبه جسد رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم (طب).

ومنهم العلامة الشيخ محمد بن علان الصديقي الشافعي الأشعري في «الفتوحات الربانية» (ج 3 ص 335 ط بيروت) قال :

والحسين هو ابن علي بن أبي طالب ابن فاطمة بنت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، أبو عبد اللّه سبط رسول اللّه صلى اللّه عليه وريحانته ، ويشبهه من الصدر الى ما أسفل منه ، أذن صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في أذنه لما ولد ، وهو سيد شباب أهل الجنة وخامس

ص: 31

أهل الكساء ، سماه عليّ رضي اللّه عنه حربا فقال صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : بل هو حسين.

ومنهم العلامة الشريف أبو المعالي المرتضى محمد بن علي الحسيني البغدادي في «عيون الأخبار في مناقب الأخيار» (ص 51 - نسخة مكتبة الواتيكان) قال :

أخبرنا الحسن بن أحمد الفارسي ، نبا أحمد بن اسحق بن ينجاب ، نبا عبد الكريم بن الهيثم ، نبا سليمان بن حرب ، نبا حماد بن زيد ، عن هشام ، عن محمد ، عن أنس قال : شهدت عبيد اللّه بن زياد حيث أتى برأس الحسين رضي اللّه عنه ، فجعل ينكثه بقضيب في يده. قال : قلت له : انّه كان أشبههم بالنبي صلى اللّه عليه.

ومنهم علامة التاريخ ابن مكرم الافريقي في «مختصر تاريخ دمشق» (ج 7 ص 117 ط دار الفكر) قال :

وعن عاصم بن كليب عن أبيه قال : رأيت النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، فذكرته لابن عباس فقال : أذكرت حسين بن علي حين رأيته؟ قلت : نعم ، واللّه ذكرته بابنه حين رأيته يمشي. قال : إنا كنا نشبهه بالنبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم.

قال أنس بن مالك : كنت عند ابن زياد ، فجيء برأس الحسين ، قال : فجعل يقول بقضيبه في أنفه ويقول : ما رأيت مثل هذا حسنا. قلت : أما إنه كان أشبههم برسول اللّهصلی اللّه عليه [وآله] وسلم.

ومنهم المؤرخ الكبير عبد الكريم بن محمد الرافعي القزويني في «التدوين في اخبار قزوين» (ج 2 ص 478 ط بيروت) قال :

قال الخليل الحافظ : ثنا أبو يعلى حمزة بن محمد بن حمزة ، أنبا محمد بن محمد بن جعفر بن محمد بن شاكر الصائغ ، ثنا حسين بن محمد المروروذي ، ثنا جرير بن حازم ، ثنا محمد بن سيرين ، عن أنس بن مالك رضي اللّه عنه قال : أتي عبيد اللّه بن زياد رأس الحسين بن علي رضي اللّه عنهما ، فجعل في طشت ، فجعل ينكث عليه بالقضيب ،

ص: 32

وقال في حسنه شيئا ، فقال أنس : كان أشبههم برسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وسلم ، كان مخضوبا بالوسمة.

ومنهم العلامة الأمير علاء الدين علي بن بلبان الفارسي الحنفي المتوفى سنة 739 في «الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان» (ج 9 ص 60 ط بيروت) قال :

خبرنا محمد بن إسحاق بن ابراهيم ، حدثنا خلاد بن اسلم ، حدثنا النضر بن شميل ، حدثنا هشام بن حسان ، عن حفصة قالت : حدثني أنس بن مالك قال : كنت عند ابن زياد إذ جيء برأس الحسين ، قال : فجعل يقول بقضيبه في أنفه ويقول : ما رأيت مثل هذا حسنا. فقلت : أما انه كان من أشبههم برسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم.

وقال أيضا :

أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة ، حدثنا ابن أبي السري ، حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن الزهري ، أخبرني أنس بن مالك قال : لم يكن أحد أشبه برسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم من الحسين بن علي.

ومنهم الفاضلان المعاصران الشريف عباس أحمد صقر وأحمد عبد الجواد في «القسم الثاني من جامع الأحاديث» (ج 4 ص 479) قالا :

عن علي رضي اللّه عنه قال : من سره أن ينظر الى أشبه الناس برسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ما بين عنقه الى وجهه فلينظر الى الحسن بن علي ، ومن سره أن ينظر الى أشبه الناس برسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ما بين عنقه الى كعبه خلقا ولونا فلينظر الى الحسين بن علي (طب وأبو نعيم).

ص: 33

وقالا أيضا في ج 6 ص 428 :

عن محمد بن سيرين ، عن أنس بن مالك رضي اللّه عنه قال : شهدت عبيد اللّه بن زياد وأتي برأس الحسين رضي اللّه عنه - فذكرا مثل ما تقدم عن «التدوين» باختلاف قليل في اللفظ.

وروياه أيضا بعينه متنا وسندا في ج 9 ص 682.

ورواه محمد جميل غازي في «استشهاد الحسين» عليه السلام ص 25 ، وفيه : كان من أشبههم ، وليس فيه «أما».

ومنهم العلامة الشيخ أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي الدمشقي الشهير بابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ترجمة الامام الحسين ص 32 ط بيروت) قال :

وأخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر ، وأم البهاء فاطمة بنت محمد ، قالتا انبأنا أبو القاسم ابراهيم بن منصور السلمي ، أنبأنا أبو بكر ، انبأنا أبو يعلى الموصلي ، انبأنا خلاد بن اسلم ، أنبأنا النضر بن شميل ، أنبأنا هشام (بن حسان) القردوسي ، عن حفصة بنت سيرين ، قالت : حدثني أنس بن مالك ، قال : كنت عند ابن زياد إذ جيء برأس الحسين - فذكر مثل ما تقدم عن «التدوين» باختلاف قليل في اللفظ.

وقال أيضا :

أنبأنا سفيان ، قال : قلت لعبيد اللّه بن يزيد ، رأيت حسين بن علي (عليهماالسلام) قال : أسود - وفي حديث ابن المقرئ : قال : نعم أسود - الرأس واللحية إلا شعيرات ها هنا في مقدم لحيته ، فلا أدري أخضب وترك ذلك المكان شبها برسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أو لم يكن شاب من غير ذلك.

ص: 34

ومنهم الفاضل المعاصر الشريف علي فكري الحسيني القاهري في «أحسن القصص» (ج 4 ص 222 ط بيروت) قال :

روى الإمام البخاري عن أنس بن مالك في مناقب الحسن والحسين فقال : كان أشبههما برسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم.

وقال علي رضي اللّه عنه : الحسن أشبه برسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ما بين الصدر إلى الرأس ، والحسين أشبه ما أسفل ذلك.

فمن هذين الحديثين يظهر أن الحسن والحسين كليهما كان يشبه جده صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، وكان أحدهما وهو الحسن ، أشد شبها به من الآخر في بعض مواضع من جسمه ، أو في زمن حياته وبعده ، وكان الحسين يتشبه به صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فيما لم يكن يشبهه فيه.

وبالجملة كان الحسين في غاية الجمال كما قال عبد القادر البغدادي : ما رأيت أحد قط أحسن ولا أملأ للعين من الحسين.

وروى ابن عساكر في تاريخه : أنه كان في صوت الحسين غنّة حسنة ، وهي صوت لذيذ يخرج من أقصى الأنف ، وشبه به صوت الرياح في الأشجار الملتفة ، ولذلك قيل (روضة غناء).

وعن أبي هريرة قال : كان الحسن والحسين يصطرعان بين يدي رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، أي أنهما كانا يلعبان في طفولتهما وصباهما.

وكان للحسين رضي اللّه عنه خاتم منقوش عليه ( إِنَّ اللّهَ بالِغُ أَمْرِهِ ) .

وقال ابن الصباغ : نقش خاتم الحسين ( لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ ) .

ص: 35

ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة 742 في «تهذيب الكمال» (ج 6 ص 400 ط مؤسسة الرسالة بيروت) قال :

وقال هشام بن حسان ، عن حفصة بنت سيرين ، عن أنس بن مالك : كنت عند ابن زياد فجيء برأس الحسين ، فجعل يقول بقضيب في أنفه ويقول : ما رأيت مثل هذا حسنا ، قلت : أما إنه كان أشبههم برسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم.

وقال سفيان بن عيينة : قلت لعبيد اللّه بن يزيد : رأيت حسين بن علي؟ قال : نعم ، أسود الرأس واللحية إلّا شعيرات ها هنا في مقدم لحيته ، فلا أدري أخضب وترك ذلك المكان شبها برسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أو لم يكن شاب منه غير ذلك.

ومنهم العلامة الشيخ أحمد بن محمد بن عبد ربه الاندلسي المتوفى سنة 328 في «تأديب الناشئين بأدب الدنيا والدين» (ص 118 تحقيق وتعليق محمد ابراهيم سليم ط مكتبة القرآن القاهرة) قال : وكانت فاطمة بنت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ترقص الحسين بن علي رضي اللّه عنهما وتقول :

وا بأبي شبه النبي *** ليس شبيها بعلي

ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في «حياة فاطمة عليها السلام» (ص 236 ط دار الجيل بيروت) قال :

عن هانئ بن هانئ ، عن علي قال : الحسن أشبه برسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ما بين الصدر الى الرأس ، والحسين أشبه بالنبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ما كان أسفل من ذلك.[أخرجه الترمذي]

ص: 36

وقال أيضا في ص 237 :

عن أنس بن مالك قال : كنت عند ابن زياد ، فجيء برأس الحسين ، فجعل يقول بقضيب له في أنفه ويقول : ما رأيت مثل هذا حسنا. قال : قلت أما انه كان أشبههم برسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم.[أخرجه الترمذي]

وعن محمد بن الضحاك بن عثمان الحزامي - قال : كان جسد الحسين .. شبه جسد رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم.(رواه الطبراني).

ومنهم الفاضل المعاصر محمد جميل غازي في «استشهاد الحسين عليه السلام» (ص 25) قال :

وقال جماعة ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن هانئ بن هانئ ، عن علي رضي اللّه عنه قال : الحسن أشبه برسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ما بين الصدر الى الرأس ، والحسين أشبه به ما بين أسفل من ذلك.

وقال الزبير بن بكار : حدثني محمد بن الضحاك الحزامي ، قال : كان وجه الحسن يشبه وجه رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، وكان جسد الحسين يشبه جسد رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم.

وقال سفيان : قلت لعبيد اللّه بن أبي زياد : رأيت الحسين؟ قال : نعم أسود الرأس واللحية إلا شعرات هاهنا في مقدم لحيته ، فلا أدري أخضب وترك ذلك المكان تشبها برسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، أو لم يكن شاب منه غير ذلك؟

وقال ابن جريج : سمعت عمر بن عطاء قال : رأيت الحسين بن علي يصبغ بالوسمة ، أما هو فكان ابن ستين سنة ، وكان رأسه ولحيته شديدي السواد.

ص: 37

ومنهم الدكتور عبد المعطي قلعجي في «آل بيت الرسول صلی اللّه عليه وآله وسلم» (ص 234):

فذكر مثل ما تقدم عن محمد بن الضحاك الحزامي وفيه : شبه جسد رسول اللّه (صلی اللّه عليه وآله وسلم) مكان : يشبه.

ص: 38

الحسين عليه السلام (ريحانة رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله)

قد تقدم نقل ما يدل عليه عن جماعة من اعلام العامة في ج 10 ص 95 الى 625 وج 19 ص 260 الى ص 265 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة المولود 588 والمتوفى 660 في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2577 ط دمشق) قال :

أخبرنا أبو القاسم عبد اللّه بن الحسين بن عبد اللّه الحموي ، قال : أخبرنا الامام أحمد ابن محمد الحافظ إجازة إن لم يكن سماعا ، قال : أخبرنا أبو الحسين بن الطيوري ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد ، قال : حدثنا علي بن ابراهيم بن موسى السكوني المؤدب ، قال : أخبرنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي ، قال : حدثنا عبد اللّه بن محمد بن أسماء ، قال : حدثنا مهدي بن ميمون ، قال : حدثنا محمد ابن عبد اللّه بن أبي يعقوب ، عن ابن أبي نعيم قال : كنت جالسا عند ابن عمر فسأله رجل عن دم البعوض ، فقال : يسألوني عن دم البعوض وهم قتلوا ابن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، وقد سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول : هما ريحانتي من الدنيا.

وقال : حدثنا محمد بن اسماعيل البخاري ، قال : حدثني محمد بن بشار ، قال :

حدثنا غندر ، قال : حدثنا شعبة ، عن محمد بن أبي يعقوب ، قال : سمعت ابن أبي نعم

ص: 39

يقول : سمعت عبد اللّه بن عمرو - وسأله عن المحرم - قال شعبة : أحسبه يقتل الذباب؟ فقال : أهل العراق يسألون عن الذباب وقد قتلوا ابن بنت رسول اللّه ، وقال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : هما ريحانتاي من الدنيا.

ومنهم العلامة الأمير علاء الدين علي بن بلبان الفارسي الحنفي المتوفى سنة 739 في «الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان» (ج 9 ص 58 ط بيروت) قال :

أخبرنا أبو عروبة بحران ، حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، عن محمد بن أبي يعقوب ، قال : سمعت ابن أبي نعم قال : سمعت ابن عمر وسأله رجل عن شيء - قال شعبة : سأله عن المحرم يقتل الذباب ، فقال عبد اللّه بن عمر ، فذكر الحديث مثل ما تقدم ، ثم قال : ابن أبي نعم هو عبد الرحمن.

ومنهم الفاضلان المعاصران الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد المدنيان في «جامع الأحاديث» (القسم الثاني ج 6 ص 433 ط دمشق) قالا :

عن ابن أبي نعم قال : كنت عند ابن عمر - فذكر الحديث مثل ما تقدم -.

ومنهم الفاضل المعاصر الهادي حمّو في «أضواء على الشيعة» (ص 118 ط دار التركي) قال :

هو [الحسين عليه السلام] إحدى ريحانتي رسول اللّه.

ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة 742 في «تهذيب الكمال» (ج 6 ص 400 ط مؤسسة الرسالة بيروت) قال :

وقال عبد الرحمن بن أبي نعم : كنت عند ابن عمر ، فسأله رجل عن دم البعوض ، فقال : ممن أنت؟ قال : من أهل العراق. قال : انظروا الى هذا يسألني عن دم البعوض

ص: 40

وقد قتلوا ابن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، وقد سمعت رسول اللّه يقول : هما ريحانتاي من الدنيا.

وقد تقدم في ترجمة الحسن بن علي أنه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أخذ الحسن والحسين فقال : من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة. وقوله : من أحبهما فقد أحبني ، ومن أبغضهما فقد أبغضني. وقوله : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة. وحديث الكساء ، وحديث أبي هريرة : صلى النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم العشاء فجعل الحسن والحسين يثبان على ظهره ، فلما قضى الصلاة ، قال : يا رسول اللّه ألا أذهب بهما الى أمهما؟ قال : لا ، فبرقت برقة فلم يزالا في ضوئها حتى دخلا على أمهما ، وغير ذلك.

ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في «حياة فاطمة عليها السلام» (ص 224 ط دار الجيل بيروت) قال :

سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول : ان الحسن والحسين هما ريحانتاي من الدنيا.[أخرجه الترمذي]

وذكر أيضا في ص 74 مثله.

ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد جميل غازي في «استشهاد الحسين عليه السلام» (ص 137 خرجه من كتاب الحافظ ابن كثير ط مطبعة المدني المؤسسة السعودية بمصر) قال:

روى البخاري من حديث شعبة ومهدي بن ميمون ، عن محمد بن أبي يعقوب ، سمعت ابن أبي نعيم ، قال : سمعت عبد اللّه بن عمر وسأله رجل من أهل العراق عن المحرم يقتل الذباب ، فقال : أهل العراق يسألون عن قتل الذباب وقد قتلوا ابن بنت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، وقد قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : هما ريحانتاي من الدنيا.

ص: 41

ورواه الترمذي عن عقبة بن مكرم ، عن وهب بن جرير ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي يعقوب به نحوه : أن رجلا من أهل العراق سأل ابن عمر عن دم البعوض يصيب الثوب ، فقال ابن عمر : انظروا الى أهل العراق ، يسألون عن دم البعوض وقد قتلوا ابن بنت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم. وذكر تمام الحديث ثم قال : حسن صحيح.

ومنهم العلامة الشريف أحمد بن محمد بن أحمد الخوافي الحسيني في «التبر المذاب» (ص 96 المخطوط) قال :

قال الامام أحمد في المسند : حدثنا أبو نصر ، عن مهدي ، عن محمد بن أبي يعقوب ، عن أبي نعيم قال : جاء رجل الى ابن عمر وأنا جالس عنده يسأله عن دم البعوض يكون في الثوب أطاهر هو أم نجس؟ فقال له ابن عمر : من أين أنت؟ فقال : من أهل العراق. فقال : أنظروا الى هذاك يسألني عن دم البعوض وقد قتلوا ابن رسول اللّه ، وقد سمعته يقول : هما ريحانتاي من الدنيا وسيّدا شباب أهل الجنة ، ومن أبغضهما فقد أبغضني.

ومنهم الفاضل المعاصر عبد الرحمن الشرقاوي في كتابه : «أئمة الفقه التسعة» (ج 2 ص 126 الهيئة المصرية العامة للكتاب) قال :

سألوا عبد اللّه بن عمر عن المحرم في الحج أو العمرة أيحل له أن يقتل حشرات الفراش؟ فسألهم ابن عمر : من أين أنتم؟ فقالوا : من الكوفة. فقال لهم : قاتلكم اللّه ، تسألون عن هذا - فذكر مثل ما تقدم عن «التبر المذاب» وليس فيه : وقد سمعته يقول - الى آخره.

ص: 42

ومنهم الحافظ المؤرخ أبو الفداء عماد الدين اسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصروي الدمشقي المتوفى سنة 774 في «فضائل القرآن» (ص 74 ط بيروت سنة 1407) قال :

سأل بعضهم عبد اللّه بن عمر عن دم البعوض يصيب الثوب ، فقال ابن عمر : انظروا الى أهل العراق ، يسألون عن دم البعوض وقد قتلوا ابن بنت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم.

ص: 43

قول النبي «من سره أن ينظر الى رجل من أهل الجنة» «فلينظر الى الحسين عليه السلام»

قد تقدم نقله منا عن كتب أعلام العامة في ج 11 ص 289 ونستدرك هاهنا عمن لم نرو عنهم هناك :

فمنهم العلامة الشريف أبو المعالي المرتضى محمد بن علي الحسني البغدادي في «عيون الأخبار في مناقب الأخيار» (ص 50 نسخة مكتبة الواتيكان) قال :

أخبرنا الحسين بن أحمد الفارسي ، أنبا عبد اللّه بن جعفر النحوي ، نبا يعقوب بن سفيان ، نبا محمد بن عبد اللّه بن نمير ، نبا أبي ، نبا الربيع بن سعد ، عن عبد الرحمن سابط ، قال : كنت مع جابر فدخل الحسين بن علي رضي اللّه عنهما ، فقال جابر : من سرّه أن ينظر الى رجل من أهل الجنة فلينظر الى هذا ، فأشهد لسمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه يقوله.

ومنهم العلامة الأمير علاء الدين علي بن بلبان الفارسي الحنفي المتوفى سنة 739 في «الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان» (ج 9 ص 56 ط بيروت) قال :

أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى ، حدثنا محمد بن عبد اللّه بن نمير ، حدثنا أبي ، حدثنا الربيع بن سعيد الجعفي ، عن عبد اللّه بن سابط ، عن جابر بن عبد اللّه أنه قال : من

ص: 44

سره أن ينظر الى رجل - فذكر مثل ما ذكره «عيون الأخبار» بعينه.

ومنهم العلامة الشيخ حسام الدين المردي في «آل محمد ص» (ص 440 المخطوط) قال :

قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : من سره - الحديث مثل ما تقدم عن «العيون» وفي لفظ - الى سيد شباب أهل الجنة ، رواه عن جابر ، وابن حبان وابن سعد وأبي يعلى جميعا عن جابر.

وفي «ضوء الشمس» ص 98 روى الحديث من طريق ابن حبان وأبي يعلى وابن عساكر عن جابر بن عبد اللّه بعين ما تقدم عن «عيون الأخبار».

وفي «وسيلة النجاة» ص 266 طبع گلشن فيض في لكهنو روى الحديث من طريق أبي يعلى في مسنده.

وفي «المطالب العالية» ج 4 ص 70 ط كويت روى الحديث من طريق أبي يعلى عن جابر بعين ما تقدم عن «ضوء الشمس».

ومنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة المولود 588 والمتوفى 660 في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2583 ط دمشق) قال :

أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف الأوقي بالمسجد الأقصى ، قال : أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن ابراهيم الحافظ ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين بن زكريا ، ح.

وأخبرنا أبو اسحق ابراهيم بن عثمان بن يوسف الكاشغري - قدم علينا حلب - قال : أخبرنا أبو المظفر أحمد بن محمد بن علي بن صالح الكاغذي وأبو الفتح محمد بن عبد؟؟؟ بن أحمد بن سليمان. قال أبو المظفر : أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن

ص: 45

الحسين بن زكريا ، وقال أبو الفتح : أخبرنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون ، قالا أخبرنا أبو علي الحسين بن أحمد بن ابراهيم بن شاذان ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد اللّه ابن جعفر بن درستويه ، قال : أخبرنا أبو يوسف يعقوب بن سفيان الفسوي ، قال : حدثنا محمد بن عبد اللّه بن نمير ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا ربيع بن سعد ، عن عبد الرحمن بن سابط قال : كنت مع جابر ، فدخل حسين بن علي رضي اللّه عنهما ، فقال جابر : من سره - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن «عيون الأخبار».

أخبرنا عتيق بن أبي الفضيل السلماني قال : أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ ، ح.

وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي ، قال أنبأنا أبو المعالي ابن صابر ، قالا :

أخبرنا الشريف أبو القاسم النسيب ، قال : أخبرنا رشاء بن نظيف ، قال : أخبرنا الحسن ابن اسماعيل ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن مروان المالكي ، قال حدثنا محمد بن غالب ، قال : حدثنا زكريا بن عدي ، قال : حدثنا ابن نمير ، عن الربيع بن سعد الجعفي ، عن ابن سابط ، عن جابر قال : دخل حسين بن علي المسجد من باب بني فلان ، فقال جابر : من سره - فذكر مثل ما تقدم عن «العيون» بعينه.

ص: 46

قول النبي «من أراد أن ينظر الى سيد شباب اهل الجنة» «فلينظر الى الحسين عليه السلام»

قد تقدم نقل ما يدل عليه عن بعض أعلام العامة في ج 11 ص 52 وج 19 ص 381 ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر» (ج 7 ص 119 ط دار الفكر) قال :

عن جابر بن عبد اللّه قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : من أراد أن ينظر الى سيد شباب أهل الجنة فلينظر الى الحسين بن علي.

ومنهم العلامة أبو حفص عمر بن محمد بن الخضر الموصلي في «الوسيلة» (ص 172 ط حيدرآباد الدكن) قال :

وعن جابر بن عبد اللّه رضي اللّه عنه قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : من سره - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن «المختصر».

ص: 47

ومنهم العلامة أبو أحمد عبد اللّه بن عدي الجرجاني الشافعي في «الكامل في الرجال» (ج 2 ص 542 ط دار الفكر بيروت) قال :

حدثنا محمد بن عمر بن العلاء ، ثنا سويد ، ثنا شريك ، عن جابر ، عن ابن سابط ، عن جابر بن عبد اللّه قال : سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن «المختصر».

ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد جميل غازي في «استشهاد الحسين» عليه السلام (ص 140 خرجه من كتاب الحافظ ابن كثير ط مطبعة المدني في المؤسسة السعودية بمصر) قال :

وقال الامام أحمد : حدثنا وكيع ، عن ربيع بن سعد ، عن أبي سابط ، قال : دخل حسين بن علي المسجد ، فقال جابر بن عبد اللّه : من أحب - إلخ.

وفي الأحاديث المروية عن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة» ، وفي بعضها «وأبوهما خير منهما» ، ذكرها جماعة :

منهم محمود شلبي في كتابه «حياة فاطمة عليها السلام» رواه في ص 196 عن أبي سعيد الخدري وابن عمر - عن ابن ماجة ، وفي ص 197 و 199 عن حذيفة - قال : أخرجه الامام أحمد.

وفي ص 288 أيضا عن أبي سعيد الخدري ، وقال : أخرجه الامام أحمد.

ومنهم العلامة السيوطي في «مسند فاطمة عليها السلام» (ص 44 و 68) رواه عن حذيفة ، ورواه أيضا في ص 56 فقال (طب وأبو نعيم في فضائل الصحابة عن عليعليه السلام).

ص: 48

ومنهم الشريف علي فكري الحسيني القاهري في «أحسن القصص» (ج 4 ص 374) قال :

وروى ابن حبان قال : سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول : من سره أن ينظر الى رجل من أهل الجنة (وفي لفظ الى سيد شباب أهل الجنة) فلينظر الى الحسين بن علي.

ومنهم العلامة أبو العرب محمد بن أحمد بن تميم بن تمام بن تميم التميمي القيرواني المغربي المالكي المولود سنة 251 والمتوفى سنة 333 في «المحن» (ص 137 ط دار المغرب الإسلامي في بيروت سنة 1403) قال :

وحدثنا عيسى بن مسكين ، قال : حدثنا محمد بن سنجر ، قال : حدثنا موسى بن اسماعيل ، عن شريك ، عن جابر بن ساقط قال : سمعت النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول : الحسين سيد شباب أهل الجنة.

ومنهم العلامة الشريف عبد اللّه بن محمد بن الصديق الغماري الحسني الادريسي المغربي في «المهدي المنتظر» (ص 41 ط بيروت) قال :

وأما حديث أنس فخرجه ابن ماجة قال : حدثنا هدبة بن عبد الوهاب ، حدثنا سعيد ابن عبد الحميد بن جعفر ، عن علي بن زياد اليمامي ، عن عكرمة بن عمار ، عن إسحاق بن عبد اللّه بن أبي طلحة ، عن أنس بن مالك قال : سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول : نحن ولد عبد المطلب سادات أهل الجنة ، أنا وحمزة وعلي وجعفر والحسن والحسين والمهدي.

ص: 49

ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي في «آل بيت الرسول صلی اللّه عليه [وآله] وسلم» (ص 255 ط القاهرة سنة 1399) قال :

عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، وفاطمة سيدة نسائهم إلّا ما كان لمريم بنت عمران.

ومنهم الفاضل المعاصر الهادي حمو في «أضواء على الشيعة» (ص 118 ط دار التركي) قال :

الامام الحسين بن علي الشهيد(61 ه - 680 م): سيد من سادة شباب أهل الجنة.

ص: 50

حديث : «حزقة حزقة ترق عين بقة»

قد تقدم نقله عن بعض كتب أعلام العامة في ج 11 ص 294 ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما مضى :

فمنهم الشيخ أبو محمد حسن بن عبد الرحمن في «أمثال الحديث» (ج 1 ص 102 نسخة مكتبة اسبانيا) قال :

حدثنا محمد بن خلف ، حدثنا علي بن شعيب ، حدثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي ، حدثني عبد القاهر بن السرّي السلمي ، حدثني جميل بن سفيان السلمي : رأيت علي بن أبي طالب كرم اللّه وجهه يصعد المنبر ويقول : حزقة حزقة ترق عين بقة.

وقال أيضا :

حدثنا محمد بن خلف بن حيان ، حدثنا زيد بن اسماعيل ، حدثنا جعفر بن عون ، حدثنا معاوية بن أبي مزرد ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : رأيت النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أخذ بيد الحسين بن علي ، وجعل رجليه علي ركبتيه ، وهو يقول : ترق عين بقّة.

ص: 51

ومنهم الحافظ المؤرخ شمس الدين محمد بن احمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة 748 في «تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والاعلام» (ج 1 ص 488 ط بيروت سنة 1407) قال :

وقال جعفر بن عون ، عن معاوية بن أبي مزرّد ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : أخذ النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بيد الحسن والحسين ، وهو يقول : ترق عين بقة ، فيضع الغلام قدمه على قدم النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يرفعه الى صدره ، ثم قبل فاه وقال : اللّهم اني أحبه فأحبه.

ص: 52

الحسين عليه السلام «يحل عليه الدخول للمسجد جنبا»

رواه جماعة من أهل السنة في كتبهم :

فمنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد الخضري السيوطي المتوفى سنة 911 في كتابه «مسند فاطمة عليها السلام» (ص 46 ط المطبعة العزيزية بحيدرآباد الهند) قال :

ألا ان مسجدي هذا حرام على كل حائض من النساء وكل جنب من الرجال ، إلا على أهل محمد وعلى أهل بيته علي وفاطمة والحسن والحسين (ق وضعفه عن أم سلمة).

ألا لا يحل هذا المسجد لجنب ولا حائض الا لرسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين ، ألا قد بينت لكم الأشياء أن تضلوا(ق ، ابن عساكر عن أم سلمة).

ص: 53

قول النبي «اللّهم اني أحبه فأحبه وأحبب من يحبه»

رويناه عن جماعة من أعلام العامة في ج 11 ص 293 وج 19 ص 365 وص 391 ومواضع أخرى من هذا الكتاب ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر» (ج 7 ص 121 ط دار الفكر) قال :

قال أبو هريرة : كنت مع رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في سوق من أسواق المدينة ، فانصرف وانصرفت معه ، فقال : أدع الحسين بن علي ، فجاء الحسين بن علي يمشي ، فقال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بيده هكذا ، فقال الحسين بيده هكذا ، فالتزمه فقال : اللّهم اني أحبه فأحبه وأحب من يحبه. قال أبو هريرة : فما كان بعد أحد أحب الي من الحسين بن علي بعد ما قال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ما قال.

ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في «حياة فاطمة عليها السلام» (ص 226 ط دار الجيل بيروت) قال :

عن أسامة بن زيد قال : طرقت النبي - صلی اللّه عليه [وآله] وسلم - ذات ليلة في بعض الحاجة ، فخرج النبي - صلی اللّه عليه [وآله] وسلم - وهو مشتمل على شيء لا أدري ما هو ،

ص: 54

فلما فرغت من حاجتي قلت : ما هذا الذي أنت مشتمل عليه. قال : فكشف فإذا حسن وحسين عليهما السلام على وركيه ، فقال : هذان ابناي وابنا ابنتي ، اللّهم اني أحبهما فأحبهما وأحبب من يحبهما.[أخرجه الترمذي].

وقال أيضا في ص 228 :

عن عدي بن ثابت عن البراء أن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أبصر حسنا وحسينا فقال : اللّهم اني أحبهما فأحبهما.[أخرجه الترمذي].

ومنهم الفاضل المعاصر الشريف علي فكري الحسيني القاهري في «أحسن القصص» (ج 4 ص 217 ط بيروت) قال :

وروي عن أبي هريرة : ان النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم جلس في المسجد فقال : أين لكع؟ فجاء الحسين يمشي حتى سقط في حجره ، فجعل أصابعه في لحية رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، ففتح رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فمه ، أي فم الحسين ، فأدخل فاه في فمه ، ثم قال : اللّهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه.

وعن البراء بن عازب قال : رأيت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم حاملا الحسين بن علي رضي اللّه عنهما على عاتقه وهو يقول : اللّهم إني أحبه فأحبه.

ومنهم العلامة حسام الدين المردي الحنفي في «آل محمد» (ص 60 والنسخة مصورة من مكتبة السيد الاشكوري) قال :

قال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : اللّهم اني أحبه فأحبه (يعني الحسين).

رواه الحاكم يرفعه بسند صحيح.

ص: 55

وفي ص 69 قال :

قال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : اللّهم اني أحب حسينا فأحبه ، وأحب من يحبه.

رواه الامام أحمد يرفعه بسند صحيح.

ومنهم العلامة ابن قدامة المقدسي الحنبلي في «التبيين في أنساب الصحابة القرشيين» (ص 20 نسخة مكتبة جستربيتي) قال :

الحسين بن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنهما ، يكنى أبا عبد اللّه ، ولد لخمس خلون من شعبان سنة أربع على خلاف فيه ، وسماه رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم «الحسين» ، وعق عنه كما عق عن أخيه ، وكان الحسين رضي اللّه عنه فاضلا دينا كثير الصوم والصلاة والحج جوادا ورعا ، وكان رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يحبه.

قال أبو هريرة : أبصرت عيناي هاتان وسمعتا أذناي رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وهو آخذ بكمي حسين وقدماه على قدم رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وهو يقول : ترق عين بقة. قال : فرقى الغلام حتى وقع قدميه على صدر رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، ثم قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : افتح. قال : ثم قبله ، ثم قال : اللّهم أحبه فاني أحبه.

ومنهم العلامة المؤرخ كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2572) قال :

وذكر انه ، عن حاتم بن اسماعيل عن معاوية بن أبي مزرد ، عن أبيه قال : سمعت أبا هريرة يقول : أبصرت عيناي هاتان - فذكر الحديث مثل ما تقدم بأدنى تفاوت في اللفظ.

ص: 56

ومنهم العلامة صاحب «الأنوار اللمعة في الجمع بين الصحاح السبعة» (ص 169 والنسخة مصورة من مكتبة أيا صوفيا في إستانبول) قال :

قال البراء : رأيت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم واضعا الحسين على عاتقه وهو يقول : اللّهم اني أحبه فأحبّه.

ومنهم العلامة مؤلف كتاب «المختار في مناقب الأبرار» (ص 102 والنسخة مصورة من مكتبة جستربيتي في ايرلندة) قال :

قال أبو هريرة : أبصرت عيناي هاتان وسمعت أذناي رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وهو آخذ بكفى حسين قدماه على قدمي رسول اللّه وهو يقول : حزقة حزقة ، ترق عين بقة. قال : فرقى الغلام حتى وضع قدميه على صدر رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، ثم قال رسول اللّه : افتح فاك ، ثم قبّله ، ثم قال : اللّهم اني أحبه فاني أحبه.

ومنهم العلامة الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد الخوافي الحسيني الشافعي في «التبر المذاب» (ص 70 المخطوط) قال :

وروي في الصحيحين : اللّهم اني أحبه فأحبه ، وأحب من يحبه ، يعني الحسين.

ومنهم العلامة الشيخ عبد الوهاب بن أحمد الشعراني المولود 898 والمتوفى 973 في «مختصر تذكرة القرطبي» (ص 222 ط دار الفكر بيروت) قال :

وكان يقول فيهما : اللّهم اني أحبهما فأحبهما وأحب من يحبهما.

ص: 57

قول النبي «هذا مني وأنا منه ، وهو يحرم عليه ما يحرم عليّ»

قد تقدم منا نقل ما يدل عليه عن كتب أعلام العامة في ج 11 ص 279 ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم الفاضلان المعاصران الشيخ أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد المدنيان في «جامع الأحاديث» (ج 6 ص 438 ط دمشق) قال :

عن البراء بن عازب رضي اللّه عنه قال : قال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم للحسن أو الحسين : هذا مني وأنا منه ، وهو يحرم عليه ما يحرم علي.

ومنهم العلامة الشيخ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي الدمشقي الشهير بابن عساكر المتوفى سنة 571 في «تاريخ دمشق» (ترجمة الامام الحسين عليه السلام ص 118 ط بيروت) قال :

بإسناده عن البراء بن عازب قال : قال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم للحسن أو الحسين : هذا مني - فذكر الحديث مثل ما تقدم.

ومنهم الفاضل المعاصر عبد الرحمن المرعشي في «فهرس أحاديث موارد الظمآن الى زوائد ابن حبان» (للحافظ نور الدين الهيثمي ص 72 ط دار البشائر الإسلامية ودار النور بيروت) قال :

حسين مني وانا من حسين ، أحب اللّه من ... يعلى العامري 554

ص: 58

مص النبي لسان الحسين عليه السلام كما يمص الصبي التمرة

رواه جماعة من العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر» (ج 7 ص 124 ط دار الفكر) قال :

وعن أبي هريرة قال : رأيت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يمص لسان الحسين بن علي كما يمص الصبي التمرة.

ص: 59

إعطاء النبي (للحسين عليه السلام جرأته وجوده)

قد تقدم منا نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 10 ص 708 الى ص 713 وج 19 ص 266 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد الخضري السيوطي المتوفى سنة 911 في كتابه «مسند فاطمة عليها السلام» (ص 29 ط المطبعة العزيزية بحيدرآباد الهند) قال :

عن ابراهيم بن علي الرافعي ، عن أبيه ، عن جدته زينب بنت أبي رافع قالت : رأيت فاطمة بنت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أتت بابنيها الى رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في شكواه الذي توفي فيه ، فقالت : يا رسول اللّه هذان ابناك فورثهما. فقال : أما الحسن فله هيبتي وسؤددي ، وأما الحسين فله جرأتي وجودي (ابن مندة ، كر) ابراهيم.

ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في «حياة فاطمة عليها السلام» (ط دار الجيل بيروت):

أورد الحديث الشريف في ص 74 و 206 و 230 مثل ما تقدم عن كتاب «مسند فاطمة عليها السلام» للسيوطي.

ص: 60

ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة 742 في «تهذيب الكمال» (ج 6 ص 400 ط مؤسسة الرسالة بيروت) قال :

وقال ابراهيم بن علي الرافعي ، عن أبيه ، عن جدته زينب بنت أبي رافع : أتت فاطمة بنت النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بابنيها الى رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم - فذكر مثل ما تقدم عن «مسند فاطمة عليها السلام» ثم قال : وروى عن محمد بن عبيد اللّه بن أبي رافع ، عن أبيه وعمه ، عن جده نحو ذلك.

ص: 61

تقبيل النبي (شفتي الحسين عليه السلام وثناياه)

قد تقدم نقل ذلك عن كتب أعلام العامة في ج 11 ص 262 ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم العلامة الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد الخافي الحسيني الشافعي في «التبر المذاب» (ص 69) قال :

قال ابن سعد في الطبقات : لما ولد الحسين عليه السلام أذن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في أذنه ، وكان يحمله على كتفه ، ويقبل شفتيه وثناياه.

ص: 62

ركوب الحسين (في السجود على ظهر النبي صلی اللّه عليه وآله وسلم)

قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 11 ص 306 وج 19 ص 367 ومواضع أخرى من هذا الكتاب ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة 742 في «تهذيب الكمال» (ج 6 ص 402 ط مؤسسة الرسالة بيروت) قال :

وقال محمد بن عبد اللّه بن أبي يعقوب ، عن عبد اللّه بن شداد بن الهاد ، عن أبيه : خرج علينا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في إحدى صلاتي العشي والظهر أو العصر وهو حامل حسنا أو حسينا ، فتقدم النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فوضعه ثم كبر للصلاة ، فصلى فسجد بين ظهري صلاته سجدة أطال. قال أبي : فرفعت رأسي فإذا الصبي على ظهر رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وهو ساجد ، فرجعت في سجودي ، فلما قضى رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم الصلاة ، قال الناس : يا رسول اللّه انك سجدت بين ظهري الصلاة سجدة أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر أو أنه يوحى إليك ، قال : كل ذلك لم يكن ، ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته.

أخبرنا بذلك أبو الحسن ابن البخاري ، وأبو الغنائم بن علان ، وأحمد بن شيبان ، قالوا : أخبرنا حنبل بن عبد اللّه ، قال : أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، قال : أخبرنا أبو علي بن المذهب ، قال : أخبرنا أبو بكر بن مالك ، قال : حدثنا عبد اللّه بن أحمد ، قال :

ص: 63

حدثني أبي ، قال : حدثنا يزيد بن هارون ، قال : أخبرنا جرير بن حازم ، قال : حدثنا محمد بن أبي يعقوب ، فذكره.

ومنهم الفاضل المعاصر الشريف علي فكري القاهري في «أحسن القصص» (ج 4 ص 128 ط بيروت) قال :

كان الحسين في حياة رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم طفلا ، وأقام معه ست سنين وسبعة أشهر وسبعة أيام.

وقال عبد اللّه بن شداد : خرج علينا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في إحدى صلاة العشاء وهو حامل حسنا أو حسينا ، فتقدم النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فوضعه ، ثم كبر للصلاة فأطال سجدة الصلاة ، فرفعت رأسي ، فإذا الصبي على ظهر رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وهو ساجد ، فرجعت الى سجودي - فذكر مثل ما تقدم عن «تهذيب الكمال» باختلاف يسير في اللفظ.

ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ أحمد أبو لف المصري في «آل بيت النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم» (ص 18 ط الصحيفة بمصر) قال :

وكان الرسول صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يدخل في صلاته ، حتى إذا سجد جاء الحسين فركب على ظهره ، وكان صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يطيل السجدة ، فيسأله بعض أصحابه : انك يا رسول اللّه سجدت سجدة بين ظهراني صلاتك أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث امر أو انه يوحى إليك - فذكر مثل ما تقدم عن «تهذيب الكمال».

ومنهم العلامة الزمخشري في «أساس البلاغة» (ج 1 ص 329 ط دار الكتب بمصر) قال :

عن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم حين ركبه الحسين فأبطأ في سجوده فقال : ان ابني ارتحلني.

ص: 64

ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في «حياة فاطمة عليها السلام» (ص 234 ط دار الجيل بيروت) قال :

عن عبد اللّه بن مسعود قال : كان رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يصلي ، فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره ، فإذا أرادوا أن يمنعوهما أشار إليهم أن دعوهما ، فإذا قضى الصلاة وضعهما في حجره وقال : من أحبني فليحب هذين.

[رواه أبو يعلى والبزار]

وقال في ص 232 :

عن أبي هريرة قال : كنا نصلي مع رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم العشاء ، فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره ، فإذا رفع رأسه أخذهما بيده من خلفه أخذا رفيقا ويضعهما على الأرض ، فإذا عاد عادا ، حتى قضى صلاته أقعدهما على فخذيه.

قال : فقمت إليه فقلت : يا رسول اللّه أردهما؟ فبرقت برقة فقال لهما : ألحقا بأمكما ، قال : فمكث ضوؤها (يعني البرقة) حتى دخلا.[أخرجه الامام أحمد]

وقال أيضا في ص 234 :

عن أنس قال : كان رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يسجد ، فيجيء الحسن والحسين فيركب ظهره ، فيطيل السجود ، فيقال : يا نبي اللّه أطلت السجود؟ فيقول :ارتحلني ابني فكرهت أن أعجله.[رواه أبو يعلى]

وقال أيضا في 236 :

وعن البراء بن عازب قال : كان رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يصلي ، فجاء الحسن والحسين - أو أحدهما - فركب على ظهره ، فكان إذا رفع رأسه قال بيده فأمسكه - أو أمسكهما - قال : نعم المطية مطيتكما.[رواه الطبراني]

ص: 65

حديث : قطع النبي كلامه ونزل عن المنبر فحمل الحسين عليه السلام ثم عاد الى المنبر

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة 742 في «تهذيب الكمال» (ج 6 ص 403 ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال :

وقال زيد بن الحباب : حدثني حسين بن واقد ، عن عبد اللّه بن واقد ، عن عبد اللّه ابن بريدة ، عن أبيه ، قال : كان رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يخطبنا فجاء الحسن والحسين وعليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران ، فنزل رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم من المنبر فحملهما فوضعهما بين يديه ثم قال : صدق اللّه ورسوله : (انما أموالكم وأولادكم فتنة) نظرت الى هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما.

أخبرنا بذلك أبو الفرج بن أبي عمر بن قدامة ، وابن علان وابن شيبان ، قالوا : أخبرنا حنبل ، قال : أخبرنا ابن الحصين ، قال : أخبرنا ابن المذهب ، قال : أخبرنا ابن مالك ، قال : حدثنا عبد اللّه بن أحمد ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا زيد بن الحباب ، فذكره.

ص: 66

ومنهم الفاضل المعاصر محمود مهدي الاستانبولي في كتابه «دلائل النبوة المحمدية في ضوء المعارف الحديثة» (ص 507 ط مكتبة العهد في الكويت سنة 1407) قال :

وقد جاء الحسين مرة الى المسجد يتعثر في قميصه فقطع كلامه ونزل عن المنبر فحمله ثم عاد الى منبره.

ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في «حياة فاطمة عليها السلام» (ص 219 ط بيروت) قال :

عن عبد اللّه بن بريدة قال : سمعت أبي بريدة يقول : كان رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يخطبنا ، فجاء الحسن والحسين عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن «تهذيب الكمال» ثم قال : أخرجه الامام أحمد.

ص: 67

كان النبي (يحمل الحسين في الصلاة)

قد تقدم نقل ما يدل عليه عن بعض أعلام العامة في ج 11 ص 307 ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم العلامتان الشريف عباس أحمد صقر وأحمد عبد الجواد في القسم الثاني من «جامع الأحاديث» (ج 6 ص 425 ط دمشق) قالا :

عن عطاء قال : كان النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يأخذ حسينا رضي اللّه عنه في الصلاة فيحمله قائما حتى إذا سجد وضعه (عب).

ص: 68

ركوب الحسين (مع جده وأخيه على البغلة الشهباء)

رواه جماعة من الأعلام في كتبهم :

فمنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في «حياة فاطمة عليها السلام» (ص 232 ط دار الجيل بيروت) قال :

عن إياس بن سلمة عن أبيه قال : لقد قدت نبي اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم والحسن والحسين على بغلته الشهباء ، حتى أدخلته حجرة النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، هذا قدامه وهذا خلفه.[أخرجه الترمذي]

ص: 69

قول النبي «حسين مني وأنا من حسين ، أحب اللّه من أحب حسينا ، حسين سبط من الأسباط»

قد تقدم نقله منا في ج 11 ص 265 وج 19 ص 373 ومواضع أخرى من هذا الكتاب عن كتب أعلام العامة ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما مضى :

فمنهم العلامة علاء الدين علي بن بلبان الفارسي الحنفي المتوفى سنة 739 في «الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان» (ج 9 ص 59 ط بيروت) قال :

أخبرنا الحسن بن سفيان ، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا عفان ، حدثنا وهيب ابن خالد ، عن عبد اللّه بن عثمان بن خثيم ، عن سعيد بن أبي راشد ، عن يعلى العامري : أنه خرج مع رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم الى طعام دعوا له ، فإذا حسين مع الصبيان يلعب [فاستقبل](1) أمام القوم ثم بسط يده [فطفق] الصبي يفر هاهنا مرة

ص: 70


1- قال العلامة اللغوي أبو هلال الحسن بن عبد اللّه بن سهل العسكري المتوفى سنة 382 في «تصحيفات المحدثين» ص 101 ط بيروت سنة 1408) قال : وأما الحديث الآخر : فاستنتل رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أمام القوم. فبعد السين تاء فوقها نقطتان ، وبعد النون أيضا تاء مثلها. حدثني به صالح بن أحمد بن صالح ، حدثنا أزهر ابن جميل ، حدثنا الفضل بن العلاء عن ابن خثيم عن سعيد بن أبي راشد عن يعلى بن مرة : أن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم خرج من منزله فإذا حسين يلعب مع صبوة ، فاستنتل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أمام القوم ، فبسط يده ، فطفق الغلام يفر هاهنا وهاهنا ، ورسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يضاحكه حتى أخذه ، فجعل إحدى يديه تحت ذقنه ، والأخرى في فأس رأسه ، ثم اقنعه فقبله». استنتل : تقدم ، وبه سمي الرجل : ناتلا ، وفأس الرأس : حرف القمحدوة المشرفة على القفا.

وها هنا مرة ، وجعل رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يضاحكه حتى أخذه رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فجعل إحدى يديه تحت ذقنه والأخرى تحت قفاه ثم قنع رأسه فوضع فاه على فيه وقال : حسين مني وأنا من حسين ، أحب اللّه من أحب حسينا ، حسين سبط من الأسباط.

ومنهم العلامة عبد الغني بن اسماعيل النابلسي الشامي في «زهر الحديقة في رجال الطريقة» (ص 94 والنسخة مصورة من إحدى مكاتب ايرلندة) قال :

وفي كتاب الترمذي عن يعلى بن مرة قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم - فذكر الحديث مثل ما تقدم.

ومنهم العلامة حسام الدين المردي الحنفي في «آل محمد» (ص 233) قال :

قال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : حسين مني - الحديث كما تقدم - وقال في آخره : رواه الحاكم وصححه بسنده عن يعلى بن مرة العامري.

ومنهم العلامة ابن مكرم الافريقي صاحب لسان العرب في «مختصر تاريخ دمشق» (ج 7 ص 12 ط دمشق) قال :

قال يعلى بن مرة : خرجت مع النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فدعينا الى طعام ، فإذا الحسين يلعب في الطريق ، فأسرع النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أمام القوم ، ثم بسط يديه فجعل الحسين يفر مرة هاهنا ومرة هاهنا ، يضاحكه حتى أخذه ، فجعل إحدى يديه في

ص: 71

ذقنه والأخرى بين رأسه وأذنيه ، ثم اعتنقه فقبله ، فقال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : حسين مني وأنا منه ، أحب اللّه من أحبه.

ومنهم العلامة أبو شجاع شيرويه بن شهردار الديلمي الهمذاني المتوفى سنة 509 في «الفردوس بمأثور الخطاب» (ج 2 ص 158 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :

يعلى بن مرة : الحسين مني - الحديث مثل ما تقدم عن «الإحسان».

ومنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2585 ط دمشق) قال :

أنبأنا عمر بن محمد بن طبرزد ، قال : أخبرنا أبو بكر بن عبد الباقي اذنا ان لم يكن سماعا ، قال : حدثنا أبو محمد الجوهري إملاء ، قال : أخبرنا أبو بكر بن مالك القطيعي ، قال : حدثنا عبد اللّه بن أحمد قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا وهيب ، قال : حدثنا عبد اللّه بن عثمان بن خثيم ، عن سعد بن أبي راشد ، عن يعلي العامري : أنه خرج مع رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم الى طعام دعوا له. قال : فاستنتل رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم. قال عفان : قال وهيب : فاستقبل رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أمام القوم وحسين مع غلمان يلعب ، فأراد رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أن يأخذه. قال : فطفق الصبي يفر هاهنا مرة وهاهنا مرة ، فجعل رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يضاحكه حتى أخذه قال : فوضع إحدى يديه تحت قفاه والأخرى تحت ذقنه فوضع فاه على فيه فقبله ، وقال : حسين مني - فذكر مثل ما تقدم عن كتاب «الإحسان».

أخبرنا أبو الحسن المبارك بن أبي بكر محمد بن مزيد الخواص ، وأبو الفتوح نصر ابن أبي الفرج الحصري البغداديان بها ، قالا : أخبرنا أبو محمد عبد الغني بن الحسين بن أحمد الهمذاني ، قال : أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي ، قال : أخبرنا أبو العباس أحمد بن النعمان ، قال : أخبرنا أبو بكر بن المقتدي ، قال أخبرنا أبو محمد

ص: 72

اسحق بن أحمد بن شافع الخزاعي ، قال : حدثنا أبو عبد اللّه محمد بن يحيى العدني ، قال : حدثنا يوسف بن خالد ، عن ابن خثيم ، عن سعد بن راشد الحمصي ، عن يعلى ابن مرة : أن حسين بن علي أقبل فأراد النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أن يأخذه ، ولاوذه النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم حتى أخذه فوضع إحدى يديه تحت ذقنه والأخرى على فأس رأسه ، ثم قبله ، ثم قال - فذكر مثل ما تقدم عن «الإحسان».

ومنهم الفاضل الدكتور محمد جميل غازي في «استشهاد الحسين» (ص 144 خرجه من كتاب الحافظ ابن كثير ط مطبعة المدني المؤسسة السعودية بمصر) قال :

ثم قال : حدثنا الحسين بن عرفة ، ثنا اسماعيل بن عياش ، عن عبد اللّه بن عثمان بن خيثم ، عن سعيد بن راشد ، عن يعلى بن مروة قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : حسين مني - فذكر مثل ما تقدم عن «الإحسان».

ثم قال الترمذي : هذا حديث حسن. ورواه أحمد عن عفان ، عن وهب ، عن عبد اللّه بن عثمان بن خيثم به. ورواه الطبراني عن بكر بن سهل ، عن عبد اللّه بن صالح ، عن معاوية بن صالح بن راشد بن سعد ، عن يعلى بن مرة ، أن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال : الحسن والحسين سبطان من الأسباط.

ومنهم الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى سنة 360 في «المعجم الكبير» (ج 22 ص 273 ط مطبعة الامة في بغداد) قال :

حدثنا بكر بن سهل ، ثنا عبد اللّه بن صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن راشد بن سعد ، عن يعلى بن مرة قال : خرجنا مع رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فدعينا الى طعام ، فإذا الحسين يلعب في الطريق ، فأسرع النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أمام القوم ، ثم بسط يديه فجعل حسين - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن «الإحسان».

وقال أيضا في ص 274 :

ص: 73

حدثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي ، ثنا عفان ، ثنا وهب بن خالد (ح).

وحدثنا عبدان بن أحمد ، ثنا العباس بن الوليد النرسي ، ثنا يحيى بن سليم ، عن عبد اللّه بن عثمان بن خثيم ، عن سعيد بن أبي راشد أنه أخبره يعلى بن مرة - الحديث مثل ما تقدم عن «الإحسان».

ومنهم المؤرخ الكبير عبد الكريم بن محمد الرافعي القزويني في «التدوين في اخبار قزوين» (ج 3 ص 432 ط بيروت) قال :

علي بن يحيى بن يعقوب بن حامد أبو الحسن البزاز تفقه ببغداد مدة على الصالحي ، وسمع أحمد بن جعفر القطيعي ، وأبا محمد بن موسى وأقرانهما ، وبقزوين أبا منصور الفقيه ، مات سنة تسعين وثلاثمائة. علي بن أبي اليسع سمع أبا الحسن القطان يقول : أنبا أبو جعفر الحضرمي ، ثنا أحمد بن محمد بن عون القواس ، ثنا مسلم بن خالد ، عن أبي خيثم ، عن سعيد بن أبي راشد ، عن يعلى بن مرة العامري رضي اللّه عنه - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن «الإحسان».

ومنهم أبو البركات عبد المحسن بن عثمان الحنفي في «الفائق من اللفظ الرائق» (ص 68 والنسخة مصورة من مكتبة جستربيتي في ايرلندة) قال :

حسين مني وأنا من حسين ، - فذكر الحديث مثل ما تقدم.

ومنهم العلامة الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد الحافي [الخوافي] الحسيني الشافعي في «التبر المذاب» (ص 69) قال :

وروى الترمذي : حسين مني - الحديث.

ص: 74

ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي في «آل بيت الرسول صلی اللّه عليه [وآله] وسلم» (ص 219 ط القاهرة سنة 1399) قال :

عن علي بن مرة ، انهم خرجوا مع النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم - فذكر الحديث مثل ما تقدم.

وروى أيضا مثله في ص 334.

ومنهم العلامة المؤرخ أبو القاسم علي بن الحسن ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج 3 ص 11 والنسخة مصورة في مكتبة جستربيتي في ايرلندة) قال :

روى عن يعلى العامري أنه خرج مع النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم الى طعام - فذكر الحديث مثل ما تقدم.

ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمود شلبي في «حياة فاطمة عليها السلام» (ص 224 ط دار الجيل بيروت) قال :

عن يعلى بن مرة - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن «الإحسان» إلا أنه ليس فيه : سبط من الأسباط.

ومنهم الفاضل محمد سليمان فرج في «رياض الجنة في محبة النبي وأتباع السنة» (ص 19) قال :

فعن يعلى بن مرة قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : حسين مني وأنا من حسين - فذكر الحديث بعين ما تقدم عن «الإحسان».

ثم قال : رواه الترمذي.

ص: 75

ومنهم الفاضل المعاصر محمد عبد القادر عطا في «تعليقاته على كتاب الغماز على اللماز» (للسمهودي ص 62 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال في تعليقه على حديث «أنا مدينة العلم وعلي بابها» :

وقوله صلی اللّه عليه [وآله] وسلم للحسين : هذا مني وأنا منه.

فكله صحيح - انظر : المقاصد الحسنة ص 190 ، وكشف الخفاء ص 619.

ومنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد الخضري السيوطي المصري المتوفى سنة 911 في كتابه «مسند فاطمة» (ص 44 ط المطبعة العزيزية بحيدرآباد - الهند) قال :

اللّهم انك جعلت صلواتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك على ابراهيم وآل ابراهيم ، اللّهم انهم مني وأنا منهم ، فاجعل صلواتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك علي وعليهم - يعني عليا وفاطمة وحسنا وحسينا(طب عن واثلة).

ومنهم الفاضلان المعاصران الشريف عباس أحمد صقر والشيخ احمد عبد الجواد المدنيان في «جامع الأحاديث» (القسم الثاني ج 6 ص 339) قالا :

عن البراء بن عازب رضي اللّه عنه قال : كنا مع رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فدعينا الى طعام ، فإذا الحسين يلعب في الطريق مع صبيان ، فأسرع النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أمام القوم ، ثم بسط يديه ، فجعل حسين يفر هاهنا وهاهنا ، فيضاحكه رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم حتى أخذه ، فجعل إحدى يديه في ذقنه ، والأخرى بين رأسه وأذنيه ، ثم اعتنقه فقبله ، ثم قال : حسين مني وأنا منه ، أحب اللّه من أحبه ، الحسن والحسين سبطان من الأسباط(طب ، عن يعلى بن مرة).

ص: 76

وقالا أيضا في ج 9 ص 445 :

عن يعلى بن مرة رضي اللّه عنه قال : خرجت مع رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم الى طعام دعوا له ، فإذا حسين مع الغلمان يلعب في الطريق ، فاستميل القوم ، ثم بسط يده ، فطفق الصبي يغدو هاهنا مرة وهاهنا مرة ، وجعل رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يضاحكه ، حتى أخذه رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، فجعل إحدى يديه تحت ذقنه ، والأخرى تحت قفاه ، ثم رفع رأسه فوضع فاه على فيه فقبله فقال : حسين مني - الحديث ذكرا مثل ما تقدم.

ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ أحمد أبو لف المصري في «آل بيت النبي» (ص 16 ط القاهرة) قال :

يقول الامام أحمد في مسنده ، والبخاري في الأدب المفرد ، والترمذي وابن ماجة في سننيهما ، والحاكم في «المستدرك» قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : حسين مني - الحديث كما مر.

وقال أيضا في ص 18 :

فكثيرا ما كان يخالطه ويداعبه ويضمه ويقبله ، كان يلقاه في بعض الطرقات مع بعض لدائه ، فيتقدم الرسول أمام القوم ويبسط للغلام يديه ، والغلام يفر هاهنا وهاهنا ، والرسول يمازحه ويضاحكه ، ثم يأخذه ، فيضع إحدى يديه تحت قفاه ، والأخرى تحت ذقنه ، ويقبله وهو يقول : حسين مني وأنا من حسين.

ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ عدنان شلاق في كتابه «فهرس الأحاديث والآثار» لكتاب الكنى والأسماء للدولابي (ص 43 ط عالم الكتب في بيروت) قال :

حسين مني وأنا من حسين - يعلى بن مرة.

ص: 77

وقال أيضا في ص 157 :

حسين مني وأنا من حسين.

ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف بن الزكي عبد الرحمن المزي في كتابه «تحفة الاشراف بمعرفة الأطراف» (ج 9 ص 119 ط بيروت) قال :

حديث «حسين مني وأنا من حسين» ... الحديث. ت في المناقب (103 : 2) عن الحسن بن عرفة ، عن اسماعيل بن عياش ، عن عبد اللّه بن عثمان بن خثيم ، عن سعيد بن راشد عنه به ، وقال : حس. ق في السنة (المقدمة 11 : 12 : 3) عن يعقوب ابن حميد بن كاسب ، عن يحيى بن سليم ، عن ابن خثيم ، عن سعيد بن أبي راشد - أتم منه ، وأوله : انهم خرجوا مع النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم الى طعام.

ومنهم العلامة الشيخ محمد بن علان الصديقي الشافعي الاشعري في «الفتوحات الربانية» (ج 3 ص 325 ط بيروت) قال :

أخرج في «أسد الغابة» عن يعلى بن مرة قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : حسين مني - فذكر مثل ما تقدم عن «الإحسان» ثم قال : أورده السيوطي في «الجامع الصغير» وقال : أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» والترمذي وابن ماجة والحاكم عن يعلى بن مرة.

ورواه علامة التاريخ والنسب البلاذري في «أنساب الاشراف» (ج 3 ص 142 ط دار التعارف في بيروت).

ورواه العلامة الشيخ عبد الحق في «أشعة اللمعات في شرح المشكاة» (ج 4 ص 705 ط نول كشور في لكهنو) ، عن يعلى بن مرة قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن «الإحسان».

ص: 78

ورواه العلامة أبو الهدى في «ضوء الشمس» (ص 98).

ورواه العلامة المولوي ولي اللّه في «مرآة المؤمنين» (ص 225).

ورواه العلامة أبو يوسف البسوي في «المعرفة والتاريخ» (ص 309 ط بغداد).

ورواه العلامة المولوي محمد مبين الهندي في «وسيلة النجاة» (ص 264 ط لكهنو).

وروى العلامة علاء الدين علي المتقي الهندي في «كنز العمال» (ج 16 ص 270 ط حيدرآباد الدكن) عن طريق الطبراني عن يعلى بن مرة قال : كنا مع رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فدعينا الى طعام ، فإذا الحسين يلعب في الطريق مع صبيان ، فأسرع النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أمام القوم ، ثم بسط يديه فجعل حسين يفر هاهنا وهاهنا ، فيضاحكه رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم حتى أخذه ، فجعل إحدى يديه في ذقنه والأخرى بين رأسه وأذنيه ، ثم اعتنقه فقبله ثم قال : حسين مني وأنا من حسين ، أحب اللّه من أحبه ، الحسن والحسين سبطان من الأسباط.

ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة 742 في «تهذيب الكمال» (ج 6 ص 401 ط مؤسسة الرسالة بيروت) قال :

وقال عبد اللّه بن عثمان بن خثيم ، عن سعيد بن أبي راشد ، عن يعلى بن مرة : أنه خرج مع رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم الى طعام دعوا له فاستنتل رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أمام القوم ، وحسين مع غلمان يلعب ، فأراد رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أن يأخذه قال : فطفق الصبي يفر هاهنا مرة وهاهنا مرة ، فجعل رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يضاحكه حتى أخذه فوضع إحدى يديه تحت قفاه والأخرى تحت ذقنه ، فوضع فاه على فيه فقبله وقال - فذكر مثل ما تقدم عن «الإحسان».

ص: 79

ومنهم العلامة أبو محمد عبد اللّه بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي المتوفى 620 في «المتحابين في اللّه» (ص 71 ط دار الطباع - دمشق عام 1411 - 1991 م) قال:

(89) - أخبرنا أبو القاسم يحيى بن ثابت بن بندار بقراءتي عليه ، قال : أخبرنا والدي أبو المعالي ثابت بن بندار ، أخبرنا أبو علي بن شاذان ، أخبرنا أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطيبي ، حدثنا الحسن بن المثنى العنبري ، حدثنا عفان بن مسلم الصفار ، حدثنا وهيب ، حدثنا عبد اللّه بن عفان بن خثيم ، عن سعيد بن أبي راشد ، عن يعلى العامري - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن «الإحسان».

ومنهم الفاضل المعاصر عبد المنعم محمد عمر في «خديجة أم المؤمنين» (ص 477 ط دار الريان) قال :

وكان يقول عنه : حسين مني - فذكر مثل ما تقدم عن «الإحسان».

ومنهم الفاضل المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد اللّه فكري الحسيني القاهري المولود بها سنة 1296 والمتوفى بها أيضا 1372 في «أحسن القصص» (ج 4 ص 217 ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال :

ان النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال : حسين مني - الحديث.

ومنهم الفاضل المعاصر عبد الغني نكه مي في «تعليقاته على كتاب البرهان المؤيد للحسيني» (ص 147 ط دار الكتاب النفيس - بيروت) قال :

وقال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : حسين مني - الحديث.

ص: 80

ومنهم الحافظ أبو العلى محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري الهندي المتوفى سنة 1353 في «تحفة الاحوذي بشرح جامع الترمذي» (ج 10 ص 279 ط دار الفكر في بيروت) قال :

قوله (عن سعيد بن راشد) وعند ابن ماجة عن سعيد بن أبي راشد ، قال الحافظ في تهذيب التهذيب : سعيد بن أبي راشد ويقال ابن راشد روى عن يعلى بن مرة الثقفي وغيره وعنه عبد اللّه بن عثمان بن خثيم ذكره ابن حبان في الثقات. قوله (حسين مني وأنا من حسين) قال القاضي : كأنه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم علم بنور الوحي ما سيحدث بينه وبين القوم فخصه بالذكر وبين أنهما كالشيء الواحد في وجوب المحبة وحرمة التعرض والمحاربة ، وأكد ذلك بقوله (أحب اللّه من أحب حسينا) فان محبته محبة الرسول ومحبة الرسول محبة اللّه (حسين سبط) بالكسر (من الأسباط) قال في النهاية : أي أمة من الأمم في الخير ، والأسباط في أولاد إسحاق بن ابراهيم الخليل بمنزلة القبائل في ولد اسماعيل ، وأحدهم سبط ، فهو واقع على الأمه والأمة واقعة عليه. انتهى.

ص: 81

دعاء النبي للحسين عليه السلام : «اللّهم سلمه وسلّم منه»

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الفاضلان المعاصران الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد المدنيان في «جامع الأحاديث» (القسم الثاني ج 9 ص 683 ط دمشق) قالا :

عن محمد بن سيرين رضي اللّه عنه قال : نظر النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم الى الحسين ابن علي رضي اللّه عنه فقال : يا بني اللّهم سلمه وسلم منه (كر).

ص: 82

بكاء الحسين يؤذي النبي صلی اللّه عليه وآله

اشارة

قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 11 ص 311 وج 19 ص 392 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما مضى :

فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر» (ج 7 ص 125 ط دار الفكر) قال :

قال يزيد بن أبي زياد :

خرج النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم من بيت عائشة فمر على بيت فاطمة ، فسمع حسينا يبكي فقال : ألم تعلمي أن بكاءه يؤذيني.

ومنهم العلامة الشيخ حسام الدين المردي الحنفي في كتابه «آل محمد» (ص 81) قال :

قال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : ألم تعلمي - الحديث.

ثم قال : رواه في كتاب «النور» يرفعه بسنده عن زيد بن أبي زياد ، قال : خرج رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم من بيت عائشة فمرّ على بيت فاطمة فسمع حسينا يبكي فقاله.

ص: 83

ومنهم الفاضل المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد اللّه فكري الحسيني القاهري المولود والمتوفى بها سنة 1296 - 1373 في «أحسن القصص» (ج 4 ص 217 ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال :

وروى عن زيد بن أبي زياد قال : خرج رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم من بيت عائشة فمرّ على بيت فاطمة ، فسمع حسينا يبكي فقال : ألم تعلمي أن بكاءه يؤذيني.

حديث آخر لأم الفضل بنت الحارث

رواه جماعة من أعلام القوم في كتبهم :

فمنهم العلامة الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد الحافي (الخوافي) الحسيني الشافعي في «التبر المذاب» (ص 69) قال :

وروى أيضا في الطبقات عن عبد اللّه بن بكر بن حبيب السهمي ، عن حاتم بن أبي صعترة ، عن سماك : ان أم الفضل امرأة العباس قالت : يا رسول اللّه رأيت في ما يرى النائم كأن عضوا من أعضائك سقط في بيتي. فقال : خيرا ، تلد فاطمة غلاما فترضعيه بلبن ابنك قثم. فولدت فاطمة الحسين فكفلته أم الفضل قالت : فأتيت رسول اللّه ، فبيناه يقبله إذ بال عليه ، فقال : خذيه. قالت : فأخذته فقرصته قرصة بكى منها ، فقال : يا أم الفضل آذيتني ، أبكيت ابني. ثم دعا بماء فحدره عليه حدرا وقال : إذا كان من بول غلام فاحدروه حدرا ، وان كانت جارية فاغسلوه غسلا. فرسول اللّه تألم من قرصة أم الفضل له وقال : آذيتني ، فكيف لا يتألم ولا يتأذى من ذبحه ذبح الشاة.

ص: 84

تقبيل النبي سرة الحسين عليه السلام

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة أبو أحمد عبد اللّه بن عدي الجرجاني الشافعي في «الكامل في الرجال» (ج 5 ص 1724 ط بيروت) قال :

ثنا الحسن بن علي بن زفر ، ثنا عروة بن سعيد الربعي ، ثنا ابن عون ، عن عمير بن إسحاق أن أبا هريرة قال للحسين بن علي : ارفع قميصك حتى أقبل حيث رأيت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقبل ، فرفع قميصه فقبل سرته.

ثنا أحمد بن علي بن المثنى ، ثنا ابراهيم بن الحجاج ، ثنا حماد بن سلمة ، عن ابن عون ، عن أبي محمد ، ان أبا هريرة قال للحسين بن علي : ارفع قميصك عن بطنك حتى أقبل حيث رأيت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقبل ، فرفع قميصة فقبل سرته.

ص: 85

قول النبي «ان الولد مبخلة مجبنة»

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الفاضلان المعاصران الشريف عباس أحمد صقر والشيخ احمد عبد الجواد المدنيان في «جامع الأحاديث» قسم المسانيد (ج 6 ص 434) قال :

عن الأسود ، عن محمد بن الأسود ، عن أبيه : أن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أخذ حسينا رضي اللّه عنه فقبله ، ثم أقبل عليهم فقال : ان الولد مبخلة مجبنة(البغوي ، وابن السكن ، قط في الأفراد كر ، ه ق).

ص: 86

قول النبي الحسين وجده وأبوه وأخوه في مكان واحد يوم القيامة

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة 742 في «تهذيب الكمال» (ج 6 ص 403 ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال :

وقال أبو داود الطيالسي : حدثنا عمرو بن ثابت ، عن أبيه ، عن أبي فاختة ، قال: قال علي : زارنا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فبات عندنا والحسن والحسين نائمان فاستسقى الحسن ، فقام رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم الى قربة لنا فجعل يعصرها في القدم ثم جاء لسقيه ، فتناول الحسين ليشرب فمنعه ، وبدأ بالحسن ، فقالت فاطمة : يا رسول اللّه كأنه أحبهما إليك؟ فقال : لا ، ولكنه استسقى أول مرة ، ثم قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : اني وإياك وهذين وأحسبه قال : وهذا الراقد - يعني عليا - يوم القيامة في مكان واحد.

أخبرنا بذلك أبو الحسين ابن البخاري ، قال : أنبأنا أبو المكارم اللبان وأبو جعفر الصيدلاني ، قالا : أخبرنا أبو علي الحداد ، قال : أخبرنا أبو نعيم ، قال : حدثنا عبد اللّه ابن جعفر ، قال : حدثنا يونس بن حبيب قال : حدثنا أبو داود ، فذكره.

ص: 87

ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في «حياة فاطمة عليها السلام» (ص 34 ط دار الجيل بيروت) قال :

عن علي قال : دخل عليّ رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وأنا نائم على المنامة ، فاستسقى - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن «تهذيب الكمال».

ومنهم العلامة السيوطي في «مسند فاطمة» (ص 70 ط حيدرآباد) قال :

عن أبي سعيد : ان النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ابنته فاطمة وابناه الى جانبها وعلي نائم - فذكر الحديث مثل ما تقدم - وفيه «ناقة» بدل «شاة» ، وليس فيه «بكيء» و «درت» - وبين الروايتين اختلاف يسير في اللفظ.

ص: 88

أحب اهل البيت الى رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله الحسن والحسين عليهما السلام

رواه جماعة من العامة في كتبهم :

فمنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في «حياة فاطمة عليها السلام» (ص 224) قال : وسئل رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : أي أهل بيتك أحب إليك؟ قال : الحسن والحسين. وكان يقول لفاطمة : ادعي ابني ، فيشمهما ويضمهما اليه. [أخرجه الترمذي]

ص: 89

قول النبي : ان الحسين عليه السلام وجده وجدته وأبوه وأمه وأخوه وعمه وخاله وخالته وعمته في الجنة

قد تقدم نقله عن كتب العامة في ج 11 ص 282 ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم العلامة أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي المعروف بابن عساكر الدمشقي في «تاريخ مدينة دمشق» (ج 3 ص 15 من مخطوطة مكتبة جستربيتي) قال :

وعن ربيعة السعدي قال : لما اختلف الناس في التفضيل رحلت راحلتي وأخذت زادي حتى دخلت المدينة ، فدخلت على حذيفة بن اليمان ، فقال لي : من الرجل؟ قلت : من أهل العراق. فقال : من أي العراق؟ قال : قلت : رجل من أهل الكوفة. قال : مرحبا بكم يا أهل الكوفة ، ما جاء بك؟ قال : قلت : اختلف الناس علينا في التفضيل فجئت لأسألك عن ذلك. فقال لي : على الخبير سقطت ، أما اني لا أحدثك الّا ما سمعته أذناي ووعاه قلبي وأبصرته عيناي ، خرج علينا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم كأني أنظر اليه كما أنظر إليك الساعة حامل الحسين بن علي على عاتقه كأني أنظر الى كفه الطيبة واضعها على قدمه يلصقها بصدره ، فقال : يا أيها الناس لأعرفنّ ما اختلفتم في الخيار بعدي ، هذا الحسين بن علي خير الناس جدا وخير الناس جدة ، جده محمد رسول اللّه سيد النبيين ، وجدته خديجة بنت خويلد سابقة نساء العالمين الى الايمان

ص: 90

باللّه ورسوله ، هذا الحسين بن علي خير الناس أبا وخير الناس أما أبوه علي بن أبي طالب أخو رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ووزيره وابن عمه سابق رجال العالمين الى الايمان باللّه ورسوله ، وأمه فاطمة بنت محمد صلی اللّه عليه [وآله] وسلم سيدة نساء العالمين ، وهذا الحسين بن علي خير الناس عما وخير الناس عمة ، عمه جعفر بن أبي طالب المزين بالجناحين يطير بهما في الجنة حيث يشاء ، وعمته أم هاني بنت أبي طالب ، هذا الحسين بن علي خير الناس خالا وخير الناس خالة ، خاله القاسم بن محمد رسول اللّه ، وخالته زينب بنت محمد رسول اللّه ، ثم وضعه عن عاتقه ، فدرج بين يديه وحبا ، ثم قال : يا أيها الناس هذا الحسين بن علي جده وجدته في الجنة ، وأبوه وأمه في الجنة ، وعمه وعمته في الجنة ، وخاله وخالته في الجنة [وهو وأخوه في الجنة] انه لم يؤت من ذرية النبيين ما أوتي الحسين بن علي ما خلا يوسف بن يعقوب.

ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور الافريقي المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر» (ج 7 ص 125 ط دار الفكر).

ذكر مثل ما تقدم عن «تاريخ دمشق» بأدنى اختلاف في اللفظ.

ص: 91

قول النبي : لحسين وأبواه وأخوه في حضيرة القدس

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة الشيخ زين الدين محمد بن عبد الرءوف بن علي بن زين العابدين الشافعي المناوي القاهري المتوفى سنة 1031 في «اتحاف السائل بما لفاطمة من المناقب والفضائل» (ص 62 ط مكتبة القرآن بالقاهرة) قال :

عن عمر بن الخطاب عنه عليه الصلاة والسلام : ان فاطمة وعليا والحسن والحسين في حضيرة القدس في قبة بيضاء سقفها عرش الرحمن.

ومنهم العلامة الشيخ جلال الدين السيوطي في «مسند فاطمة» (ص 45) قال : ان فاطمة وعليا والحسن والحسين في حضيرة القدس في قبة بيضاء سقفها عرش الرحمن (ابن عساكر عن عمر) وفيه عمرو بن زياد الثوباني قال (قط) : يضع الحديث.

ومنهم الفاضل المعاصر عبد العزيز الشناوي في كتابه «سيدة نساء اهل الجنة» (ص 155 ط مكتبة التراث الإسلامي القاهرة) قال :

ولعظم مكانة الزهراء يقول عمر بن الخطاب :

قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : ان فاطمة وعليا - الحديث.

ص: 92

قول النبي : ان الحسين وأنا وأبويه وأخيه ومن أحبنا نأكل ونشرب يوم القيامة

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد الخضري السيوطي المصري المتوفى سنة 911 في كتابه «مسند فاطمة» (ص 45 ط المطبعة العزيزية بحيدرآباد - الهند سنة 1406) قال :

أنا وعلي وفاطمة والحسن والحسين مجتمعون ، ومن أحبنا يوم القيامة يأكل ويشرب حتى يفرق بين العباد(طب وابن عساكر عن علي).

ص: 93

قول النبي : في الحسين وأبويه وأخيه : «أنا حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم»

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد الخضري السيوطي المصري المتوفى سنة 911 في كتابه «مسند فاطمة عليها السلام» (ص 44 ط المطبعة العزيزية بحيدرآباد - الهند سنة 1406) قال :

أنا حرب لمن حاربكم ، وسلم لمن سالمكم. قاله لعلي وفاطمة والحسن والحسين (حم ، طب ، ل عن أبي هريرة).

وقال أيضا في ص 70 :

عن زيد بن أرقم : أن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال لفاطمة وعلي وحسن وحسين : أنا حرب لمن حاربكم ، وسلم لمن سالمكم (ش ، ت ، ه ، طب ، حب ، ك ، ض).

ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الامام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص 23 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :

عن زيد بن أرقم : ان رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال لعلي وفاطمة والحسن

ص: 94

والحسين : أنا حرب لمن حاربهم ، وسلم لمن سالمهم.

وعن أبي بكر الصديق رضي اللّه عنه قال : رأيت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وهو متكئ على قوس عربية في خيمة ، والخيمة فيها علي وفاطمة والحسن والحسين ، فقال : يا معشر المسلمين أنا سلم لمن سالم أهل الخيمة ، وحرب لمن حاربهم ، وليّ لمن والاهم ، واللّه لا يحبهم الّا سعيد سعيد الجدّ طيب المولد ، ولا يبغضهم الّا شقيّ الجد رديء الولادة.

ص: 95

قول النبي : حسين خير الناس جدا وجدة وأبا وأما وعما وخالا وعمة وخالة

رواه جماعة من العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد الخضري السيوطي المصري المتوفى سنة 911 في كتابه «مسند فاطمة عليها السلام» (ص 56 ط المطبعة العزيزية بحيدرآباد - الهند) قال :

أيها الناس ألا أخبركم بخير الناس خالا وخالة ، ألا أخبركم بخير الناس أبا وأما ، الحسن والحسين جدهما رسول اللّه وجدتهما خديجة بنت خويلد ، وأمهما فاطمة بنت رسول اللّه وأبوهما علي بن أبي طالب ، وعمهما جعفر بن أبي طالب وعمتهما أم هانئ بنت أبي طالب ، وخالهما القاسم بن رسول اللّه وخالاتهما زينب ورقية وأم كلثوم بنات رسول اللّه ، وجدهما في الجنة ، وأبوهما في الجنة ، وأمهما في الجنة وعمهما في الجنة ، وعمتهما في الجنة ، وخالاتهما في الجنة ، وهما في الجنة ، ومن أحبهما في الجنة(طب وابن عساكر عن ابن عباس).

ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر» (ج 7 ص 126 ط دار الفكر) قال :

وعن ربيعة السعدي قال :

ص: 96

لما اختلف الناس في التفضيل ، رحلت راحلتي وأخذت زادي وخرجت حتى دخلت المدينة ، فدخلت على حذيفة بن اليمان ، فقال لي : من الرجل؟ قلت : من أهل العراق ، فقال لي : من أي العراق؟ قال : قلت : رجل من أهل الكوفة. قال : مرحبا بكم يا أهل الكوفة. قال : قلت اختلفت الناس علينا في التفضيل ، فجئت لأسألك عن ذلك.

فقال لي : على الخيبر سقطت ، أما إني لا أحدثك إلا بما سمعته أذناي ووعاه قلبي وأبصرته عيناي ، خرج علينا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم كأني أنظر إليه كما أنظر إليك الساعة حامل الحسين بن علي على عاتقه ، كأني أنظر الى كفه الطيبة واضعها على قدمه يلصقها بصدره فقال : يا أيها الناس ، لأعرفن ما اختلفتم في الخيار بعدي ، هذا الحسين بن علي خير الناس جدا ، وخير الناس جدة ، جده محمد رسول اللّه سيد النبيين ، وجدته خديجة بنت خويلد سابقة نساء العالمين الى الايمان باللّه ورسوله ، هذا الحسين بن علي خير الناس أبا وخير الناس أما ، أبوه علي بن أبي طالب أخو رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، ووزيره وابن عمه وسابق رجال العالمين الى الايمان باللّه ورسوله ، وامه فاطمة بنت محمد سيدة نساء العالمين ، هذا الحسين بن علي خير الناس عما ، وخير الناس عمة ، عمه جعفر بن أبي طالب المزين بالجناحين يطير بهما في الجنة حيث يشاء ، وعمته أم هانئ بنت أبي طالب. هذا الحسين بن علي خير الناس خالا ، وخير الناس خالة. خاله القاسم بن محمد رسول اللّه ، وخالته زينب بنت محمد رسول اللّه ، ثم وضعه.

ص: 97

ان الحسين من ذرية رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله

رواه جماعة من أعلام القوم في كتبهم :

فمنهم العلامة الشريف أبو المعالي المرتضى محمد بن علي الحسيني البغدادي في «عيون الأخبار في مناقب الأخيار» (ص 55 نسخة مكتبة الواتيكان) قال :

أخبرنا أبو علي بن شاذان ، أنبا أحمد بن ابراهيم بن جعفر القدسي ، نبا سهل بن أبي سهل الواسطي ، نبا محمد بن خالد الواسطي ، نبا شريك ، عن عبد الملك بن عمير : ان الحجاج بن يوسف قال ليحيى بن يعمر : أنت القائل : انّ الحسين بن علي من ذرية رسول اللّه صلى اللّه عليه ، واللّه ليقطن من أحدنا طابقا ضخما أو ليصدقن. فقال : واللّه لئن صدقتك لتخلينّ عني. قال : نعم. فقرأ عليه ( وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ ) حتى بلغ عيسى. فقال الحجاج : لقد قرأتها منذ ثلاثين سنة فما شعرت بها.

ص: 98

قول النبي : أنت سيد ابن سيد أخو سيد ، أنت امام ابن امام أخو امام ، أنت حجة ابن حجة أخو حجة ، وأنت أبو حجج تسعة تاسعهم قائمهم

رواه جماعة من العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة حسام الدين المردي الحنفي في «آل محمد» (ص 18) قال :

قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : أنت سيد ابن سيد أخو سيد ، أنت امام ابن امام أخو امام ، أنت حجة ابن حجة أخو حجة ، وأنت أبو حجج تسعة تاسعهم قائمهم.

في كتاب المناقب لموفق أحمد الخوارزمي أخطب خطباء خوارزم والحمويني في كتاب مودة القربى هم جميعا يرفعه بسنديهما عن سليم بن قيس الهلالي وعن سلمان قال : دخلت على رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فإذا الحسين على فخذيه وهو يقبّل عينيه ويقبّل فاه ويقول : أنت - إلخ.

وقال في الهامش : رواه الحمويني موفق بن أحمد وكتاب مودة القربى هم جميعا يرفعه بسنده عن سليم بن قيس الهلالي وعن سلمان الفارسي.

ص: 99

قول النبي : الحسن والحسين خيوط العلم

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة الشيخ زين الدين محمد عبد الرءوف بن زين العابدين الشافعي المناوي القاهري في «اتحاف السائل بما لفاطمة من المناقب والفضائل» (ص 74 ط مكتبة القرآن بالقاهرة) قال :

عن ابن عباس عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : أنا ميزان العلم ، وعلي كفتاه ، والحسن والحسين خيوطه ، والأئمة من أمتي عموده ، وفاطمة علاقته ، توزن فيه أعمال المحبين لنا والمبغضين لنا.[رواه الديلمي]

ومنهم الفاضل المعاصر عبد العزيز الشناوي في كتابه «سيدات نساء أهل الجنة» (ص 159 ط مكتبة التراث الإسلامي - القاهرة) قال :

يقول عبد اللّه بن عباس :

قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن «اتحاف السائل».

ص: 100

قول النبي : كان مكتوبا على باب الجنة «الحسين صفوة اللّه»

رواه جماعة من العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة الشيخ زين الدين محمد عبد الرءوف بن علي بن زين العابدين الشافعي المناوي القاهري المتوفى سنة 1031 في «اتحاف السائل بما لفاطمة من المناقب والفضائل» (ص 76 ط مكتبة القرآن بالقاهرة) قال :

عن ابن عباس عن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال :

ليلة عرج بي الى السماء رأيت مكتوبا على باب الجنة بالذهب «لا إله إلا اللّه ، محمد رسول اللّه ، عليّ حبيب اللّه ، الحسن والحسين صفوة اللّه ، فاطمة أمة اللّه».

[رواه الديلمي - وحكم بعضهم بوضعه]

ومنهم الفاضل المعاصر عبد العزيز الشناوي في كتابه «سيدات نساء أهل الجنة» (ص 159 ط مكتبة التراث الإسلامي - القاهرة) قال :

قال عبد اللّه بن عباس :

قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم - فذكر مثل ما تقدم عن «اتحاف السائل».

ص: 101

قول النبي : الحسين وأنا وأبواه وأخواه يوم القيامة في قبة تحت العرش

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد الخضري السيوطي القاهري المصري المتوفى سنة 911 في كتابه «مسند فاطمة عليها السلام» (ص 46 ط المطبعة العزيزية بحيدرآباد - الهند سنة 1406) قال :

أنا وعلي وفاطمة والحسن والحسين يوم القيامة في قبة تحت العرش (طب عن أبي موسى).

ص: 102

قول النبي : للحسين عليه السلام : ان اللّه اختار من صلبك تسعة أئمة تاسعهم قائمهم

رواه جماعة من العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة حسام الدين المردي الحنفي في «آل محمد» (ص 109) قال :

قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : ان اللّه اختار من صلبك يا حسين تسعة أئمة تاسعهم قائمهم ، وكلهم في الفضل والمنزلة عند اللّه سواء.

أخرجه في المناقب : حدثنا محمد بن علي ، حدثني عمي محمد بن أبي القاسم ، عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي ، عن محمد بن علي القرشي ، عن ابن سنان ، عن الفضل بن عمر ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن محمد الباقر ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين قال : دخلت على جدي رسول اللّه «صلی اللّه عليه وآله وسلم» فأجلسني على فخذه وقال لي : يا حسين ...

ص: 103

قول النبي : «لم يعط أحد من ذرية الأنبياء الماضين ما أعطي الحسين بن علي عليهما السلام»

قد تقدم منا نقله عن العامة في ج 11 ص 280 ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فما مضى :

فمنهم العلامة المحدث السيد إبراهيم الحسني السمهودي في «الإشراف على فضل الأشراف» (ص 98 ط مكتبة الظاهرية بدمشق) قال :

عن ربيعة السعدي ، عن حذيفة ، قال : سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول : يا أيها الناس انه لم يعط أحد من ذرية الأنبياء الماضين ما أعطي الحسين بن علي كرم اللّه وجهه.

ومنهم العلامة أبو شجاع شيرويه بن شهردار الديلمي الحنفي في «فردوس الاخبار» (ص 69 والنسخة مصورة من مكتبة اسلامبول) قال :

عن حذيفة : الحسين بن علي أعطي من الفضل ما لم يعط أحد من ولد آدم ما خلا يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن ابراهيم خليل الرحمن عليه السلام.

ص: 104

قول النبي : «اللّهم من أبكى حسينا فلا تغفر له»

رواه جماعة من أعلام القوم في كتبهم :

فمنهم العلامة ابن كرامة البيهقي في «الرسالة في نصيحة العامة» (ص 19 والنسخة مصورة من مكتبة امبروزيانا بايطاليا) قال :

قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : اللّهم من أبكى حسينا فلا تغفر له.

ص: 105

شدة محبة النبي صلی اللّه عليه وآله للحسين عليه السلام

قد تقدم نقل الأحاديث في ذلك عن كتب العامة في ج 11 ص 315 ، ونستدرك هاهنا عن كتب لم نرو عنها هناك :

فمنهم العلامة الأمير علاء الدين علي بن بلبان الفارسي الحنفي في «الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان» (ص 60 ج 9 ط بيروت) قال :

أخبرنا الحسن بن سفيان ، حدثنا وهب بن بقية ، أخبرنا خالد بن عبد اللّه ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال : كان النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يدلع لسانه للحسين ، فيرى الصبي حمرة لسانه فيهش اليه ، فقال له عيينة بن بدر : ألا أراه يصنع هذا بهذا ، فو اللّه انه ليكون لي الولد قد خرج وجهه وما قبلته قط ، فقال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : من لا يرحم لا يرحم.

ومنهم الحافظ المؤرخ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة 748 في «تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والاعلام» (ج 1 ص 487 ط بيروت 1407) قال :

وقال خالد بن عبد اللّه الطحان ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة - وغير خالد أسقط منه أبا هريرة - قال : كان رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يدلع

ص: 106

لسانه للحسين ، فيرى الصبي حمرة لسانه فيهش إليه ، فقال له عيينة بن بدر : ألا أراك تصنع هذا ، فواللّه اني ليكون لي الولد قد خرج وجهه ما قبلته قط ، فقال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : من لا يرحم لا يرحم.

ومنهم الحافظ الشيخ زكي الدين أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي بن عبد اللّه الشامي المصري المتوفى سنة 656 في «مختصر سنن أبي داود» (ج 8 ص 86 ط دار المعرفة بيروت) قال :

عن أبي هريرة رضي اللّه عنه : ان الأقرع بن حابس أبصر النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وهو يقبل حسينا ، فقال : ان لي عشرة من الولد ما قبّلت واحدا منهم ، فقال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : من لا يرحم لا يرحم.

وأخرجه البخاري ومسلم والترمذي.

ص: 107

قول النبي : «من أحب حسينا فقد أحبني»

قد تقدم نقله منا عن كتب العامة في ج 11 ص 302 ، ونستدرك هاهنا عمن لم نرو عنهم هناك :

فمنهم العلامتان عباس أحمد صقر وأحمد عبد الجواد في «جامع الأحاديث» (ج 9 ص 279 ط دمشق) قالا :

قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : من أحب هذا - يعني الحسين - فقد أحبني (طك عن علي رضي اللّه عنه).

ومنهم الحافظ العلامة الشيخ جلال الدين السيوطي المصري المتوفى سنة 911 في كتابه «مسند فاطمة عليها السلام» (ص 47 ط المطبعة العزيزية بحيدرآباد الهند) قال :

من أحب هؤلاء فقد أحبني ، ومن أبغضهم فقد أبغضني ، يعني الحسن والحسين وفاطمة وعليا(ابن عساكر عن زيد بن أرقم).

ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد جميل غازي في «استشهاد الحسين عليه السلام» (ص 146) قال :

وقال الامام أحمد : حدثنا أبو أحمد ، ثنا سفيان ، عن أبي الجحاف ، عن أبي

ص: 108

حازم ، عن أبي هريرة قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : من أحبهما فقد أحبني ، ومن أبغضهما فقد أبغضني ، يعني حسنا وحسينا.

ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في «حياة فاطمة عليها السلام» (ص 227 ط دار الجيل بيروت) قال :

عن أبي هريرة قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : من أحبهما فقد أحبني ، ومن أبغضهما فقد أبغضني ، يعني حسنا وحسينا.

ص: 109

دعاء النبي : لابنه الحسين في إمساك السماء عن المطر

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة أبو سعد المحسن بن كرامة البيهقي الشافعي في كتابه «الرسالة في نصيحة العامة» (ص 18 مصورة مكتبة امبروزيانا بايطاليا) قال :

وروي أن الحسين عليه السلام كان عند النبي صلی اللّه عليه وآله وسلم ، فأراد أن يخرج الى بيت أمه فاطمة عليها السلام ومطرت السماء ، ودعا النبي صلی اللّه عليه وآله فأمسكت حتى وصل الحسين عليه السلام الى عند فاطمة عليها السلام.

ص: 110

شمول آية المباهلة له عليه السلام أيضا

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي في «آل بيت الرسول صلی اللّه عليه وآله» (ص 75 ط القاهرة سنة 1399) قال :

ولما نزلت هذه الآية ( نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ ) [3 آل عمران : 61] دعا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال : اللّهم هؤلاء أهلي.

ومنهم الفاضل المعاصر الهادي حمو في «أضواء على الشيعة» (ص 118) قال :

خامس أصحاب العباء يوم المباهلة ، إذ خرج الرسول صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لمباهلة وفد نصارى نجران عملا بقوله تعالى ( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ ) .

ص: 111

ان الحسين أذهب اللّه تعالى عنه الرجس وطهره تطهيرا

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي في «آل بيت الرسول» (ص 56 ط القاهرة سنة 1399) قال :

وأخذ رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ثوبه فوضعه على علي وفاطمة وحسن وحسين فقال ( إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) .

ومنهم العلامة الشيخ تقي الدين ابن تيمية المتوفى سنة 728 في كتابه «علم الحديث» (ص 267 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :

وأدار كساءه على علي وفاطمة وحسن وحسين فقال : اللّهم هؤلاء أهل بيتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.

ولما أراد أن يباهل أهل نجران أخذ عليا وفاطمة وحسنا وحسينا وخرج ليباهل بهم.

ومنهم الفاضل المعاصر الهادي حمو في «أضواء على الشيعة» (118 ط دار التركي) قال :

خرج وعليه مرط مرجل من شعر أسود ، فجاء الحسن فأدخله فيه ، ثم جاء الحسين

ص: 112

فأدخله ، ثم فاطمة ثم علي ثم قال ( إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ) ويقول الزمخشري : وفي هذا دليل لا شيء أقوى منه على فضل أصحاب الكساء عليهم السلام ، وفيه برهان واضح على صحة نبوته ، لأنه لم يرو أحد من موافق ولا مخالف أنهم أجابوه الى ذلك ، أي الى المباهلة.

ص: 113

عبادة الحسين عليه السلام

قد تقدم نقل ما يدل عليه عن كتب أعلام العامة في ج 11 ص 418 ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم العلامة أبو البركات في «جواهر المطالب» (ص 134 المخطوط) قال :

وقيل لعلي بن الحسين : ما أقلّ ولد أبيك؟ قال : العجب كيف ولدت ، وكان رضي اللّه عنه يصلي في كل يوم وليلة ألف ركعة ، فمتى كان يتفرغ للنساء.

ومنهم الفاضل المعاصر علي بن الدكتور محمد عبد اللّه فكري الحسيني القاهري المتولد والمتوفى بها سنة 1296 - 1372 في «أحسن القصص» (ج 4 ص 232 ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال :

كان الحسين رضي اللّه عنه فاضلا كثير الصلاة والصوم والحج والصدقة وأفعال الخير جميعها كما رواه ابن الأثير.

ص: 114

حج الحسين خمسا وعشرين حجة ماشيا وتقاد نجائبه بين يديه

قد تقدم نقله منا عن كتب أعلام العامة في ج 11 ص 419 ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم ننقل عنها فيما مضى :

فمنهم العلامة عبد الغني بن اسماعيل النابلسي الشامي في «زهر الحديقة في رجال الطريقة» (ص 94 والنسخة مصورة من إحدى مكاتب ايرلندة) قال :

وقال الزبير بن بكار : حدثني مصعب قال : حج الحسين خمسا وعشرين حجة ماشيا ، وكان الحسين رضي اللّه عنه فاضلا كثير الصلاة والصوم والحج والصدقة وأفعال الخير جميعها.

ومنهم العلامة المعاصر الشيخ محمد العربي التباني الجزائري المكي في «تحذير العبقري من محاضرات الخضري» (ج 2 ص 240 ط بيروت سنة 1404) قال :

قال مصعب الزبيري : حج الحسين بن علي خمسا وعشرين حجة ماشيا.

ص: 115

ومنهم العلامة المؤرخ كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2572 ط دمشق) قال :

قال أبو عمر : قال مصعب الزبيري - فذكر مثل ما تقدم.

ومنهم العلامة اسماعيل بن علي بن محمود الشافعي في «ذيل تاريخه» (ج 1 ص 233 ط الغري) قال :

قيل : أنه حج خمسا وعشرين حجة ماشيا ، وكان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة.

ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة 742 في «تهذيب الكمال» (ج 6 ص ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال :

وقال الزبير بن بكار ، عن عمه مصعب بن عبد اللّه : حج الحسين خمسا وعشرين حجة ماشيا.

ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد جميل غازي في «استشهاد الحسين عليه السلام» (ص 143 خرجه من كتاب الحافظ ابن كثير ط مطبعة المدني - المؤسسة السعودية بمصر) قال :

وقال محمد بن سعد : أخبرني يعلى بن عبيد ، ثنا عبد اللّه بن الوليد الرصافي ، عن عبد اللّه بن عبيد اللّه بن عمير ، قال : حج الحسين بن علي خمسا وعشرين حجة ماشيا ونجائبه تقاد بين يديه.

ومنهم العلامة الشهير بابن القنفذ في «وسيلة الإسلام بالنبي» (ص 78 ط بيروت) قال : وكان رضي اللّه عنه كثير الصوم ، وحج خمسا وعشرين حجة ، وكان محسنا كريما خيرا فاضلا.

ص: 116

ومنهم العلامة زين الدين عمر بن مظفر الشهير بابن الوردي في «تتمة المختصر في أخبار البشر» (ص 65 والنسخة مصورة من إحدى مكاتب اسلامبول) قال :

قيل : انه حج خمسا وعشرين حجة ماشيا ، وكان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة.

ومنهم العلامة علي بن الحسن الشافعي الدمشقي الشهير بابن عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج 2 ص 467 من مخطوطة مكتبة جستربيتي بايرلندة) قال :

أخبرنا أبو العلى بن كادش ، أنا أبو محمد الجوهري ، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ ، أنا أبو حفص عمر بن أيوب القسطي ، نا داود بن رشيد ، نا حفص ، عن جعفر ، عن أبيه قال : حج الحسين ماشيا ونجائبه تقاد الى جنبه.

ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور الافريقي المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر» (ج 7 ص 129 ط دار الفكر) قال :

وروى ذلك عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه عليهم السلام - فذكر مثل ما تقدم عن «تاريخ دمشق».

ومنهم العلامة أبو الحسن علي بن محمد بن الطيب الخطيب الواسطي الشافعي في «المناقب» (ص 32) قال :

أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب بن طاوان ، أنا القاضي أبو الفرج أحمد بن علي بن جعفر بن محمد بن المعلى الحنوطي ، نا أبو عبد اللّه محمد بن الحسين بن سعيد الزعفراني ، نا أحمد بن أبي خثيمة ، أنا مصعب قال : حج الحسين خمسة وعشرين حجة ماشيا.

ص: 117

ومنهم العلامة السيد شهاب الدين أحمد الحسيني الشيرازي الشافعي في «توضيح الدلائل» (ص 352 المخطوط).

ذكر مثل ما تقدم عن «المناقب» للواسطي ثم قال :

خرجه أبو عمر ، وخرجه صاحب الصفوة والبغوي في معجمه عن عبيد اللّه بن عيينة ابن عمير ، وزاد : ونجائبه تقاد معه.

ص: 118

كرم الحسين (عليه السلام)

قد تقدم نقل ما يدل على جانب من كرمه عليه السلام ومكارم أخلاقه عن أعلام العامة في ج 11 ص 431 ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور الافريقي المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر» (ج 7 ص 31 ط دار الفكر) قال :

لم يخب اليوم من رجاك ومن *** حرك من خلف بابك الحلقة

فأنت ذو الجود وأنت معدنه *** أبوك قد كان قاتل الفسقة

قال : وكان الحسين بن علي واقفا يصلي ، فخفف من صلاته وخرج الى الأعرابي ، فرأى عليه أثر ضرّ وفاقة ، فرجع فنادى بقنبر ، فأجابه : لبيك يا بن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم. قال : ما تبقى معك من نفقتنا؟ قال : مائتا درهم أمرتني بتفريقها في أهل بيتك. قال : فهاتها فقد أتى من هو أحق بها منهم ، فأخذها من قنبر وخرج فرفعها الى الأعرابي وأنشأ يقول :

خذها فاني إليك معتذر *** واعلم بأني عليك ذو شفقة

لو كان في سيرنا عصا تمد إذا *** كانت سمانا عليك مندفقة

لكنّ ريب المنون ذو نكد *** والكف منا قليلة النفقة

فأخذها الأعرابي وولّى وهو يقول :

مطهرون نقيات جيوبهم *** تجري الصلاة عليهم أينما ذكروا

ص: 119

فأنتم أنتم الأعلون عندكم *** علم الكتاب وما جاءت به السور

من لم يكن علويا حين تنسبه *** فما له في جميع الناس مفتخر

ورواه أيضا الفاضل المعاصر الشريف علي فكري القاهري في «أحسن القصص» ص 226.

ورواه العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة المولود 588 والمتوفى 660 في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2593 ط دمشق) قال :

أنبأنا أبو نصر ، قال : أخبرنا الحافظ أبو القاسم ، قال : أخبرنا أبو البركات محفوظ بن الحسن بن محمد بن صصري ، قال : أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد الهمذاني ، قال : أخبرنا رشاء بن نظيف المقرئ إجازة ، قال : حدثني القاضي أبو الحسن علي بن محمد بن اسحق بن يزيد الحلبي ، قال : حدثنا أبو الحسن أحمد بن عبد اللّه الناقد ، قال : حدثني أبو القاسم مسعود - يعني ابن عبد اللّه - قال : حدثني حميد بن ابراهيم المعافري ، قال : سمعت عبد اللّه بن عبد اللّه المديني ، يذكر عن أبيه عن جده ، وكان مولى للحسين بن علي بن أبي طالب : أن سائلا خرج ذات ليلة يتخطى ، ح.

قال الحافظ أبو القاسم : وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي ، قال : أخبرنا أبو أحمد بن علي بن الفرات قراءة عليه قال : أخبرنا أبي إجازة قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الجبار بن أحمد بن عمر بن الحسن الطرسوسي بمصر قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن ابراهيم الليثي الشافعي ، قال : حدثنا محمد بن أحمد ، قال : حدثنا هرون بن محمد ، قال : حدثنا قعنب بن المحرز ، قال : حدثنا الأصمعي ، عن أبي عمرو بن العلاء ، عن الذيال ابن حرملة قال : خرج سائل يتخطى أزقة المدينة - فذكر مثل ما تقدم عن ابن منظور.

ص: 120

ومنهم العلامة الشريف أحمد بن محمد بن أحمد الحسيني الخوافي [الحافي] الشافعي في «التبر المذاب» (ص 84 المخطوط) قال :

قال الواقدي : ووجد في ظهره الشريف آثارا سودا ، فسألوا عنها فقيل : كان ينقل الطعام على ظهره في الليل الى مساكين أهل المدينة.

ومنهم العلامة أبو الفرج عبد الرحمن محمد بن علي بن محمد البكري الحنبلي في «التذكرة» (ص 263 ط النجف) قال :

ووجدوا في ظهره آثارا سودا ، فسألوا عنها ، فقيل : كان ينقل الطعام على ظهره في الليل الى مساكين أهل المدينة.

ومنهم العلامة الشيخ أحمد التابعي المصري في «الاعتصام بحبل الإسلام» (ص 216 ط السعادة بالقاهرة) قال :

يحكى أن أعرابيا قصد الحسين بن علي رضي اللّه عنهما ، فسلم عليه وسأله حاجة وقال : سمعت جدك يقول : إذا سألتم حاجة فاسألوها من أحد أربعة : إما عربي شريف ، أو مولى كريم ، أو حامل القرآن ، أو صاحب وجه صبيح. فأما العرب فشرفت بجدك ، وأما الكرم فدأبكم وسيرتكم ، وأما القرآن ففي بيوتكم نزل ، وأما الوجه الصبيح فاني سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول : إذا أردتم أن تنظروا اليّ فانظروا الى الحسن والحسين. فقال الحسين : ما حاجتك؟ فكتبها على الأرض ، فقال : سمعت أبي عليا يقول : قيمة كل امرئ ما يحسنه ، وسمعت جدي يقول : المعروف بقدر المعرفة ، فأسألك عن ثلاثة مسائل ان أحسنت في جواب واحدة فلك ثلث ما عندي ، وان أجبت عن إثنين فلك ثلثا ما عندي ، وان أجبت عن الثلاث فلك كل ما عندي وقد حمل الي صرّة مختومة من العراق. فقال : سل ولا حول ولا قوة الا باللّه. فقال : أيّ الاعمال أفضل؟ قال الاعرابي : الايمان باللّه. قال : فما نجاة العبد من

ص: 121

الهلكة؟ قال : الثقة باللّه. قال : فما يزين المرء؟ قال : علم معه حلم. قال : فإن أخطأه ذلك؟ قال : فمال معه كرم. قال : فإن أخطأه ذلك؟ قال : ففقر معه صبر. قال : فإن أخطأه ذلك؟ قال : فصاعقة تنزل من السماء فتحرقه ، فضحك الحسين رضي اللّه عنه ورمى بالصرة عليه.

ومنهم الفاضل المعاصر محمد خير المقداد في «مختصر المحاسن المجتمعة في فضائل الخلفاء الأربعة - للعلامة الصفوري» (ص 196 ط دار ابن كثير - دمشق بيروت) قال :

قال الرازي في أول سورة البقرة : قال أعرابي للحسين رضي اللّه عنه - فذكر مثل ما تقدم عن «الاعتصام».

ومنهم العلامة المولوي محمد مبين بن محب الدين الحنفي الهندي في «وسيلة النجاة» (ص 271 ط گلشن فيض في لكهنو) قال :

روى عن أنس قال : كنت عند الحسين فدخلت عليه جاريته فجاءته بطاقة ريحان ، فقال لها : أنت حرة لوجه اللّه. فقلت : جاءتك بطاقة ريحان لا خطر لها فأعتقتها. قال : كذا أدبنا اللّه تعالى إذ قال ( إِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها ) فكان أحسن منها عتقها.

ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الامام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص 145 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :

وقال أنس : كنت عند الحسين بن علي رضي اللّه عنهما - فذكر مثل ما تقدم عن «وسيلة النجاة» باختلاف قليل في اللفظ.

ص: 122

ومنهم الفاضل المعاصر الشريف علي الحسيني القاهري في «أحسن القصص» (ج 4 ص 227 ط بيروت) قال :

روى ياقوت المستعصمي في رسالته ونور الدين علي بن محمد بن الصباغ عن أنس قال : كنت عند الحسين رضي اللّه عنه - فذكر مثل ما تقدم عن «وسيلة النجاة».

ومنهم العلامة علي بن الحسن الشافعي الدمشقي الشهير بابن عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج 2 ص 467 من مخطوطة مكتبة جستربيتي في ايرلندة) قال :

أخبرنا أبو بكر الأنصاري ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيويه ، أنا أحمد بن معروف ، أنا الحسين بن الفهم ، نا محمد بن سعد ، أنا عبيد اللّه بن موسى ، نا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن حارثة ، عن علي : أنه خطب الناس ثم قال : انّ ابن أخيكم الحسين قد جمع مالا وهو يريد أن يقسمه بينكم ، فحفه الناس ، فقام الحسين فقال : انما جمعته للفقراء ، فقام نصف الناس ، ثم كان أول من أخذ منه الأشعث بن قيس.

ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة 742 في «تهذيب الكمال» (ج 6 ص 407 ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال :

وقال محمد بن يونس الكديمي ، عن الأصمعي ، عن ابن عون : كتب الحسن الى الحسين يعتب عليه إعطاء الشعراء ، فكتب اليه : ان خير المال ما وقى العرض. رواها يحيى بن معين ، عن الأصمعي ، قال : بلغنا عن ابن عون.

ومنهم الفاضل المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد اللّه فكري الحسيني القاهري المولود بها سنة 1296 والمتوفى بها ايضا 1372 في «أحسن القصص» (ج 4 ص 262 ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال :

وقال نور الدين علي بن محمد بن الصباغ في الفصول المهمة : كتب أخوه الحسن

ص: 123

يلوم على إعطائه الشعراء. فكتب اليه : أنت أعلم مني أن خير المال ما وقى العرض.

ورواه العلامة أبو حامد الغزالي في كتاب «ذم البخل وفضل السخاء» ص 108 ط دار الاعتصام - عن الأصمعي بعينه.

ومنهم العلامة ابن منظور الافريقي في «مختصر تاريخ دمشق» (ج 7 ص 129 ط دمشق) قال :

قال ابن عون :

كتب الحسن الى الحسين يعيب عليه إعطاء الشعراء ، قال : فكتب إليه - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن «أحسن القصص».

ومنهم العلامة أبو علي الحسن بن رشيق القيرواني المولود 390 والمتوفى 456 في العمدة في محاسن الشعر وآدابه» (ج 2 ص 848 ط دار المعرفة - بيروت) قال :

وروي أن شاعرا مدح الحسين بن علي رضي اللّه عنهما ، فأجزل عطيته ، فعوتب على ذلك ، فقال : أتروني خفت أن يقول : لست ابن فاطمة (بنت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم) ، ولا ابن علي بن أبي طالب؟ ولكن خفت أن يقول : لست كرسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، ولست كعلي ؛ فيصدق ويحمل عنه ، ويبقى مخلدا في الكتب ، ومحفوظا على ألسنة الرواة. فقال الشاعر : أنت واللّه يا ابن رسول اللّه أعلم بالمدح والذم مني.

ومنهم الفاضل المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد اللّه فكري الحسيني القاهري المولود بها سنة 1296 والمتوفى بها ايضا 1372 في «أحسن القصص» (ج 4 ص 226 ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال :

وروى السيد محسن بن عبد الكريم الحسيني : أن الحسين رضي اللّه عنه دخل على

ص: 124

أسامة بن زيد وهو مريض وهو يقول : وا غماه. فقال الحسين رضي اللّه عنه : وما غمك يا أخي؟ قال : ديني ، وهو ستون ألف درهم. فقال الحسين رضي اللّه عنه : هو عليّ. قال : إني أخشى أن أموت. فقال : لن تموت حتى أقضيها عنك ، فقضاها قبل موته.

ومنهم العلامة أبو القاسم علي بن الحسن الشهير بابن عساكر الدمشقي الشافعي في «ترجمة الامام الحسين عليه السلام من تاريخ مدينة دمشق» (ص 154 ط بيروت) قال :

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي ، أنبأنا أبو محمد الشيرازي ، أنبأنا أبو عمر الخراز ، أنبأنا أبو الحسن الخشاب ، أنبأنا الحسين بن محمد ، أنبأنا محمد بن سعد ، أنبأنا علي بن محمد ، عن أبي الأسود العبدي ، عن الأسود بن قيس العبدي قال : قيل لمحمد بن بشر الحضرمي [وهو مع الحسين في كربلاء] : قد أسر ابنك بثغر الري. قال : عند اللّه أحتسبه ونفسي ، ما كنت أحبّ أن يؤسر ولا أن أبقى بعده. فسمع قوله الحسين عليه السلام فقال له : رحمك اللّه أنت في حلّ من بيعتي ، فاعمل في فكاك ابنك ، قال : أكلتني السباع حيا ان فارقتك. قال : فأعط ابنك هذه الأثواب البرود ، يستعين بها في فداء أخيه ، فأعطاه خمسة أثواب قيمتها ألف دينار.

ومنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد ابن أبي جرادة الحلبي في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2592) قال :

أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة اللّه بن الشيرازي ، قال : أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي ، قال : أخبرنا أبو محمد الشيرازي ، قال : أخبرنا أبو عمر الخزاز ، قال ، أخبرنا أبو الحسن الخشاب ، قال : أخبرنا الحسين بن محمد ، قال : حدثنا محمد بن سعد ، قال : أخبرنا علي بن محمد ، عن أبي الأسود العبدي ، عن الأسود بن قيس العبدي ، قال : قيل لمحمد بن بشير؟؟؟ قد أسر ابنك بثغر الري - فذكر مثل ما تقدم عن «تاريخ دمشق».

ص: 125

ورواه أيضا العلامة ابن مكرم في «مختصر تاريخ دمشق» ج 7 ص 129.

ورواه الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة 742 في «تهذيب الكمال» (ج 6 ص 407 ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال :

وقال المدائني ، عن أبي الأسود العبدي ، عن الأسود بن قيس : قيل لمحمد بن بشير الحضرمي : قد أسر ابنك بثغر الري - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن «ابن عساكر».

ص: 126

شجاعته عليه السلام

قد تقدم نقل ما يدل عليها في ج 11 ص 427 عن كتب أعلام العامة ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم الفاضل المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد بن عبد اللّه فكري الحسيني القاهري المولود بها سنة 1296 والمتوفى بها أيضا 1372 في «أحسن القصص» (ج 4 ص 230 ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال :

كان الحسين رضي اللّه عنه شجاعا مقداما منذ كان طفلا.

قال محمد بن أبي طلحة(بعد ذكر الجيش الذي أرسله ابن زياد لقتاله) ما نصه : فنصب عليه السلام نفسه واخوته وأهله لمحاربتهم ، واختاروا بأجمعهم القتل على متابعتهم ليزيد ومبايعتهم ، فأعلقتهم الفجرة الطغام ، وأرهقتهم المردة اللئام ، ورشقتهم النبال والسهام. هذا والحسين عليه السلام ثابت لا تخف حصاة شجاعته ، ولا تجف عزيمة شهامته ، وقدمه في المعترك أرسى من الجبال ، وقلبه لا يضطرب لهول القتال ولا لقتل الرجال.

وروى ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة فقال : من مثل الحسين بن علي عليهما السلام يوم الطف ، ما رأينا مكثورا قد أفرق من إخوته وأهله وأنصاره أشجع منه ، كان كالليث المحرب يحطم الفرسان حطما ، وما ظنك برجل أبت نفسه الدنية وأن يعطي بيده فقاتل حتى قتل هو وبنوه واخوته وبنو عمه بعد بذل الأمان لهم ، والتوثقة بالأيمان المغلظة ، وهو الذي سن للعرب الإباء واقتدى به أبناء الزبير وبنو المهلب وغيرهم.

ص: 127

وقال أيضا : سيد أهل الإباء الذي علم الناس الحمية والموت تحت ظلال السيوف اختيارا له على الدنية ، أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام ، عرض عليه الأمان وأصحابه فأنف من الذل ، وخاف من ابن زياد أن يناله بنوع من الهوان مع أنه لا يقتله ، فاختار الموت على ذلك.

وجاء في لسان العرب في حديث مقتل الحسين رضي اللّه عنه ما يأتي :

ما رأينا مكثورا أجرأ مقدما منه (المكثور المقلوب ، وهو الذي تكاثر عليه الناس فقهروه) أي ما رأينا مقهورا أجرأ إقداما منه.

وقال علي بن عيسى في كشف الغمة : شجاعة الحسين رضي اللّه عنه يضرب بها المثل ، وصبره في الحرب أعجز الأواخر والأوائل.

ص: 128

عفو الحسين وكرمه عليه السلام

قد تقدم نقل الأخبار في ذلك عن كتب أعلام العامة في ج 11 ص 448 ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها هناك :

فمنهم العلامة المولوي محمد مبين بن محب الدين الحنفي الهندي في «وسيلة النجاة» (ص 272 ط گلشن فيض لكنهو) قال :

واز آن جمله آنست كه روزى طعام تناول ميفرمود وكنيزك وى بر سرش ايستاده بود كاسه طعامى از دست وى بيفتاد حضرت امام به چشم خشم در وى ديد كنيزك گفت : الكاظمين الغيظ ، حضرت امام حسين صلوات اللّه على نبينا وعليه فرمود : كظمت غيظي ، كنيزك گفت : والعافين عن الناس ، فرمود : عفوت عنك ، كنيزك گفت : واللّه يحب المحسنين ، فرمود : أنت حرة بوجه اللّه.

ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الامام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص 145 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :

جنى غلام جناية توجب العقوبة فأمر بضربه ، فقال : يا مولاي ( وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) قال : قد عفوت عنك وأنت حرّ.

ص: 129

ومنهم العلامة الشيخ أبو عبد اللّه محمد بن المدني جنون المغربي الفاسي المالكي المتوفى بعد سنة 1278 في كتابه «الدرر المكنونة في النسبة الشريفة المصونة» (ص 122 ط المطبعة الفاسية) قال :

كان لسيدنا الحسين رضي اللّه عنه غلام جنى جناية أو جبت عليه عذابا شديدا ، فلما اتعد للضرب قال : يا مولاي ( وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ ) - الحديث مثل ما مر بأدنى تفاوت.

ومنهم الفاضل المعاصر الشريف علي فكري القاهري الحسيني في «أحسن القصص» (ج 4 ص 228 ط بيروت) قال :

جنى بعض مواليه - الخبر كما مر بتفاوت يسير.

ص: 130

تواضع الحسين عليه السلام

قد تقدم نقل الأحاديث في ذلك عن كتب العامة في ج 11 ص 430 ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها هناك :

فمنهم العلامة أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي الدمشقي الشهير بابن عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج 3 ص 17 من مخطوط مكتبة جستربيتي) قال :

وعن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، قال : مرّ الحسين بمساكين يأكلون الصفة فقالوا : الغداء ، فنزل وقال : ان اللّه لا يحب المتكبرين ، فتغدّا ثم قال لهم : اني قد أجبتكم فأجيبوني. قالوا : نعم ، فمضى بهم الى منزله فقال للرباب : أخرجي ما كنت تدّخرين.

ومنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد ابن أبي جرادة الحلبي في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2590) قال :

أخبرنا أبو جعفر يحيى بن جعفر بن عبد اللّه الصوفي ، قال : أخبرنا أبو العز محمد بن المختار ، قال : أخبرنا أبو علي بن المذهب ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر القطيعي ، قال : حدثنا أبو عبد الرحمن بن أحمد ، قال : حدثني أبو جعفر محمد بن الحسين بن ابراهيم بن إشكاب ، قال : حدثنا جعفر بن عون ، قال مسعر : أخبرناه ،

ص: 131

قال : مر حسين بن علي عليه السلام على مساكين ، فجلس إليهم ثم قال : ( إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ ) .

ومنهم قائد الحنابلة أبو عبد اللّه أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني المتولد سنة 164 والمتوفى سنة 241 في «الزهد» (ص 213 ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال :

حدثنا عبد اللّه ، حدثنا أبو جعفر محمد بن الحسين بن ابراهيم بن إشكاب ، قال مسعر أنبأناه قال : مر الحسين بن علي عليهما السلام على مساكين - الحديث.

ومنهم الفاضل المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد بن عبد اللّه فكري الحسيني القاهري المولود بها سنة 1296 والمتوفى بها أيضا 1372 في «أحسن القصص» (ج 4 ص 233 ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال :

روى ابن عساكر في تاريخه : أن الحسين مرّ بمساكين يأكلون في الصّفة ، فقالوا : الغداء ، فنزل وقال : إن اللّه لا يحب المتكبرين ، فتغدى معهم ثم قال لهم : قد أجبتكم فأجيبوني. قالوا : نعم. فمضى بهم الى منزله وقال لخادمته الرباب : أخرجي ما كنت تدخرين.

وروى ابن قتيبة في عيون الأخبار : أن عبد اللّه بن الزبير دعا الحسين رضي اللّه عنه ، فحضر وأصحابه فأكلوا ولم يأكل ، فقيل له : ألا تأكل؟ فقال : إني صائم ، ولكن تحفة الصائم. قيل : وما هي؟ قال : الدّهن والمجمر (العود يوضع في الجمر يتبخر به) فهو وإن كان امتنع عن الأكل ؛ ولكنه أجاب الداعي وطلب شيئا من الطيب تطيبا لخاطره وإكراما للداعي والحاضرين.

ص: 132

حلمه وفضله (عليه السلام)

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الفاضل المعاصر السيد علي فكري ابن الدكتور محمد عبد اللّه يتصل نسبه بالحسين عليه السلام القاهري المصري المولود سنة 1296 والمتوفى سنة 1372 بالقاهرة في كتابه «السمير المهذب» (ج 2 ص 87 ط دار الكتب العلمية في بيروت سنة 1399) قال :

وقع مرة بين الحسين بن علي بن أبي طالب وأخيه محمد بن الحنفية جدال وافترقا متغاضبين ؛ فلما وصل محمد بن الحنفية الى منزله كتب الى الحسين ما يأتي :

«أما بعد ، فإن لك شرفا لا أبلغه ، وفضلا لا أدركه ، أبونا عليّ ، لا أفضلك فيه ولا تفضلني ، وأمك فاطمة بنت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، ولو كان ملء الأرض نساء ما وفين بأمك ، فإذا قرأت رقعتي هذه فالبس رداءك ونعليك وتعال فترضني ، وإياك أن أكون أسبق منك الى الفضل الذي أنت أولى به مني ، والسلام».

فلما قرأها الحسين ، لبس رداءه ونعليه ، وجاء اليه وتراضيا.

ص: 133

خطب الحسين (عليه السلام) خطبة له عليه السلام بذي حسم

قد تقدم نقله منا عن بعض كتب العامة في ج 11 ص 596 وص 605 ، ونستدرك منهم من لم نرو عنهم هناك :

فمنهم العلامة أبو القاسم ابن عساكر الشافعي الدمشقي في «تاريخ دمشق - ترجمة الامام الحسين عليه السلام» (ص 214 ط بيروت) قال :

أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد اللّه ، أنبأنا البناء ، قالوا : أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنبأنا طاهر المخلص ، أنبأنا أحمد بن سليمان ، أنبأنا الزبير بن بكار ، قال : وحدثني محمد بن حسن قال : لما نزل عمر بن سعد بالحسين ، وأيقن أنهم قاتلوه ، قام في أصحابه خطيبا ، فحمد اللّه وأثنى عليه ، ثم قال : قد نزل بنا ما ترون من الأمر ، وان الدنيا قد تغيرت وتنكرت ، وأدبر معروفها ، واستمرت حتى لم يبق منها الا صبابة كصبابة الإناء ، والا خسيس عيش كالمرعى الوبيل ، ألا ترون أن الحق لا يعمل به ، وأن الباطل لا يتناهى عنه ، ليرغب المؤمن في لقاء اللّه ، واني لا أرى الموت الا سعادة ، والحياة مع الظالمين الا برما.

وروى مثله علامة التاريخ واللغة ابن منظور الافريقي في «مختصر تاريخ دمشق»

ص: 134

ج 7 ص 147 ط دمشق. وبينهما اختلاف يسير ، وفيه «والا حشيش علس» مكان «خسيس عيش».

ورواه العلامة الشيخ جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي القرشي البغدادي في كتابه «الثبات عند الملمات» ص 87 ط دار الكتب العلمية - بيروت سنة 1406 مثل ما تقدم عن ابن عساكر - وفيه «وانشمرت» مكان «واستمرت» وفيه أيضا : «ألا حسبي من عيش» والظاهر أنه خطأ منه فاحش.

ورواه الفاضل المعاصر الدكتور محمد ماهر حمادة في «الوثائق السياسية والادارية العائدة للعصر الاموي» ص 184 ط مؤسسة الرسالة - بيروت ، فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر ، الا أن فيه «واشمعلت» مكان : واستمرت ، و «الإناء الأخنس» مكان : والا خسيس ، و «الا ذلا وندما» مكان : الا برما. نقله عن ابن عبد ربه في العقد الفريد ج 4 ص 380.

ومنهم الفاضل المعاصر ابراهيم محمد جميل في «مواعظ الصحابة في الدين والحياة» (ص 86 ط الدار المصرية اللبنانية) قال :

عن محمد بن الحسن قال : لما نزل عمر بن سعد بالحسين ، وأيقن أنهم قاتلوه ، قام في أصحابه خطيبا ، فحمد اللّه عزوجل وأثنى عليه ثم قال - فذكر مثل ما تقدم - وفيه «حشيش عيس».

ومنهم الفاضل المعاصر محمد عثمان الخشت في «خطب الصحابة ومواعظهم» (ص 148 ط المختار الإسلامي - القاهرة) قال :

أخرج الطبراني عن محمد بن الحسن قال : لما نزل عمر بن سعد بالحسين - فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر.

ص: 135

خطبة له عليه السلام في يوم عاشوراء

قد تقدم نقلها عن أعلام العامة في ج 11 ص 624 ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما مضى :

فمنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد ابن أبي جرادة في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2588 ط دمشق) قال :

أخبرنا عمر بن محمد المكتب - فيما أذن لنا في روايته عنه - قال : أخبرنا أبو السعود أحمد بن محمد بن المجلي إجازة إن لم أكن سمعته منه ، قال : أخبرنا محمد بن محمد ابن أحمد ، قال : حدثنا عبد اللّه بن علي بن أيوب ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد ابن الجراح ، قال : أخبرنا أبو بكر بن دريد ، قال : لما استكف الناس الحسين ركب فرسه ، ثم استنصت الناس فأنصتوا له ، فحمد اللّه وأثنى وصلى على النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ثم قال : تبا لكم أيتها الجماعة وبرحا ، أحين استصرختمونا ولهين فأصرخناكم موجعين ، شحذتم علينا سيفا كان في أيماننا ، وحششتم علينا نارا اقتدحناها على عدوكم وعدونا ، فأصبحتم إلبا على أوليائكم ، ويدا عليهم لأعدائكم ، بغير عدل رأيتموه وترة فيكم ، ولا أصل أصبح لكم فيهم ، ومن غير حدث كان منا ، ولا رأي يقبل فينا ، فهلا لكم الويلات إذ كرهتموها تركتمونا والسيف مشيم ، والجأش ضامن والرأي لم يستخف ، ولكن استضرعتم إلينا نظيرة الدبا ، وتداعيتم إلينا كتداعي الفراش قيحا وحكة وهلوعا وذلة لطواغيت الأمة ، وشذاذ الأحزاب ، ونبذة الكتاب ، وعصبة الآثام ، وبقية الشيطان ، ومحرفي الكلام ، ومطفئ السنن ، وملحقي العهرة بالنسب ، وأسف المؤمنين ، ومزاح المستهزئين ( الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ ) ، ( لَبِئْسَ ما قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذابِ هُمْ خالِدُونَ ) ، فهؤلاء يعضدون وعما يتخاذلون ، أجل واللّه الخذل فيكم معروف ، وشجت عليه

ص: 136

عروقكم ، واستأزرت عليه أصولكم بأفرعكم ، فكنتم أخبث ثمرة شجرة للناس ، وأكلة الغاصب ، ألا فلعنة اللّه على الناكثين الذين ينقضون الأيمان بعد توكيدها ، وقد جعلوا اللّه عليهم كفيلا ، ألا وإن البغي قد ركن بين اثنين ، بين المسألة والذلة ، وهيهات منا الدنية ، أبى اللّه ذلك ورسوله والمؤمنون ، وحجور طابت ، وظهور طهرت ، وأنوف حمية ونفوس أبية ، تؤثر مصارع الكرام على ظئار اللئام ، ألا وإني زاحف بهذه الأسرة على قلة العدد ، وكثرة العدو وخذلة الناصر.

فان نهزم فهزامون قدما *** وإن نهزم فغير مهزمينا

وما إن طبنا جبن ولكن *** منايانا وطعمة آخرينا

ألا ثم لا تلبثوا إلّا ريث ما يركب فرس تدار بكم دور الرحا ، ويغلق بكم فلق المحور ، عهدا عهده إليّ أبي عن جدي ، ( فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكاءَكُمْ ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلا تُنْظِرُونِ ) الآية والآية الأخرى.

ورواه ابن عساكر في «تاريخ مدينة دمشق - ترجمة سيدنا الحسين بن علي عليهما السلام» ص 216 ط بيروت قال :

أخبرنا أبو السعود أحمد بن محمد المحلي ، أنبأنا محمد بن محمد بن أحمد - فساق الاسناد والحديث الى آخره باختلاف يسير - وفيه «وترحا» و «قدحناها على عدوكم». و «رأيتموه بثوه فيكم» و «ولا أمل أصبح» و «ومن غير حدث» و «يفيّل فينا» و «الجأش طامن» و «استصرعتم إلينا طيرة الدبا» و «.. بأفرعكم» و «شجرة للناظر وأكلة للغاصب» و «وان البغي [بن البغي]» و «بين السلة والذلة» ، وليس لفظة «ان» قبل تؤثر ، وقوله «والآية الأخرى» ذكرها ابن عساكر وهي :

( إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ ما مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ) [هود / 11].

ص: 137

من خطبة له عليه السلام بالبيضة

قد تقدم ما يدل عليها عن أعلام العامة في ج 11 ص 603 وص 609 ، ونستدرك هاهنا عمن لم نرو عنه فيما سبق :

فمنهم الفاضل المعاصر محمد رضا أمين مكتبة جامعة فؤاد الاول سابقا في كتابه «الحسن والحسين سبطا رسول اللّه» (ص 102 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :

قال رضي اللّه عنه بعد أن حمد اللّه وأثنى عليه :

أيها الناس ، ان رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال : من رأى سلطانا جائرا مستحلا لحرم اللّه ناكثا لعهد اللّه مخالفا لسنة رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، يعمل في عباد اللّه بالإثم والعدوان فلم يغير عليه بفعل ولا قول ، كان حقا على اللّه أن يدخله مدخله. ألا وإن هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان ، وتركوا طاعة الرحمن ، وأظهروا الفساد ، وعطلوا الحدود ، واستأثروا بالفيء ، وأحلوا حرام اللّه ، وحرموا حلاله ، وأنا أحق من غيري ، وقد أتتني كتبكم وقدمت عليّ رسلكم ببيعتكم ، أنكم لا تسلموني ولا تخذلوني ، فإن تممتم علىّ بيعتكم تصيبوا رشدكم ، فأنا الحسين بن علي وابن فاطمة بنت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، نفسي مع أنفسكم وأهلي مع أهليكم ، فلكم فيّ أسوة ، فإن لم تفعلوا ونقضتم عهدكم وخلعتم بيعتي من أعناقكم فلعمري ما هي لكم بنكر ، لقد فعلتموها بأبي وأخي وابن عمي مسلم ، والمغرور من أغتر بكم ، فحظكم أخطأتم ونصيبكم ضيعتم ، ومن نكث فإنما نكث على نفسه ، وسيغني اللّه عنكم ، والسلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته.

ص: 138

ومنهم الفاضل المعاصر ابراهيم محمد الجمل في «مواعظ الصحابة في الدين والحياة» (ص 86 ط الدار المصرية اللبنانية) قال :

عن عقبة بن أبي العيزار : ان الحسين خطب أصحابه وأصحاب الحر بالبيضة ، فحمد اللّه وأثنى عليه ثم قال - فذكر مثل ما تقدم عن كتاب «الحسن والحسين سبطا رسول اللّه».

ومنهم الفاضل المعاصر محمد عثمان الخشت في «خطب الصحابة ومواعظهم» (ص 148 ط المختار الإسلامي - القاهرة) قال :

وذكر [الطبراني] أيضا عن عقبة بن أبي العيزار : أن الحسين خطب أصحابه وأصحاب الحر بالبيضة ، فحمد اللّه وأثنى عليه ثم قال - فذكر مثل ما تقدم.

ومن خطبة له عليه السلام خطبها لأهل الكوفة يدعوهم الى الجهاد مع أبيه عليه السلام

قد ذكرها جماعة من الأعلام في كتبهم :

فمنهم الفاضل المعاصر محمد رضا أمين مكتبة جامعة فؤاد الاول سابقا في كتابه «الحسن والحسين سبطا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم» (ص 152 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :

«يا أهل الكوفة ، أنتم الأحبة الكرماء والشعار دون الدار ، جدوا في إصفاء ما وتر بينكم وتسهيل ما توعر عليكم ، ألا إن الحرب شرها مريع وطعمها فظيع ، فمن أخذ لها أهبتها وأعد لها عدتها ولم يألم كلومها قبل حلولها ، فذاك صاحبها ، ومن عاجلها قبل أوان فرصتها واستبصار سعيه فيها فذاك قمن أن لا ينفع قومه وأن يهلك نفسه ، نسأل اللّه

ص: 139

بقوته أن يدعمكم بالفيئة».

ومن خطبة له عليه السلام يوم عاشوراء

قد تقدم نقلها منا عن بعض أعلام العامة في ج 11 ص 631 ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما مضى :

فمنهم الفاضل المعاصر محمد رضا أمين مكتبة جامعة فؤاد الأول سابقا في كتابه «الحسن والحسين سبطا رسول اللّه» (ص 106 ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :

ركب الحسين رضي اللّه عنه راحلته قبل الحرب ، فحمد اللّه وأثنى عليه بما هو أهله ، وصلى على محمد صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وعلى ملائكته وأنبيائه ، فذكر من ذلك ما اللّه أعلم ثم قال :

«أما بعد فانسبوني ، فانظروا من أنا ثم ارجعوا إلى أنفسكم وعاتبوها ، فانظروا هل يحل لكم قتلي وانتهاك حرمتي؟ ألست ابن بنت نبيكم وابن وصيه وابن عمه وأول المؤمنين باللّه والمصدق لرسوله بما جاء به من عند ربه؟ أوليس حمزة سيد الشهداء عم أبي؟ أوليس جعفر الشهيد الطيار ذو الجناحين عمي؟ أولم يبلغكم قول مستفيض فيكم أن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال لي ولأخي : «هذان سيدا شباب أهل الجنة؟» ، فإن صدقتموني بما أقول - وهو الحق - واللّه ما تعمدت كذبا منذ علمت أن اللّه يمقت عليه أهليه ويضرّ به من اختلقه. وإن كذبتموني فإن فيكم من إن سألتموه عن ذلك أخبركم. سلوا جابر بن عبد اللّه الأنصاري ، أو أبا سعيد الخدري ، أو سهل بن سعد الساعدي ، أو زيد بن أرقم ، أو أنس بن مالك يخبروكم أنهم سمعوا هذه المقالة من رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لي ولأخي ، أفما في هذه حاجز لكم عن سفك دمي! فإن كنتم في شك من هذا القول ، أفتشكون أثرا ما إلى ابن بنت نبيكم خاصة.

ص: 140

أخبروني ، أتطلبوني بقتيل منكم قتلته؟ أو مال لكم استهلكته ، أو بقصاص من جراحة؟».

فأخذوا لا يكلمونه لأنه أقام عليهم الحجة ، فنادى :

يا شبث بن ربعي ، ويا حجار بن أبجر ، ويا قيس بن الأشعث ، ويا يزيد بن الحارث ، ألم تكتبوا إليّ أن قد أينعت الثمار واخضرّ الخباب (لحاء الشجر) وطمّت الجمام (فاض الماء الكثير) وإنما تقدم على جند لك فأقبل.

فقالوا : لم نفعل ، لم نفعل ، فقال : سبحان اللّه ، بلى واللّه لقد فعلتم ، ثم قال : فدعوني أنصرف عنكم الى مأمني من الأرض ، فقال له قيس بن الأشعث : أولا تنزل على حكم بني عمك ، فإنهم لن يروك الا ما تحب ولن يصل إليك منهم مكروه. فقال له الحسين : أنت أخو أخيك ، أتريد أن يطلبك بنو هاشم بأكثر من دم مسلم بن عقيل؟ لا واللّه لا أعطيهم بيدي إعطاء الذليل ولا أقرّ إقرار العبيد ، عباد اللّه إني عذت بربي وربكم أن ترجمون ، أعوذ بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب.

ثم إنه أناخ راحلته وأمر عقبة بن سمعان فعقلها وأقبلوا يزحفون نحوه.

لقد خطبهم الحسين رضي اللّه عنه وأعلمهم شرف مركزه ، وتوسل إليهم أن لا يسفكوا دمه وأن يتركوه يذهب إلى مأمنه. ومن العجيب حقا أنه كان فيهم نفر من الذين كاتبوه ليقدم ويبايعوه ، فلما قال لهم ذلك أنكروا أنهم كاتبوه ، وهو صادق فيما قال وهم كاذبون ، ومع ذلك طلبوا إليه أن ينزل على حكم بني أمية ويسلم نفسه. فلما أبى قاتلوه ، وكان من أشد الناس عليه شمر بن ذي الجوشن ، أما الحر بن يزيد فإنه انضم إلى الحسين وكان شجاعا فارسا ، فقال له الحسين : أنت الحر إن شاء اللّه في الدنيا والآخرة.

ص: 141

ومن خطبة له عليه السلام

قد تقدم نقلها عن أعلام العامة في ج 11 ص 625 ، ونستدرك هاهنا عمن لمن نرو عنه فيما مضى :

فمنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد ماهر حمادة في «الوثائق السياسية والادارية العائدة للعصر الأموي» (ص 182 ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال :

فلما سمع أخواته كلامه صحن وبكين ، فأرسل إليهن يأمرهن بالسكوت ، فلما سكتن حمد اللّه وأثنى عليه وذكر اللّه بما هو أهله وصلى على رسول اللّه وعلى ملائكته وأنبيائه ، ثم قال :

أما بعد ، فانسبوني فانظروا من أنا؟ ثم ارجعوا الى أنفسكم وعاتبوها ، فانظروا هل يحل لكم قتلي وانتهاك حرمتي؟ ألست ابن بنت نبيكم وابن وصيه وابن عمه وأول المؤمنين باللّه والمصدق لرسول اللّه بما جاء به من عند ربه؟ أوليس حمزة سيد الشهداء عم أبي؟ أوليس جعفر الشهيد الطيار ذو الجناحين عمي؟ أولم يبلغكم قول مستفيض فيكم أن رسول اللّه صلى اللّه تعالى عليه وآله وسلم قال لي ولأخي : هذان سيدا شباب أهل الجنة! فإن صدقتموني بما أقول - وهو الحق - واللّه ما تعمدت كذبا مذ علمت ان اللّه يمقت عليه أهله ويضر به من اختلقه ؛ وإن كذبتموني فإن فيكم من إن سألتموه عن ذلك أخبركم ، سلوا جابر بن عبد اللّه الأنصاري أو أبا سعيد الخدري أو سهل بن سعد الساعدي أو زيد بن أرقم أو أنس بن مالك يخبروكم أنهم سمعوا هذه المقالة من رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لي ولأخي. أفما في هذا حاجز لكم عن سفك دمي؟

ثم تابع الحسين قوله : فإن كنتم في شك من هذا القول أفتشكون أثرا ما أني ابن بنت نبيكم؟ فو اللّه ما بين المشرق والمغرب ابن بنت نبي غيري منكم ولا من غيركم. أنا ابن بنت نبيكم خاصة. أخبروني : أتطلبوني بقتل منكم قتلته أو مال لكم استهلكته أو

ص: 142

بقصاص من جراحة؟

ولما لم يسمع جوابا نادى : يا شبث بن ربعي ويا حجار بن أبجر ويا قيس بن الأشعث ويا يزيد بن الحارث ألم تكتبوا إليّ : أن قد أينعت الثمار واخضر الجناب وطمت الجمام ، وإنما تقدم على جند لك مجندة فأقبل؟ قالوا له : لم نفعل. فقال : سبحان اللّه! بلى واللّه لقد فعلتم. ثم قال :

أيها الناس : إذ كرهتموني فدعوني انصرف عنكم الى مأمني من الأرض.

فقال له قيس بن الأشعث : أو لا تنزل على حكم بني عمك؟ فإنهم لن يروك إلّا ما تحب ولن يصل إليك منهم مكروه.

فقال له الحسين : أنت أخو أخيك ، أتريد أن يطلبك بنو هاشم بأكثر من دم مسلم بن عقيل؟ لا واللّه لا أعطيهم بيدي إعطاء الذليل ولا أقر إقرار العبيد ، عباد اللّه إني قد عذت بربي وربكم أن ترحمون ، أعوذ بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب.[تاريخ الرسل والملوك للطبري ج 4 / 322 - 323]

خطبته عليه السلام غداة يوم عاشوراء

قد تقدم نقلها منا عن أعلام العامة في كتبهم في ج 11 ص 614 ، ونستدرك هاهنا عمن لم نرو عنهم هناك :

فمنهم العلامة أبو القاسم علي بن الحسن الشهير بابن عساكر الدمشقي الشافعي في «ترجمة الامام الحسين عليه السلام من تاريخ مدينة دمشق» (ص 215 ط بيروت) قال :

أخبرنا خالي أبو المعالي محمد بن يحيى القاضي ، أنبأنا سهل بن بشر الأسفرايني ، أنبأنا محمد بن الحسين بن أحمد بن السري ، أنبأنا الحسين بن رشيق ، أنبأنا يموت بن المزرع ، أنبأنا محمد بن الصباح السماك ، أنبأنا بشر بن طافحة ، عن رجل من همدان ، قال : خطبنا الحسين بن علي غداة اليوم الذي استشهد فيه ، فحمد اللّه وأثنى عليه ، ثم

ص: 143

قال : عباد اللّه اتقوا اللّه وكونوا في الدنيا على حذر ، فان الدنيا لو بقيت لأحد أو بقي عليها أحد كانت الأنبياء أحق بالبقاء ، وأولى بالرضا ، وأرضى بالقضاء ، غير أن اللّه تعالى خلق الدنيا للبلاء ، وخلق أهلها للفناء ، فجديدها بال ، ونعيمها مضمحل ، وسرورها مكفهر ، والمنزل بلغة ، والدار قلعة ، فتزودوا فان خير الزاد التقوى ، فاتقوا اللّه لعلكم تفلحون.

ورواه العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي المولود 588 والمتوفى 660 في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2586 ط دمشق) قال :

أنبأنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة اللّه الشيرازي ، قال : أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن ، قال : أخبرنا خالي أبو المعالي محمد بن يحيى القاضي ، قال : - فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر سندا ومتنا ، وفيه «الحسن بن رشيق».

ورواه الفاضل المعاصر الشريف علي فكري الحسيني القاهري في «أحسن القصص» ج 4 ص 240 عن ابن عساكر.

ومن خطبة له عليه السلام خطبها على أصحابه

قد تقدم نقلها عن بعض أعلام العامة في ج 11 ص 611 ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم الفاضل المعاصر محمد رضا أمين مكتبة جامعة فؤاد الاول سابقا في كتابه «الحسن والحسين سبطا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم» (ص 116 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال:

كان أصحاب الحسين وأهل بيته قليل ، ولم يكن لهم أمل في الانتصار على عدوهم

ص: 144

ولا في النجاة ، لكنهم كانوا في منتهى الشجاعة ، يفدون الحسين رضي اللّه عنه بأرواحهم ، وقد فتك العدو بهم فتكا مروعا ، ولم يشفق عليهم ولم يرع حرمتهم ، وقد أثنى الحسين على أصحابه وأهل بيته.

قال علي بن الحسين : جمع الحسين أصحابه بعد ما رجع عمر بن سعد ، وذلك عند قرب المساء ، فدنوت منه لأسمع وأنا مريض ، فسمعت أبي وهو يقول لأصحابه :

«أثني على اللّه تبارك وتعالى أحسن الثناء ، وأحمده على السراء والضراء ، اللّهم إني أحمدك على أن أكرمتنا بالنبوة وعلمتنا القرآن وفقهتنا في الدين وجعلت لنا أسماعا وأبصارا وأفئدة ولم تجعلنا من المشركين.

أما بعد ، فإني لا أعلم أصحابا أولى ولا خيرا من أصحابي ولا أهل بيتي ، فجزاكم اللّه عني جميعا خيرا. ألا وإني أظن يومنا من هؤلاء الأعداء غدا. ألا وإني قد رأيت لكم فانطلقوا جميعا فليس عليكم مني ذمام ، هذا ليل قد غشيكم فاتخذوه جملا ، ثم ليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي ثم تفرقوا في سوادكم ومدائنكم حتى يفرج اللّه ، فإن القوم إنما يطلبوني ولو قد أصابوني لهوا عن طلب غيري».

أراد الحسين بذلك أن ينصرف عنه أصحابه وأهل بيته ويتفرقوا في المدن ولا يقتلوا لأجله ويبقى هو وحده ، فقال له إخوته وأبناؤه وبنو أخيه وابنا عبد اللّه بن جعفر : لم نفعل لنبقى بعدك؟ لا أرانا اللّه ذلك أبدا.

والذي بدأ بهذا القول العباس بن علي - وهو أخوه من أبيه. ثم إنهم تكلموا بهذا ونحوه فقال الحسين عليه السلام : يا بني عقيل حسبكم من القتل بمسلم ، اذهبوا قد أذنت لكم. قالوا : فما يقول الناس ، يقولون إنا تركنا شيخنا وسيدنا وبني عمومتنا خير الأعمام ولم نرم معهم بسهم ولم نطعن معهم برمح ولم نضرب معهم بسيف ولا ندري ما صنعوا ، لا واللّه لا نفعل ، ولكن نفديك بأرواحنا وأموالنا وأهلنا ، ونقاتل معك حتى نرد موردك ، قبح اللّه العيش بعدك.

وقام اليه مسلم بن عوسجة الأسدي فقال : «أنحن نتخلى عنك ولما نعذر الى اللّه

ص: 145

في أداء حقك ، أما واللّه حتى أكسر في صدورهم رمحي وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي ، ولا أفارقك ولو لم يكن معي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة دونك حتى أموت معك».

وقال سعيد بن عبد اللّه الحنفي :

«واللّه لا نخليك حتى يعلم اللّه أنا قد حفظنا غيبة رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم. واللّه لو علمت أني أقتل ثم أحيي ثم أحرق حيا ثم أذر ، يفعل بي ذلك سبعين مرة ، ما فارقتك حتى ألقى حمامي دونك!!! فكيف لا أفعل وهي قتلة واحدة ، ثم هي الكرامة التي لا انقضاء لها أبدا».

وهذا أبلغ ما سمعنا في إظهار التفاني في الحب والتضحية لأجل المحب واحتمال منتهى العذاب لا مرة واحدة بل مرارا ، فهل بعد ذلك إخلاص وتفان؟

وقال مثل ذلك زهير بن القين :

«واللّه لوددت أني قتلت ثم نشرت ثم قتلت حتى أقتل كذا ألف مرة ، وأن اللّه يدفع بذلك القتل عن نفسك ونفس هؤلاء الفتية من أهل بيتك».

خطبته عليه السلام حين أراد معاوية ان يأخذ البيعة ليزيد في المدينة

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد ماهر حمادة في «الوثائق السياسية والادارية العائدة للعصر الاموي» (ص 140 ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال :

خطبة الحسين بن علي :

فقام الحسين فقال : واللّه لقد تركت من هو خير منه أبا وأما ونفسا.

ص: 146

فقال معاوية : كأنك تريد نفسك؟

فقال الحسين : نعم ، أصلحك اللّه.

قالها عليه السلام بعد خطبة معاوية خطبها في المدينة من أجل أخذ البيعة ليزيد ، وهي هذه:

قال بعد أن حمد اللّه وأثنى عليه وبعد ما ذكر يزيدا وفضله :

يا أهل المدينة ، لقد هممت ببيعة يزيد ، ولا تركت قرية ولا مدرة إلا بعثت إليها في بيعته ، فبايع الناس جميعا وسلموا ، وأخرت المدينة بيعته ، وقلت بيضته وأصله ومن لا أخافهم عليهم ، وكان الذين أبوا البيعة منهم من كان أجدر أن يصله ، وو اللّه لو علمت مكان أحد هو خير للمسلمين من يزيد لبايعت له.

فلما أجاب الحسين عليه السلام بما مرّ آنفا فقال معاوية : إذا أخبرك ، أما قولك خير منه أما ، فلعمري أمك خير من أمه ، ولو لم تكن إلا امراة من قريش لكان لنساء قريش فضلهن ، فكيف وهي ابنة رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، ثم فاطمة في دينها وسابقتها ، فأمك لعمر اللّه خير من أمه ، وأما أبوك فقد حاكم أباه الى اللّه فقضى لأبيه على أبيك.

فقال الحسين : حسبك جهلك ، آثرت العاجل على الآجل.

فقال معاوية : وأما ما ذكرت من أنك خير من يزيد نفسا ، فيزيد واللّه خير لأمة محمد منك.

فقال الحسين : هذا هو الافك والزور ، يزيد شارب الخمر ومشتري اللّهو خير مني.

ومن خطبة له عليه السلام

رواها الجماعة من العامة :

ص: 147

فمنهم الفاضل المعاصر محمد رضا أمين مكتبة جامعة فؤاد الاول سابقا في كتابه «الحسن والحسين عليهما السلام سبطا رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله» (ص 152) قال : «اعلموا أن المعروف يكسب حمدا ، ويعقب أجرا ، فلو رأيتم المعروف رجلا لرأيتموه رجلا جميلا يسر الناظرين ، ولو رأيتم اللؤم رجلا لرأيتموه رجلا قبيح المنظر تنفر منه القلوب وتغض دونه الأبصار».

من خطبة له عليه السلام

ذكرها جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الفاضل المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد اللّه فكري الحسيني القاهري المولود بها سنة 1296 والمتوفى بها أيضا 1372 في «أحسن القصص» (ج 4 ص 239 ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال :

قال رضي اللّه عنه في خطبة خطبها : أيها الناس نافسوا في المكارم ، وسارعوا في المغانم ، واكتسبوا الحمد بالمنح ، واعلموا أن المعروف يكسب حمدا ، ويعقب أجرا ، ولو رأيتم المعروف رجلا رأيتموه حسنا جميلا يسر الناظرين ، ولو رأيتم اللؤم رأيتموه سمجا مشوها تنفر منه القلوب وتغض دونه الأبصار.

أيها الناس من جاد ساد ، ومن بخل ذل ، وإن أجود الناس من أعطى من لا يرجوه ، وأعف الناس من عفا عن قدرة ، وأفضل الناس من وصل من قطعه ، ومن يعجل لأخيه خيرا وجده إذا قدم عليه ، ومن أحسن أحسن اللّه إليه ، واللّه يحب المحسنين.

خطبته عليه السلام في أصحابه وفي جنود الحر بن يزيد الرياحي

رواها جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

ص: 148

فمنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد ماهر حمادة في «الوثائق السياسية والادارية العائدة للعصر الاموي» (ص 181 ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال :

خطبة الحسين في أصحابه وفي جنود الحر بن يزيد :

قدم الحسين بأصحابه حتى اقترب من الكوفة ، وهناك أتاه نبأ فشل حركة مسلم بن عقيل ، وأرسل له ابن زياد جيشا بقيادة الحر بن يزيد. فلما حان موعد صلاة الظهر أذّن أحد أصحاب الحسين ، فلما حضرت الإقامة قام الحسين فخطب بالجميع فقال :

أيها الناس ، إنها معذرة إلى اللّه عزوجل وإليكم ، إني لم آتكم حتى أتتني كتبكم وقدمت عليّ رسلكم أن أقدم علينا فإنه ليس لنا إمام لعل اللّه يجمعنا بك الهدى ، فان كنتم على ذلك فقد جئتكم ، فإن تعطوني ما أطمئن إليه من عهودكم ومواثيقكم أقدم مصركم ، وإن لم تفعلوا وكنتم لمقدمي كارهين انصرفت عنكم الى المكان الذي أقبلت منه إليكم.

خطبة أخرى للحسين عليه السلام في أصحابه وفي جنود الحر بن يزيد

قال في «الوثائق السياسية» أيضا :

لم تؤثر الخطبة السابقة في جنود الحر بن يزيد ، ولما حان موعد صلاة العصر صلّى الحسين بالناس ثم أقبل على جنود الحر بوجهه فحمد اللّه وأثنى عليه ثم قال :

أما بعد أيها الناس ، فإنكم إن تتقوا وتعرفوا الحق لأهله يكن أرضي لله ، ونحن أهل البيت أولى بولاية هذا الأمر عليكم من هؤلاء المدعين ما ليس لهم والسائرين فيكم بالجور والعدوان ، وإن أنتم كرهتمونا وأضعتم حقنا وكان رأيكم غير ما أتتني كتبكم وقدمت به عليّ رسلكم انصرفت عنكم.

ص: 149

ولكن هذا الكلام لم يؤثر في أصحاب ابن زياد ولم يجعلهم ينضمون إليه أو يسمحون له بالرجوع.[تاريخ الرسل والملوك للطبري ج 4 / 303]

خطبة الحسين عليه السلام قبل نشوب القتال بينه وبين جيوش ابن زياد مباشرة

قال الدكتور محمد ماهر أيضا في كتابه المذكور : أيها الناس اسمعوا قولي ولا تعجلوني حتى أعظكم بما للحق لكم عليّ ، وحتى أعتذر إليكم من مقدمي عليكم ، فإن قبلتم عذري وصدقتم قولي وأعطيتموني النصف كنتم بذلك أسعد ، ولم يكن لكم عليّ سبيل ، وإن لم تقبلوا مني العذر ولم تعطوا النصف من أنفسكم فأجمعوا وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إليّ ولا تنظرون ، ( إِنَّ وَلِيِّيَ اللّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ ) .

ص: 150

كتب الحسين عليه السلام ورسائله كتابه عليه السلام الى أهل الكوفة

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الفاضل المعاصر محمد رضا أمين مكتبة جامعة فؤاد الأول سابقا في كتابه «الحسن والحسين سبطا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم» (ص 82 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :

«أما بعد ، فقد فهمت كل الذي اقتصصتم ، وقد بعثت إليكم بأخي وابن عمي وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل ، وأمرته أن يكتب إليّ بحالكم وأمركم ، فإن كتب إليّ أنه قد اجتمع رأي ملئكم وذوي الحجى منكم على مثل ما قدمت به رسلكم ، أقدم إليكم وشيكا إن شاء اللّه ، فلعمري ما الإمام إلا العامل بالكتاب والقائم بالقسط والدائن بدين الحق. والسلام».

قال :

اجتمعت الشيعة في منزل كبيرهم سليمان بن صرد الخزاعي وكتبوا إلى الحسين عن نفر منهم سليمان المذكور والمسيب بن محمد ورفاعة بن شداد وحبيب بن مظاهر وغيرهم يستقدمونه ليبايعوه ، وقالوا : إنهم لم يبايعوا للنعمان ولا يجتمعون معه في جمعة ولا عيد ، ولو جئتنا أخرجناه. وبعثوا بالكتاب مع عبد اللّه بن سبع الهمداني وعبد اللّه بن وال ، وهذا نص الكتاب :

ص: 151

«بسم اللّه الرحمن الرحيم. سلام عليك ، فإننا نحمد إليك اللّه الذي لا إله إلا هو ، أما بعد فالحمد لله الذي قصم عدوك الجبار العنيد الذي انتزى على هذه الأمة فابتزها أمرها وغصبها فيئها وتأمر عليها بغير رضى منها ثم قتل خيارها واستبقى شرارها ، وإنه ليس علينا إمام فأقبل لعل اللّه أن يجمعنا بك على الحق ، والنعمان بن بشير في قصر الامارة لسنا نجتمع معه في جمعة ولا عيد. ولو بلغنا إقبالك إلينا أخرجناه حتى نلحقه بالشام إن شاء اللّه تعالى. والسلام عليك ورحمة اللّه وبركاته».

ثم كتبوا إليه ثانيا بعد ليلتين نحو 150 صحيفة ، ثم ثالثا يستحثونه للحاق بهم ، كتب بذلك شبث بن ربعي ، وحجار بن أبجر بن جابر العجلي ، ويزيد بن الحارث ، ويزيد ابن رويم ، وعروة بن قيس ، وعمرو بن الحجاج الزبيدي ، ومحمد بن عمير التميمي ، ولما اجتمعت عند الحسين رضي اللّه عنه كتب إليهم : اما بعد - إلخ.

ومنهم الفاضل المعاصر أحمد زكي صفوت - وكيل كلية دار العلوم جامعة القاهرة سابقا في «جمهرة رسائل العرب في العصور العربية الزاهرة» (ج 2 ص 71 ط المكتبة العلمية - بيروت):

فذكر مثل ما تقدم عن كتاب «الحسن والحسين سبطا رسول اللّه» بعينه.

كتابه عليه السلام الى الشيعة ومنهم اليه عليه السلام

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد ماهر حمادة في «الوثائق السياسية والادارية العائدة للعصر الاموي» (ص 151 ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال :

رسالة الحسين لشيعته جوابا لعرضهم عليه :

ص: 152

أما أخي فأرجو أن يكون اللّه قد وفقه وسدده فيما يأتي. وأما أنا فليس رأيي اليوم ذاك فالصقوا - رحمكم اللّه - بالأرض واكمنوا في البيوت واحترسوا من الظنة ما دام معاوية حيا ، فإن يحدث اللّه به حدثا وأنا حي كتبت إليكم برأيي.

[الأخبار الطوال لأبي حنيفة الدينوري ص 203]

قال الدكتور :

لما توفي الحسن وبلغ الشيعة ذلك اجتمعوا بالكوفة في دار سليمان بن صرد وكتبوا إلى الحسين يعزّونه :

«بسم اللّه الرحمن الرحيم ، للحسين بن علي من شيعته وشيعة أبيه أمير المؤمنين.

سلام عليك ، فإنا نحمد إليك اللّه الذي لا إله إلا هو ، أما بعد : فقد بلغنا وفاة الحسن بن علي عليه السلام يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا وغفر اللّه ذنبه وتقبل حسناته وألحقه بنبيه وضاعف لك الأجر في المصاب به وجبر بك المصيبة من بعده فعند اللّه تحتسبه ، وإنا لله وانا إليه راجعون ، ما أعظم ما أصيب به هذه الامة عامة ، وأنت وهذه الشيعة خاصة بهلاك ابن الوصي وابن بنت النبي علم الهدى ونور البلاد المرجو لإقامة الدين وإعادة سير الصالحين. فاصبر - رحمك اللّه - على ما أصابك ، إن ذلك لمن عزم الأمور ؛ فإن فيك خلفا عمن كان قبلك ، وإن اللّه يؤتي رشده من يهدي بهداك ، ونحن شيعتك المصابة بمصيبتك المحزونة بحزنك المسرورة بسرورك السائرة بسيرتك المنتظرة لأمرك ، شرح اللّه صدرك ورفع ذكرك وأعظم أجرك وغفر ذنبك وردّ عليك حقك». [تاريخ اليعقوبي ص 258] رسالة جعدة بن هبيرة بن أبي وهب الى الحسين حول وفاة الحسن والدعوة للحسين للطلب بالأمر :

لما توفي الحسن أرسل رؤساء الشيعة رسائل إلى الحسين يعزّونه بأخيه وأرسل إليه

ص: 153

جعدة الرسالة التالية :

«أما بعد ، فإن من قبلنا من شيعتك متطلعة أنفسهم إليك لا يعدلون بك أحدا ، وقد كانوا عرفوا رأي الحسن أخيك في دفع الحرب ، وعرفوك باللين لأوليائك والغلظة على أعدائك والشدة في أمر اللّه ، فإن كنت تحب أن تطلب هذا الأمر فاقدم علينا فقد وطنا أنفسنا على الموت معك».

كتابه الى عبد اللّه بن جعفر في جواب كتابه

رواه جماعة من أعلام القوم في كتبهم :

فمنهم العلامة أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي الدمشقي الشهير بابن عساكر في «ترجمة الامام الحسين عليه السلام من تاريخ مدينة دمشق» (ص 202 ط بيروت) قال :

وكتب عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب كتابا يحذره من أهل الكوفة ، ويناشده الى أن يشخص إليهم ، فكتب اليه الحسين اني رأيت رؤيا ، ورأيت فيها رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، وأمرني بأمر أنا ما له ولست بمخبر بها أحدا حتى ألاقي عملي.

وروى الفاضل المعاصر الدكتور محمد ماهر حمادة في «الوثائق السياسية والادارية العائدة للعصر الاموي» (ص 195 ط مؤسسة الرسالة بيروت) قال :

انه خرج الحسين من مكة متوجها الى الكوفة على الرغم من النصائح التي وجهها إليه المخلصون وعلى رأسهم عبد اللّه بن جعفر. ولما بلغ عبد اللّه خروج الحسين أرسل له كتابا مع ابنه :

«أما بعد ، فإني أسألك باللّه لما انصرفت حين تنظر في كتابي فإني مشفق عليك من الوجه الذي توجه له أن يكون فيه هلاكك واستئصال أهل بيتك ، إن هلكت اليوم طفئ نور الأرض فإنك علم المهتدين ورجاء المؤمنين ، فلا تعجل بالسير فإني في أثر

ص: 154

الكتاب ، والسلام».

فكتب عليه السلام في جواب كتابه الكتاب الماضي آنفا.

كتابه عليه السلام الى أهل البصرة

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الفاضل المعاصر أحمد زكي صفوت - وكيل كلية دار العلوم جامعة القاهرة سابقا في «جمهرة رسائل العرب في العصور العربية الزاهرة» (ج 2 ص 86 ط المكتبة العلمية - بيروت) قال :

وقد كان الحسين كتب مع مولى لهم يقال له سليمان كتابا إلى أهل البصرة ، إلى رؤس الأخماس والى الأشراف ، فكتب الى مالك بن مسمع البكري ، والى الأحنف بن قيس ، وإلى المنذر بن الجارود ، وإلى مسعود بن عمرو ، والى قيس بن الهيثم ، والى عمر بن عبيد اللّه بن معمر ، فجاءت منه نسخة واحدة الى جميع أشرافها ، وهي : «أما بعد ، فإن اللّه اصطفى محمدا صلی اللّه عليه [وآله] وسلم على خلقه ، وأكرمه بنبوته ، واختاره لرسالته ، ثم قبضه اللّه اليه ، وقد نصح لعباده ، وبلّغ ما أرسل به صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، وكنا أهله وأولياءه وأوصياءه وورثته ، وأحق الناس بمقامه في الناس ، فاستأثر علينا قومنا بذلك ، فرضينا ، وكرهنا الفرقة ، وأحببنا العافية ونحن نعلم أنا أحق بذلك الحق المستحق علينا ممن تولاه ، وقد أحسنوا وأصلحوا وتحروا الحقّ فرحمهم اللّه ، وغفر لنا ولهم.

وقد بعثت رسولي إليكم بهذا الكتاب ، وأنا أدعوكم إلى كتاب اللّه ، وسنة نبيه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، فان السنة قد أميتت ، وإن البدعة قد أحييت ، وإن تسمعوا قولي وتطيعوا أمري أهدكم سبيل الرشاد ، والسلام عليكم ورحمة اللّه».

فكل من قرأ ذلك الكتاب من أشراف الناس كتمه غير المنذر بن الجارود ، فانه

ص: 155

خشي بزعمه أن يكون دسيسا من قبل عبيد اللّه ، فجاءه بالرسول من العشية التي يريد صبيحتها أن يسبق الى الكوفة ، وأقرأه كتابه ، فقدم الرسول فضرب عنقه.

[تاريخ الطبري 6 / 200]

كتابه عليه السلام الى عمرو بن سعيد بن العاص في جواب كتابه

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي الدمشقي الشهير بابن عساكر في «ترجمة الامام الحسين (عليه السلام) من تاريخ مدينة دمشق» (ص 203 ط بيروت) قال :

فكتب اليه الحسين : ان كنت أردت بكتابك اليّ برّي وصلتي فجزيت خير الدنيا والآخرة ، وانه لم يشاقق اللّه من دعا الى اللّه وعمل صالحا وقال انني من المسلمين ، وخير الأمان أمان اللّه ، ولم يؤمن باللّه من لم يخفه في الدنيا ، فنسأل اللّه مخافة في الدنيا توجب لنا أمان الآخرة عنده.

ذكره الدكتور محمد ماهر حمادة في «الوثائق السياسية والادارية العائدة للعصر الاموي» ص 194 ط - بيروت فقال :

ذهب عبد اللّه بن جعفر إلى عمرو بن سعيد والي مكة من قبل يزيد وكلمه وقال له : اكتب الى الحسين كتابا تجعل له فيه الأمان وتمنيه فيه الود وتسأله الرجوع لعله يطمئن الى ذلك فيرجع ، فقال له عمرو : أكتب ما شئت وائتني به حتى أختمه ، ففعل وختمه وأرسله مع أخيه يحيى بن سعيد. فلحق عبد اللّه بن جعفر ويحيى بن سعيد حسينا وسلماه كتاب عمرو ولكنه رفض الرجوع.

وفيما يلي نص الرسالة :

«بسم اللّه الرحمن الرحيم ، من عمرو بن سعيد الى الحسين بن علي

ص: 156

أما بعد ، فإني أسأل اللّه أن يصرفك عما يوبقك ، وأن يهديك لما يرشدك. بلغني أنك قد توجهت الى العراق واني أعيذك باللّه من الشقاق ، واني أخاف عليك فيه الهلاك ، وقد بعثت إليك عبد اللّه بن جعفر ويحيى بن سعيد فأقبل إلي معهما فإن لك عندي الأمان والصلة والبر وحسن الجوار ، ولك اللّه عليّ بذلك شهيد وكفيل ومراع ووكيل ، والسلام عليك».

رسالة جوابية من الحسين الى عمرو بن سعيد :

«أما بعد ، فإنه لم يشاقق اللّه ورسوله من دعا الى اللّه عزوجل وعمل صالحا وقال انني من المسلمين. وقد دعوت الى الأمان والبر والصلة فخير الأمان أمان اللّه ، ولن يؤمن اللّه يوم القيامة من لم يخفه في الدنيا. فنسأل اللّه مخافة في الدنيا توجب لنا أمانة يوم القيامة ، فإن كنت نويت بالكتاب صلتي وبري فجزيت خيرا في الدنيا والآخرة ، والسلام».[تاريخ الرسل والملوك للطبري ج 4 / 291 - 292]

كتابه عليه السلام الى أهل الكوفة

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد ماهر حمادة في «الوثائق السياسية والادارية العائدة للعصر الاموي» (ص 198 ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال :

تلاقت الرسل كلها عند الحسين ، فقرأ الكتب ، وسأل الرسل عن أمر الناس ، ثم كتب مع هانئ بن هانئ السبيعي وسعيد بن عبد اللّه الحنفي ، وكانا آخر الرسل.

«بسم اللّه الرحمن الرحيم. من حسين بن علي الى الملأ من المؤمنين والمسلمين ؛ أما بعد ، فإن هانئا وسعيدا قدما عليّ بكتبكم ، وكانا آخر من قدم عليّ من رسلكم ، قد فهمت كلّ الذي اقتصصتم وذكرتم ، ومقالة جلّكم : إنه ليس علينا إمام ، فأقبل لعل اللّه أن يجمعنا بك على الهدى والحق. وقد بعثت إليكم أخي وابن عمي وثقتي من

ص: 157

أهل بيتي ، وأمرته أن يكتب اليّ بحالكم وأمركم ورأيكم ، فإن كتب الي أنه قد أجمع رأي ملتكم وذوي الفضل والحجى منكم على مثل ما قدمت علي به رسلكم وقرأت في كتبكم أقدم عليكم وشيكا إن شاء اللّه ، فلعمري ما الإمام إلا العامل بالكتاب والآخذ بالقسط والدائن بالحق والحابس نفسه على ذات اللّه ، والسلام».

[تاريخ الرسل والملوك للطبري ج 4 / 262]

رواه الفاضل المعاصر أحمد زكي صفوت في «جمهرة رسائل العرب» ج 2 ص 82 ط بيروت بعينه.

وذكر الدكتور محمد ماهر حمادة ايضا في الكتاب المذكور ص 199 كتابه عليه السلام الى اهل الكوفة :

«بسم اللّه الرحمن الرحيم. من الحسين بن علي الى إخوانه من المؤمنين والمسلمين ، سلام عليكم فإني أحمد إليكم اللّه الذي لا إله إلا هو.

أما بعد ، فإن كتاب مسلم بن عقيل جاءني يخبرني فيه بحسن رأيكم واجتماع ملئكم على نصرنا والطلب بحقنا ، فسألت اللّه أن يحسن لنا الصنيع وأن يثيبكم على ذلك أعظم الأجر ، وقد شخصت إليكم من مكة يوم الثلاثاء لثمان مضين من ذي الحجة يوم التروية ، فإذا قدم عليكم رسولي فاكمشوا أمركم وجدوا فإني قادم عليكم في أيامي هذه إن شاء اللّه ، والسلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته».

[تاريخ الرسل والملوك للطبري ج 4 / 297]

كتابه عليه السلام الى الاعراب الذين التفوا حوله أثناء مسيره الى الكوفة لما وصله نبأ تفرق الناس عنه ومقتل ابن عقيل وإرسال الجيوش لحربه

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

ص: 158

فمنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد ماهر في «الوثائق السياسية» (ص 199 ط بيروت) قال :

رسالة من حسين الى الاعراب الذين التفوا حوله أثناء مسيره الى الكوفة لما وصله نبأ تفرق الناس عنه ومقتل ابن عقيل وإرسال الجيوش لحربه :

«بسم اللّه الرحمن الرحيم. أما بعد : فانه قد أتانا خبر فظيع ، قتل مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة وعبد اللّه بن يقطر ، وقد خذلتنا شيعتنا فمن أحب منكم الانصراف فلينصرف ليس عليه منا ذمام» [تاريخ الرسل والملوك للطبري ج 4 / 300]

كتابه عليه السلام الى اهل الكوفة

رواه جماعة من الأعلام في مؤلفاتهم :

فمنهم الشريف المعاصر علي فكري الحسيني القاهري في «أحسن القصص» (ج 4 ص 236 ط بيروت) قال :

«بسم اللّه الرحمن الرحيم. من الحسين بن علي الى من بلغه كتابي هذا من أوليائه وشيعته بالكوفة.

سلام عليكم ، أما بعد فقد أتتني كتبكم ، وفهمت ما ذكرتم من محبتكم بقدومي عليكم ، وأنا باعث إليكم بأخي وابن عمي وثقتي من أهلي مسلم بن عقيل ليعلم لي كنه أمركم ، ويكتب إليّ بما يتبين له من اجتماعكم ، فإن كان أمركم على ما أتتني به كتبكم وأخبرتني به رسلكم أسرعت القدوم عليكم ، ان شاء اللّه ، والسلام».

أما صورة الكتاب الذي أرسل اليه من أهل الكوفة فها هو :

«بسم اللّه الرحمن الرحيم. للحسين بن علي أمير المؤمنين من شيعته وشيعة أبيه رضي اللّه عنهما.

ص: 159

أما بعد ، فان الناس منتظروك ، لا رأي لهم في غيرك ، فالعجل العجل يا ابن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، لعل اللّه يجمعنا بك على الحق ويؤيد الإسلام بك ، بعد أجزل السلام وأتمه عليك ، ورحمة اللّه وبركاته».

كتابه الى أهل الكوفة مع قيس بن مسهر الصيداوي :

«بسم اللّه الرحمن الرحيم. من الحسين بن علي الى إخوته من المؤمنين المسلمين.

سلام عليكم ، فاني أحمد إليكم اللّه الذي لا إله إلّا هو ، أما بعد فان كتاب مسلم بن عقيل جاءني يخبرني فيه بحسن رأيكم ، واجتماع ملئكم على نصرنا ، والطلب بحقنا ، فسألت اللّه أن يحسن لنا الصنع ، وأن يثيبكم على ذلك أعظم الأجر ، وقد شخصت إليكم من مكة يوم الثلاثاء لثمان مضين من ذي الحجة يوم التروية ، فإذا قدم عليكم رسولي فاكتموا أمركم وجدوا ، فاني قادم عليكم في أيامي هذه إن شاء اللّه تعالى ، والسلام».

كتابه عليه السلام الى أهل الكوفة أرسله مع مسلم بن عقيل

رواها جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة الشريف أحمد بن محمد بن أحمد الحسيني [الحافي - الخوافي] الشافعي في «التبر المذاب» (ص 75 المخطوط) قال :

ثم بعث الحسين عليه السلام قبل خروجه من مكة مسلم بن عقيل وقال له : أنظر ما كتبوا به علينا ، فان حقا فأخبرني الخبر لنكون على يقين من قولهم وبصيرة من أمرهم. فقال : حبا وكرامة وسمعا وطاعة لله ولك يا ابن رسول اللّه ، ثم سار ومعه كتاب الحسين عليه السلام وهو :

ص: 160

«سلام عليكم ، اني أحمد إليكم اللّه الذي لا اله الا هو ، واني قد بعثت إليكم بأخي وابن عمي وثقتي من أهل بيتي وأمرته أن يكتب الي بحالكم وما أنتم عليه ، فان كتب الي انه قد اجتمع رأي ملأكم وذوي الحجى منكم على مثل ما وردت به كتبكم وقدمت عليّ به رسلكم قدمت إليكم ، والسلام».

كتاب الامام الحسين بن علي عليهما السلام في جواب ابن عمه مسلم بن عقيل

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد ماهر حمادة في «الوثائق السياسية والادارية العائدة للعصر الاموي» (ص 193 ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال :

أرسل الحسين ابن عمه مسلم بن عقيل الى الكوفة لارتياد المنطقة ومعه دليلان ، فتاه وضلّ الطريق ومات الدليل ولم ينج هو نفسه إلا بشق النفس ، فكتب الى الحسين يشرح الوضع ويستعفيه :

«أما بعد ، فاني أقبلت من المدينة معي دليلان لي فجارا عن الطريق وضلّا واشتد علينا العطش فلم يلبثا أن ماتا حتى انتهينا الى الماء فلم ننج إلا بحشاشة أنفسنا ، وذلك الماء بمكان يدعى المضيق من بطن الخبيث ، وقد تطيرت من وجهي هذا ، فان رأيت أعفيتني منه وبعثت غيري ، والسلام».

رسالة جوابية من الحسين الى مسلم بن عقيل :

«أما بعد ، فقد خشيت ألا يكون حملك على الكتاب الي في الاستعفاء من الوجه الذي وجهتك له إلّا الجبن ، فامض لوجهك الذي وجهتك له ، والسلام عليك».

ص: 161

[تاريخ الرسل والملوك للطبري ج 4 / 263 - 264]

ورواهما الفاضل أحمد زكي صفوت في «الجمهرة» أيضا بعينهما.

رسالة مسلم بن عقيل الى الحسين عليه السلام من الكوفة يستدعيه إليها

وصل مسلم الكوفة واعتقد أنه نجح في مهمته وبايعه ثمانية عشر ألفا من أهلها فأرسل الى الحسين :

«أما بعد ، فان الرائد لا يكذب أهله ، وقد بايعني من أهل الكوفة ثمانية عشر ألفا ، فعجل الإقبال حين يأتيك كتابي فإن الناس كلهم معك وليس لهم في آل معاوية رأي ولا هوى ، والسلام».

[تاريخ الرسل والملوك للطبري ج 2 / 281]

كتاب الحسين عليه السلام الى أهل الكوفة أرسله إليهم مع قيس الصيداوي رحمة اللّه عليه

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الفاضل المعاصر محمد رضا أمين مكتبة جامعة فؤاد الاول سابقا في كتاب :«الحسن والحسين سبطا رسول اللّه» (ص 94 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :

«بسم اللّه الرحمن الرحيم. من الحسين بن علي الى إخوانه من المؤمنين والمسلمين. سلام عليكم ، فاني أحمد اللّه الذي لا إله إلا هو ، أما بعد فإن كتاب مسلم ابن عقيل جاءني يخبرني فيه بحسن رأيكم واجتماع ملئكم على نصرنا والطلب بحقنا ، فسألت اللّه أن يحسن لنا الصنع لنا الصنع وأن يثيبكم على ذلك أعظم الأجر ، وقد

ص: 162

شخصت إليكم من مكة يوم الثلاثاء لثمان مضين من ذي الحجة يوم التروية ، فإذا قدم عليكم رسولي فأجمعوا أمركم وجدّوا فاني قادم عليكم في أيامي هذه ان شاء اللّه ، والسلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته».

رواه الفاضل أحمد زكي صفوت في «جمهرة رسائل العرب» ج 2 ص 80 بعينه.

ثم قال الفاضل محمد رضا المذكور :

كان مسلم بن عقيل قد كتب الى الحسين قبل أن يقتل لسبع وعشرين ليلة :

«أما بعد ، فان الرائد لا يكذب أهله. إن جمع أهل الكوفة معك. فأقبل حين تقرأ كتابي ، والسلام عليك».

وبناء على ذلك أقبل الحسين حتى إذا بلغ الحاجر من بطن الرمة ، بعث قيس بن مسهر الصيداوي الى أهل الكوفة وكتب معه إليهم.

أقبل قيس بن مسهر الصيداوي الى الكوفة بكتاب الحسين حتى إذا انتهى الى القادسية أخذه الحصين بن نمير فبعث به الى عبيد اللّه بن زياد. فقال له عبيد اللّه : اصعد القصر فسب الكذاب ابن الكذاب ، فصعد ثم قال :

«أيها الناس ان هذا الحسين بن علي خير خلق اللّه ابن فاطمة بنت رسول اللّه ، وأنا رسوله إليكم ، وقد فارقته بالحاجر فأجيبوه».

ثم لعن عبيد اللّه بن زياد وأباه واستغفر لعلي بن أبي طالب.

قد كان قيس بن مسهر هذا في منتهى الشجاعة والجرأة كما يتبين من هذه الحادثة ، ولذا أرسله الحسين الى الكوفة يحمل رسالته ، ولا شك أن قيسا كان يعلم أن عبيد اللّه بن زياد حاكم الكوفة رجلا شديدا قاسيا ، قابضا على زمام الأحكام بيد من حديد كما كان أبوه ، وكان الحكم بالقتل أو التعذيب متوقفا على كلمة يتفوه بها ، ومع ذلك لما قال لقيس أن يصعد القصر ويسب الحسين (الكذاب ابن الكذاب كما ادعى) صعد ، وبدلا من أن يسبه لينجو من الهلاك ، مدحه ودعا الناس اليه ، ولم يقتصر على ذلك

ص: 163

وفيه مخالفة صريحة لأمره ، بل لعن عبيد اللّه وهو موقن أن بعد هذه الكلمات التي تفوه بها الموت الزؤام ، فأمر عبيد اللّه أن يرمى به من فوق القصر ، فرمي به فتقطع فمات رحمه اللّه.

كتاب الحسين عليه السلام الى معاوية

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الشريف علي فكري الحسيني القاهري في «أحسن القصص» (ج 4 ص 235 ط بيروت) قال :

كتب الحسين عليه السلام في جواب معاوية :

أما بعد ، فقد بلغني كتابك ، وتعييرك إياي بأني تزوجت مولاتي وتركت أكفائي من قريش ، فليس فوق رسول اللّه منتهى في شرف ، ولا غاية في نسب ؛ وانما كانت ملك يميني خرجت عن يدي بأمر التمست فيه ثواب اللّه ، ثم ارتجعتها على سنة نبيه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، وقد رفع اللّه بالإسلام الخسيسة ، ووضع عنا به النقيصة ، فلا لوم على امرئ مسلم إلا في أمر مأثم ، وانما اللوم لوم الجاهلية».

فلما قرأ معاوية كتابه نبذه الى يزيد فقرأه وقال : لشدّ ما فخر عليك الحسين. قال : لا ؛ ولكنها ألسنة بني هاشم الحداد التي تفلق الصخر ، وتغرف من البحر.

وكان كتاب معاوية الى الحسين رضي اللّه عنه :

«من أمير المؤمنين معاوية الى الحسين بن علي : أما بعد فانه بلغني أنك تزوجت جاريتك ، وتركت أكفاءك من قريش ممن تستنجبه للولد ، وتمجد به في الصهر ، فلا لنفسك نظرت ، ولا لولدك انتقيت».

رواهما الفاضل أحمد زكي صفوت في «جمهرة رسائل العرب» ج 2 ص 22 بعينهما.

ص: 164

وروى أيضا في «الجمهرة» ج 2 ص 24 عن ابن أبي الحديد عن المدائني قال : قال معاوية يوما لعقيل بن أبي طالب : هل من حاجة فأقضيها لك؟ قال : نعم ، جارية عرضت عليّ وأبى أصحابها أن يبيعوها إلا بأربعين ألفا ، فأحب معاوية أن يمازحه فقال : وما تصنع بجارية قيمتها أربعون ألفا ، وأنت أعمى تجتزئ بجارية قيمتها خمسون درهما؟ قال : أرجو أن أطأها فتلد لي غلاما إذا أغضبته يضرب عنقك بالسيف ، فضحك معاوية وقال : مازحناك يا أبا يزيد ، وأمر فابتيعت له الجارية التي أولدها ابنه «مسلما» فلما أتت على مسلم ثماني عشرة سنة وقد مات عقيل أبوه ، قال لمعاوية : يا أمير المؤمنين ان لي أرضا بمكان كذا من المدينة ، واني أعطيت بها مائة ألف ، وقد أحببت ان أبيعك إياها ، فادفع اليّ ثمنها ، فأمر معاوية بقبض الأرض ودفع الثمن اليه ، فبلغ ذلك الحسين عليه السلام ، فكتب الى معاوية:

«أما بعد ، فإنك غررت غلاما من بني هاشم ، فابتعت منه أرضا لا يملكها ، فاقبض من الغلام ما دفعته اليه ، واردد إلينا أرضنا».

فبعث معاوية الى مسلم فأخبره ذلك وأقرأه كتاب الحسين عليه السلام ، وقال : أردد علينا ما لنا وخذ أرضك ، فإنك بعت ما لا تملك ، فقال مسلم : أما دون أن أضرب رأسك بالسيف فلا ، فاستلقى معاوية ضاحكا يضرب برجليه ، وقال : يا بني هذا واللّه كلام قاله لي أبوك حين ابتعت له أمك ، ثم كتب الى الحسين :

«اني قد رددت عليكم الأرض ، وسوغت مسلما ما أخذ» فقال الحسين عليه السلام : «أبيتم يا آل أبي سفيان إلا كرما».[شرح ابن أبي الحديد م 3 : ص 82]

كتابه عليه السلام الى معاوية

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

ص: 165

فمنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد ماهر حمادة في «الوثائق السياسية والادارية للعصر الاموي» (ص 153 ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال :

«من الحسين بن علي الى معاوية بن أبي سفيان. أما بعد ، فان عيرا مرت بنا من اليمن تحمل مالا وحللا وعنبرا وطيبا إليك لتودعها خزائن دمشق وتعل بها بعد النهل بني أبيك ، وإني احتجت إليها فأخذتها ، والسلام».

رسالة جوابية من معاوية للحسين :

من عبد اللّه معاوية أمير المؤمنين الى الحسين بن علي. سلام عليكم. أما بعد ، فإن كتابك ورد عليّ تذكر أن عيرا مرت بك من اليمن تحمل مالا وحللا وعنبرا وطيبا اليّ لأودعها خزائن دمشق وأعلّ بها بعد النهل بني أبي ، وانك قد احتجت إليها فأخذتها ولم تكن جديرا بأخذها إذ نسبتها إليّ ، لأن الوالي أحق بالمال ثم عليه المخرج منه. وأيم اللّه لو تركت ذلك حتى صار إليّ لم أبخسك حظك منه ، ولكني قد ضننت - يا ابن أخي - أن في رأسك نزوة وبودي أن يكون ذلك في زماني فأعرف لك قدرك وأتجاوز عن ذلك ولكني واللّه أتخوف أن تبتلي بمن لا ينظرك فواق ناقة».

وكتب في أسفل كتابه :

يا حسين بن علي ليس ما *** جئت بالسائغ يوما في العلل

أخذك المال ولم تؤمر به *** ان هذا من حسين لعجل

قد أجزناها ولم نغضب لها *** واحتملنا من حسين ما فعل

يا حسين بن علي ذا الأمل *** لك بعدي وثبة لا تحتمل

وبودي أني شاهدها *** فإليها منك بالخلق الأجل

إنني أرهب أن تصلح بمن *** عنده سبق السيف العذل

[شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 5 / 471 - 472]

ص: 166

رواهما الفاضل أحمد زكي صفوت في «الجمهرة» أيضا بعينهما عن شرح ابن أبي الحديد.

كتابه عليه السلام الى معاوية

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة ابن عساكر في «تاريخ دمشق - ترجمة الحسين عليه السلام» (ص 196 ط بيروت) قال :

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي البزاز ، أنبأنا الحسن بن علي الشاهد ، أنبأنا محمد بن العباس الخزاز ، أنبأنا أحمد بن معروف ، أنبأنا الحسين بن فهم الفقيه ، أنبأنا محمد بن سعد ، أنبأنا محمد بن عمر ، أنبأنا ابن أبي ذيب ، حدثني عبد اللّه بن عمير مولى أم الفضل.

قال [ابن سعد] : وأنبأنا عبد اللّه بن محمد بن عمر بن علي ، عن أبيه.

(حيلولة) قال : وأنبأنا يحيى بن سعيد بن دينار السعدي ، عن أبيه.

(حيلولة) قال : وحدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عن أبي وجزة السعدي ، عن علي بن حسين.

قال : وغير هؤلاء أيضا حدثني.

قال محمد بن سعد : أخبرنا علي بن محمد ، عن يحيى بن اسماعيل بن أبي المهاجر ، عن أبيه.

وعن لوط بن يحيى الغامدي ، عن محمد بن بشير الهمداني وغيره.

وعن محمد بن الحجاج ، عن عبد الملك بن عمير.

وعن هارون بن عيسى ، عن يونس بن أبي إسحاق ، عن أبيه.

وعن يحيى بن زكريا ابن أبي زائدة ، عن مجاهد ، عن الشعبي.

ص: 167

قال ابن سعد : وغير هؤلاء أيضا قد حدثني في هذا الحديث بطائفة فكتبت جوامع حديثهم في مقتل الحسين رحمة اللّه عليه ورضوانه وصلواته وبركاته :

قالوا : لما بايع معاوية بن أبي سفيان الناس ليزيد بن معاوية ؛ كان حسين بن علي بن أبي طالب ممن لم يبايع له ، وكان أهل الكوفة يكتبون الى حسين بن علي يدعونه الى الخروج إليهم في خلافة معاوية ، وفي كلّ ذلك يأبى عليهم الحسين ، فقدم منهم قوم الى محمد بن الحنفية فطلبوا إليه أن يخرج معهم فأبي وجاء الى الحسين فأخبره بما عرضوا عليه ، وقال : إن القوم إنما يريدون أن يأكلوا بنا ويشيطوا دماءنا.

فأقام حسين على ما هو عليه من الهموم ، مرة يريد أن يسير إليهم ومرة يجمع الإقامة ، فجاءه أبو سعيد الخدري فقال : يا أبا عبد اللّه إني لكم ناصح وإني عليكم مشفق وقد بلغني أنه كاتبك قوم من شيعتكم بالكوفة يدعونك الى الخروج إليهم فلا تخرج فاني سمعت أباك يقول بالكوفة : «واللّه لقد مللتهم وأبغضتهم وملوني وأبغضوني وما بلوت منهم وفاءا ومن فاز بهم فاز بالسهم الأخيب» واللّه ما لهم ثبات ولا عزم على أمر ، ولا صبر على السيف.

قال : وقدم المسيب بن نجبة الفزاري وعدة معه الى الحسين بعد وفاة الحسن فدعوه الى خلع معاوية ، وقالوا : قد علمنا رأيك ورأي أخيك. فقال : اني أرجو أن يعطي اللّه أخي على نيته في حبّه الكفّ ، وأن يعطيني على نيتي في حبي جهاد الظالمين.

وكتب مروان بن الحكم الى معاوية : اني لست آمن أن يكون حسين مرصدا للفتنة ، وأظنّ أن يومكم من حسين طويلا.

فكتب معاوية الى الحسين : ان من أعطى اللّه صفقة يمينه وعهده لجدير بالوفاء ، وقد أنبئت أن قوما من أهل الكوفة قد دعوك الى الشقاق ، وأهل العراق من قد جربت ، قد أفسدوا على أبيك وأخيك ، فاتق اللّه واذكر الميثاق فإنك متي تكدني أكدك.

فكتب إليه الحسين : أتاني كتابك وأنا بغير الذي بلغك عني جدير ، والحسنات لا

ص: 168

يهدي لها إلا اللّه ، وما أردت لك محاربة ولا عليك خلافا ، وما أظن أن لي عند اللّه عذرا في ترك جهادك ، وما أعلم فتنة أعظم من ولايتك أمر هذه الأمة.

فقال معاوية : إن أثرنا بأبي عبد اللّه إلّا أسدا.

[قال :] وكتب اليه معاوية أيضا في بعض ما بلغه عنه : اني لأظن أن في رأسك نزوة فوددت أني أدركتها فأغفرها لك.

ومنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة المولود 588 المتوفى 660 في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2605 ط دمشق) قال :

أنبأنا أحمد بن أزهر بن السباك ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري في كتابه ، قال : أخبرنا الحسن بن علي الشاهد ، قال : أخبرنا محمد بن العباس الخزاز ، قال : أخبرنا أحمد بن معروف ، قال : حدثنا الحسين بن فهم الفقيه ، قال : حدثنا محمد بن سعد ، قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثنا ابن أبي ذئب ، قال : حدثني عبد اللّه بن عمير مولى أم الفضل ، ح.

قال : وأخبرنا عبد اللّه بن محمد بن عمر بن علي ، عن أبيه ، ح.

قال : وأخبرنا يحيى بن سعيد بن دينار السعدي عن أبيه ، ح.

قال : وحدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عن أبي وجرة السعدي ، عن علي بن حسين ، قال : وغير هؤلاء أيضا قد حدثني.

قال محمد بن سعد : وأخبرنا علي بن محمد ، عن يحيى بن اسماعيل بن أبي المهاجر ، عن أبيه. وعن لوط بن يحيى الغامدي ، عن محمد بن بشير الهمداني وغيره.

وعن محمد بن الحجاج ، عن عبد الملك بن عمير. وعن هرون بن عيسى ، عن يونس بن أبي اسحق ، عن أبيه. وعن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، عن مجالد ، عن الشعبي.

قال ابن سعد : وغير هؤلاء أيضا - فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر.

ص: 169

ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر» (ج 7 ص 136 ط دار الفكر) قال :

قالوا : لما بايع معاوية بن أبي سفيان ليزيد بن معاوية - فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر.

رسائله عليه السلام الى معاوية وجواباتها منه اليه عليه السلام

رواها جماعة من أعيان العامة في كتبهم :

فمنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد ماهر حمادة في «الوثائق السياسية والادارية العائدة للعصر الاموي» (ص 151 ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال :

رسالة جوابية من الحسين الى معاوية :

«ما أريد حربك ولا الخلاف عليك».

[الأخبار الطوال لأبي حنيفة الدينوري ص 205 - 206]

قال الدكتور محمد ماهر :

أتى نفر من الشيعة حسينا في المدينة ، فأخبروه بما حدث لحجر وأصحابه من قتل وتشريد ، فشق ذلك عليه ، وأقام ذلك النفر في المدينة يختلفون اليه ، فنمى الخبر الى والي المدينة مروان بن الحكم ، فكتب الى معاوية :

«إن رجالا من أهل العراق قدموا على الحسين بن علي رضي اللّه عنهما ، وهم مقيمون عنده يختلفون إليه ، فاكتب اليّ بالذي ترى».

رسالة معاوية الى مروان جوابا له :

«لا تعرض للحسين في شيء ، فقد بايعنا وليس بناقض بيعتنا ولا مخفر ذمتنا».

ص: 170

رسالة معاوية الى الحسين حول نفس الموضوع :

«أما بعد ، فقد انتهت إلي أمور عنك لست بها حريا ، لأن من أعطى صفقة بيمينه جدير بالوفاء. فاعلم - رحمك اللّه - اني متى أنكرك تستنكرني ومتى تكدني أكدك ، فلا يستفزنك السفهاء الذين يحبون الفتنة ، والسلام».

رسالة جوابية من الحسين بن علي الى معاوية :

«أما بعد ، فقد جاءني كتابك تذكر فيه انه انتهت إليك عني أمور لم تكن تظنني بها ، رغبة بي عنها ، وان الحسنات لا يهدي لها ولا يسدد إليها إلا اللّه تعالى. وأما ما ذكرت أنه رقى إليك عني فإنما رقاه الملاقون ، المشاءون بالنميمة ، المفرقون بين الجمع ، وكذب الغاوون المارقون ما أردت حربا ولا خلافا ، واني لأخشى اللّه في ترك ذلك منك ومن حزبك القاسطين المحلين حزب الظالم وأعوان الشيطان الرجيم. ألست قاتل حجر وأصحابه العابدين المخبتين الذين كانوا يستفظعون البدع ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر؟ فقتلتهم ظلما وعدوانا من بعد ما أعطيتهم المواثيق الغليظة والعهود المؤكدة ، جرأة على اللّه واستخفافا بعهده. أولست بقاتل عمرو بن الحمق الذي أخلقت وأبلت وجهه العبادة! فقتلته من بعد ما أعطيته من العهود ما لو فهمته العصم نزلت من شعف الجبال. أولست المدعي زيادا في الإسلام؟ فزعمت أنه ابن أبي سفيان ، وقد قضى رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ان الولد للفراش وللعاهر الحجر ، ثم سلطته على أهل الإسلام يقتلهم ويقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف ويصلبهم على جذوع النخل. سبحان اللّه يا معاوية! لكأنك لست من هذه الأمة وليسوا منك! أولست قاتل الحضرمي الذي كتب إليك فيه زياد أنه على دين علي كرم اللّه وجهه؟! ودين علي هو دين ابن عمه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم الذي أجلسك مجلسك الذي أنت فيه ؛ ولو لا ذلك كان أفضل شرفك وشرف آبائك تجشم الرحلتين : رحلة الشتاء والصيف ، فوضعها اللّه عنكم بنا منة عليكم. وقلت فيما قلت : لا ترد هذه الأمة

ص: 171

في فتنة ؛ وإني لا أعلم لها فتنة أعظم من إمارتك عليها. وقلت فيما قلت : انظر لنفسك ولدينك ولأمة محمد ، وإني واللّه لا أعرف أفضل من جهادك ، فان أفعل فانه قربة الى ربي ، وان لم أفعله فأستغفر اللّه لديني وأسأله التوفيق لما يحب ويرضى. وقلت فيما قلت : متى تكدني أكدك ؛ فكدني يا معاوية فيما بدا لك فلعمري لقديما يكاد الصالحون ، واني لأرجو أن لا تضر الا نفسك ولا تمحق الا عملك ، فكدني ما بدا لك واتق اللّه يا معاوية واعلم ان لله كتابا لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا أحصاها. واعلم أن اللّه ليس بناس لك قتلك بالظنة وأخذك بالتهمة وامارتك صبيا يشرب الشراب ويلعب بالكلاب ، ما أراك الا وقد أوبقت نفسك وأهلكت دينك وأضعت الرعية ، والسلام».

[الامامة والسياسة لابن قتيبة ج 1 / 284 - 286]

وكان عليه السلام قد كتبها في جواب رسالته هذه :

رسالة معاوية الى الحسين بن علي :

«أما بعد ، فقد انتهت اليّ منك أمور لم أكن أظنك بها رغبة عنها ، وان أحق الناس بالوفاء لمن كان أعطى بيعة من كان مثلك في خطرك وشرفك ومنزلتك التي أنزلك اللّه بها ، فلا تنازع الى قطيعتك واتق اللّه ولا تردن هذه الأمة في فتنة وانظر لنفسك ودينك وأمة محمد ، ولا يستخفنك الذين لا يوقنون».

[الامامة والسياسة لابن قتيبة ج 1 / 282]

ومنهم الفاضل المعاصر أحمد زكي صفوت - وكيل كلية دار العلوم جامعة القاهرة سابقا في «جمهرة رسائل العرب في العصور العربية الزاهرة» (ج 2 ص 56 ط المكتبة العلمية - بيروت):

رواهما مثل ما تقدم بعينهما.

ص: 172

كلمات الامام الحسين عليه السلام كلامه عليه السلام في ثواب البكاء عليهم عليهم السلام

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة الشيخ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب البغدادي في «تلخيص المتشابه في الرسم» (ج 1 ص 563 ط دار طلاس - دمشق) قال :

حدث عن محمد بن عبد اللّه الحضرمي ، والحسن بن حباش الدّهقان ، وجعفر بن محمد بن عبيد بن عتبة الكندي ، وغيرهم. روى عنه : أحمد بن محمد بن عمران بن الجندي ، وكناه نسبة الى لقب أبيه من غير أن يسميه. وحدث عنه أيضا : جناح بن نذير وغيره من الكوفيين.

أنا الحسن بن أبي طالب ، نا أحمد بن محمد بن عمران ، نا أبو الحسن بن شقير ، نا جعفر بن محمد بن عبيد ، نا أحمد بن يحيى الأودي ، نا مخول بن ابراهيم ، نا محمد ابن بكر ، نا الربيع بن منذر الثوري ، عن أبيه قال : سمعت الحسين بن علي يقول : من دمعت عينه فينا دمعة ، أو قطرت عينه فينا قطرة أثواه اللّه بها في الجنة حقبا ، وان دخل النار أخرجته منها.

ص: 173

كلامه عليه السلام : صغار قوم كبار قوم آخرين

رواه جماعة من أعلام القوم في كتبهم :

فمنهم العلامة الشيخ عبد الرحمن بن علي بن محمد بن عمر الشيباني الشافعي الاثري في «تمييز الطيب من الخبيث فيما يدور على ألسنة الناس من الحديث» (ص 97 ط دار الكتاب العربي - بيروت) قال :

(حديث) صغار قوم كبار قوم آخرين ، أخرجه الدارمي في مسنده والبيهقي في المدخل من جهة شرحبيل بن سعد قال : دعا الحسين بن علي بن أبي طالب بنيه وبني أخيه ، فقال : يا بني وبني أخي انكم صغار قوم يوشك أن تكونوا كبار آخرين ، فتعلموا العلم ، فمن لم يستطع منكم أن يرويه - أو قال يحفظه - فليكتبه وليضعه في بيته.

كلامه عليه السلام في صوم رجب وشعبان

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة أبو الحسن أسلم بن سهل بن أسلم بن زياد بن حبيب الرزاز الواسطي المشتهر ببحشل في «تاريخ واسط» (ص 196 ط عالم الكتب - بيروت) قال :

حدثنا أسلم ، قال : ثنا محمد بن عبد اللّه بن سعيد ، قال : ثنا أبي ، عن الحسن بن عمارة ، عن زياد الحارثي ، عن الحسين بن علي رضي اللّه عنه ، قال : صوم رجب وشعبان توبة من اللّه عزوجل.

ص: 174

كلامه عليه السلام في التفسير

رواه جماعة من أعلام العامة في مؤلفاتهم :

فمنهم العلامة مجاهد بن جبر المتوفى سنة 102 في «تفسيره» (ص 717 ط دار الفكر الإسلامي الحديثة) قال :

أنبأ عبد الرحمن ، قال : ثنا ابراهيم ، قال : ثنا آدم ، قال : ثنا ورقاء ، عن المغيرة ، عن شباك ، قال : حدثني من سمع الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام قال : الشاهد محمد صلی اللّه عليه [وآله] وسلم والمشهود يوم القيامة ، ثم قرأ ( وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً ) ثم قرأ ( وَذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ ) .

كلامه عليه السلام فيمن يمجد اللّه تعالى

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي البكري التيمي القرشي في كتاب «الأذكياء» (ص 44 ط دار الكتاب العربي في بيروت - 1406) قال:

(ومن المنقول عن الحسين عليه السلام) أخبرنا ابراهيم بن رياح الموصلي ، قال : يروى أن رجلا ادعى على الحسين بن علي مالا وقدمه الى القاضي ، فقال الحسين : ليحلف على ما ادعى ويأخذه. فقال الرجل : واللّه الذي لا اله الا هو ، فقال : قل «واللّه واللّه واللّه ان هذا الذي تدعيه لك قبلي». ففعل الرجل وقام ، فاختلفت رجلاه وسقط ميتا ، فقيل للحسين في ذلك فقال : كرهت أن يمجد اللّه فيحلم عنه.

ص: 175

ومنهم الفاضل المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد اللّه فكري الحسيني القاهري المولود بها سنة 1296 والمتوفى بها أيضا 1372 في «أحسن القصص» (ج 4 ص 231 ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال :

ذكر ابن قيم الجوزية فقال : من أنواع الفراسة فراسة الحسين رضي اللّه عنه ، وهي : أن رجلا ادعى عليه مالا - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن كتاب «الأذكياء».

قوله عليه السلام لقاتليه «واللّه لو قتلتموني يضاعف لكم العذاب الأليم»

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الدكتور محمد جميل غازي في «استشهاد الحسين عليه السلام» (ص 101) قال:

وقال أبو مخنف : حدثني الصقعب بن زهير ، عن حميد بن مسلم قال : جعل الحسين يشد على الرجال وهو يقول : أعلى قتلي تحابون؟ أما واللّه لا تقتلون بعدي عبدا من عباد اللّه أسخط عليكم بقتله مني ، وأيم اللّه إني أرجو أن يكرمني اللّه بهوانكم لي ثم ينتقم منكم من حيث لا تشعرون. أما واللّه لو قد قتلتموني لقد ألقى اللّه بأسكم بينكم ، وسفك دماءكم ، ثم لا يرضى لكم بذلك حتى يضاعف لكم العذاب الأليم.

من كلامه عليه السلام «من خاف اللّه خوف اللّه منه كل شيء»

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

ص: 176

فمنهم العلامة الشيخ عبد الرحمن بن علي بن محمد بن عمر الشيباني الشافعي الاثري في «تمييز الطيب من الخبيث فيما يدور على ألسنة الناس من الحديث» (ص 166 ط دار الكتاب العربي بيروت) قال :

(حديث) من خاف اللّه خوف اللّه منه كل شيء رواه الديلمي والقضاعي عن واثلة والعسكري عن حسين بن علي.

كلامه عليه السلام في جواب ما نقل عن أبي ذر

قد تقدم نقله منا عن أعلام القوم في ج 11 ص 591 ، ونستدرك هاهنا عمن لم نرو عنهم هناك :

فمنهم العلامة الشيخ تاج الدين محمد بن أبي بكر في «حدائق الحقائق» (ص 21 والنسخة مصورة من مكتبة المازني النحوي) قال :

وقيل للحسين بن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه : ان أبا ذر يقول «الفقر أحب اليّ من الغنى ، والسقم أحب اليّ من الصحة» ، فقال : رحم اللّه أبا ذر ، أما أنا أقول : من وثق بحسن اختيار اللّه لم يختر غير ما اختار اللّه له.

كلامه عليه السلام في سهم المولود

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة الحافظ أبو عبيد القاسم بن سلام المتوفى سنة 224 في «الأموال» (ص 249 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :

وحدثنا عبد الرحمن ، عن سفيان ، عن عبد اللّه بن شريك ، عن بشر بن غالب قال:

ص: 177

سئل الحسين بن علي : متى يجب سهم المولود؟ قال : إذا استهل. قيل : فعلى من فداء الأسير؟ قال : على الأرض التي يقاتل عنها.

كلامه عليه السلام في ثواب البكاء عليهم

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة الشيخ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب البغدادي في «تلخيص المتشابه في الرسم» (ج 1 ص 564 ط دار طلاس - دمشق) قال :

أنا الحسن بن أبي طالب ، نا أحمد بن محمد بن عمران ، نا أبو الحسن بن شقير ، نا جعفر بن محمد بن عبيد ، نا أحمد بن يحيى الأودي ، نا مخول بن ابراهيم ، نا محمد ابن بكر ، نا الربيع بن منذر الثوري ، عن أبيه قال : سمعت الحسين بن علي يقول : من دمعت عينه فينا دمعة أو قطرت عينه فينا قطرة أثواه اللّه بها في الجنة حقبا ، وان دخل النار أخرجته منها.

قال جعفر بن محمد : قال أحمد بن يحيى : فرأيت الحسين بن علي فيما يرى النائم فقلت : يا بن رسول اللّه حدثني مخول بن ابراهيم ، عن محمد بن بكر ، عن الربيع بن منذر الثوري ، عن أبيه ، انه سمعك تقول - فذكر الحديث مثل ما تقدم.

ثم قال : أفحدثته بهذا؟ فقال : نعم أنا قلته. قال : قلت : أفأرويه عنك؟ قال : اروه. قلت : سقط الاسناد بيني وبينك؟ قال : قد سقط. فكان أحمد بن يحيى يقول : حدثني الحسين بن علي فيما ...

قوله عليه السلام «من خدعنا انخدعنا له»

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

ص: 178

فمنهم العلامة الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد الحافي [الخوافي] الحسيني الشافعي في «التبر المذاب» (ص 78 نسخة مكتبتنا العامة بقم) قال :

وكان عمر بن سعد يكره قتال الحسين عليه السلام ، فبعث اليه يطلب الاجتماع ، فلما اجتمعا قال له عمر : ما الذي جاء بك يا أبا عبد اللّه؟ فقال : أهل الكوفة. فقال : يا أبا عبد اللّه أما عرفت ما فعلوا بكم؟ فقال : من خدعنا في اللّه انخدعنا له. قد وقعت الآن كما ترى ، فما ذا ترى؟ فقال : دعوني أذهب الى المدينة أو مكة أو أذهب الى بعض الثغور أقيم به كبعض أهلها. فقال : اكتب الى ابن زياد بذلك إن شاء اللّه ، ثم افترقا.

قوله عليه السلام «بين اليقين والايمان أربع أصابع»

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد - ابن أبي جرادة الحلبي في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2588) قال :

وأخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن ابراهيم بن أحمد بن عبد الرحمن المقدسي بنابلس ، وأبو محمد عبد اللّه بن أحمد بن محمد بن أحمد بن قدامة ، وأبو اسحق ابراهيم بن عبد اللّه بن علي بن سرور المقدسيان بدمشق ، وأبو بكر محمد بن عمر بن يوسف بن محمد بن بهروز البغدادي بمعرة النعمان ، وأبو عبد اللّه محمد بن ابراهيم بن مسلم بن سلمان الاربلي بحلب ، قالوا : أخبرتنا شهدة بنت أحمد بن الفرج الآبري الكاتبة ، قالت : أخبرنا أبو الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي ، قالوا : أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد اللّه بن بشران العدل ، قال : أخبرنا أبو علي الحسين بن صفوان البردعي ، قال : حدثنا عبد اللّه بن محمد بن أبي الدنيا ، قال : حدثنا محمد بن عباد بن موسى ، عن محمد بن مسعر اليربوعي ، قال : قال علي بن أبي طالب رضي اللّه

ص: 179

عنه للحسين بن علي رضي اللّه عنه : كم بين الإيمان واليقين؟ قال : أربع أصابع. قال : بيّن. قال : اليقين ما رأته عينك ، والإيمان ما سمعت أذنك وصدقت به. قال : أشهد أنك ممن أنت منه ذرية بعضها من بعض.

كلامه عليه السلام في غيبة القائم عليه السلام

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة الشريف السيد محمد بن عبد الرسول البرزنجي الحسيني الموسوي الشافعي المدني المتوفى بها سنة 1103 في «الاشاعة لأشراط الساعة» (ص 93 ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال :

(تنبيه) ورد عن أبي عبد اللّه الحسين بن علي عليهما السلام أنه قال : لصاحب هذا الأمر - يعني المهدي عليه السلام - غيبتان ، إحداهما تطول حتى يقول بعضهم مات وبعضهم ذهب ، ولا يطلع على موضعه أحد من ولي ولا غيره إلا المولى الذي يلي أمره.

ومن كلامه عليه السلام قاله في يوم عاشوراء

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الفاضل المعاصر محمد رضا أمين مكتبة جامعة الأزهر في «الحسن والحسين عليهما السلام» (ص 153) قال :

قد نزل من الأمر ما ترون ، وإن الدنيا قد تغيرت وتنكرت وأدبر معروفها ، وانشمرت حتى لم يبق منها إلا كصبابة الإناء ، وإلا خسيس عسيس كالمرعى الوبيل ،

ص: 180

ألا ترون الحق لا يعمل به والباطل لا يتناهى عنه ، ليرغب المؤمن في لقاء اللّه عزوجل ، وإني لا أرى الموت إلا سعادة ، ولا أرى الحياة مع الظالمين إلا جرما.

كلامه عليه السلام في الحجامة

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الحافظ الشيخ أبو الفضل جلال الدين السيوطي القاهري المصري الشافعي المتوفى سنة 911 في «اللمعة في خصائص الجمعة» (ص 115 ط بيروت سنة 1406) قال :

أخرج أبو يعلى عن الحسين بن علي قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : ان في يوم الجمعة لساعة لا يحتجم فيها أحد الا مات.

كلامه عليه السلام في ولاية اهل البيت عليهم السلام

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة الشيخ أبو عبد اللّه محمد بن المدني جنون المغربي الفاسي المالكي المتوفى سنة 1278 في كتابه «الدرر المكنونة في النسبة الشريفة المصونة» (ص 17 ط المطبعة الفاسية) قال :

وقد قال سيدنا الحسين بن علي : من والانا فلرسول اللّه والى ، ومن عادانا فلرسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم عادى.

كلامه عليه السلام في التاجر الجسور

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

ص: 181

فمنهم المحقق المعاصر محمد عبد القادر عطا في «تعليقاته على كتاب الغماز على اللماز - للعلامة السمهودي» (ص 156 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال في تعليقه على حديث : «فاز باللذة الجسور» :

«التاجر الجسور مرزوق». وقد أورده الديلمي عن الحسين بن علي مرفوعا.

أنظر (المقاصد الحسنة 735 ، وكشف الخفا 1820).

ومن كلامه عليه السلام

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الامام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص 145 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :

ومن بديع كلامه : أجود الناس من أعطى من لا يرجوه ، وأعفى الناس من عفى عمّن قدره ، وأوصل الناس من وصل من قطعه.

ومن كلامه في وصف الامام

رواه جماعة من أعلام القوم في كتبهم :

فمنهم العلامة الشيخ صفي الدين أحمد بن الفضل با كثير الشافعي في «وسيلة المآل» (ص 131) قال :

قال الحسين عليه السلام : من أطاع اللّه من ولدي وجبت طاعته. أخرجه الجعابي.

ص: 182

كلامه عليه السلام في «التحية»

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة الخطاط ياقوت المستعصمي في «رسالة آداب وحكم وأخبار وآثار وفقر وأشعار» (ص 54 دار المدينة ط بيروت بضميمة رسائل أخر) قال :

قال أنس رضي اللّه عنه : كنت عند الحسين بن علي عليهما السلام ، فدخلت عليه جارية بيدها طاقة ريحان ، فحيته بها ، فقال لها : أنت حرة لوجه اللّه تعالى. فقلت : تحييك بطاقة ريحان لا خطر لها فتعتقها. قال : كذا أدبنا اللّه ، فقال تبارك وتعالى ( وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها ) وكان أحسن منها عتقها.

ومن كلامه عليه السلام

نقله جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الفاضل المعاصر الشيخ محمد محمود الصواف المكي في كتابه «أم القرآن» (ص 76 ط مؤسسة الرسالة في بيروت سنة 1407) قال :

وحدث الصادق جعفر بن محمد رضي اللّه عنه ، عن أبيه الباقر ، عن أبيه : ان أهل البصرة كتبوا الى الحسين بن علي رضي اللّه عنه وأرضاه يسألونه عن الصمد ، فكتب الحسين إليهم :

«بسم اللّه الرحمن الرحيم. أما بعد ، فلا تخوضوا في القرآن ، ولا تجادلوا فيه ، ولا تكلموا فيه بغير علم ، فقد سمعت جدي رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول : من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار ، وإن اللّه قد فسر سبحانه الصمد فقال :

ص: 183

( لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ* وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ) ».

من كلامه عليه السلام في وصف الباري تعالى

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم علامة التاريخ ابن منظور الافريقي في «مختصر تاريخ دمشق» (ج 7 ص 130 ط دمشق) قال :

وعن عكرمة عن ابن عباس :

بينما هو يحدث الناس ، إذ قام إليه نافع بن الأزرق فقال له : يا بن عباس تفتي الناس في النملة والقملة ، صف لي إلهك الذي تعبد ، فأطرق ابن عباس إعظاما لقوله ، وكان الحسين بن علي جالسا ناحية ، فقال : إليّ يا بن الأزرق ، قال : لست إياك أسأل.

قال ابن عباس : يا بن الأزرق إنه من أهل بيت النبوة ، وهم ورثة العلم ، فأقبل نافع نحو الحسين ، فقال له الحسين :

يا نافع ، ان من وضع دينه على القياس لم يزل الدهر في التباس ، سائلا ناكبا عن المنهاج طاعنا بالاعوجاج ، ضالا عن السبيل ، قائلا غير الجميل ، يا بن الأزرق أصف إلهي بما وصف به نفسه ، وأعرفه بما عرف به نفسه ، لا يدرك بالحواس ، ولا يقاس بالناس ، قريب غير ملتصق ، بعيد غير منتقص ، يوحد ولا يبعّض ، معروف بالآيات ، موصوف بالعلامات ، لا إله إلّا هو الكبير المتعال.

فبكى ابن الأزرق وقال : يا حسين ما أحسن كلامك ، قال له الحسين : بلغني أنك تشهد على أبي وعلى أخي بالكفر وعليّ. قال ابن الأزرق : أما واللّه يا حسين ، لئن كان ذلك لقد كنتم منار الإسلام ، ونجوم الأحكام.

فقال له الحسين : إني سائلك عن مسألة. قال : سل. فسأله عن هذه الآية ( وَأَمَّا الْجِدارُ فَكانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ ) يا بن الأزرق من حفظ في الغلامين؟ قال

ص: 184

ابن الأزرق : أبوهما. قال الحسين : فأبوهما خير أم رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم؟ قال ابن الأزرق : قد أنبأ اللّه تعالى أنكم قوم خصمون.

ومنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد - ابن أبي جرادة في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2586) قال :

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن يوسف بالبيت القدس ، قال : أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي ، قال : أخبرنا أبو عبد اللّه القاسم بن الفضل بن أحمد الثقفي ، قال : حدثنا أبو عبد اللّه محمد بن ابراهيم الجرجاني ، قال : حدثنا أبو علي الحسين بن عبد اللّه العسكري ، قال : حدثنا محمد بن زكريا الغلابي ، قال : حدثنا العباس بن بكار ، قال : حدثنا أبو بكر الهذلي ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : انه بينما هو يحدث الناس إذ قام اليه نافع بن الأزرق فقال له - فذكر مثل ما تقدم عن «مختصر تاريخ دمشق».

ومنهم العلامة المؤرخ ابن عساكر في «تاريخ دمشق - ترجمة الامام الحسين عليه السلام» (ص 157 ط بيروت) قال :

عن ابن عباس انه كان يحدث الناس - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن «المختصر لابن منظور».

ومنهم الفاضل المعاصر حسن كامل الملطاوي في كتابه «رسول اللّه في القرآن» (ص 100 ط دار المعارف - القاهرة) قال :

الحسين بن علي ، حين قال له ابن الأزرق : يا حسين صف لي إلهك الذي تعبد ، وكان ابن الأزرق على رأس الخوارج الأزارقة ، فأجابه الامام الحسين رضي اللّه عنه : يا بن الأزرق أصف إلهي بما وصف به نفسه ، أكبر من أن يقاس بالناس ، أو يدخل

ص: 185

تحت القياس ، أو يدرك بالحواس ، قريب غير ملتصق ، بعيد غير مستقصى ، لا إله إلّا هو الكبير المتعال. فقال ابن الأزرق في إعجابه بوصفه : قد نبأ اللّه عنكم انكم قوم خصمون.

جملة من كلامه عليه السلام

ذكرها جماعة من الأعلام في كتبهم :

فمنهم العلامة أبو القاسم علي بن الحسن الشهير بابن عساكر الدمشقي الشافعي في «ترجمة الامام الحسين عليه السلام من تاريخ مدينة دمشق» (ص 159 ط بيروت) قال :

روى عن بشير بن غالب ، عن حسين بن علي قال : من أحبنا لله وردنا نحن وهو على نبينا صلی اللّه عليه [وآله] وسلم هكذا (وضم إصبعيه) ، ومن أحبنا للدنيا فان الدنيا تسع البرّ والفاجر.

ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر» (ج 7 ص 131 ط دار الفكر) قال :

وعن الحسين بن علي قال - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن ابن عساكر.

وقال ابن عساكر أيضا في ص 194 :

أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي ، أنبأنا أبو بكر بن الطبري ، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل ، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر ، أنبأنا يعقوب ، أنبأنا أبو بكر الحميدي ، أنبأنا سفيان ، أنبأنا عبد اللّه بن شريك ، عن بشر بن غالب أنه سمعه يقول : قال عبد اللّه بن الزبير لحسين ابن علي : أين تذهب ، أتذهب الى قوم قتلوا أباك وطعنوا أخاك؟ فقال له حسين : لأن أقتل بمكان كذا وكذا أحب إليّ من أن تستحلّ بي - يعني مكة.

ص: 186

وقال أيضا في ص 211 :

وبالسند المتقدم قال ابن سعد : وأنبأنا موسى بن اسماعيل ، أنبأنا جعفر بن سليمان ، عن يزيد الرشك ، قال : حدثني من شافه الحسين قال : رأيت أبنية مضروبة بفلاة من الأرض ، فقلت : لمن هذه؟ قالوا : هذه لحسين. قال : فأتيته فإذا شيخ يقرأ القرآن. قال : والدموع تسيل على خديه ولحيته ، قال : فقلت بأبي أنت وأمي يا بن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ما أنزلك هذه البلاد والفلاة التي ليس بها أحد؟ فقال : هذه كتب أهل الكوفة إليّ ، ولا أراهم الّا قاتلي ، فإذا فعلوا ذلك لم يدعوا لله حرمة الّا انتهكوها ، فيسلط اللّه عليهم من يذلهم حتى يكونوا أذل من فرم الأمة.

وقال أيضا :

وأنبأنا علي بن محمد ، عن جعفر بن سليمان الضبعي ، قال : قال الحسين : واللّه لا يدعوني حتى يستخرجوني هذه العلقة من جوفي ، فإذا فعلوا ذلك سلط اللّه عليهم من يذلهم حتى يكونوا أذل من فرم الأمة.

وقال أيضا في ص 211 :

وقال ابن سعد : وأنبأنا علي بن محمد ، عن الحسن بن دينار ، عن معاوية بن قرة قال : قال الحسين : واللّه ليعتدن عليّ كما اعتدت بنو إسرائيل في السبت.

قال أيضا في ص 202 :

وأتاه أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام فقال : يا بن عم ان الترحّم نظارتي عليك ، وما أدري كيف أنا عندك في النصيحة لك؟ قال : يا أبا بكر ما أنت ممن يستغش ولا يتّهم فقل. قال : قد رأيت ما صنع أهل العراق بأبيك وأخيك وأنت تريد أن تسير إليهم ، وهم عبيد الدنيا فيقاتلك من قد وعدك أن ينصرك ، ويخذلك من أنت

ص: 187

أحبّ اليه ممن ينصره ، فاذكر اللّه في نفسك. فقال الحسين عليه السلام : جزاك اللّه يا ابن عمّ خيرا ، فقد اجتهدت رأيك ، ومهما يقضي اللّه من أمر يكن. فقال أبو بكر : انا لله عند اللّه نحتسب إليهم.

وقال أيضا في ص 204 :

يا أبا العباس انك شيخ قد كبرت. فقال ابن عباس : لو لا أن يزري ذلك بي أو بك لنشبت يدي في رأسك ، ولو أعلم أنا إذا تناصبنا أقمت لفعلت ، ولكن لا أخال ذلك نافعي. فقال له الحسين : لأن أقتل بمكان كذا وكذا أحبّ إليّ أن تستحل بي (يعني مكة). قال : فبكى ابن عباس وقال : أقررت عين ابن زبير.

وقال أيضا في ص 156 :

أخبرنا أبو محمد عبدان بن رزين بن محمد ، أنبأنا نصر بن ابراهيم ، أنبأنا عبد الوهاب بن الحسين بن عمر بن برهان ، أنبأنا الربيع بن المنذر الثوري ، أنبأنا أبي ، عن سعيد بن حذيفة بن يمان ، عن مولى الحذيفة قال : كان حسين بن علي أخذ بذراعي في أيام الموسم ، قال : ورجل خلفنا يقول : اللّهم اغفر له ولأمه. فأطال ذلك فترك [الحسين] بذراعي وأقبل عليه فقال : قد آذيتنا منذ اليوم ، تستغفر لي ولأمي وتترك أبى ، وأبي خير منّي وأمّي.

وقال أيضا في ص 153 :

أخبرنا أبو القاسم العلوي ، أنبأنا رشا [ء] بن نظيف ، أنبأنا الحسن بن اسماعيل ، أنبأنا أحمد بن مروان ، أنبأنا محمد بن يونس ، أنبأنا الأصمعي ، عن ابن عون قال : كتب الحسن الى الحسين يعيب عليه إعطاء الشعراء. فكتب اليه : ان خير المال ما وقي به العرض.

ص: 188

ومنهم العلامة الشيخ أبو بكر أحمد بن مروان الدينوري الحنفي في «منتخب الأخبار» (ص 31) قال :

قال الحسين : ان خير المال - فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر بعينه.

ومن كلامه عليه السلام : «الزموا مودتنا»

قد تقدم نقله منا عن أعلام القوم في ج 11 ص 591 ، ونستدرك هاهنا عمن لم نرو عنهم هناك :

فمنهم العلامة صاحب كتاب «الاشراف بحب الاشراف» (ص 57 ط حلب) قال :

ومن كلامه عليه السلام : الزموا مودتنا أهل البيت ، فانه من لقي اللّه وهو يودّنا دخل الجنة بشفاعتنا.

ومن كلامه عليه السلام لأصحابه

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الفاضل الدكتور محمد ماهر حمادة في «الوثائق السياسية والادارية للعصر الاموي» (ص 184 ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال :

قال الحسين لأصحابه : إن القوم ليسوا يقصدون غيري ، وقد قضيتم ما عليكم ، فانصرفوا فأنتم في حل.

ولكن القوم أبوا إلّا اللقاء معه حتى النفس الأخير.

ص: 189

ومن كلامه عليه السلام في اختيار اللّه تعالى

نقله جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الفاضل المعاصر الشيخ محمد الكنزاني ابن السيد الشيخ عبد الكريم المولود سنة 1358 في «الأنوار الرحمانية في الطريقة الكنزانية» (ص 198 ط مكتبة مدبولي - القاهرة) قال :

وقيل للحسين بن علي رضي اللّه عنهما : إن أبا ذر يقول : الفقر أحب إلي من الغنى ، والسقم أحب إلي من الصحة. فقال : رحم اللّه أبا ذر ، أما أنا فأقول : من اتكل على حسن اختيار اللّه تعالى لم يتمن غير ما اختار اللّه تعالى له.

ومنهم الفاضل المعاصر محمد رضا أمين المكتبة في «الحسن والحسين» (ص 153) قال :

من كلماته وحكمه رضي اللّه عنه قوله :

1 - لا تتكلف ما لا تطيق ، ولا تتعرض لما لا تدرك ، ولا تعد بما لا تقدر عليه ، ولا تنفق إلّا بقدر ما تستفيد ، ولا تطلب من الجزاء إلّا بقدر ما صنعت ، ولا تفرح إلّا بما نلت من طاعة اللّه ، ولا تتناول إلّا ما رأيت نفسك له أهلا.

2 - شر خصال الملوك : الجبن عن الأعداء ، والقسوة على الضعفاء ، والبخل عن الإعطاء.

3 - إن الناس عبيد الأموال ، والدين لغو على ألسنتهم يحوطونه ما درّت به معايشهم ، فإذا محّصوا بالابتلاء قل الديانون.

4 - إن خير المال ما وقي به العرض.

5 - من جاد ساد ، ومن بخل ذل ، ومن تعجل لأخيه خيرا وجده إذا قدم على ربه غدا.

ص: 190

ومن كلامه عليه السلام في شأن الفقراء

رواه جماعة من أعلام القوم في كتبهم :

فمنهم العلامة أبو شجاع شيرويه بن شهردار الديلمي الحنفي في «فردوس الأخبار» (ص 10) قال :

روى عن الحسين بن علي : اتخذوا عند الفقراء الأيادي ، فان لهم دولة ، إذا كان يوم القيامة ينادي مناد : سيروا الى الفقراء ، فيعتذروا إليهم كما يعتذر أحدكم الى أخيه الذنب في الدنيا.

ومن كلامه عليه السلام : «من أتى مسجدا فذاك ضيف اللّه عزوجل»

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد - ابن أبي جرادة في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2585) قال :

أخبرنا أبو الفضل المرجا بن أبي الحسن بن هبة اللّه بن غزال ، قال : أخبرنا أبو طالب محمد بن علي بن أحمد الكتاني ، قال : أخبرنا محمد بن أحمد بن عبد اللّه العجمي ، قال : أخبرنا الحافظ أبو الحسن محمد بن محمد بن محمد بن مخلد ، قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علي ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عثمان بن سمعان ، قال : أخبرنا أبو الحسن أسلم بن سهل بن أسلم بحشل ، قال : حدثنا محمد بن عبد اللّه ابن سعيد ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا الحسن بن عمارة ، عن زياد الحارثي قال :

ص: 191

سمعت الحسين بن علي رضوان اللّه عليه يقول : من أتى مسجدا لا يأتيه إلّا لله تعالى فذاك ضيف اللّه تعالى حتى يخرج منه.

وقال أيضا في ص 2590 :

أخبرنا أبو الفضل بن أبي الحسن التاجر ، قال : أخبرنا محمد بن علي الكتاني ، قال: أخبرنا أبو الفضل بن أحمد ، قال : أخبرنا أبو الحسن بن مخلد ، قال : أخبرنا أبو الحسن ابن الحسن ، قال : أخبرنا أبو بكر بن عثمان الحافظ ، قال : حدثنا أبو الحسن بحشل الرزاز ، قال : حدثنا محمد بن عبد اللّه بن سعيد ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا الحسن ابن عمارة ، عن زياد الحارثي قال : أبو الحسن - وهو زياد بن شابور عم بقية بن عبيد - قال : سمعت الحسين بن علي رضوان اللّه عليه يقول - فذكر الحديث مثل ما تقدم ، والسند أيضا مثل ما تقدم الّا أنه فيه خلط.

من كلامه عليه السلام لأهل البصرة

نقله جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الفاضل المعاصر محمد محمود الصواف في كتابه «ام القرآن وخير ثلاث سور أنزلت» (ص 76 ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال :

وحدث الصادق جعفر بن محمد رضي اللّه عنه ، عن أبيه الباقر ، عن أبيه أن أهل البصرة كتبوا الى الحسين بن علي رضي اللّه عنه وأرضاه يسألونه عن الصمد ، فكتب الحسين إليهم :

«بسم اللّه الرحمن الرحيم. أما بعد ، فلا تخوضوا في القرآن ، ولا تجادلوا فيه ولا تكلموا فيه بغير علم ، فقد سمعت جدي رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول : من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار ، وإن اللّه قد فسر سبحانه الصمد فقال : ( لَمْ

ص: 192

يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ* وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ) .

«لم يلد» ينزه اللّه عزوجل عن أن يلد أحدا ، فليس له ولد ولا والد ولا صاحبة ، ويشير بهذا الى فساد رأي القائلين بأن له ابنا أو بنات ، وهم مشركو العرب والهند والنصارى وغيرهم ، ويبين لهم أن الابنية تستلزم الولادة ، والولادة إنما تكون من الحي الذي له مزاج ، وما له مزاج فهو مركب ، ونهايته الى انحلال وفناء ، واللّه جل شأنه منزه عن ذلك.

ومن كلامه عليه السلام

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة المولود 588 المتوفى 660 في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2589 ط دمشق) قال :

أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن يحيى بن حكيم ، قال : أخبرنا أبو الفرج يحيى بن ياقوت بن عبد اللّه ، قال : أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، قال : أخبرنا أبو الحسين بن النقور ، قال : أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن اسماعيل الضبي ، قال : وجدت في كتاب والدي رحمه اللّه ، حدثني أبو الحسن علي بن جعفر بن زيد ، من ولد عقيل ابن أبي طالب ، قال : قيل للحسين بن علي عليه السلام : كيف أصبحت يا بن رسول اللّه؟ قال : أصبحت كثير الذنوب قبيح العيوب ، فلا أدري أيهما أشكر ، أقبيح ما يستر أم عظيم ما يغفر.

كلامه عليه السلام في جواب من كاتبه في الاستبطاء

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

ص: 193

فمنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد - ابن أبي جرادة في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2589) قال :

قال أبو عبد اللّه : وفيه - يعني كتاب والده - حدثنا أبو بكر يوسف بن يعقوب الواسطي ، قال : حدثني أحمد بن أبي القاسم ، عن أبيه قال : كتب أخ للحسين بن علي عليه السلام الى الحسين كتابا يستبطئه في مكاتبته. قال : فكتب إليه الحسين : يا أخي ليس تأكيد المودة بكثرة المزاورة ، ولا بمواترة المكاتبة ، ولكنها في القلب ثابتة وعند النوازل موجودة ، وقد قال في ذلك أوس بن حجر :

وليس أخوك الدائم الوصل بالذي *** يذمك إن ولى ويرضيك مقبلا

ولكنه النائي إذا كنت آمنا *** وصاحبك الأدنى إذا الأمر أعضلا

كلامه عليه السلام في قضاء الحاجة

رواه جماعة من الأعلام في كتبهم :

فمنهم الفاضل پرتو افندي معلم الكتاب بتركيا في كتابه «ربيع الملك في آداب السلك» باللغة التركية والمؤلف توفي سنة 1259 (ص 64 والنسخة مصورة من مخطوط مكتبة .... في اسلامبول).

ذكر كلام الامام الشهيد الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام في قضاء حوائج المحتاجين المؤمنين وهذا لفظه :

حضرت أمير المؤمنين حسين بن علي رضي اللّه عنه وعن أبيه بيورمشلردر كه يتمش ييل كوشه عبادتده اوتورمقدن بر ساعت بر مؤمنك اتمام حاجتي خدمتنده طور مغى يك سورم.

ص: 194

كلام الحسين عليه السلام في وصف أخيه الحسن عليه السلام لما أدخله قبره

رواه جماعة من الأعلام في كتبهم :

فمنهم العلامة محمد بن أبي بكر الانصاري في «الجوهرة» (ص 32 ط دمشق) قال : ولما توفي الحسن عليه السلام أدخله قبره الحسين ومحمد بن الحنفية وعبيد اللّه بن عباس ، ثم وقف على قبره وقد اغرورقت عيناه فقال : رحمة اللّه عليك أبا محمد ، فلئن عزّت حياتك لقد هدّت وفاتك ، ولنعم الروح روح تضمنه بدنك ، ولنعم الجسد جسد تضمنه كفنك ، ولنعم الكفن كفن تضمنه لحدك. وكيف لا تكون كذلك وأنت حليف التقى ، وجدك النبي المصطفى ، وأبوك علي المرتضى ، وأمك فاطمة الزهرا ، وعمك جعفر الطيار في جنة المأوى ، غذتك أكف الحق ، وربّيت في حجر الإسلام ، ورضعت ثدي الايمان ، فطبت حيا وميتا ، فلئن كانت الأنفس غير طيبة بفراقك ، فإنها غير شاكة أنه قد خير لك ، وأنك وأخاك سيدا شباب أهل الجنة ، فعليك السلام.

ومن كلامه عليه السلام في الآداب

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2572 - ط دمشق) قال :

أخبرنا عمر بن طبرزد ، قال : أخبرنا أبو القاسم بن الحسين ، قال : أخبرنا أبو طالب ابن غيلان ، قال : أخبرنا أبو بكر الشافعي ، قال : حدثنا أحمد بن الحسين المديني ،

ص: 195

قال : حدثنا سفيان بن وكيع ، قال : حدثنا يونس بن بكير بن زياد بن المنذر ، عن بشير ابن غالب ، عن حسين بن علي قال : رأيت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يشرب قائما.

ومن كلامه عليه السلام قاله لعبد اللّه بن مطيع

رواه جماعة من أعلام القوم في كتبهم :

فمنهم العلامة الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد الحافي [الخوافي] الحسيني الشافعي في «التبر المذاب» (ص 76) قال :

وذكر هشام بن محمد وابن إسحاق قالا : لما خرج الحسين لقيه عبد اللّه بن مطيع فقال : يا أبا عبد اللّه الى أين جعلت فداك؟ إياك وأهل الكوفة ، وذكّره غدرهم وفعلهم بأبيه وأخيه ، ثم قال : الزم الحرم ، فإنك سيد العرب ، ولم يعدل بك أحد ، وتقصدك الناس من كل جانب ، وو اللّه لأن قتلوك بنو أمية لم يهابوا بعدك أحدا وليسترقن بعدك الأحرار. فقال : يا عبد اللّه أكل ذلك فرارا من الموت ، واللّه الموت مع الحق أولى من الحياة على الباطل ، واللّه لجهاد يزيد على الدين أحق من جهاد المشركين.

قوله عليه السلام «ان صاحب الدابة أحق بركوبها»

رواه جماعة من الأعلام في مؤلفاتهم :

فمنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد الخضري السيوطي المصري المتوفى سنة 911 في كتابه «مسند فاطمة عليها السلام» (ص 39 ط المطبعة العزيزية بحيدرآباد - الهند سنة 1406) قال :

عن محمد بن علي بن حسين ، قال : خرج حسين وأنا معه وهو يريد أرضه التي

ص: 196

بظاهر الحرة ونحن نمشي ، فأدركنا النعمان بن بشير وهو على بغلة له ، فنزل فقربها الى الحسين ، فقال للحسين : يا أبا عبد اللّه اركب فقال : بل اركب أنت ، أنت أحق بصدر دابتك ، فان فاطمة حدثتني أن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال ذلك. فقال النعمان : صدقت فاطمة ، ولكن أخبرني أبي بشير عن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أنه قال : إلا من أذن له ، فركب الحسين وأردفه النعمان (أبو نعيم ، كر) وفيه الحكم بن عبد اللّه الايلي ، وهو متروك.

قوله عليه السلام «لا وضعت يدي في يد ابن مرجانة»

رواه جماعة من الأعلام في كتبهم :

فمنهم العلامة الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد الحافي [الخوافي] الحسيني الشافعي في «التبر المذاب» (ص 78 نسخة مكتبتنا العامة بقم) قال :

قال الواقدي : فلما وصل شمر الى عمر بن سعد لعنه اللّه ناداه : لا أهلا ولا سهلا ، لا قرب اللّه دارك ولا ارثى مزارك ، وقبح ما جئت به. ثم قرأ الكتاب وقال : واللّه لقد ثنيته عما كان في عزمه غير أنك قد فعلت ما فعلت. ثم بعث الى الحسين عليه السلام فأخبره الخبر ، فقال : واللّه لا وضعت يدي في يد ابن مرجانة ، وهل هو الا الموت والقدوم على رب كريم؟ لقد أخبرني به جدي رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم.

كلمات له عليه السلام

رواها جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

ص: 197

فمنهم العلامة ياقوت المستعصمي في «رسالة آداب وحكم» (ص 54 ط بيروت) قال :

وقال الحسين عليه السلام : إذا سمعت أحدا يتناول أعراض الناس فاجتهد أن لا يعرفك ، فان أشقى الأعراض به معارفه.

وقال عليه السلام : لا تتكلف ما لا تطيق ، ولا تتعرض لما لا تدرك ، ولا تعد بما لا تقدر عليه ، ولا تنفق الّا بقدر ما تستفيد ، ولا تطلب من الجزاء الّا بقدر ما صنعت ، ولا تفرح الّا بما نلت من طاعة اللّه تعالى ، ولا تتناول الّا ما رأيت نفسك أهلا له.

كلامه عليه السلام في الكتب المنزلة من السماء

رواه جماعة من العامة في كتبهم :

فمنهم الفاضل المعاصر أحمد الصباحي عوض اللّه في «الاستشفاء بالقرآن الكريم والسنة النبوية» (ص 35 ط المكتبة العصرية صيدا - بيروت) قال :

وروي عن الحسين رضي اللّه عنه أنه قال : أنزل اللّه تعالى مائة وأربعة كتب من السماء (صحف شيت ستون ، وصحف ابراهيم ثلاثون ، وصحف موسى قبل التوراة عشر ، والتوراة والإنجيل والزبور والقرآن) ، أودع علوم هذه الكتب في الفرقان ، ثم أودع علوم الفرقان في المفصل ، ثم أودع علوم المفصل في الفاتحة ، فمن علم تفسير الفاتحة كان كمن علم تفسير جميع الكتب المنزلة ، ومن قرأها فكأنما قرأ التوراة والإنجيل والزبور والقرآن ، ثم أودع علوم الفاتحة في البسملة (بسم اللّه الرحمن الرحيم) ، ثم أودع علوم البسملة في بائها ، ومعناها : بي كان ما كان وبي يكون ما يكون.

كلامه عليه السلام في موعظة أعدائه

قد تقدم نقله منا عن أعلام القوم في ج 11 ص 615 الى ص 617 وص 643 ،

ص: 198

ونستدرك هاهنا عمن لم نرو عنهم هناك :

فمنهم العلامة الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد الحافي الحسيني الشافعي في «التبر المذاب» (ص 81) قال :

قال الواقدي وهشام بن محمد : لما رآهم الحسين مصرين على قتله ، أخذ المصحف ونشره ، ونادى : بيني وبينكم كتاب اللّه وسنة جدي رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، بم تستحلون دمي؟ ألست ابن بنت نبيكم؟ ألم يبلغكم قول جدي فيّ وفي أخي «هذان سيدا شباب أهل الجنة» ، إن لم تصدقوني فاسألوا جابرا وزيد بن أرقم وأبا سعيد الخدري ، واللّه ما تعمدت كذبا منذ علمت أن اللّه سبحانه عقب عليه أهله ، واللّه ما بين المشرق والمغرب ابن نبي غيري فيكم ولا في غيركم.

فقال شمر : الساعة ترد الهاوية. فقال الحسين : اللّه أكبر ، أخبرني جدي رسول اللّه «صلی اللّه عليه وآله وسلم» قال : كأن كلبا ولغ في دماء أهل بيتي ، ولا أخالك الّا ايّاه. فقال شمر : لا أعبد اللّه على حرف ان كنت أدري ما تقول.

ثم قال الحسين : أيها الناس ، أنشدكم اللّه ألستم تعلمون اني ابن بنت نبيكم ، أنشدكم اللّه ألستم تعلمون أن جدي رسول اللّه ، أنشدكم اللّه ألستم تعلمون أن امّي فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين ، أنشدكم اللّه ألستم تعلمون أن جدتي خديجة بنت خويلد أول نساء هذه الأمة إسلاما ، ألستم تعلمون أن أبي علي بن أبي طالب ، أنشدكم اللّه ألستم تعلمون أن سيد الشهداء حمزة عمّ أبي ، أنشدكم اللّه ألستم تعلمون أن جعفر الطيار في الجنة عمي ، أنشدكم اللّه ألستم تعلمون أن جدّي رسول اللّه قال : «هذان ريحانتاي من الدنيا»؟! فبما تستحلون دمي ، وجدّي الذائد على الحوض يذود عنه رجالا كما يذاد البعير الشارد عن الماء ، ولواء الحمد بيد أبي يوم القيامة ، ثم أنشد يقول :

أنا ابن علي الخير من آل هاشم *** كفاني بهذا مفخرا حين أفخر

ص: 199

وجدي رسول اللّه أكرم من مشى *** ونحن سراج اللّه في الخلق نزهر

وفاطم أمي من سلالة أحمد *** وعمي يدعى ذو الجناحين جعفر

وفينا كتاب اللّه أنزل صادقا *** وفينا الهدى والوحي والذكر يذكر

ونحن ولاة الأمر نسقي ولاتنا *** بكأس رسول اللّه ما ليس ينكر

وشيعتنا في الناس أكرم شيعة *** ومبغضنا يوم القيامة يخسر

كلامه عليه السلام لفرزدق حين لاقاه في طريقه الى العراق

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة أبو الفرج معافى بن زكريا النهرواني الجريري المتوفى سنة 390 في كتابه «الجليس الصالح الكافي» (ج 1 ص 554 ط بيروت 1401) قال : حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف ، قال : حدثني أحمد بن الصلت الحماني ، قال : حدثنا النضر بن علي ، قال : حدثنا خالد بن الحارث ، عن أبيه ، قال : قال الفرزدق بن غالب : خرجت من البصرة أريد العمرة ، فرأيت عسكرا في البرية ، فقلت : عسكر من هذا؟ قالوا : عسكر الحسين بن علي رضي اللّه عنهما. قال : فقلت : لأقضين حق رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فيه ، فأتيته فسلمت ، فقال : من الرجل؟ فقلت : الفرزدق بن غالب. فقال : هذا نسب قصير. فقلت : أنت أقصر مني نسبا ، أنت ابن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم. فقال لي : أبو من؟ فقلت : أبو فراس. قال : يا أبا فراس كيف خلفت الناس ، ومن أين والى أين؟ قال : قلت : من البصرة أريد العمرة ، وما سألت عنه من أمر الناس فقلوبهم معك وسيوفهم مع بني أمية والقضاء ينزل من السماء. قال : فاغرورقت عيناه ، وقال : هكذا الناس في كل زمان ، أتباع لذي الدينار والدرهم ، والدين لغو على ألسنتهم ، فإذا فحصوا بالابتلاء قلّ الديّانون.

ص: 200

ومنهم العلامة الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد الخوافي [الخافي] الحسيني الشافعي في «التبر المذاب» (ص 75) قال :

وأما الحسين عليه السلام فانه خرج من مكة سابع ذي الحجة سنة ستين ، فلما وصل بستان بني عامر لقي الفرزدق الشاعر - وكان يوم التروية - فقال : يا بن رسول اللّه ما أعجلك من الحج؟ فقال : لو لم أعجل لأخذت ، أخبرني عما ورائك؟ فقال : يا بن رسول اللّه قلوبهم معك وسيوفهم عليك مع بني أمية ، فارجع يا بن رسول اللّه. فقال عليه السلام : يا فرزدق ان هؤلاء قوم لزموا طاعة الشيطان ، وتركوا طاعة الرحمن ، وأظهروا الفساد في الأرض ، وأبطلوا الحدود ، وشربوا الخمور ، واستأثروا بأموال الفقراء والمساكين ، وأنا من قام بنصرة دين اللّه وإعزاز شرعه واظهار دينه والجهاد في سبيله ليكون كلامه هي العليا. فقال له الفرزدق : خار اللّه لك ، وبلغك أملك ، ثم فارقه.

ومن كلامه عليه السلام «خير المعروف ما لم يتقدمه مطل»

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة الشيخ أبو المعالي محمد بن الحسن بن محمد بن علي بن حمدون في «التذكرة الحمدونية» (ص 267 ط بيروت) قال :

ومن كلام الحسين بن علي : [خير] المعروف ما لم يتقدمه مطل ولم يتبعه منّ ، الوحشة من الناس على قدر الفطنة بهم ، النعمة محنة ، فان شكرت كانت كنزا ، وان كفرت صارت نقمة.

قوله عليه السلام «لا يدخل الملائكة بيتا فيه كلب»

رواه جماعة من الأعلام في كتبهم :

ص: 201

فمنهم العلامة المولوي محمد مبين بن محب الدين الحنفي الهندي في «وسيلة النجاة» (ص 272 ط گلشن فيض لكهنو) قال :

واز آن جمله آنست كه روزى شخصى تقصيرى كرد كه حضار مجلس دانستند امام همام بر اين كس كمال غضب خواهد فرمود واز اين جرم عظيم در نخواهد گذشت وآن جناب چين بر جبين نياورد وهيچ نگفت وروى مبارك بر حاضران كرده فرمود لا يدخل الملائكة بيتا فيه كلب يعنى درنمى آيد فرشته ها در خانه كه در آن سگ مى باشد يعنى دل اگر جاى نزول لطف ورحمت خداست مدخل خشم وغضب وغصة كه از عادات سگان است نمى تواند باشد.

ومن كلامه عليه السلام لعقبة

رواه جماعة من أعلام القوم في كتبهم :

فمنهم الحافظ أبو بكر عبد اللّه بن محمد بن أبي ابراهيم بن عثمان بن أبي شيبة الكوفي العبسي في «المصنف في الأحاديث والآثار» (ج 4 ص 80 ط بمبئى) قال :

عن عقبة مولى أدلم بن ناعمة الحضرمي ، انه دفع مع الحسين بن علي من جمع ، فلم يزد على السير ، فما أتى وادي محسّر قال : ارجز بصوتك واركض برجلك ، واضرب بسوطك. ودفع في الوادي حتى استوت به الأرض ، وخرج من الوادي.

ص: 202

أدعية الامام الحسين عليه السلام

دعاؤه عليه السلام بالكعبة الشريفة

تقدم نقله عن كتب أعلام العامة في ج 11 ص 595 ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم الفاضل المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد بن عبد اللّه فكري الحسيني القاهري المولود بها سنة 1296 والمتوفى بها أيضا 1372 في «أحسن القصص» (ج 4 ص 241 ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال :

ومن دعائه بالكعبة الشريفة : الهي نعّمتني فلم تجدني شاكرا ، وابتليتني فلم تجدني صابرا ، فلا أنت سلبت النعمة لترك الشكر ، ولا أدمت الشدة لترك الصبر ، الهي ما يكون من الكريم إلا الكرم.

ورواه الفاضل المعاصر محمد رضا أمين مكتبة جامعة فؤاد الأول سابقا في كتابه «الحسن والحسين سبطا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم» (ص 153 ط دار الكتب العلمية - بيروت):

مثل ما تقدم عن «أحسن القصص».

ص: 203

دعاؤه عليه السلام على القوم حين رمى رجل بسهم في حنكه ورمى الدم الى السماء

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الدكتور محمد جميل غازي في «استشهاد الحسين عليه السلام» (ص 99) قال :

وقد اشتد عطش الحسين ، فحاول أن يصل الى أن يشرب من ماء الفرات فما قدر ، بل مانعوه عنه ، فخلص الى شربة منه ، فرماه رجل يقال له حصين بن تميم بسهم في حنكه فأثبته ، فانتزعه الحسين من حنكه ، ففار الدم فتلقاه بيديه ثم رفعهما الى السماء وهما مملوءتان دما ، ثم رمى به الى السماء ، وقال «اللّهم أحصهم عددا ، واقتلهم بددا ، ولا تذر على الأرض منهم أحدا». ودعا عليهم دعاء بليغا.

قال : فو اللّه إن مكث الرجل الرامي له الّا يسيرا حتى صبّ اللّه عليه الظمأ ، فجعل لا يرى ويسقى الماء مبردا ، وتارة يبرد له اللبن والماء جميعا ، ويسقى فلا يرى ، بل يقول : ويلكم اسقوني قتلني الظمأ. قال : فواللّه ما لبث إلّا يسيرا حتى انفد بطنه انفداد بطن البعير.

دعاء الحسين عليه السلام حين رمى دم وجهه الشريف الى السماء

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة ابن عساكر في «تاريخ دمشق - ترجمة الامام الحسين عليه السلام» (ص 236) قال :

وأنبأنا الخطيب ، أنبأنا الحسين بن محمد الخلال ، أنبأنا الواجد بن علي القاضي ،

ص: 204

أنبأنا الحسين بن اسماعيل الضبي ، أنبأنا عبد اللّه بن شبيب ، حدثنا ابراهيم بن المنذر ، حدثني حسين بن زيد بن علي بن الحسين ، عن الحسن بن زيد بن حسن بن علي ، حدثني مسلم بن رباح مولى علي بن أبي طالب قال : كنت مع الحسين بن علي يوم قتل ، فرمي في وجهه بنشّابة ، فقال لي : يا مسلم أدن يديك من الدم. فأدنيتهما فلما امتلأتا قال : اسكبه في يدي. فسكبته في يده ، فنفح بهما الى السماء وقال : اللّهم اطلب بدم ابن بنت نبيك. قال مسلم : فما وقع منه الى الأرض قطرة.

دعاؤه عليه السلام على مالك بن النسير

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الفاضل المعاصر محمد رضا أمين مكتبة جامعة فؤاد الاول سابقا في كتابه : «الحسن والحسين سبطا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم» (ص 106 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال:

ومن كراماته رضي اللّه عنه ، أنه دعا على مالك بن النسير الذي ضربه على رأسه بالسيف فأدماه بقوله «لا أكلت ولا شربت ، وحشرك اللّه مع الظالمين» فلم يزل فقيرا بشر حتى مات.

ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد جميل غازي في «استشهاد الحسين عليه السلام» (ص 97 خرجه من كتاب الحافظ ابن كثير ط مطبعة المدني - المؤسسة السعودية بمصر) قال :

قالوا : ومكث الحسين نهارا طويلا وحده لا يأتي اليه أحد الّا رجع عنه ، لا يحب أن يلي قتله ، حتى جاءه رجل من بني بدّاء ، يقال له مالك بن بشير فضرب الحسين على رأسه بالسيف فأدمى رأسه ، وكان على الحسين برنس فقطعه وجرح رأسه ، فامتلأ البرنس دما ، فقال له الحسين : لا أكلت بها ولا شربت ، وحشرك اللّه مع الظالمين. ثم

ص: 205

ألقى الحسين ذلك البرنس ودعا بعمامة فلبسها.

دعاؤه عليه السلام حين رمي رضيعه بالسهم

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد جميل غازي في «استشهاد الحسين عليه السلام» (ص 99 خرجه من كتاب الحافظ ابن كثير ط مطبعة المدني - المؤسسة السعودية بمصر) قال :

ثم الحسين أعيى فقعد على باب فسطاطه ، وأتي بصبي صغير من أولاده اسمه عبد اللّه ، فأجلسه في حجره ، ثم جعل يقبله ويشمه ويودعه ويوصي أهله ، فرماه رجل من بني أسد يقال له «ابن موقد النار» بسهم ، فذبح ذلك الغلام ، فتلقى حسين دمه في يده وألقاه نحو السماء وقال : رب ان تك قد حبست عنا النصر من السماء فاجعله لما هو خير ، وانتقم لنا من الظالمين.

دعاء آخر له في مقتل رضيعه

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة الشريف محمد بن أحمد الحسيني الشافعي الخوافي [الحافي] في «التبر المذاب» (ص 82 المخطوط) قال :

ثم التفت الحسين (عليه السلام) وإذا بالطفل له يتلظّى عطشا ، فأخذه على يده وقال : يا قوم ، ان لم ترحموني فارحموا هذا الطفل ، فرماه رجل منهم بسهم ذبحه ، فبكى الحسين وقال: اللّهم احكم بيننا وبين قوم دعونا لينصرونا فقتلونا. فنودي من الهواء : يا حسين دعه فان له مرضعا في الجنة.

ص: 206

دعاؤه عليه السلام لما أحاطوا به

تقدم نقله عن كتب أعلام العامة في ج 11 ص 630 ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة المولود سنة 588 والمتوفى 660 في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2618 ط دمشق) قال :

أخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان بن بنين ، قال : أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن حمد بن حامد الأرتاحي ، قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين الفراء إجازة لي ، قال : أنبأنا أبو اسحق ابراهيم بن سعيد الحبال ، وست الموفق خديجة مولاة أبي حفص عمر بن محمد الصقلي المرابطة ، قال : أبو اسحق أخبرنا أبو القاسم عبد الجبار بن أحمد بن عمر بن الحسن الطرطوسي - قراءة عليه وأنا أسمع - قال : أخبرنا أبو بكر الحسن بن الحسين بن بندار الأنطاكي قراءة عليه ، وقالت خديجة : قرئ على أبي القاسم يحيى بن أحمد بن علي بن الحسين بن بندار بن عبد اللّه بن خير الأذني الأنطاكي وأنا شاهدة أسمع ، قال : أخبرني جدي القاضي أبو الحسن علي بن الحسين بن بندار ، قالا : حدثنا أبو العباس محمود بن محمد بن الفضل الأديب ، قال : حدثنا عبيد اللّه بن محمد ، قال : حدثنا محمد بن خلف ، قال : حدثنا نصر بن مزاحم العطار ، عن أبي مخنف قال : حدثني سليمان بن أبي راشد ، عن حميد بن مسلم قال : سمعت الحسين ابن علي وقد أحاطوا به يقول : اللّهم احبس عنهم قطر السماء ، وامنعهم بركات الأرض ، وان متعتهم الى حين ، ففرقهم فرقا ، ومزقهم مزقا ، واجعلهم طرائق قددا ، ولا ترض عنهم الولاة أبدا ، فإنهم دعونا لينصرونا فعدوا علينا فقتلونا. وضارب حتى كفهم عنه ، ثم تغاووا عليه فقتلوه.

ص: 207

دعاؤه عليه السلام على عبد اللّه الأزدي

قد روينا ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 11 ص 528 ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم الفاضل المعاصر محمد رضا أمين مكتبة جامعة فؤاد الاول سابقا في كتابه : «الحسن والحسين سبطا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم» (ص 69 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال:

نازل الحسين عبد اللّه بن أبي حصين الأزدي ليمنعه الماء ، فقال : يا حسين ألا تنظر الى الماء كأنه كبد السماء؟ واللّه لا تذوق منه قطرة حتى تموت عطشا. فقال له الحسين : اللّهم اقتله عطشا ولا تغفر له أبدا. قال حميد بن مسلم : واللّه لعدته بعد ذلك في مرضه ، فواللّه الذي لا اله الا هو لقد رأيته يشرب حتى يبغر ثم يقيء ، ثم يعود فيشرب حتى يبغر ، فما يروى ؛ فما زال ذلك دأبه حتى لقط غصته (يعني نفسه ، أي مات).

ومنهم العلامة الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد الحافي [الخوافي] الحسيني الشافعي في «التبر المذاب» (ص 77) قال :

قال الواقدي : ولما رحل الحسين من القادسية وقف مكانا يختار أن ينزل فيه ، وإذا سواد الخيل قد أقبل كالليل وكأن راياتهم أجنحة النسور وأسنتهم كاليعاسيب ، فنزلوا ومنعوهم الماء ثلاثة أيام ، فنادى عبد اللّه بن حصين الأسدي - فذكر مثل ما تقدم.

ومنهم المحدث العلامة الشيخ أبو بكر محيي الدين محمد بن علي الطعمي في «معجم كرامات الصحابة» (ص 40 ط دار ابن زيدون - بيروت) قال :

ص: 208

من كراماته : ما روي عن ابن شهاب الزهري قال : لم يبق أحد من قتلة الحسين الّا وعوقب في الدنيا اما بالقتل أو بالعمى أو سواد الوجه أو زوال الملك في مدة يسيرة ، ومنها أن عبد اللّه بن حصين ناداه وقت محاربتهم له ومنعهم الماء عنه : يا حسين ألا تنظر الى الماء كأنه كبد السماء ، واللّه لا تذوق منه قطرة حتى تموت عطشا ، فقال الحسين : اللّهم اقتله عطشا. فكان ذلك الخبيث يشرب الماء ولا يروى حتى مات عطشا.

وسمع شيخ كبير أعان على قتل الحسين رضي اللّه عنه أن كل من أعان على قتله لم يمت حتى يصيبه بلاء. فقال : أنا ممن شهده وما أصابني أمر أكرهه. فقام الى السراج ليصلحه ، فثارت النار فأصابته ، فجعل ينادي : النار ، حتى مات.

مستدرك دعاؤه عليه السلام لما صبحت الخيل به

قد تقدم نقله منا عن الكتب أعلام العامة في ج 11 ص 613 ، ونستدرك هاهنا عمن لم نرو عنهم هناك :

فمنهم العلامة أبو القاسم علي بن الحسن الشهير يا بن عساكر الدمشقي الشافعي في «ترجمة الامام الحسين عليه السلام من تاريخ مدينة دمشق» (ص 213 ط بيروت) قال :

أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسن بن علي بن علي بتبريز ، أنبأنا أبو الفضائل محمد بن أحمد بن عمر بن الحسن بن يونس بأصبهان ، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، أنبأنا عبد اللّه بن محمد بن جعفر ، أنبأنا اسحق بن أحمد الفارسي ، أنبأنا عبد الواحد بن محمد ، أنبأنا أبو المنذر ، عن أبي مخنف ، عن أبي خالد الكاهلي قال : لما صبحت الخيل ، الحسين بن على رفع يديه فقال :

«اللّهم أنت ثقتي في كل كرب ورجائي في كل شدة ، وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقة وعدة ، فكم من هم يضعف فيه الفؤاد وتقل فيه الحيلة ويخذل فيه الصديق ويشمت فيه العدو ، فأنزلته بك وشكوته إليك رغبة فيه إليك عمن سواك ففرّجته

ص: 209

وكشفته وكفيتنيه ، فأنت ولي كل نعمة وصاحب كل حسنة ومنتهى كل غاية».

ورواه الفاضل المعاصر الدكتور محمد جميل غازي في «استشهاد الحسين عليه السلام» (ص 66 خرجه من كتاب الحافظ ابن كثير ط مطبعة المدني - المؤسسة السعودية بمصر) قال :

عن أبي مخنف عن أبي خالد الكاهلي - فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر.

ورواه العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر» (ج 7 ص 146 ط دار الفكر) قال :

قال أبو خالد الكابلي - فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر.

ورواه الفاضل المعاصر محمد رضا أمين مكتبة جامعة فؤاد الاول سابقا في كتابه «الحسن والحسين» (ص 105) فقال :

لما صبحت الخيل الحسين رفع يديه فقال - فذكر مثله باختلاف قليل. ليس فيه «فاء» في «كم» و «أنزلته» وفيه «رغبة مني إليك» وليس فيه «وكفيتنيه» ، وفيه «كل رغبة» مكان «كل غاية».

ورواه الفاضل المعاصر الشريف علي فكري الحسيني القاهري في «أحسن القصص» (ج 4 ص 240) بمثل ما نقل عن كتاب «الحسن والحسين».

دعا عليه السلام على رجل فقال «اللّهم اظمئه ، اللّهم اظمئه»

قد رويناه عن كتب أعلام العامة في ج 11 ص 516 ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق :

ص: 210

فمنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة 742 في «تهذيب الكمال» (ج 6 ص 230 ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال :

وقال أبو بكر بن أبي الدنيا : أخبرني العباس بن هشام بن محمد الكلبي ، عن أبيه ، عن جده ، قال : كان رجل من بني أبان بن دارم يقال له : زرعة ، شهد قتل الحسين ، فرمى الحسين بسهم فأصاب حنكه ، فجعل يلتقي الدم ، ثم يقول هكذا الى السماء ، فيرقى به ، وذلك أن الحسين دعا بماء ليشرب ، فلما رماه حال بينه وبين الماء فقال : اللّهم ظمّه ، اللّهم ظمّه. قال : فحدثني من شهده وهو يموت وهو يصيح من الحر في بطنه والبرد في ظهره وبين يديه المراوح والثلج وخلفه الكانون وهو يقول : اسقوني ، أهلكني العطش ، فيؤتى بالعسّ العظيم فيه السويق أو الماء واللبن لو شربه خمسة لكفاهم ، قال : فيشربه ، ثم يعود فيقول : اسقوني أهلكني العطش ، قال : فانقدّ بطنه كانقداد البعير.

ومنهم العلامة ابن منظور الافريقي في «مختصر تاريخ دمشق» (ج 7 ص 148 ط دمشق) قال :

حدث العباس بن هشام بن محمد الكوفي عن أبيه عن جده ، قال : كان رجل من بني أبان بن دارم ، يقال له : زرعة ، شهد قتل الحسين ، فرمى الحسين بسهم فأصاب حنكه - فذكر مثل ما تقدم عن «تهذيب الكمال».

ومنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد - ابن أبي جرادة الحلبي في «بغية الطلب» (ج 6 ص 2620) قال :

أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن ابراهيم بن أحمد المقدسي بنابلس ، وأبو المظفر حامد بن العميد بن أميري القزويني بحلب ، قالا : أخبرتنا شهدة بنت أحمد بن الفرج الآبري ، قالت : أخبرنا أبو الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي ، قال : أخبرنا

ص: 211

أبو الحسين علي بن محمد بن بشران ، قال : أخبرنا أبو علي الحسين بن صفوان البردعي ، قال : حدثنا عبد اللّه بن محمد بن عبيد بن أبي الدنيا القرشي ، قال : أخبرني العباس بن هشام بن محمد الكوفي ، عن أبيه ، عن جده قال : كان رجل من بني أبان بن دارم يقال له زرعة شهد قتل الحسين رضي اللّه عنه - فذكر مثل ما تقدم عن «تهذيب الكمال» بعينه.

ومنهم العلامة ابن عساكر في «تاريخ دمشق ترجمة الحسين عليه السلام» (ص 236) قال :

أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس ، أنبأنا طراد بن محمد بن علي ، أنبأنا علي بن محمد بن عبد اللّه بن بشران ، أنبأنا الحسين بن صفوان ، أنبأنا عبد اللّه بن محمد ابن عبيد اللّه بن أبي الدنيا ، أخبرني العباس بن هشام بن محمد الكوفي ، عن أبيه ، عن جده قال : كان رجل من بني أبان بن دارم يقال له زرعة شهد قتل الحسين ، فرمى الحسين بسهم فأصاب حنكه - فذكر مثل ما تقدم عن «تهذيب الكمال».

ومنهم العلامة الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد الحافي [الخوافي] الحسيني الشافعي في «التبر المذاب» (ص 83) قال :

قاله لما اشتد عليه العطش ، فركب المسناة يريد الفرات ، وبين يديه أخوه العباس ، فاعترضته خيل عمر بن سعد ، وفيهم رجل من بني دارم ، فقال لهم : ويلكم حولوا بينه وبين الفرات ولا تمكنوه من الماء. فقال الحسين عليه السلام : اللّهم أظمئه ، فغضب الرجل ورماه بسهم فأثبته في حنكه الشريف ، فانتزع السهم ، وبسط يديه تحت حنكه فامتلأت راحتاه دما ، ثم رمى به نحو السماء وقال : اللّهم اني أشكو إليك ما يفعل بابن بنت نبيك. ثم رجع الى مكانه ، وقد اشتد به العطش ، وأحاط القوم بالعباس فاقتطعوه عنه ، وجعل يقاتلهم حتى قتل - انتهى ما في «التبر المذاب».

ص: 212

قلت : وفي بعض الروايات «اللّهم أظمأه ، اللّهم أظمأه» وقال : من شهده وهو يجود أنه يصيح من الحرّ في بطنه والبرد في ظهره وبين يديه المراوح والثلج وخلفه الكانون ، وهو يقول : اسقوني أهلكني العطش. فيؤتى بعس عظيم فيه السويق والماء واللبن لو شربه خمسة لكفاهم ، فيشربه ويعود فيقول : اسقوني أهلكني العطش. قال : فانقد بطنه كانقداد البعير - قاله الخوارزمي في «المقتل».

دعاؤه على رجل بقوله «اللّهم حزه الى النار»

قد تقدم ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 11 ص 516 وج 19 ص 409 ومواضع أخرى من هذا الكتاب ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم العلامة الحافظ أبو الحسن علي بن عمر الدار قطني البغدادي المتوفى سنة 385 في «المؤتلف والمختلف» (ج 2 ص 621 ط دار الغرب الإسلامي - بيروت 1406 - 1986 م) قال :

فحدثنا محمد بن مخلد ، حدثنا عباس الدوري ، حدثنا شهاب بن عباد ، حدثنا أبو الأحوص ، عن عطاء بن السائب ، عن عبد الجبار بن وائل ، قال : لما خرج الناس الى الحسين عليه السلام ، خرج من أهل الكوفة رجل على فرس له شقراء ذنوب ، فأقبل على الحسين عليه السلام يشتمه ، فقال له : من أنت؟ قال : حويزة ، أو ابن حويزة ، قال : اللّهم حزه الى النار ، قال : وبين يديه نهير فذهب ليعبر ، فزالت استه عن السرج ، فمر بنا وقد قطعته ، فما أبقت منه إلا فخذه وساقه وقدميه في الركاب ، وإحدى خصييه فقلنا : ارجعوا لا نشهد قتل هذا الرجل.

حدثنا عمر بن الحسن بن علي ، حدثنا أحمد بن ابراهيم بن محمد بن إسحاق بن بريد ، حدثنا أبي ، عن إسحاق بن بريد ، حدثنا موسى بن رستم ، قال : سمعت الشعبي يقول : خرج ابن حويزة فنادى الحسين : يا حسين أبشر بالنار. فقال عليه السلام : بل

ص: 213

رب كريم ، وشفيع مطاع ، من أنت؟ قال : أنا ابن حويزة. قال : اللّهم حزه الى النار. قال. فتحامل به فرسه فعبر به ساقية ، فسقط فاندقت عنقه.

ومنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة المولود 588 والمتوفى 660 في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2643 ط دمشق) قال :

أنبأنا ابن طبرزد ، عن أبي غالب أحمد بن الحسن بن البناء ، قال : أخبرنا عبد الصمد ابن علي ، قال : أخبرنا عبيد اللّه بن محمد بن اسحق ، قال : أخبرنا عبد اللّه بن محمد ، قال : حدثنا عمي ، قال : حدثنا ابن الأصبهاني ، قال : حدثنا شريك ، عن عطاء بن السائب ، عن علقمة بن وائل أو وائل بن علقمة أنه شهد ما هناك ، قال : قام رجل ، فقال : أفيكم الحسين؟ قالوا : نعم. قال : أبشر بالنار. قال. أبشر برب رحيم - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن «المؤتلف والمختلف».

ومنهم الفاضل المعاصر محمد رضا أمين مكتبة جامعة فؤاد الاول سابقا في كتابه : «الحسن والحسين سبطا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم» (ص 70 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :

عبد اللّه بن حوزة جاء حتى وقف أمام الحسين فقال : يا حسين ، يا حسين. فقال حسين : ما تشاء؟ قال. أبشر بالنار. قال : كلا ؛ إني أقدم على رب رحيم - فذكر مثل ما تقدم عن «المؤتلف والمختلف».

ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة 742 في «تهذيب الكمال» (ج 6 ص 438 ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال :

وقال شريك ، عن عطاء بن السائب ، عن علقمة بن وائل ، أو وائل بن علقمة : أنه شهد ما هناك ، قال : قام رجل فقال - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن «المؤتلف

ص: 214

والمختلف».

ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد جميل في «استشهاد الحسين عليه السلام» (ص 88) قال :

وحمل رجل يقال له عبيد اللّه بن حوزة حتى وقف بين يدي الحسين - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن «المؤتلف والمختلف».

دعاؤه للشفاء عن الأوجاع

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الحافظ محب الدين أبو عبد اللّه محمد بن أبي الفضل محمود بن أبي محمد الحسن بن هبة اللّه البغدادي المشتهر بابن النجار المتوفى سنة 643 في «ذيل تاريخ بغداد» (ج 2 ص 173 ط دار الكتب العلمية - بغداد) قال :

أخبرني أبو الفتوح نصر بن محمد بن علي الحافظ بمكة ، قال : أنبأ أحمد بن المبارك بن سعد ، أنبأ ثابت بن بندار ، أنبأ علي بن محمد السمسار ، أنبأ الحسين بن محمد العسكري ، قال : وجدت في كتاب بخط جدي عبيد بن احمد بن مخلد الدقاق ، قال : أنبأ أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، قال : رأيت في كتاب جدي بخطه : سمعت عبيد اللّه بن محمد بن حفص العيشى يقول : سمعت أبي يقول : لما قبض ولد العباس خزائن بني أمية وجدوا سفطا مختوما ، ففتحوه فإذا فيه رق مكتوب عليه : شفاء بإذن اللّه. قال : ففتح فإذا هو «بسم اللّه وباللّه ولا حول ولا قوة الّا باللّه العلي العظيم ، أسكن أيها الوجع ، سكنت بالذي له ما سكن في الليل والنهار وهو السميع العليم ، بسم اللّه وباللّه ولا حول ولا قوة الّا باللّه العلي العظيم ، أسكن أيها الوجع الذي يمسك السماء أن تقع على الأرض الّا باذنه ان اللّه بالناس لرؤف رحيم ، بسم اللّه

ص: 215

وباللّه ، ولا حول ولا قوة الّا باللّه العلي العظيم ، أسكن أيها الوجع بالذي إن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره ان في ذلك لآيات لكل صبار شكور ، بسم اللّه وباللّه ولا حول ولا قوة الّا باللّه العلي العظيم ، اسكن أيها الوجع سكنت بالذي يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا».

قال عبيد اللّه : قال لي : فما احتجت بعده الى علاج ولا دواء ، قال جدي : قال عبيد اللّه : قال لنا أبي : ان بني أمية أصابوه في ثقل الحسين عليه السلام.

ص: 216

بعض نظم الحسين (عليه السلام) من نظمه عليه السلام

اشارة

قد تقدم ذكره نقلا عن بعض أعلام العامة في ج 11 ص 635 وج 19 ص 426 ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم العلامة أبو القاسم علي بن الحسن - ابن عساكر في «تاريخ دمشق - ترجمة الامام الحسين عليه السلام» (ص 162 ط بيروت) قال :

قرأت بخط أبي الحسن رشاء بن نظيف ، وأنبأنيه أبو القاسم علي بن ابراهيم ، وأبو الوحش سبع بن المسلم عنه ، أنبأنا أبو الفتح ابراهيم بن علي بن سيبخت ، أنبأنا أبو بكر محمد بن يحيى الصوفي ، أنبأنا محمد بن يونس الكديمي ، أنبأنا محمد بن المؤمل الحارثي ، أنبأنا الأعمش : أن الحسين بن علي قال :

كلما زيد صاحب المال مالا *** زيد في همه وفي الاشتغال

قد عرفناك يا منغّصة العيش *** ويا دار كل فان وبال

ليس يصفو لزاهد طلب الزّهد *** إذا كان مثقلا بالعيال

ورواه العلامة المؤرخ ابن منظور الافريقي في «مختصر تاريخ دمشق - لابن عساكر» (ج 7 ص 132 ط بيروت) قال :

ومن شعره أيضا - فذكره.

ص: 217

ورواه الفاضل المعاصر الشريف علي فكري المصري في «أحسن القصص» (ج 4 ص 242 ط بيروت) فقال :

وقال الأعمش : ومن كلامه عليه السلام أيضا - فذكر الأبيات.

ورواه الدكتور محمد جميل غازي في «استشهاد الحسين عليه السلام» (ص 146 ط مطبعة المدني بمصر).

ورواه العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة المولود 588 والمتوفى 660 في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2595 ط دمشق) قال :

أنبأنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة اللّه الشيرازي ، قال : أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن ، قال : قرأت بخط أبي الحسن رشاء بن نظيف ، وأنبأنيه أبو القاسم علي ابن ابراهيم ، وأبو الوحش سبيع بن المسلّم عنه ، قال : أخبرنا أبو الفتح ابراهيم بن يسبخت ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي ، قال : حدثنا محمد بن يونس الكديمي ، قال : حدثنا محمد بن المؤمّل الحارثي ، قال : حدثنا الأعمش أن الحسين بن علي قال - فذكر مثل ما تقدم.

ورواه العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني في «جواهر المطالب في مناقب الامام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ق 125 النسخة الرضوية المخطوطة).

عن الأعمش مثل ما مر.

ومن كلامه المنظوم

قد تقدم ذكره نقلا عن كتب العامة في ج 11 ص 435 ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق :

ص: 218

فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر» (ج 7 ص 132 ط دار الفكر) قال :

ومن شعر سيدنا الحسين بن علي عليه السلام :

اغن عن المخلوق بالخالق *** تغن عن الكاذب والصادق

واسترزق الرحمن من فضله *** فليس غير اللّه من رازق

من ظن أن الناس يغنونه *** فليس بالرحمن بالواثق

أو ظنّ أنّ المال من كسبه *** زلّت به النعلان من حالق

ورواه الدكتور محمد جميل غازي في «استشهاد الحسين عليه السلام» (ص 146).

وذكر في المصرع الثاني من البيت الأول : «تسد على الكاذب والصادق».

وقال : فمن ذلك ما أنشده أبو بكر بن كامل عن عبد اللّه بن ابراهيم ، وذكر أنه للحسين بن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنهما - فذكر الأبيات كما سبق.

ورواه العلامة ابن أبي جرادة الحلبي في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2595 ط دمشق) قال :

وأنبأنا القاضي أبو نصر ، قال : أخبرنا الحافظ أبو القاسم ، قال : أخبرنا أبو بكر ابن المزرفي ، قال : أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن عبد العزيز العكبري ، قال : أنشدني القاضي عبد اللّه بن علي بن أيوب ، قال : أنشدنا القاضي أبو بكر بن كامل ، قال أنشدنا عبد اللّه بن ابراهيم ، وذكر أنه للحسين بن علي - فذكر مثل ما تقدم.

ورواه أبو القاسم علي بن الحسين - ابن عساكر في «تاريخ دمشق - ترجمة الامام الحسين عليه السلام» (ص 162 ط بيروت) قال :

أخبرنا أبو بكر ابن المزرقي ، أنبأنا أبو منصور محمد بن محمد بن عبد العزيز

ص: 219

العكبري ، أنشدني القاضي عبد اللّه بن علي بن أيوب ، أنشدنا القاضي أبو بكر ابن كامل ، أنشدني عبد اللّه بن ابراهيم وذكر أنه للحسين بن علي - فذكر مثل ما تقدم.

ورواه العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في «جواهر المطالب في مناقب أبي الحسنين علي بن أبي طالب عليه السلام» (ص 145 - والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية) فقال :

أنشده أبو بكر بن حامد رواه عن الحسين رضي اللّه عنه - فذكر الأبيات كما تقدم.

ومن كلامه المنظوم

قد نقلنا عن بعض أعلام العامة في ج 11 ص 637 وج 19 ص 423 ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم ننقل عنها فيما سبق :

فمنهم العلامة ابن عساكر في «تاريخ دمشق - ترجمة الامام الحسين عليه السلام» (ص 163) قال :

(و) أنبأنا أبو سعد أحمد بن عبد الجبار الطيوري ، عن أبي عبد اللّه محمد بن علي الصوري ، ثم أنشدني أبو المعمر المبارك بن أحمد بن عبد العزيز ، أنشدنا المبارك بن عبد الجبار ، أنشدنا محمد بن علي الصوري ، أنشدني أبو القاسم علي بن محمد بن شهدك الاصبهاني بصور للحسين بن علي :

ومن شعر الحسين بن علي عليهما السلام :

لئن كانت الدنيا تعدّ نفيسة *** فدار ثواب اللّه أعلى وأنبل

وإن كانت الأبدان للموت أنشئت *** فقتل ، سبيل اللّه ، بالسيف أفضل

وإن كانت الأرزاق شيئا مقدرا *** فقلّة سعي المرء في الكسب أجمل

وإن كانت الأموال للتّرك جمّعت *** فما بال متروك به المرء يبخل

ص: 220

ورواه العلامة المؤرخ ابن منظور الافريقي في «مختصر تاريخ دمشق» (ج 7 ص 132 ط بيروت) قال :

ومن شعر الحسين عليه السلام - فذكر مثل ما تقدم.

ورواه العلامة ابن أبي جرادة في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2595 ط دمشق) قال :

أنبأنا أبو الحسن بن المقير ، عن أبي المعمر المبارك بن أحمد بن عبد العزيز ، قال : أنشدنا المبارك بن عبد الجبار الصيرفي ، قال : أنشدنا محمد بن علي الصوري ، قال : أنشدني أبو القاسم علي بن محمد بن شهدك الأصبهاني بصور للحسين بن علي - فذكر مثل ما تقدم - وفيه في المصرع الثاني من البيت الثاني : فقتل في سبيل اللّه أفضل ، وليس فيه «بالسيف».

ورواه العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الامام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص 145 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان):

فذكر الأبيات - باختلاف قليل.

ورواه علامة اللغة والأدب عمر بن بحر بن محبوب الجاحظي الكناني بالولاء الليثي المتوفى سنة 255 في «الآمل والمأمول» (ص 17 ط دار الكتاب الجديد) فقال : وللحسين بن علي رضي اللّه عنهما - فذكر مثل ما تقدم.

ص: 221

ومن منظوم كلامه عليه السلام

قد تقدم نقله منا في ج 11 ص 610 ، ونستدرك هاهنا عمن لم نرو عنهم هناك :

فمنهم العلامة الشيخ أحمد بن محمد الحافي [الخوافي] الحسيني الشافعي في «التبر المذاب» (ص 74) قال :

ولما بلغ محمد بن الحنفية سيره وكان يتوضأ وبين يديه طشت ، بكى حتى ملأه من دموعه ، ثم نادى وا حسيناه وا خليفة الماضين وثمال الباقين ، ثم وافاه هو وعبد اللّه بن عباس وعبد اللّه بن عمر وعبد اللّه بن الزبير وعبد اللّه بن جعفر ، وألحوا عليه بالتخلف والاقامة وقالوا : واللّه يا بن رسول اللّه لأن خرجت وأصابوك بسوء لم يهابوا بنو أمية بعدك أحدا ، فأنشدهم يقول :

سأمضي وما في الموت عار على الفتى *** إذا ما نوى خيرا وجاهد مسلما

وآسى الرجال الصالحين بنفسه *** وفارق مثبورا وخالف مجرما

فان عشت لم أذمم وان مت لم ألم *** كفى بك ذلا أن تعيش فترغما

ثم تلا قوله تعالى ( وَكانَ أَمْرُ اللّهِ قَدَراً مَقْدُوراً ) [سورة الأحزاب / 38].

فخرجوا من عنده وهم يقولون : اللّه ورسوله وابن رسوله أعلم.

ومن كلامه المنظوم

ذكره بعض الأعلام من العامة :

فمنهم العلامة قاضي القضاة أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي البصري البغدادي المتوفى بها سنة 450 في كتاب «نصيحة الملوك» (ص 337 ط مؤسسة شباب الجامعة - اسكندرية) قال :

وقد قال فيه الحسين بن علي - رضي اللّه عنه - فأنصف وأتى بما يشبهه :

ص: 222

الموت خير من ركوب العار *** والعار خير من دخول النار

ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عز الدين علي السيد في كتابه «التكرير بين المثير والتأثير» (ص 237 ط عالم الكتب - بيروت):

فذكر مثل ما تقدم وزاد :

واللّه من هذا وهذا جاري

ومن كلامه المنظوم

قد تقدم نقله عن جماعة من أعلام العامة في ج 11 ص 638 وج 19 ص 426 ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الامام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص 145 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :

ومما أنشده الزبير بن بكار للحسين عليه السلام في زوجته الرباب بنت إمرئ القيس :

لعمري انني لأحب دارا *** تحل بها سكينة والرباب

أحبّهما وأبذل جلّ مالي *** وليس للائمي فيها عتاب

ولست لهم وان عتبوا مطيعا *** حياتي أو يغيّبني التراب

ورواه أبو هلال الحسن بن عبد اللّه بن سهل العسكري المتوفى سنة 382 في «تصحيفات المحدثين» (ص 174 ط بيروت) قال :

الرّباب امرأة الحسين بن علي رضي اللّه عنهما ، وفيها يقول الحسين بن علي رضي

ص: 223

اللّه عنه :

لعمرك إنني لأحبّ أرضا *** تضمنها سكينة والرّباب

أحبّهما وأبذل بعد مالي *** وليس للائم فيها عتاب

ومن كلامه المنظوم

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الفاضل المعاصر أحمد قبّش مدرس اللغة العربية في ثانويات دمشق في «مجمع الحكم والأمثال في الشعر العربي» (ص 10 ط دار العروبة) قال :

خير ما ورّث الرجال بنيهم *** أدب صالح وحسن ثناء

ذاك خير من الدنانير والأوراق *** في يوم شدّة ورخاء

فقال : للحسين بن علي عليهما السلام.

ومن كلامه المنظوم

قد تقدم نقله عن أعلام العامة في ج 11 ص 639 ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم الفاضل المعاصر محمد رضا أمين مكتبة جامعة فؤاد الأول سابقا في كتابه «الحسن والحسين سبطا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم» (ص 104 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال:

قال علي بن الحسين بن علي :

ص: 224

إني جالس في تلك العشية التي قتل أبي صبيحتها وعمتي زينب عندي تمرضني ، إذ اعتزل أبي بأصحابه في خباء له وعنده حويّ مولى أبي ذر الغفاري وهو يعالج سيفه ويصلحه وأبي يقول:

يا دهر أفّ لك من خليل *** كم لك بالإشراق والأصيل

من صاحب أو طالب قتيل *** والدهر لا يقنع بالبديل

وإنما الأمر إلى الجليل *** وكل حيّ سالك السبيل

فأعادها مرتين أو ثلاثا حتى فهمتها ، فعرفت ما أراد ، فخنقتني عبرتي فرددت دمعي ولزمت السكوت ، فعلمت أن البلاء قد نزل ، فأما عمتي فإنها سمعت ما سمعت وهي امرأة وفي النساء الرقة والجزع ، فلم تملك نفسها أن وثبت تجرّ ثوبها وإنها لحاسرة حتى انتهت إليه فقالت : واثكلاه ، ليت الموت أعدمني الحياة ، اليوم ماتت أمي وعلي أبي وحسن أخي ، يا خليفة الماضي وثمال الباقي.

فنظر إليها الحسين عليه السلام فقال : يا أخيّة لا يذهبن حلمك الشيطان.

قالت : بأبي أنت وأمي يا أبا عبد اللّه ، استقتلت نفسي فداك ، فردّ غصته وترقرقت عيناه وقال : لو ترك القطا ليلا لنام.

قالت : يا ويلتا ، أفتغصب نفسك اغتصابا؟ فذلك أقرح لقلبي وأشد على نفسي.

ولطمت وجهها وأهوت الى جيبها وشقّته وخرّت مغشيا عليها ، فقام الحسين فصب على وجهها الماء ، وقال لها : يا أخية ، اتقي اللّه وتعزّي بعزاء اللّه ، واعلمي أن أهل الأرض يموتون وأن أهل السماء لا يبقون ، وأن كل شيء هالك الّا وجه اللّه الذي خلق الأرض بقدرته ويبعث الخلق فيعودون وهو فرد وحده ، أبي خير مني وأمي خير مني ، وأخي خير مني ، ولي ولهم ولكل مسلم برسول اللّه أسوة. فعزاها بهذا ونحوه وقال لها :

«يا أخية ، إني أقسم عليك فأبرّي قسمي ، لا تشقي عليّ جيبا ولا تخمشي عليّ وجها ولا تدعي عليّ بالويل والثبور إذا أنا هلكت. ثم جاء بها حتى أجلسها عندي

ص: 225

وخرج إلى أصحابه.

ومن كلامه المنظوم

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة علي بن الحسن - ابن عساكر في «تاريخ دمشق - ترجمة الامام الحسين ابن علي عليهما السلام» (ص 195 ط بيروت) قال :

(وبالسند المتقدم) قال أحمد بن سليمان : وأنبأنا الزبير ، حدثني محمد بن فضالة ، عن أبي مخنف قال : حدثني عبد الملك بن نوفل بن مساحق ، عن أبي سعيد المقبري ، قال : واللّه لرأيت الحسين وانّه ليمشي بين رجلين يعتمد على هذا مرة وعلى هذا أخرى ، حتى دخل مسجد رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وهو يقول :

لا ذعرت السوام في غبش الصبح *** مغيرا ولا دعيت يزيدا

يوم اعطى مخافة الموت ضيما *** والمنايا ترصدنني أن أحيدا

قال : فعلمت عند ذلك أنه لا يلبث الّا قليلا حتى يخرج ، فما لبث أن خرج حتى لحق بمكة.

وقال : وأنبأنا الزبير ، حدثني محمد بن الضحاك ، قال : خرج الحسين بن علي من مكّة الى العراق ، فلمّا مرّ بباب المسجد قال - فذكر مثل ما تقدم.

ورواه الفاضل المعاصر الدكتور محمد جميل غازي في «استشهاد الحسين عليه السلام» (ص 58 خرجه من كتاب الحافظ ابن كثير ، ط مطبعة المدني - المؤسسة السعودية بمصر) قال :

وقال الزبير بن بكار : وحدثني محمد بن الضحاك ، قال : لما أراد الحسين الخروج

ص: 226

من مكة الى الكوفة مرّ بباب المسجد الحرام وقال - فذكر مثل ما تقدم.

ومن كلامه المنظوم

قد تقدم ذكره نقلا عن بعض أعلام العامة في ج 11 ص 636 وج 19 ص 424 ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم العلامة أبو القاسم علي بن الحسن - ابن عساكر في «تاريخ دمشق - ترجمة الامام الحسين عليه السلام» (ص 163) فقال :

أخبرنا أبو الفتوح الأنصاري عبد الخلاق بن عبد الواسع بن عبد الهادي بن عبد اللّه الهروي ببغداد ، أنبأنا أبو عبد اللّه محمد بن علي بن محمد بن علي بن عمير العميري ، أنبأنا أبو زكريا يحيى بن عمار بن يحيى بن عمار الشيباني إملاء ، قال : سمعت أبا بكر هبة اللّه بن الحسن القاضي بفارس ، قال : قرأت على الحارث بن عبيد اللّه ، عن إسحاق ابن ابراهيم ، قال : بلغني انّ الحسين بن علي أتى مقابر الشهداء بالبقيع ، فطاف بها وقال :

ناديت سكان القبور فأسكتوا *** وأجابني عن صمتهم ندب الجثى

قالت : أتدري ما صنعت بساكنيّ *** مزقت ألحمهم وخرّقت الكسا

وحشوت أعينهم ترابا بعد ما *** كانت تأذّى باليسير من القذى

أما العظام فإنني فرّقتها *** حتى تباينت المفاصل والشوى

قطّعت ذا من ذا ومن هذا كذا *** فتركتها رمما يطول بها البلى

ورواه العلامة المؤرخ ابن منظور الافريقي في «مختصر تاريخ دمشق» (ج 7 ص 132 ط بيروت) قال :

قال إسحاق بن ابراهيم :

ص: 227

بلغني أن الحسين بن علي أتى مقابر الشهداء بالبقيع فطاف بها وقال - فذكر مثل ما تقدم.

ورواه الدكتور محمد جميل غازي في «استشهاد الحسين عليه السلام» (ص 146 ط مطبعة المدني بمصر).

باختلاف يسير - في آخر البيت الأول «ترب الحصا» وفي الثاني «لحمهم» مكان «الحمهم» ، وفي البيت الرابع «مزّقتها» مكان «فرقتها» ، وفي البيت الخامس «ذا زاد من هذا».

ورواه الفاضل المعاصر الشريف علي فكري المصري في «احسن القصص» (ج 4 ص 242). مثل «استشهاد الحسين عليه السلام».

ورواه العلامة كمال الدين عمر بن أحمد - ابن أبي جرادة الحلبي في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2596 ط دمشق) فقال :

أنبأنا أبو نصر القاضي ، قال : أخبرنا الحافظ أبو القاسم ، قال : أخبرنا أبو الفتوح عبد الخالق بن عبد الواسع بن عبد الهادي بن عبد اللّه الهروي ببغداد ، قال : أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن علي بن محمد بن علي بن عمير العميري ، قال : حدثنا أبو زكريا يحيى بن عمار بن يحيى بن عمار الشيباني إملاء ، قال : سمعت أبا بكر هبة اللّه بن الحسن القاضي بفارس ، قال : قرأت على الحارث بن عبيد اللّه ، عن اسحق بن ابراهيم ، قال : بلغني أن الحسين بن علي أتى مقابر الشهداء بالبقيع فطاف بها وقال - فذكر مثل ما تقدم.

ص: 228

ورواه العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الامام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص 145 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان):

فذكر مثل ما تقدم باختلاف قليل.

ص: 229

حديث أم سلمة في اخبار النبي صلی اللّه عليه وآله بشهادة الحسين عليه السلام

قد تقدم نقله عن جماعة من أعلام العامة في ج 11 ص 339 ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما مضى :

فمنهم العلامة الشيخ علاء الدين علي المتقي الحنفي الهندي المتوفى 975 في «كنز العمال» (ج 16 ص 265 ط حيدرآباد الدكن) قال :

عن المطلب بن عبد اللّه بن حنطب ، عن أم سلمة قالت : كان النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم جالسا ذات يوم في بيتي ، فقال : لا يدخلن عليّ أحد ، فانتظرت فدخل الحسين ، فسمعت نشيج النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يبكي ، فاطلعت فإذا الحسين في حجره أو إلى جنبه يمسح رأسه وهو يبكي ، فقلت : واللّه ما علمت به حتى دخل. فقال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : إن جبريل كان معنا في البيت فقال : أتحبه؟ فقلت : أما من حب الدنيا فنعم. فقال : إن أمتك ستقتل هذا بأرض يقال لها كربلاء ، فتناول جبريل من ترابها فأراه النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ؛ فلما أحيط بالحسين حين قتل قال : ما اسم هذه الأرض؟ قالوا : أرض كربلاء. قال : صدق رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، أرض كرب وبلاء(ه طب وأبو نعيم).

عن أم سلمة قالت : اضطجع رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ذات يوم فاستيقظ وهو خائر النفس وفي يده تربة حمراء يقلبها ، فقلت : ما هذه التربة يا رسول اللّه؟ قال :

ص: 230

أخبرني جبريل أن هذا يقتل بأرض العراق - للحسين ، فقلت لجبريل : أرني تربة الأرض يقتل بها ؛ فهذه تربتها (طب) (1).

ص: 231


1- قال العلامة الشريف السيد محمد بن عبد الرسول البرزنجي الحسيني الموسوي الشافعي الشهرزوري المدني المتوفى بها سنة 1103 في كتابه «الاشاعة لا شراط الساعة» (ص 24 ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال : وجاء من طرق صحح الحاكم بعضها : أن جبريل _ وفي رواية ملك القطر _ جاء الى النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فأخبره أن الحسين مقتول ، وأراه من تربة الأرض التي يقتل فيها ، فأعطاها لأم سلمة وأخبرها أن يوم قتله يتحول دما ، فكان كذلك. وشم صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ذلك فقال : ريح كرب وبلاء ، وسببه أنه لما مات الحسن أخذ معاوية البيعة ليزيد من أهل الشام وجاء حاجا فأراد أن يأخذها من أهل الحجاز من المهاجرين والأنصار ، فامتنعوا وقالوا : إن كان لك رغبة فيها فهي لك ، وإن سئمتها فردها على المسلمين. فلما مات معاوية وبويع ليزيد بالشام وغيرها ، أرسل يزيد لعامله بالمدينة أن يأخذ له البيعة على الحسين ، فهرب الحسين الى مكة خوفا عن نفسه ، فأرسل اليه أهل الكوفة أن يأتيهم ليبايعوه ، فنهاه ابن عباس وذكر له غدرهم وقتلهم لأبيه وخذلانهم لأخيه وأمره أن لا يذهب بأهله ، فأبى فبكى ابن عباس وقال : وا حسيناه. وقال له ابن عمر نحو ذلك فأبى ، فقبل بين عينيه وقال : أستودعك اللّه من قتيل. وكذلك نهاه ابن الزبير ، بل لم يبق بمكة أحد إلا حزن لمسيره. ولما بلغ أخاه محمد بن الحنفية بكى حتى ملأ طستا بين يديه ، وقدم أمامه مسلم بن عقيل فبايعه من أهل الكوفة اثنا عشر ألفا أو أكثر ، وأرسل إليه يزيد ابن زياد وحرضه على قتله ، وأخذوا مسلم بن عقيل فقتلوه ، وتفرق المبايعون. وسار الحسين غير عالم بذلك ، فلقي الفرزدق فسأله فقال : قلوب الناس معك وسيوفهم مع بني أمية والقضاء ينزل من السماء. ولما قرب من القادسية تلقاه من أخبره الخبر وأمره بالرجوع ، فقالت إخوة مسلم بن عقيل : واللّه لا نرجع حتى نأخذ بثارنا أو نقتل. فقال : لا خير في الحياة بعدكم. ثم سار فلقيه أوائل خيل ابن زياد ، فعدل الى كربلاء ، فجهز اليه ابن زياد عشرين ألف مقاتل ، فلما وصلوا اليه طلبوا منه النزول على حكم ابن زياد والمبايعة ليزيد ، فقال : دعوني أذهب الى يزيد. فأبى ابن زياد إلّا النزول على حكمه ، فقال : واللّه لا نزلت على حكمه أبدا. فقاتلوه وكان أكثر مقاتليه المكاتبين له والمبايعين له ، فلعنة اللّه على قاتليه مرة وعلى خاذليه مائة مرة حيث جعلوا آل بيت رسول اللّه فداء لأنفسهم ، قاتلهم اللّه ما أغدرهم وأخذلهم ، ومن ثم قال لهم أمير المؤمنين علي كرم اللّه وجهه : واللّه لو قدرت لبعتكم بأهل الشام صرف الدرهم بالدينار كل عشرة منكم بواحد منهم. فحارب عليه السلام ذلك العدد الكثير ، ومعه من أهله نيف وثمانون ، فثبت في ذلك الموقف ثباتا باهرا ، ولو لا أنهم حالوا بينه وبين الماء ما قدروا عليه. فلما بلغ القتلى من أهله خمسين نادى : أما ذاب يذب عن حريم رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، فخرج يزيد بن الحارث رجاء شفاعة جده صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، فقاتل بين يديه حتى قتل. ثم ثبت في أصحابه وبقي بمفرده ، فحمل عليهم حملة حمزة وأبيه علي ، وقتل كثيرا من شجعانهم ، فكثروا عليه حتى حالوا بينه وبين حريمه ، فصاح عليه السلام : كفوا سفهاءكم عن النساء والأطفال فكفوا ، ثم لم يزل يقاتلهم حتى أثخنوه بالجراح ، لأنه طعن إحدى وثلاثين طعنة ، وضرب أربعا ثلاثين ضربة ، ومع ذلك غلب عليه العطش ، فسقط الى الأرض وحزوا رأسه الشريف يوم الجمعة عاشر محرم عام إحدى وستين. ولما وضعه قاتله بين يدي اللعين ابن زياد أنشد متبجحا : أوقر ركابي فضة وذهبا *** إني قتلت ملكا محجبا قتلت خير الناس أما وأبا *** وخيرهم إذ ينسبون نسبا فأمر بضرب عنقه وقال : إذا علمت أنه كذلك فلم قتلته. والظاهر أنه ما قتله إلّا لأنه مدحه لا لأنه قتله ، ويدل لذلك أنه جعل الرأس الشريف في طست وجعل يضرب ثناياه الشريفة بقضيب ويدخله أنفه ويتعجب من حسن ثغره ، فبكى أنس رضي اللّه عنه وقال : كان أشبههم برسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، وقال زيد بن أرقم : ارفع قضيبك فو اللّه لطالما رأيت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقبل ما بين الشفتين ، وبكى فأغلظ عليه اللعين ابن زياد وهدده بالقتل ، فقال : لأحدثنك بما هو أغيظ عليك من هذا ، رأيت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أقعد حسنا على فخذه اليمنى وحسينا هذا على فخذه اليسرى ، ثم وضع يده الكريمة على يافوخهما ، ثم قال : اللّهم إني استودعك إياهما وصالح المؤمنين. فكيف كانت وديعة النبي عندك يا ابن زياد. وقد انتقم اللّه منه ، فقد روى الترمذي بسند صحيح ان رأس ابن زياد لما قتل وضع موضع رأس الحسين ، وإذا حية عظيمة قد جاءت ، فتفرق الناس عنها ، فتخللت الرأس حتى جاءت ابن زياد فجعلت تدخل في فمه وتخرج من منخريه وتدخل من منخريه وتخرج من فمه ، فعلت ذلك مرتين أو ثلاثا. ولما دخل قصر الإمارة بالكوفة أمر بالرأس فوضع على ترس عن يمينه والناس سماطان ، ثم أنزل وجهزه مع رءوس أصحابه وسبايا آل الحسين على أقتاب الجمال موثقين في الحبال والنساء مكشفات الوجوه والرءوس الى يزيد لعنه اللّه ، ولما نزل الذين أرسلهم ابن زياد بالرأس أول منزل جعلوا يشربون على الرأس ، فخرجت عليهم يد من الحائط فكتبت سطرا بدم : أترجو أمة قتلت حسينا *** شفاعة جده يوم الحساب فهربوا وتركوا الرأس ، ثم عادوا وأخذوه ، ولما قدموا به على يزيد أقام الحريم على درج الجامع حيث تقام الأسارى والسبي. ومما ظهر يوم قتله ان السماء أمطرت دما ، وان أوانيهم ملئت دما ، وانكشفت الشمس ورؤيت النجوم ، واشتد الظلام حتى ظن الناس أن القيامة قد قامت وان الكواكب ضربت بعضها بعضا ، وانه لم يرفع حجر إلا رؤي تحته دم عبيط ، وان الورس انقلب دما ، وان الدنيا أظلمت ثلاثة أيام. وقتل معه من إخوته وبنيه وبني أخيه الحسن ومن أولاد جعفر وعقيل تسعة عشر رجلا ، قال الحسن البصري : وما كان على وجه الأرض لهم يومئذ شبيه ، وأنشدوا : أعين بكى بعبرة وعويل *** واندبي إن ندبت آل الرسول سبعة منهم لصلب علي *** قد أبيدوا وتسعة لعقيل قال المولوي علي بن سلطان محمد القاري في «شرح الشفاء للقاضي عياض» ج 3 ص 191 المطبوع بهامش «نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض» (ط دار الفكر بيروت) قال : (وأخبر بقتل الحسين) أي ابن علي رضي اللّه عنهما (بالطف) بفتح الطاء وتشديد الفاء مكان بناحية الكوفة على شط نهر الفرات واشتهر الآن بكربلاء كأنه مركب من الكرب والبلاء وحذفت الباء الأولى تخفيفا والاكتفاء بحسب الإيماء ، واستشهد وهو ابن خمس وخمسين سنة ووجد به ثلاث وثلاثون طعنة وثلاث وثلاثون ضربة ، وكان جميع من حضر معه من أهل بيته وشيعته سبعة وثمانين منهم علي بن الحسين الأكبر وكان يرتجز ويقول : أنا علي بن الحسين بن علي *** نحن وبيت اللّه أولى بالنبي تاللّه لا يحكم فيها ابن الدعي وقتل من ولد أخيه عبد اللّه بن الحسن والقاسم بن الحسن ، ومن اخوته العباس بن علي وعبيد اللّه بن علي وجعفر بن علي وعثمان بن علي ومحمد بن علي وهو أصغرهم ، ومن ولد جعفر بن أبي طالب محمد بن عبد اللّه بن جعفر وعون بن عبد اللّه بن جعفر ، ومن ولد عقيل بن أبي طالب : عبد اللّه بن عقيل وعبد الرحمن بن عقيل وجعفر بن عقيل ، وقتل معه من الأنصار أربعة والباقي من سائر العرب ودفنوا بعد قتلهم بيوم. وذكر أبو الربيع بن سبع في مناقب الحسين عن يعقوب بن سفيان قال : كنت في ضيعتي فصلينا العتمة ثم جلسنا في البيت ونحن جماعة ، فذكروا الحسين بن علي فقال رجل : ما من أحد أعان على قتل الحسين الّا أصابه عذاب قبل أن يموت ، وكان في البيت شيخ كبير فقال : أنا ممن شهدها وما أصابني أمر أكرهه الى ساعتي هذه. فطفئ السراج فقام لإصلاحه فغارت النار فأخذته فجعل يبادر نفسه الى الفرات ينغمس فيه فأخذته النار حتى مات. قلت : بل جمع له بين الإحراق والإغراق. (وأخرج بيده تربة) أي قبضة من التراب (وقال فيها مضجعه) بفتح الميم والجيم ويكسر أي مقتله أو مدفنه ، رواه البيهقي من طرق ولفظ حديثه عن عائشة : ان جبريل كان عند النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فدخل حسين فقال جبريل من هذا فقال ابني فقال ستقتله أمتك وان شئت أخبرتك بالأرض التي يقتل فيها ، فأشار بيده الى الطف من العراق فأخذ تربة حمراء فأراه إياها. وقال العلامة شهاب الدين أحمد الخفاجي المصري في «نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض» (ج 3 ص 191 دار الفكر _ بيروت) قال : (وأخبر) صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فيما رواه البيهقي من طرق (بقتل الحسين) ابن علي بن أبي طالب رضي اللّه تعالى عنهما (بالطف) بفتح الطاء المشددة المهملة وتشديد الفاء وهو مكان بناحية الكوفة (وأخرج) صلى اللّه تعالى عليه وسلم (بيده تربة) أي مقدار ملء كف من تراب أراه لبعض أصحابه وأهل بيته (وقال) إذ أخرجها (فيها) أي في أرض هذا التراب منها وفيها يموت ويقتل (مضجعه) أي مصرعه إذ يقتل وجيمه مفتوحة وتكسر والاول أقيس وأفصح ، وفي التعبير به إيماء الى انه رضي اللّه تعالى عنه حي شهيد لان أصله محل يضطجع فيه النائم. وأصل الحديث عن عائشة رضي اللّه تعالى عنها : ان جبريل كان عند رسول اللّه صلى اللّه تعالى عليه وسلم فدخل عليه الحسين فقال جبريل : من هذا؟ قال : ابني. فقال : ستقتله أمتك ، فان شئت أخبرتك بالأرض التي يقتل فيها ، وأشار جبريل بيده الى الطف من أرض العراق وأخذ تربة حمراء فأراه إياها. ولا ينافي ذلك ما جاء انه يقتل بكربلا لان كربلاء اسم الموضع والطف ناحية تشتمل عليه. وكان قتله في عاشوراء وقتل معه جماعة من أهل البيت وقيل ان هذه التربة كانت عندهم وانها في يوم قتله يظهر عليه دم ، واختلف فيمن باشر قتله قاتله اللّه وأخزاه وجعل سجين مأواه ولابن العربي هنا مقالة أظنه بريء منها.

ص: 232

ص: 233

ص: 234

عن أم سلمة قالت : دخل الحسين على النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وأنا جالسة على باب فتطلعت فرأيت في كف النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم شيئا يقلبه وهو نائم على بطنه ، فقلت : يا رسول اللّه! تطلعت فرأيتك تقلب شيئا في كفك والصبي نائم على بطنك ودموعك تسيل! فقال : إن جبريل أتاني بالتربة التي يقتل عليها فأخبرني ان أمتي يقتلونه (ش).

ومنهم الفاضلان المعاصران الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد المدنيان في «جامع الأحاديث» (القسم الثاني ج 6 ص 171 ط دمشق) قالا :

عن المطلب بن عبد اللّه بن حنطب ، عن أم سلمة رضي اللّه عنها قالت : كان النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم جالسا ذات يوم - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن «كنز العمال» -

ص: 235

الحديث الأول - متنا وسندا.

ورويا أيضا في ص 163 وص 172 مثل ما تقدم عن «كنز العمال» - الحديث الثاني منه - متنا وسندا.

ورويا أيضا في الصفحة الماضية مثل ما تقدم عن الكنز - الحديث الثالث - متنا وسندا.

ورويا أيضا الأحاديث المذكورة بالترتيب في ص 429 و 430 بعينها متنا وسندا.

ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في «حياة فاطمة عليها السلام» (ص 240 ط دار الجيل بيروت):

فذكر مثل ما تقدم عن «كنز العمال» الحديث الأول.

ومنهم الدكتور عبد المعطي في «آل بيت الرسول صلی اللّه عليه [وآله] وسلم» (ص 236) قال :

عن أم سلمة قالت : كان رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم جالسا - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن الكنز.

ومنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد ابن أبي جرادة الحلبي المولود سنة 588 والمتوفى 660 في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2597 ط دمشق) قال :

أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد اللّه بن علوان الأسدي ، قال : أخبرنا محمد بن محمد بن عبد الرحمن الكشميهني ، ح.

وأخبرنا علي بن عبد المنعم بن علي بن الحداد ، قال : أخبرنا يوسف بن آدم المراغي ، قالا : أنبأنا أبو بكر محمد بن منصور بن محمد السمعاني ، قال : أخبرنا الشيخ

ص: 236

أبو غالب محمد بن الحسن ، قال : أخبرنا أبو علي بن شاذان ، قال : أخبرنا عبد الخالق ابن الحسن السقفي ، قال : حدثنا اسحق بن الحسن الحربي ، قال : حدثنا يحيى الحماني ، قال : حدثنا سليمان بن بلال ، عن عمرو بن أبي عمرو ، عن المطلب بن حنطب ، عن أم سلمة قالت : دخل علي النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فقال لي : احفظي الباب لا يدخل علي أحد ، فسمعت نحيبه ، فدخلت فإذا الحسين بين يديه ، فقلت واللّه يا رسول اللّه ما رأيته حين دخل. فقال : إن جبريل كان عندي آنفا ، فقال لي : يا محمد أتحبه؟ فقلت : يا جبريل أما من حب الدنيا فنعم. قال : فإن أمتك ستقتله بعدك ، تريد أريك تربته يا محمد؟ فدفع إلي هذا التراب. قالت أم سلمة : فأخذته فجعلته في قارورة ، فأصبته يوم قتل الحسين وقد صار دما.

وقال أيضا في ص 2598 :

قالا : أنبأنا أبو بكر السمعاني ، قال : أخبرنا أبو سعد محمد بن محمد بن محمد المطرز ، قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو حصين محمد بن الحسين ، قال : حدثنا يحيى بن عبد الحميد ، قال : حدثنا سليمان بن بلال ، عن كثير بن زيد ، عن المطلب بن عبد اللّه بن حنطب ، عن أم سلمة قالت : كان النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم جالسا ذات يوم فقال : لا يدخلن عليّ أحد - فذكر مثل ما تقدم عن «كنز العمال» - الحديث الأول منه.

أخبرنا أبو القاسم عبد الرحيم بن الطفيل ، قال : أخبرنا الحافظ أبو طاهر الأصبهاني ، قال : أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الطيوري ، قال : أخبرنا ابو عبد اللّه الحسين بن جعفر ، قال : أخبرنا ابو احمد الدهان ، قال : حدثنا أبو علي الحافظ ، قال : حدثنا محمد بن علي ، قال : حدثنا سليمان بن عمر ، قال : حدثنا أبي ، عن أبي المهاجر ، عن عباد بن اسحق ، عن هاشم بن هاشم ، عن عبد اللّه بن وهب ، عن أم سلمة قالت : دخل عليّ رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بيتي فقال : لا يدخل علي أحد ،

ص: 237

فسمعت صوته ، فدخلت فإذا عنده حسين بن علي ، وإذا هو حزين يبكي ، فقلت : ما لك يا رسول اللّه؟ قال : أخبرني جبريل عليه السلام أن أمتي تقتل هذا بعدي. فقلت : ومن يقتله؟ فتناول مدرة ، فقال : أهل هذه المدرة يقتلونه.

وقال أيضا في ص 2599 :

أخبرنا أبو سعد ثابت بن مشرف البغدادي ، قال : أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزي ، قال : أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد الداوودي ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد اللّه بن أحمد بن حمويه السرخسي ، قال : أخبرنا أبو اسحق ابراهيم بن خريم الشاشي ، قال : حدثنا عبد بن حميد ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا عبد اللّه بن سعيد بن أبي هند ، عن أبيه قال : قالت أم سلمة : كان النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم نائما في بيتي ، فجاء حسين يدرج. قالت : فقعدت على الباب فأمسكته مخافة أن يدخل فيوقظه. قالت : ثم غفلت في بيتي ، فدب فدخل فقعد على بطنه. قالت : فسمعت نحيب رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، فجئت فقلت : واللّه يا رسول اللّه ما علمت به. فقال : إنما جاءني جبريل عليه السلام وهو على بطني قاعد ، فقال لي : أتحبه؟ فقلت : نعم ، قال : إن أمتك ستقتله ، ألا أريك التربة التي يقتل بها؟ قال : فقلت : بلى. قال : فضرب بجناحه فأتاني بهذه التربة. قالت : وإذا في يده تربة حمراء وهو يبكي ويقول : يا ليت شعري من يقتلك بعدي.

أنبأنا أبو المحاسن سليمان بن البانياسي ، قال : أخبرنا أبو القاسم الحافظ ، قال : أخبرنا أبو علي الحداد وغيره إجازة ، قالوا : أخبرنا أبو بكر بن ريذة ، قال : حدثنا سليمان بن أحمد ، قال : حدثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثني عبادة بن زياد الأسدي ، قال : حدثنا عمر بن ثابت ، عن الأعمش ، عن أبي وائل شقيق بن سلمة ، عن أم سلمة قالت : كان الحسن والحسين يلعبان بين يدي النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في بيتي ، فنزل جبريل فقال : يا محمد إن أمتك تقتل ابنك هذا من بعدك ، وأومأ بيده الى

ص: 238

الحسين. فبكى رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، وضمه الى صدره ثم قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : وديعة عندك هذه التربة ، فشمها رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، وقال : ريح كرب وبلاء. قال : وقال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : يا أم سلمة إذا تحولت هذه التربة دما فاعلمي أن ابني قد قتل. قال : فجعلتها أم سلمة في قارورة ، ثم جعلت تنظر إليها كل يوم تعني وتقول : إن يوما تحولين دما ليوم عظيم.

ومنهم العلامة أبو المعالي المرتضى محمد بن علي الحسيني البغدادي في «عيون الأخبار في مناقب الأخيار» (ص 49 - نسخة مكتبة الواتيكان) قال :

أخبرنا أبو علي بن شاذان ، أنبأ أبو محمد عبد الخالق بن الحسن بن أبي روبة العدل ، نبا اسحق بن الحسن الحربي ، نبا يحيى الحماني ، نبا سليمان بن بلال ، عن عمرو بن أبي عمرو ، عن المطلب بن حنطب ، عن أمّ سلمة قالت : دخل عليّ النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فقال لي - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن «بغية الطلب في تاريخ حلب» - الحديث الأول منه.

ومنهم الحافظ أبو محمد عبد [الحميد] بن حميد بن نصر الكشي في «المسند» (ص 199 والنسخة مصورة من مخطوطة جامع أياصوفيا) قال :

أنا عبد الرزاق ، أنا عبد اللّه سعيد بن أبي هند عن أبيه قالت أم سلمة : كان النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم نائما في بيتي فجاء الحسين يدرج - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن «تاريخ حلب» لابن أبي جرادة - الحديث الرابع منه.

ومنهم العلامة ابن الجوزي في «بستان الواعظين» (ص 260 ط دمشق) قال :

قالت أم سلمة رضي اللّه عنها : كان رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم مع الحسين في؟؟؟ دخلت عليهما فطالعتهما من الباب ، فإذا الحسين على صدر رسول اللّه «صلی اللّه عليه وآله وسلم»

ص: 239

يلعب وفي يد رسول قطعة من طين ودموعه تجري على خديه ، فلما خرج الحسين دخلت اليه وقلت له : بأبي أنت وأمّي يا رسول اللّه ، اطلعت عليك وفي يدك طينة والصبي على صدرك وأنت تبكي. فقال لها النبي : إني لما فرحت به وهو على صدري يلعب ، إذ أتاني جبريل عليه السلام وناولني الطينة التي يقتل عليها الحسين ، فلذلك بكيت.

ومنهم العلامة جلال الدين السيوطي في «الخصائص الكبرى» (ج 3 ص 125 ط حيدرآباد الدكن) قال :

وأخرج أبو نعيم ، عن أمّ سلمة قالت : كان الحسن والحسين يلعبان ببيتي ، فنزل جبرائيل فقال : يا محمد انّ أمتك تقتل ابنك هذا من بعدك ، وأومأ الى الحسين ، وأتاه بتربة فشمها ثم قال : ريح كرب وبلاء ، وقال : يا أمّ سلمة إذا تحولت هذه التربة دما فاعلمي إنّ ابني قد قتل ، فجعلتها في قارورة.

ومنهم العلامة الخوارزمي في «مقتل الحسين» (ج 2 ص 96 ط مطبعة الزهراء) قال :

وجاء في المراسيل ان سلمى المدينة قالت : رفع رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم الى أمّ سلمة قارورة فيها رمل من الطف وقال لها : إذا تحول هذا دما عبيطا فعند ذلك يقتل الحسين ، قالت سلمى : فارتفعت واعية من حجرة أمّ سلمة ، فكنت أول من أتاها فقلت لها : ما دهاك يا أم المؤمنين؟ قالت : رأيت رسول اللّه في المنام والتراب على رأسه ، فقلت : ما لك؟ قال : وثب الناس علي ابني فقتلوه ، وقد شهدته قتيلا الساعة. فاقشعر جلدي وانتبهت وقمت الى القارورة فوجدتها تفور دما. قالت سلمى : ورأيتها موضوعة بين يديها ، فبكيت وفتحت القارورة فإذا صار دما.

ص: 240

ومنهم العلامة الشيخ سعد بن محمد الشافعي الكازروني في «المنتقى» (ص 184):

روى الحديث بمعنى ما تقدم.

ومنهم العلامة المحدث الحافظ الميرزا محمد خان بن رستم خان المعتمد البدخشي المتوفى في أوائل القرن الثاني عشر في كتابه «مفتاح النجا في مناقب آل العبا» (المخطوط ص 143) قال :

وأخرج الامام بن الامام أبو عبد الرحمن عبد اللّه بن أحمد بن حنبل الشيباني البغدادي في زيادة المسند ، عن أمّ سلمة رضي اللّه عنها قالت : ناولني رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم كفا من تراب أحمر وقال : إنّ هذا من تربة الأرض التي يقتل بها الحسين ، فمتى صار دما فاعلمي أنه قد قتل. قالت أمّ سلمة : فوضعته في قارورة عندي ، وكنت أقول : انّ يوما يتحول فيه دما ليوم عظيم.

ومنهم العلامة السيد خير الدين أبو البركات نعمان افندي الآلوسي البغدادي المتوفى سنة 1317 في كتابه «غالية المواعظ ومصباح المتعظ والواعظ» (ج 2 ص 89 طبع دار الطباعة المحمدية بالقاهرة) قال :

وروى أيضا بسنده عن شهر بن حوشب ، عن أم سلمة زوج النبي رضي اللّه تعالى عنها ، قالت : كان جبريل عند النبي عليه الصلاة والسلام وحسين معي ، فبكى فتركته ، فأتى النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، فأخذته ، فلما أخذته بكى فأرسلته فذهب اليه ، فقال له جبريل : أتحبه يا محمد؟ فقال : نعم. فقال : ان أمتك ستقتله ، فان شئت أريتك تربة أرضه التي يقتل بها ، فبسط جناحيه الى الأرض التي يقتل بها يقال لها كربلاء ، وأخذه بجناحيه فأراه إياه. قال حماد : ان الحسين رضي اللّه تعالى عنه لما نزل كربلاء شم الأرض وسألهم عن اسمها ، فقالوا : كربلاء. فقال : كرب وبلاء ، فقتل بها.

ص: 241

ومنهم العلامة الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد الحافي [الخوافي] الحسيني الشافعي في «التبر المذاب» (ص 79) قال :

وعن أم سلمة قالت : كان جبرئيل عند رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ومعي الحسين عليه السلام ، فقال : دعي ابني ، فتركته فأخذه ووضعه في حجره ، فقال جبرئيل : أتحبه؟ قال : نعم - فذكر مثل ما تقدم باختلاف يسير.

ومنهم العلامة حسام الدين المردي في «آل محمد» (ص 40) قال :

قال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : استأذن ملك القطر ربّه أن يزورني فأذن له ، وكان في يوم أم سلمة ، فقال رسول اللّه : يا أم سلمة احفظي علينا الباب لا يدخل أحد ، فبينما هي على الباب إذ دخل الحسين فاقتحم فوثب على رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، فجعل «صلی اللّه عليه وآله وسلم» يلثمه ويقبله ، فقال له الملك : أتحبّه؟ قال : نعم. قال : ان أمتك ستقتله ، وان شئت أريك المكان الذي يقتل به ، فأراه ، فجاء بسهلة أو تراب أحمر ، فأخذته أم سلمة فجعلته في ثوبها. قال ثابت : كنا نقول : انها كربلاء.

وفي رواية الملّا في سيرته وابن الامام أحمد في زيادة المسند قالت : ثم ناولني كفا من تراب أحمر ، وقال : ان هذا من تربة الأرض التي يقتل بها ، فمتى صار دما فاعلمي أنه قد قتل. قالت أم سلمة : فوضعته في قارورة عندي ، كنت أقول : ان يوما يتحول فيه دما ليوم عظيم.

وفي رواية أخري : ثم قال جبرئيل : ألا أريك تربة مقتله؟ فجاء بحصيات ، فجعلهن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في قارورة ، قالت أم سلمة : فلما كانت ليلة عظيم شهيد (1) الحسين سمعت قائلا يقول. قالت : فبكيت وفتحت القارورة فإذا الحصيات قد جرت دما.

ص: 242


1- كذا في الأصل ولعله «شهادة الحسين».

وقال في الهامش : رواه في تفسير البغوي في معجمه يرفعه بسنده عن انس ، وأخرجه أيضا أبو حاتم في صحيحه ، ويروي الامام أحمد نحوه ، وكذا عبد بن حميد والامام ابن أحمد نحوه أيضا ، والملّا في سيرتهم جميعا.

ومنهم العلامة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي في «دلائل النبوة» (ج 6 ص 468 ط بيروت) قال :

أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ ، وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ، وأبو محمد ابن أبي حامد المقري ، قالوا : أخبرنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا العباس بن محمد الدوري ، حدثنا خالد بن مخلد ، حدثنا موسى بن يعقوب ، عن هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص ، عن عبد اللّه بن وهب بن زمعة ، قال : أخبرتني أم سلمة أن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم اضطجع ذات يوم للنوم ، فاستيقظ وهو حائر ، ثم اضطجع فرقد ، ثم استيقظ وهو حائر دون ما رأيت منه في المرة الأولى ، ثم اضطجع واستيقظ وفي يده تربة حمراء يقلبها ، فقلت : ما هذه التربة يا رسول اللّه؟ قال : أخبرني جبرئيل عليه السلام أن هذا يقتل بأرض العراق - للحسين - فقلت : يا جبرئيل أرني تربة الأرض التي يقتل بها ، فهذه تربتها.

تابعه موسى الجهني ، عن صالح بن زيد النخعي ، عن أم سلمة ، وأبان ، عن شهر بن حوشب ، عن أم سلمة.

وفي ج 7 ص 48 قال :

أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرنا أحمد بن علي المقري ، أخبرنا أبو عيسى الترمذي ، أخبرنا أبو سعيد الأشجّ ، أخبرنا أبو خالد الأحمر ، قال : حدثنا رزيق ، قال : حدثتني سلمى ، قالت : دخلت على أم سلمة وهي تبكي ، فقلت : ما يبكيك؟ قالت : رأيت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في المنام ، وعلى رأسه ولحيته التراب ، فقلت : ما

ص: 243

لك يا رسول اللّه؟ قال : شهدت قتل الحسين آنفا.

ومنهم العلامة أبو العرب محمد بن أحمد بن تميم بن تمام بن تميم التميمي القيرواني المغربي المالكي المولود سنة 251 والمتوفى سنة 333 في كتاب «المحن» (ص 139 ط دار الغرب الإسلامي في بيروت سنة 1403) قال :

قال أبو العرب : وحدثني عيسى بن مسكين ، قال : حدثنا محمد بن سنجر ، قال :

حدثنا خالد بن مخلد ، قال : حدثنا موسى بن يعقوب ، قال : أخبرتني أم سلمة : أن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم اضطجع ذات يوم - فذكر مثل ما تقدم عن البيهقي في «دلائل النبوة».

ومنهم العلامة أمير أحمد حسين بهادر خان في «التاريخ الاحمدي» (ص 47) قال :

وأخرج ابن راهويه والبيهقي وأبو نعيم عن أم سلمة : أن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم اضطجع ذات يوم - فذكر مثل ما تقدم عن «دلائل النبوة».

ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الامام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص 134 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :

ومن حديث أم سلمة زوج النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قالت : كان النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم عندي ومعي الحسين ، فدنا من النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فأخذته ، فبكى فتركته ، فنزل جبريل عليه السلام قال : يا محمد أتحبه؟ قال : نعم. قال : انّ أمتك ستقتله ، وان شئت أريتك تربة الأرض التي يقتل بها ، فبسط جناحه فأراه منها ، فبكى النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم.

ص: 244

ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر» (ج 7 ص 134 ط دار الفكر) قال :

وعن أم سلمة قالت : كان الحسن والحسين يلعبان بين يدي النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في بيتي ، فنزل جبريل فقال : يا محمد إن أمتك تقتل ابنك هذا من بعدك ، وأومأ بيده الى الحسين ، فبكى رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وضمه الى صدره ، ثم قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : وديعة عندك هذه التربة ، فشمها رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وقال : ريح كرب وبلاء. قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : يا أم سلمة إذا تحولت هذه التربة دما فاعلمي أن ابني قد قتل. قال : فجعلتها أم سلمة في قارورة ثم جعلت تنظر إليها كل يوم ، يعني ، وتقول : ان يوما تحولين دما ليوم عظيم.

قالت أم سلمة : دخل الحسين على رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ففزع ، فقالت أم سلمة : ما لك يا رسول اللّه؟ قال : إن جبريل أخبرني أن ابني هذا يقتل ، وإنه اشتد غضب اللّه على من يقتله.

وفي حديث آخر بالمعنى الأول : وإن شئت أريتك من تربة الأرض التي يقتل بها ، فأراه إياه ، فإذا الأرض يقال لها كربلاء.

وفي حديث آخر بالمعنى قال : فضرب بجناحه ، فأتاني بهذه التربة ، قالت : وإذا في يده تربة حمراء وهو يبكي ويقول : يا ليت شعري ، من يقتلك بعدي؟

وفي حديث آخر : وقيل : اسمها كربلاء ، فقال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : كرب وبلاء.

ومنهم العلامة الأمير أحمد حسين بهادر خان البريانوي الهندي الحنفي في «التاريخ الأحمدي» (ص 67) قال :

وأخرج أبو نعيم ، عن أم سلمة قالت : كان الحسن والحسين يلعبان - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن «مختصر تاريخ دمشق» وليس فيه «ثم جعلت تنظر إليها كل يوم»

ص: 245

الى آخره.

ومنهم العلامة محمد بن أحمد بن محمد التميمي المتوفى سنة 333 في «المحن» (ص 139 ط دار الغرب الإسلامي) قال :

وحدثني يحيى ، عن أبيه ، عن جده ، عن قرة بن خالد ، عن عامر بن عبد الواحد ، عن شهر بن حوشب قال : بينما نحن عند أم سلمة أم المؤمنين إذ دخلت صارخة تصرخ ، فقالت : قتل الحسين. قالت : قد فعلوها ، اللّهم املأ بيوتهم وقبورهم نارا ، ثم وقعت مغشيا عليها.

ومنهم الفاضل المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد اللّه الحسني القاهري المولود والمتوفى بها سنة 1296 - 1372 في «أحسن القصص» (ج 5 ص 39 ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال :

سند الرأي الأول ما يروى من أن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أعطى أم سلمة ترابا من تربة الحسين حمله إليه جبريل ، فقال لها : إذا صار هذا التراب دما فقد قتل الحسين. فحفظته في قارورة عندها ، فلما قتل الحسين صار التراب دما ، فأعلمت الناس بقتله.

ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة 742 في «تهذيب الكمال» (ج 6 ص 408 ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال :

وقال عبادة بن زياد الأسدي : حدثنا عمرو بن ثابت ، عن الأعمش ، عن أبي وائل شقيق بن سلمة ، عن أم سلمة ، قالت : كان الحسن والحسين يلعبان بين يدي النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في بيتي ، فنزل جبريل ، فقال : يا محمد إن أمتك تقتل ابنك هذا من بعدك. وأومأ بيده الى الحسين ، فبكى رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وضمه الى صدره ، ثم قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : وضعت عندك هذه التربة ، فشمها

ص: 246

رسول اللّه وقال : ريح كرب وبلاء. وقال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : يا أم سلمة إذا تحولت هذه التربة دما فاعلمي أن ابني قد قتل. فجعلتها أم سلمة في قارورة ثم جعلت تنظر إليها كل يوم وتقول : إن يوما تحولين دما ليوم عظيم.

أخبرنا بذلك أبو إسحاق ابن الدرجي ، قال : أنبأنا جعفر الصيدلاني في جماعة ، قالوا : أخبرتنا فاطمة بنت عبد اللّه ، قالت : أخبرنا أبو بكر بن ريذة ، قال : أخبرنا أبو القاسم الطبراني ، قال : حدثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثني عبادة بن زياد الأسدي ، فذكره.

وقال عبد الرحمن بن صالح الأزدي ، عن أبي بكر بن عياش ، عن موسى بن عقبة عن داود : قالت أم سلمة : دخل الحسين على رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ففزع ، فقالت أم سلمة : ما لك يا رسول اللّه؟ قال : إن جبريل أخبرني أن ابني هذا يقتل ، وأنه اشتد غضب اللّه على من يقتله.

وفي الباب عن عائشة ، وزينب بنت جحش ، وأم الفضل بنت الحارث ، وأبي أمامة الباهلي ، وأنس بن الحارث ، وغيرهم.

ص: 247

حديث زينب بنت جحش (في إخبار النبي صلی اللّه عليه وآله بشهادة الحسين عليه السلام)

رويناه عن أعلام العامة في ج 11 ص 359 ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم العلامتان الشريف عباس أحمد صقر وأحمد عبد الجواد في «جامع الأحاديث» (ج 2 ص 748 ط دمشق) قالا :

قال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : ان ابني هذا تقتله أمتي. قلت : فأرني تربته ، فأتاني بتربة حمراء(ع طب) عن زينب بنت جحش.

ص: 248

قول النبي «يقتل الحسين على رأس ستين من مهاجري»

اشارة

قد تقدم نقله منا عن كتب العامة في ج 11 ص 354 ، ونستدرك عمن لم نرو عنهم هناك :

وفيه أحاديث :

منها : حديث أم سلمة

رواه جماعة من أعلام القوم في كتبهم :

فمنهم العلامة أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي الشهير بابن عساكر الدمشقي في «ترجمة الامام الحسين عليه السلام من تاريخ مدينة دمشق» (ط بيروت ص 185) قال :

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، وأبو منصور ابن زريق ، أنبأنا أبو بكر الخطيب ، أنبأنا محمد بن الحسين الأزرق ، أنبأنا جعفر بن محمد الخلدي ، وأخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي ، أنبأنا أبو علي بن المسلمة وأبو القاسم بن العلاف ، قالا : أنبأنا أبو الحسن الحمامي ، أنبأنا أبو القاسم الحسن بن محمد ، قالا : أنبأنا محمد بن عبد اللّه بن سليمان الحضرمي ، أنبأنا أحمد بن يحيى بن زكريا ، أنبأنا اسماعيل بن أبان ، أخبرني حبان بن

ص: 249

علي ، عن سعد بن طريف ، عن أبي جعفر ، عن أم سلمة قالت : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : يقتل حسين على رأس ستين من مهاجري.

ومنها : حديث عائشة

قد تقدم نقله سابقا عن أعلام العامة في ج 11 ص 386 ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم العلامة الشيخ أبو الحسن علي بن محمد الماوردي الشافعي المتوفى سنة 450 في «أعلام النبوة» (ص 108 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :

عروة عن عائشة رضي اللّه تعالى عنها قالت : دخل الحسين بن علي رضي اللّه تعالى عنهما على رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وهو يوحى إليه ، فبرك على ظهره وهو منكب ولعب على ظهره ، فقال جبريل : يا محمد إن أمتك ستفتن بعدك ويقتل ابنك هذا من بعدك ، ومد يده فأتاه بتربة بيضاء وقال : في هذه الأرض يقتل ابنك اسمها الطف. فلما ذهب جبريل خرج رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم الى أصحابه والتربة في يده وفيهم أبو بكر وعمر وعلي وحذيفة وعمار وأبو ذر وهو يبكي ، فقالوا : ما يبكيك يا رسول اللّه؟ فقال : أخبرني جبريل أن ابني الحسين يقتل بعدي بأرض الطف ، وجاءني بهذه التربة فأخبرني أن فيها مضجعه.

ومنهم العلامة المولى علي المتقي الهندي في «كنز العمال» (ج 13 ص 108 ط حيدرآباد الدكن):

روى من طريق الطبراني وابن سعد عن عائشة بعين ما تقدم عن «أعلام النبوّة».

ص: 250

ومنهم العلامة ولي اللّه اللكهنوي في «مرآة المؤمنين» (ص 231):

روى الحديث عن عائشة بعين ما تقدم عن «أعلام النبوّة».

ومنهم العلامة ابن كثير في «البداية والنهاية» (ج 8 ص 163 ط السعادة بمصر):

روى عن عائشة تقول : انها سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول : يقتل الحسين بأرض بابل.

ومنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي المولود سنة 588 والمتوفى 660 في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2633 ط دمشق) قال :

أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسين ، عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي ، أخبرنا الحسن ابن علي ، قال : أخبرنا محمد بن العباس ، قال : أخبرنا أحمد بن معروف ، قال : حدثنا الحسين بن الفهم ، قال : حدثنا محمد بن سعد ، قال : حدثنا علي بن محمد ، عن عثمان بن مقسم ، عن المقبري ، عن عائشة قال : بينا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم راقدا إذ جاء الحسين يحبو إليه ، فنحيته عنه ، ثم قمت لبعض أمري ، فدنا منه ، فاستيقظ يبكي ، فقلت : ما يبكيك؟ قال : إن جبريل أراني التربة التي يقتل عليها الحسين ، فاشتد غضب اللّه على من يسفك دمه ، وبسط يده فإذا فيها قبضة من بطحاء ، فقال : يا عائشة والذي نفسي بيده إنه ليحزنني ، فمن هذا من أمتي يقتل حسينا بعدي؟!

ومنهم الفاضل المعاصر الهادي حمو في «أضواء على الشيعة» (ص 121 ط دار التركي) قال :

وفي الشيعة وأهل السنة من يروون في استشهاد الحسين ما يحقق بعض الإنذارات التي أخبر بها الرسول من قبل ، ومن ذلك ما رواه أبو الحسن الماوردي في كتابه

ص: 251

«أعلام النبوة» ، عن عائشة رضي اللّه عنها قالت : دخل الحسين بن علي على رسول اللّه وهو يوحى إليه ، فبرك على ظهره وهو منكب ، ولعب على ظهره ، فقال جبريل : يا محمد إن أمتك ستفتن بعدك ويقتل ابنك هذا من بعدك ، ومدّ يده فأتاه بتربة بيضاء وقال : في هذه الأرض يقتل ابنك ، اسمها «الطف» ، فلما ذهب جبريل خرج رسول اللّه الى أصحابه والتربة في يده وفيهم أبو بكر وعمر وعلي وحذيفة وعمار وأبو ذر وهو يبكي ، فقالوا : ما يبكيك يا رسول اللّه؟ فقال : أخبرني جبريل أن ابني الحسين يقتل بعدي بأرض «الطف» وجاءني بهذه التربة ، وأخبرني أن فيها مضجعه.

ومنهم العلامة الشريف أبو المعالي المرتضى محمد بن على الحسيني البغدادي في «عيون الأخبار في مناقب الأخيار» (نسخة مكتبة الواتيكان) قال :

أخبرنا الحسن بن أحمد الفارسي ، أنبأ أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السماك ، نبا محمد بن ابراهيم بن عبد الحميد الحلواني ، نبا أحمد بن عمر الرازي بمكة ، نبا أبو سعيد مولى بني هاشم ، نبا حماد بن سلمة ، عن أيوب ، عن عمارة بن عزيه ، عن محمد بن ابراهيم ، عن أبي سلمة ، عن عائشة رضي اللّه عنها : انّ النبي صلى اللّه عليه أخذ حسينا على فخذه ، فقال جبرئيل عليه السلام : هذا ابنك. قال : نعم. قال : أما انّ امّتك ستقتله من بعدك ، فدمعت عينا رسول اللّه صلى اللّه عليه ، فقال : ان شئت أريك تربة الأرض التي يقتل بها. قال : نعم ، فأراه جبرئيل ترابا من تراب الطف.

ومنهم العلامة الأمير أحمد بهادر خان في «تاريخ الاحمدي» (ص 65) قال :

قال العلامة عبد العزيز الدهلوي في سرّ الشهادتين : أما إخبار النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) بهذه الواقعة الهائلة من جهة الوحي فمشهور متواتر ، من ذلك ما أخرجه ابن سعد والطبراني عن عائشة أن النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) قال : أخبرني جبرئيل أن ابني الحسين يقتل بعدي بأرض طفّ ، وجاءني بهذه التربة وأخبرني انها مضجعه.

ص: 252

ومنهم العلامتان الشريف عباس أحمد صقر وأحمد عبد الجواد في «جامع الأحاديث» (ج 2 ص 745 ط دمشق) قالا :

قال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : ان جبريل أراني التربة التي يقتل عليها الحسين ، فاشتد غضب اللّه على من يسفك دمه ، يا عائشة والذي نفسي بيده انه ليحزنني ، فمن هذا من أمتي يقتل حسينا بعدي - ابن سعد عن عائشة.

وقالا أيضا في ج 7 ص 717 :

قال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : يا عائشة ألا أعجبك؟ لقد دخل عليّ ملك آنفا ما دخل عليّ قط ، فقال : ان ابني هذا - يعني الحسين - مقتول ، وقال : ان شئت أريتك تربة يقتل فيها ، فتناول الملك بيده فأراني تربة حمراء(طب) عن عائشة.

ص: 253

اخبار النبي بشهادة الحسين عليه السلام

حديث ابن عباس

قد تقدم منا عن كتب العامة في ج 11 ص 369 الى ص 371 ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم العلامة أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي الشهير بابن عساكر الدمشقي في «ترجمة الامام الحسين عليه السلام في تاريخ مدينة دمشق» (ص 190 ط بيروت) قال :

أخبرنا أبو عبد اللّه الأديب ، أنبأنا أبو القاسم ابراهيم بن منصور ، أنبأنا أبو بكر محمد ابن ابراهيم ، أنبأنا أبو سعيد المفضل بن محمد بن ابراهيم الجندي ، أنبأنا ابن أبي عمار سعيد بن عبد الرحمن وصامت بن معاذ ، قالوا : أنبأنا سفيان بن عيينة ، عن ابراهيم بن ميسرة ، عن طاوس ، عن ابن عباس قال : استشارني الحسين بن علي في الخروج ، فقلت : لو لا أن يزري بي وبك لنشبت يدي في رأسك ، فكان الذي ردّ عليّ أن قال : لأن أقتل بمكان كذا وكذا أحبّ الي من أن استحل حرمتها (يعني الحرم).

وقال أيضا :

أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن أحمد بن عبد اللّه ، أنبأنا أبو الغنائم بن أبي عثمان ، أنبأنا

ص: 254

عبد اللّه بن عبيد اللّه بن يحيى ، أنبأنا أبو عبد اللّه المحاملي ، أنبأنا محمد بن عمرو بن أبي مذعور ، أنبأنا سفيان بن عيينة ، عن ابراهيم بن ميسرة (انّه) سمع طاوس يقول : قال ابن عباس : استشارني الحسين بن علي في الخروج ، فقلت : لو لا أن يزري ذلك بي أو بك لنشبت يدي في رأسك. قال : فكان الذي ردّ (الحسين) عليّ أن قال : لأن أقتل بمكان كذا وكذا أحبّ الي من أن يستحلّ بي ذلك (يعني احترام الحرم).

ومنهم العلامة الشيخ محمد بن أحمد التميمي المتوفى سنة 333 في «المحن» (ص 139 ط دار الغرب الإسلامي - بيروت) قال :

وحدثني عمر بن يوسف ، قال : حدثنا ابراهيم بن مرزوق ، قال : حدثنا حيان بن هلال ، عن حماد ، عن عمار ، عن ابن عباس قال : رأيت النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم نصف النهار قال : وقال حماد : وهو قائل في ما يرى النائم أشعث أغبر وفي يده قارورة فيها دم ، قلت : بأبي وأمي يا رسول اللّه ما هذا؟ قال : هذا دم الحسين وأصحابه ، لم أزل ألتقطه مذ اليوم ، فأحصي ذلك اليوم فوجدناه قتل ذلك اليوم - رحمه اللّه.

ومنهم العلامة ابن الجوزي في «الحدائق» (ج 1 ص 396) قال :

حدثنا أحمد ، قال : حدثنا عبد الرحمن ، قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن عمار بن أبي عمار ، عن ابن عباس قال : رأيت النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في المنام بنصف النهار أشعث أغبر ، معه قارورة فيها دم يلتقطه أو يتتبع فيها شيئا. قال : قلت : يا رسول اللّه ما هذا؟ قال : دم الحسين وأصحابه ، لم أزل أتتبعه منذ اليوم. قال عمار : فحفظنا ذلك فوجدناه قتل ذلك اليوم.

ص: 255

حديث أم سلمة وعائشة

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامتان الشريف عباس أحمد صقر وأحمد عبد الجواد في «جامع الأحاديث» (ج 3 ص 744 ط دمشق) قالا :

قال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : ان جبريل أخبرني أن ابني الحسين يقتل ، وهذه تربة تلك الأرض (الخليلي في الإرشاد عن عائشة وأم سلمة (1)).

ص: 256


1- كتاب (نبؤات الرسول - للندوي). وقال في ذيل الكتاب المذكور : هذا الحديث يتعلق بسيدنا حسين بن علي رضي اللّه عنهما ، رواه عن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم جمع من الصحابة هم أم سلمة وعائشة وعلي بن أبي طالب وأنس وعبد اللّه بن عباس وأبو أمامة وأم الفضل بنت الحارث رضي اللّه تعالى عنهم وأرضاهم. أما حديث أم سلمة رضي اللّه عنها : فأخرجه أحمد في مسنده 6 / 294 بلفظه مع شك في الراوي الأعلى ، قال الهيثمي : رجاله رجال الصحيح ، مجمع الزوائد 9 / 187. قلت : وسعيد لم يسمع من أم سلمة رضي اللّه عنها. والطبراني في معجمه الكبير 3 / 109 (ح 2819) و 3 / 110 (ح 2821) و 23 / 308 (ح 697) و 23 / 328 (ح 754) بنحوه في حديث طويل. والحاكم في المستدرك 4 / 398 بنحوه وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. والبيهقي في دلائل النبوة 6 / 468 بنحوه في حديث طويل. وأما حديث عائشة رضي اللّه عنها : فأخرجه أحمد في مسنده 6 / 294 بلفظه مع شك في الراوي الأعلى ، قال الهيثمي : رجاله رجال الصحيح ، مجمع الزوائد 9 / 187 ، قلت : وسعيد لم يسمع من عائشة رضي اللّه عنها. والطبراني في الكبير 3 / 107 (ح 2814) بنحوه في حديث طويل. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 9 / 188 وقال : رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفي إسناد الكبير ابن لهيعة وفي إسناد الأوسط من لم أعرفه. والبيهقي في دلائل النبوة 6 / 47 بنحوه في حديث طويل. وأما حديث علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه : فأخرجه أحمد في مسنده 1 / 85 بنحوه في حديث طويل. وأبو يعلى في مسنده 1 / 298 (ح 363) بنحوه في حديث طويل. والبزار في مسنده 3 / 231 (ح 2641) بنحوه في حديث طويل ، وقال البزار : لا نعلمه يروى عن علي مرفوعا إلّا بهذا الإسناد وعبد اللّه بن نجي وأبوه سمعا من علي. وابن أبي شيبة في مصنفه 15 / 98 (ح 19214) بنحوه في حديث طويل. والطبراني في معجمه الكبير 3 / 106 (ح 2811) بنحوه في حديث طويل. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 9 / 187 وقال : رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني ورجاله ثقات ولم ينفرد نجي هذا. وأما حديث أنس رضي اللّه عنه : فأخرجه أحمد في مسنده 3 / 242 _ 265 بنحوه في حديث طويل. وأبو يعلى في مسنده 6 / 129 (ح 3402) بنحوه في حديث طويل. والبزار في مسنده 3 / 232 (ح 2642) بنحوه في حديث طويل. والبيهقي في دلائل النبوة 6 / 469 بنحوه في حديث طويل. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 9 / 187 وقال : رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني بأسانيد وفيها عمارة بن زاذان وثقه جماعة وفيه ضعف. وأخرجه أبو نعيم في دلائل النبوة 2 / 553 (ح 492) بنحوه في حديث طويل.

ص: 257

ومنهم الدكتور عبد المعطي في «آل بيت الرسول» (ص 236 وص 244) قال:

عن عائشة أو أم سلمة - شك الراوي - أن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال لإحداهما : لقد دخل عليّ البيت ملك لم يدخل عليّ قبلها ، فقال لي : ان ابنك هذا حسين مقتول ، وان شئت أريتك من تربة الأرض التي يقتل بها ، قال : فأخرج تربة حمراء.

ومنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد ابن أبي جرادة الحلبي في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2596 ط دمشق) قال :

أخبرنا أبو القاسم عبد الرحيم بن يوسف بن الطفيل بالقاهرة ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد بن ابراهيم الأصبهاني ، قال : سمعت القاضي أبا الفتح اسماعيل بن عبد الجبار بن محمد المكي من أصله العتيق بقزوين ، يقول : سمعت أبا يعلى الخليل ابن عبد اللّه بن أحمد الخليلي الحافظ ، يقول : أخبرنا محمد بن الحسن بن الفتح الصوفي ، قال : حدثنا أبو عروبة الحراني ، قال : حدثنا حنبل بن اسحق ، قال : حدثنا ابن عمي أحمد ، قال : حدثنا وكيع ، عن عبد اللّه بن سعد بن أبي هند ، عن عائشة وأم سلمة أن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم دخل عليهما وهو يبكي ، قالتا : فسألناه عن ذلك فقال : ان جبريل أخبرني أن ابني الحسين يقتل ، وبيده تربة حمراء ، فقال : هذه تربة تلك الأرض.

ص: 258

ومنهم الفاضل المعاصر محمد ولي اللّه عبد الرحمن الندوي في «نبؤات الرسول ما تحقق منها وما يتحقق» (ص 126 ط دار السلام) قال :

أخرج أحمد في مسنده فقال : حدثنا وكيع ثنى عبد اللّه بن سعيد ، عن أبيه ، عن عائشة أو أم سلمة قال وكيع شك هو - يعني عبد اللّه بن سعيد - أن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال لأحدهما : لقد دخل عليّ البيت ملك لم يدخل عليّ قبلها ، فقال لي : إن ابنك هذا حسين مقتول ، وإن شئت أريتك من تربة الأرض التي يقتل بها. قال : فأخرج تربة حمراء.

درجة الحديث :

الحديث بمجموع طرقه صحيح : صححه الحاكم والذهبي كما ذكرت في التخريج.

تحقق النبوءة :

قد تحقق ما ذكره رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، حيث قتل سيدنا حسين بن علي رضي اللّه عنهما سنة إحدى وستين من الهجرة.

ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد جميل غازي في «استشهاد الحسين عليه السلام» (ص 125 خرجه من كتاب الحافظ ابن كثير ط مطبعة المدني - المؤسسة السعودية بمصر) قال :

عائشة - أو أم سلمة - ان رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن «آل البيت» ، ثم قال :

وقد روى هذا الحديث من غير وجه عن أم سلمة ورواه الطبراني عن أبي أمامة ، وفيه قصة أم سلمة : ورواه محمد بن سعد ، عن عائشة بنحو رواية أم سلمة. فاللّه أعلم.

ص: 259

وروي ذلك من حديث زينب بنت جحش ولبابة أم الفضل امرأة العباس. وأرسله غير واحد من التابعين.

وقال أبو القاسم البغوي : حدثنا محمد بن هارون أبو بكر ، ثنا ابراهيم بن محمد الرقي وعلي بن الحسين الرازي قالا : ثنا سعيد بن عبد الملك أبو واقد الحراني ، ثنا عطاء بن مسلم ، ثنا أشعث بن سحيم ، عن أبيه قال : سمعت أنس بن الحارث يقول : سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول : «ان ابني - يعني الحسين - يقتل بأرض يقال لها كربلاء ، فمن شهد منكم ذلك فلينصره». قال : فخرج أنس بن الحارث الى كربلاء فقتل مع الحسين. قال : ولا أعلم رواه غيره.

حديث أم سلمة وعائشة وزينب بنت جحش

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الدكتور عبد الصبور شاهين والاستاذة اصلاح عبد السلام الرفاعي في «موسوعة أمهات المؤمنين» (ص 494 ط الزهراء للاعلام العربي - القاهرة) قالا :

عن عائشة وأم سلمة وزينب بنت جحش قال صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : إن جبريل أخبرني أن الحسين يقتل وهذه تربة تلك الأرض.

وفي رواية : أخبرني جبريل أن ابني الحسين يقتل بأرض العراق فقلت لجبريل : أرني تربة الأرض التي يقتل فيها ، فجاء فهذه تربتها.

وفي أخرى : ... وأنه اشتّد غضب اللّه على من يقتله.

وفي رواية زينب زيادة .. فأراني تربة حمراء ، فمد يده فأعطانيها فلم أملك عيني أن افاضتا.

(الطبراني وابن سعد وأبو يعلى وابن عساكر في كنز ج 12 / 126 وص 126 وص 127 وص 128).

ص: 260

حديث انس بن الحارث

قد تقدم نقله منا عن أعلام القوم في ج 11 ص 380 ، ونستدرك هاهنا عمن لم نرو عنهم هناك :

فمنهم العلامة القرطبي في «التذكرة» (563 ط عبد الخالق بالقاهرة) قال :

ذكر أبو علي سعيد بن عثمان بن السكن الحافظ ، قال : حدثنا أبو عبد اللّه الحسين بن اسماعيل ، قال : حدثنا محمد بن ابراهيم الحلواني. قال ابن السكن : وأخبرني أبو بكر محمد بن محمد بن اسماعيل ، حدثنا أحمد بن عبد اللّه بن زياد الحداد ، قالا : حدثنا سعيد بن عبد الملك بن واقد ، قال : حدثنا عطاء بن مسلم ، عن أشعث بن سحيم ، عن أبيه ، عن أنس بن الحارث قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : ان ابني هذا يقتل بأرض من أرض العراق ، فمن أدركه منكم فلينصره ، فقتل انس - يعني مع الحسين بن علي عليهما السلام.

أنبأنا ، إجازة الشيخ الفقيه القاضي أبو عامر ، عن أبي القاسم بن بشكوال ، عن أبي محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عتاب ، وأبي عمران موسى بن عبد الرحمن بن أبي تليد ، عن أبي عمر بن عبد البر ، قال : حدثنا الحافظ أبو القاسم خلف بن القاسم ، قال : حدثنا الامام الحافظ أبو علي بن السكن - فذكره.

ومنهم العلامة الشيخ زين الدين عمر بن مظفر الشهير بابن الوردي في «تاريخه» (ج 1 ص 233 ط المطبعة الحيدرية في الغري):

روى الحديث نقلا عن صاحب «معالم الإسلام» عن أنس بعين ما تقدم عن «التذكرة».

ص: 261

ومنهم العلامة الشيخ محمد عزت دروزة في «تاريخ العرب في الإسلام» (ص 380 ط صيدا):

روى الحديث عن أنس بعين ما تقدم عن «التذكرة».

ومنهم العلامة أبو القاسم علي بن الحسن الشهير بابن عساكر الدمشقي الشافعي في «ترجمة الامام الحسين عليه السلام من تاريخ مدينة دمشق» (ط بيروت ص 238) قال :

أخبرنا أبو الحسين علي بن أحمد بن الحسن ، أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد الآبنوسي ، أنبأنا عيسى بن علي ، أنبأنا عبد بن محمد ، حدثني محمد بن هارون أبو بكر ، أنبأنا ابراهيم بن محمد الرقي وعلي بن الحسين الرازي ، قالا : أنبأنا سعيد بن عبد الملك بن واقد الحراني ، أنبأنا عطاء بن مسلم ، أنبأنا اشعب بن سحيم ، عن أبيه قال : سمعت انس بن الحارث يقول : سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول : ان ابني هذا - يعني الحسين - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن «التذكرة». ثم قال : فخرج انس بن الحارث الى كربلاء فقتل مع الحسين.

قال البغوي : ولا أعلم روى غيره ، قال ابن عساكر : وقد تقدم ذكر هذا الحديث من وجه آخر أعلى من هذا.

ومنهم العلامة زين الدين عمر بن مظفر الشهير بابن الوردي في «تتمّة المختصر في اخبار البشر» (ص 66 والنسخة مصورة من مخطوطة إحدى مكاتب اسلامبول) قال :

قال صاحب «معالم الإسلام» : روي عن انس بن الحارث ان النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال : ان ابني هذا - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن التذكرة.

ص: 262

ومنهم العلامة العارف الشيخ أبو محمد عبد الوهاب بن أحمد بن علي الشعراني القلقشندي المولود بها سنة 898 والمتوفى بالقاهرة سنة 973 في «مختصر تذكرة القرطبي» (ص 121 ط دار الفكر - بيروت) قال :

ذكر الحافظ أبو شعيب عثمان بن السكن ، عن انس بن الحارث قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : ان ابني هذا - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن «التذكرة».

ومنهم العلامة امير أحمد بهادر خان البريانوي الهندي في «تاريخ الاحمدي» (ص 67) قال :

واخرج ابن السكن والبغوي في الصحابة وأبو نعيم من طريق سحيم عن أنس بن الحارث قال : سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول : ان ابني هذا - يعني الحسين - يقتل - فذكر مثل ما تقدم عن «التذكرة».

ومنهم الفاضلة المعاصرة ليلى مبروك في كتابها «علامات الساعة الصغرى والكبرى» (ص 35 ط المختار الإسلامي - القاهرة) قالت :

عن انس بن الحرث قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : ان ابني هذا - فذكرت الحديث مثل ما تقدم عن «التذكرة».

حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن

رواه جماعة من الأعلام في كتبهم :

فمنهم العلامة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي في «دلائل النبوة» (ج 6 ص 470 ط بيروت) قال :

وأنبأني أبو عبد الرحمن السّلمي أن أبا محمد بن زياد السّمذيّ أخبرهم : حدثنا

ص: 263

محمد بن إسحاق بن خزيمة ، حدثنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحمن البرقي ، حدثنا سعيد هو ابن الحكم بن أبي مريم ، قال : حدثني يحيى بن أيوب ، قال : حدثني ابن غزية ، وهو عمارة - عن محمد بن ابراهيم ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، قال : كان لعائشة مشربة ، فكان رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم إذا أراد لقيّ جبريل لقيه فيها ، فرقيها مرة من ذلك وأمر عائشة أن لا يطلع إليهم أحد. قال : وكان رأس الدرجة في حجرة عائشة ، فدخل حسين بن علي فرقى ولم تعلم حتى غشيها ، فقال جبريل : من هذا؟ قال : ابني ؛ فأخذه رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فجعله على فخذه ، فقال جبريل عليه السلام : سيقتل ، تقتله أمتك ، فقال رسول اللّهصلی اللّه عليه [وآله] وسلم : أمتي؟ قال : نعم ، وإن شئت أخبرتك بالأرض التي يقتل فيها. فأشار جبريل عليه السلام الى الطف بالعراق ، فأخذ تربة حمراء فأراه إياها.

هكذا رواه يحيى بن أيوب عن عمارة بن غزية مرسلا ورواه ابراهيم بن أبي يحيى عن عمارة موصولا ، فقال : عن محمد بن ابراهيم عن أبي سلمة عن عائشة.

ومنهم العلامة أبو العرب محمد بن أحمد بن تميم بن تمام بن تميم التميمي المغربي القيرواني المالكي المولود سنة 251 والمتوفى سنة 333 في «المحن» (ص 141 ط دار المغرب الإسلامي في بيروت سنة 1403) قال :

وحدثني بكر بن أحمد بن عبيد بن الفهري من ولد عقبة بن نافع ، عن سعيد بن أبي مريم ، قال : حدثنا أيوب ، قال : حدثني ابن غزية ، عن محمد بن ابراهيم ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال : كان لعائشة زوج النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن «دلائل النبوة» باختلاف يسير ، وفيه «مشرفة» مكان مشربة ، و «لقاء» مكان لقىّ ، و «لا يطلع إليها» و «لم تعلم حتى غشيهما» وليس فيه : الطفّ.

ص: 264

حديث أم الفضل بنت الحارث

قد تقدم نقله منا عن كتب أعلام العامة في ج 11 ص 397 ، ونستدرك هاهنا عمن لم نرو عنهم هناك :

فمنهم العلامة أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي الدمشقي الشهير بابن عساكر في «ترجمة الامام الحسين عليه السلام من تاريخ مدينة دمشق» (ص 183 ط بيروت) قال :

وأخبرنا عاليا أبو عبد اللّه الفراوي ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا محمد بن عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا أبو عبد اللّه محمد بن علي الجوهري ببغداد ، أنبأنا أبو الأحوص محمد ابن الهيثم القاضي ، أنبأنا محمد بن مصعب ، أنبأنا الأوزاعي ، عن أبي عمّار شدّاد بن عبد اللّه ، عن أم الفضل بنت الحارث أنها دخلت على رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فقالت : يا رسول اللّه انّي رأيت حلما منكرا الليلة. قال : وما هو؟ قالت : انّه شديد. قال : وما هو؟ قالت : رأيت كأن قطعة من جسدك قطعت ووضعت في حجري. قالت : فقال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : رأيت خيرا. تلد فاطمة - إن شاء اللّه - غلاما فيكون في حجرك. قالت : فولدت فاطمة الحسين ، فكان في حجري كما قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فوضعته في حجره ، ثم حانت منّي التفاتة فإذا عينا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم تهريقان الدموع. قالت : قلت : يا رسول اللّه بأبي وأمّي ما لك؟ قال : أتاني جبرئيل عليه السلام وأخبرني أنّ أمّتي ستقتل ابني هذا. فقلت : هذا؟ قال : نعم ، وأتاني بتربة من تربته حمراء.

ومنهم العلامة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي في «دلائل النبوة» (ج 6 ص 468 ط بيروت) قال :

حدثني محمد بن عبد اللّه الحافظ ، أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن علي الجوهري

ص: 265

ببغداد ، حدثنا أبو الأحوص محمد بن الهيثم القاضي ، حدثنا محمد بن مصعب ، حدثنا الأوزاعي ، عن أبي عمار شداد بن عبد اللّه ، عن أم الفضل بنت الحارث - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن ابن عساكر.

ومنهم الفاضل الأمير أحمد حسين بهادر خان الحنفي البريانوي الهندي في كتابه «تاريخ الأحمدي» (ص 66 ط بيروت سنة 1408 ه -) قال :

واخرج الحاكم والبيهقي عن أم الفضل بنت الحارث قالت : دخلت على رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يوما بالحسين ، فوضعه في حجره ، ثم حانت مني التفاتة فإذا عينا رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وسلم تهريقان من الدموع ، فقال - فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر.

ومنهم العلامة المولوي ولي اللّه اللكهنوئي في «مرآة المؤمنين في مناقب أهل بيت سيد المرسلين» (ص 231 ط الهند) قال :

وعن أم الفضل بنت الحارث : ان النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال : أتاني جبرئيل فأخبرني أن أمّتي ستقتل ابني هذا - يعني الحسين - وأتاني بتربة حمراء.

وأخرج أحمد : نفذ علي البيت ملك لم يدخل علي قبلها ، فقال : ان ابنك هذا حسينا مقتول ، وان شئت أريك من تربة الأرض التي يقتل بها. قال : فأخرج تربة حمراء.

ومنهم العلامة الشريف أبو المعالي المرتضى محمد بن علي الحسيني البغدادي في «عيون الأخبار في مناقب الأخيار» (ص 49 نسخة مكتبة الواتيكان) قال :

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن ابراهيم الدورقي ، أنبأنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن العلوي ، نبا جدي يحيى بن الحسن ، حدثني سعيد بن نوح

ص: 266

أبو حفص العجلي ، نبا محمد بن مصعب القرقسائي ، نبا الأوزاعي ، عن عبد اللّه بن شداد ، عن أمّ الفضل بنت الحارث : انّها دخلت على رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فقالت - فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر.

ومنهم العلامة المعاصر الشيخ محمد العربي التباني الجزائري المكي في «تحذير العبقري من محاضرات الخضري» (ج 2 ص 240 ط بيروت سنة 1404) قال :

أخرج أبو داود والحاكم عن أم الفضل بنت الحارث أن النبي صلى اللّه تعالى عليه وسلم قال : أتاني جبريل فأخبرني ان أمتي ستقتل ابني هذا (يعني الحسين) وأتاني بتربة من تربة حمراء.

ومنهم العلامتان الشريف عباس أحمد صقر وأحمد عبد الجواد في «جامع الأحاديث» (ج 4 ص 725 ط دمشق) قالا :

قال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : قام من عندي جبريل من قبل ، فحدّثني أنّ الحسين يقتل بشط الفرات ، وقال : هل لك أن أشمك من تربته؟ قلت : نعم ، فمدّ يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها ، فلم أملك عيني أن فاضتا(حم ، ع) وابن سعد (طب) عن عليّ (طب عن أبي امامة (طب ، كر) عن أم سلمة ابن سعد (طب) عن عائشة (ع) عن زينب أم المؤمنين (كر) عن أم الفضل بنت الحارث زوج العباس.

ومنهم العلامة حسام الدين المردي الحنفي في «آل محمد» (ص 23 والنسخة مصورة من مكتبة السيد الاشكوري) قال :

قال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : أتاني جبريل فأخبرني أن أمتي ستقتل ابني هذا - يعني الحسين - وأتاني بتربة من تربته حمراء.

رواه أبو داود والحاكم هما يرفعه بسنده عن أم الفضل بنت الحارث.

ص: 267

حديث أمامة

قد تقدم نقل ما يدل عليه في ج 11 ص 393 عن أعلام العامة ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما مضى :

فمنهم العلامة ابن منظور الافريقي في «مختصر تاريخ دمشق» (ج 7 ص 133 ط دار الفكر دمشق) قال :

قال أبو أمامة قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لنسائه : لا تبكوا هذا الصبي ، يعني حسينا ، قال : فكان يوم أم سلمة ، فنزل جبريل فدخل رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم الداخل ، وقال لأم سلمة : لا تدعي أحدا يدخل عليّ ، فجاء الحسين ، فلما نظر الى النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في البيت أراد أن يدخل ، فأخذته أم سلمة فاحتضنته وجعلت تناغيه وتسكته ، فلما اشتد في البكاء خلت عنه ، فدخل حتى جلس في حجر رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، فقال جبريل للنبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : إن أمتك ستقتل ابنك هذا ، فقال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : يقتلونه وهم مؤمنون بي؟ قال : نعم ، يقتلونه ، فتناول جبريل تربة فقال : بمكان كذا وكذا.

فخرج رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قد احتضن حسينا كاسف البال ، مهموما ، فظنت أم سلمة أنه غضب من دخول الصبي عليه ، فقالت : يا نبي اللّه ، جعلت لك الفداء ، إنك قلت لنا : لا تبكوا هذا الصبي ، وأمرتني أن لا أدع أحدا يدخل عليك ، فجاء فخليت عنه ، فلم يردّ عليها.

فخرج الى أصحابه وهم جلوس فقال لهم : إن أمتي يقتلون هذا ، ففي القوم أبو بكر وعمر وكانا أجرأ القوم عليه ، فقالا : يا نبي اللّه ، يقتلونه وهم مؤمنون؟ قال : نعم ، هذه تربته ، فأراهم إياها.

ص: 268

حديث عمرة بنت عبد الرحمن

رواه جماعة من الأعلام في كتبهم :

فمنهم العلامة أبو القاسم علي بن الحسين الشافعي الدمشقي الشهير بابن عساكر في «ترجمة الامام الحسين عليه السلام من تاريخ مدينة دمشق» (ص 201 ط بيروت) قال :

وكتبت اليه عمرة بنت عبد الرحمن فعظم عليها ما يريد أن يصنع (من إجابة أهل الكوفة) وتأمره بالطاعة ولزوم الجماعة وتخبره انه انما يساق الى مصرعه وتقول : أشهد لحدثتني عائشة أنها سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول : يقتل حسين بأرض بابل. فلما قرأ الحسين عليه السلام كتابها قال : فلا بدّ لي إذا من مصرعي.

حديث الهيثم البكاء

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة محمد بن أحمد التميمي المتوفى سنة 333 في «المحن» (ص 139 ط دار الغرب الإسلامي - بيروت) قال :

وحدثني يحيى بن محمد بن يحيى بن سلام قال : حدثني أبي عن جدي قال : حدثني الهيثم البكاء قال : نزل جبريل على النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وفاطمة في الحجرة ، أو قال : خرجت فاطمة إلى الحجرة ومعها حسين يومئذ الى النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وكان يشق عليه بكاؤه ، فسرحته فحبا ، أو مشى ، حتى بلغ باب البيت فخشيت أن يدخل عليهما فاستدنت فأخذته ، فسكت فرجعت به الى مكانها ، فبكى ، فسرحته ، فسكت حتى بلغ الباب فاستدنت حتى أخذته فسكت فرجعت به الى مكانها فبكى فسرحته حتى بلغ الباب فاستدنت فأخذته ، ففعلت ذلك مرارا ، فسبقها

ص: 269

مرة من ذلك فدخل فأخذه النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، فجعله في حجره فقال له جبريل : أتحب ابنك يا محمد ، قال : نعم ، قال : أما إن أمتك ستقتله ، ثم مال بجناحيه الى أرض كربلاء ، فقال : بأرض هذه تربتها ، ثم صعد جبريل وخرج النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم من البيت وهو حامل حسينا على عنقه وبيده القبضة وهو يبكي ، فقالت فاطمة : ما يبكيك يا رسول اللّه؟ قال : ابني تقتله أمتي بأرض هذه تربتها ، أخبرني به جبريل.

حديث محمد بن صالح

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر» (ج 7 ص 135 ط دار الفكر) قال :

وعن محمد بن صالح : أن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم حين أخبره جبريل أن أمته ستقتل حسين بن علي ، فقال : يا جبريل أفلا أراجع فيه. قال : لا ؛ لأنه أمر قد كتبه اللّه.

حديث أنس بن مالك

قد رويناه عن أعلام العامة في ج 11 ص 403 ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي المولود سنة 588 والمتوفى 660 في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2600 ط دمشق) قال :

وقلت : وقد ذكر أبو حاتم بن حبان حديث إخبار ملك القطر عليه السلام النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بقتل الحسين في المسند الصحيح على التقاسيم والأنواع ، ورفعه

ص: 270

الى أنس بن مالك رضي اللّه عنه.

أخبرنا به أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل في كتابه إلينا من هراة وغير مرة ، قال : أخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس الجرجاني ، قال : أخبرنا الحاكم أبو الحسن علي بن محمد بن علي البحاثي ، قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن هرون ، قال : أخبرنا أبو حاتم محمد بن حبان البستي ، قال : أخبرنا الحسن بن سفيان ، قال : حدثنا شيبان بن فروخ ، قال : حدثنا عمارة بن زاذان ، قال : حدثنا ثابت ، عن أنس بن مالك قال : استأذن ملك القطر ربه أن يزور النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، فأذن له ، فكان في يوم أم سلمة فقال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : احفظي علينا الباب لا يدخل علينا أحد ، فبينا هي على الباب إذ دخل الحسين بن علي فطفر فاقتحم ففتح الباب فدخل فجعل يتوثب على ظهر النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وجعل النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يتلثمه ويقبله ، فقال له الملك : أتحبه؟ فقال : نعم. قال : أما إن أمتك ستقتله ، إن شئت أريتك المكان الذي يقتل فيه؟ قال : نعم ، فقبض قبضة من المكان الذي قتل فيه فأراه إياه ، فجاءه بسهلة أو تراب أحمر فأخذته أم سلمة فجعلته في ثوبها ، قال ثابت : كنا نقول إنها كربلاء.

أخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن بنين ، قال : أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن حامد الأرتاحي ، قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين الفراء إجازة لي ، قال : أنبأنا أبو اسحق ابراهيم بن سعيد الحبال ، وست الموفق خديجة مولاة أبي حفص عمر بن محمد بن ابراهيم المرابطة. قال أبو اسحق : أخبرنا أبو القاسم عبد الجبار بن أحمد الطرطوسي قراءة عليه وأنا أسمعه ، قال : أخبرنا أبو بكر الحسن بن الحسين بن بندار ، قراءة عليه.

وقالت خديجة : قرئ على أبي القاسم يحيى بن أحمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن بندار الأذني وأنا أشاهده أسمع ، قال : أخبرني جدي القاضي أبو الحسن علي بن الحسين ، قالا : حدثنا أبو العباس محمود بن محمد بن الفضل الأديب ، قال :

ص: 271

حدثنا الكزبراني ، قال : حدثنا عبد اللّه بن رجاء ، قال : حدثنا عمارة بن زاذان ، عن ثابت ، عن أنس : أن ملك القطر استأذن أن يزور رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وذلك يوم أم سلمة ، فقال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : أنظر أن لا يدخل علينا أحد حتى يخرج. فجاء الحسين فدخل فجعل مرة يثب على ظهر رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وهو يقبله ويلثمه ، فقال له الملك : أتحبه؟ قال : نعم. قال : أما إن أمتك ستقتله ، وإن شئت أريتك المكان الذي يقتل فيه ، فقبض كفه فإذا تربة حمراء.

وقال : حدثنا محمود ، قال : حدثنا الكزبراني ، قال : حدثنا غسان بن مالك ، قال: حدثنا عمارة بن زاذان ، عن ثابت عن أنس عن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بمثله.

أنبأنا أبو نصر القاضي قال : أخبرنا أبو القاسم الحافظ ، قال : أنبأنا أبو علي الحداد وجماعة ، قالوا : أخبرنا أبو بكر بن ريذة ، قال : أخبرنا سليمان بن أحمد ، قال : حدثنا علي بن سعيد الرازي ، قال : حدثنا اسماعيل بن ابراهيم بن مغيرة المروزي ، قال : حدثنا علي بن الحسن بن واقد ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا أبو غالب ، عن أبي أمامة قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لنسائه : لا تبكوا هذا الصبي - يعني حسينا - قال : فكان يوم أم سلمة ، فنزل جبريل فدخل رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وقال لأم سلمة : لا تدعي أحدا يدخل علي ، فجاء الحسين ، فلما نظر الى النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في البيت أراد أن يدخل ، فأخذته أم سلمة فاحتضنته وجعلت تناغيه ومسكته ، فلما اشتد في البكاء حلت عنه ، فدخل حتى جلس في حجر رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، فقال جبريل للنبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : إن أمتك ستقتل ابنك هذا. فقال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : يقتلونه وهم مؤمنون بي؟ قال : نعم يقتلونه ، فتناول جبريل تربة فقال : بمكان كذا وكذا. فخرج رسول اللّه قد احتضن حسينا كاسف البال مهموما ، فظنت أم سلمة أنه غضب من دخول الصبي عليه ، فقالت : يا نبي اللّه جعلت لك الفداء إنك قلت لنا : لا تبكوا هذا الصبي وأمرتني أن لا أدع أحدا يدخل عليك فجاء فخليت عنه. فلم يرد عليها ، فخرج الى أصحابه وهم جلوس ، فقال لهم : ان أمتي يقتلون

ص: 272

هذا. وفي القوم أبو بكر وعمر ، وكانا أجرأ القوم عليه ، فقالا : يا نبي اللّه يقتلونه وهم مؤمنون؟ قال : نعم هذه تربته ، فأراهم إياها.

ومنهم العلامة الأمير علاء الدين علي بن بلبلان الفارسي الحنفي المتوفى سنة 739 في «الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان» (ج 8 ص 262 ط بيروت) قال :

أخبرنا الحسن بن سفيان ، قال : حدثنا شيبان بن فروخ ، قال : حدثنا عمارة بن زاذان ، قال : حدثنا ثابت ، عن أنس بن مالك قال : استأذن ملك القطر ربه أن يزور النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم - فذكر مثل ما تقدم عن «بغية الطلب» الحديث الأول منه.

ومنهم العلامة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي في «دلائل النبوة» (ج 6 ص 469 ط بيروت) قال :

أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ، أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار ، حدثنا بشر بن موسى ، حدثنا عبد الصمد - يعني ابن حسان - حدثنا عمارة - يعني ابن زاذان - ، عن ثابت البناني ، عن أنس بن مالك قال : استأذن ملك المطر أن يأتي رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فأذن له ، فقال لأم سلمة : احفظي علينا الباب لا يدخلنّ أحد - فذكر مثل ما تقدم عن «بغية الطلب» باختلاف يسير.

وقال في آخره : فكنا نسمع أن يقتل بكربلاء.

وكذلك رواه شيبان بن فروخ ، عن عمارة بن زاذان.

ومنهم الفاضلان المعاصران الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد المدنيان في «جامع الأحاديث» (القسم الثاني ج 6 ص 421 ط دمشق) قالا :

عن أنس قال : استأذن ملك القطر - فذكر مثل ما تقدم عن «بغية الطلب».

وقالا في آخره (أبو نعيم).

ص: 273

وذكرا أيضا مثله متنا وسندا في ج 7 ص 64.

ومنهم الفاضل الأمير أحمد حسين بهادر خان الحنفي البريانوي الهندي في كتابه «تاريخ الأحمدي» (ص 66 ط بيروت سنة 1408 ه) قال :

وأخرج البغوي في معجمه من حديث أنس رضي اللّه عنه - فذكر مثل ما تقدم عن «بغية الطلب» ، وقال في آخره :

وأخرجه أيضا أبو حاتم في صحيحه والبيهقي وأبو نعيم.

ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد جميل غازي في «استشهاد الحسين عليه السلام» (ص 124 أخرجه من كتاب الحافظ ابن كثير ط مطبعة المدني - المؤسسة السعودية بمصر) قال :

قال الامام أحمد : حدثنا عبد الصمد بن حسان ، ثنا عمارة - يعني ابن زاذان - عن ثابت ، عن أنس قال : استأذن ملك القطر أن يأتي النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فأذن له - فذكر مثل ما تقدم عن «بغية الطلب».

وقال في آخره : وقال الامام أحمد : حدثنا وكيع ، حدثني عبد اللّه بن سعيد ، عن أبيه - إلخ.

ومنهم العلامة المولى ولي اللّه اللكهنوي في «مرآة المؤمنين» (ص 231):

روى الحديث عن أنس مثل ما تقدم عن «بغية الطلب».

ومنهم العلامة أبو الهدى في «ضوء الشمس» (ص 97 ط اسلامبول):

روى الحديث عن أنس مثل ما تقدم عن «البغية».

ص: 274

ومنهم العلامة المولوي علي المتقي الهندي في «كنز العمال» (ج 16 ص 266 ط حيدرآباد الدكن):

روى الحديث من طريق أبي نعيم عن أنس مثل ما تقدم عن «البغية».

ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في «حياة فاطمة عليها السلام» (ص 242 ط دار الجيل - بيروت):

روى الحديث مثل ما تقدم عن «البغية» ، وقال في آخرة : أخرجه الامام أحمد.

ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة 742 في «تهذيب الكمال» (ج 6 ص 408 ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال :

وقال أبو القاسم البغوي بن أبي شيبة الحبطي ، قال : حدثنا عمارة بن زاذان ، قال: حدثنا ثابت ، عن أنس ، قال : استأذن ملك القطر ربه عزوجل أن يزور النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، فأذن له وكان في يوم أمّ سلمة - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن «بغية الطلب».

ومنهم الفاضلة المعاصرة ليلى مبروك في كتابها «علامات الساعة الصغرى والكبرى» (ص 35 ط المختار الإسلامي - القاهرة) قالت :

عن أنس أن ملك المطر استأذن - فذكرت الحديث مثل ما مر عن «بغية الطلب».

حديث داود

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

ص: 275

فمنهم العلامة محمد بن أحمد التميمي في «المحن» (ص 40) قال :

وحدثني غير واحد قال : حدثنا ابراهيم بن مرزوق ، قال : حدثنا بهلول ، قال : حدثنا موسى بن عبيدة ، قال : أخبرنا داود ، قال : بينما رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم نائم في بيت بعض نسائه إذ أقبل الحسين يحبو ليضع يده على رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، فأخذته ونحته ، ثم أنها غفلت عنه فأقبل حتى وضع يده على النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، فاستيقظ النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يبكي ، فبكت المرأة لبكائه وقالت : بأبي وأمي ما يبكيك؟ قال : يبكيني أن جبريل عرض علي التربة التي يسفك عليها دم ابني هذا ، فاشتد غضب اللّه على من يسفك دمه.

حديث معاذ بن جبل

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى سنة 360 في «المعجم الكبير» (ج 20 ص 38 ط مطبعة الامة ببغداد) قال :

حدثنا الحسن بن عباس الرازي ، ثنا سليم بن منصور بن عمار ، ثنا أبي (ح).

وحدثنا أحمد بن يحيى بن خالد بن حبان الرقي ، ثنا عمرو بن بكير بن بكار القعنبي ، ثنا مجاشع بن عمرو ، قالا : ثنا ابن لهيعة ، عن أبي قبيل ، حدثني عبد اللّه بن عمرو بن العاص : أن معاذ بن جبل أخبره قال : خرج علينا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم متغير اللون ، فقال : أنا محمد أوتيت فواتح الكلام وخواتمه فأطيعوني ما دمت بين أظهركم ، وإذا ذهب بي فعليكم بكتاب اللّه ، أحلوا حلاله وحرموا حرامه ، أتتكم الموتة أتتكم بالروح والراحة كتاب من اللّه سبق ، أتتكم فتن كقطع الليل المظلم ، كلما ذهب رسل جاء رسل ، تناسخت النبوة فصارت ملكا ، رحم اللّه من أخذها بحقها ، وخرج منها كما دخلها ، أمسك يا معاذ وأحص. قال : فلما بلغت خمسة قال : يزيد لا

ص: 276

يبارك اللّه في يزيد ، ثم ذرفت عيناه فقال : نعي الي حسين ، وأتيت بتربته وأخبرت بقاتله ، والذي نفسي بيده لا يقتل بين ظهراني قوم لا يمنعوه الّا خالف اللّه بين صدورهم وقلوبهم وسلط عليهم شرارهم وألبسهم شيعا. ثم قال : واها لفراخ آل محمد من خليفة مستخلف مترف يقتل خلفي وخلف الخلف ، أمسك يا معاذ. فلما بلغت عشرة قال : الوليد اسم فرعون ، هادم شرائع الإسلام بين يديه ، رجل من أهل بيته ليسل اللّه سيفه ولا غماد له ، واختلف الناس فكانوا هكذا. وشبك بين أصابعه ثم قال : بعد العشرين ومائة موت سريع وقتل ذريع ، ففيه هلاكهم ، ويلي عليهم رجل من ولد العباس. ولفظهما واحد.

الأحاديث المرسلة

رواها جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة محمد بن أحمد المغربي المالكي في «نظم الدرر السنية في معجزات سيد البرية» (ص 51 والنسخة مصورة من مكتبة جستربيتي في ايرلندة) قال :

أخبر صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بقتل الحسين بن علي عليهما السلام بشطّ الفرات.

خرجه أبو بكر بن أبي شيبة ، والبغوي ، وابن سعد والبزّار.

ومنهم العلامة أمير أحمد خان البريانوي الهندي الحنفي في «تاريخ الأحمدي» (ص 65) قال :

ودر روضة الأحباب منقول است كه : هيچ فرزند شش ماهه متولد نشده است كه زيسته باشد مگر حسين بن علي ويحيى بن زكريا عليهم السلام ونيز در كتاب موصوف منقول است كه : چون امام حسين متولد شد حق سبحانه وتعالى جبرئيل را فرو فرستاد گفت : برو وحبيب مرا تهنيت كن به مولد حسين وبعد از آن خبر ده به قتل

ص: 277

وتعزيت آن هم بر وى رسان ، جبرئيل بيامد ودر آن وقت حسين بر كنار رسول بود صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وآن سرور بوسه بر حلق او ميداد پس جبرئيل اول تهنيت رسانيد ، پس از آن خبر قتل وى بگفت وتعزيت آن رسانيد رسول عليه السلام مضطرب شد سؤال كرد كه اى أخي جبريل سبب تهنيت معلوم است!! موجب تعزيت چيست؟ جبريل گفت : اين موضع او حلق وى كه اكنون بوسه گاه تو است بعد از وفات تو وپدرش ومادرش وبرادرش به تيغ جفا مجروح خواهند گردانيد وشمه اى از واقعه كربلا به گوش خواجه عالم رسانيد.

وقال أيضا في ص 66 :

وأخرج أحمد أن النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) قال : لقد دخل علي البيت ملك لم يدخل عليّ قبلها ، فقال لي : إنّ ابنك هذا - يعني حسينا - مقتول ، وإن شئت أريتك من تربة الأرض التي يقتل بها. فأخرج تربة حمراء.

ومنهم العلامة السيد محمد بن ابراهيم الحسني الوزير اليماني في «الروض الباسم» (ج 2 ص 35 ط دمشق) قال :

وقال ابن الأثير في نهايته ما لفظه فيه أنه من ذكر الخلفاء بعده فقال : أوّه لفراخ آل محمد من خليفة يستخلف عتريف مترف يقتل خلفي وخلف الخلف.

قلت : قاله ابن الأثير في (ع ، ت - ر - ف) ثم قال : العتريف الغاشم الظالم. وقيل : الداهي الخبيث. وقيل : هو قلب العفريت : الشيطان الخبيث.

ص: 278

قول ملك للنبي «ان ابنك هذا مقتول»

رواه جماعة من الأعلام في كتبهم :

فمنهم العلامة حسام الدين المردي الحنفي في «آل محمد» (ص 104) قال :

ان ابنك هذا حسينا مقتول ، وان شئت أريتك من تربة الأرض التي يقتل بها. قال : فأخرج تربة حمراء.

أخرجه الامام أحمد بن حنبل : لقد دخل عليّ البيت ملك لم يدخل عليّ قبلها ، فقال لي ...

وقال في الهامش : رواه الامام أحمد بن حنبل يرفعه بسند صحيح.

ص: 279

قول اللّه تعالى للنبي صلی اللّه عليه وآله في المعراج : «ان تحفظ الحسن والحسين عن الشهادة ولا شفاعة لك يوم القيامة»

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة أخطب خطباء خوارزم أبو المؤيد الموفق بن أحمد المكي الخوارزمي المتوفى سنة 568 في «المقتل» (ص 169 ط مكتبة المفيد بقم) قال :

وروي أنّ النبي صلی اللّه عليه وآله وسلم لما دخل الجنة ليلة المعراج رأى فيها قصرين من ياقوتتين إحداهما خضراء والأخرى حمراء ؛ فسأل جبرئيل عنهم ، فقال : اسأل رضوان عنهما ، فسأل رضوان فقال : الخضراء للحسن والحمراء للحسين. فقال : يا رضوان لم خلق اللّه الخضراء للحسن والحمراء للحسين؟ فقال رضوان : إنّ الحسن تقتله أمتك بالسمّ فيصير أخضر ؛ والحسين تقتله أمتك بالسيف فيتلطخ بدمه فيصير أحمر ؛ فأعلم اللّه قصريهما بهاتين العلامتين. فبكى رسول اللّه ، فقال اللّه : يا محمد لم تبكي وانّ دموعك لا قيمة لها عندي ، ولكن ان رضيت أن تحفظهما ولا شفاعة لك يوم القيامة فعلنا. فقال رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وسلم : بل الشفاعة أحب اليّ يا رب ، وان قتلت قرة عيني معهما فاطمة.

ص: 280

إخبار علي عليه السلام بشهادة ولده الحسين عليه السلام

اشارة

وفيه أحاديث :

منها : حديث ابن نجي

قد تقدم نقل ما يدل عليه عن كتب العامة في ج 11 ص 372 الى ص 379 وج 19 ص 375 ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور والمتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر» (ج 7 ص 133 ط دار الفكر) قال :

حدث عبد اللّه بن يحيى عن أبيه :

أنه سافر مع علي بن أبي طالب وكان صاحب مطهرته ، فلما حاذوا بنينوى ، وهو منطلق الى صفين ، نادى علي : صبرا أبا عبد اللّه ، صبرا أبا عبد اللّه بشط الفرات ، قلت : ومن ذا أبو عبد اللّه؟ قال : دخلت على رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وعيناه تفيضان ، فقلت : يا نبي اللّه أغضبك أحد؟ ما شأن عينيك تفيضان؟ قال : بل قام من عندي جبريل قبل ، فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات ، وقال : هل لك أن أشمك من

ص: 281

تربته؟ قال : قلت : نعم ، فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم يسعني أملك عينيّ أن فاضتا.

ومنهم الأمير أحمد حسين بهادر خان الحنفي البريانوي الهندي في «تاريخ الأحمدي» (ص 188 ط بيروت) قال :

وفي سرّ الشهادتين للشاه عبد العزيز الدهلوي قال : أخرج أبو نعيم ، عن يحيى الحضرمي أنه سار مع علي الى صفين ، فلما حاذى نينوى نادى : صبرا يا أبا عبد اللّه بشط الفرات. قلت : ما ذا؟ قال : انّ النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) قال : حدثني جبرئيل أن الحسين يقتل بشط الفرات.

ومنهم العلامة الواعظ جمال الدين عبد الرحمن بن علي بن محمد المشتهر بابن الجوزي القرشي التميمي البكري البغدادي المتوفى سنة 597 في كتابه «الحدائق» (ج 1 ص 396 ط بيروت سنة 1408) قال :

حدثنا أحمد ، قال : حدثنا محمد بن عبيد ، قال : حدثنا شرحبيل بن مدرك ، عن عبد اللّه بن نجي ، عن أبيه : أنه سار مع علي وكان صاحب مطهرته ، فلما حاذى نينوى وهو منطلق الى صفين نادى علي : اصبر أبا عبد اللّه بشط الفرات. قلت : وما ذا؟ قال - فذكر مثل ما تقدم عن «مختصر تاريخ دمشق».

ومنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي المولود سنة 588 والمتوفى 660 في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2596 ط دمشق) قال :

أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد ، عن أبي غالب بن البناء ، قال : أخبرنا أبو الغنائم بن المأمون ، قال : أخبرنا أبو القاسم بن حبابة ، قال : أخبرنا أبو القاسم البغوي ، قال : حدثني يوسف بن موسى القطان ، قال : حدثنا محمد بن عبيد ، قال : حدثنا

ص: 282

شرحبيل بن مدرك الجعفي ، عن عبد اللّه بن نجي ، عن أبيه أنه سار مع علي بن أبي طالب وكان صاحب مطهرته ، فلما حاذوا نينوى وهو منطلق الى صفين نادى علي : صبرا أبا عبد اللّه ، صبرا أبا عبد اللّه بشط الفرات. قلت : ومن ذا أبا عبد اللّه؟ - فذكر مثل ما تقدم عن «مختصر تاريخ دمشق».

ومنهم الفاضلان المعاصران الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد المدنيان في «جامع الأحاديث» (القسم الثاني ج 4 ص 479 وج 6 ص 429) قالا :

عن نجي أنه سار مع علي رضي اللّه عنه ، فلما حاذى نينوى - فذكرا مثل ما تقدم عن ابن منظور.

وقالا في آخره (ش ، حم ، ع ، ص).

ومنهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة 911 في كتابه «مسند علي بن أبي طالب» (ج 1 ص 48 ط المطبعة العزيزية بحيدرآباد الهند) قال :

عن عبد اللّه بن نجي ، عن أبيه نجي أنه سار مع علي رضي اللّه عنه ، فلما حاذى نينوى وهو منطلق الى صفين نادى علي : اصبر أبا عبد اللّه ، اصبر أبا عبد اللّه بشط الفرات. قلت : وما ذا؟ قال : دخلت [على] النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن ابن منظور باختلاف يسير في اللفظ.

ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي في «آل بيت الرسول صلی اللّه عليه [وآله] وسلم» (ص 236 ط القاهرة سنة 1399) قال :

عن عبد اللّه بن نجي عن أبيه : انه سار مع علي عليه السلام - فذكر مثل ما تقدم عن ابن منظور.

ص: 283

ورواه الشيخ محمد أيمن بن عبد اللّه بن حسن الشبراويّ القويني في «فهرس أحاديث كشف الأستار» ص 57 ط بيروت مثل ما تقدم عن ابن منظور.

ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة 742 في «تهذيب الكمال» (ج 6 ص 406 ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال :

وقال محمد بن عبيد الطنافسي ، حدثنا شرحبيل بن مدرك الجعفي ، عن عبد اللّه بن نجيّ ، عن أبيه أنه سافر مع علي بن أبي طالب ، وكان صاحب مطهرته ، فلما حاذوا نينوى وهو منطلق الى صفين ، نادى عليّ : صبرا أبا عبد اللّه ، صبرا أبا عبد اللّه بشط الفرات. قلت : ومن ذا أبو عبد اللّه؟ قال : دخلت على رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن ابن منظور.

ثم قال ايضا :

أخبرنا بذلك أبو العباس أحمد بن أبي الخير ، قال : أنبأنا أبو القاسم يحيى بن أسعد بن بوش ، قال : أخبرنا أبو غالب ابن البناء ، قال : أخبرنا أبو الغنائم بن المأمون ، قال : أخبرنا أبو القاسم بن حبابة ، قال : أخبرنا أبو القاسم البغوي ، قال : حدثني يوسف بن موسى القطان ، قال : حدثنا محمد بن عبيد - فذكره.

وقال الدكتور بشار عواد معروف - مصحح الكتاب في تعليقه : [رواه] : مسند أحمد 1 / 85 ، والمعجم الكبير للطبراني (2811) ، وابن عساكر (213) و (214) و (215) وتاريخ الإسلام 3 / 9 ، وسير الاعلام 3 / 288.

ومنها : حديث شيبان بن مخرمة

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

ص: 284

فمنهم علامة التاريخ ابن عساكر في «تاريخ دمشق - ترجمة الامام الحسين عليه السلام» (ص 235 ط بيروت) قال :

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي ، أنبأنا الحسن بن علي ، أنبأنا محمد بن العباس ، أنبأنا أحمد بن معروف ، أنبأنا الحسين بن الفهم ، أنبأنا محمد بن سعد ، أنبأنا يحيى بن حماد ، أنبأنا أبو عوانة ، عن عطاء بن السائب ، عن ميمون ، عن شيبان بن مخرم - قال (ميمون) وكان عثمانيا يبغض عليا - قال : رجعنا مع علي من صفين. قال : فانتهينا الى موضع ، قال : فقال : ما يسمّى هذا الموضع؟ قال : قلنا : كربلاء. قال : كرب وبلاء. قال : ثم قعد على رابية وقال : يقتل هاهنا قوم (هم) أفضل شهداء على ظهر الأرض ، لا يكون شهداء رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم. قال : قلت : بعض كذباته ورب الكعبة. قال : فقلت لغلامي - وثم حمار ميت - جئني برجل هذا الحمار (فجاءني به) فأوتدته في المقعد الذي كان فيه قاعدا ، فلما قتل الحسين قلت لأصحابي : انطلقوا ننظر ، فانتهينا معهم الى المكان فإذا جسد الحسين على رجل الحمار ، وإذا أصحابه ربضة حوله.

وقال أيضا :

أخبرنا أبو علي الحداد وغيره في كتبهم ، قالوا : أنبأنا أبو بكر بن ريذة ، أنبأنا سليمان ابن أحمد ، أنبأنا محمد بن عبد اللّه الحضرمي ، أنبأنا محمد بن يحيى بن أبي سمينة ، أنبأنا يحيى بن حماد ، أنبأنا أبو عوانة ، عن عطاء بن السائب ، عن ميمون بن مهران ، عن شيبان بن مخرم - وكان عثمانيا - قال : انّي لمع علي إذ أتى كربلاء ، فقال : يقتل في هذا الموضع شهداء ليس مثلهم شهداء الّا شهداء بدر - فذكر مثل ما تقدم.

ص: 285

ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى 711 في «مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر» (ج 7 ص 147 ط دار الفكر) قال :

وعن شيبان بن مخرم وكان عثمانيا قال : - فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر.

ومنهم الفاضلان المعاصران الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد المدنيان في «جامع الأحاديث» (القسم الثاني ج 4 ص 479 ط دمشق) قالا :

عن شيبان بن مخرم قال : اني لمع علي عليه السلام - فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر.

ورويا أيضا مثله في ج 6 ص 429 عن شيبان المذكور.

ومنها : حديث أبي هرثمة

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة أبو المؤيد الموفق بن أحمد المكي أخطب خوارزم في «مقتل الحسين عليه السلام» (ج 1 ص 165 - ط مكتبة المفيد بقم) قال :

أخبرنا الشيخ الامام الحافظ أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي ، عن شيخ القضاة اسماعيل بن أحمد البيهقي ، عن أبيه ، حدثنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرنا خلف بن محمد البخاري ، حدثنا صالح بن محمد الحافظ ، حدثنا أحمد بن حبان المصيصي ، حدثنا عيسى بن يونس السبيعي ، عن الأعمش ، عن نشيط أبي فاطمة قال : جاء مولاي أبو هرثمة من صفين ، فأتيناه فسلمنا عليه ، فمرت شاة وبعرت ، فقال : لقد ذكرتني هذه الشاة حديثا ، أقبلنا مع علي ونحن راجعون من صفين ، فنزلنا كربلاء فصلى

ص: 286

بنا الفجر بين شجرات ، ثم أخذ بعرات من بعر الغزال ففتها في يده ثم شمها ، فالتفت إلينا وقال : يقتل في هذا المكان قوم يدخلون الجنة بغير حساب.

ومنهم الفاضلان المعاصران الشريف عباس أحمد صقر والشيخ احمد عبد الجواد المدنيان في «جامع الأحاديث» (القسم الثاني ج 4 ص 482 ط دمشق) قالا :

عن أبي هرثمة قال : كنت مع علي رضي اللّه عنه بكربلاء فقال : يحشر من هذا الظهر سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب (ش).

ومنهم العلامة المولوي على المتقي الهندي في «كنز العمال» (ج 16 ص 279 ط حيدرآباد الدكن) قال :

عن أبي هرثمة قال : كنت مع علي بكربلاء ، فقال : يحشر من هذا الظهر سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب.

ومنهم العلامة الكنجي الشافعي في «كفاية الطالب» (ص 280 ط الغريّ) قال:

وبه حدثني الطبراني ، حدثنا الحضرمي ، حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، حدثنا معاوية ، عن الأعمش ، عن سلام أبي شرحبيل ، عن أبي هرثمة قال : كنت مع عليّ عليه السلام بنهر كربلاء ، فمر بشجرة تحتها بعر الغزلان ، فأخذ منه قبضة فشمّها ثم قال : يحشر من هذا الظهر سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب.

قلت : هكذا أخرجه الطبراني في معجمه الكبير في ترجمته.

ومنهم العلامة أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي الشهير بابن عساكر الدمشقي في «ترجمة الامام الحسين عليه السلام في تاريخ مدينة دمشق» (ص 186 ط بيروت) قال :

أخبرنا أبو بكر الأنصاري ، أنبأنا أبو محمد الجوهري ، أنبأنا أبو عمر حيويه ، أنبأنا

ص: 287

أحمد بن معرف ، أنبأنا الحسين بن الفهم ، أنبأنا محمد بن سعد ، أنبأنا يحيى بن حماد ، أنبأنا أبو عوانة ، عن سليمان ، قال : أنبأنا أبو عبيد اللّه الضبي ، قال : دخلنا على أبي هرثم الضبي حين أقبل من صفين وهو مع علي - وهو جالس على دكان له - وله امرأة يقال لها جرداء ، وهي أشدّ حبّا لعلي وأشد لقوله تصديقا - فجاءت شاة له فبعرت ، فقال : لقد ذكرني بعر هذه الشاة حديثا لعلي. قالوا : وما علم علي بهذا. قال : أقبلنا مرجعنا من صفين ، فنزلنا كربلاء ، فصلى بنا علي صلاة الفجر بين شجيرات ودوحات حرمل ، ثم أخذ كفا من بعر الغزلان فشمه ، ثم قال : أوه أوه ، يقتل بهذا الغائط قوم يدخلون الجنة بغير حساب. قال أبو عبيد : قالت جرداء : وما تنكر من هذا؟ هو أعلم بما قال منك ، نادت بذلك وهي في جوف البيت.

ومنهم العلامة ابن منظور في «مختصر تاريخ دمشق» (ج 7 ص 135) قال :

قال أبو عبد اللّه الضبي : دخلنا على أبي هرثم الضبي - فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر.

ومنها : حديث هرثمة بن سلمى

رواه جماعة من أعلام القوم في كتبهم :

فمنهم العلامة أحمد بن علي بن محمد المشتهر بابن حجر العسقلاني في «تهذيب التهذيب» (ج 2 ص 348 ط حيدرآباد) قال :

قال إسحاق بن سليمان الرازي ، ثنا عمرو بن أبي قيس ، عن يحيى بن سعيد ، عن أبي حيان ، عن قدامة الضبي عن جردا بنت سمير ، عن زوجها هرثمة بن سلمى قال : خرجنا مع عليّ ، فسار حتّى انتهى الى كربلاء ، فنزل الى شجرة فصلى إليها ، فأخذ تربة

ص: 288

من الأرض فشمها ، ثم قال : واها لك تربة ، ليقتلن بك قوم يدخلون الجنة بغير حساب. قال : فقفلنا من غزاتنا وقتل عليّ ونسيت الحديث. قال : فكنت في الجيش الذين ساروا الى الحسين ، فلما انتهيت اليه نظرت الى الشجرة فذكرت الحديث ، فتقدمت على فرس لي ، فقلت : أبشرك ابن بنت رسول اللّه وحدثته الحديث. قال : معنا أو علينا. قلت : لا معك ولا عليك ، تركت عيالا وتركت مالا. قال : أمّا لا فولّ في الأرض هاربا ، فو الذي نفس حسين بيده لا يشهد قتلنا اليوم رجل الّا دخل جهنم. قال : فانطلقت هاربا موليا في الأرض حتى خفي عليّ مقتله.

ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر» (ج 7 ص 148 ط دار الفكر) قال :

وعن هرثمة بن سلمى قال - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن «تهذيب التهذيب».

ومنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6) قال :

أنبأنا أبو الحسن بن المقير ، عن الفضل بن سهل الحلبي ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد ابن علي بن ثابت إذنا ، قال : أخبرنا عبد الكريم بن محمد بن أحمد الضبي ، قال : أخبرنا علي بن عمر الحافظ ، قال : حدثنا محمد بن نوح الجنديسابوري ، قال : حدثنا علي بن حرب الجنديسابوري ، قال : حدثنا اسحق بن سليمان ، قال : حدثنا عمرو بن أبي قيس ، عن يحيى بن سعيد أبي حيان ، عن قدامة الضبي ، عن جرداء بنت سمير ، عن زوجها هرثمة بن سلمى قال : خرجنا مع علي في بعض غزوه - فذكر بعين ما تقدم عن «تهذيب التهذيب».

ص: 289

ومنهم علامة التاريخ ابن عساكر في «تاريخ دمشق - ترجمة الامام الحسين عليه السلام» (ص 235 ط بيروت) قال :

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه الواسطي ، أنبأنا أبو بكر الخطيب ، أنبأنا عبد الكريم بن محمد بن أحمد الضبي ، أنبأنا علي بن عمر الحافظ ، أنبأنا محمد بن نوح الجنديسابوري ، أنبأنا علي بن حرب الجنديسابوري ، أنبأنا إسحاق بن سليمان ، أنبأنا عمرو بن أبي قيس ، عن يحيى بن سعيد أبي حيان ، عن قدامة الضبي ، عن جرداء بنت سمير ، عن زوجها هرثمة بن سلمى قال : خرجنا مع علي في بعض غزوه ، فسار حتى انتهى الى كربلاء - فذكر مثل ما تقدم عن «تهذيب التهذيب».

ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة 742 في «تهذيب الكمال» (ج 6 ص 410 ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال :

وقال محمد بن سعد : أخبرنا يحيى بن حماد ، قال : أخبرنا أبو عوانة ، عن سليمان - يعني الأعمش - قال : حدثنا أبو عبد اللّه الضبي ، قال : دخلنا على ابن هرثم الضبي حين أقبل من صفين وهو مع علي ، وهو جالس على دكان له ، وله امرأة يقال لها جرداء هي أشد حبا لعلي وأشدّ لقوله تصديقا ، فجاءت شاة فبعرت ، فقال : لقد ذكرني بعر هذه الشاة حديثا لعلي. قالوا : وما علم عليّ بهذا؟ قال : أقبلنا مرجعنا من صفين فنزلنا كربلاء ، فنزل فصلّى بنا علي صلاة الفجر بين شجيرات ودوحات حرمل ، ثم أخذ كفا من بعر الغزلان فشمه ، ثم قال : أوه أوه! يقتل بهذا الغائط قوم يدخلون الجنة بغير حساب. قال : فقالت جرداء : وما ينكر من هذا؟ هو أعلم بما قال منك. نادت بذلك وهي في جوف البيت.

وقال أبو الحسن الدارقطني : حدثنا محمد بن نوح الجنديسابوري ، قال : حدثنا علي بن حرب الجنديسابوري ، قال : حدثنا إسحاق بن سليمان قال : حدثنا عمرو بن أبي قيس ، عن يحيى بن سعيد أبي حيان ، عن قدامة الضبي ، عن جرداء بنت سمير ،

ص: 290

عن زوجها هرثمة بن سلمى ، قال : خرجنا مع علي في بعض غزوه ، فسار حتى انتهى الى كربلاء ، فنزل الى شجرة يصلي إليها ، فأخذ تربة من الأرض ، فشمها ، ثم قال : واها لك تربة ليقتلنّ بك قوم يدخلون الجنة بغير حساب. قال : فقفلنا من غزاتنا وقتل علي ونسيت الحديث ، قال : فكنت في الجيش الذين ساروا الى الحسين ، فلما انتهيت إليه نظرت الى الشجرة ، فذكرت الحديث فتقدمت على فرس لي ، فقلت : أبشرك ابن بنت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وحدثته الحديث. قال : معنا أو علينا؟ قلت : لا معك ولا عليك ، تركت عيالا وتركت مالا. قال : أمّا لا ، فولّ في الأرض ، فو الذي نفس حسين بيده ، لا يشهد قتلنا اليوم رجل إلّا دخل جهنم. قال : فانطلقت هاربا موليا في الأرض حتى خفي عليّ مقتله.

ومنها : حديث أصبغ بن نباتة

رواه جماعة من أعلام القوم في كتبهم :

فمنهم العلامة جلال الدين عبد الرحمن السيوطي في «الخصائص الكبرى» (ج 2 ص 126 ط حيدرآباد) قال :

أخرج أبو نعيم عن أصبغ بن نباتة قال : أتينا مع علي موضع قبر الحسين ، فقال :

هاهنا مناخ ركابهم ، وموضع رحالهم ، ومهراق دمائهم ، فتية من آل محمد يقتلون بهذه العرصة تبكي عليهم السماء والأرض.

وروى الأمير أحمد حسين بهادر خان البريانوي الحنفي الهندي في «تاريخ الأحمدي» (ص 188 ط بيروت) عن الأصبغ مثله.

ص: 291

ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الامام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص 37 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :

عن الأصبغ قال : أتينا مع علي عليه السلام - فذكر مثل ما تقدم عن «الخصائص» الّا أن فيه : محط رحالهم.

ومنهم العلامة المولوي ولى اللّه اللكهنوي الهندي في «مرآة المؤمنين» (ص 232) - فذكر مثل ما تقدم عن «الخصائص».

ومنها : حديث ابن سعد

ذكره جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة حسام الدين المردي الحنفي في «آل محمد» (ص 28 المخطوط) قال :

عن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال : أخبرني جبرئيل أن حسينا يقتل بشاطئ الفرات.

وقال في الهامش : رواه الطبراني في «الأوسط» والبيهقي هما يرفعه بسنده عن ابن عمر ، ولابن سعد بسنده عن علي (الجامع الصغير).

ومنهم الفاضلان الشريف عباس أحمد صقر وأحمد عبد الجواد في «جامع الأحاديث» (ج 1 ص 156 ط دمشق) قالا :

قال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : أخبرني جبرئيل - فذكرا مثل ما تقدم عن كتاب «آل محمد».

ص: 292

ومنهم العلامة محمد بن يوسف بن عيسى بن اطيفش الحفصي العدوي القرشي الجزائري المولود سنة 1236 والمتوفى 1332 في «جامع الشمل في حديث خاتم الرسل» (ج 1 ص 14 ط دار الكتب العلمية) قال :

قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : أخبرني جبريل أن حسينا يقتل بشاطئ الفرات (رواه ابن سعد عن علي).

ومنها : حديث ابن عباس

رواه جماعة من الأعلام في كتبهم :

فمنهم العلامة أبو المؤيد الموفق بن أحمد المكي الشهير بأخطب خوارزم في «مقتل الحسين» (ج 1 ص 162) قال :

وذكر شيخ الإسلام الحاكم الجشمي أنّ أمير المؤمنين عليه السلام لما سار الى صفين نزل بكربلا وقال لابن عباس : أتدري ما هذه البقعة؟ قال : لا. قال : لو عرفتها لبكيت بكائي ، ثم بكى بكاء شديدا ، ثم قال : ما لي ولآل أبي سفيان ، ثمّ التفت الى الحسين وقال : صبرا يا بنيّ ، فقد لقي أبوك منهم مثل الذي تلقى بعده.

ومنها : حديث هاني بن هاني

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

ص: 293

فمنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي المولود سنة 588 والمتوفى 660 في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2603 ط دمشق) قال :

أنبأنا أحمد بن أزهر بن السباك في كتابه ، عن أبي بكر محمد عبد الباقي الأنصاري ، قال : أخبرنا أبو محمد الجوهري ، قال : أخبرنا أبو عمر بن حيويه ، قال : أخبرنا أحمد ابن معروف ، قال : حدثنا الحسين بن الفهم ، قال : أخبرنا محمد بن سعد ، قال : أخبرنا عبد اللّه بن موسى ، قال : أخبرنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن هانئ بن هانئ ، عن علي قال : ليقتلن الحسين بن علي قتلا ، واني لأعرف تربة الأرض التي يقتل بها ، يقتل بقرية قريب من النهرين.

ومنهم العلامة ابن عساكر في «تاريخ دمشق ترجمة الامام الحسين عليه السلام» (ص 188 ط بيروت) قال :

وأنبأنا سعد ، أنبأنا عبيد اللّه بن موسى ، أنبأنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن هانئ ابن هانئ ، عن علي عليه السلام قال : ليقتلن الحسين بن علي قتلا - فذكر مثل ما تقدم عن «بغية الطلب».

ومنها : حديث الحسين بن كثير

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الشريف أحمد بن محمد الحسيني الشافعي الخوافي [الحافي] في «التبر المذاب» (ص 79 المخطوط) قال :

وروى الحسين بن كثير وعبد خير قالا : لما وصل علي عليه السلام الى كربلاء وقف

ص: 294

وبكى - وقال : بأبي أغلمة يقتلون ، هذا واللّه مناخ ركابهم وموضع رحالهم ، هاهنا واللّه مصرع الحسين. ثم ازداد بكاء.

ورواه العلامة الحافظ شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني الشافعي المصري في «المطالب العالية» ج 4 رقم 4517 ط الكويت عن أبي بحير عن رجل من بني ضبة هكذا :

أبو يحيى ، عن رجل من بني ضبة ، قال : شهدت عليا حين نزل كربلاء ، فانطلق فقام ناحية ، فأومأ بيده ، فقال : مناخ ركابهم أمامه ، وموضع رحالهم عن يساره ، فضرب بيديه الأرض ، فأخذ من الأرض قبضة فشمّها فقال وا يحيى ، وا حبذا الدماء يسفك فيه ، ثم جاء الحسين ، فنزل كربلاء.

ومنها : حديث عون بن أبي جحيفة

رواه جماعة من أعلام القوم في كتبهم :

فمنهم العلامة أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي الشهير بابن عساكر الدمشقي في «ترجمة الامام الحسين بن علي عليه السلام من تاريخ مدينة دمشق» (ص 186 ط بيروت) قال :

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن ، أنبأنا أبو الغنائم عبد الصمد بن علي ، أنبأنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمد بن إسحاق ، أنبأنا عبد اللّه بن محمد البغوي ، حدثني محمد ابن ميمون الخياط ، أنبأنا سفيان ، عن عبد الجبار بن العباس أنه سمع عون بن أبي جحيفة قال : انّا لجلوس عند دار أبي عبد اللّه الجدلي ، فأتانا ملك بن صحار الهمداني فقال : دلوني على منزل فلان. قال : قلنا : ألا ترسل اليه فيجيء (قال : وكنّا في الكلام) إذ جاء ، فقال (له ابن صحار) : أتذكر إذ بعثنا أبو مخنف الى أمير المؤمنين

ص: 295

وهو بشاطئ الفرات فقال : ليحلنّ هاهنا ركب من آل رسول صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يمرّ بهذا المكان فتقتلونهم ، فويل لكم منهم وويل لهم منكم.

ومنها : حديث الشعبي

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الفاضل الأمير أحمد حسين بهادر خان الحنفي البريانوى الهندي في كتابه «تاريخ الاحمدي» (ط بيروت سنة 1408 ه) قال :

وفي الصواعق قال : أخرج ابن سعد عن الشعبي قال : مر علي رضي اللّه عنه بكربلاء عند مسيره الى صفين ، وحاذى نينوى قرية على الفرات ، فوقف وسأل عن اسم هذه الأرض ، فقيل : كربلاء ، فبكى حتى بل الأرض من دموعه ، ثم قال : دخلت على رسول اللّه (صلی اللّه عليه وآله وسلم) وهو يبكي ، فقلت : ما يبكيك؟ قال : كان عندي جبرئيل آنفا وأخبرني أن ولدي الحسين يقتل بشاطئ الفرات بموضع يقال له كربلاء.

ومنها : حديث علي عليه السلام «ان الحسين يقتل قريبا من النهرين»

رواه جماعة من الأعلام في كتبهم :

فمنهم الفاضلان المعاصران الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد المدنيان في «جامع الأحاديث» (القسم الثاني ج 4 ص 482 ط دمشق) قالا :

عن عليّ رضي اللّه عنه قال : ليقتلنّ الحسين قتلا ، وإني لأعرف تربة الأرض التي

ص: 296

بها يقتل ، قريبا من النهرين (ش).

ومنها : حديث علي عليه السلام «ان الحسين عليه السلام يقتل بشط الفرات»

قد تقدم نقله منا عن أعلام القوم في ج 11 ص 374 ، ونستدرك هاهنا عمن لم نرو عنهم هناك :

فمنهم العلامة الشيخ محمد عزت دروزه في «تاريخ العرب في الإسلام» (ص 380 ط صيدا من أعمال بيروت) قال :

روي عن علي قال : دخلت على رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ذات يوم ، وعيناه تفيضان ، فقلت : ما أبكاك يا رسول اللّه؟ انه قال : قام من عندي جبرئيل فحدثني أن الحسين يقتل بشطّ الفرات ، وقال : هل لك أن أشمك من تربته؟ قال : فمدّ يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها ، فلم أملك عيني أن فاضتا.

ومنها : قول علي لعمر بن سعد «كيف بك إذا قمت مخيّرا بين الجنة والنار فتختار النار»

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة سبط ابن الجوزي في «التذكرة» (ص 257 ط مطبعة العلمية في النجف) قال :

قال محمد بن سيرين : وقد ظهرت كرامات علي بن أبي طالب في هذا ، فانه لقي

ص: 297

عمر بن سعد يوما وهو شاب ، فقال : ويحك يا بن سعد ، كيف بك إذا قمت يوما مقاما تخير فيه بين الجنة والنار فتختار النار.

ومنها : حديث كدير الضبي

رواه جماعة من أعلام القوم في كتبهم :

فمنهم العلامة أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي الدمشقي الشهير بابن عساكر في «ترجمة الامام الحسين عليه السلام من تاريخ مدينة دمشق» (ص 186 ط بيروت) قال :

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرحمن ، أنبأنا أبو الحسن الخلعي ، أنبأنا أبو محمد بن النحاس ، أنبأنا أبو سعيد بن الأعرابي ، أنبأنا أبو علي الحسن بن علي بن محمد بن هاشم الأسدي النحاس ، أنبأنا منصور بن واقد الطنافسي ، أنبأنا عبد الحميد الحماني ، عن الأعمش ، عن أبي إسحاق ، عن كدير الضبي قال : بينا أنا وعلي بكربلاء بين أشجار الحرمل (إذ) أخذ بعرة فشمّها ثم قال : ليبعثن اللّه من هذا الموضع قوما يدخلون الجنة بغير حساب.

ومنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي المولود سنة 588 والمتوفى 660 في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2603 ط دمشق) قال :

قال الحافظ أبو القاسم قال : أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرحمن ، قال : أخبرنا أبو الحسن الخلعي ، قال : أخبرنا أبو محمد بن النحاس ، قال : أخبرنا أبو سعيد بن الاعرابي ، قال حدثنا أبو علي الحسن بن علي بن محمد بن قاسم الأسدي النحاس ، قال : حدثنا منصور بن واقد الطنافسي ، قال : حدثنا عبد الحميد الحماني ، عن الأعمش ، عن أبي اسحق ، عن كدير الضبي قال : بينا أنا مع علي بكربلاء بين أشجار

ص: 298

الحرمل أخذ بعرة ففركها ثم شمها ، ثم قال - فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر.

ومنها : أحاديث مختلفة أخرى

رواها جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الدكتور محمد جميل غازي في «استشهاد الحسين عليه السلام» (ص 126) قال:

وقد روى محمد بن سعد وغيره من غير وجه عن علي بن أبي طالب أنه مرّ بكربلاء عند أشجار الحنظل وهو ذاهب الى صفين ، فسأل عن اسمها فقيل كربلاء ، فقال : كرب وبلاء ، فنزل وصلّى عند شجرة هناك ، ثم قال : يقتل هاهنا شهداء هم خير الشهداء غير الصحابة ، يدخلون الجنة بغير حساب - وأشار الى مكان هناك - فعلموه بشيء فقتل فيه الحسين.

ومنهم العلامة با كثير الحضرمي في «وسيلة المآل» (ص 183) قال :

وعن سيدنا علي كرم اللّه وجهه ورضي عنه قال : زارنا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، فعملنا له حريرة وأهدت لنا أم ايمن قعبا من لبن وصحفة من تمر ، فأكل رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وأكلنا معه ، ثم وضأ رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، فمسح رأسه وجبهته ولحيته بيده ، ثم استقبل القبلة فدعا اللّه سبحانه وتعالى بما شاء ، ثم أكب الأرض بدموع غزيرة - يفعل ذلك ثلاث مرات - فتهيبنا رسول اللّه صلى اللّه عليه أن نسأله ، فوثب الحسين بن علي رضي اللّه عنه على ظهر رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وبكى ، فقال له رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : بأبي أنت وأمي ما يبكيك؟ قال : يا أبت رأيت تصنع شيئا ما رأيتك تصنع مثله. فقال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : يا بني

ص: 299

سررت بكم اليوم سرورا لم أسر بكم مثله قط ، وان حبيبي جبريل أتاني وأخبرني انكم قتلى وأن مصارعكم شتى ، فأجزعني ذلك ودعوت اللّه لكم بالخيرة.

رواه السيد أبو الحسن يحيى بن الحسين بن جعفر في كتابه «أخبار المدينة» رحمه اللّه تعالى.

ومنهم العلامة محمد مبين الهندي الحنفي السهالوي في «وسيلة النجاة» (ص 277 طبعة گلشن فيض لكهنو):

روى الحديث نقلا عن جذبة القلوب بعين ما تقدم عن «وسيلة المآل».

ص: 300

حديث ابن عمر عن النبي صلی اللّه عليه وآله في اخباره عن شهادة ابنه الحسين عليه السلام

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة الشيخ حسام الدين المردي الحنفي في «آل محمد» (ص 28 - المخطوط) قال :

قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : أخبرني جبرئيل أن حسينا يقتل بشاطئ الفرات.

قال في الهامش : رواه الطبراني في الأوسط والبيهقي هما يرفعه بسنده عن ابن عمر ، ولابن سعد بسنده عن علي عليه السلام (الجامع الصغير).

ص: 301

اخبار الحسين بشهادته

اشارة

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي المولود سنة 588 والمتوفى 660 في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2615 ط دمشق) قال :

وأخبرنا أبو الحسن علي بن أبي المعالي بن الحداد ، قال : أخبرنا يوسف بن آدم المراغي ، قال : أنبأنا أبو بكر محمد بن منصور السمعاني ، قال : أخبرنا الشيخ أبو طالب محمد بن الحسن بن أحمد ، قال : أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن شاذان ، قال : أخبرنا عبد الخالق بن الحسن ، قال : حدثنا اسحق بن الحسن الحربي ، قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا جعفر بن سليمان ، قال : حدثني يزيد الرشك ، قال : حدثني من شافه الحسين بهذا الكلام ، قال : حججت فأخذت ناحية الطريق أتعسف الطريق ، فدفعت الى أبنية وأخبية فأتيت أدناها فسطاطا ، فقلت : لمن هذا؟ فقالوا : للحسين بن علي رضي اللّه عنه. فقلت : ابن فاطمة بنت رسول اللّه؟ قالوا : نعم. قلت : في أيها هو؟ فأشاروا الى فسطاط ، فأتيت الفسطاط ، فإذا هو قاعد عند عمود الفسطاط ، وإذا بين يديه كتب كثيرة يقرأها ، فقلت : بأبي أنت وأمي ما أجلسك في هذا الموضع الذي ليس فيه أنيس ولا منفعة؟ قال : ان هؤلاء - يعني السلطان - أخافوني ، وهذه كتب أهل الكوفة إليّ وهم قاتلي ، فإذا فعلوا ذلك لم يتركوا لله حرمة إلّا انتهكوها ، فسلط اللّه عليهم من يذلهم حتى يتركهم أذل من فرم الأمة. قال جعفر : فسألت الأصمعي عن ذلك ، قال : هي خرقة الحيضة إذا ألقتها النساء.

ص: 302

ومنهم العلامة ابن عساكر في «تاريخ دمشق - ترجمة الامام الحسين عليه السلام» (ص 211 ط بيروت) قال :

وبالسند المتقدم - قال ابن سعد : وأنبأنا موسى بن اسماعيل ، أنبأنا جعفر بن سليمان ، عن يزيد الرشك قال : حدثني من شافه الحسين قال : رأيت أبنية مضروبة بفلاة الأرض ، فقلت : لمن هذه؟ قالوا : هذه للحسين - فذكر باختلاف قليل في اللفظ ، وقال في آخره : من فرم الأمة يعني منفعتها.

قال (ابن سعد) : وانبأنا علي بن محمد ، عن الحسن بن دينار ، عن معاوية بن قرّة قال : قال الحسين : واللّه ليعتدنّ عليّ كما اعتدت بنو إسرائيل في السبت.

قال : وأنبأنا علي بن محمد ، عن جعفر بن سليمان الضبعي ، قال : قال الحسين عليه السلام : واللّه لا يدعوني حتى يستخرجوا هذه العلقة في جوفي ، فإذا فعلوا ذلك سلط اللّه عليهم من يذلهم حتى يكونوا أذل من فرم الأمة. فقدم العراق ، فقتل بنينوا يوم عاشوراء سنة إحدى وستين.

ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد جميل غازي في «استشهاد الحسين عليه السلام» (ص 65 ط مصر) قال :

وقال محمد بن سعد : حدثنا موسى بن اسماعيل ، ثنا جعفر بن سليمان ، عن يزيد الرشك قال : حدثني من شافه الحسين عليه السلام - فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر.

ومنهم العلامة أبو المؤيد الموفق بن أحمد المكي اخطب الخوارزمي في «مقتل الحسين» (ج 1 ص 169) قال :

وأخبرني الحافظ سيد الحفاظ أبو منصور الديلمي فيما كتب الي من همدان ، أخبرنا أبو منصور محمد بن اسماعيل الأشقر بقراءتي عليه بداره في أصبهان ، أخبرنا أبو الحسين أحمد بن الحسين بن فادشاه ، أخبرنا الطبراني.

ص: 303

(ح) وأخبرني أبو علي الحداد مناولة ، أخبرني أبو نعيم الحافظ ، أخبرني الطبراني ، قال : أخبرني أبو بكر محمد بن الحسين المقري فيما كتب اليّ من قزوين سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة ، أخبرني أبو القاسم ابن أبي المنذر الخطيب ، أخبرني علي بن ابراهيم ، أخبرني محمد بن يزيد وابن ماجة القزويني باسنادهما الى الحسين بن علي عليه السلام قال : قال لي رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : يا حسين آخر شربة من الدنيا تشربها من ماء تشربها على ظمأ.

حديث آخر

قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 11 ص 415 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم العلامة الشريف أحمد بن محمد بن أحمد الحسيني الخوافي [الحافي] الشافعي في «التبر المذاب» (ص 84 - المخطوط) قال : فلما برك الشمر على صدره فتح عليه السلام عينيه وقال : ويلك من أنت؟ قال : الشمر بن ذي الجوشن. فقال : صدق جدي رسول اللّه يقول : يقتلك يا حسين رجل أزرق أبرص يقال له الشمر. فقال : إذا كان جدك أخبرك بذلك فلأقتلنك أشد قتلة - الخبر.

ومنهم الفاضلان المعاصران الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد في «جامع الأحاديث» (القسم الثاني ج 6 ص 431) قالا :

عن محمد بن عمرو بن حسين قال : كنا مع الحسين رضي اللّه عنه بنهر كربلاء ، فنظر الى شمر بن ذي الجوشن فقال : صدق اللّه ورسوله ، قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : كأني أنظر الى كلب أبقع يلغ في دماء أهل بيتي! وكان شمر أبرص (كر).

ص: 304

حديث العريان بن الهيثم في شهادة الحسين عليه السلام

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي المولود سنة 588 والمتوفى 660 في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2619 ط دمشق) قال :

أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي ، عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، قال : أخبرنا الحسن بن علي الجوهري ، قال : أخبرنا محمد بن العباس ، قال : أخبرنا أحمد بن معروف ، قال : حدثنا الحسين بن الفهم ، قال : حدثنا محمد بن سعد ، قال : أخبرنا علي بن محمد ، عن عامر بن أبي محمد ، عن الهيثم بن موسى قال : قال العريان بن الهيثم : كان أبي يتبدّى فينزل قريبا من الموضع الذي كان فيه معركة الحسين ، فكنا لا نبدو إلّا وجدنا رجلا من بني أسد هناك ، فقال له أبي : أراك ملازما هذا المكان؟ قال : بلغني أن حسينا يقتل هاهنا ، فأنا أخرج لعلي أصادفه فأقتل معه. فلما قتل الحسين قال أبي : انطلقوا ننظر هل الأسدي فيمن قتل ، فأتينا المعركة فطوفنا فإذا الأسدي مقتول.

ص: 305

ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر» (ج 7 ص 145 ط دار الفكر) قال :

قال العريان بن الهيثم : كان أبي يتبدى فينزل قريبا من الموضع الذي كان فيه معركة الحسين - فذكر مثل ما تقدم عن «بغية الطلب».

ص: 306

حديث رأس الجالوت في شهادة الامام الحسين عليه السلام

رواه جماعة من أعلام القوم في كتبهم :

فمنهم العلامة الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن محمد الشهير بعماد الدين الطبري في «تاريخه» (ص 493) قال :

وحدثني العلاء بن أبي عائشة ، عن أبيه قال : حدثني رأس الجالوت قال : ما مررت بكربلاء الّا وأنا اركض دابتي حتى أخلف المكان. قال : قلت : لم؟ قال : كنا نتحدث أن ولد نبي مقتول في ذلك المكان. قال : وكنت أخاف أن أكون أنا ، فلما قتل الحسين قلنا هذا الذي كنا نتحدث.

قال : وكنت بعد ذلك إذا مررت بذلك المكان أسير ولا أركض.

ومنهم العلامة الطبراني في «المعجم الكبير» (ج 3 ص 111 ط دار احياء التراث العربي) قال :

حدثنا محمد بن التمار البصري ، نا محمد بن كثير العبدي ، نا سليمان بن كثير ، عن حصين بن عبد الرحمن ، عن العلاء بن أبي عائشة ، عن رأس الجالوت قال : كنا نسمع أنه يقتل بكربلاء ابن نبي ، فكنت إذا دخلتها ركضت فرسي حتى أجوز عنها ، فلما قتل الحسين جعلت أسير بعد ذلك علي هيبتي.

ص: 307

ومنهم العلامة عز الدين أبو الحسن علي بن أبي المكرم الشهير بابن الأثير في «الكامل» (ج 3 ص 301 ط المنيرية بمصر):

روى الحديث عن رأس الجالوت بعين ما تقدم عن «تاريخ الطبري».

ومنهم الحافظ ابن عساكر في ترجمة الامام الشهيد الحسين بن علي من «تاريخه» (ص 189 ط بيروت) قال :

وأنبأنا سليمان بن أحمد ، أنبأنا محمد بن محمد التمار البصري ، أنبأنا محمد بن كثير العبدي ، أنبأنا سليمان بن كثير ، عن حصين بن عبد الرحمن ، عن العلاء بن أبي عائشة - فذكر الحديث بعين ما تقدم عن «تاريخ الطبري».

ومنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد الحلبي في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2602) قال :

قال : وحدثنا سليمان ، قال : حدثنا محمد بن محمد التمار البصري ، قال : حدثنا محمد بن كثير العبدي ، قال : حدثنا سليمان بن كثير ، عن حصين بن عبد الرحمن ، عن العلاء بن أبي عائشة ، عن أبيه ، عن رأس الجالوت قال : كنا نسمع أنه يقتل بكربلاء ابن نبي - فذكر مثل ما تقدم عن «تاريخ الطبري».

ومنهم العلامة ابن منظور الافريقي في «مختصر تاريخ دمشق» (ج 7 ص 135) قال :

حدث العلاء بن أبي عائشة ، عن أبيه ، عن رأس الجالوت قال : كنا نسمع أنه يقتل بكربلاء ابن نبي - فذكر مثل ما تقدم عن «تاريخ الطبري».

ص: 308

قول الحسين عليه السلام حين نزل كربلاء : صدق رسول اللّه أرض كرب وبلاء

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الفاضلان الشريف عباس أحمد صقر وأحمد عبد الجواد المدنيان في القسم الثاني من «جامع الأحاديث» (ج 6 ص 431 ط دمشق) قالا :

عن المطلب بن عبد اللّه بن حنطب قال : لما أحيط بالحسين بن علي رضي اللّه عنهما قال : ما اسم الأرض؟ قيل : كربلاء. فقال : صدق رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، أرض كرب وبلاء (1)(طب).

ص: 309


1- قال الفاضل المعاصر محمد رضا أمين مكتبة جامعة فؤاد الاول سابقا في كتابه «الحسن والحسين سبطا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم» (ص 130 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال : دفن الحسين رضي اللّه عنه بكربلاء في طرف البرية عند الكوفة واشتقاقه من الكربلة رخاوة في القدمين ، يقال : جاء يمشي مكربلا أي كأنه يمشي في طين ، فيجوز على هذا أن تكون أرض هذا الموضع رخوة فسميت بذلك. ويقال كربلت الحنطة إذا هززتها ونقيتها ، فيجوز على هذا أن تكون هذه الأرض منقاة من الحصى والدغل فسميت بذلك. والكربل : اسم نبت الحماض. وقد روي أن الحسين رضي اللّه عنه لما انتهى الى هذه الأرض قال لبعض أصحابه : ما تسمى هذه القرية؟ وأشار الى العقر. فقالوا له : اسمها العقر ، فقال الحسين : نعوذ باللّه من العقر (من عقر الفرس والناقة وغيرهما ، حصد قوائمها بالسيف) ثم قال : فما اسم هذه الأرض التي نحن فيها؟ قالوا : كربلاء فقال : «أرض كرب وبلاء» وأراد الخروج منها فمنع. وقال الفاضل المعاصر الدكتور محمد جميل غازي في «استشهاد الحسين عليه السلام» (ص 134 خرجه من كتاب الحافظ ابن كثير ط مطبعة المدني - المؤسسة السعودية بمصر) : وأما قبر الحسين رضي اللّه عنه ، فقد اشتهر عند كثير من المتأخرين أنه في مشهد علىّ بمكان من الطف عند نهر كربلاء ، فيقال : إن ذلك المشهد مبني على قبره. فاللّه أعلم. وقد ذكر ابن جرير وغيره أن موضع قتله عفى أثره حتى لم يطلع أحد على تعيينه بخبر ، وقد كان أبو نعيم ، الفضل بين دكين ، ينكر على من يزعم أنه يعرف قبر الحسين. وذكر هشام بن الكلبي أن الماء أجري على قبر الحسين ليمحى أثره ، نضب الماء بعد أربعين يوما. فجاء أعرابي من بني أسد فجعل يأخذ قبضة قبضة ويشمها حتى وقع على قبر الحسين فبكى ؛ وقال بأبي أنت وأمي ما كان أطيبك وأطيب تربتك!! ثم أنشأ يقول : أرادوا ليخفوا قبره عن عدوّه *** فطيب تراب القبر دلّ على القبر وقال العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الامام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص 140 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) : واما قبره عليه السلام فقد اشتهر عند المؤرخين بالطف من كربلاء وذكر ابن جرير الطبري ان موضع قبره عفي اثره. وقال الفاضل المعاصر الدكتور عبد الرحمن سالم - في «التاريخ السياسي للمعتزلة» (ص 313 ط دار الثقافة في القاهرة) : ففي عام 236 أمر المتوكل «بهدم قبر الحسين رضي اللّه عنه وهدم ما حوله من الدور وأن يعمل مزارع ، ومنع الناس من زيارته وحرث وبقي صحراء». ان ما يثير التساؤل هنا أن المتوكل لم يلق بالا الى ما كان متوقعا من ردود الفعل السيئة لدى جماهير المسلمين على اختلاف مذاهبهم إزاء هذا التصرف ، فالحسين ليس شخصا عزيزا على الشيعة وحدهم ، لكنه عزيز على المسلمين جميعا ، وقد تألم المسلمون حقا لهذا السلوك وأنكروه على المتوكل «وكتب أهل بغداد شتمه على الحيطان والمساجد» وقال أحد الشعراء يعبر عن استنكاره : باللّه ان كانت أمية قد أتت *** قتل ابن بنت نبيها مظلوما فلقد أتاه بنو أبيه بمثله *** هذا لعمرك قبره مهدوما أسفوا على ألّا يكونوا شاركوا *** في قتله فتتبعوه رميما لقد كان أحجى بالمتوكل - في ضوء التفسير السياسي لموقفه من المعتزلة - ألّا يقدم على هذا العمل الخطير وهو هدم قبر الحسين ، وأن يحاول التشبث بمشاعر الود والتعاطف التي نعم بها من الجماهير العريضة من المسلمين بعد أن أعاد الى السنة مكانتها ورد الى أهلها اعتبارهم ، فهل من الممكن التماس عذر سياسي للمتوكل في تصرفه هذا؟ ان ما يبدو أقرب الى التصور أن السياسة أيضا كانت وراء هدم المتوكل قبر الحسين. لقد رأى المتوكل أن مشهد الحسين أصبح تجمعا خطيرا لجماهير المسلمين ، ومهوى أفئدة المحبين من كل مكان ، وأدرك المتوكل بميزانه السياسي أنه ان لم يضع حدا لذلك - ولو بالعنف - فقد تتطور الأمور ليصبح قبر الحسين وقبور العلويين مراكز ثورة قد تهب أعاصيرها في أي وقت لتطيح بعرشه ، فأراد المتوكل أن يحسم الداء قبل استفحاله رغم إدراكه أن ذلك سيعرضه لموجة عنيفة من النقد والاستنكار ، لكنه رأى أن موجة النقد أخف من أعاصير الثورة التي قد تنفجر من جراء هذه التجمعات الخطيرة التي تحتشد عند قبر الحسين والعلويين. ويعرض أبو المحاسن ما قد يستأنس به من التدليل على هذا الرأي إذ يذكر أن المتوكل كان كلفا بمغنية له تسمى «أم الفضل» وأنه طلبها ذات يوم فلم يجدها ، فلما حضرت بعد أيام سألها أين كانت ، فذكرت أنها كانت تحج الى مشهد علي ، فاستنكر المتوكل أن يكون مشهد علي محجا للمسلمين ، وأصدر أمره بمنع الناس من زيارة مشهد علي أو غيره من العلويين ، ثم تطورت الأحداث الى الحد الذي جعل المتوكل يصدر أمره بهدم قبر الحسين وما حوله. والدلالة الظاهرة التي تشير إليها هذه الرواية أن المتوكل أمر بمنع زيارة قبر علي ثم بهدم قبر الحسين لئلا يخلط الناس بين الحج لبيت اللّه والحج لقبور العلويين ، ولكن الدلالة الخفية وراء هذه الرواية أن المتوكل خشي أن يمثل هذا التجمع تهديدا لسلطانه واحياء لرغبة العلويين في تولي أمر المسلمين. فخلاصة التفسير السياسي لموقف المتوكل من المعتزلة أنه أراد أن يثبت دعائم ملكه بتأييد الجمهور الأعظم من المسلمين. ولا يعترض على هذا التفسير بهدم المتوكل لقبر الحسين. لأن هذا التصرف يدور في نطاق هذا التفسير أيضا ، وهو تثبيت دعائم ملكه بالقضاء على مصدر تجمع قد يصح أن يكون مغرسا لثورة خطيرة ضده أو ضد خلفائه في مستقبل الأيام. الى أن قال : ويؤيد «باتون» رأيه بموقف المتوكل من العلويين وهدمه قبر الحسين ، ذلك أن المتوكل من وجهة _ نظر باتون _ لو كان حريصا على تملق مشاعر الجماهير ليظفر بتأييدها لما أقدم على هدم قبر الحسين ، لأنه كان يعرف أن هذا العمل سيهيج مشاعر المسلمين ، فهدمه قبر الحسين واضطهاده العلويين يعكس ايمانه بآراء دينية معينة وتعصبه لها ، ويعكس في نفس الوقت حرصه ألّا يتنازل عن هذه الآراء ولو ترتب على ذلك انفضاض الجماهير من حوله. ثم قال : الحق أنه من غير الممكن قبول تفسير «باتون» وهو التفسير الديني الّا إذا توفرت أدلة أقوى تؤيده ، وان شخصية المتوكل ذاتها لا تسمح بالتسليم بهذا الرأي ، وقد كان موقفه من العلويين لا يتسم بالتعقل ولا بالحرص على السنة ، لأن الحرص على السنة لا يسمح له ببغض علي بن أبي طالب ولا باضطهاد ذريته ، كما أن القسوة المتطرفة التي كان يتسم بها المتوكل أحيانا تمثل مغمزا خطيرا في شخصيته يجعل الحكم عليه بأنه كان يصدر في تصرفاته عن حرص على السنة قابلا للمراجعة. ولعل الطريقة التي قتل بها محمد بن عبد الملك الزيات تقدم مثالا لهذه القسوة. وعلى هذا فان موقف المتوكل من العلويين وهدمه قبر الحسين لا يصح أن يكون دليلا على وجهة نظر «باتون» ، ذلك أن هذا العمل من المتوكل _ كما تقدم _ كان يهدف منه الى القضاء على بؤرة الثورة ضده لدليل أنه «أمر ألّا يتوجه أحد لزيارة قبر من قبور العلويين» قبل أن يهدم قبر الحسين. وقال الفاضل الأمير أحمد حسين بهادر خان الحنفي البريانوي الهندي في كتابه «تاريخ الأحمدي» (ص 352 ط بيروت - سنة 1408) : وفي الكامل قال : وفي سنة ست وثلاثين ومائتين أمر المتوكل بهدم قبر الحسين بن علي عليه السلام وهدم ما حوله من المنازل والدور ، وأن يبذر موضع قبره ، وأن يمنع الناس من إتيانه ، فنادى بالناس في تلك الناحية : من وجدناه عند قبره حبسناه ، فهرب الناس وتركوا زيارته. وقال الفاضل المعاصر أحمد حسن الباقوري المصري في «علي امام الأئمة» (ص 149 ط دار مصر للطباعة) : وثانية البليتين مقتل الحسين بن علي رضي اللّه عنهما يوم الجمعة لعشر خلون من محرم سنة إحدى وستين من الهجرة. ولو أن أمر البلية بمقتله وقف عند القتل وحده لقال الناس رجل خرج يثأر لأبيه وأخيه فقتله أهل البغي والإجرام ، فكانت المصيبة بذلك أدنى الى العزاء عنها والتجمل فيها ، ولكن الذي يضاعف من وقعها على النفوس ويساير نكرها في التاريخ ما تتخاشع به أبصار وتتخاضع له أعناق ، هو أن يفقد قاتلوه شرف المروءة وكرم الدين فينبشوا قبره .. وقد كان من أخلاق الأشراف ألّا يتبعوا مدبرا ولا يجهزوا على جريح. لقد فعل بنو العباس ذلك حتى قال شاعر عربي : تا اللّه إن كانت أمية قد أتت *** قتل ابن بنت نبيه مظلوما فلقد أتى ابن بنى أبيه بمثله *** هذا لعمرك قبره مهدوما أسفوا على ألّا يكونوا شاركوا *** في قتله فتتبعوه رميما ثم لو أن قتل الحسن بالسم والحسين بالسيف لم يكن خالطه هذا الصغار من محاربة القتلى في قبورهم ، وقتل الذين لا حول لهم ولا حيلة من أصحاب الحسين ، لكان لذلك التصرف وجه يحتمل الحديث. ولكن فقدان المروءة وهو ان الدين جعلهم يحاربون الحسن ميتا وينبشون قبر الحسين دفينا ، ثم يجمعون الى هاتين الرذيلتين رذيلة ثالثة تأباها العروبة ويرفضها الإسلام ، وهي أن يقتل غير المقاتلة من نساء ورجال. فقد روى الثقات عن الإمام علي زين العابدين ابن الامام الحسين أنه كان دائم الحزن شديد البكاء ، وذات يوم قال له قائل : إنك شديد الحزن كثير البكاء فهلا هونت على نفسك؟ فقال رضي اللّه عنه : إن يعقوب عليه السلام بكى حتى ابيضت عيناه على يوسف. ولم يكن علم أنه قد مات. ولقد رأيت أنا بضعة عشر من أهل بيتي يذبحون في غداة يوم واحد. أفترى حزنهم يذهب من قلبي؟ هذا بعض ما يتعلق بالذين استشهدوا من آل البيت النبوي الشريف. وأما ما يتعلق بالذين اختفوا في البيوت أو شردوا في الآفاق خشية ظلم بني العباس ، فإليك ما يشير الى ذلك دون استيعاب أو إطناب .. وقال أيضا في ص 154 : وإليك بعض ما قاله ابن الرومي في صدد نبش قبر الحسين على صورة يحتقرها ذو المروءة ويغضب لها صاحب الدين. وقد روى هذا الشعر الأستاذ السيد أحمد صقر محقق كتاب مقاتل الطالبيين : أمامك فانظر أي نهجيك تنهج *** طريقان شتى : مستقيم وأعوج أكل أوان للنبي محمد *** قتيل زكي بالدماء مضرج تبيعون فيه الدين شر أئمة *** فلله دين اللّه قد كان يمرج أكلكمو أمسى اطمأن مهاده *** بأن رسول اللّه في القبر مزعج نظار فإن اللّه طالب وتره *** ليالي لا ينفك منكم متوج وإني على الإسلام بعد لخائف *** بوائق شتى بابها الآن مرتج

ص: 310

ص: 311

ص: 312

ص: 313

ومنهم الدكتور محمد جميل غازي في «استشهاد الحسين عليه السلام» (ص 66) قال :

وقال أبو عبيد القاسم بن سلام : حدثني حجاج بن محمد ، عن أبي معشر ، عن بعض مشيخته قال : قال الحسين حين نزلوا كربلاء - فذكر مثل ما تقدم عن «جامع الأحاديث».

ص: 314

ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بان منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر» (ج 7 ص 147 ط دار الفكر) قال :

وقيل : ان الحسين قال حين نزلوا كربلاء - فذكر مثل ما تقدم عن «جامع الأحاديث».

ومنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي المولود سنة 588 والمتوفى 660 في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2616 ط دمشق) قال :

قال عبد اللّه بن محمد : وحدثني عمي قال : حدثني القاسم بن سلام ، قال : حدثني حجاج بن محمد ، عن أبي معشر ، عن بعض مشيخته قال : قال الحسين بن علي حين نزلوا كربلاء : ما اسم هذه الأرض؟ قالوا : كربلاء. قال : كرب وبلاء.

ص: 315

حديث عمار الدهني

قد تقدم نقله منا عن أعلام القوم في ج 11 ص 378 ، ونستدرك هاهنا عمن لم نرو عنهم هناك :

فمنهم العلامة سليمان بن أحمد الطبراني في «المعجم الكبير» (ص 146):

حدثنا علي بن عبد العزيز ، نا أبو نعيم ، نا عبد الجبار بن العباس ، عن عمار الدهني قال : مرّ علي رضي اللّه عنه على كعب ، فقال : يقتل من ولد هذا الرجل رجل في عصابة لا يجف عرق خيولهم حتى يردوا على محمد صلى اللّه عليه ، فمر حسن رضي اللّه عنه ، فقالوا : هذا يا أبا إسحاق؟ قال : لا ، فمر الحسين ، فقالوا : هذا؟ قال : نعم.

ومنهم العلامة ابن حجر العسقلاني في «تهذيب التهذيب» (ج 2 ص 347):

روى الحديث عن عائشة وزينب بنت جحش وأم الفضل بنت الحارث وأبي امامة وأنس وغيرهم عن عمار الدهني بعين ما تقدم عن «المعجم الكبير».

ومنهم الحافظ علي بن أبي بكر الهيتمي في «مجمع الزوائد» (ج 9 ص 193 ط مكتبة القدسي في القاهرة):

روى من طريق الطبراني عن عمار الدهني بعين ما تقدم عن «المعجم الكبير» ، قال : ورجاله ثقات.

ص: 316

ومنهم العلامة الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (ج 3 ص 195):

روى الحديث بعين ما تقدم عن «المعجم الكبير».

ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة 742 في «تهذيب الكمال» (ج 6 ص 410 ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال :

وقال عبد الجبار بن العباس ، عن عمار الدهني : مر عليّ على كعب ، فقال : يقتل من ولد هذا رجل في عصابة لا يجف عرق خيولهم - الحديث مثل ما تقدم عن «المعجم الكبير».

ومنهم العلامة أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي الشهير بابن عساكر في «ترجمة الامام الحسين عليه السلام من تاريخ مدينة دمشق» (ص 188 ط بيروت) قال :

أخبرنا أبو غالب ابن البناء ، أنبأنا أبو الغنائم ابن المأمون ، أنبأنا أبو القاسم ابن حبابة ، أنبأنا أبو القاسم البغوي ، حدثني عمي ، أنبأنا أبو نعيم ، أنبأنا عبد الجبار بن العباس ، عن عمار الدهني قال : مر عليّ على كعب فقال : يخرج من ولد هذا رجل - فذكر مثل ما تقدم عن «المعجم الكبير».

وقال أيضا في ص 189 :

أخبرنا أبو علي الحداد وغيره في كتبهم ، قالوا : أنبأنا أبو بكر بن ريذة ، أنبأنا سليمان ابن أحمد ، أنبأنا علي بن عبد العزيز ، أنبأنا أبو نعيم ، أنبأنا عبد الجبار بن العباس ، عن عمار الدهني قال : مرّ عليّ على كعب فقال : يقتل من ولد هذا رجل في عصابة - فذكر مثل ما تقدم عن «المعجم الكبير».

قال : وأنبأنا سليمان بن أحمد ، أنبأنا محمد بن محمد التمار البصري ، أنبأنا محمد ابن؟؟؟ لعبدي ، أنبأنا سليمان بن كثير ، عن حصين بن عبد الرحمن ، عن العلاء بن أبي

ص: 317

عائشة ، عن أبيه ، عن رأس الجالوت قال : كنا نسمع أنه يقتل بكربلاء ابن نبي فكنت إذا دخلتها ركضت فرسي حتى أجوز عنها ، فلما قتل حسين جعلت أسير بعد ذلك على هيئتي.

ومنهم العلامة جمال الدين عمر بن أحمد ابن أبي جرادة الحلبي المولود سنة 588 المتوفى 660 في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2602 ط دمشق) قال :

وقال : أخبرنا سليمان بن أحمد ، قال : حدثنا علي بن عبد العزيز ، قال : حدثنا أبو نعيم ، قال : حدثنا عبد الجبار بن العباس ، عن عمار الدهني قال : مر عليّ على كعب فقال : يقتل من ولد هذا رجل في عصابة - فذكر مثل ما تقدم عن «المعجم الكبير».

ومنهم العلامة ابن منظور الافريقي في «مختصر تاريخ دمشق» (ج 7 ص 135 ط دمشق) قال :

قال عمار الدهني : مر عليّ على كعب فقال : يخرج من ولد هذا رجل يقتل في عصابة - فذكر مثل ما تقدم عن «المعجم الكبير».

ص: 318

حديث رؤيا ام سلمة رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله في المنام واخباره بشهادة الحسين عليه السلام

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة الفاضل عطا حسني بك المصري في «حلى الأيام» (ص 317 ط القاهرة) قال :

ونقل الترمذي عن سلمى قالت : دخلت على أم سلمة وهي تبكي ، فقلت : ما يبكيك؟ قالت : رأيت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في المنام وعلى رأسه ولحيته التراب ، فقلت : ما لك يا رسول اللّه؟ قال : شهدت قتل الحسين.

ومنهم العلامة الشيخ عبد الحق في «أشعة اللمعات» في شرح المشكاة (ج 4 ص 704 ط نول كشور لكهنو):

روى الحديث عن سلمى بعين ما تقدم عن «حلى الأيام».

ومنهم العلامة المولوي ولي اللّه اللكهنوي في «مرآة المؤمنين» (مخطوط):

روى الحديث عن سلمى بعين ما تقدم عن «حلى الأيام».

ص: 319

ومنهم العلامة الشيخ محمد عزت دروزة في «تاريخ العرب والإسلام» (ص 380):

روى الحديث عن سلمى بعين ما تقدم عن «حلى الأيام».

ومنهم العلامة على بن سلطان محمد القاري في كتابه «مرقاة المفاتيح في شرح مشكاة المصابيح» (ج 11 ص 391 ط ملتان):

روى الحديث عن سلمى بعين ما تقدم عن «حلى الأيام».

ومنهم الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى سنة 360 في «المعجم الكبير» (ج 23 ص 373 ط مطبعة الامة ببغداد) قال :

... حدثنا علي بن العباس البجلي ، ثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا أبو خالد الأحمر ، حدثني رزين ، حدثتني سلمى قالت : دخلت على أم سلمة وهي تبكي - فذكر مثل ما تقدم عن «حلى الأيام».

ومنهم العلامة ابن منظور الافريقي في «مختصر تاريخ دمشق» (ج 7 ص 152) قال :

وعن سلمى قالت : دخلت على أم سلمة وهي تبكي - فذكر مثل ما تقدم عن «حلى الأيام».

ومنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة المولود 588 والمتوفى 660 في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2644 ط دمشق) قال :

أنبأنا أبو نصر ، قال : أخبرنا علي ، قال : أخبرنا أبو الفتح محمد بن علي بن عبد اللّه بن عبد اللّه المضري وأبو بكر ناصر بن أبي العباس بن علي الصيدلاني بهراة ، قالا : أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن عبد العزيز بن محمد الفارسي ، قال : أخبرنا أبو محمد بن أبي شريح ، قال : حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد ، قال : حدثنا أبو سعيد الأشج ، قال :

ص: 320

حدثنا أبو خالد الأحمر ، قال : حدثني رزيق ، قال : حدثتني سلمى قالت : دخلت على أم سلمة وهي تبكي - فذكر مثل ما تقدم عن «حلى الأيام» وقال في آخره : قال علي : رواه الترمذي عن الأشج ، الّا أنه قال «رزين» وهو الصواب.

ومنهم العلامة جمال الدين يوسف بن الزكي في «تهذيب الكمال» (ج 6 ص 438 ط بيروت) قال :

روى عن سلمى قالت : دخلت على أم سلمة وهي تبكي ، فقلت : ما يبكيك؟ قالت - فذكر مثل ما تقدم عن «حلى الأيام».

ومنهم العلامة المذكور في كتابه «تحفة الاشراف بمعرفة الأطراف» (ج 13 ص 58 ط بيروت) قال :

سلمى البكرية عن أم سلمة [قالت] دخلت على أم سلمة وهي تبكي - فذكر مثل ما تقدم عن «حلى الأيام» ثم قال بعد تمام الحديث : ت في المناقب (101 - 5) عن أبي سعيد الأشج ، عن أبي خالد الأحمر ، عن رزين قال : حدثتني سلمى البكرية - فذكره.

ومنهم الدكتور محمد جميل غازي في «استشهاد الحسين عليه السلام» (ص 128) قال:

وروى الترمذي ، عن أبي سعيد الأشج ، عن أبي خالد الأحمر ، عن رزين ، عن سلمى قالت : دخلت على أم سلمة وهي تبكي - فذكر مثل ما تقدم عن «حلى الأيام».

وقال محمد بن سعد : أخبرنا محمد بن عبد اللّه الأنصاري ، أنبأنا قرة بن خالد ، أخبرني عامر بن عبد الواحد ، عن شهر بن حوشب قال : إنا لعند أم سلمة زوج النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، فسمعنا صارخة ، فأقبلت حتى انتهيت الى أم سلمة فقالت : قتل الحسين. فقالت : قد فعلوها ، ملأ اللّه قبورهم نارا ، ووقعت مغشيا عليها ، وقمنا.

ص: 321

ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الامام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص 140 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :

وروى الترمذي عن أبي سعيد الأشج ، عن أبي خالد الأحمر ، عن زر بن حبيش ، عن سليم قال : دخلت على أم سلمة وهي تبكي - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن «حلى الأيام».

ومنهم العلامة جمال الدين يوسف بن الزكي في «تهذيب الكمال» (ج 6 ص 438 ط بيروت) قال :

وروى عن شهر بن حوشب قال : انا لعند أم سلمة زوج النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فسمعت صارخة ، فأقبلت حتى انتهيت الى أم سلمة قالت : قتل الحسين. قالت : قد فعلوها ملأ اللّه بيوتهم أو قبورهم نارا ، ووقعت مغشيا عليها ، وقمنا.

ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر» (ج 7 ص 153 ط دار الفكر) قال :

وعن شهر بن حوشب قال : إنا لعند أم سلمة ، زوج النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن «تهذيب الكمال».

ص: 322

حديث رؤيا ابن عباس رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله في المنام واخباره عن شهادته

قد تقدم نقله منا عن أعلام القوم في ج 11 ص 369 ، ونستدرك هاهنا عمن لم نرو عنهم هناك :

فمنهم العلامة الحافظ أحمد بن حنبل في «المسند» (ج 1 ص 242 ط الميمنية بمصر) قال :

بإسناده عن ابن عباس قال : رأيت النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في المنام بنصف النهار أشعث أغبر معه قارورة فيها دم يلتقطه أو يتتبع فيها شيئا. قال : قلت يا رسول اللّه ما هذا؟ قال : دم الحسين وأصحابه ، لم أزل أتتبعه منذ اليوم. قال عمار : فحفظنا ذلك اليوم فوجدناه قتل في ذلك اليوم.

ومنهم العلامة الشيخ محمد عزت دروزة في «تاريخ العرب» (ص 380 ط صيدا):

روى الحديث عن ابن عباس بعين ما تقدم عن «المسند».

ومنهم الحافظ الهيتمي في «مجمع الزوائد» (ج 9 ص 193 ط مكتبة القدسي في القاهرة):

روى الحديث من طريق أحمد والطبراني بعين ما تقدم عن «المسند» وقال رجال

ص: 323

أحمد صحيح.

ومنهم العلامة القرطبي في «التذكرة» (ص 566):

روى الحديث من طريق أحمد عن ابن عباس بعين ما تقدم عن «المسند».

ومنهم العلامة السيد أبو عبد اللّه محمد بن ابراهيم الحسيني في «الروض الباسم» (ج 2 ص 37 ط دمشق):

روى الحديث عن ابن عباس بعين ما تقدم عن «المسند».

ومنهم العلامة ابن الجوزي في «بستان الواعظين» (ص 260 ط دمشق):

روى الحديث عن ابن عباس بعين ما تقدم عن «المسند».

ومنهم العلامة المولوي السيد محمد صديق حسن خان بهادر في «الإدراك» (ص 49):

روى الحديث بعين ما تقدم عن «المسند».

ومنهم العلامة الشريف أبو المعالي المرتضى محمد بن علي الحسيني البغدادي في «عيون الأخبار في مناقب الأخيار» (ص 50 نسخة مكتبة الواتيكان) قال :

أخبرنا أبو علي ، أنبأ أبو محمد عبد الخالق بن الحسن السقطي ، نبا اسحق بن الحسن ، نبا عفان وأبو نصر التمار قالا : حدثنا حماد بن سلمة ، عن عمار بن أبي عمار ، عن ابن عباس رضي اللّه عنه قال : رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وأنا قائل على سريري نصف النهار - فذكر مثل ما تقدم عن «المسند» باختلاف قليل.

ص: 324

ومنهم العلامة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي في «دلائل النبوة» (ج 6 ص 470 ط بيروت) قال :

وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقري ، أخبرنا الحسن بن محمد بن إسحاق ، حدثنا يوسف بن يعقوب ، حدثنا سليمان بن حرب ، حدثنا حماد بن سلمة ، حدثنا عمار بن أبي عمار : أن ابن عباس قال : رأيت النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فيما يرى النائم - فذكر مثل ما تقدم عن «المسند».

وقال أيضا في ج 7 ص 48 :

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان ، أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار ، قال حدثنا بشر بن موسى الأسدي ، أخبرنا الحسن بن موسى الأشيب ، أخبرنا حماد ، عن عمار بن أبي عمار ، عن عبد اللّه بن عباس - فذكر مثل ما تقدم عن «المسند».

ومنهم العلامة أبو البركات شمس الدين محمد بن أحمد بن ناصر الباعوني الدمشقي الشافعي في «جواهر المطالب في المناقب» (ص 140 - المخطوط) قال :

وروى الامام أحمد بن حنبل رحمه اللّه في مسنده عن ابن عباس قال : رأيت النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في المنام اشعث وأغبر - فذكر مثل ما تقدم عن «المسند».

وقال أيضا في ص 140 :

وقال ابن أبي الدنيا : استيقظ ابن عباس من نومه فاسترجع وقال : قتل الحسين واللّه وأصحابه. فقالوا : كلا يا ابن عباس. قال : رأيت النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ومعه زجاجة من دم ، فقال : ألا تعلم ما صنعت أمتي من بعدي ، قتلوا ابني حسينا ، وهذا دمه ودم أصحابه أرفعه الى اللّه عزوجل. فكتب اليوم الذي قال فيه وتلك الساعة ، فما لبثوا الّا أربعا وعشرين يوما حتى جاءهم الخبر الى المدينة بقتله في تلك الساعة.

ص: 325

ومنهم صاحب كتاب «المختار في مناقب الأبرار» (ص 103) قال :

قال ابن عباس : رأيت النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فيما يرى النائم نصف النهار - فذكر مثل ما تقدم عن «المسند».

ومنهم العلامة ابن منظور الافريقي في «مختصر تاريخ دمشق» (ج 7 ص 152 ط دمشق) قال :

وعن علي بن زيد بن جدعان قال : استيقظ ابن عباس من نومه فاسترجع وقال : قتل الحسين واللّه. فقال له أصحابه : كلا يا ابن عباس ، كلا. قال : رأيت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ومعه زجاجة من دم ، فقال : ألا تعلم ما صنعت أمتي من بعدي؟ قتلوا ابني الحسين ، وهذا دمه ودم أصحابه ، أرفعها الى اللّه عزوجل - فذكر مثل ما تقدم عن «جواهر المطالب» بعينه.

ومنهم الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى سنة 360 في «المعجم الكبير» (ج 12 ص 185 ط مطبعة الامة ببغداد) قال :

حدثنا علي بن عبد العزيز وأبو مسلم ، قالا : ثنا حجاج بن المنهال (ح).

وحدثنا يوسف القاضي ، ثنا سليمان بن حرب ، قالا : ثنا حماد بن سلمة ، عن عمار بن أبي عمار ، عن ابن عباس قال : رأيت النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم - فذكر مثل ما تقدم عن «المسند».

ومنهم العلامة السيد عبد الوهاب العلوي المصري في «مختصر تذكرة القرطبي» (ص 189):

روى الحديث من طريق أحمد عن ابن عباس بعين ما تقدم عن «المسند».

ص: 326

ومنهم العلامة محمد بن أبي بكر الانصاري التلمساني في «الجوهرة» (ص 46 ط دمشق):

روى الحديث عن ابن عباس بعين ما تقدم ثانيا عن «المسند».

ومنهم العلامة الشيخ عبد الحق في «أشعة اللمعات في شرح المشكاة» (ج 4 ص 709 ط نول كشور في لكهنو):

روى الحديث من طريق البيهقي عن ابن عباس بعين ما تقدم ثانيا عن «المسند».

ومنهم العلامة الشيخ أحمد التابعي في «الاعتصام بحبل الإسلام» (ص 164):

روى الحديث من طريق البيهقي عن ابن عباس بعين ما تقدم ثانيا عن «المسند».

ومنهم العلامة الآلوسي في «غالية المواعظ ومصباح المتعظ والواعظ» (ج 2 ص 89):

روى الحديث عن ابن عباس بعين ما تقدم أولا عن «المسند».

ومنهم العلامة المولوي ولي اللّه اللكهنوئي في «مرآة المؤمنين» (مخطوط):

روى الحديث من طريق البيهقي في الدلائل بعين ما تقدم ثانيا عن «المسند».

ومنهم العلامة محمد إكرام الدين في «سعادة الكونين» (ص 65 ط دهلي):

روى الحديث عن ابن عباس بمعنى ما تقدم عن «المسند».

ص: 327

ومنهم العلامة جمال الدين يوسف بن الزكي في «تهذيب الكمال» (ج 6 ص 439 ط بيروت):

روى الحديث عن ابن عباس مثل ما تقدم عن «المسند».

ومنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة المولود سنة 588 المتوفى 660 في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2634 ط دمشق) قال :

أخبرنا أبو العباس أحمد بن مسعود بن شداد الموصلي ، قال : أخبرنا أبو جعفر أحمد بن أحمد بن القاص ، قال : أخبرنا أبو علي بن نبهان ، قال : أخبرنا أبو علي بن شاذان ، قال : أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد اللّه بن زياد القطان ، قال : حدثنا اسحق بن الحسن الحربي ، قال : حدثنا عفان بن مسلم ، قال : حدثنا حماد بن زيد ، عن عمار بن أبي عمار ، عن ابن عباس قال : رأيت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن «المسند».

وقال أيضا :

أخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن بنين ، قال : أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن حمد الأرتاحي ، قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الفراء إجازة لي ، قال : أنبأنا أبو اسحق ابراهيم بن سعيد بن عبد اللّه الحبال ، وست الموفق خديجة مولاة أبي حفص عمر بن محمد بن ابراهيم المرابطة. قال أبو اسحق : أخبرنا أبو القاسم عبد الجبار بن أحمد بن عمر بن الحسن الطرسوسي قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو بكر الحسن بن الحسين بن بندار الأنطاكي قراءة عليه ، وقالت خديجة : قرئ على أبي القاسم يحيى بن أحمد بن علي بن الحسين بن بندار الأنطاكي وأنا شاهدة أسمع ، قال أخبرني جدي القاضي أبو الحسن علي بن الحسين ، قالا : حدثنا أبو العباس محمود بن محمد بن الفضل الأديب ، قال : حدثنا الكزبراني ، قال : حدثنا غسان بن

ص: 328

مالك ، قال : حدثنا عتبان بن مالك ، قال : حدثنا حماد ، عن عمار بن أبي عمار ، عن ابن عباس - فذكر مثل ما تقدم عن «المسند».

وقال أيضا :

أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن محمود بن الحسين الساوي بالقاهرة المعزية ، قال : أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد بن أحمد بن البرداني الشيخ الحافظ ، قال : حدثنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد بن الحسن القزويني العابد الزاهد إملاء ، قال : حدثنا عمر بن محمد بن علي الزيات ، قال : حدثنا أبو عبيدة محمد بن عبدة بن حرب القاضي ، قال : حدثنا ابراهيم بن الحجاج ، قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن عمار بن أبي عمار : ان ابن عباس قال : رأيت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم - فذكر مثل ما تقدم عن «المسند».

ومنهم الدكتور محمد جميل غازي في «استشهاد الحسين عليه السلام» (ص 127) قال:

وقال الامام أحمد : حدثنا عبد الرحمن وعفان ، ثنا حماد بن سلمة ، عن عمار بن أبي عمار ، عن ابن عباس قال : رأيت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم - فذكر مثل ما تقدم في «المسند». ثم قال في آخره : تفرد به أحمد واسناده قوي.

وقال أيضا :

وقال ابن أبي الدنيا : حدثنا عبد اللّه بن محمد بن هانئ أبو عبد الرحمن النحوي ، ثنا مهدي بن سليمان ، ثنا علي بن زيد بن جدعان ، قال : استيقظ ابن عباس من نومه فاسترجع ، وقال : قتل الحسين واللّه. فقال له أصحابه : لم يا ابن عباس؟ فقال : رأيت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ومعه زجاجة من دم - فذكر مثل ما تقدم.

ص: 329

قصاص قاتلي الحسين (ان اللّه قاتل بالحسين سبعين ألفا وسبعين ألفا)

قد تقدم نقله منا عن كتب أعلام العامة في ج 11 ص 317 وج 19 ص 379 ، ونستدرك هاهنا عن كتب لم نرو عنها هناك :

فمنهم العلامة الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد الحافي (الخوافي) الحسيني الشافعي في «التبر المذاب» (ص 99) قال :

قال أبو الفرج بن الجوزي في كتاب «المنتظم» : عن ابن عباس قال : أوحى اللّه الى محمد صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : اني قتلت بيحيى بن زكريا سبعين ألفا ، واني قاتل بابن فاطمة سبعين ألفا وسبعين ألفا.

وفي رواية : اني قاتل بابن بنتك.

ومنهم العلامة الشريف أبو المعالي المرتضى محمد بن علي الحسيني البغدادي في «عيون الأخبار في مناقب الأخيار» (ص 50 نسخة مكتبة الواتيكان) قال :

أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد اللّه العدل ، أنبا محمد بن عبد اللّه بن ابراهيم البزاز ، نبا محمد بن شداد ، نبا أبو نعيم ، نبا عبد اللّه بن حبيب بن أبي ثابت ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : أوحى اللّه الى محمد صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : اني قتلت بيحيى بن زكريا ستين ألفا ، واني قاتل بابن ابنتك سبعين ألفا.

ص: 330

ومنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة المولود 588 والمتوفى 660 في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2644 ط دمشق) قال :

أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد قراءة مني عليه بحلب ، قال : أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمد بن الحصين ، قال : أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن ابراهيم بن غيلان ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه الشافعي ، قال : حدثنا محمد بن شداد المسمعي ، قال : حدثنا أبو نعيم ، قال : حدثنا عبد اللّه بن حبيب بن أبي ثابت ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : أوحى اللّه تعالى الى محمد صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : اني قد قتلت بيحيى بن زكريا سبعين ألفا ، وإني قاتل بابن ابنتك سبعين ألفا وسبعين ألفا.

وفي ص 2597 :

ذكر مثل ما تقدم من نفس الكتاب سندا ومتنا.

ومنهم العلامة أبو عبد اللّه الشيخ محمد بن السيد درويش الحوت الحنفي البيروتي المولود بها سنة 1209 والمتوفى بها ايضا سنة 1276 في كتابه «الأحاديث المشكلة في الرتبة» (ص 184 ط عالم الكتب في بيروت 1403):

روى مثل ما تقدم ، ثم قال : رواه الحاكم.

ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر» (ج 7 ص 149 ط دار الفكر) قال :

وعن ابن عباس : أوحى اللّه تعالى الى محمد صلی اللّه عليه [وآله] وسلم - فذكر مثل ما تقدم.

ص: 331

ومنهم الفاضل الأمير أحمد حسين بهادر خان الحنفي البريانوي الهندي في كتابه «تاريخ الأحمدي» (ص 68 ط بيروت سنة 1408) قال :

وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال : أوحى اللّه تعالى الى محمد صلی اللّه عليه [وآله] وسلم - فذكر مثل ما تقدم.

ومنهم الحافظ أبو حاتم محمد بن حبان بن معاذ بن معبد التميمي البستي المتوفى سنة 354 في «المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين» (ج 2 ص 215 ط بيروت) قال:

القاسم بن ابراهيم بن علي بن عمار الهاشمي الكوفي : منكر الحديث.

روى عن الفضل بن دكين ، عن عبد اللّه بن حبيب بن أبي ثابت ، عن أبيه ، عن سعيد ابن جبير ، عن ابن عباس قال : نزل جبريل على رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فقال : ان اللّه جل وعلا - فذكر مثل ما تقدم.

ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد جميل غازي في «استشهاد الحسين» (ص 129 خرجه من كتاب الحافظ ابن كثير ط مطبعة المدني - المؤسسة السعودية بمصر) قال :

وقال الخطيب : أنبأنا أحمد بن عثمان بن ساج السكري ، ثنا محمد بن عبد اللّه بن ابراهيم الشافعي ، ثنا محمد بن شداد المسمعي ، ثنا أبو نعيم ، ثنا عبيد اللّه بن حبيب بن أبي ثابت ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : أوحى اللّه تعالى الى محمد : اني قتلت بيحيى بن زكريا - فذكر الحديث مثل ما تقدم.

ومنهم العلامتان الشريف عباس أحمد صقر وأحمد عبد الجواد في «جامع الأحاديث» (ج 3 ص 268 ط دمشق) قالا :

قال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : أوحى اللّه اليّ - فذكرا مثل ما تقدم ، وقالا في آخره

ص: 332

(ك) عن ابن عباس.

ومنهم العلامة الشيخ حسام الدين المردي الحنفي في كتاب «آل محمد» (ص 167 - المخطوط) قال :

وفي الحديث من رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ؛ قال اللّه تعالى : اني قتلت بيحيى ابن زكريا سبعين ألفا واني قاتل بابن بنتك سبعين ألفا وسبعين ألفا.

وفي رواية علي : قاتل الحسين في تابوت من النار ، عليه نصف عذاب أهل الدنيا.

ومنهم العلامة الشيخ عبد الرحمن بن علي بن محمد بن عمر الشيباني الشافعي الاثري في «تمييز الطيب من الخبيث فيما يدور على ألسنة الناس من الحديث» (ص 115 ط دار الكتاب العربي - بيروت) قال :

(حديث) قال لي جبريل : قال اللّه تعالى : اني قتلت بدم يحيى بن زكريا سبعين ألفا ، واني قاتل بدم الحسين بن علي سبعين ألفا ، رواه الحاكم في المستدرك من حديث ابن عباس بأسانيد متعددة يدل على أن له أصلا كما قال ابن حجر.

ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة 742 في «تهذيب الكمال» (ج 6 ص 431 ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال :

وقال أبو يعلى محمد بن شداد المسمعي ، حدثنا أبو نعيم ، قال : حدثنا عبد اللّه بن حبيب بن أبي ثابت ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : أوحى اللّه تعالى الى محمد صلی اللّه عليه [وآله] وسلم - فذكر مثل ما تقدم.

أخبرنا بذلك أبو العز ابن المجاور ، قال : أخبرنا أبو اليمن الكندي ، قال : أخبرنا أبو منصور القزاز قال : أخبرنا أبو بكر الحافظ قال : أخبرنا أحمد بن عثمان بن مياح؟؟؟ ، قال : حدثنا محمد بن عبد اللّه بن ابراهيم الشافعي ، قال : حدثنا محمد بن شداد المسمعي. فذكره.

ص: 333

حديث أوحى اللّه الى موسى لو سألتني في الأولين والآخرين لأجبتك الّا قاتل الحسين (عليه السلام)

قد تقدم نقله منا عن أعلام القوم في ج 11 ص 324 وج 19 ص 378 ، ونستدرك هاهنا عمن لم نرو عنهم هناك :

فمنهم العلامة أبو شجاع شيرويه بن شهردار الديلمي الحنفي في «فردوس الاخبار» (ص 25 والنسخة مصورة من مكتبة اسلامبول) قال :

قال علي بن أبي طالب : ان موسى بن عمران سأل ربه عزوجل فقال : يا رب انّ أخي مات فاغفر له. فأوحى اللّه اليه : أن يا موسى لو سألتني في الأولين والآخرين لأجبتك ، ما خلا قاتل الحسين بن علي بن أبي طالب ، فانّي أنتقم له منه.

ص: 334

قول النبي اشتد غضب اللّه على قاتل الحسين عليه السلام

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامتان الشريف عباس أحمد صقر وأحمد عبد الجواد في «جامع الأحاديث» (ج 2 ص 745 ط دمشق) قالا :

قال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : ان جبريل أخبرني : أن ابني هذا - يعني الحسين - يقتل ، وانه اشتد غضب اللّه على من يقتله (ابن عساكر عن أم سلمة رضي اللّه عنها).

ص: 335

قول النبي «لعن اللّه قاتلك يا حسين»

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الفاضل المعاصر رياض عبد اللّه عبد الهادي في «فهارس كتاب الموضوعات - لابن الجوزي» (ص 88 ط دار البشائر الإسلامية - بيروت) قال :

لعن اللّه قاتلك ... في فضل الحسين 1 / 409 ومنهم الفاضل المعاصر صالح يوسف معتوق في «التذكرة المشفوعة في ترتيب أحاديث تنزيه الشريعة المرفوعة» (ص 41 ط دار البشائر الإسلامية - بيروت) قال : لعن اللّه قاتلك (للحسين) ... 1 / 408

ص: 336

لعن النبي على قاتل الحسين عليه السلام

قد تقدم منا نقل أحاديث في ذلك عن كتب أعلام العامة في ج 11 ص 323 ، ونستدرك هاهنا عمن لم نرو عنهم هناك :

فمنهم العلامة أبو القاسم علي بن الحسن الشهير بابن عساكر الدمشقي الشافعي في «ترجمة الامام الحسين عليه السلام من تاريخ مدينة دمشق» (ص 239 ط بيروت) قال :

أخبرنا أبو القاسم علي بن ابراهيم وأبو الحسن علي بن أحمد ، قالا : أنبأنا أبو منصور بن زريق ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب ، أخبرني الأزهري ، أنبأنا المعافي بن زكريا ، أنبأنا محمد بن مزيد بن أبي الأزهر ، أنبأنا علي بن مسلم الطوسي ، أنبأنا سعيد بن عامرة ، عن قاموس بن أبي ظبيان ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن جابر بن عبد اللّه. قال : وحدثنا مرة أخرى عن أبيه عن جابر قال : رأيت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وهو يفحج بين فخذي الحسين ، ويقبل زبيبته ويقول : لعن اللّه قاتلك ، قال جابر : فقلت يا رسول اللّه ومن قاتله؟ قال : رجل يبغض عترتي ، لا تناله شفاعتي ، كأني بنفسه بين أطباق النيران ، يرسب تارة ويطفو أخرى ، وان جوفه ليقول : غق غق (خ ل عق عق).

ص: 337

ومنهم الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى سنة 360 في «المعجم الكبير» (ج 23 ص 338 ط مطبعة الامة ببغداد) قال :

... حدثنا أبو خليفة ، ثنا أبو الوليد ، ثنا عبد الحميد بن بهرام ، ثنا شهر بن حوشب ، قال : سمعت أم سلمة حين جاء نعي الحسين بن علي رضي اللّه عنه ، لعنت أهل العراق وقالت : قتلوه قتلهم اللّه عزوجل ، وذلوه لعنهم اللّه ، فاني رأيت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم جاءته فاطمة رضي اللّه عنها - فذكر الحديث.

ص: 338

قصة رجل ممن حضر عسكر عمر بن سعد اللعين أهوى النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بإصبعه الى عينه في المنام فأصبح وقد ذهب بصره

تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 11 ص 553 وج 19 ص 313 ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي المولود سنة 588 والمتوفى 660 في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2643 ط دمشق) قال :

أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن ، قال : أخبرنا أبو عبد اللّه يحيى بن البناء إجازة ان لم يكن سماعا ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن سياوش الكازروني ، قال : حدثنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمد بن أحمد بن أبي مسلم الفرضي المعري ، قال : قرئ على أبي بكر محمد بن القاسم بن بشار الأنباري النحوي وأنا حاضر ، قال : حدثنا أبو بكر موسى بن اسحق الأنصاري ، قال : حدثنا هرون بن حاتم أبو بشر ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن أبي حماد ، عن ثابت بن اسماعيل ، عن أبي النضر الجرمي ، قال : رأيت رجلا سمج العمى ، فسألته عن سبب ذهاب بصره ، فقال : كنت ممن حضر عسكر عمر بن سعد ، فلما جاء الليل رقدت فرأيت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في المنام بين يديه طست فيها دم وريشة في الدم ، وهو يؤتى بأصحاب عمر بن سعد فيأخذ الريشة فيخط بها بين أعينهم ، فأتي بي فقلت : يا رسول اللّه واللّه ما ضربت بسيف

ص: 339

ولا طعنت برمح ولا رميت بسهم. قال : أفلم تكثر عدونا ، وأدخل إصبعيه في الدم السبابة والوسطى ، وأهوى بها الى عيني فأصبحت وقد ذهب بصري.

ومنهم العلامة ابن منظور الافريقي في «مختصر تاريخ دمشق» (ج 7 ص 152 ط دمشق) قال :

وعن أبي النضر الجرمي قال : رأيت رجلا سمج العمى - فذكر مثل ما تقدم عن «البغية» بعينه.

ومنهم العلامة الشيخ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب البغدادي في «تلخيص المتشابه في الرسم» (ج 1 ص 334 - ط دار طلاس - دمشق) قال :

أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رزقويه البزاز ، أنا أبو بكر محمد بن عمر بن محمد بن سلم الجعابي الحافظ ، قال : حدثني عبد اللّه بن بريد بن قطن بن هلال ، أبو محمد ، وأبو عبد اللّه الحسين بن علي السلولي ، قالا : نا محمد بن الحسن السلولي ، نا عمر بن زياد الهلالي ، عن أبي حصين ، عن شيخ من قومه من بني أسد قال :

رأيت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في المنام والناس يعرضون عليه ، وبين يديه طست فيها أسهم ودم ، وهو يلطخ الناس ، فقلت : بأبي أنت وأمي واللّه ما طعنت برمح ولا رميت بسهم ، قال : كذبت قد هويت قتل الحسين. ثم أومأ بإصبعه إليّ فأصبحت أعمى.

ص: 340

قول النبي لبعض حملة رأس الحسين عليه السلام : اذهب لا غفر اللّه لك

رواه جماعة من أعلام القوم في كتبهم :

فمنهم العلامة الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد الحافي (الخوافي) الحسيني الشافعي في «التبر المذاب» (ص 100 نسخة مكتبتنا العامة بقم) قال :

وعن أبي لهيعة قال : رأيت رجلا يقول في الطواف : اللّهم اغفر لي ولا أراك فاعلا. قلت له : يا عبد اللّه اتّق اللّه ولا تيئس من رحمته ، فلو أن ذنوبك بعدد قطر السماء ثم استغفرت لوجدته رحيما. فقال لي : ادن مني ، فدنوت منه ، فقال : كنا خمسين رجلا ممّن قاتل الحسين ، وحملنا رأسه الى يزيد بعد أن لفّ في حرير ووضع في تابوت ، وكنا نضع التابوت ليلا ونشرب الخمر الى الصباح ، فذات ليلة شربوا ولم أشرب شيئا فبينا أنا نائم إذ سمعت صوت رعد ، فنظرت الى السماء وأبوابها مفتوحة ، وإذا أبونا آدم ونوح وموسى وعيسى ومحمد وجبرئيل وميكائيل ، فدنى جبرئيل من التابوت وفتحه وأخرج الرأس وقبّله ، ثم أخذه النبي وقبّله ، ثم قال جبرئيل : انّ اللّه عزوجل أمرني أن أطيعك فان أمرتني أن أجعل الدنيا عاليها سافلها لفعلت. فقال النبي : يا جبرئيل انّ لي موقفا ولهم موقفا بين يدي الملك الجبار ، وأنا الخصم واللّه عزوجل الحاكم العدل ، إذ أقبل فوج من الملائكة فقالوا : يا محمد ان اللّه يقرئك السلام ويأمرنا بقتل هؤلاء الخمسين. فقال النبي : شأنكم بهم ، فأقبل على كل رجل منهم ملك وبيده حربة ، فأقبل اليّ ملك فقلت : يا رسول اللّه الأمان. فقال : اذهب لا غفر اللّه لك ، فانتبهت مذعورا.

ص: 341

حديث سطوع النور من تحت اجانة

رواه جماعة من أعلام القوم في كتبهم :

فمنهم العلامة الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد الحافي (الخوافي) الحسيني الشافعي في «التبر المذاب» (ص 101) قال :

قال الواقدي : لما حمل الشمر رأس الحسين عليه السلام جعله في مخلاة وذهب به الى منزله ، فوضعه على التراب وجعل عليه اجانة ، فخرجت امرأته ليلا فرأت نورا ساطعا عند الرأس الى عنان السماء ، فجاءت الى الاجانة فسمعت أنينا تحتها ، فجاءت الى شمر فقالت : رأيت كذا وكذا فأي شيء تحت الاجانة؟ قال : رأس خارجي قتلته وأريد أذهب به الى يزيد ليعطيني عليه ما لا كثيرا. قالت : ومن يكون؟ قال : الحسين ابن علي. فصاحت وخرت مغشية ، فلما أفاقت قالت : يا شر المجوس أما خفت من اله الأرض والسماء؟ ثم خرجت من عنده باكية ورفعت الرأس وقبلته ووضعته في حجرها ودعت نساء يساعدنها بالبكاء عليه ، وقالت : لعن اللّه قاتلك.

فلما جن الليل غلب عليها النوم ، فرأت كأن الحائط قد انشق بنصفين وغشي البيت نور وجاءت سحابة فإذا فيها امرأتان ، فأخذتا الرأس وبكتا ، فسألت عنهما فقيل : انهما خديجة وفاطمة. ثم رأت رجالا وفي وسطهم انسان وجهه كالقمر ليلة تمه ، فسألت عنه فقيل : محمد ، وعن يمينه حمزة وجعفر وأصحابه ، فبكوا وقبلوا الرأس ، ثم

ص: 342

جاءت خديجة وفاطمة الى امرأة الشمر وقالتا لها : تمني ما شئت ، فان لك عندنا منّة ويدا بما فعلت ، فان أردت أن تكوني من رفقائنا في الجنة فأصلحي أمرك فانا منتظرون. فانتبهت من النوم ورأس الحسين في حجرها ، فجاء الشمر لطلب الرأس فلم تدفعه اليه وقالت له : يا عدو اللّه طلقني فإنك يهودي ، واللّه لا أكون معك أبدا. فطلقها فقالت : واللّه لا أدفع إليك هذا الرأس أو تقتلني ، فضربها ضربة كانت منيتها فيها وعجل اللّه بروحها الى الجنة.

ص: 343

حديث شيخ من قتلة الحسين عليه السلام ورأى النبي في المنام أكحله من دم الحسين (عليه السلام) فعمي

قد تقدم نقله منا عن أعلام القوم في ج 11 ص 553 ، ونستدرك هاهنا عمن لم نرو عنهم هناك :

فمنهم العلامة الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد الحافي [الخوافي] الحسيني الشافعي في «التبر المذاب» (ص 99 نسخة مكتبتنا العامة بقم) قال :

وحكى الواقدي عن ابن الرماح قال : كان بالكوفة شيخ أعمى قد شهد قتل الحسين عليه السلام ، فسألناه يوما عن ذهاب بصره ، فقال : كنت من القوم الذين خرجوا على الحسين عليه السلام ، وكنا عشرة غير أني لم أضرب بسيف ولم أطعن برمح ولا رميت بسهم ، فلما قتل الحسين عليه السلام وحمل رأسه رجعت الى منزلي ونمت تلك الليلة ، فأتاني آت في منامي فقال : أجب رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله. فقلت : مالي ولرسول اللّه؟ فأخذ بيدي وانتهرني ولزم بثيابي وانطلق بي الى مكان فيه جماعة ورسول اللّه جالس ، وهو مغتم معتجر حاسر عن ذراعيه وبيده سيف وبين يديه نطع ، وإذا أصحابي العشرة مذبوحين بين يديه ، فسلمت عليه فقال : لا سلام اللّه عليك ولا حياك يا عدو اللّه ، أما استحييت مني تهتك حرمتي وتقتل عترتي ولم ترع حقي؟ فقلت : يا رسول اللّه ما قتلت. قال : نعم ، ولكنك كثرت السواد ، وإذا بطشت عن يمينه فيه دم

ص: 344

الحسين ، فقال : اقعد ، فجثوت بين يديه فأخذ مردودا فأحماه ثم كحل به عيني فأصبحت أعمى كما ترون.

حديث آخر

قد تقدم نقله منا عن أعلام القوم في ج 11 ص 555 ، ونستدرك هاهنا عمن لم نرو عنهم هناك :

فمنهم العلامة الشيخ احمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي في «تلخيص المتشابه في الرسم» (ط دمشق) قال :

أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رزقويه البزاز ، أنا أبو بكر محمد بن عمر بن محمد بن سلم الجعابي الحافظ ، قال : حدثني عبد اللّه بن بريد بن قطن بن هلال ، أبو محمد ، وأبو عبد اللّه الحسين بن علي السلولي قالا : نا محمد بن الحسن السلولي ، نا عمر بن زياد الهلالي ، عن أبي حصين ، عن شيخ من قومه من بني أسد قال : رأيت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في المنام والناس يعرضون عليه ، وبين يديه طست فيها أسهم ودم ، وهو يلطخ الناس ، فقلت : بأبي أنت وأمي واللّه ما طعنت برمح ولا رميت بسهم. قال : كذبت ، قد هويت قتل الحسين. ثم أومأ بإصبعه إلي فأصبحت أعمى.

ص: 345

حديث رجل كان يبيع أوتاد الحديد لعسكر عمر بن سعد سقاه علي عليه السلام في النوم قطرانا

قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 11 ص 554 وج 19 ص 413 ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق.

فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر» (ج 7 ص 157 ط دار الفكر) قال :

قال الفضيل بن الزبير : كنت جالسا [الى السدي] فأقبل رجل فجلس اليه ، رائحته القطران فقال له : يا هذا أتبيع القطران؟ قال : ما بعته قط. قال : فما هذه الرائحة؟ قا :كنت فيمن شهد عسكر عمر بن سعد ، وكنت أبيعهم أوتاد الحديد ، فلما جنّ عليّ الليل رقدت فرأيت في نومي رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ومعه علي ، وعلي يسقي القتلى من أصحاب حسين ، فقلت له : اسقني ، فأبى ، فقلت : يا رسول اللّه مره يسقني. فقال : ألست ممن عاون علينا؟ فقلت : يا رسول اللّه ، واللّه ما ضربت بسيف ، ولا طعنت برمح ، ولا رميت بسهم ، ولكني كنت أبيعهم أوتاد الحديد ، فقال : يا علي اسقه. فناولني قعبا مملوءا قطرانا ، فشربت منه قطرانا ، ولم أزل أبول القطران أياما ، ثم انقطع ذلك البول عني ، وبقيت الرائحة في جسمي ، فقال له السدي : يا عبد اللّه ، كل من بر العراق ، واشرب من ماء الفرات ، فما أراك تعاين محمدا أبدا.

ص: 346

ومنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي المولود سنة 588 والمتوفى 660 في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2642 ط دمشق) قال :

قال : حدثنا عبد الرحمن بن أبي حماد قال : حدثنا الفضيل بن الزبير قال : - فذكر مثل ما تقدم عن ابن منظور.

ص: 347

قول علي : قاتل الحسين في تابوت من نار

قد تقدم نقل ما يدل على ذلك عن أعلام العامة في ج 11 ص 330 ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما مضى :

فمنهم المحقق المعاصر محمد عبد القادر عطا في «تعليقاته على كتاب الغماز على اللماز - للعلامة السمهودي» (ص 160 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال في تعليقه على حديث «قاتل الحسين (عليه السلام) في ثوب من نار» :

أورده السخاوي في المقاصد الحسنة ، بلفظ «قاتل الحسين في تابوت من نار ، عليه نصف عذاب أهل الدنيا». وقال : قد ورد عن علي مرفوعا.

أنظر : (المقاصد الحسنة 753 ، وكشف الخفا 1855).

ومنهم العلامة نور الدين أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن أحمد الحسيني الشافعي السمهودي المصري المولود سنة 844 بسمهود والمتوفى سنة 911 بالمدينة المشرفة في كتابه «الغماز على اللماز» (ص 160 ط دار الكتب العلمية - بيروت):

رواه مثل ما تقدم عن «تعليقات كتاب الغماز».

ص: 348

ومنهم العلامة أبو عبد اللّه الشيخ محمد بن السيد درويش الحوت الحنفي البيروتي المولود بها سنة 1209 والمتوفى بها أيضا سنة 1276 في كتابه : «الأحاديث المشكلة في الرتبة» (ص 183 ط عالم الكتب في بيروت 1403):

رواه مثل ما تقدم.

ومنهم العلامة أبو البركات عبد المحسن بن عثمان النفيسي الحنفي في «الفائق من اللفظ الرائق» ص 100 (والنسخة مصورة من مكتبة بايرلندة) قال :

روي أن قاتل الحسين في تابوت من نار.

ومنهم العلامة الشيخ حسام الدين المردي الحنفي في «آل محمد» (ص 167 - المخطوط) قال :

وفي رواية علي : قاتل الحسين في تابوت من النار ، عليه نصف عذاب أهل الدنيا.

ص: 349

حديث اضطرام النار في وجه ابن زياد

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة الشريف أبو الفضل عبد اللّه بن محمد بن الصديق الغماري الحسني في «الحجج البيّنات في اثبات الكرامات» (ص 84 ط عالم الكتب) قال :

وأخرج أيضا عن حاجب عبيد اللّه بن زيد قال : دخلت القصر خلف عبيد اللّه بن زياد حين قتل الحسين ، فاضطرم في وجهه نار ، فقال هكذا بكمه على وجهه ، فقال : هل رأيت؟ قلت : نعم ، وأمرني أن أكتم ذلك. قال الهيثمي : حاجب عبيد اللّه لم أعرفه وبقية رجاله ثقات.

ص: 350

حديث عذاب رجلين من قتلة الحسين عليه السلام في الدنيا

قد تقدم نقل ما رواه أعلام العامة في ذلك في ج 19 ص 385 ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد الحلبي ابن أبي جرادة في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2621) قال :

أخبرنا أبو العباس أحمد بن مسعود بن شداد الصفار الموصلي بحلب ، قال : أخبرنا أبو جعفر أحمد بن أحمد بن عبد العزيز بن القاص بالموصل ، قال : أخبرنا الرئيس أبو علي محمد بن سعيد بن ابراهيم بن نبهان ، قال : أخبرنا أبو علي الحسين بن أحمد بن ابراهيم بن شاذان ، قال : أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد اللّه بن زياد ، قال : حدثني أبو يوسف يعقوب بن خضر المتطبب ، قال : حدثنا أبو نعيم ، قال : حدثنا ابن عيينة ، عن أبيه قال : أدركت من قتلة الحسين رضي اللّه عنه رجلين ، أما أحدهما فان اللّه طول ذكره ، فكان يحمله على عاتقه ، وأما الآخر فكان يأتي عزلاء الراوية فيضعها على فيّه حتى يستفرغها ويصيح : العطش العطش ، ويدور الى الجانب الآخر من الراوية فيستفرغها ، ولا يروى ، وذلك أنه نظر الى الحسين وقد أهوى الى فيه وهو يشرب فرماه بسهم ، فقال الحسين : مالك لا أرواك اللّه من الماء في دنياك ولا

ص: 351

أخبرنا أبو المظفر حامد بن العميد بحلب وأبو محمد عبد الرحمن بن ابراهيم المقدسي بنابلس ، ومحفوظ بن هلال الرسعني برأس عين ، قالوا : أخبرنا شهدة بنت أحمد بن فرج الكاتبة. قال محفوظ : إجازة ، قالت : أخبرنا طراد بن محمد الزينبي ، قال : أخبرنا أبو الحسن بن بشران ، قال : أخبرنا أبو علي بن صفوان ، قال : حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، قال : حدثنا اسحق بن اسماعيل ، قال : أخبرنا سفيان ، قال : حدثتني جدتي أم أبي قالت : أدركت رجلين ممن شهد قتل الحسين ، فأما أحدهما فطال ذكره حتى كان يلفه ، وأما الآخر فكان يستقبل الراوية فيشربها حتى يأتي على آخرها. قال سفيان : أدركت ابن أحدهما به خبل أو نحو هذا.

ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة 742 في «تهذيب الكمال» (ج 6 ص 438 ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال :

وقال إسحاق بن اسماعيل ، عن سفيان بن عيينة : حدثتني جدتي أم أبي ، قالت : شهد رجلان من الجعفيين قتل الحسين بن علي ، قالت - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن «بغية الطلب».

ص: 352

قاتل الحسين يعذب بالعطش الى يوم القيامة

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد ابن أبي جرادة الحلبي في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2643) قال :

أخبرنا القاضي أبو نصر بن الشيرازي فيما أذن لنا أن نرويه عنه ، قال : أخبرنا علي بن أبي محمد ، قال : أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني شفاها ، قال : حدثنا عبد العزيز بن أحمد ، قال : حدثنا أسد بن القاسم الحلبي ، قال : رأى جدي صالح بن الشحام بحلب رحمه اللّه ، وكان صالحا دينا ، في النوم كلبا أسود ، وهو يلهث عطشا ولسانه قد خرج على صدره ، فقلت : هذا كلب عطشان دعني أسقه ماء أدخل فيه الجنة ، وهممت لأفعل ذلك ، فإذا بهاتف يهتف من ورائه وهو يقول : يا صالح لا تسقه ، يا صالح لا تسقه ، هذا قاتل الحسين بن علي ، أعذبه بالعطش الى يوم القيامة.

ومنهم العلامة مؤلف «مختار مناقب الأبرار» (ص 102 والنسخة مصورة من مكتبة جستربيتي بايرلندة) قال :

قال أسد بن القاسم الحلبي : رأى جدّي صالح بن الشحام ، وكان صالحا دينا في النوم كلبا أسود - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن «بغية الطلب».

ص: 353

ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر» (ج 7 ص 157 ط دار الفكر) قال :

وعن أسد بن القاسم الحلبي قال : رأى جدي صالح بن الشحام بحلب في النوم كلبا أسود ، وهو يلهث عطشا - فذكر مثل ما تقدم عن «بغية الطلب» بعينه.

ص: 354

حديث رجل ممن شهد قتل الحسين عليه السلام

قد تقدم نقل ما يدل عليه عن بعض أعلام العامة في ج 11 ص 536 ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما مضى :

فمنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة المولود 588 والمتوفى 660 في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2640 ط دمشق) قال :

أخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان بن بنين المصري بالقاهرة ، قال : أنبأنا أبو القاسم بن محمد بن حسين ، قال : أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد اللّه بن الحسن ابن النخاس ، قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن أبي الحديد ، قال : أخبرنا جدي أبو بكر محمد بن أبي الحديد ، قال : أخبرنا خيثمة ، قال : حدثنا أحمد بن العلاء أخو هلال بالرقة ، قال : حدثنا عبيد بن جنّاد ، قال : حدثنا عطاء بن مسلم ، عن ابن السدي ، عن أبيه قال : كنا غلمة نبيع البز في رستاق كربلاء. قال : فنزلنا برجل من طي. قال : فقرب إلينا العشاء. قال : فتذاكرنا قتلة الحسين. قال : فقلنا : ما بقي أحد ممن شهد قتلة الحسين إلّا وقد أماته اللّه ميتة سوء أو بقتلة سوء. قال : فقال : ما أكذبكم يا أهل الكوفة ، تزعمون أنه ما بقي أحد ممن شهد قتل الحسين الّا وقد أماته اللّه ميتة سوء أو بقتلة سوء ، وأنا لممن شهد قتلة الحسين وما بها أكثر مال منه. قال : فنزعنا أيدينا عن الطعام ، قال : وكان السراج يوقد ، قال : فيذهب ليطفأ ، قال : فيذهب

ص: 355

ليخرج الفتيلة بإصبعه ، قال : فأخذت النار بإصبعه. قال : فمدها الى فيه فأخذت بلحيته ، قال : فأحضر الى الماء حتى ألقى نفسه. قال : فرأيته يتوقد فيه حتى صار حممة.

ومنهم العلامة صاحب كتاب «مختار مناقب الأبرار» (ص 102) قال :

قال السدي : أتيت كربلاء أبيع البر بها ، فعمل لنا شيخ من طي طعاما - فذكر مثل ما تقدم عن «بغية الطلب».

ومنهم العلامة ابن منظور الافريقي في «مختصر تاريخ دمشق» (ج 7 ص 151 ط دمشق) قال :

وعن السدي قال : كنا غلمة نبيع البزّ في رستاق كربلاء - فذكر مثل ما تقدم عن «بغية الطلب».

ومنهم العلامة الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد الحافي (الخوافي) الحسيني الشافعي في «التبر المذاب» (ص 100):

روى عن هشام بن محمد عن القاسم بن الأصبع المجاشعي - فذكر مثل ما تقدم عن «بغية الطلب» باختلاف في اللفظ.

ومنهم المولوي علي بن سلطان القاري في «شرح الشفاء - للقاضي عياض» (ج 3 ص 191 المطبوع بهامش «نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض» ط دار الفكر - بيروت) قال :

وذكر أبو الربيع ابن سبع في مناقب الحسين بن علي ، عن يعقوب بن سفيان ، قال : كنت في ضيعتي ، فصلينا العتمة ثم جلسنا في البيت ونحن جماعة ، فذكروا الحسين بن علي ، فقال رجل : ما من أحد أعان على قتل الحسين الّا أصابه عذاب قبل أن يموت ،

ص: 356

وكان في البيت شيخ كبير فقال : أنا ممن شهدها وما أصابني أمر أكرهه الى ساعتي هذه ، فطفئ السراج ، فقام لإصلاحه ففارت النار فأخذته ، فجعل يبادر نفسه الى الفرات ينغمس فيه ، فأخذته النار حتى مات. ثم قال : قلت : بل جمع له بين الإحراق والإغراق.

ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة 742 في «تهذيب الكمال» (ج 6 ص 436 ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال :

وقال عمر بن شبة النميري : حدثني عبيد بن جناد ، قال : أخبرني عطاء بن مسلم ، قال : قال السدي : أتيت كربلاء أبيع البن بها ، فعمل لنا شيخ من طي طعاما فتعشينا عنده ، فذكرنا قتل الحسين ، فقلنا : ما شرك في قتله أحد إلّا مات بأسوإ ميتة ، فقال : ما أكذبكم يا أهل العراق ، فأنا ممن شرك في ذلك ، فلم يبرح حتى دنا من المصباح وهو يتقد ، فنفط ، فذهب يخرج الفتيلة بإصبعه فأخذت النار فيها ، فذهب يطفئها بريقه ، فأخذت النار في لحيته ، فغدا فألقى نفسه في الماء ، فرأيته كأنه حممة.

أخبرنا بذلك أبو العز الحراني بمصر ، فقال : أنبأنا أبو الفرج بن كليب ، قال : أخبرنا أبو علي بن نبهان ، قال : أخبرنا أبو علي بن شاذان ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن مقسم ، قال : حدثني أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب ، قال : حدثني عمر ابن شبة ، فذكره.

ورواه أحمد بن العلاء أخو هلال بن العلاء ، عن عبيد بن جناد ، عن عطاء بن مسلم عن ابن السدي ، عن أبيه.

رواه أبو السكين الطائي ، عن عم أبيه زحر بن حصن ، عن اسماعيل بن داود من بني أسد ، عن أبيه ، عن مولى لبني سلامة ، قال : كنا في ضيعتنا بالنهرين ونحن نتحدث بالليل ، فقلنا : ما أحد ممن أعان على قتل الحسين خرج من الدنيا حتى تصيبه بلية ، ومعنا رجل من طيّ ، فقال الطائي : فأنا ممن أعان على قتل الحسين ، فما أصابني إلّا

ص: 357

خيرا. قال : وعشي السراج فقام الطائي يصلحه فعلقت النار في سباحته ، فمر يعدو نحو الفرات ، فرمى بنفسه في الماء فأتبعناه ، فجعل إذا انغمس في الماء رفرفت النار على الماء ، فإذا ظهر أخذته حتى قتلته.

أخبرنا بذلك أبو الفرج عبد الرحمن بن أبي عمر بن قدامة وأبو الحسن بن البخاري ، وأحمد بن شيبان ، وزينب بنت مكي ، قالوا : أخبرنا أبو حفص بن طبرزد ، قال : أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب الحافظ ، قال : أخبرنا أبو العلاء الوراق هو محمد بن الحسن بن محمد ، قال : حدثنا بكار بن أحمد المقرئ ، قال : حدثنا الحسين بن محمد الأنصاري ، قال : حدثني محمد بن الحسن المدني ، عن أبي السكين البصري ، فذكره.

ومنهم العلامة الشريف أبو الفضل عبد اللّه بن محمد بن الصديق الغماري الحسني في «الحجج البيّنات في اثبات الكرامات» (ص 84 ط عالم الكتب) قال :

وقال الذهبي في «تذكرة الحفاظ» : قرأت على أحمد بن إسحاق ، أخبركم الفتح ابن عبد السلام أن هبة اللّه بن الحسن أخبرهم قال : أنا أحمد بن محمد البزار ، أنا علي ابن عيسى إملاء ، أنا أبو بكر محمد بن الحسن المقرئ ، حدثني أبو العباس أحمد بن يحيى ، أنا عمر بن شبة ، أنا عبيد بن جناد ، أخبرني عطاء بن مسلم قال : قال السدي : أتيت كربلاء أبيع البز بها ، فعمل لنا رجل من طي طعاما - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن «بغية الطلب» ، ثم قال : قلت : السدي راوي هذه الكرامة هو السدي الكبير ، وهو ثقة بخلاف السدي الصغير فهو هالك ، والكرامات التي ظهرت عند مقتل الحسين بن علي رضوان اللّه عليهما فيمن قتله أو أعان عليه كثير يطول تتبعها.

ص: 358

ذهاب عقل سنان بن انس فكان يأكل ويحدث مكانه

ذكره جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر» (ج 7 ص 151 ط دار الفكر) قال :

حدث شيخ من النخع قال : قال الحجاج : من كان له بلاء فليقم ، فقام قوم فذكروا ، وقام سنان بن أنس ، فقال : أنا قاتل حسين ، فقال : بلاء حسن ، ورجع الى منزله فاعتقل لسانه ، وذهب عقله ، فكان يأكل ويحدث مكانه.

ومنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي المولود سنة 588 والمتوفى 660 في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2641 ط دمشق) قال :

أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد اللّه بن علوان الأسدي قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن عبد العزيز العباسي ببغداد ، قال : حدثنا أبو علي الحسين بن عبد الرحمن ، قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن ابراهيم بن أحمد ، قال : زحدثنا أبو جعفر محمد بن ابراهيم بن عبد اللّه المكي ، قال : حدثنا محمد ابن زنبور ، قال : حدثنا أبو بكر يعني ابن عياش ، قال الكلبي : رأيت سنان بن أوس الذي قتل الحسين عليه السلام يحدث في المسجد شيخ كبير قد ذهب عقله.

ص: 359

ومنهم العلامة أحمد بن محمد بن أحمد الحافي الحسيني الشافعي في «التبر المذاب» (ص 84 نسخة مكتبتنا بقم) قال :

قال الواقدي : وجاء سنان بن انس وقيل الشمر ، ووقف على باب فسطاط عمر بن سعد وقال :

املأ ركابي فضّة وذهبا *** اني قتلت الملك المحجبا

قتلت خير الناس أما وأبا *** وخيرهم إذ ينسبون نسبا

فناداه عمر بن سعد : مجنون أنت.

وذكر ابن سعد في الطبقات : ان سنان بن انس النخعي جاء الى باب ابن زياد وأنشد هذه الأبيات ، فلم يعطه ابن زياد شيئا.

ص: 360

سيلان الدم من حيطان دار الامارة لما جيء برأس الحسين عليه السلام

قد تقدم نقله منا عن جماعة من الأعلام في ج 11 ص 463 ، ونستدرك هاهنا عمن لم نرو عنهم هناك :

فمنهم العلامة الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد الحافي الحسيني الشافعي في «التبر المذاب» (في هامش صفحة 96) قال :

وفي صواعق ابن حجر : انه مطر كالدم على البيوت والجدر بخراسان والشام والكوفة ، وانه لما جيء برأس الحسين عليه السلام الى دار ابن زياد سالت حيطانها دما.

ومنهم العلامة المولوي ولي اللّه اللكهنوئي في «مرآة المؤمنين» (ص 277 ط لكهنو) قال :

لما جيء برأس الحسين - فذكر مثل ما تقدم عن «التبر المذاب».

ومنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي المولود سنة 588 والمتوفى 660 في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2639 ط دمشق) قال :

أنبأنا أبو حفص المكتب ، قال : أخبرنا أبو غالب بن البناء إجازة إن لم يكن سماعا ،

ص: 361

قال : أخبرنا أبو الغنائم بن المأمون ، قال : أخبرنا أبو القاسم بن حبابة ، قال : أخبرنا أبو القاسم البغوي ، قال : حدثني أحمد بن محمد بن يحيى بن سعد ، قال : حدثنا زيد بن الحباب ، قال : حدثني أبو يحيى مهدي بن ميمون ، قال : سمعت مروان مولى هند بنت المهلب ، قال : حدثني بوّاب عبيد اللّه بن زياد : أنه لما جيء برأس الحسين ، فوضع بين يديه ، رأيت حيطان دار الامارة تسايل دما.

ومنهم العلامة ابن منظور الافريقي في «مختصر تاريخ دمشق» (ج 7 ص 150) قال :

قال بواب عبيد اللّه بن زياد : لما جيء برأس الحسين - فذكر مثل ما تقدم.

ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة 742 في «تهذيب الكمال» (ج 6 ص 434 ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال :

وقال أيضا : حدثني أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد ، قال : حدثنا زيد بن الحباب ، قال. حدثني أبو يحيى مهدي بن ميمون قال : سمعت مروان مولى هند بنت المهلب ، قال : حدثني بواب عبيد اللّه بن زياد أنه لما جيء برأس الحسين فوضع بين يديه - فذكر مثل ما تقدم.

ص: 362

حديث اعرابي أسدي يشم تراب أرض كربلاء بعد انمحاء أثر القبر الشريف بالماء حتى وقع على تربة الحسين عليه السلام

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة المولود 588 والمتوفى 660 في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2657 ط دمشق) قال :

أخبرنا محمد بن هبة اللّه القاضي فيما أذن لنا أن نرويه عنه ، قال : أخبرنا أبو الفضل أحمد بن منصور بن بكر بن محمد بن حيد ، قال : أخبرنا جدي أبو منصور ، قال : حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبدوس الحيري إملاء ، قال : أخبرنا الحسن بن محمد الأسفراييني ، قال : حدثنا محمد بن زكريا الغلابي ، قال : حدثنا عبد اللّه بن الضحاك ، قال : حدثنا هشام بن محمد ، قال : لما أجري الماء على قبر الحسين نضب بعد أربعين يوما وامتحى أثر القبر ، فجاء أعرابي من بني أسد ، فجعل يأخذ قبضة قبضة ويشمه حتى وقع على قبر الحسين وبكى وقال : بأبي وأمي ما كان أطيبك وأطيب تربتك ميتا ، ثم بكى وأنشأ يقول :

أرادوا ليخفوا قبره عن عدوه *** فطيب تراب القبر دل على القبر

ص: 363

ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الامام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص 141 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :

وذكر ابن الكلبي : لما أجري [الماء] على قبر الحسين ليعفى قبره وأثره - فذكر مثل ما تقدم عن «البغية».

ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر» (ج 7 ص 155 ط دار الفكر) قال :

وعن هشام بن محمد قال : لما أجري الماء - فذكر عين ما تقدم عن «البغية».

ص: 364

قول النبي «لعن اللّه من يقطع السدر»

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة الشيخ حسام الدين المردي الحنفي في «آل محمد» (ص 28 - المخطوط) قال :

قال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : أخرج يا علي فقل عن اللّه لا عن رسول اللّه ، لعن اللّه من يقطع السدر.

قال في الهامش : رواه البيهقي يرفعه بسند عن أبي جعفر مرسلا (1).

ص: 365


1- قلت : قال العلامة الحاج الشيخ عباس القمي قدس سره في «سفينة البحار» ج 1 ص 611 : عن يحيى بن المغيرة الرازي ، قال : كنت عند جرير بن عبد الحميد إذ جاءه رجل من أهل العراق ، فسأله جرير عن خبر الناس قال : تركت الرشيد وقد كرب قبر الحسين عليه السلام وأمر أن تقطع السدرة التي فيه فقطعت. قال : فرفع جرير يديه وقال : اللّه اكبر جاءنا فيه حديث عن رسول اللّه أنه قال : لعن اللّه قاطع السدرة _ ثلاثا _ فلم نقف على معناه حتى الآن ، لأن القصد بقطعه تغيير مصرع الحسين عليه السلام حتى لا يقف الناس على قبره.

اهانة قبر الحسين (عليه السلام)

قد تقدم نقل ما يدل عليه عن كتب العامة في ج 11 ص 524 ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي المولود سنة 588 والمتوفى 660 في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2644 ط دمشق) قال :

أخبرنا عتيق بن أبي الفضل السلماني ، قال : أخبرنا الحافظ أبو القاسم الدمشقي،ح.

وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي ، قال : أخبرنا أبو المعالي بن صابر ، قالا : أخبرنا الحسن بن اسماعيل ، قال : أخبرنا أحمد بن مروان ، قال : حدثنا نظيف ، قال : حدثنا أحمد بن محرز ، قال : حدثنا الحماني ، قال : قال الأعمش : أحدث رجل من أهل الشام على قبر الحسين بن علي فأبرص من ساعته.

ومنهم العلامة الشيخ أبو بكر أحمد بن مروان الدينوري الحنفي في كتابه «منتخب الأخبار» (ص 6 والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة جستربيتي بايرلندة) قال :

عن الحماني قال : قال الأعمش : أحدث رجل من أهل الشام - فذكر مثل ما تقدم عن «بغية الطلب».

ص: 366

حديث آخر

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور والمتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر» (ج 7 ص 155 ط دار الفكر) قال :

قال الأعمش : أحدث رجل من بني أسد على قبر حسين بن علي ، قال : فأصاب أهل ذلك البيت خبل وجنون وجذام ومرض وفقر.

ومنهم العلامة الشريف أبو الفضل عبد اللّه بن محمد بن الصديق الغماري الحسني في «الحجج البيّنات في اثبات الكرامات» (ص 84 ط عالم الكتب) قال :

حسن. وأخرج أيضا عن الأعمش قال : تغوط رجل على قبر الحسين - فذكر مثل ما تقدم عن ابن منظور بعينه ، ثم قال : قال الحافظ الهيثمي : رجاله رجال الصحيح.

ص: 367

حديث رجل سب الحسين عليه السلام فطمس اللّه بصره

قد تقدم نقله منا عن أعلام القوم في ج 11 ص 547 ، ونستدرك هاهنا عمن لم نرو عنهم هناك :

فمنهم العلامة مؤلف «مختار مناقب الأبرار» (ص 102 والنسخة مصورة من مكتبة جستربيتي) قال :

قال أبو رجاء العطاردي : لا تسبوا أهل بيت النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، فانه كان لنا جار قدم عليا من الكوفة ، قال : ما ترون الى هذا الفاسق بن الفاسق قتله اللّه ، (يعني الحسين) فرماه اللّه من السماء فطمس بصره ، فأنا رأيته.

ومنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد ابن أبي جرادة الحلبي المولود سنة 588 والمتوفى 660 في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2643 ط دمشق) قال :

أنبأنا أبو نصر القاضي ، قال : أخبرنا الحافظ أبو القاسم ، قال : أخبرني جدي القاضي أبو المفضل يحيى بن علي بن عبد العزيز ، قال : أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن أبي العلاء ، قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن داود الرزاز ، قال : حدثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد اللّه بن السماك ، قال : حدثنا أبو قلابة ، قال : حدثنا أبو عاصم ، وأبو عامر قالا : حدثنا قرة بن خالد السدوسي ، قال : سمعت أبا

ص: 368

رجاء العطاردي يقول : لا تسبوا أهل هذا البيت ، أو أهل بيت النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، فإنه كان لنا جار من بلهجيم ، قدم علينا من الكوفة - فذكر مثل ما تقدم عن «مختار المناقب» وفيه : فرماه اللّه بكوكبين من السماء.

ومنهم العلامة ابن منظور الافريقي في «مختصر تاريخ دمشق» (ج 7 ص 151) قال :

وعن أبي رجاء قال : لا تسبوا أهل البيت ، أو أهل بيت النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، فإنه كان لنا جار من بلهجيم قدم علينا - فذكر مثل ما تقدم.

ومنهم العلامة الشريف أبو الفضل عبد اللّه بن محمد بن الصديق الغماري الحسني في «الحجج البيّنات في اثبات الكرامات» (ص 84 ط عالم الكتب) قال :

وأخرج الطبراني عن أبي رجاء العطاردي قال : لا تسبوا عليا ولا أحدا من أهل البيت ، فإن جارا لنا من بلهجيم قال - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن «مختار المناقب» بعينه ، ثم قال : وقال الحافظ الهيثمي : رجاله رجال الصحيح.

ومنهم العلامة المولى ولي اللّه اللكهنوئي في «مرآة المؤمنين» (ص 7 ط لكهنو) قال :

وأخرج أحمد عن أبي رجاء كان يقول : لا تسبوا عليا ولا أهل هذا البيت ، انّ جارا - فذكر مثل ما تقدم.

ومنهم العلامة أبو العرب محمد بن أحمد بن تميم بن تمام بن تميم التميمي القيرواني المغربي المالكي المولود 251 والمتوفى سنة 333 في «المحن» (ص 141 ط دار الغرب الإسلامي في بيروت) قال :

وحدثني عمر قال : ابن مرزوق قال : حدثنا أبو عاصم النبيل ، عن قرة ، عن أبي

ص: 369

رجاء : أن رجلا قدم من بلهجيم ، قال أبو العرب : بلهجيم فخذ من بني تميم ، قال : لا تسبوا أهل هذا البيت ، فإن جارا لي قال : ألم تر - فذكر مثل ما تقدم.

ومنهم العلامة المحدث السيد ابراهيم الحسيني السمهودي في «الاشراف على فضل الاشراف» (ص 81 مخطوط) قال :

عن أبي رجاء أنه كان يقول : لا تسبوا عليا ولا أهل هذا البيت ، ان جارا لنا من بني الهجيم - فذكر مثل ما تقدم.

ثم قال : أخرجه أحمد في المناقب.

ومنهم العلامة الشريف أبو المعالي المرتضى محمد بن علي الحسيني البغدادي في «عيون الأخبار في مناقب الأخيار» (ص 51 نسخة مكتبة الواتيكان) قال :

أخبرنا الحسن بن أحمد الفارسي ، نبا أحمد بن السندي ، نبا هارون بن معروف ، نبا بشر بن السري ، نبا قرة بن خالد ، عن أبي رجاء العطاردي ، قال : لا تسبوا أهل هذا البيت - فذكر مثل ما تقدم عن «مختار المناقب».

ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة 742 في «تهذيب الكمال» (ج 6 ص 436 ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال :

وقال قرة بن خالد السدوسي ، عن أبي رجاء العطاردي : لا تسبوا أهل هذا البيت ، فانه كان لنا جار من بلهجيم قدم علينا - فذكر مثل ما تقدم عن «مختار المناقب» - ثم قال : قال أبو رجاء : فأنا رأيته.

ص: 370

يوم قتل الحسين عليه السلام ما رفع حجر الّا وجد تحته دم عبيط ولقد مطرت السماء دما وبقي أثره في الثياب حتى تقطعت

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد الحافي [الخوافي] الحسيني الشافعي في «التبر المذاب» (ص 94) قال :

قال ابن سعد في الطبقات : ما رفع حجر إلّا وجد تحته دم عبيط ، ولقد مطرت السماء دما بقي أثره في الثياب مدة حتى تقطعت.

ص: 371

حديث : ما رفع حجر في الدنيا الّا وتحته دم عبيط

اشارة

قد تقدمت الأخبار عن كتب أعلام العامة في ج 11 ص 481 ، ونستدرك هاهنا عمن لم نرو عن كتبهم هناك :

وفيه أحاديث :

منها : حديث أبي سعيد

رواه جماعة من أعلام القوم :

فمنهم العلامة المولوي ولي اللّه اللكهنوئي في «مرآة المؤمنين» (ص 277 ط لكهنو) قال :

وقال أبو سعيد : ما رفع حجر من الدنيا إلّا وتحته دم عبيط.

ومنها : حديث ابن رأس الجالوت

قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 19 ص 406 ، وننقل هنا عن بعض من لم ننقل عنه فيما سلف :

ص: 372

فمنهم العلامة ابن مكرم الأفريقي في «مختصر تاريخ دمشق» (ج 7 ص 150) قال :

قال محمد بن عمر بن علي : أرسل عبد الملك الى ابن رأس الجالوت فقال : هل كان في قتل الحسين علامة؟ قال ابن رأس الجالوت : ما كشف يومئذ حجر الّا وجد تحته دم عبيط.

ومنها : خبر سليم القاص

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة الشريف أبو المعالي المرتضى محمد بن علي الحسيني البغدادي في «عيون الأخبار في مناقب الأخيار» (ص 51 - نسخة مكتبة الواتيكان) قال :

أخبرنا عثمان بن محمد العلاف ، أنبا محمد بن عبد اللّه البزار الشافعي ، نبا إسحاق ابن الحسين ، نبا أبو سلمة ، نبا حماد بن سلمة ، عن سليم القاص قال : لمّا قتل الحسين رضي اللّه عنه لم نرفع حجرا عن حجر إلّا وجدنا تحته دما عبيطا وصار الورس رمادا.

ص: 373

سطوع النور من الرأس الشريف واسلام الراهب ببركته وصيرورة الدراهم خزفا

قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 11 ص 498 ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم العلامة الشريف أحمد بن محمد بن أحمد الحسيني الخوافي [الحافي] الشافعي في «التبر المذاب» (ص 89 المخطوط) قال :

وذكر هشام في كتاب السيرة الذي أنبأ به القاضي الأسعد أبو البركات عبد القوي بن أبي المعالي في جمادى الأولى سنة تسع وستّمائة بالديار المصرية قراءة عليه ونحن نسمع ، قال : حدثنا أبو محمد عبد اللّه بن رفاعة السعدي ، حدثنا أبو الحسن علي بن الخلعي ، حدثنا أبو محمد عبد اللّه بن جعفر بن محمد بن زنجويه البغدادي ، عن أبي سعيد عبد الرحيم بن عبد اللّه البرقي ، عن أبي محمد عبد الملك بن هشام النحوي البصري ، قال : لمّا أنفذ ابن زياد رأس الحسين الى يزيد بن معاوية مع الأسارى موثقين في الحبال مع نساء وصبيان وصبيات من بنات رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم على أقتاب الجمال مكشفات الوجوه والرءوس ، وكانوا كلما نزلوا منزلا أخرجوا الرأس من صندوق أعدّوه له ، فوضعوه على رمح وحرسوه الى حين الرحيل ثم يعيدوه الى الصندوق ويرحلوا ، فنزلوا في بعض المنازل وفي ذلك المنزل دير فيه راهب ، فأخرجوا الرأس على عادتهم ووضعوه على الرمح وحرسه الحرسة وأسندوا الرمح الى

ص: 374

الدير ، فلما كان نصف الليل رأى الراهب نورا يسطع من مكان الرأس الى عنان السماء ، فأشرف على القوم وقال : من أنتم؟ قالوا : نحن أصحاب ابن زياد. قال : وما هذا الرأس؟ قالوا : رأس الحسين بن علي وابن فاطمة بنت رسول اللّه. قال : نبيّكم؟ قالوا : نعم. قال : بئس القوم أنتم ، لو كان للمسيح ولد لأسكناه أحداقنا ، ثم قال : هل لكم في شيء؟ قالوا : وما هو. قال : عندي عشرة آلاف درهم تأخذونها وتعطوني الرأس يكون عندي تمام الليلة ، وإذا رحلتم خذوه. قالوا : وما يضرّنا ذلك ، فناولوه الرأس وناولهم الدراهم ، فأخذه الراهب فغسّله وطيّبه وتركه على فخذه وقعد يبكي الليل كلّه ، فلما أسفر الصبح قال : يا رأس لا أملك إلّا نفسي ، وأنا أشهد أن لا إله إلّا اللّه وأن جدك رسول اللّه ، وأشهد بأني مولاك وعبدك. ثم خرج عن الدير وما فيه وصار يخدم أهل البيت.

قال ابن هشام في السيرة : ثم انهم أخذوا الرأس وساروا ، فلما قربوا من دمشق قال بعضهم لبعض : تعالوا نقسم الدراهم لئلّا يراها يزيد فيأخذها. فأخرجوها وإذا الدراهم قد حوّلت خزفا ، وعلى إحدى جانبي الدراهم مكتوب ( وَلا تَحْسَبَنَّ اللّهَ غافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ) وعلى الجانب الآخر ( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ) فرموها في نهر بردي.

ص: 375

بكاء السماء على الحسين عليه السلام

اشارة

قد تقدم نقل أحاديث منا عن أعلام القوم في ج 11 ص 476 الى ص 478 ، ونستدرك هاهنا عمن لم نرو عنه هناك :

فمنهم العلامة الحافظ شيرويه بن شهردار الديلمي في «الفردوس» (ص 141 والنسخة مصورة من مكتبة الناصرية في لكهنو) قال :

روى عن عمار بن ياسر قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : السماء بكت لقتل يحيى بن زكريا ، وانّها لتبكي لقتل ابني هذا ، وتطلع الشمس أربعين يوما محمرة لها لذابت.

ومنهم العلامة المولوي ولى اللّه اللكهنوئي في «مرآة المؤمنين» (ص 277 ط لكهنو) قال :

وأخرج عثمان بن أبي شيبة : ان السماء بكت بعد قتله سبعة أيام ، يرى على الحيطان كأنها ملاحف معصفرة من شدة حمرته ، وضربت الكواكب بعضها بعضا.

الى أن قال : وأخرج الثعلبي : ان السماء بكت وبكاؤها حمرتها.

وقال غيره : احمرّت آفاق السماء ستة أشهر بعد قتله ثم لا زالت الحمرة ترى بعد ذلك ، وان ابن سيرين قال : أخبرنا أن الحمرة التي مع الشفق لم تكن ترى قبل قتله من

ص: 376

السماء ، أو لم تكن حتى قتل الحسين. وعن ابن سعيد : ان هذه الحمرة لم تر في السماء قبل قتله.

ومنهم العلامة أبو القاسم علي بن الحسن الشهير بابن عساكر الدمشقي الشافعي في «ترجمة الامام الحسين عليه السلام من تاريخ مدينة دمشق» (ص 241 ط بيروت) قال :

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلّال ، أنبأنا سعيد بن أحمد العيّار ، أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن محمد بن زكريا الشيباني ، أنبأنا عمر بن الحسين بن علي بن مالك الشيباني القاضي ، أنبأنا أحمد بن الحسن الخزاز ، أنبأنا أبي ، أنبأنا حصين بن مخارق ، عن داود بن أبي هند ، عن ابن سيرين قال : لم تبك السماء على أحد بعد يحيى بن زكريا ، إلّا على الحسين بن علي.

ومنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي المولود سنة 588 والمتوفى 660 في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2634 ط دمشق) قال :

أنبأنا أبو نصر بن هبة اللّه الشافعي ، قال : أخبرنا الحافظ أبو القاسم ، قال : أخبرنا أبو عبد اللّه الخلال ، قال : أخبرنا سعيد بن أحمد العيار ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن محمد بن زكريا الشيباني ، قال : حدثنا عمر بن الحسين بن علي بن مالك الشيباني القاضي ، قال : حدثنا أحمد بن الحسن الخزاز ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا حصين بن مخارق ، عن داود بن أبي هند ، عن ابن سيرين قال : لم تبك السماء - فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر.

ومنهم العلامة الشريف أحمد بن محمد الخوافي [الحافي] الحسيني الشافعي في «التبر المذاب» (ص 96 - المخطوط) قال :

قال السدي : ولما قتل الحسين بكت السماء دما ، وبكاؤها حمرتها.

ص: 377

ومنهم العلامة ابن منظور الافريقي في «مختصر تاريخ دمشق» (ج 7 ص 149) قال :

قال ابن سيرين : لم تبك السماء على أحد بعد يحيى بن زكريا إلّا على الحسين بن علي.

ومنهم الشيخ محمد علي طه الدرّة في «تفسير القرآن الكريم واعرابه وبيانه» (ج 13 ص 279 ط دار الحكمة - دمشق وبيروت 1402) قال :

( فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ وَما كانُوا مُنْظَرِينَ ) .

الى أن قال : قال السدي : لما قتل الحسين بن علي رضي اللّه عنهما بكت عليه السماء وبكاؤها حمرتها ، وحكى جرير عن يزيد بن أبي زياد قال : لما قتل الحسين بن علي رضي اللّه عنهما احمر له آفاق السماء أربعة أشهر.

ومنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد الحلبي المشتهر بابن أبي جرادة في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2639) قال :

وقرأت أيضا بخط ابن خالويه ، حدثنا هلال ، قال : حدثنا معدي بن سليمان الخياط ، قال : حدثنا محمد بن مقبل ، قال : حدثنا يحيى بن السري ، قال : حدثنا روح ابن عبادة ، عن ابن عون ، عن محمد بن سيرين قال : لم نكن نرى هذه الحمرة في السماء حتى قتل الحسين بن علي.

ومنهم العلامة الشريف أبو المعالي المرتضى محمد بن علي الحسيني البغدادي في «عيون الأخبار في مناقب الأخيار» (ص 51 نسخة مكتبة الواتيكان) قال :

أخبرنا الحسن بن أحمد بن عبد اللّه الفقيه ، أنبأ أبو الحسن بن بشران ، أنبا أبو عمرو ابن السماك ، نبا أحمد بن الخليل بن ثابت البرخلاني ، نبا يونس بن محمد ، نبا يوسف ابن عبدة ، قال : سمعت محمد بن سيرين يقول : لم تظهر هذه الحمرة في السماء إلّا بعد قتل الحسين رضي اللّه عنه.

ص: 378

ومنهم العلامتان الشريف عباس أحمد صقر والشيخ احمد عبد الجواد المدنيان في «جامع الأحاديث - القسم الثاني» (ج 9 ص 682 ط دمشق) قالا :

عن محمد بن سيرين قال : لم تر هذه الحمرة في آفاق السماء حتى قتل الحسين بن علي عليهما السلام.

ومنهم العلامة أبو العرب محمد بن أحمد بن تميم بن تمام بن تميم التميمي القيرواني المغربي المالكي المولود سنة 251 والمتوفى سنة 333 في كتابه «المحن» (ص 40 ط دار الغرب الإسلامي في بيروت سنة 1403) قال :

وحدثني بكر بن حماد ، قال : حدثني علي بن سليمان الهاشمي - قال أبو العرب : وكان قدم المغرب وكان ثقة - عن حماد بن سلمة ، عن عمار بن أبي عمار ، عن ابن عباس قال : إنما حدثت هذه الحمرة التي في السماء حين قتل الحسين.

ومنهم العلامة الشريف أحمد بن محمد بن أحمد الحسيني الخوافي [الحافي] الشافعي في «التبر المذاب» (ص 94 المخطوط) قال :

وذكر ابن سعد في الطبقات : ان هذه الحمرة التي في السماء لم تر قبل أن يقتل الحسين رضي اللّه عنه.

ومنهم العلامة ابن منظور الافريقي في «مختصر تاريخ دمشق» (ج 7 ص 149) قال :

وعن ابن سيرين قال : لم نكن نرى هذه الحمرة في السماء حتى قتل الحسين بن علي.

حديث آخر

قد تقدم نقل ذلك عن كتب أعلام العامة في ج 11 ص 464 ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم العلامة أبو البركات عبد المحسن بن عثمان الحنفي في «الفائق من اللفظ الرائق» (مخطوطة لإحدى مكاتب ايرلندة) قال :

بكت السماء على يحيى بن زكريا ، وانها ستبكي لقتل ابني الحسين ، وعلامة ذلك

ص: 379

ان الشمس تطلع أربعين يوما محمرة.

ومنهم العلامة الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد الحافي [الخوافي] الحسيني الشافعي في «التبر المذاب» (ص 94 نسخة مكتبتنا العامة بقم) قال :

وذكر ابن سعد في الطبقات : ان هذه الحمرة التي في السماء لم تر قبل أن يقتل الحسين عليه السلام.

قال أبو الفرج بن الجوزي في كتاب «التبصرة» : لما كان الغضبان يحمر وجهه عند الغضب فيستدل بذلك على غضبه وانه امارة السخط ، فالحق سبحانه ليس بجسم فأظهر تأثير غضبه على من قتل الحسين عليه السلام بحمرة الأفق ، وذلك دليل على عظم الجناية.

ومنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي المولود سنة 588 والمتوفى 660 في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2639 ط دمشق) قال :

أنبأنا أبو محمد الحسن بن علي بن المرتضى العلوي ، قال : حدثنا محمد بن ناصر ، قال : أخبرنا أبو طاهر بن أبي الصقر ، قال : أخبرنا أبو البركات بن نظيف ، قال : حدثنا أبو بشر الدولابي ، قال : أخبرني أبو عبد اللّه الحسين بن علي ، قال : حدثنا أبو محمد الحسن بن يحيى بن زيد بن الحسين بن زيد بن علي بن حسين ، قال : حدثنا حسن بن حسين الأنصاري ، عن أبي القاسم مؤذن بني مازن ، عن عبيد المكتب ، عن ابراهيم النخعي قال : لما قتل الحسين احمرت السماء من أقطارها ، ثم لم تزل حتى تقطرت فقطرت دما.

ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة 742 في «تهذيب الكمال» (ج 6 ص 432 ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال :

وقال علي بن محمد المدائني ، عن علي بن مدرك ، عن جدّه الأسود بن قيس :

ص: 380

احمرت آفاق السماء بعد قتل الحسين بستة أشهر ، نرى ذلك في آفاق السماء كأنها الدم. قال : فحدثت بذلك شريكا ، فقال لي : ما أنت من الأسود؟ قلت : هو جدي أبو أمي. قال : أم واللّه إن كان لصدوق الحديث ، عظيم الأمانة ، مكرما للضيف.

ص: 381

كسوف الشمس لشهادة الامام الحسين عليه السلام

قد تقدم نقل الأخبار عن كتب العامة في ج 11 ص 479 ، ونستدرك هاهنا عمن لم نرو عن كتبهم هناك :

فمنهم العلامة المولوي ولي اللّه اللكهنوي في «مرآة المؤمنين» (ص 277 ط لكهنو) قال :

وان السماء احمرت ، وانكسفت الشمس حتى بدت الكواكب نصف النهار ، وظن الناس ان القيامة قد قامت ، ولم يرفع حجر في الشام إلّا رأي تحته دم عبيط.

ومنهم العلامة السيد عباس بن علي بن نور الدين الحسيني الموسوي المكي في «نزهة الجليس» (ج 2 ص 232) قال :

قال النسفي وغيره : كسفت الشمس يوم موته.

ومنهم العلامة ابن منظور الافريقي في «مختصر تاريخ دمشق» (ج 7 ص 149) قال :

وعن أبي قبيل قال : لما قتل الحسين كسفت الشمس كسفة بدت الكواكب نصف النهار حتى ظننا أنها هي.

ص: 382

ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة 742 في «تهذيب الكمال» (ج 6 ص 433 ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال :

وقال أبو الأسود النضر بن عبد الجبار ، عن ابن لهيعة ، عن أبي قبيل : لما قتل الحسين بن علي كسفت الشمس كسفة بدت الكواكب نصف النهار حتى ظننا أنها هي.

ومنهم الفاضل المعاصر يوسف المرعشلي في كتابه «فهرس تلخيص المجير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير» (ص 146 ط دار المعرفة - بيروت) قال :

أنه لما قتل الحسين كسفت الشمس ... أبو قبيل 2 / 94

ص: 383

بعض أعلام شهادة الحسين عليه السلام

اشارة

قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 11 ص 507 ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :

انقلاب بعض تركته المنهوبة نارا

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة المولود 588 والمتوفى 660 في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2640 ط دمشق) قال :

أنبأنا أبو نصر القاضي ، قال : أخبرنا علي بن الحسن الحافظ ، قال : أنبأنا أبو علي الحداد وغيره ، قالوا : أخبرنا محمد بن عبد اللّه بن محمد بن ابراهيم ، قال : أخبرنا سليمان بن أحمد ، قال : حدثنا محمد بن عبد اللّه الحضرمي ، قال : حدثنا أحمد بن شعيب ، عن أبي حميد الطحان ، قال : كنت في خزاعة فجاءوا بشيء من تركة الحسين ، فقيل لهم : نتجر أو نبيع فنقسم؟ قالوا : اتجروا. قال : فجعل على جفنة ، فلما وضعت فارت نارا.

ص: 384

ومنهم العلامة ابن منظور الافريقي في «مختصر تاريخ دمشق» (ج 7 ص 150 ط دمشق) قال :

وعن أبي حميد الطحان قال : كنت في خزاعة ، فجاءوا بشيء من تركة الحسين فقيل لهم : نتجر أو نبيع فنقسم؟ - فذكر مثل ما تقدم عن «البغية».

ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة 742 في «تهذيب الكمال» (ج 6 ص 435 ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال :

وقال محمد بن عبد اللّه الحضرمي : حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي ، قال : حدثنا أبو غسان ، قال : حدثنا أبو نمير عم الحسن بن شعيب ، عن أبي حميد الطحان ، قال : كنت في خزاعة فجاءوا بشيء من تركة الحسين فقيل لهم : ننحر أو نبيع فنقسم؟ قالوا : انحروا ، قال - فذكر مثل ما تقدم عن البغية.

مرارة لحم ابل حمل عليها رأسه

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة الشريف أحمد بن محمد بن أحمد الحسيني الخوافي [الحافي] الشافعي في «التبر المذاب» (ص 90 المخطوط) قال :

وقال [ابن الجوزي] أيضا : حدثنا غير واحد ، عن عبد الوهاب بن المبارك ، عن أبي الحسن بن عبد الجبار ، عن أحمد بن عبد اللّه بن سالم ، عن علي بن سهل ، عن حماد ابن زيد ، قال : نحرت الإبل التي حمل عليها رأس الحسين وأهل بيته فلم يستطيعوا أكلها ، كانت لحومها أمرّ من الصبر.

ص: 385

حمرة الشمس

قد تقدم نقل ما رويناه في ذلك عن بعض أعلام العامة في ج 19 ص 403 ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر» (ج 7 ص 149 ط دار الفكر) قال :

قال عيسى بن الحارث الكندي : لما قتل الحسين مكثنا سبعة أيام ، إذا صلينا العصر فنظرنا الى الشمس على أطراف الحيطان كأنها الملاحف المعصفرة ، ونظرنا الى الكواكب يضرب بعضها بعضا.

ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة 742 في «تهذيب الكمال» (ج 6 ص 432 ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال :

وقال عثمان بن محمد بن أبي شيبة : حدثني أبي ، عن جدي ، عن عيسى بن الحارث الكندي ، قال : لما قتل الحسين مكثنا سبعة أيام - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن ابن منظور.

اسوداد السماء لقتله

قد تقدم منا نقله عن أعلام العامة في ج 11 ص 480 وج 19 ص 403 ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم العلامة ابن منظور الافريقي في «مختصر تاريخ دمشق» (ج 7 ص 149 ط دمشق) قال :

وعن خلف بن خليفة عن أبيه قال : لما قتل الحسين اسودت السماء وظهرت

ص: 386

الكواكب نهارا ، حتى رأيت الجوزاء عند العصر وسقط التراب الأحمر.

ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة 742 في «تهذيب الكمال» (ج 6 ص ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال :

وقال الحسين بن اسماعيل المحاملي : حدثنا الحسن بن شيب المؤدب ، قال : حدثنا خلف بن خليفة ، عن أبيه ، قال : لما قتل الحسين اسودت السماء - فذكر مثل ما تقدم عن ابن منظور.

ص: 387

امطار السماء دما يوم شهادة الحسين عليه السلام

اشارة

قد روينا ما يدل عليه عن كتب أعلام العامة في ج 11 ص 458 الى ص 462 ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما مضى :

وفيه أحاديث :

منها : حديث نضرة الازدية

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة أحمد بن الحسين البيهقي في «دلائل النبوة» (ج 6 ص 458 ط بيروت) قال :

أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر ، حدثنا يعقوب بن سفيان ، حدثنا مسلم بن ابراهيم ، حدثتنا أم شوقي العبدية قالت : حدثتني نضرة الأزدية قالت : لما قتل الحسين بن علي مطرت السماء دما فأصبحت وكل شيء ملآن دما.

ص: 388

ومنهم العلامة المولوي ولي اللّه اللكهنوئي في «مرآة المؤمنين» (ص 277 ط لكهنو) قال :

قال في الصواعق : ومما ظهر يوم قتله من الآيات ما ذكره أبو نعيم الحافظ في كتاب «دلائل النبوة» عن نضرة الأزدية أنها قالت : لما قتل الحسين بن علي أمطرت السماء دما ، ومما ظهر يوم قتله من الآيات أيضا أن السماء اسودت اسودادا عظيما حتى رأيت النجوم نهارا ، ولم يرفع حجر إلّا وجد تحته دم عبيط. الى أن قال نقلا عن أبي سعيد : ولقد مطرت السماء دما بقي أثره في النبات مدة حتى انقطعت.

وفي رواية : مطر كالدم على البيوت والجدر بخراسان والشام والكوفة.

ومنهم الفاضل المعاصر حسين ابراهيم زهران في «جامع فهارس الثقات» لابن حبان البستي (ص 77 ط مؤسسة الكتب الثقافية في بيروت سنة 1408 ه) قال :

ثنا ابن قتيبة بعسقلان ، قال : ثنا العباس بن اسماعيل مولى بني هاشم ، قال : ثنا مسلم بن ابراهيم ، قال : حدثتنا أم شوقي العبدية ، قالت : حدثتني نضرة الأزدية قالت : لما قتل الحسين بن علي مطرت السماء دما فأصبح جرارنا وكل شيء لنا ملأى دما.

ومنهم الحافظ الشيخ محمد بن حبان بن أبي حاتم التميمي البستي المتوفى سنة 354 في كتابه «الثقات» (ج 5 ص 487 ط دائرة المعارف العثمانية في حيدرآباد) قال :

نضرة الأزدية من أهل بصرة ، روى عنها البصريون - الى أن قال : قالت : لما قتل الحسين - فذكر مثل ما تقدم.

ومنهم العلامة ابن منظور الافريقي في «مختصر تاريخ دمشق» (ج 7 ص 149 ط دمشق) قال :

وعن نضرة الازدية قالت : لما أن قتل الحسين مطرت السماء دما ، فأصبحت وكل

ص: 389

شيء لنا ملآن دما.

ومنها : حديث هلال بن ذكوان

اشارة

قد تقدم نقله منا عن بعض الأعلام في ج 11 ص 466 ، ونستدرك عمن لم نرو عنهم هناك :

فمنهم العلامة الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد الحافي [الخافي] الحسيني الشافعي في «التبر المذاب» (ص 96) قال :

قال ابن الجوزي : حدثنا غير واحد ، عن هلال بن ذكوان قال : لما قتل الحسين عليه السلام مكثنا شهرين كأنما لطخت الحيطان بالدم من صلاة الفجر الى غروب الشمس.

وقال في ص 95 :

الحمرة في الأفق ، قال ابن الجوزي : حدثنا غير واحد عن هلال بن ذكوان قال : لما قتل الحسين (عليه السلام) مكثنا شهرين كأنما لطخت الحيطان بالدم من صلاة الفجر الى غروب الشمس.

قال ابن سعد في الطبقات : ما رفع حجر إلّا وجد تحته دم عبيط ، ولقد مطرت السماء دما بقي أثره في الثياب مدّة حتى تقطعت.

ومنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد الحلبي - ابن أبي جرادة في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2630 ط دمشق) قال :

أخبرنا أبو الحسن علي بن أبي عبد اللّه بن أبي الحسن بن المقيّر البغدادي النجار

ص: 390

بالقاهرة المعزية ، قال : أخبرنا أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد إجازة ، قال : أنبأنا ابو اسحق ابراهيم بن سعيد بن عبد اللّه الحبال الحافظ ، قال : أنبأنا أبو عبد اللّه محمد بن الحسن بن عمر الناقد ، قال : أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن سليمان المعروف بالطبري الأنصاري ، قال : حدثنا أبو علي - يعني هرون بن عبد العزيز بن هاشم الأنباري - المعروف بالأوارجي ، قال : حدثنا عمر بن سهل ، قال : حدثنا أحمد بن محمد الجمال ، قال : قرأت على أحمد بن الفرات ، قال : حدثنا محمد بن الصلت ، عن مسعدة ، عن جابر ، عن قرط بن عبد اللّه قال : مطرت ذات يوم بنصف النهار ، فأصابت ثوبي فإذا دم ، فذهبت بالإبل الى الوادي ، فإذا دم ، فلم تشرب ، وإذ هو يوم قتل الحسين رحمة اللّه عليه.

أثر آخر

رواه جماعة من الأعلام في كتبهم :

فمنهم الحافظ الشيخ محمد بن حبان بن أبي حاتم التميمي البستي المتوفى سنة 354 في كتابه «الثقات» (ج 4 ص 329 ط دائرة المعارف العثمانية في حيدرآباد) قال :

[سليم] القاص أبو ابراهيم ، قال : مطرنا يوم قتل الحسين دما. روى عنه حماد بن سلمة وابن علبة.

ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة 742 في «تهذيب الكمال» (ج 6 ص 433 ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال :

وقال مسلم بن ابراهيم : حدثتنا أم شوق العبدية ، قالت : حدثتني نضرة الازدية ، قالت : لما أن قتل الحسين بن علي مطرت السماء دما ، فأصبحت وكل شيء لنا ملآن دما.

ص: 391

ومنها : حديث هلال بن بشر

رواه جماعة من الأعلام في كتبهم :

فمنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي المولود سنة 588 والمتوفى 660 في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2649 ط دمشق) قال :

قرأت بخط أبي عبد اللّه الحسين بن خالويه في بعض أماليه : حدثنا البعراني - يعني أبا حامد محمد بن هارون الحضرمي ، قال : حدثنا هلال يعني ابن بشر ، قال : حدثنا عمر بن حبيب القاضي ، عن هلال بن ذكوان قال : لما قتل الحسين مطرنا مطرا بقي أثره في ثيابنا مثل الدم.

ومنها : حديث أم سالم

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة جمال الدين يوسف بن الزكي الكلبي المزي في «تهذيب الكمال» (ج 6 ص 433 ط بيروت) قال :

وقال أبو القاسم البغوي : حدثنا قطن بن نسير أبو عباد ، قال : حدثنا جعفر بن سليمان ، قال : حدثتني خالتي أم سالم ، قالت : لما قتل الحسين بن علي مطرنا مطرا كالدم على البيوت والجدر ، قال : وبلغني أنه كان بخراسان والشام والكوفة.

ص: 392

ومنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد - ابن أبي جرادة في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2635) قال :

أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي ، قال : حدثنا أبو شجاع عمر بن أبي الحسن بن نصر البسطامي ، قال : أخبرنا أبو اسحق ابراهيم بن محمد ابن ابراهيم التاجر الأصبهاني ، قال : أخبرنا أبو الفضل منصور بن نصر الكاغذي ، قال : حدثنا أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد اللّه البغدادي الجمال ، قال : حدثنا بشر بن موسى الأسدي ، قال : حدثنا خالد ، قال : حدثنا جعفر ، عن أم سالم خالة لجعفر بن سليمان قالت : لما قتل الحسين بن علي رضي اللّه عنه مطرنا مطرا على البيوت والحيطان كالدم ، فبلغني أنه كان بالبصرة والكوفة وبالشام وبخراسان ، حتى كنا لا نشك أنه سينزل عذاب.

ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر» (ج 7 ص 150 ط دار الفكر) قال :

وعن جعفر بن سالم قال : حدثتني خالتي أم سالم قالت : لما قتل الحسين مطرنا مطرا كالدم على البيوت والجدر ، قال : وبلغني أنه كان بخراسان والشام والكوفة.

ص: 393

تلطخ غراب بدم الحسين عليه السلام ثم طار فوقع بالمدينة على جدار دار فاطمة بنت الحسين عليه السلام الصغرى

رويناه عن أعلام العامة في ج 11 ص 492 و 493 ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما مضى :

فمنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي المولود سنة 588 والمتوفى 660 في «بغية الطلب» (ج 6 ص 2646) ، قال :

أنبأنا أبو بكر عبد اللّه بن عمر بن علي ، وعبد الرحمن بن عمر بن أبي نصر ، قالا : أخبرنا أبو الخير القزويني ، قال : أخبرنا زاهر بن طاهر ، عن أبو بكر البيهقي ، والحيري وأبو عثمان الصابوني والبحيري ، قالوا : أخبرنا أبو عبد اللّه الحاكم ، قال : حدثنا أبو محمد العلوي - يعني يحيى بن محمد بن أحمد بن زبارة - قال : حدثنا أبو محمد العلوي صاحب «فاخر النسب» ببغداد ، قال : حدثنا أبو محمد ابراهيم بن علي الرافعي - من ولد أبي رافع مولى رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم - قال : حدثنا الحسن بن علي الحلواني ، عن علي بن معمر ، عن اسحق بن عباد ، عن المفضل بن عمر الجعفي ، قال : سمعت جعفر بن محمد ، يقول : حدثني أبي محمد بن علي ، قال : حدثني أبي علي بن الحسين ، قال : لما قتل الحسين بن علي عليهما السلام جاء غراب فوقع في دمه وتمرغ ثم طار فوقع بالمدينة على جدار فاطمة بنت الحسين بن علي بن

ص: 394

أبي طالب ، وهي الصغرى ونعب ، فرفعت رأسها فنظرت إليه ، فبكت بكاء شديدا وأنشأت تقول :

نعب الغراب فقلت من *** تنعاه ويلك يا غراب

قال الإمام فقلت من *** قال الموفق للصواب

ان الحسين بكربلا *** بين الأسنة والضراب

فابك الحسين بعبرة *** ترضي الإله مع الثواب

ثم استقل به الجناح *** فلم يطق رد الجواب

فبكيت مما حل بي *** بعد الوصي المستجاب

ص: 395

حديث العوسجة

العوسجة المباركة قد أثمرت ببركة غسالة يد النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وأورقت ونضرت وتساقط ثمرها واصفر ورقها بموت النبي والوصي صلوات اللّه عليهما ، ويبست ونبع من ساقها دم عبيط بشهادة الحسين عليه السلام.

قد روينا ذلك في ج 11 ص 494 وج 18 ص 215 عن كتب أعلام العامة ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما مضى :

فمنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد ابن أبي جرادة المولود 588 والمتوفى 660 في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2648 ط دمشق) قال :

أخبرنا أبو المظفر حامد بن أبي العميد بن أميري القزويني ، قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن اسماعيل بن يوسف بن محمد القزويني ، قال : أخبرني أبو نصر محمد بن عبد اللّه الأرغياني إذنا ، قال : أخبرنا القاضي الشهيد أبو المحاسن عبد الواحد بن اسماعيل الروياني ، قال : أخبرنا جدي ، قال : أخبرنا أبو العباس أحمد بن الحسين الفقيه ، قال : أخبرنا أبو العباس عبيد اللّه بن جعفر الحضري ، قال : أخبرنا عبد اللّه بن محمد أبو محمد الأنصاري ، قال : أخبرنا عمارة بن زيد ، قال : أخبرنا بكر بن حارثة ، عن محمد بن اسحق ، عن عيسى بن عمر ، عن عبد اللّه بن عمرو الخزاعي ، عن هند بنت النجود ، قالت : نزل رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بخيمة خالته أم معبد ومعه

ص: 396

أصحاب له ، فكان في أمره في الشاة ما قد عرفه الناس ، فقال (1) في الخيمة هو وأصحابه حتى أبرد ، وكان يوم قائظ شديد حره ، فلما قام من رقدته دعا بماء فغسل يديه فأنقاهما ، ثم مضمض فاه ومجّه الى عوسجة كانت الى جنب خالته ثلاث مرات ، فاستنشق واستنثر ثلاثا ثلاثا. الى أن قالت : ثم مسح رأسه ما أقبل منه وأدبر مرة واحدة ، ثم غسل رجليه ظاهرهما وباطنهما ، واللّه ما عاينت أحد فعل ذلك قبله ، وقال : ان لهذه العوسجة لشأنا ، ثم فعل ذلك من كان معه من أصحابه مثل ذلك ، ثم قام فصلى ركعتين فعجبت وفتيات الحي من ذلك ، وما كان عهدنا بالصلاة ولا رأينا مصليا قبله.

فلما كان من الغد أصبحنا وقد علت العوسجة حتى صارت كأعظم دوحة عادية قامتها ، وخضد اللّه شوكها وساخت عروقها وكثرت أفنانها ، واخضرت ساقها وورقها وأثمرت بعد ذلك وأينعت بثمر كأعظم ما يكون من الكمأة في لون الورس المسحوق ورائحة العنبر وطعم الشهد ، واللّه ما أكل منه - يعني جائع - إلّا شبع ، ولا ظمآن إلّا روي ، ولا سقيم إلّا برئ ، ولا ذو حاجة وفاقة إلّا استغنى ، ولا أكل من ورقها ناقة ولا شاة إلّا درّ لبنها ، ورأينا النماء والبركة في أموالنا منذ يوم نزل بنا ، وأخصبت بلادنا وأمرعت ، فكنا نسمي تلك الشجرة «المباركة» ، وكان ينتابنا من حولنا من أهل البوادي يستشفون بها ويتزودون في الاسفار ، ويحملون معهم في الأرضين القفار ، فتقوم لهم مقام الطعام والشراب.

فلم تزل كذلك على ذلك حتى أصبحنا ذات يوم وقد تساقط واصفر ورقها ، فأحزننا ذلك وفزعنا له ، فما كان إلّا قليل حتى جاء نعي رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، فإذا هو قد قبض في ذلك اليوم ، وكانت بعد ذلك تثمر ثمرا دون ذلك العظم والطعم والرائحة ، وأقامت على ذلك ثلاثين ، فلما كان ذات يوم أصبحنا فإذا هي قد أشوكت

ص: 397


1- ؟؟؟ فترة القيلولة.

من أولها الى آخرها ، وذهبت غضارة عيدانها وتساقط جميع ثمرها ، فما كان إلّا يسيرا حتى بلغنا مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، فما أثمرت بعد ذلك قليلا ، ولا كثيرا ، فانقطع ثمرها ، فلم نزل ومن حولنا نأخذ من ورقها ونداوي به مرضانا ونستشفي به من أسقامنا ، فأقامت على ذلك مدة وبرهة طويلة ، ثم أصبحنا يوما وإذا بها قد أنبعت من ساقها دما عبيطا جاريا وورقها ذابل يقطر ماء كماء اللحم ، فعلمنا أن قد حدث حدث عظيم ، فبتنا ليلتنا فزعين مهمومين نتوقع الداهية ، فلما أظلم الليل علينا سمعنا نداء وعويلا من تحتها وجلبة شديدة وضجة وسمعنا صوت باكية تقول :

يا ابن الوصي ويا بن البتول *** ويا بقية السادة الأكرمينا

ثم كثرت الرنات والأصوات ، فلم نفهم كثيرا مما كانوا يقولون ، فأتانا بعد ذلك قتل الحسين بن علي عليهما السلام ، ويبست الشجرة ، وجفت وكسرتها الرياح والأمطار بعد ذلك ، فذهبت واندرس أثرها.

قال أبو محمد الأنصاري : فلقيت دعبل بن علي الخزاعي بمدينة الرسول صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فحدثته هذا الحديث فلم ينكره ، وقال : حدثني أبي عن جدي عن أمه سعدى بنت مالك الخزاعية أنها أدركت تلك الشجرة وأكلت من ثمرها على عهد علي ابن أبي طالب ، وأنها سمعت في تلك الليلة نوح الجن فحفظت من قول جنية منهن قالت :

يا ابن الشهيد ويا شهيد عمّه *** خير العمومة جعفر الطيار

عجب لمصقول أصابك حدّه *** في الوجه منك وقد علاك غبار

ص: 398

عذاب حرملة بن كاهل الأسدي

قد تقدم نقله منا عن كتب أعلام القوم في ج 11 ص 531 ، ونستدرك هاهنا عمن لم نرو عنهم هناك :

فمنهم العلامة الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد الحافي [الخوافي] الحسيني الشافعي في «التبر المذاب» (ص 100 نسخة مكتبتنا العامة بقم) قال :

وحكى هشام بن محمد عن القاسم بن الأصبغ المجاشعي أنه : لما أتي بالرءوس الى الكوفة إذا بفارس من أحسن الناس وجها قد علق في لبب فرسه رأس غلام أمرد كأنه القمر ليلة تمّه ، والفرس يمرح فإذا طأطأ رأسه لحق الرأس بالأرض ، فقلت له : رأس من هذا؟ فقال : رأس العباس بن علي بن أبي طالب. قلت : ومن أنت؟ قال : حرملة بن كاهل الأسدي. قال : فلبثت أياما وإذا بحرملة وجهه أشد سوادا من القار ، فقلت له : لقد رأيتك يوم حملت الرأس وما في العرب أنضر وجها منك ، وما أرى اليوم أقبح ولا أسود وجها منك. فبكى وقال : واللّه منذ حملت الرأس الى اليوم ما تمرّ عليّ ليلة إلّا واثنان يأخذان بضبعيّ ثم ينتهيان بي الى النار فيدفعان بي فيها وأنا أنكص فتسعفني كما ترى ، ثم مات على أقبح حال.

ص: 399

قصة الرجل الذي كان يبشر الناس بشهادة الحسين عليه السلام صار أعمى يقاد

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة ابن منظور الافريقي في «مختصر تاريخ دمشق» (ج 7 ص 149 ط دار الفكر) قال :

وعن المنذر الثوري قال : جاء رجل يبشر الناس بقتل الحسين ، فرأيته أعمى يقاد.

ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة 742 في «تهذيب الكمال» (ج 6 ص 433 ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال :

وقال محمد بن الصلت الأسدي ، عن الربيع بن المنذر الثوري ، عن أبيه : جاء رجل - فذكر مثل ما تقدم عن ابن منظور.

ص: 400

يوم قتل الحسين عليه السلام اظلمت الدنيا ثلاثا ، ولم يمس أحد من الزعفران شيئا إلّا احترق ولم يقلب حجر ببيت المقدس إلّا أصبح عنده دما عبيطا

اشارة

قد رويناه عن كتب أعلام العامة في ج 11 ص 475 ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي المولود سنة 588 والمتوفى 660 في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2637 ط دمشق) قال :

أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي فيما أذن لي في روايته ، قال : أخبرنا أبو طاهر بركات بن ابراهيم بن طاهر الخشوعي ، قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن المشرف بن المسلّم بن مسلم بن حميد الأنماطي إجازة ، قال : أخبرنا القاضي أبو الحسين محمد بن حمود الصواف ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد الواسطي ، قال : حدثنا أبو حفص عمر بن الفضل بن المهاجر الربعي ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا الوليد الرملي ، قال : حدثنا أبو نصر محمد ، قال : حدثنا سلّام بن سليمان الثقفي ، عن زيد بن عمرو الكندي ، قال : حدثتني أم حبان ، قال : يوم قتل الحسين رضي اللّه عنه أظلمت علينا ثلاثا ، ولم يمس أحد من زعفرانهم شيئا إلّا احترق ، ولم يقلب حجر ببيت المقدس إلّا أصبح عنده دما عبيطا.

وروى ابن منظور الافريقي في «مختصر تاريخ دمشق» (ج 7 ص 150) مثله بعينه.

ص: 401

خبر آخر

قد تقدم نقله منا عن بعض الأعلام في ج 11 ص 474 ، ونستدرك هاهنا عمن لم نرو عنهم هناك :

فمنهم العلامة الشيخ أحمد بن محمد بن احمد الحافي [الخوافي] الحسيني الشافعي في «التبر المذاب» (ص 96 نسخة مكتبتنا العامة بقم) قال :

قال ابن سيرين : لما قتل الحسين عليه السلام اظلمت الدنيا ثلاثة ، ثم ظهرت هذه الحمرة في الأفق.

ومنهم العلامة المولوي ولي اللّه اللكهنوئي في «مرآة المؤمنين» (ص 277 ط لكهنو) قال :

ونقل ابن الجوزي عن ابن سيرين - فذكر مثل ما تقدم عن «التبر المذاب».

ص: 402

حديث : لم يرفع حجر في بيت المقدس إلّا وجد تحته دم عبيط

اشارة

قد تقدم نقله عن كتب العامة في ج 11 ص 485 ، ونستدرك هاهنا عمن لم نرو عنهم هناك :

وفيه أحاديث :

منها : حديث الزهري

رواه جماعة من أعلام القوم في كتبهم :

فمنهم العلامة أحمد بن الحسين البيهقي في «دلائل النبوة» (ج 6 ص 471 ط بيروت) قال :

وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل ، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر ، حدثنا يعقوب بن سفيان ، حدثنا سليمان بن حرب ، حدثنا حماد بن زيد ، عن معمر ، قال : أول ما عرف الزهري تكلم في مجلس الوليد بن عبد الملك ، فقال الوليد ، أيكم يعلم ما فعلت أحجار بيت المقدس يوم قتل الحسين بن علي؟ فقال الزهري : بلغني أنه لم يقلب حجر إلّا وجد تحته دم عبيط.

ص: 403

ومنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد - ابن أبي جرادة في «بغية الطلب» (ج 6 ص 2637 ط دمشق) قال :

وقال : حدثنا أبو حفص ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا الوليد ، قال : حدثني عبيد اللّه بن محمد الفريابي ، قال : حدثنا محمد بن شعيب السنجي ، عن عيسى بن يونس ، عن أبي بكر الهذلي ، عن الزهري قال : لما قتل الحسين بن علي رضي اللّه عنهما لم ترفع ببيت المقدس حصاة إلّا وجد تحتها دم عبيط.

أنبأنا عمر بن محمد المؤدب ، قال : أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد إجازة إن لم يكن سماعا ، قال : أخبرنا محمد بن هبة اللّه ، قال : أخبرنا محمد بن الحسين ، قال : أخبرنا عبد اللّه بن جعفر ، قال : حدثنا يعقوب - يعني ابن سفيان ، قال : حدثنا سليمان ابن حرب ، قال : حدثنا حماد بن زيد ، عن معمر قال : أول ما عرف الزهري تكلم في مجلس الوليد بن عبد الملك ، فقال الوليد : أيكم يعلم ما فعلت أحجار بيت المقدس يوم قتل الحسين بن علي؟ فقال الزهري - فذكر مثل ما تقدم عن البيهقي.

ومنهم العلامة أبو العرب محمد بن أحمد التميمي في «المحن» (ص 40) قال :

حدثني عمر بن يوسف ، قال : حدثنا ابراهيم بن مرزوق ، قال : حدثني أبو عاصم ، عن ابن جريج ، عن ابن شهاب قال : لما قتل الحسين بن علي - فذكر مثل ما تقدم عن البيهقي.

وحدثني بكر بن حماد قال : حدثني ابراهيم بن سليمان الرملي ، قال : حدثني سعيد بن كثير بن غفير ، عن يحيى بن وشاح ، عن البصري بن يحيى عن الزهري قال : دخلت على عبد الملك بن مروان وهو في القبة فقال لي : استدر من وراء السجف ، فاستدرت فقال : أتدري ما حدث في الأرض يوم قتل الحسين؟ قلت : نعم. قال : لم يقلب حجر ولم يكشف إناء ببيت المقدس إلّا أصابوا تحته دما عبيطا ، فقال لي : إني وإياك غريبان في هذا الحديث فإياك أن أسمعه من أحد.

ص: 404

ومنهم العلامة شمس الدين أبو عبد اللّه محمد بن شهاب الدين أحمد بن علي بن عبد الخالق المنهاجي السيوطي المولود 813 والمتوفى 880 في «اتحاف الأخصّا بفضائل المسجد الأقصى» (ج 1 ص 216 ط الهيئة المصرية العامة للكتاب) قال :

وحكى السري بن يحيى ، عن ابن شهاب الزهري : أن عبد الملك بن مروان سأله ما كان بيت المقدس عند مقتل علي بن أبي طالب؟ قال : لم يرفع حجر إلّا وجد تحته دم ، وقيل ان ذلك كان في قتل الحسين.

وروي أيضا عن الزهري : ان أسماء الأنصارية قالت : ما رفع حجر بإيليا ليلة قتل الحسين بن علي إلّا وجد تحته دم عبيط.

ورواه أبو بكر الهذلي عن الزهري قال : لما قتل الحسين لم يرفع حصاة «بيت المقدس» إلّا وجد تحتها دم عبيط. وقال : أول ما عرف الزهري تكلم في مجلس الوليد : أيكم يجمل ما فعلت أحجار بيت المقدس يوم قتل الحسين بن علي؟ فقال الزهري : إنه لن يقلب حجر إلّا وجد تحته دم عبيط.

وعن زيد بن عمر الكندي ، قال : حدثتني أم حيان ، قالت : يوم قتل الحسين أظلمت علينا ثلاث ، ولم يمس أحد من زعفرانهم شيئا فجعله على وجهه إلّا احترق ، ولم يقلب حجر ببيت المقدس إلّا أصبح تحته دم عبيط.

ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمود ابراهيم أستاذ الجامعة الاردنية في كتابه «فضائل بيت المقدس» (في مخطوطات عربية ط الكويت سنة 1406 ص 62) قال :

راج بين الناس من قول نسبوه الى الزهري : لما قتل الحسين بن علي - فذكر مثل ما تقدم عن البيهقي.

وقال أيضا في ص 81 :

وأما أحمد بن عبد ربه صاحب «عقد الفريد» فهو الذي أورد حديث الزهري عن

ص: 405

أنه سمع من فلان - دون أن يسمّيه - : أنه لم يرفع تلك الليلة التي صبيحتها قتل علي بن أبي طالب والحسين بن علي ، حجر في بيت المقدس ، إلّا وجد تحته دم عبيط.

ومنهم الفاضل المعاصر محمد رضا أمين مكتبة جامعة فؤاد الأول سابقا في كتابه «الحسن والحسين سبطا رسول اللّه» (ص 71 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :

سأل أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان - وهو قاعد في إيوانه - من كان مجتمعا بحضرته فقال : ما أصبح ببيت المقدس يوم قتل الحسين بن علي بن أبي طالب؟ فلم يجبه أحد ، فقال الزهري : إنه لم يرفع تلك الليلة التي صبيحتها قتل علي بن أبي طالب والحسين بن علي - حجر في بيت المقدس إلّا وجد تحته دم عبيط (طري). قال عبد الملك : صدقت ، حدثني الذي حدثك ، وإني وإياك في هذا الحديث لغريبان ، ثم أعطاه مالا كثيرا.

ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة 742 في «تهذيب الكمال» (ج 6 ص 434 ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال :

وقال يعقوب بن سفيان الفارسي : حدثني أيوب بن محمد الرقي ، قال : حدثنا سلام بن سليمان الثقفي ، عن زيد بن عمرو الكندي ، قال : حدثتني أم حيان ، قالت : يوم قتل الحسين أظلمت علينا ثلاث ولم يمس أحد من زعفرانهم شيئا فجعله على وجهه إلّا احتراق ، ولم يقلب حجرا ببيت المقدس إلّا أصيب تحته دم عبيط.

وقال أيضا : حدثنا سليمان بن حرب ، قال : حدثنا حماد بن زيد ، عن معمر ، قال : أول ما عرف الزهري تكلم في مجلس الوليد بن عبد الملك ، فقال الوليد : أيكم يعلم ما فعلت أحجار بيت المقدس يوم قتل الحسين بن علي؟ فقال الزهري : بلغني - فذكر مثل ما تقدم عن البيهقي.

ص: 406

ومنهم العلامة الشريف أبو الفضل عبد اللّه بن محمد بن الصديق الغماري الحسني في «الحجج البينات في اثبات الكرامات» (ص 84 ط عالم الكتب) قال :

وأخرج الطبراني أيضا عن الزهري قال : قال لي عبد الملك - يعني ابن مروان - أي واحد أنت ان أعلمتني أن علامة كانت يوم قتل الحسين؟ فقال : قلت : لم ترفع حصاة ببيت المقدس إلّا وجد تحتها دم عبيط. فقال لي عبد الملك : إني وإياك في هذا الحديث لقرينان. قال الحافظ الهيثمي : رجاله ثقات.

حديث آخر

قد تقدم نقله منا عن كتب أعلام العامة في ج 11 ص 484 ، ونستدرك هاهنا عمن لم ننقل عن كتبهم هناك :

فمنهم العلامة المولوي ولي اللّه اللكهنوئي في «مرآة المؤمنين» (ص 277 ط لكهنو) قال :

لم يرفع حجر في الشام إلّا رأي تحته دم عبيط.

ص: 407

حديث : كان مكتوبا في كنيسة الروم ستمائة عام - أو ثلاثمائة عام - قبل المبعث : أترجو أمة قتلت حسينا

قد رويناه في ج 11 ص 557 عن أعلام العامة ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي المولود سنة 588 والمتوفى 660 في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2653 ط دمشق) قال :

وقد قيل : إن هذا البيت قيل قبل مبعث النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم.

أخبرنا بذلك أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي إجازة ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد ابن عبد الباقي الأنصاري إجازة ان لم يكن سماعا ، قال : حدثنا أبو محمد الجوهري إملاء ، قال : أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن عبيد العسكري ، قال : حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، قال : حدثنا محمد بن الجنيد ، قال : حدثنا أبو سعيد التغلبي ، قال : حدثنا يحيى بن يمان ، قال : أخبرني امام مسجد بني سليم ، قال : غزا أشياخ لنا الروم فوجدوا في كنيسة من كنائسهم :

كيف ترجو أمة قتلت حسي *** نا شفاعة جده يوم الحساب

فقالوا : منذ كم وجدتم هذا الكتاب في هذه الكنيسة؟ قالوا : قبل أن يخرج نبيكم بستمائة عام.

ص: 408

وأنبأنا أبو نصر القاضي ، قال : أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد ، قال : أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد الحلواني ، قال : أخبرنا أبو بكر بن خلف ، قال : أخبرنا السيد أبو منصور ظفر بن محمد بن أحمد الحسيني ، قال : أخبرنا أبو الحسين علي بن عبد الرحمن بالكوفة ، قال : حدثنا أبو عمر وأحمد بن حازم الغفاري ، قال : أخبرنا أبو سعيد التغلبي ، قال : حدثنا أبو اليمان ، عن إمام لبني سليم ، عن أشياخ له قالوا : غزونا بلاد الروم فوجدنا في كنيسة من كنائسها مكتوبا :

أترجوا أمة قتلت حسينا *** شفاعة جده يوم الحساب

فقلنا للروم : من كتب هذا في كنيستكم؟ قالوا : قبل مبعث نبيكم بثلاثمائة عام.

قال أبو القاسم بن أبي محمد : كذا قال ، وإنما هو يحيى بن اليمان.

ومنهم شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في «جواهر المطالب» (ص 140 المخطوط) قال :

وروى أيضا عن ابن عساكر : ان طائفة من الناس ذهبوا لغزوة ببلاد الروم ، فوجدوا بحائط الكنيسة مكتوبا :

«أترجو أمة قتلت حسينا»

فسألوا أهل الكنيسة : من كتب هذا؟ قالوا : ان هذا مكتوب من قبل أن يبعث نبيكم بثلاثمائة سنة واللّه أعلم.

ومنهم الدكتور محمد جميل غازي في «استشهاد الحسين عليه السلام» (ص 127 ط مطبعة المدني بمصر) قال :

وروى ابن عساكر : ان طائفة من الناس ذهبوا الى غزوة الى بلاد الروم - فذكر مثل ما تقدم عن «البغية».

ص: 409

حديث : ظهور يد كتبت بالقلم الحديد على الحائط : أترجو أمة قتلت حسينا

قد تقدم نقله منا عن كتب أعلام العامة في ج 11 في 561 ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فما سبق :

فمنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد ابن أبي جرادة الحلبي في «بغية الطلب» (ج 6 ص 2652 ط دمشق) قال :

أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة اللّه بن الشيرازي ، قال : أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي ابن الحسن ، قال : أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد وجماعة إذنا ، قالوا : أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن ريذة ، قال : أخبرنا سليمان بن أحمد ، قال : حدثنا زكريا بن يحيى الساجي ، قال : حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن صالح الأزدي ، قال : حدثنا السري بن منصور بن عمار ، عن أبيه ، عن ابن لهيعة ، عن أبي قبيل قال : لما قتل الحسين بن علي احتزوا رأسه وقعدوا في أول مرحلة يشربون النبيذ ويتحفون الرأس ، فخرج عليهم قلم حديد من حائط فكتب بسطر دم :

أترجو أمة قتلت حسينا *** شفاعة جده يوم الحساب

ص: 410

ومنهم العلامة الشريف أبو المعالي المرتضى محمد بن علي الحسيني البغدادي في «عيون الأخبار في مناقب الأخيار» (ص 50 نسخة مكتبة الواتيكان) قال :

أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد اللّه السمسار ، نبا محمد بن الحسن المقرئ النقاش ، نبا علي بن الحسين الرازي ، نبا سليم بن منصور بن عمار ، نبا أبي ، عن ابن لهيعة ، عن أبي قبيل قال : لما قتل الحسين بن علي واحتملوا رأسه ، نزلوا به أول مرحلة فقعدوا يشربون ويترشحون بالرأس ، فبينا هم كذلك إذ ظهرت عليهم كفّ من الحائط فيها قلم من حديد وكتب سطرا بدم - فذكر البيت مثل ما تقدم عن «بغية الطلب».

ومنهم العلامة أبو البركات شمس الدين محمد الباعوني الشافعي في «جواهر المطالب» (ص 140 المخطوط) قال :

وروي ان الذين قتلوه رجعوا وهم يشربون الخمر والرأس معهم ، فبرز لهم قلم من حديد - فذكر مثل ما تقدم عن «البغية».

ومنهم الدكتور محمد جميل غازي في «استشهاد الحسين عليه السلام» (ص 127 ط مطبعة المدني بمصر) قال :

وروي ان الذين قتلوه رجعوا فباتوا وهم يشربون الخمر والرأس معهم فبرز لهم قلم من حديد فرسم لهم في الحائط بدم هذا البيت - فذكر البيت مثل ما تقدم عن «البغية».

ومنهم العلامة الأديب عبد الملك بن قريب الاصمعي في «تاريخ العرب قبل الإسلام» (ص 38) قال :

ان الذين قتلوا حسينا باتوا يشربون الخمر - فذكر مثل ما تقدم عن «بغية الطلب».

ص: 411

حديث : صار لحم الإبل المنهوبة من معسكر الحسين عليه السلام مثل العلقم

رويناه عن أعلام العامة في ج 11 ص 508 ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي المولود سنة 588 والمتوفى 660 في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2641 ط دمشق) قال :

أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد ، قال : أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن الفضل الفراوي ، وأبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي ، وأبو القاسم اسماعيل بن السمرقندي في كتبهم إليّ. قال الفراوي : أخبرنا أبو بكر البيهقي. وقال السلمي : حدثنا أبو بكر الخطيب. وقال ابن السمرقندي : أخبرنا أبو بكر بن اللالكائي. قالوا : أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل ، قال : أخبرنا عبد اللّه بن جعفر ، قال : حدثنا يعقوب ، قال : حدثنا سليمان بن حارث ، قال : أخبرنا حماد بن زيد ، قال : حدثنا جميل بن مرة ، قال : أصابوا إبلا في عسكر الحسين يوم قتل ، فنحروها وطبخوها. قال : فصارت مثل العلقم ، فما استطاعوا أن يسيغوا منها شيئا.

ص: 412

ومنهم العلامة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي في «دلائل النبوة» (ج 6 ص 472) قال :

أخبرنا أبو الحسن ، أخبرنا عبد اللّه ، حدثنا يعقوب ، حدثنا سليمان بن حرب ، حدثنا حماد بن زيد قال : حدثني حميد بن مرة قال : أصابوا إبلا في عسكر الحسين - فذكر مثل ما تقدم عن «البغية».

ومنهم العلامة ابن منظور الافريقي في «مختصر تاريخ دمشق» (ج 7 ص 150) قال :

قال جميل بن مرة : أصابوا إبلا في عسكر الحسين يوم قتل - فذكر مثل ما تقدم عن «البغية».

ومنهم العلامة المولوي ولي اللّه اللكهنوئي في «مرآة المؤمنين» (ص 277 ط لكهنو) قال :

ونحروا ناقة في عسكرهم وطبخوها فصارت مثل العلقم.

ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة 742 في «تهذيب الكمال» (ج 6 ص 435 ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال :

وقال حماد بن زيد ، عن جميل بن مرة : أصابوا إبلا في عسكر الحسين يوم قتل ، فنحروها وطبخوها ، قال : فصارت مثل العلقم فما استطاعوا أن يسيغوا منها شيئا.

ص: 413

حديث : كانت السماء أياما كأنها علقة لشهادته عليه السلام

قد روينا ما يدل عليه عن كتب أعلام العامة في ج 11 ص 464 وص 480 وج 19 ص 403 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة 742 في «تهذيب الكمال» (ج 6 ص ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال :

وقال علي بن مسهر ، عن جدته : لما قتل الحسين كنت جارية شابة ، فمكثت السماء بضعة أيام بلياليهن كأنها علقة.

ومنهم العلامة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي في «دلائل النبوة» (ج 6 ص 472 ط بيروت) قال :

وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل ، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر ، حدثنا يعقوب بن سفيان ، حدثنا اسماعيل بن الخليل ، حدثنا علي بن مسهر ، قال : حدثتني جدتي ، قالت : كنت أيام الحسين جارية شابة فكانت السماء أياما علقة.

ص: 414

حديث : كل امرأة تطيبت من الطيب المنهوب من عسكر الحسين عليه السلام مرضت

رويناه عن بعض أعلام العامة في ج 11 ص 511 ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الامام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص 134 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :

وعن عبد الوهاب بن بشار : أن الحكم قال : انتهب عسكر الحسين فوجدوا فيه طيبا فما تطيبت به امرأة إلّا مرضت.

ومنهم الفاضل المعاصر محمد رضا أمين مكتبة جامعة فؤاد الاول سابقا في كتابه «الحسن والحسين سبطا رسول اللّه» (ص 70 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :

وعن يسار بن الحكم قال : انتهب عسكر الحسين فوجد فيه طيب ، فما تطيبت به امرأة إلّا برصت.

هذا شيء من كراماته رضي اللّه عنه وهي كثيرة لا تحصى.

ص: 415

حديث : انتهاب ابل من معسكره عليه السلام فلما كان الليل احترق كل ما أخذ من عسكره عليه السلام

ذكره جماعة من الأعلام في كتبهم :

فمنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد ابن أبي جرادة الحلبي المولود سنة 588 والمتوفى 660 في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2620 ط دمشق) قال :

أخبرنا مرجا بن أبي الحسن التاجر ، قال : أخبرنا محمد بن علي بن احمد ، قال : أخبرنا أبو الفضل بن أحمد بن عبد اللّه ، قال : أخبرنا محمد بن محمد بن مخلد ، قال : أخبرنا علي بن الحسن ، قال : أخبرنا أبو بكر بن عثمان الحافظ ، قال : حدثنا يزيد ابن هرون ، قال : أخبرتني أمي ، عن جدتها قالت : أدركت قتل الحسين بن علي رضوان اللّه عليه ، فلما قتل خرج ناس الى إبل كانت معه فانتهبوها ، فلما كان الليل رأيت فيها النيران تلتهب ، فاحترق كل ما أخذ من عسكره.

وقال أيضا في ص 2640 :

أخبرنا مرجا بن الحسن الواسطي ، قال : أخبرنا أبو طالب محمد بن علي بن علي ، قال : أخبرنا محمد بن عمار بن سمعان ، قال : حدثنا أسلم بن سهل ، قال : حدثنا اسماعيل بن عيسى ، قال : حدثنا يزيد بن هرون ، قال : حدثتني أمي ، عن جدتها

ص: 416

قالت : أدركت قتل الحسين بن علي رضي اللّه عنه ، فلما قتل خرج ناس الى إبل كانت معه فانتهبوها - فذكر مثل ما تقدم.

ومنهم العلامة ابن منظور الافريقي في «مختصر تاريخ دمشق» (ج 7 ص 150 ط دمشق) قال :

وعن يزيد بن أبي زياد قال : قتل الحسين ولي أربع عشرة سنة ، وصار الورس الذي كان في عسكرهم رمادا ، واحمرت آفاق السماء ، ونحروا ناقة في عسكرهم فكانوا يرون في لحمها النيران.

ومنهم العلامة الشريف أبو الفضل عبد اللّه بن محمد بن الصديق الغماري الحسني في «الحجج البينات في اثبات الكرامات» (ص 84 ط عالم الكتب) قال :

وأخرج أيضا عن دريد الجعفي عن أبيه قال : لما قتل الحسين رضي اللّه عنه ، انتهبت جزور من عسكره ، فلما طبخت إذا هي دم. قال الهيثمي : رجاله ثقات.

ص: 417

تكلم الرأس الشريف وقوله «أعجب من أصحاب الكهف قتلي وحملي»

قد تقدم نقل ذلك عن كتب أعلام العامة في ج 11 ص 452 ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنه فيما سبق :

فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» (ج 25 ص 274 - ط دار الفكر) قال :

وروى الأعمش عن المنهال بن عمرو قال : أنا واللّه رأيت رأس الحسين بن علي حين حمل وأنا بدمشق وبين يدي الرأس رجل يقرأ سورة الكهف ، حتى بلغ الى قوله ( أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً ) قال : فأنطق اللّه الرأس بلسان ذرب فقال : أعجب من أصحاب الكهف قتلي وحملي.

ص: 418

شفاء الخلدي من داء الجرب ببركة تربة قبرة الشريف

رواه جماعة من أعلام العلامة في كتبهم :

فمنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي المولود سنة 588 والمتوفى 660 في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2657 ط دمشق) قال :

أخبرنا أبو القاسم عبد اللّه بن الحسين ، قال : أخبرنا أبو طاهر السلفي إجازة إن لم يكن سماعا ، قال : أخبرنا أبو الحسين بن الطيوري ، قال : سمعت أحمد - يعني ابن محمد العتيقي - يقول : سمعت أبا بكر محمد بن الحسن بن عبدان الصيرفي ، يقول : سمعت جعفرا الخلدي ، يقول : كان بي جرب عظيم كثير ، فتمسحت بتراب قبر الحسين ، قال : فغفوت فانتبهت وليس عليّ منه شيء.

ص: 419

قول راس الجالوت ان بيني وبين داود سبعين أبا واليهود تعظمني وأنتم قتلتم ابن بنت نبيكم

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة الشريف أحمد بن محمد بن أحمد الحسيني الخوافي [الحافي] الشافعي في «التبر المذاب» (ص 89 المخطوط) قال :

وحكى محمد بن سعيد في الطبقات ، عن محمد بن عبد الرحمن ، قال : لقيني رأس الجالوت فقال : انّ بيني وبين داود عليه السلام سبعين أبا وانّ اليهود تعظمني وتحترمني ، وأنتم قتلتم ابن بنت نبيّكم.

ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الامام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص 134 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :

وعن ابن ربيعة ، عن أبي الأسود قال : لقيت رأس الجالوت قال - فذكر مثل ما تقدم عن «التبر المذاب» باختلاف يسير في اللفظ ، وفيه : وأنتم ليس بينكم وبين نبيكم إلّا أب واحد قتلتم ابنه.

ص: 420

مستدرك : حديث صار الورس الذي انتهب من معسكر الحسين عليه السلام رمادا

اشارة

قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 11 ص 503 الى 505 ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة المولود سنة 588 والمتوفى 660 في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2639 ط دمشق) قال :

أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد ، قال : أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ ، قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال : حدثنا أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن جعفر بن حيان ، قال : حدثنا محمود بن أحمد بن الفرج ، قال : حدثنا محمد بن المنذر البغدادي ، قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، قال : حدثتني جدتي أم عيينة : أن جمّالا كان يحمل ورسا ، فهوي قتل الحسين بن علي فصار ورسه دما.

أنبأنا ابن طبرزد قال : أخبرنا ابن السمرقندي ، قال : أخبرنا أبو بكر بن الطبري ، قال : أخبرنا أبو الحسين القطان ، قال : أخبرنا عبد اللّه بن جعفر ، قال : حدثنا يعقوب بن سفيان ، قال : حدثنا أبو بكر الحميدي ، قال : حدثنا سفيان ، قال : حدثتني جدتي قالت : لقد رأيت الورس عاد رمادا ، ولقد رأيت اللحم كأن فيه النار حين قتل الحسين.

وقال أيضا في ص 2440 :

ص: 421

وقال : أخبرنا عبد اللّه بن جعفر ، قال : حدثنا يعقوب ، قال : حدثنا مسلم السلولي ، عن أبيه قال : إن كان الورس من ورس الحسين يقال به هكذا فيصير رمادا.

ومنهم العلامة أبو بكر احمد بن الحسين البيهقي في «دلائل النبوة» (ج 6 ص 472 ط بيروت) قال :

أخبرنا أبو الحسين ، أخبرنا عبد اللّه ، حدثنا يعقوب ، حدثنا أبو بكر الحميدي ، حدثنا سفيان ، قال : حدثتني جدتي قالت : لقد رأيت الورس عاد رمادا ، ولقد رأيت اللحم كان فيه النار حين قتل الحسين.

ومنهم العلامة المولوي ولي اللّه اللكهنوئي في «مرآة المؤمنين» (ص 277 ط لكهنو) قال :

وأخرج أبو الشيخ : ان الورس الذي كان في معسكره صار رمادا.

ورواه الشريف أبو المعالي الحسيني البغدادي في «عيون الاخبار في مناقب الأخيار» (ص 51 نسخة مكتبة الواتيكان).

ومنهم الحافظ جمال الدين يوسف المزي المتوفى سنة 742 في «تهذيب الكمال» (ج 6 ص 434 ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال :

وقال عباس بن محمد الدوري ، عن يحيى بن معين ، حدثنا جرير ، عن يزيد بن أبي زياد ، قال : قتل الحسين ولي أربع عشرة سنة ، وصار الورس الذي كان في عسكرهم رمادا ، واحمرت آفاق السماء ، ونحروا ناقة في عسكرهم فكانوا يرون في لحمها النيران.

وقال أبو بكر الحميدي ، عن سفيان بن عيينة ، عن جدته أم أبيه : لقد رأيت الورس عاد رمادا ، ولقد رأيت اللحم كأن فيه النار حين قتل الحسين.

ص: 422

وقال محمد بن المنذر البغدادي ، عن سفيان بن عيينة : حدثتني جدتي أم عيينة : أن حمّالا كان يحمل ورسا فهوى قتل الحسين ، فصار ورسه رمادا.

ص: 423

حديث : ان الشمس تطلع محمرّة بعد قتل الحسين عليه السلام ولا يرفع حجر إلّا كان تحته دم

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة ابن منظور في «مختصر تاريخ دمشق» (ج 7 ص 149) قال :

حدث خلاد ، وكان ينزل بني جحدر ، قال : حدثتني أمي ، قالت : كنا زمانا بعد مقتل الحسين ، وإن الشمس تطلع محمرة على الحيطان والجدر بالغداة والعشي ، قالت : وكانوا لا يرفعون حجرا إلّا يوجد تحته دم.

ص: 424

رؤيا الشعبي في النوم أن رجالا نزلوا من السماء يتبعون قتلة الحسين عليه السلام

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة الشريف أبو الفضل عبد اللّه بن محمد بن الصديق الغماري الحسني في «الحجج البيّنات في اثبات الكرامات» (ص 84 ط عالم الكتب) قال :

وأخرج أيضا عن الشعبي قال : رأيت في النوم كأن رجالا من السماء نزلوا معهم حراب يتتبعون قتلة الحسين ، فما لبثت أن نزل المختار فقتلهم. قال الهيثمي : سنده صحيح.

ص: 425

تغيير الوجوه بقتل الحسين عليه السلام

رواه جماعة من أعلام القوم في كتبهم :

فمنهم العلامة الشريف أبو المعالي المرتضى محمد بن علي الحسيني البغدادي في «عيون الأخبار في مناقب الأخيار» (ص 51 - نسخة مكتبة الواتيكان) قال :

أخبرنا أبو عمرو عثمان بن محمد بن يوسف العلاف ، أنبأ أبو بكر محمد بن عبد اللّه ابن ابراهيم الشافعي ، نبا اسحق بن الحسن الحربي ، نبا سليم ، عن علي بن عاصم ، عن حصين قال : كنت بالكوفة ، فجاءنا قتل الحسين ، فمكثنا ثلاثا كأنّ وجوهنا وخدودنا قد طليت رمادا. قلت : مثل من كنت يومئذ؟ قال : رجل متأهّل.

ومنهم العلامة الشيخ أبو البركات زين الدين محمد بن أحمد بن محمد بن يوسف ابن محمد الخطيب الشافعي المشتهر بابن الكيال الذهبي الدمشقي الصالحي المتولد سنة 863 والمتوفى سنة 929 وقيل سنة 938 في «الكواكب النيرات» (ص 28 ط بيروت سنة 1407) قال :

قال حصين الأول [أي حصين بن عبد الرحمن السلمي أبو الهذيل الكوفي ابن عم منصور] : جاءنا قتل الحسين بن علي ، فمكثنا ثلاثا كأن وجوهنا طليت رمادا.

ص: 426

ومنهم العلامة كمال الدين ابن جرادة في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2640) قال :

أخبرنا مرجا بن الحسن التاجر ، قال : أخبرنا محمد بن علي ، قال : أخبرنا أبو الفضل بن أحمد ، قال : أخبرنا محمد بن محمد بن مخلد ، قال : أخبرنا علي بن الحسن ، قال : أخبرنا أبو بكر عثمان ، قال : حدثنا أبو الحسن بن سهل ، قال : حدثنا أحمد بن اسماعيل بن عمر ، قال : حدثنا سليمان بن منصور ، قال : حدثنا علي بن عاصم ، عن حصين قال : كنت بالكوفة فجاءنا قتل الحسين بن علي رضوان اللّه عليه ، فمكثنا ثلاثا كأن وجوهنا طليت رمادا - فذكر مثل ما تقدم عن «عيون الأخبار» ، وليس فيه : وخدودنا ، وفيه : قال علي بن عاصم : قلت لحصين - إلخ.

وروى العلامة محمد بن أحمد ابن الكيال المتوفى 929 في «الكواكب النيرة في معرفة من اختلط من الرواة الثقات» ص 28 مثل ما تقدم وقال في آخره : انه توفي سنة ست وثلاثين ومائة.

ومنهم العلامة أبو نصر أحمد بن محمد بن الحسين البخاري الكلاباذي المتوفى سنة 398 في «رجال صحيح البخاري المسمى بالهداية والإرشاد» (ج 1 ص 206 ط دار المعرفة في بيروت) قال :

قال بحشل : إن علي بن عاصم قال : عن حصين قال : كنت بالكوفة فجاءنا قتل الحسين بن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنهما - فذكر مثل ما تقدم.

ص: 427

حديث : امتناع النمل عن أكل الخبز في يوم عاشوراء

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي المولود سنة 588 والمتوفى 660 في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2657 ط دمشق) قال :

أخبرنا أبو القاسم عبد اللّه بن الحسين بن عبد اللّه الأنصاري ، قال : أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي ، قال : سمعت أحمد بن محمد العتيقي ، يقول سمعت أبا عبد اللّه بن عبيد العسكري يقول : سمعت أبا الفضل العباس بن عبد السميع المنصوري يقول : سمعت الفتح بن شرف يقول : كنت أفت للنمل الخبز كل يوم ، فلما كان يوم عاشوراء لم يأكلوه.

ص: 428

حديث : ثواب القصد اليه عليه السلام والسلام عليه

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد ابن أبي جرادة الحلبي المولود سنة 588 والمتوفى 660 في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2614 ط دمشق) قال :

وقال ابن المأمون : حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا أبو سعيد الغاضري ، قال : حدثنا أبو عثمان المازني ، قال : حدثنا الأصمعي ، عن أعين بن ليطة بن الفرزدق ، عن أبيه قال : رأيت أبي في النوم بعد موته : فقلت له : ما فعل اللّه بك؟ فقال : غفر لي بقصدي الحسين وسلامي عليه.

ص: 429

حديث : صلاة النبي وابراهيم الخليل صلى اللّه عليهما على قبر الحسين عليه السلام

رواه جماعة من أعلام القوم في كتبهم :

فمنهم العلامة الشريف أبو المعالي المرتضى محمد بن علي الحسيني البغدادي في «عيون الأخبار في مناقب الأخيار» (ص 50 نسخة مكتبة الواتيكان) قال :

أخبرنا الحسن بن أحمد بن عبد اللّه الفقيه ، نبا محمد بن أحمد الحافظ ، نبا محمد ابن عمر الحافظ ، نبا محمد بن حسين ، نبا يحيى بن محمد بن بشير ، نبا أبو بكر بن عياش ، عن حمزة الزيات قال : رأيت النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في النوم وابراهيم الخليل عليهما السلام يصليان على قبر الحسين بن علي رضي اللّه عنهما.

ص: 430

حديث : شكوى ام الحسنين الزهراء البتول يوم القيامة بيدها اليمنى الحسن وبيدها اليسرى الحسين

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة أحمد بن محمد بن أحمد الحافي الحسيني الشافعي في «التبر المذاب» (ص 110 نسخة مكتبتنا بقم) قال :

ذكر صاحب «اللطائف» : إذا كان يوم القيامة تجيء فاطمة وبيدها اليمنى الحسن وبيدها اليسرى الحسين ، وعلى كتفها الأيمن قميص الحسن ملطخ بالسم ، وعلى الأيسر قميص الحسين ملطخ بالدم ، فتنادي وتقول : رب احكم بيني وبين قاتلي ولديّ ، فيأمر اللّه الزبانية فيقول لهم : خذوه فغلوه ، ( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ) .

وما أحسن من قال :

لا بدّ أن ترد القيامة فاطم *** وقميصها بدم الحسين ملطخ

ويل لمن شفعاؤه خصماؤه *** والصور في حرّ الخلائق ينفخ

فالحسن والحسين (عليهماالسلام) كانا شمس دولة المصطفى ، وقطب فلك المحبة والوفاء ، و؟؟؟ أفق الشريعة ، وحبّهما الى اللّه ذريعة ، وهما لؤلؤ صدف الألطاف ، ومرجان الايمان وزهر رياض الرسالة ، وياسمين السلالة ، ومسك التوحيد ، ومجد أهل

ص: 431

التمجيد ، وكواكب الكرامة ، وصدور أهل القيامة ، عجنت طينتهما من طينة صاحب قاب قوسين ، وأعتق من النار محبّ الحسن والحسين ، نورهما أضوء من نور القمرين ، وهما زين الدارين ، سلوة الرسول وسلالته ، وقرة عينه وقرابته ، عليه وعليهما السلام.

ص: 432

حديث : زيارة الملائكة قبر الحسين عليه السلام في كل صباح ومساء

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الحافظ محمد بن أبي الفوارس في كتابه «الأربعين» (ص 18 المخطوط) قال :

الحديث الثاني عشر : عن علي بن فضل اللّه بن علي بن عبد اللّه أدام اللّه علاه ، يروي عن الثقات ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه ، عن وهب عن جعفر الصادق ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم السلام ، عن رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله إنه قال : ما خلق اللّه خلقا أكثر من الملائكة ، وانه لينزل من السماء كل مساء سبعون ألف ملك ، يطوفون بالبيت ليلتهم ، حتى إذا طلع الفجر انصرفوا الى قبر النبي صلی اللّه عليه وآله فيسلمون عليه ، ثم يأتون قبر عليّ أمير المؤمنين عليه السلام فيسلمون عليه ، ثم يأتون قبر الحسين عليه السلام فيسلمون عليه ، ثم يعرجون الى السماء قبل أن تطلع الشمس ، ثم تنزل ملائكة النهار سبعون ألف ملك ، فيطوفون بالبيت الحرام نهارهم ، حتى إذا غربت الشمس انصرفوا الى قبر النبي صلى اللّه عليه فيسلمون عليه ، ثم يأتون قبر أمير المؤمنين عليه السلام فيسلمون عليه ، ثم يأتون قبر الحسين فيسلمون عليه ، ثم يعرجون الى السماء قبل أن تغرب الشمس ، والذي نفسي بيده إن حول قبره أربعة آلاف ملك شعثا غبرا يبكون عليه الى يوم القيامة.

وفي رواية أخرى : قد وكل اللّه بالحسين عليه السلام سبعين ألف ملك شعثا غبرا

ص: 433

يصلون عليه كل يوم ويدعون لمن زاره ، ورئيسهم ملك يقال له منصور ، فلا يزوره زائر إلّا استقبلوه ولا يودعه مودع إلّا ودعوه ، ولا يمرض إلّا عادوه ولا يموت إلّا صلّوا عليه وعلى جنازته واستغفروا له بعد موته.

ومنهم العلامة أبو شجاع شيرويه بن شهردار الديلمي الحنفي في «فردوس الأخبار» (ص 25 والنسخة مصورة من مكتبة فيض اللّه في اسلامبول) قال :

عن علي بن أبي طالب : ان موسى بن عمران سأل ربه عزوجل زيارة قبر الحسين ابن علي في سبعين ألف من الملائكة.

ص: 434

حديث : قول عمر للحسين عليه السلام «أنبت ما ترى في رأسي من الشعر اللّه ثم أنتم»

قد تقدم منا ما يدل عن كتب أعلام العامة في ج 11 ص 425 ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما مضى :

فمنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد ابن أبي جرادة الحلبي المولود سنة 588 والمتوفى 660 في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2584 ط دمشق) قال :

أخبرنا أبو الفضل مرجا بن أبي الحسن بن هبة اللّه بن غزال التاجر الواسطي ، قال : أخبرنا العدل أبو طالب محمد بن علي بن أحمد بن الكتاني ، قال : أخبرنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن عبد اللّه العجمي قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد البزاز قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن الصلحي ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عثمان بن سمعان ، قال : حدثنا أبو الحسن أسلم بن سهل بحشل ، قال : حدثنا سعد بن وهب ، قال : حدثنا حماد بن زيد ، عن يحيى بن سعد ، عن عبيد بن حنين قال : حدثني الحسين بن علي رضوان اللّه عليه قال : أتيت عمر بن الخطاب رضوان اللّه عليه وهو على المنبر ، فقلت : انزل عن منبر أبي فاذهب الى منبر أبيك. فقال عمر رضوان اللّه عليه : ان أبي لم يكن له منبر ، ثم أخذني فأجلسني معه ، فلما نزل نزل بي معه الى منزله ، فقال : يا بني اجعل تغشانا اجعل تأتينا ، فجئت يوما

ص: 435

وهو خال بمعاوية رضي اللّه عنه ، فجاء عبد اللّه بن عمر فلم يؤذن له ، فرجع فرجعت فلقيني ، فقال : مالي لم أرك؟ فقلت : قد جئت وكنت خاليا بمعاوية وابن عمر على الباب فرجع ورجعت. فقال : أنت أحق بالاذن من ابن عمر ، انما أنبت ما ترى في رأسي من الشعر اللّه ثم أنتم.

وقال أيضا في ص 2587 :

أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف اذنا ، عن أبي طاهر السلفي ، قال : أخبرنا ثابت بن بندار ، قال : أخبرنا الحسين بن جعفر ، قال : أخبرنا الوليد بن بكر ، قال: حدثنا علي بن أحمد بن زكريا ، قال : حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد اللّه العجلي ، قال : حدثني أبي أحمد ، قال : حدثنا سليمان بن حرب ، قال : حدثنا حماد ابن زيد ، عن يحيى بن سعيد ، عن عبيد بن حنين ، عن حسين بن علي قال : صعدت الى عمر رضي اللّه عنه وهو على المنبر ، فقلت : انزل عن منبر أبي واذهب الى منبر أبيك. فقال : من علمك هذا؟ قلت : ما علمنيه أحد. قال : منبر أبيك واللّه منبر أبيك واللّه ، هل أنبت على رءوسنا الشعر إلّا أنتم ، جعلت تأتينا ، جعلت تغشانا.

ومنهم العلامة المعاصر الشيخ محمد العربي التباني الجزائري المكي في «تحذير العبقري من محاضرات الخضري» (ج 2 ص 240 ط بيروت سنة 1404) قال :

روى يحيى بن سعيد الأنصاري قال : أتيت عمر وهو يخطب على المنبر - فذكر مثل ما تقدم عن «بغية الطلب» ، ثم قال : سنده صحيح.

ومنهم العلامة أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي الدمشقي الشهير بابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج 3 ص 16 - مصورة من مخطوط جستربيتي بايرلندة) قال :

أخبرنا أبو الحسن بن أبي العباس الفقيه ، نا وأبو منصور عبد الرحمن بن محمد ، نا

ص: 436

أبو بكر الخطيب ، نا أحمد بن محمد بن أزق ، أنا دعلج بن أحمد المعدل ، أنا موسى بن هرون ، أنا أبو الربيع ، أنبا حماد بن زيد ، أنبا يحيى بن سعيد ، عن عبيد بن حسين ، حدثني الحسين بن علي قال : أتيت على عمر بن الخطاب وهو على المنبر ، فصعدت اليه فقلت له : انزل عن منبر أبي واذهب الى منبر أبيك - فذكر مثل ما تقدم عن «بغية الطلب».

ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر» (ج 7 ص 127 ط دار الفكر) قال :

وعن حسين بن علي قال : صعدت الى عمر وهو على المنبر - فذكر مثل ما تقدم عن «بغية الطلب».

وقال أيضا في ص 126 :

قال يحيى بن سعيد : أمر عمر حسين بن علي أن يأتيه في بعض الحاجة ، فقال حسين ، فلقيه عبد اللّه بن عمر فقال له حسين : من أين جئت؟ قال : قد استأذنت على عمر فلم يؤذن لي ؛ فرجع حسين ، فلقيه عمر فقال له : ما منعك يا حسين أن تأتيني؟ قال : قد أتيتك ، ولكن أخبرني عبد اللّه بن عمر أنه لم يؤذن له عليك فرجعت. فقال عمر : وأنت عندي مثله؟ وأنت عندي مثله؟ وهل أنبت الشعر على الرأس غيركم؟

ومنهم الفاضلان المعاصران الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد المدنيان في «جامع الأحاديث» (القسم الثاني ج 2 ص 37 ط دمشق) قال :

عن حسين بن عليّ قال : صعدت الى عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه المنبر فقلت له : انزل عن منبر أبي واصعد منبر أبيك ، - فذكر مثل ما تقدم عن «بغية الطلب».

ص: 437

ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة 742 في «تهذيب الكمال» (ج 6 ص 404 ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال :

وقال حماد بن زيد : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن عبيد بن حنين ، قال : حدثني الحسين بن علي قال : أتيت على عمر بن الخطاب وهو على المنبر ، فصعدت اليه ، فقلت له : انزل عن منبر أبي واذهب الى منبر أبيك ، فقال عمر : لم يكن لأبي منبر ، وأخذني فأجلسني معه فجعلت أقلب حصى بيدي ، فلما نزل انطلق بي الى منزله ، فقال لي : من علمك؟ فقلت : واللّه ما علمنيه أحد. قال : يا بني لو جعلت تغشانا. قال : فأتيته يوما ، وهو خال بمعاوية وابن عمر بالباب فرجع ابن عمر ورجعت معه فلقيني بعد فقال : لم أرك. فقلت : يا أمير المؤمنين إني جئت وأنت خال بمعاوية وابن عمر بالباب ، فرجع ابن عمر ورجعت معه فقال : أنت أحق بالاذن من ابن عمر - فذكر مثل ما تقدم عن «البغية».

أخبرنا بذلك أبو العز الشيباني ، قال أخبرنا أبو اليمن الكندي ، قال : أخبرنا أبو منصور بن زريق ، قال : أخبرنا أبو بكر الحافظ ، قال : أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق ، قال : أخبرنا دعلج بن أحمد المعدل ، قال : حدثنا موسى بن هارون ، قال : حدثنا أبو الربيع ، قال : حدثنا حماد بن زيد ، فذكره.

ومنهم العلامة الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد الحافي [الخوافي] الحسيني الشافعي في «التبر المذاب» (ص 70) قال :

وذكر ابن سعد في الطبقات : ان الحسين عليه السلام جاء يوما الى عمر بن الخطاب وهو يخطب على منبر - فذكر مثل ما تقدم عن «بغية الطلب».

ص: 438

ومنهم العلامة الشيخ بهاء الدين أبو القاسم هبة اللّه سيد الكل القفطي الشافعي في «الأنباء المستطابة» (ص 62 والنسخة مصورة من مكتبة جستربيتي بايرلندة) قال :

ومن ذلك ما روي عن يحيى بن سعيد الأنصاري ، عن عبيد بن حسين قال : استأذن الحسين بن علي على عمر بن الخطاب - فذكر مثل ما تقدم عن «بغية الطلب».

وفيه : وهل أنبت الشعر في الرأس بعد اللّه إلّا أنتم.

ص: 439

قول أبي هريرة في الحسين عليه السلام : واللّه لو يعلم الناس منك ما أعلم لحملوك على رقابهم

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر» (ج 7 ص 128 ط دار الفكر) قال :

قال أبو المهزم : كنا مع جنازة امرأة ومعنا أبو هريرة ، فجيء بجنازة رجل فجعله بينه وبين المرأة ، فصلى عليها ، فلما أقبلنا أعيا الحسين ، فقعد في الطريق ، فجعل أبو هريرة ينفض التراب عن قدميه بطرف ثوبه ، فقال الحسين : يا أبا هريرة وأنت تفعل هذا؟ قال أبو هريرة : دعني ، فو اللّه لو يعلم الناس منك ما أعلم لحملوك على رقابهم.

ص: 440

نقل قول أبي الفرج ابن الجوزي في «التبصرة»

نقله جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد الحافي الحسيني الشافعي في «التبر المذاب» (ص 95) قال نقلا عن «التبصرة» لأبي الفرج ابن الجوزي :

وذكر أيضا في الكتاب انه لما أسر العباس بن عبد المطلب يوم بدر سمع رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أنينه فلم ينم تلك الليلة ، فكيف لو سمع أنين الحسين.

قال : ولما أسلم وحشي قاتل حمزة قال له النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : غيب وجهك عني فاني لا أحب من قتل الأحبة. قال : إذا كان هذا حال النبي مع وحشي والإسلام يجب ما قبله ويهدمه ، فكيف يقدر الرسول أن يرى من ذبح الحسين عليه السلام وأمر بقتله وحمل أهله على أقتاب الجمال بغير غطاء ولا وطاء وهو ممن يدعي الإسلام.

ص: 441

نقل قول عبد اللّه بن عمرو بن العاص : الحسين أحب أهل الأرض الى أهل السماء

قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 19 ص 381 و 382 ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم الفاضلان المعاصران الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد المدنيان في «جامع الأحاديث» (القسم الثاني ج 6 ص 427 ط دمشق) قالا :

عن اسماعيل بن رجاء ، عن أبيه قال : كنت في مسجد الرسول صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في حلقة فيها : أبو سعيد الخدري ، وعبد اللّه بن عمرو رضي اللّه عنه فمر بنا حسين بن علي رضي اللّه عنه فسلم ، فرد عليه القوم ، فقال عبد اللّه بن عمرو : ألا أخبركم بأحب أهل الأرض الى أهل السماء؟ قالوا : بلى ، قال : هو هذا الماشي ، ما كلمني كلمة منذ ليالي صفين ، ولأن يرضى عني أحب اليّ من أن يكون لي حمر النعم ، فقال أبو سعيد : ألا تعتذر اليه؟ قال : بلى ، فاستأذن أبو سعيد ، فأذن له فدخل ، ثم استأذن لعبد اللّه بن عمرو ، فلم يزل به حتى أذن له ، فأخبره أبو سعيد بقول عبد اللّه بن عمرو ، فقال له حسين رضي اللّه عنه : أعلمت يا عبد اللّه أني أحب أهل الأرض الى أهل السماء! قال : إي ورب الكعبة! قال : فما حملك على أن قاتلتني وأبي يوم صفين؟ فو اللّه لأبي كان خيرا مني! قال : أجل ، ولكن عمرو شكاني الى رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فقال :

ص: 442

يا رسول اللّه! ان عبد اللّه يقوم الليل ويصوم النهار ، فقال لي رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : يا عبد اللّه بن عمرو! صلّ ونم ، وصم وأفطر وأطع عمروا! فلما كان يوم صفين اقسم عليّ فخرجت ، أما واللّه! ما كثرت لهم سوادا ، ولا اخترطت سيفا ولا طعنت برمح ، ولا رميت بسهم ؛ قال : فكلمه.(كر).

ومنهم العلامة أبو الهدى الرفاعي في «ضوء الشمس» (ص 98 ط اسلامبول) قال :

وكان ابن عمرو جالسا في ظل الكعبة إذ رأى الحسين مقبلا ، فقال : هذا أحب أهل الأرض الى أهل السماء اليوم.

ومنهم العلامة ولي اللّه اللكهنوئي في «مرآة المؤمنين» (ص 226):

ذكر الحديث بعين ما تقدم عن «ضوء الشمس».

ومنهم العلامة المؤرخ خالد محمد خالد المصري في «رجال حول الرسول» (ص 678 ط بيروت) قال :

عن عبد اللّه بن عمرو قال : أتحبون أن أخبركم بأحب أهل الأرض الى أهل السماء؟ انه هذا الذي مر بنا ... الحسين بن علي.

ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة 742 في «تهذيب الكمال» (ج 6 ص 406 ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال :

وقال يونس بن أبي إسحاق ، عن العيزار بن حريث : بينما عمرو بن العاص جالس في ظل الكعبة إذ رأى الحسين بن علي مقبلا ، فقال - فذكر مثل ما تقدم.

ص: 443

ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد جميل غازي في «استشهاد الحسين عليه السلام» (ص 142 ط مطبعة المدني في المؤسسة السعودية بمصر) قال :

وقال محمد بن سعد : أنبأنا قبيصة بن عقبة ، ثنا يونس بن أبي إسحاق ، عن العيزار ابن حريث قال : بينما [عبد اللّه بن] عمرو بن العاص جالس في ظل الكعبة إذ رأى الحسين مقبلا قال - فذكر مثل ما تقدم.

ومنهم المولى علي المتقي الهندي في «كنز العمال» (ج 11 ص 335 ط حيدرآباد):

عن اسماعيل بن رجاء ، عن أبيه بعين ما تقدم عن «اسد الغابة».

وفي «منتخب كنز العمال» المطبوع بهامش المسند (ج 5 ص 448 ط مصر):

روى الحديث من طريق ابن عساكر عن اسماعيل بن رجاء عن أبيه بعين ما تقدم.

ومنهم العلامة ابن حجر العسقلاني في «تهذيب التهذيب» (ج 2 ص 346):

قال يونس بن أبي إسحاق ، عن العيزار بن حريث : بينما عبد اللّه بن عمرو بن عاص جالس في ظل الكعبة إذ رأى الحسين بن علي مقبلا ، فقال : هذا أحب أهل الأرض الى أهل السماء اليوم.

ومنهم الحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي المتوفى سنة 807 في «مجمع الزوائد» (ج 9 ص 186 ط القدس في القاهرة):

من طريق الطبراني في الأوسط ، وعن رجاء بن ربيعة بمثل ما تقدم عن «أسد الغابة» ، وفيه قوله : ألا أخبركم بأحب أهل الأرض الى أهل السماء.

وزاد في آخر الحديث : فقال الحسين : أما علمت أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق؟ قال : بلى. قال : كأنه قبل منه.

ص: 444

ومنهم العلامة عز الدين أبو الحسن علي بن أبي الكرم المعروف بابن الأثير الجزري في «أسد الغابة» (ج 3 ص 234 ط مصر) قال :

أخبرنا القاسم بن علي بن الحسن إجازة ، أخبرنا أبي ، أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين ، أخبرنا أبو الحسين بن المهتدي (ح).

قال : وأخبرنا أبي ، أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أخبرنا أبو الحسين بن النقور ، قالا : أخبرنا أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى ، أخبرنا عبد اللّه بن محمد ، حدثنا داود ابن رشيد ، حدثنا علي بن هاشم ، عن أبيه ، عن اسماعيل بن رجاء ، عن أبيه قال : كنت في مسجد الرسول صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في حلقة فيها أبو سعيد الخدري وعبد اللّه بن عمرو ، فمرّ بنا حسين بن علي ، فسلم فرد القوم السلام ، فسكت عبد اللّه حتى إذا فرغوا رفع صوته وقال : وعليك السلام ورحمة اللّه وبركاته ، ثم أقبل على القوم فقال : ألا أخبركم بأحب أهل الأرض الى أهل السماء؟ قالوا : بلى. قال : هو هذا الماشي - الحديث مثل ما عن «جامع الأحاديث».

ومنهم العلامة محمد بن عبد الملك بن سعيد الأندلسي المالكي المتوفى سنة 589 في «المغرب في حلى المغرب» (ج 1 ص 59 ط القاهرة):

عن اسماعيل بن رجاء ، عن أبيه بعين ما تقدم عن «اسد الغابة» لكنه ذكر بعد قوله «ما واللّه» ما كثرت لهم سوادا.

ومنهم العلامة المذكور في «الاغتباط» (ص 59 ط القاهرة):

عن اسماعيل بن رجاء عن أبيه بعين ما تقدم.

ص: 445

تاريخ شهادة الحسين عليه السلام وموضع قتله

اشارة

ننقله عن جماعة من أعلام القوم في كتبهم :

فمنهم العلامة شمس الدين محمد بن محمد الذهبي الشافعي الدمشقي في «العبر في خبر من غبر» (ج 4 ص 65 ط الكويت) قال :

«سنة إحدى وستين» فيها يوم عاشوراء استشهد ريحانة رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وسبطه أبو عبد اللّه الحسين بن علي بكربلاء عن ست وخمسين سنة ، وكان قد أنف من امرة يزيد ولم يبايعه ، وجاءته كتب أهل الكوفة يحضونه على القدوم عليهم ، فاغتر وسار في أهل بيته ، والقصة فيها طول.

وقتل مع الحسين ولداه علي الأكبر وعبد اللّه ، وأخوته جعفر ومحمد وعتيق والعباس الكبير ، وابن أخيه قاسم بن الحسن ، وأولاد عمه محمد وعون ابنا عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب ومسلم بن عقيل بن أبي طالب ، وابناه عبد اللّه وعبد الرحمن ، فانا لله وانا اليه راجعون.

ومنهم العلامة أبو الخير شمس الدين محمد بن يوسف الجزري الشافعي الدمشقي في «غاية النهاية في طبقات القراء» (ج 1 ص 244) قال :

الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم رضي اللّه عنهما ، أبو عبد اللّه

ص: 446

سبط النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وسيد شباب أهل الجنة ، عرض على (غا) أبيه وعلى (غا) أبي عبد الرحمن السلمي ، عرض عليه (غا) وابنه علي ، توفي شهيدا بكربلاء في يوم عاشوراء سنة إحدى وستين.

ومنهم العلامة السيد عباس بن علي نور الدين الحسيني الموسوي المكي في «نزهة الجليس» (ج 2 ص 232) قال :

قال النسفي وغيره : قتل الحسين رضي اللّه عنه يوم الجمعة عاشر المحرم عام إحدى وستين ، وله من العمر ست وخمسون سنة ، وكسفت الشمس يوم موته.

ومنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي المولود سنة 588 والمتوفى 660 في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2661 ط دمشق) قال :

وقال : أخبرنا أبو الفضل بن خيرون ، قال : أخبرنا أبو القاسم بن بشران ، قال : أخبرنا أبو علي بن الصواف ، قال : حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، قال : قال أبي : وقتل الحسين يوم عاشوراء أول سنة ستين. وقال عمي أبو بكر : قتل الحسين بن علي في سنة إحدى وستين يوم عاشوراء ، وقتله سنان بن أبي أنس ، وجاء برأسه خولي بن يزيد الأصبحي ، جاء به الى عبيد اللّه بن زياد.

وقال أيضا في ص 2662 :

وقال الخطيب : أخبرنا أبو الفضل ، قال : أخبرنا عبد اللّه بن جعفر ، قال : حدثنا عيسى بن عبد اللّه ، قال : قتل الحسين بن علي سنة ستين.

قال الخطيب : وقول من قال سنة إحدى وستين أصح.

وقال الخطيب : أخبرنا أبو الفضل ، قال : أخبرنا عبد اللّه بن جعفر ، قال : حدثنا يعقوب بن سفيان ، قال : حدثنا سلمة ، عن أحمد - يعني ابن حنبل ، عن اسحق بن

ص: 447

عيسى ، ح.

قال : وأخبرنا ابن رزق ، قال : أخبرنا عثمان بن أحمد ، قال : حدثنا حنبل ، قال :

حدثني أبو عبد اللّه ، عن إسحاق بن عيسى ، عن أبي معشر.

قال حنبل : وحدثنا عاصم بن علي ، قال : حدثنا أبو معشر ، قال : وقتل الحسين بن علي لعشر ليال خلون من المحرم سنة إحدى وستين ، واللفظ لحديث سلمة.

أنبأنا عمر بن طبرزد قال : أخبرنا أبو غالب بن البناء إجازة إن لم يكن سماعا ، قال : أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، قال : أخبرنا عبيد اللّه بن عثمان بن خنيقاء ، قال أخبرنا اسماعيل بن علي ، قال : حدثنا موسى بن اسحق ، قال : حدثنا محمد بن عبد اللّه بن نمير ، قال : حدثني من سمع أبا معشر السندي ، عن أصحاب المغازي : أن الحسين بن علي قتل لعشر ليال خلون من المحرم سنة إحدى وستين.

وقال أيضا في ص 2663 :

وقال : ابن طبرزد : أنبأنا أبو البركات الانماطي ، قال : أخبرنا أبو الفضل بن خيرون قال : أخبرنا أبو العلاء الواسطي ، قال : أخبرنا أبو بكر البابسيري ، قال : حدثنا الأحوص بن المفضل الغلابي ، قال : حدثنا أبي ، قال : قال الواقدي : وقتل الحسين ابن علي يوم عاشوراء في سنة إحدى وستين.

أنبأنا أبو محمد الحسن بن علي المرتضى ، قال : حدثنا أبو الفضل محمد بن ناصر ، قال : أخبرنا أبو طاهر بن أبي الصقر ، قال : أخبرنا أبو البركات بن نظيف ، قال : أخبرنا الحسن بن رشيق ، قال : حدثنا أبو بشر الدولابي ، قال : حدثني أبو عبد اللّه جعفر بن علي الهاشمي ثم العباسي ، قال : حدثنا محمد بن محمد بن أيوب ، قال : قتل الحسين ابن علي بن أبي طالب يوم عاشوراء ، وهو يوم الأحد لعشر مضين من المحرم بكربلاء سنة إحدى وستين ، قتل معه من أخوته وولده وأهل بيته ثلاثة وعشرون رجلا.

أنبأنا زيد بن الحسن ، عن أبي غالب وأبي عبد اللّه ابني البناء ، قالا : أخبرنا أبو طاهر

ص: 448

المخلص ، قال : أخبرنا أحمد بن سليمان ، قال : حدثنا الزبير بن بكار ، قال : وقتل الحسين بن علي يوم عاشوراء سنة إحدى وستين بالطف بكربلاء ، وعليه جبة خز دكناء ، وهو صابغ بالسواد ، وهو ابن ست وخمسين.

وقال أيضا في ص 2664 :

وقال : أبو القاسم اسماعيل بن أحمد ، أخبرنا أبو الفتح نصر بن أحمد بن نصر الخطيب ، قال : أخبرنا محمد بن أحمد بن عبد اللّه ، قال : أخبرنا محمد ، عن زيد بن علي ، قال : أخبرنا محمد بن محمد الشيباني ، قال : حدثنا هرون بن حاتم ، قال : حدثنا أبو بكر بن عياش ، قال : وقتل الحسين بن علي لعشر ليال خلون من المحرم سنة إحدى وستين.

أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف الأوقي إجازة ، قال : أخبرنا أبو طاهر السلفي الحافظ ، قال : أخبرنا أبو الحسين بن الطيوري ، قال : أخبرنا أبو الحسين بن قشيش ، قال : أخبرنا أبو محمد الصفار ، قال : أخبرنا عبد الباقي بن قانع قال : سنة إحدى وستين : الحسين بن علي بن أبي طالب أبو عبد اللّه عليه السلام يوم عاشوراء ، يعني قتل.

قال أبو القاسم : أخبرنا علي بن أحمد بن محمد ، قال : أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن إجازة ، قال : أخبرنا عبيد اللّه بن عبد الرحمن ، قال : أخبرني أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة ، قال : أخبرني أبي ، قال : حدثني أبو عبيد القاسم ابن سلام ، قال : سنة إحدى وستين أصيب فيها الحسين بن علي يوم عاشوراء.

وقال أبو القاسم : أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد ، قال : أخبرنا أبو علي ابن شاذان ، قال : أخبرنا أبو بكر الشافعي ، قال : حدثنا أبو بكر عمر بن حفص ، قال : حدثنا محمد بن يزيد ، قال : وقتل الحسين بن علي يوم عاشوراء في المحرم سنة إحدى وستين بكربلاء ، وهو ابن سبع وخمسين سنة.

ص: 449

وقال أيضا في ص 2665 :

أنبأنا أبو نصر قال : أخبرنا الحافظ ، قرأت على أبي محمد السلمي ، عن أبي محمد التميمي (ح).

وأنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن الحرستاني ، عن أبي محمد السلمي ، عن أبي محمد التميمي ، قال : أخبرنا مكي بن محمد بن الغمر ، قال : أخبرنا أبو سليمان ابن زبر ، قال : حدثنا الهروي ، قال : حدثنا محمد بن صالح ، قال : قتل الحسين بن علي سنة إحدى وستين يوم عاشوراء يوم السبت وهو ابن ست وخمسين سنة ، وقد قيل إنه قتل سنة اثنتين وستين.

أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن ، قال : أخبرنا أبو منصور القزاز ، قال : أخبرنا أبو بكر الخطيب ، قال : أخبرنا ابن بشران ، قال : أخبرنا الحسين بن صفوان ، قال : حدثنا ابن أبي الدنيا ، قال : حدثنا محمد بن سعد ، قال : الحسين بن علي قتل بنهر كربلاء يوم عاشوراء في المحرم سنة إحدى وستين وهو ابن ست وخمسين سنة.

وقال : أخبرنا الخطيب ، قال : أخبرنا علي بن أحمد الرزاز ، قال : أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف ، قال : حدثنا بشر بن موسى ، قال : حدثنا عمرو بن علي ، قال : وقتل الحسين بن علي - كان يكنى بأبي عبد اللّه - سنة إحدى وستين ، وهو يومئذ ابن ست وخمسين سنة في المحرم يوم عاشوراء.

أنبأنا محمد بن هبة اللّه بن الشيرازي ، قال : أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن ، قال : أخبرنا أبو غالب الماوردي ، قال : أخبرنا محمد بن علي السيرافي ، قال : أخبرنا أحمد بن اسحق النهاوندي ، قال : أخبرنا أحمد بن عمران الأشناني ، قال : حدثنا موسى بن زكريا ، قال : حدثنا خليفة بن خياط ، قال : قتل الحسين بن علي يوم الأربعاء وهو ابن ثمان وخمسين لعشر خلون من المحرم يوم عاشوراء سنة إحدى وستين.

أنبأنا أبو نصر القاضي ، قال : أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ ، قال : أخبرنا

ص: 450

أبو بكر محمد بن شجاع ، قال : أخبرنا أبو عمرو بن مندة ، قال : أخبرنا الحسن بن محمد ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد ، قال : حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، قال : حدثنا محمد بن سعد ، قال في الطبقة الثانية : الحسين بن علي بن أبي طالب ، ويكنى أبا عبد اللّه ، وأمه فاطمة بنت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، قتل رحمه اللّه بنهر كربلاء يوم عاشوراء في المحرم سنة إحدى وستين وهو ابن ست وخمسين سنة.

وقال أيضا في ص 2668 :

وقال محمد بن سعد : قال الواقدي : قتل بنهر كربلاء ، يوم عاشوراء سنة إحدى وستين ، وهو ابن ست وخمسين سنة.

ومنهم العلامة ابن عساكر في «تاريخ دمشق - ترجمة الامام الحسين عليه السلام» (ص 287 - ط بيروت) قال :

أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد ، أنبأنا أبو الفتح نصر بن أحمد بن نصر الخطيب ، أنبأنا محمد بن أحمد بن عبد اللّه. وأخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنبأنا أبو الحسين ابن الطيوري وأبو طاهر أحمد بن علي المقرئ ، قالا : أنبأنا الحسين بن علي الطناجيري ، قالا : أنبأنا محمد بن زيد بن علي ، أنبأنا محمد بن محمد الشيباني ، أنبأنا هارون بن حاتم ، أنبأنا أبو بكر بن عياش قال : وقتل الحسين بن علي لعشر ليال خلون من المحرم. قال الواحدي (يعني) سنة إحدى وستين.

وقال أيضا في ص 288 :

أخبرنا أبو الحسين ابن الفراء ، وأبو غالب وأبو عبد اللّه ، أنبأنا البناء ، قالوا : أنبأنا أبو جعفر ابن المسلمة ، أنبأنا أبو طاهر المخلص ، أنبأنا أحمد بن سليمان ، أنبأنا الزبير قال:وقتل الحسين بن علي يوم عاشوراء سنة إحدى وستين بالطف بكربلاء ، وعليه جبّة

ص: 451

خز دكناء ، وهو صابغ بالسواد ، وهو ابن ست وخمسين.

ومنهم المحدث المؤرخ أبو عبد اللّه محمد بن يزيد بن ماجة الربعي القزويني المتوفى سنة 273 في «تاريخ الخلفاء» (ص 26 ط مؤسسة الرسالة في بيروت سنة 1406) قال :

وقتل الحسين بن علي عليه السلام يوم عاشوراء في المحرم سنة إحدى وستين بكربلاء ، وهو ابن سبع وخمسين سنة.

ومنهم العلامة أبو العرب محمد بن أحمد بن تميم بن تمام بن تميم التميمي القيرواني المغربي المالكي المولود سنة 251 والمتوفى سنة 333 في كتابه «المحن» (ص 137 ط دار الغرب الإسلامي في بيروت سنة 1403) قال :

وحدثنا يحيى بن عبد العزيز ، عن بقي بن مخلد ، عن أبي بكر بن أبي شيبة قال : قتل الحسين في سنة إحدى وستين يوم عاشوراء ، قتله الفاسق سنان بن أبي أنس الأشجعي ، وجاء برأسه خولي بن يزيد الأصبحي الى عبيد اللّه بن زياد.

ومنهم العلامة الشيخ عبد الوهاب الشعراني في «مختصر تذكرة القرطبي» (ص 222 ط دار الفكر - بيروت) قال :

وقتل [الحسين] رحمه اللّه - قال القرطبي : ولا رحم قاتله - في يوم الجمعة لعشر خلون من المحرم سنة إحدى وستين بكربلاء بالقرب من موضع يقال له الطف من الكوفة.

ومنهم العلامة أحمد بن علي بن حجر العسقلاني الشهير بشيخ الإسلام في «تقريب التهذيب» (ج 1 ص 177) قال :

الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي ، أبو عبد اللّه المدني ، سبط رسول اللّه صلى اللّه

ص: 452

عليه [وآله] وسلم وريحانته ، حفظ عنه ، استشهد يوم عاشوراء سنة إحدى وستين ، وله ست وخمسون سنة.

ومنهم العلامة أبو القاسم علي بن الحسن الشهير بابن عساكر الشافعي الدمشقي في «ترجمة الامام الحسين من تاريخ مدينة دمشق» (ص 211 ط بيروت) قال :

فقدم العراق ، فقتل بنينوى يوم عاشوراء سنة إحدى وستين.

ومنهم العلامة الشهير بابن القنفذ في «وسيلة الإسلام بالنبي» (ط بيروت ص 78) قال :

وتوفي سنة إحدى وستين قتيلا يوم عاشوراء بأرض كربلاء في أيام يزيد بن معاوية ، وقتل معه من أهل بيته أحد وعشرين رجلا.

ومنهم العلامة أبو العرب محمد بن أحمد بن تميم القيرواني المغربي في «المحن» (ص 136 ط دار الغرب الإسلامي) قال :

وقال الواقدي : قتل الحسين بكربلاء يوم عاشوراء في المحرم سنة إحدى وستين ، وهو ابن ست وخمسين سنة. وحدثني محمد بن عمر ، عن محمد بن عبد الرحيم البرقي : أن الحسين قتل يوم عاشوراء سنة إحدى وستين.

ومنهم العلامة عبد الغني بن اسماعيل النابلسي الشامي في «زهر الحديقة في رجال الطريقة» (ص 94 والنسخة مصورة من إحدى مكاتب ايرلندة) قال :

قتل رضي اللّه عنه يوم الجمعة وقيل يوم السبت يوم عاشوراء سنة إحدى وستين بكربلاء من أرض العراق ، وقبره مشهور يزار ويتبرك به ، وحزن الناس عليه كثيرا ، وأكثروا فيه المراثي رضي اللّه عنه.

ص: 453

ومنهم العلامة الشيخ محمد بن علان الصديقي الشافعي في «الفتوحات الربانية» (ج 3 ص 325 ط بيروت) قال :

قتل شهيدا بكربلا يوم الجمعة ، وقيل : يوم السبت يوم عاشوراء سنة إحدى وستين ، وله ست وخمسون سنة.

وقيل انه عليه السلام استشهد سنة ستين

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي المولود سنة 588 والمتوفى 660 في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2658 ط دمشق) قال :

وقال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب ، قال : أخبرنا محمد بن الحسين الأزرق ، قال : أخبرنا جعفر بن محمد الخلدي ، قال : حدثنا محمد بن عبد اللّه بن سليمان ، قال : حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا ، قال : حدثنا اسماعيل بن أبان ، قال : أخبرنا حبان بن علي ، عن سعد بن طريف ، عن أبي جعفر ، عن أم سلمة قالت : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : يقتل الحسين على رأس ستين من مهاجري.

وقال : أخبرنا أبو بكر الخطيب ، قال : أخبرنا عبيد اللّه بن عمر الواعظ ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا عبد اللّه بن محمد ، قال : حدثني هرون بن عبد اللّه ، قال : سمعت أبا نعيم يقول : قتل الحسين بن علي سنة ستين يوم السبت يوم عاشوراء ، وقتل وهو ابن خمس أو ست وستين.

وقال أيضا في ص 2661 :

وقال أبو القاسم بن الحسن : أخبرنا أبو البركات - يعني ابن المبارك ، قال : أخبرنا أبو الفضل - يعني ابن خيرون ، قال : أخبرنا أبو العلاء ، قال : حدثنا أبو بكر البابسيري ،

ص: 454

قال : أخبرنا الأحوص بن المفضل ، قال : أخبرنا أبي. قال نعيم قال : وقتل الحسين بن علي في سنة ستين في آخرها يوما.

أنبأنا أبو حفص المؤدب ، قال : أخبرنا أبو الفضل محمد بن ناصر إجازة إن لم يكن سماعا ، قال : أخبرنا أبو الفضل بن خيرون ، قال : أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي ، قال : أخبرنا علي بن الحسن بن علي (ح).

قال : وأخبرنا ابن خيرون ، قال : أخبرنا الحسن بن الحسين النعالي ، قال : حدثني جدي لأمي اسحق بن محمد النعالي ، قالا : أخبرنا عبيد اللّه بن اسحق ، قال : حدثنا قعنب بن المحرز ، قال : وقتل الحسين سنة ستين يوم عاشوراء.

وقال أيضا في ص 2662 :

أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي ، قال : أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن ابن محمد القزاز ، قال : أخبرنا أبو بكر الخطيب ، قال : أخبرنا ابن رزق ، قال : أخبرنا محمد بن عمر الحافظ قال : حدثنا هيثم بن خالد ، قال : حدثنا ابن زنجويه ، قال : حدثنا أبو الأسود ، قال : قتل الحسين سنة ستين.

ومنهم العلامة ابن منظور الافريقي في «مختصر تاريخ دمشق» (ج 7 ص 135 ط دمشق) قال :

وعن أم سلمة قالت : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : يقتل الحسين على رأس ستين من مهاجرتي.

وقيل انه عليه السلام استشهد سنة اثنتين وستين من الهجرة

ذكره جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

ص: 455

فمنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي المولود سنة 588 والمتوفى 660 في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2666 ط دمشق) قال :

وقد ذكرنا عن الخطيب أنه قال : أجمع أكثر أهل التاريخ أنه قتل في المحرم سنة إحدى وستين إلّا هشام بن الكلبي فانه قال : سنة اثنتين وستين ، وأوردنا عن ابن أبي السري عنه ما أوردناه ، وقد نقل عن علي بن المدني أنه قتل سنة اثنتين وستين.

أخبرنا بذلك أبو حفص عمر بن محمد الدارقزي اذنا ، قال : أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن احمد بن السمرقندي إجازة إن لم يكن سماعا ، قال : أخبرنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه بن عمر ، قال : أخبرنا عبد الواحد بن محمد بن عثمان ، قال : أخبرنا الحسن بن محمد بن اسحق ، قال : حدثنا اسماعيل بن اسحق بن اسماعيل ، قال : سمعت علي بن المديني ، قال : مقتل حسين سنة اثنتين وستين.

أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي ، قال : أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن ابن محمد القزاز ، قال : أخبرنا أبو بكر الخطيب ، قال : أخبرنا عبيد اللّه - يعني ابن عمر ابن شاهين - قال : حدثني يحيى بن محمد ، قال : حدثنا محمد بن موسى بن حماد ، عن ابن أبي السري ، عن هشام بن الكلبي قال : وفي سنة اثنتين وستين قتل الحسين بن علي رضي اللّه عنهما يوم عاشوراء.

ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى 711 في «مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر» (ج 7 ص 156 ط دار الفكر) قال :

وقيل : كان قتله سنة ستين ، وقيل : سنة اثنتين وستين.

وقال ابن لهيعة : كان قتل الحسين بن علي وقتل عقبة بن نافع وحريق الكعبة في سنة واحدة سنة ثنتين أو ثلاث وستين.

ص: 456

وروى جماعة انه عليه السلام استشهد في صفر سنة 61

منهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي المولود سنة 588 والمتوفى 660 في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2668 ط دمشق) قال :

وقال الواقدي : حدثني أفلح بن سعيد ، عن ابن كعب القرظي ، قال : قتل الحسين في صفر سنة إحدى وستين.

ص: 457

تعيين سن الحسين عليه السلام في يوم استشهاده

قيل : استشهد وهو ابن اربع وخمسين سنة ، وقيل : ابن خمس وخمسين سنة وأشهر ، وقيل : ابن ست وخمسين سنة ، وقيل : سبع وخمسين سنة ، وقيل : وهو ابن ثمان وخمسين سنة ، وقيل : تسع وخمسين سنة.

روى تلك الأقوال جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور والمتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر» (ج 7 ص 156 ط دار الفكر) قال :

قيل : ان الحسين قتل وهو ابن ثمان وخمسين سنة. وقيل : وهو ابن ست وخمسين سنة. وقتله سنان بن أبي أنس ، وجاء برأسه خولي بن يزيد الأصبحي ، جاء به الى عبيد اللّه بن زياد.

وقيل : قتل وهو ابن أربع وخمسين سنة وستة أشهر ونصف.

وقيل : ابن خمس وخمسين ، وكان في يوم سبت يوم عاشوراء سنة إحدى وستين. وقتل بالطف بكربلاء وعليه جبة خز دكناء ، وهو صابغ بالسواد ، قتله سنان بن أبي أنس النخعي ، وأجهز عليه خولي بن يزيد الأصبحي من حمير ، وحز رأسه وأتى به عبيد اللّه ابن زياد فقال :

أو قر ركابي فضة وذهبا *** أنا قتلت الملك المحجبا

قتلت خير الناس أما وأبا

ص: 458

ومنهم العلامة زين الدين عمر بن مظفر الشهير بابن الوردي في «تتمة المختصر في اخبار البشر» (ص 65 النسخة مصورة من إحدى مكاتب اسلامبول) قال :

والصحيح أن عمره رضي اللّه عنه وعنابهم خمس وخمسون سنة وأشهر.

ومنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي المولود سنة 588 والمتوفى 660 في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2569 ط دمشق) قال :

أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن عمر بن باز ، قال : أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق بن يوسف ، قال : أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي ، قال : أخبرنا أحمد بن عبدان ، قال : أخبرنا محمد بن سهل ، قال : أخبرنا محمد بن اسماعيل البخاري ، قال : حسين بن علي بن أبي طالب ، أبو عبد اللّه الهاشمي ، قال أحمد بن سليمان ، عن عطاء بن مسلم ، عن الأعمش قال : قتل الحسين وهو ابن تسع وخمسين. وقال أبو نعيم : قتل الحسين يوم عاشوراء. وقال فروة بن أبي المغراء ، عن القاسم بن مالك ، عن عاصم بن كليب ، عن أبيه قال : رأيت النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، فذكرته لابن عباس فقال : أذكرت حسين بن علي حين رأيته؟ قلت : نعم واللّه ذكرته بكفيه حين رأيته يمشي. قال : إنا كنا نشبهه بالنبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم. وقال عبد اللّه بن محمد بن محمد بن الصلت ، حدثنا سفيان بن عيينة ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه قال : قتل حسين بن علي وهو ابن ثمان وخمسين.

وقال أيضا في ص 2659 :

أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي ، قال : أخبرنا أبو منصور بن زريق ، قال : أخبرنا أبو بكر الخطيب ، قال : أخبرنا ابن بشران ، قال : أخبرنا الحسين بن صفوان ، قال : حدثنا ابن أبي الدنيا ، قال : حدثنا محمد بن سعد ، قال : أخبرت عن ابن عيينة قال : سمعت الهذلي يسأل جعفر بن محمد فقال : قتل الحسين وهو ابن ثمان وخمسين سنة.

ص: 459

وقال أيضا في ص 2660 :

أنبأنا محمد بن هبة اللّه ، قال : أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد ، قال : أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ، قال : حدثنا عبد العزيز الكتاني ، قال : أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر ، قال : أخبرنا أبو الميمون بن راشد ، قال : حدثنا أبو زرعة ، قال : قال محمد بن أبي عمر ، عن ابن عيينة ، عن جعفر بن محمد قال : قتل الحسين وهو ابن ثمان وخمسين سنة. قال أبو نعيم : في يوم سبت يوم عاشوراء.

أنبأنا ابن طبرزد ، قال : أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي إجازة إن لم يكن سماعا ، قال : أخبرنا أبو بكر بن الطبري ، قال : أخبرنا أبو الحسين بن الفضل ، قال : أخبرنا عبد اللّه بن جعفر ، قال : حدثنا يعقوب ، قال : حدثنا محمد بن يحيى ، قال : حدثنا سفيان ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه قال : وقتل لها الحسين ، يعني لثمان وخمسين.

قال ابن السمرقندي : أخبرنا عمر بن عبيد اللّه ، قال : أخبرنا علي بن محمد بن بشران ، قال : أخبرنا أبو عمرو بن السماك ، قال : حدثنا حنبل بن اسحق ، قال : حدثنا الحميدي ، قال : حدثنا سفيان ، قال : حدثنا جعفر بن محمد ، عن أبيه قال : قتل علي وهو ابن ثمان وخمسين ، ومات لها حسن وقتل حسين لها.

قال : وأخبرنا الخطبي قال : حدثنا محمد بن عثمان ، قال : حدثنا اسماعيل بن بهرام ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، عن أبيه : ان الحسين عمر سبعا وخمسين سنة.

أنبأنا أبو اليمن الكندي ، عن أبي البركات عبد الوهاب بن المبارك ، قال : أخبرنا أحمد بن الحسن بن خيرون ، قال : أخبرنا عبد الملك بن محمد بن بشران ، قال : أخبرنا محمد بن أحمد الصواف ، قال : حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، قال : حدثنا اسماعيل بن إبراهيم ، قال : حدثنا محمد بن جعفر بن محمد ، عن أبيه أن الحسين عمر سبعا وخمسين أو ثمان وخمسين.

أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد الدارقزي ، قال : أنبأنا أبو غالب وأبو عبد اللّه ابنا البناء ، قالوا : أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة ، قال : أخبرنا أبو طاهر المخلص ، قال :

ص: 460

أخبرنا أحمد بن سليمان الطوسي ، قال : حدثنا الزبير بن بكار ، قال : حدثني سفيان بن عيينة ، عن جعفر بن محمد قال : قتل حسين وهو ابن ثمان وخمسين. قال : والحديث الأول في سنة أثبت ، يعني ابن ست وخمسين.

ص: 461

الخلاف في يوم شهادة الحسين عليه السلام

روى الخلاف فيه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي المولود سنة 588 والمتوفى 660 في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2661) قال :

أنبأنا أبو نصر القاضي ، قال : أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسين ، قال : أخبرنا أبو الفضل محمد بن اسماعيل الفضيلي ، قال : أخبرنا أبو القاسم أحمد بن محمد الخليلي ، قال : أخبرنا أبو القاسم الخزاعي ، قال : أخبرنا أبو سعيد الهيثم بن كليب ، قال : سمعت محمد بن صالح يقول : سمعت عثمان يقول : سمعت الفضل يقول : مات الحسين بن علي يوم السبت ، يوم عاشوراء سنة ستين.

وقال أيضا في ص 2662 :

وأنبأنا أبو حفص المؤدب ، قال : أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي إجازة إن لم يكن سماعا ، قال : أخبرنا عمر بن عبيد اللّه ، قال : أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، قال : أخبرنا عثمان بن أحمد ، قال : أخبرنا حنبل بن اسحق ، قال : حدثنا أبو نعيم ، قال : وحسين بن علي يوم السبت يوم عاشوراء سنة ستين ، وهذا وهم.

وقال أيضا في ص 2658 :

ص: 462

أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد ، قال : كتب إلينا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، قال : أخبرنا أبو بكر البيهقي ، قال : أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال : أخبرنا أبو اسحق ابراهيم بن محمد بن يحيى ، قال : حدثنا محمد بن اسحق الثقفي ، قال : حدثنا أبو الأشعث ، قال : حدثنا زهير بن العلاء ، قال : أخبرنا سعد بن أبي عروبة ، عن قتادة قال : قتل الحسين بن علي يوم الجمعة يوم عاشوراء لعشر مضين من المحرم سنة إحدى وستين وهو ابن أربع وخمسين سنة وستة أشهر ونصف.

وقال أيضا في ص 2664 :

كتب إلينا أبو الحسن علي بن المفضل الحافظ أن أبا القاسم خلف بن عبد الملك بن بشكوال أجاز لهم ، وقال : أخبرنا أبو محمد بن عتاب وأبو عمران بن أبي تليد إجازة ، قالا : أخبرنا أبو عمر بن عبد البر النمري ، قال : أخبرنا أبو القاسم خلف بن القاسم ، قال : أخبرنا أبو علي سعيد بن عثمان بن السكن ، قال : والحسين بن علي بن أبي طالب استشهد بكربلاء من ناحية الكوفة يوم عاشوراء ليلة جمعة ، سنة إحدى وستين.

وقال في ص 2666 :

أنبأنا ابن طبرزد عن أبي غالب بن البناء ، قال : أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، قال : أخبرنا أبو القاسم بن خنيقاء ، قال : أخبرنا أبو محمد الخطبي ، قال : حدثنا عبد اللّه ابن أحمد بن حنبل ، قال : حدثني أبو نعيم ، قال : قتل الحسين بن علي يوم السبت يوم عاشوراء ، وقيل يوم الاثنين.

وقال أيضا في ص 2668 :

وقال أبو عيسى : قتل يوم السبت يوم عاشوراء سنة ستين.

وقال أيضا في ص 2664 :

ص: 463

أخبرنا أبو حفص المكتب فيما أذن لنا فيه ، قال : أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد إجازة ان لم يكن سماعا ، قال : أخبرنا أبو بكر الطبري ، قال : أخبرنا أبو الحسين ابن الفضل ، قال : أخبرنا عبد اللّه بن جعفر ، قال. حدثنا يعقوب بن سفيان ، قال : حدثنا ابن بكير ، عن الليث بن سعد ، قال : وفي سنة إحدى وستين قتل الحسين بن علي وأصحابه لعشر ليال خلون من المحرم يوم عاشوراء يوم السبت.

وقال أيضا في ص 2663 :

وقال الزبير في موضع آخر : والحسين بن علي ولد لخمس ليال خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة ، وقتل يوم الجمعة يوم عاشوراء في المحرم سنة إحدى وستين ، قتله سنان بن أبي أنس النخعي ، وأجهز عليه خولي بن يزيد الاصبحي من حمير ، وحز رأسه وأتى به عبيد اللّه بن زياد فقال :

أوقر ركابي فضة وذهبا

أنا قتلت الملك المحجبا

قتلت خير الناس أما وأبا

ومنهم العلامة ابن عساكر في «تاريخ دمشق ترجمة الامام الحسين» (ص 81 ط بيروت) قال :

روي بأسانيد مختلفة انه عليه السلام استشهد يوم السبت ، أو يوم الاثنين.

ومنهم العلامة أبو العرب محمد بن أحمد بن تميم بن تمام القيرواني المغربي في «المحن» (ص 136 ط دار الغرب الإسلامي) قال :

وحدثني سعيد بن إسحاق ، قال : حدثنا أبو أيوب بن إسحاق ، قال : حدثنا أحمد ابن حنبل ، قال : قتل الحسين وهو ابن ثمان وخمسين سنة ، وقتل - رحمه اللّه - يوم السبت نهار عاشوراء سنة ستين. وحدثني بكر بن حماد قال : حدثنا زريق قال : حدثنا

ص: 464

ابن حنبل مثله.

ومنهم العلامة الشيخ عبد الوهاب بن أحمد الشعراني في «مختصر تذكرة القرطبي» (ص 222 ط دار الفكر - بيروت) قال :

وقتل رحمه اللّه - قال القرطبي ولا رحم قاتله - في يوم الجمعة لعشر خلون من المحرم سنة إحدى وستين بكربلاء بالقرب من موضع يقال له الطف من الكوفة.

ص: 465

عدد أولاد الحسين بن علي عليه السلام

قد تقدم نقل الأخبار في ذلك عن كتب العامة في ج 11 ص 451 ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها هناك :

فمنهم العلامة عبد الغني بن اسماعيل النابلسي الشامي في «زهر الحديقة في رجال الطريقة» (ص 94 والنسخة مصورة من إحدى مكاتب ايرلندة) قال :

وللحسين رضي اللّه عنه أولاد : علي الأكبر ، وعلي الأصغر ، وفاطمة ، وسكينة.

وفي تاريخ دمشق : ان سكينة اسمها اميمة ، وقيل امينة ، وقيل أميّة ، دخلت دمشق مع أهلها ، ثم خرجت الى المدينة ، ويقال عادت الى دمشق.

ومنهم الفاضل المعاصر الشريف علي فكري الحسيني القاهري في «أحسن القصص» (ج 4 ص 254 ط دار الكتب العلمية) قال :

قال محمد بن أبي طلحة القرشي في «مناقب آل الرسول» :

كان للحسين من الأولاد تسعة : ستة ذكور ، وثلاث إناث.

فالذكور :

1 - علي الأكبر - الذي قاتل بين يدي أبيه حتى قتل شهيدا.

2 - علي الأوسط (زين العابدين) وأمه شاه زنان بنت كسرى يزدجرد.

ص: 466

3 - علي الأصغر الذي قتل مع أبيه بالطف ، وأمه ليلى بنت أبي مرة بن عروة بن مسعود.

4 - محمد.

5 - عبد اللّه الذي قتل مع أبيه صغيرا وجاء سهم وهو في حجر أبيه فذبحه.

6 - جعفر ابن القضاعية.

والإناث :

1 - زينب.

2 - سكينة وأمها الرباب.

3 - فاطمة وأمها أم اسحق بنت طلحة بن عبيد اللّه تيمية.

ومنهم الفاضل المعاصر محمد رضا أمين مكتبة جامعة فؤاد الاول سابقا في كتابه «الحسن والحسين سبطا رسول اللّه» (ص 68 ط دار الكتب العلمية - بيروت) :

روى مثل ما ذكره الشريف فكري باختلاف يسير بالزيادة والنقصان والتقديم والتأخير.

ص: 467

مشهد المحسن بن الحسين عليه السلام بجبل جوشن في حلب

نقل مكانه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن هبة اللّه الشهير بابن العديم المتوفى سنة 660 في كتابه «زبدة الحلب في تاريخ حلب» (ص 25 طبع معهد تاريخ العلوم العربية بالتصوير في فرانكفورت سنة 1406 ه - ق) قال :

وقرأت بخط بعض الحلبيين - وأظنه بعض أعيان بني الموصول - قال : ويقال أنه بطل منذ عبر عليه سبي الحسين ونساؤه وأولاده عليه السلام ، وان زوجة الحسين كانت حاملا وانها أسقطت هناك وطلب من الضياع في ذلك الجبل خبزا أو ماء وأنهم شتموها ومنعوها ، فدعت عليهم ، والى الآن من عمل فيه لم يربح سوى التعب.

وقبلي الجبل فيه مشهد يعرف بالسقط ، وهو يسمى مشهد الدكة ، والسقط يسمى المحسن بن الحسين.

ص: 468

أزواج الامام الحسين عليه السلام

ترجم لهن جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الفاضل المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد اللّه فكري الحسيني القاهري المتولد والمتوفى بها سنة 1296 - 1372 في «أحسن القصص» (ج 4 ص 253 ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال :

الرباب ، ابنة إمرئ القيس الكلبية ، وهي أم سكينة بنت الحسين ، وكان الحسين يحبها حبا شديدا ، وله فيها أشعار منها :

لعمرك أنني لأحبّ دارا *** تحل به سكينة والرباب

أحبهما وأبذل فوق جهدي *** وليس لعاذل عندي عتاب

ولست لهم وان عتبوا مطيعا *** حياتي أو تغيبني التراب

قيل : خطبها يزيد والأشراف من قريش فقالت : واللّه لا كان لي حم آخر بعد رسول اللّه ، وعاشت بعد الحسين سنة ثم ماتت كمدا ، ولم تستظل بعد الحسين بسقف

ص: 469

(عن ابن الجوزي) (1).

ص: 470


1- قال العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن جرادة المولود 588 والمتوفى 660 في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2594 ط دمشق) قال : أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد اللّه الدمشقي الحافظ ، قال : أخبرنا أبو الحسن مسعود بن أبي منصور بن محمد بن الحسن الحمال ، قال : أخبرنا أبو منصور محمود بن اسماعيل الصيرفي ، قال : أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن الحسين بن فاذشاه ، قال : أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني اللخمي ، قال : حدثنا أبو شعيب الحراني ، قال : حدثنا عمر بن شبة ، قال : حدثنا أبو نعيم ، قال : حدثنا عمرو بن ثابت ، قال : سمعت سكينة بنت الحسين تقول : عوتب أبي الحسين بن علي في أمي ، فقال أبي الحسين : لعمرك انني لأحب دارا *** تضيفها سكينة والرباب أحبهما وأبذل فوق جهدي *** وليس لعاذل عندي عتاب ولست لهم وان عتبوا مطيعا *** حياتي أو تغيبني التراب وقد ذكرنا في ترجمة الرباب في آخر الكتاب أنها كانت مع الحسين رضي اللّه عنه يوم الطف ، وأنها رجعت الى المدينة مصابة مع من رجع ، فخطبها الاشراف من قريش فقالت : واللّه لا يكون لي حمو آخر بعد رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، فعاشت بعده سنة لم يظلها سقف بيت حتى بليت وماتت كمدا. وقال الفاضل الدكتور محمد جميل غازي في «استشهاد الحسين» (ص 147 ط مطبعة المدني بمصر) ومما أنشد الزبير بن بكار من شعره في امرأته الرباب بنت انيف ، ويقال : بنت إمرئ القيس بن عدي الكلبي أم ابنته سكينة : لعمرك إنني لأحب دارا *** تحل بها سكينة والرباب أحبهما وأبذل جل مالي *** وليس للائمي فيها عتاب ولست لهم وان عتبوا مطيعا *** حياتي أو يغيبني التراب وقد أسلم أبوها على يدي عمر بن الخطاب ، وأمّره عمر على قومه ، فلما خرج من عنده خطب اليه علي بن أبي طالب أن يزوج ابنه الحسن أو الحسين من بناته ، فزوج الحسن ابنته سلمى ، والحسين ابنته الرباب ، وزوج عليا ابنته الثالثة ، وهي المحياة بنت إمرئ القيس في ساعة واحدة ، فأحبّ الحسين زوجته الرباب حبا شديدا ، وكان بها معجبا يقول فيها الشعر ، ولما قتل بكربلاء كانت معه فوجدت عليه وجدا شديدا ، وذكر أنها أقامت على قبره سنة ، ثم انصرفت وهي تقول : الى الحول ثم اسم السلام عليكما *** ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر وقد خطبها بعده خلق كثير من أشراف قريش ، فقالت : ما كنت لأتخذ حموا بعد رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، وو اللّه لا يؤويني ورجلا بعد الحسين سقف أبدا. ولم تزل عليه كمدة حتى ماتت ، ويقال : إنها إنما عاشت بعده أياما يسيرة ، فاللّه أعلم ، وابنتها سكينة بنت الحسين كانت من أجمل النساء ، حتى إنه لم يكن في زمانها أحسن منها. واللّه أعلم.

ليلى بنت أبي مرة بن عروة بن مسعود الثقفي ، وهي أم عليّ المقتول بالطفّ مع أبيه.

أم إسحاق بنت طلحة بن عبد اللّه ، وهي أم فاطمة.

أم جعفر بن الحسين القضاعية ، ولم يوقف على شيء من أخبارها.

شهربانو بنت كسرى يزدجرد ، واسمها (جهان شاه) وهي أم علي زين العابدين.

عائشة بنت خليفة ، وحفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ، وعاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل.

ص: 471

بعض مراثي الامام الحسين عليه السلام

اشارة

رثاه عليه السلام جماعة من العلماء والشعراء :

منهم أبو الأسود الدؤلي

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة الشيخ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي الدمشقي الشهير بابن عساكر المولود 499 والمتوفى 571 في كتابه «تاريخ دمشق» (ج 7 ص 239 والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة جستربيتي بايرلندة) قال :

أخبرنا أبو الحسين بن الفرا وأبو غالب وأبو عبد اللّه ، قالوا : أخبرنا أبو جعفر ابن المسلمة ، أخبرنا أبو طاهر المخلص ، أخبرنا أحمد بن سليمان ، أخبرنا الزبير بن بكار ، قال : وقال أبو الأسود الدؤلي في قتل الحسين بن علي عليهما السلام :

أقول وزادني غضبا وغيظا *** أزال اللّه ملك بني زياد

وأبعدهم كما بعدوا وخابوا *** كما بعدت ثمود وقوم عاد

ولا رجعت ركابهم إليهم *** إذا قفنا الى يوم التناد

ص: 472

ومنهم سليمان بن قتة الخزاعي

رواه جماعة من الأعلام في كتبهم :

فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق» (ج 7 ص 158 دار الفكر) قال :

وقال سليمان بن قتة يرثي الحسين بن علي عليهما السلام :

وان قتيل الطفّ من آل هاشم *** أذلّ رقابا من قريش فذلت

فان تتبعوه عائذ البيت تصبحوا *** كعاد تعمّت عن هداها فضلت

مررت على أبيات آل محمد *** فألفيتها أمثالها حيث حلت

وكانوا لنا غنما فعادوا رزية *** لقد عظمت تلك الرزايا وجلت

فلا يبعد اللّه الديار وأهلها *** وان أصبحت منهم برغمي تخلت

إذا افتقرت قيس جبرنا فقيرها *** وتقتلنا قيس إذا النّعل زلّت

وعند غنيّ قطرة من دمائنا *** سنجزيهم يوما بها حيث حلّت

ألم تر أنّ الأرض أضحت مريضة *** لفقد حسين والبلاد اقشعرّت

يريد أنهم لا يرعوون عن قتل قرشي بعد الحسين ، وعائذ البيت عبد اللّه بن الزبير.

ورواه الفاضل محمد رضا أمين مكتبة جامعة فؤاد الأول في كتاب «الحسن والحسين سبطا رسول اللّه» (ص 154 - باختلاف قليل في التقديم والتأخير ، وفيه : كانوا رجاء - بدل «وكانوا لنا غنما» وفيه أيضا : فلم أرها بدل «فألفيتها» وفيه أيضا :

أولئك قوم لم يشيموا سيوفهم *** ولم تفك في أعدائهم حين سلت

وقد أعولت تبكي السماء لفقده *** وأنجمها ناحت عليه وصلت

ورواه أبو البركات الباعوني في «جواهر المطالب» (ص 141 - المخطوط عن ابن

ص: 473

الزبير).

ورواه الشيخ عبد القادر بن عمر البغدادي في «حاشية شرح - بانت سعاد - لابن هشام» (ج 2 ص 735 ط دار صادر بيروت).

ورواه العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي المولود سنة 588 والمتوفى 660 في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2668 ط دمشق) قال :

أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد اللّه بن علوان ، قال : أخبرنا محمد بن محمد ابن عبد الرحمن الخطيب (ح).

وأخبرنا علي بن عبد المنعم بن الحداد ، قال : أخبرنا يوسف بن آدم المراغي ، قالا : أنبأنا محمد بن منصور السمعاني ، قال : أخبرنا الشيخ أبو نصر محمد بن أحمد بن علي الصيرفي إذنا ومشافهة ، أن القاضي أبا بكر أحمد بن الحسين الخرشي أجاز لهم ، قال : أخبرنا الحسن بن محمد بن اسحق ، قال : حدثنا محمد بن زكريا بن دينار ، قال : حدثنا ابن عائشة ، قال : وقف سليمان بن قنة بمصارع الحسين وأصحابه بكربلاء ، فاتكأ على قوسه وجعل يبكي ويقول :

ان قتيل الطف من آل هاشم *** أذل رقابا من قريش فذلت

مررت على أبيات آل محمد *** فلم ارها أمثالها يوم حلّت

فلا يبعد اللّه الديار وأهلها *** وان أصبحت منهم برغمي تخلّت

ألم تر أن الأرض أمست مريضة *** لفقد حسين والبلاد اقشعرت

وكانوا رجاء ثم عادوا رزية *** لقد عظمت تلك الرزايا وجلّت

أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل ، قال : أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني ، قال : أنشدنا محمد بن محمد الدهقان الامام بجامع بلخ ، قال : أنشدت لسليمان بن قنة :

مررت الى أبيات آل محمد *** فلم أرها أمثالها يوم حلّت

ص: 474

فلا يبعد اللّه الديار وأهلها *** وان أصبحت منها برغمي تخلّت

ألا إن قتلى الطف من آل هاشم *** أذلت رقاب المسلمين فذلت

وكانوا غياثا ثم أضحوا رزية *** لقد عظمت تلك الرزايا وجلت

ومنهم ابن الهبارية الشاعر

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة الشريف أحمد بن محمد بن أحمد الحسيني الخوافي [الحافي] الشافعي في «التبر المذاب» (ص 93 المخطوط) قال :

قال الشعبي وحكاه ابن سعد في الطبقات ، قال : أنشدنا بعض أشياخنا : ان ابن الهبارية الشاعر اجتاز بكربلاء ، فجلس يبكي على الحسين وأهله ، وقال بديها :

أحسين والمبعوث جدّك بالهدى *** قسما يكون الحق عند مسائل

لو كنت شاهد كربلاء لبذلت في *** تنفيس كربك جهد بذل الباذل

وسقيت حدّ السيف من أعدائكم *** عللا وحدّ السمهري الزابل

لكنني أخّرت عنك لشقوتي *** قبلا بلى بين الغريّ وبابل

هبني حرمت القتل في أعدائكم *** فأقلّ من حزن ودمع سائل

ثم نام في مكانه ، فرأى النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في المنام ، فقال له : جزاك اللّه عني خيرا ، أبشر فان اللّه كتبك ممن جاهد بين يدي الحسين.

ومنهم عبيد اللّه بن الحر بن يزيد

رواه جماعة من أعلام القوم في كتبهم :

فمنهم العلامة الشريف أحمد بن محمد بن أحمد الحسيني الخوافي [الحافي] الشافعي في «التبر المذاب» (ص 93 - المخطوط) قال :

قال الربيع بن انس : رثى الحسين عبيد اللّه بن الحر :

ص: 475

كربلاء لا زلت كربا وبلا *** ما لقي عندك أهل المصطفى

كم على تربك لما صرّعوا *** من دم سال ومن دمع جرى

يا رسول اللّه لو أبصرتهم *** وهم ما بين قتل وسبا

نحروا نحر الأضاحي نسله *** ثمّ ساقوا أهله سوق الاما

هاتفات برسول اللّه في *** شدّة الخوف وعثرات الخطا

قتلوه بعد علم منهم *** انّه خامس أصحاب الكسا

ليس هذا لرسول اللّه يا *** أمة الطغيان والكفر جزا

يا جبال المجد عزّا وعلا *** وبدور الأرض نورا وسنا

جعل اللّه الذي نالكم *** سبب الحزن عليكم والبكا

لا أرى حزنكم يبلى ولا *** رزءكم يسلى وان طال المدى

ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد جميل غازي في «استشهاد الحسين» (ص 148 خرجه من كتاب الحافظ ابن كثير ط مطبعة المدني - المؤسسة السعودية بمصر) قال :

وروى أبو مخنف عن عبد الرحمن بن جندب ان ابن زياد بعد مقتل الحسين تفقد أشراف أهل الكوفة فلم ير عبيد اللّه بن الحر بن يزيد ، فتطلبه حتى جاءه بعد أيام فقال : أين كنت يا ابن الحر؟ قال : كنت مريضا ، قال : مريض القلب أم مريض البدن ، قال : أما قلبي فلم يمرض ، وأما بدني فقد منّ اللّه عليه بالعافية ، فقال له ابن زياد : كذبت ولكنك كنت مع عدونا ، قال : لو كنت مع عدوك لم يخف مكان مثلي ، ولكان الناس شاهدوا ذلك ، قال : وعقل ابن زياد عقلة فخرج ابن الحر فقعد على فرسه ثم قال : أبلغوه أني لا آتيه واللّه طائعا.

قال ابن زياد : أين ابن الحر؟ قال : خرج ، فقال : عليّ به ، فخرج الشرط في طلبه فأسمعهم غليظ ما يكرهون ، وترضى عن الحسين وأخيه وأبيه ، ثم أسمعهم في ابن زياد غليظا من القول ثم امتنع منهم ، وقال في الحسين وأصحابه شعرا :

ص: 476

يقول أمير غادر حق غادر *** ألا كنت قاتلت الشهيد ابن فاطمة

فيا ندمي أن لا أكون نصرته *** لذو حسرة ما إن تفارق لازمه

سقى اللّه أرواح الذين تبارزوا *** على نصره سقيا من الغيث دائمه

وقفت على أجداثهم وقبورهم *** فكان الحشى ينقضّ والعين ساجمه

لعمري لقد كانوا مصاليت في الوغى *** سراعا الى الهيجاء حماة حضارمه

تأسوا على نصر ابن بنت نبيهم *** بأسيافهم آساد غيل ضراغمه

فان يقتلوا تلك النفوس ببغتة *** على الأرض قد أضحت لذلك واجمه

ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الامام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص 141 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :

وروى أبو مخنف عن عبد الرحمن بن جندب : ان عبيد اللّه بن زياد لعنه اللّه بعد مقتل الحسين عليه السلام تفقد أشراف الكوفة ، فلم يزل عبيد اللّه بن الحر بن يزيد فيطلبه ، فلما جاء أسمعه غليظ ما يكره ، ثم خرج من عنده فامتنع عليه ، وقال في الحسين وأصحابه :

يقول أمير غادر وابن غادر *** ألا كنت قاتلت الحسين بن فاطمه

ونسبنى على خذلانه واعتزاله *** وبيعة هذا الناكث العهد لائمه

فيا ندمي ألا أكون نصرته *** ألا كل نفس لا تسدد نادمه

واني وان لم أكن قد نصرته *** لذو حسرة ما ان يفارق لازمه

سقى اللّه أرواح الذين توازروا *** على نصره سقيا من الغيث دائمه

وقفت على أجداثهم ومحلهم *** فكاد الحشا ينقض والعين ساجمه

لعمري لقد كانوا مصاليت في الوغى *** سراعا الى الهيجا جمالا خضارمه

؟؟؟ على نصر ابن بنت نبيهم *** بأسيافهم آساد غيل ضراغمه

ص: 477

وما ان رأى الراءون أفضل منهم *** لدى الموت سادات وزهر قماقمه

تقتلهم ظلما وترجو ذمامنا *** فدع خطة ليست لنا بملائمه

لعمري لقد راغمتمونا بقتلهم *** فكم ناقم منكم علينا وناقمه

أهمّ مرارا أن أسير بجحفل *** الى فئة زاغت عن الحق راغمه

ومنهم عقبة بن عمر العبسي

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة الشريف أحمد بن محمد بن أحمد الحسيني الخوافي [الحافي] الشافعي في «التبر المذاب» (ص 93 المخطوط) قال :

قال السدي : أول من رثى الحسين رضي اللّه عنه عقبة بن عمر العبسي فقال :

مررت على قبر الحسين بكربلا *** ففاض عليه من دموعي غزيرها

وما زلت أبكيه وأرثي لشجوه *** ويسعد عيني دمعها وزفيرها

وناديت من حول الحسين عصائبا *** أطافت به من جانبيه قبورها

سلام على أهل القبور بكربلا *** وقلّ لها منّي سلام يزورها

سلام بآصال العشي وبالضحى *** يؤدّيه نكباء الرياح دبورها

ولا برح الزوار زوّار قبره *** يفوح عليهم مسكها وعبيرها

ورواها الشريف علي فكري القاهري الحسيني في «أحسن القصص» (ج 4 ص 250 ط بيروت) فقال في أولها :

إذ العين قرّت في الحياة وأنتم *** تخافون في الدنيا فأظلم نورها

ومنهم الكميت الأسدي

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

ص: 478

فمنهم العلامة النسابة السيد محمد مرتضى الحسيني الزبيدي في «كتابه تاج العروس» (ج 9 ص 93 ط القاهرة) في مادة «وسم») قال :

قال الكميت (يمدح الحسين بن علي رضي اللّه تعالى عنهما) :

وتطيل المرزّات المقاليد *** يمت اليه القعود بعد القيام

يتعرفن حرّ وجه عليه *** عقبة السرو ظاهرا والوسام

رواه بعينه في «لسان العرب» ج 12 ص 637 ط بيروت.

ومنهم منصور النمري

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الفاضل المعاصر محمد رضا أمين مكتبة جامعة فؤاد الاول سابقا في كتابه «الحسن والحسين سبطا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم» (ص 155 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال:

وقال منصور النمري :

ويلك يا قاتل الحسين لقد *** بؤت بحمل ينوء بالحامل

أي حباء حبوت أحمد في *** حفرته من حرارة الثاكل

تعال فاطلب غدا شفاعته *** وانهض فرد حوضه مع الناهل

ما الشك عندي بحال قابله *** لكنني قد أشك بالخاذل

كأنما أنت تعجبين ألا *** تنزل بالقوم نقمة العاجل

لا يعجل اللّه إن عجلت وما *** ربك عما ترين بالغافل

ما حصلت لامرئ سعادته *** حقت عليه عقوبة الآجل

أيضا :

ص: 479

قيل وسمع بعض أهل المدينة ليلة قتل الحسين مناديا ينادي :

أيها القاتلون جهلا حسينا *** أبشروا بالعذاب والتنكيل

كل أهل السماء يدعو عليكم *** من نبي ومن ملك وقبيل

قد لعنتم على لسان ابن داود *** وموسى وصاحب الإنجيل

ومنهم عبيدة بن عمرو الكندي

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة اللغوي أبو هلال الحسن بن عبد اللّه بن سهل العسكري المتوفى سنة 382 في «تصحيفات المحدثين» (ص 203 ط بيروت سنة 1408) قال :

وعبيدة بن عمرو الكندي ، يقال له : البدّي شاعر هو الذي رثى الحسين بن علي رضي اللّه عنهما بالقصيدة التي أولها :

صحا القلب بعد الشيب عن أمّ عامر *** وأذهله عنها صروف المقادر

ومنهم دعبل الخزاعي

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد ابن أبي جرادة الحلبي المولود سنة 588 والمتوفى 660 في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2669 ط دمشق) قال :

أخبرنا أبو المفضل مرجا بن محمد بن هبة اللّه بن شقرة قراءة عليه ، قال : أنبأنا القاضي أبو طالب محمد بن علي الكتاني ، عن أبي منصور عبد المحسن بن محمد بن علي ، قال : أنشدنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي ، قال : أنشدنا أبو بكر أحمد بن القاسم بن نصر بن زياد النيسابوري ، قال : أنشدنا أبو علي الحسن بن علي

ص: 480

الخزاعي دعبل لنفسه :

مدارس آيات خلت من تلاوة *** ومنزل وحي مقفر العرصات

لآل رسول اللّه بالخيف من منى *** وبالبيت والتعريف والجمرات

قفا نسأل الدار التي خف أهلها *** متى عهدها بالصوم والصلوات

قال فيها :

فأما المصيبات التي لست بالغا *** مبالغها مني بكنه صفاتي

قبور لدى النهرين من بطن كربلاء *** معرسهم منها بشط فرات

أخاف بأن أزدارهم ويشوقني *** معرّسهم بالجزع ذي النخلات

تقسّمهم ريب المنون فما ترى *** لهم عقوة مغشية الحجرات

خلا أن منهم بالمدينة عصبة *** مذودون أنضاء من الأزمات

قليلة زوّار خلا أن زورا *** من الضبع والعقبان والرخمات

وكيف أداوي من جوى بي *** والجوى أمية أهل الكفر واللعنات

وآل زياد في الحرير مصونة *** وآل رسول اللّه في الفلوات

وآل رسول اللّه نحف جسومها *** وآل زياد غلظ الرقبات

ألم تر أني من ثلاثون حجة *** أروح وأغدو دائم الحسرات

أرى فيئهم في غيرهم متقسما *** وأيديهم من فيئهم صفرات

إذا وتروا مدوا الى واتريهم *** أكفا عن الأوتار منقبضات

وهذه قصيدة شاعرة طويلة تزيد على خمسين بيتا سنوردها ان شاء اللّه تعالى بكاملها في ترجمة دعبل بن علي الخزاعي.

أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل ، قال : أخبرنا أبو سعد السمعاني ، قال :

سمعت أبا السعادات المبارك بن الحسين بن عبد الوهاب الواسطي بالنعمانية - مذاكرة من حفظه ، يقول : سمعت القاضي أبا يوسف عبد السلام بن محمد القزويني يقول : اجتمعت - يعني بأبي العلاء أحمد بن عبد اللّه بن سليمان المعري - فجرى بيننا كلام،

ص: 481

فقال أبو العلاء : ما سمعت في مراثي الحسين بن علي رضي اللّه عنهما مرثية تكتب. قال : فقلت له : قد قال رجل من فلاحي بلدنا أبياتا يعجز عنها شيخ تنوخ. فقال لي : أنشدنيها ، فأنشدته:

رأس ابن بنت محمد ووصيه *** للمسلمين على قناة يرفع

والمسلمون بمنظر وبمسمع *** لا جازع فيهم ولا متفجع

كحلت بمنظرك العيون عماية *** وأصم رزؤك كل أذن تسمع

أيقظت أجفانا وكنت أنمتها *** وأنمت عينا لم تكن بك تهجع

ما روضة إلّا تمنت أنها *** لك تربة ولخط قبرك مضجع

فقال أبو العلاء : واللّه ما سمعت أرق من هذا.

قلت : قد رثي الحسين رضوان اللّه عليه بأشعار كثيرة لو بسطت يدي الى إيراد جملة منها لطال ذكرها وامتنع حصرها ، فاقتصرت منها على هذا القليل خوفا من الإكثار وتجنبا للتطويل.

وروى العلامة صدر الدين علي بن أبي الفرج البصري في «الحماسة البصرية» (ج 1 ص 201 ط بيروت) هذه الأبيات الاخيرة لدعبل باختلاف قليل :

وفيه : «يا للرجال» بدل «يا للمسلمين» و «بمسمع» بدل «بسمع» و «ولا متخشع» بدل «ولا متفجع» و «نعيك» بدل «رزؤك». «كنت لها كرى» بدل :

«وكنت أنمتها» و «مضجع ولخط قبرك موضع» بدل «تربة ولخط قبرك مضجع».

ومنهم الشريف الرضي

روى مراثيه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الفاضل المعاصر الدكتور عمر فروخ في «تجديد في المسلمين لا في الإسلام» (ص 144 ط دار الكتاب العربي - بيروت) قال :

لن أقول في استشهاد الحسين رضي اللّه عنه ، شعرا ولا خيالا كالشعر. فمن ذا

ص: 482

الذي يستطيع أن يسمو بعاطفته وخياله الى أن يقول كما قال الشريف الرضي في مأتم الحسين :

ميت تبكي له فاطمة *** وأبوها وعليّ ذو العلا!

وقد روى شعره الشريف علي الحسيني فكري القاهري في «أحسن القصص» (ج 4 ص 252 ط بيروت) فقال :

كربلاء لا زلت كربا وبلا *** ما لقي عندك أهل المصطفى

كم على تربك لما صرعوا *** من دم سال ومن دمع جرى

يا رسول اللّه لو أبصرتهم *** وهم ما بين قتل وسبا

من رميض يمنع الظل ومن *** عاطش يسقى أنابيب القنا

جزروا جزر الأضاحي نسله *** ثم ساقوا أهله سوق الإما

هاتفات برسول اللّه في *** شدة الخوف وعثرات الخطا

قتلوه بعد علم منهم *** أنه خامس أصحاب الكسا

ليس هذا لرسول اللّه يا *** أمة الطغيان والبغي جزا

يا جبال المجد عزا وعلا *** وبدور الأرض نورا وسنا

جعل اللّه الذي نالكم *** سبب الوجد طويلا والبكا

لا أرى حزنكم يسلى ولا *** رزءكم ينسى وإن طال المدى

وقد رثاه الصاحب بن عباد والبوصيري رحمهما اللّه وغيرهما ، وجميع الرثاء مذكور في كتاب المرحوم علي بك جلال الحسيني ، فمن شاء فليطلع عليه.

ومنهم أبو الفرج ابن الجوزي

روى مراثيه جماعة من الأعلام في كتبهم :

ص: 483

فمنهم العلامة الشريف أحمد بن محمد بن أحمد الحسيني الخوافي [الحافي] الشافعي في «التبر المذاب» (ص المخطوط) قال :

ذكر جدي أبو الفرج في كتاب «التبصرة» انّما سار الحسين الى القوم لأنه رأى الشريعة قد دثرت ، فجدّ في رفع قواعد أصلها ، فلما أحضروه حصروه ، فقالوا له : انزل على حكم ابن زياد. فقال : لا أفعل ، واختار القتل على الذلّ ، وهكذا النفوس الشريفة تأبى مواطن الذلة ، ثم أنشد :

ولما رأوا بعض الحياة مذلّة *** عليهم وعزّ الموت غير محرّم

أبوا أن يذوقوا العيش والذّم واقع *** عليه وماتوا ميتة لم تذمّم

ولا عجب للأسد أن ظفرت بها *** كلاب الأعادي من فصيح وأعجم

فحربة وحشي سقت حمزة الردى *** وحتف عليّ في حسام ابن ملجم

ومنهم الامام الشافعي

رواه أيضا في ص 94 :

ورثاه الامام محمد بن إدريس الشافعي فقال :

تأوّب همي والفؤاد كئيب *** وأرّق جفني والرقاد قريب

وممّا شجى قلبي وشيّب لمّتي *** تصاريف أيام لهنّ خطوب

فمن يبلغن مني الحسين رسالة *** وان كرهتها أنفس وقلوب

قتيلا بلا جرم كأن قميصه *** صبيغ بماء الأرجوان خضيب

تزلزلت الدنيا لآل محمد *** وكادت لهم صمّ الجبال تذوب

وغارت نجوم واقشعرّت كواكب *** وهتّك أستار وشق جيوب

وللسيف إعوال وللرمح رنّة *** وللخيل من بعد الصهيل نحيب

يصلي على المهدي من آل هاشم *** وتعرى بنوه انّ ذا لعجيب

ص: 484

لئن كان ذنبا حب آل محمد *** فذلك ذنب لست منه أتوب

هم شفعائي يوم حشري وفاقتي *** وحبّهم للشافعي ذنوب

ورواه الشريف علي محمد فكري الحسيني القاهري في «احسن القصص» (ج 4 ص 252 ط بيروت) باختلاف يسير من التقدم والتأخر والزيادة والنقصان ، وفيه : «عيني» بدل «جفني» و «غريب» بدل «قريب» و «ومما نفى نومي» بدل «ومما شجى قلبي». و «فمن مبلغ عني» بدل «فمن يبلغن مني» و «قتيل» بدل «قتيلا». وليس فيه : وغارت نجوم - الى آخر البيت - وأيضا ليس فيه : «وللسيف إعوال ...» البيت. وفيه : «على المختار» بدل «على المهدي» و «ونغزو بنيه» بدل «وتعرى بنوه» و «ذنبي» بدل - «ذنبا» وليس فيه أيضا : هم شفعائي - البيت.

ومنهم أبو دهبل الجمحي

روى شعره جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة ياقوت الحموي في «معجم البلدان» (ج 4 ص 36) قال :

الطف بالفتح والفاء المشدّدة ، وهو في اللغة ما أشرف من أرض العرب على ريف العراق (الى أن قال) والطفّ طفّ الفرات ، أي الشاطئ ، والطف أرض من ضاحية الكوفة في طريق البرية ، فيها كان مقتل الحسين بن علي رضي اللّه عنه (الى أن قال) قال أبو دهبل الجمحي يرثي الحسين بن علي رضي اللّه عنه ومن قتل معه بالطف :

مررت على أبيات آل محمد *** فلم أرها أمثالها يوم حلت

فلا يبعد اللّه الديار وأهلها *** وإن أصبحت منهم برغمي تخلت

ألا ان قتلى الطف من آل هاشم *** أذلت رقاب المسلمين فذلت

وكانوا غياثا ثم أضحوا رزية *** ألا عظمت تلك الرزايا وجلت

وجاء فارس الأشقين بعد برأسه *** وقد نهلت منه الرماح وعلت

ص: 485

وقال أيضا :

تبيت سكارى من أمية نوّما *** وبالطف قتلى ما ينام حميمها

وما أفسد الإسلام إلّا عصابة *** تأمر نوكاها فدام نعيمها

فصارت قناة الدين في كف ظالم *** إذ أعوج منها جانب لا يقيمها

ورواه الدكتور احسان النض في «الاختيارات من كتاب الأغاني لأبي الفرج الاصفهاني» (ج 4 ص 134 ط بيروت) وفيه : جميعها ، بدل «حميمها».

ومنهم ابن اصدق

روى شعره جماعة من الأعلام في كتبهم :

فمنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد ابن أبي جرادة الحلبي المولود سنة 588 والمتوفى 660 في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2654 ط دمشق) قال :

أنبأنا أحمد بن أزهر بن السباك ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري في كتابه ، عن أبي القاسم علي بن المحسن التنوخي ، عن أبيه أبي علي قال : حدثني أبي قال : خرج إلينا أبو الحسن الكرخي يوما فقال : تعرفون ببغداد رجلا يقال له ابن أصدق ، فلم يعرفه من أهل المجلس غيري ، وقلت : أعرفه فكيف سألت عنه؟ قال : أي شيء يعمل؟ قلت : ينوح على الحسين بن علي عليهما السلام. قال : فبكى أبو الحسن وقال : عندي عجوز تزينني من أهل كرخ جدان يغلب على لسانها النبطية ، ولا يمكنها أن تقيم كلمة عربية فضلا عن أن تحفظ شعرا ، وهي من صوالح النساء وتكثر من الصلاة والصوم والتهجد ، وانتبهت البارحة في جوف الليل ، ومنامها قريب من منامي ، فصاحت : أبو الحسن ، أبو الحسن. قلت : مالك؟ قالت : الحقني ، فجئتها ووجدتها ترعد وقلت : ما أصابك؟ قالت : رأيت في منامي وقد صليت وردي

ص: 486

ونمت ، كأني في درب من دروب الكرخ فيه حجرة محمرة بالساج مبيضة بالإسفيداج مفتوحة الباب وعليه نساء وقوف فقلت لهم : ما الخبر؟ فأشاروا الى داخل الدار وإذا امرأة شابة حسناء بارعة الجمال والكمال وعليها ثياب بياض مرويّة من فوقها إزار شديد البياض قد التفت به وفي حجرها رأس يشخب دما. ففزعت ، وقالت : لا عليك ، أنا فاطمة بنت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، وهذا رأس الحسين صلوات اللّه على الجماعة فقولي لابن أصدق حتى ينوح:

لم أمرضه فأسلو *** لا ولا كان مريضا

وانتبهت مذعورة.

قال أبو الحسن : وقالت العجوز : «أمرظه» بالظاء لأنها لا تتمكن من إقامة الضاد ، فسكنت منها الى أن عاودت نومها.

وقال أبو القاسم : ثم قال لي مع معرفتك بالرجل فقد حملتك الأمانة في هذه الرسالة ، فقلت : سمعا وطاعة لأمر سيدة النساء رضوان اللّه تعالى عليها.

قال : وكان هذا في شعبان والناس إذ ذاك يلقون أذى شديدا ، وجهدا جهيدا من الحنابلة ، وإذا أرادوا زيارة المشهد بالحائر ، خرجوا على استتار ومخافة ، فلم أزل أتلطف في الخروج حتى تمكنت منه وحصلت في الحائر ليلة النصف من شعبان ، وسألت عن أصدق فدللت عليه ، ودعوته وحضرني. فقلت له : إن فاطمة عليها السلام تأمرك أن تنوح بالقصيدة التي فيها :

لم أمرضه فأسلو *** لا ولا كان مريضا

فانزعج من ذلك وقصصت عليه وعلى من كان معه عندي الحديث ، فأجهشوا بالبكاء وناح بذلك طول ليلته وأول القصيدة :

أيها العينان فيضا *** واستهلا لا تغيضا

وهذه الحكاية ذكرها غرس النعمة أبو الحسن محمد بن هلال بن المحسن بن ابراهيم المعروف بابن الصابئ في كتاب «الربيع» ، وذكر أن أباه الرئيس هلال بن

ص: 487

المحسن ذكرها في كتاب «المنامات» من تأليفه وقال : حدث القاضي أبو علي التنوخي قال : حدثني أبي ، يعني أبا القاسم ، وذكر الحكاية.

أنبأنا بذلك أبو محمد عبد اللطيف بن يوسف بن علي ، عن أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان ، عن أبي عبد اللّه الحميدي قال : أخبرنا غرس النعمة ، وأبو الحسن الكرخي المذكور هو من كبار أصحاب أبي حنيفة وله من المصنفات مختصر الكرخي في الفقه.

وقريب من هذه الحكاية ما قرأت بخط أبي غالب عبد الواحد بن مسعود بن الحصين في تاريخه ، وأخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن محمود بن هبة اللّه بن النجار عنه قال : حدثني الشيخ نصر اللّه بن مجلي مشارف الصناعة بالمخزن ، وكان من الثقات الأمناء ، أهل السنة ، قال : رأيت في المنام علي بن أبي طالب عليه السلام ، فقلت : يا أمير المؤمنين تفتحون مكة فتقولون : من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ، ثم يتم على ولدك الحسين يوم الطف ما تم؟ فقال لي عليه السلام : أما سمعت أبيات الجمال ابن الصيفي في هذا؟ فقلت : لا ، فقال : اسمعها منه ، ثم استيقظت ، فباكرت الى دار الحيص بيص فخرج إلي فذكرت له الرؤيا فشهق وأجهش بالبكاء ، وحلف باللّه ان كانت خرجت من فمي أو خطي الى أحد وان كنت نظمتها إلّا في ليلتي هذه :

ملكنا فكان العفو منا سجية *** فلما ملكتم سال بالدم أبطح

وحللتم قتل الأسير وطالما *** غدونا عن الأسرى نعف ونصفح

ولا غرو فيما بيننا من تفاوت *** فكل إناء بالذي فيه ينضح

ص: 488

ومنهم بعض الشعراء

ذكره جماعة من الأعلام في كتبهم :

فمنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الامام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص 141 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :

قال بعضهم :

جاءوا برأسك يا ابن بنت محمد *** مترملا بدمائه ترميلا

وكأنما بك يا ابن بنت محمد *** قتلوا جهارا عامدين رسولا

قتلوك عطشانا ولم يترقبوا *** في قتلك التأويل والتنزيلا

ويكبّرون بأن قتلت وانّما *** قتلوا بك التكبير والتهليلا

وقال أيضا في ص 142 :

ورأيت في مرثيته قصيدة طويلة جدا علق بخاطري منها هذه الأبيات :

أما والذي لدمي حللا *** وخصّص أهل الولاء بالبلا

لئن ذقت فيك كؤوس الحمام *** لما قال قلبي لساقيه لا

ولا كنت ممّن يشاكي الجوى *** ولو قدّني مفصلا مفصلا

رضيت وحقك كل الرضى *** إذا كان يرضيك أن أقتلا

أنا ابن البتول وسبط الرسول *** وجدي محمد فيكم قد علا

أنا ابن الفتى الهاشمي الذي *** لمرحب في خيبر جندلا

فلا غرو ان متّ موت الكرام *** كما مات في الحبّ من قد خلا

أتنكر بين الورى قتلتي *** ورأسي يطاف به في الملا

ص: 489

ومنهم العلامة الشريف أحمد بن محمد بن أحمد الحسيني الخوافي [الحافي] الشافعي في «التبر المذاب» (ص 93 المخطوط) قال :

وأنشدنا أبو عبيد اللّه النحوي بمصر قال :

كحل بعض العلماء عينيه يوم عاشوراء ، فعوتب على ذلك فأنشد ارتجالا :

وقائل لم كحلت عينا *** يوم استباحوا دم الحسين

فقلت كفّوا أحقّ شيء *** يلبس فيه السواد عيني

وقال أيضا : وأنشد بعض العلماء وقد لاموه على اكتحاله يوم عاشوراء ، فقال :

قالوا اكتحلت شماتة بمحمد *** وبآله أهل التقى والدين

قلت اقصروا فأحق من بكت الدما *** عيني ومن لبس السواد جفوني

ص: 490

رثاء جماعة من النساء المؤمنات (للحسين بن علي عليه السلام) منهن عاتكة النفيلية

روى رثاءها جماعة من الأعلام في كتبهم :

فمنهم الفاضل المعاصر محمد رضا أمين مكتبة جامعة فؤاد الأول سابقا في كتابه «الحسن والحسين سبطا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم» (ص 154 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال:

رثت الحسين عليه السلام زوجته عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل ، فقالت :

وا حسينا فلا نسيت حسينا *** أقصدته أسنة الأعداء

غادروه بكربلاء صريعا *** لا سقى الغيث بعده كربلاء

ومنهن الرباب وابنتها سكينة

روى مرثيتهما جماعة من الأعلام في كتبهم :

فمنهم الفاضل المذكور في «الحسن والحسين» (ص 154) قال :

ورثته الرباب زوجته ، فقالت :

ان الذي كان نورا يستضاء به *** بكربلاء قتيل غير مدفون

ص: 491

سبط النبي جزاك اللّه صالحة *** عنا وجنبت خسران الموازين

قد كنت لي جبلا صعبا ألوذ به *** وكنت تصحبنا بالرحم والدين

من لليتامى ومن للسائلين ومن *** يغني ويأوي اليه كل مسكين

واللّه لا أبتغي صهرا بصهركم *** حتى أغيب بين الرمل والطين

ورثته سكينة ابنته ، فقالت :

لا تعذليه فهمّ قاطع طرقه *** فعينه بدموع ذرّف غدقه

إن الحسين غداة الطف يرشقه *** ريب المنون فما أن يخطئ الحدقة

بكف شر عباد اللّه كلهم *** نسل البغايا وجيش المرّق الفسقة

يا أمة السوء هاتوا ما احتجاجكم *** غدا وجلكم بالسيف قد صفقه

الويل حل بكم إلّا بمن لحقه *** صيرتموه لأرماح العدا درقه

يا عين فاحتفلي طول الحياة دما *** لا تبك ولدا ولا أهلا ولا رفقه

لكن على ابن رسول اللّه فانسكبي *** قيحا ودما وفي إثريهما العلقة

رواهما [شعر الرباب وشعر سكينة] الفاضل الشريف علي فكري الحسيني القاهري في «أحسن القصص» (ج 4 ص 250 ط بيروت بعينهما).

ومنهن ابنة عقيل بن أبي طالب

روى مرثيتها جماعة من الأعلام في كتبهم :

فمنهم الفاضل المذكور أيضا في كتابه «الحسن والحسين عليهما السلام» (ص 154) قال:

وقالت بنت عقيل بن أبي طالب ترثي حسينا ومن أصيب معه :

عين ابكي بعبرة وعويل *** واندبي إن ندبت آل الرسول

ستة كلهم لصلب علي *** قد أصيبوا وخمسة لعقيل

ص: 492

ومنهم العلامة الشيخ أبو عمر يوسف بن عبد اللّه ابن عبد البر النمري القطبي المتوفى سنة 463 في كتابه «بهجة المجالس وانس المجالس» (ج 1 ص 777 ط مصر) قال :

ولما قتل الحسين بن علي ، قالت بنت عقيل بن أبي طالب :

ما ذا تقولون إن قال النبيّ لكم *** ما ذا فعلتم وأنتم آخر الأمم

بعترتي وبأهلي عند منطلقي *** منهم أسارى وقتلى ضرجوا بدم

ما كان هذا جزائي إذ نصحت لكم *** أن تخلفوني بسوء في ذوى رحمي

ومنهن عقيلة بنت الضحاك

روى مرثيتها جماعة من الأعلام في كتبهم :

فمنهم الفاضل المعاصر عمر رضا كحالة في «المرأة في القديم والحديث» (ج 7 ص 251 ط مؤسسة الرسالة بيروت) قال :

عقيلة بنت الضحاك : من شواعر العرب ، قالت ترثي الحسين ومن أصيب معه :

عيني أبكي بعبرة وعويل *** واندبي ان ندبت آل الرسول

ستة كلهم لصلب علي *** قد أصيبوا وخمسة لعقيل

وقالت أيضا :

ما ذا تقولون إن قال النبي لكم *** ما ذا فعلتم وأنتم آخر الأمم

بعترتي وبأهلي بعد مفتقدي *** منهم أسارى ومنهم ضرجوا بدم

ص: 493

نوح الجن للحسين بن علي عليه السلام

اشارة

قد تقدم نقل جملة منها عن كتب العامة في ج 11 ص 570 ، ونستدرك هاهنا عمن لم نرو عن كتبهم هناك :

وفيه أحاديث :

منها حديث أم سلمة

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة المولوي ولي اللّه اللكهنوئي في «مرآة المؤمنين» (ص 277 ط لكهنو) قال :

وأخرج الملّا عن أم سلمة أنها قالت : سمعت نوح الجن على الحسين ، وابن سعد عنها انها بكت حتى غشي عليها ، وفي تاريخ السيوطي وأخرج أبو نعيم في الدلائل عن أم سلمة قالت : سمعت الجن يبكي على الحسين ، وينوح عليه.

ص: 494

ومنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي المولود سنة 588 والمتوفى 660 في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2650 ط دمشق) قال :

أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد ، قال : أخبرنا أبو السعود بن المجلي إجازة إن لم يكن سماعا ، قال : حدثنا عبد المحسن بن محمد لفظا قال : أخبرنا أبو أحمد عبد اللّه بن محمد بن محمد الدهان ، قال : حدثنا أبو جعفر أحمد بن الحسن البردعي ، قال : حدثنا أبو هريرة أحمد بن عبد اللّه بن أبي العصام العدوي ، قال : حدثنا ابراهيم بن يحيى بن يعقوب أبو الطاهر البزاز ، قال : حدثنا ابن لقمان ، قال : حدثنا الحسين بن إدريس ، قال : حدثنا هاشم ، عن أمه ، عن أم سلمة قال : سمعت الجن تنوح على الحسين يوم قتل وهن يقلن :

أيها القاتلون ظلما حسينا *** أبشروا بالعذاب والتنكيل

كل أهل السماء يدعو عليكم *** من نبي ومرسل وقتيل

قد لعنتم على لسان ابن داود *** وموسى وصاحب الإنجيل

أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة اللّه بن الشيرازي ، قال : أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسين الدمشقي ، قال : أنبأنا أبو علي الحداد وجماعة ، قالوا : أخبرنا أبو بكر بن ريذة ، قال : أخبرنا سليمان بن أحمد ، قال : حدثنا القاسم بن عباد الخطابي ، قال : حدثنا سويد بن سعيد ، قال : حدثنا عمرو بن ثابت ، عن حبيب بن أبي ثابت قال : قالت أم سلمة : ما سمعت نوح الجن منذ قبض النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم إلّا الليلة ، وما أرى ابني إلّا قد قتل ، يعني الحسين ، فقالت لجارتها : أخرجي فسلي ، فأخبرت أنه قتل وإذا جنية تنوح :

ألا يا عين فاحتفظي بجهد *** ومن تبكي على الشهداء بعدي

على رهط تقودهم المنايا *** الى متجبر في ملك عبد

أيضا في ص 2652 :

ص: 495

أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي ، قال : أخبرنا أبو البركات الأنماطي إجازة إن لم يكن سماعا ، قال : أخبرنا ثابت بن بندار ، قال : أخبرنا محمد بن علي الواسطي ، قال : أخبرنا محمد بن أحمد البابسيري ، قال : أخبرنا الأحوص بن المفضل بن غسان ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا عفاف بن مسلم ، قال : حدثنا حماد بن سلمة ، قال : حدثنا عمار بن أبي عمار ، عن أم سلمة قالت : سمعت الجن تنوح على الحسين.

ومنهم العلامة أبو العرب محمد بن أحمد بن تميم بن تمام بن تميم التميمي القيرواني المغربي المالكي المولود سنة 251 والمتوفى 333 في «المحن» (ص 137 ط دار الغرب الإسلامي في بيروت سنة 1403) قال :

وحدثني عمر بن يوسف قال : حدثنا ابراهيم بن مرزوق قال : حدثنا الحجاج بن نمير ، عن سلمة بن سلمة ، عن عمار بن أبي عمار ، عن أم سلمة : أنها سمعت الجن تنوح على الحسين.

حدثني يحيى بن محمد بن يحيى ، عن أبيه ، عن جده ، عن عمار مولى بني هاشم قال : سمعت أم سلمة زوج النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم تقول : سمعت الجن تنوح على الحسين.

ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر» (ج 7 ص 154 ط دار الفكر) قال :

قالت أم سلمة : سمعت الجن يبكين على الحسين ، وقالت أيضا : سمعت الجن تنوح على الحسين.

قالت أم سلمة : سمعت الجن تنوح على الحسين يوم قتل ويقلن : [من الخفيف]

أيها القاتلون ظلما حسينا *** أبشروا بالعذاب والتنكيل

كلّ أهل السماء تدعو عليكم *** من نبي ومرسل وقبيل

ص: 496

قد لعنتم على لسان ابن داو *** د وموسى وصاحب الإنجيل

قال حبيب بن أبي ثابت : قالت أم سلمة : ما سمعت نوح الجن منذ قبض رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم إلّا الليلة ، وما أرى ابني إلّا قد قتل ، تعني الحسين ، فقالت لجاريتها : اخرجي فسلي ، فأخبرت أنه قتل ، وإذا جنية تنوح : [من الوافر]

ألا يا عين فاحتفلي بجهد *** ومن يبكي على الشهداء بعدي؟

على رهط تقودهم المنايا *** الى متجبر في ملك عبد

ومنهم العلامة الشريف أحمد بن محمد بن أحمد الحافي [الخوافي] الحسيني في «التبر المذاب» (ص 92 والنسخة في مكتبتنا بقم) قال :

حكى الزهري عن أم سلمة قال : سمعت نوح الجن في الليلة التي قتل فيها الحسينعليه السلام يقول :

ألا يا عين فاحتفلي بجهد - الى آخر البيتين ، وفيه : الى متجبر في ثوب عبد.

ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد جميل غازي في «استشهاد الحسين عليه السلام» (ص 128 خرجه من كتاب الحافظ ابن كثير ط مطبعة المدني - المؤسسة السعودية بمصر) قال :

وقال الامام أحمد : حدثنا عبد الرحمن بن سهد ، ثنا مسلم بن عمار قال : سمعت أم سلمة قالت : سمعت الجن يبكين على الحسين وسمعت الجن تنوح على الحسين. رواه الحسين بن إدريس ، عن هاشم بن هاشم ، عن أمه ، عن أم سلمة قالت : سمعت الجن ينحن على الحسين وهن يقلن :

أيها القاتلون جهلا حسينا *** أبشروا بالعذاب والتنكيل

كلّ أهل السماء يدعو عليكم *** ونبيّ ومرسل وقبيل

قد لعنتم على لسان ابن داو *** د وموسى وصاحب الإنجيل

ص: 497

حديث محمد المصقلي في نوح الجن للحسين عليه السلام

قد تقدم نقله منا في ج 11 ص 583 نقلا عن كتب أعلام العامة ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر» (ج 7 ص 154 ط دار الفكر) قال :

قال محمد المصقلي لما قتل الحسين : إنه سمع مناديا ينادي ليلا ، يسمع صوته ، ولم ير شخصه : [من الكامل]

عقرت ثمود ناقة فاستؤصلوا *** وجرت سوانحهم بغير الأسعد

فبنو رسول اللّه أعظم حرمة *** وأجلّ من أمّ الفصيل المقصد

عجبا لهم ، ولما أتوا لم يمسخوا *** واللّه يملي للطغاة الجحد

ومنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي المولود سنة 588 والمتوفى 660 في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2653 ط دمشق) قال :

أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد اللّه بن علوان الأسدي ، قال : أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن ، قال : أخبرنا أبو طاهر محمد بن الحسين بن الحنائي ، قال : أخبرنا أحمد ومحمد ابنا عبد الرحمن بن أبي نصر ، قالا : أخبرنا يوسف بن القاسم الميانجي ، قال : حدثنا أبو الوليد بشر بن محمد بن بشر التيمي الكوفي بالكوفة ، قال : حدثني أحمد بن محمد المصقلي ، قال : حدثني أبي ، قال : لما قتل الحسين بن علي سمع مناد ينادي ليلا يسمع صوته ولا يرى شخصه - فذكر الأبيات مثل ما تقدم عن ابن منظور آنفا.

ص: 498

حديث أبي جناب الكلبي في نوح الجن

قد رويناه عن كتب أعلام العامة في ج 11 ص 584 الى ص 588 ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فما مضى :

فمنهم العلامة المولوي ولي اللّه اللكهنوي الهندي في «مرآة المؤمنين» (ص 277) قال :

وأخرج تغلب في «اماليه» عن أبي جناب الكلبي قال : أتيت كربلاء ، فقلت لرجل من أشراف العرب بها : بلغني أنكم تسمعون نوح الجن [قال] : ما تلقى أحدا الّا أخبرك أنه سمع ذلك. قلت : فأخبرني ما سمعت أنت. قال : سمعتهم يقولون :

مسح النبي جبينه *** فله بريق في الخدود

أبوه من عليا قريش *** وجده خير الجدود

ومنهم العلامة الشريف أبو المعالي المرتضى محمد بن علي الحسيني البغدادي في «عيون الأخبار في مناقب الأخيار» (ص 51 - نسخة مكتبة الواتيكان) قال :

أخبرنا الحسن بن أحمد الفارسي ، أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسن مقسم المقري ، نبا أحمد بن يحيى ثعلب ، حدثني عمر بن شيبة ، نبا عبيد بن جناد ، نبا عطا بن مسلم ، عن أبي جناب الكلبي قال : أتيت كربلاء ، فقلت لرجل من أشراف العرب : سمعنا أنّكم تسمعون نوح الجنّ على الحسين بن علي. فقال : ما تلقي حرّا ولا عبدا الّا أخبرك أنّه سمع ذلك. قلت : فأخبرني ما سمعت أنت. قال : سمعتهم يقولون - فذكر مثل ما تقدم عن «مرآة المؤمنين».

ص: 499

ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الامام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص 140 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :

وحكى أبو جناب الكلبي وغيره أن أهل كربلاء لا يزالون يسمعون نوح نساء الجن على الحسين ، وهن يقلن - إلخ.

ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد جميل غازي في «استشهاد الحسين عليه السلام» (ص 127 خرجه من كتاب الحافظ ابن كثير ط مطبعة المدني - المؤسسة السعودية بمصر) قال :

وقد حكى أبو جناب الكلبي وغيره أن أهل كربلاء لا يزالون يسمعون نوح الجن على الحسين وهن يقلن :

مسح الرسول جبينه *** فله بريق في الخدود

أبواه من عليا قريش *** جدّه خير الجدود

وقد أجابهم بعض الناس فقال :

خرجوا به وفد إليه *** فهم له شرّ الوفود

قتلوا ابن بنت نبيهم *** سكنوا به ذات الخدود

ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر» (ج 7 ص 154 ط دار الفكر) قال :

قال أبو جناب الكلبي : أتيت كربلاء ، فقلت لرجل من أشراف العرب بها : بلغني أنكم تسمعون نوح الجن. قال : ما تلقي حرا ولا عبدا إلّا أخبرك أنه سمع ذلك ، قلت : فأخبرني ما سمعت أنت ، قال : سمعتهم يقولون :

ص: 500

مسح الرسول جبينه *** فله بريق في الخدود

أبواه من عليا قري *** ش ، جدّه خير الجدود

سماع أهل الكوفة نوح الجن للحسين عليه السلام

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد الحافي [الخوافي] الحسيني الشافعي في «التبر المذاب» (ص 92) قال :

قال الشعبي : سمع أهل الكوفة قائلا يقول في جوف الليل :

أبكي قتيلا بكربلا *** مضرج الجسم بالدماء

أبكي قتيل الطغاة ظلما *** بغير جرم سوى الوفاء

أبكي قتيلا بكى عليه *** من ساكني الأرض والسماء

سبوا أهاليه واستحلوا *** ما حرم اللّه في الإماء

فجسمه بالعراء معرى *** إلّا من الدين والحياء

كل الرزايا لها عزاء *** وما لذا الرزء من عزاء

سماع أهل المدينة الطيبة نوح الجن للحسين عليه السلام

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الامام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص 140 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بالمشهد) قال :

وسمع أهل المدينة ليلة قتل الحسين مناديا ينادي :

ص: 501

أيها القاتلون جهلا حسينا *** ابشروا بالعذاب والتنكيل

كل أهل السماء يدعو عليكم *** من نبي ومرسل وقتيل

قد لعنتم على لسان ابن داو *** د وموسى وصاحب الإنجيل

قال : ومكث الناس ثلاثة أشهر كأنما تلطّخ الحوائط بالدماء ساعة تطلع الشمس.

حديث الزهري في نوح الجن للحسين عليه السلام

رواه جماعة من أعلام القوم في كتبهم :

فمنهم العلامة الشريف أحمد بن محمد الخوافي [الحافي] الحسيني في «التبر المذاب» (ص 92 نسخة مكتبتنا بقم) قال :

قال الزهري : وممّا حفظ من نوح الجن على الحسين :

مسح النبي جبينه *** فله بريق في الخدود

أبوه من عليا قريش *** وجده خير الجدود

قتلوك يا ابن الرسول *** فأسكنوا نار الخلود

وقال أيضا : وذكر هشام بن محمد قال : لمّا قتل الحسين سمع قائلا يقول من السماء:

أيّها القاتلون جهلا حسينا *** أبشروا بالعذاب والتنكيل

كل من في السماء يبكي عليه *** من نبي ومرسل وقبيل

قد لعنتم على لسان ابن داو *** د وموسى وصاحب الإنجيل

حديث الجصاصين في نوح الجن له عليه السلام

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

ص: 502

فمنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد ابن أبي جرادة الحلبي المولود سنة 588 والمتوفى 660 في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2651 ط دمشق) قال :

أخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان بالقاهرة ، قال : أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن حمد الأرتاحي ، قال : أخبرنا أبو الحسن بن الفراء إجازة لي ، قال : أنبأنا أبو اسحق الحبال وست الموفق خديجة المرابطة. قال أبو اسحق : أخبرنا أبو القاسم عبد الجبار ابن أحمد الطرسوسي قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو بكر الحسن بن الحسين بن بندار قراءة عليه. وقالت خديجة : قرئ على أبي القاسم يحيى بن أحمد بن علي بن الحسين بن بندار وأنا شاهدة أسمع ، قال : أخبرني جدي أبو الحسن علي بن الحسين ، قالا : أخبرنا محمود - يعني ابن محمد الأديب - قال : حدثنا الحنفي ، قال : حدثنا صلت بن مسعود ، عن سفيان قال : أخبرنا أبو جناب قال : حدثنا الجصاصون أنهم سمعوا الجن تنوح على الحسينرضي اللّه عنه :

مسح النبي جبينه *** فله بياض في الخدود

أبواه من عليا معد *** جدّه خير الجدود

أنبأنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد ، عن عمه علي بن الحسن ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع ، قال : أخبرنا عبد الوهاب بن محمد ، قال : أخبرنا الحسن بن محمد ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد ، قال : حدثنا عبد اللّه بن محمد ، قال : حدثني أبو عبد اللّه التيمي ، قال : حدثنا علي بن عبد الحميد السمعاني ، عن أبي مزيد الفقيمي قال : كان الجصاصون إذا خرجوا في السحر سمعوا نوح الجن على الحسين - فذكر البيتين ثم قال : فأجبتهم :

خرجوا به وفدا إليه *** فهم له شر الوفود

قتلوا ابن بنت نبيهم *** سكنوا به نار الخلود

ص: 503

ومنها حديث أبي قبيل

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر» (ج 7 ص 155 ط دار الفكر) قال :

وعن أبي قبيل قال : لما قتل الحسين بن علي احتزوا رأسه ، وقعدوا في أول مرحلة يشربون النبيذ وينحتون الرأس ، فخرج عليهم قلم من حديد ، فكتب بسطر دم :

أترجو أمة قتلت حسينا *** شفاعة جده يوم الحساب؟

فهربوا وتركوا الرأس ، ثم رجعوا.

ورواه أيضا عن امام مسجد بني سليم قال : غزا أشياخ لنا الروم فوجدوا في كنيسة من كنائسهم :

أترجو أمة قتلت حسينا *** شفاعة جده يوم الحساب؟

فقالوا : منذ كم وجدتم هذا الكتاب في هذه الكنيسة؟ قالوا : قبل أن يخرج نبيكم بستمائة عام.

ص: 504

بعض كلمات العلماء المؤلفين في حق الامام الحسين الشهيد صلوات اللّه عليه

ننقل هنا جملة من الكلمات التي قالها بعض المؤلفين حول استشهاد الامام الحسينعليه السلام :

فمنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الامام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص 144 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :

ورأيت في تاريخ ابن خلّكان رحمه اللّه قضية غريبة فأحببت ذكرها هاهنا ، وهي : قال مشارف الخزانة الصلاحية : ذكرت اللّه وقد آويت الى فراشي فيما عامل به آل سفيان لأهل بيت رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وسلم وفي قضية الحسين وقتله وقتل أهل بيته وأسر بنات رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وحملهم على الأقتاب سبايا ووقوفهم على درج دمشق سبايا عرايا ، فبكيت بكاء شديدا وأرقت ثم نمت ، فرأيت أمير المؤمنين عليا رضي اللّه عنه ، فحين رأيته بادرت اليه وقبلت يديه وبكيت ، فقال : ما يبكيك؟ فقلت : يا أمير المؤمنين تفتحون مكة فتقولون من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن أغلق عليه بابه فهو آمن ومن دخل المسجد فهو آمن ، ثم يفعل بولدك الحسين وأهل بيتك بالطف ما فعل. فتبسّم وقال : ألم تسمع أبيات ابن الصيفي؟ قلت :

ص: 505

لا. قال : اسمعها فهي الجواب.

قال : فطالت ليلتي حتى برق الفجر ، فجئت بيت ابن الصيفي فطرقت بابه سحرا ، فخرج الي حاسرا حافي القدمين وقال : ما الذي جاء بك هذه الساعة؟ فقصصت عليه قصتي ، فأجهش بالبكاء وقال : واللّه ما قلتها الّا ليلتي هذه ولم يسمعها بشر :

ملكنا وكان العفو منا سجيّة *** فلما ملكتم سال بالدم أبطح

وحللتم قتل الأسارى وطالما *** غدونا عن الأسرى نعف ونصفح

وحسبكم هذا التفاوت بيننا *** وكل إناء بالذي فيه ينضح

وقد أكثر الناس من الرثاء والبكاء على ما أصاب أهل البيت ، وقالوا ما لا يحصى من المقالات نظما ونثرا ، وذكروا في قتل الحسين عليه السلام وما كان من أمره ما أضربت عن ذكره صفحا ولم اروّ له سفحا ، ولا يحتمل هذا المختصر أكثر من ذلك ، وفيه كفاية.

وبالجملة والتفصيل فما وقع في الإسلام قضية أفضع منها ، وهي مما تنبو الأسماع عنها وتتفطر القلوب عند ذكرها حزنا وأسى وتأسفا وتنهل لها المدامع كالسحب الهوامع. هذا والعهد بالنبي قريب ، وروض الايمان خصيب ، وغصن دوحه غض جديد ، وظله وافر مديد ، ولكن اللّه يفعل ما يريد. وما أظن أن من استحل ذلك وسلك مع أهل النبيّ هذه المسالك شم ريحة الإسلام ولا آمن بمحمد عليه الصلاة والسلام ولا خالط الايمان مشاشة قلبه ولا آمن طرفه بربه ، والقيامة تجمعهم والى ربهم مرجعهم.

ولقد قرأ قارئ بين يدي الشيخ العالم العلامة أبي الوفاء ابن عقيل رحمه اللّه : ( وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) فبكى وقال : يا سبحان اللّه غاية ما كان طمعه فيما قال ( فَلَيُبَتِّكُنَّ آذانَ الْأَنْعامِ ) جاوزوا واللّه الحد الذي طمع فيه ، ضحوا بأشمط عنوان السجود به قطع الليل تسبيحا وقرآنا ، أي واللّه عمدوا الى علي بن أبي طالب بين ضفتيه فقتلوه ، ثم قتلوا ابنه الحسين بن فاطمة الزهراء

ص: 506

وأهل بيته الطيبين الطاهرين بعد أن منعوهم الماء ، هذا والعهد بينهم قريب وهم القرن الذين رأوا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ورأوا تقبيل رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فمه وترشفه ثناياه ، فنكثوا على ثناياه وفمه بالقضيب ، تذاكروا واللّه أحقاد يوم بدر وما كان فيه ، أين هذا من طمع الشيطان وغاية أمله تبتك آذان الانعام. هذا مع قرب العهد وسماع كلام رب الأرباب ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) ، تروا واللّه حقائدهم في عصره مخافة السيف ، فلما صار الأمر إليهم كشفوا قناع الغي والحيف ، سيجزيهم وصفهم أنه حكيم عليم.

وشعره وحكمه كثيرة ، وقد اقتصرت على هذا القدر ، فان مناقبه ومناقب أخيه وأبيه لا تحصر ، نسأل اللّه أن يحشرنا في زمرتهم وأن يعيد علينا من بركتهم ويحيينا ويميتنا على محبتهم ، آمين بمنّه وكرمه.

ومنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد ابن أبي جرادة الحلبي المولود سنة 588 والمتوفى 660 في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (ج 6 ص 2646 ط دمشق) قال :

أخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سلمان بن بنين المصري بالقاهرة ، قال :

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن محمد بن حامد الأرتاحي ، قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين ابن عمر الموصلي الفراء إجازة لي ، قال : أنبأنا أبو أسحق ابراهيم بن سعيد الحبال وست الموفق خديجة مولاة أبي حفص عمر بن الحسن الطرسوسي أبو اسحق ، أخبرنا أبو القاسم عبد الجبار بن أحمد بن عمر بن الحسن الطرسوسي قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو بكر الحسن بن الحسين بن بندار الأنطاكي قراءة عليه. وقالت خديجة : قرئ على أبي القاسم يحيى بن أحمد بن علي بن الحسين بن بندار الأذني الأنطاكي وأنا شاهدة أسمع ، قال : أخبرني جدي القاضي أبو الحسن علي بن الحسين بن بندار. قالا : حدثنا أبو العباس محمود بن محمد بن الفضل الأديب بأنطاكية ، قال : حدثنا أبو فروة ، قال : حدثنا أبو الجواب ، قال : حدثنا يونس بن أبي اسحق ، عن أبي اسحق ،

ص: 507

عن عمرو بن نعجة قال : أول ذل دخل على الإسلام قتل الحسين وادعاء معاوية زيادا.

ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عمر فروخ في «تجديد في المسلمين لا في الإسلام» (ص 152 ط دار الكتاب العربي - بيروت) قال :

يقول ابن خلدون في هذه القضية :

«ولما حدث في يزيد ما حدث من الفسق اختلف الصحابة حينئذ في شأنه : فمنهم من رأى الخروج عليه ونقض بيعته من أجل ذلك ، كما فعل الحسين وعبد اللّه بن الزبير - رضي اللّه عنهما - ومن اتبعهما في ذلك».

ثم يتابع القول فيقول : «وأما الحسين فإنه لما ظهر فسق يزيد عند الكافة من أهل عصره ، بعثت شيعة أهل البيت بالكوفة الى الحسين أن يأتيهم فيقوموا بأمره. فرأى الحسين أن الخروج على يزيد متعيّن من أجل فسقه ، ولا سيما (عند) من له القدرة على ذلك ، وظنها من نفسه وأهليته وشوكته (أي قوته وسلاحه). فأما الأهلية فكانت كما ظن وزيادة ... ومن أعدل من الحسين في زمانه في إمامته وعدالته في قتال أهل الآراء (الفاسدة)؟».

وقال أيضا في ص 154 :

نحن المسلمين اليوم في جميع بقاع الأرض بحاجة الى أن ينهض فينا «حسين» يدلنا على الطريق السوي في الدفاع عن الحق ، عن الحق الذي لا يتجزأ ، عن الحق الذي لا يتبدى في صور مختلفات ، عن الحق الذي لا يكون في يوم ذات اليمين وفي يوم آخر ذات الشمال. لسنا نحن الذين نجعل الحق هو الحقّ ، بل نحن الذين يجب علينا أن نقرّ بالحق حين نرى الحق ملء أعيننا. والحق لا يكون اثنين ، والحقّ لا يفرق بين المتفقين ولكنه يوحد المختلفين.

وقال أيضا في ص 161 :

ص: 508

ولا شك في أن الحسين رضي اللّه عنه كان يفكر في رفع الظلم الذي رآه في زمانه : أيقدم على رفع الظلم بالكلمة اللينة أو بالنصيحة القاسية أو بالجدال أو بالحرب. إن السكوت على الظلم لا يجوز بحال.

ومنهم العلامة العارف الشيخ أحمد بن علي بن يحيى الرفاعي المتوفى سنة 578 في «البرهان المؤيدي» (ص 147 ط دار الكتاب النفيس - بيروت) قال :

الحسين عليه السلام طلبت بشريته حقها الشرعي ، الذي لا نزاع فيه ، فغارت الربوبية فرفعت روحه الى مقعد صدق ، فلما قرت الروح في مقامها حنت لقالبها المبارك ( فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا ) ، وتحكم سيف العدل في الأمرين ، فكانت شهادة الامام رفعة له ، وكان ظفر أعداء اللّه خزيا لهم! وإنما الغارة الالهية فعلت في بشرية الامام ما فعلت ، وكأنها تقول لها : طلبت قود الرقاب إليّ ، وأنا أريد قودك بالكلية إليّ ، فطلبك إليّ اضمحل عند إرادتي إياك إليّ ، فبارزتك إرادتي بأكف من قطعتهم عني ، فأدنيتك بمن قطعتهم عني ، وعرفتك أني أريد فأفعل ، ويراد لي قبل تعلق إرادتي فلا أفعل ، ولك ثواب الطلب ، لأنك طلبت قود الرقاب إليّ لا إليك ؛ ولو أنك طلبت قود الرقاب إليك لما قدتك إليّ.

فإن من طلب قود الرقاب إليه ، بين خطر القهر والاستدراج ، فإن قهرته قهرته بأكف عباد وصلتهم بي ، فقطعت الآخر بهم عني ، وإن فتكت به وبنفسه ومراده عساكر : ( سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ ) فقد ضلّ!.

أي سادة ، طلب القود الى اللّه ، قبل تعلق إرادته ، جرّأ أعداء اللّه على ابن ولي اللّه ، وسبط رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، ومحبوب اللّه ، وابن أحباب اللّه ، الذي قام منار بشريته الكريم يدعو الى اللّه ، وطار طائر روحه النوراني الى حضرة قدس اللّه ، فكيف بمن يدعو الى نفسه بنفسه؟ بشريته مقتولة ، وروحه مبعودة ، وحاله شاهد عليه.

ص: 509

ومنهم الفاضل المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد بن عبد اللّه فكري الحسيني القاهري المولود بها سنة 1296 والمتوفى بها أيضا 1372 في «أحسن القصص» (ج 4 ص 261 ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال :

كما أن حياة الحسين رضي اللّه عنه منار المهتدين ، فمصرعه عظة المعتبرين ، وقدوة المستبسلين.

1 - ألم تر كيف اضطره نكد الدنيا الى إيثار الموت على الحياة ، وهو أعظم رجل في وقته لا نظير له في شرقها ولا في غربها.

2 - وأبت نفسه الكريمة الضيم واختار السلّة على الذلة ، فكان كما قال فيه أبو نصر ابن نباتة :

والحسين الذي رأى الموت في العز *** حياة والعيش في الذل قتلا

3 - مع التفاوت الذي بلغ أقصى ما يتصوره بين فئته القليلة وجيش ابن زياد في العدد والعدد والمدد ، قد كان ثباته ورباطة جأشه وشجاعته تحير الألباب ، ولا عهد للبشر بمثلها ؛ كما كانت دناءة أخصامه لا شبيه لها.

4 - وما سمع منذ خلق ، ولن يسمع حتى يفنى أفظع من ضرب (ابن مرجانة) من ابن سمية بقضيب ثغر ابن بنت رسول اللّه ، ورأسه بين يديه بعد أن كان سيد الخلق عليه الصلاة والسلام يلثمه.

5 - ومن آثار العدل الالهي قتل عبيد اللّه بن زياد (يوم عاشوراء) كما قتل الحسين رضي اللّه عنه يوم عاشوراء ، وأن يبعث برأسه الى علي بن الحسين كما بعث برأس الحسين الى ابن زياد.

6 - وهل أمهل يزيد بن معاوية بعد الحسين إلّا ثلاث سنين أو أقل ، فقد روى ابن جرير الطبري في تاريخه عن هشام بن محمد الكلبي أنه ولى سنتين وثمانية أشهر.

7 - وأي موعظة أبلغ من أن كل من اشترك في دم الحسين اقتص اللّه تعالى منه فقتل أو نكب.

ص: 510

8 - وأي عبرة لأولي الأبصار أعظم من كون ضريح الحسين حرما معظما ، وقبر يزيد بن معاوية مزبلة أو (مبولة).

9 - وتأمل عناية اللّه بالبيت النبوي الكريم بقتل أبناء الحسين ولا يترك منهم إلّا صبي مريض مشرف على الهلاك ، فيبارك اللّه في أولاده فيكثر عددهم ويعظم شأنهم.

10 - والذين قتلوا مع الحسين من أهل بيته رجال ما على وجه الأرض يومئذ لهم شبه ، كما قال الحسن البصري ، وكانوا عنوان الشهامة والشمم والقدوة في الصبر والحرب والكرم.

وإنّ الأولى بالطف من آل هاشم *** تآسوا فسنوا للكرام التأسيا

11 - وكل من أصابته الشدائد جعل رئيس هؤلاء الكرام أسوة كمصعب بن الزبير وبني المهلب وغيرهم كما اقتدى أصحاب نجدة بن عامر ، والمختار بن أبي عبيد ، وعبد اللّه بن الزبير وأخيه مصعب وغيرهم في خذلان أمرائهم بأهل العراق حين خذلوا إمامهم الحسين.

12 - ومقتل الحسين بغّض بني أمية الى الناس وأيد حجة أعدائهم وزعزع أوتاد ملكهم ، وكان أكبر أسباب زوال دولتهم.

13 - والحسين هو الذي عبّد للأمم طريق الخروج على ولاة الفسق والجور ، ودعا الى جهاد الظلم من استطاع اليه سبيلا ، فجاد بنفسه ، وبذل مهجته لإقامة الحق والعدل والسنة مقام الباطل ، والاستبداد والأهواء.

14 - ولو قدرت ولاية الحسين لكان خيرا للأمة في حكومتها وحياتها ، وأخلاقها وجهادها ، وشتان ما بين السبط الزكي ، والظالم السكير (يزيد القرود والطنابير) وهل يستوي الفاسق الجائر ، والعادل الإمام؟ وأين الذهب من الرغام؟

ولكن اقتضت الحكمة الإلهية سير الحوادث بخلاف ذلك ، وإذا أراد اللّه أمرا فلا مرد له.

واقتضت إرادة اللّه أيضا أن يبقى أثر جهاد الحسين على ممر الدهور كلما

ص: 511

أرهق الناس الظلم تذكرة لمن ندب نفسه لخدمة الأمة ، فلم يحجم عن بذل حياته متى كانت فيه مصلحة أحوالها.

ص: 512

قول ابراهيم النخعي «لو كنت في قتلة الحسين وأمرت بدخول الجنة لما فعلت حياء من النبي صلی اللّه عليه وآله»

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم علامة التأريخ واللغة ابن منظور الافريقي في «مختصر تاريخ دمشق» (ج 7 ص 152) قال :

وعن محمد بن خالد قال : قال ابراهيم : لو كنت فيمن قتل الحسين ثم أدخلت الجنة لاستحييت أن أنظر الى وجه النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم.

ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الامام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص 134 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :

وقال محمد بن خالد : قال ابراهيم النخعي : لو كنت فيمن - فذكر الكلام مثل ما تقدم عن ابن منظور.

ص: 513

ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة 742 في «تهذيب الكمال» (ج 6 ص 438 ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال :

وقال محمد بن الصلت الأسدي : حدثنا سعيد بن خثيم ، عن محمد بن خالد ، قال : قال ابراهيم - يعني النخعي - لو كنت ممن - فذكر مثل ما تقدم عن ابن منظور.

ومنهم العلامة الخطاط ياقوت المستعصمي في «رسالة آداب وحكم وأخبار وآثار وفقه وأشعار» (ص 57 ط دار المدينة - بيروت بضميمة رسائل أخرى) قال :

وقال عمر؟ رحمة اللّه عليه : لو كنت في قتلة الحسين وأمرت بدخول الجنة لما فعلت حياء من أن تقع عليّ عين محمد صلوات اللّه عليه وسلامه.

ومنهم العلامة الشريف أحمد بن محمد بن أحمد الحسيني الخوافي [الحافي] الشافعي في «التبر المذاب» (ص 91 المخطوط) قال :

قال الزهري : ولما بلغ الربيع بن خثيم قتل الحسين بكى وقال : لقد قتلوا فتية لو رآهم رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لأحبهم وأطعمهم بيده وأجلسهم فخذه.

وقال أيضا :

وذكر ابن سعد في الطبقات ، عن أم سلمة زوجة النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لمّا بلغها قتل الحسين قالت : أوقد فعلوها ، ملأ اللّه قلوبهم وبيوتهم وقبورهم نارا ، ثم بكت حتى غشي عليها.

ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة 742 في «تهذيب الكمال» (ج 6 ص 412 ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال :

قال محمد بن سعد : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثنا ابن أبي ذئب ، قال :

ص: 514

حدثني عبد اللّه بن عمير مولى أم الفضل.

قال محمد بن عمر : وأخبرنا عبد اللّه بن محمد بن عمر بن علي ، عن أبيه.

قال : وأخبرنا يحيى بن سعيد بن دينار السعدي عن أبيه.

قال : وحدثني عبد الرحمن بن علي بن حسين.

قال أبي الزناد ، عن أبي وجزة السعدي ، عن محمد بن عمر : وغير هؤلاء أيضا قد حدثني.

قال محمد بن سعد : وأخبرنا علي بن محمد ، عن يحيى بن اسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر ، عن أبيه وعن لوط بن يحيى الغامدي ، عن محمد بن نشر الهمذاني ، وغيره ، وعن محمد بن الحجاج عن عبد الملك بن عمير ، وعن هارون بن عيسى عن يونس بن أبي إسحاق عن أبيه ، وعن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن مجالد عن الشعبي.

قال محمد بن سعد : وغير هؤلاء أيضا قد حدثني في هذا الحديث مطابقة فكتبت جوامع حديثهم في مقتل الحسين رحمة اللّه عليه ورضوانه وصلواته وبركاته.

قال : لما بايع الناس ليزيد بن معاوية ، كان حسين بن عليّ بن أبي طالب ممن لم يبايع له ، وكان أهل الكوفة يكتبون الى حسين يدعونه الى الخروج إليهم في خلافة معاوية ، كل ذلك يأبى ، فقدم منهم قوم الى محمد بن الحنفية فطلبوا اليه أن يخرج معهم فأبى ، وجاء الى الحسين فأخبره بما عرضوا عليه ، وقال : إن القوم إنما يريدون أن يأكلوا بنا ويشيطوا دماءنا ، فأقام حسين على ما هو عليه من الهموم ؛ مرة يريد أن يسير إليهم ومرة يجمع الإقامة ، فجاءه أبو سعيد الخدري فقال : يا أبا عبد اللّه إني لك ناصح ، وإني عليك مشفق وقد بلغني أنه كاتبك قوم من شيعتكم بالكوفة يدعونك الى الخروج إليهم ، فلا تخرج فاني سمعت أباك يقول بالكوفة : واللّه لقد مللتهم وأبغضتهم وملوني وأبغضوني وما بلوت منهم وفاء ومن فاز بهم فاز بالسهم الأخيب ، واللّه ما لهم ثبات ولا عزم أمر ولا صبر على السيف.

ص: 515

قال : وقدم المسيب بن نجبة الفزاري وعدة معه الى الحسين بعد وفاة الحسن ، فدعوه الى خلع معاوية ، وقالوا : قد علمنا رأيك ورأي أخيك. فقال : إني لأرجو أن يعطي اللّه أخي على نيته في حبه الكف وأن يعطيني على نيتي في حبي جهاد الظالمين.

وكتب مروان بن الحكم الى معاوية : إني لست آمن أن يكون حسين مرصدا للفتنة وأظن يومكم من حسين طويلا.

فكتب معاوية الى الحسين : إن من أعطى اللّه صفقة يمينه وعهده لجدير بالوفاء ، وقد أنبئت أن قوما من أهل الكوفة قد دعوك الى الشقاق ، واهل العراق من قد جربت ، قد أفسدوا على أبيك وأخيك ، فاتق اللّه واذكر الميثاق وانك متى تكدني أكدك.

فكتب اليه الحسين : أتاني كتابك ، وأنا بغير الذي بلغك عني جدير ، والحسنات لا يهدي لها إلا اللّه ، وما أردت لك محاربة ولا عليك خلافا ، وما أظن لي عند اللّه عذرا في ترك جهادك ، وما أعلم فتنة أعظم من ولايتك أمر هذه الأمة.

فقال معاوية : إن أثرنا بأبي عبد اللّه إلّا أسدا.

وكتب اليه معاوية أيضا في بعض ما بلغه عنه : إني لأظن أن في رأسك نزوة ، فوددت أني أدركها وأغفرها لك.

قالوا : ولما حضر معاوية دعا يزيد بن معاوية فأوصاه بما أوصاه به ، وقال له : انظر حسين بن علي ابن فاطمة بنت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فانه أحب الناس الى الناس فصل رحمه وارفق به يصلح لك أمره ، فان يك منه شيء فإني أرجو أن يكفيكه اللّه بمن قتل أباه وخذل أخاه.

وتوفي معاوية ليلة النصف من رجب سنة ستين ، وبايع الناس ليزيد ، فكتب يزيد مع عبد اللّه بن عمرو بن أويس العامري - عامر بن لؤي - الى الوليد بن عتبة بن أبي سفيان وهو على المدينة أن ادع الناس فبايعهم وابدأ بوجوه قريش ، وليكن أول من تبدأ به الحسين بن علي ، فإن أمير المؤمنين - رحمه اللّه - عهد إليّ في أمره الرفق به واستصلاحه ، فبعث الوليد من ساعته نصف الليل الى الحسين بن علي ، وعبد اللّه بن

ص: 516

الزبير ، وأخبرهما بوفاة معاوية ، ودعاهما الى البيعة ليزيد فقالا : نصبح وننظر ما يصنع الناس. ووثب الحسين فخرج وخرج معه ابن الزبير ، وهو يقول : هو يزيد الذي تعرف ، واللّه ما حدث له حزم ولا مروءة. وقد كان الوليد أغلظ للحسين ، فشتمه الحسين وأخذ بعمامته فنزعها من رأسه ، فقال الوليد : ان هجنا بأبي عبد اللّه إلّا أسدا ، فقال له مروان أو بعض جلسائه : اقتله ، قال : إن ذلك لدم مضنون في بني عبد مناف. فلما صار الوليد الى منزله ، قالت له امرأته أسماء ابنة عبد الرحمن بن الحارث بن هشام : أسببت حسينا؟ قال : هو بدأني فسبني ، قالت : وان سبك حسين تسبه وان سب أباك تسب أباه؟ قال : لا.

وخرج الحسين وعبد اللّه بن الزبير من ليلتهما الى مكة ، وأصبح الناس فغدوا على البيعة ليزيد وطلب الحسين وابن الزبير فلم يوجدا ، فقال المسور بن مخرمة : عجل أبو عبد اللّه ، وابن الزبير الآن يلفته ويزجيه الى العراق ليخلوا بمكة.

فقدما مكة فنزل الحسين دار العباس بن عبد المطلب ولزم ابن الزبير الحجر ولبس المعافري ، وجعل يحرض الناس على بني أمية ، وكان يغدو ويروح الى الحسين ويشير عليه أن يقدم العراق ويقول : هم شيعتك وشيعة أبيك.

الى أن قال :

وبعث اهل العراق الى الحسين الرسل والكتب يدعونه إليهم ، فخرج متوجها الى العراق في أهل بيته وستين شيخا من أهل الكوفة ، وذلك يوم الاثنين في عشر ذي الحجة سنة ستين.

فكتب مروان الى عبيد اللّه بن زياد : أما بعد ؛ فإن الحسين بن علي قد توجه إليك ، وهو الحسين بن فاطمة ، وفاطمة بنت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وتاللّه ما أحد يسلمه اللّه أحب إلينا من الحسين وإياك أن تهيج على نفسك ما لا يسده شيء ، ولا ينساه العامة ، ولا يدع ذكره ، والسلام عليك.

وكتب اليه عمرو بن سعيد بن العاص : أما بعد فقد توجه إليك الحسين وفي مثلها

ص: 517

تعتق أو تكون عبدا تسترق كما تسترق العبيد.

وقال أبو الوليد أحمد بن جناب المصيصي : حدثنا خالد بن يزيد بن أسد بن عبد اللّه القسري ، قال : حدثنا عمار بن أبي معاوية الدهني ، قال : قلت لأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين عليه السلام : حدثني بقتل الحسين عليه السلام حتى كأني حضرته ، قال : مات معاوية ، والوليد بن عتبة بن أبي سفيان على المدينة ، فأرسل الى الحسين بن علي ليأخذ بيعته فقال : أخرني ، ورفق به فأخره ، فخرج الى مكة فأتاه رسل أهل الكوفة : إنا قد حبسنا أنفسنا عليك ولسنا نحضر الجمعة مع الوالي فاقدم علينا - قال : وكان النعمان بن بشير الأنصاري على الكوفة - فبعث الحسين بن علي الى مسلم بن عقيل بن أبي طالب ابن عمه ، فقال له : سر الى الكوفة فانظر ما كتبوا به إليّ فان كان حقا قدمت إليهم ، فخرج مسلم حتى أتى المدينة ، فأخذ منها دليلين ، فمرّا به في البرية فأصابهم عطش ، فمات أحد الدليلين ، وكتب مسلم الى الحسين - عليه السلام - يستعفيه ، فأبى أن يعفيه ، وكتب إليه : أن امض الى الكوفة ، فخرج حتى قدمها فنزل على رجل من أهلها يقال له : عوسجة ، فلما تحدث أهل الكوفة بقدومه دبوا اليه فبايعه منهم اثنا عشر ألفا ، فقام رجل ممن يهوى يزيد بن معاوية يقال له : عبيد اللّه بن مسلم ابن شعبة الحضرمي الى النعمان بن بشير ، فقال له : إنك لضعيف أو مستضعف قد فسد البلاد ، فقال له النعمان : لأن أكون ضعيفا في طاعة اللّه أحب إليّ من أكون قويا في معصية وما كنت لأهتك سترا ستره اللّه ، فكتب بقوله الى يزيد بن معاوية ، فدعا يزيد مولى له يقال له : سرجون - قد كان يستشيره - فأخبره الخبر ، فقال له : أكنت قابلا من معاوية لو كان حيا؟ قال : نعم. قال : فاقبل مني ، إنه ليس للكوفة إلّا عبيد اللّه بن زياد ، فولّها إياه - وكان يزيد عليه ساخطا ، وكان قد هم بعزله ، وكان على البصرة - فكتب اليه برضاه عنه ، وأنه قد ولاه الكوفة مع البصرة وكتب اليه أن يطلب مسلم بن عقيل فيقتله ان وجده.

فأقبل عبيد اللّه بن زياد في وجوه أهل البصرة حتى قدم الكوفة متلثما ، فلا يمر على

ص: 518

مجلس من مجالسهم فيسلم عليهم إلّا وقالوا : وعليك السلام يا ابن رسول اللّه ، وهم يظنون أنه الحسين بن علي - عليه السلام - حتى نزل القصر فدعا مولى له فأعطاه ثلاثة آلاف درهم ، وقال : اذهب حتى تسأل عن الرجل الذي يبايع أهل الكوفة فأعلمه أنك رجل من أهل حمص جئت لهذا الأمر ، وهذا مال تدفعه اليه ليقوى به ، فخرج الرجل فلم يزل يتلطف ويرفق حتى دل على شيخ يلي البيعة ، فلقيه فأخبره الخبر فقال له الشيخ : لقد سرني لقاؤك إياي ولقد ساءني ذلك ، فأما ما سرني من ذلك فما هداك اللّه له ، وأما ما ساءني فان أمرنا لم يستحكم بعد. فأدخله على مسلم ، فأخذ منه المال وبايعه ورجع الى عبيد اللّه فأخبره.

وتحول مسلم حين قدم عبيد اللّه من الدار التي كان فيها الى دار هانئ بن عروة المرادي ، وكتب مسلم بن عقيل الى الحسين - عليه السلام - يخبره ببيعة اثني عشر ألفا من أهل الكوفة ويأمره بالقدوم. قال : وقال عبيد اللّه لوجوه أهل الكوفة : ما بال هانئ ابن عروة لم يأتني فيمن أتى؟ قال : فخرج اليه محمد بن الأشعث في أناس منهم ، فأتوه وهو على باب داره ، فقالوا له : ان الأمير قد ذكرك واستبطأك ، فانطلق به ، فلم يزالوا به حتى ركب معهم ، فدخل على عبيد اللّه بن زياد وعنده شريح القاضي ، فلما نظر اليه قال لشريح : «أتتك بحائن رجلاه» ، فلما سلم عليه قال له : يا هانئ أين مسلم؟ قال : ما أدري ، قال : فأمر عبيد اللّه صاحب الدراهم فخرج اليه فلما فظع به ، فقال : أصلح اللّه الأمير ، واللّه ما دعوته الى منزلي ، ولكنه جاء فطرح نفسه عليّ. فقال : ائتني به ، قال : واللّه لو كان تحت قدمي ما رفعتها عنه. قال : ادنوه إليّ ، قال : فأدني فضربه بالقضيب ، فشجه على حاجبه وأهوى هانئ الى سيف شرطي ليستله ، فدفع عن ذلك ، وقال له : قد أحل اللّه دمك ، وأمر به فحبس في جانب القصر ، فخرج الخبر الى مذحج ، فإذا على باب القصر جلبة فسمعها عبيد اللّه ، فقال : ما هذا؟ قالوا : مذحج. فقال لشريح : اخرج إليهم فأعلمهم أني إنما حبسته لأسائله ؛ وبعث عينا عليه من مواليه يسمع ما يقول ، فمر بهانئ ، فقال له هانئ : يا شريح اتق اللّه ، فإنه قاتلي.

ص: 519

فخرج شريح حتى قام على باب القصر ، فقال : لا بأس عليه إنما حبسه الأمير ليسائله ، فقالوا : صدق ، ليس على صاحبكم بأس ، قال : فتفرقوا ، وأتى مسلما الخبر ، فنادى بشعاره ، فاجتمع اليه أربعون ألفا من أهل الكوفة ، فقدم مقدمة ، وهيأ ميمنة ، وهيأ ميسرة ، وسار في القلب الى عبيد اللّه ، وبعث عبيد اللّه الى وجوه أهل الكوفة ، فجمعهم عنده في القصر ، فلما سار اليه مسلم وانتهى الى باب القصر أشرفوا من فوقه على عشائرهم ، فجعلوا يكلمونهم ويردونهم فجعل أصحاب مسلم يتسللون حتى أمسى في خمس مائة ، فلما اختلط الظلام ، ذهب أولئك أيضا.

فلما رأى مسلم أنه قد بقي وحده ، تردد في الطريق ، فأتى باب منزل فخرجت اليه إمرأة ، فقال لها : اسقيني ماء ، فسقته ، ثم دخلت ، فمكثت ما شاء اللّه ، ثم خرجت فإذا هو على الباب ، قالت : يا عبد اللّه ان مجلسك مجلس ريبة ، فقم ، فقال لها : إني مسلم بن عقيل فهل عندك مأوى؟ قالت : نعم ، فادخل ، فدخل ، وكان ابنها مولى لمحمد بن الأشعث ، فلما علم به الغلام ، انطلق الى محمد بن الأشعث فأخبره ، فبعث عبيد اللّه عمرو بن حريث المخزومي صاحب شرطته اليه ومعه محمد بن الأشعث فلم يعلم مسلم حتى أحيط بالدار ، فلما رأى ذلك مسلم خرج بسيفه فقاتلهم ، فأعطاه محمد بن الأشعث الأمان ، فأمكن من يده ، فجاء به الى عبيد اللّه فأمر به فأصعد الى أعلى القصر فضرب عنقه وألقى جثته الى الناس ، وأمر بهانئ فسحب الى الكناسة ، فصلب هناك ، فقال شاعرهم :

فان كنت لا تدرين ما الموت فانظري *** الى هانئ في السوق وابن عقيل

أصابهما أمر الأمير فأصبحا *** أحاديث من يسعى بكل سبيل

أيركب أسماء الهماليج آمنا *** وقد طلبته مذحج بقتيل

وأقبل الحسين عليه السلام بكتاب مسلم بن عقيل اليه ، حتى إذا كان بينه وبين القادسية ثلاثة أميال لقيه الحر بن يزيد التميمي ، فقال له : أين تريد؟ فقال : أريد هذا المصر. قال له : ارجع ، فإني لم أدع لك خلفي خيرا أرجوه ، فهمّ أن يرجع ، وكان معه

ص: 520

إخوة مسلم بن عقيل ، فقالوا : واللّه لا نرجع حتى نصيب بثأرنا أو نقتل ، فقال : لا خير في الحياة بعدكم. فسار فلقيته أول خيل عبيد اللّه ، فلما رأى ذلك عدل الى كربلاء وأسند ظهره الى قصباء حتى لا يقاتل إلا من وجه واحد ، فنزل وضرب أبنيته ، وكان أصحابه خمسة وأربعين فارسا ونحوا من مائة راجل ، وكان عمر بن سعد بن أبي وقاص قد ولاه ابن زياد الري وعهد اليه ، فدعاه ، فقال : اكفني هذا الرجل ، فقال : اعفني ، فأبى أن يعفيه ، قال : فأنظرني الليلة ، فأخره فنظر في أمره ، فلما أصبح غدا اليه راضيا بما أمره به ، فتوجه عمر بن سعد الى الحسين - عليه السلام - ، فلما أتاه قال له الحسين - عليه السلام - اختر واحدة من ثلاث : إما ان تدعوني فألحق بالثغور ، واما أن تدعوني فأذهب الى يزيد ، واما أن تدعوني فأذهب من حيث جئت. فقبل ذلك عمر بن سعد ، وكتب بذلك الى عبيد اللّه ، فكتب اليه عبيد اللّه : لا ولا كرامة حتى يضع يده في يدي! فقال الحسين - عليه السلام - : لا ، واللّه لا يكون ذلك أبدا ، فقاتله فقتل أصحابه كلّهم ، وفيهم بضعة عشر شابا من أهل بيته - عليه السلام - ويجيء سهم فيقع بابن له صغير في حجره ، فجعل يمسح الدم عنه ويقول : اللّهم احكم بيننا وبين قوم دعونا لينصرونا ثم يقتلوننا ، ثم أمر بسراويل حبرة ، فشقها ، ثم لبسها ثم خرج بسيفه فقاتل حتى قتل ، وقتله رجل من مذحج ، وحز رأسه فانطلق به الى عبيد اللّه بن زياد ، فقال :

أوقر ركابي فضة وذهبا *** فقد قتلت الملك المحجبا

قتلت خير الناس أما وأبا *** وخيرهم إذ ينسبون نسبا

فوفده الى يزيد ومعه الرأس ، فوضع بين يديه وعنده أبو برزة الأسلمي ، فجعل يزيد ينكث بالقضيب على فيه ويقول :

نفلق هاما من رجال أعزة *** علينا وهم كانوا أعقّ وأظلما

فقال له أبو برزة : ارفع قضيبك ، فو اللّه لربما رأيت فاه رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم على فيه يلثمه.

وسرح عمر بن سعد بحرمه وعياله الى عبيد اللّه ، ولم يكن بقي من أهل بيت

ص: 521

الحسين عليه السلام إلا غلام كان مريضا مع النساء ، فأمر به عبيد اللّه ليقتل ، فطرحت زينب بنت علي نفسها عليه ، وقالت : لا يقتل حتى تقتلوني ، فرق لها ، فتركه ، وكف عنه. ثم جهزهم وحملهم الى يزيد ، فلما قدموا عليه جمع من كان بحضرته من أهل الشام ، ثم أدخلوا عليه فهنؤوه بالفتح ، فقام رجل منهم أحمر أزرق ونظر الى وصيفة من بناتهم ، فقال : يا أمير المؤمنين هب إليّ هذه ، فقالت زينب : لا ، واللّه ولا كرامة لك ولا له إلّا ان يخرج من دين اللّه ، فأعادها الأزرق فقال له يزيد : كفّ. ثم أدخلهم الى عياله فجهزهم وحملهم الى المدينة ، فلما دخلوها خرجت امرأة من بنات عبد المطلب ناشرة شعرها واضعة كفها على رأسها تتلقاهم وتبكي وهي تقول :

ما ذا تقولون ان قال النبي لكم *** ما ذا فعلتم وأنتم آخر الأمم

بعترتي وبأهلي بعد مفتقدي *** منهم أسارى وقتلى ضرجوا بدم

ما كان هذا جزائي إذ نصحت لكم *** ان تخلفوني بشرّ في ذوي رحمي

قال أبو الوليد أحمد بن جناب : لم أسمع هذا البيت الأخير إلّا من هذا الشيخ.

وقال أبو بكر بن أبي الدنيا : أخبرني العباس بن هشام بن محمد الكلبي ، عن أبيه ، عن جده ، قال : كان رجل من بني أبان بن دارم يقال له : زرعة ، شهد قتل الحسين ، فرمى الحسين بسهم فأصاب حنكه ، فجعل يلتقي الدم ، ثم يقول هكذا الى السماء ، فيرقى به ، وذلك أن الحسين دعا بماء ليشرب ، فلما رماه حال بينه وبين الماء فقال : اللّهم ظمّه ، اللّهم ظمّه ، قال : فحدثني من شهده وهو يموت وهو يصيح من الحر في بطنه والبرد في ظهره وبين يديه المراوح والثلج وخلفه الكانون وهو يقول : اسقوني ، أهلكني العطش ، فيؤتى بالعسّ العظيم فيه السويق أو الماء واللبن لو شربه خمسة لكفاهم ، قال : فيشربه ، ثم يعود فيقول : اسقوني أهلكني العطش ، قال : فانقدّ بطنه كانقداد البعير.

وقال سفيان بن عيينة عن إسرائيل أبي موسى ، سمعت الحسن يقول : قتل مع

ص: 522

الحسين ستة عشر رجلا من أهل بيته (1).

ثم ذكر بعض كراماته عليه السلام التي وقعت بعد شهادته مثل اسوداد السماء واحمرارها كالدم وصيرورتها كالعلقة وكون الشمس في اطراف الحيطان كأنها الملاحف المعصفرة وان الكواكب يضرب بعضها ببعض وان السماء مطرت دما وان الشمس كسفت وظهرت الكواكب نصف النهار وتسايل حيطان دار امارة ابن زياد

ص: 523


1- قال الدكتور بشار عواد معروف في تعليقاته على «تهذيب الكمال» (6 / 431) : تاريخ خليفة 235 ، وتاريخ ابن عساكر (284) وتصنيف الرواية : «ما على وجه الأرض يومئذ أهل بيت لهم شبيهون». وروى خليفة عن الحسن بن أبي عمرو ، قال : سمعت فطر بن خليفة ، قال : سمعت منذر الثوري عن ابن الحنفية ، قال : قتل مع الحسين بن علي سبعة عشر رجلا كلهم قد ارتكض في بطن فاطمة». وقال أبو الفرج الأصبهاني في مقاتل الطالبيين : «فجميع من قتل يوم الطف من ولد أبي طالب سوى من يختلف في أمره : اثنان وعشرون رجلا» 1. . قال بشار : هذا العدد الذي ذكره أبو الفرج يتضمن المختلف فيهم ، وقد ذكر ذلك هو في المقاتل (53 - 65). ولعل أدق قائمة هي التي ذكرها أبو مخنف ، وتصح فيها رواية ابن الحنفية التي أوردها خليفة بن خياط (وهي لا تشمل المختلف فيهم ، فقد قتل مع الحسين عليه السلام ستة من اخوته هم : العباس ، وجعفر ، وعبد اللّه ، وعثمان ، ومحمد ، وأبو بكر أولاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، وقد شك بعضهم بمقتل أبي بكر بن علي بن أبي طالب. وقتل من أولاده : علي الأكبر وعبد اللّه. وقتل من أولاد أخيه الحسن : أبو بكر ، وعبد اللّه ، والقاسم. وقتل من أبناء أخيه عقيل سوى مسلم ثلاثة هم : جعفر بن عقيل ، وعبد الرحمن بن عقيل ، وعبد اللّه بن عقيل ، وقتل عبد اللّه بن مسلم بن عقيل ، ومحمد بن أبي سعيد بن عقيل. وقتل من أولاد ابن عمه عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب اثنان هما : عون بن عبد اللّه ، ومحمد بن عبد اللّه ، (انظر تاريخ الطبري : 5 /1. 469 ، وتاريخ خليفة : 234 - 235 وقائمته منقولة عن المدائني وأبي عبيدة ، ومقاتل الطالبيين : 53 - 65). وفي الرواية التي أسندها خليفة الى محمد بن الحنفية «كلهم قد ارتكض في بطن فاطمة» نظر لأنهم ليسوا كلهم من نسل فاطمة بنت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، كما هو معروف مشهور ، فلا رضي اللّه عن قاتليهم.

اللعين دما وصيرورة الزعافير نارا ولم يقلب حجر الّا كان تحته دم عبيط وصيرورة الورس المنهوب من عسكره عليه السلام رمادا وظهور النار في لحوم الإبل المنهوبة من المعسكر وصيرورتها كالعلقم. ورمي اللّه بصر الرجل الساب الخبيث بكوكبين من السماء واحتراق بعض القتلة بنار المصباح وغرقه في الماء ورؤية ابن عباس وأم سلمة رضي اللّه عنهما في النوم بيوم عاشوراء النبي صلی اللّه عليه وآله واخباره صلی اللّه عليه وآله ان الحسين قد قتل وغير ذلك وقد روينا بعضها في مواضعه - الى أن قال في ص 440 :

وقال [أي محمد بن سعد] أيضا : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثني محمد بن عبد اللّه بن عبيد بن عمير ، قال : حدثنا ابن أبي مليكة ، قال : بينما ابن عباس جالس في المسجد الحرام ، وهو يتوقع خبر الحسين بن علي الى أن أتاه آت فساره بشيء ، فأظهر الاسترجاع فقلنا : ما حدث يا أبا العباس؟ قال : مصيبة عظيمة عند اللّه نحتسبها ، أخبرني مولاي أنه سمع ابن الزبير يقول : قتل الحسين بن علي ، فلم نبرح حتى جاء ابن الزبير ، فعزاه ثم انصرف ، فقام ابن عباس فدخل منزله ودخل عليه الناس يعزونه ، فقال : إنه ليعدل عندي مصيبة حسين شماتة ابن الزبير ، أترون مشي ابن الزبير الي يعزيني ، ان ذلك منه إلّا شماتة.

قال محمد بن عمر : فحدثني ابن جريج ، قال : وكان المسور بن مخرمة بمكة حين جاء نعي الحسين بن علي فلقي ابن الزبير ، فقال : قد جاء ما كنت تمنّى موت حسين بن علي ، فقال ابن الزبير : يا أبا عبد الرحمن تقول لي هذا؟ فو اللّه ليته بقي ما بقي بالحمى حجر ، واللّه ما تمنيت ذلك له ، قال المسور : أنت أشرت اليه بالخروج إلى غير وجه؟ قال : نعم أشرت عليه ولم أدر أنه يقتل ، ولم يكن بيدي أجله ، ولقد جئت ابن عباس فعزيته ، فعرفت أن ذلك يثقل عليه مني ، ولو أني تركت تعزيته ، قال : مثلي يترك لا تعزيني بحسين؟ فما أصنع ؛ أخوالي وغرة الصدور عليّ وما أدري على أيّ شيء ذلك. فقال له المسور : ما حاجتك الى ذكر ما مضى وبثه ، دع الأمور تمضي وبر

ص: 524

أخوالك فأبوك أحمد عندهم منك.

وقال حماد بن سلمة ، عن عمار بن أبي عمار ، عن أم سلمة : سمعت الجن تنوح على الحسين.

وقال سويد بن سعيد ، عن عمرو بن ثابت ، عن حبيب بن أبي ثابت عن أم سلمة : ما سمعت نوح الجن منذ قبض النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم إلّا الليلة ، وما أرى ابني إلّا قد قتل - تعني الحسين - فقالت لجاريتها : أخرجي فسلي ، فأخبرت أنه قد قتل وإذا جنية تنوح :

ألا يا عين فاحتفلي بجهد *** ومن يبكي على الشهداء بعدي

على رهط تقودهم المنايا *** الى متخير في ملك عبد

وقال عمر بن شبة : حدثني عبيد بن جناد ، قال : حدثنا عطاء بن مسلم ، عن أبي جناب الكلبي ، قال : أتيت كربلاء فقلت لرجل من أشراف العرب بها : بلغني أنكم تسمعون نوح الجن. قال : ما تلقى حرا ولا عبدا إلّا أخبرك أنه سمع ذلك. قلت : فأخبرني ما سمعت أنت؟ قال : سمعتهم يقولون :

مسح الرسول جبينه *** فله بريق في الخدود

أبواه من عليا قريش *** جدّه خير الجدود

وقال أبو الوليد بشر بن محمد بن بشر التميمي الكوفي : حدثني أحمد بن محمد المصقلي ، قال : حدثني أبي ، قال : لما قتل الحسين بن علي سمع مناد ينادي ليلا يسمع صوته ولم ير شخصه :

عقرت ثمود ناقة فاستؤصلوا *** وجرت سوانحهم بغير الأسعد

فبنو رسول اللّه أعظم حرمة *** وأجل من أم الفصيل المقصد

عجبا لهم لما أتوا لم يمسخوا *** واللّه يملي للطغاة الجحّد

وقال أبو سعيد محمد بن أسعد التغلبي : حدثنا يحيى بن اليمان ، قال : أخبرني إمام؟؟؟ سليم قال : غزا أشياخ لنا الروم فوجدوا في كنيسة من كنائسهم :

ص: 525

أترجو أمة قتلت حسينا *** شفاعة جدّه يوم الحساب

فقالوا : منذ كم وجدتم هذا الكتاب في هذه الكنيسة؟ قالوا : قبل أن يخرج نبيكم بست مائة عام.

أخبرنا بذلك أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد ابن البخاري ، وأبو محمد عبد الرحيم بن عبد الملك بن عبد الملك المقدسيان ، وأبو العباس أحمد بن شيبان بن تغلب الشيباني ، وأبو يحيى اسماعيل بن أبي عبد اللّه ابن العسقلاني ، وأم أحمد زينب بنت مكي بن علي الحراني ، قالوا : أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد ، قال : أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، قال : حدثنا أبو محمد الحسن ابن علي الجوهري إملاء قال : أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن عبيد العسكري ، قال : حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، قال : حدثنا محمد بن الجنيد ، قال : حدثنا أبو سعيد التغلبي ، فذكره.

وقال زكريا بن يحيى الساجي ، قال : حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن صالح الأزدي ، قال : حدثنا السري بن منصور بن عمار ، عن أبيه ، عن ابن لهيعة ، عن أبي قبيل ، قال : لما قتل الحسين بن علي احتزوا رأسه وقعدوا في أول مرحلة يشربون النبيذ ويتحيون الرأس ، فخرج عليهم قلم من حديد من حائط فكتب سطر دم :

أترجو أمة قتلت حسينا *** شفاعة جده يوم الحساب

فهربوا وتركوا الرأس ، ثم رجعوا.

أخبرنا بذلك أبو إسحاق بن الدرجي ، قال : أنبأنا أبو جعفر الصيدلاني في جماعة ، قالوا : أخبرتنا فاطمة بنت عبد اللّه ، قالت : أخبرنا أبو بكر بن ريذة ، قال : أخبرنا أبو القاسم الطبراني ، قال : حدثنا زكريا بن يحيى الساجي ، فذكره.

وقال محمد بن زكريا الغلابي ، عن عبد اللّه بن الضحاك ، عن هشام بن محمد : لما أجري الماء على قبر الحسين نضب بعد أربعين يوما وامتحى أثر القبر فجاء أعرابي من بني أسد فجعل يأخذ قبضة قبضة ويشمه حتى وقع على قبر الحسين ، فبكى ، وقال :

ص: 526

بأبي وأمي ما كان أطيبك وأطيب تربتك ميتا ، ثم بكى ، وأنشأ يقول :

أرادوا ليخفوا قبره عن عدوه *** فطيب تراب القبر دل على القبر

وقال مكرم بن أحمد القاضي ، عن أحمد بن سعيد الجمال : سألت أبا نعيم عن زيارة قبر الحسين وكأنه أنكر أن يعلم أين قبره.

وقال علي بن المديني وغير واحد ، عن سفيان بن عيينة : سمعت الهذلي يسأل جعفر بن محمد ، فقال : قتل الحسين وهو ابن ثمان وخمسين سنة.

وقال الحميدي ، عن سفيان ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه : قتل عليّ وهو ابن ثمان وخمسين ، ومات لها حسن ، وقتل لها حسين.

وقال الزبير بن بكار ، عن سفيان بن عيينة عن جعفر بن محمد : قتل حسين وهو ابن ثمان وخمسين.

قال الزبير : والحديث الأول في سنّه أثبت. يعني : ابن ست وخمسين.

وقال زهير بن العلاء ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة : قتل الحسين بن علي يوم الجمعة يوم عاشوراء سنة إحدى وستين ، وهو ابن أربع وخمسين سنة وستة أشهر ونصف.

وقال الزبير بن بكار : قتل الحسين يوم الجمعة يوم عاشوراء سنة إحدى وستين.

وكذلك قال الليث بن سعد ، وأبو بكر بن عياش ، وأبو معشر المدني ، والواقدي ، وخليفة بن خياط وغير واحد أنه قتل يوم عاشوراء سنة إحدى وستين ، زاد بعضهم : يوم السبت ، وقيل : يوم الاثنين ، وقيل : قبل آخر يوم من سنة ستين ، وقيل : سنة اثنين وستين ، وقيل غير ذلك في تاريخ وفاته ومبلغ سنه.

وقال الواقدي : الثابت عندنا أنه قتل في المحرم يوم عاشوراء سنة إحدى وستين وهو ابن خمس وخمسين سنة وأشهر.

وقال يحيى بن أبي بكير : حدثنا علي - ويكنى أبا إسحاق - عن عامر بن سعد البجلي ، قال : لما قتل الحسين بن علي رأيت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في

ص: 527

المنام ، فقال : ان رأيت البراء بن عازب فأقر مني السلام وأخبره أن قتلة الحسين بن علي في النار ، وإن كاد اللّه ليسحت أهل الأرض منه بعذاب أليم. قال : فأتيت البراء فأخبرته ، فقال : صدق رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتصور بي.

وقال عبد العزيز بن أحمد الكتاني : عن أسد بن القاسم الحلبي : رأى جدي صالح ابن السحام بحلب - وكان صالحا دينا - في النوم كلبا أسود وهو يلهث عطشا ولسانه قد خرج على صدره ، فقلت : هذا كلب عطشان دعني أسقه ماء أدخل فيه الجنة ، وهممت لأفعل ، فإذا بهاتف يهتف من ورائه وهو يقول : يا صالح لا تسقه ، يا صالح لا تسقه ، هذا قاتل الحسين بن علي أعذبه بالعطش الى يوم القيامة.

وقال الزبير بن بكار : وقال سليمان بن قتة يرثي الحسين رضي اللّه عنه :

إنّ قتيل الطف من آل هاشم *** أذل رقابا من قريش فذلت

فان يتبعوه عائذ البيت يصبحوا *** كعاد تعمّت عن هداها فضلت

مررت على أبيات آل محمد *** فألفيتها أمثالها حين حلّت

وكانوا لنا غنما فعادوا رزية *** لقد عظمت تلك الرزايا وجلت

فلا يبعد اللّه الديار وأهلها *** وإن أصبحت منهم برغمي تخلت

إذا افتقرت قيس خبرنا فقيرها *** وتقتلنا قيس إذا النعل زلت

وعند غني قطرة من دمائنا *** سنجزيهم يوما بها حين حلّت

ألم تر أن الأرض أضحت مريضة *** لفقد حسين والبلاد اقشعرت

قال : يريد أنهم لا يرعون عن قتل قرشي بعد الحسين. وعائذ البيت : عبد اللّه بن الزبير.

وقال الأستاذ أبو عثمان اسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني : أنشدني الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ في مجلس الأستاذ أبي منصور الحمشاذي علي حجرته في قتل الحسين بن عليرضي اللّه عنهما :

ص: 528

جاءوا برأسك يا ابن بنت محمد *** متزملا بدمائه تزميلا

وكأنما بك يا ابن بنت محمد *** قتلوا جهارا عاقدين رسولا

قتلوك عطشانا ولم يترقبوا *** في قتلك التنزيل والتأويلا

ويكبرون بأن قتلت وانما *** قتلوا بك التكبير والتهليلا

أخبرنا بذلك أبو الحسن بن البخاري ، قال : أنبأنا أبو سعد بن الصفار ، قال : أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي ، قال : أخبرنا أبو عثمان الصابوني ، فذكره.

وقال أبو عبد اللّه محمد بن الفضل الفراوي : أنشدت لبعض الشعراء في مرثية الحسين بن علي رضي اللّه عنهما :

لقد هدّ جسمي رزء آل محمد *** وتلك الرزايا والخطوب عظام

وأبكت جفوني بالفرات مصارع *** لآل النبي المصطفى وعظام

عظام بأكناف الفرات زكية *** لهنّ علينا حرمة وذمام

فكم حرة مسبية فاطمية *** وكم من كريم قد علاه حسام

لآل رسول اللّه صلّت عليهم *** ملائكة بيض الوجوه كرام

أفاطم أشجاني بنوك ذوو العلى *** فشبت وإني صادق لغلام

وأصبحت لا ألتذ طيب معيشة *** كأن عليّ الطيبات حرام

ولا البارد العذب الفرات أسيغه *** ولا ظل يهنيني الغداة طعام

يقولون لي صبرا جميلا وسلوة *** ومالي الى الصبر الجميل مرام

فكيف اصطباري بعد آل محمد *** وفي القلب منهم لوعة وسقام؟

ص: 529

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.